وكان قد خرج مع القائد جَوْهَر، وافتتح معه مصر، ثم سار فغلب على الرملة سنة ثمان وخمسين، وبعد أيامٍ غلب على دمشق بعد أن قاتل أهلها أيّامًا، واستقرَّ بها، ثم في سنة ستيّن هذه سار لحربه الحسن بن أحمد القرمطي، وكان مريضًا على نهر يزيد، فظفر به القرمطي وقتله، وقتل من خواصِّه خلقًا، وذلك في ذي القعدة.
حرف الحاء:
326- الحَسَن بن علي ابن الإمام أبي1 جعفر.
سمع: أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الطحاوي.
حرف الزاي:
327- زيري بن مناد الحِمْيَري2 الصَّنْهاجي جدّ العزيز بن باديس.
أوّل من ملك من بيتهم، وهو الذي بنى أَشِير وحصَّنها، وأعطاه المنصور تاهرت، وكان شجاعًا حَسَن السيرة.
جرت بينه وبين جعفر بن علي الأندلسي حرب، قُتِل زِيري في المصافّ في رمضان، وكانت مدّة إمرته ستًا وعشرين سنة.
حرف السين:
328- سعيد بن عميرة، أبو عثمان الهَرَوي. يروي عن جعفر الفريابي.
329- سليمان بن أحمد بن أيّوب3 بن مطير، أبو القاسم اللخمي الطّبَراني، الحافظ المشهور مُسْنَد الدَّنيا.
سمع: هاشم بن مرثد الطبراني، وأبا زُرْعة الدمشقي، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وأحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحَوْطي، وأبا زيد أحمد بن عبد الرحيم بن يزيد الحوطي، وأحمد بن مسعود المقدسي، وأحمد بن إسحاق البلدي الخشاب، وأحمد بن خُلَيد الحلبي، وأحمد بن شعيب النسائي، وإبراهيم بن برة
__________
1 في عداد المجهولين.
2 انظر الكامل في التاريخ "8/ 524"، والوافي بالوفيات "15/ 59".
3 انظر المنتظم "11/ 54"، والبداية والنهاية "11/ 270"، وسير أعلام النبلاء"16/ 119-130".(26/147)
الصّنَعاني، وإسحاق بن إبراهيم الدّبري، وإبراهيم بن إبراهيم الشَّباي، وإدريس بن جعفر العطّار صاحب يزيد بن هارون، وبِشْر بن موسى الأسدي، والحسن بن سهل المجوّز، وحفص بن عمر سنجه، وحَبُّوش بن رزق الله، وخير بن عرفة، وأبا الزنْباع رَوْح بن الفرج، وعلي بن عبد العزيز البَغَويّ، وعبد الله بن محمد بن سعيد ابن أبي مريم، وعبد الله بن الحسين المَصّيصي، وعمارة بن وثيمة، وعبيد الله بن رماحس، وعمرو بن ثور الجذامي، ومحمد بن حيّان المازني، ومحمد بن حيّان الباهلي، ومحمد بن يحيى بن المنذر القزّاز، ومحمد بن زكريّا الغلابي، ومحمد بن أسد الأصبهاني، وموسى بن عيسى بن المنذر الحمصي، ومقدام بن داود الرّعيني، وهارون بن مَلّول، ويوسف بن يزيد القراطيسي، ويحيى بن أيّوب العلاف وغيرهم، وأوّل سماعه بطبريَّة سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين، وله ثلاث عشرة سنة.
سمّعه أبوه ورحل به؛ لأنّه كان له ماسَّة بالحديث، وقد سمع من دُحَيْم لما قَدِمَ عليهم طبريّة، وزار به أبوه القدس سنة أربع وسبعين فسمَّعه من أحمد بن مسعود الخياط، حدثه عن عمرو بن أبي سَلَمَةَ التنّيسي، ثم رحل إلى قيسارية فسمع من إبراهيم بن أبي سفيان، وعمرو بن ثور أصحاب الفريابي، وسمع بعكَّا من أحمد اللحياني صاحب آدم بن أبي إياس، ثم إنّه رحل سنة ثمانٍ وسبعين إلى حلب، وسمع بحمص وجَبَلة ودمشق والشام في هذا القُرْب، ثم حجّ ودخل اليمن مع أبيه في نحو من سنة ثمانين، فسمع كُتُب عبد الرزّاق، وسمع بمصر في رجوعه فيما أحسب أو في ذهابه من محدّثيها، وسمع بعد ذلك من أهل بغداد والبصرة والكوفة، وأصبهان، وغير ذلك.
وكان مولده بعكّا في صفر سنة ستّين ومائتين، وكانت أمّه من عكّا.
وصنّف مُعَجَم شيوخه وهو مجلد مروي، و"المعجم الكبير" في عدَّة مجلَّدات على أسماء الصّحابة، و"المعجم الأوسط" وفيه الأحاديث الأفراد والغرائب، صنَّفه على ترتيب أسماء شيوخه، وصنَّف كتاب "الدعاء"، وكتاب "عشرة النساء"، وكتاب "حديث الشاميّين"، وكتاب "المناسك"، وكتاب "الأوائل"، وكتاب
"السنة"، وكتاب "الطوالات"، وكتاب "الرمي"، وكتاب "النوادر"، مجلّد، "ومُسْنَد أبي هريرة" كبير(26/148)
وكتاب "التفسير"، وكتاب "دلائل النُّبُوَّة"، وكتاب "مسند شُعْبَة"، وكتاب "مسند سفيان"، ومسانيد طائفة، وغير ذلك مما غاب عنّي ذكره ولم أعرف به.
روى عنه: أبو خليفة الفضل بن الحُباب، وأبو العبّاس بن عُقْدة، وأحمد بن محمد الصحَّاف وهو من شيوخه، وأبو بكر بن مردويه، وأبو عمرو محمد بن الحسين بن محمد البسطامي فقيه نيسابور، والحسين بن أحمد بن المرزبان، وأبو بكر بن أبي عَليّ الذكواني، وأبو الفضلّ أحمد بن محمد الجارودي، وأبو نُعَيم الحافظ، وأبو الحسين بن فاذشاه، ومحمد بن عبيد الله بن شهريار، وأبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد الصفّار، وآخر من حدَّث عنه بالسماع أبو بكر بن رِيذَة، وبقي بعده بسنتين عبد الرحمن بن أبي بكر الذَّكْواني يروي عنه بالإجازة.
قال أبو بكر بن أبي علي: سأل والدي أبو القاسم الطبراني عن كثرة حديثه فقال: كنت أنام على البواري1 ثلاثين سنة.
وقال أبو نعيم: قدم الطبراني أصبهان سنة تسعين ومائتين، وخرج ثم قدمها فأقام بها محدّثًا ستّين سنة.
وذكر الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني أنَّ أبا أحمد العسّال قاضي أصبهان قال: أنا سمعت من الطبراني عشرين ألف حديث، وسمع منه إبراهيم بن محمد بن حمزة ثلاثين ألفًا، وسمع منه أبو الفتح أربعين ألف حديث كملنا.
قلت: وهؤلاء من شيوخ أصبهان في أيام الطبراني.
وقال أبو نُعَيم: سمعت أحمد بن بُنْدار يقول: دخلت العسكر سنة ثمانٍ وثمانين ومائتين، فحضرت مجلس عبدان، وخرج ليُمْلي، فجعل المستملي يقول له: إن رأيت أن تملي عليَّ فيقول: حتى يحضر الطبراني، قال: فأقبل أبو القاسم بعد ساعة متَّزرًا بإزار مرتديًا بآخر، ومعه أجزاء، وقد تبعه نحو عشرين نفسًا من الغرباء من بلدانٍ شتَّى حتى يفيدهم الحديث.
وقال أبو بكر بن مَرْدَوَيْه في تاريخه: لما قدم الطبراني قِدْمَتَه الثانية سنة عشرٍ وثلاثمائة إلى أصبهان قبَّله أبو علي أحمد بن محمد بن رستم العامل، وضمَّه إليه،
__________
1 أي: الحصير المنسوج.(26/149)
وأنزله المدينة وأحسن معونته، وجعل له معلومًا من دار الخراج، فكان يقبضه إلى أن مات، وقد كنَّى ولده محمدًا أبا ذَرّ، وهي كنية والده.
وقال أبو زكريا يحيى بن مَنْدَه الحافظ: سمعت مشايخنا ممّن يُعُتمد عليهم يقولون: أملى أبو القاسم الطّبراني حديث عِكّرمة في الرؤية، فأنكر عليه ابن طَبَاطَبَا العلويّ، ورماه بدواة كانت بين يديه، فلمَّا رأى الطبراني واجهه بكلام اختصرته، وقال في أثناء كلامه: ما تسكتون وتشتغلون بما أنتم فيه حتى لا نذكر ما جرى يوم الحَرَة، فلما سمع ذلك ابن طباطبا قام واعتذر إليه وندم.
وقال ابن مَنْده المذكور: وبلغني أنه كان حسن المشاهدة طيب المحاضرة، قرأ عليه يومًا أبو طاهر ابن لوقا حديث "كان يغسل حصى جماره " فصحَّفه وقال: " يغسل خُصى حماره "، فقال: وما أراد بذلك يا أبا طاهر؟ فقال: التواضع. وكان أبو طاهر هذا كالمغفّل. قال له الطبراني يومًا: أنت ولدي يا أبا طاهر، فقال: وإيّاك يا أبا القاسم، يعني: وأنت.
وقال ابن مَنْده: وجدت عن أحمد بن جعفر الفقيه، أنا أبو عمر بن عبد الوهاب السّلمي فقال: سمعت الطبراني يقول: لما قدم أبو علي بن رستم من فارس دخلت عليه، فدخل عليه بعض الكُتّاب، فصبَّ على رِجْله بخمسمائة درهم، فلمَّا خرج الكاتب قال لي أبو علي: ارفع هذا يا أبا القاسم، فرفعتها، فلمَّا دخلت أمّ عدنان صبّت على رِجْله خمسمائة، فقمت، فقال لي: إلى أين؟
فقلت: قمت لئلَّا يقول: جلست لهذا، فقال: ارفع هذه أيضًا، فلما كان آخر أمره تكلَّم في أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- ببعض الشيء، فخرجت ولم أعد إليه بعد.
وقال أحمد بن جعفر الفقيه: سمعت أبا عبد الله بن حمدان، وأبا الحسن المَدِيني، وغيرهما، يقولون: سمعنا الطبراني يقول: هذا الكتاب روحي، يعني "المُعْجَم الأوسط".
وقال أبو الحسين ابن فارس اللغوي: سمعت الأستاذ ابن العميد يقول: ما كنت أظنّ أنّ في الدنيا حلاوة ألذّ من الرئاسة والوزارة التي أنا فيها، حتى شاهدت مذاكرة الطبراني، وأبي بكر الْجِعابي بحضرتي، فكان الطبراني يغلبه بكثرة حفظه، وكان الجعابي يغلب بفطنته وذكائه، حتى ارتفعت مراتبهما، ولا يكاد أحدهما يغلب صاحبه، فقال الجعابي: عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي، فقال: هات، فقال:(26/150)
ثنا أبو خليفة، أنا سليمان بن أيوب، وحدَّث بحديث، فقال الطبراني: أنا سليمان بن أيّوب ومنّي سمعه أبو خليفة، فاسمع منّي حتى يعلوَ فيه إسنادك، فخجل الجعابيّ، فوددت أنّ الوزارة لم تكن، وكنت1 أبنًا للطبراني وفرحت لفرحه أو كما قال.
أنبئت عن اللّبان، عن غانم البرجي، أنّه سمع عمر بن محمد بن الهيثم يقول: سمعت أبا جعفر بن أبي السّريّ قال: لقيت ابن عُقْدَةَ بالكوفة، فسألته يومًا أن يعيد لي فَوْتًا، فامتنع، فشدّدت عليه، فقال: من أيّ بلد أنت؟ قلت: من أصبهان. فقال: ناصبةً ينصِبُونَ العداوة لأهل البيت، فقلت: لا تقُلْ هذا، فإنّه فيهم متفقّهة وفُضلاء ومتشيّعة، فقال: شيعة معاوية؟ قلت: لا والله، بل شيعة عليّ، وما فيهم أحد إلّا وعليّ أعزّ عليه من عينه وأهله، فأعاد عليَّ ما فاتني، ثم قال لي: سمعت من سليمان بن أحمد اللخمي، فقلت: لا أعرفه، فقال: يا سبحان الله! أبو القاسم ببلدكم وأنت لا تسمع منه، وتؤذيني هذا الأذى، بالكوفة ما أعرف لأبي القاسم نظيرًا، قد سمعت منه وسمع منّي، ثم قال: أَسَمعِت "مُسْنَدَ أبي داود"؟ فقلت: لا، قال: ضيّعت الحزم؛ لأن منبعه من أصبهان، وقال: أتعرف إبراهيم بن محمد بن حمزة؟ قلت: نعم، قال: قلَّ ما رأيت مثله في الحفظ.
قال الحاكم: وجدت أبا عليّ الحافظ سيّء الرأي في أبي القاسم اللّخْمي، فسألته عن السبب، فقال: أجتمعنا على باب أبي خليفة، فذكرت طرف حديث: "أُمِرْت أن أسجد على سبعة أعضاء" 2 فقلت له: يحفظ شعبة عن عبد الملك بن ميسرة، عن طاوس، عن ابن عباس قال: بلى، رواه غندر، وابن أبي عَدِي، فقلت: من عنهما؟ قال: حدّثناه عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عنهما، فاتهمته إذ ذاك، فإنّه ما حدَّث به غير عثمان بن عمر، عن شعبة.
قال الحافظ ضياء الدين: هذا وَهِمَ فيه الطبراني في المذاكرة، أمّا في جمعه حديث شعبة، فلم يروه إلّا من طريق عثمان بن عمر، ولو كان كل من وَهَمَ في حديث واحد اتُّهِم لكان هذا لا يسلم منه أحد.
وقَالَ أبو عبد الله بْن مَنْدَه الحافظ: الطبراني أحد الحفاظ المذكورين، حدَّث عن
__________
1 وفي رواية "أنا" وهكذا العلم يرفع به الله أقوامًا ويجعلهم رؤساء بغير وزارة، نسأل الله أن يجعلنا منهم.
2 حديث صحيح: أخرجه البخاري "2/ 245، 246"، ومسلم "490".(26/151)
أحمد بن عبد الرحيم البرقي، ولم يحتمل سنُّه لُقِيّه. تُوُفّي أحمد بن عبد الرحيم بمصر سنة ستٍ وستين ومائتين.
قلت: كذا ورّخَه ابن يونس في موضع، وقال: في موضع آخر: توفِّي سنة سبعين في رمضان، وعلى كلّ تقدير فلم يلقه، والذي ظهر لي أنّه سمع من ابن البرقي بلا شك، لكن من عبد الرحيم أخي أحمد المذكور، فاعتقد أنّه هو أحمد، وغلط في اسم الرجل، ويؤيّد هذا أنَّ الطبراني لم يُخَرّج عن أحمد عن كبار شيوخه مثل عمرو بن أبي سَلَمَةَ ونحوه، إنّما روى عنه عن مثل عبد الملك بن هشام راوي السيرة.
وأخرى أنَّ الطبراني لم يسمّ عبد الرحيم ولا ذكره في معجمه، وقد أدركه سفيان لما دخل مصر وسمع منه، لكنَّه سمّاه باسم أخيه وهمًا منه، ولهما أخٌ حافظ، توفِّي سنة تسعٍ وأربعين ومائتين من شيوخ النّبْل، وهذا وَهْم، وحسن من الطبراني قد تكرّر في كثير من معجمه قوله: نا أحمد بن عبد الله البرقي، وقد تُوُفّي عبد الرحيم بن البرقي سنة ستَّ وثمانين.
وسئل أبو العبّاس أحمد بن منصور الشيرازي الحافظ عن الطبراني فقال: كتبت عنه ثلاثمائة ألف حديث، وهو ثقة، إلّا أنّه كتب عن شيخ بمصر، وكان أخوين وغلط في اسمه "يعني: ابني البرقي".
وقال أبو بكر بن مردويه: دخلت بغداد، وتطلّبت حديث إدريس بن جعفر العطّار، عن يزيد بن هارون، ورَوْح بن عبادة، فلم أجد إلّا أحاديث معدودة، وقد روى الطبراني، عن إدريس، عن يزيد كثيرًا.
قالت: هذا لا يدلّ على شيء، فإنّ الطبراني لما وقع له هذا الشيخ، اغتنمه وأكثر عنه واعتنى به، ولم يعتن به أهل بلده.
وقال أحمد الباطرقاني: دخل ابن مردويه بيت الطبراني وأنا معه، وذلك بعد وفاة ابنه أبي ذَرّ لبيع كتب الطبراني، فرأى أجزاء لا أوائل لها، فاغتمَّ لذلك وسبّ الطبراني.
قال الباطرقاني: وكان ابن مردويه سيّء الرأي فيه.
قال سليمان بن إبراهيم الحافظ: كان ابن مردويه في قلبه شيء على الطبراني، فتلفَّظ بكلام، فقال له أبو نعيم: كم كتبت عنه؟ فأشار إلى حزمٍ، فقال أبو نُعَيم: ومن رأيت مثله؟ فلم يقل شيئًا.(26/152)
قال الحافظ الضياء: ذكر ابن مردويه في تاريخ أصبهان جماعة وضعَّفهم، وذكر الطبراني فلم يضعّفه، ولو كان عنده ضعيفًا لضعفّه.
وقال أبو بكر محمد بن أبي علي المعدّل: الطبراني أشهر من أن يدلّ على فضله وعلمه، وكان واسع العلم كثير التصانيف، وقيل ذهبت "عيناه في آخر" أيّامه، فكان يقول: الزنادقة سحروني، فقال له يومًا حسن العطّار تلميذه يمتحن بصره: كم عدد الجذوع التي في السّقْف؟ فقال: لا أدري، لكنّ نقش خاتمي "سليمان بن أحمد".
قلت: هذا على سبيل البسْط.
وقال له مرّة أخرى: من هذا الآتي؟ قال: أبو ذَرّ، يعني ابنه، وليس بالغِفَاريّ.
قال أبو نُعَيم: توفِّي لليلتين بقِيتا من ذي القعدة سنة ستّين وصلّيت عليه.
قلت: عاش الطبراني مائة سنة وعشرة أشهر، وآخر من روى حديثه عاليًا بالإجازة عندنا الزاهد القدوة أبو إسحاق الواسطي، أجاز له أصحاب فاطمة الجوزدانية، التي تفرّدت بالرواية عن ابن زهرة صاحب الطبراني.
330- سهل بن أحمد بن عيسى، أبو الفضل المؤدِّب، هَرَوِيٌّ معمّر.
تُوُفّي يوم عرفة، وصلّى عيه الخليل بن أحمد القاضي، وله مائة سنة. قاله ابن منده.
حرف العين:
331- عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى بْن معاوية1، أبو بكر التيمي الطلحي الكوفي.
سمع عبيد بن غنّام، ومُطَيَّنًا، وجماعة.
وثّقه الحافظ محمد بن أحمد بن حمّاد.
وروى عنه أبو نُعَيم الحافظ وغيره.
332- عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن أَحْمَد2 بْن محمد، أبو القاسم البغدادي الفقيه الشافعي، ويُعرف بعُبَيْد الفقيه، نزيل قرطبة.
__________
1 أحد الحفاظ الثقات.
2 انظر علماء الأندلس "1/ 253".(26/153)
قال أبو الوليد الفَرَضي: قدِمَ الأندلس، وكان قد تفقَّه وناظر عند أبي سعيد الأصطخري، والقاضي أبي عبد الله المحاملي، وقرأ القرآن على ابن مجاهد، وعلى أبي الحسن بن شنَّبوذ، وسمع من أبي جعفر محمد بن إبراهيم الدّيلي، وأبي جعفر الطّحاوي، وأبي القاسم البَغَوي، وعبد الله بن أبي داود الدّحداح الدمشقي، وابن صاعد.
وكان عالمًا بالأصول والفروع، إمامًا في القراءات، صنَّف في الفقه والقراءات والفرائض.
قال: وقد ضعَّفه بعضهم برواية ما لم يسمع عن بعض الدمشقيين.
وُلد سنة خمسٍ وتسعين ومائتين، وكان المستنصر صاحب الأندلس قد أكرمه، وتوفِّي في ذي الحجّة بقرطبة.
قلت: لم يسمّ أحدًا روى عنه.
قال الفَرَضي: سمعت محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرِّج ينسبه إلى الكذب، ووقفت على بعض ذلك.
333- عمارة بن رفاعة بن عمارة1 بن وثيمة بن موسى، أبو العبّاس المصري. تُوُفّي في ربيع الأوّل.
334- عمر بن أَحْمَد بن محمد2 بن ممّه الخلال، أبو حفص البغدادي المعدّل.
سمع: الحسين بن الأحوص، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي.
وعنه: ابن رزقويه، ومحمد بن طلحة.
وثّقه الخطيب، مات في ذي الحجّة، وهو والد عبد الرحمن شيخ ابن المهتدي بالله.
335- عيسى بن محمد بن أحمد البغدادي3، أبو علي الطوماري من ولد ابن جريج.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 انظر تاريخ بغداد "11/ 250"، والمنتظم "7/ 54".
3 انظر تاريخ بغداد "11/ 176"، وميزان الاعتدال "3/ 322".(26/154)
حدَّث عن: الحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم الحربي، وابن أبي الدنيا، وبِشْر بْن موسى، ومحمد بْن أحمد بْن البراء، ومحمد بن يونس الكديمي، وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي، وجماعة.
وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن عبد الله الهاشمي، وابن داود الرزَّاز، وأبو علي بن شاذان، وأبو نُعَيم، وكان قد شُهِر بصحبة ابن طومار الهاشمي.
قال ابن الفرات: لم يكن بذاك، حدَّث من غير أصول في آخر أمره.
وقال ابن أبي الفوارس: كان يذكر أنَّ عنده تاريخ ابن أبي خيثمة، وكُتُب ابن أبي الدنيا، ولم تكن له أصول، وكان يحفظ حكايات. وذكر أنّه قرئ عليه كتاب "الكامل" للمبّرد من غير كتابه، وذكر أنّ مولده في المحرّم سنة اثنتين وستين ومائتين، ومات في صفر.
قلت: تفرَّد بالسماع من غير واحد.
336- الفضل بن الفضل بن العبّاس1 الكنْدي، إمام جامع همدان.
سمع الكثير من: عيسى بن هارون، وأبي خليفة، وزكريّا السّاجي، وأبي يعلى الموصلي، وجماعة.
وعنه: الحسين بن منجويه، وأبو طاهر بن سلمة، وعبد الرحمن بن شبانة، وجماعة.
وكان صدوقًا. قاله شيرويه، وقال: مات في ربيع الآخر.
قلت: وقع لنا حديثه في الثاني من حديث ابن شبانة.
حرف الميم:
337- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد، أبو علي2 بن زُبَارة العلوي النَّيْسَابُوري، شيخ الأشراف.
سمع: الحسين بن الفضل، وغيره.
وعنه: الحاكم، وعاش مائة سنة سوى شهرين.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر الإكمال "4/ 197".(26/155)
338- محمد بن إبراهيم الأصبهاني1:
سمع محمد بن علي الفرقدي، وجماعة.
وعنه: أبو نُعَيم، ووثَّقه، ومحمد بن أحمد الصابوني، وعلي بن أحمد ابن داود الرّزّاز.
339- محمد بن جعفر2 بن إبراهيم الفسوي، الفقيه أبو جعفر.
سمع: الحسن بن سفيان، وعبد الله بن الفرهاد، ومحمد بن جرير، والباغَنْدي، وأبا عَرُوبة، والمفضّل الجندي، وعلان بن الصَّيْقل، وابن جَوْصا، فطوَّف وأكثر التّرحال.
روى عنه الحاكم وقال: توفِّي في رجب.
340- محمد بن جعفر بن محمد3 بن مطر النَّيْسَابُوري، أبو عمرو بن مطر المعدّل الزاهد.
شيخ العدالة ببلده، ومعدن الورع، معروف بالسماع والرحلة والإتقان، كذا قال فيه الحاكم.
سمع: أبا عمرو، وأحمد المُسْتَملي، وإبراهيم بن أبي طالب، وإبراهيم بن علي الذُّهلي، ومحمد بن أيّوب الرازي، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي، ثم البغدادي، والفريابي، وأبا خليفة، ومحمد بن جعفر بن حبيب الكوفي.
وعنه: أبو علي الحافظ مع تقدّمه، وأبو الحسين الحجّاجي، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي المشّاط، وأبو نصر عمر بن قتادة، وآخرون.
وقد روى عنه أبو العباس بن عُقْدَةَ، وهو من صغار شيوخه.
قال الحاكم: وأعجب من ذلك ما: ثنا محمد بْن صالح بن هاني، نا أَبُو الحسن الشافعي، عن أبي عمرو بن مطر، وقد ماتا قبله بدهر، وهو الذي انتقى الفوائد على أبي العباس فأحيا به علم الأصم بتلك الفوائد، فإنَّ الأصم أخذ أصوله واعتمد على كتاب أبي عمرو بن مطر.
__________
1 أخبار أصبهان "2/ 298".
2 لا بأس به.
3 انظر المنتظم "7/ 56"، وسير أعلام النبلاء "16/ 163".(26/156)
قال الحاكم: وحدّثني أبو زيد بالكوفة، نا أبو عمرو محمد بن جعفر النَّيْسَابُوري بالكوفة سنة ستَّ وثلاثمائة، ثنا سليمان بن سلام فذكر حديثًا.
قال الحاكم: قلَّ ما رأيت أصبرَ على الفقر من أبي عمرو، فإنّه يتجمَّل بدَسْت ثياب الجمعة وحضور المجلس، ويلبس في بيته فروًا ضعيفة، ويأكل رغيفًا وبصلة أو جزرة، وبلغني انّه كان يُحْيى الليل، وكان يأمر بالمعروف، وينهى عن المُنْكَر، ويضرب اللّبِنَ لقبور الفقراء، ولم أر في مشايخنا له في الاجتهاد نظيرًا، وتوفِّي في جمادي الآخرة سنة ستّين وهو ابن خمس وتسعين سنة -رضي الله عنه.
341- محمد بن أحمد بن موسى، القاضي1 أبو عبيد الله الرازي الخلال ابن أخي علي بن موسى القُمّي.
فقيه أهل الرّيّ وشيخ الحنفية.
سمع: محمد بن أيّوب بن الضُّريْس، وإبراهيم بن يوسف.
وعنه: الحاكم، وقال: وكان من أفصح من رأينا وأَدْيَنِهم، ولي قضاء سمرقند وفرغانة، وكان والد قاضي الريّ.
قال الحاكم: انتقيت على أبي عبد الله عشرين جزءًا، ومات بفرغانة في رمضان وهو على قضائها.
342- محمد بن جعفر بن محمد2 بن الهَيْثَم بن عِمْران، أبو بكر الأنباري البُنْدار، ويُعرف بابن أبي أحمد.
سمع: أحمد بن الخليل البُرْجُلاني، ومحمد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الْعَوَّام، ومحمد بن إسماعيل التَّرْمِذي، وجعفر بن محمد الصائغ، وهو آخر من حدَّث عنهم.
روى عنه: ابن سُمَيكة، وأبو بكر البرقاني، وأبو علي بن شاذان، وبِشْر بن الفاتني، وعلي بن داود الرّزّاز، ومحمد بن أبي إسحاق إبراهيم المزكّي، وأبو نُعَيم الحافظ، وآخرون، ومولده في شوّال سنة سبعٍ وستين ومائتين.
قال الخطيب: سألت البرقاني عنه فقال: كان سماعه صحيحًا بخطّ ابنه.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر تاريخ بغداد "2/ 150"، والمنتظم "7/ 55"، وسير أعلام النبلاء "16/ 63، 64".(26/157)
قال ابن أبي الفوارس: توفِّي فجأة يوم عاشوراء. قال: وانتقى عليه عمر البصري، وكان قريب الأمر فيه بعض الشيء، وكانت له أصول جياد بخطّ ابنه.
343- محمد بن جعفر بن محمد بن كنانة، أبو بكر1 البغدادي المؤدَّب.
حدَّث عن: محمد بن يونس الكُدَيْمي، وأبي مسلم الكَجّي، ومحمد بن سهل العطّار.
وعنه: علي بن أحمد الرّزّاز، وبِشر بن عبد الله الفاتني، وغيرهما.
قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تساهل.
وقال محمد بن العبّاس بن الفرات: كان قريب الأمر، وتوفي في جُمادي الأولى.
وقال ابن أبي الفوارس: توفِّي سنة ستّ وستيّن.
344- محمد بن الحسين بن محمد2، أبو الفضل بن العميد الكاتب، وزير الملك ركن الدولة الحسن بن بُوَيْه الدَّيْلميّ، كان آية في الترسُّل والإنشاء، وكان متفلسفًا متَّهمًا برأي الأوائل، حتى كان يسمَّى الجاحظ الثاني، وكان يُقَالُ: بُدِئَت الكتابة بعبد الحميد وخُتمت بابن العميد.
وقد مدحه المتنّبي وغيره، وأعطى المتنبي ثلاثة آلاف دينار.
وقيل: كان مع فنونه لا يدري الشَّرْع، فإذا تكلَّم أحد بحضرته في أمر الدين شقَّ عليه وخنس، ثم قطع على المتكلّم فيه.
وكان قد ألَّف كتابًا سماه "الخَلْق والخُلُق" فلم يُبَيّضه، ولم يكن الكتاب بذاك، ولكن جعس الروساء خُبيص وصُنان الأغنياء نَدّ. وتوفِّي بالرّيّ.
وكان الصّاحب بن عبَّاد يلزمه ويصحبه، فلذلك قيل له: الصاحب، وأقام في الوزارة ابنه بعده سنة ستّين وهو الوزير أبو الفتح ذو الكفايتين.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "2/ 151"، والعبر "2/ 317".
2 انظر تاريخ بغداد "5/ 266"، والمنتظم "7/ 56"، وسير أعلام النبلاء "6/ 274-282".(26/158)
345- محمد بن الحسين بن عبد الله1، أبو بكر الآجُرّي، مصنِّف "الشريعة" في مجلّدين.
سمع: أبا مسلم الكجي، وأبا شعيب الحرَّاني، وخلف بن عمرو العكبري، وحفص بن محمد الفريابي، وأحمد بن يحيى الحلواني، وجماعة.
وعنه: أبو الحسن الحمامي، وأبو محمد عبد الرحمن بن عمر النّحاس، وأبو الحسين بن بشران، وأخوه أبو القاسم عبد الملك، وأبو نُعَيم، وجماعة كبيرة من حجّاج المشارقة والمغاربة؛ لأنّه جاور بمكة مدّة، وله تصانيف حسنة، وكان من الأئمة.
قال الخطيب: كان ثقة دَيِّنًا له تصانيف، توفِّي بمكة في المحرّم.
قلت: رفع لنا جماعة أجزاء من جمعه.
346- محمد بن داود، أبو بكر الدُّقّي2 الدَّيَنَوري الزّاهد، شيخ الصوفية بالشام.
قرأ القرآن على: أبي بكر بن مجاهد، وحدَّث عن الخرائطي، وصحِب جماعة وحكى عنهم، منهم: أبو بكر محمد بن الحسن الدّقّاق، وأبو محمد الجريري، وأبو عبد الله بن الجلاء؛ وسعيد بن عبد العزيز الحلبي.
حكى عنه: عبد الوهاب الميداني، وبكر بن محمد، وأبو الحسن بن جهضم، وعبدان المنبجي، وعبد الواحد بن بكر، وطائفة كبيرة.
ذكره أبو عبد الرحمن السّلمي فقال: عمَّر فوق مائة سنة، وكان من أجَلِّ مشايخ وقته، وأحسنهم حالًا، كان من أقران الرُّوذَباري، سمعت عبد الواحد الوَرثاني يقول: سمعت الدُّقّي يقول: من ألِفَ الاتّصال ثم ظهر له عين الانفصال تنقَّص عيشه، وامتحق وقته، وصار متأنّسًا في محل الوحشة، وأنشأ يقول:
لو أنَّ الليالي عذبت بفراقنا ... محا دمع عين اللَّيْلِ نورُ الكواكب
ولو جُرّع الأيّامُ كأسَ فراقنا ... لأصبحت الأيام شيب الذوايب
وقال أَبُو نصر عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ السّراج الصُّوفي: حكى أبو بكر الدُّقّي قال: كنت بالبادية فوافيت قبيلة، فأضافني رجل، فرأيت غلامًا أسود مقيدًا هناك، ورأيت
__________
1 انظر المنتظم "7/ 55"، والكامل في التاريخ "8/ 617".
2 انظر تاريخ بغداد "5/ 266"، والمنتظم "7/ 56"، وسير أعلام النبلاء "16/ 138، 139".(26/159)
جِمالًا ميْتةً ثَمَّ، فقال الغلام: اشفَعْ لي فإنّه لا يردّك، قلت: لا آكل حتى تحلّه، فقال: إنّه قد أفقرني. قلت: ما فعل؟ قال: له صوت طيّب فَحَدَا لهذه الجمال وهي مُثْقَلَةٌ، حتى قطعت مسيرة ثلاثة أيام في يوم، فلمَّا حُطَّ عنها ماتتِ كلّها، ولكن قد وهبته لك، فلمَّا أصبحنا أحببت أن أسمع صوته فسألته، وكان هناك جمل يُسْتَقَى عليه، فحدا، فهام الجمل على وجهه وقطع حباله، ولم أظنّ أني سمعت صوتًا أطيب منه، ووقعت لوجهي.
قال الميداني: توفِّي الدُّقّي في سابع جُمادي الأولى سنة ستّين.
347- محمد بن سليمان بن أحمد بن محمد1 بن ذِكْوان، أبو طاهر البعلبكي المؤدِّب نزيل صيدا.
قرأ القرآن على: هارون بن موسى بن شريك الأخفش، وسمع أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، وزكريّا خيّاط السنة، وأحمد بن إبراهيم البسري، والحسين بن محمد بن جمعة، وغيرهم.
قرأ عليه: عبد الباقي بن الحسن بن السّقّا، وجعفر بن أحمد بن الفضل.
وروى عنه: أبو الحسين بن جُمَيْع، وابنه السّكَن، وابن مَنْدَه، وعليّ بن جَهْضَم، وصالح بن أحمد الميانجي، وآخرون.
وُلد سنة أربعٍ وستّين ومائتين، وتوفِّي سنة ستين وثلاثمائة.
قال ابن عساكر: وقيل: مات سنة أربعٍ وخمسين وثلاثمائة.
قال أبو طاهر: قرأت على الأخفش بعد الثمانين ومائتين، وكان أبو طاهر يعلّم بجامع صيدا، فعل ذلك قبل موته بعامين لأنه احتاج.
348- محمد بن صالح2 بن علي، أبو الحارث الهاشمي البغدادي المالكي، قاضي نَسَا، وأخو قاضي بغداد أبي الحسن محمد بن صالح بن أمّ شَيْبان.
سمع: عبد الله بن زيدان البجلي، وأبا محمد بن صاعد، وجماعة.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم.
__________
1 انظر الأنساب "357"، الوافي بالوفيات " 3/ 125".
2 انظر تاريخ بغداد "5/ 362"، والمنتظم "7/ 56".(26/160)
349- محمد بن طاهر1 بن محمد، أبو طاهر النَّيْسَابُوري الصَّيْرفي الزاهد الصالح.
سمع: ابن خُزَيْمة، وأبا العبّاس السّرّاج.
وعنه الحاكم وقال: كان من العُبَّاد الصابرين على الفاقة.
350- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ2 بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أشْتَة، أبو بكر الأصبهاني المقرئ النّحوي، أحد الأعلام.
قرأ القرآن على: ابن مجاهد، ومحمد بن يعقوب المعدّل، وأبي بكر النقاش، وقرأ بأصبهان على محمد بن أحمد بن الحسن الكسائي، وطائفة، وبرع في القرآن وصنَّف التصانيف.
قال أبو عمرو صاعد: مشهور، ثقة، عالم بالعربية، بصير بالمعاني، حسن التصنيف، صاحب سنة.
روى عنه جماعة من شيوخنا، وسمع منه: عبد المنعم بن غلبون، وخَلَف بن إبراهيم، وعبد الله بن محمد بن راشد الأندلسي، وتوفي في مصر سنة ستّين.
351- محمد بن الفُرُّخان3 بن روزبه، أبو الطَّيّب الدُّوري.
حدَّث ببغداد عن أبيه، والفضل بن الحُباب أحاديث مُنْكَرَة.
وعنه: يوسف القوّاس، وابن السّوطي، وكان غير ثقة، وكان يحكي عن الجنيد وغيره.
توفِّي سنة ستين وثلاثمائة أو قريبًا منه.
الكنى:
352- أبو القاسم بن أبي يعلى4 الشريف الهاشمي، قام بدمشق وقام معه خلق من الشباب وأهل الغوطة، وقطع دعوة المصريين، ولبس السواد، ودعا للمطيع
__________
1 لا بأس به.
2 انظر الوافي بالوفيات "3/ 340"، وطبقات المفسرين "2/ 157".
3 انظر تاريخ بغداد "3/ 167"، والمنتظم "7/ 56".
4 انظر العبر "2/ 319"، وشذرات الذهب "3/ 35".(26/161)
لله، وذلك في ذي الحجّة سنة تسعٍ وخمسين، واستفحل أمره، ونفى عن دمشق أميرها إقبال نايب شمَّول الكافوري، فلم يلبث إلّا أيامًا حتى جاء عسكر المصريين وقاتلوا أهل دمشق، وقُتل منهم جماعة، ثم هرب أبو القاسم الشريف في الليل، فصالح أهل البلد، وطلب أبو القاسم البرّيّة يريد بغداد، فلحقه ابن عليان العدوي فأسره عند تَدْمُر وجاء به، فَشَهَّرَه جعفر بن فلاح في عسكره على جمل، وذلك في المحرَّم سنة ستّين، وسيّره إلى مصر.
قال ابن عساكر: قرأت بخط عبد الوهاب أنَّ أبا جعفر بن فلاح وعد لمن جاء بالشريف ابن أبي يَعْلى بمائة ألف دِرْهم، فجيء به، ففرح، وطيف به على جمل، وعلى رأسه قَلَنْسُوَة يَهُوديّ، وفي لِحْيَيْه ريش، وبيده قصبة، ثمّ لان له ابن فلاح وقال: لأَكاتِبَنَّ مولانا بما يَسُرُّك، وأيش حَمَلّكَ على الخروج عن الطّاعة؟ قال: القضاء والقدر، وأغلظ لبني عدِيّ الذين جاءوا به، وقال: غدرتم بالرجل، ففرح أكثر الناس بهذا، ودعوا بالخلاص لابن أبي يعلى لحِلْمه وَكَرَمِهِ وجُوده.
من لم يُحفظ وفاته وله شهرة كتبنا تقريبًا:
حرف الألف:
353- أَحْمَد بْن إبْرَاهِيم بْن جعفر، أبو بكر العطّار1، شيخ معمَّر.
سمع: محمد بن يونس الكُدَيْمي، وغيره.
وعنه: أبو نُعَيم الحافظ.
354- أحمد بْن إبراهيم بْن محمد2، أبو العبّاس الكِنْدي البغدادي، نزيل مكة.
حدّث عن: يوسف القاضي، ومحمد بن جرير الطّبري، والخرائطي.
وعنه: أبو الحسين بن بشُران، وأخوه عبد الملك، وأبو نُعَيم.
وثَّقه الخطيب.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 انظر تاريخ بغداد "4/ 18".(26/162)
355- أحمد بن إسحاق بن محمد1 بن شَيْبان، أبو محمد الهَرَوي الضّرير، بغداديّ الأصل.
سمع سنة بِضْعٍ وسبعين ومائتين من مُعاذ بن نجدة عمّ والدته، ومن علي بن محمد الْجِعابي.
روى عنه: إسحاق بن إبراهيم بن الفرات، وأحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وأبو عثمان سعيد بن العباس القرشي، وهو من كبار شيوخ ابن الفرات.
توفِّي في حدود الستين وثلاثمائة، وله ترجمة في كتاب ابن النجّار، وهو المُعَاد في سنة تسعٍ وستّين.
- أحمد بن إسحاق:
مر في الطبقة الماضية، ويلقَّب بالجرذ.
356- أحمد بن الحسن2 بن محمد بن سهل، أبو الفتح المالكي الواعظ، ويُعرف بابن الحمصي.
حدَّث ببغداد عن: أبي جعفر الطحاوي، وجعفر الطّيالسي.
وعنه: أبو نُعَيم الحافظ، وغيره.
367- أحمد بن صالح3 بن عمر، أبو بكر المقرئ، بغداديّ نزل الرملة.
قرأ على: الحسن بن الخُباب، والحسن بن الحسين الصّوّاف، ومحمد بن هارون التمَّار، وابن مجاهد.
وعنه: عبد الباقي بن الحسن، وعبد المنعم بن غَلْبُون، وعلي بن محمد بن بِشْر الأنطاكي، وخَلَف بن قاسم، وآخرون، بعضُهم تلاوةً.
وصفه أبو عمرو الدّاني بالثقة والضبط، وقال: مات بعد الخمسين.
358- أحمد بن علي4 بن الحسين، أبو بكر الفارسي البيضاوي النخاس.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر تاريخ بغداد "4/ 90".
3 انظر تاريخ بغداد "4/ 205"، وشذرات الذهب "3/ 35".(26/163)
حدّث عن: محمد بن هارون بن المجّدر، وعبد الله بن سعيد القُرَشي.
وعنه عمر بن أحمد البرمكي، وأبو سعيد النقّاش، والحافظ أبو نُعَيم.
359- أحمد بن القاسم1 بن كثير بن صدقة بن الرّيّان المالكي، أبو الحسن المصري، نزيل البَصْرة، شيخ معمّر.
يروي عن: محمد بن يونس الكديمي، والحارث بن أبي أسامة، وإسحاق بن إبراهيم الدّبري، وأحمد بن محمد البِرْتي، وعبد الله بن أبي مريم، وأبي عبد الرحمن النّسائي، ومحمد بن غالب تمتام، وأحمد بن إسحاق بن سبط، وغيرهم.
وعنه: علي بن عبدكويه، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو نُعَيم، وغيرهم.
قال ابن ماكولا: فيه ضَعْف.
وقال حمزة السَّهْمي: سمعت أبا محمد الحسن بن علي البصْري مولى أحمد بن محمد بن القاسم بن الرَّيّان، ليس بالمَرْضِيّ، سمعت منه.
قلت: مرَّ في سنة سبع وخمسين، وهو راوي نسخة نُبْيط.
360- أحمد بن طاهر2 بن النّجْم، أبو عبد الله المَيَانَجي الحافظ. محدِّث رحَّال.
سمع: أبا مسلم الكجّي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ويحيى بن محمد البحتري الحِنّائي، وأحمد بن هارون البرديجي الحافظ، وجماعة، وأخذ هذا الشأن وتخرَّج بسعيد بن عمرو البردعي.
روى عنه: عبد الله بن أبي زُرْعَة القزْويني، ويعقوب بن يوسف الأردبيلي، وجماعة، وآخر من بقي من أصحابه أحمد بن الحسين بن علي التَّرَّاسي بالمراغة.
وقال سعيد بن علي الرَّيْحاني: ومن شيوخ أبي الحسين أحمد بن فارس اللَّغوي: أحمد بن طاهر بن المنجم، فكان يقول عنه: إنّه ما رأي مثل نفسه، يعني ابن المنجم.
قال ابن فارس: وما رأيت مثله.
قال الخليلي في "الإرشاد": توفي بعد الخمسين وثلاثمائة.
__________
1 انظر العبر "2/ 319"، والإكمال "4/ 112".
2 انظر العبر "2/ 320"، وشذرات الذهب "3/ 36".(26/164)
361- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد1 بْن سهل، أبو بكر البغدادي المعروف ببُكَيْر الحدّاد:
جاور بمكّة، وحدّث عن: محمد بن يونس الكُدَيْمي، وبِشْر بن موسى، والكَجّي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وغيرهم.
وعنه: الدَارقُطْنيّ، وأبو محمد بن النّحّاس، وجماعة.
وثّقه الخطيب وقال: تُوُفّي بعد الخمسين.
362- أحمد بن محمد2 بن بِشْر، أبو بكر بن الشارب المقرئ، خُرَاسَانيّ نزل بغداد وأدَّب بها، وقرأ بها على أبي بكر الزَّيْنبيّ، وهو من أثبت أصحابه وأنبلهم.
قرأ عليه: عبد الباقي بن الحسن، وعلي بن عمر الحمامي، وأبو بكر بن شاذان الواعظ، وغيرهم.
363- أحمد بن محمد بن أحمد3 بن السّدّيّ، أبو الطَيّب الدُّوري ابن أخت الهيثم بن خلف.
سمع: الكُدَيْمي، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبة، ومحمد بن إسحاق بن راهَوَيْه، والحسن بن مَنْدَه، والحسن بن أبي المنذر.
ووثّقه الخطيب. توفِّي سنة نَيِّفٍ وخمسين.
364- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صالح بْن عبد الله بن قيس، أبو الحسين التميمي الأحنفي الهمذاني الكوملاذي البزاز، والد صالح بن أحمد الحافظ.
سمع الكثير بهمذان، ورحل إلى بغداد فسمع من محمد بن حبان الباهلي، وحمزة بن محمد الكاتب، وعلي بن طيفور النسوي، وحامد بن شعيب، وطائفة في حدود الثلاث مائة. روى عنه ابنه، وطاهر بْن عَبْد اللَّه بْن ماهلة، وأحمد بن تركان، وأبو الحسن بن جهضم.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "4/ 364".
2 انظر تاريخ بغداد "4/ 401".
3 انظر تاريخ بغداد "4/ 365".(26/165)
وكان محدثًا صدوقًا؛ قَالَ ابنه صالح: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن محمد الصّفّار يَقُولُ: كنَّا نشبِّه أباك أيّام كنّا نسمع بأحمد بْن حنبل لسكونه ووقاره، وما كان عليه -رحمه الله.
365- أحمد بن محمد1 بن منصور، أبو بكر الأنصاري الدّامغاني، الفقيه الحنفي، صاحب الطّحاوي.
تفقَّه على الطّحاوي، ولازَمَ ببغداد حلقة أبي الحسن الكَرْخي، فلمَّا فُلِجَ جعل الفتوى إليه، وكان كبير الشأن إمامًا ورِعًا، وُلّي مرَّة قضاء واسِط لِدُيونٍ رَكِبَته.
روى عنه: أبو محمد عبد الله بن الأكفاني، وغيره، وتفقَّه به جماعة.
366- أحمد بن محمد2 بن أحمد، أبو حامد السّرَخْسِي.
سمع: محمد بن إبراهيم البوسَنْجي، وغيره.
وعنه: محمد بن جبريل بن ماج.
367- أحمد بن محمد بن حسنوية، أبو الحسين النيسابوري اللباد التاجر. ثقة حجة، يروي عن محمد بن محمد الباغندي، والحسين بن إدريس، وابن خزيمة. وعنده كتاب "الجرح والتعديل" عن ابن أبي حاتم. روى عنه أبو بكر البرقاني، وغيره.
368- أحمد بن محمد3 بن سالم، أبو الحسن البصري الصوفي ابن الصّوفي المتكلّم، صاحب مقالة السّالمية.
له أحوال ومُجَاهَدة وأتباع ومُجُون، وهو شيخ أهل البصرة في زمانه، عُمَّر دهْرًا، وأدرك سهل بن عبد الله التُسْتَرِيّ وأخذ عنه، لأنّ والده كان من تلامذة سهل، وبقي إلى قريب الستين وثلاث مائة، وكان من أبناء التسعين.
__________
اانظر تاريخ بغداد "5/ 97".
2 في عداد المجهولين.
3 انظر الحلية "10/ 378".(26/166)
قال أبو سعيد محمد بن النَقّاش الحافظ: رأيته وسمعت كلامه، ولم أكتب عنه شيئًا.
قلت: وكان دخول النقّاش البصْرة سنة نيّفٍ وخمسين وثلاثمائة.
روى عن أبي الحسن بن سالم: أبو طالب المكّي صاحب "القوت" وصَحِبَه، وأبو بكر بن شاذان الرّازي، وأبو مسلم محمد بن علي بن عوف المرجّي الأصبهاني، وأبو نصر الطوسي الصّوُفي، ومنصور بن عبد الله الصُّوفي، ومعروف الرَّيْحاني.
وذكره أبو نُعَيم في الحلْية فقال: ومنهم أبو عبد الله محمد بْن أَحْمَد بْن سالم البصري، صاحب سهل التُسْتَريّ وحافظ كلامه، أدركناه وله أصحاب يُنْسَبُون إليه.
قلت: هكذا سمّاه وكناه في الحلية.
قال السَّلَمي في تاريخ الصوفيّة: محمد بن أحمد بن سالم، أبو عبد الله البصْري، والد أبي الحسن بن سالم، روى كلام سهل، وهو من كبار أصحابه، أقام بالبصرة، وله بها أصحاب يُسَمّون السالميّة، هجرهم النّاسُ لألفاظٍ هُجْنة أطلقوها وذكروها.
قال أبو بكر الرازي: سمعت ابن سالم يَقُولُ: سَمِعْتُ سهل بن عبد الله يَقُولُ: لا يستقيم قلب عبدٍ حتى يقطع كلّ حيلة وكلُ سببٍ غير الله.
وقال: قال سهل: ما اطَّلَع الله على قلبٍ فرأى فيه همّ الدنيا إلّا مَقَتَه، والمَقْتُ أن يتركه ونفسه.
وقال أبو نصر الطُّوسي: سألت ابن سالم عن الوجل، فقال: انتصاب القلب بين يدي الله. وسألته عن العُجْب قال: أن يستحسن العبد عمله وترى طاعته. قلت: كيف يتهيّأ للعبد أنْ لا يستحسن صلاته وصومه وعبادته؟ قال: إذا علم تقصيره فيها والآفات التي تدخُلُها فلا يستحسنه.
وسمعته يقول: متى تنكسر النفس بترك الطعام هبها هبها، فسألته: بِمَ أستعين على قوة نفسي؟ قال: أن تجعل حيث موضع نظر الله، إن مددت يدك قلت لِمَ، وإن مددت رجلك قلت لِمَ، وإن نطقت تقول: لِمَ.
هذا حبس النفس التي تنكسر به قوته، وتزول سُرْبته، لا لترك الطعام والشراب. قلت: السنة لهم نِحْلَة لا أحقّقها.(26/167)
369- أحمد بن محمد بن شارَك1، الفقيه أبو حامد الهروي الشافعي.
مفتي هَرَاة وأديبها وعالمها ومفسّرها ومحدّثها في زمانه.
سمع: محمد بن عبد الرحمن السَّامي، والحسن بن سفيان الفَسَوي النيسبابوري، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأحمد بن الحسن الصُّوفي، وأبا يعلى الموصلي.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو إبراهيم النصر أبادي.
وقال الحاكم: كان حسن الحديث. توفِّي بَهَراة سنة خمسٍ وخمسين.
وكذلك قال أبو النضر الفامي، وذكره مرة أخرى قال: تُوُفّي في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وخمسين.
370- أحمد بن مطرف النصري2 المغربي، له ديوان تكلم فيه عن كثير من شيوخه في اللغة.
توفِّي بعد الخمسين ظنًّا، قاله السلفي.
371- إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله3 بْن أبي العزائم، أبو إسحاق الكوفي.
آخر من حدّث عن أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرْزَةَ الْغِفَارِيُّ، وعن الخضِر بن أبان.
يروي عنه: أبو نُعَيم الحافظ، ومحمد بن أحمد الجواليتي الكوفي المتوفَّى بمصر سنة إحدى وثلاثين، وغيرُهما.
372- إبراهيم بن محمد4 بن الخصيب الأصبهاني العَسَّال.
سمع ببغداد من يوسف بن يعقوب القاضي.
وعنه: أبو نُعَيم، وأبو بكر بن أبي علي.
473- إبراهيم بن محمد5 بن إبراهيم الورّاق الأصبهاني.
__________
1 انظر طبقات الشافعية "2/ 98"، وسير أعلام النبلاء "16/ 273".
2 أحد الأدباء، وعلماء اللغة.
3 انظر العبر "2/ 321"، وشذرات الذهب "3/ 36".
4 انظر أخبار أصبهان "1/ 200".
5 انظر أخبار أصبهان "1/ 200".(26/168)
سمع محمد بن العبّاس الأخرم. وعنه: أبو نعيم.
حرف الحاء:
374- الحَسَن بْن عَبْد اللَّه1 بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الكاتب البغدادي المقرئ.
محقّق ضابط مشهور من كبار أصحاب ابن مجاهد.
قرأ عليه: عبد الباقي بن الحسن، وعلي بن محمد الحذّاء.
375- الحسن بن عبد الله النجاد2، الفقيه البغدادي، من كبار الحنابلة ببغداد، صنَّف في الأصول والفروع عن أبي محمد البربَهاري، وأبي الحسن بن بشّار.
تفقّه به عبد العزيز غلام الزّجّاج، وأبو عبد الله بن حامد وجماعة. وكان في هذا الزمان موجودًا.
376- الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد3، أبو محمد الرامَهُرْمُزِي الحافظ القاضي، صاحب كتاب "المحدّث الفاصل بين الراوي والواعي" حافظ مُتِقن واسع الرحلة.
سمع أباه محمد بن عبد الله الحضرمي مُطَيّنًا، وقاضي الكوفة أبا الحُصَيْن الوادعي، ومحمد بن حيّان المازني، وعُبَيد بن غنّام، وأبا خليفة الْجُمَحي، ويوسف بن يعقوب القاضي، والحسن بن المثنّى العنبري، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، والفريابي، وعبدان الأهوازي، وموسى بن هارون، وأبا شعيب الحرّاني.
وأوّل سماعه بفارس سنة تسعين ومائتين، وأوّل رحلته سنة بضعٍ وتسعين، وهؤلاء هم كبار من روى عنه من أهل فارس، ووقع لنا من تصنيفه كتاب "الأمثال".
روى عنه: القاضي أبو عبد الله أحمد بن إسحاق النَّهاوندي، وأحمد بن موسى بن مردَوَيْه، والشيخ أبو الحسين محمد بن أحمد بن جُمَيْع الغسّاني في مُعْجَمِه، وطائفة من أهل رامَهُرْمُز وشِيرَاز.
__________
1 انظر الوافي بالوفيات "2/ 90".
2 انظر العبر "2/ 321"، وطبقات الحنابلة "2/ 140".
3 انظر العبر "2/ 321"، والمنتظم "6/ 228"، وسير أعلام النبلاء "16/ 73-75".(26/169)
قال أبو القاسم بن مَنْدَه في الوَفَيَات له: عاش إلى قريب الستين وثلاثمائة برامَهُرْمُز.
377- الحسن بن عبيد الله1 بن طُغج بن جُفّ، أبو محمد.
وُلّي إمرة دمشق سنة ثمانٍ وخمسين، فرحل بعد أشهر، واستخلف مكانه شموَّل الإخشيدي، ثم سار إلى الرملة، فالتقي هو وجعفر بن فلاح في آخر السنة، فانهزم جيشه، وأخذ الحسن أسيرًا، وحُمل إلى المغرب إلى المُعِزّ بن إسماعيل العُبيْدي الخليفة الخارجي، وولت دولة الإخشيذية، ولعله قتل سرًّا.
حرف السين:
378- سعد بن محمد بن إبراهيم2 الناقدي الصيرفي.
عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وعنه أبو نعيم.
379- سهل بن إسماعيل بن سهل، أبو صالح الطرسوسي الجوهري قاضي سهلان.
سمع عبد الرحمن بن الرَّوَّاس، وأنس بن السَّلْم بدمشق، ومحمد بن نصير بأصبهان، وأبا خليفة بالبصرة، وغيرهم. وعنه: أبو أحمد عبيد الله الفرضي، وعبد الله بن يحيى السكري، وأبو القاسم بن بشران، وأبو الحسين بن جميع، ومحمد بن طلحة النعالي، وغيرهم.
وثَّقه الخطيب، وتوفِّي بعد الخمسين فيما أحسب.
حرف الصاد:
380- صِدَّيق بن سعيد، أبو الفضل3 الصُّوناخي، وصُوناخ قرية من عمل إسبيجاب.
قَدِمَ سمرقند، وسمع الكُتُب عن محمد بن نصر المَرْوَزي الفقيه، وببخارى عن
__________
1 انظر الكامل "8/ 59"، والوافي بالوفيات"12/ 97"، وسير أعلام النبلاء "16/ 223".
2 لا بأس به.
3 انظر الأنساب "8/ 112"، وميزان الاعتدال "2/ 314"، وسير أعلام النبلاء "16/ 132".(26/170)
سهل بن شاذويه، وحامد بن سهل، وصالح بن محمد.
مات بفرياب بعد الخمسين وثلاثمائة، قاله ابن السَّمْعانيّ.
حرف العين:
381- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن ديزويه الفقيه، أبو عمر الدمشقي الحنبلي.
حدَّث بمصر ودمشق عن أبي يعلى الموصلي، والبغوي، وابن فيل البالسي. وعنه: أحمد بن محمد بن سدرة، ومحمد بْن أحمد بْن مفرج القُرْطُبي، وعبد الرحمن ابن عمر النحاس، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر.
352- عبد الله بن جعفر بن إسحاق بن علي بن جابر بن الهيثم بن رشيد الجابري الموصلي.
سمع محمد بن أحمد بن أبي المثنى، وعبد الله بن المعتز، وهو آخر من حدَّث عنهما، عمِّر دهرًا. وعنه: أبو نعيم الحافظ؛ سمع منه بالبصرة في أول سنة سبع وخمسين.
383- عَبْد الله بْن عُبَيد الله بْن يحيى1، أبو القاسم العسكري، المقرئ البزّار.
روى عن: أحمد بن بِشْر الطيالسي، ومحمد بن إسحاق بن راهويه، وعليّ بن داود الرّزّاز.
384- عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن أَحْمَد بْن علك، أبو عبد الرحمن المروزي الجوهري، مسند مرو في حدود الستين وثلاث مائة، ومحدثها.
رحل وسمع محمد بن أيوب البجلي، ومحمد بْن إبراهيم البُوشَنْجيّ، وعَبْد اللَّه بْن أحمد بن حنبل، والفضل بْن محمد الشّعْرانيّ، وعبد اللَّه بْن ناجية، وجماعة كثيرة. وعنه: أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشّيرازي، وأبو بكر البرقاني، وطائفة.
385- عبد الله بن محمد2 بن حمزة بن أبي كريمة، أبو يعلى الصيداوي.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "10/ 39".
2 انظر معجم الشيوخ "129، 130"، لابن جميع.(26/171)
سمع أباه، ومحمد بن المُعَافَى الصيداوي، ومحمد بن الحسن بن قُتَيْبة.
ووُلّي قضاء بيت المقدس.
وعنه: ابن مَنْدَه، وتمَّام الرّازي، ومُعَاذ بن محمد الصَّيداوي، وأبن جُمَيْع، وابنه السّكَن.
386- عبيد الله بن جعفر1 بن أحمد بن عاصم بن الرَّوَّاس الدمشقي.
روى عن أبيه والحسن بن الفرج الغزّي، وإسحاق المنجنيقي.
وعنه: تمَّام، ومحمد بن موسى السَّمْسار.
387- عثمان بن أحمد2 بن شَنْبك، أبو سعيد الدَّيْنَوَرِي، ورَّاق خَيْثَمَة ونزيل طرابلس.
روى عنه: ابن صاعد، والبغوي، وابن ذَرِيح العُكْبُري، وأبو علي محمد بن سعيد الحمصي، ومحمد بن الربيع الجيزي.
وعنه: أبو الحسن بن جهضم، وتمَّام، وأبو محمد بن ذكوان، وابن جُمَيْع، وعبد المنعم بن أحمد.
بقي إلى سنة خمسٍ وخمسين.
388- عثمان بن حسين البغدادي3.
عن: جعفر الفريابي، وقاسم المطّرز، والباغَنْدي، وخلق.
وعنه: تمَّام، وأبو نصر بن الجندي، وأبو نصر بن الحبّان، ومحمد بن عوف الدمشقيّون.
وكان ثقة عارفًا بالحديث. حدَّث سنة سبعٍ وخمسين.
389- عثمان بن محمد4 بن إبراهيم بن رستم، أبو عمر الماذرائي، ويعرف بابن الأطروش.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر الإكمال "4/ 262"، والتهذيب "2/ 58".
3 لا بأس به.
4 لا بأس به.(26/172)
حدَّث بمصر عن أبيه، وأبي شُعَيْب الحرّاني، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وجماعة.
روى عنه: عبد الرحمن بن عمر النّحّاس، وإبراهيم بن علي الغازي، وابن نظيف، وآخرون.
390- عتيق بن ما شاء الله1 بن محمد، أبو بكر المصري المقرئ العسال.
قرأ عَلَى أَحْمَد بن عبد اللَّه بن هلال المصري.
روى عنه الحروف: أبو الطّيّب بن غلبون، وابنه طاهر، وذكر أنّه سمع من ابن هلال سنة خمسٍ وتسعين ومائتين، وتوفِّي في عَشْر الستّين.
391- علي بن الحسن2 بن عبد العزيز الهاشمي.
عن: محمد بن يحيى المَرْوَزي، وجعفر الفِرْيابي.
وعنه: أبو الفضل بن داود، وأبو نُعَيم الحافظ.
392- علي بن حمد الواسطي3.
سمع بِشْر بن موسى.
وعنه: أبو نُعَيم.
393- عمر بن علي بن الحسن4، أبو حفص العتكي5 الأنطاكي.
سمع الحسن بن فيل، وأبا جعفر العُقَيْلي، وابن جَوْصا، ومحمد بن يوسف الهروي، والحسن بن علي بن روح الكَفْربطناوي، وطائفة كثيرة.
وقَدِمَ دمشق مستنفرًا لنجدة أهل أنطاكية في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
وعنه: الحافظ عبد الغني، وابن نظيف الفرّاء، وعبد الوهاب الميداني، والمسدّد الأملوكي.
ولا أحسبه إلّا بقي إلى أيّام الطبقة الآتية، فإنَّ الأملوكي متأخر السماع.
__________
1 انظر السابق.
2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "11/ 383".
3 لا بأس به.
4 انظر العبر "2/ 322"، وشذرات الذهب "3/ 38".
5 نسبة إلى بطن من الأزد.(26/173)
حرف الكاف:
394- كَشَاجَم1، أحد فحول الشعراء في عصر المتنبّي، اسمه: أبو نصر محمود بن الحسين.
قدم دمشق، وروى عنه الحسين بن عثمان الخِرَقي وغيره.
ومن شعره وهو القائل:
يقولون تُبْ والكأس في كفّ أغيد ... وصوت المثاني والمَثَالِثِ عالي
فقلت لهم: لو كنت أضْمَرْتُ تَوْبَةً ... وأبصرت هذا كله لبدا لي
وله في كافور:
أكافور قُبِّحْتَ من خادِمٍ ... ولاقَتْكَ مسرِعَة جائحَه
حيث سَمِيّك في برده ... وأخطأك اللون والرائحة
وشِعْرُ كشاجم سائر مُتَدَاول.
حرف الميم:
395- مُحَمَّد بْن أَحْمَد2 بْن مُحَمَّد بن يعقوب، أبو بكر الشَّيْباني الأصبهاني القَمّاط، ثقة، صاحب أصول.
سمع: أبا بكر بن أبي عاصم، وإبراهيم بن نائلة، وغيرهما.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي وأبو نعيم الأصبهانيّان.
396- محمد بن أحمد3 بن أبي مطيع الهَرَوي.
سمع: عثمان بن سعيد الدّارمي.
وعنه: أبو الفضل الجاروي، وغيره.
__________
1 انظر العبر "2/ 322"، وسير أعلام النبلاء "16/ 285، 286".
2 انظر العبر "2/ 323"، وشذرات الذهب "3/ 38".
3 لا بأس به.(26/174)
397- محمد بن أحمد بن يوسف1، أبو الطّيّب البغدادي المقرئ، صاحب ابن شنبوذ.
تغرَّب وجال، وتحدّث بجُرْجَان وأصبهان عن: إدريس بن عبد الكريم الحدّاد، وغيره.
روى عنه: أبو نصر الإسماعيلي، وأبو نُعَيم الحافظ.
قال أبو نعيم: قَدِمَ علينا سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
398- محمد بن إبراهيم2 الفروي.
سمع أبا مسلم الكجّي.
وعنه أبو نُعَيم، ووثَّقه.
399- محمد بن إسماعيل بن موسى3 الرّازي.
آخر من حدَّث عن أبي حاتم الرّازي.
وعنه: علي بن أحمد بن داود الرّزّاز، وتوفِّي بعد الخمسين وثلاثمائة.
400- محمد بن الحسن بن الوليد4 بن موسى، أبو العبّاس الكلابي الدمشقيّ، أخو تبوك وعبد الوهاب.
سمع: القاسم بن اللَّيْث الرَّسْعَني، وإسحاق بن أحمد القطّان، وأبا عبد الرحمن النَّسَائي.
وعنه: شُعَيب بن عبد الرحمن بن عمر بن نصر، ومكّي بن محمد، ومكّي بن عوف المُزَنيّ.
سمع منه عبد الوهاب الميداني في سنة خمسٍ وخمسين.
401- محمد بن صبيح5 بن رجا، أبو طالب المصفى.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "1/ 377"، وأخبار أصبهان "2/ 288".
2 أحد العلماء المشايخ، لا بأس به.
3 لا بأس به.
4 انظر السابق.
5 السابق.(26/175)
سمع: محمد بن عبد الله الحضرمي مطينا، وأحمد بن إبراهيم السري، وأحمد بن أنس بن مالك، وأحمد بن علي بن سعيد المروزي، وغيرهم.
وعنه: أبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، ومحمد بن موسى السمسار.
وهو دمشقيّ.
402- محمد بن عبد الله بن1 بَرّزَة، أبو جعفر الروذراوي الدَاوُودي.
حدَّث بهَمَذان سنة سبعٍ وخمسين عن: إسماعيل القاضي، وعُبَيْد بن شَرِيك بن دِيزيل.
قال صالح بن أحمد الحافظ: ولم يثبت في ابن ديزيل، وهو شيخ حَضَرْتُهُ، ولم أحمد أَمْرَه.
قلت: روى عنه ابن لال، وأبو طاهر بن سلمة، وابن فنجويه، وابن جهضم، وأحمد بن الحسن الإمام، وطائفة كثيرة.
حدّث في سنة سبعٍ وخمسين بَهَمَذَان.
403- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد2 اللَّه بْن أبي دَجَانَة عمرو بن عبد الله بن صَفْوَان البَصْري، أبو زُرْعَة الدمشقي، ابن أخي أبي زُرُعَة الكبير، وأخو أحمد.
يروي عن: الحسين بن جمعة، وإبراهيم بن دحيم، وجماعة، بعد سنة ثلاثمائة.
روى عنه: تمّام، وأبو علي بن مهنّا.
404- محمد بن علي بن مسلم3 العَقِيليّ، بصريّ.
سمع محمد بن يحيى بن المنذر القزّاز.
وعنه أبو نُعَيم.
405- محمد بن حامد4 الماليني.
__________
1 انظر سير أعلام النبلاء "16/ 165"، والعبر "2/ 323"، وشذرات الذهب "3/ 38".
2 انظر تذكرة الحفاظ "3/ 1001".
3 انظر الأنساب "9/ 21".
4 في عداد المجهولين.(26/176)
عن عثمان الدارمي.
وعنه: ابن منصور محمد بن جبريل الهَرَوِي.
406- محمد بن عمر بن سلمة1 اللخمي القُرْطُبي، المعروف بابن سرّاج.
سمع: محمد بن عمر بن لُبَابة، وطبقته، ورحل فسمع بمصر من أحمد بن مسعود الزُّبَيْري، وجماعة.
سمع منه: محمد بن عبد الله بن سعيد البَلَوِي، وخَلَف بن القاسم وكان مُغَفَّلًا قليل الفهم.
توفِّي في حدود الستّين وثلاثمائة.
407- محمد بن عمر بن عفّان الدُّوري2، نزيل مصر.
سمع محمد بن جرير، وحامد بن شعيب.
وعنه ابن نظيف. وثَّقه الخطيب.
408- محمد بن عليّ بن محمد3، الحافظ أبو أحمد الكَرْخي القصّاب، أحد الأئمة، فيقال: إنّما قيل القصَّاب لكثرة ما أهرق من دماء الكفّار.
وله تصانيف، منها: كتاب "ثواب الأعمال"، وكتاب "عقاب الأعمال السّيّئة"، وكتاب "شرح السّيئَّة"، وكتاب "تأديب الأئمة".
وكان أبوه مِمَّن رحل وسمع من علي بن حرب، والرَّمادي.
وروى أيضًا أبو أحمد عن: محمد بن إبراهيم الطّيالِسي، وعبد الرحمن بن محمد بن سَلْم الرّازي، وجعفر بن أحمد بن فارس، ومحمد بن العبّاس بن أيّوب الأخرم، ومحمد بن أحمد الثقفي، والحسن بن يزيد الدقاق، وطائفة.
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 71".
2 انظر تاريخ بغداد "3/ 31".
3 انظر سير أعلام النبلاء "16/ 213"، وتذكرة الحفاظ "3/ 938"، 939"، والوافي بالوفيات "4/ 114".(26/177)
روى عنه ابناه أبو الحسن علي وأبو الفرج عمّار، وأبو منصور المُظَفّري محمد بن الحسين البروجردي، وغيرهم.
409- محمد بن عيسى1 بن عبد الكريم بن حُبَيْش، أبو بكر التميمي الطْرَسُوسي، المعروف ببُكَيْر الخَزّاز.
روى عن: أبي القاسم البَغَوي، وعمر بن سنان المنبجي، ومحمد بن الفيْض الغسّاني، وأبي الطّيّب أحمد بن عبد الله الدّارمي، وجماعة.
ورحل وصنَّف.
روى عنه: تمام، وابن جميع، وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي نصر، وعلي بن بِشْر بن العطّار. وسمع منه أبو نصر بن الجندي في سنة تسعٍ وخمسين، وهو آخر العهد به.
410- محمد بن محمد2 بن أحمد بن حرانة بن مرادة، الفقيه أبو بكر الإبريْسَمِي السمرقنْدي الشّافعي.
روى عن: محمد بن صالح الكرابيسي، وأحمد بن الفضل البكري، ومحمد الأرزقاني، وجماعة.
وعنه: أبو سعيد الإدريسي، وورَّخه قبل الستّين.
411- محمد بن محمد3 الهَرَوي، نزيل مكة، شيخ مُسِنٌّ يروي عن إسحاق الدَّبري.
وعنه: أبو منصور، ومحمد بن محمد بن الأزدي القاضي.
412- محمد بن محمد، أبو جعفر4 البغدادي المقرئ، نزيل البصرة.
روى عن: أبي شُعَيّب الحرّاني، وخَلَف بن عمر العكبري، وغيرهما.
وعنه: أبو نعيم.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "2/ 405".
2 لا بأس به.
3 انظر السابق.
4 انظر تاريخ بغداد "3/ 221".(26/178)
413- محمد بن هارون، أبو الحسين1 الثقفي الزّنْجاني.
شيخ مُعَمّر، رحل وسمع علي بن عبد العزيز البَغَوي، وبِشْر بن موسى، ومحمد بن شاذان الجوهري، وغيرهم.
روى عنه الحسن الفلاكي.
حديثه بعلوٍّ عند جعفر الهَمَداني.
414- محمد بن وصيف الفامي2 الهَرَوي.
روى عنه: محمد بن سهل العتكي، صاحب خلاد بن يحيى.
وعنه: البوسنجي.
415- المُطّلِب بن يوسف بن3 ميزغة، أبو محمد الهَرَوي العقبي.
سمع عثمان بن سعيد الدارمي.
وعنه: أبو منصور بن ساج، وأحمد بن محمد البِشْري.
416- مهلهل بن أحمد، أبو4 الحسين الرزَّاز المقري، غلام ابن مجاهد.
نسخ الكثير على طريقة ابن مُقْلة، وحدّث عن موسى بن هارون، والفِرْيابي.
روى عنه: أبو سعيد النقّاش، وأبو نُعَيم الحافظ، وغيرهما.
حرف الياء:
417- يعقوب بن مُسَدد5 القُلُوسِيُّ البصْري، نزيل طرابلس الشام.
روى عن: أبيه، وأبي يعلى الموصلي.
وعنه: ابن مَنْدَه، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، والحافظ عبد الغني المصري.
418- يوسف بن معروف بن جُبَيْر6 النَّسَفي.
سمع: محمد بن إبراهيم البوسنجي، وإبراهيم بن معقل النّسَفي وجماعة.
ومات بكس7 قبل الستين بقليل.
__________
1 لا بأس به.
2 في عداد المجهولين.
3 انظر السابق.
4 لا بأس به.
5 انظر تاريخ بغداد "14/ 295"، الأنساب "461"، ومعجم البلدان "1/ 416".
6 لا بأس به.
7 مدينة تقارب سمرقند.(26/179)
تراجم المتوفين في هذه الطبقة أيضًا:
حرف الألف:
419- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي خالد1، أبو جعفر القيرواني، الطبيب المعروف بابن الجزار، صاحب التصانيف الطبيّة.
صحب إسحاق بن سليمان الإسرائيلي، وأخذ عنه بعد الثلاثمائة، وطال عمره، وكان دَيّنًا متجملًا منصوبًا، خلَّف أموالًا طائلة، وكان صديق أبي طالب عمّ المُعِزّ العُبَيْدِي.
وله: كتاب "زاد المسافر في علاج الأمراض"، و"كتاب في الأدوية المفردة"، وكتاب في الأدوية المركَّبة يعرف "بالبغية"، وكتاب "العدة" هو كتاب مُطَوّل في الطّبّ، ورسالة "النّفس وأقوال الأوائل فيها"، وكتاب "طبّ الفقراء"، ورسالة في "التحذير من إخراج الدّم لغير حاجة"، وكتاب "الأسباب المولدة للوباء في مصر وطريق الحيلة في دفع ذلك"، وكتاب "المدخل إلى الطّبّ" سمّاه: "الوصول إلى الأصول"، وكتاب "أخبار الدولة وظهور المهدي بالمغرب".
وبقي إلى أيام المُعِزّ بالله، ويجوز أن يكون تُوُفّي قبل الخمسين وثلاثمائة، وله مصنفات كثيرة.
420- أحمد بن محمد بن فرج2، أبو عمرو الْجَياني الأندلسي الأديب الشاعر الإخباريّ، أحد الأئمّة.
__________
1 انظر عيون الأنباء "2/ 37"، ومعجم البلدان "2/ 136"، والوافي بالوفيات "6/ 208".
2 انظر معجم الأدباء "4/ 236"، وطبقات الأطباء "2/ 14".(26/180)
قيل: مات في حبس المُسْتَنْصِر الأموي.
صنَّف كتاب "الحدائق" على نمط كتاب "الزهرة" لابن داود، وهو فَرْدُ في معناه، وله كتاب "القائمين بالأندلس".
ومن شعره:
بأيّهما أنا في السُّكر بادي ... بِسُكْرٍ الطّيْفِ أم سكُر الرُّقاد
سرى وأرادني أملي ولكن ... عَفَفْتُ فلم أنلْ منه مُرَادي
وما في النّوم من حرجٍ ولكن ... جريت من العفاف على اعتيادي
حرف العين:
421- علي بن الحسين بن محمد1 بن هاشم البغدادي، أبو الحسن الورَّاق، نزيل دمشق.
عن: أحمد بن الحسن الصّوفي، وقاسم المطّرز، وابن المجدّر، وطبقتهم.
وعنه: عبد الوهاب الكلابي، وتمّام الرازي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر.
422- عمرو بن أحمد2 بن رشيد، أبو سعيد المذحجي الطّبراني.
روى عن عبد الرحمن بن القاسم بن الروَّاس، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وجماعة.
وعنه: عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وعبد الواحد بن بكر الرّازي، وأحمد بن محمد بن الحاجّ الإشبيلي.
423- عبد الله بن علي القاضي3، العلامة أبو محمد الطّبري الشّافعي. المعروف بالعراقي، وبين أهل جُرْجان بالمنجنيقي.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "11/ 400".
2 لا بأس به.
3 انظر الأنساب "543"، واللباب "3/ 182".(26/181)
وُلّي قضاء جُرْجان، وكان فقيهًا إمامًا فصيحًا بليغًا على مذهب الأشعريّ في النظر، وَرَدَ نيسابور سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، وتوفِّي بُترَب دال ببُخَارى.
وقد روى عن: عمران بن موسى بن مجاشع، ويحيى بن صاعد.
وعنه أبو عبد الله الحاكم.
حرف الميم:
424- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد العزيز1، أبو عبد الله السّوسي ثم البصْري الشاعر.
كان ظريفًا ماجنًا، ذكر أنّه ورث مالًا جزيلًا من أبيه، فأنفقه في اللهو واللّعِب والعِشرة، وافتقر، وله القصيدة السائرة:
الحمد الله ليس لي بُخْتُ ... ولا ثِياب يَضُمُّها تَخْتُ
يصف فيها أنواع الخِراف والتَّهَتُّك، وقد كان بالموصل في سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة وبعدها.
425- محمد بن عُبَيْد الله بن محمد2 بن الحكم، أبو الحسين، ويقال: أبو سعد القزّي.
شاميّ حدَّث عن أبيه، والعبَّاس بن الفضل الدَبّاج.
وعنه: الموحّد بن البرّي، وتمَّام الحافظ، وغيرهما.
ذكر ابن عساكر حديثين ساقطين، أحدهما هو عن أبيه، عن دُحَيْم، عن الوليد.
وعن أبيه، عن عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي، بإسناد الصّحيحين مرفوعًا3 قال: عَجّ حَجَرٌ إلى الله فقال: عبدتُك سنين ثم جعلتني أساس كنيف! فقال: أما
__________
1 في عداد المجهولين.
2 اتهم بالكذب.
3 حديث موضوع: أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق".(26/182)
ترضى أنّي عَدَلْتُ بك عن مجالس القُضاة! هذا وضعه هذا أو أبوه بيقين، رواه عنه تمام.
الكُنَى:
426- أبو الحسن البلياني القاضي1، شيخ المالكية بالمغرب، واسمه: علي بن جعفر بن أحمد.
روى عن ابن مطر الإسكندرانّي.
أخذ عنه أبو الحسن القابسي، وغيره.
وقع في أسر النّصَارَى، وحمل إلى قسطنطينية، وعرفوا محلّه من العلم، وناظره طاغية الروم.
ذكره القاضي عياض، وما أرَّخ موته.
ولله الحمد. آخر الطبقة.(26/183)
بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة السابعة والثلاثون:
أحداث سنة إحدى وستين وثلاثمائة:
الاحتفال بعاشوراء:
أقامت الشيعة بدعة عاشوراء ببغداد.
وفي صفر انقضَّ كوكب هائل له دوي كدوي الرعد1.
موت أبي القاسم:
وفي جُمادي الأخرة مات أبو القاسم سعيد بن أبي سعيد الجنابي القرمطي بهَجَر2، وقام بالأمر بعده أخوه يوسف، ولم يبق من أولاد أبي سعيد الجنابي غيره، وعقد له القرامطة من بعد يوسف لستة نفر شركة بينهم.
بنو هلال يعترضون الحجّاج:
وجاءت كتب الحجَّاج بأنّ بني هلال اعترضوهم، فقتلوا خلقًا كثيرًا، وبطل الحجّ، ولم يَسْلَم إلا من مضى مع الشريف أبي أحمد الْمُوسَوِي والد المُرْتَضَى، مضوا على طريق المدينة وحجوا، ولم يكادوا3.
الصلح بين ركن الدولة وصاحب خراسان:
وتمَّ فيها الصلح بين ركن الدولة ابن بُوَيْه، وبين صاحب خُراسان ابن نوح السّاماني، على أن يحمل إليه ركن الدولة مائة وخمسين ألف دينار، ويزوّج ابن نوح ببنت عضد الدولة4.
__________
1 انظر المنتظم "7/ 57"، والكامل "8/ 126".
2 مدينة هي قاعدة البحرين.
3 انظر العبر"2/ 324".
4 انظر البداية والنهاية "11/ 272".(26/185)
أحداث سنة اثنتين وستين وثلاثمائة:
الروم يستبيحون نصيبين:
فيها: حشدت الروم -لعنها الله- وأقبلوا في عدد وعُدَّةٍ، فأخذوا نصيبيّن واستباحوا، وقتلوا، وأسروا.
منع الخطبة ببغداد:
وقَدِمَ بغداد من نجا منهم، فاستنفروا الناس في الجوامع وكسروا المنابر، ومنعوا الخطبة، وحاولوا الهجوم على الخليفة المطيع، واقتلعوا بعض شبابيك دار الخلافة حتى غلِّقت أبوابها، ورماهم الغلمان بالنَّشّاب من الرّواشِن، وخاطبوا الخليفة بالتعنيف، وبأنّه عاجز عمَّا أوجبه الله عليه من حماية حَوْزَة الإسلام، وأفحشوا القول.
وافق ذلك غيبة الملك عزّ الدولة في الكوفة للزيارة، فخرج إليه أهل العقل والدين من بغداد، وفيهم الإمام أبو بكر الرازي الفقيه، وأبو الحسن علي بن عيسى النحوي، وأبو القاسم الداركي، وابن الدقّاق الفقيه، وشكوا إليه ما دَهَمَ الإسلام من هذه الحادثة العُظْمى، فوعدهم بالغزو، ونادى بالنّفير في الناس، فخرج من العَوامّ خلقٌ عدد الرمل، ثم جهَّز جيشًا، وغزوا فهزموا الروم، وقتلوا منهم مقتلة كبيرة، وأسروا أميرهم وجماعة من بطارقته، وأنفذت رءوس القتلى إلى بغداد، وفرح المسلمون بنصر الله1.
مصادرة بختيار:
وصادروا بختيار بن بُوَيْه وزير المطيع فقال: أنا ليس لي غير الخطبة، فإن أحببتم اعتزلتُ، فشدُّوا عليه حتى باع قماشه، وحمل أربعمائة ألف درهم، فأنفقها ابن بُوَيْه في أغراضه، وأهمل الغزو، وشاع في الألسنة أنّ الخليفة صُودِر، كما شاع قبله أن القاهر كُدِّي يوم جمعة، فانظر إلى تقلبات الدهر2.
إحراق النحاسين:
وفي شهر رمضان قُتِلَ رجل من أعوان الوالي في بغداد، فبعث الرئيس أبو الفضل الشيرازي -وكان قد أقامه عزّ الدولة على الوزارة- من طرح الناس من النحّاسين إلى السمّاكين، فاحترق حريق عظيم لم يشهد مثله، وأحرقت أموال عظيمة وجماعة كثيرة من النساء، والرجال، والصبيان، والأطفال في الدّور وفي الحمّامات، فأحصى ما أحرق من بغداد فكان سبعة عشر ألفًا وثلاثمائة دكان، وثلاثمائة وعشرين دارًا، أجرة ذلك في الشهر ثلاثة وأربعون ألفًا، ودخل في الجملة ثلاثون مسجدًا.
__________
1 انظر تاريخ الطبري "1/ 210"، والمنتظم "7/ 60".
2 انظر الكامل "8/ 619".(26/186)
فقال رجل لأبي الفضل الشيرازي: أيُها الوزير، أرينا قدرتك، ونحن نأمل من الله أن يرينا قدرته فيك، فلم يُجِبْه، وكَثُرَ الدَّعاء عليه، ثم إنَّ عزّ الدولة قبض عليه وسلَّمه إلى الشريف أبي الحسن محمد بن عمر العلوي، فأنفذه إلى الكوفة، وسُقي ذراريح1، فتقرَّحت مثانته، فهلك في ذي الحجّة من هذه السنة، لا رحمه الله2.
دخول المعز مصر:
وفي يوم الجمعة ثامن رمضان دخل المعزّ أبو تميم مَعدّ بن إسماعيل العُبَيدي مصر، ومعه توابيت آبائه، وكان قد مهَّد له مُلْكَ الدّيار المصرية مولاه جَوْهَر، وبنى له القاهرة، وأقام بها دارًا للإمرة، ويُعرف بالقصرين.
وقوع الدمستق في الأسر:
وفيها أقبل الدُّمُسْتُق في جيوشه إلى ناحية مَيّافارقين، فالتقاه ولد ناصر الدولة حمدان، وهزم الروم ولله الحمد، وأسر الدُّمُسْتُق الخبيث، وبقي في السجن حتى هلك.
الوزارة في بغداد:
وفيها: وزر ببغداد أبو طاهر بن بقيّة، ولُقِّب بالنّاصح، وكان سمحا كريمًا، له راتب كل يوم من الملح ألف رطل، وراتبه من الشمع ألف مَنّ.
وكان عزّ الدولة قد استوزر ذاك المُدْبِر أبا الفضل الشيرازي، واسمه: العبّاس بن الحسن، صهر الوزير المهلّبي، ثم عزله بعد عامين من وزارته بأبي الفرج محمد بن العبّاس فسانجس، ثم عزل أبا الفرج بعد سنة، وأعاد الشيرازي إلى الوزارة، فصارد الناس وأحرق الكّرخ، وكان أبو طاهر من صغار الكُتّاب، يكتب على المطبخ لعزّ الدولة، فآل أمره إلى الوزارة، فقال الناس: من الغضاوة إلى الوزارة. وكان كريمًا جوادًا، فغطَّى كرمُهُ عيوبه، فوزر لعزّ الدولة أربعة أعوام، ثم قتله عضد الدولة وصلبه3.(26/187)
أحداث سنة ثلاث وستين وثلاثمائة:
تقليد ابن أم شيبان القضاء:
فيها: تقلّد قضاء القضاة أبو الحسن محمد بن أمّ شيبان الهاشمي، وعُزل ابن معروف بحكومة ابتغى فيها وجَه الله، وسأل مع ذلك الإعفاء من القضاء، فخُوطِب أبو الحسن فامتنع، فأُلزٍم، فأجاب وشرط لنفسه شروطًا، منها: أنّه لا يرتزق على القضاء، ولا يخلع عليه، ولا يُسام ما لا يوجبه، ولا يشفع إليه في إنفاق حق، أو فِعْل ما لا يقتضيه شرع.
وقرَّر لكاتبه في كل شهر ثلاثمائة درهم، ولحاجبه مائة وخمسون درهمًا، وللفارض على بابه مائة درهم، ولخازن ديوان الحكم والأعوان ستمائة درهم.
وركب إلى المطيع لله حتى سلَّم إليه عهده، فركب من الغد إلى الجامع، فقُرئ عهده، وتولَّى إنشاءه أبو منصور أحمد بن عبيد الله الشيرازي، صاحب ديوان الرسائل، وهو: "هذا ما عهده عبد الله الفضل المطيع لله أمير المؤمنين إلى محمد بن صالح الهاشمي، حين دعاه إلى ما يتولاه من القضاء بين أهل مدينة السلام مدينة المنصور، والمدينة الشرقية من الجانب الشرقي، والجانب الغربي، والكوفة، وسقي الفرات، وواسط، وكرخي، وطريق الفرات، ودجلة، وطريق خراسان، وحلوان، وقرميسين، وديار مُضَر، وديار ربيعة، وديار بكر، والموصل، والحرمين، واليمن، ودمشق، وحمص، وجند قِنَّسرين، والعواصم، ومصر والإسكندرية، وجُنْدي فلسطين، والأردن، وأعمال ذلك كلها، وما يجري من ذلك من الإشراف على من يختاره لنقابة من العباسيين بالكوفة، وسقْي الفرات، وأعمال ذلك، وما قلّده إيّاه من قضاء القضاة، وتصفح أحوال الحكام، والاستشراف على ما يجري عليه أمر الأحكام في سائر النواحي والأمصار التي تشتمل عليها المملكة، وتنتهي إليها الدعوة، وإقرار من يحمد هَدْيَه وطريقته، والاستبدال بمن يذم سمته وسجيته، نظرًا لنجبة مكانه، واحتياطًا للخاصة والعامة، وحُنُوًّا على الملّة والذمّة عن علم بأنّه المقدّم في بيته وشرفه، المبرَّز في عفافه وظلفه، المزكَّى في دينه وأمانته، الموصوف في روعه ونزاهته، المشار إليه بالعلم والحِجى، المجتمع عليه في الحلم والنُّهَى، والبعيد من الأدناس، اللّبَاس من التُّقَى أجمل لباس، النقيّ الجيب، المخبور بصفاء الغيب، العالم بمصالح الدنيا، العارف بما يفيد سلامة العُقْبَى، آمره بتقوى الله فإنها الْجُنّة الواقية، وليجعل كتاب الله في كل ما يعمل في رويته، ويترتّب عليه حكمه وقضيّته، إمَامَه الذي يفزع إليه، وعماده الذي يعتمد عليه، وأنْ يتّخذ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- منارًا يقصده، ومثالًا يتبعه، وأن يُراعي الإجماع، وأن يقتدي بالأئمة الراشدين، وأن يُعْمِل اجتهاده فيما لا يوجد فيه كتاب ولا سنة ولا إجماع، وأن يُحْضِر مجلسًه من يستظهر بعلمه ورأيه، وأن يسوّي بين الخصمين إذا تقدَّما إليه في لَحْظهِ وَلَفْظِهِ، ويُوَفّي كُلا منهما من إنصافه(26/188)
وعدله، حتى يأمن الضعيف من حَيْفه، وييأس القوسُ من ميله، وآمره أن يشرف على أعوانه وأصحابه، ومن يعتمد عليه من أمنائه وأسبابه، إشرافًا يمنع من التخطّي إلى السيرة المحظورة، وتدفع عن الإسفاف إلى المكاسب المحجورة".
وذكر من هذا الجنس كلامًا طويلًا1.
نقابة العباسيين:
وفيها: قُلَّد أبو محمد عبد الواحد بن الفضل بن عبد الملك الهاشمي نقابة العباسيين، وعزل أبو تمام الزينبي.
المطيع لله يخلع نفسه:
وفيها: ظهر ما كان المطيع لله يستره من مرضه، وتعذُّر الحركة عليه، وثِقَل لسانه بالفالج2، فدعاه حاجب عزّ الدولة سبكتكين إلى خلع نفسه، وتسليم الأمر إلى ولده الطايع لله، ففعل ذلك، وعقد له الأمر في يوم الأربعاء ثالث عشر ذي القعدة، فكانت مدّة خلافة المطيع تسعًا وعشرين سنة وأربعة أشهر وأربعة وعشرين يومًا. وأثبت خلْعه على القاضي أبي الحسن بن أمّ شيبان بشهادة أحمد بن حامد بن محمد، وعمر بن محمد، وطلحة بن محمد بن جعفر الشاهد.
وقال أبو منصور بن عبد العزيز العُكْبري: كان المطيع لله بعد أن خُلع يسمَّى الشيخ الفاضل.
قلت: وكان هو وابنه مستضعفين مع بني بُوَيْه، ولم يزل أمر الخلفاء في ضَعْفٍ إلى أن استخلف المقتفي لله، فانصلح أمر الخلافة قليلًا.
وكان دسْت الخلافة لبني عُبيد الرافضة بمصر أمتن، وكلمتهم أنفذ، ومملكتهم تناطح مملكة العبّاسيين في وقتهم، والحمد لله على انقطاع دعوتهم.
ركب الحجاج:
وفيها بل ركب العراق سَمِيراء3، فرأوا هلال ذي الحجّة، وعرفوا أن لا ماء في الطريق بين فَيْد4 إلى مكة إلّا ما لا يكفيهم، فعدلوا مساكين إلى بطن نخل يطلبون مدينة الرسول -صلى الله عليه وسلم، فدخلوها يوم الجمعة سادس ذي الحجّة مجهودين، فعرفوا5 في
__________
1 انظر المنتظم "7/ 64، 65".
2 مرض يصيب الجسم بالشلل طولًا.
3 منزل بطريق مكة.
4 منزل بطريق مكة.
5 أي وقفوا وقوف عرفة.(26/189)
مسجد رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان أميرهم أبو منصور محمد بن عمر بن يحيى العلوي، وقَدِمَ الركب الكوفة في أول المحرّم سنة أربعٍ، فأقاموا بالكوفة أيامًا لفساد الطريق، ثم جمعوا لمن خفرهم1.
الدعوة للمعز في البلاد:
وأمَّا مكة والمدينة فأقيمت الخطبة والدعوة بالبلدين لأبي تميم المُعٍزّ العُبَيْدي، وقُطِعت خطبة الطائع لله في هذا العام من الحجاز ومصر والشام والمغرب، وكان الرفض ظاهرًا قائمًا في هذه الأيام، وفي العراق، والسنة خاملة مغمورة، لكنها ظاهرة بخراسان وأصبهان، فالأمر لله.
الحرب بين الأعراب والقرامطة:
وفيها كان الحرب شديدًا بينهم وبين الأعراب القرامطة الذين ملكوا الشام، وحاصروا المعزّ بمصر مدة، ثم ترحلوا شبه منهزمين حتى دخلوا إلى بلاد الحسا2 والقطيف3.
قدوم المعز إلى الشام:
وقدم إلى الشام نائب المعزّ، والله أعلم.
__________
1 انظر المنتظم "7/ 74".
2 مدينة بالبحرين.
3 انظر الكامل "8/ 639".(26/190)
أحداث سنة أربع وستين وثلاثمائة:
حريق الخشابين:
في المحرَّم أوقع العيّارون حريقًا بالخشّابين مبدأه من باب الشعير، فاحترق أكثر هذا السوق، وهلك شيء كثير، واستفحل أمر العيّارين ببغداد حتى ركبوا الخيل، وتلقّبوا بالقوّاد، وغلبوا على الأمور، وأخذوا الخفارة من الأسواق والدروب، وكان فيهم أسود الزند كان يأوي قنطرة الزَّبَد وشحذ وهو عريان، فلما كثُر الفساد رأى هذا الأسود من هو أضعف منه قد أخذ السيف، فطلب الأسود سيفًا ونهب وأغار، وحفّ به طائفة وتقوَّى، وأخذ الأموال، واشترى جارية بألف دينار، ثم راودها فتمنَّعت، فقال: ما تكرهين منّي؟ قالت: أكرهك كلّك، قال: ما تحبين؟ قالت: تبيعني. قال: أوخيرًا من ذلك؟ فحملها إلى القاضي وأعتقها، ووهبها ألف دينار، فتعجَّب الناس من سماحته، ثم خرج إلى الشام فهلك هناك.(26/190)
قطع الخطبة للطائع لله:
وقطعت خطبة الطائع لله وغيرها من يوم العشرين من جمادى الأولى، إلى أن أعيدت في عاشر رجب، فلم يُخطب في هذه الجمع في البلاد، وذلك لأجل تشغّب وقع بينه وبين عَضُد الدولة.
وكان عضد الدولة قد قَدِمَ العراق فأعجبه مُلُكُها، فعمل عليها، واستمال الجند، فتشغّبوا على عزّ الدولة، فأغلق بابه، وكتب عضد الدولة عن الطائع باستقرار الأمر لعضد الدولة على محمد بن بقية وزير عزّ الدولة، ثم اضطربت الأمور على عَضُد الدولة، ولم يبق بيده غير بغداد، فنفّذ إلى والده ركن الدولة يُعْلِمُهُ أنّه قد خاطر بنفسه وجُنْده، وقد هذّب مملكة العراق واستعاد الطائع إلى داره، وأن عزّ الدولة عاصٍ لا يقيم دولة، فلمّا بلغه غَضِب، وقال للرسول: قل له: خرجت في نُصْرة ابن أخي أو في الطمع في مملكته؟ فأفرج عضد الدولة عن عزّ الدولة بختيار، ثم خرج إلى فارس1.
انعدام الأقوات:
وفيها: عُدِمَت الأقوات حتى أُبيع كرّ الدّقيق بمائة وسبعين دينار، والتمر ثلاثة أرطال بدرهم، ولم يخرج وفد من بغداد بل خرجت طائفة من الخراسانية مخاطرة فلحقتهم شدة.
عزل ابن أم شيبان:
وفي سلح ذي القعدة عُزل قاضي القضاة أبو الحسن محمد بن أمّ شيبان، ووُلّي أبو محمد بن معروف.
وفي هذه السنين وبعدها كان الرفض يغلي ويفور بمصر والشام، والمغرب، والمشرق، لا سيما العُبَيْدية الباطنية، قاتلهم الله.
قال مشرف بن مرجا القُدسي: أخبرنا الشيخ أبو بكر محمد بن الحسن قال: حدّثني الشيخ الصالح أبو القاسم الواسطي قال: كنت مجاورًا ببيت المقدس، فأمروا في أول رمضان بقطع التراويح، صحت أنا وعبد الله الخادم: وا إسلاماه وا محمداه، فأخذني الأعوان وحُبِست، ثم جاء الكتاب من مصر بقطع لساني فقُطِع، فبعد أسبوع رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَفَلَ في فمي، فانتبهت بَبرْد ريق رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَدْ زال عنّي الألم، فتوضّأت وصلّيت وعمدت إلى المأذنة فأذّنت "الصلاة خير من النوم"، فأخذوني
__________
1 انظر المنتظم "7/ 75، 76"، والعبر "2/ 332"، ودول الإسلام "2/ 225".(26/191)
وحُبِست وقُيّدُت، وكتبوا فيّ إلى مصر، فورد الكتاب بقطع لساني، وبضربي خمسمائة سَوْطٍ، وبصَلْبي، ففُعل بي، فرأيت لساني على البلاط مثل الرّيّة، وكان البرد والجليد، وصلّيت واشتدّ عليّ الجليد، فبعد ثلاثة أيام عهدي بالحدّائين يقولون: نعرّف الوالي أنَّ هذا قد مات، فأتوه، وكان الوالي جيش بن الصمصامة فقال: أَنْزِلوه، فألقوني على باب داود، فقوم يترحّمون عليّ وآخرون يلعنوني، فلمَّا كان بعد العشاء جاءني أربعة فحملوني على نعش ومضوا بي ليغسّلوني في دار، فوجدوني حيًّا، فكانوا يصلحون لي خزيرة بلَوْز وسُكّر أسبوعًا.
ثم رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المنام ومعه أصحابه العشرة، فقال: يا أبا بكر، ترى ما قد جرى على صاحبك، قال: يا رسول الله، فما أصنع به؟ قال: اتْفُلْ في فيه، فتفل في فيَّ، ومسح النبي -صلى الله عليه وسلم- صدري، فزال عنّي الألم، وانتبهت ببرد ريق أبي بكر، فناديت، فقام إليَّ رجل، فأخبرته، وأسخن لي ماء، فتوضّأت به، وجاءني بثياب ونفقة وقال: هذا فتوح، فقمت.
فقال: أين تمر؟ الله الله، فجئت المأذنة وأذَّنت الصُّبح: "الصلاة خير من النوم"، ثم قلت قصيدة في الصحابة، فأخذت إلى الوالي فقال: يا هذا، اذهب ولا تُقِم ببلدي، فإنّي أخاف من أصحاب الأخبار، وأدخل فيك جهنّم، فخرجت وأتيت عُمان، فاكتريت مع عرب الكوفة، فأتيت واسط، فوجدت أمّي تبكي عليّ، وأنا كل سنة أحجّ وأسأل عن القدس لعلَّ تزول دولتهم، فرأيته طلق اللسان ألثغ.
ولاية دمشق:
وفي المحرَّم ولي إمرة دمشق بدر الشمولي الكافوري، ولي نحوًا من شهرين من قِبَل أبي محمود الكتامي نائب الشام للمعزّ، ثم عُزل بأبي الثريَّا الكردي، ثم ولي دمشق ريَّان الخادم المعزّي، ثم عُزل أيضًا بعد أيام بسبكتكين التركي.(26/192)
أحداث سنة خمس وستين وثلاثمائة، أحداث سنة ست وستين وثلاثمائة:
أحداث سنة خمس وستين وثلاثمائة:
تقسيم الممالك بين أولاد ركن الدولة:
فيها: كتب ركن الدولة أبو علي بن بُويْه إلى ولده عَضُد الدولة أبي شجاع أنَّه قد سنّ وأنّه يؤثر مشاهدته، فاجتمعا، فقسم ركن الدولة الممالك بين أولاده، فجعل لعضد الدولة فارس وكرمان "وأَرّجان"، ولمُؤيّد الدولة الري وأصبهان، ولفخر الدولة همذان والدّيَنَور، وجعل ولده أبا العباس في كنف عضد الدولة.
مجلس الحكم في دار عز الدولة:
وفي رجب عُمِلَ مجلس الحكم في دار السلطان عزِّ الدولة، وجلس ابن معروف؛ لأنّ عزّ الدولة التمس ذلك ليشاهد مجلس حكمه كيف هو1.
الحرب بين هفتكين وجوهر:
وفيها وفي التي تليها كانت الحرب تَسْتَعِر بين هفتكين وبين جوهر المعزّي بأعمال دمشق، وعدّة الوقائع بينهما اثنتا عشرة وقعة، منها: وقعة الشاغور2 التي كاد يتلف فيها جوهر، ثم كان بينهما عدّة وقعات بعد ذلك.
أحداث سنة ست وستين وثلاثمائة:
زفاف بنت عز الدولة:
في جمادى الأولى زُفَّت بنت عز الدولة إلى الطائع لله.
القرامطة يسقطون الدعوة لعزالدولة:
وفيها جاء أبو بكر محمد بن علي بن شَاهَوَيْه صاحب القرامطة، ومعه ألف رجل منهم إلى الكوفة، وأقام الدعوة بها لعَضُد الدولة، وأسقط خطبة عزّ الدولة، وكان ورد عنها معونة من القرامطة لعضد الدولة.
الوقعة بين عز الدولة وعضد الدولة:
وفيها كانت وقعة بين عزّ الدولة وعضد الدولة، أُسِرَ فيها غلام تركي لعزّ الدولة، فجُنَّ عليه واشتدَّ حُزْنُه، وتسلَّى عن كل شيء إلّا عنه، وامتنع عن الأكل، وأخذ في البكاء، واحتجب عن الناس، وحرَّم على نفسه الجلوس في الدّسّت، وكتب إلى عَضُد الدولة يسأله ردَّ الغلام إليه، ويتذلّل، فصار ضحكة بين الناس، وعوتب فما ارْعَوَى، وبذل في فداء الغلام جاريتين عوديّتين، كان قد بذل في الواحدة "مائة ألف درهم"، فأبي أن يبيعها، وقال للرسول: إن توقف عيك في ردّه فزِد ما رأيت، وقد رضيت أن آخذه وأذهب إلى أقصى الأرض، فردَّه عضد الدولة عليه3.
وحج بالناس من العراق أبو عبد الله أحمد بن أبي الحسين العلوي.
__________
1 انظر المنتظم "7/ 80".
2 محلة بالباب الصغير من دمشق.
3 انظر المنتظم "7/ 83"، والعبر "8/ 673".(26/193)
جميلة بنت ناصر الدولة تحج وتنفق:
وحجَّت جميلة بنت ناصر الدولة ابن حمدان، ومعها أَخَواها إبراهيم وهبة الله، فضُرِب بحجّتها المثل، فإنها استصحبت أربعمائة جمل، وكان معها عدّة محامل لم يُعْلَم في أيها كانت، وكست المجاورين، ونثرت على الكعبة لما رأتها عشر آلاف دينار، وسقت جميع أهل الموسم السّويق بالسُّكّر والثلج. كذا قال أبو منصور الثعالبي، فمن أين لها ثلج؟ وقُتل أخوها "هبة الله" في الطريق، وأعتقت ثلاثمائة عبد ومائتي جارية، وأغنت المجاورين بالأموال.
قال أبو منصور الثعالبي: خلعت على طبقات خمسين ألف ثوب، وكان معها أربعمائة عمادية لا يُدْرَى في أيّها كانت، ثم ضرب الدهر ضرباته، واستولى عَضُدُ الدولة على أموالها وحصونها وممالك أهل بيتها، وأفضت بها الحال إلى كلِّ قلّة وذِلّة، وتكشّفت عن فقر مُدْقِع.
وقد كان عَضُد الدولة خطبها، فامتنعت ترفُّعًا عليه، فحقد عليها، وما زال يعتسف بها حتى عرّاها وهتكها، ثم ألزمها أن تختلف إلى دار القحب فتتكسَّب ما تؤدّيه في المصادرة، فلمَّا ضاق بها الأمر أغرقت نفسها في دجلة.(26/194)
أحداث سنة سبع وستين وثلاثمائة:
هلاك أبي يعقوب القرمطي:
فيها: جاء الخبر بهلاك أبي يعقوب يوسف بن الجنابي القُرْمُطيّ صاحب هجر، فأُغلِقَت أسواق الكوفة ثلاثة أيام، وكان موازرًا لعَضُد الدولة.
مقتل عز الدولة:
وفيها: عَبَر عزّ الدولة إلى الجانب الغربي على جسر عمله، ودخل إلى قُطْرَبّل1، وتفرّق عنه الديلم، ودخل أوائل أصحاب عَضُد الدولة بغداد، وخرج يتلقّاه، وضُربت له القباب المزيَّنة، ودخل البلد، ثم إنّه خرج لقتال عزّ الدولة، فالتقوا، فأخِذ عزّ الدولة أسيرًا، وقتله بعد ذلك.
الطائع يخلع على عضد الدولة:
وخلع الطائع على عَضُد الدولة خلعَ السلطنة وتَوَّجَه بتاج مجوهر، وطوَّقه، وسوَّره، وقلَّده سيفًا، وعقد له لواءين بيده، أحدهما مفضَّض على رسم الأمراء،
__________
1 اسم قرية بين بغداد وعكبرا.(26/194)
والآخر مذَهَّب على رسم وُلاةِ العهود، ولم يعقد هذا اللواء الثاني لغيرة قبله، ولقَّبه تاج المِلّة، وكُتب له عهد بحضرته وقرئ بحضرته، ولم تجر العادة بذلك، إنّما كان يدفع العهد إلى الوُلاة بحضرة أمير المؤمنين، فإذا أخذه قال أمير المؤمنين: هذا عهدي إليك فاعْمل به، وبعث إليه الطائع هدايا كثيرة، فبعث هو إلى الطائع تقادُمَ من جملتها خمسون ألف دينار، وألف ألف درهم، وبغال، ومسك، وعنبر.
زيادة دجلة:
وفيها زادت دجلة ببغداد حتى بلغت إحدى وعشرين ذراعًا، وكادت بغداد تغرق، وغرقت أماكن.
الزلزال بسيراف:
وفي ذي القعدة زُلْزلَت سِيراف، وسقطت الشُّرّف، وهلك أكثر من مائتي إنسان تحتها.
القتال بين هفتكين والعبيديين:
وفيها: تمَّت عدة مصافات بين هفتكين وبين العُبَيْديين، قُتل فيها خلق كثير، وطار صيت هفتكين بالشجاعة والإقدام، ولم يكن معه عسكر كثير.
ثم سار إليه الحسن بن أحمد القُرْمُطي وعاضَدَه، وتحالفا، وأعانهما أحداث دمشق، وقصدوا جوهرًا، فتقهقر إلى الرملة وتحصَّن بها، ثم تحوَّل إلى عسقلان، وحاصروه حتى آكل عسكرُهُ الْجِيَفَ، ثم خرج بهم جوهر بذمامٍ أعطاه هفتكين، ومضوا إلى مصر، فتأهَّب العزيز وسار بجيوشه، فالتقاه هفتكين بالرملة، فقال العزيز لجوهر: أرني هفتكين، فأراه إيّاه وهو يجول بين الصّفّين على فرس أدهم، وعليه كذاغند أصفر، يطعن بالرمح تارة ويضرب باللّتّ، فبعث العزيز إليه رسولًا يقول: يا هفتكين، أنا العزيز، وقد أزعجتني من سرير ملكي، وأخرجتني لمباشرة الحرب بنفسي، وأنا طالب الصلح معك، ولك يد الله على أن أصطفيك وأقدّمك على عسكري، وأهب لك الشام بأسره، فنزل وقبّل الأرض، ثم اعتدل وقال: أمَّا الآن فما يمكنني إلّا الحرب، ولو تقدَّم هذا لأمكن، ثم حمل على الميسرة فهزمها، فحمل العزيز بنفسه، فحملت معه ميمنته، فانهزم هفتكين، والحسن القُرْمُطي، وقُتل من عسكرهما نحو عشرين ألفًا، ثم بذل العزيز لمن أتاه بهفتكين مائة ألف دينار.
وكان هفتكين تحت مفرّج بن دغفل بن جَرّاح، وكان مليحًا في العرب، فانهزم نحو الساحل ومعه ثلاثة، وبه جراح، وقد عطش، فصادفه مفرّج في الخيل فأكرمه،(26/195)
وسقاه، وحمله إلى أهله، ثم غدر به وسلَّمه إلى العزيز لأجل المال، فبالغ العزيز في إكرامه وإجلاله، وأعاده إلى رتبة الإمرة مثل ما كان.
فحكى القفطي في تاريخه أنَّ العزيز أمر له بضرب سُرادق، وفرس، وآلات، وإحضار كل من حصل في أسره من جُنْد هفتكين وحاشيته، فكساهم وأعطاهم، ورتَّب كل واحد منهم في منزلته، وركب الجيش فتلقّى هفتكين، وسار لإحضاره جوهر القائد، فلم يشكّ هفتكين أنّه مقتول، فلمَّا وصل رأى من الكرامة ما بهره، ثم نزل في المخيّم فشاهد أصحابه وحاشيته على ما كانوا عليه، فرمى بنفسه إلى الأرض، وعفَّر وجهه وبكى بكاءًا شديدًا، ثم اجتمع به العزيز وآنسه، وجعله من أكبر قوّاده، ثم سمَّه بَعْدُ ابنُ كِلّس الوزير، فحزن عليه العزيز، فدارى ابن كلس بخمسمائة ألف دينار1.
__________
1 انظر الكامل "8/ 658-661"، والبداية والنهاية "11/ 281، 282".(26/196)
أحداث سنة ثمان وستين وثلاثمائة، أحداث سنة تسع وستين وثلاثمائة:
الخطبة لعضد الدولة:
فيها: أمر الطائع لله بأن يُضرب على باب عَضُد الدولة الدّبادِب وقت الصُّبح والمغرب والعشاء، وأَنْ يُخْطَبَ له على منابر الحضرة.
قال ابن الْجَوْزِي1: وهذان أمران لم يكونا من قبله، ولا أطلقا لِوُلاة العُهُود، وقد كان مُعِزّ الدولة أحَبّ أن تَضْرَب له الدَّبادب بمدينة السلام، وسأل المطيعَ لله ذلك، فلم يأذن له.
قلت: وما ذاك إلّا لضعف أمر الخلافة.
توثّب قسَّام على دمشق:
وفيها: توثَّب على دمشق قسَّام كما هو مذكور في ترجمته سنة ست وسبعين.
أحداث سنة تسع وستين وثلاثمائة:
القبض على ابن معروف القاضي:
في صفر قَبَض عَضُد الدولة على قاضي القضاة أبي محمد بن معروف، وأنفذه إلى القلعة بفارس، وقلَّد أبا سعد بِشْر بن الحسين القضاء2.
__________
1 في المنتظم "7/ 92".
2 انظر المنتظم "7/ 98".(26/196)
تبادل الرسل بين العزيز وعضد الدولة:
وفي شعبان ورد رسول العزيز صاحب مصر إلى عضد الدولة بكتاب، وما زال يبعث إليه برسالة بعد رسالة، فأجابه بما مضمونه صدق الطوية وحسن النية.
تلقيب عضد الدولة:
وسأل عَضُدُ الدولة الطائعَ أن يزيد في لقبه "تاج الملّة"، ويجدّد الخُلع عليه ويُلّبِسه التاج، فأجابه، وجلس الطائع على السرير وحوله مائة بالسيوف والزّينة، وبين يديه مُصْحَف عثمان، وعلى كتفه البُرْدَةُ، وبيده القضيب، وهو متقلِّد سيف النبي -صلى الله عليه وسلم، وضُرِبت ستارة بعثها عضد الدولة، وسأل أبو نعيم الحافظ تكون حجابًا للطائع، حتى لا تقع عليه عين أحدٍ من الْجُنْد قبله، ودخل الأتراك والدّيْلَم، وليس مع أحد منهم حديد دون الأشراف وأصحاب المراتب من الجانبين، ثم أذِن لعَضُد الدولة فدخل، ثم رُفعت الستارة، وقبَّل عضُدُ الدولة الأرض، فارتاع زياد القائد، وقال بالفارسية: ما هذا أيها الملك، أهذا الله -عزّ وجلّ؟ فالتفت إلى عبد العزيز بن يوسف وقال له: فهِّمه وقل له: هذا خليفة الله في الأرض، ثم استمرَّ يمشي ويقبّل الأرض سبع مرات، فالتفت الطائع إلى خالص الخادم وقال: استَدنِه، فصعد عضُدُ الدولة، فقبَّل الأرض دفعتين، فقال له: اُدْنُ إليّ اُدْنُ إليّ، فدنا وقبَّل رجْلَه، وثنى الطائع برِجْله عليه، وأمره فجلس على كُرْسيّ، بعد أن كرَّر عليه: اجْلس، وهو يستعفي، فقال: أقسمتُ لَتَجلِسْ، فقبَّل الكرسيّ وجلس، وقال له: ما كان أَشْوَقُنا إليك وأَتْوَقُنا إلى مفاوضتك، فقال: عُذْري معلوم، وقال: نِيّتُك موثوقٌ بها، وعقيدتك مسكون إليها، فأومأ برأسه، ثم قال له الطائع: قد رأيت أن أفوّض إليك ما وكّل الله من أمور الرعيّة في شرق الأرض وغربها، وتدبيرها في جميع جهاتها، سوى خاصّتي وأسبابي، فتولَّ ذلك مستخيرًا بالله.
قال: يعينني الله على طاعة مولانا وخِدْمته، وأريد وُجُوهَ القوّاد أن يسمعوا لفظ أمير المؤمنين.
فقال الطائع: هاتوا الحسين بن موسى، ومحمد بن عمرو بن معروف، وابن أمّ شيبان، والزينبي، فقدموا، فأعاد الطائع القول بالتفويض، ثم التفت إلى طريف الخادم فقال: يا طريف، تفاض عليه الخُلَع ويُتَوّج، فنهض إلى الرّواق وألْبِس الخُلَع، وخرج قادمًا ليقبِّل الأرض، فلم يُطِقْ لكثرة ما عليه، فقال الطائع: حسْبُك، وأمره بالجلوس، ثم استدعى الطائع تقديم ألويته، فقدّم لواءين، واستخار الله، وصلّى على(26/197)
رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وعقدهما، ثم قال: يقرأ كتابه، خار الله لك ولنا وللمسلمين، آمرك بما أمرك الله به، وأنهاك عمَّا نهاك الله عنه، وأبرأ إلى الله مما سوى ذلك، انهض على اسم الله، ثم أخذ الطائع سيفًا كان بين المخدَّتين فقلَّده به مضافًا إلى السيف الذي قلّده مع الخلْعة، وخرج من باب الخاصَّة، وسار في البلد، ثم بعث إليه الطائع هديّة فيها غلالة قصب، وصينيّة ذهب خرداذي بلّوْر فيه شراب، وعلى فم الخرداذي خرقة حرير مختومة، وكأس بلّور، وأشياء من هذا الفنّ، فجاء من الغد أبو نصر الخازن ومعه من الأموال نحو ما ذكر في دخوله الأول في السنة الماضية.
ولمَّا عاد عضُدُ الدولة جلس للهناء، فقال أبو إسحاق الصابي قصيدة منها:
يا عَضُد الدّوْلة الذي علقت ... يداه من فخره بأعرقهْ
يفتخر النّعل تحت أَخْمَصِهِ ... فكيف بالتّاجِ فوق مفرقه
زواج الطائع لله:
وفيها: تزوَّج الطائع لله ببنت عضُدُ الدولة على مائة ألف دينار، وكان الوكيل عن عضُدُ الدّولة أبو علي الفارسي النّحوي، والذي خطب القاضي أبو علي المُحَسّن بن علي التّنوخي1.
وفي هذا الوقت كان قسَّام متغلِّبًا على دمشق كما هو مذكور في ترجمته.
__________
1 انظر المنتظم "7/ 101".(26/198)
أحداث سنة سبعين وثلاثمائة:
تزيين بغداد لعضد الدولة:
وفيها: خرج من همذان عضُدُ الدولة وقَدِمَ بغداد، فتلقَّاه الطائع، وزُيِّنَت بغداد.
قال عبد العزيز حاجب النعمان: لم تجر عادة بخروج الخلفاء لتلقِّي أحدٍ من الأمراء، فلمَّا توفّيت فاطمة بنت مُعِزّ الدّولة ركب المطيع لله فعزَّاه، فقبَّل الأرض.
قال حاجب النّعمان: وجاء رسول يطلب من الطائع أن يتلقَّها، فما وسِعَه التَّاخُّر، وتلقّاه في دجلة، ثم أمر عضُدُ الدولة بأن يُنادي قبل دخوله بمنع العَوَامّ من الدعاء له والصّيْحَة، وتوعَّد على ذلك بالقتل، قال: فما نطق أحد، فأعجبه ذلك من طاعة العوامّ. والله أعلم1.
__________
1 انظر المنتظم "7/ 104"، والعبر "2/ 354".(26/198)
وفيات الطبقة السابعة والثلاثون:
وفيَّات إحدى وستين وثلاثمائة:
حرف الألف:
1- أحمد ابن المحدِّث محمد بن العبَّاس1 بن نجيح البغدادي، أبو الحسن، رئيس المعتزلة ببغداد.
ورَّخَه طلحة في ربيع الآخر، وقال: كان رئيس المعتزلة.
2- أحمد بن محمد بن سعيد2 بن سهل بن شبّرة -بالمُعْجَمَة والتثقيل، أبو حامد النَّيْسَابُوري الصّيْرفي الزّاهد الثّبْت، نزيل سمرقند.
روى عن: عمر البحتري، وأبن خُزَيمَةَ، والسّرّاج.
قال الإدريسي: ثقة، كتبنا عنه، ومات بسمرقند في شعبان.
3- أحمد بن مستور3 الأمير، ولي دمشق للحسن بن أحمد القرمطي، المعروف بالسيد عند تغلّبة ثانيًا على الشام، وذلك في رمضان، ومات بعد عشرة أشهر، أعنى: أحمد.
4- إبراهيم بن أحمد4 بن إبراهيم البغدادي البُزُوري5، أبو إسحاق المقرئ.
قرأ عليه: إسحاق الخُزَاعي، والحسن بن الحسين الصّوّاف، وأحمد بن فرج، وجماعة.
وكان من أئمّة هذا الشأن، وحدَّث عن البغوي وغيره.
قرأ عليه: محمد بن عمر بن بكير، وعلي بن محمد الحدّاد، وعبد الباقي بن الحسن.
مات في ذي الحجّة.
__________
1 انظر نشوار المحاضرة "5/ 122".
2 أحد الزهاد الثقات.
3 انظر أمراء دمشق "7".
4 انظر تاريخ بغداد "6/ 16"، والإكمال "1/ 474"، ومعرفة القراء "1/ 262".
5 نسبة إلى البزور.(26/199)
حرف الباء:
5- بكَّار بن محمد بن أحمد1 بن إسحاق، أبو الحسن المعافري المصري الزّاهد.
وقد حدَّث وسمع منه أبو القاسم يحيى بن أبي الطحان.
حرف الحاء:
6- حامد بن محمد بن عبد الله النيسابوري، الحناط.
7- الحسن بن الخضر بن عبد2 الله الأَسْيُوطي3.
حدَّث عن: أبي عبد الرحمن النّسائيّ، وأبي يعقوب المَنْجَنيِقي، وجماعة، وكان صاحب حديث.
وعنه: محمد بن الفضل بن نظيف، ويحيى بن علي بن الطحّان، وأبو القاسم بن بشران، وغيرهم.
وتوفِّي في ربيع الأول.
حرف الخاء:
8- خلف بن محمد بن إسماعيل4 بن إبراهيم بن نصر البخاري، أبو صالح الخيّام، وهو الذي يخيط الخِيَم. كان بندار الحديث.
روى عن: صالح بن محمد جَزَرَةَ، ونُصَيْر بن أحمد الكندي، وموسى بن أفلح، ومحمد بن علي بن عثمان، وعمر بن هنّاد، وفرح بن أيّوب، وحامد بن سهل، وطائفة بُبخَارى، ولم يَرْحَل.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد الإدريسي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد الغنجار، وآخرون.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 انظر العبر "2/ 324"، واللباب "1/ 61".
3 نسبة إلى أسيوط وهي مدينة من مدن مصر.
4 انظر اللباب "1/ 475"، وميزان الاعتدال "1/ 662"، وسير أعلام النبلاء "16/ 70".(26/200)
وتوفِّي فِي جُمادى الأولى وله ستُّ وثمانون، وقد تكلَّم فيه أبو سعيد الإدريسي وليَّنَه.
حرف العين:
9- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن عِمْران1، أبو القاسم الدّيَنَورِي الواعظ، نزيل دمشق، سكن قرية قتيبة.
وحدَّث عن: عبد الله بن محمد بن وهب الدّينَوَرِي، وأحمد بن عبد الرزَّاق، والعسَّال، وأبي جعفر الغنجاري، وابن عَرُوبة الحرّاني، وجماعة.
وعنه: تمَّام، وعبد الوهاب الميداني، وسعيد بن أحمد بن فُطَيْس، وجماعة.
توفِّي في آخرها.
10- عُبَيْد الله بن أحمد بن الحسين2، القاضي أبو عمر بن السّمسار، الفقيه الدّاوودي الظّاهري، تلميذ أبي بكر محمد بن داود الظاهري.
روى عن: محمد، وعن أبيه داود بن علي، وإسماعيل القاضي، وغيرهم، والأوّل أشبه.
قال المحسّن بن علي التَّنُوخيّ في "النشوار": وعليّ بن نصر الكاتب نزيل مصر، وذكر عليّ أنّه قرأ عليه كل مصنّفات أبي بكر بن داود، وأنَّه كان إمامًا كبيرًا يتردَّد إلى الرؤساء.
وقال هلال بن المحسّن: توفِّي فجأة في رجب، ثم جَزَمْتُ بأنّه لم يلق داود ولا إسماعيل.
11- عثمان بن عمر بن خفيف3، أبو عمرو المقرئ المعروف بالدرَّاج.
حدَّث عن: هارون بن علي المزوّق، وعلي بن حمَّاد العسكري، وابن المُجَدّر.
وعنه: أبو بكر البرقاني، ومحمد بن طلحة النّعالي، وجماعة.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر نشوار المحاضرة "8/ 186".
3 انظر تاريخ بغداد "11/ 305"، والمنتظم "7/ 58"، والبداية والنهاية "11/ 272".(26/201)
وكان ثقة.
قال البَرْقاني: كان بَدَلًا من الأبدال.
وقال غيره: مات فجأة في رمضان، رحمة الله عليه.
12- عثمان بن محمد بن إبراهيم1 المادَرائي أبو عمر، نزيل مصر.
سمع أبا مسلم الكجّي.
وعنه أبو محمد بن النّحاس.
13- علي بن أحمد بن فَرُّوخ2 البغدادي الواعظ، ويعرف بغلام المصري.
حدَّث عَنْ: مُحَمَّد بْن جرير، ومُحَمَّد بْن محمد الباغَنْدِي، وجماعة.
قال الخطيب: ثنا عن ابن بُكَيْر قال: قال ابن أبي الفوارس: فيه تساهل.
حرف الفاء:
14- فردوس بن أحمد3 بن محمد بن سعيد بن فردوس البزاز أبو بكر.
حرف الميم:
15- مُحَمَّد بْن أَحْمَد4 بْن عَليّ بن شاهويه، القاضي أبو بكر الفارسي الحنفي أحد الأعلام.
سمع: أبا خليفة زكريّا السّاجي، ودرّس بَنْيسابور، ثم درّس بُبخَاري بمدينة أبي حفص صاحب محمد بن الحسن مدّة.
ومات بنَيْسابور في ذي القعدة سنة إحدى وستين وثلاثمائة.
16- محمد بن أحمد5 بن موسى بن يزداد، القاضي أبو عبد الله القمي.
__________
1 انظر اللباب "3/ 142".
2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "11/ 324".
3 لم يترجم له المؤلف.
4 انظر وفيات الأعيان "1/ 584"، والوافي بالوفيات "2/ 44".
5 في عداد المجهولين.(26/202)
تُوُفّي بفَرْغانة في صفر، وحُمل تابوته إلى سمرقَنْد.
سمع: محمد بن أيّوب الرّازي، وإبراهيم بن يوسف الهِسِنْجاني1.
وولي قضاء سمرقند، وكان من كبار الحنفيّة، ثقة في الحديث.
روى عنه أبو سعد الإدريسي وغيره.
17- محمد بن حارث بن أسد2، أبو عبد الله الخُشَني3 القيرواني الحافظ.
أخذ عن أحمد بن نصر، وأحمد بن زياد، ودخل الأندلس فسمع قاسم ابن أصبغ، وأحمد بن عبادة، وسكن قرطبة، وتمكَّن من صاحبها الحَكَم بن النّاصر لدين الله، وصنَّف له كُتُبًا منها: "الاتفاق والاختلاف" في مذهب مالك، وكتاب "الفتيا"، وكتاب "تاريخ الأندلس"، و"تاريخ الإفريقيّين"، وكتاب "النَّسَب".
قال ابن الفَرَضيّ: بلغني أنّه صنَّف للحَكَم مائة ديوان، وكان شاعرًا بليغًا لكنَّه يَلْحَن، وكان يتعاطى الكيميا، واحتاج بعد موت الحَكَم إلى أن جلس في حانوتٍ يبيع الأَدهان.
روى عنه أبو بكر بن حوئيل، وغيره. وتُوُفّي في صفر.
18- محمد بن الحسن بن سعيد أبو العبّاس4 بن الخشّاب المخرمي الصُّوفي الزّاهد.
صاحب حكايات عن الشبلي وغيره.
وعنه السُّلَمي والحاكم.
19- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن الحُسين الوزير ظهير الدين أبو شجاع، حفيد الوزير أبي شجاع الروذراوري5 ثم البغدادي.
وَزَر قليلًا، ثم عُزِل، ولزم بيته دهرًا في نعمة وعافية.
مات في ذي القعدة، وقد شاخ.
__________
1 نسبة إلى قرية من قرى الريّ.
2 انظر الأنساب "5/ 13"، والوافي بالوفيات "2/ 315"، وسير أعلام النبلاء "15/ 165".
3 نسبة إلى خشن قرية بإفريقية.
4 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 112".
5 نسبة إلى بلدة بنواحي همذان. انظر اللباب "2/ 42".(26/203)
20- محمد بن حُمَيْد1 بن سهل المخرمي، أبو بكر.
سمع: أبا خليفة، وجعفر الفِرْيابي، والهَيْثَم بن خلف الدوري، وغيرهم.
عنه: الدَّارقُطْنيّ، وأبو نُعَيم، وجماعة.
قال البَرّقاني: ضعيف.
وقال ابن أبي الفوارس: فيه تساهل شديد.
21- محمد بن عمر بن محمد2 بن الفضل، أبو عبد الله الْجُعْفي البغدادي.
سمع: أبا شُعَيْب الحرّاني، وموسى بن هارون، وأبا العبّاس بن مسروق.
وعنه: ابن رزقَوَيْه، وأبو نُعَيم.
قال ابن أبي الفوارس: كان كذَّابًا.
22- محمد بن فارس3 بن حمدان، أبو بكر العطشي4، يُعرف بالمَعْبَدِي، يقال: إنّه من ولد أمّ مَعْبَد الخُزَاعيّة.
حدَّث عن: جعفر بن محمد القَلانَسي، والحسن بن علي المعمري.
روى عنه: الدَارقُطْنيّ، وعلي بن أحمد الرّزّاز، وأبو بكر البرقاني، وأبو نُعَيم.
قال أبو نُعَيم: كان غاليًا في الرفض غير ثقة.
مات فِي ذي الحجَّة.
23- مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن عوانة5 بن عبد الرحيم الثعلبي القُرطُبي، أبو عبد الله.
سمع من: أحمد بن خالد الحُباب، ومحمد بن قاسم، وقاسم بن أصبغ، وجماعة.
__________
1 انظر المنتظم "7/ 59"، والبداية والنهاية "11/ 272".
2 انظر تاريخ بغداد "3/ 31".
3 انظر تاريخ بغداد "3/ 161".
4 نسبة لسوق العطش بالجانب الشرقي من بغداد.
5 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 71"، وبغية الملتمس "145".(26/204)
وكان ثقةً صالحًا، أمَّ بجامع قُرْطُبَة، وأكثر الناس عنه.
24- نذير بن جناح بن إسحاق المحاربي، الكوفي، أبو القاسم.
وفيَّات سنة اثنتين وستين وثلاثمائة:
حرف الألف:
25- أحمد بن إبراهيم بن بكر القفْطي1. روى عن النّسَائي بمصر.
26- أحمد بن بِشْر بن عامر2، أبو حامد المرورذي الفقيه الشافعي، نزيل البصرة، تفقَّه على أبي إسحاق المَرْوَزي، وصنَّف "الجامع" في المذهب، وشرح "مختصر المُزَني"، وصنَّف في الأصول، وكان إمامًا لا يُشَقُّ غُبارُهُ. وعنه أخذ فُقَهاء البصرة.
27- أحمد بن عثمان، أبو سعيد3 البغدادي الفقيه، ويُعرف بابن البقَّال.
حدَّث بدمشق عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود.
وعنه ابن جُمَيْع، وأبو نصر بن الْجَبَّان.
حدَّث في هذه السنة وانقطع خبره.
28- أحمد بن محمد بن زكريا4 الأموي، مولاهم الأندلسي الرُّصافي5 المالكي، مفتي ناجية ومحدّثها.
روي عن أحمد بن خالد وغيره، وتوفِّي في صفر.
29- أحمد بن همّام، أبو عمرو النَّيْسَابُوري6، العبد الصالح.
رحل وسمع ببغداد من يوسف القاضي وطبقته.
وعنه: الحاكم، وعاش بِضعًا وثمانين سنة.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 انظر العبر "2/ 326"، وطبقات الشافعية للسبكي "2/ 82"، والبداية والنهاية "11/ 209".
3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "4/ 300".
4 انظر تاريخ علماء الأندلس"1/ 48".
5 نسبة إلى بلدة بالأندلس عند قرطبة.
6 لَا بأس به.(26/205)
30- أحمد بن محمد بن أحمد1 بن عقبة بن مضرس، أبو الحسن، قاضي أرّجان.
روى عن البَغَوِي، وابن صاعد.
وعنه: أبو نُعَيم الحافظ، وورَّخه هكذا في تاريخ أصبهان، وقال في مُعْجَمه: قَدِمَ علينا أصبهان سنة خمس وستّين، فيجوز هذا.
31- أحمد بن محمد بن عُمارة2 بن أحمد، أبو الحارث اللّيْثي الكنانيّ مولاهم الدمشقي.
سمع: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، وزكريّا السّجْزِي، ومحمد بن عبد الصمد، وأحمد بن إبراهيم بن دُحَيْم، وجماعة.
وعنه: ابن جُمَيع، وتمَّام، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وأحمد بن الحاجّ الإشبيلي، وعبد الوهاب المَيْدَاني.
وتوفِّي في ربيع الآخر في عُشْر التّسعين.
32- إبراهيم بن عُبَيْد الله المَعَافِري الإشبيلي3.
سمع من: أحمد بن خالد، ومحمد بن فُطَيْس، وكان محدّثًا لُغَوّيًا بصيرًا بالشعر. قاله ابن الفرضي.
33- إبراهيم بن محمد بن يحيى4 بن سخْتَوْيه النَّيْسَابُوري، الشيخ أبو إسحاق المُزكّي.
قال الحاكم: هو شيخ نَيْسَابُور في عصره، وكان من العبَّاد المجتهدين الحجّاجين المُنْفِقِين على العلماء والفقراء.
سمع: ابن خُزَيْمة، وأبا العبّاس السّرّاج، وأحمد بن محمد الماسَرْجِسي، وأبا العبّاس الأزهري، وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرّازي، ومحمد بن هارون الحَضْرَمِيّ، وأبا العبّاس الدَّغُوليّ، وخلقًا سواهم.
__________
1 انظر أخبار أصبهان "1/ 154".
2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "5/ 300"، وشذرات الذهب "3/ 40"، وسير أعلام النبلاء "16/ 70".
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 18".
4 انظر تاريخ بغداد "6/ 168"، والمنتظم "7/ 61"، والبداية والنهاية "11/ 274".(26/206)
وأملى عدّة سنين، وكنَّا نَعُدُّ في مجلسه أربعة عشر محدّثًا، منهم: أبو العبّاس الأَصَمّ، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم.
قلت: روى عنه الحاكم، وأبو الحسن بن رزقَوَيْه، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر البرقاني، وأبو علي بن شاذان، وأبو نُعَيم، وآخر من روى عنه أبو طالب بن غيلان.
قال الخطيب: كان ثقة ثبتًا مُكْثِرًا مُوَاصِلًا للحجّ، انتخب عليه الدَارقُطْنيّ، وكتب النّاس عنه عِلْمًا كثيرًا مثل: "تاريخ السّرّاج" وغير ذلك، و"تاريخ البخاري"، وعدّة كُتُب لمُسْلم. وكان عند البَرْقَانيّ سقط أجزاءٍ وكُتُب، لكن ما رُوي عنه في صحيحة قال في نفسي منه لكثرة ما يُغْرِب، ثم إنّه قوّاه وقال: عندي عنه أحاديث عالية كنت أخرجتها نازلة، إلّا أنّي لا أقدر على إخراجها لِكبَر السنّ.
قال الخطيب: وثنا الحسين بن شيطا: سمعت أبا إسحاق المُزكّي يقول: أنفقت على الحديث بِدَرًا من الدنيانير، وقدمت بغداد سنة ستّ عشرة ومعي بخمسين ألف درهم بضاعة، ورجعت إلى نَيْسَابور ومعي أقلّ من ثُلُثِها، أنفقت ما ذهب على أهل الحديث.
توفِّي في شعبان، وقد خرج من بغداد، فَنُقِلَ إلى نَيْسَابور، وعاش سبعًا وستيّن سنة.
وهو والد علي، ويحيى، ومحمد، وعبد الرحمن، وقد رَوَوُا الحديث.
34- إسماعيل بن عبد الله بن محمد1 بن ميكال، الأديب أبو العبَّاس شيخ "خراسان" ووجهها وعَيْنُها، من ولد يَزْدَجِرْد بن بهرام جور ملك الفُرْس.
استعمل المقتدر أباه على الأهواز، فاستدعى أبا بكر بن دُرَيْد لتأديب إسماعيل.
وفي ابنه يقول ابن دُرَيْد مقصورته التي يقول فيها:
إن ابن ميكال الأمير انتاشني ... من بعد ما قد كنت كالشيء اللقا
ومد ضبعي أبو العباس من ... بعد انقباض الذرع والباع الوزا2
نفسي الفِدا لأميريَّ ومَنْ ... تحت السّما لأميريّ الفدا
__________
1 انظر شذرات الذهب "3/ 41"، ووفيَّات الأعيان "4/ 323"، وسير أعلام النبلاء"16/ 156".
2 أي: القصد.(26/207)
قال الحاكم: سمعت محمد بن الحسين الوَضّاحي، سمعت أبا العبّاس يذكر صِلَة أبيه لابن دُرَيْد لمَّا عمل هذه القصيدة، قال الوضّاحي: فقلت: ما وصل إليه من خاصّتك؟ قال: لم تصل يدي إذْ ذاك إلّا إلى ثلاثمائة دينار، وضعتها بين يديه.
سمع أبو العبّاس من: عَبْدان الأهوازي كتابًا خصَّه به، فسمعت أبا عليّ الحافظ يقول: استفدت منه أكثر من مائة حديث. وسمع أيضًا من السرَّاج، وابن خُزَيْمة، وعلي بن سعيد العسكري ونحوهم. وأملى مدّةً.
روى عنه أبو علي الحافظ، وهو أسْندَ منه، وأبو الحسين الحجَّاجي، وأبو عبد الله الحاكم وجماعة.
وقد عُرِضَت عليه ولايات جليلة فامتنع.
أَخْبَرَنَا محمد بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، وَأَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ زَيْنَبَ الْمِشْعَرِيَّةِ، أنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَلِيِّ بْنِ مُظَفَّرٍ أَخْبَرَتْهَا قَالَتْ: أنا عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ محمد الْفَارِسِيُّ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا عَبْدانُ بْنُ أَحْمَدَ الْجَوَالِيقِيُّ سنة ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، ثنا زَاهِرُ بْنُ نُوحٍ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ الْحَسَنِ الْكُوفِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْعَائِدُ قي هبته كالعائد في قيئه" 1.
توفِّي أبو العبّاس في صفر، وله اثنتان وتسعون سنة.
حرف الحاء:
35- حَفْص بن جُزّي2، أبو عمر الأندلسي، من أهل فحص البلّوط3.
سمع من: عبيد الله بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن عَبْد العزيز، وسعيد بن حميد، وجماعة، وكان عارفًا بالعربية.
سمع منه غير واحد بقرطبة، وعُمَّر دهرًا.
توفِّي ابن ثمانٍ وتسعين، سنة اثنتين أو ثلاث وستين.
__________
1 حديث صحيح: أخرجه البخاري "3/ 215"، ومسلم "الهبات 2 رقم 8"، وأبو داود "3538"، والنسائي "6/ 266"، والترمذي "1298"، وابن ماجه "2386"، وأحمد "1/ 327".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 119".
3 موضع قريب من قرطبة.(26/208)
حرف السين:
36- سعيد بن القاسم بن العلاء1، أبو عمرو البرذعي الطّرازي المرابط، نزيل مدينة طَرَاز من أول التَّرْك.
سمع: محمد بن حِبّان بن الأزهر الباهلي، وعبد الله بن الحسين الشّاماتي، وأبا خليفة الفضل بن الحُبَاب، وسهلان بن محمد بن مردَوَيه الأهوازي صاحب سليمان الشاذكُوني، وأحمد بن محمد بن ياسين الهَرَوِي، ومحمد بن يحيى بن مَنْدَه، وعبدان.
روى عنه: محمد بن إسماعيل الورَّاق، والدَارقُطْنيّ، وأبو علي بن فضالة الرازي شيخ الخطيب، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشّيرازي، وأبو عبد الله الحاكم، وقال: توفِّي غازيًا بأسبيجاب.
حرف العين:
37- عبد الله بن أحمد الفرغاني. تقدَّم.
38- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ2 بْنِ عُمَرَ بْنِ عبد اللَّه بن الحسن الهمداني الذّكْواني3، أبو محمد الأصبهاني القاضي.
سمع: عَبْدان بن أحمد حاجب بن أركين الفَرْغَاني، وجعفر بن أحمد بن سِنان، وعبد الله بن محمد بن العبّاس.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي. قرأ عليه ابنه، وأبو نُعَيم.
39- عَبْد السلام بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد4 بْن حجّاج بن رِشْدين، أبو جعفر المصري.
يروي عن أبيه وعمومته.
__________
1 انظر المنتظم "7/ 62"، وتاريخ بغداد "9/ 110، وسير أعلام النبلاء "16/ 72، 73".
2 انظر ذكر أخبار أصبهان "2/ 88".
3 نسبة إلى ذكوان وهي بطن من سليم بن منصور.
4 في عداد المجهولين.(26/209)
40- عبد الملك بن الحسن بن يوسف1 المعدّل البغدادي، أبو عمرو بن السّقَطي.
سمع: أبا مسلم الكجّي، ويوسف القاضي، وأحمد بن يحيى الحلواني، وأبا بكر الفِرْيابي.
وعنه: محمد بن راشد الكاتب، وأبو علي بن شاذان، وأبو نُعَيم.
وانتخب عليه الدَارقُطْنيّ.
وشهد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة عند قاضي بغداد أبي عمرو محمد بن يوسف، وعاش خمسًا وثمانين سنة.
41- علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي2 الزملكاني3.
سمع: الباغندي، وابن خزيمة، وجماهير.
وعنه: الحاكم، وأبو نعيم. توفِّي بمكة.
42- عمر بن أحمد بن عمر4، القاضي أبو عبد الله القَصَبَاني، عُرِفَ بابن شقّ.
روى عن: علي بن العبّاس المقانعي، وابن المنذر الفقيه، وعلي بن سارج المصري.
وعنه: الدَارقُطْنيّ، وأبو نُعَيم، والبَرْقاني، وقال: قلت: حدَّث في هذا العام.
43- عمرو بن أَحْمَد بن محمد5 بن الحسن، أبو أحمد الاستراباذي الفقيه.
سمع: أباه، وهُمَيْم بن هَمّام، وعمران بن موسى بن مجاشع، وأبا خليفة، وعبدان، وعبد اللَّه بْن ناجية، وعبد اللَّه بْن مسلم المقدسي، وابن قُتَيْبَة العسقلاني، ودرس الفقه بمصر على منصور بن إسماعيل الفقيه.
يروي عنه أبو سعد عبد الرحمن الإدريسي، وقال: أنا تولَّيت الصلاة عليه.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "10/ 430"، والمنتظم "7/ 63"، وسير أعلام النبلاء "16/ 167، 168".
2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "12/72".
3 نسبة إلى قريتين إحداهما بدمشق والثانية ببلخ.
4 انظر تاريخ بغداد "11/ 251".
5 انظر تاريخ جرجان "534".(26/210)
حرف الميم:
44- محمد بن أحمد بن خالد1 بن يزيد القُرْطُبي، أبو بكر ابن مصنّف كتاب "فضل العلم".
له رواية عن أبيه وغيره.
45- محمد بن أحمد بن علي2 بن شاهَوَيْه، أبو بكر الفارسي الفقيه الشافعي، قاضي بلاد فارس.
أقام مدّة ببُخارى ثم بنَيْسَابور، وبها مات، وله في المذهب وجوهٌ بعيدة تفرَّد بها.
توفِّي سنة إحدى، وقيل: سنة اثنتين وستيّن.
وحدَّث عن أبي خليفة، وزكريا السّاجي.
وعنه: الحاكم.
46- محمد بْن أحمد بْن كثير3 بْن دَيْسَم، أبو سعيد الهَرَوِيّ.
سمع: أحمد بن مقدام الهَرَوِيّ، وَهُوَ آخر من حدَّث في الدُّنْيَا عَنْهُ، وعاش بعده اثنتين وتسعين سنة، ولعلّه ممّن جاوز المائة.
يروي عنه ابن العالي، وتوفِّي في جمادى الآخرة.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الْهَاشِمِيِّ، أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ رُوزْبَهْ، أنا أَبُو الْوَقْتِ، أنا شَيْخُ الإِسْلامِ أَبُو إِسْمَاعِيلَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ محمد بْنِ مَنْصُورٍ بِبُوسَنْجَ، أنا أَبُو سَعِيدٍ محمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ كَثِيرٍ بِهَرَاةَ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مِقْدَامٍ الْهَرَوِيُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَهُوَ بَاطِلٌ بُنِي لَهُ فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَهُوَ مُحِقٌّ بُنِي لَهُ فِي وَسَطِهَا، وَمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ بُنِيَ لَهُ فِي أَعْلاهَا"4.
قال شيخ الإسلام في كتاب "ذمّ الكلام": هذا الحديث أعلى حديث عندي.
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 72".
2 انظر الوافي بالوفيات "2/ 44"، ووفيات الأعيان "4/ 211"، وطبقات الفقهاء "144".
3 لا بأس به.
4 إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي "1993"، وابن ماجه "2078"، والخطيب "5/ 309"، والحديث في ضعيف الجامع "5522".(26/211)
47- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد1 بْن طالب بن أيمن، أبو عبد الله القيسي المؤدّب القبري.
رحل وسمع بمصر من أبي قتيبة بن الفضل، وأبي محمد بن الورد، والعبَّاس بن الرافقي.
وسمع النّاس منه كثيرًا، وقبره في مدينة صغيرة بالأندلس.
48- محمد بن أحمد بن منبه2 السمسار، أبو أحمد النَّيْسَابُوري.
روى عن مُطَيْن.
وعنه: الحاكم وغيره.
49- محمد بن إبراهيم بن حَسْنَوَيْه3، أبو بكر النَّيْسَابُوري الورَّاق الزّاهد العابد.
سمع: محمد بن إبراهيم البوسَنْجي، وجعفر بن سوار.
وعنه: الحاكم، وقال: عاش خمسًا وتسعين سنة، وبكى من خشية الله حتى عَمِيَ.
50- محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن أبرَوَيْه، أبو أحمد الأستراباذي. فاضل ثقة عابد4.
سمع الكثير ورحل، وحدَّث عن: محمد بن عبد بن عامر السمرقندي، ومحمد بن يزداد، والضَّحَّاك بن الحسين، وأحمد بن حفص السّعْدي، وجاوز التّسعين.
روى عنه أبو سعد الإدريسي وقال: تُوُفّي فجأة.
51- محمد بن الحسن بن كوثر5، أبو بحر البَرَبَهَاري6، بغداديّ معمر.
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 72".
2 في عداد المجهولين.
3 لا بأس به.
4 وثقه الذهبي.
5 انظر تاريخ بغداد "2/ 209"، والمنتظم "7/ 63"، والوافي بالوفيات "2/ 338"، والبداية والنهاية "11/ 275".
6 نسبة إلى بربهار، وهي الأدوية التي تجلب من الهند.(26/212)
حدَّث عن: محمد بن الفرج الأزرق، ومحمد بن يونس الكديمي، وإسماعيل القاضي، ومحمد بن غالب، ومحمد بن سليمان الباغَنْدِي، وجماعة.
انتخب عليه الدَارقُطْنيّ، وأبو حفص بن شاهين.
قال أبو نُعَيم: كان يقول لنا الدَارقُطْنيّ: اقتصروا من حديث أبي بحر على ما انتخبته حسب.
وقال ابن أبي الفوارس: فيه نظر.
وقال البَرْقَاني: حضرت يومًا عند أبي بحر، فقال لنا ابن السّرَخْسي: سأريكم أنَّ الشيخ كذَّاب، ثم قال له: فلان بن فلان ينزل المكان الفُلانيّ، سمعتَ منه؟ قال: نعم. قال البَرْقَانيّ: ولم يكن له وجود.
قال ابن أبي الفوارس: توفِّي لأربع بَقِين من جُمادى الأولى. قال: ومولده سنة ستّ وستّين ومائتين، قال: وكان مُخَلّطًا، وله أصول جِياد، وله شيء "رديء".
قلت: روى عبد الدايم حديثه بعلوٍّ عن ابن المعطوس.
52- محمد بن أبي الهيثم1 خالد بن الحسن المطوّعي البُخَاري.
سمع: شيخ بن محمد، وابن خُزَيْمَة، والباغَنْدِي، وطبقتهم.
وعنه: الحاكم وطائفة.
53- محمد بن العبّاس بن أحمد2، أبو بكر المسعودي الاستراباذي الفقيه، رحَّال.
وسمع: أبا يعلى المَوْصِليّ، ومحمد بن الحسين الخثعمي الكوفي، وطبقتهما.
وعنه: أبو سعد الإدريسي، وقال: لا يُحْتَج به، بقي إلى هذه السنة.
54- محمد بن عبد الله بن محمد3، الفقيه أبو جعفر البَلْخي الحنفي. وكان يقال له من كماله في الفقه: "أبو حنيفة الصغير".
__________
1 لا بأس به.
2 في عداد الضعفاء.
3 انظر العبر "2/ 328"، والوافي بالوفيات "3/ 347"، واللباب "3/ 393"، وسير أعلام النبلاء "16/ 131".(26/213)
يروي عن محمد بن عَقيل وغيره.
وتوفِّي ببُخارى في ذي الحجّة سنة اثنتين وستّين، وقد تفقَّه على أبي بكر محمد بن أبي سعيد الفقيه.
أخذ عنه جماعة. كان يعرف بالهنْدواني1، من محلّة باب هندوان، وعاش اثنتين وستيّن سنة، وكان من أعلام أئمّة مذهبه.
55- مُحَمَّد بن عَبْد الملك بن مُحَمَّد2 بن عَدِيّ، أبو بكر الاستراباذي، أخو نُعَيم، نزل جُرْجَان، وكان خبيرًا بالشروط فقيهًا.
رحل وسمع من البَغَوِي، وابن أبي داود.
56- محمد بن محمد بن داود3 بن سعيد، أبو بكر السّجْزي النَّيْسَابُوري العدل.
سمع بَهَراة: محمد بن مُعَاذ الماليني، وحاتم بن محبوب، ومعدان البَغَوِي، وطبقته، وبنَيْسَابور مؤمّل بن الحسن، وأبا عمرو الحيري، وبجُرْجان أبا نُعَيم، وبالرّيّ عبد الرحمن بن أبي حاتم.
روى عنه الحاكم وقال: كان من خيار التُّجَّار الأَمناء، ما رأينا منه إلّا ما يليق بأهل الصدق.
57- محمد بن موسى بن فَضَالَةَ4 بن إبراهيم بن فضالة بن كثير، أبو عمر القُرَشي، مولى عبد العزيز بن مروان بن الحَكَم.
شيخ مُسْنِد، دمشقي.
سمع: أحمد بن أنس، وأبا قُصَيّ الْعُذْرِيَّ، والحسين بن محمد بن جمعة، وحاجب بن أركين، وعبد الرحمن بن القاسم الروّاس، ويزيد بن عبد الصمد،
__________
1 نسبة إلى محلة ببلخ.
2 انظر تاريخ جرجان "415".
3 لا بأس به.
4 انظر ميزان الاعتدال "4/ 51"، وسير أعلام النبلاء "16/ 157-159"، ولسان الميزان "5/ 400، 401".(26/214)
والحسن بن الفرج الغزّي، ومحمد بن محمد بن التّياح، وأبا القاسم البَغَوِي لقيه بمكة.
وعنه: تمّام، وأبو نصر بن الجندي، وعبد الرحمن بن أبي نصر، ومكّي بن الغَمْر، ومحمد بن رزق الله، وجماعة آخرهم محمد بن عبد السلام بن سعدان.
قال أبو محمد الكتّاني: تكلّموا فيه، وتوفِّي في ربيع الآخر.
58- محمد بن هاني، أبو القاسم1 وأبو الحسن الأَزْدي الأندلُسي.
قيل: إنّه من ذرّية المهلّب بن أبي صُفْرَةَ.
كان أبوه شاعرًا أديبًا، وأمَّا هو فحامل لواء الشعر بالأندلس، وُلد بأشبيلية، واشتغل بها، وكان حافظًا لأشعار العرب وأخبارها، اتّصل بصاحب أشبيلية وحظي عنده، فمن شعره:
ولما التقت ألحاظنا ووشاتنا ... وأعلن شق الوشي ما الْوَشْيُ كاتمُ
تنفُس أنسيّ من الخِدْر ناشق ... فأسْعِدَ وحْشيّ من السّدر باغمُ
وقلن قطًا سارٍ سمعتُ حَفيفه ... فقلت: قلوب العاشقين الحوائمُ
عَشِيّةَ لا آوي إلى غير ساجع ... ببنيك حتى كلُّ شيءٍ حَمائمُ
وكان مُنْهمِكًا في اللّذّات والمُحرّمات، متَّهمًا بدين الفلاسفة، ولقد هَمُّوا بقتّله، فأشار عليه مخدومه بالاخُتفاء، فهرب من الأندلس إلى المغرب، واجتمع بالقائد جوهر فامتدحه، ثم اتّصل بالمعزّ أبي تميم الذي بنى القاهرة، فامتدحه، فوصله وأنعم عليه، ثم إنّه شرب عند أناسٍ وأصبح مخنوقًا.
وقيل: لم يُعْرَف سبب موته، وهلك في رجب سنة اثنتين وستّين عن نيّفٍ وأربعين سنة.
وله ديوان كبير في المدْح، وقد يفضي به المديح إلى الكفر، وليس يلحقه أحد في الشعر من أهل الأندلس، وهو نظير المتنبي.
59- منصور بن محمد البغدادي2 المقرئ الحذاء.
__________
1 انظر شذرات الذهب "3/ 41"، وسير أعلام النبلاء "16/ 131"، والبداية والنهاية "11/ 274".
2 انظر تاريخ بغداد "13/ 84".(26/215)
حدَّث عن البَغَوِي، وابن أبي داود.
قال الخطيب: ثنا عنه أبو الفرج بن سميكة، وسمعت أبا نعيم يوثقه، ثمَّ ورَّخ وفاته.
حرف الياء:
60- يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن محمد1، أبو بكر القُرْطُبي المعروف بالمِغيلي.
سمع: محمد بن محمد بن عبد الملك بن أنس، وجماعة، وحجَّ وسمع من ابن الأعرابي.
وكان بارعًا في الآداب، بليغًا ذا فنون، والله أعلم.
وفيات سنة ثلاث وستين وثلاثمائة:
حرف الألف:
61- أحمد بن محمد بن عبد البرّ2، أبو عثمان التُّجَيْبي القُرْطُبي، يُعرف بابن الكَشْكيناني3.
حجَّ وسمع أبا سعيد بن الأعرابي ورجع، وتُوُفّي في شوّال.
62- أحمد بن علي بن إبراهيم4 النّرسي البغدادي. توفِّي بالرملة وله إحَدى وثمانون سنة.
63- إبراهيم بن سليمان5 بن عدّي الشافعي العسكري المصري. توفِّي في رجب.
سمع أبا عبد الرحمن النسائي.
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 190".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 49".
3 نسبة إلى قرية بنواحي قرطبة.
4 في عداد المجهولين.
5 انظر السابق.(26/216)
64- إسماعيل بن محمد1 بن علان الخَوْلاني المصري المؤدّب.
يروي عن النّسائي، والحسن بن غُلَيْب.
65- أصبغ بن قاسم2 بن أصبغ، أبو القاسم، من أهل إسْتِجة.
سمع: محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد بن الحباب، وحجّ فسمع من أبي جعفر العُقَيْلي، وابن الأعرابي، وسمع صحيح البخاري من صالح بن محمد الأصبهاني، عن إبراهيم بن معقل النّسَفي.
وَلِي قضاء إسْتِجَة، فأساء السّيرة وشَكَوه. وكان جسيمًا وسيمًا.
توفِّي في رمضان.
حرف الثاء:
66- ثابت بن سِنان بن ثابت بن قُرّة3، أبو الحسن الحَرّاني الأصل، الصّابي ثم البغدادي.
كان يلحق بأبيه في صناعة الطّبّ، وصنَّف تاريخًا كبيرًا على الحوادث والوقائع التي تمَّت في زمانه، وخدم بالطبّ الراضي بالله وجماعة من الخُلَفاء قبله.
وقال في تاريخه: لما سُلِّم أبو علي بن مُقْلَة إلى الوزير عبد الرحمن بن عيسى من جهة الراضي بالله، في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، حمله إلى داره، ثم ضُرب ابن مُقْلَة بالمَقَارع في دار عبد الرحمن، وأُخذ خطه بألف دينار، وأنّه أُدْخِل عليه ليفصده فذكر من خبره فصلًا.
توفي إبراهيم بن سِنان أخو ثابت في أول خمس وثلاثين وثلاثمائة، ولم يستكمل أربعين سنة، وكان من الأذكياء البارعين في صناعة الطب كأخيه وأبيه.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 80"، ولسان الميزان "1/ 460".
3 انظر الكامل في التاريخ "8/ 221"، والوافي بالوفيات "10/ 463"، وشذرات الذهب "3/ 44".(26/217)
حرف الحاء:
67- الحارث بن سعيد بن حمدان1، أبو فراس، الشاعر المشهور الأمير، وقد ذكرناه في سنة سبعٍ وخمسين.
وأمَّا ابن الْجَوْزي فقال في "المنتظم": توفِّي هذا في سنة ثلاثٍ وستّين، ثم ذكر أنّه قُتِل وما بلغ الأربعين، وأنَّ سيف الدولة رثاه.
قلت: هذا متناقض، فمن شعره:
المَرْءُ نُصْبَ مصائبَ لا تنقضي ... حتى يوارى جسمه في رمسه
فمؤجل يَلْقَى الرّدَى في غيره ... ومُعَجّل يَلْقَى الرَّدَى في نفسه
وله:
مرام الهوى صعب وسل الهَوَى وَعْرُ ... وأوعر ما حاولته الحبّ والصّبْرُ
أواعِدَتي بالوعد والموتُ دونَهُ ... إذا متّ عطشانًا فلا نزل القَطْرُ
بدوت وأهلي حاضرون لأنّني ... أرى أنّ دارًا لست من أهلها نَفْرُ
وما حاجتي في المال أبغي وُفُورَهُ ... إذا لم يفْر عرض فلا وفَرَ الوَفْرُ
وقال أصحابي الفِرارُ أو الرّدَى ... فقلت: هما أمران أحلاهُما مُرّ
سيذكرني قومي إذا جدَّ جِدُّها ... وفي الليلة الظَّلْماء يُفْتَقَد البدْرُ
ولو سَدَّ غيري ما سَدَدْتُ اكتفوا به ... وما كان يغلو التِّبْرُ لو نَفَق الصُّفْرُ
ونحن أُناسٌ لا تَوَسُّط عندنا ... الصَّدْرُ دون العالمين أو القبْرُ
تهون علينا في المعالي نفوسُنا ... ومن خَطَبَ الحسناءَ لم يغلها مَهْرُ
68- جُمَحُ بن القاسم بن عبد الوهاب2، أبو العبّاس الْجُمَحي المؤذّن، دمشقيّ محدّث، يُعرف قديمًا بابن أبي الحواجب.
روى عن: عبد الرحمن بن الرَّواس، وأبي قصي إسماعيل العذري، وإبراهيم بن
__________
1 انظر المنتظم "7/ 68"، وسير أعلام النبلاء "16/ 196"، وشذرات الذهب "3/ 24".
2 انظر العبر "2/ 330"، وشذرات الذهب "3/ 45"، وسير أعلام النبلاء "16/ 77".(26/218)
دُحَيْم، وأحمد بن بِشْر الصُّوري، ومحمد بن العبّاس بن الدَّرَفْس، وطبقتهم.
روى عنه: أبو عبد الله بن مَنْده، وتمَّام بن عبد الوهاب المَيْداني، ومحمد بن عَوْف المُزَني، ومحمد بن عبد السلام.
وكان ثقة نبيلًا.
69- الحسن بن موسى بن بُنْدار1، أبو محمد الدَّيْلمي.
حدَّث ببغداد عن: أحمد بن محمد بن سليمان المالكي، وأحمد بن الحسين صاحب البَصْرى.
وعنه البَرْقَاني وغيره، وكان ثَبْتًا حافظًا. حدَّث في هذه السنة.
70- حمزة بن أحمد بن مخْلَد2 البغدادي القطّان.
سمع: أبا شُعَيْب الحرَّاني، وموسى بن هارون.
وعنه: البَرْقاني، ومحمد بن عمر بن بُكَيْر.
حدّث في هذه السنة. صدوق.
حرف السين:
71- سيد أبيه بن داود3، أبو الأصبغ المرشاني الأندلُسي.
سمع: محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد بن الحُباب.
وكان شيخًا صالحًا موصوفًا بالفقه، وحدَّث.
حرف العين:
72- العبَّاس بن الحسين بن الفضل4 الشّيرازي، وَزَرَ لعزِّ الدولة بختيار بن
__________
1 انظر تاريخ بغداد "7/ 430".
2 انظر تاريخ بغداد "8/ 183".
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 193"، والوافي بالوفيات "16/ 63، 64".
4 انظر الوافي بالوفيات "16/ 689"، والمنتظم "7/ 73"، وسير أعلام النبلاء "16/ 222".(26/219)
مُعِزّ الدّولة، وكان ظالمًا جبَّارًا، فقبض عليه ثم قتله في حبْسه، وله تسعٌ وخمسون سنة.
73- عبد الله بن عديّ1، أبو عبد الرحمن الصَّابوني.
توفِّي ببُخَارى في ذي الحجّة.
مشى في الردِّ على أبي حاتم بن حبّانِ فيما تأوَّل من الصِّفات.
أخذ عن يحيى بن عمَّار وغيره.
روى عنه ابن خُزَيْمة وطبقتهم.
74- عبد الحميد بن أحمد بن عيسى2.
سمع النّسائي، وتوفِّي في شعبان.
75- عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد3 بْن أُسَيد، أبو بكر المدني المعدّل.
روى عن: محمد بن نُصَيْر، وزكريّا السّاجي.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيم، وغيرهما.
توفِّي في سلْخ ذي القعدة.
76- عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر4، أبو القاسم الزَّيدي البغدادي.
ذكره ابن أبي الفوارس فقال: كان له مذهب خبيث، ولم يكن في الرواية بذاك، سمعت منه أجزاء فيها أحاديث رَدِيّة.
قلت: يُعرف بابن البقّال، حدّث عن: الباغَنْدي، وعلي بن العباس المقانعي.
قال التنوخي: كان من متكلمي الشيعة، له مصنَّفات على مذهب الزَّيدِيّة، يجمع حديثًا كثيرًا، وله أخ شاعر مشهور.
__________
1 انظر الوافي بالوفيات "17/ 318".
2 لا بأس به.
3 السابق.
4 انظر تاريخ بغداد "10/ 458"، ولسان الميزان "4/ 25".(26/220)
77- عبد العزيز بن جعفر بن أحمد1 بن يزداد، أبو بكر الفقيه الحنبلي، غلام الخلال شيخ الحنابلة وعالمهم المشهور.
تفقَّه بأستاذه أبي بكر الخلال، وسَمِعَ من عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل فيما قيل، وسمع من محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، وموسى بن هارون، والحسين بن عبد الله الخَرْقي، وأحمد بن محمد بن الْجَعْد الوشّاء، وأبي خليفة الفضل بن الحُبَاب، وجعفر الفِرْيابي، وجماعة.
وعنه: الْجُنْيد الخطبي، وبِشْرى الفاتني، وغيرهما. وتفقَّه عليه أبو عبد الله ابن بُطَّة، وأبو إسحاق بن شاقْلا، وأبو حفص العُكْبُري، وأبو الحسن التميمي، وأبو حفص البَرْمكي، وأبو عبد الله بن حامد.
وكان كبير القدْر، صحيح النقل، بارعًا في نقل مذهبهِ.
قال أبو حفص البرمكي: سمعت أبا بكر عبد العزيز يقول: سمع منّي شيخنا أبو بكر الخلال نحو عشرين مسألة وأثبتها في كتابه.
وقال أبو يَعْلَى القاضي: كان لأبي بكر عبد العزيز مصنّفات حَسنة منها: "المقنع"، وهو نحو مائة جزء، وكتاب "الشّافي" نحو ثمانين جزءًا، وكتاب "زاد المسافر"، وكتاب "الخلاف مع الشافعي"، وكتاب "مختصر السنة".
توفِّي في شوّال سنة ثلاثٍ وستين، وله ثمانٍ وسبعون سنة في سن شيخه الخلال، وسنّ شيخ شيخه المَرْوَزي، وسنّ أحمد بن حنبل.
ورُوي عنه أنّه قال في مرضه: أنا عندكم إلى يوم الجمعة، فمات يوم الجمعة، رحمه الله تعالى. ويُذكَر عنه زُهْدُ وقُنُوع.
وقد ذكر أبو يَعْلَى أنّه كان معظَّمًا في النُّفُوس، متقدِّمًا عند الدولة، بارعًا في مذهب أحمد.
أَنْبَأَنَا الْمُؤَمَّلُ بْنُ الْبَالِسِيِّ، أنا أَبُو الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْجُنَيْدِ الْخُطَبِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ، نا علي بن طيفور، نا قتيبة، نا
__________
1 انظر تاريخ بغداد "10/ 459"، والمنتظم "7/ 71"، والكامل في التاريخ "8/ 647".(26/221)
عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "خَيْرُكُمْ مَنْ تعلَّم الْقُرْآَنَ وَعَلَّمَهُ" 1.
علي بن عبد الله بن الفضل البغدادي2، أبو الحسين.
حدَّث بمصر عن: جعفر الفرِيابي، وأبي خليفة.
وعنه: الدَارقُطْنيّ، وعبد الغني الأزدي.
79- عيسى بن موسى بن أبي3 محمد بن المتوكّل على الله، أبو الفضل الهاشمي العبّاسي.
سمع: محمد بن خَلَف بن المَرْزُبان، وأبا بكر بن أبي داود، وجماعة.
وعنه: أبو علي بن شاذان.
قال الخطيب: كان ثقة ثَبْتًا. حدّثني الأزهري أنَّ أبا الفضل لازم ابنَ أبي داود في سماع الحديث نيّفًا وعشرين سنة، ووُلد سنة ثمانين ومائتين، وأوّل سماعه من أبي بكر سنة تسعين.
حرف الغين:
80- غالب بْن عَبد اللَّه بْن موسى4 بن قليج، أبو بكر البزّاز، مصري.
توفِّي فِي جُمَادَى الأولى.
حرف الميم:
81- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سهل5 بن نصر، أبو بكر الرَّمْلي، الشهيد المعروف بابن النّابلسي.
__________
1 إسناده حسن لغيره، والحديث صحيح من حديث عثمان وهو المشهور، أخرجه عن عثمان الخباري "9/ 74"، وأبو داود "1452"، والترمذي "2907"، وابن ماجه "211"، وأحمد "1/ 57، 58".
2 انظر تاريخ بغداد "12/ 7".
3 انظر تاريخ بغداد "11/ 178"، والمنتظم "7/ 74".
4 في عداد المجهولين.
5 انظر العبر "2/ 330"، وسير أعلام النبلاء "16/ 148-150".(26/222)
حدَّث عن: سعيد بن هاشم الطبراني، ومحمد بن الحَسَن بن قُتَيْبَة، ومحمد بن أحمد بن شَيْبان الرّملي.
وعنه: تمَّام الرّازي، والدَارقُطْنيّ، وعبد الوهاب المَيْداني، وعلي بن عمر الحلبي، وغيرهم.
قال أبو ذرّ الهَرَوي: سجنه بنو عُبَيْد وصلبوه على السنة. سمعت الدَارقُطْنيّ يذكره ويبكي ويقول: كان يقول وهو يُسْلخُ: كان ذلك في الكتاب مَسْطُورًا.
وقال أبو الفرج بن الْجَوْزي: أقام جوهر لأبي تميم صاحب مصر الزّاهد أبا بكر النّابلسي، وكان ينزل الأكواخ من الشّام، فقال: بلغنا أنَّك قلت: إذا كان مع الرجل عشرة أسهم وَجَبَ أنْ يرمي في الرُّوم سهمًا وفينا سبعة، فقال: ما قلت هكذا، فظنَّ أنّه يرجع عن قوله، فقال: كيف قلت؟ قال: قلت: إذا كان معه عشرة وَجَب أن يرميكم بتسعة، ويرمي العاشر فيكم أيضًا، فإنّكم قد غيّرتم الملّة، وقتلتم الصالحين، وادَّعَيتم أمور الإلهيّة، فشهّره ثم ضربه، ثم أمر يهوديًا بسَلْخه.
وقال هبة الله بن الأكفاني: سنة ثلاثٍ وستين توفِّي العبد الصالح الزاهد أبو بكر بن النّابلسي، كان يرى قتال المغاربة -يعني: بني عُبَيْد- وكان قد هرب من الرَّمْلَة إلى دمشق، فقبض عليه متولّيها أبو محمود الكُتامي، وحبسه في رمضان، وجعله في قفص خشب، وأرسله إلى مصر، فلمَّا وصلها قالوا له: أنت الذي قلت: لو أنَّ معي عشرة أسهم لرميت تسعةً في المغاربة وواحدًا في الرّوم، فاعترف بذلك، فأمر أبو تميم بسلْخه فسُلخ، وحُشِي جلْده تبنًا، وصُلب.
وقال معمر بن أحمد بن زياد الصّوفي: إنّما حياة السنة بعلماء أهلها والقائمين بنُصرة الدّين، لا يخافون غير الله، ولو لم يكن من غُرْبة السنة إلّا ما كان من أمر أبي بكر النّابلسي لمَّا ظهر المغربيّ بالشام واستولى عليها، فأظهر الدّعِوة إلى نفسه، قال: لو كان في يدي عشرة أسهم كنت أرمي واحدًا إلى الروم، وإلى هذا الطاغي تسعة، فبلغ المغربيَّ مقالتُهُ، فدعاه وسأله، فقال: قد قلت ذلك لأنّك فعلتَ وفعلت، فأخبرني الثّقة أنّه سُلِخَ من مفرِق رأسه حتى بلغ الوجه، فكان يذكر الله ويصبر، حتى بلغ العَضُدَ، فرحِمَهُ السّلاخ، فوكز السّكَين في موضع القلب فقضى عليه، وأخبرني الثّقة أنَّه كان إمامًا في الحديث والفقه، صائم الدّهر، كبير الصَّوْلة عند(26/223)
الخاصّة والعامّة، ولما سُلِخَ كان يسمع من جسده قراءة القرآن، فغلب المغربي بالشام وأظهر المذهب الرّديء، ودعا إليه، وأبطل التراويح وصلاة الضُّحَى، وأمر بالقُنوت في الظُّهْر بالمساجد.
وقُتِلَ النابلسيّ في سنة ثلاثٍ وستين، وكان نبيلًا جليلًا، رئيس الرملة، هرب إلى دمشق فأخذ منها، وبمصر سُلخ.
وقيل: إنّه لمَّا أُدخِل مصر قال له بعض الأشراف ممّن يعانده: الحمد لله على سلامتك، فقال: الحمد لله على سلامة ديني وسلامة دُنياك.
قلت: كانت محنة هؤلاء عظيمة على المسلمين، ولمَّا استولوا على الشام هرب الصُّلحاء والفقراء من بيت المقدس، فأقام الزاهد أبو الفرج الطَّرَسُوسي بالأقصى، فخوّفوه منهم، فبيّت، فدخلت المغاربة وغَشَوْا به، وقالوا: إلعن كيت وكيت، وسموا الصحابة وهو يقول: لا إله إلا الله، سائر نهاره، وكفاه الله شرّهم.
وذكر ابن الشَّعشاع المصري أنَّه رآه في النَّوم بعدما قُتِل وهو في أحسن هيئة. قال: فقلت: ما فعل الله بك؟ قال:
حباني مالِكِي بدوامِ عِزٍّ ... وواعَدَني بقُربِ الانتصارٍ
وقرَّبَنِي وأدْناني إِلَيْهِ ... وقال: انْعَمْ بعَيْش فِي جِوَارِي
82- محمد بن أحمد بن عيسى2، أبو بكر القُمّي.
سمع: أبا عَرُوبة الحرّاني، ومحمد بن قُتَيْبة العسقلاني.
سمع منه في هذا العام السَّكَن بن جُمَيْع بصيدا.
83- محمد بن إسحاق3 بن مُطَرّف، أبو عبد الله الأندلسي الإسْتِجِي.
سمع من: عُبَيْد الله بن يحيى بن محمد بن عمر بن لُبابة، وأحمد بن خالد.
وكان شاعرًا عالمًا باللغة والعربية. روى عنه إسماعيل وغيره.
مات في شوال.
__________
1 فرحمه الله رحمة واسعة، ونسأل الله أن نعيش على السنة ونموت عليها، وأن نكون كسلفنا الصالح.
2 انظر تاريخ دمشق "36/ 367".
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 73، والوافي بالوفيات "2/ 196".(26/224)
84- محمد بن الحسين بن إبراهيم1 بن عاصم، أبو الحسن الآبرّي ثم السّجسْتاني.
رحل وطوَّف، وسمع: أبا العبَّاس بن السّرّاج، وابن خُزَيْمة، ومحمد بن الربيع الجزيري، وأبا عروبة الحراني، ومحمد بن يوسف الهوري، وزكريّا بن أحمد البلْخي، ومكحولًا البيروتي، وهذه الطبقة.
يروي عنه: علي بن بشريّ، ويحيى بن عمار السجستانيان.
وصنَّف كتابا كبيرا في مناقب الشافعي.
وآبر من قرى سجسْتان. توفِّي في شهر رجب.
85- محمد بن سعيد العصفري القُرْطُبي.
سَمِعَ قاسم بْن أصبغ، وغيره، وكان فقيهًا مفتيًا.
86- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ العبّاس2، أبو الحسين الشيرازي اللالكائي.
ثقة يروي عن حمَّاد بن مدرك، وغيره.
87- محمد بن علي بن حسين3، أبو بكر بن الفأفاء الرّازي، قاضي الدّيَنَور.
حدَّث بهَمَذَان سنة ثلاثٍ وستّين بكتاب "الْجَرْح والتَّعديل" عن ابن أبي حاتم، ويروي عن جماعة.
روى عنه الكتاب: أبو طاهر بن سَلَمة، وابن فَنْجَوَيْه، وابن تركان، وغيرهم.
88- محمد بن محمد الفياضي الهروي الإمام.
يروي عن: أبي قريش محمد بن جمعة، وعنه: يحيى بن عمَّار السجستاني.
89- محمد بن موسى بن الحسين، أبو العبّاس4 بن السّمسار الدّمشقي الحافظ، أخو أبي الحسن علي.
__________
1 انظر سير أعلام النبلاء "16/ 229-301"، وطبقات الشافعية "2/ 149، 150".
2 وثقه الذهبي.
3 لا بأس به.
4 انظر العبر "2/ 331"، وشذرات الذهب "3/ 47".(26/225)
سمع: أحمد بن عُمَير بن جَوْصا، ومحمد بن خُزَيم، وعلي بن محمد بن كاس، وأبا الْجَهْم بن طِلاب، وأبا الدّحْداح أحمد بن محمد، وعبد الله بن السّريّ الحمصي الحافظ، وسمع ببغداد من المحاملي، ومحمد بن أحمد بن مخلد.
وعنه: أخوه أبو الحسن، ومكّي بن الغَمْر، ومحمد بن عَوْف المُزَني، وجماعة.
قال المَيْدَاني: توفِّي في شهر رمضان.
وقال أبو محمد الكتّاني: كان ثقة نبيلًا حافظًا، كتب القناطير، وحدَّث باليسير، وقد سمع أيضًا بمصر. مات عن بضْعٍ وستّين سنة.
90- مروان بن عبد الملك1 القُرْطُبي الزّاهد.
سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن، وأحمد بن بِشْر، وحجّ فسمع من محمد بن الصّمُوت بمصر.
وكان زاهدًا عابدًا خيِّرًا. توفِّي في ربيع الآخر.
91- المظفَّر بن حاجب أرَّكين2، أبو القاسم الفَرغاني.
روى عن: أبي يَعْلَى الموصلي، وإسماعيل بن قيراط، ومحمد بن يزيد بن عبد الصّمد، وأبي عبد الرحمن النّسائي، وجعفر الفِرْيابي.
رحل به أبوه واعتنى به.
روى عنه تمَّام الرّازي، وأبو نصر بن هارون، وأبو نصر بن الجندي، وآخرون.
حدَّث في هذا العام.
قَرَأْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عُذَيْرٍ، أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ محمد الأَنْصَارِيُّ حُضُورًا، أنَّ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ الْمُسْلِمِ، أَخْبَرَهُمْ فِي سنة سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى السِّمْسَارُ، أنا الْمُظَفَّرُ بْنُ حَاجِبٍ، أنا محمد بْنُ يَزِيدَ، ثنا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ النُّصَيْبِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا أَكَلَ لَعِقَ أَصَابِعَهُ الثَّلاثَ، فَبَدَأَ بِالْوُسْطَى، ثُمَّ الَّتِي تَلِيهَا، ثُمَّ الإبهام"3.
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 124".
2 انظر العبر"2/ 331"، وشذرات الذهب "3/ 47".
3 الحديث صحيح: أخرجه مسلم "أشربة 136"، وأبو داود "أطعمة 49"، والترمذي "أطعمة 11"، وأحمد "3/ 290".(26/226)
حرف النون:
92- نافع بن عبد الله1، أبو صالح الخادم، مولى القاضي عبد الله بن محمد بن عمر الأصبهاني.
يروي عن عبد الله بن محمد بن عبد الكريم الرّازي.
وعنه أبو نُعَيم، وأبو بكر بن أبي علي.
وقال أبو نُعَيم: كان يصوم النّهار، ويقوم اللّيْل، ويتصدَّق بِمُغَلّه، ويقتصر في فِطْرِهِ على ما يُطْلِق له مولاه.
توفِّي سنة اثنتين أو ثلاثٍ وستّين.
93- النُّعْمان بن محمد بن منصور2، أبو حنيفة المقرئ القاضي.
قال المسبّحي في "تاريخ مصر": كان من أهل الفقه والدّين والنُّبل، وله كتاب "أصول المذاهب".
قال غيره: كان مالكيًّا، ثم تحوَّل إلى مذهب الشّيعة لأجل الرياسة، ودَاخَل بني عُبَيْد، وصنّف لهم كتاب "ابتداء الدعوة"، وكتابًا في الفقه، وكُتُبًا كثيرة في أقوال القوم، وجمع في المناقب والمثالب، وردَّ على الأئمة، وتصانيفة تدلّ على زَنْدَقَتِه وانْسِلاخه مِن الدّين، وأنّه منافق، نافَقَ القوم، كما ورد أنّ مغربيًّا جاء إليه فقال: قد عزم الخادم على الدّخول في الدّعوة، فقال: ما يحملك على ذلك؟ قال: الذي حمل سيّدنا. قال: يا ولدي، نحن أدخلنا في هواهم حَلْواهم، فأنت لماذا تدخل؟ وللنُّعْمان كتاب "دعائم الإسلام" ثلاثون مجلَّدًا في مذهب القوم، ومنها: "شرح الآثار" خمسون مجلّدًا، وغير ذلك، وكان ملازمًا للمعزّ أبي تميم، وولي القضاء له على مملكته، وقَدِمَ مصر معه من الغرب.
وتوفِّي بمصر في رجب سنة ثلاثٍ وستّين، فأشرك المُعِزّ في القضاء بين ولده أبي الحسن علي، وبين الذُّهْلي أبي الطّاهر، فلما عجز الذُّهْلي وشاخ استقلَّ أبو الحسن بالقضاء، واستناب أخاه أبا عبد الله.
وكان أبو الحسن شاعرًا محسنًا.
__________
1 انظر ذكر أخبار أصبهان "2/ 327".
2 انظر الولاة والقضاة "586، 587"، ومرآة الجنان "2/ 379"، وسير أعلام النبلاء "16/ 150".(26/227)
حرف الياء:
94- يَعْلَى بن موسى البربري1 الصُّوفي الزّاهد.
وكان من سادات المغاربة. رأى ربَّ العِزَّةِ في المنام.
توفِّي في هذه السنة.
وفيَّات سنة أربع وستين وثلاثمائة:
حرف الألَف:
95- أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن محمود2 بن شابور، أبو العبّاس الأصبهاني الفقيه المغربي، ولقبُه خَرْطَبة.
كتب الكثير بأصبهان والرّيّ، وحدَّث عن: عبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، ومحمد بن إبراهيم بن زياد، وجماعة.
96- أحمد بن القاسم3 بن عُبَيْد الله بن مهدي، أبو الفرج بن الخشّاب البغدادي الحافظ، نزيل ثغر طَرَسُوس.
حدَّث بدمشق عن: محمد بن محمد الباغَنْدي، ومحمد بن جرير، وعبد الله بن إسحاق المدائني، والبَغَوِي، ومحمد بن الرَّبيع الجيزي، وأبي جعفر الطّحاوي، وجماعة.
وعنه: تمَّام، وعبد الوهاب المدائني، وبقاء الخَوْلاني، ومحمد بن عوف المزني، ومكّي بن الغَمْر.
وتوفِّي في صفر سنة أربع.
قال ابن النَّقُّور: ثنا عيسى بن الوزير، كتب إليَّ أحمد بن القاسم بن الخشاب قال: سمعت أبا جعفر أحمد بن محمد بن سلامة قال: سمعت محمد بن أبي عمران يقول: قال هلال الرّائي: أَوْثَقُ المَوَدَّات ما كان في الله -عزَّ وجل.
__________
1 أحد الصوفية الزهاد، ولا رواية له.
2 انظر ذكر أخبار أصبهان "1/ 158".
3 انظر تاريخ بغداد "4/ 353"، وسير أعلام النبلاء "16/ 151"، وشذرات الذهب "1/ 48".(26/228)
97- أحمد بن القاسم1 بن يوسف بن فارس الميانَجي، أخو القاضي يوسف.
يروي عن: إبراهيم بن يوسف الهِسِنْجاني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وعلي بن عبد الله بن مبشّر، وعثمان بن محمد الذَّهبي، وجماعة.
وعنه: ابنه صالح، وحمزة الأطْرَابُلُسي، وحمزة بن محمد البَعْلَبكّي، وأبو الحسن علي بن موسى بن السّمسار.
وعاش إلى سنة أربعٍ وستّين، وانقطع خبره.
98- أحمد بْن مُحَمَّد2 بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن أسباط، مولى جعفر بن أَبِي طالب، أبو بكر بن السُّنّي الدَّينَوَري الحافظ.
سمع: أبا عبد الرحمن النّسَائي، وعمر بن أبي غيلان البغدادي، وأبا خليفة زكريّا السّاجي، وأبا يعقوب المَنْجَنِيقي، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبا عروبة، وجماهر بن محمد الزَّمْلَكَاني، وطبقتهم بمصر والشّام والعراق والجزيرة.
وعنه: أبو علي حمد بن عبد الله الأصبهاني، ومحمد بن علي العلوي، وعلي بن محمد عمر الأسداباذي، وأحمد بن الحسين الكسّار.
وقال القاضي أبو زرعة روح بن محمد سِبْط ابن السّنّي: سمعت عمّي علي بن أحمد بن محمد يقول: كان أبي -رحمه الله- يكتب الحديث، فوضع القلم في أنبوبة المحبرة، ورفع يديه يدعو الله تعالى، فمات -رحمه الله، وذلك في آخر سنة أربع وستيّن.
قلت: كان دَيِّنًا خيَّرًا، صنَّف في "القناعة"، وفي "عمل يومٍ وليلة"، وغير ذلك، واختصر "سُنَنَ النَّسَائي"، وعاش بِضْعًا وثمانين سنة.
99- أحمد بن محمد بن إبراهيم3، أبو حامد النَّيْسَابُوري الواعظ المقرئ، رجل فاضل عالم.
ذكره الحاكم فقال: كان يُعْطي كلَّ نوع من أنواع العلوم حقه، وكتب الحديث
__________
1 انظر تهذيب تاريخ دمشق "1/ 439".
2 انظر العبر "2/ 332"، وطبقات الشافعية "2/ 96"، وتذكرة الحفاظ "3/ 939".
3 لا بأس به.(26/229)
الكثير، ولم يحدّث تَوَرُّعًا، ولزم مسجده ثلاثين سنة، وكانت شمائله تشبه شمائل السَّلَف.
سمع: عبد الله بن شِيرَوَيْه، وأحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن خُزَيْمَة، والسَرّاج.
وله مصنَّفات تدلّ على كماله. توفِّي في شوّال، وله ستًّ وسبعون سنة، ولم يحدّث قطّ، فقال: روى عنه الحاكم حكاية.
100- أحمد بن محمد بن أيّوب1، أبو بكر الفارسي الواعظ المفسِّر، نزيل نيسابور.
كان له أتْباع ومُريدون. وعظ ببخارى، وخاف الحنفيّة من تغلُّبه عليهم. كان يحضر مجلسه نحو عشرة آلاف.
كتب عنه أبو عبد الله الحاكم.
101- أحمد بن محمد بن فَرْجُون2، أبو القاسم الأندلُسي.
سمع: عُبَيْد الله بن يحيى، وأيّوب بن سليمان، وطاهر بن عبد العزيز، وحدَّث، وكان ضابطًا، وفيه لين.
102- أحمد بن محمد3 بن المؤمل بن الحسن بن عيسى الماسرْجِسِيّ النَّيْسَابُوري، أبو الحسن، من بيت عِلْمٍ ورواية، وكان رجلًا صالحًا.
روى عن: جدّه، وابن عَمْرو، وأحمد بن محمد الجيزي.
وعنه الحاكم.
103- أحمد بن مسلم بن شُعَيب4، أبو العبّاس المَدِيني الأديب.
سمع على: سعيد العسكري ومحمد بن جرير الطَّبَرِي.
وعنه: ابن أبي علي، وأبو نعيم.
__________
1 انظر طبقات المفسرين للداودي "1/ 70"، وطبقات المفسرين للسيوطي "5".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 46".
3 انظر اللباب "3/ 147".
4 لا بأس به.(26/230)
104- أحمد بن هلال1 بن زيد، أبو عمر الأندلسي العّطار.
رحل وسمع من محمد بن الرّبيع الْجِيزي، وغيره، وكان حافظًا للشروط، مُتْقِنًا عارفًا بقَوْل مالك.
105- أحمد بن يوسف2، أبو حامد الإسكاف النيسابوري الأشقر. أحد الزهاد.
سحب أبا عثمان الحِيري، ورأى ابن أبي عطاء، والجريري، وصحِب أبا عمر الدّمشقي وجماعة. وله سياحة وأحوال وكلام نافع. أُخْرِجَ في آخر عمره من بُخارى، فحَجَّ ومات بمكّة.
106- إبراهيم بن أحمد3 بن محمد بن رجاء، أبو إسحاق النَّيْسَابُوري الأَبزاري الورّاق، وأبزار من قُرَى نَيْسَابور.
سمع: مسدَّد بن قُطْن، وجعفر بن أحمد الحافظ، والحَسَن بن سُفْيان، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ، وسعيد بن عبد العزيز، وسعيد بن هاشم الطَّبَراني، وهذه الطبقة.
وعنه: ابن منده، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو عبد الله الحاكم، وقال: كان ممّن سَلِم المسلمون من لسانه ويده. وطلب الحديث على كِبَر السِّنّ، ورحل فيه. وسمعت أبا عليّ الحافظ يقول له: أنت يا أبا إسحاق "بَهْز بن أسد"، يعني: لَثَبْته وإتقانه. وسمعت أبا علي يمازحه غير مرّة يقول: هذا الشيخ ما اغتسل من حلالٍ قط. فيقول: ولا من حرام يا أبا عليّ، وذلك أنّه ما تأهّل.
