"حرف اللام":
51 - لؤلؤ الخادم1.
مولى أبي الجيش، خُمَارَوَيْه صاحب الشّام ومصر.
قدِم لؤلؤ دمشق، وحدَّث عن المُزَنيّ.
قال الربيع المراديّ: وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الحُسين الرازيّ.
"حرف الياء":
52 - يوسف بن يعقوب2.
أبو عمرو النيسابوري، نزيل بغداد.
رماه أَبُو علي النَّيْسابوريّ بالكذب.
روى عن: محمد بن بكّار بن الرّيَّان، وأبي بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن عَبْدَة الضبيّ.
وعنه: عليّ بن لؤلؤ، والمُعَافى الْجَريريّ، وأبو بكر بن شاذان، والدَّارَقُطْنيّ، وأبو الحسن بن الْجَنَديّ.
توفي فيها أو في سنة اثنتين.
قال الحاكم: حدَّث عن كلّ من شاء من أهل الحجاز والعراق.
قال: وسمعتُ أبا عليّ الحافظ يقول: ما رأيتُ في رحلتي في أقطار الأرض نيسابوريًا يكذب غير أبي عَمْرو النَّيْسابوريّ هذا.
وفيات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
53 - أحمد بن إبراهيم بن عَجَنَّس بن أسباط.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 271".
2 تاريخ بغداد "14/ 320"، ميزان الاعتدال "4/ 275"، لسان الميزان "6/ 329".(24/70)
أبو الفضل الأندلسيّ الزباديّ، زباد بن كعب بن حجر الكَلاعيّ. وهو أخو عبد الرحمن.
حدَّث عن: أبيه.
54 - أحمد بن خالد بن يزيد1.
أبو عمر بن الْجَبَّاب الأندلسيّ القُرْطُبيّ الحافظ الكبير.
منسوب إلى بيع الجباب.
سمع: قاسم بن محمد، ومحمد بن وضّاح، وبَقِيّ بن مَخْلَد.
ورحل إلى الحجاز واليمن، فسمع: إسحاق الدَّبَريّ، وعليّ بن عبد العزيز البغوي، وهذه الطبقة.
روى عنه: ابنه محمد، ومحمد بن محمد بن أبي دُلَيْم، وعبد الله بْن محمد بْن عليّ الباجيّ، وغيرهم.
ووُلِد سنة ستٍّ وأربعين ومائتين.
قال القاضي عِياض: كان إمامًا في وقته في الفقه في مذهب مالك، وفي الحديث لا يُنازَع.
سمع منه خلْق، وصنَّف " مُسْنَد مالك"، وكتاب " الصلاة"، وكتاب " الإيمان"، وكتاب "قصص الأنبياء".
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة.
55 - أحمد بن سليمان بن داود2.
أبو عبد الله الطُّوسيّ.
حدَّث ببغداد بالنَّسَب عن: الزُّبَيْر بن بكّار.
وروى عن: ابن المقرئ محمد بن عبد الله.
وعنه: أبو بكر بن شاذان، وابن شاهين، والمخلص، وكان صدوقًا.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 31"، جذوة المقتبس للحميدي "121، 122"، تذكرة الحفاظ "3/ 34".
2 تاريخ بغداد "4/ 177".(24/71)
ولد سنة أربعين، وتوفي في صَفَر.
56 - أحمد بن سعيد بن ميسرة الغِفاريّ الطّرْطُوشيّ.
حجَّ وسمع: محمد بن إسماعيل الصّائغ، وعليّ بن عبد العزيز.
وروى عنه: يحيى بن مالك.
57 - أحمد بن العبّاس بن أحمد1.
أبو الحسن البَغَويّ الصُّوفيّ.
سمع: عمر بن شبّة، وعبّاد بن الوليد الغُبْريّ، والحسن بن عَرَفَة.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وأبو حفص بن شاهين.
وكان ثقة.
قال يوسف القوّاس: كان يقال: إنّه من الأبدال.
تُوُفّي في ذي القعدة ببغداد.
58 - أحمد بن العبّاس.
أبو الطّيّب الشَّيْبانيّ.
عن: الربيع المُراديّ، وغيره.
ولقبه: طنجير.
حمل عنه: ابن يُونُس. وورّخه فيها.
59 - أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الحَكَم.
أبو جعفر اليوانيّ، بفتح الياء الخفيفة.
من محدِّثي أصبهان.
سمع: أحمد بن عصام، ويحيى بن أبي يحيى طالب البغداديّ.
وعنه: ابن المقريء، وعبد الله بن أحمد بن فادويه.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 328".(24/72)
مات سنة اثنتين وعشرين.
ورّخه ابن نقطة في "الاستدراك".
60 - أحمد بن عَبْد الله بْن مُسْلِم بْن قُتَيْبَةَ1.
أبو جعفر الكاتب البغداديّ.
روى عن: أبيه كتبَه.
روى عنه: عبد الرحمن بن إسحاق الزَّجّاجيّ، وابنه عبد الواحد.
وولي قضاء مصر فأدركه بها أجَلُه.
وذكر يوسف بن يعقوب بن خرزاذ أن أبا جعفر حدَّث بكتب أبيه كلّها بمصر من حفظه، ولم يكن معه كتاب.
وتُوُفّي في ربيع الأوّل.
وبقي في القضاء أربعة وسبعين يومًا، وعُزِل لأنّه وَثَبت به الرعية وشتموه. وكان قبله عبد العزيز عبد الله بن زبر، وولي بعده أحمد بن إبراهيم بن حمّاد.
قال المسبَّحي في تاريخه: كان أبو جعفر يحفظ كتب أبيه كلّها بالنُّقَط والشَّكْل كما يحفظ القرآن، وهي أحد وعشرون مُصَنفًا، فلمّا سمع بذلك أهل العلم والأدب جاءوه، فجاءه أحمد بن محمد بن ولاد، وأبو جعفر أحمد بن النَّحّاس، وأبو غانم المظفّر بن أحمد، والنحاة والملوك وأولادهم فأخذوا عنه.
وذكره ابن زولاق فقال: كان مالكيًا شيخًا جادًا أتيناه لنسمع منه فقال: ما معي حديث، لكن معي كُتُب أبي وأنا أحفظها وأقرأها عليكم، وهي أحد وعشرون كتابًا. فكان يحفظها كلّها.
وهي: كتاب "المشكل"، كتاب "معاني القرآن"، كتاب "غريب الحديث"، كتاب "مختلف الحديث"، كتاب "الفقه"، كتاب "المعارف"، كتاب "عيون الأخبار"، كتاب "أعلام النبي -صلى الله عليه وسلم"، كتاب "الرؤية"، كتاب "الأشربة"، كتاب "العرب والمعجم"، كتاب "الأنواء"، كتاب "الميسر"، كتاب "طبقات الشعراء"، كتاب "معاني الشعر",
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 229"، المنتظم "6/ 272"، سير أعلام النبلاء "14/ 565، 566"، البداية والنهاية "11/ 180".(24/73)
"كتاب "إصلاح الغلط"، كتاب "أدب الكاتب" كتاب "الأبنية"، كتاب "النحو"، كتاب "المسائل"، كتاب " القراءات".
وكان يردّ النّقطة. ذَكَر أن أباه حفَّظه إيّاها في اللَّوح.
61 - أحمد بن عبد الله بن نَصْر بن بجير الذهلي1.
أبو العبّاس، والد أبي الطاهر.
ولي قضاء البصرة وواسط؛ وسمع: يعقوب الدَّوْرَقيّ، ومحمود بن خداش.
وعنه: المُعَافَى الجريريّ، والدَّارَقُطْنيّ، والمخلّص، وغيرهم.
وثقه الخطيب.
62 - أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاهمرد2.
الفقيه أبو عَمْرو الصَّيْرَفيّ.
حدَّث بدمشق في هذا العام عن: أبي داود السِّجسْتانيّ، ومحمد بن عُبَيْد الله بن المنادي، وأحمد بن الوليد الفحّام، وعبد الله بن محمد بن شاكر.
وعنه: أحمد بن عتبة، وأبو هاشم المؤدب، ونصر بن أحمد المرجي، والميانجي، وعبد الوهاب الكلابي.
63 - أحمد بن محمد بن إسماعيل بن السوطي3.
بغدادي، ثقة.
64 - أحمد بن محمد بن الجليل، بجيم، بن خالد بن حريث4.
أبو الخير العبقسي البخاري البزاز.
روى كتاب "الأدب" عن مؤلّفه أبي عبد الله البخاريّ في هذا العام ببخارى، فسمعه منه أبو نصر أحمد بن محمد بن حسن بن النَّيَازِكي البخاريّ شيخ القاضي أبي العلاء الواسطي.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 229".
2 تهذيب تاريخ دمشق "1/ 402، 403".
3 تاريخ بغداد "4/ 389".
4 الإكمال لابن ماكولا "3/ 179"، المشتبه في أسماء الرجال "1/ 268".(24/74)
فأمّا: الجليل، فبالجيم. قيده غير واحد آخرهم عليّ بن المفضل الحافظ.
قال ابن ماكولا: روى عن: البخاريّ، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن شَبَّويْه المَرْوزِيّ، وعجيف بن آدم، ومحمد بن الضو الشيباني.
روى عنه: النيازكي، ومحمد بن خالد المطوعي.
65 - أحمد بن محمد بن الحارث.
أبو الحسن القباب.
مصري يفهم هذا الشأن.
روى عن: بحر بن نَصْر الخَوْلانيّ، وطبقته.
وعنه: ابن المقريء، وابن يونس.
أحمد.
هو أبو عليّ الروذباريّ.
يأتي بكنيته في آخر هذه السنة.
66 - أحمد بن محمد بن عيسى المكي1.
أبو بَكْر.
إخباريّ، موثق.
حدَّث ببغداد عن: أبي العيناء، وإبراهيم بن فهد.
وعنه: ابن حَيُّوَيْه، والدَّارَقُطْنيّ.
67 - أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن يزيد2.
أبو طلحة الفزاريّ الوساوسيّ.
سمع: عبد الله بن خبيق الأنطاكيّ، ونَصْر بن عليّ الجهضميّ، وزيد بن أخزم، ومحمد بن الوليد البسري، والربيع بن سليمان، وسعد بن محمد البيروتي.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 64".
2 تاريخ بغداد "5/ 75"، تهذيب تاريخ دمشق "2/ 64".(24/75)
وعنه: أبو بكر الأبهريّ، وأبو الفضل الزهريّ، وأبو سليمان بن زَبْر، والدَّارَقُطْنيّ، وعمر بن شاهين.
وثقه البرقاني.
وتوفي بالمحرَّم في العراق.
68 - أحمد بن معروف بن بِشْر الخشاب1.
أبو الحسن.
سمع: أبا البَخْتَرِيّ عَبْد الله بْن محمد بْن شاكر، وجماعة.
وعنه: أبو عمر بن حَيُّوَيْه، وأبو الحسن بن الْجُنْديّ.
وكان ثقة بغداديًا.
69 - أحمد بن موسى بن إسحاق بن موسى الأنصاريّ2.
بغدادي، يكنى أبا عبد الله.
عن: أبيه، وسهل بن بحر، وأبي يوسف القلوسيّ.
وعنه: ابن شاهين، والمُعافى الجريريّ.
قال الخطيب: ثقة. تقلَّدَ قضاء البصرة. ولد سنة 243 ومات في شعبان سنة 322.
70 - إبراهيم بن أحمد هلال3.
أبو إسحاق الإنباريّ ابن أبي عون.
إخباري علامة، صاحب ابن ربيعة له تصانيف.
انسلخ من الدين وصحب الشلمغانيّ الزنديق وادعى فيه الألهية. ضربت عنقه وأحرق في ذي القعدة منها.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 160".
2 تاريخ بغداد " 5/ 144".
3 معجم الأدباء "1/ 34- 253"، كشف الظنون "609"، معجم المؤلفين "1/ 9، 10".(24/76)
71 - إسحاق بن محمد بن الفضل بن جابر1.
أبو العبّاس الزيات.
سمع: يعقوب الدورقيّ، وسلم بن جنادة.
وعنه: ابن شاهين، والدَّارَقُطْنيّ، والقواس.
"حرف الجيم":
72 - جعفر بن أحمد بن شهزيل.
أبو محمد الأستراباذيّ الفقيه الزاهد.
سمع: عمار بن رجاء، وإسحاق الطلقيّ، ومحمد بن عبد الله بن المقريء، وسعيد بن عبد الرحمن المخزوميّ المكّيّ.
وعنه: عبد الله بن عدي، وجماعة من أهل بلده.
73 - جعفر بن أحمد بن يحيى السراج المصريّ.
ثقة صالح.
روى عَنْ: يونس بْن عَبْد الأعلى، وغيره.
"حرف الحاء":
74 - حسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن ربيعة2.
أبو علي بن الناعس الهمداني الدمشقي المقريء.
سمع: هلال بن العلاء، و"يزيد بْن محمد " بْن عبد الصّمد، ومحمد بْن عبد الله السوسيّ، وجماعة.
روى عنه: أبو سليمان بن زَبْر، وعبد الوهّاب الكِلابيّ.
75 - الحسن بن أحمد بن غطفان3.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 396".
2 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 149".
3 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 153".(24/77)
أبو عليّ الفزاري الدّمشقيّ.
عن: العبّاس بن الوليد البيروتيّ، وأحمد بن الفرج الحمصيّ، وجماعة.
وعنه: ابن زَبْر، وعبد الوهّاب الكِلابيّ.
76 - الحسن بن عليّ بن الحُسين بن الحارث بن مرداس1.
أبو عبد الله التميميّ الهمذانيّ المعروف بابن أبي الحناء.
سمع: محمد بن عُبَيْد الأسدي، والعبّاس بن يزيد البصريّ، وأحمد بن بديل، وعُبَيْد الله بن سعد الزهريّ، ومحمد بْن عليّ بْن الحَسَن بْن شقيق، وأبا زرعة، وطائفة. سواهم.
وعنه: صالح بن أحمد، وأبو عليّ بن بشار، وأبو سعيد خيران، وآخرون.
قال شيرويه: صدوق.
"حرف الخاء":
77 - خير بن عبد الله النساج الزاهد2.
أبو الحسن. بغدادي مشهور، اسمه محمد بن إسماعيل. كانت له حلقة يتكلم فيها.
صحب أبا حمزة محمد بن إبراهيم الصوفيّ، والجنيد. وعمر أكثر من مائة سنة فيما قيل.
حكى عنه: أحمد بن عطاء الروذباريّ، ومحمد بن عبد الله الرازيّ، وغيّرهما.
وقيل: إنه أدرك السريّ السقطيّ وصحبه.
وكان خير أسود، فقيل إنه حج مرة، فلمّا أتي الكوفة أخذه رجل فقال: أنت عبدي وأسمك خير. فلم يكلمه وانقاد معه، فاستعمله سنين في نسج الخز. ثمّ بعد مدة قال: ما أنت
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 78".
2 حلية الأولياء "10/ 307"، تاريخ بغداد "1/ 345"، 347"، المنتظم "6/ 274"، سير أعلام النبلاء "15/ 269، 270".(24/78)
عبدي. وأطلقه وكان اسمه محمد بن إسماعيل، فقيل له: ألا ترجع إلى اسمك؟
فقال: لا أغير اسمًا سماني به رجل مسلم. وقيل: ألقي عليه شبه عبد ذلك الرجل، ثم زال عنه الشبه بعد مدة.
وله كرامات وأحوال.
وكان ممن يحضر سماع القوم. وقد أخبر أنه يموت غدًا المغرب، فكان كذلك.
وقال السلميّ: عاش مائة وعشرين سنة، وتاب في مجلسه إبراهيم الخواص، والشبليّ.
"حرف الزاي":
78 - زيدان بن محمد البرتيّ الكاتب1.
سمع: زياد بن أيوب، وأحمد زاج.
وحدَّث في هذه السنة.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن الثلاج، وأبو الحسن بن الْجُنْدي.
أحاديثه مستقيمة.
"حرف السين":
79 - سعيد بن أحمد بن ذكريا.
أبو محمد القضاعيّ المصريّ.
سمع: جدّه لأمّه زكريّا كاتب العمريّ، والحارث بن مسكين.
وعنه: أبو بكر بن المقرئ.
قال ابن يونس عنه: يعرف وينكر.
80 - سليمان بن حسن بن عليّ بن الجعد2.
أبو الطيب أخو عمر.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 487".
2 تاريخ بغداد "9/ 63".(24/79)
سمع: أحمد بن المقدام العجليّ، وسليمان الأقطع.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن موسى الهاشميّ، وابن شاهين.
أحاديثه مستقيمة. قاله الخطيب.
"حرف الصاد":
81 - صالح بن أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن صالح بْن مسلم العجليّ1.
أبو مسلم الأطرابلسيّ المغربي.
روى عن: أبيه كتابه في "الجرح والتعديل". وهو مصنف جليل في بابه.
رواه عن صالح: عليّ بن أحمد بن زكريّا الهاشميّ.
تُوُفّي في هذا العام.
"حرف العين":
82 - عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الحَجّاج بْن مهاجر.
أبو الليث الرعينيّ.
سمع من يونس عبد الأعلى، وغيره.
وتُوُفّي فِي ربيع الأول.
83 - عبد اللَّه بْن مُحَمَّد بن حنين2.
أبو محمد الأندلسيّ مولى بني أمية.
84 - عبد الرحمن بن إسماعيل بن عليّ بن كردم3.
أبو محمد الرقيّ.
حدَّث عن: عليّ بن سهل الرمليّ، والحسن بن عَرَفَة، وعليّ بن حرب، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة كثيرة.
__________
1 مقدمة تاريخ الثقات للعجلي "33".
2 بغية الملتمس للضبي "330".
3 تاريخ دمشق "22/ 327".(24/80)
وسكن دمشق.
وعنه: أبو محمد بن عدي، وأبو أحمد الحاكم، وابن المقرئ، وأبو أحمد بن الناصح، وعبد الوهّاب الكِلابيّ.
تُوُفّي في شهر جُمَادَى الآخرة.
85 - عُبَيْد الله المهديّ1.
أبو محمد، أول خلفاء الباطنية بني عُبَيْد أصحاب مصر والمغرب وهو دعي كذَّاب أدعى أنه من وَلد الحسن بن عليّ. والمحققون متفقون على أنه ليس بُحسَيْني. وما أحسن ما قال المعز صاحب القاهرة وقد سأله ابن طباطبا العلويّ عن نسبهم، فجذب سيفه من الغمد وقال: هذا نسبي. ونثر على الحاضرين والأمراء الذهب وقال: وهذا حَسَبي.
تُوُفّي عُبَيْد الله في ربيع الأوّل بالمغرب. وقد ذكرنا من أخباره في حوادث هذه السنة، فلا رحم الله فيه مغرز إبرة.
قال أبو حسن القابسيّ صاحب "المخلص" رحمه الله: إنّ الّذين قتلهم عُبَيْد الله وبنوه أربعة آلاف رجل في دار النحر في العذاب، ما بين عابدٍ وعالمٍ ليردهم عن الترضي عن الصحابة فاختاروا الموت. وفي ذلك يقول سهل في قصيدته:
وأحَلَّ دار النحر في أغلاله ... مَن كان ذا تقوى وذا صلوات
ودفن جميعَهم في المُنَسْتِير وحولها. والمُنَسْتِير بلسان الفرنج: المعبد الكبير، وبها قبور كبارهم. وكانت دولة عُبَيْد الله بضعًا وعشرين سنة. ويا حبذا لو كان رافضيا، ولكنه زنديق. وحكى الوزير القفطيّ في سيرة بني عبيد قال: كان أبو عبيد الشّيعيّ أحد الدواهيّ. وذلك أنه جمع مشايخ كتامة وقال: إنّ الإمام كان بسلمية قد نزل عند يهوديّ عطار يُعرف بعبيد، فقام به وكتم أمره. ثم مات عبد الله عن ولدين فأسلمّا وأُّمُّهُما على يد الإمام وتزوج بها، وبقي مستترًا والأخوان في دكان العطر. فولدت للإمام ابنين فعند اجتماعي به سألت: أي الابنين إمامي بعدك؟ فقال: من أتاك منهما فهو إمامك.
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 24"، سير أعلام النبلاء "15/ 41- 151"، البداية والنهاية "11/ 179، 180".(24/81)
فسيرت أخي لإحضارهما، فوجدت أباهما قد مات هو وأحد الولدين ووجد هذا فأتي به. وقد خفت أن يكون هذا أحد ابني عُبَيْد.
فقالوا: وما أنكرت منه؟ قال: إنّ الإمام يعلم الكاينات قبل وقوعها. وهذا قد دخل معه بولدين ونص الأمر في الصغير بعده، ومات بعد عشرين يومًا. ولو كان إماما لعلم بموته.
قالوا: ثمّ ماذا؟ قال: والإمام لا يلبس الحرير ولا الذَّهَب وقد لبِسهما. وليس له أن يطأ إلا ما تحقق أمره، وهذا قد وطئ نساء زيادة الله.
فتشككت كُتَامَة في أمره، وقالوا: ما ترى؟ قال: قبضه ونسير من يكشف لنا عن أولاد الإمام على الحقيقة.
فأجمعوا أمرهم. وخفَّ هارون بن يوسف كبير كُتامة فواجَه المهديّ. وقال: قد شككْنا فيك فَأْتِ بآية. فأجابه بأجوبةٍ قبلها عقلُه، وقال: إنّكم تيقَّنتم واليقين لا يزول بالشك. وإن الطفل لم يمت وإنه أمامك. وإنما الأئمة ينتقلون. وقد انتقل لإصلاح جهة أخرى.
فقال: آمنت. فلبْسك الحرير؟ قال: أنا نائب للمشرع أُحَلِّل لنفسي ما أريد، وكلّ الأموال لي. وزيادة الله كان غاصبًا.
وأمّا أبو عبد الله وأخوه فأخذا يخبّبان عليه فرتب من قتلهما.
ثمّ خرج عليه جماعة من كُتَامة فظفر بهم وقتلهم. وخالف أهل طرابلس، فوجّه ولده القائم فافتتحها عَنْوةً، ثمّ بَرْقَةَ فافتتحها، ثمّ صِقلِّية فأخذها، واستقر مُلكه.
وجهز ولده القائم لأخذ مصر مرتين ويرجع مهزومًا.
وبنى المهدية ونزلها سنة ثمانٍ وثلاثمائة.
وعاش ثلاثا وستين سنة، وخلف ثلاثة عشر ولدًا، منهم ستة بنين، آخرهم موتًا أبو علي أحمد في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
86 - عثمان بن حديد بد حميد الكلابي1.
أبو سعيد الأندلسي الإلبيري.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 303، 304"، جذوة المقتبس للحميدي "305".(24/82)
محدَّث رحّال.
روى عن: العُتْبِيّ الفقيه، ويونس بْن عَبْد الأعلى، ومحمد بْن عَبْد الله بن الحَكَم، وأحمد بْن عَبْد الله بْن صالح العِجْلي نزيل أطرابلس المغرب، ومحمد بن سَحْنُون الإفريقيّ، وبَقِيّ بن مَخْلَد.
وكان فقيهًا عارفًا لرأي مالك.
روى عنه: خالد بن سعْد، وعبد الله بن محمد الباجيّ، وغيّرهما.
تُوُفّي سنة تسع عشرة، ففي وفاته ثلاثة أقوال.
87 - عليّ بن عبد الله بن عبد البَرِّ الفَرَغانيّ التّرْكيّ1.
عن: أبي حاتم الرازيّ.
وعنه: ابن المظفّر، وابن شاهين.
ثقة.
88 - عليّ بن محمد بن حاتم بن دينار2.
أبو الحسن القُرَشيّ الحدّاديّ. وحدّادة: قرية بقرب بسْطام.
سمع: محمد بن عزيز الأيلي، والربيع بن سليمان، ومحمد بن حماد الظّهْرانيّ، وزكريّا بن دُوَيْد الكِنْديّ.
وعنه: أبو بكر الإسماعيليّ في صحيحه، وابن عديّ، وعلي بن عمر الحربيّ، وجماعة.
ومات في رمضان.
89 - عليّ بن محمد بن عيسى.
أبو الحَسَن المراديّ المعروف بابن العَسْراء الخيّاط.
بَصْريّ، نزل مصر وحدَّث عن: محمد بن هشام بن أبي خيرة، وطبقته.
قال ابن يونس: ليس بشيءٍ. لا يجوز لأحد الرواية عنه.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 4".
2 تاريخ جرجان للسهمي "301"، معجم البلدان "2/ 226".(24/83)
90 - عبد الوهّاب بن سعيد بن عثمان1.
أبو الحديد الحمراويّ المصريّ. مولى القُرَشيّين.
قال ابن يونس: وُلِد سنة أربع وخمسين ومائتين، وقال لي: كتبتُ الحديث سنة سبعين. وكان أحد المجودين الثقاة. صالحًا متواضعًا حسن الهَدْي. مات في المحرَّم.
وقال ابن ماكولا: مشهور بالجمع، كثير الكتابة.
روى عن: يحيى بن عثمان بن صالح وغيره.
روى عنه ابن يونس.
حرف الميم:
91 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الثَّلْج2.
أبو بكر الكاتب.
بغداديّ، ثقة.
سمع: عمر بن شبّة، وجماعة.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، ويوسف القوّاس.
92 - محمد بن أحمد بن أبي يوسف3.
أبو بكر المصريّ ابن الخلّال الفقيه.
دَرَسَ وأقرأ، وصنَّف كتابًا في أربعين جزءًا في نصوص قول مالك. أخذ عن محمد بن أصبع، عن أبيه.
93 - محمد بن أحمد بن إبراهيم4.
أبو عبيد الله المادرائي الأطروش.
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "2/ 54".
2 تاريخ بغداد "1/ 279".
3 الديباج المذهب "244"، معجم المؤلفين "9/ 29".
4 تاريخ بغداد "4/ 385".(24/84)
نزيل مصر.
روى عن: الزُّبَيْر بن بكّار، وعُبَيْد الله بن سعد الزُّهْريّ، وعمر بن شبة.
روى عنه: ابنه عثمان، وأبو أحمد بن أبي الطيب المادرائي، وأبو الطيب أحمد بن سليمان الحريري، وعبيد الله بن محمد البزاز.
وكان له تجارة وأملاك. وكان ثقة.
وهم الخطيب فسماه: أحمد بن محمد بن إبراهيم. قاله ابن النجار.
94 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن الفضل1.
أبو جعفر الديبلي، نسبه إلى بلدة من الهند، ثم المكي.
سمع: محمد بن زُنْبُور، وسعيد بن عبد الرحمن المخزوميّ، والحسين بن الحَسَن المَرْوَزِيّ، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وأحمد بن إبراهيم بن فراس، ومحمد بن يحيى بن عمار الدمياطي، وأبو أحمد الحاكم، وخلق كثير من الحجاج.
وكان صدوقا مقبولا.
توفي في جمادى الأولى. وقع لنا حديثه بعلو.
95 - محمد بن إسماعيل بن أحمد بن أسيد بن عاصم الثقفي.
أبو مسلم الإصبهاني.
سمع: أسيد بن عاصم، وأخاه محمد بن عاصم.
وعنه: أبو الشيخ، وغيره.
96 - محمد بن الحسن بن المهلب.
أبو صالح المديني.
أكثر عن أحمد بن الفُرات، وحمل عنه تصنيفه.
وعنه: أبو الشيخ، وأبو بكر بن المقرئ.
__________
1 الأنساب لابن السمعاني "5/ 393"، سير أعلام النبلاء "15/ 9، 10"، شذرات الذهب "2/ 295".(24/85)
97 - محمد بن زكريا بن محمد بن جعفر اللخمي1.
أبو عبد الله القرطبي.
سمع: محمد بن وضاح.
ورحل مع قاسم بن أصبع، وابن أيمن, فسمع: محمد بن إسماعيل الصائغ، وأحمد بن أبي خيثمة، وإسماعيل القاضي، وطبقتهم.
وكان ثقة زاهدًا، صاحب ليل وعبادة.
سمع النّاس منه "تاريخ ابن أبي خَيْثَمة".
روى عنه: أبو محمد الباجيّ، وغيره.
98 - محمد بن سليمان بن محمد2.
أبو جعفر الباهليّ النُعمانيّ. من بلد النعمانية، وهي بين بغداد وواسط.
سمع: أحمد بن بديل، ومحمد بن عبد الله المخرميّ الحافظ، وجماعة.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ ووثقه.
تُوُفّي فِي ذي الحجّة.
99 - مُحَمَّد بن عَبْد الله بن غيلان3.
أبو بكر السُّوسيّ الخزّاز؛ من ثقات البغداديّين ومُسنديهم.
سمع: سوار بن عبد الله القاضي، وأحمد بن منيع، والحسن بن الصّبّاح البزّاز.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وأبو بكر بن شاذان، وابن شاهين، وعدة.
100 - محمد بن عبد الرحمن بن زياد4.
أبو جعفر الأرزناني الحافظ.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي "2/ 43".
2 تاريخ بغداد "5/ 302".
3 تاريخ بغداد "5/ 445".
4 أخبار أصبهان "2/ 629"، الأنساب "1/ 182"، سير أعلام النبلاء "15/ 270، 271".(24/86)
سمع بالشّام والعراق وإصبهان.
سمع: إسماعيل بن عبد الله سمُّوَيْه، ومحمد بن غالب تمتام، وعليّ بن عبد العزيز، وطبقتهم.
وعنه: أبو الشيخ، وأبو أحمد الحاكم، وأحمد بن يوسف الخشاب، وأبو بكر أحمد بن مهران المقرئ.
قال أبو عبد الله الحاكم: سمعت محمد بن العبّاس الشهيد يقول: ما قدِم علينا مثل: أبي جعفر الأرزناني زهدًا وورعًا وحفظًا وإتقانًا.
وقال أبو نعيم: تُوُفّي سنة اثنتين وعشرين.
101 - محمد بن عليّ1.
أبو جعفر بن أبي العزاقر الشَّلمغانيّ الزِّنْديق.
أحدَثَ مذهبًا في الرفض ببغداد، ثمّ قال بالَتناسخ وحلول الألُوهيّة، ومخرق على الناس فضل به جماعة، وأظهر أمره أبو القاسم الحسين بن روح الذي تسميه الرافضة: الباب، تعني به أحد الأبواب إلى صاحب الزمان. فطلب الشلمغاني فاختفى وهرب إلى الموصل فأقام سنين، ثمّ رد إلى بغداد. وظهر عنه أنه يدعى الربوبية.
وقيل: إنّ الوزير الحُسين بن القاسم بن عُبَيْد الله بن وهب وزير المقتدر، وابني بسطام، وإبراهيم بن أحمد بن أبي عون، وغيرهم اتبعوه، وطلبوا فتغيبوا، وذلك في أيام وزارة ابن مقلة للمقتدر. فلمّا كان في شوّال سنة اثنتين وعشرين ظهر الشَّلْمغانيّ فقَبض عليه ابن مقلة وسجنه وكبس داره فوجد فيها رقعا وكتبًا مما يدعي عليه وفيها يخاطبونه بما لا يُخاطب به البَشَر. وعُرضَت على الشَّلْمغانيّ، فأقر أنها خطوطهم، وأنكر مذهبَه، وتبرَّأ مما يقال فيه.
وأصرَّ على الإنكار بعض أتباعه. ومد ابن عبدوس يَدَه فصفَعَه. وأما ابنُ أبي عون فَمَدَّ يده إلى لحيته ورأسه وارتعدت يده وقبّل لحية الشَّلْمغانيّ ورأٍسه وقال: إلهي وسيدي ورازقي.
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 290- 294"، سير أعلام النبلاء "14/ 566- 569"، الوافي بالوفيات "4/ 107، 108".(24/87)
فقال له الخليفة الرّاضي بالله، وكان ذلك بحضرته: قد زعمت أنك لا تدعي الإلهيّة، فما هذا؟ قال: وما عليّ من قول ابن أبي عون، والله يعلم أنني ما قلت له إنني إله قط.
فقال ابن عبدوس: إنه لم يدَّع إلهية قطّ، إنما أدّعى أنّه الباب إلى الإمام المنتظر.
ثمّ أُحضروا مرات ومعهم الفُقهاء والقُضاة. وفي الآخر أفتى العلمّاء بإباحة دمه، فأُحرق بالنّار في ذي القعدة من السنة. وضُرِبَ ابن أبي عون بالسّياط، ثمّ ضُرِبت عُنقه، ثمّ أحرق.
ولابن أبي عون المعثر تصانيف مليحه منها: " التّشبيهات"، والأجوبة المُسكِتَة، وكان من أعيان الكُتّاب.
وشَلْمَغَان: قرية بنواحي واسط.
102 - محمد بن عليّ بن جعفر1.
أبو بكر الكتّانيّ الصُّوفيّ.
من كبار الشيوخ البغداديين.
حكى عن: أبي سعيد الخراز، وإبراهيم الخواص.
حكى عنه: الخلدي، ومحمد بن أحمد النجاد، ومحمد بن علي التكريتي، وجماعة.
وجاور بمكة وبها توفي في هذا العام.
قال محمد بن عبد الله بن شاذان: يقال: إن الكتاني ختم في الطواف اثنى عشر ألف خاتمة.
وقال أبو القاسم البصري: سمعت الكتّانيّ يقول: مَن يدخل في هذه المفازة يحتاج إلى أربعة أشياء: حالًا يحميه، وعلمًا يسوسه، وورعًا يحجزه، وذكرًا يؤنسه.
__________
1 حلية الأولياء "10/ 357، 358"، تاريخ بغداد "3/ 74، 76"، سير أعلام النبلاء "14/ 533- 535".(24/88)
وقال: من حكم المريد أن يكون نومه غَلَبه، وأكله فاقة، وكلامه ضرورة.
وقيل: إنه توفي سنة ثمان وعشرين.
103 - محمد بن عمر بن حمّاد1.
أبو جعفر العُقَيْليّ الحافظ.
له مصنَّف جليل في الضعفاء. وعداده في الحجازيين.
قال مسَلَمَة بن القاسم: كان العُقيليّ جليل القدر، عظيم الخطر، ما رأيتُ مثله. وكان كثير التصنيف. فكان من أتاه من المحدثين قال: اقرأ من كتابك. ولا يُخْرج أصله. فتكلّمنا في ذلك وقلنا: إمّا أن يكون من أحفظ النّاس، وأمّا أن يكون من أكذب النّاس. فاجتمعنا واتّفقنا على أن نكتب له أحاديث من أحاديثه ونزيد فيها وننقص لنمتحنه. وأتيناه بها، فقال لي: اقرأ. فقرأتها عليه فلمّا أتيتُ بالزّيادة والنَّقْص فطِن لذلك، فأخذ مني الكتاب وأخذ القلم فأصلحها من حفظه وألحق النقصان وصححها كما كانت. فانصرفنا من عِنده وقد طابت أنفسنا وعلمنا أنه من أحفظ النّاس.
قلت: وقال أبو الحسن بن القطان: أبو جعفر مكي الثقة، جليل القدر، عالم بالحديث، مقدم في الحفظ. تُوُفّي سنة 322. سمع: جدّه يزيد بن محمد بن حمّاد العُقيليّ، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، وإسحاق بن إبراهيم الدَّبَريّ، وعَليُّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وَمحمد بن إسماعيل التِّرْمِذيّ، ومحمد بن موسى البلْخيّ صاحب عُبَيْد الله بن موسى، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وجماعة.
وعنه: يوسف بن أحمد بن الدخيل المصريّ، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو الحسن محمد بن نافع الخزاعي، وآخرون.
وكان مقيمًا بالحجاز.
تُوُفّي بمكة في شهر ربيع الأول.
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 236"، 239، تذكرة الحفاظ "3/ 833، 834"، الوافي بالوفيات "4/ 291".(24/89)
104 - مسرة المتوكلي1.
أبو شاكر الخادم.
روى عن: الحسن بن عَرَفَة، وأبي زرعة، وغيّرهما.
وعنه: عبد الواحد بن أبي هاشم، وأبو بكر بن شاذان، والمُعَافَى النَّهروانيّ.
قال الخطيب: كان غير ثقة، وضع على أبي زُرْعة.
105 - موسى بن إبراهيم بن شاهك2.
أبو عِمران. بغدادي سكن بلخ.
وحدث عن: العطارديّ، والحسن بن عَرَفة.
روى عنه: إبراهيم بن أحمد المستملي البلخي وقال: مات في المحرَّم.
حرف الهاء:
106 - الهذيل بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الهذيل3.
أبو زفر الضَّبّيّ.
تُوُفّي في شعبان. وسكن قرية جيران من أصبهان.
سمع: أحمد بن يونس الضَّبّيّ.
وعنه: أبو الشيخ، وعبد الله بن محمد بن الحجاج، وابن المقرئ.
حرف الياء:
107 - يعقوب بن إبراهيم4.
أبو بكر البغداديّ البزاز. عرف بالجراب، بفتح الجيم وتخفيف الراء.
سمع: عليّ بن مسلم الطوسيّ، والحسن بن عَرَفة، ورزق الله بن موسى.
__________
1 تاريخ بغداد "13/ 271"، ميزان الاعتدال "4/ 96"، لسان الميزان "6/ 20".
2 تاريخ بغداد "13/ 38".
3 أخبار أصبهان "2/ 339".
4 تاريخ بغداد "14/ 263".(24/90)
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وعلي بن محمد الحلبي، وجماعة.
وثقه الدَّارَقُطْنيّ.
"الكنى":
108 - أبو ذهل بن أبي العبّاس بن محمد بن عصم بن بلال بن عصم الضَّبّيّ العصميّ.
واسمه العبّاس بن أحمد بن محمد.
وهو والد الحافظ محمد بن أبي ذهل.
109 - أبو عليّ الروذباريّ1.
شيخ الصُّوفيّة.
قيل: اسمه أحمد بن محمد بن القاسم بن منصور البغداديّ.
وقيل: اسمه حسن بن هارون.
وهو خال أحمد بن عطاء الروذباري.
أخذ عنه: ابن أخته، ومحمد بن عبد الله بن شاذان الرازيّ، وأحمد بن عليّ الوجيهيّ، ومعروف الزنجانيّ، وآخرون.
ورّخ وفاته أبو سعيد النّقّاش.
وقد سكن مصر، وصار شيخها.
صحب أبا القاسم الجنيد، وأبا الحُسين النوريّ، وأبا حمزة، وطبقتهم من البغداديّين.
وصحب بالشّام أبا عبد الله بن الجلاء.
وكان فقيهًا عالمًا محدثًا.
روى عن: مسعود الرمليّ، وغيره.
__________
1 حلية الأولياء "10/ 356، 357"، صفة الصفوة "2/ 454، 455"، سير أعلام النبلاء "14/ 535"، 536"، البداية والنهاية "11/ 180، 181"، النجوم الزاهرة "3/ 246".(24/91)
وسئل عمن يسمع الملاهي ويقول: هي لي حلال لأني قد وصلت إلى درجة لا يؤثر فيَّ اختلاف الأحوال، فقال: نعم، قد وصل لعمري، ولكن إلى سقر.
وقال: أنفع اليقين ما عظم الحق في عينك، وصغر ما دونه عندك، وأثبت الرجاء والخوف في قلبك.
وقال أبو عليّ الكاتب: ما رأيتُ أحدًا أجمع لعلم الشريعة والحقيقة من أبي علي الروذباري.
وقال أحمد بن عطاء: كان خالي يتفقه بالحديث، ويفتي بالمقاطيع.
وعن أبي عليّ قال: أستاذي في التصوف الْجُنَيْد، وأستاذيّ في الحديث إبراهيم الحربيّ، وأستاذيّ في الفقه أبو العبّاس بن سريج، وأستاذيّ في الأدب ثعلب.
وعن الجعابيّ قال: رحلت إلى عَبْدان فأتيت مسجده فوجدت شيخًا فكلمته، فذاكرنيّ بأكثر من مائتي حديث في الأبواب. وكنت قد سلبت في الطريق فأعطانيّ الّذي عليه. فلمّا دخل عَبْدان اعتنقه وبش به، فقلت لهم: من هذا؟ قالوا: أبو عليّ الروذباريّ.
ثمّ كلمته بعد فرايته حافظًا. رحمه الله ورضي عنه.
110 - أبو نعيم بن عديّ.
هو عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجانيّ.
تُوُفّي سنة اثنتين في قول عليّ بن محمد بن شعيب الأستراباذيّ.
وقال غيره سنة ثلاث كما يأتي.
وفيات سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة:
حرف الألف:
111 - أحمد بن عيسى بن السكين1.
أبو العباس الشيباني البلدي.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 280".(24/92)
حدث ببغداد عن: سليمان بن سيف، وهاشم بن قاسم الحرانيين.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وعمر بن شاهين، ويوسف بن مسرور القواس، ومحمد بن إبراهيم بن حمدان العاقوليّ.
قال الخطيب: خرج إلى واسط في حاجة، فمات بها. وكان ثقة رَحِمَهُ اللَّه تعالى.
112 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمرو1.
أبو بِشْر الكندي المصعبيّ المَرْوَزِيّ.
حدَّث ببغداد عن: محمود بن آدم، وغيره.
وعنه: أبو الفتح الأزديّ، وابن المظفّر.
قال الدَّارَقُطْنيّ: كان حافظًا عذب اللسان مجردًا في السنة والرد على المبتدعة، لكنه كان يضع الأحاديث.
وقال ابن حبان: هو أحمد بن محمد بن مصعب بن بِشْر بن فضالة، كان ممن يضع المتون ويقلب الأسانيد، لعله قد قلب على الثقات أكثر من عشرة آلاف حديث كتبت أنا منها أكثر من ثلاثة آلاف حديث مما لم أشك أنه قلبها. ثمّ في آخر عمره جعل يدعي شيوخًا لم يرهم، لأني سألته قلت: أقدم من كتبت عنه بمرو من؟ قال: أحمد بن سيار.
ثمّ لمّا امتحن بتلك المحنة وحمل إلى بخارى حدَّث عن عليّ بن خشرم. فأرسلت أنكر عليه، فكتب يعتذر إليَّ.
سرد له ابن حبان عدة أحاديث، وقال: على أنه كان من أصلب أهل زمانه في السنة، وأنصرهم لها، وأذبهم لحريمها، وأقمعهم لمن خالفها. فنسأل الله الستر.
تُوُفّي في ذي القعدة.
113 - أحمد بن نصر بن طالب2.
__________
1 المجروحين لابن حبان "1/ 156 - 163"، الكامل لابن عدي "1/ 209، 210"، ميزان الاعتدال "1/ 49"، لسان الميزان "1/ 290".
2 تاريخ بغداد "5/ 182، 183"، سير أعلام النبلاء "15/ 68"، الوافي بالوفيات "8/ 212".(24/93)
أبو طالب البغداديّ الحافظ.
سمع: عباس بن محمد الدوريّ، ويحيى بن عثمانٍ بن صالح المصريّ، وإسحاق الدبريّ، وإبراهيم بن برة، وهذه الطبقة.
وعنه: أبو عمر بن حَيَّوَيْهِ، وابن المظفّر، والدَّارَقُطْنيّ.
وكان الدَّارَقُطْنيّ يقول: أبو طالب الحافظ أستاذيّ.
قلت: تُوُفّي في رمضان. وآخر من حدَّث عنه المخلّص.
وقال الخطيب: كان ثقة ثبتًا. روى عنه عبد الله بن زيدان البجليّ وهو أكبر منه.
قلت: كان حافظ بغداد في زمانه.
114 - إبراهيم بْن حماد بْن إِسْحَاق بْن إسماعيل بن حماد بن يزيد1.
أبو إسحاق الأزديّ العابد.
سمع: عليّ بن مسلم الطوسيّ، والحسن بن عَرَفَة، وعلي بن حرب.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، والمخلّص، وأبو حفص بن شاهين.
قال الدَّارَقُطْنيّ: ثقة، جبل.
وقال أبو حسن الجراحي: ما جئته إلا وجدته يقرأ أو يصلي.
وقال أبو بكر النَّيْسابوريّ: ما رأيت أعبد منه.
قلت: قد ولي ولده هارون بن إبراهيم قضاء الديار المصرية في حياة أبيه بعد أبي عُبَيْد بن حربويه، واستناب على الإقليم أخاه أبا عثمان. ثمّ عُزِل هارون سنة ست عشرة.
تُوُفّي إبراهيم في سادس صفر عن نيّفٍ وثمانٍين سنة.
115 - إبراهيم بن محمد بن عَرَفَة بن سليمان العتكّيّ الواسطي2.
أبو عبد الله نفطويه النحوي.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 61، 62"، المنتظم "6/ 278"، سير أعلام النبلاء "15/ 35، 36".
2 تاريخ بغداد "6/ 159، 161"، المنتظم "6/ 277، 278"، سير أعلام النبلاء "15/ 75- 77"، ميزان الاعتدال "1/ 64".(24/94)
قيل: إنه من ولد المهلَّب بن أبي صُفرة.
سكن بغداد، وصنَّف التصانيف.
قال الخطيب: إبراهيم بن محمد بن عَرَفَة بن سليمان بن المغيرة بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي العتكي.
روى عن إسحاق بن وهب العلاف، ومحمد بن عبد الملك الدّقيقيّ، وشعيب بن أيوب، وأحمد بن عبد الجبار العطارديّ، وطبقتهم.
روى عنه: المُعَافَى الجريريّ، وأبو بكر بن شاذان، وأبن حَيُّوَيْه، وأبو بكر ابن المقرئ، وغيرهم.
مولده سنة أربعٍ وأربعين، وكان متفننًا في العلوم. ينكر الاشتقاق ويحيله. وكان يحفظ نقائض جرير والفرزدق، وشعر ذي الرمة.
وأخذ العربية عن: ثعلب، والمبرد، ومحمد بن الجهم. وخلط نحو الكوفيّين بنحو البصريين.
وتفقه على مذهب، "أهل الظاهر"، ورأس فيه. وكان دينًا، ذا سنةٍ، ومروءة، وفتوة، وكيسٍ، وحسن خلق.
صنف: "غريب القرآن"، و "المقنع في النحو"، و "كتاب البارع " وغير ذلك. وله شعر رائق.
تُوُفّي قبل الّذي قبله بيوم واحد في صفر، كلاهما ببغداد.
وله "تاريخ الخلفاء" في مجلدتين.
116 - إبراهيم بن محمد بن القاسم بن هلال القيسي الأندلسيّ1.
بها. تُوُفّي في هذه السنة أو في سنة ثمانٍ وعشرين.
من أهل قُرْطُبة. متعبد، فاضل، عالم.
سمع من: الخشنيّ، ومحمد بن وضّاح، ومن عمه إبراهيم بن القاسم.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 11"، جذوة المقتبس "150".(24/95)
117 - أسامة بن عليّ بن سعيد بن بشير.
أبو رافع الرازي.
ولد بسامراء، سنة خمسين ومائتين. وقدمت به أمّه على والده عليك الرازي فأسمعه الكثير، وعنى به. وكان حسن الحديث ثبتًا.
تُوُفّي بمصر في ذي الحجّة. قاله ابن يونس.
قلت: سمع مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، وطبقته.
وعنه: أبو بكر بن المقرئ.
118 - إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مِهْرَانَ1.
أَبُو عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ.
وُلِدَ سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَسَمِعَ: الْحَسَنَ بْنَ عَرَفَةَ، وَالزُّبَيْرَ بْنَ بَكَّارٍ، وَعَلِيَّ بْنَ حَرْبٍ، وَطَائِفَةً.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ محمد، وَالدَّارَقُطْنِيُّ، وَالْمخلّصُ، وَعِيسَى بْنُ الْوَزِيرِ.
وَوَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ.
مَاتَ فِي الْمُحَرَّمِ رَاجِعًا مِنَ الْحَجِّ.
قَرَأْتُ عَلَى الأَبَرْقُوهِيِّ: أَنَا الْفَتْحُ، أَنَا هِبَةُ اللَّهِ، أَنَا ابْنُ النَّقُّورِ، ثَنَا عِيسَى، أَنَا إِسْمَاعِيلُ الْوَرَّاقُ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ: حَدَّثَنِي الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ محمد عن عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أعمار أمتّي ما بين السّتّين إِلَى السّبعين وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ" 2.
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ عالٍ.
119 - إسماعيل بن يونس البغدادي الشيعي3.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 300"، المنتظم "6/ 378"، سير أعلام النبلاء "15/ 74".
2 [حديث صحيح] : أخرجه الترمذي "2331"، وابن ماجه "4236"، وابن حبان في صحيحه "2980"، وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة "757".
3 تاريخ بغداد "6/ 299".(24/96)
عَنْ: إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَعَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ الْفَلَّاسِ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: ابْنُ الثَّلَّاجِ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ.
"حرف الباء":
120 - بندار بن إبراهيم بن عيسى.
أبو محمد الأستراباذيّ، قاضي أستراباذ.
ثقة، خيّر.
سمع: عمار بن رجاء، وحامد بن سهل الثَّغْريّ، والحارث بن أبي أسامة.
وعنه: أحمد بن محمد بن بُنْدار، وعبد الله بن عَدِيّ.
"حرف الجيم":
121 - جعفر بن عبد الجبّار.
ويقال: ابن عبد الرزاق القراطيسيّ.
روى عن: أبي زُرْعة الدّمشقيّ، وجماعة.
وعنه: أبو هاشم بن عبد الجبّار، وعبد الوهّاب الكِلابيّ.
"حرف الحاء":
122 - الحسن بن سعيد1.
أبو القاسم البغداديّ الورّاق، ابن الهرش.
سمع: محمد بن عبد الملك بن زَنْجَوَيْه، وإسحاق بن إبراهيم البَغَويّ لؤلؤ، وإبراهيم بن هانئ.
وعنه: عمر بن شاهين، والدَّارَقُطْنيّ، وابن الثّلّاج.
وثقه الخطيب.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 326".(24/97)
123 - الحسن بن صالح البَهْنَسيّ.
في رجب.
سمع: يونس بْن عَبْد الأعلى، وبحر بن نصر بن سابق، وجماعة.
وتُوُفّي بالبَهْنَسا.
124 - الحسن بن عليّ بن سواده الفَهْميّ.
مولاهم المصريّ.
فِي رمضان.
سمع: ابن يونس.
125 - الحسن بن يوسف بن يعقوب1.
أبو سعيد الطَّرْميسيّ العلويّ. مولى الحُسين بن عليّ بن أبي طالب.
روى عن: هشام بن عَمَّار، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عبد الغفار بن ذكوان، ومحمد بن مسلم ابن السمط، وعبد الوهّاب الكِلابيّ.
وطَرْمِيس: من قرى دمشق.
تُوُفّي سنة 323.
حرف الدال:
126 - داود بن نَصْر بن سُهيل.
أبو سليمان البَزْدَويّ. أحد علمّاء مدينة نَسْف.
سمع: عيسى بن أحمد العسقلانيّ، وأحمد بن مَحْمَوَيْه، ومكتوم بن أحمد، والتِّرْمِذيّ.
روى عنه للمستغفريّ: أحمد بن عبد العزيز، ومحمد بن الفضل النسفيان.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "3/ 284".(24/98)
حرف العين:
127 - العبّاس بن الفضل بن العبّاس1.
أبو الفضل الدينوري بن فَضْلَوَيْه.
سكن الشّام، وحدَّث عن: أبي زُرْعة الدّمشقيّ، ووريزة بن محمد، والقاسم بن موسى الأشيب.
وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأبو هاشم المؤدب، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وآخرون.
وتُوُفّي في آخر السنة.
128 - عبد الله بن محمد بن سعيد2.
أبو محمد المقرئ بن الجمال.
بغدادي، سمع: يعقوب الدورقيّ، وعمر بن شَبَّة، وجماعة.
وعنه: الجعابي، والدَّارَقُطْنيّ ووثقه، وابن شاهين.
129 - عَبْد الملك بْن سلمان الوراق.
روى عَنْ: شعيب الصريفني.
وعنه: أَبُو بَكْر الوراق، والدارقطني، وابن شاهين.
وثقه الخطيب وأرخه.
130 - عبد الملك بن محمد بن عدي3.
أبو نعيم الجرجاني الأستراباذي الْفَقِيهُ الْحَافِظُ الرَّحَّالُ.
سَمِعَ: عُمَرَ بْنَ شَبَّةَ، وَعَلِيَّ بْنَ حَرْبٍ، وَالرَّمَادِيَّ، وَيَزِيدَ بْنَ عَبْدِ الصَّمَدِ، وَسُلَيْمَانَ بْنَ سَيْفٍ, وَالرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ، وعمار بن رجاء، ومحمد بن عيسى
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "7/ 255".
2 تاريخ بغداد "10/ 120".
3 تاريخ بغداد "10/ 428، 429"، المنتظم "6/ 245"، سير أعلام النبلاء "14/ 541، 547". النجوم الزاهرة "3/ 251".(24/99)
الدَّامَغَانِيَّ، وَمحمد بْنَ عَوْفٍ، وَأَبَا زُرْعَةَ الرَّازِيَّ، وَأَبَا حَاتِمٍ، وَطَبَقَتَهُمْ بِالْعِرَاقِ، وَمِصْرَ، وَالشَّامِ، وَالْجَزِيرَةِ، وَالْحِجَازِ، وَخُرَاسَانَ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ صَاعِدٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، وَأَبُو محمد الْمَخْلَدِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ المزكي، وأبو بكر الجوزقي، وأبو سعد عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ محمد الإِدْرِيسِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ الْحَاكِمُ: كَانَ مِنْ أَئِمَةِ الْمُسْلِمِينَ. وَرَدَ نَيْسَابُورَ وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى بُخَارَى فَرَوَى عَنْهُ الحافظ.
وسمعت الأستاذ أبا وليد حسان بن محمد يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ فِي عَصْرِنَا مِنَ الْفُقَهَاءِ أَحْفَظُ لِلْفِقْهِيَّاتِ وَأَقَاوِيلَ الصَّحَابَةِ بِخُرَاسَانَ مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ الْجُرْجَانِيِّ، وَلَا بِالْعِرَاقِ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيِّ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَافِظَ يَقُولُ: كَانَ أَبُو نُعَيْمٍ الْجُرْجَانِيُّ أَحَدَ الْأَئِمَةِ، مَا رَأَيْتُ بِخُرَاسَانَ بَعْدَ ابْنِ خُزَيْمَةَ مِثْلَهُ أَوْ أَفْضَلَ مِنْهُ. كَانَ يَحْفَظُ الْمَوْقُوفَاتِ وَالْمَرَاسِيلَ كَمَا نَحْفَظُ نَحْنُ الْمَسَانِيدَ.
وَقَالَ أَبُو سَعْدٍ الإِدْرِيسِيُّ: مَا أَعْلَمُ نَشَأَ بِأُسْتَرَابَاذَ مِثْلُهُ فِي حِفْظِهِ وَعِلْمِهِ.
وَقَالَ الْخَطِيبُ: كَانَ أَحَدَ الْأَئِمَةِ، وَمِنَ الْحُفَّاظِ لِشَرَائِعِ الدِّينِ مَعَ صدقٍ وَتَيَقُّظٍ وَوَرَعٍ.
وَقَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: كَانَ مُقَدَّمًا فِي الْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ. وَكَانَتِ الرِّحْلَةُ إليه. وُلِدَ سنة اثْنتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَسَاكِرَ، عَنِ الْمُؤَيَّدِ الطُّوسِيِّ: أَنَا أَحْمَدُ بْنُ سهل المساجدي، أنا يعقوب بن أحمد الْفَقِيهِ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَخْلَدِيُّ، أَنْبَأَ أَبُو نُعَيْمِ بْنُ عَدِيٍّ: ثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: "أُمِرَ بِلَالٌ أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ وَيُوتِرَ الْإِقَامَةَ"1.
تُوُفِّيَ في آخر السنة. ورخه الحاكم سنة اثنتين وعشرين.
__________
1 [حديث صحيح] : أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ "605"، وَمُسْلِمٌ "378"، وَأَبُو داود "508"، وَالتِّرْمِذِيُّ "193"، وَالنَّسَائِيُّ "627"، وأحمد في المسند "2/ 85، 87"، والدارمي "1194"، وابن خزيمة في صحيحه "374 - 376"، وابن حبان في صحيحه "1675"، والحاكم في المستدرك "1/ 198".(24/100)
131 - عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد السكريّ1.
أبو محمد.
بغدادي، ثقة.
سمع: زكريا المنقريّ، وعبد الله بن مسلم بن قُتَيْبة.
وعنه: ابن حيويه، والدارقطني، وأبو بكر بن شاذان، والمخلص.
132 - عُبَيْد الله بن عبد الصّمد بن المهديّ بالله2.
أبو عبد الله العبّاسي، حفيد الخلفاء.
حدَّث عن: إسحاق بن سنين الختليّ، وسيار بن نَصْر الحلبيّ، وأحمد بن خُلَيْد الحلبيّ، وبكر بن سهل الدمياطيّ، ونحوهم.
وكان ثقة فقيهًا شافعيًا ببغداد.
روى عَنْهُ: عبد العزيز الخِرقيّ، والدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وجماعة.
تُوُفّي في رمضان. أخبرنا ابن الظافريّ وطائفة، عن ابن اللتي، عن أبي الوقت، عن أبي عاصم الفضيليّ، عن عبد الرحمن بن أبي شريح، عنه بأحاديث.
133 - عثمانٍ بن أحمد بن الخصيب3.
أبو عمرو البغداديّ.
عن: حنبل بن إسحاق، وابن أبي العوام، وجماعة.
وعنه: أبو الفتح الأزديّ، ومحمد بن جعفر بن النجار، وابن الثّلّاج.
134 - عثمانٍ بن أحمد بن عثمان.
أبو عَمْرو المصريّ الدّبّاغ.
سمع من: عُبَيْد الله بن سعيد بن عُفيْر، وطبقته.
فال ابن يونس: مات في صَفَر. كتبتُ عنه، وكان ثقة ثبتًا.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 351".
2 تاريخ بغداد "10/ 351".
3 تاريخ بغداد "11/ 301".(24/101)
135 - عليّ بن الحسن بن قَحْطَبة البغداديّ الصَّيْقل1.
روى عن: محمود بن خداش، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، ومجاهد بن موسى.
وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، ويوسف القواس، وعبد الله بن عثمان الصفار.
ثقة.
136 - علي بن الحسن بن سلام الشرغي.
وشرغ: قرية ببخارى.
سمع من: عبد الصمد بن الفضل البلخي، وسهل بن خلف، وسهل بن المتوكل البخاري، وعلي بن العزيز البغوي.
ورحل إلى مصر وغيرها.
وعنه: محمد بن نصر بن خلف، وغيره.
137 - علي بن الفضل البلخي الحافظ2.
رحال جواد ثبت.
روى عن: أحمد بن سيّار المَرْوَزِيّ، وأبي حاتم، وأبي قِلابة الرقّاشيّ، وطبقتهم.
روى عنه: ابن المظفر، والدارقطني، وابن شاهين.
مات ببغداد.
138 - عليّ بن محمد بن عمر3.
أبو القاسم بن الشَّرِيحيّ البزاز.
بغداديّ.
روى عن: عليّ بن حرب، وحميد بن الربيع، وعمر بن شبة.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 382".
2 تاريخ بغداد "12/ 47، 48"، المنتظم "6/ 280"، سير أعلام النبلاء "15/ 69، 70"، البداية والنهاية "11/ 183".
3 تاريخ بغداد "12/ 68".(24/102)
وعنه: ابن شاهين، والدارقطني، وجماعة.
139 - علي بن محمد بن هارون1.
أبو الحسن الحميري، الكوفي الفقيه.
حدث ببغداد عن: أبي كُرَيْب، وأبي سعيد الأشجّ، وهارون بن إسحاق.
روى عنه: أبو بكر الوراق وأثنى عليه، ومحمد بن أحمد بن حماد الحافظ وقال: كان يحفظ عامّة حديثه، وكان ثقة. سمعته يقول: ولدت سنة إحدى وثلاثين ومائتين. وتُوُفّي سنة ثلاث وعشرين.
وقيل: هو آخر من روى عن أبي كُرَيِب، وآخر من حدَّث عنه محمد بن عبد الله الْجُعْفيّ الهَرَوانيّ.
وولي قضاء الكوفة.
وقع لنا جزء من حديثه.
وعنه أيضًا محمد بن محمد الكِنْديّ الطّحّان.
140 - عمر بن الحسن بن عليّ بن الْجَعْد الجوهريّ البغداديّ2.
أبو عاصم.
روى عن: أبي الأشعث، وزيد بن أخرمَ، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن شاذان، وابن شاهين.
وثقه الخطيب.
حرف القاف:
141 - القاسم بن إسماعيل بن محمد بن أبان3.
أبو عُبَيْد المَحَامليّ، أخو القاضي أبي عبد الله المحاملي.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 68".
2 تاريخ بغداد "11/ 226".
3 تاريخ بغداد "12/ 447، 448"، سير أعلام النبلاء "15/ 263"، شذرات الذهب "2/ 300".(24/103)
سمع: الفلّاس، ومحمد بن المثنى، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، وطبقتهم.
وعنه: ابن المظفر، والدارقطني، وعيسى بن الجراح، وطائفة.
وكان ثقة.
142 - القاسم بن إبراهيم الملطي1.
حدث ببغداد عن: لُوَيْن.
روى عنه: عليّ بن لؤلؤ، وعلي الحربيّ.
قال الخطيب: كان كذابًا أفاكًا. ثمّ ورَّخ وفاته.
حرف الميم:
143 - محمد بن أحمد بن أسد2.
أبو بكر الحافظ، ويُعرف بابن البُسْتَنْبان، ويُلَقَّب كزاز.
سمع: الزُّبَيْر بن بكّار، وعيسى بن أبي حرب، وجماعة.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، والمُعافَى الْجَريريّ.
وثّقه الخطيب. وعاش اثنتين وثمانٍين سنة.
144 - محمد بن أحمد بن عُمارة3.
أبو الحسن الدّمشقيّ العطّار.
وُلد سنة سبعٍ وعشرين ومائتين.
وسمع: أبا هاشم الرفاعيّ، والمسيب بن واضح، وعَبْده بن عبد الرحيم المَرْوَزِيّ، وزياد بن أيّوب.
وعنه: محمد بن موسى السمسار، وأبو بكر المقرئ، وابن زَبْر وقال: تُوُفّي في رمضان، وأبو عليّ بن مُهَنّا، وعبد الوهّاب الكلابي.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 446"، ميزان الاعتدال "3/ 367، 368"، لسان الميزان "4/ 456، 457".
2 تاريخ بغداد "1/ 279، 280"، البداية والنهاية "11/ 183".
3 تاريخ دمشق "36/ 346".(24/104)
145 - محمد إبراهيم بن عَبْدَوَيْه بن سَدُوس1.
أبو عبد الله الهُذَليّ العَبْديّ النَّيْسابوريّ الحافظ.
سمع: أبا عبد الله البُوسَنْجيّ، وأحمد بن نجده الهَرَوِيّ، وأبا خليفة.
ورحل إلى الشّام، ومصر.
روى عنه: الحُسين المّاسرجسيّ، وأبو إسحاق المزكيّ، وأحمد بن حَسْكَوَيْه.
146 - محمد بن إسماعيل بن محمد بن سلّام2.
أبو بكر الخشنيّ. مولاهم الدمشقي المعدل، المعروف بابن البصّال. أصلهم من خراسان، وكان نائب أبي محمد بن زَبْر القاضي على قضاء دمشق.
روى عن: شعيب بن عَمْرو، وصالح بن أحمد بن حنبل، وبكار بن قُتَيْبة، وجماعة.
وعنه: محمد وأحمد ابنا موسى السَّمْسار، وأبو هاشم المؤدب، وعبد الوهّاب الكلابي.
147 - محمد بن الحسن بن محمد بن قُديد.
أبو منصور السعديّ البخاريّ.
روى عن: أبي عبد الله البخاريّ.
وعنه: ابنه أبو حرب.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
148 - محمد بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ موسى السعدي3.
أبو التريك الحمصي، نزيل طرابلس.
سَمِعَ: محمد بْنَ عَوْفٍ، وَأَبَا عُتْبَةَ أَحْمَدَ بْنَ الْفَرَجِ، وَأَحْمَدَ بْنَ مَيْمُونٍ الصَّنْعَانِيَّ، وَعَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ بَكْرِ بْنِ الشَّرُودِ. فَإِنَّهُ دَخَلَ اليمن.
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 313".
2 تاريخ دمشق "37/ 166".
3 الإكمال لابن ماكولا "1/ 506"، المشتبه في أسماء الرجال "2/ 589"، تذكرة الحفاظ "3/ 805".(24/105)
وَعَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُطَرِّزِ، وَأَبُو سُلَيْمَانَ بْنُ زَبْرٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فِرَاسٍ، لَقِيَهُ بِمَكَّةَ، وَابْنُ جميع فقال: اثنا فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سنة ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ الْقَوَّاسِ: أَنَا ابْنُ الْحَرَسْتَانِيِّ حُضُورًا: أَنَا جمال الْإِسلَام، أَنَا ابن طلاب، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ جُمَيْعٍ، ثَنَا أَبُو التُّرَيْكِ محمد بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا أَبُو عُتْبَةَ، ثَنَا بَقِيَّةُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ سَبْعَ خَنَادِقَ، كُلُّ خندقٍ كَمَا بَيْنَ سَبْعِ سَمَوَاتٍ وَسَبْعِ أَرَضِينَ" 1.
149 - محمد بن عُبَيْد الله بن محمد2.
أبو سَلَمة الْجُمَحيّ الدّمشقيّ.
سمع: موسى بن عامر، وبكار بن قُتَيْبة، وجماعة.
وعنه: عمر بن عليّ العَتَكيّ، وعبد الوهّاب الكلابيّ، وابن زَبْر.
150 - مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن بلبل الهَمَدانيّ الزَّعفرانيّ3.
سمع: الحسن بن أبي ربيع، وعلي بن أشكاب، وأبا زرعة الرازي، وكتب عنه خمسين ألف حديث.
وعنه: الدارقطني، وأبو علي بن البغدادي الأصبهاني، وأهل أصبهان.
رُوِيَ عنه قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نيفًا وتسعين مرة.
وجده هو ابن زياد بن يزيد بن هارون الواسطيّ. وأخوه قاسم سيُذكر قريبًا.
151 - محمد بن عبد الأعلى بن محمد.4
أبو هاشم الأنصاريّ. مولاهم الدّمشقيّ. ويعرف بابن عُليل كان إمام جامع دمشق.
__________
1 [حديث صحيح لغيره] : أخرجه الترمذي "1624"، والطبراني في الكبير "8/ 281"، وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة "563".
2 تاريخ دمشق "38، 270".
3 تاريخ بغداد "5/ 446، 447"، المنتظم "6/ 281"، سير أعلام النبلاء "15/ 234، 235".
4 تاريخ دمشق "38/ 203".(24/106)
روى عن: هشام بن عمّار، وقاسم بن عثمانٍ الجوَعيّ، وغيرهما.
وعنه: ابنه إبراهيم، وأبو محمد بن ذكوان، وأبو هاشم عبد الجبار، وأبو سليمان بن زبر، وعبد الوهاب الكلابي، وعبد الله بن محمد الرازي.
وكان يخضب بالحمرة.
توفي في ربيع الآخر. وقع لنا من عواليه.
152 - محمد بن علي بن حمزة بن أبي هريرة الأنطاكي1.
أبو بكر.
سمع: أبا أُميّة الطَّرسوسيّ، ويزيد بن عبد الصّمد، وعنه: ابن شاهين، والمُعَافَى الْجَرِيريّ، والدَّارَقُطْنيّ.
وكان ثقة.
تُوُفّي في رمضان.
153 - محمد بن يوسف2.
أبو عليّ التُّرْبانيّ السَّمَرْقَنديّ.
رحل وسمع: محمد بن إسحاق الصَّغَانيّ.
وعنه: محمد بن جعفر بن جابر.
وتُرْبان: من قرى سمرقند.
154 - مُوسَى بْنُ الْعَبَّاسِ3.
أَبُو عِمْرَانَ الْجُوَيْنِيُّ الْحَافِظُ.
سَمِعَ: أَحْمَدَ بْنَ الْأَزْهَرِ، وَالذُّهْلِيَّ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ هَاشِمٍ، وَأَحْمَدَ بْنَ يُوسُفَ السَّلَمِيَّ، وَيُونُسَ بْنَ عبد الأعلى، والرمادي، وخلقًا من طبقتهم.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 77"، تهذيب التهذيب "9/ 353".
2 الأنساب لابن السمعاني "3/ 38".
3 تذكرة الحفاظ "3/ 818، 819"، سير أعلام النبلاء "15/ 235، 236"، شذرات الذهب "2/ 300".(24/107)
وَعَنْهُ: الْحُسَيْنُ بْنُ سُفْيَانَ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَأَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، وَأَبُو سَهْلٍ الصُّعْلُوكِيُّ، وَأَبُو أحمد الحاكم، وأبو محمد المخلدي، وجماعة كثيرة.
وَتُوُفِّيَ بِجُوَيْنَ.
وَكَانَ حَافِظًا نَبِيلًا.
قَالَ أبو عبد الله الْحَاكِمُ: هُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ بِمَرَّةٍ، صنف عَلَى "صَحِيحِ مُسْلِمٍ" صَحِيحًا، وَصَحِبَ أَبَا زَكَرِيَّا الأَعْرَجَ بِمِصْرَ وَالشَّامِ.
وَسَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَحْمَدَ الْمزكّيّ يَقُولُ: كَانَ أَبُو عِمْرَانَ الْجُوَيْنِيُّ نَازِلٌ فِي دَارِنَا. وَكَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ، وَيُصَلِّي وَيَبْكِي طَوِيلًا.
أَخْبَرَنَا ابْنُ عَسَاكِرَ، عَنْ أَبِي رَوْح: أَنَا زَاهِرٌ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ، أَنْبَا موسى بن العباس، اثنا عبد الله بن هاشم، اثنا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَضَ مَوْتِهِ قَالَ: "مروا أبا بكر فليصل بالناس" 1.
أحداث سنة أربع وعشرين وثلاثمائة:
حرف الألف:
155 - أحمد بن إبراهيم بن كمّونة.
أبو جعفر المَعَافِريّ المصريّ.
روى عن: عليّ بن مَعْبَد، ويونس بن عبد الأعلى.
وثقه ابن يونس، وحدَّث عنه.
156 - أحمد بن إبراهيم بن حبيب الهَمَدانيّ البغداديّ2.
سمع: عليّ بن حرب، وجماعة.
__________
1 [حديث صحيح] : أخرجه البخاري "664، 712، 713"، مسلم "418"، وابن ماجه "1232"، أحمد في المسند "6/ 210"، وابن حبان في صحيحه "2120".
2 تاريخ بغداد "4/ 13".(24/108)
وعنه ابن المظفّر، والدَّارَقُطْنيّ، وعبد الوهّاب الكلابيّ.
ووثقه الدَّارَقُطْنيّ.
157 - أحمد بن بقيّ بن مَخْلَد الأندلسي1.
أبو عُمَر.
سمع كتب أبيه بسّ.
وكان حليمًا وقورًا عاقلًا إلى الغاية، كثير التّلاوة قويّ المعرفة بالقضاء.
ولي الحُكم عشرة أعوام وكان يثّبت في أحكامه.
وكان أمير الأندلس النّاصر لدين الله يحترمه ويجلّه.
وسمع النّاسُ منه كثيرًا.
مات رحمه الله في جُمَادَى الأولى، وكان من أوعية العلم.
158 - أحمد بن جعفر بن موسى بْن يحيى بْن خَالِد بْن بَرْمَك2.
أبو الحسن البرمكيّ جحظة النديم.
كان أديبًا بارعًا إخباريًا متصرفًا في فنون العلم.
وكان مقدَّمًا في صناعة الغناء. له أخبار ونوادر.
وعاش مائة سنة، والأصحّ أنه عاش ستّا وتسعين سنة. جمَع أبو نَصْر بن المَرْزُبان أخباره وأشعاره.
له:
أصبحتُ بين معاشر هجروا النَّدى ... وتقبّلوا الأخلاقَ مِن أسلافهمْ
قوم أحاول بذْلهم فكأنّما ... حاولتُ نَتْفَ الشَّعْر من آنافهم
هات اسقنيها بالكبير وغَنِّني ... "ذَهب الّذين يُعاش في أكنافِهمْ"
__________
1 المنتظم "6/ 283"، سير أعلام النبلاء "15/ 83، 84"، الوافي بالوفيات "6/ 266"، وشذرات الذهب "2/ 201".
2 تاريخ بغداد "4/ 65- 69"، الأنساب "2/ 170، 171"، وسير أعلام النبلاء "15/ 221"، ولسان الميزان "1/ 146".(24/109)
وكان جحظة مشَّوها فعمل فيه ابن الرّوميّ:
نُبِئت جَحْظَة يستعيرُ جُحوظهُ ... من فيل شطرنجٍ ومن سَرطان
وَارَحْمَتا لمُنادِمِيه تَحَمَّلوا ... أَلَمَ العيونِ للذَّة الآذان
وقال الخطيب: أَخَذَ عَنْهُ: أَبُو فرج الأصبهاني، والمعافي بْن زكريّا، وأبو عُمَر بْن حَيَّوَيْهِ، وغيرهم.
وما أحسبُه روى شيئًا من المُسْنَد سامحه الله. ومن جيّد شعره:
وَلَيْلٍ في كواكبه حِرانٌ ... فليس لطُول مُدّتِه انقضاءُ
عدمتُ محاسنَ الإصباح فيه ... كأنّ الصبُّح جُودٌ أو وفاء
قال أبو فرج صاحب " الأغاني": كان جحظة متصرّفًا في فنون كثيرة، عارفًا بصناعة النّجوم، كثير الإصابة في أحكامها. مليح الشّعر، حلْو الطبْع. حاضر النادرة، بارعًا في لعب النَّرْد، حاذقًا بالطَّبْخ له فيه مصنَّف. عالمًا بابنيات الملوك وزيّهم في مجالسهم. وكان ليَ وادًّا مخلصًا.
ولي آنسًا متحققًا. ولم يكن أحدٌ يتقدمه في صنعة الغناء وأكثرها مِن شِعره، فيقال: ما رأي مثل نفسه. فحدَّثني أنّه دخل على المعتمد على الله فغناه طرب وأمر له بخمسمائة دينار "فكانت أول خمسمائة دينار رأيتها عندي جملة".
وأخباره كثيرة.
159 - أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن الجنيد1.
أبو عبد الله الدّقاق.
بغداديّ، صدوق.
سمع: زياد بن أيّوب، وأحمد بن المقدام.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وغيّرهما.
160 - أحمد بن خالد بن الخليل البخاري.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 100، 101".(24/110)
عن: أحمد بْن زهير، وأبي عَبْد اللَّه بْن أَبِي حفصة.
وعنه: خَلَف الخيّام.
161 - أحمد بن السرِيّ بن سهل.
أبو حامد النَّيْسابوريّ الجلّاب.
سمع: محمد بن يزيد السُّلميّ، وسهل بن عمّار، وطبقتهما.
وعنه: محمد بن الفضل المذكَّر، وأبو محمد الشَّيْبانيّ.
162 - أحمد بن عبد الله بن يحيى بن يحيى بن يحيى بن كثير الليثي القرطبي اللغوي.
روى عن: عمّ أبيه عُبَيْد الله.
وقُتِل شهيدًا رَحِمَهُ اللَّه تعالى.
163 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الجرّاح الضّرّاب1.
سمع: الزَّعْفرانيّ، وسعْدان بن نَصْر، ومحمد بن سعيد العطّار.
بغداديّ، ثقة.
روى عنه: الدارقطني، وابن شاهين، والقواس.
164 - أحمد بن موسى بن العبّاس بن مجاهد2.
أبو بكر البغداديّ. شيخ القرّاء في عصره، ومصنف السبعة.
سمع: الرمادي، وسعدان بن نَصْر، ومحمد بن عبد الله المخرّميّ، وأبا بكر الصَّغانيّ، وجماعة.
قرأ القرآن على: قُنْبُل، وأبي الزَّعْراء بن عَبْدُوس، وغيّرهما.
وسمع الحروف من جماعة سمّاهم في كتاب " القراءات " له.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 418".
2 تاريخ بغداد "5/ 144- 148"، المنتظم "6/ 282، 283"، سير أعلام النبلاء "15/ 272، 274"، الوافي بالوفيات "8/ 200"، شذرات الذهب "2/ 302"، الأعلام "1/ 261".(24/111)
وقال الخطيب بإسنادٍ ذكره إلى ثعلب أنّه قال في سنة ست وثمانٍين ومائتين. ما بقي في عَصْرنا أعلم بكتاب الله من ابن مجاهد. وكان من أهل الظُرْف. جاء عنه في ذلك أشياء.
قال مرّةً: من قرأ لأبي عَمْرو، وتمذهب للشّافعيّ، وأتَّجرَ في البَزّ، وروى شعر ابن المعتز، فقد كمل ظرفه.
وعن عُبَيْد الله الزهري قال: انتبَهَ أبي فقال: رأيتُ يا بُنَيّ كأنّ من يقول: مات مقوم وحي الله.
فلمّا أصبحنا إذا بابن مجاهد قد مات.
قرأ عليه خلق كثير، منهم: عبد الواحد بن أبي هاشم، وأبو عيسى بكّار بن أحمد، والحسن بن سعيد المطوعي، وأبو فرج الشَّنَبوذيّ، وأبو بكر الشذائيّ، وأبو أحمد السامرّيّ، وأحمد بن محمد العجلي، والحسين بن حبش الدينوري، وأبو الحسن عليّ بن الحُسين الغضائريّ، وأبو الحُسين عُبَيْد الله بن البوّاب، وطلحة بن محمد بن جعفر، وأبو الحسن منصور بن محمد بن عثمان المجاهدي الضرير عاش إلى سنة أربعمائة.
وكان يأخذ على الإنسان الخاتمة بدينار، أعني المجاهديّ.
وممن حدَّث عن ابن مجاهد: أبو حفص بن شاهين، وعمر الكتّانيّ، وأبو بكر بن شاذان، والدَّارَقُطْنيّ، وأبو مسلم الكاتب.
وكان ثقة مأمونًا. وُلد سنة خمسٍ وأربعين ومائتين، وتُوُفّي في شعبان من هذا العام.
قرأت كتابه في السّبعة على أبي حفص بن القّواس: أنبأنا الكِنْديّ، أنا أبو الحسن بن توبة، أنبا أبو محمد الصّرِيفينيّ، أنبا أبو حفص الكتّانيّ، أنا المصنّف رحمه الله.
قال أبو عَمْرو الدّانيّ: فاقَ ابن مجاهد في عصرِه سائر نظائره من أهل صناعته مع اتِّساع علمه وبراعة فهمه وصدْق لهجته وظهور نُسُكه. ثمّ سمى الداني خلقًا كثيرًا ممّن قرأ عليه، وأنّه تصدَّر للإقراء في حياة محمد بن يحيى الكِسائيّ.
وقال عبد الواحد بن أبي هاشم: سأل رجل ابن مجاهد: لِمَ لا تختار لنفسك(24/112)
حرفًا يُحمل عنك؟ قال: نحنُ إلى أن نعمل أنفسنا في حفظ ما مضى عليه أئمّتنا أحوج منّا إلى اختيار حرفٍ يَقرأ به مَن بعدنا.
وسمعت فارس بن أحمد يقول: انفرد ابنُ مجاهد عن قُنْبل بعشرة أحرف لم يُتَابَع عليها.
وقال عليّ بن عمر المقرئ: كان لابن مجاهد في حلقته أربعة وثمانٍون خليفة يأخذون على النّاس.
وقال عبد الباقي بن الحسن: كان في حلقته خمسة عشر ضريرًا يتلقنون لعاصم.
وقيل: كان ابن مجاهد يجيد الغناء والموسيقى، وفيه ظُرف البغاددة مع الدِّين والخير.
165 - أحمد بن محمد بن عَلُّويْه الْجُرْجانيّ الرّزّاز1.
عن: محمد بن سليمان الباغَنْديّ، وإسماعيل القاضي، وطبقتهما.
وعنه: إسماعيل بن سعيد الْجُرْجانيّ الحافظ، وأحمد بن أبي عمران.
تُوُفّي في ربيع الآخر، رَحِمَهُ اللَّه تعالى.
166 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسى2.
الفقيه أبو بكر الْجُرْجانيّ.
روى عن: أبي حاتم الرّازيّ، وعبد اللَّه بن رَوْح المدائنيّ، وجعفر الصّائغ.
"حرف الجيم":
جحظة.
مرَّ.
167 - جعفر بن عبد الكريم3.
أبو الحسين الجرجاني العطار.
__________
1 تاريخ جرجان السهمي "76".
2 تاريخ جرجان "98".
3 تاريخ جرجان "175".(24/113)
سمع: عمّار بن رجاء، وأبا حاتم.
تُوُفّي في جُمَادَى الْأولى.
"حرف الحاء":
168 - الحَسَن بن عليّ بن موسى العدّاس.
المصري الإخباريّ.
ورّخه ابن يُونُس.
169 - الحسن بن محمد بن أحمد بن هشام1.
أبو القاسم بن برغوث السُّلميّ الدّمشقيّ.
عن: العبّاس بن الوليد، ويزيد بن عبد الصّمد، وجماعة.
وعنه: أبو هاشم المؤدَّب، وعبد الوهّاب الكلابي، وآخرون.
"حرف الراء":
170 - رضوان بن أحمد بن إسحاق بن عطيّة الصَّيْدلانيّ2.
ابن جالينوس.
سمع: الحسن بن عَرَفَة، والرمادي، وأحمد بن عبد الجبّار العُطَارِديّ.
وروى عنه المغازي.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، والمخلّص، وغيرهم.
وكان ثقة.
"حرف الصاد":
171 - صاعد بن عبد الرحمن بن صاعد بن عبد السلام3.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 240".
2 تاريخ بغداد "8/ 432".
3 تاريخ دمشق "17/ 344"، تهذيب تاريخ دمشق "6/ 361".(24/114)
أبو القاسم التّميميّ.
ويقال: النَّصْريّ النّحّاس، ويُعرف بابن البرّاد الدّمشقيّ.
سمع: شعيب بن عَمْرو، وشعيب بن شعيب، ومحمد بن سليمان بن بنت مطر، والربيع المراديّ، وبكّار بن قُتَيْبة.
وعنه: عبد الجبّار المؤدّب، وأبو محمد عبد الله بن ذَكْوان البَعْلَبَكّيّ، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وعبد الوهّاب الكِلابيّ.
وحدَّث بمصر.
وثّقه ابن يونس.
وتُوُفّي في ربيع الأوّل.
172 - صالح بن محمد بن شاذان.
أبو الفضل الكرديّ الإصبهانيّ.
سمع بمكّة: عليّ بن عبد العزيز، وأحمد بن مهران بأصبهان.
وعنه: أبو الشيخ، وابن المقرئ.
"حرف العين":
173 - عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن عامر.
أبو القاسم الطّائيّ.
عن أبيه عن عليّ بن موسى الرّضا بنسخةٍ.
وعنه: أبو بكر بن شاذان، وأبو حفص بن شاهين، وأبو الحسن الجنيدي وأحسبُه واضع تلك النّسخة، والحسن بن عليّ الزُّهْريّ.
174 - عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المغلس البغدادي1.
أبو الحسن الفقيه الداوودي الظّاهريّ أحد أئمّة الظّاهر. له مصنَّفات في مذهبه.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 385"، المنتظم "6/ 286"، سير أعلام النبلاء "15/ 77، 78".(24/115)
روى عن: جدّه، وجعفر بن محمد بن شاكر، وأبي قلابة الرَّقاشيّ، وإسماعيل القاضي.
روى عنه: أبو الفضل الشيباني، وغيره.
أخذ عن محمد بن داوود الظاهري. انتشر عنه مذهب أهل الظاهر في البلاد.
وكان ثقة إمامًا، واسع العلم، كبير المحلّ. خَلَفه في حلقته تلميذه حيدرة بن عمر.
وممن تفقّه به: عبد الله بن محمد بن أخت وليد الّذي ولي قضاء مصر، وعلي بن خالد البصريّ، وغير واحدٍ.
وله من التّصانيف: كتاب "أحكام القرآن"، وكتاب "الموضح في الفقه"، وكتاب "المبهج"، وكتاب "الدامغ" في الرد على من خالفه، وغير ذلك.
175 - عبد الله بن محمد بن زياد بْنِ وَاصِلِ بْنِ مَيْمُونٍ1.
أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ الْحَافِظُ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ، مَوْلَى آلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
سَمِعَ: محمد بْنَ يَحْيَى، وَأَحْمَدَ بْنَ يُوسُفَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ هَاشِمٍ، وَأَحْمَدَ بْنَ الْأَزْهَرِ بِبَلَدِهِ، وَيُونُسَ، وَالرَّبِيعَ، وأحمد بن أخي بن وَهْبٍ، وَأَبَا إِبْرَاهِيمَ الْمُزَنِيَّ الْمِصْرِيَّيْنِ، وَأَبَا زُرْعَةَ الرَّازِيَّ، وَالْعَبَّاسَ بْنَ الْوَلِيدِ الْبَيْرُوتِيَّ، وَالْحَسَنَ بْنَ محمد الزَّعْفَرَانِيَّ، وَالرَّمَادِيَّ، وَعَلِيَّ بْنَ حَرْبٍ، وَمحمد بْنَ عَوْفٍ، وَهَذِهِ الطبقة.
وَعَنْهُ: ابْنُ عُقْدَةَ، وَأَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ، وَحَمْزَةُ الْكَتَّانِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ بْنُ حَمْزَةَ الْإِصْبَهَانِيُّ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ، وَابْنُ الْمُظَفَّرِ حُفَّاظُ الدُّنْيَا، وَأَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْه، وَأَبُو حَفْصٍ الْكَتَّانِيُّ، وَابْنُ شَاهِينَ، وَالْمُخَلِّصُ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الصَّيْدَلَانِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ خُرَّشِيدَ قَوْلَهُ، وَآخَرُونَ.
قَالَ الْحَاكِمُ: كَانَ إِمَامَ عَصْرِهِ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ بِالْعِرَاقِ، وَمِنْ أَحْفَظَ النَّاسِ لِلْفِقْهِيَّاتِ وَاخْتِلافِ الصَّحَابَةِ.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 120 - 122"، المنتظم "6/ 286، 287"، سير أعلام النبلاء "5/ 65 - 68"، تهذيب التهذيب "5/ 132".(24/116)
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْهُ. وَكَانَ يَعْرِفُ زِيَادَاتِ الأَلْفَاظِ فِي الْمُتُونِ. وَلَمَّا قَعَدَ لِلتَّحْدِيثِ قَالُوا: حَدِّثْ.
قَالَ: بَلْ سَلوا.
فَسُئِلَ عَنْ أَحَادِيثَ أَجَابَ فِيهَا وَأَمْلَاهَا. وَكَانَ ثَنَا عَنْ يُوسُفَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ ابن جريج، عن أبي زبير، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "لَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا وَلَا عَلَى خَالَتِهَا" 1.
ثُمَّ سَمِعْتُ صَوَابَهُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ طَاوُسٍ مُرْسَلًا.
وَقَالَ يُوسُفُ الْقَوَّاسُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيَّ يَقُولُ: نعرف مَنْ أَقَامَ أَرْبَعِينَ سنة لَمْ يَنَمِ الليل وَيَتَقَوَّت كُلَّ يَوْمٍ بِخَمْسِ حَبَّاتٍ. يُصَلِّي صَلَاةَ الْغَدَاةِ عَلَى طَهَارَةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ. ثُمَّ قَالَ: أَنَا هُوَ. وَهَذَا كُلُّهُ قَبْلَ أَنْ أَعْرِفَ أُمَّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ لِمَنْ زَوَّجَنِي. ثُمَّ قَالَ: مَا أَرَادَ إِلَّا الْخَيْرَ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كُنَّا فِي مَجْلِسٍ فِيهِ أَبُو طَالِبٍ الْحَافِظُ، وَالْجِعَابِيُّ، وَغَيْرُهُمَا، فَجَاءَ فَقِيهٌ فَسَأَلَ: مَنْ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وَجُعِلَتْ تُرْبَتُهَا لَنَا طَهُورًا" 2؟ فَلَمْ يُجِيبُوهُ. ثُمَّ ذَكَرُوا وَقَامُوا فَسَأَلُوا أَبَا بَكْرِ بْنَ زِيَادٍ فَقَالَ: نَعَمْ، ثَنَا فُلَانٌ. ثُمَّ سَاقَ الْحَدِيثَ مَنْ حَفِظَهُ. وَالْحَدِيثُ في مسلم.
قال ابن نَافِعٍ: تُوُفِّيَ فِي رَابِعِ رَبِيعٍ الْآخَرِ.
قُلْتُ: وولد سنة ثمانٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا أَبُو الْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمد، نَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد النَّيْسَابُورِيُّ إِمْلَاءً: ثَنَا محمد بْنُ يَحْيَى، ثَنَا محمد بْنُ عُبَيْدٍ: حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،
__________
1 "حديث صحيح لغيره" أخرجه البخاري "5109"، ومسلم "1408"، وأبو داود "2066"، الترمذي "1126"، والنسائي "6/ 98"، وابن ماجه "1929"، أحمد في المسند "2/ 432 - 474"، وابن حبان في صحيحه "4068" كلهم من طريق أبي هريرة.
2 "حديث صحيح": أخرجه مسلم "522"، أحمد في المسند "5/ 383"، وابن خزيمة في صحيحه "264"، وابن حبان في صحيحه "1697، 6400"، وغيرهم.(24/117)
عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "نَهَى أَنْ يَمْشِيَ الرَّجُلُ فِي نعلٍ وَاحِدَةٍ" 1.
176 - عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن حُسين2.
أَبُو محمد بن عرّة الحذّاء.
سمع جزءًا من إسحاق الفارسيّ شاذان.
روى عنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وعمر بن إبراهيم الكتّانيّ.
177 - عبد الله بن محمد نصير.
أبو محمد المدينيّ.
عن: أحمد بن مهديّ.
وعنه: ابنُه أبو مسلم.
178 - عبد الرحمن بن سعيد بن هارون3.
أبو صالح الإصبهانيّ.
حدَّث ببغداد عن: عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة، وأحمد بْن الفُرات، وعبّاس الدُّوريّ.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وأبو العبّاس بن مكرم، وأبو الحسن الجراحيّ.
وثقه الخطيب.
179 - عبد الرحمن بن محمد بن الحسين الخراساني.
أبو القاسم الواعظ البارع، الأديب.
سمع: السريّ بن خُزَيْمَة، والحسين بن الفضل، وموسى بن هارون.
وعنه: ابُنه أبو الحُسين، وأبو إسحاق المزكي، وجماعة.
وعاش إحدى وستين سنة.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "5856"، ومسلم "2097"، أبو داود "4136"، والترمذي "1774"، وابن ماجه "3617"، وابن حبان في صحيحه "5460".
2 تاريخ بغداد "10/ 122".
3 أخبار أصبهان "2/ 113"، تاريخ بغداد "10/ 288".(24/118)
قال الحاكم: سمعتُ أبي يقول: سمعت ابن خُزَيْمَة وحضر مجلس أبي القاسم، فلمّا فرغ من الوعظ قال ابن خُزَيْمَة: ما رأينا مثل أبي القاسم ولا رأي مثل نفسه.
قال أبو سهل الصُّعْلُوكيّ: ما رأيتُ مثل أبي القاسم مذكّرًا، ولا مثل السّرّاج محدِّثًا، ولا مثل أبي سَلمة أديبًا.
180 - عبد الصّمد بن سعيد بن عبد الله بن سعيد1.
أبو القاسم الكِنْديّ القاضي الحمصيّ، قاضيها.
سمع: محمد بن عَوْف، وسليمان بن عبد الحميد البَهْرانيّ، وعمران بن بكّار، وأحمد بن عبد الوهّاب الحَوْطيّ، وأحمد بن محمد بن أبي الخناجر، وجماعة.
وله تاريخ لطيف في ذِكر من نزل حمص من الصّحابة.
سمع منه: ابن جَوْصا وهو أكبر منه.
وروى عنه: جُمَح بن القاسم، وأبو سليمان بن زَبْر، وأبو بكر الأبْهريّ، والحسن بن عبد الله بن سعيد الكِنْديّ، وعليّ بن محمد بن إسحاق الحلبيّ، وآخرون.
181 - عتيق بن أحمد بن حامد بن سعْدان.
أبو منصور البخاريّ الكْرمينيّ.
سمع: عُبَيْد الله بن واصل، والفضل بن عُمَيْر.
وعنه: النضر بن موسى بن هارون الأديب، وغيره.
تقريبًا
182 - عتيق بن عامر بن المنتجع.
أبو بكر الأسديّ البخاريّ.
عن: صالح بن محمد الرازيّ، والبخاريّ.
وعنه: محمد بن نَصْر المَيْدانيّ، وأحمد بن عُرْوة البخاريّان.
تُوُفّي فيها.
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 266، 267"، شذرات الذهب "2/ 302، 303".(24/119)
183- عليّ بن إسماعيل بن أبي بِشْر إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بُرْدَة بْنِ أَبِي مُوسَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الأشعري1.
أبو الحسن البصْريّ المتكلّم صاحب التّصانيف في الكلام والأصول والمِلَل والنِّحَل.
وُلِد سنة ستّين ومائتين، وقيل: سنة سبعين.
أخذ عن: أبي عليّ الْجُبّائيّ الكلام.
وسمع من: زكريّا السّاجيّ، وأبي خليفة الْجُمَحيّ، وسهل بن نوح، ومحمد بن يعقوب المقرئ، وعبد الرحمن بن خَلَف الضّبيّ البصْريّين.
وروى عنهم في تفسيره كثيرًا. وكان معتزليًا، ثمّ تابَ مِن الاعتزال.
وصعِد يوم الجمعة كُرْسيًّا بجامع البصرة ونادى بأعلى صوته: مَن عرفني فقد عرفني، ومَن لم يعرفني فأنا فلان ابن فلان، كنت أقول بخلْق القرآن، وأنّ الله لا يرى بالأبصار، وأنّ أفعال الشر أنا أفعلها، وأنا تائبٌ معتقد الرّدّ على المعتزِلة، مُبيّنٌ لفضائحهم.
قال الأهوازيّ: سمعتُ أبا عبد الله الجمرانيّ يقول: لم نشعر يوم الجمعة وإذا بالأشعريّ قد طلع على منبر الجامع بالبصرة بعد الصّلاة ومعه شريط، فشده إلى وسطه ثمّ قطعه وقال: اشهدوا عليّ أنّي كنتُ على غير دين الإسلام وإنّي أسلمتُ السّاعة، وإنيّ تائب من الاعتزال.
ثمّ نزل.
قال أبو عَمْرو الزّجاجي: سمعت أبا سهل الصُّعْلُوكيّ يقول: حضرنا مع الأشعريّ مجلس علويّ بالبصرة، فناظر أبو الحسن المعتزلة، وكانوا كثيرًا، حتّى أتى على الكُلّ فهزمهم، كلّ ما انقطع واحدٌ أخذ الآخر حتّى انقطعوا، فَعُدْنا في المجلس الثاني، فما عاد أحد فقال بين يدي العلويّ: يا غلام اكتب على الباب: فرّوا.
وقال أبو الحسن عليّ بن محمد بن يزيد الحلبي: سمعت أبا بكر الصيرفي يقول: كانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى أظهر الله الأشعري فحجرهم في أقماع السمسم.
__________
1 المنتظم "6/ 332، 333"، سير أعلام النبلاء "15/ 85 - 90"، البداية والنهاية "11/ 187".(24/120)
ابن الصَّيْرفي هذا من كبار الأئمّة الشّافعيّة.
وقال ابن الباقلاني: سمعتُ أبا عبد الله بن خفيف يقول: دخلت البصرة، وكنت أطلب أبا الحسن فإذا هو في مجلس يناظر، وثمَّ جماعة من المعتزلة، فكانوا يتكلّمون، فإذا سكتوا وأنهوا كلامهم قال: كذا قلتَ وكذا وكذا، والجواب كذا وكذا. إلى أن يجيب الكُلّ. فلمّا قام تبِعْتُه فقلت: كم لسانٌ لك، وكم أذن لك، وكم عين لك؟ فضحك وقال: من أين أنت؟ قلت: من شيراز.
وكنت أصحبه مع ذلك.
وقال ابن باكوَيْه: سمعت ابن خفيف، فذكر حكايةً وفيها: فحملني أبو الحسن إلى دارٍ لهم تُسمّى دار المّاورديّ، فاجتمع به جماعةٌ من مخالفيه، فقلت له: تسألهم مسألة؟ فقال: السؤال بدعة لأنيّ أظهرت بدعةً أنقض بها كُفْرهم، وإنمّا هم يسألوني عن مُنْكَرهم فيلزمني رد بطلهم إلزامًا. فسألوه، فتعجّبت من حسن كلام أبي الحسن لما أجاب. ولم يكن في القوم مَن يوازيه في النَّظَر.
قال ابن عساكر: قرأتُ بخط عليّ بن نقا المصريّ المحدّث في رسالة كتب بها أبو محمد بن أبي زيد القيروانيّ المّالكي جوابًا لعليّ بن أحمد بن إسماعيل البغداديّ المعتزليّ حين ذكر الأشعريّ ونسبه إلى ما هو من بريء.
فقال ابن أبي يزيد في حقّ الأشعريّ: هو رجل مشهور إنّه يردّ على أهلِ البِدَع وعلى القَدَريّة والْجَهْميّة. متمسِّك بالسّنَن.
قال الأستاذ أبو إسحاق الإسفرائينيّ: كنت في جِنْب أبي الحسن الباهليّ كقطرةٍ في البحر.
وسمعتُ الباهلي يقول: كنت أنا في جَنْب الأشعريّ رحِمَه الله كقطْره فِي جَنْب البحر.
وعن ابن الباقلانيّ قال: أفضل أحوالي أنْ أفهم كلام أبي الحسن الأشعريّ.
وقال بُنْدار خادم الأشعريّ: كانت غلّة أبي الحسن من ضيعةٍ وقَفَها جدّهم بلال بن أبي بُرْدَه على عقِبِه، فكانت نفقته في السنة سبعة عشر درهمًا.
وقال أبو بكر بن الصيرفي: كانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى أظهر الله الأشعري فجحرهم في أقماع السِّمْسم.(24/121)
وذكر الحافظ أبو محمد بن حزم أن لأبي الحسن خمسة وخمسين تصنيفًا، وأنه تُوُفّي سنة أربعٍ وعشرين.
وكذا قال أبو بكر بن فُورك، والقَرّاب.
وقال غيرهم: سنة ثلاثين. وقيل: سنة نيفٍ وثلاثين.
أخذ عنه: زاهر بن أحمد السَّرخسيّ، وأبو عبد الله بن مجاهد، وغير واحد.
وله كتاب "الإبانة"، عامّتُه في عقود أهل السنة، وهو مشهور؛ وكتاب "جُمل المقلات"، وكتاب "اللمع"، وكتاب " الموجز"، وكتاب "فرَق الإسلاميّين واختلاف المُصَلِّين". ومَن نظر في هذه الكتب عرف محله.
ومن أراد أن يتبحّر في معرفة الأشعريّ فلْيطالع كتاب "تبيين كذِب المفتري "تأليف أبي القاسم بن عساكر. اللَّهُمّ توفَّنا على السنة وأدخِلْنا الجنّة، واجعل أنفسنا بك مطمئنة، نحب فيك أولياءك ونبغض فيك أعداءك، ونستغفر للعُصاة من عبادك، ونعمل بمحكم كتابك ونؤمن بمتشابه. ونصفك بما وصفت فيه نفسك، ونصدّق بما جاءَ به رسولك. إنّك سميع الدعاء، آمين.
قيل: إنّ الأشعريّ سأل أبا علي الجبائي عن ثلاثة إخوة مؤمن تقيّ, وكافر وصبيّ ماتوا، ما حالهم؟ قال: المؤمن في الجنّة، والكافر في النّار، والصّغير من أهل السّلامة.
فقال: إن أراد الصّغير أن يرقى إلى دَرَجة التّقّي هل يأذن له؟ قال: لا. يُقال له إنّ أخاك إنما نال هذه الدرجة بطاعته وليس لك مثلها. قال: فإن قال: التقصير ليس منّي، فلو أحييتني حتّى كنتُ أطعتك. قال: يقول الله له: كنت أعلم أنك لو بقيت لعصيت ولعوقبت فراعيت مصلحتك.
فقال أبو الحسن: فلو قال الأخ الكافر: يا ربّ علمتَ حاله كما علمتَ حالي فهلا راعيتَ مصلحتي مثله.
فانقطع الْجُبّائيّ، فسبحان من لا يُسأل عمّا يَفعل.
قال القُشَيْريّ: سمعتُ أبا عليّ الدّقّاق: سمعت زاهر بن أحمد الفقيه يقول: مات الأشعري ورأسه في حجري، وكان يقول شيئًا في حال نزاعة من داخل حلقه. فأدنيت له رأسي، فكان يقول: لعن الله المعتزلة، موّهوا ومخرقوا.(24/122)
وقال أبو حازم العَبْدَويّ: سمعتُ زاهر بن أحمد يقول: لمّا قَرُب حضور أَجَل أبي الحسن الأشعريّ في داري ببغداد أتيته فقال: اشهد عليَّ أني لا أُكفِّر أحدًا من أهل القِبْلة، لأنّ الكُلّ يشيرون إلى معبودٍ واحد، وإنّما هذا كلّه اختلاف العبارات.
وممّن أخذ عن الأشعريّ: ابن مجاهد، وزاهر، وأبو الحسن الباهليّ، وأبو الحسن عبد العزيز بن محمد بن إسحاق الطّبريّ، وأبو الحسن عليّ بن محمد بن مهديّ الطّبريّ، وأبو جعفر الأشعريّ النّقّاش، وبُنْدار بن الحُسين الصُّوفي.
قال أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم القراب في تاريخه: تُوُفّي أبو الحسن عليّ بن إسماعيل الأشعري سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
وكذا ورّخه أبو بكر بن فُورك الإصبهانيّ، وغيره.
184 - عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ1.
أَبُو الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ.
سَمِعَ: عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ بَيَانٍ، وَأَحْمَدَ بْنَ سِنَانٍ الْقَطَّانَ، وَمحمد بْنَ حرب البشاستجي، وَعَمَّارَ بْنَ خَالِدٍ التَّمَّارَ، وَمحمد بْنَ مُثَنَّى، وَجَمَاعَةً.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئُ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ، وَزَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ وَآخَرُونَ.
وَهُوَ أَحَدُ الشُّيُوخِ الْكِبَارِ، ثِقَةٌ.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْفَضْلِ بْنِ عَسَاكِرَ، عَنْ عَبْدِ الْمُعِزِّ: أنا زاهر، أنا سعيد البحيري، أنا زاهر، أنا علي بن عبد الله، اثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ، نَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ حُصَاصٌ" 2.
185 - عَلِيُّ بْنُ محمد بن الحسن3.
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 25، 26"، شذرات الذهب "2/ 305".
2 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "1231"، مسلم "389"، أبو داود "516، 1030"، الترمذي "397"، والنسائي "2/ 21، 22"، "3/ 31"، وأحمد في المسند "2/ 522"، وابن حبان في صحيحه "16، 1663".
3 تاريخ بغداد "12/ 70".(24/123)
أَبُو الْقَاسِمِ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ الْفَقِيهُ الْحَنَفِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ كَاسٍ. وَلِيَ قَضَاءَ الشَّامِ وَغَيْرِهَا. وَكَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْهِ كَبِيرَ الْقَدْرِ مِنْ وَلَدِ الأشتر النخعي.
سَمِعَ: الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيَّ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْقَصَّارَ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي الْعَنْبَسِ، وَالْحَسَنَ بْنَ مُكرمٍ، وَأَحْمَدَ بْنَ أَبِي غَرَزَة، وَأَحْمَدَ بْنَ يَحْيَى الأَوْدِيَّ، وَمحمد بْنَ الْحُسَيْنِ الْحُنَيْنِيَّ.
وَعَنْهُ: أَبُو عَلِيِّ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو بَكْرٍ الرَّبَعيُّ، وَابْنُ زَبْرٍ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ، وَالْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا، وَأَبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينَ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الْكِلَابِيُّ.
غَرِقَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَأُخْرِجَ مِنَ الْمَاءِ وَفِيهِ حَيَاةٌ ثُمَّ مَاتَ.
وَلَهُ كِتَابٌ يغضُّ فِيهِ مِنَ الشَّافِعِيِّ.
وَرَدَّ عَلَيْهِ نَصْرٌ الْمَقْدِسِيُّ.
186 - عمر بن يوسف بن عَمْروس1.
أبو حفص الأندلسيّ الأستجيّ.
سمع: محمد بن وضاح، وإبراهيم بن باز.
وكان عارفًا بمذهب مالك، شروطيًا.
حدَّث عنه: ابنه محمد، وحسّان بن عبد الله، ومحمد بن أصبغ، وغيرهم.
تُوُفّي فِي رمضان.
"حرف الميم":
187 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن صالح الأزديّ2.
أبو بكر السّامريّ.
سمع: الزُّبَيْر بْن بكّار، والحسن بْن عرفة، وأحمد بْن بديل.
وعنه: ابن شاهين، والدارقطني، ووثقه، والمخلص.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 321".
2 تاريخ بغداد "1/ 308".(24/124)
188 - محمد بن أحمد بن عمر الرملي الضرير المقرئ1.
أبو بَكْر الدّاجُونيّ الكبير. من شيوخ القراءة.
تلا على: العباس بن الفضل الرازي، ومحمد بن موسى الضرير، وهارون بْن موسى الأخفش الدّمشقيّ، وجماعة بعدّه رواياتٍ.
وكان كثير الطواف.
قرأ عليه: عبد الله بن محمد بن فورك القباب، وأبو بَكْر بْن مجاهد، وأحمد العجلي شيخ أبي علي الأهوازي، وزيد بن أبي بلال، وأبو بكر الشذائي، والعباس بن محمد الرملي الداجوني الصغير، ومحمد بْن أَحْمَد الباهلي.
189 - محمد بْن إِسْمَاعِيل بن عِيسَى.
أبو عبد الله الجرجاني المستملي على ابن خُزَيْمَة، وعلى ابن الشرقي.
سمع: مسدد بْن قطن، وعمران بْن موسى بن مجاشع.
روى عَنْهُ: أَبُو الْحُسَيْن الحجاجي، وغيره.
190 - محمد بْن جَعْفَر بْن محمد بْن خازم2.
أَبُو جعفر الخازمي الجرجاني الفقية الشافعي صاحب ابن سريج. أحد الأئمة.
191 - محمد بن حلبس بن أحمد بن مزاحم.
أبو بكر الْبُخَارِيّ.
سمع: سهل بْن المتوكل، وحمدويه بْن الخطاب، ومحمد بْن الضو، وعبيد اللَّه بْن واصل، وهذه الطبقة.
وعنه: خلف الخيام، والحسن بْن أَحْمَد الماشي، وجماعة.
مات فِي شعبان.
192 - محمد بْن الرَّبِيع بْن سُلَيْمَان بْن دَاوُد الجيزي المصري.
أبو عبيد الله.
__________
1 غاية النهاية "2/ 77".
2 تاريخ جرجان للسهمي "437".(24/125)
ولد سنة تسع وثلاثين ومائتين، وسمع: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، وغيره.
وقد سمع من: أَبِيهِ، وهارون الأيلي.
وعنه: إِبْرَاهِيم بْن علي التمار، وعلي بْن محمد الحلبي، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وغيرهم.
توفي فِي ربيع الأول.
193 - محمد بْن زكريّا.
أَبُو بَكْر الكاغدي المزكي.
سمع: الْحُسَيْن بْن الفضل، وإبراهيم بن ديزل، وغيرهما.
194 - محمد بْن شُعَيْب بْن إِبْرَاهِيم العجلي.
أَبُو الْحَسَن البيهقي، مفتي الشافعية، وأحد المذكورين بالفصاحة والبراعة.
تفقَّه على ابن سريج.
وسمع: داود بن الحسين البيهقي، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم البوسنجي.
أَخَذَ عَنْهُ الأستاذ أَبُو الْوَلِيد حسّان.
195 - مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أيوب الكندي1.
أبو عبد الله الرهاوي المعروف بالمنجم.
حدَّث بدمشق عن: الربيع بن سليمان، ومحمد بن عليّ الصائغ، وصالح بن بشْر، وجماعة.
وعنه: محمد وأحمد ابنا موسى السَّمْسار، وعبد الوهّاب الكِلابيّ.
196 - محمد بْن عَبْد اللَّه بْن إبراهيم.
أبو عبد الله الْجُرْجانيّ الشّافعيّ.
قال جعفر المستغفريّ: كان كَبْش الشّافعيّة في وقته، فقيه، مناظر.
__________
1 تاريخ دمشق "38/ 251".(24/126)
197 - محمد بن عبدوس بن العلاء.
أبو بكر النَّيْسابوريّ.
سمع: محمد بْن يحيى، ومحمد بن يزيد، وإسحاق بن رزين.
وعنه: أبو عليّ الحافظ، وعَبْد اللَّه بْن سعد.
198 - محمد بن عَمْرو بن هشام.
أبو أحمد النَّيْسابوريّ البزّاز.
سمع: عبد الرحمن بن بِشْر، والذُّهليّ، وسعدان بن نَصْر، وجماعة.
وعنه: أبو الوليد، وأبو عليّ الحافظ، والشيوخ.