تُوُفّي في رجب، وله ستٌّ وتسعون سنة. وحدَّث بَمْروِيَّاته على القبول.
107- إسحاق بن محمد بن إسحاق4 النَّعالي البغدادي، أبو يعقوب.
سمع: أبا خليفة، والفِرْيابي، وعبد الله بن ناجية.
قال الخطيب: ثنا عن البَرْقَاني، وابن أبي الفوارس، وابن دوما النعالي.
__________
1 انظر السابق.
2 انظر السابق.
3 انظر الإكمال "1/ 146"، وشذرات الذهب "3/ 48"، والعب "2/ 33".
4 انظر تاريخ بغداد "6/ 400".(26/231)
وقال ابن أبي الفوارس: كان ثقة مأمونًا. مات يوم النَّحْر.
108- إسحاق الأمير، أبو منصور1 ابن الإمام المتَّقي لله إبراهيم بن المقتدر جعفر العباسي.
زوَّجَه أبو بابنة ناصر الدّولة الحسن بن عبد الله بن حمدان على مهرٍ مائة ألف دينار. وتوفِّي في هذا العام في المحرَّم عن إحدى وخمسين سنة.
وكان ممّن ترشَّح للخلافة.
109- إسماعيل بن أحمد بن محمد2 الخلالي التّاجر، أحد الجوَّالين في طلب العلم.
سمع من: عمران بن موسى بن مُجَاشع، ومحمد بن إسحاق بن خُزَيْمة، وأبي يَعْلَى المَوْصِلي، والهَيْثم بن خَلَف، وأحمد بن عمرو البزّار.
وعنه: الحاكم، وأبو الفضل الجارودي، وجماعة.
وقد انتقى عليه رفيقه أبو علي النَّيْسَابُوري الحافظ.
وهو جرجاني نزل نيسابور.
حرف الجيم:
110- جعفر بن علي بن أحمد3 بن حمدان، أبو علي الأندلُسي صاحب المسيلة، وأمير الزّاب من أعمال إفريقية.
كان شيخًا كثير العطاء، مؤثرًا للعلماء، ولابن هانيء الأندلسي فيه مدائح، ومنها:
المُدْنَفان من البريّة كلّها ... جسمي وطرفُ بابليَّ أحْوَرُ
والمُشْرِقَاتُ النَّيِّراتُ ثلاثة ... الشمس والقمر المنير وجعفر
المسيلة مدينة من أعمال الزاب.
__________
1 انظر الوافي بالوفيات "8/ 396".
2 انظر تاريخ جرجان "151".
3 انظر وفيات الأعيان "1/ 360"، والوافي بالوفيات "11/ 116".(26/232)
وكان بين جعفر وبين زيري بن مَنَاد عداوة وحُرُوب، جرت بينهما معركة هائلة، ثم قام بعده ابنه بُلُكّين، واستظهر على جعفر، فهرب منه إلى الأندلس، فقُتِلَ في هذه السنة.
وأبوه علي هو الذي بنى المَسِيلَة. وزيري هو جد المعز بن باديس.
حرف الحاء:
111- الحسن بن سعيد القرشي1، سمع أصحاب هشام بن عمَّار.
112- الحسن بن علي2 بن أبي السّلاسل، أبو القاسم البَجَلي.
حدَّث عن: أحمد بن علي القاضي المَرْوَزي.
وعنه: تمَّام، وأبو نصر المزّي، ومحمد بن عَوْف المُزَني.
توفِّي في رجب.
حرف السين:
113- سبكتكين الأمير3، حاجب معز الدولة بن بويه. خلع عليه الطائع وطَوَّقه وسَوَّرَه نصر الدولة، فلم تَطُلْ أيّامه.
قال أبو الفرج بن الجوزي: سقط من الفرس فانكسرت ضلعه، فاستدعى ابن الصلت لمجبر فردَّه، وبقي لا يمكنه الانحناء للرّكُوع، وكان يقول للمجبّر: إذا ذكرتُ عافيتي علي يدك فرحت بك ولا أقدر على مكافأتك، وإذا ذكرت حصول رجلك فوق ظهري اشتد غيظي منك.
توفِّي في أواخر المحرّم، وكانت مدّة إمارته شهرين ونصف، وخلف ألف ألف دينار وعشرة آلاف ألف دِرْهَم، وصندوقين فيهما جواهر، وستين صندوقا قماش، وفضيات وتحف، ومائة وثلاثين سرجا مذهبة، منها خمسون في كل واحد ألف دينار حلية، وستمائة سَرْج فضّة، وأربعة عشر ألف ثوب من أنواع القماش، وثلاثمائة عدل
__________
1 في عداد المجهولين.
2 انظر السابق.
3 انظر المنتظم "6/ 76"، وتاريخ بغداد "1/ 105"، والبداية والنهاية "11/ 282".(26/233)
فيها فَرْش وبُسُط، وثلاثة آلاف رأس من الدواب، وألف جمل، وثلاثمائة مملوك دارية، وأربعة وأربعين خادمًا، وكان له دار هي دار المملكة اليوم، يعني: صارت دار السلطنة، وقد غَرِم عليها أموالا لا تُحْصَى.
وممّا رُوي عن المحسّن التَّنُوخيّ، عن أبيه قال: بلغت النفقة على عمل البستان -يعنى: الذي للدار- وسوق الماء إليه خمسة آلاف ألف درهم.
قال: ولعله قد أنفق على أبنية الدار مثل ذلك فيما أظن.
حرف العين:
114- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد، أَبُو أحمد1 بن الحريص البغدادي.
عن ابن صاعد، وإبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي.
حدّث بدمشق، فروى عنه أبو نصر بن الجبّان، وابن دُوما النّعالي.
أملي من حفظه في هذه السنة.
115- عبد الله بن محمد بن عثمان2 بن سعيد بن هاشم بن إسماعيل، أبو محمد الأندلسي.
سمع: سعيد بن جمير، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وطاهر بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد، وجماعة.
وكان محدّثًا ضابطًا ثقة. سمعه جماعة، وتوفِّي في ربيع الآخر.
116- عبد الجبَّار بن عبد الصّمد3 بن إسماعيل، أبو هاشم السّلمي المؤدّب المقرئ.
قرأ القرآن على: أبي عُبَيْدة أحمد بن ذِكْوان، وسمع محمد بن خريم، وجعفر بن أحمد بن عاصم، والقاسم بن عيسي القَصّاب، ومحمد بن المُعافَى الصَّيْداوي، وسعيد بن عبد العزيز، وأبا شيبة داود بن إبراهيم، وعلي بن أحمد بن علان، وأبا بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر، وطائفة سواهم بالشّام ومصر والحجاز.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 232".
3 انظر شذرات الذهب "3/ 48"، وسير أعلام النبلاء "16/ 52، 53".(26/234)
وعنه: تمَّام الرّازي، ومكّي بن الغَمْر، وعبد الوهاب الميداني، وأبو الحسن بن جَهْضَم، وعلي بن بِشْر بن العطّار، ومحمد بن عَوْف المُزَني.
ووُلد سنة ستَّ وثمانين ومائتين.
قال عبد العزيز الكتّاني: توفِّي في صفر سنة أربعٍ وستّين، وجمع من المصنَّفات شيئًا كثيرًا، وكان ثقة مأمونًا، انتقى عليه أحمد بن القاسم بن الخشّاب بدمشق.
117- عبد الرحمن بن أحمد بن جعفر1، أبو القاسم اليزدي القاضي الحارث ابن أبي شيخ، أبو محمد الغَنَوِي.
حدّث عن: جعفر الفِرْيابي، وعلي بْن الْحُسَيْن بْن حبّان، وَمحمد بْن جرير الطْبري.
وعنه: أبو بكر البَرْقَاني، ومحمد بن بكر، وبِشْر الفاني.
قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تساهل، بغدادي.
118- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن جعفر2، أبو بكر الأصبهاني الكسَائي.
سمع أبا بكر بن أبي عاصم.
119- عبد الرحمن بن محمد بن إدريس3 بن كامل، أبو محمد القُهُنْدُزي، شيخ كبير.
سمع: عثمان بن سعيد الدارمي، وأبا مسلم الكجّي، ويوسف القاضي.
وعنه: أبو أحمد المعلّم، وأبو منصور الديباجي، وأهل هَرَاة.
ذكره أبو النضر الفامي.
120- عبد السّلام بن محمد بن أبي موسى4 البغدادي، أبو القاسم المخرمي الصوفي.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر أخبار أصبهان "2/ 120".
3 لا بأس به.
4 انظر المنتظم "7/ 79"، والكامل في التاريخ "8/ 662".(26/235)
سمع: أبا بكر بن أبي داود وأبا عَرُوبة الحرّاني وابن جَوْصا وأحمد بن عبد الوارث العَسّال.
وعنه: علي بن سعيد البَغَوي، وابن جَهْضم، وأبو نُعَيم.
ووثَّقه الخطيب، وجاور بمكّة مدّة، وكان شيخ الحرم في زمانه، رحمه الله. ممّن جمع بين علم الشريعة وعلم الحقيقة، جاور زمانًا.
121- عبد الواحد بن الحسن بن أحمد بن خَلَف الْجُنْدَيْسَابُوري1، أبو الحسين.
وكان مولده سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
122- عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ2، أَبُو الحَسَن المَصَّيصي.
حدّث ببغداد عن: أحمد بن خُليْد الحلبي، ومحمد بن معاذ ذرّان.
وعنه: البَرْقاني، ومحمد بن عمر بن بُكَيْر، وعلي بن أحمد بن داود الرّزّاز، وأبو نُعَيم.
توفِّي، وكان فيه تساهل، في جُمادى الآخرة سنة أربعٍ وستّين.
123- علي بن محمد بن المُعَلَّى3، أبو الحسن الشُّونيزي4 البغدادي.
سمع: أبا مسلم الكجّي، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي، ويوسف بن يعقوب القاضي.
وعنه: ابن أبي الفوارس، والحسين بن شيطا، وأبو علي بن دُوما.
قال الخطيب: كان ثقة صالحًا.
124- عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه5، أبو القاسم التَّرْمِذي البزّار. بغدادي فيه ضعف.
__________
1 نسبة إلى مدينة خوزستان يقال لها جنديسابور.
2 انظر تاريخ بغداد "11/ 324"، والعبر "2/ 334".
3 انظر تاريخ بغداد "12/ 84".
4 موضع معروف ببغداد.
5 انظر تاريخ بغداد "12/ 254".(26/236)
روَى عن: جدّه لأمّه محمد بن عبد الله بن مرزوق الخلال صاحب عفّان، ويوسف بن يعقوب القاضي.
وعنه: محمد بن عمر بن بُكَيْر، وبِشْر بن الفاتني، ومحمد بن دِرْهَم، وأبو نُعَيم.
قال ابن أبي الفوارس: فيه نظر.
حرف الفاء:
125- الفضل، أبو القاسم أمير المؤمنين المُطِيع لله بن المقتدر بن جعفر بن المعتضد العبّاسي الهاشمي.
ولي الخلافة بعد المُسْتَكْفي، وأُمُه أمّ ولد اسمها مَشْغَلَة، أدركت خلافته، وبُويع في سنة أربعٍ وثلاثين، ومولده في أوّل سنة إحدى وثلاثمائة.
قال ابن شاهين: وخلع نفسه غير مُكَره فيما صحَّ عندي في ذي القعدة سنة ثلاثٍ وستّين، ونزل عن الأمر لولده أبي بكر عبد الكريم، ولقّبوه "الطائع لله"، وسنّ أبي بكر يومئذ ثمان وأربعون سنة، ثم إنَّ الطائع خرج إلى واسط ومعه أبوه، فمات في المحرّم سنة أربعٍ وستيّن.
أنبأنا المسلّم بن محمد، أنا أبو النّعمان الْكِنْدِيُّ، أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَنَا أَبُو بَكْر الخطيب، حدّثني محمد بن يوسف القطّان، سمعت أبا الفضل التميمي، سمعت المطيع لله، سمعت شيخي ابن منيع، سَمِعْتُ أحمد بن حنبل يقول: إذا مات أصدقاء الرجل ذُلّ.
126- الفضيل بن محمد بن أبي الحسين1، أبو عصام بن الشهيد الحافظ أبي الفضل الهَرَوِي الفقيه، وإليه يُنْسَب الفَضْليّون بهَرَاة.
كان فقيهًا حاذقًا.
حرف القاف:
127- القاسم بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم2 بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله بن موسى بن
__________
1 لا بأس به.
2 من آل البيت، ولا رواية له.(26/237)
جعفر الصادق بن محمد البقر بن زين العابدين، أبو محمد الحُسَيْني -رحمه الله تعالى.
توفِّي في رمضان، وله أربع وثمانون سنة.
حرف الميم:
128- محمد بن إبراهيم بن الخضر القاضي، أبو الفجر البصْري الشافعي، ويُعْرَف بابن سُكَّرَة.
سمع: عَبْدان الأهوازي، وتوفِّي بمصر في ربيع الآخر، وقد ولي قضاء طبرية.
129- محمد بن إبراهيم بن أحمد1، أبو طاهر الأصبهاني المحدِّث، ابن عمّ أبي نُعَيم الحافظ.
سمع بمكّة محمد بن إبراهيم بن المنذر، وببغداد ابن عيّاش القطّان.
130- محمد بن إبراهيم2 بن مقبل، أبو الفتح.
حدّث عن محمد بن سعيد القُشَيْري.
131- محمد بن بدر الحمامي3 الطَّولوني، أبو بكر، أمير بلاد فارس وابن أميرها.
حدّث ببغداد عن: بكر بن سَهْل الدَّمْياطي، وأبي عبد الرحمن النّسَائي.
وعنه: الدَارقُطْنيّ، وبشرى الفاتني، وأبو نُعَيم.
وقال أبو نُعَيم: كان ثقة. توفِّي في رجب ببغداد.
وقال محمد بن العبّاس بن الفُرات: كان له مذهب في الرفض، وما كان يدري من الحديث.
132- محمد بن الحسن بن القاسم4 بن دُحَيْم الدمشقي، يُكَنَّى أبا زرعة.
__________
1 لا بأس به.
2 في عداد المجهولين.
3 انظر المنتظم "7/ 79"، وميزان الاعتدال "3/ 31"، وتاريخ بغداد "2/ 108"، وشذرات الذهب "3/ 49".
4 لا بأس به.(26/238)
سمع عمّ أبيه: إبراهيم اللخْمي الحَضري، من أهل قُرُطُبة. كان زاهدًا صالحًا.
سمع منه: الحبيب بن أحمد، ومحمد بن معاوية القُرَشي.
133- محمد بن يحيى بن خليل اللخمي القرطبي، المعروف بالعصفري.
سمع قاسم بن أصبغ وجماعة، وكان فقيهًا مفتيًا، يشغل الناس، ويناظرون عليه. مات في صفر.
134- محمد بن سعيد اللخمي الخضري، من أهل قُرُطُبة.
كان زاهدًا صالحًا.
سمع من: الحبيب بن أحمد، ومحمد بن معاوية القُرَشي.
135- محمد بن عبد الله بن يعقوب1، الشيخ أبو بكر النَّيْسَابُوري.
سمع: محمد بن إبراهيم الوشنجي، والحسين بن محمد العبّاني، وإبراهيم بن أبي طالب.
وكان يُؤَمّ في الجامع، قاله الحاكم. وحدَّث عنه في تاريخه، وقال: مات سنة أربعٍ وستّين.
136- محمد بن عبد الله بن إبراهيم2 بن عَبْدَة، أبو الحسن التميمي السَّلِيطي النيسابوري.
سمع: محمد بن إبراهيم الوشنجي، وجعفر بن أحمد التّرك، وإبراهيم بن علي الذّهلي، وخشنام بن بِشْر.
وحجَّ في آخر عمره، فأكثر عنه العراقيّون.
روى عنه: الحاكم، وأبو الحسن بن رزقويه.
ووثَّقه الخطيب، وتوفِّي في المحرّم، وله اثنان وتسعون سنة.
وسمع منه بهَمَذان: أبو بكر بن لال، وابن تركان.
__________
1 انظر السابق.
2 انظر تاريخ بغداد "5/ 459"، وميزان الاعتدال "3/ 613"، وسير أعلام النبلاء "16/ 75".(26/239)
137- محمد بن عبد الملك بن عديّ1 بن زيد، أبو بكر الْجُرْجاني الفقيه الشُّرُوطي.
روى عن: أبيه، وأبي بكر بن أبي داود البَغَوِي، وابن صاعد.
روى عنه: القاضي أبو بكر الشَّالَنْجِي، وغيره.
138- محمد بن عبد الملك الخَوْلاني2 الأندلُسي، المعروف بالنَّحْوي.
كان فقيهًا مُنَاظِرًا عارفًا بالمذهب. اختصر "المُدَوَّنَة".
139- محمد بن محمد بن جعفر3 الْجُرْجَاني الشَّيْبَاني السّرّاج، أبو الحسن.
روى عن عِمران بن مَجَاشع.
وعنه: أبو سعيد الماليني.
140- مُطَهَّر بن سليمان4، أبو بكر بن أبي نواس الأنّباري الفَرَضيّ العَدْل.
عن: أبيه، وعبد الله بن ناجية، والباغَنْدي، والفِرْيَابي، وجماعة.
وعنه: النقّاش، وأبو نُعَيم.
توفِّي في ربيع الآخر، وقد رماه الدَارقُطْنيّ بالكذِب، قال: سمعته يقول: حملني أبي إلى الفِرْيابي سنة أربع وثلاثمائة. والفريابي مات سنة إحدى وثلاثمائة.
حرف الهاء:
141- هارون بن أحمد بن هارون بن بُنْدار بن الحريش، أبو سهل الإسْتِراباذي5.
سمع: أبا خليفة، وإسحاق بن أحمد الخُزَاعي، وأبا عمران الجوني، وجماعة.
وحدَّث بسمرقند ونيسابور.
__________
1 انظر تاريخ جرجان "415".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 75".
3 في عداد المجهولين.
4 متَّهم بالكذب، كما قال الدارقطني.
5 نسبة إلى بلدة من بلاد مازندران بين سارية وجرجان، انظر اللباب "1/ 51".(26/240)
قال الحاكم: صحيح الأُصُول.
روى عنه: هو، وأبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي، وقال: توفِّي ببخارى في رمضان، وكان شَرِهًا، حدَّث من غير أصل.
وفيَّات خمس وستين وثلاثمائة:
حرف الألف:
142- أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن أبي توبة، أبو الحسن الفَسَوي1 الزّاهد. كان أوحد عصره في التَّصَوُّف وفي الحديث ببلده، وكانت الرّحلة إليه.
روى عن: علي بن سعيد الرّازي، وأحمد بن إبراهيم الرَّبَضِي، وعلي بن سميع الفارسي، وطائفة من أهل العراق والرّيّ.
توفِّي في ذي الحجّة، وكان وِرْدُه فيما قال ابن السمعاني في " الأنساب: في اليوم والليلة ألف ركعة، رحمه الله.
143- أحمد بن جعفر بن محمد2 بن سَلْم، أبو بكر الخُتُّليّ، أخو محمد وعمر، وهو الأصغر.
سمع: أبا مسلم الكجّي، وعبد الله بن أحمد، وإدريس بن عبد الكريم المقرئ، وأحمد بن علي الأبّار.
قال الخطيب: وكان صالحًا ثقة ثبْتًا، كتب عنه الدَارقُطْنيّ، وثنا عنه أبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر البَرُقَاني، وكتب من القراءات والتفاسير أمرًا عظيمًا. ووُلِدَ سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين.
قال أحمد بن جعفر بن سَلْم الفِرْسَاني الأصبهاني: شيخ من طبقة الخُتَّلي، سمع أحمد بن عمرو البزّار.
روى عنه: أبو سعيد النقاش، وقال: توفِّي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
__________
1 نسبة إلى مدينة فسا من بلاد فارس، انظر اللباب "2/ 432".
2 انظر تاريخ بغداد "4/ 71"، والمنتظم "7/ 81"، وسير أعلام النبلاء "16/ 82".(26/241)
144- أحمد بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عُمَر، أبو العبّاس النَّيْسَابُوري المُذكّر1.
سمع أباه، وإبراهيم بن علي الذُّهْلي.
وعنه: الحاكم.
تُوُفّي في ربيع الآخر. من أبناء الثمانين.
145- أحمد بن موسى بن الحسين2 بن علي، أبو بكر بن السّمْسار الدمشقي.
سمع: محمد بن خُرَيم، وأبا الْجَهْم بن طِلاب، ومَكْحُول البَيْروُتي، وابن جَوْصَا بإفادة أخيه أبي العبّاس.
وعنه: عبد الوهاب الميداني، وعلي بن الغَمْر، وأخوه أبو الحسين علي بن السّمسار، ومحمد بن عوف المُزني، وغيرهم.
146- أحمد بن نصر بن دينار الأصبهاني3.
عن: أبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم.
ورَّخه عبد الرحمن بن مَنْدَه.
147- أحمد بن نصر بن عبد الله4 بن الفتح، أبو بكر البغدادي الذَّرّاع.
حدَّث بالنّهْرَوَان وغيرها عن الحارث بن أبي أسامة، وإسماعيل القاضي، وجدِّه لأمّه صَدَقَة بن موسى بن تميم، وثعلب.
وعنه: ابن دُوما.
قال الخطيب: في حديثه نكرة يدلّ على أنّه ليس بثقة.
وسمع منه ابن دُوما في هذه السنة، ولم يؤرِّخ موته فيما أعلم، وهو مُتَّهم، يأتي بالطامات، فليحذر منه.
__________
1 نسبة إلى من يذكر الناس ويعظهم.
2 انظر تهذيب تاريخ دمشق "2/ 100".
3 لا بأس به.
4 انظر تاريخ بغداد "5/ 184"، والعبر "2/ 335، 336".(26/242)
148- إبراهيم بن عبد الله بن عُبَيْد البغدادي الثّلاج1.
عن: محمد بن محمد بن سليمان الباغَنْدي.
وعنه: أبو نصر بن الْجَبَّان، وابن أخيه أبو القاسم عبد الله بن الثلَّاج.
149- إسماعيل بن نُجَيْد بن أحمد2 بن يوسف بن خالد، أبو عمرو السَّلَمي النَّيْسَابُوري الصُّوفي الزّاهد، شيخُ عصْرِه في الصّوفيّة والمعاملة، ومُسْنَدُ مِصْره.
قال الحاكم: وَرِثَ من آبائه أموالًا كثيرة، فأنفق سائرها على الزهَّاد والعلماء.
سمع: أبا عثمان الحِيري والْجُنَيْد. وسمع: إبراهيم بن أبي طالب، ومحمد بن إبراهيم البوسَنْجي، وأبا مسلم الكجّي، وعبد الله بن أحمد، ومحمد بن أيّوب الرّازي، وعلي بن الحسين بن الْجُنَيْد، وجماعة.
وعنه: سبْطه أبو عبد الرحمن السلمي، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو نصر أحمد بن عبد الرحمن الصّفّار، وعبد الرحمن بن علي بن حمدان، وعبد القاهر بن طاهر الفقيه، وأبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قَتَادَة، وأبو العلاء صاعد بن محمد القاضي، وأبو نصر بن عبدش، وطائفة، آخرهم أبو حفص عمر بن مسرور.
ومن مناقبه أنَّ شيخه أبا عثمان طلب شيئًا لبعض الثّغُور، فتأخَّر ذلك، فضاق صدره، وبكى على رءوس النّاس، فجاءه أبو عمرو بن نُجَيْد بأَلْفَيْ دِرْهَم، فدعا له، ثم قال لمَّا جلس: أيُها الناس، إنّي قد رَجَوْتُ لأبي عمرو الجنَّة بما فعل، فإنّه ناب عن الجماعة وحمل كذا، فقام ابن نُجَيْد على رءوس النّاس وقال: إنّما حملت ذلك من مال أُمّي وهي كارهة، فينبغي أن يُرَدَّ عليّ لأَرُدّه عليها، فأمر أبو عثمان الحِيري بالكيس، فرُدَّ إليه، فلمَّا جنَّ عليه الليل جاء بالكيس، وطلب من أبي عثمان سَتْرَ ذلك، فبكى أبو عثمان، وكان بعد ذلك يقول: أنا أخشى من همّة أبي عَمْرو.
وقال السُّلَمي: جدِّي له طريقة ينفرد بها من صَوْن الحال وتلبيسه، وسمعته يقول: كلّ حال لا يكون عن نتيجة عِلْمٍ فإنّ ضَرَرَه على صاحبه أكبر من نَفْعه.
وسمعته يقول: لا تَصْفُو لأحدٍ قَدَمٌ في العُبُوديّة حتى تكون أفعالهُ عنده كلّها رِياءً، وأحواله كلّها عنده دعاوى3.
__________
1 انظر اللباب "1/ 246".
2 انظر المنتظم "7/ 84"، وسير أعلام النبلاء "16/ 146"، والبداية والنهاية "11/ 288".
3 نسأل الله السلامة، بيد أن ليس على الدوام حتى لا يقنط العبد، ولكن بين الخوف والرجاء.(26/243)
وقال جدّي: من قدر على إسقاط جاهه عند الخَلْق سهل الإعراض عن الدّنيا وأهلها.
وسمعت أبا عمرو بن مطر، سمعت أبا عثمان الحِيري يقول - وخرج من عند ابن نجيد: يلومني النّاس في هذا الفتى وأنا لا أعرف على طريقته سواه. ورُبّما كان أبو عثمان يقول: أبو عمرو خَلَفِي من بعدي.
قال لي ابن أبي زرقاء: قال فلان: جدّك من أوتاد الأرض.
توفِّي ابن نُجَيْد في ربيع الأوّل عن ثلاثٍ وتسعين سنة، وقد سمعنا خبره بالإجازة العالية.
حرف الحاء:
150- الحسن بن منير1، أبو علي التَّنُوخي الدّمشقي.
سمع: عُبَيْد الله بن محمد بن سالم المقدسي، ومحمد بن خُرَيْم، وهذه الطبقة.
وعنه: محمد بن عَوْف المُزَني، ومحمد بن عبد السّلام بن سعدان.
توفِّي في ربيع الأول.
قال الكتاني: كان ثقةً نبيلًا.
151- الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد2 بْن الْحُسَيْن بن عيسى بن ماسَرْجِس ابن علي الماسَرْجِسي النَّيْسَابُوري الحافظ. كان كثير السّماع والرّحلة.
سمع: جدّه أحمد بن محمد سِبْط ابن ماسَرْجس، وإليه نسبه.
وابن خُزَيْمة، وأبا العبّاس السّرّاج، وسمع بمصر والشام، ورحل في حدود الثلاثين وثلاثمائة.
قال الحاكم: هو سفينة عصره في كثرة الكتابة، ورحل إلى العراق سنة إحدى وعشرين، وأكثر المقام بمصر، وكتب عن أصحاب المُزَني، وأخذ بدمشق عن أصحاب هشام بن عمّار، وما صُنّف في الإسلام أكبر من مُسْنَدِه، فصنّف
"المُسْنَدَ الكبير" مُهَذَّبًا معللًا في ألف وثلاثمائة جزء.
__________
1 انظر تهذيب ابن عساكر "4/ 254".
2 انظر المنتظم "7/ 81"، وتذكرة الحافظ "2/ 955، 956"، والعبر "2/ 336".(26/244)
جمع حديث الزُّهْري جَمْعًا لم يسبقه إليه أحدٌ، وكان يحفظه مثل الماء، وصنَّف الأبواب والشيوخ والمَغَازي والقبائل، وصنَّف على البُخَاري كتابًا، وأدركَتُه المَنِيّة قبل إنجاحه إلى إسناده، ودُفِن عِلْمٌ كبير بدفنه، وسمعته يقول: سمعت أبي يقول: سمعت مسلم بن الحَجّاج يقول: صنَّفت هذا المسند -يعني صحيحه- من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة.
قال الحاكم: في موضع آخر: صنَّف حديث الزهري. قرأه على محمد بن يحيى الذُّهْلي، وعلى التخمين يكون مُسْنَدُه بخطوط الورَّاقين في أكثر من ثلاثة آلاف جُزْء، إلى أن قال: تُوُفّي في رجب وله ثمان وستّون سنة.
152- الحَكَمُ بن عبد الرحمن بن محمد1، المستنصر بالله الأمَوي صاحب الأندلس. توفِّي في المحرّم يوم عاشوراء سنة خمس وستين بالفالج، مُنْصَرِفًا من بلاد إفْرنْجَة.
وقيل: توفِّي سنة ستَّ، كما سيأتي.
حرف السين:
153- سعيد بن محمد بن عثمان2.
سمع ابن أبي شيبة، والفِرْيابي.
وعنه: ابن أبي الفوارس، والبرقاني، وأبن نعيم، ووثقاه.
يكنَّى أبو إسحاق. توفِّي فِي جُمَادَى الأولى.
حرف الْعَيْنِ:
154- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن إسحاق3 بن موسى بن مِهْران الأصبهاني، أبو محمد، سِبْط الزّاهد محمد بن يوسف البنّا، ومِهران مولى عبد الله بن معاوية بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الجعفري.
__________
1 الكامل "8/ 677"، وسير أعلام النبلاء "16/ 230، 231".
2 أحد الثقات.
3 انظر العبر "2/ 337"، وسير أعلام النبلاء "16/ 281".(26/245)
رحل وسمع: أبا خليفة، وعبد الله بن ناجية، وإسحاق الخُزاعي المكي، ومحمد بن يحيى بن منده، وإبراهيم بن متويه الإمام، وعَبْدان بن أحمد الأهوازي، وجماعة كثيرة.
وعنه: ابنه أبو نعيم، وأبو بكر بن علي الذكواني، وغيرهما.
وتُوُفّي في رجب. وكان مولده في سنة إحدى وثمانين ومائتين.
أُنْبِئْتُ عن ابن مسعود ابن أبي منصور، أنا الحدّاد، أنا أبو نُعَيم، أنا أبي، ثنا أبو خليفة سنة ثلاثمائة، ثنا أبو الوليد، فذكر حديثًا.
155- عبد الله بن عديّ بن عبد الله1 بن محمد بن مُبَارك، أبو أحمد الْجُرْجاني الحافظ، ويُعرف بابن القطّان.
رحل إلى الشّام ومصر رحلتين، أولاهما سنة سبْعٍ وتسعين، فسمع من الكبار، عبد الرحمن بن القاسم الرّوّاس، وأبا عقيل أنس بن السُّلْم، وأبا خليفة، والحسن بن سفيان، وبهلول بن إسحاق الأنباري، ومحمد بن سليمان بن أبي سُوَيْد، وعمران بن موسى بن مُجَاشع، وأبا عبد الرحمن النّسَائي، ومحمد بن يحيى المَرُوزي، وعبدان، وأبا يَعْلَى، والحسن بن محمد المدني صاحب يحيى بن بكير، والحسن بن الفرج الغَزّي، وأبا عَرُوبَة، وزكريّا السّاجي، وأحمد بن يحيى التُّسْتَريّ، والباغَنْدِي، وأبا يعقوب المَنْجَنيقي، وجعفر بن محمد بن اللّيث صاحب أبي الوليد، وعلي بن العبّاس البَجَلي، وأحمد بن الحسن الصُّوفي، وأحمد بن بِشْر الصُّوري، وأممًا سواهم.
وعنه: أبو العبّاس بن عُقْدَةَ، وهو من شيوخه، وأبو سعد الماليني، والحسن بن رامين، ومحمد بن عبد الله بن عبدكويه، وحمزة بن يوسف السَّهْمي، وأبو الحسين ابن العالي، وآخرون.
وكان مصنَّفًا حافظًا، له كتاب "الكامل في معرفة الضعفاء" في غاية الحُسْن، ذكر فيه كلَّ من تكلمَ فيه، ولو كان من رجال الصَّحيح، وذكر في كل ترجمة حديثًا، فأكثر من غرائب ذلك الرجل ومناكيره، ويتكلّم على الرّجال بكلام منصف.
قال الحافظ ابن عساكر: كان ثقةً على لَحْنٍ فيه. ولد سنة سَبْعٍ وسبعين ومائتين، وكتب الحديث ببلده سنة تسعين، وصنّف "الكامل في الضعفاء" نحو ستين جزءًا.
__________
1 انظر الكامل في التاريخ "8/ 668"، وسير أعلام النبلاء "16/ 154، 156".(26/246)
قال حمزة السَّهْمي: سألت الدَارقُطْنيّ أنْ يصنِّف كتابًا في الضعفاء فقال: أليس عندك كتاب ابن عَدِي؟ قلت: نعم. قال: فيه كفاية لا يُزاد عليه.
وقد صنَّف ابن عَدِي على مختصر المُزْني كتابًا سمّاه "الانتصار".
قال حمزة السَّهَمي: كان حافظًا مُتْقِنًا، لم يكن في زمانه مثله، تفرَّد بأحاديث وهب منها لابنيه: عَدِيّ، وأبي زُرْعَة، وتفرَّدَا بها.
وقال أبو الوليد السّاجي: ابن عَدِيّ حافظ لا بأس به.
قال حمزة: تُوُفّي في جُمادى الآخرة، وصلّى عليه أبو بكر الإسماعيلي.
قلت: كان لا يعرف العربية، مع عُجْمَه فيه، وأمّا في العِلَل والرّجال فحافظٌ لا يُجَارَى.
156- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ1 بن النّاصح بن شُجاع، أبو أحمد، المفسّر الفقيه الشّافعي الدمشقي، نزيل مصر.
سمع: أحمد بن علي بن سعيد المَرْوَزي، وعبد الرحمن بن القاسم بن الرّوّاس، وعلي بن غالب السّكْسكي، ومحمد بن إسحاق بن راهَوَيْه، وعبد الله بن محمد بن علي البلْخيّ الحافظ، وجُنَيْد بن خَلَف السَّمرْقَنْدِي، لقي هؤلاء الثلاثة في الحجّ.
وانتقى: عليه أبو الحسن الدَارقُطْنيّ، وحدَّث عنه الحفّاظ: عبد الغني، وابن مَنْدَه، وأحمد بن محمد بن أبي العوّام، وأبو النّعمان تراب، وإسماعيل بن عبد الرحمن النَحّاس، وإبراهيم بن علي الغازي، وعلي بن محمد بن علي الفارسي، وآخرون.
وتُوُفّي في رجب.
157- عبد الرحمن بن جعفر بن محمد2 بن داود.
أبو سعيد المصري الورَّاق البرذعي.
توفي في رمضان.
__________
1 انظر سير أعلام النبلاء "16/ 282، 283"، والعبر "2/ 338"، وشذرات الذهب "3/ 51".
2 لا بأس به.(26/247)
158- عبد العزيز بن محمد بن حسن بن محمد بن أحمد بن خلاد، أبو محمد التميمي الْجَوْهَري الضّرير، قاضي الصعيد، ويعرف بابن بنت نعيم.
يروي عنه: محمد بن زبّان، وأبي جعفر الطّحاوي.
وعنه: يحيى بن الطّحّان، وغيره.
159- عثمان بن محمد بن عثمان1 بن محمد بن عبد الملك، أبو عمرو العثماني.
روى عن جماعة.
أكثر عنه أبو نُعَيم الحافظ في تواليفه، وهو ليس صاحب حديث، لكنّه راوية للموضوعات والعجائب.
روى بدمشق وأصبهان، عن: محمد بن الحسين بن مَكْرَم، ومحمد بن عبد السلام، وخَيْثَمة بن سُلَيْمان، وأبي الحُسين الرّازي، ومحمد بن أحمد بن إسحاق، وخلق.
وعنه: أبو نُعَيم، وتمّام الرّازي، وأبو بكر بن مَرْدَوَيْه، وأبو بكر بن علي الذّكواني، وآخرون.
160- عصام بن محمد بن أحمد2، أبو عاصم القَطْري، الذي روى عن سلم ابن عصام، ومحمد بن عمر بن حفص الجوزجيري.
وعنه: أبو نُعَيم. القَطْري بفتح القاف.
161- علي بن الحسين بن إبراهيم3 بن سعد، أبو طالب الحمصي، بالرَّمْلة.
162- علي بن الحسين بن عبد الرحمن القالني، أبو الحسن البخاري، المعروف بالسَّدِيوَري4، من كبار أصحاب أبي الحسن الكرخي.
__________
1 انظر حلية الأولياء "2/ 196".
2 في عداد المجهولين.
3 لا بأس به.
4 نسبة إلى سديور وهي إحدى قرى مرو. انظر اللباب "2/ 110".(26/248)
وُلّي قضاء مَرْوَ، وحدَّث عن: عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن نجدة.
حدَّث عنه الحاكم، وأرَّخ عنه فيها.
163- علي بن عبد الله بن وَصِيف1، أبو الحسن النّاشئ، شاعر مُحْسِن.
أخذ عِلْم الكلام عن أبي سهل إسماعيل بن علي بن نُوبَخْت النّاشئ، وأملى ديوان شعره بالكوفه سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وكان المتنبي يحضر الإملاء وهو شابّ، وقصد النّاشئ سيفَ الدَّولة وامتدحه بحلب، فأجازه، وعُمِّر وبقي إلى هذه السنة.
وله:
كأنّ سِنان ذابِلِهِ ضميرٌ ... فليس عن القُلُوب له ذَهَابُ
وصَارِمُهُ كَبَيْعَتِهِ بخُمٍّ ... معاقدها من الخَلْقِ الرَّقاب
164- علي بن عبد الله بن العبّاس الجوهري، أبو محمد.
سمع: الفِرْيابي، وعبد الله بن ناجية، والباغَنْدِي.
وعنه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، ومحمد بن علان.
وعاش نيّفًا وسبعين سنة.
قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تَسَاهُلٌ شديد.
165- علي بن هارون2، أبو الحسن الحربي السَّمْسار.
سمع: موسى بن هارون، ومحمد بن يحيى المروزي، ويوسف القاضي.
وعنه: أبو بكر البَرْقَاني، وأبو نُعَيم.
حرف الميم:
166- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عبد الله الرّازي الصُّوفي المقرئ.
صحب يوسف بن الحسين الزّاهد، والمشايخ الكبار، وكان من أعيان المشايخ. أنفق أمواله على الفقراء. وله حكايات.
__________
1 انظر لسان الميزان "4/ 238"، وفيات الأعيان "3/ 369".
2 انظر تاريخ بغداد "12/ 120".(26/249)
167- محمد بن أحمد بن محمد1 بن يزيد العْدل، أبو بكر الأصبهاني ثم النَّيْسَابُوري.
سمع: عبد الله بن شيرَوَيْه، وجعفر الحافظ.
وعنه: الحاكم.
168- محمد بن إبراهيم بن موسى2، أبو غانم السهمي الصائغ.
يروي عن: أبو نعيم الحافظ نُعَيم الإسَتِراباذي، وغيره.
وعنه: أبو سعيد الماليني.
169- محمد بن إبراهيم3 بن حسن بن موسى النَّيْسَابُوري، أبو العبّاس المناشكي المَحَامِلِيّ.
سمع: محمد بن عمرو الحَرَشِي، والمُسَيّب بن زُهَيْر، وطبقتهما.
مات في رمضان عن أربعٍ وتسعين سنة.
وعنه: الحاكم.
170- محمد بن طاهر، أبو نصر الوزيري4 المفسّر الأديب.
سمع: عبد الله بن الشّرفي، وأبا حامد بن بلال.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم.
تُوُفّي بهَراة، وكان من أئمّة الشافعية.
171- محمد بن علي بن إسماعيل5، الإمام أبو بكر الشّاشي الفقيه الشافعي، المعروف بالقَفَّال الكبير.
كان إمام عصره بما وراء النهر، وكان فقيهًا محدّثًا أُصُوليًّا لُغَوِيًّا شاعرًا، لم يكن للشافعيّة بما وراء النهر مثله في وقته.
__________
1 لا بأس به.
2 في عداد المجهولين.
3 انظر اللباب "3/ 258"، والأنساب "11/ 484".
4 انظر طبقات الشافعية الكبرى "3/ 175"، وميزان الاعتدال "3/ 586".
5 انظر طبقات الشافعية الكبرى "3/ 200"، وسير أعلام النبلاء "16/ 283"، والعبر "2/ 338".(26/250)
ودخل إلى خُراسان وإلى العراق والشّام، وسار ذِكْرُه، واشتهر اسمه، وصنَّف في الأُصُول والفروع.
قال الحاكم: كان أَعْلَمَ ما وراء النّهر -يعني في عصره - بالأصول، وأكْثَرَهُمْ رِحلةً في طلب الحديث.
سمع: إمام الأئمّة ابن خُزَيْمة، ومحمد بن جرير الطَّبَري، وعبد الله المدائني، ومحمد بن محمد الباغَنْدِي، وأبا القاسم البَغَوِي، وأبا عَرُوبة الحَرّاني، وطبقتهم.
وقد قال الشيخ أبو إسحاق في الطبقات: إنّه توفِّي سنة ستًّ وثلاثين وثلاثمائة، وهذا وَهْمٌ، ولعلّه تصحَّف عليه ثلاثين بلفظة ستّين، فإنّ أبا عبد الله ذكر وفاته في آخر سنة خمسٍ وستّين بالشاش.
وكذا ورَّخه أبو سعد السَّمْعَاني، وزاد أنّه وُلِد سنة إحدى وتسعين ومائتين.
وقال الشيخ أبو إسحاق: إنّه درس على أبي العبّاس بن شُرَيْح.
قلت: ولم يدركه، فإنّه رحل من الشاش سنة تسع وثلاثمائة، وأبو العباس فقد ذكرنا وفاته سنة ستًّ وثلاثمائة.
قال أبو إسحاق: له مصنّفات كثيرة، ليس لأحدٍ مثلها، وهو أوّل من صنَّف الْجَدَل الحَسَنَ من الفقهاء، وله كتاب في أُصُول الفقه، وله شرح الرّسالة، وعنه انتشر فقه الشّافعيّ فيما وراء النَّهر.
قلت: ومن غرائب وجوه القفَّال هذا ما ذكره في "الروضة" أبو زكريّا: إنَّ المريض يجوز له الجمع بين الصلاتين بعُذْر المرض، ومن ذلك أنَّه يستحبّ أنَّ الكبير يعُقّ عن نفسه، وقد قال لا يُعَقّ عن كبير.
وممن روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وابن مَنْدَه، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو عبد الله الحليمي، وأبو نصر عمر بن قتادة، وغيرهم.
وابنه القاسم هو مصنّف "التّقريب"، نقل عنه صاحب "النّهاية" وصاحب "الوسيط".
وقال ابن السّمعاني في أبي بكر القفَّال: إنّه صنَّف كتاب "دلائل النُّبُوَّة"، وكتاب "محاسن الشّريعة".(26/251)
قال أبو زكريّا النّواوي: إذا ذُكر القفَّال الشّاشي فالمُرَاد هو، وإذا ورد القَفّال المَرُوزي، فهو القفال الصغير الذي كان بعد الأربعمائة. قال: ثم إنَّ الشّاشي يتكرَّر ذِكْرُهُ في التّفسير والحديث والأصول والكلام، وأمَّا المَرْوَزي فيتكرَّر ذِكْره في الفِقْهِيّات.
وقال أبو عبد الله الحليمي: كان شيخنا القفَّال أعْلَمَ مَن لَقيتُهُ من علماء عصره. فقال البَيْهَقيّ في "شُعَب الإيمان": أنشدنا ابن قَتَادة، أنشدنا أبو بكر القَفَّال:
أَوَسَّع رَحْلي على مَن نَزَل ... وزادي مباح على من أكل
نقدِّم حاضر ماعندنا ... وإنْ لمَ يكن غير خُبْزٍ وخَلّ
فأمّا الكريم فيرضى بِهِ ... وأمّا اللّئيمُ فمن لم أَبَلْ
قال أبو الحسن الصّفّار: سمعت أبا سهل الصعلوكي، وسئل عن تفسير أبي بكر، فقال: قدَّسه من وجهٍ ودنَّسه من وجه. ودنَّسه من وجه أي: دنسه من جهة مذهب الاعتزال.
172- مُطَهّر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن علي1 بْن أحمد بن مجاهد، أبو عمر الحَنْظَلي، شيخ أصبهانيّ.
سمع: محمد بن العبّاس الأخرم، ومحمد بن يحيى بن مَنْدَه، ونوح بن منصور.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم الحافظ، وقال: تُوُفّي في رجب.
173- مَعَدّ المُعِزّ لدين الله2، أبو تميم.
ابن المنصور إسماعيل القائم بن المهدي العُبَيْدي، صاحب المغرب، والذي بُنِيَتْ له القاهرة المعزّيَّة، وهو أول من تملّك ديار مصر من بني عُبَيْد الرّافضة المدَّعين أنّهم عَلَويّون.
وكان ولي عهد أبيه، فاستقلَّ بالأمر في آخر سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، وسار في نواحي إفريقية يمهّد مملكته، فذلَّلَ العصاة، واستعمل غلمانه على المدن،
__________
1 انظر أخبار أصبهان "2/ 324".
2 انظر المنتظم "7/ 82"، والكامل في التاريخ "8/ 663"، وسير أعلام النبلاء "15/ 159".(26/252)
واستخدم الْجُنْدَ، ثم جهزّ مولاه جوهر القائد في جيش كثيف، فسار فافتتح سِجِلْمَاسَة، وسار حتى وصل إلى البحر المحيط، وصِيدَ من سمكه، وافتتح مدينة فاس، وأرسل بصاحبها وبصاحب سَبْتَة أسيرين إلى المُعّز.
ووطَّدَ له من إفريقية إلى البحر، سوى مدينة سبّتة، فإنّها بقيت لبني أميّة أصحاب الأندلس.
وذكر هذا القفْطي أنَّ المُعِزّ عزم على تجهيز عسكر إلى مصر، فسألته أمّه تأخير ذلك لتحجَّ خفية، فأجابها، وحجَّت، فلمَّا حصلت بمصر، أحسَّ بها الأستاذ كافور الإخشيدي، فحضر وخدمها وحمل إليها هدايا، وبعث في خدمتها أجنادًا، فلمَّا رجعت من حجّها منعت ولدها من غزو بلاده، فلمَّا تُوُفّي كافور بعث المُعِزّ جيوشه، فأخذوا مصر.
قال غيره: ولمَّا بلغ المُعِزّ موت كافور صاحب ديار مصر، جهّز جَوْهَر المذكور إليها، فجبي جوهر القطائع التي على البربر، فكانت خمسمائة ألف دينار، وسار المُعِزّ بنفسه إلى المهديّة في الشتاء، فأخرج من قصور آبائه من الأموال خمسمائة حِمْل، ثم سار جوهر في الجيوش إلى مصر في أوّل سنة ثمانٍ وخمسين، وأنفق الأموال. وكان في أُهْبَةٍ هائلة، وصادف بمصر الغلاء والوباء، فافتتحها، وافتتح الحجاز والشام، ثم أرسل يعرِّف المُعِزّ بانتظام الحال، فاستخلف على إفريقية بُلُكّين بن زيري الصَّنْهاجي، وسار في خزانته وجيوشه في سنة إحدى وستّين.
ودخل الإسكندريّة في شعبان سنة اثنتين وستّين، فتلقّاه قاضي مصر أبو الطّاهر الذُهْلي والأعيان، فطال حديثه معه، وأعلمهم بأنّ قَصْدَه القصد المبارك من إقامة الجهاد والحق، وأنْ يختم عمره بالأعمال الصالحة، وأن يعمل بما أمره به جَدُّهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووعظهم وطوَّل حتى بكى بعضهم، ثم خلع على جماعة، ثم سار فنزل بالجيزة، فأخذه جيشه في التَّعْدِية إلى مصر، ثم دخل القاهرة، وقد بُنيت له بها دُور الإمرة. ولم يدخل مصر، وكانوا قد احتفلوا وزيّنوا مصر، فلمَّا دخل القصر خرَّ ساجدًا وصلّى ركعتين.
وكان عاقلًا حازمًا أديبًا سريًا جوادًا مُمَدّحًا، فيه عدل وإنصاف، فمن ذلك، قيل: إنّ زوجة الإخشيد لمَّا زالت دولتهم أودعت عند يهودي بغلطان كلّه جوهر، ثم فيما بعد طالبته، فأنكر، فقالت: خُذْ كُمَّ البغلطان، فأبي، فلم تزل حتى قالت: هات(26/253)
الكُمَّ وخُذِ الجميع، فلم يفعل. وكان فيه بضع عشرة درّة، فأتت قصر المُعِزّ فإذِن لها، فأخبرته بأمرها، فأحضره وقرَّره، فلم يقرّ، فبعث إلى داره من خرب حيطانها، فظهرت جرة فيها البغلطان، فلمَّا رآه المعز تحيِّر من حُسْنه، ووجد اليهوديّ قد أخذ من صدره دُرّتين، فاعترف أنّه باعهما بألف وستمّائة دينار، فسلّمه بكماله، فاجتهدت أن يأخذه هديّة أو بثمن، فلم يفعل، فقالت: يا مولانا، هذا كان يصلح لي وأنا صاحبة مصر، فأمَّا اليوم فلا، ثم أخذته وانصرفت.
وجاء أنَّ المنجّمين أخبروه أنّ عليه قطْعًا، وأشاروا عليه أن يتّخذ سردابًا ويتوارى فيه سنة، ففعل، فلمَّا طالت غيبته ظنَّ جُنْدُهُ المغاربة أنَّه قد رُفِع، فكان الفارس منهم إذا رأى الغمام ترجّل ويقول: السلام عليك يا أمير المؤمنين. ثم خرج بعد السنة، وتوفِّي بعد ذلك بيسير.
وكان قد قرأ فنونًا من العلم والأدب، والله أعلم بسريرته.
قيل: أنّه أحضر إليه بمصر كتاب فيه شهادة جدّه عُبَيْد الله بسَلَمِيّة، وكتب: "شهد عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الباهلي". وفي الكتاب شهادة جماعة من أهل سَلَمِيَّةَ وحمص، فقال: نعم هذه شهادة جدنا، وأراد بقوله: الباهلي أنّه من أهل المُبَاهَلَة لا أنّه من باهِلَة.
وكان المُعِز أيضًا ينظر في النجوم.
وقيل: إنَّه قال هذين البيتين:
أَطْلَعَ الحُسْنُ من جبينك شَمْسًا ... فوق ورْدٍ من وجنتيك أطلَّا
وكأنَّ الجمال خاف على الور ... د ذُبُولًا فمدَّ بالشَّعْرٍ ظلًا
وله فيما قيل:
لله ما صَنَعَتْ بنا ... تلك المحاجِرُ في المعاجر
أمضى وأقضى في النفو ... س من الخناجر في الخناجر
ولقد تعبت ببينكم ... تعب المهجر في الهواجِرُ
توفِّي فِي ربيع الآخر سنة خمسٍ وستّين، وله ستّ وأربعون سنة، وكان مولده بالمهدية.(26/254)
174- منصور بن عبد الملك بن نوح1 بن نصر بن أحمد بن إسماعيل، أبو صالح الأمير السَّاماني، أمير بُخَارَى وسَمَرْقَنْد، وأبن أمرائها السّامانيّة.
توفِّي في شوّال، وتملَّك بغداد بعده ولده أبو القاسم نوح إحدى وعشرين سنة.
حرف الياء:
175- يوسف بن يعقوب النجيرمي.
حدث في هذا العام.
وفيَّات ست وستين وثلاثمائة:
176- أحمد بن جعفر2، أبو الفرج النّسَائي.
حدَّث ببغداد عن: يوسف القاضين وجعفر الفريابي.
وعنه: البرقاني، وأبو نعيم.
قال محمد بن العبّاس بن الفُرات: ليس بثقة.
177- أحمد بن الصقر3، أبو الحسن المنبجي المقرئ.
قرأ عَلَى أَبِي طاهر بْن أَبِي هاشم، وأبي عيسى بكَّار بن أحمد، وأبي مقسم.
صنَّف كتاب "الحُجَّة في القراءات السّبْع".
روى عنه: عَبْدان بن عمر الْمَنْبِجِي، وعلي بن مَعْيُوف العين ثَرْمَائي.
178- أحمد بن محمد4 بن فرج الْجَيَّاني.
روى عن قاسم بن أصْبَغ، وغيره.
وجمع في اللغة والشَّعْر. ألَّف كتاب "الحدائق"، عارض به كتاب " الزَّهْرة " لابن داود الطاهري.
سُجِنَ سنوات من قِبَل الدّولة لسِعَايةٍ لَحِقَتْه حتى مات.
__________
1 انظر الكامل في التاريخ "8/ 673"، والبداية والنهاية "11/ 285".
2 انظر ميزان الاعتدال "1/ 87"، ولسان الميزان "1/ 144".
3 معرفة القراء الكبار "1/ 270"، وغاية النهاية"1/ 63".
4 انظر جذوة المقتبس "104"، وبغية الملتمس "151".(26/255)
179- أحمد بن عبد الرحمن بن القاسم1 بن عبد الرحمن بن صالح بن عبد الغفّار بن داود الحَرَّاني ثمّ المصري، أبو صالح.
توفِّي فِي شَعْبان.
180- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد2 بن بُندار، أبو بكر الإسْتِراباذي، نزيل سمرقند، شيخ صالح وَرِعٌ، كثير المعروف.
رحل وسمع: عبد الله بن زيدان، ومحمد الخَثْعَمي، وأبا العبّاس السّرّاج، ومحمد بن محمد الباغَنْدي.
وعنه: أبو سعد عبد الرحمن الإدريسي.
181- أحمد بن محمد بن جمعة3 بن السَّكَن، أبو الفوارس النَّسَفِي.
سمع: محمد بن إبراهيم البُوشَنْجي، وإبراهيم بن معقل النّسَفي، وزكريّا بن حسين.
وعنه: خَلَفُ بن أحمد الأمير، والحسن بن أبي الحَجَّاج، وغيرهما.
توفِّي أوّل السنة، وكان مُسْنَد وقته بنَسف.
182- أحمد بن محمد بن حمدون4 بن بُندار، أبو الفضل الشَّرْمَقَاني، الفقيه الأديب الحافظ. وشرمقان: بليدة من ناحية نَسَا.
رحل وسمع: الحسن بن سفيان، ومسدّد بن قَطَن النَّيْسَابُوري، وأبا القاسم البَغَوِي، وأبا عَرُوبة، وابن جَوْصَا، وطائفة سواهم.
وعنه: الحاكم، وأبو سعد الماليني.
عندي مجلّد من حديثه.
قَرَأْتُ عَلَى محمد بْنِ أَبِي الْعِزِّ بِطَرَابُلْسَ: أنا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رِفَاعَةَ، أنا الْجُعْفِيُّ، أنا أَبُو مسعد الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ محمد الشرمقاني
__________
1 في عداد المجهولين.
2 لا بأس به.
3 انظر الوافي بالوفيات "7/ 371".
4 انظر معجم البلدان "3/ 338"، والوافي بالوفيات "8/ 77"، وسير أعلام النبلاء "16/ 287".(26/256)
الثَّانِي، ثنا أَبُو محمد، هُوَ الْبَغَوِيُّ، ثنا شجاع بْنُ مَخْلَدٍ، وَأَبُو بَكْرِ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وأبو خيثمة قالوا: أنا ابن عُلَيَّةَ، عَنْ خَالِهِ الْحَذَّاءِ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ حُمْرَانَ، عَنْ عُثْمَانَ -رَضِيَ اللَّهُ عنه- مرفوعًا: "مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ" 1.
183- أحمد بن محمد بن علي2 الخزاعي، أبو علي بن الزَّفْتي الدمشقي.
سمع: أبا عُبَيْدة بن ذِكْوان، وأبا الْجَهْم بن طِلاب، ومَكْحُولا البَيْرُوتي، وأبا جعفر محمد بن عمرو العُقَيْلي.
وعنه: تمَّام، وعبد الوارث المَيْداني، ومكّي بن الغَمْر، وجماعة.
184- إبراهيم بن أحمد بن محمد المصري3، رئيس المؤذّنين بمصر، توفِّي فجأة، وقد حدَّث في هذا العام عن محمد بن زَبَان.
وعنه: يحيى بن الطّحّان، وقال: توفِّي في ذي الحجّة.
185- إسماعيل بن سعيد بن عبد الواسع4، أبو سعيد الْجُرْجَاني.
عن: عِمْران بن موسى بن مُجَاشِع، وعبد الرحمن بن عبد المؤمن، وابن عبد الكريم الوزّان، وجماعة.
قال حمزة السّهْمي: كان ثقة صالحًا، ثم روى عنه في تاريخه وقال: توفِّي في جُمادي الأولى.
حرف الثاء:
186- ثابت بن إبراهيم بن هارون5، أبو الحسن الحراني الطبيب، من كبار الأطباء ببغداد.
__________
1 الحديث صحيح: أخرجه مسلم "955"، وأحمد "1/ 65، 69".
2 انظر تهذيب ابن عساكر "2/ 67".
3 لا بأس به.
4 انظر تاريخ جرجان "146".
5 الفهرست "303"، والوافي بالوفيات "10/ 465".(26/257)
كان نظير ثابت بن سِنان، وكان أبو الحسن هذا أَسَنّ من ابن سنَان، وله إصابات عجيبة مذكورة في تاريخ الموفق ابن أبي أصيبعة.
عاش ستًا وثمانين سنة.
حرف الجيم:
187- جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن جعفر1، أبو محمد اليَزْدِيّ التّاجر.
سمع: محمد بن بصير، وحاجب بن أركين.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم، وأهل أصبهان.
حرف الحاء:
188- الحارث بن عبد الجبَّار2، أبو الأصبغ الأندلسي.
سمع بإِلِبيرَة من محمد بن فُطَيْس، وبقُرْطُبة من أحمد بن خالد بن الحُبَاب. وكان ثقة.
189- الحسن بن أحمد بن أبي سعيد3، أبو محمد الجنابي القُرْمُطي، المعروف بالأعصم. مولده بالأَحْسَاء، ومات بالرَّمْلة، وله شعر جيّد وفضيلة.
غلب على الشام، وكان كبير القرامطة، ورأسهم في زمانه، واستناب على دمشق وشاح بن عبد الله، وقَدِمَ نائبًا إلى دمشق سنة ستّين. وكسر جيش المصريين، وقتل مُقَدَّمهم جعفر بن فلاح، وكانوا قد أخذوا دمشق، ثم إنَّه توجَّه إلى مصر وحاصرها شهورًا، واستخلف على دمشق ظالم بن موهوب العُقَيْلي، وكان يُظْهر دولة أمير الطائع لله.
أخباره في تاريخ دمشق، وفي الحوادث.
190- الحسن بن بُوَيْه فناخسرو4 السلطان.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 105".
3 انظر سير أعلام النبلاء "16/ 274-276"، ودول الإسلام "1/ 227"، واللباب "1/ 238".
4 انظر المنتظم "7/ 185"، والكامل في التاريخ "8/ 241"، والوافي بالوفيات "11/ 411".(26/258)
رُكْن الدولة أبو علي الدّيْلَمي، صاحب أصبهان والرّيّ وهمذان وعراق العجم كلّه، والد السلطان عَضُد الدولة وفخر الدولة ومُؤيّد الدولة.
كان ملكًا جليلًا سعيدًا في أولاده، قسم عليهم الممالك، فقاموا بها أحسن قيام، وملك أربعًا وأربعين سنة وأشهرًا، وكان أبو الفضل بن العميد وزيره، فلمَّا مات ابن العميد استوزر ولَدَه أبا الفتح بن العميد، وأمَّا الصاحب إسماعيل بن عبَّاد فكان وزير ولديه مؤيّد الدولة وفخر الدولة.
توفِّي ركن الدولة في المحرَّم عن نيّف وثمانين سنة بِقُولَنْجٍ أصابه، ووجد بعده عضُدُ الدولة طريقًا إلى ما كان يُخفيه من قَصْد العراق، وهو أخو مُعِزّ الدولة أحمد وعماد الدّولة علي.
191- الحَكم المستنصر بالله1، صاحب الأندلس أبو العاص بن النّاصر لدين الله عَبْد الرَّحْمَن الأمويّ.
بقي في المملكة بعد أبيه ستّة عشر عامًا، وعاش ثلاثًا وستّين سنة.
وكان حَسَنَ السّيرة، مُكْرِمًا للقادمين عليه، جَمَع من الكتب ما لا يُحَدّ، ولا يوصف كثرة ونَفَاسةُ، مع العلم والنَّبَاهة، وحُسْن السّيرة وصفاء السّريرة.
سمع من: قاسم بن أصبغ، وأحمد بن دُحَيْم، ومحمد بن محمد بن عبد السلام الخشني، وزكريًا بن خطّاب، وأكثر منه، وأجاز له ثابت بن قاسم، وكتب عن خلق كثير سوى هؤلاء.
وكان يستجلب المصنَّفات من الأقاليم والنّواحي، باذلًا فيها ما أمكن من الأموال، حتّى ضاقت عنها خزائنه، وكان ذا غرام بها، قد آثر ذلك على لذات الملوك، فاستودع عِلْمُهُ، ودقّ نظره، وجمّت استفادته. وكان في المعرفة بالرجال والأنساب والأخبار أُحْوَذيّا نسيجَ وحْدِه.
وكان أخوه عبد الله المعروف بالولد على هذا النَّمط من محبّة العلم، فقتل في أيّام أبيه.
وكان الحَكَم ثقة فيما ينقله.
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 677"، وسير أعلام النبلاء "16/ 23"، والبداية والنهاية "11/ 285".(26/259)
قال ابن الأبار: هذا وأضعافه فيه. وقال: عجبًا لابن الفَرَضيّ، وابن بَشْكَوال كيف لم يذكراه.
كنيته أبو العاص، وولي الأمر في سنة خمسين وثلاثمائة بعد والده، وقلَّ ما نجد له كتابا من خزانته إلا وله فيه قراءة أو نظر في أيّ فنٍّ كان، ويكتب فيه نَسَبَ المؤلّف ومَوْلِدَه ووفاته، ويأتي من ذلك بغرائب لا تكاد توجد إلّا عنده لعنايته بهذا الشأن.
توفِّي بقصر قُرْطُبة في ثاني صفر، رحمه الله.
وقد شدَّد في إبطال الخمور في مملكته تشديدًا مُفْرِطًا، ومات بالفالج1، وولي الأمر بعده ابنه المؤيّد بالله هشام، وسنُّه يومئذ تسع سنين، وقام بتدبر المملكة الحاجب أبو عامر محمد بن عبد الله بن أبي عامر العامري القَحْطَاني الملقَّب بالمنصور، فكان هو الكل.
حرف العين:
192- عبد الله بن غانم، أبو محمد2 الطويل النيسابوري الصيدلاني.
سمع أبا عبد الله الوشنجي، وأبا بكر الجارودي.
قال الحاكم: عاش مائة وسنتين.
193- عبد الله بن موسى بن كُرَيْد3، أبو الحسن السلامي.
غلط من سمَّى وفاته فيها، إنَّمَا توفِّي سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ.
194- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ4 بْنِ زياد، أبو محمد النَّيْسَابُوري المعدّل.
سمع: جدّه أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن بنت نصر بن زياد، وعبد الله بن محمد بن شِيرَوَيْه، وحدَّث عنهما بمُسْنَد إسحاق، وموسى بن جعفر بن الملك الحافظ، ومن مُسدّد بن قَطَن، وفي الرّحلة من أحمد بن الحسن الصُّوفي الحرَّاني، والهَيْثَم بن خَلَف الدُّوري، والمُفَضّل بن محمد الْجُنْدي، وغيرهم.
__________
1 مرض يصيب الجسد بالشلل طولًا.
2 لا بأس به.
3 انظر تاريخ بغداد "10/ 148، 149"، وميزان الاعتدال "2/ 508"، ولسان الميزان "3/ 368.
4 انظر العبر "2/ 342"، وشذرات الذهب "3/ 56".(26/260)
وعنه: الحاكم أبو عبد الله، وقال: توفِّي سنة ست وستين، وله ثلاث وثمانون سنة، وروى عنه مُسْنَد إسحاق: أبو سعد عبد الرحمن بن حمدان النَّصْروي.
195- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن بَقِيّ1 بْن مَخْلَد، أبو الحسن القُرْطُبي.
سمع من: أبيه، ومحمد بن عمر بن لُبَابة، وأسلم، وأحمد بن خالد، وجماعة.
وكان ثِقَةً ضابطًا فصيحًا بليغًا وَقُورًا، سمع النّاس منه كثيرًا.
قال ابن الفَرَضي: أخبرني مَن سمعه يقول: الإجازة عندي وعند أبي وجدي كالسماع، أريد عليَّ الصّلاة بقُرْطُبة واستعفى عن ذلك، وتوفِّي في ربيع الأوّل، وله أربعٌ وستُّون سنة.
196- عبد الرحمن بن إسماعيل2 بن عبد الله بن سليمان، أبو عيسى الخَوْلاني المصري الفُرُوضي.
يروي عن: أبي عبد الرحمن النَّسَائي، وأبي يعقوب المَنْجَنِيقي.
وعنه: علي بن منير الخلَّال، ويحيى بن علي الطحَّان، وقال: توفِّي فِي صَفَر.
197- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن محبور3، أبو الفرج الميمي النَّيْسَابُوري، بقيّة الكراميّة، ومُحَدَّثهم.
سمع: الحسين بن محمد القَبَّاني، وأبا يحيى البزّاز وطائفة.
روى عنه: الحاكم وغيره.
توفِّي في شعبان عن ثمانٍ وثمانين سنة.
198- عثمان بن الحجَّاج بن يعقوب بن يوسف4، أبو عَمْرو الخَوْلاني المصري الشاعر.
توفِّي في صفر.
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 263".
2 لا بأس به.
3 انظر السابق.
4 في عداد المجهولين.(26/261)
199- عصام بن العبّاس1، أبو محمد الضَّبّي الهَرَوي.
روى عن: محمد بن مَخْلَد العطّار، وغيره.
وعنه: ابنه رافع، وأبو عثمان القُرشي الهروي.
200- علي بن أحمد بن عبد العزيز2، أبو الحسن الْجُرْجاني المُحْتَسِب، نزيل نَيْسَابور.
سمع: عمر بن محمد بن بُجَيْر، وعمران بن موسى بن مُجَاشِع الحافظ، ومحمد بن يوسف الفَرَبْرِي، وحدَّث بنَيْسَابور.
أخذ عنه: أبو عبد الله الحاكم، وقال: توفِّي في صفر. وقال أيضًا: كثير السَّمَاع معروف بالطَّلَب، إلّا أنّه وقع إلى أبي بِشْر المصعبي الفقيه، فكانّه أخذ سيرته في الحديث، فظهرت منه المجازفة عند الحاجة إليه، فتُرِك.
قال: وسمع "صحيح البُخَاري"، وثنا بالعجائب عن أبي بشر المروزي، يعني: المصعبي.
201- علي بن أحمد بن المَرْزُبان3، أبو الحسن البغدادي الفقيه الشافعي.
كان إمامًا ورِعًا.
أخذ الفقه عن أبي الحسين بن القطّان.
وعنه أخذ الشيخ أبو حامد الإسْفرايني أوَّل ما قَدِم العراق.
وهو صاحب وجهٍ في المذهب.
وبلَغَنَا عنه أنَّه قال: ما لأحدٍ عليَّ مَظْلِمَة.
توفِّي في رجب من السنة.
202- عيسى بن العلاء بن نذير4، أبو الأصْبَغِ السبتي.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر سير أعلام النبلاء ""16/ 247"، ولسان الميزان "4/ 194، 195".
3 انظر تاريخ بغداد "11/ 325"، وطبقات الشافعية الكبرى "3/ 346"، والبداية والنهاية "11/ 289".
4 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 337".(26/262)
دخل الأندلس، وسمع من: أحمد بن خالد بن الحباب، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ.
ولي قضاء سَبْتة وخطابَتَها، وعاش سَبْعًا وثمانين سنة.
203- عيسى بن عبد الرحمن بن حبيب1، أبو الأصبغ المَصْمُودِي الأندلسي.
سمع: محمد بن عبد الملك بن أَيْمَن، ورحل مع عبد الرحمن بن عبد الله بن المقرئ، وابن الأعرابي، وجماعة كثيرة.
وكان أحد الفقهاء.
توفِّي في جُمادى الآخرة بأُشونة.
204- علي بن محمد بن الحسين2، ويلقّب ذو الكِفَايتين، أبو الفتح ابن الوزير أبي الفضل محمد بن العميد.
وُلّي الوزارة بعد موت والده لبني بَوَيْه، وكان شاعرًا محسِنًا مفلِقًا. مدح عَضُدَ الدَّولة بن بُوَيْه وغيره.
وله من مَطْلَع قصيدة بديعة:
أُفِيضَتْ عُقُودٌ أَمْ أُفِيضَتْ مَدَامِعُ ... وهذي دُمُوعٌ أَمْ نُفُوسٌ هوامع
ومنها في وصف العدو المخذول:
بطرتم فَطِرْتُمْ والعَصَا زَجْرُ مَن عَصَى ... وتَقْوِيمُ عبدِ الهُونِ بالهُونِ رادِعُ
وقد وَزَرَ وعظُم قدره، ومات في ربيع الآخر سنة ستَّ وستّين تحت العذاب.
حرف القاف:
205- القاسم بن غانم بن حَمَوَيْه، 3 أبو محمد الطّيب الصّيْدَلاني. شيخ نَيْسَابُوريّ معْمَر.
سمع: محمد بن إبراهيم البوشنجي، والحسين بن محمد القباني، وجماعة.
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 334".
2 انظر معجم الأدباء "14/ 191- 240".
3 لا بأس به.(26/263)
وعنه: الحاكم وقال: لم تعجبني منه رواية تاريخ يحيى بن بكير بن البُوشنجي.
قال: وتُوُفّي في ذي الحجّة، وله مائة وخمس سنين، فإنِّي لم أزل أسمع أنَّ مولده سنة ستين ومائتين.
حرف الميم:
206- محمد بن أحمد1 بن شَبَّوَيْه، أبو عبد الله الأصْبَهَاني الورّاق.
قال أبو نُعَيم: كتب بالشام والعراق، وثنا قال: ثنا علي بن محمد بن زيد بحرَّان، ثنا هشام بن القاسم الحرَّاني، فذكر حديثًا.
207- محمد بن بَطّال بن وهب2 بن عبد الله التميمي اللُّورَقي.
رحل إلى المشرق مرّتين، أولاهما سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، فسمع من أبي: سعيد بن الأعرابي، وابن أبي مطر الإسكندراني، وأحمد بن مسعود الزُّبَيْرِي، وطبقتهم، وعُنِيَ بالحديث والتَّقْييد.
سمع منه غير واحدٍ من علماء قُرْطُبَة، وتوفِّي بِلْورَقَة، رحمه الله.
208- محمد بن جعفر بن محمد3 بن كنانة، أبو بكر البغداديّ المؤدّب.
روى عن: محمد بن يونس الكديمي، وابن مسلم الكَجّي، ومحمد بن سهل العطّار.
وعنه: علي بن أحمد الرّزّاز، وبشري الفاتني.
قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تَسَاهُل، لم يكن عندي بذاك.
209- محمد بن الحسن بن أحمد4 بن إسماعيل، أبو الحسن النَّيْسَابُوري السّرّاج المقرئ الزّاهد.
رحل وسمع: أبا شُعَيْب الحَرّاني، والحسين بن المثنَّى العَنْبَرِي، ومُطَيّنًا، وموسى بن هارون، ويوسف بن يعقوب القاضي، وطبقتهم.
__________
1 انظر ذكر أخبار أصبهان "2/ 294".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 75"، وبغية الملتمس "64".
3 انظر تاريخ بغداد "2/ 151".
4 انظر المنتظم "7/ 86"، وشذرات الذهب "3/ 57".(26/264)
روى عَنْهُ: أبو عَبْد الله الحاكم، وأبو سعيد الماليني، وأبو الحسين بن العاني، وأبو بكر محمد بن إبراهيم المشّاط، والأستاذ محمد بن القاسم الماوَرْدِي القُلُوسي، وأبو بكر محمد بن عبد العزيز الجزري، وخَلْقٌ من النَّيْسَابُوريّين، وغيرهم.
قال الحاكم: قلَّ ما رأيت اجتهادًا وعبادة منه. وكان يعلَّم القرآن، وما أشبِّه حاله إلّا بحال أبي يونس الفسوي الزاهد، صلى حتى أقعد، وبكى حتى عمي. حدَّث أبو الحسن من أُصُول صحيحة، وتوفِّي يوم عاشوراء، وسمعته يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المنام، فتبعته حتى وقف على قبر يحيى، وتقدّم، وصفَّ خلفه جماعة من الصحابة، فصلَّى عليه، ثم التفت فقال: "هذا القبر أمان لأهل المدينة".
210- محمد بن عبد الله بن زكرّيا1 بن حَيَّوَيْه، أبو الحسن القاضي النَّيْسَابُوري المصري.
قَدِمَ مصر في صِغَره، أو وُلِدَ بها. وسمع: بكر بن سهل الدَّمْياطي، وأحمد بن عمرو البزّار، وأحمد بن شُعَيْب النّسائي، وعبد الله بن أحمد بن عبد السلام الخفَّاف، وغيرهم.
وهو ابن أخي يحيى بن زكريّا بن حَيَّوَيْه الحافظ الأعرج، صاحب قُتَيْبَة، وابن راهَوَيْه، فروى عن عمّه أيضًا، وأحسبه هو المدني. رحل به إلى مصر.
روى عنه: الحافظ عبد الغني المصري، وعلي بن محمد الخُراساني القيّاس، وهارون بن يحيى الطّحّان، وأبو القاسم يحيى بن علي بن الطحان، ومحمد بن جعفر بن أبي الذكر، وجماعة آخرهم محمد بن الحسين النَّيْسَابُوري المصري الطّفّال.
توفِّي في رجب من السنة، وكان شافعيّا رأسًا في الفرائض.
وثَّقه ابن ماكولا وقال: وكان ثقة نبيلًا. قال: مولدي سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
قال ابن عساكر: روى عنه: النّسَائي، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وإسحاق بن إبراهيم المَنْجَنيقي، ومحمد بن جعفر بن أَعْيَن، وسمَّى جماعة.
قال الدَارقُطْنيّ: كان -رحمه الله- لا يترك أحدًا يتحدَّث، وقال: جئت إلى شيخ
__________
1 انظر الكامل في التاريخ "8/ 688"، وشذرات الذهب "3/ 57".(26/265)
عنده "الموطَّأ"، وكان يقرأ عليه وهو يتحدّث، فلمَّا فرغ قلت: أيها الشيخ، تقرأ عليك الحديث وأنت تتحدّث؟ فقال: كنت أسمع، فلم أعد إليه.
211- محمد بن علي بن عبد الله1 الوَزْدُولي الْجُرْجَاني النهرواني.
روى عن: أحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزَّان، ومات ببغداد.
212- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحمد بْن مَنْصُور2، أَبُو منصور القَزْوِيني الفقيه.
رحل وسمع: عمران بن موسى بن مُجَاشِع، وأبا يَعْلَى المولى، وعمران بن أبي غيلان، وحامد بن شعيب، وحدَّث ببلده.
213- محمد بن محمد بن يعقوب3، أبو بكر المصري السّرّاج.
روى عن أبي يعقوب المنجنيقي، والنسائي.
وتوفِّي في آخر السنة، وله ثمانون سنة.
214- النَّاشئ الصغير، هو أبو الحسين علي بن عبد الله بن وصيف البغدادي الحلّاء الشيعي المتكلم.
من عتق الشيعة، وله شعر رائق، أخذ عن ابن المعتز، والمبرد، وعنه: أبو الحسين أحمد بن فارس، وعبد الواحد بن أحمد العكبري، وعبد السلام بن الحسين البصري.
وكان من كبار المتكلِّمين، مدح سيف الدولة، وصاحب مصر كافور، وعضد الدولة، وكان بديع الصنعة بالمرة في تخريم النحاس.
مات في صفر سنة ست وستين وثلاث مائة.
قال الخالع: أنشدنا الناشئ لنفسه:
بآل محمد عُرِفَ الصواب ... وفي أبياتهم نزل الكتاب
ومنها:
كأنّ سِنان ذابِلِهِ ضميرٌ ... فليس عن القُلُوب له ذهاب
__________
1 انظر تاريخ بغداد "3/ 87"، والأنساب "12/ 258".
2 لا بأس به.
3 في عداد المستورين، لا بأس به.(26/266)
وصارمه كبيعته بخمٍّ ... مقاصدها من الخلق الرقاب
215- يحيى بن مجاهد بن عوانة، أبو بكر الفزاريّ الأندلسي الألبيري الزاهد.
قَالَ ابن الفَرَضيّ: كَانَ منقطع القرين فِي العبادة، بعيد الاسم في الأحوال والزهد. حجَّ وعُنِيَ بعلم القراءات والتفسير. وسمع بمصر من الأسيوطي، وأبي محمد بن الورد، وأخذ نصيبًا من الفقه، ولا أعلمه حدَّث. توفِّي في ثالث جمادي الأولى، ودفن بمقبرة الرَّبض، رضي الله عنه.
216- يحيى بن وصيف الخوَّاص.
بغدادي صحيح السماع، عن أبي شعيب الحرَّاني، وأحمد بن علي الخزاز، وعنه البرقاني، وأبو العلاء الواسطي، وغيرهما.
ورَّخه الخطيب.
217- يعقوب بن القاسم بن قعنب، أبو يوسف التميمي الطبري.
قدِمَ جرجان في سنة ست هذه، فأملى عن عمران بن موسى بن مجاشع، وأبي القاسم البغوي، وجماعة. روى عنه حمزة السهمي، وأبو الحسن الحَناطي، وجماعة.
وفيَّات سنة سبع وستين وثلاثمائة:
218- أحمد بن إبراهيم بن بِشْر1، أبو بكر اللّحياني المصري.
يروي عن النّسَائي.
وعنه: يحيى بن الطّحّان، وقال: توفِّي في أوّل السنة.
219 أحمد بن عيسى بن النّعْمان2، أبو عمرو الصّائغ.
روى عنه أبو سعد الإدريسي في تاريخ إسْتِراباذ، قال: هو محدّث ثقة.
سمع: محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي وغيره، ومات سنة سبع أو ثمان وستين.
__________
1 انظر السابق.
2 أحد الثقات، وثَّقه الذهبي.(26/267)
220- أحمد بن يعقوب1، أبو بكر الجرْجاني الأديب.
روى عن أَبِي خليفة.
كان كذَّابًا.
221- إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد2 بْن محموَيْه، أبو القاسم النَّصْرابَاذِيّ، الواعظ الصُّوفي الزّاهد.
ونَصْراباذ محلّة بنَيْسَابور.
سمع: ابن خُزَيْمة، والسرَّاج، ويحيى بن صاعد، وابن جَوْصَا، ومَكْحُولا البَيْرُوتيّ، وأحمد بن عبد الوارث العسَّال، هذه الطبقة بالعراق والشّام ومصر.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الرحمن السُّلَمي، وأبو حازم العَبْدَرِي، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي.
وقال السُّلَمي: كان شيخ الصُّوفيّة بنَيْسَابور، له لسان الإشارة، مقرونًا بالكتاب والسنة. كان يرجع إلى فنون من العلم، منها: حِفْظ الحديث وفهمه، وعِلْم التاريخ وعلوم المعاملات والإشارة.
الْتَقَى الشّبْلي، وأبا علي الرُّوذْبَاري، قال: ومع مُعْظَم حاله كم مرّة قد ضُرِب وأُهين وكم حُبس، فقيل له: إنّك تقول: الرُّوح غير مخلوق، قال: لست أقول ذا، ولا أقول إنَّ الرُّوح مخلوق، ولكنّ أقول ما قال الله: {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء: 85] ، فَجَهِدوا به، فقال: ما أقول إلّا ما قال الله.
قلت: هذا كلام زيْف، وما يَشُكُّ مسلم في خلْق الأرواح، وأمّا سؤال اليهود لنبيّنا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن الروح، فإنّما هو عن ماهيّتها وكيفيّتها لا عن خلْقِها، فإنَّ الله خالق كلّ شيء، وخالق أرواحنا ودَوَابّنا، وموتنا وحياتنا.
قال السُّلَمي: وقيل له: إنَّك ذهبت إلى النّاوُوس وطفْت به وقلتَ: هذا طوافي، فقالوا له: إنّك نقصت محلّ الكعبة، فقال: لا، ولكنّهما مخلوقان، لكن جعل ثم فضل ليس ههنا، وهذا كمن يكرم الكلب لأنَّه خلْقُ الله، فعوتِب في ذلك سنين.
__________
1 أحد الكذابين، اتهمه المصنف.
2 انظر تاريخ بغداد "6/ 169" والمنتظم "7/ 89"، وسير أعلام النبلاء "10/ 212".(26/268)
قلت: وهذه سقْطَة أخرى له، والله يغفر له، أَفَتَكُونُ قِبْلَةُ الإسلام مثل القبور التي لُعِنَ من اتَّخَذَها مسجدًا؟ قال السُّلَمي: وسمعت جدي ابن بجيد يقول: منذ عرفت النَّصْراباذي ما عرفت له جاهليّة.
وقال الحاكم: هو لسان أهل الحقائق في عصره، وصاحب الأحوال الصحيحة، وكان جمَّاعة للرّوايات ومن الرّحالين في الحديث، وكان يُوَرَّق قديمًا، فلمَّا وصل إلى علم الحقيقة ترك الورَاقَةَ وغاب عن نَيْسَابُور نَيِّفًا وعشرين سنة، وكان يَعِظُ ويذكّر، ثم إنَّه في سنة خمسٍ وستّين حجَّ وجاور بمكّة، ثم لِزم العبادة حتى توفِّي فيها في ذي الحجّة سنة سبعٍ، ودُفن عند الفُضَيْل بن عِيَاض.
قال الحاكم: وبِيعَت كُتُبُهُ وأنا في بغداد، وكشفتْ تلك الكتبُ عن أحوالٍ، والله أعلم. وسمعته يقول: وعُوتب في الرُّوح، فقال لمن عاتبه: إنْ كان بعد الصَّدَّيقين مُوَحّدٌ فهو الحلَّاج.
قال الخطيب: كان ثقة.
وقال أبو سعيد الماليني: سمعته يقول: إذا أعطاكم حباكم، وإذا لم يُعْطِكُم محاكم، فشتَّان ما بين الحبا والحِمى، فإذا حباك شغلك، وإذا حماك جَمَّلَك.
وقال السلمي: قال النَّصْرآباذي: إذا أخبر الله عن آدم بصفة آدم قال: {وَعَصَى آدَم} [طه: 121، وإذا أخبر الله عنه بفضله عليه قال: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَم} [آل عمران: 3] .
وقال: أصْل التَّصَوُّف ملازمة الكتاب والسنة، وترْك الأَهْواء والبِدعَ، وتعظيم حُرْمة المشايخ، ورؤية أعْذار الخَلْق، وحُسْن صُحْبة الرُّفَقَاء، والقيام بخدمتهم، واستعمال الأخلاق الجميلة، والمداومة علي الأوراد، وترْك ارتكاب الرُّخَص.
وقال: نهايات الأولياء بدايات الأنبياء.
وقال: المحبّة مُجَانَبَة السُّلُوِّ علي كل حال، ثم أنشد:
ومَن كان في طول الهوى ذاق سلوة ... فإني من ليلى بها غير ذائِقِ
وأكبر شيءٍ نِلْتُه وِصَالها ... أَمَانيُّ لم تَصْدُقْ كَلَمْحَةِ بَارِقِ(26/269)
قال السلمي: كان أبو القاسم النَّصْراباذي يحمل الدَّواة والوَرَق، وكلَّما دخلنا بلدًا قال لي: قم حتى نسمع، وذلك في سنة ست وستين وثلاثمائة، فلما دخلنا بغداد قال: قم بنا إلى القَطِيعي، وكان له ورَّاق قد أخذ من الحاجّ شيئًا ليقرأ لهم، فدخلنا، فأخطأ الورَّاق غير مرة، والنصرباذي يردُّ عليه، وأهل بغداد لا يحملون هذا من الغُرَباء، فلمَّا ردّ عليه الثالثة قال: يا رجل، إنْ كنت تُحْسِن تقرأ فتعال، كالمُستهزِئ به، فقام الأستاذ أبو القاسم وقال: تأخَّر قليلًا، وأخذ الجزء فقرأ قراءة تحيَّر منها القَطِيعيّ ومَن حوله، فقرأ ثلاثة أجزاء، وجاء وقت الظُّهر، فسألني الورَّاق: مَن هذا؟ قلت: الأستاذ أبو القاسم النَّصْراباذي، فقام وقال: أيُّها النّاس، هذا شيخ خُراسان.
قال السُّلمي: وقد خرج بنا نسْتسقي مرّة، فعمل طعامًا كثيرًا، وأطعم الفقراء، فجاء المطر كأفواه القِرَب، وبقيتُ أنا وهو لا نقدر على المُضِيء بحالٍ. قال: فأومأ إلى مسجد، فكان يكفّ، وكنَّا صِيامًا، فقال: لعلّك جائع؟ تريد أنْ أطلب لك من الأبواب كَسْرة؟ قلت: معاذ الله.
وكان يترنَّم بهذا:
خرجوا لِيَسْتَسْقُوا فقلت لهم: قِفُوا ... دمعي ينوب لكم عن الأَنْواءِ
قالوا: صَدَقْتَ ففي دموعك مقنعُ ... لكنّها ممزوجة بِدِمَاء
قلت: ومن مُرِيديه أبو علي الدّقّاق شيخ أبو القاسم القُشَيري، رحمهم الله تعالى.
222- إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن، أبو إسحاق السَّرْخَسي1 ثم الهَرَوي، والد الشيخين إسماعيل، وإسحاق أبي يعقوب الحافظ، ويعرف بالقرّاب.
223- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الهوري الورَّاق2.
روى عن أبي علي محمد بن محمد بن يحيى القَرْاب، وغيره.
وعنه: شُعَيْب البوشنجي.
__________
1 نسبة إلى سرخس بلدة قديمة بخراسان.
2 في عداد المجهولين.(26/270)
حرف الباء:
224- بَخْتِيَار عزّ الدولة1 بن مُعِز الدولة أحمد بن بُوَيْه الدَّيْلمي، أَبُو منصور.
ولي المُلْك بالعراق بعد أبيه، وتزوَّج الخليفة بابنته "شاه ناز" على مائة ألف دينار، وخطب وقت العَقْد القاضي أبو بكر بن قُرَيْعَة، وذلك في سنة أربعٍ وستّين.
وكان عزّ الدولة ملكًا سَرِيًّا شديد القوى، قيل: إنّه كان يُمْسِك الثَّوْر العظيم بقَرْنَيْه فيَصْرَعه، وكان متوسِّعًا في النَّفقات والكُلَف.
حكى بِشْر الشمعي أنَّ راتبه من الشمع كان في كلّ شهر ألف مَنٍّ.
وكان بين عزّ الدَّولة وبين ابن عمّه عَضُد الدَّوْله منافسات في المُلْك أدَّت إلى التَّنازع، وأفضَتْ إلى القتال بينهما، فالتقيا في شوّال من السنة، فقُتل عزّ الدّولة في المعركة، وحُمِل رأسه إلى يَدَيْ عَضُد الدولة، فوضع المنديل على وجهه وبكى، وتملّك بعده، واستقلّ بالممالك، وعاش عزّ الدّولة سِتًّا وثلاثين سَنَةً.
وَقَدْ مَرَّ مِنْ أَخْبَارِهِ فِي الْحَوَادِثِ.
حرف التاء:
225- تامش بن تَكِين2، أبو منصور المُعْتَمِدي. حدَّث بمصر.
حرف الحاء:
226- حسن بن وليد3، أبو بكر القُرْطُبي الفقيه النَّحْوي، المعروف بابن العريف.
كان بارعًا في النّحْو، خرج إلى مصر في أواخر عمره، ورَأس فيها، وكانت له حلقة بجامعها، وبها توفي.
حرف الدال:
227- دارم بن أحمد بن السَّريّ4 بن صقْر، أبو معن الرّفّا المصري.
يروي عن: ابن زبّان.
__________
1 انظر المنتظم "7/ 89"، والكامل في التاريخ "8/ 575"، والبداية والنهاية "11/ 291".
2 في عداد المجهولين.
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 112".
4 في عداد المجهولين.(26/271)
حرف الراء:
228- رحيم بن مالك، أبو سعيد الخزرجي المُعَبِّر بمصر.
قال الحافظ عبد الغني: سمعته يقول: سمعت من أبي زرعة الدمشقي، وكان شيخًا كبيرًا.
وقال يحيى الحضرمي: سمعنا منه في سنة سبع وستين فقال لنا: لي مائة سنة وسبع سنين. قال: وعاش بعد ذلك يسيرًا، وقد قيل: إنَّ ذلك قاله سنة تسع، كما يأتي.
حرف العين:
229- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد1 بْن جعفر، أبو محمد الهامشي الْجُرْجاني ثم النَّيْسَابُوري الغازي المرابط.
سمع أبا العبَّاس السَّرّاج، وابن خُزَيْمة.
وعنه: الحاكم. وكان من المُطَوُّعَة.
230- عبد الله بن علي بن حسن2، أبو محمد القومسي الفقيه، قاضي جُرْجان.
روى عن أبيه، والبَغَوِي، وابن صاعد، وتفقَّه على أبي إسحاق المَرْوَزي.
توفِّي في ربيع الآخر، وقد قارب الثمانين.
231- عَبْدِ اللَّهِ3، وَيُقَالُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ بن عبد الله، الإمام أبو القاسم القرشي الحراني، إمام جامع دمشق.
روى عن محمد بن أحمد بن أبي شيخ الحَرَّاني.
روى عنه: عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وجماعة.
وكان عبدًا صالحًا. توفِّي في جُمادى الآخرة، ودُفِن بمقبرة باب كيسان.
__________
1 انظر تاريخ جرجان "259".
2 انظر تاريخ جرجان "274".
3 لا بأس به.(26/272)
232- عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه1 بْن مُحَمَّد بْن أبي سمرة البُنْدَار البَغَوِي، ثم البغدادي.
سمع محمد بن محمد الباغنْدِي، وطبقته.
وعنه البَرْقَاني، ووثَّقه، وعلي بن عبد العزيز الظّاهري، ومحمد بن عمر بن بكير.
وكان ذا معرفة وعِلم.
233- عبد الغفَّار بن عبيد الله بن السّريّ2، أبو الطيّب الحُضَيْني الواسطي المقرئ النَّحْوي.
رأيت له مصنَّفًا في القراءات.
قرأ على: ابن مجاهد، ومحمَّدٍ بن جعفر بن الخليل، وأبي العباس أحمد بن سعيد بن الضَّرير.
قرأ عليه: محمد بن الحسين الكارزيني، وغيره.
وحدَّث عن عمر بن أبي غيلان، ومحمد بن جرير الطّبري، وأحمد بن حمَّاد بن سفيان، وجماعة.
حدَّث عنه: أبو العلاء الواسطي، والصّحناني، وإبراهيم بن سعيد الرّفاعي، وأحمد بن محمد بن علان المعدل، وغيرهم.
وأصله كوفي، سكن واسطًا وأقرأ بها الناس.
قال خميس الحوزي: أظن أنه توفي سنة سبع وستين وثلاثمائة.
وكان ثقة.
قلت: وقرأ عليه القراءات أبو بكر أحمد بن المبارك الواسطي، وأقرأها ببغداد بعد الأربعمائة.
234- عبد الملك بن العبّاس3، أبو علي القَزْوِيني الزاهد.
__________
1 انظر المنتظم "7/ 90".
2 انظر الأنساب "4/ 165، 166"، والإكمال "3/ 38".
3 لا بأس به.(26/273)
قال الخليلي: سمعت شيوخنا يقولون: إنَّه كان من الأبدال.
سمع الحسن بن علي الطَّوسي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم.
235- عثمان بن الحسن1 بن عزرة، أبو يَعْلَى البغدادي الورَّاق المعروف بالطوسي.
سمع: أبو القاسم البَغَوِي، والحسين بن عفير، وابن أبي دواد، وأخا أبي اللَّيْث الفرائضي.
روى عنه: عبد الله بن يحيى السُّكَّري، والبرْقَاني، وقال: كان ثقة ذا معرفة، له تخريجات وجُمُوع.
توفِّي في ربيع الآخر.
236- عثمان بن أحمد بن سمعان2، أبو عمرو المَجَاشي.
سمع: الحسن بن عُلْوِيَة، والهَيْثَم بن خَلَف، وأحمد بن فرج.
روى عنه: محمد بن طلحة بن عمير بن بكير، وجماعة.
وثَّقه الخطيب.
237- عليّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خَلَف بْن القاسم البغدادي بن وكيع البَغَوِي3.
238- عليّ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله4 بن هارون، أبو الحسن الحَضْرَمي المصري الطحان، والد المحدِّث أبو القاسم يحيى.
سمع: ابن عبد الله الوارث، والطّحَاوي.
239- علي بن مُضَارب بن إبراهيم، أبو القاسم النَّيْسَابُوري القارئ الزّاهد.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 306".
2 انظر تاريخ بغداد "11/ 306".
3 في عداد المجهولين.
4 لا بأس به.(26/274)
سمع: أبا عبد الله البُوشَنْجي، وإبراهيم بن علي الذُّهْلي، وغيرهما.
توفِّي في ذي الحجّة، وعنه: الحاكم.
240- عمر بن محمد بن بهته1، أبو حفص المناشر.
سمع من: أبي مسلم الكَجّي حديثًا واحدًا، وسمع أبا بكر الفِرْيَابي، ومحمد بن صالح الصائغ.
وعنه: محمد بن عمر بن بكير.
وعاش مائةً وسنتين.
241- عبد الله بن محمد2، الشيخ القدوة، أبو محمد الراسبي البغدادي الزّاهد، تلميذ أبي محمد الجريري، وابن عطاء.
أخذ عنه: أبو عبد الرحمن السُّلَمي، وقال: أقام بالشّام مدّةً، ثم رجع إلى بغداد ومات بها.
ومن كلامه: البلاء صُحْبَةُ مَن لا يوافِقُكَ ولا تستطيع تَرْكَهُ.
وقال: الهمومُ عقوباتُ الذُّنُوب.
وقال: المحبَّةُ إن ظهرت فضحت، وإن كتمت قتلت.
حرف الغين:
242- الغَضَنْفَر عز الدولة، أبو تَغْلب فضل الله بن ناصر الدّولة الحسن بن عبد الله بن حمدان التغلبي.
وثب على أبيه صاحب الموصل، فاعتقله مكرمًا، واستبدَّ بالأمر، ثم جرت له مع عضد الدولة بن بويه قضايا وأمور، وقصده عضد الدولة فهرب إلى الشام، وأتى ظاهر دمشق، والغالب عليها قسَّام العيَّار، فكتب إلى العزيز صاحب مصر يسأله أن يوليه الشام، فأجابه في الظاهر، فنزل الرملة في سنة سبع في المحرم، وبها مفرّج الطائي، فجمع له جموعًا، والتقيا في صفر، فأُسِرَ الغَضَنْفَر كهلًا.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "11/ 307".
2 انظر طبقات الصوفية "513".(26/275)
حرف القاف:
243- القاسم بن علي بن جعفر1، أبو أحمد البغدادي البَلاذُرٍيّ.
عن صاحب أرْكين الفَرَغَاني.
وعنه: أبو العلاء الواسطي، ووثَّقه، والمقرئ أبو الحسن الحذّاء.
وكان مُعْتَزِلِيًّا، ورَّخه ابن أبي الفوارس.
حرف الميم:
244- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله2 بن نصر بن بُجَيْر القاضي، أبو الطّاهر الذُّهْلي البغدادي، نزيل مصر وقاضيها.
ولي قضاء واسط، وقضاء جانب بغداد، وقضاء دمشق، ثم مصر معها، واستناب على دمشق أبا الحسن بن حَذْلَم، وأبا علي بن هارون.
وحدَّث عن: بِشْر بن موسى، وأبي مسلم الكَجيّ، وأبي العبّاس ثعلب، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي، وموسى بن هارون، ومحمد بن عثمان بن أبي سُوَيْد، وأبي شُعَيْب الحرّاني، وأبي خليفة، وخلقٍ سواهم.
روى عنه: الدَارقُطْنيّ، وتمَّام، وعبد الغني بن سعيد، وابن الحاجّ الإشْبيلي، ومحمد بن نظيف، ومحمد بن الحسين الطّفّال، وآخرون.
ووثَّقه الخطيب.
قال ابن ماكولا: أنا أبو القاسم بن ميمون الصَّدَفي، أنا عبد الغني الحافظ قال: قرأت على القاضي أبي الطّاهر كتاب "العلم" ليوسف بن يعقوب، فلمَّا فرغ قال: كما قُرئ عليك؟ قال: نعم، إلا اللّحنة بعد اللّحنة. قلت: أيّها القاضي فسَمِعْتَه معربًا! قال: لا. قلت: هذه بهذه. وقمت من ليلتي فجلست عند اليتيم النّحْوِي.
وقال طلحة بن محمد بن جعفر: استقصى المتقي لله سنة تسع وعشرين وثلاثمائة أبا طاهر محمد بن أحمد الذُّهْلي، وله أبوة في القضاء، سديد المذهب، متوسط
__________
1 انظر تاريخ بغداد "11/ 450".
2 انظر تاريخ بغداد "1/ 313"، والمنتظم "7/ 90"، وسير أعلام النبلاء "16/ 204- 210".(26/276)
الفقه، على مذهب مالك، وكان له مجلس يجتمع إليه المخالفون ويناظرون بحضرته، وكان يتوسّط الفقه بينهم، ويتكلّم بكلام سديد، ثم صُرِف بعد أربعة أشهر، ثم استُقْضِيَ على الشرقيّة سنة أربعٍ وثلاثين، وعُزِل منذ نحو خمسة أشهر.
وقال عبد الغني: سألت أبا الطَّاهر عن أوّل ولايته القضاء فقال: سنة عشرٍ وثلاثمائة، وقد كان ولي البصرة، وقال لي: كتبت العلم سنة ثمانٍ وثمانين ومائتين، ولي تسعُ سنين.
قال: وقرأ القرآن كلّه وله ثمان سنين، وكان مفوَّهًا حَسَنَ البديهة، شاعرا، حاضر الحُجّة، علَّامة عارفًا بأيّام النّاس، غزير الحِفْظ، لا يَمَلُّه جليسه من حُسْن حديثه، وكان كريمًا، ولي قضاء مصر سنة ثمانٍ وأربعين وثلاثمائة، وأقام على القضاء ثماني عشرة سنة.
قال الحافظ عبد الغني: وسمعت الوزير أبا الفرج يعقوب بن يوسف يقول: قال لي الأستاذ كافور: اجتمع بالقاضي أبو بكر البغدادي الطاهر فسلّمْ عليه، وقُلْ له: إنَّه بلغني أنّك تَنْبَسِط مع جُلَسَائك، وهذا الانبساط يُقِلُّ هَيْبَةَ الحُكم، فَأَعْلَمْتُهُ بذلك، فقال لي: قُلْ للأستاذ: لستُ ذا مالٍ أفيض به على جُلَسائي، فلا يكون أقلّ من خُلُقي، فأخبرتُ الأستاذَ فقال: لا تعاوِدْه، فقد وضع القَصْعَة.
قال عبد الغني: سمعت أحمد بن محمد بن سعرة، أنه سمع أبا بكر بن مُقَاتل يقول: أنفق القاضي أبو طاهر بيت مالٍ خلَّفَه له أبوه.
قال عبد الغني: لمَّا تلقَّى أبو الطّاهر القاضي المُعِزَّ أبا تميم بالإسكندريّة سأله المُعِزّ فقال: يا قاضي، كم رأيت من خليفة؟ قال واحدًا. قال: مَن هو؟ قال: أنت، والباقون مُلُوك، فأعجبه ذلك. ثم قال له: أحَجَجَتَ؟ قال: نعم. قال: وسلَّمت على الشَّيْخَيْن: قال: شغلني عنهما النبي -صلى الله عليه وسلم- كما شغلني "الخليفة" عن وليّ عهده، فازداد به المُعِزّ إعجابًا، وتخلّص من وليّ العهد؛ إذ لم يسلّم عليه بحضرة المُعِزّ، فأجازه المُعِزُّ يومئذ بعشرة آلاف دِرْهَم.
وحدّثني زيد بن علي الكاتب: أنشدنا القاضي أبو الطّاهر السَّدُوسي لنفسه:
إنّي وإنْ كنتُ بأمر الهَوَى ... غِرًّا فسِتْري غير مهتوك(26/277)
أكني عن الحبّ ويبكي دَمًا ... قلبي ودمعي غير مَسْفُوكِ
فظاهري ظاهرُ مُسْتملكٍ ... وباطني باطنُ مَمْلُوكٍ
أخبرني أبو القاسم حُمار بن علي بصُور قال: أتيت القاضي أبا الطّاهر بأبيات قالها في ولده، فبكى وأنشدناها وهي:
يا طالبًا بعد قتل ... ي الحج لله نسكًا
تركتني فيك صبّا ... أبيك عليك وأبكي
وكيف أسْلُوك قُلْ لي ... أمْ كيف أصبر عَنْكا
روحي فِداؤك هذا ... جزاء عبدِك مِنْكا
حدّثني محمد بن علي الزَّيْنَبي، ثنا محمد بن علي بن نوح قال: كنّا في دار القاضي أبي الطّاهر نسمع عليه، فلمَّا قمنا صاح بي بعض من حضر: يا قاضي، وكان ابن نوح يلقَّب بالقاضي، فسمع القاضي أبو الطّاهر، فأنفذ إلينا حاجبه فقال: من القاضي فيكم؟ فأشاروا إليَّ، فلمَّا دخلت عليه قال لي: أنت القاضي؟ فقلت: نعم. فقال لي: فأنا ماذا؟ فسكتُّ، ثم قلتُ: هو لقب لي، فتبسَّم، فقال لي: تحفظ القرآن؟ قلت: نعم. قال: تَبِيتُ عندنا الليلة أنت وأربعةُ أنْفُسٍ معك، وتواعِدُهم مِمَّن تَعْلَمه يحفظ القرآن والأدب، قال: ففعلت ذلك، وأتيت المغرب فقدَّم إلينا ألوانٌ وحلوى، فلم يحضر القاضي، فلمَّا قارَبْنا الفراغ خرج إلينا القاضي يزحف من تحت ستْر، ومَنَعَنا من القيام، وقال: كُلُوا معي، فلم آكل بَعْدُ، ولا يجوز أن تَدَعُوني آكُل وحدي، فَعَرَفُنا أنّ الذي دعاه إلى بيتنا عنده غَمُّهُ على ولده أبي العبّاس، وكان غائبًا بمكّة، ثم أمر من يقرأ منّا، ثمّ استحضر ابن المقارعي وأمره بأن يقول. وقام جماعة منّا وتَوَاجَدُوا بين يديه، ثم قال شِعْرًا في وقته، وألقاه على ابن المقارعي يغنّي به، والشعر هو:
يا طالبًا بعد قتْلي
فبكى القاضي بكاءً شديدًا، وقدم ابنه بعد أيّام يسيرة، فقلت: هذا وما قبله من خطّ أمين الدّين محمد بن أحمد بن شهيد. قال: وجدت بخطّ عبد الغني بن سعيد الحافظ، فذكر ذلك.(26/278)
قال ابن زُولاق في "أخبار قُضاة مصر": وُلِدَ أبو الطّاهر الذُّهْلي ببغداد في ذي الحجّة سنة تسعٍ وسبعين ومائتين، وكان أبوه يلي قضاءَ واسط، فصُرف بابنه أبي طاهر من واسط، وولي موضعه، واخبرني أبو طاهر أنَّه كان يَخْلِف أباه على البصْرة سنة أربعٍ وتسعين.
قال: وولي قضاءَ دمشق من قِبَل المطيع، فأقام بها تِسْعَ سِنين، ثم دخل مصر زائرًا لكافور سنة أربعين، ثم ثار به أهل دمشق وآذوه، وعُملت عليه محاضر فعُزل، وأقام بمصر إلى آخر أيّام ابن الخصيب وولده، فسعى في القضاء ابنُ وليد وبذل ثلاثة آلاف دينار، وحملها على يد فنك الخادم، فمدح الشُّهود أبا الطّاهر وقاموا معه، فولَّاه كافور، وطلب له العهد من ابن أمّ شَيْبان، فولاه القضاء، وحُمدت سيرته بمصر. واختصر "تفسير الجبائي"، و"تفسير البَلْخي"، ثم إنَّ عبد الله بن وليد ولي قضاء دمشق.
وكان أبو طاهر قد عُني به أبوه، فسمّعه سنة سبعٍ وثمانين ومائتين، فأدرك الكبار.
قال: وقد سمع من عبد الله بن أحمد بن حنبل، وبِشْر بن موسى، وإبراهيم الحربي، ولم يُخَرّج عنهم شيئًا لصِغَره، وحصل للنّاس عنه إملاء وقراءةً، نحوُ مائتي جُزْء.
وحدَّث بكتاب "طبقات الشعراء" لمحمد بن سلَّام، عن أبي خليفة الْجُمَحي، عن ابن سلام.
ولم يزل أمره مستقيمًا إلى أنْ لحقته عِلَّة عطَّلت شقّه سنة ست وثلاثمائة، فقلَّد العزيز حينئذ القضاء عليَّ بن النُّعمان، فكانت ولاية أبي طاهر ستَّ عشرة سنة وعشرة أشهر، وأقام عليلًا، وأصحاب الحديث ينقطعون إليه، وتوفِّي آخر يومٍ من سنة سبعٍ وستّين.
قلت: وقيل: كان قد استعفى من القضاء قبل موته بيسير.
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، أَخْبَرَكَ الْمُسْلِمُ الْمَازِنِيُّ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَانِيُّ سنة إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، أنا سَهْلُ بْنُ بِشْرٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ محمد الْفَارِسِيُّ، أنا محمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الذُّهْلِيُّ، ثنا يُوسُفُ الْقَاضِي، ثنا(26/279)
محمد بن أبي بكر، أنا وهب بن جرير، أنا أَبِي، سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حُكَيْمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا أَتَاهُ مَاعِزٌ قَالَ:
"وَيْحَكَ لَعلَّكَ قبَّلت أَوْ غَمَزْتَ أَوْ نَظَرْتَ"؟ قَالَ: لا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أنِكْتَهَا"؟ لا يكنِّي، قَالَ: نَعَمْ. فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ بِرَجْمِهِ1.
245- محمد بن إسحاق بن منذر2 بن إبراهيم بن محمد بن السليم، ابن الدّاخل إلى الأندلس أَبِي عكرمة جعفر، أبو بكر القُرْطُبي، قاضي الجماعة.
ولد سنة اثنتين وثلاثمائة، وَوُلِّيَ قضاء الجماعة بالأندلس في أوّل سنة ست وخمسين.
سمع: أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وحجّ فسمع أبا سعيد ابن الأعرابي، وبمصر من جماعة، ورجع فأقبل على التدْريس والزُّهْد والعبادة.
وكان من كبار المالكية، حافظًا للفقه، بصيرًا باختلاف العلماء، عالمًا بالحديث والعربية.
قال ابن الفَرَضِي: توفِّي في رمضان سنة خمسٍ وستّين. كذا نقل القاضي عِيَاض. ولم أر ابنَ الفَرَضي ذكر وفاته في تاريخه إلّا في سنة سبعٍ في جمادى الأولى.
وقال أبو حَيَّان: توفِّي سنة سبع وستين.
246- محمد بن حسَّان بن محمد، أبو منصور ابن العلَّامة أبي الوليد، الفقيه النَّيْسَابُوري.
كان يصوم صَوْمَ داود ثلاثين عامًا.
سمع: السّرّاج، وأبا العبّاس الماسرْجسي.
وكان من كبار الفقهاء. رَفَسَتْه دابَّته فاستُشْهِد يوم الأضحى.
روى عنه: الحاكم. وله أخ باسمه عاش بعده مدّة.
__________
1 حديث صحيح: أخرجه البخاري "12/ 119، 120"، ومسلم "1693".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 77"، والعبر "2/ 345"، وشذرات الذهب "3/ 60".(26/280)
247- محمد بن الحسن بن علي بن يقطين1، أَبُو جعفر اليقطيني البغدادي البزّاز.
سمع: أبا خليفة، وأبا يَعْلَى المَوْصلي، والباغَنْدي، وجماعة. وسافر وكتب بالشام والجزيرة والبصْرة، وكان صَدُوقًا فهمًا. قاله الخطيب.
وعنه: الدَارقُطْنيّ، وأبو نُعَيم، وجماعة.
توفِّي في ربيع الآخر.
248- محمد بن الحسن2 بن خالد، أبو بكر الصّدَفي المصري الورَّاق.
روى عن: محمد بن محمد بن بدر الباهلي، وغيره.
249- محمد بن الحسين3 النَّيْسَابُوري الفقيه، أبو الحسين الحنفي.
سمع: السرَّاج، وأبا عمرو الحيري.
وعنه: الحاكم.
250- محمد بن المظفَّر4 الجارُودي الهَرَوي.
سمع: الفقيه عبد الله بن عروة.
وعنه: أبو عثمان سعيد القُرَشي.
251- محمد بن عبيد الله بن الوليد5، أبو بكر المُعَيْطي القُرْطُبي.
سمع: أباه، ووهب بن مسرَّة، وجماعة.
وكان عارفًا بمذهب مالك واختلاف أصحابه، بارعًا في ذلك، زاهدًا وَرِعًا مُتَبّتلًا، ولي رتبة الشُّورى، ثم ترك ذلك، ورفض الخَلَق، ولبس الصُّوف، فصام نهارة وقام ليله، وأكل من كَدَّه وتَعَبِه، وقد صنَّف في مذهب مالك، وتُوُفّي في ذي القعدة، وعاش أقلَّ من أربعين سنة.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "2/ 211"، والمنتظم "7/ 91"، واللباب "3/ 416".
2 في عداد المجهولين.
3 لا بأس به.
4 في عداد المجهولين.
5 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 78".(26/281)
252- محمد بن عبد الرحمن القاضي1، أبو بكر بن قُرَيْعة البغدادي.
سمع: أبا بكر بن الأنْباري، ولا تُعْرَف له رواية حديثٍ مُسْنَد.
وقد قَيِّدَه ابن ماكولا بقاف مضمومة، وكذا هو مضبوط في تاريخ الخطيب.
ولَّاه القاضي أبو السّائب قضاء السندية وغيرها من أعمال بغداد. وكان من عجائب الدّنيا في سُرعة الجواب في أمْلًح سجْع، وكان مختصًّا بالوزير أبي محمد المهلّبي، وله مسائل وأجوبة مدوَّنة في كتابٍ موجود، وكان الفُضَلاء يداعبونه برسائل هزْليّة، فيجيب من غير توقُّف.
تُوُفّي في جُمادى الآخرة وهو في مُعْتَرَك المَنَايا، رحمه اللَّه.
253- مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز2 أبو بكر بن القُوطِيّة القُرْطُبي اللُّغَوي.
سمع: سعيد بن جابر، وأسلم بن عبد العزيز، وابن لُبَابة، ومحمد بن عبد الله الزبيدي، وطاهر بن عبد العزيز، وجماعة.
وكان علَّامة زمانه في اللغة والعربية، حافظًا للحديث والفقه، وإخباريًّا، لا يُلحق شَأُوُهُ، ولا يُشَقُّ غُبارُهُ، ولم يكن بالماهر في الفقه والحديث.
صنَّف كتاب "تصاريف الأفعال"، فتح الباب لمن بعده، وتبعه ابن القَطَّاع، وله كتاب حافل في " المقصور والممدود"، وكان عابدًا ناسكًا خيّرًا، دقيق الشعر، إلّا أنّه تزهَّد عنه.
وكان أبو علي يبالغ في تعظيمه.
توفِّي في ربيع الأوّل.
والقوطيّة: هي جدَّة أبي جدّه، وهي سارة بنت المنذر بن غيطشة، من بنات الملوك القوطية الذين كانوا بإقليم الأندلس، وهم من ذُرِّيّة قوط بن حام بن نوح أبي السُّودان والهند والسَّنْد.
وفَدَت سارةُ هذه على هشام بن عبد الملك إلى الشام متظلّمةً من عمها أرْطباس، فتزوَّجها بالشّام عيسى بن مُزَاحِم، مولى عمر بن عبد العزيز -رحمة الله عليه، ثم
__________
1 انظر تاريخ بغداد "2/ 317"، والمنتظم "7/ 91"، والكامل في التاريخ "8/ 694".
2 انظر الوافي بالوفيات "4/ 242"، ولسان الميزان "5/ 324".(26/282)
سافر معها إلى الأندلس، فولدت له إبراهيم والد عبد العزيز، كذا نقل القاضي شمس الدين ابن خلّكان، والله أعلم.
وقد صنَّف تاريخًا في أخبار أهل الأندلس، وكان يُمْليه عن ظهر قلبه في كثير من الأوقات.
وقد طال عمره، وأخذ الناس عنه طبقةً بعد طبقة.
سمع منه ابن الفرضي.
254- محمد بن فرج بن سبعون1، أبو عبد الله النحلي، ويُعرف بابن أبي سهل الأندلسي البجّاني.
رحل وسمع بمكة من ابن الأعرابي، وجماعة.
255- محمد بن محمد بن بقيّة2 بن علي، نَصِير الدولة، أبو الطّاهر وزير عزّ الدَّوّلة بَخْتيار بن مُعِزّ الدَّولة.
كان أحد الأجواد والرؤساء، أصله من أَوَانا من عمل بغداد، استوزر سنة اثنتين وستيّن، وقد تقلّب به الدهر ألوانًا، حتى بلغ الوزارة، فإنَّ أباه كان فلاحًا، وآل أمره إلى ما آل، ثم خَلَعَ عليه المطيع لله، واستوزره أيضًا، ولقّبه النّاصح، مُضافًا إلى نصير الدولة، فصار له لَقَبَان، وكان قليل العربيّة، ولكنّ السَّعْد والإقبال غطَّى ذلك، وله أخبار في الْجُود والأَفَضال، وكان كثير التّنَعم والرَّفاهية. وله أخبار في ذلك. وقُبِضَ عليه بواسط في آخر سنة ست وستين، وسملوا عينيه، وكان يولب لمُعِزّ الدَّولة على عضُدُ الدولة، فلما قُتِل عزُّ الدولة بختيار ملك عضُدُ الدولة وأهلكه، فقال: إنّه ألقاه تحت أرجل الفِيَلَة، ثم صُلِب عند البيمارستان العضُدِي في شوّال سنة سبعٍ، ويقال: إنّه خَلَعَ في وزارته في عشرين يومًا عشرين ألف خلعة.
قال بعضهم: رأيته شرب ليلة، فَخَلَعَ مائة خلعة على أهل المجلس، وعاش نيّفًا وخمسين سنة.
ورثاه أَبُو الحسن محمد بن عمر الأَنْباريّ بكلمته السّائرة:
عُلُوٌّ في الحياة وفي الممات ... لحق أنت إحدى المعجزات
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 78".
2 انظر النجوم الزاهرة "4/ 130"، وشذرات الذهب "3/ 63-65".(26/283)
كأنَّ النّاس حَوْلَكَ حين قاموا ... وُفُودُ ذَاكَ أيّام الصَّلاتِ
كأنّك قائمُ فيهم خطيبًا ... وكُلُّهُمُ قِيامٌ للصّلاة
ولمَّا ضَاقَ بطنُ الأرض عن أنْ ... يَضُمَّ عُلاك من بعد المَمَات
أصاروا الْجَوَّ قَبْرَكَ واستنابوا ... عن الأكفان ثَوْبَ السَّافِياتِ
لِعِظَمِكَ في النُّفُوس تبيت تُرْعَى ... بحُفّاظٍ وحُرّاسٍ ثِقَات
ولم أر قبل جذْعِكَ قَطّ جذْعًا ... تمكَّن من عِنَاق المَكْرُمات
في أبيات أخر:
وبقي مصلوبًا إلى أن توفِّي عضُدُ الدولة، ولما بلغ عضُدُ الدّولة هذا الشَّعْرُ قال: عليَّ بقائله، فاختفى، ثم سافر بعد عامٍ إلى الصّاحب إسماعيل بن عبَّاد، فقال: أَنْشِدْني القصيدة، فلمَّا أتى هذا البيت الأخير، قام إليه وعانقه، وقبَّل فاهه، وأنفذه إلى عضد الدولة، فلمَّا مَثُلَ بين يديه قال: ما الذي حملك على مَرْثِيّة عدُوّي؟ قال: حقوُقُ سَلَفَتْ وأيادٍ مَضَتْ، فجاش الحزنُ في قلبي، فرَثَيْت. فقال: هل يحضُرُكَ شيءُ في الشُّموع، والشُّموع تُزْهِر بين يديه، فقال:
كأنَّ الشُّموعَ وقد أَظْهَرَتْ ... من النّار في كلّ رأسٍ سِنانا
أصابعُ أعدائك الخائفين ... تَضْرَعُ تَطْلُبُ منك الأَمانا
قال: فأعطاه بِدْرَةً وفَرَسًا، وهو من المقلِّين في الشَّعْر.
256- محمد بن محمود1 بن إسحاق النَّيْسَابُوري، أبو بكر.
حدَّث في العام بهمذان عن ابن خزيمة، ومحمد بن الصبّاح صاحب قتيبة بن سعيد.
يروي عنه: عبد الله بن عمر الصَّفَار، وأبو الحسن بن عَبْدُوس.
257- محمد بن يوسف بن موسى2، أبو الحسن بن الصبّاغ.
بغداديّ، يروي عن أبي بكر بن داود، وجماعة.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "3/ 261".
2 انظر تاريخ بغداد "3/ 408".(26/284)
وعنه: علي بن عبد العزيز. وقال: كان حافظًا.
258- محمد بن يوسف بن يعقوب1 الصوَّاف، أبو بكر البغدادي.
سمع: أبا عَرُوبة الحرّاني، وأبا جعفر الطّحاوي، وأحمد بن جَوْصَا.
وعنه: البرقاني، ومحمد بن عمر بن بكير.
حرف الياء:
259- يحيى بن زكريا2، أبو سعيد المصري.
يروي عن أَبِي يعقوب المنجنيقي.
260- يحيى بن عبد الله3 بن يحيى، أبو عيسى اللَّيْثي القُرْطُبي.
سمع المُوَطَّأ من عمِّ أبيه عُبَيْد الله بن يحيى، ومن محمد بن عمر بن لبابة، وأسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد، وأبيه عبد الله، وسمع من علي بن الحسن المرّيّ بَبجَّانَةَ، ومن جماعة.
وكان قاضيًا ببجّانَةَ وإلْبِيَرَة، وكان أخوه بقُرْطُبَة فولاه أحكام الرّدّ، وطال عمره حتى انفرد بالرواية عن عُبَيد الله، ورحل النّاس إليه من جميع كُور الأندلس.
وروى عن عُبَيْد الله سوى المُوَطَّأ حديث اللّيْث، وشجاع بن القاسم، وعشرة يحيى بن يحيى، وتفسير عبد الرحمن بن زيد بن أسْلم، ونُتَفًا من حديث الشيوخ.
تَرْجَمَهُ ابن الفَرَضيّ وقال: اختلفت إليه في سماع الموطّأ سنة ست وستّين، وكانت الدَّولة في أيّام الجمع، فتمَّ لي سماعه منه، وسمعت منه التّفسير لعبد الله بن نافع، ولم أَشْهَدْ بقُرْطُبة مجلسًا أكثر بِشْرًا من مجلسنا في المُوَطّأ، إلّا ما كان من بعض مجالس يحيى بن مالك، وهو أوّل من سمعت عليه، ثمّ اشتغلت بالعربيّة عن مواصلة الطَّلَب إلى سنة تسعٍ وستّين، ثم اتصل طلبي وسماعي.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "3/ 403".
2 في عداد المجهولين.
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 191"، والعبر "2/ 346"، وشذرات الذهب "3/ 65".(26/285)
وسمع منه يحيى أمير المؤمنين المُؤَيَّد بالله -أبقاه الله- سنة أربعٍ وستّين، وجماعةٌ من الشيوخ والكُهُول، وطبقات النّاس.
توفِّي في ثامن رجب.
قلت: روى عنه أبو عمر الطّلَمنْكِي، ويونس بن مغيث، وأبو عبد الله بن يحيى بن الحذَّاء، والحافظ أبو عبد الله بن عمر بن الفخّار، وخَلَف بن عيسى الوشقي، وعثمان بن أحمد، وخَلْق.
261- يحيى بن هلال بن زكريا1 الأندلسي.
سمع: عمّه يحيى، وأحمد بن خالد بن محمد بن أيمن، وحدّث ورحل إلى بَجّانة، فسمع من سعيد بن فحلون.
وكان سَمْحًا ينشر عِلْمه، فقيهًا بالشُّرُوط، فسمع منه جماعة كثيرة.
توفِّي في جمادى الأولى.
وفيَّات سنة ثمان وستين وثلاثمائة:
262- أحمد بن جعفر بن حمدان2 بن مالك بن شبيب، أبو بكر القطِيعي البغدادي. كان يسكن قطيعة الدّقيق.
سمع: محمد بن يونس الكديمي، وإبراهيم الحربي، وبِشْر بن موسى، وأحمد بن علي الأبَّار، وعبد الله بن أحمد، سمع منه "المُسْنَد"، وإسحاق بن الحسن الحربي، وأبا شعيب الحرّاني، وطائفة كثيرة. وكان مُسْنَد العراق في زمانه.
روى عنه عبد الله "المسند"، و"التاريخ"، و"الزهد"، و"المسائل".
قال الخطيب: وكان قد غرق بعض كُتُبِه، فاستحدث نُسَخًا من كتاب لم يكن فيه سماعه، فغمزه النّاس. لم نر أحدًا ترك الاحتجاج به.
روى عنه الدَارقُطْنيّ، وابن شاهين، والحاكم، وأبو الحسن بن رزقَوَيْه، وأبو الفتح
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 191".
2 انظر تاريخ بغداد "4/ 73"، والمنتظم "7/ 92"، وميزان الاعتدال "1/ 41، ولسان الميزان "1/ 145".(26/286)
بن أبي الفوارس، وأبو برك البَرْقَاني، وأبو نُعَيم، ومحمد بن الحسين بن بكير، والحسن بن علي بن المذهّب، وآخر من روى عنه في الدّنيا أبو محمد الجوهري.
وُلِدَ في أوّل سنة أربعٍ وسبعين ومائتين.
قال محمد بن الحسين بن بكير: سمعته يقول: كان عبد الله بن أحمد يجيئنا، فيقرأ عليه أبو عبد الله بن الجصَّاص عمّ والدتي ما يريد، ويُقعدني في حِجْره حتى يقال له: يؤلمك، فيقول: إنّي أحبه.
وقال أبو الحسن محمد بن العبَّاس بن الفرات: كان القَطِيعي كثير السّماع من عبد الله بن أحمد، إلّا أنّه خَلَطَ في آخر عمره، وكُفَّ بَصَرُهُ، وخَرِف، حتّى كان لا يعرف شيئًا مما يُقْرَأ عليه.
وقال أبو الفتح بن أبي الفوارس: لم يكن في الحديث بذاك، في بعض المُسْنَد أصُولُ فيها نَظَر، ذكر أنّه كتبها بعد الغَرَق، نسأل الله سَتْرًا جميلًا، وكان مستورًا صاحب سنة.
وقال البَرْقاني: كان شيخًا صالحًا، وكان لأبيه اتّصال ببعض السّلاطين، فعُزِي لابن ذلك السّلطان على عبد الله بن أحمد المُسْندي، وحضر ابن مالك القَطِيعي سماعه، ثم غرقت قطعة من كُتُبه فنسخها من كتاب، وذكروا أنّه لم يكن سماعه فيه، فغمزوه لأجل ذلك، وثَبُتَ عندي أنّه صَدُوق، وإنّما كان فيه بَلَهٍ. ولما اجتمعت مع الحاكم أبي عبد الله ليَّنت ابنَ مالك، فأنكر عليّ وقال: كان شيخي، وحسَّن حاله. قلت: كان الحاكم قد رحل سنة سبْعٍ وستّين ثاني مرّة، وسمع "المُسْنَد" من ابن مالك القطِيعي، واحتجَّ به في "الصحيح".
وقال أبو القاسم الأزهري: توفِّي أبو بكر بن مالك ودُفِنَ يوم الإثنين لسبعٍ بقين من ذي الحجّة.
قلت: ومن طبقته:
263- أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان1 السَّقَطي. بصريّ معروف.
سمع: عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، والحسن بن المثنَّى العنبري.
__________
1 انظر الأنساب "7/ 92".(26/287)
وعنه: أبو نُعَيم الحافظ، وأبو الحسن بن صَخْر الأَزْدي، وأحمد بن محمد بن الحاجّ الإشبيلي.
264- أحمد بن حمزة بن حمدان1، أبو الحسن الطّرَسُوسي.
حدَّث بالسّاحل عن: عبد الله بن جابر الطّرَسُوسي، ومحمد بن حصن الرّسّي.
وعنه: الحسن بن محمد بن جُمَيْع، والخصيب بن عبد الله القاضي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وغيرهم.
265- أحمد بن خالد بن يزيد2 بن أبي هاشم، أبو القاسم الأسدي الأندلسي، خطيب بَجّانة.
حدَّث عن: فضل بن سلمة، ومحمد بن فُطَيْس.
وتوفِّي في شوّال، رحمه الله.
266- أحمد بن سَيَّار، القاضي أبو بكر الصَّيمريّ.
ولي القضاء ببعض ببغداد في سنة ست وخمسين وثلاث مائة، وحمدت سيرته.
ثم ولي قضاء الحريم وغيره، وكان له يد طولى في الآداب والشعر.
روى عنه: أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي الحنفي، وأبو علي المحسن التنوخي، وغيرهما، ولم يرو شيئًا من الحديث.
قال محمد بن عيسى الجيلي: أنشدني أبو بكر بن سَيَّار القاضي لنفسه:
لا تستهن عالمًا وإن قَصُرت ... أحواله في لحاظ رامقه
وانظر إليه بعين ذي أدب ... مهذَّب الرأي في طرائقه
فالمسك تيسًا تراه ممتهنًا ... بفهر عطّاره وساحقه
حتَّى تراه في عارضي ملك ... أو موضع التاج من مفارقه
قال عبد الكريم بن محمد الشيرازي: سمعت أبا حامد أحمد بن أبي طاهر الإسفراييني الفقيه يقول: كان ببغداد قاضٍ يعرف بأحمد بن سَيَّار، وكان له هيئة وجثة
__________
1 لا بأس به.
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 74".(26/288)
مهولة ولحية طويلة، فقدِمَ إليه امرأتان ادَّعت إحداهما على الأخرى، فقال: ما تقولين في دعواها؟ قالت: أفزع، أيَّد الله القاضي! قال: مماذا؟ قالت: لحية طولها ذراع، ووجه طوله ذراع، ودنية طولها ذراع، فأخذتني هيبتها، فوضع القاضي دنيته، وغطَّى بكمه لحيته، وقال: قد نقصتك ذراعين، أجيبي عن دعواها.
قال هلال الصابي: توفِّي في نصف رمضان سنة ثمان وستّين وثلاث مائة.
276- أَحْمَد بن محمد بن صالح1، أبو العباس البروجودي الخطيب.
نزل ببغداد، وحدَّث عن: إبراهيم بن الحسين بن ديزيل.
وعنه: هلال الحفَّار، ومحمد بن عمر بن بكير، ومحمد بن محمد السّوّاق.
حدَّث في شوال سنة ثمان وستين وثلاثمائة.
268- أحمد بن محمد بن مهران2 الأصبهاني المعدّل.
روى عن: محمد بن العبّاس الأخرم، وحاجب بن أركين.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيم.
توفِّي فِي شوال.
269- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يوسف3، أبو القاسم المَعَافِريّ القُرْطُبي.
سمع من: عبد الله بن يونس، وقاسم بن أصْبغ، وحجّ سنة اثنتين وأربعين، فسمع من أبي محمد بن المُوَرّد، وآخرين، وأدَّب المُؤَيُد بالله بن المُسْتَنْصِر الحَكم.
270- أحمد بن موسى بن عيسى4 الجرجاني، الوكيل على أبواب القُضاة.
سمع: عمران بن موسى بن مجاشع، وأحمد بن حفص السَّعْدِي، وكتب الكثير، وصنَّف وهو ضعيف. اتَّهَمه بعضُهم.
وقال حمزة: له فَهْمٌ ودراية، أتي بمناكير عن شيوخ مجاهيل.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "5/ 38".
2 انظر ذكر أخبار أصبهان "1/ 156".
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 49".
4 انظر تاريخ جرجان "103"، وشذرات الذهب "3/ 67".(26/289)
271- إبراهيم بن محمد بن سهل1 الْجُرْجَاني المؤدِّب.
يروي عن أبي القاسم البَغَوِي، وغيره.
وعنه: حمزة السَّهمْي.
وله رحلة إلى دمشق لقِيَ فيها ابن عتّاب الزَّفْتي.
272- إسحاق بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ2 بْن إِبْرَاهِيم بْن قُولُوَيْه، أبو يعقوب الأصبهاني التاجر.
سمع: إبراهيم بن يوسف الهِسْنجاني، وأهل الرّيّ.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيم.
توفِّي في ربيع الأول.
حرف الجيم:
273- جعْفَر بْن مُحَمَّد بْن جعفر3 بن موسى بن قُولُويه، أبو القاسم السَّهْمي الشّيعي.
قلت: كان ابن قولويه هذا من كبار الشّيعة، ومن علمائهم المشهورين، وكان من أصحاب سعد بن عبد الله، وهو شيخ الشيخ المفيد. وقال فيه المفيد: كما يُوصَفُ النّاسُ من جميلٍ وِفقْهٍ ودينٍ وثِقَةٍ، فهو فوق ذلك.
وله كُتُبٌ حِسان، منها: "كتاب الصلاة"، و"كتاب الجمعة والجماعة"، و"كتاب قيام الليل"، و"كتاب الصداقة"، و"كتاب قسمة الزكاة"، و"كتاب الشُّهور والحوادث"، وغير ذلك من كُتُب الفقه.
حمل عنه الشيخ محمد بن محمد بن النّعمان المفيد، وأبو جعفر محمد بن يعقوب، وأبو الحسين يحيى بن محمد بن عبد الله الحسيني، وأحمد بن عبدون، والحسين بن عُبيد الله الغضائري، وحيدرة بن نُعَيم السَّمَرْقَنْدي، ومحمد بن سليم الصَّابُوني بمصر.
__________
1 انظر تاريخ جرجان "137".
2 انظر ذكر أخبار أصبهان "1/ 121".
3 انظر لسان الميزان "2/ 125".(26/290)
وأحسبه من أهل مصر، ذكر ابن أبي علي وفاته في هذه السنة.
274- جعفر بن محمد1، أبو العبّاس البابوي الهَرَوي.
روى عن: الحسين بن إدريس.
وعنه: إسماعيل بن إبراهيم بن محمد المقرئ القراب.
توفِّي في جُمَادَى الْأولى.
حرف الحاء:
275- الحَسَن بْن عَبْد الله2 بْن المَرْزُبان، أبو سعيد السَّيرافي النَّحوي القاضي، نزيل بغداد.
حدَّث عن: أبي بَكْر بْن زياد النَّيْسابوريّ، ومحمد بْن أبي الأزهر، وابن دُرَيْد.
وعنه: علي بن أيّوب القُمي، ومحمد بن عبد الواحد بن رزمة، وغيرهما.
وكان مَجُوسيًا أسلم وسَمُّوه "عُبَيْد الله".
وكان أبو سعيد إمامًا كبير الشّأن، تصدَّر لإقراء القراءات والنّحّو واللُّغة والفرائض والحساب والعَرُوض، وكان من أعلم النّاس بنحو البَصْريّين، عارفًا بفقه أبي حنيفة.
قرأ القرآن على: أبي بكر من مُجاهد، وأخذ اللغة عن ابن دُرَيْد، والنّحّو عن أبي بكر بن السّرّاج.
وكان لا يأكل إلّا من كسْب يمينه تَدَيُّنًا، وكان لا يجلس للقضاء ولا للاشتغال حتى يَنْسَخَ كرَّاسًا يأخذ أَجْرَته عشْرة دراهم.
قال ابن أبي الفوارس: وكان يُذْكَر عنه الاعتزال، ولم يظهر منه شيء.
قلت: ومن تصانيفه "شرح كتاب سيبويه"، و"كتاب ألفاظ القطع والوصل"، و"كتاب الإقناع" في النحو، لكن كمَّله وَلَدُهُ يوسف، وجزء "أخبار النُّحاة".
وتوفِّي في رجب، وله أربعٌ وثمانون سنة. وكان نحوي العراق.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 انظر تاريخ بغداد "7/ 341"، والمنتظم "7/ 95" والكامل "8/ 698"، ولسان الميزان "2/ 218".(26/291)
أخبرنا سُنْقُر الحلبي بها، أنا يحيى بن جعفر بن عبد الله بن محمد الدّامغاني في رمضان سنة أربعٍ وعشرين وستّمائة، قَدِمَ علينا، أَنَا أَبِي، أَنَا أحمد بْن علي بْن سوار المقرئ، أنا محمد بن عبد الواحد بن رزق، أنا الحسن بن عبد الله بن المرزبان، ثنا محمد بن منصور بن أبي الأزهر، ثنا الزُّبَيْر بن بكّار، حدّثني أنس بن عِيَاض قال: حدّثني من سمع يحيى بن أبي كثير اليمامي يقول: لا يُدرَك العِلْم براحة الجسم.
276- الحسن بن عبد الله بن محمد1، الإمام أبو محمد البغدادي، ويعرَفُ بابن الكاتب، وبابن القُريق.
تلا بالروايات على: ابن محمد، وابن تومان، وأبي بكر النّقّاش.
قرأ عليه: منصور بن محمد بن إبراهيم، ويروي عنه في كتابه الملقَّب بـ "الإشارات" بالقراءات من جمعه.
قال منصور: كان من عبَّاد الله الصالحين الفاضلين.
قلت: ويروي عنه ولده أبو الفتح محمد بن الحسن بالأهواز، مات في ذي الحجّة سنة ثمان. ذكره ابن النجار.
277- الحسن بن إبراهيم بن جابر2 بن أبي الزّمّام، أبو علي الدمشقي الفَرَضي.
روى عن: محمد بن المُعَافَى، ومحمد بن خُرَيّم، وأصحاب هشام بن عمّار.
وعنه: عبد الوهاب الدّاراني، ومحمد بن عوْف المُزَني، وعلي بن بِشْري، ومكّي بن الغَمْر، وثريّا بن أحمد الألهاني.
وثَّقه عبد العزيز الكتّاني، وهو آخر من حدَّث عن محمد بن يزيد بن عبد الصمد.
278- حامد بن أحمد بن العبّاس، أبو بكر الصّرّام3. من شيوخ همذان.
سمع ببلده، ورحل إلى بغداد فسمع من: محمد بن حَمْدَويْه المَرْوَزي، والقاضي المَحَاملي، وأبي بكر بن الأنباري، وطبقتهم.
__________
1 انظر الوافي بالوفيات "12/ 90".
2 انظر التهذيب "4/ 290".
3 انظر الأنساب "2/ 238".(26/292)
روى عنه: أحمد بن تركان، وأبو منصور بن المحتسِب، وجماعة كثيرة.
توفِّي في شوّال سنة ثمانٍ وستّين.
279- حُمَيْدان بن خراش1 العُقَيْلي، ولِيَ إمرة دمشق في هذا العام للعزيز العُبَيْدي، وكان قسَّام يأخذ الأمر بالبلد، فوقع بينه وبينه، ثمّ طرده قَسّام والعَيَّارُون، ونُهِبَت داره، وهرب واستفحل شأن قسام.
حرف الصاد:
280- صالح بْن علي بْن مُحَمَّد2 بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن علي، أبو بكر الحرَاني.
عن ابن قتيبة العسقلاني.
حرف العين:
281- عبد الله بن إبراهيم بن يوسف3، أبو القاسم الْجُرْجَاني الآبنْدُوني الحافظ. وآبنْدُون من قُرى جُرّجان. رفيق ابن عَدِيّ في الرّحلة.
سكن بغداد، وحدَّث عن: أبي خليفة، وأبي يَعْلَى، والحسن بن سفيان، وأبي العبّاس بن السراج، والقاسم المطرّز، وعمر بن سنان المنبجي، ومحمد بن الحسن بن قُتَيْبَة.
قال الخطيب: كان ثقةً ثبتًا له تصانيف، ثنا عن البَرْقاني، وأبو العلاء الواسطي، وكان عَسِرًا في الحديث.
وقال البرقاني: كان محدِّثًا زاهدًا متقلِّلًا من الدنيا، لم يكن يحدِّث غير واحد، فقيل له في ذلك، فقال: أصحاب الحديث فيهم سوء أدب، وإذا اجتمعوا للسّماع تحدّثوا، وأنا لا أصبر على ذلك.
وأخذ البَرْقَاني يصف أشياء من تقلّله وزُهُده، وأنّه أعطاه وقال: أحملها إلى
__________
1 انظر تهذيب ابن عساكر "4/ 457".
2 في عداد المجهولين.
3 انظر تاريخ بغداد "9/ 407"، والمنتظم "7/ 95"، وسير أعلام النبلاء "16/ 261-263".(26/293)
الباقلاني ليطرح عليها ماء الباقلاء، فوقعت على الكسر باقلانان، فرفعهما وقال: هذا الشيخ يعطيني كلّ شهر دانقًا حتى أبلّ له الكِسَر.
قلت: وقد روى عنه ابن قُتَيْبة الإمام أبو بكر الإسماعيلي، وإبراهيم بن شاه المروزي، وأبو نُعَيم الأصبهاني.
قال الحاكم: خرج الآبندوني إلى بغداد سنة خمسين، وسكنها إلى أن مات.
وقال غيره: عاش خمسًا وتسعين سنة -رضي الله عنه.
282- عَبْد الله بن إِبْرَاهِيم بن عَبْد الملك1 الأصبهاني الواعظ، أبو محمد.
روى عن: البَغَوِي، وأبي عَرُوبة الحرّاني.
وعنه: أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي علي.
تُوُفّي في رجب.
283- عبد الله بن الحسن بن سليمان2، أبو القاسم بن النخّاس، بالمعجمة، البغدادي المقرئ.
سمع: عبد الله بن ناجية، وأحمد بن الحسن الصّوفي، وأبا القاسم البَغَوِي، وجماعة.
وروى عنه: أبو بكر بن مجاهد المقرئ، وهو أكبر منه، وأبو الحسن الحمّامي، وأبو بكر البَرْقَاني، وأبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه.
وقال أبو الحسن بن الفرات: قلَّ ما رأيت في الشيوخ مثله.
وقال الخطيب: كان ثقة، وُلِدَ سنة تسعين ومائتين.
قلت: قرأ على الحسن بن الحسين الصّوّاف، وغيره.
284- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعْفَر بْن حيّان3، أبو العباس الجنابي البوشنجي الهروي.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر تاريخ بغداد "9/ 438"، والمنتظم "7/ 96".
3 لا بأس به.(26/294)
روى عن: محمد بن القاسم بن زكريَّا الكوفي، وطائفة كابن عُقْدَةَ، وهو سميّ أبي الشيخ وعصْريّه.
روى عنه: أبو بكر البَرْقَاني، وأبو الفضل الجارودي، وأبو عثمان سعيد بن العبّاس القُرَشي، وغيرهم.
توفِّي في هذا العام.
285- عبد الله بن محمد بن محمد1 الأصبهاني المارستاني الخازن.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ العبّاس، ومحمد بن عبد الله بن رستم.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيم، وغيرهما.
286- عبد الله بن الإمام زكريَّا بن يحيي2 بن محمد العَنْبَرِي النَّيْسَابُوري، أبو محمد. رجل صالح.
روى عن: أبي العبّاس السّرّاج، وابن خُزَيْمة.
وعنه: الحاكم.
287- عبد الصّمد بن محمد بن حَيَوَيْه3، أبو محمد البخاري، الحافظ الأديب.
سمع: محمد بن محمد بن حاتم السّجِسْتاني، ومَكْحُولا البَيْرُوتي.
وعنه: تمَّام الرّازي، ومحمد بن عمر بن بكير.
وكان واسع الرّحلة، له صحيح مخرَّج على البُخَاري، جوَّده. وتوفِّي بالدّينَوَر.
وقد روى عنه الحاكم قال: سمعت أبا بكر بن حرب شيخ أهل الرأي ببلدنا يقول: كثيرًا ما أرى أصحابنا يظلمون أهل الحديث، كنت عند حاتم العَتَكي، فدخل عليه شيخ من أهل الرأي فقال: أنت الذي تروي أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَّرَ بقراءة الفاتحة
__________
1 انظر ذكر أخبار أصبهان "2/ 88".
2 لا بأس به.
3 انظر تاريخ دمشق "24/ 161".(26/295)
خلف الإمام؟ فقال: قد صحَّ الحديث "لا صلاة إلّا بفاتحة الكتاب" 1. فقال له: كَذَبْتَ، إنَّ فاتحة الكتاب لم تكن فِي عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إنّما نزلت في عهد عمر.
قلت: إسناده صحيح.
288- علي بن محمد بن صالح بن داود2، أبو الحسن الهاشمي المقرئ الضّرير، مقرئ البصرة.
قرأ القرآن على: أبي العبَّاس أحمد بن سهل الأشناني.
قرأ عليه: طاهر بن غلبون.
289- علي بن محمد بن أحمد3 الْجُرْجاني الزّاهد الفقيه، المعروف بأبي الحسن القَصْري.
كان مُفْتيًا عارفًا بمذهب الشافعيّ.
روى عن: البَغَوِي، وأبي بكر بن أبي داود أحمد بن عبد الكريم الوزَّان، وعبد الرحيم بن عبد المؤمن.
توفِّي يوم عاشوراء.
روى عنه: حمزة السّهمي، والْجُرْجَانيّون.
390- عمر بن عُبَيْد الله بن إبراهيم4 بن أحمد الأصبهاني بن الوزَّان، إمام الجامع.
سمع أبو القاسم البَغَوِي، وأحمد بن محمد بن شَبه.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيم.
291- عيسى بن حامد بن بِشْر5 القاضي، أبو الحسين الرخجي ثم البغدادي، المعروف أيضًا بابن بنت القنبيطي.
__________
1 حديث صحيح بلفظ: "لا صلاة لمن لم يقرأ بأمِّ القرآن". أخرجه البخاري "2/ 756"، ومسلم "الصلاة 34".
2 انظر معرفة القراء الكبار "1/ 259"، وغاية النهاية "1/ 568".
3 انظر تاريخ جرجان "316".
4 لا بأس به.
5 انظر تاريخ بغداد "11/ 178"، والمنتظم "7/ 97"، والعبر "2/ 348".(26/296)
سمع من: جدّه محمد بن الحسين القُنَّبيطي، ومحمد بن جعفر القتّات، وإبراهيم بن شريك، وجعفر بن محمد الفِرْيابي، وعبد الله بن ناجية.
وكان من تلامذته: محمد بن جرير السَّوَّاق، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وعلي بن عبد العزيز الظاهريّ، وأبو علي بن دُوما.
وثَّقه ابن أبي الفوارس وقال: توفِّي في ذي الحجّة.
حرف الغين:
292- الغضنفر أبو تغلب بن ناصر الدّولة1، الحسن بن عبد الله بن حمدان التَّغْلِبِيُّ صاحب المَوْصِل وابن صاحبها.
مرَّ في ترجمة أبيه، وكيف قبض على أبيه، واستبدَّ بالأمر، ثم إنّه حارب عضُدُ الدولة ابن بُوَيْه، وصار إلى الرّحْبة، ثم هرب منها خوفًا من ابن عمِّه سعد الدولة صاحب حلب، ومن بني كِلاب، فإنَّ عضُدُ الدولة كاتَبَهُم وجَبَّرَهُم عليه، فوصل إلى مَرْج دمشق، وأراد دخولَها، فمانَعَهُ صاحبُها قسَّام، فأنفذ أبو تَغْلِب كاتبه إلى العزيز يستنجد به، ثم نزل بِحَوْران، وفارق ابن عمّه الغطْرِيف، وردّ إلى خدمته عضُدُ الدولة، فجاء الخبر من كاتبه بأن يُقْدِم على العزيز، فخاف وتوقف، ثم نزل بأرض طبريّة، وبعث العزيز مولاه الفضل ليأخذ له دمشق، فاجتمع به أبو تَغْلِب، ثم تفرّقا عن وَحْشَةٍ.
وكان مُفرّج الطائي قد استولى على الرّمْلة، فاتّفق مع فضْلٍ على حرب أبي تَغْلِب وبني عَقيِل النّازلين بالشّام، فوقع التّصَافُّ بظاهر الرَّملة في سنة تسعٍ، مُسْتَهل صفر، فانهزم بنو عقيل، وأسر مُفَرّج أبا تغلب، ثم قتله صبْرًا، وبعث برأسه إلى العزيز. ذكر ذلك القفْطي.
ولم يذكر ابن عساكر أبا تغلب في تاريخه، والله أعلم.
__________
1 انظر الكامل في التاريخ "حوادث 369"، وسير أعلام النبلاء "16/ 306، 307".(26/297)
حرف الميم:
293- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَليّ1، أبو الحسن الواعظ الصوفي، صاحب ابن الجلاء.
وحدَّث بدمشق في هذه السنة عن: أحمد بن المعلَّى الدّمشقي، والعبَّاس بن يوسف الشّكَلي، وعبد الله البغوي.
وعنه: الحسين بن جعفر الْجُرْجاني، وعبد الوهاب المَيْداني.
394- محمد بن أحمد بن طاهر2، أبو طاهر الصّوفي شيخ الملاشة.
كان كثير الاجتهاد والتلاوة، أنفق على الفقراء ما لا يُحْصَى.
295- محمد بن إبراهيم بن محبّ3، أبو عبد الله الزُّهْري الأندلسي.
سمع ببجانة من سعيد بن فحلون، وأحمد بن جابر.
وعاش ستّين سنة.
296- محمد بن عبد الرحمن4 بن عَمْرو، أبو بكر الرّحَبي الحمصي القاضي.
سمع: أباه، ومحمد بن جعفر بن رزِين، وأبا الْجَهْم بن طِلاب، ومحمد بن يوسف الهَروي، وجماعة.
وعنه: الدَارقُطْنيّ، وهو من أقرانه، والمُسَدّد الأملوكي، وعلي بن السّمْسار.
حدَّث أيضًا بدمشق في هذه السنة.
297- محمد بن عُبَيْدُون بن فهد5 الأندلسي القُرُطُبي.
سمع: من أبيه، وروى عن: محمد بن وضَّاح جُزءًا سمعه منه، وهو ابن إحدى عشرة سنة.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 انظر النجوم الزاهرة "4/ 131، 132".
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 79".
4 انظر اللباب "2/ 19".
5 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 79".(26/298)
وروى عنه المدوَّنة بالإجازة، وهُوَ آخِرُ من حدَّث في الدُّنيا عن ابن وضَّاح.
قال ابن عفيف: وقد طُعِنَ في عدالته.
وقال ابن الفَرَضي: كان ذاهِبَ السَّمْع، لم أروِ عنه. وُلِدَ سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
298- مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه1 بْن إسحاق، أبو علي الْجُرْجاني الوَزْدُولي، ووزْدول من قُرى جُرْجان.
نزل بغداد، وحدَّث عن: عمران بن موسى بن مجاشع، ويحيى بن صاعد، وأبي عَرُوبة.
وعنه: أبو سعيد الماليني، وأحمد بن علي البادي، سمع منه فِي هذا العام.
299- مُحَمَّد بْن عيسى بن عَمْرَوَيه2، أبو أحمد النَّيْسَابُوري الْجُلُودي الزّاهد، راوي "صحيح مسلم".
سمع: عبد الله بن شِيرَوَيْه، وإبراهيم بن محمد بن سُفْيَان الفقيه، وأحمد بن إبراهيم بن عبد الله، ومحمد بن إسحاق بن خُزَيْمة، وأبا بكر بن زنْجَويْه القُشَيْري، ومحمد بن المسيّب الأرغَيَاني، وغيرهم بنَيْسَابور، ولم يرحل منها.
روى عنه: الحاكم أبو عبد الله، وأحمد بن الحسن بن بُنْدَار الرّازي، وأبو سعيد عمر بن محمد السّجْزي، وأبو سعيد محمد بن علي النّقّاش، وأبو محمد بن يوسف، وعبد الغافر بن محمد الفارسي، وآخرون، وآخرهم عبد الغافر.
قال الحاكم في تاريخه: محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الرحمن الزاهد، أبو أحمد الْجُلُودي، كذا سمَّى أباه وجدّه، وقال: هو من كبار عُبَّاد الصُّوفية، صحِب أصحاب أبي حفْص، وكان يورّق بالأجْرة، ويأكل من كسْب يده، وكان ينتحل مذهب سُفيان الثَّوْري ويعرفه. توفِّي فِي الرّابع والعشرين من ذي الحجّة. قال: وخُتم بوفاته سماع "كتاب مُسْلم"، فإنَّ كل من حدَّث به بعده عن إبراهيم بن سفيان فإنه غير ثقة.
__________
1 انظر تاريخ جرجان "75"، وتاريخ بغداد "3/ 87".
2 انظر المنتظم "7/ 97"، والكامل "8/ 711"، والبداية والنهاية "11/ 294".(26/299)
وقال الحاكم: وقد سُئل عن الْجُلُودي: كان من أعيان الفقراء الزهَّاد، من أصحاب المعاملات في التّصَوّف، ضاعت سماعاته من أبي سفيان، فنسخ البعض من نسخة لم يكن له فيها سماع.
وقال ابن دِحْيَة: اختُلِفَ في الْجُلُوديّ، فقيل: بفتح الجيم التفاتًا إلى ما ذكره يعقوب في "الإصلاح"، ونقله ابن قُتَيْبة في "الأدب"، وليس هذا من ذاك في شيء؛ لأنّ الذي ذكره يعقوب رجل منسوب إلى جَلُود من قرى إفريقية، بينه وبين هذا أعوام عديدة، وهذا متأخِّر، كان يحكم في الدار التي تباع فيها الْجُلُود للسُّلطان، وكان الصّواب عند النَّحويّين أن يقال "الْجُلْدي"؛ لأنّك إذا نَسَبْتَ إلى الجمع ردَدْت إلى الواحد، كقولك: "صحفي" و"فرضي".
وقال ابن نُقْطَة: رأيت نَسَبَه بخطّ غير واحد من الحُفَّاظ: "محمد بن عيسى بن عَمْرَوَيْه بن منصور".
قال الحاكم: ودُفِن في مقبرة الحيرة، وهو ابن ثمانين سنة.
300- محمد بن محمد بن يعقوب1 بن إسماعيل بن حجّاج النَّيْسَابُوري الحافظ أبو الحافظ أبو الحسين الحجّاجي، المقرئ العبد الصالح الصّدُوق.
قرأ القرآن ببغداد على: ابن مجاهد، وسمع عمر بن أبي غيلان، وعبد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، ومحمد بْن جرير الطبري، وببلده أبا العباس الثقفي، وأبا بكر بن خزيمة، وأحمد بن محمد الماسِرجِسي، ومحمد بن المسيّب. وبالرّيّ محمد بن جعفر بن نصر الرازي، والكوفة عليّ بن العباس المَقَانِعي، وبمصر علان بن الصّيْقَل، وأُسامة بن علي الرّازي، وبدمشق أبا الجهم بن طِلاب، وابن جَوْصَا.
مصنّف العِلَل والشَّرْحِ وَالأبواب.
وعنه: أبو علي الحافظ، وهو أكبر منه، وأبو بكر بن المقرئ، وهو من طبقته، بل أقدم منه، وأبو عبد الله بن مَنْدَه، والحاكم، وأبو بكر البَرْقَاني العَبْدَوِي.
قال الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ يقول: ما في أصحابنا أفهم ولا أثبت من أبي الحسين، وأنا ألقِّبُه بعَفافٍ لثبته.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "3/ 223"، والوافي بالوفيات "1/ 128"، وسير أعلام النبلاء "16/ 240، 243".(26/300)
قال الحاكم: وَلَعمْرِي أنَّه لَكَمَا قال الحافظ أبو علي، فإنَّ فَهْمَه كان يزيد على حِفْظِه.
قال الحاكم: وكان يمتنع عن الرواية وهو كهّل، فلمَّا بلغ الثمانين لازمه أصحابُنَا بالليل والنهار، حتى سمعوا منه كتابه في "العِلَل" وهو نيّف وثمانون جُزْءًا، وسمعوا منه "الشيوخ" وسائر المصنَّفات. صَحِبْتُهُ سِتًّا وعشرين سنة باللّيل والنّهار، فما أعلم أنّي علمت أنّ الْمَلَكَ كتب عليه خطيئة.
وثنا أبو علي الحافظ في مجلس إملائه قال: حدّثني أبو الحسين بن يعقوب، وهو أثبت من حدَّثنا عنه اليوم، فذكر حديثًا.
توفِّي خامس ذي الحجّة، عن ثلاثٍ وثمانين سنة.
301- محمد بْن يعقوب بْن إِسْحَاق1 بْن محمود بن إسحاق، أبو حاتم الهَرَوِي.
يروي عن: محمد بن اللَّيْثِ الْقُهُنْدُزِي، ومحمد بن عبد الرحمن الشّامي، والحسين بن إدريس، وجماعة.
وعنه: ابنه أبو محمد، ومحمد بن المنتصر، وإسحاق القرّاب، وأبو عثمان سعيد القُرَشي.
وكان فقيهًا فاضلًا. وتوفِّي في رجب.
حرف الهاء:
302- هَفْتَكِن أبو منصور2 التُرْكي الشَّرَّابي الأمير.
هرب من بغداد خوفًا من عضُدُ الدولة، ونزل بنواحي حمص، فسار إليه ظالم العُقَيْلي من بَعْلَبَكّ ليأخذه فلم يقدر، وكاتبوا هفتكين من دمشق، فقَدِمَها وغلب عليها في سنة أربعٍ وستّين، وأقام الدَّعوة العبَّاسية، وأزال دعوة بني عُبيْد، ثم تأهَّب لقتالهم وتَوَجَّه في شعبان من السنة، فنزل على صيْدا، ودافع جُنْدُ بَنِي عُبَيد، فقَتَلَ منهم مقتلة عظيمة، وأخذ مراكب لهم في ساحل صيدا، فسار لحربه من مصر
__________
1 لا بأس به.
2 انظر شذرات الذهب "3/ 67"، وسير أعلام النبلاء "16/ 307، 308".(26/301)
جوهر، فحصَّن هو دمشق، فنازلها جوهر المُعِزّي بجيوشه في ذي القعدة سنة خمس وستّين، وحاصرها سبعة أشهر، ثم ترحَّل لمّا بلغه مجيء القُرْمُطيّ من الأَحساء، فسار هفتكين في طلب جوهر، فأدركه بعَسْقَلان، فكسر جوهرًا وتحصَّن جوهر بعسقلان، فحاصرها هفتكين سنة وثلاثة أشهر، ثم أمَّنه فنزل وراح، فصادف صاحبَ مصر العزيز نِزَارًا، وقد خرج في جيوشه قاصدًا دمشق، فردَّ في خدمته، فكانوا سبعين ألفًا، فالتقاهم هفتكين وثبت، ثم أنكسر، وأسروه في أول شعبان سنة ثمانٍ وستّين، وحُمِلَ إلى مصر، ثم مَنَّ عليه العزيز وأطلقه، وصار له موكب، فخافه الوزير يعقوب بن يوسف بن كلّس فقتله، دسَّ عليه من سقاه السمَّ، وقيل: بل هلك في سنة إحدى وسبعين، وكان إليه المُنْتَهَى في الشّجاعة.
وفيَّات سنة تسع وستين وثلاثمائة:
حرف الألف:
303- أحمد بن إسحاق بن محمد1 بن أحمد بن الحسين بن شيبان، أبو محمد البغدادي الشَّيْباني ثم الهَرَوي الضَّرير.
سمع: مُعَاذ بن نَجْدَة، وعلي بن محمد الجكاني، وأقرانهما.
روى عنه: أبو الفضل بن أبي عصمة، وأبو عثمان سعيد القُرَشي، وأبو حازم العبدوي.
توفِّي في جُمادي الآخرة.
304- أحمد بن الحسين بن أحمد2 بن المؤمّل الصّيّرفي البغدادي، ابن أخي عُبَيْدِ بْنِ المؤمّل.
تُوُفّي في المحرّم.
قال ابن أبي الفوارس: كان فيه نظر.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر تاريخ بغداد "4/ 106".(26/302)
305- أحمد بْن عَبْد الوهّاب1 بْن مُحَمَّد بْن أبي صِدام، أبو بكر اللهْبي الصّابوني، دمشقيّ مستور الحال.
روى عن: سعيد بن عبد العزيز، وابن الدُّرَفْس، وجماهر الزَّمْلَكاني، ومحمد بن خريم.
وعنه: تمَّام، وعبد الوهاب الميداني، وعلي بن السمسار، وجماعة.
توفِّي فِي ربيع الأول.
306- أَحْمَد بْن عبد الوهاب بن يونس2، أبو عمر القرطبي، الفقيه الشافعي، تلميذ عبيد الشافعي الفقيه.
كان ذكيا عالما بالاختلاف، كيسا مناظرا نحويا لغويا، وكان ينسب إلى الاعتزال.
توفِّي فيها وفي صدور سنة سبعين.
307- أحمد بن عطاء بن أحمد3 بن محمد بن عطاء، أبو عبد الله الصوفي الكبير، نزيل صور.
حدَّث عن: أبي القاسم البَغَوِي، وابن أبي داود، وعلي بن محمد بن عبيد الحافظ، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وجماعة.
وعنه: ابن جميع، وأبنه السكن، وعبد الله بن بكر الطبراني، وأحمد بن الحسن الطيان، وأبو عبد الله بن باكويه، وعلي بن جهضم، وعلي بن عياض الصوري، وآخرون.
قال حمزة السهمي: سمعت أبا طاهر الرّقّي، سمعت أحمد بن عطاء يقول: كلَّمني جمل في طريق مكة، رأيت الجمال والمحامل عليها، وقد مدَّت أعناقها في الليل، فقلت: سبحان الله، من يحمل عنها ما هي فيه، فالتفتَ إليَّ جمل فقال لي: قُلْ: جلَّ الله، فقلتُ: جلَّ الله.
وقال السُّلَمي: أحمد بن عطاء هذا ابن أخت أبي الروذباري، يرجع إلى
__________
1 لا بأس به.
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 47"، والوافي بالوفيات "7/ 162".
3 انظر تاريخ بغداد "4/ 336"، وحلية الأولياء "10/ 383"، وسير أعلام النبلاء "16/ 227، 228".(26/303)
أنواع من العلوم، منها: علم القراءات، وعلم الشريعة، وعلم الحقيقة، وإلى أخلاق يختصّ بها ويُربي على أقرانه، وهو أوحد مشايخ وقته في بَابَتهِ وطريقته.
توفِّي في ذي الحجّة سنة تسعٍ وستّين.
وقال الخطيب: روى أحاديث غلط فيها غلطًا فاحشًا، فسمعت الصّوري يقول: حدَّثونا عن الرُّوذْبَاري، عن إسماعيل الصَّفّار، عن ابن عَرَفَة أحاديث لم يُروِها الصَّفّار، قال: ولا أظنّه معتمد الكذِب، لكن شُبِّه عليه.
وقال الْقُشَيْرِيُّ: كان شيخ الشام في وقته.
ومن كلام أحمد بن عطاء: "الذَّوْقِ أَوّل المواجيد، فأهل الْغَيْبَةِ إذا شربوا طاشوا، وأهل الحُضُور إذا شربوا عاشوا".
وقال: "ما من قبيح إلّا وأقبح منه صُوفيٌّ شحيح".
وقال: "التّصَوُّف ينفي عن صاحبه البُخْل، وكتب الحديث ينفي عن صاحبه الجهْل، فإذا اجتمعا في شخص فناهيك به نُبْلًا".
وقال: "ليس كلّ من يَصْلُحُ للمُجالسَة يَصْلُحُ للمُؤانَسَة، وليس كلّ من يَصْلُح للمؤانَسة يؤتَمَن على الأسرار".
308- أحمد بن محمد بن حَسنَوَيْهِ1 بْنِ يونس، أبو حامد الهَرَوِي العدْل.
سمع: الحسين بن إدريس، وغيره.
وعنه: إسحاق القرّاب، وأبو بكر البَرْقاني، وأبو حازم العَبْدَوِي، وأبو عثمان سعيد القُرَشي.
وقال أبو النَّضْرِ الْفامي: كان ثقة.
قلت: توفِّي فِي رَمَضَان.
309- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن دلان بن هارون الفقيه، أبو حامد الزوزني2.
توفِّي في جمادى الآخرة.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر اللباب "2/ 80".(26/304)
310- أحمد بن أبي منصور، أبو حامد الأزهري الهروي.
لعلَّه الذي تقدَّم.
311- إبراهيم بن أحمد بن عمر1 بن حمدان بن شاقلا، أبو إسحاق البغدادي البزَّار، شيخ الحنابلة وفقيههم.
كان إمامًا في الأصول والفروع.
سمع من: دعلج بْن أحمد، وأبي بَكْر الشّافعيّ، وأبي عَلِيّ بن الصوَّاف، وتفقَّه على أبي بكر عبد العزيز.
وكان يُشْغِل الناس، وله حلقة بجامع المنصور.
توفِّي في رجب وله أربعُ وخمسون سنة، لم يبلغ سنُ الرواية.
312- إبراهيم بن ثابت2، أبو إسحاق الدعاء المذكر، يقال: إنّه لقي الْجُنَيْد.
قال السُّلمي: كان من أورع المشايخ وأزهدهم وأحسنهم حالًا وألزمهم للشريعة، وكان له حلقة ببغداد، تقدَّمت إليه وسألته أن يدعُوَ لي فقال: يا أخي اخْتَر ما جرى لك في الأَزَل خيرٌ لك من معارضته الوقت.
وكان يقول: كان الْجُنَيْدُ يَأْتي إلى دارنا.
وقال إبراهيم: دع ما تندم عليه.
حرف الحاء:
313- الحسن بن أحمد بن دُليف الأزركاني3.
حدَّث عن ابن الجارود.
314- الحسن بن علي بن شعبان4، أبو علي المصري.
روى عن ابن المنذر.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "6/ 17"، وسِيَر أعلام النبلاء "16/ 292"، والوافي بالوفيات "5/ 310".
2 انظر تاريخ بغداد "6/ 49".
3 انظر اللباب "1/ 47".
4 في عداد المجهولين.(26/305)
315- الحسن بن علي البصري1 الحنفي، المعروف بالجعل.
كان مقدَّمًا في الفقه والكلام، عاش ثمانين سنة، وكان من كبار المُعْتَزِلة، وله تصانيف على قواعدهم.
ذكره أبو إسحاق في "طبقات الفقهاء" فقال فيه: رأس المعتزلة.
وكنَّاه: أبا عبد الله.
قال الخطيب: له تصانيف كثيرة في الاعتزال. قال لي أبو عبد الله الصّيْمَرِي: كان مقدَّمًا في الفقه والكلام مع كثرة أماليه فيهما وتدريسه لهما.
قال: وتوفِّي في ذي الحجّة، وحدَّثني التَّنُوخيّ أنَّه ولد سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة. قيل: وصلَّى عليه أبو علي الفارسي النّحّوي.
316- الحسين بن كَهْمَس2، أبو علي الجوهري المصري المعدّل.
سمع أبا العلاء الكوفي، وتوفِّي في شعبان.
317- الحسن بن محمد بن علي3، أبو سعيد الأصبهاني الزعفراني.
كان -فيما ذكر أبو نُعَيم- بندار البلد في كثرة الأصول والحديث، صاحب معرفة وإتقان، صنَّف المُسْنَد والتّفسير والشيوخ، وله من المصنَّفات شيء كثير.
سمع: أبو القاسم البَغَوِي، ويحيى بن صاعد، والحسين بن علي بن زيد.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيم، وأهل أصبهان.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ إِجَازَةً، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ الجمَّال، أنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُ، قَالَ: أنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ محمد، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، ثنا محمد بْنُ عَمْرِو بْنِ حَنَانٍ، ثنا بَقِيَّةُ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ الرَّهَاوِيُّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ أمان كل خائف"4.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "8/ 73"، والمنتظم "7/ 101"، وطبقات المفسرين "1/ 155".
2 انظر اللباب "3/ 121".
3 انظر تاريخ أصبهان "1/ 283"، وتذكرة الحفاظ "2/ 956"، وسير أعلام النبلاء "16/ 517، 518".
4 حديث ضعيف: أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان "1/ 283"، وعنه الديلمي "2/ 91"، وإسناده ضعيف مسلسل بالعلل انظرها في الضعيفة "3094".(26/306)
حرف الخاء:
318- خالد بن هاشم، أبو زيد القُرْطُبي1 الوزير.
سمع: أسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد بن الحُباب.
وتوفِّي في صفر، ووَزِر قليلًا للمؤيد بالله.
حرف الراء:
319- رُحَيم بن سعيد بن مالك2 الضّرير، أبو سعيد العابر.
سمع: أبا زُرْعَة الدّمشقي، وهو آخر من حدَّث عنه، وحاجب بن أُركين.
روى عنه: عبد الغني بن سعيد الحافظ، ويحيى بن علي بن الطحَّان، وأحمد بن عمر الجهازي.
قال عبد الغني: سمعته يقول: سمعت من أبي زرعة.
وقال ابن الطحان: سمعنا منه سنة تسعٍ وستّين، وعاش بعد ذلك يسيرًا. قال: عُمْري مائةٌ وسَبْعُ سِنين.
حرف السين:
320- سعيد بن أَبِي سعيد محمد3 بن أحمد بن سعيد، أبو عثمان الصُّوفي النَّيْسَابُوري.
قال الحاكم: رفيقي، لعلَّه كتب بانتخابي على الشيوخ نحو مائة ألف حديث بخُراسان والعراق، فقد وصل إليَّ من سماعي بخطّه الدقيق أكثر من ستّمائة جزء.
سمع الأصمّ وغيره، وببغداد أحمد بن كامل، وعبد الله بن إسحاق الخُراساني. ومات كهلًا.
وروى عنه: الحاكم، وأبو العلاء الواسطي.
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 132".
2 انظر تهذيب ابن عساكر "5/ 321".
3 انظر تاريخ بغداد "9/ 111"، والمنتظم "7/ 102".(26/307)
حرف العين:
321- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن راشد بن شُعيْبٍ1، أَبُو محمد بن أخت وليد البغداديّ الفقيه الظّاهري، قاضي دمشق.
حدَّث عن: ابن قُتَيْبة العَسْقَلانِي، وعلي بن عبد الله الرَّمْلي.
وعنه: ابن منير، وابن نظيف الفرَّاء، ومحمد بن جعفر بن المذكّر، وغيرهم.
ذكره ابن عساكر، فقال: وكان خيَّاطًا فوُلّي قضاء مصر في دولة الأخشيد. قال: وقيل: وكان سخيفًا أخذ الرّشوة، وهَجَوْهُ بقصيدة، ووُلّي قضاء دمشق سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، وطال عمره. توفِّي في ذي القعدة، ووُلّي قضاء مصر سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وعُزِلَ سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
وقال أبو محمد بن حَزْم: أبو محمد عبد اللَّه بْن محمد بْن شُعَيْب المعروف بابن أخت وليد، ولي قضاء دمشق ومصر، وله مصنَّفات كثيرة. أخذ عن أبي الحسن عبد الله بن أحمد بن المغلس الداوودي، ثم قرأت في كتاب "قضاة مصر" لابن زُولاق قال: كان محمد بن بدر قاضي مصر قد أوقف من الشهود عبد الله بن وليد، فدخل يومًا على محمد بن بدر، فلم يُوَسَّع له أحد.
فقال ابن بدر: عندي يا أبا محمد، فأبى، وجلس قليلًا وانصرف، ثم كتب إلى بغداد إلى ابن أبي السّوار يطلب أن يولّيه قضاء مصر، وبذل له، وأعانه جماعة ببغداد، فكتب إليه بالقضاء، فجاءه العهد في رمضان سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. وكان قاضي الرّملة الحسين بن هارون بمصر، فركب إليه ابن الوليد يُعَرّفه بالأمر، وأراه عَهْدَه، والتمس معونته، فطمع ابن هارون في الأمر، وقوي قوم نفسه، فأعانه الإخشيد، ففتر أمر ابن وليد، ولم يُعِنْهِ الإِخْشيد، وتمرَّض، فكان النّاس يقولون: "عبد الله بن وليد أبرد من الجليد، عبد الله بن وليد تحت القضاء الشديد، عبد الله بن وليد هو ذا يموت شهيد".
ثم بعد سنة ولي مصر ابن وبر فلم يلبث أنْ مات، وبقي ابن وليد في القضاء، فتولَّى من جهة ابن هارون قاضي الرملة المذكور، وقُرئ عهد الرّاضي بالله إلى أبن هارون بقضاء مصر، ثم عُزِل ابن وليد عن الحكم بعد ستة أشهر، وحكم بعده أبو
__________
1 انظر ميزان الاعتدال "2/ 390"، ولسان الميزان "3/ 251"، وسير أعلام النبلاء "16/ 225".(26/308)
المذكّر محمد بن يحيى المالكي عشرة أيام، وصُرِف، وقد وُلّي ابن وليد مرّةً ثانية وثالثة بمصر، والثالثة كانت من جهة المستكفي بالله، فكانت أجلَّ ولاياته، ثم تكبَّر وتجبَّر، فاستهان بالنّاس، وكان يَهْزِل في مجلسه ويلعب، وطالت ولايته، وخُلع المستكفي فجاءه تقليد القضاء من المُطيع.
ثم إنَّ المطيع ردَّ قضاء مصر إلى محمد بن الحسن الهاشمي، فكتب إلى ابن وليد بالعهد من قِبَلَه، ثم إنّه أخذ في تكثير الشُّهود وتعديل من لا يليق، فَقَتّره، وكان قبل ذا تاجرًا بزّازًا كثير الأموال، ثم عُزِلَ ووُلّي بعد مدة قضاء دمشق، وله أخبار يطول ذِكُرها، نسأل الله أن يسامحه.
وحُفِظَ عنه أنَّه كان يقول لحاجبه: أين اليهود، يعني الشُّهود، والكُمَنَاء، يعني الأُمناء.
وقالت له امرأة: خذ بيدي، فقال: وبِرِجِلك.
وكان يُنْقَم عليه هَزْلُه المقذع، وببسطه في الأحكام والارتشاء، وكان أبو طاهر الذّهْلي لا ينفِّذ له حُكْمًا.
322- عبد الله بن إبراهيم بن أيّوب1 بن مَاسِي، أبو محمد البغدادي البزّاز.
سمع: أبا مسلم الكَجّي، وأبا شعيب الحرّاني، وخَلَف بن عمرو العُكْبَرِي، ويوسف القاضي، وأحمد بن أبي عَوْفٍ الْبُزُوري، وغيرهم.
وعنه: أبو الحسين بن رزقَوَيْهِ، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، والبَرْقَاني، وإبراهيم بن عمر البرمكي الفقيه، وآخرون.
ووُلد سنة أربعٍ وسبعين ومائتين.
قال الخطيب: كان ثقة ثَبتًا، سألت البَرْقَاني: أيّما أحبّ إليك، ابن مالك القَطِيعي، أو ابن مَاسِي؟ فقال: ليس هذا مما يُسأل عنه، ابن ماسي ثقة ثبت لم يتكلم فيه.
قلت: مات ابن ماسي في رجب، وله خمسٌ وتسعون سنة.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "9/ 408"، والمنتظم "7/ 102"، وسير أعلام النبلاء "16/ 252".(26/309)
323- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعْفَر1 بْن حبّان، أبو محمد الأصبهاني الحافظ، أبو الشيخ صاحب التصانيف.
وُلد سنة أربعٍ وسبعين ومائتين.
وسمع في صِغره جدّه لأُمَّه محمود بن الفرج الزّاهد، وإبراهيم بن معدان، ومحمد بن عبد الله بن الحسن بن حفص رئيس أصبهان، ومحمد بن أسد المَدِيني، وأحمد بن محمد بن علي الخُزاعي، وعبد الله بن محمد بن زكريّا، وإبراهيم بن رُسُتَة، وأبا بكر أَحْمَد بن عَمْرو بن أبي عاصم، وأبا بكر أحمد بن عمر البزَّاز، وإسحاق بن إسماعيل الرّمْلي.
وأوّل سماعه سنة أربعٍ وثمانين، ورحل فسمع بالبصْرة من أبي خليفة وغيره، وببغداد من أحمد بن الحسن الصُّوفي وطبقته، وبمكة المفضَّل الجندي وغيره، وبالموصل من أبي يَعْلَى، وبحرَّان من أبي عَرُوبة، وبالرّيّ وأماكن أُخَر.
وكان حافظًا عارفًا بالرّجال والأبواب، كثيَر الحديث إلى الغاية، صالحًا عابدًا قانتًا لله، صنَّف تاريخ بلده، والتاريخ على السّنين، وكتاب "السنة"، وكتاب "العظمة"، وكتاب "ثواب الأعمال"، وكتاب "السُّنَن".
وقد وقع لنا أشياء من حديثه وتخاريجه.
روى عنه أبو سعد الماليني، وأبو بكر بن مَرْدَوَيْه، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشّيرازي، وأبو نُعَيم، ومحمد بن علي بن سمويه المؤدّب، وسفيان بن حَسَنكَوَيْه، وأبو بكر محمد بن علي بن برد، والفضل بن محمد القاساني، وحفيده محمد بن عبد الرّزّاق بن عبد الله، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب، وخلق سواهم.
قال أبو بكر بن مردويه: ثقة مأمون، صنَّف "التفسير" والكتب الكثيرة في الأحكام وغيره.
وقال أبو بكر الخطيب: كان حافظًا ثبتًا متقنًا.
وعن بعضهم قال: ما دخلت على الطبراني إلّا وهو يمزح ويضحك، وما دخلت على أبي الشيخ إلّا وهو يصلي.
__________
1 انظر أخبار أصبهان "2/ 90"، والوافي بالوفيات "17/ 585"، واللباب "1/ 331".(26/310)
وقال أبو نُعَيم: كان أحد الأعلام، صنَّف الأحكام والتّفسير، وكان يفيد عن الشيوخ ويصنِّف لهم ستّين سنة، وكان ثقة.
أخبرنا علي بن عبد الغني المعدّل في كتابه، أنَّه سمع يوسف بن خليل الحافظ يقول: رأيت في النَّوم كأنِّي دخلت مسجد الكوفة، فرأيت في وسطه شيخًا طُوَالًا لم أر قطّ أحسن منه، وعليه ثياب بيض، فقيل لي: أتعرف هذا؟ قلت: لا. فقيل لي: هو أبو محمد بن حيَّان، فخرجت خلفه، وقلت له: أنت أبو محمد بن حَيّان؟ فقال: أنا أبو محمد.
قلت: أليس قد مِتَّ؟ قال: بلى. قلت: فبالله، ما فعل الله بك؟ قال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ} [الزمر: 74] ، إلى آخر الآية. فقلت: أنا يوسف بن خليل الدّمشقي، جئت لأسمع حديثك وأُحَصّل كُتُبَك. فقال: سلّمك الله، وفَّقك الله، ثمّ صافحته، فلم أر شيئًا قطّ ألْيَن من كفِّه، فقبَّلْتثها ووضعتها على عيني.
توفِّي أبو الشيخ -فيما ذكر أبو نُعَيم- في سَلْخِ الْمُحَرَّم من السنة.
324- عبد الرحمن بن أحمد بن حَمْدَوَيْهِ1، أَبُو سعيد النَّيْسَابُوري المقرئ المؤذّن.
كان خيِّرًا مجتهدًا من أولاد المحدّثين.
حجَّ به أبوه سنة ثلاثمائة، وجاور به، فسمَّعه من: أحمد بن زيد بن هارون القزَّاز صاحب إبراهيم بن المنذر الخزامي، ومن جماعة، ثم رجع وسمع من عبد الله ابن شِيَرَوَيْه، ومحمد بن شادل، والسرَّاج، وابن خُزَيْمَة، وببغداد من البَغَوِي، وجماعة.
وخرَّج له الحاكم فوائد، وحدَّث بأصبهان وبالبصرة وغيرهما.
روى عنه: الحاكم، وأبو حفص بن مسرور.
325- عبد الرحمن بن عبيد الله بن موسى2، أبو المطرَّف بن الزامر القرطبي.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 264".(26/311)
سمع: أحمد بن يحيى بن الشامة، ووهب بن مَسَرَّة، ومحمد بن معاوية القُرَشي، وخلقًا، ورحل فسمع من الآجُريَّ وطبقته، وكان كثير الجمع للحديث.
عاش خمسين سنة.
326- عَبْد العزيز بن مُحَمَّد بن الْحَسَن بن1 محمد التّميمي الْجَوْهَري، أبو محمد قاضي الصعيد.
روى عن: ابن زبان، وأبي جعفر الطّحاوي.
327- عبيد الله بن العبّاس بن الوليد2 بن مسلم، أبو أحمد الشطوي البغدادي، ثقة.
سمع: عبد الله بن ناجية، وإبراهيم بن موسى الْجَوْزي، وأحمد بن حسن الصُّوفي.
وعنه: أبو العلاء الواسطي، وعلي بن عبد العزيز الظّاهري، ومحمد بن عمر بن بكير، وأبو علي بن دُوما.
وقال ابن أبي الفوارس: توفِّي في شوّال، وكان فيه تَسَاهُل.
328- علي بن حفص الأَرْدُبيلي3 الحافظ.
سمع: الحسن بن علي الطُّوسي، ومحمد بن إبراهيم الأصبهاني، وجماعة.
وكان حافظًا كأبيه.
329- عمر بن أحمد بن السرَّاج4 الشاهد، أبو حفص، بغداديّ ثقة.
أخذ عن أبي بكر بن الأنباري.
330- عمر بن أحمد بن يوسف5، أبو حفص البغدادي، وكيل الخليفة المُتَّقي لله، يُعْرَف بأبي نُعَيم.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "10/ 359".
2 أحد الثقات، وثقه الذهبي.
3 انظر اللباب "1/ 41".
4 انظر تاريخ بغداد "11/ 258".
5 انظر تاريخ بغداد "11/ 257".(26/312)
روى عنه: أحمد بن الحسن الصُّوفي، وغيره.
روى عنه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وبشري الفاتني.
وثَّقَه الخطيب.
حرف الميم:
331- محمد بْن أَحْمَد بْن جعفر، أبو عمر الأَرْغِيَاني1 المؤذّن. ثقة.
حدَّث بسمرقند عن أبي العبّاس السرَّاج، وعلي بن الفضل البلْخي.
وعنه: أبو سعيد الإدريسي.
توفِّي بسَمَرْقَنْدَ فِي ذي القِعْدَة.
332- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حامد2 بن حميرويه، أبو أحمد النَّيْسَابُوري الكرابيسي الحافظ.
سمع: السّرّاج، ومُؤمّل بن الحسن، وطبقتهما، ورحل فسمع من أبي حاتم، وأبي عُقْدَةَ، وطبقتهما.
قال الحاكم: كان يرجع إلى عرفة وفَهْم. سمع الكثير، وصنَّف وثنا3.
توفِّي في صفر.
333- محمد بن أحمد بن حامد4، أبو جعفر بن المُيَتَّم البغدادي، مولى الهادي.
قال ابن أبي الفوارس: كتبنا عنه، عن الفِرْيابي وغيره، وكان لا بأس به، وكان فيه دعابة.
توفِّي في شوال.
__________
1 انظر اللباب "1/ 43".
2 لا بأس به.
3 كذا بالأصل، وهي اختصار: حدثنا، والقائل هو العلامة الحاكم.
4 لا بأس به.(26/313)
334- مُحَمَّد بْن سُليمان بْن مُحَمَّد1 بْن سُليمان بن هارون، الإمام أبو سهل الحنفي العجلي الصعلوك النَّيْسَابُوري.
الفقيه الشّافعي الأديب اللُّغَوي المتكلّم المفسّر النّحوي الشّاعر المفتي الصُّوفي، حَبْرُ زمانه بقيّة أقرانه. هذا قول الحاكم فيه.
وقال: وُلِدَ سنة ست وتسعين ومائتين، وأوّل سماعه سنة خمس وثلاثمائة. واختلف إلى أبي بكر بن خُزَيْمَة، ثم إلى أبي علي محمد بن عبد الوهاب الثَّقَفي، وناظَرَ وبرع، ثم استُدْعى إلى أصبهان، فلمَّا بلغه نعيُّ عمّه أبي الطّيّب خرج متخفيًا، فورد نيسابور سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، ثم نقل أهله من أصبهان، وأفتى ودرَّس بنَيْسَابور نيّفًا وثلاثين سنة.
سمع: ابن خُزَيْمَة، وأبا العبّاس السّرّاج، وأبا العبّاس أحمد بن محمد الماسَرْجِسي، وأبا قريش محمد بن جمعة، وأحمد بن عمر المحمداباذي، وبالرّيّ أبا محمد بن أبي حاتم، وببغداد إبراهيم بن عبد الصمد، وأبا بكر بن الأنباري، والمَحَاملي.
وكان يمتنع من التحديث كثيرًا إلى سنة خمسٍ وستّين، فأجاب للإملاء، وقد سمعت أبا بكر بن إسحاق الضُّبَعي غير مرّة يعود الأستاذَ أبا سهل ويقول: بارك الله فيك، لا أصابك العين.
وسمعت أبا منصور الفقيه يقول: سُئِلَ أبو الوليد الفقيه عن أبي بكر القفَّال وأبي بكر الصّعلوكي أيّهما أَرْجَح؟ فقال: ومن يقدر أن يكون مثل أبي سهل.
وقال الصّاحب إسماعيل بن عبَّاد: ما رأينا مثل أبي سهل، ولا رأي مثل نفسه.
وقال الحاكم أبو عبد الله: أبو سهل مفتي البلدة وفقيهها، وأَجْدل من رأينا من الشّافعيّين بخُراسان، ومع ذلك أديب شاعر نَحْوِيّ، كاتب عَرُوضِيّ، مُحِبٌّ للفقراء.
وقال أبو إسحاق الشّيرازي: أبو سهل الصّعلوكي الحنفي من بني حنيفة، صاحب أبي إسحاق المَرْوَزي، مات في آخر سنة تسعٍ وستّين، وكان فقيهًا، أديبًا، شاعرًا،
__________
1 انظر طبقات الشافعية الكبرى "3/ 167"، والأنساب "8/ 63"، وسير أعلام النبلاء "16/ 235- 239".(26/314)
متكلمًا، مفسِّرًا، صوفيًّا، كاتبًا. وعنه أخذ ابنه أبو الطّيّب، وفُقَهاء نَيْسَابُور.
قلت: وهو صاحب وجه، ومن غرائبه أنَّه قال: إذا نوى غسْلَ الْجَنَابة والجمعة معًا لا يجزئه لواحد. وقال بوجوب النّية لإزالة النّجاسة.
وقد نقل الماوَرْدِيّ، وأبو محمد البَغَوِي للإجماع أنّها لا تُشْتَرَط.
وقال أبو العبَّاس الفَسَوي: كان أبو سهل الصّعلوكي مقدَّمًا في علم الصُّوفيّة، صحِب الشِّبْلِيَّ، وأبا علي الثقفي، والمُرْتَعِش، وله كلام حَسَنُ في التّصوُّف.
قلت: مناقبه جمَّة، ومنها ما رواه القُشَيْري أنّه سمع أبا بكر بن فورك يقول: سُئِلَ الأستاذ أبو سهل عن جواز رؤية الله بالعقل، فقال: "الدليل عليه شوق المؤمنين إلى لقائه، والشوق إرادة مُفْرِطة، والإرادة لا تتعلّق بمُحَال".
وقال السُّلَمي: سمعت أبا سهل يقول: ما عقدت على شيء قطّ، وما كان لي قُفْلٌ ولا مفتاح، ولا صَرَرْتُ على فضة ولا ذَهَب قط.
وسمعته يسأل عن التصوف فقال: الإعراض من الاعتراض.
وسمعته يقول: من قال لشيخه: لِمَ، لا يفلح أبدًا.
وقد حضر أبو القاسم النَّصْراباذي وجماعة، وحضر قوّال، فكان فيما عني به، هذا: جعلت تَنَزّهي نظري إليكا.
فقال النَّصراباذي: "جَعَلْتَ"، فقال أبو سهل: بل جَعَلْتُ، فرأينا النَّصْراباذي ألْطَفَ قولا منه في ذلك، فرأى ذلك فينا، فقال: ما لنا وللتفرقة، أليس يمين الجمع أحقّ؟ فسكت النَّصْراباذي ومن حضر.
وقال لي أبو سهل: أقمت ببغداد سبع سنين، فما مرَّت بي جمعة إلّا ولي علي الشِّبْلِيِّ وقفة أو سؤال، ودخل الشِّبْلِيُّ على أبي إسحاق المَرْوَزي فرآني عنده، فقال: ذا المجنون من أصحابك؟ قال: لا بل من أصحابنا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ، أنا محمد بْنُ يُوسُفَ الْحَافِظُ، أنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي الْقَاسِمِ الشِّعْرِيِّ أَخْبَرَتْهُ.
"ح" وَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ، أَنَّهَا كَتَبَتْ إِلَيْهِ تُخْبِرُهُ، أنَّ إِسْمَاعِيلَ بن أبي القاسم أخبرها، ثنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَسْرُورٍ، ثنا أَبُو سَهْلٍ محمد بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَنَفِيُّ إِمْلاءً،(26/315)
ثنا أَبُو قُرَيْشٍ الْحَافِظُ، ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ نَضْلَةَ، نا مَالِكٌ، عَنْ سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ" 1.
وبهذا الإسناد إلى ابن مسرور قال: أنشدنا أبو سهل لنفسه:
أنام على سهوٍ وتبكي الحمايمُ ... وليس لها جُرمٌ ومنّي الجرايمُ
كذبتُ وبيتٍ الله لو كنتَ عاقلًا ... لما سَبَقتني بالبكاء الحمايمُ
وقال الحاكم: سمعت الأستاذ أبا سهل ودفع إليه مسألة، فقرأها علينا، وهي:
تمنَّيتُ شهرَ الصَّوْمِ لا لِعبادةٍ ... ولكنْ رجاءَ أنْ أرى ليلة القدر
فأدعو له النَّاس دعوة عاشقٍ ... عسى أن يُريحَ العاشقين من الهجْر
فكتب أبو سهل في الحال:
تمنّيت ما لو نلته فَسَدَ الهَوَى ... وحلَّ به للحين قاصمة الظَّهْر
فما في الهَوَى طبٌّ ولا لَذَّةٌ سوى ... مُعَاناةِ ما فيه يقاسي من الهجر
قال الحاكم: فتوفِّي أبو سهل في ذي القعدة سنة تسعٍ وستين بنَيْسَابور.
335- محمد بن صالح بن علي2 بن يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله بْن عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ بْن عَبْد اللَّه بن العبَّاس القاضي، أبو الحسن الهاشمي العبّاسي البغدادي، الكوفيّ الأصل، المعروف بابن أمّ شَيْبَان قاضي بغداد.
سمع: عبد الله بن زيدان البَجَلي، ومحمد بن عُقْبَة.
وروى عنه: أبو بكر البَرْقَاني، وغيره.
ووُلّي القضاء سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، وقَدِمَ بغداد من الكوفة مع أبيه وأخيه القاضي محمد، الذي مرَّ بعد ثلاثمائة. وقرأ على ابن مجاهد، ثم صاهَرَ أبا عمر محمد بن يوسف القاضي على بنت بنته.
__________
1 الحديث صحيح: أخرجه البخاري "7/ 92"، ومسلم "أشربة 182"، والترمذي "1818"، وابن ماجه "2356"، وأحمد "2/ 21، 318".
2 انظر تاريخ بغداد "5/ 363"، والمنتظم "7/ 102"، وسير أعلام النبلاء "16/ 226، 227".(26/316)
قال طلحة بن جعفر: هو رجلّ عظيمُ القَدْر، واسعُ العلم، كثيرُ الطلب، حَسَن التّصنيف، ينظر في فنون، متوسِّط في مذهب مالك. قال: ولا أعلم هاشميًّا تقلَّد قضاء بغداد غيره، جُمعت له بغداد، ثم قُلِّد معها قضاء مصر، وقطعة من الشام.
وقال ابن أبي الفوارس: كان نبيلًا فاضلًا، ما رأينا في معناه مثلَه، وفي الصدق نهاية.
وُلِدَ سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين. قال: وتوفِّي فجأة لِلَيْلَةٍ من جُمادى الأولى.
قلت: كان من خِيار القُضاة في زمانه مع الشَّرف والعِلْم.
336- محمد بن عبد الرحمن بن سهل1 بن مَخْلَد، أبو عبد الله الأصبهاني الغزَّال. محدِّث رحَّال جوَّال.
سمع عَبْدان الأَهوازي، ومحمد بن زبان بن حبيب، وعلي بن أحمد علان، والقاسم بن عيسى القصّار الدمشقي وطبقتهم.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي الذّكْواني، وأبو نُعَيم الأصبهاني، وقال: هو أحد من يُرْجَعُ إلى حِفْظٍ وَمَعْرفة، وله مصنّفات.
توفِّي في ذي الحجَّة.
وروى عَنْهُ أيضًا: أبو سعد الماليني، وأبو بكر أحمد بن الحارث الأصبهاني، وطائفة.
وله تصانيف في القراءات والحديث.
337- مُحَمَّد بْن عليّ بْن الْحُسَن2 بْن أَحْمَد، أبو بكر النّقّاش الحافظ المصري نزيل تنّيس.
وُلِدَ سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وهو راوي نسخة فُلَيْح.
توفِّي في شعبان.
روى عن: محمد بن جعفر الإمام، نزيل دِمْياط صاحب إسماعيل بن أبي أُوَيْس، وأحد شيوخ النَّسَائي أيضًا، وأبي عبد الرحمن النّسَائي، وأبي يعقوب إسحاق
__________
1 انظر ذكر أخبار أصبهان "2/ 294"، وسير أعلام النبلاء "16/ 217".
2 انظر العبر "2/ 353"، وشذرات الذهب "3/ 70"، وتذكرة الحفاظ "2/ 957".(26/317)
المنْجَنيِقي. ورحل من مصر، فسمع بدمشق جماهر بن محمد الزملكاني، وببغداد عمر بن أبي غيلان، ومحمد بن أبي صالح بن ذَرِيح، وبالمَوْصِل أبا يَعْلَى، وبالأهواز عبدان، في خلقٍ سواهم.
وعنه: الدَارقُطْنيّ، والحسين بن جعفر الكاملي، ويحيى بن علي الطّحّان، وعلي بن إبراهيم بن علي الغازي، والحسن بن جماعة الإسْكَنْدَرَاني، وعلي بن الحسين بن جابر التنّيسي القاضي، وغيرهم. ورحل إليه الدَارقُطْنيّ إلى تنّيس.
توفِّي النّقّاش رابع شعبان، وكان أحد أئمّة الحديث.
338- محمد بن محمد بن إسماعيل1، أبو نصر الكرابيسي النَّيْسَابُوري.
يروي عن: علي بن عَبدان، وابن الشّرقي.
ما كأنّه شاخ.
339- محمد بن المهلّب بن محمد2، أبو بكر المصري الصَّيْدلاني العدل.
توفِّي في صفر، وله مائةٌ وتسعُ سنين.
340- محمد بْن يحيى بْن عَبْد العزيز3، أَبُو عَبْد الله القُرْطُبي بن الخراز.
سمع: محمد بن عمر بن لُبَابة، وعمر بن حفص، وأسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد، وجماعة.
ووُلّي قضاء طُلَيْطِلَة وباجة، ووُلّي الصلاة بقُرطُبَة، وزَمِنَ في الآخر سبعة أعوام، فأكثروا عنه.
قال ابن الفَرَضي: لزِمتُهُ عامًا، وكان ثقة مأمونًا. توفِّي في شوال.
341- مَخْلَد بن جعفر بن مَخْلَد4 بن سُهَيْلٍ، أبو علي الفارسي الدقاق الباقرحي.
__________
1 لا بأس به.
2 في عداد المجهولين.
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 79"، وبغية الملتمس "145".
4 انظر تاريخ بغداد "13/ 176"، وميزان الاعتدال "4/ 82"، وسير أعلام النبلاء "16/ 254".(26/318)
سمع: يحيى بن محمد البحتري، ويوسف القاضي، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي، والحسن بن علويّه، وأبا العبّاس بن مسروق، وأحمد بن يحيى الحَلَواني.
وله مَشْيَخَةٌ سمعناها.
روى عنه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو نُعَيم، وأبو العلاء الواسطي، ومحمد بن علي العلَّاف، ومحمد بن الحسين بن بكير.
قال أحمد بن علي البَادَا: كان ثقةً صحيحَ السّماع، غير أنه لم يعرف شيئًا من الحديث.
وقال ابن أبي الفوارس: كان له "أصول" كثيرة عن الفِرْيابي، ويوسف القاضي، وغيرهما جياد بخطّه.
وقال أبو نُعَيم: بَلَغَنَا أنَّه خَلّط بعد سفري.
وقال أبو الحسن محمد بن العبّاس بن الفُرَات: كان مخلد بن جعفر أصولُهُ صحيحة، ثم إنَّ ابنه حمله في آخر عمره على ادِّعاء أشياء، منها "المغازي" عن المروزي، و"المبتدأ" عن ابن علويه، و"تاريخ الطبري" الكبير، وغير ذلك. فشرِهَت نفسه إلى ذلك وقبل منه، واشترى له هذه الكتب، فحدَّث بها، فانْهَتَكَ.
وقال ابن أبي الفوارس: حدَّث بالتاريخ والمبتدأ من كتاب ليس فيه سماع له، أسأل الله السَّتْرَ الجميل، ولعلَّ أنّه ظنَّ أنّ هذا يجوز عند أصحاب الحديث، إذا سمع كتابًا معروفًا أن يقرأه من كتاب غيره. قال: وتوفِّي لِلَيْلَةٍ بقيت من ذي الحجّة.
حرف الياء:
342- يحيى بن يعقوب بن حامد1، أبو زكريّا القَزْويني البزّاز.
سمع: محمد بن أيّوب بن الضُّرَيْس، وأبا خليفة الْجُمَحي، وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان.
وكان فقيهًا مالكيّ المذهب. عاش دهرًا.
أحسبه توفِّي بقزوين.
__________
1 لا بأس به.(26/319)
وفيَّات سنة سبعين وثلاثمائة:
حرف الألف:
343- أحمد بن سعيد1، أبو الحسين البغدادي الذَّهبي وكيل دعلج.
روى عن: جعفر الجلدي، وأبي مزاحم موسى بن عبيد الله الخاقاني، وعبد الكريم بن النّسَائي، سمع منه كتاب والده في الضُّعفاء، وسمع من هذا الشيخ أبو الحسن الدَارقُطْنيّ هذا الحديث.
وروى عنه: عبد الغني بن سعيد، وأبو بكر البَرْقاني.
وذكر البَرْقاني أنّه كان فاضلًا، وتوفِّي بطريق مكة.
344- أحمد بن عبد الكريم الحلبي2 راوي جزء الرافعي عنه.
روى عنه: المسدّد الأَمْلُوكي3، وغيره.
345- أحمد بن علي، أبو بكر الرّازي4، العلَّامة صاحب التصانيف، وتلميذ أبي الحسن الكَرْخي، وإليه انتهت رئاسة الحنفية ببغداد، وعنه أخذ فقهاؤها.
وكان مشهورًا بالزُّهْدِ وَالفقه.
عُرِض عليه قضاء القضاة فامتنع منه.
روى في تصنيفه عن: أبي العبّاس الأصمّ، وعبد الباقي بن قانع، والطّبراني.
وعاش خمسًا وستّين سنة. قَدِمَ بغداد في صباه وسكنها. وتصانيفه تدلّ على حِفْظه للحديث وبصره به، وكان رأسًا في الزّهد.
قال أبو بكر الخطيب: ثنا أبو العلاء الواسطي قال: لما امتنع القاضي أبو بكر الأبهري المالكي من أن يَلِيَ القضاء قالوا: فمن يَصْلُح؟ قال: أبو بكر الرّازي، وكان الرّازي يزيد حاله على منزلة الرّهبان في العبادة، فأُريد للقضاء فامتنع، وكان يميل إلى الاعتزال، وفي تصانيفه ما يدلّ على ذلك في مسألة الرؤية وغيرها.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "4/ 172".
2 لا بأس به.
3 نسبة إلى أملوك بطن من ردمان.
4 انظر تاريخ بغداد "4/ 314"، والمنتظم "7/ 105"، والفهرست "208".(26/320)
وتوفِّي في ذي الحجّة، وعاش خمسًا وستّين سنة. قَدِمَ بغداد في صباه.
346- أحمد بن محمد بن بشر1، أبو بكر بن الشّارب، المقرئ.
قرأ برواية قُنْبُل على: أبي بكر محمد بن موسى بن محمد الهاشمي الزَّينَبِي صاحب قُنْبُل.
قرأ عليه: أبو العلاء محمد بْن عليّ الواسطيّ، ومحمد بْن الحسين الكارَزِيني.
توفِّي في المحرَّم.
347- أحمد بن محمد، أبو العبّاس2 الدّارمي المَصَّيصي، الشّاعر المشهور بالنّامي، أحد شعراء سيف الدّولة الخَوَاصّ، وكان تِلْوَ المتنبّي في الرُّتْبة عند سيف الدّولة.
وكان عرَّافًا باللّغة، أملى آدابًا بحلب عن: علي بن سليمان الأخفش، وابن دَرَسْتَوَيْهِ الْفارسي، وأبي بكر الصُّولِيِّ، وجماعة.
روى عنه: أبو القاسم الحسين بن علي بن أسامة الحلبي، وأبو الحسين أحمد بن علي أخوه، وأبو بكر الخالدي، والقاضي أَبُو طاهر صالح بن جعفر الهاشمي.
وله في سيف الدّولة.
أميرَ العُلَى أنّ العَوَالي كواسبُ ... عَلاءكَ في الدُّنيا وفي جنّة الخُلْدِ
يمرُّ عليك الحَوْلُ سيفُك في الطّلى ... وطرْفُكَ ما بين الشّكيمة واللْبد
ويمضي عليك الجهر فعلُك للعُلى ... وقولُك للتَّقْوَى وكفُّك للرُفْدِ
وله مع المتنبّي وقائع ومعارضات في الأناشيد، وليس هو من رجال المتنّبي، ولكنَّه شاخ، وبقي شيخ الأُدباء بالشام.
ذكر أبو الخَطَّاب بن عَوْن قال: دخلت عليه فوجدت رأسه كالثُغَامة بياضًا، وفيه شعرة واحدة سوداء، فقلت له: يا سيّدي في رأسك شعرة سوداء، فقال: نعم، هذه بقية شبابي وأنا أفرح بها، ولي فيها:
__________
1 انظر تاريخ بغداد "4/ 401".
2 انظر وفيات الأعيان "1/ 125"، والوافي بالوفيات "8/ 96".(26/321)
رأيتُ في الرأس شعرةً بَقِيَتْ ... سوداءَ تَهوى العيونُ رؤيتهَا
فقلتُ للبيضِ إذ تُروَّعها ... بالله إلّا رحمتِ غربتها
فقلَّ لَبْثُ السوداء في وطَنٍ ... تكونُ فيهِ البيضاء ضَرَّتها
ثم قال لي: بيضاء واحدة تروّع ألف سوداء، فيكف حال سوداء بين ألف بيضاء.
وتوفِّي النامي عن تسعين سنة. وشعره قليل، كان بطيء الخاطر، ربّما بقي أشهرًا في عمل القصيدة، وكان يَحْدُث لسيف الدّولة الحادثة أو الفتح فيُهَنّيه بذلك بعد أشهر.
والمَصّيصة مجاورة لَطَرسُوس على ساحل بحر الرُّوم، بناها صالح بن علي عمّ المنصور سنة أربعين ومائة، وهي اليوم بيد صاحب سيس.
348- أحمد بْن محمد بْن هارون1، أبو بَكْر الرّازي الدَّيْبُلي.
ذكر أنّه قرأ القرآن بحرف عاصم على حسنون بن الهيثم الدُّوَيْري صاحب هُبَيْرَة، وسمع من إبراهيم بن شريك، وجعفر الفِرْيابي.
ومولده سنة خمسٍ وسبعين ومائتين.
قال أبو العلاء الواسطي: قرأت عليه القرآن، وختمت عليه في جُمادي الآخرة سنة سبعين، وتُوُفّي لسبْعٍ بقين من رجب في السنة. وقال لي: قرأت على حسنون في سنة ثمانٍ وثمانين، وسنة تسعٍ وثمانين ومائتين، ثلاث ختْمات. وتوفِّي سنة تسعين.
وسمع منه: أبو العلاء، وأبو علي بن دُوما. وكان يكون بالحربية.
349- أحمد بن منصور بن الأغَر2 اليَشْكري الدِّينَورِي.
سكن بغداد، وروى عن: أبي بكر بن أبي داود، وابن دُرَيْد، والصُّولي، والغالب عليه الأخبار.
أدَّبَ الأمير حسن بن عيسى بن المقْتدر، فسمع من اليَشْكُرِيّات.
350- أحمد بن نصر بن خالد، أبو عمر الطليطلي ثم القرطبي.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "5/ 113".
2 انظر تاريخ بغداد "5/ 154"، والعبر "2/ 355".(26/322)
سمع: أحمد بن خالد، وأسلم بن عبد العزيز، وجماعة.
سمع منه الموطَّأ الأمير هشام وغيره.
351- إبراهيم بن ثابت1، الزّاهد القُدْوَة، أبو إسحاق الدّعّاء، بغداديّ كبير، لقي الْجُنَيْد وحَفِظَ عنه.
حكى عن: يوسف القوَّاس، وعلي بن الحسن القزويني، وغيرهما.
قال السلَمي: لقي الْجُنَيْدِ وَصَحب المشايخ، وكان من أورع الشيوخ وأزهدهم وألزمهم لطريقة الشريعة. قلت له: أوَصِني، قال: دَعْ ما تندم عليه.
وقال هلال بن المحسّن: بلغ المائة، ومات في صفر سنة سبعين.
352- إبراهيم بن جعفر2، أبو محمود الكُتامي المغربي، أحد قُوّاد المُعِزّ.
قَدِمَ دمشق مقدَّمًا على جيوش المصريين في رمضان سنة ثلاثِ وستّين، فرحّل عن دمشق ظالمًا العُقَيْلي، واستعمل على البلد جيش بن الصَّمْصامة ابن أخيه، ثم عزله وولَّى غيره، وعزله أيضًا، حتى قَدِمَ ريَّان الخادم بعزْلِ أَبي محمود، وجرت بين أبي محمود وبين الدماشقة حروب كثيرة وفِتَنٌ وأراجيف، فخرج إلى طبريّة، ثم إنَّه ولي دمشق بعد حُمَيْدان العُقَيْلي، وكان بها قسَّام، وقد قوي بها، وله أتباع وجُمُوع، فلم يكن لأبي محمود الكُتَامي معه أمر، وبقي ذليلًا مُسْتَضْعَفًا مع قسَّام، وكان ضعيفَ العقل سيّء التدبير.
توفِّي في صفر سنة سبعين.
353- إسحاق بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق3 بْن إِبْرَاهِيم بْن مُطرَّف، أبو بكر النَّضري الأندلسي، من أهل إسْتِجة.
سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن.
وكان نَحْوِيًّا لُغَويًّا شاعرًا بليغا فصيحًا.
توفِّي في شعبان.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "6/ 49".
2 انظر الكامل في التاريخ "9/ 9"، والوافي بالوفيات "5/ 340".
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 72".(26/323)
354- إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل1، أبو القاسم الحلبي.
حدَّث في هذه السنة بحمص في ذي القعدة عن: علي بن عبد الحميد الغضايري، ويعقوب بن إسحاق العسقلاني، وأبي أحمد العبَّاس بن الفضل المكّي، ويحيى بن علي الكنْدي، وأبي عبد الله محمد بن يزيد الدَّوْرَقِي، لقيه بطَرَسُوس وحدَّثه عن بِشْرِ بن معاذ، وغيره.
روى عن: المسدّد بن علي الأملوكي.
حرف الباء:
355- بِشْرِ بْن أحمد بن بِشْرِ2 بْنِ محمود، أبو سهل الإسْفراييني الدَّهْقَان، شيخ تلك النّاحية في عصره، أحد المذكورين بالشَّهامة.
سمع: محمد بن محمد بن رجا، وأحمد بن سهل، وجعفر السّاماني، وإبراهيم بن علي الذُّهْلي، ورحل إلى الحسن بن سُفْيان فقرأ عليه المُسْنَد، وسمع ببغداد محمد بن يحيى المَرُوزي، وعبد الله بن ناجية، والفِرْيابي، وسمع بالموصل من أبي يَعْلَى مُسْنَدَه، وأملى زمانًا.
قال الحاكم: انتخبتُ عليه وأملي زمانًا من أصولٍ صحيحة.
روى عنه: العلاء بن محمد بن سعيد، وشريك بن عبد الملك المهرجاني، ومحمد بن حميم الفقيه، محمد بن محمد بن أبي المعروف، وهم من شيوخ البيهقي، وعمر بن أحمد بن مسرور الزّاهد.
توفِّي في شوال وله ستٌّ وتسعون سنة.
حرف الحاء:
356- الحسن بن إسحاق بن إبراهيم3 بن زيد، أبو محمد الأصبهاني المعّدل.
رحل وحدَّث عن العراقيين والشاميين.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر العبر "2/ 355"، وشذرات الذهب "3/ 71"، وسير أعلام النبلاء "16/ 228".
3 انظر ذكر أخبار أصبهان "1/ 273".(26/324)
قال أبو نُعَيم: كثير الحديث، له معرفة وإتقان، ثنا عن: محمد بن سعيد البُرجُمي الحمصي، وعمر بن سهل، والحسن بن علي الشعراني الطَّبَراني.
وعنه: أبو بكر، وأبو نُعَيم، وآخرون.
357- الحسن بن بِشْرِ بْنِ يحيى1، أبو القاسم الآمدي النَّحْوي الكاتب.
سمع من إبراهيم بن عَرَفة نَفْطَوَيْهِ النّحوي وغيره، وله كتاب "المختلف والمؤتلف في أسماء الشعراء"، وكتاب "نثر المنظوم"، وكتاب "الموازنة بين أبي تمّام والبُحْتُرِي" وهو كتاب مشهور. وكتاب "شدّة حاجة المرء إلى أن يعرف نفسه"، وكتاب "فعلت وأفعلت" وهو كتاب نفيس في معناه، وكتاب "ديوان شعره" وله سوى ذلك من التّصانيف الأدبية.
ذكره التّنُوخي فقال: وُلِدَ بالبصرة وأخذ ببغداد عن: الأخفش، والزَّجّاج، وابن دُرَيْد، وغيرهم، وانتهت رواية القديم والأخبار في آخر عمره إليه بالبصرة، ومات سنة سبعين وقد وَلِي قضاء البصرة، وكان من أئمّة الأدب.
358- الحسن بن رَشيق2، أبو محمد العسكري، عسكر مصر، المعدل الحافظ.
روى عن: أبي عبد الرحمن النَّسَائي، وأحمد بن حمّاد زُغَبَة، وأحمد بن إبراهيم أبي دجانة المَعَافِري، والمفضّل بن محمد الجندي، وعلي بن سعيد بن بشير، ومحمد بن عثمان بن سعيد السّرّاج العنزي، ومحمد بن خالد البرذعي، وأحمد بن محمد بن يحيى الأنماطي، وأبي الرَّقْراق صاحب يحيى بن بكير، وأحمد بن محمد بن عبد العزيز المعلّم، ويموت بن المُزَرَّع، وخلق كثير.
وعنه: الدَارقُطْنيّ، وعبد الغني، وأبو محمد بن النّحّاس، وإسماعيل بن عمرو المَقْبُرِي، ويحيي بن علي بن الطحان، ومحمد بن مغلس الداوودي، ومحمد بن جعفر بن أبي المذكّر، وعلي بن ربيعة التميمي، وأبو القاسم علي بن محمد الفارسي، ومحمد بن الحسين بن الطّفّال، وآخرون من المصريّين والمغاربة وأهل الأندلس.
وكان محدِّث ديار مصر في زمانه.
__________
1 انظر الكامل في التاريخ "9/ 9"، والوافي بالوفيات "11/ 407"، والفهرست "155".
2 انظر العبر "2/ 355"، وميزان الاعتدال "1/ 490"، ولسان الميزان "2/ 207"، واللباب "2/ 137".(26/325)
قال أبو القاسم يحيى بن الطّحّان في تاريخه: روى عن النّسَائي وأحمد بن حمَّاد، وخلقٍ لا أستطيع ذِكْرهم، ما رأيت عالمًا أكثر حديثًا منه، قال لي: وُلدت في صفر سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين، وتوفِّي في جُمادى الآخرة سنة سبعين.
359- الحسن بن محمد بن يحيى1 بن المغيرة:
أبو علي الثَّقَفي الْجُرْجاني.
سمع عمران بن موسى بن مجاشع، وأبا بكر بن خُزَيْمَة، وأبا العبّاس السرَّاج.
وعنه: القاضي أبو بكر الْجُرْجاني، وحمزة السَّهْمي، وأبو الحسن الحناطيّ.
وقد سمع من البَغَوِي ببغداد.
360- الحسين بن أحمد2 بن حمدان بن خالويه:
أبو عبد الله الهمذاني النَّحْوي اللّغوي.
قَدِمَ بغداد فأخذ عن: أبي بكر بن الأنباري، وأبي بكر بن مجاهد، وقرأ عليه، وأبي عمر الزّاهد غلام ثَعْلَب، ونفْطَوَيْه، وأبي سعيد السّيرافي، وقيل: إنّه أدرك ابن دُرَيْدٍ وَأَخذ عنه، ثم إنَّه قَدِمَ الشّام وصَحِبَ سيف الدولة بن حمدان، وأدَّب بعض أولاده، ونفق شوقه بحلب، واشتُهِرَ ذكره، وقصده الطُّلاب من الآفاق.
أخذ عنه: عبد المنعم بن غلبون، والحسن بن سليمان، وغيرهما.
وكان صاحب سنة، وصنَّف في اللغة كتاب "ليس"، وكتاب "شرح الممدود والمقصور"، وكتاب "أسماء الأسد" ذكر له خمسمائة اسم، وكتاب "البديع في القراءات"، وكتاب "الْجُمَل في النّحو"، وكتاب "الاشتقاق"، وكتاب "غريب القرآن"، وله مصنَّفات سوى ما ذكرنا.
ومات بحلب سنة سبعين، وقيل: سنة إحدى وسبعين.
361- حَكَم بن محمد بن هشام3:
أبو القاسم القُرَشي القَيْرَواني المقرئ.
قرأ القران بالقَيْروان على الهوَّاري أبي بكر صاحب ابن خَيْرُون، ثم دخل مصر فجالس بنان الحمَّال الزّاهد، وسمع من الحسين بن محمد بن داود، وقرأ على قرائها،
__________
1 أحد الثقات الأثبات.
2 انظر العبر "2/ 356"، وطبقات المفسِّرين "1/ 148"، ولسان الميزان "2/ 267".
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 121".(26/326)
ودخل العراق فقرأ بها القراءات، وصحب أبا عمرو الزّاهد، وقدِم الأندلس فأكرمه المستنصِر.
وكان فيه صلابةٌ في السُّنَّة وإنكارُ على المُبْتَدِعَة، وكان يقرِئُ القرآن.
توفِّي في ربيع الآخر، عن ثنتين وثمانين سنة.
حرف الزاي:
362- الزبير بن عبيد الله بن موسى1:
أبو يعلى التوزي البغدادي، نزيل نيسابور.
سمع البَغَوِي، وابن صاعد، وطائفة، ورحل وحصّل، وتعاني التجارة.
وتوفِّي بالمَوْصِل سنة سبعين -رحمه اللَّه.
حرف العين:
363- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن جعفر2 بن أحمد بن زياد بن مهران: أبو محمد الشَّيْبَاني.
سمع: السّرّاج، وابن خُزَيْمَة.
توفِّي في جُمادى الآخرة بنَيْسَابور، وقيل: مات سنة إحدى وسبعين.
364- عبد الله بن أحمد بن الصدّيق3 المَرْوَزي:
سمع حديثًا من محمد بن إبراهيم البوسنجي، وسمع ممّن بعده.
وروى عنه: أبو بكر البَرْقاني، ومحمد بن عبيد الله الحنّائي، وجماعة من أبناء التّسعين.
365- عبد الله بن محمد الأصبهاني4:
أبو محمد الصائغ.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "8/ 473"، والمنتظم "7/ 106"، والكامل في التاريخ "9/ 9".
2 انظر تاريخ بغداد "9/ 391".
3 انظر تاريخ بغداد "9/ 390".
4 انظر أخبار أصبهان "2/ 76".(26/327)
سمع: الحسين بن إدريس بَهَراة، وجعفر الفِرّيابي ببغداد، وعلي بن سعيد العسكري بأصبهان، وجماعة.
وعنه: أبو نُعَيم، وأبو بكر أحمد بن محمد بن الأسود الشُّرُوطي، وغيرهما.
توفِّي في رجب سنة سبعين.
366- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد1 بْن فُورَك بن عطاء:
أبو بكر الأصبهاني المقرئ القبَّاب، هو الذي يعمل المحارة.
كان مُسْنَد أصبهان في عصره ومقرئها.
سمع: محمد بن إبراهيم الجيزاني في سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين، وأبا بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن محمد بن النّعمان، وعلي بن محمد الثَّقَفي، وعبد الله بن محمد بن سلام، وطائفة.
وقرأ القرآن على أبي الحسن محمد بن أحمد بن شنَّبود.
وعنه: أبو نُعَيم الفضل بن أحمد بن الخياط، وعلي بن أحمد بن مهران الصحَّاف، وأبنه عبد الرحمن بن أبي بكر، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الكاتب، وآخرون.
وتوفِّي في ذي القعدة.
قرأ عليه: أبو بكر محمد بن عبد الله بن المَرْزُبَان، وآخرون.
367- عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم2:
أبو عمر الأصبهاني القطّان.
رحل وسمع أبو القاسم البغوي، وابن أبي داود.
وعنه: أبو نُعَيم، وأبو بكر بن أبي علي.
368- عُبيد الله بن علي بن جعفر:
أبو الطيّب3 الدّقّاق.
عن: محمد بن سليمان الباهلي، وعبد الله بن الحسن الطيبي.
وعنه: البرقاني.
__________
1 انظر أخبار أصبهان "2/ 90"، وسير أعلام النبلاء "16/ 257"، والعبر "2/ 356".
2 انظر أخبار أصبهان "2/ 120".
3 انظر تاريخ بغداد "10/ 359"، والمنتظم "7/ 106".(26/328)
369- عبيد الله بن العباس بن الوليد بن مسلم1 الشَّطَوِي:
سمع: عبد الله بن ناجية، وإبراهيم بن موسى الْجَوْزي، وأحمد بن الحسن الصّوفي.
روى عنه: علي الظّاهري، وأبو العلاء الواسطي، وابن بكير، وأبو علي ابن دُوما.
وكان ثقة.
370- عبيد الله بن الحسين2:
أبو القاسم الحذَّاء قاضي المَوْصِل.
سمع: أبا يَعْلَى المَوْصِلي.
وعنه: أبو القاسم التَّنُوخي، وإبراهيم بن عمر البرْمَكيّ.
وهو أقدم شيوخ التَّنُوخي وفاة.
371- عَليّ بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد3 بْن عبيد:
أبو الحسن البغدادي الزجَّاج الشّاهد.
روى عن: أبي العلاء الْجَوْزَجَاني، وحسنون بن موسى.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي، وقَالَ: كَانَ نبيلًا، قرأ على أحمد بن سهل الأَشْنَاني.
وقال العتيقي: ثقة مأمون، مات في رجب وله خمسٌ وسبعون سنة.
372- علي بن عيسى بن محمد بن المُثَنَّى4:
أبو الحسن الهَرَوِي الماليني.
سمع: الحسن بن سُفَّيان، ومحمد بن المنذر بن شكر، وغيرهما.
وعنه: أبو يعقوب إسحاق القَرّاب، وأبو عثمان سعيد القُرَشي.
وتوفِّي في المحرم.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "10/ 359"، والمنتظم "7/ 106".
2 لا بأس به.
3 انظر تاريخ بغداد "12/ 7".
4 لا بأس به.(26/329)
373- عمر بن أحمد بن ريطة الأصبهاني1:
توفِّي فِي ربيع الأوَّل.
حرف الميم:
374- مُحَمَّد بْن جعفر:
أبو الحسين2 الأصبهاني الواعظ الأبحّ.
يروي عن: محمد بن سهل، وأبي عمرو بن عُقْبَة، وأحمد بن محمد بن أسيد، والهُذَيْلِ بْنِ عبد الله.
وكان كثير الحديث حَسَن المعرفة به.
روى عنه: أبو بكر ابن أُبيّ، وأبو نُعَيم.
وتوفِّي في شعبان.
375- محمد بن أحمد بن الأزهر3 بن طلحة:
أبو منصور الهَرَوِي الأزهَرِي النَّحْوِي اللُّغَوي الشّافعي.
سمع بهَرَاة من: الحسين بن إدريس، ومحمد بن عبد الرحمن السّامي، وطائفة، ثم رحل إلى بغداد وسمع: أبا القاسم البَغَوِي، وأبا بكر بن أبي داود، وإبراهيم بن عَرَفَة، ونَفْطَوَيْه، وابن السّرّاج، وأبا الفضل المُنْذِري، ولم يأخذ عن ابن دريد تدينًا له، قال: دخلت داره غير مرّة فألفيته على كرسيّه سكرانًا.
أخذ عنه: أبو عبيد الهَرَوِي صاحب الغريبين، وحدَّث عنه أبو يعقوب القرَّاب، وأبو ذرّ عبد بن أحمد، وأبو عثمان سعيد القرشي، وأبو الحسين الباشاني، وغيرهم.
وكان بارعًا في المذهب، ثقةً ورِعًا فاضلًا، وقيل: إنّه أُسِرَ فوجدوا بخطِّه قال: امتُحنتُ بالأسر سنة عارَضَتُ القرامطة الحاجّ بالهَبِير4، وكان القوم الذين وقعت في سهمهم عَرَبا نشأوا بالبادية يبتغون مساقط الغَيْثِ أَيام النَّجْع، ويرجعون إلى إعداد المياه في محاضرهم زمن القَيْظ، ويتكلّمون بطباعهم البدويّة، ولا يكاد يوجد في منطقهم
__________
1 في عداد المجهولين.
2 لا بأس به.
3 انظر العبر "2/ 356"، وسير أعلام النبلاء "16/ 315".
4 رمل زرود في طريق مكة.(26/330)
لحن أو خطأ فاحش، فبقيت في أسْرهم دهرًا طويلًا، وكنَّا نشتي بالدهناء، ونرتبع بالصمان1، وأسند منهم ألفاظًا جمَّة.
صنَّف كتاب "تهذيب اللُّغة" في عشْرِ مجلّدات، وكتاب "التقريب في التفسير"، وكتاب "تفسير ألفاظ كتاب المُزَني"، وكتاب "عِلَل القراءات"، وكتاب "الروح وما ورد فيها من الكتاب والسنه"، وكتاب "تفسير الأسماء الحُسْنَى"، وكتاب "الردّ على الليث"، وكتاب "تفسير إصلاح المنطق"، وكتاب "تفسير السبع الطوال"، وكتاب "تفسير ديوان أبي تمّام"، وله سوى ذلك من المصنَّفات.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْخَلالِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، أنا عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى، أَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَوَيْهِ، ثنا محمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الأَزْهَرِ إِمْلاءً، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ، ثنا محمد بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: شَهِدْتُ عُثْمَانَ وَعَلِيًّا، فَنَهَى عُثْمَانُ عَنِ الْمُتْعَةِ وَأَنْ يُجْمَعَ بَيْنَهُمَا، فلمَّا رَأَى ذَلِكَ عَلِيٌّ أهلَّ بِهِمَا، فَقَالَ: لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، فَقَالَ عُثْمَانُ: تَرَانِي أَنْهَى النَّاسَ وَأَنْتَ تَفْعَلُهُ! فَقَالَ: لَمْ أَكُنْ لأَدَعَ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِقَوْلِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ. إسناده صحيح، وهو شيء غريب؛ إذ فيه رواية علي بن الحسين عن مروان، وفيه تصويب مروان اجتهاد عليّ على اجتهاد عثمان، مع كون مروان عُثْمانيًّا، والله أعلم.
توفِّي في ربيع الآخر -رحمه الله. وُلِدَ سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
376- محمد بن أَحْمَد بن طالب2:
أبو الحسن البغدادي نزيل طرابلس الشام.
حدَّث عن: أبي القاسم البَغَوِي، وابن الأَنْبارِي، وحرمي بن أبي العلاء، وجماعة.
وعنه: حمزة بن عبد الله بن الشامّ، وعُبَيْدُ اللَّهِ بن القاسم الطَّرَابُلُسِيّان.
377- محمد بن أحمد بن محمد بن مسوّر3:
أبو عبد الله مولى بني هاشم القُرْطُبي.
__________
1 جبل في أرض تميم أحمر.
2 انظر تاريخ بغداد "1/ 310"، والوافي بالوفيات "2/ 47".
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 80".(26/331)
سمع من: من جدّه محمد بن مسوّر، وأحمد بن خالد، وجماعة، قال ابن الفَرَضي: كان شيخًا قليل العلم، سمعت منه أنا وغيري. توفِّي في صفر.
378- محمد بْن أحمد بْن محمد بن حمَّاد بن المتيّم:
أبو جعفر1 الهاشمي مولى الهادي.
سمع من: محمد بن يحيى المَرْوَزي، ومحمد بن جعفر القَتّات، والفِرّيابي.
وعنه: البرقاني، وأبو طاهر العلّاف، وأبو نعيم.
ورَّخه ابن أبي الفوراس، وقال: كان لا بأس به.
379- محمد بن إبراهيم بن الفرخان2:
أبو جعفر الأستراباذي الفقيه.
ثقة ثَبْتٌ مُتْقِن، نزل سمرقند، وبها توفِّي في ربيع الآخر.
روى عن: أبي القاسم البَغَوِي، وابن أبي داود.
وعنه: أبو سعد الإدريسي.
380- محمد بن جعفر بن الحسين3:
أبو بكر البغدادي، الورَّاق الحافظ، غُنْدَر.
سمع: الحسن بن علي بن شبيب المعمري، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وابن دُرَيْد، وأبا عَرُوبة الحَرّاني، ومَكّحُولا البَيْرُوتي، وأبا الْجَهم بن طِلاب، وأبا جعفر الطّحَاوي، وطائفة سواهم.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وابن جُمَيْعٍ الْغَسّاني، وعبد الرحمن السُّلَمي، وعمر بن أبي سعد الهَرَوِي، وأبو نُعَيم.
قال الحاكم: بقي عندنا بنَيْسَابور سنتين، سنة ست وسبع وثلاثين يفيدنا، وخرج
__________
1 انظر المنتظم "7/ 107".
2 انظر شذرات الذهب "3/ 73".
3 انظر ذكره أخبار أصبهان "2/ 296"، وتاريخ بغداد "2/ 152"، والمنتظم "7/ 107"، الكامل "9/ 9".(26/332)
لي أفراد الخُرَاسَانيّين من حديثي في سنة ستّ وستين، ودخل إلى أرض التُرْك، وكتب من الحديث ما لم يتقدَّمه فيه أحدٌ كَثْرَةً، ثم استُدْعِيَ من مرو إلى الحضرة ببُخَارى ليحدِّث بها، فتوفِّي -رحمه الله- في المَفَازة سنة سبعين.
وقال الخطيب: كان حافظًا ثقة.
381- محمد بن الحسن1:
أبو جعفر الفقيه الشافعي، المعروف بالباحث.
له ترجمة طويلة عند ابن الصَّلاح.
382- محمد بن حسنام:
أبو عمرو النَّيْسَابُوري الكاغَذِي2.
سمع جعفر بن أحمد، وعبد الله بن شِيرَوَيْه.
وعنه: الحاكم، وطائفة.
383- محمد بن العبّاس بن موسى3 بن فسانجس:
الوزير الكبير أبو الفرج الشَّيرازي، كاتب مُعِزّ الدولة.
ردَّ إليه أمور الأموال، فلمَّا مات المُعِز لقِّب بالوزارة من خليفة المطيع، ووزِر لعزِّ الدولة، ثم عُزِل بعد سنة وحُبس.
توفِّي في ذي القعدة سنة سبعين، وله اثنتان وستّون سنة.
384- مُحَمَّد بْن عليّ بْن عبد الله4:
أبو جعفر المَرْوَزي، أحد الشّعراء بخُراسان، ويعرَفُ بالباحث.
أخذ عنه الحاكم وقال: سمع بعد الأربعين وثلاثمائة، ومات ببُخَارى.
385- محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن بالويه:
أبو الحسين المُزَكّي5 النَّيْسَابُوري.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر اللباب "3/ 76".
3 انظر الكامل في التاريخ "9/ 9"، والوافي بالوفيات "3/ 198"، وسير أعلام النبلاء "16/ 308".
4 لا بأس به.
5 انظر اللباب "3/ 204".(26/333)
سمع: مُسَدّد بن قَطَن، وعبد الله بن شِيرَوَيْه، وجماعة.
وعنه: الحاكم، وأبو حفص بن مسرور.
386- محمد بن عبد الله بن سعيد1 البَلَوِي:
أبو عبد الله القُرُطُبي الغاسل.
سمع من: قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم، وطائفة.
وكان محدِّثًا كثيرًا، له حِفْظٌ وفَهْم، سمع من غير واحد، وكان يقرأ للعامَّة بقُرْطُبَة.
387- محمد بن عمرو2 بن سعيد:
أبو عبد الله الأندلسي.
حجَّ وسمع من: ابن الأعرابي، وحدَّث عنه، وكان يروي سُنَن أبي داود وأشياءً.
388- محمد بن محمد بن جعفر3 بن مطر:
أبو بكر أخو أبي أحمد. وُلِد الشيخ أبي عمرو بن مطر ببغداد.
سمَّعه أبوه من عبد الله بن شِيرَوَيْه، وأحمد بن إبراهيم بن عبد الله السرَّاج، وهذه الطبقة بنَيْسَابور، ولم يكن الحديث من شأنه.
قال الحاكم أبو عبد الله: كان قديمًا من أعيان الشّهود، ثم سكتوا عنه.
توفِّي في رمضان سنة سبعين.
389- محمد بن يحيى بن خليل4 القُرْطُبي:
روى عن أحمد بن خالد، وابن أيمن، وحجَّ فسمع من أبي سعيد بن الأعرابي وغيره.
ووَلِي أحكام الشرطة، وتوفِّي في رجب.
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 80".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 81".
3 في عداد الضعفاء.
4 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 80".(26/334)
المتوفّون في عشر السبعين وثلاثمائة تقريبًا لا يقينًا:
حرف الألف:
390- أحمد بن عبد الله البَغَوِي1 الأستراباذي:
شيخ مُعَمَّر. سمع: محمد بن جعفر بن طرخان الرواي، عن إسماعيل ابن ابنة السُّدّي، وطبقته.
روى عنه: أبو سعد الإدريسي، ومات بعد الستّين وثلاثمائة.
391- أحمد بن عبيد الله بن الحسن بن شُقَيْرٍ2:
أَبُو العلاء البغدادي النَّحوي.
وحدَّث بدمشق عن: ابن المُجَدَّر، وحامد بن شعيب، ومحمد بن محمد الباغَنْدِي، وأبي القاسم البَغَوِي، وابن دُرَيْد.
روى عنه: تمَّام الرّازي، ومكّي بن الغَمْر، وعبد الوهاب بن الجبّان، وغيرهم.
وصنَّف لسيف الدولة كتابًا في أجناس العِطْرِ وأنواع الطّيب، وكتابًا سمَّاه: المسلسل في اللغة؛ لأنّه كالسّلسلة، وله شِعْر.
392- أحمد بن علي بن إبراهيم3:
أبو الحسين الأنصاري الدمشقي.
حدَّث عن: أحمد بن عامر بن المُعَمَّر، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وغيرهم.
وعنه: الحافظ عبد الغني الأَزْدي، وأبو سعد الماليني، وعلي بن السّمْسار، وغيرهم.
393- أَحْمَد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه4 بْن سعيد:
أبو الخير الحمصي الحافظ.
قَدِمَ دمشق، وحدَّث عن محمد بن أحمد بن الأبحّ، ومحمود الرّافقي، وأحمد بن محمد بن خالد بن علي، ومحمد بن بركة، وأبي بكر الخرائطي، وخلق.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر بغية الوعاة "1/ 333".
3 انظر تهذيب ابن عساكر "1/ 398".
4 انظر تهذيب ابن عساكر "1/ 406".(26/335)
وعنه: تمّام الرّازي، وعبد الوهاب الميداني، ومكّي بن الغَمْر، ومحمد بن عَوْف المُزَني، وآخرون.
394- أحمد بن عبد الرحمن بن أبي المغيرة1 الأزدي الحاركي: أبو العبّاس البصريّ.
سمع: أحمد بن عمرو القَطِرانيِ، والبغدادي الصُّوفي.
وعنه: الحسن بن صَخْر.
395- أحمد بن محمد بن العلاء2:
أبو الفرج الشّيرازي ثم البغدادي الصُّوفي، نزيل الرّيّ.
حدَّث بأصبهان عن: البَغَوِي، وابن صاعد، وحسين الحلاج، والشَّبْلي، وهو صاحب حكايات.
روى عنه: أبو بكر بن أبي علي الذكواني، والقاضي زيد بن علي الرّازي، والحسين بن محمد الفلاكي الزَّنْجاني، وغيرهم.
ذكره ابن النّجار.
396- أحمد بن إسحاق بن محمد3 الحلبي:
القاضي أبو جعفر الملقَّب بالْجَرْد.
وُلّي قضاء حلب، وحدَّث عن أحمد بن خُلَيْد الحلبي، وعمر بن سِنان المَنْبِجي، وجماعة.
وعنه: القاضي أبو الحسن علي بن محمد الحلبي، وتمّام الرّازي، وابن نظيف، وآخرون.
397- أحمد بن الصَّقْر:
أبو الحسن4 المنبجي المقرئ.
قرأ عَلَى أَبِي طاهر بْن أَبِي هاشم، وبكار، وأبي بكر النّقّاش.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 لا بأس به.
3 انظر الوافي بالوفيات "6/ 239"، وسير أعلام النبلاء "4/ 62".
4 انظر معرفة القراء الكبار "1/ 270".(26/336)
وصنَّف كتاب "الحُجَّة في القراءات السَّبْع".
روى عنه: ابن عمر المَنْبِجِي، وعلي بن معيوف العين ثَرْمَائي.
نقل ابن عساكر أنَّه توفِّي قبل الستين وثلاثمائة، وأحسبه بعد ذلك قليلًا.
398- أحمد بن محمد بن علي1 بن الحَكَم:
أبو بكر النَّرْسِي.
سمع عمر بن أبي غيلان، وعبد الله المدائني بن زيدان البَجَلي، وأبا عَرُوبة، وعبد الله بن علي بن الأخيل الحلبي.
بقي إلى سنة ست وستّين، وانتقى عليه الدَارقُطْنيّ بمصر.
روى عنه: محمد بن الحسن النّاقد، وعلي بن منير الخلال، وعبد الجبّار بن أحمد الطَّرَسُوسي.
399- أحمد بن محمد بن عليّ2 بن هارون:
أبو العبّاس البرذعي الحافظ.
حدَّث بدمشق عن: ابن أبي داود، ومكحول البَيْرُوتي، ونَفْطَوَيْه النَّحْوي، وابن عُقْدَةَ الحافظ.
وعنه: تمَّام، وأبو نصر بن الجبّان، ومكّي بن الغَمْر، والحسن بن علي بن شوّاش.
400- أحمد بن محمد بن علي3 بن مُزاحِم:
أبو عمرو الصُّوري.
سمع: جماهر بن محمد الزَّمْلَكَاني، وأبا يعقوب المَنْجَنيقي نزيل مصر.
وعنه: فتاه فاتك.
401- أحمد بن محمد4 بن منصور:
الإمام أبو بكر الدَّامَغاني، شيخ الحَنَفيَّة ببغداد.
تفقَّه بمصر على الطَّحَاوي، وببغداد على أبي الحسن الكَرْخي، فلمَّا فُلِجَ الكَرْخي جعل الفَتْوَى إليه، فأقام ببغداد وهراة دهرًا يدرِّس ويفتي.
__________
1 تهذيب ابن عساكر "2/ 69".
2 انظر تهذيب ابن عساكر "2/ 67".
3 انظر تهذيب ابن عساكر "2/ 66، 67".
4 انظر تاريخ بغداد "5/ 97".(26/337)
أخذ عنه القاضي أبو محمد الأَكْفاني وغيره.
402- إسحاق بن إبراهيم1:
العَلامة الفارابي اللُّغوي.
صنَّف كتاب "ديوان الأدب" في اللّغة. كان من كبار أئمّة هذا الفنّ، وهو معاصر الأَزهريّ صاحب "التهذيب". سافر الكثير، ورحل إلى اليمن، فعزم فُضَلاؤها على قراءة ديوان الأدب عليه، فَبَغَتَهُ الأَجَلُ قبل ذلك.
وهو خال ابن نصر الْجَوْهَري صاحب " الصِّحَاح"، وهما تركيَّان، قاما بضبْط لسان العرب قيامًا لم تنهض به العرب العَرْباء.
وكان الْجَوْهَرِي من أبدع أهل زمانه كتابةً، فنسخ في سنة ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة نسخة بديوان الأدب.
وفيه يقول بعض الشعراء:
كتاب ديوان العرب ... أحلى جَنًا من الضَّرَبْ
أَوْدَعَهُ مُنْشِئُه ... أَكْثَرَ ألفاظِ العَرَب
ما ضَرَّ مَن يُحْسِنُه ... خُمُولُ ذِكْرٍ في النَّسَب
وللفارابي من الكتب أيضًا كتاب "بيان الإعراب"، وكتاب "شرح أدب الكاتب".
توفِّي بزبيد في هذه الحدود أو بعدها، رحمه الله.
403- إسماعيل بن علي بن محمد2:
أبو الطّيّب الفحّام، بغداديّ جليل.
وثَّقه البَرْقاني.
سمع: ابن ناجية، وأبا يعلى المَوْصِلي، وابن ذَرِيحْ، وطبقتهم.
وعنه: البَرْقَاني، وأبو العلاء الواسطي القاضي، ومحمد بن عمر بن بكير، وغيرهم.
404- إسماعيل بن علي بن محمد:
أبو الطيِّب الفحَّام.
بغدادي جليل، وثَّقه البرقاني.
__________
1 انظر الأنساب "2/ 415"، والوافي بالوفيات "8/ 395"، واللباب "2/ 402".
2 انظر تاريخ بغداد "6/ 307".(26/338)
سمع: ابن ناجية، وأبا يَعْلَى المَوْصِلي، وابن ذَرِيحْ، وطبقتهم.
وعنه: البَرْقَاني، وأبو العلاء الواسطي القاضي، ومحمد بن عمر بن بكير، وغيرهم.
حرف الحاء:
405- الحسن بن علي بن داود1:
أبو علي المصري المطرّز.
حدَّث ببغداد عن: أبي شيبة داود بن إبراهيم، ومحمد بن محمد بن النّفّاح الباهلي، وعلي بن أحمد بن علان.
وعنه: البَرْقَاني وجماعة. وانتخب عليه الدَارقُطْنيّ سنة ثلاث وستين.
406- الحسن بن علي بن عمر2 الحلبي:
أبو محمد بن كَوْجَك العَبْسي الأديب.
روى عن: الغضائري، وعبد الرحمن ابن أخي الإمام، ومحمد بن جعفر المَنْبجِي.
وعنه: تمَّام، وعبد الوهاب الميداني، ومكّي بن الغمْر، وآخرون.
407- الحسن بن محمود بن أَحْمَد3 بن محمود:
أبو القاسم الرَّبعي الدَّمشقي.
روى عن: محمد بن خريم، وابن جوصا، ومحمد بن يوسف الهَرَوِي.
وعنه: تمَّام، ومكّي بن الغمر، ومحمد بن عون المزين.
408- الحسين بن محمد بن أسد4:
أبو القاسم الدَّيْبلي.
حدَّث بدمشق عن: محمد بن عثمان بن أبي شَيْبة، والحَسَن بن عَلَوِيّة القطّان، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي.
وعنه: تمَّام الرّازي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأبو العبَّاس بن السمسار.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر تهذيب ابن عساكر "4/ 232".
3 انظر تهذيب ابن عساكر "4/ 251، 252".
4 انظر تهذيب ابن عساكر "4/ 358".(26/339)
حرف السين:
409- السَّريّ بن أحمد الكِنْدي1:
أبو الحسن المَوْصِلي، الشاعر المعروف بالرّفّا.
شاعر محسِنٌ، له مدائح في سيف الدّولة، وكان بين الرّفّا وبين الخالدين، هجاءٌ وأمورٌ، وآل بهما الأمر إلى أذِيَّته، حتّى قطع سيف الدّولة رسمه، فانحدر إلى بغداد ومدح الوزير أبا محمد المهلّبي، فقَدِم الخالِدِيّان، وهما محمد وسعيد ابنا هاشم إلى بغداد، وشرعا يُؤْذِيانه بِكلّ ممكن، حتى يُقال: إنّه عُدِمَ القُوت، فجلس يَنْسَخُ ويبيع شعره. وتوفِّي بعد الستين وثلاثمائة، وديوانه موجود بأيدي الفُضَلاء.
فمن شعره:
بنفسي من أَجُود له بنفسي ... ويَبْخَلُ بالتحيّة والسلام
ويلقاني بعزّةِ مُسْتطِيلٍ ... وألقاه بذِلّة مُسْتَهَامٍ
وَحَتفي كامن في مقلتيه ... كموت المَوْتِ في حَدّ السّهامِ
وله:
بنفسي من رَدَّ التّحِيّة ضاحكًا ... فجدّدَ بعد اليأس في الوَصْلِ مَطْمَعي
وحَالَتْ دُمُوعُ العينِ بيني وبينه ... كأنَّ دموعَ العَيْن تَعْشَقُهُ معى
وله:
ولا وَصْلَ إلّا أنْ أَرْوح ملججًا ... على أخضر من فوق أدْهم مُزْبدِ
شَوائل أَذْنابٍ يُخَيل أنها ... عقارب دبَّت فوق صرح ممرد
410- صالح بن إدريس بن صالح:
أبو سهل البغدادي المقرئ، نزيل دمشق. قرأ على أبي بكر بن مجاهد، وعلي بن سعيد بن ذؤابة، والحسن بن حبيب الحصائري الدمشقي. وحدَّث عن يحيى بن صاعد، وأبي عيسى محمد بن أحمد بن قطن. قرأ عليه: أبو الفتح المظفَّر بن برهان، وعلي بن داود الدَّاراني، وعبد المنعم بن
__________
1 انظر تاريخ بغداد "9/ 194"، والمنتظم "7/ 62"، والأنساب "6/ 247"، وسير أعلام النبلاء "16/ 218".(26/340)
غلبون الحلبي. وحدَّث عنه: تمَّام، وعبيد الله بن أحمد بن محمد بن فُطَيْس، وغيرهما.
حرف العين:
411- عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن أيوب1:
والد أبي محمد نصر بن الجبان الدّمشقي.
يروي عن: ابن خُرَيْم، وابن جَوْصَا، وغيرهما.
وعنه: ابنه، ومحمد بن عَوْف المُزَني، ومكّي بن محمد بن الغَمْر.
412- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي العجائز2:
أبو محمد الأزْدي الدّمشقي.
روى عن: أبي الجهمْ بن طِلاب، وأبي بكر الخرائطي، وجماعة.
وعنه: عبد الغني المصري، وأبو الحسين عبد الوهاب الميداني، وسعيد بن فطيس.
413- عبد الجبَّار بن عَبْد اللَّه بن مُحَمَّد3:
أَبُو عَليّ بن مهنّا الخَوْلاني الدّاراني، مصنّف "تاريخ داريا".
حدَّث عن: ابن جَوْصَا، ومحمد بن يوسف الهَرَوِي، ومحمد بن جعفر الخرايطي، والحسن بن حبيب الحضايري، وجماعة غيرهم، ورحل فسمع بالرَّمْلَة وأنطاكية.
روى عنه: تمَّام، وعلي بن طوق، وأبو نصر بن الجبان، وعلي بن محمد الخراساني نزيل داريا.
414- عبد الرحمن بن المظفر4 البغدادي:
نزيل هَرَاة.
__________
1 انظر تاريخ دمشق "9-11".
2 انظر تاريخ دمشق "2/ 200".
3 انظر تاريخ دمشق "24/ 337".
4 تاريخ بغداد "10/ 298".(26/341)
روى عن: أبي القاسم البَغَوِي، وابن صاعد، وجماعة.
روى عنه: أبو بكر البَرْقَانيّ ووثَّقه.
415- عبد العزيز بن محمد بن إسحاق1 الطبري المتكلّم:
روى عن: محمد بن جرير الطبري، وأخذ الكلام عن: أبي الحسن الأشعري.
قال ابن عساكر: سكن دمشق ونشر بها مذهب السُّنَّة، وله مصنَّف في الردِّ على المقتدر والملحد.
416- عبد المؤمن بن عبد المجيد:
أبو يعلى النسفي2.
روى عن: محمد بن إبراهيم البوسَنْجِي، وإبراهيم بن معقل.
روى عنه: جعفر بن محمد التوبني.
417- علي بن محمد بن أحمد بن عطيّة3 الحضْرمي البصْري:
سمع من: الحارث بن أبي أسامة.
وعنه: أبو عبد الله بن باكَوَيْه الشيرازي.
لا أعرفه.
418- علي بن محمد بن أحمد القصّار4 الأصمّ:
عن: عبد الله بن ناجية، وغيره.
وعنه: علي بن عبد العزيز الطّاهري، والبَرْقَانيّ، وقال: ثقة.
419- عمر بن أحمد بن عمر5:
القاضي أبو عبد الله القصباني، بغدادي ثقة.
روى عن: علي المَقَانِعي، وجماعة.
روى عنه: البَرْقَانيّ، وابن بكيرٍ، وأبو نُعَيم، ومن الكبار الدارقطني ووثَّقه.
__________
1 انظر معجم البلدان "2/ 432".
2 انظر اللباب "3/ 371".
3 في عداد المجهولين.
4 أحد الثقات، وثقه البرقاني، وهو تلميذ الدارقطني.
5 انظر تاريخ بغداد "11/ 251".(26/342)
420- عمر بن بشران بن محمد1 بن حفص البغدادي السّكْري:
سمع: علي بن العبّاس المَقَانعي، وعبد الله بن زيدان، وأحمد بن الحسن الصُّوفي، والبَغَوِي، وطبقتهم.
وعنه: أبو بكر البَرْقَانيّ، وقال: كان حافظًا كثير الحديث، وهو أخو جدّ أبي القاسم بن بشران.
مات قبل سنة ثمان وستين.
421- عمر بن نوح بن خلف2 بن محمد بن الخصيب:
أبو القاسم البجلي البُنْدَار.
شيخ جليل من ثقات البغداديّين.
روى عن: أبي خليفة الْجُمَحي، ومحمد بن أبي سُوَيْد الذّارع، وجعفر الفِرْيابي، وزكريّا السّاجي، وطائفة.
وعنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ، وبشري الفاتني، وعلي الظّاهري، ومحمد بن عمر بن بكير.
سُئِلَ عنه البرقاني فقال: ذاك في قياس أبي علي الصّوّاف في الفضل والثّقة.
قيل: مولده سنة سبعٍ وسبعين ومائتين، ومات بعد سنة أربع وستين وثلاثمائة.
حرف الفاء:
422- فاروق بن عبد الكبير بن عمر3:
أبو حفص الخَطابي البَصْري، محدِّث البصْرة ومُسْندها.
سمع: محمد بن يحيى بن المنذر القزاز، وعبد الله الكجي بن أَبِي يونس، وهشام بن علي السَّيرافي، وأبا مسلم إبراهيم بن عبد الله الكَجّي، وجماعة.
وبقي إلى سنة إحدى وستين أو اثنتين وستين.
__________
1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "11/ 256".
2 انظر تاريخ بغداد "11/ 255".
3 انظر العبر "2/ 357"، وشذرات الذهب "3/ 74".(26/343)
روى عنه: علي بن يحيى بن عبدكويه، وأبو بكر محمد بن أبي علي الذكواني، وأبو نُعَيم أحمد بن محمد الصَّقْر البغدادي.
423- فرج بن إبراهيم:
أبو القاسم النّصِيبي1 الصُّوفي الأعمش، يُعرَف بفرج.
روى عن: أبي بكر الخرايطي، وأبي سعيد بن الأعرابي.
وعنه: تمَّام الرّازي، ومكّي بن الغَمْر، وأبو عبد الله بن باكَوَيْه الشّيرازي.
424- محمد بن أحمد بن غريب2 بن طريف:
أبو المُنيب الطّبري الفقيه.
قَدِمَ أصبهان، ثم خرج إلى شِيراز، وحدَّث عن: يحيى بن محمد بن صاعد، وعلي بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر.
وعنه: أبو نُعَيم.
425- محمد بن أحمد بن جعفر3 بن يزيد:
أبو بكر بن آذين الهمذاني الفامي، الرجل الصالح.
سمع الكثير بعد الثلاثمائة بهمذان، ورحل إلى بغداد، فسمع من: محمد بن محمد الباغَنْدي، وحامد بن شُعَيب البَلْخي، وأبي القاسم البَغَوِي، وطائفة كثيرة، وعُنِيَ بهذا الشأن.
روى عَنْهُ: عليّ بْن عَبْد الله بْن عبدوس، وأبو منصور المحتسب، وعبد الرحمن الإمام، وأبو العلاء رافع العدل، وعبد الله بن أحمد الغَضَايري.
426- محمد بن أحمد بن جحوش4 الخُزَيْمي المُرّي الدّمشقي: كان من أهل العلم والبيوتات.
سمع: أحمد بن أنس بن مالك، ومحمد بن يزيد بن عبد الصّمد، وابن خزيمة، وأبي العباس السرَّاج وخلقًا.
__________
1 انظر اللباب "3/ 312".
2 انظر ذكر أخبار أصبهان "2/ 294".
3 لا بأس به.
4 انظر السابق.(26/344)
وله رحلة إلى خراسان.
روى عنه: تمَّام، وعبد الوهاب المَيْداني، وقد ولي خطابة دمشق.
قال الميداني: كان مقصّرًا في صلاته وخطبته؛ لأنّه مقامٌ هائل.
427- محمد بن أَحْمَد بْن محمد1 بْن يعقوب بْن مجاهد الطائي: أبو عبد الله المتكلّم، صاحب أبي الحسن الأَشْعري، وهو بَصْريّ.
قدِمَ بغداد ودرَّس بها عِلْم الكلام، وصنَّف التّصانيف، وعليه درس القاضي أبو بكر بن الطّيّب الباقِلاني هذا الفنّ.
قال الخطيب: ذكر لنا غير واحد أنَّه ثخين السّتْر، حَسَنَ التديّن، رحمه اللَّه.
428- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه2:
أَبُو عبد الله النقوي اليمني الصنعاني، بعد العشرين وأربعمائة بمكّة.
ذكر حمزة السّهمي أنَّ رفيقه ابن دلّان رحل إلى اليمن ليسمع من النَّقَوِي في سنة سبْعٍ وستّين.
وروى عنه "جامع عبد الرّزّاق" أبو نصر أحمد بن محمد الباكوي النيسابوري في سنة أربعمائة.
429- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن3 عَبْد اللَّه بْن بُنْدار الحافظ:
أبو زُرْعَة الإسْتِراباذي، المعروف باليمني؛ لسّكْناه اليمنَ مدّةً.
سمع على: الحسن بن معدان الفارسي، وأبا القاسم البَغَوِي، وأبا العبّاس السّرّاج، وأبا عَرُوبة الحرّاني، وطبقتهم.
وله رحلة واسعة ومعرفة.
توفِّي سنة بضعٍ وستيّن.
روى عنه: أبو سعيد الإدريسي، وحمزة السَّهْميّ، وغيرهما.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "1/ 343"، والعبر "2/ 358"، وشذرات الذهب "3/ 74".
2 انظر العبر "2/ 358"، واللباب "3/ 323".
3 انظر تاريخ جرجان "540".(26/345)
430- محمد بن حَميد بن مَعْيُوف1 بن بكر:
أبو بكر الهمذاني البيت سَوَا الدمشقي.
سمع: محمد بن المُعَافَى الصَّيْداوي، والحسين بن علي بن عوانة الكَفْربَطنَائي، ومحمد بن حصن الآلوسي، ومضاء بن مقاتل الأدني صاحب لوين، وجماعة.
وعنه: تمَّام، ومكّي بن محمد بن الغَمْر، ومحمد بن عوف المُزَني، وعلي بن سمسار، وأبو الحسن المَيْداني، ووصفه بالصلاح.
431- محمد بن زرعان2:
أبو بكر الأنماطي.
حدَّث عن: جعفر الفِرْيابي، وأحمد بن الحسن الصُّوفي.
روى عنه: البَرْقَانيّ ووثَّقه.
بقي إلى سنة أربع وستين.
432- محمد بن زُرَيْق:
أبو منصور البَلَدِي3 المقرئ.
قرأ القرآن لابن كثير على محمد بن عبد العزيز بن الصّبّاح، وسمع من: أبي يَعْلَى المَوْصِلي، وابن المنذر الفقيه، وتصدَّر للإقراء بطَرَسُوس من الثّغْر.
قرأ عليه: عبد الباقي بن الحسن، وحدَّث عنه: تمَّام، وعبد الوهاب الميداني، والهيثم بن أحمد الصباغ.
433- محمد بن سعيد بن عبدان4:
أبو الفرج الفارسي ثم البغدادي، نزيل طرابلس الشام، ويُعرف بابن أبي عثمان.
روى عن: حامد بن شُعَيْب، وعلي بن زاطيا، وعبد الله المدائني، والمفضّل الجندي، وطبقتهم.
وعنه: تمَّام، والحافظ عبد الغني، وأبو العبّاس بن الحاجّ، وشهاب الصُّوري.
__________
1 انظر معجم البلدان "1/ 521".
2 انظر تاريخ بغداد "5/ 290".
3 انظر اللباب "1/ 173"، ومعجم البلدان "1/ 481".
4 انظر تاريخ بغداد "5/ 312".(26/346)
قال أبو الفتح بن مسرور: سألته عن مولده فقال: سنة سبعٍ وثمانين ومائتين، وكان ثقة. سمعت منه سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
434- مُحَمَّدُ بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد1 بْن أبي الخطّاب الحرّاني المَلَطيّ الأصل:
أبو عبد الله قاضي حمص.
سمع: يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن سعيد الترخمي، ومحمود بن محمد الرّافقي، وأبا عبد الله نَفْطَوَيْه، وجماعة.
وعنه: تمَّام، وعليّ بن بشري العطّار، وشعيب بن عبد الرحمن بن عمر، وجماعة.
435- محمد بن عبد الله بن شيرويه:
أبو بكر النيسابوري نزيل فسا2.
روى عن: أبيه، وأبوه صاحب إسحاق بن رَاهَوَيْه، وعن: الحسن بن سفيان، ومحمد بن عبد الله الدُّوَيْرِي.
وعنه: أبو سعد الماليني وغيره.
وثَّقه ابن نقطة.
436- محمد بن عبد الرحمن بن الفضل3 بن الحسين:
أبو بكر التميمي الْجَوْهَري الخطيب، صاحب التّفاسير والقراءات، كذا قال فيه أبو نُعَيم.
سمع: أبا خليفة، وعَبْدان الأهوازي، وأحمد بن الحسن الصّوفي، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي المعّدل، وأبو نُعَيم، وقال: تُوُفّي بعد الستّين.
437- محمد بن عبد الواحد بن إسماعيل الهاشمي4 البغدادي:
يروي عن: محمد بن محمد الباغَنْدِي، وغيره.
وعنه: أبو سعد الماليني، وأبو بكر البَرْقَانيّ، وقال البَرْقَانيّ: كان ثقةً زاهدًا.
__________
1 انظر تاريخ دمشق "38/ 164".
2 انظر معجم البلدان "4/ 260، 261".
3 انظر ذكر أخبار اصبهان "2/ 293".
4 انظر تاريخ بغداد "3/ 359".(26/347)
438- مُحَمَّد بْن علي بْن مُحَمَّد1:
أبو بكر المالكي الخراز.
سمع: أبا مسلم الكَجّي، وحامد بن شعيب البلخي.
وقال الخطيب: ثقة.
439- محمد بن القاسم بن سعيد بن ناصح:
أبو بكر الكرجي، نزيل شيراز.
سمع محمد بن أيوب الرازي، روى عنه أبو عبد الله بن باكويه.
440- محمد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه2:
أبو الحُسين الْجُرْجاني المقرئ الحافظ، ثقة رحّال جوَّال.
سمع: عمران بن موسى بن مجاشع، وابن خُزَيْمَة، وابن جَوْصَا، وأبا العبّاس السّرّاج، وطبقتهم، وأكثر الترحال في الشيخوخة.
روى عنه: أبو نُعَيم الحافظ.
441- محمد بن محمد بن عمرو3:
أبو نصر النَّيْسَابُوري، المحدِّث الشاعر الملقَّب بالبَيْض.
نزل حلب ومدح سيف الدّولة.
ويروي عن: إمام الأئمّة ابن خُزَيْمَة، والبَغَوِي، وعَبْدان الأهْوازي، وأبي عَرُوبة، وزكريّا السّاجي، وابن نيروز الأنْماطي، وابن عُقدَة.
وعنه: حمزة بن الشّامّ، وأحمد بن عبد الرحمن بن قابوس الأطرابُلُسِيّان، وأبو الخير أحمد بن علي، ولاحق المَقْدِسي، وغيرهم.
وهو صاحب القصيدة المطبوعة التي أوّلها:
حَبَاؤُكَ مُعْتَادٌ وأَمْرُكَ نافِذٌ ... وعبدُكِ مُحْتَاجٌ إلى ألفِ دِرْهَم
وقد أوردتُها في "مختصر دمشق".
رأيت له مجلَّدًا في أصول الفقه سمَّاه "المدخل إلى الاجتهاد" يدل على اعتزاله، وعلى حفظه للحديث وسعة رحلته.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "3/ 87".
2 انظر ذكرأخبار أصبهان "2/ 292".
3 انظر تاريخ دمشق "39/ 308، 309".(26/348)
442- مُسْلِم بْن عُبَيْد اللَّه بْن طاهر1 بن يحيى بن الحسن، أبو جعفر العَلَوِي الحَسَني المَدَني.
سمع: من جدّه طاهر، ومحمد بن إبراهيم الدَّيْبُلي، وأبي بِشْرٍ الدُّولابي، والخضر بن داود.
سمع كتاب "النَّسب" للزُّبَيْر.
روى عنه: الدارقطني، وعبد الغني بن سعيد الأزدي، ويحيى بن علي الطحان. وقال الدَارقُطْنيّ: هو حافظٌ نبيل.
443- موسى بن عبد الرحمن2:
أبو عمران البَيْرُوتي الصّبّاغ المقرئ، إمام جامع بيروت.
كان أَسْنَدَ من بقي بالسّاحل، فإنَّه قرأ القرآن على هارون بن شريك الأخفش، وسمع من أبي زُرْعَة المَوْصِلي، وأحمد بن عبد الوهاب الحَوْطي، وأبي مسلم الكَجّي، والحسين بن السَّمِيدَع، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه بْن منده، وأبو الحسين ابن جُمَيْع، وابنه الحسن بن جُمَيْع، وتمَّام الرّازي، والخصيب بن عبد الله القاضي، وعبد الوهاب المَيْداني، وصالح بن أحمد المَيَانجِي، وغيرهم.
ويُحْتَمَل أن تكون وفاته قبل الستّين، يُكْتَب هنا.
حرف الياء:
444- يوسف بن يعقوب النّجيرَمي3:
أبو يعقوب، بصْري مشهور، عالي الإسناد.
سَمِعَ: أَبَا مُسلْمِ الكَجّيّ، والحسن بْن المثنَّى العَنْبري، والمفضل بن الحُبَاب الجُمَحَي، وزكريّا بن يحيى السّاجي، ومحمد بن حيّان المازني، وجماعة.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر معرفة القراء الكبار "1/ 257، 258"، ومعجم الشيوخ لابن جميع "161، 162".
3 انظر العبر "2/ 358"، واللباب "3/ 300".(26/349)
روى عنه: أبو نُعَيم الحافظ، وأبو عبد الله محمد بْن عَبْد الله بن باكَوَيْهِ الشّيرازي، وإبراهيم بن طلحة بن غسّان المطوّعي، وجماعة آخرهم القاضي أبو الحَسَن محمد بْن علي بْن صخْرٍ الأَزْدي.
وقد حدَّث في سنة خمس وثلاثمائة.
الكُنَى:
445- أبو الحسن بن عطيّة البصْري1:
روى عن: الحارث بن أبي أسامة التميمي.
وعنه: أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن باكويه الشيرازي.
446- أبو الحسن الباهلي البصْري المتكلّم2:
أخذ عن الأشْعَرِي عِلْمَ الْمنْطقِ، وسمع وتقدَّم، وكان من أذكياء العالم، مع الدّين والتعبُّد.
قال ابن الباقلاني: كتبت أنا والأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني، والأستاذ ابن فُورَك معنا في درس أبي الحسن الباهلي، كان يدرِّس لنا كل جمعة، وكان يرخي الستر بيننا وبينه، وكان من شدّة اشتغاله بالله مِثْلَ والهٍ أو مجنون، لم يكن يعرف مبلغ دَرسنا حتى نذكِّره، وكنَّا نسأل عن سبب الحجاب، فأجاب بأنّنا نرى السُّوقَة وهم أهل الغفلة، فيروني بالعين التي ترونهم، وكان يحتجب من جارية تحدثه.
قال أبو إسحاق الأسفراييني: أنا في جانب أبي الحسن الباهلي كقَطْرة في البحر.
447- ابن نُباته الخطيب3:
هو الأستاذ البارع أبو يحيى عبد الرحيم بن محمد بن إسماعيل بن نباته الفارقي.
ذكرته في سنة أربعٍ وسبعين، وسيأتي والله أعلم.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 لا بأس به.
3 انظر سير أعلام النبلاء "10/ 227"، وشذرات الذهب "4/ 83"، والبداية والنهاية "11/ 303".(26/350)
بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة الثامنة والثلاثون:
أحداث سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، أحداث سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة:
سرقة السبع الفضة لعضد الدولة:
فيها: سُرق السّبُع الفضة الذي على زبزب عضُدُ الدولة، وعجب النّاس كيف كان هذا مع هيبة عضُدُ الدولة المُفرِطة، وكونه شديد المعاقبة على أقلِّ جناية تكون، وقُلِبت الأرض على سارقه، فلم يوقف له على خبر، ويقال: إنَّ صاحب مصر دسَّ من فعل هذا.
وكان العزيز العُبَيْدي قبل هذا قد بعَث رسولًا إلى عضُدُ الدولة، وكتابًا أوّلُهُ: "من عبد الله نِزار العزيز بالله أمير المؤمنين، إلى عضُدُ الدولة أبي شُجاع مولى أمير المؤمنين، سلامٌ عليك، فإنّ أمير المؤمنين يَحْمَد إليك الله الذي لا إله إلّا هو، ويسأله أن يصلّي على جدّه محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، والكتاب مبنيّ على الاستمالة مع ما يَسرّ إليه الرسول عُتْبَةُ بن الوليد، فبعث مع الرسول رسولًا له، وكتابًا فيه مودّة وتعللات مجملة.
حريق الكرخ:
وفي ربيع الأول وقع حريق بالكَرْخِ مِنْ حدّ دَرْبِ القراطيس إلى بعض البزّازين من الجانبين، وأتى على الأساكفة والحدّادين، واحترق فيه جماعة، وبقي لهبه أسبوعًا.
تقليد عيسى بن علي الكتابة:
وفيها: قُلد أبو القاسم عيسى بن علي كتابة الطائع لله وخلع عليه.
أحداث سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة:
فتح المارستان العضدي:
فيها: فُتِحَ المارستان العَضْدي، أنشأه عضُدُ الدولة في الجانب الغربيّ من بغداد، ورتَّب فيه الأطباء والوكلاء والخُزّان، وكلَّ ما يُحتاج إليه، في ربيع الآخر.
وفي هذا الزّمان كانت البدع والأهواء فاشيةً بمثل بغداد ومصر من الرَّفْضِ وَالاعتزال والضَّلال، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
فذكر الحُمَيْدي في ترجمة أبي عمر أحمد بن محمد بن سعدي الأندلسي الفقيه(26/351)
ظَلامة كُبْرى، قَالَ: سمعت أَبَا عَبْد الله محمد بْن الفرج بن عبد الولّي الأنصاري، سمعت أبا محمد عبد الله بن الوليد قال: سمعت أبا محمد عبد الله بن أبي زيد الفقيه يسأل أبا عمر أحمد بن محمد بن سعدى المالكي عند وصوله إلى القَيْرَوان من بلاد المشرق، فقال: هل حضرت مجالس أهل الكلام؟ قال: نعم، مرتيّن، ولم أعد إليها، قال: ولِمَ؟ فقال: أمَّا أوّل مجلسٍ حضرتُهُ فرأيت مجلسًا قد جمع الفِرَق من السنة والبَدَعَة والكُفّار واليهود والنصارى والدهرية والمجوس، ولكل فرقة رئيس يتكلّم ويجادل عن مذهبة، فإذا جاء رئيس قاموا كلّهم له على أقدامهم، حتّى يجلس فيجلسون بجلوسه، فإذا تكلّموا قال قائل من الكُفّار: قد اجتمعتم للمناظرة، فلا يحتجّ أحدُ بكتابه ولا بنبيّه، فإنَّا لا نصدَق بذلك ولا نُقِرُّ به، وإنّما نتناظر بالعقل، فيقولون: نعم، فلما سمعت ذلك لم أعده، ثم قيل لي: هنا مجلس آخر للكلام، فذهبت إليه فوجدتهم على مثل سيرة أصحابهم سواء، فقطعت مجالس أهل الكلام. فجعل ابن أبي زيد يتعجَّب من ذلك، وقال: ذهبت العلماء وذهبت حُرْمَةُ الإسلام.
موت عضد الدولة:
وفي شوّال مات عَضُدُ الدولة، فكتموا موته، ثم استدعوا ولده صمصام الدولة من الغد إلى دار السّلطنة، وأخرجوا أمر عضُدُ الدولة بتولية العهد، ورُوسِلَ الطائع، وسُئِلَ أن يولّيه ففعل، وبعث إليه خُلَعًا ولواءً.
الخلع على أبي منظور:
وخُلِعَ على أبي منظور بن الفتح العلوي للخروج بالحاجّ وإقامة الموسم.
وتوفِّيت السّيدة بنت الخليفة المعتضد وأخت المكتفي، وقال حمزة: عاشت بعد أبيها ثلاثًا وثمانين.(26/352)
أحداث سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، أحداث سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، أحداث سنة ست وسبعين وثلاثمائة:
أحداث سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة:
ظهور وفاة عضد الدولة:
في ثاني عشر محرّم أَظْهِرت وفاة عضُدُ الدولة، وحُمِلَ تابوته إلى المَشْهَد، وجلس صَمْصَام الدولة ابنه للعَزَاء، وجاءه الطائع لله مُعَزِّيا، ولُطِم عليه في الأسواق أيّامًا عديدة، ثم ركب صمصام الدولة إلى دار الخلافة، وخلع عليه الطائع سبع خُلَعٍ، وتَوَّجه، وعقَد له لواءين، ولُقِّب "شمس الملة".
موت مؤيد الدولة:
وفيها: ورد موت مؤيّد الدّولة بن أبي منصور بن رُكْنِ الدولة بجُرْجان، فجلس صمصام الدولة للعزاء، وجاءه الطائع معزّيا، ولمَّا مات كتب الصّاحب إسماعيل بن عبّاد إلى أخيه فخر الدولة بالإسراع ليقْدِم. واستوزَرَ الصّاحبَ ورفع منزلته.
الغلاء المفرط:
وكان فيها غلاء مُفْرِط بالعراق، وبلغ كرّ الحنطة أربعة آلاف دينار وثمانمائة درهم، ومات خَلْقٌ على الطُّرق جوعًا، وعَظم الخطب.
خطلخ يتولى دمشق:
وفيها: وُلّي أمر دمشق خَطْلُخ القائد للعزيز بالله العبيدي.
أحداث سنة أربع وسبعين وثلاثمائة:
فيها: شرع أبو عبد الله بن سعدان في الصلح بن صمصام الدولة وفخر الدولة.
وفيها: كان عُرْسٌ ببغداد، فوقعت الدّار وهلك كثير من النّساء، وأُخْرِجن من تحت الهدْمِ بِالْحُليّ والزّينة، فكانت المصيبة عامة.
أحداث سنة خمس وسبعين وثلاثمائة:
صمصام الدولة يهمّ بوضع المكس:
فيها: همَّ صمصام الدولة أن يجعل المَكْسَ1 عَلَى الثّياب الحرير والقطن، مما يُنْسَج ببغداد ونواحيها، ودُفع له في ضمان ذلك ألف ألف درهم في السنة، فاجتمع النّاس في جامع المنصور، وعزموا على المنع من صلاة الجمعة، وكاد البلد يفتتن، فأعفاهم من ضمان ذلك.
أحداث سنة ست وسبعين وثلاثمائة:
كثرة الموت بالحميات:
فيها: كثُرَ الموت بالحُمّيّات الحادة، فهلك كثير من الناس ببغداد، وزُلْزِلَت المَوْصِل، فهدِّمت الدُّور، وهَلَكَ خلقٌ من الناس.
__________
1 أي الضريبة.(26/353)
ميل العسكر إلى شرف الدولة:
وفيها: مال العسكر إلى شَرَف الدّولة أبي الفوارس شِيرَوَيْه، وكان غائبًا بكَرْمان، فلمَّا بلغه موتُ أبيه عضُدُ الدولة ردّ إلى فارس، وقبض على وزير أبيه نصر النَّصراني، وجبى الأموال، وملك الأهواز، وأخذها من أخيه أحمد، وغلب على البصْرة، واستعدَّ لقصْدِ بغداد وأخْذِها من أخيه صَمْصام الدولة، فتركوا صمصام الدولة، فانحدر مسافرًا إلى شَرَف الدولة راضيا بما يعامله به، فلمَّا وصل قبَّل الأرض بين يديه مرّات، فقال له شَرَف الدولة: كيف أنت وكيف حالك في طريقك؟ ثم سجنه، واجتمع عسكر شَرَف الدولة من الدَّيْلَم تسعة عشر ألفًا.
قتال الأتراك والديلم:
وكان الأتراك ثلاثة آلاف غلام، فاقتتلوا، فانهزم الدَّيْلم وقُتِلَ منهم ثلاثة آلاف في رمضان، فأخذ الدَّيلم يذكرون صَمْصام الدولة، فقيل لشرف الدولة: أقتله، فأمنه سنة.
قدوم شرف الدولة إلى بغداد:
وقَدِمَ شَرَف الدولة بغداد، فركب الطائع إليه يهنئّه بالسّلامة، ثم خفي خبر صَمْصَام الدولة، وذلك أنّه حُمل إلى القلعة، ثم نفّذ إليه شَرَف الدولة بفَرّاش ليكحّله، فوصل الفرّاش وقد مات شرف الدولة، فكحّله، فالعجب إنفاذ أمر ملك قد مات.
وكان شَرَف الدولة قد ردَّ على لناس أملاكهم، ورفع المصادرة، فبَغَته الموتُ، وإنّما جرى ذلك في سنة تسعٍ وسبعين، ولكن سُقناه استطرادًا.(26/354)
أحداث سنة سبع وسبعين وثلاثمائة:
حريق مراكب العزيز:
كان العزيز صاحب مصر قد تأهَّب لغزو الروم، فأحرقت مراكبه، فاتّهم منها ناسًا، وقتل مائتي نفس.
وصول رسل ملك الروم بطلب الصلح:
فلمَّا دخلت سنة سبعٍ وصلت رُسُل ملك الرّوم في البحر إلى ساحل القدس بتقَادُمَ للعزيز، فدخلوا مصر يطلبون الصُّلح، فأجابهم العزيز، واشترط شروطًا شديدة التزموا بها كلّها، منها: أنّهم يحلفون أنّه لا يبقي في مملكتهم أسير إلّا أطلقوه، وأن يُخْطَب للعزيز في جامع القسطنطينية كلّ جُمُعة، وأنّ يحُمل إليه من أمتعة الروم كلّ سنة ما اقترحه عليهم، ثم ردَّهم بعقد الهدنة، فكانت سبْعَ سنين.
ورود الوزير أبي منصور إلى بغداد:
وفيها: ورد الوزير أبو منصور محمد بن الحسن، فتلقَّاه الأمراء والأعيان، فلمَّا قارب بغداد تلقَّاه السلطان شَرَف الدولة بالشّفيعي، ودخل في سادس المحرّم في صُحبةٍ خزانةٍ عظيمة، منها: عشرون ألف ألف درهم، وثياب وآلات كثيرة، وكان يغلب عليه الخيرُ وإيثار العدلَ، وكان إذا سمع الأذان ترك جميع شُغُله وتهيّأ للصّلاة، وكان لا يكاد يترك عاملًا أكثر من سنة.
الميثاق بين شرف الدولة والطائع:
وفي صَفر عُقِد مجلسُ عظيم، وصدرت التَّوْثقَةُ بين الطائع وشرف الدولة، وعُمِلَت القِباب، وبالغوا في الزّينة، وتوجَّه الطائع وقوّي عهده، والطائع يسمع، ثم قام شرف الدولة فدخل إلى عند أخته أهل أمير المؤمنين، فبقي عندها إلى العصر، ولما حُمل اللّواء تخرَّق ووقعت قطعة منه، فتطيّر من ذلك.
وفيها: ردّ شرف الدولة على الشّريف أبي الحسن محمد بن عمر جميع أملاكه، وكان مُغَلّها في العام ألفي ألف وخمسمائة ألف درهم.
ارتفاع ثمن الكارة الدقيق:
وفي ربيع الأوّل بيعت الكارة الدقيق الخشكار بمائة وخمسة وستين درهمًا، وجلا النّاس عن بغداد، وزاد السعر في ربيع الآخر، فبلغ ثمن الخشكار مائتين وأربعين درهمًا.
ولادة توأمين لشرف الدولة:
وفي شعبان وُلِدَ للملك شرف الدولة توأمان، سمَّى أحَدَهما "أبا حرب سلار"، والآخر "أبا منصور فناخسرو".
وفيها: بعث شرف الدولة العسكر لقتال بدر بن حَسْنَوَيْه، فظفر بهم بدر، واستولى على بلاد الجبل، ووقع الغلاء والوباء الكثير في أواخر السنة1.
__________
1 انظر المنتظم "7/ 136".(26/355)
أحداث سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، أحداث سنة تسع وسبعين وثلاثمائة:
زيادة غلاء الأسعار:
زاد غلاء الأسعار وعُدِمَت الأقوات، وظهر الموت ببغداد.
وفيها: أمر السلطان شرف الدولة برصْد الكواكب السّبعة في مسيرها كما فعل المأمون، فبُنِيَ بيتُ لها في الدّار في آخر البستان.
شدة الحر والسموم بالبصرة:
وفيها: لحق الناس بالبصرة حر وسموم تساقط الناس منه، ومات طائفة في الطرق.
الريح العظيمة:
وفيها: جاءت ريح عظيمة بفم الصَّلْح وقت العصر، لخمس بقين من شعبان، خرقت دِجْلَةَ، حتّى ذُكِرَ أنّه بانت أرضها، وهدمت ناحيةً من الجامع، وأهلكت جماعة، وغرَّقت كثيرًا من السُّفن، واحتملت زَوْرَقًا منحدرًا، وفيه دوابٌ، فطرحت ذلك في أرض جَوْخَاء، فشُوهد بعد أيام1.
أحداث سنة تسع وسبعين وثلاثمائة:
خروج ابن الجراح على الحاج:
جاء الخبر في أوّل السنة أنَّ ابن الجراح الطّائي خرج على الحاجّ بين سُمَيْراء وفيد، ونازلهم، ثم صالحهم على ثلاثمائة ألف درهم وشيء من الثياب والمتاع.
انتقال شرف الدولة إلى قصر معز الدولة:
وفيها: انتقل شرف الدولة إلى قصر مُعِزّ الدولة بباب الشماسية؛ لأنّ الأطبّاء أشاروا عليه بصحة هوائه، وكان قد ابتدأ به المرض من السنة الماضية، فشنَّعت الدَّيْلَمُ وطلبوا أرزاقهم، فعاد إلى داره وراسلهم، وأمسك جماعة.
هروب القادر بالله:
وفيها: أراد الطائع القبض على القادر بالله وهو أمير، فهرب منه إلى البطحة، فأقام عندها، وتزايد مرض شرف الدولة ومات، وعهد إلى أخيه أبي نصر، فاجتمع العسكر وطالبوا برسم البَيْعة والنَّفَقَة، فوعدهم، فأبوا، وتردَّدت بين الطائع وبين أبي نصر مراسلات، ثم حلف كلّ واحد منهما للآخر على التّصافي، ثم جاء الطائع إلى دار المملكة ليُعزّي أبا نصر، فقَبَّل أبو نصر الأرض غير مرّة، ثم ركب أبو نصر إلى الطائع، وحضر الأعيان، وجلس الطائع في الرّواق، وأمر فخُلِع على أبي نصر سبُعَ خِلَعٍ، طاقية أعلاها سوداء، وعمامة سوداء، وفي عُنْقِه طوق كبير، وفي يديه سِوَاران، ومشى الحُجّاب بين يديه بالسّيوف، فلمَّا حصل بين يدي الطائع قبَّل الأرض ثم جلس على كرسيّ، وقرأ أبو الحسين علي بن عبد العزيز حاجب النُّعمان كاتبُ أمير المؤمنين
__________
1 انظر المنتظم "7/ 141".(26/356)
عهدَه، وقدَّم إلى الطائع لله لواءه، فعقده، ولقَّبه "بهاء الدولة" و"ضياء الملة"، وأقرَّ الوزير أبا منصور بن صالحان على الوزارة، وخلع عليه.
وكان بهاء الدّولة من رجال بني بُوَيْه رأيا وهيبةً وجلالًا وعقلًا.
الأتراك يخرجون صمصام الدولة من المعتقل:
وتمالأ الأتراك بفارس وتجمَّعوا، وأخرجوا صمصام الدولة من مُعْتَقَلهِ.
وقد قيل: أنّه كُحّل، فالله أعلم بصحة ذلك.
رواية العتبي عن حرب صمصام:
قال أبو النصر العُتْبي: حمله مملوك سَعَادَةُ على عاتقه وانحدر به، فملك فارس وما والاها، ومنع أموالها فجباها، ثم تنكّر الذين معه وقدَّموا ابن أخيه أبا عليّ، ولقَّبوه "شمس الدولة"، فنهض صمصام الدولة لمواقعتهم، فهزمهم أقبح هزيمة، فجَلوا صاغرين إلى بغداد، وتحرم بهاء الدولة، وأهمّه شأن الصمصام، وبرز للقتال، فتناوشا الحربَ، وخربت البصرة والأهواز، وجرت أمور يطول شرحها، ثم حاربه السالار بَخْتيار بالأكراد الخسروية، فناصبهم صمصام الدولة الحرب، فاختلفت به الوقائع بين تلك الفتن الثائرة والإحن الغائرة، فكان عقابها أن أجلت عنه قتيلًا، وتذمَّر بهاء الدولة من الطائفة المتخاذلة عليه، وجهز عسكرًا لقتال الأكراد.(26/357)
أحداث سنة ثمانين وثلاثمائة:
زيارة أمير العيارين:
فيها: زاد أمر العيّارين ببغداد وصاروا مبيتّين، ووقعت بينهم حروب عظيمة، واتّصل القتال من أهل الكَرْخ وباب البصرة، وقُتِلَ النّاس ونُهِبَت الأموال وتواترت العُملات، وأحرق بعضُهم مَحَالّ بعض.
وقوع الحريق في نهر الدجاج:
ووقع حريق في نهر الدَّجاج ذهب فيه شيء كثير.
آخر الحوادث.(26/357)
تراجم وفيات أحداث الطبقة الثامنة والثلاثون:
تراجم وفيَّات الطبقة:
وفيَّات سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة:
حرف الألف:
1- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل1 بن العبَّاس:
الإمام أبو بكر الإسماعيلي الْجُرْجاني الفقيه الشافعيّ الحافظ.
وُلِدَ سنة سبْعٍ وسبعين ومائتين.
وسمع من: الزّاهد محمد بن عمر المقابري الْجُرْجاني سنة تسعٍ وثمانين ومائتين، وسمع قبل ذلك.
قال حمزة السهمي: سمعته يقول: لما وَرَد نَعيُّ محمد بن أيّوب الرّازي دخلت الدّار وبكيت وصرخت، ومزّقت على نفسي القميص، ووضعت التُّراب على رأسي، فاجتمع عليّ أهلي ومَن في منزلي، وقالوا: ما أصابك؟ قلت: نُعِيَ إليَّ محمد بن أيّوب الرّازي، منعتموني الارتحال إليه، فسَلُوا قلبي، وأذِنوا لي بالخروج عند ذلك، وأصحبوني خالي إلى نسًا إلى الحَسَن بن سُفْيان، وأشار الإسماعيلي إلى وجهه وقال: لم يكن لي ههنا طاقة، فقَدِمت عليه وسألته أنّ أقرأ عليه "المُسْنَد" وغيره، فكان ذلك أوّل رحلتي في الحديث، ورجعت.
قلت: كان هذا في سنة أربعٍ وتسعين، فإنَّ فيها توفِّي محمد بن أيّوب.
قال: ثم خرجت إلى بغداد سنة ستٍّ وتسعين، وصَحِبَني بعضُ أقربائي.
قلت: سمع إبراهيم بن زهير الحلواني في هذه النَّوْبة، وحمزة بن محمد بن عيسى الكاتب، وأحمد بن محمد بن مسروق، ومحمد بن يحيى بن سليمان المَرْوَزي، والحسن بن علويّه، ويحيى بن محمد الحِنّائي، وعبد الله بن ناجية، والفِرْيابي، وطائفة ببغداد. وسمع أيَضًا بها من يوسف بن يعقوب القاضي، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي، وبالكوفة من: محمد بن عبد الله مُطَيَّن، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، وإسماعيل بن محمد المُزني صاحب أبي نعيم، ومحمد بن الحسن بن
__________
1 انظر الكامل في التاريخ "9/ 16"، والمنتظم "7/ 108"، والبداية والنهاية "11/ 298".(26/358)
سماعة، وبالبصرة من: محمد بن حِبّان بن الأزهر، وجعفر بن محمد بن الليث، وأبي خليفة الْجُمَحي، وبالأنبار: من بهلول بن إسحاق التَّنُوخي، وسعيد بن عجب، وبالأهواز من عَبْدان، وبالمَوْصِل من أبي يَعْلَى، وأشباههم.
وصنَّف "الصحيح"، و"المعجم"، وغير ذلك.
روى عنه: الحاكم، وأبو بكر البرقاني، وحمزة بن يوسف السَّهْمي، وأبو حازم عمر بن أحمد العَبْدَوِي، والحسين بن محمد الباساني، وأبو الطّيّب محمد بن علي الطّبري، وأبو بكر محمد بن إدريس الْجَرْجَرائي الحافظ، وعبد الواحد بن محمد بن منير العَدْل، وأبو عمرو عبد الرحمن بن محمد الفارسي سبْط الشيخ، وطائفة سواهم.
وقال حمزة: سمعت الدَارقُطْنيّ يقول: كنت قد عزمت غير مرة أن أرحل إلى أبي بكر الإسماعيلي، فلم أرزق.
قال حمزة: سمعت أبا محمد بن الحسن بن علي الحافظ بالبصرة يقول: كان الواجب للشيخ أبي بكر الإسماعيلي أن يصنِّف لنفسه مصنَّفًا، ويختار على حسب اجتهاده، فإنّه كان يقدر عليه لكثرة ما كان كَتَبَ، ولِغَزَارة علمه وفَهْمه وجلالته، وما كان ينبغي أن يتبع كتاب محمد بن إسماعيل، فإنّه كان أجَلّ من أن يتبع غيره، وكما قال أبو عبد الله الحاكم: كان أبو بكر واحد عصره، وشيخ المحدّثين والفقهاء، وأجلَّهم في الرئاسة والمروءة والسخاء، ولا خلاف بين عقلاء الفريقين من أهل العلم فيه.
قال حمزة: وسألني الوزير أبو الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات بمصر عن أبي بكر الإسماعيلي وسيرته وما صنَّف، فكنت أخبره ما صنَّف من الكتب وجمع من المسانيد والمُقِلَّين، وتخريجه على كتاب البُخاري، وجميع سيرته، فتعجَّب من ذلك وقال: لقد كان رزق من العلم والجاه، وكان له صيت حسن.
قال حمزة: وسمعت جماعة منهم ابن المظّفر الحافظ يحكون جَوْدَةَ قراءة أبي بكر، وقالوا: كان مقدَّمًا في جميع المجالس، كان إذا حضر مجلسًا لا يقرأ غيره.
قال حمزة: توفِّي في غُرَّة رجب سنة إحدى وسبعين، وله أربعُ وتسعون سنة.
قلت: ورأيت له مجلَّدًا من مُسْنَدِ كبير إلى الغاية من حساب مائة مجلّد أو أكثر، فإنَّ هذا المجلّد فيه بعض "مُسْنَد عمر" يدلّ على إمامته، وله "مُعْجَم شيوخه" مجلّد(26/359)
صغير، رواه عنه أبو بكر البَرْقَانيّ، يقول فيه: كتبت في صِغَري إملاءَ بخطّي في سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين، وأنا يومئذ ابن سِتّ سنين، فضبطّتُه ضبّط مثلي ذلك الوقت، على أنّي لم أُخرَّج من هذه الثانية شيئًا، فما صنَّفت من السنن وأحادث الشيوخ. وقد أخذ عن أبي بكر: ابنه أبو سعد، وفقهاء جُرْجان.
قال القاضي أبو الطّيّب: دخلت جُرْجَان قاصدًا إليه وهو حيّ، فمات قبل أن ألقاه.
2- أحمد بن سليمان بن عمرو1 الْجَريْري:
أبو الطّيّب، صاحب ابن جرير الطّبري، توفِّي بمصر، وكان كثير الحديث.
روى عن: محمد بن محمد الباغَنْدي، وأبي جعفر الطّحاوي، وجماعة.
وعنه: محمد بن الحسن النّاقد، وأحمد بن عمر بن محفوظ المصريّان.
3- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد2 بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن يحيى بن جُمَيْع:
أبو بكر الغَسّاني الصَّيْداوي، الرّجل الصّالح، والد المحدِّث أبي الحسين بن محمد.
روى "المُوَطّأ" عن محمد بن عَبْدان المكّي، عن أبي مصعف، وروى عن محمد ابن المُعَافَى الصَّيْداوي، وجماعة.
روى عنه: أبنه، وحفيده الحسن بن محمد، وحسن بن جعفر الْجُرْجاني.
وحكى حفيده عن خادم جدّه طلحة أنَّ جدّه كان يقوم اللّيل كلّه، فإذا صلَّى الفجر نام إلى الضُّحَى، فإذا صلَّى الظّهر صلّى إلى العصر، فإذا صلَّى العصرْ صلّى إلى المغرب، وإذا صلّى العشاء الأخرة قام إلى الفجر، وكانت هذه عادته.
وقال مُنَجّا بن سليم الكاتب: قال لي السّكَن، وهو الحسن بن محمد بن جميع: إنَّ جده صام وله اثنتا عشر، إلى أن توفِّي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
4- أحمد بن محمد بن سَلَمة3:
أبو عبد الله المصري الخيَّاش.
سمع: أبا عبد الرحمن النسائي، وأبا يعقوب إسحاق المنجنيقي، وجماعة.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "4/ 179، 180".
2 انظر تاريخ بغداد "6/ 295".
3 انظر المشتبه في أسماء الرجال "1/ 208".(26/360)
وعنه: محمد بن الحسين الطفال، وقال: قال لنا: إنَّ مولده سنة ثمانين ومائتين.
5- إبراهيم بن أحمد بن1 محمد:
أبو إسحاق الأنصاري القاضي.
رحل وسمع: محمد بن حيّان المازني، وأبا خليفة، وأبا يَعْلَى المَوْصِلي.
وعنه: يحيى بن عمَّار السَّجِسْتاني، وغيره، ودخل القيروان.
قال الخطيب: كان غير ثقة.
حرف الباء:
6- بِشْر بن محمد2:
أبو عبد الله البخاري الهَرَوي.
سمع: محمد بن عبد الرحمن الشامي، والحسن بن إدريس، وأبا الحسين الحلاوي.
وعنه: أبو أسحاق القَرّاب، وأبو الفضل الجارودي، وأبو ذَرٍّ الهروي.
وأملى الكثير. توفِّي في شَعبان.
حرف الحاء:
7- الحسن بن أحمد3 بن صالح الحافظ:
أبو محمد الهمذاني السَّبيعي الحلبي، من أولاد إسحاق السَّبيعي4، وإليه يُنْسَب بحلب درب السُّبيعي.
كان حافظًا متقنًا رحَّالًا، عالي الرواية، خبير بالرّجال والعلَل، فيه تشيُّع يسير.
رحل وسمع من: محمد بن حِبّان، وعبد الله بن ناجية، ويَمُوت بن المُزَرّع، وعمر بن أيّوب السّقطي، وقاسم بن زكريّا، وعمر بن محمد الكَاغَدي، وأبي مَعْشَر الدّارمي، ومحمد بن جرير الطّبَري، وأحمد بن هارون البَرْدعِي، وطائفة.
روى عنه: الدارقطني، وأبو بكر البرقاني، وأبو طالب بن بكير، وأبو العلاء
__________
1 انظر سير أعلام النبلاء "16/ 261"، وميزان الاعتدال "1/ 17"، ولسان الميزان "1/ 29".
2 لا بأس به.
3 انظر تاريخ بغداد "7/ 272"، والمنتظم "7/ 108"، وشذرات الذهب "3/ 76".
4 كذا بالأصل والصحيح: أبو إسحاق السب(26/361)
محمد بن علي الواسطي، وأبو نعيم الأصبهاني، والشيخ المفيد أحمد بن محمد بن محمد بن النعمان شيخ الرافضة، الشريف محمد الحراني.
وكان عسرا في الرواية. وثَّقه ابن أبي الفوارس.
وقال ابن أسامة الحلبي: لو لم يكن للحلبيّين من الفضيلة إلّا أبو محمد الحسن ابن أحمد السَّبيعي لَكَفَاهم. كان وجيهًا عند سيف الدولة، وكان يزوره في داره، وصنَّف له كتاب "التَّبْصِرة في فضيلة العِتْرَة المُطَهَّرة"، وكان في العامَّة له سوق، وهو الذي وقف "حمّام السَّبيعي" على العلويّين. توفِّي السَّبِيعي في سابع عشر ذي الحجة.
قال الحاكم: سألت أبا محمد الحسن السّبيعي الحافظ عن حديث إسماعيل بن رجاء، فقال: لهذا الحديث قصة، وأَعْلَمَنَا ابن ناجية "مُسْنَد فاطمة بنت قيس" سنة ثلاثمائة، فدخلت على الباغَنْدِي، فقال: من أين جئتَ؟ قلت: من مجلس ابن ناجية. قال: إيش قرأ عليكم؟ قلت: أحاديث الشَّعبي عن فاطمة بنت قيس، فقال: مرَّ لكم عن إسماعيل بن رجاء، عن الشَّعبي؟ فنظرت في الْجُزْء فلم أجد، فقال: أُكْتُب: ذكر أبو بكر بن أبي شَيْبَة، قلت: عن مَن؟ ومنعته من التَّدليس، فقال: حدَّثني محمد بن عُبَيْدة الحافظ، حدّثني محمد بن المُعَلَّى الأثرم، أنا أبو بكر محمد بن بِشْر العَبْدِي، عن مالك بن مِغْوَلٍ، عن إسماعيل بن رجاء، عن الشَّعبي، عن فاطمة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قصة الطّلاق والسُّكنى والنَّفقَة1، ثم انصرفتُ إلى حلب، وكان عندنا بحلب بغداديّ يُعْرَف بأبي سَهْل، فذكرت له هذا الحديث، فخرج إلى الكوفة، وذاكر أبا العبّاس بن سعيد، فكتب أبو العبّاس هذا، عن ابن سهل، عنّي، عن الباغَنْدي، ثم اجتمعت مع فلان -يعني: الْجِعَابي- فذاكَرْتُهُ، فلم يعرِفْه، ثم اجتمعنا برَمْلَة فلم يعرِفْه، ثم اجتمعنا بعد سنين بدمشق، فاستعادَني إسنادهَ تَعجُّبًا، ثم اجتمعنا ببغداد، فذكرنا هذا الباب، فقال: ثناه علي بن إسماعيل الصّفّار، ثنا أبو بكر الأثرم، ثنا أبو بكر بن أبي شَيْبَة، ولم يدر أنَّ هذا الأثرم غير ذاك، فذكرتُ قصّتي لفلان المفيد، وأتى عليه سنُون، فحدَّث بالحديث عن الباغَنْدي، ثم قال السَّبيعي: الذاكرة تكشف عُوار من لا يَصْدُق.
قال الخطيب: كان ثقةً حافظًا مُكْثِرًا عسِرًا في الرّواية، ولما كان بأخرة عَزَم على التّحديث والإملاء، فتهيّأ لذلك، فمات، حُدُّثْتُ عن الدَارقُطْنيّ، سمعت السبيعي
__________
1 حديث صحيح: أخرجه مسلم "1480"، وأحمد "6/ 373، 412".(26/362)
يقول: قَدِمَ علينا الوزير أبو الفتح بن حنزابة إلى حلب، فتلقّاه النّاس، فعرف أنّي محدِّث، فقال لي: تعرف إسنادًا فيه أربعة من الصّحابة1؟ فذكرت له حديث عمر في العُمالة، فعرف لي ذلك، وصارت لي به عنده منزلة.
8- الحسن بن سعيد بن جعفر2:
أبو العبّاس العَبّاداني المُطَّوَّعي المقرئ المُعَمَّر نزيل إصْطَخْر، في آخر عمره.
سمع من: الحسن بن المثنَّى، وأبا خليفة، وأبا مسلم الكَجّي، وأبا عبد الرحمن النسائي، وإدريس بن عبد الكريم الحذّاء، وجعفر بن محمد الفِريابي، وجماعة.
قال أبو نُعَيم: قَدِمَ أصبهان سنة خمسٍ وخمسين، وكان رأسًا في القرآن وحِفْظِه، في حديثه وروايته، ليِّن.
وقال أبو بكر بن مردويه: هو ضعيف.
قلت: قرأ لنافع على أبي بكر محمد بن عبد الرّحيم الأصبهاني، وأبي محمد المَلَطي، وقرأ لأبي عمر، ومحمد بن بدر بن محمد الباهلي صاحب الدُّوري، والحسين بن علي الأزرق الجمّال، قرأ عليه برواية قالون، وقرأ برواية البزّي على إسحاق بن أحمد الخزاعي.
وقرأ برواية قُنْبِل على ابن مجاهد، وقرأ بدمشق على أبي العبّاس محمد بن موسى الصُّوري، وبالإسكندرية على محمد بن القاسم بن يزيد الإسْكَنْدَراني، وقرأ على ذِكْوان، وقرأ على أحمد بن فرح المفسِّر صاحب الدّوري، وعلى إدريس بن عبد الكريم الحدّاد صاحب خَلَف، وهو أكبر شيخ له، وقرأ على عبد الله بن الرّبيع المَلَطي إمام جامع مصر، عن يونس بن عبد الأعلى، وعلى جماعة مذكورين في "المنهج" لسبّط الخيّاط.
قرأ عليه: أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، وأبو الحسين علي بن محمد الخباري، وأبو بكر محمد بن عمر بن زلال النَّهاوَنْدي، والحسين بن علي بن عُبَيْد الله الرَّهَاوي، وأبو عبد الله محمد بن الحسين بن آل زهرام الكارزيني.
__________
1 وهم: السائب بن يزيد، عن حويطب، عن عَبْد العُزَّى، عَنْ عَبْد اللَّه بْن السعدي، عن عمر -رضي الله عنه، عن الجميع. انظر البخاري "13/ 32"، والنسائي "5/ 104".
2 انظر أخبار أصبهان "1/ 271"، وميزان الاعتدال "1/ 492"، وسير أعلام النبلاء "16/ 260".(26/363)
قال الخزاعي: قلت للمطَّوعي: في أيّ سنة قرأ على إدريس الحدّاد؟ فقال: في السنة التي رحلت فيها إلى الرّيّ سنة اثنتين وستين ومائتين، فقلت للمطّوّعي: فقد قاربت المائه؟ فقال: إلّا ثِنْتَيْن، قال ذلك في سنة سبْعِ وستيّن ومائة. قال الخزاعي: وكان أبوه واعظًا محدِّثًا.
قلت: وحدَّث عنه أبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبي نُعَيم الحافظ، ومحمد بن عُبَيْد الله الشّيرازي، وآخرون، وهو على ضَعِفه. وآخر من روى عن أبي مسلم الكَجّي والحدّاد.
وله تصانيف في القراءات.
9- الحسين بن علي بن الحسن1 بن الهيثم:
أبو عبد الله بن الباد البغدادي الشّاهد.
سمع: أبا شعيب الحَرّاني، والحسن بن عَلويَه.
وعنه: حفيده أحمد بن علي، وغيره.
وقال الخطيب: كان ثقة، بقي أعمى مُقْعَدًا مدّة خمسَ عشرةَ سنة، وعاش ستًّا وتسعين سنة.
10- الحسن بن القاسم2 بن عبد الرحمن بن أبي الغَمْر:
أبو محمد المصري الفقيه.
حدَّث عن الطَّحاوي وغيره.
11- الحسن بن محمد3 بن سهل:
أبو سعيد الفَسَوي القزّاز الشّاهد.
رحل مع والده إلى الشّام ومصر، وسمع أبا عَرُوبة، وأبا الْجَهْم بن طِلاب، وأبا الحسن بن جَوْصَا، وحدَّث.
توفِّي في المحرم.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "7/ 388".
2 في عداد المجهولين.
3 لا بأس به.(26/364)
حرف الخاء:
12- خلف بن عمر1:
أبو سعيد، الفقيه المالكي المعروف بابن أخي هشام، شيخ المالكية بإفريقية.
تفقَّه بأبي نصر القيرواني وسمع منه، وكان يجتمع هو وأبو الأزهر بن مغيث، وأبو محمد بن أبي زيد، ويتناظرون.
توفِّي في صفر.
حرف السين:
13- سُلَيْمَان بْن محمد2 بْن سُلَيْمَان:
أَبُو أيّوب الأندلسي الشَّذُوني.
سمع: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس المقبري، وجماعة، وحجَّ فسمع من أبي سعيد بن الأعرابي، وسمع من أبي محمد الفِرْيابي، كُتُبَ محمد بن جرير الطّبري، وولي خطابة شريش.
حرف العين:
14- عبد الله بن إبراهيم بن3 جعفر بن بيان الزَّيْنَبي:
أبو الحسن البغدادي البزار.
روى عن: الحسن بن عَلْويه القطّان، وأحمد بن أبي عَوْف البُزُوري، والحسين بن أبي الأحوَص، وعبد الله بن ناجية، والفِرْيابي، وجماعة.
وعنه: أبو بكر البرقاني، ومحمد بن طلحة النَّعالي، والأزجي، وأبو القاسم التّنُوخي.
وثَّقه الخطيب وقال: وُلِدَ سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين، وتوفِّي في ذي العقدة.
والزَّيْنَبِي: آخر، وهو إبراهيم بن عبد الله العسكري، من طبقة ابن صاعد. مَرَّ.
__________
1 انظر السابق.
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 178".
3 انظر تاريخ بغداد "9/ 409"، والمنتظم "7/ 109"، وسير أعلام النبلاء "16/ 228".(26/365)
15- عبد الله بن إسحاق1:
أبو محمد التبّان، الفقيه المالكي، عالم أهل القيروان في زمانه.
قال القاضي عياض: ضُربت إليه آباط الإبل من الأمصار لذَبِّه عن مذهب أهل المدينة، وكان حافظًا بعيدًا من التَصَنُّع والرّياء، فصيحًا.
توفِّي سنة إحدى.
16- عبد الله بن الحسين2 بن إسماعيل:
أبو بكر الضبيّ المحاملي.
ولي قضاء مَيّافارِقين وآمد، ثم ولي قضاء حلب وأنطاكية، وكان عفيفًا نزِهًا.
سمع: أباه، وأبا بكر بن زياد النَّيْسَابُوري.
17- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ3 اللَّهِ:
الشَّيْباني والنَّيْسَابُوري، سِبْط أبي علي الثَّقَفي.
دَيّنٌ وَرِعٌ من شيوخ الحاكم.
سمع: السّرّاج، وزَنْجَوْيه بن محمد.
18- عبد الله بن محمد بن نصر4:
اللّخْمي القُرْطُبي الزّاهد.
سمع من: أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أَيْمن، ومحمد بن قاسم.
وكان صالحًا خَيِّرًا مائلًا إلى الأثر، يعقد الشُّرُوط.
روى عنه: ابن الفَرَضيّ وغيره.
19- عبد الأعلى بْن أَبِي بكر عَبْد اللَّه5 بْن أَبِي داود السَّجِسْتاني:
يروي عن: أبيه.
توفِّي في هذه السنة تقريبًا.
__________
1 انظر سير أعلام النبلاء "16/ 319"، والوافي بالوفيات "17/ 66".
2 انظر المنتظم "7/ 109"، وتاريخ بغداد "9/ 440".
3 لا بأس به.
4 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 236".
5 في عداد المجهولين.(26/366)
عبد العزيز بن الحارث بن أسد1 بن اللّيْث بن سليمان بن الأسود بن سفيان بن يزيد بن النبيه بن عبد الله:
أبو الحسن التّميمي، أحد فُقهاء الحنابلة الأعيان.
حدَّث عن: أبي عبد الله نفطَوَيْه، وأبي بكر بن يزداد النَّيْسَابُوري، وأبي عبد الله المَحَاملي.
روى عنه: ابنه أبو الفرج عبد الوهاب، وبِشْري الفاتني.
وقال أبو المعالي شَيْذَلة: روى الإمام أبو عبد الله الحسن التميمي الحنبلي إمام عصره في مذهبه، وحضر الشيخ أبو عبد الله بن مجاهد، وابن شمعون، فجري مسألة الاجتهاد بين ابن مجاهد، والقاضي أبي بكر، وتعلّق الكلام بينهما إلى الفجر، وكان أبو الحسن التميمي يقول لأصحابه: تمسّكوا بهذا الرّجل، فليس للسنة عنه غِنّى.
وقال القاضي أبو يَعْلَى: كان جليل القدر، له كلام في مسائل الخلاف، ومصنّف في الفرائض.
وقال أبو الحسن بن رزقَوَيْه: وضع أبو الحسن التميمي في " مُسْنَد " أحمد حديثين، وكتبوا عليه محضرًا، وكتب فيه الدَارقُطْنيّ، وابن شاهين.
وتُوُفّي في عَشْر الستّين.
21- عبد الله بن أحمد2 بن المصنف:
أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قُتَيْبَة الدَّيَنَوري.
دخل مصر مع أبيه فسكنها، وحدَّث عن والده بمصنَّفات جدّه.
22- علي بن إبراهيم:
الشيخ أبو الحسن الحُصْري، أحد كبار الصُّوفيه وأولي الأحوال.
حكى عن الشَّبْليّ.
روى عنه: أبو سعد الماليني.
__________
1 انظر المنتظم "7/ 110"، وطبقات الحنابلة "2/ 139".
2 انظر تاريخ بغداد "11/ 8".(26/367)
ومن كلامه: "لا يغرنَّكم صفاءُ الأوقات، فإنَّ تحتها آفات، ولا يغرنَّكم العطاء، فإنّ العطاء عند أهل الصَّفاء مَقْتٌ".
قال الخطيب: مات سنة إحدى وسبعين، وقد نيّف على الثّمانين.
قال السُّلَمي: هو سيّد وقته وشيخ العراق.
23- علي بن عبد الله:
ابن1 المحدّث الصّالح عبد الرحمن بن عبد المؤمن المهلّبي الْجُرجْاني البزّاز.
روى عن: أبي نُعَيم بن عدي، وغيره.
روى عنه: أبو سعد الماليني، وأبو الفرج.
ومات قبل الإسماعيلي بشهر.
حرف الفاء:
24- فتح بن أصبغ2:
أبو نصر الطُّلَيْطِلي الفقيه الزّاهد.
كان ذكيًّا متفنِّنًا ورِعًا عابدًا، كان يقال: إنّهُ مُجاب الدّعوة.
توفِّي في جُمادى الأولى.
حرف اللام:
25- لَيْث بن طاهر:
أبو نصر3 النَّيْسَابُوري القائد.
سمع السرَّاج، وابن خزيمة.
وعنه الحاكم.
حرف الميم:
26- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه4 بْن محمد:
الفقيه أبو زيد المروزي الشافعي الزاهد.
__________
1 انظر تاريخ جرجان "317".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 348".
3 لا بأس به.
4 انظر تاريخ بغداد "1/ 314"، والكامل في التاريخ "9/ 16"، وتذكرة الحفاظ "3/ 950".(26/368)
حدَّث ببغداد وبنَيْسَابور ودمشق ومكّة عن: محمد بن يوسف الفربري، وعمر بن عليك المَرْوَزي، ومحمد بن عبد الله السَّعدي، وأبي العبّاس محمد الدَّغولي، وأحمد بن محمد المُنْكَدِري، وغيرهم.
وعنه: الهيثم بن أحمد الصّبّاغ، وعبد الواحد بن مشماش، وعبد الوهاب المَيْداني، وعلي بن السّمْسار، وأبو الحسن الدَارقُطْنيّ مع تقدُّمه، وأبو بكر البرقاني، ومحمد بن أحمد المَحَامِلي البغدادي، والفقيه أبو محمد عبد الله محمد بن إبراهيم الأصِيلي، وآخرون وقال: ولدت سنة إحدى وثلاثمائة.
قال الحاكم: كان أحد أئمّة المسلمين، ومن أَحْفَظ النّاس لمذهب الشّافعي، وأحسنهم نَظَرًا، وأزْهَدهم في الدنيا. سمعت أبا بكر البزاز يقول: عادلت الفقيه أبا زيد من نَيْسَابُور إلى مكّة، فما أعلم أن الملائكة كَتَبَتْ عليه خطيئة.
وقال الخطيب: حدَّث ببغداد، ثم جاور بمكّة، وحدّث هناك بصحيح البُخَاري عن الفَرَبْرِي. وأبو زيد أَجَلُّ من روى ذلك الكتاب.
وقال أبو إسحاق الشَّيرازي: ومنهم أبو زيد المَرْوَزي صاحب أبي إسحاق، مات بمرو في رجب سنة إحدى وسبعين. وكان حافظًا للمذهب، حَسَن النَّظر، مشهورًا بالزُّهْد، وعنه أخذ أبو بكر القفَّال، وفُقَهاء مَرْوَ.
وقرأت على أبي علي الأمين، أخبركم ابن المكّي، أنا عبد الأوّل، أنا أبو إسماعيل الأنصاري، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، سمعت خالد بن عبد الله المَرْوَزي، سمعت أبا سهل محمد بن أحمد المَرْوَزي، سمعت أبا زيد المَرْوَزي يقول: كنت نائمًا بين الرُّكن والمقام، فرأيت النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا أبا زيد، إلى متى تدرِسّ كتاب الشّافعي ولا تدرسّ كتابي؟ فقلت: يا رسول الله، وما كتابك؟ فقال: جامع محمد بن إسماعيل البُخاري.
27- محمد بن أحمد1 بن تميم السَّرَخْسي:
سمع: أبا لبيد محمد بن إدريس الشامي السَّرَخْسي.
عنه: أبو الحسن بن رزقَوَيْه، وأبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني.
وثَّقه الخطيب. توفِّي فيها ظنًّا.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "1/ 283".(26/369)
28- محمد بن أحمد بن محمود1:
أبو العبّاس النَّيْسَابُوري القبّاني الزّاهد النّاسخ.
سمع ابن خُزَيْمَة، وأحمد بن محمد الماسَرْجِسي.
وعنه: الحاكم، وغيره من النَّيْسَابُوريّين.
29- محمد بن أحمد بن جعفر2 الطّوسي القائد.
سمع: ابن خُزَيْمَة، والسّرّاج.
30- محمد بن إسحاق بن إبراهيم3 بن يزيد بن مهران:
أبو بكر البغدادي الصّفّار الضّرير.
سمع: محمد بن صالح بن عصمةَ الدّمشقي، وعبد الله بن محمد بن مسلّم المقدسي، ومحمد بن محمد النّفاح الباهلي، وأبا القاسم البَغَوِي، وأبا عَروُبَة الحَرّاني، وجماعة.
وعنه: الدَارقُطْنيّ، وحمزة السَّهْمي، وأبو بكر البَرْقَانِيّ، وأبو القاسم علي التّنُوخي، والحسين بن علي الجوهري، وغيرهم.
قال البَرْقَانِيّ: ثقةٌ فاضل، شاميّ الأصل، سألته عن مولده فقال: سنة تِسْعٍ وثمانين ومائتين.
قال الخطيب: حدَّث في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
31- محمد بن جعفر بن محمد4:
أبو الفتح بن المُرَاغي الهَمَذاني.
نزيل بغداد، ومصنّف كتاب "البهجة" على مثال "الكامل " للمُبَرّد.
وكان عالمًا بالنَّحْو واللَّغَة.
روى عن: أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر السابق.
3 انظر تاريخ بغداد "1/ 260".
4 انظر تاريخ بغداد "2/ 152"، ومعجم الأدباء "18/ 101".(26/370)
وقال أبو الحسن محمد بن أحمد بن القاسم المَحَامِلي: سمعنا منه سنة إحدى وسبعين.
قلت: هو والذي قبله لا أعرف وفاتهما يقينًا.
32- محمد بن خفيف1 بن إسْفَكْشَاذ:
أبو عبد الله الضَّبّي الشّيرازي الصُّوفي، شيخ إقليم فارس.
حدَّث عن: حمّاد بن مُدْرِك، والنُّعمان بن أحمد الواسِطي، ومحمد بن جعفر التّمّار، والحسين المَحَامِلي، وجماعة.
وعنه: أبو الفضل محمد بن جعفر الخّزَاعي، والحسن بن حفص الأندلِسي، وإبراهيم بن الخَضِر الشَّيّاح، ومحمد بن عبد الله بن بَاكَوَيْه، وأبو بكر بن الباقِلاني المتكلّم.
قال أبو عبد الرحمن السُّلَمي: أقام بشيراز، وكانت أمُّه بنَيْسَابور، وهو اليوم شيخ المشايخ وتاريخ الزّمان، لم يبق للقوم أقدم منه سِنًّا، ولا أتمَّ حالًا، صحب رُوَيْمَ بن أحمد، وأبا العبّاس ابن عطاء، ولقي الحسين بن منصور الحلَّاج، وهو من أعلم المشايخ بعلوم الظّاهر، متمسِّك بالكتاب والسنة، فقيهٌ على مذهب الشّافعي، فمن كلامه قال: "ما سمعت شيئًا من سُنَن رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلا واستعملته، حتّى الصّلاة على أطراف الأصابع، وهي صعبة".
قال السُّلَمي: قال أحمد بن يحيى الشّيرازي: ما أرى التَّصوُف إلّا يُخْتَم به. وكان أبو عبد الله من أولاد الأمراء، فتزهَّد حتى قال: كنت أذهب وأجمع الخِرَقَ من المزابل وأغسله، وأصلح منه ما ألبسه، وبقيت أربعين شهرًا أفطر كل ليلة على كف باقلاء، فاقْتَصَدْت، فخرج من عِرْقي شبيهُ ماء اللّحم، فتحيّر الفاصد وقال: ما رأيت جسدًا بلا دمٍ إلّا هذا.
وقال ابن باكَوَيْه: سمعت أبا أحمد الكبير يقول: سمعت أبا عبد الله بن خفيف يقول: نُهْبتُ في البادية حتّى سقَطَتْ لي ثمانية أسنان، وانتثر شَعْري، ثم وقعتُ إلى فَيْدَ وأقمت بها، حتّى تماثَلْتُ وحَجَجْتُ، ثم مضيت إلى بيت المقدس، ودخلت الشّام، فنمت إلى جانب دُكّانِ صبّاغٍ، وبات معي في المسجد رجل به بطن قيام،
__________
1 انظر الكامل "9/ 16"، والمنتظم "7/ 12"، حلية الأولياء "10/ 385".(26/371)
وكان يدخل ويخرج إلى الصبّاح، فلمَّا أصبحنا صاح النّاس: نُقِبَ دُكّان الصبَّاغ وسُرِقَت، فدخلوا المسجد ورأونا، فقال المَبْطُون: لا أدري، غير أن هذا طول اللّيل كان يدخل ويخرج، وما كنت خرجتُ إلّا مرَّةً تطهّرتُ، فجرُّوني وضربوني، وقالوا: تكلّم. فاعتقدت التّسليمَ، فكانوا يغتاظون من سُكُوتي، فحملوني إلى دُكّان الصّبّاغ، وكان أثَرُ رجل اللّصّ في الرّماد، فقالوا: ضَعْ رِجْلَك فيه، فوضعت، فكان على قدْر رِجْلي، فزادهم غَيْظًا، وجاء الأمير، ونُصِبَت القِدْر وفيها الزَّيت يغلي، وأُحْضِرَت السكّين ومَن يقطع اليد، فرجِعْت إلى نفسي وإذا هي ساكنة، فقلت: إن أرداوا قَطْعَ يدي سألتهم يعفوا يميني لأكتب بها، فبقي الأمير يهدّدني ويصْول، فنظرت إليه فعرفته، وكان مملوكًا لوالدي، فكلّمني بالعربية وكلّمته بالفارسيّة، فنظر إليّ وقال: أبو الحسين، وكنتُ أكنَّى بها في صِباي، فضحكتُ، فعرفني، فأخذ يلطم رأسه ووجهه، واشتغل النّاس به، فإذا بضجّة عظيمة، وأنّ اللَّصوص قد مُسِكُوا، فذهبتُ والنّاسُ ورائي، وأنا ملطَّخ بالدّماء، جائع، لي أيّام لا آكل، فرأتني عجوزٌ فقيرة، فقالت: أدخل إلينا، فدخلتُ ولم يرني الناس، وغسلت وجهي ويديّ، فإذا الأمير قد أقبل يطلبني. فدخل ومعه جماعة، وجرَّ من منطقته سِكّينًا، وحَلَفَ بالله وقال: إن أمسكني إنسان لأقتلنَّ نفسي، وضرب بيده رأسه ووجهه مائة صَفْعة، حتّى منعتُه أنا، ثم اعتذر، وجهَد بي أن أقبل شيئًا، فأَبَيْتُ، وهربت ليومي من المدينة، فحدّثت بعضَ المشايخ فقال: هذا عقوبة انفرادك، فما دخلتُ بلدًا فيه فقراء إلّا قصدتُهم.
وقال أبو عبيد الله بن باكَوَيْه: سألت أبا عبد الله بن خفيف، وقد سأله قاسم الإصْطَخَري عن الأشعريّ فقال: كنت مرّة بالبصرة جالسًا مع عمرو بن عَلُّويه على ساجة في سفينة نتذاكر في شيء، فإذا بأبي الحسن الأشعريّ قد عَبَر وسلَّم علينا وجلس، فقال: عبرت عليكم أمس في الجامع، فرأيتكم تتكلّمون في شيء عرفت الألفاظ ولم أعرف المَغْزَى، فأُحبّ أن تعيدوها عليّ. قلت: وفي أي شيء كنّا؟ قال: في سؤال إبراهيم -عليه السلام {أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى} [البقرة: 260] وسؤال موسى {أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْك} [العراف: 143] . فقلت: نعم. قلت: إنَّ سؤال إبراهيم هو سؤال موسى، إلّا أنّ سؤال إبراهيم سؤال متمكِّن، وسؤال موسى سؤال صاحب غَلَبَةٍ وهَيَجَان، فكان تصريحًا، وكان سؤال إبراهيم تعريضًا، وذلك أنّه قال: أرني كيف تُحْيي الموتى، فأراه كيف المحيى ولم يره كيف(26/372)
الإحياء؛ لأنَّ الإحياء صفة والمحيى قدرته، فأجابه إشارة كما سأله إشارة، إلّا أنّه قال في الآخر: {وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيم} [البقرة: 260] .
ثمّ أنّي مشيت مع أبي الحسن وسمعت مناظرته، وتعجّبت من حُسن كلامه حين أجابهم.
قال أبو العبَّاس الفَسَوي: صنَّف شيخنا ابن خفيف من الكُتُب ما لم يصنِّفه أحَدٌ، وانتفع به جماعة صاروا أئمَّةً يُقْتَدى بهم، وعُمِّرَ حتى عمَّ نفعُه البلدانَ.
وقال أبو الفتح عبد الرحمن بن أحمد خادم ابن خفيف: سمعت أبا عبد الله بن خفيف يقول: سأَلنا يومًا القاضي أبو العبّاس بن شريح بشِيرَاز، ونحن نحضر مجلسه لدرس الفقه، فقال لنا: محبّة الله فرض أو لا؟ قلنا فرْض. قال: ما الدليل؟ فما فينا من أجاب بشيء، فسألناه، فقال: قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُم} [التوبة: 24] الآية. قال: فتوعَّدهم الله على تفضيل محبتّهم لغيره على محبتّه، والوعيد لا يقع إلّا على فرض لازم.
وقال ابن باكَوَيْه: كنت سمعت ابن خفيف يقول: كنت في بدايتي رُبَّما أقرأ في ركعة واحدة عشرة آلاف {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} [الإخلاص: 1] ، وربّما كنت أقرأ في ركعةٍ القرآن كلّه.
وعن ابن خفيف أنَّه كان به وَجَعُ الخاصِرة، فكان إذا أخذه أقعده عن الحركة، فكان إذا أقيمت الصّلاة يُحمل على الظَّهْر إلى المسجد، فقيل له: لو خفَّفت على نفسك. قال: إذا سمعتم: "حيَّ على الصّلاة" ولم تروني في الصّفّ فاطلبوني في المقابر.
قال ابن باكَوَيْه: سمعته يقول: ما وُجِبَت عليَّ زكاة الفِطْر أربعين سنة.
وقال ابن باكويه: نظر أبو عبد الله بن خفيف يومًا إلى ابن أُمّ مَكْتُوم وجماعة من أصحابه يكتبون شيئًا، فقال: ما هذا؟ قالوا: نكتب كذا وكذا. قال: اشتغلوا بتعلُّم شيءٍ ولا يغرنَّكم كلام الصوفية، فإني كنت أخبيء مَحْبَرَتي في جيب مُرَقَّعَتي، والورق في حجزة سراويلي، وأذهب خفْيةً إلى أهل العلم، فإذا علموا بي خاصموني، وقالوا: لا تُفلح، ثم احتاجوا إلي.
حَدَّثَنَا أَبُو الْمَعَالِي الأَبَرْقُوهِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ كَرْمٍ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو الْوَقْتِ السجزي،(26/373)
ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَحْمَدَ الثَّقَفِيُّ، أنا محمد بُنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَاكَوَيْهِ، ثنا محمد بْنُ خَفِيفٍ الضَّبِّيُّ إِمْلاءً، قَرَأَ عليَّ حَمَّادِ بْنِ مُدْرِكٍ وَأَنَا أَسْمَعُ: ثنا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أبي ذر، قال: قال سول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا صَنَعْتَ قِدْرًا فأَكْثِرْ مَرَقَهَا وَانْظُرْ أهْلَ بَيْتٍ مِنْ جِيرَانِكَ فَأَصِبْهُم بِمَعْرُوفٍ" 1.
توفِّي ليلة ثالث رمضان عن خمسٍ وتسعين سنة، وقيل: عاش مائة سنة وأربع سنين. وازدحم الخلق على جنازته، وكان أمرًا عظيمًا، وصلُّوا عليه نحوًا من مائة مرّة. رحمه الله ورضي عنه.
33- محمد بن خلف بن محمد2 بن جيان -بالجيم:
الفقيه أبو بكر البغدادي الخلال المقرئ.
سمع: عمر بن أيّوب السَّقْطي، وقاسم بن زكريّا المطّرز، وحامد بن شعيب البَلّخي، وأحمد بن سهل الأسناني.
وعنه: البَرْقَانِيّ، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو القاسم التَّنُوخيّ.
وثَّقه الخطيب، وقال: توفِّي في آخر السنة. روى عنه حمزة، وقال: كان ثقة جبلًا.
34- محمد بن خالد بن عبد الملك3:
أبو عبد الله الإسْتِجي الفقيه.
سمع من محمد بْن عبد الله بْن أَبِي دُلَيْم، وكان يعقد الوثائق.
35- محمد بن عثمان بن سعيد4 الإسْتِجي:
كان فقيهًا مُفْتِيا.
سمع من أبي دُلَيم أيضًا، ومن جماعة.
كان يعقد الوثائق ببلده.
__________
1 حديث صحيح: أخرجه مسلم "2625"، بنحوه.
2 انظر تاريخ بغداد "5/ 239"، والمنتظم "7/ 112"، وسير أعلام النبلاء "16/ 359".
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 82".
4 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 82".(26/374)
36- محمد مفرّج1:
أبو عبد الله المَعَافري القُرْطُبي، المعروف بالقُبيّ.
سمع من: قاسم بن أصبغ، وبمصر من أبي جعفر النّحّاس، وعبد الملك بن بحر الجلاب، وبمكّة من أبي سعيد الأعرابي.
وتوفِّي في رمضان.
تركوا الأخذَ عنه لأنَّه كان يعتقد مذهبَ ابن مَسَرَّة ويدعو إليه.
37- محمد بن عبد الله بن بِشْران2:
أبو بكر السَّكّري الشّاهد، والد الشيخين مُسْندي العراق: أبي الحسين علي، وأبي القاسم عبد الملك.
سمع الحديث، وأسمع وَلَديْه، ولم يْرو شيئًا، بل روى عنه ابنه عبد الملك وحده.
ومات فِي جُمادي الآخرة، وله خمسٌ وستُّون سنة. كان من المعدّلين.
38- محمد بن العبّاس بن أحمد3 بن مسعود:
أبو بكر الْجُرْجاني المسعودي الفقيه.
روى عن: أبي يَعْلَى المَوْصِلي، وأبي القاسم البَغَوِي، وفيه ضَعْفٌ لكونه حدَّث من غير كتابه.
بقي إلى هذه السنة، ولا أعرف متى مات.
39- محمد بن محمد بن العباس4:
أبو ذُهل العصمي الهَرَوِي.
توفِّي في صفر. من جُملة المشايخ.
40- محمد بن هشام بن جمهور5 المرساني:
نزيل قُرْطُبة. رحل وسمع من الآجريّ، وأحمد بن إبراهيم الكِنْدي، وحدَّث. توفِّي في ربيع الأول.
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 81".
2 انظر تاريخ بغداد "10/ 432".
3 انظر تاريخ جرجان "438".
4 في عداد المجهولين.
5 لا بأس به.(26/375)
حرف الياء:
41- يحيى بن هُذيْل1:
أبو بكر الأديب.
شاعر عصره بالأندلس، وكان أحد الفقهاء المالكيّة المذكورين، دينًا عاقلًا نَزِهًا فصيحًا مُفَوَّهًا.
طال عمره وعلا سماعُه، وكان قد سمع من أخيه أبي مروان عبد الملك من جماعة، كذا ورَّخه بعضهم، وسيعاد سنة تسعٍ وثمانين.
قال القاضي عِياض: كان حافظًا للفقه، راويةً للحديث. ثم ورَّخه سنة إحدى هذه.
وفيَّات سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة:
حرف الألف:
42- أحمد بن إسحاق بن مروان بن جابر2:
أبو عمر الغافقي القُرْطُبي.
سمع: أحمد بن خالد، وعبد الله بن يونس، وابن أَيْمَن، وحجّ، وسمع بمصر كُتُبًا.
وُلّي قضاء طُلَيْطِلة، ومات بها.
43- أحمد بن جعفر بن محمد3 بن الفرج:
أبو الحسن المقرئ الخلَّال.
سمع عبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن جرير الطّبري.
وعنه: أبو العلاء الواسطي، وأحمد بن علي البادا.
قال الخطيب: كان صالحًا ثقة. توفِّي في رمضان.
44- أحمد بن محمد الحافظ4 بن أبي حفص عمر بن محمد بن بجير السمرقندي البجيري:
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 195"، وبغية الملتمس "509".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 50".
3 انظر تاريخ بغداد "4/ 74"، والمنتظم "7/ 113".
4 انظر الأنساب "2/ 90"، واللباب "1/ 22".(26/376)
سمع من جدّه "الصحيح" الذي سمعه منه جماعة.
وتوفِّي في ربيع الأوَّل.
45- أحمد بْن محمد بْن علي1 بن الحسن بن يحيى القَصْري: أبو بكر السَّيبِي، الفقيه الشّافعي، أحد الأئمة.
درس على إسحاق المَرْوَزي، ونشر الفقه ببلده قصر ابن هبيرة.
وتوفِّي في رجب، وله ستٌّ وسبعون سنة.
46- أحمد بن عبد الله بن عمرو2 القيسي القُرْطُبي:
سمع: أحمد بن خالد، وابن أيمن، ومحمد بن مِسْوَر.
لم يُحدّث.
47- أحمد بن محمد بن معروف2 بن وليد:
أبو عمر المدائني القُرْطُبي.
سمع من: أحمد بن خالد بن الحباب، وابن أَيْمَن، وعثمان بن عبد الرحمن، وحجَّ فسمع من الآجُرّيّ.
وُلّي قضاء طَرْطُوشَة، وكتب عنه جماعة.
48- أحمد بن محمد بن يوسف4:
أبو القاسم القرطبي القشطيلي.
سمع أبا عيسى، والدّيَنَوري.
قال ابن عفيف: كان من أهل العلم بفنونٍ كثيرة من الفِقْه والعربيّة واللُّغة. حجَّ وأدرك رجالًا بالمشرق، وأدخل الأندلسً علمًا جمًّا، وأدَّب وَلَد الحَكَم بن النّاصر لدين الله، وأخذ عنه النّاس مَذْهَب مالك.
49- إسماعيل بن أحمد بن محمد5 بن داود النساج القزويني:
__________
1 انظر تاريخ بغداد "5/ 69"، والأنساب "7/ 216".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 51".
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 50".
4 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/50".
5 لا بأس به.(26/377)
سمع إسحاق بن محمد الكَيْسَاني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وسليمان بن يزيد الفامي، وحدَّث.
حرف الحاء:
50- الحسن بن علي الصّيْدناني1 القِزْويني:
سمع إسحاق بن محمد الكيساني، ومحمد بن القاسم المحاربي الكوفي، وحدَّث.
51- الحسين بن محمد بن عبد الوهّاب2 بن سُليمان بن محمد الشريف:
أبو تمّام الزَّيْنَبي، قاضي البصْرة.
قَدِمَ بغداد مع مُعِز الدولة، واشترى دارًا بأربعةٍ وعشرين ألف دينار، ووُلّي نقابة بغداد، وتفقَّه على أبي الحسن الكَرْخي.
حدَّث عنه مولاه وشّاح وغيره. مات في شوّال.
52- الحسين بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد3 بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أسد بن شَمّاخ:
أبو عبد الله الشّمّاخي الحافظ الهَرَوِي الصّفّار.
حدَّث بَهَراة وبغداد ودمشق عن: أحمد بن عبد الوارث المصري، وأبي الدَّحْداح أحمد بن محمد الدمشقي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن حفص الْجَوْني، والحسين بن موسى الرَّسْعَني وجماعة.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر البَرْقَانِيّ، وإسحاق القرّاب، وأبو عثمان سعيد القُرَشي.
قال البرقاني: قد كتبت عنه الكثير، ثم بان لي أنّه ليس بحُجّة، وضعَّفه أبو عبد الله بن أبي ذُهَل الهَرَوِي.
وقال الحاكم، وسُئِلَ عنه: كذّاب، لا يُشتَغَل به، وتُوُفّي في جُمادى الآخرة، وله مُسْتَخْرَجٌ على "صحيح مسلم".
__________
1 انظر اللباب "2/ 253".
2 انظر الكامل في التاريخ "9/ 25".
3 انظر تاريخ بغداد "8/ 8"، وسير أعلام النبلاء "16/ 360"، وميزان الاعتدال "1/ 528".(26/378)
53- الحسين بن علي بن سفيان1:
أبو عبد الله المصري الفقيه.
روى عنه: محمد بن إبراهيم بن المنذر، وغيره.
54- حسين بن محمد بن نابل2:
أبو بكر القُرْطُبي.
سمع: أسلم بن عبد العزيز، وأحمد بْن خَالِد بْن الحُبَاب، ومحمد بْن عمر بن لُبَابة، وحجَّ فسمع من ابن الأعْرابي، وعلي بن مطر الإسكندراني، وأبي الطّاهر المَدِيني، وعلي بن الطّحاوي.
وكان شيخًا صالحًا فقيهًا ورعًا عارفا بالعربيّة، شاعرًا، حدَّث بالكثير.
وتوفِّي فِي ذي الحِجّة وهو فِي عَشْر الثمانين.
وعنه: ابن الرضى.
55- الحسين بن محمد3:
أبو سعيد البسطامي الواعظ، والد أبي عمر محمد بن الحسن.
قال الحاكم: كان أوحد عصره في التذكير والوعظ والانتصار للسُّنّة.
سمع: أبا بكر القطّان، وأبا حامد بن بلال، وطبقتهما.
حرف الخاء:
56- خَطّاب بن مَسْلَمَة بن محمد4 بن سعيد:
أبو المغيرة الإيادي الفقيه المالكي.
سمع ابن لبابة، وأسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد بن الْجَبّاب، وحجّ فسمع من ابن الأعرابي.
قال عنه رفيقه أبو بكر محمد بن السليم القاضي: هو من الأبدال.
وقال القاضي عياض: كان زاهدا مجاب الدعوة.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 114".
3 لا بأس به.
4 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 133"، وبغية الملتمس "290".(26/379)
وقال ابن الفرضي: كان حافظًا للرأي، بصيرًا بالنّحو. توفِّي في شوال، وله ثمان وسبعون سنة.
حرف السين:
57- سُلَيْمَان بْن أَحْمَد بْن محمد1 بن داود القِزْويني النّسّاج:
أخو إسماعيل.
سمع: علي بن محمد بن مَهْرَوَيْه، وسليمان بن زيد الفامي.
وكان أسنَّ من أخيه، وبينهما في الموت ثلاثة أشهر.
حرف العين:
58- العبَّاس بن الفضل بن زكريّا2:
أبو منصور النَّضْرُوي الهَرَوِي، منسوب إلى جدّه نَضْرُوَيْه، بضادٍ مُعْجمةً.
سمع: أحمد بْن نَجْدة، والحسين بْن إدريس، ومحمد بن عبد الرحمن الشّامي، وجماعة.
وعنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ، وأبو يعقوب القَرّاب، وأبو عثمان سعيد القُرَشي، وأبو حازم العبدوي.
وثَّقه الخطيب، وروى عنه أيضًا سِبْطُه الحسين بن علي، وتوفِّي في شعبان، وقد وَهِمَ صاحب "الكمال" وهْمًا قبيحًا فذكر له ترجمة، وأنَّ ابن ماجه روى عنه.
59- العبّاس بن محمد بن علي3:
أبو الفضل القُرَشِي، والد الشيخ أبي عثمان سعيد، مُسْند هَرَاة.
روى عن: أبي الفضل المُنْذِري، وأبي الحسن المخلدي.
روى عنه ابنه، وتوفِّي في جُمادي الآخرة.
60- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن جَعْفَر4:
أبو محمد بن أبي حامد الشيباني النيسابوري.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر اللباب "3/ 314"، وسير أعلام النبلاء "16/ 331".
3 لا بأس به.
4 انظر تاريخ بغداد "9/ 391".(26/380)
سمع: أبا بكر بن خُزَيْمَة، وتورَّع عن الرواية عنه لصغره، سَمِعَ أَبَا الْعَبَّاس السّرّاج، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد الماسَرْجِسِي، وحاتم بن محبوب السّامي، وأبا سعيد بن الأعرابي، وأبا جعفر بن البَخْتَري.
روى عنه: يوسف القوّاس، وإبراهيم بن مخلد الباقَرحي، وابن رزقَوَيْه، حدَّثهم ببغداد، ووثَّقه الخطيب.
روى عنه الحاكم وقال: كان من أكثر أقرانه سَمَاعًا، وكانت له ثروة ظاهرة، وأنفق أكثرها على العلماء، وفي الحجّ والجهاد، وكان يرسل شَعْرَه، فقيل له: الشَّعْراني.
61- عبد الله بن بدر الأشبيلي1 الطبيب:
جمع وسمع من: ابن الأعرابي، وحدّث.
62- عبد الله بن محمد بن أُمَيّة2 بن غَلْبون الأنصاري القُرْطُبي:
نزيل طَلَيْطِلة. اسْتُقْضِي بطَلبِيرة.
سمع من: قاسم بن أصبغ، وبمكّة من ابن الأعرابي، وكان نبيلًا ثقة.
سمع منه: عبدوس بن محمد الثَّغرِي.
63- عبد الواحد بن بكر الهَمَذاني3 الصّوفي، المعروف بالورثاني.
رحل وسمع بدمشق: أبا علي محمد بن شعيب الأنصاري، وعلي بن أبي العقب، وجُمَحُ بن القاسم.
وعنه: أبو سعد الماليني، وأبو عبد الرحمن السلمي، والحسن بن إسماعيل القرّاب، وآخرون.
وتوفِّي بالحجاز، وكان كثير الأسفار، من فُضَلاء الصّوفية.
64- عبد العزيز بن مالك:
الفقيه4 أبو القاسم القِزْويني الشّافعي.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 236".
3 انظر تاريخ جرجان "253"، واللباب "3/ 267".
4 لا بأس به.(26/381)
سمع: محمد بن مسعود، وأبا علي الطُّوسي، والعبّاس بن الفضل بن شاذان، ومحمد بن صالح الطّبري.
قال أبو يَعْلَى الخليلي: أدركته، وقُرِئ عليه وأنا حاضر.
65- عثمان بن سعيد بن عثمان1:
أبو سعيد بن الدرَّاج الغسَّاني الأندلسي السّرِيّ.
سمع من: أحمد بن عمرو بن منصور بن فُطَيْس، وعثمان بن جرير، وأحمد بن خالد بن الحباب، وحجَّ فسمع من عَبْد الرَّحْمَن بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عثمان عبد الرحمن المقرئ كتابَ سفيان بن عُيَيْنَة، عن جدّه محمد بن المقرئ.
سمع منه غير واحد، وتوفِّي في رجب.
66- علي بن خفيف بن عبد الله2 بن تميم بن سعد مولى جعفر بن محمد بن علي:
أبو الحسن الهاشمي البغدادي الدّقّاق.
سمع: عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، والحسين بن أبي عفير، وعبد الله بن محمد البَغَوِي.
وعنه: أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وعبد الله بن علي بن بِشْران، وغيرهما.
قال ابن أبي الفوارس: كان غير مرضيّ في الرواية.
67- عَليّ بن مُحَمَّد بن سَعيد3:
أَبُو الحَسَن الكِنْدي البغدادي الرّازي، شيخ مُعَمَّر.
سمع سنة تسعين ومائتين من أبي شُعَيْب الحَرَّاني، وسمع من: الفِريابي، وعلي بن حَسْنَوَيْه.
وعنه: العتيقي، وتوفِّي في رمضان.
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 306".
2 انظر تاريخ بغداد "11/ 423".
3 انظر تاريخ بغداد "12/ 85".(26/382)
حرف الفاء:
68- فناخسرو السلطان عضد الدولة1:
أبو شجاع ابن السلطان رُكْن الدولة الحسن بن بُويه الدَّيْلَمِي. وَلي مملكة فارس بعد عمِّه عماد الدولة، ثم قوي على ابن عمّه عزّ الدولة بَخْتِيار بن مُعِزّ الدولة، وبلغ من سَعَة المملكة والاستيلاء على الممالك ما لم يبلغه أحد من بنيه، ودانت له البلاد والعباد. وهو أوّل من خُوطب بالملك شاهٍ شاه في الإسلام، وأوّل من خُطب له على المنابر ببغداد بعد أمير المؤمنين.
وكان فاضلًا نحويًّا، له مشاركة في فنون، وله صنَّف أبو علي الفارسي "الإيضاح والتكملة".
وقد مدحه فُحُول الشعراء، وسافر إلى بابه المتنبّي إلى شيراز، قبل أن يملك العراق، وامتدحه بقصائد مشهورة، وقصده شاعر العراق أبو الحسن محمد بن عبد الله السّلامي، وأنشده قصيدته البديعة التي يقول فيها:
إليك طَوَى عَرْضَ البسيطة جاعِلٌ ... قُصَارَى المطايا أن يلوح لها القَصْرُ
فكنت وعزْمي في الظّلام وصَارمي ... ثلاثةَ أشياء كما اجتمع النّسْرُ
وبشّرت آمالي بملك هو الوَرَى ... ودارٍ هي الدنيا ويوم هو الدهر
وقال الثعالبي في "يتمية الدهر": لعضد الدولة قصيدة فيها بيت لم يفلح بعده:
ليس شُرْبُ الرّاح إلّا في المَطَرْ ... وغِناءٍ من جوَارٍ في السّحَرْ
مُبْرزات الكاسِ من مَطْلِعِها ... ساقياتِ الرّاح من فاقَ البَشَرْ
عضُدُ الدولةِ وابنُ رُكْنِها ... ملكُ الأملاك غلابُ القَدَرْ
فقيل: إنّه لمَّا احتضَر لم ينطق لسانه إلّا بـ {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ، هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَه} [الحاقة: 28، 29] . وتوفِّي بعلّة الصَّرَع في شوّال، سنة اثنتين وسبعين ببغداد، وله ثمان وأربعون سنة، ودُفِن بمشهد علي -رضي الله عنه- بالكوفة.
__________
1 انظر الكامل في التاريخ "9/ 18"، والمنتظم "7/ 113"، ودول الإسلام "1/ 229"، والعبر "2/ 363".(26/383)
وهو الذي أظهر قبر عليّ بالكوفة، وادَّعى أنّه قبره، وكان شيعيًّا، فبني على المشهد، وأقام البيمارستان العَضُدِي ببغداد، وأنفق عليه أموالًا عظيمة، وهو بيمارستان عظيم ليس في الدنيا مثل ترتيبه.
وملك العراق خمس سنين ونصفًا، ولمَّا قدمها خرج الطائع الله وتلقّاه، وهذا شيء لم يتهيّأ لأحد قبله، فدخل بغداد وقد استولى عليها الخراب، وعلى سوادها بانفجار بُثُوقها، وقَطْع المفسدين طُرُقَاتها، فبعث العسكر إلى بني شَيْبَان، وكانوا يقطعون الطريق، فأوقعوا بهم، وأسروا من بن شيبان ثمانمائة، وسدّ البُثُوق، وغَرَسَ المزاهر، وهو دار أبي علي بن مُقْلَةَ، وكانت قد صارت تلا، فيقال: إنّه غرِم على نقل التراب أكثر من ألف ألف درهم، وغرس التاجي عند قطربل، وحوط على ألف وسبعمائة جرِيب، وعمَّر الطُّرُقَ والقناطر والْجُسُور.
وكان متيقَّظًا شَهْمًا، له عيون كثيرة تأتيه بأخبار البلاد القاصية، حتى صارت أخبار الأقاليم عنده. وكان شديد العناية بذلك، كثير البحث عن المشكلات، وافرَ العقل.
كان من أفراد الملوك لولا ظلمه، وكان سفَّاكًا للدماء، حتى أنّ جارية شُغِل قلبه بميله إليها، فأمر بتغْرِيقها، وأخذ غلامٌ من رجل بطّيخًا غَصْبًا، فوسّطه1.
وكان يحبّ العلم والعلماء ويصِلُهم، ووُجد له في "تذكرة": إذا فرغْنا من حل إقليدس تصدقت بعشرين ألف درهم، وإنْ وُلِد لي ابنٌ تصدّقت بعشرة آلاف، فإنْ كان من فلانة تصدّقت بخمسين ألف درهم.
وكان قد طلب حساب دِجْلَة في السنة، فإذا هو ثلاثمائة ألف ألف وعشرين ألف ألف درهم، فقال: أبلغ به إلى ثلاثمائة وستّين ألف ألف، ليكون دخْلُنا كل يوم ألف ألف درهم.
قال ابن الْجَوْزي: كان يرتفع له في العام اثنان وثلاثون ألف ألف دينار، وكان له كِرْمان، وفارس، وعُمَان، وخوزستان، والعراق، والموصل، وديار
__________
1 أي قطع جسده نصفين.(26/384)
بكر، وحَرّان، ومَنْبج، وكان يُناقش في القيراط، وأقام مكوسًا ومَظَالم، فنسأل الله العافية.
وكان صائب الفراسة، قيل: إنَّ تاجرًا قَدِمَ بغدادَ للحج فأودع عند عطار عقد جوهر، فأنكره، فحار، ثم إنَّه أتي عضُدُ الدولة، فقصّ عليه أمره، فقال: الْزَم الجلوس هذه الأيّام عند العطّار، ثم إنَّ عضُدُ الدولة مَرَّ في موكبه على العطّار، فسلَّم على التاجر وبالغ في إكرامه، فتعجَّب الناس، فلمَّا تعدّاه التفت العطّار إلى التّاجر، قال: ما تخبرني متى أودعتني هذا العِقْد، وما صفته؟ لعلِّي أتذكّر، قال: صفته كذا، فقام وفتّش ثم نفض برنيّه فوقع العِقْد، وقال: كنت نسيته.
وقيل: إنَّ قومًا من الأكراد قطَّاع طريقٍ عجز عنهم، فاستدعى تاجرًا، ودفع إليه بغلًا عليه صندوقان فيهما حَلْوَى مسمومة، ومتاعُ ودنانير، فأخذوا البغْل والصّندوقين، وأكلوا الحَلْوَى فهلكوا.
وقد ذكر ابن الجوزي في كتاب "الأذكياء" له عدّة حكايات لعضد الدولة، والله أعلم.
حرف الميم:
69- محمد بن أحمد بن حمزة1:
أبو الحسن الهَرَوِي.
توفِّي في هذا العام، وهو المذكور في المتوفَّين تقريبًا في الطبقة الماضية.
70- محمد بن أحمد بن حمدون2:
أبو بكر النَّيْسَابُوري الفرّاء الصُّوفي.
توفِّي في رمضان، وكان من العباد.
سمع: ابن خُزَيْمَة وطبقته، وكان قوَّالًا بالحقّ، كثيرَ المُجاهَدَة، وأمَّارًا بالمعروف.
صحِب أبا عليّ الثقفي، ولقي الشَّبْلي، والكبار.
71- محمد بن جعفر بن أحمد3 بن جعفر:
أبو بكر البغدادي الحريري المعدّل، المعروف بزوج الحرة.
__________
1 سبق ذكره.
2 انظر طبقات الصوفية "124".
3 انظر تاريخ بغداد "2/ 153"، والمنتظم "7/ 118، 119"، والبداية والنهاية "11/ 301".(26/385)
سمع: محمد بن جرير، وأبا القاسم البَغَوِي، وابن أبي داود.
روى عنه: ابن رزقَوَيْه، وأبو بكر البَرْقَانِيّ، والحسن، وعبد الله ابنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان.
وقال البَرْقَانِيّ: ثقة جليل.
وقال أبو علي بن شاذان: كان يحضر مجلسه ابن المظفَّر والدَارقُطْنيّ، وتوفِّي في صفر.
قال أبو القاسم التَّنُوخيّ: حدَّثنا أبي قال: حدَّثني جعفر بن المكتفي بالله قال: كانت بنت بدر المُعْتَضِدي زوجة المقتدر بالله، فأقامت معه سنين، ثم قُتل، وأفلتت هي من النَّكبة، وتسلّمت أموالها، وخرجت من الدار، فكان يدخل إلى مطبخها حَدَث يُعْرَف بمحمد بن جعفر بن أبي عَشْرُون، وكان حركًا، فصار وكيل المطبخ، فرأته فاستكاسته، فردَّت إليه وكالتها، وترقّى أمره حتى صار ينظر في ضِياعها، وصارت تكلّمه من وراء ستر، وزاد اختصاصه بها، حتى علق بقلبها، فجسَّرَتْه على تزويجها، وبذلت أموالًا حتى تمَّ لها ذلك، وأعطته نعمة ظاهرة وأموالًا، لئلَّا يمنعها أولياؤها منه بالفقر، ثم هادَتِ القُضَاة بهدايا جليلة، حتى زوَّجوها منه، فاعترض الأولياء، فغالبتهم بالدراهم، وأقام معها سنين، ثم ماتت، فحصل له منها نحو ثلاثمائة ألف دينار، ولذلك قيل له: "زوج الحُرَّة".
72- محمد بن العبّاس بن وصيف1:
أبو بكر الغزّي، راوي المُوَطّأ عن الحسن بن الفرج المقرئ صاحب يحيى بن بكير.
ورَّخ وفاته أبو القاسم بن مَنْدَهْ، وقد روى أيضًا عن محمد بن قتيبة العسقلاني وغيره.
وروى عنه: أبو سعد الماليني، ومحمد بن جعفر الميماسي، وآخرون.
ولا أعلم فيه جرحًا. وقد سمعنا موطأ ابن بكير من طريقه.
73- محمد بن عبد الله بن خَلَف2 بن بخيت:
أبو بكر العكبري الدقاق.
__________
1 انظر شذرات الذهب "3/ 79".
2 انظر تاريخ بغداد "5/ 461"، وسير أعلام النبلاء "16/ 334".(26/386)
سكن بغداد وحدَّث عن خلف بن عمرو العُكْبَري، وجعفر الفِرْيابي، ومحمد بن صالح بن ذَرِيح، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن محمد الباغَنْدِي، وجماعة.
وله جُزْء عالٍ عند أصحاب ابن طَبَرْزد.
روى عنه: عبد الوهاب بن برهان، وإبراهيم بن عمر البرمكي، وجماعة.
وثَّقه الخطيب. توفِّي فِي ذي القعدة.
74- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ1 بْنِ خَميرَوَيْه بن سيّار:
أبو الفضل العدْل الهَرَوِي، مُسْند هَرَاة.
سمع: أحمد بن نجدة، وعلي بن محمد الْجَكّاني، وأحمد بن محمود بن مقاتل، وجماعة.
وعنه: أبو بكر البرقاني، وأبو الفضل عمر بن أبي سعد، وأبو ذَرّ عبد بن أحمد، وأحمد بن محمد بن إبراهيم بن إسحاق، والحسين بن علي الباشاني، ومحمد بن الفضيل، وقاضي هَرَاة منظور بن إسماعيل الهَرَوِيّون، وغيرهم.
قال أبو بكر بن السمعاني: شيخ ثقة.
75- مُحَمَّدُ بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد2 بْن الصباح:
أبو عبد الله المؤدّب الأصبهاني.
سمع: أبا حامد خليفة، ومحمد بن الحسين بن مكرم.
وعنه: أبو نُعَيم الحافظ.
76- محمد بن علي البغدادي3 النّعّال:
حكى بمصر عن أبي خليفة الْجُمَحِي.
77- محمد بن علي بن الحسين4 بن أبي الحسين القُرْطُبي:
أبو عبد الله.
__________
1 انظر سير أعلام النبلاء "16/ 311"، والأنساب "8/ 180"، والعبر "2/ 363".
2 انظر ذكر أخبار أصبهان "2/ 292".
3 في عداد المجهولين.
4 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 82".(26/387)
سمع من: قاسم بن أصبغ، ورحل هو وأخوه حسن، فسمعا بمصر من عبد الله بن الورد، وابن أبي الموت، وأحمد بن سلمة بن الضحاك، وابن خروف، وجماعة كثيرة.
وكان محمد ضابطًا متقنًا نحويًّا بليغًا. توفِّي في صفر، ولم يحدِّث.
78- محمد بن علي بن الحسين1:
أبو علي الإسفراييني، الحافظ المعروف بابن السقاء، تلميذ أبي عوانة.
رحل وسمع: أبا عَرُوبة الحرّاني، ومحمد بن زياد المصري، وعلي بن عبد الله بن مبشّر الواسطي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأحمد بن عمير بن جَوْصَا، وخلقًا كثيرًا.
وكان شافعيًّا واعظًا صالحًا.
روى عنه: أبو عبد الله الحاكم وغيره، وهو والد علي شيخ البيهقي.
توفِّي ببلده إسفرايين، في ذي القعدة.
وقد ذكره ابن عساكر فقال: روى عنه ابنه علي، وأبو سعيد أحمد بن محمد الكرابيسي المَرْوَزي.
قال الحاكم: هو من المعروفي بكثر الرّحلة والحديث والتّصنيف وصحبة الصالحين.
قلت: ومن طبقته:
79- محمد بن علي بن الحسين البلْخي2 الحافظ:
روى عن محمد بن المُعافَى الصيداوي.
روى عنه: محمد بن أحمد الجارودي الحافظ.
80- محمد بن القاسم:
أبو بكر3 المصري الفقيه الشافعي المعروف بوليد.
__________
1 انظر سير أعلام النبلاء "16/ 350"، وطبقات الحفاظ "397"، وشذرات الذهب "3/ 81".
2 انظر سير أعلام النبلاء "16/ 351"، وتاريخ جرجان "449".
3 لا بأس به.(26/388)
روى عن: أبي عبد الرحمن النّسَائي، وعبّاس البصْري، وبنان الجمّال الزّاهد.
روى عنه: يحيى بن علي الطّحّان، وقال: تُوُفّي فِي جُمادى الآخرة، وله خمسٌ وثمانون سنة.
81- محمد بن مزاحم بن إسحاق1:
أبو العبّاس الطّائي المصري.
روى عن: محمد بن زيان وغيره.
وعنه: يحيى بن الطّحّان، ذكره في تاريخه.
82- المغيرة بن عمرو2:
أبو الحسن المكّي.
روى عن: أبي سعيد المفضّل الْجَنَدي، وغيره.
روى عنه: عبد الرحمن بن الحسن المكّي الشّافعي والد أبي علي، وعمر بن الخضر الثمانيني، وابن باكَوَيْه.
قَرَأْتُ فِي "الأَرْبَعِينَ" لِمحمد بْنِ مُسَدَّدٍ: كَتَبَ إِلَيْنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ التَّاجِرُ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ مَوْهِبٍ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَنَسٍ الْعُذْرِيُّ، أنا عُمَرُ بن الخضر، ثنا المغيرة بن عمرو، ثنا الجندي، ثنا محمد بن منصور الجواد، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ دَخَلَ مَكَّةَ فَتَوَاضَعَ للَّهِ وَآثَرَ رِضَاهُ عَلَى جَمِيعِ أُمُورِه، لَمْ يَخْرُجْ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ"3. هذا أظنّه موضوع على الْجَنَدِي.
مات سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.
83- منصور بن أحمد بن هارون4:
الفقيه أبو صادق النَّيْسَابُوري الحنفي المزكّي، شيخ الحنفية وابن شيخهم بنَيْسَابور.
سمع: أبا العبّاس السّرّاج، وأبا عمرو الحيري، ومؤمّل بن الحسن.
ولم يحدِّث قط من زهده وورعه.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر ميزان الاعتدال "4/ 165"، ولسان الميزان "6/ 379".
3 حديث موضوع: أخرجه مسدد في "الأربعين".
4 انظر المنتظم "7/ 120".(26/389)
تُوُفّي في جُمادى الأولى.
روى عنه الحاكم أنّه سمع ابن الشرفي يقول: ما رأيت في العلماء أهْيَبَ من محمد بن يحيى الذهلي -رحمه الله تعالى.
حرف النون:
84- نصر بن أحمد بن محمد بن صاعد1:
ابن كاتب البخاري، يروي عن جدّه، ومحمد بن محمد المردكي القزويني.
وفيَّات سنة ثلاث سبعين وثلاثمائة:
حرف الألف:
85- أحمد بْن الحُسَيْن بْن عَبْد العزيز2:
أبو بكر العُكْبَري المعدّل.
سمع: أبا خليفة، وابن ذَرِيح، وأبا الهيثم بن خليفة، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، وجماعة.
وعنه: ابنه أبو نصر محمد البقَّال، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي.
ووثَّقه الخطيب.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ، أنا جَدِّي، أنا عَلِيُّ بْنُ محمد المصيصي، أنا أبو نصر محمد بن أحمد الْبَقَّالُ بِعُكْبَرَا، أنبا أَبِي، ثنا أَبُو خَلِيفَةَ، ثنا مُسْلِمٌ، ثنا أَبُو حَمْزَةَ، ثنا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، "أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ"3.
توفِّي هذا عن إحدى وتسعين سنة.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 انظر تاريخ بغداد "4/ 107"، والمنتظم "7/ 122".
3 حديث صحيح: أخرجه البخاري "2/ 478"، من رواية ابن عباس، ومالك "1/ 143"، من رواية أبي هريرة.(26/390)
86- أحمد بن الحسين بن علي1:
أبو حامد المَرْوَزي، المعروف بابن الطّبري، القاضي الحنفي.
سمع: أبا العبّاس الدَّغُولي، وجماعة من أصحاب علي بن حجر، وسمع بنَيْسَابور مكّي بن عَبْدان، وأبا حامد بن الشرفي.
قال الحاكم: أمْلَى ببُخارى وأنا بها، وكان يرجع إلى معرفة بالحديث، تفقَّه ببغداد على أبي الحسن الكَرْخي، وببلخ على أبو القاسم الصفّار، وكان كبير القدر، متألَّهًا عابدًا صالحًا، عارفًا بمذهب أبي حنيفة.
ورَّخه الحاكم في هذه السنة، وسيأتي في سنة سبعٍ وسبعين.
وكان ثَبْتًا في الحديث، بصيرًا بالأثر، له تاريخ مشهور.
87- أحمد بن محمد:
الإمام2 أبو العبّاس الدَّيْبُليّ الشافعي الزّاهد الخيّاط، نزيل مصر.
ذكر أبو العبّاس الفسوي أنَّه كان جيد المعرفة بالمذهب، يقتات من الخياطة، فكان يعمل القميص في جمعة بدرهم وثلث.
وكان حسن العيش واللّباس، طاهر اللسان، سليم القلب، صوّامًا تاليا، كثير النّظر في كتاب "الربيع" مع كتاب "الأمَ" للشافعي. وكان مكاشفًا، ربما يخبر بأشياء فتوجد كما يقول، وكان مقبولًا عند الموافق والمخالف، حتى كان أهل المِلَل يتبرّكون بدعائه. مرض فتولّيْتُ خدمته، فشهدت أحوالًا سنية، وسمعته يقول: كل ما تَرَى أُعْطيتُه ببركة القرآن والفقه. وقال لي: قيل إنّك تموت ليلة الأحد، وكذا كان. وما كان يصلّي إلّا في الجماعة، فكنت أصلّي به، فصلّيت به ليلة الأحد المغرب، فقال: تنحَّ فإنّي أريد الْجَمْع بالعشاء، لا أدري إيش يكون منّي، فجمع وأَوْتَرَ، ثم أخذ في السّياق وهو حاضر معنا إلى نصف الليل، فنمت ساعة وقمت، فقال: أيّ وقتِ هو؟ قلت: قُرْب الصَّبّح. قال: حوّلْني إلى القبلة، وكان أبو سعد الماليني، فحوّلناه إلى القبلة، فأخذ يقرأ قدر خمسين آية، ثم قُبِضَ ومات سنة ثلاثٍ وسبعين، أحسبه في
__________
1 انظر تاريخ بغداد "4/ 107، 108"، والمنتظم "7/ 137"، والكامل "9/ 51".
2 انظر حسن المحاضرة "1/ 169".(26/391)
رمضان. وكانت جنازته شيئًا عجيبًا، ما بقي أحد بمصر من أهلها ومن المغاربة أولياء السلطان إلّا صلُّوا عليه.
وذكره القُضَاعي، وإنَّ قبره ومسجده مشهوران. قال: وكانت له كرامات مشهورة.
88- أحمد بْن محمد بْن إبراهيم1:
أبو القاسم البجاني الأندلسي.
روى عن: أحمد بن خالد، ومحمد بن عمر بن لُبَابة.
وحجَّ سنة أربع عشرة، ولم يسمع.
توفِّي في رجب.
89- أحمد بن نصر2:
أبو بكر الشّذائي البصْري المقرئ، من كبار القرّاء.
قرأ على: أبي حفص عمر بن محمد بن نصر الكاغَدي، والحَسَن بن علي بن بشّار العلاف صاحبي الدُّوري، وعلى أبي الحسن بن شنبوذ، وأبي بكر بن مجاهد، وأبي عبد الله إبراهيم بن عرفة نفطويه، وأبي بكر محمد بن أحمد الدّاجوني، وأبي علي النّقّار، وأبي مُزاحم الخاقاني، وسعيد بن عبد الرّحيم الضّرير، وعبد الله بن الهيثم البلْخي، وأحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي، ومحمد بن موسى الزَّيْنَبي، وجماعة.
قرأ عليه بالرّوايات: محمد بن الحسين الكارَزيني، وغيره.
توفِّي في هذه السنة. وطُرُقُه في كتاب "المنج" لسِبْط الخيّاط.
وقرأ عليه: أبو الفضل الخُزاعي، وأبو عمرو بن سعيد البصْري، وعلي بن أحمد الجوردكي، وأبو الحسين علي بن محمد الخياري ومحمد بن عمر بن زلال النَّهاوندي، وخلق.
قال فارس بن أحمد: الكُبراء من أصحاب ابن مجاهد أربعة: أبو طاهر بن أبي هاشم، وأبو بكر بن أشتة، وأبو بكر الشَّذَائي بالبصرة، ونسي الرابع.
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 51"، وبغية الملتمس "162".
2 انظر العبر "2/ 364"، وشذرات الذهب "3/ 80".(26/392)
وقال أبوعمرو الدّاني: مشهور بالضَّبْط والإتقان، عالم بالقراءة، بصير بالعربيّة، رحمه اللَّه.
90- إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن إسحاق1 بن جعفر:
أبو إسحاق الأصبهاني المعدّل، المعروف بالقصّار.
سمع: الوليد بن أبان، والحسن بن محمد الداركي بأصبهان، وعبد الله بن شيرَوَيْه، ومحمد بن إسحاق السّرّاج، واستوطن نَيْسَابُور.
روى عنه: الحاكم، وأبو نُعَيم، وأحمد بن علي اليزدي.
ولُقُب بالقصّار لأنّه كان يغسِّل الموتى تزهُّدًا ومتابعةً للسُّنّة.
وعاش مائة وثلاث سنين، وإنما سمع وقد كبر. كُفَّ بصرُه قبل موته بستّ سنين. أكثر عنه أبو نعيم.
حرف الباء:
91- بُلُكّين2 بن زيرِي بن مُناد الحِمْيَري الصّنْهاجي:
الأمير أبو الفُتُوح جدّ الأمير باديس، من وجوه المغاربة.
استخلفه المُعِزّ بن المنصور العُبْيدي على إفريقية عند توجُّهه إلى الديار المصرية في سنة إحدى وستين وثلاثمائة، وسلَّم إليه إقليم المغرب، فكان حَسَن السّيرة، تامّ النّظر في مصالح دولته ورعيّته.
ومات في ذي الحجّة.
وكانت له أربعمائة سَرِيّة، وذُكِر أنّ البشائر وَفَدَتْ عليه في فَرْد يوم بولادة سبعة عشر ولدًا ذَكَرًا.
92- بُوَيْه مؤيّد الدولة3:
أبو منصور بن رُكْن الدولة.
__________
1 انظر ذكر أخبار أصبهان "1/ 201"، وشذرات الذهب "3/ 80".
2 انظر العبر "2/ 364"، والكامل في التاريخ "9/ 34"، والبداية والنهاية "11/ 302".
3 انظر المنتظم "7/ 121"، والكامل "9/ 26"، والوافي بالوفيات "10/ 326".(26/393)
كان وزيره هو الصّاحب إسماعيل بن عَبّاد، فضبط مملكته وأحسن التدبير، وكان قد تزوَّج بنت عمه زبيدة بنت معز الدولة، فأنفق في عرسه بها سبعمائة ألف دينار.
توفِّي بجُرْجان في ثالث عشر شعبان، من خوانيق أصابته، وله ثلاث وأربعون سنة، وكانت دولته سبع سنين.
حرف الحاء:
93- الحَسَن بْن أحمد بْن عليّ بن أحمد الماذَرائي1 المصري: من أعيان الأماثل.
روى عن: عبد العزيز بن أحمد بن الفرج، وبكر بن أحمد الشعراني وجماعة.
روى عنه: الدَارقُطْنيّ، وصالح بن رشدين، وغيرهما.
ألقي على العلم جملة وافرة، وجمع وصنَّف، وعاش سبعين سنة.
94- الحسن بن محمد بن داود2:
أبو محمد الثقفي الحراني المؤدب.
روى عن: عبد الله بن محمد الأطروشي، ويحيى بن علي الكِنْدي.
وعنه: تمَّام الرّازي، وعبد الغني بن سعيد، وأبو الحسن بن السّمسار، وجماعة.
توفِّي في رمضان.
95- الحسين بن عبد الله القُرُشي3:
أبو القاسم المصري.
يروي عن: محمد بن محمد بن النّفّاح الباهلي، وغيره.
96- الحسين بن محمد بن حَبْش4:
أبو علي الدَّينَوَرِي المقرئ.
قرأ القرآن على: أبي عمران موسى بن جرير الرقي، وغيره.
قرأ عليه: محمد بن المظفر بن حرب الدينوري، وأبو العلاء محمد بْن عليّ الواسطيّ، ومحمد بن جعفر الخزاعي، ورحل إليه.
__________
1 انظر اللباب "3/ 143".
2 انظر تهذيب ابن عساكر "4/ 247".
3 في عداد المجهولين.
4 انظر شذرات الذهب "3/ 81"، والعبر "2/ 365".(26/394)
وكان أيضًا عالي الأسناد في الحديث. روى عن أبي عمران الرّقّي.
روى عنه: أبو نصر أحمد بن الحسين الكسَّار جزءًا وقع لنا.
قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَرْضًا عَنْ: موسى بن جرير وابن مجاهد، والعباس بن الفضل، وإبراهيم بن حرب وجماعة.
متقدِّم في علم القراءة، مشهور بالإتقان، ثقة مأمون.
روى القراءة عنه: إسماعيل بن محمد البرذعي، والحسين بن محمد السلماني. وسمعت فارس بن أحمد يقول: كان ابن حبش المقرئ الدّينَوَر، وكان يأخذ في مذاهب القُرّاء كلهم، فالتكبير من {وَالضُّحَى} إلى آخر القرآن اتّباعًا للآثار الواردة.
97- حُمَيْد بن الحسن الورّاق1:
دمشقي. روى عن: محمد بن خُزَيْم، ومحمود بن محمد الرافقي، وأحمد بن هشام بن عمار.
وعنه: مكّي بن الغَمْر، وتمَّام، وعبد الغني بن سعيد، وغيرهم.
حرف السين:
98- سعيد بن سَلام2:
أبو عثمان المغربي الصّوفي العارف، نزيل نَيْسَابُور.
مولده بالقَيْروَان، ولقي الشّيوخ بمصر والشام، وجاور بمكّة مدّة، وكان لا يظهر في الموسم.
قال الحاكم: وأنا مِمَّن خرج من مكّة متحسِّرًا على رؤيته، ثم خرج منها لمحنةٍ لحقته، وقدم نَيْسَابُور، واعتزل النّاسَ أوّلًا، ثم كان يحضر الجامع، وسمعته يقول: وقد سُئل: الملائكة أفضل أم الأنبياء؟ فقال: القربَ القربَ، هم أقرب إلى الحق وأطهر.
صحِب أبو عثمان بالشّام: أبا الخير الأقْطَع، ولقي أبا يعقوب النَّهْرجوري.
قال السُّلمي: كان أوحد المشايخ في طريقه، ولم يُرَ مثله في علوِّ الحال وصون
__________
1 انظر تهذيب ابن عساكر "4/ 460".
2 انظر المنتظم "7/ 122، 123"، والكامل "9/ 37"، وسير أعلام النبلاء "16/ 320".(26/395)
الوقت، امتُحِنَ بسبب زور نُسِبَ إليه حتى ضُرِبَ وشُهِّرَ على جملٍ، وطافوا به، فحمله على مفارقة الحَرَم والخروج منه إلى نَيْسَابُور.
وقال الخطيب: كان من كبار المشايخ، له أحوال مذكورة وكرامات مشهورة.
قال غالب بن علي: دخلت عليه يوم موته، فقلت له: كيف تجد نفسك؟ قال: أجد مولّي كريمًا، إلّا أنَّ القدوم عليه شديد.
قال السُّلَمي: سمعته يقول: تَدَبُّرْك في الخَلْق تدبُّر عبْرَةٍ، وتَدبُّرْك في نفسك تدبّر مَوْعظة، وتدبُّرْك في القرآن تدبُّر حقيقةٍ ومكاشفةٍ. قال الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن} [محمد: 24] ، جرَّأك به على تلاوَة خِطابِهِ، ولولا ذاكَ لكلَّت الألسُنُ عن تَلاوتِهِ.
وقال: من أعطى نفسه الأماني قَطَعَها بالتَّسْوِيف والتواني.
وله كلام جليل من هذا النّوع.
وتوفِّي في هذه السّنة.
وقال السُّلَمي: سمعته يقول: علوم الدّقائق علوم الشّياطين. وأسلم الطُّرُق من الاغترار لزوم الشريعة.
حرف العين:
99- العباس بن أحمد بن محمد1 بن إسماعيل:
أبو الطّيّب العبّاسي، المعروف بالشّافعي.
مصريّ، يروي عن محمد بن محمد الباهلي.
وعنه: محمد بن الحسين الطّفّال، وغيره.
حديثه في مَشْيَخَة الرّازي.
100- عباس بن أحمد2:
أبو الفضل الأَزْدي الشاعر.
شيخ الصوفية بالشام وأسنهم.
__________
1 انظر تهذيب ابن عساكر "6/ 220".
2 انظر تهذيب ابن عساكر "6/ 221".(26/396)
صحِب مظفَّر القِرْمِيسيني، وجماعة.
له معرفة وفُتُوَّة ظاهرة.
101- عَبْد الله بْن أَحْمَد1 بْن إِبْرَاهِيم بْن شاذان:
أبو جعفر الفارسي.
روى عن: النُّعْمان بن أحمد الواسطي أحد شيوخ الطّبراني، وقيل: إنّه روى عن يعقوب بن سُفْيان الفَسَوي جُزْءًا، وهذا بَعيد.
روى عنه: البَرْقَانِيّ والعَتيقي.
وقال الأزهري: كان ثقة، سمعت منه سنة ثلاثٍ وسبعين في منزلنا.
102- عبد الله بن تمَّام بن أزهر2 الكِنْدِي:
أبو محمد الفَرَضي.
سمع: قاسم بن أصبغ، وجماعة، وكان مؤدّبًا بالحساب.
كتب عنه ابن الفَرَضي وغيره.
103- عبد الله بن محمد بن عثمان3 بن المختار المُزَني الحافظ: أبو محمد بن السّقّا الواسطي، محدِّث واسط.
سمع: أبا خليفة، وزكريّا السّاجي، وأبا يَعْلَى المَوْصلي، وعَبْدان الأهوازي، وأبا عمران موسى بن سهل الْجَوْني، ومحمد بن الحسين بن مكرم، ومحمود بن محمد الواسطي، وأحمد بن يحيى بن زهير التُسْتَري، وطبقتهم.
روى عنه: الدَارقُطْنيّ، وأبو الفتح يوسف القوّاس، وأبو العلاء محمد بن علي، وعلي بن أحمد بن داود الرّزّاز، وأبو نُعَيم الحافظ.
قال أبو العلاء الواسطي: سمعت ابن المظفّر والدارقطني يقولان: لم نَرَ مع ابن السّقّا كتابًا، وإنّما حدّثنا حِفْظًا.
وقال علي بن محمد بن الطيّب الْجُلابي في "تاريخ واسط": هو من أئمّة الواسطيين الحُفّاظ المتقنين. قال: وتُوُفّي في ثاني جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "9/ 393".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 237".
3 انظر تاريخ بغداد "10/ 130"، والمنتظم "7/ 123"، والعبر "2/ 365".(26/397)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ وستمائة، أنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنُ نغُوبَا، أنا أبو نعيم محمد بن إبراهيم الجماري، أنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ يَزْدَادَ الْعَطَّارُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بْنِ عُثْمَانَ، ثنا أَبُو خَلِيفَةَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ، سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ قُلْتُ: مِنْ أَيْنَ يَجُوزُ لِي أَنْ أَعْتَمِرَ؟ قَالَ: "فَرَضَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ، وَلأَهْلِ نَجْدٍ قَرَنَ"1.
وقد قال السَّلَفي: سألت خميسًا الحَوْزِي عن ابن السّقّاء فقال: هو من مُزَيْنَة مُضَر، ولم يكن بسقّاء، بل هو لَقَبُ له، من وُجُوه الواسطيين، وذَوِي الثّروة والحِفْظ، رَحَل به أبوه فسمَّعه من أبي خليفة، وأبي يَعْلَى، وابن زيدان، والمفضل من محمد الْجَنَدي وجماعة. وبارك الله في سنِّه وعلمه، واتُّفِقَ أنّه أملى حديث الطائر، فلم تحتمله أنفُسهم، فوثبوا به وأقاموه، وغسَّلوا موضعه، فمضى ولزم بيته، فكان لا يحدِّث أحدًا من الواسطيين، فلهذا قلَّ حديثه عندهم. وتوفِّي سنة إحدى وسبعين، حدّثني بكلَّ ذلك شيخنا أبو الحسن المَغَازِلي.
104- عبد الرحمن بن محمد بن أبي اللّيث2:
أبو سعيد التّميمي. فقيه أهل قِزْوين ومقرئها. كان كبير القدر.
سمع الحسن بن علي الطُّوسي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم.
أدركه أبو يَعْلَى وذكره في "الإرشاد" له.
105- عبد الله بن إسماعيل:
أبو الفرج الأنْباري.
روى عن: محمد بن محمد الباغَنْدي، والبَغَوِي، وجماعة.
وعنه: محمد بن طلحة النّعالي، وجماعة.
106- عُبَيْد الله بن سعيد بن عبد الله3:
القاضي أبو الحسن البَرُوجَردي.
__________
1 حديث صحيح بلفظ: وقَّت رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ، وَلأَهْلِ نجد قرن المنازل. الحديث أخرجه البخاري "3/ 307"، ومسلم "1181"، والنسائي "5/ 123".
2 لا بأس به.
3 انظر تاريخ بغداد "10/ 361".(26/398)
سمع: محمد بن محمد الباغَنْدي، وجماعة.
قال الخطيب: كان صَدُوقًا، حدَّث في هذا العام.
روى عنه: عبد العزيز الأزجي، وعبد الملك بن عمر، ومحمد بن عيسى الهمذاني.
107- عثمان بن سعيد بن البشر1 بن غالب:
أبو الأصبغ اللّخْمي الأندلسي الشَّذُوني.
سمع: عبد الله بن أبي الوليد، ومحمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد بن الحباب. وكان صالحًا فاضلًا.
108- علي بن أحمد بن حمدويه2 التكلي:
مصري يروي عن ابن زِبّان.
109- علي بن إبراهيم بن موسى3:
أبو الحسن السَّكُوني المَوْصِلي.
حدَّث ببغداد عن: أبي يعَلَى، وعبد الله بن أبي سفيان، وأحمد بن الحسين الْجَرادي، المَوَاصِلَة.
وعنه: أبو القاسم الأزْجي، وأحمد بن محمد العتيقي، وانتقى عليه ابن المُظَفَّر الحافظ.
110- عليّ بن محمد بن أَحْمَد4 بن كَيْسان:
أبو الحَسَن الحَرْبي.
الراوي عن: يوسف القاضي جزءَيْ "التسبيح" و"الزكاة" ليس إلّا.
روى عنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ، والحسين بن جعفر السّلماسي، وعلي بن المحسّن التنُوخي، والحسن بن علي الْجَوْهَري، وهو آخر من حدَّث عنه.
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 307".
2 في عداد الجهولين.
3 انظر تاريخ بغداد "11/ 341".
4 انظر تاريخ بغداد "12/ 86"، والعبر "2/ 365"، وسير أعلام النبلاء "16/ 329، 330".(26/399)
قال الخطيب: قال لنا التنوخي: أرانا ابن كَيْسَان بخطّ أبيه: وُلد علي ومحمد ابنا محمد في بطنٍ واحدٍ في ليلة الجمعة سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
وقال البَرْقَانِيّ: كان ابن كَيْسَان لا يُحْسِن يحدِّث، سألته أن يقرأ عليَّ شيئًا من حديثه، فأخذ كتابه ولم يدْرِ ما يقول، فقلت: سبحان الله، حدّثكم يوسف القاضي، فقال: سبحان الله حدّثكم يوسف القاضي، قال: إلّا أنّ سماعه كان صحيحًا. سمع من أخيه.
قال الْجَوْهَري: سمعت منه في سنة ثلاثٍ وسبعين.
ولم يؤرِّخ الخطيب وفاته، وكان أبوه من كبار النُّحَاة.
مات سنة تسعٍ وتسعين ومائتين، وهذا صبيّ، فطلع لا يعرف شيئًا.
111- عمر بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن سليمان1:
أبو بكر بن سليمان المصري.
سمع من: جدِّه علّان، وأبي عبد الرحمن النسائي.
حرف الفاء:
112- الفضل بن جعفر بن محمد2 بن أبي عاصم:
التميمي الدمشقي المؤذّن الطّرائفي، أبو القاسم.
كان عبدًا صالحًا.
سمع نسخة أبي مسهر بن عبد الرحمن بن القاسم الرّواس، وسمع من: جماهر بن محمد، وإبراهيم بن دُحَيْم، وإسحاق بن محمد الخُزاعي، وأبي شَيْبَة داود بن إبراهيم، وسعيد بن هاشم الطَّبَراني، وعبد الله بن أحمد بن الحَوَاري، وجماعة كبيرة.
روى عنه: تمَّام، والحافظ عبد الغني بن سعيد، ومكّي بن الغَمْر، ومحمد بن عَوْف المُزَني، وأحمد بن الحسن الطيَّان، وصالح بن أحمد بن المنايجي، وأبو أسامة
__________
1 في عداد المستورين.
2 انظر العبر "2/ 366"، وسير أعلام النبلاء "16/ 338".(26/400)
محمد بن أحمد الهَرَوِي، وأبو علي الحسن بن شواش، ومحمد بن يحيى بن سلوان، وخلق سواهم، وكان أسْنَدَ من بقي.
قال أبو محمد الكَتّاني: كان ثقةً نبيلًا، ثنا عنه عدة.
حرف القاف:
113- قَيْس بن طلحة بن مازن1 الفارسي الكاتب:
سمع بشيراز من: محمد بن جعفر صاحب أبي كريب.
وروى عنه الحاكم في تاريخه.
حرف الميم:
114- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد2 بن عُبَيْد بن الوشّاء:
أبو عبد الله المصري الفقيه المالكي.
أخذ عن: أبي شعبان، والطبري.
أخذ عنه: أبو محمد الشنتجاني، وأبو عمران الفاسي، وأبو محمد بن غالب السْبتي.
ورحل النّاس إليه، وكان شديد المباينة لبني عُبَيْد أصحاب مصر.