199 - محمد بن الفضل بن عبد الله بن مَخْلَد1.
أبو ذَرّ التّميميّ الْجُرْجانيّ الفقيه، رئيس جُرْجان في زمانه كانت داره مجمع الفضلاء.
رحل وسمع: أبا إسماعيل التِّرْمِذيّ، وحفص بن عَمْر سنْجه، والحسن بن جرير الصُّوريّ، وبكر بن سهل الدِّمياطيّ، وأحمد بن عبد الرحمن الحَوْطيّ، وآخرين.
روى عنه: أحمد بن أبي عمران الوكيل، وإبراهيم بن محمد بن سهل، وأسهم بن عمّ حمزة السَّهْميّ، وغيرهم.
200 - محمد بن محمد بن سعيد بن بالَوَيْه.
أبو العبّاس النَّيْسابوريّ البَحيريّ.
سمع: محمد بن عبد الوهّاب الفرّاء، وعثمانٍ الدّارِميّ.
وعنه: أبو سعيد بن أبي بكر، وغيره.
201 - محمد بن محمد بن يحيى.
أبو عليّ الهَرَويّ القّراب.
سمع: عثمانٍ بن سعيد الدّارِميّ، وغيره, وعنه: أبو عبد الله بن أبي ذهل.
__________
1 تاريخ جرجان "418"، البداية والنهاية "11/ 187".(24/127)
202 - محمد بن هارون.
أبو جعفر الإصبهانيّ.
سمع بمصر من: الربيع بن سليمان المراديّ.
وعنه: أبو الشّيخ، وغيره.
لقبه: مَمَّا.
203 - محمد بن همّام.
أبو العبّاس النَّيْسابوريّ الزّاهد، المجاب الدّعوة.
سمع: أحمد بن الأزهر، وقَطَن بن إبراهيم.
وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، وأبو الحسن بن منصور. وكان كبير القدّر ببلده، كثير الحجّ، رحمه الله.
204 - مطرِّف بن عبد الرحمن بن هاشم القُرْطُبيّ المشاط1.
سمع: محمد بن وضّاح، ومطرِّف بن قيس، ومحمد بن يوسف بن مطرَوْح.
وكان رجلًا صالحًا عالمًا، رحمه الله تعالى.
205 - معاوية بن سعيد الأندلسيّ2.
يروي عَنْ: محمد بْن وضّاح، وغيره.
206 - موسى بن العبّاس الآزاذياريّ3.
عن إبراهيم بن عتيق عن مروان الطّاطَريّ.
روى عنه: عبد الله بن عديّ، والإسماعيليّ، وأبو زُرْعة الكشّيّ، ويوسف والد حمزة الحافظ، وجماعة غير من ذكرنا.
وتوفي في صفر بجرجان.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 136".
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 141".
3 تاريخ جرجان "470".(24/128)
"الكنى":
207 - أبو عَمْر الدّمشقيّ.
الزّاهد.
تُوُفّي فيها. قاله ابنُ زَبْر.
مر سنة عشرين.
208 - أبو عِمران الطّبَريّ.
من كبار الصُّوفيّة والزُّهّاد. وصحِب ابن الجلّاء، وأبا عبد الله العرْجيّ، وسكن القدس.
حكى عنه: أحمد بن محمد الآمُليّ، وعلي بن عبدك القزويني.
وفيات سنة خمس وعشرين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
209 - أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي أيّوب المصريّ.
سمع: بحر بن نَصْر، والربيع بن سليمان المؤذن، وبكار بن قتيبة.
كتبت عنه وتُوُفّي في المحرَّم، قاله ابن يُونُس.
210 - أحمد بن عبد الله.
أبو بكر النّحّاس.
وكيل أبي صخرة، بغداديّ ثقة.
سمع: أبا حفص الفلّاس، وزيد بن أخزم، وأحمد بن بُديل.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وعمر بن إبراهيم الكتّانيّ، وآخرون.
211 - أحمد بن محمد بن حسن1.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 426، 427"، المنتظم "6/ 289"، سير أعلام النبلاء "15/ 37"، الميزان "1/ 156".(24/129)
أبو حامد بن الشَّرْقيّ النَّيْسابوريّ الحجّة الحافظ، تلميذ مسلم.
سمع: محمد بن يحيى، وأحمد بن يوسف، وأحمد بْن الأزهر، وأحمد بْن حفص بْن عبد الله، وعبد الله بن بِشر، وأبا حاتم، ومحمد بن إسحاق الصَّاغانيّ، وعبد الله بن محمد بن شاكر، وأحمد بن أبي عُرْوة، وعبد الله بن أبي مَسَرّة، وخلقًا.
وصنف "الصّحيح". وكان واحد عصره حفظًا وثقه ومعرفة.
حجّ مرّات.
قال السلمي: سألت الدارالقطني عن أبي حامد فقال: ثقة مأمون إمام.
قلت: ممّ تكلّم فيه ابن عقدة؟ فقال: سبُحان الله، تُرى يؤثّر فيه مثلُ كلامه؟ ولو كان بدل ابن عقدة يحيى بن مَعِين.
قلت: وأبو عليّ؟ قال: ومَن أبو عليّ حتّى يُسمع كلامُه فيِه.
وقال الخطيب: أبو حامد ثبت حافظ متقن.
وقال حمزة السَّهْميّ: سألت أبا بكر بن عَبْدان عن أبي عُقْدة إذا نقل حديثًا في الجرْح والتّعديل هل يقبل قوله؟ قال: لا يُقبل.
نظر إليه ابنُ خُزَيْمَة فقال: حياة أبي حامد تحجز بين النّاس وبين الكذب عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى عنه: أبو بكر محمد بن محمد الباغَنْديّ، وأبو العبّاس بن عُقْدة، وأبو أحمد العسّال، وأبو أحمد بن عدي، وأبو علي الحافظ، وزاهر بن أحمد، والحسن بن أحمد المخلّديّ، وأبو بكر محمد بن عبد الله الْجَوْزقيّ، وغيرهم.
وُلِد سنة أربعين ومائتين، وتُوُفّي في رمضان. وصلًى عليه أخوه عبد الله.
212 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عُبَيْد اللَّه1.
أَبُو الحسن التّمّار المقرئ.
حدَّث عن: يحيى بن مَعِين، وعثمان بن أبي شَيْبَة.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 52، 53"، ميزان الاعتدال "1/ 142"، لسان الميزان "1/ 274".(24/130)
وعنه: ابن شاذان، وعمر الكتاني.
وكان غير ثقة.
قال الخطيب: بقي إلى هذا العام، وزعم أنه وُلِد سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين.
213 - أحمد بن محمد بن موسى بن أبي عطاء1.
أبو بَكْر القرشي، مولاهم الدّمشقيّ المفسر.
روى عن: بكار بْن قتيبة، وعبد الله بن الحُسين المَصّيصيّ، ووريزة بن محمد.
وعنه: أبو هاشم المؤدّب، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وغيّرهما.
214 - أحمد بن محمد بن يزيد2.
أبو الحسن الزعفراني.
بغدادي ثقة.
روى عن: أحمد بن محمد بن سعيد التّبعيّ، ومحمود بن علْقمة المَرْوَزِيّ.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين.
215 - إبراهيم، يُعرف بنهشل، بن دارم3.
أبو إسحاق. بغداديّ، ثقة.
سمع: عَمْر بن شَبّة، وعليّ بن حرب.
وعنه: ابن المظفّر، والدَّارَقُطْنيّ، وعمر الكتّانيّ، وغيرهم.
216 - إبراهيم بن محمد بن يعقوب4.
أبو إسحاق الهمداني البزار الأنماطي الحافظ بن ممّوس.
سمع: أزهر بن ديزيل، ويحيى بن أبي طالب، وأبا قلابة، وخلقًا كثيرًا.
__________
1 طبقات المفسرين للسيوطي "6".
2 تاريخ بغداد "5/ 121".
3 تاريخ بغداد "6/ 71".
4 تذكرة الحفاظ "3/ 838".(24/131)
روى عنه: صالح بن أحمد الحافظ، وأبو حاتم بن حبّان، وأحمد بن إبراهيم العَبْقسيّ، وآخرون.
وكان ثقة واسع الرحلة.
رحل إلى الحجاز، والشّام، والعراق، ومصر، واليمن.
وله أفراد وغرائب.
تُوُفّي في هذا العام.
217 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مُوسَى بْنِ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الله بْن عَبَّاس الهاشمي1.
أبو إسحاق البغداديّ راوي "الموطأ" عن أبي مُصْعَب.
سمع: أبا مُصْعَب الزُّهْريّ بالمدينة، وأبا سعيد الأشجّ، والحسين بن الحسن المَرْوَزِيّ، ومحمد بن الوليد البُسْريّ، وعُبَيْد بن أبي أسباط، وجماعة.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وابن المقرئ، وطائفة آخرهم ابن الصَّلْت المجبّر شيخ البانياسيّ.
وكان أبوه أمير الحاجّ في زمان المتوكّل غير مرّة، فأخذ معه إبراهيم وأسمعه من أبي مُصْعَب.
قال الدَّارَقُطْنيّ: سمعتُ القاضي محمد بن عليّ ابن أم شيبان يقول: رأيت على ظهر "الموطأ" المسموع من أبي مُصْعَب فرأيت السَّماعَ على ظهره سماعًا صحيحًا قديمًا: سمع الأمير عبد الصّمد بن موسى الهاشميّ وابنه إبراهيم.
وقال حمزة السهمي: سمعتُ أبا الحسن بن لؤلؤ يقول: رحلت إلى سامرّاء، إلى إبراهيم عن عبد الصّمد لأسمع "الموطأ" فلم أرَ له أصلًا صحيحًا، فتركت ولم أسمع.
تُوُفّي بسامرّاء في أوّل المحرَّم هذه السنة.
218 - إسماعيل بن عبد الواحد2.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 137، 138"، سير أعلام النبلاء "15/ 71 - 73"، ميزان الاعتدال "1/ 46".
2 الولاة والقضاة للكندي "484، 485".(24/132)
أبو هاشم الرَّبعيّ المقدسيّ الشّافعيّ القاضي.
ولي قضاء مصر نحوًا من شهرين في سنة إحدى وعشرين، ثمّ أصابه فالج وتحوَّل إلى الرملة فمات بها في هذا العام.
وكان من كبار الشّافعيّة، وكان جبّارًا ظلومًا، ولم تَطُل ولايته.
"حرف الجيم":
219 - جعفر بن محمد1.
أبو الفضل القافلائيّ.
عن: أحمد بن الوليد الفحّام، ومحمد بن إسحاق الصَّغانيّ.
وعنه: ابن المظفّر، وابن شاهين، والقّواس.
ثقة.
220 - جعفر بن محمد بن عبدويه البرائي2.
عن: محمد بن الوليد البُسْريّ، وحفص الرّباليّ، وجماعة.
وعنه: ابن شاهين، والمُعَافَى بن زكريّا، وعبد الله بن عثمانٍ الصّفّار.
وكان ثقة.
"حرف الحاء":
221 - الحسن بن آدم.
أبو القاسم العسقلانيّ نزيل مصر.
روى عن: أحمد بن أبي الخناجر.
قال ابن يونس: كان ثقة، يتولّى عملات مصر.
وتُوُفّي بالفيوم في شوّال منها.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 219".
2 تاريخ بغداد "7/ 220".(24/133)
222- الحسن بن عليّ بن زيد بن حُمَيْد العبّاسيّ1.
مولاهم.
عن: الفلّاس، وحَجّاج الشّاعر.
من أهل سامراء.
وروى عن: أبي هاشم الرفاعي، وطبقتهم.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن بَطّة، وأبو القاسم بن الثّلّاج.
محله الصِّدق.
مات في المحرَّم؛ وقيل: مات سنة ستٍّ.
223 - الحُسين بن محمد بن زنجيّ2.
أبو عبد الله البغداديّ الدّباغ.
حدَّث عن: سَلْم بن جُنَادة، وأبي عتبة الحمصيّ، والحسين بن أبي زيد الدباغ.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين.
تُوُفّي في رجب.
قال أبو القاسم الأبندوني: لا بأس به.
"حرف الخاء":
224 - الخضر بن محمد بن غَوْث3.
المدعو بغُويث.
أبو بكر التنوخي الدمشقي، نزيل عكا.
روى عن: الربيع المراديّ، وبحر بن نَصْر، وإبراهيم بن مرزوق.
وعنه: أبو سليمان بن زَبْر، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وابن جُمَيْع، وآخرون.
توفي في ذي القعدة.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 384".
2 تاريخ بغداد "8/ 97".
3 الأنساب "1396"، تاريخ دمشق "5/ 168".(24/134)
"حرف السين":
225 - سعيد بن جابر بن موسى1.
أبو عثمانٍ الكَلاعيّ الإشبيليّ.
سمع: محمد بن جُنَادة بإشبيلية، وعُبَيْد الله بن يحيى بقُرْطُبة، وأحمد بن شعيب النَّسائي بمصر فأكثر عنه، وأبي يعقوب إسحاق المنجنيقيّ، وعبد الله بْن محمد بْن عليّ الباجيّ، وأحمد بن عُبادة.
وكان يُنسب إلى الكذب.
قال ابن الفَرَضيّ: ولم يكن إن شاء الله كذّابًا. رأيت كثيرًا من أصوله تدلّ على صِدْقه وورعه في السَّماع.
وكان محمد بن قاسم بن محمد يُثْني عليه.
226 - سعدون بن أحمد2.
أبو عثمانٍ الخَولانيّ المغربيّ الرّجل الصّالح.
أدرك الفقيه سُحْنُون.
ثمّ سمع من الفقيه محمد بن سُحْنُون، وصحِب الصُّلحاء ورابطَ مدّة بقصر المنسْتِير.
قال القاضي عِياض: عاش مائة سنة.
227 - سيّد أبيه بن العاص3.
أبو عَمْر المراديّ الإشبيليّ الزاهد.
سمع من: عبيد الله بن يحيى، وسعيد بن حِميَر، ومحمد بن جُنَاده.
وكان الأغلب عليه علم القرآن وعبارة الرؤيا. وكان أحد العُبّاد المتبتّلين، منقطع القرين في وقته. عالي الصيت.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 166".
2 ترتيب المدارك "100، 102".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 193".(24/135)
يقال: كان مُجاب الدَّعوة.
روى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عليّ، وغيره. قاله الفَرَضيّ.
"حرف العين":
228 - عبد الله بن السَّريّ.
أبو عبد الرحمن الأسْتراباذيّ.
ثقة نبيل.
يروي عن: عمّار بن رجاء، والكَدِيميّ، وغيّرهما.
روى عنه: أبو جعفر المستغفريّ، وعبد الله بن عديّ.
وروى عنه أنّه حدَّث مرّةً بقول شُعبة: مَنْ كَتَبْتُ عَنْهُ حَدِيثًا فَأَنَا لَهُ عَبْدٌ.
فقال أبو عبد الرحمن: وأنا أقول مَن كَتب عني حديثًا فأنا له عبْدٌ.
229 - عبد الله بن محمد بن سفيان1.
أبو الحسن النَّحويّ الخزّاز.
له مصنَّفات في علوم القرآن. وصحِب إسماعيل القاضي.
وأخذ عن: المبرّد، وثعلب.
روى عنه: عيسى بن الجرّاح.
وورّخه الخطيب ووثقه.
230 - عبد الله بن محمود بن الفَرَج.
أبو عبد الرحمن الأصبهاني، خال أبي الشيخ.
حدث عن: أبي حاتم، وهلال بن العلاء، ومحمد بن النَّضْر بن حبيب الإصبهانيّ.
وعنه: أبو الشيخ، والحسين بن إسحاق بن إبراهيم، وابن المقرئ.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 123"، الكامل في التاريخ "8/ 339"، البداية والنهاية "11/ 188".(24/136)
231 - عَبْد الرَّحْمَن بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي هاشم.
أبو عمرو البخاري.
سمع: جده محمد بن أبي هاشم، وسعيد بن مسعود المروزي.
وعنه: محمد بن سعيد.
232 - عبد الرحمن بن القاسم بن حبيش التجيبي.
أبو القاسم المصري المالكي.
عارف باختلاف أشهب.
توفي في صفر.
وروى عن: مالك بن يحيى السُّوسيّ.
233 - عبد الرحمن بن محمد بن العبّاس1.
أبو بكر بن الدَّرَفْس الغسّانيّ الدّمشقيّ.
سمع: أباه، والعبّاس بن الوليد البيروتيّ، وأحمد بن مسعود المقدسيّ، وأبا زُرْعة النَّضْريّ.
وعنه: عليّ بن الحُسين الأَذَنيّ، وأبو سليمان بْن زبْر، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وأبو عليّ بن مُهَنّا الدّارانيّ، وآخرون.
234 - عبد الرحمن بن معْمر بن محمد.
أبو عَمْر الجوهريّ المصريّ، أخو كَهْمَس.
ثقة، سمع: يونس بن عبد الأعلى، وطبقته.
وتُوُفّي في المحرَّم.
235 - عُبيدون بن محمد بن فهد بن الحسن بن عليّ بن أٍسد الْجُهَنيّ2.
أبو الغمر الأندلسي.
__________
1 تاريخ دمشق "3/ 132".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 340".(24/137)
ولي قضاء الأندلس بقُرْطُبة يومًا واحدًا. وكان عالي الإسناد بناحيته.
يروي عَنْ: يونس بْن عَبْد الأعلى، وغيره.
236 - عثمانٍ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الحميد بْن يزيد1.
أبو عَمْرو القُرْطُبيّ، مولي بني أُمّية.
أكثر أيضًا عن: بقيّ بن مَخْلَد، وعن: إبراهيم بن قاسم، وكان فقيهًا مشاورًا متحريًا فاضلًا وقورًا.
وروى عنه: محمد بن محمد بن أبي دُلَيْم، وعبد الله بن محمد بن عليّ ووثَّقاه، وخالد بن سعْد.
ويُعرف بابن أبي زيد، وبابن بُرَيْر أيضًا، فإنّ جدَّه يزيد بن بُرَيْر.
237 - عدنان ابن الأمير أحمد بن طولون.
أبو معد.
روى عن: الربيع بن سليمان، وبكر بن سهل الدِّمْياطيّ.
وعنه: أبو هاشم المؤدب، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، ومحمد بن أحمد المفيد.
238 - عليّ بْن عَبْد الله بْن مبِشْر الواسطيّ.
في جُمَادَى الأولى.
ورّخه ابن قانع. وهذا أصح.
239 - عليّ بن عبد القادر بن أبي شيبة الكلاعيّ.
الأندلسيّ.
سمع: بقيّ بن مَخْلَد، ومحمد بن وضاح.
وكان فقيهًا بصيرًا بالفتيا، مالكيًا.
ورخه عِياض.
240 - عَمْر بن أحمد بن عليّ بن علك الجوهري2.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 304، 305".
2 تاريخ بغداد "11/ 227"، سير أعلام النبلاء "15/ 243، 245"، شذرات الذهب "2/ 307".(24/138)
أبو حفص.
سمع: سعيد بن مسعود المَرْوَزِيّ، وأحمد بن سيّار، وعبّاس الدُّوريّ، وخلقًا بَمْرو.
وحدَّث ببغداد.
وعنه: ابن المظفّر، وعيسى، وابن شاهين، والدَّارَقُطْنيّ.
وكان فقيهًا متقنًا.
"حرف الميم":
241 - محمد بن أحمد بن هارون العسكريّ1.
أبو بكر الفقيه.
كان يتفقّه لأبي ثور.
روى عن: الحُسين بن عَرَفَة، وإبراهيم بن الْجُنَيْد.
وعنه: أبو بكر الآجُرّيّ، والدَّارَقُطْنيّ، ووثقه، والمَرْزُبانيّ.
مات في شوال.
242 - محمد بن أحمد بن قَطَن بن خالد البغداديّ2.
أبو عيسى السَّمْسار.
سمع: الحسن بن عَرَفَة، وحميد بن الربيع، وعلي بن حرب.
وعنه: أبو الحسن الجراحيّ، والدَّارَقُطْنيّ، وأبو حفص الكتّانيّ، وأبو مسلم الكاتب.
وتوفي في ربيع الآخر.
وقد سمع منه ابن مجاهد مع تقدُّمه قراءة أبي عَمْرو -رضي الله عنه.
وقد روى عنه ابن جميع، لقيه بحلب.
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 369".
2 تاريخ بغداد "1/ 334".(24/139)
243 - محمد بن أحمد بن يوسف1.
أبو يوسف الْجَريريّ.
روى كتب المدائنيّ، عن أحمد بن الحارث، عنه.
روى عنه: ابن حَيُّوَيْه، وأبو بكر بن شاذان، والدَّارَقُطْنيّ، وعمر الكتّانيّ، وتُوُفّي في المحرَّم.
وهو شيخ من ولد جرير بْن عَبْد اللَّه -رَضِيَ اللَّه عَنْهُ.
244 - محمد بن أحمد بن محمد بن نافع.
أبو الحسن المصريّ الطّحّان.
يروي عن: يونس الصَّدَفيّ، ويزيد بن سنان القزاز.
وكان أعرج.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
245 - محمد بن أَحْمَد بن يحيى2.
أبو عبد الله القرطبي المعرف بالإشبيليّ، الزّاهد الزُّهري المؤدِّب.
روى عن: محمد بن وضّاح، وإبراهيم بن باز، وقاسم بن محمد.
وكان وقورًا دينا، حسن السَّمْت.
246 - محمد بن الحُسين بن مُعاذ الأستراباذيّ3.
كان ثقة بارعًا في الأدب، سمع من ابن قُتَيْبة أكثر تصانيفه.
ومن: عمّار بن رجاء، وأحمد بن مُلاعب البغداديّ، وابن عَوْف البُزُوريّ.
247 - محمد بن سهيل بن الفُضَيل الكاتب4.
سمع: الزُّبَيْر بن بكّار، وعمر بن شبة.
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 376".
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 44، 45".
3 تاريخ جرجان "437".
4 تاريخ بغداد "5/ 316".(24/140)
وعنه الدَّارَقُطْنيّ، وغيره.
وثقه الخطيب.
248- محمد بن عبد الرحمن بن محمد1.
أبو العبّاس الدّغُوليّ السَّرْخَسيّ الفقيه الحافظ.
إمام وقته بخُراسان.
سمع: الذُّهْليّ، وعبد الرحمن بن بِشْر، ومحمد بن إسماعيل الأحمسيّ، وطبقتهم بنيسابور، والعراق.
وعنه: أبو عليّ الحافظ، وأبو بكر الجوزقيّ، وجماعة.
قال أبو الوليد الفقيه: قيل لأبي العبّاس الدَّغُوليّ: لم لا تقنت في صلاة الفجر؟ فقال: لراحة الجسد، ومداراة الأهل والولد، وسنة أَهْل البلد.
وعن أبي أَحْمَد بْن عدي قَالَ: ما رَأَيْت مثل أبي الْعَبَّاس الدغولي.
وقال أبو بكر أحمد بن عليّ بن الحُسين الحافظ: خرجنا مع ابن خُزَيْمَة إلى سمرقند لتهنئة الأمير الشّهيد والتّعزية عن الأمير المّاضي أبي إبراهيم. فلمّا انَصْرفنا قلت لمحمد بن إسحاق: ما رأينا في سفرنا مثل أبي العبّاس الدَّغُوليّ.
فقال أبو بكر: ما رأيت أنا مثل أبي العبّاس.
وقال محمد بن العبّاس: قال الدَّغُوليّ: أربع مجلّدات لا تفارقني في السفر والحضر "كتاب المزني" و "كتاب العين" و "التاريخ" للبخاري و "كليلة ودِمْنَة".
249 - محمد بن الزّاهد أبي عثمانٍ سعيد بن إسماعيل الحِيريّ2.
أبو بكر النَّيْسابوريّ الحافظ الأديب الزّاهد الفقيه.
سمع: عليّ بْن الحَسَن الهلالي، ومحمد بْن عَبْد الوهّاب الفرّاء، وإسماعيل القاضي، ومحمد بن غالب تمتام، وبكر بن سهل الدمياطي، وأبو بكر أحمد الحاكم، وابنه أبو سعيد.
__________
1 سير أعلام النبلاء "14/ 557، 562"، تذكرة الحفاظ "3/ 823"، الوافي بالوفيات "3/ 226".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 258".(24/141)
وكان من المجاهدين في سبيل الله بالثَّغْر وبطَرَسوس.
تُوُفّي في المحرَّم.
250 - محمد بن عليّ بن الجارود1.
أبو بكر الإصبهانيّ.
محدَّث، ثقة، مكِثر.
سمع: يونس بن حبيب، وأحمد بن معاوية.
وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو بكر بن المقرئ، ومحمد بن عبد الرحمن بن مَخْلَد.
وروى عن: يحيى بن النَّضْر، عن أبي داود الطَّيالسيّ.
251 - محمد بن عِمران بن مهيار2.
أبو أحمد الصَّيْرفيّ.
سمع: حُميد بن الربيع، وعبد الله بن علي بن المديني.
وعنه: ابن حيويه، وعبد الله بن عثمان الصفار.
وثقه الدَّارَقُطْنيّ.
252 - محمد بن محمد بن إسحاق بن يحيى3.
العلامة أبو الطيب ابن الوشاء، البغدادي النحوي الإخباري.
أخذ عن: ثعلب، والمبرّد.
وبرع في فنون الأدب. وألف كُتُبًا كثيرة منها: "الجامع في النحو"، وكتاب "المذكر والمؤنث"، وكتاب "خلق الإنسان"، وكتاب "السلوان"، وكتاب "سلسلة الذَّهَب"، وكتاب "حدود الظرف"، وغير ذلك.
توفي هذا العام.
__________
1 أخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 249".
2 تاريخ بغداد "3/ 134".
3 تاريخ بغداد "1/ 253، 254"، المنتظم "6/ 290، 291"، البداية والنهاية "11/ 188".(24/142)
253 - محمد بن المسور بن عَمْر بن محمد الأندلسي1.
مولى بني هاشم.
يروي عن: محمد بن وضاح، ومحمد الخشني.
وكان ثقة حافظا للفقه، مشاورا في الأحكام، زاهدا.
254- محمد بن المعلى الشونيزي2.
أبو عبد الله.
سمع: يعقوب الدورقي، وجماعة.
وعنه: أبو حفص الزيات، وأبو بكر بن شاذان.
وقد قرأ على محمد بن غالب صاحب شجاع البلخي.
قرأ عليه: أحمد بن محمد العجلي، وعبد الغفار الحُصَينيّ، وأبو بكر الشذائي، وغيرهم.
255- محمد بن هاشم بن محمد بن عَمْر.
العلّامة أبو الفضل القُرْطُبيّ، مولى آل العبّاس.
ثقة ضابط.
يروي عن: ابن وضّاح، وابن باز.
وكان فقيهًا بصيرًا بالأقضية.
256 - مسرور بن يعقوب القلوسيّ.
عن: عليّ بن حرب، وغيره.
وعن محمد بْن جعفر زَوْج الحُرَّةِ، وابن شاهين.
وكان صدوقًا.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 44".
2 تاريخ بغداد "3/ 309".(24/143)
257 - محمد بن أبي الأزهر مزيد بن محمود1.
أبو بكر الخُزَاعيّ البغداديّ.
حدَّث عن: لُوَيْن، وأبي كُرَيِب، وإسحاق بن أبي إسرائيل، والزّبير بن بكّار.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وأبو بكر بن شاذان، والمُعَافَى الجريريّ، وغيرهم.
قال محمد بن عِمران المَرْزُبانيّ: كان كذابًا. كذّبه أصحاب الحديث.
258 - مكّيّ بن عَبْدان بن محمد بن بكر بن مسلم2.
أبو حاتم التّميميّ النَّيْسابوريّ.
سمع: عبد الله بن هاشم، ومحمد بن يحيى، وأحمد بْن حفص بْن عَبْد اللَّه، وأحمد بن يوسف السُّلَميّ، وعمار بن رجاء، ومسلم بن الحَجّاج.
وعنه: أبو عليّ بن الصّوّاف، وعليّ بن عَمْر الحربِيّ، وأبو أحمد الحاكم، وأبو بكر محمد بن عبد الله الْجَوْزقيّ، وآخرون مِن أهل نيْسابور وبغداد.
قال أبو عليّ الحافظ: هو ثقة مأمون مقَدَّم على أقرانه المشايخ.
وقال الحاكم: مولده سنة اثنتين وأربعين ومائتين، وتُوُفّي في جُمَادَى الآخرة سنة خمسٍ.
وصلّى عليه أبو حامد بن الشّرقيّ.
وقد حدَّث عنه ابن عُقْده الحافظ إجازة.
أخبرنا ابن أبي عصرون، أنا أبو رَوْح، أنا زاهر، أنبا عبد الرحمن بن عليّ التّاجر، أنبا أبو زكريّا يحيى بن إسماعيل سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، أنبا مكي بن عَبدان، ثنا أحمد بن الأزهر، ثنا أبو أُسامه، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: كنّا نصليّ مع عبد الله الجمعة ثمّ نرجع نقيل.
259 - موسى بن عُبَيْد الله بن يحيى بن خاقان3.
أبو مزاحم المقرئ المحدث ابن وزير المتوكل.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 288"، ميزان الاعتدال "4/ 35"، لسان الميزان "5/ 377، 378".
2 تاريخ بغداد "13/ 119، 120"، سير أعلام النبلاء "15/ 70، 71"، شذرات الذهب "2/ 307".
3 تاريخ بغداد "13/ 59"، سير أعلام النبلاء "15/ 94، 95"، النجوم الزاهرة "3/ 261".(24/144)
سمع: عباس بن محمد الدوري، وأبو بكر المَرُّوذيّ، وأبا قِلابة الرَّقاشيّ، وغيرهم.
وعنه: أبو بكر الآجُرِّيّ، وعبد الواحد بن أبي هاشم المقرئ، والمُعَافَى الْجَريريّ، وأبو عُمَر بْن حَيَّوَيْه، وأبو حفص بْن شاهين.
وكان متبحّرًا في حرف الكِسائيّ، تلا به على: الحسن بن عبد الوهّاب صاحب الدُّوريّ.
قرأ عليه الكبار: أَحْمَد بْن نصر الشّذَائيّ، ومحمد بْن أَحْمَد الشَّنَبُوذيّ، وغيّرهما.
وكان من جلّة العلمّاء.
قال الخطيب: كان ثقة من أهل السنة.
مات رحمه الله في ذي الحجّة.
قلت: سمعتُ قصيدته في التّجويد بعُلُوّ.
"حرف النون":
260- نهشل بن دارم1.
عن: علي بن حرب.
وعنه: ابن شاهين، وعمر الكتّانيّ.
وثقه الخطيب.
"حرف الياء":
261 - يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن يحيى بن إبراهيم البغداديّ2.
أبو القاسم العطّار.
سمع: محمد بن أبي مذْعُور، والحسن بن عَرَفَة، والزعفراني.
__________
1 تاريخ بغداد "13/ 455".
2 تاريخ بغداد "14/ 234".(24/145)
وعنه: يوسف القوّاس، وعمر بن شاهين، وغيّرهما.
وثقه الخطيب.
"الكنى":
262 - أبو حامد بن الشرقيّ1.
هو أحمد بن محمد بن الحسن.
تقدَّم.
وفيات سنة ست وعشرين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
263 - أحمد بن حَمّ2.
أبو القاسم البلْخيّ الصّفّار.
في شوّال.
كان مِن أئمة الحنفيّة. عاش سبْعًا وثمانٍين سنة.
264- أحمد بن زياد بن محمد بن زياد3.
اللَّخْميّ القُرْطُبيّ أبو القاسم.
سمع: ابن الوضاح، وكان مختصًّا به، وإبراهيم بن باز.
وكان فاضلًا زاهدًا، تضعّف لقلّته رحمه الله.
265 - أحمد بن صالح.
أبو جعفر الخَولانيّ المصريّ.
نزيل دمياط.
__________
1 تقدم برقم "211".
2 تاريخ بغداد "2/ 55"، الطبقات السنية "1/ 454".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 32، 33".(24/146)
يروي عَنْ: يونس بْن عَبْد الأعلى، وغيره.
تُوُفّي في صفر.
266 - أحمد بن عامر بن محمد بن يعقوب1.
أبو الحسن الطّائيّ الدّمشقيّ.
روى عن: أبيه، والربيع بن سليمان، والنَّضْر بن عبد الله الحلوائي، وجماعة.
وعنه: أبو الحسن الرازي، وعبد الوهاب الكلابي.
267 - أحمد بن علي بن بيغجور2.
أبو بكر بن الإخشيد المتكلم المعتزلي.
روى في مصنفاته عن: أبي مسلم الكَجّيّ، وموسى بن إسحاق الْأَنْصَارِيّ، ومات كهلا في هذا العام.
قال الوزير أبو محمد بن حزم: رأيت لأبي بكر أحمد بن علي بن بيغجور المعروف بابن الإخشيد، أحد أركان المعتزلة، وكان أبوه من أبناء الملوك فرغانة الأتراك. وقد ولي أبوه الثغور، وكان أبو بكر يتفقه للشافعي، فرأيت له في بعض كتبه يقول: التّوبة هي الندم فقط وإن لم يَنْوِ مع ذلك ترك المراجعة لتلك الكبيرة. وهذا أشنع ما يكون من قول المرجئة. لأن كلّ مسلم نادم على ما يفعله من الكبائر.
قلت: ومن تلامذة أبي بكر هذا القاضي أبو الحسن محمد بن محمد بن عَمْرو النَّيْسابوريّ المعتزليّ الملقّب بالبِيض.
ورأيتُ له كتابًا حافلًا في نقل القرآن. وقد روى فيه عن جماعة وبحثَ فيه بحوثًا جيّدة.
عاش ستًا وخمسين سنة، أرّخه الخطيب.
وقد ارتحل إلى أبي خليفة الْجُمَحيّ.
268 - أحمد بن محمد بن حسن بن قريش.
__________
1 الوافي بالوفيات "5/ 182".
2 تاريخ بغداد "4/ 309"، سير أعلام النبلاء "15/ 217، 218"، لسان الميزان "1/ 231".(24/147)
أبو نَصْر المّاهينانيّ المَرْوَزِيّ.
في ربيع الأوَّل.
269 - أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الفضل1.
أبو الفتح الهاشميّ العبّاسي.
حدَّث في هذا العام عن: ابن عَرَفَة، وعَبّاد بن الوليد العَنَزِيّ.
وعنه: ابن الثلاج، وأبو القاسم بن الصيدلاني.
270 - أحمد بن محمد بن عبد الواحد2.
أبو الحسن المصري الكتاني، بتاء مثقلة.
روى عن: يونس بن عبد الأعلى، وعليّ بن زيد الفرائضي.
ورخه ابن يونس: وقال: لم يكن بذاك.
271 - أحمد بْن محمد بْن محمد بْن سليمان بْن الحارث3.
أبو ذَرّ الباغَنْديّ، واسطيّ الأصل بغداديّ الدّار.
سمع: عَمْر بن شَبَّة، وعُبَيْد الله بن سعْد الزُّهْريّ، وعليّ بن إشكاب، وسعْدان بن نَصْر.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، والمُعَافَى، وأبو حَفْص بن شاهين.
قال فيه الدَّارَقُطْنيّ: ما علمتُ إلا خيرًا وأصحابنا يُؤْثرونه على أبيه.
272 - أحمد بن موسى بن حمّاد.
أبو حامد النَّيْسابوريّ.
تُوُفّي في شعبان، وله مائة وسبع سنين أو نحو ذلك.
وهو آخر من سمع من محمد بن رافع، لكنه حلف أن لا يحدث.
__________
1 تاريخ بغداد "5، 43، 44".
2 المغني في الضعفاء "1/ 56، ميزان الاعتدال "1/ 151".
3 تاريخ بغداد "5/ 86"، سير أعلام النبلاء "15/ 268"، الوافي بالوفيات "8/ 125".(24/148)
273 - أحمد بن موسى.
أبو جعفر التُّونسيّ التّمّار.
فقيهٌ مناظر.
سمع: يحيى بن عَمْرو الفَرّان.
274 - إبراهيم بن داود القصّار1.
أبو إسحاق الرِّقّيّ الزّاهد.
من مشايخ الشّام.
عُمّر زمانًا، وصحب الكبار.
حكى عنه: إبراهيم بن المولّد، وغيره.
ومن كلامه: ما دام لأعراض الكَوْن في قلبك خطر فاعلم أنّه لا خطر لك عند الله.
وقال: التوكُّل السُّكُون إلى مضمون الحق.
275 - إبراهيم بن عبدوس.
وهو ابن عبد الله بن أحمد بن حفص الحرسيّ النَّيْسابوريّ الحِيريّ.
أبو إسحاق العدل.
سمع: محمد بْن يحيى، وأحمد بْن الأزهر، وعثمانٍ الدّارِميّ، وطائفة.
وعنه: أبو عليّ النَّيْسابوريّ، وأبو الطيب ربيع بن محمد الحاتميّ، وجماعة.
وهو من بيت العلم والجلالة.
ملت في جُمَادَى الأولى.
276 - أيّوب بن سليمان بن حَكَم بن عبد الله بن بلكايش بن آليان القوطي القرطبي2.
__________
1 حلية الأولياء "10/ 354".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 86، 87".(24/149)
أبو سليمان.
صحِب بقيّ بنَ مَخْلَد وأكثر عنه.
ورحل إلى العراق، فسمع من: إسماعيل بن إسحاق القاضي.
وكان مجتهدًا لا يرى التقليد.
وكان مع علمه شريفًا. وعلى يد جدّه أليان دخل الإسلام الأندلس.
روى عنه: ابنه سليمان.
"حرف الباء":
277 - بكر بن محمد بن إبراهيم بن زياد بن المواز.
الإسكندرانيّ، المالكي.
سمع أباه.
"حرف الجيم":
278 - جبلة بن محمد بن كُرَيْز بن سعيد بن قَتَادة الصَدَفيّ.
أبو قُمَامة.
رأى أبا شريك المَعَافِريّ.
وحدَّث عن: يونس، وعيسى بن مَثْرُود، وبحر بن نَصْر.
قال ابن يونس: سمعنا منه، وكان صدوقًا.
مات في شوّال.
279 - جعفر بن أحمد بن عبد السّلام.
أبو الفضل البزّاز.
يروي عن: يونس بْن عَبْد الأعلى، ويزيد بْن سِنان.
قال ابن يونس: ما علمت عليه إلا خيرًا.(24/150)
"حرف الحاء":
280 - الحسين بن روح بن بحر1.
أبو القاسم القيني أو القسي. وكذا صورته في "تاريخ يحيى بن أبي طي الغساني"، وخطه معلق سقيم.
ثم قال: هو الشّيخ الصالح أحد الأبواب لصاحب الأمر. نصّ عليه بالنيابة أبو جعفر محمد بن عثمانٍ بن سعيد العمري عنه، وجعله من أول من يدخل عليه حين جعل الشيعة طبقات. وقد خرج على يديه تواقيع كثيرة. فلمّا مات أبو جَعْفَر صارت النيابة إلى أبي القاسم. وجلس في الدّار ببغداد، وجلس حوله الشيعة، وخرج ذكاء الخادم ومعه عكّازه ومَدْرح وحُقّه، وقال: إنّ مولانا قال: إذا دفنني أبو القاسم وجلس، فسلَّمْ هذا إليه.
وإذا في الحُقّ خواتيمُ الأئمة. ثمّ قام في آخر اليوم ومعه طائفة. فدخل دار أبي جعفر محمد بن عليّ الشَّلْمَغَانيّ، وكثرت غاشيته، حتّى كان الأمراء يركبون إليه والوزراء والمعزولون عن الوزارة والأعيان.
وتوصف النّاس عقله وفهمه، فقال عليّ بن محمد الإياديّ، عن أبيه قَالَ: شاهدته يومًا وقد دخل عليه أبو عَمْر القاضي، فقال له أبو القاسم: صوابُ الرأي عند المشغف عبْرة عند المتورط، فلا يفعل القاضي ما عزم عليه.
فرأيتُ أبا عَمْر قد نظر إليه ثم قال: من أين لك هذا؟ قال له: إن كنت قلت لك ما عرفته، فمسألتي من أين لي؟ فضولٌ، وإن كنت لم تعرفه، فقد ظَفِرت بي.
فقبض أبو عَمْر على يديه وقال: لا، بل والله أؤخّرك ليومي ولِغَدي.
فلمّا خرج أبو عَمْر قال أبو القاسم: ما رأيت محجوجًا قطّ يلقى البرهان بنفاقٍ مثل هذا، لقد كاشفته بما لم أكاشفْ به أمثاله أبدًا.
ولم يزل أبو القاسم على مثل هذه الحال مدَّةً وافر الحُرْمة إلى أن ولي الوزارة حامد بن العبّاس، فَجَرت له معه خطوب يطول شرحها.
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 222- 224"، الوافي بالوفيات "12/ 366، 367"، لسان الميزان "2/ 283، 284".(24/151)
قيل: ثمّ ذكر ترجمته في ستّ ورقات، وكيف قُبِض عليه وسُجن خمسة أعوام، وكيف أُطْلِق لمّا خلعوا المقتدر من الحبس، فلمّا أُعيد إلى الخلافة شاوروه فيه فقال: دعوه، فبخطيّته جرى علينا ما جرى.
وبقيتْ حُرْمُته على ما كانت إلى أن توفيت في هذه السنة.
وقد كاد أمره أن يظهر ويستفحل، ولكنْ وَقَى الله شره.
ومما رموه به أنّه يكاتب القرامطة ليَقْدَمُوا ويحاصروا بغداد، وأنّ الأموال تُجْبَى إليه، وقد تلطّف في الذّبّ عن نفسه بعباراتٍ تدلُّ على رَزَانته ووفور عقله ودهائه وعلمه.
وكان يُفتي الشّيعة ويفيدهم. وله رتبة عظيمة بينهم.
281 - الحسن بن الضّحّاك بن مطر1.
سمع: عُجَيْف بن آدم، وعليّ بن النَّضْر الطَّواويسيّ.
وعنه: أبو بكر سليمان بن عثمانٍ، وغيره من أهل بُخَارى.
282 - الحسن بن عبد الله بن محمد.
أبو عبد الملك الأندلسيّ زونان.
سمع: عُبَيْد الله، وابن وضّاح.
وأمَّ بجامع قُرْطُبة رحمه اللَّه تعالى.
283 - الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن زيد2.
أبو محمد السّامريّ.
سمع: حَجّاج بن الشّاعر، ومحمد بن المُثَّني، وأبا حفص الفلّاس.
وعنه: أبو عبد الله بن بطّة، وأبو القاسم بن الثّلّاج، والدَّارَقُطْنيّ.
مستقيم الحديث.
مات سنة خمسٍ، وقيل: سنة ست وعشرين.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 11".
2 تاريخ بغداد "7/ 384".(24/152)
284 - حُميد بن محمد الشَّيْبانيّ.
أبو عَمْرو النَّيْسابوريّ.
رئيس نبيل.
سمع: السَّريّ بن خُزَيْمَة، ومحمد بن إسماعيل التِّرْمِذيّ، وإسماعيل القاضي.
وعنه: أبو سعيد بن أبي بكر، وعمر بن أحمد الزّاهد، وغيّرهما.
"حرف الشين":
285 - شعيب بن محمد بن عُبَيْد الله1.
أبو الفضل البغداديّ الكاتب.
سمع: عمر بن شبة، وعلي بن حرب.
وعنه: الدارقطني، وأبو الطاهر الذَّهَبيّ، وغيّرهما.
وكان ثقة.
"حرف العين":
286 - عبّاس بن أحمد بن محمد بن ربيعة2.
أبو الفضل بن الصّبّاغ السُّلَميّ الدّمشقيّ.
سمع: عِمران بن موسى الطرسوسي، والعباس البيروتي، وأحمد بن أصرم المعقلي.
وعنه: أبو هاشم عبد الجبار المؤدب، وعبد الوهّاب الكِلابيّ.
287 - عبّاس بن منصور بن العبّاس بن شداد3.
أبو الفضل الفرنداباذي. وفرنداباذ: قرية على باب نَيْسابور.
كان فقيهًا حنفيًا.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 246".
2 تاريخ دمشق "19/ 357، 358".
3 الأنساب لابن السمعاني "9/ 283".(24/153)
سمع: عتيق بن محمد، وأيّوب بن الحسن بن زاهد، وأحمد بن يوسف السُّلَميّ، والذُّهْليّ.
وعنه: أبو عليّ الحافظ، وأبو إسحاق المُزَكّيّ، والشيوخ.
288 - عبد الله بن العبّاس الشَّمْعيّ1.
أبو محمد الورّاق.
بغداديّ، يروي عن: عليّ بن حرب، وأحمد بن ملاعب.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، ويوسف القّواس، وابن شاهين.
289 - عبد الله بن محمد بن الحسن الكاتب.
عن: عليّ بن المَدِينيّ.
وعنه: أبو القاسم عبد الله بن الثّلّاج وحده، ولكنّ أبا القاسم متَّهم.
290 - عبد الله بن الهيثم بن خالد2.
أبو محمد الطّينيّ الخيّاط.
سمع: الحسن بن عَرَفَة، وأبا عُتْبَة أحمد بن الفَرَج الحمصيّ.
وعنه: يوسف القّواس، والدَّارَقُطْنيّ ووثقه.
291 - عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحَجّاج بْن رِشْدِين المِهْريّ3.
أبو محمد مصريّ ثقة. كان ينسخ للنّاس.
روى عن: سَلَمَةَ بن شبيب، والحارث بن مسكين، وأبي الطّاهر بن السَّرْح، والقدماء.
روى عنه: ابن يونس، والطَّبَرانيّ، وأبو بكر بن المقرئ، وأهل مصر والغرباء. وكان أسند من بقي.
تُوُفّي في الحرم من السنة عن سن عالية.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 37".
2 تاريخ بغداد "10/ 195".
3 سير أعلام النبلاء "15/ 239، 240"، شذرات الذهب "2/ 308".(24/154)
292 -عبد العزيز بن جعفر1.
أبو شَيبة الخوارزميّ ثمّ البغداديّ.
عن: الحسن بْن عَرَفَة، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، وحُمَيْد بن الربيع.
وعنه: القاضي الجراحيّ، وأبو الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وجماعة.
ورّخه الخطيب ووثَّقه.
293 - عَبْد بن محمد بن محمود بن مجاهد.
أبو بكر النَّسَفيّ المؤذّن الزّاهد.
سمع: عيسى بن أحمد العسقلانيّ، وأبا عيسى التِّرْمِذيّ، وطُفَيْل بن زيد.
وعنه: عبد المؤمن بن خَلَف، ومحمد بن زكريّا، وأهل نَسَف.
294 - عثمانٍ بن أبي الزِّنْباع رَوْح بن الفَرَج.
أبو عَمْرو.
يروي عن: والده، وجماعة.
تُوُفّي بدِمْياط في أول السنة.
قال ابن يونس: كتبتُ عنه، وكان ثقة صالحًا.
295 - عليّ بن جعفر بن مسافر التِّنيسيّ.
عن: أبيه.
وكان صحيح السَّماع.
296 - عليّ بن محمد بن أحمد بن الْجَهْم2.
أبو طالب الكاتب.
بغداديّ، ثقة، مشهور، أَضَرّ في آخر عمره، وكان أحد العلمّاء.
سمع: الحسن بن عَرَفَة، ومحمد بن المُثَنَّى، وعلي بن حرب.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 454".
2 تاريخ بغداد "12/ 71".(24/155)
وعنه: محمد بن المظفّر، والدَّارَقُطْنيّ، وأبو حفص بن شاهين.
تُوُفّي في آخر السنة، وله تسعون عامًا.
"حرف الميم":
297 - مَبْرمان النَّحْويّ1.
هو محمد بن عليّ بن إسماعيل، أبو بكر العسكريّ مصنِّف "شرح سِيبَوَيْه" ولم يُتمّه.
لقَّبة المبرّد: مبَرْمان، لكثرة سؤاله وملازمته له.
أفاد النّاس بالأهواز مدّة، وكان دنيّ النفس مَهِينًا، يلحّ في الطَّلب من تلامذته. وكان إذا أراد أن يذهب إلى منزله أحضر حمال طبليّة وقعد فيها وحمله، من غير عجزٍ به. وربّما بال على الحمّال، فيصيح ذاك الحمّال، فيقول: احسب أنّك حملت رأس غنم.
وربّما كان يتنقل بالتّمر، ويحدف النّاس من الطَّبليّة بالنوى.
أخذ عنه الكبار: كأبي سعيد السيرافيّ، وأبي عليّ الفارسيّ. وله كتاب "العيون"، وكتاب "علل النحو".
298 - محمد بن جعفر بن رُمَيْس القصْريّ2.
بغداديّ، وثقه الدَّارَقُطْنيّ وروى عنه.
يروي عن: الحسن بن محمد الزَّعْفرانيّ، وجماعة.
299 - محمد بن جعفر بن بشير.
أبو عبد الله البلخي.
توفي في رجب ببلخ.
__________
1 معجم الأدباء "18/ 254 - 257"، الوافي بالوفيات "4/ 108، 109"، بغية الوعاة "2/ 74، 75".
2 تاريخ بغداد "2/ 139".(24/156)
300 - محمد بن شريك بن محمد1.
أبو بكر الإسفرائينيّ.
سمع: الحارث بن أبي أُسامة.
301 - محمد بن عبد الله بن الحسين2.
أبو بكر البغداديّ العلّاف، المعروف بالمستعينيّ.
حدَّث عن: الحُسين بن عرفة، وعلي بن حرب.
وعنه: الدارقطني، والقواس، وعبد الله بن عثمان الصفار.
وقال الخطيب: ثقة.
توفي سنة خمسٍ، وقيل: سنة ستٍّ وعشرين.
302 - محمد بن القاسم بن زكريا3.
أبو عبد الله المحاربي الكوفي السوداني.
يروي عن: أبي كُرَيِب محمد بن العلاء، وهشام بن يونس، وحسين بن نَصْر بن مزاحم، وسُفْيان بن وكيع.
قال أبو الحسن بن حماد الحافظ: توفي في صفر. ما رؤي له أصل قط.
وحضرت مجلسه، وكان ابن سعيد يقرأ عليه كتاب النهي، عن حسين بن نصر بن مزاحم.
قال: وكان يؤمن بالرَّجعَة.
قلت: روى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الْجُعْفيّ، وأبو الحسن الدَّارَقُطْنيّ.
303 - محمد بن محمد بن إسحاق بن راهَوَيْهِ الحنظليّ4.
سكن بغداد، وتولّى بها القضاء نيابة في هذه السنة.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 355".
2 تاريخ بغداد "5/ 447".
3 سير أعلام النبلاء "15/ 73"، ميزان الاعتدال "4/ 14"، لسان الميزان "5/ 347".
4 تاريخ بغداد "3/ 215".(24/157)
وكان إمامًا عارفًا بمذهب مالك.
روى عن: محمد بن المغيرة الهَمَدانيّ.
وعنه: أبو الفضل الشَّيْبانيّ.
"حرف الهاء":
304 - هاني بن المنذر.
أبو ثُمامة الصَّدَفيّ الْمَصْرِيّ.
سمع: يونس بْن عَبْد الأعلى، وعيسى بن إبراهيم بن مَثْرُود.
وعنه: المصريّون.
وقد رأى أبا شريك يحيى بن يزيد.
"حرف الواو":
305 - الوليد بن محمد بن العبّاس بن الوليد بن الدَّرَفْس1.
سمع: أباه، وأبا أُميّة، الطَّرَسُوسيّ، والربيع بن سليمان.
وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأبو هاشم المؤدب، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وهو من بيت علم.
كنيته أبو العباس الدمشقي.
وفيات سنة سبع وعشرين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
306 - أحمد بن إبراهيم بن الخليل القزويني2.
جد أبي يعلى الخليلي.
__________
1 تاريخ دمشق "3/ 134".
2 التدوين في أخبار قزوين "2/ 134".(24/158)
سمع: محمد بن ماجة، وإبراهيم بن ديزيل.
وكتب "السُّنَن" عن ابن ماجة بيده.
307 - أحمد بن بِشْر بن محمد بن إسماعيل بن بِشْر التُّجَيْبيّ1.
أبو عَمْر الأندلسي ابن الأغبس القُرْطُبيّ اللُّغَويّ.
روى عن: محمد بن وضّاح، ومطرِّف بن قيس، والخشنيّ.
وكان شافعيّ المذهب، يميل إلى النّظَر والحُجّة رحمه الله.
روى عنه جماعة.
وكان بارعًا في اللُّغة، ثقة.
308 - أحمد بن سعيد بن مسعدة لأندلسي2.
من أهل مدينة وادي الحجارة.
تُوُفّي في ذي الحجّة كهلًا.
يروي عن: أحمد بن خالد الحبّاب، والمتأخّرين.
309 - أحمد بن عَبْد اللَّه بن أَبِي طَالِب3.
أَبُو عَمْر الأصبحيّ الأندلسي الفقيه، القاضي بالأندلس.
ولي قضاء قُرْطُبة بعد أحمد بن بَقِي.
قاله ابن الفرَضيّ مختصرًا.
310 - أحمد بن عثمانٍ بن أحمد4.
أبو الطَّيّب السَّمْسار. هو والد أبي حفص بن شاهين.
سمع: الرمادي، وعباسًا الدوري، وجماعة.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 33".
2 جذوة النفس للحميدي "125".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 34"، جذوة المقتبس "128".
4 تاريخ بغداد "4/ 298".(24/159)
وعنه: ولده، وابن سمعون.
وثقه الخطيب.
مات في رجب.
311 - أحمد بن عليّ بن عيسى بن مالك1.
أبو عبد الله الرّازيّ.
عن: موسى بن نَصْر، وأبي حاتم، ويحيى بن عَبْدك.
وعنه: أبو حفص الزيات، ويوسف القوّاس، وأبو القاسم بن الصيدلانيّ، وجماعة.
لا أعلم موته، لكنه حدَّث ببغداد في السّنة.
312 - أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن سَلْم2.
أبو الحسن المخرّميّ الكاتب.
سمع: الزُّبَيْر بن بكّار، والحسن بن محمد بن الصّبّاح، وعليّ بن حرب.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وأبو الحُسين بن سمعون الواعظ.
وكان ثقة.
313 - أحمد بن محمد بن سعيد بن موسى بن حُدير.
أبو عَمْر القُرْطُبيّ.
سمع: محمد بن وضّاح، وعبد الله بن مسرة.
وحجَّ سنة خمسٍ وسبعين ومائتين؛ وولي الوزارة والمظالم فَحُمِد.
314 - أحمد بن عثمانٍ بن أحمد بن شاهين البغداديّ3.
أبو عَمْر.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 309".
2 تاريخ بغداد "4/ 362".
3 تقدم برقم "310".(24/160)
روى عن: عباس الدوريّ، وأحمد بن منصور الرماديّ.
وعنه: ولده الحافظ أبو حفص بن شاهين، وأبو الحُسين بن سمعون.
وثقه الخطيب.
315- أحمد بْن محمد بْن إسماعيل1.
أبو بَكْر الآدمي المقرئ. المعمر المعروف بالحمزي، لأنه أقرأ النّاس دهرًا بحرف حمزة في جامع المدينة.
وحمل النّاس عنه لضبطه وزُهده وخيره، وهو أجلّ أصحاب أبي أيّوب سليمان بن يحيى الضَّبّيّ.
روى القراءة عنه عرضًا: محمد بن أشتة، وعبد الله بن الصَّقْر، ومحمد بن أحمد الشنبوذي، وعبد الله بن الحسين.
وقد سمع: الحسن بن عَرَفَة، والفضل بن سهْل الأعرج.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين.
وكان صالحًا ثقة عالمًا.
مات في ربيع الآخر وله تسعون سنة رحمه اللَّه.
316 - أحمد بْن محمد بْن الحُسين.
أبو الحُسين الخداشيّ النَّيْسابوريّ.
سمع: أحمد بن يوسف السُّلَميّ، والرّماديّ، وسعدان بن نَصْر، وأبا زُرْعة الحافظ.
وعنه: أبو عليّ الحافظ، وأبو الحُسين بن يعقوب الحَجّاجيّ.
317 - أَحْمَد بن أبي إدريس.
أبو بكر الإمام بحلب.
"تُوُفّي" في شهر صفر.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 389، 390"، تذكرة الحفاظ "3/ 831"، غاية النهاية "1/ 106".(24/161)
318 - أحمد بن يحيى بن عليّ بن يحيى بن المنجّم1.
أبو الحسن. من كبار المعتزلة، ببغداد رأسًا فيهم.
عمِّرَ؛ يقال: جاوز التّسعين.
حدث عن: أبيه، وعمَّيه أحمد وهارون.
319 - إبراهيم بن داود القُرْطُبيّ2.
سمع: محمد بن وضّاح، والخشنيّ.
تُوُفّي في غَزاة الخندق سنة سبعٍ وعشرين.
320 - إسحاق بن إبراهيم بن بيان، وقيل: بنان، النَّضْريّ الجوهريّ3.
سكن دمشق، وحدَّث عن: أبي أُميَّة، وسليمان بن سيف الحرّانيّ، والربيع بن سليمان المُراديّ.
وعنه: عليّ بن أَحْمَد بن ثابت، وأبو محمد بن ذَكْوان، وعبد الوهاب الكلابي، وآخرون.
321 - إسماعيل بن محمد الحَكَميّ.
عن: حنبل بن إسحاق.
وعنه: أبو أحمد بن عدي.
مات بأستراباذ في ربيع الأوّل.
"حرف الجيم":
322 - جحاف بن يُمْن الأندلسي الفقيه4.
قاضي بلنسية.
قُتِل في غزاة.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 215".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 16".
3 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 409".
4 تاريخ علماء الأندلس "1/ 103، 104".(24/162)
"حرف الحاء":
323 - حَجّاج بن أحمد بن حَجّاج.
أبو يزيد المَعَافِريّ الإسكندريّ.
سمع: محمد بن حمّاد الظّهرانيّ، وغيره.
تُوُفّي في شوّال.
324 - الحسن بن القاسم بن دُحَيْم عبد الرحمن بن إبراهيم الدّمشقيّ1.
القاضي أبو عليّ.
حدث عن: أبي أُميّة الطَّرَسُوسيّ، والعبّاس بن الوليد البيروتيّ، وجماعة.
وعنه: ابن المظفر، وأبو بكر بن المقرئ، وآخرون.
وكان إخباريًا علامة.
توفي بمصر في المحرم.
325 - الحُسين بن القاسم بن جعفر2.
أبو عليّ الكوكبي الكاتب، الإخباري، الأديب.
سمع: أبا بكر بن أبي الدُّنيا، وأحمد بن أبي خَيثْمة، وأبا العيناء.
وعنه: المُعَافَى الجريريّ، والدَّارَقُطْنيّ، وإسماعيل بن سُوَيْد.
قال الخطيب: ما علمت من حاله إلا خيرًا.
326 - الحسين ابن القاضي أبي زُرْعة محمد بن عثمانٍ الدّمشقيّ3.
أبو عبد الله قاضي دمشق وابن قاضيها.
ولي قضاء ديار مصر سنة أربعٍ وعشرين، وتُوُفّي يوم عيد الأضحى سنة سبعٍ بمصر. هذا ما قال فيه ابن عساكر.
__________
1تهذيب تاريخ دمشق "4/ 239"، سير أعلام النبلاء "11/ 190"، الوافي بالوفيات "12/ 203".
2 تاريخ بغداد "8/ 86".
3 الولاة والقضاة للكندي "487، 488".(24/163)
ولمّا غلب الإخشيد على ديار مصر أقامَ الحُسين في القضاء. وكان قضاء مصر إلى ابن أبي الشّوارب، وهو مقيم ببغداد فيستخلف من شاء. فكتبَ بالعهد إلى الحُسين، وركب بالسواد وقرء عهده.
واستناب الإمام أبا بكر بن الحداد شيخ ديار مصر.
وكان الحُسين كبير القدْر معظمًا، نقيبته بسيف ومِنطقة.
وكان ينفق على مائدته في الشهر أربعمائة دينار.
واتسعت ولايته، وجُمع له القضاء بمصر والشّام، فحكم على مصر، ودمشق، وحمص، والرملة، وكثرت نوابه. ولكن لم تمتد أيامه، وعاش ثلاثًا وأربعين سنة.
وكان كريمًا جوادًا عارفًا بالقضاء، منفذًا للأحكام.
"حرف الزاي":
327 - زريق بن عبد الله بن نصر1.
أبو أحمد المخرّميّ الدّلال.
سمع: عباسًا الدّوريّ، ومحمد بن عبد النور المقرئ، وأحمد بن عبد الجبّار العُطارِديّ.
وعنه: أبو القاسم بن الثّلّاج، والدَّارَقُطْنيّ، وأبو الحسن بن الجندي.
قال الدَّارَقُطْنيّ: لم يكن به بأس.
قيل: مات في رمضان.
"حرف السين":
328 - سُفيان بن محمد بن حاجب.
أبو الفضل النَّيْسابوريّ الجوهريّ.
سمع: أحمد بْن يوسف، ومحمد بن يزيد، وقَطَن بن إبراهيم النيسابوريّين، وأبا حاتم الرّازيّ، وأبا قلابة الرقاشي.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 496".(24/164)
وعنه: أبو عليّ الحافظ وانتقى له فوائد، وأبو بكر الْجَوْزقيّ، وأبو يَعْلَى حمزة بن عبد العزيز المهلبي، وآخرون.
"حرف العين":
329 - عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن محمود1.
رأس المعتزلة أبو القاسم الكعبيّ.
330 - عبد الله بن محمد الفارسي التّاجر.
حدَّث بأستراباذ عن: يعقوب بن سفيان الحافظ، وغيره.
وعنه: أبو جعغر المستغفريّ، وغيره.
331 - عبد الرحمن بن القاسم بن عبد الرحمن بن أبي صالح عبد الغفّار بن داود.
أبو مسلم الحرانيّ ثمّ المصريّ.
سمع: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، وبحر بن نَصْر بن سابق، وإبراهيم بن مرزوق، ومحمد بن إسماعيل الصّائغ بمكّة.
وعُنِي بالحديث.
تُوُفّي في شوّال.
وقلّ ما روى لأنه كان يمتنع.
332 - عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بْن إدريس بْن المُنْذِر بْن دَاوُد بن مهران2.
أبو محمد التّميميّ الحنّظليّ، وقيل: بل الحنظليّ فقط. وهي نسبة إلى درب حنظلة بالري، كان يسكنه والده.
هو الإمام ابن الإمام حافظ الرّيّ وابن حافظها. رحَلَ مع أبيه صغيرًا وبنفسه كبيرًا.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 384".
2 الكامل في التاريخ "8/ 358"، سير أعلام النبلاء "13/ 263- 269"، ميزان الاعتدال "2/ 587"، لسان الميزان "3/ 432".(24/165)
وسمع: أباه، وابن وَارة، وأبا زُرْعة، والحسين بن عَرَفَة، وأحمد بن سنان القطّان، وأبا سعيد الأشجّ، وعليّ بن المنذر الطّريقيّ، ويونس بن عبد الأعلى، وخلقًا كثيرًا بالحجاز، والشّام، ومصر، والعراق، والجبال، والجزيرة.
روى عنه: الحُسين بن عليّ حُسَينْك التّميميّ، ويوسف المَيَانجيّ، وأبو الشّيخ، وعليّ بن عبد العزيز بن مَرْدَك، وأحمد بن محمد بن الحُسين البصير، وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن أسد الفقيه، وأبو علي حمد بن عبد الله الإصبهانيّ، وإبراهيم وأحمد ابنا محمد بن عبد الله بن يزداد، وإبراهيم بن محمد النّصراباذيّ، وأبو سعيد عبد الله بن محمد الرازي، وعليّ بن محمد القصّار، وآخرون.
قال أبو يَعْلَى الخليليّ: أخذ علم أبيه وأبي زُرْعة، وكان بحرًا في العلوم ومعرفة الرّجال.
صنف في الفقه واختلاف الصّحابة والتّابعين وعُلمّاء الأمصار.
قال: وكان زاهدًا يُعدّ من الأبدال.
وقال يحيى بن منده: صنّف ابن أبي حاتم "المسند" في ألف جزء، وكتاب "الزهد"، وكتاب " الكنى"، و "الفوائد الكثيرة"، و "فوائد الرازيين"، وكتاب "مقدمة الجرح والتعديل"، وأشياء.
قلت: وله كتاب في "الجرح والتعديل" في عدة مجلدات تدل على سعة حفظ الرجل وإمامته. وله كتاب في "الرد على الجهمية" في مجلد كبير يدلّ على تبحره في السنة. وله تفسير كبير سائره آثار مسنده في أربع مجلدات كبار، قل أن يوجد مثله.
وقد صنف أبو الحُسين عليّ بن إبراهيم الرازي الخطيب المجاور بمكّة لأبي محمد ترجمة قال فيها: سمعتُ عليّ بن الحسن المصريّ ونحن في جنازة ابن أبي حاتم يقول: قلنسوة عبد الرحمن من السّماء. وما هو بعجبٍ، رجل منذ ثمانٍين سنة على وتيرةٍ واحدة، لم ينحرف عن الطّريق.
وسمعت عليّ بن أحمد الفرضي يقول: ما رأيت أحدًا ممن عرف عبد الرحمن بن أبي حاتم ذكر عنه جهالةً قط.
وسمعت عبّاس بن أحمد يقول: بلغني أن أبا حاتم قال: ومَن يَقّوَى على عبادة عبد الرحمن. لا أعرف لعبد الرحمن ذنبًا. سمعتُ ابن أبي حاتم يقول: لم يدعني(24/166)
أبي أشتغل في الحديث حتّى قرأت القرآن على الفضل بن شاذان الرازيّ ثمّ كتبت الحديث.
قال أبو الحسن: وكان عبد الرحمن قد كساه الله بهاء ونورًا يسر به من نظر إليه. سمعته يقول: أخرجني أبي، يعني رحلَ بي، سنة خمس وخمسين ومائتين وما احتلمت بعد، فلمّا أن بلغنا الليلة الّتي خرجنا فيها من المدينة نريد ذا الحلَيْفة احتلمتُ فحكيتُ لأبي، فَسُرّ بذلك رحمه الله، وحمدَ الله حيث أدركت حُجّة الإسلام.
وسمع عبد الرحمن في هذه السنة من محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ صاحب ابن عُيَيْنَة.
قال: وسمعت عليّ بن أحمد الخوارزميّ يقول: سمعتُ عبد الرحمن يقول: كنّا بمصر سبعة أشهر لم نأكل فيها مَرَقَةً، كلّ نهارنا مقسَّم لمجالس الشيوخ، وبالليل للنسخ والمقابلة. فأتينا يومًا أنا ورفيق لي شيخًا فقالوا: هو عليل. فرأينا في طريقنا سمكةً أعجبتنا.
قال: فاشتريناه، فلمّا صرنا إلى البيت حضر وقت مجلس بعض الشّيوخ ولم يُمكننا إصلاحه ومضينا إلى المجلس. فلم نزل حتّى أتى عليه ثلاثة أيام وكاد أن يتغير، فأكلناه نيًا، ولم يكن لنا فراغ أن نعطيه لمن يشويه.
ثمّ قال: لا يستطاع العلم براحة الجسد.
قال أبو الحسن: كان له ثلاث رحلات: رحلة مع أبيه سنة خمسٍ والسنة التي بعدها. ثمّ إنه حج مع محمد بن حماد الظهراني في الستين ومائتين.
ثمّ رحل بنفسه إلى السواحل، والشّام، ومصر، في سنة اثنتين وستين ومائتين. ثمّ إنه رحل إلى أصبهان، فأدرك يونس بن حبيب ونحوه في سنة أربعٍ وستّين.
سمعتُ أبا عبد الله القَزْوينيّ الواعظ يقول: إذا صليت مع عبد الرحمن فسلّم نفسك إليه يعمل بها ما يشاء.
ودخلنا يومًا على أبي محمد يغلّس في مرض موته، فكان على الفراش قائمًا يُصلّى، وركع فأطال الركوع.
وقال عَمْر بن إبراهيم الهَرَوِيّ الزّاهد: ثنا الحُسين بن أحمد الصّفّار: سمعتُ عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول: وقع عندنا الغلاء، فأنفذ بعض أصدقائي حبوبًا من(24/167)
أصبهان، فبعته بعشرين ألف درهم، وسألني أن أشتري له دارًا عندنا، فإذا نزل عندنا نزل فيها. فأنفقتها على الفقراء. فكتب إليّ: ما فعلت؟ قلت: اشتريت لك بها قصرًا في الجنّة.
قال: رضيتُ إن ضمِنْتَ ذلك لي، فتكتب على نفسك صَكًّا.
قال: ففعلتُ، فأريت في المنام، قد وَفَينا بما ضمْنَت، ولا تَعُد لمثل هذا.
وقال أبو الوليد سليمان بن خَلَف الباجي: عبد الرحمن بن أبي حاتم، ثقة حافظ. وقال أبو الربيع: محمد بن الفضل البلْخيّ: سمعتُ أبا بكر محمد بن مَهْرَوَيْه الرّازيّ: سمعتُ عليّ بْن الحُسين بْن الْجُنَيْد: سمعتُ يَحْيَى بن معين يقول: إن لَنَطْعن على أقوامٍ لعلهم حطوا رحالهم في الجنّة منذ أكثر من مائتي سنة.
قال ابن مهرويه: فدخلت على ابن أبي حاتم وهو يقرأ على النّاس كتاب "الجرح والتعديل" فحدثته بهذا، فبكى وارتعدت يداه حتّى سقط الكتاب. وجعل يبكي ويستعيدني الحكاية.
تُوُفّي رحمه الله في المحرَّم في عَشْر التسعين.
333 - عبد الرحمن محمد بن عصام أو عُصَيْم1.
أبو القاسم الْقُرَشِيّ، مولاهم الدّمشقيّ.
سمع: هشام بن عمّار.
وكان يسكن بباب الجابية.
روى عنه: أبو الحسين الرازيّ، ومحمد بن موسى السَّمْسار، وعبد المحسن بن عَمْر الصّفّار.
334 - عبد الرحيم بن محمد بن عبد الله بن مَخْلَد.
أَبُو القاسم المخلّديّ.
في ذي القعدة.
335 - عبد المؤمن بن حسن بن كردوس.
__________
1 تاريخ دمشق "23/ 352".(24/168)
أبو بكر المصريّ.
رجل صالح.
روى عن: الربيع المُراديّ، وغيره. قاله ابن يونس.
336 - عبد الواحد بن محمد بن سعيد.
أبو أحمد الأرغِيانيّ.
سمع: عبد الرحمن بن بِشْر بن الحَكَم، وأحمد بن سعيد الدّارميّ. وبالعراق: محمد بن إسماعيل الأحْمُسيّ، والرَّماديّ.
وعنه: أبو عليّ الحافظ، وأبو إسحاق المُزَكّيّ، وشيوخ نَيْسابور.
وقَعَ لي حديثه من رواية أبي بكر بن مِهران المقرئ، ومن رواية أبي بكر الْجَوْزَقيّ، عنه.
337 - عثمانٍ بن خطّاب بن عبد الله بن عوّام1.
أبو عَمْرو البَلَويّ المغربيّ الأشجّ المعروف بأبي الدّنيا الّذي ادعى أنّه سمع من أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، وأنّه، مُعَمَّر، وحدَّث عنه ببغداد.
فكتب عنه: محمد بن أحمد المفيد أحد الضُّعفاء، والحسن ابن أخي طاهر، وغيّرهما.
ليس بثقة والله ولا صادق.
وعلى قوله يكون قد عاش ثلاثمائة سنة أو أكثر.
338 - عليّ بن العبّاس النُّوبَخْتيّ الأديب2.
أحد مشايخ الكُتّاب الأعيان بمدينة السلام.
أخذ عن: البحتري، وابن الرومي.
وله شعر رائق.
تُوُفّي سنة سبعٍ عن سن عالية.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 297"، ميزان الاعتدال "3/ 33"، لسان الميزان "4/ 134 - 140".
2 معجم الأدباء "13/ 267، 268".(24/169)
339 - عليّ بن العبّاس الهَرَويّ ثمّ البغداديّ1.
سمع: الحسن بن محمد الزعفراني، وأحمد بن منصور الرماديّ.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، ويوسف القّواس.
340 - عَمْر بن أحمد الدُّرِّيّ2.
بغداديّ.
سمع: الحسن بن عَرَفَة، ومحمد بن الوليد البسريّ، ومحمد بْن عثمانٍ بن كرامة، ومحمد بن إسماعيل الحساني.
وعنه: ابن زنبور، والدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين.
وكان ثقة. تُوُفّي في ذي الحجّة.
341 - عَمْر بن حفص بن أحلُم بن مينا3.
أبو حفص البخاريَ.
روى عن: سهل بن المتوكّل، وحَمْدَوَيْه بن الخطّاب، ومحمد بن الضوء. وعبد الله بن عافية، وغيرهم.
وعنه: محمد بن بكر بن خَلَف، وسهل بن عثمانٍ بن سعيد.
ورّخه الأمير. وأحلُم: بضم اللام.
"حرف الفاء":
342 - الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن الفُرات4.
أبو الفتح بن حِنْزابة الكاتب. وحِنْزابة جارية رومية، وهي أُمّه، كان كاتبًا مجوّدًا ديِّنًا متألهًا.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 260".
2 تاريخ بغداد "11/ 229".
3 الإكمال لابن ماكولا "1/ 32، 33"، المشتبه في أسماء الرجال "1/ 13".
4 تكملة تاريخ الطبري "1/ 113"، الكامل في التاريخ "8/ 354"، سير أعلام النبلاء "14/ 479".(24/170)
وزر سنة عشرين وثلاثمائة للمقتدر، ثمّ ولاه الرّاضي جميع الشّام فسارَ إليها. ثمّ قلّده الرّاضي الوزارة، فقدم بغداد فرأى اضطراب الأمور واستيلاء محمد بن رائق على الدست. فأطمع ابن رائق في أن يحمل إليه أموالًا من مصر والشّام. وشخص إلى هناك، فمات بغزة كهلًا.
وتُوُفّي ابنه الوزير جعفر سنة إحدى وتسعين.
343- الفضل بْن الحسين.
أبو العبّاس الهَمَدانيّ الحافظ، ويُعرف بابن تازي.
ثقة.
أملى عن: إبراهيم بن ديزيل، ويحيى بن عبد الله الكرابيسيّ.
وعنه: صالح بن أحمد، والحسن بن علي بن بشار، والهمدانيون.
"حرف الميم":
344 - مُحَمَّد بْن أحمد بْن الْحُسَيْن بن عاصم.
أبو جعفر البوسنجي العاصمي.
في شهر ذي القعدة.
345 - محمد بن إبراهيم بن حمك القزويني الرزاز1.
سمع: أبا حاتم، ويحيى بن عبدك.
وكان ثقة.
روى عنه: جماعة ببلده.
346 - محمد بن بركة بن إبراهيم بن مرداج2.
أبو بكر اليحصبي القنسريني الحافظ، المعروف ببرداعس. سكن حلب، وروى بها عن: أحمد بن شيبان الرمليّ، ومحمد بن عوف، ويوسف بن سعيد ابن مسلم، وأبي أُميّة، وهلال بن العلاء، وجماعة كثيرة.
__________
1 التدوين في أخبار قزوين "1/ 141".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 81 - 83"، ميزان الاعتدال "3/ 489"، لسان الميزان "5/ 96".(24/171)
ورحل وأكثر.
روى عنه: عثمانٍ بن خُرَّزاذ وهو من شيوخه، وأبو بكر الرَّبَعيّ، وأبو سليمان بن زَبْر، وعبد الله بن عديّ، ويوسف المَيَانِجِيّ، وأبو بكر بن المقرئ، وعليّ بن محمد بن إسحاق الحلبي، وطائفة آخرها موتًا أبو بكر محمد بن أبي الحديد.
قال أبو أحمد الحاكم: رأيته حسن الحِفْظ.
وقال ابن ماكولا: كان حافظًا.
وأمّا حمزة السهمي فروى عن الدَّارَقُطْنيّ أنه ضعيف.
347- مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ بن البَتْلَهِيّ1.
الدّمشقيّ.
سمع من: جدّه.
روى عنه: أبو الحسين الرازي، وعبد الوهاب الكلابي.
348 - محمد بن جعفر بن محمد بن سهْل بن شاكر2.
أبو بكر السامرّيّ الخرائطيّ. مصنِّف "مكارم الأخلاق"، وغيرها.
سمع: عَمْر بن شَبَّة، والحسن بن عَرَفَة، وسعدان بن نَصْر، وسعدان بن يزيد، وحُمَيْد بن الربيع، وعليّ بن حرب، والرمادي، وأحمد بن بُدَيْل، وشعيب بن أيوب، وطبقتهم.
وعنه: أبو سليمان بن زَبرْ، وأبو عليّ بن مُهَنّا الدّارانيّ، ومحمد وأحمد ابنا موسى السَّمْسار، ويوسف المَيَانِجيّ، والكِلابيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن عثمانٍ بْن أَبِي الحديد، وآخرون.
قدِم دمشق سنة خمسٍ وعشرين، وتُوُفّي بعسقلان.
قال ابن ماكولا: صنف الكثير، وكان من الأعيان الثقات.
__________
1 تاريخ دمشق "37/ 243".
2 تاريخ بغداد "2/ 139، 140"، سير أعلام النبلاء "15/ 267، 268"، البداية والنهاية "11/ 190".(24/172)
قيل: تُوُفّي بيافا في ربيع الأوّل.
قال الخطيب: كان حسان الأخبار، مليح التصانيف.
349 - محمد بن جعفر بن نوح1.
أبو نعيم البغداديّ الحافظ.
نزل الرملة، وحدَّث بها عن: محمد بن شداد المسمعي، ومحمد بن يوسف الطّبّاع، وتَمْتام، وخلْق.
وعنه: محمد بن المظفّر، وابن المقرئ، وغيّرهما من الرّحّالة.
350 - محمد بن حَمْدَوَيْه المَرْوَزِيّ2.
قال الخطيب: قال الحاكم: تُوُفّي سنة سبعٍ وعشرين.
قال الخطيب: والصحيح سنة تسعٍ وعشرين.
351 - محمد بن صالح بن محمد الخَولانيّ المصريّ.
عن: الربيع، ويحيى بن نَصْر، وجماعة.
وكان ثقة من الصالحين.
352 - محمد بن عبد الله بن خليفة بن الجارود3.
أبو أحمد النَّيْسابوريّ الأحنف.
كان كثير الحديث والتصنيف، إلّا أنّ حُفّاظ نيسابور ليَّنة بعضهم.
سمع: محمد بن أشرس، والسريّ بن خُزَيْمَة.
وعنه: أبو أحمد الحاكم وكان يوثقه. وله حديث منكر تفرد به كأنه موضوع.
353 - محمد بن عليّ.
أبو بكر المصري العسكري الفقيه الشّافعيّ، مفتي عسكر مصر وعينهم.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 140".
2 تاريخ بغداد "5/ 232".
3 المغني في الضعفاء "2/ 602"، لسان الميزان "5/ 239".(24/173)
تفقه للشافعي وروى كُتُبه عن الربيع.
وحدَّث أيضًا عن: يونس بن عبد الأعلى، وطبقته.
مات في ربيع الأوّل. قاله أبو سعيد بن يونس.
354 - محمد بن عيسى بن موسى ين بلبل1.
أبو بكر السَّمْسار.
بغداديّ ثقة.
سمع: الحسن بن عَرَفَة، وزيد بن أخرم، ومحمد بن المثنى العَنَزِيّ.
وعنه: أبو حفص بن شاهين، وأبو الفضل الجوهريّ.
355 - محمد بن قاسم بْن محمد بن قاسم بْن محمد بْن سيار الأمويّ2.
مولاهم القُرْطُبيّ البيانيّ أبو عبد الله الحافظ.
سمع من: أبيه، وبقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح، وجماعة.
ورحل سنة أربعٍ وتسعين ومائتين، فسمع بالكوفة من: محمد بن عبد الله مُطَيَّن، ومحمد بن عثمانٍ بن أبي شَيْبَة.
وببغداد من: يوسف بن يعقوب القاضي.
وبالبصرة من: أبي الخليفة، وزكريا الساجي.
وبمصر من: النسائي، وطائفة.
قال أبو محمد الباجيّ: لم أدرك بقُرْطُبة من الشيوخ أكره حديثًا منه، وكان عالمًا ثقة، بارعًا في علم الوثائق.
تُوُفّي في ذي الحجّة من السنة.
وقد روى عنه خلق.
وسيعاد في سنة ثمانٍ.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 402".
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 46، 47".(24/174)
356 - محمد بن محمد بن مهديّ.
أبو الحُسين النَّيْسابوريّ، الصيدلاني المعدل.
سمع: قَطَن بن إبراهيم، ومحمد بن الْجَهْم السّمرّيّ، وعبد الله بن أبي مسرة، وإسحاق الدَّبَرِيّ، وطائفة.
وعنه: أبو عَمْرو بن حمدان، وأبو أحمد الحاكم.
تُوُفّي في رمضان.
357 - معاوية بن محمد بن قنينية الأزْديّ1.
أبو عبد الرحمن.
سكن الشّام، وسمع: أبا زُرْعة الدّمشقيّ، والحسن بن جرير الصُّوريّ، وجماعة.
وعنه: أبو هاشم المؤدب، وجماعة.
"حرف الياء":
358 - يزداد بن عبد الرحمن بن محمد المَرْوَزِيّ2.
ثمّ البغداديّ. الكاتب أبو محمد.
سمع: أبا سعيد الأشج، ومحمد بن المُثَنَّى.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، ويوسف القوّاس.
وكان ثقة.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
359 - يحيى بن زكريّا بن الشامة الأمويّ الأندلسيّ3.
المحدّث.
روى عن: خاله إبراهيم بن قاسم، ويحيى بن مزين.
__________
1 تاريخ دمشق "52/ 540، 541".
2 تاريخ بغداد "14/ 355".
3 تاريخ علماء الأندلس "2/ 189"، جذوة المقتبس "376".(24/175)
وعنه: أحمد بن مطرِّف، وغيره.
ولهم آخر اسمه:
360 - يحيى بن زكريّا بن عبد الملك الثَّقفيّ1.
ويُعرف بابن الشّامة.
مات قبل هذا. توفي سنة 274.
وفيات سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
361 - أحمد بن إسحاق بن إبراهيم2.
أبو بكر الخزاعي الملْحميّ البغداديّ القاضي.
سمع بدمشق من: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ.
وبالعراق من: الكُدَيْميّ، وطبقته.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وعمر الكتّانيّ، وجماعة من البغداديّين.
362 - أحمد بن بِشْر بن محمد بن إسماعيل3.
الإمام أبو الأعمش التُّجَيْبيّ القُرْطُبيّ.
سمع: ابن وضّاح، وطبقته.
وكان فقيهًا مجتهدًا علّامة رأسًا في اللُّغة والنَّحْو. أرّخه عِياض.
363 - أحمد بن عُبَيْد الله4.
أبو العباس الخصيبي الوزير.
__________
1 جذوة المقتبس للحميدي "376".
2 تاريخ بغداد "4/ 34".
3 تقدم برقم "307".
4 تكملة تاريخ الطيري "1/ 47، 49، 50"، سير أعلام النبلاء "15/ 292، 293".(24/176)
تُوُفّي هو والوزير أبو عليّ بن مقلة في شوّال. وقد ذكرنا من أخبارهما في حوادث السنين، سامحهما الله.
وقد وزر جدّه أحمد بن الخصيب للمنتصر. وكان هو أديبًا رئيسًا عاقلًا مليح الخطّ.
364 - أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَلَاءِ1.
أبو عبد الله الْجُوزْجَانِيُّ.
وُلِدَ سنة خمسٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ.
وَسَمِعَ: أَحْمَدَ بْنَ الْمِقْدَامِ، وَزِيَادَ بْنَ أَيُّوبَ، وَغَيْرَهُمَا.
وَعَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ، وَابْنُ شَاهِينَ، وَعُمَرُ الْكَتَّانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ شَيْخًا صَالِحًا، بَكَّاءً، ثِقَةً.
تُوُفِّيَ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ الْقَوَّاسُ، أَنَا ابْنُ الْحَرَسْتَانِيِّ، أَنَا جَمَالُ الْإِسْلَامِ، وَأَنَا ابْنُ طَلَّابٍ، أَنَا ابْنُ جُمَيْعٍ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، بْنُ أَبِي السَّفَرِ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَفْرَدَ الْحَجَّ"2.
365- أحمد بن محمد بن بِشْر بن يوسف بن مامَوَيْه3.
أبو الميمون القرشي الدّمشقيّ.
سمع: محمد بن إسماعيل بن عُلَيَّه بدمشق، والربيع المرادي بمصر.
وعنه: جماعة آخرها أبو بكر بن أبي الحديد.
مات في رجب رحمه الله.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 309، 310"، سير أعلام النبلاء "15/ 248، 249".
2 "حديث صحيح": أخرجه مسلم "1211"، وأبو داود "1777"، والترمذي "820"، والنسائي "2714"، وابن ماجه "2964"، والدارمي "1812"، وابن حبان في صحيحه "3934، 3935".
3 تهذيب تاريخ دمشق "1/ 454".(24/177)
366 - أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يحيى بن يزيد1.
أبو الدّحْداح التّميميّ الدّمشقيّ.
سمع: أباه، وموسى بن عامر، ومحمود بن خالد، ومحمد بن هاشم البَعْلَبَكّيّ، وعبد الوهّاب بن عبد الرحيم الأشجعيّ، وجماعة كبيرة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو بكر الرَّبعيّ وأبو بكر الأبْهريّ، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وعبد الوهاب الكِلابيّ، وأبو بكر بن أبي الحديد، وجماعة.
وكان يسكن بطرف العقيبة.
قال الخطيب: كان مليئًا بحديث الوليد بن مسلم، روى عن جماعة من أصحابه. قلت: وقع لنا أجزاء من حديثه.
تُوُفّي في المحرَّم، وقيل: فِي ذي القعدة.
367 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبد ربّه بن حبيب بن حُدير2.
أبو عمر الأُمويّ، مولى هشام ابن الدّاخل عبد الرحمن بن معاوية الأندلسي القُرْطُبيّ. صاحب كتاب "العِقْد" في الأخبار والآداب.
سمع: بَقِيّ بن مَخْلَد، ومحمد بن وضّاح.
روى عنه: العائذيّ، وغيره.
وُلِد سنة ستٍّ وأربعين ومائتين.
وكان أديب الأندلس وفصيحها. مدح ملوكَ الأندلس. وكان صدوقًا ثقة، متصونًا، ديِّنًا، رئيسًا.
وهو القائل:
الجسمُ في بلدٍ، والروحُ في بلدٍ ... يا وحشة الرَوْح، بل يا غربة الجسد
إن تبك عيناك لي يا من كلفت به ... من رحمةٍ فهما سهمان في كبدي
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "3/ 217"، سير أعلام النبلاء "15/ 268، 269"، تهذيب التهذيب "5/ 132".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 38"، سير أعلام النبلاء "15/ 283"، البداية والنهاية "11/ 193، 194".(24/178)
وله قصائد زهديات نظمها في آخر أيامه، ومنها:
ألا إنما الدنيا غضارة أيكةٍ ... إذا أخضر منها جانب جف جانب
هي الدار ما الآمال إلا فجائع ... عليها، ولا اللذات إلا مصائبُ
فكم سخنت بالأمس عين قريرة ... وقرت عيون دمعها اليوم ساكب
فلا تكتحل عيناك فيها بعبرةٍ ... على ذاهب منها فإنك ذاهب
وله:
وحاملة راحا على راحة اليد ... موردةٍ تسعى بلونٍ مورد
متى ما ترى الإبريق للكاس راكعا ... تصلى له من غير طهرٍ وتسجد
على ياسمين كاللجين ونرجسٍ ... كإفراط در في قضيب زبرجد
بتلك وهذه فاله يومك كله ... وعنها فسل لا تسأل النّاس عن غد
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ... وياتيك بالأخبار من لم تزود
وله:
يا ليلة ليس في ظلمّاتها نورٌ ... إلا وجوهٌ تضاهيها الدنانير
حور سقتني كأس الموت أعينها ... ماذا سقتني تلك الأعين الحور
إذا ابتسمن فدر الثغر منتظمٌ ... وإن نطقن فدر اللفظ منثور
خل الصبي عنك واختم بالتقى عملًا ... فإن خاتمة الأعمال تكفير
وله:
بيضاء مضمومة مقرطقة ... ينقد عن نهدها قراطقها
كأنما بات ناعما جذلا ... في جنة الخلد من يعانقها
أي شيء ألذ من أملٍ ... نالته معشوقةٌ وعاشقها
دعني أمت من هوى مخدرةٍ ... تعلق نفسي بها علائقها
من لم يمت غبطة يمت هرمًا ... للموت كاسٌ المرء ذائقها
تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.(24/179)
368 - أحمد بن محمد بن الحسن1.
أبو بكر الدَّيَنَوِريّ الضّرّاب.
حدَّث ببغداد عن: عَبْد الله بْن محمد بْن سِنان الرَّوْحيّ، ومحمد بن عبد العزيز الدَّيَنَوِريّ.
وعنه: عَمْر بن الزّيّات، وابن شاهين، ويوسف القّواس.
وثقه الخطيب.
369 - أحمد بن محمد بن عمار2.
أبو بكر البغداديّ القطّان سَبَنْك.
هو جدّ عُمَر بن محمد بن سنبك لأُمّهِ.
سمع: الحسن بن عَرَفَة، وشعيب بن أيّوب.
وعنه: سِبْطُه عُمر، والدَّارَقُطْنيّ ووثقه.
370 - أحمد بن معاوية.
أبو الحسين الكاغدي الرازيّ.
سمع: أبا زُرْعة، وسليمان بن داود القزّاز.
روى عنه: جماعة.
371 - أحمد بن محمد بن موسى.
أبو حامد النَّيْسابوريّ القلانِسيّ.
سمع: محمد بن يزيد، وإسحاق بن عبد الله بن رزين.
وعنه: عليّ بن عُمر النَّيْسابوريّ، وغيره.
372 - إبراهيم بْن محمد بْن إبراهيم بْن خلاد3.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 427".
2 تاريخ بغداد "5/ 75".
3 تاريخ بغداد "6/ 163".(24/180)
أبو إسحاق الأنماطي الهمداني.
عن: ابن ديزل.
وعنه: أبو القاسم بن الثّلّاج، وابن جُمَيْع، وغيّرهما.
حدَّث فِي هذه السنة، وانقطع خبره.
373 - إِبْرَاهِيم بْن محمد بْن قاسم بن هلال القُرْطُبيّ1.
سمع: عمه: إبراهيم بن قاسم، ومحمد بن وضّاح.
وكان متعبدًا، رحمه الله تعالى.
374 - إبراهيم بن ميمون بن إبراهيم.
أبو إسحاق الصّوّاف.
سمع: عليّ بن معْبد بن نوح الّذي روى النسائيّ، عن رجلٍ، عنه، ومحمد بن عَمْرو السُّوسيّ، وغير واحد.
375 - إسحاق بن محمد بن إسحاق2.
أبو عيسى النّاقد. من أهل بغداد.
سمع من: الحسن بن عَرَفَة.
روى عنه: أبو الحسن الجراحي، ويوسف الثّلّاج.
"حرف الحاء":
376 - حامد بن أحمد3.
أحمد المَرْوَزِيّ الحافظ، ويعرف بالزّيْديّ لجَمْعِه حديث زيد بن أبي أنيسة.
سكن طَرَسُوس، وانتقى على خَيْثَمَة.
وحدَّث عن: محمد بن حمدون المَرْوَزِيّ المتوفّي بعده بسنة.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 16".
2 تاريخ بغداد "6/ 397".
3 تاريخ بغداد "8/ 171، 172"، تذكرة الحفاظ "273، 274".(24/181)
روى عنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن جُمَيْع، وجماعة.
مات وله نيّفٍ وأربعون سنة.
377- حامد بْن أَحْمَد1.
أبو الحسين البزّاز.
عن: الرمادي.
مات سنة ثمانٍ أيضًا.
378 - حامد بن بلال بن حسن2.
أبو أحمد البخاريّ. راوي نسخة عيسى بن غُنْجار.
سمع: عيسى بن أحمد العسقلانيّ، وأسباط بن اليَسَع.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وعليّ بن عَمْر الحربيّ، وأبو حفص بن شاهين.
تُوُفّي في رجب.
فالحوامد الثلاثة في سنة.
379 - الحسن بن أحمد بن يزيد3.
أبو سعيد الإصْطَخْريّ شيخ الشّافعيّة.
سمع ببغداد: سعْدان بن نَصْر، وحفص بن عَمْرو الرباليّ، والرماديّ، وحنبل بن إسحاق.
وعنه: ابن المظفّر، والدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وأبو الحسن بن الْجُنْديّ، وغيرهم.
قال أبو إسحاق المَرْوَزِيّ: لمّا دخلت بغداد لم يكن بها من يستحق أن نَدْرُس عليه إلا ابن سُرَيْج وأبو سعيد الإصطَخريّ.
وقال الخطيب: ولي قضاء قُمّ. وقد ولي حسبه بغداد، فأحرق مكان الملاهي،
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 170".
2 تاريخ بغداد "8/ 170".
3 المنتظم "6/ 312"، سير أعلام النبلاء "15/ 250- 252"، البداية والنهاية "11/ 193".(24/182)
وكان ورِعًا زاهدًا متقلّلًا من الدّنيَا. وله تصانيف مفيده منها: كتاب "أدب القضاء" ليس لأحد مثله.
قلت: وكان من أصحاب الوجوه في المذهب.
وقيل: إنّ قميصه وعمامته وطيلسانه وسراويله كان من شقَّةٍ واحدة.
وعاش نيفًا وثمانٍين سنة.
وقد استقضاه المقتدر على سِجِسْتان.
وقد استفتاه المقتدر في الصابئين، فأفتاه بقتلهم لأنّهم يعبدون الكواكب. فعزمَ الخليفة على ذلك، حتّى جمعوا له مالًا كثيرًا.
مات الإصْطَخْريّ في جُمَادَى الآخرة، رحمه الله.
380 - الحسن بن إبراهيم1.
أبو محمد البغداديّ المقرئ ابن أخت أَبِي الآذان.
سمع: محمد بن أحمد بن أبي المثنى، وإبراهيم بن جبلة.
وروى عنه: الدَّارَقُطْنيّ ووثقه.
381 - الحسن بن يزيد بن يعقوب بن راشد.
أبو عليّ الهمْذانيّ الدّقاق.
سمع: إبراهيم بن ديزيل، ويحيى بن عبدك، وعليّ بن عبد العزيز البغويّ، وجماعة. ويعرف في بلده بعبدان.
روى عنه: صالح بن أحمد الحافظ، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو بكر أحمد بن عليّ بن لال، وجماعة.
وكان صدوقًا.
له ترجمة في "طبقات شِيرِوَيْه" هذا منها.
382 - الحسين بن محمد بن سعيد2.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 282".
2 معجم الشيوخ "254، 255"، تاريخ بغداد "8/ 97، 98".(24/183)
أبو عبد الله بن المُطبقيّ.
بغداديّ مُوثَّق.
سمع: خلاد بن أسلم، ومحمد بن منصور الطوسي، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، والربيع بن سليمان المرادي.
ويقال: إنه كان علويا لم يظهر نسبه.
قرأت على أبي حفص الطائي: أَنَا ابْنُ الْحَرَسْتَانِيُّ حُضُورًا، أَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْمُسْلِمِ، أنا أَبُو نَصْرِ بْنُ طَلابٍ، أنا محمد بن أحمد قال: تُوُفّي الحُسين بن سعيد، يعني المطبقي، ليومين بقيا من شوّال سنة 328.
383 - الحسين بن يزيد بن أسد بْن سعَيِد بْن كثير بْن عُفَيْر.
أبو علي المصري.
تُوُفّي في شوّال.
384 - حمزة بن الحُسين بن عَمْر1.
أبو عيسى السَّمْسار. بغداديّ، ثقة.
سمع: محمد بن أشكاب، والدقيقي، وابن وارة، وأحمد بن منصور الرمادي.
وعنه: أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق، وابن شاهين، وأبو الحُسين بن جميع.
وثقه الخطيب.
وقيل: إنما اسمه عَمْرو، ولقبه حمزة.
وقع لي حديثه بعُلُوّ.
"حرف الخاء":
385 - خير.
أبو صالح. مولى عبد الله بن يحيى التغلبي.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 181".(24/184)
سمع من: بكّار بن قُتَيْبة، وجماعة.
وكان أسود مَخْصِيًّا، ثقة، تقبله القضاة.
كتب عنه: ابن يونس ووثقه، وقال: تُوُفّي في رمضان.
"حرف الطاء":
386- الطيب بن العبّاس بن محمد بن المغيرة.
أبو الحُسين البغداديّ الجوهريّ.
سمع: الحسن بن محمد الزَّعْفرانيّ، وصالح بن أحمد بن حنبل، وعُبَيْد الله بن سعد بن إبراهيم.
وعنه: أبو عَمْر بن حَيُّوَيْه، والدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، والمَرْزبانيّ.
وكان ثقة.
تُوُفّي في رجب.
روى عنه ابن جميع.
"حرف العين":
387 - عَبْد اللَّه بن سُلَيْمَان بن عيسى1.
أبو محمد الوراق الفامي. بغداديّ، ثقة.
سمع: محمد بن مسلم بن وَارَةَ، وإبراهيم بن هانئ، وأحمد بن مُلاعِب، والعُطَارِديّ، وجماعة.
وعنه: يوسف القوّاس، وابن شاهين، وعبد الله بن عثمانٍ، وأبو الحسن بن جُمَيْع.
تُوُفّي فِي شوال.
388- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن.
أَبُو مُحَمَّد بْن الشرقي، أخو أبي حامد.
__________
1 معجم الشيوخ لابن جميع "302".(24/185)
كان أسن من أبي حامد.
سمع: الذُّهْليّ، وعَبْد اللَّه بْن هاشم، وعَبْد الرَّحْمَن بن بِشْر، وأحمد بن الأزهر، وأحمد بن يوسف، وأحمد بن منصور زاج.
وعنه: أحمد بن إسحاق الضُّبَعيّ، وأبو عليّ الحافظ، ويحيى بن إسماعيل الحربيّ، وعبد الله بن حامد الواعظ، وأبو الحسن المّاسرجسيّ، ومحمد بن أحمد بن عبدوس، ومحمد بن الحُسين الحسني.
قال الحاكم: تُوُفّي في ربيع الآخر، وله اثنتان وتسعون سنة. وقد رأيته: شيخ طُوال، أسمر، وله أُذُنان كأنهما مرَوْحتان، وأصحاب المحابر بين يديه، ولم أرزق السماع منه.
وكان أوحد وقته في معرفة الطّبّ. ولم يدع الشرب إلى أن مات. فذلك الّذي نقموا عليه. وكان أخوه لا يرى لهم السماع منه بذلك.
389 - عبد الله بن وهبان1.
أبو محمد البغداديّ.
حدَّث بمصر عن: عبد الله المخرّميّ، وأحمد بن الخليل البرجلاني، وعنه: الحسن بن زولاق، ومحمد بن الحُسين اليمني، وكان ثقة.
390 - عبد الرحمن بن إبراهيم.
أبو طاهر الحراني.
سمع: يزيد بن عبد الصّمد.
وعنه: أبو هاشم المؤدب.
391 - عَبْد الوَهَّاب بن مُحَمَّد بن عَبْد الوَهَّاب بن العبّاس بن ناصح الأندلسي2.
كان حافظًا لمذهب مالك، متصرفًا في اللغات والعربية، شاعرًا ماهرًا.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 182".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 284".(24/186)
392- عثمانٍ بن عَبْدَوَيْه بن عَمْرو1.
أبو عَمْرو البغداديّ البزاز الكيشي.
سمع: عليّ بن شعيب السَّمْسار، وابن المنادي، والحسن بن عليّ بن عفّان.
وعنه: عليّ بن أحمد بن عون، وغيره.
وثقه الخطيب.
393- عليّ بن أحمد بن الهيثم2.
أبو الحسن البغداديّ البزاز.
عن: عليّ بن حرب، وعباس الترقفيّ وجماعة.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، ويوسف القوّاس، وابن الثّلّاج.
ووثقه القوّاس.
394 - عليّ بن الحسن بن العبدة3.
أبو الحسن الوراق، صاحب أبي داود السِّجسْتانيّ، وراوي كتابه.
روى عنه: الدَّارَقُطْنيّ، والحسين بن محمد الكاتب، وابن الثّلّاج.
ورّخه ابن شاهين.
395 - عليّ بن شيبان بن بنان الجوهري.
نزيل دمشق.
روى عن: محمد بن عُبَيْد الله بن المنادي.
وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأحمد بن عُتْبَة الْجَوْبَريّ.
396 - عليّ بن محمد بن عَمْر بن أبان.
أبو الحسن الطّبريّ. قاضي أصبهان.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 299".
2 تاريخ بغداد "11/ 320".
3 تاريخ بغداد "11/ 382".(24/187)
كان رأسا في الفقه والحديث والتصوف.
خرج في آخر عمره فمات ببلاد الجبل.
يروي عن: محمد بن أيوب الرازيّ، وأبي خليفة، والقاسم بن الليث الرَّسْعَنيّ، وابن سلم المقدسي.
روى عنه: والد أبي نعيم، ومحمد بن أحمد بن حشنس، وأبو بكر بن المقرئ.
397 - عمر بن عصام الجراح البغداديّ1.
أبو حفص الحافظ.
روى يسيرًا عن: أحمد بن محمد القابوسيّ.
روى عنه ابن الثّلّاج.
398 - عُمَر ابن القاضي أبي عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الأزديّ2.
القاضي أبو الحُسين.
نابَ في القضاء عن أبيه، فلمّا تُوُفّي أبوه أقرَّ على القضاء. وكان إمامًا بارعًا في العلوم الإسلامية، كبير القدر عارفًا بمذهب مالك. صنَّف مسندًا متقنًا.
وسمع من جدّه أحاديث.
وقال إسماعيل بن سعيد المعدل: كان أبو عمر القاضي يقول: مازلت مُرَوَّعًا من مسألة تجيئني من السلطان، حتّى نشأ أبو الحسين.
تُوُفّي في شعبان.
"حرف الغين":
399 - غَيْلان بن زُفَر.
الفقيه أبو الهيذام المّازنيّ الشّافعيّ.
كانت له حلقة إشغال بدمشق.
كتب عنه والد تمام الرازي.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 229".
2 الكامل في التاريخ "8/ 364"، البداية والنهاية "11/ 194".(24/188)
"حرف القاف":
400 - القاسم بن أحمد بن الحارث بن شهاب.
أبو محمد المرادي المصريّ.
فِي صفر.
"حرف الميم":
401 - مُحَمَّدُ بْن أَحْمَد بن أيّوب بن الصَّلَت بن شَنَبُوذ1.
أبو الحسن المقرئ المشهور.
قرأ على: أبي حسان محمد بن أحمد العنزيّ، وإسماعيل بن عبد الله النَّحّاس، والُّزَبْير بن محمد بن عبد الله العمري المدني.
صاحب: قالون، وأحمد بن إسحاق الخزاعي، وقُنْبُل، وموسى بن جمهور، وهارون بن موسى الأخفش، وإدريس بن عبد الكريم، وأحمد بن محمد بن رشدين، وبكر بن سهل الدّمياطيّ، ومحمد بن شاذان الجوهريّ، ومحمد بن يحيى الكسائيّ الصّغير، وغيرهم.
وكان أسند من ابن مجاهد.
وقد سمع الحديث من: عبد الرحمن بن منصور الحارثي، وإسحاق الدبري، وبِشْر بن موسى، ومحمد بن الحُسين الحُنَيْنيّ، وجماعة.
وطوّف الأقاليم في طلب الكتاب والسنة، وحدَّث وأقرأ النّاس ببغداد واستقرّ بها.
فقرأ عليه: المُعَافَى بن زكريّا الْجَريريّ، وأبو بكر أحمد بن نَصْر الشّذائيّ، وأبو الفرج محمد بن أحمد الشنبوذيّ، وعليّ بن الحُسين الغضائريّ، وأبو الحُسين أحمد بن عبد الله.
وروى عنه: أبو الشّيخ، وأحمد بن الخضر الشّافعيّ، وأبو بكر بن الشاذان، وأبو حفص بن شاهين، وأبو سعد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري.
__________
1 أخبار أصبهان "1536"، تاريخ بغداد "1/ 280، 281"، سير أعلام النبلاء "15/ 264 - 266".(24/189)
وكان قد تخيَّر لنفسه شواذّ قراءات كان يقرأ بها في المحراب. ممّا يُروَى عن ابن مسعود وأُبَيّ بن كعب حتى فحش أمره.
قال إسماعيل الخطبي: فأنكر ذلك الناس فقبض عليه السلطان في سنة ثلاثٍ وعشرين، وحمل إلى دار الوزير ابن مقلة، وأحضر القضاة والفقهاء، فناظروه، فنصر فعله، فاستتر له الوزير عن ذلك، فأبى. فأنكر عليه جميعُ من حضَر، وأشاروا بعقوبته إلى أن يرجع. فأمر الوزير بتجريده وإقامته بين الهنبازَيْن، وضُرِب بالدِّرَّة نحو العشر ضربًا شديدًا، فاستغاث وأذَعَنَ بالرُّجوع والتَّوبة. فكُتِب عليه محضر بتوبته.
تُوُفّي رحمه الله في صفر.
قلت: وهو موثق النَّقْل. وقد احتج به أبو عُمَرو الدّانيّ، وأبو عليّ الأهوازيّ، وسائر المصنفين في القراءات. وإنما نُقم عليه رأيُه لا روايته. وهو مجتهدٌ فِي ذلك مخطئ، والله يعفو عنه ويسامحه. وقد فعل ما يسوغ فيه الاجتهاد. وذلك رواية عن مالك، وعن أحمد بن حنبل.
وكان رحمه الله يحطّ على ابن مجاهد ويقول: هذا العطشي لم تغبر قدماه في هذا العِلْم.
وقال محمد بن يوسف الحافظ: كان ابن شَنَبوذ إذا أتاه رجل يقرأ عليه قال: هل قرأت على ابن مجاهد؟ فإن قال: نعم. لم يُقْرِئْه.
قلت: هذا خلق مذموم يرتكبه بعض العلمّاء الْجُفاة.
ذكره ابن شنبوذ الحاكم في تاريخه، وأنه سمع من: الحسن بن عَرَفَة، وعليّ بن حرب، ومحمد بن عَوْف الطائيّ. كذا قال الحاكم. وما أحسبه أدرك هؤلاء. فلعلّ الحاكم وهِم في قوله إنّه سمع منهم.
402 - محمد بن إبراهيم بن عيسى1.
أبو بكر الكنانيّ القُرْطُبيّ، المعروف بابن حيونه.
سمع: محمد بن وضّاح، وإبراهيم بن باز، وقاسم بن محمد.
وكان حافظًا للفقه، مشاورًا، عظيم الوجاهة.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "47، 48".(24/190)
403 - محمد بن جعفر بن أحمد بن سليمّان بن إسحاق بن بكر بن مُضَر المصريّ.
مؤذن جامع مصر.
يروي عن: الربيع، وبكّار بن قُتَيْبة.
404 - محمد بن جعفر بن محمد بن هشام بن قسيم بن ملاس النُمَيْريّ1.
مولاهم، أبو العبّاس الدّمشقيّ المحدِّث.
روى عن: جدّه، وموسى بن عامر المُرِّيّ، ومحمد بن إسماعيل بن عليه، وشعيب بن شعيب بن إسحاق، وأبي إسحاق الجوزجاني، وخلق كثير من الشاميين.
روى عنه: أبو القاسم الطبراني، والحسن بن منير، وأبو علي بن مهنا، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر بن أبي الحديد، وآخرون. وكان أبو هـ وجده وأخو جده وابن عمّ أبيه وجماعة من أهل بيتهم محدثين.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
405 - محمد بن حامد بن إدريس.
أبو حفص الكرابيسيّ البخاريّ.
سمع من: عبد الصّمد بن الفضل البلْخيّ، وحمدان بن ذي النُّون.
وعنه: أحمد بن إبراهيم البلخي الحافظ.
406 - محمد بن الحسين بن محمد بن حاتم2.
أبو الحسين البغدادي، عرف أبوه بعبيد العجل.
روى عن: زكريّا بن يحيى المَرْوَزِيّ، وموسى بن هارون الطُّوسيّ.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وأبو بكر بن شاذان.
فيه لين.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 70"، تهذيب التهذيب "5/ 131".
2 تاريخ بغداد "2/ 240".(24/191)
407 -محمد بن سهْل بن هارون1.
أبو بكر العسكري.
سمع: حُمَيْد بن الربيع، والحسن بن عَرَفَة.
وعنه: أبو الحسن الجراحيّ، وطالب الأزدي، وأبو الحُسين بن جُمَيْع.
وكان ثقة.
عاش تسعين سنة.
وقع لي من عواليه من طريق ابن جُمَيْع.
تُوُفّي في رجب.
408 - محمد بن صابر بن كاتب.
أبو بكر البخاري المؤذن.
سمع: محمد بن الحُسين، ومُعاذ بن عبد الله الصرام، وجماعة.
وعنه: ابنه محمد، وإسحاق بن محمد بن حمدان الخطيب.
409 - محمد بن عبد الله2.
أبو جعفر البقلي.
بغداديّ، ثقة.
سمع: عليّ بن أشكاب، وأخاه محمدًا.
وعنه: ابن المظفّر، وأبو بكر الأبهريّ، والمُعَافَى الجريريّ، وغيرهم.
410 - محمد بن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد المؤمن بْن خالد3.
أبو عَمْرو الأزديّ المهلبي الجرجاني.
محدث ابن محمد.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 316"، تاريخ دمشق "22/ 302".
2 تاريخ بغداد "5/ 449".
3 تاريخ جرجان للسهمي "398".(24/192)
رحل إلى مصر وسمع من: يحيى بن عثمانٍ بن صالح، ويحيى بن أيوب، وجماعة من مشايخ مصر والشّام والعراق.
روى عنه: أبو بكر الإسماعيليّ، وغيره.
411 - محمد بن عبد الوهّاب بن عبد الرحمن بن عبد الوهّاب1.
أبو عليّ الثقفيّ النَّيْسابوريّ الزّاهد، الواعظ، الفقيه، من ولد الحَجّاج بن يوسف.
وُلد بقهستان سنة أربعٍ وأربعين ومائتين.
وسمع في كِبَره: محمد بن عبد الوهّاب الفرّاء، وموسى بن نَصْر الرّازيّ، وأحمد بن ملاعب البغداديّ، ومحمد بن الجهْم، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن إسحاق الصّبْغيّ، وأبو الوليد حسان بن محمد، وهما من طبقته، وأبو عليّ الحافظ، وأبو أحمد الحاكم، وجماعة.
وتُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
قال الحاكم: شهدت جنازته فلا أذكر أنّي رأيت بنيسابور مثل ذلك الجمع. وحضرتُ مجلس وعْظه وسمعته يقول: إنك أنت الوهّاب.
وقال شيخنا أبو بكر أحمد بن إسحاق: شمائل الصّحابة والتّابعين أخذها الإمام مالك عنهم، يعني، وأخذها عن مالك يحيى بن يحيى، وأخذها عنه محمد بن نصر المروزي، وأخذها عنه أبو عليّ الثقفيّ.
سمعتُ أبا الوليد الفقيه يقول: دخلت على ابن سُرَيْج ببغداد فسألني على مَن درست فقه الشّافعيّ؟ قلت: على أبي عليّ الثّقفيّ.
قال: لعلّك تعنى الحجّاجيّ الأزرق؟ قلت: بلى.
قال: ما جاءنا من خراسان أفقه منه.
سمعتُ أبا العبّاس الزاهد يقول: كان أبو عليّ الثقفيّ في عصره حُجّة الله على خلقه.
__________
1 الأنساب "3/ 135 - 137"، سير أعلام النبلاء "15/ 280 - 283"، شذرات الذهب "2/ 315".(24/193)
سمعتُ أبا بكر الصِّبْغيّ يقول: ما عرفنا الجدلّ والنَّظَر حتّى وَرَدَ أبو عليّ الثقفي من العراق.
وقال السلمي، لقي أبو عليّ أبا حفص النَّيْسابوريّ حمدون القصّار.
قال: وكان إمامًا في أكثر علوم الشَّرْع، مقدمًا في كل فنّ منه. عطل أكثر علومه واشتغل بعلم الصوفية، وقعد وتكلم عليهم أحسن الكلام في عيوب النفس وآفات الأفعال. ومع علمه وكماله خالف الإمام ابن خُزَيْمَة في مسائل منها: مسألة التّوفيق والخذلان، ومسألة الإيمان، ومسألة اللفظ بالقرآن. فأُلزم البيت. ولم يخرج منه إلى أن مات، وأصابه في ذلك الجلوس محن.
قال السلمي: وكان يقول: يا مَن باع كلّ شيء بلا شيء، واشترى لا شيء بكلّ شيء.
وقال: أفٍّ مِن أشغال الدّنيا إذا أقبلت، وأفٍّ من حَسَراتها إذا أَدْبرت. العاقل لا يركن إلى شيء، إن أقبل كان شغلًا، وإن أَدْبَر كان حسرةً.
وقال أبو بكر الرّازيّ: سمعت أبا علي يقول: هو ذا أنظر إلى طريق نجاتي مثل ما أنظر إلى الشّمس، وليس أخطو خطوة.
وكان أبو علي كثيرًا ما يتكلم في رؤية عيب الأفعال.
412 - محمد بن عليّ بن الحسن بن مقلة1.
أبو عليّ الوزير، صاحب الخطّ المنسوب.
ولي بعض أعمال فارس، وتنقلت به الأحوال حتّى وَزَرَ للمقتدر سنة ستّ عشرة، ثمّ قبض عليه بعد عامين وصادره وعاقبه ونفاه إلى فارس.
قال ابن النّجار: فأول تصرفٍ كان له وسنه إذ ذاك ستّ عشرة سنة، وذلك في سنة 288.
وقرَّر له كل شهر محمد بن داود بن الجرّاح ستة دنانير، ولمّا استعفى عليّ بن عيسى من الوزارة أشارَ على المقتدر بأبي عليّ، فوزر له، ثمّ نُفِي وسُجِن بشيراز.
__________
1 وفيات الأعيان "5/ 113"، سير أعلام النبلاء "15/ 224 - 230"، شذرات الذهب "2/ 310، 312".(24/194)
وقد حدَّث عن: أبي العبّاس ثعلب، وعن: ابن دُرَيْد.
روى عنه: ولده أحمد، وعمر بن محمد بن سيف، وأبو الفضل محمد بن الحسن بن المأمون، وعبد الله بن علي بن عيسى بن الجراح، ومحمد بن ثابت.
قال الصولي: ما رأيت وزيرًا منذ تُوُفّي القاسم بن عُبَيْد الله أحسن حركةً، ولا أظرف إشارةً، ولا أملح خطًا، ولا أكثر حِفظًا، ولا أسلط قلمًا، ولا أقصد بلاغة، ولا أأخذ بقلوب الخلفاء من محمد بن عليّ. وله بعد هذا كلَه عِلمٌ بالإعراب وحِفْظ للُّغة.
قلت: روى ابن مقلة عن ثعلب:
إذا ما تعيب النّاسَ عابوا فأكثروا ... عليك وأبدوا منك ما كنت تسترُ
فلا تَعْبنَ خلْقًا بما فيك مثله ... وكيف يعيب العُورَ مَن هو أعور
وقال أبو الفضل بن المأمون: أنشدنا أبو عليّ بن مقلة لنفسه:
إذا أتى الموتُ لميقاتِهِ ... فخلّ عن قول الأطبّاءِ
وإن مضى من أنت صبّ به ... فالصبر من فعْل الألِبّاء
ما مر شيءٌ ببني آدَمَ ... أمرُّ من فقد الأحِباءِ
وقال محمد بن إسماعيل الكاتب المعروف بزنجيّ قال: لمّا نكبَ أبو الحسن بن الفُرات أبا عليّ بن مقلة لم أدخل إليه إلى الحبْس ولا كاتبته خوفًا من ابن الفُرات، فلمّا طال أمره كتب إليَّ:
تُرى حُرّمتَ كُتُبُ الأخلّاء بينهم ... ابن لي، أمِ القِرْطاس أصبح غاليا؟
فما كان لو ساءلتنا كيفَ حالُنا ... وقد دَهَمَتْنا نكبةٌ هيَ ماهيا
صديقُك من راعاك عند مصيبةٍ ... وكُلٌّ تراهُ في الرّخاء مراعيا
فَهَبْكَ عدوّي لا صديقي، فربّما ... تكاد الأعادي يرحمون الأعاديا
وأنفذ في طيّ الورقة ورقةً إلى الوزير، فكانت: أمسكتُ أطال الله بقاء الوزير، عن الشَّكْوى حتّى تناهت البَلْوى، في النّفس والمّالْ، والجسم والحالْ، إلى ما فيه شفاء(24/195)
للمنتقمْ، وتقويم للمجترمْ، وحتّى أفضيت إلى الحيرة والتَّبَلَّدْ، وعيالي إلى الهتكَة والتَّلَدُّدْ1.
ولا أقول إنّ حالًا أتاها الوزير، أيده الله، في أمري، إلا بحق واجب، وظنٍّ غير كاذب، وعلى كل حال، فلي ذِمام وحُرْمة، وصُحْبة وخدْمة. إن كانت الإساءة أضاعتها، فرعاية الوزير، أيدّه الله، تحفظها ولا مَفْزَعٌ إلّا إلى الله ولُطْفهْ، ثمّ كَنَف الوزير وعَطْفه. فإن رأى أطال الله بقاءه أن يَلْحَظَ عبده بعين رأفته، وينعم بإحياء مُهْجته، وتخليصها من العذاب الشّديد، والْجَهْد الجهيد ويجعل له من معروفه نصيبًا، ومن البَلْوَى فرجًا قريبًا، فَعَلَ إن شاءَ الله.
ومن شعره:
لستُ ذا ذلةٍ إذا عضّني الده ... ر ولا شامخًا إذا واتاني
أنا نارٌ في مرتقى نفس الحا ... سد ماءٌ جارٍ مع الأخوانٍ
وروى الحُسين بن الحسن الواثقيّ، وكان يخدم في دار ابن مقلة مع حاجبه، أنّ فاكهة ابن مقلة لما ولي الوزارة الأولى كانت تُشْتَرى له في كلّ يوم جُمعة بخمسمائة دينار. وكان لابد له أن يشرب بعد الصّلاة من يوم الجمعة، ويصطبح يوم السبت.
وحكى أنّه رأى الشبكة التي كان أخرج فيها ابن مقلة الطيور الغريبة، قال: فعمد إلى مربع عظيم، فيه بستان عظيم عدّة جرْبان شجر بلا نخل، فقطع منه قطعة من زاوية كالشابورة، فكان مقدار ذلك جربين بشِباك إبْريسَم2 وعمل في الحائط بيوتًا تأوي إليها الطيور وتفرخ فيها، ثمّ أطلق فيها القماريّ، والدّباسيّ، والنقارط، والنوبيات، والشُّحْرور، والزِّرْياب، والهزار الببَّغ، والفواخت، والطيور التي من أقاصي البلاد من المصوتة، ومن المليحة الرّيش ممّا لا يَكسر بعضه بعضًا. فتوالدت ووقعَ بعضها على بعض. وتولدت بينها أجناس. ثمّ عمد إلى باقي الصحن فطرحَ فيه الطيور التي لا تطير، كالطواويس، والحجل، والبط، وعمل منطقة أقفاص فيها فاخر الطيور. وجعل من خلف البستان الغزلان، والنَّعام، والأَيْل، وحُمْر الوحش. ولكلّ صحن أبواب تنفتح إلى الصحن الآخر، فيرى من مجلسه سائر ذلك.
__________
1 التلدد: التلفت يمينا وشمالا من الحيرة.
2 الإبريسم: الحرير.(24/196)
وقال محمد بْن عَبْد المُلْك الهمْدانيّ في تاريخه إن أبا عليّ بن مقلة حين شرع في بناء داره، التي من جملتها البستان المعروف بالزاهر، على دجلة، جمع ستين منجمًا حتّى اختاروا له وقتًا لبنائه. فكتب إليه شاعرٌ:
قل لابن مقلة مهلًا لا تكن عجلًا ... واصبر فإنك في أضغاث أحلام
تبني بأنقاض دور النّاس مجتهدًا ... دارا ستهدم أيضًا بعد أيام
ما زلت تختار سعد المشتري لها ... فلم توق به من نحس بهرام
إن القرآن وبطليموس ما اجتمعا ... في حال نقضٍ ولا في حال إبرام
قال: فأحرقت هذه الدار بعد ستة أشهر، فلم يبق فيها جدار.
وعن الحسن بن عليّ بن مقلة قال: كان أمر أخي قد استقام مع الراضي وابن رائق، وأمرا برد ضياعه. وكان الكوفيّ يكتب لابن رائق، وكان خادمَ أبي عليّ قديمًا. وكان ابن مقاتل مستوليًا على أمر ابن رائق، وأبو عليّ يراه بصورته الأولى، وكانا يكرهان أن ترد ضياع أبي عليّ ويدافعان. وكان الكوفيّ يريد من أبي عليّ أن يخضع له، وأبو علي يتحامق. فكنا نشير إليه بالمُداراة وهو يقول: والله لا فعلت، ومَن هذا الكلب أوَضَعَنيُ الزمان هكذا بمرّة؟! فاتّفق أنّهما أتياه يومًا، فما قامَ لهما ولا احترمهما، وشرعَ يخاطبهما بإدلالٍ زائد. ثمّ أخذ يتهدَّد ويتوعدَّ كأنه في وزارته. فكان ذلك سببًا في قطْع يده وسجنه.
وقال محمد بن جنّي صاحب أبي عليّ قال: كنتُ معه في الليلة التي عزم فيها على الاجتماع بالراضي بالله وعنده أنه يريد أن يستوزره. قال: فلبس ثيابه وجاءوه بعمامة، وقد كانوا اختاروا له طالعًا ليمضي فيه إلى الدّار، فلمّا تعَّمم اسْتَطْولها خوفًا من فوات وقت اختيار المنجّمين له فقطعها بيده وغرزها، فتطيرت من ذلك عليه.
ثمّ انحدرنا إلى ذلك الحاجب ليلًا، فصعدتُ إليه، واستأذنتُ له، فقال: قل له: أنت تعلم أنيّ صنيعتك، وأنّك استحجبتني لمولاي، ومن حقوقك أن أنصحك. قل له: انَصْرف ولا تدخل. فعدتُ فأخبرته، فاضطّربَ وقال لابن غيث النَّصْرانيّ، وكان معه في السُّميريّة: ما ترى؟ فقال له: يا سيّدي ذكيُّ عاقل، وهو لك صنيعة، وما قال هذا إلّا وقد أحس بشيء، فارجع.(24/197)
فسكت ثمّ قال: هذا مُحالٌ، وهذه عصبية منه لابن رائق. وهذه رقاع الخليفة عندي بخطه، يحلف لي فيها بالأَيمان الغليظة كيف يخفرني. ارجع وقل له يستأذن.
فرجعتُ فأعلمته، فحرّك رأسَه وقال: ويحك يتّهمني؟ قل له: والله لا استأذنتُ لك أبدًا، ولا كان هذا الأمرُ بمعاونتي عليك.
فجئتُ فحدّثته، فقام في نفسه أنّ هذا عصبية من ذكيّ لابن رائق وقال: لو عَدَلْنا إلى باب المطبخ.
فَعَدَلنا له وقال: اصعَد واستدْع لي فُلانًا الخادم. فأتيته، فَعَدا مسرعًا يستأذن له، فجئته فأخبرته فقال: ارجع وقِفْ في موضعك لئلا يخرج فلا يجدك.
فرجعتُ فخرج إليَّ وجاء معي إلى السُّميريّة، وسلم عليه، ولم يقبل يده وقال: قم يا سيّدي.
فأنكر ذلك ابن مقلة وقال لي سرًا: ويحك ما هذا؟ قلت: ما قال لك ذكيّ.
قال: فما نعمل؟ قلت: فات الرأي.
فأخذ يكرر الدّعاء والاستخارة، وقال: إن طلعت الشمّس ولم تَرَوْا لي خبرًا فانجُوا بأنفُسِكم.
قال: ومضى، وغلق الخادم البابَ غلقًا استربتُ منه. ووقفنا إلى أن كادت الشمسُ أن تطلع فقلنا: في أي شيء وقوفنا، والله لا خرج الله بنا أبدًا. فانَصْرفنا وكان آخر العهد به.
فلمّا بلغنا منازلنا قيل: قد قُبِضَ على ابن مقلة، وقطعت يده من يومه بحضرة الملأ من النّاس.
وقال إبراهيم بن الحسن الديناريّ: سمعتُ الحسن ابن الوزير ابن مقلة يحدث أنّ الرّاضي بالله قطع لسان أبيه قبل موته وقتله بالجوع. قال: وكان سبب ذلك أنّ الرّاضي تندَّم على قطع يده، واستدعاه من الحبس واعتذر إليه. وكان بعد ذلك يشاوره في الأمر بعد الأمر، ويعمل برأيه ويخلو به، ورفهه في محبسه، ونادمه سرًا على النبيذ، وأنس به ونبُل في نفسه، وزاد ندمه على قطع يده.
فبلغ ابن رائق، فقامت قيامته، فدس إلى الخليفة من أشار عليه بأن لا يدنيه،(24/198)
وقال له: إن الخلفاء كانت إذا غضبت لم ترض، وهذا قد أوحشته فلا تأمنه على نفسك.
فقال: هذا مُحال، فهو قد بطل عن أن يصلُح لشيء، وإنّما تريدون أن تحرموني الأنس به.
فقيل له: ليس الأمر كما يقع لك، وهو لو طمع في أنك تستوزره لكلمك، فإن شئت فاطمعه في الأمر حتّى ترى فقد كان أبي يتعاطى أن يكتب باليسُرى، فجاء خطّه أحسن من كل خطّ، لا يكاد أن يفرق بينه وبين خطه باليمين، وجاءتني رقعه مرات من الحبس باليسرى، فما أنكرته.
قال: وتوصّل ابن رائق إلى قومٍ من الخَدَم بأن يقولوا لابن مقلة إنّ الخليفة قد صحّ رأيه على استيزارك، وسيخاطبك على هذا، وبشرناك بهذا لنستحق البشارة عليك. فلم يشكّ في الأمر وقالوا هم للراضي: جرِّبه وخاطبْه بالوزارة لترى ما يجيبك به. فخاطبه بذلك، فأراه أبي نفورًا شديدًا وقصورًا عنه. فأخذ الرّاضي يحلف له على صحة ما في نفسه من تقليده ولو عِلم أنّ فيه بقية لذلك وقيامًا به.
فقال: يا أمير المؤمنين إذا كان الأمرُ هكذا فلا يغمّك الله بأمر يدي، فإنّ مثلي لا يُراد منه إلا لسانه ورأيه وهما باقيان. وأمّا الكتابة فلو كنتُ باطلًا منها لمّا ضرني ذلكَ، وكان كاتب ينوب عني. ولست أخلو من القدرة على تعليم العلامات باليُسْرَى. ولو أنها ذهبت اليسرى أيضًا حتّى أحتاج أن أشد قلمًا على اليمنى لكنت أحسن خطًا.
فلمّا سمع ذلك تعجب واستدعى دواةً فكتب باليسرى خطًا لا يشك أنه خطه القديم، ثم شد على يمينه بالقلم. فكتب به في غاية الحُسْن. فقامت قيامة الرّاضي واشتد خوفه منه. فلمّا قام إلى محبسه أمرَ أن تنزع ثيابه عنه، وأن يُقْطع لسانه ويلبس جبة صوف، ولا يترك معه في الحبس إلا دورق يشرب منه، ووكل به خادمًا صبيًا أعجميًا، فكان لا يفهم عنه ولا يخدمه.
ثمّ فرق بينه وبين الخادم، وبقي وحده. فكان الخدم يقولون لي بعد ذلك إنهم كانوا يرونه من شقوق الباب يستقي بفيه ويده الصحيحة من البئر للوضوء والشرب.
ثمّ أمر الرّاضي أن يقطع عنه الخبز، فقطع عنه أيامًا ومات. وكان مولده في سنة 272.(24/199)
وقال غيره: استوزره القاهر بالله ثمّ نكبوه. ثمّ وزر للراضي بالله قليلًا، ثمّ مسك سنة أربعٍ وعشرين وضُرَب وعُلِق وصودر، وأُخِذ خطه بألف ألف دينار، ثمّ تخلص.
ثمّ إنّ أبا بكر محمد بن رائق لمّا استولى على الأمور وعظُم عند الرّاضي احتاط على ضياع ابن مقلة وأملاكه. فأخذ في السعي بابن رائق وألَّب عليه، وكتب إلى الرّاضي يشير عليه بإمساكه، وضمن له إنْ فعل ذلك وقلده الوزارة استخرج له ثلاثة آلاف ألف دينار. وسعى بالرسالة عليّ بن هارون المنجم، فأطمعه الرّاضي بالإجابة. فلمّا حضر حبسه، وعرَّف ابن رائق بما جرى، وذلك في سنة ستٍّ وعشرين. فطلب ابن رائق من الرّاضي قطْع يد ابن مقلة.
فقطعت وحُبِس. ثمّ ندم الرّاضي وداواه حتّى برئ. فكان ذلك لعلّ بدعاء ابن شَنَبُوذ المقرئ عليه بقطع اليد. فكان ينوح ويبكي على يده ويقول: كتبتُ بها القرآن وخدمتُ بها الخلفاء.
ثمّ أخذ يراسل الرّاضي ويُطْمعه في الأموال. وكان يشدّ القلم على زنْده ويكتب. فلمّا قرب بَجْكَم التّرْكيّ، أحد خواص ابن رائق، من بغداد، أمر ابن رائق بقطع لسان ابن مقلة فقطع.
ولحقه ذَرَب، وقاسى الذل، ومات في السجن وله ستون سنة.
ومن شعره قوله:
قد سئمت الحياة لمّا توثّقت ... بأَيْمانهم فبانت يميني
بعت ديني لهم بدنياي حتّى ... حرموني دنياهم بعد ديني
ولقد حطتُ ما استطعتُ بجهدي ... حفظَ أرواحهم فما حفظوني
ليس بعدَ اليمينِ لذّةُ عيشٍ ... يا حياتي! بانت يميني فبيني
413- محمد بن القاسم بن محمد بن بشّار1.
أبو بكر بن الأنباري النحوي اللغوي العلامة.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 181- 186"، الأنساب "1/ 355"، وفيات الأعيان "4/ 341، 343"، النجوم الزهرة "3/ 269".(24/200)
وُلِد سنة إحدى وسبعين ومائتين.
وسمع بإفادة أبيه من: محمد بن يونس الكُدَيْميّ، وثعلب، وإسماعيل القاضي، وأحمد بن الهيثم البزاز، وأبيه.
قال الخطيب: كان صدوقًا ديِّنًا من أهل السنة. صنف في القراءات، والغريب والمُشْكل، والوقف، والابتداء.
روى عنه: أبو عَمْر بن حَيُّوَيْه، وأحمد بن نَصْر الشذائيّ، وأبو الفتح بْن بَدْهَن، وعبد الواحد بْن أَبِي هاشم، والدَّارَقُطْنيّ، ومحمد بن أخي ميمي، وأحمد بن محمد بن الجراح.
وقال أبو عليّ القالي تلميذه: كان أبو بكر يحفظ فيما قيل ثلاثمائة ألف بيت شاهد في القرآن.
وقال أبو عليّ التنوخيّ: كان ابن الأنباري يُمْلي من حفظه، وما أملى قط من دفتر.
وقال حمزة بن محمد بن طاهر: كان ابن الأنباريّ زاهدًا متواضعًا. حكى الدَّارَقُطْنيّ أنه حضره في مجلسٍ يوم جمعة فصحف اسمًا فعظمت له وهْمَهُ وهِبْته. فلما انقضى المجلس عَرَّف مستمليه، فلمّا حضرتُ الجمعة الثانية قال ابن الأنباري للمستملي: عرِّف الجماعة أنّا صحَّفنا الاسم الفلاني ونبّهنا ذلك الشاب على الصواب.
وقال محمد بن جعفر التّميميّ: ما رأيت أحفظ من الأنباريّ ولا أغزر بحرًا من علمه.
وحدَّثوني عنه أنه قال: أحفظ ثلاثة عشر صندوقًا. وحدَّثني أبو الحسن العَرَوضيّ أنه اجتمع هو وابن الأنباري عند الرّاضي بالله، وكان قد عرف الطباخ ما يأكل ابن الأنباري، فسّوى له قلية يابسة فأكلنا من ألوان الطعام وهو يعالج تلك القلية فلمته، فضحك الرّاضي وقال: لِم تفعل هذا؟ قال: أبقي على حفظي.
قلت: كم تحفظ؟ قال: ثلاثة عشر صندوقًا.
قال التّميميّ: وهذا ما لا يحفظ لأحد قبله. فِحُدِّثتُ أنه كان يحفظ عشرين ومائة تفسير بأسانيدها.(24/201)
وقال لي أبو الحسن العروضيّ، قال: كان ابن الأنباري يتردد إلى أولاد الرّاضي بالله فَسَألَتْهُ جارية عن تفسير رؤيا فقال: أنا حاقن، ومضى. فلمّا عاد مِن الغد عاد وقد صار عابرًا. مضى من يومه فدرس كتاب الكرمانيّ، وقيل: إنّه أملى كتاب "غريب الحديث" في خمسة وأربعين ألف ورقه.
وله كتاب "شرح الكافي" في ألف ورقه، وكتاب "الأضداد" وما رأيتُ أكبر منه، وكتاب "الجاهليات" في سبعمائة ورقة. وله تصانيف سوى هذا معروفة.
وكان إمامًا في نحو الكوفيّين.
وكان أبوه أديبًا لغويا له مصنفات.
ولأبي بكر كتاب "المذكر والمؤنث" ما عمل أحد أتم منه.
تُوُفّي ليلة النحر ببغداد.
414 - محمد بن القاسم بن محمد البياني1.
أبو عبد الله.
بالأندلس في المحرَّم. وقد مر والده في سنة 276.
يكنى أبا عبد الله البياني.
روى عن: أبيه، وبقي، ومحمد بن وضاح، والعبّاس بن الفضل البصْريّ، ومالك بن عيسى القتبي، ومحمد بن عبد السلام الخشنيّ.
روى عنه: ابنه محمد بن أحمد، وخالد بن سعد، وسليمان بن أيوب، وآخرون.
مات بالأندلس، وكان صدوقًا.
وقد مر في العام المّاضي، فإنّه مات في آخره فيُضم أحدهما إلى الآخر.
415 - محمد بن مهلهل2.
أبو عبد الله القرطبي الزاهد.
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 254، 255"، تذكرة الحفاظ "349، 350".
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 48".(24/202)
سمع من: عبيد الله بن يحيى الليثي، وغيره.
وكان منقطعًا إلى الله، مقبلًا على شأنِه مجتهدًا في العبادة حسن الاستنباط.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
416 - محمد بن يعقوب1.
أبو جعفر الكُلِينيّ الرازيّ.
شيخ فاضل شهير، من رؤوس الشيعة وفقهائهم المصنفين في مذاهبهم الرذلة.
روى عنه: أحمد بن إبراهيم الصَّيْمَريّ، وغيره.
وكان ببغداد وبها مات. وقبره ظاهر عليه لوح.
والكُلِينيّ: بضم الكاف وإمالة اللام والياء ثمّ بنون. قيده الأمير.
417 - موسى بن جعفر بن قرين2.
أبو الحسن العثماني الكوفيّ.
عن: محمد بن عبد الملك الدّقيقيّ، والربيع بن سليمان، وابن حِبّان المدائنيّ، وطبقتهم بالعراق، والشّام، والجزيرة، ومصر.
وعنه: أبو بكر الأبهريّ، والدَّارَقُطْنيّ، وجماعة.
وثقه الخطيب وقال: جاوز ثمانٍين سنة.
"الكنى":
418- أبو الحسن المزين3.
من مشايخ الصُّوفيّة.
بغداديّ، اسمه فيما قيل عليّ بن محمد.
قال السلمي: صَحِب الْجُنَيْد، وسهل بن عبد الله.
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 280"، لسان الميزان "5/ 433"، الوافي بالوفيات "5/ 226".
2 تاريخ بغداد "13/ 60".
3 الأنساب "527، 528"، سير أعلام النبلاء "15/ 232"، النجوم الزاهرة "3/ 269".(24/203)
وأقام بمكة مجاورًا حتّى مات.
وكان من أورع المشايخ وأحسنهم حالًا.
سمعتُ أبا بكر الرازي يقول: سمعتُ أبا الحسن المزيّن يقول: الذّنب بعد الذّنب عقوبة الذّنب. والحسنة بعد الحسنة ثواب الحسنة.
وحكى أيضًا عنه محمد بن أحمد النجار، وغيره.
ومن كلامه: أحسن العبيد حالًا من كان محمولًا في أفعاله وأحواله، لا يشاهد غير واحد، ولا يأنس إلا به، ولا يشتاق إلا إليه.
وهذا هو أبو الحسن المزيّن الصغير.
فأما:
أبو الحسن المزين الكبير.
فبغدادي أيضًا، له ترجمة في "تاريخ السلمي"، مختصرة، وأنه جاور بمكة سنين ومات بها.
واسمه عليّ بن محمد.
* أبو سعيد الإصْطَخْريّ1.
هو حسن بن أحمد. نقدم.
419- أبو محمد المرتعش الزّاهد2
هو عبد الله بن محمد.
نيسابوريّ، من محلة الحيرة.
صحب أبا حفص، وأبا عثمانٍ ببلده، والجنيد.
وأقام ببغداد وصار أحد مشايخ العراق.
قال أبو الله عبد الرازي: كان مشايخ العراق يقولون: عجائب بغداد في التصوف ثلاثة: إشارات الشبليّ، ونكت أبي محمد المرتعش، وحكايات جعفر الخلدي.
__________
1 وفيات الأعيان "2/ 74 - 85"، سير أعلام النبلاء "15/ 250 - 252".
2 حلية الأولياء "10/ 355"، سير أعلام النبلاء "15/ 230، 231"، البداية والنهاية "11/ 192".(24/204)
وكان المرتعش بمسجد الشُّونَيْزِيّه.
قلت: وحكى عنه محمد بن عبد الله الرازي، وأحمد بن عطاء الروذباريّ، وأحمد بن عليّ بن جعفر.
وسئل بماذا ينال العبد المحبة؟ قال: بموالاة أولياء الله ومعاداة أعدائه.
وقيل له: إنّ فلانًا يمشي على المّاء.
فقال: عندي إنّ من مكنه الله من مخالفة هواه، أعظم من المشي على المّاء.
وسُئِل: أي الأعمال أفضل؟ قال: رؤية فضل الله.
وسمّاه الخطيب جعفرًا، وقال: كان من ذوي الأموال فتخلّى عنها، وسافر الكثير. ثمّ سكن بغداد.
وحُكي عنه أنّه قال: جعلتُ سياحتي أن أمشي كلّ سنة ألف فرسخ حافيًا حاسرًا.
420- أمّ عيسى1.
بنت الإمام إبراهيم بن إسحاق الحربيّ.
كانت عالمة تفتي، فيما قيل.
تُوُفّيت في هذه السنة ببغداد.
وفيات سنة تسع وعشرين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
421 - أحمد بْن إبراهيم بْن حمّاد بْن إِسْحَاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد2.
أبو عثمانٍ الأزديّ القاضي.
ولي قضاء مصر، وتُوُفّي بها فِي رمضان.
روى عن: إِسْمَاعِيل القاضي وطبقته.
__________
1 البداية والنهاية "11/ 196".
2 الولاة والقضاة للكندي "483 - 485 - 535 - 540".(24/205)
وكان ثقة، كريمًا، جوادًا. ولي قضاء ديار مصر ثلاث مرّات. المرّتين الأولتين مِن قِبَل أخيه هارون بن إبراهيم، والثالثة مِن قِبَل الخليفة القاهر.
وذلك في رمضان سنة إحدى وعشرين. وكان يتردّد إلى الطّحاويّ، ويسمع منه.
وكان ذا حياءٍ مُفْرِط، لا يكاد يُسمع حديثه بحيث يُضرب بِهِ المثل.
قيل: إنّه حجّ، فلبى بأخفض صوت يكون، حتّى كان النساء يرفعن أصواتهن أكثر منه.
ثمّ عُزِل بعد خمسة أشهر. ومات فقيرًا. إنّما كفنه محمد بن عليّ المّادرائي.
422 - أحمد بن إبراهيم بن مُعاذ.
أبو عليّ السيروانيّ. نزيل نَسَف.
سمع: إسحاق الدبري، وعبيدًا الكَشْوَرِيّ، وعليّ بن عبد العزيز البغويّ. وحدَّث بنسف.
423- أحمد بن محمد بن حمدان1.
أبو عليّ. عُرف بالبربهاري.
روى عن: أحمد بن الوليد الفحام، وابن أبي العوام.
وعنه: عبد الله بن عدي، وأبو القاسم بن الثّلّاج.
424 - أحمد بن محمد بن يونس2.
أبو إسحاق الهَرَوِيّ البزّاز الحافظ.
صنَّف تاريخًا لهراة. وكان ثقة مأمونًا.
يروي عن: عثمانٍ بن سعيد الدارمي، ومن بعده.
وعنه: الرئيس أبو عبد الله بن أبي ذهل، ومنصور بن عبد الله الخالدي، وجماعة.
تُوُفّي في شعبان.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 438".
2 تاريخ بغداد "5/ 126".(24/206)
425 - إسحاق بن إبراهيم بن موسى الفقيه1.
أبو القاسم الغزال.
عن: ابن عَرَفَة، وعليّ بن إشكاب.
وعنه: يوسف القوّاس، وعبد الله بن عثمانٍ الصّفّار، وجماعة.
"حرف الباء":
426 - بُجْكم الأمير.
ذكر في الحوادث.
427 - بختيشوع بن يحيى الطبيب2.
ببغداد.
كان بارعًا في الطب، له ذكرٌ.
"حرف الجيم":
428 - جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن بن عبد العزيز بن وزير.
أبو القاسم الْجَرَوي المصريّ. ثمّ البغداديّ.
روى عن: أحمد بن المقدام العجليّ، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وغيّرهما ببغداد. فيما أرى، وبمصر.
وعنه: محمد بن الحسن الفارسي شيخ اللالكائي، وأبو الحسن أحمد بن عبد الله بن حميد بن زريق المخزومي، وغيّرهما.
تُوُفّي بتنيس في شعبان. وهو آخر من حدَّث بديار مصر عن المذكورين. وكان قد سكن تنيس.
وكان من كبراء الناس.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 398".
2 الكامل في التاريخ "8/ 378".(24/207)
سمع أيضًا: أبا هاشم الرفاعيّ، وعمر بن محمد بن التل.
وعاش أزيد من تسعين سنة.
روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن علي التنيسي الحذاء، وأحمد بن محمد الأزهر.
ومحله الصدق.
429 - جعفر بن محمد بن سعيد الدّمشقيّ.
عن: أبي زُرْعة النَصْري، وغير واحدٍ.
روى عَنْهُ: أبو هاشم عَبْد الجبار المؤدِّب، وعبد الوهّاب الكِلابيّ.
430 - جعفر بن أحمد1.
أبو محمد القارئ، بغداديّ يُعرف بالبارد.
سمع: السريّ بن يحيى، وموسى بن هارون.
وعنه: ابن المظفّر، والدَّارَقُطْنيّ، وغيّرهما.
"حرف الحاء":
431 - الحسن بن أحمد بن سعيد الرهاوي2.
سمع من: جدّه، وجماعة.
مقبول.
روى عنه: ابن المظفّر، والدارقطني، وابن شاهين.
وتُوُفّي بالرها.
432- الحسن بن أحمد بن الربيع3.
أبو محمد الأنماطيّ.
سمع: عَمْر بن شَبَّة، والحسن بن عَرَفَة، وعليّ بن إشكاب، وحميد بن الربيع.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 222".
2 تاريخ بغداد "7/ 270".
3 تاريخ بغداد "7/ 272".(24/208)
وعنه: أبو بكر بن شاذان، والدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، ويوسف القوّاس، وابن جُمَيْع.
مات في ذي القعدة.
433 - الحسن بن إدريس1.
أبو القاسم القافلانيّ.
عن: عبد الله بن أيوب مولى بني هاشم، وعيسى بن أبي حرب.
وعنه: ابن حَيُّوَيْه، والدَّارَقُطْنيّ، وأبو القاسم بن الثّلّاج، وابن جُمَيْع في مُعْجَمه.
وهو الحسن بن إدريس بن محمد بن شاذان. أرخه ابن قانع.
434 - الحسن بن عليّ بن خَلَف2.
أبو محمد البَرْبَهاريّ الفقيه العابد. شيخ الحنابلة بالعراق. وكان شديدًا على المبتدعة، له صيت عند السلطان وجلالة، وكان عارفًا بالمذهب أصولًا وفروعًا.
أخذ عن المرُّوذِيّ، وصَحِب سهل بن عبد الله التستري.
وحكى أبو عليّ الأهوازيّ أنّه سمع أبا عبد الله الحمرائي يقول: لمّا دخل الأشعريّ بغداد جاء إلى البَرْبَهاريّ فجعل يقول: رددت على الجبائي وعلى النصارى والمجوس، وقلتُ وقالوا.
فقال البَرْبَهاريّ: ما أدري مما قلت قليلًا ولا كثيرًا، ولا نعرف إلّا ما قاله أبو عبد الله أحمد بن حنبل.
قال: فخرج من عنده وصنف كتاب "الإبانة"، فلم يقبله منه.
وقد صنف أبو محمد البربهاري مصنفات، منها: "شرح السنة"، يقول فيه: واحذر صغار المحدثات من الأمور، فإنّ صِغار البِدَع تعود كبارًا. والكلام في الرب
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 288"، المنتظم "6/ 323".
2 طبقات الحنابلة "2/ 18 - 45"، سير أعلام النبلاء "15/ 90 - 93" الأعلام "2/ 210"، شذرات الذهب "2/ 319".(24/209)
تعالى مُحْدَث وبدْعة وضلالة، فلا تتكلم في الرب إلا بما وصف به نفسه. ولا تقول في صفاته: لم، ولا كيف.
والقرآن كلام الله وتنزيله ونوره، ليس مخلوقًا، لأن القرآن من الله وما كان فيه فليس بمخلوق والمراء فيه كفرٌ.
وقال أبو عبد الله بن بطه: سمعتُ أبا محمد البربهاريّ يقول: المجالسة للمناصحة فتحُ باب الفائدة، والمجالسة للمناظرة، غلْق باب الفائدة. وسمعته لمّا أخذ الحاج يقول: يا قوم، إن كان من يحتاج إلى معونة بمائة ألف دينار ومائة ألف دينار خمس مرات عاونته.
قال ابن بطة: لو أرادها حصّلها من النّاس.
وقال أبو الحُسين بن الفراء: كان للبربهاري مجالدات ومقامات في الدين كبيرة، وكان المخالفون يغيظون قلب السّلطان عليه. ففي سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة أرادوا حبْسه، فاستتر وقُبض على جماعة من كبار أصحابه، وحُملوا إلى البصرة، فعاقبَ الله الوزير ابن مقلة وسخط عليه الخليفة وأحرق داره، ثمّ سُمِلت عينا الخليفة في جُمَادَى الآخرة سنة اثنتين وعشرين. وأعاد الله البربهاري إلى حشمته وزادت، حتّى أنه لمّا حضر جنازة نِفْطَويْه النَّحْويّ تقدّم في الصلاة عليه، وعظُم جاهه، وكثر أصحابه، فبلغنا أنه اجتاز بالجانب الغربي، فعطس، فشمَّته أصحابه، فارتفعت صيحتهم حتّى سمعها الخليفة وهو في رَوْشن فسأل: ماذا؟ فأخبر بالحال، فاستهولها.
ثم لم تزل المبتدعة يوحشوا قلب الرّاضي بالله عليه إلى أن نودي في بغداد أن لا يجتمع من أصحاب البَرْبهاريّ نَفَسان. فاختفى البَرْبهاريّ إلى أن توفي مستترًا في رجب من هذه السنة، وُدفِن بدار أخت توزون مختفيًا.
فقيل إنه لمّا كُفِّن وعنده الخادم صلى عليه وحده، فنظرت من الروشن ست الخادم، فرأت البيتَ ملآن رجالًا بثياب بيضٍ، يُصلُّون عليه. فخافت وطلبت الخادم تهدده، كيف أذن للناس. فحلف أنً الباب لم يُفْتح.
ويقال: إنّه تنزه عن ميراث أبيه لم يأخذه، وكان سبعين ألفًا.
قال ابن النّجّار: روى عنه: أبو بكر محمد بن محمد بن عثمانٍ المغربيّ، وأبو الحُسين بن سمعون، وابن بطة.(24/210)
فعنٍ ابن سمعون أنه سمع البَرْبهاريّ يقول: رأيتُ بالشّام صومعةً بها راهب منقطع، وحولها رُهْبان يستلمونها ويتمسحون بها لأجل الرّاهب، فقلت لحدثٍ منهم: بأي شيء أعطي هذا فقال: سبحان الله، رأيتَ الله تعالى يعطي شيئًا على شيء!؟ ومن شعر البَرْبهاريّ:
من قنعت نفسه ببلغتها ... أضحى غنيًا وظل متبعا
لله در القنوع من خلقٍ ... كم من وضيعٍ به ارتفعا
تضيق نفس الفتى إذا افتقرت ... ولو تعزى بربه اتسعا
في تاريخ محمد بن أحمد بن مهديّ أن في سنة ثلاثٍ وعشرين أُوقِع بأصحاب البَرْبهاريّ، فاستتر وتُتبِّع أصحابه، ونُهبت منازلهم. ولم يظهر إلى أن مات. وعاش سبعًا وسبعين سنة.
وكان في آخر عمره قد تزوج بجاريةٍ بكْر، رحمه اللَّه تعالى.
435 - الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن سوار.
أبو عليّ المصريّ الحريريّ.
قال ابن يونس: حدث عن محمد بن هلال، ويونس بن عبد الأعلى، وعيسى بن مَثْرُود.
كتبتُ عنه وما علمتُ عليه إلا خيرًا.
توفي رحمه الله في جُمَادَى الآخرة.
436- الحَسَن بْن محمد بْن أبي الشوك الزيات1.
بغداديّ، ثقة.
سمع: العطاردي، وأبا فروة الرّهاويّ، وهلال بن العلاء.
وعنه: أبو بكر الوراق، والدَّارَقُطْنيّ، وعمر بن شاهين، وأبو أحمد الفرضي.
وكان ثقة.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 419".(24/211)
"حرف السين":
437- سعيد بن سفيان الأندلسيّ البَجَّانيّ1.
رحل إلى المشرق، وسمع من: يونس بن عبد الأعلى، وعليّ بن عبد العزيز البَغَوِيّ، وإسحاق الدَّبَريّ.
438- سلمّان بن قُرَيْش الأندلسي.
يروى عن: عليّ بن عبد العزيز، ومحمد بن وضّاح.
وولي قضاء مدينة ماردة. وسمع النّاسُ منه بقُرْطُبة في هذا العام في أوله. وتُوُفّي في المحرَّم منه.
وكان فصيحًا بليغًا، ثقة. وولي قضاء بَطَلْيُوس.
"حرف العين":
439- العبّاس بن عليّ بن الفضل الهاشميّ.
أبو الفضل الخاطب.
دمشقيّ. سمع: عليّ بن حرب، وأبا أُميّة الطَّرَسُوسيّ.
وعنه: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وموسى بن محمد، وغيّرهما.
440 - عباس بن محمد بن عبد العظيم2.
أبو القاسم السُّلَيحيّ الإشبِيليّ.
سمع: محمد بن جُنادة، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وجماعة.
وكان ذا ديانة وفضل.
روى عنه: عبّاس بن أصبغ، وغيره.
441 - العباس أخو محمد وعُبَيْد الله بنو القاضي موسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري الخطمي3.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 167".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 297، 298".
3 تاريخ بغداد "12/ 158".(24/212)
روى عن: الكُدَيْميّ، وجماعة.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن الثّلّاج.
442- عبد الله بن أحمد بن ثابت بن سلام1.
أبو القاسم البغداديّ البزّاز.
سمع: حفصًا الرّباليّ، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، وابن أبي مذعور، وسعدان بن نَصْر.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، ويوسف القوّاس، وابن جُمَيْع.
وكان ثقة مسنا.
443- عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن سليمان بن زَبْر الرَّبَعَيّ القاضي2.
أبو محمد.
بغداديّ مشهور.
وُلِد سنة خمسٍ وخمسين ومائتين.
وسمع: عبّاسًا الدوريّ، وأبا بكر الصَّغَانّي، وأبا داود السّخْتيانيّ، وحنبل بن إسحاق، ويوسف بن مسلّم، وعبد الله بن محمد بن شاكر، وهذه الطبقة التي على رأس السبعين ومائتين.
روى عنه: ابنه أبو سليمان محمد، والدَّارَقُطْنيّ، وأحمد بن القاضي المَيَانِجيّ، وأبو حفص بْن شاهين، وأبو بَكْر بْن أبي حديد.
ولي قضاء مصر سنة ست عشرة وثلاثمائة، وعُزل سنة سبع عشرة وأعيد هارون بن حمّاد، واستخلف أخاه أحمد. ثمّ وليَها سنة عشرين، وعُزل سنة إحدى وعشرين، ثمّ وليها سنة تسع وعشرين، وتُوُفّي بعد شهر.
قلت: توفي في ربيع الأول.
وقال الخطيب: وكان غير ثقة.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 387، 388".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 315، 316"، ميزان الاعتدال "2/ 391"، لسان الميزان "3/ 253، 254"، النجوم الزاهرة "2/ 296"، شذرات الذهب "2/ 323".(24/213)
وقال محمد بن عُبَيْد الله المسبّحيّ: تقلد ابن زَبْر، وكان من سكان دمشق، القضاء على مصر. وكان شيخًا ضابطًا من الدهاة، ممشيًا لأموره. وكان عارفًا بالأخبار والكتب والسير. صنف في الحديث كُتُبًا، وعمل كتاب "تشريف الفقر على الغنى".
وعن يحيى بن مكّي العدل قال: لو كان أبو محمد بن زَبْر عادلًا ما عدلتُ به قاضيًا.
قال أبو عَمْر محمد بن يوسف الكنديّ: أخبرني علي بن محمد المصري أنّه رأى القاضي ابن زَبْر بدمشق اجتاز بسوق الأساكفة فشغبوا عليه ودقّوا بشفارهم على تُخُوتهم قائلين كلامًا قبيحا وهو يسلّم عليهم ويتطارش، ويُظهر أنّهم يدعون له.
وقال عبد الغني بن سعيد: سمعت الدَّارَقُطْنيّ يقول: دخلتُ على أبي محمد بن زَبْر وأنا حَدَث، وهو يملي الحديث من جزء والمتن من جزء، فظن أني لا أتنبه على هذا.
قال ابن زولاق: استناب على الحكم أبا بكر بن الحدّاد الفقيه وولاه وقف المرستان، وقرر له في الشهر ثلاثين دينارًا. وكان يصول على الشُهود بأقبح قَوْل. وبَسَط يده في الأموال.
واعترض في التركات والوصايا. وألف سيرة في الدولتين، وألف في الحديث كُتُبًا.
قال لنا أبو عَمْر محمد بن يوسف الكندي: أخذ من محمد بن بدر على قبوله وتزكيته ألف دينار. وكان قوي النفس واسع الحيلة. جاءه أبو جعفر الطَّحاويّ فأدى عنده شهادة، فقام وأجلسه معه وانحرف إليه وقال: حديث كتبته عن رجلٍ عنك منذ ثلاثين سنة.
قال: فأملاه عليه.
وقيل إنه بذل على القضاء ألف دينار لمحمد بن طُغْج.
444 - عَبْد الله بْن محمد بْن إِسْحَاق بْن يزيد1.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 124"، سير أعلام النبلاء "15/ 287، 288"، النجوم الزاهرة "3/ 273".(24/214)
أبو القاسم المَرْوَزِيّ الأصل، والبغداديّ المعروف بحامض رأسه، وبالحامض.
سمع: الحسن بن أبي الربيع، وسعدان بن نَصْر، وأبا يحيى العطّار، وأبا أُميّة الطَّرَسُوسيّ وغيرهم.
وعنه: أبو عَمْر بن حَيُّوَيْه، والدَّارَقُطْنيّ، وأبو بكر الأبهري، والمعافى الجريري، وعمر بن أحمد الواعظ، وأبو الحُسين بن جُمَيْع.
وكان ثقة، تُوُفّي في رمضان.
445 - عبد الملك بن يحيى الزَّعْفرانيّ العطّار.
بغداديّ.
سمع: عبد الرحمن بن محمد بن مَنْصُور.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وأبو القاسم بن الثّلّاج.
وكان ثقة.
446 - عُبَيْد الله بن إبراهيم بن بالويه.
أبو القاسم النَّيْسابوريّ المُزَكّيّ.
سمع: أحمد بْن يوسف، ومحمد بن يزيد، وإسحاق بن عبد الله السُّلمِيّين.
وعنه: أبو بكر بن إسحاق الصّبغيّ، وأبو عليّ الحافظ، فمن بعدهما.
وعاش أربعًا وثمانٍين سنة.
447 - عُبَيْد الله بن موسى بن إسحاق الأنصاريّ الخطميّ1.
أبو الأسود. أخو أحمد والعبّاس.
سمع: إبراهيم بن عبد الله العبسيّ، ومحمد بن سعّد العوفيّ.
وعنه: ابن المظفر، والدارقطني، وأبو حفص بن شاهين.
وكان ثقة.
تُوُفّي في رجب.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 352".(24/215)
448 - علي بْن مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن بْن موسى.
أبو الحسن الخولانيّ المصريّ.
ثقة، صالح.
سمع: يونس بْن عَبْد الأعلى، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بن عبد الحَكَم.
تُوُفّي في رجب.
449 - عمّار بن خُرَز بن عَمْرو العُذْريّ1.
أبو القاسم الجسريني قاضي الغُوطة.
حدَّث عن: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن يزيد البَعْلَبَكيّ، وعطية بن أحمد الْجُهَنيّ، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة.
وعنه: أبو الحُسين الرازيّ، وأحمد بن عُتْبَة، وعبد الوهّاب الكِلابيّ.
450- عَمْر بن محمد بن رجاء2.
أبو حفص العكبري.
روى عن: عبد الله بن الإمام أحمد، وموسى بن حمدون العُكْبريّ.
وعنه: أبو عبد الله بن بطة.
وكان عبدًا صالحًا ديِّنًا، ثقة، كبير القدر، من أئمة الحنابلة. قال ابن بطّة: إذا رأيت الرجل العُكْبريّ يحب أبا حفص بن رجاء، فأعلم أنه صاحب سنة.
ولنا رجلان من أئمة الحنابلة بعد الثمانين وثلاثمائة كل منهما يكنى أبا حفصٍ العُكْبريّ.
"حرف الميم":
451 - متى بن يونس3.
رأس الفلسفة.
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "2/ 456، 457".
2 تاريخ بغداد "11/ 239"، طبقات الحنابلة "2/ 56، 57".
3 الكامل في التاريخ "8/ 338".(24/216)
أخذ عنه الفارابيّ.
أرّخه المؤيد.
452 - محمد بْن أحمد بْن عبد الواحد بْن صالح.
أبو المغيث الأمويّ، مولاهم الدّمشقيّ الصّفّار.
سمع: بكّار بن قُتَيْبة، وجماعة.
وعنه: أبو الحُسين الرازي، وعبد الوهّاب الكِلابيّ.
453 - محمد بن أحمد بن دلُّوَيْه.
أبو بكر الدّقاق.
نَيسابوريّ صدوق.
سمع: أحمد بن حفص، ومحمد بن يزيد السُّلميّين، ومحمد بن إسماعيل البخاري.
وعنه: عبد الله بن سعد، وأبو عليّ الحافظ، ومحمد بن الحُسين العَلَويّ، وحمزة المهلبيّ، وآخرون.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة.
454 - محمد بن أيّوب بن المُعَافَى1.
أبو بكر العُكْبريّ.
سمع: الحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم الحربيّ، وجماعة.
وعنه: ابن بطة.
وكان صالحًا زاهدًا ثقة.
قال ابن بَطّة: ما رأيت أفضل منه.
مات في رمضان.
قلتُ: آخر مَن روى عَنْهُ أبو الطّيّب محمد بن أحمد بن خاقان العكبري.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 84".(24/217)
455- محمد، وقيل أحمد، أبو إسحاق أمير المؤمنين الرّاضي بالله1 بن المقتدر بالله جعفر بن المعتضد بالله أحمد بن أبي أحمد الموفّق وليّ العهد بن المتوكّل.
وُلِد سنة 297. وأُمُّهُ أمةٌ روميّة.
وكان قصيرًا أسمر نحيفًا، في وجهه طول.
بويع بالأمر بعد عمه القاهر لما سملوا القاهر سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
قال الخطيب أبو بكر: وللراضي فضائل منها أنه آخر خليفة له شعرٌ مدون، وآخر خليفة انفرد بتدبير الجيوش، وآخر خليفة خطب يوم الجمعة، وآخر خليفة جالس الندماء، وكانت جوائزه وأموره على ترتيب المتقدمين منهم.
ومن شعره:
كل صفوٍ إلى كدر ... كل أمرٍ إلى حذر
ومصير الشباب للمو ... ت فيها أو الكبر
در در المشيب من ... واعظٍ ينذر البشر
أيها الآمل الذي ... تاه في لجة الغرر
أين من كان قبلنا ... ذهب الشخص والأثر
رب فاغفر لي الخطي ... ئة يا خير من غفر
توفي في ربيع الأول، وله 32 سنة.
456 - محمد بن أبي جعفر2.
الأستاذ أبو الفضل المنذري الهروي اللغوي الأديب.
روى عن: عثمان بن سعيد الدارمي، وغيره.
ورحل فأخذ العربية، عن: ثعلب، والمبرد.
__________
1 تكملة تاريخ الطبري للهمذاني "89 - 95"، سير أعلام النبلاء "15/ 103، 104"، شذرات الذهب "2/ 324".
2 الوافي بالوفيات "2/ 297"، بغية الوعاة "1/ 29".(24/218)
وله عدة مصنفات منها: كتاب "نظم الجمان"، وكتاب "الملتقط"، وكتاب "الفاخر"، وكتاب "الشامل".
روى عنه: أبو منصور الأزهري فأكثر، وحامد بن محمد الماليني، والعباس القرشي.
وقد ملأ الأزهري "التهذيب" بالرواية عنه.
توفي في هذه السنة في رجب.
457- محمد بن حسين بن زيد.
أبو جعفر التنيسي.
حدث عن: يونس بن عبد الأعلى، وغيره.
وطال عمره.
قال ابن يونس: ثقة، عاقل. كان له بتنيس منزلة جليلة ومحل ويسار.
توفي بتنيس في شعبان.
458- محمد بْنُ حَمْدَوَيْهِ بْنِ سَهْلٍ الْمَرْوَزِيُّ1.
أَبُو نَصْرٍ الْغَازِيُّ الْمُطَّوِّعِيُّ.
قَدِمَ بَغْدَادَ، وَحَدَّثَ عَنْ: سُلَيْمَانَ بْنِ مَعْبَدٍ السِّنْجِيِّ، وَمَحْمُودِ بْنِ آدَمَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْخُوَارَزْمِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْه، وَالدَّارَقُطْنِيُّ، وَيُوسُفُ الْقَوَّاسُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الْمُزَكِّيُّ، وَمحمد بْنُ أَحْمَدَ السّليطيّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ حَافِظٌ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، أَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ السَّمْعَانِيِّ كِتَابَةً، أَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ، أَنَا مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَا محمد بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ، أَنَا أَبُو نَصْرٍ محمد بْنُ حَمْدَوَيْهِ الْغَزِّيُّ: ثَنَا مَحْمُودُ بْنُ آدَمَ الْمَرْوَزِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ جَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ لعبد الله: عكوفًا بين دارك ودار
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 232"، سير أعلام النبلاء "15/ 80، 81"، تذكرة الحفاظ "872".(24/219)
أَبِي مُوسَى، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا اعْتِكَافَ إِلَّا فِي الْمَسَاجِدِ الثَّلَاثَةِ" 1.
فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَعَلَّكَ نَسِيتَ وَحَفِظُوا، وَأَخْطَأْتَ فَأَصَابُوا.
459- محمد بن خالد بن وهب2.
أبو بكر التيمي القُرْطُبيّ الفقيه.
قاضي أكشونية.
سمع من أبيه، ومن: ابن وضّاح، وسعيد بن حمْيرَ.
460 - محمد بن سعيد بن حمّاد البغداديّ3.
أبو سالم الْجُلُوديّ.
سمع: الحسن بن عَرَفَة، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وأبا جعفر بن المنادي، وروى "السنن" لأبي داود، عنه.
روى عنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وأبو الفتح القوّاس ووثقه.
461 - محمد بن سليمان بن أحمد بن حبيب بن الوليد بن عَمْر الأمويّ.
المروانيّ الأندلسيّ.
بالأندلس.
لم يذكره ابن الفَرَضيّ.
قال ابن يونس: يُعرف بالحَبيبيّ، روى عن أهل بلده.
462 - محمد بن العبّاس بن شجاع4.
أبو مقاتل المروزي، ثم البغدادي.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه البيهقي في السنن الكبرى "4/ 316"، والطحاوي في مشكل الآثار "4/ 20"، وعبد الرزاق في المصنف "8016" موقوفا، والطبراني في الكبير "9511/ 9" موقوفا أيضا، وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة "2786".
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 49".
3 تاريخ بغداد "5/ 311".
4 تاريخ بغداد "3/ 115".(24/220)
حدث عن: أحمد العُطارِديّ، وابن أبي الدّنيا.
وعنه: يوسف القواس، وغيره.
463- محمد بن العباس بن مهران المستملي1.
عن: محمد بن عيسى المدائني، وابن أبي العوام.
وعنه: الدارقطني، وابن شاهين.
توفي في شعبان ببغداد.
464 - محمد بن عُبَيْد الله بن محمد بن العلاء البغدادي2.
أبو جعفر الكاتب.
سمع: أحمد بن بديل اليامي، وعلي بن حرب.
وعنه: الدارقطني، وأبو الحسن الجراحي، وإسماعيل بن الحسن الصرصري، وابن جميع.
وقع لي حديثًا عاليا.
توفي في جمادى الأولى.
قال الدارقطني: ثقة، مأمون.
465 - محمد بن عُبَيْد الله بن محمد بن رجاء3.
الوزير أبو الفضل البلعمي التميمي البخاري.
واحد عصره في العقل والرأي.
سمع: أبا الموجه محمد بن عمرو، والإمام محمد بن نصر المروزيين. وله كتاب "تلقيح البلاغة"، وكتاب "المقالات"، وغير ذلك. ثم إن الحاكم بعد أن قال أكثر من هذا روى أحاديث، عن جماعة، عنه. وهو وزير صاحب ما وراء النهر وخراسان إسماعيل بن أحمد.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 116".
2 تاريخ بغداد "2/ 331".
3 الكامل في التاريخ 8/ 378"، سير أعلام النبلاء "15/ 292"، الوافي بالوفيات "4/ 5".(24/221)
وكان جده الأعلى قد استوى على بلعم، وهي من بلاد الروم، حين دخلها مسلمة بن عبد الملك. فأقام بها وكثر نسله بها، فنسبوا إليها.
سمع أكثر الكتب من محمد بن نصر. وكان يتنحل مذهبه، وله يد طولى في الإنشاء والبلاغة.
مات في صفر.
466- محمد بن علي بن إسماعيل1.
أبو عبد الله الأيلي.
سمع: إسحاق الدبري، ومقدام بن داود الرعيني، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة بالشام، ومصر، واليمن.
وعنه: الدارقطني، وابن أخي ميمي، ومحمد بن الحسن بْن المأمون، وآخرون.
وثقه الخطيب.
وتُوُفيّ فِي شوال.
467 - مُحَمَّد بْن عليّ بْن الفياض البغدادي الكاتب.
أملى بدمشق عن: الكديمي.
وعنه: أبو بكر بن أبي الحديد.
468- محمد بن القاسم بن محمد2.
أبو عبد الله الأزدي ابن بنت كعب.
بغدادي، ثقة صالح.
سمع: الحسن بن عرفة، والهيثم بن سهل، وعلي بن حرب.
وعنه: الدارقطني، ويوسف القواس، وأبو القاسم بن الثلاج.
وتوفي في ربيع الآخر عن سنٍّ عالية.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 77".
2 تاريخ بغداد "3/ 186".(24/222)
469 - محمد بن منير بن محمد بن عنبسة.
أبو جعفر المصري.
عن: يونس بن عبد الأعلى.
وعنه: أبو الحسين الرازي، وأبو بكر بن أبي الحديد.
470 - منصور بن محمد بن عليّ بن قَرِينة بن سوِيّة1.
وضبطه ابن ماكولا "قرينة"، وقال غيره، "مزينة". كذا فِي نسخة صحيحة "بتاريخ نسف" للمستغفري، وكذا فِي نسخة "بصحيح البخاري". أبو طلحة البزدوي النسفي الدِّهْقان. ويقال فيه: البزديّ.
دِهْقان قرية بَزْدَة.
وثقه ابن ماكولا وقال: كان آخر من حدَّث "بالجامع الصحيح" عن البخاريّ.
قال جعفر المستغفريّ: يضعفون روايته من جهة صِغَره حين سمع. ويقولون: وُجد سماعه بخطّ جعفر بن محمد مولى أمير المؤمنين دِهْقان توين. وقرأوا كلّ الكبار من أصل حماد بن شاكر.
وسمع منه أهل بلده، وصارت إليه الرحلة في أيّامه. ثمّ قال المستغفريّ: ثنا عنه أَحْمَد بن عبد العزيز المقرئ، ومحمد بن عليّ بن الحُسين.
ومات سنة تسعٍ وعشرين.
471 - موسى بن عيسى بن مهديّ.
أبو القاسم الدّبّاغ.
سمع: أبا أُميّه الطَّرَسُوسيّ.
مات في شوّال بمصر.
"حرف الياء":
472 - يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البُهْلُول التَّنُوخيّ الأزرق2.
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "7/ 243"، سير أعلام النبلاء "15/ 279، 280"، لسان الميزان "6/ 100".
2 تاريخ بغداد "14/ 321، 322"، المنتظم "6/ 325"، سير أعلام النبلاء "15/ 289"، البداية والنهاية "11/ 201".(24/223)
الكاتب.
بغدادي الدّار، أنباريّ المولد.
وُلِد سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين.
وسمع: جدّه، والزبير بن بكّار، وبِشْر بن مطر، ويعقوب بن شيبة السَّدُوسيّ، والحسن بن عَرَفَة، وجماعة.
وعنه: ابن المظفّر، والدَّارَقُطْنيّ، وابن جُمَيْع، وأبو الحُسين بن المتيمّ، وإبراهيم بن عبد الله بن خُرْشِيد قوله، وآخرون.
قال أحمد بن يوسف الأزرق: سمعتُ أبي يقول: خرج عن يدي إلى سنة خمس عشرة وثلاثمائة نيفٌ وخمسون ألف دينار في أبواب البِر.
قال أبو القاسم التَّنُوخيّ: كان كاتبًا جليلًا، متصرفًا. وكان متخشّنًا في دِينه، أمارًا بالمعروف.
تُوُفّي في آخر السنة.
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الْحَافِظِ بْنِ بَدْرَانَ: أَخْبَرَكُمْ أبو محمد المقدسيّ سنة خَمْسِ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَةٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، أَنَا عَلِيُّ بن محمد، ثنا عُبَيْد الله بن أبي مسلم، ثنا يوسف بن يعقوب الأزرق، ثنا بِشْر بن مطر، ثنا سفيان، عن أبي نجيح، عن إبراهيم بن أبي بكر، عن مجاهد، في قوله عز وجل: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [النساء: 148] . قال: ذلك في الضيافة.
إذا أتيت رجلًا فلم يُضِفْك، فقد رُخص لك أن تقول.
وفيات سنة ثلاثين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
473 - أحمد بن إبراهيم بن سعد الخير الأزدي.
عن: أبيه، وعمّه خطّاب.
وعنه: أبو هاشم المؤدب، وغيره بدمشق.(24/224)
474 - أحمد بن أَحَيْد بن فَرِينام.
أبو محمد الورّاق.
سمع: أبا عيسى التِّرْمِذيّ، وعُبَيْد الله بن واصل البخاريّ.
وعنه: أهل ما وراء النهر.
475- أحمد بن سليمان بن فَرِينام البخاريّ.
عن: أبي صفوان إسحاق بن أحمد السلميّ، وعُبَيْد الله بن واصل، وجماعة.
وعنه: حفيده عبد الرحمن بن محمد، وسهل بن عثمانٍ السُّلَميّ.
476- أحمد بن عُبادة بن عَلْكَدَة1.
أبو عَمْر الرُّعَيْنيّ القُرْطُبيّ.
سمع: محمد بن وضّاح، والخشنيّ.
وحج فسمع من ابن المنذر كتابة في الاختلاف.
تُوُفّي في رجب.
477 - أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل النَّيْسابوريّ.
أبو حامد الْجُلُوديّ.
سمع: أيّوب بن الحسن، ونحوه.
وعنه: أبو سَعِيد بْن أَبِي بَكْر، وأبو عبد الله العلويّ.
478 - أحمد بن ماجد بن عَمْرَوَيْه.
أبو حامد البخاري المتكلّم.
روى عن: سُفْيان بن عبد الحكيم، وغيره.
وعنه: سهل بن عثمانٍ السُّلَميّ البخاريّ.
479 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي الرجال الصلحي2.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 34"، جذوة المقتبس "140".
2 تاريخ بغداد "4/ 385، 386".(24/225)
أبو عبد الله.
عن: أبي أُميّة، ويزيد بن محمد الرُّهاويّ.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وعمر الكتّانيّ، وجماعة.
عاش إحدى وثمانٍين سنة.
480 - أحمد بن محمد بن ميمون بن هارون بن مَخْلَد1.
أبو الحُسين البغداديّ الكاتب.
ولي الوزارة للمتقي لله ابن المقتدر سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة، فبقي شهرًا وعُزِل، فنُصب أبو عبد الله البريديّ.
ومات بعد أشهر في المحرَّم مسجونًا، وله خمسون سنة.
481 - أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال2.
أبو حامد النَّيْسابوريّ، ويُعرف بالخشاب لسكناه بالخشابين.
سمع: الذُهْليّ، وعبد الرحمن بن بِشْر، وأحمد بن يوسف.
وبالحجاز: الحسن بن محمد الزَّعْفرانيّ، وبحر بن نَصْر الخَوْلانيّ، وجماعة.
وعنه: أبو عليّ الحافظ، وأبو عبد الله بن مَنْدَه، وعاصم بن يحيى الزّاهد، والحسين بن محمد الستوري، وطائفة سواهم.
تُوُفّي يوم عيد الأضحى.
وقد رآه أبو عبد الله الحاكم ولم يسمع منه.
482- أحمد بن محمود بن طالب بن حيت3، بحاء مهملة وياء ساكنة ثمّ تاء مثناة، ابن موسى.
أبو حامد البخاري الصّرّام.
حدَّث عن: أَبِي عَبْد اللَّه بْن أَبِي حفص، ويعقوب بن عرمل.
__________
1 تكملة تاريخ الطبري "1/ 122"، الكامل في التاريخ "8/ 372، 373".
2 الأنساب "5/ 120"، سير أعلام النبلاء "15/ 284، 285"، البداية والنهاية "11/ 204".
3 المشتبه في أسماء الرجال "1/ 180، 273".(24/226)
توفي بعد الثلاثين وثلاثمائة وكتب هنا سهوا.
روى عنه: سهل بن عثمان السلمي.
عاش مائة وخمسين سنة.
483- إسحاق بن محمد1.
أبو يعقوب النهرجوري الصوفي، أحد المشايخ. صحب الجنيد، وعمرو بن عثمان المكي، وجاور بمكة مدة، وبها مات.
قال أبو عثمان المغربي: ما رأيت في مشايخنا أنور من النهرجوري.
قَالَ السُّلَميّ: سمعتُ محمد بْن عَبْد الله الرازي: سمعت أبا يعقوب النهرجوري يقول في الفناء والبقاء: هو فناء رؤية قيام العبد لله، وبقاء رؤية قيام الله في الأحكام.
وعنه قال: الصدق موافقة الحقّ في السّرّ والعلانيّة، وحقيقة الصدق القول بالحقّ في مواطن الهلكة.
وقال إبراهيم بن فاتك: سمعتُ أبا يعقوب يقول: الدنيا بحرٌ، والأخرة ساحل، والمركب التقوى، والناس سَفّرٌ.
وعنه قال: اليقين مشاهدة الإيمان بالغيب.
أرّخ موته أبو عثمانٍ المغربيّ.
"حرف الباء":
484 - بدر الخَرْشَنيّ.
الأمير، حاجب المتّقي لله2.
هرب إلى الشّام لمّا غلب محمد بن رائق على بغداد فأكرمه الإخشيد وولاه إمرة دمشق فَوَلِيَهَا في هذه السنة شهرين، ومات، فولي بعده الحسين بن لؤلؤ.
__________
1 حلية الأولياء "10/ 356"، سير أعلام النبلاء "15/ 232، 233"، الوافي بالوفيات "8/ 423، 424".
2 تجارب الأمم "1/ 322، 333، 335"، الكامل في التاريخ "8/ 283، 307، 314".(24/227)
"حرف التاء":
485 - تَبُوك بن أحمد بن تَبُوك بن خالد1.
أبو محمد السُّلميّ، مولاهم الدّمشقيّ.
سمع: أباه، وهشام بن عمّار.
وعنه: أبو الحُسين محمد بن عبد الله الرازي، والحسن بن محمد بن دَرَسْتَوَيْه.
وورّخ موته الرازيّ.
وروى الأهوازيّ عن ابن دَرَسْتَوَيْه عَنْهُ.
"حرف الجيم":
486- جعفر بن عليّ بن سهل2.
أبو محمد الدّقاق الحافظ.
بغداديّ.
روى عن: محمد بن إسماعيل التِّرْمِذيّ، ومحمد بن زكريّا الغلابيّ، وإبراهيم الحربيّ.
وعنه: أبو محمد بن ماسي، وأبو أحمد الغِطْريفيّ، والدَّارَقُطْنيّ، وابن جُمَيْع الصَّيداويّ.
وقع لنا حديثه بعُلُوّ.
قال أبو زُرْعة: محمد بن يوسف الْجُرْجانيّ كان فاسقًا كذابًا.
"حرف الحاء":
487- الحسن بن الحُسين بن منصور.
أبو محمد النيسابوري النصراباذي السمسار.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "3/ 338"، سير أعلام النبلاء "15/ 60"، شذرات الذهب "2/ 326".
2 معجم الشيوخ لابن جميع "240".(24/228)
أحد العُباد المشهورين بطلب العلم، المنفقين مالهم على الحديث.
سمع: محمد بن عبد الوهّاب الفراء، وأحمد بن يوسف السُّلميّ.
وعنه: ابنه أبو الحسن، وأبو عليّ الحافظ.
488- الحُسين بن أحمد بن صدقة1.
أبو القاسم الفارسيّ، ثمّ البغداديّ الفرائضيّ الأزرق.
سمع: محمد بن حمزة الطوسي، وزكريا المروزي، وعباس بن محمد الدوري، وأحمد بن الوليد الفحام، ومحمد بن المنادى؛ وكان عنده "تاريخ أحمد بن أبي خيثمة" عَنْهُ.
روى عنه: أبو حفص بن شاهين، وأبو الحُسين بن جُمَيْع، وابن الصّلْت الأهوازيّ.
قال الخطيب: كان ثقة.
489- الحُسين بْن إسماعيل بْن محمد بْن إسماعيل بْن سعيد بن أبان2.
أبو عبد الله الضّبّيّ البغداديّ المَحَامليّ القاضي.
وُلِد في أول سنة خمسٍ وثلاثين. وأول سماعة سنة أربعٍ وأربعين ومائتين.
سمع: أبا هشام الرفاعيّ، وعمرو بن عليّ الفلاس، وعبد الرحمن بن يونس السّرّاج، وزياد بن أيوب، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، وأحمد بن المقدام، وأحمد بن إسماعيل السهمي، وخلقًا كثيرًا.
وروى عنه: دَعْلَج، والدَّارَقُطْنيّ، وابن جُمَيْع، وإبراهيم بن خرشيد قولة، وابن الصلت الأهوازيّ، وأبو عمر بن مهديّ، وأبو محمد بن البَيِّع.
قال الخطيب: كان فاضلًا ديِّنًا صادقًا، شهد عند القضاة، وله عشرون سنة. وولي قضاء الكوفة ستين سنة.
وقال ابن جُمَيْع: عند المَحَامليّ سبعون رجلًا من أصحاب ابن عيينة.
__________
1 معجم الشيوخ لابن جميع "257"، تاريخ بغداد "8/ 6، 7".
2 تاريخ بغداد "8/ 19 - 23"، سير أعلام النبلاء "15/ 258، 263"، الوافي بالوفيات "12/ 341".(24/229)
وقال أبو بكر الداوودي: كان يحضر مجلس المحاملي عشرة الآلف رجل.
استعفى من القضاء قبل سنة عشرين وثلاثمائة، وكان محمودًا في ولايته. عقد سنة سبعين ومائتين في داره مجلسًا للفقه، فلم يزل أهل العلم والنظر يختلفون إليه.
وقال محمد بن الحُسين الإسكاف: رأيتُ في النوم كأنَ قائلًا يقول: إنّ الله ليدفع عن أهل بغداد البلاء بالمَحَامليّ.
آخر من روى عن المحاملي عاليًا سبط السفلي، وبالإجازة ابن عبد الدائم. ولعله قد تفرد بالرواية عن مائة شيخ.
ومن شيوخه: البخاريّ، وأبو حاتم، والحسن بن الصباح البزار، والحسن الزعفراني، ومحمد بن المُثنى الزَّمِن، ومحمد بن الوليد البُسريّ، ومحمد بن عبد الله المخرَّميّ، وطبقتهم.
وأوّل سماعه في سنة أربعٍ وأربعين ومائتين.
قال حمزة بن محمد بن طاهر: سمعتُ ابن شاهين يقول: حضَر معنا ابن المظفّر مجلس المَحَامليّ، فقال لي: يا أبا حفص، ما عدمنا من أبي محمد بن صاعد إلا عينيه. يريد أن المَحَامليّ في طبقة ابن صاعد.
أملى المَحَامليّ مجلسًا في ثاني عشر ربيع الآخر من السنة، ثمّ مات بعد ذلك المجلس بأحد عشر يومًا رحمه الله.
حديثه بعُلُوٍّ عن سِبْط السَّلَفيّ.
490- الحُسين بْن محمد بْن إبراهيم1.
أبو عَبْد الله التّميميّ البقال الدّمشقيّ.
روى عن: أبي زُرْعة الدّمشقيّ، وزكريا خياط السنة.
روى عنه: أبو الحسين الرازي، وأبو سليمان بن زبر.
"حرف الخاء":
491- خليل بن إبراهيم الأندلسي2.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 358".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 140".(24/230)
يروي عن: عبيد الله بن يحيى ين يحيى، وغيره.
وكان عبدًا صالحًا.
"حرف الزاي":
492- زكريا بن أحمد ابن المحدث يحيى بن موسى ختّ1.
أبو يحيى البلْخيّ.
ولي قضاء دمشق أيّام المقتدر.
وحدَّث عن: يحيى بن أبي طالب، وأبي حاتم الرازيّ، وعبد الرحمن بن مرزوق البزوري، وعبد الصّمد بن الفضل البلْخيّ، ومحمد بن الفضل البخاري، ومحمد بن سعد العوفيّ، وجماعة.
وعنه: أبو الحسين الرازي، وأبو بكر وأبو زرعة ابنا أبي دجانة، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وعبد الوهاب الكِلابيّ، وأبو بكر بن أبي الحديد، وخلق كثير.
وكان من كبار الشّافعيّة وأصحاب الوجوه.
تكرر ذكره في "المهذب" و "الوسيط".
فمن غرائبه: أنّ القاضي إذا أراد نكاح مَن لا وليّ لها لهُ أن يتولّى طرَفيّ العقد.
قال الرّافعيّ: يقال إنّه لمّا كان قاضيًا بدمشق تزوَّج امرأة ولّي أمرها لنفسه.
ومن غرائبه قال: لو شرط في القراض أن يعمل ربُّ المّال مع العامل جاز. حكاه عنه العّباديّ في الرقم له.
"حرف العين":
493- عبد الله بن باذان2.
أبو محمد الإصبهاني المقرئ.
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 293، 294"، البداية والنهاية "11/ 131، 204"، شذرات الذهب "2/ 326، 327".
2 غاية النهاية "1/ 410، 411".(24/231)
قرأ على: محمد بن عبد الرّحيم.
وحدَّث عن: جعفر بن الصّبّاح، وغيره.
وعنه: أبو سنم بن شهدل.
تُوُفّي في شعبان.
494- عبد الله بن يونس بن محمد بن عُبَيْد الله1.
أبو محمد القبْريّ الأندلسيّ المُراكشيّ.
أصله من قَبْره.
سمع الكثير من: بَقِيّ بن مَخْلَد، ومحمد بن عبد السّلام الخشنيّ، وجماعة.
وسمع الناس عنه كثيرًا.
قال ابن الفرضي: ثنا عنه جماعة، وتُوُفّي في رمضان عن 77 سَنَة.
495- عبد الرحمن بْن عبد الله بْن هاشم2.
أبو عيسى الأنباريّ.
عن: إسحاق بن سيّار النَّصِيُبيّ، وإسحاق بن خالد البالسيّ.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، والجراحيّ، وابن الثّلّاج.
496- عبد الغافر بن سلامة بن أحمد بن عبد الغافر3.
أبو هاشم الحضْرميّ الحمصيّ.
حدَّث في عدّة مدن عن: كثير بن عبيد، ويحيى بن عثمان، ومحمد بن عَوْف الحمصيَّينْ.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وأبو حفص بن شاهين، وابن جامع الدّهّان، وابن الصلت الأهوازيّ، وأبو عَمْر الهاشمي، وابن جُمَيْع الغسانيّ.
قال الخطيب: كان ثقة، مات بالبصرة فيما بلغني، وله بضعٌ وتسعون سنة.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي "1/ 226"، جذوة المقتبس للحميدي "266، 267".
2 تاريخ بغداد "10/ 289".
3 تاريخ بغداد "11/ 136 - 138"، سير أعلام النبلاء "15/ 294"، البداية والنهاية "11/ 402".(24/232)
497- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ الْبَغْدَادِيُّ1.
أَبُو الْعَبَّاسِ الزَّيَّاتُ.
سَمِعَ: الْحَسَنَ بْنَ عَرَفَةَ، وَالْحَسَنَ بْنَ أَبِي الرَّبِيعِ، وَحَفْصَ بْنَ عَمْرٍو الرَّبَالِيَّ، وَغَيْرَهُمْ.
وَعَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ، وَأَبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينَ، وَأَبُو الْفَضْلِ محمد بْنُ الْمَأْمُونِ، وَمحمد بْنُ نَجَاحٍ، وَمحمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ.
وَثَّقَهُ الْخَطِيبُ.
وَتُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الْأُولَى.
أخبرنا ابن الْقَوَّاسِ: أَنَا ابْنُ الْحَرَسْتَانِيِّ حُضُورًا، أَنَا جَمَالُ الْإِسْلَامِ، أَنَا أَبُو نَصْرٍ الْخَطِيبُ، أَنَا ابْنُ جُمَيْعٍ: ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو الرَّبَالِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عن عكرمة، عَنِ ابْنِ الْعَبَّاسِ: " أَنّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنِ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ"2.
498 - عبد الملك بن محمد بن بكر السعدي الأندلسي3.
سمع الكثير من: ابن لُبانة الأندلسي، وغيره.
وارتحل إلى المشرق، فسمع من: يحيى بن صاعد، وطبقته.
وصنَّف في نصرة مالك.
ومات كهلًا.
499- عليّ بن الحسن بن سليمّان بن شعيب الكيسانيّ.
روى عن: جدّه، وغيره.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 429، 430"، شذرات الذهب "2/ 327".
2 "حديث صحيح": أخرجه أبو داود "3728"، والترمذي "1888"، وابن ماجه "3288"، وأحمد في المسند "1/ 220"، والدارمي في سننه "2134"، وصححه الشيخ الألباني في صحيح أبي داود "3728".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 273".(24/233)
وكان ثقة، فقيرًا مؤدبًا.
مات في شعبان. قاله ابن يونس.
500 - عليّ بن محمد بن عُبَيْد بن عبد الله بن حساب1.
أبو الحسن البغداديّ البزاز الحافظ.
سمع: عبّاسًا الدوريّ، والحنينيّ، وأحمد بن أبي غَرْزَةَ.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن جُمَيْع. وأبو الحُسين بن المتيم، وغيرهم.
قال الخطيب: كان ثقة عارفًا.
تُوُفّي في شوال. وقد ولد سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
وروى عن خلقٍ سوى مَن ذكرنا.
501 - عَمْر بن سهل بن إسماعيل2.
أبو بكر القرمِيسينيّ الدّيَنَوريّ الحافظ.
سمع: الحسن بن سلّام السّوّاق، وإبراهيم بن أبي العنبس، وأبا قلابة الرَّقاشي.
وعنه: صالح بن أحمد الهمذانيّ، وابن تركان، والهمدانيّون.
وكان ثقة عارفًا بالفن.
"حرف الميم":
502- محمد بن أحمد بن صالح بْن أَحْمَد بْن محمد بْن حنبل3.
أبو جعفر الذهلي الشيبانيّ.
سمع: أباه، وعمه زهيرًا، وإبراهيم بن خالد الهسنجانيّ.
وعنه: أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم الأبندونيّ، وأبو بكر الورّاق، والدَّارَقُطْنيّ.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 73، 74"، سير أعلام النبلاء "15/ 386"، شذرات الذهب "2/ 327".
2 تذكرة الحفاظ "3/ 879".
3 تاريخ بغداد "1/ 309".(24/234)
503- محمد بن أحمد بن عَمْرَوَيْه1.
أبو عبد الله النَّيْسابوريّ البيليّ، بباءٍ موحدَّة، المعدّل.
سمع: عليّ بن الحسن الدرابجردي، ومحمد بن عَبْد الوهّاب الفرّاء.
وعنه: أبو أحمد محمد بن الفضل، وغيره.
504 - محمد بن إبراهيم بن عليّ العلويّ الحسينيّ أبو جعفر.
حدث عن النسائي وغيره بمصر.
505 - محمد بن بدر بن عبد العزيز المصري2.
قاضيها.
روى عن: عليّ بن عبد العزيز البغويّ.
وولي قضاء مصر.
كتب عنه: أبو الحُسين الرازي، وأبو سعيد بن يونس. وكان أبوه روميًّا صَيْرفيًّا.
وتفقّه على مذهب أبي حنيفة.
وأخذ عن: الطَّحاويّ.
وكان ثقة.
روى "غريب الحديث" لأبي عُبَيْد، عن عليّ، عنه.
وحَّدث بدمشق، وولي قضاء مصر ثلاث مرات.
أخباره في آخر الطبقة.
506- محمد بن خالد بن وهْب بن الصغير3.
أبو بكر السهميّ القُرْطُبيّ.
سمع: أباه، ومحمد بن وضّاح.
وكان حافظا للفقه، يعتمد على قول ابن الماجشون.
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 326"، الإكمال لابن ماكولا "1/ 402"، المشتبه في أسماء الرجال "1/ 108".
2 الولاة والقضاة الكبرى "486، 488 - 490"، حسن المحاضرة "2/ 90".
3 تاريخ علماء الأندلس "2/ 49".(24/235)
507- محمد بن رائق1.
أبو بكر الأمير ابن الأمير أبي مسلم المعتضديّ.
كان بطلًا شجاعًا مقدامًا، وافر الحُرْمة، عظيم السَطْوة، عالي الهمّة. قدِم دمشق، وأخرج عنها بدرًا الإخشيديّ، فأقام أشهرًا، ثمّ توجّه إلى مصر، فالتقى هو ومحمد بن طُغْج الإخشيد صاحب مصر، فهزمه الإخشيد، ورجع ابن رائق فأقم بدمشق أشهُرًا، ثمّ سار إلى الموْصِل قاصدًا بغداد، فدخلها وخلع عليه المتّقي لله خلعة الإمارة وألبسه الطَّوْق والسوار، وقلده الأمور.
ثمّ خرج مع المتّقي لله إلى المَوْصل لحرب ناصر الدّولة الحسن بن عبد الله بن حمدان. وجَرَت له أمور طويله. وقُتِل بالموصل كما ذكرنا في الحوادث.
قال الصوليّ: أنشدنا الأمير محمد بن رائق في فتاه مشرِق:
يَصْفَرُّ لوْني إذا بصُرْتُ به ... خوفًا ويحمرّ وجهه خجلًا
حتّى كأنّ الّذي بوجنته ... من دم قلبي إليه قد نقلا
508- محمد بن عبد الله بن قرن2.
أبو عبد الله الفَرَغانيّ الورّاق. المعروف بأخي أرغل.
سكن دمشق، وحدَّث عن: عليّ بن حرب، وعبّاس الترقفيّ، وعباس الدوري، وأبي قلابة.
وعنه: أبو هاشم المؤدب، وعبد الله بن محمد بن أيوب الحافظ، وشافع بن محمد الإسفرائينيّ، وعبد المحسن بن عَمْر الصّفّار، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، تُوُفّي في ذي القعدة بدمشق.
509- محمد بن عبد الله3.
أبو بكر الصيرفي البغدادي.
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 382، 383"، سير أعلام النبلاء "15/ 325، 326"، الوافي بالوفيات "3/ 285".
2 تاريخ دمشق "37/ 242".
3 تاريخ بغداد "5/ 449، 450"، الكامل في التاريخ "8/ 392"، شذرات الذهب "2/ 325".(24/236)
تفقه على ابن سُرَيْج.
قيل: كان أعلم النّاس بالأصول بعد الشّافعيّ. وله كتاب في الشروط في غاية الحُسن.
وله مصنَّفات في أصول المذهب وفروعه.
وكان صاحب وجه.
سمع: أحمد بن منصور الرّماديّ.
روى عنه: عليّ بن محمد الحلبيّ، وسمع منه بمصر.
وتُوُفّي في رجب.
ومن غرائب وجوهه إيجاب الحدّ على مَن وطئ في النكاح بلا وليّ إذا كان يعتقد تحريم ذلك.
510- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْم1.
أبو بكر الحِمْيرَيّ. مولاهم المصريّ النَّحويّ المعروف بالمَلَطيّ.
إمام جامع عمرو بن العاص.
روى عن: بكّار بن قُتَيْبة، وإبراهيم بن مرزوق، وجماعة.
وكان ربّما تمنّع من الرواية. وكان يُعلم أولاد الملوك النَّحْو.
تُوُفّي في ربيع الآخر. قاله ابن يونس.
511- محمد بن المحدَّث عبد الصّمد بن الفضل البلْخيّ.
أبو ذَرّ.
وُجِد مقتولًا بنهر بلْخ في شوّال.
512- محمد بن عبد الملك بن أيمن بن فرج2.
أبو عبد الله القُرْطُبيّ.
__________
1 بغية الوعاة "1/ 143، 144".
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 50"، سير أعلام النبلاء "15/ 241، 343"، الوافي بالوفيات "4/ 37".(24/237)
سمع: محمد بن وضاح، وعبد الله بن خالد، ويحيى بن هلال.
ورحل سنة أربعٍ وسبعين مع قاسم بن أصْبغ فسمع: أحمد بن أبي خَيْثَمة، وإسماعيل القاضي، ومحمد بن الْجَهْم السّمري، ومحمد بن إسماعيل التِّرْمِذيّ، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، وجعفر بن محمد بن شاكر، وعليّ بن عبد العزيز البغوي، والمطلب بن شعيب المصريّ، وجماعة.
وكان مفتيًا، فقيهًا، مشاورًا، مالكيًا، حافظًا، ثقة.
صنف كتابًا على "سُنَن أبي داود" كما فعل ابن اصبغ.
وذهب بصره في أواخر أيامه.
مولده سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وتُوُفّي في منتصف شوّال.
روى عنه: عباس بن أصبغ الحجازيّ، وابنه أحمد بن محمد، وطائفة بالأندلس.
اشتهر ذكره، وولي الصلاة بقُرْطُبة بعد أحمد بن بَقِيّ.
513 - محمد بن عُبَيْد الله بن زياد البغداديّ1.
أبو أحمد، يُعرف بابن زبورا.
سمع: أبا بكر بن أبي الدنيا، وتمتام، وجعفر بن محمد بن كزال.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وغيره.
514- محمد بن عَمْر بن حفص2.
أبو جعفر الْجُورجيري الإصبهانيّ.
سمع: إسحاق بن إبراهيم بن شاذان، وإسحاق بن الفيض، ومسعود بن يزيد القطّان، ومحمد بن عاصم الثقفي، وحجاج بن يوسف بن قُتَيْبة، وإبراهيم بن عبد الله الجمحي.
وعنه: الحافظ ابن إِسْحَاق بْن حمزة، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وأبو عبد الله بن منده، وعثمان البرجمي، وآخرون.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 332".
2 أخبار أصبهان "2/ 272"، سير أعلام النبلاء "15/ 271، 272"، شذرات الذهب "2/ 328".(24/238)
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
يقع حديثة عاليًا في "الثقفيّات".
515- محمد بْن يحيى بْن عُمَر بْن لُبَابة1.
أبو عبد الله القُرْطُبيّ.
سمع من: عمّه محمد بن عَمْر الحافظ.
ورحل، فسمع من: حماس بن مروان بالقيروان.
وكان عارفًا بمذهب مالك، حافظًا له.
ولي قضاء البيرة، وله مصنَّف في الفقه.
وكان جاهلًا بالآثار عايبًا لأهلها. لم يكن بالمرضيّ.
516- محمد بن يوسف بن بِشْر بن النَّضْر بن مِرداس2.
أبو عبد الله الهَرَوِيّ الحافظ، الفقيه الشّافعيّ.
أحد الرحّالين في العلم.
سمع: محمد بن حمّاد الطِّهْرانيّ، والربيع المُراديّ، وأحمد بن البَرْقيّ، ومحمد بن عَوف الحمصي، والحسن بن مُكْرم، والعبّاس بن الوليد البيروتيّ، وخلقًا سواهم.
وعنه: الطَّبَرانيّ، والزبير بن عبد الواحد الأسداباذيّ، وعبد الواحد بن أبي هاشم المقرئ، وأبو بكر الأبْهَريّ، وآخرون.
تُوُفي في رمضان، وقد كمّل المّائة وتجاوزها بأشهر.
وآخر من حدَّث عنه: أبو بكر بن أبي الحديد.
وثقه الخطيب.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 51، 52".
2 تاريخ بغداد "3/ 405، 406"، سير أعلام النبلاء "15/ 252، 254"، البداية والنهاية "11/ 204".(24/239)
"حرف الهاء":
517- هارون بن عبد الملك بن عبد الله القَيْسي الأندلسي.
يروي عن: بَقيّ بن مَخْلَد، ومحمد بن وضّاح، وجماعة.
وكان رجلًا صالحًا. مذكورٌ في "تاريخ ابن الفَرَضّي".
وهو قُرْطُبيّ. أرّخه ابن يونس أيضًا.
"الكنى":
518 -أبو صالح العابد1.
وإليه يُنْسَب مسجد أبي صالح الّذي بين الجسر الغيديّ والفواخير.
صحِبَ: أبا بكر بن سيّد حَمْدَوَيْه.
حكى عنه: الموحّد بن إسحاق، وعليّ بن القجّة، وأبو بكر محمد بن داود الدُقّيّ، وغيرهم.
واسمه مفلح بن عبد الله. ساح في جبل لبنان في طلب العباد. قال: رأيتُ في جبل اللُّكّام رجلًا عليه مُرَقَّعة جالسًا على حجر، فقلتُ: يا شيخ ما تصنع ههنا؟ قال: أنظُر وأرعى.
قلت: ما أرى بين يديك إلا الحجارة، فما تنظر وترعى؟! فتغير وقال: أنظر خواطر قلبي، وأرعى أوامر ربيّ. فبحقّ الّذي أظهركَ عليَّ إلا جُزت عنّي.
فقلت له: كلمني بشيء أنتفع به حتّى أمضي.
قال: مَن لزم الباب أثبت في الخدم، ومن أكثر الذنوب أكثر النَّدم، ومَن استغنى بالله أمِن العدم.
وروى عنه الدُّقيّ قال: الجسم لباس القلب، والقلب لباس الفؤاد، والفؤاد لباس الضمير، والضمير لباس السّرّ، والسّرّ لباس المعرفة.
ورخ موته ابن زبر.
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 84، 85"، البداية والنهاية "11/ 204، 205"، النجوم الزاهرة "3/ 275".(24/240)
أبو يعقوب النَّهْرجُوريّ.
اسمه إسحاق.
مرَّ.
من كان حيًا في هذا الوقت ولم أعرف تاريخ وفاتِه فكتبتهم تخمينًا لا يقينًا:
"حرف الألف":
519 - أحمد بن جعفر بن عبد ربه الكاتب1.
حدَّث في سنة ثلاثين عن: عَمْر بن شَبَّة.
روى عنه: أبو القاسم بن الثّلّاج، وأبو الفتح بن مسرور.
520 - أحمد بن خالد بن مُصْعَب الحزَوَّريّ.
آخر من حدَّث بالرّيّ عن محمد بن حُمَيْد الرازيّ.
وسمع بنيسابور محمد بن يحيى الذهليّ.
آخر من حدَّث عنه علي بن عَمْر الفقيه بالرّيّ.
521 - أحمد بن كَيْغَلَغ الأمير2.
وليَ نيابة دمشق. ثمّ وليَ سنة إحدى وعشرين نيابة.
وجَرَت بينه وبين محمد بن تكين حروب.
وله شعرٌ جيّد.
522- أحمد بْن مطرف البُسْتيّ القاضي3.
روى عن: أحمد بن عُبَيْد الله النَرْسيّ، وعبد الله بن أبي مسرة.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 69".
2 الوافي بالوفيات "7/ 301، 302"، وفيات الأعيان "5/ 62، 63"، الكامل في التاريخ "7/ 540، 541".
3 تاريخ بغداد "5/ 171".(24/241)
وعنه: عليّ بن أحمد الرفاء السّامريّ.
523- أحمد بن يعقوب1.
التّائب المقرئ، المحقّق أبو الطّيّب الأنطاكيّ.
رأى أحمد بن جُبَيْر، وقرأ على أصحابه.
واعتمد على أبي المغيرة عُبَيْد الله بن صدقة، فقرأ عليه بخمس روايات.
ثمّ قرأ على محمد بن حفص الخشّاب صاحب السُوسي.
وسمع من: أبي أُميّة الطرسوسي، وعثمان بن خرزاذ، وعدة.
قال الدّانيّ: له كتاب حسنٌ في القراءات السَّبْع، وهو إمام في هذه الصناعة. ضابط بصير بالعربية.
روى عنه القراءة: عليّ بن محمد بن بِشْر، وعُبَيْد الله بن عَمْر البغداديّ، ومبارك بن عليّ.
نا أحمد بن أبي عبد الملك، نا عليّ بن محمد، نا أحمد بن يعقوب التّائب برواية وَرْش.
وقال بعض أصحابه: لم يكن بعد ابن مجاهد أحفظ منه لحروف القرآن وعلمه. كان إمام أهل الشّام في زمانه في القراءة.
وقد ذكر التائب في كتابه أنه أدرك أحمد بن جُبَيْر وسِنُّه نحو العشرين، ولم أقرأ عليه.
524- أحمد بن يونس الضبي الإصبهانيّ2.
عن: سميّة أحمد بن يُونُس.
وعنه: ابن المظفر، والدارقطني.
شيخ، محله الصدق.
__________
1 غاية النهاية "1/ 151".
2 تاريخ بغداد "5/ 224".(24/242)
525- أحمد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله1.
أبو عيسى الصَّيْرفيّ.
عن: أحمد بن مُلاعِب، وعبد الله بن رَوْح المدائنيّ.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن جُمَيْع.
526 - أحمد بن عليّ بن عيسى2.
أبو عبد الله الرّازيّ.
قدِم بغداد، وحدَّث عن: موسى بن نَصْر، وأبي حاتم محمد بن إدريس الرّازيَّيْن.
وعنه: عَمْر الزيات، ومحمد بن إسماعيل الورّاق، وأبو القاسم عُبَيْد الله الصيدلانيّ.
بَقِي إلى سنة سبعٍ وعشرين.
527 - إبراهيم بن محمد بن عُبَيْد بن جُهَيْنَة3.
أبو إسحاق الشَّهْرَزُوريّ الحافظ.
سمع: أبا زُرْعة بالرّيّ، والحسن بن محمد الزعفراني ببغداد، وعمرو بن عبد الله الأوْديّ بالكوفة. ومحمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ بمكّة، ومحمد بن عَوْف بحمص، والعبّاس بن الوليد ببيروت، والربيع بن سليمان بمصر، وخلقًا كبيرًا.
وكان من العالمين المكثرين.
روى عنه: أهل الرّيّ، وقزوين أحمد بن عليّ بن حُبَيْش الرازيّ، وأبو بكر بن يحيى الفقيه، وعليّ بن أحمد، وأحمد بن الحسن القزوينيان، وعمر بن أحمد بن شجاع وغيرهم.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 44".
2 تاريخ بغداد "4/ 309".
3 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 287"، سير أعلام النبلاء "15/ 249، 250"، تذكرة الحفاظ "3/ 846".(24/243)
528 - إبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن أبي الدرداء1.
أبو إسحاق الأنصاري الصَّرَفْنديّ.
سمع: بكّار بن قُتَيْبة، وأبا أُميّة الطَّرَسُوسيّ، وجماعة.
وعنه: شهاب الصُّوريّ، وابن جُمَيْع، وعبد الله بن علي بن أبي العجائز.
وصرفنده: حصنٌ بالساحل.
529 - إبراهيم بن نَصْر بن عنبر الضّبي السَّمَرْقَنديّ.
سمع: عليّ بن خَشْرم، ومحمد بن علي بن حسن بن شقيق.
وعنه: أبو سعيد بن رُمْح النسويّ، ومحمد بن أحمد بن مُتّ الأشتيخنيّ، وإسماعيل بن حاجب الكشّانيّ.
تُوُفّي في حدود العشرين أو بعدها.
530 - إسماعيل بن محمد بن أحمد بن صالح2.
أبو إسحاق بن الحَكَميّ الأسْتِرَابَاذيّ.
عن: أحمد بن منصور الرماديّ، وسعدان بن نَصْر.
وعنه: محمد بن جعفر المستغفريّ، وأبو أحمد بن عديّ.
قال جعفر المستغفريّ: متهم بالكذب، لا يُحْتَجّ بحديثه.
531 - إسماعيل بن هارون البزاز3.
عن: الحسن بن أبي الربيع، وجماعة.
وعنه: الدارقطني، ومحمد بن أحمد بن عبدان.
"حرف الثاء":
532 - ثواب بن يزيد ين ثواب4.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 198"، معجم البلدان "3/ 402"، سير أعلام النبلاء "15/ 560، 561".
2 الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي "1/ 119"، ميزان الاعتدال "1/ 247"، لسان الميزان "1/ 434".
3 تاريخ بغداد "6/ 301".
4 تاريخ بغداد "7/ 148".(24/244)
أبو بكر الموصليّ.
عن: محمد بن أحمد بن المُثَنّى، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وأبي يَعْلَى.
وعنه: ابن عديّ، وابن المقرئ، وأبو بكر بن شاذان.
وحدَّث بمصر، ومكّة.
"حرف الجيم":
533 - جعفر بن سليمان.
أبو أحمد المشحلائيّ الحلبيّ.
سمع الحروف من أبي شعيب السُّوسيّ. وهو آخر أصحابه وفاةً.
روى عنه القراءة: أبو الطّيّب عبد المنعم بن غلْبُون، وعبد الله بن مبارك. وهو من قرية مشحلايا.
534- جعفر بن محمد بن عليّ الهمدانيّ1.
المعروف بالمليح.
روى عن: أبي حاتم الرازيّ، وهلال بن العلاء، وابن ديزيل، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وخلق كثير.
روى عنه: أبو يعلى عبد الله بن محمد الصَّيْداويّ، وأحمد بن عُتْبَة الْجَوْبريّ، وابن جُمَيْع الصَّيْداويّ.
"حرف الحاء":
535- الحسن بن محمد بن سعدان2.
أبو عليّ العرزميّ.
كوفيّ.
سمع: الحسن بن علي بن عفان.
__________
1 معجم الشيوخ لابن جميع "239، 240".
2 تاريخ بغداد "7/ 418".(24/245)
وعنه: عَمْر الكتانيّ، وابن الْجُنْديّ، والدَّارَقُطْنيّ في سُننِه، وجماعة.
536- الحسن بن عليّ بن يحيى1.
أبو عليّ البَجَليّ الشعرانيّ الطَّبَرانيّ المقرئ.
عن: أحمد بن شيبان الرّمليّ، ومحمد بن خَلَف العسقلانيّ، وجماعة.
وعنه: أبو بكر المقرئ، وأبو بكر بن أبي الحديد السُّلميّ، وآخرون.
537- الحسن بن الوليد بن موسى الكِلابيّ2.
الدّمشقيّ المعدّل المعروف بابن الأبرش.
روى عن: بكّار بن قُتَيْبة القاضي، وأبي زُرْعة الدّمشقيّ، وجماعة.
روى عنه: ابنه عبد الوهّاب الكِلابيّ، وصالح بن عبد الله المستملي.
538 - الحُسين بن عيسى العرقيّ3.
أبو الرّضا.
روى عن: يوسف بن بحر، ومحمد بن إسماعيل الصّائغ، وجماعة.
روى عنه: أبو الحسين بن جميع، وأبو بكر بن شاذان، وعلي بن محمد بن إسحاق الحلبي.
539- الحسين بن محمد بن إبراهيم الدمشقي4.
ابن البقال، أبو عبد الله.
روى عن: أبي زرعة البصري.
وعنه: أبو سليمان بن زبر، وغيره.
540- الحسين بن محمد بن أحمد5.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 236".
2 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 255".
3 الإكمال لابن ماكولا "6/ 317"، تهذيب تاريخ دمشق "4/ 349".
4 تهذيب تاريخ دمشق "3/ 358".
5 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 351".(24/246)
أبو عبد الله قاضي طرابلس.
روى عن: أنس بن السَلْم، وغيره.
روى عنه: أبو بكر بن شاذان، وعبد الوهّاب الكِلابيّ.
وقد روى عن عبد الرحمن بن جبير، عن سفيان بن عُيَيْنَة.
وحدَّث في سنة ثمانٍ وعشرين.
541 - الحُسين بن محمد بن عبد الله بن عبادة.
أبو القاسم العِجْلي الواسطي.
حدَّث ببغداد عن: هلال بن العلاء، وأحمد بن عبد الوهّاب الحَوْطيّ، وأبي أسامة الحلبي، وغيرهم.
وعنه: أبو حفص الكتاني، ويوسف القواس.
ثقة.
"حرف الدال":
542 - دينار بن بنان بن دينار الرملي الجوهري1.
الشاهد.
حدث عن: جعفر بن سليمان النَّوفليّ، والحسن بن جرير الصُّوريّ، وغيّرهما.
وعنه: عَمْر بن عبد الله الرّمليّ، وأبو الحُسين الكَرْخيّ.
وبنان: بنون ثقيلة، من "الإكمال"، وغيره.
"حرف السين":
543- سعيد بن الحُسين الدّرّاج الزّاهد2.
كان كبير القدر.
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "1/ 366"، تاريخ دمشق "13/ 184".
2 تاريخ بغداد "9/ 105".(24/247)
صحِب إبراهيم الخوّاص.
وبَقِيّ إلي بعد العشرين وثلاثمائة.
"حرف العين":
544- العبّاس بن الفضل بن حبيب1.
أبو الفضل السّامرّيّ الحافظ، ويعرف بالدّبّاج.
أكثر التطواف، وحدَّث عن: محمد بن إسماعيل التِّرْمِذيّ، والكُدَيْميّ، وطبقتهما.
روى عنه: محمد بن عبد الله الشَّيْبانيّ، ومحمد بن موسى السَّمْسار، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وابن جُمَيْع الصَّيْداويّ، وآخرون.
قال أبو الحُسين الرازيّ: هو شيخ حافظ، كتبت عنه بدمشق.
545 - العبّاس بن عبد الله بن محمد بن عصام2.
أبو الفضل المُزَنيّ البغداديّ الفقيه الشّافعيّ.
عن: هلال بن العلاء، وعبّاس الدّوريّ، وعبد الكريم الدَّيْرَعاقوليّ، وبكر بن سهل الدِّمْياطيّ، وخلق.
وعنه: عبد الله بن إبراهيم الأبَنْدُونيّ، وأبو زُرْعة أحمد بن الحُسين، وجماعة.
قال عبد الرحمن بن أحمد الأنماطيّ: كان كذابًا أفّاكًا. اسْتُعْدِيَ عليه بقزوين، وقدِم علينا همدان سنة خمسٍ وعشرين وثلاثمائة.
وقال الخطيب: لم يكن ثقة.
546- عبد الله بن أحمد بن وُهَيْب الدّمشقيّ3.
أبو العبّاس بن عدبس.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 153"، تهذيب تاريخ دمشق "7/ 254، 255"، سير أعلام النبلاء "15/ 295".
2 تاريخ بغداد "12/ 155".
3 تاريخ بغداد "9/ 384، 385"، الإكمال لابن ماكولا "6/ 151" تهذيب تاريخ دمشق "7/ 291".(24/248)
عن: أبي أُميّة الطَّرَسُوسيّ، وابن إِسْحَاق الجوزجانيّ، والعبّاس بْن الوليد بْن مُزْيَد.
547 - عبد الله بن عليّ1.
أبو بكر الخلال.
حدَّث ببغداد عن: عبّاس التَّرْقُفيّ، ومحمد بن عبد الملك الدقيقيّ، وأحمد بن مُلاعب.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وعمر الكتّانيّ، وجماعه.
548- عبد الله بن الفضل بن جعفر2.
أبو محمد الوراق، ورّاق الدَّيْرعاقوليّ.
عن: الحُسين بن محمد بن أبي معشر، ويحيى بن أبي طالب، وعبد الله بن محمد بن شاكر.
وعنه: موسى السّرّاج، وأحمد بن الفَرَج، وأبو القاسم بن الثّلاج.
مستقيم الحديث.
549- عبد الله بن المغلِّس الأندلسيّ الدّمشقيّ الزّاهد.
كان عالمًا عابدًا مُجاب الدّعوة. بِهِ يضرب المثل في الفضل والعبادة ببلده. وله ذُرّيّة بوَشّقة.
550- عبد العزيز بن موسى3.
أبو القاسم البغداديّ بدُهْن.
سمع: عليّ بن حرب، وأبا عُتْبَة الحمصي، وقعنب بن المحرر.
وعنه: ابنه أحمد، وابن الشخير، والدَّارَقُطْنيّ، والقوّاس.
وثقه الخطيب.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 11، 12".
2 تاريخ بغداد "10/ 43".
3 تاريخ بغداد "10/ 455".(24/249)
551- عُبَيْد الله بن أحمد بن يعقوب بن نَصْر1.
أبو طالب الأنباريّ. أحد شيوخ الشيعة. ويعرف بابن أبي زيد. كان إخباريًّا علامة. صنف كتاب "الخط والقلم".
وروى عن: إسحاق بن موسى الرملي، ومحمد بن حنيفة بن ماهان، وثعلب، ويوسف القاضي.
وعنه: محمد بن زُهير بن أخطل، وعليّ بن عبد الرحيم بن دينار الواسطيّ، وأبو الحسن أحمد بن الْجُنْديّ.
552- عثمانٍ بن جعفر بن محمد بن حاتم2.
أبو عمرو بن اللبان الأحوال.
بغداديّ، ثقة.
سمع: محمد بن الوليد البُسْريّ، وحفص بن عَمْرو الرّباليّ، وعباد بن الوليد العنْبريّ، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، وعمر بن شَبّة.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وأبو حفص الكتّانيّ، وأبو الحسن بن الْجُنْديّ، ومحمد بن جُمَيْع الغسانيّ.
وقع لي حديثه بعُلُوّ.
وقد أرّخ ابن قانع موته سنة 324.
553- عثمانٍ بن مروان3.
أبو القاسم النهاونديّ شيخ الصُّوفيّة.
أكثر السياحة، وصحب أبا سعيد الخراز أربع عشرة سنة. والْجُنَيْد وسمنون.
أخذ عنه: أبو بكر النّقّاش، وابن مِقْسَم، وأبو عبد الله البروجردي، وعمر بن زمبل.
ودخل الشام.
__________
1 لسان الميزان "4/ 95، 96"، معجم المؤلفين "6/ 237".
2 تاريخ بغداد "11/ 297"، المنتظم "6/ 287".
3 تاريخ دمشق "27، 238".(24/250)
روى المّاليني، عن الحارث بن عديّ، عنه.
وقال قيس بن عبد العزيز: ورد عليّ بن مردان، فاجتمع عليه جماعة من الصُّوفيّة ومعهم قوّال، فاستأذنوه، فأذن لهم. فأنشد القوّال قصيدة فتواجدوا، ولم يتحرّك ابن مردان رحمه الله تعالى.
554- عُرْس بن فهْد1.
أبو جابر الأزدي الموصلي.
عن: علي بن حرب، والحسن بن عرفة، ومحمد بن أحمد بن أبي المثنى.
وعنه: أبو الفضل الشيبانيّ، وأبو بكر بن أبي موسى الهاشميّ، وعيسى بن الوزير، وابن جُمَيْع الصَّيْداويّ.
وثقه الخطيب.
555 - عليّ بن الحسن بن هارون السقطي2.
بغداديّ.
سمع: ابن عَرَفَة، والحسن الزَّعْفرانيّ.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وجماعة.
حدَّث سنة إحدى وعشرين. وكان ثقة.
556 - عليّ بن محمد بن سختويه بن نَصْر.
الحافظ أبو الحسن النَّيْسابوريّ.
سمع: تَمْتَام، وإسماعيل القاضي، ومحمد بن أيوب بن الضُّريْس، وطبقتهم.
أكثر عنه أبو أحمد الحاكم.