115- محمد بن أحمد بن إبراهيم3 بن أبي بُرْدَة:
البغدادي الفقيه، أبو الطّيّب الشافعي.
سمع: أبا القاسم البَغَوِي، وأبا بكر بن أبي داود، وابن مجاهد، وتفقَّه على أبي سعيد الأصْطَخْري، وأبي إسحاق المَرْوَزي.
قال ابن الفَرَضِي: قال لي: إنّه حجّ سنة أربعٍ وعشرين، قال: وقدِمْتُ مصرَ فلقيت بها أصحابَ المُزَني، والرّبيع، والمرادي، ولقد صَغُرُوا في عيّني، لمَا كنتُ أعرفه من رجال بغداد.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 لا بأس به.
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 114"، والوافي بالوفيات "2/ 51".(26/401)
قدِم أبو الطّيب قُرْطُبَة فأكرمه المستنصر بالله ورَزَقَه، وكان من أعلم النّاس بمذهب الشّافعي، ولم يقدَّم علينا مثله، ولم تكن له كتب، ذهبت مع ماله، وكان يُنْسَب إلى الاعتزال، وبلغ ذلك السلطانَ فأخرجه من البلد في رجب سنة ثلاث وسبعين، وتوفِّي بتاهَرْت في ذلك العام.
وكان مولده في حدود الثلاثمائة.
116- محمد بن أحمد بن جعفر1:
أبو بكر الأزدي المؤدّب الهَرَوي.
تُوُفّي بها.
سمع من ابن خُزَيْمَة، وطبقته.
وعنه: الحاكم. وكان مجاهدًا متعبَّدًا خيَّرًا.
117- محمد بن أحمد بن إبراهيم البلْخي2:
أبو عبد الله. وُلِد بمكة، وقرأ على: محمد بن هارون صاحب اليَزَني، وسمع العُقَيْلي، والدَّيْبلي.
قرأ عليه: عبد الباقي بن الحسن، وكان حيًّا في هذا العام.
118- محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد3:
من ذرّيّة أبي حفص البُخَاري الكبير، أبو عبد الله رئيس المطّوّعة ببُخاري.
سمع: أباه، وجماعة، ومات ببُخاري في ربيع الأوّل.
استملى عليه الحاكم.
119- محمد بن أحمد4:
أبو عبد الله الإلْبيري بن الترّاس الزّاهد.
روى عن محمد بن فطيس، وغيره.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 لا بأس به.
3 في عداد المجهولين.
4 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 85".(26/402)
120- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن1 بْن معاوية:
أبو عبد الله القُرَشي القُرْطُبي اللُّغوي المعروف بالمصنوع، تلميذ أبي علي القالي.
سمع: من علي بن قاسم بن أصبغ وجماعة.
وكان موصوفًا بالضَّبْط وحُسْن النَّقل.
121- محمد بن الحسن بن سليمان بن النَّضْر الهَرَوِي السّمْسار:
تُوُفّي في ذي الحجّة.
122- محمد بن الحسن:
أبو سعيد المُلْقاباذي2.
سمع ابن خُزَيْمَة، والسّرّاج، وجماعة.
وعنه الحاكم.
123- محمد بن حَيَّوَيْهِ بن المؤمّل3 بن أبي روضة:
أبو بكر الكرجي النَّحْوي، نزيل هَمَذَان.
روى عن أُسَيْد بن عاصم بن الأصبهاني، وإبراهيم بن نصر الرازي، وإسحاق بن إبراهيم الدَّبَري، وإبراهيم بن دِيزِيل، ومحمد بن المغيرة السُّكَّري، ومحمد بن صالح بن علي الأشجّ، وأبي مسلم الكَجّي، وجماعة من الكبار الذين انقرض أصحابهم من قبل الخمسين وثلاثمائة.
روى عنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ، وأبو نصر محمد بن يحيى بن بُنْدَار، وأبو طاهر بن سَلَمة، وعمر بن معروف الهَمَذَانيّون، وأبو عبد الله الحسين بن محمد الفلاكي.
سأله الصَّيْقليْ عن سنِّه، فذكر أنَّ له مائة واثنتي عشرة سنة.
وقال الخطيب: كان غير موثوق عندهم، وورَّخ وفاته شِيروَيْه في طبقات الهمذانّيين.
124- محمد بن محمد بن شاذة4:
أحد أئمة الشافعية.
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 85".
2 انظر معجم البلدان "5/ 193".
3 انظر تاريخ بغداد "5/ 233"، وميزان الاعتدال "3/ 532"، وسير أعلام النبلاء "16/ 330".
4 في عداد المجهولين.(26/403)
125- مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم1:
أبو عثمان الأصبهاني الزّاهد العارف، أحد أئّمة الصُّوفيّة.
صحِب الشَّبلي، وسكن بُخَارَى مدّة.
126- محمد بن محمد بن يوسف2 بن مكّي:
أبو أحمد الْجُرْجاني.
حدَّث بصحيح البخاري عن الفربْرِي ببغداد وغيرها، وروى عن أبي القاسم البَغَوِي، وابن أبي داود، ومحمد بن إسماعيل المَرْوَزي صاحب علي ابن حجر، وتنقَّل في النواحي.
وروى عنه: أبو الفضل محمد بن جعفر الخُزاعي، وأبو محمد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي المغربي، وأبو نُعَيم الأصبهاني، وأبو بكر بن أبي علي الذّكْوَاني، وأبو الحسن محمد بن علي بن صخر، وإسماعيل بن أحمد بن محمد بن بكران الأهوازي شيخ الخُلَعي.
وقال أبو نُعَيم: تكلّموا فيه وضعَّفوه، وسمعت منه البخاري.
وقال محمد بن الحسين الأهوازي: أنشدنا أبو أحمد محمد بن محمد بن مكي الْجُرْجاني القاضي لنفسه:
إذا المَرْءُ يُحْسِن مع النّاس عِشْرَةً ... وكان بِجَهْل منه بالمالِ مُعْجَبَا
ولم تَرَهُ يَقْضي الحُقُوقَ فإنَّهُ ... حَقِيقُ بأن يقلى وأن يتجنبا
توفِّي في سنة ثلاث أو أربع وسبعين وثلاثمائة. قاله علي بن محمد بن عبد الله الْجُرْجاني في تاريخها.
127- محمد بن مهدي بن أحمد3 بن عبد الرحيم:
أبو بكر الأيادي الهَرَوِي. توفِّي في جُمادى الأولى.
128- محمد بن يونس بن أحمد4 المصري النقاش:
يروى عن بنان الجمال.
__________
1 انظر السابق.
2 انظر تاريخ جرجان "427".
3 في عداد المجهولين.
4 انظر السابق.(26/404)
حرف الهاء:
129- هارون بن عيسى بن المّطلب1:
أبو موسى الهاشمي.
سمع: البَغَوِي، وأبن أبي داود.
وعنه: بشري الفاتني، والأزجي، ومحمد بن بكير بن عمر.
حرف الياء:
130- يَلْتَكين2 التُرْكي مولى هفتكين:
هذا هفتكين أمير دمشق لوزير مصر يعقوب بن كلّس.
وعَظُم قدرُه إلى أن جُرّد إلى الشّام في جيشٍ، ووُلّي إمرة دمشق لبني عُبَيْد في آخر سنة اثنتين وسبعين. وكان مدبّر جيشه مُنَشّا اليهودي. وكانت دمشق إذْ ذاك مفتتنة بقَسّام المتغلّب عليها، وبها جيش ابن صمصام بعد موت عمِّه أبي محمود الكُتامي، فلم يزل بلتكين يقاتل أهل البلد ويقاتلونه، حتى تفرّق عن قَسّام جُموعُهُ، وضَعُفَ أمرُهُ واختفى، وتسلّم يَلْتَكين البلد، ثم جاءه المرسوم بتسليم البلد إلى بَكْجُور أمير حمص، وأنْ يرجع لاحتياج الوقت، وذلك في سنة ثلاثٍ وسبعين.
وفيَّات سنة أربع سبعين وثلاثمائة:
حرف الألف:
131- أحمد بْن جَعْفَر بْن أحمد3 بن مدرك:
أبو عمرو الْجُرْجاني بن الكَوْسَج الفقيه الحنفي.
سمع: عمران بن موسى بن مجاشع، وأحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزّان.
روى عنه: حمزة السَّهمْي وغيره.
توفِّي في هذه السّنة ظنًّا من علي بن محمد المؤرخ.
__________
1 لا بأس به، في عداد المستورين.
2 انظر الكامل في التاريخ "9/ 17".
3 انظر تاريخ جرجان "102".(26/405)
132- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد1 بْن إبراهيم الأصبهاني العسّال: أبو جعفر المعدّل.
يروي عن: عبد الله بن محمد بن عبد الكريم الرّازي، ومحمد بن حمزة بن عمارة.
وعنه: أبو نُعَيم، وأبو بكر بن أبي علي المعدّل.
توفِّي بأصبهان.
133- أحمد بن محمد بن هارون الأسواني2:
أبو جعفر المالكي، الفقيه.
توفِّي في ربيع الأوّل سنة سبعٍ وسبعين.
134- أحمد بن محمد بن الحُباب بن بشّار3:
أبو الحسن البزّاز الهَرَوِي.
روى عن أبي بكر بن أبي داود.
135- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه4 بْن حامد الصّائغ:
سمع: السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، والبَغَوِي، وطبقتهم.
وحدَّث ببُخارى، ومات بها.
روى عنه الحاكم وغيره.
136- أحمد بن محمد بن أبي بكر5 الطَّرَسُوسي:
شيخ الحرم. وَرِع زاهدٌ كبير الشّأن. صحِب إبراهيم بن شَيْبَان، وإليه ينتمي.
ورَّخه أبو عبد الرحمن السُّلَمي.
137- إبراهيم بن أحمد بن جعفر6 بن موسى:
أبو إسحاق البغدادي الخِرَقي المقرئ.
__________
1 انظر ذكر أخبار أصبهان "1/ 157".
2 في عداد المجهولين.
3 انظر السابق.
4 لا بأس به.
5 انظر طبقات الصوفية "109".
6 انظر تاريخ بغداد "6/ 17"، والمنتظم "7/ 124".(26/406)
سمع من: جعفر بن محمد الفِرْيابي، والهيثم بن خَلَف الدُّوري، وأبي مَعْشَر الدّارمي.
وعنه: أبو القاسم التَّنُوخيّ، والحسن بن محمد علي الْجَوْهَري.
قال الخطيب: كان ثقةً صالحًا.
قلت: وقرأ على عليّ بن سُلَيْم صاحب الدُّوري، وتصدَّر فأخذ عنه أبو العلاء الواسطي، ومحمد بن الحسين الكارزيني، وعلي بن طَلْحَة.
138- إبراهيم بن لقمان1:
أبو إسحاق النَّسَفي.
ثقة يروي عن: محمد بن عَقِيل البلْخي.
وعنه: جعفر بن محمد المُسْتَغفِري ووثَّقه. قال: وتوفي في شعبان.
139- إسحاق بن سعد بن الحَسَن2 بن سُفيان بن عامر الشَّيْبَاني الفَسَوي:
أبو يعقوب.
سمع من: جدّه، وعبد الله بن محمد بن سيّار الفَرْهَادَاني، وعبد الله بن شِيرَوَيْه النَّيْسَابُوري، ومحمد بن المجدّر، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ، وعبد الله بن محمد البَغَوِي.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وعبد الوهاب بن برهان الغَزّال، وأحمد بن محمد العَتِيقي، وإبراهيم بن عمر البَرْمكي، وأبو القاسم التُنوخي، وقال: هو ثقة.
توفِّي بنَسَا، وكان مولده سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين، وحدَّث ببغداد.
140- أيّوب بن عبد المؤمن بن يزيد3:
أبو القاسم بن أبي سعد الطُّرطُوشي.
سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ، وحجَّ فسمع أبا سعيد بن الأعرابي.
وكان فقيهًا شروطيًّا عاش خمسًا وستين سنة.
__________
1 وثَّقه الذهبي.
2 انظر تاريخ بغداد "6/ 401"، والمنتظم "7/ 124"، والعبر "2/ 367".
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 87".(26/407)
حرف التاء:
141- تميم بن المُعِزّ بن المنصور1 بن المهدي العُبَيْدي:
أبو علي، وإلى والده تُنْسَب القاهرة المُعِزّيّة.
كان تميم أميرًا شاعرًا ظريفًا لطيفًا، وهو أخو العزيز، ومن شعره:
أَمَا وَالذي لا يَمْلِكُ الأمر غيرُهُ ... ومَن هُو بالسرِّ المكتَّم أعْلَمُ
لَئِن كان كُتْماني المُصِيبَة مُؤْلِمًا ... لإِعْلانُها عِندي أَشَدُّ وآلَمُ
وبي كلّما تبكي العيونُ أقَلُّه ... وإنْ كُنْتُ منه دائمًا أتبسَّم
وله:
ما بان عُذْرِي فيه حتّى عَذرَا ... ومَشَى الدّجَى في خدّه فتحيَّرا
همَّت بقبلته عقاربُ صُدْغِهِ ... فاستلَّ ناظِرُهُ عليها خَنْجَرا
والله لَوْلا أنْ يُقَالَ تَغَيّرا ... وصَبَا وإنْ كان التَّصَابي أَجْدَرَا
لأَعدْتُ تُفّاحَ الخُدود بنفْسَجًا ... لَثْمًا وكافور الترائب عنبرا
حرف الجيم:
142- جعفر بن محمد بن مكّيّ2:
أبو العبّاس البُخاري.
يروي عن: محمد بن المنذر شكر، ومحمد بن يوسف الفَرَبْرِي.
روى عنه: محمد بن أحمد غُنْجَار، وأبو بكر عبد الله بن أحمد القفَّال المَرْوَزي، وعبد الله بن أحمد المنذوراني.
ومات في رمضان.
حرف الحاء:
143- حَباشة بن حسن3:
أبو محمد اليَحْصُبِيّ القَيْرَوَاني.
__________
1 انظر وفيات الأعيان "1/ 301"، والوافي بالوفيات "10/ 411".
2 لا بأس به.
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 128".(26/408)
سمع من: زياد بن عبد الرحمن بن زياد، وإبراهيم بن عبد الله الزُّبَيْديّ، وسمع بالأندلس من محمد بن معاوية القُرَشي.
وحجَّ ورابَط بثغور الأندلس، وجاهد وتعبَّد، وكان فقيهًا عالمًا.
توفِّي في جمادى الآخرة.
144- الحسن بن حجّاج بن غالب1:
أبو علي الطَّبَراني الزّيّات، نزيل أنطاكية.
رحل وسمع من: أبي عبد الرحمن النّسَائي، وأبي طاهر بن فيل البالِسِي، وجماعة.
روى عنه: عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وتمَّام الرّازي، وقال: قَدِمَ علينا سنة أربعٍ وسبعين، وكأنَّ هذا غلط وتصحيف، ولعله سنة أربع وأربعين.
145- الحسين بن محمد بن الحسين2:
أبو يَعْلَى القُرَشي الزُّبَيْري النَّيْسَابُوري.
سمع السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، وطبقتهما.
وعنه: الحاكم، وغيره.
حرف الخاء:
146- الخضر بن أحمد بن الخضر3 القِزْويني الحافظ:
سمع: محمد بن يونس بن هارون، والحسن بن علي القرطبي، وعبد الرحمن ابن أبي حاتم، وخلقًا.
وعنه: الجليلي، وقال: كتبت بيدي في ستة آلاف جزء.
147- خَلَفُ بْن محمد بْن خَلَف4:
أبو القاسم الخولاني القرطبي المكتب.
__________
1 انظر تهذيب ابن عساكر "4/ 162، 163".
2 لا بأس به.
3 لا بأس به.
4 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 136".(26/409)
سمع: أسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد، وجماعة، وحجَّ فسمع: أبا سعيد بن الأعرابي، وبالإسكندرية من ابن أبي مطر الإسكندراني، وبالقَيْرَوان محمد بن محمد بن اللّبّاد.
وكان مؤدبًا عسرًا في التسميع، صعب الأخلاق.
روى عنه ابن الفَرَضي، وتوفِّي في ربيع الأول.
حرف الشين:
148- شِبْل بن محمد بن حسين1:
أبو القاسم البغدادي المؤدَّب، نزيل مصر.
سمع: أبا يعقوب إسحاق المنجنيقي، وعاش اثنتين وسبعين سنة.
حرف العين:
149- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن ماهبرذ2:
الأصبهاني المعروف بالظّريف.
نزل بغداد، وحدَّث عن محمد بن محمد الباغندي، وأبو القاسم البَغَوِي، وجماعة.
روى عنه: البَرْقَانِيّ، وعلي بن المحسن التنوخي.
قال البرقاني: صدوق، وكان معمّرًا. قال: صمت ثمانية وثمانين رمضان، وسمعت بالبصرة من أبي خليفة، وضاع سماعي منه.
150- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه3:
التمار البغدادي، يُعْرَف بَبرْغُوث.
روى عن: أبي القاسم البَغَوِي، وغيره.
وعنه: أبو محمد الخلَّال، وأبو القاسم التنوخي، وغيرهما.
حدَّث في هذه السنة.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 انظر تاريخ بغداد "9/ 392".
3 انظر تاريخ بغداد "9/ 393".(26/410)
151- عبد الله بن محمد بن مَنْدَوَيه1 بن حَجّاج الأصبهاني:
أبو محمد الشُّرُوطيّ.
سمع: إبراهيم بن محمد بن مَتُّوَيْه، وعبد الله بن محمد بن عِمران، وجماعة ببلد الرّيّ.
وكان كثير الحديث، ثقةً فَهْمًا.
توفِّي في شوّال.
وروى عنه: أبو نُعَيم.
152- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ2 بن زَرّ -بفتح الزاي: الحواري نزيل بُخارَى.
روى الكثير عن: آدم بن موسى، وأحمد بن جعفر بن نصر الجمال.
وعنه: محمد بن أحمد غُنْجار، وجعفر بن محمد السّفري، وغيرهما.
توفِّي في صفر ببُخَارَى.
153- عبد الله بن محمد بن فَضْلوَيْه3 الصّوفي المعلْم:
من بقايا شيوخ نَيْسَابُور.
صحِب أبا علي محمد بن عبد الوهاب الثّقفي، وعبد الله بن مُبَارك.
154- عبد الله بن موسى بن إسحاق4 الهاشمي البغدادي:
أبو العبّاس.
سمع: حامد بن شعيب، ومحمد بن جرير الطّبَري، والحسن بن الطّيّب البلْخي، وخلقًا سواهم.
وعنه: أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو محمد الخلال، وأبو القاسم التَّنُوخي، والحسن بن علي الجوهري.
__________
1 انظر ذكر أخبار أصبهان "2/ 95".
2 لا بأس به، في عداد المستورين.
3 لا بأس به.
4 انظر تاريخ بغداد "10/ 150"، والمنتظم "7/ 124".(26/411)
وثَّقه العتيقي وغيره.
وقال ابن أبي الفوارس: فيه تَسَاهُلُ.
155- عبد الله بن موسى بن كريد1:
أبو الحسن السّلامي.
حدَّث عن يحيى بن صاعد، وغيره بخُرَاسان وسَمَرْقَنْد.
وفي حديثه مَنَاكير وعجائب، وكتب عمَّن دبَّ ودَرَج. وكان أديبًا شاعرًا، ورَّخ موتَه الإدريسي وغُنْجَار.
فقال الخطيب: هو عبد الله بن موسى بن الحسن، وقيل: الحسين بن إبراهيم بن كريد السّلامي.
قال غُنْجار: روى عن محمد بن هارون الحَضْرَميّ، وَنفْطَوَيْه النَّحْوِي، ومحمد بن مَخْلَد.
قال الخطيب: حدَّث في روايا غرائب ومناكير وعجائب.
قال الحاكم: كان من الرحَّالة في طلب الحديث. توفِّي في سنة ست وستين وثلاثمائة.
قلت: الصواب ما رواه إلى السّاعة.
قال الإدريسي: كان أبو الحسن السّلامي أديبًا شاعرًا، جيّد الشَّعْر، أمير الحفظ للحكايات والنوارد، صنَّف كُتُبًا كثيرة في التواريخ والنّوادر، وقَدِمَ علينا سَمَرْقَنْدَ وأقام ببُخَارَى إلى أن مات. صحيح السّماع.
156- عبد الرحمن بن أحمد بن جعفر2:
القاضي أبو القاسم الأصبهاني.
روى عن: محمد بن حمدون بن خالد النَّيْسَابُوري، وعلي بن عَبْدان.
وعنه: أبو نُعَيم وغيره.
157- عبد الرحمن بن محمد بن حَسَكا3:
أبو سعيد الحاكم الحنفي.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "10/ 148، 149".
2 انظر ذكر أخبار أصبهان "2/ "121".
3 انظر معجم البلدان "3/ 891"، واللباب "2/ 214"، والعبر "2/ 367".(26/412)
سكن نَيْسَابُور مدّةً، ثم دخل بُخَارَى، وولي قضاء التّرْمذ، ولم يكن في أصحاب الرأي أَسْنَدَ منه.
سمع: أبا يَعْلَى بالمَوْصِل، وحامد بن شُعَيب، ومحمد بن صالح بن ذَرِيح ببغداد.
وتوفِّي في شعبان، وله اثنتان وتسعون سنة.
رَوَى عَنْهُ الحاكم.
158- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بن إسْمَاعِيل1 بن نُبَاته:
الخطيب المشهور، أبو يحيى، صاحب ديوان الخُطَب.
كان من أهل مَيَّافَارِقين، ووُلّي خطابة حلب لسيف الدّولة، وبها اجتمع بالمتنبّي.
وكان خطيبًا بليغًا مفوَّهًا بديع المعاني رائق الخُطَب، رُزِق السعادة في خُطَبِهِ، وكان رجلًا صالحًا، رأى النبي -صلى الله عليه وسلم، فاستيقظ وعلى وجهه نور لم يكن قبل ذلك، وعاش بعد ذلك ثمانية عشر يومًا، وذكر أنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَفَل في فيه، فبقي تلك الأيام لا يستطعم فيها طعامًا، ولا يشرب شرابًا من أجل تلك التَفْلَة.
وذكر ابن الأزرق مولده في سنة خمسٍ وثلاثين، وأنَّه تُوُفّي سنة أربعٍ وسبعين.
قلت: فعُمْرُهُ تسعٌ وثلاثون سنة، وتوفِّي بمَيّافَارِقين، وفي ولايته خَطَابَة حلب أيّام سيّف الدولة نَظَرُ، وقد غلطوا في مولده، نعم غلطوا في مولده، فإنّه ابتدأ سالف خطبه في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، وهو خطيب.
159- عبد العزيز بن إسماعيل2:
أبو القاسم الصَّيْدَلاني المصري الشافعي.
روى عن الأشعث محمد بن محمد الكوفي.
160- عبد الغني بن محمد بن موسى3 بن محمد المصري البزّاز:
يروي عن الجندي.
__________
1 انظر وفيَّات الأعيان "3/ 156"، وشذرات الذهب "3/ 83"، وسير أعلام النبلاء "16/ 321".
2 في عداد المجهولين.
3 في عداد المجهولين.(26/413)
161- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن معدان1:
أبو الحسين الأصبهاني العصفري.
توفِّي فِي ذي القعدة.
162- عليّ بْن مُحَمَّد بن الفتح2 بن أبي الغصب:
الشّاعر البغدادي البَلْخي، أبو الحسن، مولى المتوكّل على الله.
روى عن: أحمد بن أبي عَوْف البُزورِي، ومحمد بن محمد الباغَنْدي.
وعنه: أبو القاسم التنُوخي، وأبو محمد الحسن بن علي الْجَوْهَري.
وثَّقه الخطيب. حدَّث في هذا العام ولم تُحْفَظْ وفاتُهُ.
13- علي بن النَّعْمان بن محمد3 بن منصور:
المصري ثم البصْري، قاضي ديار مصر.
وُلّي القضاء بعد أبيه، واستناب أخاه محمدًا، وكان متفنِّنًا في عدّة علوم، شاعرًا مجوّدًا يكنَّى أبا الحسن.
ومن شعره:
وليِ صديقٌ ما مسني عُدْمٌ ... مُذْ وقَعَتْ عينُه على عَدَمِي
أغْنَى وأَقْنَى وما يكلّفني ... تَقْبِيل كَفٍّ له ولا قدم
قام بأمر لمّا قعدتُ به ... ونمتُ عن حاجتي ولم يَنَمِ
توفِّي في رجب، وهو كهل.
وقال ابن زولاق: ولي القضاء سنة ستٍّ وستّين، وكانت أيّامه تسع سنين وخمسة أشهر، ومولده في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، ولي بعد القاضي أبي الطّاهر الذُّهْلي، وقد روى عن أبيه تصانيفه.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "12/ 87".
2 في عداد الثقات.
3 انظر العبر "2/ 367"، وحسن المحاضرة "11/ 561"، وسير أعلام النبلاء "16/ 367".(26/414)
164- عمر بن جعفر المصري1 الخيّاش:
أبو جعفر. روى عن: محمد بن الباهلي.
165- عمر بن محمد بن عبد الصمد2:
أبو محمد البغدادي المقرئ، أحد الصالحين.
سمع البَغَوِي، والحسين بن عَوْن.
وعنه: عبد العزيز الأزجي، وابن بكير، والْجَوْهَري، وغيرهم.
166- عمر بن محمد بن سيف3:
أبو القاسم الكاتب، بغداديّ نزل البصرة، وحدَّث عن: الحسن الطّيّب البلْخي، وحامد بن شعيب البلْخي، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، وابن أبي داود.
وعنه: محمد بن عبد العزيز بن رزمة، وجماعة من أهل البصرة، وأبو الحسن بن صخر.
167- عيسى بن محمد بن إبراهيم4:
أبو حَيَّوَيْهِ، أبو الأصبغ الكِنَاني القُرْطُبي.
سمع: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وغيره.
ولم يكن أهْلًا أن يُؤْخَذ عنه؛ لمداخلته أهل الدنيا. وكان أديبًا شاعرًا.
168- الفضل بن سَهْل الأصبهاني5 الواعظ:
روى عن: الحسن الوراك، وعبد الله بن أخي أبي زُرْعَة.
وعنه: أبو نُعَيم، والقاسم بن علي بن معاوية بن الوليد، وأبو محمد البصْري.
توفِّي في ربيع الآخر.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 انظر تاريخ بغداد "11/ 259".
3 انظر تاريخ بغداد "11/ 259".
4 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 335".
5 انظر ذكر أخبار أصبهان "2/ 157".(26/415)
169- القاسم بن علي بن معاوية بن الوليد:
أبو محمد المصريّ.
توفِّي في ربيع الآخر.
حرف الميم:
170- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن بالويه1:
أبو علي النَّيْسَابُوري المعدّل.
سمع: عبد الله بن شِيرَوَيْه بنيسابور، وأبا القاسم البغوي وطبقته ببغداد.
وعنه: الحاكم أبو عبد الله وقال: هو من أجلَّاء الشُّهُود.
توفِّي في سَلْخ شوّال، وله أربعٌ وتسعون، وكان يذكر مجالس محمد بن إبراهيم التنُوخي، وهو والد عبد الرحمن.
- أمَّا محمد بن أحمد بن بالويه2 النَّيْسَابُوري الذي يروي عنه الكديمي فقديم.
توفِّي سنة أربعين وثلاثمائة.
171- محمد بن أحمد بن عمران3:
أبو بكر الْجُشَمي البغدادي المطرّز.
سمع: محمد بن منصور الشّيعي، وإسماعيل الورّاق، وأبا الدّحْداح الدمشقي.
وعنه: أبو القاسم عُبَيْد الأزهري، وعلي بن المحسّن التنوخي.
حدَّث فِي هذه السَّنَة، ولم تُحْفَظْ وفاتُه.
172- مُحَمَّد بْن أحمد بن محمد بن عبدان4:
أبو الفرج الأسدي الصّفّار.
بغداديّ سمع من محمد بن محمد الباغَنْدي، وأبا بكر بن أبي داود.
وعنه: أبو القاسم التنُوخي، ووثَّقه العتيقي.
173- محمد بن أحمد بن يحيى5:
أبو علي البغدادي العطشي البزاز.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "1/ 282"، والمنتظم "7/ 124".
2 في عداد المجهولين.
3 انظر تاريخ بغداد "1/ 328".
4 انظر تاريخ بغداد "1/ 344"، والمنتظم "7/ 124، 125".
5 انظر تاريخ بغداد "1/ 379"، والمنتظم "7/ 125".(26/416)
سمع: أبا علي بالمَوْصِل، وجعفر بن محمد الفِرْيابي، والباغَنْدِي، ومحمد بن صالح بن ذَرِيح.
وعنه: محمد بن عبد الواحد أبو رَزْمَه، والحسن بن محمد الخلال، والحسن بن علي الْجَوْهَري.
ووثَّقه الخطيب.
174- محمد بن جعفر بن سليمان البغدادي1:
أبو الفرج صاحب المُصَلَّى.
سمع من الهيثم بن خالد، وعبد الله بن إسحاق المدائني، وأبي الحسن بن الطّيّب، وأبي عروبة الحراني، ومكحول البيروتي، وأحمد بن عمير بن جَوْصًا.
وعنه: أبو الحسن بن الطّيّب علي بن أحمد النُّعيمي، وأبو القاسم التنُوخي أحاديث على ضَعْف حاله جدًّا. ضعَّفه حمزة السَّهْمي.
ومولده سنة ستٍّ وتسعين ومائتين، ومات بالبصْرة.
175- محمد بن الحسن بن محمد بن بُرْدخرشاذ2:
أبو عبد الله الرازي السَّرَوِي.
حدَّث ببغداد عن أبي نُعَيم عبد الملك بن عَدِيّ، وابن أبي حاتم.
وعنه: ابن رَزْقَوَيْه، وأبو بكر البَرْقَانِيّ، والحسن بن محمد الخلال، ووثَّقه البَرْقَانِيّ.
توفِّي فِي ذي القعدة.
176- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بن أحمد3 بن عبد الله بن بريدة الأَزْدي:
أبو الفتح المَوْصِلي الحافظ، نزيل بغداد.
حدَّث عن: أبي يَعْلَى، ومحمد بن جرير الطَبري، وأحمد بن الحسن الصُّوفي،
__________
1 انظر تاريخ بغداد "2/ 145- 156"، والمنتظم "7/ 125".
2 انظر تاريخ بغداد "2/ 211".
3 انظر تاريخ بغداد "2/ 243"، والمنتظم "7/ 125"، وسير أعلام النبلاء "16/ 347".(26/417)
ومحمد بن محمد الباغَنْدي، وأبي عَرُوبة الحَرّاني، والهَيْثَم بن خَلَف الدَّوري.
وعنه: إبراهيم بن عمر البرمكي، وأبو نُعَيم، وأحمد بن الفتح بن فرحان، وطائفة سواهم.
قال الخطيب: كان حافظًا، صنَّف في علوم الحديث، وسألت البَرْقَانِيّ عنه فضعَّفه، وحدَّثني أبو النَّجيب عبد الغفّار الأموي قال: رأيت أهلَ المَوْصِل يوهِّنونه ولا يعدُّونه شيئًا.
177- محمد بن سليمان بن يوسف بن يعقوب1:
أبو بكر الرّبعي الدّمشقي البُنْدار.
سمع أحمد بن عامر بن المعمَّر، وجُماهر بن محمد، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وحاجب بن أَرْكين، ومحمد بن الفَيْض، ومحمد بن تمَّام البهراني، وخلقًا من الشاميّين.
روى عنه: تمَّام الرّازي، وأبو سعد الماليني، والمسدّد بن علي الأملوكي، والحافظ عبد الغني، ومحمد بن عبد السّلام بن سعدان.
قال عبد العزيز الكتّاني: ثنا عنه جماعة، وكان ثقة.
توفِّي في ذي الحجة.
قلت: أنبا بحر من حديث ابن الفرّاء وغيره، أنا ابن أبي لقمة، أنا الخضر بن عَبْدان، أنا أبو القاسم المَصَّيصي، أنا ابن سَعْدَان عنه.
178- محمد بن عبد الله بن أبي شَيْبَة2:
أبو القاسم الإشبيلي الفقيه.
يروي عن عمِّه علي بن أبي شَيْبَة.
وتوفِّي في أحد الرّبيعَيْن.
179- محمد بن محمد بن3 فتح بن نصر:
أبو عبد الأندلسي الأستجي.
__________
1 انظر العبر "2/ 368"، وسير أعلام النبلاء "16/ 339"، وشذرات الذهب "3/ 84".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 85، 86".
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 85".(26/418)
روى عن: قاسم بن أصبغ، وأحمد بن عبادة، ومحمد بن عبد الله بن أبي دُلَيْم.
قال ابن الفَرَضي: كان حافظًا للفقه، ثقةً صالحًا، لقيته بأستجة، وكتبت عنه.
180- محمد بن محمد بن يوسف بن مكي الجرجاني:
أبو أحمد. قيل: توفِّي فيها.
181- محمد بن هشام:
أبو عبد الله الإشبيلي.
سمع بقُرْطُبَة من: عمر بن حفص بن غالب، وأَبَان بن محمد، وأحمد بن خالد، وجماعة.
وكان فَهْمًا حافظًا للرأي والشُرُوط.
أخذ عنه ابن الفَرَضي، وتوفِّي في شوّال.
182- محمد بن وازع1 بن محمد القُرْطُبي الضَّرير:
حجَّ وأدرك بالبصْرة إبراهيم بن علي الهجيمي فأخذ عنه، وعن القاضي أبي بكر الأَبهَري.
روى عنه: عبد الله بن الفرضي.
حرف الهاء:
183- هارون بن بنج2 بن عثمان:
أبو موسى الخَوْلاني الأندلُسي الأسْتجي.
روى عن: أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ، وأحمد بن زياد، وجماعة.
وكان مُعْتَنيا بالآثار، مُشاركًا في الفقه، ثقةً صالحًا.
قاله ابن الفَرَضِي وحدَّث عنه.
توفِّي في جمادى الأولى.
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 86".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 170".(26/419)
وفيَّات سنة خمس وسبعين وثلاثمائة:
حرف الألف:
184- أحمد بْن الْحُسَيْن بْن عليّ1 بْن إِبْرَاهِيم بْن الحَكَم:
أبو زُرَعة الرّازي الحافظ الصّغير.
سمع الحسين بن إسماعيل المَحاملي، ومحمد بن مَخْلَد ببغداد، وأبا حامد بن بلال، وأبا العباس الأصم بنيسابور، وابن أبي حاتم بالرّيّ، وعلي بن أحمد الفارسي ببَلْخ، وأبا الفوارس الصابوني بمصر، وأبا الحسين الرزاي والد تمَّام بدمشق.
وعنه: تمَّام الرّازي، والحسين بن محمد الفلاقي، والحافظ عبد الغني بن سعيد، وحمزة بن يوسف، وأبو الفضل محمد بن الجارودي، وأبو زُرْعَة رَوْح بن محمد، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو القاسم علي بن المحسّن التَّنُوخيّ، وآخرون. وأقدم شيخ له عبد الرحمن بن أبي حاتم.
وقال الخطيب: كان حافظًا مُتْقِنًا ثقةً، جمع الأبواب والتراجم.
وقال ابن المحسّن: سألته عن مولده فقال: خرجت أوّل مرّة إلى العراق سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، ولي أربع عشرة سنة.
توفِّي بطريق مكّة سنة خمسٍ وسبعين.
وقد سأله حمزة عن الرجال، وله مصنَّفات كثيرة يروي فيها المناكير كغيره.
- فأمَّا أبو زُرْعَة محمد بن يوسف الكشي2، فسيأتي سنة تسع، حافظ.
185- أحمد بن سعيد بن أحمد3 بن محمد بن معدان:
أبو العبّاس الأَزْدي الفقيه.
سمع: عبد الله بن محمود السَّعْدي، ومحمد بن محمد الباغَنْدي ومحمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "4/ 109"، وشذرات الذهب "3/ 84".
2 ستأتي ترجمته.
3 انظر الأنساب "356أ"، والأعلام "1/ 126"، ومعجم المؤلفين "2/ 234".(26/420)
وعنه: أبو غانم الكراعي المرادي.
توفِّي في رمضان، وهو مَرُوزيّ.
186- أحمد بن عبد الله الهمذاني1:
الورَّاق المعروف بالأشقر.
روى عن: محمد بن إبراهيم بن زياد الطّيالسي، ومحمد بن صالح الطّبري.
وعنه: محمد بن عيسى، وابن روزبة الحمدانيّان.
178- أحمد بن محمد بن جعفر2 بن نوح:
أبو الحسن النَّيْسَابُوري البَحِيرِي.
سمع: أحمد بن إبراهيم بن أحمد، وأبا العبّاس السّرّاج، وأبا بكر بن خُزَيْمَة، وببغداد محمد بن محمد الباغنْدِي وطبقته، وعقد المجلس، واشتمل عليه أبو عبد الله الحاكم.
وروى عنه: هو، وسِبطه أبو عثمان سعيد بن محمد، وعمر بن أحمد بن مسرور، وجماعة.
وقع لنا حديثه بعلوٍّ من رواية الكَنْجَرُوِذِيّ عنه، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو رَوْحٍ زَاهِرٌ، أنا أَبُو سَعْدٍ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْبَحِيرِيُّ، ثنا محمد بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ، ثنا زَيْدُ بْنُ يحيى الدِّمَشْقِيِّ، ثنا مَالِكُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الَّذِي يَجُرُّ ثَوْبَهُ مِنَ الْخُيَلاءِ لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" 3.
غريب جدًّا، رواه هكذا النّسائي في حديث مالك له، عن زكريّا بن يحيى، عن علي بن مَعْبَد، فوقع لنا عاليا جدًّا.
188- أحمد بن محمد بن إبراهيم4:
أبو حامد الزُّوزَني النَّيْسَابُوري الكاتب.
سمع: أبا قُرَيْش محمد بن جمعة.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر اللباب "1/ 124"، وسير أعلام النبلاء "16/ 366"، والأنساب "2/ 97، 98".
3 الحديث الصحيح: أخرجه البخاري "10/ 223"، ومسلم "2085"، وأبو داود "4095"، والنسائي "8/ 206".
4 في عداد المجهولين.(26/421)
ومات بالزُّوزَن.
روى عنه: الحاكم.
189- أحمد بن محمد بن فارس1:
أبو بكر البزّاز.
سمع: عبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن محمد الباغَنْدي.
وكان صَدْوقًا.
روى عنه: أبو محمد الجوهري، وغيره.
حرف الحاء:
190- الحسن بن داود المصري المُطَرّز2.
يروي عن: ابن عبّاس البصْري الحافظ، وأبي شَيْبَة داود بن إبراهيم.
وعنه: محمد بن عبد العزيز الأَبْهَرِي، ويحيى بن علي بن الطّحّان، وأبو بكر البَرْقَانِيّ.
انتخب عليه الدَارقُطْنيّ.
وعاش تسعين سنة، توفِّي في صفر.
191- الحسن بن علي بن عمرو3 بن غلام الزُّهري الحافظ:
أبو محمد البصْري.
كان حمزة بن يوسف السَّهْمي يسأله عن الْجَرْح والتَعْدِيل.
روى عنه: أبو الحسن بن صخر في أماليه.
لم أظفر له بذكر في التَّوارِيخ التي عندي.
192- الحسين بن أحمد بن فهد4:
أبو عبد الله الأزْدي المَوْصِلي القاضي.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر المنتظم "7/ 127".
3 انظر تاريخ جرجان "364".
4 انظر تاريخ بغداد "8/ 9".(26/422)
حدَّث ببغداد عن: أبي يَعْلَى المَوْصِلي.
روى عنه: أبو بكر البرقاني، والتنوخي، وأبو محمد الخلَّال، وأحمد بن محمد العقيلي.
قال البرقاني: قد كان يوثق.
قلت: حدَّث في هذا العام، ولعلَّه مات فيه.
193- الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد1 بْن يحيى:
أبو أحمد التميمي النَّيْسَابُوري.
يقال له حُسَيْنْك، ويعرَف أيضًا بابن منيبه. من بيت حِشْمَة ورئاسة.
تربَّى في حجْر ابن خُزَيْمَة، وكان ابن خُزَيْمَة إذا تخلَّف في آخر أيّامه عن مجلس السّلطان بعث بأبي أحمد نائبًا عنه، وكان يقدّمه على أولاده.
قال الحاكم: صَحِبتهُ حَضَرًا وسَفَرًا نحو ثلاثين سنة، فما رأيته يترك قيامَ الليل، ويقرأ كل ليلة سَبْعًا، وكانت صدقاته دارَّةً سِترًا وعلانيةً، أخرج مرة عشرة أنفس من الغزاة بآلتهم، لا عن نفسه، ورابط غير مرّة. وأوَّل سماعه سنة خمس وثلاثمائة.
سمع من: ابن خريمة، وأبي العبّاس السّرّاج، ورحل سنة تسعٍ، فسمع: عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، وعبد الله بن محمد البَغَوِي، وعبد الله بن زَيْدان البَجَلي، وأبا عَوَانة الإسْفَراييني.
وعنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ، والحاكم، وعمر بن أحمد بن مسرور، وأبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكَنْجُروذِي، وجماعة.
وقال الخطيب: كان ثقةً حُجَّةً، وتوفِّي في ربيع الآخر، وخرج السّلطان للصّلاة عليه.
قال الحاكم: الغالب على سماعاته الصدْقُ، وهو شيخ العرب في بلدنا، ورِثَ الثَّرْوَةً القديمة، وأسلافه جِلّة.
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، أَنْبَأَكَ أَبُو رَوْحٍ، أنا زَاهِرٌ، أنا محمد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، ثَنَا هدبة، ثنا حماد،
__________
1 انظر تاريخ بغداد "8/ 74"، والمنتظم "7/ 127"، وسير أعلام النبلاء "16/ 407، 409".(26/423)
عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، أنَّ رَسُولَ اللَّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "وكانت شَجَرَةٌ تَضُرُّ بِالطَّرِيقِ، فَقَطَعَهَا رَجُلٌ، فنحَّاها عَنِ الطَّرِيقِ، فغُفِرَ لَهُ" 1 رواه مسلم.
194- الحسين بن محمد بن عبيد بن أحمد بن مخلد العسكري الدّقّاق:
أبو عبد الله.
حدَّث عن: محمد بن يحيى المَرْوَزي، وأبي العبّاس بن مسروق، وحمزة بن محمد الكاتب، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة.
وعنه: أبو القاسم الأزهري، والحسن بن محمد الخلال، وأبو الفرج عبد الوهاب بن برهان الغَزّال، والحسن بن علي الْجَوْهَري.
قال العتيقي: كان ثقة أمينًا.
وقال ابن أبي الفوارس: كان فيه تَسَاهُلٌ، ومات في شوّال، وهو أخو أبي بكر محمد بن محمد شيخ بشرى الفاتني.
حرف السين:
195- سعيد بن محمد الفقيه3:
أبو أحمد المطّوّعي، رئيس نَسَا.
سمع: أبا حامد بن الشرقي، وجماعة، وتفقَّه ببغداد على: ابن أبي هُرَيْرة.
وكان بطلًا شجاعًا، كبير القَدْر، غزير الفضْل.
روى عنه: الحاكم، وغيره.
حرف الصاد:
196- صالح بن محمد4:
أبو طاهر البغدادي المقرئ.
روى عن: أبي ذَرّ بن الباغَنْدي، وأبي بكر بن مجاهد.
__________
1 الحديث صحيح: أخرجه مسلم "1914"، والبخاري "2/ 9379، وأبو داود "5245"، والترمذي "1959".
2 انظر تاريخ بغداد "8/ 100"، والمنتظم "7/ 44"، وسير أعلام النبلاء "16/ 317".
4 انظر تاريخ بغداد "9/ 331".(26/424)
حدَّث عنه: الأزجي عبد العزيز، وأحمد بن محمد العتيقي.
حرف العين:
197- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن محمد1:
أبو الحسن الشيباني المعروف بالحوشبي.
سمع: أبا بكر بن أبي داود.
روى عنه: البَرْقَانِيّ وأبو القاسم التنُوخي.
توفِّي في ذي القعدة، وكان ثقة.
198- عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن الْحُسَيْن2:
أبو بكر الهمذاني القطان.
روى عن: أبي بكر بن زيادة النَّيْسَابُوري، وإسماعيل الوارق، والمحاملي.
وعنه: حمد الزجّاج، ومحمد بن عيسى.
توفِّي فِي شعبان.
199- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد3 بْن عَبْدُوس:
أبو محمد الحربي.
سمع: السّرّاج، ومؤمّل بن الحسن، وعدّة.
وعنه: الحاكم.
200- عبد الله بن عبد الرحمن4 الزّجالي القُرْطُبي الوزير:
أبو بكر.
وَزَرَ للمستنصِر، وكان خيّرًا كثير المعروف والفضائل، طويل الصلاة.
قال ابن الفَرَضي: إنّ قدميه تَقَطّرا صديدًا من طول قيامه، وكان يَصلحُ للقضاء.
توفِّي في جُمادى الأولى، وكان من سادات الوزراء.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "10/ 361"، والمنتظم "7/ 128".
2 لا بأس به.
3 لا بأس به.
4 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 238".(26/425)
201- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ1 بن مِهْران:
أبو مسلم البغدادي، الحافظ الثقة العابد.
سمع: البَغَوِي، وابن صاعد، وأبا عَرُوبة الحرّاني، وأحمد بن عمير بن جَوْصَا، وأبا حامد بن بلال، وسمع الكثير بخُراسان في حدود الثلاثين وثلاثمائة، ثم دخل بُخارى وسَمَرْقَنْد، فأقام هناك نحو ثلاثين سنة، وسمع المُسْنَد على الرجال.
قال الحاكم: دخلت مَرُو وما وراء النّهر فلم نلتق، ولم أكن رأيته. وفي سنة خمس وستين في الموسم طَلَبْتُهُ في القوافل، فأخفى شخصه، فحججت سنة سبعٍ وستين، وعندي أنّه بمكّة، فقالوا: هو ببغداد فاستوحشت من ذلك، وتطلَّبته فلم أَظْفَرْ به، ثم قال لي أبو نصر الملاحمي ببغداد: ههنا شيخ من البدال يشتهي أن تراه، قلت له: بلى، فذهب بي، فأدخلني خان الصّبّاغين، فقال أبو نصر: نجلس في هذا المسجد، فإنّه يجيء، فقعدنا. وأبو نصر لم يخبرني من الشيخ، فأقبل أبو نصر، ومعه شيخ نحيف ضعيف برداء، فأَلقي إليَّ إلهامُ أنّه أبو مسلم، فبينا نحن نحده إذ قلت له: وجد الشيخ ههنا من أقاربه أحدًا؟ قال: الذي أردت لقاءهم قد انقرضوا، فقلت له: هل خَلَّف إبراهيمُ ولدًا، يعني: أخاه إبراهيم الحافظ؟ فقال: ومن أين عرفت أخي إبراهيم؟ فسكتّ، فقال لأبي نصر: من هذا الكهل؟ قال: أبو فلان، فقام إليَّ وقمت إليه، وشكى تشوُّقه وشكوتُ مثله، واشتفينا من المذاكَرَة، والتقينا بعد ذلك مجالسَ، ثم ودَّعته يوم خروجي، فقال: يجمعنا الموسم، فإنّ عليّ أنْ أجاور بمكّة، ثم خرج إلى مكّة سنة ثمانٍ وستّين وجاور بها حتى مات، وكان يَجْتَهِد أنْ لا يظْهر للحديث ولا لغيره.
روى عنه: الحاكم، وأبو العلاء الواسطي، وعلي بن محمد الحذّاء، وأحمد بن محمد الكاتب.
وقال ابن أبي الفوارس: أبو مسلم بن مهران صنَّف أشياء كثيرة، وكان ثقة زاهدًا، ما رأينا مثله -رحمة الله عليه.
202- عبد العزيز بن جعفر بن محمد2 بن عبد الحميد:
أبو القاسم الخِرَقي.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "10/ 299"، والمنتظم "7/ 128"، وسير أعلام النبلاء "16/ 335".
2 انظر تاريخ بغداد "10/ 462"، والمنتظم "7/ 129".(26/426)
سمع: أحمد بن الحسن الصوفي، وقاسم بن زكريّا، والهَيْثم بن خَلَف، وعلي بن إسحاق بن زاطيا، ومحمد بن أبي الدَّمَيْك.
وعنه: الدَارقُطْنيّ مع جلالته، وأبو بكر البرقاني، وأحمد بن محمد العتيقي.
203- عَبْد العزيز بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ العزيز:
أبو القاسم1 الدَّارَكي، الفقيه الإمام.
درَّس بنَيْسَابور الفقه مدّة، ثم سكن بغداد، وكانت له حَلَقة للفتوَى.
قال الشيخ أبو حامد الإِسُفَراييني: ما رأيت أفْقَهَ من الدارَكي.
قلت: وكان أبوه من محدِّثي أصبهان، تفقَّه أبو القاسم على أبي إسحاق المَرْوَزي، وعليه تفقَّه الشيخ أبو حامد وجماعة، وانتهى إليه معرفة مذهب الشافعي، وله وجوهُ في المذهب، منها أنّه قال: لا يجوز السلم في الدقيق.
روى عن جده لأمّه الحسن بن محمد الدّارَكي، وربَّما كان يجتهد، فيقال له في ذلك، فيقول: وَيْحَكُم، فُلانُ عن فلانٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بكذا وكذا، والأَخْذُ بالحديث أوْلَى من الأخذ بقول الشافعي وأبي حنيفة.
دَارَك من أعمال أصبهان.
قال الخطيب: ثنا عنه أبو القاسم الأزهري، وعبد العزيز الأزجي، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو القاسم التَّنُوخيّ، وكان ثقة، انتقى عليه الدَارقُطْنيّ.
وقال ابن أبي الفوارس: كان يُتَّهم بالإعتزال، وتوفِّي في شوّال، وله بضع وتسعون سنة -رحمه الله.
204- عبد العزيز بن محمد بن يوسف2 بن مسلم الأصبهاني بن حَفْصَوَيْه المؤدّب:
يُكَنَّى أبا الحسن.
روى عن: محمد بن العباس الأخرم، ومحمد بن نُصَيْر، وأحمد بن الحسن بن عبد الملك، وأحمد بن محمد بن مصقلة.
__________
1 انظر الكامل "9/ 47"، والمنتظم "7/ 129"، والبداية والنهاية "11/ 304"، والعبر "2/ 370".
2 انظر ذكر أخبار أصبهان "2/ 126".(26/427)
وكان فيما قال أبو نُعَيم: يرجع إلى تَعَبُّدٍ وفَضْلٍ كبير.
روى عنه: أبو نُعَيم، وأبو بكر بن علي المعدّل.
205- عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد1:
أبو القاسم القرميسيني. بغداديّ ثِقَة.
سمع: أبا بَكْر بْن أَبِي داود، وأبا ذَرّ بن الباغنْدي، وجماعة.
روى عنه: أبو القاسم التنُوخي.
206- عُبَيد اللَّه بْن عليّ بْن عُبَيد اللَّه2 بن داود:
أبو القاسم الدَّارَورِدْيِ المصري القاضي، شيخ أهل الظاهر في عصره.
سمع: أبا جعفر الطّحَاوي، ومحمد بن يونس الْجِيزي القاضي، وأبا عبد الله المَحَاملي، وأبا العباس بن عُقْدَة، ومحمد بن يوسف القبان الشّيرازي، والحسن بن حبيب الحضايري الدمشقي.
وسكن خُراسان، وَوَلِيَ قضاء غير مدينة مثل طُوس وتِرْمِذ.
روى عنه الحاكم وقال: كان فقيه الداودية في عصره بخُراسان، وكان موصوفًا بالفضْل وحُسْن العِشْرة، وحفظ الفقه والنوادر. كتب النّاس عنه بانتخابي، وتوفِّي ببُخارى سنة خمس.
وقال غيره: توفِّي سنة ست وسبعين في جمادى الأولى. وحدَّثه عنه أبو عبد الله غُنْجار، وجعفر المُسْتَغْفِري.
ذكره صاحب "الأنساب".
207- عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد3 بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن أحوى بن العوّام بن حَوْشب:
أبو الحسين الشَّيْبَانيّ الحَوْشبي البغدادي.
سمع: عبد الله بن إسحاق المدائني، والحسين بن عفير، وإسحاق الجلاب، وأبا بكر بن أبي داود.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "10/ 493".
2 انظر النجوم الزاهرة "4/ 148".
3 انظر تاريخ بغداد "10/ 361".(26/428)
وعنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ، وأبو العلاء محمد بن علي، وأبو القاسم التنُوخي.
وثَّقه الخطيب، وقال: مات في ذي القعدة.
208- علي بن إسماعيل1 بن عُبَيْد الله الأَنْبَاري:
حدَّث ببغداد عن: محمد بن محمد الباغندي، وغيره.
وعنه: أبو محمد الْجَوْهَري. سمع منه في هذه السنة، ولم تؤرَّخ وفاتُهُ.
قال الخطيب: كان صَدُوقًا.
209- علي بن شَيْبَان البغدادي2 الدَّقّاق المقرئ:
دخل الأندلس في هذه السنة، وكان من أصحاب ابن مجاهد، عالمًا بالقرآن.
ذكره ابن الفرضي وسمع منه شعرًا.
210- علي بن حمزة3:
أبو القاسم البصري المقرئ العلَّامة.
له ردود على ابن الأعرابي، والأصْمَعي، وجماعة، ومصنَّفات مفيدة.
وكان صديقًا للمتنبّي.
توفِّي في رمضان.
211- علي بن إسحاق بن أبي الحسين4 الختلي الواسطي النقيب:
عن: ابن داود، والحسن بن محمد بن شعبة، وابن مبشّر الواسطي.
وعنه: أبو العلاء الواسطي، وعبد العزيز الأزجي.
212- عمر بن مُحَمَّد بن علي5 بن يحيى بن حفص بن الزّيّات البغدادي الناقد:
__________
1 انظر تاريخ بغداد "11/ 348".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 317".
3 انظر معجم الأدباء "3/ 208-211"، وبغية الوعاة "2/ 165".
4 لا بأس به.
5 انظر تاريخ بغداد "12/ 216"، والمنتظم "7/ 130"، وسير أعلام النبلاء "16/ 323".(26/429)
سمع: إبراهيم بن شَرِيك، والفِرْيابي، وعبد الله بن ناجية، وعمر بن أبي غيلان، وعمر بن محمد الكاغدي، وطائفة سواهم.
وعنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ، والحسن بن محمد الخلال، وأحمد بْن محمد العَتِيقيّ، وعليّ بْن المحسن التنُوخي، وأبو محمد الجوهري، وخلق كثير.
قال ابن أبي الفوارس: كان ثقة مُتْقِنًا، جَمَعَ أبوابًا وشيوخًا. توفِّي في جُمادى الآخرة، ومولده في سنة ستٍّ وثمانين ومائتين.
وقال الخطيب: سألت البَرْقَانِيّ عنه، فقلت: أَكَانَ ثِقَة؟ فقال: أيْ والله مصنِّفًا.
حرف الفاء:
213- فضيل بن الحسين:
أبو العباس المصري الكتاني.
حدث عنه محمد بن الربيع بن سليمان.
حرف القاف:
214- قاسمُ بن عَبْد اللَّه بن صبيح الجوهري النيسابوري:
عن ابن الشرقي، ومكي بن عبدان، وعنه الحاكم وغيرُه.
حرف الميم:
215- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن خلقان1:
الرئيس أبو عبد الله بن أبي حفص بن إسحاق الفقيه، رئيس المطوّعة بخُراسان.
سمع: أباه، وعبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري، وطائفة، وأملى وهو شاب.
قال الحاكم: كان من أحسن الناس وجهًا، نثر يوم الإملاء من أنواع النثارات حتى تحيَّر الناس.
216- محمد بن أحمد بن عبد الله2 السُّكَرِي:
أبو أحمد النيسابوري المكي.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر السابق.(26/430)
عن: جدّه جعفر بن أحمد الحافظ، وعبد الله بن شِيرَوَيْه.
وعنه: الحاكم.
مات في رجب.
217- محمد بن أحمد بن حسن1:
أبو أحمد الحَسْنَوِي النَّيْسَابُوري القارئ.
سمع: ابن خُزَيْمَة، والسّرّاج.
وعنه: الحاكم.
توفِّي في جُمادى الأولى.
218- محمد بْن الحَسَن بْن سليمان2:
أبو بَكْر القِزْوِيني.
سمع: الفِرْيابي، وأحمد بن الحسن الصُّوفي، ومحمد بن صالح بن ذرِيح، والبَغَوِي.
وعنه: علي بن محمد المالكي، وغيره.
قال الخطيب: في أحاديثه تخليط، وكان ببغداد.
توفِّي في شعبان.
219- محمد بن الحسن بن الفتح3:
أبو عبد الله القِزْوِيني الصّفّار الصّوفي.
رحل وسمع: أبو القاسم البَغَوِي، وأَكْثَرَ عن الشّاميين.
روى عنه: أبو يعَلَى الخليلي، وقال: توفِّي في أوّل السنة.
220- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ4 بْنِ صالح:
أبو بكر التميمي الأبهري القاضي المالكي، شيخ المالكية العراقيين في عصره.
سمع: محمد بن الحسين الأشناني، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، والبَغَوِي، وعبد الله بن زيدان البَجَلي، وسعيد بن عبد العزيز، ومحمد بن
__________
1 انظر المنتظم "7/ 130"، والبداية والنهاية "11/ 304".
2 انظر تاريخ بغداد "2/ 212"، والمنتظم "7/ 130".
3 لا بأس به.
4 انظر تاريخ بغداد "5/ 462"، والمنتظم "7/ 131"، وسير أعلام النبلاء "16/ 332".(26/431)
تمَّام البَهْراني الحمصي، وأبا عَرُوبة، وأبا علي محمد بن سعيد الرّقّي، وطبقتهم بالشام، والعراق، والجزيرة.
وصنَّف مصنَّفات في مذهبه، وتفقَّه ببغداد على ابن عمر محمد بن يوسف القاضي، وعلى ابنه أبي الحسين.
قال الدَارقُطْنيّ: إمام المالكية، إليه الرَّحْلة من أقطار الدنيا، رأيت جماعةً من الأندلس والمغرب على بابه، ورأيته يُذاكِر بالأحاديث الفقهيّات وتَرَاجِم من حديث مالك. ثقة، مأمون، زاهد، وَرِع.
وقال فيه أبو إسحاق الشّيرازي: جمع بين القراءات وعلوِّ الإسنْاد والفِقْه الجيّد، وشرح "مختصَر عبد الله بن عبد الحَكَم"، وانتشر عنه مذهب مالك في البلاد.
وقال القاضي عياض: له في شرح المذهب تصانيف وَرَدٌّ على المُخالفين، وحدّث عنه خلق كثير. وكان إمام العراقيّين في زمانه. تفقَّه على ابن عمر القاضي، وعلى أبي بكر ابن الْجَهْم، وانتشر عنه المذهب في البلاد.
وقال أبو الفتح بن أبي الفوارس: كان ثِقَةُ، انتهت إليه رئاسة مذهب مالك.
وقال أبو العلا الواسطي: كان معظَّمًا عند سائر العلماء، لا يشهد مَحْضَرًا إلا كان هو المقدَّم فيه. سُئِلَ أن يلي القضاء فامتنع.
قلت: روى عنه الدَارقُطْنيّ، وهو من أقرانه، وأبو بكر البَرْقَانِيّ، وأحمد بن محمد العَتيِقي، وأحمد بن علي البادا، أو علي بن المحسّن التنُوخي، وأبو محمد الْجَوْهَري، وآخرون.
توفِّي في شوّال، وقيل: في ذي القعدة، ولَهُ بِضْعٌ وثمانون سَنةَ، رضي الله عنه.
يقع حديثه عاليا للفخر ابن البخاري.
221- محمد بن عبد الله بن هاني:
القرطبي العطَّار المعروف1 بابن اللّبّاد.
سمع من: قاسم بن أصبغ، ونحوِه.
222- محمد بن عبد الله بن الفضل2 بن قفرجل:
أبو بكر الكيَّال.
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 86".
2 لا بأس به.(26/432)
سمع: محمد بن محمد الباغَنْدِي، وابن المجدّر.
وعنه: الأزهري، وغيره.
وهو صَدُوق.
223- محمد بن نصر1:
أبو العباس البغدادي المعدّل، ابن أخي مكرم القاضي.
سمع: أبو القاسم البَغَوِي، وأبا محمد بن صاعد.
وعنه: أبو محمد الخَلال، والحسن بن علي الْجَوْهَري، وجماعة.
قال البَرْقَانِيّ: كان جبلًا من الجبال -يعني: في الفقه.
224- محمد بن يوسف بن محمد بن عَلّام2:
أبو عبد الله الهَرَوي.
مات في رمضان.
حرف النون:
225- نصر بن محمد بن إبراهيم3:
الإمام الفقيه أبو اللَّيْث السَّمَرْقَنْدي الحنفي، صاحب كتاب "الفتاوى".
نقلت وفاته بخط الإمام شهاب الدين ابن قاضي الحِصْن: في جُمادى الآخرة، سنة خمسٍ وسبعين محرّرًا، مات ببَلْخ.
وهو يروي عن: محمد بن الفضل بن أشرف البُخاري، وأقرانه. وفي كتاب "تنبيه الغافلين" موضوعات كثيرة.
رواه عنه: أبو بكر محمد بن عبد الرحمن التِرْمِذِي.
وقع لنا من حديثه من أربعين أبي المطر بن السمعاني.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "3/ 320"، والمنتظم "7/ 131".
2 في عداد المجهولين.
3 انظر كشف الظنون "243"، وسير أعلام النبلاء "10/ 227".(26/433)
حرف الياء:
226- يحيى بن مالك1 بن عائذ الأندلُسي:
أبو زكرّيا الأندلسي.
له رحلة وحِفْظٌ واشتهار، وهو من أهل طُرْطُوشه.
فسمع من: أحمد بن سعيد بن مَسَرَّة، وقدِم قُرْطُبَة سنة تسع عشرة وله عشرون سنة، فسمع من أحمد بن خالد، وابن أيْمَن، وعبد الله بن يونس المقرئ، وطائفة.
رحل سنة سبعٍ وأربعين فحجَّ وسمع من أبي محمد بن الوَرْد، وأحمد بن الحسن بن عُقْبَة الرّازي، وسَلْم بن الفضّل، وبكير الرّازي، وجماعة بمصر. ودخل بغداد فسمع بها، وبالبصْرة والأهواز.
قال ابن الفرضي: حدَّثني أنه سمع ببغداد من سبعمائة رجل ونيّف، وجمع عِلْمًا عظيمًا لم يجمعه أحد قبله من أصحاب الرّحْل إلى المشرق، وتردَّد بالمشرق عشرين سنة، وحدَّث هناك. قال: وقَدِمَ علينا سنة تسعٍ وستّين، فسمع منه طبقات طُلاب العلم، وأبناءُ الملوك، وكان صحيح الكتاب، وكان حليمًا كريمًا جوادًا صوّامًا دَيَّنًا.
توفِّي في رجب.
227- يعقوب بن إسحاق بن زكريا:
أبو يوسف البخاري الوبَيْردي2، ويبرد قرية.
وروى عنه محمد بن يوسف الفَرَبْرِي، ومحمد بن يوسف بن عاصم.
228- يوسف بن القاسم بن يوسف3 بن فارس بن سوّار: القاضي أبو بكر الميانَجي الشافعي. ناب في القضاء بدمشق عن قاضي مصر والشّام أبي الحسن علي بن النعمان المذكور في هذه الطبقة.
كان مُسْنَد الشّام في زمانه.
سمع: أبا خليفة، وزكريّا السّاجي، وأحمد بْن يحيى التُّسْتَرِيّ، وعَبْدان الأهوازي، ومحمد بْن جرير، والقاسم المطرّز، والباغَنْدي، وعبد الله بن زيدان، وأبا
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 193"، وسير أعلام النبلاء "16/ 421".
2 انظر اللباب "1/ 196".
3 انظر اللباب "3/ 278"، والعبر "2/ 371"، وتذكرة الحفاظ "3/ 971".(26/434)
العبَّاس السرّاج، وحامد بن شعيب، ومحمد بن المُعَافَى الصَّيْدَاوي.
وسمع قبل الثلاثمائة، ورحل وطوّف، واستوطن دمشق.
روى عنه: ابن أخيه صالح بن أحمد، وأحمد بن الحسن الطّيّان، وعلي بن السّمسار، ومحمد وأحمد ابنا عبد الرحمن بن أبي نصر، وأحمد بن سَلَمَة بن كامل، وعبد الوهاب المَيْداني، وخلق كثير.
وقال أبو الوليد الباجي: هو محدِّث مشهور لا بأس به.
وقال عبد العزيز الكتّانيّ: ثنا عنه عدّة فوق الأربعين، وكان مولده قبل التسعين ومائتين، وكان ثقةً نبيلًا. وقال: تُوُفّي في شعبان.
وفيَّات سنة ست وسبعين وثلاثمائة:
حرف الألف:
229- أحمد بن علي بن قزقز1:
أبو الحسن البغدادي الرَّفَّاء.
سمع عبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن جرير، والباغندي، وأبا عروبة الحرَّاني. وعنه: عبد العزيز الأزجي، وعلي بن المحسن التنوخي، وأبو محمد الجوهري.
لم تضبط وفاته، وإنما حدَّث فِي هذه السّنة.
230- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عليّ بن هارون:
أبو العباس البرذعي الحافظ.
سمع: أبا بكر بن أبي داود، ونَفْطَوَيْه النَّحْوي، ومَكْحُولًا البيروتي.
وعنه: تمَّام، ومكّي بن الغَمْر، والحسن بن علي بن سواس، والدمشقيّون. وكان من جُلَّة المحدّثين.
231- أحمد بن محمد بن جعفر2:
النَّيْسَابُوري الحواري الكرابيسي المعدّل، أبو الحسن.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "4/ 315".
2 في عداد المجهولين.(26/435)
سمع السّرّاج، وطبقته.
وعنه: الحاكم.
مات فِي جُمَادَى الأولى.
232- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى1 بن الجرّاح:
الحافظ أبو العبّاس المصري بن النحاس.
أوَّلَ سماعه في سنة خمس وثلاثمائة، وكتب بمصر والحجاز والشّام والعراق، والجبال وأصبهان وخُوزستان، ثم وَرَدَ على أبي نُعَيم بن عدي جرجان، وانحدر منها إلى جُوَيْن.
أدرك بنَيْسَابور أبا حامد بن الشرقي، ومكّي بن عَبْدان، وبسَرَخْس أبا العبَّاس محمد بن عبد الرحمن الدَّغُولي، وسمع بمصر علي بن أحمد علان، وأكثر بالريِّ عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، إلّا أنّ سماعه بالشّام والعراق ذهب كلّه، وأملى مدّة سنين بنَيْسَابور. وروى عمَّن ذكرناه، وعن أبي القاسم البَغَوِي، وأبي بكر بن أبي داود، وأبي عَرُوبة الحَرّاني، وتوفِّي في آخر سنة ستٍّ، وله خمس وثمانون سنة.
روى عنه: أبو عبد الرحمن السُّلَمي، وأبو حازم العبدوي، وأبو نُعَيم الأصبهاني، وأبو عثمان الحيري، والحاكم، وقال: حدّث من حفظه بأحاديث، وكان يتحرَّى في مذاكراته الصدور، وهو حافظ.
233- أحمد بن مسعود2:
أبو القاسم الأندلسي البَجَّاني.
سمع: محمد بن عبد الملك بن أَيْمَن، وأحمد بْن خَالِد بْن الحُبَاب، ومحمد بْن فُطَيْس.
توفِّي في نحو هذه السّنة.
- أحمد بن نصر بن منصور3.
234- أبان بن عثمان بن سعيد4 اللَّخْمي الأندلسي:
أبو الوليد.
__________
1 انظر حسن المحاضرة "1/ 148"، وتذكرة الحفاظ "3/ 995".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 53".
3 لا بأس به.
4 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 22".(26/436)
سمع: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ، وسعيد بن جابر.
وكان نَحْوِيَّا لُغَويَّا لطيف النظر بصيرًا بالحُجَّة.
توفِّي في رجب.
235- إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم1 بن أحمد بن داود:
أبو إسحاق البلْخي المستملي، راوي "البُخاري" عن أبي عبد الله الفَرَبْرِي.
روى عنه الكتاب: أبو ذَرّ عبد بن أحمد الهَرَوِي، وقال: كان من الثّقات المتقنين ببَلْخ.
قلت: طوَّف وسمع الكثير، وخرَّج لنفسه مُعْجَمًا، رواه عنه الحافظ أحمد بن محمد بن العبّاس، والبلْخي.
وروى عنه بالأندلس: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ الهمذاني.
حرف الجيم:
236- جعفر بن جحَّاف2:
أبو بكر اللَّيْثي قاضي بلنْسِية.
سمع من: قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الله بن أبي دُلَيْم.
وكان فقيهًا.
حرف الحاء:
237- الحسن بن جعفر3 بن محمد بن الوضّاح:
أبو سعيد السّمسار البغدادي الحربي المعروف بالحرفي.
وحدَّث عن: أبي شُعَيب الحرّاني، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي، ومحمد بن الحسن سماعة، ومحمد بن جعفر القتّات، وجعفر الفِرْيابي.
وعنه: أبو القاسم عبد الله بن أحمد الأزهري، وعبد العزيز الأزجي، وعلي بن
__________
1 انظر العبر "3/ 1"، وسير أعلام النبلاء "16/ 362".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 103".
3 انظر تاريخ بغداد "7/ 292"، والعبر "3/ 1، 2"، والنجوم الزاهرة "4/ 150".(26/437)
المحسّن التنُوخي، وجماعة.
قال العتيقي: كان فيه تَسَاهُلْ.
238- الحسن بن علي1:
أبو سعيد الأصبهاني الصحَّاف.
توفِّي فيها.
239- الحسن بن محمد2:
أبو محمد الصلحي الكاتب، أحد الكبار.
وَلِيَ كتابة ابن رائق، وناب عنه في الحَضَر، ثم ولي كتابة المطيع.
حكى عنه أبو علي التَّنُوخيّ في نشواره.
240- الحسين بن جعفر3:
أبو القاسم الوزَّان الواعظ.
سمع: أبو القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود.
وعنه: عبد الله الأزهري، وعبد العزيز الأَزْجِي.
حرف الخاء:
241- خَلصَة بن موسى4 بن عمران:
أبو إسحاق الزّاهد، من عبَّاد أهل الأندلس.
توفِّي في رجب.
قال ابن الفَرَضي: لا أعلَمُني شهدت أعظمَ حَفْلًا من جنازته. وكان زاهدًا بعيد الاسم في الخير.
حرف الراء:
242- رشيد بن محمد بن فتح5:
أبو القاسم الدجاج القرطبي.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 انظر نشوار المحاضرة "1/ 204"، والوزراء "133".
3 انظر تاريخ بغداد "8/ 28".
4 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 141".
5 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 265".(26/438)
سمع: أحمد بن خالد بن الحبَاب، وحجَّ فسمع: أبا محمد بن الورد، وابن أبي الموت، وطائفة.
روى عنه: ابن الفَرَضي، وجماعة.
حرف العين:
243- عبد العزيز بن محمد1 بن مُقَرّن:
أبو القاسم الأصبهاني المعدّل.
سمع محمد بن علي بن الجارود.
وعنه: أبو نُعَيم.
244- عبد الواحد بن علي بن اللّحياني2، بغداديّ:
سمع: البَغَوِي، وابن صاعد.
وعنه: أبو محمد الخلّال.
قال الخطيب: ثقة.
245- عبد الله بن داود القُرْطُبي3:
سمع: محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد الحُباب، وحدَّث.
246- عبد الله بن فتح بن فرج4 بن معروف بن سلام التُّجَيبي: أبو محمد.
سمع: وهب بن مَسَرَّة، ورحل فسمع بمصر أبا محمد بن الورد، وابن جامع السُّكَّري، وجماعة.
توفِّي في شعبان بطُلَيْطِلة.
247- عبد الرحمن بن عامر5:
أبو المطرَّز القُرْطُبي.
سمع من: قاسم أبي أصبغ، وأحمد بن الشامة.
__________
1 انظر ذكر أخبار أصبهان "2/ 127".
2 انظر تاريخ بغداد "11/ 9".
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 239".
4 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 238".
5 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 265".(26/439)
وتوفِّي في رجب، وله اثنتان وسبعون سنة.
248- عُبَيْد الله بن أحمد1 بن يعقوب البغدادي المقرئ:
أبو الحسين بن البوّاب.
سمع: الحسن بن الحسين الصّوّاف، وإسماعيل بن موسى الحاسب، وَمحمد بْن محمد الباغَنْدي، وعبد اللَّه البَغَويّ، وجماعة سواهم.
وعنه: الحسين بن محمد الخلال، وعُبَيْد الله الأزهري، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو القاسم التنُوخي، ووثَّقه الأزهري.
توفِّي في رمضان.
قال أبو عمرو الدّاني: قرأ القرآن على أحمد بن علي بن سهل الأَشْناني، وأبي بكر بن مُجاهد.
249- عُبَيْد الله بن محمد بن سليمان2 بن بابَوَيْه بن محمد بن جَغُومَا المخرّمي الدّقّاق:
روى عن: جعفر الفِرْيابي، وإبراهيم بن عبد الله المخرّمي، وعلي بن المحسن التنوخي، وغيرهم.
أحاديثه مستقيمة. قاله الخطيب.
250- عبد الملك بن عبد الواحد3 بن مَحْمَوَيْه:
الحافظ الإمام أبو بكر السمرقندي، وكان أبوه بغداديا وجدّه مَوْصِليًّا.
حافظ مُتْقِن، جمع "الأبواب" و"الشرح" و"المقلين" وأكثر، وكان ثقة إمامًا.
سمع: أبا بكر الشافعي وطبقته، وسمع ما وراء النهر من أبي جعفر محمد بن محمد البغدادي الحمال، ومحمد بن إسحاق العصفري، وأبي بكر بن جنب، وعلي بن محتاج. وكان حريصا على الحديث وكتبه، ولو عاش لكان له شأن.
مات سنة ست وسبعين وثلاثمائة، وله إحدى وخمسون سنة.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "10/ 362"، والمنتظم "7/ 133".
2 انظر تاريخ بغداد "10/ 363".
3 أحد الحافظ الثقات، وثقه الذهبي.(26/440)
251- عبيد الله بن علي بن الحسن:
أبو القاسم النخعي الكوفي ثم المصري، قاضي نسف.
كان ظاهري المذهب. روى عن محمد بن يوسف الهروي، والشاميين، والعراقيين. وعنه: جعفر بن محمد المستغفري، وهو سمَّاه وورَّخه في جمادى الأولى من السنة. وما أُبْعِد أن يكون عبيد الله المذكور في السنة الماضية؛ بل هو هو، وقع اختلاف في نسبه وفي وفاته. روى عنه أيضًا أبو عبد الله غنجار الحافظ.
252- علي بن الحسن بن رجاء1 بن طعان:
أبو القاسم الدمشقي المحتسب.
روى عن: محمد بن محرّم، ومحمد بن جعفر بن مَلاس، ومَكْحُول البَيْرُوتي، وعثمان بن محمد الذهبي، وجماعة.
وعنه: عبد الغني بن سعيد الحافظ، ومكّي بن الغَمْر، وعلي بن السّمسار، ومسدَّد بن علي الأملوكي، وعدّة.
وكان كثير السماع. توفِّي في شوال.
253- علي بن الحسن بن جعفر2:
أبو الحسين بن كرنيب بن العطّار المخرّمي.
سمع: حامد بن شعيب، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، وأحمد بن حوالة، والبَغَوِي.
وعنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ، وعبد العزيز الأَزْجي، وأبو القاسم التَّنُوخيّ.
قال أبو بكر الخطيب: كان يتعاطى الحِفْظ، وكان ضعيفًا. سمعت محمد بن عمر الداودي يقول: كان من أحفظ النّاس للمَغَازي، إلّا أنّه كان يضع الحديث ويكذب.
وقال الدَارقُطْنيّ: أَدْخَلَ على دَعْلج وغيره أشياء.
254- علي بن الحسن بن علي بن مطرّف3:
القاضي أبو الحسن الجراحي.
بغداديّ مُكْثِر.
__________
1 انظر تاريخ دمشق "29/ 19، 20".
2 انظر تاريخ بغداد "11/ 385".
3 انظر تاريخ بغداد "11/ 387".(26/441)
روى عن: حامد بن شعيب، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، والحسين بن عفير، والبَغَوِي، وخلق بعدهم.
روى عنه: أبو القاسم عُبَيْد الله الأزهريّ، والحسن بن محمد الخلال، وأبو القاسم التَّنُوخيّ، وأبو محمد الجوهري.
وقال البَرْقَانِيّ: لم أكتب عنه شيئًا، كان يُتَّهَم في روايته عن حامد بن شعيب.
255- عليّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ1 بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي السّريّ البكَّائي:
أبو الحسن الكوفي في زمانه.
سمع: محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، وأبا حصين محمد بن الحسين بن حبيب الوادعي، وعُبَيْد الله بن بحر بن طيفور، وأبا جعفر أحمد بن فرح بن جبريل العسكري، وجماعة. وأول سماعه سنة تسعين ومائتين.
روى عنه: أبو العلاء صاعد بن محمد البوسنجي، ومحمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي، وأبو الحسن بن محمد بن إسحاق بن فدويه، ومحمد بن الحسن بن حمزة اليشكري، وأبو الحسين محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن بيان الدهان، وعبيد الله بن علي العدلي الحذّاء، وأبو طاهر محمد بن محمد بن عيسى البكري، وأخوه أبو الحسين محمد بن محمد، وستتّهم من شيوخ أَبَيّ النَّرْسي.
وروى عنه: أبو عبد الله بن باكَوَيْه، وطائفة.
قال أبو عبد الله أحمد بن عبد الرحمن بن خرجه النَّهَاوَنْدي: توفِّي شيخنا البكّائي في ثالث عشر ربيع الأوّل سنة ستٍّ وله تسعٌ وتسعون سنة.
256- علي بن محمد2 بن يَنال العُكْبَرِي الحافظ:
روى عن: أحمد بن الفضل بن خُزَيْمَة، ومحمد بن جعفر العسكري.
سمع وهو كبير.
روى عنه: عبد العزيز الأزجي.
__________
1 انظر الأنساب "2/ 270"، وسير أعلام النبلاء "16/ 309"، والعبر "3/ 2".
2 انظر تذكرة الحفاظ "3/ 1004"، وشذرات الذهب "3/ 93".(26/442)
وقال عبد الواحد بن علي الأسدي: سمع ابن يَنَال وتعلّم الخط كبيرًا، ورُزِقَ من المعرفة والفَهْم شيئًا كثيرًا.
توفِّي سنة ستٍّ.
257- عَلَى بْن مُحَمَّد1 بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن رزين:
أبو الحسن الباساني الهَرَوي.
روى عن جده، وعن محمد بن إبراهيم العوّام، وأبي إسحاق البزّاز.
روى عنه: أبو يعقوب القَرَّاب، والحسن بن علي النّصْروي.
توفِّي في ربيع الأول، وكان من العدول.
258- عمر بن علي بن يونس2 القطّان:
حدَّث ببغداد في هذه السنة عن أبي عَرُوبة الحرّاني.
روى عنه: عُبَيْد الله الأزهري، والحسين الْجَوْهَرِي.
وكان صَدُوقًا.
259- عمر بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم3 بْن مُحَمَّد بْن سَبَنْك:
أبو القاسم البَجَلي البغدادي.
سمع: محمد بن حبَّان الباهلي، وعبد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، ومحمد بْن محمد الباغَنْدي، وجماعة.
وعنه: القاضي عبد الوهاب المالكي، وأبو القاسم عُبَيْد الله الأزهري، وأبو القاسم التنُوخي، وخلق سواهم.
وكان ثقةً. نابَ في الحُكْم بسوق الثلاثاء، وقال: أوَّل ما كتبت سنة ثلاثمائة عن محمد بن حِبّان.
ومولده في سنة إحدى وتسعين ومائتين. وهو من ذرّيّة جرير بْن عَبْد اللَّه -رَضِيَ اللَّه عَنْهُ.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر تاريخ بغداد "11/ 261".
3 انظر تاريخ بغداد "11/ 261"، والمنتظم "7/ 133"، وسير أعلام النبلاء "16/ 378".(26/443)
حرف القاف:
260- قسَّام الحارثيّ1:
من أهل قرية تلفيتا من جبل سَنّير.
كان ينقل التراب على الحمير، ثم اتَّصل بأحمد بن الجصطار من أحداث دمشق، فكان من حزبه، وتنقَّلت به الأحوال، وكثُر أعوانه حتى غَلَب على دمشق، فلم يكن لنوَّابها معه أمر، إلى أن نَدَبُوا له من مصر جيشًا، عليهم بلتكين الذي ذكرنا ترجمته من قريب، فحار قسَّامًا أو قوي عليه، فضَعُف أمر قسَّام، فاختفى أيّامًا، ثم استأمر، فقيَّدُوه وحملوه إلى مصر، فعُفِي عنه.
وقد مدحه عبد المحسن الصُّوري بقصيدة.
حملوه إلى مصر في هذه السنة ولم ير له ذِكرًا بعدها.
وقال القفطي: تغلَّب على دمشق رجل من العَيّارين فعُرِفَ بقسَّام وتحصَّن بها، وخلف على صاحب مصر، فسار لحربه الأمير فضل من مصر، فحاصر دمشق، وضاق بأهلها الحال، فخرج قسَّام متنكّرًا، فأخذته الحَرَس، فقال: أنا رسول، فأحضروه إلى فضل، فقال: بعثني قسَّام إليك لتحلف له وتعوَّضه عن دمشق بلدًا يعيش فيه، وقد بعثني إليك سرًّا، فحلف الفَضْل له، فلمَّا توثَّق منه قام وقبَّل يده وقال: أنا قسَّام، فأعجب به الفضل، وزاد في إكرامه.
فردَّ إلى البلد وسلّمه إليه، وقام له بكل ما ضمنه، وعوَّضه موضعًا عاش فيه، وأحسن العزيز صِلَتَه. ذكر القفطي أنَّ ذلك كان في سنة تسعٍ وستّين. ثم قال: وذكر بعضهم أنَّ أَخْذَ دمشق من قسَّام كان في سنة اثنتين وسبعين.
قلت: وهو يتحدَّث الناس أنه ملك دمشق، وأنه قسيم الزبَّال، وكان سلمان بن جعفر بن فلاح قد قَدِمَ دمشقَ في جيش، فنزل بظاهرها، ولم يمكن دخولها، فبعث إليه قسَّام بخطّه: أنا مقيم على الطّاعة، فورد البريد إلى سلمان إن يرتحل عن دمشق. وولي دمشق أبو محمود المغربي، ولم يكن له أيضًا مع قسَّام أمر ولا عَقْد ولا حَلّ، فهذا ما عندي من خبر قسَّام.
__________
1 انظر الكامل في التاريخ "8/ 697"، وشذرات الذهب "3/ 78".(26/444)
حرف الميم:
261- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد1 بن شاذان بن الخليل:
أبو عمرو الخَفَّافِ القُهُنْدُزي الزّاهد.
سمع: أبا العبّاس بن السّرّاج، وزِنْجَوَيْه بن محمد، وجماعة.
وتوفِّي في رمضان.
روى عنه: الحاكم، وغيره.
262- محمد بن أحمد بن حمدان2 بن علي بن عبد الله بن سِنَان: أبو عمرو بن الزاهد أبي جعفر الحيري النَّيْسَابُوري، الزّاهد المقرئ المحدّث النّحوي.
كان المسجد فِراشَه نيّفًا وثلاثين سنة، ثم لمَّا عُميَ وضَعُف نقلوه إلى بعض أقاربه بالحِيرة من نَيْسَابُور. رحل به أبوه.
قال الحاكم: سماعاته صحيحة، وصَحِبَ الزهَّاد، وأدرك أبا عثمان الحِيري الزّاهد، وسمع سنة خمسٍ وتسعين ومائتين.
سمع: أبو بكر بن زنْجَوَيْه بن الهَيْثَم، وأبا عمرو أحمد بن نصر، وجعفر بن أحمد الحافظ، ورحل فسمع من الحسن بن سفيان سنة تسعٍ وتسعين مُسْنَدَه، ومُسْنَدَ شيخه أبي بكر بن أبي شيبة، ومن أبي يعْلى المَوْصِلي مُسْنَده، ومن عَبدان الأهوازي، وعمران بن موسى بن مُجاشع، وزكريّا بْن يحيى السّاجي، وأحمد بن يحيى الصُّوفي، والهيثم بن خلَف الدُّوري، وحامد بن شُعَيْب، ومحمد بن جرير الطّبري، ومحمد بن عبد الله بن يوسف الدّويْرِي، وعلي بن سعيد العسكري، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وأبي العبّاس السّرّاج، وابن خُزَيْمَة.
روى عنه: الحاكم أبو عبد الله، وأبو نُعَيم الحافظ، وأبو سعيد محمد بن علي النّقّاش، وأبو العلاء صاعد بن محمد الهَرَوِي، وأبو حفص بْن مسرور، وعبد الغافر بن محمد الفارسيّ، وأبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكَنْجَرُوذِي، ومحمد بن محمد بن حمدون السلمي، وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري، وآخرون.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر طبقات الشافعية الكبرى "2/ 107"، والمنتظم "7/ 134"، وميزان الاعتدال "3/ 16".(26/445)
وهو أخو أبي العبّاس محمد نزيل خَوَارِزْم شيخ البرقاني.
قال الحاكم: وُلِدَ له بنت وهو ابن تسعين سنة، وتوفِّي وزوجته حُبْلَى، فبلغني أنّها قالت له عند وفاته: قد قرُبَت ولادتي. فقال: سلّمته إلى الله تعالي، فقد جاءوا ببراءتي من السماء، فتشهَّد ومات في الوقت -رحمه الله.
قال: وتوفِّي في ذي القعدة في الثامن والعشرين منه، وهو ابن ثلاثٍ أو أربعٍ وتسعين سنة، وصلَّى عليه أبو أحمد الحاكم الحافظ.
قلت: قد وقع لنا بالإجازة جُملةٌ من عَوَاليه، وله جُزْءُ سؤالات كان يحفظه، وقع لي أيضًا بعلوٍّ قراءته على ابن عساكر، عن أبي رَوْح، أنا زاهر، أنبا أبو سعد الكَنْجَرُودِي، عنه.
وقال ابن طاهر: كان يتشيّع.
263- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن محمد1 بْن أَبِي صالح:
أبو بكر البغدادي نزيل بَلْخ.
روى عن: أبي شُعَيْب الحَرّاني، وجماعة.
وهو مُتَكَلَّمٌ فيه.
264- محمد بن العبّاس بن يحيى2 الأموي:
مولاهم الحلبي نزيل الأندلس.
سمع: أبا الْجَهْم بن طِلاب بمَشْغَري، ومحمد بن عبد الله مَكحُولًا ببيروت، وأبا عَرُوبة بحَرّان، وعلي بن عبد الحميد الغضايري، ومحمد بن إبراهيم بن فيروز الأنماطي بحلب، ومحمد بن سعيد الترخمي بحمص.
وفَدَ على المستنصر بالله خليفة الأندلس، فروى عنه أبو بكر محمد بن الحسن الزّبيدي، وأبو الوليد عبد الله بن الفَرَضي، وقال: كتبت عنه وقد كُفَّ بَصَرُهُ، وتوفِّي في هذه السنة.
قلت: هذا كان أسند من تحريره بالأندلس، ولكن لم يأخذوا عنه كما ينبغي.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "1/ 345"، والمنتظم "7/ 133".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 114".(26/446)
265- محمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عبد العزيز1 بْن شاذان:
أبو بكر الرازي الواعظ، والد المحدث أبي مسعود أحمد بن محمد البَجَلي.
روى عنه: يوسف بن الحسين الرازي، وأبي بكر بن الأنباري، وأبي يعقوب النهرجوري، وأبو محمد البربهاري الحنبلي، وخير النساج، وأبو العبّاس بن عطاء.
كان قد تتبَّع ألفاظ الصُّوفيه، وجمع منها الكثير.
ورد نَيْسَابُور سنة أربعين وثلاثمائة، والمشايخ متوافرون، وهو محمود عند جماعتهم في التصوّف وصحبة الفقراء.
قال الحاكم: كتبت عنه، ورأيته ببُخَارى، فلمَّا قَدِمْتُ الرّيّ سنة سبعٍ وستّين صادفته بها، وقد انتسب، وأملى عليهم أنّه مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أيّوب بن يحيى بن الضّريس البَجَلي، فخَلَوْتُ به وزجرته، فانزجر، ونزل عن ذلك النّسب، ولو اشتهر ذلك بالرّيّ لآذُوه، فإنَّ محمد بن أيوب لم يعقِب ولدًا، ثم التقينا سنة سبعين، فأخذ يحدِّث عن علي بن عبد العزيز وأقرانه، وما كنت رأيته قبل ذلك يحدِّث بالمسانيد، والله يرحمنا وإيّاه.
قلت: يروي عنه أبو عبد الرحمن السّلمي حكايات مُنْكَرَة من حكايات القوم، وتوفِّي فِي جُمادى الآخرة، وروى عَنْهُ أيضًَا أبو عَبْد الله بْن باكَوَيْه، عن رجل، عن الكُدَيْمي، وأبو نُعَيم الحافظ، وأبو حازم العَبْدَوِي، وجماعة.
حكى عن الشَّبْلي أيضًا، ولا تَرْكنُ النَّفْسُ إلى ما يحكيه، فإنّه جريء قليل الحياء، نسأل الله العَفْوَ.
266- محمد بن علي بن أبي زيد2:
أبو بكر الصدفي المصري.
يروى عن: أبي جعفر الطّحَاوِي.
267- محمد بن علي بن عمر الصّيْدَناني3 القِزْويني:
سمع: إسحاق بن محمد الكَيْسَاني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن
__________
1 انظر تاريخ بغداد "5/ 464"، والمنتظم "7/ 134"، والعبر "3/ 3".
2 في عداد المجهولين.
3 لا بأس به.(26/447)
القاسم المحاربي الكُوفي.
وقد مَرَّ أخوه حسن سنة اثنتين.
268- محمد بن عثمان بن سعيد بن محاسن1:
أبو عبد الله الأندلسي الشاعر.
مدح الخلفاء والكبار، وتوفِّي بأسْتِجَة في ذي الحجّة.
269- محمد بن أبي عمرو محمد بن جعفر بن مطر2:
أبو أحمد النَّيْسَابُوري.
سمع: من ابن خُزَيْمَة، والسرَّاج.
وعاش ثمانين سنة، وخرَّج له أبوه فوائد.
270- محمد بن نجاح بن عبد الرحمن3 بن علقمة:
أبو القاسم القُرْطُبي.
روى عن: قاسم بن أصبغ، وغيره، وتولَّى قضاء طليطلة.
حرف الهاء:
271- هشام بن محمد بن قُرّة4:
أبو القاسم الرّعيني المصري.
يروي عن: ابن قُدَيْد، والطّحَاويٍ، وأبي بِشْر الدُّولابي.
توفِّي في ذي القعدة، وكان ثقة.
روى عنه: الحافظ عبد الغني، ومحمد بن أحمد بن شاكر القطّان، ويحيى بن علي الطّحّان، وإسماعيل بن عبد الرحمن النحاس.
حرف الواو:
272- الوليد بن أحمد بن الوليد5:
أبو العبّاس الزوزني الواعظ العارف.
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 87".
2 لا بأس به.
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 78".
4 أحد الثقات، وثقه الذهبي.
5 انظر الأنساب "281ب"، ومعجم "3/ 158".(26/448)
سمع: أبا حامد بن الشرفي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبا عبد الله المَحَاملي، وأبا سعيد بن الأعرابي، وخَيْثَمة الأطرابُلُسي.
وعنه: الحاكم، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو نعيم.
قال الحاكم: كان من علماء الحقائق وعبَّاد الصُّوفية.
توفِّي في ربيع الأوّل.
وقال النّقّاش: أبو العباس حكيم زمانه، له مصنَّفات لا يخفى على من نظر في كتبه قد وهب الله له من الحكم. كتب الحديث الكثير ورواه، ثم روى عنه النقاس أحاديث ومواعظ.
حرف الياء:
273- يحيى بن مالك بن عائذ1:
أبو زكريّا الأندلسي الحافظ.
سمع: عبد الله بن يونس المرادي، وأبا عمر أحمد بن محمد بن عبد ربّه بقُرْطُبَة، وطائفة. رحل فسمع: أبا سهل بن زياد القطّان، ودَعْلَج بن أحمد، والطبقة.
روى عنه: الحسن بن رشيق أحد شيوخه، ويحيى بن علي الحضرمي بن الطّحّان، ومحمد بن أحمد بن القاسم بن المَحاملي، وأبو الوليد بن الفَرَضي.
أملى بجامع قُرْطُبة.
قال التَّنُوخيّ: في "النّشْوار": إنّه حضر مجلس أبي الفرج صاحب "الأغاني"، فقال: لم نسمع بمن مات فُجَاءَةً على المِنْبر؟ فقال شيخ أندلُسيّ قد لزم أبا الفرج، اسمه يحيى بن مالك بن عائذ: إنّه شاهد في جامع بلده بالأندلس خطيب البلد وقد صَعَد يوم جمعة ليخطب، فلمَّا بلغ يسير من خطبته خرَّ مَيتًا فوق المنبر، فأُنْزِل، وطُلِب في الحال من رَقي المنبر، فخطب وصلّى الجمعة بنا.
قال الحبّال: مات ابن عائذ الأندلسي في شعبان سنة ست وسبعين.
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 193"، وسير أعلام النبلاء "16/ 421".(26/449)
وفيَّات سنة سبع وسبعين وثلاثمائة:
حرف الألف:
274- أحمد بن الحسين ابن الطبري1:
أبو حامد المروزي الفقيه.
سمع أبا العباس الدغولي وغيره، وكان من رءوس أئمة الحنفية، وولي قضاء قضاة خراسان، وكان صالحًا عابدًا مصنِّفًا.
ورَّخه أبو سعد الإدريسي في هذه السنة، وورَّخه الحاكم سنة ثلاث وسبعين كما تقدَّم، وله تاريخ حسن، وقد قَدِمَ بغداد وتفقَّه على أبي الحسن الكرخي، ثم قدمها بأخرة. انتخب عليه الدارقطني، وروى عنه الرماني.
275- أحمد بن خلف بن محمد2 بن فرتون:
أبو عمرو الأندلُسي الزّاهد.
مُكْثِرٌ عن: وهب بن مسرَّة، وحجَّ فسمع من أبي محمد بن الورد، وأبي علي السَّيُوطي، وخلق. وكان ثقةً ورِعًا متعبِّدًا.
روى عنه: أبو محمد بن ذنين، والصّاحبان أبو إسحاق بن سنطير، وأبو جعفر ابن ميمون.
ومات كهلًا، وكان مُجَاب الدَّعْوة.
276- أحمد بن محمد بن أحمد:
أبو الفضل الفارساني.
حدَّث بجُرْجَان عن: الحسن بن سفيان، وعنه: حمزة السهمي.
277- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عليّ3:
أبو الْحَسَن المناسكي النَّيْسَابُوري.
سمع: أبا سعيد عبد الرحمن بن الحسين، وطبقته.
وعنه: الحاكم.
278- أحمد بن يوسف بن يَعْقُوبَ4 بن البَهْلُول:
أبو الحسن التنوخي البغدادي. من بيت علمٍ وحشمة.
__________
1 انظر تاريخ جرجان "113".
2 لا بأس به.
3 في عداد المجهولين.
4 انظر تاريخ بغداد "5/ 221"، والمنتظم "7/ 136".(26/450)
سمع: عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، وعبد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، ومحمد بْن جرير، ومحمد بن محمد الباغَنْدي.
روى عنه: ابنته طاهرة، وعلي بن المحسّن التنُوخي، وكان صحيح السّمَاع.
وذكر ابن أبي الفوارس أنَّه كان داعيةً إلى الاعتزال.
وقال غيره: كان عارفًا باللُّغة والنَّحْو والكلام، وهو من بقايا بيته.
279- أبيض بن محمد بن أبيض1 بن الأسود بن نافع:
أبو العبّاس، ويقال: أبو الفضل المصري القُرَشِي الفَهْري.
آخر من روى عن: أبي محمد النَّسَائي مجلسين.
روى عنه: الحافظ عبد الغني الأزدي، وعبد الملك بن عبد الله بن مسكين الشافعي، ويحيى بن علي بن الطّحّان.
ومولده سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين.
وروى أبو محمد بن النّحّاس، عن محمد بن أبيض، عن عبد السلام بن أحمد.
280- إسحاق الأمير2:
أبو محمد بن المقتدر بالله.
وُلِدَ سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وعاش ستّين سنة، وتوفِّي في ليلة الجمعة سابع عشر ذي القعدة، وغسَّلَه أبو بكر بن أبي موسى الهاشمي، وصلَّى عليه ابنه القادر بالله الذي استُخْلِف بعد الطائع لله.
281- أَمَةُ الواحد بنت الواحد القاضي3 أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل المَحامِلي:
رَوَتْ عن: أبيها، وإسماعيل الورَّاق، وعبد الغافر بن سلامة، وحَفِظَت القرآن والفقه على مذهب الشافعي، والفرائض والدَّور والعربية، وغير ذلك من العلوم الإسلامية.
روى عنها: الحسن بن محمد الخلال، وغيره.
__________
1 انظر العبر "3/ 4"، وحسن المحاضرة "1/ 157".
2 انظر الكامل "9/ 51"، والمنتظم "7/ 137"، والعبر "3/ 4".
3 انظر تاريخ بغداد "4/ 442"، والمنتظم "7/ 138"، والوافي بالوفيات "9/ 387".(26/451)
1وهي أُمّ القاضي أبي الحسين محمد بن أحمد بن القاسم المَحَاملي.
قال ابن أخيها أحمد بن عبد الله: اسمها سُتَيْتَة، كانت من أحفظ الناس للفقه.
وقال أبو بكرالبرقاني: كانت بنت المَحَاملي تُفْتي مع أبي علي بن أبي هريرة.
توفِّيت في رمضان.
حرف الباء:
282- بكر بن أحمد بن البغدادي1 القِزْوِيني الشافعي:
سمع: محمد بن أبي عَمَارة.
وعنه الخليلي.
حرف الجيم:
283- جعفر ابن الخليفة المكتفي2 علي بن المعتضد بن الموفْق العبّاسي:
مات أبوه وله سنة، فدخل في علم الفلاسفة، وبرع في التنجيم.
حكى عنه أبو علي التَّنُوخيّ في "النشوار"، وكان عضُدُ الدولة يحترمه.
284- جعفر بن محمد بن أحمد3 بن إسحاق البهلول:
أبو محمد التَّنُوخيّ الأنباري، ثم البغدادي المقرئ.
ُولِدَ سنة ثلاث وثلاثمائة، وكان يقرأ بحرف عاصم، وحمزة، والكسَائيّ، وسمع هو وأخوه من: البَغَوِي، وأبي بكر بن أبي داود، وابن المجدّر، وأبي اللَّيْث الفرائضي، وجدّه أحمد بن إسحاق.
وعُرِضَ عليه قضاء بغداد فأباه تورُّعًا وتزهُّدًا.
روى عنه: أبو القاسم التَّنُوخيّ، ومات في جمادى الآخرة.
لا أستحضر من قرأ عليه.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 انظر المنتظم "7/ 137"، والوافي بالوفيات "11/ 113، 114".
3 انظر تاريخ بغداد "7/ 232"، والمنتظم "7/ 137".(26/452)
حرف الحاء:
285- الحسن بن أحمد بن عبد الغفّار1:
أبو علي الفارسي الفَسَوِي النّحوي صاحب التصانيف.
عنده جُزْءٌ عالٍ رواه عن علي بن الحسين بن معدان صاحب إسحاق ابن راهَوَيْه.
روى عنه: عبيد الله الأزهري، وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الْجَوْهَري.
وُلِدَ بفَسَا وقَدِمَ بغداد وسكنها، وأخذ عن علمائها كالزجَّاج، وأبي بكر السرَّاج، وأبي بكر مبرمان، وأبي بكر الخيَّاط، ودخل الشام وأقام بطرابُلس ثم بحلب، وخَدَم سيف الدولة، ثم رجع إلى بغداد، وأقبل على الاشتغال والتصنِّيف، وعَلَتْ منزلته في النَحو حتى فضَّله بعض تلامذته على المُبَرَّد، وخدم الملوك ونفق عليهم.
قال السلطان عضُدُ الدولة: أنا غلام أبي علي الفارسي في النَّحْو، وغلامُ أبي الحسين الرّازي في النّجوم.
ومن أصحابه: أبو الفتح عثمان بن جِني، وعلي بن عيسى الربعي.
وكان متَّهمًا بالإعتزال، صنَّف كتاب "التذكرة" وهو كبير، وكتاب "الإيضاح" و"التكملة" وصنَّفه لعَضُد الدولة، وكتاب "الحُجَّة في القراءات وعِلَلها"، وكتاب "المقصور والممدود"، وكتاب "ما أغفله الزجَّاج في معاني القرآن"، وكتاب "العوامل المائة"، و"المسائل العسكرية"، و"المسائل البصرية"، و"المسائل المجلسيات"، و"المسائل العصريات الشيرازية"، و"المسائل المذهبيات"، و"المسائل الكرمانية"، وغير ذلك.
وتوفِّي ببغداد في ربيع الأوّل، وله تسعٌ وثمانون سنة.
286- الحسن بن محمد:
أبو الحسين2 الإصبهاني المذكّر.
سمع: إِبْرَاهِيم بْن محمد بْن مَتُّوَيْه، ومحمد بْن يحيى البْصري، صاحب عبد الأعلى بن حمَّاد.
روى عنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم الحافظ.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "7/ 275"، والمنتظم "7/ 138"، والعبر "3/ 4"، والكامل "9/ 17".
2 لا بأس به.(26/453)
287- الحسين بن حلبس بن حَمَويْه1:
أبو عبد الله القِزْويني.
سمع: العبّاس بن الفضل بن شاذان، وأبا العبّاس الرّازيَّيْن، وأبا بكر عبد الله بن محمد بن زياد النَّيْسَابُوري.
روى عنه: أبو يعلى الخليلي، ووثقه.
حرف السين:
288- سليمان بن أيّوب بن سليمان2 بن البلكائش:
أبو أيّوب القوطي القُرْطبي.
سمع أباه، وابن لُبَابة، وأحمد بن بَقِيّ بن مَخْلدَ، ومحمد بن أَيْمن، وأسلم بن عبد العزيز، وجماعة.
وكان فقيهًا مالكيا زاهدًا خاشعًا بكَّاء، روى الكثير.
أخذ عنه ابن الفرضي وجماعة كثيرة، وكان من أهل العلم والنظر، بصيرًا بالاختلاف، حافظًا للمذاهب، مائلًا إلى الحُجّة والدّليل.
توفِّي في شعبان.
289- شاه بن محمد بن جبريل3:
أبو الحسين النَّسفي، واسمه: محمد.
روى عن: محمود بن عفير صاحب عُبَيْد بن حميد.
وعنه: جعفر المُسْتَغْفِرِي.
حرف العين:
290- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن محمد الأبْرِيسَمي4 الهَرَوي:
سمع: حاتم بن محبوب.
__________
1 أحد الثقات، وثَّقه الخليلي.
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 188"، والوافي بالوفيات "15/ 354".
3 في عداد المجهولين.
4 انظر اللباب "1/ 25".(26/454)
وعنه: الحاكم، وجماعة.
قد سمع من: السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، وأبا حامد الحَضْرَمي.
291- عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن أَحْمَد1 بْن محمد:
أبو الفرج المقرئ النّاقد.
شيخ بغداديّ.
روى عن أبي عبد الله المحَامِلي، وغيره.
وعنه: علي بن عبد العزيز الطّاهري.
292- عبد الله بن محمد بن الْجُنَيْد الأصبهاني2:
ثِقَة دَيّن. سمع: أحمد بن محمد بن السَّكَن.
وعنه: ابن أبي علي الذّكْوَاني، وأبو نُعَيم.
293- عبد الواحد بن علي بن خشيش3:
أبو القاسم البغدادي الورَّاق.
سمع: أبو القاسم، وابن صاعد.
وعنه: الحسن بن محمد الخلال، وغيره، وهو ثقة.
294- عُبَيْد اللَّه بن محمد بن عابد4:
أبو محمد البغدادي الخلال. شيخ ثقة.
سمع: أحمد بن محمد البراني، وإبراهيم بن شَريك الأَسَدي، وعبد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، ومحمد بْن صالح بن ذريح.
وعنه: عبيد الله الأزهري، وأبو محمد الحسن الخلال، وأحمد بن رَوْح.
عاش ستًّا وثمانين.
295- علي بن محمد بن أحمد5 بن نُصَيْر بن عَرَفَة الثَّقَفِي البغدادي:
أبو الحسن بن لولو الورَّاق.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "10/ 23".
2 أحد الثقات، وثقه الذهبي.
3 انظر تاريخ بغداد "11/ 9".
4 انظر تاريخ بغداد "10/ 363"، والمنتظم "7/ 139".
5 انظر تاريخ بغداد "12/ 89"، والمنتظم "7/ 140"، وشذرات الذهب "3/ 90".(26/455)
سمع حمزة بن محمد الكاتب، وإبراهيم بن شَرِيك، وعبد الله بن ناجية، والفِرْيابي، وإبراهيم بن هاشم البغوي، وزكريا بن يحيى الشامي، ومحمد بن المجدّر، وجماعة.
وعنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ، وأبو محمد الخلال، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو القاسم التَّنُوخي، والحسن بن علي الْجَوهَري، وآخرون.
وُلِدَ سنة إحدى وثمانين ومائتين.
قال البَرْقَانِيّ: كان ابن لولو يأخذ العِوَض على الحديث دَانِقَيْن، يعنى: أنّ نَفْسَه دَنِيّة. قال: وكانت حاله حسنة من الدنيا، وهو صَدْوق، غير أنّه رديء الكتاب، أي: سيء النقل. قال: وصحَّف مرة عن عُتَيّ، عن أُبَيّ قال: عن عن، عن أبيّ.
وقال عُبَيْد الله الأزهري: ابن لولو ثقة.
وقال أبو القاسم التنوخي: حضرت عند ابن لولو مع أبي الحسين البيضاوي ليقرأ عليه حديث إبراهيم بن هاشم، وكان قد ذكر له عدد مَن يحضر، ودَفَعْنا إليه دراهم، فرأى في جملتنا واحدًا زائدًا على العدد، فأمر بإخراجه، فجلس الرجل في الدَّهْليز، فجعل البيضاوي يرفع صوته ليسمع الرجل، فقال له ابن لولو: يا أبا الحسين، أتقاضي عليَّ وأنا البغدادي بأبطاقي، ورَّاق، صاحب حديث، شيعيّ، أزرق كوسج، ثم أمر جاريته بأن تجلس وتدق في الهَاوِن أَشْنَانًا، حتى لا يصل الصوتُ.
وقال العتيقي: توفِّي ابن لولو، وكان أكثر كُتُبِه بخطّه، وقال: لا يفهم الحديث إنَّما يُحْمَل أمره على الصدق.
توفِّي في محرّم سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
296- عليَّ بن محمد بن إبراهيم1 بن خُشنام:
أبو الحسن المالكي المقرئ.
قرأ القرآن عَلَى أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن موسى بن محمد بن سليمان الزينبي صاحب قُنْبُل، وعلي بن محمد بن يعقوب المعدّل.
قرأ عليه: محمد بن الحسين الكارزيني، ومسافر بن الطيب، وغيرهما.
__________
1 انظر معرفة القراء "1/ 271".(26/456)
397- علي بن محمد بن القاسم1 بن بلاغ:
أبو الحسن الدمشقي المقرئ، إمام الجامع.
سمع: أبا الدّحْداح أحمد بن محمد، وجماعة.
وعنه: أبو نصر الْجَبَّان، وعلي بن موسى السّمسار، وغيرهما.
توفِّي في ربيع الآخر.
298- عليّ بْن محمد بْن إِسْمَاعِيل2 بْن محمد بْن بِشْر:
أبو الحسن الأنطاكي المقرئ الفقيه الشافعي.
قرأ ببلده على إبراهيم بن عبد الرّزّاق الأنطاكي بالرّوايات، وصنَّف قراءة وَرْش، ودخل الأندلس في سنة اثنتين وخمسين، وكان بارعًا في القراءات.
قال أبو الوليد الفَرَضي: أَدْخَل الأندلس علمًا جمًّا، وكان بصيرًا بالعربيّة والحساب، وله حظّ من الفقه، قرأ الناس عليه وسمعت أنا منه، وكان رأسًا في القراءات، لا يتقدّمه أحد في معرفتها في وقته. وكان مولده بأنطاكية سنة تسعٍ وتسعين ومائتين، ومات بقُرْطُبة في ربيع الأوّل.
قلت: قرأ عليه أبو الفرج الهَيْثمَ الصبَّاغ، وإبراهيم بن مبشّر المُقْرِئان، وحدَّث عنه عبد الله بن أحمد بن معاذ الداراني. سمع منه لمَّا مرَّ بدمشق، وروى حديثًا كثيرًا عن الشاميّين.
وذُكِر الصّالحون مرّة عند المنصور بن أبي عامر، وقال: أفضل من هنا: أبو الحسن الأنطاكي، فكلّ من سَمَّيْتم جاء إليَّ إلّا هو، فما وقف لي قطّ.
وقال محمد بن عتّاب: كان عَيْش أبي الحسن من غَزْل جاريته، وكان يُجْرَى عليه في الشهر جراية، فلمَّا مات فُتِحَت فوُجِدت في تَرِكَتِه مصرورة لم يحلّها -رحمة الله عليه.
299- علي بن محمد بن الحسين بن حاجب3:
أبو القاسم الكوفي.
__________
1 انظر تاريخ دمشق "30".
2 انظر العبر "3/ 5"، وطبقات الشافعية الكبرى "3/ 468".
3 في عداد المجهولين.(26/457)
يروي عن عبد الله بن زيدان البَجَلي.
توفِّي في صفر.
حرف القاف:
300- القاسم بن الحسن بن القاسم1:
أبو أحمد بن الصّقْر الفَلَكي الهَمَذاني النسَّاج.
يروي عن: عبد الرحمن بن أحمد بن عبّاد عبدوس، وإبراهيم بن دينار، وعبد الله بن أحمد بن يوسف الإمام، وعلي بن زَنْجَوَيْه الدَّينَوَرِي، وأبي محمد بن عبد الله بن وهب الدينوري، ومهدي بن عبد الله الأسدابازي.
روى عنه: محمد بن عيسى، وحمد الزّجّاج، وعلي بن عطيّة، ومحمد بن إبراهيم الرَّيْحاني الهمذانيّون.
قال صالح بن أحمد: لم يكن الحديث من شأنه، تكلّموا فيه.
حرف الميم:
301- مُحَمَّد بْن أحمد بْن الْحُسَيْن2 بن القاسم بن السَّريّ بن الغطريف بن الْجَهْم:
أبو أحمد الغطريفي الْجُرْجاني الرَّباطيّ.
كان أبوه نَيْسَابُوريًّا سكن رباط دِهِسْتَان، وكان صاحب الرَباط، فوُلِدَ له بها أبو أحمد، ونشأ بجُرْجان، وسكنها إلى أن مات بها في رجب، وكانت الرَّحْلة إليه في آخر أيامه.
سمع: عمران بن موسى بن مجاشع، وأحمد بن عمر التاجر، وأحمد بن محمد الوزّان، وأحمد بن الحسن البلخي، والحسن بن سفيان، وأبا خليفة الْجُمحي، ولزمه حتى سمع جميع ما عنده، وسمع بهَمذَان من عبدوس بن أحمد، وبالرّيّ من إبراهيم بن يوسف الهسنْجَاني، وببغداد من عبد الله بن ناجية، وأحمد بن الحسن الصُّوفي، والهَيْثَم بن خلف العَبْدَوي، والإمام أبي العباس بن شريح، وبنَيْسَابور من ابن خزيمة، وهذه الطبقة.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر المنتظم "7/ 140"، وسير أعلام النبلاء "16/ 354"، والأنساب "2/ 175".(26/458)
روى عنه: رفيقه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي في صحيحه أكثر من مائة حديث، فمرَّة يقول: ثنا محمد بن أحمد العبدي، ومرّة يقول: محمد بن أبي حامد النَّيْسَابُوري العَبْقَسي، والثَّغْري يدلّسه.
وكان حافظًا مُتْقِنًا صَوّامًا قوَّامًا، صنَّف "الصحيح على المسانيد".
روى عنه: حمزة السّهمي، وأبو نُعَيم الأصبهاني، ورضيّ بن إسحاق النّصْري، وأبو العلاء السّرِيّ بن إسماعيل بن الإمام أبي بكر الإسماعيلي، والقاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطّبري، وآخرون.
وجزؤه الذي رواه ابن طَبَرْزد أعلى الأجزاء.
302- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن1:
أَبُو الحسين المَلَطي المقرئ، الفقيه الشافعي، نزيل عسقلان.
قال الدّاني أخذ القراءة عرْضًا عَنْ أُبَيِّ بكر بن مجاهد، وأبي بكر بن الأنباري، وجماعة مشهورة بالثقة، ويقول الشعر.
قلت: روى عنه إسماعيل هذا، وعمر بن أحمد، وداود بن مصحّح العسقلاني، وعُبَيْد الله بن سَلَمة المكتّب.
وله قصيدة في نعت القراءة كالخاقانية أوّلها:
أقول لأهل اللّبّ والفضل والحِجَى ... مقال مريد للثواب وللأجر
وقد روى الحديث عن عَدِيّ بن عبد الباقي، وخَيْثَمة بن سليمان، وأحمد بن مسعود الوزّان، وجماعة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَافِظِ بْنُ بَدْرَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ طَاوُسٍ، أنا حَمْزَةُ بْنُ أَحْمَدَ السُّلَمِيُّ، أَنَا نَصْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ، أَنْبَأَ عُمَرُ بْنُ أحمد الخطيب، أنا أحمد بن محمد السلمي، أنا نثر بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ، أنا عُمَرُ بْنُ أَبِي إِدْرِيسَ الإِمَامُ بِحَلَبَ، ثنا سَهْلُ بْنُ صَالِحٍ الأَنْطَاكِيُّ، ثنا عَبْدَةُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِهِنْدٍ: "خُذِي مِنْ مَالِهِ مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ"، وَكَانَتْ قالت له: يا رسول
__________
1 انظر طبقات الشافعية "2/ 112"، ومعجم البلدان "3/ 402".(26/459)
اللَّهِ، إنَّ أَبَا سُفْيَان رَجُلٌ شَحِيحٌ لَا يُعطيني ما يكفيني ويكفي بَنِيَّ، فَآخُذُ مِنْ مَالِهِ وَهُوَ لا يَعْلَمُ، فهل عليّ منه شَيْءٍ؟ مُتَّفَقٌ عليه1.
303- محمد بن إبراهيم الأصبهاني2 النّيلي المقرئ:
مات في شوّال.
304- محمد بن جعفر بن جابر3:
أبو بكر السّعْدي الرّزْمازي الدهقان.
ورَزْمَاز قرية على يوم من سمرقند.
سمع: الحسن بن صاحب الشاشي، وزاهد بن عبد الله.
روى عنه: ابن سعيد عبد الرحمن الإدريسي.
305- محمد بن جعفر بن زيد4:
أبو الطّيّب المكتّب.
روى عن أبي القاسم البَغَوِي.
وعنه ابنه عبد الغفّار.
306- محمد بن زيد بن علي بن جعفر5 بن مروان:
أبو عبد الله الأبزاري نزيل الكوفة، وهو بغداديّ.
سمع: عبد الله بن ناجية، وحامد بن شعيب، وعبد الله بن الصّقْر السُّكَّري.
وانتقَى عليه الدَارقُطْنيّ، وحدَّث ببغداد، ثم ردّ إلى الكوفة، وبها مات في صفر.
وثَّقه البَرْقَانِيّ، وروى عنه أبو جماعة منهم: عليّ بْن المحسّن التَّنُوخيّ، والحسن بْن عليّ الْجَوْهَرِي.
307- محمد بن محمد بن صابر بن كاتب6:
أبو عمرو البُخَارِي المؤذّن، مسند بخارى.
__________
1 الحديث صحيح: أخرجه البخاري "5364"، ومسلم "1714"، والنسائي "8/ 247"، وابن ماجه "2293"، وأحمد "6/ 39".
2 في عداد المجهولين.
3 انظر الأنساب "6/ 111"، ومعجم البلدان "2/ 42".
4 انظر تاريخ بغداد "2/ 156"، والمنتظم "7/ 140".
5 انظر تاريخ بغداد "5/ 289"، والمنتظم "7/ 141".
6 انظر تذكرة الحفاظ "3/ 973".(26/460)
روى عن: صالح بن محمد جَزَرَة، وحامد بن سهل، ومحمد بن حرب، والحسين بن الحسن بن الوضّاح، والبُخَاريّين.
روى عنه: محمد بن أحمد غُنْجَار، وأحمد بن عبد الرحمن الشّيرازي، وأبو نصر أحمد بن علي البُخَاري السُّني وجماعة.
ورَّخه أبو بكر السّمعاني في أماليه.
308- محمد بن محمد بن عبد الله الأسْتراباذي1:
والد أبي سعيد الإدريسي.
قال ابنه: كان زاهدًا وَرِعًا قوَّامًا بالليل كثير التلاوة.
روى عن: أبي نُعَيم بن عَدِيّ، وأبي حامد بن بلال النَّيْسَابُوري.
ومات في رمضان.
309- ميمون بن أحمد بن محمد بن موسى2:
أبو سعيد المصري المالكي الفقيه.
وتوفِّي فِي ربيع الآخر.
حرف الهاء:
310- هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن يحيى3 بْن عَلِيّ بْن المنجّم البغدادي الإخباريّ:
سمع من جدّه.
روى عنه: أبو بكر بن شاذان، وأبو علي التَّنُوخيّ، وكان نديم الوزير المهلّبي.
توفِّي في رمضان. ذكره ابن النّجّار.
حرف الياء:
311- يحيى بْن مروان4:
أبو بكر القُرْطُبي المؤذّن.
__________
1 انظر المنتظم "7/ 141".
2 في عداد المجهولين.
3 لا بأس به.
4 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 194".(26/461)
رحل وسمع من ابن الأعرابي، وابن الورد.
وكتب عنه غير واحد.
توفِّي بقُرْطُبة في صفر.
وفيَّات سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة:
حرف الألف:
312- أَحْمَد بْن الحُسين بْن أَحْمَد بن علي العلوي1 بن العقيقي الدمشقي:
صاحب الدار والحمَّام بنواحي باب البريد.
مات في هذا العام، وأغلق له البلد، وقد كان مدحه أبو الفرج محمد بن أحمد الوأواء الشاعر.
313- أحمد بن خالد بن عبد الله2 بن يبقي الْجُذَامي القُرْطُبي: أبو عمر التاجر.
رحل وسمع من: أبي علي الصّفّار، والحسين بن صفوان، وأبي البَخْتَرِي، وأبي سعيد بن الأعرابي.
وأدخل الأندلس أشياء تفرَّد بروايتها، فسمع النّاس منه، ولم يكن له فَهْم، ولا كان يقيم الهجاء، غير أنّه كان صالحًا صَدُوقًا إن شاء الله. سمعت منه أكثر ما يرويه. قاله ابن الفَرَضي.
توفِّي في ذي القعدة.
314- أحمد بن عبادة:
أبو عمرو3 المرادي الإشْبِيلي.
سمع: الحسن بن عبد الله الزّبيدي، وسعيد بن جابر، وأحمد بن خالد بن الحباب، وابن أيمن، وجماعة.
__________
1 انظر النجوم الزاهرة "4/ 153".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 55".
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 55".(26/462)
وولي الصّلاة بإشبيلية، وكان صالحًا وَقُورًا مسمتًا.
قال ابن الفرضي: ثنا عن سعيد بن جابر، ومات في شوال.
315- أحمد بن علي بن محمد بن هارون1:
أبو العبّاس الهاشمي الرشيدي.
حدّث عن: ابن صاعد، وغيره.
316- أحمد بن عون الله بن حُدَيْر2 بن يحيى:
أبو جعفر القُرْطُبي البزّاز.
حجَّ وسمع من: ابن الأعرابي، وخَيْثَمَة الأطرابلسي، وأحمد بن سلمة بن الضّحّاك، وأبا يعقوب الأَذْرُعي، وجماعة كثيرة.
وكان صدوقًا صالحًا، شديدًا على المبتدعة، لَهِجًا بالسُّنّة، صَبُورًا على الأَذَى.
روى عنه ابن الفَرَضِي وقال: كتب النّاس عنه قديمًا وحديثًا. قال لي: وُلِدت سنة ثلاثمائة.
وتوفِّي في ربيع الآخر.
قلت: ومن شيوخه قاسم بن أصبغ، وأبو الميمون بن راشد الدمشقي، وكان مُنْقَبِضًا عن المُدَاخلة، خيّرًا يسمع العلم من بكرة إلى عشية، وله وقائع مشهورة مع أهل البِدَع، وعنه أخذ أبو عمر الطَّلَمَنْكِي، رَحِمَهُ اللَّه تعالى.
317- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه3 بْن أَحْمَد:
أَبُو الْعَبَّاس بْن أبي نصر النَّيْسَابُوري الماسَرْجَسي سِبْط ابن ماسرجس.
مُكْثِر، عن: أبي حامد ابن الشرقي، ومكّي بن عَبْدان.
وخرَّج له الحاكم فوائد.
توفِّي في ربيع الأوّل.
318- أحمد بن موسى بن عيسى4:
أبو الحسين الْجُرْجاني الوكيل على باب القاضي.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 54".
3 لا بأس به.
4 انظر تاريخ جرجان "103".(26/463)
روى عن: عمران بن موسى بن مجاشع، وأحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزَّان، وأحمد بن حفص السَعْدي، وعبد الرحمن بن عبد المؤمن.
ذكره حمزة السّهْمي فقال: كتب الكثير من المسانيد والسُّنَن، وجمع وصنَّف، وله فَهْمٌ ودِراية، وله مناكير عن شيوخ مجاهيل فأنكروا عليه.
توفِّي في ذي القعدة.
319- إبراهيم بن سليمان بن أبي زُرْعَة1:
أبو إسحاق بن الملَّاح المصري.
يروي عن محمد بن زبّان.
وتوفِّي في رجب.
320- إسماعيل بن محمد بن إسماعيل2 بن صالح:
أبو القاسم بن زنجي البغدادي الكاتب.
سمع: محمد بن محمد الباغَنْدي، ومحمد بن خَلَف وكيع، والبَغَوِي.
وعنه: أبو القاسم التَّنُوخيّ، وأبو محمد الْجَوْهَرِي.
وقال عبيد الله الأزهري: لا يسوى شيئًا.
حرف الباء:
321- بِشْر بن محمد بن محمد3 بن ياسين بن النَّضْر بن سليمان القاضي:
أبو القاسم الباهلي النَّيْسَابُوري، من بيت الفتوى والرّواية.
قال الحاكم: كان كثير الذِكر والصّلاة.
سمع: أبا بكر بن خُزَيْمَة، وأبا العبّاس السرَّاج، وأبا العباس الدَّغُولي.
جلس وأمْلَى، وكان مُكْثِرًا، لكنَّه ضيَّع أصْولَه.
وروى عنه: الحاكم، وأبو سعيد الكنجروذي في هذه السنة.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 انظر تاريخ بغداد "6/ 308".
3 انظر العبر"3/ 6"، وشذرات الذهب "3/ 91".(26/464)
وتوفِّي في شهر رمضان.
وقع لي من عواليه جُزْءً، وقد وُلِدَ سنة ستٍّ وتسعين ومائتين.
حرف التاء:
322- تَبُوك بن الحسن بن الوليد1 بن موسى:
أبو بكر الكلابي الدمشقي المعدّل، أخو عبد الوهاب.
روى عن: سعيد بن عبد العزيز الحلبي، وأحمد بن جوصا، ومحمد بن يوسف الهَرَوِي.
وعنه: أخوه عبد الوهاب، وتمَّام، وعلي بن السّمسار، وجماعة.
توفِّي في رمضان.
حرف الجيم:
323- جعفر بن أحمد:
أبو القاسم النَّيْسَابُوري2 الصُّوفي الرّازيّ الأصل، شيخ عصره في التوكُّل والزُّهد.
سمع: أبا محمد بن أبي حاتم، وجماعة.
كتب عنه الحاكم وقال: توفِّي في شعبان.
حرف الحاء:
324- الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن حازم3:
أبو عبد الله الفارسي القطّار.
توفِّي في شعبان بمصر.
325- الحسين بن علي بن ثابت4:
المقرئ صاحب المنظومة في القراءات السبعة.
__________
1 انظر تهذيب ابن عساكر "3/ 341"، وشذرات الذهب "3/ 91".
2 لا بأس به.
3 في عداد المجهولين.
4 انظر تاريخ بغداد "8/ 75"، والمنتظم "7/ 142"، والبداية والنهاية "11/ 306".(26/465)
روى عنه: أحمد بن محمد العتيقي، وكان حافظًا ذكيا.
وُلِد أعمى، وتُوُفّي في رمضان، وكان يحضر مجلس ابن الأنْبَاري ويحفظ ما يملى.
حرف الخاء:
326- الخليل بْن أحمد بْن مُحَمَّد1 بْن الخليل:
أبو سعيد السَّجْزي القاضي الحنفي، شيخ الحنفية. وكان من أحسن النّاس كلامًا في الوعظ والذِكْر.
سمع: السّرّاج، وأبا بكر بن خُزَيْمَة، وأبا القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن إبراهيم الدّيبلي، وجماعة.
وولي قضاء سمرقند، وبها توفِّي.
روى عنه أهل هراة ونيسابور، روى عَنْهُ أبو عَبْد الله الحاكم، وأبو يعقوب إسحاق القَرّاب، وعبد الوهاب بن محمد الخطابي، ومحِلّمِ بن إسماعيل الضَّبّي، وجماعة.
ووقع لي حديثه بعلوٍّ، وفي كتاب "القند" أنّه مات بفَرْغَانَة، وأنّه وُلِدَ سنة تسعٍ وثمانين.
قال الحاكم: هو شيخ أهل الرأي في عصره، وكان من أحسن النّاس كلامًا في الوعظ.
ومن شعره:
سأجعل لي النّعْمانَ في الفقه قُدْوَةً ... وسُفْيَانَ في نَقْل الأحاديث سَيّدا
وفي ترْك ما لم يَعْنِني عن عقيدتي ... سأتبع يعقوب العلا ومحمدا
وأَجعلُ درسي من قراءة عاصمٍ ... وحَمْزَةَ بالتحقيق درْسًا مُؤَكّدا
وأجعلُ في النّحْوِ الكِسَائيُّ قُدْوَةً ... ومن بعده الفرَّاء ما عِشْتُ سَرْمَدا
في أبيات.
__________
1 انظر المنتظم "7/ 142"، والأنساب "291"، والعبر "3/ 7"، والبداية والنهاية "11/ 306".(26/466)
حرف الزاي:
327- زياد بن محمد بن زياد1:
أبو العبَّاس الْجُرْجاني الأصبهاني، وجُرْجان من قرى أصبهان.
روى عن: الحسن بن محمد الداركي، ومحمد بن محمد بن عمرو الأَبْهَرِي.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم.
ورَّخه عبد الرحمن بن محمد العبدي.
حرف السين:
328- سعيد بن حمدون بن محمد2 القَيسي القُرْطُبي الصُّوفي: أبو عثمان.
سمع: قاسم بن أصبغ، وأحمد بن الشامة، وحجَّ سنة اثنتين وتسعين.
وسمع: أبا محمد بن الورد، وأبا بكر الآجرّي، ولم يزل يسمع إلى أن مات، ولم يكن له نفاذ في العلم.
مات في ذي الحجّة.
329- سَلَمَة بن أحمد بن سلمة3:
أبو نصر النَّيْسَابُوري المعاذي الشاعر المشهور.
سمع: أبا حامد بن بلال القطّان، وعدّة.
وعنه: الحاكم.
330- سليمان بن محمد بن أحمد4 بن أبي أيوب:
أبو القاسم البغدادي.
__________
1 انظر المنتظم "7/ 142"، والبداية والنهاية "11/ 307".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 174".
3 يتيمة الدهر "4/ 387".
4 انظر تاريخ بغداد "9/ 63"، والمنتظم "7/ 143".(26/467)
سمع: محمد بن محمد الباغندي، وعبد الله البَغَوِي، وعبد الحميد بن دَرَسْتَويْه.
روى عنه: عبيد الله الأزهري، والحسن بن محمد الخلال، وغيرهما.
وثّقه الخطيب.
حرف الشين:
331- شافع بن محمد بن يعقوب1 بن إسحاق:
أبو النَّضْر، حفيد الحافظ أبي عَوَانة الإسْفِراييني.
رحل وطوَّف إلى العراق والشام ومصر بعد وفاة جدّه.
سمع: جدّه، وعلي بن عبد بن مبشّر الواسطي، وأحمد بن عمير بن جَوْصَا الحافظ، وعبد الله بن الزّفتي، وأحمد بن عبد الوارث الغَسَّال، وأحمد بن محمد الطحاوي الفقيه، ومحمد بن إبراهيم الدَّيبْلي، والمحاملي، وطبقتهم.
روى عَنْهُ: أبو عَبْد الله الحاكم، وأبو عبد الرحمن السُّلَمي، وأبو نُعَيم الهَرَوي، وأبو مسعود أحمد بن محمد الرازي، وأبو سعيد مصر بن عبد الرحمن الكَنْجَرُوِدِي.
وقال الحاكم: خرَّجت عنه في الصحيح، وتُوُفّي بجُرْجان سنة ثمانٍ وسبعين.
حرف العين:
332- عبد الله بن إسماعيل:
الرئيس2 أبو محمد.
توفِّي بمكّة في ذي الحجّة.
سمع بخُراسان من ابن الشَّرَقيّ، وغيره.
333- عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد3 بْن يحيى:
أبو نصر السرَّاج الطُّوسِيّ الصُّوفي، مصنِّف كتاب "اللمع" في التصوُّف.
__________
1 انظر تاريخ جرجان "230".
2 انظر يتيمة الدهر "4/ 382"، والوافي بالوفيات "7/ 73".
3 انظر العبر "3/ 7"، ومرآة الجنان "2/ 408".(26/468)
سمع: جعفر الخلدي، وأبا بكر محمد بن داود الرّقّي، وأحمد بن محمد السائح.
روى عنه: أبو سعيد محمد بن علي النّقّاش، وعبد الرحمن بن محمد السّرّاج، وغيرهما.
قال السُّلَمي: كان أبو نصر من أولاد الزهَّاد، وكان المنظور، وكان إليه في ناحيته في الفُتُوَّة ولسان القوم، مع الاستظهار بعِلْم الشريعة، وهو بقيّة مشايخهم اليوم.
ومات في رجب، ومات أبوه ساجدًا.
334- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ1 بْنِ شريعة بن رفاعة اللَّخْمي:
المعروف بابن الباجي الأندلسي العلَّامة الحافظ، أبو محمد الإشْبِيلي.
سمع: محمد بن عبد الله بن القَوْن، وسيد أبيه الزّاهد، وسعيد بن جابر بإشْبيلية، ومحمد بن عمر بن عبد العزيز، وخَلْقًا بقُرْطُبَة، ومحمد بن فُطَيْس، وعثمان بن جرير بإلْبيرة.
وكان ضابطًا حافظًا متقِنًا، بصيرًا بمعاني الحديث.
قال ابن الفَرَضي: لم ألق أحدًا أفضِّله عليه في الضَّبط، سمعت منه الكثير بقرطبة، ورحلت إليه إلى إشبيلية مرّتين، سنة ثلاثٍ وسبعين، وسنة أربعٍ، وروى النّاس عنه كثيرًا، وسمع منه جماعة من أقرانه، وتوفِّي في رمضان، وله سبعٌ وثمانون سنة.
335- عبد العزيز بن الحسن بن أبي صابر2:
أبو محمد البغدادي النّاقد الصَّيْرفي.
سمع أبا خُبَيْب العبّاس بن البرتي، وأبا بكر بن أبي داود بن صاعد.
وعنه: الحسن بن محمد الخلال، وأبو محمد الْجَوْهَرِي. ووثّقه عُبَيْد الله الأزهري.
توفِّي في جُمادى الآخرة.
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 240"، وسير أعلام النبلاء "16/ 377"، والأنساب 2/ 19".
2 انظر تاريخ بغداد "10/ 465"، والمنتظم "7/ 143".(26/469)
336- عبدُ العزيز بْن مُحَمَّد بْن عبد العزيز1:
أبو محمد الكِسائي المقرئ.
توفِّي في رمضان.
337- عَبْد الغفَّار بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هشام2 بن داود بن مهران الحرّاني:
أبو مسلم، من أهل مصر.
توفِّي في شعبان، وقد قارب التّسعين.
338- عبد الكريم بن محمد بن موسى3 البخار المِيغي:
ومِيغ من قُرَى بُخارَى.
لم يكن في عصره مثله بسمرقند فِقْهًا وعِلْمًا، وكان عالم الحنفيّة في زمانه، وأزهدهم.
أخذ عن: عَبْد الله بْن محمد بْن يعقوب البْخَاري الفقيه، وغيره، وروى أيضًا عن أبي القاسم الحَكَم السَّمَرْقَنْدي، ونصر المُهلّبي، ومحمد بن عمران البُخاري.
مات في جُمادى الآخرة، كتب عنه أبو سعيد الإدريسي، وغيره.
339- عبد الواحد بن مُحَمَّد بن أحمد4 بن مسرور:
الحافظ أبو الفتح البَلْخي.
سمع: الحسين بن محمد المطبقي، وأبا بكر أحمد بن سليمان بن زياد، وأبا عمر محمد بن يوسف الكِنْدي، وأبا سعيد بن يونس، وجماعة.
روى عنه: الحافظ عبد الغني بن سعيد المصري، وأحمد بن عمر بن سعيد بن قديد، وعمر بن الخضر اليَمَانييّن وغيرهم.
وكان حافظًا مكثِرًا، أقام بمصر مدّة، وتوفِّي في ذي الحِجَّة.
340- عبد الله بن الحسين بن الحسن5:
الإمام أبو القاسم بن الجلّاب المالكي الفقيه.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 انظر السابق.
3 انظر معجم البلدان "5/ 244"، وسير أعلام النبلاء "16/ 383"، واللباب "3/ 283".
4 انظر سير أعلام النبلاء "16/ 422"، وحسن المحاضرة "1/ 352".
5 انظر سير أعلام النبلاء "16/ 383"، وشذرات الذهب "3/ 93"، والعبر "3/ 10".(26/470)
توفِّي راجعًا من الحجِّ في آخر السنة. نقلته من خط شيخنا أبي الحسين، وهو مذكور بكُنْيَتِهِ أيضًا.
341- عُبَيْد الله بن الوليد1 بن محمد بن مروان:
الأموي المُعَيْطِي، الإمام البَرْقي ثم الأندلسي.
سمع: قاسم بن أصبغ، ومحمد بن أبي دُلَيْم، والحسن بن سعد.
وكان فقيهًا مالِكيًّا بصيرًا بالمسائل.
توفِّي في أوّل السنة.
سمع منه جماعة.
342- عَتِيقُ بن موسى بن هارون2 بن موسى بن الحَكَم:
أبو بكر الحاتمي الأَزْدِي. شيخ مُعَمّر.
سمع من: أبي الرَّقْراق أحمد بن محمد بن عبد العزيز التُّجَيبي صاحب يحيى بن بُكَير "مُوَطَّأ" مالك، ومن حسين بن حميد العَكّي صاحب عمرو بن خالد، ويحيى بن بكير.
روى عنه: يحيى بن علي بن الطّحّان، وأحمد بن علي بن محمد بن سَلَمة الفَهْمي الأنْماطي شيخ ابن عبد الله الرّازي.
توفِّي في شعبان، وكان أسند مَن بقي بمصر.
343- عمر بن محمد بن السَّرِيّ3 بن سهل:
أبو الْجُنَدَيْسَابُوري الوراق.
وُلِدَ سنة تسعين ومائتين، وروى عن محمد بن جرير، والباغَنْدي، وحامد بن البَلْخي.
وعنه: الأَزْجِي، وأبو نُعَيْم الأصبهاني وجماعة. قال ابن أبي الفوارس: كان مُخَلَّطًا يدَّعي ما لم يسمع.
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 252".
2 انظر المشتبه في أسماء الرجال "2/ 445".
3 انظر تاريخ بغداد "11/ 262".(26/471)
حرف القاف:
344- القاسم بن خَلَف بن فتح1 بن عبد الله بن جُبَيْر:
الفقيه أبو عبد الله الْجُبَيْرِي الطُرْطُوشِي، نزيل قُرْطُبة.
سمع قاسم بن أصبغ، ورحل فسمع بمصر والعراق.
قال ابن عفيف: كان عالمًا بالفقه والحديث، نظَّارًا موفَّقًا في المسائل، حَسَن التأليف، وله كتاب في التوسُّط بين مالك وابن القاسم، فيما خالف فيه ابنُ القاسم مالكًا، وكان ذا مَكَانَةٍ من المُسْتَنْصِر بالله الحَكَم صاحب الأندلس.
وُلّي قضاء بلنسية وقضاء طُرْطُوشة، ولحقته مع عبد الملك بن منذر البلُوطي وجماعة من العلماء التُّهمة في القيام مع عبد الله ابن أخي المستنصِر، على هشام المؤَيّد، وصاحب دولته ابن أبي عامر، وكانت فتنة هائلة، قُتِلَ فيها عبد الملك البلُّوطي باعترافه وإقراره لخدعة لحِقَتْه من ابن عامر، ثم أمر بابن القاسم والجماعة إلى المَطْبَق، فبقي القاسم إلى أن مات في المَطْبَق في هذه السنة.
وقال أبو الحسن بن القَرّاب: كان يحفظ من الحديث جملة، وكتب الحديث بالشّام ومصر. حدَّث بأحاديث عن الباغَنْدِي لا أصل لها، وكان ردّ من المذهب.
حرف الميم:
345- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد2 بن يعقوب:
أبو بكر المُفيد، نزيل جَرْجَرَابا.
وصفه أبو نُعَيم الأصبهاني بالحِفْظ.
قال الخطيب: وسمعت محمد بن عبد الله يحكي عنه قال: موسى بن هارون سمَّانِيَ المُفيد.
وقال محمد بن أحمد الروياني: لم أر أحفظ من المفيد.
وحدَّث عنه أبو سعد الماليني ووصفه بالصلاح.
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 369".
2 انظر تاريخ بغداد "1/ 346"، والمنتظم "7/ 144"، وسير أعلام النبلاء "16/ 269".(26/472)
روى المفيد عن: أحمد بن عبد الرحمن السَّقْطي، وابي شُعَيْب الحَرَّاني، وعَليُّ بْن محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي، وخلق لا يُحْصَوْن من أهل مصر والشام، وحدَّث بمناكير عن أقوامٍ مجَاهيل، منهم: الحسن بن عُبَيْد الله العبدي، عن عفّان، وعبد الله بن رجاء، وجماعة، ومنهم: أحمد بن عبد الرحمن السقطي، عن يزيد بن هارون.
وقد روى عنه البَرْقَانِيّ في صحيحه، واعتذر بأنَّ ذلك الحديث ما وقع له إسناده إلّا عنه، وسُئِلَ عنه البرقاني فقال: ليس بحجة، رحلت إليه وثنا بالمُوَطّأ عن الحسين بن عبد الله، عن القعنبي، فلمَّا رجعت قال لي أبو بكر بن أبي سعد: خَلَف الله عليك نَفَقَتَك، فدفعت "الموطّأ" إلى بعض العامّة، وأخذت بدله بياضًا.
قلت: وآخر مَن حدَّث عن الحسن بن غالب المقرئ أحد الضُّعفاء، وبقي إلى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.
وذكر المفيد أنَّه وُلِدَ سنة أربعٍ وثمانين ومائتين، فيكون عمره أربعًا وتسعين. قال: سمعت من السَّقَطي ولي إحدى عشرة سنة، وكان سنُّه وقت سماعي منه مائة وخمس سنين.
قال أبو الوليد الباجي: أبو بكر المفيد شيخ أنكرت عليه أسانيد ادَّعَاها.
346- محمد بن أحمد بن مسعود1:
أبو عبد الله بن الفخّار الأندلسي إلْبيري.
مُكْثِر عن: محمد بن فُطَيْس، وروى عن عثمان بن جرير الكلابي، وفضل بن سلمة.
قال ابن الفَرَضي: سمع منه جماعة أنا منهم، وتوفِّي في ذي الحجّة.
وقال لي: ولدت سنة ثلاثمائة. وكان فقيهًا.
347- محمد بن إسحاق بن طارق2 بن بكر القطيعي النّاقد:
سمع: محمد بن محمد الباغَنْدي، وعبد الله بن محمد البَغَوِي، وطائفة.
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 88".
2 انظر تاريخ بغداد "1/ 261".(26/473)
وعنه: أبو علي شاذان، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، والحسن بن محمد الخلال، وآخرون.
توفِّي في ربيع الْآخر.
348- محمد بن إسماعيل بن العبّاس1 البغدادي المُسْتَمْلي:
أبو بكر الورّاق.
سمع: أباه، والحسن بن الطّيّب البلْخي، وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، وأحمد بن الحسن الصُّوفي، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، وطبقتهم.
روى عنه: الدَارقُطْنيّ، وأبو بكر البَرْقَانِيّ، والحسن بن محمد الخلال، وأبو محمد الْجَوْهَري، وأحمد بن عمر القاضي، وآخرون.
مولده سنة ثلاثٍ وتسعين.
ثنا أحمد بن عمر القاضي، ثنا أبو بكر الورّاق. قال: دَقَقْتُ على ابن صاعد بابَه فقال: من ذا؟ فقلت: أبو بكر بن أبي علي، أها هنا يحيى؟ فسمعته يقول للجارية: هاتي النَّعْلَ حتى أخرج إلى هذا الجاهل الذي يكتنِي ويسمّيني فأصفُّه.
وقال أبو حفص بن الزّيّات: حضرت عند أحمد بن الحسن الصوفي، وحضر إسماعيل الورّاق مع ابنه، فسمع نسخة يحيى بن مَعِين، فقام إسماعيل وأخذ بيد ابنه، وقال للجماعة: اشهدُوا أنّ ابني قد سمع من هذا الشيخ نسخة يحيى بن مَعِين.
قال الخطيب: سألت البَرْقَانِيّ عنه فقال: ثِقَة.
وقال ابن أبي الفوارس: ضاعت كُتُبُه، واستحدث نُسَخًا من كتب النّاس، فيه تَسَاهُلٌ.
وقال عُبَيْد الله الأزهري: حافظ، لكنّه لَيَّن في الرّواية، يحدِّث من غير أصل.
مات في ربيع الآخر.
قلت: التحديث من غير أصل، مَذْهَبُ طائفةٍ.
349- محمد بن بِشْر بن العبّاس2:
أبو سعيد البصْري الكرابيسي ثم النيسابوري.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "2/ 53- 55"، والمنتظم "7/ 143"، وسير أعلام النبلاء "16/ 388".
2 انظر العبر "3/ 8"، وشذرات الذهب "3/ 92".(26/474)
سمع: أبا لبيد محمد بن إدريس الشامي، وأبا بكر محمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة، وأبا القاسم البَغَوِي، وجماعة.
وكان خَتَنَ أبي الحسين الحجّاجي، شيخ صالح مُسْنِد.
توفِّي في جُمادى الآخرة، وله أحد وثمانون سنة.
روى عَنْهُ: أبو عَبْد الله الحاكم، وأبو سعيد الكَنجَرُودِي، وجماعة.
350- محمد بن أبي الحسام طاهر1 بن محمد بن طاهر:
أبو عبد الله التُّدْمِيري الزّاهد.
أحد من رفض الدنيا وظهرت له إجابات وكرامات، وهو مشهور بالمغرب، ورُبّما كان يؤاجر نفسه بما يتقوَّتُهُ، ثم لزِم الثغر والرباط، ثم استُشْهِد مُقْبِلًا غير مُدْبِرٍ في جُمادى الأولى في غزوة استرقة.
351- محمد بْن الحُسَيْن بن محمد2 بْن إبراهيم النُّعْمان:
أبو عبد الله القُرَشي الفِهْرِي المقرئ.
قرأ على أبي الفتح بن بدهن، وأحمد بن أبي أسامة التُّجَيْبي، وجماعة.
سكن الأندلسَ وبرع في القراءات.
توفِّي في المحرّم في الكبولة، رحمه الله.
قرأ عليه أبو عمر الطّلَمَنْكِي.
352- محمد بن صالح القُرْطُبي3 المَعافِري:
سمع من: قاسم بن أصبغ، ورحل فسمع من: ابن الأعرابي بمكّة، ومن خلْقٍ ببغداد وخُراسان، وسكن بخارى إلى أن مات.
353- محمد بن العبَّاس بن محمد4 بن العبّاس بن أحمد بن عاصم:
الرئيس أبو عبد الله بن أبي ذُهْل الضَّبيّ الهروي.
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 78".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 113".
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 89".
4 انظر تاريخ بغداد "3/ 119"، والمنتظم "7/ 146"، والعبر "3/ 9".(26/475)
سمع: محمد بن مُعَاذ الماليني، وأبا نصر محمد بن عبد الله التيمي، وحاتم بن محبوب، وأبا عمرو الحِيري، ومؤمّل بن الحسن الماسَرْجَسي، ويحيى بن صاعد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأدرك البَغَوِي في الموت ولم يسمع منه.
روى عنه الأئمّة الكِبار: الدَارقُطْنيّ، وأبو الحسين الحَجّاجي، والحاكم أبو عبد الله، وأبو أيّوب القَرّاب، وعامّةُ الهَرَوِيّين.
وكان يعاشر العلماءَ والصالحين، وله أفاضل كثيرة عليهم، وكان يُضرب له الدينار دينارًا ونصفًا، فيتصدق بالدنانير التي من هذا الوزن، ويقول: إنّي لأَفْرَحُ إذا ناولت فقيرًا كاغَدَةً، فيتوهّم أنّه فضّة، فيفتحه فيفرح، ثم يزِن فيفرح ثانيا.
وقد قال مرّة: ما مسّتْ يدي دينارًا ولا دِرْهمًا نحو ثلاثين سنة.
قال الحاكم: قد صحبت أبا عبد الله بن أبي ذُهْل حَضَرًا وسَفَرًا، فما رأيت أحسن وُضُوءًا ولا صلاةً منه، ولا رأيت في مشايخنا أَحْسَنَ تضرُّعًا منه وابتهالًا، ولقد سالت الولي عن أعشار غَلات أبي عبد الله كم تبلغ؟ قال: رُبّما زادت على ألفِ حمْل. وحدّثني أبو أحمد الكاتب أنَّ النّسْخَة التي كانت عنده بأسماء من يُقَوّتهم أبو عبد الله بهَرَاة يزيد على خمسة آلاف بيت، وعُرِضَت على أبي عبد الله ولاياتٌ جليلة فامتنع. ومَوْلِده سنة أربعٍ وسبعين ومائتين، واستُشْهِد في صفر، أخبرني من صحبه أنّه دخل الحمَّام فما خرج، لبس قميصًا ملطَّخًا فانتفخ، ومات شهيدًا.
وقال أبو النّضْر عبد الرحمن الفامي: إنّه صنَّف صحيحًا على صحيح البخاري وتفقَّه ببغداد، ولم يجتمع لرئيس بهراة ما اجتمع له من آلالات السيادة، ونَسَبَه هو وأبو بكر الخطيب فقالا: هو محمد بن العبّاس بن أحمد بن محمد بن عصم بن بلال بن عصم، أبو عبد الله العُصَمي.
قال الخطيب: أوّل سماعه سنة تسع وثلاثمائة بهراة، وورد بغداد دفعات، وحدث بها.
روى عنه: الدارقطني، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر البَرْقَانِيّ، وغيرهم.
قلت: وقد سمع شيخ الإسلام على خلق من أصحابه.
قال الخطيب: وكان ثقة نبيلًا، من ذوي الأقدار العالية. قال مرّة: قد توفِّي(26/476)
جماعةٌ أَوْدَعُوا مصنَّفاتهم عنِّي. سمعت البَرْقَانِيّ يقول: كان مِلكُ هرَاة تحت إمرة ابن أبي ذُهْل لقَدْرِهِ وأَبُوّتِهِ.
354- محمد بن عبد الله بن أيّوب1:
أبو بكر البغدادي القطّان.
سمع: محمد بن جرير، وغيره.
روى عنه أبو محمد الخلال والْجَوْهَرِي.
قال عُبَيْد الله الأزهري: كان سماعه صحيحًا لكنَّه كان رافِضِيا.
355- محمد بن عُبَيْد الله بن محمد2 بن الفتح بن الشخَّير:
أبو بكر الصَّيْرَفي، بغداديّ صَدُوق.
سمع: عبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، والحسن بن عنبر الوشَّاء، وعبد الله البَغَوِي، وجماعة.
وعنه: عُبَيْد الله الأزهري، وأبو محمد الْجَوْهَري وجماعة.
توفِّي في رجب، وله بضّعٌ وثمانون سنة.
356- محمد بن علي الدقيقي3 النحوي.
أخذ العربية عن: علي بن عيسى الرُّمّاني، وخدم عضُدُ الدولة، وصنَّف كتاب "المرشد في النّحْو"، وكتاب "المسموع في غريب كلام العرب".
357- محمد بن فتح4:
أبو عبد الله القُرْطُبي اللّحّام.
سمع من: قاسم بن أصبغ، والحبيب بن أحمد المؤدّب.
وكان أحد العُدُول.
358- محمد بن القاسم بن فهد5:
أبو بكر القاضي.
توفِّي بمصر.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "5/ 465".
2 انظر تاريخ بغداد "2/ 333"، والمنتظم "7/ 145"، والعبر "3/ 9".
3 انظر الوافي بالوفيات "4/ 179"، ومعجم الأدباء "18/ 263".
4 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 88".
5 في عداد المجهولين.(26/477)
359- محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق1:
أبو أحمد النَّيْسَابُوري الكرابيسي الحاكم، الحافظ، صاحب التصانيف، وهو الحاكم الكبير.
سمع: محمد بن شادل، وأحمد بن محمد الماسَرْجَسي، ومحمد بن إسحاق الثَّقَفي، ومحمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة بنَيْسَابور، ومحمد بن إبراهيم الغازي بطَبَرِسْتَان، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، ومحمد بن حميد بن المجدّر، وعبد الله البغوي، وابن أبي داود ببغداد، ومحمد بن الحسين الخَثْعَمي، وعبد الله بن زيدان البَجَلي بالكوفة، وأبا عَرْوبَة بحرَّان، وسعيد بن هاشم بطبريّة، ومحمد بن الفَيْض، وسعيد بن عبد العزيز، ومحمد بن خزيم، وابن جَوْصَا بدمشق، ومحمد بن إبراهيم الدَّيبلي بمكة، وخلقًا سواهم بالبصْرة وحلب والثغور.
روى عنه: علي بن حمّاد، وهو أكبر منه، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الله السّلمي، ومحمد بن أحمد الجارودي، وأبو بكر بن مَنْجَوَيْه، وعمر بن أحمد بن مسرور، وصاعد بن محمد القاضي، وأبو سعد الكَنْجُرودِي، وأبو عثمان البَحِيري، وخلق.
قال أبو عبد الله الحاكم: أبو أحمد الحافظ إمام عصره في الصَّنْعة، وكان من الصالحين الثّابتين على سُنَن السَّلَف، ومن المُنصِفين فيما يعتقده في أهل البيت والصحابة، وقُلِّدَ القضاء في مُدُنٍ كثيرة، وإنَّما سمع الحديث وهو ابن نيّف وعشرين سنة. صنَّف على كتابَيِ البُخَاري ومُسْلِم، وتتبّع على شرط التَّرمِذي. قال لي: سمعت عمر بن علّك يقول: مات محمد بن إسماعيل ولم يخلّف بخراسان مثل أبي عيسى في العِلْم والزُّهد والورع، بكى حتى عُمِي، رحمه الله.
قال الحاكم في تتمّة ترجمة أبي أحمد: وصنَّف كتاب "الأسماء والكُنَى"، وكتاب "العلل"، و"المخرج على كتاب المُزَني"، وكتاب "الشُّروط"، وكان عارفًا بها، وصنَّف "الشَّرْح والأبواب"، وقُلَّد قضاء النّاس، فحكم بها أربع سنين، ثم قضاء طُوس، فكنت أدخل عليه، والمصنَّفات بين يديه، فيقضي بين اثنين، فإذا تفرَّغ أقبل على التصنيف، ثم إنَّه قدِم نَيْسَابُور سنة خمسٍ وأربعين وثلاثمائة، ولزِم مسجدَه، وأقبل على العبادة والتواليف، وأُريد غير مرّةٍ على القضاء فامتنع، وكُفَّ بَصَرُهُ سنة ستٍّ وسبعين. وهو حافظُ عصره بهذه الديار.
__________
1 انظر المنتظم "7/ 146"، وسير أعلام النبلاء "16/ 370"، ولسان الميزان "7/ 5".(26/478)
وقال السُّلَمي: سمعت أبا أحمد الحافظ يقول: حضرنا مع الشيوخ عند أمير خُراسان نُوح بن نصر، فقال: من يحفظ منكم حديث أبي بكر في الصَّدَقات؟ فلم يكن فيهم من يحفظه، وكان عليّ خلقان، وأنا في آخر النّاس، فقلت للوزير: أنا أحفظ. فقال: ههنا فتى من نيسابور يحفظه، قال: فقدِمْت فوقهم، ورويت الحديثَ، فقال: مثل هذا لا يُضَيَّع، وولاني قضاء الشاش.
وقال الحاكم أبو عبد الله: توفِّي في ربيع الأوَّل، وله ثلاثٌ وتسعون سنة، وكان قد تغيّر حِفْظُهُ لما كُفَّ، ولم يختلط قَطُّ.
360- محمد بْن محمد بْن إبراهيم1:
أبو بَكْر بْن دوسلة الهمذاني الشافعي النّجّار.
روى عن: القاسم بن القاسم السّياري، ومحمد بن أحمد بن محبوب، وأهل مرو.
وعنه: أبو بكر محمد بن إبراهيم الزَّنْجاني، ومحمد بن عيسى.
توفِّي في صفر.
الكنى:
361- أبو القاسم بن الجلّاب2 المالكي الفقيه:
اسمه فيما ذكر إسحاق الشَّيرازي: عبد الرحمن بن عُبَيْد الله. وسمَّاه القاضي عياض: محمد بن الحسين، قال: ويقال: اسمه الحسين بن الحسن، ويقال: عُبَيْد الله ابن الحسين، تفقّه بالقاضي أبي بكر محمد بن عبد الله الأبهري، وصنَّف كتابًا جليلًا في مسائل الخلاف، وله كتاب "التقريع" في المذهب، مشهور، وغير ذلك. وكان أحفظ أصحاب الأَبْهَري وأنبلهم، وعِدادُهُ في الفُقهاء العراقيين، رحمه الله.
توفِّي في آخر العام راجعًا من الحجّ، ولم يخلف ببغداد في المذهب مثله. مات في الكهولة.
__________
1 لا بأس به.
2 تقدمت ترجمته باسم "عبد الله بن الحسين بن الحسن".(26/479)
وفيَّات سنة تسع وسبعين وثلاثمائة:
حرف الألف:
362- أحمد بن جعفر بن خُزَيْمَة1:
أبو محمد الطّرّازي.
روى عن: السّرّاج وغيره.
توفِّي في المحرَّم.
363- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد2 بْن خَلَف، أبو بكر الدُّورِي الورّاق.
حدَّث عن: أبي القاسم البَغَوِي، وأحمد بن القاسم الفرائضي، وأبي بكر بن مجاهد.
وعنه: أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو القاسم التنُوخي.
وكان رافضيًّا مشهورًا. قاله الخطيب.
364- أحمد بن عبد الرحمن بن عبد القاهر3:
أبو عمر العبسي الفرضي، أصله من إشبيلة، وبها وُلِدَ سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين، وأخذ عن أحمد بن خالد، وأحمد بن بقيّ، وحجّ فسمع من أبي جعفر العُقَيْلي، والطَّحاوي وطبقتهما.
وله مصنَّف في الفِقه سمّاه: "الاقتصاد"، ومصنَّف في الزُّهد.
مات في صفر. أرَّخه ابن بشكوال.
365- أحمد بن عبد الرحمن4 بن القاسم بن حُبَيْش النّحْوِي بمصر:
يروي عن: ابن ربيع، وابن قُدَيْد.
366- أحمد بن أبي طاهر علي بن بابنوس5:
أبو جعفر البغدادي.
سمع: محمد بن جرير الطبري، ومحمد بن خَلَفَ وكيع، والبغوي.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 انظر تاريخ بغداد "4/ 234".
3 انظر الصلة "1/ 7".
4 لا بأس به.
5 أحد الثقات، وثقه الآجري.(26/480)
وعنه: أبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري, وكان في بعض سَمَاعه مُحَكْكًا.
وثَّقه أبو القاسم الآجُرّي.
367- أحمد بن محمد بن أحمد1 باكَوَيْه:
أبو حامد وأبو العبّاس الباكوي النَّيْسَابُوري.
سمع: محمد بن شادل، وابن خُزَيْمَة، وأبا العبّاس السّرّاج، وأبا قريش محمد بن جمعة.
وعنه: الحاكم، وعمر بن مسرور الزّاهد، وأبو سعد الكنجروذي.
قال الحاكم: تغيِّر بأخرة لقلّة رطوبته، وهو في الحديث صدوق.
وتوفِّي في شعبان.
368- أحمد بْن محمد بْن مكحول بْن الْفَضْلُ:
الإمام أبو البديع المكحولي النسفي.
سمع أباه أبا المُعَين، وهارون بن أحمد الإستراباذي، وأحمد بن حامد المقرئ.
وكان من كبار الحنفية، تفقَّه على عيسى، وكان يُرْمَى بما رُمِيَ به عيسى.
مات ببخارى، وحُمِلَ إلى نسف في صفر.
369- أحمد بن موسى بن ينق:
أبو بكر الأندلسي، من مدينة الفرج.
سمع من وهب بن مسرة فأكثر، وكان ثقة صالحًا. روى عنه الصاحبان، وعبد الله بن ذنين، وعاش أربعًا وسبعين سنة.
370- إبراهيم بن أحمد بن فتح2:
أبو إسحاق بن الجراد الفِهْرِي، مولاهم القُرْطُبي، الفقيه.
روى عن: محمد بن عبد الملك بن أنس، والحسن بن مسعد، ومحمد بن مسور، وعبد الله بن يونس القَبْريّ، وكان عارفًا بالفقه والعربية، فصيحًا مرابطًا.
__________
1 انظر العبر "3/ 11"، وشذرات الذهب "3/ 94".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 18".(26/481)
روى عنه ابن الفَرَضي، وقال: توفِّي في ربيع الآخر.
371- إبراهيم بن جعفر1:
أبو القاسم ابن السّاجي البغدادي الحنبلي الفقيه، صاحب أبي بكر عبد العزيز غلام الخلال.
سمع: إسماعيل الصفار، وأبا عمرو بن الدّقّاق.
روى عنه: أبو القاسم عبد العزيز الأزجي، وأثنى عليه.
وله كتاب "البيان في الصَّفات"، وكان من كبار الأئمّة.
372- إبراهيم بن محمد الأَبِيوَرْدي2:
حدَّث في هذا العام بمكّة عن أبي خليفة، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، ومكْحُول البيروتي، والبَغَوِي.
وعنه: أبو بكر الطَّلَمَنْكِي، وهو أعلى شيخ له، لقِيَه بمكّة، وكتب عنه جُزْءًا من حديثه.
لم يذكره ابن عساكر.
373- إسماعيل بن عبد الله بن عمر بن منصور3 الكوكبي:
سمع: ابن الشَّرَقي، ومكّي بن عبدان، وحدّث.
حرف الجيم:
374- جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن جعفر4 الأصبهاني الرّفاعي:
أبو محمد الكراني.
يروي عن: أبي العبّاس بن عُقْدَة، والمَحَامِليّ.
وعنه: أبو نُعَيم، وغيره.
__________
1 انظر طبقات الحنابلة "2/ 139، 140".
2 انظر اللباب "1/ 27".
3 لا بأس به.
4 انظر ذكر أخبار أصبهان "1/ 248".(26/482)
حرف الحاء:
375- الحسن بن علي:
أبو محمد المدائني النَّحْوِي.
توفِّي بمصر في جُمادى الأولى، فيه جَهَالة.
376- الحسين بن أحمد بن جعفر1 الرّازي:
أبو عبد الله شيخ الصُّوفيّة وبقيّة الزُّهاد.
صَحِب: أبا علي الرُّوذْباري، وأبا بكر الكَتَّاني، والشَّبْلي، وجماعة كثيرة بالعراق والحجاز والشام ومصر، وكان حافظًا لِسيرَ القوم وحكاياتهم.
أكثر عنه السُّلمي وأثنى عليه في تاريخه.
مات بنَيْسَابور في ربيع الأوّل.
377- الحسين بن أحمد بن محمد بن دينار2:
أبو القاسم البغدادي الدَّقّاق.
سمع: جدَّه، وأبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود.
وعنه: عبد العزيز الأزجي، والحسن بن محمد الخلال.
وثَّقه ابن أبي الفوارس.
حرف الشين:
378- شرف الدولة شيرويه3 ابن عضد الدولة:
ابن ركن الدولة بن بُوَيْه الدَّيْلَميّ، سلطان بغداد وابن سلطانها.
ظفر بأخيه صَمْصام الدولة وحبسه، ثم سلّمه. تملّك العراق، وكان يميل إلى الخير، وأزال المصادرات.
مرض بالاستسقاء، وامتنع من الحِمْيَة. مات في جُمادى الآخرة، عن تسعٍ وعشرين سنة، وملك سنتين وثمانية أشهر، وولي بعده أخوه أبو نصر بهاء الدولة.
__________
1 انظر طبقات الصوفية.
2 انظر تاريخ بغداد "8/ 10"، والمنتظم "7/ 149".
3 انظر المنتظم "7/ 149"، والكامل "9/ 61"، والعبر "3/ 11".(26/483)
حرف الصاد:
379- صَفْوَة أَمُّ حبيب1:
والدة الحسن بن علي الصَّدَفي المصري.
تُوُفّيت في شعبان، وعندها حديث كثير، وأبوها محدِّث، وابنها أيضًا وأخَواتها.
قال أبو إسحاق: حدّثونا عنها.
حرف الطاء:
380- طاهر بن محمد بن سهلويه2:
أبو الحسين النَّيْسَابُوري.
حدَّث عن: محمد بن إسماعيل المَرْوَزي صاحب علي بن حجر ببغداد، وعن مكّي، وابن الشّرَقي.
وعنه: عُبَيْد الله الأزهري، والحسن بن محمد الخلال.
وتوفِّي في بغداد.
وثَّقه الخطيب.
حرف العين:
381- عباس بن عمرو بن هارون3 الكناني الصَّقِلّي الورّاق:
كان من الفُضَلاء بالأندلس.
روى عن: محمد بن معاوية القُرَشي، وجماعة.
كتب عنه: ابن الفَرَضيّ.
382- عبدوس بن علي الْجُرْجَاني4:
نزيل سمرقند.
روى عن: أبي نُعَيم عبد الملك بن محمد، وغيره.
__________
1 لا بأس بها.
2 انظر تاريخ بغداد "9/ 357"، والمنتظم "7/ 150".
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 299".
4 انظر تاريخ جرجان "284".(26/484)
383- عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله1 بن محمد بن ميكال: الرئيس أبو محمد الميكالي النَّيْسَابُوري.
تقلّد رئاسة نَيْسَابُور سنة ستٍّ وخمسين وثلاثمائة.
قال الحاكم: كان مذكورًا بالأدب والكتابة ومعرفة الشروط، وكان صالحًا، يختم القرآن في ركعتين، وكان كثير المعروف، وعقد مجلس النّظر في حياة الأستاذ أبي الوليد، ثم تقلّد الرئاسة، وحدَّث عن ابن الشرقي وغيره، وهو في نفسه صَدُوق، ولم يكن ممن يميّز المُخَرَّجَ له.
توفِّي بمكّة في آخر أيام الموسم -رحمه الله.
384- علي بن أحمد بن إبراهيم بن ثابت2:
أبو القاسم الرَّبْعي الرّازي، ثم البغدادي الحافظ.
سمع بدمشق: محمد بن يوسف الهَرَوِي، والحسن بن حبيب الفقيه.
وعنه: أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وغيره، وأبو عبد الرحمن السلمي.
قال الخطيب: ثقة حافظ.
385- علي بن إبراهيم بن أبي غرّة3 البغدادي مزكيّان العطّار:
سمع من: علي بن طَيْفُور، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، ومحمد بن السّرِيّ القَنْطَرِيّ.
وعنه: الحسن بن محمد الخلال، وأحمد بن محمد العتيقي، وجماعة.
وثَّقه الخطيب، وعاش مائة سنة.
386- علي بن سهل بن أبي حيّان التيمي4:
أبو الحسن الكْوفي.
حدَّث في هذه السنة ببغداد عن: عبد الله بن زيدان البَجَلي، وغيره.
روى عنه: العتيقي.
__________
1 يتيمة الدهر "4/ 382"، والوافي بالوفيات "17/ 73".
2 انظر تاريخ بغداد "11/ 326".
3 انظر تاريخ بغداد "11/ 341".
4 انظر تاريخ بغداد "11/ 430".(26/485)
357- علي بن محمد بن السّرِيّ1:
أبو الحسن الهمذاني البغدادي الورَّاق.
روى عنه: محمد محمد بن يحيى المَرْوَزي، ومحمد بن نصر الصائغ، والباغَنْدي.
وعنه: عبد العزيز الأزجي، والحسن بن محمد الخلال.
وقال محمد بن عمر الداوودي القاضي فيما حكى عنه الخطيب: كان كذَّابًا، روى عن مَن لم يدركه.
388- علي بن محمد بن يعقوب2:
أبو الحسن المصري العطّار الورَّاق.
قال أبو إسحاق الحبّال: مشهور، سمع الكثير، وتوفِّي سَلْخ صَفَر.
389- عُمَر بْن محمد بْن جعفر3 بْن محمد بن حفص:
الغازل المعدّل من أهل أصبهان.
سمع بدمشق: أبا الدّحْداح أحمد بن محمد بن إسماعيل الأُبُلّي.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيم، وأبو طاهر بن عبد الرّحيم الكاتب.
توفِّي فِي المحرَّم.
حرف الميم:
390- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن سُوَيْد4:
أبو عبد الله التميمي القِزْوِيني المعلّم، شيخ أبي يَعْلَى الخليلي.
وهو آخر أصحاب علي بن أبي طاهر القِزْويني، وسمع أيضًا من عبد الله بن محمد الإسْفَراييني، وجماعة.
391- محمد بن أحمد بن أبي طالب5 بن الْجَهْم:
أبو الفيَّاض البغدادي.
روى عن أبي القاسم البَغَوِي، ومحمد بن حمدويه المروزي.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "12/ 90".
2 لا بأس به.
3 انظر السابق.
4 انظر السابق.
5 انظر تاريخ بغداد "1/ 322"، والمنتظم "7/ 150".(26/486)
وعنه: أبي علي بن المذهّب، وقال: مات هو وأبوه وأخته في شهر ربيع الآخر في جمعة واحدة. قال: هو وأبوه وأمُّه في شهر ربيع الآخر.
قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تَسَاهُلٌ.
392- محمد بن أحمد بن شعيب النَّيْسَابُوري1:
الفقيه أبو سعيد الخفّاف، إمامٌ عارف بالخلافيات.
سمع ابن الشرقي، ومكّي بن عَبْدان، ومات في شوال.
393- محمد بن أحمند بن العبّاس2:
أبو جعفر السلمي البغدادي الجوهري الأشعري، نقَّاش الفضّة.
سمع: محمد بن محمد الباغَنْدِي، وعبد الله البَغَوِي، والحسن بن محمي.
روى عنه: أبو علي بن شاذان، وعُبَيْد الله الأزهري، وأبو القاسم التَّنُوخيّ.
ووثَّقه الأزهري وقال: كان أحد المتكلّمين على مذهب الأشعري، ومنه تعلَّم أبو علي بن شاذان عِلْم الكلام، وُلِدَ سنة أربعٍ وتسعين ومائتين، وتوفِّي في المحرّم.
أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يَحْيَى السَّبْتِيُّ، أنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ الطُّفَيْلِ، أنا السَّلَفِيُّ، أنا محمد بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الأَسَدِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ السِّمْنَانِيُّ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْغَانِيذِيُّ، قَالُوا: أنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَزَّازُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ محمد بْنُ أَحْمَدَ الأَشْعَرِيُّ مكن حِفْظِهِ، قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى الْحَسَنِ بْنِ مَحْمِيٍّ المخرمي، حدثكم إبراهيم بن عبد الله الهرومي، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: سَمِعْتُ شريحًا القاضي، سمعت علي ابن أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْر ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ عُثْمَانُ ثُمَّ أَنَا -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ3.
هَذَا لَفْظٌ مُنْكَرٌ، لَمْ يَقُلْهُ عَلِيٌّ -رَضِيَ الله عنه- هكذا، والمتواتر خلافه.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر تاريخ بغداد "1/ 325"، والمنتظم "7/ 151"، والعبر "3/ 11".
3 خبر منكر: والصحيح بخلاف ذلك، وهو عن محمد بن الحنفية، قلت لأبي: يعني عليًّا -أيّ الناس خير بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ أبو بكر: قلت: ثم مَنْ؟ قال: ثم عمر، وخشيت أن يقول عثمان. قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلّا رجل من المسلمين.
خبر صحيح. أخرجه البخاري "3671"، وابن ماجه "106"، وأحمد "1/ 110".(26/487)
394- محمد بن جعفر بن العبّاس1:
أبو بكر النّجّار غُنْدَر.
سمع: محمد بن حميد بن المجدر، ويحيى بْن صاعد، ومحمد بْن هارون الحضْرميّ.
وعنه: الحسن بن محمد الخلال، وقال: ثقة، توفِّي في المحرّم.
395- محمد بن الحسن بن عُبَيْد الله2 بن مَذحِج:
أبو بكر الزبيدي الأندلسي النَّحْوِي.
كان شيخ العربية بالأندلس، اختصر كتاب "العين"، وله كتاب "الواضح في العربية"، وكتاب "لَحْنُ العامَة".
وكان الحاكم المستنصر بالله قد طلبه من إشبيلية إلى قُرْطُبَة للاستفادة منه، فأدَّب بقُرْطُبَة جماعة، وولي قضاء إشبيلية، وأدَّب المؤيَّدَ بالله ابن المستنصر، وأخذ العربية عن أبي عبد الله الرباحي، وأبي علي القالي، وأصله من الشام من حمص.
توفِّي في جُمادى الآخرة، عن ثلاثٍ وستّين سنة.
روى عنه: ولده، وأبو الوليد محمد بن محمد، وأبو القاسم إبراهيم بن محمد الإقليلي، وقاسم بن أصبغ، وسعيد بن فَحْلوُن، وجماعة.
وكان ابنه أبو القاسم أحمد من جِلَّة الأُدَباء، ولي أيضًا قضاء إشبيلية بعد أبيه، وأمَّا ابنه الآخر أبو الوليد محمد بن محمد، فتولَّى سنة نيف وأربعين وأربعمائة عن سِنّ عالية.
396- مُحَمَّدُ بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد3 بْن ربيعة بن خالد بن عبد الرحمن بن زبر:
أبو سليمان بن القاضي بن محمد الربعي.
كان محدّث دمشق في وقته.
روى عن: أبيه، وأبي القاسم البَغَوِي، وجَمَاهر الزَّمْلَكَاني، ومُحَمَّد بْن خُرَيْم، وسعيد بْن عَبْد العزيز الحلبي، ومحمد بن الفيض الغساني، ومحمد بن الربيع
__________
1 انظر تاريخ بغداد "2/ 157"، والمنتظم "7/ 151".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 89"، والأنساب "6/ 249"، وسير أعلام النبلاء "16/ 417".
3 انظر معجم البلدان "5/ 134"، والعبر "3/ 12"، وشذرات الذهب "3/ 95".(26/488)
الجيزي، وأبي بكر بن أبي داود السجستاني، وجماعة كثيرة.
وعنه: تمَّام، وعبد الغني بن سعيد، وعبد الرحمن بن أبي نصر، ووالده أحمد، ومحمد بن عوف المزني، وطائفة سواهم.
وروى عنه: أبو نصر بن الجبان أنَّه رأى ربَّ العِزَّة في المنام، رأى نورًا.
وقال علي بن موسى السّمسار: قال أبو سليمان بن زَبْر: كان الطّحاوي قد نظر في أشياء كثيرة من تصنيفي، وبانت عنده، وتصفَّحها فأعجبته، وقال لي: يا أبا سليمان، أنتم الصيادلة ونحن الأطباء.
وقال عبد العزيز الكتّاني: كان أَبُو سليمان يُملي بالجامع، وثنا عنه عدّة، وكان ثِقةً نبيلًا مأمونًا. توفِّي في جُمادى الأولي.
قلت: وله كتاب "الوَفَيَات على السّنين"، وغير ذلك.
397- محمد بن عبد الرحمن بن سهل1:
أبو الحسن التُّسْتَري التّاجر.
توفِّي في جُمادى الأولى. ورَّخه أبو إسحاق الحبّال.
398- محمد بْن عليّ بْن محمد بْن نصرويه2:
أبو علي النصري النيسابروي المقرئ المؤذّن.
قال أبو عبد الله الحاكم: روى عنه الحاكم وقال: حجَّ وغَزَا وأنفق على العلماء، وأذَّن نيّفًا وخمسين سنة مُحْتَسِبًا.
سمع: أبا العبّاس السّرّاج، وأبا بكر بن خُزَيْمَة.
وتوفِّي في شعبان، وله مائة سنة وثلاث سنين -رحمه الله.
399- محمد بن محمد بن الحسن3 بن الأشعث:
أبو أحمد النَّسفي الفقيه، قاضي بخارى.
كان مسند تلك الديار.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 لا بأس به.
3 لا بأس به.(26/489)
روى عنه: عبد الله بن محمود، ومحمد بن خالد، وإسحاق بن إبراهيم التاجر المَرَاوِزَة، وأصحاب إسحاق بن راهَوَيْه، وتوفِّي على قضاء بُخَارى.
روى عنه: جعفر المستغفِري، وروى تفسير إسحاق بن راهَوَيْه، عن محمد بن خالد.
400- محمد بن مسعود1:
أبو عبد الله القُرْطُبي الخطيب.
سمع من: قاسم بن أصبغ، وجماعة.
وكان خطيبًا مُفَوَّهًا بليغًا شاعرًا يتقعَّر في كلامه وأَسْجاعه، ويؤدِّب بالعربية، ثم صار يخطب بين يدي المستنصِر بالله في العيد، وفي قُدُوم الوفود، ثم ولي قضاء يابُرة.
قال ابن الفَرَضي: سمعته يخطب مِرارًا في جامع الزَّهراء، ولم يحدِّث، وتوفِّي يوم الفِطْر.
401- محمد بن المظفَّر بن موسى2 بن عيسى:
أبو الحسين البغدادي الحافظ.
وُلِدَ ببغداد في أوّل سنة ثلاثمائة.
سمع: أحمد بن الحسن الصُّوفي، وحامد بن شُعَيْب، والهَيْثَم بن خَلَف، وعبد الله بن صالح البُخَاري، وقاسم بن زكريّا المطرَّز، ومحمد بن جرير الطّبري، والباغَنْدي، وعبد الله بن زيدان البَجَلي، وأبا عَرُوبة الحَرّاني، وعلي بن أحمد علان، ومحمد بن زبّان المصري، ومحمد بن إبراهيم، والحسن بن محمد بن جمعة، وابن جَوْصَا، وخلقًا سواهم، بمصر، والشام، والرَّقَة، والجزيرة، والكوفة، وواسط، وبغداد، وجمع وصنَّف.
روى عنه: الدَارقُطْنيّ، وابن شاهين، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو سعد الماليني، وأبو بكر البَرْقَانِيّ، وأبو نُعَيم الأصبهاني، ومحمد بن أحمد الجارودي، والحسن بن محمد الخلَّال، وعلي بن المحسّن التَّنُوخيّ، وعبد الوهاب بن برهان، والحسن بن علي الجوهري، وخلق سواهم.
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 90".
2 انظر تاريخ بغداد "3/ 262"، والمنتظم "7/ 152"، وسير أعلام النبلاء "16/ 318".(26/490)
وقيل: إنَّه من ولد سَلَمة بن الأَكْوَع، وكان يقول: لا أعلم صحّة ذلك.
قال الخطيب: كان ابن المظفَّر فَهْمًا حافظًا.
وقال البَرْقَانِيّ: كتب الدَارقُطْنيّ عن ابن المظفَّر أْلُوف حديث.
وقال إبراهيم بن محمد الرعيني:
قَدِمَ علينا ابن المظفَّر مصر، وكان أحْول أشجّ، فقلت له: إنّ هذا الذي تُمْليه علينا هو عندنا كثير بالعراق، ونريد حديث مصر، فكان ذلك مبدأ إخراج القزويني حديث عمرو بن الحارث، فكان منه الذي كان من تكثير الناس عليه، حتى قال أبو الحسن الدَارقُطْنيّ: وضع القزويني لعَمْرو بْن الحارث أكثر من مائة حديث.
مات فِي جُمَادَى الأولى سنة تسعٍ وسبعين وثلاث مائة، يوم الجمعة، قاله العَتِيقي.
420- محمد بن النَّضْر بن محمد1 بن سعيد بن رزين بن عُبَيْد الله بن عثمان بن المغيرة:
أبو الحسين النّخاس المَوْصِليّ.
سكن بغداد وحدَّث بها عن: أبي يعلى الموصلي كتاب "معجم شيوخه"، وروى أيضًا عن: عبد الله بن أبي سفيان الشعراني، ويزداد بن عبد المؤمن الكاتب، وعبد الله بن محمد بن زياد النَّيْسَابُوري، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق البهلول، والحسين بن يحيى بن بن عيّاش القطَّان.
قال الخطيب: سمعت أبا بكر البرقاني، وحدثنا عن أبي الحسين النخاس فقال: كان واهيا، وسمعته مرّة أخرى يقول: أبو الحسين النخاس ليس بحجّة. وسمعته مرّة ثالثة ذكره فقال: لم يكن ثقة.
توفِّي في شهر ربيع الأول، قال العتيقي: يوم الخميس لثلاث عشر خََلَوْنَ من ربيع الأول سنة تسعٍ وسبعين وثلاثمائة.
قال العتيقي: فيه تساهل.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "3/ 325".(26/491)
حرف الهاء:
403- هلال بن محمد بن محمد:
الشيخ المعمَّر أبو بكر البصْري، ابن أخي هلال الرازي.
حدَّث عن: أبي مسلم الكجّي، ومحمد بن زكريا الغَلابي، والحسين بن المثنَّى، وأبي خليفة.
روى عنه: أبو سعْد الماليني، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن اليَزْدي، وشيخ المعتزلة أبو الحسين البصري، ومحمد بن عمر بن زاذان القزويني، وجماعة.
ولم أسمع فيه قدْحًا.
قال عبد الرحمن بن منده: توفِّي سنة تسع وسبعين وثلاثمائة.
قلت: لعلّه قارب المائة.
وفيَّات سنة ثمانين وثلاثمائة:
حرف الألف:
404- أحمد بن إبراهيم بن خازم بن الحسن بن أذاك الهمذاني: أبو الحسين الصرام.
يروي عن عبد الرحمن بن أحمد بن عباد، وإبراهيم بن محمد بن يعقوب، وعبد السلام بن عَبْديل، وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن البغدادي، وجماعة. روى عنه محمد بن عيسى، وأبو طالب بن سعدويه، وحمد بن سهل المؤدّب، وآخرون.
قال شيرويه في ترجمته: لا بأس به.
405- أحمد بن الحسين2 بن أحمد بن مروان بن عُبَيْد بن أبي مروان:
الضَّبّي المرواني النَّيْسَابُوري، الشيخ أبو نصر.
سمع: ابن خُزَيْمَة، وابن شادِل، والسّرّاج، ومحمد بن حمدون، وطائفة.
__________
1 انظر ميزان الاعتدال "4/ 316"، وسير أعلام النبلاء "16/ 239".
2 انظر سير أعلام النبلاء "16/ 395"، والعبر "3/ 13".(26/492)
وعنه: الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكَنْجَرُوذي، وآخرون، مات في شعبان سنة ثمانين وثلاث مائة.
406- أحمد بْن محمد بْن أحمد1 بْن إسحاق:
النيسابوري الصندوقي، الشيخ الصَّدُوق أبو العباس.
سمع: محمد بن شادِل، وابن خُزَيْمَة، ومحمد بن المسيّب، وأبا العباس الثقفي، وعدة. حتى قال الحاكم: تفرَّد بالرواية عن بضعة عشر شيخًا، وعاش أربعًا وثمانين سنة.
روى عنه: الحاكم، وأبو سعد الكَنْجَرُوذي، وجماعة.
توفِّي في شوّال سنة ثمانين وثلاثة مائة.
407- أحمد بن محمد بن الحسن بن يعقوب بن مُقَسّم:
أبو الحسن المقرئ العطار.
بغدادي ضعيف، روى عن أحمد بن الصلت الحماني، ومحمد بن محمد الباغندي، وعنه: أبو نعيم، والعتيقي، وأبو محمد الخلّال.
قال الخطيب: كان يتنسَّك، ولم يكن ثقة.
وقال حمزة السهمي: حدَّث عمَّن لم يره.
قلت: وعاش أربعًا وثمانين.
قلت: وهو ابن راوي "أمالي" ثعلب.
408- إبراهيم بن أحمد بن بشران الصيرفي البغدادي، صنان:
سمع أبا القاسم البغوي، وأبا حامد الحضرمي.
قال عبيد الله الأزهري: هذا الشيخ ثقة كتبنا عنه بانتقاء الدارقطني.
حرف الباء:
409- بشر بن الحُسَين بن مسلم:
أبو سعد، قاضي قضاة شيراز.
__________
1 انظر سير أعلام النبلاء "16/ 395"، والأنساب "8/ 90"، واللباب "2/ 247".(26/493)
توفِّي في رمضان، وكان إمامًا في مذهب داود. وقد وَلِيَ قضاء القضاة ببغداد في سنة تسع وستين وثلاث مائة بجاه بني بويه، وبقي بشيراز. واستخلف على بغداد بوَّابًا له، فصرف عن ذلك في سنة اثنتين وسبعين بموت عضد الدولة.
وكان شيخًا مسنًّا، حدَّث عن أحمد بن محمد بن الأشعث، وعبد الله بن عمرو بن بحر، وأحمد بن سمعان.
410- بكر بن محمد بن جعفر1 بن راهب:
أبو عمرو، الشيخ النسفي، المؤذّن المعمر، راوي "صحيح البخاري" عن حمَّاد بن شاكر، وروى أيضًا عن محمود بن عنبر.
روى عنه: جعفر المُسْتَغْفِري، وقال: كان كثير التلاوة، شديدًا على المبتدعة، ثنا بكتاب "الجامع" عن ابن شاكر.
حرف الحاء:
411- الحسن بن إبراهيم بن مزاحم2:
أبو علي العطشي المزيّن.
روى عن: عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطيّ، والحسن المطبقي.
وعنه: الحمّامي المقرئ، وعُبَيْد الله الأزهري، وعلي بن طلحة.
وعاش إلى سنة ثمانين.
412- الحسن بن الحسين3:
أبو الطّيّب الرَّبعي النصيبي.
حدَّث في هذا العام بمصر عن: محمد بن إبراهيم الدَّيبلي بجزء.
سمعه منه: أبو عمرو أحمد بن محمد الطّلمَنْكِي.
413- الحسن بن محمد4 بن حبيب:
أبو أحمد الحبيبي.
توفِّي في ربيع الأول.
__________
1 انظر سير أعلام النبلاء "16/ 396".
2 انظر تاريخ بغداد "7/ 283".
3 في عداد المجهولين.
4 انظر السابق.(26/494)
414- الحسين بْن عليّ بْن محمد1 بْن إِسْحَاق بْن زيد الحلبي:
أبو العباس.
مات قبل والده، توفِّي في جُمادى الآخرة.
وحدَّث عنه أبو عبد الله المَحَامِلي، وابن مَخْلَد هذا المذكور في حدود تسعين وثلاثمائة.
415- الحسين بن محمد ابن القاضي2 الحسين بن إسماعيل المَحَاملي:
أبو بكر. سمع جدّه، ومحمد بن حَمْدَوَيْه المَرْوَزي، وأبا العباس بن عقدة.
روى عنه: أبو محمد الجوهري أحاديث مستقيمة. قاله الخطيب.
وتوفِّي في شعبان.
حرف الراء:
416- رائق مولى زينب بنت أحمد3:
أخت الحافظ أبي سعيد بن يونس المصري، أبو صالح.
حدَّث عنه: عبد الله بن الورد، وابن خروف.
ورماه الحمل في طريق الحج فمات -رحمه الله.
حرف السين:
417- سهل بن أحمد بن الديباجي4:
أبومحمد. حدَّث عن ابن خليفة، ويَمُوت بن المُزَرَّع.
وعنه: العتيقي، وعلي بن المحسّن التَّنُوخيّ، وأبو محمد الجوهري.
وقال الأزهري: كان كذَّابًا رافضيًّا، رأيت في بيته لَعْن أبي بكر وعمر مكتوبًا.
__________
1 انظر تاريخ دمشق "11/ 150".
2 انظر تاريخ دمشق "8/ 101"، والمنتظم "7/ 154".
3 لا بأس به.
4 انظر تاريخ بغداد "9/ 121"، والعبر "3/ 13".(26/495)
وقال ابن أبي الفوارس: كان آية ونكالًا في الرواية، غاليا في الرفض، ولم يكن له أصل صحيح.
حرف الطاء:
415- طاهر بن أحمد بن الأَزدي1 المصري الخلال:
روى عن: محمد بن زبّان.
وتوفِّي في ربيع الأوّل.
419- طلحة بن أحمد بن الحسن2 البغدادي الخرّاز الصُّوفي:
سمع المَحَامِلي، ومحمد بن أحمد بن أبي مَهْزُول، ومحمد بن أحمد بن صفوة، المَصَّيصيّين.
وعنه: أبو محمد الخلال، وقال: ثقة، وعمر بن بُكَير، وأبو نُعَيم، وأحمد بن عمر بن رَوْح.
مات ببغداد.
420- طلحة بن محمد بن جعفر3:
أبو القاسم الشاهد المقرئ، غلام ابن مُجاهد.
سمع: ابن أبي غيلان، وأبا القاسم البَغَوِي، وأبا صخرة الكاتب، وجماعة، وقرأ على ابن مجاهد.
قرأ عليه: أبو العلاء الواسطي، وحدَّث عنه عُبَيْد الله الأزهري، والحسن بن محمد الخلال، وأبو القاسم التَّنُوخيّ، وأبو محمد الجوهري، وغيرهم.
صنَّف "أخبار القُضاة" وضعَّفه الأزهري.
وقال ابن أبي الفوارس: إنَّه كان يدعو إلى الاعتزال، وعاش تسعين سنة. بغداديّ.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 تهذيب ابن عساكر "7/ 67".
3 انظر تاريخ بغداد "9/ 351"، والمنتظم "7/ 154"، ولسان الميزان "3/ 212".(26/496)
حرف العين:
421- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن حاجب1 الخَثْعَمي القُرْطُبي:
سمع: أحمد بن ثابت الثّعْلَبي، وجماعة.
422- عبد الله بن إسماعيل2 بن حرب:
أبو محمد بن النُّور القُرْطُبي.
سمع: أحمد بْن سَعِيد بْن حَزْم، ومحمد بْن معاوية، وأحمد بن مُطَرَّف، وجماعة، وبمصر من أبي العباس أحمد بن الحسن الرازي، وببغداد من أبي علي ابن الصّوّاف، وأمثالهم. وكان يفهم ويدري.
سمع من جماعة، وتوفِّي في صفر.
423- عبد الله بن قاسم بن محمد3 بن قاسم بن محمد:
أبو محمد القُرْطُبي.
سمع من: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ، وأبيه، ولم يحدِّث.
424- عبد الله بن محمد بن مسرور4 الشّقّاق القُرْطُبي:
يُعْرَف بَرزِين.
مُكْثِر عن قاسم بن أصبغ، وحجَّ فسمع من جماعة.
وحدَّث، وتوفِّي فِي شوَّال.
425- عَبْد اللَّه بْن محمد الأصبهاني5 المقرئ:
أبو محمد، ويعرَف بابن ليلاف.
كان يُصَلي بالنّاس في الجامع في رمضان، وكان رأسًا في نَقْط المصاحف، وفي القراءات.
وتوفِّي في جُمادى الآخرة، قاله أبو نعيم.
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 242".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 242".
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 242".
4 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 242".
5 انظر ذكر أخبار أصبهان "2/ 98".(26/497)
426- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد1 بْن عُقْبَة:
أبو محمد القاضي البغدادي.
سمع: أبو بكر بن زياد النَّيْسَابُوري.
روى عنه عُبَيْد الله الأزهري.
وكان ثقة.
427- عبد الله بن محمد بن عبد الغفّار2 بن ذِكوان القاضي:
أبو محمد البعلبكي.
حدَّث عن: أبي الْجَهْم بن طلاب، وابن جوصا، وأبي الدَّحْداح أحمد بن محمد، وأبي العبّاس الزّفتي، ومحمد بن أحمد بن صَفْوَة، وأبي بكر الخرائطي، وطائفة سواهم.
وعنه: الوليد بن بكر الأندلسي، ومكّي بن الغَمْر، وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي نصر، وجماعة.
قاله عبد العزيز الكتّاني.
428- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ3:
أبو محمد النَّمَرِي القُرْطُبي، الفقيه المالكي، والد الإمام أبو بكر البغدادي أبي عمر يوسف.
تفقَّه على التُّجَيْبِي ولازمه، وسمع من أحمد بن مُطَرَّف، وأحمد بن حَزْم.
وكان صالحًا عابدًا متهجِّدًا، توفِّي في هذه سنة في ربيع الآخر، وله خمسون سنة.
429- عبد الرحمن بن عمر4 الفارسي:
الفقيه أبو عمرو.
وَلِيَ قضاء نَسَف ثلاث مرّات، آخرها في هذه السنة.
قد سمع ببغداد من: أبي حامد الحَضْرَمي، وابن المحاملي، لكنَّه عُدِمَت كتبه.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "10/ 33"، والمنتظم "7/ 154".
2 انظر تذكرة الحفاظ "3/ 435"، ولسان الميزان "1/ 252".
3 انظر جذوة المقتبس "256"، وبغية الملتمس "336".
4 لا بأس به.(26/498)
430- عبد العزيز بن الحسن1 بن أحمد بن جحاف:
أبو عمر السلمي المصري.
431- عبد الواحد بْن مُحَمَّد2 بْن الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن شاذان بن عمر بن بكر بن أحمد بن إبراهيم:
سمع أبا القاسم البَغَوِي. وكان بغداديا ثقة.
روى عنه: عُبَيْد الله الأزهري، وأبو محمد الخلال.
432- عُبَيْد الله بن أحمد بن الفضل3 بن شهريار:
أبو عبد الله الأَرْدَسْتَاني التاجر.
حدَّث بأصبهان عن عبد الرحمن بن محمد بن حمَّاد الطّهْراني.
روى عنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم.
وتوفِّي في ربيع الأوَّل.
344- عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد4:
أبو القاسم التَّنُوخيّ السَّرَخْسي التاجر، نزيل بُخَارى.
ذكره جعفر الإدريسي فقال: الشيخ الصالح الثقة، قَدِمَ نَسَف سنة سبعٍ وعشرين لسماع "الجامع" للبُخَاري من أبي طلحة، ومنصور بن محمد البُزُورِي، عن أبيه، وعن أبي عبد الله المَحَاملي، ومحمد بن جعفر الطَّبَرِي، وحدّثنا ببُخَارى، ومات في رجب.
وقال الخطيب في ترجمته: سمع: أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الدَّغُولي، ومحمد بن حَمْدَوَيْه المَرْوَزي، وجماعة، وحدَّث ببغداد، فسمع منه: أبو الفتح بْن أَبِي الفوارس، ومحمد بن طلحة النَّعالي، وأبو سعد الماليني، وكان ثقة.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 انظر تاريخ بغداد "11/ 10"، والمنتظم "7/ 155".
3 انظر ذكر أخبار أصبهان "2/ 104".
4 انظر تاريخ بغداد "10/ 364"، والمنتظم "7/ 155".(26/499)
434- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه1 بْن هاشم:
أبو مروان بن القسَّام الأموي، مولاهم القُرْطُبي.
روى عن أحمد بن خالد بن الحباب، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس.
قال ابن الفرضي: سمعت منه كثيرًا، وكتب لي بخطّه، وتوفِّي في رمضان.
435- عُبَيْد الله بن محمد بن محمد2 الْجُرْجاني الواعظ ابن الواعظ:
سمع: أبا العباس الأَصَمّ، والمحبوبي، وتقدَّم في علم الحقائق، ورُزِق فيه لسانًا وبيانًا.
مات فجأة عن ثلاث وستّين سنة -رحمه الله.
436- عُبَيْد الله بْن محمد بْن مَخْلَد3:
أبو القاسم الثوري.
حدّث عن: أبي القاسم الثَوْرِي، والبَغَوِي، ومحمد بن حَمْدَويْه.
وعنه: عُبَيْد الله الأزهري. وكان بغداديا ثقة.
437- علي بن عمرو بن سهل4:
أبو الحسن الحَرِيري.
حدَّث ببغداد عن: أبي عَرُوبة الحرّاني، ومكحول البيروتي، وأحمد بن عمير بن جوصا، وأحمد بن إسحاق بن البَهْلُول.
وعنه: أبو بكر البَرْقَاني، وأبو محمد الخلال، وأبو القاسم التَّنُوخيّ.
وثَّقه ابن أَبِي الفوارس.
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 252".
2 لا بأس به.
3 تاريخ بغداد "10/ 364"، والمنتظم "7/ 154".
4 انظر تاريخ بغداد "12/ 21"، والمنتظم "7/ 155".(26/500)
حرف الميم:
438- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حمدون1 بن عيسى:
أبو عبد الله الخَوْلاني القُرْطُبي، يُعْرَف بابن الإمام.
كان حافظًا للأخبار والنّسب، على مذهب ابن مَسَرّة.
439- محمد بن أحمد بن يعقوب2:
أبو أحمد المَرْوَزي الزّرْقي من قرية زرق.
عن عبد الله بن محمود السعدي، وأحمد بن علي الكَشْمَيْهَني راوية علي بن حجر.
حدَّث فِي هذا العام، ولا أعلمُ متَى مات.
روى عنه: محمد بن أحمد المراوزي الترابي.
440- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن يحيى3 بْن مفرّج:
أبو عبد الله، ويقال: أبو بكر الأندلسي القُرْطُبي، مولى بني أُمَيّة.
سمع: قاسم بن أصبغ بقُرْطُبَة، وأبا سعيد بن الأَعرابي بمكّة، ومحمد بن الصَّمُوت بمصر، وخَيثَمَة بأطْرابُلس، وأبا الميمون بن راشد بدمشق، وطبقتهم.
روى عنه: الحافظ أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس الصَّدَّفي شيخه، وأبو الوليد عبد الله بن الفَرَضي، وإبراهيم بن شاكر، وعبد الله بن الربيع التميمي، وأبو عمر أحمد بن محمد الطَّلَمَنْكي، وعدّة شيوخه: مائتان وثلاثون شيخًا.
اتصل بصاحب الأندلس، وكان ذا مكانةٍ عنده، صنَّف له عدّة كتب، فولَّاه القضاء، وكان حافظًا بصيرًا بالرجال، أكثر الناسُ عنه من السماع، وتوفِّي في رجب عن ستٍّ وستّين سنة.
قال أبو عمر أحمد بن محمد بن عفيف: كان ابن مفرّج من أغنى الناس بالعلم،
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 93".
2 لا بأس به.
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 91"، والعبر "3/ 13".(26/501)
وأحفظهم للحديث، ما رأيت مثله في هذا الفنّ، من أوثق المحدِّثين بالأندلس، وأجْودِهم ضبْطًا.
وقال الحُمَيْدِي: هو القاضي أبو عبد الله، وقيل: أبو بكر، حافظ جليل، صنَّف كُتُبًا في فِقه الحديث، وفي فِقْه التابعين، من ذلك " فقه الحَسَن البَصْري" في سبع مجلدات، و"فقه الزُّهْري" في أجزاء عديدة. وجمع "مُسْند قاسم بن أصبغ " في مجلَّدات.
441- محمد بن إبراهيم بن يونس1:
أبو بكر البغدادي قاضي دَيْر العَاقُول.
روى عن جدِّه، وعمر بن أبي غيلان، ومحمد بن الحسين الأشنناني، وعبد الله بن زيدان البَجَلي، وعبد الله البغوي.
وعنه: أبو محمد الخلال، وأبو القاسم الأزهري، وعلي بن المحسّن التَّنُوخيّ.
وثَّقه الخلَّال، وتوفِّي في ربيع الأوّل.
وأمّا جدُّه فيروي عن عبد الأعلى بن جماد، بقي إلى سنة ثلاثمائة.
وآخر من روى عن أبي بكر: أبو محمد الجوهري.
442- محمد بن بكر بن خَلَف2 بن مسلم:
أبو بكر الدركي المطوعي الصالح.
حدَّث عن: إسحاق بن أحمد بن خَلَف، وأحمد بن محمد المُنْكَدِري، وعبد الملك بن محمد بن عَدِيّ.
وعنه: جعفر المُسْتَغفِري.
توفِّي في ربيع الآخر، ودَرَكَة من قُرى بُخَارى.
443- محمد بن بكر بن مطروح3:
أبو بكر الفقيه النِّعالي المصري.
روى عن: سعيد بن هاشم الطَّبرِي، وأبي جعفر الطَّحَاوي.
توفِّي في رمضان.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "1/ 415"، والمنتظم "7/ 155".
2 في عداد المجهولين.
3 لا بأس به.(26/502)
444- محمد بن الحسين بن موسى1 بن مَحْمَويْه:
أبو سعيد النَّيْسَابُوري السّمسار.
سمع: أبا قُرَيْش بن جمعة، وأبا بكر بن خزيمة.
عنه: الحاكم، وقال: توفِّي في رمضان، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكنْجَرُوذي.
445- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ2 بْنِ شيِرَوَيْه:
أبو بكر النَّيْسَابُوري، نزيل فَسَا من بلاد شيراز.
ثقة، سمع الحسن بن سفيان الفَسَوِي، وابن خُزَيْمَة، والسّرّاج.
روى عنه محمد بن عبد العزيز القصّار، ثم قال: ثقة. قال لي: وُلِدتُ سنة إحدى وثمانين ومائتين، ومات سنة ثمانين.
قلت: فيكون عمره تسعًا وتسعين سنة.
قال الحافظ أبو مسعود الدمشقي: سمعت أبا عمرو بن حمدان وسُئِلَ عن أَبِي مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن شيرويه الذي يحدِّث بفَسَا، فقال: ما سمعنا مُسْنَد الحسن بن سفيان إلّا حين قَدِمَ والده معه، فزدت له -يعني الحسن- مائة دينار، فسمعنا معه.
وقد أرَّخه ابن نُقْطَة في "التقييد" في هذه السَّنة.
446- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ3 بْنِ عبد الله بن الهمذاني الأصبهاني:
أخو أبي الحسن، يكنَّى أبا الحسين.
حدَّث عن: عبد الله بن محمد بن عبد الكريم الرازي، وأحمد بن علي الجارودي.
وعنه: أبو نُعَيم.
447- محمد بن عبد الله بن سمع بن صُبر4:
أبو بكر الحنفي الفقيه.
وَلِي القضاء بعسكر المهديّ، وعاش ستّين سنة، وكان مُعْتَزِليًّا مشهورًا به، رأسًا في عِلْم الكلام.
سمَّى أبو بكر الخطيب أباه عبد الرحمن، وإنما هو مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ محمد بن الحسين بن الفَهْم، المعروف بابن صُبَر.
ناب في القضاء عن أبي محمد بن معروف، كان بصيرًا بكلام أبي هاشم الجبائي، خبيرًا بالتفسير.
__________
1 انظر معجم البلدان "2/ 452".
2 انظر سير أعلام النبلاء "16/ 420".
3 انظر ذكر أخبار أصبهان "2/ 302".
4 انظر تاريخ بغداد "2/ 321".(26/503)
وله كتاب في الردّ على اليهود، وكتاب "عُمْدَة الأدِلّة"، وكتاب "التفسير"، وما أَتَمَّه، توفِّي لعَشْرٍ بقين من ذي الحجّة ببغداد.
ولبِشْر بن هارون فيه:
قل للدّعِيِّ أبي صُبَر ... وهل ادَّعيت فَمَنْ صَبَرْ
وإذا تَطَيْلَسَ للقضاء ... فَمَرْحَبًا بأبي العُذَرْ
فَقَضَاؤُهُ شَرُّ القضاء ... إذا قَضَى عَمِيَ البَصَرْ
448- محمد بن علي بن المؤمّل1 النَّيْسَابُوري الماسَرْجَسي:
سمع: جدّه المؤمّل بن الحسن، وأبا حامد بن الشّرْقي، وحكى عن ابن عبدان، وغيرهم. يكنَّى أبا عبد الله.
توفِّي في جُمادى الأولى.
روى عنه: الحاكم، وأبو سعد النجروذي، وطائفة.
عاقل ثِقَة.
449- محمد بْن محمد بْن عبد الرَّحيم2 بْن محمد:
أبو أحمد القَيْسَراني.
سمع: أبا بكر الخرايطي، ومحمد بن أحمد بن صفوة المَصّيصي، وخَيْثَمَة الأطْرَابُلُسي، وجماعة.
وعنه: أبو بكر محمد بن أحمد الواسطي، وجميل بن محمد الأَرْسُوفي، وأبو الفرج عُبَيْد الله بن محمد النّحوي، وأبو بكر محمد بن الحسن الشيرازي، وجماعة.
وحدَّث في سنة ثمانين وانقطع خبره.
450- منصور بن محمد بن أحمد بن حرب القاضي3:
أبو نصر البُخَاري.
سمع: أبا العبّاس الدَّغُولي، وأبا بكر أحمد بن المُنْكَدِرِي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبا عبد الله المَحَاملي، وإبراهيم بن عبد الرزّاق الأنطاكي، وأحمد بن سليمان بن زبّان الكِنْدي.
روى عنه: أزدشير بن محمد الهشامي، وأبو عبد الله الحاكم، وفضل بن سهل الصّفّار. وكان محتسب بخارَى، وبها توفِّي.
__________
1 أحد الثقات، وثَّقه الذهبي.
2 انظر معجم البلدان "4/ 422".
3 انظر تاريخ دمشق "24/ 240".(26/504)
451- موسى بن عمران بن موسى1 بن هلال السُّلَمَاسي:
سمع أباه: محمد بن عبد الله، ومحمد بن عبد الله مكْحُولًا البَيْرُوتي، وأحمد بن عبد الوارث الغسَّال، وابن جَوْصَا، ومحمد بن القاسم المُحَاربي الكوفي، وجماعة.
وعنه: ابن أخيه مهند بن المظفر، وأحمد بن جبرين السلماسي، وأبو القاسم علي بن محمد الزيدي الحَرَّاني. توفِّي في ربيع الآخر بسلماس.
حرف الياء:
452- يعقوب بن يوسف بن إبراهيم2 بن هارون بن داود بن كِلّس:
الوزير البغدادي، أبو الفرج.
كان يهوديا خبيثًا ماكرًا فطِنًا داهية، سافر ونزل الرَّملة، وصار بها وكيلًا، فكسر أموال التجار، وهرب إلى مصر، ثم توصَّل، وجرت له أمور، فرأي منه كافور الأخشيدي فِطْنَةً وسياسة، وطمع هو في التقدُّم، فأسلم في يوم جمعة، فقصده الوزير ابن حنزابه لما فهم مرامه، فهرب إلى المغرب، واتَّصل بيهودٍ كانوا في خدمة المُعِزّ، فعَظُم شأنه، ونَفَق على المُعِزّ، وجاء معه إلى مصر، فلمَّا ولي العزيز استوزره سنة خمسٍ وستّين، وبقي وزيره إلى أن هلك، وهو وزير في هذة السنّة في ذي القعدة، وله اثنان وستون سنة.
وكان عالي الهمّة وافر الهَيْبَة، عاده في مرضه العزيز وقال له: يا يعقوب، ودِدتُ أن تُباع فأشتريك بملكي، فهل من حاجةٍ؟ فبكى وقبَّل يده، وقال: أمَّا لنفسي فلا يحتاج مولاي وصيّة، ولكن فيما يتعلّق بك: سالم الروم ما سالموك، واقنع من بني حمدان بالدَّعْوة والشُّكْر، ولا تُبْقِ على المفرَّج بن دَغْفَل متى أَمْكَنتْك فيه الفرصةُ، فأمر به العزيز، فدُفِن في القصر، في قُبَّة بناها العزيز لنفسه، وصلَّى عليه، وألْحَدَه بيده، وتأسَّف عليه، وهذه المنزلة ما نالها وزير قطّ من مخدومه.
وقيل: إنَّه حَسُنَ إسلامُهُ، وقرأ القرآن والنَّحْوَ، وكان يجمع عنده العلماء، وتقرأ عليه مصنفاه ليلة الجمعة، وله إقبال زائد على العلوم على اختلافها، وقد مدحه عدة شعراء، وكان كريمًا جوادًا.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر المنتظم "7/ 155"، والبداية والنهاية "11/ 308".(26/505)
ومن تصانيفه كتاب في الفقه ممّا سمعه من المُعِزّ والعزيز، وجلس سنة تسعٍ وستّين مجلسًا في رمضان، فقرأ فيه الكتاب بنفسه، وسمعه خلائق، وجلس جماعة في الجامع العتيق يُفْتُون من هذا الكتاب.
قلت: هذا الكتاب يريد كونه على مذهب الرافضة، فإنَّ القوم رافضة ملحدة في الباطن.
وقد اعتقله العزيز شهرًا في أثناء سنة ثلاث وسبعين، ثم رضي عنه، وردَّه إلى الوزارة، وكان إقطاعه من العزيز في العام مائتي ألف دينار، ومات فوُجِد له من المماليك والعبيد أربعة آلاف غلام، إلى أشباه ذلك.
ويقال: إنّه كفِّن وحنِّط بما قيمته عشرة آلاف دينار.
وقيل: إنَّ العزيز بكى عليه، وقال: وَأطُول أسفي عليك يا وزير.
ويقال: إنّه رثاه مائةُ شاعر، فأخِذت قصائدُهُم وأُجِيزوا، والأصحّ أَنَّه حسُن إسلامه.
453- يونس بن أبي عيسى بنعتيك:
أبو الوليد البلنسي1.
سمع بقُرْطُبة من: أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أَيْمَن، وجماعة.
المتوفّون تقريبًا من أهل هذه الطبقة -رحمهم الله تعالى:
حرف الألف:
454- أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بن سعيد2:
أبو العبّاس البغدادي المخرمي الوزَّان الصَّيْدَلاني، المعروف بابن بطانة.
سكن البصرة وحدَّث عن: البَغَوِي، وابن صاعد، وأبي حامد الحضْرَمي، وأحمد بن إسحاق البهلول، وجماعة.
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 209".
2 أحد المستورين لا بأس به.(26/506)
وعنه: أبو نُعَيم الحافظ، وأخوه عبد الرزَّاق، وأبو سعد الماليني، وحمزة السَّهْمي، وغيرهم.
وكان ينسخ للنّاس، ويقرأ الحديث على أبي إسحاق الهجيمي ونحوه.
455- أحمد بن عبيد الله الكلوذاني1:
المعروف بابن قَزَعة.
سمع: أبا عبد الله المَحَامِلي، والصُّولي.
وعنه: محمد بن عمر بن بُكَيْر، وغيره. وكان أديبًا كثير العِلْم.
456- أحمد بن محمد بن محفوظ2.
457- أحمد بن محمد بن الحسن3:
أبو نصر البُخَاري.
سمع: أحمد بن محمد بن الخليل، وروى عنه كتاب "الأدب" للبخاري، وعبد المؤمن بن خَلَف النَسَفي. قال الخطيب: كان ثقة قبل سنة ثمانين.
458- أَحْمَد بْن محمد بْن يحيى4:
أبو الحسين الدوسي الأنباري.
عن: أبي القاسم البَغَوِي، وابن زياد النَّيْسَابُوري.
وعنه: محمد بن محمد الأنباري.
توفِّي في حدود الثمانين.
459- أحمد بن عبيد الله بن إسحاق بن المتوكّل5 على الله:
أبو الحسين العبّاسي الهاشمي.
قال ابن النّجار: لقي الْجُنَيد ورُوَيْمًا، وسمع من محمد بن جرير، وأبي بكر محمد بن داود الأصبهاني، وسكن شِيرَاز، وحدَّث بها سنة تسعٍ وسبعين وثلاثمائة، وجاوز المائة.
روى عنه: ابنه عبد الصّمد، وأبو أحمد اللّبّان، ومحمد بن عبد العزيز الشيرازي القصار.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "4/ 254".
2 لا بأس به.
3 انظر تاريخ بغداد "4/ 425".
4 انظر تاريخ بغداد "5/ 118".
5 لَا بأس به.(26/507)
460- أحمد بن محمد بن إسماعيل1:
أبو طاهر الهَرَوِي.
سمع: الحسين. وعنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ.
461- أحمد بن علي بن الفرج2:
أبو بكر الحلبي الحبَّال الصُّوفي.
حدَّث عن: أبي القاسم البَغَوِي، وعلي بن عبد الحميد الغضائري.
روى عنه: تمّام الرّازي، وأبو سعد الماليني، ومكّي بن الغَمْر، وأبو نصر الجبّان، وآخرون.
462- أحمد بن محمد بن أحمد3 بن الربيع بن معيوف:
أبو الحسن الهمذاني ابن الغوطي العين ثرمائي.
حدَّث عن: محمد بن أحمد بْن عُبَيْد بْن فَيّاض، والسَّلْم بن مُعَاذ، وجماعة.
وعنه: تمَّام الرّازي، وأبو نصر بن الجبان، ومكّي بن الغَمْر.
463- أحمد بن يعقوب بن عبد4 الجبَّار:
أبو بكر الأموي الْجُرْجاني.
حدَّث عن: الفضل بن صالح، وعَبْدان الجواليقي، وجماعة.
وعنه: أبو عمرو الفُراتي، وأبو سعد الماليني، وأبو حازم العَبْدَوِي، وأبو بكر أحمد بن علي بن عبد الرحمن الشيرازي، وآخرون.
قال البَيْهَقي: له أحاديث موضوعة لا أستحلُّ رواية شيء منها.
قلت: له رحلة إلى الشام ومصر والعراق، دخل بغداد سنة ثلاث وثلاثمائة، وجدّه هو: عبد الجبّار بن يعاطر بن مصعب بن سعيد ابن الأمير مَسْلَمَة بن عبد الملك بن مروان.
وقد حكى عنه محمد بن القاسم الفارسي، قال: دخلت بغداد، وبها شيخ يقال له: أبو العَبَرْطَن، يحدّث بالأعاجيب، فإذا الدّار مملوءة بأولاد الملوك والأغنياء يكتبون عنه، وعلى رأسه خف مقلوب، وعليه فروة مقلوبة، فقال: أنا الأوّل عن الثاني عن الثالث أنّ الزّنْج سُود سُود، ونا حرياق عن تباق قال: مطرُ الربيع ماءٌ كلّه. ونا دُرَيْد عن رشيد قال: الأعمى يمشي رويدًا، فتعجّبت، وقصدْتُه خلْوةً، فرحَّب بي، فرأيت منه
__________
1 في عداد المجهولين.
2 انظر تهذيب ابن عساكر "2/ 409".
3 انظر تهذيب ابن عساكر "1/ 443".
4 انظر تهذيب ابن عساكر "2/ 120-122"(26/508)
جميل الأدب، فقلت: تحيَّرت في أمر الشيخ، فقال: إن السلطان أراداني على عملٍ لم أكن أُطِيقه، فأبيتُ، فحبسني، ولم أجد وجهًا لخَلاصي، فَتَحَامَقْتُ، فها أنا في أرغد عيش.
464- إسماعيل بن عمران1:
أبو علي السّعْدي اللُّغوي.
أخذ عن: الأنباري.
حرف الحاء:
465- الحسن بن أحمد2:
أبو الغادي البغدادي الزّاهد.
من مشايخ الصُّوفيّة، كثير الأسفار، نزل مَرْو.
يحكي عن إبراهيم بن شَيْبان، وغيره.
روى عنه: الحاكم، وأبو سعد الماليني، وأبو علي بن حمكان الفقيه.
466- الحسن بن أحمد البغدادي3 السَّقْطي:
عن البَغَوِي وغيره.
وعنه: عبد العزيز الأزجي، ووثَّقه.
467- الحسن بن أحمد بن جعفر4:
أبو القاسم البغدادي الصُّوفي.
روى عن: أبي بكر بن زياد النيسابوري، وإسماعيل الورّاق، وجماعة.
وعنه: عُبَيْد الله بن أحمد الزهري الصَّيْرَفي، ومحمد بن عمر بن بُكَيْر.
توفِّي في حدود الثمانين وثلاثمائة، والله أعلم.
حرف الصاد:
468- صاعد:
أبو نصر البغدادي5 المقرئ.
قدِمَ الأندلس سنة خمسٍ وسبعين، وكان قد قرأ القرآن على ابن مجاهد، وسمع منه كتاب "السبعة"، وكان له نصيب من العربية.
توفِّي سنة ست وسبعين، أو نحوها. قال ابن الفرضي.
__________
1 انظر السابق.
2 انظر تاريخ بغداد "7/ 274".
3 انظر تاريخ بغداد "7/ 274".
4 انظر تاريخ بغداد "7/ 276".
5 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 204".(26/509)
حرف الطاء:
469- طلحة بن عمر الحذاء1:
بغداديّ يروى عن: الباغَنْدِي، وأبي القاسم البَغَوِي.
وعنه: بشْرى الفاتني، وعبد العزيز الأزجي.
حرف العين:
470- عبد الله بن الحسين2:
أبو محمد بن الشيلماني الخلال.
سمع: محمد بن محمد التُمّار، صاحب يحيى بن مَعين، وأبا القاسم البَغَوِي.
وعنه: أحمد بن محمد العتيقي، والأَزْجي، ومحمد بن علي القساري.
وثَّقه أبو محمد الخلّال.
471- عَبْد الله بْن محمد بْن أيّوب3 بْن حيّان:
أبو محمد الدمشقي القطّان الحافظ.
سمع: أبا بكر الخرائطي، ويعقوب الجصَّاص، وأبا العبّاس بن عُقْدَة، ومحمد بن مَخْلدَ، وأبا سعيد بن الأعرابي، وطبقتهم بالشام، والعراق، والحجاز، والجزيرة.
وعنه: تمَّام الرّازي، وعبد الله بن محمد، وإبراهيم بن عطيّة، ومحمد بن عَوْف المزني، وجماعة.
472- عبد السلام بن حسين4:
أبو طالب المأموني.
من فُحُول الشعراء، له مدائح في الصّاحب بن عبَّاد وغيره.
فمن شعره:
يا رَبْعُ لو كنتُ دمعًا فيك مُنْسَكبا ... قضيتُ نَحْبي ولم أقض الذي وجبا
__________
1 انظر تاريخ بغداد "9/ 350".
2 انظر تاريخ بغداد "9/ 441".
3 انظر تاريخ دمشق "3/ 341".
4 انظر يتيمة الدهر "4/ 149".(26/510)
وعُصْبَةً بات فيها الغَيْظُ متَّقِدًا ... إذْ شُدْتُ لي فَوْقَ أعناقِ العِدَا رُتَبا
لكُنْتُ يوسفَ والأسباط هم وأبو الأ ... سباط أن ودعواهم دمًا كذبا
473- عبد المؤمن بن عبد المجيد1:
أبو يعلى النَّسَفي.
عن: محمد بن إبراهيم البوسَنْجِي، وإبراهيم بن مَعْقِل.
وعنه: جعفر بن محمد التويني.
مات بعد الستين.
474- عثمان بن عمر بن عبد الرحمن الفقيه2:
أبو عمر البغدادي الشافعي، ويُعرف بابن أخي النّجّار.
سكن دمشق، وسمع من: ابن جَوْصَا، ومحمد بن يوسف الهروي، وأبي الطيب ابن عَبَادِل، وجماعة.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بن عُمَر بن أَبِي نصر، وتمَّام الرّازي، والحافظ عبد الغني، وأبو سعد الماليني، وغيرهم.
475- عثمان بن محمد3:
أبو عمرو العثماني البصْري.
حدَّث بدمشق وأصبهان عن: محمد بن الحسين بن مكرم، وخَيْثَمَة الأطْرَابُلُسي، وجماعة.
وعنه: ابن المقرئ وهو أكبر منه، وتمَّام، وابن مَرْدَوَيْه، وأبو نعيم، وغيرهم.
476- علي بن الحسن بن أحيد4:
أبو الحسن البلْخي القطّان.
سمع: المَحَامِلي، وأبا العباس بن عُقْدَة، وإسحاق بن شبيب البلْخي.
وعنه: يوسف القوَّاس الزّاهد، وهو أكبر منه، وتمَّام الرّازي، والحاكم.
تُوُفّي بعد السبعين وثلاثمائة.
__________
1 لا بأس به.
2 لا بأس به.
3 انظر حلية الأولياء "2/ 196".
4 انظر تاريخ بغداد "11/ 381".(26/511)
477- علي بن محمد بن حبش1:
أبو الحسن الأنباري الكاتب، من بيت حشمة وتقدُّم.
روى عن جعفر الفِريْابي.
وعنه: أبو القاسم التَّنُوخيّ، وأبو العلاء الواسطي.
عاش نحوًا من تسعين سنة.
478- علي بن محمد بن مهدي2:
أبو الحسن الطَّبري المتكلِّم الأَصُولي.
رحل في طلب العِلْم، وصحب أبا الحسن الأشعري بالبصْرة مدّة، وتخرَّج به، وصنَّف التصانيف، وتبحَّر في عِلمِ الْكلام، وهو مؤلف كتاب "مشكل الأحاديث الوارادة في الصفات".
وروى عنه: أبو سعد الماليني.
وهو يروى عن أصحاب محمد بن إسحاق الصنعاني، والعطاردي.
479- عمر بن محمد بن أحمد بن مقبل:
أبو القاسم بن الثلاج.
شيخ بغداديّ هالك، كان كثير الأسفار، حدَّث في الغُرْبة عن المحاملي.
وروى عنه أبو سعيد الماليني.
قال أبو سعيد الإدريسي: قَدِمَ علينا وكان متَّهَمًا بالكذب.
حرف اللام:
480- لؤلؤ القيصري:
مولى4 المقتدر بالله.
سمع بدمشق وغيرها: هشام بن أحمد، والحسن بن حبيب، وقاسم بن أحمد المَلَطي، وأحمد بن إبراهيم بن غالب البلدي، وجماعة.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "12/ 87".
2 انظر طبقات الشافعية الكبرى "2/ 312".
3 انظر تاريخ بغداد "11/ 261"، ولسان الميزان "4/ 326".
4 انظر تاريخ بغداد "13/ 18".(26/512)
وعنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ، ومحمد بن عمر بن بُكَيْر، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي.
كنيته أبو مُحَمَّد.
حرف الميم:
481- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحَسَن1:
أبو الحسن الكرخي، نزيل بيت المقدس.
سمع: أبا سعيد بن الأعرابي، وخيثمة بن سليمان، وعثمان بن محمد الذهبي، وجماعة.
وعنه: أبو الفرج عُبَيْد الله المراغي، وانتقي عليه الحافظ عبد الغني المصري.
482- محمد بن أحمد بن محمد بن مهدي2:
أبو عبد الله الإسكافي الشاهد.
بغداديّ فاضل، سمع أبا القاسم البَغَوِي، وابن أبي داود، وابن صاعد، وابن نيروز، ومحمد بن هارون الحَضْرَمي، وابن مجاهد، ونفطَوَيْه، وابن دُرَيْد، وأحمد بن علي الْجَوْزَجاني، وابن الأنباري، وابن مَخْلَد العطّار، وطائفة. روى عنه أبو نُعَيم وأبو سعيد النّقّاش الأصبهانيّان، لقياه ببغداد، وله تاريخ كبير على السّنين والحوادث، وما كأنّه بقي إلى هذا الوقت.
وقد ذكره ابن النّجّار، وقال: قرأت في كتاب أبي طاهر أحمد بن الحسن الكرجي بخطِّه: مات أبو العبّاس محمد بن أحمد بن مهدي الشاهد في رجب سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاث مائة.
قلت: هذا رجل آخر، لو بقي الإسكافي إلى هذا الحين لازْدَحَمُوا عليه.
483- محمد بن أحمد بن يعقوب3:
أبو العباس المصيصي.
__________
1 انظر تاريخ دمشق "36/ 282".
2 لا بأس به.
3 في عداد الضعفاء، ويراجع "تاريخ بغداد".(26/513)
روى عنه: علي بن عبد الحميد الغضائري، وأبو عَرُوبة، وأحمد بن بكرون الدَّسْكَري، والحسن بن علي الْجَوْهري.
ضعَّفه الخطيب.
484- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه1 بْن بُنْدار:
أبو زرعة الأستراباذي المؤذن المعلم، المعروف باليمني.
سمع: أبا القاسم البَغَوِي ببغداد، وأبا عَرُوبَة بحَرّان، وأبا العبّاس السّرّاج بنَيْسَابور، وعلي بن الحسين بن معدان بفارس، وابن جَوْصَا بدمشق.
وعنه: حمزة السَّهمي.
485- محمد بن إبراهيم بن عبد اللَّه2:
أبو هُمَام الطُّوسي الحافظ.
سمع: أبا العباس بن عُقْدَة، وعبد الله بن محمد الحامض، والمَحَامِلي.
وعنه: عبد الغني بن سعيد، وأحمد بن الحسن الطّيّان، وعلي بن السمسمار، وغيرهم.
486- محمد بن إبراهيم بن سَلَمة3:
أبو الحسن الكُهَيْلي الكوفي.
سمع: محمد بن عبد الله الحضرمي مُطَيّنًا، وغيره.
وعنه: الحسين بن أحمد الرازي.
487- محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد بن مهران، أبو بكر الصفار البغدادي الضرير.
سمع محمد بن صالح بن أبي عصمة بدمشق، وعبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس، ومحمد بن محمد بن النفاح بمصر، وأبا عروبة بحرَّان، والبغوي ببغداد، وعنه الدارقطني، وحمزة السهمي، وإبراهيم بن عمر البرمكي، وعلي بن المحسن التنوخي، وأبو محمد الجوهري.
__________
1 انظر تاريخ جرجان "540".
2 لا بأس به.
3 في عداد المجهولين.(26/514)
وقال البرقاني: ثقة فاضل، أصله من الشام، قال لي: ولدت سنة تسع وثمانين ومائتين.
قلت: حدَّث سنة إحدى وسبعين.
488- محمد بن إسحاق1 بن دارا الأهوازي.
عن: أحمد بن الحسن المصري، وإبراهيم بن محمد النّاقد.
وعنه: أبو علي الأهوازي، والحسين بن أحمد بن سهل.
قال الخطيب: غير ثقة.
489- محمد بن الحسن بن سليمان2:
أبو النَّصْر الهَرَوِي السّمسار.
سمع: الحسين بن إدريس، وعبد الله بن عُرْوَة الفقيه.
وعنه: أبو يعقوب الفرات.
490- محمد بن أبي كريمة3:
أبو علي الصَّيْدَاوِي.
سمع: ابن جَوْصَا، وأبا الدَّحْداح، وأحمد بن محمد بن عاصم، وجماعة.
وعنه: الخصيب بن عبد الله القاضي، وأبو سعد الماليني، وصالح بن المَيَانجي، وأحمد بن الحسن الطّيّان، وآخرون.
491- محمد بن الحسن بن علي4:
أبو طاهر الأنطاكي المقرئ المحقّق.
قال أبو عمرو الدّاني: هو من أجَلِّ أصحاب إبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي وأضبطهم، روى عنه القراءة جماعةٌ من نُظَرائه كابن غلبون، وقيل: إنّه توفِّي قبل سنة ثمانين وثلاثمائة بيسير، مُنْصَرَفَه من مصر.
وقال غيره: قرأ علي ابن عبد الرزّاق، وعتيق بن عبد الرحمن الأَذَني.
وروى عنه: علي بن داود الداراني، وعلي بن محمد الجبّان، وفارس بن أحمد الضَّرير، وعبد المنعم بن غلبون، وتصدَّر للإقراء مدة.
__________
1 في عداد الضعفاء.
2 لا بأس به.
3 انظر تهذيب ابن عساكر "5/ 141".
4 انظر معرفة القراء "1/ 277".(26/515)
492- محمد بن الحسين بن إبراهيم1 بن عاصم:
أبو الحسن الآبُري السّجِسْتَاني، وآبُر: من قُرَى سَجَستان. محدِّث مشهور.
سمع: أبا العبَّاس السرَّاج، وابن خزيمة، وأبا عَرُوبة الحَرّاني، وأبا نُعَيم بن عَدِيّ، ومحمد بن يوسف الهَرَوي، ومَكْحَولًا0 البيروتي، ومحمد بن الربيع الجيزي، وجماعة.
وعنه: علي بن بُشْرَى اللَّيثي، ويحيى بن عمَّار السِجِسْتانيّان.
وصنَّف كتابًا كبيرًا في مناقب الشافعي.
توفِّي قريبًا في سنة سبعين وثلاثمائة.
493- محمد بن الخضر بن زكريا2 بن أبي خرّام:
أبو بكر البغدادي المقرئ.
ثقة، حدَّث عن أبي القاسم البَغَوِي.
وعنه: أبو العلاء الواسطي، والتَّنُوخي.
494- محمد بن الطيّب بن محمد3:
أبو الفرج البغدادي الحافظ البلّوطي.
سمع: أبا بكر بن داود، وأبا ذَرّ بن الباغَنْدِي، ومحمد بن سليمان النَّعال، وحدَّث بالأهواز وغيرها.
روى عنه: ابن أبي الفوارس، وأبو نُعَيم، وأبو بكر بن أبي الذّكْوَاني.
495- محمد بن عبد الله "....."4 السياري الهَرَوِي.
سمع: أحمد بن نجدة بن العريان.
وعنه: أبو يعقوب القَرّاب.
496- محمد بن عبد ربه الجيلي5 العدوي الطبيب:
__________
1 انظر الإكمال "1/ 123"، وطبقات الشافعية "2/ 149".
2 انظر تاريخ بغداد "5/ 241".
3 انظر تاريخ بغداد "5/ 378".
4 بياض في الأصل.
5 انظر تاريخ بغداد "3/ 224".(26/516)
دبَّر مارستان مصر في دولة الإخشيذية، وأخذ المنطق عن أبي سليمان محمد بن طاهر بن بهرام السِجِسْتاني.
وعبر الأندلس سنة ستين وثلاثمائة، وخدم المستنصر بالله وابنه المؤَيّد بالله.
وكان قليل النّظير في الطّبّ، وله مصنَّفات.
497- محمد بن علي بن يحيى1:
أبو بكر البغدادي، العريف، البزاز.
سمع: أبا القاسم البَغَوِي، وابن أبي داود.
وعنه: العتيقي، ومحمد بن علي الصباري.
وهو ثقة.
498- محمد بن عمر بن شَبوَيه2:
أبو علي الشبويي المَرْوَزي.
سمع "صحيح البُخَارِي" سنة ستّ عشرة وثلاث مائة من الفَرَبْري، وكان ثقة مقبولًا؛ سمع منه الكتاب أهل مَرْو سنة ثمانٍ وسبعين وثلاث مائة، ورواه عنه سعيد ابن أبي سعيد العيار.
قال أبو بكر السماني: لما توفِّي الشبوبي سمع الناس "الصحيح" من أبي الهيثم الكُشْمِيْهَني.
وكان أبو علي من كبار الصُّوفيّة؛ ذكره السُّلمي فقال: كان من أصحاب أبي العبّاس السيَّاري، له لسان ذَرِب في علوم القوم، وكان الأستاذ أبو علي الدقاق يميل إليه، وكان كتب الحديث، وهو الذي رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: قلت يا رسول الله: "شيبتني هود والواقعة"؛ ما الذي شيبك منهما؟ قال: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْت} [هود: 112] .
499- محمد بن غريب بن عبد الله3:
أبو بكر البغدادي البزاز، غلام ابن مجاهد.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "5/ 89".
2 انظر الإكمال "5/ 107"، واللباب "2/ 183".
3 انظر تاريخ بغداد "5/ 147".(26/517)
سمع: أحمد بن محمد بن الجعد الوشَّاء، وجعفر بن محمد الفِرْيابي، وعلي بن حمَّاد الخشَّاب راوي مُوَطَّأ سُوَيْد، عن ابن الْجَعْد الوشَّاء، عن سُوَيْد.
وقَعَ لنا من طريقه.
500- محمد بن محمد بن عُبَيْد بن أحمد بن مَخْلَد1:
أبو بكر العسكري بن الدّقّاق، أخو الحسن، وهو الأصغر.
سمع: أباه، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، وأبا بكر بن أبي داود، وأبا أحمد بن هارون، ويوسف الشطوي، وأبا العباس بن مسروق.
روى عنه: بُشْرَى الفاتني جُزْءًا سمعناه، وأبوه يروي عن زكريا بن يحيى بن أسد، وجماعة.
501- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوهّاب2:
أبو زُرْعَة. عن: أبي عصمة العُكْبَري القاضي.
روى عن: البَغَوِي وجماعة.
روى عنه: عبد العزيز الأزجي.
502- محمد بن محمد بن مُعَاذ:
أبو بكر3 المقرئ، بغداديّ مُوَثَّق.
يروى عن: البَغَوِي.
وعنه: أبو العلاء الواسطي، وعبد العزيز الأزجي.
503- محمد بن يوسف بن يعقوب4:
أبو بكر الرَّقِّيّ، ويقال: أبو عبد الله.
محدّث واسع الرّحلة.
سمع: ابن الأعرابي بمكّة، وعبد الله بن عمر بن شَوْذب بواسط، وإسماعيل بن الصّفّار ببغداد، وخَيْثَمَة بن سُلَيمان بالشام، وعبد الله بن فارس بأصبهان.
__________
1 لا بأس به.
2 لا بأس به.
3 انظر تاريخ بغداد "3/ 224".
4 انظر تاريخ بغداد "3/ 409".(26/518)
وعنه: أبو الحسين بن جُمَيْع، وهو أكبر منه، وإن كان قد عُمَّر بعده دهْرًا، وأحمد ابن الحسن الطّيّان، وأبو العلاء الواسطي، وعبد العزيز بن علي الأَزْجِي، وأبو الحسن بن عبد الرحمن بن أبي نصر، وغيرهم.
رماه الخطيب بالكَذِب، وذكر له حديثًا تفرَّد به الطَّبَراني، بسنده "إذا كان يوم القيامة جاء أصحاب الحديث بأيديهم المحابر"1، ثم قال الخطيب: الحَمْل في وضعه على الرقي.
504- محمد بن هاشم الخالدي2:
المَوْصِلي الشاعر المشهور، ابن وعلة بن عرام بن عثمان بن بلال الشاعر، وكان من شعراء هذا العصر.
وقد اشتريت مرّة المجلَّد الرابع من شعر الخالدين، ونسبتهما هذه إلى قرية الخالديّة، وهي من أعمال المَوْصِل.
وكان محمد الأكبر، وكان قد قَدِمَ دمشقَ في صُحْبة الملك سيف الدولة بن حمدان، وكان من خَوَاصّ شُعَرائه، وهما شاعران مُحْسِنان مُجَوَّدان متوافِّقان في النظم، قد اشتركا في نَظْم كثيرٍ من الشعر، وكان السّريّ بن الرفَّاء يبغضهما ويبغضانه، وينال منهما سبًّا وهجاء.
فلمحمد، وزعم الرفاء أنه لكشاجم:
محاسِنُ الدَّيْر تسبيحي ومِسْبَاحِي ... وخَمْرُهُ في الدُّجَى صُبْحي ومِصْبَاحي
أقَمْتُ فيه إلى أنْ صار هَيْكَلُهُ ... بيتي ومفتاحه للحُسن مُفْتَاحي
ولمحمد:
والبدر منتقب بغيم أبيض ... هو فيه بين تَخَفُّرِ وتَبَرُّج
كَتَنَفُّسِ الحسناء في المِرْآةِ إذ ... كَمُلَتْ مَحَاسِنُها ولم تَتَزَوّجِ
ولسعيد:
أَما تَرَى الغَيْمَ يا من قلبه قاسٍ ... كأنه أتى مقياسًا بمقياس
__________
1 انظر تاريخ بغداد "3/ 410".
2 انظر سير أعلام النبلاء "6/ 386"، وفوات الوفيات "1/ 339".(26/519)
قَطْرٌ كَدَمْعي وبْرقٌ مثل نارِ جوّي ... في القلب منِّي ورِيحٌ مثل أَنفاسي
ولأبي إسحاق الصابي في الخالدين:
أرى الشاعرين الخالديين سيرا ... قصائد ينفي الدهر وهي تخلد
جواهر أبكار لَفظٍ وغُرْبَة ... يُقَصّر عنها راجِزٌ ومقصَّدُ
تنازَعَ قَوْمٌ فيهما وتناقَضُوا ... ودام جِدَالٌ بينهم يتردَّدُ
فطائفةٌ قالت: سعيد مقدَّم ... وطائفة قالت لهم: بل محمد
وصاروا إلى حُكْمي فأصْلَحْتُ بينهم ... وما قلت إلّا بالتي هي أرشدُ
هما لاجْتماعٍ الفضْل روح مؤلّف ... ومَعْنَاهُما من حيث ما شئتَ مُفردُ
كذا فَرْقد الظَّلماء لما تشاكلا ... على أشكال هل ذاك أو ذاك أنجد
505- محمد بن يوسف بن عمار1:
أبو الحسين الحريكي البغدادي المقرئ، إمام جامع البصرة.
أدركه سنة إحدى وسبعين عيسى بن سعيد بن سعدان الكوفي القُرْطُبي، وقرأ عليه أبو الحسن طاهر بن غلبون برواية حمزة بالبصْرة، عن قراءته على أبي الحسين بن بويان، وقد روى عن البَغَوِي، وابن صاعد، وابن أبي داود، وابن جَوْصَا، وجماعة.
روى عنه: محمد بن الحسين بن جرير الدشتي الأصبهاني، لقيه بالأهواز، وأما أبو عمرو الدّاني فذكر أنّه بصْري، وأنّه أخذ القرآن عَرْضًا عن ابن مجاهد، وابن شنبوذ، وابن بويان، وغيرهم. وسمع من البَغَوِي.
قرأ عليه غير واحد من شيوخنا.
توفِّي بعد السبعين.
506- منصور بن عبدوس2:
أبو رافع.
سمع: محمد بن محمد الباغَنْدي، وعبد الله بن زيدان البجلي.
__________
1 انظر معرفة القراء الكبار "1/ 278".
2 في عداد المجهولين.(26/520)
وعنه: صاعد بن محمد بن القاضي الهَروِي.
507- موسى بن محمد بن جعفر1 بن عَرَفة السّمسار:
أبو القاسم البغدادي.
عن: محمد بن حرب، وأبي يعلى الموصلي، وعبد الله المدائني، وغيرهم.
وعنه: القاضي الطبري، وأبو حازم الفرَّاء، والعتيقي.
قال ابن الفراء: تكلَّموا فيه.
حرف النون:
508- نصر بن أحمد بن هُرْمزينا النهرواني.
عن البغوي، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وغيرهما، وعنه أبو العلاء الواسطي، وأبو القاسم الأزهري.
حدَّث قبل الثمانين.
حرف الهاء:
509- هارون بن أحمد:
أبو القاسم القطان.
عن البغوي، وغيره، وعنه: ابن المذهب، وعمر بن إبراهيم الفقيه.
روى حديثًا منكرًا.
حرف الياء:
510- يحيى بن مسعر بن محمد بن يحيى2:
أبو زكريّا التنُوخي المقرئ.
سمع أباه، وأبا عَرُوبَة الحرّاني، وعبد الرحمن بن عمرو الرَّحْبي، وأبا عُبَيْد بن حَرْبَوَيْه القاضي، ومحمد بن يوسف الهَروي، وعبد الصمد بن سعيد الحمصي، وطائفة سواهم.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "13/ 64".
2 لا بأس به.(26/521)
وعنه: أبو بكر محمد بن علي بن حميد، وجعفر، وأحمد، ومحمد بنو عبد الله بن حياة، وأبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المَعَرّيون.
وفي مشيخة ابن أبي الصقر الأنباري: نا أبو العلاء: نا يحيى بن مسعر، ثنا أبو عروبة، فذكر حديثًا.
511- يوسف بن محمد بن أحمد1:
أبو القاسم الواسطي المقرئ الضرير، تلميذ يوسف ابن يعقوب، إمام جامع واسط.
قرأ عليه محمد بن الحسين الكارزيني، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي.
بقي إلى بعد السبعين.
الكنى:
512- أبو محمد بن مطران الشّاشي2:
شاعر مُفْلِق، وهو القائل:
عَوَانٌ أَعَارَتْها المَهَا حُسْنَ مَشْيها ... كما قد أَعَارَتْها العُيُون الجآذِرُ
فمن حُسْن ذاك المَشْي جاءتْ وقَبّلَتْ ... مَواطئَ من أَقْدَامِهَنّ الضفائر
ومن شعره:
مُهَفْهَفَةٌ لها نصف قضيب ... كَخَوْطِ البان في نصف رَداحِ
حكت لونًا ولينًا واعْتِدالًا ... ولحظًا قاتلًا سمر الرماح
آخر الطبقة، والحمد لله وحده.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر يتيمة الدهر "4/ 108-115".(26/522)
الفهرس العام للكتاب:
قم الصفحة الموضوع
"الطبقة السادسة والثلاثون"
"351-380هـ"
"أحداث سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة"
3 المغلات الخراجية.
3 دخول الروم عين زرية.
4 دخول الروم حلب.
4 الشيعة يلعنون معاوية.
5 الروم يأسرون أبا فراس الحمداني.
5 وفاة الوزيرالمهلبي.
5 وفاة دَعْلَج بن أحمد.
5 وفاة محمد بن الحسن النقاش.
5 وفاة محمد بن داود الدفي.
"أحداث سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة"
5 الاحتفال بعاشوراء.
6 تقليد القضاء بالعراق لابن أكثم.
6 مقتل ملك الروم نقفور.
6 إصابة سيف الدولة بالفالج.
6 الاحتفال بعيد غدير خُمّ.
6 من عجائب المخلوقات، رجلان ملتصقان.
7 وفاة خولة أخت سيف الدولة.(26/523)
"أحداث سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة"
7 الاحتفال بعاشوراء.
7 نزول الدُّمُشْتق على المصيصة.
7 سيف الدولة يرسل حديدًا للقرامطة.
8 دخول ناصر الدولة إلى الموصل.
8 الدمستق يهدي سيف الدولة هدايا.
8 عمل خيمة عظيمة لسيف الدولة.
"الوفيات"
8 بندار بن الحسين الشيرازي.
8 محمد بن أحمد بن خروف.
8 إبراهيم بن محمد بن حمزة.
8 سعيد بن عثمان بن السكن.
8 علي بن يعقوب بن أبي الغوث.
8 محمد بن هارون بن شعيب.
8 بكار بن أحمد.
"أحداث سنة أربع وخمسين وثلاثمائة"
8 الاحتفال بعاشوراء.
8 وثُوب غلمان سيف الدولة على غلامه نجا الكبير.
8 سيف الدولة يملك خلاط.
9 وفاة أخت معز الدولة.
9 ملك الروم يبني لقيسارية يستولي على المصيصة وطرسوس.
10 خروج ركب الحج.
10 وفاة أبي الطيب المتنبي.
10 اشتداد الحصار على أهل طرسوس وسقوطها.(26/524)
10 غزو سيف الدولة في بلاد الروم.
11 ولاية رشيق النُّسَيْمي على أنطاكية.
"من حوادث سنة خمس وخمسين وثلاثمائة"
11 قدوم أبي الفوارس من الأسر إلى ميارفارقين.
11 مقتل رشيقة النُّسَيْمي.
11 الفداء بين المسلمين والروم.
12 القتال بين سيف الدولة ودِزْبَر.
12 الفتنة بين ركن الدولة والخراسانية.
13 خروج طاغية الروم إلى بلاد الشام.
13 سيف الدولة يشحن حلب.
13 مسير سيف الدولة إلى قنسرين.
14 الإيقاع بسرية الروم.
14 ارتداد نائب أنطاكية.
14 قدوم الغزاة الخراسانية ميافارقين.
"من سنة ست وخمسين وثلاثمائة"
15 الخراسانية يغزون بلد ابن مسلمة.
15 عودة الخراسانية إلى بلادهم.
15 موت سيف الدولة.
15 أبو المعالي يقبض على تقى.
15 تغلب يقبض على ملك أبيه ناصر الدولة.
16 دخول أبي المعالي حلب.
16 نزول الروم علي رعبان.
16 عسكر حلب يفتحون حصن سرجون وسن الحمراء.
16 وقوع سرجون في الأسر.(26/525)
16 غزوة الخراسانية مع لؤلؤ الجراحي.
16 انتصار المسلمين على الروم بنواحي المصيصة.
16 مسير ألفي فارس من الترك إلى مصر.
16 ابن عيسى وابن شاكر يقاتلان الروم.
"أحداث سنة سبع وخمسين وثلاثمائة"
17 مقتل أبي فراس.
17 موت كافور صاحب مصر.
17 وقوع الخلف بين الكافورية وأبي الفوارس.
17 نقفور ينازل أنطاكية ومعرة مصرين.
17 غزوة نقفور في بلاد الشام.
"عود إلى حوادث سنة خمس وخمسين وثلاثمائة"
18 الاحتفال بعاشوراء.
18 مهلك ركب الشام ومصر والمغرب.
18 جيش الخراسانية يغزو الروم.
"أحداث سنة ست وخمسين وثلاثمائة"
18 الاحتفال بعاشوراء.
18 موت معز الدولة بن بويه.
"أحداث سنة سبع وخمسين وثلاثمائة"
19 الاحتفال بعاشوراء.
19 امتناع الحج من الشام ومصر.
19 فتنة الأمير ابن المستكفي على ابن المعتضد العباسي.
20 دخول ملك الروم حمص.
20 خروج أبي المعالي من حلب.
20 غزو الروم إلى ناحية ميافارقين وأرزن.(26/526)
20 صعوبة الحج.
20 القرامطة في دمشق.
21 القرامطة يَسْبُون الرملة وأعمالها.
"أحداث سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة"
21 الاحتفال بعاشوراء.
21 القحط ببغداد.
21 الروم يغيرون على الشام.
21 جوهر القائد يملك مصر.
21 والد المرتضي يحج بالناس من العراق.
21 ابن طُغْج الإخشيدي يلي إمرة دمشق.
21 ابن سيف الدولة يقاتل أهل حلب.
21 الروم يستولون على أنطاكية.
22 جعفر بن فلاح القائد يتملك دمشق.
"أحداث سنة تسع وخمسين وثلاثمائة"
22 الاحتفال بعاشوراء.
22 سقوط أنطاكية بيد نقفور.
22 مقتل نقفور.
22 انقضاض كوكب عظيم بالعراق.
23 الحج من بغداد.
"أحداث سنة ستين وثلاثمائة"
23 الاحتفال بعاشوراء.
23 مرض المطيع لله.
23 ابن معروف يتقلد قضاء القضاة.
23 وثُوب العامة بالمطهر بن سليمان.(26/527)
23 الإعلان بحيَّ على خير العمل بمآذن دمشق.
23 موت جعفر بن الفلاح.(26/528)
"وفيات سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
24 1- أحمد بن إبراهيم بن جامع، السُّكّري.
24 2- أحمد بن محمد بن خليع البغدادي.
24 3- أحمد بن محمد بن أبي دارم التميمي الكوفي.
24 4- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الموت المكيّ.
25 5- أحمد بن محمد بن عبد الله القاضي النيسابوري الحنفي.
25 6- إبراهيم بن علي بن عبد الله الأعلى، الهُجَيْمي البصري.
26 7- إسماعيل بن بدر بن إسماعيل، القرطبي.
"حرف الحاء"
26 8- الحسن بن إسحاق بن يليل المغربي.
26 9- الحسن بن علي بن الفضل، المعافري ابن كبّه.
26 10- الحسن بن محمد بن هارون الوزير المهلّبي.
27 11- الحسن بن محمد بن يحيى الحسيني.
27 12- الحسين بن الفتح النيسابوري الفقيه الشافعي.
"حرف الدال"
27 13- دَعْلَج بن أحمد بن دعلج السجزي الفقيه.
"حرف السين"
29 - سَلْم بن الفضل.
"حرف العين"
29 14- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن مسعود.
30 15- عبد الله بن أحمد بن الحسين الخرقي.
30 16- عبد الله بن جعفر بن محمد بن الورد البغدادي المصري.
30 17- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي دليم القرطبي.
30 18- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعْفَر بْن شاذان البزّاز.(26/529)
31 19- عبد الله بن محمد بن أحمد الدمياطي.
31 20- عبد الباقي بن قانع بن مرزوق الأموي البغدادي.
31 21- عبد الرحمن بن إدريس بن الربيع المؤدّب.
31 22- عبد العزيز بن محمد بن سهل اللؤلؤي ابن قماشويه.
32 23- عبد العزيز بن إبراهيم بن بيان الكاتب البغدادي.
32 24- علي ابن الإمام أبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي.
32 25- علي بن جعفر بن أحمد بن علي الفريابي.
32 26- علي بن رُكَيْن المصري.
32 22- علي بن محمد بن عبد الله المروزي.
"حرف الميم"
33 28- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُوسَى النيسابوري المصاحفيّ.
33 29- محمد بن الحسن بن محمد النّقاش.
36 30- محمد بن سعيد أبو بكر الحربي الزاهد.
36 31- محمد بن الشبل بن بكر القيسي الأندلسي.
36 32- محمد بن علي بن الحسين المروزيّ.
36 - محمد بن علي بن دحيم الشيباني الكوفي.
36 33- محمد بن القاسم بن محمد بن سِياه العسّال.
37 340- محمد بن راهب الكشّي.
37 35- محمد بن مؤمن الكندي المصري النّحوي.
37 36- ميمون بن إسحاق البغدادي الصوّاف.
"حرف الهاء"
37 37- همَّام بن أحمد بن محمد القاضي.
"حرف الياء"
37 38- يحيى بن منصور بن يحيى النيسابوري.(26/530)
"وفيات سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
38 39- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله بن راشد المديني.
38 40- أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن سلمة البغدادي.
38 41- أحمد بن عبيد بن أحمد الصّفّار الحمصي.
39 42- أحمد بن محمد بن السّريّ الكوفي.
39 43- أحمد بن محمد بن سهلويه المزكّي النيسابوري.
39 44- أحمد بن محمود بن أحمد بن خليد الشمعي.
39 45- أحمد بن مطرّف بن عبد الرحمن الأزدي.
40 46- أحمد بن نصر الله بن محمد بن أشكاب الزّعفراني.
40 47- إسحاق بن إبراهيم التجيبي الطليطلي.
40 48- إسماعيل بن علي بن علي بن رَزين الخزاعيّ.
"حرف الجيم"
41 49- جعفر بن ورقاء بن محمد الشيباني.
"حرف الحاء"
41 50- الْحَسَن بْن محمد بْن عَبْد الله المهلّبي.
42 51- الحسن بن محمد بن رمضان الحميري.
43 52- حمدون بن محمد بن حمدون السجستاني.
"حرف الخاء"
43 530- خالد بن سعد الأندلسي.
"حرف العين"
43 54- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن إبراهيم الأبياني اليونسي.
43 55- عبد الله بن محمد بن مغيث الأنصاري القرطبي.
44 56- عبيد الله بن يحيى بن إدريس القرطبي.
44 57- عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد الهمذاني.(26/531)
45 58- عبيد الله بن آدم بن عبيد الدمياطي.
45 59- علي بن أحمد بن أبي قيس الرّفَّاء المعرّي.
45 60- علي بن إسحاق بن خلف المعروف بالزّاهي.
46 61- علي بن الحسين بن علي الفرّاء البغدادي.
46 62- علي بن محمد بن إبراهيم الحلّاب.
46 63- علي بن هارون بن علي البغدادي.
47 64- علي بن يعقوب بن إسحاق المؤذّن.
"حرف الميم"
47 65- محمد بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاق النيسابوري النّحوي.
47 66- محمد بن أحمد بن قاسم القرطبي.
47 67- محمد بن إسحاق بن مهران شاموخ.
48 68- محمد بن أحمد بن موسى الأهوازي.
48 69- محمد بن أحمد بن محمد المعاذي.
48 70- محمد بن أحمد بن الحسين النيسابوري.
48 71- محمد بن علي بن دُحَيْم الشيباني الصائغ.
49 72- محمد بن عبد الله بن محمد المزني المغفلي الهروي.
49 73- محمد بن علي بن حسن الرّمّاني الشرابي.
49 74- مُحَمَّد بْن عمر بْن الْحَسَن بْن عُبَيْد= ابن المسلمة.
49 75- محمد بن محمد بن أحمد بن مالك الإسكافي.
50 76- محمد بن وسيم الطليطلي الضّرير.
"حرف النون"
50 77- نصر بن جعفر بن علي المهلبي.
"حرف الواو"
50 78- الوليد بن عيسى بن حارث الأندلسي.(26/532)
"وفيات سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
51 79- أحمد بن إبراهيم بن يوسف التيمي.
51 80- أحمد بن ثابت بن أحمد الواسطي الكاتب.
51 81- أحمد بن قاج بن عبد الله الورّاق.
52 82- أحمد بن أبي بكر محمد بن الزاهد الحيريّ الشهيد.
52 83- إبراهيم بن محمد بن حمزة الأصبهاني.
"حرف الباء"
53 84- بكار بن أحمد بن بكار المقرئ.
53 85- بكير بن الحسين بن عبد الله الدرهمي الرازي.
54 86- بندار بن الحسين الشيرازي.
"حرف الجيم"
54 87- جعْفَر بْن محمد بْن أَحْمَد الواسطي المؤدب.
"حرف السين"
55 88- سعيد بن عثمان بن سعيد بن السَّكَن البزاز.
"حرف الشين"
55 89- شجاع بن جعفر البغدادي الورّاق.
"حرف العين"
56 90- عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن بندار المديني.
56 91- عبد الله بن عمر بن إسحاق المصري.
56 92- عبد الله بن محمد بن العباس الفاكهي المكي.
57 93- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحيري.
57 94- عبد الصمد بن الحسين بن يوسف الأزدي.
58 95- عبد الملك بن محمد المدني.
58 96- عبد الملك بن هذيل بن إسماعيل التميمي.(26/533)
58 97- عبد الواحد بن أحمد بن علي بن أبي الخصيب.
58 98- عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن الواثق الهاشمي.
58 99- علي بن إبراهيم المستملي النجاد.
58 100- علي بن الحسن بن دليل.
59 101- علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر.
"حرف القاف"
59 102- قاسم بن محمد بن قاسم مولى الوليد.
"حرف الميم"
60 103- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن خروف المدني المصري.
60 104- محمد بن أحمد بن أبي القاسم البغوي.
60 105- محمد بن أحمد بن عقبة المروزي.
60 106- محمد بن إبراهيم بن حسن النيسابوري.
61 107- محمد بن إسحاق بن أيوب بن كُوشيذ.
61 108- محمد بن الحسن بن عمر القرشي المعروف بابن مزاريب.
61 109- محمد بن عُبَيْد الله بن المَرْزُبان الواعظ.
61 110- محمد بن عثمان بن سعيد الأندلسي.
61 111- محمد بن مالك بن الحسن السعدي المروزي.
61 112- محمد بن محمد بن يحيى القرّاب الهوري.
62 113- محمد بن النعمان بن نصر العنسي إمام الجامع بصور.
62 114- محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري الدمشقي.
63 115- محمد بن هارون الطرزي نزيل طرسوس.
63 116- محرز بن جعفر الرازي الصوفي الزاهد.
63 117- مسلمة بن القاسم بن إبراهيم القرطبي.
64 118- مُعَلَّى بن سعيد التنوخي.
64 119- مكّي بن إسحاق بن إبراهيم البخاري.(26/534)
64 120- ميسرة بن علي القزويني.
"الكنى"
64 - أبو سعيد بن أبي بكر الحيري.
"وفيات سنة أربع وخمسين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
65 121- أحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن أحمد بن عطية البغدادي.
65 122- أحمد بن إبراهيم بن حوصل الكوفي البخاري.
65 123- أحمد بن الحسين بن الحسن، المتنبِّي الشاعر.
70 124- أحمد بن محمد بن إبراهيم الأصبهاني المؤدّب، يُعْرَف بابن دقّ.
70 125- أحمد بن محمد بن أحمد الكبشي.
70 126- أحمد بن يعقوب النحوي، المعروف ببرزويه.
71 127- إبراهيم بن محمد بن سهل التراب.
71 128- إبراهيم بن محمد بن أحمد بن بسام الهاشمي العبّاسي.
"حرف الباء"
71 129- بكر بن شعيب القرشي.
"حرف التاء"
71 130- تميم بن أحمد بن تميم البويطي المصري.
"حرف الشين"
72 131- شاكر بن عبد الله المصيصي.
"حرف الميم"
72 132- محمد بْن أحمد بْن عثمان المروزي.
72 133- محمد بن أحمد بن محمد المجهّز البزّاز.
72 134- محمد بن أبان بن سيد اللخمي القرطبي.
73 135- محمد بن إيراهيم الجوزي.
73 136- محمد بن إسحاق بن أيوب النيسابوري.(26/535)
73 137- محمد بن حبّان بن أحمد التميمي البستي الحافظ.
75 138- محمد بن الحسن بن يعقوب العطّار.
76 - محمد بن سليمان أبو طاهر بن ذكوان.
76 139- محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدويه الشافعي البزّاز.
77 140- محمد بن محرز بن مساور الأدمي.
77 141- محمد بن عمر بن إسماعيل الحطَّاب.
78 142- محمد بن القاسم بن عبد الرحمن الكِنْدي المصري الحذّاء.
78 143- محمد بن مكي بن أحمد بن سَعْدَوَيْه البردعي.
"حرف النون"
78 144- نُعَيْم بن عبد الملك بن محمد الإستراباذي.
"وفيات سنة خمس وخمسين وثلاثمائة""حرف الألف"
78 145- أحمد بن شعيب بن صالح البخاري الورّاق.
79 146- أحمد بن العبّاس بن عبيد الله المعروف بابن الإمام.
79 147- أحمد بن عبد الله بن حمشاذ النيسابوري.
79 148- أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل العجلي.
80 149- أحمد بن قانع بن مرزوق الفرضي.
80 150- أحمد بن محمد بن الحسين الخسروجرد.
80 151- أحمد بن محمد بن شارك الهروي.
81 152- أحمد بن محمد بن رزمة القزويني.
"حرف الحاء"
81 153- الحسن بن محمد بن عباس الرازي الفلّاس.
81 154- الحسن بن داوود بن علي العلوي النيسابوري.
82 155- الحسين بن أيوب الصيرفي شيخ المالكية.(26/536)
"حرف العين"
82 156- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن حامد البلخي.
82 157- علي بن الإخشيد صاحب مصر.
82 58- علي بن الحسن بن علّان الحرّاني.
"حرف الميم"
83 159- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الوهاب السلمي الضرير.
83 160- محمد بن أحمد بن بِشْر المزكّي الحنفي.
83 161- محمد بن الحسن بن الحسين بن منصور النيسابوري التاجر.
84 162- محمد بن أحمد بن زكريا النيسابوري.
84 163- محمد بن الحسن بن وليد الكلابي.
84 164- محمد بن الحسين بن علي الله الأنباري الوضاحي.
85 165- محمد بن صالح البستي.
85 66- محمد بن محمد بن عبدان النيسابوري.
85 167- محمد بن عمر بن محمد الجعابي التميمي.
89 168- محمد بن القاسم بن شعبان المصري المالكي.
90 169- محمد بن محمد بن عبيد الله الجرجاني.
90 170- محمد بن معمر بن ناصح الذهلي.
90 171- منذر بن سعيد بن عبد الله البلوطي الكزني.
"وفيات سنة ست وخمسين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
91 172- أحمد بن أسامة بن أحمد التُّجيبي المصري.
92 173- أحمد بن بويه الديلمي السلطان.
93 174- أحمد بن عبد الله بن محمد المزني الهروي.
94 175- أحمد بن عبد الله النصري الدمشقي العدل.
95 176- أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي.(26/537)
95 177- أحمد بن محمد بن إبراهيم السمرقندي.
95 178- أحمد بن محمود بن زكريا الأهوازي.
95 179- أحمد بن محمد بن خلف القرطبي.
96 180- إبراهيم بن محمد بن شهاب العطار الحنفي.
96 181- إسماعيل بن القاسم بن هارون أبو علي القالي.
"حرف الجيم"
97 182- جعفر بن محمد بن الحارث المراغي.
98 183- جعفر بن مطر النيسابوري.
"حرف الحاء"
98 184- حامد بن محمد بن عبد الله الرفا الهوري.
"حرف السّين"
99 185- سعيد بن أحمد بن محمد الفقيه.
"حرف العين"
99 186- العباس بن محمد بن نصر الرافضي.
99 187- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حبان قاضي طوس.
100 188- عبد الخالق بن الحسن بن محمد السقطي.
100 189- عثمان بن محمد بن بشر السقطي "سَنَقَة".
100 190- علي بن إبراهيم بن حماد الأزدي.
101 191- علي بن الحسين بن محمد الأصفهاني "صاحب الأغاني".
102 192- علي بن عبد الله بن حمدان التغلبي الجزري.
105 193- علي بن محمد بن خليع البغدادي الخياط.
105 194- عمر بن جعفر بن محمد الختلي.
"حرف الكاف"
105 195- كافور الخادم الإخشيدي.(26/538)
"حرف الميم"
108 196- مُحَمَّد بْن أحمد بْن إسماعيل المُعَيْطي.
108 197- محمد بن أحمد بن حمدان الزاهد.
108 198- محمد بن إبراهيم بن محمد بن الشيرجي المروزي.
109 199- محمد بن علي بن حسين البلخي.
109 200- موسى بن مردويه بن فورك الأصبهاني.
"حرف الياء"
109 201- يوسف بن عمر بن محمد القاضي.
"الكنى"
110 - سيف الدولة بن حمدان.
"وفيات سنة سبع وخمسين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
110 202- أحمد بن الحسن بن إسحاق الرازي المصري.
110 203- أحمد بن سعيد بن نصر البخاري.
111 204- أحمد بن القاسم بن كثير المصري اللكي.
111 205- أحمد بن محبوب المعروف بغلام أبي الأديان.
111 206- أحمد بن محمد بن رميح النخعي الفسوي.
112 207- أَحْمَد بْن أبي عِمْرَانَ مُوسَى بْن عِيسَى الجرجاني.
112 208- إبراهيم بن المقتدر بالله.
112 09- إبراهيم بن عبد الله الإفريقي القلانسي.
113 210- إبراهيم بن محمد بن الحسين القطان.
"حرف الباء"
113 211- بكار بن بكر بن أحمد السدوسي العراقي.
"حرف الحاء"
113 12- الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي.(26/539)
114 213- الحسن بن محمد بن حليم المروزي.
114 214- الحسين بن أحمد بن محمد البغدادي.
114 215- الحسين أحمد بن عتاب السقطي.
114 216- حمزة بن محمد بن علي الكناني المصري.
"حرف الدال"
116 217- درَّاس بن إسماعيل الفاسي، أبو ميمونة.
"حرف العين"
116 218- عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن الحسن المروزي النصري.
116 219- عبد الحميد بن الإمام أبي سعيد النيسابوري.
117 220- عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن العبّاس البغدادي.
117 221- عبد العزيز بن محمد بن زياد العبدي.
117 222- علي بن بندار بن الحسين الصوفي الصيرفي.
118 223- علي بن الفضل بن محمد الخزاعي.
118 224- عمر بن أكثم بن أحمد الأسدي.
118 225- عمر بن جعفر بن عبد الله الوراق.
"حرف الفاء"
119 226- الفضل بن محمد بن العباس الهروي.
119 227- فنك الخادم مولى كافور.
"حرف الكاف"
120 228- كافور الأستاذي الإخشيدي.
"حرف الميم"
120 229- محمد بن أحمد بن حاجب الكشّاني.
120 230- محمد بن أحمد بن إبراهيم الإسكافي القراريطي.
120 231- محمد بن أحمد بن علي بن مَخْلَد البغدادي الجوهري.
121 232- محمد بن أحمد بن شعيب الشعيبي.(26/540)
121 233- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن علي الحراني.
122 234- محمد بن علي بن محمد بن سهل البغدادي المعروف بابن الإمام.
122 235- محمد بن محمد بن عبد الحميد الفزاري الدمشقي.
122 236- محمد بن محمد بن الحسن الهاشمي.
123 237- محمد بن نصر الطبري.
123 238- مطرف بن عيسى الغساني إلبيري.
"حرف الهاء"
123 239- هارون بن محمد بن هارون العنزي الطحان.
"وفيات سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
123 240- أحمد بن إسماعيل بن يحيى الإسماعيلي.
123 241- أحمد بن حسن بن منده الأصبهاني الوراق.
124 242- أحمد بن عبد الرحمن بن محمد الذكواني.
124 243- أحمد بن القاسم الدقاق.
124 224- أحمد بن محمد بن سهل الطبسي.
124 245- أحمد بن يعقوب بن أحمد البغدادي.
125 246- إبراهيم بن أحمد بن الحسن القرميسيني.
125 247- إسحاق بن أحمد بن محمد الجوزقي الهروي.
"حرف الثاء"
125 248- ثوابة بن أحمد بن عيسى الموصلي.
"حرف الجيم"
126 249- جعفر بن محمد الجوهري.
"حرف الحاء"
126 250- الحسن بن أبي الهَيْجاء التغلبي.
126 251- الحسن بن علّان الخطابي.(26/541)
127 252- الْحَسَن بْن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن كَيْسان الحربي.
127 253- الحسن بن محمد بن يحيى العلوي.
127 254- الحسن بن أحمد الفارسي.
127 255- حيدرة بن عمر الزندوردي الظاهري.
"حرف الخاء"
128 256- الخليل بن أحمد الشاعر.
"حرف الزاي"
128 257- زيد بن علي بن أحمد العجلي الكوفي.
"حرف السين"
128 258- سيبويه المصري "أبو بكر محمد بن موسى".
"حرف العين"
129 259- عبد الملك بن علي الكازروني.
129 260- عبد الوهاب بن محمد بن سهل الملطي.
129 261- علي بن عبد الله بن علي الفارسي.
129 262- علي بن إبراهيم بن الفضل الكشاني.
129 263- علي بن عبد الله. عن معن الفارسي.
130 264- علي بن الفضل بن شهريار التاجر.
130 265- علي بن محمد بن أحمد بن حمّاد زغبة التجيبي.
"حرف الميم"
130 266- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الإبُرِيْسَم.
130 267- محمد بن أحمد بن إسماعيل الصرام.
130 268- محمد بن أحمد بن الحسن الضبيّ الهيستاني.
131 269- محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي.
131 270- محمد بن إبراهيم بن عبد الله الحضرمي.
131 271- محمد بن إسماعيل البغدادي.(26/542)
131 272- محمد بن جعفر بن دُرّان المصري.
132 273- محمد بن الحسين بن مهران الكاتب.
132 274- محمد بن العباس بن الوليد العنسي.
132 275- محمد بن عبد الله العسكري.
133 276- محمد بن عدي بن حمدويه السجزي.
133 277- محمد بن محمد بن إسحاق السراج.
133 278- محمد بن معاوية بن عبد الرحمن الأموي.
134 279- محمد بن يحيى بن عبد السلام الرباحي.
134 280- محمد بن موسى بن عبد العزيز الكِنْدي الصيرفي.
134 281- موسى بن إبراهيم بن النضر العطار.
134 282- منصور بن محمد بن منصور مولى بني هاشم.
"وفيات سنة تسع وخمسين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
135 283- أحمد بن بندار بن إسحاق الشعار.
135 284- أحمد بن جعفر بن بلال الأصبحي.
136 285- أحمد بن السندي بن حسن الحذاء.
136 286- أحمد بن طاهر النيسابوري.
136 287- أحمد بن عبد العزيز بن بدهين البغدادي.
136 288- أحمد بن محمد بن القطان البغدادي.
137 289- أحمد بن محمد بن يحيى الأشقر.
137 290- أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي العطار.
137 291- أحمد بن يوسف الأشقر.
"حرف الحاء"
138 292- حبيب بن الحسن بن داود القزاز.
138 293- السحن بن أحمد بن الحسن البيهقي.(26/543)
"حرف الشين"
138 294- شموّل الأمير مولى صاحب كافور.
"حرف الصاد"
139 295- صالح بن عمر العقيلي الأمير.
"حرف الطاء"
139 296- طلحة بن محمد بن إسحاق الصيرفي.
"حرف العين"
139 297- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن إسحاق الأصبهاني.
140 298- عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد المروزي الأنماطي.
140 299- عبد الرحمن بن محمد بن جعفر الأصبهاني المؤدّب.
140 300- عبد الصمد بن محمد بن حيَّويه البخاري.
140 301- علي بن بندار شيخ الصوفية.
141 302- علي بن محمد بن مسرور القيرواني الدَّبَّاغ.
141 303- علي بن محمد بن سعيد الموصلي.
"حرف الفاء"
141 304- الفتح بن عبد الله الفقيه الهروي.
"حرف الميم"
142 305- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سهل الإستراباذي.
142 306- محمد بن أحمد بن الحسن الصواف.
142 307- محمد بن أحمد بن حمدون الذهلي.
143 308- محمد بن الحسين الوزير.
143 309- محمد بن حاتم بن زنجويه الفرضي.
143 310- محمد بن طاهر بن علي الأصبهاني.
143 311- محمد بن عبد العزيز بن حسنون الإسكندراني.
144 312- محمد بن علي بن حبيش الناقد.(26/544)
144 313- محمد بن عيسى بن زيرك البروجردي.
144 314- محمد بن موسى بن أزهر الأندلسي الإستجي.
144 315- المنذر بن محمد بن المنذر السلمي الهروي.
144 316- المؤمل بن يحيى المصري.
"حرف الهاء"
145 317- هاشم بن أحمد بن غانم الغافقي.
"وفيات سنة ستين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
145 318- أحمد بن طاهر النيسابوري.
145 319- أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن خاقان النجاد.
145 320- أحمد بن ثابت بن الزبير التغلبي القرطبي.
146 321- إبراهيم بن يحيى الطليطلي.
146 322- إبراهيم بن هارون بن خلف المصمودي.
146 323- أسد بن حيون بن منصور الجذامي.
146 324- أسهم بن إبراهيم بن موسى السهمي.
"حرف الجيم"
147 325- جعفر بن فلاح الأمير.
"حرف الحاء"
147 326- الحسن بن علي بن الإمام أبي جعفر.
"حرف الزاي"
147 327- زيري بن مناد الحميري الصنهاجي.
"حرف السين"
147 328- سعيد بن عميرة الهروي.
147 29- سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الطبراني.
153 330- سهل بن أحمد بن عيسى أبو الفضل المؤذن.(26/545)
"حرف العين"
153 331- عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى بْن معاوية الطلحي.
153 332- عبد الله بن عمر بن أحمد البغدادي.
154 333- عمارة بن رفاعة بن عمارة المصري.
154 334- عمر بن أحمد بن محمد البغدادي.
154 335- عيسى بن محمد بن أحمد الطوماري.
"حرف الفاء"
155 336- الفضل بن الفضل بن العباس الكندي.
"حرف الميم"
155 337- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن زبارة العلوي.
156 338- محمد بن إبراهيم الأصبهاني.
156 339- محمد بن جعفر بن إبراهيم الفسوي.
156 340- محمد بن جعفر بن محمد النيسابوري.
157 341- محمد بن أحمد بن موسى الخلال القمي.
157 342- محمد بن جعفر بن محمد الأنباري.
158 343- محمد بن جعفر بن محمد بن كنانة البغدادي.
158 344- محمد بن الحسين بن محمد بن العميد الكاتب.
159 345- محمد بن الحسين بن عبد الله الآجُريّ.
159 346- محمد بن داود الدقي الدينوري.
160 347- محمد بن سليمان بن أحمد البعلبكي.
160 348- محمد بن صالح بن علي الهاشمي المالكي.
161 349- محمد بن طاهر بن محمد الصيرفي.
161 350- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أشته.
161 351- محمد بن الفرخان بن روزبه الدوري.(26/546)
"الكُنَى"
161 352- أبو القاسم بن أبي يعلى الشريف الهاشمي.
"من لم يحفظ وفاته وله شهرة كتبناه تقريبًا"
"حرف الألف"
162 353- أَحْمَد بْن إبْرَاهِيم بْن جعفر العطار.
162 354- أحمد بن إبراهيم بن محمد الكندي.
163 355- أحمد بن إسحاق بن محمد الهروي الضرير.
163 - أحمد بن إسحاق.
163 356- أحمد بن الحسن بن محمد المالكي ابن الحمصي.
163 357- أحمد بن صالح بن عمر المقرئ.
163 358- أحمد بن علي بن الحسين البيضاوي الفارسي.
164 359- أحمد بن القاسم بن كثير الريان المالكي.
164 360- أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي.
165 361- أحمد بن محمد بن أحمد بن سهل البغدادي المعروف ببكير.
165 362- أحمد بن محمد بن بشر بن الشارب.
165 363- أحمد بن محمد بن أحمد السدي الدوري.
165 364- أحمد بن محمد الأحنفي الهمذاني.
166 365- أحمد بن محمد بن منصور الدامغاني.
166 366- أحمد بن محمد بن أحمد السرخسي.
166 367- أحمد بن محمد بن حسنويه اللباد.
166 368- أحمد بن محمد بن سالم البصري الصوفي.
168 369- أحمد بن محمد بن شارك الهروي.
168 370- أحمد بن مطرف النصري المغربي.
168 371- إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله بْن أبي العزائم الكوفي.
168 372- إبراهيم بن محمد بن الخصيب الأصبهاني العَسَّال.(26/547)
168 373- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الورّاق الأصبهاني.
"حرف الحاء"
168 374- الحَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن محمد البغدادي.
169 375- الحسن بن عبد الله النجاد.
169 376- الحسن بن عبد الرحمن بن خلّاد الرَّامَهُرْمُزِيّ.
170 377- الحسن بن عبيد الله بن طُغج بن جف.
"حرف السين"
170 378- سعد بن محمد بن إبراهيم الناقدي.
170 379- سهل بن إسماعيل بن سهل.
"حرف الصاد"
170 380- صديق بن سعيد الصوناخي.
"حرف العين"
171 381- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن ديويه.
171 382- عبد الله بن جعفر الجابري الموصلي.
171 383- عبد الله بن عبيد الله العسكري.
171 384- عبد الله بن عمر علك الجوهري.
171 385- عبد الله بن محمد بن حمزة الصيداوي.
172 386- عبد الله بن محمد بن حمزة الرواس.
172 387- عثمان بن أحمد بن شنبك الدينوري.
172 388- عثمان بن حسين البغدادي.
172 389- عثمان بن محمد بن إبراهيم الماذرائي ابن الأطروش.
173 390- عتيق بن ما شاء الله المصري.
173 391- علي بن الحسن بن عبد العزيز الهاشمي.
173 392- علي بن حمد الواسطي.
173 393- عمر بن علي بن الحسن العتكي الأنطاكي.(26/548)
"حرف الكاف"
174 394- كشاجم الشاعر "أبو نصر محمود".
"حرف الميم"
174 395- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد القُمَّاط.
174 396- محمد بن أحمد بن أبي مطيع الهَرَوي.
175 397- محمد بن أحمد بن يوسف البغدادي.
175 398- محمد بن إبراهيم الفروي.
175 399- محمد بن إسماعيل بن موسى الرازي.
175 400- محمد بن الحسن بن الوليد الكلابي الدمشقي.
175 401- محمد بن صبيح بن رجا المصفى.
176 402- محمد بن عبد الله بن برزة الروذراوي.
176 403- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن أبي دجانة.
176 404- محمد بن علي بن مسلم العقيلي.
176 405- محمد بن حامد الماليني.
177 406- محمد بن عمر بن سلمة اللخمي القُرْطُبي.
177 407- محمد بن عمر بن عفان الدوري.
177 408- محمد بن علي بن محمد الكرخي القصاب.
178 409- محمد بن عيسى بن عبد الكريم التميمي الطرسوسي.
178 410- محمد بن محمد بن أحمد بن حرّانة الإبريسمي.
178 411- محمد بن محمد الهروي نزيل مكة.
178 412- محمد بن محمد البغدادي المقرئ.
179 413- محمد بن هارون الزنجاني الثقفي.
179 414- محمد بن وصيف الفامي الهروي.
179 415- المطلب بن يوسف بن ميزغة الهروي العقبي.
179 416- مهلهل بن أحمد الرزاز.(26/549)
"حرف الياء"
179 417- يعقوب بن مُسَدد القُلُوسِيُّ البصْري نزيل طرابلس.
180 418- يوسف بن معروف بن جبير النسفي.
"تراجم المتوفِّين في هذه الطبقة أيضًا"
"حرف الألف"
180 419- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي خالد القيرواني.
181 420- أحمد بن محمد بن فرج الجياني الشاعر.
"حرف العين"
181 421- علي بن الحسين بن محمد الوراق.
181 422- عمرو بن أحمد بن رشيد المذحجي الطبراني.
181 423- عبد الله بن علي العراقي.
"حرف الميم"
182 424- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد العزيز السوسي الشاعر.
182 425- محمد بن عُبَيْد الله بن محمد بن الحكم القزي.
"الكُنَى"
183 426- أبو الحسن البلياني القاضي.(26/550)
الفهرس العام للكتاب:
رقم الصفحة الموضوع
الطبقة السابعة والثلاثين
"أحداث سنة إحدى وستين وثلاثمائة"
185 الاحتفال بعاشوراء.
185 موت أبي القاسم القرمطي.
185 بنو هلال يعترضون الحجاج.
185 الصلح بين ركن الدولة وصاحب خراسان.
"أحداث سنة اثنتين وستين وثلاثمائة"
185 الروم يستبيحون نصيبين.
186 منع الخطبة ببغداد وكسر المنابر.
186 مصادرة بختيار بن بويه.
186 إحراق النحاسين ببغداد.
187 دخول المعز مصر بتوابيت آبائه.
187 وقوع الدمستق في الأسر.
187 الوزارة ببغداد.
"أحداث سنة اثنتين وستين وثلاثمائة"
187 تقليد ابن أم شيبان قضاء القضاء.
187 كتاب العهد بالقضاء لابن أم شيبان.
189 نقابة العباسيين.
189 المطيع لله يخلع نفسه.
189 ركب الحجاج.
190 الدعوة للمعز في البلاد.
190 الحرب بين الأعراب والقرامطة.
190 قدوم نائب المعز إلى الشام.(26/551)
"أحداث سنة أربع وستين وثلاثمائة"
190 حريق الخشابين ببغداد.
191 قطع الخطبة للطائع بالله ببغداد.
191 انعدام الأقوات.
191 عزل ابن أم شيبان عن القضاء.
192 ولاية دمشق.
"أحداث سنة خمس وستين وثلاثمائة"
192 تقسيم الممالك بين أولاد ركن الدولة.
193 مجلس الحكم في دار عز الدولة.
193 الحرب بين هفتكين وجوهر.
"أحداث سنة ست وستين وثلاثمائة"
193 زفاف بنت عز الدولة إلى الطائع بالله.
193 القرامطة يسقطون الدعوة لعز الدولة في الكوفة.
193 الوقعة بين عز الدولة وعضد الدولة.
194 جميلة بنت ناصر الدولة تحج وتنفق في حجها.
"أحداث سنة سبع وستين وثلاثمائة"
194 هلاك أبي يعقوب القرمطي.
194 مقتل عز الدولة.
194 الطائع يخلع على عضد الدولة بخلع السلطنة.
195 زيادة دجلة ببغداد.
195 الزلزال بسيراف.
195 القتال بين هفتكين والعُبَيْديين.
"أحداث سنة ثمان وستين وثلاثمائة"
196 الخطبة لعضد الدولة.
196 توثب قسام على دمشق.
"أحداث سنة تسع وستين وثلاثمائة"
196 القبض على ابن معروف القاضي.(26/552)
197 تبادل الرسل بين العزيز وعضد الدولة.
197 تلقيب عضد الدولة بتاج الملة.
198 زواج الطائع لله ببنت عضد الدولة.
"أحداث سنة سبعين وثلاثمائة"
198 تزيين بغداد لعضد الدولة.(26/553)
"وفيات سنة إحدى وستين وثلاثمائة ومن توفِّي فيها"
"حرف الألف"
199 1- أحمد ابن المحدِّث محمد بن العباس رئيس المعتزلة.
199 2- أحمد بن محمد بن سعيد بن سهل بن شبرة الصيرفي.
199 3- أحمد بن مستور الأمير.
199 4- إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم البُزوي.
"حرف الباء"
200 5- بكار بن محمد بن أحمد المعافري المصري.
"حرف الحاء"
200 6- حامد بن محمد بن عبد الله الحناط.
200 7- الحسن بن الخضر بن عبد الله الأَسْيُوطي.
"حرف الخاء"
200 8- خلف بن محمد بن إسماعيل البخاري.
"حرف العين"
201 9- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن عمران الدينوري.
201 10- عبيد الله بن أحمد بن الحسين الداوودي السمسار.
201 11- عثمان بن عمر بن خفيف المعروف بالدراج.
202 12- عثمان بن محمد بن إبراهيم المادرائي.
202 13- علي بن أحمد بن فروخ غلام المصري.
"حرف الفاء"
202 14- فردوس بن أحمد بن محمد البزاز.
"حرف الميم"
202 15- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَليّ بن شاهويه.
202 16- محمد بن أحمد بن موسى بن يزداد القمي.
203 17- محمد بن حارث بن أسد الخشني القيرواني.
203 18- محمد بن الحسن بن سعيد المخرمي.
203 19- محمد بن الحسين بن محمد الوزير الروذراوري.(26/554)
204 20- محمد بن حُمَيد بن سهل المخرمي.
204 21- محمد بن عمر بن محمد بن الفضل الجعفي.
204 22- محمد بن فارس بن حمدان العطشي المعبدي.
204 23- محمد بن يحيى بن عوانة الثعلبي.
"حرف النون"
205 24- نذير بن جناح المحاربي.
"وفيات سنة اثنتين وستين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
205 25- أحمد بن إبراهيم بن بكر القفطي.
205 6- أحمد بن بشر بن عامر المرورذي.
205 7- أحمد بن عثمان المعروف بابن البقال.
205 28- أحمد بن محمد بن زكريا الأموي الرصافي.
205 29- أحمد بن همام النيسابوري.
206 30- أحمد بن محمد بن أحمد بن عقبة قاضي أرجان.
206 31- أحمد بن محمد بن عمارة الليثي الكناني.
206 32- إبراهيم بن عبيد الله المعافري الإشبيلي.
206 33- إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سخْتَوْيه المزكي.
207 34- إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال.
"حرف الحاء"
208 35- حفص بن جُزَّى الأندلسي.
"حرف السين"
209 36- سعيد بن القاسم بن العلاء البرذعي الطرازي.
"حرف العين"
209 37- عبد الله بن أحمد الفرغاني.
209 8- عبد الله بن محمد بن معمر الذكواني الهمداني.
209 39- عبد السلام بن أحمد بن محمد المصري.
210 40- عبد الملك بن الحسن بن يوسف السقطي.(26/555)
210 41- علي بن محمد بن إسماعيل الطُّوسي الزَّمْلَكَاني.
210 42- عمر بن أحمد بن عمر القصباني.
210 43- عمرو بن أحمد بن محمد الإستراباذي.
"حرف الميم"
211 44- محمد بن أحمد بن خالد القرطبي.
211 45- محمد بن أحمد بن علي بن شاهويه الفارسي.
211 46- محمد بْن أحمد بْن كثير بْن دَيْسَم الهروي.
212 47- محمد بن أحمد بن محمد القبري.
212 48- محمد بن أحمد بن منبه السمسار.
212 49- محمد بن إبراهيم بن حسنويه النيسابوري.
212 50- محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن أبرَوَيْه الإستراباذي.
212 51- محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري.
213 52- محمد بن أبي الهيثم المطوعي.
213 53- محمد بن العباس بن أحمد البلخي الحنفي.
213 54- محمد بن عبد الله بن محمد الفقيه.
214 55- مُحَمَّد بن عَبْد الملك بن مُحَمَّد بن عدي الإستراباذي.
214 56- محمد بن محمد بن داود السجزي النيسابوري.
214 57- محمد بن موسى بن فضالة القرشي.
215 58- محمد بن هاني الأزدي الأندلسي.
215 59- منصور بن محمد البغدادي الحذاء.
"حرف الياء"
216 60- يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن محمد القرطبي المغيلي.
"وفيات سنة ثلاث وستين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
216 61- أحمد بن محمد بن عبد البر التجيبي القرطبي ابن الكشكيناني.
216 62- أحمد بن علي بن إبراهيم النرسي.
216 63- إبراهيم بن سليمان بن عدي العسكري.(26/556)
217 64- إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن علّان الخولاني.
217 65- أصبغ بن قاسم بن أصبغ.
"حرف الثاء"
217 66- ثابت بن سنان بن ثابت الحراني الصابي.
"حرف الجيم"
218 67- جمح بن القاسم بن عبد الوهاب الجمحي.
"حرف الحاء"
218 68- الحارث بن سعيد بن حمدان، أبو فراس.
219 69- الحسن بن موسى بن بندار الديلمي.
219 70- حمزة بن أحمد بن مخلد القطان.
"حرف السين"
219 71- سيد أبيه بن داود المرشاني.
"حرف العين"
219 72- العباس بن الحسين بن الفضل الشيرازي.
220 73- عبد الله بن عدي الصابوني.
220 74- عبد الحميد بن أحمد بن عيسى.
220 75- عبد العزيز بن أحمد بن محمد المدني.
220 76- عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر الزيدي.
221 77- عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يزداد.
222 78- علي بن عبد الله بن الفضل البغدادي.
222 79- عيسى بن موسى بن أبي محمد الهاشمي.
"حرف الغين"
222 80- غالب بْن عَبد اللَّه بْن موسى البزاز.
"حرف الميم"
222 81- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سهل الرملي بن النابلسي.
224 82- محمد بن أحمد بن عيسى القمي.
224 83- محمد بن إسحاق بن مطرف الإستجي.(26/557)
225 84- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن إبراهيم الآبُري.
225 85- محمد بن سعيد العصفري القرطبي.
225 86- محمد بن عبد الله بن محمد اللالكائي.
225 87- محمد بن علي بن حسين بن الفأفاء الرازي.
225 88- محمد بن محمد الفياضي الهروي.
225 89- محمد بن موسى بن الحسين السمسار الدمشقي.
226 90- مروان بن عبد الملك القرطبي.
226 91- المظفر بن حاجب الفرغاني.
"حرف النون"
227 92- نافع بن عبد الله الخادم.
227 93- النعمان بن محمد بن منصور القاضي.
"حرف الياء"
228 94- يعلى بن موسى البربري.
"وفيات سنة أربع وستين وثلاثمائة"
"حرف الألَف"
228 95- أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن محمود بن شابور "خرطبه".
228 96- أحمد بن القاسم بن عُبَيْد الله بن مهدي الخشاب.
229 97- أحمد بن القاسم بن يوسف الميانجي.
229 98- أحمد بن محمد بن إسحاق الدينوري.
229 99- أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري.
230 100- أحمد بن محمد بن أيوب الفارسي.
230 101- أحمد بن محمد بن فرجون الأندلسي.
230 102- أحمد بن محمد بن المؤمل الماسرجسي.
230 103- أحمد بن مسلم بن شعيب المديني.
231 104- أحمد بن هلال بن زيد الأندلسي العطار.
231 105- أحمد بن يوسف الإسكاف الأشقر.
231 106- إبراهيم بن أحمد بن محمد الأبزاري الوراق.(26/558)
231 107- إسحاق بن محمد بن إسحاق النعالي.
232 108- إسحاق الأمير العباسي.
232 109- إسماعيل بن أحمد الخلالي التاجر.
"حرف الجيم"
232 110- جعفر بن علي بن أحمد الأندلسي.
"حرف الحاء"
233 111- الحسن بن سعيد القرشي.
233 12- الحسن بن علي بن أبي السلاسل البجلي.
"حرف السين"
233 113- سبكتكين الأمير.
"حرف العين"
234 114- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الحريص.
234 115- عبد الله بن محمد بن عثمان الأندلسي.
234 116- عبد الجبار بن عبد الصمد المؤدب السلمي.
235 117- عبد الرحمن بن محمد بن جعفر اليزدي.
235 118- عبد الرحمن بن محمد بن جعفر الكسائي.
235 119- عبد الرحمن بن محمد بن إدريس القهندزي.
235 120- عبد السّلام بن محمد بن أبي موسى المخرمي.
236 121- عبد الواحد بن الحسن بن أحمد بن خلف الجنديسابوري.
236 122- علي بن أحمد بن علي المصيصي.
236 123- علي بن محمد بن المعلى الشونيزي.
236 124- عمر بن محمد بن عبد الله الترمذي البزار.
"حرف الفاء"
237 125- الفضل أمير المؤمنين المطيع لله الهاشمي.
237 126- الفضيل بن محمد بن أبي الحسين الهروي.
"حرف القاف"
237 127- القاسم بن أحمد بن إبراهيم الحسيني.(26/559)
"حرف الميم"
238 128- محمد بن إبراهيم بن الخضر القاضي البصري.
238 129- محمد بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني.
238 130- محمد بن إبراهيم بن مقبل.
238 131- محمد بن بدر الحمامي الطولوني.
238 132- محمد بن الحسن بن القاسم بن دُحَيْم الدمشقي.
239 133- محمد بن يحيى بن خليل اللخمي القرطبي.
239 134- محمد بن سعيد اللخمي الخضري.
239 135- محمد بن عبد الله بن يعقوب النيسابوري.
239 136- محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدة النيسابوري.
240 137- محمد بن عبد الملك بن عدي الشروطي.
240 138- محمد بن عبد الملك الخولاني الأندلسي.
240 139- محمد بن محمد بن جعفر الْجُرْجَاني الشَّيْبَاني.
240 140- مطهر بن سليمان الأنباري الفرضي.
"حرف الهاء"
240 141- هارون بن أحمد بن هارون الإستراباذي.
"وفيات سنة خمس وستين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
241 142- أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن أبي توبة الفسوي.
241 143- أحمد بن جعفر بن محمد الختلي.
242 144- أحمد بن محمد بن علي بن عمر النيسابوري المذكر.
242 145- أحمد بن موسى بن الحسين السمسار.
242 146- أحمد بن نصر بن دينار الأصبهاني.
242 147- أحمد بن نصر بن عبد الله بن الفتح الذراع.
243 148- إبراهيم بن عبد الله بن عبيد الثلَّاج.
243 149- إسماعيل بن نجيد بن أحمد السلمي.
244 150- الحسن بن منير التنوخي الدمشقي.(26/560)
244 151- الحسين بن محمد بن أحمد الماسرجسي.
245 152- الحَكَمُ بن عبد الرحمن بن محمد المستنصر.
"حرف السين"
245 153- سعيد بن محمد بن عثمان.
"حرف العين"
245 154- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن إسحاق الأصبهاني.
246 155- عبد الله بن عديّ بن عبد الله الجرجاني.
247 156- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن الناصح الدمشقي.
247 157- عبد الرحمن بن جعفر بن محمد الجوهري.
248 158- عبد العزيز بن محمد بن خلاد الجوهري.
248 159- عثمان بن محمد بن عثمان العثماني.
248 160- عصام بن محمد بن أحمد القطري.
248 161- علي بن الحسين بن إبراهيم بن سيد الحمصي.
248 162- علي بن الحسين بن عبد الرحمن السديوري.
249 163- علي بن عبد الله بن وصيف الناشئ الشاعر.
249 164- علي بن عبد الله بن العبّاس الجوهري.
249 165- علي بن هارون الحربي السمسار.
"حرف الميم"
249 166- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الرازي الصوفي.
250 167- محمد بن أحمد بن محمد بن العدل الأصبهاني.
250 168- محمد بن إبراهيم بن موسى السهمي الصائغ.
250 169- محمد بن إبراهيم بن حسن المناشكي المحاملي.
250 170- محمد بن طاهر الوزيري.
250 171- محمد بن علي بن إسماعيل الشاشي القفال.
252 172- مطهر بن أحمد بن محمد الحنظلي.
252 173- مَعَدّ المعز لدين الله.
255 174- منصور بن عبد الملك بن نوح الساماني.(26/561)
"حرف الياء"
255 175- يوسف بن يعقوب النجيرمي.
"وفيات سنة ست وستين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
255 176- أحمد بن جعفر النسائي.
255 177- أحمد بن الصقر المنبجي.
255 178- أحمد بن محمد بن فرج الجياني.
256 179- أحمد بن عبد الرحمن بن القاسم الحراني المصري.
256 180- أحمد بن محمد بن أحمد بن بُندار الإستراباذي.
256 181- أحمد بن محمد بن جمعة بن السّكَن النسفي.
256 182- أحمد بن محمد بن حمدون بن بُندار الشرمقاني.
257 183- أحمد بن محمد بن علي الخزاعي الزفتي الدمشقي.
257 184- إبراهيم بن أحمد بن محمد المصري.
257 185- إسماعيل بن سعيد بن عبد الواسع الجرجاني.
"حرف الثاء"
257 186- ثابت بن إبراهيم بن هارون الحراني الطبيب.
"حرف الجيم"
258 187- جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن جعفر اليزدي.
"حرف الحاء"
258 188- الحارث بن عبد الجبار بن الأندلسي.
258 189- الحسن بن أحمد بن أبي سعيد القرمطي.
258 190- الحسن بن بويه فناخسرو الديلمي.
259 191- الحكم المستنصر بالله الأموي.
"حرف العين"
260 192- عبد الله بن غانم النيسابوري الصيدلاني.
260 193- عبد الله بن موسى بن كريد السلامي.
260 194- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زياد المعدل.(26/562)
261 195- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن بَقِيّ القرطبي.
261 196- عبد الرحمن بن إسماعيل الخولاني.
261 197- عبد الرحمن بن محمد بن محبورالتميمي.
261 198- عثمان بن الحجاج بن يعقوب الخولاني.
262 199- عصام بن العباس الضبي.
262 200- علي بن أحمد بن عبد العزيز الجرجاني.
262 201- علي بن أحمد بن المرزبان الشافعي.
262 202- عيسى بن العلاء بن نذير السبتي.
263 203- عيسى بن عبد الرحمن بن حبيب المصمودي.
263 204- علي بن محمد بن الحسين ذو الكفايتين.
"حرف القاف"
263 205- القاسم بن غانم بن حمويه الصيدلاني.
"حرف الميم"
264 206- محمد بن أحمد بن شبَّويَه الأصبهاني.
264 207- محمد بن بطال بن وهب التميمي اللورقي.
264 208- محمد بن جعفر بن محمد بن كنانة المؤدب.
264 209- محمد بن الحسن بن أحمد السراج.
265 210- محمد بن عبد الله بن زكرّيا بن حيويه.
266 211- محمد بن علي بن عبد الله الوَزْدُولي النهرواني.
266 212- محمد بن محمد بن أحمد القزويني.
266 213- محمد بن محمد بن يعقوب السراج.
"حرف النون"
266 214- الناشئ الصغير.
"حرف الياء"
267 215- يحيى بن مجاهد بن عوانة.
267 216- يحيى بن وصيف الخواص.
267 217- يعقوب بن القاسم بن قعنب.(26/563)
"وفيات سنة سبع وستين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
267 218- أحمد بن إبراهيم بن بِشْر، أبو بكر اللحياني المصري.
267 219- أحمد بن عيسى بن النعمان الصائغ.
268 220- أحمد بن يعقوب الجرجاني.
268 221- إبراهيم بن محمد بن أحمد بن مَحْمَوَيْه النصراباذي.
270 222- إبراهيم بْن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن السَّرْخَسِيّ.
270 23- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الهوري الوراق.
"حرف الباء"
271 224- بختيار عز الدولة الديلمي.
"حرف التاء"
271 225- تامش بن تكين المعتمدي.
"حرف الحاء"
271 226- حسن بن وليد القرطبي.
"حرف الدال"
271 227- دارم بن أحمد بن السري الرفا.
"حرف الراء"
272 228- رحيم بن مالك الخزرجي المعبر.
"حرف العين"
272 229- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن جعفر الجرجاني الغازي المرابط.
272 230- عبد الله بن علي بن حسن القومسي.
272 231- عبد الله "أبو عبد الرحمن" بن محمد الحراني.
273 232- عبد الله بن عبد الله البندار البغوي.
273 233- عبد الغفار بن عبيد الله بن السّريّ الحضيني الواسطي.
273 234- عبد الملك بن العباس القزويني.
274 235- عثمان بن الحسن بن عزرة الطوسي.
274 236- عثمان بن أحمد بن سمعان المجاشي.(26/564)
274 237- علي بن أحمد بن محمد بن خلف البغدادي.
274 38- علي بن محمد بن إبراهيم الطحان الحضرمي.
274 239- علي بن مضارب بن إبراهيم النيسابوري.
275 240- عمر النصراباذي محمد بن بهتة المناشر.
275 241- عبد الله بن محمد الراسبي.
"حرف الغين"
275 242- الغضنفر عز الدولة.
"حرف القاف"
276 243- القاسم بن علي بن جعفر البلاذري.
"حرف الميم"
276 244- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله الذهلي.
280 245- محمد بن إسحاق بن منذر القرطبي.
280 246- محمد بن حسان بن محمد النيسابوري.
281 247- محمد بن الحسن بن علي بن اليقطيني البزاز.
281 248- محمد بن الحسن بن خالد الصدفي المصري الوراق.
281 249- محمد بن الحسين النيسابوري الحنفي.
281 250- محمد بن المظفر الجارودي الهروي.
281 251- محمد بن عبيد الله بن الوليد المعيطي.
282 252- محمد بن عبد الرحمن بن قريعة.
282 253- مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز بْن القوطية.
283 254- محمد بن فرج بن سبعون النحلي البجاني.
283 255- محمد بن محمد بن بقية.
284 256- محمد بن محمود بن إسحاق النيسابوري.
284 257- محمد بن يوسف بن موسى الصباغ.
285 258- محمد بن يوسف بن يعقوب الصواف.
"حرف الياء"
285 259- يحيى بن زكريا المصري.(26/565)
285 260- يحيى بْن عبد الله بْن يحيى الليثي القرطبي.
286 261- يحيى بن هلال بن زكريا الأندلسي.
"وفيات سنة ثمان وستين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
286 262- أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي.
287 263- أبو بكر السقطي "أحمد بن جعفر" السقطي.
288 264- أحمد بن حمزة بن حمدان الطرسوسي.
288 265- أحمد بن خالد بن يزيد الأسدي.
288 266- أحمد بن سيار الصيمري.
289 276- أحمد بن محمد بن صالح البروجودي.
289 268- أحمد بن محمد بن مهران الأصبهاني.
289 269- أحمد بن محمد بن يوسف المعافري القرطبي.
289 270- أحمد بن موسى بن عيسى الجرجاني.
290 271- إبراهيم بن محمد بن سهل الجرجاني.
290 272- إسحاق بن أحمد بن علي التاجر.
"حرف الجيم"
290 273- جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن جعفر السهمي.
291 274- جعفر بن محمد البابوي الهروي.
"حرف الحاء"
291 275- الحَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن المرزبان السيرافي.
292 276- الحَسَن بن عبد الله بن محمد بن القريق.
292 277- الحسن بن إبراهيم بن جابر الدمشقي.
292 278- حامد بن أحمد بن العباس الصرام.
293 279- حميدان بن خراش العقيلي.
"حرف الصاد"
293 280- صالح بن علي بن محمد الحراني.(26/566)
"حرف العين"
293 281- عَبْد اللَّه بْن إبْرَاهِيم بن يوسف الآبندوني.
294 282- عَبْد الله بن إِبْرَاهِيم بن عَبْد الملك الأصبهاني.
294 283- عبد الله بن الحسن بن سليمان بن النخاس.
294 284- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعْفَر بْن حيان الجنابي البوشنجي.
295 285- عبد الله بن محمد بن محمد الأصبهاني المارستاني.
295 286- عبد الله بن الإمام زكريّا بن يحيي العنبري.
295 287- عبد الصمد بن محمد بن حيويه البخاري.
296 288- علي بن محمد بن صالح بن داود الهاشمي الضرير.
296 289- علي بن محمد بن أحمد الجرجاني القصري.
296 390- عمر بن عبيد الله بن إبراهيم الأصبهاني.
296 291- عيسى بن حامد بن بشر الرخجي.
"حرف الغينس"
297 292- الغضنفر أبو تغلب التغلبي.
"حرف الميم"
298 293- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَليّ الصوفي.
298 394- محمد بن أحمد بن طاهر شيخ الملاشة.
298 295- محمد بن إبراهيم بن محب الزهري.
298 296- محمد بن عبد الرحمن بن عمرو الرحبي.
298 297- محمد بن عبيدون بن فهد الأندلسي.
299 298- محمد بن علي بن عبد الله الوَزْدُولي.
300 299- محمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي.
301 300- محمد بن محمد بن يعقوب الحجاجي.
301 301- محمد بن يعقوب بن إسحاق الهروي.
"حرف الهاء"
302 302- هفتكن التركي الشرابي.(26/567)
"وفيَّات سنة تسع وستين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
302 303- أحمد بن إسحاق بن محمد الضرير الشيباني الهروي.
302 304- أحمد بن الحسين بن أحمد بن المؤمّل الصيرفي.
303 305- أحمد بن عبد الوهاب بن محمد اللهبي الصابوني.
303 306- أحمد بن عبد الوهاب بن يونس القرطبي.
303 307- أحمد بن عطاء بن أحمد الصوفي.
304 308- أحمد بن محمد بن حسنويه الهروي.
304 309- أحمد بن محمد بن دلان الزوزني.
305 310- أحمد بن أبي منصور الهروي.
305 311- إبراهيم بن أحمد بن عمر بن شاقلا.
305 312- إبراهيم بن ثابت الدعاء المذكر.
"حرف الحاء"
305 313- الحسن بن أحمد بن دليف الأزركاني.
305 314- الحسن بن علي بن شعبان المصري.
306 315- الحسن بن علي البصري المعروف بالجُعْل.
306 316- الحسين بن كهمس الجوهري المصري.
306 317- الحسين بن محمد بن علي الزعفراني.
"حرف الخاء"
307 318- خالد بن هاشم القرطبي.
"حرف الراء"
307 319- رُحَيْم بن سعيد بن مالك الضرير العابر.
"حرف السين"
307 320- سعيد بن أبي سعيد الصوفي.
"حرف العين"
308 321- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن راشد الطاهري.
309 322- عبد الله بن إبراهيم بن أيوب البزاز.(26/568)
310 323- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعْفَر بْن حبان الأصبهاني.
311 324- عبد الرحمن بن أحمد بن حمدويه النيسابوري.
311 325- عبد الرحمن بن عبيد الله بن موسى القرطبي.
312 326- عبد العزيز بن محمد بن الحسن التميمي الجوهري.
312 327- عبيد الله بن العباس بن الوليد الشطوي.
312 328- علي بن حفص الأردبيلي.
312 329- عمر بن أحمد بن السراج.
312 330- عمر بن أحمد بن يوسف وكيل الخليفة.
"حرف الميم"
313 331- محمد بن أحمد بن جعفر الأرغياني.
313 332- محمد بن أحمد بن حامد بن حميرويه الكرابيسي.
313 333- محمد بن أحمد بن حامد بن الميتم.
314 334- محمد بن سليمان بن محمد الصعلوكي.
316 335- محمد بن صالح بن علي الهاشمي.
317 336- محمد بن عبد الرحمن بن سهل الغزال.
317 337- محمد بن علي بن الحسن النقاش.
318 338- محمد بن محمد بن إسماعيل الكرابيسي.
318 339- محمد بن المهلب بن محمد الصيدلاني.
318 340- محمد بن يحيى بن عبد العزيز القرطبي.
318 341- مخلد بن جعفر بن مخلد الفارسي الدقاق الباقرحي.
"حرف الياء"
319 342- يحيى بن يعقوب بن حامد القزويني البزاز.
"وفيات سنة سبعين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
320 343- أحمد بن سعيد الذهبي.
320 344- أحمد بن عبد الكريم الحلبي.
320 345- أحمد بن علي الرازي.(26/569)
321 346- أحمد بن محمد بن بشر بن الشارب.
321 347- أحمد بن محمد الدارمي المصيصي الشاعر النامي.
322 348- أحمد بن محمد بن هارون الرازي الديبلي.
322 349- أحمد بن منصور بن الأغَرّ اليَشْكري الدِّينَورِي.
322 350- أحمد بن نصر بن خالد الطليطلي.
323 351- إبراهيم بن ثابت الدعاء.
323 352- إبراهيم بن جعفر الكتامي المغربي القائد.
323 353- إسحاق بن محمد بن إسحاق النضري الأندلسي.
324 354- إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل الحلبي.
"حرف الباء"
324 355- بشر بن أحمد بن بشر الإسفراييني الدهقان.
"حرف الحاء"
324 356- الحسن بن إسحاق بن إبراهيم الأصبهاني.
325 357- الحسن بن بشر بن يحيى الآمدي.
325 358- الحسن بن رشيق العسكري.
326 359- الحسن بن محمد بن يحيى الآمدي.
326 360- الحسن بن أحمد بن حمدان الهمذاني.
326 361- حكم بن محمد بن هشام القرشي القيرواني.
"حرف الزاي"
327 362- الزبير بن عبيد الله بن موسى التوزي.
"حرف العين"
327 363- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن جعفر الشيباني.
327 364- عبد الله بن أحمد بن الصدّيق المَرْوَزي.
327 365- عبد الله بن محمد الأصبهاني الصائغ.
328 366- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن فورك القباب.
328 367- عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم القطان.
328 368- عبيد الله بن علي بن جعفر الدقاق.(26/570)
329 369- عُبَيْد الله بْن العباس بن الوليد الشطوي.
329 370- عبيد الله بن الحسين الحذائي.
329 371- علي بن عبد الله بن محمد الزجاج.
329 372- علي بن عيسى بن محمد الهروي الماليني.
330 373- عمر بن أحمد بن ريطة الأصبهاني.
"حرف الميم"
330 374- محمد بن أحمد بن جعفر الأبح.
330 375- محمد بن أحمد بن الأزهر الهروي الأزهري.
331 376- محمد بن أحمد بن طالب نزيل طرابلس الشام.
331 377- محمد بن أحمد بن محمد القرطبي.
332 378- محمد بن أحمد بن محمد الهاشمي.
332 379- محمد بن إبراهيم بن الفرخان الإستراباذي.
332 380- محمد بن جعفر بن الحسين البغدادي الوراق.
333 381- محمد بن الحسن الفقيه الشافعي الباحث.
333 382- محمد بن حسنام الكاغذي.
333 383- محمد بن العبّاس بن موسى بن فسانجس.
333 384- محمد بن علي بن عبد الله المروزي.
333 385- محمد بن عبده بن إبراهيم المزكي.
334 386- محمد بن عبد الله بن سعيد البَلَوِي الغاسل.
334 387- محمد بن عمرو بن سعيد الأندلسي.
334 388- محمد بن محمد بن جعفر بن مطر.
334 389- محمد بن يحيى بن خليل القرطبي.
"المتوفون في عشر السبعين وثلاثمائة تقريبًا لا يقينًا"
"حرف الألف"
335 390- أحمد بن عبد الله البغوي الإستراباذي.
335 391- أحمد بن عبيد الله بن الحسن بن شقير النحوي.(26/571)
335 392- أحمد بن علي بن إبراهيم الأنصاري الدمشقي.
335 393- أَحْمَد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن سعيد، أبو الخير الحمصي.
336 394- أحمد بن عبد بن أبي المغيرة الأزدي الحاركي.
336 395- أحمد بن محمد بن العلاء أبو الفرج الشيرازي.
336 396- أحمد بن إسحاق بن محمد الحلبي الملقَّب بالجرد.
336 397- أحمد بن الصقر أبو الحسن المنبجي.
337 398- أحمد بن محمد بن علي بن الحَكَم النرسي.
337 399- أحمد بن محمد بن علي بن هارون البرذعي.
337 400- أحمد بن محمد بن علي بن مُزاحِم الصوري.
337 401- أحمد بن محمد بن منصور، الإمام الدامغاني.
338 402- إسحاق بن إبراهيم الفارابي اللغوي.
338 403- إسماعيل بن علي بن محمد، أبو الطّيّب الفحام.
338 404- إسماعيل بن القاسم الحلبي الخياط.
339 405- الحسن بن علي بن داود المصري المطرز.
339 406- الحسن بن علي بن عمر الحلبي بن كوجك العبسي.
339 407- الحسن بن محمود بن أحمد الدمشقي.
339 408- الحسين بن محمد بن أسد، أبو القاسم الديبلي.
"حرف السين"
340 409- السري بن أحمد الكندي الموصلي بالرفا.
"حرف الصاد"
340 410- صالح بن إدريس بن صالح البغدادي المقرئ.
"حرف العين"
341 411- عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن أيوب الدمشقي.
341 412- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي العجائز.
341 413- عبد الجبّار بن عبد الله بن محمد الخولاني الداراني.
342 414- عبد الرحمن بن المظفر البغدادي نزيل هَرَاة.
342 415- عبد العزيز بن محمد بن إسحاق الطبري.(26/572)
342 416- عبد المؤمن بن عبد المجيد، أبو يعلى النسفي.
342 417- علي بن محمد بن أحمد بن عطيّة الحضرمي.
342 418- علي بن محمد بن أحمد القصّار الأصمّ.
343 419- عمر بن أحمد بن عمر القاضي القصباني.
343 420- عمر بن بشران بن محمد بن حفص السكري.
343 421- عمر بن نوح بن خلف البجلي البندار.
"حرف الفاء"
343 422- فاروق بن عبد الكبير الخطابي.
344 423- فرج بن إبراهيم النصيبي الأعمش.
"حرف الميم"
344 424- محمد بن أحمد بن غريب بن طريف الطبري.
344 425- محمد بن أحمد بن جعفر بن يزيد الفامي.
344 426- محمد بن أحمد بن جحوش الخزيمي المري.
345 427- محمد بن أحمد بن محمد الطائي المتكلم.
345 428- محمد بن أحمد بن عبد الله النقوي.
345 429- محمد بن إبراهيم بن عبد الله اليمني.
345 430- محمد بن حميد بن معيوف الهمذاني.
346 431- محمد بن زريق، أبو منصور البلدي.
346 432- محمد بن زرعان، أبو بكر الأنماطي.
346 433- محمد بن سعيد بن عبدان الفارسي نزيل طرابلس.
347 434- محمد بن عبد الله بن أحمد الحراني الملطي.
347 435- محمد بن عبد الله بن شيرويه النيسابوري.
347 436- محمد بن عبد الرحمن بن الفضل التميمي الجوهري.
347 437- محمد بن عبد الواحد بن إسماعيل الهاشمي.
348 438- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد، أَبُو بَكْر المالكي الخراز.
348 439- محمد بن القاسم بن سعيد الكرجي.
348 440- محمد بن محمد بن عبيد الله الجرجاني.(26/573)
348 441- محمد بن محمد بن عمرو أبو نصر النيسابوري.
349 442- محمد بن إبراهيم بن عبد الله الإستراباذي اليمني.
349 443- موسى بن عبد الرحمن أبو عمران البَيْرُوتي الصباغ.
"حرف الياء"
349 444- يوسف بن يعقوب النجيرمي.
"الكنى"
350 445- أبو الحسن بن عطية البصري.
350 446- أبو الحسن الباهلي البصري المتكلم.
350 447- ابن نباتة الخطيب الفارقي "عبد الرحيم".(26/574)
الفهرس العام للكتاب:
رقم الصفحة الموضوع
الطبقة الثامنة والثلاثين
"أحداث سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة"
351 سرقة السبع الفضة لعضد الدولة.
351 حريق الكرخ.
351 تقليد عيسى بن علي الكتابة للطائع لله.
"أحداث سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة"
351 فتح المارستان العضدي.
352 تفشي البدع والأهواء في بغداد ومصر مع الرفض.
352 موت عضد الدولة.
352 الخلع على أبي منظور للخروج بالحاج.
352 وفاة السيدة بنت الخليفة المعتضد.
"أحداث سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة"
352 ظهور وفاة عضد الدولة.
352 موت مؤيد الدولة بجرجان.
353 الغلاء المفرط بالعراق.
353 خطلخ يتولى أمر دمشق.
"أحداث سنة أربع وسبعين وثلاثمائة"
353 الشروع في الصُّلح بين صمصام الدولة وفخر الدولة.
353 وقوع دار في عرس ببغداد.
"أحداث سنة خمس وسبعين وثلاثمائة"
353 صمصام الدولة يهم بوضع المكس على الحرير.
"أحداث سنة ست وسبعين وثلاثمائة"
353 كثرة الموت بالحميات ببغداد.
353 زلزلة الموصل وتهدم الدور.(26/575)
354 العسكر يميل إلى شرف الدولة أبي الفوارس.
354 قتال بين الأتراك والديلم.
354 قدوم شرف الدولة إلى بغداد.
354 اختفاء خبر صمصام الدولة.
"أحداث سنة سبع وسبعين وثلاثمائة"
354 حريق مراكب العزيز صاحب مصر.
354 وصول رُسُل ملك الروم بطلب الصلح.
355 ورود الوزير أبي منصور إلى بغداد.
355 الميثاق بين الطائع وشرف الدولة.
355 شرف الدولة يرد على الشريف أبي الحسن جميع أملاكه.
355 ارتفاع ثمن الكارة الدقيق.
355 جلاء الناس عن بغداد للغلاء.
355 ولادة توأمين لشرف الدولة.
355 بدر بن حسنويه يستولي على بلاد الجبل.
355 وقوع الغلاء والوباء الكثير.
"أحداث سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة"
355 زيادة غلاء الأسعار والموت ببغداد.
355 شرف الدولة يأمر برصد الكواكب السبعة.
356 اشتداد الحر والسموم بالبصرة.
356 الريح العظيمة بفم الصلح.
"أحداث سنة تسع وسبعين وثلاثمائة"
356 خروج ابن الجراح على الحاج.
356 انتقال شرف الدولة إلى قصر معز الدولة.
356 القادر بالله يهرب إلى البطيحة.
356 موت شرف الدولة.
357 الاتفاق بين الطائع وأبي نصر.
357 أبو منصور يتولى الوزارة.
357 الأتراك يخرجون صمصام الدولة من المعتقل.(26/576)
357 رواية العتبي عن حرب صمصام الدولة.
357 تجهيز العسكر لقتال الأكراد.
"أحداث سنة ثمانين وثلاثمائة"
357 زيارة أمير العيارين ببغداد.
357 وقوع الحريق في نهر الدجاج.(26/577)
"تراجم وفيَّات الطبقة"
"سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
358 1- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل الإسماعيلي.
360 2- أحمد بن سليمان بن عمرو الجريري.
360 3- أحمد بن محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي.
360 4- أحمد بن محمد بن سلمة المصري.
361 5- إبراهيم بن أحمد بن محمد الأنصاري الميمذي.
"حرف الباء"
361 6- بشر بن محمد البخاري الهروي.
"حرف الحاء"
361 7- الحسن بن أحمد بن صالح الهمذاني السبيعي.
363 8- الحسن بن سعيد بن جعفر العباداني المطوعي.
364 9- الحسين بن علي بن الحسن بن الهيثم الله بن الباد.
364 10- الحسن بن القاسم بن عبد الرحمن المصري.
364 11- الحسن بن محمد بن سهل الفسوي القزاز.
"حرف الخاء"
365 12- خلف بن عمر، أبو سعيد المالكي.
"حرف السين"
365 13- سُلَيْمَان بْن محمد بْن سُلَيْمَان الشذوني.
"حرف العين"
365 14- عبد الله بن إبراهيم بن جعفر الزينبي.
366 15- عبد الله بن إسحاق أبو محمد التبّان.
366 16- عبد الله بن الحسين بن إسماعيل الضبي المحاملي.
366 17- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشيباني.
366 18- عبد الله بن محمد بن نصر اللّخْمي القرطبي.
366 19- عبد الأعلى بن أبي بكر السجستاني.
367 20- عَبْد العزيز بْن الحارث بْن أسد التّميميّ.(26/578)
367 21- عبد الله بن أحمد ابن المصنف الدينوري.
367 22- علي بن إبراهيم الحصري.
368 23- عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن المهلبي.
"حرف الفاء"
368 24- فتح بن أصبغ، أبو نصر الطليطلي.
"حرف اللام"
368 25- ليث بن طاهر، أبو نصر النيسابوري.
"حرف الميم"
368 26- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد المروزي.
369 27- محمد بن أحمد بن تميم السرخسي.
370 28- محمد بن أحمد بن محمود القباني.
370 29- محمد بن أحمد بن جعفر الطوسي.
370 30- محمد بن إسحاق بن إبراهيم الصفار.
370 31- محمد بن جعفر بن محمد المراغي.
371 32- محمد بن خفيف بن إسفكشاذ الضبي.
374 33- محمد بن خلف بن محمد بن حيَّان الخلَّال.
374 34- محمد بن خالد بن عبد الملك الإستجي.
375 35- محمد بن عثمان بن سيعد الإستجي.
375 36- محمد مفرج الله المعافري بالقُبِّي.
375 37- محمد بن عبد الله بن بشران السكري.
375 38- محمد بن العباس بن أحمد الجرجاني.
375 39- محمد بن محمد بن العباس أبو ذهل العصمي.
375 40- محمد بن هشام بن جمهور المرساني.
"حرف الياء"
376 41- يحيى بن هذيل، أبو بكر الأديب.
"وفيات سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
376 42- أحمد بن إسحاق بن مروان الغافقي.(26/579)
376 43- أحمد بن جعفر بن محمد بن الفرج الخلال.
376 44- أحمد بن محمد بن عمر السمرقندي البجيري.
377 45- أحمد بن محمد بن علي القصري.
377 46- أحمد بن عبد الله بن عمرو القيسي.
377 47- أحمد بن محمد بن معروف المدائني.
377 48- أحمد بن محمد بن يوسف القشطيلي.
377 49- إسماعيل بن أحمد بن محمد النساج.
377 50- الحسن بن علي الصيدناني القزويني.
378 51- الحسن بن محمد بن عبد الوهاب الزينبي.
378 52- الحسين بن أحمد بن محمد الشماخي.
379 53- الحسين بن علي بن سفيان المصري.
379 54- حسين بن محمد بن نابل القرطبي.
379 55- الحسين بن محمد البسطامي.
"حرف الخاء"
379 56- خطاب بن مَسْلَمَة بن محمد الأيادي.
"حرف السّين"
380 57- سُلَيْمَان بْن أَحْمَد بْن محمد القزويني النساج.
"حرف العين"
380 58- العباس بن الفضل بن زكريا النضروي.
380 59- العباس بن محمد بن علي القرشي.
380 60- عبد الله بن أحمد بن جعفر الشيباني.
381 61- عبد الله بن بدر الإشبيلي الطبيب.
381 62- عبد الله بن محمد بن أمية الأنصاري.
381 63- عبد الواحد بن بكر الهمذاني الورثاني.
381 64- عبد العزيز بن مالك القزويني.
382 65- عثمان بن سعيد بن عثمان الغساني.
382 66- علي بن خفيف بن عبد الله الدقاق.
382 67- علب بن محمد بن سعيد الكندي الرازي.(26/580)
"حرف الفاء"
383 68- فناخسرو السلطان عضد الدولة.
"حرف الميم"
385 69- محمد بن أحمد بن حمزة الهروي.
385 70- محمد بن أحمد بن حمدون النيسابوري الفراء.
385 71- محمد بن جعفر بن أحمد الحريري زوج الحُرَّة.
386 72- محمد بن العبّاس بن وصيف الغزي.
386 73- محمد بن عبد الله بن خلف العكبري.
387 74- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خميرويه الهروي.
387 75- مُحَمَّدُ بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن الصباح المؤدب.
387 76- محمد بن علي البغدادي النعال.
387 77- محمد بن علي بن الحسين القرطبي.
388 78- محمد بن علي بن الحسين الإسفراييني.
388 79- محمد بن علي بن الحسين البلخي.
388 80- محمد بن القاسم المصري المعروف بوليد.
389 81- محمد بن مزاحم بن إسحاق الطائي.
389 82- المغيرة بن عمرو المكي.
389 83- منصور بن أحمد بن هارون المزكي.
"حرف النون"
390 84- نصر بن أحمد بن محمد بن صاعد البخاري.
"وفيات سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
390 85- أحمد بْن الحُسَيْن بْن عبد العزيز العكبري.
391 86- أحمد بن الحسين بن علي أبو حامد المروزي.
391 87- أحمد بن محمد الإمام الديبلي الخياط.
392 88- أحمد بن محمد بن إبراهيم البجاني.
392 89- أحمد بن نصر الشذائي.
392 90- إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق القصار.(26/581)
"حرف الباء"
393 91- بُلُكّين بن زيرِي بن مُناد الحِمْيَري الصّنْهاجي.
393 92- بويه مؤيد الدولة.
"حرف الحاء"
394 93- الحَسَن بْن أحمد بْن عليّ الماذرائي.
394 94- الحسن بن محمد بن داود الثقفي الحراني.
394 95- الحسين بن عبد الله القعرشي المصري.
394 96- الحسين بن محمد بن حبش الدينوري.
395 97- حميد بن الحسن الوراق دمشقي.
"حرف السين"
396 98- سعيد بن سلام المغربي الصوفي.
"حرف العين"
396 99- العباس بن أحمد بن محمد العباس.
396 100- عباس بن أحمد أبو الفضل الأَزْدي الشّاعر.
397 101- عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الفارسي.
397 102- عبد الله بن تمّام بن أزهر الكِنْدِي.
397 103- عبد الله بن محمد بن عثمان المزني.
398 104- عبد الرحمن بن محمد بن أبي اللّيث التميمي.
398 105- عبد الله بن إسماعيل أبو الفرج الأنباري.
398 106- عبيد الله بن سعيد بن عبد الله البروجردي.
399 107- عثمان بن سعيد بن البشر اللخمي الشذوني.
399 108- علي بن أحمد بن حمدويه التكلي.
399 109- علي بن إبراهيم بن موسى السكوني.
399 110- عليّ بن محمد بن أَحْمَد بن كَيْسان الحربي.
400 111- عمر بن محمد بن علي بن أحمد المصري.
"حرف الفاء"
400 112- الفضل بن جعفر بن محمد التميمي الدمشقي.(26/582)
"حرف القاف"
401 113- قيس بن طلحة بن مازن الفارسي.
"حرف الميم"
401 114- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عبيد المصري.
404 115- محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أبي بردة البغدادي.
402 116- محمد بن أحمد بن جعفر الأزدي الهروي.
402 117- محمد بن أحمد بن إبراهيم البلخي.
402 118- محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد البخاري.
403 119- محمد بن أحمد الإلبيري.
403 120- محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن المصنوع.
403 121- محمد بن الحسن بن سليمان بن النَّضْر الهروي.
403 122- محمد بن الحسن أبو سعيد الملقاباذي.
403 123- محمد بن حيويه بن المؤمل الكرجي.
403 124- محمد بن محمد بن شاذة.
404 125- محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني.
404 126- محمد بن محمد بن يوسف بن مكّي الجرجاني.
404 127- محمد بن مهدي بن أحمد الأيادي الهروي.
404 128- محمد بن يونس بن أحمد المصري النقاش.
"حرف الهاء"
405 129- هارون بن عيسى بن المطلب الهاشمي.
"حرف الياء"
405 130- يَلْتِكين التركي مولى هفتكين.
"وفيات سنة أربع وسبعين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
405 131- أحمد بْن جَعْفَر بْن أحمد بن مدرك الجرجاني.
406 132- أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني العسال.
406 133- أحمد بن محمد بن هارون الأسواني.
406 134- أحمد بن محمد بن الحُباب بن بشّار البزاز.(26/583)
406 135- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الصائغ.
406 136- أحمد بن محمد بن أبي بكر الطَّرَسُوسي.
406 137- إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقي.
407 138- إبراهيم بن لقمان النسفي.
407 139- إسحاق بن سعد بن الحسن الشيباني الفسوي.
407 140- أيوب بن عبد المؤمن الطرطوشي.
"حرف التاء"
408 141- تميم بن المعز بن المنصور.
"حرف الجيم"
408 142- جعفر بن محمد بن مكّيّ البخاري.
"حرف الحاء"
408 143- حباشة بن حسن اليحصبي.
409 144- الحسن بن حجاج بن غالب الطبراني.
409 145- الحسين بن محمد بن الحسين الزبيري.
"حرف الخاء"
409 146- الخضر بن أحمد بن الخضر القزويني.
409 147- خلف بن محمد بن خلف الخولاني.
"حرف الشين"
410 148- شبل بن محمد بن حسين المؤدب.
"حرف العين"
410 149- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن ماهبرذ الظريف.
410 150- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه التمار البغدادي المعروف ببرغوث.
411 151- عبد الله بن محمد بن مندويه الشروطي.
411 152- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الحواري.
411 153- عبد الله بن محمد بن فضْلوَيه المعلّم.
411 154- عبد الله بن موسى بن إسحاق الهاشمي.
412 155- عبد الله بن موسى بن كريد السلامي.
412 156- عبد الرحمن بن أحمد بن جعفر القاضي.(26/584)
412 157- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بن حسكا الحنفي.
413 158- عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إسْمَاعِيل بن نباته.
413 159- عبد العزيز بن إسماعيل الصيدلاني.
413 160- عبد الغني بن محمد بن مسوسي البزاز.
414 161- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن معدان العصفري.
414 162- علي بن محمد بن الفتح بن أبي العصب الشاعر.
414 13- علي بن النعمان بن محمد قاضي مصر.
415 164- عمر بن جعفر المصري الخياش.
415 165- عمر بن محمد بن عبد الصمد البغدادي.
415 166- عمر بن محمد بن سيف الكاتب.
415 167- عيسى بن محمد بن إبراهيم الكناني.
"حرف الفاء"
415 168- الفضل بن سهل الأصبهاني الواعظ.
"حرف القاف"
416 169- القاسم بن علي بن معاوية المصري.
"حرف الميم"
416 170- محمد بن أحمد بن بالويه النيسابوري.
416 171- محمد بن أحمد بن عمران الجشمي المطرز.
416 172- محمد بن أحمد بن محمد الأسدي الصفار.
416 173- محمد بن أحمد بن يحيى العطشي البزاز.
417 174- محمد بن جعفر بن سليمان صاحب المصلى.
417 175- محمد بن الحسن بن محمد بن بُرْدخرشاذ السروي.
417 176- محمد بن الحسين بن أحمد الأزدي الموصلي.
418 177- محمد بن سليمان بن يوسف الربعي البندار.
418 178- محمد بن عبد الله بن أبي شَيْبَة الإشبيلي.
418 179- محمد بن محمد بن فتح بن نصر الإستجي.
419 180- محمد بن محمد بن يوسف الجرجاني.
419 181- محمد بن هشام الإشبيلي.(26/585)
419 182- محمد بن وازع بن محمد القرطبي.
"حرف الهاء"
419 183- هارون بن بنج بن عثمان الخولاني.
"وفيات سنة خمس وسبعين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
420 184- أحمد بن الحسين بن علي أبو زرعة الرازي.
420 185- أحمد بن سعيد بن أحمد الأزدي.
421 186- أحمد بن عبد الله الهمذاني الوراق الأشقر.
421 178- أحمد بن محمد بن جعفر النيسابوري البحيري.
421 188- أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو حامد الزوزني.
422 189- أحمد بن محمد بن فارس، أبو بكر البزاز.
"حرف الحاء"
422 190- الحسن بن علي بن داود المصري المطرز.
422 191- الحسن بن علي بن عمرو بن غلام الزهري.
422 192- الحسين بن أحمد بن فهد الأزدي.
423 193- الحسين بن علي بن محمد التميمي.
424 194- الحسين بن محمد بن عبيد العسكري الدقاق.
"حرف السين"
424 195- سعيد بن محمد الفقيه المطوعي.
"حرف الصاد"
424 196- صالح بن محمد أبو طاهر البغدادي.
"حرف العين"
425 197- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن محمد الحوشبي.
425 198- عبد الله بن علي بن الحسين الهمذاني القطان.
425 199- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عبدوس الحربي.
425 200- عبد الله بن عبد الرحمن الزجالي الوزير.
426 201- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن مهران.
426 202- عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي.(26/586)
427 203- عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد الداركي.
427 204- عبد العزيز بن محمد بن يوسف بن مسلم.
428 205- عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد القرميسيني.
428 206- عُبَيد اللَّه بْن عليّ بْن عُبَيد اللَّه الدراوردي.
428 207- عبيد الله بن محمد بن محمد الشيباني الحوشبي.
429 208- علي بن إسماعيل بن عُبَيْد الله الأَنْبَاري.
429 209- علي بن شيبان البغدادي الدقاق.
429 210- علي بن حمزة أبو القاسم البصري.
429 211- علي بن إسحاق بن أبي الحسين الختلي.
429 212- عمر بن محمد بن علي بن يحيى الناقد.
"حرف الفاء"
430 213- فضيل بن الحسين المصري الكتاني.
"حرف القاف"
430 214- قاسم بن عبد ربه بن صبيح الجوهري.
"حرف الميم"
430 215- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن خلقان.
430 216- محمد بن أحمد بن عبد الله السُّكَرِي.
431 217- محمد بن أحمد بن حسن الحسنوي.
431 218- محمد بن الحسن بن سليمان القزويني.
431 219- محمد بن الحسن بن الفتح القزويني الصفار.
431 220- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صالح الأبهري.
432 221- محمد بن عبد الله بن هاني العطار بن اللباد.
432 222- محمد بن عبد الله بن الفضل بن قفرجل الكيال.
433 223- محمد بن نصر المعدل.
433 224- محمد بن يوسف بن محمد بن عَلّام الله الهروي.
"حرف النون"
433 225- نصر بن محمد بن إبراهيم، أبو الليث السمرقندي.(26/587)
"حرف الياء"
434 226- يحيى بن مالك بن عائذ الأندلسي.
434 227- يعقوب بن إسحاق بن زكريا الويبردي.
434 228- يوسف بن القاسم بن يوسف الميانجي.
"وفيات سنة ست وسبعين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
435 229- أحمد بن علي بن قزقز الرفاء.
435 230- أحمد بن محمد بن علي البرذعي.
435 231- أحمد بن محمد بن جعفر الحواري الكرابيسي.
436 232- أحمد بن محمد بن عيسى بن الجرّاح المصري.
436 233- أحمد بن مسعود الأندلسي البجَّاني.
436 - أحمد بن نصر بن منصور.
436 234- أبان بن عثمان بن سعيد اللخمي الأندلسي.
437 235- إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم البلخي المستملي.
"حرف الجيم"
437 236- جعفر بن جحاف الليثي.
"حرف الحاء"
437 237- الحسن بن جعفر بن محمد بن الوضّاح الحرفي.
438 238- الحسن بن علي الصحاف.
438 239- الحسن بن محمد الصلحي.
438 240- الحسين بن جعفر الوزان.
"حرف الخاء"
438 241- خَلَصَة بن موسى بن عمران.
"حرف الراء"
438 242- رشيد بن محمد بن فتح الدجاج.
"حرف العين"
439 243- عبد العزيز بن محمد بن مقرن.
439 244- عبد الواحد بن علي بن اللحياني.(26/588)
439 245- عَبْد اللَّه بْن داود القرطبي.
439 246- عبد الله بن فتح بن فرج التجيبي.
439 247- عبد الرحمن بن عامر أبو المطرز.
440 248- عبيد الله بن أحمد بن يعقوب البواب.
440 249- عبيد الله بن محمد بن سليمان المخرمي.
440 250- عبد الملك بن عبد الواحد بن مَحْمَوَيْه.
441 251- عبيد الله بن علي بن الحسن النخعي الكوفي.
441 252- علي بن الحسن بن رجاء بن طعان.
441 253- علي بن الحسن بن جعفر المخرمي.
441 254- علي بن الحسن بن علي بن مطرّف.
442 255- عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله البكائي.
442 256- علي بن محمد بن ينال العكبري.
443 257- علي بن محمد بن أحمد الباساني.
443 258- عمر بن علي بن يونس القطان.
443 259- عمر بن محمد بن إبراهيم بن سبنك.
"حرف القاف"
444 260- قسام الحارثي.
"حرف الميم"
445 261- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن شاذان الخفاف القهندزي.
445 262- محمد بن أحمد بن حمدان الحيري.
446 263- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن محمد بْن أَبِي صالح.
446 264- محمد بن العباس بن يحيى الأموي.
447 265- محمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عبد العزيز الرازي.
447 266- محمد بن علي بن أبي زيد الصدفي.
447 267- محمد بن علي بن عمر الصيدناني.
448 268- محمد بن عثمان بن سعيد بن محاسن.
448 269- محمد بن أبي عمرو محمد بن جعفر النيسابوري.
448 270- محمد بن نجاح بن عبد الرحمن بن علقمة.(26/589)
"حرف الهاء"
448 271- هشام بن محمد بن قُرَّة الرعيني.
"حرف الواو"
448 272- الوليد بن أحمد بن الوليد الزوزني.
"حرف الياء"
449 273- يحيى بن مالك بن عائذ الأندلسي.
"وفيات سنة سبع وسبعين وثلاثمائة"
"حرف الألِف"
450 274- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الفارساني.
450 275- أحمد بن خلف بن محمد بن فرتون الأندلسي.
450 276- أحمد بن محمد بن أحمد الفارساني.
450 277- أحمد بن محمد بن علي المناسكي.
450 278- أحمد بن يوسف بن يَعْقُوبَ بن البَهْلُول.
451 279- أبيض بن محمد بن أبيض بن الأسود.
451 280- إسحاق الأمير، أبو محمد بن المقتدر بالله.
451 281- أمة الواحد بنت الواحد القاضي المحاملي.
"حرف الباء"
452 282- بكر بن أحمد بن البغدادي القزويني.
"حرف الجيم"
452 283- جعفر ابن الخليفة المكتفي علي بن المعتضد.
452 284- جعفر بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن البهلول.
"حرف الحاء"
453 285- الحسن بن أحمد بن عبد الغفّار، أبو علي الفارسي.
453 286- الحسن بن محمد الأصبهاني المذكر.
454 287- الحسين بن حلبس بن حمويه القزويني.
"حرف السين"
454 288- سليمان بن أيّوب بن سليمان بن البلكائش.(26/590)
"حرف الشين"
454 289- شاه بن محمد بن جبريل النسفي.
"حرف العين"
454 290- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن محمد الإبريسمي.
455 291- عبد الله بن عمر بن أحمد المقرئ الناقد.
455 292- عبد الله بن محمد بن الْجُنَيْد الأصبهاني.
455 293- عبد الواحد بن علي بن خشيش الوراق.
455 294- عبيد الله بن محمد بن عابد الخلال.
455 295- علي بن محمد بن أحمد بن نُصَيْر الثقفي.
456 296- عليَّ بن محمد بن إبراهيم بن خُشنام.
457 397- علي بن محمد بن القاسم بن بلاغ الدمشقي.
457 298- علي بن محمد بن إسماعيل الأنطاكي.
457 299- علي بن محمد بن الحسين بن حاجب الكوفي.
"حرف القاف"
458 300- القاسم بن الحسن بن القاسم الفلكي.
"حرف الميم"
458 301- مُحَمَّد بْن أحمد بْن الْحُسَيْن الغطريف الرباطي.
459 302- محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي.
460 303- محمد بن إبراهيم الأصبهاني النيلي.
460 304- محمد بن جعفر بن جابر السعدي الرزمازي.
460 305- محمد بن جعفر بن زيد المكتب.
460 306- محمد بن زيد بن علي الأبزاري.
460 307- محمد بن محمد بن صابر البخاري.
461 308- محمد بن محمد بن عبد الله الأسْتراباذي.
461 309- ميمون بن أحمد بن محمد بن موسى.
"حرف الهاء"
461 310- هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يوسف المنجم الإخباري.(26/591)
"حرف الياء"
461 311- يحيى بن مروان القرطبي.
"وفيات سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
462 312- أَحْمَد بْن الحُسين بْن أَحْمَد العقيقي.
462 313- أحمد بن خالد بن عبد الله الجذامي التاجر.
462 314- أحمد بن عبادة المرادي الإشبيلي.
463 315- أحمد بن علي بن محمد بن هارون الرشيدي.
463 316- أحمد بن عون بن حدير القرطبي البزاز.
463 317- أحمد بن محمد بن عبد الله الماسرجسي.
463 318- أحمد بن موسى بن عيسى الجرجاني.
464 319- إبراهيم بن سليمان بن أبي زرعة الملاح.
464 320- إسماعيل بن محمد بن إسماعيل البغدادي.
"حرف الباء"
464 321- بشر بن محمد بن محمد الباهلي النيسابوري.
"حرف التاء"
465 322- تبوك بن الحسن بن الوليد الكلابي.
"حرف الجيم"
465 323- جعفر بن أحمد النيسابوري الرازي.
"حرف الحاء"
465 324- الحسين بن أحمد بن إبراهيم الفارسي القطار.
465 325- الحسين بن علي بن ثابت المقريء.
"حرف الخاء"
466 326- الخليل بن أحمد بن محمد السجزي الحنفي.
"حرف الزاي"
467 327- زياد بن محمد بن زياد الجرجاني.
"حرف السين"
467 328- سعيد بن حمدون بن محمد القيسي.(26/592)
467 329- سلمة بن أحمد بن سلمة المعاذي الشاعر.
467 330- سليمان بن محمد بن أيوب البغدادي.
"حرف الشين"
468 331- شافع بن محمد بن يعقوب الإسفراييني.
"حرف العين"
468 332- عبد الله بن إسماعيل الرئيس.
468 333- عبد الله بن علي بن محمد السراج الطوسي.
469 334- عبد الله بن محمد بن علي اللخمي الإشبيلي.
469 335- عبد العزيز بن الحسن بن أبي صابر الناقد.
470 336- عبدُ العزيز بْن مُحَمَّد بْن عبد العزيز الكسائي.
470 337- عبد الغفار بن أحمد بن محمد الحراني.
470 338- عبد الكريم بن محمد بن موسى البخاري الميغي.
470 339- عبد الواحد بن محمد بن أحمد البلخي.
470 340- عبد الله بن الحسين بن الحسن المالكي.
471 341- عبيد الله بن الوليد بن محمد الأموي المعيطي.
471 342- عتيق بن موسى بن هارون الحاتمي الأزدي.
471 343- عمر بن محمد بن السري الجنديسابوري.
"حرف القاف"
472 344- القاسم بن خلف بن فتح الجبيري الطرطوشي.
"حرف الميم"
472 345- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد المفيد.
473 346- محمد بن أحمد بن مسعود الإلْبيري.
473 347- محمد بن إسحاق بن طارق القطيعي.
474 348- محمد بن إسماعيل بن العباس المستملي.
474 349- محمد بن بشر بن العباس الكرابيسي.
475 350- محمد بن أبي الحسام طاهر التدميري.
475 351- محمد بن الحسين بن محمد الفهري.
475 352- محمد بن صالح القرطبي المعافري.(26/593)
475 353- محمد بن العبّاس بن محمد الضبي الهروي.
477 354- محمد بن عبد الله بن أيوب القطان.
477 355- محمد بن عبيد الله بن محمد الصيرفي.
477 356- محمد بن علي الدقيقي النحوي.
477 357- محمد بن فتح الله القرطبي اللحام.
477 358- محمد بن القاسم بن فهد القاضي.
478 359- محمد بن محمد بن أحمد الكرابيسي.
479 360- محمد بن محمد بن إبراهيم الهمذاني النجار.
"الكُنَى"
479 361- أبو القاسم بن الجلاب المالكي.
"وفيات سنة تسع وسبعين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
480 362- أحمد بن جعفر بن خزيمة الطرازي.
480 363- أحمد بن عبد الله بن أحمد الدوري الوراق.
480 364- أحمد بن عبد الرحمن بن عبد القاهر العبسي.
480 365- أحمد بن عبد الرحمن بن القاسم النحوي.
480 366- أحمد بن أبي طاهر علي بن بابنوس.
481 367- أحمد بن محمد بن أحمد باكويه الباكوي.
481 368- أحمد بن محمد بن مكحول المكحولي.
481 369- أحمد بن محمد بن ينق الأندلسي.
481 370- إبراهيم بن أحمد بن فتح الفهري.
482 371- إبراهيم بن جعفر الساجي.
482 372- إبراهيم بن محمد الأبيوردي.
482 373- إسماعيل بن عبد الله بن عمر الكوكبي.
"حرف الجيم"
482 374- جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن جعفر الرفاعي الكراني.
"حرف الحاء"
483 375- الحسن بن علي المدائني النحوي.(26/594)
483 376- الحسين بن أحمد بن جعفر الرازي.
483 377- الحسين بن أحمد بن محمد الدقاق.
"حرف الشين"
483 378- شرف الدولة شِيرَوَيه عضد الدولة.
"حرف الصاد"
484 379- صفوة أم حبيب الصدفي.
"حرف الطاء"
484 380- طاهر بن محمد بن سهلويه النيسابوري.
"حرف العين"
484 381- عباس بن عمرو بن هارون الكناني الصَّقِلّي.
484 382- عبدوس بن علي الجرجاني.
485 383- عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله الميكالي.
485 384- علي بن أحمد بن إبراهيم الربعي الرازي.
485 385- علي بن إبراهيم بن أبي غرة العطار.
485 386- علي بن سهل بن أبي حيّان التيمي.
486 387- علي بن محمد بن السري الهمذاني الوراق.
486 388- علي بن محمد بن يعقوب المصري العطار.
486 389- عمر بن محمد بن جعفر الغازل المعدل.
"حرف الميم"
486 390- محمد بن أحمد بن سويد التميمي.
486 391- محمد بن أحمد بن أبي طالب بن الجهم.
487 392- محمد بن أحمد بن شعيب النيسابوري الخفاف.
487 393- محمد بن أحمد بن العباس السلمي الجوهري.
488 394- محمد بن جعفر بن العباس النجار.
488 395- محمد بن الحسن بن عبيد الله الزبيدي.
489 396- محمد بن عبد الله بن أحمد الربعي.
489 397- محمد بن عبد الرحمن بن سهل التستري.
489 398- محمد بن علي بن محمد النصري النصروي.(26/595)
489 399- محمد بن محمد بْن الحسن النسفي.
490 400- محمد بن مسعود القرطبي الخطيب.
490 401- محمد بن المظفر بن موسى البغدادي.
491 402- محمد بن النضر بن محمد النخاس الموصلي.
"حرف الهاء"
492 403- هلال بن محمد بن محمد البصري.
"وفيات سنة ثمانين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
492 404- أحمد بن إبراهيم بن خازم الصرام.
492 405- أحمد بن الحسين بن أحمد الضبي المرواني.
493 406- أحمد بن محمد بن أحمد الصندوقي.
493 407- أحمد بن محمد بن الحسن العطار.
493 408- إبراهيم بن أحمد بن بشران الصيرفي.
"حرف الباء"
493 409- بشر بن الحسين بن مسلم.
494 410- بكر بن محمد بن جعفر النسفي.
"حرف الحاء"
494 411- الحسن بن إبراهيم بن مزاحم العطشي.
494 412- الحسن بن الحسين الربعي النصيبي.
494 413- الحسن بن محمد بن حبيب الحبيبي.
495 414- الحسين بن علي بن محمد الحلبي.
495 415- الحسين بن محمد بن القاضي المحاملي.
"حرف الراء"
495 416- رائق مولى زينب بنت أحمد.
"حرف السين"
495 417- سهل بن أحمد بن الديباجي.
"حرف الطاء"
496 418- طاهر بن أحمد بن الأَزدي المصري الخلال.(26/596)
496 419- طلحة بن أحمد بن الحسن الخراز الصوفي.
496 420- طلحة بن محمد بن جعفر الشاهد.
"حرف العين"
497 421- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن حاجب الخثعمي.
497 422- عبد الله بن إسماعيل بن حرب القرطبي.
497 423- عبد الله بن قاسم بن محمد القرطبي.
497 424- عبد الله بن محمد بن مسرور الشّقّاق.
497 425- عبد الله بن محمد الأصبهاني ابن ليلاف.
498 426- عبد الله بن محمد بن أحمد القاضي.
498 427- عبد الله بن محمد بن عبد الغفار البعلبكي.
498 428- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النمري.
498 429- عبد الرحمن بن عمر الفارسي.
499 430- عبد العزيز بن الحسن بن أحمد السلمي.
499 31- عبد الواحد بن محمد بن الحسن.
499 432- عبيد الله بن أحمد بن الفضل الأردستاني.
499 344- عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد التنوخي السرخسي.
500 434- عُبَيْد اللَّه بن مُحَمَّد بن عُبَيْد اللَّه الأموي القرطبي.
500 435- عُبَيْد الله بن محمد بن محمد الْجُرْجاني.
500 436- عبيد الله بن محمد بن مخلد الثوري.
500 437- علي بن عمرو بن سهل الحريري.
"حرف الميم"
501 438- محمد بن أحمد بن حمدون الخولاني.
501 439- محمد بن أحمد بن يعقوب المروزي الزرقي.
501 440- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن يحيى بْن مفرج.
502 441- محمد بن إبراهيم بن يونس.
502 442- محمد بن بكر بن خلف المدركي المطوعي.
502 443- محمد بن بكر بن مطروح النعالي.
503 444- محمد بن الحسين بن موسى السمسار.(26/597)
503 445- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد النيسابوري.
503 446- محمد بن عبد الله بن محمد الهمذاني.
503 447- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحنفي.
504 448- محمد بن علي بن المؤمل الماسرجسي.
504 449- محمد بن محمد بن عبد الرحيم القيسراني.
505 450- منصور بن محمد بن أحمد البخاري.
505 451- موسى بن عمران بن موسى السلماسي.
"حرف الياء"
505 452- يعقوب بن يوسف بن إبراهيم الوزير ابن كلس.
506 453- يونس بن أبي عيسى بن عتيك البلنسي.
"المتوفّون تقريبًا مِن أَهْل هَذِهِ الطّبقة"
"حرف الألف"
506 454- أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد المخرمي الوزان.
507 455- أحمد بن عبيد الله الكلوذاني ابن قزعة.
507 456- أحمد بن محمد بن محفوظ.
507 57- أحمد بن محمد بن الحسن البخاري.
507 458- أحمد بن محمد بن يحيى الدوسي الأنباري.
507 459- أحمد بن عبيد الله بن إسحاق العباسي.
508 460- أحمد بن محمد بن إسماعيل الهروي.
508 461- أحمد بن علي بن الفرج الحلبي الحبال.
508 462- أحمد بن محمد بن أحمد الهمذاني الغوطي.
508 463- أحمد بن يعقوب بن عبد الجبار الأموي.
509 464- إسماعيل بن عمران السعدي.
509 465- الحسن بن أحمد البغدادي السقطي.
509 466- الحسن بن أحمد البغدادي السقطي.
509 467- الحسن بن أحمد بن جعفر البغدادي.
"حرف الصاد"
509 468- صاعد أبو نصر البغدادي.(26/598)
510 469- طلحة بن عمر الحذاء.
"حرف العين"
510 470- عبد الله بن الحسين الشيلماني.
510 471- عبد الله بن محمد بن أيوب الدمشقي.
510 472- عبد السلام بن حسين المأموني.
511 473- عبد المؤمن بن عبد المجيد النسفي.
511 474- عثمان بن عمر بن عبد الرحمن البغدادي.
511 475- عثمان بن محمد العثماني.
511 476- علي بن الحسن بن أحيد البلخي.
512 477- علي بن محمد بن حبش الأنباري.
512 478- علي بن محمد بن مهدي الطبري.
512 479- عمر بن محمد بن أَحْمَد، أبو القاسم بن الثلَّاج.
"حرف اللام"
512 480- لؤلؤ القيصري مولى المقتدر بالله.
"حرف الميم"
513 481- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحَسَن الكرخي.
513 482- محمد بن أحمد بن محمد الإسكافي.
513 483- محمد بن أحمد بن يعقوب المصيصي.
514 484- محمد بن إبراهيم بن عبد الله الإستراباذي.
514 485- محمد بن إبراهيم بن عبد الله الطوسي.
514 486- محمد بن إبراهيم بن سلمة الكُهَيْلي.
514 487- محمد بن إسحاق بن يزيد الصفار.
515 488- محمد بن إسحاق بن دارا الأهوازي.
515 489- محمد بن الحسن بن سليمان الهروي.
515 490- محمد بن أبي كريمة الصيداوي.
515 491- محمد بن الحسن بن علي الأنطاكي.
516 492- محمد بن الحسين بن إبراهيم الآبري.
516 493- محمد بن الخضر بن زكريا البغدادي.(26/599)
516 494- محمد بن الطيب بن محمد البلوطي.
516 495- محمد بن عبد الله السياري الهروي.
516 496- محمد بن عبد ربه الجيلي العدوي الطبيب.
517 497- محمد بن علي بن يحيى العريف البزاز.
517 498- محمد بن عمر بن شَبُّويه الشبوي.
517 499- محمد بن غريبب بن عبد الله البزاز.
518 500- محمد بن محمد بن عُبَيْد بن أحمد العسكري.
518 501- محمد بن محمد بن عبد الوهاب.
518 502- محمد بن محمد بن معاذ المقرئ.
518 503- محمد بن يوسف بن يعقوب الرقي.
519 504- محمد بن هاشم الخالدي الموصلي.
520 505- محمد بن يوسف بن عمار الحريكي.
520 506- منصور بن عبدوس.
521 507- موسى بن محمد بن جعفر السمسار.
"حرف النون"
521 508- نصر بن أحمد بن هرمزينا النهرواني.
"حرف الهاء"
521 509- هارون بن أحمد، أبو القاسم القطان.
"حرف الياء"
521 510- يحيى بن مسعر بن محمد التنوخي.
522 511- يوسف بن محمد بن أحمد الواسطيّ الضّرير.
"الكنى"
522 512- أبو محمد بن مطران الشاشي شاعر.
523 فهرس الموضوعات.(26/600)
المجلد السابع والعشرون
الطبقة التاسعة والثلاثون
حوادث سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة
...
بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة التاسعة والثلاثون:
حوادث سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة:
فيها: قَبضوا على الطائع لله في داره، في تاسع عشر شعبان، وسببه أنّ أبا الحسن بن المعلّم كان من خواص بهاء الدولة، فَحُبِسَ، فجاء بهاء الدولة وقد جلس الطائع لله في الرِّواق مُتَقلِّدًا سيفًا، فلما قَرُبَ بهاء الدولة قبّل الْأرض وجلس عَلَى كرسي، وتقدّم أصحاب بهاء الدولة فجذبوا الطائع بحمائل سيفه من سريره، وتكاثر عليه الدَّيْلَم، فلفُّوه في كساء وحُمِل في زبزب، وأُصعِد إلى دار المملكة، وشاش البلد، وقَدَّر أكثر الجند أن القبض على بهاء الدولة، فوقعوا في النهب "وشُلِّح"1 من حضر من الْأشراف والعُدُول، وقُبض على الرئيس علي بن عبد العزيز بن حاجب النُّعمان في جماعة، وصُودِروا، واحتيط على الخزائن والخَدَم، ورجع بهاء الدولة إلى داره2.
وظهر أمر القادر باللَّه، وأنَّه الخليفة، ونُودِي له في الْأسواق، وكتب على الطائع كتابًا بخلْع نفسه، وأنَّه سلّم الْأمر إلى القادر باللَّه، وشهد عليه الْأكابر والأشْراف، ونفَّذ إلى القادر المكتوب، وحثّه على القُدُوم.
وشغب الدّيْلم والتُّرْك يطالبون برسم البَيْعَة، وبرزوا إلى ظاهر بغداد، وتردّدت الرُسُل منهم إلى بهاء الدولة، ومُنِعوا من الخُطْبة للقادر، ثم أرْضَوهم، فسكنوا، وأُقيمت الخطبة للقادر في الخُطبة3 الْآَتية، وهي ثالث رمضان، وحوّل من دار الخلافة جميع ما فيها، حتى الخشب السّاج والرُّخام، ثم أُبيحت للخاصّة والعامّة، فقُلِعت أبوابها وشبابيكها.
وجهّز مهذّبُ الدولة عليُّ بن نصر القادر باللَّه من البطائح وحمل إليه من الْآَلات والفَرْش ما أمكنه، وأعطاه طيّارًا كان عمله لنفسه، وشيّعه فلما وصل إلى واسط
__________
1 في الأصل "سلخ".
2 ذيل تجارب الأمم "201-208"، والمنتظم "7/ 156"، والبداية والنهاية "11/ 308"، وتاريخ بغداد "11/ 79"، والنجوم الزاهرة "4/ 159"، والعبر "3/ 15".
3 في الأصل "بهذا المآثر".(27/3)
اجتمع الجنْد وطالبوه بالبَيْعَة، وجرت لهم خُطُوب، انتهت إلى أن وعدهم بإجرائهم مجرى البغداديين، فَرَضُوا، وسار. وكان مقامه بالبطيحة منذ يوم حصل فيها إلى أن خرج عنها سنتين وأحد عشر شهرًا، وقيل سنتين وأربعة أشهر، عند أميرها مهذَّب الدولة.
قال هلال بن المحسّن: وجدْت الكتاب الذي كتبه القادر باللَّه:
"من عبد اللَّه أحْمَد الْإمَام القادر باللَّه أمير المؤمنين، إلى بهاء الدولة وضياء الملة أبي نصر "ابن" عَضُد الدولة، مولى أمير المؤمنين، نحْمد إليك اللَّه الَّذِي لَا إله إلّا هُوَ، ونسأله أن يصلّي على محمد عبده ورسوله، أمّا بعد، أطال اللَّه بقاءك، وأدام عزَّك وتأييدك، وأحسن إمتاعَ أمير المؤمنين بك، فإنّ كتابي الوارد في صُحبة الحَسَن بن محمد، رعاه اللَّه، عُرِض على أمير المؤمنين تاليا لما تقدَّمه، وشافعًا ما سبقه، ومتضمّنًا مثل ما حواه الكتاب قبله، من إجماع المسلمين، قبلك بمشهد منك، على خلع العاصي المتلقّب بالطائع عن الْإمَامة، ونَزْعه عن الخلافة، لبَوَائقه المستمرّة، وسوء نيّته المدخولة، وإشهاده على نفسِه بعجزه، ونُكُوله وإبرائه الكافّة من بيعته، وانشراح صدور الناس لبيعة أمير المؤمنين، ووقف أمير المؤمنين على ذلك كلّه، ووجدك، أدام اللَّه تأييدك، قد انفردتَ بهذه المأثرة واستحققت بها من اللَّه جليل الْأثَرَة، ومن أمير المؤمنين سنيّ المنزلة، وعليّ المرتبة".
وفيه: "فقد أصبحت سيف أمير المؤمنين المُبير لأعدائه، والحاظي دون غيرك بجميل رأيه، والمستبدّ بحماية حَوْزَته ورعاية رعيّته، والسّفارة بينه وبين ودائع اللَّه عنده في بريّته، وقد برزتْ راية أمير المؤمنين عن الصَّليق موضع مُتَوَجَّهه نحو سريره الذي حرسته، ومستقرّ عزّه الذي شيّدته، ودار مملكته التي أنت عِمادها".
إلى أن قال: "فواصِل حضرةَ أمير المؤمنين بالإنهاء والمطالعة، إن شاء اللَّه، والسّلام عليك ورحمة اللَّه وبركاته. وكتب لثلاثة بقين1 من شعبان".
واسم القادر: أحْمَد بن إسحاق بن المقتدر أَبُو العباس، وأمُّه تمني مولاة عبد الواحد بن المقتدر. وُلِد سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، وكان حَسَنَ الطّريقة، كثير المعروف، فيه دين وخيْر، فوصل إلى جَبُّل في عاشر رمضان، وجلس من الغد جلوسًا عامًا، وهنيء، وأنشد بين يديه الشعراء، فمن ذلك قول الرضي الشريف:
__________
1 في الأصل "لثالثة تبقي".(27/4)
شرفُ الخلافة يا بني العباس ... اليوم جدّده أَبُو العبّاس
ذا الطّوْد بقّاه الزّمان ذخيرةً ... من ذلك الجبل العظيم الراسي
وحُمل إلى القادر بعض الْآَلات المأخوذة من الطائع، واستكتب "له" أَبُو الفضل محمد بن أحْمَد عارض الدَّيْلم، وجعل اسْتَدَارَه عبد الواحد بن الحسين الشِيرازي: وفي شوّال عُقد مجلس عظيم، وحلف القادر وبهاء الدولة كلُّ منهما لصاحبه بالوفاء، وقلَّده القادر ما وراء بابه، ممّا تُقام فيه الدَّعوة.
وكان القادر أبيض، حَسَن الجسم، كَثَّ اللحية، طويلها، يخضِب. وصفه الخطيب البغدادي1 بهذا، وقال: كان من الدّيانة والسيادة وإدامة التهجُّد، وكثرة الصَّدقات، على صفةٍ اشتهرت عنه، وقد صنَّف كتابًا في الْأصول، ذكر فيه فضائل الصحابة وإكفار المعتزلة، والقائلين بخلْق القرآن.
وذكر محمد بن عبد الملك الهمذاني2 أنّ القادر كان يلبس زِي العَوَامّ، ويقصد الْأماكن المعروفة بالخير والبركة، كقبر معروف3 وغيره، وطلب من ابن القِزْوِيني الزّاهد أنْ يُنْفِذ له من طعامه الذي يأكله، فأنفذ إليه باذنجانا مقلُوًّا بِخَلٍّ وباقِلاء ودِبْس وخُبْز بَيْتيّ، "وشدّه" في مَيْزَر، فأكل منه، وفرّق الباقي، وبعث إلى ابن القزويني مائتي دينار، فقبلها. ثم بعد أيام طلب منه طعامًا، فأنفذ إليه طبقًا جديدًا، وفيها زبادي فيها فراريج وفالُوذَج، ودجاجة مشويّة وفالوذجة، فتعجّب الخليفة، وأرسل يكلّمه في ذلك، فقال: ما تكلّفت، لما وُسِّعَ عليّ وُسَّعْت على نفسي، فتعجّب من عقله ودينه. ولم يزل4 يواصله5 بالعطاء.
وفي ذي الحجّة، يوم عيد الغدير جرت "فتنة" من الرافضة وأهل باب البصْرة، واستظهر أهل باب البصرة، وحرقوا أعلام السلطان، فقُتِل يومئذ جماعة اتُّهموا بفعل ذلك، وصُلبوا، فقامت الهيبة، وارتدع المفسد6.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 37".
2 هو صاحب كتاب "تكملة تاريخ الطبري".
3 هو معروف الكرخي توفي سنة 200هـ. انظر ترجمته في: صفة الصفوة "2/ 79"، وطبقات الحنابلة "1/ 381"، وتاريخ بغداد "13/ 199".
4 في الأصل "نزل".
5 في الأصل "مواصلة".
6 المنتظم "7/ 163"، والكامل في التاريخ "9/ 91".(27/5)
وفيها: حجّ بالنّاس من العراق أَبُو الحسين محمد بن الحسين بن يحيى، وكان أميرُ مكّة الحسن بن جعفر أَبُو الفتوح العلويّ، فاتّفق أنّ أبا القاسم بن المغربي حصّل عند حسّان بن المفرّج بن الجرّاح الطائي، فحمله على مُبَاينة صاحب مصر، وقال: لا مَغْمَز في نسب أبي الفتوح، والصَّواب أن يُنَصِّبه إمامًا، فوافقه، فمضى ابن المغربيّ إلى مكّة، فأطمع صاحب مكّة في الخلافة، وسهّل عليه الْأمر، فأصغى إلى قوله، وبايعه شيوخ الحَسَنِيّين، وحسَّن أَبُو القاسم بن المغربي أخْذَ ما على الكعبة من فضّة وضربه دراهم.
واتّفق موت رجلٍ بجُدَّة معه أموال عظيمة وودائع، فأوصى منها بمائة ألف دينار لأبي الفتوح صاحب مكّة ليصون بها تركته والودائع، فاستولى على ذلك كلّه، فخطب لنفسه، وتسمّى بالراشد باللَّه، وسار لاحقا بآل الجرّاح الطائي، فلما قَرُب من الرملة، تلقَّتْه العرب، وقبَّلوا الْأرض، وسلّموا عليه بالخلافة، وكان متقلّدًا سيفًا زعم أنه ذو الفِقار وفي يده قضيب، وذكر أنه قضيب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم، وحوله جماعة من بني عمّه، وبين يديه ألف عبد أسود، فنزل الرملة، ونادى بإقامة العدْل، والأمر بالمعروف والنَّهْي عن المُنْكَر، فانزعج صاحب مصر، وكتب إلى حسّان الطائي مُلَطَّفًا، وبذل له أموالًا جزيلة، وكتب إلى ابن عم أبي الفتوح، فولاه الحَرَمَيْن، وأنفذ له ولشيوخ بني حسن أموالًا، فقيل: إنه بعث إلى حسّان بخمسين ألف دينار مع والده حسّان، وأهدى له جارية جهّزها بمال عظيم، فأذعن بالطاعة، وعرف أَبُو الفتوح الحال، فضعُفَ وركب إلى حسّان المفرّج الطائي مُستجيرًا به فأجاره، وكتب فيه إلى العزيز، فردّه إلى مكّة1.
وفيها: استولى بزال على دمشق وهزم متوليّها مُنِيرًا وفرَّق جَمْعَه.
وفيها: أقبل باسيل طاغية الرّوم في جيوشه، فأخذ حمص ونهبها، وسار إلى شَيْزَر2 ونهبها، ثم نازل طرابلس مدّة، ثم رجع إلى بلاده.
وفيها: خلع الطائع نفسه مُكْرَهًا، وبايعوا القادرَ باللَّه أحْمَد بْن إِسْحَاق بْن المقتدر باللَّه.
__________
1 المنتظم "7/ 164".
2 في الأصل "شيرز".(27/6)
حوادث سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة:
فمن الحوادث فيها أنَّ أبا الحسن علي بن محمد بن المعلّم الكوكبي كان قد استولى على أمور السلطان بهاء الدولة كلّها، فمنع أهل الكرْخ وباب الطاق من النَّوْح يوم عاشوراء، ومن تعليق المُسُوح، كان كذلك يُعمل من نحو ثلاثين سنة، ووقع أيضًا بإسقاط من قبل من الشهود بعد وفاة القاضي أبي محمد بن معروف، وأن لا يقبل في الشهادة إلا من كان ارتضاه ابن معروف، وذلك أنه لما تُوُفِي كَثُر قَبُول الشهود بالشفاعات، حتى بلغت عدة الشهود ثلاثمائة وثلاثة أنفس، ثم إنّه فيما بعد، وقّع بقبولهم في السنة1.
وفيها شغبت الْجُنْد، وخرجوا بالخِيَم إلى باب الشماسة، وراسلوا بهاء الدولة يشتكون من أبي الحسن بن المعلّم، وتعديد ما يعاملهم به، وطالبوه بتسليمه إليهم. وكان ابن المعلم قد استولى على الْأمور، فالمقرِّب من قرَّبه والمُبْعَد من بعَّده، فثَقُل على الْأمراء أمره، ولم يُراعهم هو، فأجابهم السلطان، ووعدهم، فأعادوا الرسالة بأنهم لا يرضون إلا بتسليمه إليهم، فأعاد الجواب بأنَّه يُبعده عن مملكته، فأبوا ذلك، إلى أن قال له الرسول: إنه لأمر شديد، فاخْتَر بقاءه أو بقاء دولتك، فقبض عليه حينئذ وعلى أصحابه، وأخرجوا صلته، فصمّم الْجُنْدُ أنهم لا يرجعون إلا بتسليمه، فتدمّم من ذلك، وركب إليهم، فلم يقم أحد منهم إليه ولا خدمه، وقد أقاموا على المطالبة به، وترك الرجوع "إلا بعد تسليمه"2 إلى أبي حرب خال بهاء الدولة، فسُقي السُّمَّ، فلم يعمل فيه، فخُنِق بحبل3.
وفي رجب، سُلِّم الطائع لله المخلوع إلى القادر باللَّه، فأنزله في حجرة ووكّل به من يحفظه، وأحسن صيانته ومراعاة أموره، فكان المخلوع يطالب من زيادة الخدمة بمثل ما كان يطالب به أيام خلافته، وأنه حُمل إليه طيب من بعض العطارين، فقال: أمن هذا يتطيب أَبُو العبّاس؟ قالوا: نعم. فقال: قولوا له في الفلاني من الدار كندوج فيه طيب مما كنت استعمله فأنفذ لي بعضه، وقدمت إليه بعض الليالي شمعة قد
__________
1 المنتظم "7/ 168".
2 تكرر في الأصل.
3 المنتظم "7/ 168، 169".(27/7)
أوقدت1، فأنكر ذلك، فحملوا إليه غيرها، وأقام على هذا إلى أن تُوُفيّ2.
وفيها وُلِد أبو الفضل محمد بن القادر باللَّه، وهو الذي جُعل وليّ العهد، ولُقّب الغالب باللَّه3.
واشتدّ في الوقت القحْط ببغداد4.
__________
1 في الأصل "أوقد".
2 تاريخ بغداد "11/ 79"، والمنتظم "7/ 66"، وسير أعلام النبلاء "15/ 118-127"، والبداية والنهاية "11/ 311"، وشذرات الذهب "3/ 143".
3 المنتظم "7/ 169".
4 المنتظم "7/ 170".(27/8)
حوادث سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة:
فيها: أقبل الخان بغراخان الذي يُكتب عنه مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وله ممالك الترك وإلى قرب الصين، ليأخذ بخارى، فحاربه "نوح بن منصور"1 السّاماني، فانهزم نوح، وأخذ بخارى، واستنجد "نوح"2 بنائبه أبي علي بن سمجور صاحب خُراسان، فخذله وعصى، فمرض الخان ببخارى، وراح، فمات في الطريق.
وكان دينًا. "وولي"3 بلاد التُرك بعده أيلخان، وبرز نوح إلى مملكته.
وفيها: شَغَب الْجُنْد لتأخّر العطاء، وقصدوا دار الوزير أبي نصر سابور، فنهبوها، وهرب من السُّطُوح، ثم أُعطوا العطاء.
وفي ذي الحجّة تزوج القادر باللَّه سُكَيْنة بنت بهاء الدولة على مائة ألف دينار، فتُوُفِّيَتْ قبل الدخول بها4.
وفيه بلغ كَرُّ القمح ستَّةَ آلاف درْهم "غياثية"5، والكارة الدقيق مائتين وستّين درهمًا6.
وفيها: ابتاع الوزير أَبُو نصر سابور بن أردشير دارًا بالكَرْخ وعمَّرها وسمَّاها دار العلم، ووقَفَها على العلماء، ونقل إليها كتبًا كثيرة7.
__________
1 في الأصل "منصور بن نوح".
2 في الأصل "ابن نوح".
3 في الأصل "رل".
4 الكامل في التاريخ "9/ 100"، والمنتظم "7/ 172".
5 في الأصل "غياشية".
6 المنتظم "7/ 172"، والكامل في التاريخ "9/ 101".
7 المنتظم "7/ 172"، والكامل في التاريخ "9/ 101".(27/8)
حوادث سنة أربع وثمانين وثلاثمائة:
فيها: قوي أمر العيارين ببغداد، وشرع القتال بين الكَرْخ وأهل باب البصرة، وظهر المعروف بعُزَيْز من أهل باب البصرة واستفحل أمره، والتزق به كثير من المُؤْذِين، وطرح النّار في المَحَالّ، وطلب أهل الشُّرَط. ثم صالح الكرخ، وقصد سوق البزازين، وطالب بضرائب الأمتعة حتى الأموال، وكاشف السلطان وأصحابه، وكان ينزل إلى السفن ويطالب بالضرائب، فأمر السلطان بطلب العيّارين، فهربوا عنه1.
وفي ذي الحجة ورد الخبر برجوع الحاجّ من الطريق، وكان السبب أنهم لمَّا حصلوا بين زبالة و"الثعلبية"2 اعترض الحاج الْأصَيْفَر الْأعْرابيّ ومنعهم الجواز إلا برسمه، وتردد الْأمر إلى أن ضاق الوقت، فعادوا، ولم يحج أيضًا لأهل الشام ولا اليمن، إنّما حجّ أهل مصر3.
وفيها: ولي نقابة العبّاسيين أَبُو الحسن محمد بن علي بن أبي تمام الزينبي4.
وفيها: تزوّج مهذب الدولة علي بن نصر ببنت بهاء الدولة، وعُقد للأمير أبي منصور بن بهاء الدولة على بنت مهذب الدولة، وعقد على كلّ صداق منهما مائة ألف دينار.
واتفق ابن سمجور والي خراسان وفائق على حرب ابن نوح، فكتب إلى الملك سُبكتِكِين يستنجده، فأقبل من غَزْنَة، فالتقى الجمعان، فانهزم ابن سمجور وتمزق جيشه، واستعمل ابن نوح على خراسان محمود بن سبكتِكِين الذي افتتح الهند.
__________
1 المنتظم "7/ 174".
2 في الأصل "التغلبية".
3 المنتظم "7/ 174"، والبداية والنهاية "11/ 313".
4 المنتظم "7/ 174"، والكامل "9/ 105".(27/9)
حوادث سنة خمس وثمانين وثلاثمائة:
فيها: نَفَّذَ بدر بن حَسْنَويْه تسعة آلاف دينار، لتُدفع إلى الْأصَيْفر عِوَضا عمّا كان يأخذ من الركب العراقي1.
__________
1 المنتظم "7/ 178".(27/10)
حوادث سنة ست وثمانين وثملاثمائة
...
حوادث سنة ست وثمانين وثلاثمائة:
في المحرم ادَّعى أهل البصرة أنهم كشفوا عن قبرٍ عتيق، فوجدوا فيه ميتًا طريا بثيابه وسيفه، وأنه الزبير بن العوّام، فأخرجوه وكفنوه ودفنوه بالمِرْبد، وبنوا عليه، وعُمل له مسجد، ونُقِلَت إليه القناديل والبُسُط والقوَّام والحَفَظة. قام بذلك الأمير أبو المسك1. فالله أعلم من ذاك الميت.
__________
1 المنتظم "7/ 178".(27/10)
حوادث سنة سبع وثمانين وثلاثمائة:
فيها: توفي فخر الدولة علي ابن ركن الدولة ابن بُوَيْه بالري، ورتبوا ولده رستم في السلطنة وهو "ابن"1 أربع سنين، وكان فخر الدولة قد أقطعه أبوه بُلدانًا، فلما تُوُفّي أخوه بُوَيْه كتب إليه الصّاحب إسماعيل بن عَبَّاد يحثّه على الإسراع، فقدم وتملّك مكان أخيه، واستوزر ابن عبّاد، وكان شهمًا شجاعًا، جماعًا للأموال، لقبه الطائع فلك الْأمّة. وكانت سلطنته أربع عشرة سنة، وعاش ستًا وأربعين سنة. ولما اشتدّ به مرضه أُصعِد إلى قلعة، فبقي بها أيامًا يمرض، فمات، وكانت الخزائن مقفلة مختومة، وقد جعل مفاتيحها في كيس من حديد وسُمِّر، وحصلت عند ولده رستم، فلم يوجد ليلة وفاته شيء يُكَفَّن فيه، وتعذّر النزول إلى البلد لشدّة شغب الْجُنْد، فاشتروا من قيّم الجامع ثوبًا، فلُفّ فيه، وشُدّ بالحبال، وجُرّ على دَرَج القلعة حتى تقطّع، وكان يقول: قد جمعت لولدي ما يكفيهم ويكفي عسكرهم خمس عشرة سنة.
وكان ترك ألفي ألف دينار وثمانمائة ألف وخمسة وسبعين ألف دينار، ومن الجواهر واليواقيت واللؤلؤ أربعة عشر ألف وخمسمائة قطعة، قيمتها ثلاثة آلاف ألف، ومن الْأواني الذّهب ما وزنه ألف دينار، ومن أواني الفضة ثلاثة آلاف درهم، ومن الثياب ثلاثة آلاف حمْل، وخزانة السلاح ألفًا حمْل، وخزانة الفرش ألف وخمسمائة حمل، إلى غير ذلك2.
__________
1 سقط من الأصل واستدرك من المنتظم "7/ 190".
2 المنتظم "7/ 190"، والبداية والنهاية "11/ 322"، والكامل في التاريخ "9/ 131".(27/10)
حوادث سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة:
فيها: قبض القادر باللَّه على كاتبه أبي الحسن علي بن عبد العزيز، وقلّد أبا العلاء سعيد بن الحسن بن تريك، ثم بعد شهرين ونصف عزله، وأعاد أبا الحسن1.
وفي ذي الحجة جاء بَرَدُ مفْرط ببغداد، وتجلد الماء وبول الدواب والخيل.
وفيها: جلس القادر باللَّه للرسولين اللَّذَين من جهة أبي طالب رستم بن فخر الدولة وأبي النّجم بدر بن حَسْنَوية، فعهد لرستم على الريّ وأعمالها، وأرسل اللواء والخّلَع، وعهد لبدر على الجبل، ولقبه "أبا طالب مجد الدولة"2.
أعجوبة:
وهي: هلاك تسعة ملوك على نَسَقٍ في سنتي سبع وثمانين وثمان وثمانين وثلاثمائة.
وفيهم يقول أَبُو منصور عبد الملك بن محمد الثَّعالبيّ3:
ألم تر مذ عامين أملاكَ عصْرنا ... يصيح بهم للموت والقتلِ صائحُ
فنُوحُ بن منصور طَوَتْه يدُ الرَّدَى ... على حسرات ضُمِّنَتْها الجوانحُ
ويا بُؤْسَ منصورٍ وفي يوم سرخسٍ ... تمزّق عنه مُلْكُه وهو طائحُ
وفرّق عنه الشمل بالشمل واغْتَدَى ... أميرًا ضريرًا تعتريه الجوائحُ
وصاحب جرجانية في ندامة ... ترصده طَرْف من الحين طامح
__________
1 المنتظم "7/ 202".
2 المنتظم "7/ 202".