557- عليّ بن محمد بن أبي سليمان أيّوب بن حجْر3.
أبو الطّيّب الرّقّيّ ثم الصوري.
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "6/ 83"، المشتبه في أسماء الرجال "2/ 254".
2 تاريخ بغداد "11/ 381".
3 تاريخ بغداد "3/ 331"، الإكمال لابن ماكولا "7/ 250"، تهذيب التهذيب "9/ 432".(24/251)
سمع: أباه، ومؤمّل بْن إهاب، ويونس بْن عَبْد الأعلى، والرّبيع المؤذّن، ومحمد بن عَوْف الطّائيّ، وطبقتهم.
وعنه: محمد بن أحمد المَلَطيّ، وأحمد بن محمد بن هارون البَرْدَعيّ، وعبد الله بن محمد بن أيوب القطّان، وأحمد بن محمد بن مزاحم الصُّوريّ، وأبو حفص بن شاهين، وأبو الحسن بن جُمَيْع، وجماعة.
وثقه ابن عساكر.
558- عليّ بن محمد بن أحمد بن فور.
أبو الحسن النَّيْسابوريّ الورّاق.
سمع: أحمد بْن يوسف السُّلَميّ، وعبد الرَّحْمَن بْن بِشْر، وطبقتهما.
وعنه: بِشْر بن محمد القاضي، ومحمد بن حامد البزاز.
قيل: تُوُفّي سنة عشرين، وقيل: سنة أربعٍ وعشرين وثلاثمائة.
559 - عَمْر بن يوسف الزَّعْفرانيّ1.
حدَّثَ عَنْ: الحَسَن بْن عَرَفَة، والحَسَن بْن محمد بن الصّبّاح، وسعدان بن نَصْر.
وعنه: يوسف القوّاس، وأبو حفص بن الزيات.
وكان ثقة. تأخر موته.
560- عَمْرو بن عُصَيْم بن يحيى الصُّوريّ2.
سمع: مؤمّل بن إهاب، ومحمد بن إبراهيم الصُّوريّ، والحسن بن اللَّيث.
وعنه: أحمد بن عُتْبَة الْجَوْبريّ، وأبو يعلى بن أبي كريمة، وأبو المفضّل محمد الشَّيْبانيّ، وأبو الحُسين بن جُمَيْع.
مولده سنة 239.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 228".
2 معجم الشيوخ "356"، تاريخ دمشق "33/ 40".(24/252)
"حرف الْقَافِ":
561 - الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُلْبُل الزَّعْفرانيّ1.
عن: أبي زُرْعة، وعبّاس الدُّوريّ، وطبقتهما.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، والقوّاس، وصالح بن أحمد الحافظ، وقال: صدوق.
"حرف الميم":
562 - محمد بْن إبراهيم بْن الفضل.
أبو بكر النَّيْسابوريّ المعمّريّ الفحّام.
سمع: محمد بن يحيى الذُّهْليّ.
وعنه: محمد بن محمد بن محمش.
563 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن محمد بْن أَبِي خنْبَش2.
أبو بكر البَعْلَبَكّيّ القاضي.
سمع: عبد الله بن الحُسين المصّيصيّ، ويحيى بن أيوب العلّاف المصريّ.
وعنه: أبو محمد بن ذَكْوان البَعْلَبَكّيّ، وأبو بكر أَحْمَد بن الحسين بن مِهران المقرئ، وغيّرهما.
564- محمد بن أحمد بن أبي مهزول3.
أبو الحسن المصّيصيّ المعدّل.
سمع: يوسف بن مسلّم.
وعنه: أبو أحمد الحاكم، وابن جُمَيْع.
565 - محمد بن أحمد بن محمد بن شيبان4.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 446".
2 الإكمال لابن ماكولا "2/ 342".
3 معجم الشيوخ لابن جميع "61".
4 تاريخ دمشق "36/ 385".(24/253)
أبو جعفر الرمليّ الخلّال.
سمع: أحمد بن عبد الله بن البَرْقيّ، وأبا أُميّة، ومحمد بن حماد الظهرانيّ.
وعنه: أبو حفص بن شاهين، وأبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وأبو الحُسين بن جُمَيْع، وآخرون.
566- محمد بن أحمد بن محمد بن الصلت البغداديّ1.
أبو الحسن الصّفّار.
حدَّث بدمشق عن: أبي قِلابة الرَّقاشيّ، والكُدَيْميّ.
وعنه: أبو بكر الرَّبَعَيّ، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وغيّرهما.
ولم يذكره الخطيب في تاريخه.
567 - محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن فروخ2.
أبو بكر المُزَنيّ البغداديّ، نزيل الرَّقَّةِ.
حدث عن: أبي حفص الفلّاس، وأحمد بن المقدام، وطبقتهما.
وعنه: الطَّبرانيّ، ومحمد بن المظفّر، وعليّ بن لؤلؤ الورّاق، قال الخطيب: تُوُفّي بعد العشرين وثلاثمائة.
568 - محمد بن إسماعيل بن إبراهيم.
أبو الحسن المَرْوَزِيّ.
سمع: عليّ بن حُجْر.
روى عنه: أبو أحمد محمد بن محمد بن مكي الْجُرْجانيّ، وطاهر بن محمد بن سَهْلَوَيْه النَّيْسابوريّ، والحسن بن أحمد المخلّديّ، ومحمد بن الحُسين العلويّ، وهذا أعلى سندٍ عند البَيْهقيّ.
569 - محمد بن إسماعيل بن سلمة الأصبهاني3.
__________
1 تاريخ دمشق "36/ 385".
2 تاريخ بغداد "1/ 254".
3 أخبار أصبهان "2/ 262".(24/254)
سمع: عَمْرو بن عليّ الفلّاس، وغيره.
وهو من كبار شيوخ أبي عبد الله بن مَنْدَه.
570- محمد بن بَدْر1.
القاضي أبو بكر، مولى يحيى بن حكيم، الكتّانيّ، المصريّ، والفقيه الحنفيّ، كان أبوه روميًا صَيرفيًا مُوسرًا، خلف لمحمد مائة ألف دينار سوى الأملاك، ولمحمد يومئذٍ عشرون سنة.
فكتب الحديث والفقه، ولازم الطَّحاويّ، وتعلم الفروسية ولزِم الرباط.
وسمع من: عليّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وأبي الزِّنْباع روْح بن الفَرَج، وأبي يزيد القراطيسيّ.
وكان من محبته للقضاء قد جلس قاضيًا في بستان وعدَّل جماعة، ووقف عن قوم على سبيل النُّزْهة، وخدم القضاه مدّةً.
ثمّ رامَ الشهادة أيام الكُرَيْزيّ إبراهيم بن محمد، وأيّام أبي عثمانٍ، فتعذرت عليه. وكانت له تجارة ببغداد، فكتب إلى من يثق به يسعى له في القضاء في سنة ستّ عشرة وثلاثمائة. فعلم بذلك أبو عثمانٍ، فكتب إلى أخيه يستنجد به، وكتب محضرًا يتضمَّن القدْح في محمد بن بدْر، فكتب فيه كبارًا وأئمّة، وفيه أنهم لا يعلمون أباه خرج من الرِّقّ إلى أن مات. وأطلق في محمد بن بدْر كلّ قول، وأسجله أبو عثمانٍ أحمد بن إبراهيم عليه وحكم بفسقه.
واستتر حينئذٍ محمد بن بدر. فقام معه القاضي أبو هاشم المقدسي، وأخذه ليلًا إلى تكين أمير مصر، وحدثه بأمره، فطلب المحاضر والسجلات، فستر بعضها. وكان تكين سيئ الرأي في أبي عثمانٍ.
ثمّ تمشَّت حال ابن بدر، وولي قضاء ابن زَبْر، فداخَلَه وعدّله عنده الفقيه أبو بكر بن الحدّاد. وبذل جملةً من الذَّهَب.
وكان ذا هيبة جميلة وتجمل وافر وغلمان.
__________
1 الولاة والقضاة للكندي "486، 488، 490"، حسن المحاضرة "2/ 90".(24/255)
ولمّا قدِم ابن قُتَيْبة على القضاء قام ابن بدر بأمره، وفرش له الدّار الّتي يسكنها، فكتب قُتَيْبة إلى محمد بن الحسن بن أبي الشوارب يشكره.
وكان قُتَيْبة حاكمًا من قِبل محمد ومحمد مقلّد من جهة الخليفة الرّاضي بالله.
ثمّ إن ابن أبي الشوارب هذا كتب بالعهد عل قضاء مصر إلى محمد بن بدر، فجاء العهد وأمر مصر إلى وزيرها محمد بن عليّ المادرائيّ، وأميرها أحمد بن كَيَغْلَغ. وأحمد من تحت أمر المادرائيّ ونهيه. فامتنع المادرائيّ من قبول الكتاب، فذهب إليه أبو عبد الله بن الطَّحاويّ وقال: لو كان أبي حيًا لجاءَك في أمره. فأذن له، فتأخر عنه طائفة من كبار العدُول، فعدل خلقًا في عدتهم، واستقامت أحواله.
وكان مبالغًا في إكرام الأيتام والنّظر لهم. وكان لا يتأخر عن قضاء حقوق الشُهود الّذين تأخروا عنه. يعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم.
فلمّا استولى الإخشيد على مصر تلقاه محمد بن بدر، ثمّ عُزِل، ثمّ ولي، ثمّ عُزل ثمّ ولي ثالثًا.
وكان مليح الخطّ، عارفًا بالقضاء، كثير السّلام على النّاس في الطُرُق.
مات سنة ثلاثين وله 66 سنة. وقد مرَّ من أخباره.
571 - محمد بن بِشْر بن موسى بن مروان1.
أبو بكر القراطيسيّ الأنطاكيّ.
حدَّث بدمشق، وبغداد عَنْ: الحَسَن بْن عَرَفَة، والحَسَن بْن محمد الزَّعْفرانيّ، والربيع المرادي، وبحر بن نصر الخولاني،
وعنه: الدارقطني، وأبو الفتح القواس، والكلابي.
مات بعد العشرين بيسير.
572 - محمد بن ثابت بن أحمد2.
أبو بكر الواسطي.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 90".
2 تاريخ بغداد "1/ 284"، "7/ 80".(24/256)
حدث ببغداد عن: شعيب الصريفينيّ، ومحمد بن عبد الملك الدّقيقيّ.
وعنه: ابن شاهين، وابن جميع، والكتاني.
وكان ثقة.
573- محمد بن جعفر بن رباح الأشجعيّ الكوفيّ.
سمع: عليّ بن المنذر الطريقيّ.
وعنه: محمد بن عبد الله الْجُعْفيّ.
574- محمد بن الحسن بن أحمد بن الصّبّاح1.
أبو بكر بن أبي الذَّيّال الثّقفيّ الإصبهاني الزّاهد.
إمام مسجد سوق الصاغة بدمشق. ثمّ سكن بيت المقدس.
سمع: إبراهيم بن فهد، وعثمانٍ بن خُرَّزَاذ، والحسن بن جرير الصُّوريّ.
وعنه: محمد بن أحمد بن يوسف الْجُندريّ، وعَمْر بن داود بن سَلَمُون، وأبو بكر بن أبي الحديد.
صحِب سهل بن عبد الله الإصبهانيّ ببلده.
575- محمد بن الحُسين2.
أبو جعفر الْجُهَنيّ الهَمَدانيّ الطّيان.
رحل وسمع: محمد بن الْجَهْم، ويحيى بن أبي طالب.
وكتب الكثير.
وعنه: ابن المظفّر، وأحمد بن إبراهيم بن فراس المكّيّ، والدَّارَقُطْنيّ، وأبو الحُسين بن البوّاب، وغيرهم.
وثقه الدَّارَقُطْنيّ.
وأما حمزة السَّهْميّ فقال: سألت أبا محمد بن غلام الزُّهْريّ، وأبا بكر بن عدي
__________
1 تاريخ دمشق "37/ 347 - 350".
2 المغني في الضعفاء "2/ 571"، ميزان الاعتدال "3/ 522"، لسان الميزان "5/ 138، 139".(24/257)
المنقري عنه فقالا: ليس بالمرضي. وحكيا عنه أنه قال: كان عندنا بهمدان بَرْد شديد، وكان على سطحنا مُري في آنية فانكسرت الآنية وانصب المرق، فجمد حتّى صار مثل الجلْد، فقطعت منه خفين ولبستهما وركبت إلى السلطان.
قال حمزة: ورأت له أحاديث مُنَكرة الإسناد والمتن لا أصل لها.
576- محمد بن خالد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن حمزة.
أبو عليّ قاضي بيت لَهْيا.
سمع: جدّه لأمّه أحمد بن محمد بن يحيى، ونوح بن عَمْرو بن جويّ.
وعنه: عليّ بن عَمْرو الحريريّ، وشافع بن محمد الإسفرائينيّ، وأبو محمد بن ذَكْوان، وأبو بكر بن المقرئ مات بعد العشرين.
577- محمد بن داود بن بنّوس1.
أبو السّريّ الفارسيّ ثمّ البَعْلَبَكّيّ.
حدَّث عن: أبي المضاء محمد بن الحسن بن ذَكْوان البَعْلَبَكّيّ، وعليّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وجماعة.
وعنه: أبو محمد بن ذَكْوان البَعْلَبَكّيّ، وأحمد بن جَحّاف الأزديّ.
وبَقِي إلى بعد سنة عشرين وثلاثمائة.
578- محمد بن سليمان بن أيّوب.
أبو عليّ البصْريّ المّالكيّ، شيخ الدَّارَقُطْنيّ.
سمع: أحمد بن عبده، وأبا الأشعث العجلي، وطبقتهما. ورحل النّاس إليه.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وزاهر السَّرخسيّ، وعبد الواحد بن شاه، وجماعة.
وكان صدوقًا.
579- محمد بن العبّاس بن سُهيل الخصيب الضرير2.
__________
1 تاريخ دمشق "11/ 599"، معجم البلدان "5/ 287".
2 تاريخ بغداد "3/ 113"، ميزان الاعتدال "3/ 590"، المغني في الضعفاء "2/ 596"، لسان الميزان "5/ 214".(24/258)
روى عن: لُوَيْن، وأبي هشام الرفاعيّ، وجماعة.
وعنه: أبو القاسم بن الثّلّاج.
وكان غير ثقة، يضع الحديث.
بَقِي إلى بعد العشرين وثلاثمائة ببغداد.
580 - محمد بن العبّاس بن عَبْدة1.
أبو بكر الأصبهاني.
نزل بغداد، وحدَّث عن: يونس بن حبيب.
وعنه: محمد بن المظفّر، وعمر بن بِشران.
وثقه بعض الحُفّاظ.
581 - محمد بن العبّاس بن مهدي2.
أبو بكر الصائغ.
سمع: عبّاسًا الدُّوريّ، وطبقته.
روى عنه: عبد الله بن عثمان الصفار، وابن جُمَيْع.
وثقه الخطيب.
وتُوُفّي قبل الثلاثين.
582 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْعَبَّاس بْن محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب3.
الأمويّ. مولاهم أبو الفضل الفقيه.
ولي القضاء ببغداد في خلافة المتّقي لله.
583 - محمد بن عبد الله بن إبراهيم4.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 114".
2 تاريخ بغداد "3/ 115".
3 تاريخ بغداد "5/ 449".
4 تاريخ بغداد "5/ 450".(24/259)
أبو بكر الأسَديّ الأكفانيّ.
بغداديّ نبيل، ثقة.
سمع: أحمد بن عبد الجبّار العُطَارِديّ.
وعنه: ابنه القاضي أبو محمد عبد الله، وغيره.
وقد روى أيضًا عن فُوران صاحب الإمام أحمد.
محمد بن عبد الملك التّاريخيّ.
في الطبقة المّاضية.
584- محمد بن عثمانٍ بن سمعان.
أبو بكر الواسطي المعدّل.
كان محدثًا حافظًا.
سمع من بحشل "تاريخ واسط".
روى عنه: أحمد بن بيريّ، وعليّ بن الحسن الصِّلْحيّ.
585 - محمد بن عُزَيْر1.
أبو بكر السِّجِسْتانيّ.
مصنّف "غريب القرآن". وهو كتابٌ نفيس قد أجاد فيه.
قيل: إنه كان يقرأه على أبي بكر بن الأنباريّ ويُصلح له فيه.
ويقال: إنه صنفه في خمس عشرة سنة.
وكان رجلًا صالحًا فاضلًا.
روى عنه هذا الكتاب: أبو عُبَيْد الله بن بُطَّة. وعثمانٍ بن أحمد بن سمعان الرّزّاز، وأبو أحمد عبد الله بن الحُسين السّامّريّ المقرئ، وغيرهم.
وكان ببغداد.
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "7/ 5"، سير أعلام النبلاء "15/ 216، 217"، الوافي بالوفيات "4/ 95".(24/260)
ذكره ابن النّجّار وما ذكر له وفاةً، وقال: لا أدري قدِم إلى سِجِسْتان أو أصله منها. والصحيح في اسم أبيه عُزيْر. هكذا رأيته براء بخطّ ابن ناصر الحافظ، وذكَرَ أنّه شاهده بخط يده، وبخطّ غير واحدٍ من الّذين كتبوا كتابه عنه، وكانوا متقنين.
قال: وذكر لي شيخنا أبو محمد بن الأخضر أنّه رأى نسخةً بغريب القرآن بخطّ مصنفه وفي آخرها: وكتب محمد بن عُزيْر، بالرّاء المهملة.
وحكى أبو منصور بن الجواليقيّ، عن أبي زكريا التّبريزيّ قال: رأيتُ بخط ابن عُزيْر، وعليه علامة الرّاء غير المعجمة.
وقال الحافظ عبد الغنيّ في "المختلف": محمد بن عُزيْز بمعجمتين. قلت: والأول أصحّ، والثاني تصحيف لا يكاد يعرف النّاسُ سواه.
وقيل: كان أبوه يُسمَّى عُزَيْرًا وعزيزًا، فالله أعلم.
وقال ابن ناصر. ملكت نسخة "بكتاب الملاحن"، وقد كتبها عن ابن دُرَيْد في سنة عشرٍ وثلاثمائة، وكتب في آخرها: وكتب محمد بن عُزيْر، بالراء، السّجِسْتانيّ.
قال ابن ناصر: وقد كتب نسخة عن المصنف، وفيه الترجمة تأليف محمد بن عُزيْر بالراء غير مُعْجَمَةٍ. وكذلك رأيت نسخة بخطّ محمد بن نَجْدَة، وكان في غاية الإتقان، خطّه حُجَّة، محمد بن عُزير السِّجستانيّ، الأخيرة راء غير معجمة.
قلت: إنّما جسر الدَّهْماء على النُّطق بالزاي تقييده الدَّارَقُطْنيّ، وعبد الغنيّ، والخطيب، والأمير، له بزاي مكرَّرة.
586- محمد بن عليّ بن الحُسين1.
أبو جعفر، وأبو عيسى التُّخَاريّ بنقطتين.
سمع: أحمد بن ملاعب، وغيره.
وكتب عنه: الدَّارَقُطْنيّ.
587- محمد بن عيسى بن محمد2.
أبو حاتم الوسقندي الرازي.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 78"، الإكمال لابن ماكولا "1/ 449"، الأنساب "3/ 27".
2 معجم البلدان "5/ 376".(24/261)
وثقه الخليليّ في "الإرشاد" وقال: سمع: أبا حاتم الرّازيّ، ومحمد بن أيّوب، والحارث بن أبي أسامه، ومحمد بن غالب، وعليّ بن عبد العزيز البغويّ.
وعنه: عليّ بن عَمْر الفقيه، ومحمد بن إسحاق الكَيْسانيّ، وغيّرهما.
588 - محمد بن قارن بن العبّاس.
أبو بكر الرّازيّ.
سمع: أبا زُرْعة، والمنذر بن شاذان، وأحمد بن منصور الرّماديّ.
وله تصانيف.
589 - محمد بن القاسم بن كوفيّ الكرّانيّ الإصبهانيّ.
من كبار شيوخ ابن مَنْدَه.
سمع من: يحيى بن واقد الطائيّ النَّحْويّ، ومحمد بن عاصم الثقفيّ.
590- محمد بن موسى1.
الأستاذ أبو بكر الفَرَغانيّ الزّاهد، شيخ الصُّوفيّة.
نشأ بواسط، واستوطن مرْو. وكان من أكابر تلامذة الْجُنَيْد والنُّوريّ.
قيل: لم يتكلم أحد في أول التّصوّف قبله. وكان عالمًا لشريعة الإسلام، وله كلام نافع.
ومن كلامه: قد ابتُلينا بزمان ليس فيه آداب الإسلام، ولا أخلاق الجاهلية، ولا أحلام ذوي المروءات.
591- محمد بن موسى بن إسحاق2.
الفقيه أبو عبد الله السَّرْخسيّ الحنفيّ.
ولاه القاهر بالله قضاء الديار المصرية فسارَ إليها وأقام بها. قدِم في سنة اثنتين وعشرين، وعُزِل أبو عثمانٍ أحمد بْن إبراهيم بْن حماد.
قال ابن زولاق: كان حافظًا لقول ابن حنيفة، عفيفًا عن الأموال ستيرًا. وقف
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 244".
2 الولاة والقضاة الكندي "486، 548، 550"، حسن المحاضرة "2/ 90".(24/262)
عن قبول الجماعة، وعن كثير من الأحكام. حُدِّثت أنه قال للشهود: كم هذا المجيء في كل يوم، أما لكم معايش؟ سبيلكم أن لا تجيئوا إلا لحاجةٍ أو شهادة.
وكان يحب المذاكرة بالعلم؛ وكان ذا صلاح وورع. وحُفظ عنه أنه قال: ما وصلتُ إلى مصر حتّى علمت أنّي مصروف لأنيّ لا أصلح للذي وُلِّيُته. وكانت ولايته سبعة أشهر وأيّام.
ورجع إلى بغداد، وولي بعده ابن بدر.
592- محمد بن يعقوب بن الحَجّاج التَّيْميّ1.
أبو العبّاس البصريّ المعدّل المقرئ.
قرأ على: محمد بن وهْب الثّقفيّ، وأبي الزَّعْراء عبد الرحمن بن عَبْدوس، وغيّرهما.
وحدَّث عن: أبي داود السِّجسْتانيّ.
قرأ عليه: محمد بن عبد الله بن أشته، وعليّ بْن محمد بْن خُشْنام المالكيّ، وأبو أحمد السّامريّ، وآخرون.
وانفرد بالإقامة في بلده. وكان بصيرًا بقراءة يعقوب، عدلًا حُجّةً مشهورًا.
593 - محمود بن محمد.
أبو العبّاس الرافقيّ.
كان يسكن مدينة بُغراص من الثّغر.
سمع: أحمد بن عبد الرحمن الكُزْبُرانيّ، وعبد الله بن الهيثم العبديّ.
"حرف النون":
594- نَصْر بن أحمد2.
أبو القاسم البصري، الشاعر المعروف بالخبزرزي.
__________
1 غاية النهاية "2/ 282".
2 تاريخ بغداد "13/ 296"، الأنساب "5/ 40- 42"، أمالي المرتضى "1/ 575".(24/263)
قرء عليه ديوانه ببغداد.
روى عنه: المُعَافَى الجريريّ، وأبو الحسين بن الْجُنْديّ، وجماعة.
"حرف الهاء":
595 - هارون بْن إبراهيم بْن حماد بْن إِسْحَاق بْن إسماعيل الأزْديّ القاضي1.
من بيت العلم والقضاء ببغداد.
ولي ببغداد قضاء الديار المصرية، فبعث إلى مصر كتابه باستنابه أبي عليّ عبد الرحمن بن إسحاق الجوهريّ، فحكم على الدّيار المصرية من جهته نحوًا من سنة، ثمّ صرفه وبعث من جهته أخاه أبا عثمانٍ أحمد بن إبراهيم بن حمّاد، وذلك في حياة والدهما. فدخل أبو عثمانٍ مصر في ربيع الآخر سنة 314، وقريء عهده بالجامع، وقريء عهد أخيه من قِبَل المقتدر.
وأكرمه متوليّ مصر تكين لأُبُوَّته، فنظر في القضاء والأوقاف والمواريث. وكان كثير الحياء. والخجل، قليل الكلام جميل الصُّورة. وقد حدَّث بمصر عن: إبراهيم الحربيّ، وإسماعيل القاضي، وطبقتهما. ولم يزل يتولّى القضاء إلى آخر سنة ست عشرة وثلاثمائة فعُزِل أخوه بابن زَبْر.
وقد حدَّث أخوه هارون، صاحب التّرجمة، عن: عباس الدّوريّ، وطبقته.
روى عنه: الطّبرانيّ.
ومات أبوهما سنة 23. كما ذكرنا.
"الكنى":
596 - أبو بكر بن أبي سَعْدان الزّاهد2.
شيخ الصُّوفيّة محمد بن أحمد.
ويقال: أحمد بن محمد بن أبي سعْدان البغداديّ، العارف. ذكره السُّلميّ في تاريخه مختصرًا وقال: لم يكن في زمانه أعلم بعلوم هذه الطائفة منه.
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 20"، حسن المحاضرة "2/ 90".
2 حلية الأولياء "10/ 377"، تاريخ بغداد "4/ 361"، طبقات الصوفية للسلمي "420 - 423".(24/264)
وكان أستاذ شيخنا أبي القاسم الرّازيّ. سمعتُ أبا القاسم يقول: سمعتُ ابن صُديق وأبا العبّاس الفَرَغانيّ يقولان: لم يبقَ في هذا الزمان لهذه الطائفة إلّا رجلان: أبو عليّ الرُّوذَبَاريّ، وأبو بكر بن أبي سعْدان. وأبو بكر أفهمهما.
597- أبو بكر بن طاهر الأبْهريّ1.
هو محمد، وقيل: عبد الله بن طاهر الطّائيّ، أوحد مشايخ أبهر. كان في أيّام الشّبْليّ، ويتكلّم على علم الظّاهر وعلم الحقيقة، وكان مقبولًا على جميع الألسنة.
كتب الحديث الكثير ورواه. قال ذلك فيه السُّلميّ. ثم قال: سمعتُ محمد بْن عَبْد الله بْن شاذان يقول: سمعتُ أبا بكر بن طاهر يقول، وسُئِل عن السّماع، فقال: لذةٌ كسائر الّلّذات.
قال مهديّ بن أحمد: ما نفعني صُحبة شيخٍ كما نفعني صحبة أبي بكر عبد الله بن طاهر الأبْهريّ. سمعتُ منصور بن عبد الله: سمعتُ ابن طاهر يقول: عطاياه لا تحمل إلّا مطاياه.
وقيل: سُئِل ابن طاهر عن الحقيقة، فقال: كلّها عِلم.
فسُئِل عن العلم، فقال: كله حقيقة.
وقال إبراهيم بن شيبان: ما رأى ابن طاهر مثل نفسه.
__________
1 حلية الأولياء "10/ 351، 352"، المنتظم "7/ 324".(24/265)
الفهرس العام للكتاب:
رقم الصفحة الموضوع
الطبقة الثالثة والثلاثين:
"321-330هـ"
"أحداث سنة إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ":
3 شغب الْجُنْد على القاهر
3 التضييق على القاهر
3 موت أم المقتدر
4 الإرجاف بسب معاوية
4 استتار البربهاري
4 القبض على ابن بليق
4 القبض على مؤنس
5 إحراق دار ابن مقلة
5 هرب ابن ياقوت إلى فارس
5 حجابة الطولوني
5 القبض على ابن المكتفي
5 ذبح بليق ومؤنس
5 ذبح يمن وابن زيرك
5 تلقيب القاهر بالمنتقم
6 تقليد ابن كيغلغ مصر
6 تحريم الخمر والقيان
6 وزارة ابن الخصيب
6 الحج هذا الموسم
6 وفاة الطحاوي(24/267)
6 وفاة الأمير تكين
6 ولاية ابن طغج
7 ولاية ابن كيغلغ
7 القضاء في مصر
7 وفاة أم المقتدر
7 ترجمة مؤنس الخادم
7 تغلب الروم على الرساتيق
"أحداث سنة اثنتين وعشرين"
8 ظهور الديلم
9 قتل أبي السرايا والنوبختي
9 وفاة الورقاني
9 رواية ابن سنان عن القاهر
10 القبض على القاهر
10 خلافة الراضي
11 وزارة ابن مقلة
11 سبب خلف القاهر
11 سؤال القاهر عن خلفاء بني العباس
13 رواية المسعودي عن القاهر
14 صفة الراضي
14 إمرة ابن رائق الجيش
14 مثالب القاهر في كتاب
14 مصادرة عيسى المتطبب
15 قتل مرداويخ الديلمي
15 مقاطعة ابن بويه للراضي على البلاد
15 وفاة المهدي صاحب المغرب
15 نسب المهدي(24/268)
16 قول الباقلاني في القداح
16 قول ابن خلكان في نسب المهدي
17 ظهور الشلمغاني
17 قتل وزير المقتدر
18 قتل الأنباري
18 قتل ابن أبي عون
18 قتل ابن غريب الخال
19 وفاة السجزي
19 القبض على الخصيبي وابن مخلد
19 وفاة ابن المقتدر
19 توقف الحج
"أحداث سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة"
19 تقليد ولدي الراضي المشرق والمغرب
19 القبض على ابن شنبوذ المقريء وضربه
20 شغب الجند على محمد بن ياقوت
21 القبض على ابن ياقوت والقراريطي
21 ازدياد شأن ابن مقلة
21 فتح جنوة
21 فتنة البربهاري وأصحابه
22 هبوب الريح ببغداد
22 شغب الجند بابن مقلة
22 قتل سعيد بن حمدان
22 خروج ابن مقلة لحرب الحسن بن حمدان
23 القبض على جعفر بن المكتفي
23 عود الحسن بن حمدان إلى الموصل
23 مهاجمة القرمطي لركب الحجاج(24/269)
23 موت الأمير ابن ياقوت
23 الغلاء ببغداد
23 استمالة ابن رائق الديلم
"أحداث سنة أربع وعشرين وثلاثمائة"
24 وفاة هارون بن المقتدر
24 تقليد ابن طغج عملا في مصر
24 قطع ابن رائق الحمل عن بغداد
24 إطلاق المظفر بن ياقوت من الحبس
25 إمرة بدر الخرشني على دمشق
25 تدبير ابن مقلة للإيقاع بابن رائق
25 إخراج ابن مقلة من الوزارة
26 ظهور الخصيبي وسليمان بن الحسن
26 تعذيب ابن مقلة
26 رواية ثابت بن سنان عن تعذيب ابن مقلة
27 القبض على المظفّر بن ياقوت وهدم داره
27 عزل الخرشني عن الشرطة
27 تقليد الخرشني أعمال أصبهان وفارس
27 وزارة الكرخي
27 قتل ياقوت الأمير
28 وزارة سليمان بن الحسن
28 عودة ابن رائق إلى بغداد
28 الوباء والغلاء بأصبهان وبغداد
29 الغزوة الأولى لعلي بن حمدان
29 تغلب الحسن بن حمدان على الموصل
29 محاربة اليشكري
29 استيلاء الروم على سميساط(24/270)
29 غارات بني نمير وقشير
29 خلعة الملك لصاحب الموصل
"أحداث سنة خمس وعشرين وثلاثمائة"
30 محاربة ابن رائق للحجرية والساجية
30 رسالة الراضي إلى البريدي
31 ضمان البريدي البلاد
31 تقلد بجكم الشرطة
31 خروج الحجرية من بغداد
31 تفرق البلدان عن الخلافة
31 الوحشة بين ابن رائق والبريدي
31 دخول القرمطي الكوفة
31 وزارة ابن الفرات
32 انهزام جيش ابن رائق
32 محاربة ابن رائق للبصرة وعصيان أهلها عليه
32 ولاية بدير لدمشق
32 قدوم ابن رائق إلى دمشق
33 عودة الولاية لبدير
33 اختلاف البريديين
33 تغلب ابن حمدان على مضر
33 امتناع الحج
33 تأسيس مدينة الزهراء بالأندلس
"أحداث سنة ست وعشرين وثلاثمائة":
34 انتصار البريدي على بجكم
34 ازدياد قوة أحمد بن بويه
35 المصاهرة بين ابن رائق والوزير أبي الفتح
35 محاربة البريدي لبجكم(24/271)
35 قطع يد ابن مقلة
36 رواية ابن سنان عن ابن مقلة
36 دخول بجكم بغداد وتلقيبه: أمير الأمراء
37 كتاب ملك الروم إلى الخليفة بالهدنة
37 تقلد بجكم إمارة بغداد بخراسان
37 امتناع الحج
37 انتصار ابن حمدان على الدمستق
"أحداث سنة سبع وعشرين وثلاثمائة"
38 الحرب بين بجكم وابن حمدان
38 انضمام القرامطة إلى ابن رائق
38 الفتنة بين أهل الموصل وجُنْد بجكم
38 مسير ابن حمدان إلى نصيبين
39 تقلد ابن رائق الفرات وجند قنسرين
39 إهلاك عبد الصمد بن المكتفي
39 مصاهرة بجكم لابن حمدان
39 موت ابن الفرات
39 مصالحة البريدي وبجكم
39 وزارة البريدي
40 إطلاق الطريق للحجاج
"أحداث سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة"
40 انهزام الدمستق
40 زواج بجكم بنت البريدي
40 وفاة قاضي القضاة ابن يوسف
40 وزارة ابن مخلد
40 انهزام ابن رائق أمام الإخشيد
41 موت ابن مقلة والخصيبي(24/272)
41 مصالحة الإخشيد لابن رائق بعد مقتل ابنه
41 غرق بغداد
41 غزوة ابن حمدان بلاد الروم
"أحداث سنة تسع وعشرين وثلاثمائة"
41 عزل بجكم لابن شيرزاد ومصادرته
42 وفاة الراضي بالله
42 خلافة المتقي
43 إقرار سليمان بن الحسن في الوزارة
43 حجابة الطولوني
43 ولاية المظالم
43 سقوط القبة الخضراء بمدينة المنصور
43 الغلاء والوباء ببغداد
44 وزارة ابن ميمون الكاتب
44 وزارة البريدي
44 وزارة القراريطي
44 وزارة الكرخي
44 تقليد كورتكين إمرة الأمراء
44 تقليد بدر الحجابة
44 مقتل بجكم التركي
45 مسير ابنُ رائق إلى بغداد
46 خطبة البريديّ لابن رائق
46 الحرب بين ابن رائق وكورتكين
46 أسر قادة الديلم
46 إمرة الأمراء لابن رائق
"أحداث سنة ثلاثين وثلاثمائة"
47 حبس كورتكين في دار ابن رائق(24/273)
47 الغلاء العظيم ببغداد
47 انتشار الجوع
47 خروج الأتراك إلى البريدي
47 وصول الروم إلى حلب
47 وزارة البريدي
47 تقلد الخرقي القضاء
48 تقليد القراريطي الوزارة
48 خروج المتقي لقتال البريدي
48 دخول البريدي بغداد وانتهابها
49 انتهاب بغداد والغلاء بها
49 وقعة الأتراك والقرامطة
49 ازدياد دجلة
49 محاربة أهل بغداد للديلم
49 الحرب بين الأتراك والبريدي
50 تلقيب ابني حمدان: ناصر الدّولة وسيف الدّولة
50 هرب البريدي إلى واسط
51 وفاة الخرشني
51 انهزام البريدي أمام ناصر الدولة الحمداني
51 وفاة النهرجوري
51 وفاة المحاملي
51 وفاة أبي صالح الزاهد(24/274)
ذكر رجال الطبقة الثالثة والثلاثون مرتبة كل سنة على حروب المعجم سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ومن توفي بها:
"حرف الألف"
52 1- أحمد بن إسماعيل بن عامر السمرقندي
52 2- أحمد بن الحُسين بن محمد بن عبد الله بن بكر الدقاق
52 3- أحمد بن حمدون بن أحمد بن رستم النيسابوري
53 4- أحمد بن داود بن سليمان بن جوين القربي
54 5- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن ذكوان الدمشقي
54 6- أحمد بن عبد الوارث بن جرير الأسواني
54 7- أَحْمَدُ بْنُ محمد بْنِ سَلَامَةَ بْنِ سَلَمَةَ بن عبد الملك
56 8- أحمد بْن محمد بْن عليّ بْن رَزِين
56 أحمد بن مُحَمَّد بن عيسى بن مُحَمَّد بن القاسم بن حسن
56 9- أحمد بن محمد بن موسى البغدادي
57 10- أحمد بن محمد بن يزيد الكرجي
57 11- أحمد بن محمود اللخمي الأنباري
57 12- أحمد بن نصر بن سندويه البغدادي
57 13- إبراهيم بن عمروس بن محمد الفساطيطي
58 14- إبراهيم بن الفضل بن حيان الحلواني
58 15- أحْيَد بن محمد بن الحسن بن شجاع
58 16- إسحاق بن محمد بن أحمد القاضي الحلبي
"حرف الباء"
58 17- بكر بن المرزبان السمرقندي
"حرف التاء"
58 18- تكين الخاصة(24/275)
"حرف الجيم"
59 19- جامع بن إبراهيم بن محمد بن جامع السكري
59 20- جعفر بن محمد بن بكر بن بكّار بن يوسف البلخي
"حرف الحاء"
59 21- حاتم بن محبوب القرشي السامي الهروي
60 22- الحسن بن محمد بن النَّضْر بن أبي هريرة
60 23- حمدون بن مجاهد الكلبي
"حرف الزاي"
60 24- زاهر بن عبد الله السغدي
60 25- زيد بن الحُسن بن محمد الكنديّ الكوفيّ
"حرف السين"
60 26- سعيد بن محمد بن أَحْمَد البغدادي البيع
"حرف العين"
61 27- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن شبيب الفارسي
61 28- عبد الرحمن بن الفيض بن سندة بن ظهر
61 29- عبد السلام بن محمد بن عبد الوهّاب البصري
62 30- عبيد الله بن جعفر البغدادي
62 31- علي بن أحمد بن مروان السامري المقريء
63 32- علي بن أحمد بن كردي
63 33- عمر بن محمد بن المسيب البغدادي
"حرف الْقَافِ"
63 34- الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إبراهيم الكلاعي
"حرف الميم"
63 35- محمد بن أحمد بن الوليد بن أبي هشام
63 36- محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية
65 37- محمد بن الحسن بن سليم بن يحيى القلعي(24/276)
65 38- محمد بن حمزة بن عمارة الأصبهاني
65 39- محمد بن رمضان بن شاكر
66 40- محمد بن صالح بن خلف البغدادي الجواربي
66 41- محمد بن عبد الله بن سعيد المهراني
66 42- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد السلام بن أبي أيوب البيروتي
67 43- محمد بن علي بن المكتفي بالله بن أحمد المعتضد بالله
67 44- محمد بن عمران بن موسى الهمداني الخراز
67 45- محمد الغمر الطائي الغوطي
67 46- محمد بن القاسم بن عُبَيْد الله بن سليمان بن وهب
68 47- محمد بن موسى بن عيسى الحضرمي
68 48- محمد بن نوح الجنديسابوري الفارسي
69 49- محمد بن هارون بن عبد الله بن حميد
69 50- مؤنس الخادم
"حرف اللام"
70 51- لؤلؤ الخادم
"حرف الياء"
70 52- يوسف بن يعقوب النيسابوري
"وفيات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
70 53- أحمد بن إبراهيم بن عَجَنَّس بن أسباط
71 54- أحمد بن خالد بن يزيد الأندلسي القرطبي
71 55- أحمد بن سليمان بن داود الطوسي
72 56- أحمد بن سعيد بن ميسرة الغِفاريّ الطّرْطُوشيّ
72 57- أحمد بن العباس بن أحمد البغوي الصوفي
72 58- أحمد بن العباس الشيباني
72 59- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الحكم اليواني(24/277)
73 60- أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة الكاتب
74 61- أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير الذهلي
74 62- أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاهمرد الفقيه
74 63- أحمد بن محمد بن إسماعيل بن السوطي
74 64- أحمد بن محمد بن الجليل بن خالد بن حريث العبقسي
75 65- أحمد بن محمد بن الحارث القباب
75 أحمد، أبو علي الروذباري
75 66- أحمد بن محمد بن عيسى المكي
75 67- أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن يزيد الفزاري
76 68- أحمد بن معروف بن بشر الخشاب
76 69- أحمد بن موسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري
76 70- إبراهيم بن أحمد بن هلال
77 71- إسحاق بن محمد بن الفضل بن جابر الزيات
"حرف الجيم"
77 72- جعفر بن أحمد بن شهزيل الإستراباذي
77 73- جعفر بن أحمد بن يحيى السراج المصريّ
"حرف الحاء"
77 74- حسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن ربيعة
77 75- الحسن بن أحمد بن غطفان الفزاري
78 76- الحسن بن عليّ بن الحُسين بن الحارث بن مرداس
"حرف الخاء"
78 77- خير بن عبد الله النساج الزاهد
"حرف الزاي"
79 78- زيدان بن محمد البهرتي الكاتب
"حرف السين"
79 79- سعيد بن أحمد بن زكريّا القضاعي المصري(24/278)
79 80- سليمان بن حسن بن عليّ بن الجعد
"حرف الصاد"
80 81- صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي
"حرف العين"
80 82- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الحَجّاج بْن مهاجر الرعيني
80 83- عبد الله بن محمد بن حنين الأندلسي
80 84- عبد الرحمن بن إسماعيل بن عليّ بن كردم الرقي
81 85- عبيد الله المهدي
82 86- عثمان بن حديد بن حميد الكلابي الإلبيري
83 87- عليّ بن عبد الله بن عبد البَرِّ الفرغاني التركي
83 88- عليّ بن محمد بن حاتم بن دينار القرشي
83 89- علي بن محمد بن عيسى المرادي
84 90- عبد الوهاب بن سعيد بن عثمان الحمراوي
"حرف الميم"
84 91- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الثلج الكاتب
84 92- محمد بن أحمد بن أبي يوسف المصري
84 93- محمد بن أحمد بن إبراهيم المادرائي الأطروش
85 94- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن الفضل
85 95- محمد بن إسماعيل بن أحمد بن أسيد بن عاصم الثقفي
85 96- محمد بن الحسن بن المهلب المديني
86 97- محمد بن زكريا بن محمد بن جعفر اللخمي القرطبي
86 98- محمد بن سليمان بن محمد الباهلي النعماني
86 99- محمد بن عبد الله بن غيلان السوسي الخزاز
86 100- محمد بن عبد الرحمن بن زياد الأرزناني
87 101- محمد بن علي بن أبي العزاقر الشلمغاني
88 102- محمد بن علي بن جعفر الكتاني الصوفي(24/279)
89 103- محمد بن عمرو بن حماد العقيلي
90 104- مسرة المتوكلي
90 105- موسى بن إبراهيم بن شاهك
"حرف الهاء"
90 106- الهذيل بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الهذيل الضبي
"حرف الياء"
90 107- يعقوب بن إبراهيم البغدادي البزاز الجراب
"الكنى"
91 108- أبو ذهل بن أبي العباس محمد بن عصم الضبي العصمي
91 109- أبو علي الروذباري
92 110- أبو نعيم بن عدي "عبد الملك بن محمد بن عدي"
"وفيات سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
92 111- أحمد بن عيسى بن السكين الشيباني البلدي
93 112- أحمد بن محمد بن عمرو الكندي المصعبي المروزي
93 113- أحمد بن نصر بن طالب البغدادي
94 114- إبراهيم بْن حماد بْن إِسْحَاق بْن إسماعيل الأزدي
94 115- إبراهيم بن محمد بن عَرَفَة بن سليمان العتكي
95 116- إبراهيم بن محمد بن القاسم بن هلال القيسي
96 117- أسامة بن عليّ بن سعيد بن بشير الرازي
96 118- إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مِهْرَانَ الوراق
96 119- إسماعيل بن يونس البغدادي الشيعي
"حرف الباء"
97 120- بندار بن إبراهيم بن عيسى الأستراباذي
"حرف الجيم"
97 121- جعفر بن عبد الجبار القراطيسي(24/280)
"حرف الحاء"
97 122- الحسن بن سعيد البغدادي الوراق
98 123- الحسن بن صالح البهنسي
98 124- الحسن بن علي بن سوادة الفهمي
98 125- الحسن بن يوسف بن يعقوب الطرميسي
"حرف الدال"
98 126- داود بن نَصْر بن سُهيل البزدوي
"حرف العين"
99 127- العبّاس بن الفضل بن العبّاس الدينوري
99 128- عبد الله بن محمد بن سعيد المقريء بن الجمال
99 129- عبد الملك بن سلمان الوراق
101 130- عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجانيّ الأستراباذي
101 131- عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد السكري
101 132- عُبَيْد الله بن عبد الصّمد بن المهديّ بالله العباسي
101 133- عثمان بن أحمد بن الخصيب البغدادي
101 134- عثمان بن أحمد بن عثمان المصري الدباغ
102 135- عليّ بن الحسن بن قَحْطَبة البغداديّ الصَّيْقل
102 136- علي بن الحسن بن سلام الشرغي
102 137- علي بن الفضل البلخي الحافظ
102 138- علي بن محمد بن عمر البزاز
103 139- علي بن محمد بن هارون الحميري
103 140- عمر بن الحسن بن عليّ بن الْجَعْد الجوهري البغدادي
"حرف القاف"
103 141- القاسم بن إسماعيل بن محمد بن أبان المحاملي
104 142- القاسم بن إبراهيم الملطي(24/281)
"حرف الميم"
104 143- محمد بن أحمد بن أسد الحافظ "كزاز"
104 144- محمد بن أحمد بن عمارة الدمشقي العطاء
105 145- محمد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدوس الهذلي
105 146- محمد بن إسماعيل بن محمد بن سلّام الخشني
105 147- محمد بن الحسن بن محمد بن قُديد السعدي
105 148- محمد بن الحسين بن موسى السعدي الحمصي
106 149- محمد بن عبيد الله بن محمد الجمحي الدمشقي
106 150- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن بلبل الهمداني
106 151- محمد بن عبد الأعلى بن محمد الأنصاري الدمشقي
107 152- محمد بن علي بن حمزة بن أبي هريرة الأنطاكي
107 153- محمد بن يوسف الترباني السمرقندي
107 154- موسى بن العباس الجويني الحافظ
"وفيات سنة أربع وعشرين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
108 155- أحمد بن إبراهيم بن كمّونة المعافري
108 156- أحمد بن إبراهيم بن حبيب الهَمَدانيّ البغداديّ
109 157- أحمد بن بقي بن مخلد الأندلسي
109 158- أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد البرمكي
110 159- أحمد بن الحسين بن الجنيد الدقاق
110 160- أحمد بن خالد بن الخليل البخاري
111 161- أحمد بن السري بن سهل النيسابوري
111 162- أحمد بن عبد الله بن يحيى بن يحيى بن يحيى بن كثير الليثي
111 163- أحمد بن محمد بن الجراح الضراب
111 164- أحمد بن موسى بن العبّاس بن مجاهد البغدادي
113 165- أحمد بن محمد بن عَلُّويْه الْجُرْجانيّ الرّزّاز(24/282)
113 166- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن موسى الجرجاني
"حرف الجيم"
113 جحظة
113 167- جعفر بن عبد الكريم الجرجاني العطار
"حرف الحاء"
114 168- الحسن بن عليّ بن موسى العداس
114 169- الحسن بن محمد بن أحمد بن هشام السلمي
"حرف الراء"
114 170- رضوان بن أحمد بن إسحاق بن عطية
"حرف الصاد"
114 171- صاعد بن عبد الرحمن بن صاعد بن عبد السلام التميمي
115 172- صالح بن محمد بن شاذان الكردي الأصبهاني
"حرف العين"
115 173- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن عامر الطائي
115 174- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المغلس البغدادي
116 175- عبد الله بن محمد بن زياد بن واصل بن ميمون النيسابوري
118 176- عبد الله بن محمد بن حسين الحذاء
118 177- عبد الله بن محمد بن نصير المديني
118 178- عبد الرحمن بن سعيد بن هارون الأصبهاني
118 179- عبد الرحمن بن محمد بن الحسين الخراساني
119 180- عبد الصّمد بن سعيد بن عبد الله بن سعيد الكندي القاضي
119 181- عتيق بن أحمد بن حامد بن سعْدان البخاري الكرميني
119 182- عتيق بن عامر بن المنتجع الأسدي البخاري
120 183- عليّ بن إسماعيل بن أبي بِشْر إسحاق بن سالم الأشعري
123 184- عليّ بْن عَبْد الله بْن مبشّر الواسطيّ
123 185- علي بن محمد بن الحسن النخعي الكوفي(24/283)
124 186- عُمَر بْن يوسف بْن عمروس الأندلس الأستجي
"حرف الميم"
124 187- محمد بن أحمد بن صالح الأزدي
125 188- محمد بن أحمد بن عمر الرملي الضرير المقريء
125 189- محمد بن إسماعيل بن عيسى الجرجاني المستملي
125 190- محمد بْن جعفر بْن محمد بْن خازم الخازمي الجرجاني
125 191- محمد بن حلبس بن أحمد بن مزاحم
125 192- محمد بْن الرَّبِيع بْن سُلَيْمَان بْن دَاوُد الجيزي
126 193- محمد بن زكريا الكاغدي المزكي
126 194- محمد بن شعيب بن إبراهيم العجلي
126 195- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أيوب الكندي
126 196- محمد بن عبد الله بن إبراهيم الجرجاني الشافعي
127 197- محمد بن عبدوس بن العلاء النيسابوري
127 198- محمد بن عمرو بن هشام النيسابوري البزاز
127 199- محمد بن الفضل بن عبد الله بن مخلد التميمي الجرجاني
127 200- محمد بن محمد بن سعيد بن بالَوَيْه النيسابوري البحيري
127 201- محمد بن محمد بن يحيى الهروي القراب
128 202- محمد بن هارون الأصبهاني
128 203- محمد بن همام النيسابوري
128 204- مطرِّف بن عبد الرحمن بن هاشم القُرْطُبيّ المشاط
128 205- معاوية بن سعيد الأندلسي
128 206- موسى بن العباس الأزاذياري
"الكنى"
129 207- أبو عمر الدمشقي الزاهد
129 208- أبو عمران الطبري(24/284)
"وفيات خمس وعشرين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
129 209- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي أيوب المصري
129 210- أحمد بن عبد الله بن النحاس
129 211- أحمد بن محمد بن حسن الشرقي النيسابوري
130 212- أحمد بن محمد بن عبيد الله التمار المقريء
131 213- أحمد بن محمد بن موسى بن أبي عطاء القرشي
131 214- أحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني
131 215- إبراهيم بن دارم "نهشل"
131 216- إبراهيم بن محمد بن يعقوب الهمداني البزار الأنماطي
132 217- إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مُوسَى بْنِ محمد الهاشميّ
132 218- إسماعيل بن عبد الواحد الربعي المقدسي
"حرف الجيم"
133 219- جعفر بن محمد بن القافلائي
133 220- جعفر بن محمد بن عبدويه البراثي
"حرف الحاء"
133 221- الحسن بن آدم العسقلاني
134 222- الحسن بن عليّ بن زيد بن حُمَيْد العباسي
134 223- الحسين بن محمد بن زنجي البغدادي الدباغ
"حرف الخاء"
134 224- الخضر بن محمد بن غَوْث التنوخي الدمشقي "غويث"
"حرف السين"
135 225- سعيد بن جابر بن موسى الكلاعي الإشبيلي
135 226- سعدون بن أحمد الخولاني المغربي
135 227- سيد أبيه بن العاص المرادي الإشبيلي(24/285)
"حرف العين"
136 228- عبد الله بن السري الأستراباذي
136 229- عبد الله بن محمد بن سفيان النحوي الخزاز
136 230- عبد الله بن محمود بن الفرج الأصبهاني
137 231- عَبْد الرَّحْمَن بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي هاشم البخاري
137 232- عبد الرحمن بن القاسم بن حبيش التجيبي
137 233- عبد الرحمن بن محمد بن العباس الغساني الدمشقي
137 234- عبد الرحمن بن معمر بن محمد الجوهري المصري
137 235- عُبيدون بن محمد بن فهد بن الحسن بن علي الجهني
138 236- عثمانٍ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الحميد بْن يزيد القرطبي
138 237- عدنان بن أحمد بن طولون
138 238- عليّ بْن عَبْد الله بْن مبشّر الواسطيّ
138 239- علي بن عبد القادر بن شيبة الكلاعي
138 240- عَمْر بن أحمد بن عليّ بن عَلكَّ الجوهري
"حرف الميم"
139 241- محمد بن أحمد بن هارون العسكري
139 242- محمد بن أحمد بن قَطَن بن خالد البغدادي السمسار
140 243- محمد بن أحمد بن يوسف الجريري
140 244- محمد بن أحمد بن محمد بن نافع
140 245- محمد بن أحمد بن يحيى القرطبي المعروف بالإشبيلي
140 246- محمد بن الحسين بن معاذ الأستراباذي
140 247- محمد بن سهل بن الفضيل الكاتب
141 248- محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدغولي السرخسي
141 249- محمد بن سعيد بن إسماعيل الحيري النيسابوري
142 250- محمد بن علي بن الجارود الأصبهاني
142 251- محمد بن عمران بن مهيار الصيرفي(24/286)
142 252- محمد بن محمد بن إسحاق بن يحيى البغدادي النحوي
143 253- محمد بن المسور بن عَمْر بن محمد الأندلسي
143 254- محمد بن المعلي الشونيزي
143 255- محمد بن هاشم بن محمد بن عَمْر القرطبي
143 256- مسرور بن يعقوب القلوسي
144 257- محمد بن مزيد بن محمود الخزاعي البغدادي
144 258- مكّيّ بن عَبْدان بن محمد بن بكر بن مسلم التميمي
144 259- موسى بن عُبَيْد الله بن يحيى بن خاقان المقريء
"حرف النون"
145 260- نهشل بن دارم
"حرف الياء"
145 261- يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن يحيى بن إبراهيم البغدادي
"الكنى"
146 262- أبو حامد بن الشرقي
"وفيات سنة ست وعشرين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
146 263- أحمد بن حم البلخي الصفار
146 264- أحمد بن زياد بن محمد بن زياد اللخمي القرطبي
146 265- أحمد بن صالح الخولاني المصري
147 266- أحمد بن عامر بن محمد بن يعقوب الطائي الدمشقي
147 267- أحمد بن علي بن بيغجور المتكلم المعتزلي
147 268- أحمد بن محمد بن حسن بن قريش الماهيناني
148 269- أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الفضل الهاشمي
148 270- أحمد بن محمد بن عبد الواحد المصري الكتاني
148 271- أحمد بْن محمد بْن محمد بْن سليمان بْن الحارث الباغندي
148 272- أحمد بن موسى بن حماد النيسابوري(24/287)
149 273- أحمد بن موسى التونسي التمار
149 274- إبراهيم بن داود القصار الرقي الزاهد
149 275- إبراهيم بن عبدوس الحرسي النيسابوري
149 276- أيّوب بن سليمان بن حَكَم بن عبد الله القوطي
"حرف الباء"
150 277- بكر بن محمد بن إبراهيم بن زياد بن المواز
"حرف الجيم"
150 278- جبلة بن محمد بن كُرَيْز بن سعيد بن قتادة الصدفي
150 279- جعفر بن أحمد بن عبد السلام البزاز
"حرف الحاء"
151 280- الحسين بن روح بن بحر القيني أو القسي
152 281- الحسن بن الضحاك بن مطر
152 282- الحسن بن عبد الله بن محمد الأندلسي
152 283- الحسن بن علي بن زيد السامري
153 284- حميد بن محمد الشيباني
"حرف الشين"
153 285- شعيب بن محمد بن عُبَيْد الله البغدادي الكاتب
"حرف العين"
153 286- عبّاس بن أحمد بن محمد بن ربيعة السلمي الدمشقي
153 287- عبّاس بن منصور بن العبّاس بن شداد الفرنداباذي
154 288- عبد الله بن العباس الشمعي الوراق
154 289- عبد الله بن محمد بن الحسن الكاتب
154 290- عبد الله بن الهيثم بن خالد الطيني الخياط
154 291- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحَجّاج بْن رِشْدِين المهري
155 292- عبد العزيز بن جعفر الخوارزمي البغدادي
155 293- عَبْد بن محمد بن محمود بن مجاهد النسفي المؤذن(24/288)
155 294- عثمان بن روح بن الفرج
155 295- علي بن جعفر بن مسافر التنيسي
155 296- عليّ بن محمد بن أحمد بن الْجَهْم الكاتب
"حرف الميم"
156 297- مبرمان النحوي "محمد بن علي بن إسماعيل"
156 298- محمد بن جعفر بن رميس القصري
156 299- محمد بن جعفر بن بشر البلخي
157 300- محمد بن شريك بن محمد الإسفرائيني
157 301- محمد بن عبد الله بن الحسين البغدادي العلاف
157 302- محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي السوداني
157 303- محمد بن محمد بن إسحاق بن راهَوَيْهِ الحنظلي
"حرف الهاء"
158 304- هاني بن المنذر
"حرف الواو"
158 305- الوليد بن محمد بن العبّاس بن الوليد بن الدرفس
"وفيات سنة سبع وعشرين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
158 306- أحمد بن إبراهيم بن الخليل القزويني
159 307- أحمد بن بِشْر بن محمد بن إسماعيل بن بشر التجيبي
159 308- أحمد بن سعيد بن مسعدة الأندلسي
159 309- أحمد بن عبد الله بن أبي طالب الأصبحي الأندلسي
159 310- أحمد بن عثمان بن أحمد السمسار
160 311- أحمد بن عليّ بن عيسى بن مالك الرازي
160 312- أحمد بن محمد بن أحمد بن سَلْم المخرمي الكاتب
160 313- أحمد بن محمد بن سعيد بن موسى بن حدير
160 314- أحمد بن عثمانٍ بن أحمد بن شاهين البغدادي(24/289)
161 315- أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي المقريء
161 316- أحمد بن محمد بن الحسين الخداشي النيسابوري
161 317- أحمد بن أبي إدريس
162 318- أحمد بن يحيى بن عليّ بن يحيى بن المنجم
162 319- إبراهيم بن داود القرطبي
162 320- إسحاق بن إبراهيم بن بيان النضري الجوهري
162 321- إسماعيل بن محمد الحكمي
"حرف الجيم"
162 322- جحاف بن يُمْن الأندلسي الفقيه
"حرف الحاء"
163 323- حَجّاج بن أحمد بن حَجّاج المعافري الإسكندري
163 324- الحسن بن القاسم بن دُحَيْم عبد الرحمن الدمشقي
163 325- الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي الكاتب
163 326- الحسن بن محمد بن عثمان الدمشقي بن أبي زرعة
"حرف الزاي"
164 327- زريق بن عبد الله بن نصر المخرمي الدلال
"حرف السين"
164 328- سُفيان بن محمد بن حاجب النيسابوري الجوهري
"حرف العين"
165 329- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن محمود الكعبيّ
165 330- عبد الله بن محمد الفارسي التّاجر
165 331- عبد الرحمن بن القاسم بن عبد الرحمن الحراني المصري
165 332- عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي
168 333- عبد الرحمن بن محمد بن عصام القرشي
168 334- عبد الرحيم بن محمد بن عبد الله بن مخلد
168 335- عبد المؤمن بن الحسن بن كردوس المصري(24/290)
169 336- عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن سعيد الأرغياني
169 337- عثمانٍ بن خطّاب بن عبد الله بن عوام البلوي المغربي
169 338- علي بن العباس النوبختي الأديب
170 339- علي بن العباس الهروي
170 340- عمر بن أحمد الدري
170 341- عَمْر بن حفص بن أحلُم بن مينا
"حرف الفاء"
170 342- الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن الفرات الكاتب
171 343- الفضل بن الحسين الهمداني الحافظ
"حرف الميم"
171 344- مُحَمَّد بْن أحمد بْن الْحُسَيْن بن عاصم البوسنجي
171 345- محمد بن إبراهيم بن حمك القزويني الرزاز
171 346- محمد بن بن بركة بن إبراهيم بن مرداج اليحصبي
172 347- مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ البتهلي
172 348- محمد بن جعفر بن محمد بن سهْل بن شاكر السامري
173 349- محمد بن جعفر بن نوح البغدادي الحافظ
173 350- محمد بن حمدويه المروزي
173 351- محمد بن صالح بن محمد الخَولانيّ المصريّ
173 352- محمد بن عبد الله بن خليفة بن الجارود النيسابوري
173 353- محمد بن علي المصري العسكري الفقيه
174 354- محمد بن عيسى بن موسى بن بليل السمسار
174 355- محمد بن قاسم بْن محمد بن قاسم بْن محمد بْن سيار الأموي
175 356- محمد بن محمد بن مهدي النيسابوري الصيدلاني
175 357- معاوية بن محمد بن قنينية الأزدي
"حرف الياء"
175 358- يزداد بن عبد الرحمن بن محمد المروزي البغدادي(24/291)
175 359- يحيى بن زكريا بن الشامة الأموي الأندلسي
176 360- يحيى بن زكريّا بن عبد الملك الثَّقفيّ
"وفيات سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة":
"حرف الألف":
176 361- أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن الخزاعي اللحمي
176 362- أحمد بن بِشْر بن محمد بن إسماعيل التجيبي
176 363- أحمد بن عبيد الله الخصيبي الوزير
177 364- أحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني
177 365- أحمد بن محمد بن بِشْر بن يوسف بن مامويه القرشي
178 366- أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يحيى بن يزيد التميمي
178 367- أحمد بن محمد بن عبد ربّه بن حبيب بن حدير الأموي
180 368- أحمد بن محمد بن الحسن الدينوري الضراب
180 369- أحمد بن محمد بن عمار البغدادي القطان سبنك
180 370- أحمد بن معاوية الكاغدي الرازي
180 371- أحمد بن محمد بن موسى النيسابوري القلانسي
180 372- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن خلاد الأنماطي
181 373- إبراهيم بْن محمد بْن قاسم بن هلال القُرْطُبيّ
181 374- إبراهيم بن ميمون بن إبراهيم الصواف
181 375- إسحاق بن محمد بن إسحاق الناقد
"حرف الحاء":
181 376- حامد بن أحمد المَرْوَزِيّ الحافظ الزيدي
182 377- حامد بن أحمد البزاز
182 378- حامد بن بلال بن حسن البخاري
182 379- الحسن بن أحمد بن يزيد الإصطخري
183 380- الحسن بن إبراهيم البغدادي المقريء
183 381- الحسن بن يزيد بن يعقوب(24/292)
183 382- الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن المطبقي
184 383- الحسين بن يزيد بن أسد بْن سعَيِد بْن كثير بْن عُفَيْر
184 384- حمزة بن الحسين بن عمر السمسار
"حرف الخاء":
184 385- خير مولى عبد الله بن يحيى التغلبي
"حرف الطاء"
185 386- الطيب بن العباس بن محمد بن المغيرة البغدادي الجوهري
"حرف العين":
185 387- عَبْد اللَّه بن سُلَيْمَان بن عيسى الوراق الفامي
185 388- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن الشرقي
186 389- عبد الله بن وهبان البغدادي
186 390- عبد الرحمن بن إبراهيم الجراني
186 391- عَبْد الوَهَّاب بن مُحَمَّد بن عَبْد الوَهَّاب بن العباس الأندلسي
187 392- عثمان بن عبدويه بن عمرو البغدادي البزاز
187 393- علي بن أحمد بن الهيثم
187 394- علي بن الحسن بن العبدة الوراق
187 395- علي بن شيبان بن بنان الجوهري
187 396- عليّ بن محمد بن عَمْر بن أبان الطبري
188 397- عمر بن عصام بن الجراح البغدادي
188 398- عمر بن محمد بن يوسف بن يعقوب الأزدي
"حرف الغين":
188 399- غيلان بن زفر المازني
"حرف القاف":
189 400- القاسم بن أحمد بن الحارث بن شهاب المرادي
"حرف الميم"
189 401- محمد بن أحمد بن أيّوب بن الصلت بن شنبوذ المقريء(24/293)
190 402- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عيسى الكناني القرطبي
191 403- محمد بن جعفر بن أحمد بن سليمّان بن إسحاق المصري
191 404- محمد بن جعفر بن محمد بن هشام بن قسيم بن ملاس النميري
191 405- محمد بن حامد بن إدريس الكرابيسي
191 406- محمد بن الحسين بن محمد بن حاتم البغدادي
192 407- محمد بن سهل بن هارون العسكري
192 408- محمد بن صابر بن كاتب البخاري المؤذن
192 409- محمد بن عبد الله البقلي
192 410- محمد بن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد المؤمن بْن خالد الأزدي
193 411- محمد بن عبد الوهّاب بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب
194 412- محمد بن عليّ بن الحسن بن مقلة الوزير
200 413- محمد بن القاسم بن محمد بن بشّار الأنباري
202 414- محمد بن القاسم بن محمد البياني
202 415- محمد بن مهلهل القرطبي الزاهد
203 416- محمد بن يعقوب الكليني الرازي
203 417- موسى بن جعفر بن قرين العثماني الكوفي
"الكنى":
203 418- أبو الحسن المزين
204 أبو الحسن المزين الكبير
204 أبو سعيد الإصطخري
204 419- أبو محمد المرتعش الزاهد
205 420- أم عيسى
"وفيات سنة تسع وعشرين وثلاثمائة"
"حرف الألف":
205 421- أحمد بْن إبراهيم بْن حمّاد بْن إِسْحَاق بن إسماعيل الأزدي
206 422- أحمد بن إبراهيم بن معاذ السيرواني(24/294)
206 423- أحمد بن محمد بن حمدان البربهاري
206 424- أَحْمَدُ بْنُ محمد بْنِ يُونُسَ الْهَرَوِيُّ الْبَزَّازُ الحافظ
207 425- إسحاق بن إبراهيم بن موسى الفقيه الغزال
"حرف الباء":
207 426- بجكم الأمير
207 427- بختيشوع بن يحيى الطبيب
"حرف الجيم":
207 428- جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن بن عبد العزيز بن وزير الجروي
208 429- جعفر بن محمد بن سعيد الدمشقي
208 430- جعفر بن أحمد القاريء البغدادي البارد
"حرف الحاء":
208 431- الحسن بن أحمد بن سعيد الرهاوي
208 432- الحسن بن أحمد بن الربيع الأنماطي
209 433- الحسن بن إدريس القافلاني
209 434- الحسن بن علي بن خلف البربهاري الفقيه
211 435- الحسن بن علي بن سوار المصري الحريري
211 436- الحسن بن محمد بن أبي الشوك الزيات
"حرف السين":
212 437- سعيد بن سفيان الأندلسيّ البَجَّانيّ
212 438- سلمان بن قريش الأندلسي
"حرف العين":
212 439- العبّاس بن عليّ بن الفضل الهاشمي
212 440- عباس بن محمد بن عبد العظيم السليحي
212 441- العباس بن موسى بن إسحاق بن موسى الأنصاريّ
213 442- عبد الله بن أحمد بن ثابت بن سلام
213 443- عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن سليمان بن زبر الربعي(24/295)
214 444- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق بن يزيد المروزي
215 445- عبد الملك بن يحيى الزعفراني العطار
215 446- عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه النيسابوري
215 447- عُبَيْد الله بن موسى بن إسحاق الأنصاريّ الخطمي
216 448- علي بْن مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن بْن موسى الخولاني
216 449- عمار بن خرز بن عمرو العذري
216 450- عمر بن محمد بن رجاء العكبري
"حرف الميم":
216 451- متى بن يونس
217 452- محمد بْن أحمد بْن عبد الواحد بْن صالح الأموي
217 453- محمد بن أحمد بن دلويه
217 454- محمد بن أيوب بن المعافى العكبري
218 455- محمد "وقيل أحمد" الراضي بالله بن المقتدر بالله
218 456- محمد بن أبي جعفر المنذري الهروي
219 457- محمد بن حسين بن زيد التنيسي
219 458- محمد بن حمدويه بن سهل المروزي
220 459- محمد بن خالد بن وهب التيمي القرطبي
220 460- محمد بن سعيد بن حماد البغدادي
220 461- محمد بن سليمان بن أحمد بن حبيب بن الوليد الأموي
220 462- محمد بن العباس بن شجاع المروزي
221 463- محمد بن العباس بن مهران المستملي
221 464- محمد بن عُبَيْد الله بن محمد بن العلاء البغدادي
221 465- محمد بن عُبَيْد الله بن محمد بن رجاء البلعمي التميمي البخاري
222 466- محمد بن علي بن إسماعيل الأيلي
222 467- محمد بن علي بن الفياض البغدادي الكاتب
222 468- محمد بن القاسم بن محمد الأزدي(24/296)
223 469- محمد بن منير بن محمد بن عنبسة
223 470- منصور بن محمد بن عليّ بن قَرِينة بن سوية
223 471- موسى بن عيسى بن مهدي الدباغ
"حرف الياء":
223 472- يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول التنوخي
"وفيات سنة ثلاثين وثلاثمائة":
"حرف الألف":
224 473- أحمد بن إبراهيم بن سعد الخير الأزدي
225 474- أحمد بن أحيد بن فرينام الوراق
225 475- أحمد بن سليمان بن فرينام البخاري
225 476- أحمد بن عبادة بن علكدة الرخيني القرطبي
225 477- أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل النَّيْسابوريّ
225 478- أحمد بن ماجد بن عمرويه البخاري المتكلم
225 479- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي الرجال الصلحي
226 480- أحمد بن محمد بن ميمون بن هارون بن مخلد البغدادي
226 481- أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال النيسابوري
226 482- أحمد بن محمود بن طالب بن حيت بن موسى البخاري
227 483- إسحاق بن محمد النهرجوري الصوفي
"حرف الباء":
227 484- بدر الخرشني الأمير
"حرف التاء":
228 485- تبوك بن أحمد تبوك بن خالد
"حرف الجيم":
228 486- جعفر بن عليّ بن سهل الدقاق
"حرف الحاء":
228 487- الحسن بن الحُسين بن منصور النيسابوري(24/297)
229 488- الحسين بن أحمد بن صدفة الفارسي الفرائضي
229 489- الحُسين بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الضبي المحاملي
230 490- الحسين بن محمد بن إبراهيم التميمي البقال
"حرف الخاء":
230 491- خليل بن إبراهيم الأندلسي
"حرف الزاي":
231 492- زكريا بن أحمد بن يحيى بن موسى خت البخلي
"حرف العين":
231 493- عبد الله بن باذان الأصبهاني المقريء
232 494- عبد الله بن يونس بن محمد بن عبيد الله القبري
232 495- عبد الرحمن بن عبد الله بن هاشم الأنباري
232 496- عبد الغافر بن سلامة بن أحمد بن عبد الغافر الحضرمي
233 497- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ البغدادي
233 498- عبد الملك بن محمد بن بكر السعدي الأندلسي
233 499- عليّ بن الحسن بن سليمّان بن شعيب الكيساني
234 500- عليّ بْن مُحَمَّد بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حساب البغدادي
234 501- عمر بن سهل بن إسماعيل القرميسيني الدينوري
"حرف الميم":
234 502- محمد بن أحمد بن صالح بْن أَحْمَد بْن محمد بْن حنبل
235 503- محمد بن أحمد بن عمرويه النيسابوري البيلي
235 504- محمد بن إبراهيم بن عليّ العلويّ الحسينيّ
235 505- محمد بن بدر بن عبد العزيز المصري
235 506- محمد بن خالد بن وهب الصغير السهمي القرطبي
236 507- محمد بن رائق الأمير
236 508- محمد بن عبد الله بن قرن الفرغاني الوراق
236 509- محمد بن عبد الله الصيرفي البغدادي(24/298)
237 510- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سلم الحميري
237 511- محمد بن عبد الصمد بن الفضل البلخي
237 512- محمد بن عبد الملك بن أيمن بن فرج القرطبي
238 513- محمد بن عُبَيْد الله بن زياد البغداديّ
238 514- محمد بن عمر بن حفص الجورجيري
239 515- محمد بْن يحيى بْن عُمَر بْن لُبَابة القرطبي
239 516- محمد بن يوسف بن بشر بن النضر بن مرداس الهروي
"حرف الهاء":
240 517- هارون بن عبد الملك بن عبد الله القيسي الأندلسي
"الكنى":
240 518- أبو صالح العابد
241 أبو يعقوب النهرجوري
"من كان حيًا في هذا الوقت ولم أعرف تاريخ وفاتِه فكتبتهم تخمينًا لا يقينًا
"حرف الألف":
241 519- أحمد بن جعفر بن عبد ربه الكاتب
241 520- أحمد بن خالد بن مصعب الحزوري
241 521- أحمد بن كيغلغ الأمير
241 522- أحمد بن مطرف البستي القاضي
242 523- أحمد بن يعقوب التائب المقريء
242 524- أحمد بن يونس الضبي الأصبهاني
243 525- أحمد بن محمد بن عبد الله الصيرفي
243 526- أحمد بن علي بن عيسى الرازي
243 527- إبراهيم بن محمد بن عُبَيْد بن جُهَيْنَة الشهرزوري
244 528- إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدرداء الصرفندي
244 529- إبراهيم بن نَصْر بن عنبر الضّبي السَّمَرْقَنديّ(24/299)
244 530- إسماعيل بن محمد بن أحمد بن صالح الحكمي الأستراباذي.
244 531- إسماعيل بن هارون البزاز.
"حرف الثاء":
244 532- ثواب بن يزيد بن ثواب الموصلي.
"حرف الجيم":
245 533- جعفر بن سليمان المشحلائي الحلبي.
245 534- جعفر بن محمد بن علي الهمداني.
"حرف الحاء":
245 535- الحسن بن محمد بن سعدان العرزمي.
246 536- الحسن بن علي بن يحيى البجلي الشعراني الطبراني.
246 537- الحسن بن الوليد بن موسى الكِلابيّ الدّمشقيّ.
246 538- الحسين بن عيسى العرقي.
246 539- الحسين بن محمد بن إبراهيم الدمشقي.
246 540- الحسين بن محمد بن أحمد قاضي طرابلس.
247 541- الحُسين بن محمد بن عبد الله بن عبادة العجلي الواسطي.
"حرف الدال":
247 542- دينار بن بنان بن دينار الرملي الجوهري.
"حرف السين":
247 543- سعيد بن الحُسين الدّرّاج الزّاهد.
"حرف العين":
248 544- العبّاس بن الفضل بن حبيب السامري الدباج.
248 545- العبّاس بن عبد الله بن محمد بن عصام المزني.
248 546- عبد الله بن أحمد بن وُهَيْب الدّمشقيّ.
249 547- عبد الله بن علي الخلال.
249 548- عبد الله بن الفضل بن جعفر الوراق.
249 549- عبد الله بن المغلِّس الأندلسيّ الدّمشقيّ الزّاهد.(24/300)
249 550- عبد العزيز بن موسى البغدادي "بدهن".
250 551- عُبَيْد الله بن أحمد بن يعقوب بن نصر الأنباري.
250 552- عثمانٍ بن جعفر بن محمد بن حاتم اللبان الأحول.
250 553- عثمان بن مروان النهاوندي شيخ الصوفية.
251 554- عرس بن فهد الأزدي الموصلي.
251 555- علي بن الحسن بن هارون السقطي.
251 556- عليّ بن محمد بن سختويه بن نَصْر النيسابوري.
251 557- علي بن محمد بن حجر الرقي الصوري.
252 558- عليّ بن محمد بن أحمد بن فور النيسابوري الوراق.
252 559- عمر بن يوسف الزعفراني.
252 560- عمرو بن عصيم بن يحيى الصوري.
"حرف الْقَافِ":
253 561- الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بلبل الزعفراني.
"حرف الميم":
253 562- محمد بن إبراهيم بن الفضل النيسابوري المعمري الفحام.
253 563- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن محمد بْن أَبِي خنبش البعلبكي.
253 564- محمد بن أحمد بن أبي مهزول.
253 565- محمد بن أحمد بن محمد بن شيبان الرملي الخلال.
254 566- محمد بن أحمد بن محمد بن الصلت البغدادي.
254 567- محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن فروخ المزني.
254 568- محمد بن إسماعيل بن إبراهيم المروزي.
254 569- محمد بن إسماعيل بن سلمة الأصبهاني.
255 570- محمد بن بدر الكتاني المصري.
256 571- محمد بن بِشْر بن موسى بن مروان القراطيسي.
256 572- محمد بن ثابت بن أحمد الواسطي.
257 573- محمد بن جعفر بن رباح الأشجعيّ الكوفيّ.(24/301)
257 574- محمد بن الحسن بن أحمد بن الصّبّاح الثقفي الزاهد.
575- محمد بن الحسين الجهني الهمداني الطيان.
257 576- محمد بن خالد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن حمزة.
258 577- محمد بن داود بن بنوس الفارسي البعلبكي.
258 578- محمد بن سليمان بن أيوب البصري المالكي.
258 579- محمد بن العبّاس بن سُهيل الخصيب الضّرير.
259 580- محمد بن العباس بن عبدة الأصبهاني.
259 581- محمد بن العباس بن مهدي الصائغ.
259 582- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْعَبَّاس بْن محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب الأموي.
259 583- محمد بن عبد الله بن إبراهيم الأسدي الأكفاني.
260 - محمد بن عبد الملك التاريخي.
260 584- محمد بن عثمان بن سمعان الواسطي المعدل.
260 585- محمد بن عزير السجستاني.
261 586- محمد بن علي بن الحسين التخاري.
261 587- محمد بن عيسى بن محمد الوسقندي الرازي.
262 588- محمد بن قارن بن العباس الرازي.
262 589- محمد بن القاسم بن كوفيّ الكرّانيّ الإصبهانيّ.
262 590- محمد بن موسى الفرغاني الزاهد.
262 591- محمد بن موسى بن إسحاق السرخسي الحنفي.
263 592- محمد بن يعقوب بن الحجاج التيمي.
263 593- محمود بن محمد الرافقي.
"حرف النون":
263 594- نصر بن أحمد البصري الشاعر الخبزرزي.
"حرف الهاء":
264 595- هارون بن إبراهيم بن حماد بن إسحاق الأزدي.(24/302)
"الكنى":
264 596- أبو بكر بن أبي سَعْدان الزّاهد.
265 597- أبو بكر بن طاهر الأبهري.
267 فهرس الموضوعات.(24/303)
المجلد الخامس والعشرون
الطبقة الرابعة والثلاثون
أحداث سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة
...
بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة الرابعة والثلاثون:
أحداث سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة:
زواج ابن المتّقي ببنت ناصر الدّولة الحمدانيّ:
في المحرّم كُتب كتاب أبي منصور إسحاق بن المتّقي على بنت الأمير ناصر الدّولة بن حمدان، والصَّداق مائتا ألف دينار، وقيل: مائة ألف دينار وخمسمائة ألف درهم. وولي العقد عبد الله محمد بن أبي موسى الهاشمي، ولم يحضر أبوها1.
غزو الروم إلى أَرْزن وغيرها:
وفي صفر وصلت الروم إلى أرزان، وميافارقين، ونصيبين، فقتلوا وسبوا، وثم طلبوا منديلًا في كنيسة الرُّها يزعمون أنّ المسيح مسح به وجهه فارتسمت صورته فيه، علي أنّهم يُطلقون جميعَ مَن سَبوا، فأُرسِل إليهم وأطلقوا الأسرى2.
تضيق ناصر الدّولة على المتّقي:
وفيها ضيّق الأمير ناصر الدّولة على المتّقي في نفقاته، وأخذ ضياعه، وصادر الدّواوين، وأخذ الأموال، وكرِهَهُ النّاسُ3.
استئمان الديْلَم لأبن بُوَيْه:
وفيها وافى الأمير أحمد بن بُوَيْه يقصد قتال البريديّ، فاستأمنَ إليه جماعةٌ مِن الدَّيْلم.
هروب سيف الدّولة وأخيه:
وفيها هاج الأمراء على سيف الّدولة بواسط، فهرب في البرية يريد بغداد. ثم
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 404"، البداية والنهاية "11/ 205"، النجوم الزاهرة "3/ 278".
2 المنتظم "6/ 331"، البداية والنهاية "11/ 205، 206"، النجوم الزاهرة "3/ 278".
3 النجوم الزاهرة "3/ 278".(25/3)
سار إلى المَوْصِل ناصرُ الدّولة خائفًا، لهروب أخيه، ونُهبت داره1.
نزوح البغدادّيين إلى الشام ومصر:
وفيها نزحَ خلق كثير مِن بغداد مع الحُجّاج إلى الشّام، ومصر، خوفًا من اتّصال الفِتَن ببغداد2.
خِلْعة المتّقي لابن بُوَيْه:
وفيها بعث المتقّي إلى أحمد بْن بُوَيْه بخلعٍ، فَسُرَّ بها ولبسَها3.
ولادة مولود للقرمطيّ:
وفيها وُلَد لأبي طاهر القَرَمِطّي ولدٌ، فأهدي إليه أبو عبد الله البَريِديّ هدايا عظيمة، فيها مَهْد ذهب مجوهر4.
الحجّ هذا الموسم:
وحجَّ بالنّاس القَرْمِطيّ على مالٍ أخذه منهم.
وزارة علي بن مُقْلَة:
واستوزر المتقّي أبا الحسين علي بن أبي مُقْلَة.
دخول توزون بغداد وإمرته:
وسار من واسط توزون، فقصد بغداد، وقد هربَ منه سيف الدّولة، فدخلَ توزون بغداد في رمضان، فانهزم سيف الدّولة إلي الموصل أيضًا، فخلعَ المتقي على توزون ولقبه أمير الأمراء.
__________
1 تكملة تاريخ الطبري للهمداني "1/ 132، 134"، النجوم الزاهرة "3/ 278".
2 النجوم الزاهرة "3/ 278".
3 البداية والنهاية "11/ 206".
4 البداية والنهاية "11/ 206"، النجوم الزاهرة "3/ 279".(25/4)
الوحشي بين المتقي وتوزون:
وفيها وقعت الوحشية بين المتقّي وتوزون، فَعَاد إلى واسط.
عزل ابن مُقْلَة:
وفيها عَزَلَ المتقّي ولد ابن مُقْلَة وأخذ منه مائة ألف دينار، ثمّ استوزره.
وفاة بدر الخَرْشَنيّ:
وفيها هلك بدمشق بدْر الخَرْشنيّ. وكان قد جرت له أمور ببغداد، ثمّ صار إلى الإخشيد محمد بن طُغْج، فولّاه إمرة دمشق، فوليها شهرين ومات.
وفاة سنان بن ثابت:
وفي ذي القعدة مات أبو سعيد سِنان بن ثابت المتطبِّب والد مصنِّف التاريخ ثابت1.
وقد أسلم سِنان على يد القاهر بالله. وقد طبَّب جماعةً مِن الخلفاء وكان متفنّنًا.
وفاة ابن عبدوس الجهشياريّ:
وفيها مات محمد بن عُبْدُوس مصنّف كتاب "الوزراء" ببغداد. وكان من الرّؤساء2.
وزارة الأصبهانيّ:
وفي حدودها استوزر المتّقي غير وزيرٍ من هؤلاء الخاملين، ويعزله، فاستوزر أبا العبّاس الكاتب الأصبهاني وكان ساقط الهِمّة بحيث أنّه كان يركب وبين يديه اثنان؛ وما ذاك إلا لضَعْفِ دَسْت الخلافة ووهن دولة بني العباس.
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 405"، البداية والنهاية "11/ 206".
2 الكامل في التاريخ "8/ 405"، النجوم الزاهرة "3/ 279".(25/5)
أحداث سنة اثنتين وثلاثين:
الحرب بين توزون والمتّقي:
فيها قدّم أبو جعفر بن شيرزاد من واسط من قبل توزون إلى بغداد، فحكم على بغداد وأمّر ونهي. فكاتب المتّقي بني حمدان بالقدوم عليه، فقدِم أبو عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان في جيشٍ كثيف في صَفَر، ونزل بباب حرب، فخرجَ إليه المتقّي وأولاده والوزير. واستتر ابن شيرزاد.
وسار المتقي بآله إلى تكريت ظنًا منه أن ناصر الدولة في الطّريق ويعودون معًا إلى بغداد. فظهرَ ابن شيرزاد فأمرَ ونهي، فقدِم سيف الدّولة على المتقّي بتكريت، فأشار عليه بأن يصعد إلى المَوْصل ليتّفقوا على رأي، فقال: ما على هذا عاهدتموني.
فتفلّل أصحاب المتقّي إلى الموصل، وبقي في عددٍ يسير مع ابن حمدان. فقِدم توزون بغداد واستعدّ للحرب. فجمع ناصر عددًا كثيرًا من الأعراب والأكراد، وسارَ بهم إلى تكريت.
وكان الملتَقَى بينه وبين توزون بُعكبرا، واقتتلوا أيّامًا، ثمّ انهزم بنو حمدان والمتقّي إلى الموصل. وراسل ناصر الدّولة توزون في الصّلح على يد أبي عبد الله بن أبي موسى الهاشميّ، وكان توزون على تِكْريت، فتسلل بعض أصحابه إلي ابن حمدان، وردّ توزون إلي بغداد.
وجاء سيف الدّولة إلى تكريت فردّ إليه توزون، فالتقوا في شعبان على حرْبَى1، فانهزم سيف الدّولة إلى الموصل، وتبِعه توزون، ففرّ بنو حمدان والخليفة إلى نصّيبين، فدخل توزون الموصل ومعه ابن شيرزاد، فاستخلص من أهلها مائة ألف دينار.
مصالحة المتّقي وتوزون:
وراسل المتّقي توزون في الصُّلح وقال: ما خرجت من بغداد بأهلي إلا بلغني أنّك اتفقت مع البَريديّ عليَّ. والآن آثَرْت رضاي فصالح ابني حمدان، وأنا أرجع إلى دارى. وأشار ابن شيرزاد على توزون بالصّلح. وتواترت الأخبار أنَّ أحمد بن
__________
1 البداية والنهاية "11/ 207".(25/6)
بُوَيْه نزل واسطًا وهو يريد بغداد. فأجاب توزون إلى الصّلح، ورجع إلى بغداد1. وكان السّفير بينهم يحيى بن سعيد السُّوسيّ، فحصل له مائة ألف دينار.
عقد البلد لناصر الدولة:
وعقد توزون للبلد على ناصر الدّولة ثلاث سنين بثلاثة آلاف ألف درهم.
موت البريديّ:
وفيها قَتَلَ أبو عبد الله البَريديّ أخاه أبا يوسف، ثمّ مات بعده بيسير2.
ولاية ابن لؤلؤ إمرة دمشق:
وفيها ولّى الإخشيد الحسين بن لؤلؤ إمرة دمشق، فبقي عليها سنة وأشهرًا.
إمرة المؤنسيّ على دمشق:
ثمّ نقله إلى حمص، وأمَّرَ عليها يانس المؤنسيّ.
ولاية الحسين بن حمدان قنّسرين والعواصم:
وفيها ولّى ناصر الدّولة ابن عمه الحسين بن سعيد بن حمدان قنّسرين والعواصم، فسارَ إلى حلب3.
وصول الإخشيد إلى المتقّي:
وفيها كتبّ المتقّي إلى صاحب مصر الإخشيد أن يحضر إليه، فخرج من مصر وسار إلى الرَّقَّةِ، وبها الخليفة، فلم يُمكن من دخولها لأجل سيف الدّولة، فإنهّ كان مُبَاينًا له. فمضى إلى حرّان، وأصطلح مع سيف الدّولة، وبانَ للمتقّي من بني حمدان الملل والضّجر منه، فراسلَ توزون واستوثق منه. واجتمع الإخشيد بالمتقّي على الرَّقّة، وأهدي إليه تُحَفًا وأموالًا. وبلغه مراسلته لتوزون فقال: يا أمير المؤمنين أنا عبدك وابن عبدك، وقد عرفت الأتراك وغّدْرهم وفجورهم، فالله الله في نفسكَ. سِرْ
__________
1 البداية والنهاية "11/ 207"، النجوم الزاهرة "3/ 287".
2 الكامل في التاريخ "8/ 410".
3 النجوم الزاهرة "3/ 280".(25/7)
معي إلى الشّام ومصر، فهي لك وتأمنَ على نفسك. فلم يقبل. فقال: أقم ههنا وأمدّك بالأموال والرجال. فلم يقبل1. فعدل الإخشيد إلى الوزير ابن مُقْلَة وقال: سِرْ معي. فلم يفعل مراعَاة للمتقّي. فكان ابن مُقْلَة يقول: يا ليتني قِبلت نُصْح الإخشيد. ورجع الإخشيد إلى بلاده.
مقتل حمْدي اللّصّ:
وفيها قُتل حَمْدي اللّصّ، وكان فاتكًا. ضمنّه ابن شيرزاد اللُّصوصيّة ببغداد في الشهر بخمسة وعشرين ألف دينار. فكان يكبس بيوت النّاس بالمِشعَل والشّمع، ويأخذ الأموال. وكان أسكورَج الدَّيْلمّي قد ولي شرطة بغداد، فأخذه ووسّطه2.
دخول ابن بُوَيْه واسط:
وفيها دخل أحمد بن بُوَيْه واسطًا، وهرب أصحاب البَريديّ إلى البصرة3.
إصابة توزون بالصرع:
وفي شوّال كان توزون ببغداد على سرير المُلك، فعرضَ له صرعٌ، فوثب ابن شيرزاد فأرخى بينه وبين القوّاد ستْرًا وقال: قد حدثت للأمير حُمّى.
امتناع الحجّ:
ولم يحجّ في هذه السنة أحدٌ لموت القَرمَطيّ.
ترجمة أبي طاهر القرمطيّ:
وهو أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الجّنابيّ بهجَر في رمضان بالْجُدَريّ. وهو الّذي قتل الحجيج وأشياخهم مرّات، واقتلع الحجر الأسود، وبقي بعده أبو القاسم سعيد4.
__________
1 الولاة والقضاة "292"، البداية والنهاية "11/ 210"، النجوم الزاهرة "3/ 254، 255".
2 النجوم الزاهرة "3/ 281".
3 الكامل في التاريخ "8/ 417"، النجوم الزاهرة "3/ 281".
4 المنتظم "6/ 336".(25/8)
تتمة أخبار القرمطي كما أثبتها الناسخ استجابة لأمر المؤلف الذهبي:
هذه تتمة أخبار أبي طاهر سليمان بن أبي سعيد الحسن بن بهرام الجنابي القرمطي ذكرها المصنف في غير موضعها وأمر أن تُلحق هنا، فألحقتها حسب مرسومه.
الناسخ.
قال: وكان أبوه يحّبه ويرجّحه للأمر من بعده، وأوصى: إن حَدَث بي موتٌ، فالأمرُ إلي ابني سعيد إلى أن يكُبر أبو طاهر، فيُعيد سعيد إليه الأمر.
وكان أبو سعيد قد عَتا وتمرّد، وأخاف العباد، وهزم الجيوش، وكان قد أسرَ فيمن أسرَ خادمًا، فحُسنت منزلته عنده حتّى صار على طعامه وشرابه.
وكان الخادم ينطوي على إسلام، قلم يَرَ أبا سعيد يصلّي صلاةً، ولا صام شهر رمضان. فأبغَضه وأضمر قتله، فخلاه وقد دخل حمّامًا في الدّار ووثب عليه بخنجر فذبحه، ثمّ خرج ودعا بعضَ قُوّاد أبي سعيد فقال له: كلّم أبا سعيد. فلّما حصل ذبحه. ثمّ استدعى آخر، ففعل به كذلك حتى فعل بجماعة من الكبار، وكان شجاعًا قوّيًا جلْدًا. ثمّ استدعي في الآخِر رجلا، فدخل في أوّل الحّمام، فإذا الدّماء تجري، فأدبر مسرعًا وصاح، فتجمّع النّاس. وقد مرّ ذلك في سنة إحدى وثلاثمائة.
وأخذ سعيد ذلك الخادم، فقرض لحمه بالمقاريض إلى أن مات. فلما كان سنة خمس وثلاثمائة سلّم سعيد الأمرَ إلى أخيه أبي طاهر، فاستجاب لأبي طاهر خلق وافتتنوا به، بسبب أنّه دلّهم على كنوز كان والده أطلعه عليها وحده، فوقع لهم أنّه عِلْم غَيْب، وتخيَّر موضعًا من الصّحراء وقال: أريد أن أحفر ههنا عَيْنًا. فقيل له: هنا لا ينبع ماء. فخالفهم وحفر فنبع الماء فازدادت فتنتهم به. ثمّ استباح البصرة، وأخذ الحجيج، وفعل العظائم، وأرعَبَ الخلائق وكُثرت جموعه، وتزلزل له الخليفة.
وزعم بعض أصحابه به أنّه إله المسيح، ومنهم مَن قالَ هو نبيّ. وقيل: هو المهديّ، وقيل: هو الممهّد للمهديّ. وقد هزم جيش الخليفة المقتدي غير مرّة، ثمّ إنّه قصد بغداد ليأخذها فدفع الله شرّه.
وقد قَتَلَ بحَرَم الله تعالى مقتلة عظيمة لم يتمّ مثلها قطّ في الحَرَم. وأخذ الحجر(25/9)
الأسود. ثمّ لم يُمهله الله بعد ذلك. فلما أشفى على التلف سلم مكة إلى أبي الفضل بن زكريا المجوسيّ العجميّ.
قال محمد بن عليّ بن رِزام الكوفيّ: قال لي ابن حمدان الطّبيب: أقمتُ بالَقطِيف أعالج مريضًا فقال لي الرجل: أنظر ما يقول النّاس. يقولون إنّ ربّهم قد ظهر. فخرجتُ، فإذا النّاس يُهرعون، إلى أن أتينا دارَ أبي طاهر سليمان القَرْمِطيًّ، فإذا بغلامٍ حسن الوجه، دُرّيّ اللّون، خفيف العارضين، له نحو عشرين سنة، وعليه عمامة صفراء تعميم العَجَم، وعليه ثوب أصفر، وفي وسطه منديل وهو راكب فرسًا شهبًا، والناس قيام، وأبو طاهر القّرْمطيّ وإخوته حوله.
فصاح أبو طاهر بأعلى صوته: يا معشر النّاس، من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أبو طاهر سُلَيْمَان بْن الْحَسَن. اعلموا أَنَا كُنَّا وإياكم حمير، وقد من اللَّه علينا بهذا، وأشار إِلَى الغلام؛ هَذَا ربي وربكم، وإلهي وإلهكم، وكلنا عباده والأمر إليه، وهو يملكنا كلنا. ثُمَّ أَخَذَ هُوَ والجماعة التراب، ووضعوه عَلَى رءوسهم؛ ثُمَّ قالَ أبو طاهر: اعلموا يا معشر الناس، إنّ الدّين قد ظهر، وهو دين أبينا آدم، وكلًّ دين كنّا عليه فهو باطل. وجميع ما توصَّلتْ به الدُّعاة إليكم فهو باطل وزُور من ذكْر موسى، وعيسى، ومحمد. إنّما الدّين دين آدم الأوّل، وهؤلاء كلّهم دجالون محتالون فالعنوهم. فلعنهم الناس.
وكان أبو الفضل المجوسيّ، يعني: الغلام الأمرد، قد سَنَّ لهم الّلواط ونكاح الأخوات، وأمرّ بقتل الأمرد الممتنع. وكان أبو طاهر يطوف هو والناس عُراةً به ويقولون: إلهنا عزًّ وجلّ.
قال ابن حمدان الطّبيب: أُدخلت على أبي الفضل فوجدتُ بين يديه أطباقًا عليها رءوس جماعة، فسجدتُ له كعادتهم والنّاسُ حوله قيام وفيهم أبو طاهر، فقال لأبي طاهر: إنّ الملوك لم تزل تُعدّ الرءوس في خَزائنها فسَلُوه، وأشارَ إليَّ، كيف الحيلة في بقائها بغير تغيير؟ فسألني أبو طاهر فقلت: إلهُنا أعلم، ويعلم أنّ هذا الأمر ما علمته. ولكن أقول على التقدير إنّ جملة الإنسان إذا مات يحتاج إلى كذا وكذا صبَر وكافور. والرّأس جزءٌ من الإنسان، فيؤخذ بحسابه. فقال أبو الفضل: ما أحسن ما قال. قال ابن حمدان: وما زلت أسمع النّاسُ تلك الأيام يلعنون إبراهيم، وموسى، ومحمدًا -صلى الله عليه وسلم، وعليًا، وأولاده، ورأيت المصحف يُمسح به الغائط. وقال أبو الفضل(25/10)
لكاتبه ابن سَنْبر: اكتب كتابًا إلى الخليفة فصلِّ لهم على محمد، وكِل لهم من جراب النِّوْرة. قال ابن سَنْبر: والله ما تنبسط يدي لذلك. وكان لأبي طاهر أخت فاقتنصها أبو الفضل، وذبح أبنًا لها في حجْرها، وقتل زوجها، ثمّ عزم علي قتل أبي طاهر، فبلغ ذلك أبا طاهر، فأجمع رأيه ورأي ابن سَنْبر ووالدة أبي طاهر على أن يمتحنوه ويقتلوه. فأتياه فقالا: يا إلهنا، إنّ مُرْجة أمّ أبي طاهر قد ماتت، ونشتهي أن تحضر لنشقّ جوفها ونحشوه جمْرًا، وكان قد شرع لهم ذلك. فمضى معهما، فوجد مرجة مُسَجاة، فأمر بشقّ بطنها.
فقال أبو طاهر: يا إلهي أنا أشتهي أن تُحييها لي. قال: ما تستحق فإنها كافرة. فعاوده مرارًا، فاسترابَ وأحسَّ بتغّيرهما عليه، فقال: لا تعجلا علي ودعاني أخدم دوابّكما إلى أن يأتي أبي، فإني سرقت منه العلامة، فيري فيَّ رأيَه.
فقال له ابنُ سنبر: ويْلَك هتكتَ أستارنا وحريمنا، وكشفتَ أمرنا، ونحن نُرتّب هذه الدّعوة من ستين سنة، لا يُعلم ما نحن فيه. فأنت لو رآك أبوك علي هذه الحالة لقتلك، قُم يا أبا طاهر فاقتله. قال: أخشى أن يمسخني. فقام إليه سعيد أخو أبي طاهر فقتله وأخرج كبده، فأكلتها أخت أبي طاهر.
ثمّ جمع ابن سنبر النّاس وذكر حَقه فيهم، لأنه كان شيخُهم، وقال لهم: إن الغلام وَرَدَ بكذبٍ سرَقه مِن معدن حقّ، وعلامةٍ موّه بها، فأطعناه لذلك. وإنا وجَدَنا فوقه غلامًا ينكحه فقتلناه. وقد كنا نسمع أنه لا بُدّ للمؤمنين من فتنةٍ عظيمة يظهر بعدها الحقّ، وهذه هِيَ. فارجعوا عن نكاح المُحَرمات، وأطفئوا بيوت النيران، واتركوا اتّخاذ الغلمان، وعظموا الأنبياء عليهم السّلام. فضج النّاس بالصّياح وقالوا: كل يومٍ تقولون لنا قولًا. فأنفق أبو طاهر أموالًا، كان جمعها أبو الفضل، في أعيان الناس فسكتوا.
قال ابن حمدان الطّبيب: وبعد قتل أبي الفضل اتصلتً بخدمة أبي طاهر، فأخرج إلي يومًا الحجر الأسود وقال: هذا الذي كان المسلمون يعبدونهَ. قلتُ: ما كانوا يعبدونه. قال: بلي. فقلت: أنت أعلم. وأخرجه إلي يومًا وهو ملفوف بثياب ديبقيّ، وقد طيّبه بالمسك، فعرفنا أنه معظم له.
ثمّ إنّه جرت بين أبي طاهر وبين المسلمين حروب وأمور، وضعف جانبه، وقُتل من أصحابه في تلك الوقعات خلْق وقَلُوا، فطلب من المسلمين الأمان على أن يردّ(25/11)
الحجر الأسود وأن لا يتعرض للحجاج أبدًا. وأن يأخذ على كلّ حاجّ دينارًا ويخفرهم. فطابت قلوب الناس وحجوا آمنين. حصل له أضعاف ما كان ينتهبه من الحاجّ. وقد كان هذا الملعون بلاءً عظيمًا على الإسلام وأهله، وطالت أيّامُه. ومنهم مَن يقول إنّه هلك عقيب أخْذه الحجر الأسود. والّظاهر خلاف ذلك.
تسمية أمير الأندلس بأمير المؤمنين:
فلمّا ضعُف أمرُ الأمّة، ووَهَت أركان الدّولة العبّاسية، وتغلبت القرامطة والمبتدَعة على الأقاليم، قويت همة صاحب الأندلس الأمير عبد الرحمن بن محمد الأمويّ المَروانيّ، وقال: أنا أوْلى النّاس بالخلافة. وتسمّى بأمير المؤمنين.
وكان خليقًا بذلك. فإنه صاحب غزوٍ وجهاد وهَيبة زائدة استولى على أكثر الأندلس، ودانت له أقطار الجزيرة. "انتهى ما ألحقه المؤلف بخطه من أخبار أبي طاهر القرمطي في غير موضعه فألحقته هنا. ولا قوة إلا بالله، ففي كتابة مثل هذا مضض. ونسأل الله العفو والسلامة". الناسخ.
سبب قتل البريديّ لأخيه:
فأمّا أبو يوسف البَريديّ فكان يتكبرّ على أخيه أبي عبد الله، ويُطلق لسانه فيه، ويُعامل عليه أحمد بن بُوَيْه وتوزون، وينسبه إلى الغدْر والظُلم والجبن والبخل، فاستدعاه أخوه عبد الله إلى الدّار بالبصرة، وأقعد له جماعة في الدَّهْليز ليقتلوه. فلّما دخل ضربوه بالسّكاكين، فلامه بعض إخوته فقال: اسكت وإلا ألحقتك به1. ثمّ مات بعده بثمانية أشهر؛ ووُجد له ألف ألف دينار ومائتا ألف دينار، وعشرة الألف ألف درهم. ومِن الفرش وغيرها ما قيمته ألف ألف دينار وألف. وألف رطْل نَدّ، وألفا رِطْل هنديّ، وعشرون ألف رطل عو. وقد تقدَّم مِن أخباره. وسيُذكر في العام الآتي.
__________
1 البداية والنهاية "11/ 208".(25/12)
أحداث سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة:
قتل المتّقي:
قد ذُكر أنّ توزون حَلفَ وبالغ في الأيمان للمتقّي، فلمّا كان رابع محرَّم توجّه المتقّي من الرقَّة إلى بغداد، فأقام بهيت، وبعث القاضي أبا الحسين الخِرَقيّ إلى توزون وابن شيرزاد، فأعاد الأْيمان عليهما. وخرج توزون وتقدمه ابن شيرزاد، فالتقى المتقّي بين الأنبار وهِيت1.
رواية المسعودي عن مقتل المتقّي:
وقال المسعودي: لمّا التقى توزون بالمتقّي ترجّل وقبّل الأرض، فأمره بالركوب، فلم يفعل، ومشى بين يديه إلى المخيّم الذي ضربه له.
فلمّا نزل قبض عليه ابن مقلة ومن معه. ثمّ كحّله، فصاح المتقّي، وصاح النساء، فأمر توزون بضرب الدَّبادب2 حول المخيم. وأُدخل بغداد مسمول العينين، وقد أخذ منه الخاتم والبُرْدة والقضيب.
وبلغ القاهر فقال: صِرنا اثنين، ونحتاج إلى ثالث، يُعرض بالمستكفي، فكان كما قال، سُمل بعد قليل.
خلافة المستكفي:
وقال ثابت: أحضر توزون عبد الله بن المكتفي وبايعه بالخلافة، ولقّبه بالمستكفي بالله، ثمّ بايعه المتقي لله المسمول، وأشهد على نفسه بالخلْع لعشرٍ بقين من المحرَّم سنة ثلاثٍ وثلاثين. ثمّ أُخرج المتقّي إلي جزيرة مقابل السِّنْديّة، وسُمل حتّى سالت عيناه. وقيل: إنما خُلع لعشرٍ بقين من صفر. ولم يحل الحَوْل على توزون حتّى مات3.
صفة المستكفي بالله:
وكنيةُ المستكفي: أبو القاسم، من أمّ ولد. بويع وعمره إحدى وأربعون سنة. وكان مليحًا، رَبْعةً، معتدل الجسم، أبيض بحُمْرة، خفيف العارضين. وعاش المتقّي لله بعد خلعه خمسًا وعشرين سنة.
__________
1 المنتظم "6/ 338، 339"، الكامل في التاريخ "8/ 411، 412".
2 الدبادب: الطبول. البداية والنهاية "11/ 210"، النجوم الزاهرة "3/ 282".
3 المنتظم "6/ 339"، النجوم الزاهرة "3/ 282".(25/13)
الحرب بين ابن بُوَيْه وتوْزُون:
وفيها استولى أحمد بن بُوَيْه على الأهواز، والبصرة، وواسط، فخرج إليه توزون فالتقيا، ودام الحربُ بينهما أشهرًا، وهي كلّها على توزون، والصَّرْع يعتريه. فقطع الجسر الذي بينه وبين أحمد بن بُوَيْه عند ديالى، وضاق بابن بُوَيْه الحال وقلت الأقوات، فرجع إلى الأهواز. وصُرع توزون يومئذٍ، وعاد إلى بغداد مشغولًا بنفسه1.
وزارة أبي الفرج السامرّيّ ومصادرته:
وفي صفر استوزر المستكفي أبا الفَرَج محمد بن عليّ السّامرّيّ، ثمّ عزله توزون بعد أربعين يومًا، وصادره وأخذ منه ثلاثمائة ألف دينار2.
وزارة ابن شيرزاد:
ثم استوزر أبا جعفر بن شيرزاد بإشارة توزون.
الحرب بين سيف الدّولة والإخشيد:
وفيها سار سيفُ الدّولة بن حمدان إلى حلب فملكها، وهربَ أميرها يانس المؤنسي إلي مصر، فجهّز الإخشيد جيشًا إلي سيف الدّولة، فالتقوا على الرَّسْتن، فهزمهم سيف الدّولة وأسر منهم ألف رجل، وفتح الرَّستْن.
ثمّ سار إلى دمشق فملكها. فجاء الإخشيد ونزل طبريّة، فتسلّل أكثر أصحاب سيف الدّولة إلي الإخشيد، فخرج سيف الدّولة إلى حلب وجمع القبائل وحشد. وسار إليه الإخشيد، فالتقوا على قنَّسرين، فهزمه الإخشيد، فهربَ إلي الرقَّة، ودخل الإخشيد حلب3.
الغلاء والجوع ببغداد:
وفيها عظم الغلاء ببغداد حتّى هرب الناس وبقي النساء.
__________
1 البداية والنهاية "11/ 208"، النجوم الزاهرة "3/ 283".
2 الكامل في التاريخ "8/ 447".
3 الكامل في التاريخ "8/ 445، 446".(25/14)
فكُنَّ المخدرات يخرجن عشرين عشرين من بيوتهنّ، مُمْسكات بعضهنّ بعضًا، يَصحْن: الجوع الجوع. وتسقط الواحدة منهنّ بعد الأخرى ميتَة من الجوع. فإنا لله وإنا إليه راجعون.
قيام أبي الحسين البريديّ مكان أخيه:
وكان أبو عبد الله البَريديّ قد استولى على الأهواز والبصرة. ووزر للمتقّي كما ذكرنا. وكان قد قتل أخاه لكونه يذكر عيوبَه، فلم يُمتَّع بعده، وأخذته الحُمّى أسبوعًا، فهلك في اليوم الثّامن من شوّال. وقام أخوه أبو الحسين البَريديّ مقامه. وكان يانس مقدّم جيوشه يبغض أبا الحسين.
النزاع بين البريديّ وأخيه:
ثم إنّ أبا الحسين أساء العشرة على التُّرْك والدّيْلم، وحطّ من أقدارهم، فشَكَوْه إلى يانس، فقال لأبي القاسم ولد أبي عبد الله: إن كان عندك مال عقدتُ لك الرئاسة على عمك. فقال: هذه ثلاثمائة ألف دينار. فأخذها يانس، فأصلح بها قلوب الْجُنْد، وعقد لأبي القاسم. فهرب أبو الحسين ليلًا ماشيًا متنكرًا إلي هجر، فاستجار بالقرامطة، فأجاروه، وبعثوا معه جيشاَ إلي البصرة فنازلوها حتّى ضجروا. ثمّ أصلحوا بينه وبين ابن أخيه، ثمّ مضى إلى بغداد.
قتل يانس:
ثم إن يانس طمع في الملك، فوطأ الديْلَم على قتل أبي القاسم. وعلم أبو القاسم فاحتال حتى قبض على يانس، وأخذ منه مائة ألف دينار وقتله، واستقام له الدَّسْت.
غزوة سيف الدّولة في الروم:
وفيها غزا سيف الدّولة بلاد الروم، وردّ سالمًا بعد أن بدَّع في العدّو. وسبب هذه الغزاة أنّه بلغ الدُّمُستُق ما فيه سيف الدّولة من الشُّغْل بحرب أضداده، فسار في جيشٍ عظيم، وأوقع بأهلِ بغراس ومَرْعش، وقتل وأسر. فأسرع سيف الدّولة إلى مضيق وشِعاب، فأوقع بجيش الدُّمسْتُق وبيّتهم، واستنقذ الأسارى والغنيمة، وانهزم الروم(25/15)
أقبح هزيمة1. ثمّ بلغ سيف الدّولة أنّ مدينةً للروم قد تهدَّم بعض سورها، وذلك في الشتاء، فاغتنم سيف الدّولة الفرصة، وبادرَ فأناخ عليهم، وقتل وسبى، لكن أُصيب بعض جيشه2.