3 هو صاحب كتاب "يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر"، توفي 429هـ انظر البداية والنهاية "12/ 44"، وشذرات الذهب "3/ 246"، وسير أعلام النبلاء "17/ 437".(27/11)
خُوَارَزْم شاهٍ شاهَ وجهُ نعيمِه ... وعنّ له يومٌ من النحس طالح
وكان علا في الْأرض يخبطها أَبُو ... عليّ إلى أن طوّحَتْه الطوائح
وصاحب بُسْت ذلك الضَيْغم الذي ... براثنه للمسرفين مفاتح
أناخ به من صدمة الدَّهْرِ كَلْكَلٌ ... فلم تُغْنِ عنه والمُقَدَّر سانح
جيوشٌ إذا أربت على عدد الحَصَى ... تَغُصّ بها قِيعانُها والضَّحَاضِح
وصاحب مِصرٍ قد مضى لسبيله ... ووال الجبال غيبته الضّرائح
ودارت على صمصام دولة بويْه ... دوائر سوء نُبْلُهنّ فوادح
وقد جاز والي الْجَوْزَجان فناظَرَ ... الحياة فوافته المنايا الطوائح
وفائق المجبوب قد جبّ عمره ... فأمسى ولم يندبه في الْأرض نائح
مضوا في مدى عامين واختطفتهم ... عقاب إذا طارت تخر الجوارح
أما لك فيهم عبرة مُسْتَفَادَةٌ ... بَلَى إنّ نهج الاعتبار لواضح(27/12)
حوادث سنة تسع وثمانين وثلاثمائة:
كانت قد جرت عادة الشيعة في الكَرْخ وباب الطّاق، بنصب القِباب، وإظهار الزّينة يوم الغدير، والوقيد في ليلته، فأرادت السنية أن تعمل في مقابلة هذا أشياء، فادّعت أنّ اليوم الثامن من يوم الغدير كان اليوم الذي حصل فيه النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بَكْرٍ في الغار، فعملت فيه ما تعمل الشيعة في يوم الغدير، وجعلت بإزاء عاشوراء يومًا بعده بثمانية أيام، إلى مقتل مُصْعَب بن الزُبَيْر، وزارت قبره بمسكن، كما يزار قبر الحسين، فكان ابتداء ما عمل في الغار يوم الجمعة لأربع بقين من ذي الحجة1، وأقامت السُّنِّيَّة هذا الشعار القبيح زمانًا طويلا، فلا قوة إلا بالله.
وفيها: عزل مالك ما وراء النهر من المملكة، وهو منصور بن نوح، وحُبس بسَرْخَس.
وبُويع أخوه عبد الملك، فبقي في المُلْك تسعة أشهر، وحاربه الملك الخان،
وأسره، واستولى على بخارى في ذي القعدة، من هذا العام.
ومات عبد الملك بأفكند في السجن بعد قليل2.
__________
1 المنتظم "7/ 206"، والكامل في التاريخ "9/ 155".
2 الكامل في التاريخ "9/ 145-149".(27/12)
حوادث سنة تسعين وثلاثمائة:
فيها: ظهر بسجستان معدن للذهب، فكانوا يصفون من التراب الذَّهَبَ الْأحمر2.
وفيها: قُلِّد القاضي أَبُو عبد اللَّه الحسين بن هارون الضَّبِّي مدينة المنصور، مضافًا إلى قضاء الكوفة وغيرها، ووُلّي القاضي أَبُو محمد عُبَيْد اللَّه بن محمد الْأكفاني الرَّصافَةَ وأعمالها.
وفيها وُلِّي نيابة دمشق فحل بن تميم من جهة الحاكم، فمرض ومات بعد أشهر، وولي بعده عليّ بن جعفر بن فلاح.
آخر الحوادث.
__________
1 المنتظم "7/ 207"، والكامل في التاريخ "9/ 162".(27/13)
وفيات الطبقة:
تراجم وفيات سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
1- أحْمَد بن إبراهيم بن تمّام، أبو بكر البعلبكي المقرئ الفقيه، قاضي بعْلَبَكّ. سمع خَيْثَمةَ الْأطْرابُلُسي، وأبا الميمون بن راشد، وجماعة.
وعنه: محمد بن يونس الْإسكاف، وأحمد بن الحسن الطّيّان.
2- أحْمَد بْن الحُسين بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حمزة، أبو نصر النيسابُوري المؤذن الوراق، المعروف بابن حسْكَوَيْه. كان كثير الحديث.
سمع السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، والماسرْجسي، ومحمد بن إبراهيم العَبْدَوي.
روى عنه: الحاكم، "وَأَبُو"1 سعد الكنجروذي، وغيرهما. توفي في شعبان.
__________
1 في الأصل "أبا".(27/13)
3- أحْمَد بن الحسين بن مهران، أَبُو بكر الْإصبهاني ثم النيسابُوريّ المقرئ العابد1، مصنف "كتاب الغايات في القراءات"، قرأ لهشام بدمشق ولابن ذِكْوَان على أبي الحسن محمد بن النَّضْر الْأخرم، وببغداد على زيد بن أبي بلال الكوفي، وابن مقسم، وأبي بكر النّقّاش، وأبي الحسن بن ثَوْبان، وأبي عيسى بكار بن أحْمَد، وهبة اللَّه بن جعفر، وبخراسان على غير واحد، وسمع من أبي العباس السّرّاج، وابن خُزَيْمة، وأحمد بن حسين الماسَرْجَسي، ومكّي بن عَبْدان.
روى عنه: الحاكم، وَأَبُو حفص بن مسرور، وَأَبُو سعد الكَنْجرُوذي وعبد الرحمن بن الحسن بن عليك، والمقرئ أَبُو سعد أحْمَد بن إبراهيم.
قال الحاكم: كان إمام عصره في القراءات، وكان أعبد من رأينا من القرّاء، وكان مُجاب الدعوة، انتقيت عليه خمسة أجزاء، وتوفي في شوّال، وله ستُّ وثمانون سنة. وتُوُفّي في هذا اليوم أَبُو الحسن العامري صاحب الفلسفة، فحدثني عمر بن أحْمَد الزّاهد: سمعت الثقة من أصحابنا يذكر أنّه رأى بكر بن مهران في المنام في الليلة التي دُفن فيها، فقلت: أيُّها الْأستاذ، ما فعل اللَّه بك؟ قال: إن اللَّه عزّ وجلّ أقام أبا الحسن العامري بحذائي وقال: هذا فداؤك من النّار2.
وقال الحاكم: قرأنا على ابن مهران ببخارى "كتاب الشامل في القراءات".
وقرأت أنا كتاب "الغاية" له على أبي الفضل بن عساكر، بإجازته من المؤيَّد الطّوسي، وزينب الشعرية قالا: أنبأ زاهر الشحامي، أنا أَبُو بكر أحْمَد بن إبراهيم بن موسى المقرئ، أنا المصنّف رحمه اللَّه، وقد قرأ عليه جماعة، منهم أَبُو الوفا مهدي بن طوارة شيخ الهُذْلي.
4- أحْمَد بن محمد بن الحارث الفقيه، أَبُو الحسين الفقيه المديني الضرير. حدّث في هذا العام عن أبي القاسم البَغَوِي، وابن أبي داود.
وعنه: أحْمَد بن علي النزوي، وأبو نصر الكسائي.
__________
1 النجوم الزاهرة "4/ 160"، والعبر "3/ 44"، وشذرات الذهب "3/ 97"، والبداية والنهاية "11/ 310"، والمنتظم "7/ 165".
2 معرفة القراء "1/ 280".(27/14)
5- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الفضل بن الجرّاح، أبو بكر الخرّاز البغدادي1.
سمع: أبا حامد الحَضْرمي، وأبا بكر بن دُرَيْد، ولزم ابن الْأنباري، فأخبر عنه وروى تصانيفه.
وكان ثِقة دينًا: ظاهر المروءة، ومن الفرسان المذكورين.
روى عنه: أَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو محمد الجوهري.
6- إبراهيم بن محمد بن محفوظ بن معقل، أَبُو إسحاق النيسابُوري، شيخ محتشم. كان أحد المجتهدين في العبادة.
سمع: أبا بكر بن خُزَيْمة، وأبا العبّاس بن السرّاج، وأحمد بن محمد الماسرجسي.
تُوُفّي في ربيع الْأوّل. وعنه الحاكم قال: رأيت أُصُولَه صحيحة، أكثرها بخطه.
"حرف الباء":
7- بزال الْأمير.
وَلِّي حرب منير الذي كان على نيابة دمشق، فهزمه بزال واستولى على دمشق في هذه السنة، وقد وُلِّي طرابلس أيضًا.
8- بكجور التركي، الْأمير أبو الفوارس، مولى سيف الدولة بن حمدان2.
ولي إمرة حمص، ثم ولي دمشق للعزيز العُبَيْدي، فجار وظلم وصادر، وخرج عن طاعة العزيز فجهز إليه منير الخادم من مصر، في سنة ثمانٍ وسبعين، فبعث بكجور عسكرًا، فالتقوا، فانتصر منير، ثم تصالحا، وذهب بكجور إلى الرقة، فأقام بها دعوة العزيز، ثم قُتِل بنواحي حلب، في سنة إحدى هذه.
9- بشر بن الحسين الشيرازي قاضي القضاة، أبو سعيد3. قدمه عضد الدولة للقضاء، فولاه الطائع قضاء القضاة، سنة تسعٍ وستين. وكان فقيهًا ظاهريا متدينًا
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 81"، والمنتظم "7/ 65"، والنجوم الزاهرة "4/ 160".
2 تاريخ ابن خلدون "4/ 112"، والنجوم الزاهرة "4/ 160"، والكامل في التاريخ "9/ 58".
3 طبقات الفقهاء "177، 178، 179".(27/15)
معظمًا للآثار، وما أراه قدم بغداد، بل استناب عليها أربعة قضاة، ثم إنه عُزِل في سنة سّتٍ وسبعين.
مات بشيراز عن سبعين سنة في هذا العام. أرَّخه ابن الخازن.
وقال أَبُو إسحاق الشيرازي في "طبقات الفقهاء" في أصحاب داود: ومنهم قاضي القضاة أَبُو سعدٍ بشْر بن الحسين، كان إمامًا، أخذ العلم عن علي بن محمد صاحب ابن المغلس بفارس.
"حرف الجيم":
10- جوهر، أَبُو الحسن القائد الرومي المعروف بالكاتب، مولى المعزّ أبي تميم1. قدِم من المغرب بتجهيز المُعِزّ إلى ديار مصر في الجيوش والأهْبَة في سنة ثمان وخمسين، فاستولى على إقليم مصر، وابتنى القاهرة، واستمرّ عالي الْأمر نافذ الكلمة.
وكان بعد موت كافور صاحب مصر قد انخرم النظام، وأقيم في المُلْك أحْمَد بن علي بن الْأخشيد وهو صغير، وكان ينوب عنه ابن عمّ والده والحسن بن عُبَيْد اللَّه بن طُغْج، والوزير حينئذ جعفر بن الفرات، فقلت الْأموال على الْجُنْد، فكتب جماعة إلى المُعِزّ يطلبون منه عسكرًا ليسلّموا إليه مصر، فنفذ جوهرًا في نحو مائة ألف فارس أو أكثر، فنزل بتروجة بقرب الإسكندرية، فراسله أهل مِصر في طلب الْأمان وتقرير أملاكهم لهم، فأجابهم جوهر، وكتب لهم العهد، فعلم الإخشيديّة بذلك، فتأهبوا للقتال، فجاءتهم الكتب والعهود، فاختلفت كلمتهم. ثم أمَّروا عليهم ابن الشويزاني، وتوجّهوا للقتال نحو الجزيرة، وحفظوا الجسور، فوصل جوهر إلى الجيزة، ووقع بينهم القتال في حادي عشر شعبان، ثم سار جوهر إلى منية الصيادين، وأخذ مخاضة منية "شلقان"2، ووصل إلى جوهر طائفة من العسكر في مراكب، وحفظ أهل مصر البلد، فقال جوهر للأمير جعفر بن فلاح: لهذا اليوم خبّأك المُعِزّ، فعبر عريانًا في سراويل وهو في مركب، ومعه الرجال خوضًا، فوصلوا إليهم، ووقع القتال،
__________
1 سير أعلام النبلاء "16/ 467"، شذرات الذهب "3/ 98"، دول الإسلام "1/ 232"، والبداية والنهاية "11/ 310"، والعبر "3/ 16".
2 في الأصل "سلقان".(27/16)
فقُتل خلق كثير من الإخشيديّة، وانهزم الباقون، ثم أرسلوا يطلبون الْأمان، فأمَّنَهم جوهر، وحضر رسوله ومعه بند أبيض، وطاف بالأمان، ومنع من النهب، فسكن الناس، وفُتِحت الْأسواق، ودخل من الغد جوهر القائد في طبوله وبُنُوده، وعليه ديباج مذهّب، ونزل موضِع القاهرة اليوم، واختطّها، وحفر أساس القصر لليلته، فأرسل إلى مولاه يبشّره بالفتح، وبعث إليه برءوس القتلى، وقطع خطبة بني العبّاس، ولبس السواد، وألبس الخطباء البياض، وأن يُقال في الخطبة "اللَّهم صلّ على محمد المصطفى، وعلى علي المرتضى، وعلى فاطمة البتول، وعلى الحسن والحسين سِبْطَيِ الرسول، وصلّ على الْأئمة آباء أمير المؤمنين المُعِزّ باللَّه".
ثم في ربيع الآخر سنة تسعٍ وخمسين أذَّنوا بمصر بـ "حيّ على خير العمل"، فاستمر ذلك، وكتب إلى المُعِزّ يبشّره بذلك، وفرغ من بناء جامع القاهرة في رمضان سنة إحدى وستين، والأغلب أنه الجامع الْأزهر1.
وكان جوهر حسن السيرة في الرعية، ولما مات رثاه جماعة من الشعراء.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين، وهو على مُعْتَقَد العُبَيْدِيّة.
"حرف الحاء":
11- الحَسَن بْن محمد بْن جعفر بْن محمد بْن حفص المَغَازِلي الْإصبهاني2، في المحرّم.
12- الحسين بن عمر بن عمران بن حُبَيش، أَبُو عبد اللَّه البغدادي3، وعنه عُبَيد اللَّه الْأزهري، وَأَبُو القاسم التنوخي. وثقة العتيقي.
13- الحسين بن موسى بن سعيد، أَبُو علي الخيّاط المصري. إمام جامع مصر، وعاش تسعًا وسبعين سنة.
14- حمدان بن أحْمَد بن مشارك الهَرَوي، روى عن: أبي إسحاق بن ياسين. روى عنه: أبو يعقوب القراب.
__________
1 اتعاظ الحنفا "1/ 117".
2 ذكر أخبار أصبهان "1/ 274".
3 تاريخ بغداد "8/ 82"، والمنتظم "7/ 166".(27/17)
15- حيان القُرْطُبِي، أَبُو بكر الزاهد العابد، من كبار الْأولياء، ومن أصحاب أبي بكر بن مجاهد الصّوفي.
تُوُفِّي بقُرْطُبة في ربيع الْأوّل من السنة.
"حرف الخاء":
16- خَلَفُ بن إبراهيم بن عصمة "الشبلي"1 النيسابُوري. سمع أبا العبّاس السّرّاج وجماعة.
تُوُفِّي في جمادى الآخرة.
"حرف السين":
17- "سنان"2 بن محمد الضّبعي البصري: لا أعلم متى تُوُفِّي.
لقيه أَبُو ذَرّ الهَرَوي بعد الثمانين وثلاثمائة، وقال: قرأت عليه من أصل سماعه: ثنا أبو خليفة، فذكر أحاديث.
"حرف الشين":
18- شريف بن سيف الدولة3.
علي بن عبد اللَّه بن حمدان الْأمير، أَبُو المعالي سعد الدولة، ملك حلب ونواحيها بعد أبيه، وطالت أيامه، ثم عرض له قُولَنْج أشْفَى منه على التلف، ثم تماثل، فواقع جارية فلما فرغ بطُل نصفه، فدخل إليه الطبيب فأمر أن يُسْجَر عنده النَّد والعَنْبَر، فأفاق قليلا، فقال له الطبيب: أرني يدك، فناوله يده اليسرى، فقال: هات اليمين. فقال: ما تركت لي اليمين يمينًا. وكان قد خلف وغدر. وتُوُفِّي في رمضان، وله أربعون سنة وأشهر، وتولى بعده أَبُو الفضائل سعد، وبموت سعد انقرض مُلك سيف الدولة.
__________
1 في الأصل "البلى".
2 في الأصل "شيان".
3 النجوم الزاهرة "4/ 161"، شذرات الذهب "3/ 100"، والعبر "3/ 16".(27/18)
"حرف العين":
19- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن حَمَّوَيه بن يوسف بن أعين1.
أَبُو محمد السرخسي. "سمع"2 سنة ست عشرة وثلاثمائة من الفَرَبرِي "صحيح البخاري"، وسمع من عيسى بن عمر بن العبّاس السمرقندي كتاب "الدارِمي"، وسمع من إبراهيم بن خُزَيْم الشاشي "مُسْنَد عبد" وتفسيره.
روى عنه: أَبُو ذَرّ عبد بن أحْمَد الهَرَوي، وَأَبُو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم القرّاب، ومحمد بن عبد الصمد الترابي المَرْوَزي، وعلي بن عبد اللَّه ومحمد بْن أحْمَد بْن محمد بْن محمود الهَرَوِيّان، وَأَبُو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي.
وقال أَبُو ذَرّ: قرأت عليه وهو ثقة وصاحب أصول حِسَان.
قلت: وله جزء مفيد عدّ فيه أبواب الصحيح، وعدّ ما في كلّ كتاب من الْأحاديث، فأورد ذلك الشيخ محيي الدين في مقدمة ما شرح من الصحيح، وأعلى شيء يُرْوَى في سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة. وحدّث الحموي هذا وقعت لنا المذكورة من طريقه. وُلِد سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين.
وقال القرّاب: تُوُفّي لليلتين بقيتا من ذي الحجة.
20- عبد اللَّه بن محمد بن بكر بن عبد الرزاق بن داسة، أَبُو محمد البصري التمار.
توفي في صفر، وروى عن أبيه صاحب أبي داود.
روى عن: أبي بكر محمد بن الحسين بن مكرّم، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وخلق.
وعنه: أَبُو ذر الهروي.
21- عبد الرحمن بن عبد الله المالكي الفقيه3.
__________
1 شذرات الذهب "3/ 100"، والعبر "3/ 17"، والنجوم الزاهرة "4/ 161".
2 في الأصل "سمع منه".
3 سير أعلام النبلاء "16/ 435"، والعبر "3/ 17"، وشذرات الذهب "3/ 101".(27/19)
أَبُو القاسم المصري الجوهري. وتوفي بمصر، وهو صاحب "مُسْنَد المُوَطَّأ" سمعه من طائفة، منهم أبو العباس بن نفيس المقرئ، وَأَبُو بكر بن عبد الرحمن، وَأَبُو الحسن بن فهد، وآخرون، وتُوُفّي في رمضان.
22- عبد الرحيم بن محمد بن حمدون بن نجار الفقيه.
أَبُو الفضل النيسابُوري البخاري، نسبه إلى جده، وكان من أعيان أصحاب أبي الوليد الفقيه.
درس في حياته، وسمع من أبي حامد بن الشرفي، ومكّي بن عبدان، وحدث.
تُوُفّي في جمادى الْأولى، وقد تُوُفّي والده سنة ثمان وأربعين.
23- عبد العزيز بن عليّ بن مُحَمَّد بن إسحاق بن الفرج1.
أَبُو عدِيّ المصري، ويعرف بابن الْإمَام. كان مقرئًا مجودًا لقراءة وَرْش لأنّها على أبي بكر بن سيف صاحب ابن يعقوب الْأرزي.
قرأ عليه: طاهر بن غلبون، وعبد الجبار بن أحْمَد الطَّرسُوسي، وإسماعيل بن عمرو الحدّاد، وَأَبُو الفضل محمد بن جعفر الخُزَاعي، ومكي بن طالب، وَأَبُو عمر الطّلمنكي، وَأَبُو العبّاس محمد بن سعيد بن أحْمَد بن نفيس، وغيرهم.
وطال عمره وتفرّد بُعُلوّ هذه الطريق، وقد حدّث عن ابن قديد، ومحمد بن زبّان.
روى عنه: يحيى بن الطّحّان.
وقال أَبُو إسحاق الحبال: تُوُفّي لعَشْر خَلَوْن من ربيع الْأوّل.
24- "عُبَيْد"2 اللَّه بن أحْمَد بن معروف، أَبُو محمد البغدادي المعتزلي قاضي القضاة3.
ولي بعد أبي بِشْر عمر بن أكثم، وسمع من يحيى بن صاعد، وابن نَيْرُوز، وأبي حامد محمد بن أحْمَد بن هارون الحَضْرمي، ومحمد بن نوح وجماعة.
__________
1 تذكرة الحفاظ "3/ 995"، والعبر "3/ 17"، وشذرات الذهب "3/ 101".
2 في الأصل "عبد" وهو تحريف.
3 تاريخ بغداد "10/ 365"، سير أعلام النبلاء "16/ 426"، ولسان الميزان "4/ 96".(27/20)
ولد سنة ست وثلاثمائة.
قال الخطيب: كان من أجلاد الرجال وألِبّاء النّاس، مع تجربة وحنكة وفطنة، وبصيرة ثاقبة، وعزيمة ماضية، وكان يجمع وسامة في منظره، وظُرفًا في ملبسه، وطلاقة في مجلسه، ولباقة في خطابه، ونهوضًا بأعباء الْأحكام، وهيبة في القلوب قد ضرب في الْأدب بسَهْمٍ، وأخذ من علم الكلام بحظ.
وقال العتيقي: كان مجرّدًا في الاعتزال، ولم يكن له سماع كثير.
قلت: روى عنه الحسن بن محمد الخلال، والعتيقي، وعبد الواحد بن شيطا، وَأَبُو جعفر بن المسلمة. ووثّقه الخطيب.
تُوُفّي في صفر، وله شِعْر رائق، فَحْل.
25- عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْنُ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُهَرِي، أَبُو الفضل، بغداديّ مُسْنَد كبير القدر1.
سمع: جعفر بن محمد الفِرْيابي، وإبراهيم بن شريك الْأسدي وعبد اللَّه بن المخرّمي، وعبد اللَّه ابن إسحاق المدائني، ومحمد بن حميد بن "المجدّر"2، والبَغَوِي.
وعنه: أَبُو بكر البَرْقاني، وَأَبُو محمد الخلال، وعبد العزيز الْأزجي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وجماعة آخرهم وفاة أَبُو جعفر بن المسلمة.
قال الخطيب كان ثقة، وُلِد سنة تسعين ومائتين. أخبرني العتيقي قال: سمعت أبا الفضل الزُهَرِي يقول: حضرت مجلس الفِرْيابي وفيه عشرة آلاف رجل لم يبق منهم غيري، وجعل يبكي، وذكره الْأزجي فقال: شيخ ثقة، مُجَاب الدعوة.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: ثقة صاحب كتاب، وآباؤه كلّهم قد حدّثوا، تُوُفّي فِي ربيع الْأول، وقيل فِي ربيع الآخر، قلت: وقع لنا من روايته "صفة المنافق" للفِرْيَابي.
26- عتاب بن هارون بن عتاب بن بشر، أبو أيوب الغافقي الأندلسي3 من أهل شذونة.
__________
1 سير أعلام النبلاء "16/ 392"، والعبر "3/ 18"، والنجوم الزاهرة "4/ 161".
2 في الأصل "المحمدر".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 300".(27/21)
روى عن: أبيه، وحج فسمع من أبي حفص عمر الْجُمَحي، وأبي الحسن الخُزاعي، وكان صالحًا عابدًا. رحل إليه ابن الفَرَضيّ فأكثر عنه، وعاش سبعين سنة.
27- عثمان بن جعفر1. أَبُو عمرو الجواليقي البغدادي.
حدَّث فِي هَذِهِ السنة عن عَبْد اللَّه بن إسحاق المدائني، ومحمد بن محمد بْن الباغَنْدِي. وعنه أَبُو العلاء الواسطي، وأحمد بن محمد العتيقي، وَأَبُو طالب العشاري. وثَّقَهُ العتيقي.
28- علي بن أحْمَد بن صالح بن حمّاد المقرئ القِزْويني2.
كان فهمًا بالقراءات. عُمِّر دهرًا، وسمع من يوسف بن عاصم الرازي، ومحمد بن مسعود الْأسدي، ويوسف بن حمدان، وأخذ القراءات عن أبي عبد اللَّه الحسين الْأزرق، والعباس بن الفضل بن شاذان، ولقي ابن مجاهد ببغداد، وناظره، وأقرأ القرآن ثلاثين سنة.
روى عنه: أَبُو يعلى الحنبلي، ومن قوله نقلت ترجمته، وقال: وُلِدت سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين. توفي في رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
29- علي بن محمد بن عُبَيْد اللَّه الزهري، أبو الحسن الضرير3.
كان ببغداد، ذكر أنّه من ولد عبد الرحمن بن عَوْف، وأنّه سمع من أبي يَعْلَى المَوْصِلي.
وعنه: العتيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وكان كذابًا.
"حرف الميم":
30- محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان4.
أبو بكر المقرئ الحافظ، مُسْنِد إصبهان. طوف الشامَ ومصرَ والعراق. وسمع
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 309".
2 تذكرة الحفاظ "3/ 975"، وغاية النهاية "1/ 519".
3 تاريخ بغداد "12/ 92".
4 ذكر أخبار أصبهان "2/ 297"، وسير أعلام النبلاء "16/ 398-402"، وحلية الأولياء "9/ 129"، والعبر "3/ 18".(27/22)
في قريب من خمسين مدينة.
سمع: محمد بن نُصَيْر بن أبان المديني، ومحمد بن علي الفرقدي، وإبراهيم بن مَتُّوَيْه، وطبقتهم بإصبهان، وأول سماعه بعد الثلاثمائة، وسمع أحْمَد بن الحسن الصُوفي، وحامد بن شعيب اللخمي، وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، وطبقتهم ببغداد، وأبا يَعْلَى بالموصل، وعَبْدان بالأهواز، وأبا عَرُوبة بحَرّان، ومحمد بن الحسن بن قتيبة بعَسقلان، وإسحاق بن أحْمَد الخُزَاعي بمكّة، وعبد اللَّه بن زيدان البَجَليّ، وعلي بن العبّاس المَقَانِعي، وعبد اللَّه بن محمد بن مُسلم ببيت المقدس، وإبراهيم بن مسرور صاحب لُوَيْن بحلب، وأحمد بن يحيى بن زُهَيْر الحافظ بتُسْتَر، وسعيد بن عبد العزيز، وأحمد بن هشام بن عمّار، ومحمد بن خُرَيْم بدمشق، ومحمد بن المُعَافَى بصيدا، ومكْحُولا ببيروت، وميمون بن هارون بعكّا، ومحمد بن عُمَيْر صاحب هشام بن عمّار، بالرملة، ومضاء بن عبد الباقي بأَذَنَة، وجعفر بن أحْمَد بن سنان بواسط، ومحمد بن علي بن رَوْح المؤدّب بعسكر مَكْرَم، ومحمد بن تمام البَهْراني، ومحمد بن يحيى بن رزين بحمص، والحسين بن عبد اللَّه القطان الْأزْدي بالرَّقَّة، ومحمد بن محمد بن الْأشعث، ومحمد بن زبّان، وعلي بن أحْمَد علان، وأحمد بن عبد الوارث الغسّال بمصر، ومحمد بن أبي سَلَمَة بن قوبا بعسقلان، وصنّف "معجم شيوخة"، وسمع "شرح الْأثار" للطَّحاوي منه، وخرَّج الفوائد، وجمع "مُسْنَد أبي حنيفة".
روى عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاق بْن حمزة، وَأَبُو الشيخ، وهما أكبر منه، وحمزة السَّهْمي، وأحمد بن موسى بن مردود، وَأَبُو نُعَيْم، وَأَبُو طاهر بن عبد الرحيم وإبراهيم بن منصور الكراني سبط بحرويه، ومنصور بن الحسين، وَأَبُو طاهر أحْمَد بن محمد الثقفي، وأحمد بن محمد بن النُّعْمان، وآخرون.
قال أَبُو طاهر الثقفي: سمعت ابن المقرئ يقول: طفت الشرق والغرب أربع مرات.
وقال رجلان: سمعنا ابن المقرئ يقول: مشيت بسبب نسخة المفضل بن فضالة سبعين مرحلة، ولو عُرِضَت على بقّال برغيف لم يأخذها.
وقال أَبُو طاهر بن سلمة: سمعت ابن المقرئ يقول: دخلت بيت المقدس عشر مرات، وحججت أربع حجج، واستلمت الحجر في ليلة مائة وخمسين، وأقمت بمكة(27/23)
خمسة وعشرين شهرًا، وعن أبي بكر بن أبي علي قال: كان ابن المقرئ يقول: كنت أنا والطَّبراني وَأَبُو الشيخ في مدينة الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم، فضاق بنا الوقت، فواصلنا ذلك اليوم، فلما كان وقت العشاء حضرت القبر، وقلت: يا رسول اللَّه الجوع. فقال لي الطَّبراني: اجلس فإمّا أن يكون الرزق أو الموت، فقمت أنا وَأَبُو الشيخ، فحضر الباب عَلَوِيّ، ففتحنا له، وإذا معه غلامان بزنبيلين فيهما شيء كثير، وقال: يا قوم شكوتموني إلى النَّبِيّ -صلّى اللَّه عَلَيْهِ وسَلَّم- فإني رأيته، فأمرني بحمل شيء إليكم.
وروى أَبُو موسى المَدِيني ترجمة ابن المقرئ: نا معمَّر بن الفاخر، سمعت أبا نصر بن الحسن بن أبي عمر، سمعت ابن سلامة يقول: قيل للصاحب بن عبّاد: أنت رجل مُعْتِزِليّ وابن المقرئ محدّث، وأنت تحبّه، فقال: إنه كان صديق والدي، وقيل مَوَدَّة الْأباء قرابة الْأبناء، ولأني كنت نائما، فرأيت النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْمَنَامِ يقول لي: أنت نائم ووليّ من أولياء اللَّه على بابك، فانتبهت ودعوت البوّاب، وقلت: من بالباب؟ قال: أَبُو بكر بن المقرئ.
وقال أَبُو عبد اللَّه بن مهدي: سمعت ابن المقرئ يقول: مذهبي في الْأصُول مذهب أحْمَد بن حنبل وأبي زرعة.
قال ابن مَرْدَوَيه: هو ثقة مأمون، صاحب أصول. تُوُفْي يوم الْأثنين في شوال.
وقال أَبُو نُعَيْم: محدّث كبير ثقة، صاحب "أصول"، سمع ما لا يحصى كثرة، وتوفي عن ستٍ وتسعين سنة.
قلت: وكان الصّاحب إسماعيل بن عباد يحترمه، وكان خازن كُتُب الصاحب، وقد خَرَّجْتُ من مُعْجَمه أربعين حديثًا عن أربعين شيخًا، فِي أربعين مدينة، سميتها "أربعين البلدان" لأبي بكر بن المقرئ، وسمعناها. وعند أبي سعيد المدائني حديثه في غاية العُلُو. مات في شوّال.
31- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بن عبده بن سليط السليطي، أبو جعفر النيسابوري.
عن: أبي بكر الإسفراييني، والشرفي، ومكّي بن عَبْدان، وطبقتهم.
وعنه: الحاكم، وانتقى عليه، وَأَبُو يَعْلَى الصّابوني، والكَنْجَرُوذِي وجماعة. وحدث أيضا بمكّة والعراق.(27/24)
32- محمد بن حسين بن شنظير، أَبُو عبد اللَّه الْأموي الطُلَيطليّ1، والد المحدث أبي إسحاق إبراهيم، كان فقيهًا عارفًا بمذهب مالك.
روى عن: وهْب بن مسرّة، ومحمد بن عبد اللَّه بن عيشون، وأبي بكر بن رستم.
تُوُفْي في المحرّم، وكان ابنه غائبًا في الرحلة، وُلد سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
33- محمد بن خثيم بن ثاقب، أَبُو بكر البخاري الصفار.
حدث بصحيح البخاري عن القَزْوِيني، تُوُفْي بسَمَرْقَنْد في ربيع الْأوّل.
34- محمد بن سعيد بن قرط، أبو عبد الله بن الصّابوني القُرْطُبي2.
سمع من: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ، والحسن بن سعد، ورحل فسمع من ابن الْأعرابي، وطائفة. وكان رفيق ابن السليم في رحلته، فلما وُلِّي ابن السليم القضاءَ استعمله على نظر الْأوقاف، ثم عزله، وظهرت عليه أمور، ذهب فيها ماله كلّه، وبقي فقيرًا.
وقد حدّث بيسير في ربيع الْأوّل.
35- محمد بن عبد اللَّه، أَبُو الحسن النَّحْوِي الورّاق، زوج بنت أبي سعيد السِّيرافي3.
له "شرح مختصر الجرمي" في النَّحْو، وغير ذلك.
36- محمد بن عبد اللَّه بن عمرو، أَبُو جعفر الهَرَوِي الفقيه صاحب التفسير.
37- محمد بن علي بن الحسن بن سُوَيْد، أَبُو بكر البغدادي المكتب4.
روى عن: محمد بن محمد الباغندي، وأبي القاسم البَغَوِي، وأبي عَرُوبَة، وطائفة كثيرة، وسافر الكثير.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 477".
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 93".
3 بغية الوعاة "1/ 129".
4 تاريخ بغداد "3/ 88".(27/25)
روى عنه: أَبُو بكر البَرْقَاني، وعُبَيْد اللَّه الْأزهري، وعلي بن المحسّن التنوخي، ووثّقه البَرْقَاني.
وقال الْأزهري: صَدُوق، تكلَّموا فيه بسبب روايته عن أحْمَد بن سهل الْأشْناني كتاب قراءة عاصم. تُوُفِّي في رمضان.
38- "محمد بن القاسم"1 بن أحْمَد فاذشاه، أَبُو عبد اللَّه الْإصبهاني الشافعي المتكلّم الْأشعري، المعروف بالنَّتيف.
ذكره أَبُو نُعَيْم فقال: كثير المصنّفات في الْأصُول والفِقْه والأحكام، ورجل إلى البصْرة، وروى عن محمد بن سليمان المالكي، وعلي بن إسحاق المادَرَائي، وأبي علي اللؤلؤي، وتُوُفِّي في شهر ربيع الْأوّل. قلت: ولعلّه أخذ بالبصْرة عن أبي الحسن الْأشعريّ، فإنّه أدركه.
قال أَبُو نُعَيْم: كان ينتحل مذهب الْأشعريّ.
39- محمد بن موسى بن مصباح بن عيسى، أَبُو بكر القُرْطُبي المؤذّن2.
سمع: أحْمَد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وجماعة، فسمع من الْأعْرابي، والمصريّين، وكان مُتَهَجِّدًا بَكَّاء.
40- محمد بن يَبْقَى بن زَرْب بن يزيد، أَبُو بكر القُرْطُبي الفقيه المالكي3.
سمع: قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم، وجماعة، وتفقّه عند اللؤلؤي وغيره.
وكان أحفظ أهل زمانه لمذهب مالك.
كان القاضي أَبُو بكر محمد بن السليم يقول له: لو رآك ابن القاسم لعجب منك.
ولما تُوُفِّي ابن السليم وُلّي ابن يَبْقَى على قضاء الجماعة في سنة سبع وستين، وإلى أن مات، وإليه كانت الصلاة والخطابة.
__________
1 في الأصل "محمد بن أبي القاسم".
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 95".
3 تاريخ علماء الأندلس "2/ 95"، وسير أعلام النبلاء "16/ 411"، وشذرات الذهب "3/ 101".(27/26)
وصنّف كتاب "الخصال في مذهب مالك" عارض به كتاب "الخصال" لابن كاديس الحنفي، فجاء في غاية الإتقان، وله كتاب "الرّدّ على ابن مسرة".
وكان الحاجب ابن أبي عامر يُعظّمه ويُجْلِسه معه، ولما تُوُفِّي أظهر ابن أبي عامر لموته غمًّا شديدًا.
تُوُفِّي في رمضان، وكان مع فقْهه بصيرًا بالعربية والحساب، مشكور السيرة، رئيسًا، كثير المحاسن.
41- محمد بن يوسف بن محمد1 بن "دُوست"2 العلاف، أَبُو بكر البغدادي.
سمع: أبا القاسم البَغَوي، وعبد الملك بن أحْمَد الدقّاق. وعنه: أَبُو محمد الخلال، وَأَبُو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله. وقال أحمد بن محمد العتيقي: هو صالح ثقة.
قلت: وتم بمجلس يرويه أَبُو اليُمن الكِنْدِي هو لأبي علي عبد اللَّه، ولد هذا، لا لَهُ.
42- مظفر بن الحسن بن المهنَّد، أَبُو الحسن السِّلْماسي.
روى عن: أحْمَد بن جوصا، وأبي بكر بن زياد النيسابُوري.
روى: عنه ابنه مهنِّد، وَأَبُو العباس النشري، وأحمد بن جرير السّلماسي.
43- مُعَاذ بن محمد بن يعقوب، أَبُو القاسم الزَّاهد.
تُوُفِّي في جُمادى الآخرة.
44- منير الصِّقْلَبيّ الخادم3.
غلام الوزير يعقوب بن كِلّس، وُلِّي إمرةَ دمشق، فقدِمها من مصر سنة ثمانٍ وسبعين، فلما كان في هذا العام أحد وثمانين، قدِم بزال من طرابلس في رمضان،
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 409"، والعبر "3/ 19".
2 في الأصل "ذويب".
3 ذيل تاريخ دمشق "40"، واتعاظ الحنفا "1/ 269".(27/27)
فانهزم منير وطلب الجبال، وقصد جُوسِية، ثم حلب، فأسره رجل من العرب، وأتى به دمشقَ، وقد قدمها "منجوتكين"1 التركي نائبًا، فأركب منيرًا على جمل وطافوا به في البلد، وقُرِن معه قِرْد، ثم أُرسِل إلى مصر، "فعفا"2 عنه العزيز العبيدي.
"حرف الهاء":
45- هارون بن عتاب بن بشر، أبو أيوب الشذوني الغافقي الْأندلسي3.
رحل إلى المشرق، وسمع من أبي بكر الْأنماطي، والصّنجي وأبي محمد الطُّوسي، وبمصر من القيسي.
قال النفزي: ما كان بالأندلس أفضل منه، وكان مالكّي المذهب.
46- يعقوب بن موسى، أَبُو الحسين الْأردَبِيلي4.
سكن بغداد، وحدث بسؤالات البرذعي، عن أبي زُرْعَة، عن أحْمَد بن طاهر النَّجم عن البَرْذَعي.
روى عنه: الدَّارَقُطْنيّ مع "تقدمه"5، وَأَبُو بكر البرقاني، ووثقه، وكان فقيهًا شافعيًا.
وفيات سنة اثنتين ومائتين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
47- أحْمَد بن أبان بن سيد، أبو القاسم الْأندلسي اللُّغَوي6، صاحب شَرِطَة قُرْطُبَة، وكان مُقَدَّمًا في علم اللغة، بارعًا، سريع الكتابة.
__________
1 في الأصل "يجوكتين" وهو تصحيف.
2 في الأصل "فعفى".
3 تاريخ علماء الأندلس "2/ 169".
4 تاريخ بغداد "14/ 295".
5 في الأصل "تقد".
6 الصلة لابن بشكوال "1/ 8".(27/28)
صنّف كتاب "العالم في اللغة" مائة مجلّدة على الْأجناس، وتُوُفِّي في هذا العام.
روى عن: أبي علي القالي كتاب "النوادر": وروى عن سعيد بن عامر الْأشبيلي كتاب "الكامل" أخذ عنه أَبُو القاسم الْأقليلي وغيره.
48- أحْمَد بن بندار بن محمد بن عبد اللَّه بن مهران أَبُو زُرْعَة العبسي الْأسْتَرَاباذي الفقيه، قاضي أسْتَرَاباذ.
كتب بأَرْدَبيل عن حفص بن عمر بن زبلة الحافظ، ودرس الفقه ببغداد على أبي علي بن أبي هريرة، فيما يقال.
49- أحْمَد بن عبيد اللَّه بن علي، أخو القائم محمد بن المهديّ1.
مات في القعدة بمصر، وصلى عليه ابن ابن ابن أخيه العزيز صاحب مصر.
ورّخه القفْطي، وله أربعة إخْوَة ماتوا قبله بمدّة.
50- أحْمَد بن عُتبة بن مكين، أَبُو العباس الدمشقي الجوبري المُطَرِّز الْأطروش2.
روى عن: عبد اللَّه بن عتاب بن الزفتي، ومُحَمَّد بْن خُرَيْم، وسعيد بْن عَبْد العزيز، وأبي الجهم بن طِلاب، وخلقٍ سواهم.
وعنه: عبد الوهاب بن الحبّان، وعلي بن السَّمْسار، وجماعة. قال الكتّانيّ: كان ثقة نبيلا.
51- أحْمَد بن علي بن عمر، أَبُو الحسين البغدادي المشطاحي3.
روى عن: طبقة البَغَوي. وعنه: أبو طاهر بن سعدون المَوْصِلي، وكان ثقة.
52- أحمد بن محمد بن رجاء القاضي، "أبو حامد"4 السرخسي.
توفي في شوال.
__________
1 اتعاظ الحنفا "1/ 99، 237".
2 التهذيب "1/ 389".
3 تاريخ بغداد "4/ 316".
4 في الأصل "وحامد".(27/29)
53- أحْمَد بن ثابت، أَبُو العباس الشيرازي الحافظ.
حدّث بدمشق عن القاسم بن القاسم السَّيّاري، وعبد الله بن جعفر بن فارس الإصبهاني، والحسين بن عبد الرحمن الرَّامَهُرْمُزِي، وجماعة. وعنه: أَبُو نصر الإسماعيلي، وَأَبُو عبد اللَّه الحاكم، وتمّام الرّازي.
قال الحاكم: جمع من الحديث ما لم يجمعه أحد، وصار له القَبُول بشيراز، بحيث يضرب "به"1 المثل.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: أحْمَد بن منصور الشيرازي، أدخل بمصر، وأنا بها، أحاديث على جماعة من الشيوخ.
قلت: ذكر يحيى بن مَنْده ما يدلّ على أنّ الذي دخل مصر، وأدخل على شيوخها رجل آخر، اسمه: أحْمَد بن منصور. وقال: كانا أخَوَيْن، والغَلَطُ في اسمه.
وعنه أبي العبّاس صاحب الترجمة، قال: كتبت عن الغزالي ثلاثمائة ألف حديث.
وقال الحسين بن أحْمَد الصّفار الشيرازي: لما مات أحْمَد بن منصور الحافظ، جاء إلى أبي رجلٌ فقال: رأيته في النّوم، وهو في المحراب واقف، في جامع شيراز، وعليه حلَّة، وعلى رأسه تاج مكلَّل بالجوهر، فقلت: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غُفِر لي وأكرمني، وأدخلني الجنة، فقلت: بماذا؟ قال: بكثرة صلاتي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
"حرف الحاء":
54- الحَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن سعيد، أبو أحْمَد العسكري الْإمَام الْأديب2.
سمع من: عبدان الْأهوازي، وأحمد بن يحيى بن زُهَير التُسْتَرِي، وأبي القاسم عبد اللَّه البَغَوي، وأبي بكر بن أبي داود، وأبي بكر بن دريد، وإبراهيم بن عرفة نفطويه، ومحمد بن جرير الطّبري، والعبّاس بن أبي الوليد بن شجاع الأصبهاني، وجماعة.
__________
1 سقطت من الأصل.
2 المنتظم "7/ 191"، والبداية والنهاية "11/ 312"، والعبر "3/ 20".(27/30)
روى عنه: أَبُو بكر أحْمَد بن جعفر اليزدي الْإصبهاني، وَأَبُو الحسن علي بن أحْمَد النُعَيْمي، وأبو سعد الماليني، وَأَبُو الحسين محمد بن الحسن الْأهوازي، وَأَبُو بكر محمد بن أحْمَد الوادعي، وعبد الواحد بن أحْمَد البَاطِرْقَاني، وأحمد بن محمد بن زَنْجَوَيْه، ومحمد بن منصور بن حيكان التُسْتَري، وعلي بن عمر الايذحي، وَأَبُو سعيد الحسن بن علي بن بحر التُسْتَري السَّقَطي، وآخرون.
وقال فيه السِّلَفي: كان من الْأئمّة المذكورين بالتصرّف في أنواع العلوم، والتبحّر في فنون الفهوم، ومن المشهورين بجودة التأليف، وحُسْن التصنيف، ومن جملة تصانيفه الحِكَم والأمثال، وكتاب التصحيف وكتاب الْأرواح وكتاب الزّواجر والمواعظ، وبقي حتى "علا"1 به السّنّ، واشتهر في الْأفاق، انتهت إليه رئاسة التحديث والإملاء للأداب، والتدريس بقطر خُوزِسْتان، وكان يُمْلي بالعسكر وتُسُتَر ومدنٍ ناحيته.
قلت: أخبرنا بنسبه أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْخَلّالِ، أَنَا جَعْفَرٌ، أَنَا السفلي، أنا أَبُو الحسين بن الطُّيُوري، أنا أَبُو سعيد الحسن بن علي السَّقَطي بالبصرة، ثنا أَبُو أحْمَد الْحَسَن بْن عبد اللَّه بن سعيد بن إسماعيل بن زيد بن حكيم العسكري إملاء سنة ثمانين وثلاثمائة بتستر.
قال السفلي: فذكر مجالس من أماليه هي عندي، ولما تُوُفِّي أَبُو أحْمَد رثاه الصّاحب إسماعيل بن عَبّاد، وأنشده:
قالوا مَضَى الشيخُ أَبُو أحْمَد ... وقد رَثوه بضُرُوب النُّدبْ
فقلت ماذا فَقْدُ شيخٍ مَضَى ... لكنّه فَقْد فُنُون الْأدَبْ
ووفاته بخطّ أبي حكيم أحْمَد بْن إسماعيل بْن فَضْلان العسكريّ اللُّغَوي في يوم الجمعة، لسبعٍ خَلَوْن من ذي الحجّة سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
"حرف السين":
55- سليمان بن عبد الرحمن بن سليمان بن معاوية، أَبُو أيوب الْجُمَحي القُرْطُبِي2 المؤذّن، المعروف بابن العجل.
__________
1 في الأصل "علي".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 189".(27/31)
روى عن: قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عيسى بن رفاعة، ومحمد بن معاوية. كتبت عنه غير واحد. تُوُفِّي سنة اثنتين أو ثلاث وثمانين.
"حرف العين":
56- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يعقوب، أَبُو القاسم النَّسَائي الفقيه الشافعي1.
حدث ببغداد سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، فسمع منه أحْمَد بن جعفر الختلي، وَأَبُو القاسم عبد اللَّه بن الثلاج، وكان قد سمع من "الحسن"2 بن سفيان مُسْنَدَه، وبه ختم الرواية عن الحسن، وسمع مُسْنَد ابن رَاهَوَيْه من عبد اللَّه بن شيرويه عنه، وسمع بالعراق من محمد بن محمد الباغَنْدِي وطبقته.
روى عنه: الحاكم وغيره.
وقال الخطيب: قال الحاكم: توفي في شوال سنة اثنتين وثمانين بِنَسَا. وعندي في تاريخ الحاكم أنّه تُوُفّي سنة أربع وثمانين، واللَّه أعلم.
قال: وكان شيخ العدالة والعلم بِنَسَا، وعاش نيّفًا وتسعين سنة. فيه: ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن شيرويه المذكور3 في سنة ثمانين ختم حديث الحسن بن سفيان.
57- عَبْد اللَّه بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن علي بن بيان، أَبُو محمد الصّفّار4. بغداديّ ثقة.
سمع: إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، ومحمد بن نوح الْجُنْدَيْسَابُورِي، والمَحَامِلي، وجماعة.
وعنه: أحْمَد بن محمد العتيقي، والحسن بن محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 394"، وسير أعلام النبلاء "16/ 412"، والعبر "3/ 20".
2 في الأصل "الحسين" وهو تحريف.
3 في الأصل "بل فسا المذكور".
4 تاريخ بغداد "10/ 40"، والمنتظم "7/ 170".(27/32)
58- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الوهاب بن نصير بن عبد الوهاب بن عطاء بن واصل، أَبُو سعيد القُرَشي الرّازي1.
حجّ وسافر إلى مصر والشام وجاور وأقام بنيسابُور مدّة، فصحِبَ الزّاهد أبا علي الثقفي، وحدّث عن محمد بن أيّوب الرازي بن الضُّرَيْس، ويوسف بن عاصم.
وخرج في آخر عمره إلى مَرْو، ثم إلى بُخارى فتُوُفّي بها في هذه السنة. وله أربع وتسعون سنة.
ترجمة الحاكم، وروى عنه هو، ومحمد بن الحسن الكَنْجَرُوذِي، وَأَبُو يَعْلَى إسحاق بن عبد الرحمن الصّابوني، ومحمد بن عبد العزيز المَرْوَزي. وقد سمع بدمشق من ابن جوصا، وببغداد من ابن صاعد، قال الحاكم: ولم يزل كالرَّيْحَانة عند مشايخ التصوّف ببلدنا.
قلت: هو آخر من روى في الدنيا عن ابن الضُّرَيْس، وقع لنا حديثه بعُلُوٍ، ورواياته مستقيمة، ولم أر أحدًا ضعَّفه، لكن يكون سماعه عن ابن الضُّرَيْس وهو ابن خمس سنين، على ما ضبطه الحاكم، من سنة انتهى إليه عِلْم الْأسناد في وقته بخُراسان.
59- عبد الصمد بن محمد بن إبراهيم، أَبُو حاتم المقرئ، خطيب مدينة أسْتَرَاباذ ومقرئها.
روى عن: أبي نُعَيْم بن عَدِيّ، والحسن بن حَمّوَيْه. وعنه: أَبُو سعيد الإدريسي.
60- عبد الواحد بن أحْمَد بن القاسم، أَبُو بكر الزُّهْري النيسابُوري الواعظ المتكلّم، ويعرف بابن أبي الفضْل.
سمع: أبا حامد بن بلال، وأبا بكر القطّان، والمحبوبي، وطائفة.
قال الحاكم: سمع معنا الكثير، وكان يصوم الدَّهر، ويختم القرآن في يومين.
تُوُفِّي في ربيع الْأوّل بنيسابُور، رحمه اللَّه تَعَالَى.
61- عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بن شاه الشيرازي الصوفي، أبو الحسن، نزيل نيسابور.
__________
1 سير أعلام النبلاء "16/ 427"، والنجوم الزاهرة "4/ 163"، والعبر "3/ 21".(27/33)
حدّث عن إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي، وأبي رَوْق الهزّان، وطبقتهما. وصحب الزُّهَّاد زمانًا، وحدّث بعد الثمانين، ولا أعلم متى مات.
62- عمر بن أحْمَد بن هارون، أَبُو1 حفص الْأجرّي البغدادي المقرئ2.
سمع: أبا عمر محمد بن يوسف القاضي، وأبا بكر بن زياد النيسابُوري، وإسماعيل الوراق وغيرهم.
وعنه: أَبُو محمد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وجماعة. قال الخطيب الحافظ: كان ثقة صالحًا دَيِّنًا.
63- علي بن مكّي بن علي بن حسين، أَبُو الحسن الهَمَذَانِي الحلاوي.
روى عن: عبد الرحمن الجلاب، وأبي جعفر بن عُبَيْد، ومحمد بن خيران.
رحل إلى بغداد فأدرك الخلدي، وأبا سهل بن زياد، وكان حافظًا فَهْمًا، تُوُفِّي في ذي القعدة.
روى عَنْهُ: محمد بْن عيسى، وحَمْد بْن سهل المؤدّب، وعبد اللَّه بن محمد الحواري، وأحمد بن المأمون، وجماعة.
"حرف الميم":
64- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بن خير، أَبُو عبد اللَّه القَيْسِي القُرْطُبِي البزّاز3.
سمع: أحْمَد بن خالد الحُبَاب، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس، وجماعة، وحج سنة اثنتين وثلاثين، فسمع من ابن الْأعْرَابي، وعبد الملك بن بحر الجلاب، ومحمد بن الصَّمُوت، ثم رحل ثانيا.
وكان صدوقًا إن شاء اللَّه ضابطًا، وقد اتُّهم بمذهب ابن "مَسَرَّة"4، ولم يصحّ عنه.
__________
1 في الأصل "و".
2 تاريخ بغداد "11/ 264"، والمنتظم "7/ 170".
3 تاريخ علماء الأندلس "2/ 96".
4 في الأصل "ميسرة" وهو تحريف.(27/34)
توفي في المحرم، وقل من كتب عنه.
65- محمد بن العبّاس بن محمد بن زكريّا بن يحيى، أَبُو عمر بن حَيَّوَيْهِ الخَزّاز1، من كبار محدّثي بغداد.
سمع: محمد بن الباغندي، ومحمد بن خلف بن المرزبان، وعبد اللَّه بن إسحاق المدائني، وأبا القاسم التنوخي البَغَوِي، وخَلْقًا يطول ذكرهم. وعنه: أَبُو بكر البرقاني، أبو الفتح بن أبي الفوارس والعتيقي، والخلال، وعلي بن المحسن التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وآخرون.
قال الخطيب: كان ثقة، كتب طول عمره، روى المصنفات الكبار، ومولده سنة خمس وتسعين ومائتين، حدثني أبو القاسم الأزهري قال، كان ابن حَيَّوَيْهِ مُكْثِرًا، وكان فيه تسامُح، وربما أراد أن يقرأ شيئًا، ولا يكون أصله قريبًا منه "فيقرأه"2 من كتاب الحسن بن الرّزّاز، لثقته بذلك الكتاب، وكان مع ذلك ثقة. قال: وسألت البَرْقاني عنه، فقال: ثبت حُجَّةٌ. وقال العتيقي: تُوُفِّي في ربيع الآخر.
66- مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم بْن أحْمَد بْن إسحاق، أبو بكر الأزدي الكاتب3، بغدادي ثقة.
سمع: البغَوي، وابن صاعد. روى عنه: ابنه علي، وَأَبُو محمد الخلال التنُوخي.
67- محمد بن علي بن محمد بن شنبويه الْإصبهاني، أَبُو بكر الغزال الكَوْسَج4.
سمع: علي بن محمد بن مَهْرَوَيْه القِزْوِيني. روى عنه: أَبُو نُعَيْم.
68- محمد بن الفضل بن علي، َأَبُو الحسن الحربي الناقد5.
سمع: أبا القاسم البغوي، وابن صاعد.
__________
1 سير أعلام النبلاء "16/ 409"، والمنتظم "7/ 170"، وتاريخ بغداد "3/ 121"، والبداية والنهاية "11/ 311"، والعبر "3/ 21".
2 في الأصل "فيقرأوه".
3 تاريخ بغداد "2/ 365"، والمنتظم "7/ 171".
4 ذكر أخبار أصبهان "2/ 300".
5 تاريخ بغداد "3/ 157".(27/35)
روى عنه: أبو القاسم عُبَيْد الله الأزهريّ ووثَّقه.
69- محمد بن محمد بن سمعان، أَبُو منصور الحيري النيسابُوري المذكّر1، نزيل هَرَاة.
وسمع: أبا العباس السراج، ومحمد بن المسيب الأرغياني، ومحمد بن أحْمَد بن عبد الجبّار الفَسَوي الريَّاني، وغيرهم.
روى عنه: الحاكم، وَأَبُو يعقوب القرّاب، وجماعة آخرهم موتًا أَبُو عمر عبد الواحد المليحي.
أقام بَهَراة أربعين سنة، وتُوُفِّي في رجب من السنة.
70- محمد بن يوسف بن يعقوب2 "الرقّي"3.
تُوُفِّي فيها. وقد ذُكر في المُتَوَفّين قريبًا.
وَفَيَات سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
71- أَحْمَد بْن إبراهيم بْن محمد العلامة البغولني النيسابُوري الحنفي الزاهد4، شيخ أهل الرأي في عصره وزاهدهم.
أفتى ودرَّس نحوًا من ستين سنة، وكتب الحديث بنيسابُور والعراق وبَلْخ وتِرْمِذ، وحدّث.
ترجمه الحاكم وقال: مات في رمضان واجتمع الخَلْقُ الكثير لجنازته.
72- أحْمَد بن إبراهيم بن الحسن5 بن محمد بن شاذان بن حرب بن مهران، أَبُو بكر البغدادي البزّاز.
__________
1 العبر "3/ 21"، وشذرات الذهب "3/ 104".
2 سير أعلام النبلاء "16/ 473"، وتاريخ بغداد "3/ 409".
3 في الأصل "البرقي".
4 الأنساب "2/ 253"، واللباب "1/ 164".
5 البداية والنهاية "11/ 312"، والنجوم الزاهرة "4/ 164"، والعبر "3/ 22".(27/36)
سمع: "أبا"1 القاسم البَغَوي، والحسين بن محمد بن عفير، وأحمد بن محمد بن المغلّس، ويحيى بن صاعد، وأبا بكر بن دُرَيْد، وطائفة بالعراق ومصر والشام، فسمع بدمشق أحْمَد بن سليمان بن زبّان الكِنْدي.
روى عنه: رفيقه الدَّارَقُطْنيّ، وابناه أَبُو علي الحسن، وعبد اللَّه ابنا أبي بكر، والحسن بن محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وخلق سواهم. وكان يتَّجِر في البَزّ إلى مصر. قال الخطيب: كان ثقة ثَبْتًا، كثير الحديث. وُلِد في شهر ربيع الْأوّل سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين وأول سماعه سنة ثلاث وثلاثمائة.
قال أَبُو ذر الهَرَوي ما رأيت ببغداد في الثقة مثل القوّاس، وبعده أَبُو بكر بن شاذان، فقال لأبي ذَرّ ورّاقه: ولا الدَّارَقُطْنيّ إمامه.
وقال عُبَيْد اللَّه الْأزهري: وسمعت أبا بكر بن شاذان يقول: جاءني بجُزْءٍ فيه سماعي من محمد بن محمد الباغَنْدِي سنة تسع أو عشر وثلاثمائة، ولم يكن لي منه نسخة فلم أحدّث به. تُوُفِّي في شوال.
قال الْأزهري: كان ابن شاذان ثبتًا حُجّة.
73- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرحيم بْن كنانة، أَبُو عمران بن العَنَّان اللَّخْمي القُرْطُبي2.
سمع: من أحمد بن خالد الحُبَاب، وابن أَيْمن، ومحمد بن قاسم، وحجّ، فسمع من ابن الْأعْرابي، وأحمد بن مسعود الزُّبَيْرِي. سمع الناس منه كثيرًا، وحدّث عنه محمد بن السليم القاضي في حياته.
قال ابن الفَرَضيّ: كان ثقة، خيارًا، وضابطًا لما كتب، جيّد التقييد، وكان من أوثق من كتبنا عنه، قال لي: وُلِدْت سنة تسعٍ وتسعين ومائتين، وتُوُفِّي وأنا بالمَشْرق.
74- أحْمَد بن جعفر بن الحسن البلديّ الواعظ.
قدم دمشق، وحدّث بها عن أبي يَعْلَى المَوْصِلي، ومحمد بن صالح بن ذَرِيح العُكْبرِي، وغيرهما. وعنه: تمام الرازي، وأبو نصر بن الحبان، ومكي بن الغمر.
__________
1 في الأصل "سمع القاسم البغوي".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 56".(27/37)
قال ابن الْأكْفاني: تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين. قلت: لعلّها: وستّين، فتصحَّفَتْ.
75- أحْمَد بن عمر بن الرُّوَيْح1. سمع أبا القاسم البَغَوِي، وابن صاعد.
وعنه: أَبُو طاهر بن عبد الرحيم الكاتب، وأحمد بن محمد العتيقي، ولَيَّنَه.
76- أحْمَد بن عمر بن يزيد، أبو العباس الدوغي الوكيل، من شيوخ هَمَدَان.
روى عن: جدّه محمد بن يَنَال، وعبد الرحمن بن أحْمَد بن عبّاد، ومحمد بن عبد اللَّه بلبل، وإبراهيم بن محمد بن يعقوب، والحسن بن نصر الطُوسي، وجماعة.
وروى عنه: عبد الرحمن بن الليث، ومحمد بن عيسى، وعلي بن أحْمَد بن عطيّة، ويحيى بن علي أَبُو طالب العسكري، وَأَبُو سعد يحيى بن أحْمَد الرازي، وكان حافظًا لجنس هذا الشأن.
تُوُفِّي في ثامن المحرَّم.
77- أحْمَد بن محمد عبد اللَّه، أبو عمرو الزودي الخراساني الْأديب، من شيوخ الحاكم.
78- أحْمَد بن محمد بن إبراهيم، أَبُو سعيد النيسابُوري الْجُوري المزكِّي الفقيه2.
تُوُفِّي عن نيّف وتسعين سنة.
سمع: إبراهيم بن محمد بن شيبان الفقيه، وأبا العباس السّرّاج، وأبا بكر بن خُزَيْمَة، وعبد الرحمن، بن الحسين وأبا نُعيْم بن عدِيّ، وابن شنبوذ المقرئ ومكّي بن عبْدان. وقد درّس وأفتى زمانًا على مذهب أبي حنيفة.
روى عنه: الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وجماعة. وكان يُقال له الجوري.
تُوُفِي في رمضان، وآخر من حدّث عنه أَبُو سعد الكَنْجَرُوذي.
79- أحْمَد بن محمد بن حمّوَيْه، أَبُو الوفاء النيسابُوري المزكِّي، وكان أبوه من كبار فقهاء نيسابور، وهو من كبار الشهود.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 292".
2 سير أعلام النبلاء "16/ 430"، وتبصير المنتبه "1/ 370".(27/38)
سمع: إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه، والعبّاس السّرّاج، وابن خُزَيْمَة. وحدّث في آخر عمره، وتُوُفِّي في ربيع الآخر، وله ثلاث وتسعون سنة. روى عنه: الحاكم، وغيره.
80- أحْمَد بن محمد بن إسحاق، أَبُو عليّ النيسابُوري.
حدَّث ببغداد عن أَبِي حامد بن الصُّوفي، ومكّي بن عبْدان.
روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر محمد بْن عَبْد الملك بن بِشران، وَأَبُو القاسم التنوخي. وكان من فقهاء الحنفية وثقاتهم.
81- إسحاق بن "حمشاد"1، أَبُو يعقوب النيسابُوري، الزَّاهد الواعظ، شيخ الكراميّة ورأسهم بنيسابُور.
قال الحاكم أَبُو عبد اللَّه: يُقال: إنّه أسلم على يديه أكثر من خمسة آلاف نفس، وكان من العُبَّاد المجتهدين. قال: ولم أر جمعًا مثل جمع جنازته، ما أظن أنّه تخلّف عنه أحد، واطنب الحاكم في وصفه، مما يدلّ على أنّه من الكراميّة، كما عظَّم في تاريخه محمد بن كرّام. مات في رجب.
"حرف التاء":
82- تمّام بن عبد اللَّه بن تمّام، أَبُو تمّام أَبُو غالب المغازي الطُّليْطِلي2.
حجّ وسمع من ابن الْأعرابي، وجماعة، ومن أبي الحسن بن أبي عيّاش، حدّثه بغزّة عن الطهراني، عن عبد الرزاق. كتب عنه جماعة.
"حرف الثاء":
83- ثقف الحبشي3.
من كبار مشايخ الصُّوفية، سافر ولقي المشايخ، وصار خادم دُوَيْرة الرملة، وكان حسن التعهد للفقراء، ثم جاور بالحرم، وبه مات.
__________
1 في الأصل "محمشاد".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 98".
3 طبقات الأولياء "330".(27/39)
"من كلامه"1: الحُرُّ من يُوجِب على نفسِه خدمة الْأحرار، والغنيّ من لا يرى لنفسه على أحد مِنّة، ولا يرى لنفسِه استغناء عن أحد.
"حرف الجيم":
84- جعفر بْن عَبْد اللَّه بْن يعقوب الفنّاكي، أَبُو القاسم الرازي2.
روى عن: محمد بن هارون الرُّويَاني مُسْنَدَه، وسمع عبد الرحمن بن أبي خلف حاتم، وجماعة.
قال أَبُو يَعْلَى الخليلي: موصوف بالعدالة وحُسْن الديانة، وهو آخر من روى عن الرُّوياني، ثم ذكر وفاته في هذه السنة.
روى عنه: أَبُو القاسم هبة اللَّه اللالكائي، وَأَبُو الْفَضْلِ عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد الرّازيّ المقرئ.
أخبرنا إسماعيل بن الفَرَّا، أنا عبد اللَّه بن أحْمَد الفقيه سنة ست عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَةٍ، أَنَا محمد بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، أنا أحْمَد بن علي الطُّرَيْثيثي، أنا هبة اللَّه بن الحسن الحافظ، ثنا جعفر بْن عَبْد اللَّه بْن جعفر بْن عَبْد اللَّه بن يعقوب، ثنا محمد بن هارون الروياني، ثنا أَبُو كريب، ثنا يحيى، عن أبي بكر، عن الْأعمش، عن خَيْثَمة قال: مُرَّ على خالد بن الوليد بزِقّ خمر، فقال: أي شيء هذا؟ فقالوا: خلّ. فقال: جعله اللَّه خلا، فنظروا فإذا هو خلّ، وقد كان خمرًا. وهذا إسناد صحيح.
85- جعفر بن محمد بن علي، أَبُو محمد الطاهري البغدادي3، من ولد عبد اللَّه بن طاهر الْأمير.
حدث عن: أبي القاسم البغوي، وابن صاعد. وعنه: أحْمَد بن محمد العتيقي العشاري. ووثَّقه الخطيب. وهو ابن محمد بن علي بن حسين بن إسماعيل بن إبراهيم بن مُصْعَب بن رزيق بن محمد بن عبد اللَّه بن طاهر.
__________
1 إضافة على الأصل للتوضيح.
2 العبر "3/ 23"، وسير أعلام النبلاء "16/ 430"، وشذرات الذهب "3/ 104".
3 تاريخ بغداد "7/ 233"، والمنتظم "7/ 173".(27/40)
"حرف الحاء":
86- الحسن بن أحمد بن سعيد، أَبُو علي المالكي المؤذّن1.
وُلِد سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وسمع ببغداد أحْمَد بْن الحَسَن بْن عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفي، وأبا عمر القاضي. وعنه: العتيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وقال: ثقة.
87- حضرمي بْن أحْمَد بْن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حمزة الحضّرميّ البَتَلْهي أبو الحسين الدمشقي2.
"حرف الزاي":
88- زياد بن محمد "بن زياد بن الهيثم، أَبُو العباس الْجَرْجاني.
سمع"3: الداركي، ومحمد بن أحْمَد بن عمرو الْأبهري. وعنه: أَبُو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم الحافظ. تُوُفّي في جمادى الأولى.
"حرف السِّين":
89- سعيد بن القاضي بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إبراهيم الأصبهاني العسال، أبو محمد4.
روى عن: محمد بن علي الجارود، وعلي بن رستم. وعنه: أبو نعيم.
"حرف الصاد":
90- صَفْرُ بن عبد اللَّه، أَبُو عبد اللَّه الهمذاني الخفّاف. الرجل الصّالح.
روى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن حمدان الخلال، وأحمد بن عُبَيْد، وجماعة.
روى عنه: محمد بن عيسى، ومحمد الزجاج، وغيرها.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 276".
2 المشتبه في أسماء الرجال "1/ 239".
3 ما بين القوسين سقط من الأصل واستدرك من ذكر أخبار أصبهان "1/ 320".
4 ذكر أخبار أصبهان "1/ 331".(27/41)
"حرف الطاء":
91- طاهر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم البغداديّ، أَبُو عبد اللَّه الكاتب1.
سمع: أبا حامد الحضْرمي، وأحمد بن القاسم الفرائضي، ومحمد بن عبد اللَّه المستعيني.
وعنه: أَبُو عبد اللَّه الحاكم، وَأَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي، وغيرهما. مات بنيسابُور. معدودٌ في فُقَهاء الشافعية. قال ابن الصّلاح: هو فيما أحسب، والد الأستاذ منصور بن عبد القاهر.
"حرف الظاء":
92- ظَفَرُ بن إبراهيم بن ظَفَرُ، أَبُو القاسم البصري الزهيري.
"حرف العين":
93- عبد الله بن عطية بن حبيب، أَبُو محمد المقرئ المفسر المعدِّل. دمشقي2.
قرأ على أَبِي الحَسَن محمد بْن النَّضْر بْن الْأخرم، وجعفر بن أبي داود، وحدّث عن ابن جَوْصا، وعلي بن عبد اللَّه الحمصي، وأبي علي الحَضائري.
روى عنه: أَبُو محمد بن أبي نصر، وطُرْفَة الحرستاني، وعبد الله بن سوار العنسي، وَأَبُو نصر بن الجبان. وكان إمام مسجد باب الجابية.
قال عبد العزيز الكتّاني: تُوُفِّي في شوال. قال: وكان يحفظ، فيما يقال، خمسين ألف بيت من الشعر في الاستشهاد على معاني القرآن وغيره، وكان ثقة. ثنا عنه: علي بن الحسن الرَّبْعي، وغيرهما.
94- عبد الله بن محمد بن القاسم بن حزم، أَبُو محمد الْأندلسي القَلْعِي رحّال جوّال3.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 358"، والمنتظم "7/ 173".
2 معرفة القراء "1/ 271"، والنجوم الزاهرة "4/ 165"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1017".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 244"، والعبر "3/ 23"، وشذرات الذهب "3/ 104".(27/42)
سمع: أبا القاسم علي بن أبي العقب، وجماعة بدمشق، وأبا بكر الشافعي، وأبا علي بن الصوّاف ببغداد، وإبراهيم بن علي الهُجَيْمي بالبصرة، وأبا جعفر بن دُحَيْم بالكوفة، وعبد اللَّه بن الورد بمصر، وذهب إلى ابن مَسَرَّة الْأندلسي.
روى عَنْهُ: أَبُو الوليد بْن الفرضي، وكان شيخًا جليلا زاهدًا شجاعًا مجاهدًا، ولاه المستنصر باللَّه الحَكَم والقضاء، فاستعفاه، فأعفاه منه، وكان فقيهًا صلبًا فِي الحق، ورِعًا، وربّما كانوا يشبّهونه بسفيان الثَّوْرِي فِي زمانه، وكان ثقة مأمونًا، أخذ النّاس عَنْهُ الكثير، وبلغنا أَنَّهُ كَانَ يقف وحده للفئة من المشركين. تُوُفِّي بقلعة أيّوب فِي ربيع الآخر، وله ثلاث وستّون سنة.
قَالَ ابن الفَرَضي: سَمِعْتُ منه علمًا كثيرًا وسمع منه شيوخنا: أحْمَد بْن عَوْن، وعبّاس بْن أصبغ، وابن مفرّج القاضي، ونفع اللَّه بِهِ عالمًا كثيرًا، وكانت الرَّحْلة إِلَيْهِ.
95- عَبْد السلام بْن الْحُسَيْن1.
أَبُو غالب المأموني. شاعر محسن مُفْلِق، بغدادي، شريف جليل. مدح الصّاحب بْن عَبَّاد، ورؤساء نيسابور وبُخَارَى، وكان يسمو بهمّته إلى الخلافة. أخذ عَنْهُ الثَّعَالِبي وفخّمه وأرّخه.
96- عَبْد الصمد بْن أحْمَد بْن خنبش، أَبُو الفتح الخَوْلاني الحمصي2.
سَمِعَ: خَيْثَمة بْن سُلَيْمَان، وعثمان بْن مُحَمَّد السمرقندي، وأَحْمَد بْن بهزاد السِّيرَافِي، وأَبَا سهل بْن زياد، ورحل إلى مصر والعراق، وحكى عَنْ أَبِي بَكْر الصَّنَوْبَرِي.
كتب عَنْهُ: عَبْد الغني بْن سَعِيد، وحدَّث عَنْهُ أَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وَأَبُو عَلِيّ بْن وشّاح الزَّيْنَبِي، وجماعة. وله شعر حَسَن. حدّث فِي شوال من هذه السنة.
97- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن زياد، أبو محمد الجرادي الكاتب3، بغدادي فاضل.
__________
1 سير أعلام النبلاء "16/ 501"، والكامل في التاريخ "9/ 101".
2 تاريخ بغداد "11/ 42"، اللباب "1/ 389".
3 تاريخ بغداد "10/ 370".(27/43)
حدّث عَنْ: أَبِي القاسم البَغَوي، وأَبِي حامد الحَضْرَمِي، وأَبِي بَكْر بْن دُرَيْد.
وعنه: هلال الطّيّبي المؤدّب، وَأَبُو القاسم التنوخي، ومحمد بْن عَلِيّ العشاري، وغيرهم.
تُوُفِّي سنة ثلاث وقيل: سنة أربع وثمانين.
98- عَلِيّ بْن حسّان بْن القاسم، أَبُو الْحَسَن الجدلي الدِّمَمّي1، ودِمَمّا قرية دون الفرات. شيخ مُسِنّ.
روى عَنْ مُحَمَّد بن عبد الله الحضرمي مطين. روى عنه: أَبُو خازم مُحَمَّد بْن الفرّاء، وَأَبُو القاسم علي بن المحسن، وأبو عبد الله الصيرمي، والقاضي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق القُهُسْتاني شيخ أبي صادق مرشد.
قَالَ أَبُو خازم بْن الفرّاء: تكلّموا فِيهِ. تُوُفِّي فِي آخر سنة ثلاثٍ وثمانين وثمانمائة.
قلت: وقع لنا قطعة من مُسْنَد عَلِيّ بن مطين من طريقه.
"حرف الميم":
99- مجاهد بْن أصبغ بْن حسّان بْن جرير، أَبُو الْحَسَن الْأندلسي البَجَّانِي2.
سَمِعَ الواضحة "من"3 سَعِيد بْن فحلون، وتفسير يحيى بْن سلام من عَلِيّ المُرِّي، وكتب الناس عَنْهُ كثيرًا.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: قرأت عَلَيْهِ شيوخ غريب المُوَطَّأ لابن حبيب، وكتاب طبقات الفقهاء وكتاب فساد الزمان لَهُ، وكان شيخًا صالحًا طاهرًا. وقال: ولدت سنة خمس وثلاثمائة.
100- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن الْحَسَن بْن سَعِيد، أَبُو بَكْر الهاشمي الْجُرْجَاني الورّاق.
سَمِعَ: أَبَا يعقوب البحري إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم، وعبد اللَّه بْن عدِيّ الحافظ بجُرْجان، ومحمد بْن عَبْد اللَّه الصّفّار، ومُحَمَّد بْن يعقوب الْأصمّ بنيسابُور.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 422"، وسير أعلام النبلاء "16/ 474"، والعبر "3/ 23".
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 151".
3 في الأصل "بن".(27/44)
وعنه: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم، وقَالَ: ما رَأَيْت ورَّاقًا أسرع يدًا "منه"1، ولا أصحّ خطًأ منه، لكنه تغيّر بآخره وخلّط.
101- مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد، أبو عبد اللَّه الكيساني القِزْوِيني.
سَمِعَ الكثير من عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم.
102- مُحَمَّد بْن حامد، أَبُو بَكْر الْبُخَارِيّ الحنفي، شيخ أهل الرأي وفقيههم ببُخَارَى وأعلمهم وأزْهدهم، وألزمهم لشمائل السَّلَف.
روى عَنِ: الهيثم الشاشي، وعبد اللَّه الكلاباذي، وغيرهما. وعنه: الحاكم. أغلق البلد لموته ثلاثة أيّام.
103- مُحَمَّد بْن صالح بْن مُحَمَّد بْن سعْد بن نزار، أَبُو عَبْد اللَّه القحطاني الْأندلسي الفقيه المالكي2.
سَمِعَ: بَكْر بْن حَمَّاد التاهَرْتي، وإسماعيل الصّفّار، وأَبَا سَعِيد بْن الْأعرابي وخَيْثَمة الْأطْرَابُلُسِي، وجماعة، ورحل إلى المشرق، وحجّ.
روى عَنْهُ: الحاكم، وأبو القاسم بن حبيب المفسر، وَأَبُو سهل مُحَمَّد بْن نَصْرَوَيْه، والمَرْوَزِي.
وتُوُفِّي ببُخَارَى فِي رجب.
104- مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَبُو بَكْر الخوارزمي الشاعر المشهور3، ويقال لَهُ الطَّبَرْخَزِي "لأن"4 أباه من خُوَارِزْمِ وأمه من طَبَرِسْتَان، فركبوا لَهُ من الْأسمين نسبةً.
وقيل: إنه ابن أخت مُحَمَّد بْن جرير الطَّبَرِي، وكان مشارًا إِلَيْهِ فِي عصره. لَهُ ديوان شعر، وديوان رسائل.
فمن شعره:
قامت تودّعُني بالأدْمُع ... والصمت بين يد منها وبين فم
__________
1 في الأصل "مدا".
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 89"، نفح الطيب "2/ 342، 352".
3 سير أعلام النبلاء "16/ 526"، وشذرات الذهب "3/ 105"، ونفح الطيب "2/ 295".
4 في الأصل "لين".(27/45)
البين أخرسها والبين أنطقها ... هذه حالةٌ فِي الناس كُلّهِمِ
قد طال ما انهزمتْ عنّا السُيُوف فلا ... تُحاربينا بجيش الوَرْد والغنَمِ
لم يبق فِي الْأرض لي شيءٌ أهاب لَهُ ... فهل أهاب انكسارَ الْجَفْن ذي السَّقَمِ
أستغفرُ اللَّه من قولي غلطت بَلَى ... أهاب شمس المعالي مقصِد الْأممِ
كَانَ لحظُك من سيف الْأمير ومن ... حتْم القضاء ومن عزْمي ومن كَلِمِي
وهي قصيدة طويلة طنّانة، وقد تنقّل فِي البلاد، ومدح الملوك، وأقام بحلب مدة، ثم سكن نيسابور. وقال الحاكم في تاريخه: كان واحد عصره فِي حِفْظ اللُّغَة والشعر، وكان يذاكرني بالأسماء والكُنَى، حتى يُحَيّرني حِفْظُه، سَمِعَ من إِسْمَاعِيل الصّفّار وأقرانه.
ومن شعره:
بآمل موْلدي وبنو جَريرٍ ... فأخوالي ويحْكي المرءُ خالَه
فغيري رافضيّ عَنْ تراثٍ ... وهأنا رافضيّ عَنْ كَلالَه
وله:
مَضَت الشَّبِيبَة والحبيبةُ فالتَقَى ... دَمْعَان فِي الْأحشاء يزدحمان
ما أَنْصَفَتْني الحادثاتُ رَمَيْنَني ... بمُودّعَيْن وليس لي قَلْبان
105- مُحَمَّد ابن المحدث أَبِي عمرو عثمان بْن أحْمَد بْن السّمّاك، أَبُو الْحُسَيْن البغدادي1.
سَمِعَ: أَبَا القاسم البَغَوي، وأَبَا بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وابْن صاعد، وجماعة.
روى عَنْهُ: عُبَيْد اللَّه الْأزهري، ووثَّقه الخطيب.
106- مُحَمَّد بْن عدِيّ بْن عَلِيّ بْن عدِيّ بْن زهير، أَبُو بَكْر المنقري البصْري الَّذِي روى سؤالات عُبَيْد الْأجُرّي: أَنَا دَاوُد السَجَسْتاني عَنْ أَبِي عُبَيْد الْأجُرّي. روى عَنْهُ هذا الكتاب بالإجازة أَبُو الْحَسَن أحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي. وتوفي في ذي الحجة.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 49".(27/46)
107- مُحَمَّد بْن عُمَر بْن أدهم الْجَيَّاني، أَبُو عَبْد اللَّه1.
سَمِعَ بقُرْطُبَة من قاسم بْن أصبغ، وبمكة من ابن الْأعرابي، وابْن الورد، وابْن جامع السُّكَّري.
108- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى، أَبُو بَكْر الْإصبهاني السمسار2.
سَمِعَ بفَسَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن مَعْدَان، عَنْ إِسْحَاق بْن راهويه. وعنه: أَبُو نُعَيْم.
"حرف النون":
109- نصر بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن يعقوب بْن منصور بْن أَبِي نصر الطُّوسي العطّار الحافظ3.
ولد في حدود سنة عشر وثلاثمائة، وسمع بنيسابُور أَبَا مُحَمَّد عَبْد بْن الشرفي، وأَبَا حامد بْن بلال، وأَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان، واللَّيْث بْن مُحَمَّد المَرْوَزِي، ورحل إلى بغداد، فسمع أَبَا عَبْد اللَّه المحاملي، وابن مخلد، وطبقتهما، وبالكوفة أَبَا الْعَبَّاس بْن عقْدة، وبمكّة ابن الْأعْرابي، وبدمشق أَبَا عَلِيّ الحضايري، وابْن زبّان الكِنّدي، وبمصر مُحَمَّد بْن وردان العامري، وعمر بْن الربيع بْن سُلَيْمَان، وبالرملة الربيع بْن سلامة، وبحلب مُحَمَّد بْن زيد، وبمنبج أحْمَد بْن يوسف، وبحَرّان أَبَا عَلِيّ مُحَمَّد بْن سَعِيد الحافظ وخلقًا سواهم.
روى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم، وَأَبُو عَبْد اللَّه السّلَمي، وَأَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن عَلِيّ النّقّاش، وَأَبُو نُعَيْم، وَأَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي.
قَالَ الحاكم: هُوَ أحد أركان الحديث بخُرَاسان، مَعَ ما يرجع إِلَيْهِ من الزُهْد والسخاء، والتعصب لأهل السُّنة، أول رحلته إلى مَرْو إلى اللَّيْث، ولم يخلف يوم مات بالطابَرَان أحسن حديث منه، وأمّا فِي علوم الصُّوفية وأخبارهم ولُقِي شيوخهم وكَثْرة مجالستهم، فإنه "تُوُفِّي"4 ولم يخلف بخُراسَان مثلَه فِي التقدم واللُّقي.
قلت: صحِب الشِّبْليّ، وتُوُفِّي في المحرم، رحمه الله.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 97".
2 ذكر أخبار أصبهان "2/ 301".
3 شذرات الذهب "3/ 106"، والنجوم الزاهرة "4/ 166".
4 مكرره في الأصل.(27/47)
"حرف الياء":
110- يحيى بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حسن، أَبُو عمرو المَخْلَدي النيسابُوري.
كَانَ فقيهًا عابدًا إمامًا، من كبار الشافعية، كثير التلاوة.
حدّث عَنْ: مؤمَّل بْن الْحَسَن الماسَرْجَسي، وابْن الشرفي، ومكّي بْن عَبْدان، ورحل إلى الشام مَعَ أبي بكر بن مهران، بعد الثلاثين وثلاثمائة، فسمعا منه معًا. وروى عَنْهُ الحاكم، وقَالَ: تُوُفِّي فِي ربيع الآخر.
111- يوسف بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان، أَبُو عُمَر الهمذاني الشذوني1.
سَمِعَ من: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وعَبْد اللَّه بْن يونس، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد السلام، ومُحَمَّد بْن يحيى بْن لُبَابة، ورحل إلى الشرق، فأقام بها عشر سنين، وسمع من عثمان بْن مُحَمَّد السمرقندي، وعَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن الورد، وخلق سواهم، وقدِم قُرْطبة بعلْم جمّ، وكان ثقةً خَيارًا.
عاش ثمانين سنة.
أخذ عَنْهُ2 ابن الفرضي وجماعة.
وفيات سنة أربع وثمانين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
112- أحْمَد بْن الْحَسَن بْن القاسم، أَبُو بَكْر الهمذاني الفَلَكيّ الحاسب3.
قَالَ حفيده الحافظ أَبُو الفضل عَلِيّ بْن الْحُسَيْن: كَانَ جدّي جامعًا لفنون. كَانَ عالمًا بالأدب والنَّحْو والعَروض، وسائر العلوم، ولا سيما علْم الحساب، ولقب الفَلَكيّ لهذا المعنى، حتى يقال: إنّه لم ينشأ فِي الشرق مثله، والغرب أعلم بالحساب منه.
وكان هَيُوبًا، ذا حشمة ومنزلة.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 206".
2 في الأصل "حه".
3 معجم الأدباء "3/ 10"، بغية الوعاة "1/ 303".(27/48)
سمع: علي بن سعد البزاز، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْجُهَنِي، وأَبَا بَكْر بْن سهل الدينوري الحافظ.
سمع منه: ابناه، وَأَبُو الصّقْر حسن، وحسين، وعَبْد اللَّه بْن أحْمَد الكَرْخِي.
وتُوُفِّي فِي ذي القعدة، وله خمس وثمانون سنة.
113- أحْمَد بْن سهل بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو حامد الْأنْصَارِيّ النيسابُوري1.
آخر من حدّث عَنْ مُحَمَّد بْن شادل، وأَبِي قريش مُحَمَّد بْن جمعة، وغيرهما.
قَالَ الحاكم: وأصوله صحيحة، وكان من الْأدباء المذكورين، وأول سماعه سنة سبع وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي ذي الحجّة. روى عَنْهُ: الحاكم، وأبو سعيد الكَنْجَرُوذِي، وجماعة.
114- أحْمَد بْن عَلِيّ بْن يَحْيَى بْن عَون، أَبُو بَكْر المعمري القصْري2.
حدّث عن: أبي القاسم البغوي، وابن صاعد. وعنه: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وهو ثقة.
115- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن إسرائيل، أَبُو بَكْر الْبُخَارِيّ الْإسماعيلي، وجدّ القاضي مُحَمَّد، وهم بيت مشهور ببخارى.
سَمِعَ: أبا نُعيم عَبْد الملك بْن عدِيّ، وأَبَا بَكْر أحْمَد بْن مُحَمَّد المُنْكَدِري.
وتُوُفِّي فِي رمضان، عَنْ ثلاثٍ وثمانين سنة.
116- إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن غالب، أَبُو إِسْحَاق التمّار، مصريّ معروف.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن الربيع الجيزي، وجعفر بْن مُحَمَّد الطُّوسي، وأَبَا سَعِيد بْن الْأعْرابي.
روى عَنْهُ: أَبُو عُمَر الطَّلَمَنْكِيّ، وابنه مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم.
قَالَ الحبَّال: هو محدث جليل، توفي في رجب.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 245"، وسير أعلام النبلاء "16/ 445".
2 تاريخ بغداد "4/ 317".(27/49)
117- إِبْرَاهِيم بْن هلال بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو إِسْحَاق الصّابي المشرِك الحرَّاني1، صاحب الرسائل الْأدبية المشهورة.
كاتب ديوان الْأنشاء لعزّ الدولة بَخْتَيَار بْن مُعِزّ الدولة ملك العراق.
كَانَ متشددًا فِي دينه، حرص عَلَيْهِ عزّ الدولة أن يُسْلِم، فلم يفعل، وكان يصوم رمضان، ويحفظ القرآن، ويستعمله فِي رسائله، وله النَّظْم الرائق.
وُلّي ديوان الرسائل، سنة تسعٍ وأربعين، وكانت تصدر عَنْهُ مكاتبات إلى عَضُد الدولة بما تؤلمه: فلما تملّك سجنه، وعزم عَلَى قتله، فشفعوا فِيهِ فأطلقه فِي سنة إحدى وسبعين، وأمره أن يصنع لَهُ كتابًا فِي أخبار الدولة البُوَيْهِيَّة، فعمل كتاب الباجي، ولم يزل مبعدًا فِي أيامه.
تُوُفِّي فِي شوال، وله إحدى وسبعون سنة.
فمن شعره. قَالَ أَبُو القاسم بْن برهان: دخلت عَلَيْهِ، وقد لحقه وَجَعُ المفاصل، وقد أبلّ، والمجلس عنده حفلٌ، فأراد أن يريَهُم أَنَّهُ قادر عَلَى الكتابة، ففتح الدواة ليكتب، فتطاولوا للنظر إلى كتابته، فوضع القلم، وقال بديهًا:
وَجَعُ المفاصلِ وهو أيْسَرُ ... ما لَقيِتُ من الْأذَى
جعل الَّذِي استحسَنته ... والناس من خَطّي كَذَا
والعمرُ مثل الكاس ير ... سب فِي أواخِرِه القَذَا
ومن شعره:
رأتني أُمَيِّز خَلْطَ الخِضَاب ... وأقسم أجزاءَه بالقضيبِ
فقالت أَبِنْ لي ماذا تُريدُ ... بقسمة هذا السَّوَاد العجيبِ
فقلتُ فَدَيْتُك ماء الشبابِ ... وعزْمي أُسخِّمُ وجهَ المَشِيبِ
وكان ابنه المحسن بْن إِبْرَاهِيم من الرؤساء، مات عَلَى كفره أيضًا، وخلَّف ابنه هلال بن المحسّن الْأديب، فأسلم، وروى عَنْ أَبِي عَلِيّ الفارسيّ، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الجرّاح أدَبًا.
__________
1 تذكرة الحفاظ "3/ 986"، وشذرات الذهب "3/ 106"، والنجوم الزاهرة "4/ 167".(27/50)
قال الخطيب1: كان صدوقًا، توفي سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
118- إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو القاسم بْن الطّحّان القَيسِي الحافظ القُرْطُبي المالكي الفقيه2.
غلب عَلَيْهِ الحديث، وله فِي المُدَوَّنَة أخبار معروفة.
سَمِعَ: قاسم بْن أصبغ، والرُّعَيْنِي أحْمَد بن عبادة، ومحمد بن محمد عَبْد السلام الحسني، وأَحْمَد بْن دُحَيْم، وأَحْمَد بن مطرف، ومحمد بن معاوية. وألَّف تواليف حَسَنَة، وانتفع بِهِ أهل العلم، وعُمِّر دهرًا، وصنف فِي التاريخ.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: سَمِعْتُ منه، وانتفع بِهِ أهل الكورة، وكانت فُتَيَاه بما ظهر لَهُ من الحديث. تُوُفِّي فِي صفر، وشهده ألوف من المسلمين، وطاب الثناء عنه.
"حرف الجيم":
119- جبريل بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن سندول، أَبُو القاسم الهمذاني الخِرَقيّ المعدِّل3.
روى عَنْ: عبدوس بْن أحْمَد السّرّاج، وعَلِيّ بْن سعد البزّاز، وأَبِي القاسم البَغَوي، وأَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد بْن عامر السمرقندي، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن زياد الطّيالسي، وأَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن المطرّز الفقيه، وجماعة.
روى عَنْهُ: جَعْفَر بْن مُحَمَّد الْأبهري، ومُحَمَّد بْن عيسى، وعَبْد اللَّه بْن عَبْدان الفقيه.
قَالَ شيرويه: ويدلّ حديثه عَلَى الصدق، وذكر وفاته فِي ذي القعدة من السنة.
قلت: هذا أسند من كَانَ فِي زمانه بهمذان.
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 76".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 67"، وسير أعلام النبلاء "16/ 502".
3 سير أعلام النبلاء "16/ 503".(27/51)
"حرف الصاد":
120- صالح بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن صالح بن عبد الله بن قيس بن الهذيل بن يزيد بن العباس بن الْأحنف بْن قيس، أَبُو الفضل التميمي الهمذاني الحافظ السّمسار، ويُعرف بابن الكوملاذي1.
روى عَنْ: أبيه، وعَلِيّ بْن الْحَسَن بْن سعد البزّاز، وأَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عزَّون، والقاسم بن إِبْرَاهِيم، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بلبل، ومُحَمَّد بْن المرّار بْن حمّويه، وأَحْمَد بْن أوس والقاسم ابن أَبِي صالح، وعَبْد السلام بْن مُحَمَّد بْن عبديل، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن مهروية القِزْويني، وجماعة.
روى عَنْهُ: طاهر بْن عَبْد اللَّه بْن ماهلة، وحمد بْن الزَّجَّاج، وأَحْمَد بْن زَنْجَوَيْه العمري، وطاهر بْن أحْمَد الْإمَام، وَأَبُو الفتح مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس الحافظ، وأَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن زنبيل النَّهَاوَنْدِي وآخرون.
وقَالَ شِيرَوَيْه الدَّيْلَمي: كَانَ ركنا من أركان الحديث، ثقة صدوقًا حافظًا دينًا ورعًا، لا يخاف فِي اللَّه لومة لائم، وله مصنفات غزيرة، تُوُفِّي لثمان بقين من شعبان، ويُستَجاب الدعاء عند قبره، ومولده سنة ثلاث وثلاثمائة، وصلّى عَلَيْهِ ابن لال، فبَلَغَنَا أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا نترك ثلث الذُنوب من خشية اللَّه، وثُلُثَيْها حَيَاء من هذا الشَّيْخ.
أَخْبَرَنَا أحْمَد بْن عَبْد الكريم الواسطي، أَنَا نصر بْن جزو سنة ثلاث وعشرين وستمائة، أَنَا أَبُو طاهر بْن سلفة، سَمِعْتُ حَمْدُ بْن نصر الحافظ بهَمَذَان، سَمِعْتُ عَلِيّ بْن حُمَيْد الذُّهلي، سَمِعْتُ ابن طاهر بْن عَبْد اللَّه بْن ماهلة الحافظ، سَمِعْتُ حمد بْن غَمْر الزَّجَّاج الحافظ يَقُولُ: لمّا أملى صالح بْن أحْمَد التّميميّ الحافظ بهَمَذَان، كانت لَهُ رَحَى، فباعها بسبعمائة دينار، ونثرها على محابر أصحاب الحديث.
"حرف الطاء":
121- الطيب بن يمن المعتضدي البغدادي2.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 331"، والعبر "3/ 25"، وتذكرة الحفاظ "3/ 985"، وسير أعلام النبلاء "16/ 518".
2 تاريخ بغداد "9/ 363"، والمنتظم "7/ 175".(27/52)
سَمِعَ: البَغَوي، ومُحَمَّد بْن منصور الشيعي، وعنه: أَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وهو ثقة.
"حرف العين":
122- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد، أَبُو القاسم النَّسَائي الفقيه1، شيخ أهل العلم والعدالة بنَسَا. تُوُفِّي بها، وله نَيِّف وتسعون سنة، وهو آخر من حدَّث عَنِ الْحَسَن بْن سُفْيَان. تُوُفِّي بها. وقد ذكر أيضًا سنة اثنتين وثمانين.
123- عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الطلقي الْأستراباذي القاضي الحنفي2، من مشايخ جُرْجَان.
يروي عن: أبي القاسم البَغَوي، وجعفر بْن شهزيل الإستراباذي. وعنه: أَبُو سَعد الإدريسي، وَأَبُو مُحَمَّد المُنيري.
124- عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد، أَبُو بَكْر بْن شبانة العطّار عرف بممّة، شيخ همذان.
روى عَنْ: ابن عبّاد السّرّاج، ومُحَمَّد بْن صالح الطَّبَرِي. وعنه: أَبُو الفضل بْن عَبْدان، ومُحَمَّد بْن عيسى، وأهل همذان. تُوُفِّي فِي ربيع الآخر.
125- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن محارب، أَبُو مُحَمَّد الْأنصاري الْإصْطَخْرِي3، نزيل بغداد.
حدّث عَنْ: أَبِي خليفة، وزكريا الساجي، وعبد الله بن "أدران"4 الشيرازي، خلق من الغُرَباء.
روى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن العتيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي الصَّيْمَريّ، وأكثر شيوخه مجهولون، وأحاديثه عَنْ أَبِي خليفة مقلوبة، وهي بروايات ابن دُرَيْد أشبه.
وقَالَ: وُلِدْتُ بإصْطَخْر، سنة إحدى وتسعين ومائتين، وسمعت من أَبِي خليفة
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 394"، وسير أعلام النبلاء "16/ 412"، والعبر "3/ 20".
2 تاريخ جرجان "274".
3 تاريخ بغداد "10/ 133".
4 في الأصل "أوران".(27/53)
سنة ثلاث وثلاثمائة. تُوُفِّي فِي هذا العام.
126- عَبْد الرَّحْمَن بْن حمدان القاضي، أَبُو مُحَمَّد الْجُرْجَاني1.
كَانَ أبوه من هَمَذَان، فوُلِّي قضاء جُرْجَان، وأقام ببغداد مدّة، وسكن طُوس، ودخل بُخَارَى.
وقد سمع ببغداد من ابن صاعد، وبجُرْجَان من أَبِي نُعَيْم بْن عدِيّ. وعنه: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم.
127- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن نافع، أبو العباس البشني الصُّوفي2.
صحب أَبَا عَلِيّ الثقفي، وورث من آبائه أموالا كثيرة، فأنفقها فِي الخير. روى عَنْ: أحْمَد بْن السريّ الشيرازي صاحب الفَسَوي. وعنه: أَبُو سَعِيد الكَنْجَرُوذِي، وكان كثير "العبادة"3. بقي سبعين سنة لا يستند إلى حائط ولا يتكئ على وسادة، حج من نيسابور حافيًا راجلًا، وأقام بالقدس أشهرًا، ودخل المغرب، وحجّ من المغرب، ورجع إلى بُسْت، وتصدق ببقية أملاكه، وعاش خمسًا وثمانين سنة.
وقَالَ السُّلَمي: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كانت نفقتي فِي سنة درهمين وثلاثين.
وقد ذكر الحاكم ترجمته فِي ستّ وَرَقات، وقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: وقعت لي فترة، فدخلت هِيت، وبقيت بها أربعين يومًا، لم أَذُق طعامًا ولا شرابًا، حتى وجدت الطريق الَّذِي كنت سلكته.
قَالَ الحاكم: مات فِي المحرَّم، وكان يُعَد من الْأبْدال.
128- عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن محمويه، أَبُو الْحَسَن النيسابُوري الصُّوفي الزَّاهد4.
من أعيان أهل البيوتات، ومن العُّبَّاد الصالحين والفقراء، وخرج إلى الشام وصحِب أَبَا الخير الْأقطع، وعاش ثمانيا وثمانين سنة. وسمع بمصر من أحْمَد بْن دَاوُد الحَضْرَمِي. "ومن"5 يونس بن عبد الأعلى.
__________
1 تاريخ جرجان "259".
2 البداية والنهاية "11/ 313"، والنجوم الزاهرة "4/ 167".
3 سقطت من الأصل.
4 المنتظم "7/ 176".
5 في الأصل "عن".(27/54)
129- عَلِيّ بْن زُهَير بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الصَّمد، أَبُو الْحَسَن المقرئ.
بغدادي، سكن دمشق، وأقرأ النّاس بالروايات. قرأ عَلَى: مُحَمَّد بن المعبر الْأخرم بدمشق، وعَلِيّ النّقّاش، وهبة اللَّه بْن جَعْفَر ببغداد. وقرأ عليه الربعي وغيره.
130- عَليّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، أَبُو الْحُسَيْن الهمذاني الْإصبهاني المعدَّل1.
رحل وسمع الْحُسَيْن بْن عيّاش، والقطّان، وطبقته. يحضر مجلسه الكبار لفضله ورئاسته.
روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بن أبي علي، وأبو نعيم. توفي في غُرَّة رمضان.
131- عَلِيّ بْن عَبْد الملك بْن سُلَيْمَان بْن دهثم الفقيه، أَبُو الْحَسَن الطَّرَسُوسِي2، نزيل نيسابُور.
كَانَ أديبًا فصيحًا، إلا أَنَّهُ متهاونًا بالسماع والرواية. رَوَى عَنْ أَبِي خليفة الْجُمَحي، وأَبِي عَلِيّ المَوْصِلي، وعمر بْن سنان المنبجي.
قَالَ أَبُو سهل الصّعلوكي: قدِم علينا "الطَّرَسُوسِي"3 بغداد سنة اثنتين وعشرين، فقلت لَهُ: يا أَبَا الْحَسَن، كيف رويت عَنْ هَؤُلاءِ؟ فقال: قد كَانَ أَبِي حملني إلى العراق وأنا صغير، ثم ردّني إلى طرَسُوسِ. رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد الله الحاكم، وأبو سعيد الكَنْجَرُوذِي، وَأَبُو مُعاذ عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد المزكّي، وغيرهم.
قَالَ الحاكم: وكان معتزليا متهاونًا بالسّماع، ولم يزل يتجهر إلى أن هجره.
وقد سمع من أبي عروية، وابْن جَوْصا.
132- عَلِيّ بْن حفص بْن عمرو بْن نُجَيْح، أَبُو الْحَسَن الخَوْلاني الْأندلسي هُوَ إلبيري. الفقيه4.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وسمع من عَلِيّ بْن الْحَسَن المُرِّي، وسعيد بْن فَحْلُون، ومسعود.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 23".
2 تذكرة الحفاظ "3/ 986".
3 في الأصل "الصعلوكي الطرسوسي".
4 تاريخ علماء الأندلس "1/ 315".(27/55)
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: قرأت عَلَيْهِ التفسير ليحيى بْن سلام، بسماعه من المِريّ. أنبا أحْمَد بْن مَسْعُود بْن جرير سنة أربعٍ وسبعين ومائتين، وكان لا بأس بِهِ. وقَالَ لي: ولدت سنة تسع وثلاثمائة.
133- عَلِيّ بْن عيسى، أَبُو الْحَسَن النَّحْوي المعروف بالرُّمَّاني1.
أخذ عَنْ: أَبِي بَكْر بْن دريد، والزجاج، وأبي بَكْر بْن السّرّاج. روى عَنْهُ: هلال بْن المحسّن، وَأَبُو القاسم التنوخي، والحسن أبو علي الجوهري.
وكان متفننًا في علوم كثيرة، من القرآن والفقه والنَّحْو والكلام عَلَى مذهب المعتَزِلة.
صنّف فِي التفسير والنَّحْو واللُّغة. وكان مولده سنة ستٍ وتسعين ومائتين، ومات فِي جُمادى الْأولى، ولَهُ ثمانٍ وثمانون سنة.
شرح كتاب سيبويه شرحًا كبيرًا، وشرح الْجُمَل لابن السّرّاج، وله كتاب الاشتقاق وكتاب التصريف، وكتبًا كثيرة ذكرها القفطي فِي ترجمته.
قَالَ: وصنَّف فِي الكلام كتابًا سمّاه صنعة الاستدلال فِي سبْع مجلَّدات، وكتاب الْأسماء والصّفات لله تعالى وكتاب الْأكوان وكتاب المعلوم والمجهول، وله نحو مائة مصنَّف، وكان مَعَ اعتزاله شيعيا.
قال التنوخي: ممن ذهب فِي زماننا إلى أن عليا -رَضِيَ اللَّه عَنْهُ- أفضلُ النّاس بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ المعتزلة: أَبُو الْحَسَن الرُّمَّاني، لله دَرُّه.
قلت: كَانَ رأسًا فِي عدّة فنون وسماء العربية، وكان يخرج كلامه في النحو بالمنطق، حتى قال فيه أبو علي الفارسي: إن كان النحو ما يقوله الرُّمَّاني فليس معنا منه شيء، وإن النَّحْو ما نقوله، فليس معه منه شيء.
وكان يُقال: النَّحْويُّون فِي زمانهم ثلاثة، واحدٌ لا يفهم كلامه، وهو الرُّمَّاني، وواحد يُفْهم بعض كلامه، وهو أَبُو عَلِيّ، وواحد يُفْهم جميع كلامه، وهو أبو سعيد السيرافي.
__________
1 سير أعلام النبلاء "16/ 533"، والبداية والنهاية "11/ 314"، والمنتظم "7/ 176"، وميزان الاعتدال "2/ 235"، والعبر "3/ 25"، والنجوم الزاهرة "4/ 168".(27/56)
وكان أَبُو حيّان التَّوْحِيدي يبالغ فِي تعظيم الرُّمَّاني حتى قَالَ: إنه لم يُر مثله قطّ علمًا بالنَّحْو، وغزارة فِي الكلام، وبصرًا فِي المقالات، واستخراجًا للفُرَص، مَعَ تألُّهٍ وتَنَزُّهٍ وفصاحة وفقاهة. قلت: ثم وصفه بالدّين واليقين والحلم والرّواية والاحتمال والوقار.
134- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن سهل، أَبُو الْحَسَن الْأستراباذي الفقيه الشاعر. ثقة.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وأَبِي نُعَيْم عَبْد الملك. روى عَنْهُ: أَبُو سعد الإدريسي.
135- عُمَر بْن زاذان القِزْويني القاضي.
سَمِعَ: عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن هارون بْن الحَجَّاج.
روى عَنْهُ: العتيقي، والعشاري. حدث في هذا العام، وانقطع خَبَرهُ.
"حرف الميم":
136- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حَمَّاد بْن سُفْيَان، أَبُو الْحَسَن الكوفي الحافظ محدّث الكوفة1.
رحل إِلَيْهِ أَبُو ذَرّ الهَرَوِي، وَأَبُو الْحَسَن العتيقي، وَأَبُو العلاء الواسطي، وخلق.
روى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن زيدان، وعَلِيّ بْن الْعَبَّاس المَقَانِعي، ومُحَمَّد بْن دليل بْن بشْر.
137- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حشيش، أَبُو بَكْر الْإصبهاني المعدِّل2.
سَمِعَ: إِسْحَاق بْن جميل، ومُحَمَّد بْن سهل بْن الصباح، والحسن بْن ذكم ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، والحسن بْن عَلِيّ بْن زكريّا الفقيه العدوي، ومُحَمَّد بْن هارون الحَضْرَمِي، وجماعة.
روى عَنْهُ: أَبُو نُعَيْم، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عُمَر المقرئ، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد اللَّخْمِي، وآخر من روى عَنْهُ عَائِشَة بِنْت الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم الوركاني. تُوُفِّي عاشر رمضان.
__________
1 سير أعلام النبلاء "16/ 439"، تذكرة الحفاظ "3/ 986"، شذرات الذهب "3/ 110".
2 ذكر أخبار أصبهان "300".(27/57)
138- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن الكَنْجَرُوذِي الصّبغي.
سَمِعَ: السّرّاج، وابْن خُزَيْمَة. وعنه: الحاكم وغيره. مات فِي شوّال.
139- مُحَمَّد بْن منقذ البكري الطُّليْطِلي الخطيب.
رحل إلى مصر، وسمع من أَبِي مُحَمَّد بْن الورد بْن السَّكَن، وحدّث.
140- مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الفُرات، أَبُو الْحَسَن البغدادي الحافظ1.
سَمِعَ: أَبَا عَبْد اللَّه المَحَامِلي، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد، فمن بعدهما، وجمع ما لم يجمعه أحد فِي وقته.
قَالَ الخطيب: وبلغني أنّه كَانَ عنده عَنْ عَلِيّ بْن مُحَمَّد الْمَصْرِيّ الواعظ وحده ألف جُزْء، وأنّه كتب مائة تفسير، ومائة تاريخ. ثنا عَنْهُ أحْمَد بْن عَلِيّ الباذا، ومُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن زُرْعَة، وَأَبُو إِسْحَاق البرمكي، وحدثني الْأزهري أن ابن الفرات خَلَّف ثمانية عشر صندوقًا مملوءة كتبًا، أكثرها بخطه، وكتابه هُوَ الحجّة فِي صحة النقل، وجَوْدة الضَّبط، ولم يزل يسمع إلى أن مات، وقَالَ لي العتيقي: هُوَ ثقة مأمون، ما رَأَيْت أحسن قراءة منه للحديث، وقَالَ غيره: مات فِي شوّال، وله بضع وعشرون سنة.
141- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن سهل بْن مصلح الفقيه، أَبُو الْحَسَن الماسَرْجسيّ2 ابن بِنْت الحَسَن بْن عيسى بْن ماسَرْجَس النيسابُوري الشافعي، شيخ الشافعية فِي عصره.
سَمِعَ: خاله مؤمّل بْن الْحَسَن، ومكّي بْن عَبْدان، وأَبَا حامد بْن الشرفي، وجماعة، ورحل إلى حدود الأربعين وثلاثمائة، فسمع إِسْمَاعِيل الصّفّار ببغداد وعَبْد اللَّه بْن شَوْذب بواسط، وابْن داسة بالبصرة، وابْن الْأعْرابي بمكّة، وابْن حذْلَم بدمشق، وأصحاب يونس بْن عَبْد الْأعلْى، والمزني بمصر.
قَالَ الحاكم: كَانَ أعْرَف الْأصحاب بالمذهب وترتيبه. صحِب أَبَا إِسْحَاق المروزي
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 122"، والبداية والنهاية "11/ 314"، وسير أعلام النبلاء "16/ 495"، والعبر "3/ 26"، والنجوم الزاهرة "4/ 168".
2 طبقات الفقهاء "116"، والعبر "3/ 26"، وشذرات الذهب "3/ 110".(27/58)
إلى مصر، ولزمه، وتفقّه، ثم انصرف إلى بغداد، فكان مفيد أَبِي عَلِيّ بْن أَبِي هُرَيْرَةَ، ثم رجع إلى بلده، وعقد مجلس النظر ومجلس الْأملاء، فأملى زمانًا، وتُوُفِّي فِي جمادى الآخرة، عَنْ ستٍ وسبعين سنة.
تفقه عَلَيْهِ القاضي أَبُو الطيب الطَّبري، وجماعة، وحدّث عَنْهُ الحاكم وَأَبُو نُعَيْم، وَأَبُو عثمان إِسْمَاعِيل الصّابوني، وَأَبُو سَعِيد الكَنْجَرُوذِي، وهو صاحب وجهٍ فِي المذهب.
142- مُحَمَّد بْن عمران بْن مُوسَى بْن عُبَيْد، أَبُو عُبَيْد اللَّه المَرْزُبَاني البغدادي الكاتب العلامة1.
حدّث عَنْ: أَبِي القاسم البَغَوي، وأبي بكر بن دُرَيْد، وأَبِي حامد بْن هارون الحَضْرَمِي ونفطَوَيْه، وغيرهم.
روى عَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وغيرهما، وكان إخباريا راوية للآداب، صنّف فِي أخبار الشعراء وفي الغَزَل، غير أن أكثر كتبه لم تكن مما سمعه، بل بالإجازة، فيقول: أَخْبَرَنَا، ولا يبين.
وقَالَ القاضي أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الصَّيْمَريّ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه المَرْزُبَاني يَقُولُ: كَانَ فِي داري خمسون، ما بين لِحَاف ودِرَاج معدَّة لأهل العلم الذين يبيتون عندي.
وقَالَ أَبُو القاسم الْأزهري: كَانَ المَرْزُبَاني يضع المحبرة وقنّينة النبيذ، فلا يكتب، ويشرب، وكان معتزليا صنّف كتابًا فِي أخبار المعتزلة، وما كَانَ ثقة.
قَالَ الخطيب: لَيْسَ حاله عندنا الكذب، وأكثر ما عِيب عَلَيْهِ المذهب، وروايته بالإجازة، ولم يبيّنها.
وقَالَ العتيقي: كَانَ معتزليا ثقة، مات فِي شوّال، وله ثمانٍ وثمانون سنة. كَانَ فِي زمانه تُشَبَّه تصانيفه بتصانيف الجاحظ.
قَالَ أَبُو عَلِيّ الفارسي النَّحْوِيّ: أَبُو عُبَيْد اللَّه المَرْزُبَاني من محاسن الدُّنيا، وكان الملك عضُد الدولة مَعَ عظمته يجتاز بباب المَرْزُبَاني، فيقف حتى يخرج إليه المرزباني،
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 135"، والمنتظم "7/ 177"، والبداية والنهاية "11/ 314".(27/59)
فيسلم عَلَيْهِ، وكانت داره تجمع الفضلاء، وكان مشتهرًا بشرب النبيذ، وكتابه فِي أخبار الشعراء خمسة آلاف ورقة، وله كتاب آخر فِي الشعراء المُحَدِّثين خاصّة، كبير إلى الغاية، يكون عشرة آلاف ورقة، وأخبار المسمّعين ثلاثة آلاف ورقة، وأخبار الغناء والأصوات ثلاثة آلاف ورقة وله تصانيف كثيرة جدًا، أوردها القفطي. وروى الجوهري عَنِ المَرْزُبَاني أَنَّهُ أعطى مرَّةً عضد الدولة ألف دينار، وقَالَ: إنه بلغني أنك تُؤَرِّخ، فإذا جاء اسمي فأجْمِلْ، فقلت: نعم، أُجْمِلْ، وبذكرك أتجمّل.
143- مُحَمَّد بْن عثمان بْن عُبَيْد بْن الخطّاب، أَبُو الطيّب البغدادي الصّيْدَلانِي1.
سَمِعَ: البَغَوي، وأَبَا بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وعنه العتيقي، ووثقه.
144- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل، أَبُو منصور البياع الواعظ النيسابُوري2.
حدَّث ببغداد عَنْ: أَبِي حامد بْن بلال. وعنه: أبو العلاء الواسطي.
145- مُحَمَّد بْن يحيى بْن وَهْب، أَبُو بَكْر القُرْطُبي الفِهْري مولاهم3.
سَمِعَ أحْمَد بْن القُرشي، ومسلمة بْن قاسم، وجماعة، ورحل فأقام بمصر مدّة، قبل الثمانين، وكتب الكثير، فكان بارعًا فِي الفقه والنَّحْو وتجويد القرآن، ثقة. فيما ينقله.
تُوُفِّي فِي صفر، وقد حدّث بيسير.
146- مُحَمَّد بْن يحيى بْن عمار، أَبُو بَكْر الدِّمْياطي4.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن زبّان، وأَبَا بَكْر بْن المنذر، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الدَّيْبُلي، وأَبَا عُبَيْد بْن حَرْبُوَيْه القاضي.
وعنه: أَبُو عُمَر أحْمَد بْن مُحَمَّد الطَّلَمَنْكِيّ، سَمِعَ منه كتاب الْأشراف لابن المنذر، وكتاب الليث بْن سعد رواية مُحَمَّد بْن رمح، وروى عَنْهُ أيضًا يحيى بن علي بن الطحان، وطائفة.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 50"، والمنتظم "7/ 177".
2 تاريخ بغداد "3/ 224".
3 تاريخ علماء الأندلس "2/ 97".
4 سير أعلام النبلاء "16/ 504".(27/60)
147- المحسن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الفهم القاضي، أَبُو عَلِيّ التنوخي الْأديب1.
وُلِد بالبصرة، فسمع بها أَبَا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن أحْمَد الْأثرم، وابْن داسة، وببغداد أَبَا بَكْر الصُّولي، وجماعة، وكان أديبًا إخباريا علامة مصنِّفًا شاعرًا.
روى عَنْهُ: ابنه أَبُو القاسم عَلِيّ، وقال: مولدي سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وأوّل سماعه فِي سنة ثلاث وستّين.
سَمِعَ من: واهب المازني صاحب نصر بْن عَلِيّ الجهضمي وقَالَ: لم يكن عند واهب بْن يحيى غير هذا الحديث فِي ستر المسلم.
قلت: وقع لنا الحديث عاليا.
تولّى أَبُو عَلِيّ قضاء رامَهُرْمُز وعسكر مُكْرَم وغير ذَلِكَ، ومات فِي المحرَّم من السنة.
قَالَ الخطيب: كَانَ سماعه صحيحًا، وأوّل ما تولّى القضاء سنة تسعٍ وأربعين، من قِبَل أَبِي السائب عُتبة بْن عَبْد اللَّه.
148- منصور بْن جَعْفَر بْن ملاعب، أبو القاسم البغدادي الصَّيْرفي2.
سَمِعَ: البغوي، وأبا بكر بن أبي داود.
وعنه: أَبُو العلاء الواسطي، وأَحْمَد بْن رَوْح، ووثقه العتيقي، وروى الرئيس الثقفي فِي أربعينه عَنْ سُفْيَان بْن حَسَنْكَوَيْه عَنْهُ.
149- موحّد بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو الفرج بْن البري الدمشقي المتعبد.
حكى عَنْ: خاله عُمَر بْن سَعِيد البرّي، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه المقرئ، والشَّيْخ أَبِي صالح صاحب المسجد الخارج باب شرقي.
روى عَنْهُ: عَلِيّ بْن مُحَمَّد الجبائي، وطلحة بْن أسد الرّقّي، ومُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بن المغيث، وغيرهم.
__________
1 المنتظم "7/ 178"، والنجوم الزاهرة "4/ 168"، وتاريخ بغداد "13/ 155".
2 تاريخ بغداد "13/ 85"، والمنتظم "7/ 177".(27/61)
"حرف النون":
150- نصر بن غالب، أبو الفتح البزّاز1.
حدث عَنِ: البَغَوي وابْن صاعد.
روى عَنْهُ: العتيقي وغيره، وهو من أهل باب الطاق ببغداد.
"حرف اللام":
151- لاحق بْن الْحُسَيْن بْن عمران المقدسي، أَبُو عُمَر2.
كَانَ كذابًا "يضع"3 الْأسماء والمُتون مثل طغج بن طغان، وطرغيل بن غربيل.
حدث بخُراسَان وخُوَارِزْم وما وراء النَّهْر عَنْ خَيْثَمة الطرابُلُسِي، والمَحَامِلي، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد العطّار.
وعنه: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم، وَأَبُو نُعَيْم، وجعفر المُسْتَغْفِري.
وتُوُفِّي بخُوَارِزْم، وقد اتفقوا عَلَى كَذِبه، ويقال له: لاحق بن الوراق.
"حرف الياء":
152- يحيى بْن عَلِيّ بْن يحيى بْن عوف، أَبُو القاسم القصْري4.
عَنِ: البَغَوي، وابْن صاعد.
وعنه: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وكان ثقة.
153- يعقوب بْن إِسْحَاق، أَبُو الفضل النَّسَفي المعدِّل. ثقة.
روى عَنْ: أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ، وعَبْد المؤمن بْن خَلَف.
كتب عَنْهُ: جَعْفَر بْن مُحَمَّد بن المستغفر.
__________
1 تاريخ بغداد "13/ 301".
2 تاريخ بغداد "1/ 238"، السلسلة الضعيفة للعلامة الشيخ الألباني "1/ 291".
3 في الأصل "لا يضع".
4 تاريخ بغداد "14/ 238".(27/62)
وفيات سنة خمس وثمانين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
154- أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْدوَيْه بْن سَدُوس بْن عَلِيّ، أَبُو الْحَسَن الهُذْلي العَبْدوي النيسابُوري الزاهد، أبو الحافظ أبي حازم.
سَمِعَ: أبا الْعَبَّاس بْن السّرّاج، وابْن خُزَيْمَة، وحاتم بْن محبوب الفيامي.
روى عَنْهُ: ابنه والحاكم الكَنْجَرُوذِي. تُوُفِّي فِي رمضان.
155- أحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن أحْمَد الفقيه، أبو نصر النيسابُوري الشافعي، أحد الْأئمة.
سَمِعَ: أَبَا حامد الشرفي، وطبقته. وعنه الحاكم، وقَالَ: تُوُفِّي فِي جُمَادَى الْأولى.
156- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إسماعيل، أَبُو بَكْر بْن المهندس1. محدث مصر فِي وقته.
سمع: أبا شيبة داود بن إبراهيم، ومحمد بن محمد بْن بدر الباهلي، وأَبَا بشر الدُّولابي، ومُحَمَّد بْن زبّان، وعَلِيّ بْن الْحَسَن بْن قديد، وأَبَا عُبَيْد بْن حَرْبُوَيْه، وجماعة كثيرة، منهم القاسم البَغَوي، وانتقى عَلَيْهِ الحُفَّاظ من المشارقة والمغاربة.
روى عَنْهُ: عَبْد الغني الحافظ، والفقيه، أبو القاسم يحيى بْن الْحُسَيْن القفاص، وعَبْد الملك بْن مسكين الزَّجَّاج، وَأَبُو أحْمَد الْعَبَّاس بْن الفضل بْن الفرات بْن حِنْزابة، وعَلِيّ بْن عَبْد الواحد النَّجِيرَمِي الكاتب، وعَبْد الرَّحْمَن بْن المظفَّر الكحّال، وَأَبُو القاسم يحيى بْن عَلِيّ بْن الطّحّان، وقَالَ: كَانَ ثقة تقيا، وقَالَ غيره: عاش تسعين سنة.
157- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبدوس، أَبُو الْحَسَن الحاتمي الفقيه النيسابُوري.
سَمِعَ: الْأصم، ومات كهلا فِي حياة والده.
158- أحْمَد بْن مُحَمَّد ين عبد الوارث الزجاج.
__________
1 العبر "3/ 27"، وشذرات الذهب "3/ 113".(27/63)
روى عَنْ أَبِي جَعْفَر الطَّحاوي، والمهراني، وغيره. تُوُفِّي فِي ذي الحجّة.
159- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الفتح المصِّيصي الجلي، بجيم1.
حدّث ببغداد عن: محمد بن سفيان المِصِّيصي، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم البطّال.
وعنه: أحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي.
وقَالَ البَرْقاني: صَدُوق، وقَالَ غيره: كَانَ حافظًا ضريرًا، ومن شيوخه إمام جامع المصِّيصة أَبُو الماضي مُحَمَّد بْن يحيى، ومُحَمَّد بْن حاتم بْن رَوْح القزَّاز، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن أَبِي الخطيب، وآخر من حدث عَنْهُ أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن الْأبنوسي.
160- إِسْمَاعِيل بْن عَبَّاد الصاحب، أَبُو القاسم2، وزير مُؤَيَّد الدولة بُوَيْه بْن ركن الدولة. أصله من الطَّالقان، وكان نادرةَ دهره وأُعجوبة عصره فِي الفضائل والمكارم.
أخذ الْأدب عَنِ الوزير أَبِي الفضل بْن العميد، وأَبِي الْحُسَيْن أحْمَد بْن فارس، وسمع الحديث من أبيه، ومن غيره واحد، وحدّث باليسير، وأملى مجالس روى فيها عن عبد الله بْن جَعْفَر بْن فارس وأَحْمَد بْن كامل بْن سَحُرَة، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد أَبِي الْحَسَن الكنباني، وسليمان الطَّبَراني، وطائفة.
روى عَنْهُ: أَبُو العلاء، مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن حَسْوَل، وعَبْد الملك بْن عَلِيّ الرّازي القطّان، وَأَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ المعدِّل، والقاضي أَبُو الطّيّب طاهر الطَّبَرِي، وَأَبُو بَكْر بن المقرئ ومع "تقدُّمه"3، وهو أوّل من سُمّي بالصاحب، لأنّه صحب مؤَيَّد الدولة من الصِّبا، وسّماه الصّاحب، فغلب عَلَيْهِ، ثم سُمّي بِهِ كلّ من وُلِّي الوزارة بعده، وقيل: لأنّه كَانَ يصحب أبا الفضل بْن العميد، فقيل لَهُ صاحب العميد، ثم خُفِّف فقيل: الصّاحب.
قَالَ فِيهِ أَبُو سعيد الرستمي:
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 171"، والمنتظم "7/ 179".
2 سير أعلام النبلاء "16/ 511-514"، والبداية والنهاية "11/ 314"، وشذرات الذهب "3/ 113-116"، والنجوم الزاهرة "4/ 169".
3 في الأصل "تقديمه".(27/64)
ورث الوزارة كابرًا عَنْ كابرٍ ... موصولةَ الْأسنادِ بالإسناد
يروي عن العباس عباد وزا ... رته وإِسْمَاعِيل عَنْ عَبَّادِ
ولمّا تُوُفِّي مؤيَّد الدولة بجُرْجَان فِي سنة ثلاث وسبعين، ولي بعده أخوه فخر الدولة أَبُو الْحَسَن، فأقرّه عَلَى الوزارة، وبالغ في تعظيمه. وكان الوزير أَبُو الفتح من ذي الكفايتين قد قصد الصاحب، وأزاله عَن الوزارة، ثُمَّ نصر عَلَيْهِ، وعاد إِلى الوزارة، ففي كتاب المحسّن التنوخي فِي "الفرج بعد الشدة" أن إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن سعيد النصيبيني حدثه قال: سر أبو الفتح، فطلب النُّدماء، وهيَّأ مجلسًا عظيمًا بآلات الذّهب والفضة والمغاني والفواكه، وشرب بقيّة يومه، وعامّه ليلته، ثم عمل شعرًا وغَنَّوا بِهِ، يَقُولُ فِيهِ:
إذا بلغ المرء آماله ... فليس إلى بعدها مُنْتَزَحُ
وكان هذا بعد تدبيره عَلَى الصّاحب، حتى أبعده عَنْ مؤيَّد الدولة، وسيَّره إلى إصبهان، وانفرد بالدَّسْت، ثم طرب بالشعر، وشرب إلى أن سكر، وقَالَ: غطُّوا المجلس لاصطبح عَلَيْهِ غدًا، وقَالَ لنُدَمَائه: باكروني، ثم نام، فدعاه مؤيَّد الدولة فِي السَّحَر، فقبض عَلَيْهِ، وأخذ ما يملكه، ومات فِي النَّكبة، ثم عاد الصّاحب إلى الوزارة.
قلت: وبقي فِي الوزارة ثمانية عشر عامًا، وفتح خمسين قلعة، وسلّمها إلى فخر الدولة، لم يجتمع منها عشرة لأبيه. وكان الصّاحب عالمًا بفنون كثيرة من العلْم، لم يُدانه فِي ذَاك وزير، وكان أفضل وزراء الدولة الدَّيْلَمِيّة، وأغزرهم علمًا، وأوسعهم أدبًا، وأوفرهم محاسن. وقد طوَّل ابن النَّجَّار ترجمته وجوَّدها.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، أَنَا أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا الصَّاحِبُ بْنُ عباد، أملانا أبو الحسن بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْقَزَّازُ، نَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبَا بَكْر وَعُمَرَ يَمْشُونَ "أَمَامَ"1 السَّرِيرِ. قَالَ الصَّاحِبُ: قَدْ شَارَكَ الطَّبَرَانِيُّ فِي إِسْنَادِهِ.
قِيلَ: كَانَ ابن عبَّاد فصيحًا مفوهًا، لكنه يتقعر في خطابه، ويستعمل وحشي
__________
1 في الأصل "أما".(27/65)
اللغة، حتى فِي انبساطه، يعيب التّيه ويتيه، ولا ينصف من ناظره. وقيل: كَانَ مشوَّه الصورة، وصنّف فِي اللغة كتابًا سمّاه "المحيط" فِي سبع مجلدات، وله كتاب "الكافي" فِي الترسل، وكتاب "الْأعياد"، وكتاب "الْإمَامة" ذكر فِيهِ فضائل عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، وثبت إمامة من تقدمه. وكان شيعيا كآل بُوَيْه، وما أظنه يسب، لكنه معتزليّ، قِيلَ: إنه نال من الْبُخَارِيّ، وقَالَ: إنه حشوي لا يعول عَلَيْهِ، وله كتاب "الوزراء" وكتاب "الكشف عَنْ مساوئ المتنبي" وكتاب "أسماء اللَّه وصفاته".
ومن ترسّله: نَحْنُ يا سيدي، فِي مجلس غنى إلا عنك، شاكرًا إلا منك، قد تفتحت فِيهِ عيون النرجس، وتوردّت خدود فِيهِ بالبنفسج، وفاحت مجامر الْأترج، وفتقت فارات النّارنج، وانطلقت ألْسُن العيدان، وقامت خطباء الْأوتار، وهبّت رياح الأقداح، و"نفقت"1 سوق الْأنس، وقام منادي الطرب وطلعت كواكب الندماء وامتدت سماء النّدّ، فبحياتي إلا ما حضَرْت فقد أبت راحُ مجلسنا أن تصفو إلا أن تناولها يمْناك، وأقسم غناؤه أن لا يطيب حتى تعيه أذناك، فخدود نارنجه قد احمرّت خجلا لإبطائك، وعيون نرجسه قد حدَّقَت تأميلا للقائك: وله:
رقَّ الزُّجَاج ورقَّتِ الخَمْرُ ... "وتشابَهَت"2 فَتَشَاكَلَ الْأمْرُ
فكأنّها خَمْرٌ ولا قَدَحٌ ... وكأنّما قَدَحٌ ولا خَمْرُ
وله يرثي الوزير أَبَا عَلِيّ كثير بن أحْمَد:
يقولون لي أوْدى كثيرٌ بْن أحْمَد ... وذلك مَرْزُوءٌ عَلِيّ جَلِيلُ
فقلتُ دَعُوني والبُكَا نَبْكِه مَعًا ... فمثلُ كثيرٍ فِي الرّجال قَلِيلُ
وورد أنِ الصّاحب جمع من الكتب ما كَانَ يحتاج في نقلها إلى أربعمائة جَمَل، ولما عزم عَلَى الْإملاء، تاب إلى اللَّه، واتخذ لنفسه بيتًا سماه بيت التَّوْبة ولبث أسبوعًا عَلَى الخير، ثم أخذ خطوط الفقهاء بصحّة توبته، ثم جلس للإملاء، وحضر خلق كثير منهم القاضي عَبْد الجبار بْن أحْمَد.
وكان الصّاحب يُنَفِذ إلى بغداد فِي السنة خمسة آلاف دينار، تُفَرَّق عَلَى الفقهاء والأدباء، وكان يبغض من يميل إلي الفلسفة، ومرض بالأهواز بالإسهال، فكان إذا قام
__________
1 في الأصل "نفق".
2 في الأصل "تشابهها".(27/66)
من الطِّشْت، ترك إلى جانبه عشرة دنانير، حتى لا يتبرم بِهِ الخدم، فكانوا يودون دوام علّته، ولما عوفي تصدَّق بنحوٍ من خمسين ألف دينار، وله ديوان شعر.
وقد مدحه أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن أحْمَد بْن الخازن الشاعر بقصيدته المشهورة، وهي:
هذا فؤادُك نَهْبي بين أهواء ... وذاك رأيكَ سارٍ بين آراءِ
هَوَاكَ بين العيونِ النُّجْل مُقْتَسَمٌ ... داءٌ لعَمْرُكَ ما أَبَلاهُ من داءِ
لا يستقرُّ بأرض أو يسير إلى ... أُخرى بشخص قريب عَزْمُه نائي
يومًا بحُزْوَى ويومًا بالكثيب ويو ... مًا بالعُذَيْب ويومًا بالخُلَيْصَاءِ
ومنها:
صَبيَّة الحيّ لم تقْنَعْ بها سَكَنًا ... حتى علقَتْ صَبايا كلّ أحياءِ
أدْعَى بأسماءَ نَبْزًا فِي قبائِلها ... كأن أسماءَ أَضْحَى بعضُ أسمائي
ثَنَتْ أنامِلَها عنّي وقد دمِيَتْ ... من مُهجتي فادَّعَتْها وَشْي حِنّاء
وهي طويلة.
وقيل: إنّ نوح بْن منصور الساماني، كتب إِلَيْهِ يستدعيه ليفوّضه وزارته، فاعتلّ عليه بأنه يحتاج لنقل كتبه، خاصة، أربعمائة جَمَل، فما الظّنّ بما يليق من التجمّل.
ومن بديع نظْم الصّاحب بْن عبَّاد:
تبسَّم إذ تبسَّم عَنْ إقَاحٍ ... وأسْفَرَ حين أسْفَرَ عَنْ صَباحِ
وألحقني بكأس من رِضابٍ ... وكأسٍ من جَنَى وردٍ وراحِ
لَهُ وجْهٌ يدل بِهِ وطَرْفٌ ... يمرِّضُه فيسكر كلَّ صَاحِ
جبينُكَ والمُقَلَّد والثَّنَايا ... صباحٌ فِي صباحٍ فِي صباحِ
ومن شعره:
الحبُّ سُكْرُ خمارُهُ التَّلَف ... يَحْسُنُ فِيهِ الذُّبُول والدَّنَفْ
عُلُوه زاد فِي تصَلُّفِه ... والحُسْنُ ثَوْبٌ طِرازُه الصَّلَفْ(27/67)
وقَالَ أَبُو يوسف القِزْوِيني المعتزلي: كتب الفِهْري قاضي قزوين إلى الصّاحب، مَعَ كُتُب أهداها له:
الفهري عَبْد كافي الكُفَاة ... وإنِ اعْتَدَّ عَنْ وُجُوه القُضَاةِ
خَدَم المجلسَ الرَّفيعَ بكُتُبٍ ... مُتْرَعَاتٍ من علمها منعمات
فأجاب الصاحب:
قد قبِلْنا من الجميع كتابًا ... وردَدْنَا لوَقْتها الباقياتِ
لستُ أَسْتَغْنِم الكبيرَ فطَبْعي ... قولُ خُذْ لَيْسَ مذهبي قولُ هاتِ
ولد بإِصْطَخْر، وقيل: بالطَّالَقَان، في سنة ست وعشرين وثلاثمائة. والطَّالَقَان: اسم لناحيةٍ من أعمال قِزْوين، وأمّا بلد الطَّالَقَان التي بخُراسَان فأُخْري، خرج منها جماعة علماء.
تُوُفِّي ليلة الجمعة من صفر، سنة خمسٍ وثمانين.
ومن مراثي الصّاحب:
ثَوَى الْجُودُ والكافي معًا فِي حفيرة ... ليأنس كلُّ منهما بأخيهِ
هما اصطَحَبا حَيَّيْن ثم تَعَانَقَا ... ضجيعين فِي لَحْدٍ بباب دَرِيهِ
إذا ارتحل الثَّاوُونَ عَنْ مُسْتَقَرِّهم ... أقاما إلى يوم القيامة فيهِ
وكان يُلقَّب كافي الكفاة أيضًا، وكانت وفاته بالري، ونقل إلى أصبهان، ودفن بمحلة باب دَرِيّة.
ولما تُوُفِّي أُغْلَقَتْ لَهُ مدينة الرّيّ، واجتمع الناس عَلَى باب قصره، وحضره مخدويه وسائر الْأمراء، وقد غيروا لباسهم، فلما خرج نعشه، صاح الناس صيحة واحدة، وقبّلوا الْأرض، ومشى فخر الدولة ابن بُوَيْه أمام نعشه، وقعد للعزاء.
ولبعضهم فِيهِ:
كأنْ لم يَمُتْ حيٌّ سواك ولم تُقَم ... على أحد إلا عليك النَّوائحُ
لَئِن حَسُنَتْ فيك المراثي وذكْرُها ... لقد حَسُنَت من قبلُ فيك المدائحُ(27/68)
161- إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد، أَبُو القاسم بْن الخبّازة السِّرَقُسْطي1.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن يحيى بْن لُبابة، ومُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أيمن، وسعيد بْن فحلون، ورحل فسمع بمصر من أحْمَد بْن "مَسْعُود الزُّبَيْدِي"2، وبالقَيْروَان من محمد بن محمد اللبّاد، وجمع علمًا كثيرًا، وكان شيخًا صالحًا، وقُرِئت عَلَيْهِ الكُتُب، وعاش نَيِّفًا وثمانين سنة.
162- أفلح مولى الناصر عَبْد الرحمن بن مُحَمَّد بْن يحيى الْأموي القُرْطُبي3.
رحل وسمع: أَبَا سعيد بن الأعرابي، وجماعة، وحدث بيسير.
"حرف الحاء":
163- الحُسَيْن بْن عليّ، أبو عَبْد الله النَمَري الْبَصْرِيّ4، صاحب التصانيف. كَانَ شاعرًا محسنًا لُغويًّا أديبًا. قرأ عَلَى أَبِي عَبْد اللَّه الْأزْدِيّ، وله مصنف فِي أسماء الذهب والفضّة، وكتاب معاني الحماسة وكتاب الخيل وكتاب اللُّمَع، وكان مقيمًا بالبصرة.
"حرف الدال":
164- دَاوُد بْن سُلَيْمَان بْن دَاوُد بْن رباح، أَبُو الْحَسَن البغداديّ البزّاز5.
سَمِعَ: أَبَا عَبْد اللَّه المَحَامِلي، ومُحَمَّد بْن عُبَيْد الله الكاتب. روى عَنْهُ: العتيقي، وأَبُو القَاسِم التنوخي، ومحمد العشاري، ووثقه العتيقي.
"حرف السين":
165- سعد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ، أَبُو طَالِب الأزدي العراقي، المعروف بالوكيل6.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 68".
2 في الأصل "مسعود الزبيري".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 83".
4 بغية الوعاة "1/ 537"، وكشف الظنون "1/ 89".
5 تاريخ بغداد "8/ 381".
6 معجم الأدباء "11/ 197".(27/69)
من كبار الْأدباء، وفحول الشعراء. روى عَنْهُ أَبُو عَلِيّ التنوخي، وَأَبُو الخطّاب الجبلي.
ألّف شرحًا لديوان المتنبي، وكان فقيرًا يمدح بالشيء اليسير ولا يبالي. عاش ثمانين سنة.
"حرف العين":
166- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ، أَبُو المطرِّف بْن السكان المالقي1.
سَمِعَ بقُرْطُبَة من: قاسم بْن أصبغ، ومُحَمَّد بْن معاوية. وكان حَسَن المشاركة فِي العلوم والآداب، رئيسًا.
167- عَبْد الواحد بْن جَعْفَر الناقد، بغدادي2.
روى عَنْ: أَبِي القاسم البَغَوي. وعنه: أحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، وقَالَ: ثنا فِي هذه السنة، وكان ثقة.
168- عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن شاه، أَبُو الْحَسَن الشيرازي الصوفي نزيل نيسابُور.
سَمِعَ: إبراهيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد، وأَبَا رَوْق الهزّاني، وصحب الزُّهّاد.
روى: عَنْهُ الحاكم، وغيره.
169- عَلِيّ بْن أحمد بن محمد، أبو الحسين المهلبي الْأديب.
تُوُفِّي بمصر، وله فيما قِيلَ: مائة وإحدى وخمسون سنة، واللَّه أعلم.
170- عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن بُنْدار بْن عَبْد اللَّه بْن خير القاضي، أَبُو الْحَسَن الْأذَني3.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن الفَيْض، ومُحَمَّد بْن خُرَيْم، وسعيد بْن عبد العزيز بدمشق،
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 267".
2 تاريخ بغداد "11/ 10".
3 سير أعلام النبلاء "16/ 464"، والعبر "3/ 28"، وتذكرة الحفاظ "3/ 989".(27/70)
وعلي بن عبد الحميد الغضايري بحلب، وأَبَا عروبة بحرّان، وابْن فيل بأنطاكية، وسكن مصر.
روى عَنْهُ: عَبْد الغني الحافظ، ومكّي بْن عَلِيّ الجمّال، ويوسف بْن رياح الْبَصْرِيّ، وهبة اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن الصواف، وعَبْد الملك بْن مسكين الفقيه، وأَحْمَد بْن سَعِيد بْن نفيس المقرئ.
وتُوُفِّي فِي ربيع الْأول. ما علمت بِهِ "بأسًا"1.
171- عَلِيّ بْن عُمَر بْن أحْمَد بْن مهدي بْن مَسْعُود بْن النُّعمان بْن دينار بْن عَبْد اللَّه، أَبُو الْحَسَن البغدادي الدَّارَقُطْنيّ2، الحافظ المشهور صاحب المصنفات.
سَمِعَ من: أَبِي القاسم البَغَوي، وأَبِي بكر بن أبي دَاوُد، وابْن صاعد، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن فيروز، ومُحَمَّد بْن هارون الحَضْرَمِي، وعَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطيّ، ومُحَمَّد بْن قاسم المحاربي، وأبي علي محمد بن سليمان المالكي، وأبي عمر مُحَمَّد بْن يوسف القاضي والْحُسَيْن بْن المَحَامِلي، وأبي بكر زياد النيسابُوري، وأَبِي رَوْق الهزّاني، وبدر بْن الهيثم، وأَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن البهلول، وعَبْد الوهاب بْن أَبِي حية، وأَحْمَد بْن القاسم الفرائضي، وأَبِي طَالِب أحْمَد بْن نصر الحافظ، وخلق كثير ببغداد والكوفة والبصرة وواسط، ورحل فِي الكهولة إلى الشام ومصر، فسمع القاضي أَبَا الطاهر الذُّهْلي وهذه الطبقة.
حدّث عَنْهُ: أَبُو حامد الإسْفراييني الفقيه، وأبو عَبْد اللَّه الحاكم، وعَبْد الغني بْن سَعِيد الْمَصْرِيّ، وتمام الرّازي، وَأَبُو بَكْر البَرْقَاني، وَأَبُو ذَرّ عَبْد بْن أحْمَد، وَأَبُو نُعَيْم، وأَحْمَد بْن الْحَسَن الطيان الدمشقي، وعَلِيّ بْن السمسار، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو طاهر بْن عَبْد الرحيم الكاتب، والقاضي أَبُو الطّيّب الطَّبَرِي، وَأَبُو عُمَر بَكْر بْن بشران، وأبو الحسن العتيقي، وحمزة السهمي، وَأَبُو الغنائم عَبْد الصمد بْن المأمون، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وَأَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن المهتدي باللَّه، وَأَبُو الْحُسَيْن بْن الْأبنوسي، وخلق كثير.
__________
1 في الأصل "رأسا" وهو تصحيف.
2 تاريخ بغداد "12/ 34-40"، والبداية والنهاية "11/ 317"، وسير أعلام النبلاء "16/ 449-461"، والمنتظم "7/ 183"، والنجوم الزاهرة "4/ 172".(27/71)
ومولده سنة ست وثلاثمائة.
قَالَ الحاكم: صار الدَّارَقُطْنيّ أوحد عصره فِي الحفظ والفهم والورع، وإمامًا فِي القرّاء والنحويين. وفي سنة سبعٍ وستين أقمت ببغداد أربعة أشهر، وكَثُر اجتماعنا بالليل والنهار، فصادفته فوق ما وُصِف لي، وسألته عَنِ العلل والشيوخ. وله مصنفات يطول ذكرها، وأشهد أنه لن يخلف عَلَى أديم الْأرض مثله.
وقَالَ الخطيب: كان الدارقطني فريد دهره، وقريع عصره، ونسيج وحده، وإمام وقته، انتهى إِلَيْهِ فِي علم الْأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال، مَعَ الصدق والثقة، وصحة الاعتقاد، والاضطلاع من علوم، سوى علم الحديث، منها القراءات، فإن له فيها مصنفًا مختصرًا، جمع الأصول في أبواب عقدها فِي أول الكتاب، وسمعت من يعتني بالقراءات يَقُولُ: لم يسبق أَبُو الْحَسَن إلى طريقته التي سلكها فِي عقد الْأبواب المقدمة فِي أول القراءات، وصار القرّاء بعده يسلكون ذَلِكَ، ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء، فإن كتابه السنن يدل عَلَى ذَلِكَ، وبلغني أَنَّهُ درّس فقه الشافعي عَلَى أَبِي سَعِيد الْإصْطَخْرِي، وقيل: عَلَى غيره، ومنها المعرفة بالأدب والشعر، فقيل: إنه كان يحفظ دواوين جماعة، فحدثني حمزة بن محمد بن طاهر إنه كَانَ يحفظ ديوان السيد الحِمْيَري، ولهذا نُسِب إلى التشيع. وحدثني الْأزهري قَالَ: بلغني أن الدَّارَقُطْنيّ حضر فِي حداثته مجلس إِسْمَاعِيل الصّفّار، فجلس ينسخ جزءًا، والصّفّار يُمْلي، فَقَالَ رَجُل: لا يصح سماعك وأنت تنسخ، فَقَالَ الدارقطني: فهمي للإملاء خِلاف فَهْمك "ثم قَالَ"1: تحفظ كم أملى الشَّيْخ؟ قَالَ: لا. قَالَ: أملى ثمانية عشر حديثًا، الحديث الْأول عَنْ فلان عَنْ فلان عَنْ فلان، ومَتْنُهُ كذا، والحديث الثاني عَنْ فلان، ومَتْنُهُ كذا، ثم مرّ فِي ذَلِكَ حتى أتى عَلَى الْأحاديث، فعجب الناس منه، أو كما قَالَ.
وقَالَ رجاء بْن مُحَمَّد المعدّل: قلت للدارقطني: رأيت مثل نفسك؟ فَقَالَ: قَالَ اللَّه تعالى: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ} [النجم: 32] فألححت عَلَيْهِ، فَقَالَ: لم أر أحدًا جمع ما جمعت.
وقَالَ أَبُو ذَرّ عَبْد بْن أحْمَد: قلت للحاكم ابن البيع: هَلْ رأيت مثل الدارقطني؟
__________
1 سقط من الأصل واستدرك من تاريخ بغداد "12/ 36".(27/72)
فَقَالَ: هُوَ لم ير مثل نفسه، فكيف أنا؟ رواها الخطيب فِي تاريخه عَنْ أَبِي الوليد الباجي، عَنْ أَبِي ذَرّ، فهذا من رواية الكبار عَنِ الصغار.
وكان عَبْد الغني الْمَصْرِيّ إذا حكى عَنِ الدَّارَقُطْنيّ يَقُولُ: قَالَ أستاذي، قَالَ الخطيب، سَمِعْتُ أَبَا الطيب الطَّبَرِي يَقُولُ: الدَّارَقُطْنيّ أمير المؤمنين فِي الحديث.
وقَالَ الخطيب: قال لي الْأزهري: "كَانَ"1 الدَّارَقُطْنيّ ذكيا، إذا "نُوكِر"2 شيئًا من العلم أي نوع كَانَ وُجِد عنده من نصيب وافر. ولقد حَدّثَنِي مُحَمَّد بن طلحة النِّعَالي أَنَّهُ حضر مَعَ الدَّارَقُطْنيّ دعوة، فجرى ذِكْر الْأكَلَة، فاندفع الدَّارَقُطْنيّ يورد أخبار الْأكَلَة ونوادرَهم، حتى قطع أكثر ليلته بذلك. وقال الأزهري: رأيت الدارقطني أجاب ابن أبي الفوارس عَنْ علّة حديث أو اسم، ثم قَالَ: يا أَبَا الفتح لَيْسَ بين الشروق والغرب من يعرف هذا غيري.
وقَالَ البَرْقَاني: كَانَ الدَّارَقُطْنيّ يُمْلي عَليّ العِلَل من حفظه، فمن أراد أن يعرف قدر ذَلِكَ، فليطالع كتاب العلل للدَّارَقُطْنيّ، ليعرف كيف كَانَ الحُفّاظ.
قال أبو عبد الرحمن السلمي: سمعت الدارقطني يَقُولُ: ما فِي الدُّنيا شيء أبغض إليّ من الكلام. ونقل ابن طاهر المقدسي أنهم اختلفوا ببغداد، فَقَالَ قوم: عثمان افضل، وقَالَ قوم: عَلِيّ أفضل. قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: فتحاكموا إليّ، فأمسكت، وقلت الْأمساك خير، ثم لم أر لديني السكوت، فدعوت الَّذِي جاءني مستفتيا، وقلت: قل لهم: عثمان أفضل باتفاق جماعة أصحاب مُحَمَّد -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا قول أهل السُّنَّة، وأول عقْد يُحِلَّ من الرفض.
قَالَ الخطيب: فسألت البَرْقَاني: هَلْ كَانَ أَبُو الْحَسَن يُمْلِي عليك العلل من حِفْظِه؟ قَالَ: نعم، وأنا الَّذِي جمعتها، وقرأها الناس من نسختي. ثم قَالَ الخطيب: وحدثني العتيقي، قَالَ: حضرت الدَّارَقُطْنيّ، وجاء أَبُو الْحُسَيْن البيضاوي يغرب ليسمع منه، فامتنع واعتلّ ببعض العلل، وقَالَ: هذا رَجُل غريب، وسأله أن يُمْلِي "عَلَيْهِ"3 أحاديث، فأملى عليه أبو الْحُسَيْن من حفظه مجلسًا تزيد أحاديثه عَلَى "العشرة"4 متون
__________
1 في الأصل "قال".
2 في الأصل "ذكر".
3 في الأصل "عليه أحاديث".
4 في الأصل "العشرين".(27/73)
جميعها: نِعْم الشيء "الهدية"1 أمام الحاجة، فانصرف الرجل، ثم جاءه بعد، وقد أهدى له شيئًا، فقربه وأملى عَلَيْهِ من حفظه سبعة عشر حديثًا: "إذا أتاكم كريم فأكرموه" 2.
وقَالَ مُحَمَّد بْن طاهر المقدسي: كَانَ للدَّارَقُطْنيّ مذهب فِي التدليس خَفِيّ، يَقُولُ فيما لم يسمعه من أَبِي القاسم البَغَوي: حدَّثَكم فلان.
قلت: وأخذ الدَّارَقُطْنيّ عَنْ أَبِي بَكْر بْن مجاهد سماعًا، وقرأ عَلَى أَبِي بَكْر النَّقاش، وعَلِيّ بْن سَعِيد القزّاز، وأَحْمَد بْن بَويان، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد الديباجي، وبرع فِي القراءات، وتصدّر فِي آخر أيامه للإقراء.
وقد نقلت من خطه حديثًا، والجزء بوقف "الضّيائية"3. ووقع لي حديثه عاليا بالإجازة، وقد أَنْبَأَنَا المسلّم بْن علان أنّ أَبَا اليُمن الكِنْدي آخرهم، أَنَا منصور الشيباني، أنا أبو بكر الخطيب، حدثني أَبُو نصر عَلِيّ بْن هبة اللَّه بْن ماكولا قَالَ: رَأَيْت فِي المنام فِي شهر رمضان كأني أسأل عَنْ حال الدَّارَقُطْنيّ فِي الآخرة ما آل إِلَيْهِ أمره؟ فقيل لي: ذاك يُدعى فِي الجنة الْإمَام.
قلت: تُوُفِّي فِي ثامن ذي القعدة.
172- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصبّاح العطّار البغدادي، يعرف بابن المريض4.
سَمِعَ: أبا القاسم البَغَوي، وابْن أَبِي دَاوُد.
وعنه: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وَأَبُو طَالِب العشاري.
قَالَ الخطيب: وكان صدوقًا. مات فِي رجب.
__________
1 في الأصل "الحدية".
2 "حديث حسن لغيره": أخرجه ابن ماجه "2/ 37"، والحاكم "4/ 292"، والطبراني "2/ 370" في الكبير، و"2/ 12" في الصغير، وأبو نعيم "6/ 205" في الحلية، والبيهقي "8/ 168" في سننه الكبرى.
3 في الأصل "الضبابية".
4 تاريخ بغداد "12/ 93".(27/74)
173- علي بن محمد بن معاذ المعدل الملقابادي.
سَمِعَ: أَبَا نُعَيْم بْن عدِيّ، ومُحَمَّد بْن حمدون، وعنه الحاكم.
174- عليّ بْن معروف البغدادي1. حَدَّثَ في هذه السنة، وتُوُفّي بعدها.
عَن الباغندي، والبغوي، وابن أبي داود، وغيرهم. وعنه: عَبْد العزيز الْأزجي، وجماعة.
وثّقه الخطيب.
175- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه القِزْوِيني القاضي. تُوُفِّي بمصر.
176- عُمَر بْن أحْمَد بْن عثمان بْن أحْمَد بْن أيوب بْن أزداذ الشَّيْخ، أَبُو حفص بْن شاهين الحافظ2 الواعظ، محدث بغداد ومفيدها.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغندي، وأَبَا خبيب العبّاس بْن البِرْتي، وأَبَا القاسم البَغَوي، وشعيب بْن مُحَمَّد الذرّاع، ومُحَمَّد بْن هارون بْن المجدّر، وأَبَا بَكْر بْن أَبِي دَاوُد بْن صاعد، وأَبَا عَلِيّ مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان المالكي، ورحل فِي الكهولة فسمع بدمشق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي ثابت، وأَحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن زبّان، وطائفة سواهم، ووُلِد سنة سبعٍ وتسعين ومائتين، وأوّل سماعه سنة ثمان وثلاثمائة.
روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الورّاق رفيقه، وهلال الحفّار، وَأَبُو سعد الماليني، وَأَبُو بَكْر البَرْقَاني، وَأَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال، وابنه عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر بْن شاهين، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه المؤدب، ومُحَمَّد بن عَبْد الوهاب بْن الشاطر النقيب، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن المهتدي، وآخرون.
قَالَ ابن ماكولا: ثقة مأمون سَمِعَ بالشام والعراق والبصرة وفارس، وجمع الْأبواب والتراجم، وصنَّف كثيرًا.
وقَالَ أَبُو الْحُسَيْن بْن المهتدي باللَّه، قَالَ: أَنَا ابن شاهين: صنَّفت ثلاثمائة مصنف وثلاثين مصّنفًا، أحدها التفسير الكبير ألف جزء، وألف وثلاثمائة جزء، والتاريخ مائة
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 113".
2 تاريخ "11/ 365"، والمنتظم "7/ 282"، والبداية والنهاية "11/ 316"، وسير أعلام النبلاء "16/ 431-435".(27/75)
وخمسون جُزْءًا والزهد مائة جزء، وأوّل ما حدثت بالبصرة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
قَالَ الخطيب: سَمِعْتُ القاضي أَبَا بَكْر مُحَمَّد بن عمر الداوودي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حفص بْن شاهين يَقُولُ: حسبت ما اشتريت بِهِ الحِبْر إلى هذا الوقت، فكان سبعمائة درهم. قال الداوودي: وكنّا نشتري الحِبْر كلّ أربعة أرطال بدرهم.
قلت: ما يلحق الشخص أن يكتب بهذا كلّه بل كَانَ يستنسخ، وقد حدّثني شيخنا أَبُو الْعَبَّاس أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم المَوْصِلي قَالَ: كَانَ عندنا تفسير ابن شاهين بواسط فِي نحو ثلاثين مُجلّدًا.
وقَالَ الْأزهري: كَانَ ابن شاهين ثقة، وكان عنده عن البغوي سبعمائة جُزْء.
وقَالَ أَبُو الفتح بْن أَبِي الفوارس: كان ابن شاهين ثقة مأمونًا، قد جمع وصنَّف ما لم يصنّفه أحد.
وقَالَ حمزة السَّهْمي: سَمِعْتُ الدَّارَقُطْنيّ يَقُولُ: ابن شاهين يلحّ عَلَى الخطأ، وهو ثقة.
وقَالَ الخطيب: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن عمر الداوودي يَقُولُ: كَانَ ابن شاهين ثقة، يشبه الشيوخ، إلا أَنَّهُ كَانَ لَحّانًا، وكان لا يعرف من الفقه لا قليلا ولا كثيرًا، كَانَ إذا ذُكِر لَهُ مذاهب الفقهاء كالشافعي وغيره يَقُولُ: أَنَا محمدي المذهب، ورأيته يومًا اجتمع مَعَ الدَّارَقُطْنيّ فما نطق خوفًا من أن يخطئ بحضرة أَبِي الْحَسَن، وسمعته يَقُولُ: أَنَا أكتب ولا أعارض.
قَالَ العتيقي: تُوُفِّي فِي ذي الحجّة.
177- عُمَر بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى الجلاب، يروي عَنْ مُحَمَّد بْن الربيع بْن سليمان.
"حرف القاف":
178- قتادة1 بْن مُحَمَّد بْن قتادة النيسابُوري، سَمِعَ أَبَا حامد بْن بلال وعَبْد اللَّه بْن الشرفي.
__________
1 في الأصل "وناد".(27/76)
"حرف الميم":
179- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حم، أَبُو الفضل النيسابُوري الْجُلُودي الواعظ1.
سَمِعَ الكثير من: أَبِي بَكْر القطّان والأصم، وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وعدة. روى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم.
180- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حامد بْن مُوسَى بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن يزيد بْن مسلمة ابن الخليفة عَبْد الملك بْن مروان، أَبُو بَكْر بْن الأزرق الأموي المصري2.
صار إلى القيروان سنة ثلاث وأربعين، فحبسه بنو عُبَيْد بالمهدية نحو أربعة أعوام، ثم خلّصه اللَّه، وقدِم الْأندلس فِي سنة تسعٍ واربعين، فأكرمه المستنصر، وأثبته فِي ديوان قريش.
وكان أديبًا حليمًا.
رَوَى عَنْ: عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي مطر الإسكندراني، وخاله أحْمَد بْن مَسْعُود الزُّبَيْرِي، وابْن الصَّمُوت.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: كتبت عَنْهُ جزءًا، وقَالَ لي: ولدت سنة تسع عشرة وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي ذي القعدة. وقد حدّثت من حفْظه بحديث أخطأ فِيهِ.
181- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن يحيى أَبُو بَكْر النيسابُوري الكسائي الْأديب3.
تخرّج بِهِ جماعة فِي العربية.
قَالَ الحاكم: ثم إنه عَلَى كِبَر السّنّ حدّث بصحيح مُسْلِم من كتاب جديد بخطّه عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سُفْيَان، فأنكرتُ عَلَيْهِ، فعاتبني، فقلت: لو أخرجت أصلك وأخبرتني بالحديث على وجهه، فقال: قد كَانَ والدي يُحْضِرُني مجلس ابن سُفْيَان بسماع هذا الكتاب، ثم لم أجد سماعي فَقَالَ لي أَبُو أحْمَد بْن عيسى: قد كنت أرى أباك يقيمك
__________
1 اللباب "1/ 288"، والأنساب "3/ 282".
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 115-118".
3 سير أعلام النبلاء "16/ 465"، وميزان الاعتدال "3/ 450"، وشذرات الذهب "3/ 117".(27/77)
فِي المجلس تسمع وأنت تنام لِصغَرِك، ولم يبق بعدي من يروي هذا الكتاب غيرك، فاكتب من كتابي فإنك تنتفع به، فكتبته من كتابه، فقلت: هذا لا يحلّ لك، فقام وشكاني.
قلت: رَوَى عَنْهُ: أَبُو مَسْعُود أحْمَد بْن مُحَمَّد البَجَلي الرّازي صحيح مُسْلِم.
وتُوُفِّي ليلة النَّحر، ولم يرو عَنْهُ الحاكم شيئًا.
182- مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن سهل، أَبُو سَعِيد الهَرَوِي القرَّاب. تُوُفّي فِي ذي القعدة.
183- مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد، أَبُو العَبَّاس بْن سكرة الهاشمي الأديب1.
بغدادي من ذرّيّة أَبِي جَعْفَر المنصور.
كان متسع الباع إلى أنواع الْأبداع، فائق الشعر، لا سيما فِي المُجُون والسّخف، وكان يقال ببغداد: إن زمانًا جاد بمثل ابن سكَّرة وابْن الحَجَّاج لَسَخِيٌ جدًا، وقد شُبِّها فِي وقتهما بجرير والفرزدق فِي وقتهما، ويقال إنّ ديوان ابن سُكَّرة يُرْبي عَلَى خمسين ألف بيت.
وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر.
ومن شعره:
فِي وجه إنسانَة كَلِفْتُ بها ... أربعة ما اجتمعن فِي أَحَدِ
الوجه بدر والصدغ غاليةٌ ... والرِّيقُ خمرٌ والثَّغْرُ من بَرَدِ
وقَالَ أَبُو القاسم التنوخي: أنشدنا ابن سُكَّرة لنفسه، وكان طيب المزاج:
وقائل قال لي لا بد من فرج ... فقلت واغتظت كم لا بد من فرج
فَقَالَ لي بعد حين قلت وَاعَجَبًا ... من يَضْمَنُ العُمْرَ لي يا بارد الحُجَج
وله:
غُصْنُ بانٍ وفي اليد منه ... غصن فيه لؤلؤ منظوم
__________
1 سير أعلام النبلاء "16/ 522"، والبداية والنهاية "11/ 318"، والنجوم الزاهرة "4/ 173".(27/78)
فتحيّرت بين غصنين فِي ذا ... قمرٌ طالعٌ وفي ذا نجومُ
184- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نصر بْن ورقاء، أَبُو بكر "الأودني1 وأودن"2 قرية من قري بُخَارَى. قيّده ابن السمعاني بضم الهمزة، وابْن ماكولا ومن تبعه على فتحها.
كَانَ إمام الشافعية فِي زمانه بما وراء النهر، وهو من أصحاب الوجوه.
وقَالَ الحاكم: هذا من أزهد الفقهاء وأورعهم وأعبدهم وأبكاهم عَلَى تقصيره، وأشدهم تواضعًا وإنابة.
قلت: رَوَى عَنِ الهيثم بْن كُلَيْب الشّاشي، وعَبْد المؤمن بْن النَّسَفي، ومُحَمَّد بْن صابر الْبُخَارِيّ.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو عَبْد اللَّه الحليمي، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن غُنْجار، وجعفر المُسْتَغْفِري، وتُوُفِّي ببُخَارَى فِي شهر ربيع الآخر.
ومن غرائب وجوهه أنّ الرِّبا حرام فِي كل شيء، فلا يجوز بيع مالٍ بجنسه مُطْلَقًا. ومن شيوخه ببُخَارَى يعقوب بْن يوسف القاسمي.
185- محمدُ بنُ عُبَيْد الله بْن الحُسَيْن، أَبُو بَكْر الْإصبهاني3.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن هارون الرُّويَاني، وعباس بْن الوليد بْن شجاع ابن أخي أَبِي زُرْعَة الرازي.
رَوَى عَنْهُ: أحْمَد بْن محمود الثقفي، وكان ثقة مأمونًا.
تُوُفِّي فِي ربيع الآخر، وروى عَنْهُ أيضًا أَبُو نُعَيْم، ووصفه بالعدالة، ولكن قَالَ: مات فِي ذي القعدة.
186- مُحَمَّد بْن عُمَر بْن حَفْصَوَيْه، أَبُو الْحَسَن السَّرْخَسي جدّ الحافظ إِسْحَاق بْن إسحاق القراب.
توفي في ذي الحجة.
__________
1 سير أعلام النبلاء "16/ 465"، وشذرات الذهب "3/ 118"، واللباب "1/ 92".
2 في الأصل "الأردني وأردن".
3 ذكر أخبار أصبهان "2/ 203".(27/79)
187- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عثمان، أَبُو بَكْر البغدادي الطّرازي نزيل نيسابُور1.
من كبار القرّاء والصُّلَحَاء.
قرأ عَلَى: أَبِي بَكْر بْن مجاهد، وسمع أَبَا القاسم البَغَوي، ويحيى بْن صاعد، ودخل البصرة وإصبهان ثم نيسابُور، وكتب بها عَنْ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان وغيره. وكان عارفًا بالعربيّة والحديث.
قَالَ الحاكم: خالف الْأئمّة فِي آخر عمره فِي أحاديث حدّث بها فِي ذي الحجة.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكَنْجَرُوذِي وغيرهم.
وقَالَ الخطيب: ذاهب الحديث.
188- مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن المُثَنَّى الفقيه، أَبُو بكر البغدادي الآبري الداوودي الطاهري2.
سَمِعَ أَبَا القاسم البَغَوي، وأَبَا بَكْر بْن أَبِي داود، وأَبَا سَعِيد العدوي.
رَوَى عَنْهُ: البَرْقَاني وقَالَ: كَانَ فقيهًا نبيلا عَلَى مذهب داوود. ولد سنة ثلاثمائة.
189- مظفر بْن أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن بن برهان، أبو الفتح المقرئ3.
أقرأ القرآن بدمشق مدّة، وصنّف كتابًا فِي القراءات، وقرأ عَلَى أَبِي القاسم عَلِيّ بْن العقب، وأَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن الْأخرم، وصالح بْن إدريس البغدادي، وحدّث عَنْ أحْمَد بن عبد الله بن نصر بن هلال، وإبراهيم بْن المولد الزّاهد، وابْن حَذْلَم، وأَبِي عَلِيّ الحضايري، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن فُطَيْس.
وعنه: تمام الرازي، وأبو سعيد المَالِيني، وعَلِيّ بْن الْحَسَن الرَّبعي وجماعة. والصواب برهان، بالضم.
__________
1 سير أعلام النبلاء "16/ 466"، وميزان الاعتدال "4/ 28"، وتاريخ بغداد "3/ 225".
2 تاريخ بغداد "3/ 346".
3 معرفة القراء "1/ 283"، وغاية النهاية "2/ 300".(27/80)
"حرف الهاء":
190- هاشم بْن الحَجَّاج، أَبُو الوليد البَطَلُيوسِي1.
سَمِعَ: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بْن اصبغ، وحجّ، فسمع من أَبِي سَعِيد الْأعْرابي، وأَبِي حامد البغدادي، وأَبِي يحيى مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن المقرئ، وأَبِي مُحَمَّد بْن أسد بْن عَبْد الرَّحْمَن الكازروني، وخلق بمَكّة، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم السّرّاج، والفضل بْن عُبَيْد اللَّه بالقدس، وعلي بْن الْعَبَّاس الغَزِّي بغَزَّة، والحسن بْن مليح، وأَحْمَد بْن بَهْزَاد بمصر، واستقر ببَطَليوس، ثم سعى بِهِ إلى السلطان فامتحن، وأسكن قرطبة، فقرأ عَلَيْهِ كثيرًا وكان لا بأس بِهِ فِي ضَبْطه. تُوُفِّي فِي شوال. قاله ابن الفَرَضِيّ.
"حرف الياء":
191- يوسف ابن الشَّيْخ أَبِي سَعِيد الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه السِّيرَافِي النَّحْوِيّ، أَبُو مُحَمَّد2.
كَانَ إخباريا، لُغَوِيًّا، علامةً، عارفًا بالعربيّة معرفة جيّدة، تصدر فِي مجلس أَبِيهِ بعد موته، وقد كَانَ يفيد لَهُ في حياته، وكَمَّل بعض تصانيف أَبِيهِ، وشرح أبيات سِيَبَويْه، فجاء نهاية فِي بابه، وشرح إصلاح المنطق فأجاد، وله فِي اللُّغة مصنفات.
تُوُفِّي فِي ثالثة من ربيع الآخر، وعمره خمسٌ وخمسون سنة.
192- يوسف بْن عُمَر بْن مسرور، أَبُو الفتح القوّاس الزّاهد. بغداديّ محدّث مشهور3.
وسمع: أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أَبِي دَاوُد، وابْن صاعد، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المغلّس، ومُحَمَّد بْن هارون الحَضْرَمِي، وخلقًا كثيرًا، ذكر فِي تراجمهم أنَّه رَوَى عَنْهُمْ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو الْحَسَن العتيقي، وعبد العزيز الأزجي، وأبو
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 172".
2 المنتظم "7/ 187"، والبداية والنهاية "11/ 319"، وبغية الوعاة "2/ 355".
3 سير أعلام النبلاء "16/ 474"، وتاريخ بغداد "14/ 325"، والعبر "3/ 31".(27/81)
ذَرّ الهَرَوِي، وآخر من رَوَى عَنْهُ أَبُو الْحُسَيْن بْن المهتدي.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة زاهدًا صادقًا، ولد سنة ثلاثمائة، وأوّل سماعه سنة ستّ عشرة، سَمِعْتُ عَلِيّ بْن مُحَمَّد السمسار يَقُولُ: ما أتيت يوسف القوَّاس إلا وجدته يُصلّي، وسمعت أَبَا بَكْر البرقاني والأزهري ذكرا القواس فقالا: كَانَ من الْأبدال، زاد الْأزهري: وكان مُجَاب الدعوة.
وقَالَ أَبُو ذَرّ الهَرَوِي: سَمِعْتُ الدَّارَقُطْنيّ يَقُولُ: كُنَّا نَتَبرّك بأبي الفتح القوّاس وهو صبيّ.
وقَالَ تمّام بْن مُحَمَّد الزَّيْنَبِي وغيره: سمعنا القوّاس أَنَّهُ وجد فِي كتبه جزءًا فِي فضائل معاوية قد قَرَضَتْه الفارة، "فدعا"1 عليها، فسقطت فارة من السقف واضطربت حتى ماتت. وجاء عن أبي ذر العروي أَنَّهُ كَانَ حاضرًا لما ماتت.
قَالَ العتيقي: مات فِي ربيع الآخر. كَانَ ثقة مستجاب الدعوة، ما رَأَيْت فِي معناه مثله.
أَنْبَأَنَا ابن علان، أَنَا الكِنْدِي، أَنَا القزّاز، أَنَا الخطيب، حَدّثَنِي عَبْد الغفار الْأموي، حَدّثَنِي أَبُو الحسن بْن حُمَيْد، سَمِعْتُ أَبَا ذَرّ الهَرَوِي يَقُولُ: كنت عند أبي ذَرّ القوّاس، فأخرج جُزْءًا فِيهِ قَرْضُ الفارة، فدعا اللَّه عَلَى الفارة التي قرضته، فسقطت من السقف فارة، لم تزل تضطرب حتى ماتت.
وذكر أَبُو الفتح أنه كان يكتب من لفظ المستملي، بل من لفظ الشَّيْخ، فذكر أن رجلا قَالَ لَهُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المنام يَقُولُ لي: من أراد السّماع كأنه يسمعه منّي فلْيَسمعه كسماع أَبِي الفتح القواس.
وفيات سنة ست وثمانين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
193- أحْمَد بْن أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بن يحيى، أبو حامد المزكي النيسابوري2.
__________
1 في الأصل "فدعى".
2 سير أعلام النبلاء "16/ 496"، والمنتظم "7/ 188"، والبداية والنهاية "11/ 319".(27/82)
قَالَ الحاكم: لَهُ إجازة من أَبِي الْعَبَّاس الدَّغُولي بخطّ يده، وسمع من مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطان، وبمكة من ابن الْأعْرابي، وببغداد من البختري والصّفّار وطبقتهم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُوهُ، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن المظفَّر الحافظ، أملى ببغداد ونيسابُور، وحضر مجالسه القضاة والأشراف، وخرّجْت لَهُ فوائد، وتُوُفِّي فِي شعبان، ومولده سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، وصحبته ببغداد، وبطريق مكّة، وعندي أنّ الملائكة لم تكتب عَلَيْهِ خطيئة، وصام الدهر نيّفًا وعشرين سنة، وكان عابدًا.
قلت: وهو أحد الْأخوة. حدّث بهَمَذَان، فروى عَنْهُ من أهلها جَعْفَر الْأبهري، وَأَبُو بَكْر الزِّنْجاني، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعْدَوَيْه، وآخرون، وَأَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي، وَأَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي.
194- أحْمَد بْن عَبْد الوهاب بْن الْحُسَيْن بْن سُفْيَان بْن يوسف، أَبُو عَلِيّ البغدادي القاضي نزيل مصر.
حدّث وتُوُفِّي فِي المحرَّم.
195- أحْمَد بْن عبد الله بن نعيم بن الجليل، أَبُو حامد النُّعَيْمي1.
رَوَى صحيح الْبُخَارِيّ.
سَمِعَ: أبا عبد الله الفربري، وأَبَا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الدَّغولي، والْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن مُصْعَب، وإبراهيم بْن حمدويه السلمي، "وأبا"2 أحمد بن إِسْحَاق السَّرْخَسي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو يعقوب القرّاب، وَأَبُو الفتح بْن أَبِي الفوارس، وَأَبُو بَكْر البَرْقَاني، وَأَبُو حازم العَبْدَوي، وَأَبُو منصور الكرابيسي، وَأَبُو عُمَر عَبْد الواحد بْن أحْمَد المليحي شيخ محيي السُّنَّة البَغَوي وغيرهم. وهو سرخَسي نزل هراة واستوطنها، وتوفي في ربيع الأول.
196- أحمد بن علي بن مُحَمَّد، أَبُو عَلِيّ المدائني المعروف بالحاكم3، أحد الأدباء المذكورين.
__________
1 العبر "3/ 31"، والنجوم الزاهرة "4/ 175"، وشذرات الذهب "3/ 119".
2 في الأصل "أبو".
3 النجوم الزاهرة "4/ 174".(27/83)
سَمِعَ: أَبَا بَكْر بْن دُرَيْد وجماعة، وصحب عضد الدولة بْن بُوَيْه، وكان راوية للشعر.
رَوَى عَنْ: عَلِيّ بْن المحسّن التنوخي، وهلال بْن المحسّن الصّابي، وذكر أنّه كَانَ يحفظ ثلاثين ألف بيت شعر.
197- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن "جعلان"1. رَوَى عَنْ أَبِي بَكْر بْن الْأنباري.
وعنه: ابن المحسّن التنوخي.
198- أحْمَد بْن مُوسَى بْن أحْمَد بْن خصيب، أَبُو بَكْر الْأندلسي المعروف بابن الْإمَام2.
ولي القضاء ببعض مدن الْأندلس، وسمع من عُمَر بْن يُوسف ومُحَمَّد بْن شبل، وعاش ستين سنة.
199- أحْمَد بْن أَبِي اللَّيْث نصر بْن مُحَمَّد النَّصِيبي الْمَصْرِيّ الحافظ. قدم نيسابُور3.
قَالَ الحاكم هُوَ باقعة فِي الحِفْظ، شبهت مذاكرته بالحفظ بالسِّحْر، وكان يتقشّف، وجالس الصالحين، ثم ذهب إلى ما وراء النهر، وأقبل عَلَى الْأدب والشعر، ودخل فِي الْأعمال السلطانية، ثم اجتمعت بِهِ هناك، وحِفْظُه كما كَانَ، فكنت أتعجب منه.
سَمِعَ: أحْمَد بْن عَبْد الرحيم القَيْسَراني، وأَبَا هاشم الكتّاني بالشام وأَبَا عَبْد اللَّه الحكيمي، وأَبَا عَلِيّ الصّفّار ببغداد، وأَبَا الْعَبَّاس الْأصمّ بنيسابُور، وأصحاب يونس بْن عَبْد الأعلى بمصر.
روى عنه: الحاكم، وجماعة.
"حرف الجيم":
200- جُنْدُب بْن أحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد المؤمن بْن خَالِد، أَبُو ذَرّ المهلّبي الأزدي الجرجاني4.
__________
1 في الأصل "جعدان".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 56".
3 سير أعلام النبلاء "16/ 56"، وشذرات الذهب "3/ 122".
4 تاريخ جرجان "182".(27/84)
رَوَى عَنْ: أَبِي إِسْحَاق البحري، ومُحَمَّد بْن الحسين بن ماهيار، ودعلج السجزي، وجماعة.
وكان فقيهًا خيِّرًا. قَالَ ابْن ماكولا: مات في رجب سنة ست.
"حرف الحاء":
201- حمد بْن مُحَمَّد بْن حمدون النيسابُوري، أَبُو منصور الْجَوْزَجَاني الفقيه.
تفقه ببَلْخ عند أَبِي القاسم الصّفّار، وحدّث عَنْ أَبِي العبّاس الدّغُولي وطبقته، وعمر نَيِّفًا وتسعين سنة.
202- الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم بْن زولاق، أَبُو مُحَمَّد1. أحد علماء الديار المصرية، وصاحب التصانيف والتواريخ.
مولده فِي حدود سنة ست وثلاثمائة، ومن كبار شيوخه أَبُو جَعْفَر الطَّحاوي، ورحل إلى دمشق بعد الثلاثين، ولم يؤرِّخْه ابن عساكر.
"حرف السين":
203- سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن مسلمة بْن مُحَمَّد بْن تيري، أَبُو بَكْر القُرْطُبي2.
سَمِعَ من: عمه خطاب بن مسلمة، وقاسم بن أصبغ. وولّي قضاء قرمونة. وتُوُفِّي وصلّى عَلَيْهِ أخوه مسلمة الزاهد.
"حرف الصاد":
204- صالح بن جَعْفَر، أَبُو الفرج الرازي3.
حدّث عن: أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن زياد النيسابُوري. وعنه: أَبُو الْحَسَن العتيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وجماعة. أحاديثه تدل عَلَى صِدقه.
__________
1 سير أعلام النبلاء "16/ 462"، والبداية والنهاية "11/ 321".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 173".
3 تاريخ بغداد "9/ 332".(27/85)
"حرف العين":
205- عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن حسنون، أَبُو أحمد السامري البغدادي1.
206- عَبَّاس بْن أصبغ بْن عَبْد العزيز الهمذاني الحجاري، أَبُو بَكْر القُرْطُبي2، ولم يكن من أهل وادي الحجارة فيما قِيلَ.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس، وسيد أَبِيهِ الزّاهد، وسعيد بْن جَابِر، وعباس بْن مُحَمَّد، وكان ضابطًا لما كتب.
قرأ الناس عَلَيْهِ كثيرًا، وتُوُفِّي فِي ذي القعدة، وله اثنتان وثمانون سنة.
207- عَبْد اللَّه بْن أحْمَد بْن مالك، أَبُو مُحَمَّد البغدادي البيّع3.
سَمِعَ: أَبَا بَكْر بْن داود، ومحمد بن منصور الشيعي، وسعيدًا أخا زُبَير الحافظ.
رَوَى عَنْهُ: العتيقي، وَأَبُو طَالِب النيسابُوري، وَأَبُو حازم مُحَمَّد بْن الفرّاء.
وثقه ابن أبي الفوارس. تُوُفّي فِي جُمَادَى الْأولى.
208- عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن حسنون، أَبُو أحْمَد السامري البغدادي المقرئ4، مُسْنَد ديار مصر بالقراءات.
ذكر أَنَّهُ قرأ لحفص عَلَى أحْمَد بْن سهل الْأشناني صاحب عُبَيْد بْن الصباح، وقرأ للسوسي عَلَى أصحابه أَبِي الْحَسَن بْن الرَّقّي، وأَبِي عثمان النَّحْوِيّ، وأَبِي عمران مُوسَى بْن جرير النَّحْوِيّ، وقرأ لقالون عَلَى أَبِي الْحَسَن بْن شنبوذ، وقرأ للدوري وغيره على أبي بكر بْن مُجاهد، وكذا قرأ عَلَى ابن شنبوذ بطُرُق متعددة.
قرأ عَلَيْهِ: أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن جَعْفَر الخُزَاعي، وَأَبُو الفتح فارس بْن أحمد، ويوسف بن رباح البصري، وعبد الساتر بن الذرب باللاذقية، وَأَبُو الْحُسَيْن القَيْسي الخشّاب، وَأَبُو القاسم عَبْد الجبار بْن أحْمَد الطَّرَسُوسِي ثم الْمَصْرِيّ، قرأ عَلَيْهِ بمذاهب السبعة، ورواياته عَنْهُ فِي كتاب العنوان وآخر من قرأ عَلَيْهِ أَبُو الْعَبَّاس أحْمَد بْن سَعيد بْن أَحْمَد بْن نفيس شيخ ابن الفحام.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 442".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 298".
3 تاريخ بغداد "9/ 394"، والمنتظم "7/ 188".
4 سير أعلام النبلاء "16/ 515"، والعبر "3/ 32"، وتاريخ بغداد "9/ 442".(27/86)
وقد وقع لنا بحمد اللَّه من طريقه رواية حفص السوسي بعلو، من قراءتي عَلَى أصحاب الصَّفْراوي عَنْهُ.
إلا أنّ السَّامريّ قد تكلم فيه بعضهم، فقال محمد بن عَلِيّ الصُّوري: قَالَ أَبُو القاسم "العُنّابي"1 البزّاز: كنّا يومًا عند أَبِي أحْمَد المقرئ فحدّثنا عَنْ أَبِي العلاء مُحَمَّد بْن أحْمَد الوكيعي، فاجتمعت بأبي مُحَمَّد عَبْد الغني بْن سَعِيد، فذكرت ذَلِكَ لَهُ، فاستعظمه، وقَالَ: سَلْه مَتَى سمع منه؟ فرجعت إليه، فقال: سمعت منه بمكة في الموسم، سنة ثلاثمائة، فأتيت عبد الغني فأخبرته، فَقَالَ: أَبُو العلاء مات عندنا فِي أول سنة ثلاثمائة. ثم عبرت معه بعد مدة، وَأَبُو أحْمَد قاعد يُقرئ، فقلت لَهُ: لا أسلّم عَلَى من يكذب فِي حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقَالَ صاحب العنوان: إنه قرأ لأبي الحارث اللَّيْث عَنِ الكسائي، عَلَى عبد الجبار الطرسوسي، عن قراءته عَلَى أَبِي أحْمَد السامريّ، وتلا أَبُو أحْمَد برواية المذكور عَلَى مُحَمَّد بْن يحيى الكسائي الصغير، عن قراءته عَلَى اللَّيْث.
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه القصّاع: كذا نقل الجماعة عَنْ أَبِي أحْمَد أَنَّهُ قرأ عَلَى مُحَمَّد بْن يحيى، وهو وَهْمٌ، لأنّه تُوُفِّي سنة ثمانين ومائتين، وولد أَبُو أحْمَد بعد موته بنحو خمس عشرة سنة.
وقَالَ الخطيب: قَالَ الصُّوري: وقد ذكر أَبُو أحمد أنه قرأ على محمد بن يحيى الكِسَائي، فكان الْأمر من ذَلِكَ بعيدًا.
قلت: وهذا وَهْم، وقع لأبي أحْمَد رجع عَنْهُ، وأنمّا يروي هذه القراءة عَنْ مجاهد تلاوة عَنْ مُحَمَّد بْن يحيى سماعًا لحروفها، وكذا رَوَاهُ لأبي عمرو الداني فِي جامع البيان، فَقَالَ: قرأت بها عَلَى شيخنا أَبِي الفتح، وقَالَ: قرأت عَلَى عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن، قال: قرأت على ابن مجاهد، قَالَ: أخبرني مُحَمَّد بْن يحيى الكِسَائي، عَنِ اللَّيْث بْن خَالِد، عَنِ الكِسَائي.
قلت: وَأَبُو الفتح من أثبت القُرّاء وأتقنهم، وأما أَبُو القاسم الْجَدَلي، وابْن الفحّام، وغيرهما ممّن عنده طرق أَبِي أحْمَد، فلم يذكروا قراءة أبي أحمد عن محمد
__________
1 في الأصل "العناني".(27/87)
ابن يحيى أصلا، وقد رواها، أعني "رواية مُحَمَّد"1 بْن يحيى أَبُو الْحَسَن بْن شنبوذ، وقد سقط اسمه عَلَى صاحب العنوان، واللَّه أعلم. وأنا "أستغرب"2 قراءة أَبِي أحْمَد عَلَى أحْمَد بْن سهل الْأشناني فإنه تُوُفِّي سنة سبعٍ وثلاثمائة، ومولد أَبِي أحْمَد سنة خمسٍ وسبعين ومائتين، فيكون قد قرأ عَلَيْهِ وهو ابن اثنتي عشرة سنة إنْ كَانَ قد قرأ عَلَيْهِ.
تُوُفِّي ليلة السبت لثمانٍ بقين من المحرم.
وذكر يحيى بْن الطحّان أن أَبَا أحْمَد رَوَى عَنْ أَبِي العلاء الكوفي وعَبْد اللَّه بن المعتز، وعون بْن المعتزّ، وعَوْن بْن أَبِي المزرّع.
قلت: ولم يدرك ابن المعتز، فسألت اللَّه السلامة، فقد بان ضعف أبي أحمد وتخليطه فيا حينه.
209- عبد الرحمن بن محمد بن الخطيب بْن رسته، أَبُو عَلِيّ الضبيّ الْإصبهاني3.
سَمِعَ: الْحَسَن بْن مُحَمَّد الداركي، وأَبَا عمرو ابن عقبة، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الزَّيْنَبِي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وَأَبُو نُعَيْم الحافظ، وَأَبُو نصر إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الكِسَائي.
210- عَبْد الكبير بْن مُحَمَّد بْن عفير، أَبُو مُحَمَّد الحكمي الْأندلسي المقرئ4.
سَمِعَ من: أَبِي جَعْفَر بْن النّحّاس، وأَبِي سَعِيد بْن الْأعْرابي، وقاسم بْن أصبغ، والمظفر بْن أحْمَد الْمَصْرِيّ، وقرأ عَلَى مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أشته ومُحَمَّد بْن عَلِيّ.
وأقرأ الناس بقُرْطُبَة مدَّةً، وتُوُفِّي فِي صفر.
211- عَبْد اللَّه بْن أَبِي زيد، وأبو محمد فقيه القيروان.
__________
1 تكررت في الأصل.
2 في الأصل "المستقرب".
3 ذكر أخبار أصبهان "2/ 123".
4 تاريخ علماء الأندلس "1/ 295".(27/88)
تُوُفِّي سنة ستٍ وثمانين، وقيل سنة تسعٍ، وقد ذُكِر هنالك.
212- عُبَيْد اللَّه بْن فرج بن مروان القرطبي النحوي ويعرف بالطوطالقي1.
أخذ عن أبي علي القالي وأبي عبد الله الرياحي، وطائفة، وبرع في اللغة. وبرع في النحو والآداب، وقد اختصر كتاب المدونة، وأجاد. توفي في عشر السبعين.
213- عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن جميل، أبو أحمد الإصبهاني2.
سمع من: جده إسحاق مسند أحمد بن منيع وسمع من الْحَسَن بْن عثمان الفَسَوي: كُتُبَ يعقوب بْن سُفْيَان، وسمع من أحْمَد بْن جَعْفَر بْن مَحْمَوَيْه البغدادي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر أحْمَد بن موسى بن مردويه، وأبو بكر بن أَبِي عَلِيّ الذكواني، وَأَبُو نُعَيْم الحافظ، وعَلِيّ بْن القاسم بْن إِبْرَاهِيم بْن شنبويه المقرئ، وَأَبُو نصر إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الكِسَائي، وعثمان بْن أحْمَد بْن سَعِيد الخلال، وعَبْد الواحد بْن أحْمَد المعلّم. قَالَ ابن مَرْدَوَيْه: تُوُفِّي فِي شَعْبان.
214- عَلِيّ بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مهران الْإصبهاني3.
رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن سَعِيد الفارسي، عَنْ زيد بْن أخرم. وعنه: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وَأَبُو نُعَيْم.
215- عَلِيّ بْن القاضي أَبِي عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل الضبيّ المحامليّ، أَبُو القاسم البغدادي4.
سَمِعَ: أَبَاهُ، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغَندي، وابْن زياد النيسابوري.
وعنه: ابن أخيه أحْمَد بْن عَبْد اللَّه، وَأَبُو القاسم الْأزهري، وتوفي في شعبان. وثقه الخطيب.
__________
1 إنباه الرواة "3/ 153".
2 سير أعلام النبلاء "16/ 535"، وذكر أخبار أصبهان "2/ 106"، والعبر "3/ 33".
3 ذكر أخبار أصبهان "2/ 23".
4 تاريخ بغداد "11/ 400".(27/89)
216- عَلِيّ بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن شاذان، أَبُو الْحَسَن الحِمْيَري البغدادي1 الحربي يعرف بالسكري وبالختلي، وبالصيرفي، وبالكيّال.
سَمِعَ: أحْمَد الصوفي، وعَلِيّ بْن سراج، وعباد بْن عَلِيّ السيريني، ويحيى بْن مُحَمَّد الباغَنْدِي، والهَيْثَم بْن خلَف، وأَبَا حبيب بْن البرْتي، وعَلِيّ بْن إِسْحَاق بْن زاطيا، وعيسى بْن سُلَيْمَان، والحسن بْن الطيب البلْخي، وعَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن حبّان، وجماعة.
تفرّد بالرواية عَنْ جماعة منهم.