__________
1 البداية والنهاية "11/ 211"، النجوم الزاهرة "3/ 283، 284".
2 النجوم الزاهرة "3/ 284".(25/16)
أحداث سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة:
وفاة توزون وطمع ابن شيرزاد بالإمارة:
في المحرم توفي التُرْكيّ بهيت، وكان معه كاتبه أبو جعفر بن شيرزاد، فطمع في المملكة وحلّف العساكر لنفسه، وجاء فنزل بباب حرب، فخرج إليه الدَّيْلم وباقي الْجُنْد، وبعث إليه المستكفي بالإقامات وبخلع بيض. ولم يكن معه مال، وضاق ما بيده، فشرَع في مصادرات التّجّار والكُتاب، وانقطع الجلب عنها فخربت1.
زواج سيف الدّولة ببنت الإخشيد:
وفيها تزوج سيف الدّولة بن حمدان ببنت أخي الإخشيد، واصطلح مع الإخشيد على أن يكون لسيف الدّولة حلب، وأنطاكّية، وحمص.
تلقُّب المستكفي بإمام الحقّ:
وفيها لُقب المستكفي نفسَه "إمام الحقّ" وضرب ذلك على السّكّة2.
دخول ابن بُوَيْه بغداد ومبايعته الخليفة:
وفيها قصد مُعزّ الدّوله أَحْمَد بن بُوَيْه بغداد، فلمّا نزل باجِسْرى استتر المستكفي وابن شيرزاد، وتسلّل الأتراك إلى الموصل، وبقي الدَّيْلم ببغداد، وظهر الخليفة. فنزل معز الدّولة بباب الشماسيّة، وبعث إليه الحليفة الإقامات والتُحف. فبعث مُعز الدّولة يسأله في ابن شيرزاد، وأن يأذن له في استكتابه. ودخل في جمادى الأولى دار
__________
1 الوافي بالوفيات "10/ 448"، البداية والنهاية "11/ 211"، النجوم الزاهرة "3/ 284".
2 البداية والنهاية "11/ 211"، النجوم الزاهرة "3/ 284".(25/16)
الخلافة، فوقف بين يدي الخليفة، وأُخذت عليه البَيْعة بمحضر الأعيان. ثمّ خلع الخليفة عليه، ولقبة "مُعِزّ الدّولة"، ولقّب أخاه علّيًا "عماد الدّولة" وأخاهما الحسن "رُكْن الدّولة". وضُربت ألقابهم على السّكّة1. ثمّ ظهر ابن شيرزاد واجتمع بمُعزّ الدّولة، وقرر معه أشياء منها: كلّ يوم برسم النَّفقة للخليفة خمسة آلاف درهم فقط.
عناية ابن بُوَيْه بالشباب:
وهو أوّل مَن ملك العراق من الدَّيْلم. وهو أوّل من أظهر السُعاة ببغداد ليجعلهم فُيوجًا بينه وبين أخيه رُكنِ الدّولة إلى الرِّي. وكان له ركائبيان: فضل، وموعوش، فكان كل واحد يمشي في اليوم ستة وثلاثين فرسخًا، فغزى بذلك شبابُ بغداد وانهمكوا فيه. وكان يُحضر المصارعين بين يديه في الميدان ويأذن للعوّام، فمن غلب خَلعَ عليه. وشرع في تعليم السّباحة، حتى صار السّبّاح يسبح وعلى يده كانون فوق قِدْره، فيسبح حتّى ينضج اللحم2.
ولاية عُتبة قضاء الجانب الشرقيّ:
وفيها ولي قضاء الجانب الشرقي أبو السائب عُتْبة بن عُبيَد الله.
خلْع المستكفي بالله:
وفيها خُلع المستكفي وسُمِل.
وسبب ذلك أنّ عَلَمَ القهرمانة كانت واصلةً عند الخليفة وتأمر وتنهى، فعملت دعوةً عظيمة حضرها خُرشيد الديلم مقدَّم الدَّيْلَم، وجماعة من القُواد. فاتهمها مُعزّ الدّولة، وخاف أن تفعل كما فعلت مع توزون وتُحلِّف الدّيلم للمستكفي، فتزول رئاسة مُعِزّ الدّولة.
وكان إصْفَهد الديْلم قد شفع إلي الخليفة في رجل شيعي يثير الفتَن، فلم يقبل الخليفة شفاعته، فحقد على الخليفة وقال لِمُعزّ الدّولة: إنّ الخليفة يراسلني في أمرك لألقاك في الليل. فقوي سوء ظن معُزّ الدّولة. فلمّا كان في جُمَادى الآخرة دخل على الخليفة، فوقف والناس وقوف على مراتبهم، فتقدم اثنان من الديلم فطلبا من الخليفة
__________
1 المنتظم "6/ 340"، البداية والنهاية "11/ 212"، النجوم الزاهرة "2/ 284، 285".
2 المنتظم "6/ 341"، البداية والنهاية "11/ 213"، النجوم الزاهرة "3/ 285".(25/17)
الرزق، فمد يده إليهما ظنًا منه أنهما يريدان تقبيلها، فجذباه من السرّير طرحاه على الأرض، وجرّاة بعمامته. وهجم الديلم دار الخلافة إلى الحُرم. ونهبوا وقبضوا على القهرمانة وخواص الخليفة.
ومضى معز الدّولة إلى منزله، وساقوا المستكفي ماشيًا أليه، ولم يبق في دار الخلافة شيء1. خلع المستكفي، وسُملت يومئذٍ عيناه2. وكانت خلافته سنة وأربعة أشهر ويومين. وتوفي بعد ذلك في سنة ثمانٍ وثلاثين وعمره ست وأربعين سنة.
خلافة المطيع لله:
ثمّ إنهم أحضروا أبا القاسم الفضل بن المقتدر جعفر وبايعوه بالخلافة، ولقبّوه المطيع لله، وسنُّه يومئذٍ في أربع وثلاثين سنة. ثمّ قدموا ابن عمّه المستكفي، فسَّلم عليه بالخلافة، وأشهد على نفسه بالخلع قبل أن يُسمل3.
ثم صارد المطيع خواصّ المستكفي، وأخذ منهم أموالًا كثيرة، ووصَلَ العباسّيين والعلويّين في يوم، مع إضاقته، بنيفٍ وثلاثين ألف دينار4. وقَّرر له معُزِ الدّولة كل يوم مائة دينار ليس إلًا نفقة.
الغلاء ببغداد:
وعظمُ الغلاء ببغداد في شعبان، وأكلوا الِجيَف والرَّوْث، وماتوا على الطُرقُ، وأكلت الكلاب لحومهم، وبيعَ العقار بالرُّغفان، وُوجدت الصّغار مشوية مع المساكين، وهربَ الناس إلي البصرة وواسط، فمات خلق في الّطِرقَات5. وذكر ابن الْجَوْزيّ أنه أشُتري لمُعزّ الدّولة كُرّ دقيق بعشرين ألف درهم. قلتُ: الكُرّ سبعة عشر قنطارًا بالدمشقي لأنًّ الكُرّ أربعٌ وثلاثون كارة. والكارة خمسون رطلًا بالدمشقي6.
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 450، 451"، البداية والنهاية "11/ 212"، النجوم الزاهرة "3/ 285، 286".
2 البداية النهاية "11/ 212".
3 المنتظم "6/ 344".
4 المنتظم "6/ 344"، البداية والنهاية "11/ 213"، النجوم الزاهرة "3/ 289"، وشذرات الذهب "2/ 335".
5 الكامل في التاريخ "8/ 465"، شذرات الذهب "2/ 335"، البداية والنهاية "11/ 213".
6 النجوم الزاهرة "3/ 286"، المنتظم لابن الجوزي "8/ 345".(25/18)
الحرب بين ناصر الدّولة ومعز الدّولة بن بُوَيْه:
ووقعَ ما بين مُعّز الدّولة وبين ناصر الدّولة بْن حمدان، فجمع ناصر الدولة وجاء فنزل سامراء، فخرج إليه معز الدولة ومعه المطيع في شعبان، وابتدأت الحرب بينهم بُعكبرا.
وكان معُزّ الدّولة قد تغيّر علي ابن شيرزاد واستخانه في الأموال، فأحفظه ذلك، ووقع القتال، فاندفع معُز الدّولة والمطيع بين يديه، فجاء ناصر الدولة فنزل بغداد، من الجانب الشرقي فملكها، وجاء مُعزّ الدّولة ومعه المطيع كالأسير، فنزل في الجانب الغربي، وبقي في شدّة غلاء حتّى اشتُري له كر حنطة بعشرة آلاف درهم أو بأكثر. وعزم على المسير إلى الأهواز فقال: روِّزوا لنا الشّطّ، فإنْ قدرنا على العبور كان أهوَن علينا. فلمّا عبرت الدّيالمة اضطّرب عسكر ناصر الدّولة وانهزموا، وهرب ناصر الدّولة فعبر مُعّز الدّولة إلي الجانب الشرقيّ، وأحرق الدّيْلم سوق يحيى، ووضعوا السيَّف في النّاس وسَبَوا الحريم، وهربَ النساء إلى عُكبرا، ومات منهنّ جماعة مِن العطش1.
امتناع الحجّ:
ولم يحجّ أحدُ من أهل العراق.
وفاة القاضي الخِرَقيّ:
وفيها تُوُفيّ القاضي أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن إسحاق الخرقي قاضي قضاة المتقّي لله بدمشق.
وفاة الخِرَقيّ الحنبليّ:
وأبو القاسم عمر بن الحسين الخرقيّ الحنبليّ مصنفّ "مختصر دمشق".
وفاة توزون:
وتوزون الّذي غلب على العراق وسَمَلَ المتقي لله.
__________
1 المنتظم "6/ 349"، النجوم الزاهرة "3/ 286، 287".(25/19)
وفاة الإخشيد:
وصاحب مصر والشام الإخشيد محمد بن طُغج الفَرَغانيّ أبو بكر. ويقال: إنّ جدّه جُف ابن ملك فَرغانة. وكل من ملك فرَغَانة سُمّي الإخشيد، أي ملك الملوك وهي من كبار مُدن التُّرْك.
كما أنّ الإصبَهبَذ لَقَب ملك طَبَرسْتان، وصول ملك جُرجان، وخاقان ملك التُّرْك، والأفشين ملك أشرُسونة، وسامان ملك سَمَرْقنْد. وكان مولد محمد الإخشيد ببغداد، وكان شجاعًا مَهيبًا فارسًا، ولي دمشق، ثمّ ولي مصر مِن قِبل القاهر سنة إحدى وعشرين. وبدمشق تُوُفي في آخر السنة بحُمّى حادّة وله ستون سنة، ودُفِنَ في القدس. وكان له ثمانية آلاف مملوك. وقيل: إنّ عدة جيشه بلغت أربعمائة ألف رجل. وقام بعده ابنه أبو القاسم أنوجور مع غَلَبَة كافور على الأمور1.
وفاة أبي القاسم صاحب المغرب:
وفيها مات أبو القاسم محمد بن عُبَيد الله صاحب المغرب. وكان مولده بسَلَمية سنة ثمانٍ وسبعين. ودخلَ مع أبيه في زيّ التجار، فآل بهم الأمر إلى ما آل. وبويع هذا سنة اثنين وعشرين وثلاثمائة عند موت أبيه.
وقد خرج عليه سنة اثنين وثلاثين مَخلَد بن كيداد. وكانت بينهما وقائع مشهورة. وحصَره مَخْلَد بالمَهديّة وضيقَّ عليه واستولى على بلاده، فعرض للقائم وسواس فاختلط عقله، ومات في تلك الحال في شوّال، وله خمسٌُ وخمسون سنة. وستُرت وفاته سنة ونصفًا. وقام بعده وليّ عهده المنصور بالله أبو الطاهر إسماعيل ولده. وكان القائم شرًّا من أبيه المهديّ، زنْديقًا ملعونًا.
مقاتلة ابن كَيْداد لأبي القاسم:
ذكر القاضي عبد الجّبار أنّه أظهر سبّ الأنبياء عليهم السلام، وكان مناديه ينادي: العنوا الغار وما حوى، وقتلَ خلقًا من العلماء. وكان يراسل أبا طاهر القَرْمَطيّ إلى البحرين وهَجَر، ويأمره بإحراق المساجد والمصاحف. ولما كثر فجوره اجتمع أهل
__________
1 الولاة والقضاة للكندي "293"، سير أعلام النبلاء "15/ 365، 366"، البداية والنهاية "11/ 213، 215".(25/20)
الجبال على رجل من الإباضيّة يقال له مَخُلْد بن كيدْاد، وكان شيخًا لا يقدر على ركُوُب الخيل، فركب حمارًا. وكان وزيره أعمى، فاجتمع معه خلائق، فسار فحصرَ القائم بالمَهْديّة.
وكان مَخْلَد أعرج يُكنى أبا يزيد، وهو من زَنَاتة، قبيلة كبيرة من البربر، وكان يتنسَّك ويقصر دلقة الصُّوف، ويركب حمارًا، ولا يثبت على الخيل. وكان نافذ الأمر في البربر، زاهدًا، دَيِّنًا، خارجيًا. قام على بني عُبَيْد، والنّاس على فاقة وحاجةٍ لذلك. فقاموا معه وأَتوه أفواجًا، ففتح البلاد، ودخل القيروان. وتحيز منه المنصور وتحصّن بالمهديّة التي بناها جدّه. ونَفَر مع مَخْلَد الخلْق والعلماء والصُلحاء، منهم الإمام أبو الفضل التنيسي العبّاس بن عيسى الفقيه، وأبو سليمان ربيع القّطان، وأبو العرب، وإبراهيم بن محمد.
قال القاضي عياض في ترجمة العّباس بن عيسى هذا: وركب أبو العرب وتقلَّد مُصحَفًا، وركب الفقُهاء في السّلاح، وشقوا القيروان وهم يُعلنون التّكبير والصّلاة على النبّي -صلى الله عليه وسلم- والترضي على الصّحابة. وركّزوا بُنُودهم عند باب الجامع. وهي سبعة بُنُود حُمْر فيها: لا إله إلا اللَّه، ولا حُكْم إلّا لله وهو خير الحاكمين؛ وبندان أصفر لربيع القّطان فيهما: نصرٌ من الله وفتح قريب؛ وبنَد مَخْلَد فيه: الّلهم أنصر وليَّك على من سبّ نبيّك؛ وبَندْ أبي العرب فيه: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله، وبَنْد أصفر لابن نصرون الزّاهد فيه: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ} [التوبة: 14] ؛ وبند أبيض فِيهِ: مُحَمَّد رَسُول اللَّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، أَبُو بكر الصّدّيق، عمر الفاروق، وبَنْد أبيض لإبراهيم بن محمد المعروف بالعَشّاء فيه {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} [التوبة: 40] الآية.
وحضرت الجمعة فخطبهم أحمد بن أبي الوليد، وحضّ على الجهاد. ثمّ ساروا ونازلوا المهديّة. فلمّا التقوا وأيقن مخلد بالنصر غلب عليه ما عنده من الخارجية، فقال لأصحابه: انكشفوا عن أهل القيروان حتى ينال منهم عدوّهم. ففعلوا ذلك، فاستشهد خمسةٌ وثمانون رجلًا من العلماء والزهاد، منهم ربيع القطان، والتنيسي، والعشّاء.
الإباضيّة:
والإباضية فرقة من الخوارج، رأسهم عبد الله بن يحيى بن إباض، خرج في أيّام مروان الحمار. وانتشر مذهبه بالمغرب، ومذهبه أنّ أفعالنا مخلوقة لنا. ويكفٍّر(25/21)
بالكبائر، وأنهّ ليس في القرآن خصوص. ومّن خالفه كفر وحلّ له دمه وماله.
وفاة الشبّليّ:
وفيها توُفّي الزّاهد أبو بكر الشبَّليّ بالعراق.
وفاة الوزير عليّ بن عيسى:
وفي آخرها توفي الوزير علي بن عيسى1.
__________
1 تكملة تاريخ الطبري "1/ 153"، تجارب الأمم "2/ 104"، الكامل في التاريخ "8/ 465".(25/22)
أحداث سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة:
عودة المطيع إلي دار الخلافة:
ولمّا انهزم سيف الدّولة بن حمدان إلى الموصل جدَّد مُعزّ الدّولة أحمد بن بويه الأيمان بينه وبين المطيع، وأزال عَنْهُ التوكيل، وأعاده إلى دار الخلافة.
صرْف ابن أبي الشوارب عن القضاء:
وصرف القاضي محمد بن الحسن بن أبي الشوارب عن القضاء بالجانب الغربيّ وقُلد قضاء الجانبين أبو الحسن محمد بن صالح، ويُعرف بابن أمّ شيبان1.
امتلاك سيف الدّولة دمشق:
ولمّا مات الإخشيد بدمشق، سار سيف الدّولة من حلب فملك دمشق، واستأمن إليه يانس المؤنسيّ. ثم سار سيف الدّولة فنزل الرملة. وجاء من مصر أنوجور بن الإخشيد بالجيوش، والقائم على أمره كافور الخادم. فرد سيف الدولة إِلَى دمشق، وسار وراءه المصريون، فانهزم إِلَى حلب، فساروا خلفه، فانهزم إلى الرقَّة. ثمّ تصالحوا على أن يعود سيف الدّولة إلى ما كان بيده2.
قال المسبّحي: وكان بين سيف الدّولة وبين أبي المظفّر حسن بن طُغج، وهو أخو الإخشيد، وقعة عظيمة بالّلجون، فانكسر ابن حمدان ووصل إلى دمشق بعد شدةٍ
__________
1 المنتظم لابن الجوزي "6/ 350".
2 الكامل في التاريخ "8/ 164"، النجوم الزاهرة "3/ 291، 292".(25/22)
وتشتُت. وكانت أمّه بدمشق. فنزل المرج خائفًا، وأخرج حواصله، وسار نحو حمص على طريق قارا. وسار أخو الإخشيد وكافور الإخشيديّ إلى دمشق. ثمّ سار إلى حلب في آخر السنة واستقرّ أمرهم1.
مصالحة معزّ الدّولة وناصر الدولة:
وفيها اصطلح معز الدولة وناصر الدولة على أن يكون لناصر الدّولة من تكريت إلى الشّام. وكان ناصر الدّولة قد عاد فنزل عُكبرًا.
قيادة تكين الشيرازي للُترك:
فلمّا علم التُّرك الّذين مع ناصر الدّولة بالمصالحة جاءوا إليه ليقتلوه، فانهزم إلى الموصل، فقدموا عليهم تكين الشيرازيّ. وكانوا خمسة آلاف. وساقوا وراء ناصر الدّولة2.
حبْس ابن شيرزاد:
وكان أبو جعفر بن شيرزاد قد هرب من معزّ الدّولة إلى ناصر الدّولة، فلّما قُرب من الموصل سَمَلَه وحبسه.
هزيمة التُرْك:
وبعث ناصر الدّولة إلي أخيه سيف الدّولة يستنجده، وتقهقر إلى سنجار ونزل الحُديثة والتُرك وراءه. ثمّ إنّ مُعزّ الدّولة جهَّز له نجدة، وجاءه عسكر حلب، فالتقوا على الحُديثة، فانهزم التُرْك وقُتلوا وأُسروا، ورجع ناصر الدّولة إلى الموصل3.
استيلاء ابن بويه على الرِّيّ والجبال:
وفيها استولى ركن الدولة بن بويه عَلَى الري والجبال.
امتناع الحجّ:
ولم يحج أحد.
__________
1 النجوم الزاهرة "3/ 292".
2 المنتظم "6/ 349"، البداية والنهاية "11/ 213".
3 الكامل في التاريخ "8/ 466، 467".(25/23)
وثوب غلبون على مصر:
وفيها في غيبة الإخشيد عن مصر، وثب عليها غَلْبون متولّي الرّيف في جُموُع، ووقع النَّهْب في مصر، فلم يستقر أمره حتّى لَطَف الله، وقدم الجيش فهرب فاتبعه طائفة فقُتل1.
وزارة ابن الفرات بمصر:
وفيها استوزر بمصر لولد الإخشيد أبو القاسم جعفر بن الفضل بن الفُرات.
الدعوة لسيف الدّولة بطرسوس:
وفيها أقُيمت الدّعوة لسيف الدّولة، فنفَّد لهم الخِلع والذَّهب، ونفدّ ثمانية ألف دينار للفداء2.
__________
1 الولاة والقضاة للكندي "295، 296"، النجوم الزاهرة "3/ 292".
2 البداية والنهاية "11/ 216"، النجوم الزاهرة "3/ 293، 294".(25/24)
أحداث سنة ست وثلاثين وثلاثمائة:
خروج المطيع لمحاربة البريدي:
فيها خرج المطيع ومُعّز الدّولة من بغداد إلى البصرة لمحاربة أبي القاسم عبد الله بن البريديّ، فسلكوا البرية، فلمّا قاربوها استأمن إِلَى مُعز الدّولة جيش البريديّ، وهرب هو إلى القرامطة. وملك معز الدّولة البصرة، وأقطع المطيع منها ضياعًا1.
قدوم عماد الدّولة على أخيه معز الدّولة:
وفيها وصل عماد الدّولة عليّ بن بويه إلى الأهواز، فبادر أخوه معز الدّولة إلى خدمته، وجاء فقَّبل الأرض وتأدَّب معه. ثمّ بعد أيّام ودّعه، وعاد معز الدّولة وقد أخذ واسطًا والبصرة.
تكحيل صاحب خراسان أخويه وعمه:
وفيها وردت الأخبار بأنّ نوحًا صاحب خُراسان كحّل أخوَيْه وعمّه إبراهيم.
__________
1 المنتظم "6/ 356، 357"، البداية والنهاية "11/ 219"، النجوم الزاهرة "3/ 295".(25/24)
ظفر صاحب المغرب بابن كيَدْاد:
وفيها ظفر المنصور صاحب المغرب بمَخَلْد بن كَيْداد، وقتل قوّاده، ومزّق جيشه.
وفاة الصوليّ:
وفيها تُوُفيّ أبو بكر محمد بن يحيى الصُوليّ النديم الإخباريّ العلامة صاحب الهندسة والبراعة في الشَطَرنْج. وقع لنا جزءٌ من حديثه بعُلو.
غارة الروم على أطراف الشام:
وفيها أغارت الروم -لعنهم الله- على أطراف الشّام، فسبوا وأسروا، فسَاقَ وراءهم سيف الدّولة ولِحقَهم، فقتل منهم مقتلة، واستردّ ما أخذوا ثمّ أخذ حصْن بَرْزَيَة من الأكراد بعد أن نازله مدّةً، ثم افتتحه في سنة سبع1.
__________
1 النجوم الزاهرة "3/ 295".(25/25)
أحداث سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة:
غرق بغداد:
فيها كان الغرق ببغداد. زادت دجلة إحدى وعشرين ذراعًا وهرب النّاس، ووقعت الدّور، ومات تحت الهْدم خلْق.
استئمان أبي القاسم البريديّ:
وفيها دخل بغداد أبو القاسم بْن البريدي بأمانٍ من معز الدّولة، وأقطعه قرى.
اختلاف معز الدّولة وناصر الدّولة وصُلْحهما:
وفيها اختلف معز الدّولة وناصر الدّولة، وسار معز الدّولة إِلَى الموصل، فتأخر ناصر الدّولة إلى نصيبين خائفًا. ثمّ صالحه كلّ سنة على ثمانية آلاف ألف درهم.
امتلاك الروم مرعش:
وفيها خرجت الروم، فالتقاهُم سيف الدّولة على مرَعْشَ، فهزموه وملكوا مَرْعَش.
امتناع الحجّ:
ولم يحجّ أحد.
ولاية أبي المظفر دمشق:
وفيها ولى إمرة دمشق أبو المظفر الحسن بن طُغج نيابةً لأخيه الإخشيد. وقد وليها مدّة في أيام القاهر1.
__________
1 النجوم الزاهرة "3/ 297".(25/25)
أحداث سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة:
ولاية عُتبة قضاء القضاة:
فيها تقلّد أبو السائب عتبة بن عبد الله الهمْدانيّ قضاء القُضاة ببغداد.
وصول تقادُم أنوجور إلي معز الدّولة:
وفيها وصلت تقادُم أنور بن الإخشيد من مصر، ويسأل معز الدّولة أن يكون أخوه عليا مشاركًا له في الأمر، ويكون من بعده، فأجابه.
تحرُّك القرامطة:
وفيها تحرّكت القرامطة.
امتناع الحج:
ولم يحجّ أحدٌ من العراق.
بناء المنصورية بالمغرب:
وعمَّر المنصور إسماعيل صاحب المغرب مدينة المنصوريّة.
وفاة المستكفي بالله:
وتُوُفيّ المستكفي بالله عبد الله بن المكتفي عليّ معتقلًا في دار معز الدّولة بنفث الدم. وله ست وأربعون سنة.(25/26)
وفاة عماد الدّولة الدّيلميّ:
وفيها تُوُفيّ السّلطان عماد الدّولة أبو الحسن عليّ بن بويه بن فنّاخسرو الدَّيْلميّ. وقد ذكرنا مبدأهم في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. وكان قد ملك بلاد فارس. وكان عاقلًا شجاعًا مَهيبًا، اعتلّ بقرحةٍ في الكُلا أنهكت جسمَه، وتُوُفيّ بشيراز وله تسعٌ وخمسون سنة. وأقام المطيع لله مقامَه أخاه أبا عليّ ركُنِ الدّولة والد السلطان عضُد الدّولة. وكان معز الدّولة يحبّ أخاه عماد الدّولة ويحترمه ويكاتبه بالعُبُودية1.
ولاية شعلة إمرة دمشق:
وفيها ولي إمرة دمشق شعُلة بن بدر الإخشيدي من قبَل ولد الإخشيد، وكان أحد الأبطال الموصوفين، وفيه ظلم.
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 482-484"، البداية والنهاية "11/ 221، 222".(25/27)
أحداث سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة:
استيلاء قراتكين على الرّيّ والجبال:
فيها استولى قراتكيِن على الرَّيّ والجبال، ودفع عنها عسكر رُكْن الدّولة.
غزوة سيف الدّولة وانهزامه:
وفيها غزا سيف الدّولة بن حمدان بلادَ الروم في ثلاثين ألفًا، ففتح حصونًا وَقَتل وسبى وغنم، فأخذ عليه الروم الدرب عند خروجه، فاستولى على عسكره قتلًا وأسرًا، واسترّدوا جميع ما أخذ، وأخذوا جميع خزائنه، وهرب في عددٍ يسير1.
رد الحجر الأسود:
وفيها رُد الحج الأسود إلي موضعه. بعث به القَرْمَطّي مع محمد بن سنَبْر إلى المطيع. وكان بجَكَم قد دفع قبل هذا خمسين ألف دينار وما أجابوا، وقالوا: أخذناه بأمرٍ وما نردّه إلا بأمر. فلمّا ردّوه في هذه السنة قالوا: رددناه بأمرِ من أخذناه بأمره. وكذبوا، فإنّ الله سبحانه وتعالى قال: {فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا
__________
1 المنتظم "6/ 367"، الكامل في التاريخ "8/ 485، 486"، النجوم الزاهرة "3/ 301".(25/27)
وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا} [الأعراف: 28] ، فكذبهم الله بقوله: {قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ} [الأعراف: 28] وإن عَنَوْا بالأمر القدَرَ، فليس ذلك حُجة لهم، فإنّ الله تعالى قدَّر عليهم الضّلال والمُرُوقَ مِن الدين، وقدَّر عليهم أنه يدخلهم النار، فلا ينفعهم قولُهم: أخذناه بأمر. وقد أعطاهم المطيع مالًا، وبقي الحجر عندهم اثنين وعشرين سنة.
وفيها -قاله المسّبحيّ- وافى سُنْبُر بن الحَسَن إلى مكة ومعه الحجر الأسود، وأمير مكّة معه، فلمّا صار بفناء البيت أظهر الحجر من سفط وعليه ضباب فضة قد عُملت من طوله وعرضه، فضبط شقوقا حدثت عليه بعد انقلاعه، وأحضر له صانعا معه جص يشده. فوضع سنبر بْن الْحَسَن بْن سنبر الحجر بيده، وشدّه الصّانع بالجصّ، وقال لمّا ردّه: أخذناه بقُدره الله ورددناه بمشيئة الله1.
وفاة الصيمري الكاتب:
وفيها تزوج محمد بن أحمد الصَّيْمريّ كاتب معز الدّولة ووزيره.
تقليد المهلّبيّ الكتابة:
فقلّد مكانه أبا محمد الحسن بن محمد المهلّبيّ الوزير.
مقتل عبد الله ابن الناصر لدين الله الأموي:
وفي عيد الأضحى قَتَل النّاصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد الأمويّ صاحب الأندلس ولدَه عبد الله، وكان قد خاف من خروجه عليه، وكان من كبار العُلماء، روى عن: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أَصْبَغ. وله تصانيف منها مجلَّد في "مناقب بقَيّ بن مخلد"، رواه عنه: مَسلَمَة بن قاسم.
غزوة سيف الدّولة وإيغاله في الروم:
وفيها غزا سيف الدّولة كما قدمنا، فسار في ربيع الأول، ووافاه عسكر طَرَسوُس في أربعة آلاف، عليهم القاضي أبو حُصيْن. فسار إلى قيسارية، ثمّ إلى " ... " ووغل في بلاد الروم، وفتح عدّة حصون، وسبى وقتل، ثم سار إلى سمندو، ثمّ إلي خَرْشَنَة يقتل ويسبى، ثمّ إلى بلد صارخة وبينها وبين قسطنطينية سبعة أيّام. فلما نزل
__________
1 المنتظم "6/ 367"، الكامل في التاريخ "8/ 486"، البداية والنهاية "11/ 223"، النجوم الزاهرة "3/ 301، 302".(25/28)
عليها واقعَ الدُّمُسْتقُ مقدّمته، فظهرت عليه، فلجأ إلى الحصن وخاف على نفسه. ثمّ جمع والتقى سيف الدّولة، فهزمه الله أقبح هزيمة، وأُسرت بطارقته، وكانت غزوة مشهورة. وغنم المسلمون ما لا يوصف، وبَقَوْا في الغزو أشهُرًا1.
ثمّ إنّ الطرسوسيين قفَلوا، ورجع العُربْان، ورجع سيف الدّولة في مضيق صعب، فأخذت الرّوم عليه الدّروب، وحالوا بينه وبين المقدّمة، وقطعوا الشجر، وسدّوا به الطُّرُق، ودهدهوا الصخورَ في المضائق على النّاس. والرّوم وراء النّاس مع الدُّمُسْتقُ يقتلون ويأسرون، ولا منَفَذَ لسيف الدّولة. وكان معه أربعمائة أسير من وجوه الروم فضربَ أعناقهم، وعقر جماله وكثيرًا من دوابه، وحَرَقَ الثِّقل، وقاتل قتال الموت، ونجا في نفر يسير2. واستباح الدُّمُسْتُق أكثر الجيش، وأسر أمراء وقضاة. ووصل سيف الدّولة إلى حلب، ولم يكد. ثمّ مالت الروم فعاثوا وسبوا، وتزلزل النّاس، ثمّ لطفَ الله تعالى، وأرسل الدمستق إلى سيف الدّولة يطلب الهدنة، فلم يُجِبْ سيف الدّولة، وبعث يتهدّده. ثمّ جهَّز جيشًا فدخلوا بلاد الروم من ناحية حران، فغنموا وأسروا خلقًا. وغزا أهل طرسوس أيضًا في البرّ والبحر. ثمّ سار سيف الدّولة من حلب إلى آمِد، فحارب الروم وخرب الضياع، وانصرف سالمًا. وأمّا الروم، فإنهم احتالوا على أخذ آمد، وسعي لهم في ذلك نصْرانيّ على أن ينقبَ لهم نقَبَا من مسافة أربعة أميالٍ حتى وصل إلى سورها. ففعل ذلك، وكان نقيًا واسعًا، فوصل إلى البلد من تحت السّور. ثمّ عرفَ به أهلُها، فقتلوا النصْراني، وأحكموا ما نقبه وسَدُّوه. ومعني الدُّمُسْتُق نائب البلاد في شرقي قسطيطينية.
__________
1 النجوم الزاهرة "3/ 303".
2 المنتظم "6/ 367"، الكامل في التاريخ "8/ 485"، البداية والنهاية "11/ 223"، النجوم الزاهرة "3/ 301".(25/29)
أحداث سنة أربعين وثلاثمائة:
مهاجمة صاحب عُمان البصرة:
فيها قصد صاحبُ عُمان البصرة، وساعده أبو يعقوب القرمطّي، فسار إليهم أبو محمد المهلّبّي في الدَّيْلم فالتقوا، فانهزم المهلّبي واستباح عسكرهم، وعاد إلى بغداد بالأسارى والمراكب1.
__________
1 المنتظم "6/ 368، 369"، البداية والنهاية "11/ 224"، النجوم الزاهرة "3/ 304، 305".(25/29)
إيغال سيف الدولة في بلاد الروم:
وفيها جمع سيفُ الدّولة بن حمدان جيوش الموصل، والجزيرة، والشام، والأعراب، ووغل في بلاد الّروم، فقتل وسبى شيئًا كثيرًا، وعاد إلى حلب سالمًا1.
الحج هذه السنة:
وحجّ النّاس في هذه السنة.
إصلاح الحجر الأسود وتمكينه في الكعبة:
وفيها قلع حَجَبةَ الكعبة الحجرَ الذي نصبه سنبر صاحب الجنابّي وجعلوه في الكعبة، وأحبّوا أن يجعلوا له طَوقًا من فضةٍ فيُشدّ به كما كان قديمًا لمّا عمله عبد الله بن الزُبير. وأخذ في إصلاحه صائغان حاذقان فأحكماه.
قال أبو الحسن محمد بن نافع الخزاعي: فدخلتُ الكعبة فيمن دخلها، فتأملتُ الحجر، فإذا السّواد في رأسه دون سائره، وسائره أبيض.
وكان مقدار طوله فيما حرزت مقدار عُظم الذراع. قال: ومبلغ ما عليه من الفضة فيما قيل ثلاثة آلاف وسبعمائة وسبعة وتسعون درهمًا ونصف2.
وفاة الكرخيّ شيخ الحنفيّة:
وفيها تُوُفيّ شيخ الحنفية أبو الحسن الكرْخي عَبْد الله بن الحسين بن لال، وله ثمانون سنة، ببغداد.
الزلازل بحلب والعواصم:
وفيها كثُرت الزلازل بحلب والعواصم، ودامت أربعين يومًا، وهلك خلق كثير تحت الهدم. وتهَّدم حصن رَغْبان ودُلُوك وتلّ حامد، وسقط من سور دلوك ثلاثة أبرجة3. ولله الأمر.
__________
1 النجوم الزاهرة "3/ 305".
2 النجوم الزاهرة "3/ 305".
3 النجوم الزاهرة "3/ 305".(25/30)
ذكر من مات في هذه الطبقة الرابعة والثلاثون مرتبًا كل سنة على حروف المعجم
وفيات سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
1- أحمد بن عمران1: أَبُو جعفر اللّيْموسكّي الأَسْتَرَاباذيّ الفقيه الحنفيّ. ولْيُموسْك: علي فرسخ من أسْتَراباذ.
سمع: الحسن بن سلام السّوّاق، ومحمد بن سعد العّوْفيّ، وأحمد بن أبي غَرزة. سمع منه في هذه السنة: أبو جعفر المستغْفرِيّ.
2- أحمد بن محمد بن بكر2: أبو رَوْق الهِزّانيّ البْصريّ.
سمع: أبا حفص الفلاس، ومحمد بن النعمان بن شبل الباهلي، وميمون بن مِهران، ومحمد بن الوليد البُسْريّ، وأحمد بن رَوْح، وطائفة سواهم. وأوّل سماعه سنة سبعْ وأربعين ومائتين.
روى عنه: ابن أخيه أبو عمرو محمد بن محمد بن محمد الهزانيّ، وأحمد بن محمد بن عمران بن الجنْديّ، وأبو الحسين بن جُميْع، وعليّ بن القاسم الشاهد، وأبو بكر بن المقرئ، لكن ذكر أنّ سماعه منه في شعبان سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. ووقع لنا حديثه بُعلُوٍّ في "معجم ابن جُميَعْ".
3- أحمد بن محمد بن الربيع بن سُليمان المراديّ المصريّ: أبو بكر. في شَوال. قال ابن ماكولا: ليس هو حفيد الربيع صاحب الشافعيّ. قلت: ذكره ابن يونس مختصرًا، وقال فيه: سليمان بن أيوب بن سنان. وصاحب الشافعيّ هو الرَّبِيع بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد الجبار بْن كامل.
4- أحمد بن يزيد بن ورْكشين3: أبو حفص البلْخيّ المؤدِّب. سكن دمشق.
__________
1 الأنساب لابن السمعاني "11/ 51".
2 ميزان الاعتدال "1/ 132، 133"، سير أعلام النبلاء "15/ 285، 286"، لسان الميزان "1/ 256".
3 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "3/ 5، 6".(25/31)
وحدَّث عن: الحَسَن بن عَرَفَة، وحماد بن المؤمل. وعنه: أبو الحسين الّرازيّ، وأبو بكر الرَّبَعيّ. وهذا الرجل أول ترجمةٍ في "تاريخ دمشق" لابن عساكر.
5- إبراهيم بن أحمد العِجْلي1: رحل وسمع: يحيى بن أبي طالب، ومحمد بن الهجم، وغيرهما. ثمّ وضع أحاديث فافتضح، وتُرك.
6- إبراهيم بن أحمد بن سهل: أبو إسحاق الْجُهَنيّ. سمع: بكّار بن قتيبَة. تُوُفيّ في رجب بمصر.
7- إسماعيل بن يقعوب بن بُهْلُولٍ الأنباريّ: حدَّث عن: الحارث بن أبي أسامة، وجعفر بن محمد بن شاكر، وطبقتهما.
وعنه: ابن أخيه أحمد بن يوسف. وكان عالمًا نسَّابة، ثقة. عاش ثمانين سنة.
"حرف الباء":
8- بكر بن أحمد بن حفص2: أبو محمد التنيسي الشَّعْرانيّ. سمع: يونس بن عبد الأعلى، وابن عبد الحكَم، وعمران بن بكار، ومحمد بن عَوْف الطائي، ويزيد بن عبد الصمد، وجماعة.
وعنه: أبو سعيد بن يونس، والميمون بن حمزة الحُسَيْنيّ، وأحمد بن عبد الله بن رزيق البغدادي، ومحمد بن المظفر، وأحمد بن عبد الله بن حميد، وآخرون. قال ابن يونس: كان ثقة حسن الحديث. توُفيّ في ربيع الآخر.
"حرف الجيم":
9- جعفر بن محمد بن يعقوب3: أبو الفضل البغدادي الشيرجي الوارق. سمع: عليّ بن إشكاب.
وعنه: أبو الفضل الزُّهريّ، وابن شاهين.
حدَّث في هذا العام.
__________
1 المغني في الضعفاء "1/ 8"، ميزان الاعتدال "1/ 17"، لسان الميزان "1/ 28".
2 الإكمال لابن ماكولا "7/ 365"، تهذيب تاريخ دمشق "3/ 286".
3 تاريخ بغداد "7/ 223"، الأنساب لابن السمعاني "7/ 455".(25/32)
"حرف الحاء":
10- حبان بن موسى بن حبان الكلابيّ: عن: زكريا بن يحيى خياط السنة. وعنه: أبو الحسين الرّازيّ، والعبّاس بن محمد بن حبان حفيده.
11- حَبْشون بن موسى بن أيوب1: أبو نصر البغداديّ الخلال. سمع: الحسن بن عَرَفَه، وعلي بْن سعَيِد الرّمليّ، وعلي بن إشكاب، وحنبل بن إسحاق، وغيرهم. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وأبو بكر بن شاذان، وأحمد بن الفرج بن الحجاج.
ثقة. مولده سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين، وتوفي في شعبان.
أَخْبَرَنَا ابْنُ الْقَوَّاسِ: أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَاكِمُ وَأَنَا حَاضِرٌ: أَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْفَقِيهُ، أَنَا أَبُو نَصْرٍ الْخَطِيبُ، أَنَا ابْنُ جُمَيْعٍ، أَنَا حَبْشُونُ بْنُ مُوسَى: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ هَارُونَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ الرَّبَابِ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "صَدَقَتُكَ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَصَدَقَتُكَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ صدقةٌ وَصِلَةٌ" 2.
12- حسن بن سعد بن إدريس بن خَلَف3: أبو عليّ الكتَاميّ القُرْطبي الحافظ. سمع من بقيّ بن مُخلَد مُسنَدَه. ورحل، فسمع بمكّة من: عليّ بن عبد العزيز. وباليمن من: إسحاق الدَّبريّ، وعبيد الكشوريّ، وبمصر من: أبي يزيد القراطيسي. وسمع من: أبي مسلم الكجي.
قال ابن الْفَرَضيّ: وكان يذهب إلي ترك التقليد، ويميل إلي قول الشافعي. وكان يحضر الشُّورى، فلمّا رأى الفُتيا دائرةً على المالكيّة ترك شهُودَها. وسمع الناس منه الكثير.
__________
1 المنتظم "6/ 331، 332"، سير أعلام النبلاء "15/ 316، 317"، شذرات الذهب "2/ 379".
2 "حديث صحيح": أخرجه الترمذي "658"، والنسائي "5/ 92"، وابن ماجه "1844"، وأحمد في المسند "4/ 17، 18، 214"، والدارمي "1680"، والحميدي "823"، وابن حبان في صحيحه "3344"، وابن خزيمة في صحيحه "2385"، وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي "658".
3 تذكرة الحفاظ "3/ 870"، سير أعلام النبلاء "15/ 435، 436"، شذرات الذهب "2/ 359".(25/33)
وكان شيخا صالحًا، لم يكن بالضّابط جدًّا.
تُوفيّ يوم الجمعة، يوم عَرَفة. وكان مولده سنة ثمانٍ وأربعين.
"حرف العين":
13- العبّاس بن عبد الله السميع بن هارون بن سليمان بن الخليفة المنصور1: أبو الفضل الهاشميّ.
عن أحمد بن الخليل البرجلاني، وابن أبي العوام، وغيرها. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، ويوسف القواس. وثقه الخطيب.
14- عَبْد الله بْن الحسين بْن محمد بْن جُمْعة2: أبو محمد السُّلميّ الدمشقي. سمع: أباه، وشعيب بن عمرو، والربيع بن سليمان، وأحمد بن سليمان الرمليّ، وأبا أمية. وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وأبو الحسين بن المظفر، وأحمد بن الميانجي، وأبو بكر بن أبي الحديد. مات في ذي القعدة.
15- عبد الله بن محمد بن يحيى3: أبو الطيب البغدادي البزاز. عن: إسحاق الختليّ، وعبد الملك بن محمد الرقاشي. وعنه: الدارقطني، وعبد الله بن عثمان الصّفّار، وأبو القاسم بن الثلاج. توُفيّ بالموصل. قال الدّارَقُطْنيّ: حافظ، ثقة.
16- عبد الله بن محمد بن منازل4: أبو محمد النَّيسْابوري الزّاهد، المجرد على الصِّحّة والحقيقة. وقيل: كنيته أبو محمد.
سمع: السريّ بن خزيمة، والحسين بن الفضل، وجماعة. وحدَّث عن: أحمد بن سلمة بالمسند الصّحيح. روي عنه: عليّ بن مفلح القزويني، ومحمد بن حَمْدون، ووالد أبي عبد الرحمن السّلميّ. وقال السلميّ: له طريقة يتفرد بها. صحبَ هارون القصار، وكان عالمًا بعلوم الظاهر.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 158".
2 تهذيب تاريخ دمشق "7/ 371".
3 تاريخ بغداد "10/ 125".
4 المنتظم "6/ 332"، شذرات الذهب "2/ 330".(25/34)
سمعت محمد بْن عَبْد الله بْن شاذان يقول: سمعت ابن منازل يقول: لا خير فيمن لم يَذُقْ ذُل المكاسب، وذُلّ السؤال، وذُلّ الرّدّ. وسمعت عبد الله بن محمد بن فضْلوَيه المعلّم يقول: سمعتُ عبد الله بن محمد يقول: التفويض مع الكسبْ خيرٌ من خُلوه عنه. وسأله إنسان عن مسالة فأجاب، فقال له: أعِدْ عليّ. قال: أنا في ندامةٍ ما جرى. وسمعته يقول لبعض أصحابه: قد عشقت نفسك، وعشقت من يعشقك، وقال الحاكم: حُملت إليه، يعني ابن المنازل، غيره مرةً متبرِّكًا به، وصورته نصُبْ عيني. توُفي رحمه الله في ربيع الأول. وكان أعرج.
17- عليّ بن عبد الله بن البازيار: سمع: إبراهيم بن عبد الله القصّار، ونجيح بن إبراهيم. وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وأحمد بن الفَرَج بن الحَجّاج. بقي هذا العام.
18- علي بن محمد بْن سهل1: أَبُو الْحَسَن الدِّينَوَرِيّ الصّائغ الزّاهد. أحد مشايخ القوم. سمع: محمد بن عبد العزيز الدَّيَنَوريّ، وغيره. وكان يتكلَّم على النّاس. له كشف وكرامات. روى عنه: عبد الملك بن حِبّان المرَاديّ، وأبو بكر بن المهلب.
قال علي بن عثمان القرافي: لايجوز لأحدٍ أن يتكلَّمَ عَلَى النَّاسِ إِلا مَنْ يَكُونُ حَالُهُ مِثْلُ حَالِ أَبِي الْحَسَنِ الدَّينُورِيِّ، فَإِنَّ الْخَلْقَ كَانُوا مُكَشَّفِينَ بَيْنَ يَدْيَهِ. وَمِنْ كَلامِهِ قَالَ: مَنْ أَيْقَنَ أَنَّهُ لِغَيْرِهِ لَيْسَ لَهُ أَنْ يَبْخَلَ بِنَفْسِهِ. قَالَ السُّلَمِيُّ: سَمِعْتُ الحسين بن أحمد يقول: قال حمشاذ: رَأَيْتُ نِسْرًا وَاقِفًا فِي الْهَوَاءِ لا يَتَحَرَّكُ. فَمَشَيْتُ فَإِذَا أنا بِأَبِي الْحَسَنِ بْنِ الصَّائِغِ يُصَلِّي، وَالنِّسْرُ يُظِلُّهُ. وسمعت أبا عثمان المغربيّ يقول: ما رأيتُ في المشايخ أهيْب من أبي الحسن الدَّيَنَوريّ بمصر. وقال أبو الحسن الطحان: كان أبو الحسن بن الصائغ من الصديقين. وتوفي في نصف رجب بمصر.
19- عيسى بن محمد بن أبي يزيد البلْخيّ: أبو بَكْر. روي عن: عيسى بن أحمد العسقلانيّ البلخي، وعبد الصّمد بن الفضل.
"حرف الميم":
20- محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة السدوسي2: أبو بكر البغدادي.
__________
1 حلية الأولياء "10/ 353"، صفة الصفوة "4/ 60"، المنتظم "6/ 328".
2 تاريخ بغداد "1/ 373-375"، المنتظم "6/ 333، 334"، سير أعلام النبلاء "15/ 312، 313".(25/35)
سمع: جده، ومحمد بن شجاع الثلجي، وعليّ بن حرب الطائي، وعبيد الله بن جرير بن جَبَلَة، والرماديّ. وعنه: عبد الواحد بن أبي هاشم، وطلحة الشاهد، وعبد الرحمن بن عمر الخلال، وأبو عمر بن مهديّ، وآخرون.
وثقه الخطيب، وقال: أنا البرَقْاني، أنا عبد الرحمن بن عُمَر قال محمد: سمعت "المسند" من جدّي في سنة ستين، وسنة إحدى وستين بسامراء، فسمع أبو مسلم الكَجيّ من جدّي، وبقي عليه شيء سمعه أبو مسلم مني. ومات جدّي وهو يقرأ عليّ. والذي سمعت منه مُسنَدَ العشرة، وابن عبّاس، وبعض الموالي، ولي دون العشر. ولدت في أول سنة أربع وخمسين. قلت: وخلفَ له أموالًا عظيمة فضيعها وافتقر. قال أبو سَعد السمعاني في "الأنساب": ذكر أبو بكر بن يعقوب قال: لمّا ولّدتُ دخل أبي على أمي فقال: إنّ المنجمين قد أخذوا مولد هذا الصّبيّ، فإذا هو يعيش كذا وكذا. وقد حَسَبتها أيامًا، وقد عزمت أن أُعد لكلّ يوم دينارًا، فإنّ ذلك يكفي المتوسط. فأعدَّ لي حبا في الأرض وملأه دنانير. ثُمَّ قالَ لها: أعدي له حُبًا آخر. فجعل فِيهِ مثل ذلك استظهارا، ثُمَّ استدعى حبا آخر وملأه ودفنهم.
قال أبو بكر: وما نفعني ذلك مع حوادث الزّمان، وقد احتجُت إلى ما ترون. قال أبو بكر بن السقطي: رأينا فقيرًا يجيئنا بلا إزار، ونسمع عليه ويبرّ بالشيء بعد الشيء. قلت: وتُوفيّ في ربيع الآخر. أَخْبَرَنِي الْحَافِظُ أَبُو محمد بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ بْنِ خَلَفٍ، أَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي السُّعُودِ: أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ، أنا أبو عَبْدُ اللَّهِ النِّعَالِيُّ، أَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ. ثَنَا جَدِّي: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ سُئل عَنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي عَمَّارٍ: "تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ" 1. فَقَالَ: هُوَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَتَلَتْهُ الفئة الْبَاغِيَةُ. وَقَالَ: فِي هَذَا غَيْرَ حَدِيثٍ صَحِيحٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَرِهَ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي هَذَا بِأَكْثَرِ مِنْ هَذَا.
21- محمد بن إبراهيم بن نُومرد: أبو بكر الدّامَغانيّ. سمع: عَمار بن رجاء الْجُرْجانيّ، ويحيى بن أبي طالب. وقبلهما أحمد بن منصور زاج. وعنه: الحسين بن محمد بن قيصر الدّامغانيّ، وعبد الله بن محمد الدروقي، وعبد الرحمن بن أبي عبد الرحمن القاضي، وغيرهم. توفي في جمادى الآخرة.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "447، 2812"، مسلم "2915"، وأحمد في المسند "3/ 5، 90، 91"، وابن حبان في صحيحه "7079".(25/36)
22- محمد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم1: أَبُو بَكْر البغداديّ المقرئ. سمع: محمد بن حمزة الطّوسيّ، ومحمد بن عُبيْد الله المناديّ. وعنه: عبد الواحد بن مسرور البلْخيّ، وابن جُمَيْع، وعبد الله بن أحمد خُجْنُج النَّحويّ. وكان صدوقًا. بقي إلى هذه السنة.
23- محمد بن إسماعيل2: أبو بكر الفَرْغانيّ الصّوفيّ، أستاذ أبي بكر الدّقيّ. كان من المجتهدين في العبادة. قال الدقّيّ: ما رأيت أحسن منه ممّن يُظْهر الغِنى في الفقر. كان يلبس قميصين أبيضين ورداءً وسراويل ونعْلًا نظيفًا وعمامة. وفي يده مفتاح، وليس له بيت. ينطرح في المساجد ويطوي الخمسَ والستَّ. وقال أحمد بن عليّ الرُّسْتُميّ: كان يسيحُ ومعه كوزٌ فيه قميص نظيف رقيق، فإذا اشتهي دُخول بلدٍ تنظَّف ولبس القميص، ومعه مفتاح منقوش، فُيصلّي ويطرحه بين يديه، يوهم أنُه تاجر. وقال عبد الواحد بن بكر: سمعت الدّقّيّ: سمعت الفرغاني محمد بن إسماعيل يقول: دخلتُ الدَّير الذي بطور سيناء فأتاني مطرانهم بأقوامٍ كأنهم نُشروا من القبور فقال: هؤلاء يأكل أحدهم في الأسبوع أكلة يفخرون بذلكً. فقلتُ لهم: كم صبر مِسيحيُّكم هذا؟ قالوا: ثلاثين يومًا. وكنتُ قاعدًا في وسطَ الدَّيْرِ، فلم أزل جالسًا أربعين يومًا لم آكل ولم أشرب، فخرج إليّ مطرانهم قال: يا هذا، قُم فَقَدْ أفسدت قلوبَ كلّ من في الدَّيْرِ. فقلت: حتّى أُتِمّ ستّين يومًا. فألحوا عليَّ فخرجتُ.
24- محمد بن إسماعيل القُرطبيّ النَّحْويّ3: ويُعرف بالحكيم. سمع: محمد بن وضاح، وعبد الله بن مسَرَّة، ومحمد بن عبد السّلام الخُشنيّ، ومطرف بن قيس. وكان عالما بالنحو والحساب، لطيف النظر، مثيرا للمعاني. عاش ثمانين سنة، وتخرج به أئمة كبار.
25- محمد بن حكم الزيات القرطبي4: أبو القاسم. توفي في هذا الحد. روى عن: محمد بن وضاح، وإبراهيم ابن باز، ومطرف بْن قَيْس. روى عنه: عبد
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 256، 257"، المنتظم "6/ 355".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 290، 291"، النجوم الزاهرة "3/ 279، 280"، شذرات الذهب "2/ 329".
3 تاريخ علماء الأندلس "2/ 52"، بغية الوعاة "1/ 55".
4 تاريخ علماء الأندلس "2/ 52".(25/37)
الله بن محمد بن عثمان، ويحيى بن هلال، وخلَف بن محمد الخَوْلانيّ، وغيرهم.
26- محمد بن الحسين بن ماقولة: أبو جعفر المَدينيًّ مستملي أحمد بن مهديّ.
27- محمد بن العبّاس بن يونس1: أبو بكر المحاربيّ الدمشقيّ، ويعرف بابن زلْزَل. كان جدُّهم قسيسًا بجوبر. سمع بكّار بن قُتيبة، وأبا زُرْعَة النَّصريّ، وجماعة. وعنه: أبو العبّاس السمِّسار، وعبد الوّهاب الكِلابيّ.
28- محمد بن علي بن الحسين بن أبي الحديد الصَّدَفيّ الْمَصْرِيّ: سمع: يونس بْن عَبْد الأعلى، ووفاء بن سُهيل، والرّبيع بن سليمان، وابن عبد الحكم، والقاضي بكار. قال ابن يونس: كان ثقة، يُكنّى أبا الحسين مولى الصَّدَف. وكان فقيهًا على مذهب أبي حنيفة، فرضيًّا عاقلًا. توُفيّ في جُمادى الأولى.
29- محمد بن عُمير الْجُهنيّ2: مولاهم الدّمشقيّ، سبط محمد بن هشام بن ملاس. روى عن: محمد بن سليمان بن مطر، ويونس بن عبد الأعلى. وعنه: عبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر بن أبي الحديد السلمي، وأحمد بن عبد الله بن زُريق البغدادي ثم المصري.
30- محمد بن مخلد بن حفص3: أبو عبد الله الدوري العطار. سمع: يعقوب الدَّورقيّ، والفضل بن سهل، وأصْبغ بن إسماعيل السّهميّ، والحسن بن عرفة، ومحمد بن عثمان بن كرامة، ومسلم بن الحجاج القشيري، وخلقا كثيرا. وعنه: أبو بكر الآجري، والجعابي، والدارقطني، وأبو الحسن بن الجندي، وابن الصلت الأهوازي، وأبو عمر ابن مهدي، وطائفة سواهم. وكان موصوفا بالصدق والثقة والصلاح. ولد سنة أربع وثلاثين ومائتين أو سنة ثلاثٍ.
سُئل عنه الدارقطني فقال: ثقة مأمون. قلتُ: وله تصانيف وتخاريج. تُوفيّ في جُمادى الآخرة رحمه الله تعالى.
31- مُحَمَّد بْن يحيى بْن عُمَر بْن لُبَابة الأندلسي4: بالأندلُس.
__________
1 تاريخ دمشق "38/ 162، 163".
2 تاريخ دمشق "39/ 152، 153".
3 المنتظم "6/ 334"، سير أعلام النبلاء "15/ 256، 257"، تاريخ بغداد "3/ 310، 311".
4 تقدمت ترجمته في الطبقة الماضية برقم "515".(25/38)
يُقال: توفيّ فيها. وقد تقدمَّ ذكره.
له رواية عن عمّه محمد بن عمر.
"حرف النون":
32- نصْر بن أحمد بن إسماعيل1 بن أسد بن سامان: الملك أبو الْحَسَن صاحب ما وراء النّهر، وابن ملوكها. كان ملكا رفيع العماد، وروى الزّناد، زكيّ المرَاد، ملك البلاد، ودانت له العباد.
وكان قد قُتل أبوه سنة إحدى وثلاثمائة، وبقي نَصر في الملك ثلاثين سنة وثلاثين يومًا. وقام بعده ولده أبو محمد نوح.
"حرف الهاء":
33- هارون بن يوسف بْن هارون بن ناصح: أبو عليّ الأُسوانيّ. سمع: بحر بن نصْر الخولانيّ، وابن عبد الحكمَ. وكانت القُضاة تقبله. وتوفيّ في ربيع الأوّل. قال ابن يونس: سمع منه معي ابني عليّ.
34- هُنَاد بن السَّريّ بن يحيى2 أخي هنَاد بن السَّريّ التّميميّ الكوفيّ: أبو السرَّيّ. كان ثقة، عسرًا في الرّواية، ويعُرف بُهنَاد الصغير.
سمع: أبا سعيد الأشجّ، وأباه السريّ بن يحيى.
وعنه: محمد بن عبد الله الْجُعفيّ القاضي، وأبو بكر بن أبي درام الحافظ، وأبو حازم محمد بن عليّ الوشّاء، ومحمد بن عمر الْعَلَويّ الكوفيّون.
"حرف الواو":
35- وثيمَة بن عمارة بن وثيمَةَ بن موسى بن الفُرات: أبو حُذيفَة. مصريّ، توفيّ في شعبان. وأصله فارسيّ.
سمع من: أبيه، وجماعة. ذكره ابن يونس.
__________
1 وفيات الأعيان "6/ 424"، شذرات الذهب "2/ 331".
2 العبر "2/ 227".(25/39)
"حرف الياء":
36- يزيد بْن الْحَسَن بْن يزيد1: أبو الطّيبّ بن المُسلمة. بغداديّ كبير. سمع: الحَسن الزَّعفرانيّ، والحَسنَ بن عرفة، وابن وارة. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين. وكان ثقة.
37- يعقوب بْن عَبْد الرحمن بْن أَحْمَد بْن يعقوب2: أبو يوسف البغداديّ الجّصاص الدّعّاء. سمع: أبا حُذافة أحمد ابن إسماعيل السهميّ، وحفص بن عمرو الرِّباليّ، وحميد بن الرَّبِيع، وعليّ بن إشكاب، وجماعة.
وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وإسماعيل بن زنجيّ، وعبد الله بن محمد الحنائيّ، وابن جُميْع، وغيرهم.
قَالَ الْخَطِيبُ: فِي حَدِيثِهِ وهمٌ كَثِيرٌ. قَرَأْتُ عَلَى عُمَرَ بنِ غَدِيرٍ، عَنِ ابْنِ الْحَرَسْتَانِيِّ حُضُورًا: أَنَا أبو الْحَسَنُ الْفَقِيهُ، أَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ طَلَّابٍ، أَنَا محمد بْنُ أَحْمَدَ: ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَاعِظُ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ. عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "اقْرَأْ عَلَيَّ سُورَةَ النِّسَاءِ". قُلْتُ: أَقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنزل؟! قَالَ: "إِنِّي أَشْتَهِي أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي". فَقَرَأْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى قَوْلِهِ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41] . قَالَ: فَسَالَتْ عَيْنَاهُ فَسَكَتُّ3. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَهُوَ أَعْلَى مَا وَقَعَ لِي عَنِ الْجَصَّاصِ.
38- يُونُسُ بْنُ أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي: أبو سهل المصريّ الزاهد. سمع: عبد الله بن محمد ابن سعيد بن أبي مريم، وأبا عبد الرحمن النسائي. وعنه: أخوه الحافظ أبو سعيد عبد الرحمن وقال: كان أفضل أهلِ زمانه، يعني في العبادة. روى عنه: عبد الملك بن حبان، وغيره. ذكره الماليني في أربعي الصوفية، له.
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 349".
2 تاريخ بغداد "14/ 294"، ميزان الاعتدال "4/ 453"، سير أعلام النبلاء "15/ 296، 297".
3 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "4582، 5055"، مسلم "800"، أبو داود "3668"، الترمذي "3024".(25/40)
وفيات سنة اثتنين وثلاثين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
39- أحمد بن إشكاب بن محمد1: أبو بكر الأصبهانيّ. سمع: عُبيْد بن الحَسَن، وأبا طالب بن سوادَة. ذكره أبو عبد الله بن منَده، وأحسبه روى عنه.
40- أحمد بن عامر بن بِشْر2: أبو حامد المَرْورُّوذيّ الفقيه الشافعيّ. تفقّه على: أبي إسحاق المروزيّ، وصنَّف "الجامع" في الفقه، وشرح "مختصر المُزنيّ"، وصنَّف في أصول الفقه. وكان إمامًا لا يُشقُ غُبارُه. نزل البصرة، وعنه أخذ فقهاؤها.
41- أحمد بن عُبادة بن علَكدة بن نوح3: أبو عمر الرعيني المالكيّ، إمام جامع قُرطُبة. سمع: محمد بن وضّاح، ومحمد بن عبد السّلام الخُشنيّ. توفي في رجب. وكان زاهدا فاضلا، قُلد الشورى فلم يتقلدها. وحج فسمع من: العقيلي.
42- أحمد بن عبيد الله بن الحريص البغدادي4: سمع: العبّاس التُّرقفي، ومحمد بن عبد الملك الدّقيقيّ. وعنه: الدَّارقطنيّ، وابن شاهين، وعمر الكتّانيّ.
43- أحمد بن عيسى5: أبو بكر الخواص. سمع: عليّ بن حرب، وجماعة. وعنه: ابن نحيب، وابن شاهين، والدّارقطنيّ ووثَّقة. عاش بضعًا وثمانين سنة.
44- أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن6: مولى بني هاشم، أبو العبّاس الكوفيّ الحافظ المعروف بابن عُقْدة، وهو لقبُ أبيه. سمع: أبا الجعفر بن المنادي، والحسن بن عليّ بن عفّان، وأحمد بن عبد الحميد الحارثي، والحسن بن
__________
1 أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 149".
2 سير أعلام النبلاء "16/ 166، 167"، البداية والنهاية "11/ 209"، الوافي بالوفيات "6/ 265".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 34".
4 تاريخ بغداد "4/ 253".
5 تاريخ بغداد "4/ 282".
6 تاريخ بغداد "5/ 14-22"، سير أعلام النبلاء "15/ 340، 55"، ميزان الاعتدال "1/ 136-138".(25/41)
مُكرمَ، وعليّ بن داود القنطريّ، وعبد الله بن أبي مَسَرة المكيّ، وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وعبد الله ابن أسامة لكلبي، ويحيى بن أبي طالب، ومحمد بن الحسين الحُنينيّ، وخلقًا كثيرًا حتّى سمع من أقرانه، وأصغر منه. وكان حافظًا كبيرًا، جَمَعَ الأبواب والتراجم.
روي عنه: الجعابيّ، وابن عديّ، والطبرانيّ، والدّارقطنيّ، وعمر الكتانيّ، وابن جُميعْ، وإبراهيم بن خُرشيد قولة، وأبو عمر بن مهديّ، وابن الصلت، وأبو الْحُسَيْن بْن المتيم، وخلق سواهم. وكان أبو عقُدَة إمامًا في النَّحو والتَّصريف، ورعًا خيِّرًا. أنبأني ابن علان، ومؤمل بن محمد البالسي قلا: ثنا الكنديّ، أنا القزاز، نا أبو بكر الخطيب: أنا أبو الحسين أحمد بن محمد الواعظ نا ابن عقدة سنة ثلاثة إملاءً: نا عبد الله بن الحسين بن الحسن الأشقر: سمعتُ عثام بن عليّ: سمعتُ سُفيان يقول: لا يجتمع حُبّ عليّ وعثمان إلا فِي قلوب نبلاء الرجال. قلتُ: ما يملي ابن عقدة مثل هذا وإلا وأمره في التشيع متوسطّ.
قال الوزير أبو الفضل بن حنزابة: سمعت الدّارَقُطْنيّ يقول: أجمعَ أهل الكوفة أنّه لم يُرَ بالكوفة من زمن ابن مسعود -رضي الله عنه- إلى زمن أبي العبّاس ابن عُقْدة أحفظ منه. أبو أحمد الحاكم قال: قال لي ابن عقدة: دخل البرديجيّ الكوفَة، فزعم أنّه أحفظ مني.
فقلت: لا تطول، نتقدم إِلَى دكان وراق، ونضع القبان، ونزن من الكتب ما شئت. ثمّ يُلقى علينا فنذكره. قال: فبقي. قال الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ يقول: ما رأيت أحفظ لحديث الكوفييّن من ابن عقدة. وعن ابن عقدة قال: أنا أُجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت وبني هاشم. وروى هذا أيضًا الدّارَقُطْنيّ. وعن ابن عقدة قال: أحفظ مائة ألف حديث بالإسناد والمتن، وأُذاكر بثلاثمائة ألف حديث. وقال عبد الغنيّ: سمعت الدّارَقُطْنيّ قال: كان ابن عقدة يعلم ما عند الناس، ولا يعلم الناس ما عنده. وقال أبو سعد المالينيّ: أراد ابن عقدة أن ينتقل، فكانت كتبه ستمائة حملة. قلتُ: وكلّ أحدٍ يخضع لحفظ ابن عقدة، ولكنه ضعيف. قال أبو أحمد بن عديّ: كان أبو العباس صاحب معرفة وحفظ، ومقدم في هذه الصنعة، إلا أنيّ رأيت مشايخ بغداد يسيئون الثّناء عليه، ورأيت فيه مجازفات، حتى كان يقول: حدَّثني فلانة قالت: هذا كتاب فلان قرأت فيه: ثنا فلان. وهذا(25/42)
مجازفة. وكان مقَّدمًا في الشّيعة. ولولا اشتراطي أن أذكر كلّ من تُكلِّم فيه لما ذكرته للفضل الذي فيه. وقال البرقانيّ: قلت للدارقطني: إيش أكثر ما في نفسك من ابن عقدة؟ قال: الإكثار بالمناكير. وقال السُّلمي: سألتُ الدّارَقُطْنيّ عَنْهُ فقال: حافظ محدث، ولم يكن في الدّين بقوي، ولا أزيد عَلَى هذا. وقال حمزة بن محمد ابن طاهر: سمعتُ الدَّارَقُطْنِيّ يقول: ابن عقدة رجل سوء. وقال أبو عمر بن حيويْه: كان ابن عقدة يُمْلِي مثالبَ الصّحابة، أو قال: الشيخين، فتركتُ حديثه. وقال عبدان الأهوازيّ: ابن عقدة خرج عن معاني أصحاب الحديث، ولا يُذكر معهم. يعني لما كان يُظهْر من الكثرة. وتكلَّم فيه مُطين.
وقال ابن عديّ: سمعت أبا بكر بن أبي غالب يقول: ابن عقدة لا يتدين بالحديث لأنّه كان يحمل شيوخًا بالكوفة على الكذب، يسوي لهم نسخًا ويأمرهم أن يرووها، ثمّ يرويها عنهم. قد تبينا ذلك منه في غير شيخ. وسمعت محمد بن محمد الباغنديّ يحكي فيه شبيهًا بهذا، وقال: كتب إلينا أنهّ قد خرج من الكوفة شيخ عنده نُسخ فقدمنا عليه، وقصدنا الشَّيْخَ وطالبناه بأصول ما يرويه. فقال: ليس عندي أصلٌ، إنما جاءني ابن عقدة بهذه النسّخ، وقال: اروه يكُن لك فيه ذِكر، ويُرْحل إليك. مَوْلِدُ ابْنِ عُقْدَةَ فِي سنة تسعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَتُوُفِّيَ فِي ذِي الْقِعْدَةِ. وَوَقَعَ لِي حَدِيثُهُ بِعُلُوٍّ.
أَخْبَرَنَا ابْنُ غَدِيرٍ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، أَنَا أَبُو نَصْرٍ، أَنَا ابْنُ جُمَيْعٍ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمد بْنِ سَعِيدٍ الْحَافِظُ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ شَيْبَانَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَيْفِ عُمَيْرَةَ: حَدَّثَنِي أَبِي: حَدَّثَنِي العباس ابن الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثَعْلَبَةَ أَبِي بحرٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: اسْتَضْحَكَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "عَجِبْتُ لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ أَنَّ اللَّهَ لَا يَقْضِي لَهُ قَضَاءً إِلَّا كَانَ خَيْرًا لَهُ" 1.
45- أحمد بن محمد بن أبي سعيد: أبو بكر البزاز.
سمع: أحمد بن أبي غرزة. وعنه: يوسف القواس وقال: ثقة.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه أحمد في المسند "3/ 117، 184"، وعبد الله بن أحمد في مسنده أبيه "5/ 24"، ابن حبان في صحيحه "728"، وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة "148"، وفي الباب عن صهيب أخرجه مسلم "2999".(25/43)
46- أحمد بن محمد بن عمر بن أبان1: أبو الحسن العبديّ اللنبانيّ الأصبهاني. سمع ببغداد من أبي بكر بن أبي الدنيا جملة من تصانيفه. وسمع "المسند" كله من عبد الله بن أحمد بن حنبل. وعنه: الحسن بن محمد ابن أريوه، وأبو عبد الله بْن منده، وأبو عمر عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوهّاب السُّلمي، وغيرهم. تُوُفّي فِي ربيع الآخر.
47- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن الوليد2: أبو العباس التميميّ، ابن ولاد المصريّ. هو من كبار النحاة، وكذا أبو وجده. سافر إلى العراق، وأخذ عن أبي إسحاق الزّجاج، وطبقته ورجع.
صنَّف كتاب "الانتصار لسيبويه على المبرّد" وهو من أحسن الكتب. وله: "المقصود والممدود".
وكان هو وأبو جعفر النّحّاس شيخيْ مصر في زمانهما. وقيل هو بغداديّ سكن مصر. وقد روى عن المبرد أيضًا. حدَّث عنه: عبد الله بن محمد بن سعيد المصريّ الشّاعر.
48- أَحْمَد بن محمد بن يعقوب3: أبو عبد الله البَصريّ، المعروف بالبريديّ. أحد الأعيان والمتموّلين، وأُولي الدَّهاء والإقدام. ولي وزارة الراضي بالله محمد بن المقتدر سنة سبعٍ وعشرين، وخلفَه بالحضرة أبو بكر النَّفريّ؛ لأنّه كان بواسط، ثمّ عُزل عن الوزارة بعد سنة وأشُهر. ثمّ وَزرَ للمتقيّ بالله إبراهيم بن المقتدر في سنة تسعٍ وعشرين، ثمّ اختلف عليه الجند وحاربوه وهزموه، فانحدر إلى واسط بعد أيّام من وزارته. ثمّ وزر سنة ثلاثين شهرًا، ثمّ عُزل وصودر مَرَّاتٍ. وقد مرَّ في الحوادث من أخباره. توفي بالبصرة من شوّال.
49- إبراهيم بْن إِسْحَاق بْن إبراهيم4: أبو إِسْحَاق الحنبلي الفقيه، صاحب المروذي. سمه منه، ومن: عباس الدُّوريّ، ويحيى بن أبي طالب. وصنف في المذهب. روى عنه: الدّارَقُطْنيّ.
__________
1 أخبار أصبهان "1/ 137"، سير أعلام النبلاء "5/ 311، 312".
2 معجم الأدباء "4/ 201-203"، شذرات الذهب "2/ 332".
3 الكامل في التاريخ "8/ 410"، البداية والنهاية "11/ 208".
4 تاريخ بغداد "6/ 41"، طبقات الحنابلة "2/ 16".(25/44)
50- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن علي بن بَطحاء التميميّ البغداديّ1 المحتسب: سمع: أبا، وعلي بن حرب، والعطاردي، وعباسًا الدوري، وطبقتهم. وعنه: الدارقطني، ويوسف القواس، وعبيد الله بن أبي مسلم الفرضي. ولد سنة خمسين ومائتين. ومات في صفر. قال الدّارَقُطْنيّ: ثقة، فاضل.
51- إسماعيل بن عمر بن الوليد القُرطُبيّ2 الفقيه: أبو الأصبغ. كان مشاورًا في الأحكام، مُفتيًا، نبيلًا. سمع: محمد بن وضّاح، وابن مطروح. أرّخه القاضي عيِاض.
52- أيّوب بن صالح بن سليمان بن صالح3 بن هشام بن غريب: أبو صالح المعافريّ، القُرطبيّ المالكيّ. روي عن: العُتْبيّ الفقيه، وأبي زيد، وعبد الله بن خالد، وابن مُزَين. وقال ابن الفَرضيّ: كان إمامًا في مذهب مالك. دارت عليه الفتوى في وقته وعلى محمد بن لُبابَة. وكان متصرِّفًا في علم النَّحو والبلاغة والشِّعْر. وكان مجانبًا للدولة، لكنّه ولي الحسْبة فأحسن السّيرة. وتُوُفّي فِي المحرَّم.
"حرف الحاء":
53- الْحَسَن بْن سعد بن إدريس بن خَلَف4: أبو عليّ الكُتاميّ البربريّ. سمع: بقيّ بن مخلد الحافظ.
وباليمن من: إسحاق الدَّبَريّ. وكُتامة قبيلة من البربر.
54- الحسن بن يوسف بن يعقوب بن ميمون5: أبو عليّ الحدّاديّ، إمام جامع مصر. يروي عن: يونس بْن عَبْد الأعلى، وبحر بْن نَصْر، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بن الحكم، وغيرهم. وعنه: ابن مَنْدَه أبو عبد الله؟
55- الحسين بن الحسن بن أحمد بن النّضْر بن حليم6: أبو عبد الله النضري
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 164".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 65".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 86"، سير أعلام النبلاء "15/ 330"، الوافي بالوفيات "10/ 52".
4 تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي "1/ 110".
5 المنتظم لابن الجوزي "6/ 337، 338".
6 الإكمال لابن ماكولا "7/ 354".(25/45)
المَرْوزِيّ، والد عبد الله بن الحسين البصريّ.
امتنع من التحديث، فيما أخبار ابن ماكولا، إلي أن أنفذ إليه الحاكم أبو الفضل ابنه، فحدَّث بكتب ابن أبي الدُّنيا، "وسُنَن أبي داود"، "وفوائد عبّاس الدُّوريّ"، عنهم. وحدَّث بكتاب "معاني القرآن" للفرّاء، عن السّريّ، عنه.
"حرف السين":
56- سعيد بن محمد بن نصر: أبو عمرو بن ممّوس القّطان. سمع: أباه، وعليّ بن عبد العزيز البغَويّ، وأبا يزيد القراطيسي. وعنه: أحمد بن فارس اللغوي، والقاسم بن محمد السراج، وجماعة. توفي بجرجان.
57- سليمان بن أبي سعيد الجنابي القرمطي1: زعيم قومه، هلك بالجدري في رمضان، فلا رحمه الله. وقد مرت أخباره في سنة سبع عشرة في الحوادث.
"حرف العين":
58- العباس بن محمد بن قوهيار2: أبو الفضل النيسابوري. سمع: إسحاق بْن عَبْد الله بْن رَزِين، وعليّ بْن الحَسَن الهلالي، ومحمد بن عَبْد الوهّاب. وانتخب عليه أبو علي الحافظ. قال الحاكم: سمعتُ وُلده يذكرون أنّه دخل الحمّام، فحلق القيّم رأسَهُ، والقيم سكران، فأرسل الموسى في دماغه. فأخرجوه مِن الحمام فمات في ربيع الآخر. روى عن: ابن محمِش، ومحمد بن المظفَّر الحافظ، وأبو الحسن العلويّ، وآخرون. قيل: اسم جدّه قُوهيار مُعاذ.
59- عبد الله بن إسحاق3: أبو محمد المصريّ الجوهريّ. حدَّث ببغداد عن: الربيع بن سليمان، وبكار القاضي، وإبراهيم بن مرزوق، وأبي زرعة الدمشقي.
وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وابن جميع، وأبو أحمد الفرضي، وأبو عمر بن مهدي، ومحمد بن عثمان النفري. مات في ربيع الأول. وحدَّث عنه أبو يَعلَى عثمان بن المحسن الطوسي، وقال: ثقة.
__________
1 المنتظم "6/ 336"، الكامل في التاريخ "8/ 415".
2 تاريخ بغداد "12/ 157"، سير أعلام النبلاء "15/ 331".
3 تاريخ بغداد "9/ 388"، المنتظم "6/ 338".(25/46)
60- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أبي سعيد1: أبو بكر البزاز. خال ابن الجعابيّ. سمع: الزَّعفرانيّ، وعليّ بن إشكاب، وجماعة. وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وابن شاهين وعبد الله الصَّفّار. وكان ثقة.
61- عَبْد الرَّحْمَن بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عبد الرحمن بن عبد الله بن يزيد: المقرئ المالكيّ. سمع من: جدّه. روى عنه ابن جُميْع بالإجازة.
62- عبد العزيز بن أحمد بن الفرج: أبو محمد الغافقيّ، مولاهم المصري. كان يخضب بالحناء، فقيل له: الأحمريّ. قال ابن يونس: ثقة، ثبْت. روى عن: محمد بن زيدان الكوفيّ، وبكّار بن قُتيبة، وإبراهيم بن مرزوق. توفي في جمادى الأول من السنة.
63- عبد العزيز بن قيس: أبو زيد البصري، ثمّ المصريّ. روى عن: بكار بن قُتيبة، ويزيد بن سنان القزاز. قال ابن يونس: كان ثقة. لم يكن من أهل المعرفة بالحديث. توفي في ربيع الأوّل سنة 332.
64- عُبيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عمْرو النصريّ3: أبو محمد الدمشقيّ. ورى عن: جدّه لأمه أبي زُرعة. وعنه: عبد الوهاب الكلابي، ومحمد ب جعفر الصَّيداويّ.
65- عمرو بن صالح4: أبو حفص المُريًّ الجديانيّ. حدَّث بقرية جَديا من الغُوطة، عن: إبراهيم الجوزجاني، وبكر ابن حفص. وعنه: عبد الوهّاب الكلابيّ، ووالد تمتام.
"حرف القاف":
66- القاسم بن داود بن سليمان بن مردانشاه5: أبو ذَرّ الكاتب. بغداديّ، ثقة، نبيل. روى عن: سعدان بن نصْر، وعباس الترقفي، وأحمد بن منصور
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 225، 226"، والمنتظم "6/ 338".
2 معجم الشيوخ لابن جميع "310".
3 تاريخ دمشق "25/ 234".
4 الإكمال لابن ماكولا "3/ 22"، الأنساب "3/ 205".
5 تاريخ بغداد "12/ 448، 449".(25/47)
الرمادي، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن شاذان، والمعافى بن زكريا، وابن جميع، وآخرون. ورَّخه الخطيب.
"حرف الميم":
67- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي سعيد1: أبو بكر البغدادي، البزاز. روى عن: أحمد بن أبي غَرزَة الغفَاريّ. وعنه: يوسف القّواس، وعبيد الله بن أحمد المقرئ. وثَّقه القوّاس.
68- محمد بْن إبراهيم بْن عَمْرو الْقُرَشِيّ السَّهميّ: أبو الحسين. مصريّ، روى عن: عُبيْد الله بن سعيد بن عُفير، وخيْر بن موفَّق.
69- محمد بن بِشْر بن بطريق2: أبو بكر الزُّبيري العَكريّ. في شوّال. سمع: بحر بن نصر الخولاني، وابن عبد الحكم الفقيه، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وعبد الرحمن عمر النّحاس. وقال يحيى بن عليّ بن الطّحّان: عند كثير مِن أهل العمل أنهّ مصريّ، لأنّه دخل مصر صغيرًا. ووُلد بسامّراء سنة ثمانٍ وأربعين.
قال ابن يونس: هو مولى عتيق بن مَسلَمة الزُبيريّ. والزُبيري ضبطه الصّوريّ.
70- محمد بن بكّار بن يزيد بن المَرْزبان3: أبو الْحَسَن السَّكْسكيّ، قاضي بيت لِهْيا. سمع: محمد بن إسماعيل بن عُليَّة، وشعيب بن شعيب بن إِسْحَاق، وبكّار بن قُتيبة، وجماعة. وعنه: أبو محمد بن ذكوان البعلبكي، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وعبد الوهاب الكِلابيّ، وأبو بكر بن أبي الحديد، وابن ابنه الحسين بن أحمد بن محمد بن بكّار. توفي ببيت لَهْيا.
71- محمد بن الحسن بن يونس4: أبو العباس الهُذليّ، النحَّوي، الكوفيّ. قرأ القرآن وتلقَّنه على أبي الحسن عليّ بن الحسن بن عبد الرحمن التيمي الْمُقْرِئ. قرأ عليه: القاضي محمد بْن عَبْد اللَّه الهرواني الجعفي، وأبو الْحَسَن محمد بْن جعفر التميمي النجار.
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 306".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 413"، لسان الميزان "5/ 93، 94".
3 تاريخ دمشق "37/ 216، 217".
4 الوافي بالوفيات "2/ 436"، غاية النهاية "2/ 125، 126"، بغية الوعاة "1/ 90".(25/48)
72- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن الخليل1: أبو بكر النيسابوري القطان، الشيخ صالح، مسُندِ نيسابور. سمع: أحمد بن منصور، وأحمد بن الأزهر، وأحمد بن يوسف، وعبد الرحمن بن بِشْر، والذُّهليّ، وهذه الطبقة.
روى عنه: أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، وأبو علي الحافظ، وابن منده، ومحمد بن محمد بن مَحْمِش، ومحمد بن الحسين العلوي.
قال أبو عبد الله الحاكم: أحضروني مجلسَه غير مَرَّةٍ، ولم يصحّ لي عنه شيء. توفي في شوّال، وأظنّه جاوز التسعين.
73- محمد بن زُفر: الفقيه أبو بكر المازنيّ. سمع: عبد الملك بن عبد الحميد الميمونيّ الفقيه، وأبا زُرعة الدّمشقيّ، وعبد الله بن الحسين المصيصيّ، وجماعة. وعنه: أبو الحسين الرازيّ، وأحمد بن البراميّ.
74- محمد بن سهل بن اسود الجمليّ: مصريّ. عن: أبي الزِّنْباع رَوْح بن الفرج، وطبقته.
75- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم بن ثابت2: أبو بكر بن شَلْحويْه الدمشقيّ. سمع: شُعيب بن عمرو، وأبا إسحاق الجوزجانيّ، وإسماعيل بن عُبيد الله العجليّ. وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأبو هشام المؤدِّب، وأبو حفص بن شاهين.
76- محمد بن علي بن روبة: سمع: العطارديّ. وعنه: الدّارَقُطْنيّ. وكان ثقة.
77- محمد بن عمار العجلي العطار3: أبو جعفر. كوفي حافظ، عاش خمسا وثمانين سنة. قال ابن حمّاد الحافظ: كان ابن عقدة يتكَّلم فِيهِ، وهو يتكلم في ابن عقدة.
78- محمد بن عمران بن موسى4: أبو جعفر الشَّرْمَغُولي. وشرمغول بها
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 318، 319"، الوافي بالوفيات "2/ 372"، شذرات الذهب "2/ 332".
2 تاريخ دمشق "38/ 228".
3 لسان الميزان "5/ 317، 318".
4 الأنساب "7/ 323".(25/49)
قلعة، وهي علي أربع فراسخ مِن نَسَا. سمع ببغداد: موسى الوشّاء، ومحمد بن يوسف بن الطباع، وأحمد بن أبي خيثمة، جماعة. وسمع منه "تاريخ ابن أبي خيثمة" جماعةً منهم: أبو عليّ الحافظ، وأبو أحمد الحاكم.
79- محمد بن محمد بن أبي حُذيفَةَ الدّمشقيّ1: أبو عليّ واسم أبي حذيفة: القاسم بن عبد الغني. سمع: محمد بن هشام بن ملاس، والوليد بن مروان، وربيعة بن الحارث الحمصي، وبكار بن قتيبة، وأبو أمية الطرسوسي، وجماعة. وعنه: أبو الحسين بن شمعون، وأبو حفص بن شاهين، وأبو عبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر بن أبي الحديد، وجماعة.
80- محمد بن يزداد الشهرزوري الأمير2: ولي إمرة دمشق من قبل محمد بن رائق، إذ غلب على دمشق سنة ثمان وعشرين. فلما قتل ابن رائق وجاء الإخشيد صاحب مصر، استأمنَ إليه محمد بن يزداد. وبلغنا أنه توفي في مصر وهو على شرطة الإخشيد في هذا العام.
81- محمد بن يونس بن إبراهيم بن النَّضر: أبو عبد الله الّنَيْسابوري الشَّعراني المقرئ.
قال الحاكم: كان من أئمّة القراء والعُباد. رأيته يرّسل شعره الأبيض. سمع: السرَّيّ بن خُزَيْمَة، والحسين بن الفضل. وبالعراق: أبا مسلم الكَجّيّ، وطبقته. روى عنه: يحيى العنبريّ، وأبو عليّ الحافظ.
82- محمود بن إسحاق البخاري القواس: سمع من: محمد بن إسماعيل البخاريّ، ومحمد بن الحسن بن جعفر صاحب يزيد بن هارون. وحدَّث، وعُمِّر دهرا. أرخه الخليلي، وقال: ثنا عنه محمد بن أحمد الملاحميّ.
"حرف الهاء":
83- هشام بن أحمد بن هشام بن عبد الله بن كثير3: أبو الوليد الدّمشقيّ المقرئ.
__________
1 تاريخ دمشق "39/ 313".
2 أمراء دمشق في الإسلام "80".
3 المعجم الصغير للطبراني "2/ 127"، تاريخ دمشق "19/ 579".(25/50)
سمع: العباس بن الوليد البيروتيّ، وأبا زُرعَة، وهلال بن العلاء، والكُديميّ، وجماعة. وعنه: أحمد بن عُتْبة الجوبري، والطَّبرانيّ، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وأبو حفص بن شاهين، وآخرون.
"حرف الياء":
84- يعقوب بن إسحاق: أبو الفضل الْهَرَويّ الحافظ. سمع: عثمان بن سعيد الدارمي، ومن بعده.
وصنف جزءًا في الرّدّ على اللَّفْظية. روى عَنْهُ: عبد الرحمن بن أبي حاتم بالإجازة وهو أكبر منه، وأهل بلده.
85- يوسف بن عبد الله التميميّ القفصيّ المالكيّ1: كان مِن أفقه أهلِ زمانه، وله شعرٌ جَيِّدٌ. ذكره القاضي عياض، وعظمه.
وفيات سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
86- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الوهّاب الشيَّبانيّ الدّمشقيّ2: أبو الّطّيب، المعروف بابن عَبَادِلَ. سمع: أبا أمَيَّة، والعباس بن الوليد البيروتيّ، وبحر بن نصر الخولانيّ، وإبراهيم بن مُنقْذ، وخلقًا كثيرًا. روى عنه: أبو هاشم المؤدَّب، والطَّبراني، وأبو بكر بن أبي الحديد، وعبد الوهّاب الكلابيّ، وجماعة. وثِّق.
87- أحمد بن إسماعيل بن جبريل بن الفيل: أبو حامد الصّرّام. روى كُتب الفقه والتفسير ببلْخ أو بخاري. وسمع: يوسف بن بلال، وغيره. وجاوز ثمانين سنة.
88- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن المبارك بن حبيب الأُمويّ المروانيّ الأندلسي3: من بيت حشمة وشرف.
__________
1 ترتيب المدارك "4/ 356".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 73، 74"، سير أعلام النبلاء "15/ 332".
3 جذوة المقتبس للحميدي "128".(25/51)
يروي عن: بقيّ بن مخلد، وغيره، ومحمد بن وضاح، ومحمد بن عبد السلام الخشني. وكان مائلا إلى الأخبار والآداب. روى عنه: عبد الله الباجي، وسليمان بن أيوب، ومحمد بن أحمد بن مفرج. توفي في صفر.
89- أحمد بن علي بن رازح: أبو بكر الخولاني المصري. يروي عن: أبي يزيد يوسف القراطيسيّ، وغيره.
90- أحمد بن عمرو بن جابر1: أبو بكر الّطّحان الحافظ، نزيل الرملة. سمع: سليمان بن سيف الحراني، ومحمد ابن عوف الحمصيّ، وأبا زُرْعة الدّمشقيّ، والعباس بن الوليد البيروتي، وبكّار بن قُتيبة، والحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم بن عبد الله العبسّي، وطبقتهم. وعنه: أبو سليمان بْن زبْر، وأبو بَكْر بن المقرئ، ومحمد بن المظفرّ، وعمر بن عليّ الأنطاكيّ، وأبو بكر بن أبي الحديد، وابن جُميع، وآخرون كثيرون. وقع لنا حديثه عاليًا.
91- أحمد بْن محمد بْن إبراهيم بْن حَكِيم2: أبو عمرو بن ممّك المَدينيّ، رحل، وسمع: ابن وارة، وأبا حاتم بالريّ، ويحيى بن أبي طالب ببغداد، وأحمد بن محمد بن أبي الخناجر بأطرابُلس، وأبا أسامة بحلب. وعنه: أبو الشيخ، وأبو عبد الله بن مَنْدَه، وعليّ بن مَيلَة الزّاهد، وعبد الله بن أحمد بن جُولَة، وأحمد بن مَرْدَوَيْه شيوخ أبي عبد الله الثقفيّ. وكان أديبًا، فاضلًا حسن المعرفة بالحديث. تُوُفّي في جُمَادَى الْآخرة.
92- أَحْمَد بن محمد بن عاصم3: أبو بَكْر بن أبي سهل الحُلوانيّ. عن: يحيى بن أبي طالب، وأبي قلابة، وجماعة. وعنه ابن حيُّويْه، وأبو حفص الكتّانيّ، وأبو الحسن بن الْجُنديّ. وثقه الخطيب. وكان إخباريًا، علامة، نسَّابة.
93- أحمد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله4: أبو بكر الجوهري. بغدادي، مستور.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "1/ 419"، سير أعلام النبلاء "15/ 461-463"، شذرات الذهب "2/ 334".
2 أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 122"، تهذيب تاريخ دمشق "1/ 451"، سير أعلام النبلاء "15/ 306، 307".
3 تاريخ بغداد "5/ 76".
4 تاريخ بغداد "5/ 44".(25/52)
حدث في هذا العام عن: محمد بن يوسف الّطبّاع، وأحمد بن الهيثم البّزاز، وطبقتهم. وعنه: أبو عبد الله المرزبانيّ، وابن الصلْت المجبِّر، وغيرهما.
94- أحمد بن مسعود بن عمرو بن إدريس1: أبو بكر الزَّنبريّ الْمَصْريّ. سمع: الربيع بن سليمان بن عبد الجبّار المُراديّ، وبحر بْن نَصْر الخَوْلانيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بن عبد الحَكَم.
وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وابن يونس، وأبو حفص بن شاهين، وغيرهم من الرحّالة. توفي في ثالث رمضان. وقع لنا حديثه. ولا ذكرَ ابن ماكولا في الزَّنبري سواه.
95- إبراهيم بن جعفر بن أحمد2: أمير المؤمنين المتَّقي لله أبو إسحاق بن المقتدر الهاشمي العباسيّ. ولُد سنة سبعٍ وتسعين ومائتين، واستخلف سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة بعد أخيه الراضي بالله. فولي الخلافة إلى هذه السنة. ثمّ إنهم خلعوه وَسَمُلوا عينيه، وبقي في قيد الحياة إلى أن مات في شعبان سنة سبعٍ وخمسين وثلاثمائة. وكان حَسَن الجسم، أبيض مُشْربًا حُمْرة. أشقر الشَّعر بجُعُودة، أشهل العينين، كثّ اللحْية. وكان فيه دين وصلات وكَثْرة صلاة، وصيام. ولا يشرب الخمر. تقدم ذِكر الراضي.
"حرف الحاء":
96- حاتم بن عَقيل بن المهتدي المراري3: أبو سعيد اللؤلؤي. سمع: عبد الله بن حمّاد الآمُليّ، وغير واحد.
وعنه: القاسم بن محمد بن الخليل.
97- الحسين بن محمد: أبو عبد الله الخُزاعيّ الزّيّات.
كوفيّ ثقة. كان ابن عقدة يفيد عنه ويكتب عنه. توفي هذا العام.
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "4/ 242"، سير أعلام النبلاء "15/ 333، 334".
2 تاريخ بغداد "6/ 51، 52"، الولاة والقضاة للكندي "290"، سير أعلام النبلاء "15/ 104-111".
3 الأنساب "11/ 222".(25/53)
"حرف العين":
98- عُبيْد الله بْن محمد بْن يعقوب بن الحارث: أبو الفضل البخاريّ. أخو الفقيه عبد الله. سمع: سهل بن المتوكّل، وصالح بن محمد الحافظ. وعنه: أهل بخارى. مات في رمضان.
99- عبيد الله بن يعقوب بن يوسف1: أبو القاسم الرازي الواعظ، نزيل نيسابور. ختن أبي العباس بن سريج.
رحل، وسمع: هلال بن العلاء الرَّقَّيّ، ويزيد بن عبد الصمد الدّمشقيّ، وأبا إسماعيل الترمذيّ، وجماعة كثيرة.
وعنه: يحيى العنبريّ، ومحمد بن أبي بكر الإسماعيليّ. قال أبو عليّ الحافظ: كان يكذب. وقال الحاكم: كان أوحد أهل خُراسان في مجالس التّذكير. حضرتُ مجلسه.
100- عليّ بن أحمد بن نوكرد الأسْترَاباذيّ: سمع بمكّة: عليّ بن عبد العزيز.
101- عليّ بن إبراهيم بن معاوية: أبو الحسن النيَّسابوريّ المعدّل، الصّالح. سمع: أبا زُرْعة، وابن وَارَةَ، وأحمد ابن عبد الجبارالعطاردي، وأبا حاتم.
وعنه: أبو عليّ الحافظ، وأبو الحسين الحجاجيّ، وأبو عبد الله الحاكم لكن ذهبَ سماعَه منه.
102- عليّ بن الحسن بن أحمد بن فروخ2: أبو الحسين الحراني بن الكلاس. قدم بغداد وحدَّث بها، عن: سليمان بن سيف، وهلال بن العلاء، وطبقتهما. وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وأبو حفص الكتانيّ. قال الدّارَقُطْنيّ: لم يكن قويًا. وقال أبو الفتح القواس: كان حيًّا في هذه السّنة.
103- عليّ بْن محمد بْن منصور بن قُريْش: أبو الحسن السُّنيّ البخاريّ. سمع: محمد بن عيسى الطرسوسيّ، وعُبيد الله بن واصل، ومحمد بن إسماعيل الميداني. وعنه: أهل بلده.
__________
1 المغني في الضعفاء "2/ 418"، ميزان الاعتدال "3/ 18"، لسان الميزان "4/ 116، 117".
2 تاريخ بغداد "11/ 382، 383".(25/54)
104- عليّ بن محمد بن المَرْزُبان1: أبو الحسن الأسواريّ الأصبهاني العابد.
سمع: أحمد بن مهديّ، وابن النعُمان. وصِحبَ أبا عبد الله الخُشوعيّ. قال أبو نُعيمْ: لم يُخرِّج حديثه.
105- عمرو بن عُبيْد: أبو عليّ البلْخيّ الصَّيْدَلَانِيُّ. توفي ببلْخ فِي ذي القعْدة.
"حرف الميم":
106- مُحَمَّد بْن أحمد بن تميم بن تمّام2: أبو العَرَب الإفريقيّ. كان جدّه من أمراء إفريقية. وسمع محمد من أصحاب سَحنوُن، وكان حافظًا لمذهب مالك، مفتيًا. غلبَ عليه علم الحديث والرّجال، وله تصنيف منها كتاب "مِحَن العلماء"، وكتاب "طبقات أهل إفريقيّة"، وكتاب "فضائل مكّة"، وكتاب "فضائل سَحْنُون"، وكتاب "عُبّاد إفريقية"، وغير ذلك. وَتُوُفِّي فِي ذي القِعْدَة.
107- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عمرو3: أبو علي اللُّؤلُؤيّ. بصري مشهور ثقة. سمع: أبا داود السجستاني، ويعقوب ابن إسحاق القلّوسي، والحسن بن عليّ بن بحر، والقاسم بن نصر، وعليّ بن عبد الحميد القزوينيّ. وعنه: الحسن بن عليّ الْجِيليّ، وأبو عمر القاسم بن جعفر الهاشميّ، وأبو الحسين الفسويّ، ومحمد بن أحمد بن جُمَيع الغسانيّ.
وقال أبو عمر الهاشمي: كان أبا عليّ اللؤلؤي قد قرأ كتاب السُّنن على أبي داود عشرين سنة، وكان يسّمى وراقه. والورّاق عندهم القارئ للناس. قال: والزيادات التي في رواية ابن داسة حَذَفها أبو داود آخرًا لشيءٍ رابهُ في الإسناد.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ: أَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ محمد حُضُورًا، أنا عَلِيُّ بْنُ الْمُسْلِمِ، أنا أَبُو نَصْرِ بْنُ طَلابٍ، نا محمد بْنُ أَحْمَدَ: ثنا أَبُو عَلِيٍّ محمد بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَبُو الْهَيْثَمِ بِشْرُ بْنُ فَأْفَاءٍ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا شُعْبَةُ، مَرْوَانُ الأَصْغَرُ قَالَ: قُلْتُ لأَنَسٍ: أَقَنَتَ عُمَرُ؟ قَالَ: خيرٌ من عمر.
__________
1 أخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 15".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 394، 395"، تذكرة الحفاظ "3/ 889، 890".
3 سير أعلام النبلاء "15/ 307"، شذرات الذهب "2/ 334"، الوافي بالوفيات "2/ 39".(25/55)
108- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن يَعْقُوب بن زُوزان1: الحافظ أبو بكر الأنطاكيّ. كان حَيًّا في هذا الوقت، ولم أر له تاريخ وفاة. وجدّه قيّده الأمير بمعجمتين.
وقال: ورى عن: محمد بن إبراهيم بن كثير الصُّوريّ، وأبي الوليد بن بُرد، وأبي يزيد القراطيسيّ، وأبي علاثة محمد بن عَمْرو بن خالد، وأحمد بن يحيى الرّقّيّ، وبشر بن موسى. قلت: وزكريّا خيّاط السُّنة، وهذه الطبقة.
روي عنه: محمد بن عبد الله الدّهّان، وأبو محمد بن ذَكْوان، وفرَج بن إبراهيم النّصيبيّ، وأبو الحسين بن جُميْع. قال الأمير ابن ماكولا: له رحلةٌ في الحديث. كتب بالشام، والعراق، ومصر. قلت: وتوفي سنة نيفٍ وثلاثين وثلاثمائة.
109- محمد بن إسحاق بن عيسى2: أبو بكر بن حضرون التّمّار: بغداديّ، ثقة. سمع: عليّ بن حرب، والعباس التّرْقفيّ. وعنه: أبو بكر الوارق، ومحمد بن سليم البزاز.
110- محمد بن حامد بن أحمد بن حمدويه: أبو بكر البخاري الوزان. سمع: سهل بن المتوكلّ، ومحمد بن عبد الله السَّعديّ، وجماعة. وعاش سبعين سنة.
111- محمد بن أبي الفتح3: أبو بكر القلانسيّ. بغداديّ، ثقة. سمع: عبّاس التُّرقفيّ، وعبد الرحمن بن محمد ابن منصور. وعنه: ابن المظفر، والدارقطني، وأحمد بن الفرج، وابن جُميَعْ.
112- محمد بن محمد بن عبد السلام بن ثُعْلبة4: أَبُو الحسن الخُشنيّ الأندلسيّ. سمع أباه فأكثر عنه. وكان فقيهًا مُشاوِرًا في الأحكام، قليل الفقه، رحمه اللَّه تَعَالَى.
113- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن وشَاح5: أبو بكر بن اللباد اللخمي. مولاهم
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "4/ 193"، تهذيب تاريخ دمشق "70/ 288".
2 تاريخ بغداد "1/ 257".
3 تاريخ بغداد "3/ 167".
4 تاريخ علماء الأندلس "2/ 53".
5 سير أعلام النبلاء "15/ 360"، الوافي بالوفيات "1/ 130".(25/56)
الفقيه الإفريقيّ المالكيّ. من أصحاب يحيى بن عمر الفقيه. صنَّف "فضائل مالك"، وكتاب "عصمة النّبييّن"، وكتاب "الطّهارة". وتوفي في صفر. وعليه تفقه أبو محمد بن أبي زيد.
114- محمد بن محمد بن يونس الأبهريّ الأصبهانيّ1: سمع: يونس بن حبيب، وأحمد بن عصام، وأَسِيد بن عاصم، وإبراهيم بن فهد.
وعنه: ابن مَنْدَه، وعليّ بن مُقْلَة. توفيّ في ربيع الآخر.
115- مذكور بن جعفر بن أحمد: أبو زيد البلوي المؤذن المصري. روى حديثًا واحدًا عن بكّار بن قُتيْبة. وتوفي في المحرم.
116- مظفَّر بن أحمد بن حمدان2: أبو غانم المصريّ النَّحويّ المقرئ. من جلّة المقرئين بمصر.
قرأ عَلَى: أَحْمَد بن عبد اللَّه بن هلال.
قرأ عليه: محمد بن علي الأدفوني، ومحمد بن خُراسان الِّصقِليّ، وعامّة أهل مصر. قال ابن خُراسان: توفي في ربيع الأول سنة 333.
117- مغيرة بن راشد، أبو اليمان، قاضي القلزم.
ورخه أبو سعيد بن يونس.
"حرف الياء":
118- يعقوب بن محمد بن عبد الوهّاب3: أبو عيسى الدُّوريّ. حدَّث عن: الَحَسن بن عَرَفَة، وحفص الرَّباليّ، ويحيى بن حبيب الجمّال.
وعنه: أبو الفتح القوّاس، وأبو الحسن الْجُنديّ، ومحمد بن أحمد بن جُمَيْع الصَّيْدَاويّ لكنّه سمّاه يعقوب بن عبد الرحمن. وذاك وهمٌ منه. قال الخطيب: كان صدوقًا.
__________
1 أخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 270".
2 غاية النهاية "2/ 301".
3 تاريخ بغداد "14/ 295".(25/57)
وفيات سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
119- أحمد بن حامد بن مخلد البغدادي1: أبو عبد الله القطّان المقرئ.
سمع: إبراهيم بن عبد الله القّصار، وأحمد بن أبي خثيمة. وعنه: ابن شاهين، وأبو القاسم بن الثّلاج، وأبو الحسن بن الصّلْت الأهوازيّ. وثَّقه الخطيب.
120- أحمد بن عبد الله بن إسحاق2: أبو الحسن الخرقيّ. تقلّد القضاء بواسط، ثمّ بمصر والمغرب. ثمّ ولي قضاء بغداد سنة ثلاثين وكان هو وأبوه وعمومته من التُّجار يشهدون على القضاء. وكان المتقّي لله يرعى له خدمته.
فلمّا أفضت الخلافة إليه أحبّ أن ينّوه باسمه، ويبلغه إلى حال لم يبلغها أحد من أهله فقّلده القضاء. ولم يكن له خدمة للعلم ولا مجالسة لأهله، فتعجّب النّاس. لكن ظهرت منه رُجلة وكفاءة وعفة ونزاهة. وانقطع خبره في هذا العام لأنّه ترحّل إلي الشام ومات هناك.
121- أحمد بن إسحاق بن عبد الله بن أبي قماش3: أبو عيسى الأنماطيّ. سمع: الزَّعفرانيّ، وسعدان بن نصْر، وجماعة. وعنه: أبو أحمد بن الفرضيّ، وإسماعيل بن الحسن الصَّرْصريّ. وثَّقه الخطيب. مات في ربيع الآخر.
122- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن نصر بن هلال4: أبو الفضل السُّلميّ.
سمع: أباه، وموسى بن عامر المري، ومحمد بن إسماعيل بن علية، ومؤمل بن إهاب، وأبا إسحاق الجوزجاني، وغيرهم. وكان أسند من بقي بدمشق.
روى عنه: أبو حفص بن شاهين، وعبد الوهاب الكلابي، ومحمد بن علي الإسفرائيني الحافظ، وأبو بكر بن أبي حديد، وعمران بن الحسن. توفي في جمادى الأولى عن بضع وتسعين سنة.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 121".
2 تاريخ بغداد "4/ 232"، الولاة والقضاة للكندي "489، 566".
3 تاريخ بغداد "4/ 34، 35".
4 سير أعلام النبلاء "15/ 310، 311"، شذرات الذهب "2/ 335".(25/58)
123- أحمد بن عليّ بن سعيد: أبو عبد الله الكوفيّ الكاتب الوزير. خدم سيف الدولة بن حمدان.
124- أحمد بن محمد بن أَوس1: أبو عبد الله الهمَدانيّ المقرئ.
مسُند مُعمَّر. روى عن: إبراهيم بن أحمد بن يعيش، وأحمد بن بدُيَلٍ الياميّ، وجماعة.
وعنه: صالح بن أحمد الحافظ، وأبو بكر بن لال، وشعيب بن علي القاضي. وأهل همدان. وهو صدوق.
125- أحمد بن محمد بن الحسن بن مرار2: أبو بكر الضبي الحلبي المعروف بالصنوبري.
الشاعر المشهور، روى عنه من شعره: أبو الحسن الأديب، وأبو الحسين بن جميع، وغيرهما.
فمن شعره السائر:
لا النَّومُ أَدرِي به ولا الأَرقُ ... يدري بهاذَين مَن به رَمَقُ
إنّ دموعي مِن طول ما استبقْت ... كلَّتْ فما تستطيعُ تستبقُ
ولي مليكٌ لم تبدُ صورتُهُ ... مُذْ كان إلا صلَّت له الحَدقُ
نويتُ تقبيل نارْ وجنتهِ ... وخفْتُ أدنو منها فأحترقُ
وحكي الصنَّوْبرَيّ أنّ جدّه الحسن كان صاحب بيت حكمةٍ من بيوت حكم المأمون، فتكلم بين يديه فأعجبه كلمه ومزاحُه فقال: إنّك لصنوْبريُّ الشكل، يعني الذكّاء، فلقبوا جدِّي الّصنوبريّ.
126- أحمد بن محمد بن إبراهيم الأصبهانيّ3: أبو عليّ الصّحّاف. سمع: إسماعيل بن عبد الله سمويه، وأحمد ابن عبيد الله النَّرسيّ، وموسى بن سهل الوشّاء. وعنه: ابنُ منده.
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 388"، غاية النهاية "1/ 107".
2 تهذيب تاريخ دمشق "1/ 456"، النجوم الزاهرة "3/ 334"، شذرات الذهب "2/ 335".
3 أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 161".(25/59)
127- أحمد بن محمد بن عصام1: أبو بكر القزوينيّ. ثقة، سمع: هارون بن هزاريّ، ويحيى بن عَبْدَك. روى عنه جماعة.
128- أحمد بن محمد بن ياسين2: أبو إسحاق الْهَرَويّ الحداديّ. مؤرخَّ هَرَاة. سمع: موسى بن أحمد الفريابيّ، وعثمان بن سعيد الدرامي، ومعَاذ بن المُثَنَّى، ومحمد بن إبراهيم، وجماعة يكثر عددهم. رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه بْن أَبِي ذُهل، وأبو عليّ منصور الخالديّ، ومحمد بن عليّ بن الحسن. لا يوثق به. حطّ عليه الدّارَقُطْنيّ والنّاس. روى أيضًا عن الفضل بن عبد الله اليشَكْرُيّ. قالَ أبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمِيّ: سَأَلت الدّارَقُطْنِيّ عَنْهُ فقال: هُوَ شرٌ من أَبِي بشر المَرْوَزِيّ وكذبهما. وقال أبو سعد الإدريسي: سمعت أهل بلده يطعنون فيه ولا يرضونه. وكان يحفظ الحديث ويعرف، ويقع في حديثه مناكير أرجو أنّها لا تقع من جهته. وتوفي في ذي القعدة من سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
"حرف الباء":
129- بَصير بن صابر بن داود: أبو محمد البخاريّ. سمع: أسْباط بن الْيَسَع، وأبا عبد الله بن أبي حفص، والبخاريّين. وعنه: أحمد بن محمد بن عمر، وسهل بن عثمان.
"حرف الحاء":
130- حَسَّان بن عبد الله بن حَسَّان3: أبو عليّ الأندلسيّ، من أهل أسْتجة. كان نبيلًا في الفقه، مُعتنيًا بالحديث، متصّرفًا في اللُّغة والآداب، ولم يكن بأستجة مثله. روى عن: عُبَيْد الله بن يحيى، والأعناقيّ، وعبد الله بن الوليد، وجماعة.
131- الحسن بن أحمد بن يعقوب4: أبو محمد الهمْدانيّ اليمنيّ، المعروف بابن الحائك. اللغويّ النَّحويّ الإخباريّ الطّبيب، صاحب التَّصانيف. كان نادرة زمانه، وواحد أوانه. وكان جَدُّه يعُرف بذي الدُمينة الحائك. وعند أهل اليمن الشاعر
__________
1 التدوين في تاريخ قزوين "2/ 242".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 339، 340"، ميزان الاعتدال "1/ 149، 150"، لسان الميزان "1/ 291".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 116".
4 أخبار الحكماء "113"، بغية الوعاة "1/ 498".(25/60)
وهو الحائك لأنّه يحوكُ الكلام. ولأبي محمد شعر ومدائح في ملوك اليمن. وله كتاب كبير في عجائب اليمن، وكتاب في الطّبّ، وكتاب "المسالك والممالك". وشعْرُه سائر. ولمّا دخل الحسين بن خالُوُيْه اليمن جَمَع ديوان هذا الرجل. ومات بصنعاء في السجن في هذا السنة.
132- الحسن بن بويه: أمير أصبهان.
133- الحسن بن محمد بن هارون: أبو عليّ الفرميّ. سمع: أحمد بن داود المكّيّ، ويحيى بن أيّوب العلّاف، والمصريين. وكان موثقًا خيِّرًا. مات في ذي القعدة.
134- الحسين بن يحيى بن عياش1: أبو عبد الله المَتُّوثيّ البغداديّ القطّان الأعور. سمع: أحمد بن المقدام العجليّ، والحسن بن أبي الربيع، والحسن بن عرفة، وإبراهيم بن مُجَشِّر، وجماعة.
وعنه: الدّارَقُطْنيّ، والقواس ووثَّقه، وأبو الحُسين بن جُمَيْع، وهلال الحفّار، وأبو عمر بن مهديّ، وإبراهيم بن مخلد، وأبو عمر الهاشميّ. توفي في جُمَادَى الآخرة. ومولده في سنة تسع وثلاثين ومائتين. عواليه في "الثقّفيّات". وكان صاحب حديث كثير الرّواية.
"حرف السين":
135- سليمان بن إسحاق الجلاب2: سمع: إسحاق الحربيّ، وغيره. وعنه: أبو عمر بن حَيُّويه، وأبو القاسم بن الثّلاج. وثَّقه الخطيب.
"حرف العين":
136- عَبَّاد بن العبّاس بن عباد: أبو الحسن الطّالقانيّ.
137- عبد الله أمير المؤمنين الخليفة المستكفي بالله: ابن الخليفة المكتفي بالله عليّ بن المعتضد أحمد بن الموَّفق العّباسيّ3. أبو القاسم.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 148"، سير أعلام النبلاء "15/ 319، 320"، شذرات الذهب "2/ 335".
2 تاريخ بغداد "9/ 63"، المنتظم "6/ 345".
3 الكامل في التاريخ "8/ 420، 450، 451"، سير أعلام النبلاء "15/ 111-113".(25/61)
بُويع عند خلع المَّتقيّ لله في صفر سنة ثلاثٍ وثلاثين. وقُبض عليه في جُمَادى الآخرة هذه السنة، سنة أربعٍ. وسُملت عيناه، وسُجن. وتوفيّ بعد ذلك في سنة ثمانٍ وثلاثين في السجن عن ستّ وأربعين سنة. وكان أبيض جميلًا، ربعةً من الرجال، خفيف العارضين، أكحل، أقنى، ابن أمةٍ. وبايعوه بعد المطيع لله الفضل بن المقتدر بالله.
138- عبد الملك بن بحر بن شاذان1: أبو مروان الجلاب المكي: ثقة، مُكْثر. قاله ابن يونس. حدَّث بمصر عن: محمد بن إسماعيل الصائغ، وعبد الله بن أبي مَسَرّة. وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وعبد الرحمن بن عمر النّحّاس.
139- عبُيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن بكير2: أبو القاسم التّميميّ. سمع: يحيى بن أبي طالب، وعبد الله ابن قتيبة، حمدان الورّاق، وعلي بن عبد العزيز البَغَويّ، وطائفة. وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وأبو حفص عمر الآجُرّيّ، ومحمد بن عبد الرحيم المازنيّ. وثقّه الخطيب، وغيره. توفيّ ببغداد.
140- عَبْدُوس بن الحسين بن منصور: أبو الفضل النيَّسابوريّ النصراباذيّ. أخو الحسن. سمع: أبا حاتم، وأَبَا أحمد محمد بن عبد الوهّاب، وأبا إسماعيل الترمذيّ. وعنه: أبو عليّ الحافظ، وأبو إسحاق المزكيّ. توفي في رمضان.
141- عثمان بن محمد بن علان بن أحمد بن جعفر البغداديّ3: أبو الحسين الذَّهبيّ. حدَّث بمصر، ودمشق. عن: أبي بكر بن أبي الدنيا، والحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم الحربّي، وطبقتهم.
وعنه: أبو هاشم المؤّدب، وابن الضّرّاب المصريّ، وأحمد بن الميانجيّ، وأبو محمد عبد الوهّاب الكلابي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأحمد بن عمر الجيزيّ شيخ الدانيّ، وآخرون. وثقه الخطيب. توفيّ بحلب.
142- عليّ بن إسحاق بن البختريّ4: أبو الحسن المادرائي البصري. محدث
__________
1 معجم الشيوخ لابن جميع "315".
2 تاريخ بغداد "10/ 353"، المنتظم "6/ 346".
3 تاريخ بغداد "11/ 301، 302".
4 المنتظم لابن الجوزي "6/ 227"، سير أعلام النبلاء "15/ 334، 335"، النجوم الزاهرة "3/ 290".(25/62)
مشهور ثقة. سمع: عليّ بن حرب، وأبا قلابة الرقاشيّ، ويوسف بن صاعد، وطائفة. وعنه: أبو الحسين بن جميع، وأبو القاسم بن جعفر الهاشميّ، وجماعة. ورحل إليه أبو عبد الله بن منده فبلغَتْهُ وفاته، فرد من الطرق ولم يدخل البصْرة.
143- عليّ بن حَسَن المرُيّ البجانيّ الأندلسي1: سمع من: يوسف المغاميّ، وطاهر بن عبد العزيز. وحدَّث. وسمع من أحمد بن موسى بن جرير. حدَّث عنه: أحمد بن سعيد بن حزم، وأحمد بن عون الله، وعليّ بن عمر بن نجيح. توفي ببجّانة.
144- عليّ بن عيسى بن داود بن الجرّاح2: أبو الحسن البغدادي الكاتب الوزير.
وَزَرَ للمقتدر وللقاهر. وحدَّث عن: أحمد بن بُدَيل الياميّ، والحَسَن بْن محمد الزَّعْفرانيّ، وحُمَيْد بن الربيع، وعمر بن شبَّة. روى عنه: ابنه عيسى، والطبرانيّ وأبو الطاهر الذُّهليّ.
وكان صدوقًا، ديِّنًا، خيَّرًا، صالحًا عالمًا من خيار الوزراء، ومن صُلحاء الكُبَراء. وكان على الحقيقة غنّيًا شاكرًا، ولما نزل به صابرًا. وما أحسن قوله إذْ عزَّى ولدي القاضي عمر بن أبي عمر محمد بن يوسف بأبيهما: مصيبةٌ قد وَجَبَ أجرُها، خيرٌ من نعمةٍ لا يؤدّى شُكْرُها. وصدق والله. وكان كثير البر والمعروف، والصّلاة والصّيام، ومجالسة العلماء. حكى أبو سهل بن زياد القطّان أنّه كان معه لما نفي إلى مكة. وقال: فطاب يومًا، وجاء فرمي بنفسه وقال: أشتهي على الله شُرْبة ماءٍ مثلوج. فنشأت بعد ساعةٍ سحابةٌ ورعدت، وجاء بردٌ كثير، وجمع الغلمان منه جرارًا، وكان الوزير صائمًا، فلمّا كان الإفطار جاءته أقداحٌ مملوءة من أصناف الأسوقة فأقبل يسقي المجاورين، ثم شرب وحمد اللَّه، وقال: ليتني تمنّيت المغفرة. وكان متواضعًا، قال: ما لبست ثوبًا بأكثر من سبعة دنانير.
وقال أحمد بن كامل القاضي: سمعتُ علي بن عيسى الوزير يقول: كسبت سبعمائة ألف دينار، أخرجت منها في وجُوُه البّر ستمائة وثمانين ألفًا. توفي في آخر
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 312".
2 المنتظم "6/ 351-355"، الكامل في التاريخ "8/ 174، 183"، سير أعلام النبلاء "15/ 298-301".(25/63)
السنة، وله تسعون سنة. وقد ذكرناه في الحوادث. ووقع لي من حديثه بعلُوُ في أمالي ابنه عيسى. وله كتاب "جامع الدُّعاء"، وكتاب "معاني القرآن وتفسيره"، وأعانه عليه أبو بكر بن مجاهد، وأبو الحسين الواسطي، وكتاب ترسّلاته. وزَر أولًا سنة إحدى وثلاثمائة، وعُزل بعد أربع سنين. ثمّ وزر في سنة خمس عشرة.
قال الصوليّ: لا أعلم أنَّه وزر لبني العباس وزير يُشبهه في عفّته وزُهده، وحفظه للقرآن وعلمه بمعانيه. وكان يصوم نهاره ويقوم ليله. ولا أعلم أنّني خاطبتُ أحدًا أعرف منه بالشِّعر. وكان يجلس للمظالم وينصف الناس. ولم يروا أعفّ بطْنًا ولسانًا وفَرجًا منه. ولمّا عٌزل ثانيًا لم يقنع ابن الفرات حتى أخرجه عن بغداد، فجاوره بمكّة. وقال في نكبته:
ومَن يكُ عنّي سائلًا لشماتةٍ ... لِما نابني أو شامتًا غير سائلِ
فقد أبرزتْ مني الخطوبُ ابن حرةٍ ... صبورًا على أحوال تلك الزلازلِ
إذا سُرَّ لم يبطر وليس لنكبةٍ ... إذا نزلت بالخاشع المتضائلِ
وأشار علي المقتدر فوقف ما مُغله في العام تسعون ألف دينار على الحَرَميْن والثَّغر. وأفرد لهذه الوقوف ديوانًا سمّاه "ديوان البر".
145- عمر بن الحسين به عبد الله1: أبو القاسم البغداديّ الخَرِقيّ الحنبليّ، صاحب "المختصر في الفقه". روى عنه: عبد الله بن عثمان الصّفّار حكايَة، وكان من كبار الأئمة.
قال أبو يعَلى بن الفرّاء: كانت لأبي القاسم مصنفات كثيرة لم تظهر لأنّه خرج عن بغداد لمّا ظهر بها سبّ الصّحابة، وأودع كَتَبُه في دار، فاحترقت تلك الدار. قلت: قدم دمشق وبها مات. وقبره بباب الصغير.
قال أبو بكر الخطيب: زُرتُ قبرهَ. قلت: وكان أبوه من أئّمة الحنابلة رحمه الله تعالي.
146- عمرو بن عبد الله بن دِرهم2: أبو عثمان النيَّسْابوري الزاهد المطوعي،
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 234، 235"، المنتظم "6/ 346"، سير أعلام النبلاء "15/ 363، 364".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 364، 365".(25/64)
والمعروف بالبصريّ. سمع: محمد بن عبد الوهاب الفراء، وأحمد بن معاذ. وعنه: أبو عليّ الحافظ، وأبو إسحاق المزكيّ، وأبو عبد الله بن منده، والحسن بن عليّ بن المؤمّل، ومحمد بن محمش، وغيرهم. قال الحاكم: لم أُرزق السَّماع منه، على أنّه كان يحضر منزلنا وأنبسط إليه. قال أبي: صحبْتُهُ إلى رباطٍ فراوة، وما رأيت مثل اجتهاده حضرا وسفرًا. توفي في شعبان، وقد جاوز الثّمانين.
"حرف الفاء":
147- فياض بن القاسم بن حُريْش1: أبو علي الدّمشقيّ. سمع: شعيب بن عمرو الضبعيّ. ثن من: أبي عبد الملك البُسريّ، وغيره. وعنه: جُمح بن القاسم المؤذّن، وأحمد بن الميانجيّ، وأبو بكر بن أبي الحديد، وغيرهم. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخرة.
"حرف الميم":
148- مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي صبيح2: أبو عبد الله المغربيّ الخراط. شيخ صالح، حسن. له رحلة قديمة. سمع: يونس بْن عَبْد الأعلى، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بن الحكم، وأصحاب سحنون. ذكر عياض في الفقهاء المالكيّة.
149- محمد بن سَعِيد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عيسى بن مرزوق القُشيري3: أبو عليّ الحرانيّ الحافظ، نزيل الرقّة ومؤرخها. سمع: سليمان بن سيف الحرانيّ، وعليّ بن عثمان النفيليّ، وأبا الحسن عبد الملك بن عبد المجيد الميمونيّ، ومحمد بن علي ين ميمون العطّار، وهلال بن العلاء، وعبد الحميد بن محمد ابن المستام، وجماعة.
وعنه: أبو أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن جامع الدّهّان، ومحمد بن جعفر البغداديّ غُنْدر، وأبو الحسين بن جميع، وأبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب. عاش إلى هذه السنة.
__________
1 تاريخ دمشق "35/ 27".
2 ترتيب المدارك "4/ 357".
3 سير أعلام النبلاء "15/ 335"، الوافي بالوفيات "3/ 95"، شذرات الذهب "2/ 337".(25/65)
والمعروف بالبصريّ. سمع: محمد بن عبد الوهاب الفراء، وأحمد بن معاذ. وعنه: أبو عليّ الحافظ، وأبو إسحاق المزكيّ، وأبو عبد الله بن منده، والحسن بن عليّ بن المؤمّل، ومحمد بن محمش، وغيرهم. قال الحاكم: لم أُرزق السَّماع منه، على أنّه كان يحضر منزلنا وأنبسط إليه. قال أبي: صحبْتُهُ إلى رباطٍ فراوة، وما رأيت مثل اجتهاده حضرا وسفرًا. توفي في شعبان، وقد جاوز الثّمانين.
"حرف الفاء":
147- فياض بن القاسم بن حُريْش1: أبو علي الدّمشقيّ. سمع: شعيب بن عمرو الضبعيّ. ثن من: أبي عبد الملك البُسريّ، وغيره. وعنه: جُمح بن القاسم المؤذّن، وأحمد بن الميانجيّ، وأبو بكر بن أبي الحديد، وغيرهم. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخرة.
"حرف الميم":
148- مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي صبيح2: أبو عبد الله المغربيّ الخراط. شيخ صالح، حسن. له رحلة قديمة. سمع: يونس بْن عَبْد الأعلى، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بن الحكم، وأصحاب سحنون. ذكر عياض في الفقهاء المالكيّة.
149- محمد بن سَعِيد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عيسى بن مرزوق القُشيري3: أبو عليّ الحرانيّ الحافظ، نزيل الرقّة ومؤرخها. سمع: سليمان بن سيف الحرانيّ، وعليّ بن عثمان النفيليّ، وأبا الحسن عبد الملك بن عبد المجيد الميمونيّ، ومحمد بن علي ين ميمون العطّار، وهلال بن العلاء، وعبد الحميد بن محمد ابن المستام، وجماعة.
وعنه: أبو أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن جامع الدّهّان، ومحمد بن جعفر البغداديّ غُنْدر، وأبو الحسين بن جميع، وأبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب. عاش إلى هذه السنة.
__________
1 تاريخ دمشق "35/ 27".
2 ترتيب المدارك "4/ 357".
3 سير أعلام النبلاء "15/ 335"، الوافي بالوفيات "3/ 95"، شذرات الذهب "2/ 337".(25/66)
152- محمد بن عيسى1 الفقيه الحنفيّ أبو عبد الله بن أبي موسى الضرير. ولي قضاء بغداد زمن المتقيّ وزمن المستكفي. وكان ثقة مشهورًا بالفقه والتصوف لا مطعن عليه. قتلته اللصوص بداره فِي ربيع الأوَّل.
153- محمد بْن محمد بْن أَحْمَد الحاكم2: أَبُو الفضل السُّلَميّ المروزيّ الحنفيّ، الوزير الشهّيد. كان عالم مَرْو، وشيخ الحنفية. ولي قضاء بخاري، واختلف إلى الأمير الحميد، فأقرأه العلم، فلمّا تملك الحميد قلّده أزمّة الأمور كلّها. وكان يمتنع عن اسم الوزارة، فلم يزل به الأمير الحميد حتى تقلّدها.
سمع أبا رجاء محمد بن حَمْدَوَيْه، ويحيى بن ساسويه الذهلي، والهيثم بن خلف الدوريّ، وطبقتهم بخُراسان، والعراق، ومصر، والحجاز، فأكثر؛ وكان يحفظ الفقيهات، ويتكلم على الحديث. ويصوم الإثنين والخميس، ويقوم اللّيل. ومناقبه جَمّة. وكان لا ينهض بأعباء الوزارة، بل نهمته في العلم وفي الطلبة الفقراء. قُتل ساجدًا. من الأنساب.
154- محمد بن محمد بن عَبّاد النَّحْويّ: ذكره القفطيّ.
155- محمد بن مطهّر بن عُبيد3: أبو النَّجا المصريّ الضرير. أحد الأئمة المالكية الأعلام. وكان رأسًا في الفرائض. له مصنفات في الفرائض والمذهب.
156- محمد بن مُعاذ بن فَهْد الشعَّرانيّ4: أبو بكر النهاونديّ. روى عن: إبراهيم بن ديزيل، تمتام، والكُدَيميّ، وطائفة وعنه: أبو بكر بن بلال، ومنصور بن جعفر النهاوندي، وغيرهما. وهو متروك واهٍ.
"حرف النون":
157- نزار5: واسمه محمد القائم بأمر الله، أبو القاسم ابن الملَّقب بالمهْديّ
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 403، 404"، المنتظم "6/ 346"، الكامل في التاريخ "8/ 465".
2 المنتظم "6/ 346"، البداية والنهاية "11/ 215".
3 المنتظم "6/ 363"، البداية والنهاية "11/ 221".
4 ميزان الاعتدال "4/ 44"، سير أعلام النبلاء "15/ 387، 388"، لسان الميزان "5/ 384، 385".
5 سير أعلام النبلاء "15/ 152-156"، البداية والنهاية "11/ 210، 211"، النجوم الزاهرة "3/ 287".(25/67)
عُبيد الله، الذي توثب على الأمر، وادّعى أنّه عَلَويّ فاطميّ. بايع أبا القاسم والده بولاية العهد من بعده بإفريقية، وجهزهُ في جيشٍ عظيم إلى مصر مرتين ليأخذها. المرة الأولى في سنة إحدى وثلاثمائة، فوصل إلى الإسكندرية، فملكها وملك الفيّوم، وصار في يده أكثر خراج مصر، وضيّق على أهلها. ثم رجع. ثم قدمها في سنة سبعٍ وثلاثمائة، فنزح عاملُ المقتدر عن مصر ودخلها.
ثمّ خرج إلى الجيزة في جحفلٍ عظيم، فبلغ المقتدر، فجَّهز مؤنسًا الخادم إلى حربه، فجدّ في السَّير وقدم مصر، والقائم مالك الجيزة والأشمونين وأكثر بلاد الصعيد، فالتقي الْجَمْعان وجرت بينهما حروب لا توصف. ووقع في جيش القائم الوباء والغلاء، فمات الناس وخيلهم. فتقهقر إلي إفريقية، وتبعه عسكر المسلمين إلى أن بَعُدَ عنهم ودخل المهديّة، وهي المدينة التي بناها أبوه.
وفي أيامه خرج عليه أبو يزيد مخلد بن كيداد، وخرج معه خلق كثير من المسلمين الصلحاء ابتغاء وجه الله تعالي لِما رأوا من إظهاره للبدْعة وإماتته للسنة. وجرت له مع هؤلاء أمور.
وبخروج هذا الرجل الصالح وأمثاله على بني عُبيد، أحسنوا السيرة مع الرعيّة، وتهذبوا وطووا ما يرومونه من إظهار مذهبهم الخبيث، وساسوا مُلكهم، وقنعوا بإظهار الرفص والتشيع. توفي القائم بالمهديّة في شوّال سنة أربعٍ هذه، ومخلد المذكور محاصرًا له. وقيل: إن مخلد كان على رأي الخوارج. وكان مولد القائم بسليمة في حدود الثمانين ومائتين. وقام بعده في الحال ولده المنصور إِسْمَاعِيل. وكتم موت أَبِيهِ. وبذل الأموال، وجدّ في قتال مخلد. وقد ورد عن القائم عظائم، منها ما نقله القاضي عياض، وغيره، قال: لمّا أظهر بنو عُبيد أمرهم نصبوا حسن الأعمى السباب، لعنه الله، في الأسواق للسبّ بأسجاع لُقنها، منها: العنوا الغار وما وعي ... والكساء وما حوى. وغير ذلك.
158- نصر بْن مُحَمَّد بْن عبد العزيز1: أبو القَاسِم البغداديّ الدّلال سمع الحسن بن محمد الزعفراني، وأحمد ابن منصور الرمادي. وعنه: أبو الحسن بن الْجُنديّ، وابن جميع في "معجمه".
__________
1 تاريخ بغداد "13/ 299، 300".(25/68)
"الكنى":
159- أبو بكر الشِّبْلِيُّ1: الصوفيّ المشهور، صاحب الأحوال. اسمه دُلف بن جَحدر، وقيل جعفر بن يونس، وقيل: جعفر بن دُلف، وقيل غير ذلك. أصله من الشِّبْلِيَّةِ، وهي قرية، ومولده بسرَّ من رَأَى. ولي خالُه إمرة الإسكندرية، وولي أبوه حجابة الحُجاب، وولي هو حجابة الموفقَّ. فلما عُزل الموفَّق من ولاية العهد، حضر الشبلي يوما مجلسٍ خيرٍ النساج وتاب فيه، وصحب الْجُنيد ومن في عصره. وصار أوحد الوقت حالًا وقالًا، في حال صحوه لا في حال غيبته. وكان فقيها، مالكيّ المذهب. وسمع الحديث.
حكي عنه: محمد بن عبد الله الرازي، ومنصور بْن عبد اللَّه الهَرَويّ، ومحمد بْن الْحَسَن الْبَغْدَادِيّ، وأبو القاسم عَبْد الله بن محمد الدمشقيّ، ومحمد بن أحمد الغسانيّ، وجماعة. وله كلام مشهور، وفي الكتب مسطور. فعن الشبلي في قوله تعالي: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا} [الكهف: 18] . قال: لو أطَلعت على الكُلّ لوليَّت منهم فرارًا إلينا.
وقال مرّةً: آه. فقيل: من إيّ شيء؟ قال: من كلّ شيء. وقيل: إنّ ابن مجاهد قال للشبليّ: أين في العلم إفساد ما ينتفع به؟ قال له: فأين قوله: {فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} [ص: 33] ؟ ولكن أين معك يا مقُرئ القرآن. إنّ المُحبّ لا يعذب حبيبه. فسكت. قال: قوله: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} [المائدة: 18] . وقال: ما قلت: الله، قطّ، إلا واستغفرت الله من قولي الله. قال جعفر الخُلْديّ: أحسن أحوال الشبليّ أن يقال فِيهِ مجنون، يُريد أنّه كثير الشطح، والمجنون رُفع عنه القلم. وقال السُّلميّ: سمعت أبا بكر الأبهري يقول: سمعت الشبلي يقول: الانبساط بالقول مع الله تَرْك الأدب، وترك الأدب يوجب الطرد. وقال أحمد بن عطاء: سمعت الشبلي قال: كتبت الحديث عشرين سنة، وجالست الفقهاء عشرين سنة.
وكان يتفقه لمالك. وكان له يوم الجمعة صيحة، فصاحَ يومًا فتشوَّش الخلْق، فحرد أبو عمران الأشيب والفقهاء، فقام الشبليّ وجاء إليهم، فلمّا رآه أبو عمران
__________
1 حلية الأولياء "10/ 366-375"، سير أعلام النبلاء "15/ 367-369"، صفة الصفوة "456-461".(25/69)
أجلسه بجنبه، فأراد بعضُ أصحابه أن يُرِيَ الناس أن الشبليّ جاهل فقال: يا أبا بكر، إذا اشتبه على المرأة دَم الحيض بدم الاستحاضة كيف تصنع؟ فأجاب الشبليّ بثمانية عشر جوابًا. فقام أبو عمران وقبل رأسه وقال: مِن الأجوبة ستة ما كنتُ أعرفها. رواها أبو عبد الرحمن السلمي عن أحمد بن محمد بن زكريا، عن أحمد بن عطاء. وقيل: إنه أنشد:
يقول خليلي: كيف صبرُكَ عنهم؟ ... فقلتُ: وهل صبرٌ فيسأل عن كيف
بقلبي جَوَيً أذْكَى من النّار حَرُّهُ ... وأصلى من التقوى وأمضى من السيف
وقيل: إنه سأله سائل: هل يتحقَّق العارف بما يبدو له؟ فقال: كيف يتحقق بما لا يثبت، وكيف يطمئنّ إلى ما لا يظهر، وكيف يأنس بما لا يخفى. فهو الظاهر الباطن الظّاهر. ثم أنشد:
فمن كان في طول الهوى ذاق سلوة ... فإني من ليلى لها غير ذائق
وأكبر شيءٍ نلتهُ من نوالها ... أماني لم تصدق كلمحَةِ بارق
وكان رحمه الله لهجًا بالغزال والمحبّة، فمن شعره:
تغني العودُ فاشتقنا ... إلى الأحباب إذ غنّا
أزور الدَّير سكرانًا ... وأغدوا حاملًا دنّا
وكنا حيثُ ما كانوا ... وكانوا حيث ما كنا
أحبرنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ: أَنَا ابْنُ الْحَرَسْتَانِيُّ، أنا علي بن مسلم، أنا ابن طلاب، أَنَا ابن جُمَيْعٍ: أنشدنا الشبليّ:
خرجنا السنَّ نستنّ ... ومعَنا من تري منّ
فلما جننا الليل ... بذلنا بيننا دنّ
وكان للشبليّ في ابتدائه مجاهدات فوق الحدّ. قال أبو علي الدقاق: بلغني أنه كحل عينيه بكذا وكذا من الملح ليعتاد السَّهر. ويروى أنّ أباه خلف له ستين ألف دينار سوي الأملاك، فأنفق الجميع، ثمّ قعد مع الفقراء.
وقال أبو عبد الله الرازيّ: لم أر في الصوفيّة أعلم من الشبليّ. قال السلمي:(25/70)
سمعت محمد بن الحسن البغدادي: سمعت الشبليّ يقول: أعرفُ من لم يدخل في هذا الشأن حتّى أنفقَ جميع مُلْكه، وغرَّق في دجلة سبعين قمطرًا بخطه، وحفظ "الموطّأ"، وقرأ كذا وكذا قراءة. يعني نفسه. وقال حسن الفرغاني: سألت الشبلي: ما علاقة العارف؟ فقال: صدرُه مشروح، وقلبه مجروح، وجسمه مطروح. وقد تغيّر مزاج الشَّبليّ مدّة، وجف دماغه، وتوفي ببغداد في آخر سنة أربعٍ وثلاثين، وله سبعٌ وثمانون سنة.
وفيات سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة
"حرف الألف":
160- أحمد بن محمد بن أبي سعيد الدوري1: أبو العباس البزاز. قال الجعاني: حدَّث عن: أبي حُذافة السَّهميّ، والحسن بن محمد الزعفرانيّ، وعليّ بن إشكاب. وعنه: يوسف القواس وقال: ثقة، وأبو الحسين ابن خمة الخلال، وابن البواب المقرئ، وأبو عبد الله بن دوست. تُوُفّي فِي رَمَضَان.
161- أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يعقوب2: مولي الداخل عبد الرحمن بن معاوية الأموي، أبو عمر الحذاء القرطبي. سمع: محمد بن وضّاح، وأبان بن عيسى، ومحمد بن يوسف بن مطروح. وأمَّ بالأمير عبد الله ابن محمد الأمويّ، وبالناصر عبد الرحمن بن محمد. وحدَّث وتوفي في ذي الحجة.
162- أحمد بن أبي أحمد الطبري3: أبو العباس بن القاصّ الشّافعيّ، صاحب أبي العباس بن سريج. إمامٌ كبير صنَّف في المذاهب كتاب "المفتاح" و"أدب القاضي"، و"المواقيت"، و"التلخيص" الذي شرحه أبو عبد الله ختن الإسماعيلي. تفقه عليه أهل طبرستان. وكانت وفاته بطرسوس. وقد شرح حديث أبى عمير. وحدث عن: أبي خليفة، وغيره.
163- أحمد بن الوليد بن عيسى: أبو بشر الأسيوطيّ. في سنة خمسٍ أو سنة ستّ وثلاثين توفي. سمع: أبا الزنباع روح بن الفرج.
__________
1 تقدمت ترجمته برقم "45".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 34، 35".
3 سير أعلام النبلاء "15/ 371، 372"، البداية والنهاية "11/ 219"، النجوم الزاهرة "3/ 294".(25/71)
164- إبراهيم بن محمد بن خَلَف بن قُديد: أبو إسحاق المصريّ، مولي الأزد. سمع: الربيع بن سليمان، وغيره. قَالَ أَبُو سَعِيد بْن يونس: لم يكن بذلك.
"حرف الحاء":
165- الحسن بن حَمُّوَيْه1: قاضي أسْتَرَاباذ. روي عن: محمد بن يزداد، وإبراهيم بن عليّ النيَّسابوري، وجماعة.
166- حمزة بن القاسم بن عبد العزيز2: أبو عمر الهاشمي البغدادي، إمام جامع المنصور.
سمع: سعدان بن نصر، وعيسى بن أبي حرب، وعبّاس بن عبد الله الترقفي، وعباس بن محمد الدُّوريّ. وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وأبو الحُسين بن المتّيم، وإبراهيم بن مخلد، وجماعة. قال الخطيب: كان ثقة، مشهورًا بالصّلاح. استسقى للّناس فقال: اللهم إنّ عمرًا استسقى بشيبة العباس وهو أبي، وأنا استسقي به. قال: فجاء المطر وهو على المنبر. وُلِدَ سنة 249.
"حرف السين":
167- سعيد بن مروان3: أبو عثمان الحضرميّ الأندلسيّ. رحل، وحج، وسمع من: عليّ بن عبد العزيز، ويحيى ابن عمر الفقيه. سمع منه: حَكَم بن إبراهيم المراديّ كتاب "الفضائل" لأبي عُبْيد.
وكان شيخًا فاضلًا، ومشهورًا بالعلم. رحمه الله.
168- سليمان بن عبد الله بن المبارك4: أبو أيّوب القرطبيّ. عُرف بابن المشتري. سمع: محمد بن وضّاح، وأبا صالح أيّوب بن سليمان، وعبيد الله بن يحيى. وكان عالمًا متعبّدًا مجتهدًا فقيهًا. روى عنه: محمد بن أحمد بن مفرّج، وغيره. وقيل: بل توفي سنة سبعٍ وثلاثين.
__________
1 المنتظم "6/ 350"، البداية والنهاية "11/ 216، 217".
2 تاريخ بغداد "8/ 181"، المنتظم "6/ 350، 351"، سير أعلام النبلاء "15/ 374، 375".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 167".
4 تاريخ علماء الأندلس "1/ 187".(25/72)
169- سُلَيْمَان بْن عَبْد الملك: أبو أيّوب القُرْطبيّ: سمع: محمد بن وضّاح، وأبا صالح. وصنّف. وكان عابدًا مجتهدًا، مشاورًا في الأحكام. توفي فيها أو بعدها.
"حرف الشين":
170- شقيق بن محمد بن عبد الله: أبو دُجانة الأنصاريّ المصريّ. وثّقه أبو سعيد بن يُونُس وقال: روى عن إبراهيم بن مرزوق. توفي سنة خمسٍ وثلاثين.
"حرف العين":
171- عبّاد بن العبّاس بن عَبَّاد بن أحمد بن إدريس1: الوزير أبو الحسن. والد الصاحب إسماعيل بن عَبَّاد. ولي الوزارة للحسن بن بويه. وحدَّث عن: محمد بن حَبّان المازنيّ، ومحمد بن يحيى المروزيّ، وأبي خليفة. وعنه: أبو الشيخ، وأبو بكر بن المقرئ.
172- عبد الله بن الحسن2: أبو محمد الأندلسيّ الوشقيّ، يُعرف بابن الهنديّ. سمع بالقيروان: يحيى بن عمر. وولي قضاء بلده. وتوفي في هذا العام.
173- عبد الله بن حوثرة بن العباس الأمويّ المروانيّ القُرْطُبي3: أبو محمد. روى عن: بقيٌ بن مخلد. وذكره ابن الفرضيّ مختصرًا.
174- علقمة بن يحيى بن علقمة: أبو سُليم المصريّ الجوهريّ. روى عن: أبيه، وبكّار بن قتيبة. وكتب الكثير. وثقه ابن يونس وورخه.
175- علي بن محمد بن مهرويه4: أبو الحسن القزويني. شيخ مسن نيف على المائة. سمع: يحيى بن عَبْدك القزويني، وعبّاسًا الدوريّ ببغداد، والحسن بن عليّ بن عفان، وإبراهيم بن بُرّة باليمن. ورحل إلى العراق مرَّتين: وكتب ما لا يُحصى. وانتخب عليه أبو العبّاس بن عقدة، مع تقدمه، ثلاثة أجزاء.
__________
1 وفيات الأعيان "1/ 229، 232".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 227، 228".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 228".
4 تاريخ بغداد "12/ 69، 70"، سير أعلام النبلاء "15/ 396، 397"، لسان الميزان "4/ 257، 258".(25/73)
روى عنه: أبو طالب عليّ بن عبد الملك النَّحْويّ، وعليّ بن الحسن بن سَعِيد، ومحمد بن أحمد بن عثمان الزُّبيريّ، وولده الزبير بن محمد، وجماهة. ومن أهل جُرجان: ابن عديّ، وأبو بكر الإسماعيلي، وغيرهما. وأحمد بن علي الآبندونيّ. وسكن جُرْجان. وكانت وفاته بقزوين. وروى عنه: صالح بن أحمد الهمداني وقال: كان صُويْلحًا. وكان يأخذ على نسخة عليّ بن موسى الرّضا. وقال شيرُوَيْه الهمدانيّ: قال عبد الرحمن: روى نسخة الرّضا ظاهرًا وباطنًا. فما رواه سرًا لم أسمعه. وكان يأخذ عليه. وتكلَّموا فيه. قلت: كأنه كان شيعيًّا. روى عنه من البغداديّين: عمر بن سنبك، أبو بكر الأبهري، وأبو حامد بن شاهين. وقال صالح الحافظ: محلّه الصِّدْق.
أخبرنا محفوظ بن معتوق التّاجر سنة 693، أنبا عبد اللّطيف بن محمد، أنا طاهر بن محمد، أنا محمد بن الحسين المقوِّميّ، أنا الزبير بن محمد، أنا عليّ بن محمد بن مِهْرَوَيْهِ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا أَبُو عُبيد، ثنا هُشيم، أنا أَبُو هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ قَيْسِ بن عُباد، عن أبي سعيد الْجُندي قال: من قرأ سورةَ الكهف يوم الجمعة أضاءَ له من النوّر ما بينه وبين البيت العتيق.
176- عليّ بن محمد بن موسى1: أبو القاسم البغداديّ، المعروف بابن صُغدان الأنباريّ المُلقَّب حُسْنُس. سمع: عبّاسًا الدوريّ، ويحيى بن أبي طالب، وهلال بن العلاء. وحدّث في هذا العام عن جماعة، وانقطع ذكره. روى عنه: أبو الفضل الشَّيبانيّ، وأبو الحُسين بن جُمَيْع، وأبو بكر الهيتي. وقع لي حديثه عاليًا. وقد رواه الخطيب عن ابن عيّاض، عن ابن جُمَيْع، عنه. وروى الخطيب أيضًا عن محمد بن عبد الله الهَيتيّ، إملاءً عَنْهُ.
"حرف الميم":
177- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله: أبو الفضل المروزيّ الحاكم. قُتل بمروْ.
178- محمد بن أحمد بن الربيع بن سليمان بن أبي مريم2: أبو رجاء الأسوانيّ المصريّ الشّاعر. صاحب القصيدة التّي ما أعلم في الوجود أطول منها.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 74"، الإكمال لابن ماكولا "3/ 156".
2 المنتظم "6/ 358"، الوافي بالوفيات "2/ 36"، النجوم الزاهرة "3/ 294".(25/74)
ذكره ابن يونس، وأنّه مات في ذي القعدة. وأنّه سمع من عليّ بن عبد العزيز البغويّ. وأنّه كان أديبًا وفقيهًا على مذهب الشافعي. له قصيدة نظم فيها أخبار العالم، فذكر قصص الأنبياء نبّيًا نبّيًا عليهم السّلام.
قال: وبلغني أنّه سُئل قبل موته بسنتين: كم بلغت قصيدتك إلى الآن؟ فقال: ثلاثين ومائة ألف بيت، وقد بقي عليّ فيها أشياء. ونظَم فيها الفقه، ونظم كتاب المزنيّ فيها، وكتاب طبّ، وكُتُب الفلسفة. وكان فيه سكون ووقار. وكان حسن الصيانة. توفيّ في ذيّ الحجّة. قلت: كذا أعاد وفاته بعد أن قدَّم أنّها في ذي القعدة. ثمّ روى عنه حديثًا.
179- محمد بن أحمد بن سليمان القوّاس1: بغداديّ. يروي عن: إسحاق الخُتليّ. وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وغيره.
180- محمد بن إسماعيل بن إسحاق بن بحر2: أبو عبد الله الفارسيّ. بغداديّ الدّار، ثقة. فقيه على مذهب الشّافعي. روى عن: أبي زُرعَة الدّمشقيّ، وعثمان بن خرزاذ، وإسحاق بن إبراهيم الدَّبريّ، وبكر بن سهل الدمياطي. روي عنه: الدارقطني فأكثر، وإبراهيم بن خرشيد قوله، وأبو عمر بن مهدي. ومولده سنة تسعٍ وأربعين ومائتين.
181- محمد بن جعفر بن أحمد بن يزيد البغدادي3: الصيرفي أبو بكر المطيري. من مطيرة سامراء. نزل بغداد، وحدَّث بها عن: الحَسَن بن عرفة، وعليّ بن حرب، وعبّاس الدوريّ، وابن عفان العامري. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وأبو الحسين بن جميع، وأبو الحسن بن الصلت. قال الدّارَقُطْنيّ: هو ثقة مأمون.
182- محمد بن الحسين بن عليّ: أبو العبّاس النيَّسابوري. سمع: الحسين بن الفضل، وغيره. توفي في رمضان.
183- محمد بن حيّان بن حمدويه: أبو بكر النيسابوري. الصوفي الزاهد.
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 306"، المنتظم "6/ 355".
2 المنتظم "6/ 355"، الكامل في التاريخ "8/ 468"، البداية والنهاية "11/ 218".
3 تاريخ بغداد "2/ 145، 146"، المنتظم "6/ 355"، سير أعلام النبلاء "15/ 301"، النجوم الزاهرة "3/ 194".(25/75)
قال السلميّ: كان يذهب مذهب الحسين بن الفضل، وهو من كبار فتيان أصحاب أبي عثمان.
قَعَدَ في حلقة الشبليّ، وقد حلق ووضع رأسه على رُكبتيه، فصفَعه الشبليّ، فلم يرفع رأسه وقال: لبيِّك. فأخذ الشبلي يعتذر إليه. فقال: هو لا ذا ولا ذاك. فقال الشبلي: وردَ علينا مَن أرانا قيمتنا. قال الحاكم: هو من كبار مشايخ الصوفية، ومّمن جري له ببغداد مع الشبلي مناظراتٌ كثيرة. وكان يغشانا أيام والدي، وكان يحفظ حديثًا قرأه عليَّ مرات، سمعه من محمد بن منده، عن بكر بن بكّار. توفي في جمادى الآخرة. وقد صحب أبا عثمان الحيِريّ.
184- محمد بن عمر بن حفص النيسابوري1: لا الْجُورْجِيريّ، ذاك تقدَّم ذكره سنة ثلاثين. أبو بكر السمسار الزاهد. كان لا يشتغل إلى بالصّلاة والتّلاوة، والصّلاة على الجنائز. سمع: إسحاق بن عبد الله بن رُزَيْق، وسهل بن عمّار. روى عنه: أبو الحسين الحَجّاجيّ، وأبو إسحاق المزكيّ، وابن مَحْمِش، وأبو عبد الله بن منده. تُوُفّي في شوّال، وله اثنتان وتسعون سنة. وشيّعه خلق كجمْع العيد. وكان في مكسب عظيم فَتَرَكه.
185- محمد بن يحيى بْن عَبْد الله بْن العبّاس بْن محمد بن صُول2: أبو بكر الصُّوليّ البغداديّ. أحد الأدباء المتفنّنين في الآداب والأخبار والشِّعر والتّواريخ. حدَّث عن: أبي داود السَّجِسْتانيّ، والكُدَيْميّ، والمبرّد، وثعلب، وأبي العَيْناء. وكان حاذقًا بتصنيف الكتب.
نادم عدةً من الخلفاء، وصنف أحبار الخلفاء وأخبار الشّعراء والوزراء. وكان حَسن الاعتقاد، مقبول القَوْل. وكان جدّه صول مِن ملوك جُرْجان. روى عنه: أبو عمر بن حَيُّوَيْه، والدارقطني، وأبو بكر بن شاذان، وأبو الحسن بن الْجُنْديّ، وأبو الحسين بن جُمَيْع، وعُبَيْد الله بن أبي مُسلم الفَرَضيّ، وعليّ بن القاسم، والحُسين الغضائريّ. وله شعرٌ كثير سائر. خرج عن بغداد لإضاقةٍ لحِقَتْه. وحديثه بعلوٍّ عند أصحاب السلفي.
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 376".
2 المنتظم "6/ 359-361"، الكامل في التاريخ "8/ 468"، سير أعلام النبلاء "15/ 301"، النجوم الزاهرة "3/ 286".(25/76)
"حرف الهاء":
186- هارون بن محمد بن هارون1: أبو جعفر الضّبيّ. أحد الأشراف، من أهل عُمان. سكن بغداد.
روى عَنْهُ: ابنه القاضي أبو عَبْد اللَّه الحسين الضَّبّيّ في أماليه. يروي عن: صالح بن محمد بن مهران الأيليّ، وغيره. ذكره الدّارَقُطْنيّ فقال: ساد بعُمان في حَدَاثته، ثمّ خَرَج عنها فلقي عُلماء مكة والعراق، ودخل بغداد سنة خمسٍ وثلاثمائة، فارتفع قدره عند السّلطان، وانتشرت مكارمه، وأكثر الشعراء مدائحه، وأنفق الأموال في برّ العلماء، وفي الصِّلات. وكان مبرزا في اللغة والنحو ومعاني القرآن. وكانت داره مجمع العلماء إلي أن مات.
187- الهيثم بن كُلَيْب بن سُرَيْج بن مَعْقِل2: أبو سعيد الشّاشيّ الحافظ. مصنَّف "المُسَنْد" سمع: عيسى بن أحمد العسقلانيّ البلْخيّ، ومحمد بن عيسى الترمذي، وزكريا بن يحيى المروزي، ومحمد بن عُبيد الله بن المنادي، وعباس بن محمد الدوري، ويحيى بن أبي طالب. روى عَنْهُ: أبو عبد الله بن منده، ورحل إليه إلى الشّاش، وعليّ بن أحمد الخزاعي، ومنصور بن نصر الكاغديّ، وأهل ما وراء النهر.
وفيات سنة ست وثلاثين وثلاثمائة
"حرف الألف":
188- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله بن معاوية بن أبي السّوّار: أبو الحسن المصريّ. وثَّقه ابن يُونُس وقال: روى عن أبي يزيد القراطيسيّ، وأحمد بن حمّاد زُغْبة.
189- أحمد بن جعفر ابن المحدِّث أبي جعفر محمد بن عُبَيْد الله بن المنادي3: أبو الحسين البغداديّ الحافظ. سمع: جدّه، ومحمد بن عبد الملك
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 33"، المنتظم "6/ 356"، البداية والنهاية "11/ 218".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 359، 360"، شذرات الذهب "2/ 342".
3 تاريخ بغداد "4/ 69، 70"، المنتظم "6/ 357، 358"، النجوم الزاهرة "3/ 295"، سير أعلام النبلاء "15/ 361".(25/77)
الدقيقي، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وأبا داود السجستاني، وخلقا سواهم. روى عنه: أبو عمر بن حَيَّوَيْهِ، وجماعة آخرهم محمد بن فارس الغوري.
قال الخطيب: كان صلْب الدين، شرس الأخلق، فلذلك لم تنتشر عنه الرّواية. وقد صنَّف أشياء وجمع. وكان مولده سنة سبعٍ وخمسين ومائتين تقريبًا، وتوفي في المحرم من هذا العام.
قلتُ: وكان من جلّة القُرّاء. فإنّه قد ذكر الدّانيّ فقال: أخذ القراءة عرْضًا، وروى الحروف سماعًا عن: الحسن بن العبّاس، وأبي أيّوب الضّبّيّ، وإدريس الحدّاد، والفضل بن مخلد الدقاق. وسمي جماعة، ثم قال: مُقرئ جليل، غاية في الإتقان، فصيح اللّسان، عالمِ بالآثار، نهاية في علم العربيّة. صاحب سنة، ثقة مأمون.
قرأ عليه: أحمد بن نصر الشدائي، وعبد الرحمن بن أبي هاشم، وجماعة منهم أحمد بن عبد الرحمن شيخ عبد الباقي بن الحسن. ومِن شيوخه: زكريّا بن يحيى المروزي، وعبّاس الدوري.
190- أحمد بن الحسين بن داناج: أبو العبّاس الأصطخري الزاهد. نزيل مصر. سمع: علي بن عبد العزيز البغوي، والحسن بن سهل المجوّز، وإسحاق الدبري، ومُطَّينًا، وجماعة بالشّام وبغداد.
روى عنه: أبو بكر بن جابر التنيسي، والحسن بن إسماعيل الضّرّاب، وعبد الرحمن بن النّحّاس. وكان ممتعًا بعين واحدة. تُوُفّي فِي شوال.
191- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى بن مفرج1: أبو القاسم القرطبي، والد الحافظ أبي عبد الله. روى عن: محمد ابن وضّاح، وجماعة.
روى عنه: ابنه. وهو مولى الإمام عبد الرحمن بن الحكم.
192- أحمد بن يوسف بن حجاج بن عمير بن جبيب2: أبو عمرو الإشبيليّ الأديب.
كان حافظًا للَّنحْو، مدققًا؛ شاعرًا عروضيًا.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 35".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 35".(25/78)
"حرف الحاء":
193- حاجب بن أحمد بن يرحم بن سُفْيان1: أبو محمد الطوسيّ. حدَّث عن: محمد بن رافع، ومحمد بن يحيى الذُّهْليّ، ومحمد بن حماد الأبيوري، وأبي عبد الرحمن المروزي، وجماعة. وكان يزعم أنّه ابن مائة وثمانين سنين في سنة خمسٍ وثلاثين. قال الحاكم: بلغني أنّ شيخنا أبا محمد البلاذري كان يشهد له بلُقيّ هؤلاء الشيوخ. وحضرت أنا دار السنة بعد فراغ أبي العبّاس من الإملاء، وحُمِل حاجب فوُضع على الدّكة. وقرأ عليه أبو أحمد الورّاق ثلاثة أجزاء، وفيها عن عبد الله بن هاشم، وعبد الرحيم بن منُيب. ولم أظفر بذلك السّماع. وتُوُفّي سنة ستٍّ فجأة. قال مسعود بن عليّ السِّجْزِيّ: سألت الحاكم عن حاجب الطُّوسيّ فقال: لم يسمع حديثًا قطّ، لكنه كان له عمّ قد سمع الحديث، فجاء البلاذري إليه. فقال: هل كنتَ مع عمّك في المجلس؟ قال: بلى. فانتخب له من كُتُب عمّه تلك الأجزاء الخمسة. قلت: روى عنه: منصور بن عبد الله الخالدي، وأحمد بن محمد البصير الرازي، وعلي بن إبراهيم المزكي، ومحمد بن إبراهيم الجرجاني، وأبو عبد الله بن منده، وأبو بكر أحمد بن الحسن الحيريّ، ومحمد بن محمد بن مَحْمِش. وقال أبو نصر بن ماشاذة: قلت للحافظ أبي عبد الله بن منده: ما تقول في حاجب بن أحمد؟ فقال: هو ثقة ثقة.
194- حسن بْن عُبيد الله بْن محمد بْن عَبْد الملك2: أبو عبد الملك القرطبي.
سمع: محمد بن وضاح، وعبيد الله بن يحيى اللَّيْثيّ. وكان مشاورا في الأحكام. توفي في رجب.
"حرف الزاي":
195- زند بن محمد بن خلف الشامي المصري: أبو عمرو. شيخ معمر، حدَّث عن يونس بن عبد الأعلى، وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب بشيءٍ يسير. قال ابن يونس: ليس بالقويّ في الحديث. تُوُفّي في ذي القعدة. قلت: روى عنه: عبد
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 336، 337"، ميزان الاعتدال "1/ 429"، لسان الميزان "2/ 146".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 11".(25/79)
الرحمن بن عمر بن النّحّاس، ولكن سمّاه زيد بن خَلَف بْن زيد بن مالك القُرشيّ. وقد وقع لنا حديثه عاليًا في "الخُلعيات".
"حرف العين":
196- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن سَعْد بْن إِبْرَاهِيم بْن سَعْد الزهري العَوْفيّ1: أبو محمد البغداديّ. والد عُبيد الله. سمع: عبّاس بن محمد الدوري، وجعفرًا الصّائغ، ومحمد بن غالب. وعنه: أبو عمر بن حَيَّوَيْهِ، وأبو حفص بن شاهين، وعبد الله بن عثمان الصّفّار. وثقه الخطيب، وقال: توفي سنة ستٍّ. وموِلده سنة سبعٍ وخمسين ومائتين.
197- عُبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله بن الحسن بن حفص الهمدانيّ2: الأصبهاني المعدّل. قال الحسين بن محمد الزعفراني في "معجمه": ثنا قال: ثنا عبد الله بن محمد التَّيمّي.
198- عليّ بن الحسن بن عليّ الأصبهاني3: أبو الحسن المظالمي، قاضي البلد. والمظالميّ مَن يرفع الظّلامات إلى السّلطان.
يروى عن: أبي حاتم، والحارث بن أبي أسامة، وجعفر بن محمد بن شاكر، ومحمد بن غالب تمتام، وطبقتهم.
وعنه: أبو الشيخ، والحسين بن عليّ بن بكر، وعليّ بن محمد القمّاط، وأبو بكر بن المقرئ.
199- عيسى بن محمد بن عيسى: أبو بكر البلخي. يروي عن: محمد بن مسلمة الواسطيّ.
200- عيسى بْن مُكْرم الغافقيّ القرطبي4: سمع: محمد بن وضّاح. ولم يكن بالنّافذ في العلم. أرّخه عياض.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 289"، المنتظم "6/ 358".
2 أخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 102".
3 أخبار أصبهان "2/ 15".
4 تاريخ علماء الأندلس "1/ 334".(25/80)
"حرف الفاء":
201- الفضل بن محمد بن محفوظ المروروذي: نزيل بُخَارَى. سمع: يوسف بن يعقوب القاضي، والفريابي. ومات في الكهولة.
"حرف الميم":
202- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَحْمَد بن حماد بن إبراهيم1: أبو العبّاس البغدادي المقرئ الأثرم. كذا نسبه الدّارَقُطْنيّ وجماعة. سمع: الحسن بن عَرَفَة، وعمرو بن شبَّة، وحُمَيْد بن الرّبيع، وبِشْر بن مطر، وعليّ بن حرب، وعبّاسًا الترقفي. وانتقى عليه الحافظ عمر البصري. وحدَّث عنه: الدّارَقُطْنيّ، وابن المظفّر، عمر الكتّانيّ، وأبو الحسين بن جميع، والحسن بن عليّ النيسابوري، وأبو عُمَر القاسم الهاشميّ، وعليّ بن القاسم النجاد. وسكن البصرة بأخرة. وكان مولده بسامرّاء سنة أربعين ومائتين. أَنْبَأَنَا ابْنُ عِلَّانَ، أَنَا الْكِنْدِيُّ، أَنَا السَّيْبَانِيُّ، أَنَا الْخَطِيبُ، أَنَا أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ، أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَثْرَمُ سنة ثَلَاثِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى السُّوسِيُّ سنة 259، نَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ خَالِدٍ وَهِشَامٍ، عَنِ ابْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَلَقَّوُا الْجَلَبَ، فَمَنْ تَلَقَّى جَلَبًا فَصَاحِبُهُ بِالْخِيَارِ إِذَا دَخَلَ السُّوقَ" 2.
203- محمد بْن أحمد بْن إبراهيم بن قريش الحكيميّ3: أبو عبد الله البغداديّ الكاتب. سمع: زكريّا بن يحيى المروزي، ومحمد بن عبد النور، ومحمد بن عُبيد الله بن المنادي، والدوري، والصغاني، والحسن بن مكرم، وجماعة.
وعنه: الدارقطني، والمرزباني، وابن جُمَيْع الصيداويّ، وإبراهيم بن مخلد، وأحمد بن محمد بن دُوَسْت.
وثقه البرَقْانيّ وقال: إلا أنّه يروي مناكير. قال الخطيب: وهو بلخي الأصل. مات في ذي الحجة.
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 263-265"، المنتظم "6/ 359"، سير أعلام النبلاء "15/ 303، 304".
2 "حديث صحيح": أخرجه مسلم "1519"، والنسائي "4513"، وابن ماجه "2178"، وأحمد في المسند "2/ 284، 403".
3 تاريخ بغداد "217-219"، المنتظم "6/ 359"، النجوم الزاهرة "2/ 296".(25/81)
204- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مَعْقِل1: أبو عليّ النيسابوري الميداني، من محلّة ميدان زياد. سمع من محمد بن يحيى الذهلي جزءًا هو عند سبط السلفي في السماء. روى عَنْهُ: أبو سعيد بْن أَبِي بَكْر، وأبو عبد الله بن منده، ومحمد بن محمد بن محمش، وأبو بكر أحمد بن الحسن الحيريّ. روى أبو عبد الله الحاكم حديثين عن الحيريّ عنه. وقال: توفي في رجب فجأةً.
205- محمد بن الحسن2: أبو طاهر النيسابوري المحمدآباذي ومحمدآباذ: محلةٌ بظاهر نيسابور. كان من كبار الثّقات العالمين بمعاني القرآن والأدب.
سمع: أحمد بن يوسف السلمي، وعليّ بن الحسن الهلاليّ، وحامد بن محمود، وعبّاس بن محمد الدوري، ومحمد بن إسحاق الصغاني، ويحيى بن أبي طالب. وكان كثير الحديث. روى عنه: أبو بكر أحمد بن إسحاق، وأبو عليّ الحافظ، وعبد الله بن سعْد، وأبو عبد الله بن منده، وابن محمش، ومحمد بن إبراهيم الجوزجاني، وجماعة.
وقال الحاكم: اختلفتُ إليه أكثر من سنة، ولم أصل إلى حرف من سماعاتي منه. وقد سمعتُ منه الكثير. سمعت أبا النضر الفقيه بقول: كان ابن خزيمة إذا شكّ في اللّغة لا يرجع فيها إلا إِلَى أبي طاهر المحمداباذيّ. قلتُ: حديثه بعُلُوِّ عند الِّسلَفيّ.
206- محمد بن الحسن بن يزيد بن أبي خُبزَة3: أبو بكر الرَّقّيّ. يروي عن: هلال بن العلاء، وجماعة. وعنه: الدّارَقُطْنيّ. وبقي إلى هذه السنة، وانقطع خبره.
207- مُحَمَّدُ بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن أَسِيد: أبو عبد الله المدينيّ. سمعّه أبوه من العراقيين وغيرهم. من: جعفر الصائغ، وتمتام. ومن: عُبَيد بن شرِيك، ومحمد بن عليّ الصائغ، وعبد الله بن أيوب القربيّ، وعليّ بن أحمد بن النَّضْر. وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشيخ، وعلي بن محمود، وأبو بكر المقرئ، وأبو عبد الله بن منده، وعليّ بن ميلة. وثقه ابن مردويه.
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 390، 391"، شذرات الذهب "2/ 343".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 304، 305"، الوافي بالوفيات "2/ 373"، شذرات الذهب "2/ 343".
3 تاريخ بغداد "2/ 198"، المنتظم "6/ 363".(25/82)
208- محمد بْن يحيى بْن عُمَر بْن لُبَابة1: أبو عبد الله الأندلسي، الملقب بالبرجون. جُلّ سماعه من عمّه محمد بن عمر. ورحل فسمع بالقيروان من: حماس، وغيره. وكان من أحفظ أهلِ زمانه. ولي قضاء البيرة فلم تُحمد سيرته فعُزل. وله في مذهب مالك كتاب "المنتخب"، وكتاب "الوثائق". وكان بارعًا في الشروط. توفي في ذي الحجّة.
209- محمد بن يوسف بن ديزويه: أبو بكر الدينوريّ، يُلقّب سقَلاب. سمع: أحمد بن محمد بن سليمان البرذعي. وتوفي في شعبان.
210- مكّيّ بن عُجَيف بن نُصَير: أبو بكر النّسَفيّ الواعظ. سمع: عبد الصّمد بن الفضل، وحمدان بن ذي النُّون. وعنه: عيسى بن الحسين بن الربيع.
211- موسى بن أحمد السوسي المغربي: الفقيه. يروي عن: يحيى بن عمر، وابن مسكين. من كبار المالكية.
وفيات سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة
"حرف الألف":
212- أحمد بن إسحاق بن إبراهيم: أبو بكر الصَّيدلانيّ النيسابوري المعدل الطبيب. سمع: الفضل بن محمد الشعراني، والحسين بن الفضل البَجَليّ، وطبقتهما.
وعنه: أبو أحمد الحافظ، والحسين الماسرجسيّ، والحاكم بن البيّع وقال: توفي في رمضان.
213- أحمد بن إسماعيل بن القاسم بن عاصم2: أبو جعفر، ويقال أبو بكر الصَّدفيّ المصريّ العطار. سمع: أبا زرعة الدمشقي، ويحيى بن عثمان بن صالح، وروحًا أبا الزِّنْباع، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. ورحل وحصَّل. روى عنه: الحسن بن إسماعيل الضّرّاب، والقاسم بن عُبيْد الله الوّراق، ونصر بن أبي نصر الطوسيّ، وعبد الرحمن بن عمر النحاس، والمغاربة.
__________
1 تقدمت ترجمته في الطبقة الماضية برقم "515"، وتقدمت ترجمته في هذه الطبقة برقم "31".
2 المنتظم "6/ 362".(25/83)
214- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن دليل1: أبو الحُسَين الأصبهاني القاضي. سمع: أحمد بن يونس الضّبّيّ. وعنه: ابن مردويه.
215- أحمد بن عبد الله بن زكريّا: أبو الحسين الجرجاني الفقيه. تلميذ ابن سُريج. سمع: مُطيَّنًا، وأبا خليفة، وطبقتهما. وعنه: الحاكم، وغيره.
216- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الحافظ2: أَبُو الطّيب الحنفيّ الصُّعْلوكيّ النيسابوري، عمّ الأستاذ أبي سهل. كان إمامًا مقَّدمًا في معرفة الفقه واللُغة. أدرك الأسانيد العالية، وصنَّف في الحديث، وأمسك عن الرواية بعد أن عُمِّر.
قال الحاكم: وكنّا نراه حسرةً. سمع: يحيى بن الذهلي، وعليّ بن الحسن بن أبي عيسى الدارابجردي، ومحمد بن عبد الوهاب.
وبالري: علي بن الجنيد، ومحمد بن أيوب. وببغداد: عبد الله بن أحمد. روى عنه: أبو سهل الأستاذ، والحافظ أبو عبد الله بن الأخرم. وسمعتُ منه حديثًا في المذاكرة. توفي في رجب. وكان إمامًا في الشافعية.
217- أحمد بن نزار المغربيّ المالكيّ3: روى عن: حمديس القطّان.
روى عَنْهُ: اللّبيديّ، وغيره. وكان فقيهًا عابدًا، متبتلًا خائفًا رحمة الله عليه.
218- إبراهيم بن شيبان4: أبو إسحاق القِرْميسِينيّ الصوفيّ. شيخ الْجَبَل في زمانه. صحب إبراهيم لخواص، ومحمد بن إسماعيل المغربيّ، ومحمد بن عبد الله الرازي، ومحمد بن ثوابة، وغيرهم. وساح بالشّام، وغيرها. سُئل عبد الله بن مُنازل عن إبراهيم بن شَيْبَان فقال: إبراهيم حجّة الله على الفقراء، وأهل الآداب والمعاملات. وعن إِبْرَاهِيم قال: من أراد أن يتعطّل ويتبطّل فليلزم الرُّخص.
وقال: علم الفناء والبقاء يدور على إخلاص الوحدانية وصحة العبودية. وما كان غير هذا. فهو من المغاليط والزندقة. وقال: الخوف إذا سكن القلب أحرق مواضع الشهوات فيه، وطرد عنه رغبة الدُّنيا. وقال: الشرف في التواضع، والعزّ في التقوى،
__________
1 أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 153".
2 تاريخ جرجان "99".
3 سير أعلام النبلاء "15/ 391"، الوافي بالوفيات "7/ 396".
4 حلية الأولياء "10/ 361"، الزهد للبيهقي "314"، سير أعلام النبلاء "15/ 392-394".(25/84)
والحرِّيَّة في القناعة. قال السلمي: توفي سنة سبعٍ وثلاثين. وقال أبو زيد المروزي: سمعت إبراهيم بن شيبان يقول: الخلق محلّ آلافات، وأكثر آفة منهم من سكنوا إليهم.
219- إبراهيم بن محمد بن أحمد بن هشام1: أبو إسحاق البخاريّ الفقيه الأمين.
قدِم في هذا العام نيسابور، وقيل توفي فيه.
روى عن: صالح جَزَرَة، وأبي الموجّه المروزي، وسهل بن شادويه. وعنه: أبو عمر بن حَيَّوَيْهِ، وأبو عبد الله الحاكم.
وكان فقيه أهل النظر في عصره. روى عنه: الأستاذ أبو الوليد الفقيه في صحيحه.
220- إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن يوسف البحريّ الْجُرجانيّ2: المحدَّث المُسنِد. كان رحلة جرجان في وقته.
سمع: محمد بن بسام، والحارث بن أبي أسامة، وعبد الله بن أبي مَسَّرة، وهلال بن العلاء، وإسحاق الدَّبَريّ، وجماعة.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن عَديّ، وأبو بَكْر الإسماعيليّ، وابن الإسماعيليّ أبو نصر، والنعمان بن محمد الجرجاني، وأبو بكر السّبّاك، وغيرهم.
"حرف الباء":
221- بدر الخَرْشَنيّ3: الأمير. ولاه أستاذه الإخشيد دمشق سنة خمسٍ وعشرين وثلاثمائة، فبقي عليها عامين. فلمّا قدِم محمد بن رائق من بغداد زعم أنّ المتقيّ لله ولاه الشّام، فهرب بدر بعد وقعةٍ كبيرة بينهما. ثم ولي بدر دمشق سنة ستٍّ وثلاثين وثلاثمائة من قبل كافور الإخشيدي.
فلما ولى الحسن بن الإخشيد قبض على بدر، ثم أُهلك سنة 337.
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 520".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 471، 472"، شذرات الذهب "2/ 345".
3 النجوم الزاهرة "3/ 279".(25/85)
"حرف الحاء":
222- حبيب بن أحمد بن إبراهيم المعلم1: أبو إسماعيل القُرْطُبيّ. روى عن: محمد بن وضّاح، وإبراهيم بن باز، والخشني. حدَّث عنه: أحمد بن عَوْن الله، وغيره. توفي في رجب.
223- الحسن بن حمشاد بن سختويه التميمي: أبو محمد النيسابوري، أخو عليّ. سمع: السريّ بن خُزيمة، وأبا إسماعيل الترمذي، وإبراهيم بن عبد الله القصار، وأحمد بن أبي خيثمة. وتوفي في جُمَادَى الآخرة عن خمسٍ وثمانين سنة. عنه: أبو عبد الله الحاكم.
"حرف الزاي":
224- زكريّا بن خطّاب بن إسماعيل2: أبو يحيى الأندلسيّ. حجّ سنة ثلاثٍ وتسعين، وسمع "الموطّأ " من إبراهيم بن سعْد الحّذاء، عن أبي مُصْعَب، عن مالك. وسمع من جماعة. سمع منه: المستنصر بالله، وجماعة. وكان ثقة، فقيهًا، مفتيًا. توفي في رمضان، وولي القضاء ببعض مدُن الأندلس.
"حرف العين":
225- عبد الله بن الفضل بْن محمد بن عقيل بْن خُوَيْلد: أبو بكر النيسابوري. سمع: أبا المُثَنَّى العنْبريّ، وأبا مسلم الكشّيّ. وعنه: أبو سعيد بن حمشاد. وهو من بيت حديث.
226- عبد الفغار بن محمد: أبو نصر السائح. سمع: الربيع بن سليمان المراديّ.
227- عَديّ بن أحمد بن عبد الباقي3: أبو عُمير الأذني. سمع: عمّه يحيى، ويوسف القاضي. وعنه: عبد المنعم بن غلبون المقرئ، وأحمد بن عبد الكريم الحلبيّ، وعمر بن عليّ الأنطاكيّ، وابن جُمَيْع الغسّاني.
__________
1 جذوة المقتبس للحميدي "198".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 149، 150"، جذوة المقتبس للحميدي "218".
2 مروج الذهب "739، 860-863"، تجارب الأمم "1/ 53، 54".(25/86)
228- عمر بن يوسف بن موسى بن فهد1: أبو حفص ابن الإمام الأموي، مولاهم الأندلسيّ. من أهل تُطَيْلَة. ولي قضاءها، وامتُحن بالأسر هو وابنه وأخوه، فافتدوا بخمسة عشر ألف دينار. وتوفي في رجب، وله ثلاثٌ وتسعون. لا نعلمه روى.
229- عيسى بن زيد بن عيسى: أبو الحسن الهاشميّ الطالبّيّ العُقَيليّ النيسابوري الشافعيّ. سمع بمكة من: عليّ بن عبد العزيز وطبقته. قال الحاكم: فلم يقتصر، وارتقى إلى قومٍ لم يدركهم، فحدَّثنا عَنْ الحَسَن بْن عَرَفَة، ويونس بْن عَبْد الأعلى.
فقلت له: فمتى دخلت مصر؟ قال: سنة اثنتين وسبعين ومائتين. ومولدي سنة إحدى وأربعين ومائتين. وكنتُ أتورَّع عن الرواية عن هذا وأمثاله. قلتُ: روى عنه ابن منده.
"حرف الميم":
230- محمد بن إبراهيم بن نافع: أبو عبد الله السِّجْزيّ: حدَّث بِهَراة عن: موسى بن هارون، وأبي شُعيب الحرانيّ. روى عنه: محمد بن عليّ السيّاوشائيّ، وغيره.
231- محمد بن الحُسين بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد2: أَبُو عَبْد اللَّه الواسطي الزعفراني، راوي "التاريخ الكبير" عن أحمد بن أبي خَيْثَمَة. وروى عن: أحمد بن الخليل البرجلانيّ، ومحمد بن زكريّا الغُلابيّ، وابن أبي الدّنيا. وعنه: أبو عمر الهاشميّ، وعليّ بن محمد بن خَزَفَة الصيدلانيّ، وغيرهم. وكان متمَّولًا، أكرم صاحب الزنج، فلمّا ظفر بواسط واستباحها حمي محلّته.
232- محمد بن عبد الله بن سُفَيان3: أبو بكر البغداديّ المَعْمريّ. سمع: محمد بن الفَرج الأزرق، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ. وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وأبو عمر الهاشمي. وهو ثقة.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 323"، جذوة المقتبس "303".
2 تاريخ بغداد "2/ 240".
3 تاريخ بغداد "5/ 451".(25/87)
233- مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن حفص الأصبهاني1: أبو صالح الْجُلكيّ. سمع: أحمد بن عصام.
وعنه: أحمد بن موسى بن مردويه، سمع منه في هذه السنة.
وثقه أبو نُعَيْم.
234- محمد بن عليّ بن عمر2.
أبو عليّ المذكرّ النيسابوري البرنوذي.
كان أبوه ثقة، فسمَّعه من: أحمد بن الأزهر، ومحمد بن يزيد السلمي، وإسحاق بن عبد الله بن رزين.
ولو اقتصر على هؤلاء أبو علي لصار محدَّث عصره. ولكنّه حدَّث عن شيوخ أبيه: محمد بن رافع، وعليّ بن سَلَمَةَ اللبقيّ، وعتيق بن محمد.
قال الحاكم: والَّشَرهُ يحملنا على الرواية عن أمثاله.
وتوفي في شعبان وله مائة وسبع سنين.
قلتُ: روى عنه: أبو إسحاق المزكيّ، والحاكم، وابن منده، وغيرهم.
235- محمد بن عيسى بن رفاعة3.
أبو عبد الله الخولاني، المعروف بابن الفلاس الأندلسيّ.
من أهل ريّة بسكن قُرْطُبة.
وكان قد رحل وسمع من: عليّ بن عبد العزيز البغويّ، وبكر بن سهل الدِّمياطيّ، وجماعة.
وكان يُنسب إلى الكذب. كان محمد بن أحمد بن يحيى وأحمد بن عوْن الله قد أسقطا روايتهما عَنْهُ.
وقال عَبْد الله بْن محمد بْن عليّ الباجيّ: كان يكذب.
__________
1 أخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 280".
2 البداية والنهاية "11/ 221"، المنتظم "6/ 363".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 55، 56"، المغني في الضعفاء "2/ 622"، ميزان الاعتدال "3/ 679".(25/88)
236- محمد بن أبي المنظور عبد الله بن حسّان الأندلسيّ.
أبو عبد الله، شيخ قديم الرحلة.
سمع ببغداد من ابن قُتيبة بعض تصانيفه، ومن: إسماعيل القاضي، وسكن القيروان، واشتغل بالتجرُّد. ولم ينتصب للتحديث.
ولاه أبو القاسم العُبيديّ القضاء، وأراد بتوليته تسكين نفوس العامّة والسنة.
وشاخ وعمر.
روى أيضًا عن: إسحاق الدبري، والحارث بن أبي أسامة.
روى عنه: عبد الله بن أبي هاشم، وابن التبان الفقيه.
توفي في محرم.
وفيات سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة
"حرف الألف":
237- أحمد بن إبراهيم: أبو سعيد الرازي الزاهد.
عن الكجّيّ، وابن الضُّريْس.
وعنه: الحاكم أبو عبد الله.
238- أحمد بن دحيم، أو رحيم، بن خليل1.
أبو عبد الله القرطبي.
سمع: عُبيَد الله بن يحيى، والأعْناقيّ.
ورحل، وسمع ببغداد.
وكان فقيهًا، ثقة، جامعًا للسُّنن. ولي قضاء طُلَيْطلة، وغيرها.
وتوفي في الطاعون سنة ثمانٍ وثلاثين.
سمع من: البغويّ.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 35، 36"، جذوة المقتبس للحميدي "122".(25/89)
239- أحمد بن سليمان بن زَبّان1.
أبو بكر الكندي الدمشقي الضّرير المعروف بابن أبي هريرة.
ذكر أنّه قرأ القرآن على: أحمد بن يزيد الحُلْوانيّ.
وأنّه سمع من: هشام بن عمّار، وأحمد بن أبي الحواري، وإبراهيم بن أيوب.
قرأ عليه: أحمد بن عبد الله بن زُرَيْق البغداديّ.
وروى عنه: أبو الحسين بن شمعون، وأبو بكر بن شاذان، وأبو حفص بن شاهين، وعبد الله بن ذكوان البعلبكي.
وروى عنه: تمام الرازي، وعبد الرحمن بن أبي نصْر ثمّ تركا الرواية عنه. قال أبو الفتح عبد الواحد بن مَسْرور: سألت أبا بكر أحمد بن سليمان بن إسحاق بن زبان الكنديّ من ولد الأشعث بن قيس عن مولده، فقال: ولدتُ سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.
وقال عبد الغني المصري: كان غيرد ثقة. وقال الأمير ابن ماكولا: آخر مَن روى عَنْهُ عَبْد الرحمن بْن عثمان بن القاسم ثمّ ترك الحديث عنه لسببٍ حكاهُ لي أبو محمد الكتاني لا يكون جَرْحًا في ابن زَبّان.
وقال جمال الإسلام: قال لنا عبد العزيز الكتّانيّ: لمّا قرأنا على أبي محمد بن أبي نصر بعض الجزء، قلت: قد تكلّموا في ابن زَبّان. فقطع عليَّ أبو محمد القراءة وامتنع من الرواية عنه.
قلتُ: صدق ابن ماكولا، مثُل هذا لا يوجب ترْك الرجل. قال الكتّانيّ: وكان يُعرف ابن زَبّان بالعابد لزُهده وورعه، وحديثه بعلو عند الكندي، وأنا فأتهمته في لُقيّ مثل هشام. فالله أعلم.
240- أحمد بن شاذان بن إبراهيم بن الحكم: أبو الحسين البلْخي. له رواية.
241- أحمد بن محمد بن إسماعيل2: أبو جعفر بن النّحّاس المصريّ
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 378"، ميزان الاعتدال "1/ 103"، لسان الميزان "1/ 181، 182".
2 المنتظم "6/ 364"، سير أعلام النبلاء "5/ 401، 402"، البداية والنهاية "11/ 222".(25/90)
النحويّ اللُّغويّ. رحل إلي الشّام، وأخذ عن الزجّاج. وكان ينظر بابن الأنباري ونَفْطَوَيْه ببلده.
له كتاب "إعراب القرآن"، وكتاب "المعاني"، وكتاب "اشتقاق الأسماء الحُسنْي"، وكتاب "تفسير أبيات سِيبَوَيْه"، و"الكافي" المؤلف النحو. وفسره عشرة دواوين وأملاها. وروى كثيراُ عن: عليّ بن سليمان الأخفش الصّغير. وكان حاذقًا، بارعًا، كبير الشأن. سمع الحديث من: الحسن بن علي، ونحوه. وقيل: كان شديد التقتير على نفسه. ربَّما وهبوه العمامة، فيقطّعها ثلاث عمائم. وروى أيضًا عن: محمد بن جعفر بن أَعيَن، وأحمد بن شُعيب النسائيّ، وبكر بن سهل الدمياطي، وجعفر الفريابي، وعمر بن أبي غيلان، ومحمد بن الحسن بن سماعة الكوفي، وإبراهيم بن السري الزجاج. وغلط ابن النجار في قوله: إنه سمع من المبرّد، فإنّه لم يُدْركه. روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن علي الأدفُويّ مصنفاته. ووصفه بمعرفة النَّحو أَبُو سعَيِد بْن يونس، وقال: تُوُفّي فِي ذي الحجّة. وقيل: إنّه جلس على دَرَج مِقْياس نيل مصر يقطّع لبعض الطلبة بيتًا من الشِّعرِ، فسمعه جاهلٌ فقال: هذا يسحر النيّل حتّى لا يزيد. فدفعه برِجلْهِ فألقاه في النيل، فعُدِم.
242- أحمد بن محمد بن شعيب: أبو حامد النيسابوري الشعبي، الفقيه الصالح العابد. سمع: يحيى بن محمد ين يحيى الذهلي، وسهل بن عمّار. وعنه: ابن أخيه أبو أحمد الشاهد، وأحمد بن هارون الفقيه، وأبو عبد الله الحاكم، وجماعة. تُوُفّي فِي ذي القعدة.
243- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبد البرّ بن يحيى1: أبو عبد الملك القرطبي الأموي. صاحب تاريخ الفقهاء والقُضاة. وكان ممّن طلب العلم كثيرًا، وبحث عنه. وأخذ عن شيوخ الأندلس، وعّول على محمد بن لُبابة، وأسلم بن عبد العزيز. ومات كهْلًا.
244- إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم: أبو إسحاق النيسابوري العابد المعروف بإبراهيمك. القارئ.
سمع: يحيى بن الذهلي، والسريّ بن خزيمة، وعثمان بن سعيد الدّارميّ. توفي في ربيع الآخر.
روى عنه: الحاكم. وعاش ثلاثًا وتسعين سنة.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 38، 39".(25/91)
245- إبراهيم بن عبد الرزاق بن الحسن الأنطاكي1: المقرئ أبو إسحاق. فقيه، مقرئ كبير. قرأ على: هارون ابن موسى الأخفش، وأحمد بن أبي رجاء، وقُنبُل، وعثمان بن خُرَّزاذّ، وغيرهم. وعلى والده. وصنَّف كتابًا في القراءات الثَّمان.
وسمع: أبا أُمية الطرسوسيّ، ومحمد بن إبراهيم الصُّوريّ، ويزيد بن عبد الصمد، وعليّ بن عبد العزيز البغويّ. قرأ عليه: أبو الحسن بن بِشْر، وأبو عليّ بن حَبَش الدينوري، وأبو طاهر محمد بن الحسن الأنطاكي، وعلي ابن إسماعيل البصري، وأبو الطّيّب عبد المنعم بن غلبُون.
وكان مقرئ الشّام في زمانه. روى عنه الحديث: شهاب بن محمد الصوريّ، وأبو أحمد محمد بن جامع الدّهّان، ومحمد بن أحمد المَلَطيّ، وأبو الحسين بن جُمَيْع، وآخرون. توفي سنة ثمانٍ.
قاله فارس بن أحمد. وقال غيره: في شعبان سنة تسعٍ. أَخْبَرَنَا ابْنُ غَدِيرٍ، أَنَا ابْنُ الْحَرَسْتَانِيِّ وَأَنَا فِي الرَّابِعَةِ، أَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْمُسْلِمِ، أَنَا ابْنُ طَلَّابٍ: أنبا ابْنُ جُمَيْعٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بِأَنْطَاكِيَّةَ: ثَنَا محمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصُّورِيُّ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْن الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ" 2.
246- إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت3: أبو إسحاق العبسي السامري، نزيل دمشق، ونائب الحكم بها. وصاحب الجزء العالي الذي تفردت به كريمة. سمع: الحسن بن عَرَفَة، وسعدان بن نصر، وزكريّا بن يحيى المروزي، والربيع بن سليمان المراديّ، وإبراهيم بن مرزوق، ومحمد بن عوف الحمصّي، ويزيد بن عبد الصّمد، وجماعة. وعنه: عبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر الأبهري، وابن جميع،
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 227"، سير أعلام النبلاء "15/ 384، 385"، النجوم الزاهرة "3/ 300".
2 "حديث صحيح": أخرجه الترمذي "2318"، وأحمد في المسند "1/ 201"، ومالك في الموطأ "1604"، والطبراني في الكبير "6886"، وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي "2318".
3 تاريخ بغداد "6/ 165"، المنتظم "6/ 164"، سير أعلام النبلاء "15/ 460، 461".(25/92)
وأبو مُسْلِم الكاتب، وعبد الرحمن بْن عُمَر بن نصر، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وجماعة. وتوفي في ربيع الآخر رحمه الله. وثقه الخطيب.
وقيل: كان تاجرًا رئيسًا، كثير الفضائل. قال أبو الحسين الرازي: كان بدمشق يُسأل عن المعدّلين، وأصلُه من العراق. تاجر نبيل.
"حرف الباء":
247- بقاء بن سلامة بن محمد: أبو القاسم المصريّ. ثمّ سمّى نفسه: عبد الله. قال ابن يونس: كان يفهم الحديث. كتب عن النَّسائيّ، ومَن بعده. وتوفي في شوال.
248- بكار بن أحمد بن بكار بن سعيد السُّلميّ: أبو القاسم المصريّ. حدث عن: الربيع، وبكّار بن قُتيبة، وإبراهيم بن منقذ. وعنه.
"حرف الجيم":
249- جعفر بن أحمد بن الحارث بن شهاب المراديّ: أخو عليّ والقاسم. توفي بمصر. وهو أصغر الإخْوة.
"حرف الحاء":
250- الحسن بن حبيب بن عبد الملك الدّمشقيّ1: الفقيه أبو عليّ الشّافعيّ الحصائريّ. حدَّث بكتاب "الأمّ" للشّافعيّ عن أصحابه. سمع: الربيع بن سليمان المؤذّن، وبكّار بن قُتَيْبة، ومحمد بن إسماعيل الصّائغ، والعبّاس بن الوليد البيروتيّ، وصالح بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد اللَّه بن عبد الحَكَم، وأبا أُمَيّة الطرسوسي.
وقرأ على: هارون بن موسى الأخفش. روى عنه: عبد المنعم بن غَلْبُون، وابن جميع، وابن المقرئ، وأبو حفص ابن شاهين، وتمّام الرّازيّ، وأبو بكر بن أبي الحديد، وعبد الرحمن بن عمر بن نَصر، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وخلق
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 159"، سير أعلام النبلاء "15/ 383، 348"، تهذيب التهذيب "5/ 132".(25/93)
سواهم. وقال: وُلدِت سنة 242. وقال عبد العزيز الكتّانيّ: هو ثقة، نبيل، حافظ لمذهب الشّافعيّ. ومات في ذي القعدة. وقال ابن عساكر: كان إمام مسجد باب الجابية.
251- الحسن بن عليّ بن الحسن بن مُقْلَة1: الكاتب البارع، أخو الوزير أبي عليّ محمد. كان أوّل من نقل، الطريقة المنسوبة في الكتابة من القلم الكوفي، هو وأخوه الوزير على خلاف في ذلك. توفي الحسن في ربيع الآخر، وله سبعون سنة. ذكره ابن النّجّار فسمّي جدّه عبد اللَّه بدل الحسن. وكان أديبًا شاعرًا، وفَدَ على سيف الدّولة بن حمدان، وكتبَ له مجلَّدات عديدة. عنه: أبو الفضل بن مأمون، وأبو عبد الله الحسين النَّمرّي. مات بالشّام، فيقال نُقِل إلي بغداد. توفي في ربيع الآخر من السنة.
"حرف السين":
252- سليمان بن داود بن سليمان بن أيّوب2: أبو القاسم المصريّ العساكريّ، عساكر فُسطاط مصر.
سمع: الرّبيع المراديّ، وأبا غسان مالك بن يحيى، ومحمد بن خُزَيْمَة البصري. وثقه أَبُو سعَيِد بْن يُونُس وقال: تُوُفّي فِي ذي الحجّة. روي عنه ابن جميع.
"حرف العين":
253- عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن أحمد العبّاسي3: الخليفة المستكفي بالله ابن المكتفي. مات في السجن. وقد ذكرناه في سنة أربعٍ، سنة خلعوه وسلموه، نسأل اللَّه العافية.
254- العبّاس بن أَحْمَد بن محمد بن الفُرات4: أبو الخطّاب، والد المحدِّث أبي الحسن. كان صدرًا نبيلًا أُريد على الوزارة فامتنع تديُّنًا. وقد حدَّث عن: أحمد بن فرح المقرئ، وغيره.
__________
1 الأذكياء لابن الجوزي "48"، سير أعلام النبلاء "15/ 229، 230".
2 معجم الشيوخ لابن جميع "281، 282".
3 تقدمت برقم "137".
4 تاريخ بغداد "12/ 159".(25/94)
255- عليّ بن أحمد بن الوليد1: أبو الحسن المُرّيّ الدّمشقيّ المقرئ: قرأ علي: هارون الأخفش. وأقرأ الناس. روى عنه: تمام الرّازيّ، وغيره، وأبو بكر محمد بن أحمد السلمي الجبني، وسلامة بن الربيع المطرِّز. وقد حدَّث عن: أخْطَل بن الحَكَم. شيخ روى عن الوليد بن مسلم. وفي سنة وفاته سمع منه تمام.
256- عليّ بن بويه بن فناخسرو بن تمام، بالتخفيف، بن كوهي2: السّلطان عِماد الدولة أبو الحسن الدَّيلميّ، صاحب بلاد فارس. أخو معُزّ الدولة، ورُكْن الدولة أبي علي. كان هَذَا أول من ملك من بني بويه.
وكان بويه صيادا للسمك، ثُمَّ آل أمر بنيه إِلَى ملك البلاد العراقين والأهواز وفارس. ثُمَّ ملك ابن أخيه عضد الدولة ابن ركن الدولة. وكانت أيّام عماد الدولة ستَّ عشرة سنة، وعاش بْضعًا وخمسين سنة. وقد ذكرنا مِن أخبارهم في الحوادث طَرَفًا صالحًا.
257- عليّ بن الحسين بن أحمد بن السَّفْر3: أبو الغُنْم الْجُرَشي الدّمشقيّ البزّاز. قرأ القرآن على هارون الأخفش. وروى عن: بكّار بن قُتَيْبة، وأحمد بن عبد اللَّه بن البَرْقيّ، ويزيد بن عيد الصّمد، وجماعة.
وعنه: تمّام الرازيّ، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأبو سهل المقرئ، وغيرهم. ورّخه المَيْدانيّ. وقرأ عليه محمد بن أحمد بن الْجُبْنيّ.
258- عليّ بن داود بن أحمد: أبو الحسن الأذْرَبيْجانيّ المؤدّب. سكن المِزّة، وصنَّف بالنَّيْرَب في شوّال سنة ثمانٍ عن: تمتام، وأبي بكر بن أبي الدنيا، وحامد بن سهل الثغري، وجماعة. وعنه: عمران الخفاف، والمظفر ابن أحمد المقرئ، وعبد الرحمن بن عمر.
259- علي بن محمد بن أحمد بن حسن المصري4: أبو الحسن الواعظ. بغدادي، أقام بمصر مدة ورجع. سمع: أحمد بن عُبّيْد بن ناصح، وأبا إسماعيل
__________
1 مقدمة الروض البسام "1/ 30".
2 المنتظم "6/ 365"، سير أعلام النبلاء "15/ 402، 403"، البداية والنهاية "11/ 221، 222".
3 غاية النهاية "1/ 532".
4 تاريخ بغداد "12/ 75"، المنتظم "6/ 365"، سير أعلام النبلاء "15/ 381"، البداية والنهاية "11/ 222".(25/95)
الترمذي، وأبن أبي العَوّام. وبمصر: عبد اللَّه بن أبي مريم، وأبا يزيد القراطيسيّ، ورَوْح بن الفَرَج القّطان، وطبقتهم.
وعنه: ابن المظفَّر، وابن شاهين، ومحمد بن فارس الغُوريّ، وابن دُوَسْت، ومحمد بن أحمد بن رزْقَوَيْه، وهلال الحفّار، وأبو الْحُسَيْن بن بشران.
قال الخطيب وكان ثقة عارفًا: جمع حديث الليث، وابن لهيعة، وصنف في الزهد كتبا كثيرة. وله مجلس وعظ. حَدَّثَنِي الأزهريّ أنّ أبا الحسن المصري كان يحضر مجلسَ وعْظه رجالٌ ونساء، فكان يجعل على وجهه بُرقعًا تخوُّفًا أن يفتتن به النّاسُ من حُسْنِ وجهه.
قال الزُّهْريّ: فحُدِّثت أنّ أبا بكر النّقّاش المقرئ حضر مجلسَه متخفيًّا، فلمّا سمع كلامه قام وشهر نفسه وقال: أيُّها الشيخ، القَصَصُ بعدك حرام. قال الخطيب: مات فِي ذي القعِدة وله نَيف وثمانون سنة. قلتُ: عند سِبْط السِّلَفيّ جزءٌ عالٍ من حديثه.
260- عليّ بن حَمشاذ بن سَخْتَوَيْه بن نصر1: أبو الحسن النيسابوري المعدّل الإمام. واسم حَمشاذ محمد. قال الحاكم: كان من أتقن مشايخنا وأكثرهم تصنيفًا. سمع: الحسين بن الفضل، والفضل بن محمد الشعراني.
وحج سنة سبعٍ وسبعين، فسمع: محمد بن منده بالري، وإبراهيم بن ديزل بهمذان، والحارث التميمي ببغداد، وعلي بن عبد العزيز بمكة، وطائفة كبيرة. وصنف "المسند الكبير" في أربعمائة جزء، وعمل الأبواب في مائتين وستين جزءا، والتفسير في مائتين وثلاثين جزءا. ومات فجأة في الحمام يوم الجمعة. ولما صلينا عليه قال أبو العبّاس الأصمّ: كنتُ أقول: إذا متُّ إنّما يكون السُّوق في التحديث لعلي بن حمشاذ. وسنعت أبا بكر أحمد بن إسحاق يقول: صِحّبتُ عليَّ بن حَمْشاذ في الحَضَر والسَّفَر، فما أعلم أنّ الملائكة كتبت عليه خطيئة.
وسمعت أبا أحمد الحاكم يقول: ما رأيت في مشايخنا أثبت في الرّواية والتّصنيف من عليّ بن حَمْشاذ. قال: ووُلِد سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين، وتوفي في شَوال. قلتُ: روي عنه: ابن مَنْدَه، وأبو الحسن بن محمد بن الحسين العلوي، وطائفة كبيرة.
__________
1 المنتظم "6/ 364، 365"، سير أعلام النبلاء "15/ 398-400"، البداية والنهاية "11/ 222".(25/96)
261- عليّ بن محمد بن عامر: أبو الحسن إمام جامع نهاوند. حَدث في هذا العام عن: سعد بن محمد البيروتيّ، وإسحاق الدَّبّريّ. وعنه: ابن لال، وعلي بن جهضم، وأبو الحسن محمد بن علي الحسني الهَمَذَانيّ، وأبو غانم مظفر بن حسين، وآخرون.
وكان واسع الرحلة عالي الهمّة. وثقهُ الخليلي وقال: مات بنهاوند سنة 383.
"حرف القاف":
262- القاسم بن أبي صالح بُنْدار بن إسحاق1: أبو أحمد الهمْدانيّ الأديب ابن الرّزّاز. سمع: إبراهيم بن دِيزيل، وأبا حاتم الرّازيّ، وجماعة. وعنه: شعيب بن علي القاضي، وأحمد ابن لال، وأبو زُرْعة أحمد بن الحسين الحافظ، وطائفة. وكان صدوقًا.
"حرف الميم":
263- محمد بن إبراهيم بن حبيش البغدادي المعدل2: روى عن: محمد بن شجاع البْلخيّ، وعبّاس الدُّوريّ، وإبراهيم بن عبد اللَّه القصّار. وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وأحمد بن الفَرَج بن الحَجّاج، وعبد الرحمن بن عمر الخلال. وعاش ستًّا وثمانين سنة.
264- محمد بن عبد اللَّه بن دينار3: أبو عبد الله النَّيْسابوريّ الزاهد المعّدل الفقيه الحنفيّ. سمع: السري بن خزيمة، ومحمد بن أشرس، والحسين بن الفضل، وأحمد بن سَلَمَةَ، وجماعة كثيرة. وعنه: الحاكم، وقال: كان يصوم النّهار ويقوم الّليل ويصبر على الفَقْر. ما رأيت في مشايخ أصحاب الرأي أعبد منه. كان يحجّ ويغزو. وكان عارفًا بمذهب أبي حنيفة. خرج للحجّ فتوفي غريبًا ببغداد. قال الخطيب: ثقة. توفي في غُرّة صَفَر. وسمع منه ابن شاهين. وكان قد رغب عن الفتوى لاشتغاله بالعبادة مع صبر على الفقر.
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 388، 389"، لسان الميزان "4/ 460".
2 تاريخ بغداد "1/ 410"، المنتظم "6/ 361".
3 تاريخ بغداد "5/ 451، 452"، المنتظم "6/ 365، 366"، سير أعلام النبلاء "15/ 382، 383".(25/97)
وكان يأكل من عمل يده ويتصدَّق ويُؤْثر على نفسه.
265- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد المَلِك بْن أبي دُلَيْم1: أبو عبد الملك القُرْطُبيّ. سمع: محمد بن وضّاح، ومحمد بن عبد السّلام الخُشَنيّ، وعبيد الله بن يحيى، ومطرف بن قيس. وكان منقبضا عن الحكَّام، متشّبهًا بابن وضّاح. حدَّث عنه أهلُ الأندلس: أحمد بن القاسم التّاهَرْتيّ، وابن الباجيّ. وتوفي في رمضان.
266- محمد بن المسيّب: أبو الحسين. عن أبي الزِّنْباع رَوْح بن الفَرَج.
267- محمد بن يحيى بن زكريّا2: أبو الحسين الرّازيّ القاضي الحافظ. من كبار الأئمّة. سمع ببغداد من: أبي شعيب الحرانيّ. وبالكوفة من: مطين.
وتفقه بابن سُرَيْجٍ. وصنَّف في الفقه والأصول. ومات شهيدًا.
"حرف الهاء":
268- هارون بن عبد العزيز بن الخليفة المعتمد على اللَّه أحمد بن المتوكّل: أبو محمد الهاشميّ النَّحْويّ. سكن مصر، وأملي بها عن: أبي العَينْاء، والمبرّد، وثعلب، والكُدَيميّ. وحدَّث في هذه السنة. روى عنه: جعفر ابن حنْزابَة الوزير.
"حرف الياء":
269- يحيى بْن محمد بْن يحيى: أبو سلمة المَرْوزِيّ. سمع: أبا مسلم الكجي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وجماعة. ووُجِد مقتولًا في مُصَلاه ليلة سبعٍ وعشرين من رمضان.
وفيات سنة تسعٍ وثلاثين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
270- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عليّ3: أبو الحسين المصريّ الناقد. سمع: بكّار بن قُتَيْبة، والربيع بن سليمان، وعبد اللَّه بن أبي مريم. وعنه: عبد الرحمن بن
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 56، 57"، لابن الفرضي.
2 سير أعلام النبلاء "15/ 379".
3 المنتظم "6/ 167".(25/98)
النحاس، وجماعة. قال ابن يونس: كان ثقة طريفًا. توفي في صفر. وعنه أيضًا: ابن جُمَيْع وعليّ بن محمد الحلبيّ.
271- أحمد بن محمد بن إبراهيم الطوسيّ الحافظ1: أبو محمد البلاذري الواعظ. قال الحاكم: كان واحد عصره في الحفظ والوعظ. كان شيخنا أبو عليّ الحافظ ومشايخنا يحضرون مجلسَه، ويفرحون بما يذكره على رءوس الملأ من الأسانيد. ولم أرهم قطّ غمزوه في إسناده أو اسم أو حديث.
سمع: تميم بن محمد الحافظ، ومحمد بن أيّوب الرّازيّ، وعبد اللَّه بن محمد بن شِيرُويْه، وجماعة كثيرة بالعراق، وخُراسان. وخرج صحيحًا على وضع كتاب مسلم. واستُشْهد بالّطابران، وهي مُرَيْحَلة من نَيْسابور.
272- أحمد بن محمد بن داود2: الفقيه النّسّاج النَّحْويّ الزّاهد. قزوينّي كبير السِّنّ. حج، وسمع بمكَّةَ: محمد ابن إسماعيل الصائغ، وعبد الله بن أبي مسرة، وحدث.
273- أحمد بن محمد عاصم3: أبو عليّ الكّرانيّ الأصبهانيّ الحافظ. ثقة، يفهم ويذاكر. سمع: عبد اللَّه بن محمد النعمان، ومحمد بن إبراهيم الحيراني، وعمران ابن عبد الرّحيم، وأبا بكر بن أبي عاصم، وطبقتهم. وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو بكر المقرئ، وأبو بكر بن مَرْدُوَيْه الحفّاظ، وعليّ بن مَيْلَة. توفي في ربيع الأوّل. وكَرّان: محلَّة بأصبهان. قال ابن مَرْدُوَيْه: ثقة، مأمون، مُكِثر.
274- أحمد بن محمد بن فَضَالَةَ بن غَيْلان4: أبو عليّ الهمداني الحمصيّ الصّفّار المعروف بالسُّوسيّ.
سمع: أبا زُرْعَة الدّمشقيّ، ويزيد بن عبد الصّمد، وبحر بْن نصر الخَوْلانيّ، والربيع بْن سليمان، وبكّار بن قُتَيْبة، ومحمد بن عَوْف الطّائيّ، وخلقًا من المصريّين والشّاميين. وعنه: شجاع بن محمد العسكريّ، وأبو بكر بن أبي الحديد، وأبو محمد بن النّحّاس، وتّمام الرازي.
__________
1 تذكرة الحفاظ "3/ 101، 102"، شذرات الذهب "2/ 349".
2 التدوين في أخبار قزوين "2/ 233-235".
3 أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 103، 104"، سير أعلام النبلاء "15/ 403، 404".
4 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 74"، سير أعلام النبلاء "15/ 404".(25/99)
قال أبو سعيد بن يونس: كان ثقة، وكانت كُتُبُه جيادًا. قدِم مصر وتوفي في رمضان.
275- أحمد بن هارون: أبو العبّاس التّبَّان الفقيه. في رجب. كان شيخ الحنفية ومفتيهم بَنْيسابور. سمع: الفضل بن محمد الشعراني، وبشر بن موسى، وطبقتهما. وعنه: الحاكم.
276- إبراهيم بن أبان بن رُسْته المَدِينيّ: أبو إسحاق. سمع: محمد بن الصّائغ المكّيّ، وأبا مُسْلِم الكشي، واحمد بن يحيى بن خالد الرَّقّيّ. تُوُفّي فِي جُمادى الأولى.
"حرف الجيم":
277- جَعْفَر بن أبي داود بن حمدان بن سليمان1: أبو الفضل النّيْسابوريّ المقرئ، المؤدِّب. نزيل دمشق. قرأ علي: هارون الأخفش، وكان من جِلّة أصحابه. قرأ عليه: عبد الله بن عطيّة، وأبو بكر محمد بن أحمد الْجُبْنيّ، والمظفرّ بن عبد اللَّه، ومحمد بن الحُسَيْن الدَّبِيليّ، وجماعة. وتوفي في صفر.
"حرف الحاء":
278- الْحَسَن بْن عَبْد الرَّحمن بْن إسحاق: أبو محمد المصريّ الجوهريّ الفقيه. تقلَّد فضاء مصر هو وأبوه. وكان رئيسًا متصوّنًا، من بيت حشمة وعلم. قال ابن يونس: كتب كثيرًا وكتبتُ عنه. وتوفي في جُمَادَى الآخرة.
279- الحسن بن عبد اللَّه بن عيّاش: أبو عليّ. رحل وسمعٍ: محمد بن يونس الكُدَيْميّ، وعليّ بن سهل بن المغيرة. وكان حافظًا أظنّه من أَرْدَبيل.
280- الحسن بن محمد2: أبو الطَّيِّب المصريّ الرّيّاش. شيخ مُعَمَّر. حدَّث في هذا العام عن: عبد الملك بن شعيب بن اللَّيْث. وهو آخر من حدَّث عَنْهُ.
روى عَنْهُ: عبد الرحمن بن عمر النحاس. وقال الحبّال: لم يكن عند النّحّاس من حديث عبد الملك بعلوٍّ غير حديث واحد.
__________
1 غاية النهاية "1/ 191".
2 الإكمال لابن ماكولا "3/ 360، 361".(25/100)
وروى أيضًا يونس بن عبد الأعلى. وقع لي حديثه عاليًا في الرابع من "الخِلَعيّات". وهو الحسن بن محمد بن إبراهيم البرمكيّ. وذكره ابن ماكولا فقال: روى عن: أبي أُمّية الطرسوسي، وابن عبد الحَكَم، والربيع الجيزي، وبحر بن نصر. وسمي جماعة. روى عنه ابن النحاس. ولم يزد.
قلتُ: وحديثه عن عبد الملك رواه ابن طاهر المقدسي، عن الحبّال، عن النّحّاس، عنه.
281- الحسين بن أحمد بن النّاصر1: أبو عبد الله العلويّ الكوفيّ. أحد وجوه السّادة. كان ورعًا، زاهدًا، ثقة. روى عن: أبيه، وإسحاق الحِمْيَريّ. وعنه: أبو عمر بن حيويه.
282- الحسن بن إسماعيل الفارسي: حدث ببخارى عن: سهل بْن المتوكل. وثقه أبو زُرْعَة أحمد الحافظ.
283- حفص بن عمر الأرْدُبِيليّ2: الحافظ أبو القاسم. سمع: أبا حاتم الرزاي، ويحيى بن أبي طالب، وأبا قلابة عبد الملك الرّياشيّ، وإبراهيم بن دِيزِيل. وله تصانيف وفوائد. وكان ثقة، عارفًا. روى عنه: أحمد بن طاهر المَيَانِجِيّ، وأحمد بن عليّ بن لال، وجماعة.
"حرف السين":
284- سليمان بن يزيد3: أبو داود القَزْوِينيّ الفاميّ. ارتحل مع أبي الحسن القطان باليمن. وسمع: أبا حاتم الرّازيّ، والمُنْسجِر بن الصَّلْت، ومحمد بن ماجة، وإسحاق الدَّبَريّ. وعنه: أبو الحسين أحمد الفارس، وسليمان ابن أحمد النّسّاج.
"حرف العين":
285- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن حمدوَيْه بن نُعَيْم بن الحَكَم الضبي: أبو محمد النيسابوري البيع المؤذن.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 7"، المنتظم "6/ 368".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 433، 434"، تذكرة الحفاظ "3/ 850، 851"، شذرات الذهب "2/ 349".
3 سير أعلام النبلاء "15/ 405، 406".(25/101)
قال الحاكم: هو الّذي أذّنَ ثلاثًا وستّين سنة محتسبًا، وحجّ ثلاث حجج، وغزا اثنتين وعشرين غزوة. وما ترك قيام اللّيل. وأنفق على العلماء والزُّهّاد أكثر من مائة ألف. توفي سنة تسعٍ وثلاثين.
286- عبد الرحمن بن سَلْمَوَيْه: أبو بكر الرّازيّ الفقيه الشّافعيّ. نزيل مصر. روى عن: أبي شعيب الحّرانيّ، وغيره. وعنه: أبو محمد النّحّاس.
قال ابن يونس: كان ثقة، له حلقة بجامع مصر للعلم كتبَ الكثير عن أهلِ بلده، وغيرهم.
287- عليّ بن عبد اللَّه بن يزيد بن أبي مطر المَعَافريّ: أبو الحسن الإسكندرانيّ الفقيه. قاضي الإسكندرية، وله مائة سنة. سمع: محمد بن عبد اللَّه بن ميمون صاحب الوليد بن مسلم، وأحمد بن محمد بن عبد ربّه صاحب سُفْيان بن عيينة، ومحمد بن المواز المالكي. وكان الرحلة إليه. سمع منه القاضي أبو الحسن التِّلْبانيّ، ودرس بن إسماعيل، وعبد الرحمن بن عمر النّحّاس، ومنير بن أحمد الحسّاب.
288- عليّ بن محمد بن عامر النهّاونديّ1: سمع: بكر بن سهل الدِّمْياطيّ، وأحمد بن محمد بن رِشْدين. وعنه: ابن لال، وابن رُوزَبة، والهمدانيون.
289- عمر بن الحسن بن عليّ بن مالك الشَّيْبانيّ البغداديّ2: أبو الحسن بن الأُشْنانيّ القاضي. سمع: أباه، ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني، ومحمد بْن شداد المسمعي، وموسى بْن سهل الوشاء، وابن أبي الدنيا.
وعنه: أبو العباس بن عقدة مع تقدمه، وابن المظفر، والدارقطني، والمعافى بن زكريا، وأبو الحسن بن بشران، وأبو الحسن بن مخلد وهو آخر من حدَّث عنه. ولي القضاء بنواحي الشام. وقد روى حروف عاصم عن محمد ابن الْجَهْم السِّمَّريّ. سمعها منه أبو طاهر بن أبي هاشم، وأحمد بن نَصْر الشّذائيّ.
وقال الحاكم: قلت للدارقطني: سمعت أبا عليّ الحافظ يوثّق عمر بن الأُشْنانيّ. فقال: بئس ما قال شيخنا أبو عليّ: دخلتُ عليه وبين يديه كتاب "الشفعة"، وفيه:
__________
1 تقدمت ترجمته برقم "260".
2 تاريخ بغداد "11/ 236-239"، ميزان الاعتدال "3/ 185"، سير أعلام النبلاء "15/ 406، 407"، لسان الميزان "4/ 290".(25/102)
عن أبي إسماعيل الترمذي، عن عمر أبي صالح، عن عبد العزيز بن الماجشون، عن مالك، عن الزُّهْريّ. فقلت: قطع اللَّه يد مَن كتب هذا ومن يحُدث به. ما حدث به إسماعيل ولا أبو صالح ولا ابن الماجِشُون. قال: فما زال يُداريني حتّى أخذ الكتاب منّي وأنصرفت. فلما أصبحت دقّ غلامه الباب، فخرجتُ إليه فإذا القاضي، فما زال يتلافى ذلك بأنواعٍ من البِرّ. ورأيت مرّةً في كتابه: عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الْحَمَّالِ، عَنْ قُبيصة، عن سفيان ابن عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: "نُهِيَ عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ".
وكان يكذب. وقد ولي القضاء ببغداد ثلاثة أيّام، وعُزِل. وقد حدَّث في أيّام الحربيّ إبراهيم بن إسحاق سنة نيفٍ وثمانين. ومولده سنة ستيّن ومائتين. قال أبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ: سألت الدَّارَقُطْنيّ عَنْ عمر بن الأُشْنانيّ فقال: سعيد. توفي في ذي الحِجَّة.
290- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن منير1: أبو بكر بن أبي الأصبغ الحراني، إمام عَمْرو بن العاص، ونزيل مصر. قرأ القرآن على: أحمد بن هلال. وسمع قراءة نافع من عبد اللَّه بن عيسى عن عيسى بن مينا المدني قالون. وحدث، ودرس مذهب مالك. روى عنه: أحمد بن عمر القاضي، ومحمد بن مُفَرِّج القاضي الأندلسيّ القُرْطُبيّ، وغيرهما. توفي في شوّال. قاله الدّانيّ.
وروى عن: محمد بْن سُلَيْمَان المنقري. وعنه: منير الخشّاب، وابن النّحّاس. وكان يروي المسائل الأسديّة، وكان قيّمًا بها، عن أبي الزِّنْبَاع القطّان، عن أبي زيد بن أبي الغَمْر، عن ابن القاسم. مات في شوّال.
291- محمد بن الحافظ أحمد بن عَمْرو العَتَكيّ البزّار2: سمع: أبا الأحْوَص محمد بن الهيثم، وأبا علاثة المصري. وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وابن جُمَيْع.
292- محمد بن القاهر بالله3: أمير المؤمنين أبو المنصور بن المعتضد بالله أحمد بن طلحة بن المتوكّل على اللَّه. استُخْلِف سنة عشرين عند قتل المقتدر، وخلعوه في جُمَادَى الأوّلى سنة اثنتين وعشرين، وسملت عيناه فسالتا.
__________
1 غاية النهاية "2/ 68".
2 تاريخ بغداد "1/ 327، 328"، المنتظم "6/ 368".
3 تاريخ بغداد "1/ 339، 340"، المنتظم "6/ 368"، سير أعلام النبلاء "15/ 98-103".(25/103)
وحَبسوه مدّةً ثمّ أهملوه وسيبّوه. ومات فِي هَذَا العام فِي جُمَادَى الآخرة. وكان ربعَةً أسمرًا، أصْهب الشَّعْر، طويل الأنف. ذكرتُ من سيرته في الحوادث.
293- محمد بن إبراهيم بن حَمْدَوَيْه البخاري الفرائضي الحساب: روى عنه: صالح جرزة، وموسى بن أفلح.
294- محمد بن بكر بن العوّام: أبو بكر الشَّيْبانيّ المصريّ. روي عن: أبي يزيد القراطيسيّ، وبكر بن سهل. وتوفي في رجب.
295- محمد بن حاتم بن خُزَيْمَة1: أبو جعفر الأسامي الكَشّيّ المُعَمَّر. من ولد أسامة بن زيد الحُباب. قال الحاكم: قدِم علينا سنة تسعٍ وثلاثين ليحُجّ، فحدَّثنا عن عبد حُمَيْد، والفتح بن عَمْرو. وذكر أنّه ابن مائة وثمان سنين. وعرضتُ كُتُبُه على شيخنا أبي بكر الصِّبْغيّ، فأمرنا بالسّماع منه. توفي بهمَدَان في شَوال من السنة. وقال ابن الصّلاح في النّوع السّتّين: روينا عن الحاكم أنّه قال: لمّا قدِم علينا محمد بن حاتم وحدَّث عن عبدٍ سألته عن مولده، فقال: سنة ستين ومائتين. قلتُ: فظهر كِذبُه.
296- محمد بن الحسين بن عليّ أبو الحسين بن محمد بن أبي مُعَاذ البلْخيّ: أبو جعفر.
297- محمد بن طالب بن عليّ: أبو الحسين النَّسَفيّ الفقيه، إمام الشّافعيّة بتلك الدّيار. كان فقيهًا عارفًا باختلاف العلماء. نقيّ الحديث، صحيحه. ما كتبَ إلا عن الثّقات. وكذا قال جعفر المستغفريّ. سمع: علي بن عبد العزيز بمكّة، وموسى بن هارون، وطائفة، توفي في رجب بنَسف.
298- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد2: أَبُو عبد الله الأصبهانيّ الصّفّار: قال الحاكم: هو محدَّث عصره. وكان مجَاب الدَّعوة، لم يرفع رأسًه إلى السماء، كما بلغنا، نيفًا وأربعين سنة.