رَوَى عنه: أبو القاسم الأزهري، وأبو محمد الخلال، وَأَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ، وَالْعَتِيقِيُّ، وَأَبُو الْقَاسِمِ التَّنُّوخِيُّ، وَالْقَاضِي أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَرَّاءُ، وَأَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الدَّجَاجِيُّ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ المَأْمُونِ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهْتَدِي بِاللَّه وَهُوَ آخِرُهُمْ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُورِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي الْأبْرَقُوهِيُّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، وَالْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ قَالا: أَنَا مُحَمَّدُ بن عمر الأرموي، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ ثَنَا يَحْيَى بْنُ زُبَيْرٍ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عُتَيْقٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ بِوَضْعِ "الْجَوَائِحِ"2 وَنَهَى عَنْ بَيْعِ "السِّنِينَ"3.
قَالَ التنوخي: سَمِعْتُ الحربي يَقُولُ: وُلِدت سنة ستٍ وتسعين ومائتين، وأوّل سماعي سنة ثلاث وثلاثمائة من الصوفي.
قَالَ الخطيب: قَالَ البَرْقَاني، عَنِ الحربي: لا يساوي شيئًا، فسألت الْأزهري عَنْهُ فَقَالَ: صدوق، وكان سماعه فِي كتب أخيه، لكن بعض المحدثين قرأ عليه منها شيئًا، لم يكن سماعه، وأما الشَّيْخ فكان فِي نفسه ثقة.
وقال الأزجي: كان صحيح السماع.
__________
1 سير أعلام النبلاء "16/ 538"، العبر "3/ 33"، والمنتظم "7/ 188".
2 في الأصل "الجرائح" وهو تصحيف.
3 أخرجه مسلم رقم "1554" في المساقاة باب وضع الجوائح وأبو داود رقم "3374، 3470"، في الإجارة باب وضع الجائحة وباب بيع السنين والنسائي "7/ 264، 265" في البيوع باب وضع الجوائح.(27/90)
وقَالَ العتيقي: كَانَ ثقة ذهب بصره فِي آخر عمره، وتُوُفِّيَ فِي شوّال.
217- عليّ بْن محمد بْن أحمد اليزداذي الرازي نزيل ما وراء النهر1.
رَوَى عَنْ أَبِي بَكْر بْن زياد النيسابُوري، وابني المَحَامِلي: القاسم والْحُسَيْن، وغيرهم.
يعرف بالخازن، ولي القضاء بمدائن عدة.
"حرف الغين":
218- غزوان بْن القاسم بْن عَلِيّ، أَبُو عمرو المازني البغدادي ثم الْمَصْرِيّ2.
رَوَى عَنِ: الْحَسَن بن مليح، وقرأ القرآن على ابن شنبوذ، وأقرأ. عُمُّر ستًا وتسعين سنة.
وقَالَ الداني: قرأ عَلَى ابن مجاهد، وكان مساهرًا ضابطًا. تلا عليه إسماعيل بن عمرو الحداد.
"حرف الميم":
219- المثّنى بْن مُحَمَّد بْن المثنّى، أَبُو الهيثم "الْأزْدِيّ"3 المَرْوَزِي4.
حدّث عَنْ: أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المُنْكَدِري، وعَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن حَمْدَوَيْه.
رَوَى عَنْهُ: جَعْفَر المُسْتَغْفِري، وَأَبُو العلاء الواسطي، وعلي بْن طلحة.
220- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم السوسي شيخ الصوفية بدمشق5.
رَوَى عَنْ: أَبِي عَلِيّ مُحَمَّد بن شعيب، وأبي عبد الله الروذباري.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الترجمان.
__________
1 اللباب "3/ 411".
2 معرفة القراء "1/ 264".
3 في الأصل "الأردني".
4 تاريخ بغداد "13/ 174".
5 النجوم الزاهرة "4/ 175".(27/91)
221- مُحَمَّد بْن حسّان بْن مُحَمَّد الفقيه، أَبُو عَبْد اللَّه بْن أَبِي الوليد النيسابُوري الشافعي.
أفتى ودرّس زمن أَبِيهِ، وروى عَنِ ابن الشرفي، وابْن عَبْدان.
وعنه: الحاكم وجماعة. مات فِي شوال، وله أربعٌ وثمانون سنة.
222- مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم الْأسْتَرابَاذي، وقيل: إنه جُرْجَاني، الفقيه الشافعي المعروف بالخَتَن1. كَانَ خَتَن الإمام أبي بكر الإسماعيلي.
ولد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وكان إمامًا فاضلا ورِعًا مشهورًا، وله وجوه حسنة فِي المذهب، وكان مُقدَّمًا فِي الْأدب، ومعاني القراءات والقرآن، مُنَاظِرًا.
سَمِعَ الحديث من: أَبِي نُعَيْم عَبْد الملك بْن عدِيّ وجماعة بجُرْجَان، ومن عَبْد اللَّه بْن فارس ونحوه بإصبهان، ومن أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ بنيسابُور، وأكْثَرَ عن الأصم، وشرح التلخيص لأبي الْعَبَّاس بْن القاصّ.
وخلّف من الْأولاد أَبَا بشر الفَضْل، وأَبَا النَّضْر عُبَيْد اللَّه، وأَبَا عمرو عَبْد الرَّحْمَن، وأَبَا الْحَسَن عَبْد الواسع. تُوُفِّي بجُرْجَان يوم عرفة، ودُفِن يوم الْأضحي.
223- مُحَمَّد بْن خراسان، "أَبُو"2 عَبْد اللَّه الْمَصْرِيّ.
قرأ القرآن عَلَى المظَّفر بْن أحْمَد، وسمع من أَبِي جَعْفَر النّحّاس، وبرع فِي العربية، وسكن صقلّية. وحمل عَنْهُ جماعة، وعُمِّر ستًا وتسعين سنة.
224- مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن يزيد الفامي القِزْوِيني، أَبُو سُلَيْمَان.
سَمِعَ من: أَبِيهِ، ومُحَمَّد بْن جمعة بْن زهير، والعباس بْن الفضْل بْن شاذان الرّازي، وغيرهم.
وعاش تسعين سنة.
225- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد المؤمن، أَبُو عَبْد اللَّه القُرْطُبي المعلّم3، ابن بِنْت أصبغ بْن مالك، كَانَ عنده أصول جدّه أصبغ ويذكر أَنَّهُ سمعها، ويدّعي أنه
__________
1 تاريخ جرجان "437"، والنجوم الزاهرة "4/ 175"، وسير أعلام النبلاء "16/ 563".
2 في الأصل "أبي".
3 تاريخ علماء الأندلس "2/ 99".(27/92)
أدرك محمد بن وضاح، كان شيخًا تائهًا لا معرفة لَهُ.
كتب عَنْهُ قوم حدثهم عن جده، ولو أرادوه عَلَى أن يحدّثهم عَنْ نوح عَلَيْهِ السلام لفعل.
تُوُفِّي فِي المحرم، وقيل: إنه جاوز المائة، فاللَّه أعلم.
226- مُحَمَّد بْن عثمان بْن إِسْحَاق، أَبُو الفضل النَّسْفي. شيخ مُسِنّ.
رَوَى عَنْ محمود بْن عنبر تسعين حديثًا، وهو أخر أصحابه.
رَوَى عَنْهُ جَعْفَر المُسْتَغْفِري.
227- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عطيه، أَبُو طَالِب الحارثي المكّي1. مصنّف كتاب "قوت القلوب".
كَانَ من أهل الجبل، ونشأ بمكّة وتزهّد، وله لسان حلو فِي التصوف.
رَوَى عَنْ: عَلِيّ بْن أحْمَد المصِّيصي، وأَحْمَد بْن يوسف بْن جلاد النَّصِيبي، وأَحْمَد بْن الضَّحّاك الزّاهد، وأَبِي بَكْر الْأجُرّي، ومُحَمَّد بْن عَبْد الحميد الصَّنْعاني، ومُحَمَّد بْن أحْمَد المفيد، وغيرهم. رَوَى عَنْهُ: عَبْد العزيز الْأزجي.
قَالَ الخطيب: حدّثني العتيقي، والأزهري أَنَّهُ كَانَ مجتهدًا فِي العبادة، وتُوُفِّي فِي جمادى الآخرة، وقَالَ لي أَبُو طاهر مُحَمَّد بْن عَلِيّ العلاف: إنه وعظ ببغداد، وخلّط فِي كلامه، وحُفظ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: لَيْسَ عَلَى المخلوقين أضرّ من الخالق، فبدعه الناس وهجروه. وقَالَ غيره: إنّ أَبَا طَالِب كَانَ يستعمل الرياضة كثيرًا، ولقي مشايخ وسَادَة، ودخل البصرة بعد وفاة أَبِي الْحَسَن بْن سالم، فانتهى إلى مقالته.
قَالَ أَبُو القاسم بْن بشران: دخلت عَلَى شيخنا أَبِي طَالِب الْمَكِّيّ فَقَالَ: إذا علمت أَنَّهُ قد خُتم لي بخير فانثُرْ عَلَى جنازتي سكَّرًا ولوزًا، وقل: هذا حاذق، ثم قَالَ: خذ بيدي إذا احتضرت، فإذا قبضت عَلَى يدك فاعلم أَنَّهُ قد ختم بخير، وإن لم أقبض فاعلم أَنَّهُ لم يُختَم بخير، فقعدت عنده، فلما كَانَ عند موته قبض عَلَى يدي قبضًا شديدًا، فلما خرجت جنازته نثرت عَلَيْهِ سُكَّرًا ولَوْزًا، وقلت: هذا الحاذق كما أمرني.
__________
1 سير أعلام النبلاء "16/ 536"، وتاريخ بغداد "3/ 89"، والعبر "3/ 33"، وشذرات الذهب "3/ 120".(27/93)
رَأَيْتُ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا لأبي طَالِبٍ وَبِخَطِّهِ، قَدْ أَخْرَجَهَا بِأَسَانِيدِهِ، وَرَوَى فِيهَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ فَارِسٍ إِجَازَةً، وَرَوَى فِي أَوَّلِهَا: "مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا" مِنْ خَمْسَةِ أَوْجُهٍ. وَقَدْ خَرَّجَ فِيهَا مِنْ أَبِي زَيْدٍ الْمَرْوَزِيِّ مِنْ صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ، كُنْهُ حَمْدِهِ بِحَمْدِهِ.
228- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حمشاذ، أَبُو منصور الحَمْشَاذي النيسابُوري الفقيه الْأديب الزّاهد1.
سمع من: أَبِي طَالِب حامد بْن بدال أَبِي بَكْر القطّان، وفي الرحلة من ابن الْأعْرابي، وابْن البَخْتَرِي.
وكان زاهدًا عابدًا كبير الشأن يخرّج أئمّة، وعاش اثنتين وسبعين سنة، وكان من كبار الشافعيّة.
229- مُحَمَّد بْن عُمَر بْن سعدون، أَبُو عَبْد اللَّه المَعَافري القُرْطُبي الغَضَايري2.
شيخ صالح قليل العلم، حجّ وسمع بمّكة من ابن الْأعْرابي، وبمصر من أحْمَد بْن جامع وجماعة. سقط عَلَيْهِ حائط فمات تحته فِي ربيع الآخر. وقد أخذ عَنْهُ ابن الفَرَضِيّ.
230- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن جبريل، أَبُو طاهر النَّسْفي الفقيه.
قَالَ جَعْفَر المُسْتَغْفِري: كَانَ يسبح وحده فِي الفقه والزُّهْد والورع، رحمه اللَّه، ومات كَهْلا.
231- مُحَمَّد بْن المسيب، أَبُو دَاوُد العقيلي صاحب المَوْصِل3، تملَّكها سنوات.
232- منصور بْن يوسف بن بلكين الصنهاجي صاحب إفريقية4.
__________
1 طبقات الشافعية الكبرى "2/ 167".
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 99".
3 شذرات الذهب "3/ 126"، والعبر "3/ 37".
4 الكامل في التاريخ "9/ 127".(27/94)
كَانَ بطلا شجاعًا جوادًا، فوُلّي بعد أَبِيهِ باديس لعمّه حمّاد عَلَى ولاية أشْتَر، فعظُم حمّاد وكثُر عسكره، ثم عصى عَلَى ابن أخيه، ثم اقتتلا سنة ستٍ وأربعين، فانهزم حمّاد، ومات باديس بعد أشهر، فقاتل المُعِزُّ بن باديس حمادًا، فانهزم أيضًا، وفي بيته ملوك أنشئوا بجاية.
233- ميمون بْن عَبْد الغفّار بْن حَسْنَوَيْه، أَبُو سَعِيد الْمَصْرِيّ. تُوُفِّي عَنْ نَيِّف وستّين سنة.
234- أَبُو منصور العزيز باللَّه بْن المُعِزّ باللَّه أَبِي تميم مَعَدّ بْن المنصور باللَّه أَبِي الطاهر إِسْمَاعِيل1 بْن القائم بأمر اللَّه مُحَمَّد بْن العُبَيْديّ. إنهم علَوِيُّون فاطميّون، وهذا هُوَ صاحب مصر والشام والغرب، ووالد الحاكم. وُلّي المملكة بعد والده فِي ربيع الآخر سنة خمس وستين وثلاثمائة، وله إحدى وعشرون سنة. وكان كريمًا شجاعًا، حسن الصّفح.
قَالَ المسبحي: وفي أيامه بُني قصر البحر بالقاهرة الَّذِي لم يكن مثله لا فِي شرق ولا غرب، وقصر الذَّهَب، وجامع القرافة. كان أسمر، أصْهَب الشَعر، أَعْيَن أَشْهَل، بعيد ما بين المنكبين، حَسَن الخَلْق، قريبًا من الناس، لا يؤثر سَفْك الدماء، وكان مُغرًى بالصَّيْد، ويتصيّد السِّباع، وكان أديبًا فاضلا، فذكر لَهُ أَبُو منصور الثَّعَالِبي فِي "يتيمة الدهر" هذه الأبيات:
نحن بنو المصطفى ذوو مِحَن ... تجرعها فِي الحياة كاظِمُنا
عجيبةٌ فِي الْأنام محْنَتُنا ... أَوَّلُنا مُبْتَلًى وخاتمُنا
يفرح هذا الورى بعيدهم ... طُرًّا وأعيادنا مآتمنا
وكان قد مات لَهُ ابن فِي العيد، فَقَالَ هذا. ثم قَالَ أَبُو منصور: سَمِعْتُ الشَّيْخ أَبَا الطّيّب يحكي أنّ الْأمويّ صاحب الْأندلس كتب إِلَيْهِ نزار صاحب مصر كتابًا يسبّه فِيهِ ويَهْجُوه، فكتب إِلَيْهِ: أما بعد، فإنّك قد عرفتنا فَهَجَوْتَنا، ولو عرفناك لأجبناك قَالَ: فاشتدّ ذَلِكَ عَلَى نزار، وأفحمه عَنِ الجواب، يعني أَنَّهُ دَعِيٌّ لا يعرف قبيلته، حتى كان يهجوه.
__________
1 سير أعلام النبلاء "16/ 167"، والبداية والنهاية "11/ 320"، والمنتظم "7/ 190"، والنجوم الزاهرة "4/ 112"، والعبر "3/ 34".(27/95)
وقال أَبُو الفرج بْن الْجَوْزِي: كَانَ العزيز قد ولى عيسى بن نسطورس النصراني، واستناب منشأ اليهودي، فكتبت إليه امرأة: بالذي أعز اليهود بمنشّأ، والنَّصارى بابن "نسطورس"1، وأذلّ المسلمين بك، إلا نظرت فِي أمري، فقبض عَلَى اليهودي والنصراني، وأخذ من ابن نسطورس ثلاثمائة ألف دينار.
قَالَ ابن خلّكان2 رحمه اللَّه: وأكثر أهل العلم لا يصحّحون نَسَب المهديّ عُبَيْد اللَّه جدّ خلفاء مصر، حتى أنّ العزيز فِي أول ولايته صعد المنبر يوم الجمعة، فوجد هناك ورقةً فيها:
إنّا سمعنا نسبًا مُنْكَرًا ... يُتْلَى عَلَى المنبر فِي الجامعِ
إن كنتَ فيما تَدّعي صادقًا ... فاذكر أبًا بعد الْأبِ السابعِ
وإن تُرِد تحقيقَ ما قلتَهُ ... فانسب لنا نفسك كالطائعِ
أوْ لا دَعِ الْأنسابَ مستورةً ... وادخل بنا فِي النَّسَبِ الواسعِ
فإن أنسابَ بني هاشمٍ ... يَقْصُرُ عَنْهَا طمعُ الطامعِ
وصعد العزيز يومًا آخر المنبر فرأى ورقة فيها مكتوب:
بالظُّلْمِ والْجُور قد رضينا ... وليس بالكُفْرِ والحماقه
إنْ كنتَ أوتِيتَ عِلْم غَيّبٍ ... بيّن لنا كاتب البطاقه
قَالَ ابن خلّكان: وذلك أنَّهم ادَّعَوا المُغَيَّبات، وأخبارهم في ذلك مشهورة.
وفتحت للعزيز مصر وحماه وحلب، وخطب لَهُ صاحب المَوْصِل أَبُو الذوّاد محمد بن المسيب العقيلي بالموصل سنة اثنتين وثمانين، وضرب اسمه عَلَى السِكَّة والإعلام، وخُطِب لَهُ أيضًا باليمن.
ومات فِي رمضان، وعمره اثنتان وأربعون سنة وأشهر، ببلبيس في حمام من قولنج لحقه.
__________
1 في الأصل "نسطور".
2 وفيات الأعيان "5/ 373".(27/96)
"حرف الياء":
235- يوسف "بْن"1 إِبْرَاهِيم بْن "مُوسَى أَبُو يعقوب"2 السَّهْمي الْجُرْجَاني3 الرجل الصالح، والد الحافظ حمزة.
وسمع: أبا نعيم بن عدي الإسترباذي الْجُوَيْني، وجماعة. وروى عَنْهُ: ابنه، ومُحَمَّد بْن الخواص.
"الكنى":
236- أَبُو طَالِب المكّي. اسمه مُحَمَّد بْن عَلِيّ، قد تقدم.
وفيات سنة سبع وثمانين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
237- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مَزْدئن أَبُو عَلِيّ القومساني النَّهاوَنْدي الزاهد4. سكن أنبط، قرية من كورة هَمَذَان.
رَوَى عَنْ: أَبِي يَعْلَى مُحَمَّد بْن زهير الْأبُلي، وعَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطي، وعَبْد اللَّه بْن أحمد بْن عُمَر الطّائي، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عامر النَّهَاوَنْدِي، وعَبْد الرَّحْمَن الجلاب الهَمَذَاني، وطائفة.
رَوَى عَنْه: ابناه مُحَمَّد وعثمان، ورافع بْن مُحَمَّد أَبُو نصر شعيب، وجعفر بْن مُحَمَّد الْأبهري، ومُحَمَّد بْن عيسى، وجماعة من أهل هَمَذَان.
قَالَ شِيرَوَيْه فِي الطبقات: كَانَ صدوقًا ثقةً، شيخ الصُّوفِيّة، ومقدّمهم فِي الجبل، والمشار إِلَيْهِ، وكان لَهُ آيات وكرامات ظاهرة، وقبره بأنبط يُزار ويُقْصَد من البلدان. سَمِعْتُ الْإمَام مُحَمَّد بْن عثمان القومساني: سَمِعْتُ جَعْفَر بْن محمد الأبهري يقول:
__________
1 ساقطة من الأصل.
2 في الأصل "أبو موسى أبو يعقوب".
3 تاريخ جرجان "493".
4 الوافي بالوفيات "8/ 64".(27/97)
"دخلت"1 عَلَى الشَّيْخ أَبِي عَلِيّ بْن مردين وهو فِي محرابه، بعدما ذهب بصره، فجلست خلف عمود أفكّر فِي نفسي، هَلْ بقي فِي الدنّيا من يتكلم عَلَى السّرّ، فلم أستكمل خاطري حتى صاح الشَّيْخ من المحراب فَقَالَ: يا جَعْفَر، لم تقول كذا؟ وهل تخلو الدُّنيا من أولياء اللَّه الذين يتكلّمون عَلَى السّرّ؟ قَالَ شِيرَوَيْه: وسمعت أَبَا جَعْفَر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الصُّوفِيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَعْفَر الْأبْهَرِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيّ القُومساني يَقُولُ: رأيت ربَّ العزّة فِي المنام سنة إحدى وثمانين فناولني كوزين، شبه القوارير، فشربت منهما، فانتبهت وأنا أتلو هذه الآية {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} [الإنسان: 21] . ورأيت مرة ربَّ العزّة فِي أيام القحط فَقَالَ: يا أَبَا عَلِيّ لا تشغل خاطرك، فإنك من عيالي وعيالك عيالي وأضيافك عيالي.
قَالَ شِيرَوَيْه: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيّ أحْمَد بْن طاهر القومساني يَقُولُ: سَمِعْتُ جَعْفَر الْأبْهَرِي يَقُولُ: دخلت عَلَى أَبِي عَلِيّ القومساني، فغسل يديه عقيب الطعام، فأخذت الطشت وخرجت بِهِ فشربته، فخرجت إلى بغداد، وما ذقت شيئًا. وكنت أسمعه يَقُولُ: الرافضة أسوأ حالا عند اللَّه من إبليس، لأنّه قَالَ فِي إبليس: {وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ} [الحجر: 35] . فهذه لعنة إلى وقت معلوم.
وقال في الروافض: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور: 23] . يعني تكلّموا فِي عَائِشَة. سَمِعْتُ أَبَا الفضل مُحَمَّد بْن عثمان الفقيه، سَمِعَ أَبَا الهيج الكردي يَقُولُ: كانت نفسي تطالبني فِي زيارة الشَّيْخ أَبِي عَلِيّ القومساني، فتمادت بي الْأيام حتى بلغني مرضه، فبادرت، فتلقاني نَعِيُّه فِي الطريق، فسألت ولده أَبَا إِسْحَاق أن يحكي لي بعض كراماته، فَقَالَ لي: يطول عليّ وعليك ذَلِكَ، ولكني أخبرك ما شاهدت منه فِي مرض موته، أتانا رَجُل من كرْمان، صُوفيّ فِي بِزَّة حَسَنَة، فاستأذنت لَهُ، فَقَالَ: هذا الرجل لا أحبّ لقاءه، فرجعت وتعلّلت بشدة مرضه، فَقَالَ: إنّني من مسافة بعيدة، فلا تحرمني لقاء الشَّيْخ، فتبقى حسرة، فَقَالَ لي: قبل أن أكلّمه يا بني إيّاك أنْ تُدْخِل هذا الرجل عليّ، فهِبْتُ أن أُراجعه، ثم فِي المرّة الثالثة قَالَ: يا بنيّ لا تُدْخِلنّه عليّ، فإنه عاقٌ لوالديه، فرجعت وتجرأت عليه، وأخبرته بجليّة الْأمر، فاضطرب الرجل وبكى، وسقط إلى الْأرض، وقَالَ لي: أنت تائب إلى اللَّه، فدخلت على الشيخ، فقال: إن
__________
1 في الأصل "دخل".(27/98)
الرجل قد تاب، فأدخله، فإن اللَّه يقبل المَعْذِرة، فدخل يبكي ويعتذر، فَقَالَ الشَّيْخ: تذكّر خروجك من عند أمّك وهي تبكي، وتمنعك مفارقتها، وأنت تقول، أنا أريد المشايخ، وهي تمنعك، فخرجتَ وهي باكية حزينة، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِلرَّجُلِ الَّذِي أَتَاهُ يَغْزُو: "أَلَكَ وَالِدَانِ"؟ قَالَ: نَعَمْ، فَارَقْتُهُمَا وَهُمَا يَبْكِيَانِ، قَالَ: "ارْجِعْ فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا" 1. ثُمَّ قَالَ الشَّيْخُ: عَلَيْكَ بِالرُّجُوعِ مِنْ فَوْرِكَ هَذَا، وَإِلا كُنْتَ مِنَ الْمَطْرُودِينَ مِنْ بَابِ اللَّه، فَرَجَعَ كَمَا أَمَرَهُ وَمَاتَ الشَّيْخُ بَعْدَ يَوْمٍ.
قَالَ شِيرَوَيْه: تُوُفِّي سنة سبع وثمانين.
238- أحمد بن محمد بْن سلمة، أَبُو بَكْر الغسّاني الدمشقي النَّحْوِيّ، المعروف بابن شرام2.
سَمِعَ: أَبَا الدَّحْداح أحْمَد بْن مُحَمَّد، وأَبَا بَكْر الخرائطي، وجماعة.
وعنه: أحْمَد الطّيّان، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد الربعي، ورشأ بْن نظيف. تُوُفِّي فِي شعبان.
239- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي حمّاد، أَبُو إِسْحَاق الْأسدي الْأبْهَرِي المالكي.
حدّث بهَمَذَان سنة سبعين كما ذكر وما وراء النهر3، وعُمِّر دهرًا.
قَالَ أَبُو يَعْلَى الخليلي: فقيه عابد كبير المحلّ. سَمِعَ أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن "ساكن"4 الزنجاني، ومحمد القِزْوِيني، وبالعراق الْجَوْزَجَاني، وابْن عُقْدَة، ونَيِّف عَلَى المائة. مات سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
قلت: تفرّد بالرواية عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد بْن عامر السمرقندي وغيره.
رَوَى عَنْهُ خلْق بهمذان.
__________
1 صحيح أخرجه أبو داود في كتاب الجهاد "3/ 17"، باب في الرجل يغزو وأبواه كارهان "2528"، والنسائي في كتاب البيعة "7/ 143"، باب البيعة على الهجرة، وابن ماجه في الجهاد باب الرجل يغزو وله أبوان "2282"، وأحمد في المسند "2/ 160، 164، 198، 204".
2 تهذيب تاريخ دمشق "1/ 445".
3 في الأصل "ذكرنا وما مهر".
4 في الأصل "سالن".(27/99)
"حرف التاء":
240- تميم بْن إِسْمَاعِيل المعروف بالفَحْل1.
قدِم دمشق متولَّيا عليها من قِبَل صاحب مصر الحاكم في هذه السنة، وليها سنة تسعين، مات فيها.
"حرف الجيم":
241- جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الفضل، أَبُو القاسم بْن المارستاني الدّقّاق، بغداديّ، قدِم مصر، وحدّث عَنْ أَبِي بَكْر بْن مجاهد، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد.
روى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو عَلِيّ بْن المذهّب. رَوَى "كتبًا وقراءات"2.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: يكذب، ما سَمِعَ من هؤلاء. وقال الصوري: كان كذابًا.
"حرف الحاء":
242- الحسن بْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ بْن خَلَف بْن زُولاق، أَبُو مُحَمَّد اللَّيْثي3 الْمَصْرِيّ المؤرخ.
لَهُ مصنَّف فِي التاريخ، وله كتاب "خطط مصر". تُوُفِّي فِي ذي القعدة، كان جدّه من مشاهير العلماء.
243- الْحَسَن بْن أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن بُكَيْر، أَبُو عَبْد الله البغدادي الصيرفي الحافظ4.
سمع: أبا جَعْفَر بْن "البَخْتَرِيّ"5، وإِسْمَاعِيل الصَّفَّار، وَعُثْمَان بْن السّمّاك، وأبا بكر النجار، فمن بعدهم.
__________
1 اتعاظ الحنفا "2/ 17، 45".
2 في الأصل "كتب قرأت".
3 تقدمت ترجمته صـ72.
4 تاريخ بغداد "8/ 13"، والمنتظم "7/ 203"، والبداية والنهاية "11/ 324".
5 في الأصل "البحتري" وهو تصحيف.(27/100)
رَوَى عَنْهُ: أَبُو حفص بْن شاهين وهو أكبر منه، وَأَبُو العلاء الواسطي وَأَبُو القاسم التنوخي، وعبيد الله الأزهري، وآخر من حدث عَنْهُ أبو الحسين محمد بْن المهتدي بالله.
قَالَ الْأزهري: سَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي حديث: هذا كتبه عني محمد بن إسماعيل الوراق، وأبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنيّ.
وقَالَ أَبُو القاسم الْأزهري: كنت أحضر عند ابن بكير، وبين يديه أجزاء، فأنظر فيها فيقول لي: أيَّما أحبّ إليك؟ تذكرني "متن"1 ما تريد من هذه الأجزاء، حتى أخبرك بإسناده، أو تذكر إسناده حتى أُخْبرك بمتنه، فكنت أذكر لَهُ المُتُون، فيحدّثني بالأسانيد كما هِيَ حِفْظًا، وفعلت هذا معه مرارا كثيرة، وكان ثقة، لكنهم حسدوه وتكلموا فِيهِ.
قَالَ الخطيب: قَالَ ابن أَبِي الفوارس: كَانَ يتساهل فِي الحديث، ويُلْحِق فِي بعض أصول الشرع ما لَيْسَ منها، ويصل المقاطيع، ولد سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر، رحمه اللَّه.
244- حسن بْن أحْمَد بْن النيسابُوري المحمي، أَبُو عَلِيّ2.
حدّث ببغداد عَنْ: أَبِي الْعَبَّاس الْأصم. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن طلحة النِّعَالي، وعُبَيْد اللَّه الْأزهري، حدّث فِي هذه السنة، وكان ثقة.
245- الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو عَبْد اللَّه البصري الريحاني3.
سكن بغداد، حدث عن أبي القاسم البغوي، وابن صاعد، وابْن مبشّر الواسطي.
وعنه: أَبُو مُحَمَّد الخلال، والعتيقي، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ العشاري.
قَالَ العتيقي: كَانَ شيخًا أمينًا لَهُ أُصُول صِحَاح.
246- الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان، أَبُو عَبْد اللَّه البغدادي الكاتب.
__________
1 في الأصل "حين".
2 تاريخ بغداد "7/ 277".
3 تاريخ بغداد "8/ 101"، وسير أعلام النبلاء "16/ 464".(27/101)
حدّث عَنِ: البَغَوي، وأَبِي مُحَمَّد بْن صاعد، وأَبِي بَكْر النيسابُوري. رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو طَالِب العشاري، وَأَبُو الْحُسَيْن بْن المهتدي باللَّه. حدّث فِي هذه السنة، ولم يضبط وفاته، وكان صَدُوقًا.
247- الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن شريك، أَبُو عَلِيّ الْإصبهاني الطبيب1.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن عُمَر "الْجُورْجيري"2، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد البناي. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بن أبي علي المعدل، وأبو نعيم.
"حرف السين":
248- سبكتكين الأمير حاجب معز الدولة بن بويه3.
خلع عَلَيْهِ الطائع لله وطوقه وسوره، ولقبه نصر الدولة، فلم تَطُلْ أيّامه.
قال أبو الفرج بن الجوزي: سقط من الفرس، فانكسرت ضِلْعُه، فاستُدْعي ابن الصَّلْت المُجَبِّر، فردّ ضِلْعَه، ولازمه حتى برا، فأعطاه يوم دخوله الحمّام ألف دينار وفرسًا وخلعة، وبقي لا يمكن الانحناء للركوع، وكان يَقُولُ للمجبّر: إذا تذكرت عافيتي علي يدك، فرحت بك، ولا أقدر على مكافأتك، وإذا ذكرت حصول رجلك فوق ظَهْري اشتدّ غَيْظي منك.
تُوُفّي في أواخر المحرم، وكانت مدة إمارته شهرين ونصف، وخلف ألف ألف دينار، وعشرة ألف ألف درهم، وصندوقين جواهر، وستين صندوقًا قماش وفضيات وتُحَف، ومائة وثلاثين سرجا مذهبة، منها خمسون، في كل واحد، وألف دينار حلية، وستمائة سَرْج فضّة، وأربعة عشر ألف ثوب من أنواع القماش، وثلاثمائة عِدْل وبُسُط، وثلاثة آلاف رأس من الدَّوابّ، وألف جمل، وثلاثمائة مملوك داريّة، وأربعين خادمًا، وكانت لَهُ دار هي دار المملكة اليوم، يعني صارت دار السلطنة، وقد غرم عليها أموالا لا تحصى.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "1/ 285".
2 في الأصل "الجورجولي".
3 تاريخ بغداد "1/ 105"، والبداية والنهاية "11/ 282"، العبر "2/ 323"، وشذرات الذهب "3/ 48".(27/102)
ومما رَوَى عَلِيّ بْن المحسن التنوخي عَنْ أبيه، قال: بلغت النفقة على عمل البستان، يعنى الذي للدار وسوق "الماء إليه"1، خمسة آلاف ألف درهم. قال: ولعله قد أنفق على أبنية "الدار"2 مثل ذلك فيما أظن.
249- سلمان بن جعفر بن فلاح، أبو تيم الأمير3. ولّي دمشقَ فِي أثناء السنة للحاكم، ثم عُزِل فِي آخرها بجيش من صَمْصامة.
250- سَعِيد بْن خلف، أَبُو عثمان الصُّوفِيّ4.
سَمِعَ بقُرْطُبَة من: أحْمَد بْن سَعِيد بْن حَزْم، وأَبِي عَبْد الملك بْن أَبِي دُلَيْم، وجماعة.
وكان فقيرًا من أهل السُّنَّة، يعيش من صِلة إخوانه.
251- سهل بْن إِبْرَاهِيم بْن سهل بْن نوح، أَبُو القاسم الْأسْتِجِي مولى بني أُمَيّة، ويُعرف بابن العطار. كَانَ عالمًا زاهدًا متفنّنًا5.
سَمِعَ: أحْمَد بْن خَالِد بْن الحباب، ورحل إلى إلْبِيرة، فأكثر عَنِ ابن فُطْيس، ولزم العبادة، وسمع الناس منه قديمًا وجديدًا، وطال عمره.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: قرأت عَلَيْهِ أكثر كُتُبه، وقَالَ لي: وُلِدت سنة تسعٍ وتسعين ومائتين، وتوفي في رجب.
"حرف الصاد":
252- صَدَقة بْن مُحَمَّد بْن صَدَقة، أَبُو القاسم البزاز المصري الوكيل. تُوُفّي فِي شوّال.
"حرف العين":
253- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أسد، أَبُو القاسم الرازي الفقيه
__________
1 في الأصل "المالية" وهو تصحيف.
2 ساقطة من الأصل.
3 النجوم الزاهرة "4/ 115"، والكامل في التاريخ "9/ 119".
4 تاريخ علماء الأندلس "1/ 176".
5 تاريخ علماء الأندلس "1/ 191".(27/103)
الشافعي1 المحدّث، نزيل مصر، وكان يلقب بالدود.
سَمِعَ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم وغيره بالرّيّ، وأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبَادل، ومُحَمَّد بْن يوسف الهَرَوِي بدمشق.
قَالَ أَبُو إِسْحَاق الحبّال: كَانَ مكْثِرًا جدًّا. قلت: رَوَى عَنْهُ عَبْد الكريم بْن عَبْد الواحد الحسنابادي وعَبْد الوهاب بْن مُحَمَّد الْمَصْرِيّ، ومُحَمَّد بْن مُغَلِّس، وَأَبُو عُمَر الطَّلَمَنْكِيّ، مات فِي جمادى الآخرة.
254- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن اليسع، أَبُو القاسم المقرئ صاحب ابن مجاهد2.
قرأ عَلَيْهِ طلحة بْن عَلِيّ شيخ ابن سوار وغيره. مات في هذا العام، وولد سنة ثلاثمائة، ويعرف بابن اليسع الْأنطاكي، قرأ أيضًا عَلَى إبراهيم بن عبد الرزاق مقرئ الشام، وعَلِيّ بْن أحْمَد بْن حمد بْن عَبْد الْأعلى، وغيرهم. وقرأ عليه أَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي أيضًا، وأكبر شيخ لَهُ الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي عجرم تلميذ أحْمَد بْن جُبَيْر.
وقد ذكر ثابت بن بُندار أَنَّهُ قرأ عَلَى عَلِيّ بْن طلحة الْبَصْرِيّ عَنْ قراءته عَلَى مُوسَى بْن جرير الرقي، وهذا بعيد باعتبار مولده، فإنه ضعيف لا يوثق بِهِ.
255- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيم البغدادي الشاهد، أَبُو القاسم بْن الثلاج3.
أصله من حُلْوان، ولد سنة سبعٍ وثلاثمائة، وحدّث عَنْ: أَبِي القاسم البَغَوي، وأَبِي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ويحيى بْن صاعد، ومن بعدهم، فأكثر.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الصَّيْمَريّ، وَأَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وآخرون.
قَالَ التنوخي: قَالَ لنا: ما باع أحد من أسلافي الثّلج، وإنما كَانَ جدّي مُتْرَفًا يجمع لنفسه فِي كل سنة ثلْجًا كثيرًا، فمرّ بعض الخلفاء بحلوان، فطلب ثلجًا، فلم
__________
1 طبقات الشافعية "5/ 71"، والوافي بالوفيات "17/ 496".
2 غاية النهاية "1/ 456".
3 سير أعلام النبلاء "16/ 461"، العبر "3/ 34"، المنتظم "7/ 192".(27/104)
يوجد إلا عند جدّي، فأهدى إِلَيْهِ منه، فوقع منه بموقع، فَقَالَ: اطلبوا عَبْد اللَّه الثّلاج، فغلب عَلَيْهِ هذا النَّسَب وعُرِف بِهِ.
وقَالَ عُبَيْد اللَّه الْأزهري: كَانَ ابن الثلاج يضع الحديث عَلَى سُلَيْمَان المَلَطي وغيره.
قلت: وكذا تكلّم فِيهِ الدَّارَقُطْنيّ وغيره، تُوُفِّي فجأة فِي ربيع الْأوّل.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: لا يُشْتَغَل بِهِ، يضع الْأحاديث والأسانيد.
256- عَبْد العزيز بْن حكم بْن أحْمَد بْن الْأمير مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الحَكَم بْن هشام الملّقب1 بالداخل، أَبُو الْأصبغ الْأمويّ المَرْواني القُرْطُبي.
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن يونس، وقاسم بْن أصبغ، وجماعة، وكان أديبًا شاعرًا نحويًا.
ولد سنة عشرة وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي المحرّم، وحدّث.
257- عَبْد السلام بْن السمح بن نابل، أَبُو سُلَيْمَان الهواري2.
سَمِعَ: أَبَا سَعِيد بْن الأعرابي، وأبا جعفر بن النحاس النَّحوِي وطائفة، وتفقّه بمصر للشافعي، وكان زاهدًا صالحًا سكن الأندلس.
أكثر عنه ابن الفريضي وقَالَ: تُوُفِّي فِي صفر، وله أربعٌ وثمانون سنة.
258- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن النعمان، أَبُو القاسم النيسابُوري الصّفّار.
عَنْ: مكّي بْن عَبْدان، وعَبْد اللَّه بْن الشرفي، وعدّة. وعنه: الحاكم.
259- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن عَبْدِيل، أَبُو نصر الشّيْباني الهَمَذَاني الْأنماطي.
رَوَى عَنِ الكبار: الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَبِي الحناء، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أوس، ومحمد بن عبد اللَّه بلبل، وإبراهيم بن مُحَمَّد بْن يعقوب، وإبراهيم بْن عمروس، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم الحافظ، وأَبِي بَكْر بن مجاهد المقرئ، وأبي نصر محمد المروزي، وطائفة.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 279".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 287".(27/105)
رَوَى عَنْهُ: حمد الزَّجَّاج، وجعفر الْأبْهَرِي، وابْن مَنْدَه الحافظ، وآخرون.
قَالَ شِيرَوَيْه: هُوَ صدوق، ثِقَةٌ، فقيه، أديب، يُحْسِن هذا الشأن، يعني الحديث.
تُوُفِّي لسبعٍ بقين من ذي القعدة، وصلّى عَلَيْهِ ابنُ لال.
260- عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه، أَبُو الوفاء النيسابُوري البزّاز.
سَمِعَ: أَبَا حامد بْن الشرفي، ومكّي بْن عَبْدان، وحدّث بانتقاء أَبِي جَعْفَر المفيد العزائمي.
تُوُفِّي فِي صفر.
261- عَبْد القاهر بْن حبّان بْن عَبْد القاهر، أَبُو عَبْد اللَّه، تُوُفّي فِي جُمَادَى الْأولى.
262- "عُبَيْد اللَّه"1 بْن مُحَمَّد بْن خلف بْن سهل بْن أَبِي غالب، أَبُو القاسم الْمَصْرِيّ البزّاز2.
سَمِعَ: مُحَمَّد بن محمد الباهلي، وابن هاشم الطبراني، وعلى بن أحمد علان، وأبا عُبَيْد بْن حَرْبُوَيْه القاضي، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر القَزْوينيْ، وأَحْمَد بْن مروان الدِّينَوَرِي.
رَوَى عَنْهُ: ابن أَبِي الفتح الْمَصْرِيّ، وَأَبُو عُمَر أحْمَد بْن مُحَمَّد الطَّلَمَنْكِيّ، وعَبْد الملك بْن مسكين الزَّجَّاج، وآخرون.
قَالَ الطَّلَمَنْكِيّ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أقمت عَلَى هذه الدّار أبني فيها عشر سنين، وفيها مائة وأربعون ألف قطعة رُخَام، وأنفقت عليها نحو عشرة آلاف دينار، وأخذ منّي كافور الْأخشيدي سبعة وثمانين ألف دينار، ولم يخلّف لي أَبِي إلا اثني عشر ألف دينار، ولكن رُزِقت من التجارة، ربحت فِي أربعة أيّام فِي عسلٍ أربعة آلاف دينار.
وقَالَ الحبّال: "تُوُفِّي لاربعة عشر ليلة"3 خلت من جمادى الأولى.
__________
1 في الأصل "عبد".
2 شذرات الذهب "3/ 122"، وسير أعلام النبلاء "16/ 522"، والعبر "3/ 35".
3 في الأصل "توفي لأربع عشرة خلت".(27/106)
263- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن حمدان، الْإمَام الصالح القدوة، أَبُو عَبْد اللَّه بْن بُطّة العُكْبرِي الفقيه1 الحنبلي.
سَمِعَ: أَبَا القاسم البَغَوي، وابْن صاعد، وأَبَا ذَرّ الباغَنْدِي، وأَبَا بَكْر بْن زياد، وإِسْمَاعِيل الورّاق، والمَحَامِلي، ومُحَمَّد بْن مخلد، وأَبَا طَالِب أحْمَد بْن نصر الحافظ، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن ثابت العُكْبرِي، فسمع بدمشق على ابن أَبِي العقب، وسمع بحمص أحْمَد بْن عُبَيْد، وآخرين.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو نُعَيْم الحافظ وَأَبُو الفتح بْن أَبِي الفوارس، وَأَبُو القاسم عُبَيْد اللَّه الْأزهري، وعَبْد العزيز الْأزْجِي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وَأَبُو إِسْحَاق البَرْمَكِي، وَأَبُو الفضل مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عيسى السعدي نزيل مصر، وآخرون. وآخر من روى عَنْهُ بالإجازة، أَبُو القَاسِم عليّ بْن أَحْمَد بْن البسري رَوَى عَنْهُ كتاب الْأبانة الكبرى فِي السُّنَّة تأليفه.
قَالَ عَبْد الواحد بْن عَلِيّ العُكْبَرِي: لم أر فِي شيوخ الحديث، ولا فِي غيرهم أحسن هيئة من ابن بطّة.
قَالَ الخطيب2: حَدّثَنِي أَبُو حامد الدلوي قَالَ: لما رجع ابن بطّة من الرحلة، لازم بيته أربعين سنة، لم ير يومًا منها فِي سوق، ولا "رؤي"3 مفطرًا إلا فِي عيد، وكان أمارًا بالمعروف، لم يبلغه خبرُ أمرٍ منكرٍ إلا غيَّره.
وقَالَ أَبُو مُحَمَّد الجوهري: سَمِعْتُ أخي الْحُسَيْن يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في المنام، فقلت: يا رَسُول اللَّه، قد اختلفت عليّ المذاهب. فَقَالَ لي: عليك بابن بطة، فأصبحت، ولبست ثيابي، ثم أصعدت إلى عكبرا، فدخلت على ابن بطّة فِي المسجد، فلما رآني، قَالَ لي: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صدق رَسُول اللَّه.
وقَالَ العتيقي: تُوُفِّي ابن بطّة فِي المحرّم. قَالَ: وكان مستجاب الدعوة.
وقَالَ ابن بُطّة: ولِدت فِي شوّال سنة أربع وثلاثمائة، وكان لأبي ببغداد شركاء، فَقَالَ أحدهم لأبي: ابعث بابنك إلى بغداد يسمع الحديث. قَالَ: هو صغير. قال: أنا
__________
1 سير أعلام النبلاء "16/ 529"، والبداية والنهاية "11/ 321"، والعبر "3/ 35".
2 تاريخ بغداد "10/ 372".
3 في الأصل "رأي".(27/107)
أحمله معي، فحملني معه، فجئت، فإذا ابن منيع يقرأ عَلَيْهِ الحديث، فَقَالَ لي بعضهم سَل الشَّيْخ أن يُخْرِج مُعْجَمَه لنقرأ عَلَيْهِ، فسألت ابنه، فَقَالَ: إنه يريد دراهم كثيرة، فقلت: لامّي طاقُ مَلْجَم آخُذُه منها وأبيعه، قَالَ: ثم قرأنا عَلَيْهِ كتاب المُعْجَم فِي نفرٍ خاصّ، فِي نحو عشرة أيام، وذلك فِي آخر سنة خمس عشرة، وأوّل سنة ستّ عشرة، فاذكره. وقد قَالَ: ثنا إِسْحَاق الطَّالَقاني سنة أربع وعشرين ومائتين، قَالَ المُسْتَمْلي: خذوا هذا قبل أن يولد كلّ محدّث على وجه الأرض، اليوم سَمِعْتُ المُسْتَمْلي وهو أَبُو عَبْد اللَّه بْن مهران يَقُولُ لَهُ: من ذكرت يا ثَبْتَ الْإسلام.
قُلْتُ: وَابْنُ بَطَّةَ ضَعِيفٌ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ، فَقَدْ أَخْبَرَنَا الْمُسْلِمُ بْنُ عِلانَ وَالْمُؤَمَّلُ الْبَالِسِيُّ كِتَابَةً أَنَّ أَبَا الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ أَخْبَرَهُمْ، أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَلِيٍّ الْأسَدِيُّ، قَالَ لِي أَبُو الْفَتْحِ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ، رَوَى ابْنُ بَطَّةَ، عَنِ الْبَغَوِيُّ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّه، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ" 1.
قَالَ الخطيب: هذا باطل، والحمل فِيهِ عَلَى ابن بطة.
قلت: يعني أَنَّهُ يحدّث عَنِ البَغَوي، وتفرد بِهِ ابن بطة، فيجوز أن يكون غلط فِيهِ، وقفز من سند إلى متن آخر، لقلّة إتقانه، لا أنّه تعمّد وضْعَه.
قَالَ الخطيب: وأنا العتيقي، نا ابن بطة، والبَغَوي، نا مُصْعَب، نا مالك بْن هشام بْن عُروة، قد ذكر: "حديث قَبْض العِلْم"2. قَالَ الخطيب: وهو باطل بهذا الْأسناد.
قلت: والكلام فِي هذا، كالكلام فِي الَّذِي قبله، لعلّه دخل عَلَى ابن بطة حديث فِي حديث.
وقَالَ الخطيب: حدّثني عَبْد الواحد بْن عَلِيّ، قَالَ: قَالَ لي الْحَسَن بْن شهاب: سَأَلت ابن بطة: أَسَمِعْتَ من البَغَوي حديث عَلِيّ بْن الْجَعْد؟ فَقَالَ: لا. قَالَ عَبْد الواحد: وكنت قد رَأَيْت فِي كتب ابن بطة نُسْخَة بحديث عَلِيّ بْن الجعد قد حكّها، وكتب بخطّه سماعه فيها، فذكرت ذَلِكَ للحسن بن شهاب، فعجب منه. قال
__________
1 "حديث حسن": أخرجه ابن ماجه "224"، والطبراني "10/ 240" في الكبير، و"1/ 16" في الصغير، وأبو نعيم "8/ 323" في الحلية، والجرجاني "ص/ 316" في تاريخ جرجان.
2 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "1/ 36"، ومسلم "2673"، والحميدي "581"، وأحمد "2/ 162، 190"، وابن ماجه "9"، والترمذي "2652"، والدارمي "1/ 77" في سننه.(27/108)
عَبْد الواحد: وروى ابن بطة، عَنِ النّجّاد، عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي، فأنكر عَلَيْهِ عَلِيّ بْن يَنَال، وأساء القول فِيهِ، حتى هَمَّت العامة بأن تنال منه، فاختفى. وكان ابن بطة قد خرَّج تِلْكَ الأحاديث في تصانيفه فتتبعها عَلَى أكثرها.
قَالَ الخطيب: وحدّثني التنوخي قَالَ: "أراد أَبِي"1 أن يخرجني إلى عُكْبَرَا. وسمع من ابن بطة معجم البَغَوي، فجاءه أَبُو عَبْد اللَّه بْن بُكَير، فَقَالَ: لا تفعل، فإن ابن بطة لم يسمعه.
قَالَ الخطيب: وحَدّثَنِي أحْمَد بْن الْحَسَن بْن خَيْرُون قَالَ: رَأَيْت كتاب ابن بطة بمعجم البَغَوي فِي نسخةٍ كانت لغيره، وقد حكّ اسم صاحبها، وكتب اسمه عليها.
قلت: وقد قَالَ ابن الْجَوْزِي2: قرأت بخطّ أَبِي القاسم بْن الفرّاء أخي القاضي أَبِي يَعْلَى قَالَ: قابلت أصل ابن بطة بالمُعْجَم، ورأيت سماعه فِي كل جزء، إلا أنّي لم أر الجزء الثالث أصلا.
قَالَ الخطيب: قَالَ لي الْأزهري، ابن بطة ضعيف، وعندي عَنْهُ "مُعْجَم البَغَوي" ولا أُخرّج عَنْهُ في الصحيح شيئًا.
قلت: فكيف كَانَ؟ قَالَ: لم أر بِهِ أصلا؟ وإنما وقع إلينا نسخة طريّة بخطّ ابن شهاب، فنسخنا منها، فقرأنا عَلَيْهِ. شاهدت عند حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدّقّاق نسخة بالغريب لمحمد بْن عزيز، وعليها سماع ابن السوسنجردي عن ابن بطة عَنِ ابن عزيز، فسألت حمزة، فأنكر أن يكون ابن بطة سَمِعَ الكتاب، وقَالَ: ادّعى سماعه.
قَالَ الْخَطِيبُ: وَرَوَى ابْنُ بَطَّةَ كُتُبَ ابْنِ قُتَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ الدِّينَوَرِيِّ، وَابْنُ أَبِي مَرْيَمَ هَذَا لا نَعْرِفُهُ أَخَذَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَلا رَوَى عَنْهُ سِوَى ابْنِ بَطَّةَ، وَرَوَى ابْنُ بَطَّةَ فِي الْأبَانَةِ فَقَالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، ثَنَا ابْنُ عَرَفَةَ، نَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كَلَّمَ اللَّه مُوسَى، يَوْمَ كَلَّمَهُ، وَعَلَيْهِ جُبَّةُ صُوفٍ وَنَعْلانِ مِنْ جِلْدِ حِمَارٍ غَيْرِ ذَكِيٍّ، فَقَالَ: مَنْ ذَا الْعِبْرَانِيُّ الَّذِي يُكَلِّمُنِي مِنَ الشَّجَرَةِ؟ قَالَ: أَنَا اللَّه". تفرد به ابن بَطَّةَ، وَبِهَذِهِ الزِّيَادَةُ فِي آخِرِهِ، وَهُوَ فِي جزء ابن عرفة بدونهما.
__________
1 في الأصل "أراد أبي قال".
2 المنتظم "7/ 196".(27/109)
وَقَالَ الْخَطِيبُ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ شِهَابٍ، ثَنَا ابْنُ بَطَّةَ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، بِأَرْدَبِيلَ، ثَنَا رَجَاءُ بْنُ مُرَجًّا بِسَمَرْقَنْدَ، ثنا يَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، قَالَ ابْنُ بَطَّةَ: وحدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عبيد الصفار بحمص، ثَنَا أَبِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيُّ، ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالا: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، ثَنَا هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نِعْمَ الْإِدَامُ 1 الْخَلُّ".
قَالَ الْخَطِيبُ: حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ الْأسَدِيُّ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ شِهَابٍ، أَنَّ ابْنَ بَطَّةَ كَتَبَ عَنْهُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْفُرَاتِ كتاب السنن كرجاء بن مُرَجّا، حدّثه بِهِ عَنْ حفص بْن عُمَر الْأردبيلي، عَنْ رجاء، فأنكر ذَلِكَ القُرْطُبي، وزعم أن حفصًا ليس عنده عن رجاء، وأَنَّهُ يَصْغُر عَنْ ذَلِكَ، فكتبوا "إلى أردبيل"2، وكان ولد حفص بن عمر حيّا يستجيزونه، فعاد جوابهم أنّ أَبَاهُ لم ير رجاء قطّ، وأن مولده بعد "موت"3 رجاء بسنين. قَالَ عَبْد الواحد: فتتبع ابن بطة النُّسَخَ التي كُتِبَت عَنْهُ، وجعلها عَنِ ابن الراجيان، عَنِ الفتح بْن "شخرف"4، عَنْ رجاء.
قلت: رحم الله ابن بطة، فَيدَوِّن ما يُضْعِف المحدّث. وقد تُوُفِّي فِي المحرّم.
264- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن "جرو"5، أَبُو القاسم الْأسدي المَوْصِلي النَّحْوِيّ العَرُوضيّ المعتزلي.
أخذ العربية عن أبي الدّارَمي، وأَبِي سَعِيد السِّيرَافِي، وكان من الْأذكياء الفُصَحاء الشعراء، لَهُ كتاب "الموضَّح فِي العَرُوض" جَوَّد تصنيفه، وكتاب "الْأخذ فِي علوم القرآن"، وله كتاب "الفُصح فِي القوافي".
وكان يلثغ بالراء غينًا، فقال له أبو عَلِيّ شيخه: ضع ذُبابةَ القلم تحت لسانك، ففعل، فلفظ بها.
__________
1 في الأصل "الأدم".
2 في الأصل "إلى ابن أردبيل".
3 في الأصل "موت ته".
4 في الأصل "سخرف".
5 في الأصل "جزء".(27/110)
265- عَلِيّ بْن عَبْد العزيز بْن مردك بْن أحمد، أبو الحسن البرذعي البزّاز، نزيل بغداد1.
حدّث عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ونصر بْن منصور الْأردبيلي، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن يعقوب بْن شَبَّه.
رَوَى لَهُ: العتيقي، وعَبْد العزيز الْأزْجِي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وَأَبُو طَالِب العشاري، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة. قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه الصَّيْمَريّ: ترك الدُّنيا عَنْ مقدرة، واشتغل بالعبادة ولزم المسجد، وكان أحد الباعة الكبار ببغداد.
تُوُفِّي فِي المحرّم.
266- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن "شوكر"2 البغدادي العَدْل. سَمِعَ البَغَوي، ويحيى بْن صاعد.
وعنه: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وكان ثقة. تُوُفِّي فِي المحرّم.
267- عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مفلح.
وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن باكويه، جماعة.
268- عَلِيّ الملك فخر الدولة3، أَبُو الْحَسَن بْن رُكْن الدولة بْن بُوَيْه صاحب الرّيّ ونواحيها.
ترجمته فِي الحوادث، وقد تُوُفِّي فِي شعبان.
269- عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الْإمَام، أَبُو حفص العُكْبَرِي شيخ الحنابلة4. كَانَ قَيِّمًا بأصول الفقه وفروعه، صنف شرخ الخِرقي وكتابًا فِي الخلاف بين مالك، وأَحْمَد، وسمع أَبَا بَكْر النّجّار، وأَبَا عُمَر بْن "السماك"5، وجماعة.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 30"، والعبر "3/ 35".
2 في الأصل "سوار".
3 البداية والنهاية "11/ 320"، والعبر "3/ 35"، والمنتظم "7/ 197".
4 طبقات الحنابلة "2/ 163-166".
5 في الأصل "السمال".(27/111)
وعنه: "أبو"1 بكر عَبْد العزيز، وابْن2 بطّة، وكان يُعرف فِي زمانه بابن المسلّم.
تُوُفِّي فِي جُمادى الآخرة، رحمه اللَّه.
270- عمّار بْن مُحَمَّد بْن مخلد بْن جُبَيْر، أَبُو ذَرّ التميمي البغدادي، نزيل بُخَارَى3.
حدّث بدمشق وبغداد وخراسان وبُخَارَى عَنْ يحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد ومُحَمَّد بْن عمرو الحَضْرَمِي، والمَحَامِلي، وأخيه القاسم بْن عُقْدَة، ومُحَمَّد بْن يوسف الهَرَوِي، وأبي سعيد بن الأعرابي، وعبد الكريم النَّسَائي.
وعنه: الحاكم، وَأَبُو سهل أحْمَد بْن عَلِيّ الْأبِيَورْدي، وعَبْد الواحد بْن مُحَمَّد اللحياني، وآخر من حدث عَنْهُ عَبْد الواحد بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّبَيْرِي.
ذكره المُسْتَغْفِري فِي "تاريخ نَسْف"، وقَالَ: رَوَى عَنِ ابن صاعد مجلسًا واحدًا، وسمع مُحَمَّد بْن محمود بْن عنبر، وعبد المؤمن بْن خلف، وحج تسعًا وعشرين حجّة. ثم قَالَ: أَنَا أَبُو ذَرّ، ثنا الحَضْرَمِي، فذكر حديثًا.
قال الحافظ بن عساكر: أَنْبَأَ محمود بْن أَبِي القاسم المُسْتَمْلي، أَنْبَأَ الزبير، ثنا أَبُو ذَرّ عَمّار، فذكر حديثًا.
قَالَ غُنْجار: تُوُفِّي ببُخَارَى فِي حادي عشر صفر. وقَالَ أَبُو بَكْر بْن السَّمْعاني: هُوَ ثقة.
قلت: مات الزُّبَيْرِي بعده بمائة وثمان سنين.
"حرف القاف":
271- قاسم بن حمداد بْن ذي النُّون "العتقي"4، أَبُو بَكْر القُرْطُبي5.
سَمِعَ: قاسم بْن أصبغ وغيره، وكان أديبًا لغويًّا. كتبوا عَنْهُ شيئًا من الْأدب، وداخل الدولة.
__________
1 في الأصل "بأبي".
2 في الأصل "بابن".
3 تاريخ بغداد "12/ 256"، والعبر "3/ 36".
4 في الأصل "العتيقي".
5 تاريخ علماء الأندلس "1/ 369".(27/112)
"حرف الميم":
272- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن "عنبس"1، الإمام، أبو الحسين بْن سَمْعُون البغدادي الواعظ2.
سَمِعَ: أَبَا بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومُحَمَّد بْن مخلد العطار بن البختري، وبدمشق أحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن زبّان، ومُحَمَّد بْن أَبِي حُذَيْفَة وجماعة، وأملى عَنْهُمْ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمي، وعَلِيّ بْن طلحة المقرئ، والْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو طالب العشاري، وأبو الحسين الْأبنوسي وخديجة بِنْت مُحَمَّد الشّاهجانيّة الواعظة، وَأَبُو بكر أحمد بن محمد بن حمدوه الحنبلي، وآخرون.
قَالَ السُّلَمي: هُوَ من مشايخ البغداديين، لَهُ لسان عال فِي هذه العلوم لا ينتمي إلى إسناد، وهو لسان الوقت والمرجوع إِلَيْهِ فِي آداب المعاملات، ويرجع إلى فنون من العلم.
وقَالَ الخطيب: كَانَ أوْحد دهره وفرْد عصره فِي الكلام، على علم الخواطر والإشارات، ولسان الوعظ، دَوَّن الناس حِكَمَه وجمعوا كلامه، وكان بعض شيوخنا إذا حَدَّثَنَا عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْخ الجليل المُنْطَق بالحكمة.
قلت: وُلِد سنة ثلاثمائة. وسمعون، هو: إِسْمَاعِيل جَدّه.
أنبئونا عَنِ القاسم بْن عَلِيّ، أنّ نصر اللَّه الفقيه أخبرهم: أَنَا أَبُو الفتح نصر بْن إِبْرَاهِيم، أَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الواحد الزعفراني، حَدّثَنِي أَبُو مُحَمَّد السُّنّي صاحب أَبِي الْحُسَيْن بْن سمعون قَالَ: كان ابن مسعود فِي أول أمره ينسخ بالأجْرة، وينفق عَلَى نفسه وأمه، فَقَالَ لها يومًا: أحبّ أن أحجَّ، قَالَتْ: وكيف يمكنك؟ فغلب عليها النَّوم، فنامت وانتبهت بعد ساعة، وقالت: يا ولدي حُجَّ، رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النوم يَقُولُ: "دعيه يحجّ فإنّ الخير لَهُ فِي حجّه".
ففرح وباع دفاتره، ودفع إليها من ثمنها، وخرج مَعَ الوفد، فأخذت العرب الوفد، قَالَ: فبقيت عريانًا، ووجدت مَعَ رجل عباءة، فقلت: هبها لي أشتريها،
__________
1 في الأصل "عبيس".
2 سير أعلام النبلاء "16/ 505"، والبداية والنهاية "11/ 323"، والمنتظم "7/ 198-200"، وصفة الصفوة "2/ 266"، وتاريخ بغداد "1/ 274-277".(27/113)
فأعطانيها، قَالَ: فجعلت إذا غلبني الْجُوع ووجدت قومًا من الحاجّ يأكلون، وقفت أنظر إليهم، فيدعون إليّ كسرةً فأقتنع بها، وأحرمت فِي العباءة، ورجعت إلى بغداد، وكان الخليفة قد حرم جارية وأراد إخراجها من الدار، قَالَ أَبُو مُحَمَّد السُّنّي: فَقَالَ الخليفة: أطلبوا رجلا مستورًا يصلحُ، فَقَالَ بعضهم: قد جاء ابن سمعون من الحج، فاستصوب الخليفة قوله، فزوَّجه بها، فكان ابن سمعون يجلس عَلَى الكرسي فيعِظ ويقول: خرجت حاجًا، ويشرح حاله، وها أنا اليوم عليّ من الثياب ما ترون.
قَالَ البَرْقَاني: قلت لَهُ يومًا: تدعو الناس إلى الزُّهْد وتلبس أحسن الثياب، وتأكل أطيب الطعام، فكيف هذا؟ فَقَالَ: كل ما يُصْلِحُك لله فافعله إذا صلُح حالك مَعَ اللَّه.
قَالَ الخلال: قَالَ لي ابن سمعون: ما اسمك؟ قلت: حسن. قَالَ: أعطاك اللَّه الْأسمَ، فَسَلْه الحُسْنَى.
وجرت لابن سمعون حكاية فِي سنة بضع وستين وثلاثمائة، رواها قاضي المارستان عَنِ القُضَاعي بالإجازة، قَالَ: ثنا عَلِيّ بْن نصر الصبّاح، ثنا أَبُو الثناء شكر العَضُدي، قَالَ: لما دخل عَضُدُ الدولة بغدادَ، وقد هلك أهلها قتْلا وخوفًا وجوعًا، لِلفِتَن التي اتّصلت فيها بين الشيعة والسُّنّة، فَقَالَ: آفَةُ هَؤُلاءِ القصَّاص، فنادى: لا يقصّ أحد فِي الجامع ولا الطُّرَف ولا يتوسَل بأحد من الصّحابة، ومن أحبَّ التوسُّل قرأ القرآن، فمن خالف فقد أباح دَمَه، فوقع فِي الخبر أنّ ابن سمعون جلس عَلَى كرسيّه بجامع المنصور، فأمرني أن أطلبه، فأُحْضِر، فدخل عليّ رَجُل لَهُ هيئة وعليه نور، فلم أملك أن قمت إِلَيْهِ، وأجلسته إلى جنبي، فجلس غير مكترث، فقلت: إنّ هذا الملك جبّار عظيم، وما أُؤثِر لك مخالفة أمره، وإني مُوَصِّلُك إِلَيْهِ، فقبِّلِ الْأرض وتلطف لَهُ، واستعن باللَّه عَلَيْهِ، فَقَالَ: الخلق والأمر لله، فمضيت بِهِ إلى حجرة، وقد جلس فيها وحده، فأوقفته، ثم دخلت لاستأذن، فإذا هُوَ إلى جانبي قد حوّل وجهه إلى نحو دار فخر الدولة، ثم استفتح وقرأ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ} [هود: 102] قَالَ: ثم حوَّل وجهه، وقرأ: {ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [يونس: 14] فأتى بالعجب، ففتح عين الملك، وما رَأَيْت ذَلِكَ منه قطّ، وترك كُمَّه عَلَى وجهه، فلما خرج أَبُو الْحُسَيْن قَالَ الملك: اذهب إِلَيْهِ بثلاثة آلاف درهم، وعشرة أثواب من الخزانة، فإن امتنع فقل لَهُ: فرِّقها فِي أصحابك، وإن قبلها، فجئني برأسه، ففعلت، فَقَالَ: إن ثيابي هذه من(27/114)
نحو أربعين سنة، ألبسها يوم خروجي إلى الناس، وأطويها عند رجوعي، وفيها متعة وبقيّة ما بقيت، ونفقتي من أجره دار خلَّفها أَبِي، فما أصنع بهذا؟ فقلت: فرقها عَلَى أصحابك، فَقَالَ: ما فِي أصحابي فقير، فعدت فأخبرته، فَقَالَ: الحمد لله الَّذِي سلَّمه منّا وسلَّمنا منه.
وقَالَ أَبُو سَعِيد النّقّاش: كَانَ ابن سمعون يرجع إلى علْم القرآن، وعلْم الظاهر، متمسكًا بالكتاب والسُّنّة، لقيته وحضرت مجلسه، سَمِعْتُهُ يسأل عَنْ قوله: "أَنَا جليس من ذكرني"، قَالَ: أَنَا صائنه عَنِ المعصية، أَنَا معه حيث يذكرني، أَنَا مُعِينُه.
وقَالَ السُّلَمي: سَمِعْتُ ابن سمعون، وسُئل عن التصوُّف، فَقَالَ: أمّا الْأسم فَتَرْك الدُّنيا وأهلها، وأمّا حقيقة التصوُّف فنسيان الدُّنيا ونسيان أهلها، وسمعته يَقُولُ: أحق الناس يوم القيامة بالخسارة أهل الدَّعَاوي والإشارة.
وقَالَ أَبُو النجيب الْأمويّ: سَأَلت أَبَا ذَرّ: هَلِ اتَّهمت ابن سمعون بشيء؟ فَقَالَ: بلغني أَنَّهُ رَوَى جزءًا عَنْ أَبِي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، كَانَ عَلَيْهِ مكتوب: وَأَبُو الْحُسَيْن ابن سمعون، وكان "رجلا"1 آخر سواه، لأنّه كَانَ صبيًّا، ما كانوا يُكْنُونه فِي ذَلِكَ الوقت، وسماعه من غيره صحيح.
قَالَ أَبُو ذَرّ: وكان القاضي أَبُو بَكْر الْأشعري وَأَبُو حامد يُقَبّلان يد ابن سمعون إذا جاءاه، وكان القاضي أَبُو بَكْر يقُولُ: ربّما خفي عليّ من كلامه بعض الشيء لدقّته2.
وقال السلمي: سمعته يقول في: {وَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً} [الأعراف: 142] قَالَ: مواعيد الْأحبة وإن اختلفت، فإنّها تؤْنس. كُنَّا صبيانًا ندور على الشط ونقول:
ما طليني وسَوِّفي ... وعِديني ولا تَفي
واترُكِيني مُولَّهًا ... أو تَجودِي وتَعطِفي
قَالَ الخطيب: ثنا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الظاهري: سَمِعْتُ ابن سمعون يذكر أَنَّهُ أتى بيت المقدس ومعه تمر، فطالبته نفسه برطب، فلامها، فعمد إلى التمر وقت إفطاره فوجده رطبًا، فلم يأكل منه وتركه، فلما كَانَ ثاني ليلة وجده تمرًا.
وقَالَ الخطيب: سَمِعْتُ أَبَا الفتح القوَّاس يَقُولُ: لحقتني إضافة، فأخذت قوسًا
__________
1 في الأصل "رجل".
2 تبيين كذب المفتري "201".(27/115)
وخُفَّيْن، وعزمت عَلَى بَيْعهما، فقلت: أحضر مجلس ابن سمعون، ثم أبيعهما، فحضرت، فلما فرغ ناداني: يا أَبَا الفتح لا تبع الخُفَّين والقوس، فإنّ اللَّه سيأتيك برزق أو كما قَالَ.
وقَالَ الخطيب: حَدّثَنِي شرف الوزراء أَبُو القاسم عَلِيّ بْن الْحَسَن، قَالَ: حَدّثَنِي أَبُو طاهر مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن العلاف، قَالَ: حضرت أَبَا الْحُسَيْن يومًا وهو يعظ، وَأَبُو الفتح القوّاس إلى جنب الكرسي، فنعس، فأمسك أَبُو الْحُسَيْن عَنِ الكلام ساعة، ثم استيقظ أَبُو الفتح، ورفع رأسه، فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحُسَيْن: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي نومك؟ قَالَ: نعم، فَقَالَ: لذلك أمسكت خوفًا من أن تنزعج.
وقَالَ الخطيب: حَدّثَنِي رئيس الرؤساء الوزير: نا أَبُو عَلِيّ بْن أَبِي مُوسَى الهاشمي، حكى لي مولى الطائع لله أن الطائع أمره فأحضر ابن سمعون.
فرأيت الطائع غضبانًا، وكان ذا حِدَّة، فأحضرت ابن سمعون، فأذن له الطائع في الدخول، فدخل وسلّم بالخلافة، ثم أخذ فِي وعظه، فَقَالَ: رُوِي عَنْ أمير المؤمنين عَلِيّ -رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، ثم رَوَى عَنْ أمير المؤمنين عَلِيّ -رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، ثم رَوَى عَنْ أمير المؤمنين وترضى عَنْهُ، ووعظ حتى بكى الطائع، وسمع شهيقه، وابتلّ منديل من دموعه، فلما انصرف، سَأَلت عَنْ سبب طلبه، فَقَالَ: رُفِع إليّ أَنَّهُ ينتقص عليا -رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، فأردت أقابله، فلما حضر افتتح بذِكْر عَلِيّ والصلاة عَلَيْهِ، وأعاد وأبدى فِي ذِكْره، فعلمت أَنَّهُ وُفِّق، ولِعِلْمه كُوشِف بذلك.
قَالَ العتيقي: تُوُفِّي ابن سمعون وكان ثقة مأمونًا فِي نصف ذي القعدة.
قَالَ الخطيب: ونُقِل سنة ست وعشرين وأربعمائة من داره، ودُفِن بباب حرب، ولم تكن أكفانه بُلِيَت فيما قِيلَ.
273- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن الفضل بْن شهريار، أَبُو بَكْر بْن أخي عَلِيّ بْن الفضل التاجر الْأرْدَسْتَاني.
رَوَى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم. وعنه: أَبُو نُعَيْم.
274- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن جَعْفَر، أبو الطيب التيمي الكوفي النَّخَّاس1.
حدّث بالكوفة وبغداد عَنْ: عَبْد الله بن زيدان البَجَليّ، وعلي بن العباس المقانعي، وجماعة.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 245"، والعبر "3/ 37".(27/116)
وعنه: عُبَيْد اللَّه الْأزهري، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال، ومحمد بْن عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن العَلَويّ، ومُحَمَّد وَأَبُو طاهر ابنا مُحَمَّد بْن عيسى الحَذَّاء الكوفي وجماعة. وكان ثقة.
275- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْد اللَّه، أَبُو الفَضْل الشَّيْباني الكوفي نزيل بغداد1.
حدث عَنْ: مُحَمَّد بْن جرير، ومحمد بن محمد الباغندي، "وأَبِي"2 القاسم البَغَوي، وخلق كثير من العراقيين والشاميين والمصريين.
رَوَى عَنْهُ جماعة، وانتخب عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنيّ، ثم بان كَذِبُه، وسرقوا حديثه.
قَالَ الخطيب: كَانَ عند ذَلِكَ يضع الحديث للرافضة، وعاش تسعين سنة.
قلت: وكان حافظًا عارفًا بالفنّ، مصنّفًا، لكنّه لحقه الْأدْبار.
رَوَى عَنْهُ تمّام الرّازي، وَأَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو العلاء الواسطي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وخلق.
قَالَ الْأزهري: كَانَ يحفظ، وكان كذّابًا دجّالا.
قَالَ حمزة السَّهْمي: كَانَ يضع الحديث، كتبت عَنْهُ، وله سَمْتٌ ووَقَار.
قَالَ العتيقي: تُوُفِّي فِي ربيع الآخر، وكان كثير التخليط.
276- مُحَمَّد بْن الفضل بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمَة بْن المغيرة، أَبُو طاهر السُّلَمي، نافعة3 الأئمة أَبِي بَكْر، محدّث نيسابُور.
وسمع: جدّه، ومُحَمَّد بْن إِسْحَاق السّرّاج، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد الماسَرْجَسي، وأقرانهم.
قَالَ الحاكم: عقدت لَهُ مجلس التحديث سنة ثمانٍ وستّين، ودخلت "بيت كُتُب"4 جَدّه، وأخرجت لَهُ مائتين وخمسين جُزْءًا من سماعاته الصحيحة، وانتقيت لَهُ عشرة أجزاء، وقلت: دع الْأصول عندي صيانةً لها، فأخذها وفرقها على الناس،
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 466"، والعبر "3/ 37"، وشذرات الذهب "3/ 126".
2 في الأصل "أبو".
3 سير أعلام النبلاء "16/ 490"، والعبر "3/ 37"، وميزان الاعتدال "4/ 9".
4 في الأصل "كتب بين".(27/117)
وذهبتْ، ومدّ يده إلى كُتُب غيره، ثم إنه مرض، وتغيّر بزوال عقله فِي سنة أربع وثمانين. ثم قصدته بعد ذَلِكَ للرواية، فوجدته لا يَعْقِل، وتُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين، فِي جمادى الْأولى، ودفن فِي دار جدّه.
روى عنه: الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وَأَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي وَأَبُو المُظَفَّر سَعِيد بْن إِبْرَاهِيم المقرئ، وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ المقرئ، وغيرهم من شيوخ زاهر السّحامي، وما أعتقد أنهم سمعوا منه إلا فِي صحة عقله، فإنّ من لا يَعْقِل كيف يُسْمَع عَلَيْهِ، واللَّه تعالى أعلم.
277- مُحَمَّد بْن يحيى البُوزْجَاني، أحد الكبار البارعين فِي معرفة الهندسة. لَهُ فيها تصانيف عجيبة. وبوزجان قرية من نيسابُور.
278- مُحَمَّد بْن المُسَيّب بْن رافع العَقِيلي الْأمير أَبُو الذّواد1. تغلّب عَلَى الموصل وأخذها سنة ثمانين وثلاثمائة، وصاهر لولد عَضُدِ الدولة.
وتُوُفِّي فِي سنة سبعٍ وثمانين هذه، وقام بعده أخوه حسام الدولة مقلّد بْن المُسَيّب.
279- مُحَمَّد بْن هشام بْن عَبَّاس، أَبُو عَبْد اللَّه القُرْطُبي البزّاز2. جمع الكثير من قاسم بْن أصبغ، وسمع من أبي عبد الملك ابن أَبِي دُلَيْم، وأَحْمَد بْن رحيم.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: كتبت عَنْهُ وكان صالحًا ثقةً. توفي فِي رجب.
280- مُوسَى بْن عيسى بْن طانجور، أَبُو القاسم السّرّاج3.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغَنْدِي، وأَبَا بَكْر بْن أَبِي داود، ومُحَمَّد السَّوانيطي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن العتيقي، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حسنون النَّرْسي وعُبَيْد اللَّه بن الْأزهري، ووثّقه، وكان مولده سنة خمسٍ وتسعين ومائتين.
__________
1 العبر "3/ 37"، وشذرات الذهب "3/ 126".
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 100".
3 تاريخ بغداد "13/ 64"، والمنتظم "7/ 201"، والعبر "3/ 37".(27/118)
"حرف النون":
281- نوح بْن منصور بْن نوح بْن عَبْد الملك بْن نصر بْن أحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن أحْمَد بْن أسد بْن سامان، أَبُو القاسم، سلطان ما وراء النهر، وابْن سلاطينها1.
تُوُفِّي فِي رجب، وبقيت ولايته اثنتين وعشرين سنة، وولي الأمر بعده ابنه أبو الحارث منصور بْن نوح.
وذكره ابن الْجَوْزي فقال: مالك خراسان وغزنه وما وراء النهر، ولي بعده ابنه فبقي سنة وتسعة أشهر، ثم قبض عَلَيْهِ خواصُّه، وأجلسوا فِي المُلْك أخاه عَبْد الملك بْن نوح، فقصدهم محمود بْن سبكتكين، فالتقاهم وكسرهم، فانهزموا منه إلى بُخَارَى، وانقرض ملك السامانية.
"الكنى":
282- "مَنْجوتَكِين"2 التركي العزيزي. مولى الملقَّب بالعزيز بْن المُعِزّ.
ولي دمشق سنة إحدى وثمانين، وبقي مدّة، وفي سنة سبْعٍ هذه عزله الحاكم، وأرسل عوضه سُلَيْمَان بْن جَعْفَر بْن فلاح، فنزع منجوتكين الطّاعة، وسار إلى الرملة، لحرب من يجيئه من مصر، ثم كانت الوقعة يوم الجمعة من جمادى الْأولى، فاقتتلوا، ثم انهزم منجوتكين، ووصل دمشق فِي يومين، وطلب من أهل البلد النُّصْرَة، فلم يجيبوه خوفًا من الحصار والغلاء، ونهبوا داره، وهمُّوا بالقبض عَلَيْهِ، فانهزم إلى أَذْرِعَات، ولجأ إلى ابن الجرّاح الطائي، فلم يمنعه، وأسلمه إلى الْأمير سُلَيْمَان بْن فحل، فبُعِث إلى مصر، فعفا عَنْهُ الحاكم.
283- أَبُو العلاء بْن ماهان، راوي صحيح مُسْلِم. هُوَ: عَبْد الوهاب بْن عيسى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن ماهان البغدادي3.
"حدّث بمصر"4، عَنْ أَبِي بَكْر أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى الأشقر الفقيه، عن
__________
1 سير أعلام النبلاء "16/ 514"، والبداية والنهاية "11/ 323"، والعبر "3/ 38".
2 في الأصل "بنجوتكين".
3 العبر "3/ 39"، وشذرات الذهب "3/ 128".
4 في الأصل "الكتاب".(27/119)
القلانسي "صاحب مُسْلِم"1. وله فَوْت ثلاثة أجزاء الصحيح رواها عَنِ الْجُلُودِي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر يحيى بْن مُحَمَّد الْأشعري، وأَحْمَد بْن الفتح بْن الواساني المَعَافِرِي، ومُحَمَّد بْن يحيى الحَذَّاء الْأندلسيون.
وقد كتب الدَّارَقُطْنيّ إلى أهل مصر ليكتبوا عَنِ ابن ماهان كتاب مُسْلِم ووصفه بالثقة والتمييز.
قَالَ الحبَّال: تُوُفِّي فِي سنة سبعٍ وثمانين.
وَفَيَات سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
284- أحْمَد بْن عَبْدان بْن مُحَمَّد بْن فرج، أَبُو بَكْر الشيرازي الحافظ نزيل الْأهواز2.
كَانَ من كبار أئمّة الحديث. سأله حمزة السَّهْمي عَنِ الرجّال والْجَرْح والتعديل.
رَوَى عَنْ مُحَمَّد بن محمد الباغندي، وأبي القاسم البغوي، وجماعة.
ولد سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وسمع سنة أربع وثلاثمائة من أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن السَّكن البغدادي بشيراز، وسمع من بَكْر بْن أحْمَد الزُّهْري بكازَرُون، وتُوُفِّي فِي شهر صفر.
رَوَى عَنْهُ: أبو الحسن محمد بن علي بن صخر، وحمزة السَّهْمي، وَأَبُو ذَرّ الهَرَوِي، وقاضي الْأهواز عَبْد الواحد بْن منصور بْن المشتري، والقاضي عَلِيّ بْن عُبَيْد اللَّه الحسكاني من مشيخة الرازي، وعَبْد الوهاب "الغندجاني"3 وآخرون.
وكان يقال لَهُ: الباز الْأبيض، وروى تاريخ الْبُخَارِيّ.
285- أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد البصير أَبُو عمر الجذامي القرطبي4.
__________
1 في الأصل "صاحب مصر مسلم".
2 سير أعلام النبلاء "16/ 489"، والعبر "3/ 38"، وتذكرة الحفاظ "3/ 990".
3 في الأصل "العند هاني" وهو تصحيف.
4 تاريخ علماء الأندلس "1/ 57"، وفي الأصل "أحمد محمد".(27/120)
سَمِعَ الكثير من قاسم بْن أصبغ، وأَحْمَد بْن دُحَيْم، ومُحَمَّد بْن الخشنيّ، وخالد بْن سعد وطائفة، وكان عارفًا بالحديث ووقوف عَلَى أحوال نقلته.
روى عنه: محمد بن الحسن الزُّبَيْدِي، وابْن الفَرَضِيّ وقَالَ: أجاز لي ولأبي مصعب ما رواه، وتُوُفِّي فِي جُمادى الآخرة، وَلَهُ سبعٌ وسبعون سنة.
286- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف المُزَني.
رَوَى عَنْ: مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبَادِل، وعَلِيّ بْن أَبِي العقب.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بْن الْحَسَن الرَّبعي.
287- أحْمَد بْن منصور بْن مُحَمَّد بْن حاتم، أَبُو النُّوشَرِي1.
سَمِعَ يحيى بْن صاعد، وأَحْمَد بْن عَلِيّ الْجَوْزَجَاني، وإبراهيم بْن عَبْد الصمد القاضي.
رَوَى عَنْهُ: العتيقي، والتنوخيّ، وعاش ثمانين سنة، وكان ثقة.
288- أَصْبَغُ بْن عَبْد اللَّه بْن مَسَرَّة، أَبُو القاسم الخيّاط2.
حجّ، وسمع أَبَا مُحَمَّد بْن الورد، وأَحْمَد بْن الْحَسَن الرازي، وأَبَا إِسْحَاق مُحَمَّد بْن القاسم بْن شعبان، وأَبَا عَلِيّ بْن السَّكَن، سَمِعَ منه مصنفه الصحيح في السنن، وكان من الشهود.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: "سَمِعْتُ" منه "أشياء"3، توفي في رمضان.
"حرف الباء":
289- بَكْر بْن مُحَمَّد بْن بَكْر بْن خُرَيْم، أَبُو القاسم الدمشقي الطرائفي المعدّل4.
رَوَى عَنِ: ابن جوصا. روى عنه: أحمد بن الحسين الطيان، ورشأ بن نظيف، وغيرهما.
__________
1 اللباب "3/ 331"، والأنساب "4/ 159".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 81".
3 ما بين الأقواس سقط من الأصل واستدرك من تاريخ ابن الفرضي.
4 تهذيب ابن عساكر "3/ 290".(27/121)
"حرف الحاء":
290- الْحَسَن بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو عَلِيّ الحرشي الحيري1.
سمع: أباه "أَبَا"2 عمرو، "وأَبَا"3 نُعَيْم بْن عدِيّ، وعدّة. وعنه: القاضي أَبُو بَكْر. مات فِي جمادى الآخرة.
291- الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد، أَبُو عَلِيّ الكِنْدي الحمصي الفقيه، نزيل بعلبك4.
حدّث فِي هذا العام عَنْ سَعِيد بْن عَبْد العزيز الحلبي، وابْن جَوْصا.
رَوَى عَنْهُ: الْحَسَن بْن الْأشعث المنبجي، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد الرَّحْبي وجماعة. وقع لنا جُزْءٌ من حديثه.
292- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن بَشَّار، أَبُو عَلِيّ الرَّيْحاني.
رَوَى عَنْهُ الهَمَذَاني. رَوَى عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن عمروس، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بلبل الزَّعْفَراني، ومُحَمَّد بْن حمدان بْن سُفْيَان البغدادي، والقاسم بْن أَبِي صالح، وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن يعقوب.
رَوَى عَنْهُ: أحْمَد بْن زَنْجَوَيْه، وَأَبُو طاهر بْن سَلَمَة، ومُحَمَّد بْن عيسى، وآخرون.
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ صدوقًا صالحًا.
293- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الدمشقي نزيل نيسابُور5.
وحدّث فِي هذه السنة عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ الهُجَيْمي، والفضل بْن الفضل الكِنْدي، وجماعة.
وعنه: أَبُو عثمان الصّابوني، وأَحْمَد بْن منصور المقرئ، رَوَى أحاديث لا تشبه أحاديث الصدق.
__________
1 الأنساب "4/ 110".
2 في الأصل "أنا".
3 في الأصل "أنا أبو".
4 سير أعلام النبلاء "16/ 415".
5 تهذيب ابن عساكر "4/ 233".(27/122)
294- الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير، أبو عبد الله البغدادي الصيرفي الحافظ1.
سمع: أبا جَعْفَر بن البَخْتَرِيّ، وإسماعيل الصَّفَّار، وَعُثْمَان بن السماك وأبا بكر بن النجار فمن بعدهم.
روى عنه: أبو حفص بْن شاهين، وهو أكبر منه، وَأَبُو العلاء الواسطي، وأبو القاسم التنوخي، وعبيد الله الأزهري، وآخر من حدث عَنْهُ أبو الحسين محمد بْن المهتدي باللَّه.
قَالَ الْأزهري: سَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي حديث: هذا حديث كتبه عنّي مُحَمَّد بن إسماعيل الوراق، وأبو "الحسن"2 الدارقطني.
وقال أَبُو القاسم الْأزهري: كنت أحضر عند ابن بكير، وبين يديه أجزاء، فأنظر فيها، فيقول لي: أيما أحب إليك، تذكرني متن ما تريد من هذه الْأجزاء، حتى أخبرك بإسناده، أو تذكر إسناده حتى أذكّرك بمتنه؟ فكنت أذكر المُتُون، فيحدثني بالأسانيد كما هِيَ حفظًا منه، وفعلت هذا مرارا كثيرة، وكان ثقة، لكنهم حسدوه، وتكلموا فِيهِ.
قَالَ الخطيب: قَالَ ابن أَبِي الفوارس: كَانَ يتساهل فِي الحديث ويُلْحِق فِي أُصول الشيوخ ما لَيْسَ منها، ويصل المقاطيعَ. وُلِد سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر، رحمه اللَّه.
295- حمد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن خطاب، الْإمَام، أَبُو سُلَيْمَان الخطّابي البُسْتي3 الفقيه الْأديب، مصنف كتاب "مَعَالم السُّنَن"، وكتاب "أسماء اللَّه الحُسْنَى" وكتاب "الغنية عن الكلام وأهله"، وكتاب "العزلة"، وغير ذلك من التصانيف. سَمِعَ: أَبَا سَعِيد بْن الْأعْرابي بمكّة، وأبا بكر بن داسة بالبصرة، وإسماعيل الصفار ببغداد، وأبا الْعَبَّاس الْأصمّ بنيسابُور وطبقتهم. وأقام بنيسابور مدَّةً يصنّف ويفيد.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم، والشيخ أَبُو حامد الإِسْفِرَايِينِيّ، وَأَبُو نصر محمد
__________
1 سير أعلام النبلاء "16/ 464"، والمنتظم "7/ 203"، والبداية والنهاية "11/ 324".
2 في الأصل "الحسين".
3 العبر "3/ 39"، وشذرات الذهب "3/ 127"، والبداية والنهاية "11/ 324".(27/123)
ابن أحْمَد بْن سُلَيْمَان البلْخي "الغَزْنَوِي"1 المقرئ، وعَلِيّ بْن الْحَسَن الفقيه السجزي، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد الملك الفارسي الفَسَوي، وَأَبُو عُبَيْد الهَرَوِي صاحب الفرسين، وعَبْد الغافر بْن مُحَمَّد الفارسي.
وقد سماه أَبُو منصور الثَّعَالِبي فِي كتاب "اليتيمة": أَبَا سُلَيْمَان أحْمَد بْن مُحَمَّد، والصّواب حمْد كما قاله الْجَمُّ الغفير.
ويقال: إنه من ولد زيد ين الخطَّاب بْن نُفَيْل العَدَوِي، ولم يَثْبُتْ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن "اليونيني"2 وشهدة العامرية قالا: أَنَا جَعْفَر الهَمَذَاني، أَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفي: سَمِعْتُ أَبَا المحاسن الرّوياني بالرّيّ، سَمِعْتُ أَبَا نصر البلْخي بغزنة، سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَان الخطابي، سَمِعْتُ سعيد الْأعْرابي، ونحن نسمع عَلَيْهِ هذا الكتاب، يعني كتاب السُّنَن لأبي دَاوُد، وأشار إلى النسخة وهي بين يديه: لو أنّ رجلا لم يكن عنده من العلم إلا المُصْحَف الَّذِي في كتاب اللَّه، ثم هذا المُصْحَف، لم يحْتَجْ معهما إلى شيء من العلم البتة.
ولأبي سليمان مقطعات من الشعر في كتاب "اليتيمة" للثَّعالبي، منها:
وما غربة الْأنْسَان فِي شقّة النَّوَى ... ولكنها واللَّه فِي عدم الشَّكْل
وإنّي غريبٌ بين بُسْتَ وأهلِها ... وإنْ كَانَ فيها أُسْرَتي وبها أهلي
وله:
فسامح ولا تَسْتَوْفِ حقَّك كلَّه ... وأبق فلم يستوف قطّ كريم
ولا تَغْلُ فِي شيء من الْأمر واقتَصِدْ ... كلا طرفي قصْد الْأمور سليم
وقد أخذ الخطابي اللغة عَنْ أَبِي عُمَر الزّاهد، والفقه عَنْ أَبِي عَلِيّ بْن أَبِي هُرَيْرَةَ، وأَبِي بَكْر القفال "الشاشي"3 وغيرهما.
وذكر أَبُو يعقوب القرّاب وفاته في ربيع الآخر.
__________
1 في الأصل "العرنوي".
2 في الأصل "النوسي".
3 في الأصل "الشافعي" وهو وهم.(27/124)
"حرف السين":
296- سَعِيد بْن حسّان بْن العلاء، أَبُو عثمان القُرْطُبي نزيل مصر1.
سَمِعَ بها من: عَبْد الملك بْن بحر بْن شاذان "الجلاب"2، ومن عثمان بْن مُحَمَّد السمرقندي بتنيس.
وحدّث بقُرْطُبَة، وبها توفي في صفر.
"حرف الشين":
297- شافع بْن مُحَمَّد بْن الحافظ أَبِي عوانة يعقوب بْن إِسْحَاق، أَبُو النَّضْر الإِسْفِرَايِينِيّ3.
رحل وطَوَّف إلى العراق والشام ومصر وخراسان بعد وفاة جَدّه.
سَمِعَ من: جَدّه، وعَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطي، وعَبْد اللَّه بْن الزَّيْنَبِي الدمشقي، وابْن جَوْصَاء، وأَحْمَد بْن عَبْد الوارث الغسَّال، وأَبِي جَعْفَر أحْمَد بْن مُحَمَّد الطّحاوي ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الدَّيْبلي، وطبقتهم.
وروى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمي، وَأَبُو نُعَيْم، وَأَبُو ذَرّ الهَرَوِي، وَأَبُو مَسْعُود أحمد بن محمد البجلي، أبو سعد مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الكَنْجَرُوذِي.
قَالَ الحاكم: خرّجت عَنْهُ فِي الصحيح. وقَالَ أَبُو القاسم بْن منده: تُوُفِّي فِي المحرَّم من السنة.
"حرف العين":
298- عبيد اللَّه بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الواحد بْن مازيا القاضي، أَبُو الْحُسَيْن البُرُوجِرْدي4.
حدّث بهَمَذَان فِي سنة أربعٍ وستين عَنْ: أَبِيهِ، وعَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني،
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 175".
2 في الأصل "الحلاب".
3 سير أعلام النبلاء "16/ 388"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1020"، وتاريخ جرجان "189".
4 تذكرة الحفاظ "3/ 1020".(27/125)
والباغَنْدِي، وابْن جرير، ومُحَمَّد بْن المجدِّر، وأَحْمَد بْن جوْصا.
رَوَى عَنْهُ: رافع بْن مُحَمَّد القاضي، وطاهر بْن ماهلة، وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الهَمَذَانيّون.
ذكره شِيرَوَيْه ووثَّقه وقَالَ: توفي ببروجرد سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
قلت: يبعد أنّه عاش إلى الْأن.
299- عُبَيْد اللَّه بْن المحدّث عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن الْبَصْرِيّ، القاضي أَبُو القاسم المَرْوَزِي قاضي نَسْف.
قَالَ المُسْتَغْفِري: كَانَ صَلْب المذْهب، لما دخل "سبكتكين"1 صاحب غَزْنَة إلى بَلْخ، دعا فقهاءها إلى مناظرة الكَراميّة، وكان منهم القاضي عُبَيْد اللَّه، وهو يومئذ عَلَى قضاء بلْخ، فَقَالَ سُبُكْتِكِين: ما تقولون فِي هَؤُلاءِ الزُّهاد الْأولياء، يعني الكرامية؟ فَقَالَ القاضي: هَؤُلاءِ كفّار.
فَقَالَ: ما تقولون فِي إنْ كنت أعتقد مذهبهم؟ فَقَالَ: قولنا فيك كقولنا فيهم، فقام وضربهم بطبرزين حتى أدماهم، وشَبَحَ القاضي، وقيدهم وحبسهم، ثم خاف الملامة فأطلقهم، وتُوُفِّي القاضي سنة ثمانٍ وثمانين.
300- عُبَيْد اللَّه بْن عَمْرو بْن مُحَمَّد بْن منتاب، أَبُو القاسم البغدادي، أخو أَبِي الطّيّب2.
سَمِعَ: يحيى بْن صاعد، وعثمان بْن السّمّاك.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن حسنون، وغيرهما. وثَّقه العتيقي، وولد سنة إحدى وثلاثمائة.
301- عُبَيْد اللَّه بن مُحَمَّد بن عُبَيْد اللَّه، أَبُو الفضل الفامي، شيخ صالح نيسابوريّ3، سكن محلّة نَصْرَاباذ.
سَمِعَ: أَبَا الْعَبَّاس السّرّاج، وأكثر الناس عنه لعلو سنده.
__________
1 في الأصل "سبكتين".
2 تاريخ بغداد "10/ 375"، والمنتظم "7/ 204".
3 سير أعلام النبلاء "16/ 495"، والعبر "3/ 39"، وشذرات الذهب "3/ 128".(27/126)
قَالَ الحاكم: سماعاته بخطّ أَبِيهِ صحيحة. قلت: رَوَى عَنْهُ سَعِيد العيار، وجماعة، وقع لنا من عَوَالِيه.
302- عبد العزيز بْن يوسف، "أَبُو"1 القاسم كاتب الْأنشاء للسلطان عَضُد الدولة2، ثم وَزَرَ لابنه بهاء الدولة خمسة أشهر، وتُوُفِّي فِي شعبان من السنة، وكان أديبًا شاعرًا نبيلا، ولم يشتهر لأنّه لم تَطُل وزارتُه.
303- عُمَر بْن أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الْإمَام أَبُو حفص البَرْمَكِي الحنبلي، أحد الْأعلام والزُّهاد، وقد "ذكرناه"3 فِي الماضية. "أَبُو"4 حفص العُكْبَرِي المعروف بابن المسلّم.
رَوَى هذا عَنْ أَبِي بَكْر الصوّاف، وإِسْمَاعِيل الخطبي، وتفقّه بأبي عَلِيّ النّجار، وأَبِي بَكْر عَبْد العزيز، وله فِي الفقه تواليف حسنة، رحمه اللَّه. وهو والد المعمَّر أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن عُمَر البَرْمَكِي شيخ قاضي المرسْتان.
304- عُمَر بْن مُحَمَّد بْن "عِرَاك"5 بْن مُحَمَّد بْن عِرَاك، أَبُو حفص الحَضْرَمِي المصري المقرئ6 المجوّد.
قرأ القرآن بَورْش عَلَى: أَبِي جَعْفَر حمدان بْن عَوْن بْن حكيم الخَوْلاني صاحب إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه النحاس، وعلى أَبِي الْعَبَّاس أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن جامع السُّكَّري، وعلى أَبِي غانم المُظَفَّري أحْمَد بْن حمدان.
قرأ عَلَيْهِ: فارس بْن أحْمَد الضّرير، وتاج الْأئمّة أحْمَد بن عَلِيّ بْن قاسم، وَأَبُو الوليد عُتْبة بْن عَبْد الملك العثماني، وغيرهم.
قَالَ أَبُو إِسْحَاق الحبّال: تُوُفِّي بمكّة يوم عاشوراء، وقد تُوُفِّي أَبُو غانم شيخه في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. وتُوُفِّي أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن عبد اللَّه بن هلال الأزدي
__________
1 في الأصل "أبا".
2 البداية والنهاية "11/ 325"، والمنتظم "7/ 203".
3 في الأصل "ذكرنا".
4 في الأصل "أبا".
5 في الأصل "عزاك".
6 سير أعلام النبلاء "16/ 495"، والعبر "3/ 40"، وشذرات الذهب "3/ 29".(27/127)
سنة عشرين وثلاثمائة، وهو شيخ أبي غانم. وقرأ الْأزْدِيّ وحمدان الخَوْلاني، عَلَى إِسْمَاعِيل النّحّاس، عَنْ قراءته عَلَى أَبِي يعقوب الْأزْدِيّ، عَنْ ورش، فقراءته عَلَى الخَوْلاني أعلى بدرجة. وكان ابن عِراك من كبار المقرئين.
305- عُمَر بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن، أَبُو حفص "اليسع"1. بغدادي، تُوُفِّي في تنيس.
"حرف القاف":
306- القاسم بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن معروف، أَبُو أحْمَد القنطري الحاكم.
تُوُفِّي فِي ربيع الْأوّل بنَسْف.
رَوَى عَنْ الْأصم، وعَبْد المؤمن بْن خَلَف، وجماعة. رَوَى عَنْهُ جَعْفَر المُسْتَغْفِري.
307- قاسم بْن مُحَمَّد بْن قاسم بْن أَصْبَغُ بن محمد "البياني"2، أبو مُحَمَّد القُرْطُبي قاضي مدينة الفرج3.
سَمِعَ من: جَدّه. وكتب عَنْهُ: ابن الفَرَضِيّ وجماعة. وكان مولده سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وتُوُفّي فِي ربيع الأول.
"حرف الميم":
308- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن سُلَيْمَان، أَبُو النَّضْر السَّرْمَغُوني النَّسَوِي.
سَمِعَ بدمشق، ونشأ، وحدّث عَنْ مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَبْد الجبّار النَّسَوِي، وأَبِي الدَّحداح أحْمَد بْن مُحَمَّد، وابْن جَوْصا، وأَبِي نُعَيْم بْن عدِيّ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن سَلَمَة، والْحُسَيْن بْن عثمان الشيرازي، وَأَبُو مَسْعُود أحْمَد بْن مُحَمَّد البَجَلي. وعاش إلى هذه السَّنَة، ولم تُحْفَظْ وفاتُه.
309- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن إبراهيم، أَبُو الفرج الشَّنَّبُوذِي المقرئ4، تلميذ ابن
__________
1 في الأصل "اليسيع".
2 في الأصل "البناني".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 364".
4 سير أعلام النبلاء "16/ 495"، المنتظم "7/ 204"، والبداية والنهاية "11/ 325"، والعبر "3/ 40"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1020".(27/128)
شَنَّبوذ، قرأ عَلَيْهِ القراءات، وعلى أَبِي بَكْر بن مجاهد، وأبي عبد الله إبراهيم بن عرفة النَّحْوِيّ نفْطَوَيْه، وابْن بشّار العلاف صاحب الدُّورِي، وهو أقدم شيخ لَهُ، ومُحَمَّد بْن النَّضْر بْن الْأخرم، وجماعة، واعتنى بهذا الشأن، وتصدّر للإقراء بعد أن أكثر التَّرْحال فِي لُقيّ الشيوخ المقرَّبين.
قرأ عَلَيْهِ: الهيثم بْن أحمد الدمشقي الصّبّاغ، وَأَبُو طاهر مُحَمَّد بْن ياسين الحلبي، وَأَبُو الفرج الْأستِراباذي، وَأَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي، وَأَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الحسين الكارزيني وطائفة، وآخرهم وفاةً، فيما أعلم، أَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وكان عالمًا بالتفسير ووجوه القراءات.
قَالَ الخطيب: سَمِعْتُ أَبَا الفضل عُبَيْد اللَّه بْن أحْمَد يذكر أَبَا الفرج الشَّنَّبُوذِي، فعظَّم أمره وقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أحفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد القرآن.
وقال الخطيب: ولد سنة ثلاثمائة، وتكلّم النّاس فِي رواياته، فحدثني أحْمَد بْن سُلَيْمَان الواسطي المقرئ قَالَ: كَانَ أَبُو الفرج الشَّنَّبُوذِي يذكر أَنَّهُ قرأ عَلَى أَبِي الْعَبَّاس الْأشناني، فتكلّم النّاس فِيهِ، وقرأت عَلَيْهِ لابن كثير، ثم سَأَلت عَنْهُ الدَّارَقُطْنيّ، فأساء القول فِيهِ.
قَالَ التنوخي: تُوُفِّي أَبُو الفرج الشَّنَّبُوذِي فِي صفر من السنة.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: أخذ عرْضًا عَنِ ابن شنَّبُوذ ولازمه، فنسب إِلَيْهِ، عَنْ مُحَمَّد بْن هارون التّمّار، وأَبِي مزاحم الخاقاني، وأحمد بن حماد التيمي، ثم سمّى جماعة، وقال: مشهور، ضابط، نبيل، حافظ، ماهر، خازن، كَانَ يتحرّك فِي البلدان. رَوَى عَنْهُ القراءة غير واحدٍ من شيوخنا.
310- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مَتّ، أَبُو بَكْر الْأشْتِيخَني1.
سمع صحيح الْبُخَارِيّ فِي سنة تسع وثلاثمائة من أَبِي عَبْد اللَّه الفَرَبْرِي، وحدّث.
تُوُفِّي فِي رجب، وكان من كبار الشافعية، مَعَ الزُّهد والعبادة، رحمه اللَّه.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو سَعِيد الإدريسي، وعَلِيّ بْن سختام السَّمَرْقَنْدِيّ، وجماعة.
__________
1 العبر "3/ 40"، وسير أعلام النبلاء "16/ 521"، وشذرات الذهب "3/ 129".(27/129)
311- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قادم، أَبُو عَبْد اللَّه القُرْطُبي المالكي1.
سَمِعَ: قاسم بْن أَصْبَغُ وذويه، ورحل فسمع بمصر، وتفقّه عَلَى ابن سُفْيَان، وسمع ببغداد من أَبِي بَكْر الشّافعيّ، وأَبِي عَلِيّ بْن الصَّوّاف.
قَالَ ابن "الفَرَضِيّ"2: كَانَ ضعيفًا غير ضابط لنفسه ولا لسانه. تُوُفِّي فِي هذا العام، وكان شاعرًا محسنًا إخباريا، وقد سمعه غير واحد ينال من عليّ -رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، وأنا سمعته ينال من الْحَسَن، لعن اللَّه من نال منهما.
312- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مجّ، أَبُو النَّضْر الكُشَاني الكرميني.
رَوَى عن: دَاوُد بْن سُلَيْمَان بْن خُزَيْمَة، وأَبِي حسّان مُهِيب بْن سُلَيْم، وغيرهما.
سماعه سنة سبع عشرة. رَوَى عَنْهُ جَعْفَر بْن المُسْتَغْفِري. حدّث فِي هذه السنة، وانقطع خبره.
313- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عقيل، أَبُو بَكْر النيسابُوري القطّان.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن دلوَيْه، وعَلِيّ بْن عَبْدان، وطبقتهما. وعنه: الحاكم، وَأَبُو عَلِيّ الصّابوني. ورَّخه الحاكم.
314- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن محمي، أَبُو بَكْر البغدادي الجوهري3.
رَوَى عَنْ: أَبِي القاسم البَغَوي. رَوَى عَنْهُ: العشاري، والعتيقي، والأزهري. وتُوُفِّي فِي شعبان، وهو ثقة.
315- مُحَمَّد بْن الْحَسَن4 بْن المُظَفَّر، أَبُو عَلِيّ البغدادي اللُّغَوِي الكاتب، المعروف بالحاتمي، أحد الْأعلام المشاهير.
أخذ اللغة عَنْ أَبِي بَكْر الزاهد. رَوَى عَنْهُ أَبُو القاسم التنوخي، وغيره.
وله الرسالة الحاتمية التي شرح فيها ما جرى بينه وبين المتنّبي من إظهار سرقاته وإبانة عيوبه في شعره، وهي رسالة تدل عَلَى تبحره، يذكر في أولها ذهابه على
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1002".
2 في الأصل "الرضي" وهو تصحيف.
3 تاريخ بغداد "1/ 363"، والمنتظم "7/ 204".
4 في الأصل "الحسين".(27/130)
بغلته، وبين يديه غلمانه إِلى دار المتنبي، فما أكرمه ولا احترمه، وأَنَّهُ جلس، فما التفت إليه، فعفنه الحاتمي ووبخه عَلَى تيهه وعجبه.
تُوُفِّي الحاتمي فِي هذه السنة. بلغتنا أخباره مختصرة.
316- مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أحْمَد بْن عَلِيّ، أَبُو الطيّب الماذرائي. من رؤساء المصريين ومن بيت حشمة. تُوُفِّي فِي شوّال.
317- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مهران القاضي، أَبُو الفضل المَرْوَزِي الحَدَّادي الواعظ الصّوفي1.
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن محمود المَرْوَزِي، ومُحَمَّد بْن يحيى بْن خَالِد صاحب إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وحماد بْن أحْمَد السُّلَمي، والكبار، وعُمَر حتى جاوز المائة.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وبالإجازة أَبُو يَعْلَى الخليلي. وقَالَ فِيهِ الحاكم: شيخ أهل مَرْو فِي الفقه والحديث والتصوُّف والقضاء، مات بمَرْو فِي صفر.
قلت: حديثه من أعلى شيء وقع لمُحيي السُّنَّة البَغَوي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَر، ومُحَمَّد بْن عَبْد العزيز القنطري، وَأَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بن أحمد بن جعفر الشاذ باخي، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الوزيري الخُوَارِزْمِي، وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَبِي الهيثم الترابي، وغيرهم.
318- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زكريا الحافظ، أَبُو بَكْر الشَّيْباني الْجَوْزَقي2 العدل، شيخ نيسابُور ومحدثها، وابْن أخت محدّثها أَبِي إِسْحَاق إبراهيم بْن المُزَكّي.
رَوَى عَنْ: أَبِي الْعَبَّاس السّرّاج، وأَبِي نُعَيْم بْن عدِيّ الْجُرْجَاني، وأَبِي الْعَبَّاس الدّغُولي.
رحل "بِهِ"3 خاله إلى سرخس وسمع مكي بن عبدان، وأبا حامد بن الشرفي، وأخيه عَبْد اللَّه بْن الشرفي، ورحل فسمع أَبَا سَعِيد بْن الْأعْرابي بمكّة، وأَبَا عَلِيّ
__________
1 سير أعلام النبلاء "16/ 740"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1020".
2 سير أعلام النبلاء "16/ 493"، والعبر "3/ 41"، وطبقات الحفاظ "401".
3 في الأصل "إليه".(27/131)
الصّفّار ببغداد، وأَبَا حاتم "الوسقندي"1 بالرّيّ، والقاسم بْن عَبْد الواحد بهَمَذَان، وصنف المسند الصحيح عَلَى كتاب مُسْلِم.
وجَوْزَق: قرية من قرى نيسابُور. وأمّا الفضل إِسْحَاق الهَرَوِي الْجَوْزَقي الحافظ فمنسوب إلى جَوْزَق من عمل هَرَاة.
ولأبي بَكْر الْجَوْزَقي كتاب "المتّفق" مشهور، وله كتاب المتفق الكبير في نحو ثلاثمائة جُزْء، يرويه أَبُو عثمان الصّابوني.
روى عَنْ أَبِي بَكْر قَالَ: أنفقت فِي الحديث مائة ألف دِرْهَم، وما كسبت بِهِ دِرْهَمًا.
قَالَ الحاكم: وانتقيت لَهُ فوائد فِي عشرين جُزْءًا، ثم بعدها ظهر سماعه من السّرّاج.
وتُوُفِّي فِي شوّال عَنِ اثنتين وثمانين سنة.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، والكَنْجَرُوذِي، وسعيد بْن مُحَمَّد البحيري، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ الخشّاب، وسعيد العيّار، وأَحْمَد بْن منصور بْن خَلَف المغربي، وآخرون.
319- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه حَمْشَاد، أَبُو منصور النيسابُوري الزّاهد، أحد الْأئمّة2.
سَمِعَ: أَبَا حامد بْن بلال، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان، وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وابْن البَخْتَرِي، وتفقّه عَلَى جماعة، وأخذ الكلام عَنْ جماعة، والعربيّة عَنْ أَبِي عُمَر الزّاهد ونحوه، ودخل إلى اليمين. كان مجتهدًا فِي العبادة، زاهدًا، واعظًا، كثير التصانيف، تخرّج بِهِ جماعة، وكان مُجابَ الدعوة.
تُوُفِّي فِي رجب، وله اثنتان وسبعون سنة. لَهُ نحو ثلاثمائة مصنَّف.
320- مُحَمَّد بْن "عُبَيْد"3 اللَّه بْن مُحَمَّد، أَبُو بَكْر البغدادي الكَرْخي الكاتب.
سَمِعَ: أَبَا عَبْد اللَّه المَحَامِلي، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد، وأَبَا بكر بن داسة.
__________
1 في الأصل "الوسعدي".
2 طبقات الشافعية "2/ 167".
3 في الأصل "عبد".(27/132)
رَوَى عَنْهُ: أَبُو حفص بْن شاهين، وهو أكبر منه، وجماعة من المتأخِّرين.
ذكره البَرْقَاني، قَالَ: ثقة، ثقة، ثقة. وقَالَ غيره: كَانَ يَقْرُب إلى الدَّارَقُطْنيّ فخرَّج لَهُ.
وتُوُفِّي فِي ذي الحجَّة.
321- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أحمد الْإمَام1، أَبُو بَكْر الْأدْفُوِي الْمَصْرِيّ المقرئ النَّحْوِيّ المفسر. وأدْفو من الصعيد بقرب أسوان. سكن مصر، وكان خشّابًا يتكسّب فِي بيع الخشب.
صحِب أَبَا بَكْر النّحّاس ولزمه، وحمل عَنْهُ سائر كُتُبه، وسمع الحديث، وقرأ القرآن برواية وَرْش، وكان سيّد أهل عصره، وكانت لَهُ حلقة كبيرة. أخذ عَنْهُ طائفة. وله كتاب "تفسير القرآن" فِي مائة وعشرين مجلَّدة، ومنه نسخة بمصر، بوقف القاضي عَبْد الرحيم الفاضل.
تُوُفِّي يوم الخميس لثمان بقين من ربيع الْأوّل. ومن قَالَ: الْأثفوي فعلى لغة عوامّ المصرييّن.
قرأ عَلَى أَبِي غانم المُظَفَّر بْن أحمد المصري، وغيره.
قرأ عليه: أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن النُّعمان، والْحَسَن بْن سُلَيْمَان، وعاش ثلاثًا وثمانين سنة. وقد سَمِعَ من أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن جامع، وسعيد بْن السَّكَن، وعدّة.
322- مُحَمَّد بْن سهل القاضي، أَبُو نصر النيسابُوري الفقيه، شيخ الحنفيّة وعالمهم بخُراسَان2 وأحسنهم سيرةً فِي القضاء.
سَمِعَ: أبا حامد بن بلال، وأبا العباس الأصم، وما زال منسوبًا إلى الورَع والزُّهْد.
وحدّث عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم، وَأَبُو جَعْفَر الْأزهري، والقاضي أَبُو القاسم التنوخي. وَأَبُو عَبْد الله الصيمري. وعاش سبعين سنة.
__________
1 العبر "3/ 41"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1020"، وسير أعلام النبلاء "16/ 495".
2 تاريخ بغداد "3/ 227".(27/133)
323- مُوسَى بْن يحيى، "أَبُو"1 هارون "الصّدّيني"2 الفاسي الفقيه المالكي.
كَانَ إمامًا عالمًا بالمذهب. لقي الإمام الْأسواني، ودخل الْأندلس فِي طلب العلم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الفرج عبدوس. وتُوُفِّي بفاس فِي يوم عَرَفَة، يوم جمعة من سنة ثمانٍ وثمانين.
"حرف الياء":
324- يوسف بْن أحْمَد بْن يوسف بْن الدخيل، أَبُو يعقوب الصَّيْدلاني الْمَكِّيّ راوي كتاب "الضعفاء"3 لأبي جَعْفَر العقيلي، عَنْهُ. تُوُفِّي بمكّة.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن عمرو العقيلي، وعَبْد اللَّه بْن أَبِي رجاء، وعَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه المقرئ، وإسحاق بْن أحْمَد الحلبي، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي قراد الكوفي، وأَبَا التُرَيْك ابن الحسين الطرابلسي، وأبا سعيد بن الْأعْرابي، ومُحَمَّد بْن "عَلِيّ السامري صاحب الزياديّ"4. وخلقًا من القادمين إلى الحجّ، وصنّف كتاب "سيرة أَبِي حنيفة".
رَوَى عَنْهُ: الحكم بْن المنذر البَلُّوطي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد العَتِيقي، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن نوح الْإصبهاني، وعَلِيّ بْن الوراق.
وفيات سنة تسع وثمانين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
325- أحْمَد بْن سهل بْن محسن، أَبُو جَعْفَر الحدّاد الْأنْصَارِيّ الطُّليْطِلي المقرئ5.
قرأ بمصر عَلَى: عَبْد الباقي "الْأدْفُوِي"6، وأَبِي الطيب بْن غلبون، وصنف قراءة نافع. مات كهلا.
__________
1 في الأصل "بن".
2 في الأصل "الصدفي".
3 سير أعلام النبلاء "16/ 495"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1020".
4 في الأصل "علي السامرني صاحب الرمادي".
5 الصلة لابن بشكوال "1/ 9".
6 في الأصل "الأدفوني".(27/134)
326- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مالك الكِلائي، أَبُو القاسم بليط القُرْطُبي.
رَوَى عَنْ: قاسم بن أصبغ، وأبي عبد الملك بن أَبِي دليص، وكان صالحًا.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: كتبت عَنْهُ، تُوُفِّي فِي ذي القعدة.
327- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عابد، أَبُو عُمَر الْأسدي القُرْطُبي الحافظ1.
سَمِعَ: أحْمَد بْن سَعِيد بْن حزم، وأحمد بن مطرف، ومحمد بن معاوية، وحدث باليسر.
"حرف الحاء":
328- الحسن بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مخلد بْن سنان، أَبُو مُحَمَّد المخلدي2 النيسابُوري العدل، شيخ العدالة، وبقية أهل البيوتات.
سَمِعَ: أَبَا الْعَبَّاس السّرّاج، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن الذَّهبي، ومؤمل بْن الْحَسَن الماسَرْجَسي، وأَبَا حامد الْأعمشي، وأَبَا نُعَيْم عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن عدِيّ، وأَبَا بَكْر بْن حمدون، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن مسلم الإسفراييني، وزنجويه بن محمد اللباد، وموسى بْن الْعَبَّاس الْجُوَيْني، وجماعة.
قَالَ الحاكم: وهو صحيح السَّماع، محدّث عصره.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو عثمان البحيري، ويعقوب بْن أحْمَد الصَّيْرفي، وَأَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن عَلِيّ الخشّاب، وَأَبُو يَعْلَى الصّابوني، وَأَبُو سَعْد الكَنْجَرُوذِي، وَأَبُو حامد أحْمَد بْن الْحَسَن الْأزهري، تُوُفِّي فِي رجب.
329- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن عَوْن، أَبُو مُحَمَّد "الحريري"3، بغداديّ4.
رَوَى عَنِ: المَحَامِلي. حدّث عنه: العتيقي ووثقه.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 58"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1020".
2 العبر "3/ 43"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1021".
3 في الأصل "الجريري" وهو تحريف.
4 تاريخ بغداد "7/ 389".(27/135)
"حرف الزاي":
330- زاهر بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى، أَبُو عَلِيّ السَّرْخَسي الفقيه الشافعي المقرئ المحدّث1.
سمع: أبا لبيد محمد بن إدريس الشامي، وسمع مُحَمَّد بْن زهير الْأبُليّ، وأَبَا القاسم البَغَوي، ويحيى بْن صاعد، ومُحَمَّد بْن حفص الْجُوَيْني، ومُحَمَّد بْن المُسَيّب الْأرغياني، ومؤمّل بْن الحسن "الماسَرْجَسي"2، وأَبَا جَعْفَر أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق العنزي، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه العسكري الزَّبيبي، وعَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطيّ، ومُحَمَّد بْن هارون الحضْرمي، وأَبَا عَلِيّ محمد بن سليمان المالكي.
ذكره الحاكم، "فقال"3: شيخ عصره بخُراسَان، سَمِعْتُ مناظرته فِي مجلس أَبِي بَكْر بْن إِسْحَاق الصبغي، وكان قد قرأ عَلَى أَبِي بَكْر بْن مجاهد، وتفقّه عند أَبِي إِسْحَاق المَرْوَزِي، ودرس الْأدب عَلَى أَبِي بَكْر بْن الْأنباري، وكانت كتبه ترد عليَّ عَلَى الدوام.
وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر، وله ستٌ وتسعون سنة.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو عثمان إِسْمَاعِيل الصّابوني، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن جَعْفَر المُزَكّي، وَأَبُو عثمان سَعِيد بْن مُحَمَّد البحيري، والقاضي أَبُو المُظَفَّر منصور بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي قُرَّة الحنفي، وكريمة الكُشْمِيهَنِيّة المجاورة، وخلق سواهم.
وقد أخذ عَنْ أَبِي الْحَسَن الْأشعري، عِلْم الكلام، وشهده وهو يَقُولُ عند الموت: لعن اللَّه المعتَزِلة مَوَّهُوا ومَخْرَقُوا.
وروى المُوَطَّأ عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الصّمد الهاشمي، عن أبي مصعب، وعن مالك، سمعناه بالإجازة العالية من طريقه.
"حرف السين":
331- سعيد بن عثمان البطليوسي4.
__________
1 تذكرة الحفاظ "3/ 1021"، والعبر "3/ 43"، وسير أعلام النبلاء "16/ 476".
2 في الأصل "الماسرخسي".
3 في الأصل "يقال".
4 الصلة لابن بشكوال "1/ 207".(27/136)
سَمِعَ بقُرْطُبَة من: قاسم بْن أَصْبَغُ، ووَهْب بْن مَسَرَّة، وتقدم فِي الْأداب، وولي قضاء بَطَلْيُوس، فلم يُحْمَد، ثم صُرف، ووُلِّي الشرطة، ثم عُزِل، مات فِي هذه السنة.
332- سَعِيد بْن يُمْن، أَبُو عثمان المُرَادي1. رَوَى عَنْ: وهب بْن مَسَرَّة. رَوَى عَنْهُ: الصّاحبان.
مات في ذي القعدة بقرطبة.
"حرف الطاء":
333- طَالِب بْن هجرش.
حدّث بمصر، فروى عَنْهُ أبو سعيد الماليني.
"حرف العين":
334- الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بْن حبّان بْن مُوسَى بْن حبّان، أَبُو الفرج الكلابي الدمشقي2.
رَوَى عَنْ: جَدّه حبّان، ومُحَمَّد بْن خُرَيْم، وأَحْمَد بْن جَوْصَاء، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: تمّام، وعَلِيّ بْن المفضّل بْن الفرات، وعَلِيّ بْن مُوسَى السمسار، وغيرهم.
وحِبّان كلاهما بالكسر. وَرَّخه ووثَّقه عَبْد العزيز الكتّاني.
335- عَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق المَعَافِرِي، أَبُو بَكْر القُرْطُبي3.
عَنْ: وهب بْن مَسَرَّة، وأَحْمَد بْن مَطَرِّف، وجماعة.
حدّث عَنْهُ: الصاحبان وقالا: قدم علينا طُلَيْطِلة مجاهدًا، وأجاز لنا في سنة تسع وثمانين.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 175".
2 تهذيب ابن عساكر "7/ 255".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 243".(27/137)
336- عَبْد اللَّه بْن حامد بْن مُحَمَّد، أَبُو مُحَمَّد النيسابُوري الفقيه الواعظ، كَانَ أَبُوهُ من كبار تجار1 إصبهان، فسكن نيسابُور، فتفقّه عَلَى "أَبِي"2 مُحَمَّد عَلِيّ بْن الْحَسَن البيهقي، وأخذ علم الكلام، وسمع أَبَا حامد بْن الشرفي ومكّي بْن عَبْدان، وارتحل إلى أَبِي عَلِيّ بْن أَبِي هُرَيْرَةَ.
وعاش ثلاثًا وثمانين سنة، وصلّى عَلَيْهِ الفقيه أَبُو بَكْر بْن فُورَك. رَوَى عَنْهُ: الحاكم وأهل نيسابُور.
337- عَبْد اللَّه بْن أَبِي زيد الفقيه القيرواني، أَبُو مُحَمَّد شيخ المالكية بالمغرب3. اسم أَبِيهِ عَبْد الرَّحْمَن، وكان أَبُو مُحَمَّد قد جمع مذهب مالك، وشرح أقواله، كَانَ واسع العلم، كثير الحِفْظ، ذا صَلاح وورع.
وعنه قَالَ القاضي عِيَاض: حاز رئاسة الدين والدنيا، ورُحِل إِلَيْهِ من الْأقطار، ونخب أصحابه، وكثر الْأخذون عَنْهُ. وهو الَّذِي لخّص المذهب، وملا البلاد من تواليفه.
تفقّه بفقهاء بلده، وعوّل عَلَى أَبِي بَكْر بْن اللَّبّاد، وأخذ عَنْ مُحَمَّد بْن مسرور الحجَّام، والغسال، فسمع من أَبِي سَعِيد بْن الْأعْرابي، ومُحَمَّد بْن الفتح، والْحَسَن بْن نصر السوسي، ودارس بْن إِسْمَاعِيل.
سَمِعَ منه خلق كثير من جميع الْأفاق، منهم: الفقيه عَبْد الرحيم بْن العجوز السَّبْتي، والفقيه عَبْد اللَّه بْن غالب السَّبْتي، وعَبْد اللَّه بْن الوليد بْن سعد الْأنْصَارِيّ، وَأَبُو بَكْر أحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن الخَوْلاني القيرواني، وخلق سواهم من علماء المغرب.
وكان يُسمَّى مالكًا الصغير، وصنَّف كتاب "النّوادر والزّيادات" نحو المائة جُزْء، واختصر "المُدَوَّنَة". وعلى هذين الكتابين المعوَّل فِي الدُّنيا بالمغرب، وصنّف كتاب "العتيبة" عَلَى الْأبواب، وكتاب "الاقتداء بمذهب مالك" وكتاب "الرسالة" وهو مشهور.
__________
1 في الأصل "تجادي".
2 في الأصل "أبو".
3 العبر "3/ 43"، والنجوم الزاهرة "4/ 200".(27/138)
338- عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خسرماه القِزْوِيني، أَبُو طاهر، سَمِعَ بقِزْوين عَلَى مُحَمَّد بن معرويه، وعلي بن إبراهيم القطان، وحدث.
339- عَبْد المنعم بْن عَبْد اللَّه بْن غَلْبون بْن المبارك، أَبُو الطيّب الحلبي المقرئ، المحقّق1.
مؤلف كتاب "الْأرشاد فِي القراءات"، والد أَبِي الْحَسَن مؤلّف "التذكرة"، عداده فِي المصريين، سكنها مدة.
قرأ على: إبراهيم بن عبد الرزاق، ونظيف بْن عَبْد اللَّه، ونصر بْن يوسف المجاهدي، وصالح ابن إدريس، ومحمد بن جعفرالفريابي.
وسمع الحرف من: جَعْفَر بْن سُلَيْمَان صاحب السُوسي، ومن الْحَسَن بْن حبيب الحَصَائري، وسمع الحديث من عُبَيْد اللَّه بْن الْحُسَيْن الْأنطاكي، وسليمان بْن مُحَمَّد بْن زويط وعَدِيّ بْن أحْمَد بْن عَبْد الباقي الْأذَني، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمارة الدمشقي.
قرأ عَلَيْهِ القراءات ابنه طاهر مصنّف "التذكرة"، والْحَسَن بْن عَبْد اللَّه الصّقلّيّ، وأَحْمَد بْن عَلِيّ الرَّبعي، وَأَبُو جَعْفَر أحْمَد بْن عَلِيّ الْأزْدِيّ، ومكّي بْن أَبِي طَالِب التّنيسي، وَأَبُو الْعَبَّاس بْن تنيس، وأَحْمَد بْن عَلِيّ بْن هاشم تاج الْأئمة.
وحدّث عَنْهُ: عُبَيْد اللَّه بْن أحْمَد بْن السّخت الرّقّي، وأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن كامل الصُّوري، ومُحَمَّد بْن جَعْفَر الميماسي، والْحَسَن بْن إِسْمَاعِيل الضّرّاب.
قَالَ أَبُو عَلِيّ الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الغساني الحافظ: كَانَ ثقة خَيَارًا. وذكره أَبُو عَمْرو الدّاني، فَقَالَ: كَانَ حافظًا ضابطًا، ذا عَفَاف ونُسُك وفضل، وحُسْن تصنيف. وقَالَ غيره: ولد سنة تسع وثلاثمائة. وقَالَ الحبّال: تُوُفِّي يوم الجمعة لسبعٍ خَلَوْن من جمادى الْأولى.
340- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان بْن حَبَابَة، أَبُو القاسم البغدادي المتوثي البزاز2.
ولد سنة ثلاثمائة، وسمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وجماعة.
__________
1 العبر "3/ 44"، وشذرات الذهب "3/ 131".
2 العبر "3/ 44"، وسير أعلام النبلاء "16/ 548"، والبداية والنهاية "11/ 326".(27/139)
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وعَبْد العزيز الْأزْجِي، وعُبَيْد اللَّه الْأزهري، وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن هزارمَرد الصَّريْفينِي، رَوَى عَنْهُ كتاب "الْجَعْدِيّات". وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر، وصلى عَلَيْهِ الْإمَام أَبُو حامد الإِسْفِرَايِينِيّ. قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة.
341- عثمان بْن عَمْرو بْن مُحَمَّد بْن المنتاب، أَبُو الطّيّب البغدادي الدّقّاق إمام جامع المنصور1.
حدّث عَنْ: أَبِي القاسم البَغَوي، وابْن صاعد، وإِسْمَاعِيل الورّاق.
رَوَى عَنْهُ: عُبَيْد اللَّه الْأزهري، والْحَسَن بْن مُحَمَّد، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد العَتِيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وآخرون.
قَالَ أَبُو الفتح بْن أَبِي الفوارس: كَانَ كثير التَّسَاهُل، لم يُرَ لَهُ "أصل جيد"2.
342- عُمَر بْن أحْمَد بْن عُمَر، أَبُو حفص النيسابُوري الزّاهد. صدوق مكثر.
سمع: ابن الشرفي بْن عَبْدان، وإِسْمَاعِيل الصّفّار. وعنه: الحاكم وغيره.
343- عُمَر بْن أحْمَد بْن حفص البَرْمَكِي، تقدم فِي الماضية.
344- عَلِيّ بْن أحْمَد بْن يوسف، أَبُو الْحَسَن الخُدْرِيّ العسقلاني. تُوُفِّي فِي شعبان، وله اثنتان وثمانون سنة.
345- عَلِيّ بْن مُعَاذ بْن سمعان بْن أَبِي شيبة، أَبُو الْحَسَن الرُّعَيْنِي البجّاني الْأندلسي3.
سَمِعَ ببجَّانة من: سَعِيد بْن فَحْلُون، وعَلِيّ بْن الْحَسَن المرِّي، ومسعود بْن عَلِيّ، وبقُرْطُبَة من قاسم بْن أَصْبَغُ. وكان بليغًا شاعرًا مُفَوَّهًا نسَّابة.
رَوَى عَنْهُ: ابن الفَرَضِيّ وقَالَ: كَانَ يكذب، وقفت عَلَى ذَلِكَ منه. تُوُفِّي فِي رجب، وله نَيِّف وثمانون سنة.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 310"، وطبقات الحنابلة "2/ 166".
2 في الأصل "أصلا جيدا".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 315".(27/140)
"حرف الفاء":
346- فائق عميد الدولة1، أَبُو الْحَسَن الْأمير فتى2 السلطان نوح بْن نصر السّاماني.
يَرْوِي عَنْ: مُحَمَّد بْن قُرَيْش، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن يعقوب البخاري، وعيد الله الفاكهي المكي، وابن أبي دارم الكوفي.
توفي ببُخَارَى. وقد وُلِّي إمرة هَرَاة مدّة، وعقد بها مجلس الْأملاء.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو منصور المؤدِّب، وَأَبُو عُمَر عَبْد الواحد المليحي، ووُلِّي بمدن خراسان نيفًا وأربعين سنة.
347- فرج بْن عيشون، أَبُو ثابت الْأندلسي3.
سَمِعَ كثيرًا من قاسم بْن أَصْبَغُ وغيره، وكان رجلا صالحًا. كَانَ إمام مدينة إسْتِجَة.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: سَمِعْتُ منه كثيرًا، وتُوُفِّي في رمضان.
"حرف الميم":
348- محبوب بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو عاصم المحبوبي القاضي الهَرَوِي4.
رَوَى عَنْ: جَدّه أَبِي بَكْر.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو يعقوب القَرَّاب، وَأَبُو عُمَر المليحي، وغيرهما.
349- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَلِيّ بْن نصير، أَبُو عَبْد اللَّه النيسابُوري المعدِّل.
رَوَى عَنْ: ابن خُزَيْمَة، وأَبِي قُرَيْش مُحَمَّد بن جمعة، وأبي العباس السراج. روى عنه: الحاكم.
__________
1 ذيل تجارب الأمم "332".
2 في الأصل "فني".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 350".
4 اللباب "3/ 173".(27/141)
350- مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن سُلَيْمَان، أَبُو عَبْد اللَّه الغافقي من أهل فَحْص البَلُّوط1.
سَمِعَ: وَهْب بْن مَسَرَّة، وأَحْمَد بْن مَطَرِّف، وابْن القوطية، وكان فقيهًا إمامًا، أخذ العربية عن الرياحي. كتب عَنِ ابن الفَرَضِيّ.
351- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن أَصْبَغُ بْن واقد، أَبُو عَبْد اللَّه القُرْطُبي2.
سَمِعَ: أحْمَد بْن مَطَرِّف، ومُحَمَّد بْن معاوية الْقُرَشِيّ. وكان قليل الفَهْم والضَّبْط.
352- مُحَمَّد بن إسماعيل بن يوسف بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو عَبْد اللَّه اليعقوبي النَّسَفي.
سَمِعَ من جَدّه لامه سَعِيد بْن إِبْرَاهِيم بْن مَعْقِل بْن عَبْد المؤمن بْن خلف الحافظ.
رَوَى عَنْهُ: أهل بُخَارَى، وسمعوا منه جامع أَبِي عيسى التِّرْمِذِيّ ستَّ مرّات.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْعَبَّاس المُسْتَغْفِري، وغيره. وتُوُفِّي فِي رمضان.
353- مُحَمَّد بْن عَبْدَوس بْن حاتم، أَبُو نصر النيسابُوري الزّاهد الدَّهَّان.
سَمِعَ أَبَا نُعَيْم بْن عَدِيّ، وزِنْجَوَيْه بْن مُحَمَّد، وأَبَا بَكْر الذَّهَبي. وعنه: الحاكم، وقَالَ: مات فِي رجب، وله مائة سنة. وهو أَبُو الفقيه أحْمَد الحاتمي.
354- مُحَمَّد بْن محمد بْن عَلِيّ، أَبُو بَكْر بْن أَبِي الْحَسَن السَّرْخَسي النيسابُوري الشافعي.
تفقّه عَلَى والده، وسمع من ابن نُجَيْد، ومات شابًا.
355- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن بَكْر، أبو بكر سِبْط ابن هانئ النيسابُوري.
سَمِعَ: أَبَا الْعَبَّاس بْن السّرّاج، وأقرانه. تُوُفِّي فِي جمادى الآخرة من السنة. وعنه: سَعِيد العَيَّار، وَأَبُو يَعْلَى الصَّابوني.
356- مُحَمَّد بْن مكّي بْن زَرَّاع بن هارون، أبو الهيثم الكشميهني المروزي3.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 102".
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 102".
3 سير أعلام النبلاء "16/ 491"، والعبر "3/ 44"، وشذرات الذهب "3/ 132".(27/142)
حدّث بصحيح الْبُخَارِيّ غير مرّة عَنْ مُحَمَّد بن يوسف الفَرَبْرِي، وحدث عَنْ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن يزيد المَرْوَزِي الدّاعوني، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عاصم، وإِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الصّفّار، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو ذَرّ الهَرَوِي، وَأَبُو عثمان سَعِيد بْن مُحَمَّد البحيري، وَأَبُو الخير مُحَمَّد بْن أَبِي عمران الصّفّار، وَأَبُو سهل مُحَمَّد بْن أحْمَد الحفصي، وكريمة المَرْوَزِية "وآخرون"1.
ولا أعلمه إلا من الثّقات. قَالَ أَبُو بَكْر بن السَّمْعاني: تُوُفِّي فِي يوم عَرَفَة سنة تسعٍ وثمانين.
357- مُحَمَّد بْن النُّعْمَان بْن مُحَمَّد بْن منصور، أَبُو عَبْد اللَّه المغربي الفقيه2، قاضي ديار مصر، وابْن قاضيها، وأخو قاضيها لبني عُبَيْد.
قَالَ ابن زُولاق3: لم نُشاهِد بمصر لقاضٍ من الرئاسة ما شاهدناه لمحمد بْن النُّعْمَان، ولا بلغنا ذَلِكَ عَنْ قاضٍ بالعراق، قَالَ: ووافق ذَلِكَ استحقاقًا لِما فِيهِ من العِلْم والصيانة والتحفُّظ والهَيْبَة وإقامة الحقّ.
قلت: وكان عَلَى دين بني عُبَيْد، مظهرًا للرَّفض، مبطنًا لأمور، نسأل اللَّه العفوَ.
وله شِعْر رائقٌ، فمنه:
أيا مُشْبهَ البدرِ بدرِ السماء ... لخمسٍ وسبعٍ مضتْ واثنتينِ
ويا كاملَ الحُسْنِ فِي فِعْلِه ... شَغَلْتَ فؤادي وأسْهَرْتَ عيني
فهل ليَ فِي مطمعٍ أرتجيه ... وإلا انصرفتُ بخُفَّيْ حُنَيْنِ
ويشمتُ بي شامت على هَوَاك ... ويُفصح لي ظلّت صُفْرَ اليَدَيْنِ
فإمّا مَنَنْتَ وإما قدرت ... فأنت قدير عَلَى الحالتينِ
وفي سنة ثلاثٍ وثمانين لتسع سنين مضت من ولايته القضاء استخلف على
__________
1 في الأصل "وآخر".
2 سير أعلام النبلاء "16/ 547"، وشذرات الذهب "3/ 132"، والولاة والقضاة "495".
3 الولاة والقضاة "594".(27/143)
القضاء بمصر والقاهرة ابنه أبا القاسم عَبْد العزيز عَلَى الدوام، وارتفعت رتبة قاضي القضاة محمد، وحتى أقعده صاحب مصر عَلَى المنبر معه يوم عيد النَّحر، سنة خمسٍ وثمانين، وهو الَّذِي غسَّل العزيز، لما مات، وازدادت عظمته فِي أيام الحاكم ثم إنه تَعَالَّ، ولازمه النُّقْرُسُ والقَوْلَنْجُ، ومات فِي صفر من سنة تسع "وثمانين"1. وأتى الحاكم إلى داره وشيَّعه.
وكان مَوْلِده بالمغرب سنة أربعين وثلاثمائة، ووُلّي بعده ابن أخيه أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن النُّعْمَان قضاء القُضاة، ثم إنه عزل في أربع وتسعين، وضربت رقبته بقصة يطول شرحها، ووُلِّي بعده أَبُو القاسم عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد المذكور، ثم قتله الحاكم في سنة إحدى وأربعمائة، ووُلِّي بعده القضاء أَبُو الْحَسَن مالك بْن سعيد الفارقي.
"حرف الياء":
358- يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي الْأسد القيسي، أَبُو زكريا القُرْطُبي2.
سَمِعَ من: أحْمَد بْن خَالِد وغيره، وكان مشهورًا بالعدالة، ولم يحدّث.
359- يحيى بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قاسم بْن هلال، أَبُو القاسم القيسي القُرْطُبي الشاهد3.
سَمِعَ من: أَبِيهِ، ومُحَمَّد بْن عيسى بْن زرقا. تُوُفِّي فِي ذي الحجّة.
360- يحيى بْن هُذَيْل بْن عَبْد الملك بْن هُذَيْل بن إِسْمَاعِيل بْن نُويرة بْن إِسْمَاعِيل بْن نُويرة بْن مالك، أَبُو بَكْر التميمي القُرْطُبي الشاعر4.
سَمِعَ من: أخيه أحْمَد بْن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بْن أَصْبَغُ، وكان شاعر وقْته غير مُدَافَع، وطال عمره، فسمع منه بعض النّاس على سبيل الرواية.
__________
1 في الأصل "مائتين".
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 194".
3 تاريخ علماء الأندلس "2/ 195".
4 تاريخ علماء الأندلس "2/ 195".(27/144)
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: كتبت عَنْهُ من حديثه "وشِعْره"، وأجاز لي ديوان "شِعْرِه"1، وأملى عليّ نسبه، وأخبرني أنه ولد سنة خمس وثلاثمائة، وكُفَّ بَصَرَه قبل موته بأعوام، تُوُفِّي فِي ثالث عشر ذي القعدة بقُرْطُبَة.
قلت: هذا كَانَ حامل لواء الشعراء فِي الْأندلس، وقد نَبَّهنا عَلَى أَنَّهُ قِيلَ: تُوُفِّي سنة إحدى وسبعين، فاللَّه أعلم.
ومن شعر ابن هُذَيْل:
إذا جلست عَلَى قلبي يدي بيدي ... وصحتُ فِي الليلة الظَّلْماء وَاكَبِدِي
ضَجَّتْ كواكبُ لَيْلي فِي مَطَالِعِها ... وذابت الصَّخْرَةُ الصَّمَّاء من كَمَدِي
ولَهُ:
عرفْتُ بَعرْفِ الرِّيح أَيْنَ تَيَمَّمُوا ... وأين استَقَلَّ الظَّاعِنُون وسَلَّمُوا
خَلِيلَيَّ رُدَّانِي إلى جانب الحِمَى ... فلستُ إلى غير الحِمَى أَتَيَمَّمُ
أبِيتُ سمير الفَرْقَدَيْن كأَنَّما ... وِسَادِي قَتَادًا وضَجِيعيَ أَرْقَمُ
وأجوز وَسْنَانَ العيونِ كأنَّه ... قضيبٌ من الرَّيْحَان لَدن مْنَعَّمُ
نظرتُ إلى أجفانه أوَّلَ الهَوَى ... فأيقنتُ أنِّي لستُ منهنَّ أَسْلَمُ
361- يحيى بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الملقّب بالمختفي أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب، أَبُو الْحُسَيْن الزَّيْدي الهاشمي البغدادي. نزيل شيرَاز.
حدّث بدمشق عَنْ أَبِي بَكْر بْن مجاهد، وأَبِي الْعَبَّاس بْن عُقْدة. رَوَى عَنْهُ: الرَّبْعِي، وعَلِيّ بن موسى السمسار.
وفيات سنة تسعين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
362- أحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَين بْن مُحَمَّد بْن الأسد التميمي الحماني2، أبو
__________
1 في الأصل "شعر".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 63".(27/145)
عَمْرو الطُّبْني1.
دخل الْأندلس، وسمع من قاسم بْن أَصْبَغ، وحجّ سنة اثنتين وأربعين، وكان صالحًا.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: كتبت عَنْهُ، ومات فِي المحرَّم.
363- أحْمَد بْن الْحَسَن بْن بُنْدار، أَبُو بَكْر الْإصبهاني، ثم الطَّرَسُوسِي القاضي الزّاهد.
قدم نيسابور بعد محنة أهل طَرَسُوس ومصيبتهم، وحدّث عَنِ ابن الْأعْرابي. رَوَى عَنْهُ الحاكم.
364- أحْمَد بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو بَكْر الْآبنْدُوني2، وآبَنْدُون عَلَى خمسة3 فراسخ من جُرْجَان.
رَوَى عَنْ: جَدّه لامّه جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم، وأَبِي نُعَيْم بْن عَدِيّ، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن حاتم القومسي. تُوُفِّي بجُرْجَان. رَوَى عَنْهُ: مشايخ جُرْجَان.
365- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو بَكْر السَّرْخَسي.
سَمِعَ عُمَر بْن يعقوب القرّاب. تُوُفِّي بِهَرَاة فِي المحرَّم.
366- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن نصر بْن ميمون، أَبُو عمرو الأسلمي القرطبي الكفيف النحوي4.
سمع قاسم بْن أَصْبَغ، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عبد السلام الخشني. وكان صالحًا عفيفًا. توفي فِي شوّال، وقد أدَّب جماعة من الْأعيان.
367- أَحْمَد بن محمد بن يعقوب، أبو عبد اللَّه الفارسي الورّاق5.
حدّث ببغداد عَنْ أَبِي القاسم البَغَوي، وابْن صاعد، وأَبِي بَكْر بْن مجاهد.
__________
1 في الأصل "الطيبي".
2 تاريخ جرجان "17".
3 في الأصل "خمس".
4 تاريخ علماء الأندلس "1/ 58".
5 تاريخ بغداد "5/ 126".(27/146)
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ العشاري، وجماعة. وثّقه الخطيب وتُوُفِّي فِي ذي القعدة.
368- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي مُوسَى القاضي، أَبُو بَكْر الهاشمي العبّاسي الفقيه المالكي1.
بغداديّ شريف، وُلِّي قضاءَ المدائن، ووُلِّي خطابَة جامع المنصور زمانًا، وكان مولده سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
وسمع من: إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، وأحمد بن علي الجوزجاني، وأبي عَبْد اللَّه المَحَامِلي. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن العتيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي. قَالَ الخطيب: كَانَ ثقةً، انتخب عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنيّ.
369- أحْمَد بْن هارون2، أَبُو الْحُسَيْن المهلّبي البغدادي الَّذِي حدّث عَنْ أَبِي القاسم البَغَوي، وابْن زياد النيسابُوري. سَمِعَ منه العتيقي فِي هذه السنة، ولم يُؤَرَّخ.
370- أحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد، أَبُو سَعِيد الهَرَوِي، حفيد الشَّيْخ أَبِي سعد، وجَدّ أَبِي عثمان الصابوني لامّه، ووالد الحافظ أَبِي الفضل عُمَر بْن إِبْرَاهِيم.
يَرْوِي عَنْ أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ. رَوَى عَنْهُ إِسْحَاق القرّاب وجماعة.
371- أَمَةُ السَّلام، أخت القاضي أَبِي بَكْر أحْمَد بْن كامل بْن شجرة، أُمُّ الشَّيْخ البغدادية. سَمِعَ منها جماعة.
"روت"3 عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البَصْلاني، ومُحَمَّد بْن حسين بْن حُمَيْد بْن الربيع.
رَوَى عَنْهَا: أَبُو القاسم التنوخي، والقاضي أَبُو يَعْلَى بْن الفرّاء، وجماعة.
تُوُفِّيتْ فِي رجب، ولها اثنتان وتسعون سنة، وكانت دَيِّنةً فاضلة.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 64"، والبداية والنهاية "11/ 326".
2 تاريخ بغداد "5/ 197".
3 في الأصل "روى".(27/147)
"حرف الباء":
372- بَرْجَوَان الْأستاذ1.
من كبار خُدّام الحاكم ومُدبِّرِي دولته، وإليه تُنْسَب جادَّة برجوان بالقاهرة.
قتله الحاكم فِي نصف جُمادى الْأولى. أمر زَيْدان الصَّقْلَبيّ صاحب المِظَلَّة فضربه بسكِّين، فقتله صبْرًا. ثم إنّ الحاكم قتل زَيْدان فِي سنة ثلاث وتسعين.
"حرف الجيم":
373- جيش بن محمد بن صمصامة2.
أمير دمشق، القائد أَبُو الفتح، وَلِيَها من قِبَل خاله أَبِي محمود الكُتَاميّ سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، ووَلِيهَا سنة سبعين، بعد موت خاله، ثم عُزِل بعد سنتين، ثم وُلّي دمشق سنة تسعٍ وثمانين، إلى أن مات جيش.
وكان جبارًا ظالم سفاكًا للدماء، أَخَّاذًا للأموال، وكَثُرَ ابتهال أهل دمشق إلى اللَّه فِي هلاكه، حتى هلك بالْجُذام فِي ربيع الآخر سنة تسعين.
وكان الْأستاذ بَرْجَوَان مدبّر "دولة"3 الحاكم قد جهّز القائد جيش بْن مُحَمَّد فِي عسكر، وأمره عَلَى الشام، فنزل الرَّمْلَةَ، فسار إلى خدمته نُوَّاب الشام وخدموه، وقبض عَلَى سُلَيْمَان بْن فلاح قبْضًا جميلا، ونَفَّذ عسكرًا "لمنازلة"4 صور، وكان أهلها قد عصوا وأمروا عليهم رجلا يُعْرف بالعَلاقة الملاح، وجُهِّز أسطولان فِي البحر إليها، فاستنجد العلاقة بالرّوم، فبعث إِلَيْهِ بسيل الملك عدّة مراكب، فالتقى الْأسطولان، وظفر المصريون بالروم، بيت لهْيَا، فأُحضِر بين يدي جيش، فسأله عَنْ أشياء من القرآن والحديث والفِقْه، فوجده عالمًا بما سأله، فنظر إلى شاربه وأظفاره، فوجدها مقصوصةً، وأمر من ينظر إلى عانته، فوجدها محلوقة، فَقَالَ: اذهب فقد نجوت منّي، لم أجد ما أحتج بِهِ عليك، فلما بلغ جيش في مرضه ما بلغ من الجذام،
__________
1 البداية والنهاية "11/ 327" واتعاظ الحنفا "2/ 25".
2 العبر "3/ 46"، وشذرات الذهب "3/ 133".
3 في الأصل "دولته".
4 في الأصل "لمناولة".(27/148)
وألقى ما فِي بطنه حتى كَانَ يَقُولُ لأصحابه: أقتلوني، أريحوني من الحياة، لشدة ما كَانَ يناله من الْألم. قَالَ لأصحابه: رَأَيْت كأن أهل دمشق كلهم بالسهام "فأخطأوني"1، غير رجلٍ أصابني سَهْمُه، ولو سميته لَعَبَدَهُ أهل دمشق، فكانوا يرون أَنَّهُ ابن الْجَرمي، أصابت دعوتُه، وعاش ابن الْجَرمي بعده ستًا وأربعين سنة.
"حرف الحاء":
374- الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَوْق، أَبُو عَلِيّ التغلبي الْجِيَّاني2.
رَوَى عَنْ: وهب بْن مَسَرَّة وأَحْمَد بْن زكريا بْن الشامة. وقدم طُلَيْطِلة مرابطًا، فروى عَنْهُ الصّاحبان، وكان رجلا صالحًا.
تُوُفِّي فِي عشر ذي الحجة، وله سبعٌ وسبعون سنة، رحمه اللَّه.
375- الْحُسَيْن بْن أحْمَد بن جَعْفَر، أَبُو عَبْد اللَّه بْن الكَوْسَج المعدّل. تُوُفِّي فِي ربيع الآخر.
376- الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن القُنَين البغدادي، أَبُو عَبْد اللَّه المقرئ فِي مسجده عند داره، وكان من أصحاب عَبْد الواحد بْن أَبِي هاشم.
قرأ عَلَيْهِ أحْمَد بْن مُحَمَّد القَنْطري المجاور، وله سماع من أَبِي عُمَر الزّاهد وغيره.
مات فِي شعبان.
377- الْحُسَيْن بْن وليد بْن نصر، أبو القاسم القُرْطُبي العريف النَّحْوِيّ3، أَبُو حسن بْن وليد النَّحْوِيّ.
كَانَ عارفًا بالنَّحو، بارعًا فِيهِ. أخذ عَنِ ابن القوطية، وحجّ، فسمع من أَبِي الطاهر الذُّهْلي، وابْن رشيق، وأقام بمصر أعوامًا، ثم رجع إلى الْأندلس، فأدّب أولاد المنصور مُحَمَّد بْن أَبِي عامر. تُوُفِّي بطليطلة في رجب.
__________
1 في الأصل "فأخطوني".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 135".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 114".(27/149)
"حرف السين":
378- سَعِيد بْن حمدون، أَبُو بَكْر القَيْسِي الْأندلسي1.
سَمِعَ من: أَصْبَغ، وابْن الشامة، وابْن حَزْم، وحجّ، فسمع عَبْد اللَّه بْن الورد، وأَبَا بَكْر الْأجُرِّي، ولم يزل يطلب العلم إلى أن مات.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: لم يكن له نفوذ في شيء من العلم.
"حرف الطاء":
379- طاهر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُوسَى، أَبُو الْعَبَّاس البغدادي الشاعر2.
مدح الخلفاء، وكسب الْأموال بالأدب، وتنسّك فِي آخر عمره وتزهّد، وله رسائل فِي الزُّهْد.
وتُوُفِّي يوم عاشوراء سنة تسعين، وله خمسٌ وسبعون سنة، ودخل الأندلس في سنة أربعين وثلاثمائة.
"حرف العين":
380- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَبُو الْقَاسِمِ البغداديّ نزيل مصر3.
رَوَى عَنْ: حسين بْن حَيَّان وجادَةً من كلام يحيى بْن معمر، فِي الجرْح والتعديل، والْحُسَيْن هُوَ جَدّه لامّه.
رَوَى أيضًا عَنْ أَبِي ذَرّ الباغَنْدِي، وإبراهيم بْن عَلِيّ بْن عَبْد الصّمد الهاشمي، وأَبِي عَبْد اللَّه المَحَامِلي.
رَوَى عَنْهُ: تمّام الرازي، وَأَبُو سعيد الماليني، وآخرون. وثّقه الخطيب وقَالَ: وُلِد سنة سبع وثلاثمائة. توفي بمصر في المحرم.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 174".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 207".
3 تاريخ بغداد "9/ 395"، والبداية والنهاية "11/ 327".(27/150)
381- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ المؤمن، بْن يحيى، أَبُو مُحَمَّد التُّجيْبِي ويُعْرَف بقُرْطُبَة بابن الزَّيّات1.
رحل إلى العراق مرّتين، فسمع من إِسْمَاعِيل الصَّفّار، ومُحَمَّد بْن يحيى بْن عَمْر بْن عَلِيّ بْن حرب بْن السّمّاك، وسمع بالبصرة من أَبِي بَكْر بْن داسة، وجماعة، وبتنيس من عثمان بْن مُحَمَّد السَّمَرْقَنْدِيّ. وكان كثير الحديث، مسندًا، صحيح السَّماع، صدوقًا إن شاء اللَّه، إلا أنّ ضَبْطَه لم يكن جيدًا، وكان ضعيف الخطّ، ربّما أخلّ بالهجاء، وكان متصرّفًا بالتجارة.
كتب النّاس عَنْهُ كثيرًا قديمًا وحديثًا، وسمعنا منه كثيرًا. قَالَ ذَلِكَ ابن الفَرَضِيّ. وهو من كبار شيوخ أَبِي عُمَر بْن عَبْد البَرّ. تُوُفِّي فِي نصف رجب، وله سبعٌ وسبعون سنة.
- عبد العزيز بْن الْعَبَّاس بْن سعدون بْن يحيى، أَبُو القاسم الخَوْلاني الْمَصْرِيّ. تُوُفِّي فِي ربيع الآخر.
382- عَبْد الحميد بْن يحيى، أَبُو مُحَمَّد البُوَيْطي الْمَصْرِيّ، نزيل الرَّملة.
رَوَى عَنْ: ابن قُتَيْبَة العَسْقَلاني، وغيره. وعنه: أَبُو سعد الماليني، والوليد بْن بَكْر الْأندلسي.
383- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن حمدون، أبو سعيد النيسابُوري.
سَمِعَ الكثير من أبي حامد بن الشرفي، ومكّي، وأَبِي بَكْر بْن حمدون، وحدّث سنين.
384- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن صاعد القرطبي المالكي2.
ولي الشورى أيام ابن زَرْب، وقد رحل إلى مصر، وسمع الْحَسَن بْن رشيق وجماعة.
385- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خيران، أَبُو سَعِيد الشَّيْباني المقرئ الهمذاني المعروف بابن الكسائي.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 247"، وميزان الاعتدال "2/ 498"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1011".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 266".(27/151)
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وعن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يعقوب، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن أوس، وإبراهيم بن عمروس، وعبد الله بن محمد بْن الخليل بْن الْأشقر، ورحل إلى بغداد فأخذ عَنْ أَبِي بَكْر بْن زياد النيسابُوري، وأَبِي عيسى بْن قطن، وأَبِي ذَرّ بن الباغَنْدِي، وإبراهيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، وطبقتهم.
روى عنه: محمد بن عيسى، وعبد الرَّحْمَن الصّائغ، والهَمَذَانيون.
وقد قَالَ: وُلِدت فِي سنة إحدى وثلاثمائة، وسمعت عَنْ أَبِي، عَنْ جدّي فِي سنة ثمان وثلاثمائة.
ووُلِد ابني أَبُو القاسم سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وفيها رحلت.
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ ثقة، تُوُفِّي فِي المحرم، رحمه اللَّه.
386- عَبْد الكريم بْن مُوسَى البزودي النسفي.
سَمِعَ من: مَنْصور أبي طلحة البزودي صاحب الْبُخَارِيّ، وبالبصرة من أَبِي علي اللؤلؤي، وحدّث. كَانَ زاهدًا مُفْتِيا، تفقّه عَلَى أَبِي منصور الماتريدي. رَوَى عَنْهُ أهل سمَرْقَنْد.
387- عُبَيْد اللَّه بْن عثمان بْن يحيى، أَبُو القاسم بْن جنيفا الدّقّاق1، من ثقات البغداديّين.
ولد سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، وسمع المَحَامِلي، والْحُسَيْن المُطَبِّقي، وإِسْمَاعِيل الصّفّار.
رَوَى عَنْهُ: العتيقي، ومُحَمَّد بْن العلاق، وسبطه القاضي أَبُو يَعْلَى بْن الفرّاء، وجماعة.
قَالَ ابن أَبِي الفوارس: كَانَ ثقة مأمونًا فاضلا، ما رأينا مثله فِي معناه، رحمه اللَّه.
388- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن جبريل، أَبُو بَكْر النيسابُوري.
سَمِعَ أَبَا عُمَر أحْمَد بْن مُحَمَّد الحيري، ويعقوب بْن ماهان الصَّيْدَلانِي. روى عنه الحاكم.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 377"، والبداية والنهاية "11/ 326".(27/152)
389- عَبْدَوس بْن مُحَمَّد بْن عَبْدَوس، أَبُو الفرج الطُّليْطِلي1.
سَمِعَ ببلده من تمّام بْن عَبْد اللَّه، ورحل مرّتين، فسمع من الْأجُرِّي، وأَبِي الْعَبَّاس الكِنْدِي، وحمزة بْن مُحَمَّد الكتّاني، وأَبِي زيد المَرْوَزِي. وكان زاهدًا ورِعًا فقيرًا متقلِّلا.
سَمِعَ منه النّاس كثيرًا، وكان ثقة، حَسَن الضبط. تُوُفِّي فِي ذي القعدة.
390- عَلِيّ بْن أحْمَد بْن عَوْن اللَّه القُرْطُبي، أَبُو الْحَسَن2. تُوُفِّي فِي جُمادى الْأولى.
سَمِعَ من قاسم بن أصبغ مع والده صغيرًا، ثم سَمِعَ من مُحَمَّد بْن معاوية.
391- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن يعقوب المَرْوَزِي. ثقة مُكْثِر.
حدّث بالرّيّ عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وأَحْمَد بْن خَالِد الجزوري. أكثر عَنْهُ أَبُو يَعْلَى الخليلي.
392- عَليّ بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد، أَبُو الْحَسَن البغدادي الزَّجّاج الشّاهد3.
عَنْ: حبشون الخلال، وأَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْجَوْزَجَاني. وعنه التنوخي، وقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: وُلِدت سنة خمسٍ وتسعين، أو إحدى. قَالَ: وكان نبيلا فاضلا، قرأ عَلَى أحْمَد بْن سهل الْأشناني. قلت: فهو خاتمة أصحاب الْأشناني.
393- عُمَر بْن إِبْرَاهِيم بْن أحْمَد بْن كثير، أَبُو حفص الكتّاني المقرئ. بغدادي مُسْنَد4.
قرأ عَلَى ابن مجاهد وحمل عَنْهُ كتاب السَّبعة، وسمع من البَغَوي، وابْن صاعد، وأَبِي حامد الحَضْرَمِي، وأَبِي سَعِيد العَدَوِي، وجماعة. قرأ عَلَيْهِ أَبُو عَلِيّ الأهوازي، وغيره.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 340".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 316".
3 تاريخ بغداد "12/ 7"، والمنتظم "7/ 211".
4 تاريخ بغداد "11/ 269"، وسير أعلام النبلاء "16/ 482"، والبداية والنهاية "11/ 327".(27/153)
وحدّث عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن المهتدي باللَّه، وَأَبُو الْحُسَيْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن النَّقور، وابْن هزارَمَرْد الصريفيني.
وقد سَمِعْتُ كتاب "السبعة" لابن مجاهد من طريقه بعُلُوّ، وقطع لنا قطعة من عواليه بالإجازة.
وقد قرأ أيضًا عَلَى مُحَمَّد بْن جَعْفَر الجزري، وبكّار بْن أحْمَد، وزيد بْن أَبِي بلال، وعَلِيّ بْن ذؤابة، وأقرأ فِي مسجده دهرًا. وقرأ عَلَيْهِ أحْمَد بْن مسرور، وَأَبُو عَلِيّ الشَّرْمقاني، وَأَبُو الفوارس مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الْأواني، وَأَبُو الفضل عُبَيْد اللَّه بْن أحْمَد الكوفي.
وثّقه الخطيب، وتُوُفِّي فِي شهر رجب، وله تسعون سنة.
قَرَأْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ، عَنْ أَبِي الْيُمْنِ الْكِنْدِيِّ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ "الشَّيْبَانِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ"1 بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ إِمْلاءً، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، ثَنَا أبو مُعَاوِيَةُ الضَّرِيرُ، ثَنَا عَاصِمٌ الْأحْوَلُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الصَّوْمِ فِي السَّفَرِ، فَقَالَ: "مَنْ أَفْطَرَ فَرُخْصَةٌ، وَمَنْ صَامَ فَالصَّوْمُ أَفْضَلُ" 2. صَحِيحٌ، غَرِيبٌ.
394- عُمَر بْن دَاوُد بْن سلمون، أَبُو حفص الْأنْطَرَطُوسي الْأطْرَابُلُسِي3.
حدّث عَنْ: مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الدَّيْبُلي، وأَبِي رَوْق الهَزّاني، وابْن عُقْدَة، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وأَحْمَد بْن الْحَسَن الطّيّاني. كَانَ يَرْوِي الموضوعات.
وقَالَ الْأهوازي: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ختمت اثنتين وأربعين ألف ختمة، وذكر أن مولده سنة خمسٍ وتسعين ومائتين، وسمعته يَقُولُ: تزوجت مائة امْرَأَة، واشتريت ثلاثمائة جارية. مات سنة تسعين.
__________
1 ساقطة من الأصل واستدركت من سير أعلام النبلاء.
2 "حديث صحيح": أخرجه مالك "1/ 295" في الموطأ، والبخاري "4/ 163"، ومسلم "1118".
3 لسان الميزان "4/ 302"، والمغني "2/ 465".(27/154)
395- عيسى بْن سَعِيد بْن سعدان الكلبي القُرْطُبي، أَبُو الْأصبغ، المقرئ، المحقّق1.
رحل وعرض القراءة عَلَى السّامِريّ، وأَحْمَد بْن نصر "الشّذَائي"2 وعُمَر بْن إِبْرَاهِيم الكتاني، وسمع من القاضي أَبِي بَكْر الْأبْهَرِي، وعدّة. وأقرأ فِي مسجده بقُرْطُبَة. توفي في جمادى الآخرة كهلا.
"حرف الفاء":
396- "فحل"3 بْن تميم الْأمير المغربي وُلّي إمرة دمشق للحاكم في هذه السنة، ومات فيها، فوُلّي بعده عَلِيّ بن جعفر بن فلاح.
"حرف القاف":
397- القاسم بن ميمون بن حمزة محمد بن جعفر أبو محمد العلوي توفي بمصر.
"حرف الميم":
398- مُحَمَّد بْن جعفر بْن رُمَيْل، أَبُو عَبْد اللَّه البغدادي ثم الْمَصْرِيّ. سَمِعَ مُحَمَّد بْن زبّان بْن حبيب، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الأشعث.
وعنه: عبد الله بن عبد اللَّه المَحَامِلي، وعَبْد العزيز بْن عَلِيّ الدّقّاق، المصري.
سمع مراد جزءين من حديثه حدَّثونا بهما. مات فِي جُمَادَى الْأولى.
399- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن هارون، أَبُو الْحُسَيْن بْن أخي ميمي الدّقّاق4، من ثقات البغداديّين.
سَمِعَ: أَبَا القاسم البَغَوي، وأَبَا جَعْفَر أحْمَد بْن إِسْحَاق بْن بهلول، وأَبَا حامد بْن مُحَمَّد بْن هارون الحَضْرَمِي، وإِسْمَاعِيل الورّاق، وجماعة.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 336".
2 في الأصل "السدائي".
3 في الأصل "علي".
4 سير أعلام النبلاء "16/ 564"، والبداية والنهاية "11/ 327"، والعبر "3/ 47".(27/155)
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحُسَيْن بْن النَّقُّور، وَأَبُو طَالِب العشاري، وَأَبُو مُحَمَّد الصَّرِيفيني، وتُوُفِّي سلْخ رجب.
400- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حمدون، أَبُو سَعِيد النيسابُوري الزّاهد، أحد العُبَّاد ببلده.
سمع من: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن حمدون، وأَبِي حامد بن الشرفي، وأبا نعيم بن عَدِيّ.
وعنه: أحْمَد بْن منصور المغربي، "وَأَبُو"1 عثمان سَعِيد البحيري.
401- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ذي النُّون، أَبُو عَبْد اللَّه الْأندلسي البجَّاني2.
سَمِعَ من: سَعِيد بْن فَحْلُون، وأَحْمَد بْن جَابِر، وحدّث. وفي سماعه من سَعِيد مقال.
402- مُحَمَّد بن عُمَر بْن يحيى بْن الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن يحيى بْن الْحُسَيْن بْن الشهيد بْن عَلِيّ الزيدي العلوي3، أَبُو الْحَسَن الكوفي نزيل بغداد.
كَانَ رئيس الطّالِبِيّين، مَعَ كثرة المال والضّياع واليَسَار. ولد سنة خمسة عشرة.
وسمع: هناد بن السّريّ الصّغير، وأَبَا الْعَبَّاس بْن عُقْدة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال وغيره، وانتخب عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنيّ، وتُوُفِّي فِي ربيع الْأول، وكان وافر الجاه والحُرْمة.
ناب عَنْ بني بُوَيْه، ولما دخل عَضُدُ الدولة بغداد، قَالَ لَهُ: امنع النّاس من الدعاء والصُّحْبة وقت دخولي، ففعل، فتعجب من طاعة العامّة لَهُ، ثم فيما بعد قبض عَلَيْهِ وسجنه، وأخذ أمواله، فبقي فِي السجن مدة، حتى أطلقه شرف الدولة أَبُو الفوارس بْن عَضُدِ الدولة، فأقام معه، وأشار عَلَيْهِ بطلب المُلْك، فتمّ لَهُ ذَلِكَ، ودخل معه بغداد، وقيل: إنه أخذ منه لما صُودِر ألف ألف دينار عينًا. توفي في عاشر ربيع الأول.
__________
1 في الأصل "أبي".
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 103".
3 تاريخ بغداد "3/ 34"، والبداية والنهاية "11/ 327"، والعبر "3/ 47".(27/156)
403- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن يعقوب، أَبُو عصمة السَجْزِي الضَّبعي.
تُوُفِّي فِي ربيع الْأول.
404- مُحَمَّد بْن يوسف بْن مُحَمَّد الْجُنَيْد، أَبُو زُرْعَة الكَشِّي الحافظ الْجُرْجاني1.
كَانَ أَبُوهُ من قرية كَشّ، وهي عَلَى ثلاثة فراسخ من جُرْجَان.
سَمِعَ أَبُو زُرْعَة من: أَبِي نُعَيْم بْن عدي، وأبي العباس الدغلولي، ومكي بن عبدان، وأبي محمد عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ورحل إلى نيسابُور وبغداد وهمذان والحجاز.
قَالَ حمزة بْن يوسف: جمع الْأبواب والمشايخ، وكان يحفظ ويفهم، وأملى علينا بالبصرة، ثم إنه جاوز بمكّة إلى أنْ تُوُفِّي بها سنة تسعين وثلاثمائة.
405- المعافى بْن زكريا بْن يحيى بْن حُمَيْد القاضي، أَبُو الفرج النَّهْرُوَاني2 المعروف "بابن"3 طرار الفقيه الجريريّ، نسبة إلى مذهب مُحَمَّد بْن جرير الطَّبَرِي.
سَمِعَ: أَبَا القاسم البَغَوي، وابْن أَبِي دَاوُد، وابْن صاعد، وأَبَا سَعِيد العَدَوِي، وأَبَا حامد الحَضْرَمِي، وخلقًا مثلهم ودونهم، فأكثر، وقرأ عَلَى ابن شنَّبوذ، والخاقاني.
قرأ عَلَيْهِ: أَبُو العلاء، مُحَمَّد بْن عَلِيّ القاضي، وَأَبُو تغلب المَلْحمي، وأَحْمَد بْن مسرور الخبّاز، ومُحَمَّد بْن عُمَر بْن زلال النَّهَاوَنْدِي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم الْأزهري، وَأَبُو الطّيّب الطَّبَرِي، وأَحْمَد بْن عَلِيّ التَّوَّزي، وأَحْمَد بْن عُمَر بْن رَوْح، وَأَبُو عَلِيّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الجازري، وآخرون.
قَالَ الخطيب: كَانَ من أعلم النّاس فِي وقته بالفقه والنَّحْوِ واللغة وأصناف الْأدب، ووُلّي القضاء بباب الطّاق، وكان عَلَى مذهب ابن جرير، وبلغنا عن أبي
__________
1 تاريخ جرجان "454"، والمنتظم "7/ 213".
2 سير أعلام النبلاء "16/ 54"، وشذرات الذهب "3/ 134"، والبداية والنهاية "11/ 328"، وتاريخ بغداد "13/ 230".
3 في الأصل "بن".(27/157)
مُحَمَّد البافي الفقيه أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إذا حضر القاضي أَبُو الفرج، فقد حضرت العلوم كلها.
قَالَ الخطيب: حَدّثَنِي أَبُو حامد الدلوي قَالَ: كَانَ أَبُو مُحَمَّد البافي يَقُولُ: لو أوصى رجل بثلث ماله أن يدفع إلى أعلم النّاس، لوجب أن يُدْفَع إلى المُعَافَى بْن زكريّا.
قَالَ الخطيب: وسالت البَرْقَاني عَنِ المُعَافَى فَقَالَ: كَانَ أعلم النّاس، وكان ثقة، لم أسمع منه.
وزكريّا أَبُو حيّان التوحيدي قَالَ: رَأَيْت المُعَافَى بْن زكريّا قد نام مستدبر الشمس فِي جامع الرُّصَافة، فِي يوم شاتٍ، وبه من أثر الضُّرّ والفقر والبؤس أمر عظيم، مَعَ غزارة علمه.
وقَالَ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر الحُمَيْدي: قرأت بخط المُعَافَى بْن زكريّا قَالَ: حججتُ، فكنت بمِنَى، فسمعت مناديا ينادي: يا أَبَا الفرج. فقلت: لعله يريدني، ثم نادى: يا أَبَا الفرج المُعَافَى. فَهَمَمْتُ أناجيه، ثم رجع فنادى: يا أَبَا الفرج المُعَافَى النَّهْرُوَاني، فقلت: ولم أشك أَنَّهُ يناديني، هأنذا، فما تريد؟ قَالَ: لعلّك من نَهْرُوان الشرق؟ قلت: نعم. قَالَ: نَحْنُ نريد نَهْرُوان الغرب، قَالَ: فعجبت من هذا الاتّفاق، وعلمت أنّ بالمغرب مكانًا يُسمى النهروان.
توفي المعافى بالنَهْرُوان فِي ذِي الحجَّة، وَلَهُ خمسٌ وثمانون سنة.
"حرف النون":
406- ناجية بْن مُحَمَّد، أَبُو الْحَسَن الكاتب1.
عَنِ: ابن الْأنباريّ، والمَحَامِلي، وجماعة. وعنه العتيقي، والتنوخي. وثقه الخطيب.
"حرف الواو":
407- وَهْب بْن مُحَمَّد بْن محمود بْن إِسْمَاعِيل، أَبُو الحزم القُرْطُبي2.
سَمِعَ من: قاسم بْن أَصْبَغ، ووهب بْن مَسَرَّة، وكان حافظًا للرأي، مشاورًا في
__________
1 تاريخ بغداد "13/ 426"، والنجوم الزاهرة "4/ 202".
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 166".(27/158)
الْأحكام فِي أيام ابن السليم، فلما وُلّي القضاء مُحَمَّد بْن يَبْقَى ترك مشاورته، وكان شيخًا صالحًا كثير الصلاة، مواظبًا للجامع، يُقرئ الفقه ويفتي. توفي في رمضان.
"حرف الياء":
408- يحيى بْن منصور، أَبُو سَعِيد البوسنجي الفقيه، سمع بنيسابور محمد بن الْحُسَيْن القطَّان، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: جمال الْإسلام أبو الحسن الداوودي، وتوفي في ذي الحجة.
409- يحيى بْن مُحَمَّد بْن يوسف، أَبُو زكريّا الْأشعري القُرْطُبي1 المعروف بابن "الجياني"2.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن معاوية الْقُرَشِيّ، ومسلمة بْن قاسم، ومُحَمَّد بن أحمد الخزاز، رمل فسمع بمكّة كتاب الضُّعَفاء للعُقيْلي، وبمصر صحيح مُسْلِم من ابن ماهان. وكان جيد النّقل، ضابطًا. مات فِي صفر.
وقَالَ أَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ: أَنَا هذا بجميع جامع التِّرْمِذِيّ عَنْ أَبِي يعقوب بْن الدَّخِيل المكّي، عَنْ أَبِي ذَرّ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم التِّرْمِذِيّ، عَنْهُ.
من الوفيات وممن كَانَ فِي هذا الوقت غير مرتبة أبجديا:
410- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مهلهل أَبُو القاسم إلْبيري نزيل غُرْنَاطَة3.
سَمِعَ مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن أبي دُلَيْم. قال ابن الفرضي: كتبت عَنْهُ، وكان صالحًا.
تُوُفِّي سنة ثمانٍ أو تسعٍ وثمانين.
411- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد، أَبُو معشر الورّاق "المَرْوَزِي"4.
رَوَى عَنْ: أَبِي عَلِيّ بْن رزين الباساني. وعنه أَبُو عُمَر بْن عبد الواحد المليحي.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 195".
2 في الأصل "الحياني".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 58".
4 في الأصل "المروي".(27/159)
412- الْحَسَن بْن يحيى بْن قيس، أَبُو بَكْر المقرئ.
رَوَى مختَصَر الخِرَقي فِي الفقه، عَنِ الخِرَقي. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه بْن حامد الحنبلي الفقيه، وَأَبُو طَالِب العشاري.
413- الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق، أَبُو الْعَبَّاس الحلبي1.
تُوُفِّي قبل والده فيما أظنّ.
قدِم بغداد، وحدّث بها عَنْ قاسم المَلَطي، والمَحَامِلي، وابْن عُقْدة، وعَلِيّ بْن أَبِي مطر الإسكندراني.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بْن أحْمَد النعيمي، وَأَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي.
قَالَ الخطيب: كَانَ يوصف بالحِفْظ، وما علمت من حاله إلا خيرًا.
414- الحسن بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن شريك، أَبُو عَلِيّ الْإصبهاني الغسّال2.
عَنْ: أَبِي عَمْرو أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن جَعْفَر، ومُحَمَّد بْن حفص وأَحْمَد بْن بندار الشعّار. وعنه: أَبُو طاهر أحْمَد بْن محمود بْن النُّعْمَان الصائغ، وغيره. ذكره ابن نُقْطَة.
415- الْحُسَيْن بْن أَبِي جَعْفَر بْن مُحَمَّد الخالع الرافقي3.
قَالَ: إنه من ذُرِّيّة معاوية بْن أَبِي سُفْيَان، وكان من كبار النُّحَاة.
أخذ عَنْ أَبِي سَعِيد السِّيرَافِي، وأَبِي عَلِيّ الفارسي. وله من المصنفات كتاب "الشعراء" وكتاب "المواصلة والمقاصدة" وكتاب "الأمثال" وكتاب "الأدوية والجبال" وكتاب "الرمال" وكتاب "تخيلات العرب" وكتاب "تفسير شِعْر أَبِي تمّام" وكتاب "صناعة الشِعْر" وكتب سوى هذه، وكان من الشعراء المذكورين، ولا أعرف مَتَى مات.
416- سُلَيْمَان بْن حسان، أَبُو دَاوُد بْن جُلْجُل الْأندلسي الطّبيب4، عالم الأندلس بالطب.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 76".
2 ذكر أخبار أصبهان "1/ 285".
3 ميزان الاعتدال "5478"، وتاريخ بغداد "8/ 105"، ولسان الميزان "2/ 310".
4 الوافي بالوفيات "15/ 362".(27/160)
كَانَ بصيرًا بالمعالجات، خدم المؤَيَّد باللَّه هشام بْن المستنصِر، وكان إمامًا فِي معرفة الْأدوية المُفْرَدَة، لا سيما بكتاب ديسقوريدس العين زربي الَّذِي عُرِّب فِي خلافة المتوكّل، وبقي منه ألفاظ كثيرة يونانية لم تُعَرَّب ولا عُرِفَتْ.
قَالَ ابن جُلْجُل: وانتفع النّاس بما عُرِّب منه، فلما كَانَ فِي دولة النّاصر عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد صاحب الْأندلس، كاتبه أرمانوس صاحب القسطنطينية قبل الأربعين وثلاثمائة وهاداه بنفائس، فكان منها كتاب ديسقوريدس مصوّر الحشائش بالتصوير العجيب، والكتاب باليوناني، ومنها كتاب هروشيش تاريخ عجيب فِي الْأمم والملوك باللسان اللَّطِيني.
وكان بالأندلس من يتكلم بِهِ، ثم كاتبه النّاصر وسأله أن يبعث إِلَيْهِ برجل يتكلم باليوناني واللَّطِيني، ليُعَلِّم لَهُ عبيدًا، حتى يترجموا له، فيعث إِلَيْهِ براهب يُسمى نِقَولا، فوصل قُرْطُبَة فِي سنة أربعين، ونشر من كتاب ديسقوريدس ما كَانَ مجهولا، وكان هناك جماعة من حُذَّاق الْأطباء، فأحكم الكتاب، وقد أدركتهم، وأدركت نِقُولا الرّاهب وصحبتهم، وفي صدر دولته مات نقولا الرّاهب.
ولابن جُلْجُل تاريخ الْأطبّاء والفلاسفة، وله تذييل وزيادات عَلَى كتاب ديسقوريدس مما لم يعرفه ديسقوريدس، صنّفه فِي سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة. ولم تبلُغْنا وفاته مَتَى كانت.
417- عَبْد الباقي بْن الْحُسَيْن بْن أحْمَد الْإمَام المقرئ، أَبُو الْحَسَن بْن السّقّا الخُراساني ثم الدمشقي1.
أحد الحُذَّاق بالقراءات، وأحد من عُني بهذا الشأن.
قرأ عَلِيّ: مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان البعلبكي صاحب هارون الْأخفش، "وعلى نظيف"2 بْن عَبْد اللَّه، وعلي بن زيد بن علي الكوفي، وعلي بن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْجَلَنْدي، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بن الحسن الدبيلي وأَحْمَد بْن صالح وإبراهيم بْن الْحَسَن، وطائفة بالحجاز والشام والعراق ومصر، وحدّث عَنْ عَبْد اللَّه بْن عتاب بْن الزِّفْتي، وأَبِي عَلِيّ الحصايري، وجماعة.
__________
1 معرفة القراء "1/ 287"، وغاية النهاية "1/ 356".
2 في الأصل "وعلي بن نظيف".(27/161)
قرأ عليه: أبو الفتح فارس وغيره، وحدّث عَنْهُ عَلِيّ بْن دَاوُد المقرئ، وَأَبُو عَلِيّ مُحَمَّد بْن أحْمَد الْإصبهاني.
وقال أبو عمر الدّاني: وكان خيرًا، فاضلا، ثقة، مأمونًا، إمامًا فِي القرآن، عالمًا بالعربية، بصيرًا بالمعاني. قَالَ لنا فارس بْن أحْمَد عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: أدركت إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرّزّاق بأنطاكية، وحضرت مجلسه، وهو يقرئ فِي سنة أربعٍ وثلاثين، وأنا داخل، ولم أقرأ عَلَيْهِ.
قَالَ الدّاني: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه يَقُولُ: كَانَ عَبْد الباقي سَمِعَ معنا عَلَى أَبِي بَكْر الْأبْهَرِي، وكتب عَنْهُ كتبه فِي الشرح، ثم قَدِم مصر، فقامت لَهُ فيها رئاسة، وكنا لا نظنه هناك، وكان ببغداد.
تُوُفِّي سنة ثمانين بالإسكندرية، أو بمصر.
418- عثمان بْن مُحَمَّد، أَبُو القاسم السّامِريّ الوَرّاق.
سَمِعَ: أبا بكر بن نَيْرُوز الْأنماطي، وإبراهيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، وجَعْفَر بْن مرشد.
وعنه: الماليني، والحاكم، وحمزة السَّهْمي، وجماعة.
419- عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن عثمان بْن سَعِيد، أَبُو الْحَسَن الغضائري1.
قرأ عليه بالروايات أَبُو عَلِيّ الْأهوازي. وزعم أَنَّهُ قرأ عَلَى عَبْد اللَّه بْن هاشم الزَّعْفَراني تلميذ خلف البزاز، وعلى أحمد بن فرج، وسعيد بن عبد الرحيم الضرير صاحبي الدوري، وعَلِيّ بْن شنَّبوذ، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الْأهناسي الْمَصْرِيّ، وعَبْد اللَّه بْن أحْمَد بْن الهيثم المقرئ، "عَلَى"2 تلميذ أَبِي أحْمَد الطّيّب بْن إسماعيل.
420- عمر بن القاسم، أبو الحسين البغدادي المقرئ صاحب ابن مُجاهد، يُعرف بابن الحدّاد وبابن وَبَرَة3، من بقايا من تلا عَلَى ابن مجاهد.
حدّث عَنْ: ابن مبشر الواسطي، والمحاملي، وقاسم الملطي.
__________
1 معرفة القراء الكبار "1/ 271".
2 في الأصل "وله".
3 تاريخ بغداد "11/ 269".(27/162)
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، والعتيقي، وَأَبُو الفرج الطّناجيري.
قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا. قلت: بقي إلى سنة تسعين.
421- عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن تميم، أَبُو القاسم القاضي1.
رَوَى عَنْ: أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الْإمَام البلدي، وأَبِي الفوارس الصّابوني، وأَحْمَد بْن الحسن بْن إِسْحَاق الرّازي. رَوَى عَنْهُ أَبُو الْحَسَن العتيقي، وَأَبُو القاسم الْأزْجِي.
قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا، خرّج له ابن شاهين.
422- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن القاسم بْن خلف بْن حَزْم، أَبُو الْحَسَن الثَّغْري القلعي2، من قلعة أيّوب بالأندلس.
سَمِعَ وهب بن مسرة، وابن عابس، وفي الرّحلة من أَبِي عَلِيّ بْن الصّوّاف ببغداد.
ورجع فلزم العبادة والجهاد، ووُلِّي قضاء بلده، ثم استغنى من القضاء، وإليه كانت الرحلة، وانتفع بِهِ النّاس.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَر الطَّلَمَنْكِيّ، وابْن الفَرَضِيّ، وابْن الشقاق. وتُوُفِّي سنة ثلاث، وكان عارفًا بمذهب مالك.
423- عثمان بْن أحْمَد بْن جَعْفَر العِجْلي، مُسْتَمْلي ابن شاهين3.
رَوَى عَنِ: البَغَوي، وابْن أَبِي دَاوُد، والْحُسَيْن بْن عفير. رَوَى عَنْهُ: الخلال، وعَبْد العزيز الْأزْجِي، والعتيقي، وَأَبُو طَالِب العشاري.
424- عثمان بْن مُحَمَّد بْن القاسم الْأدَمي4.
روى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، والبَاغَنْدِي، والبَغَوي.
رَوَى عَنْهُ: العتيقي، وَأَبُو بَكْر بْن بشران، ومُحَمَّد بْن أحْمَد النَّرْسي. وثّقه أَبُو بَكْر الخطيب.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 410".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 244".
3 تاريخ بغداد "11/ 309".
4 تاريخ بغداد "11/ 310".(27/163)
425- نصر بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الخليل المرجى أَبُو القاسم الموْصِليّ.
رَوَى عَنْ: أَبِي يَعْلَى المَوُصِليّ، فهو آخر من رَوَى فِي الدُّنيا عَنْهُ، وعُمِّر دهرًا طويلا.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وَأَبُو نصر بْن طَوْق المَوُصِليّ، وآخر من رَوَى عَنْهُ بالإجازة عَلِيّ بْن البشري، توفي قريبًا من سنة تسعين وثلاثمائة.
426- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَبْد اللَّه1، وقيل: عَلِيّ بدل عَبْد اللَّه الفقيه، أَبُو بَكْر بن خويز منداذ المالكي صاحب "أَبِي بَكْر الْأبْهَرِي"2 من كبار المالكية العراقيين.
صنف كتابًا كبيرًا فِي الخلاف، وآخر فِي أصول الفقه، وكتاب "أحكام القرآن"، وله اختيارات فِي الفقه خالف فيها المذاهب، كقوله: إن العبيد لا يدخلون فِي الْخَطَّاب للأحرار، وأنَّ خَبَر الواحد يُوجِب العلمَ. قاله القاضي عياض، وقَالَ: قد تكلّم فِيهِ أَبُو الوليد الباجي وقَالَ: لم أسمع لَهُ فِي علماء العراقيين "ذِكْر"3، أو كَانَ لَهُ بجانب الكلام جملة، وينافر أهله حتى يؤدّي إلى منافرة المتكلمين من أهل السُّنَّة، وحكم عَلَى اهل الكلام أنّهم من أهل الْأهواء الذين قَالَ مالك، رحمه الله، في مناكحتهم وأمانتهم وشهادتهم ما قَالَ.
قلت: وذكره أَبُو إِسْحَاق فِي الطبقات، فَقَالَ فِيهِ: المعروف بابن كواز.
427- مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد، أَبُو الفضل الكاتب، بغداديّ صالح4.
رَوَى عَنِ المَحَامِلي، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد. قَالَ الخطيب: حدثونا عَنْهُ.
428- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن حاتم أَبُو عَبْد اللَّه الزغرتاني الهَرَوِي. سَمِعَ أحْمَد بْن سَعِيد الْأشجّ، وأَبِي الْأشعث العِجْلي. رَوَى عَنْهُ: إِسْحَاق القرَّاب، وَأَبُو عَبْد الواحد المليحي، وغيرهما.
429- مُحَمَّد بْن عُمَر بن عزيز بن عمران، أبو بكر الهمذاني التككي.
__________
1 الوافي بالوفيات "2/ 52"، ولسان الميزان "5/ 291".
2 في الأصل "أبي بكر الأهوازي بهري".
3 في الأصل "ذكره".
4 تاريخ بغداد "2/ 213".(27/164)
رَوَى عَنْ: أوس الخطيب، وموسى بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر، وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن فيره الطّيّان، وأَبِي بَكْر بْن أَبِي زكريّا، وجماعة.
وعنه: عَبْد الغفَّار بْن مُحَمَّد، وعَبْد اللَّه بْن كاله، ومكي بْن المحتسب وعَبْد اللَّه بْن الْحَسَن الهاشمي، وهو آخر من حدّث عَنْهُ. قَالَ شِيرَوَيْه: هُوَ صَدُوق.
430- مُحَمَّد بْن عُمَر بْن الفضل بْن الموفَّق، أَبُو بَكْر الصُّوفِي الهَمَذَاني الخبّاز المعروف بابن جزر صاحب الشِّبْليّ.
رَوَى عَنْ: أحْمَد بْن عَبْد اللَّه الهَرَوِي صاحب يحيى بْن مُعَاذ الرّازي، وغير واحد، وروى تفسير جُوَيْبر عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن فيرة الطّيّان.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو سهيل بْن زيرك، وَأَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى، وحَمْد بْن سهل المؤدب، والخليل بْن عَبْد اللَّه الخليلي، وآخرون. وقيل إن الدَّارَقُطْنيّ رَوَى عَنْهُ.
قَالَ شِيرَوَيْه: صَدُوق. قد رَوَى عَنْهُ من أهل بغداد أبو حفص بن شاهين، وهو أكبر منه.
431- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو الحسين بن الأصبهاني المقرئ نزيل بغداد1، وحدث عن محمد بن عمر بن حفص "الجورجيري"2، وابْن داسَه، وأَبِي مُحَمَّد بْن فارس، وعدة.
وعنه البَرْقَاني، والعتيقي. ثقة عابد.
432- عَبْد الواحد بْن الْحُسَيْن القاضي، أَبُو القاسم الصَّيْمَريّ الشافعيّ، أحد الْأعلام3، ومن أصحاب الوجوه فِي المذهب.
تفقه بأبي حامد المَرُورُوذِي، وبأبي الفيّاض، وارتحل الفقهاء إلى البصرة، وكان من أوعية العلم.
تفقه عَلَيْهِ أقضي القُضاة الماوَرْدِي، وله كتاب "الإيضاح فِي المذهب" فِي سبع مجلَّدات، وكتاب "القياس والعلل"، وغير ذَلِكَ. سمعوا منه فِي سبعٍ وثمانين بعض كتبه.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 396".
2 في الأصل "الجورحيري".
3 طبقات الشافعية الكبرى "3/ 339".(27/165)
433- إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن بْن "حكمان"1 الْإمَام، أَبُو منصور بْن الكَرْخِي البغدادي.
سَمِعَ: أحْمَد بْن عُبَيْد الصّفّار، وأَبَا عَلِيّ الصّوّاف، وطبقتهما، فأكثر، وأراد أن يصنّف مسندًا، وكان يحضر عنده الدَّارَقُطْنيّ كل أسبوع، ويعلّم عَلَى الْأحاديث فِي أُصُوله، ويُمْلي عَلَيْهِ العِلَل، حتى خرَّج من ذَلِكَ جملة كبيرة.
رَوَى عَنْهُ الدَّارَقُطْنيّ فِي كتاب المدبَّج حديثًا، ومات قبل "الدَّارَقُطْنيّ"2 بزمان.
قال الخطيب: سألت البرقاني عنه، فقال: ما علَّقت عَنْهُ يسيرًا، ولم أر مثل صُحْبَته نَحْوًا من عشرين سنة، أدام فيها الصيام، وكان يُصلِّي أربع ركعات بسُبع القرآن كل ليلة وقت العتمة.
434- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن جُوري، أَبُو الفرج العُكْبَرِي3.
أكثر التَّطْواف، وسمع الكثير بالعراق والعجم والشّام والحجاز ومصر، وقد حدث عن خثيمة الْأطْرَابُلُسِي، وأَبِي سَعِيد بْن الْأعْرابي، وعَبْد الصَّمد الطستي، وطبقتهم.
روى عنه: أبو بكر بن لال، وحمزة السَّهْمي، وَأَبُو نُعَيْم الحافظ، وَأَبُو طاهر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الصّبّاغ. قَالَ الخطيب: فِي حديثه مناكير.
435- عَلِيّ بْن الْحَسَن بن بندار بن محمد بن المثنَّى، أَبُو الْحَسَن التميمي الْأسّتَرابَاذي القسْري4 الزّاهد، شيخ الصُّوفِيّة بجُرْجَان.
رحل وسمع من أَبِي سَعِيد بْن الأعرابي، وخيثمة بْن سُلَيْمَان، وأبي بَكْر الرقي، وخلق.
وعنه: ابنه إسماعيل، وعلي بْن محمود "الزوزني"5، وفضل الله أَبُو سَعيد الميهني وسعيد بن أبي سعيد العيار، وغيرهم.
__________
1 في الأصل "حمكان".
2 في الأصل "الدار".
3 تاريخ بغداد "4/ 410"، وميزان الاعتدال "1/ 133"، والمغني "1/ 54".
4 ميزان الاعتدال "3/ 121"، وتاريخ جرجان "320".
5 في الأصل "الزورمي".(27/166)
قَالَ ابن طاهر المقدسي: كَانَ يقف عَلَى أفرادٍ لقَوْمٍ، فيحدّث بها عَنْ أناسٍ آخرين، لا يُحْتَج بِهِ.
436- عُتْبَةُ بْن مُحَمَّد بْن حاتم القاضي، أَبُو الهيثم النيسابُوري الحنفي الْإمَام1.
سمع: الأصم وطائفة، وتفقه على أبي الحسين قاضي الحرمين، وسمع فِي الفقه، وصار أوْحَدَ عصره، حتى لم يبق بخُراسَان قاضٍ حنفيّ إلا وهو ينتمي إِلَيْهِ.
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه الحليمي: لقد بارك اللَّه فِي عِلْم الفقه بأبي الهَيْثَم، فليس بما وراء النهر أحدٌ يرجع إلى النّظر والْجَدل إلا أصحابه.
قلت: رَوَى عَنْهُ الحاكم حديثًا فِي تاريخه.
437- عيّاش بْن الْحَسَن الخزري2.
عَنْ: أَبِي بَكْر بْن زياد النيسابوري، وابْن الْأنْباري، والمَحَامِلي.
رَوَى عَنْهُ: الدَّارَقُطْنيّ، وهو أكبر منه، وَأَبُو بَكْر بْن بشران، وعَبْد الكريم بْن المَحَامِلي.
وثّقه الخطيب.
438- مَهْدِيّ بْن مُحَمَّد، أَبُو سَلَمَة القُشَيْرِي النيسابُوري الصّيْدَلانِي3.
عَنْ: أَبِي حامد بْن الشرفي الحافظ، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن دلوَيْه، وأَبِي حامد بْن بلال.
وقدم بغداد، فحدث بها قبل سنة تسعين. رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي، وهبة اللَّه اللالكائي.
قَالَ الخطيب: رواياته مستقيمة.
439- زيد بن رفاعة، أبو الخير4.
__________
1 العبر "3/ 94"، وشذرات الذهب "3/ 181".
2 في الأصل "الجزري" وانظر: تاريخ بغداد "12/ 279"، واللباب "1/ 441".
3 تاريخ بغداد "13/ 185".
4 تاريخ بغداد "8/ 450".(27/167)
رَوَى بخُراسَان عَنِ ابن دُرَيْد، وابْن الْأنباري كُتُبَ اللّغة، وروى لهم عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابن كامل الْجَحْدَرِي.
ذكره الخطيب، فَقَالَ: كَانَ كذّابًا. سَمِعْتُ أَبَا القاسم هبة اللَّه، يعني اللالكائي يَقُولُ: رَأَيْته بالرّيّ، وأساء القول فِيهِ، وقَالَ لي التنوخي: ذُكر لنا عَنْهُ أنّه كَانَ يذهب مَذْهَبَ الفلاسفة.
440- الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن علي بْن خُزَيْمَة النيسابُوري، أَبُو مُحَمَّد الكرابيسي.
سَمِعَ: ابن خُزَيْمَة. وعنه أَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي.
441- الربيع بْن مُحَمَّد بْن حاتم، أَبُو الطّيّب الحاتمي الطُّوسي.
عَنْ: أَبِي القاسم، عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم المُزَكِّي، وإبراهيم بْن عَبْدَوس الحَرَشِيّ، وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وطبقتهم.
وعنه: أَبُو يَعْلَى الصَّابُونِي، وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن المقرئ، غيرهما.(27/168)
بسم اللَّه الرَّحْمَن الرحيم
الطبقة الْأربعون:
حوادث سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة:
فيها: جلس القادر للحُجَّاج الخُرَاسانية، وأعلمهم أَنَّهُ قد جعل وليّ عهده ولده أَبَا الفضل الغالب باللَّه، وله يومئذ ثمان سنين وأربعة أشهر، وسبب عَجَلَته فِي ذَلِكَ أنّ عَبْد اللَّه بْن عثمان العباسي الواثقي الخطيب خرج إلى خُرَاسان، واتفق هُوَ ورجل رئيس عَلَى أن افتعلا كتابًا من القادر بتقليد الواثقيّ ولاية العهد من بعده، ودخل عَلَى بعض السلاطين، فاحترمه وخطب لَهُ بعد القادر، وكتب إلى القادر باللَّه، فبادر بولاية العهد لابنه، وأثْبَتَ "فسق"1 الواثقي، ولم يزل الواثقيّ فِي البلاد النائية حتى مات غريبًا خائفًا من سوء افترائه2.
__________
1 في الأصل "وسبق".
2 الكامل في التاريخ "9/ 165"، والمنتظم "7/ 215".(27/169)
حوادث سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة:
فيها: ثارت العامّة ببغداد عَلَى النَّصارَى، فنهبوا البيعة وأحرقوها، سقطت على جماعة من المسلمين، فهلكوا، وعَظُمَت الفتنة ببغداد، وانتشر الدُّعار.
وبطل الحجّ من العراق فِي هذه السنة1.
وفيها: "وُلِد أَبُو الْحَسَن وَأَبُو الْحُسَيْن"2 توأمين للسلطان بهاء الدولة، فعاش أَبُو الْحُسَيْن سبع سنين، وأمّا أَبُو عَلِيّ فعاش وملك العراق، ولُقّب "مشرف"3 الدولة.
وزاد أمر الشُّطَّار ببغداد، وواصلوا أخذ العملات والأموال، وقتلوا، وأشرف النّاس معهم عَلَى "خطّه"4 صعبة، وكان فيهم من هُوَ عباسي وعَلَوِيّ، فبعث بهاء الدولة أبا عَلِيّ عميد الجيوش إلى العراق ليدبر أمورها، فقدم بغداد، وزينت له،
__________
1 المنتظم "7/ 219".
2 في الأصل "ولد الحسن والحسين".
3 في الأصل "شرف".
4 في الأصل "خطر".(27/169)
"وغرق"1 جماعة، ومُنع الشّيعة والسُّنّية من إظهار مذهبهم، ونفي الدُّعَّار، ونفي ابن المعلّم فقيه الشيعة، وقامت هيبته2.
وفي المحرم "غزا"3 السلطان محمود بْن سبكتكين الهند، فالتقاه صاحبها الملك جيبال، ومعه ثلاثمائة فيل، فنصر اللَّه محمود، وقتل من الكفار خمسة آلاف، ومن الفيول خمسة عشر فيلا، وأُسِر جيبال فِي جماعة من قوّاده، فكان عَلَيْهِ من الجواهر ما قيمته مائتا ألف رأس دينار وبلغت القيمة من الرقيق خمسمائة ألف رأس نقل ذَلِكَ صاحب سيرة محمود بن سبكتكين الْأديب الكاتب أَبُو النَّصر مُحَمَّد بْن عَبْد الجبّار العُتْبي، وقد سَمِعَ هذا من أَبِي الفتح البُسْتِي وجماعة.
قَالَ أَبُو النّصر: وافتدى الملك نفسه بخمسين فيلا. وكان مُسِنًا، فتألّم مما تمّ عَلَيْهِ، وآثر النّار عَلَى العار، فحلق شعره، ثم حرّق نفسه حتى تلف.
قَالَ أَبُو النّصر: وافتدى الملك نفسه بخمسين فيلا.
__________
1 في الأصل "بفرق".
2 المنتظم "7/ 220"، والكامل "9/ 178".
3 في الأصل "غزى".(27/170)
حوادث سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة:
فيها: منع عميد الجيوش يوم عاشوراء من النَّوح وتعليق المُسُوح فِي الْأسواق، ومنع السُّنِّيّة عمّا أبدعوه فِي أمر مُصْعَب بْن الزُّبَيْر.
وفيها: قبض بهاء الدّولة عَلَى وزيره أَبِي غالب مُحَمَّد بْن خَلَف، وقرّر عَلَيْهِ مائة ألف دينار1.
وفيها: برز عميد الجيوش، وذهب إلى سُورا، فاستدعى سيف الدّولة عَلِيّ بْن مَزْيَد، وقرر عَلَيْهِ فِي العام أربعين ألف دينار عَنْ بلاده، وأقرّه عليها2.
وفي ربيع الآخر منها أمر نائب دمشق بمصوَلة الْأسود الحاكمي بمغربيّ، فطيف بِهِ عَلَى حمار، ونودي عَلَيْهِ: هذا جزاء من يحبّ أَبَا بَكْر وعُمَر، ثم أمر بِهِ، فأخرج إلى "الرملة"3 فضربت عُنُقُه هناك -رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، ولا رضي عَنْ قاتله.
وفيها: نازل السلطان محمود بْن سُبُكْتِكين بسِجِسْتان، وأخذها من صاحبها خَلَف بْن أحْمَد بالأمان، فاستناب عليها الحاجب قنجي من كبار قوّاد أَبِيهِ، فخرج عَلَيْهِ أهل سِجِسْتان بعد أشهر، فسار محمود فِي عشرة آلاف وحاربهم، وقتل منهم مقتلة كبيرة فِي ذي الحجة4.
__________
1 المنتظم "7/ 222".
2 المنتظم "7/ 223".
3 في الأصل "الرماد".
4 الكامل في التاريخ "9/ 172".(27/170)
حوادث سنة أربع وتسعين وثلاثمائة:
فيها: قلد بهاء الدولة الشريفَ أَبَا أحْمَد الْحُسَيْن بْن مُوسَى المُوسَوِي قضاءَ القُضاة والحجّ والمَظَالم ونقابة الطّالبيّين، وكتب لَهُ من شيراز العهد، ولقبه الطاهر الْأوحد ذو المناقب، فلم ينظر فِي قضاء القُضاة، لامتناع القادر باللَّه من الْأذن لَهُ1.
وحج بالنّاس أَبُو الحارث مُحَمَّد بْن مُحَمَّد العَلَوِي، فاعترض الحاج الْأصيفر المنتفقي ونازلهم، وعوّل عَلَى نهبهم، فقالوا: من يكلّمه ويقرّر لَهُ ما يأخذ؟ فنفذوا أَبَا الْحَسَن بْن الرّفّاء وأَبَا عَبْد اللَّه بْن الدَّجاجيّ، وكانا من أحسن النّاس قراءة، فدخلا إِلَيْهِ، وقرءا بين يديه، فَقَالَ: كيف عَيْشُكُما ببغداد؟ فقالا: نِعْمَ العيش، تصلنا الخلع والصِّلات. فَقَالَ: هَلْ وهبوا لكما ألفا ألف دينار؟ قالا: لا، ولا ألف دينار. فَقَالَ: قد وهبت لكما الحاجَّ وأموالهم، فدعوا لَهُ وانصرفوا، وفرح النّاس. ولما قرءا بعرفات، قَالَ أهل مصر والشام: ما سمعنا عنكم بتبذير مثل هذا! يكون عندكم شخصان مثل هذين، فتستصحبونهما معكم معًا، فإن هَلَكا، أيّ شيء تحملون؟ "وأخذهما"2 أَبُو الحسين بْن بُوَيْه مَعَ أَبِي عبد اللَّه بْن بهلول، وكانوا يُصَلُون بِهِ بالنَّوْبة التَّراويح، وهم أحداث3.
__________
1 المنتظم "7/ 226".
2 في الأصل "وأخذ".
3 المنتظم "7/ 227".(27/171)
حوادث سنة خمس وتسعين وثلاثمائة:
حجّ بالعراقيين جَعْفَر بْن شعيب السّلار، ولحقهم عَطَش فِي طريقهم، فهلك خلْق كثير1.
وفي المحرم قتل الحاكم بمصر جماعة من الْأعيان صبَرًا.
وفيها: قُتِل المنتصر أَبُو إِبْرَاهِيم إِسْمَاعِيل بْن نوح بْن نصر بن نوح السّاماني، وكان قد أُسِر أخوه عَبْد الملك، كما ذكرنا فِي سنة تسعٍ وثمانين.
واستولى عَلَى ما وراء النهر إيلك خان، وقبض عَلَى أَبِي إِبْرَاهِيم هذا، وعلى أخيه عَبْد الملك، وعلى نوح بْن منصور الرضيّ، وعلى أعمامهم أَبِي زكريّا، وأَبِي سُلَيْمَان، فتحيّل المنتصر وهرب من السجن فِي زيّ امْرَأَة كانت تنتابهم لمصالحهم، واختفى أيامًا عند عجوز، وذهب إلى خُوَارِزْم، فتلاحق بِهِ من بَدْوِ نمار من بقايا الدّولة السّامانية، حتى اجتمع شَمْلُه، وكثف خيله ورِجْله، وأغار بعض عمّاله عَلَى بُخَارَى، وبيتوا بضعة عشر قائدًا من القوّاد، وحملوا فِي وثاقٍ إلى خُوَارِزْم، وانهزم من بقي من قوّاد إيلك خان، وعاد المنتصر إلى بُخارى، وفرح النّاس، فجمع إيلك جيوشه، وتكاثفت أيضًا جموع المنتصر، وقصد نيسابُور، وحارب أميرها نصر بْن سُبُكْتِكين أخا محمود، فهزمه، وأخذ نيسابُور، فانزعج لذلك السّلطان محمود، وطوى المغاور، حتى "وافى"2 نيسابُور، فتقهقر عَنْهَا المنتصر إلى أَسْفِرايين، وجبى الخراج، وقدم لَهُ شمس المعالي قابوس خيلا وجمالا وبغالا، وألف ألف دِرْهَم، وثلاثين ألف دينار، مُدارةً عَنْ جُرْجَان.
ثم إن المنتصر عاد إلى نيسابور، فتحيز عنها أخو محمد، وجبى المنتصر منها الْأموال، ثم التقى هُوَ وأخو محمود، فكانت بينهما وقعة ملحمة هائلة، فكانت النصرة لصاحب الجيش نصر بْن سُبُكْتِكين، وانهزم المنتصر، فجاء إلى جُرْجَان، فدفعه عَنْهَا شمس المعالي، ثم التقى المنتصر أيضًا هُوَ والسُّبُكْتِكينيّة بظاهر سَرْخَس، وقُتِل خلْقٌ من الفريقين، وانهزم جَمْعُ المنتصر، وقُتِل جماعة من قوّاده، فسار المنتصر يعتسف المهالك، فانتبذ بِهِ إلى محالّ الْأتراك الغُزِّيَّة، ولهم مَيْل إلى آل سامان، فأخذتهم المَذَمَّة من خُذْلانه، وحرّكتهم الحَمِيَّة لعونه فِي سنة ثلاث وتسعين، وقصدوا أيلك خان، وحاربوه، ثم خافهم المنتصر وفارقهم، وراسل السُّلطانَ محمود بْن سُبُكْتِكين يذكِّره بحقوق سَلَفِه عَلَيْهِ، فأكرم محمود رسوله، وتماثل حال المنتصر، جرت له أحوال وأمور وحروب عديدة.
__________
1 المنتظم "7/ 229".
2 في الأصل "وأوفى".(27/172)
وكان موصوفًا بالدَّهاء والشّجاعة المُفْرِطة، ثم قام معه فتيان أهل سمَرْقَنْد، وتراجع أمره، فسمع الخان باحتداد شوكته واشتداد وطْأَته، "فزحف"1 إِلَيْهِ في شعبان سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، وانكسر الخان أيلك، ثم جمع وحَشَد وكَرَّ لطلب الثّأر، فالتقوا، فخامر خمسة آلاف من جيش المنتصر، وانحازوا إلى أيلك فاضطّر المنتصر إلى الانهزام واستَمَرَّ القتْلُ بجيشه وبقي المنتصر أينما قصد، شُهِرَت عَلَيْهِ السّيوف وكَثُر أضداده، ودلف إليه صاحب الجيش ابن سبكتيكن، ووُلّي سَرْخَس، ووُلّي طُوس. وحثّوا الظَّهْر فِي طلبه، ففاتهم إلى بِسطام، فرماه شمس المعالي بنحو ألفين من الْأكراد والشاهجانية، فأزعجوه عَنْهَا حتى ضاقت عَلَيْهِ المسالك، فتلقّاه ابن سرخك الساماني، بكتاب يخدعه فِيهِ، فانفعل طمعًا فِي وفائه، فثنته خَيْل أيلك خان بطرف خُرَاسان، فطاردهم، ثم ولاهم ظهره، فأسروا إخوته، والتجأ إلى ابن بهيج الْأعْرابي، فما خَفَر حقَّ مَقْدَمِه، وروّى الْأرض من دمه، كما عناه أَبُو تمام بقوله:
فتًى مات بين الطَّعْن والضَّرْب مِيتَةً ... تقوم مقامَ النَّصْر إذ فاته النَّصْرُ
فأثبتَ فِي مُسْتَنْقَع الموتِ رِجْلَه ... وقَالَ لها من دون أَخْمَصِك الحَشْرُ
"غدا"2 غدوة الحمد فسبح رِدائه ... فلم ينصرف إلا وأكفانه الْأجْرُ
مضى طاهرَ الْأثواب لم تبق رَوْضَةٌ ... غداةَ ثَوَى إلا اشتهتْ أَنَّها قَبْرُ
عليكَ سلامُ اللَّه وقْفًا فإنّني ... رَأَيْت الكريمَ الحُرَّ لَيْسَ لَهُ عُمْرُ
وانقضت الْأيام السامانيّة، وذلك في أوائل سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.
__________
1 في الأصل "فرجف".
2 في الأصل "غدى".(27/173)
حوادث سنة ست وتسعين وثلاثمائة:
فيها: تولّى ابن الْأكفاني قضاءَ جميع بغداد.
وفيها: جلس القادر باللَّه لأبي المنيع قرواش بْن أَبِي حسّان، ولقّبه بعميد الدولة، وتفرد قرواش بالإمارة1.
وحجّ بالناس مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر العَلَوِي، وخطب بالحَرَمَيْن للحاكم صاحب مصر عَلَى القاعدة، وأمر النّاسَ بالحَرَمَيْن بالقيام عند ذِكْره، وفعل مثل ذَلِكَ بمصر، وكان إذا ذُكِر قاموا وسجدوا فِي السُّوق، وفي مواضع الاجتماع، فإنّا لله وإنّا إِلَيْهِ راجعون، فلقد كَانَ هَؤُلاءِ العُبَيْدِيُّون شرًّا عَلَى الْإسلام وأهله من الشر.
__________
1 المنتظم "7/ 230".(27/173)
حوادث سنة سبع وتسعين وثلاثمائة:
فيها: خروج أَبِي ركوة الْأمويّ من ولد هشام بْن عَبْد الملك، واسمه الوليد، وكان يحمل ركوة فِي السَّفر، ويتزهَّد، وقد لقي المشايخ، وكتب الحديث بمصر، وحجّ، ودخل اليمن والشام، وكان فِي خلال أسفاره يدعو إلى القائم من ولد هشام بْن عَبْد الملك، ويأخذ البَيْعَة عَلَى من ينقاد لَهُ، ثم جلس معلِّمًا، واجتمع عنده أولاد العرب، فدعاهم فوافقوه، وأسَرَّ إليهم أَنَّهُ الْإمَام، ولقّب نفسه بالثائر بأمر اللَّه المنتصف من أعداء اللَّه، فعرف بهذا بعض الولاة، فكتب إلى الحاكم بأن يأذن لَهُ فِي طَلَبه قبل أن تقوَى شوكتُه، فأمره باطِّراح الْأمر والفكر فِيهِ، لئلا يجعل لَهُ سوقًا، وينبّه عَلَيْهِ، وكان يخبرهم عَنِ المُغَيَّبات، ثم حاربه ذَلِكَ الوالي فِي عسكره، فظفر بِهِ أَبُو ركْوة، ثم أخذوا أسلابهم، فأصاب مالية. ونزل بَرْقَة، فجمع لَهُ أهلها مائتي ألف دينار، وأخذ من يهوديّ مائتي ألف دينار، ونقش السِّكَّة باسمه، وخطب النّاس ولعن الحاكم وشتمه، فحشد لَهُ الحاكم وجهّز لقتاله ستّة عشر ألفًا، عليهم الفضل بْن عَبْد اللَّه، وأنفق فيهم ذهبًا عظيمًا، فلما قارب تلقّاه أَبُو ركْوة، فرام مُناجَزَتَه، والفضلُ يُرَاوِغ، فَقَالَ أصحاب أَبِي ركْوة: قد بذلنا نفوسنا دونك، ولم يبق فينا فضْل لمعاودة حرب، ونحن مطلوبون لأجلك، فخذ لنفسك، وانظر أي بلد شئت لنحملك إليه، فذهب إلى بلد النُّوبة لأنّه كَانَ مُهَادِنَه، فبعث الفضل فِي طلبه عسكرًا، فأدركوه، فأسلمه أصحابه، فحُمِل إلى الحاكم. فأُركب جملا وطِيف بِهِ، ثم قُتِل2.
وبالغ الحاكم فِي إكرام الفضل وإعطائه الْأقْطاع، فمرض، فعاوده مرّتين دُفْعَتين، فلما عُوفي قتله.
وفيها: ورد كتاب من بهاء الدولة بتقليد الشريف أَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَبِي أحْمَد الْحُسَيْن بْن مُوسَى العلوي الحَسَني النّقابة والحجّ، وتلقيبه بالرِّضى ذي الحَسَبَيْن، ولُقِب أخوه أَبُو القاسم بالشريف المرتضى ذي المجدين.
وفي رمضان قلد "سند الدولة علي بن مزيد"3 ما كَانَ لقرواش، وخلع عَلَيْهِ.
وثارت عَلَى الحجَّاج ريح سوداء بالثعْلبية حتى لم ير بعضهم بعضًا، وأصابهم عطش شديد، واعتقلهم ابن الجرّاح عَلَى "مال"4 طلبه، وضاق الوقت، فردّوا، ووصل أوّلُهم إلى بغداد يوم التَّرْوِيَة، فلا قوة إلا بالله3.
__________
1 المنتظم "7/ 230".
2 المنتظم "7/ 233"، والكامل في التاريخ "9/ 197".
3 في الأصل "سيف الدولة بن يزيد".
4 في الأصل "ما".(27/174)
حوادث سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة:
فِي ربيعٍ الآخر، وقع ثلج عظيم ببغداد، حتى كَانَ سُمْكُه فِي بعض المواضع ذراعًا ونصفًا، وأقام أسبوعًا لم يذُبْ، ورُمِي إلى الشوارع، وبلغ وقْعُه إلى الكوفة، وإلى عَبَّادان1.
وكثرت العملات ببغداد واللُّصُوص، وقُتِل منهم جماعة.
وفي رجب قصد بعضُ الهاشميّين أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن النُّعْمَان بْن المعلّم شيخ الشيعة، وهو فِي مسجد، وتعرّض بِهِ تعرُّضًا امتعض منه تلامذته، فثاروا واستنفروا أهلَ الكَرْخ، وصاروا إلى دار القاضي أَبِي مُحَمَّد الْأكفاني والشيخ أَبِي حامد الإِسْفِرَايِينِيّ فسَبُّوهما، وطلبوا الفقهاء ليُوقِعوا بهم، ونشأت فتنة عظيمة، وأُحْضِر مُصْحَفٌ ذكروا أنّه مُصْحَفٌ ابن مَسْعُود، وهو يخالف المصاحف، فجمع له القضاة والكبار، فأشار أَبُو حامد والفقهاء بتحريفه، ففعل ذَلِكَ بمحضرهم، وبعد أيّام كتب إلى الخليفة بأنّ رجلا حضر المشهد ليلة نصف شعبان، ودعا عَلَى من أحرق المُصْحَفٌ وشتمه، فتقدّم بطلبه، فأُخِذ، فرسم بقتله، فتكلّم أهل الكرْخ فِي أمر هذا المقتول لأنّه من الشيعة، ووقع القتال بينهم وبين أهل البصْرة وباب الشعير ونهر "القلائين"2، وقصد أهلُ الكرْخ دار أَبِي حامد، فانتقل عَنْهَا، ونزل دار القطن، وصاح الرَّوَافض: "يا حاكم يا منصور"، "فأحفظ"3 القادر باللَّه ذَلِكَ، وأنفذ الفرسان الذين عَلَى بابه
__________
1 المنتظم "7/ 237".
2 في الأصل "القلابين".
3 في الأصل "فاخفض".(27/175)
لمعاونة السُّنَّة، وساعدهم الغلمان، فانكسر الرَّوَافض وأحرق ما يلي نهر الدَّجَاج، ثم اجتمع الرؤساء إلى الخليفة، فكلّموه، فعفى عَنْهُمْ ودخل عميد الجيوش بغداد، فراسل بن المعلّم بأن يخرج عَنْ بغداد ولا يساكنه، ووكّل بِهِ، فخرج فِي رمضان، وضرب جماعة، ممّن قام فِي الفتنة، وحبس آخرين، ومنع القُصَّاص من الْجُلوس، ثم سَأَلَ ابن مُزْيَد فِي ابن المعلّم فردَّ وأذِنَ للقُصَّاص، بشرط أن لا يتعرضوا للفِتَن1.
وفي شعبان وقع بَرَدٌ فِي الواحدة نحو خمسة دراهم.
وفيه زُلْزِلَت "الدِّينور"2، فمات تحت الرَّدْم أكثر من ستّة عشر ألف آدمي، وفرّ السّالمون إلى الصّحراء، فأخذوا أكواخًا، وهلك ما لا يُحْصَى، وأهدمت أكثر المدينة، وزُلْزِلَت سِيرَاف "والسّيف"3، وغَرَّق الماءُ عدَّة مراكب، ووقع هناك بَرَدٌ عظيم، ووُزِنَت بَرَدَةٌ، فكانت مائة وستّة دراهم4.
وفيها: هدم الحاكمُ بيعةَ قمامة التي بالقُدس، وهي عظيمة القدر عند النَّصارى، يحجُّون إليها، وبها من السُّتُور والآلات والأواني الذَّهب شيءٌ مفْرِط، وكانوا فِي العيد يُظْهِرون الزِّينة، وينصبون الصُّلْبان، وتعلق القُوَّامُ القناديلَ فِي بيت المذبح، ويجعلون فيها دهن الزئبق، ويجعلون بين "القنديلين"5 خيطًا "من" الحرير متصلا، وكانوا يَطْلُونه بدهن البلسان، ويتقرّب بعض الرُّهْبان، فيعلّق النّارَ فِي خيطٍ منها من موضع لا يراه أحد، فيتنقل بين القناديل، فيرقد الكلّ ويقولون: نزل النُّور من السّماء فأوقدها، فيضجُّون، فلمّا وُصِفَت هذه الحالة للحاكم، كتب إلى والي الرَّمْلة، وإلى أحمد بن يعقوب الدّاعي بأن يقصد بيتَ المقدس، ويأخذ القضاةَ والأشرافَ والرؤساءَ، وينزلون عَلَى هذه الكنيسة، ويُبِيحُوا للعامَّة نَهْبَها، ثم يخربونها إلى الْأرض، وأحسّ النَّصَارَى، فأخرجوا ما فيها من جوهر وذهب وستُور، وانْتُهِب ما بقي، وهُدِمت.
ثم أمر بهدم الكنائس، ونَقَضَ بعضها بيده، وأمره بأن يعمِّر مساجدَ للمسلمين، وأمر بالنّداء: من أراد الْأسْلامَ فلْيُسْلِم، ومن أراد الانتقال إلى بلد الروم كَانَ آمنًا إلى
__________
1 المنتظم "7/ 237"، والبداية والنهاية "11/ 338".
2 في الأصل "الدور".
3 في الأصل "السبب".
4 المنتظم "7/ 238"، والبداية والنهاية "11/ 339".
5 في الأصل "القندلين".(27/176)
أن يخرج، ومن أراد المقام عَلَى أن يَلْزَم ما شُرِطَ عَلَيْهِ فلْيَقُم. وشَرَط عَلَى النصارى تعليقَ الصُّلْبان ظاهرةً عَلَى صُدُورهم، وعلى اليهود تعليق مثال رأس العِجْل فِي أعناقهم، ومنعهم من ركوب الخيل، فعملوا صلبان الذَّهب والفضّة، فأنكر الحاكم ذاك، وأمر المحتسبين بإلزامهم تعليقَ صُلبان الخشب، وأن يكون قدر الواحد أربعة أرطال، واليهود تعليق خشبة كالمدقّة، وزنها ستّة أرطال، وأن يشدّ فِي أعناقهم أجراسًا عند دخولهم الحمّامات.
ثم إنَّه قبل أن يُقْتل أذّن فِي إعادة البِيَعِ والكنائس، وأذِن لمن أسلم أن يعود إلى دينه، لكونه مُكْرَهًا. وقَالَ: تنزّه مساجدنا عمّن لا نيّة لَهُ فِي الإسلام1.
__________
1 البداية والنهاية "11/ 339"، والكامل "9/ 208".(27/177)
حوادث سنة تسع وتسعين وثلاثمائة:
وفي شعبان عصفت ريح شديدة بالعراق، وألقت رملا أحمر بالطُّرُق والبيوت1.
وفيها: عُزِل أَبُو عَمْرو قاضي القُضاة ووُلِّي القضاءَ أَبُو الْحَسَن بْن أَبِي الشّوارب، فَقَالَ العُصْفُرِي الشّاعر:
عندي حديثٌ ظريفٌ ... بِمِثْلِهِ يُتَغَنَّى
من قاضيين يُعَزَّى ... هذا وهذا يُهَنّا
هذا يَقُولُ أَكْرَهُونا ... وذا يَقُولُ اسْتَرَحْنَا
ويكذِبان جميعًا ... ومَن يُصَدَّقُ مِنّا2
ورجع الرَّكْبُ العراقي خوفًا من ابن الجرّاح الطّائي، فدخلوا بغدادَ يوم عَرَفة، وخرج بنو "رعب"3 الهلاليّون، وهم ستّمائة، عَلَى رَكْب البصْرة، فأخذوا منهم بما قيمته ألف ألف دينار. كذا نقل ابن الجوزي في منتظمه4.
__________
1 المنتظم "7/ 243".
2 الكامل في التاريخ "9/ 211"، والبداية والنهاية "11/ 341".
3 في الأصل "زعب".
4 المنتظم "7/ 244"، والبداية والنهاية "11/ 341".(27/177)
وفيها: وُلّى دمشقَ أَبُو الْحَسَن حامد بْن ملهم للحاكم، بعد عليّ بْن جَعْفَر بْن فلاح، فوليها سنة وأشهرًا، ثم عُزِلَ، وكان جوادًا ممدَّحًا، ووُلِّي بعده أو معه القائد أَبُو منصور "ختكين"1 الدّاعي المعروف "بالضَّيف"2، ذكره ابن عساكر فَقَالَ: وُلِّي إمرة دمشق مرّتين للحاكم فأساء السّيرة.
وفي جُمادى الآخرة كانت الفتنة بالأندلس، وثار مُحَمَّد بْن هشام الْأمويّ عَلَى متولِّي الْأندلس، وانْخَرَمَ النّظام ووَهَى سلطانُ بني أمية بالأندلس3.
__________
1 في الأصل "جتكين".
2 في الأصل "النضيف".
3 الكامل في التاريخ "9/ 216".(27/178)
حوادث سنة أربعمائة:
نقص فِي ربيع الآخر نهر دِجْلة نُقْصانًا لم يُعْهد مثله، وامتنع سَيْر السُّفُن من "أَوَانَا"1 والرّاشديّة من أعالي دِجلة، لأجل جزائر ظهرت، ولا يُعْلَم أنّ "كَرْيَ"2 دِجلةَ وقع قبل ذَلِكَ3.
وفيها: عمل أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن الفضل بْن سهلان عَلَى مشهد عليّ سُورًا منيعًا من ماله، لكثرة من يطرقه من الْأعراب، وتحصّن المشهد.
وفي رمضان أُرْجِف بالقادر باللَّه بموته، فجلس للنّاس يوم الجمعة وعليه البُرْدَة، وبيده القضيب، وقبّل الشَّيْخ أَبُو حامد الإِسْفِرَايِينِيّ الْأرضَ، فسأل الْحَسَن بْن حاجب النُّعْمَان الخليفة أن يقرأ آيات من القرآن يسمعها النّاس، فقرأ عند ذَلِكَ بصوتٍ عالٍ: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ} [الأحزاب: 60] الآيات.
وفيها: ورد الخبر إلى العراق "بأن الحاكم"4 أنفذ إلى دار جعفر الصادق بالمدينة من فتحها وأخذ ما فيها، ولم يتعرّض "لهذه"5 الدار أحد، وكان الحاكم قد أنفذ
__________
1 في الأصل "أوابا".
2 في الأصل "كرمي".
3 المنتظم "7/ 245"، والبداية والنهاية "11/ 342".
4 ساقطة من الأصل واستدرك من المنتظم "7/ 246".
5 في الأصل "لهذا".(27/178)
رجلا ومعه صِلات العلويين وزادُهم، وأمره أن يجمعهم ويُعْلِمَهم إيثاره لفتح هذه الدّار، والنّظر إلى ما فيها من آثار جَعْفَر بْن مُحَمَّد، وَحُمِلَ ذَلِكَ إِلَيْهِ ليراه ويردّه، ووعدهم عَلَى ذَلِكَ بالإكرام، فأجابوه، ففُتِحَت، فوُجِد فيها مصحفٌ وقعب من خشب مطوَّق بحديد، ودرقة خَيْزران وحربة وسرير، فحُمِل ذَلِكَ، ومضى معه جماعة من الحسينيّين، ولما وصلوا إلى مصر أعطاهم مبلغًا، وردّ عليهم السّرير وأخذ الباقي، وقَالَ: أَنَا أحقُ بِهِ1.
وأمر بعمارة دار العِلْم، وأحضر فيها فقهاء ومحدّثين. وعمّر أيضًا الجامع الحاكمي بالقاهرة، واتّصل الدعاء لَهُ، فبقي كذلك ثلاث سنين، ثم أقبل يقتل أهل العلم، وأغلق دار العلم، ومنع من كل ما يفعل من الخير، ثم قُتِل سرًّا.
وحجّ بالنّاس من العراق أَبُو الحارث مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر العَلَوي الكُوفي2.
وفيها: "غزا"3 محمود بْن سُبُكْتِكين الهند، فكانت وقعة نارين، ونصر اللَّه الْإسلام، فله الحمد، وغنم المسلمون ما لا يُحدُّ ولا يوصف، وطلب صاحب الهند الهدنة، وبعث بتُحَفٍ وتقادُم مَعَ أقاربه4.
قال أبو النصر محمد بن عبد الجبار فِي سيرة السلطان محمود: نشط السلطان فِي سنة أربعمائة لغزو الهند تقرُّبًا إلى اللَّه، فنهض يحثّ الخيول، ويخترق الحزون والسّهول، إلى أن توسّط "ديار"5 الهند فاستباحها، ونكّس أصنامها، وأوقع بعظيم العُلُوج وقعةً أفاء اللَّه عَلَيْهِ بها أمواله، وأغنم خيوله وأفياله، وحكَّم فيها سيوفَ أوليائه، يحرسونهم ما بين كل سبسب وفَدْفَد، ويجرّرونهم عند كلّ مهبط ومصعد، وردّ إلى غَزْنَة بالغنائم، فلما رَأَى ملك الهند ما صبّ اللَّه عَلَيْهِ وعلى أهل مملكته من سَوْط العذاب بوقائع السلطان، أيقن أَنَّهُ لا قِبَل لَهُ بثقل وطْأته، فأرسل إليه أعيان أقاربه ضارعًا إليه في هدنة يقف فيها عند أمره، ويسمح بماله ووفره، على أن يقود
__________
1 المنتظم "7/ 246"، والبداية والنهاية "11/ 342".
2 المنتظم "7/ 247".
3 في الأصل "غزى".
4 الكامل في التاريخ "9/ 213".
5 في الأصل "وبار".(27/179)
إليه بادئ الأمر خمسين فيلًا، ومعها مال عظيم الخطر، بما يضاهيه من مسار تِلْكَ الديار، ومتاع تِلْكَ البقاع، وعلى أن يناوب كلّ عام من أفناء عسكره فِي خدمة باب السلطان بألفي رَجُل، إلى إتاوة معلومة. فأوجب السلطان إجابته ببذل طاعته، وإعطاءه الجزية عن يده، وبعث إِلَيْهِ من طالبه بتصحيح المال، وقَوْد الْأفيال، فنفّذ ما وعدوا، وانعقدت الهدنة، وتتابعت القوافل من خُرَاسان والهند، ولله الحمد.
وبقيت جبال الغَوْر فِي وسط ممالك السلطان محمود، وبها قوم من الضُّلال الخالين عَنْ سِمَة الْإسلام يخِيفون السّبيل، ويتمنّعون بتلك الجبال الشواهق، فأَهمَّ السلطانَ شأنُهم، وصمّم عَلَى تدويخ ديارهم وانتزاع بعرة الاستطالة من رءوسهم، فأجْلَب عليهم بخيله ورِجْله، وقدّم أمامه والي هَرَاة التونتاش، ووالي طُوس أرسلان، فسارا مقتحمين مضايق تِلْكَ المسالك، إلى مضيقٍ قد غص بالكماة، فناوشوا الحربَ تناوشًا بطلت فِيهِ العوامل إلا الصّوارم فِي الجماجم والخناجر فِي الحناجر، وتصابر الفريقان، حتى سالت نفوس، وطارت رءوس، فلحِقَهم السلطان فِي خواصّ أبطاله، وجعل يُلْجئُهم إلى ما وراءهم شيئًا فشيئًا، إلى أن فرّقهم فِي عَطَفات الجبال، واستفتح المجال إلى عظيم الكَفَرَة المعروف بابن سُورَى، فغزاه فِي عُقر داره، وأحاط ببلده، وشد عَلَيْهِ، فبرز الرجل فِي عشرة آلاف كأنما خُلِقُوا من حديد، وكأنّ أكبادهم الجلاميد، يستأنسون بأهل الوقائع استئناس الظَّبَايا السَّرَايع، ودام القتال إلى نصف النّهار، فأمر السلطان بتوليتهم الظهور استدراجًا، فاغترُّوا وانقضُّوا عَلَى مواقعتهم، واغتنموا الفرصة، فكرّت عليهم الخيول بضربات غنيت بذواتها عَنْ أدواتها، فلم ترتفع منها واحدة إلا عَنْ دماغ منثور، ونِياط مبتور، وصُرع فِي المعركة رجالٌ كَهَشِيم المُحْتَضِر، أو أعجازِ نخْلٍ مُنْقَعِر، وأُسِر ابن سُورَى وسائر حاشيته، وأفاء اللَّه عَلَى السلطان ما اشتمل عَلَيْهِ حُصْنُه من ذخائره التي اقتناها كابرٌ عَنْ كابر، وورثها كافرٌ عَنْ كافر، وأمر السلطان بإقامة شعار الْإسلام فيما افتتحه من تِلْكَ القلاع، فأفصحت بالدّين المنابر، واشترك فِي عزّ دعوته البادي والحاضر، ولِعظَم ما ورد عَلَى ابن سُورَى، مصّ فصّ خاتمٍ مسموم، فاتلف نفسه، وخسر الدُّنيا والآخرة.
وأما الْأندلس فتمّ فيها فِتَنٌ هائلة، وانقضت أيام الْأمَوِيّين، وتفرقت الكلمة.
وفي ربيع الأول سنة أربعمائة دخل البربر والنَّصَارَى قُرْطُبَة، فقتلوا من أهلها أَزْيَدَ من ثلاثين ألفًا، وتملّكها سُلَيْمَان الْأمويّ المستعين، واستقرّ بها سبعة أشهر، ثم بلغه(27/180)
أن المهدي الأموي، هو ابن عمّه، قد استنجد بالنَّصَارَى لأخذ الثأر منه، فتأهَّب، ثمّ وقع بينهم مصافُّ، فانهزم البربر والمستعين، وذلك فِي رابع شوّال، ودخل المهديّ قُرْطُبَة بدولته الثانية، فصادرهم، وفعل الْأفاعيل، وخرج يتبع البربر، فكرُّوا عَلَيْهِ فهزموه، واستُبِيحَ عسكرُهُ، وقُتِل نحو العشرين ألفًا من أهل قُرْطُبَة، فإنا لله وإنا إِلَيْهِ راجعون، واللَّه أعلم1.
آخر الحوادث، والحمد لله وحده.
الطبقة الأربعون: وفيات سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة:
__________
1 الكامل في التاريخ "9/ 216-219".(27/181)
وفيات الطبقة:
وفيات سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
1- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد بْن زُرَيْق1، أَبُو الْحَسَن البغدادي نزيل مصر2.
سَمِعَ: أبا عَبْد اللَّه المَحَامِلي، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد، وأَبَا عَلِيّ مُحَمَّد بْن سَعِيد الرقي الحافظ، ومحمد بْن بكّار السَّكْسَكي، ومُحَمَّد بْن يوسف الهَرَوِي، ومحمد بن جعفر بن ملاس، وخلقًا سواهم، وانتقى عَلَيْهِ خَلَفُ الوساطي.
رَوَى عَنْهُ: ابن بنته أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن مكّي الْمَصْرِيّ، ورشأ بْن نظيف، وعَبْد العزيز بْن عَلِيّ الْأزْجِي، وَأَبُو عُمَر أحْمَد بْن عَبْد اللَّه النّاجي، وآخرون.
وثّقه الصُّورِي. وزُرَيْق بتقديم الزّاي.
تُوُفّي في ربيع الأوَّل.
2- أحمد بْن محمد بْن نوح، أَبُو حامد الْبُخَارِيّ، قاضي نَسَف.
روى عن أبي نعيم عبد الملك بن عَدِيّ، وعيسى بْن عَبْد اللَّه العثماني صاحب بندار.
__________
1 في الأصل "رزيق".
2 سير أعلام النبلاء "16/ 552"، والعبر "3/ 48"، وتاريخ بغداد "4/ 236".(27/181)
رَوَى عَنْهُ: جَعْفَر المُسْتَغْفِري، وقَالَ: تُوُفِّي فِي شوال.
3- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُوسَى بْن هارون الْأنصاري القُرْطُبي، أَبُو بَكْر1.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن معاوية، وأَحْمَد بْن ثابت التغلبي، وحجّ فسمع أَبَا الْعَبَّاس الكِنْدِي، والْحَسَن بْن رشيق. وكان صالحًا منقطعًا، رحمه اللَّه.
4- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الْأستاذ، أَبُو الْعَبَّاس السِجسْتاني الزّاهد نزيل نيسابُور.
صحِب الشِّبْليّ، وسمع من أَبِي عَمْرو الحيري، وطبقته، وقلَّ ما رَوَى.
أرّخه الحاكم.
5- أحْمَد بْن يوسف بْن أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن أيوب بْن عَمْرو بْن مُسْلِم بْن واضح، أَبُو بَكْر الثقفي الخشّاب الْإصبهاني المؤذّن2.
رَوَى عَنْ: الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن دَلَوْيه، وعُمَر بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن، والْحَسَن الداركي، والفضل بْن الخصيب، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن عَلِيّ، وَأَبُو نُعَيْم أحْمَد بْن عَبْد اللَّه، وَأَبُو سهل أحْمَد بْن أحْمَد الصَّيْرَفي، وأَحْمَد بْن الفضل الباطَرْقَانِي، وجماعة.
6- إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد حاجب، أَبُو عَلِيّ الكشاني3.
رَوَى الصّحيح عَنِ الفَرَبْرِي.
وقَالَ الإدريسي: تُوُفِّي فيها، وهو آخر من حدّث بالجامع الصّحيح. وسيعاد في الآتية.
"حرف الجيم":
7- جَعْفَر بْن الفضل بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بن موسى بن الحسن الفرات4،
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 58".
2 سير أعلام النبلاء "16/ 551"، ذكر أخبار أصبهان "1/ 164"، والعبر "3/ 49".
3 سير أعلام النبلاء "16/ 481"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1023".
4 تاريخ بغداد "7/ 234"، وسير أعلام النبلاء "16/ 484"، والمنتظم "7/ 215".(27/182)
الوزير المحدث، أبو الفضل ابن الوزير أَبِي الفتح بْن حِنْزَابة البغدادي، نزيل مصر.
وَزَرَ أَبُوهُ للمقتدر فِي السنة التي قُتِل المقتدر فيها، وتقلّد أَبُو الفضل وزارة صاحب مصر كافور.
وحدّث عَنْ: مُحَمَّد بْن هارون الحَضْرَمِي، والْحَسَن بْن مُحَمَّد الداركي الْإصبهاني، ومُحَمَّد بْن زهير الْأبُلّي، ومُحَمَّد بْن حمزة بْن عمارة، وأَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن جَعْفَر الخرائطي، ومُحَمَّد بْن سَعِيد الحمصي، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كَانَ يذكر أَنَّهُ سَمِعَ من أَبِي "القاسم"1 البَغَوي مجلسًا، ولم يكن عنده، وكان يَقُولُ: من جاءني بِهِ أغنيته. وكان يُمْلي الحديث بمصر، وبسببه خرج الدَّارَقُطْنيّ إلى هناك، فإن "ابن"2 حنزابة كَانَ يريد أن يصنّف مسندًا، فخرج أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنيّ إلى مصر، فأقام عنده مدّة، وحصل لَهُ منه مال كثير3.
وروى عَنْهُ الدَّارَقُطْنيّ أحاديث.
وُلِد ابن حنزابة في ذي الحجة سنة ثمان وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي ثالث عشر ربيع الْأوّل.
ومن شعره:
من أخْملَ النفسَ أحياها ورَوَّحَها ... ولم يَبِتْ طَاويا منها عَلَى ضَجَر
إن الرّياح إذا اشتدَّت عواصفُها ... فليس ترمي "سوى"4 العالي من الشجر
وقَالَ السلفي: كَانَ أَبُو الفضل بْن حنزابة من الثِّقات الحُفَّاظ المتبجّحين بصُحبة أصحاب الحديث، مَعَ جلالة ورئاسة. يرْوِي ويُملي بمصر فِي حال وزارته، ولا يختار عَلَى العلم وصحبة أهله شيئًا، وعندي من أماليه فوائد، ومن كلامه عَلَى الحديث وتصرّفه الدّالّ عَلَى حدّة فهمه ووفور علمه.
وقد رَوَى عنه حمزة الكناني الحافظ مع تقدمه.
__________
1 ساقطة من الأصل.
2 ساقطة من الأصل.
3 تاريخ بغداد "7/ 234".
4 في الأصل "سوءا".(27/183)
وقال غير السفلي: إنّ ابن حنزابة بعد موت كافور، وَزَرَ لأبي الفوارس احمد بْن عليّ الإخشيدي، فقبض عَلَى جماعة من أرباب الدولة وصادرهم، وصادر يعقوب بْن كلس، وأخذ منه أربعة آلاف دِينار، فهرب إِلى المغرب، وآل أمره إِلى أن وزر لبني عُبَيْد، ثم إن ابن حنزابة لم يقدر عَلَى رِضَى الإخشيدية، واضطربت عَلَيْهِ الْأحوال، واختفى مرّتين ونُهِبت داره، ثم قدم أمير الرملة أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن طُغج وغلب عَلَى الْأمور، وصادر الوزير ابن حنزابة وعذّبه، فنزح إلى الشام فِي سنة ثمانٍ وخمسين، ثم بعد ذَلِكَ رجع إلى مصر1.
وممّن رَوَى عَنْهُ الحافظ عَبْد الغني بْن سَعِيد.
وقَالَ الْحَسَن بْن أحْمَد بْن صالح السبيعي: قدِم علينا الوزير جَعْفَر بْن الفضل إلى حلب، فتلقّاه النّاس، فكنت فيهم، فعرف أنّي محدّث، فَقَالَ: تعرف إسنادًا فِيهِ أربعة من الصحابة، كلّ واحد يروي عن صاحبه؟ قلت: نعم. وذكرت لَهُ حديث السّائب بْن يزيد، عَنْ حُوَيْطَب بْن عَبْد العُزَّى، عَنْ عَبْد اللَّه بْن السعدي، عَنْ عُمَر -رَضِيَ اللَّه عَنْهُم- فِي العمالة، فعرف لي ذَلِكَ، وصار لي بِهِ عنده منزلة.
وقيل: إنّ الوزير ابن حنزابة كَانَ يُستعمل لَهُ الكاغَد بسَّمَرْقَنْد، ويُحمل إلى مصر فِي كل سنة، وكان عنده عدّة نُسَّاخ.
وقَالَ عَبْد اللَّه بْن يوسف: حضرت عند أَبِي الْحُسَيْن بْن المهلّبي بالقاهرة، فَقَالَ: كنت منذ أيام حاضرًا فِي دار الوزير أَبِي الفرج بْن كلّس، فدخل عَلَيْهِ أَبُو الْعَبَّاس بْن الوزير أَبِي الفضل بْن حنزابة، وكان قد زوّجه ابنَتَه، وأكرمه وأَجَلَّه، وقَالَ لَهُ: يا أَبَا الْعَبَّاس، يا سيّدي، ما أَنَا بأَجَلّ من أبيك، ولا بأفضل، أتدري ما أقعد أباك خلف النّاس، شَيْلُ أنفه بأبيه، يا أَبَا الْعَبَّاس لا تشِلْ أنفَك بأبيك، تدري ما الْأقبال؟ نشاطٌ وتواضُعُ، وتدري ما الْأدْبار؟ كسلٌ وترافعٌ.
وقَالَ غيره: كَانَ الوزير أَبُو الفضل يُفطِر وينام نومة ثم ينهض في الليل لمتوضئه، ويدخل بيت مُصَلاه، فيصفّ قدميه إلى الغَداة، ولما تُوُفِّي صلّى عَلَيْهِ فِي داره الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن النُّعْمَان القاضي، وحضر جنازته قائد القواد وسائر الأكابر، ودفن في
__________
1 وفيات الأعيان "1/ 347".(27/184)
مجلس بداره "الكبيرة"1، المعروفة بدار العامّة2.
قَالَ المختار المسبّحي: إنه لما غُسِّل، جُعِل فِيهِ ثلاث شعرات مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كان ابتاعها بمالٍ عظيم، وكانت عنده فِي دِرْج ذهب، مختومة الْأطراف بالمِسْك، ووصى بأن تُجعل فِي فِيهِ، ففعل ذَلِكَ.
وحنزابة: جارية، هِيَ أمّ والده الفضل. والحنزابة، فِي اللغة: القصيرة الغليظة.
قال ابن طاهر: رَأَيْت عند الحبّال كثيرًا من الْأجزاء التي خُرّجت لابن حنزابة، وفي بعضها الجزء المُوَفى "ألفًا"3 من مُسْنَد كذا، والجزء المُوَفى خمسمائةً من مُسْنَد كذا، وكذا سائر المُسْنَدات، ولم يزل ينفق فِي البِرّ والمعروف الْأموال، وأنفق الكثير عَلَى أهل الحرمين، إلى أن اشترى دارًا من أقرب الدُّور، إلى الضّريح النَّبَوِي، لَيْسَ بينه وبين القبر إلا الحائط، وطريق فِي المسجد، وأوصى أن يُدْفَن فيها، وقرر عند الْأشراف ذَلِكَ، فسمحوا لَهُ بذلك، فلما حمل تابوته من مصر، خرجت الْأشراف من الحرمين لتلقيه، وحجوا به، وطافزا بتابوته، ثم ردُّوه إلى المدينة ودفنوه فِي تِلْكَ الدار، فعلوا ذَلِكَ لِما لَهُ عليهم من الأفضال4.
"حرف الحاء":
8- حامد بْن مُحَمَّد بْن المطيّب، أَبُو منصور الماليني.
رَوَى عَنْ: أَبِي عَلِيّ الرّفّاء، وأَبِي مُحَمَّد المُزَني، وابْن أَبِي عَوْن الفَسَوِي.
رَوَى عَنْهُ: الْإمَام أَبُو عاصم العَبَّادِي، وغيره، وتُوُفِّي فِي شعبان.
9- الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن شُعْبَة، "أَبُو عَلِيّ"5 المَرْوَزِي السبخي6.
سكن بغداد، وحدث بجامع التِّرْمِذِيّ عَنِ المحبوبي. وحدّث عن إسماعيل الصفار وغيره.
__________
1 في الأصل "الكبير".
2 وفيات الأعيان "1/ 349".
3 في الأصل "ألف".
4 تاريخ بغداد "7/ 423".
5 في الأصل "وعلي".
6 وفيات الأعيان "1/ 349".(27/185)
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن العتيقي، وغيره.
قَالَ الْأزهري: سَمِعْتُ منه، وكان ثقة فَهْمًا.
وقَالَ أحْمَد بْن عمران بْن البقّال: مات فِي نصف ذي الحجّة.
10- الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن الحجّاج، أَبُو عَبْد اللَّه البغدادي الشيعي الشاعر المشهور1، صاحب الدّيوان الكبير الَّذِي هُوَ عدّة مجلَّدات فِي الفُحْش والسُّخْف، وقد أفرد بعضُ الْأدباء من شعره شيئًا حسنًا، وكان قد وُلِّي حِسْبَةَ بغداد، وكان إذا مدح أحدًا فكأنّما قد هجاه فِي شعره فِي الركاكة.
وكان غاليا فِي التشيُّع. ومن شعره:
نَمَّت بسري فِي الهَوَى أَدْمُعي ... ودَلَّت الواشي عَلَى موضِعي
يا معشَرَ العشّاق إن كنتمُ ... مثلي وفي حالي فموتوا معي2
وله:
قَالُوا "غدًا"3 العيد فاستبشر بِهِ فَرَحًا ... فقلت ما لي وما للعيد والفَرَحِ
قد كان ذا والنَّوى لم تمس نازلةً ... بعَقْوَتي وغُراب البَيْن لم يَصِحِ
أيام لم يحترم قربي الشباب ولم ... يغد الشباب عَلَى بابي ولم يَرُح
وطائرٌ ناح فِي صحراء موُنِقَةٍ ... عَلَى شَفَا جدْوَلٍ بالعُشْبِ مُتَّشح
بكّى وناح ولولا أَنَّهُ شَجَن ... بشجو قلبي المُعَنَّى فيك لم يَنُحِ
بيني وبينك عهد لَيْسَ تخلفه ... بعد المزار ووعد غير مُطَّرح
وما ذكرتك والأقداح دائرة ... إلا مزجت بدمعي باكيا قدحي
ولا سَمِعْتُ بضربٍ فيه ذكر هوى ... إلا غضبت عَلَيْهِ كلّ مُقْتَرحِ
ومن شعره:
يا صاحبَ البيت الذي ... قد مات ضيفاه جميعا
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 14"، والعبر "3/ 50"، والمنتظم "7/ 216"، والبداية والنهاية "11/ 329".
2 تاريخ بغداد "8/ 14".
3 في الأصل "غد".(27/186)
حصلتنا حتى نمو ... ت بدائنا عَطَشًا وجُوعًا
ما لي أرى فلك الرغيـ ... ـف لديكَ مُسْترقي رفيعًا
كالبدر لا "نرجوا"1 إلى ... وقت المساء لَهُ طُلُوعًا
ومن شعره:
يا ذاهبًا في داره جائيا ... بغير معنى وبلا فائدهْ
قد جُنّ أضيافك من جُوعِهِمْ ... فاقْرَأْ عليهمْ سُورَة المائدهْ2
ومن شعره وكان اثني عشريا:
فمذهبي أنَّ خير النّاس كلّهم ... بعد النَّبِيّ أميرُ المؤمنين عَلِيّ
وليس سَبُّ أَبِي بَكْرٍ ولا عُمَر ... شيءٌ يقوم بِهِ قولي ولا عملي
أعوذ باللَّه من أمرٍ يَسُوءُهما ... كلا فإنّ طريقي فِي الصَّواب جلي
وله معانٍ مُسْتَنْكَرَة فِي الفُحْش لم يُسبَق إلى مثلها.
رَوَى عَنْهُ من شعره التنوخي وغيره.
مات بالنّيل فِي جُمادى الآخرة، وحمل إلى بغداد.
"حرف السين":
11- سَعِيد بْن أحْمَد بْن سَعِيد بْن مُوسَى بْن "جُدَير"3، أَبُو عثمان القُرْطُبي4، صالح زاهد متقشف.
سَمِعَ: خَالِد بْن سعْد، وأَحْمَد بْن سَعِيد بْن حَزْم، وأَحْمَد بْن مسور، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: ابن الفَرَضِيّ.
12- سَعِيد بْن عَلِيّ بْن شُعيب بْن عَبْد الوهّاب القاضي، أَبُو نصر الهمذاني.
__________
1 في الأصل "برجوا".
2 وفيات الأعيان "2/ 170".
3 في الأصل "جرير".
4 تاريخ علماء الأندلس "1/ 175".(27/187)
رَوَى عَنْ: "أَبِي"1 عَبْد الرَّحْمَن بْن حمدان الجلاب، وأَبِي القاسم بْن أَبِي صالح، ومُحَمَّد بْن عَبْد الواحد البزّاز، وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وأَبِي سَعِيد بْن الْأعْرابي، وابْن البَخْتَرِيّ، وأَبِي عَمْرو بْن السّمّاك، وطائفة كثيرة.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد الزَّجَّاج، وحمد بْن سهل، ومُحَمَّد بْن جَعْفَر بن بويه الأسداباذي، وَأَبُو منصور مُحَمَّد بْن منصور بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن "البُرُوجِرْدِي"2.
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ ثقة صَدُوقًا مرضيًّا فِي حُكْمه، مات بأسداباذ، وحُمل إلى هَمَذَان فِي ذي القعدة.
وَأَخْبَرَنَا فَيْد بْن عَبْد الرَّحْمَن الصّوفي، أَنَا مُحَمَّد بْن عيسى إجازةً، أَنَّهُ سَمِعَ صالحًا الحافظ يَقُولُ: رَأَيْت فِي المنام كأن الدُّنيا كلّها ظُلْمة، إلا حيث كَانَ القاضي شعيب بْن عَلِيّ واقفًا، فقلت لَهُ: يا أَبَا نصر النّور، يا أبا نصر النور.
"حرف الضاد":
13- ضِرار بْن نافع، أَبُو عَمْرو الضّبِّي الهَرَوِي.
سمع: أبا الحسين النيسابوري الحافظ وغيره.
"حرف العين":
14- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد الماسَرْجَسي.
رَوَى عَنِ: الْأصمّ وغيره.
15- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد، أَبُو الْعَبَّاس السِجِسْتاني الصُّوفِي.
سَمِعَ: ابن الصُّوفِي، ومكّي بْن عَبْدان، وكان من الزُّهّاد.
16- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عَلِيّ بْن زياد، أَبُو القاسم النَيسابُوري النهدي.
سمع: ابن الشرفي، ومحمد بن حمدون. وعنه الحاكم.
__________
1 في الأصل "أبيه".
2 في الأصل "البردجردي".(27/188)
17- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد، أَبُو سهل البلْخي.
رَوَى عَنِ: ابن طَرْخان المُسْنَد، وكتب بنَسَف عَنْ عَبْد المؤمن بْن خَلَف، وجماعة.
قَالَ جَعْفَر المُسْتَغْفِري: هُوَ اليوم محدّث بلْخ. قَالَ: وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر.
18- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن سَعِيد، أَبُو القاسم التّاجر النّيسابُوري، وكان يُحمل إلى مجالس الحديث ومعه العبيد والخَدَم وجماعة من الورّاقين، فسمع من أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ، ثم رحل بِهِ طاهر الورّاق إلى المحبوبي بمرُو فأَكْثَرَ عَنْهُ، وتفقّه عَلَى أَبِي سهل الصّعْلوكي، ثم فِي آخر عمره استُشْهِد عَلَى يد الملحد عَبْد الملك البُستي فِي رمضان.
19- عَبْد الخالق بْن شبلون، أَبُو القاسم المغربي المالكي1.
تفقّه عَلَى أَبِي سَعِيد خَلَف بْن أَبِي هشام، وكان الاعتماد عَلَيْهِ بالقَيْروَان. رحمه اللَّه تعالى.
20- عَبْد العزيز بْن أحْمَد الفقيه، أَبُو الْحَسَن "الخوزي"2 شيخ أهل الظاهر3.
أخذ عَنْ قاضي القضاة بِشْر بْن الْحُسَيْن الظاهري، وقدِم من شيراز فِي صُحْبة السلطان عَضُد الدولة.
وأخذ عَنْهُ فقهاء بغداد كأبي بكر بن محمد بن عمر القاضي الداوودي، وقاضي فيروز أباد أبو علي الداوودي.
قَالَ القاضي أَبُو عَبْد اللَّه الصَّيْمَريّ: ما رَأَيْت فقيهًا أَنْظَرَ من "الخوزي"4، وأَبِي حامد الإِسْفِرَايِينِيّ.
21- عَبْد الملك بْن مُحَمَّد الفارسي البغدادي، أخو أَبِي عُمَر بْن مهدي.
سَمِعَ: إِسْمَاعِيل الصّفّار، وعثمان بْن السّمّاك، وكان سفّارًا، فحدّث بأماكن.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو سعد السّمّاك، وَأَبُو يَعْلَى الخليلي، وأجاز لأبي القاسم البسري.
مات في ذي القعدة.
__________
1 الديباج المذهب "158".
2 في الأصل "الحزذي".
3 المنتظم "7/ 218"، والبداية والنهاية "11/ 330"، والعبر "3/ 50".
4 في الأصل "الجزري".(27/189)
22- عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن الرّازي البغدادي1.
حدث عن: أبي يكر بْن الْأنباري، والمَحَامِلي، وغيرهما.
رَوَى عَنْهُ: الجوهري، والتنوخي، وجماعة. قَالَ الْأزهري: كذّاب، ووثّقه العتيقي وغيره.
23- عيسى بْن دَاوُد بْن الجرّاح، أَبُو القاسم بْن الوزير أَبِي الْحَسَن البغدادي2.
سَمِعَ: أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي دَاوُد، وابْن صاعد، وبدر بْن الهَيْثَم، وأَبَا بَكْر بْن دُرَيْد، ومُحَمَّد بْن نوح، وأَبَا بَكْر بْن مجاهد، وأباه أَبَا الْحَسَن، وجماعة.
روى عنه: أبو القاسم الأزهري، وأبو محمد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وعَبْد الواحد بْن شطا، وَأَبُو جَعْفَر بْن المسلمة، وَأَبُو الْحُسَيْن بْن النَّقُور، وآخرون.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثَبْت السماع، صحيح الكتاب. ولد سنة اثنتين وثلاثمائة، وأنشدني أَبُو يَعْلَى بْن الفرّاء، أنشدنا عيسى الوزير لنفسه:
رُبَّ مَيْتٍ قد صار بالعِلْم حيا ... ومُبَقَّى قد حاز جَهْلا وعَيّا
فاقْتَنُوا العِلْمَ كي تنالوا خُلُودًا ... لا تَعُدُّوا الحياةَ في الجهل شيا3
وقال: أنشده التنوخي: أنشدنا عيسى لنفسه:
قد فات ما ألقاه تحديدي ... وجلّ عَنْ وصْفي وتعديدي
وقلتُ للأيام هُزأ بها ... بحقّ مَن أغراكِ بي زيدي4
وقَالَ: ذكر لي مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس أنّ وفاة عيسى بْن الوزير كانت يوم الجمعة، مُسْتَهَلّ ربيع الْأول سنة إحدى وسبعين. قَالَ: وكان يُرْمى بشيء من مذهب الفلاسفة.
وقَالَ غيره: تُوُفِّي فِي ربيع الآخر. وقيل: فِي المحرَّم.
وقع لنا جُزْء من عواليه عن الأبرقوهي.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 388".
2 المنتظم "7/ 218"، والبداية والنهاية "11/ 330"، والعبر "3/ 50".
3 تاريخ بغداد "11/ 179".
4 تاريخ بغداد "11/ 180".(27/190)
"حرف الكاف":
24- كَعْبُ بْن عَمْرو البلْخي1.
حدّث عَنْ: إِسْمَاعِيل الصّفّار، وابْن الْأعْرابي.
وعنه: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وعَبْد العزيز الْأزْجِي.
وضع حديثًا. قَالَ الخطيب: كان غير ثقة.
"حرف الميم":
25- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه، أَبُو عُمَر السّليطي، من وجوه أهل نيسابُور، وزَوْج بِنْت الْإمَام أَبِي بَكْر الضَّبُعي.
سَمِعَ: أَبَا حامد بْن الشرفي، ومكيّ بْن عَبْدان، وغيرهما.
تُوُفِّي فِي ذي القعدة.
26- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن داسة الْإصبهاني الصُّوفِي.
خرّج لَهُ الحاكم عَنِ الْأصمّ وأقرانه، وذكر أَنَّهُ سَمِعَ من أَبِي حامد بْن السَّمَرْقَنْدِيّ.
27- مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن سُلَيْم، أَبُو بَكْر البغدادي النّجاد2.
سَمِعَ: ابن عُقْدَة الحافظ، ومُحَمَّد بْن جَعْفَر المطيري.
رَوَى عَنْهُ: الْأزهري، والعتيقي، ووثّقه.
28- مُحَمَّد بْن حُمَيْد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن حُمَيْد بْن الرَّبِيع اللَّخْمي الخزّاز، أَبُو بَكْر3، من بيت عِلم وشُهْرة.
رَوَى عَنْ: يوسف بْن بهلول الْأنباري، وأَبِي بَكْر الصولي. روى عنه: العتيقي، والأزهري.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 493".
2 تاريخ بغداد "2/ 214".
3 تاريخ بغداد "2/ 265".(27/191)
29- مُحَمَّد بْن عثمان بْن شهاب1، أَبُو الْحَسَن المعروف "بالبغوي"2 رحل إلى بغداد.
رَوَى عَنْ: أَبِي حامد الحَضْرَمِي، ومُحَمَّد بْن منصور المنيعي، ومحمد بن نوح، وسعيد بن أخي زُبَير الحافظ.
رَوَى عَنْهُ: عُبَيْد اللَّه الْأزهري، والعتيقي، وجماعة. وثّقه العتيقي، وتُوُفِّي فِي رمضان عَنْ ثمانين سنة.
30- مُحَمَّد بْن مُسْلِم بْن السّمْط، أَبُو بَكْر بْن الدّلاء الدمشقي المعدِّل.
رَوَى عَنْ: أَبِي هاشم، ومُحَمَّد بْن عَبْد الْأعلى، وابْن جَوْصَا، وأَبِي الدَّحْداح مُحَمَّد بْن أحْمَد، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: تمّام الرّازي، وعَلِيّ الحنّائي، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي. تُوُفِّي فِي ذي الحجّة.
31- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مَسْلَمة بْن سَعِيد بْن تيري، أَبُو مُحَمَّد الْأبَّاري الْأندلسي ابن أخي خطّاب بْن مَسْلَمَة الزّاهد. وكان هذا أيضًا زاهدًا متبتلا، فقيهًا عارفًا بمذهب مالك.
سَمِعَ: وَهْب بْن مَسَرَّة، وابْن عَوْن اللَّه، وبمكّة أَبَا بَكْر الْأجُرِّي، وقُرِئت عَلَيْهِ المُدَوَّنَة وغيرها.
تُوُفِّي فِي هذا العام، وشيَّعه خلْقٌ عظيم. قرأ عَلَيْهِ أَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ جُزْءين من حديثه.
32- "مقلَّد"3 بْن المُسَيّب بْن رافع، حسام الدولة، أَبُو حسّان العُقَيْلِي صاحب المَوْصِل.
كَانَ أخوه أَبُو الذَّوَّاد "مُحَمَّد أول"4 من تغلّب عَلَى المَوْصِل، وملكها في سنة
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 50".
2 في الأصل "النفري".
3 في الأصل "محمد" وهو خطأ، انظر سير أعلام النبلاء "13/ 5"، والبداية والنهاية "11/ 329"، والعبر "3/ 51"، وشذرات الذهب "3/ 138".
4 في الأصل "محمد بن أول".(27/192)
ثمانين وثلاثمائة، وملك حسام الدولة بعده فِي سنة سبعٍ وثمانين، وكان أعور، لَهُ سياسة وحُسْن تدبير، "واتسعت"1 مملكته. نفّذ إِلَيْهِ الخليفة القادر باللَّه اللواء والخلع، فاستخدم من الترك والديلم ثلاثة آلاف فارس، وأطاعته عرب خَفَاجَة.
وله شِعْر وسط وحَسَن. قتله فِي هذا العام غلام لَهُ تركيّ فِي صفر، فيقال: قتله لأنّه سمعه يوصي رجلا من الحاجّ أنْ يسلّم عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ويقول: قل لَهُ لولا صاحباك لزُرْتك2.
فأخبرنا مُحَمَّد بْن النّحّاس، أَنَا يوسف السّاوي، أَنَا السِّلَفيّ، أَنَا أَبُو عَلِيّ البرداني، أَنَا أَبِي، والْحَسَن بْن طَالِب البزّاز، وابْن نبهان الكاتب، قَالُوا: أراد رَجُل الحجّ، فأحضره الْأمير مقلّد وقَالَ: اقرأ عَلَى النَّبِيّ -صلّى اللَّه عَلَيْهِ وسَلَّم- السلام وقل لَهُ: لولا صاحباك لزرتك. قَالَ الرجل: فحججتُ وأتيت المدينة، ولم أقلْ ذَلِكَ إجلالا، فنمت، فرأيت النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي منامي، فَقَالَ: يا فلان، لِمَ لا تؤدِّ الرّسالة؟ فقلت: يا رَسُول الله أجللتك، فرفع رأسه إلى رجل قائم فقال: خذ هذا الموسى، يعني مقلدًا، فوافيت إلى العراق، فسمعت أن الأمير مقلد ذبح على فراشه، ووجد الموسى عند رأسه، فذكرت للناس الرّؤيا، فشاعت، فأحضرني ابنه قرواش، فحدثته، فَقَالَ لي: تعرف الموسى؟ فقلت: نعم. فأحضر طبقًا مملوءًا مواسي، فأخرجته منهم، فَقَالَ: صدقتَ، هذا وجدته عَنْد رأسه، وهو مذبوح.
رثاه الشريف الرضِيّ وجماعة، وقام بالمُلك بعده ابنه معتمد الدولة أَبُو المنيع "قِرواش"3 فبقي خمسين سنة.
33- المؤمل بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد، أَبُو القاسم الشَّيْباني البغدادي البزّاز4 نزيل مصر.
حدّث عَنْ: أَبِي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد، وأبي حامد الحضرمي، ويعقوب الحراب.
__________
1 في الأصل "واسيعت".
2 وفيات الأعيان "5/ 263"، وشذرات الذهب "3/ 138".
3 في الأصل "قراش".
4 سير أعلام النبلاء "16/ 556"، وتاريخ بغداد "3/ 183"، والعبر "3/ 51".(27/193)
رَوَى عَنْهُ: يوسف بْن رباح، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن مكّي الْمَصْرِيّ، وآخرون.
وثّقه الخطيب وقال: عاش أربعًا وتسعين.
34- مهدي بن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد، أَبُو سَلَمَة النيسابُوري الصّيْدَلانِي.
روى عن: عبد الله بن الشرفي، وتُوُفِّي فِي رجب فِي عشر الثمانين.
"حرف الهاء":
35- هِبَةُ اللَّه بْن مُوسَى بْن الْحَسَن، أَبُو الْحُسَيْن المُزَني المَوُصِليّ.
تُوُفِّي، وله خمسٌ وتسعون سنة.
"حرف الواو":
36- وَهْبُ بْن مُحَمَّد بْن محمود الْأمويّ القُرْطُبي1.
سمع: قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، وكان فقيهًا عارفًا بمذهب مالك، عابدًا مُصَلِّيا مُفْتيا، لَهُ حلقة بالجامع.
شاوره ابن السليم فِي الْأحكام، وقد حدّث، وأخذ عَنْهُ جماعة.
وقد رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَر بْن عَبْد البر، وسماه في شيوخه.
"حرف الياء":
37- يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن العاصمي النيسابُوري.
سَمِعَ من الْأصمّ، وحدّث.
وَفَيَات سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
38- أحْمَد بْن سَعِيد بْن بشر، أَبُو الْعَبَّاس بن الحصار القرطبي2.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 166".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 60".(27/194)
سمع من: قاسم بن أصبغ، وابن أبي دُلَيْم، ومَسْلَمَة بْن القاسم، وجماعة. وكان محدّثًا مُفْتيا.
سَمِعَ النّاس منه كثيرًا، ولم يكن بالضّابط.
تُوُفِّي فِي شعبان.
39- أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن حسن، أَبُو عُمَر القُرْطُبي الفقيه1، قاضي رَيّه.
رَوَى عَنْ: قاسم بْن أَصْبَغ.
40- أحْمَد بْن الْعَبَّاس الْأمْلُوكي الطّحّان، مصري.
رَوَى عَنْ: مُحَمَّد بْن الرّبيع الْجِيزِي، وغيره.
41- أحْمَد بْن الفرج، أَبُو الْحَسَن الفارسي2، بغدادي، ثقة، فَهْم.
رَوَى عَنِ: المَحَامِلي، وأَبِي الْعَبَّاس بْن عُقْدَة. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر البَرْقَاني، وغيره.
42- إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن محمود الْإصبهاني3. من أعيان العلماء والتّجّار.
حدّث بنيسابُور بمُسْنَد الطَّيَالِسي، عَنِ ابن فارس. تُوُفِّي فِي صفر.
43- إِسْمَاعِيل بْن سَعِيد بْن سُوَيْد، أَبُو القاسم البغدادي4.
حدّث عَنْ: أَبِي بَكْر بْن دُرَيْد، وابْن زياد النيسابوري، وأَبِي بَكْر بْن الْأنْباري، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد.
روى عنه: عبيد الله الأزهري، وأبو القاسم التنوخي، والقاضي أَبُو يَعْلَى بْن الفرّاء.
قَالَ ابن أَبِي الفوارس: فِيهِ تساهُلٌ فِي السماع والدّين.
قَالَ الخطيب: كَانَ بعض سماعه مستورًا، رَأَيْت إلحاقه فِيهِ. قلت: رَوَى كتاب "الوقف والابتداء" عن مؤلفه.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 60".
2 تاريخ بغداد "4/ 344".
3 ذكر أخبار أصبهان "1/ 182".
4 تاريخ بغداد "6/ 308"، والمنتظم "7/ 220".(27/195)
44- إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حاجب، أَبُو عَلِيّ الكُشَاني السَّمَرْقَنْدِيّ. سَمِعَ صحيح الْبُخَارِيّ سنة عشرين وثلاثمائة من الفِرَبْرِي وحدّث بِهِ.
رَوَى عَنْهُ الصحيح: أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الخلال أخو الحافظ أبي محمد، وأبو سهل أحْمَد بْن عَلِيّ الْأبِيَورْدي، وَأَبُو طاهر مُحَمَّد بْن عَلِيّ الشُجاعي، وغُنْجار أَبُو عَبْد اللَّه الحافظ، وعُمَر بْن أحْمَد بْن شاهين بسَّمَرْقَنْد.
وقَالَ حمزة أَبُو سعد الإدريسي: تُوُفِّي سنة إحدى وتسعين. وقَالَ مؤتمن الساجي: سنة اثنتين.
"حرف الحاء":
45- الحسن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه، أَبُو عَلِيّ بْن الرئيس أَبِي الْحَسَن النيسابُوري.
سَمِعَ: الْأصمّ ببُخَارَى، وأَبَا بَكْر بْن خنيس بمَرْو، وخرّج لَهُ الفوائد.
وحدّث ببغداد ونيسابُور، وتُوُفِّي فِي ذي القعدة. يقال لَهُ: المحمي.
46- الْحَسَن بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الضّرّاب الْمَصْرِيّ1، أَبُو مُحَمَّد مصنّف المروءة.
سَمِعَ: أحْمَد بْن مروان الدِّينَوَرِي، "وأَبَا"2 الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَبِي الحديد الْمَصْرِيّ، وأَحْمَد بْن مَسْعُود المقدسي، وعثمان بْن مُحَمَّد الذهبي، وأَحْمَد بْن عُبَيْد الحمصي، وعَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن الورد، ودعلج بن أحمد السجزي، وطائفة، وزاد بيت المقدس، فسمع بِهِ وبعسقلان.
رَوَى عَنْهُ: ابنه عَبْد العزيز: وأَحْمَد بْن عَلِيّ بْن هاشم المقرئ، ورشأ بْن نظيف الدمشقي، وجماعة.
تُوُفِّي فِي ربيع الآخر، وَكَانَ مولده فِي سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة، وقد روى عنه الدارقطني مع تقدمه.
__________
1 العبر "3/ 752"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1024"، وشذرات الذهب "3/ 140".
2 في الأصل "أبو".(27/196)
"حرف العين":
- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن خَالِد بْن رُوزْبَة، أَبُو بَكْر الفارسي الكِسْرَوِي.
سَمِعَ: القاسم بْن أَبِي صالح الجّلاب، ومُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن شاذان، وعَلِيّ بْن قرقور، وجماعة بهمذان، وأحمد بن سلمان النّجّار وجعفر الخلْدي، وعَبْد اللَّه بْن إِسْمَاعِيل الهاشمي ببغداد، ومُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن وَصِيف الغزي السّمّان، وحامد بْن مُحَمَّد الرّفاء، وجماعة بالشّام وأماكن.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن عيسى، وحَمْد بْن سهل، والخليل بْن عَبْد اللَّه القِزْوِيني الحافظ، وآخرون.
وكان ينسخ بهَمَذَان بالأجْرة، وسكن هَمَذَان، وكان يستقي الماء للبيوتات.
وقيل: إنّه رُؤِي فِي النَّوم، فَقَالَ: غفر اللَّه لي بكثرة صلاتي عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَكَانَ يكتب خطًّا فِي دِقَّة الشَعْر، فسُئل: لم تفعل ذَلِكَ؟ فَقَالَ: من قلّة الوَرق والورِق، والحمل عَلَى العُنُق. قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ ثقة صدوقًا.
47- عَبْد اللَّه بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ثرثال، أَبُو مُحَمَّد البغدادي نزيل مصر1.
تُوُفِّي فِي شوّال، وهو نسيب أحْمَد بْن عَبْد العزيز صاحب الجزء المشهور.
48- عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن محمد الفقيه، أبو محمد الْأصيلي2.
أصله من كورة شَذُونَة، ورحل بِهِ والده إلى أَصِيل من بلاد العُدْوَة، فنشأ بها وطلب العلم، وتفقه بقُرْطُبَة، وسمع من ابن المشّاط، "وابْن السّليم، وأَبَان بْن عيسى"3، وأخذ عَنْ وهب بْن مَسَرَّة بوادي الحجارة، ثم رحل إلى المشرق، فكتب بمصر عَنْ أَبِي الطّاهر الذُّهْلِي، وابْن حَيَّوَيْهِ النيسابُوري، وابْن إِسْحَاق بْن سُفْيَان، وكتب بمكّة عَنْ أَبِي زيد المَرْوَزِي صحيح الْبُخَارِيّ، وكتب عَنِ الْأجُرِّي، ثم دخل بغداد، وأخذ عَنْ أبي بكر الشّافعيّ، وأبي عليّ بن الصواف، وأبي بكر الأبهري،
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 390".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 249"، وسير أعلام النبلاء "16/ 560".
3 تكررت في الأصل.(27/197)
"وأَبِي"1 الْحَسَن الدَّارَقُطْنيّ، وأَبِي أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الْجُرْجَاني.
وصنف كتابًا سمّاه الدلائل ذكر فِيهِ عَنْ مالك، وأَبِي حنيفة، والشافعي، وكان عالمًا بالحديث والسُّنَّة.
قَالَ القاضي عِياض: قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: حَدّثَنِي أَبُو مُحَمَّد الْأصيلي، ولم أر مثله.
قَالَ عياض: وكان من حُفَّاظ مذهب مالك، ومن العالمين بالحديث وعِلَله ورجاله، وكان "يرى"2 القول فِي إتيان النّساء فِي أَدْبارهنّ كراهيةً دون التَّحريم، عَلَى أنّ الْأثار فِي ذَلِكَ شديدة. وكان يُنْكر الغُلُوَّ فِي كرامات الْأولياء، ويثبت منها ما صحّ، ودعاء الصّالحين.
ولّي قضاء سَرَقُسْطَة، ثم إنّه كره أميرها، فأقيل من القضاء، وبقي عَلَى الشُّورَى بقُرْطُبَة.
وكان نظير أَبِي مُحَمَّد بْن أَبِي زيد بالقَيْروَان، وعلى طريقه وهَدْيِه، إلا أَنَّهُ كانت فِيهِ زعارة.
حمل النّاس عَنْهُ، وتُوُفِّي فِي تاسع عشر ذي الحجة، سنة اثنتين وتسعين، وشَيَّعه الخلائق.
49- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن زيرك، أَبُو سهل التميمي الهَمَذَاني. صَدُوق مُكْثِر.
رَوَى عَنْ: أَبِي القاسم بْن عُبَيْد، وأَبِي الفضل الكِنْدِي، والقاسم بْن مُحَمَّد بْن السّرّاج، وطائفة.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الغفّار، ويوسف الهمداني الخطيب.
50- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الضرير المقرئ ببغداد3. كَانَ رجلا صالحًا.
رَوَى عَنْ: أَبِي جَعْفَر بْن البَخْتَرِي، وأَبِي عَلِيّ الصّفّار. رَوَى عَنْهُ آحاد المحدّثين.
51- عَبْد الْأعلى بْن مُحَمَّد النيسابوري الفقيه الشافعي.
__________
1 في الأصل "أبو".
2 في الأصل "يرو".
3 تاريخ بغداد "10/ 139".(27/198)
تفقه عَلَى أَبِي الوليد حسّان بْن مُحَمَّد، وحدث عَنْ أَبِي العبّاس الأصمّ وغيره. تُوُفّي في المحرم.
52- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي شريح أحْمَد بن محمد بن أحمد بن يحيى بن مَخْلَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن المغيرة بْن ثابت، أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الهَرَوِي سيّد خُرَاسان في زمانه1.
ولد بعد الثلاثمائة.
وسمع: مُحَمَّد بْن عقيل البلْخي، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد البَغَوي، ويحيى بْن صاعد، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن نيروز الْأنماطي، وإِسْمَاعِيل الوَرّاق، وأَحْمَد بْن سَعِيد الطبّري، وجماعة، ورحل بِهِ أَبُوهُ، وأدرك بِهِ البَغَوي فِي آخر عمره. وكان صدوقًا صحيح السَّماع.
وحدّث عَنْهُ كثير من أهل هَرَاة، منهم: أَبُو عُمَر عَبْد الواحد بْن أحْمَد المليحي، وسفيان بْن مُحَمَّد التنوخي، وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الغميري وَأَبُو صاعد يَعْلَى بْن هبة اللَّه الفضيلي، وَأَبُو عاصم الفضيل، ومُحَمَّد بْن أَبِي مَسْعُود الفارسي، وعَبْد الرَّحْمَن البوسنجي، وبِيبي بِنْت عَبْد الصَّمد "الهرثمية"2 وآخرون.
وحديثه اليوم أعلى ما يُرْوَى فِي الدُّنيا، وقد تدلّت شمسه للغروب. وكانت وفاته فِي صفر، وله خمسٌ وثمانون سنة.
أَنْبَأَنَا جَمَاعَةٌ سَمِعُوا مِنِ ابْنِ بهرون، أنا أبو الوقت، أنا شيخ الإسلام أبو إِسْمَاعِيلَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ الْبَلْخِيَّ الْمُؤَذِّنَ يَقُولُ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ "أَبِي"3 شُرَيْحٍ فِي طَرِيقٍ غَوْرٍ، فَأَتَاهُ إِنْسَانٌ فِي بَعْضِ تِلْكَ الْجِبَالِ فَقَالَ: إِنَّ امْرَأَتِي وَلَدَتْ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ، فَقَالَ: هُوَ وَلَدُكَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ" 4. فعاوَدَه، فَرَدَّ عَلَيْهِ ذَلِكَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا لا أَقُولُ بِهَذَا. فَقَالَ: هَذَا الْغَزْوُ، وسَلَّ عَلَيْهِ السَّيْفَ، فَأَكْبَبْنَا عَلَيْهِ وَقُلْنَا: جَاهِلٌ لا يَدْرِي مَا يقول.
__________
1 سير أعلام النبلاء "16/ 526"، والعبر "3/ 53"، وتذكرة الحفاظ "3/ 140".
2 في الأصل "الهرمية".
3 ساقطة من الأصل.
4 أخرجه البخاري "12/ 113" في الحدود، ومسلم رقم "1458" في الرضاع، والترمذي رقم "1157" في الرضاع، والنسائي "6/ 180" في الطلاق.(27/199)
53- عبد الواحد بن مُحَمَّد بن أحمد بن ماك القِزْوِيني. من بيت حديثٍ ورواية.
سَمِعَ من: إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن مِهْرَوَيْه، وببغداد من إِسْمَاعِيل الصَّفّار.
أكثر عَنْهُ أَبُو يَعْلَى الخليلي.
54- عَبْد الوهاب بْن أَبِي أحْمَد مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو عامر الْإصبهاني الغَسَّال1.
55- عُبَيْد بْن مُحَمَّد بْن حُمَيْد، أَبُو عَبْد اللَّه القَيْسي القُرْطُبي2.
سَمِعَ من: قاسم بْن أَصْبَغ "ورحل سنة اثنتين وأربعين"3 فسمع من أحْمَد بْن سَلَمَة "الهلالي"4 وابْن "الجران"5 وأَحْمَد بْن محمود الشمعي، وجماعة كثيرة.
وكان شيخًا صالحًا متعبدًا مجاهدًا. سَمِعَ النّاس منه كثيرًا، وحجّ فِي آخر عمره، فتوفي بالحجاز فِي المحرّم.
56- عثمان بْن جِنِّي، أَبُو الفتح المَوْصلي النَّحْوي اللُّغَوِي6، صاحب التّصانيف.
كَانَ جني مملوكًا رُوميًّا لسليمان بْن فهد الْأزْدِيّ.
لزم أَبُو الفتح أَبَا عَلِيّ الفارسي وتبعه فِي أسفاره حتى أحكم العربية، وصنّف فِي حياته، وسكن بغداد وأقرأ بها الْأدب، وصنّف "اللُّمَع" وكتاب "سر الصّناعة" وكتاب "شرح تصريف المازني" وكتاب "التّلقين فِي النَّحْو"، وكتاب "التعاقب" وكتاب "الخصائص" كتاب "المذكّر والمؤنث" وكتاب "المقصور والممدود" وكتاب "إعراب الحماسة"، وكتاب "المحتسب فِي شواذ القراءات"، وله شعر جيد.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 134".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 341".
3 ساقطة من الأصل والاستدراك عن ابن الفرضي.
4 في الأصل "الحلال".
5 في الأصل "الجراب".
6 تاريخ بغداد "11/ 311"، والبداية والنهاية "11/ 331"، والعبر "3/ 53"، والنجوم الزاهرة "4/ 205"، وشذرات الذهب "3/ 140".(27/200)
وخدم ملوك بني بُوَيْه، كعَضُد الدولة وشرف الدولة، وكان يلزمهم، وقيل: إنّه كَانَ بفَرْد عين، وقد قرأ ديوان المتنبي على المتنبي، وصنف شرحه.
توفي في صفر، وهو فِي عشر السبعين رحمه اللَّه.
وله كتاب سمّاه "البشرى والظَّفَر" شرح فِيهِ بيتًا واحدًا من شعر الْأمير عَضُد الدولة، وقدّمه لَهُ، وهو:
أهلا وسهلا بذي البُشْرَى ونَوْبتها ... وباشتمال سرايانا عَلَى الظَّفَرِ
أوسَعَ الكلام فِي شرحه واشتقاق ألفاظه.
أخذ عَنْهُ الثمانيني، وعَبْد السّلام البصْري، وَأَبُو الْحَسَن الشمسي، وطائفة.
57- عَلِيّ بْن عَبْد العزيز القاضي، أَبُو الْحَسَن الْجُرْجَاني، الفقيه الشافعي الشاعر1، وله ديوان مشهور، وكان حَسَنَ السيرة فِي أحكامه، صدوقًا، جمّ الفضائل، بديع الخط جدًّا. ورد نيسابور سنة تسع وثلاثين، مَعَ أخيه فِي الصِّبا، وسمعا سائر الشيوخ. وُلِّي قضاء الرّيّ.
وقَالَ الثَّعَالِبي فِي يتيمة الدَّهْر: هُوَ فرد الزمان، ونادرة الفَلَك، وإنسان حدقة العِلْم، وقُبَّةُ تاج الْأدب، وفارس عسكر الشِّعْر، يجمع خطّ ابن مُقْلَة، إلى نثر الجاحظ، إلى نظْم البُحْتُرِي.
وشِعْره كثيره. وله كتاب "الوساطة بين المتنبي وخصوصه"، وأبان فِيهِ عَنْ فضلٍ غزير.
وهو القائل:
يقولون لي فيكَ انقباضٌ وإنَّما ... رأوا رجلا عَنْ موقف الذُّلّ أَحْجَمَا
الأبيات المشهورة.
تُوُفِّي بالرّيّ، وحُمل إلى جُرْجَان فدُفِن بها.
ومن شعر أبي الحسن الجرجاني هذا:
__________
1 المنتظم "7/ 221"، والبداية والنهاية "11/ 331"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1025"، وسير أعلام النبلاء "17/ 19-21".(27/201)
ولا ذَنْبَ للأفكار أنت تركتها ... إذا "احتشدت"1 لم تنتفع باحتشادها
سبقت بأفراد المعاني وأَلِفَتْ ... خَواطِرُك الْألفاظَ بعد شِرادِها
فإنْ نَحْنُ حاولنا اختراعَ بديعةٍ ... حَصَلنا عَلَى مسْرُوقها ومُعادِها
وله:
قد بَرَّح الحُبُّ بمشتاقِكْ ... فأَوْلهٍ أحسن أخلاقِكْ
لا تَجْفُهُ وارْعَ لَهُ حقَّهُ ... فإنه آخرُ عُشَّاقِكْ2
وللصّاحب إِسْمَاعِيل بْن عَبّاد يخاطبه:
إذا نَحْنُ سلَّمنا لك العِلْم كلَّه ... فَدَعْنَا وهذِي الكُتُبَ نُنْشِي صُدُورَها
فإنهم لا يرتَضُون مجيئنا ... بجِزع إذا نظمت أنت شُذُورَها
وللقاضي أَبِي الْحَسَن الْجُرْجَاني تفسير القرآن، وكتاب تهذيب التاريخ.
قَالَ الثَّعَالِبي: ترقَّى محلُّه إلى قضاء القُضَاة بالرّيّ فلم يعزله إلا موتُه.
قَالَ: صلى عَلَيْهِ القاضي عَبْد الجّبار بْن أحْمَد.
وقَالَ أَبُو سعد منصور بْن الْحُسَيْن الْأبي فِي تاريخه: وقع اختيار فخر الدولة بْن رُكْن الدولة عَلَى أنْ تولّى عَلِيّ بْن عَبْد العزيز الْجُرْجَاني قضاءَ مملكته، فولاه بعد موت الصّاحب بْن عَبَّاد بعامٍ، فكان ذَلِكَ من محاسن فخر الدولة، وكان هذا القاضي لم ير لنفسه مثلا ولا مقارِنًا، مَعَ العِفَّة والنّزاهة والعدل والصَّرامة.
وقَالَ حمزة السَّهْمي3: أَبُو الْحَسَن "عَلِيّ بْن"4 عَبْد الْعَزِيز بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن إِسْمَاعِيل الْجُرجاني، كَانَ قاضي القُضاة بالرّيّ، وكان من مفاخر جُرْجَان.
تُوُفِّي فِي الثالث والعشرين من ذي الحجّة.
__________
1 في الأصل "حشدت".
2 وفيات الأعيان "3/ 279".
3 تاريخ جرجان "318".
4 ساقطة من الأصل والاستدراك من تاريخ جرجان.(27/202)
"حرف الميم":
58- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حبيب، أَبُو سهل النيسابُوري المقرئ العابد.
سَمِعَ: أَبَا الْعَبَّاس الْأصمّ وجماعة. تُوُفِّي فِي صَفَر.
59- مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يحيى المُزَكِّي، أَبُو الْحُسَيْن النيسابُوري.
سَمِعَ: الْأصمّ وأقرانه، وحدّث. وتُوُفِّي فِي شوّال.
60- مُحَمَّد بْن خليفة بْن عَبْد الجبار بْن عَبْد اللَّه البَلَوِي القُرْطُبي، أَبُو عَبْد اللَّه المؤدِّب1.
حج سنة ثمان وأربعين، وسمع من أَبِي الْحَسَن الخُزَاعي، وأَبِي بَكْر الْأجُرِّي، وكان ضَعِيفًا مُغَفَلا، حطّ عَلَيْهِ ابن الفَرَضِيّ. وقد رَوَى عَنْهُ أَبُو عَمْرو الدّاني المقرئ.
61- مُحَمَّد بْن سعدون، أَبُو عَبْد اللَّه الْأندلسي2.
سَمِعَ بقُرْطُبَة، وحجّ، فسمع من ابن الورد، وابْن أَبِي الموت، وابْن السَّكَن، والآجُرِّي، وكان زاهدًا ورِعًا.
سَمِعَ منه: ابن الفَرَضِيّ وقَالَ: كَانَ ضعيف الكتاب، غير ضابطٍ، رحمه الله.
62- محمد بْن عبد الرَّحْمَن بْن "حنشام"3، أبو الحسين بْن البيع.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن حَمْدَوَيْه المَرْوَزِي، والقاسم بْن إِسْمَاعِيل المَحَامِلي ببغداد، وسمع بالشّام من جماعة.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة، ثنا عنه البرقاني والأزهري.
قلت: وروى عنه: أبو القاسم بن الفسوي، وأبو الحسين محمد بْن أحْمَد الْأبنوسي.
63- مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عليّ القاضي، أَبُو عبد الله بن الدقاق المصري.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 104".
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 104".
3 في الأصل "حسنام" والتصحيح من تاريخ بغداد "2/ 322".(27/203)
سَمِعَ: أَبَا سَعِيد بْن الْأعْرابي، ومُحَمَّد بْن الربيع بْن سُلَيْمَان، وأَبَا إِسْحَاق بْن أَبِي ثابت، وابْن حَذْلَم، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: هبة اللَّه بْن إِبْرَاهِيم الصّوّاف، وانتقى عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنيّ، مَعَ جلالته.
وَرَّخه الحبّال.
64- مُحَمَّد بْن عَبْد الْأعلى، أَبُو بَكْر النيسابُوري الفقيه.
سَمِعَ: الْأصمّ، وأَبَا الوليد الفقيه.
65- مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن زكريّا، أَبُو حاتم الخُزَاعِي الرّازي الّلّبان.
عَنْ: ميسرة بْن عَلِيّ، وحامد الرّفّاء، وابْن عَدِيّ.
وعنه: أَبُو العلاء الواسطي، والجوهري، وابْن المهتدي باللَّه، وعدّة. بقي إلى هذا العام.
66- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر، أَبُو بَكْر الدّقّاق، الفقيه الشافعي الحاكم1.
قَالَ الخطيب: رَوَى حديثًا واحدَا، ولم يكن عنده سواه، لأن كُتُبه احترقت. أنبأه الصَّيْمَريّ عَنْهُ، عَنْ أحْمَد بْن إِسْحَاق بْن البهلول، عَنْ أَبِي كريب.
وكان أَبُو بَكْر هذا يلقّب خُبَاط. وله كتاب فِي الْأصول عَلَى مذهب الشافعي، وكان فِيهِ دُعَابَة.
67- مُحَمَّد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَوَيْه بْن نُعَيْم، أَبُو سهل الضبّي ابن أخي عَبْد اللَّه الحاكم النيسابُوري.
قَالَ الحاكم: سَمِعَ الكثير قبلي ومعي، وكتب بخطه جملةً، وحدث، وكان أكبر منّي بخمس عشرة سنة، وكذا علقمة بْن قيس، أكثر من عمّه عَبْد اللَّه بْن شَبْرَمَة.
تُوُفِّي سنة اثنتين وتسعين فِي جُمادى الآخرة، وله سبعٌ وثمانون سنة. رحمه اللَّه.
68- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الفضل، أَبُو حاتم النيسابُوري، الوكيل فِي مجالس القُضاة.
__________
1 المنتظم "7/ 222"، والنجوم الزاهرة "4/ 206"، والوافي بالوفيات "1/ 116".(27/204)
حدّث عَنْ أَبِي بكرة القطّان، وغيره. ذكره الحاكم.
69- ميمون بْن حمزة بْن الْحُسَيْن بْن حمزة، أَبُو القاسم العلوي الْمَصْرِيّ.
رَوَى عَنْ: أحْمَد بْن عَبْد الوارث العسّال، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد الطَّحاوي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: حفيده أَبُو إبراهيم أحمد بن القاسم شيخ الرازي.
"حرف الواو":
70- الوليد بْن بَكْر بْن مَخْلَد بْن أَبِي دياز، أَبُو الْعَبَّاس العُمَريّ الْأندلسيّ السِّرَقُسْطي1.
رحل من الْأندلس إلى مصر والشام والعراق وخراسان، وحدّث عَنْ: عَلِيّ بْن أحْمَد بْن الخصيب، والْحَسَن بْن رشيق الْمَصْرِيّ، ويوسف الميانجي، وأَبِي بَكْر الرَّبْعِي، وأَحْمَد بْن جَعْفَر الرملي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الطّيّب الكوفي، والحافظ عَبْد الغني الْمَصْرِيّ، وَأَبُو ذَرّ عَبْد بْن أحْمَد الهَرَوِي، وَأَبُو الْحَسَن العتيقي، وَأَبُو طَالِب العشاري، وَأَبُو سَعِيد السّمّان، وأَحْمَد بْن منصور بْن خلف المغربي، والْحُسَيْن بْن جَعْفَر السّلْماسي. وله شعر جيّد.
قَالَ عَبْد اللَّه بْن الفَرَضِيّ: كَانَ إمامًا فِي الحديث والفقه، عالمًا باللّغة والعربية، ولقي فِي رحلته فيما ذكر أزْيَدَ من ألف شيخ، وكان أَبُو عَلِيّ الفارسي يرفعه ويثني عَلَيْهِ2.
وقَالَ الحاكم: إنه سكن نيسابُور، ثم انصرف إلى العراق، وعاد إلى نيسابُور، وهو مقدَّم فِي الْأدب، شاعر فائق. تُوُفِّي بالدينور في رجب3.
وقال الحافظ عبد الغنب فِي نسبه: الغمْري بالعَيْن المعجمة، ثنا بكتاب التاريخ لعبد اللَّه بْن صالح العجلي.
وقَالَ الْحَسَن بْن شُريح: الوليد هذا عُمْريّ، ولكنّه دخل بلد إفريقية، ومضى
__________
1 سير أعلام النبلاء "17/ 65"، والعبر "3/ 53"، وتاريخ بغداد "13/ 450".
2 تذكرة الحفاظ "3/ 1081".
3 تذكرة الحفاظ "3/ 1081".(27/205)
ينقّط الغَيْن حتى يَسْلَم، وهو مؤدَّبي، وقَالَ: إذا رجعت إلى الْأندلس جعلت النّقطة التي عَلَى الغين ضمّة.
وقَالَ الخطيب: كَانَ ثقة كثير السماع1.
وفيات سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة:
"حرف الألِف":
71- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن الْحَسَن بْن سَعِيد، أَبُو عَلِيّ الْإصبهاني المقرئ2 نزيل دمشق.
قرأ عَلَى: زيد بْن أَبِي بلال الكوفيّ، وأَبِي بَكْر بْن النقاش، وجماعة، وسمع بدمشق من جماعة متأخرين، وبإصبهان من الطَّبَراني، وبجرجان من ابن عَدِيّ، وبالبصرة من أَبِي إِسْحَاق الهجيمي، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: تمام الرّازي، وهو أسند منه، وَأَبُو نصر بْن الحبّان، وإِسْمَاعِيل بْن رجاء العسقلاني.
ودُفِن بباب الفراديس، وشيعه خلق. وله مصنَّف فِي القراءات. وقيل مات عام أوّل.
72- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حاتم، أَبُو حاتم الطوسي الفقيه.
سمع: أبا سعيد بن الْأعْرابي، والصّفّار، وطبقتهما. وعنه الحاكم. لَيْسَ بحكيم، من جُزْء ابن عَرَفَة.
73- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المَرْزُبَان بْن آزر جشْنَس، أَبُو جَعْفَر الْأبْهَرِي، أبهر إصبهان3.
سَمِعَ جُزْء لَوِين من أَبِي جَعْفَر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الحَزُّوري فِي سنة خمس وثلاثمائة، وكان أديبًا فاضلا.
__________
1 تاريخ بغداد "13/ 450".
2 تهذيب التهذيب "1/ 442".
3 تذكرة الحفاظ "3/ 1026"، والعبر "3/ 54".(27/206)
رَوَى عَنْهُ: شجاع وأَحْمَد ابنا عَلِيّ بْن شجاع المصقلي، وعَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مَنْدَه، وهو الَّذِي وَرَّخ وفاته، وَأَبُو عيسى عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن زياد، وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الطَّهْرَاني، والمطهَّر بْن عَبْد الواحد البزاني، وَأَبُو بَكْر محمد بْن مَاجَه الْأبْهَرِي، وغيرهم. محلّه الصِّدْق.
74- إِبْرَاهِيم بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو إِسْحَاق الطَّبري المقرئ المالكي المعدِّل1.
وُلِد سنة أربعٍ وعشرين وثلاثمائة، وحدّث عَنْ: إِسْمَاعِيل الصّفّار، وعَلِيّ الستوري، وأَحْمَد بْن سُلَيْمَان العَبَّاداني، وطبقتهم، وقرأ لقالُون عَلَى أُبَيّ بْن بويان، وقرأ لأبي عَمْرو عَلَى أَبِي بَكْر أحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن الولي، والْحَسَن بْن مُحَمَّد الفحّام، وقرأ لعاصم عَلَى أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زياد النَّقّاش، وقرأ لحمزة عَلَى أَبِي بَكْر مُحَمَّد بن الحسن بْن يعقوب بْن مقسم صاحب إدريس الحدّاد، وقرأ لحمزة أيضًا عَلَى أَبِي عيسى بكّار بْن أحْمَد، وأَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُرَّة الطُّوسي.
قرأ عَلَيْهِ: شيخا أَبِي طاهر بْن سوار: أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن عَلِيّ العطّار، وَأَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن أَبِي الفضل الشرمقاني، وغيرهما.
قَالَ الخطيب: كَانَ الدارقطني قد خرج للطبري خمسمائة جُزْء، وكان مفضلا عَلَى أهل العِلْم، وداره مَجْمَع أهل القرآن والحديث، وكان ثقةً.
قلت: وروى عَنْهُ جماعة، وكان عارفًا بمذهب مالك، وعليه حفظ القرآن الشريف الرضيّ.
وبخل الرضيّ فَنَحَلَ الشريف دارًا فاخرة بالكرخ.
75- إدريس بْن عَلِيّ بْن إِسْحَاق، أَبُو القاسم البغدادي المؤدب2.
حدّث عَنْ: أَبِي حامد الحَضْرَمِي، وإبراهيم بْن عَبْد الصَّمد القاضي الهاشمي، وأَبِي بَكْر بْن الْأنباري، وقرأ القرآن عَلَى أَبِي الْحَسَن بْن شنبوذ.
قال العتيقي: ولد سنة اثنتين وثلاثمائة، وكان ثقةً مأمونًا، وتُوُفِّي فِي رمضان.
رَوَى عنه: الأزهري، والحسين الطناجيري، وجماعة.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 17"، والعبر "3/ 54"، والمنتظم "7/ 223".
2 تاريخ بغداد "7/ 15".(27/207)
76- إِسْمَاعِيل بْن حمّاد، أَبُو نصر الْجَوْهري مصنّف "الصِّحاح"1.
كَانَ من فاراب أحد بلاد التُّرْك، وكان يُضْرَب بِهِ المَثَل فِي حِفْظ اللُّغة، وحُسْن الكتابة، ويذْكر خطُّه مَعَ خطّ ابن مُقْلَة، ومُهَلْهَل والبَرِيدِيّ.
كَانَ يُؤْثِر الغُرْبَة عَلَى الوطن. دخل بلاد ربيعة، ومُضَر فِي طلب الْأداب، ولما قضى وَطَرَه من قَطْع الْأفاق والأخْذ عَنْ علماء الشام والعراق وخُراسان، "أنزله"2 أَبُو الْحُسَيْن الكاتب عنده، وبالغ فِي إكرام مثواه جُهْدَه، فسكن بنيسابُور يدرّس ويصنّف اللُّغة، ويعلّم الكتابة، وينسخ الخِتَم3.
وفي كتابه "الصِّحاح" يَقُولُ إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد النيسابُوري:
هذا كتاب الصحاح "سيّد ما"4 ... صُنِّف قبل الصِّحاح فِي الْأدب
تشْمَل أنواعَه وتجمع ما ... فُرِّق فِي غيره من الكُتُب
ومن العجب أن المصريين يَرْوُون "الصِّحاح" عَنِ ابن القَطَّاع الصِّقِلّي، ولا يرويه أحد بخُراسَان، وقد قِيلَ: إن ابن القَطَّاع ركَّب لَهُ سَنَدًا لما رَأَى رغبة المصريّين فِيهِ، ورواه لهم، نسأل اللَّه السَّتْر.
وفي "الصِّحاح" أشياء لا ريب فِيهِ أَنَّهُ نقلها من صُحُفٍ فصَحَّف، فانتُدِب لها علماء مصر، وأصلحوا أوهامًا.
وقيل: إنّه اختلط فِي آخر عمره.
ومن شِعْره:
يا صاحبَ الدَّعوةِ لا تَجْزَعَنْ ... فكلُّنا أزْهَدُ من كُرْزِ5
والماءُ كالعنبر فِي قُومِسٍ ... من عِزِّهِ يُجْعَلُ فِي الحِرْزِ
فَسَقِّنَا ماءً بلا مِنَّةٍ ... وأنت فِي حل من الخبز
__________
1 سير أعلام النبلاء "17/ 80"، وبغية الوعاة "1/ 446"، والنجوم الزاهرة "4/ 207".
2 في الأصل "فأنزله".
3 الوافي بالوفيات "9/ 112".
4 في الأصل "سيدنا".
5 في الأصل "كوز".(27/208)
وله:
فها أَنَا يونُسٌ فِي بطن حُوتٍ ... بنيسابُور فِي ظُلْمَ الغَمام
فبيتي والفؤاد ويوم دَجْنٍ ... ظلامٌ فِي ظلامٍ فِي ظلامِ
قَالَ جمال الدين عَلِيّ بْن يوسف القفطي1: مات الجوهري متردِّيا من سطح داره بنيسابُور، فِي سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة: قال: وقيل: مات في حدود الأربعمائة.
وقيل: إنه تَسَوْدَنَ وعمل لَهُ دفَّيْن، وشدَّهما كالْجَنَاحين "معًا"2، وقَالَ: أريد أن أطير، وقفز، فأهلك نفسه، رحمه اللَّه. وكان من أذكياء العالم.
أخذ العربية عَنْ أَبِي سَعِيد السِّيرَافِي، وأَبِي عَلِيّ الفارسيّ، وأخذ اللُّغة عَنْ خاله أَبِي إِبْرَاهِيم إِسْحَاق الفارابي.
وقيل: إن "الصِّحاح" كَانَ قد بقي عَلَيْهِ منها قطعة مسوَدَّة، فبيَّضَها بعد موته تلميذه إِبْرَاهِيم بْن صالح الورّاق، فغلط فِي أماكن، حتى أَنَّهُ قَالَ فِي سفر هُوَ بالألف واللام، وهذا يدلّ عَلَى أَنَّهُ لم يقرأ القرآن، وقَالَ: الجرّ أضلّ الجبل، فصيرها كلمةً واحدة، بضادٍ مُعْجَمة، وإنّما هِيَ الجرّ بالتثقيل، أصل الجبل.
قَالَ الراضي:
رأيتُ فتى أشقرًا أزرقًا ... قليل الدِّماغ كثيرَ الفُضُولِ
يُفَضِّلُ من حُمْقِهِ دائمًا ... يزيد من هندٍ عَلَى ابن البَتُولِ
77- أُمَيّة بْن أحْمَد بْن حمزة، أبو الْعَبَّاس الْقُرَشِيّ المرْواني الْأندلسي المالكي.
كان فقيهًا نبيلا مشاورًا بالأندلس. ذكره القاضي عياض.
"حرف الحاء":
78- حَزْم بْن أحْمَد بْن حَزْم بْن كوثر، أبو بكر القيسي القرطبي3.
__________
1 إنباه الرواة "1/ 196".
2 في الأصل "معنى".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 117".(27/209)
حجّ سنة ثمانٍ وأربعين، فسمع عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن أَبِي مَسَرَّة، وأَبَا بَكْر الْأجُرِّي، وحدث بتُسْتَر. تُوُفِّي فِي جُمادى الْأولى.
79- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أحْمَد، أَبُو مُحَمَّد بْن وكيع التنيسي1، الشاعر المشهور، لَهُ ديوان شعر، وله كتاب فِيهِ سرقات أَبِي الطّيّب المتنبي، سماه المنصف.
وتُوُفِّي بتنيس، وهو نافلة مُحَمَّد بْن خلف بن حبان الضبي وكيع البغدادي القاضي.
80- الحسن بن محمد بن القاسم، أبو علي المخزومي البغدادي المؤدب2.
رَوَى عَنْ: أَبِي داود، وأَبِي بَكْر بْن زياد النيسابُوري، وابْن مجاهد المقرئ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم الْأزهري، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال. ووثّقه الخطيب. وعاش اثنتين وتسعين سنة.
81- الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق البغدادي المعروف بابن السَّوطي3.
سَمِعَ: أحْمَد بْن عثمان الْأدمي، وجماعة. رَوَى عَنْهُ: أَبُو طَالِب العشاري، وكان كثير الوهم.
"حرف الخاء":
82- خَلَفُ بْن القاسم بْن سهل بْن أسود، أبو القاسم الأندلسي بن الدباغ، الحافظ4.
رحل إلى المشرق، فسمع بمصر: أَبَا مُحَمَّد بْن الورد البغدادي، وسَلَم بْن الفضل، والْحَسَن بْن رشيق، وجماعة، وسمع بدمشق عَلِيّ بْن العقب، وأَبَا الميمون بْن راشد، وبمكة من بُكَيْر الحدّاد، وأَبِي الْحَسَن الخُزَاعِي، والآجُرِّي، وبقُرْطُبَة من أحْمَد بْن يحيى بْن الشامة، ومُحَمَّد بْن معاوية، وقرأ بالرّوايات عَلَى جماعة.
__________
1 سير أعلام النبلاء "17/ 64"، والوافي بالوفيات "12/ 14".
2 تاريخ بغداد "7/ 423"، والمنتظم "7/ 224".
3 تاريخ بغداد "8/ 102".
4 تاريخ علماء الأندلس "1/ 136".(27/210)
وكان حافظًا فَهْمًا، عارفًا بالرجال. صنّف حديث مالك، وحديث شُعْبَة، وأشياء فِي الزُّهد.
تُوُفِّي فِي ربيع الآخر.
رَوَى عَنْهُ جماعة. وقد قرأ بالرملة على أحمد بن صالح بن مجاهد.
وُلِد سنة خمس وعشرين.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَمْرو الدّاني، وابْن عَبْد البَرّ، وكان لا يُقدِّم عَلَيْهِ أحدًا من شيوخه، وهو محدث الأندلس في زمانه.
"حرف السين":
83- سَعِيد بْن مُحَمَّد، أَبُو عثمان النيسابُوري السُّكّري المعدِّل، سَمِعَ أَبَا الْعَبَّاس الْأصمّ.
تُوُفِّي فِي ذي القعدة.
84- سُلَيْمَان بْن الفتح، أَبُو عَلِيّ بْن مَكرم السّرّاج المَوْصِلي، من كُتَّاب الشّعراء.
ديوانه مجلّد، الغالب عَلَيْهِ الهجو والسُّخْف والمجون، وله مكاتبات إلى الخالديَّيْن، والهائم، والببَّغاء، والبديهي. يُحوَّل إلى سنة ثمانٍ وتسعين، ففيها مات.
"حرف العين":
85- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن مُحَمَّد الرومي النيسابُوري.
صالح، لكن قَالَ الحاكم: لم يقتصر عَلَى سماع الصّحيح من الشُّرّاح، فروى عَنِ ابن خُزَيْمَة.
وتُوُفِّي فِي رمضان. قلت: رَوَى عَنْهُ أحْمَد بْن منصور بْن خَلَف المقرئ، وسعيد بْن أَبِي سَعِيد العيّار.
86- عَبْد الكريم هُوَ أمير المؤمنين الطائع بْن المطيع لله الفضل بْن المقتدر جَعْفَر بْن المعتضد1، يُكْنَى أَبَا بَكْر، وأمه أمة.
__________
1 المنتظم "7/ 224"، وسير أعلام النبلاء "15/ 118"، والبداية والنهاية "11/ 332".(27/211)
قَالَ أَبُو عَلِيّ بْن شاذان: تقلد الطائع لله الخلافة فِي ذي القعدة سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، وقبضوا عَلَيْهِ فِي شعبان سنة إحدى وثمانين، وبقي إلى هذه السنة، فتوفي فيها. قَالَ: ورأيته رجلا مرْبُوعًا، كبير الْأنف، أبيض الشعر1.
قَالَ أَبُو الفرج بْن الْجَوْزِي2: ولما وُلِّي الطائع ركب وعليه البُرْدَة، ومعه الجيش، وبين يديه سُبُكْتِكين، فِي تاسع عشر ذي القعدة، وخلع من الغد عَلَى سُبُكْتِكين خِلَعَ السّلطنة، وعقد لَهُ اللواء، ولقّبه نصر الدولة، وحضر عيد الْأضحى، فركب الطائع إلى المصلَّى، وعليه قباء وعمامة، وخطب خطبة خفيفة، بعد أن صلّى بالنّاس، ثم إنّ عزّ الدولة "أدخل يده"3 فِي إقطاع سُبُكْتِكين، فجمع سُبُكْتِكين، الْأتراك الذين ببغداد، ودعاهم إلى طاعته، فأجابوه، وراسل أبا إسحاق معز الدولة يعلمه بالحال ويطعمه أن يعقد لَهُ الْأمر، فاستشار أمَّه، فمنعته، فصار إليها من بغداد جماعة، فصوَّبوا لها محاربة سُبُكْتِكين فحاربوه فهزمهم، واستولى عَلَى ما كَانَ ببغداد لعزّ الدّولة، ونادت العامّة بنصر سُبُكْتِكين، فبعث إلى عزّ الدولة يَقُولُ: إنّ الْأمر قد خرج عَنْ يدك، فأفرج لي عَنْ واسط وبغداد، وليكونا لي، ويكون لك الْأهواز والبصْرة، ودع الحرب.
وكتب عزّ الدولة إلى عَضُد الدولة يستنجده، فتوانى، وصار النّاس حزبين، وأهل التشيع ينادون بشعار عز الدولة، والسنة والديلم ينادون بشعار سُبُكْتِكين، واتّصلت الحروب، وسُفِكَت الدماء، وكشفت الدُّور، وأُحْرِق الكَرْخ حريقًا ثانيا4.
وكان الطائع شديد الحَيْل، قويًّا فِي خلْقه.
"وتقلّد"5 بهاء الدولة بن عضد الدولة بإشارة الْأمراء ومعونتهم. ثم كَانَ فِي دار عَبْد القادر باللَّه مُكَرَّمًا مُحْتَرَمًا، إلى أن مات ليلة عيد الفِطْر، وصلّى عَلَيْهِ القادر باللَّه، وكبّر عَلَيْهِ خمْسًا، وحُمل إلى الرَّصافة، وشيّعه الْأكابر والخَدَم، ورثاه الشريف الرّضِيُّ بقصيدة.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 79".
2 المنتظم "7/ 67".
3 ساقطة من الأصل والاستدراك من المنتظم "7/ 68".
4 المنتظم "7/ 68".
5 في الأصل بياض.(27/212)
وقَالَ أَبُو حفص بْن شاهين: خلع المطيع نفسه غير مُكْرَه، فما صحّ عندي، ووُلّي ابنه الطائع، وسنُّه يوم وُلّي ثلاثة وأربعون سنة.
قلت: فيكون عمره ثلاثًا وسبعين سنة.
87- عَبْد الملك بْن أحْمَد بْن عَبْد الملك بْن شُهَيد الوزير، أَبُو مروان القُرْطُبي1.
رَوَى عن: قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، وكان إمامًا فِي اللغة والإخبار.
صنف التاريخ الكبير عَلَى السّنين، من وفاة عَلِيّ -رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، إلى وقته، وهو أزيد من مائة سنة، توفي فِي رابع ذي القعدة بالذّبحة، عَنْ سبعين.
رَوَى "عَنْهُ"2: ابن عائذ.
88- عثمان بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد، أَبُو عَمْرو المُخَرَّمي القارئ3.
سَمِعَ: إِسْمَاعِيل الصّفّار، والْحُسَيْن بْن صفوان، وبنيسابور: الْأصمّ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو العلاء الواسطي، وَأَبُو الْحَسَن العتيقي، ووثّقه العتيقي. تُوُفِّي بالدِّينَوَر.
89- عُمَر بْن "زكار"4 أَبُو حفص التمّار، بغدادي.
رَوَى عَنْ: المَحَامِلي، وعثمان بْن جَعْفَر اللّبّان، وإِسْمَاعِيل الصّفّار.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد العزيز الْأزْجِي، وعُبَيْد اللَّه الْأزهري، وهبة اللَّه اللالكائي.
قَالَ العتيقي: ثقة مأمون.
"حرف القاف":
90- القاسم بن أحمد، أبو محمد التجيبي الطُّليْطِلي نزيل قُرْطُبَة، ويعرف بابن أرفع5 رأسه.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 355".
2 في الأصل "عن".
3 في الأصل "المخزومي العاربي" تاريخ بغداد "11/ 312"، والمنتظم "7/ 225".
4 في الأصل "ركاز"، تاريخ بغداد "11/ 270".
5 تاريخ علماء الأندلس "1/ 371".(27/213)
سَمِعَ: قاسم بْن أَصْبَغ، ومُحَمَّد بْن أَيْمَن، وابْن المَشَّاط، وشاوره ابن السّليم وغيره فِي الْأحكام.
ووُلِّي قضاء بلده وقضاء بَطَلْيُوس، وتولّى بناء حصون الثَّغْر.
وكان ثقة، تفقه بِهِ جماعة، وكان خبيرًا بمذهب مالك.
رَوَى عَنْهُ: ابن الفَرَضِيّ، وَأَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وجماعة. تُوُفِّي فِي جُمادى الآخرة، وكان ثقة، مزاحًا.
"حرف الكاف":
91- كُوهي بْن الْحَسَن، أَبُو مُحَمَّد الفارسي1.
حدّث عَنْ: أحْمَد أخي أَبِي اللَّيْث الفرائضي، وأَبِي حامد مُحَمَّد بْن هارون الحضْرمي.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد العزيز الْأزْجِي، وَأَبُو عَبْد اللَّه الصَّيْمَريّ القاضي التنوخي، وغيرهم. وثّقه الخطيب، وتُوُفِّي فِي شوّال.
"حرف الميم":
92- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحَسَن بْن عَلِيّ، أَبُو بَكْر الطاهري البغدادي الضّرير، نزيل إصبهان.
حدّث عَنْ: أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عبد الكريم الرازي، ومُحَمَّد بْن عيّاش المّوْصلي.
سَمِعَ: عَلِيّ بْن حرْب، "وأَبَا"2 صالح السليل بْن أحْمَد، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أحْمَد بْن عَلِيّ اليزدي، وعَبْد الرَّحْمَن، وعُبَيْد اللَّه، ابنا أَبِي عَبْد اللَّه بْن مَنْدَه، وغيرهم. ومات فِي عاشر ذي القعدة. ذكر ابن النّجّار.
93- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَبْد الْأعلى، أَبُو عَبْد اللَّه المغربي المقرئ الزّاهد المعروف بالورشي.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 493"، والمنتظم "7/ 225".
2 في الأصل "أبي".(27/214)
سَمِعَ بمصر والشام والعراق وإصبهان بعد الخمسين وثلاثمائة، وكان راسًا فِي علم القرآن.
تُوُفِّي بسجستان. ذكره الحاكم فِي تاريخه.
94- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مهدي الْإسكافي، أَبُو عَبْد اللَّه الشاهد، من فُضَلاء بغداد.
جمع تاريخًا كبيرًا عَلَى السنين، بدأ فِيهِ بسنة الهجرة النبوية.
قال ابن الخازن: نقلت منه أشياء حسنة.
وقال ابن النّجّار: كَانَ ثقةً أمينًا عفيفًا، مات فِي رجب سنة ثلاثٍ وتسعين.
95- مُحَمَّد بْن ثابت، أَبُو الْحَسَن الصَّيْرَفي، بغداديّ1.
عَنْ: إِسْمَاعِيل الصّفّار، وابْن السّمّاك. وعنه: عُبَيْد اللَّه بْن أحْمَد الصَّيْرَفي.
مات سنة ثلاثٍ وتسعين فِي رمضان.
96- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن دَاوُد، أخو أبي الْحَسَن مُحَمَّد الْحُسَيْن العلوي النيسابُوري. كَانَ كثير المروءة والإفضال عَلَى الصُّلَحاء. يُكنى أَبَا عَلِيّ.
رَوَى عَنْ: أَبِي حامد بْن بلال، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان. رَوَى عَنْهُ الحاكم، وقَالَ: تُوُفِّي فِي شعبان. وذكر ابن الصَّلاح هذا وأخاه فِي طبقات الشافعيّين، وقيل: إنّ هذا درّس فقه الشافعي.
97- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي عامر مُحَمَّد بْن الوليد القحطاني المَعَافِرِي الْأندلسي2 الملك المنصور الحاجب، أَبُو عَبْد اللَّه، مدبر دولة الخليفة "المؤَيَّد"3 باللَّه هشام بْن المستنصر الْأمويّ صاحب الْأندلس.
بويع بعد أَبِيهِ، وله تسعُ سنين، وكان الحاجب أَبُو عامر هُوَ الكلّ، فعمد أوّل تغلُّبه عَلَى الْأمر إلى خزائن المستنصر باللَّه الحَكَم بْن النّاصر، الجامعة للكُتُب، فابرز ما فيها من صنوف التواليف من خواصّة العلماء، وأمر بإفراد ما فيها من كتب
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 111"، والمنتظم "7/ 225".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 15"، والكامل "9/ 176"، والعبر "3/ 56".
3 في الأصل "المؤيدة".(27/215)
الْأوائل، حاشى كُتُب الطّبّ والحساب، وأمر بإحراقها، فأُحرِقت، وطُمِس بعضُها، وكانت كثيرة جدًّا، ففعل ذَلِكَ تحبُّبًا إلى العوامّ، وتقبيحًا لرأي المستنصر عندهم1.
وكان أَبُو عامر حازمًا مدبّرًا وشجاعًا بطلا "غزا ما"2 لم "يغزه"3 أحد من الملوك، وافتتح فتوحًا كثيرة، وبقي فِي المملكة ستًّا وعشرين سنة.
وكان عالمًا فاضلا، كثير المآثر والمحاسن، قد طلب العلوم فِي صباه، وزانت بهيبته أقطار الْأندلس، وآمنت بِهِ لفَرطْ سياسته، وقد استوزر جماعة، كَانَ المؤيَّد باللَّه معهم صورة بلا معنى، فإنّه استولى عَلَى التدبير والحجوبية، ولم يبق أحد مَعَ الدولة يقدر عَلَى رؤية المؤَيَّد، بل كَانَ أَبُو عامر يدخل عَلَيْهِ القصر ويخرج، فيترك إمرة أمير المؤمنين بكذا، وينهى عَنْ كذا، فلا يخالفه أحد، وكان يمنع المؤَيَّد من الاجتماع بأحد، وإذا كَانَ بعد سنين أركبه وجعل عَلَيْهِ بُرْنُسًا، وألبس جواريه مثله، فلا يعرف المؤَيَّد فِي سائر الجواري، ويخرجه ليتنزّه فِي الزَّهْراء، ثم يعود إلى القصر عَلَى هذه الحالة، وليس لَهُ إلا الخطبة والسِّكّة.
وكان أَبُو عامر لَهُ فِي الجمعة مجلس حافل، تجتمع فِيهِ العلماء للمناظرة.
"وغزا"4 فِي أيّامه نيّفًا وخمسين غزوة، وملا بلاد المسلمين غنائم وسَبْيا، حتى قِيلَ: لقد ابتيعت بِنْت عظيم من عظماء الروم ذات حُسْن وجمال بقُرْطُبَة بعشرين دينارًا عامِرِيَّة، وكان إذا فرغ من قتال العدوّ، نَفَضَ ما عَلَيْهِ من غُبَار، ثم يجمعه ويحفظه، فلما احتضر، أمر بما اجتمع من ذَلِكَ الغبار أن يُذَرَّ على كَفَنِه. وتُوُفِّي رحمه "اللَّه"5 وهو بأقصى الثغور، عند موضعٍ يعرف بمدينة سالم، مبطونًا شهيدًا فِي هذه السنة. وللشعراء فِيهِ مدائح كثيرة، وكان يجزيهم بالذَّهَب الكثير، وقام بالأمر بعده ولده أَبُو مروان عبد الملك بن أبي عامر، ولقبره بالمظَّفر، فدامت أيّامه فِي الْأمن والخصْب، ولكنْ لم تَطُلْ مدَّتُه، ومات، فثارت الفِتَن بالأندلس.
__________
1 الوافي بالوفيات "3/ 312".
2 في الأصل "عزاما".
3 في الأصل "يعره".
4 في الأصل "غزى".
5 سقط لفظ الجلالة من الأصل.(27/216)
98- مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زكريّا، محدّث العراق، أَبُو طاهر البغدادي الذَّهبي المخلِّص1.
سَمِعَ: أَبَا القاسم البَغَوي، وأَبَا بَكْر بْن أَبِي دَاوُد بْن صاعد وأَحْمَد بْن سُلَيْمَان الطُّوسي، ورضوان الصّيْدَلانِي، ومحمد بن هارون الحضرمي، وجماعة.
روى عنه: هبة اللَّه اللالكائي، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو سعد إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ السّمّان، وَأَبُو طَالِب المحسن بن شفيروز الفقيه، وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى الشَّرَوِي الفقيه نزيل بغداد، وعَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد النَّقُّور وعَلِيّ بْن أحْمَد بْن البُسْريّ، وعَبْد العزيز بْن عَلِيّ الْأنماطي، وخلق كثير آخرهم مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الزَّيْنَبِي.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة، مولده في شوال سنة خمس وثلاثمائة.
وقَالَ المخلِّص: أول سماعي من البَغَوي فِي سنة اثنتي عشرة.
قلت: انتقى عَلَيْهِ الفتح بْن أَبِي الفوارس عدّة أجزاء، وَأَبُو بَكْر البقّال عدّة أجزاء.
والمخلِّص هُوَ الَّذِي يخلّص الغشّ من الذَّهب بالتعليق والنّار، وقد وقع لنا جملة صالحة من عوالي المخلِّص. وكانت وفاته فِي رمضان من السنة، رحمه اللَّه.
فمن حديث، قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ بِمِصْرَ، أَخْبَرَكُمُ الْمُبَارَكُ بْنُ الْجَوْرَدِ، أَنَا أحْمَدُ بْنُ الطَّلايَةِ، أَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخْلِصُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، "أَنَا"2 إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ إِسْرَائِيلُ، أَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأبُلِّيُّ، ثَنَا أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ" 3. هَذَا حَدِيثٌ لَنَا تُساعيّ لنا متّصل الْأسناد، وإن كَانَ كثير الْأبلّي من الضعفاء، فَيَبْعُدُ أَنَّهُ تعمّد الكذب فِي سماعه لهذا الحديث من أَنس، إذ فيه من الوعيد ما فيه.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 322"، والمنتظم "7/ 225"، والبداية والنهاية "11/ 333".
2 في الأصل "أبا".
3 "حديث صحيح متواتر": أخرجه البخاري "1/ 38"، "2/ 102"، ومسلم "المقدمة/ 3، 4"، وأبو داود "3651"، والترمذي "2659"، وابن ماجه "30"، "32"، "33"، وأحمد "1/ 78، 130"، والدارمي "1/ 76، 77"، والحميدي "1166".(27/217)
99- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّد، أَبُو الْحَسَن القُرَشي المخزومي السّلاميّ1 المشهور، نشأ ببغداد، ولقي بالمَوْصِل جماعةً من الْأدباء، منهم أبو الفرج الببّغاء، وَأَبُو عثمان الخالدي، وَأَبُو الْحَسَن التَّلَّعَفْرِي، فأعجبتهم براعته عَلَى حداثة سِنِّه، إلا التَّلَّعَفْرِي، فإنه اتّهمه فِي شِعْره.
وفيه يَقُولُ السلامي.
سَمَا التَّلَّعَفرِي إلى وصالي ... ونفسُ الكلب تكبر عَنْ وصالهْ
ينافي خُلُقُه خُلُقي وتَأْبَى ... فِعالي أنْ تُضاف إلى فِعالِهْ
فصنعتيَ النفيسة فِي لساني ... وصنعته الخسيسةُ فِي قَذالهْ
فإنْ أشعر فما هُوَ من رجالي ... وإنْ يُصْفَعْ فما أَنَا من رجالهْ2
قصد السَّلاميّ حضرة الصّاحب إِسْمَاعِيل بْن عَبّاد وهو بإصبهان، فامتدحه، فبالغ الصّاحب فِي إكرامه وإعطائه، ثم قصد حضرة السلطان عَضُد الدولة إلى شيراز، فأقبل عَلَيْهِ، واختصّ بِهِ، وكان يَقُولُ: إذا رَأَيْت السَّلاميَّ فِي مجلسي، ظننت أنّ عُطَارِد نزل من الفَلَك، فوقف بين يديّ.
وللسَّلاميّ فِيهِ:
يُشَبِّهُهُ المُدَّاحُ فِي البأسِ والنَّدَى ... بمَنْ لو رآه كَانَ أصَغَرَ خادِمِ
فِي جَيْشه خَمْسون3 ألفًا كَعَنْتَرٍ ... وأمضى وفي خُزّانه ألفُ حاتمِ
تُوُفِّي السَّلاميّ فِي جُمادى الْأولى من السنة، وهو فِي عشر الستّين، وشِعْرُه سائر مُدَوَّن.
100- مُحَمَّد بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ القاسم بْن مُحَمَّد الشريف السيد، أَبُو الْحَسَن العلوي4 الزيدي الهمذاني المعروف "بالوصي"5.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 335"، وسير أعلام النبلاء "17/ 73"، والبداية والنهاية "11/ 333".
2 وفيات الأعيان "4/ 405".
3 في الأصل "خمسين".
4 سير أعلام النبلاء "17/ 77"، والمنتظم "7/ 230"، وتاريخ بغداد "3/ 90".
5 في الأصل "بالرضى".(27/218)
رَوَى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن الجلاب، وأَحْمَد بْن عُبَيْد، وعبدان بْن يزيد الدّقّاق، وجماعة بهَمَذَان، وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وجعفر الخلدي، وابْن كامل القاضي ببغداد، والطبري بأصبهان، وخيثمة الأطرابلسي بالشام، وجماعة.
روى عنه: مُحَمَّد بْن عيسى، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي اللَّيْث الصّفّار، ومُحَمَّد بْن عُمَر بْن عزيز التككي، وجعفر بْن مُحَمَّد الْأبْهَرِي، وآخرون.
قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ ثقة صدوقًا صوفيًّا واعظًا، تفقه ببغداد على أبي علي بن أبي هريرة، وتزهد، وجاوز بمكّة، ورجع فأقام ببُخَارَى مدّةً، وبها مات فِي ثاني عشر المحرَّم، سنة ثلاث وتسعين.
قلت: رَوَى عَنْهُ أيضًا أَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي، وسمع من الْأصمّ. وقيل: إنه مات ببلْخ1.
وقَالَ السُّلَمي: كَانَ أحد الْأشراف عِلْمًا ونَسَبًا ومحبّة للفقراء، وصُحْبَةً لهم، ما يرجع إِلَيْهِ من العلوم كُتُب الحديث والفقه، وصحب الخلدي، وكان يُكْرِمه، ودخل دُوَيْرةَ الصُّوفِيّة بالرّملة، وكان يخدمهم أيامًا، حتى قدِم فقير فأتى فقبّل رأسه، وقَالَ: هذا شريف الجبل، وليس بهَمَذَان أغنى منهم ولا أجلّ، فقام عَبَّاس الشاعر فقبّل رِجْله، فأخذ الشريف أَبُو الْحَسَن ركوته، وذهب إلى مصر.
وقَالَ الحاكم: عاش ثلاثًا وثمانين سنة.
وقال أبو سعدي الإدريسي: يُحْكَى عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يجازف فِي الرواية فِي آخر عمره2.
101- مُحَمَّد بْن يوسف بْن يعقوب بْن إِسْحَاق بْن بهلول التنوخي الْأنْباري، أَبُو غانم بْن الْأزرق.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وأَبِي بَكْر بْن الْأنْباري، ومُحَمَّد بْن مخلد، وتوفي بالأنبار.
"حرف الواو":
102- وليد بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو الْعَبَّاس القيسي القرطبي الزيات3.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 91".
2 تاريخ بغداد "3/ 91".
3 تاريخ علماء الأندلس "2/ 163".(27/219)
سَمِعَ: من أحْمَد بْن مَطَرِّف، ومُحَمَّد بْن معاوية، وأَحْمَد بْن سَعِيد، وجماعة. وعاش سبعين سنة.
"حرف الياء":
103- يحيى بْن مُحَمَّد بْن يحيى، أَبُو بِشْر النيسابُوري الكاتب.
رَوَى عَنِ: الْأصمّ، وعَلِيّ بْن حمشاد. وتُوُفِّي فِي شعبان.
104- يوسف بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن يوسف بْن عمروس أَبُو عُمَر الْأندلسي الْأسْتجي1.
سَمِعَ الكثير من: قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد اللَّه بْن أَبِي "دُلَيْم"2 وجماعة، وكان إمامًا فقيهًا رأسًا فِي الفتيا.
تُوُفِّي فِي جُمادى الْأولى، وَلَهُ ثلاثٌ وسبعون سنة، وسمع من غير واحد. وروى عَنْهُ ابن عَبْد البَرّ.
وفيات سنة أربع وتسعين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
105- أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم القصّار، إصبهانيّ محدّث3.
رَوَى عَنْ: أَبِي عُمَر، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حكيم، وأَبِي عَلِيّ الصّحّاف، فَمن بعدَهما.
قَالَ أَبُو نُعَيْم: كَانَ يختلف معنا، إلى أن تُوُفِّي فِي ذي الحجّة، رحمه اللَّه.
106- أحْمَد بْن عُمَر بْن خُرْشِيد قُولَه، أَبُو عَلِيّ الْإصبهاني التاجر4.
حدّث بمصر عَنْ: أَبِي حامد مُحَمَّد بْن هارون الحَضْرَمِي، وأَبِي بَكْر بْن زياد النيسابوري، وغيرهما.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 208".
2 في الأصل "دلهم".
3 ذكر أخبار أصبهان "1/ 169".
4 تاريخ بغداد "4/ 292"، وفي الأصل "خرشند" ذكر أخبار أصبهان "1/ 161".(27/220)
رَوَى عَنْهُ: العتيقي، وإِسْمَاعِيل بْن رجاء العسقلاني، ورشأ بْن نظيف، وخلق.
وثّقه الخطيب، وذكر العتيقي أنّه سَمِعَ منه بمصر وبمكّة وبغداد، وكان يحجّ كل سنة.
قَالَ الخطيب: سكن مصر حتى مات. وقَالَ الحبّال: مات فِي جُمادى الْأولى، رحمه اللَّه.
107- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الفَضْل، أَبُو الْعَبَّاس بْن النَّهَاوَنْدِي الزّاهد العارف.
وَرَّخه السُّلَمي، وقَالَ: صحِب جَعْفَر الجليدي، له مجاهدة عظيمة وأحوال.
108- إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن بْن "سَيْبُخْت"1، أبو الفتح البغدادي الكاتب2، نزيل مصر.
حدّث عَنْ: أَبِي القاسم البَغَوي، وأَبِي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الملك بْن عُمَر الرزّاز، ورشأ بن نظيف، وجماعة.
قال الخطيب: كان سيئ الحال فِي الرّواية، وقَالَ مرّة: ساقط الرّواية.
تُوُفِّي بمصر فِي جُمادى الآخرة.
109- أفلح بْن يحيى القُرْطُبي3، مولى إِبْرَاهِيم بْن يوسف.
وحجّ وسمع من الْأجُرِّي، وأَبِي بَكْر بْن خَرُوف، وجماعة.
كتب عنه غير واحد.
"حرف الباء":
110- بدر، أَبُو الغصن4. مولى أحْمَد بْن قطن الزّيّات القُرْطُبي.
سَمِعَ: قاسم بْن أَصْبَغ، وبمصر من حمزة الكناني، وأَبِي الْعَبَّاس الرّازي، وأَبِي أحْمَد بْن النّاصح، وكان رجلا صالحًا. رَوَى أحاديث، ولم يكن كثير علم.
__________
1 في الأصل "سيخت".
2 تاريخ بغداد "6/ 133"، والعبر "2/ 447"، وشذرات الذهب "3/ 144".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 83".
4 تاريخ علماء الأندلس "1/ 96".(27/221)
"حرف التاء":
11- "تمصولت"1 الْأسود، يقال: طزملت الْأمير الْمَصْرِيّ الرافضيّ.
ولي دمشق للحاكم سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وفي سنة ثلاث عزَّر رجلا مغربيا بدمشق عَلَى حمار ونودي عَلَيْهِ: هذا جزاء من يحبّ أَبَا بَكْر وعُمَر، ثم قتله.
مات إلى غير رحمة الله في صفر.
"حرف الحاء":
112- حباشة بْن حسن.
سَمِعَ بالقَيْروَان: إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه القلانسي، وزياد بْن عَبْد الرَّحْمَن، ودخل إلى الْأندلس، فصحب مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن الحدّاد، وتردّد فِي الثُّغور مُرابطًا، ثم رحل إلى المشرق، فسمع من أَبِي زيد المَرْوَزِي وغيره، ورجع إلى الْأندلس، وكان من فقهاء المالكية.
توفي بقرطبة.
"حرف السين":
113- سعيد بن محمد بن الفضل الفقيه، أَبُو سهل النيسابُوري الواعظ.
سَمِعَ: مكّي بن عبدان، وعنه: الحاكم، وطائفة.
"حرف الشين":
114- شاه بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو مُعاذ الهَرَوِي الماليني.
رحل وسمع عَلِيّ عَبْد اللَّه بْن مبشر الواسطي، وأَبَا بَكْر عَبْد اللَّه بْن زياد النيسابُوري، وله جُزْء سمعناه.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَر المليحي، وَأَبُو عثمان الصَّابُونِي، وَأَبُو عاصم الجوهري الهروي، وهو آخر من حدث عنه، وحدث عَنْهُ أيضًا أَبُو يَعْلَى الصَّابُونِي.
تُوُفِّي فِي جمادى الأولى بهراة.
__________
1 في الأصل "مصولت".(27/222)
"حرف الطاء":
115- طلحة بْن أسد بْن عَبْد اللَّه بْن المختار الرّقّي، نزيل دمشق1.
رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْر الْأجُرِّي، وأَبِي عَلِيّ الْحَسَن بْن منير التنوخي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أحْمَد بْن الْحَسَن الطّيّان، ورشأ بْن نظيف، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وغيرهم.
وكان من الصالحين. تُوُفِّي فِي ربيع الْأوّل.
قَالَ الكتّاني: حدّث بكُتُب الْأجُرِّي كلّها، وكان ثقة مأمونًا، يُذْكَر عَنْهُ من السَّخاء والكرم شيء عظيم، رحمه اللَّه.
"حرف العين":
116- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَبْد الوهاب، أَبُو عُمَر السُّلَمي الْإصبهاني المقرئ الورّاق2.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الزُّهْرِيّ بْن أخي رُسْتَه، وعَبْد اللَّه بْن الصبّاح، ومحمد بن عمر الجورجيري، وابن الجاورد، وأبي الحسن اللبناني، وغيرهم، وكتب الكثير.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ الذّكْواني، وعَبْد الوهاب بْن مَنْدَه.
تُوُفِّي فِي ذي القَعْدَةِ.
117- عَبْد اللَّه بْن أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن زر، بفتح الزاي، أبو محمد الخواري الرازي3.
روى عن: أحمد بن جَعْفَر بْن نصر الجمّال، وإِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد السمناني صاحب "عيسى بْن حماد زغبة"4.
قال الْأمير ابن ماكولا وأنّه مات فِي صفر.
__________
1 تهذيب ابن عساكر "7/ 67".
2 العبر "3/ 57"، وشذرات الذهب "3/ 144".
3 الإكمال لابن ماكولا "3/ 214"، و"4/ 183".
4 ساقطة من الأصل والاستدراك من الإكمال.(27/223)
118- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْرَوَيْه، أَبُو مُحَمَّد النيسابُوري، ابن خال الحاكم.
سَمِعَ: الْأصمّ، وأَحْمَد بْن إِسْحَاق الضّبعي، وحدّث فِي ربيع الآخر.
119- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أبو القاسم النيسابُوري المطوّعي.
سَمِعَ ببغداد من جَعْفَر الخلْدي، وعَبْد اللَّه بْن عدي الحافظ. تُوُفِّي فِي جُمادى الآخرة.
120- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عثمان، أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ النيسابُوري الحافظ العماري.
سَمِعَ: أَبَا بَكْر بْن إِسْحَاق العتيقي، وأَبَا عَلِيّ الرّفّاء، وطبقتهما، وصنّف وذاكر.
قال الدارقطني: سررت برؤيته، عاش سبْعًا وخمسين سنة. رَوَى عَنْهُ الحاكم.
- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد، أَبُو سَعِيد النيسابوري الخلال.
سمع: أبا العباس الأصم، وغيره، وحدّث بطريق مكّة.
121- عَبْد السلام بْن عَلِيّ، أبو أحمد البغدادي المعلم1.
سمع: الجذاع، حدث عَنْ: أَبِي بَكْر بْن مجاهد، وابْن زياد النيسابُوري، وأَبِي مُزَاحم مُوسَى بْن عُبَيْد اللَّه الخاقاني، والمَحَامِلي.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم الْأزهري، وَأَبُو الْحَسَن العتيقي، وعَبْد العزيز الْأزْجِي، وثَّقه العتيقي.
122- عَبْد الملك بْن إدريس الْأزْدِيّ، أَبُو مروان بْن الجزيري الكاتب الشاعر2، نزيل قُرْطُبَة.
تُوُفِّي فِي حبْس المظفّر بْن أَبِي عامر، ولم يخلف مثله كتابةً ولا بلاغةً وشعرًا، وبه ختم بلغاء كتاب الأندلس.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 57"، والمنتظم "7/ 228".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 356".(27/224)
"حرف الميم":
123- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الخَلاص القَيْسي البجّاني الْأندلسي1.
عُنِي بالحديث وحجّ، وسمع من: أَبِي مُحَمَّد بْن الورد، وحمزة الكناني، وعَلِيّ بْن الْحَسَن "بْن"2 علان الحرّاني، ومُحَمَّد بْن جَعْفَر غُنْدر. وكان زاهدًا صالحًا متواضعًا حافظًا.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: سَمِعْتُ منه ببَجَّان، وسمع منه غير واحد. تُوُفِّي فِي رجب.
124- مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد، أَبُو عَبْد اللَّه الْأنْصَارِيّ الْأندلسي من أهل رَيَّه3.
حجّ سنة ثلاثٍ وأربعين، وله اثنتان وعشرون سنة، فسمع من عثمان بْن مُحَمَّد السَّمَرْقَنْدِيّ، وأَحْمَد بْن سَلَمة بْن الضَّحّاك، وإِسْمَاعِيل بْن الْجُراب، وعَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن الورد، ومُحَمَّد بْن عيسى التميمي البغدادي بْن العلاف، وسمع صحيح الْبُخَارِيّ من ابن السَّكَن، ورجع فلزم الزُّهْدَ والانقباض، وولي الخطابة بموضعه، وكان رقيقًا بكاءً. تُوُفِّي فِي شعبان. سَمِعَ النّاس منه.
125- مُحَمَّد بْن حسين بْن مُحَمَّد بْن أسد، أَبُو عَبْد اللَّه التميمي الطّبْني، الْأديب4، نزيل الْأندلس.
قِيلَ: إنّه لم يدخل الْأندلس أحدٌ أشعرَ منه، وكان واسع الْأدب والمعرفة، واتَّصل بالحاجب أَبِي عامر، ووُلّي الشرطة، وعاش أكثر من تسعين سنة. وكان دخوله الْأندلس فِي سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي يومٍ من سنة أربعٍ وتسعين، وشهده المُظَفَّر بْن أَبِي عامر، والأعيان.
- مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن "ضيفون"5، أَبُو عَبْد الله اللخمي القرطبي الحداد.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 107".
2 ساقطة من الأصل.
3 تاريخ علماء الأندلس "2/ 108".
4 تاريخ علماء الأندلس "2/ 118"، وفي الأصل "الطيبي".
5 في الأصل "صفوان" تاريخ علماء الأندلس "2/ 108".(27/225)
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن يونس الغبري، وأَحْمَد بْن زياد، وقاسم بْن أَصْبَغ، وحجّ فِي سنة تسعٍ وثلاثين، وشهد رَدَّ الحجر الْأسود إلى مكانه فِي هذا العام.
وسمع "منه"1: ابن الْأعْرابي، وعَبْد الكريم بْن النَّسَائي، ومُحَمَّد بْن يحيى بْن دحمان المصِّيصي، سَمِعَ منه بأطْرَابُلُس، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سرور الغَسّال بمدينة القَيْروَان.
وكان صالحًا عَدْلا، كتب النّاس عَنْهُ، وعلت سِنُّهُ، واضطرب فِي أشياء قرأت عَلَيْهِ لم يسمعها، ولم يكن ضابطًا. قَالَ لي: ولدت سنة ثلاث وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي شوّال. قاله ابن الفَرَضِيّ، وآخر من حدَّث عَنْهُ أبو عُمَر بْن "عَبْد"2 البَرّ.
126- مُحَمَّد بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن حُمَيْد، أَبُو الْحَسَن بْن "بهتة"3 البغدادي البزّاز4. سَمِعَ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الصَّمد الهاشمي، والمَحَامِلي، والْحُسَيْن المطبقي، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: العتيقي وقَالَ: ثقة.
127- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه، أَبُو نصر الْأنماطي، نيسابوري صالح، خدم أَبَا عَلِيّ الثقفي، وصحِب الزُّهّاد والأئمّة.
128- مُحَمَّد بْن عطاء اللَّه القُرْطُبي النَّحْوِيّ، من كبار أئمّة العربية.
129- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن حسّان الماليني، ختن الشاركي، أحد المحدّثين بهَرَاة.
رَوَى عَنْ: أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الباشاني.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عثمان الصّابوني، وغيره، وَأَبُو عطاء عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد الجوهري.
__________
1 ساقطة من الأصل.
2 ساقطة من الأصل.
3 في الأصل "نهته".
4 تاريخ بغداد "3/ 34".(27/226)
130- مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ زكريّا بْن يحيى التميمي، العلامة أَبُو عَبْد اللَّه بْن برطال القُرْطُبي القاضي المالكي1.
سَمِعَ من: أَحْمَد بْن خَالِد الْحُبَاب، وقاسم بْن أَصْبَغ، ومُحَمَّد بْن عيسى، وحجّ، فسمع من إِبْرَاهِيم العبقسي، وأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن جامع السُّكَّري، ووُلِّي قضاء رَيَّه، ثم وُلِّي قضاء الجماعة والصّلاة. وعاش إلى أن "عَلَتْ"2 سِنُّه، وثَقُلَتْ ذِهْنُه، "فصرفه"3 الحاجب أَبُو عامر من القضاء، ونقله إلى الوزارة.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن الفَرَضِيّ، وسراج بْن عَبْد اللَّه.
وحدّث أيضًا عَنْ عثمان بْن مُحَمَّد السَّمَرْقَنْدِيّ وخلْقٍ، وعاش خمسًا وتسعين سنة. وكان حجةً.
و"رحل"4 في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، وكان كبير الشأن وافر الجلالة، لحق مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الحناش، وإِسْمَاعِيل بْن القراب. تفرّد بأشياء.
"حرف اللام":
131- لُبنَى كاتبة الخليفة المستنصر باللَّه الحَكَم بْن الناصر الأموي5.
كانت نحوية، حاذقة بالكتابة، شاعرة، بصيرة بالحساب، لم يكن فِي قصر الْأمرة أنبل منها، وكان خطّها مليحًا، ومعرفتها بالعَرُوض تامّة، تُوُفِّيت فِي هذه السنة.
"حرف الياء":
132- يحيى بْن إِسْمَاعِيل بْن يحيى بْن زكريّا بْن حَرْب6، وحرب ابن أخي الزّاهد أحْمَد بن حرب النيسابوري، وأبو زكريا المزَكِّي المعروف بالحربي.
كَانَ أديبًا إخباريا، كثير العلوم، رئيسًا.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 105".
2 ساقطة من الأصل.
3 في الأصل "فضربه".
4 في الأصل "ورحلت".
5 الصلة لابن بشكوال "2/ 692".
6 العبر "3/ 57"، وشذرات الذهب "3/ 145".(27/227)
سَمِعَ: أَبَا الْعَبَّاس السّرّاج، ومكيّ بْن عَبْدان، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الشرفي، وأَحْمَد بْن حمدون الْأعمش، وعَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد، وغيرهم، وحدّث بنيسابُور والرّيّ وببغداد، فأكثروا عَنْهُ ثَمَّ.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو بَكْر الْأرْدَسْتَاني، ومُحَمَّد بْن أَبِي عَمْرو النيسابُوري شيخ الخطيب، وَأَبُو سعد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الحاكم، وَأَبُو الْحَسَن أحْمَد بْن عَبْد الرحيم الإسماعيلي، وَأَبُو عثمان البحيري، وَأَبُو نصر عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ التاجر، وآخرون.
وتُوُفِّي فِي ذي الحجّة، وهو صَدُوق فِيهِ بدعة.
133- يحيى بْن مُحَمَّد بْن وهب بْن مَسَرَّة بن حكم، أبو زكريا التميمي الفرجي1، من مدينة الفرج بالأندلس.
سَمِعَ من جدِّه، ورحل فسمع بمصر من الْحَسَن بْن رشيق، وأَبِي بَكْر بْن إسماعيل المهندس، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ النّاس كثيرًا، واختصر كتاب "الْأسماء والكنى" للنَّسَائي، وعاش ستّين سنة. رحمه اللَّه.
134- يعيش بْن سَعِيد بْن مُحَمَّد، أَبُو القاسم القُرْطُبي الورّاق المعروف بابن الحَجّام2.
سَمِعَ من: قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد اللَّه بْن أَبِي دُلَيْم، وجمع لمحمد بْن معاوية مُسْنَد حديثه. وقد ذهب بَصَره بآخرة، وتُوُفِّي فِي صفر. كتب النّاس عَنْهُ. رَوَى عن: شريح الذكواني.
وفيات سنة خمس وتسعين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
135- أحْمَد بْن عَلِيّ بْن أحْمَد بْن عمران، أبو العباس الأصبهاني الخلقاني. ثقة، دين.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 660".
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 199".(27/228)
سَمِعَ بالبصْرة من: عَلِيّ بْن إِسْحَاق المارداني، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْم، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مَتَّوَيْه، والإصبهانيّون.
تُوُفِّي فِي جُمادى الآخرة.
136- أحْمَد بْن فارس بْن زكريّا بْن مُحَمَّد بْن حبيب، أَبُو الْحَسَن الرّازي، وقيل القِزْوِيني، المعروف بالرازي1 المالكي اللُّغَوِي، نزيل هَمَذَان وصاحب المُجْمَل فِي اللُّغة.
رَوَى عَنْ: أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم القطّان، وسليمان بْن يزيد الفامي، وعَلِيّ بْن محمد بْن مِهْرَوَيْه القِزْوِينيّين، وسعيد بْن مُحَمَّد القطّان، ومُحَمَّد بْن هارون الثقفي، وعَبْد الرَّحْمَن الجلاب، وأَحْمَد بْن حُمَيْد الهمذانيّين، وأَبِي القاسم الطّبراني، وأَبِي بَكْر بْن السني، وجماعة.
رَوَى عَنْه: أَبُو سهل بْن زيرك، وَأَبُو منصور بْن عيسى الصُّوفي، وعَلِيّ بْن القاسم الخيّاط المقرئ، وَأَبُو منصور بْن المحتسِب، وآخرون.
وُلِد بِقزْوِين، ونشأ بهَمَذَان، وكان أكثر مقامه بالرّيّ.
وكان كاملا فِي الْأدب، فقيهًا مُنَاظِرًا، مالكيا، وكان يناظر فِي الكلام، وينصر مذهب أهل السُّنَّة، وطريقته فِي النَّحْو طريقة الكوفيين، كَانَ بالجبل نظير ابن لَنْكَك بالعراق، وجمع إتقان العلماء، إلى ظُرْف الكُتّاب والشعراء.
وله مصنفات بديعة ورسائل مفيدة، وأشعار جيّدة، وتلامذة فيهم كثرة، وكان شديد التعصّب لال العميد، وكان الصّاحب إِسْمَاعِيل بْن عَبّاد يكرهه لذلك، وكان قد صنّف كتاب الحجْر وسيّره إلى الصّاحب، فَقَالَ: رُدُّوا الحِجْر من حيث جاء وأمر لَهُ بجائزة قليلة.
وقَالَ بعضهم: كَانَ إذا ذُكِرت اللُّغة فهو صاحب مُجْمِلها، لا بل صاحبها المجمّل لها. وكان يحثّ الفقهاء دائمًا عَلَى معرفة اللغة، ويلقي عليهم ويخجلهم ليتعلموا
__________
1 البداية والنهاية "11/ 296"، والوافي بالوفيات "7/ 278"، والمنتظم "7/ 278"، والمنتظم "7/ 103"، وسير أعلام النبلاء "17/ 103"، والنجوم الزهرة "4/ 212".(27/229)
اللُّغة، ويقول: من قَصَرَ عِلْمَه "عَلَى"1 الفقه وغولط غلط2.
وقال سعد بن علي الزنجاجي: كَانَ أَبُو الْحُسَيْن بْن فارس من أئمّة اللغة محتجًا به فِي جميع الجهات غير مُنازَع، رحل إلى أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم القطّان الْأوحد فِي العلوم، ورحل إلى زَنْجان إلى أَبِي بَكْر أحْمَد بْن الْحَسَن الخطيب راوية ثعلب، ورحل إلى مشايخ، إلى أحْمَد بْن طاهر النجم، وكان يَقُولُ: ما رَأَيْت مثله.
قَالَ سعد: وحُمِل ابن فارس إلى الرّيّ ليقرأ عَلَيْهِ مجد الدولة بْن فخر الدولة، وحصّل بهما مالا، وبرع ذَلِكَ الْأمير فِي الْأدب. قال: وكان ابن فارس من الْأجواد، حتى أَنَّهُ يَهَبُ ثيابه وفرش بيته. وكان من رؤساء أهل السُّنَّة المجرّدين عَلَى مذهب أهل الحديث. تُوُفِّي فِي صفر، سنة خمسٍ وتسعين. انتهى قول الزَّنْجاني3. وكذا وَرَّخه عَبْد الرَّحْمَن بْن منده وغيره.
وقيل: مات سنة تسعين وثلاثمائة، وهو قول ضعيف.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَرَّاءِ، أَنَا الْبَهَاءُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَسِتِّمَائَةِ، أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْحَقِّ، أَنَا هَادِي بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ سنة ست وأربعين وأربعمائة، أنا أحمد بن فارس اللغوي، ثنا علي بن أبي خالد بقزوين، ثنا الدبري، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن عبد الله بن السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ للَّهِ مَلائِكَةٌ فِي الْأرْضِ سَيَّاحِينَ يُبَلِّغُونِي عَنْ أُمَّتِي السَّلامَ" 4.
ومن شعر ابن فارس:
مرَّتْ بنا هيفاءُ مجدولة ... تركيَّةٌ تنمى لتركييِّ
ترنُو بطَرْفٍ فاترٍ فاتنٍ ... أضْعَف من حجة نحوي
__________
1 في الأصل "عن".
2 إنباه الرواة "1/ 92".
3 وفيات الأعيان "1/ 119".
4 أخرجه البخاري في الدعوات "66"، ومسلم في الذكر "25"، والترمذي في الدعوات "129"، والنسائي في السهو "46"، والدارمي في الرقاق "58، والإمام أحمد في المسند "1/ 387، 441، 452"، "2/ 251، 252، 358، 359، 382"، وصححه ابن حبان "2393"، والحاكم في المستدرك "2/ 421"، وابن القيم في جلاء الأفهام "27".(27/230)
وله:
سَقَى هَمَذَانَ الغيثُ لستُ بقائلٍ ... سوى ذا وفي الأحشاء نار تضرم
وما لي لا أصفي الدُّعاء لبلدةٍ ... أفَدْتُ بها نِسْيَانَ ما كنتُ أعلمُ
نَسيتُ الَّذِي أحْسَنْتُهُ غيرَ أَنّني ... مَدِينٌ وما فِي جَوفِ بيتيَ دِرْهَمُ
137- أحْمَد بْن القاسم بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو الفضل التميمي التاهرتي البزّاز1.
قدم قُرْطُبَة صغيرًا، فسمع من: قاسم بْن أَصْبَغ، وأَحْمَد بْن الفضل الدِّينَوَرِي، وأَبِي عَبْد الملك بْن أَبِي دليم، ومُحَمَّد بْن معاوية الْقُرَشِيّ، ووهب بْن مَسَرَّة، ومُحَمَّد بْن عيسى بْن رفاعة.
وكان صالحًا زاهدًا منقبضًا. ولد بتاهرت سنة تسع وثلاثمائة، وأتى قُرْطُبَة سنة بضْعَ عشرةٍ فسمَّعَه أبوه من هَؤُلاءِ أربعٍ وثلاثين، وطلب بنفسه.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وتُوُفِّي في جُمَادَى الْآخرة.
138- أَحْمَد بن محمد بن أحْمَد بْن عُمَر الزّاهد، أَبُو الْحُسَيْن بْن أَبِي نصر النيسابُوري الخفّاف2.
قَالَ الحاكم: مُجَاب الدَّعوة، وسماعاته صحيحة بخطّ أَبِيهِ، من أَبِي الْعَبَّاس السّرّاج وأقرانه، وبقي واحدَ عصره فِي عُلُوِّ الْأسناد، وتُوُفِّي فِي ربيع الْأوّل، وصلَّيت أَنَا عَلَيْهِ، وله ثلاث وتسعون سنة.
قلت: رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو بَكْر عَبْد اللَّه بن محمد بن حسكويه، أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن الصُّوفِي، وَأَبُو الْحَسَن بْن عَبْد الرحيم الإسماعيلي، والسيد عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحسيني، وَأَبُو المظفّر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الشجاعي، وَأَبُو نصر الْحُسَيْن بْن أحْمَد القاضي "الحريمي"3، وَأَبُو الفضل بْن عَبْد اللَّه بْن المحبّ، وسعيد بْن العَيَّار، وعائشة بِنْت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن البسطامي، وخلق سواهم. وقع لنا جملة من عواليه.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 84"، والعبر "3/ 58"، وفي الأصل "القاهري".
2 العبر "3/ 58"، والنجوم الزاهرة "4/ 213"، وشذرات الذهب "3/ 145".
3 في الأصل "الحرميتي".(27/231)
139- أحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو الْحُسَيْن السمناوي. تُوُفِّي بمصر فِي صفر.
رَوَى عَنْ: مُحَمَّد بْن عيسى بْن قرَّة الزُّهْرِيّ.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن أَبِي عَدِيّ السَّمَرْقَنْدِيّ فِي مشيخة الرّازي، وأَحْمَد بْن القاسم بْن ميمون بْن حمزة الحسيني.
140- إِبْرَاهِيم بْن مبشّر، أَبُو إِسْحَاق البكري الْأندلسي المغربي المؤدّب1.
عرض القراءة عَلَى مُحَمَّد الْأنطاكي، وكان يُقْرئ فِي دكانه، واحتجم فصفي دمه.
"حرف الجيم":
141- جعفر بن عبد الرزاق الدمشقي المهندس.
رَوَى عَنْ: جَدّه أحْمَد بْن خمارويه، وأَبِي بَكْر الخرائطي. رَوَى عَنْهُ: أَبُو ذر الهروي، وأبو علي الأهوازي.
"حرف الحاء":
142- الحسين بْن مُحَمَّد بْن درستويه، أَبُو عَلِيّ الدمشقي المعدِّل الْإمَام.
حدّث عَنْ: مكحول، ومُحَمَّد بْن خُرَيْم، وابْن جَوْصا، وجماعة. وكان ثقة. تُوُفِّي فِي ربيع الْأوّل.
رَوَى عَنْهُ: ابنه مُحَمَّد، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد الحنّائي، وَأَبُو عَلِيّ الْأهوازي وَأَبُو القاسم الحنّائي، وإِبْرَاهِيم بْن الخضر الصائغ.
قَالَ الكتاني: كان ثقةً ثَبْتًا.
143- "الْحُسَيْن"2 بْن عَلِيّ بْن النُّعْمَان، أَبُو عَبْد اللَّه، قاضي قضاة مملكة الحاكم.
ولي سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وعزل في سنة أربع وتسعين، وفي أول سنة خمس قتله الحاكم وأحرق جثّته، ووُلِّي بعده ابن عمّه عَبْد العزيز.
__________
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 88".
2 في الأصل "الحسن".(27/232)
144- الحسين بن محمد إِسْمَاعِيل بْن أَبِي عابد، أَبُو القاسم الكوفي1.
سَمِعَ: أحْمَد بْن عثمان الْأدمي، واليَمَان بْن محمد الغوثي، وزيد العامري.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي وقَالَ: كَانَ ثقة، وُلِّي قضاءَ الكوفة نيابةً، وكان حنفيًّا، فاضلا، زاهدًا.
"حرف الدال":
145- دَاوُد بْن رضوان، أَبُو عَلِيّ السَّمَرْقَنْدِيّ الفقيه الحنفي.
تفقّه بالعراق، وسمع من ابن داسة السُّنَن، ودرّس بنيسابُور دهرًا، وحدّث. وتُوُفِّي فِي رجب.
"حرف السين":
146- سَعِيد بْن نصر، أَبُو عثمان مولى النّاصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد الأموي2.
روى عن: قاسم بن أصبغ، وأحمد بن مَطَرِّف، وأَحْمَد بْن دُحَيْم، ومُحَمَّد بْن معاوية، وطائفة.
وعُنِي بالرّواية والضَّبْط، وكان ثقة.
رَوَى عَنْهُ: ابن عَبْد البَرّ، وَأَبُو عَمر بْن الحذّاء، وآخرون، ونَيِّف عَلَى الثمانين فِي ذي الحجّة.
أثنى عَلَيْهِ ابن عَبْد البَرّ، قَالَ: أحسن التّقييد والضَّبْط، وكان من أهل الورع والفضل، رحمه الله.
"حرف الشين":
147- شَيْبَةُ بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن شعيب بْن هارون، أَبُو مُحَمَّد الشعيبي.
سَمَّعه أَبُوهُ من عَبْد اللَّه بْن الشرفي، وعَلِيّ بْن محمد الوراق، وجماعة. توفي في المحرم.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 103"، والمنتظم "7/ 229".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 207".(27/233)
"حرف العين":
148- عاصم بْن يحيى النيسابُوري الزّاهد.
سَمِعَ: أَبَا حامد بْن بلال، وجماعة.
قَالَ الحاكم: وحدّثني أَبُو حازم العبدري أَنَّهُ كتب بخطّه ألف مُصْحَف.
149- عُبَيْد اللَّه بْن أحْمَد بْن الْحُسَيْن النيسابوري الحنبلي الواعظ.
حدث عن: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان وأقرانه، وأفتى نَيِّفًا وخمسين سنة.
تُوُفِّي فِي رجب.
150- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أسد، أَبُو مُحَمَّد الْجُهَني الطُّليْطِلي الْأندلسي الفقيه1 المالكي المغربي، أحد الْأعلام، البزّار، ثقة أديب ومحدّث مُسْنَد.
سَمِعَ من: قاسم بْن أَصْبَغ وغيره، ورحل فسمع بمصر عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن الورد، وابْن السَّكَن، وبمكّة أحْمَد بْن أَبِي الموت صاحب عَلِيّ بْن عَبْد العزيز، وكان لا يُعيِرُ كتابًا إلا لمن "يثق بِهِ"2، ولا يسمع من غير كتابه، ويحّب التلاوةَ فِي المُصْحَف، وقد امتُحِن أيَّام المنصور "ابن"3 أَبِي عامر بالحَبْس والقَيْد، والإخراج من الْأندلس.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وهو من كبار شيوخه، وَأَبُو المُطَرِّف بْن فُطَيْس، وَأَبُو عُمَر بْن الحذَّاء، ومُصْعَب بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الفَرَضِيّ، والخَوْلاني وآخرون.
وُلِد سنة عشرٍ وثلاثمائة، وتوفي في آخر السنة.
151- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن جعفر، أبو الحسن البزاز4.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 248".
2 في الأصل "يثقه".
3 ساقطة من الأصل.
4 تاريخ بغداد "10/ 128"، والمنتظم "7/ 230".(27/234)
سَمِعَ: ابن "عُبَيْد"1 ومُحَمَّد بْن مَخْلَد. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن العتيقي، وَأَبُو القاسم الْأزْجِي. وقَالَ الْأزْجِي: ثقة.
152- عَبْد الرَّحْمَن بْن طلحة بن حمد بْن عيسى أَبُو عُمَر التيمي الطَّلْحي الْإصبهاني.
رَوَى عَنْ: أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أسيد، والفضل بْن الخصيب، وابْن الجارود.
رَوَى عَنْهُ: شُرَيْح الذكّواني.
153- عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان، أَبُو المُطَرِّف القُشَيْري القُرْطُبي الحيّان2.
رَوَى عَنْ: عاصم بْن أَصْبَغ، وأَحْمَد بْن ثابت القُرْطُبي التَّغْلِبي، وسعيد بْن عثمان.
وحجّ سنة خمسٍ وخمسين. وكان صالحًا منقبِضًا زاهدًا ثقة، وروى الكثير.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب، وَأَبُو إِسْحَاق بْن شنظير، وَأَبُو عَمْرو الدّاني.
مولده سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي ذي الحجّة بقرية راشد.
154- عَبْد الوارث بْن سُفْيَان بْن جُبْرُون، أَبُو القاسم القُرْطُبي المعروف بالحبيب3.
سَمِعَ من: قاسم بْن أَصْبَغ أكثر رواياته، وكان أوثق النّاس فِيهِ، وأكثرهم ملازمةً لَهُ، وسمع أيضًا من وهب بن مسرة، ومحمد بن عبد الله بن أَبِي دُلَيْم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه الْأصيلي فِي غير موضع من كتاب الدلائل وَأَبُو عمران الفاسي الفقيه، وَأَبُو عمر بْن الحذّاء، وَأَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ.
وقَالَ ابن الحذّاء: كَانَ شيخًا صالحًا عفيفًا، يعيش من ضَيْعَة ورِثها من أَبِيهِ، وقَالَ: "مولده"4 سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وأوّل سماعه سنة ثلاثٍ وثلاثين، وتُوُفِّي لخمسٍ بقين من ذي الحجة.
__________
1 في الأصل "عبده".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 265".
3 سير أعلام النبلاء "17/ 84"، وشذرات الذهب "3/ 145".
4 في الأصل "وولدي".(27/235)
وقَالَ ابن عَبْد البَرّ: قرأت عَلَيْهِ تاريخ أحْمَد بْن أَبِي خَيْثَمة، عَنْ قاسم بْن أَصْبَغ، عَنْهُ، وقرأت عَلَيْهِ مُوَطَّأَ ابْن وهب، ثلاثون كتابًا، عَنْ قاسم بْن أَصْبَغ، عَنْ ابن وَضَّاح، عَنْ سَحْنُون، عَنْهُ، وقرأت عَلَيْهِ مُوَطَّأَ يحيى بْن بُكَيْر، وأجزاء كثيرة.
155- عَلِيّ بْن مُحَمَّد، أَبُو الْحَسَن الشيرازي المقرئ المعروف بالمُقَّنعي1، نزيل بغداد، ووالد أَبِي مُحَمَّد الجوهري.
حدّث عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن علي الهُجَيْمي، وقرأ بالبصرة عَلِيّ ابن "خشنام"2، وببغداد عَلَى عَبْد الواحد بْن أَبِي هاشم، وتصدّر للإقراء.
قَالَ ابنه: قَالَ لي أَبِي: ما طلع الفجر عليّ إلا وأنا أدرس القرآن. مات فِي المحرَّم.
156- عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مهران، أَبُو الْحَسَن التَّيمي.
عَنْ: أَبِي عَلِيّ الصّحّاف، وأَبِي عَمْرو بْن حكيم، وأَحْمَد بْن شعيب.
مات فِي شعبان بإصبهان. روى عنه: سعيد البقال.
"حرف الميم":
157- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي النَّجُود، أَبُو الفرج البغدادي المقرئ، نزيل الدّيار المصرية.
أخذ القراءة عَرْضًا وسماعًا عَنْ أَبِي طاهر بْن أَبِي هاشم، وسمع منه كُتُبه، وروى الحروف عَنْ أحْمَد بْن جَعْفَر الختلي، وسمع من دَعْلَج السِّجْزي وجماعة.
قرأ عَلَيْهِ جماعة بمصر، وخرج منها قبل موته بيسير إلى الشام، فتوفي سنة خمسٍ، أو ستٍ وتسعين. رحمه اللَّه.
158- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن الْعَبَّاس، أَبُو الْحَسَن الْأخميمي "الْمَصْرِيّ"3.
سَمِعَ: مُحَمَّد بن زبان بن حبيب، وعلي بن أحمد علان، ومحمد بن عبد الله
__________
1 الأنساب "11/ 450".
2 في الأصل "حشنام".
3 في الأصل "البعري".(27/236)
ابن سعيد المهراني، وإِسْمَاعِيل بْن دَاوُد بْن وردان، وأَبَا جَعْفَر أحْمَد بْن مُحَمَّد الطَّحاوي، ومُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل المهندس، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن مكّي ثلاثة أجزاء لطاف، وتُوُفِّي فِي ذي القِعْدَة.
159- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حمدان، أَبُو أحْمَد المَراري النيسابُوري المعدِّل1.
رَوَى عَنْ: مكّي "بْن"2 عَبْدان، والمَحَامِلي، وأَبِي الْعَبَّاس بْن عُقْدة، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي تُوُفِّي فِي جُمَادَى الآخرة.
160- مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى، أَبُو نصر المَلاحِمي الْبُخَارِيّ3.
حدّث بنيسابُور وبغداد، عَنْ محمود بْن إِسْحَاق "عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ كتاب القراءة وراء الإمام"4، وكتاب رَفْع اليدين فِي الصّلاة لَهُ، وروى أيضًا عَنْ: عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يعقوب الفقيه، وعَلِيّ بْن قُرَيْش، وسهل بْن السّرِيّ الحافظ، والهيثم بْن كليب الشاشي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو العلاء الواسطي، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حسنون النَّرْسي، وعَبْد الصَّمد بْن عَلِيّ بْن المأمون، وجماعة. وقَالَ أَبُو العلاء: تُوُفِّي أَبُو نصر، وكان من أعيان المحدّثين وحُفَّاظهم فِي سنة خمسٍ وتسعين. زاد غيره: فِي جمادي الآخرة. وولد سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
161- مُحَمَّد بْن أَبِي يعقوب إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن مَنْدَهْ5. واسم مَنْدَهْ: إِبْرَاهِيم بْن الوليد بْن سَنْدَه بْن بُطّه بْن أُسْتَنْدار الحافظ الكبير، أَبُو عَبْد اللَّه العَبْدي الْإصبهانيّ.
رحل وطوَّف الدُّنيا، وجمع، وصنَّف، وكتب ما لا ينحصر، وحدث عن أبيه،
__________
1 الأنساب "11/ 222".
2 في الأصل "عن".
3 المنتظم "7/ 230"، وسير أعلام النبلاء "17/ 86"، وتاريخ بغداد "1/ 350".
4 ساقطة من الأصل والاستدراك من تاريخ بغداد.
5 ذكر أخبار أصبهان "2/ 306"، والبداية والنهاية "11/ 336"، والمنتظم "7/ 232"، والعبر "3/ 95"، وميزان الاعتدال "3/ 26".(27/237)
وعمّ أَبِيهِ عَبْد الرَّحْمَن بْن يحيى، وأَبِي عَلِيّ الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن النَّضْر، ومُحَمَّد بْن حمزة بْن عمارة، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطان، أبي حامد بن بلال، وأبي سعيد بن الْأعْرابي، وخَيْثَمة، والأصمّ، وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وابْن البَخْتَرِي، والهيثم بْن كُلَيْب الشّاشي، وأَبِي الطّاهر أحْمَد بْن عُمَر المَدِيني، وأَبِي الميمون بْن راشد الدمشقي، وابْن حَذْلَم، وأَبِي عَمْرو أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حكيم المديني، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن محبوب المَرْوَزِي، وعثمان بْن أحْمَد بْن السّمّاك، وعَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن الصّباح، وأبي طاهر محمد بن الحسن المَجْداباذي، ومُحَمَّد بْن عُمَر بْن حفص الْإصبهاني، وخلق كثير، لقيهم بإصبهان وخُرَاسان والعراق والحجاز ومصر والشام وبُخَارَى، وبقي فِي الرّحلة نَيِّفًا وثلاثين سنة، وأقام بما وراء النَّهر زمانًا.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الشَّيْخ، وهو من شيوخه، والحاكم أَبُو عَبْد اللَّه، وتمّام الرّازي، وحمزة السَّهْمي، وَأَبُو نُعَيْم، ومُحَمَّد بْن أحْمَد غُنْجَار، وأَحْمَد بْن الفضل الباطَرْقَانِي، وأَحْمَد بْن محمود الثقفي، وَأَبُو الفضل عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد العجلي الرّازي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المَرْزُبَان، وعُمَر بْن مُحَمَّد بْن عُمَر المعداني، وعَبْد الواحد بْن أحْمَد بْن البقّال، والمطَّهر بْن عَبْد الواحد البزّاني، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر النّقّاش، والفضل بْن عَبْد الواحد الخيّام، وَأَبُو طاهر المنتجع بْن أحْمَد، وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر الطَّهْراني، وَأَبُو المظفَّر عَبْد اللَّه بْن شبيب المقرئ، وشجاع بْن عَلِيّ المصقليّ، وأخوه أحْمَد، وزياد بْن مُحَمَّد بْن زياد الجلاب، وَأَبُو سهل حَمْد بْن أحْمَد، "وعائشة"1 بِنْت الْحَسَن الوَركانيّة، وبنوه عُبَيْد اللَّه، وعَبْد الرَّحْمَن، وعَبْد الوهاب، وخلْق سواهم.
قَالَ الباطَرْقَانِي: ثنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق العَبْدي إمام الْأئمّة لَقَّاه اللَّه رضوانه2.
وقَالَ الحاكم: أوّل خروجه إلى العراق من عندنا، سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، فسمع بها، وبالشّام، وأقام بمصر سنين، وصنّف التاريخ والشيوخ، ثم التقينا ببُخَارَى، وقد زاد زيادة ظاهرة، وجاءنا إلى نيسابُور سنة أربعٍ أو خمسٍ وسبعين، ثم خرج إلى وطنه.
__________
1 في الأصل "ولكين عائشة".
2 تذكرة الحفاظ "3/ 1033".(27/238)
وقَالَ عَبْد اللَّه بْن أحْمَد السُّوذَرْجاني: سَمِعْتُ ابن مَنْدَه يَقُولُ: "كتبت"1 عَنْ ألف شيخ، لم أر فيهم أتقن من أبي أحمد العَسَّال.
وقَالَ الحاكم: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيّ النيسابُوري يَقُولُ: أَبُو عَبْد اللَّه، من بيت الحديث والحِفْظ، وأحْسَنَ الثَناءَ عَلَيْهِ، وقَالَ: ألا ترون إلى قريحته2؟
وقَالَ إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد التيمي الحافظ: سمعت عمر السمناني غير مرة يقول: ذكر أَبِي عَبْد اللَّه بْن مَنْدَه عند أَبِي نُعَيْم، فَقَالَ: جبلا من الجبال.
وقَالَ ابن طاهر: سَمِعْتُ سَعِيد بْن عَلِيّ الحافظ بمكّة يَقُولُ: وسُئل عَنِ الدَّارَقُطْنيّ، وابْن مَنْدَه، والحافظ عَبْد الغني بْن سَعِيد، فَقَالَ: أمّا الدارقطني فأعلمهم بالعِلَل، وأمّا ابن مَنْدَه فأكثرهم رِوايةً، مَعَ المعرفة التامّة، وأمّا الحاكم فأحسنهم تصنيفًا، وأمّا عَبْد الغني فأعرفهم بالأنساب.
وقَالَ أَبُو عَبْد اللَّه بْن ذُهْل الهَرَوِي: سَمِعْتُ ابن مَنْدَه يَقُولُ: لا يخرّج الصحيح إلا من ينزل أو يكذب.
وقَالَ أحْمَد بْن الفضل الباطَرْقَانِي: كتب أَبُو أحْمَد العَسَّال إلى عَبْد اللَّه بْن مَنْدَه وهو بنيسابُور، فِي حديث أشْكِل عَلَيْهِ، فأجابه بإيضاحه، وبيان عِلَله3.
وذكر غير واحد، عَنْ أَبِي إِسْحَاق بن حمزة الحافظ أَنَّهُ قَالَ: ما رَأَيْت مثل أَبِي عَبْد اللَّه بْن مَنْدَه.
قلت: أَبُو إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن حمزة. تُوُفِّي سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، وقد روى مع تقدمه عن ابن مَنْدَه، وقد قَالَ فِيهِ ابن مَنْدَه: ما رَأَيْت أحفظ منه.
وقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَه: كتب أَبِي عَنْ أربعة من شيوخه، عَنْ كلّ واحدٍ ألف جُزْء. كتب عَنِ "ابن"4 الأعراب بمكّة ألف جُزْء وعن خَيْثَمة بأطْرَابُلُس ألف جزء،
__________
1 في الأصل "كتب".
2 تذكرة الحفاظ "3/ 1033".
3 تذكرة الحفاظ "3/ 1034".
4 ساقطة من الأصل.(27/239)
وعن أبي العباس الأصم بنيسابور ألف جُزْء، وعن الهَيْثَم بْن كُلَيْب ببُخَارَى ألف جُزْء. وسمعت أَبِي يَقُولُ: كتبت عَنْ ألفٍ وسبعمائة شيخ.
وقَالَ جَعْفَر بْن مُحَمَّد المُسْتَغْفِري الحافظ: ما رَأَيْت "أحفظ من"1 ابن مَنْدَه، سَأَلْتُهُ ببُخَارَى: كم تكون سماعات الشَّيْخ؟ قَالَ: تكون خمسة آلاف مَنٍّ.
وقَالَ أحْمَد بْن جَعْفَر الْإصبهاني الحافظ: كتبت عَنْ أكثر من ألف شيخٍ، ما فيهم أحفظ من أَبِي عَبْد الله مَنْدَه.
وكان أَبُو عَبْد اللَّه قد تزوج فِي عَشْر الثمانين، فولد لَهُ عَبْد الرَّحْمَن، وعبيد الله، وعبد الرحيم، وعبد المهاب.
وقَالَ شيخ الْإسلام أَبُو إِسْمَاعِيل الْأنْصَارِيّ: أَبُو عَبْد اللَّه بْن مَنْدَه، سيّد أهل زمانه2.
وقَالَ الحافظ أَبُو زكريا يحيى بْن عَبْد الوهّاب بْن مَنْدَه: كنت مَعَ عمّي عُبَيْد اللَّه فِي طريق نيسابُور، فلما بلغنا بير مجنة، قال عمي: كنت مرة ههنا، تعرّض لي شيخ جمّال، فَقَالَ: كنت قافلا عَنْ خُرَاسان مَعَ أَبِي، فلما وصلنا إلى هنا، إذا نَحْنُ بأربعين وقْرًا من الْأحمال، فظننّا أَنَّهُ منسوج الثّياب، وإذا خيمة صغيرة، فيها "شيخ"3، فإذا هُوَ والدك، فسأله بعضنا عن تلك الأحمال، فقال: هذا متاع، قَلّ مَن يرغب فِي هذا الزمان فِيهِ، هذا حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ4.
وقَالَ الباطَرْقَانِي: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه يَقُولُ: طُفْتُ الشَّرقَ والغرب مرّتين، وكنت مَعَ جماعة عند أَبِي عَبْد اللَّه فِي الليلة التي تُوُفِّي فيها، ففي آخر نَفَسِه، قَالَ واحد منَّا: لا إله إلا اللَّه، يريد تلقينه، فأشار بيده إِلَيْهِ دفعتين ثلاثة، أيْ: أُسْكُت، يقال لي مثل هذا؟! وتُوُفِّي ليلة الجمعة، سلْخ ذي القعدة.
قلت: وكان أَبُو نُعَيْم كثير الحَطّ عَلَى ابن مَنْدَه، لمكان المعتقد واختلافهما في المذهب، فَقَالَ في تاريخه: ابن منده، حافظ من أولاد المحدّثين، تُوُفِّي فِي سلْخ ذي
__________
1 في الأصل "أحفظ منه من".
2 تذكرة الحفاظ "3/ 1034".
3 ساقطة من الأصل والاستدراك من تذكرة الحفاظ.
4 تذكرة الحفاظ "3/ 1035".(27/240)