سمع ببلده: أحمد بن عصام، وأُسَيْد بن عاصم، وأحمد بن رستم، وعبيدًا
__________
1 ميزان الاعتدال "3/ 503"، سير أعلام النبلاء "15/ 380، 381"، لسان الميزان "5/ 110".
2 المنتظم لابن الجوزي "6/ 368"، سير أعلام النبلاء "15/ 437، 438"، الوافي بالوفيات "3/ 416".(25/104)
الغزّال، وجماعة في سنة ثلاثٍ وستين ومائتين. وبفارس: أحمد بن مهران بن خالد. وببغداد: أحمد بن عبيد الله النرسي، ومحمد بن الفرج الأزرق. والتصانيف من: أبي بكر بن أبي الدِّنيا. وبمكّة: عليّ بن عبد العزيز، وجماعة. وصنِّف في الزُّهْديّات.
وورد نيسابور قبل الثلاثمائة فسكنها. وكان قد سمع "المُسْنَد" من عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل. وكتب مصنّفات إسماعيل القاضي. وصحب العُبّاد، ورحل إلى الحَسَن بن سفُيْان. وحصَّل "المُسْنَد" ومصنَّفات ابن أبي شَيْبَة. قال الحاكم: كان وراقه أبو العباس المصريّ خانه واختزل عيون كُتُبه، وأكثر من خمسمائة جزء من أصوله، فكان يجامله أبو عبد الله جاهدًا في استرجاعها منه، فلم ينجع فيه شيء. وكان كبير المحّل في الصَّنعة، فذهبَ علمه بدُعاء الشيخ عليه. روى عنه: أبو عليّ الحافظ، وأكثر مشايخنا. وتُوُفّي في ذي القعدة سنة تسعٍ وثلاثين، وله ثمانٍ وتسعون سنة. قلت: روي عَنْهُ الحاكم بن البيَّع، ومحمد بن إبراهيم الْجُرْجانيّ، ومحمد بن موسى الصَّيْرفيّ، وأبو الحسين الحَجّاجيّ، وأبو عبد الله بن مَنْدَه، وآخرون.
299- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن يحيى بْن يحيى بن يحيى بن كثير اللَّيْثيّ1: مولاهم القُرْطُبيّ القاضي أبو عبد الله بن أبي عيسى. سمع من: عمّ أبيه عُبّيْد اللَّه، وأحمد بن خالد، ومحمد بن لُبابة، وحج، فسمع: محمد بن إبراهيم بن المنذر، ومحمد بن عَمْرو العُقَيْليّ. وقيل: لم يكن في قضَاة الأندلس أكثر شِعرًا منه. وكان فصيحًا مفوَّهًا، صارمًا في القضاء. وسمع أيضًا بمصر من: محمد بن محمد الباهلي، وابن زَبّان. وكان حافظًا للفقه، جامعًا للسُّنن. ولي قضاء الجماعة للنّاصر.
300- محمد بْن عَمْرو بْن البَخْتَرِيّ بْن مُدْرِك البغداديّ2: أَبُو جعْفَر الرّزّاز.
وُلِد سنة إحدى وخمسين ومائتين. وسمع: سعْدان بْن نصر، ومحمد بْن عَبْد الملك الدَّقيقيّ، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي، وعباس بن محمد الدوري، وطبقتهم. وانتخب عليه عمر البغوي. قَالَ الحاكم: كَانَ ثقة مأمونًا. وقَالَ الخطيب: كان ثقة ثَبْتًا.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 58، 59"، جذوة المقتبس للحميدي "63".
2 تاريخ بغداد "3/ 132"، سير أعلام النبلاء "15/ 385، 386"، الوافي بالوفيات "4/ 291".(25/105)
رَوَى عَنْهُ: ابن رزْقَوَيْه، وأبو الْحُسَيْن بْن بِشْران، وهلال الحفار، وأبو عبد الله بْن مَنْدَه، وأبو نصر بْن حَسْنُونٍ النَّرْسِيّ، وأبو الحسن بن محمد بْن محمد بْن مخلد، وخلق سواهم. آخر من روى حديثه بعُلُو ابن شاتيل، ونصر اللَّه القزاز.
301- محمد بْن محمد بْن طَرْخَان بْن أَوْزَلَغ1: أَبُو نصْر التُّرْكيّ الفارابيّ الحكيم.
صاحب الفلسفة. كَانَ بارعًا فِي الكلام والنطق والموسيقى، وله تصانيف مشهورة، مَن ابتغَى الهُدى منها أضلّهُ اللَّه. وبكُتُبه تخَّرج أبو عليّ بْن سينا. قِدم أَبُو نصْر بغداد، فأتقنّ بها اللغة، وأدرك بها متَّى بْن يونس الفيلسوف المنطقيّ، فأخذ عَنْهُ. وسار إلى حرّان فلزِم يوحنّا بْن جيلان النَّصرانيّ فأخذ عَنْهُ، وسار إلى دمشق، وإلى مصر، ثمّ رجع إلى دمشق. وكان مفرطًا في الذكاء.
وقيل: إنّه دخل بدمشق عَلَى سيف الدّولة بْن حمدان وهو بزي الترك -وكان زيُّه دائمًا. وكان يعرِف فيما زعموا، سبعين لسانًا. وكان أَبُوهُ قائد جيش فيما بَلَغَنا- فقعد فِي الصَّدْر وأخذ يتكلم مع علماء المجلس في كل فن، ولم يزل كلامه يعلو وكلامهم يسفل حَتَّى صمت الكُلّ. ثُم إنّه خلا بِهِ، فإذا بِهِ أبرع من يوجد فِي لِعب العُود. فأخرج عودًا من خريطة، وركّبه ولِعب بِهِ، فضحك كلّ من فِي المجلس طربًا. ثمّ غيّر تركيَبه وحرّكه فنام كلُّ من فِي المجلس، حتّى البّواب، فتركهم وراح.
ويقال: إنّ القانون هُوَ أوّل من اخترعه. وكان منفردًا لا يُعاشر أحدًا. وكان يقعد بدمشق فِي المواضع النَّزِهَة، ويُصنّف ويُشغل. وقَلَّما بيّض من تصانيفه. وسألوه: مَن أعلم أنتَ أو أرسطو؟ فقال: لو أدركته لكنتُ أكبر تلاميذه.
وقد ذكر أَبُو العبّاس أَحْمَد بْن أَبِي أُصيبعة فِي ترجمة أَبِي نصر: لَهُ شِعرًا جيّدًا، وأدعية مليحة عَلَى اصطلاح الفلاسفة وعباراتهم. وسَرد أسماء مصنَّفاته، وهي كثيرة منها: مقالة فِي إثبات الكيمياء والرّدّ عَلَى مُبطلها. وكلّ مصنفَّاته فِي الرّياضيّ والإلهيّ. وكان زاهدًا كزُهْد الفلاسفة، لا يحتفل بملبسٍ ولا مسكن. أجرى عَلَيْهِ سيف الدولة كلّ يوم أربعة دراهم. وبدمشق تُوُفّي، وصلّى عَلَيْهِ سيف الدولة. وعاش نحوًا من ثمانين سنة. ومات فِي رجب، ودفن بمقبرة باب الصّغير.
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 491"، سير أعلام النبلاء "15/ 416-418"، البداية والنهاية "11/ 224".(25/106)
302- محمد بن مروان بن زريق1: أبو عبد الله البَطَلْيُوسيّ. سَمِعَ ببلده من: منذر بْن حزْم، ومحمد بْن سُوَيْد.
ورحل، فأكثر عَنْ: البَغَوِيّ، وابن أَبِي دَاوُد، وابن زبان المصري. حدث بقرطية.
وفيات سنة أربعين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
303- أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان بن عبدويه: أو نصر العَبْدويّ النسائي الرّئيس. سَمِعَ: محمد بْن عَبْد الوهّاب الفرّاء، والسَّريّ بْن خُزَيْمَة، وطبقتهما. وقد سَمِعَ منه الحاكم حكايات، وقال: امتنع من التَّحديث.
304- أَحْمَد بْن سعد بْن عَبْد الرّحيم: أَبُو نصر الشّاشيّ. تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.
305- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زياد بْن بِشْر بْن دِرْهَم العَنَزِيّ2: الْإمَام أَبُو سَعِيد بن الأعرابيّ البصْريّ. نزيل مكّة. سَمِعَ: الْحَسَن بْن محمد بْن الصّبّاح الزَّعْفرانيّ، وسعْدان بْن نصْر، وعبد اللَّه بْن أيّوب المُخَرِّميّ، ومحمد بْن عبد الملك الدقيقي، وأبا جعفر بن المنادي. وجمع وصنَّف وطال عمره.
روى عَنْهُ: أَبُو بكر المقرئ، وابن منده، عبد اللَّه بْن يوسف، وعبد اللَّه بْن محمد القطّان الدّمشقيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن جُمَيْع، وعبد الرحمن بن عمر النحاس، ومحمد بن أحمد بْن مفرج القُرْطُبي، وعبد الوهّاب بْن منير، وأبو الفتح محمد بْن إبراهيم الطّرُسوسيّ، وصَدَقة بْن محمد بْن الدّلم الدّمشقيّ، وخلق كثير من الحُجاج. وكان شيخ الحرم فِي وقته سَنَدًا وعلمًا وزُهدًا وعبادة "وتسليكا". فإنّه صَحِب الْجُنَيْد، وعَمْرو بْن عثمان المكّيّ، وأبا أَحْمَد القلانِسيّ، وأبا الْحُسَيْن النُّوريّ. وجمع كتاب "طبقات النُّسَّاك"، وكتاب "تاريخ البصرة".
وما أحسن ما قَالَ فِي "طبقات النُّسَّاك" فِي ترجمة النوري أنه مات وهم عنده
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 57، 58".
2 حلية الأولياء "10/ 375، 376"، المنتظم "6/ 371"، سير أعلام النبلاء "15/ 407-412"، لسان الميزان "1/ 308، 309".(25/107)
يتكلّمون فِي شيءٍ سُكوتهم عَنْهُ أَوْلَى، لأنّه شيء يتكَّهنون فِيهِ ويتعسّفون بظُنونهم. فإذا كَانَ أولئك كذلك، فكيف بمَن حدَّث بعدهم؟ إلى أن قَالَ ابن الأعرابّي: وإنّما كانوا يقولون جمعٌ، وصورة الجمع عند كلّ واحدٍ بخلافها عند الآخر. وكذلك صعدة الفناء. فكانوا يتَّفقون فِي الأسماء ويختلفون فِي معناها؛ لأنّ ما تحت الاسم غير محصور؛ لأّنها من المعارف، وكذلك علم المعرفة غير محصور، ولا نهاية لَهُ، ولا لوجوده، ولا لذوقه. إلى أن قَالَ: فإذا سمعتَ الرجل يسأل عَنِ الجمع أو الفناء أو يجيب فيهما، فاعلم أنّه فارغ لَيْسَ من أهلها؛ لأنّ أهلها لا يسألون عنها، لعلمهم بأنّها لا تُدرك وصفًا.
وكذلك المجيب فيها إن كان من أهلها علم أنّ السّائل عنها لَيْسَ من أهلها، فمحالٌ إجابته، كما هُوَ مُحال سؤال مَن أهلها. فإذا رَأَيْت سائلًا عَنْ ذَلِكَ فاعلم فراغه وعاميّته.
قلت: وصنَّف فِي شرف الفقر، وفي الّتصّوف. وكان ثقة ثبتًا. ومن كلامه: أخسَر الخاسرين من أبرز للنّاس صالح أعماله، وبارز بالقبيح مَن هُوَ أقرب إِلَيْهِ من حبل الوريد. وقال السُّلَميّ: سمعتُ أَبَا بَكْر محمد بْن عَبْد اللَّه الرّازيّ: سَمِعْتُ ابن الأعرابيّ يَقُولُ: إنّ اللَّه طيبَ الدّنيا للعارفين بالخروج منها، وطيّب الجنّة لأهلها بالخلود فيها.
وسمعته يقول: ثبتَ الوعْد والوعيد عَنِ اللَّه تعالى، فإذا كَانَ الوعْد قبل الوعيد فالوعيد تهديد، وإذا كَانَ الوعيد قبل الوعد فالوعيد منسوخ. وإذا كَانَ معًا، فالغَلَبة والثَّبات للوعد، لأنّ الوعد حقّ العبد، والوعيد حقّ اللَّه عز وجل والكريم يتغافل عَنْ حقّه. وقال السُّلَميّ: سَمِعْتُ محمد بْن الْحَسَن الخشّاب: سَمِعْتُ ابن الأعرابيّ يَقُولُ: المعرفة كلّها الاعتراف بالجهل، والتّصّوف كلّه ترك الفضول، والزهد كله أخذ ما لا بد منه، والمعاملة كلّها استعمال الأَوْلى بالأَوْلى، والرّضا كلّه ترك الاعتراض، والعافية كلّها سقوط التّكلُّف بلا تكُّلف.
وذكر أَبُو عُمَر الطَّلِمَنْكيّ، عَنْ شيخه أَبِي عَبْد الرَّحْمَن بْن مُفَرِّج قَالَ: لقيت بمكة أبا سعيد بن الأعرابي المعنزي، وتوفي يوم السّابع والعشرين من ذي القعدة سنة أربعين، وصلَّينا عَلَيْهِ.
ومولده سنة ستٍّ وأربعين ومائتين. وقال عَبْد اللَّه بْن يوسف بْن باموَيْه: حضرت(25/108)
موته فِي ذي القعدة سنة أربعين. آخر مَن روى لنا حديث ابن الأعرابيّ بعُلُوّ: محمد بْن أَبِي العزّ فِي "الخِلَعّيات".
306- أَحْمَد بْن أَبِي بَكْر محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن مهران: أَبُو الْحَسَن الإسماعيليّ النَّيسابوريّ العدْل. سَمِعَ: أَبَاهُ، ومحمد بْن إبْرَاهِيم الْبُوشَنْجيِ. وعنه: الحاكم.
307- أحمد بن يعقوب بن أحمد بن مهران: أبو سعيد الثقفي النيسابوري الزاهد العابد، نسيب أبي العباس السراج.
سَمِعَ: محمد بْن إبْرَاهِيم البوشجي، ومحمد بن عمرو، والحرشي، وأبا مسلم الكجي، ومحمد بن بن عثمان ابن أَبِي شيبة، ومحمد بْن أيّوب الرّازيّ، وطبقتهم. وعنه: أَبُو عليّ الحافظ، والحاكم أبو عبد الله، وجماعة. تُوُفّي فِي رمضان، وقد شاخ.
308- إبْرَاهِيم بْن أَحْمَد1: أَبُو إِسْحَاق المَرْوزِيّ، الشّافعيّ. شيخ المذهب، وشيخ أَبِي زَيْدُ المَرْوزِيّ الزّاهد. أحد أعلام المذهب. أقام ببغداد مدّة طويلة يُفتى ويدرّس. وأنجب من أصحابه خلقٌ كثير. شرح المذهب ولخَصه. وتفقّه عَلَى أَبِي العبّاس بْن سُرَيْج. وصنَّف كُتُبًا كثيرة، وانتهت إِلَيْهِ رئاسة المذهب بعد ابن سُرَيْج. وانتقل فِي آخر عمره إلى مصر. وإليه يُنْسَبُ درب المَرْوزِيّ الّذي فِي قطيعة الرّبيع. ومن جملة أصحابه أَبُو حامد أَحْمَد بْن بِشْر المَرْوَرُّوِذيّ عالِم أهلِ البصرة ومفتيهمِ وصاحب المصنَّفات الْمُتَوَفَّى سنة 362، وسيأتي. تُوُفّي أَبُو إِسْحَاق بمصر فِي تاسع رجب، وقيل: فِي حادي عشره من السنة، وُدِفن عند ضريح الشّافعيّ رحمه اللَّه.
309- أسباط بْن إبْرَاهِيم المدينيّ المعدّل: روى عَنْ: أَحْمَد بْن خشْنام، وإبراهيم بْن سعْدان، وابن أَبِي عاصم. روى عنه مثل ابن منده.
310- إسحاق بن إبراهيم بن زيد سلمة2: أبو عثمان التيمي الأصبهاني المعدل: ثقة مأمون، سَمِعَ: عِمران بْن عَبْد الرّحيم، وإسماعيل بْن بحر سمعان، ومُطَيَّنًا، وعبد اللَّه بْن النُّعمان. وعنه: أَبُو إِسْحَاق بْن حمزة، وأبو الحسن بن ميلة، وجماعة.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 1"، سير أعلام النبلاء "15/ 429، 430"، شذرات الذهب "2/ 355، 356".
2 أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 220".(25/109)
"حرف الحاء":
311- الحَسَن بْن يوسف بْن مُليح الطّرائفيّ الْمَصْريّ1: تُوُفّي فِي رجب. سَمِعَ: بحر بن نصر الخولاني، ويزيد ابن سِنان البصْريّ، وغير واحد. وهو ثقة إن شاء اللَّه. وعنه: أَبُو بَكْر بْن الْمُقْرِئ، وابْن مَنْدَه، وعبد الرَّحْمَن بْن النّحّاس.
312- الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن أيّوب2: أبو عبد الله الطُّوسيّ الأديب. كَانَ من كبار المحدّثين وثقاتهم. رحل إلى أَبِي حاتم فأقام عَلَيْهِ مدّة، وجاور فسمع مُسْنَد أَبِي يحيى بْن أَبِي مَسَرّة منه، وكُتبَ أَبِي عُبّيْد من عَلِيّ البَغَوِيّ. وقال: سَمِعْتُ ابن أَبِي مَسَرَّة يَقُولُ: أَنَا أفتي بمكّة منذ سبعين سنة. رُوِيَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيّ الحافظ، وأبو إِسْحَاق المُزَكيّ، وأبو الحسين الحجاجي، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو عَلِيّ الرُّوذَبَارِيّ، وآخرون.
313- الْحُسَيْن بْن صفوان بْن إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم3: أَبُو عَلِيّ البرذعيّ. سَمِعَ: أَبَا بَكْر بْن أَبِي الدّنيا، ومحمد بْن شدّاد المِسْمَعيّ، ومحمد بْن الفَرَج الأزرق، والبِرْتيّ. تُوُفّي فِي شعبان. قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا رحمه اللَّه تعالي.
"حرف السين":
314- سُلَيْمَان بْن محمد بْن سُلَيْمَان بْن خَالِد العَبْدي النَّيْسَابوريّ المَيْدانيّ: سمَّعه أَبُوهُ من: محمد بْن يحيى الذُّهْليّ، ويحيى بْن الذُّهْليّ. وكانت سماعاته عَنْد ابن أخته. قال الحاكم: فقصدنا غير مرّة فلم يُخرج سماعَه لنا، وقال هُوَ رَجُل أمّيٌ لا يليق بِهِ التَّحديث. ثم وجدنا مجالس ليحيى بن الذُّهْليّ، فقرأناها عَلَيْهِ.
"حرف العين":
314- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يعقوب بْن الحارثي بن الخليل4: أبو محمد
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 418، 419"، لسان الميزان "2/ 260".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 358، 359".
3 تاريخ بغداد "8/ 54"، سير أعلام النبلاء "15/ 442"، شذرات الذهب "2/ 356".
4 تاريخ بغداد "10/ 126، 127"، ميزان الاعتدال "2/ 496، 497"، لسان الميزان "3/ 348، 349".(25/110)
الحارث الكَلابَاذيّ الْبُخَارِيّ الفقيه، شيخ الحنفيّة بما وراء النَّهر، ويعُرف بعبد اللَّه الأستاذ. كَانَ كبير الشّأن كثير الحديث، إمامًا فِي الفقه.
روى عَنْ: عُبّيْد اللَّه بْن واصل، وعبد الصمد بن الفضل، وحمدان بن ذي النون، أحمد بن الضوء، وأبي الموجه المروزي، ومحمد بن علي الصائغ المكي، موسى بن هارون الحافظ، وخالد بن تمام الأسدي، والفضل بن محمد الشعراني، وأبي بكر بن أبي عبد الله بن أبي حفص الكبير، وأبي معشر حمدويه بن خطاب، وعمران بن فرينام، ومحمد بن الليث السرخسي، وأبي همام محمد بن خلف النسفي. وعاش ثمانين سنة أو أكثر.
وصنف كتاب "الكشف عَنْ وهم الطائفة الظالمة أَبَا حنيفة". وعنه: أَبُو الطَّيّب عَبْد اللَّه بْن محمد، ومحمد بْن الْحَسَن بن منصور النيسابوريان، وأحمد بْن يعقوب الفارسيّ، وطائفة. ومِن القُدماء: أَبُو العبّاس بْن عُقْدَةَ. ومِن المتأخرين: أبو عبد الله بْن منده. وكان حسنُ الرّأي فِيهِ. قَالَ حمزة السَّهميّ: سَأَلت عَنْهُ أَبَا زُرْعَة أحمد بن الحسين الرّازيّ فقال: ضعيف.
وقال الحاكم: هُوَ صاحب عجائب عَنِ الثقات. وقال الخطيب: لا يُحتج بِهِ. وُلِد سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين، وتوفي فِي شوال.
قلت: وقد جمع "مُسْنَد أبي حنيفة".
316- عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق النهاوندي1: أَبُو القاسم الزّجّاجيّ النَّحْويّ، صاحب "الْجُمَل". أصله من صَيمر، نزل بغداد ولزِم أَبَا إِسْحَاق الزّجّاج حتى برعَ فِي النَّحْو. ثم نزل حلب، ثمّ دمشق. وأملى عَنْ: محمد بْن العبّاس اليزيديّ، وعليّ بْن سُليمان الأخفش، وابن دُرَيْد، وغيرهم.
روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن عليّ الحلبيّ، وأبو محمد بْن أَبِي نصر التميمي، وعبد الرَّحْمَن بْن عمر بن نصر، وأحمد بن محمد بن سرّام النَّحْويّ. قَالَ الكتانيّ: تُوُفّي بطبرية فِي رمضان سنة أربعين. وبلغنا أنّه صنَّف "الجمل" بمكّة. وكان إذا فرغ البابَ طاف بِهِ أسبوعًا، ودعا بالمغفرة. وللنُّحاة عليه في هذا الكتاب مؤاخذات معروفة، وقد انتفع به خلقٌ من المشارقة والمغاربة.
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 491"، سير أعلام النبلاء "15/ 475، 476"، البداية والنهاية "11/ 225".(25/111)
317- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي العوام الرّياحيّ1: سَمِعَ: أَبَاهُ. وعنه: أَبُو حفص بن شاهين، والكَتّانيّ. وثقه الخطيب.
"حرف القاف":
318- القاسم بْن أصبغ بْن محمد بْن يوسف بْن واضح2: أَبُو محمد الأندلسيّ القُرْطُبيّ. مولي الوليد بْن عَبْد الملك الأمويّ البَيّانيّ. وبيّانه محلّة من قُرْطُبة. هذا مُسْنَد العصر بالأندلس وحافظها ومحدّثها الَّذِي من أخذَ عَنْهُ فقد استراح من الرّحلة. فإنَه سَمِعَ: بقي بْن مخلد، ومحمد بْن وضّاح، وأَصبْغ بْن خليل، ومحمد بن عبد السلام الخشني. ورحل إلى المشرق سنة 274، هو ابن بضعٍ وعشرين سنة، فسمع: محمد بن إسماعيل الصائغ، وجماعة بمكة.
وأبا محمد بن قتيبة، ومحمد بن الجهم السمري، والكديمي، وجعفر بن محمد بن شاكر، والحارث بن أبي أسامة، وأبا بكر أبي الدنيا، وأبا إسماعيل الترمذي، وأحمد بن أبي خيثمة وسمع منه تاريخه، وإسماعيل القاضي، ونحوهم ببغداد. وإبراهيم بْن أَبِي العيش القاضي، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه العبسي القصار صاحب وكيع. وكان رفيقه فِي الرحلة محمد بْن عَبْد الملك بْن أَيْمن. وصنَّف كتاب "السُّنن" علو وضع "سُنَن أَبِي دَاوُد" لكونه فاته السماع منه.
وصنف "مسند مالك"، وكتاب "بر الوالدين"، وغير ذلك. وكان بصيرًا بالحديث والرجال، نبيلًا فِي النَّحْو والغريب والشِّعْر، مشاوَرًا فِي الأحكام. وُلِد فِي ذي الحجّة سنة سبعٍ وأربعين ومائتين، وكان ممتعًا بذهنه، لا بنكر منه شيء إلا النسيان، خاصةً إلى آخر سنة سبعٍ وثلاثين، فتغّير ذهنه إلى أن مات في رابع عشر جُمَادَى الأولى سنة أربعين.
ومن مصنفاته: كتاب "المنتقى" وهو كصحيح مسلم فِي الصّحّة، وكتاب "المنتقى في السنن"، و"آثار التابعين". وله مصنف في الأنساب في غاية الحُسْن. وقيل: ترك التحديث قبل موته بعامين. روى عَنْهُ: حفيده قاسم بْن محمد، وعبد اللَّه بْن محمد الباجيّ الحافظ، وعبد الوارث بْن سُلَيْمَان، وعبد اللَّه بْن نصْر، وأبو بَكْر محمد بْن أَحْمَد بْن مُفَرِّج، وأحمد بْن القاسم التَّاهْرتيّ، وقاسم بْن محمد بْن غسلون، وأبو
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 76".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 472-474"، تذكرة الحفاظ "3/ 853-855"، لسان الميزان "4/ 458".(25/112)
عُمَر أَحْمَد بْن الْجَسُور، وأبو عثمان سَعِيد بن نصر، وخلق غيرهم. وتوفي في قرطبة فِي جُمَادَى الأولى.
319- القاسم بْن فهْد بْن أَحْمَد بْن أَبِي هُريرة الْمَصْريّ: يروي عَنْ: النَّسائيّ، وعُليك الرّازيّ. تُوُفّي فِي رجب.
"حرف الميم":
320- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم: أبو بكر بن السقاء الهروي، مفيد أهل هراة. يروي عَنْ: محمد بْن أَبِي عَلِيّ الخلاديّ، والحسن بْن سُفْيَان. وعنه: عَبْد اللَّه بْن يوسف الأصبهانيّ.
321- محمد بْن أَحْمَد بْن بالُوَيْه: أَبُو بَكْر النيسابوري الجلاب. من أعيان المحدّثين والرؤساء ببلده. رحل بِهِ أَبُوهُ وسمّعه من: محمد بْن غالب تمتام، ومحمد بْن رُمْح البزّار، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وبِشْر بْن مُوسَى، وموسى بْن الْحَسَن النَّسائيّ البغداديين.
وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الله بْن مَنْدَه، وغير واحد.
قَالَ الحاكم: سمعته يَقُولُ: قَالَ لي أَبُو بَكْر بْن خُزَيْمَة: بلغني أنّك كتبت عَنْ محمد بْن جرير تفسيره.
قلت: نعم، كتبته عَنْهُ كلّه إملاءً من سنة 283 إلى سنة 95. فاستعاره ابن خزيمة مني. قال الحاكم: وسمعته يَقُولُ: كتبتُ عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل ثلاثمائة جزء. تُوُفّي فِي رجب سنة 340.
322- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زيد1: أَبُو عَلِيّ بْن حيَكْان المعّدل النيسابوري. ثقة. قَالَ الحاكم: سَمِعْتُ الأستاذ أَبَا الوليد الفقيه يذكر فضل أَبِي عليّ وتقدُّمه فِي العدالة.
وقال: خطب محمد بن يحيى الذهلي في تزويجه بنت ابنه يحيى الشهيد: وثنا أَبُو عَلِيّ، عَنْ أَحْمَد بْن الأزهر، فذكر حديثًا. قلتُ: مات في عشر المائة.
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 420".(25/113)
323- محمد بْن إبْرَاهِيم بْن محمد بْن الْحُسَن1: أبو عبد الله بْن متَّوَيْه الأصبهانيّ. إمام الجامع وابن إمامه. كَانَ معدّلًا فاضلًا. سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن محمد بْن النُّعمان، والَهَرويّ، والطبقة. وحدَّث. قَالَ أَبُو نعيم الحافظ: مسحَ رأسي وأعطاني حلواء.
324- محمد بْن جعْفَر بْن إبْرَاهِيم: أَبُو بَكْر المَنَاسِكيّ.
سَمِعَ: عثمان بْن سَعِيد الدّارِميّ، ومحمد بْن إبْرَاهِيم البوشنجي. وعنه: أبو عبد الله الحاكم.
325- محمد بْن حمزة بْن أيوب اللَّخميّ: مولاهم الْمَصْريّ، وأبو الْحَسَن. روى عَنْ: يحيى بْن أيّوب، وطبقته. تُوُفّي في رجب.
326- محمد بن سعيد دَاوُد المدينيّ: سَمِعَ: عَلِيّ بْن محمد الثَّقفيّ الأصبهاني. وعنه: محمد بن عبد الرحمن اين سهل.
327- محمد بْن عُبّيْد اللَّه: أَبُو الفضل الحَوْتَكيّ الحصّار، مصريّ جليل. روى عَنْ: يحيى بْن عثمان بْن صالح، وأحمد بْن دَاوُد المكّيّ، وطبقتهما.
قَالَ ابن يونس: كَانَ ثقة. مات فِي صَفَر رحِمَه اللَّه.
328- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بالُوَيْه بْن زيد الشّاماتيّ: أَبُو جعْفَر النيسابوري. قَالَ الحاكم: صدوق صاحب كتاب سمع: الحسين بن الفضل، وأحمد بن نصر. كتبت عنه.
329- محمد بن عيسى بن بندار2: أبو بكر البغدادي الجصاص.
قرأ عَلَى: إِسْحَاق الخُزَاعيّ، وأبي ربيعة الرَّبَعيّ، وسعدان بْن كثير. قرأ عَلَيْهِ: عَلِيّ بْن مجاهد الحجازيّ.
330- محمد بْن ملاق بْن نصر: أَبُو العبّاس الأمويّ، مولاهم الْمَصْريّ. روى عَنْ: رَوْح بْن الفَرَج، وخَيْر بْن عَرَفَة.
وتوفي فِي شهر رمضان.
__________
1 أخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 282".
2 غاية النهاية "2/ 224".(25/114)
331- محمد بْن يحيى الطّائيّ المَوْصليّ1: قدِم بغداد، وحدث بها عن: جد أبيه، وجده، أحمد بْن إِسْحَاق الخشّاب. وعنه: محمد بْن أَحْمَد بْن رِزْقَوَيْه، وأبو الْحُسَيْن محمد بْن الْحُسَيْن بْن الفضل، وعمر بْن أَحْمَد العُكْبريّ، وغيرهم.
قَالَ أَبُو حازم العَبْدَويّ: لا أعلمه إلا ثقة. وحسّن أبي بَكْر البَرْقانيّ أمره. تُوُفّي ببغداد فِي رمضان.
وعند سُبْط السِّلَفيّ من حديثه جزءان فِي السّماء عُلُوًّا.
332- محمد بْن يحيى بْن مهديّ: أَبُو الذّكْر الْمَصْريّ الأسوانيّ التّمّار. قاضي مصر. كَانَ من كبار فقهاء المالكيّة. لَهُ حلقة. وحضر جنازته خلقٌ لا يُحصَى عددهم. وقد أطنب فِي ذِكره وأسهبَ فِي أمره أَبُو سَعِيد بْن يُونُس فقال: كَانَ لَهُ بمصر قدرٌ ومنزلة جليلة. وكان تسلم القضاء من أَبِي عُبّيْد عليّ بْن الحُسَين. وكان جلْدًا. وكان فتيا أهل مصر فِي وقته إِلَيْهِ. حدَّث بيسير، ونيفّ على الثمانين. توفي في يوم عيد الفطر. قلت: لك يذكر ابن يونس أَبَا عُبّيْد هذا فِي تاريخه. وكان لأبي الذّكْر قدمٌ فِي العبادة رحمه اللَّه تعالي.
"الكنى":
333- أَبُو الْحَسَن الكَرخي2: شيخ الحنيفة بالعراق. اسمه عبيد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن دلال. سمع ببغداد: إسماعيل القاضي. وسمع: محمد بن عبد الله الحضرمي مطين. روى عَنْهُ: أَبُو عُمَر بْن حَيَّوَيْهِ، وابن شاهين، وعبد اللَّه بْن محمد الأكفانيّ القاضي. وكان علامة كبير الشّأن، بارعًا.
انتهت إِلَيْهِ رئاسة الأصحاب، وانتشر تلامذته فِي البلاد. وكان عظيم العبادة والصلاة والصوم، صبورًا عَلَى الفقر والحاجة.
قَالَ أَبُو بَكْر الخطيب: حدثني الصيمري: حدثني أيو القاسم بْن علان الواسطيّ قَالَ: لمّا أصاب أَبَا الْحَسَن الكَرْخيّ الفالج فِي آخر عمره حضرته وحضر أصحابه أبو
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 432، 433"، سير أعلام النبلاء "15/ 357، 358"، لسان الميزان "5/ 428، 429".
2 تاريخ بغداد "10/ 353-354"، المنتظم "6/ 369، 370"، سير أعلام النبلاء "15/ 426، 427".(25/115)
بَكْر الدّامغانيّ، وأبو عَلَى الشّاشيّ، وأبو عبد الله البصْريّ فقالوا: هذا مرضَ يحتاج إلى نفقة وعلاج، والشيّخ مُقلّ. ولا ينبغي أن نبذله للناس. فكتبوا إلى سيف الدولة ابن حمدان. فأحسّ أَبُو الْحَسَن بما هُمْ فِيهِ، فبكي وقال: اللهُمّ لا تجعل رزْقي إلا من حيث عوَّدتني.
فمات قبل أن يُحمل إِلَيْهِ شيء. ثمّ ورد من سيف الدولة عشرة آلاف درهم قتُصدق بها. تُوُفّي وله ثمانون سنة. وأخذ عَنْهُ الفقه الذين ذكرناهم، والإمام أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عليّ الرّازيّ، وأبو القاسم عَلِيّ بْن محمد التنوخي.
334- أبو عمر الطَّبَريّ الفقيه1: كَانَ يدرّس ببغداد مذهب أَبِي حنيفة هُوَ، والكَرْخيّ، فماتا فِي عامٍ واحد. ولهذا شرْح الجامَعْين.
ومن المتوفّين تقريبًا
"حرف الألف":
335- أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل العسكريّ الْمَصْريّ: سَمِعَ: يونس بن الأعلى. وعنه: ابن مَنْدَه.
336- أَحْمَد بْن محمود بْن طَالِب بْن حيت2. بحاء مهملةٍ مكسورة: وذلك مستفاد من خَنْب. أبُو حامد الْبُخَارِيّ الصرام. ذكره ابن ماكولا، وأبو حِيت فردٌ، قَالَ: حدَّث أَبُو حامد عَنْ: عبد الله بن أبي حفص، ويعقوب بن غرمل. وعنه: سهل بن عثمان. مات بعد الثلاثين وثلاثمائة، وقد أتى عَلَيْهِ مائة وخمس وستّون.
337- أَحْمَد بْن مروان3: أَبُو بَكْر الدِّينَوَرِيّ المالكي، ومصنف "المجالسة". سمع: محمد بْن عَبْد الْعَزِيز الدينوري، وأبا بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وأبا قِلابة الرَّقَاشيّ، وعبد اللَّه بْن مُسلْمِ بْن قُتَيْبة، والكُدَيْميّ، والنَّضْر بْن عَبْد اللَّه الحُلْوانيّ، وعبّاس بن محمد الدوري، وإبراهيم بن ديزل، وعبد الرَّحْمَن بْن مرزوق البُزُورِيّ، وخلْقًا سواهم.
وعنه: الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل الضّرّاب، وإبراهيم بْن علي بن غالب التمار،
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 429".
2 الإكمال لابن ماكولا "2/ 157، 158"، المشتبه في أسماء الرجال "1/ 180، 273".
3 سير أعلام النبلاء "15/ 427، 428"، ميزان الاعتدال "1/ 156"، لسان الميزان "1/ 309، 310".(25/116)
والقاضي أَبُو بكر الأبْهريّ. وله: "فضائل مالك"، وكتاب "الرّدّ عَلَى الشّافعيّ". وله يدٌ فِي المذهب. ضعّفه الدّارَقُطْنيّ واتهمه.
قَالَ ابن زولاق فِي "قُضاة مصر". كَانَ أَحْمَد بْن مروان قد قدِم مصر وحدَّث بها بكُتُب ابن قُتَيْبة وغيرها. ثمّ سافر إلى أسوان لقضائها، فأقام بها سنين كثيرة. فحدّثني أَحْمَد بْن مروان قَالَ: ولي ابن قُتَيْبة، قضاء مصر، يعني أَبَا جعْفَر، فجاءني كتابُ أَبِي الذّكر محمد بْن يحيى يَقُولُ فِيهِ: خاطبت القاضي فِي أمرك، فوعدني بإنفاذ العهد إليك. فلمّا ذكرتُ لَهُ أنّك تروي كتُبُ أَبِيهِ، وقفَ وبدا لَهُ، وقال: أنا أعرف كلّ من سَمِعَ من أَبِي وما أعرف هذا الرجل. فإنْ كَانَ عندك علامة فاكتب إليَّ بها، فكتبتُ إِلَيْهِ بعلامات يعرفها، فكتب لي يعتذر، وبعث بعهدي.
338- أَحْمَد بْن يحيى بْن سعْد: أَبُو حامد النيسابوري. سَمِعَ: محمد بْن يحيى. وعنه: ابن منده.
339- أحمد بن محمد بن أَبِي يعقوب بْن الخليفة هارون الرشيد: أَبُو الْحَسَن الرشيديّ.
سَمِعَ: الْحَسَن بْن عَرَفَة، والعبّاس الترقفي، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وجماعة. وعنه: عُمَر بْن عَلِيّ الأنطاكيّ، ومنصور بْن عبد اللَّه الخالديّ الذُّهْليّ، ويعقوب بْن مسدَّد القلوسيّ، وغيرهم.
340- أَحْمَد بْن هشام بْن حُمَيْد الحصريّ1: أَبُو بَكْر. عَنْ: العُطَارِديّ، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، ومحمد بْن الْجَهْم. وعنه: القاضي أبو عُمَر الهاشميّ، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أشتافنّا.
"حرف الجيم":
341- جعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن2: أبو عبد الله الأصبهاني، ونزيل سِيراف. حدَّث عَنْ: هارون بْن سُلَيْمَان، وحذيفة بْن غياث، وجماعة. روى عَنْهُ: مَسْلَمَة بْن القاسم الأندلسيّ، وأبو الْحُسَيْن بْن جُمَيْع. وقع لنا حديثه عاليًا.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 198، 199".
2 أخبار أصبهان "1/ 257".(25/117)
"حرف الحاء":
342- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن إِسْحَاق1: أَبُو عَلِيّ بْن شيرزاد. بغداديّ، يروي عَنْ: عبّاس الدُّوريّ، والْحَسَن بْن مُكْرَم. وعنه: ابن رزقَوَيْه، وغيره. وثقه الخطيب.
343- الْحَسَن بْن محمد بن عثمان الفسوي2: أبو علي. حدث بالبصرة عَنْ: يعقوب الفَسَويّ: وعنه: ابن جُمَيْع.
344- الْحَسَن بْن محمد بْن يزيد بْن محمد بْن عَبْد الصمد3: أَبُو عليّ الدّمشقيّ. روى عَنْ: جده. وعنه: أَبُو هاشم المؤدِّب. قَالَ أَبُو الْحَسَين الرّازيّ: اختلط فِي سنة 332.
345- حمدان بْن عَوْن: أَبُو جعْفَر الخولانيّ الْمَصْريّ المقرئ. أَحد الحُذَّاق. قرأ عَلَى: إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه النّحّاس.
قرأ عَلَيْهِ: عُمَر بْن محمد بْن عِراك؛ فقال عُمَر بْن محمد: قَالَ لي حمدان بن عَوْن بْن حكيم فِي سنة إحدى وثلاثين: قرأت على أحمد بن هلال ثلاثمائة ختمة، ثمّ أتي بي إلى النّحّاس فقال لَهُ: هذا تلميذي وقد قرأ عَليّ وجوَّد، فخذ عليه. فأخذ علي ختمتين. قال الداني: توفي حمدان حول سنة 340.
"حرف الخاء":
346- خالد بن محمد بن عبيد الدمياطي: الفقيه المالكي. ويعرف بابن عين الغزال. كانت له حلقة بدمياط في الجامع. روى عَنْ: عُبّيْد بْن أَبِي جعْفَر الدِّمياطيّ، وبكر بْن سهل، وجماعة. وثّقه ابن يونس، وقال: تُوُفّي سنة نيفٍ وثلاثين وثلاثمائة.
"حرف العين":
347- عبّاد بْن عبّاس بْن عبّاد4: أبو الحسن الطالقاني، والد الصاحب
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 385، 386".
2 معجم الشيوخ لابن جميع "245".
3 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 251".
4 تقدمت ترجمته برقم "160".(25/118)
إِسْمَاعِيل بْن عبّاد. سَمِعَ: أَبَا خليفة الْجُمَحيّ، وجعفر الفِرْيابيّ. وعنه: أَبُو الشّيخ. تُوُفّي سنة أربعٍ أو خمسٍ وثلاثين.
348- عَبْد اللَّه بْن يعقوب بْن إِسْحَاق الكِرمْانيّ1: حدَّث بنيسابور عَنْ: يحيى بْن بحر، ومحمد بْن أَبِي يعقوب الكرمانيين وعنه: أبو أحمد الحاكم، وأبو طاهر بن محمش، وأبو عبد الله بن منده. وحديثة بعلوٍّ في بلد أصبهان من أربعين السلفي لكنه ضعيف. قال أبو علي الحافظ: قلتُ لَهُ: فِي أيّ سنةٍ ولدت؟ قَالَ: سنة خمسين ومائتين. فقلت لَهُ: مات ابن أبي يعقوب قبل أن تولد بِسَبْعِ سِنين فاعلمه.
وقال الحاكم: كَانَ فِي أيّامي، ولم أسمع منه.
349- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد البغداديّ2: أبو عبد الله بْن الخُتُّليّ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وإسماعيل القاضي. وابن أبي الدنيا، وأبا إسماعيل السلمي، والبرتي، وهذه الطبقة. وعنه: الدارقطني، وأبو الحسن بن البواب، وأبو القاسم بن الثلاج، وأبو عمر الهاشمي. وكان ثقة حافظا عارفا. سكن البصرة.
قَالَ المحسِّن التّنوخيُ: دخل إلينا أبو عبد الله الخُتّليّ البصرة وليس مَعَه كُتُبه، فحدَّث شهورًا إلى أن لحِقَتْه كُتُبُه، فسمعته يَقُولُ: حدَّثت بخمسين ألف حديث مِن حفظي إلى أن لحِقَتْني كُتُبي.
350- عَلِيّ بْن سعَيِد بْن الْحَسَن البغداديّ3: القّزاز المقرئ أَبُو الْحَسَن، المعروف بابن ذُؤابة. كَانَ من جِلّة أهل الأداء، مشهور ضابط محقِّق. قرأ عَلَى: إِسْحَاق بْن أَحْمَد الخُزَاعيّ، وأبي عَبْد الرَّحْمَن الّلْهبيّ، وأحمد بن فَرَج الضّرير، وابن مجاهد، وطائفة. وأقرأ القرآن مدّة.
قرأ عَلَيْهِ: أَبُو الْحَسَن الدّارَقُطْنيّ، وصالح بْن إدريس، وعامة أهل بغداد. قَالَ أبو عَمْرو الدّانيّ: مشهور بالضَّبط والإتقان، ثقة مأمون.
351- عَلِيّ بْن محمد4: أَبُو الْحَسَين المُرّيّ الدّمشقيّ المقرئ. قرأ على:
__________
1 ميزان الاعتدال "2/ 527"، سير أعلام النبلاء "15/ 364"، لسان الميزان "3/ 279".
2 تاريخ بغداد "10/ 290، 291"، المنتظم "6/ 351"، سير أعلام النبلاء "15/ 436، 437".
3 غاية النهاية "1/ 543، 544".
4 أخبار أصبهان "2/ 16".(25/119)
هارون بْن مُوسَى الأخفش، وعلى: أبيه محمد بْن أَحْمَد المُرّيّ. وقرأ عَلَيْهِ: سلامة بْن الربيع المطرز، ومحمد ابن أَحْمَد بْن الْجُبنيّ.
ووالده هُوَ محمد بْن عُمَر بْن أبان بْن الوليد القاضي أَبُو الْحَسَن الطَّبريّ. ولي قضاء أصبهان مدّة. وحدَّث عَنْ: محمد بْن أيّوب بْن الضُّرَيْس، وأبي خليفة، والحسن بْن سُفْيَان، وخلق لقِيَهم بالشّام ومصر والعجم.
وعنه: والد أبي نُعيم، ومحمد بْن أَحْمَد بْن محمد، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وغيرهم. قَالَ أَبُو نعيم الحافظ: كَانَ رأسًا فِي الفقه والحديث والتّصّوف. خرج فتولى بلاد لجبل، رحمه اللَّه تعالي.
352- عُمَر بْن أَحْمَد بْن مهديّ1: والد الدّارَقُطْنيّ. قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة. روى عَنْ: إبراهيم بْن شريك، وجعفر الفريابي. روى عنه: ابنه.
353- عمر بن سعد القراطيسي2: روى عن: أبي بكر بن أبي الدّنيا. وعنه: الآجُرّيّ، وابن حَيَّوَيْهِ، والمرزباني. وثقه الخطيب.
354- عيسى بْن محمد بْن حبيب: أبو عبد اللَّه الأندلسيّ. روى بمصر والشّام عَنْ: ياسين بن محمد البجانيّ، وأحمد بْن هارون الإسكندرانيّ، ومحمد بن أحمد بن حماد زغبة.
روى عنه: أبو سعيد بن يونس، وأبو الحسين الرازي والد تمام. وهما أكبر منه؛ ومحمد بن إبراهيم الطرسوسي، وأبو الحسين بن جميع.
"حرف الميم":
355- محمد بن أحمد بن مخزوم3: أبو الحسين البغدادي المقرئ. يروي عَنْ: إِسْحَاق بْن سُنين، وإبراهيم بْن الهيثم البلديّ. وعنه: أبو بكر الأبهري.
356- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن يَعْقُوب بن زوزان4: أبو بكر
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 239".
2 تاريخ بغداد "11/ 233".
3 تاريخ بغداد "1/ 322".
4 تهذيب تاريخ دمشق "7/ 288"، سير أعلام النبلاء "15/ 334".(25/120)
الأنطاكي. قيل: أصله بغدادي. سَمِعَ بمصر من: يوسف بْن يزيد القراطيسيّ، وأبي عُلاثة محمد بْن عَمْرو. وبالشّام من: محمد بْن إبْرَاهِيم بْن كثير الصُّوريّ، وزكريّا خيّاط السنة، ومحمد بْن يحيى حامل كَفَنِه، وطائفة. وببغداد: بِشْر بْن مُوسَى، وجماعة.
روى عَنْه: أَبُو أَحْمَد محمد بن عبد الله الدهان، وأبو محمد بْن ذَكْوان، وأبو الْحُسَيْن بْن جُمَيْع، وأحمد بْن عَلِيّ الحلبيّ، وأبو الفَرَج بْن إبْرَاهِيم النَّصِيبيّ. وحدَّث بأنطاكيَة، وغيرها. وزُوزَان بمعجمتين.
357- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن صَفْوة1: أَبُو الْحَسَن المَصّيصيّ. روى عَنْ: يوسف بْن مُسَلّم، وغيره. وعنه: عليّ بْن محمد بْن إِسْحَاق الحلبيّ، وأحمد بْن محمد بْن عَلِيّ النَّسَويّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن يعقوب الهاشميّ، وابن جُمَيْع الغسّانيّ. محلّه الصِّدق.
358- محمد بْن سَعِيد بْن إِسْحَاق الأصبهاني القطان2: سَمِعَ: يحيى بْن أَبِي طَالِب، والحسن بْن مُكْرَم ببغداد، وأحمد بْن عصام، وجماعة. وعنه: الحافظ أَبُو أسحاق بْن حمزة، وأحمد بْن عُبّيْد الله القصّار، وأبو بَكْر المقرئ، وأبو عبد الله بْن مَنْدَه، وعبد اللَّه بْن محمد بْن منده، ومحمد بن أحمد بن جعْفَر الأبَحّ. ووصفه ابن المقرئ بالصّلاح.
359- محمد بْن عَبْد اللَّه الشُّعَيْريّ: أَبُو الطّّيّب النيسابوري. شيخ الحاكم.
360- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن جُبْلَة البغداديّ3: أَبُو بَكْر المُضَريّ الطَّرَسُوسيّ.
حدَّث بدمشق عَنْ: الْحَسَن بْن عَرَفَة، وصالح بْن أَحْمَد بْن حنبل، وهشام بن عَلِيّ السيرافيّ.
وعنه: عَلَى بْن أَحْمَد الشَّرابيّ، وتّمام الرّازيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر. وقال عَبْد العزيز الكتاني: حدث عَنْ يوسف بْن مُسلْمِ، وأحمد بْن شيبان. وكان شيخًا فيه نظر.
__________
1 المشتبه في أسماء الرجال "2/ 411".
2 أخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 274".
3 تاريخ بغداد "5/ 452"، ميزان الاعتدال "3/ 605"، لسان الميزان "5/ 227".(25/121)
361- محمد بْن الْحَسَن بْن يونس1: الأمام أَبُو العبّاس الكوفي المقرئ النَّحْويّ. قرأ القرآن عَلَى: إِسْمَاعِيل القاضي، والحسن بْن عمران الشّحّام صاحبيّ قالون. وعلى: عَلِيّ بْن الْحَسَن التميميّ صاحب محمد بْن غالب الصَّيْرفيّ. وتصدّر بالكوفة. قرأ عَلَيْهِ: عَبْد الغفار بن عُبّيْد اللَّه الخصيبي، ومحمد بْن محمد بْن فيروز الكُرْجيّ. وعلى محمد الشّاهد، والقاضي أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الْجُعْفيّ الهروانيّ، وأبو الْحَسَن محمد ابن جعْفَر التميميّ النَّحْويّ ابن النّجّار، وغيرهم.
362- محمد بْن جعْفَر بْن محمد بْن المُسْتَفاض2: أَبُو الْحَسَن بْن الفِرْيابيّ. عداده فِي البغدادّيين، ثمّ نزل حلب. وحدَّث عَنْ: عبّاس الدُّوريّ، وإسحاق بْن سيار النَّصِيبيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن الجنيد، وإسماعيل القاضي ورى عَنْهُ رواية قالون.
حدَّث عَنْهُ: عبد المنعم بْن غَلْبُون، وعليّ بْن محمد بْن إِسْحَاق الحلبيّ، وأبو حفص بْن شاهين، وعمر بْن إبْرَاهِيم الكتّاني، وآخرون. وعاش دهرًا. فإنّه وُلد سنة 247. وثقة أَبُو بَكْر الخطيب. وآخر من حدَّث عَنْهُ ابن جُمَيْع الغسانيّ.
363- محمد بْن جعفر بن محمد بن عصام الأنصاريّ النَّسفيّ: شيخ مُعَمَّر. روى عَنْ: أَبِي عَبْد اللَّه الْبُخَارِيّ أربعة عشر حديثًا. قَالَ جعفر المستغفريّ: وهو آخر من رُوِي عَنْهُ فيما أعلم.
364- محمد بْن إِسْمَاعِيل3: أبو الْحَسَن الرازي المؤدب. نزل بغداد. روى عَنْ: أبي حاتم مُوسَى بْن نصر، وإبراهيم الحربي. وعنه: ابن رزقويه، وأبو علي بن شاذان. يؤخر.
365- محمد بن عبد الله الحربي4: المقرئ أبو عبد الله. وقيل: محمد بن جعفر. قرأ عَلَى: أَحْمَد بْن سهل الأُشْنانيّ، وأبي جعفر أحمد بْن عليّ البزّاز. وكان من جِلّة أصحابهما. مجِّودًا لحرف عاصم. قرأ عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنِيّ، فقال وحدُه: محمد بْن عَبْد اللَّه. وقرأ عليه: أَحْمَد بْن نصر الشّذَائيّ، ومحمد بْن أَحْمَد الشّنَبُوذيّ، وعمر بن إبْرَاهِيم الكتّانيّ فقالوا: محمد بْن جعْفَر. وكان من صُلَحاء المقرئين.
__________
1 الوافي بالوفيات "2/ 436"، غاية النهاية "2/ 125"، بغية الوعاة "1/ 90".
2 تاريخ بغداد "2/ 141"، المنتظم "6/ 299"، غاية النهاية "2/ 11".
3 تاريخ بغداد "2/ 50".
4 غاية النهاية "2/ 11".(25/122)
366- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بن محمد: أبو بكر النيسابوري. سَمِعَ: عيسى بْن أَحْمَد العسقلانيّ. وعنه: أبو عبد الله بْن مَنْدَه.
"حرف الياء":
367- يزيد بْن إِسْمَاعِيل1: أَبُو بَكْر الخلال. سَمِعَ: عبد الله بن أبو المخّرميّ، وأحمد بْن منصور الرماديّ، والترقفيّ. وعنه: أيوب عُمَر الهاشميّ القاضي، وعلي بْن القاسم النّجّاد، وعلي بن أحمد البّزاز البصْريّون، شيوخ الخطيب. قَالَ الخطيب: ثقة سكن البصرة.
368- يزيد بْن محمد بْن إياس2: أَبُو زكريّا الأزْديّ الحافظ. مؤرِّخ الموصل وقاضيها. سمع: إسحاق الحربي، ومحمد ابن أَحْمَد بن أَبِي المثُنى، وعُبَيْد بْن عثّام، ومطينًا، وخلقًا سواهم. وولي قضاء الموصل. وكان يُعرف بابن زُكْرة.
روى عَنْهُ: المظفر بْن محمد الطوسيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن جُمَيْع، ونصْر بْن أبي نصر الطوسي العطار. وقع لنا حديثه بعلوّ.
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 350".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 386، 387"، طبقات الحفاظ "366".(25/123)
الطبقة الخامسة والثلاثون
أحداث سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة
...
بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة الخامسة والثلاثين: أحداث سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة
تعزير القائلين بالتناسخ:
فيها اطّلع أَبُو محمد المهلَّبيّ عَلَى قومٍ من التّناسُخِيّة فيهم شابٌ يزعم أنّ روح عَلِيّ -رَضِيَ اللَّهُ عنه- انتقلت إِلَيْهِ. وفيهم امْرَأَة تزعم أنّ روح فاطمة عليها السّلام انتقلت إليها. وفيهم آخر يدعي أنه جبريل، فضربوا فتعزروا بالانتماء إلى أهل البيت، فأمر مُعِزّ الدولة، بإطلاقهم لمَيْله إلى أهل البيت1. وهذا كان من أفعاله الملعونة.
أخْذُ الروم سَرُوج:
وفيها أخذت الروم سَروج، فقتلوا وسبوا وأخربوا البلد.
الحجّ هذه الموسم:
وحجّ بالنّاس أَحْمَد بْن عُمَر بْن يحيى العلويّ.
وفاة المنصور إِسْمَاعِيل بْن القائم:
وفي آخر شوّال مات المنصور أَبُو الطاهر ابن القائم محمد بْن عُبّيْد صاحب المغرب بالمنصورية التي مصَّرها. وصلّى عَلَيْهِ وليُّ عهده أَبُو تميم مَعَدّ بْن المنصور الملقب بالمعزّ لدين اللَّه.
وكان بعيد الغَوْر، حادّ الذِّهْن، سريع الجواب عاش أربعين سنة، وبقي فِي السَّلْطَنَة سبعة أعوام وأيّام، وخلّف خمسة بنين وخمس بنات. وكان فصيحًا مُفوّهًا يخترع الخطبة. حارب ابن كَيْداد ولم يزل حتى أسره، ومات فِي حبْسه فسلخ جلدّه وحشاه تِبْنًا، ثمّ صلبه وأحرّقه. وأحسن السيّرة وأبطل مظالم أَبِيهِ.
وقام بعده ابنُه المُعِزّ فأحسن السيرة فأحبّه الناس، وصفت لَهُ المغرب، وافتتح مصر وبني القاهرة2.
وفاة أَبِي الخير التيناتي:
وفيها أو قريبًا منها تُوُفّي العابد القُدْوة أَبُو الخير التّيناتيّ الأقطع صاحب الكراماتِ. وستأتي ترجمته رحمه الله تعالى.
__________
1 المنتظم "6/ 371"، تاريخ الخلفاء "399"، النجوم الزاهرة "3/ 307"، شذرات الذهب "2/ 258".
2 الكامل في التاريخ "8/ 497-499"، النجوم الزاهرة "3/ 308".(25/125)
أحداث سنة اثنين وأربعين وثلاثمائة:
أسر سيف الدولة لابن الدمستق:
وفيها عاد سيف الدولة من الرّوم سالمًا مؤيَّدًا غانمًا قد أسرَ قسطنطين بْن الدُمُسْتُق.
محاربة ابن محتاج لابن بُوَيْه:
وفيها جاء صاحب خُراسان ابن محتاج إلى الرّيّ محاربًا لابن بُوَيْه، وجرت بينهما حروب. وعاد إلى خُراسان.
محنة ابن بهزاد السّيرافي:
وفيها كانت بمصر محنة أحمد بْن بُهْزاد بْن مهران السيرافيّ المحدِّث. أقام يُملي بمصر زمانًا. فأملى فِي داره حديث الشّاكّ الَّذِي جاء إلى عَلِيّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فقال: إني شككتُ فِي شيء. فقال: سَلْ. وأجابه.
فقام جماعةٌ من المالكيّة وشَكَوه إلى أَبِي المِسْك كافور الإخشيديّ، فردَّ الأمر إلى الوزير أَبِي الفضل بْن حنزابه. فحضر عند القُضاة والفقهاء فَكتبوا كلّهم أنَّ مَن حدَّث بهذا الحديث فليس بثقةٍ أن يؤخذ عَنْهُ. فامتنع أبو بكر بن الحداد أن يُفنى بذلك. وعُنِّف ابن بُهْزاد ومُنع من الحديث.
وقال أَبُو جعْفَر أَحْمَد بْن عون اللَّه القُرْطُبيّ: قَرَصَ لي عثمان -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وأشار إلى ما لا يحلّ اعتقاده، فتركته. وقال أَبُو عُمَر الطَّلِمْنِكيّ: أملى عَلَى أهل الحديث حديثًا مُنْكَرا متضمّنًا مخالفةَ الجماعة، فقال: أجيفوا البابَ ما أمْلَيتُه من ثلاثين سنة. فاستشعر القوم، فقاموا عَلَيْهِ لمّا أملاه، ومُنِع من التَّحديث. ثمّ إنّه تعصَّب لَهُ قومٌ من الفُرْس، فأُذن لَهُ بالحديث. وقد وثَّقه جماعةٌ. وروى عَنِ الرّبيع المراديّ. وتوفي فِي شعبان سنة ست وأربعين. حديثه بعُلُوِّ فِي "الخلعيات".(25/126)
أسْرُ ابن الدمستق:
وأسَر سيف الدولة ابن الدمستق، كما ذكرنا، فِي وقعٍه كانت بينه وبين أَبِيهِ. وكان الَّذِي أسره ثواب العُقَيْليّ، فدخل سيف الدولة حلب، وابن الدمستق بين يديه. وكان مليح الصورة، فبقي عنده مكرما حتي مات1.
وفاة الْحَسَن بْن طُغج:
وفيها تُوُفّي الحسن بْن طُغْج أَبُو المظفَّر أخو الإخشيد. ولي إمرة دمشق مرَّتين، ثمّ ولي إمرة الرملة، وبها مات.
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 508"، النجوم الزاهرة "3/ 309"، شذرات الذهب "2/ 361".(25/127)
أحداث سنة ثلاثٍ وأربعين وثلاثمائة
وقعة سيف الدولة والدمستق:
فيها كانت وقعة عظيمة بين سيف الدولة وبين الدمستق عَلَى الحدث. وكان الدمستق قد جمع أممًا من التُّرْك والرّوس والبُلْغار والخَزَر، فكانت الدَّبُرة عَلَيْهِ، وقُتِل معظم بطارقته، وهربَ هُوَ وأسِر صهرُه وجماعة من بطارقته. وأمّا القتلى فلا يُحْصون. وغنم سيف الدولة عسكرهم بما فِيهِ1.
خطبة ابن محتاج للمطيع:
وفيها خطب أَبُو عَلِيّ بْن محتاج صاحب خُراسان للمطيع، ولم يكن خطب لَهُ قبل ذَلِكَ. وبعث لَهُ المطيع اللّواء والخِلَع.
مرض مُعِز الدولة:
وفيها مرضَ مُعِزّ الدولة بعْلَة الإنعاظ2 الدّائم، وأُرجف بموته وأضطّربت بغداد. فركب بكُلْفة ليسكِّن الناس.
الوحشة بين أنوجور وكافور:
وفيها وقعت الوحشة بين أنوجور بن الأخشيد وبين كافور، وسببه: أنّ قومًا
__________
1 المنتظم "6/ 375"، البداية والنهاية "11/ 227، 228"، النجوم الزاهرة "3/ 311".
2 الإنعاظ: داء يصيب الرجل في مذاكيره.(25/127)
كلّموا ابن الإخشيد وقالوا: قد احتوى كافور عَلَى الأموال، وتفرَّد بتدبير الجيوش، واقتطع أموال أبيك، وأنتَ معَه مقهور. وزَيَّنُوا لَهُ الكَيْد، وحملوه عَلَى التنكُّر لَهُ، ولزِم الصَّيد والتَّباعد فِيهِ إلى المحلّة وغيرها، والجلوس إذا رجع فِي بستانه منهمكًا فِي اللّعب واللَّهو. فلمّا كَانَ فِي حادي عشر المحرَّم علمت والدة أَبِي القاسم أنوجور أنّ ابنها الليلة عَلَى المسير إلى الرّملة، فقلِقت لذلك، وأرسلت أَبَا المِسْك كافور بالمُضيّ إليه فلم يفعل، بل أرسل إِلَيْهِ برسالات بليغة، وبعثت أمُّه إِلَيْهِ تخوّفه الفتنة وتنصحه. ثمّ طابت نفسه واصطلحوا.
وفاة نوح بْن نصر الساماني:
وفيها تُوُفّي الأمير نوح بْن نصر ببُخَارَى فِي جُمَادَى الأولى.(25/128)
أحداث سنة أربع وأربعين وثلاثمائة:
انعقاد إمرة الأمراء لبختيار:
فِي المحَّرم عقد معِزّ الدولة إمرة الأمراء لابنه أَبِي منصور بختيار.
مهاجمة صاحب خراسان لركن الدولة:
وفيها تحَّرك صاحبُ خُراسان عَلَى رُكْن الدولة فنَجده أخوه بجيش من العراق.
دخول ابن ماكان الدّيلميّ أصبهان واعتقاله:
وفيها دخل ابن ماكان الدَّيْلَميّ، أحد قوَّاد صاحب خُراسان، إلى أصبهان، فنزح عَنْها أَبُو منصور بْن رُكْن الدولة، فتبعه ابن ماكان فأخذ خزائنه. وعارضه أَبُو الفضل بن العميد وزير الدولة ومعه القرامطة، فأوقعوا بِهِ وأثخنوه بالجراح، وأسروا قوّاده، وحملوه إلى القلعة.
وصارَ ابنُ العميد إلى أصبهان فأوقع بمن فيها من أصحابه ورجع إليها أبو منصور بويه1.
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 511"، النجوم الزاهرة "3/ 312".(25/128)
الوباء بالريّ:
وفيها وقع وباء عظيم بالرِّيّ. وكان أَبُو عليّ بْن محتاج صاحب خُراسان قد نازلها فمات فِي الوباء.
إصابة ابن مُقْلَة بالفالج:
وفيها فُلج أَبُو الْحُسَيْن عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ بْن مُقْلَة وأُسكت وله تسعٌ وثلاثون سنة.
عهد المطيع ولواؤه لصاحب خراسان:
وفيها ورد رسول أَبِي الفوارس عَبْد الملك بْن نوح صاحب خُراسان، فبعث إِلَيْهِ المطيع بالعهد واللّواء.
الزلزلة فِي مصر:
وفيها زُلزلت مصر زلزله صَعْبة هدمت البيوت، ودامت مقدار ثلاث ساعات زمانيّة، وفزع الناس إلى الله بالدعاء1.
__________
1 النجوم الزاهرة "3/ 313"، تاريخ الخلفاء للسيوطي "399"، حسن المحاضرة "2/ 149".(25/129)
أحداث سنة خمس وأربعين وثلاثمائة:
زيادة إقطاع الوزير المهلّبيّ:
وفيها زاد الملك مُعِزّ الدولة فِي إقطاع الوزير أبي محمد المهلَّبيّ وعظم قدره عنده.
إيقاع الروم بأهل طَرَسوس:
وفيها أوقع أهل الروم بأهل طَرَسُوس وقتلوا وسَبوا، وأحرقوا قُراها.
خروج روزبهان الدَّيْلَميّ عَلَى مُعِز الدولة:
وفيها خرج روزبهان الدَّيْلَميّ عَلَى مُعِز الدولة وأنحاز المهلّبيّ بمن معه، فخرج مُعِزّ الدولة لقتال رُوزْبَهان. وانحدر بعده المطيع لله. ثم ظفر معُزّ الدولة برُوزْبَهان في(25/129)
المصافّ وَبِهِ ضَرَبات، وأسَرَ قوّاده. وقدم بغداد وروزبهان عَلَى جَمَل، ثم غُرِّق1.
غزوة سيف الدولة للروم:
وفيها غزا سيف الدولة بلاد الروم، وافتتح حصونًا وسبي وغنم، وعاد إلى حلب2.
غارة الروم عَلَى نواحي ميّافارقين:
ثمّ أغارت الروم عَلَى نواحي مَيّافارِقين.
وفاة أمّ المطيع لله:
وفيها تُوُفّيت أمّ المطيع لله بعلة الاستسقاء.
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 514-516"، البداية والنهاية "11/ 230"، النجوم الزاهرة "3/ 314، 315".
2 الكامل في التاريخ "8/ 517"، البداية والنهاية "11/ 230"، النجوم الزاهرة "3/ 315".(25/130)
أحداث سنة ست وأربعين وثلاثمائة:
ظهور جبال وجُزُر فِي البحر:
فيها نقصَ البحر ثمانين ذراعًا، وظهر فِيهِ جبال وجزائر لم تُعهد. وكان العام قليل المطر جدًّا1.
الزلازل بالري:
وكان بالرّيّ ونواحيها زلازل عظيمة2.
الانخساف بالطالقان:
وخُسف ببلد الطَّالَقان فِي ذي الحجّة، ولم يُفلت من أهلها إلا نحو ثلاثين
__________
1 البداية والنهاية "11/ 232"، المنتظم "6/ 384"، النجوم الزاهرة "3/ 317"، شذرات الذهب "2/ 369".
2 المنتظم "6/ 384"، البداية والنهاية "11/ 232".(25/130)
رجلًا. وخُسِف بخمسين ومائة قرية من قُرَى الرّيّ، واتصل الأمر إلى حُلوان فخُسِف بأكثرها.
وقذفتِ الأرضُ عظام الموتي، وتفَّجرت منها المياه. وتقطّع بالّريّ جبل. وعُلِّقت قريةٌ بين السماء والأرض بمن فيها نصف نهار، ثم خُسِف بها. وانخرقت الأرض خروقًا عظيمة، وخرج منها مياه منتنة ودخان عظيم1. هكذا نقل ابن الجوزيّ فالله أعلم.
وفاة أَبِي العباس الأصمّ:
وفيها تُوُفّي أَبُو الْعَبَّاس الأصمّ مُحَدَّث خُراسان في ربيع الأول، وقد ناهز المائة.
__________
1 مرآة الجنان "2/ 339، 340"، النجوم الزاهرة "3/ 317"، تاريخ الخلفاء "399، 400".(25/131)
أحداث سنة سبع وأربعين وثلاثمائة:
عودة الزلازل بحُلوان:
وفيها عادت الزّلازل بحُلوان وقِمَم الجبال، فأتلفت خلقًا عظيمًا، وهدمت الحصون1.
هجوم الجراد:
وجاء جرادٌ طَبقَ الدُّنيا، فأتي عَلَى جميع الغلات والأشجار2.
خروج الروم إلى آمد وغيرها:
وفي ربيع الأول خرجت الروم إلى آمد وأرْزَن ومَيافارقين، ففتحوا حصونًا كثيرة، وقتلوا خلائق، وهدموا سُمَيْسَاط.
شغب الترك والدّيلم عَلَى ناصر الدولة:
وفي ربيع الآخر شَغَب الترك والديلم بالموصل على ناصر الدولة، أحاطوا بداره.
__________
1 المنتظم "6/ 387"، البداية والنهاية "11/ 232، 233"، النجوم الزاهرة "3/ 319"، تاريخ الخلفاء "400".
2 المنتظم "6/ 387"، النجوم الزاهرة "3/ 319"، البداية والنهاية "11/ 233".(25/131)
فحاربهم بغلمانه وبالعامة، فظفر وقتل جماعة، ومسك جماعة، وهربوا إِلَى بغداد.
الوقعة بين الروم وسيف الدولة وهربه:
وَفِي شعبان كَانَتْ وقعة عظيمة بنواحي حلب بين الروم وسيف الدولة، فقتلوا معظم رجاله وغلمانه، وأسروا أهله، وهرب في عددٍ يسير.
دخول معز الدولة الموصل:
وفيها سار معز الدولة إلى الموصل ودخلها، فنزح عنها ناصر الدوله بْن حمدان إلى نصيبين. فَسَار ناصر الدولة إلى ميافارقين، واستأمن عسكره إلى معز الدولة، فهرب إلى حلب مستجيرًا بأخيه سيف الدولة، فأكرم مورده، وبالغ فِي خدمته1.
وجَرَت فصول، ثم قدم فِي الرسلية أَبُو محمد الفياضي، كاتب سيف الدولة، إِلَى الموصل. فقرر الأمر عَلَى أن تكون الموصل وديار ربيعة والرحبة عَلَى سيف الدولة؛ لأن معز الدولة لم يثق بناصر الدولة، فإنّه غَدَر بِهِ مرارًا ومنَعَه الحَمْل. فقال معز الدولة: أنتَ عندي الثقة. وأن يُقَدِّم ألف ألف درهم. ثم انحدر معز الدولة إلى بغداد. وتأخر الوزير المهلبيّ والحاجب سبكُتْكين بالموصل إلى أن يحُمل مالُ التّعجيل2.
وفاة القاضي ابن حذلم:
وفيها تُوُفّي قاضي دمشق أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن أيّوب بْن حَذْلَم. وكان إمامًا فقيهًا عَلَى مذهب الأوزاعيّ، له حلقة بالجامع.
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 522، 523، 524"، البداية والنهاية "11/ 233"، النجوم الزاهرة "3/ 319، 320".
2 النجوم الزاهرة "3/ 320".(25/132)
أحداث سنة ثمانٍ وأربعين وثلاثمائة:
خلعة السلطنة لبختيار:
فيها خَلع المطيع عَلَى بختيار بْن معز الدولة خِلع السلطنة، وعقد لَهُ لواء، ولقَّبه عزّ الدّولة أمير الأمراء.
سرية محمد بْن ناصر الدولة وأسره:
وفيها خرج محمد بْن ناصر الدولة بْن حمدان فِي سرية نحو بلاد الروم، فأسرته الرّوم بمن معه.
وقوع أَبِي الهيثم ابن القاضي أَبِي حصين فِي أسر الروم:
وفيها وصلت الروم إلى الرُّها وحَرّان، فأسروا أَبَا الهيثم ابن القاضي أَبِي حصين، وسبوا وقتلوا.
غرق زوارق الحجّاج:
وفي سابع ذي القعدة غرق من الحُجاج الواردين من الموصل إلى بغداد، فِي دجلة، بضعة عشر زَوْرقًا فيها من الرجال والنساء نحو ستمائة نفس1.
موت ملك الروم:
وفيها مات ملك الروم وطاغيتهم الأكبر بالقسطنطينة، وأُقعد ابنه مكانه. ثم قُتِل ونُصب غيره.
دخول الروم طرسوس والهارونية:
ووصلت الروم لعنهم اللَّه، إلى طَرَسوُس فقتلوا جماعةً وفتحوا حصن الهارونية وخربوا الحصن وقتلوا أهله.
خُطب ابن نُباتة الجهادية:
ثمّ كرَّت الروم إلى ديار بَكْر، ووصلوا ميافارقين، فعمل الخطيب عَبْد الرحيم بْن نُباتة الخُطب الجهادية.
هرب ابن المطيع:
وفيها هرب بْن عَبْد الواحد بْن المطيع لله من بغداد إلى دمشق.
__________
1 المنتظم "6/ 390"، الكامل في التاريخ "8/ 527"، البداية والنهاية "11/ 234"، النجوم الزاهرة "3/ 322".(25/133)
وفاة جماعة من الأعلام:
وفيها تُوُفّي: الوزير عَبْد الرَّحْمَن بْن عيسى بْن الجراح، وأبو بَكْر أَحْمَد بْن سُلَيْمَان الفقيه النّجّاد شيخ الحنابلة، وجعفر بْن محمد بْن نُصْير الخُلْديّ الزاهد المحدث، وأبو بكر محمد جعْفَر الأدميّ المحدِّث.
محاصرة جوهر المعزّي لفاس:
وسار جوهر المعزي إلى آخر المغرب وحاصر فاس، فافتتحها عنوةً، وأخذها من الملك أَحْمَد بْن بَكْر فِي رمضان(25/134)
أحداث سنة تسع وأربعين وثلاثمائة:
إيقاع نجا غلام سيف الدولة بالروم:
فيها أوقع نجا، غلام سيف الدولة، بالروم فقتل وأسر.
الفتنة بين السُّنة والشيعة ببغداد:
وفيها جرت وقعة هائلة ببغداد فِي شعبان بين السنة والشيعة، وتعطلت الصلوات فِي الجوامع سوى جامع براثا الَّذِي يأوي إِلَيْهِ الرّافضة. وكان جماعة بْني هاشم أثاروا الفتنة، فاعتقلهم معز الدولة، فسكنت الفتنة1.
ظهور أمر المستجير بالله ومقتله:
وفيها ظهر ابنٌ لعيسى بْن المكتفي بالله بناحية أرمينية، وتلقب بالمستجير بالله يدعو إلى الرِّضَى من آلِ رسول اللَّه -صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وليس الصّوف وأمَر بالمعروف. ومضى إلى جبال الديلم فاستنصر بهم، وهم سنة، فخرج معه جماعة منهم وساروا إلي أَذْرَبَيْجَان. فاستولى المستجير بالله عَلَى عدة بلدان، وبعضها كَانَ فِي يد سالار الدَّيْلَميّ. فسارَ إِلَيْهِ سالار فهزمه، ويقال قتله2.
__________
1 المنتظم "6/ 394، 395"، الكامل في التاريخ "8/ 533"، البداية والنهاية "11/ 234".
2 المنتظم "6/ 395"، البداية والنهاية "11/ 235، 236"، النجوم الزاهرة "3/ 323".(25/134)
مرض مُعزّ الدولة:
وفي شوال عرض للملك معز الدولة مرض فِي كُلاه فبال الدّم، ثم احتبس بوله، ثم رمى حصًا صغارًا ورملًا. وأرجفوا بموته.
غزوة سيف الدولة فِي بلاد الروم وكثرتهم عَلَيْهِ:
وفيها جمع سيف الدولة جموعًا كثيرًا وغزا بلاد الروم، فأسر وقتل وسبى، فثارت الروم وكثروا عليه، فعاد في ثلاثمائة من خواصة، وذهب جميع ما كَانَ معه، وقتل أعيان قواده، وخرج من ناحية طرسوس1.
وفاة ابن ثوابه الكاتب:
وفيها تُوُفّي أَحْمَد بن محمد بن ثوابة كاتب الرّسائل لمُعزّ الدّولة، فقُلد مكانه أَبُو إِسْحَاق إبْرَاهِيم بْن هلال الصّابئ.
وفاة أنوجور بْن الإخشيد:
وفي آخر السنة مات السلطان أنُوجُور الأخشيد، وتقلَّد أخوه عَلِيّ مكانه. ونائُب المملكة أَبُو المِسْك كافور.
إسلام التُّرك:
وفيها أسلم من الترك مائتا ألف خَرْكاه. كذا ذكر أبو المظفر ابن الجوزي.
بذل الهاشميّ المال لتقلُّده القضاء:
وفيها بذل القاضي الْحَسَن بْن محمد الهاشميّ مائتي ألف درهم على أن يقلد قضاة البصرة. فأُخذ المال منه، ولم يقلَّد.
وفاة الإمام حسان شيخ خراسان:
وفيها تُوُفّي الْإمَام أَبُو الوليد حسان بْن محمد الفقيه شيخ أهل الحديث والفقه بخُراسان عَنِ اثنتين وسبعين سنة.
وفاة النيسابوري:
ومحدِّث نيسابور وحافظها الكبير أَبُو عَلِيّ الْحُسَيْن بْن عَلَى بْن يزيد النيسابوري الصائغ.
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 531، 532"، البداية والنهاية "11/ 236"، النجوم الزاهرة "3/ 321، 324".(25/135)
أحداث سنة خمسين وثلاثمائة:
بناء معُزّ الدولة للدار الهائلة فِي بغداد:
فيها شرع معز الدولة لمّا تعافى فِي بناء دارٍ هائلة عظيمة ببغداد، أخرب لأجلها دُورًا وقصورًا، وقلع أبواب الحديد التي عَلَى باب مدينة المنصور. وألزم الناس ببيع أملاكهم ليُدخلها فِي البناء، ونزل فِي الأساسات ستة وثلاثين ذراعًا. فحاصله أنّه لزِمه من الغرامات عليها إلى أنّ مات ثلاثة عشر ألف ألف درهم.
وصادرَ الدّواوين وغيرهم. وجعل كلّ ما صحَّ لَهُ شيء أخرجه فِي بنائها. وقد درست من قبل سنة ستمائة، ولم يبقَ لها أثر. وبقي مكانها دَحْلَة يأوي إليها الوحوش، وشيء من الأساس يعتبر بِهِ من يراه1.
تقليد ابن أَبِي الشوارب قضاء القضاة:
وفيها قُلِّد قضاء القُضاة أَبُو الْعَبَّاس عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن أَبِي الشوارب، وركب بالخِلَع مِن دار معز الدولة، وبين يدية الدّبادب والبوُقات، وفي خدمته الجيش. وشرطَ عَلَى نفسه أن يحمل فِي كلّ سنة إلى خزانة معز الدولة مائتي ألف درهم. وكتب عليه سجلا بِذَلِك. فانظر إِلَى هَذِهِ المصيبة. وامتنع المطيع من تقليده ومن دخوله عَلَيْهِ، وأمر أن لا يُمكن من الدخول عَلَيْهِ أبدًا2.
ضمان معز الدولة للحسبة والشرطة:
وفيها ضمن معز الدولة الحسبة ببغداد والشرطة، فلا كان الله عافاه.
__________
1 المنتظم "7/ 2"، الكامل في التاريخ "8/ 534"، البداية والنهاية "11/ 237"، النجوم الزاهرة "3/ 327، 328".
2 الكامل في التاريخ "1/ 536، 537"، المنتظم "7/ 2"، البداية والنهاية "11/ 237".(25/136)
وفاة ابن مقاتل بمصر:
وفي شعبان ماتَ بمصر متوليّ ديوان الخراج بها، وهو أَبُو بكر محمد بْن عليّ بْن مقاتل. فوجدوا في داره ثلاثمائة ألف دينار مدفونة.
غزوة نجا غلام سيف الدولة لبلاد الروم:
وفيها دخل نجا، غلام سيف الدولة بْن حمدان، إلى بلاد الروم فسبى ألف نفس، وغنم أموالًا، وأسر خمسمائة.
انتزاع الروم لجزيرة أقريطش:
وفيها أخذ ملط الروم أرمانوس بْن قسطنطين من المسلمين جزيرة أقريطش فلا حولة ولا قوة إلا بالله.
وكان الَّذِي افتتح أقريطش عُمَر بْن شُعيب الغليظ البلُّوطيّ، غزاها فافتتحها فِي حدود الثلاثين ومائتين، وصارت فِي يد أولاده إلى هذا الوقت1.
وفاة القطان مُحَدَّث بغداد:
وفيها تُوُفّي مُحَدَّث بغداد أَبُو سهل أَحْمَد بْن محمد بْن زياد القطّان في شعبان. وكان صوامًا قوامً، روى الكثير.
وفاة الخُطَبيّ:
وفيها تُوُفّي أبو محمد إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن عَلِيّ الخُطبي. وكان عالمًا إخباريًا محدثًا يرتجل الخُطب.
وفاة الهاشمي خطيب جامع المنصور:
وفيها تُوُفّي أَبُو جعْفَر عَبْد اللَّه بْن إِسْمَاعِيل الهاشميّ خطيب جامع المنصور. وكان ذا قُعْدُد فِي الأبَّوه، فإنه فِي طبقة الواثق، إذ هُوَ عَبْد الله بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بن عيسى بن المنصور أبي جعفر.
__________
1 النجوم الزاهرة "3/ 327"، تاريخ الخلفاء "400".(25/137)
وفاة عتبة الهمذاني:
وفيها تُوُفّي، فِي ربيع الآخر، القاضي أَبُو السائب عُتْبة بْن عُبّيْد اللَّه بْن مُوسَى الهمذاني. ولد بها سنة أربعٍ وستين ومائتين، وكان أَبُوهُ تاجرًا. ولي أولًا قضاء أذْرَبَيْجان، ثم قضاء همدان، ثمّ آل بِهِ الأمر إلى أن تقلَّد قضاء القُضاة.
وفاة فاتك المجنون:
وفيها تُوُفّي فاتك المجنون أَبُو شجاع، أكبر مماليك الإخشيد. ولي إمرة دمشق. وكان فارسًا شجاعًا. وقد رثاه المتنبيّ.
وفاة الناصر لدين اللَّه صاحب الأندلس:
وفيها تُوُفّي صاحب الأندلس الناصر لدين اللَّه أَبُو المطرف عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن الحَكَم بن هشام ابن الداخل إلى الأندلس عند زوال ملُكْ بْني أمية عَبْد الرَّحْمَن بْن معاوية الأمويّ. ولي الإمرة سنة ثلاثمائة وطالت أيّامه. ولمّا ضعُف شأن الخلافة ببغداد من أيّام المقتدر تلقَّب هذا بأمير المؤمنين. وكذا تلقَّب عُبّيْد اللَّه المهدي وبنوه بالقيروان.
وكان هذا شجاعًا شهمًا محمود السّيرة. لم يزل يستأصل المتغلّبين حتى تم أمره بالأندلس. واجتمع فِي دولته من العلماء والفُضلاء ما لم يجتمع فِي دولة غيره. وله غزوات عظيمة ووقائع مشهورة. قَالَ ابن عَبْد ربه: قد نظمتُ أرجوزة ذكرتُ فِيها غزواته. قَالَ: وافتتح سبعين حصنًا من أعظم الحصون، ومدحه الشعراء. وتوفي فِي رمضان من السنة. وكانت إمرتُه خمسين سنة، وقام بعده ولده الحكم.(25/138)
وفيات الطبقة الخامسة والثلاثون: وفيات سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
369- أَحْمَد بْن أحْيَد الكرابيسيّ الْبُخَارِيّ1: سَمِعَ: صالح بْن محمد جَزَرَة، وسهل بْن المتوكل. توفي في جمادى الآخرة.
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "1/ 24".(25/138)
370- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الفَرَج1: أَبُو بَكْر بْن البَرِاميّ الْقُرَشِيّ الدّمشقيّ. روى عَنْ: أبي قصي إِسْمَاعِيل العُذْريّ، وأحمد بْن عَلِيّ بْن سعَيِد القاضي، وجماعة. وعنه: تمّام الرّازيّ، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر بن أبي الحديد، وغيرهم.
371- أَحْمَد بْن محمد بْن جعْفَر بْن حَمُّوَيْه2: أَبُو الْحُسَيْن الْجَوْزيّ. بغداديّ، ثقة. سمع: أحمد بن عبد الجبار العطاردي، وأبا جعْفَر بْن المنادي، وابن أَبِي الدُّنيا. روى عن: أَبُو الحسن بْن بِشْران. تُوُفّي فِي ربيع الآخر. وثقه الخطيب. وعنه أيضًا: أَبُو إِسْحَاق الطَّبَريّ، وغيره.
372- أَحْمَد بْن محمد بْن عَمْرو3: أَبُو الطاهر المَدِينيّ الحامي. شيخ مصريّ صدوق. سمع: يونس بْن عَبْد الأعلى، وبحر بْن نصر، وغيرهما. وعنه: ابن مَنْدَه، ومنير بْن أَحْمَد الخشّاب، ومحمد بْن أَحْمَد بْن جُمَيْع، وأبو محمد بْن النّحّاس. وحديثه من عوالي "الخلعيات". وتوفي فِي ذي الحجّة وله ثلاثٌ وتسعون سنة.
وكان قد عدّله القاضي عَبْد اللَّه بْن وليد الداوودي. فلمّا عُزِل أسقطه القاضي الَّذِي بعده فِي جماعة. فَاجْتَمَعُوا وَدَخَلُوا عَلَى كَافُورٍ الْخَادِمِ، وَفِيهِمْ أَبُو الطَّاهِرِ هَذَا، فَقَالَ: أَيُّهَا الأُسْتَاذُ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، نَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: $"لَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَقَاطَعُوا وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا. وَلَا يَحِلُّ لمسلمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ"4. وهؤلاء القوم قاطعونا وهاجَرُونا، وقد صار لمخالفة حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عُصاة غير مقبولين. فلانَ لهم كافور ووعدهم بخير.
373- إسحاق بن عد الكريم5: أَبُو يعقوب الّصّواف الفقيه. مصريّ مُحَدَّث. سَمِعَ: أَبَا عَبْد الرَّحْمَن النَّسائيّ، وأبا العلاء الكوفي. وحدث.
__________
1 الروض البسام "المقدمة" "15".
2 تاريخ بغداد "4/ 407، 408"، سير أعلام النبلاء "15/ 397، 398".
3 الولاة والقضاة للكندي "506، 576"، سير أعلام النبلاء "15/ 430-432".
4 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "6065"، ومسلم "2559"، والترمذي "1935"، وأحمد في المسند "3/ 110، 165".
5 المنتظم لابن الجوزي "6/ 372".(25/139)
374- إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده1: أَبُو يعقوب الأصبهاني. سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن محمد بْن النُّعْمان، وأحمد بْن عَمْرو البزّار، وأحمد بن عمرو بن أبي عاصم. وعنه: محمد بن عبد الرحمن بن مخلد، وابنه أبو عبد الله الحافظ. وقال أَبُو نُعَيْم: رَأَيْته.
375- إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن صالح البغداديّ2: أَبُو عَلِيّ الصّفّار النَّحْويّ المُلحيّ، صاحب المبرّد. سَمِعَ: الْحَسَن بْن عَرَفَة، وزكريّا بْن يحيى المَرْوزِيّ، والمخرمي، وأحمد بن منصور الرمادي، وسعدان بن نصر، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي، وطائفة سواهم.
وعنه: الدارقطني، وابن المظفر، وعبيد الله بن محمد السقطي، وأبو عمر بن مهدي، وابن رزقويه، وأبو الحسين ابن بشران، وعبد الله بن يحيى السكوني، ومحمد بن محمد بن مخلد، وطائفة كبيرة.
وثقه الدارقطني وقال: كَانَ متعصبًا للسنة. قلت: وعاش دهرًا، وصار مسُنْد العراق. وُلِدَ سنة سبعٍ وأربعين ومائتين، وتوفي فِي رابع عشر محرَّم سنة إحدى وأربعين. وكان نحوّيًا إخباريًا، لَهُ شعر قليل.
376- إِسْمَاعِيل المنصور3: أَبُو الطّاهر بن القائم بن المهديّ العُبَيْديّ. خليفة إفريقّية، وأحد خلفاء الباطنيّة. بايعوه يوم تُوُفّي أَبُوهُ القائم. وكان أَبُوهُ قد ولاه محاربة أَبِي يزيد مَخْلَد بْن كَيْداد الخارجيّ الإباضيّ. وكان أَبُو يزيد مَعَ كونه سيئ الاعتقاد زاهدًا. قام غضبًا لمَّا انتهك هؤلاء من المُحرمات وقلبوا الدين. وكان يركب حمارًا ويلبس الصَّوف. فقام معه خلْق كثير، فحارب القائم مرات، واستولى عَلَى جميع مُدُن القيروان. ولم يبق للقائم إلا المهديّة. فنازلها أَبُو يزيد وحاصرها، فهلك القائم فِي الحصار. وقام المنصور وأخفى موت أَبِيهِ، ونهض لنفسه وصابَر أَبَا يزيد حتّى رحل عَنِ المهديّة، ونزل عَلَى سوسة يحاصرها. فخرج إِلَيْهِ المنصور من المهديّة والتقيا، فانهزم أَبُو يزيد، وساقوا وراءه فأسروه فِي سنة ستٍّ وثلاثين، فمات
__________
1 أخبار أصبهان "1/ 221، 222".
2 تاريخ بغداد "6/ 302-304"، سير أعلام النبلاء "15/ 440، 441"، الوافي بالوفيات "9/ 204، 205".
3 سير أعلام النبلاء "15/ 156-159"، الوافي بالوفيات "9/ 203، 204"، تاريخ الخلفاء "399".(25/140)
بعد أسره بأربعة أيّام من الجراحات، فأمر بسلْخه وحشا جلْده قُطْنًا وصلبه، وبني مدينةً في موضع الوقعة وسماها المنصورية واستوطنها.
وكان شجاعًا قويّ الجأش، فصيحًا مفوَّهًا، يرتجل الخطبة. خرجّ فِي رمضان سنة إحدى وأربعين إلى مدينة جلولا للتنزُّه، فأصابه مطر وبرد وريح عظيمة، فأثَّر فِيهِ ومرض، ومات خلْق ممّن معه. مات هُوَ فِي سَلخ شوّال، وله تسعٌ وثلاثون سنة. وقد كَانَ فِي سنة أربعين جهَّز جيشه فِي البحر إلى صِقلّية، فالتقوا الروم ونُصروا عَلَيْهم، وقتِل من الرّوم ثلاثون ألفًا، وأسِرَ منهم خلق. وغنم البربر ما لا يوصف. ذكر شيوخ القيروان أنّهم ما رأوا فتحًا مثله قطّ.
ومن عجيب أخباره أنّه جمع فِي قصره مِن أولاد جُنْدَه ورعيّته عشرة آلاف صبيّ، وأمر لهم بكسوة فاخرة، وعمل لهم وليمة لم يُرَ مثلها، وختنهم فِي آن واحد، بعد أن وهب للصّبيّ مائة دينار أو خمسين دينارًا على أقدارهم. وبقي الخِتان أيامًا عديدة حتى فرغوا من ختانهم. وكان يرجع إلى إسلامٍ ودِين فِي الجملة بخلاف أَبِيهِ وجدْه.
"حرف الباء":
377- بِشْر بْن عَلِيّ بْن عُبّيْد: الْإمَام أَبُو الْحَسَن الطّلَيْطِليّ. أخذ عَنْ: عُبّيْد اللَّه بْن يحيى، وسعد بْن عثمان، وجماعة.
ورحل إلى المشرق. تكلَّم فِيهِ أَبُو عمران الفاسيّ. وقيل: حَدَّث عَنِ الأعرابيّ وما سَمِعَ منه.
"حرف الجيم":
378- جعْفَر بْن محمد بْن إبْرَاهِيم: شيخ مُقِلّ، حدَّث عن: أبي حاتم الرّازيّ.
"حرف الحاء":
379- الْحَسَن بْن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زَرَنْك1: أَبُو محمد الْبُخَارِيّ. عَنْ: أَبِي مَعْشَر حَمْدَوَيْه بْن خطاب، وسهل بْن المتوكّل، وصالح بْن محمد جزرة، وطبقتهم. روى عنه أهل بلده. وتوفي في شوال.
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "4/ 181"، المشتبه في أسماء الرجال "1/ 337".(25/141)
380- الحسين بن يحيى بن جزلان الدمشقي1: أبو عبد الله. حدَّث عَنْ: أَبِي زُرْعَة النصريّ، ويزيد بْن عَبْد الصّمد، وخالد بْن رَوْح. روى عَنْه: أَبُو مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر وقال: تُوُفّي فِي المحرم. وقال الكتّانيّ: لم أسمع فِيهِ شيئًا. قلت: لم يذكر ابن عساكر أحدًا روى عَنْهُ سوى ابن أَبِي نصر.
"حرف الزاي":
381- زيد بْن محمد بْن جعْفَر2: المعروف بابن أَبِي اليابس العامريّ، أَبُو الْحُسَيْن الكوفي. حدَّث ببغداد عَنْ: إبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه القصّار، وداود بْن يحيى الدهقان، والحسين بن الحكم الحبري، وأحمد بْن مُوسَى الحمّار. وعنه: ابن المظَّفر، وأبو حفص بن شاهين، وأبو الحسن بن رزْقَوَيْه. قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا.
"حرف السين":
382- سعيد بن إبراهيم بن معقل بن الحجاج3: أَبُو عثمان النَّسَفيّ. رئيس أصحاب الحديث ببلده. سَمِعَ: أَبَاهُ، ومعمّر بْن محمد البلْخيّ. وبمكة: علي بن عبد العزيز، وغير واحد. وعنه: ابنه عبد الملك. وكان نقمة على القرامطة.
"حرف الشين":
383- شعبة بن الفضل بن سعيد4: أبو الحسن التغلبي. سَمِعَ: إدريس بْن جعْفَر العطّار، وبِشْر بْن مُوسَى، ومحمد بْن عثمان بْن أَبِي شيبة. وعنه: أَبُو الفتح بْن مسرور لكن سمّاه سعيدًا، وقال: لَقَبُه شُعْبة؛ وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر النّحّاس، وآخرون. وثقه الخطيب أَبُو بَكْر. وحدث بمصر، وبها مات.
"حرف العين":
384- عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن حمّاد5: الفقيه أَبُو العبّاس
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 370".
2 تاريخ بغداد "8/ 449".
3 الأنساب "12/ 81".
4 تاريخ بغداد "9/ 266"، المنتظم "6/ 372".
5 تاريخ بغداد "10/ 33".(25/142)
العسكريّ. سَمِعَ: محمد بْن عُبّيْد اللَّه المنادي، وأبا دَاوُد السِّجِسْتانّي، وأحمد بْن مُلاعب، وجماعة. وعنه: ابن المظفر، والدارقطني، وأبن رزْقَوَيْه، وآخرون. تُوُفّي فِي ربيع الْأَوَّل.
385- عَبْد الرَّحْمَن بن عُمَر بن سعيد البَلَويّ الإسكندرانيّ1: ابن العلاف.
386- عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن إِسْحَاق التُّسْترِيّ: الدّقيقيّ. تُوُفّي فِي صفر.
387- عَلِيّ بْن محمد بْن أَحْمَد دَلُّويْه: أَبُو الْحَسَن النيسابوري المذكّر، من كبار مشايخ الكرّاميّة. كان يلقب نفسه بالعاصي على رءوس الناس. سَمِعَ: العبّاس بْن حمزة، وجماعة. وعنه: الحاكم، وغيره.
388- عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان بْن مطر العطار2: أبو عبد الله، شيخ بغداديّ. ذكر أَبُو القاسم بْن الثّلاج أنّه سَمِعَ منه فِي هذا العام. حدَّث عَنْ: عَلِيّ بْن حرب، وعباس الدُّوريّ. روى عَنْهُ: ابن الثّلاج، وعبيد اللَّه بْن عثمان الدّقّاق.
389- عُمَر بْن عَبْد العزيز بْن محمد بْن دينار3: أَبُو القاسم الفارسيّ. سَمِعَ: محمد بْن رُمْح البزّاز، ومحمد بْن أَحْمَد بْن أَبِي العوّام، وأبا يزيد يوسف القراطيسيّ، والحسين بْن السِميدّع الأنطاكيّ. وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وأبو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه. وثقه الخطيب.
390- عَمْرو بْن محمد بْن يحيى4: أَبُو سعَيِد الدِّينَوَرِيّ. ورّاق محمد بْن جرير الطَّبَريّ. سَمِعَ منه ومن: مُطَيَّن، وأبي شُعيب الحَرّانيّ، وجماعة. وعَنْهُ: تمام الرازي، وعبد الرحمن بن أبي نصر. وتوفي فِي ربيع الأول. قَالَ عَبْد العزيز الكتانيّ: حدَّث بدمشق بتفسير ابن جرير، وهو ثقة مأمون.
"حرف الميم":
391- محمد بْن أَحْمَد: أَبُو نصر النيسابوري الخفّاف، الشيخ الصّالح. سَمِعَ:
__________
1 الأنساب لابن السمعاني "2/ 201".
2 تاريخ بغداد "12/ 5".
3 تاريخ بغداد "11/ 239".
4 الروض البسام "المقدمة" "33".(25/143)
أَحْمَد بْن سَلَمَةَ، ومحمد بْن عَمْرو الحرشيّ، والحسين بن محمد القباني. وعنه: الحاكم، وولده أبو الحسين أحمد بن محمد القنطري.
392- محمد بن أحمد بن الحسن1: أبو الطيب النيسابوري المناديلي المؤذن. أحد الصالحين. سَمِعَ: محمد بْن عَبْد الوهّاب، والفَرّاء، وأحمد بْن مُعاذ السلمي، وأبا يحيى بْن أَبِي مَسَّرة المكّيّ، وإسماعيل القاضي. وعنه: الحاكم، وابن مَنْدَه. مات فِي رمضان.
393- محمد بْن أيوّب بْن حبيب الرَّقّيّ الصموت2: أبو الحسن. نزيل. سمع: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، وهلال بْن العلاء، وصالح بْن عَلِيّ النَّوْفليّ، وجماعة. عَنْهُ: مَسْلَمة بْن القاسم الأندلُسيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن جُمَيْع، وأبو عبد الله بْن مَنْدَه، والحسن بْن إِسْمَاعِيل الضّرّاب، ومحمد بْن أَحْمَد بْن عُثْمَان بْن أَبِي الحديد، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر النّحّاس. تُوُفّي فِي ربيع الآخر.
394- محمد بْن جعْفَر بْن محمد بْن كامل الحضرميّ: أَبُو العبّاس. فِي ربيع الأول بمصر. ويُعرف بابن الدّهّان.
395- محمد بْن الْحُسَيْن الزَّعْفَرانيّ3: بواسط. يقال: تُوُفّي فيها. وقد تقَّدم.
396- محمد بْن حُمَيْد بْن محمد بْن سُلَيْمَان بْن معاوية الكِلابيّ4: أبو الطَّيْب الحَوْرَانيّ. عَنْ: عبّاد بْن الوليد الغُبَريّ، وأحمد بْن منصور الرَّماديّ، وعبّاس الترقفي، وأبي حاتم الرّازيّ، وابن أَبِي الدنيا، وإسحاق بْن سيّار النّصيبيّ، وجماعة. وعنه: تمّام الرّازيّ، ويوسف المَيَانِجيّ، وأبو سُلَيْمَان بْن زَبرْ، وعبد الوهّاب الكلابيّ، وغيرهم. مولده بسامرّاء. وتوفي فيما أحسب بدمشق.
397- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد البَرّ5: أبو عبد الله التُّجَيْبيّ القُرْطُبيّ سَمِعَ: عبد اللَّه بْن يحيى بْن يحيى بْن يحيى، وأسلم بْن عَبْد العزيز، ومحمد بن عمر بن لبابة
__________
1 الأنساب "11/ 480، 481".
2 معجم الشيوخ "88، 89"، جذوة المقتبس للحميدي "40" شذرات الذهب "2/ 361".
3 تقدمت ترجمته في الطبقة السابقة.
4 سير أعلام النبلاء "15/ 432، 433"، شذرات الذهب "2/ 361".
5 تاريخ علماء الأندلس "1/ 356، 357"، سير أعلام النبلاء "15/ 498، 499".(25/144)
الأندلُسيّين. وبمصر: محمد بْن محمد الباهليّ، وسعيد بْن هاشم الطَّبَرانيّ. رُوِيَ عَنْهُ: عُمَر بْن نمارة الأندلسيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر النّحّاس. ورحل ثانيًا فمات بأطربلس الشّام. وكان حافظًا كبير القدر.
398- محمد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن بَكْر بْن هانئ: أَبُو الْحَسَن النيسابوري. سَمِعَ: جدَّه لأمّه إبْرَاهِيم بْن محمد بْن هانئ، والحسين بْن الفضل البَجَليّ، والكُدَيْميّ، وطبقتهم. وعنه: الحاكم، وجماعة. مات فِي شَعْبان.
399- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمان: أَبُو الْعَبَّاس الإسْفَرَائينيّ. سَمِعَ: الكديمي، وبشر بن موسى، وأحمد بت سهل. وعنه: الحاكم.
400- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الوزير1: أبو عبد الرحمن الجحافي التاجر. شيخ صالح. سمع: أبا حاتم الرازي، والسري بن خزيمة. وعنه: الحاكم. وعاش تسعين سنة.
401- محمد بن عبد الواحد بن شاذان2: أبو عبد الله الهمذاني البزاز. روى عَنْ: إبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن، وعليّ بْن عَبْد العزيز، وإسحاق الدَّبَرِيّ، وأهل الحجاز، واليمن. وعنه: أبو بكر بن لال، وشعيب بن علي، وخلف بن عمر الحافظ، وأبو عبد الله بن منده، وعبد الجبار بن أحمد الإستراباذي. قَالَ صالح بْن أَحْمَد: كتبنا عَنْهُ وتركنا الرواية عَنْهُ. وكان شيخًا لا بأس بِهِ. لم يكن الحديث من شأنه. أفسده قومٌ لم يعرفوا الحديث، ولا كَانَ من صناعتهم.
402- محمد بْن عيسى بْن محمد3: أَبُو حاتم الوَسْقَنْدِيّ. سَمِعَ: أَبَا حاتم الرّازيّ، وعليّ بْن عَبْد العزيز بمكّة. والحارث بْن أَبِي إسامة، وتمتامًا ببغداد. وعنه: محمد بْن إِسْحَاق الكَيْسانيّ، وعليّ بْن عُمَر بْن العبّاس الفقيه. وثقَّه أَبُو يَعْلَى الخليليّ.
403- محمد بْن عُمَر بن سعد بن عبد الله بن الحَكَم: الْمَصْريّ.
404- محمد بْن قُرَيش بْن سُلَيْمَان: أبو أحمد المرورذي. في رمضان.
__________
1 الأنساب لابن السمعاني "3/ 192، 193".
2 لسان الميزان "5/ 270".
3 معجم البلدان "5/ 376".(25/145)
405- محمد بْن النَّضْر بْن مُرّ بْن الحُرّ1: أَبُو الْحَسَن بْن الأخْرَم الَّربَعِيّ الدّمشقيّ المقرئ. صاحب هارون بن الأخفش. قرأ عَلَى: الأخفش، وجعفر بْن أَحْمَد بْن كرّاز. وانتهى إِلَيْهِ رئاسة الإقراء بدمشق.
قرأ عَلَيْهِ: علي بن داود الداراني الخطيب، وأبو بَكْر محمد بْن أَحْمَد السُّلَميّ الْجُبْنيّ، وسلامة بْن الربيع المطرِّز، وعبد اللَّه بن عطية المفسر، وأبو بكر أمد بْن الْحُسَيْن بْن مِهْران، وأحمد بْن إبْرَاهِيم بْن برهان، وجماعة. وطال عمره، وارتحل النّاسُ إِلَيْهِ. وكان عارفا بعِلل القراءات، بصيرًا بالتفّسير والعربيّة، متواضعًا، حسن الأخلاق، كبير الشأن.
قَالَ محمد بْن عَلِيّ السُّلَميّ: قمتُ ليلة الأذان الكبير لأخْذ النَّوْبة عَلَى ابن الأخرم، فوجدتُ قد سبقني ثلاثون قارئًا، ولم تُدركْني النَّوبَة إلى العصر. وذكر بعضهم أنّ ابن الأخرم رحل إلى بغداد وحضر حلقة ابن مجاهد، فأمرَ ابنُ مجاهدٍ أصحابَه أن يقرأوا عَلَى ابن الأخرم. قَالَ أَبُو عَلِيّ أحمد بن محمد الأصبهاني: توفي أبو الحسن بْن الأخرم الرَّبَعيّ سنة إحدى وأربعين. وقال غيره: سنة أثنتين.
406- محمد بْن هِمْيان بْن محمد بْن عَبْد الحميد البغداديّ الوكيل2: ولَقَبُه: زَنْبَيْلَوْيه. قدِم دمشق سنة أربعين، وحدَّث عَنْ: علي بن مسلم الطوسي، والحسن بن عرفة. وعنه: أَحْمَد بْن إبْرَاهِيم السَّكْسكيّ المقرئ، وعبد اللَّه بْن الْحَسَن بْن المطبوع، وتمّام الرّازيّ. تُوُفّي فِي ثامن ربيع الأوّل. وقال عَبْد العزيز الكتانيّ: تكلّموا فِيهِ. وقال لي أَبُو محمد بْن أَبِي نصْر: إنّ ابن هِميان كتب لَهُ الجزء الّذي عنده. قَالَ: وجاء بِهِ إليَّ، فلم يتَّفق لي سماعه.
أَنْبَأَنَا الفخر عليّ، أَنَا ابن الحّرَسْتانيّ، أَنَا عَبْد الكريم بن حمزة، أَنَا الكتاني، نا تمّام الرّازيّ، نا أَبُو الْحُسَيْن محمد بْن هِميان البغداديّ، نا الْحَسَن بْن عَرَفَة، نا ابن عُلَيَّة، عَنِ الْجُرَيْريّ، عَنْ أَبِي نصرة قَالَ: كَانَ المسلمون يرون أنَّ مِن شُكر النِّعم أن يُحدَّثَ بها.
407- محمد بْن يحيى بْن أَحْمَد بْن عُبّيْد اللَّه: أَبُو عُمَر القَيْروانيّ. تُوُفّي بدمشق فِي ربيع الآخر. ولم يذكره ابن عساكر الحافظ.
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 564-566"، الوافي بالوفيات "5/ 31"، شذرات الذهب "2/ 361".
2 تاريخ بغداد "3/ 371"، ميزان الاعتدال "4/ 58"، لسان الميزان "5/ 416".(25/146)
408- مَعْبَد بْن جمعة1: أَبُو شافع الطَّبَريّ الرُّويانيّ المطّوّعيّ. سَمِعَ: يوسف القاضي ببغداد، ومُطَيَّنًا بالكوفة، وأبا خليفة بالبصرة، وأبا يَعْلَى بالموصل، ومحمد بْن أيوب بالريّ، والنَّسائيّ بمصر. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو بَكْر بْن عَلِيّ الدهّان.
قَالَ أَبُو زُرْعَة محمد بْن يوسف الكشي فِيهِ: ثقة، إلا أنّه كَانَ يشرب المُسْكِر.
409- منُجْح الأمير2: كَانَ من كبار الإخشيدّية.
ولي نيابة طرسوس والثغر. وكانت أيّامه طيّبة برخْص الأسعار. وغزا فافتتح أماكن. وكان الناس فِي أمْن. وحُمِل تابوته إلى بيت المقدس بعد أن صَلَّى عَلَيْهِ الملك ابن الإخشيد.
410- مُوسَى بْن هارون بْن جعْفَر: أَبُو عمران الإسْتِرَابَاذيّ. يروي عَنْ: أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن أبان الْمَصْريّ.
رَأَى مُسلْمِ الكّجيّ. وعنه: جماعة.
وفيات سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
411- أَحْمَد بْن إبْرَاهِيم الأندلْسي: ثمّ الْمَصْريّ. المالكيّ الفقيه. كَانَ إمامًا فصيحًا رئيسًا، متموّلًا وجيهًا. كتبّ إلى بغداد يطلب قضاء مصر، فجاء العهد بعد موته بأربعة أيّام، وتعجَّب الناس.
وكان قد بذل مالًا كثيرًا. فسُرَّ ابنُ الخصيب قاضي مصر بموته سامحه اللَّه. ذكره ابن زولاق.
412- أَحْمَد بْن أسامة بن أحمد بن أسامة بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّمْح التُّجْيبيّ3: مولاهم الْمَصْريّ المقرئ أَبُو جعْفَر بْن أَبِي سَلَمَةَ. قرأ القرآن
__________
1 ميزان الاعتدال "4/ 140"، لسان الميزان "6/ 59".
2 لم أجده في المصادر المتوفرة.
3 غاية النهاية "1/ 38"، حسن المحاضرة "1/ 488".(25/147)
لورْش عَلَى إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه النّحّاس. وسمع: أَبَاهُ. روى عَنْهُ القراءة: محمد بْن النعمان، وخلف بن قاسم، وعبد الرحمن بن يونس. قَالَ خَلَف بْن إبْرَاهِيم: تُوُفّي سنة أثنتين وأربعين، وقد نيّف عَلَى المائة. وأما يحيى بْن عليّ الطّحّان فسمع منه وقال: توفي سنة ستٍّ وخمسين وثلاثمائة. وهذا أصحّ، وسيعاد.
413- أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن أيّوب بْن يزيد1: أَبُو بَكْر النيسابوري الشّافعيّ الفقيه المعروف بالصبغي. رأى يحيى ابن الذُّهْليّ، وأبا حاتم الرّازيّ. وسمع: الفضل بْن محمد الشّعْرانيّ، وإسماعيل بْن قُتَيْبة، ويعقوب بْن يوسف القَزْوِينيّ، ومحمد بْن أيّوب. وببغداد: الحارث بْن أَبِي أسامة، وإسماعيل القاضي. وبالبصرة: هشام بْن عَلِيّ؛ وبمكّة: عَلِيّ بْن عَبْد العزيز. وعنه: حمزة بْن محمد الزَّيْديّ، وأبو عَلِيّ الحافظ، وأبو بَكْر الإسماعيليّ، وأبو أحمد الحاكم، وأبو عبد الله الحاكم، ومحمد بن إبْرَاهِيم الْجُرْجانيّ، وخلق كثير. وُلد سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين، وتوفي فِي شعبان.
وكان فِي صباه قد اشتغل بعلم الفُرُوسُية، فما سَمِعَ إلى سنة ثمانين. وكان إمامًا فِي الفقه. قَالَ الحاكم: أقام يُفْتي نَيِّفًا وخمسين سنة، لم يؤخذ عَلَيْهِ فِي فتاويه مسألة وهِم فيها. وله الكتب المطولة مثل: "الطهارة"، و"الصلاة"، و"الزكاة"، ثمّ كذلك إلى آخر كتاب "المبسوط" وله كتاب "الاسماء والصّفات"، وكتاب "الْإِيمَان والقدر"، وكتاب "فضل الخلفاء الأربعة"، وكتاب "الرُّؤية"، وكتاب "الأحكام"، وكتاب "الإمامة"؛ وكان يخلف ابن خزيمة في الفتوى بضع وعشرة سنة فِي الجامع وغيره. وسمعته وهو يخاطب فقيهًا فقال: حدَّثونا عَنْ سُلَيْمَان بْن حرب. فقال ذَلِكَ الفقيه: دعنا من حَدَّثَنَا إلى متي حَدَّثَنَا وَأَخْبَرَنَا.
فقال الصِّبْغيّ: يا هذا، لستُ أشمّ من كلامك رائحة الْإِيمَان، ولا يحلُ لك أن تدخل داري. ثمّ هَجَره حتى مات. وسمعت محمد بْن حمدون يَقُولُ: صحبت أبا بَكْر الصِّبْغيّ سِنين، فما رَأَيْته قطّ ترك قيام اللّيل، لا فِي سفرٍ ولا فِي حَضَر.
قَالَ الحاكم: وسمعتُ أَبَا بَكْر غير مرّة إذا أنشدّ بيتًا يفسّره ويغيّره، يقصد ذَلِكَ، وكان يُضرب المّثّل بعقله ورأيه. سُئل عَنِ الرجل يدرك الركوع ولم يقرأ الفاتحة. فقال: يُعيد الرَّكْعة. ثمّ صنَّف هذه المسألة: روي عن أبي هريرة وعن جماعة من
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 483-489"، الوافي بالوفيات "6/ 239"، تاريخ الخلفاء "405".(25/148)
التّابعين قَالُوا: يعيد الركعة. ورأيتُه غير مرّة إذا أذّن المؤذن يدعو بين الأذان والإقامة ثم بكي، وربّما كَانَ يضرب برأسه الحائط، حتى خشيت يومًا أن يُدمي راسه. وما رَأَيْت فِي جميع مشايخنا أحسن صلاةً منه. وكان لا يدع أحدًا يغتاب فِي مجلسه.
وثنا قَالَ: ثنا يعقوب القَزْوِينيّ، فذكرَ حديثًا. ثمّ قَالَ الحاكم: كتبه عنيّ الدّارَقُطْنيّ، وقال: ما كتبته عَنْ أحدٍ قطّ. وسمعت أَبَا بَكْر الصِّبْغيّ يَقُولُ: حُمِلْتُ إلى الرّيّ وأبو حاتم حيٌّ، وسألته عَنْ مسألةٍ فِي ميراث أبي. ثمّ انصرفنا إلى نيسابور.
وسمعتُ أَبَا بَكْر يقول: خرجنا من مجلس إبْرَاهِيم الحربيّ ومعنا رجلٌ كثير المجُون، فرأى أمردًا فتقدَّم فقال: السّلام عليك، وصافحه وقبَّل عينيه وخدّه، ثمّ قَالَ: ثنا الدَّبَرِيُّ بِصَنْعَاءَ بِإِسْنَادِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُعْلِمْهُ" 1. قَالَ: فقلت لَه: ألا تستحي، تلوط وتكذب فِي الحديث. يعني أنّه ركب الإسناد.
414- أَحْمَد بْن جعْفَر البغداديّ2: أَبُو الْحَسَن الصَّيْدلانيّ. حدَّث بدمشق عَنْ: أَبِي شُعَيب الحرانيّ، ومحمد بْن سُلَيْمَان الباغَنْديّ، ومحمد بْن عثمان بْن أَبِي شَيْبَة، وأحمد بْن عَلِيّ الأبّار، وجماعة. وعنه: تمّام، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، وغيرهما. تُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
415- أحمد بن عبيد بن إبراهيم الأسدي الهمذاني3: أبو جعفر.
سَمِعَ: إبْرَاهِيم بْن دَيْزيل، وإبراهيم الحربيّ، والسري بن سهل الجنديسابوري، وغيرهم. وكان صدوقا حافظا مكثرا. روى عنه: أبو بكر بن لال، وابن منده، والحاكم أبو عبد الله، والقاضي عبد الجبار المتكلم، وأحمد بن فارس اللغوي، وآخرون بهمذان. وتوفي في أول جمادى الآخرة.
__________
1 "حديث صحيح لغيره": أخرجه البخاري في الأدب المفرد "542"، وأبو داود "5124"، وأحمد في المسند "4/ 130"، وابن حبان في صحيحه "570"، والحاكم في المستدرك "4/ 71"، والترمذي "2393"، وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود "5124".
2 تاريخ بغداد "4/ 70، 71".
3 سير أعلام النبلاء "15/ 380"، شذرات الذهب "2/ 361، 362".(25/149)
416- أحمد بْن علي بن أحمد بْن علي بْن حاتم1: أبو عبد الله التميمي الكوفي. حدَّث فِي هذه السنة، وانقطع خبره. عَنْ: إبراهيم بن أبي العنبس، وإبراهيم بن عبد اللَّه القصّار. وعنه: أَبُو الْحَسين بْن بِشْران، وأبو أَحْمَد الفَرَضِيّ. أحاديثه مستقيمة.
417- إبْرَاهِيم بْن المولّد2: هُوَ إبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن المولّد، أبو الْحَسَن الرَّقّيّ الزّاهد، الصُّوفيّ الواعظ. روى عَنْ: الْجُنَيْد بْن محمد القواريريّ، وأحمد بْن عَبْد اللَّه الْمَصْريّ النّاقد، وإبراهيم بْن السَّرِيّ السقطي، والحسين ابن عَبْد اللَّه القطّان، وعبد اللَّه بْن جَابرِ المَصّيصيّ.
وعنه: أبو عبد الله بْن بَطّة العُكْبَريّ، والحسن الضّرّاب، وتّمام الرّازيّ، وابن جُمَيْع، وعلي بْن محمد بْن إِسْحَاق الحلبيّ. قَالَ عُمَر بْن عِراك: ما رأيتُ أحدًا أحسن كلامًا من إبْرَاهِيم المولّد، ولا رأيتُ أحسن صمتًا من أخيه أبي الْحَسَن.
وقال عبد اللَّه بْن يحيى الصوفيّ: سَمِعْتُ إبْرَاهِيم بْن المولّد يَقُولُ: السّياحة بالنّفس للآداب الظّواهر علمًا وشرعًا وخلقًا. والسياحة بالقلب للآداب البواطن حالًا ووجدا وكشْفًا. وعنه قَالَ: الفترة بعد المجاهدة من فساد الابتداء، والحجب بعد الكشف من السّكون إلى الأحوال. وأنشد ابن المولّد متمثّلًا:
لولا مدامعُ عشاقٍ ولَوْعَتُهُمْ ... لبان في الناس عر الماء والنّار
فكُلُّ نارٍ فَمِنْ أَنْفاسِهم قُدِحَتْ ... وَكُلُّ ماءٍ فمن عينْ لهم جاري
ذكره السُّلَميّ وقال: مِن كبار مشايخ الرقة وفتْيانهم صِحب أَبَا عَبْد اللَّه بْن الجلاء الدّمشقيّ، وإبراهيم بْن دَاوُد القصّار الرَّقّيّ. وكان من أفتى المشايخ وأحسنهم سيرة، رحمه اللَّه.
418- إبْرَاهِيم بْن عصْمة بْن إبْرَاهِيم: أَبُو إِسْحَاق النيسابوري العدْل. سَمِعَ: أباه، والسَّرِيّ بْن خُزَيْمَة، والحسين ابن دَاوُد، والمسَّيب بْن زُهَير. وعنه: الحاكم، وقال: أدركته وقد هرِم. وأصُوله صحيحة ولكن زاد فيها بعض الوراقين أحاديث. ولم يكن الحديث مِن شأن إبْرَاهِيم. تُوُفّي فِي ذي القعدة، وله أربعٌ وتسعون سنة.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 311".
2 حلية الأولياء "10/ 364"، شذرات الذهب "2/ 362".(25/150)
419- إبراهيم بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن فِراس العَبْقسيّ المكّيّ1: شيخ صدوق. يروي عَنْ: عَلِيّ بْن عَبْد العزيز البَغَوِيّ، ومحمد بن علي بن الصّائغ. تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين.
420- إبْرَاهِيم بْن محمد بْن إبْرَاهِيم بْن حاتم2: أَبُو إِسْحَاق النيسابوري الحِيريّ العابد. قَالَ الحاكم: قلَّ مَن رأيتُ فِي الزّهّاد مثله. تُوُفّي فِي شوّال. وعاش نَيّفًا وتسعين سنة، عَلَى الورع والزُّهْد. وكان يختفي من الناس، ويصُلّي الظُّهْر فِي موضعٍ لا يُعرف من الجامع. ثمّ يتعبَّد إلى العصر؛ ويصوم الدَّهْر. وهو من أكابر أصحاب أَبِي عثمان الحِيريّ. وهو معروف بأبي إِسْحَاق الزّاهد.
سمع: محمد بْن عَبْد الوهّاب العبدي، وترك الرواية عَنْهُ لصِغَره؛ وَالسَّرِيَّ بْن خُزَيْمَة، والفضل بْن محمد الشّعْرانيّ. وباليمن: إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم الدبري. وعنه: الحاكم.
"حرف الحاء":
421- الْحَسَن بن طُغْج بْن جُفّ3: أَبُو المظفَّر الفرغانيّ. ولي إمرة دمشق نيابَةً عَنْ أخيه الإخشيد محمد، ثمّ ولّي الرملة، لابن ابنه أَبِي القاسم بْن الإخشيد.
422- الْحَسَن بْن محمد بْن مُوسَى بْن إِسْحَاق بْن مُوسَى4: أبو عَلِيّ الْأَنْصَارِيّ. سَمِعَ: جده موسى، وابن أَبِي الدنيا، والمّبرد، وغيرهم. وعنه: القاضي أَبُو القاسم بن أبي عمرو، ومحمد بن أحمد بْن أَبِي عُون شيخا الخطيب. وثقَّه الخطيب، وقال: تُوُفّي فِي ذي الحجّة.
423- الْحَسَن بْن يعقوب بْن يوسف5: أَبُو الفضل الْبُخَارِيّ العّدْل. ثمّ النيسابوري. كَانَ أَبُوهُ وهو من ذوي اليسار والثّروة. لَهُ بنيسابور خطّة ومسجد وبساتين فأنفق الأموال عَلَى العلماء والصّالحين، وبقي يأوي إلى المسجد. سمع: محمد بن
__________
1 الأنساب "8/ 370".
2 الأنساب لابن السمعاني "4/ 290، 291".
3 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 189"، النجوم الزاهرة "4/ 189".
4 تاريخ بغداد "7/ 419"، المنتظم "6/ 372".
5 سير أعلام النبلاء "15/ 433"، شذرات الذهب "2/ 362".(25/151)
عَبْد الوهّاب الفرّاء، وأبا حاتم الرّازيّ، ويحيى بْن أبي طَالِب، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه القصّار. وبمكّة: أَبَا يحيى بْن أَبِي مُرّة، وجاوَرَ بِهَا سنة. وعنه: أَبُو عَلِيّ الحافظ، وأبو إسحاق المزكيّ، وأبو عبد الله الحاكم، وابن مَنْدَه، ويحيى بْن أَبِي إِسْحَاق المزكّيّ.
"حرف الراء":
424- الربيع بْن محمد بْن الربيع بْن سليمان الْجِيزي الْمَصْريّ: سَمِعَ: عُبّيْد اللَّه بْن سعَيِد بْن عُفّيْر، وعبد اللَّه بْن أَبِي مريم. وعنه: أَبُو محمد بْن النّحّاس، وغيره. قَالَ ابْن يونس: لم يكن يشبه أهل العلم.
"حرف السّين":
425- سُلَيْمَان بْن أَحْمَد بْن محمد بْن الوليد الرّهاوي: وله ست وثمانون سنة.
"حرف الشين":
426- شيْطان الطّاق المتكلم1: اسمه عُبّيْد اللَّه بْن الفضل بْن محمد بْن هلال بْن جعْفَر الأنباريّ. أَبُو عِيسَى. وفي عصر الثَّوريّ شيطان الطّاق آخر.
"حرف العين":
427- عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن شَوْذبَ2: أَبُو محمد الواسطيّ المقرئ، المحدّث.
سَمِعَ: شُعيب بْن أيوّب الصَّريفيِنيّ، ومحمد بْن عَبْد الملك الدّقيقيّ، وصالح بْن الهيثم، وجعفر بْن محمد الواسطيين. وكان مولده فِي سنة تسعٍ وأربعين ومائتين.
قَالَ أَبُو بَكْر أحمد بْن بيِريّ: ما رأيت أقرأ منه لكتاب اللَّه. قَالَ: وتوفي يوم الجمعة لإحدى عشر بقيت من ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة. قلت: روى
__________
1 لسان الميزان "5/ 108، 109"، "5/ 300، 301".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 466"، غاية النهاية "1/ 437"، شذرات الذهب "2/ 362".(25/152)
عَنْهُ ابنه عُمَر، وأبو عَلِيّ منصور بْن عَبْد اللَّه الخالديّ، وأبو بَكْر بْن لال الهَمَدانيّ، وابن مَنْدَه، وابن جُمَيْع فِي مُعْجمه، وأبو عَلِيّ الْحُسَيْن الرُّوذَبَارِيّ شيخ البَيْهقيّ.
428- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن قُدَامة1: الفقيه أَبُو محمد الأصبهانيّ. كَانَ ينوبُ فِي القضاء عَنْ عبد الله بن محمد ابن عُمَر القاضي. وروى عَنْ: عَبَّاس بْن مُجَاشِع، وغيره.
429- عَبْد الرَّحْمَن بْن حمدان بْن المَرْزُبان الهَمَذَانيّ2: أَبُو محمد الجلاب الجزّار. أحد أركان السُّنة بهَمَذان. سَمِعَ: أَبَا حاتم الرّازيّ، وإبراهيم بْن دِيزِيل، وإبراهيم بن نصر، وهلال بْن العلاء، وأبا بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، وتمتامًا. قَالَ شِيرُوَيُه: كَانَ صدوقًا قُدْوة، لَهُ أتباع.
روى عنه: صالح بْن أَحْمَد، وعبد الرَّحْمَن الأنماطيّ، وابن منده، والحاكم، وأبو الحسين بن فارس اللغوي، وعبد البجار المعتزلي، وأبو الْحَسَن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن جهضم، وغيرهم.
430- عبد العزيز بن أحمد الوارق: أبو أحمد النيسابوري. سَمِعَ: الفضل الشّعْرانيّ، ومحمد بن عمر، والحرشي. وعنه: الحاكم.
431- عَلِيّ بْن محمد بْن أبي الفهم دَاوُد3 بْن إبْرَاهِيم: أَبُو القاسم التَّنُوخيّ القاضي. مات بالبصرة فِي ربيع الأوّل. ووُلِد بانطاكية سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين. وقدِم بغداد، وتفقّهَ عَلي مذهب أبي حنيفة.
وسمع: أَحْمَد بْن خُلَيْد الحلبيّ، وعمر بْن أبي غَيْلان، وحامد بْن شعيب، والحسن بْن حبيب الرّاوي عَنْ مُسدّد. وكان عارفًا بأقوال المعتزلة وبالنجوم. وله ديوان شِعر. وولي قضاء الأهواز. روى عَنْهُ: أَبُو حفص الآجُرِّيّ، وأبو القاسم بْن الثّلاج، وابنُه المحّسن بْن عَلِيّ. وكان حافظًا للشِعّر، مِن الأذكياء. حكي عَنْهُ ابنُه أنّه حفظ ستّمائة بيت شِعْر، وهي قصيدة لدِعْبل، وفي يوم وليلة؛ أنه حفظ لأبي تمام
__________
1 أخبار أصبهان "2/ 86".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 477"، شذرات الذهب "2/ 357".
3 المنتظم "6/ 372، 373"، تاريخ بغداد "12/ 77-79"، ميزان الاعتدال "3/ 153"، سير أعلام النبلاء "15/ 449".(25/153)
وللبُحْتُريّ مائتي قصيدة، غير ما يحفظ لغيرهما. وله كتاب فِي العَرُوض بديع. وولي القضاء بعدّة بلدان.
وكان المطيع قد عوّل عَلى صرفْ أَبِي السّائب عَنْ قضاء القُضاة وتقليده إياه، فأفسد عَلَيْهِ بعضُ أعدائه. ولما مات بالبصرة صلّى عَلَيْهِ الوزير المهلّبّي وقضى ديونَه، وهي خمسون ألف درهم. وكان موصوفًا بالْجُود والأفضال. قَالَ ولدُه أَبُو عَلِيّ: كَانَ أَبِي يحفظ للطّالبيّين سبعمائة قصيدة، وكان يحفظ من النَّحْو واللُّغة شيئًا عظيمًا.
وكان فِي الفقه والشّروط والمحاضر بارعًا، مَعَ التّقدُّم فِي الهيئة والهندسة والمنطق وعلم الكلام. قَالَ: وكان مَعَ ذَلِكَ يحفظ ويُجيب فِي فوق من عشرين ألف حديث. ما رأيت أحد أحفظ منه، ولولا أنّ حِفْظه تفرَّق فِي علومٍ عدّة لكان أمرًا هائلا. وقال أَبُو منصور الثّعالبيّ: هُوَ من أعيان أهل العلم والأدب. كَانَ المهلّبي وغيره من الرّؤساء يميلون إِلَيْهِ جدًا، ويعدّونَه رَيْحانة النُّدماء وتاريخ الظُّرَفاء. قال: وبلغني أنّه كَانَ لَهُ غلام يسمّي نسيمًا فِي نهاية الملاحة، كَانَ يُؤْثره عَلِيّ سائر غلمانه. وفيه يقول شاعر:
عَلَى مَن لامُهُ مدْغمه ... لاضطّرار الشِّعر فِي ميم نسيم؟
وكان شاعرًا محسنًا خليعا معاشرًا، يحضر المجالس المذمومة، والله يسامحه. ومن شعره:
وراح مِن الشّمس مخلوقةٍ ... بدت لك فِي قدحٍ من نهارِ
هواءٌ ولكنه جامدٌ ... وماءٌ ولكنه غير جاري
432- عيسى بْن محمد بْن مُوسَى بْن سقْلاب: أَبُو أَحْمَد الْمَصْريّ. سَمِعَ: أحمد بن زغبة.
"حرف القاف":
433- القاسم بْن القاسم بْن مهديّ1: الزّاهد أَبُو الْعَبَّاس المَرْوزِيّ السّيّاريّ، ابن بِنْت الحافظ أَحْمَد بْن سيّار المَرْوزِيّ. كَانَ شيخ أهل مَرْو فِي زمانه فِي الحديث والتَّصَوُّف. وأول من تكلم عندهم في الأحوال.
__________
1 حلية الأولياء "10/ 380"، المنتظم "6/ 374"، سير أعلام النبلاء "15/ 500، 501".(25/154)
وكان فقيهًا إمامًا محدِّثًا. صحِب أَبَا بَكْر محمد بْن مُوسَى الفرغانيّ الواسطيّ.
وسمع: أَبَا الموجِّه محمد بْن عُمَرو بْن الموجِّه، وأحمد بْن عبّاد، وغيرهما. وعنه: عَبْد الواحد بْن عَلِيّ السّيّاريّ، وأبو عبد الله الحاكم، وجماعة من شيوخ خُراسان. ومن قوله: ما التذّ عاقل بمشاهدةٍ قطّ؛ لأنّ مشاهدة الحقّ فناءٌ لَيْسَ فِيهِ لذة ولا حظ ولا التذاذ.
وقال: مَن حفظ قلبَه مَعَ اللَّه بالصّدق أجري اللَّه عَلِيّ لسانه الحِكَم. وقال: الخطرة للأنبياء، والوَسْوَسَة للأولياء، والفِكْرة للعوامّ، والعزم للفتيان.
وقال: قِيلَ لبعض الحكماء: من أَيْنَ معاشك؟ فقال: من عند من ضيَّق المعاش عَلَى مَن شاء بغير علّة، ووسّع عَلَى مَن شاء مِن غير علّة.
434- القاسم بن هبة الله بن المقدام بن جعفر الْمَصْريّ: سَمِعَ: النَّسائيّ، وغيرُه.
"حرف الميم":
435- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن علي بن سابور1: أَبُو الْحُسَيْن الأسْوارِيّ، بفتح الهمزة.
ثقة، مُسْنِد. من كبار شيوخ أصبهان. وأسوارى من قري أصبهان. رحل، وسمع: إبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه القّصار، وأبا حاتم الرّازيّ، والفضل بْن محمد الشّعْرانيّ، وعبد اللَّه بْن أَبِي مَسَرّة، ومحمد بْن غالب تمتام، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل التِّرْمِذيّ. وعنه: أَبُو إِسْحَاق بْن حمزة، وأبو الشَّيْخ، والحسين بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد، وأبو بَكْر بْن مَرْدُوَيْه، وعلي بْن مَيْلَة، وأبو بَكْر بْن المقرئ. وحديثه بعلوٍّ في "الثقيفات"، وغيرهما. تُوُفّي فِي شعبان.
436- محمد بْن دَاوُد بْن سُلَيْمَان النيسابوري2: الزّاهد، شيخ الصُّوفيّة أَبُو بكر. أحد الأئمة في الحديث والتصوف.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 279، 280"، سير أعلام النبلاء "15/ 477، 478"، الوافي بالوفيات "2/ 40".
2 تاريخ بغداد "5/ 265"، المنتظم "6/ 375"، سير أعلام النبلاء "15/ 420، 422"، الوافي بالوفيات "3/ 63".(25/155)
سمع: محمد بن إبراهيم البوشنجي، محمد بْن عَمْرو الحَرَشيّ. وبِهَراة: الْحُسَيْن بْن إدريس، ومحمد بن بد الرَّحْمَن، وبمَرْو: حمّادًا القاضي؛ وبالرّيّ: محمد بْن أيّوب؛ وبَنَسا: الْحَسَن بْن سُفْيَان؛ وبجُرْجان: عمران بْن مُوسَى؛ وبالبصرة: أَبَا خليفة؛ وبمكّة: المفضّل الجنديّ؛ وببغداد: الفِرْيابيّ؛ وبالأهواز: عَبْدان؛ وبالكوفة: محمد ابن جعْفَر القَتّات؛ وبمصر: النَّسائيّ؛ وبالشّام: الفضل الأنطاكيّ؛ وبالمَوْصل: أَبَا يَعْلَى.
وصنَّف الشيوخ والأبواب، والزُّهْديّات. وعقد مجلس الإملاء. وعنه من الكبار: أبو بَكْر بْن دَاوُد، وابن صاعد، وابن عُقْدة؛ ثمّ أبو عبد الله الحاكم، وابن مَنْدَه، وطائفة. وكان صدوقًا مقبولًا واسع العلم حسن الحفْظ. تُوُفّي فِي ربيع الأوّل بنَيْسابور.
وممّن رَوَى عَنْه: ابن جُمَيْع، ويحيى بْن إبْرَاهِيم المزكّيّ. وقال يوسف القوّاس: سَمِعْتُ منه، وكان يُقَالُ إنّه من الأولياء. وسئل الدّارَقُطْنيّ عَنْهُ فقال: فاضل ثقة. وقال عَبْد الرحمن بْن أبي إسحاق المزكي: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر بْن دَاوُد الزّاهد يَقُولُ: كنتُ بالبصرة أيّام القحط، فلم آكُل فِي أربعين يومًا إلا رغيفًا واحدًا. كنتُ إذا جعُتْ قرأتُ "يس" عَلِيّ نيّة الشَّبَع، فكفاني اللَّه الجوع.
437- محمد بْن ربيعة بْن محمد بْن ربيعة بْن الْوَلِيد: أبو عبد الله الْمَصْريّ. قَالَ ابن يونس: سَمِعَ: يونس بْن عَبْد الأعلى، وغيره. وكتبتُ عَنْهُ. تُوُفّي فِي شعْبان سنة 342.
438- محمد بْن محمود بْن عنبر بْن نُعَيْم: أَبُو الفضل النَّسَفيّ. روى عَنْ: أبي عيسى الترمذي. وعنه: أحمد ابن يعقوب النَّسفيّ، وغيره.
439- محمد بْن مُوسَى بْن يعقوب بْن عَبْد اللَّه المأمون بْن هارون الرشيد1: أَبُو بَكْر الْعَبَّاسي. تُوُفّي بمصر فِي ذي الحجة. وكان فقيهًا شافعيًا. قد ولي مكّة فِي شبيبته وعُمّر دهرًا. وكان ذا عقلٍ ورأيٍ وتودُّد. وعمي بآخرة.
روى "الموطأ" عَنْ: عَلِيّ بْن عَبْد العزيز، عَنِ القَعْنَبيّ. وحدَّث أيضًا عَنِ النَّسائيّ. وكان ثقة مأمونًا.
__________
1 المنتظم "6/ 375"، البداية والنهاية "11/ 227".(25/156)
440- محمد بْن طلحة بْن منصور: أبو عبد الله النيسابوري القطّان. سَمِعَ: إبْرَاهِيم بْن الحارث البغداديّ. ثمّ من طائفة بعده. وعنه: الحاكم. مات فِي المحرّم. وأثنى عَلَيْهِ فقال: كَانَ من الصّالحين، عاش 87 سنة.
"حرف النون":
441- نصر بْن محمد بْن يعقوب: أَبُو القاسم التَّغْلبيّ المَوْصليّ. سمع: بِشْر بْن مُوسَى الأسَديّ. وعنه: عبد الرحمن بن النحاس. توفي بمصر.
وفيات سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة
"حرف الألف":
442- أَحْمَد بْن بالويْه النيسابوري العَفْصيّ1: أَبُو حامد. سَمِعَ: بِشْر بْن مُوسَى، وأحمد بْن سَلَمَةَ، وابن الضُّرَيْسِ. وعنه: الحاكم، وغيره.
443- أَحْمَد بْن زكريّا بْن يحيى2: أبو محمد بْن الشّامة الأندلُسي.
سَمِعَ: محمد بْن وضّاح، ولم يرو له شيئًا، لكونه سَمِعَ منه صغيرًا، ومن غيره. وكان زاهدًا متبتلا ناسكًا منقطعًا. وقد حدَّث، وكان عارفًا باللغة. تُوُفّي فِي شعبان.
444- أَحْمَد بن الزاهد أبي عثمان سعيد بن إسماعيل3: أَبُو الْحَسَن الحِيريّ النيسابوري. الزّاهد ابن الزّاهد. عاش نيفًا وثمانين سنة. لم يشتغل بشيء مِن أسباب الدّنيا، بل كَانَ يكّد فِي طلب العلم. وربّما كَانَ يعِظ.
سَمِعَ: محمد بن إبراهيم البوشنجي، ومحمد بن عمرو الحرشي، والمسيبّ بْن زهير. وعنه: ابن أخيه أَبُو سعيد بن أبي بكر، وأبو عبد الله الحاكم. وكان أَبُوهُ يَقُولُ: أَحْمَد مِن الأبدال.
445- أَحْمَد بْن سهل بْن نُوح الشَّطَويّ4: أَبُو حاتم. عن: العطاردي. وعنه: ابن الثلاج.
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "1/ 166".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 38".
3 طبقات الأولياء لابن الملقن "424".
4 تاريخ بغداد "4/ 185".(25/157)
446- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن سعَيِد: أَبُو الْعَبَّاس الدَّبِيلي النَّيْسابوريّ. زاهد رحّال. سَمِعَ: أَبَا خليفة، والفرياني، وابن جَوْصا، وأبا عَرُوبة. وعنه: أبو عبد الله الحاكم.
447- إبراهيم بن مجبب العَبْديّ النيسابوري: سَمِعَ من: محمد بْن إبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ، وجعفر بْن سوّار، وطبقتهما. وعنه: الحاكم.
"حرف الحاء":
448- الْحَسَن بْن إبْرَاهِيم: أَبُو محمد الأسلميّ الفارسيّ القطّان. الرجل الصّالح. نزل نيسابور، وحدِّث عَنْ: حَمَّاد بْن مدرك، وجعفر بْن درستويه، وابن ناجية، وطبقتهم. عنه: الحاكم.
449- الْحَسَن بْن الْحُسَيْن: أَبُو عَلِيّ النيسابوري العابد المقرئ. سَمِعَ: خاله محمد أشرس، وأحمد بْن سَلَمَةَ. وعنه: الحاكم.
450- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن إبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن إبْرَاهِيم بْنِ حَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب: الهاشميّ الحسنيّ، المعروف بابن طَبَاطَبَا. توفي بمصر في المحرم عن سنٍّ عالية. وحضر جنازته الملك أبو القاسم بن الإخشيد، وأتابكه كافور أيضًا، عامة الأعيان. كنيته أَبُو محمد. وكان سيدًا جليلًا مُعَظَّمًا.
451- الْحَسَن بْن عمران الحنْظَليّ: أَبُو محمد، القاضي بَهَراة. سَمِعَ: عبد الرَّحْمَن بْن يوسف الحنفيّ صاحب يَعْلَى بْن عُبّيْد، وأبا حاتم عبد الجليل بن عَبْد الرَّحْمَن صاحب عُبّيْد اللَّه بْن مُوسَى: وعنه: أبو منصور محمد الأزديّ، وعبد اللَّه بْن يوسف بْن بابُوَيه.
"حرف الخاء":
452- خيْثَمَة بْن سُلَيْمَان بْن حَيْدرة1: أَبُو الْحَسَن الْقُرَشِيّ الأطْرَابُلُسيّ، أحد الثّقات المشهورين. حدث عن: أبي عتبة الحمصي، والعباس البيروتي، والحسين بن
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 310، 415"، الإكمال لابن ماكولا "1/ 244، 484"، حلية الأولياء "2/ 23، 196"، سير أعلام النبلاء "15/ 412-416"، ميزان الاعتدال "2/ 432"، لسان الميزان "2/ 411، 412".(25/158)
محمد بْن أَبِي مَعْشَر السِّنْديّ، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه القصار، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، ومحمد بْن عيسى بْن حيّان المدائنيّ، وأبي قلابة الرقاشي، وأبي يحيى بن أبي مَسَرة وإسحاق الدَّبريّ، وعُبَيْد الكَشْوَريّ، وخلْق كثير.
روى عنه: ابن جميع، وتمام، وابن مَنْدَه، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، وأبو نصر بْن هارون، وأبو عبد الله بن أبي كامل، وخلق. وذكر ابن كامل أنّ خَيْثَمَة وُلِد سنة خمسين ومائتين. وقال عُبّيْد بْن أَحْمَد بْن فُطَيْس: تُوُفّي فِي ذي القعدة سنة ثلاث، ثمّ ذكر أنّه سأله عَنْ مولده فقال: سنة سبْع عشرة ومائتين. وقال الخطيب: هُوَ ثقة ثقة، قد جمع فضائل الصّحابة. وقال ابن أَبِي كامل: سَمِعْتُ خَيْثَمَة يَقُولُ: ركبتُ البحر وقصدتُ جَبَلَة لأسمع من يوسف بْن بحر، وخرجتُ منها أريد أنطاكيَة لأسمع من يوسف "بْن سعَيِد بْن المسلم" فلقينا مركب "من مراكب العدُو" فقاتلناهم، ثمّ ثَلَمَ المركبَ قومٌ من مُقَدَّمه، فأخذوني ثمّ ضربوني وكتبوا أسماء الأسري فقالوا: ما اسمك؟ قلتُ: خيثمة بْن سُلَيْمَان. فقالوا: اكتب حمار بْن حمار. ولما ضربت سكِرتُ ونمتُ، فرأيت كأنيّ أنظر إلى الجنّة وعلي بابها جماعة من الحُور يلعبن، فقالت إحداهنّ: يا شقيّ، ما فاتك. فقالت أخري: إيش فاته؟ قَالَتْ: لو كَانَ قُتِل كَانَ فِي الجنّة مَعَ الحُور. فقالت لها: لأن يرزقُهُ اللَّه الشّهادة فِي عزّ "من" الْإِسلْام وذل من الشرك خير له.
ثم انتبهت. قَالَ: ورأيت فِي منامي مرَّةً كأنّ قائلًا يَقُولُ لي: اقرأ "بَرَاءَةَ": فقرأت إلى قوله: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} [التوبة: 2] فانتهيت، فعددت من ليلة الرؤيا أربعة أشهر، فقلت اللَّه أسريّ. قلت: آخر من روى حديث خيثمة بعلوٍّ: مكرم بن أبي الصقر.
قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي كَامِلٍ الأَطْرَابُلُسِيُّ: سَمِعْتُ خَيْثَمَةَ الْأَطْرَابُلْسِيَّ يَقُولُ: كُنْتُ بِدِمَشْقَ، فَرَوَيْتُ حَدِيثَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اطْلُبُوا الْخَيْرَ عَنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ"1. فأنكر القاضي البلْخيّ يعني: زكريّا بْن أَحْمَد هذا الحديث وبعثَ فَيْجًا قاصدًا إلى الكوفة، ليسأل ابن عقدة عنه. فكتب عليه: وقد كَانَ السَّريّ بْن يحيى حدَّث بهذا الحديث في تاريخ كذا وكذا.
__________
1 "حديث موضوع": أخرجه العقيلي في الضعفاء "325"، وأبو نعيم في أخبار أصبهان "2/ 59"، وذكره الشيخ الألباني في الضعيفة "2855"، وقال: موضوع.(25/159)
فإن هذا الشّيخ قد حضر فِي ذَلِكَ الوقت فقد سمعه.
فأنفذ إليَّ البلْخيّ: أن أنفذ إليَّ الأصل. فأنفذته إِلَيْهِ، فوافق ما قَالَ ابن عُقْدة من التاريخ. فاستحلّني البلْخيّ فلم أحِلّه. رَوَاهُ السَّريّ، عَنْ قِبيْصة، عَنْهُ.
"حرف السين":
453- سعَيِد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد: أَبُو عثمان السَّمرْقَنْديّ، الزّاهد العابد. صحِب أَبَا عثمان الحِيريّ، وخَدَمه. قَالَ الحاكم: ما رأينا أعبد منه. صلّى حتّى أُقعد، وقال: كانت لي سماعات كثيرة بسَمَرْقَنْد والعراق، فضاعت.
"حرف الطاء":
454- طاهر بْن أَحْمَد: أَبُو الطَّيْب البَيْهقيّ. سَمِعَ من: خاله الفضل بْن محمد الشّعْرانيّ. وعنه: الحاكم.
"حرف العين":
455- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَبِي خلاد الطّرائفيّ1: حدَّث بمصر عَنْ: جعْفَر الفِرْيابيّ. وعنه: أَبُو محمد بْن النّحّاس، وغيره. وثقَّه الخطيب.
456- عَبْد الرحيم بْن محمد بْن مُسلْمِ2: أَبُو عَلِيّ المَدِينيّ الأصبهانيّ. عَنْ: إبْرَاهِيم بْن سعدان، وإبراهيم بْن نائلة.
وعنه: الْحُسَيْن بْن محمد بْن عَلِيّ، وأبو بَكْر بْن مَرْدُوَيْه، وجماعة.
457- عثمان بْن شعبان بْن محمد بْن ربيعة بْن سليمان بْن دَاوُد بْن أيّوب بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ ياسر: أَبُو عمر.
458- عَلِيّ بْن سُلَيْمَان3: أَبُو الْحَسَن السُّلَميّ الخِرَقيّ. بغداديّ، صدوق. روى عَنْ: أَبِي قِلابة، والكُدَيْميّ. وعنه: ابن رزْقَوَيْه، وأبو عبد الله بْن البياض.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 128".
2 أخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 129".
3 تاريخ بغداد "11/ 433".(25/160)
459- عَلِيّ بْن عُمَر بْن يزيد الصَّيْدنانيّ1: أَبُو القاسم القزويني. ثقة، معمر. رحل وسمع: إِسْحَاق الدَّبَريّ، وعلي بْن عَبْد العزيز، والطبقة.
460- علي بْن الفضل بْن إدريس السُّتُوريّ2: أَبُو الْحَسَن السّامرّيّ. حدَّث بأحاديث يسيرة عن: الحسن بْن عَرَفَة. وعنه: يوسف القّواس، وابن حَسْنُونٍ النَّرْسيّ، والحسين بْن برهان. قَالَ الخطيب: وسمعت العَتِيقيّ يوثّقه، وقال: ما سَمِعْتُ شيوخنا يذكرونه إلا بجميل. قلت: وله جزء عَن ابن عَرَفَة، رَوَاهُ ابن التّّنّ، عَنْ جدِّه، عَنْ أبي العلاء، عن محمد بْن الرُّوزبهان ببغداد، عَنْهُ.
461- عَلِيّ بْن محمد بْن محمد بْن عُقْبَة بْن همّام3: أَبُو الْحَسَن الشَّيْبانيّ الكوفيّ. قدِم بغداد وحدَّث عَنْ: الخَضِر بْن أبان، وإبراهيم بْن أَبِي العنبس، وسليمان بْن الربيع النَّهْديّ، ومُطَيَّن. وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وابن جُمَيْع الصَّيْداويّ، وأبو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه.
وقال الخطيب: كَانَ ثقة أمينًا. قَالَ: شهدتُ سنة سبعين ومائتين عَنْد إبْرَاهِيم بْن أبي العَنْبس القاضي. وقال ابن حمّاد الحافظ: كَانَ شيخ المِصر، والمنظور إِلَيْهِ، ومختار السّلطان والقُضاة. صاحب جماعة وفِقْه وتلاوة. تُوُفّي فِي رمضان يوم الجمعة لسبعٍ بقين منه. وكان ابن عُقْدة يفيد عَنْهُ ويحضر عنده كثيرًا. وكان صاحب صلاةٍ كثيرة رضوان اللَّه عَلَيْهِ.
462- عَمْرو بْن محمد بن منصور4: أبو سعيد النسابوري الجنزروذيّ، الزّاهد المعدّل. خَتَن أَبِي بَكْر بْن خُزَيْمَة.
قَالَ الحاكم: صار فِي أواخر عمره من الأبدال. سَمِعَ: السَّرِيّ بْن خُزَيْمَة، والحسين بْن الفضل، والفضل الشّعْرانيّ، وإسماعيل القاضي، وتمتاما، وعلي بن عبد العزيز. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو علي الماسرجسي، وأبو عبد الله لحاكم.
وتوفي في شوال. وأضر بأخرة.
__________
1 التدوين في أخبار قزوين "3/ 389، 390".
2 تاريخ بغداد "12/ 48"، سير أعلام النبلاء "15/ 442، 443"، شذرات الذهب "2/ 365".
3 تاريخ بغداد "12/ 79-81"، المنتظم "6/ 376"، سير أعلام النبلاء "15/ 443، 444".
4 الأنساب "10/ 479".(25/161)
"حرف الميم":
463- محمد بن أحمد بن هارون بن بندار بن الحريش1: أبو أحمد الإستراباذي. أخو هارون. سَمِعَ: شعيب الحراني ببغداد. وعنه: ابنه أَحْمَد بْن محمد.
364- محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن وهْب بْن عَبَّاس الْمَصْريّ الفقيه: مات عَنْ ستٍّ وثمانين سنة، وقد كُفّ بصره. كتبَ الحديث ورواه. وأخذ عَنِ المُزنيّ قليلًا.
465- محمد بْن حامد بْن الحارث2: أَبُو رجاء البغداديّ المقرئ، المعروف بالسّرّاج.
نزيل مكّة، وبها تُوُفّي. حدَّث عَنْ: محمد بْن الْجَهْم، وعبد اللَّه بْن مُسلْمِ بْن قُتَيْبة، وأحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة.
وعنه: محمد بْن أَحْمَد بْن مفرِّج قاضي قُرْطُبَة، وأحمد بْن عَوْن اللَّه، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن النّحّاس. وثّقه أَبُو عُمَرو الدّاني، فروى عَنْهُ ابن النّحّاس حديثين رواهما عَنِ الْحَسَن بْن عَرَفَة وقال: ما سمعتُ عَنِ ابن عَرَفَة سواهما.
قَالَ ابن النحاس: سمعتها منه بمكّة سنة أربعين. نا الْحَسَنُ بِسُرَّ مَنْ رَأَى، ثنا عَلِيُّ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. رَفَعَ الْحَدِيثَيْنِ بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَهُمَا -وَاللَّهِ الْعَظِيمِ- مَوْضُوعَانِ مَتْنُ أَحَدِهِمَا: "يَا عَلِيُّ خُلِقْتُ أنا وَأَنْتَ مِنْ نُورِ اللَّهِ وَشِيعَتُنَا مِنْ نُورِنَا"3. وَالآخَرُ: "تَخَتَّمْ يَا عَلِيُّ بِالْعَقِيقِ، فَإِنَّهُ أَقَرَّ لِلَّهِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَلَكَ بِالإِمَامَةِ"4.
قلتُ: ميسرة كَانَ يضع الحديث، والآفة منه.
قَالَ ابْن النّحّاس: ذكرّ محمد بْن حامد أنّه وُلِد سنة خمسٍ واربعين ومائتين، ومات فِي ذي الحجّة سنة أربعين. وقال ابن مُفَرِّج: تُوُفّي سنة ثلاثٍ وأربعين.
__________
1 تاريخ جرجان للسهمي "438، 439"، الأنساب "1/ 217".
2 تاريخ بغداد "2/ 289"، ميزان الاعتدال "3/ 506"، لسان الميزان "5/ 112".
3 "حديث موضوع": كما قال الذهبي والآفة عن ميسرة.
4 "حديث موضوع": كما قال الذهبي والآفة من ميسرة كما تقدم.(25/162)
466- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن محمد بن أبي عبد الرحمن1: المقرئ المكّيّ. روى عَنْ: عَلِيّ بْن عَبْد العزيز، وغيره.
وعنه: أَحْمَد بْن عَوْن اللَّه القُرْطُبيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن النّحّاس، ومحمد بْن أشتة. وقد قرأ عَلى: إِسْحَاق الخُزَاعيّ. وأقرأ. وقيل: مات سنة أربعٍ وأربعين.
467- محمد بْن عَبْد الرَّءوف بْن محمد الْأَزْدِيّ2: مولاهم القُرْطُبيّ أبو عبد الله. سَمِعَ: أَحْمَد بْن بِشْر، وقاسم ابن أَصْبغ، وجماعة. وكان كاتبًا بليغًا إخباريًا علامة جمعَ كتابًا فِي شُعراء الأندلس بلغ فِيهِ الغاية. وكان يطُعَن عَلَيْهِ فِي دينه.
468- محمد بْن عَلِيّ3: أَبُو بَكْر العَطُوفي. عَنْ: محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ويوسف القاضي.
وعنه: تمّام الرّازيّ، ومحمد بْن إِسْحَاق بْن منده، وعبد الرَّحْمَن بْن النّحّاس. حدَّث سنة ثلاث.
469- محمد بْن القاسم بْن محمد4: أَبُو جعْفَر الكَرْخيّ. الوزير. ولي وزارة الرّاضي بالله سنة أربعٍ وعشرين وثلاثمائة بعد عزل عَبْد الرَّحْمَن بْن عيسى بْن الجرّاح. فكانت دولته ثلاثة أشهر ونصفًا. ثمّ استتر لفساد أمر الرّاضي وضعف خلافته وجُرْاة الأمراء وقلّة المال. فوكّلوا بداره ونُهِب ما فيها. ثمّ إنّه وَزَر للمتقيّ لله سنة تسعٍ وعشرين شهرًا واحدًا وأيّامًا، فاضطّربت الأمور، فلزِم منزله. وكان بطيء الكتابة والقراءة. وفيه كرم ومروءة وحشمة نفْس. تُوُفّي فِي شوّال عَنْ سبعٍ وسبعين سنة. من كَرْخ البصْرة.
470- مُوسَى بْن محمد بْن هارون5: أَبُو هارون الأنصاريّ الزُّرَقيّ. سَمِعَ: أحمد بْن مُلاعب، ومحمد بْن الْحُسَيْن الحنينيّ، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي، وأبا قلابة. وهو بغدادي ثقة. روى عنه: ابن الصلت المجبر، وعبد القاهر بن عقدة. وتغرب عَنْ بغداد.
__________
1 غاية النهاية "2/ 163".
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 62".
3 تاريخ بغداد "3/ 79"، الأنساب "479".
4 الكامل في التاريخ "8/ 509"، تاريخ الخلفاء "405"، حسن المحاضرة "2/ 114".
5 تاريخ بغداد "13/ 61".(25/163)
"حرف النون":
471- نوح بْن نصر بْن أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل السّامانيّ1: الأمير. من بيت ملوك بُخَارَى. تُوُفّي فِي ربيع الآخر. وبقي فِي الإمرة اثنتي عشرة سنة وثلاثة أشهر. وهو الملك الحميد، عثرت بِهِ فرسه فقتلته. وكان مشكور السيرة.
وفيات سنة أربع وأربعين وثلاثمائة
"حرف الألف":
472- أحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن أحمد2: أبو عبد الله الأصبهانيّ، الكيّال المؤدِّب.
473- أَحْمَد بْن الخَضِر بْن أَحْمَد3: الفقيه أَبُو الْحُسَن النيسابوري الشّافعيّ، الحافظ. سَمِعَ: إبْرَاهِيم بْن عَلِيّ الذُّهْليّ، وأحمد بْن النَّضْر بْن عَبْد الوهّاب، وأبا عَبْد اللَّه البوسَنجيّ. وعنه: أَبُو الوليد الفقيه، وأبو عَلِيّ الحافظ، وأبو عبد الله الحافظ. تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
474- أَحْمَد بْن سعْد4: أَبُو الْحَسَن البغداديّ، نزيل مصر. وتوفي بتِنيس. سَمِعَ: أَبَا مُسلْمِ الكجّيّ، ومحمد بْن عَبْدوس بْن كامل. وكان حافظًا صدوقًا. روى عَنْهُ: أَبُو محمد بْن النّحّاس.
475- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْدك الْجُرْجانيّ العَدَسيّ5: الورّاق. رحل، وسمع: إِسْحَاق الدَّبَريّ، وعلي بْن عَبْد العزيز. وعنه: أَحْمَد بْن مُوسَى المستملي، والنُّعْمان بْن محمد بجُرْجان.
476- أَحْمَد بْن عثمان بْن بويان6: أبو الحسين البغدادي القطان. المقرئ
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 403، 415"، البداية والنهاية "11/ 228".
2 أخبار أصبهان "1/ 165".
3 سير أعلام النبلاء "15/ 501".
4 تاريخ بغداد "4/ 183".
5 تاريخ جرجان للسهمي "105"، الأنساب لابن السمعاني "8/ 406".
6 تاريخ بغداد "4/ 298"، الوافي بالوفيات "7/ 176"، النجوم الزاهرة "3/ 314".(25/164)
المجوّد لحرف قالون. قرأ عَلَى: أَحْمَد بْن محمد بْن الأشعث؛ وعلي: إدريس بْن عَبْد الكريم الحدّاد، ومحمد بْن أَحْمَد بْن واصل، وأبي عيسى الزَّيْنبيّ. وتصدَّر للإقراء. فقرأ عَلَيْهِ: إبْرَاهِيم بْن عُمَر البغداديّ شيخ عَبْد الباقي ابن الحسن، وأبو الحسن عَلِيّ بْن محمد بْن العلاف، وإبراهيم بْن أَحْمَد الطَّبَريّ، وأحمد بن نصر الشّذائيّ، وعبيد اللَّه بْن أَبِي مُسلْمِ الفَرَضيّ، ومحمد بْن يوسف بن نهار الحرتكي البصريّ، وعلي بْن عُمَر أَبُو الْحَسَن الدّارَقُطْنيّ، وغيرهم. وحدَّث عَنْ: حمدان بْن عَلِيّ الورّاق، وإدريس بْن عَبْد الكريم، وموسي بْن هارون.
روى عَنْهُ: أَبُو نصر بْن حَسْنُونٍ، وابن رزْقَوَيْه، ومحمد بْن الْحُسَيْن القطّان. قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة، مولده سنة ستيّن ومائتين. وقال الدّانيّ: هُوَ ثقة، حافظ، ضابط، مشهور.
477- أَحْمَد بْن عيسى بْن جمهور1: البغداديّ. أَبُو عيسى الخشّاب. حدَّث عَنْ عُمَر بْن شَبَّة بأحاديث فِي بعضها غرائب. قَالَ الخطيب: ثنا عَنْهُ أَبُو الْحُسَن بْن رزْقَوَيْه وقال: قَالَ لنا: سمعتُ من عُمَر بْن شَبَّة وأنا غلام كبير، ورأيت الْحَسَن بْن عَرَفَة. وقد أتى عَلِيّ نحو المائة سنة.
قَالَ ابن رزْقَوَيْه: شهد عندي ابن الأزرق السَّقطيّ أنّ جدِّه وثَّقَ هذا.
478- أَحْمَد بْن محمد بْن إبْرَاهِيم بْن مطِّرف: أَبُو الْحُسَيْن الإسْتِرَابَاذيّ. زاهد، عابد، كثير التّلاوة، معمَّر. سَمِعَ: عمّار بْن رجاء، والضّحّاك بْن الْحُسَيْن، ومحمد بْن يزداد، ومحمد بن حاتم الأستراباذي. وعنه: عبد الله بن الحسن الإستراباذي، ومطرف بن الحسين، والحسن بن منصور.
وقال أَبُو سعد عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد الإدريسيّ: تُوُفّي بعد خروجنا من إسْتِراباذ سنة أربعٍ وأربعين. وقد لقِيتُه.
479- أَحْمَد بْن محمد بْن إِسْحَاق2: أَبُو عَلِيّ الفقيه الشّاشيّ. شيخ الحنفيّة ببغداد، ورأسهم بعد شيخه أَبِي الْحَسَن الكرخي.
وكان كبير القدر، عارفًا بالمذهب.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 281".
2 تاريخ بغداد "4/ 392".(25/165)
480- أَحْمَد بْن محمد بْن مِسْوَر بْن عُمَر القُرْطُبيّ1: من موالي الفضل بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب. سَمِعَ: أَبَاهُ، ومحمد بْن وضّاح، وأيّوب بْن سُلَيْمَان، وعني بالفقه على مذهب مالك. روى عنه: سعيد بن أحمد بن حدير.
481- أحمد بن محمد بن موسى بن بسير الكناني الرازي2: ثم القرطبي. وفد أبوه على صاحب الأندلس، فُولِدَ لَهُ أَحْمَد بها، فسمع منه: أَحْمَد بن خَالِد بْن الحُبَاب، وجماعة. وله مصنَّفات كبيرة فِي أخبار الأندلس ودُوَلها. وكان أديبًا بليغًا شاعرًا إخباريًّا. عاش سبعين سنة.
482- أَحْمَد بْن محمد بْن الْحَسَن بْن باباج3: أَبُو نصر الْبُخَارِيّ الدِّهْقان. عَنْ: سهل بْن المتوكّل، وصالح جزرة. وفي الرحلة من: بشر بن موسى، وأبي مسلم الكجي، ومطين، وابن الضريس. وعنه: أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر الغنجار. مات في رمضان.
483- أحمد بن محمد بن نصير بن عبد الله بن أبان بن جشنس4: أبو الحسن المديني. سمع: أباه، وأحمد بن عصام، وأيد بن عاصم. وعنه: أَبُو بَكْر بْن المقرئ. تُوُفّي وله ثمان وثمانون سنة.
484- أَحْمَد بْن المطلب بْن عَبْد اللَّه بْن الواثق بْن المعتصم بْن الرشيد العّباسيّ الهاشميّ5: سَمِعَ: أَبَا مُسلْمِ الكَجّيّ، والفرياني. وعنه: الدارقطني، وإبراهيم بن مخلد الباقرحي.
وكان ثقة، صالحًا، ورِعًا، بغداديًا، شريفًا.
485- أَحْمَد بْن موسي الرّازيّ6: ثمّ الأندلسي النَّحْويّ الأديب. كَانَ إخباريًا، فاضلًا. صنف كتابًا فِي أخبار الأندلس ودولهم.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 39"، بغية الملتمس للضبي "165".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 42"، جذوة المقتبس "104".
3 الإكمال لابن ماكولا "1/ 180".
4 الإكمال لابن ماكولا "3/ 156"، المشتبه في أسماء الرجال "1/ 265، 266".
5 تاربخ بغداد "5/ 171".
6 تقدم برقم "480".(25/166)
486- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن فِراس العَبْقَسيّ: أَبُو إِسْحَاق المكّيّ. من بْني عَبْد القَيْس. كَانَ ثقة مستورًا، مقبول القول. عنده كتب سعَيِد بْن منصور، عَنْ محمد بْن عَلِيّ الصّائغ، عَنْهُ. تُوُفّي فِي ربيع الأوّل. كتبَ عَنْهُ الرّحّالة.
487- إبْرَاهِيم بْن مُضَارب: أَبُو إِسْحَاق النيسابوري. سَمِعَ: أَبَا عَبْد اللَّه البُوشَنْجيّ، وجعفر التّرك. وعنه: الحاكم، وغيره.
488- إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم بْن هاشم1: أَبُو يعقوب النَّهْديّ الأذْرعيّ. ثقة، عابد، ومحدِّث عارف. سَمِعَ بمصر: يحيى بْن أيّوب العلاف، ومِقْدام بْن دَاوُد، وأبا يزيد القَرَاطِيسيّ، والنَّسائيّ، وأبا زُرْعَة الدّمشقيّ، وموسى بْن عيسى الحمصيّ، وعبد اللَّه بْن جعْفَر الرّافِقيّ، وجماعة كبيرة.
وعنه: ابن جُمَيْع، وتمّام، وأبو عبد الله بْن مَنْدَه، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر، وأبو عبد الله بْن أَبِي كامل الأطْرَابُلُسيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، وخلق سواهم.
قَالَ: عَبْد القاهر بْن عَبْد العزيز الصّائغ: سمعتُ أبا يعقوب الأّذرعيّ يَقُولُ: سألتُ اللَّه أن يقبض بَصَري فعميتُ، فتضرّرت فِي الطّهارة، فسألتُ اللَّه تعالى إعادة بصري، فأعاده تفضُّلًا منه. وقال أبو الْحَسَن الرّازيّ: كَانَ مِن جلّة أهل دمشق وعُبّادها وعُلمائها.
قرأتُ عَلَى ابن القّواس: أخبرك ابن الحَرَسْتانيّ حضورًا، أَنَا ابن المسلَّم، أَنَا ابن طلّاب، نا ابن جُمَيْع، ثنا إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم الأَذْرَعيّ: ثنا محمد بْن عَلِيّ، ثنا أحمد بْن أبي الحَوَاري، ثنا زهير بْن عَبّاد ثنا منصور بْن عمّار قَالَ: قَالَ سُلَيْمَان بْن دَاوُد: "إنَّ الغالب لِهَوَاه أشدُّ مِن الَّذِي يفتح المدينة وحْده". تُوُفّي يوم عيد الأضحى، وله نيِّف وتسعون سنة بدمشق.
489- إِسْحَاق بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن سعَيِد بْن تميم.
أبو يعقوب المصري.
في شوال.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 427"، سير أعلام النبلاء "15/ 478، 479"، البداية والنهاية "11/ 230".(25/167)
"حرف الباء":
490- بَكْر بْن محمد بْن العلاء1: أَبُو الفضل البصْريّ، القُشَيْريّ، الفقيه المالكيّ. ولي القضاء بناحية العراق. وصنَّف فِي المذهب كُتُبًا جليلة. وسمع "موطَّأ القَعْنَبيّ" من أَحْمَد بْن مُوسَى السّامرّيّ.
وسمع: أَبَا مُسلْمِ الكَجّيّ. وحكي عَنْ: سهل بْن عَبْد اللَّه التُّسْتَرِيّ. صنَّف كتابًا فِي الأحكام، وكتابًا فِي الرّدّ عَلِيّ المُزَنيّ وكتاب "الأشرِبة"، ورد فِيهِ عَلَى الطّحاويّ؛ وكتابًا فِي أصول الفقه، وكتاب "الرّدّ عَلِيّ القَدَرِيّة"، وكتاب "الرّدّ عَلَى الشّافعيّ"، وغير ذَلِكَ. وسكن مصر. روى عَنْه: الْحَسَن بْن رشيق، وعبد اللَّه بْن محمد بْن أسد الأندلُسيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر النّحّاس. وتوفي بمصر فِي ربيع الأول.
"حرف الجيم":
491- جعْفَر بْن مُحَمَّد بْن محمد بْن زراع: أَبُو سعَيِد الطَبَسيّ المعلّم. سَمِعَ: سهل بْن المتوكّل، وأبا مَعْشَر حَمْدَوَيْه، وأبا مُسلْمِ الكَجّيّ، وجماعة. تُوُفّي فِي رجب.
492- جعْفَر بْن هارون2: أَبُو محمد الدِّينَوَرِيّ النَّحْويّ. حدَّث فِي هذا العام ببغداد. عن: عبد الله بن محمد بن سنان، وإسحاق بْن صدقة الدِّينَوَرِيّ. قَالَ الخطيب: ثنا عنه: الحسين بن الحسن، وابن الفضل القطان، وأبو علي بن شاذان.
"حرف الحاء":
493- الْحُسَن بْن زَيْدِ بْن الْحَسَن3: أَبُو مُحَمَّد الجعفريّ. من وادي القُرَى؛ قدِم بغداد. وحدَّث عَنْ: جعْفَر بْن محمد القلانسِيّ، وعبيد اللَّه بْن رماحس. وعنه: أَبُو الْحُسَن بْن رزْقَوَيْه. وعاش ثلاثًا وتسعين سنة. فإنه وُلِد فِي ما زعم سنة إحدى وخمسين ومائتين. وهو ابن زيد بْن الْحَسَن بْن محمد بْن حمزة بْن إِسْحَاق بْن عَلِيّ ابن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الهاشمي.
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 537، 538"، الوافي بالوفيات "10/ 217"، شذرات الذهب "2/ 366".
2 تاريخ بغداد "7/ 225"، بغية الوعاة "212".
3 تاريخ بغداد "7/ 309"، المنتظم "6/ 377، 378".(25/168)
494- الْحَسَن بْن وصّاف: رئيس المؤذّنين بمصر. فِي ذي القعدة. ثمّ عرف عليهم من بعده بُكَيْر بْن عافية.
"حرف العين":
495- عَبْد اللَّه بْن إبْرَاهِيم بْن هَرْثَمَة1: أَبُو محمد الهَرَوِيّ. سَمِعَ: الْحُسَيْن بْن دَاوُد البلْخيّ، والحارث بْن أبي أسامة، والكُدَيْميّ، وإسحاق بْن سُنيَن. وعنه: يوسف القوّاس، وأبو أَحْمَد الفَرَضيّ، وأبو الْحُسَن بْن رزْقَوَيْه. وكان ثقة.
496- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مَحْمُوَيْه: أَبُو عباد الطَّهْمانيّ النيسابوري السراج. سَمِعَ: إِسْمَاعِيل بْن قُتَيْبة، والكجي، وطبقتهما. وعنه: الحاكم، ووهاه.
497- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هارون السمرقندي: ثم التنيسي. أخو عبد الجبار. ولي قضاء تنيس. وحدَّث عَنْ: محمد بْن جعْفَر الْإمَام، وإسماعيل بْن عِرْباض، والطبقة. مات بتِنيس فِي شوال.
498- عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن شُعَيب2: أَبُو موسي بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن النَّسائيّ. وُلِد بمصر سنة سبعٍ وسبعين ومائتين. وبها تُوُفّي فِي شهر شَعبان. سَمِعَ أَبَاهُ.
499- عُبّيْد اللَّه بْن إدريس بْن عُبّيْد اللَّه بْن يحيى بْن خَالِد3: مولي بني أميّة، الأندلسيّ. أدرك محمد بْن وضّاح، وسمع: عُبّيْد اللَّه بْن يحيى، ويحيى بْن عَبْد العزيز، ومحمد بْن عُمَر بْن نُبَاتة. روى عَنْهُ: ابن عائذ، وغيره. وكان مُعْتنِيًا بالآثار والسُّنَن، بصيرًا بالأقضية، مالكيًّا علامة.
500- عثمان بْن أَحْمَد بْن عبد الله بن زيد البغدادي4: أبو عمر بْن السّمّاك الدّقّاق. سَمِعَ: محمد بْن عُبّيْد الله ابن المنادي، وحنبل بْن إِسْحَاق، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن مَنْصُور الحارثيّ، والحَسَن بْن مُكْرَم، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، والحسين بن أبي معشر، والحنيني، وطائفة.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 406، 407"، المنتظم "6/ 378".
2 الأنساب "12/ 77".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 251".
4 تاريخ بغداد "11/ 302، 303" المنتظم "6/ 378"، ميزان الاعتدال "3/ 31"، سير أعلام النبلاء "15/ 444".(25/169)
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وابن منده، وأبو عمر بن مهدي، وأبن رزقويه، وابن الفضل القطان، وأبو علي بن شاذان، وغير واحد.
قال الخطيب: وكان ثقة ثبتا. سَمِعْتُ ابن رزْقَوَيْه يَقُولُ: ثنا الباز الأبيض أَبُو عُمَرو بْن السّمّاك. وقال الدّارَقُطْنيّ: شيخنا ابن السّمّاك كتب عَنِ العُطَارِديّ ومَن بعده، وكتب الكُتُب الطِّوال المصنفات بخطّه. وكان من الثقات.
قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ: أَنَا أَبُو الحسن الدارقطني قال: سمعت أبا عمرو بت السّمّاك يَقُولُ: وجَّه إليَّ الْحُسَيْن النُّوبَخْتِيّ، وقد كنتُ قضيتُ لَهُ حاجةً، فقال: أبعث إلى القاضي أَبِي الْحُسَيْن بْن أبي عُمَر ليقبل شهادتك. فقلتُ: لا أنشط لذلك، أَنَا أشهد عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وحدي فتُقبل شهادتي. لا أحبّ أن أشهد عَلَى العامّة ومعي آخر.
تُوُفّي ابن السّمّاك فِي ربيع الأوّل، وشيعّه نحو خمسين ألف إنسان. وصلّى عَلَيْهِ ابنُه محمد. قلت: ابنه يروي عَنِ البَغَوِيّ، وأسنّ وحدَّث رحمهما اللَّه تعالي.
501- عَلِيّ بْن عيسى الورّاق الهَرَويّ: سَمِعَ: أَحْمَد بْن نَجْدَة، ومحمد بْن عَمْرو الحَرَشيّ، وطبقتهما. وصنف التصانيف، وعاش خمسا وثمانين سنة. وعنه: أبو عبد الله الحاكم.
502- عمرو بن إسحاق بن السكن: أبو محمد الأسدي البخاري الحافظ. سَمِعَ: صالح بْن محمد، وسهل بْن شاذُوَيْه، والبَغَوِيّ، وخلائق. وعنه: الحاكم وغيرُه.
"حرف الميم":
503- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن بُطَّة1: أبو عبد الله بأصبهان. نزيل نَيْسابور. حدَّث عَنْ: أبيه، وعمه عبد الله بن محمد ابن زكريّا، وطبقتهم. وعنه: الحاكم، وابن مَنْدَه، وطائفة. ثمّ رجع إلى بلده، وبها مات. وبُطة: بالضَّمّ.
504- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بْن جعفر2: أبو بكر بن الحداد المصري،
__________
1 أخبار أصبهان "2/ 282"، المنتظم "6/ 378"، البداية والنهاية "11/ 229".
2 المنتظم "6/ 379"، سير أعلام النبلاء "15/ 445-451"، الوافي بالوفيات "2/ 69".(25/170)
الفقيه الشافعي شيخ المصريين. وُلِد يوم وفاة الْمُزَنيّ. وسمع من: النَّسائيّ، وغيره. وجالسّ الْإمَام أبا إِسْحَاق المَرْوزِيّ لمّا قدِم عليهم، ودخل بغداد فِي سنة عشر. ودخل عَلَى ابن جرير الطَّبَريّ وأخذ عَنْهُ.
وسمع من: رَوْح بن الفَرَج، ومحمد بْن جعفر ابن الْإمَام، وخلْق. وصنّف كتاب الفروع فِي المذهب، وهو صغير الحجم، دقَّق مسائله. شرحه القفّال المَرْوزِيّ، وأبو الطَّيْب الطَّبَريّ، وأبو عَلِيّ السنجي. وكان أَبُو بَكْر غوّاصًا عَلَى المعاني، محقِّقًا كبير القدر، لَهُ وجه فِي المذهب. ولي القضاء والتّدريس بمصر. وكانت الملوك تعظّمه وتحترمه. وكان متصرّفًا فِي علومٍ كثيرة.
قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ: سَمِعْتُ الدّارَقُطْنيّ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاق إبْرَاهِيم بْن محمد النَّسَويّ المعدّل بمصر: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر بْن الحدّاد، وذكره بالفضل والدِّين والاجتهاد، يَقُولُ: أخذت نفسي بما رَوَاهُ الرّبيع، عَنِ الشّافعيّ، أنّه كَانَ يختم فِي رمضان ستّين ختمة. سوى ما يقرأ فِي الصّلاة فأكثر ما قدرت عَلَيْهِ تسعًا وخمسين ختْمة وأتيتُ فِي عيد رمضان بثلاثين ختمة.
قَالَ الدّارَقُطْنيّ: كَانَ ابن الحدّاد كثير الحديث، لم يُحدِّثَ عَنْ غير أَبِي عَبْد الرَّحْمَن النَّسائيّ، وقال: رضيتُ بِهِ حُجَّةً بيني وبين اللَّه. وذكر غيره أنّ الْإمَام أبا بَكْر بْن الحدّاد حدَّث عَنْ: محمد بْن عَقِيل الفريابي الفقيه، وأبي يزيد القراطيسي، وعمرو بْن مِقْلاص، والنَّسائيّ، وغيرهم. قاله ابن يونس.
ثمّ قَالَ: كَانَ يحسن النحو والفرائض، ويدخل عَلَى السّلاطين. وكان حافظًا للفقه عَلَى مذهب الشّافعيّ. وكان كثير الصلاة متعبدًا. ولي القضاء بمصر نيابةً لابن هروان الرّملّي. وقال غيره: حجّ ومرض فِي الرُّجُوع، فلمّا وصل إلى الْجُبّ تُوُفّي عند البئر والْجُمَّيزة يوم الثلاثاء لأربعٍ بقين من المحرَّم سنة أربع. وهو يوم دخول الحاجّ إلى مصر.
وعاش تسعًا وسبعين سنة وشهورًا. ورّخه المسبّحيّ، وقال: كَانَ فقيهًا عالمًا كثير الصّلاة والصّيام. يصوم يومًا ويفطر يوما، ويختم القرآن فِي كلّ يوم وليلة، قائمًا مُصَلِّيًا. قَالَ: وصُلِّيَ عَلَيْهِ يوم الأربعاء، ودُفِن بسفح المقطَّم عند قبر والدته، وحضر جنازته أَبُو القاسم بْن الإخشيد، وأبو المِسْك كافور، والأعيان.(25/171)
وكان نسيج وحده فِي حفظ القرآن واللغة والتَّوسُّع فِي عِلم الفقه. وكانت لَهُ حلقة من سنين كثيرة يغشاها المسلمون. وكان جَدًّا كلّه رحمه اللَّه، فما خلّف بمصر بعده مثَلَه.
وكان عالمًا أيضًا بالحديث، والأسماء، والرّجال، والتّاريخ. قَالَ ابن زُولاق فِي كتاب "قضاة مصر": ولّما كَانَ فِي شوّال سنة أربعٍ وعشرين وثلاثمائة سلّم محمد بْن طُغْج الأخشيد قضاءَ مصر إلى أَبِي بَكْر الحدّاد. وكان أيضًا ينظر فِي المظالم ويوقّع فِيها، ونظر فِي الحكم خلافةً عَنِ الْحُسَيْن بْن محمد بْن أَبِي زُرْعَة محمد بْن عثمان الدّمشقيّ، وهو لا ينظر؛ وكان يجلس فِي الجامع وفي داره. وربّما جلس فِي دار ابن أبي زُرْعَة ووقع فِي الأحكام، وكاتبَ خلفاءَ النّواحي. وذكرَ من أوصافه الجميلة ما تقدَّم. وأنّه كَانَ حسن الثياب رفيعها، حسن المركوب، فصيحًا غير مطعونٍ عَلَيْهِ فِي لفظٍ ولا فضل، ثقة فِي اليد والفَرْج واللّسان، مُجْتَمعًا عَلَى صيانته وطهارته. كَانَ من محاسن مصر، حاذِقًا، يعلم القضاء. أخذ ذَلِكَ عَنْ أبي عُبّيْد القاضي. إلى أن قَالَ: وكلُّ من وَقَفَ عَلَى ما ذكرناه يَقُولُ: صدقت.
وُلِد فِي رمضان سنة أربعٍ وستين ومائتين، وكتب عَنْ طائفة، وعوّل عَلَى النَّسائيّ وأخذ عَنْهُ علم الحديث. وأخذ الفقه عَنْ أَبِي سعيد محمد بن عقيل الفرياني، وعن بِشْر بْن نصر غلام عرف، وعن منصور بْن إِسْمَاعِيل، وابن بحر. وأخذ العربيّة عَنْ: محمد بْن ولاد.
وكان لمحبتّه للحديث لا يَدَع المذاكرة. وكان ينقطع إِلَيْهِ أَبُو منصور محمد بْن سعْد الباروديّ الحافظ، فأكثر عَنْهُ فِي مصنَّفاته. فذاكَرَه يومًا بأحاديث فاستحسنها أَبُو بَكْر وقال: اكتبُها لي. فكتبها لَهُ، فقال: يا أبا منصور اجلس فِي الصُّفّة. ففعل فقام أَبُو بَكْر وجلس بين يديه وسمعها منه وقال: هكذا يؤخذ العلم. فاستحسَن النّاسُ ذَلِكَ منه.
وكانت ألفاظه تُتَّبَع، وأحكامه تُجمع. ورُميت لَهُ رقعة فيها:
قوُلوا لحدّادنا الفقيِه ... والعالم الماهرِ الوجيهِ
ولِيت حُكْمًا بغير عقدٍ ... وغير عهدٍ نظرات فيه
ثم أبحث الفُرُوجَ لمّا ... وقَّعْت فيها عَلَى البديهِ(25/172)
فِي أبيات. يعني أنَّ مادة ولايته من الإخشيد لا من الخليفة. وله كتاب "أدب القاضي" في أربعين جزءًا، وكتاب "الماهر فِي الفقه" فِي نحو مائه جزء، وكتاب "جامع الفقه"، وكتاب "المسائل المولَّدات". وفيه يَقُولُ أَحْمَد بْن محمد الكحّال فِي قصيدة:
الشّافعيّ تفَقهًا والأصمعيّ ... تَفَهُّمًا والتّابعين تَزَهُّدًا
ثمّ أخذ ابن زولاق يذكر عَنِ ابن الحدّاد ما يدلُّ عَنْ تشيعه، قال: فحدثنا بكتاب خصائص علي -رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، عن النسائي، فبلغه عن بعضهم شيءٌ في علي، فقال: لقد هممت أن أُملي الكتابَ فِي الجامع. وحدثني علي بْن حسن قَالَ: سمعتُ ابن الحدّاد يَقُولُ: كنتُ فِي مجلس ابن الإخشيد، فلمّا قمنا أمسكني وحدي فقال: أيّما أفضل أَبُو بَكْر أو عُمَر أو عَلِيّ؟. فقلت: اثنين حذاء واحد. قَالَ: فأيمّا أفضل أَبُو بَكْر أو عَلِيّ. قلت: إن كَانَ عندك فعليٌّ، وإن كَانَ بَرًّا فأبو بكر. فضحك وقال: هذا يشبه ما بلغني عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ أنّه سأله رَجُل: أيّما أفضل أَبُو بَكْر أم عَلِيّ؟. فقال: عُدّ إليَّ بعد ثلاث. فجاءَه، فقال: تقدمني إلى مؤخر الجامع.
فتقدمه، فنهض ابن عَبْد الحَكَم واستعفاه، فأبي، فقال: أفضلُ النّاس بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى، وبالله لئن أَخْبَرتَ بهذا عني لأقولنّ للأمير أَحْمَد بْن طولون فيضربك بالسِّياط.
قَالَ: ثمّ بعد ستّة أشهرٍ وَرَدَ العهد بالقضاء من ابن أَبِي الشّوارب لابن أبي زُرْعَة، فركبَ بالسّواد إلى الجامع، وقرُئ عهده عَلَى المنِبر، وله يومئذٍ أربعون سنة. وكان عارِفًا بالأحكام منفذًا، ثمّ جمع لَهُ قضاء دمشق، وحمص، والرملة، وغير ذَلِكَ. وكان حاجبُه بسيف ومِنطقة.
ولم يزل ابن الحدّاد يخلقه إلى آخر أيّامه. وكان الْحُسَيْن بْن أَبِي زُرْعَة يتأدَّب معه ويعُظِّمه، ولا يخالفه فِي شيء. ثمّ عُزل من بغداد ابن أَبِي الشوارب بأبي نصر يوسف بْن عُمَر القاضي فبعث العهد إلى ابن أَبِي زُرْعَة باستمراره.
505- محمد بن أحمد بن سعيد: أو جعْفَر الرّازيّ المُكْتِب. سَمِعَ: أَبَا زُرْعَة الرّازيّ، ومحمد بْن مُسلْمِ بْن وَارة. وعاش ثمانيًا وتسعين سنة. روى عَنْهُ: أبو عَبْد الله الحاكم، وأبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ.(25/173)
506- محمد بْن إبْرَاهِيم بْن عُبّيْد اللَّه بْن سعَيِد بْن كثير بْن عُفَيْر: أَبُو الْعَبَّاس الْمَصْريّ. من بيت علم. وله 65 سنة.
507- محمد بْن إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم الْقُرَشِيّ الهَرَويّ: عَنْ: عثمان الدّارميّ. وعنه: القاضي أَبُو منصور محمد بْن محمد الأزْديّ.
508- محمد بْن حامد بْن مُجّ1: أَبُو بَكْر القواريريّ الْبُخَارِيّ. سَمِعَ: حامد بْن سهل، وجبريل بْن مُجّاع، وجماعة. وتُوُفِّي فِي جُمَادَى الآخرة.
509- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن ماهِيار2: أَبُو الْحُسَيْن الْجُرْجانيّ، الأديب المتكلّم. سَمِعَ: إِسْمَاعِيل القاضي، وإسحاق الدَّبَريّ، وتَمْتَامًا، وطبقتهم. وعنه: الحاكم وقال: مات ببُخَاري فِي دار الحليميّ.
510- محمد بْن زكريّا بْن الْحُسَيْن3: أَبُو بَكْر النَّسَفيّ الصُّكُوكيّ الحافظ. رحل، وسمع: صالح بْن محمد جَزَرَة، ومحمد بْن نصر المَرْوزِيّ، ومحمد بْن إبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ. وكان إمامًا مصنّفًا فِي الأبواب، وغيرها. مات فِي جُمَادَى الأولى، رَحِمَهُ اللَّه تعالى.
511- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَتّاب4: أَبُو بَكْر العبْديّ، البغدادي. سَمِعَ: يحيى بْن أَبِي طَالِب، والحسن ابن سلام، وابن أَبِي العوّام، ومحمد بْن غالب. وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وأبو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه، ومحمد بن الحسين ابن الفضل. وكان ثقة. تُوُفّي فِي المحرَّم.
512- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يوسف5: أَبُو بَكْر النيسابوري الحنفيّ، سبْط الْعَبَّاس بْن حمزة. كَانَ مُحَدَّث أصحاب الرّأي فِي عصره، لولا مجونٌ كَانَ فِيهِ. سَمِعَ: الْحُسَيْن بْن الفضل، وجدّه، وبشر بْن موسى، والكُدَيْميّ، ومحمد بْن زكريًا الغُلابيّ. وسافر في الآخر إلى مرو وإلى بخاري، ثم رجع إلى هراة، وله بها قصص وعجائب، وبها توفي. روى عنه: أهل هذه النواحي، وأبو عبد الله الحاكم.
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "7/ 215".
2 تاريخ جرجان "445"، سير أعلام النبلاء "15/ 502".
3 تذكرة الحفاظ "3/ 930"، شذرات الذهب "2/ 369".
4 تاريخ بغداد "5/ 452".
5 الجواهر المضيئة "2/ 289".(25/174)
513- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحسين1: الفقيه أبو بكر الصبغي النيسابوري الشافعي.
من كبار أئمة المذهب. قَالَ الحاكم: كَانَ حانوته مَجْمَع الحفاظ والمحدثين. سَمِعَ بخُراسان: أَبَا حامد بْن الشرقيّ، وطبقته؛ وبالرِّيّ: أَبَا محمد بْن أَبِي حاتم؛ وببغداد: ابن مَخْلَد، والمَحَامليّ.
وجمع عَلَى "صحيح مُسلْمِ". مات فِي ذي الحجّة كَهْلًا.
514- محمد بْن عَبْد اللَّه بن هشام الْمَصْريّ: سَمِعَ: بكّار بْن قُتَيْبة؛ وحدَّث.
515- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن محمد بن أبي عبد الرحمن2: المقرئ المكي. ذُكر فِي العام الماضي.
516- محمد بْن عثمان بْن ثابت3: أَبُو بَكْر الصَّيْدلانيّ، بغدادي ثقة. سمع: محمد بن ربح، وعبيد الله بْن شرِيك. وعنه: ابن رزْقَوَيْه، وابن الفضل القطّان.
517- محمد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَن: أَبُو الفَرَج السّامرّيّ الوزير. تُوُفّي بالشّام، فِي رجب. وقد ولي الوزارة للمستكفي بالله عَبْد اللَّه بْن المكتفي سنة 333. فكانت مدّة وزارته اثنتين وأربعين يومًا، وعزِل. وبعده ضَعُف أمر وزارة الخلافة، وانتقلت الوزارة إلى ملوك الدَّيْلمِ، فمن وَزَرَ لهم فهو الوزير، ودام ذَلِكَ دهرًا.
518- محمد بْن عيسى بْن الْحَسَن التّميميّ4. أبو عبد الله البغداديّ العلاف. حدَّث بحلب، وبمصر عن: أحمد ابن عُبّيْد اللَّه النَّرْسيّ، والحارث بْن أَبِي أسامة، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، ومحمد بْن سُلَيْمَان الباغَنْديّ.
وعنه: عَبْد الغنيّ الحافظ، وأبو محمد بْن النّحّاس. وآخر من روى عَنْهُ: أَبُو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن الطَّيْب السّرّاج شيخ الفقيه نصر المقدسيّ. مات فجأة فِي جُمَادَى الآخرة. قلت: لَهُ حديث منُكْرَ فِي "مسلسل العيد" للسلفي. قال الصوري:
__________
1 الأنساب "8/ 36".
2 تقدم برقم "465".
3 تاريخ بغداد "3/ 48، 49".
4 تاريخ بغداد "2/ 405"، سير أعلام النبلاء "15/ 520، 521"، ميزان الاعتدال "3/ 680".(25/175)
دخل العلاف إلى مصر، روى بِها مجلسًا واحدًا يوم جمعة، ومات فِي إثر ذَلِكَ فجأة.
ذكر ذَلِكَ لنا ابن النّحّاس، وغيره. قلتُ: وقع لي من طريقه حديثان بعلوٍ إليه.
519- محمد بْن محمد بْن يوسف بْن الحَجّاج1: أَبُو النَّضْر الطُّوسيّ، الفقيه الشّافعيّ. سَمِعَ: تميم بْن محمد، وإبراهيم بْن إسماعيل ببلده؛ والحسين بْن محمد القبّانيّ، ومحمد بْن عَمْرو الحرشي، وأحمد بن سلمة بنيسابور؛ ويحيى بن ساسويه بمرو؛ وعثمان بن سعيد الدارمي، ومعاذ بن نجدة بهراة؛ ومحمد بن أيوب بالري؛ وإسماعيل القاضي، والحارث بن أبي أسامة ببغداد؛ وعلي بن عبد العزيز بمكة؛ وبسمرقند مصنفات محمد بن نصر الفقيه أكثر عنه. وبالكوفة: أحمد بن موسى بن إسحاق فأكثر.
قَالَ الحاكم: رحلتُ إِلَيْهِ مرتين، وسمعتُ كتابه المخرَّج عَلَى مُسلْمِ، وسألت: متَى تتفرغ للتصنيف مَعَ هذه الفتاوى؟ فقال: قد جزّأت اللّيل ثلاثه أجزاء. جزءًا للتصنيف، وجزءًا لقراءة القرآن، وجزءًا للنّوم. وكان إمامًا عابدًا بارع الأدب، ما رَأَيْت فِي مشايخي أحسن صلاةً منه. كَانَ يصوم النهار ويقوم الليل، ويتصدَّق بما فَضَل من قُوتِه. ويأمر بالمعروف وينهى عَنِ المُنْكَر. سَمِعْتُ أَحْمَد بْن منصور الحافظ يَقُولُ: أَبُو النَّضْر يُفتي من نحو سبعين سنة، ما أُخذ عَلَيْهِ فِي الفتوى قط. وقال الحاكم: دخلت طُوس وأبو أَحْمَد الحافظ عَلَى قضائها، فقال لي: ما رَأَيْت قط فِي بلد من بلاد الْإِسلْام مثل أَبِي النَّضْر. تُوُفّي أَبُو النَّضْر فِي شعَبْان.
520- محمد بْن يعقوب بْن يوسف الشَّيْبانيّ الحافظ2: أبو عبد الله بْن الأخرم النيسابوري، ويعرف أَبُوهُ بابن الكِرمانيّ. قَالَ الحاكم: كَانَ أبو عبد الله صدر أهل الحديث ببلدنا بعد أَبِي حامد بن الشرقي.
كَانَ يحفظ ويفهم؛ صنَّف عَلَى صحيحيّ الْبُخَارِيّ ومسلم، وصنف "المُسْنَد الكبير". وسأله أَبُو الْعَبَّاس السّرّاج أن يخرج لَهُ عَلَى "صحيح مُسلْمِ"، ففعل.
__________
1 المنتظم "6/ 379"، سير أعلام النبلاء "15/ 490-492"، الوافي بالوفيات "1/ 210"، البداية والنهاية "11/ 229".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 466-470" البداية والنهاية "11/ 232"، النجوم الزاهرة "3/ 313".(25/176)
قَالَ الحاكم: سَمِعْتُ الحافظ أَبَا عَبْد اللَّه بْن الأخرم غير مرّة يَقُولُ: ذهب عمري فِي جمع هذا الكتاب، يعني كتاب مسلم؛ وسمعته يندم عَلَى تصنيفه "المختصر" فيما اتّفق عَلَيْهِ الْبُخَارِيّ ومسلم. ويقول: من حّقنا أن نجهد فِي زيادة الصّحيح. قَالَ الحاكم: وكان من أنْحَى الناس، ما أخذ عَلَيْهِ لحنٌ قط.
سمع: إبراهيم بن عبد الله السعدي، وعليّ بْن الْحَسَن الهلاليّ، وخُشْنَام بْن الصِّدِّيق، ويحيى بْن الذُّهْليّ، ومحمد بْن عَبْد الوهّاب، وحامد بن أبي حامد. ثم كتب عَنْ طبقتين بعد هؤلاء. ولم يسمع إلا بنيسابور. وله كلام حسن فِي العِللِ والرجال. رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الصِّبْغيّ، وأبو الوليد الفقيه والحاكم، ويحيى ين إبْرَاهِيم المُزَكّيّ، وأبو عبد الله بْن مَنْدَه، وآخرون. وتوفي فِي جُمَادَى الآخرة وله أربعٌ وتسعون سنة. وصلى على محمد ابن يحيى وله ثمان سنين. سَمِعْتُ: محمد بْن صالح بْن هانئ يَقُولُ: كَانَ ابن خُزَيْمَة يقدِّم أَبَا عَبْد اللَّه بْن يعقوب عَلى كافّة أقرانِه، ويعتمد قوله فيما يردُ عَلَيْهِ. وإذا شكِّ فِي شيءٍ عرضه عَلَيْهِ.
521- مُسلْمِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن عيسى بن حمّاد زُغْبة1: أَبُو القاسم التُّجَيْبيّ الْمَصْريّ. سَمِعَ: جدِّه، وعم جدِّه أَحْمَد بْن حمّاد. وحدَّث. تُوُفّي فِي شوّال.
"حرف الهاء":
522- هارون بْن عَبْد العزيز2: أَبُو عَلِيّ الأَوارجيّ، الكاتب. عاش ستًا وستين سنة، وكان قد ولي أعمالًا جليلة من الخراج، وكتب الحديث، وصحِب الصوفية؛ وخالط الحَلاج، ولما وقف عَلَى اعتقاده أظهر أمره وأطْلَع عَلَيْهِ أَبَا بَكْر بْن مجاهد، وعلى بْن عيسى الوزير. تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.
"حرف النون":
523- نوح بْن خَلَفٍ البَجَليّ3: عَنْ: أَبِي مُسلْمِ الكَجّيّ. روى عَنْهُ: أَبُو الحسن بن رزقويه. وثقه الخطيب.
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "4/ 81، 82".
2 وفيات الأعيان "2/ 172".
3 تاريخ بغداد "13/ 321".(25/177)
"حرف الياء":
534- يحيى بْن محمد القَصَبَانيّ1: بغداديّ، ثقة. حدث عَنْ: محمد بْن عَبْد الرحيم الأصبهانيّ، ومحمد بْن مُوسَى البربريّ. وعنه: عُمَر بْن شاهين، وجماعة.
525- يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن العنبر بْن عطاء السُّلَميّ2: مولاهم أَبُو بكر زكريًا العنبريَ النيسابوري العدل، المفسر الأديب الأوحد.
سَمِعَ: إبْرَاهِيم بْن أَبِي طَالِب، ومحمد بْن إبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ، والحسين بْن محمد القبّانيّ، ومحمد بْن عَمْرو الحَرَشيّ، وطائفة. روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن عَبْدَش، وأبو عَلِيّ الحافظ وهما من أقرانه؛ وأبو الْحُسَيْن الحجّاجي، والحاكم أبو عبد الله فمن بعدهم.
وتوفي فِي شوّال عَنْ ستٍّ وسبعين سنة، ولم يرحل.
قَالَ أَبُو عَلِيّ الحافظ: أَبُو زكريا يحفظ من العلوم ما لو كلّفنا حِفظ شيءٍ منها لعجزنا عَنْهُ. وما أعلم أني رأيت مثله.
وقال الحاكم: اعتزل أَبُو زكريّا الناس، وقعد عَنْ حضور المحافل بضع عشرة سنة. سمعته يقول: للعالم الْمُخْتَار أن يرجع إلى حُسْن حالْ، فيأكل الطَّيِّبَ والحلال، ولا يكسب بعلمه المال، ويكون علمه لَهُ جمال، وماله من اللَّه المُتْعال منٌّ عَلَيْهِ وإفضال.
"الكنى":
526- أَبُو القاسم بْن أبي الفوارس: رَجُل صالح عابد قانع بكسْب يده بمصر. كانت لَهُ بضاعة بدون الألف دينار، فلم يزل يتصدَّق منها حتى فرغت، فأقبل عَلَى عمل المناديل يتقوَّت منها هُوَ وأمُّه. وكانت أمَةً صالحة زاهدة.
527- أَبُو وهْب الزاهد3: أحد المشهورين بالأندلس. جمع أبو القاسم بن
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 234"، المنتظم "6/ 379".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 533، 534"، النجوم الزاهرة "4/ 314"، شذرات الذهب "2/ 369".
3 سير أعلام النبلاء "15/ 506، 507"، النجوم الزاهرة "3/ 330".(25/178)
بَشْكُوال جزءًا فِي أخباره، فمن ذلك قال أَبُو جعْفَر أَحْمَد بْن عون اللَّه: سَمِعْتُ أَبَا وهْب يَقُولُ: والله لا عانق الأبكارَ فِي جنات النعيم والناس فِي الحساب إلا من عانق الذُّل وضاجع الصَّبر، وخرج منها كما دخل فيها. وسمعته يَقُولُ: ما رزق امرء مثل عافيةٍ، ولا تصدّق بمثل موعظة، ولا سَأَلَ مثل مغفرة.
وروى عَبْد الوارث بْن سُفْيَان، عَنْ خَالِد بْن سعد أنّ أَبَا وهْب قِيلَ: إنّه من وُلِد الْعَبَّاس. وكان لا ينتسب. وكان صاحب عزلةٍ، باع ماعُونَه قبل موته، فقيل لَهُ: ما هذا. قَالَ: أريد سفرًا. فمات إلى أيامٍ يسيرة.
وقال يونس بْن عَبْد اللَّه القاضي: أخبرني يحيى بْن فرحون الخبّاز، قَالَ: أخبرني أَبُو سعَيِد بْن حفصون الرجل الصالح، قَالَ: دخلت عَلَى أَبِي وهْب فقلتُ: لي إليك حاجة أحبّ أن تُسعِفَني بها. قَالَ: وما هِيَ؟ قلت: أنت تعلم أنّ داري تُراث قديم وفيها سَعَة، أريد أن تسكنها معي، وأتولّي خدمتك بنفسي، وأشاركك فِي الحُلْو والمرّ. قَالَ: لا أفعل، لأنيّ قد طلّقت الدُّنيا بالأمس، أفأُراجِعُهَا اليوم. ولأنّ المطلِّق إنّما يطلّق المرأة بعد أن يعرف سوء أخلاقها، وقد خَبرِهَا. وليس من العقل أن يرجع إلى ما قد عرف من المكروه. وَفِي الْحَدِيثِ: "لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جحرٍ مَرَّتَيْنِ".
قَالَ القاضي يونس: وأخبرني ثقة من أخواني، عَنْ رجلِ كَانَ يَصْحبُه أنّه قَالَ: بتُّ عنده فِي مسجدٍ كَانَ كثيرًا ما يأوي إِلَيْهِ بقرب حوانيت ابن نُصَيْر بقُرْطُبة. فلمّا كَانَ الليل تذكر صديقًا لَهُ من الصالحين فقال: ودِدْتُ أن نكون معه اللّيلة.
فقلت: وما يمنعنا من ذَلِكَ؟ ليست علينا كسْوة نخاف عليها، وإنما هي هذه الجبيبات، فاخرج بنا نحوه. فقال لي: وأين العلم، وهل لنا أن نمشي ليلًا ونحن نعلم أنّ الْإمَام الَّذِي ملكه اللَّه أمر المسلمين فِي هذه البلدة قد منع من المشي ليلًا، وطاعته لنا لازمةٌ؟ ففي هذا نقص للطاعة وخروج عمّا يلزم جماعة المسلمين. فعجْبتُ من فقهه فِي ذَلِكَ.
قَالَ القاضي يونس بْن عَبْد اللَّه: كَانَ أَبُو وهْب رحمه الله جليلًا في الخير والزهد. طرأ إلى قرطبة وبقي بها إلى أن مات. ولم يدر أحدٌ من أَيْنَ هُوَ، ولا إلى من ينتمي. وكان يُقَالُ: إنّه من بني الْعَبَّاس، إلا أنّ ذَلِكَ لم يُعرف من قبله. وكان يقصده أهل الإرادة عندنا بُقرْطُبة ويألفونه ويأنس إلى من عرف منهم بطول الترُّدد. وإذا أتاه من ينكر من الناس تباله وأوهمه أنهُ مدخول العقل. ولم يكن يخبر أحدًا(25/179)
باسمه، وإنّما صاح صائحٌ إلى غيره: يا أَبَا وهبٍ؛ فالتفت هُوَ فعُرِفت كنْيته.
وكان إذا قِيلَ لَهُ: ابنٌ مَن أنت؟ يَقُولُ: أَنَا ابن آدم؛ ولا يزيد. وأخبرني بعضُ من صحبه أنّه كَانَ يُفضي منه جليسه إلى علمٍ وحلمٍ وتفنن فِي العلم والفقه والحديث واللّغة.
قَالَ القاضي: تُوُفّي فِي شعبان سنة أربعٍ وثلاثمائة. وعن أَبِي جعْفَر الكِنْديّ الزّاهد قَالَ: كَانَ يوجد تحت حُصر المسجد الَّذِي يأوي إِلَيْهِ أَبُو وهْب مِن حبّ الحبريول مرارًا. وربمًا كَانَ قُوتُه منه. وربمّا خرج فِي أوقات الغُبيراء والسَّعْتر، فيجلب منه ما يبيعه ويقتات بثمنه.
قَالَ ابن بشْكُوال: وأخبرتُ عَنِ الفقيه أَبِي الوليد هشام بْن أَحْمَد قَالَ: كَانَ أَبُو وهْب إذا اشتهر أمره وهمَّ أقوامٌ بمجالسته يركب قصبةً ويعدو، فإذا رأي أحدًا قَالَ: إيّاك المهر يرُكضُك. وقبره مشهور يُزار، رحمه الله ورضي عنه.
وفيات سنة خمس وأربعين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
528- أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن أيوب بْن هارون1: أَبُو الْحَسَن الأصبهانيّ النقاش. ثقة، صاحب أصول.
سَمِعَ: عمران بْن عَبْد الرحيم، وعبد اللَّه بْن سلام، ومحمد بْن أَحْمَد بْن الْبَرَاء. قَالَ أَبُو نُعَيْم: حضرته ولا أعرف سماعي منه، وثنا عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن المقرئ. تُوُفّي فِي شهر ذي الحجة.
529- أَحْمَد بْن سَلَمَةَ بْن الضّحّاك: أَبُو عَمْرو الهلاليّ الْمَصْريّ. سَمِعَ أبا الزِّنْباع، وغيره، وعنه: أَبُو محمد بْن النّحّاس، ونحوه. وثقة ابن يونس ووصفه بالصّلاح. مات فِي شَعْبان.
530- أَحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن أيّوب بْن إِسْحَاق بْن عبدة2: أبو بكر العباداني.
__________
1 أخبار أصبهان "1/ 153".
2 تاريخ بغداد "4/ 178، 179"، سير أعلام النبلاء "15/ 479، 480"، ميزان الاعتدال "1/ 101، 102"، لسان الميزان "1/ 182".(25/180)
قدم بغداد، وروى عَنْ: الْحَسَن بْن محمد الزَّعْفَرانيّ، وعلي بْن حرب، والرَّماديّ، وعباس الَّتْرُقفيّ، ومحمد بْن عَبْد الملك الدّقيقيّ، وهلال بْن العلاء. وعنه: أَبُو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه، والحسين بْن عُمَر بْن برهان، وأبو عَلِيّ بْن شاذان.
قَالَ أَبُو بَكْر الخطيب: رَأَيْت أصحابنا يَغْمِزُونه بلا حجّة، فإنّ أحاديثه كلّها مستقيمة، خلا حديث واحد خلط في إسناده، روه عَنْ: عَلِيّ بْن حرب عَنْ حفص بْن غِياث؛ وإنما هو عَنْ حفص بْن عُمَر بْن حكيم. وسماعه من عَلِيّ بْن حرب بسامراء سنة أربعٍ وستين.
قَالَ ابن رزْقَوَيْه: سمعته يَقُولُ: ولدتُ سنة ثمانٍ وأربعين ومائتين، وحملني غلامٌ لأبي إلى الْحَسَن بْن عرفة سنة ست وخمسين وعنده جماعة، وهو قاعد في محفة. فحول وجهه إلى أصحاب الحديث فقال: خذوا عنيّ: ثنا المحاربيّ، ونسيت الباقي. وقال محمد بْن يوسف القطّان: هُوَ صدوق غير أنّه سَمِعَ وهو صغير. قلت: حدَّث فِي هذه السنة وانقطع خبره. وآخر من رُوِيَ حديثه بعُلُوٍ سِبط السِّلَفيّ.
531- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن سعَيِد: أَبُو عَمْرو الأندلسي ابن القطّان. ويعرف بصاحب الوردة. روى عَنْ: محمد بْن وضّاح. وكان فقيها مالكيًا لَهُ أخبار ونوادر فِي كثرة الأكل. وكان موصوفًا بذلك. قاله عياض رحمه اللَّه تعالي.
532- أَحْمَد بْن عَبْدَش: أَبُو حامد الّصّرام النيسابوري.
مُحَدَّث متقن، رحّال. سَمِعَ: أَحْمَد بْن سلمة، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وجماعة. عنه: الحاكم.
533- أَحْمَد بْن عثمان بْن الفضل بْن بَكْر الرَّبَعيّ1: البغداديّ. أَبُو بَكْر الْمُقْرِئ المعروف بغلام السّبّاك.
قرأ عَلَى: الْحَسَن بْن الحُبَاب، والحسن بْن الحُسين الصّوّاف صاحب الدُّوريّ. وأقرأ بدمشق. تلا عَلَيْهِ: تمّام الرّازيّ، وأبو الْحَسَن علي بن داود الداراني، وعبد القاهر الجوهريّ، وعبد الرحمن بْن أَبِي نصر.
قال عبد العزيز الكتاني: سَمِعْتُ عَبْد القاهر الصائغ يَقُولُ: سَمِعْتُ غلام السّبّاك يَقُولُ: ثَقُل سمعي وكان شخص يقرأ علي، وكان جميلًا، فكنت أنظر إلى فمِه
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 299"، تهذيب تاريخ دمشق "1/ 393"، النجوم الزاهرة "3/ 316".(25/181)
ولسانه مُراعاةً لقراءته، وكان الناس يقفون ينظرون إلى جماله، فاتُّهمتٌ فِيهِ، فساءني ذَلِكَ، فسألت اللَّه ان يرد علي سمعي، فرد عَلِيّ.
534- أَحْمَد بْن محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن نُعَيْم: أَبُو حامد الطُّوسيّ الفقيه المفتي. تلميذ ابن سُرَيْج. سَمِعَ: ابن الضريس، ومُطَينًّا، وطبقتهما. وعنه: الحاكم.
535- أَحْمَد بْن محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن إبراهيم طَبَاطَبا بْن إِسْمَاعِيل بْن إبْرَاهِيم بْنِ حَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب العلوي الرسي1: أبو القاسم المصري، نقيب الطالبين بمصر. لَهُ شعْر جيّد فِي الزُّهْد وفي الغزل مدون. فمنه قوله:
قالت: أراك سترت الشيب قلتُ لها: ... سترته عنك يا سَمْعي ويا بَصَري
فاستضحكَتْ، ثمّ قَالَتْ من تعجُّبها: ... تَكَاثَرَ الغِشّ حتّى صار فِي الشَّعْرِ
ومن شعره، وقيل ذاك لذي القرنين ابن حمدان ولم يصح:
قَالَتْ لِطَيْف خيال زارها ومضى ... بالله صِفْهُ ولا تُنْقِصْ ولا تَزِدِ
فقال: أبصرتُهُ لو مات من ظَمأ ... وقلت: قِفْ عَنْ ورود لماء لم يرد
قال: صدقت الوفا في الحب عادته ... يا يرد ذاكّ الَّذِي قَالَتْ عَلَى كِبديّ
وله:
خليليَّ إنّي للثُّرَيّا لَحَاسدٌ ... وإنّي عَلَى رَيْب الزّمانِ لَوَاجِدُ
أَيبقي جميعًا شملُها وَهْيَ سبعهٌ ... وأفقِدٌ من أَحْبَبْتَهُ وهو واحدُ؟
ولُقْب إبْرَاهِيم بطَبَاطَبا لأنّه كَانَ يلثغ بالقاف طاء. فطلب يومًا ثيابه فقال الغلام: أجيء بُدرَّاعة؟ فقال: لا، طَبَاطَبا؛ يعني قباء قباء. فلُقبَّ بذلك.
536- أَحْمَد بْن محمد بْن حكيم2: أَبُو الْحُسَن الشيرازيّ، قاضي شيراز.
رحل، وسَمِعَ: محمد بْن غالب تمتام، وهشام بْن عَلِيّ السيرافي.
وعنه: ابن جميع، وجماعة.
__________
1 البداية والنهاية "11/ 231، 232"، الوافي بالوفيات "7/ 364، 365".
2 معجم الشيوخ لابن جميع "177، 178".(25/182)
537- أَحْمَد بْن محمد بْن زكريّا بْن هلال: أَبُو الْحُسَيْن الْمَصْريّ.
يروي عَنْ: أَبِي يزيد القَرَاطِيسيّ.
538- أَحْمَد بْن محمد بْن هشام بْن خلف القيسي1: أبو عمر القرطبي، الأعرج النحوي. كان وقورا مهيبا في تعليم النحو. أفاد الناس مدة. وسمع من: أسلم بْن عَبْد العزيز، وأحمد بْن خَالِد.
539- أَحْمَد بْن محمد بْن يحيى الصَّدَفيّ الْمَصْريّ2: سَمِعَ: أَبَا يزيد القَرَاطِيسيّ، ويحيى بْن أيّوب العلاف. وقرأ القرآن عَلَى: عُبّيْد بْن محمد، عَنْ دَاوُد بْن أَبِي طيبة صاحب وَرْش. روى عَنْهُ القراءة: عُمَر بْن محمد بْن عراك، وخَلَف بْن قاسم الأندلسي. كنيته: أَبُو الْحُسَيْن، ويُعرف بابن عاربة.
540- أَحْمَد بن منصور بن شهريار: أبو مُزاحِم الشيرازي الصُّوفيّ.
541- أَحْمَد بْن منصور بْن عيسى الحافظ3: أَبُو حامد الطُّوسيّ الأديب الفقيه الشّافعيّ، ذو الفنون والفضائل سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن شِيرُوَيُه، وإسحاق بْن إبْرَاهِيم الأنماطيّ، وطبقتهما. وعنه: الحاكم، وغيره. قَالَ أَبُو النَّضْر الفقيه: ما رَأَيْت بكورِتنا مثله. وقال غيره: كَانَ يحفظ ويذكّر.
542- إِسْحَاق بْن إبراهيم النعماني4: سَمِعَ: إِسْحَاق الحربيّ. وعنه: ابن رزْقَوَيْه. قَالَ الخطيب: لا بأس بِهِ.
543- إِسْمَاعِيل بْن يعقوب بْن إبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن عيسى بْن الْجِراب5: أَبُو القاسم البغداديّ البزّاز. وُلِد سنة اثنتين وستين ومائتين. بسامرّاء. وسمع: جعْفَر بْن محمد بْن شاكر، وابن أَبِي الدنيا، وموسى بن سهل الوشاء، والبرتي، وإسماعيل القاضي، وعبد الله بن روح المدائني. وعنه: عبد الرحمن بن عمر النحاس، وعبد الله بن سعيد أخو الحافظ عبد الغني، والحسين بن ميمون الصفار، والحافظ عبد الغني
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 42، 43"، بغية الوعاة "1/ 385".
2 غاية النهاية "1/ 133".
3 سير أعلام النبلاء "15/ 536"، تذكرة الحفاظ "3/ 912".
4 تاريخ بغداد "6/ 399".
5 تاريخ بغداد "6/ 304"، المنتظم لابن الجوزي "6/ 380"، سير أعلام النبلاء "15/ 497، 498".(25/183)
أيضا، ومحمد بن جميع الغساني. وثقه الخطيب. وتوفي في رمضان.
أخبرنا يحيى بن أحمد المقرئ، أنبا محمد بن عماد سنة عشرين وستمائة، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رِفَاعَةَ، أَنَا عَلِيُّ بْن الْحَسَن الشّافعيّ: أنبا الْحَسَن بْن محمد بْن زُرَيْق المخزومي الكوفي بمصر، أَنَا إِسْمَاعِيل بْن يعقوب بْن الجراب إملاءً: ثنا محمد بْن غالب بْن حرب، ثنا عمّار بْن زَرَبيّ، ثنا بِشْر بْن منصور السليميّ، عَنْ دَاوُد بْن أَبِي هند، عَنْ وهْب بْن منبّه قَالَ: قرأتُ فِي بعض الكُتُب التي أُنزلت أنّ اللَّه قَالَ لموسى: أتدري لأيّ شيء كلّمتُك؟ قَالَ: لأيّ شيء؟ قَالَ: لأني اطلعت في قلوب العبد، فلم أر قلبًا اشد حبًا لي من قلبك.
"حرف الباء":
544- بَكْر بْن محمد بْن حمدان1: أَبُو أحمد المَرْوزِيّ الصَّيْرفيّ الدُّخَمْسينيّ. لُقِّب بذلك لأنّه كَانَ يَقُولُ: زِدْ خمسين. فبنوه من ذَلِكَ. قَالَ الحاكم: كَانَ مُحَدَّث خُراسان. وما أظنّه جلس فِي حانوتٍ قطّ؛ فإنّه كَانَ يُنادم آل سامان لأدبه وفصاحته وتقدُّمه.
سَمِعَ: عَبْد العزيز بْن حاتم، وأبا الموجّه بَمرْو، وعبد الصمد بْن الفضل ببلْخ، وأبا حاتم بالرّيّ، لكن عُدِم سماعه منه، وأبا قلابة، وأحمد بْن عُبّيْد اللَّه النَّرْسيّ. سَمِعَ منه: الحاكم، وغيره بمرو. وروى عَنْهُ: هُوَ وعبد اللَّه بْن عديّ، وابن مَنْدَه، ومحمد بْن أَحْمَد الغُنْجار، والحسين بْن محمد الماسرجِسيّ، وأبو الفصل منصور الكاغديّ، وخرج إلى سَمَرْقند لميراثٍ لَهُ من غلامه، فمات ببُخَارى سنة خمسٍ وأربعين. كذا ورّخه الحاكم. وقال ابن السَّمْعانيّ وغيره: بل تُوُفّي سنة ثمانٍ وأربعين.
"حرف الحاء":
545- الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن أَبِي هُرَيْرَةَ2: أَبُو عَلِيّ الفقيه الشّافعيّ القاضي بغداديّ، إمام مشهور.
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 554، 555"، الوافي بالوفيات "10/ 216، 217"، شذرات الذهب "2/ 369".
2 تاريخ بغداد "7/ 198"، والبداية والنهاية "11/ 304"، شذرات الذهب 2/ 370".(25/184)
صاحب وجهٍ فِي المذهب. تفقّه عَلَى: أَبِي الْعَبَّاس بْن سُرَيْج، وعلي أَبِي إِسْحَاق المروزي.
وصنف "شرح المُزَنيّ". علّق عَنْهُ الشَّرْح: أَبُو عَلِيّ الطَّبَريّ، وغيره. وأخذ عَنْهُ الدّارَقُطْنيّ. ترجمته صغيرة عند الخطيب.
"حرف السين":
546- سعَيِد بْن عثمان بْن مُنازل1: أَبُو عثمان بْن الشّقّاق البَجّانيّ الأندلسيّ. سَمِعَ: عُبّيْد اللَّه بْن يحيى، ووَهْب بْن سَلَمَةَ، وأحمد بْن عَمْرو بْن منصور. وكان فقيها مبررا حافظًا. ولي قضاء بَجَّانَهَ مدّةً، وحدَّث. تُوُفّي فِي المحرَّم.
"حرف الشين":
547- شُعْلة بْن بدر2: الأمير أَبُو الْعَبَّاس الإخشيدي. كَانَ بطلًا شجاعًا كثير الاحتكار. غَلَت الأسعار فِي أيّامه. ولي دمشق أيّام المطيع لأبي القاسم بْن الإخشيد. وقتل فِي نواحي طَبَريَّة فِي حربٍ بينه وبين متولّيها مُلْهَم العُقَيْليّ فِي ربيع الأول.
"حرف الصاد":
548- صالح بْن إدريس3: أَبُو سهل البغداديّ المقرئ المحقِّق. قرأ عَلَى ابن مجاهد لعاصم. وسمع من: ابن صاعد، وجماعة. وعُنِي بالقراءات وبَرَع فيها، وأخذها عَنْ جِلّة القُرّاء. وتصدَّر للإقْراء بدمشق، فقرأ عَلَيْهِ: عَبْد المنعم بن غلبون، وعلي بن محمد بن بشر، وعلي بْن دَاوُد الدارانيّ، وطائفة. وكان صالحًا ناسكًا ورِعًا قانعًا. تُوُفّي شابًّا في جُمَادَى الأوّلى سنة خمسٍ وأربعين. نقله الدّارَانيّ.
"حرف العين":
549- عَبْد اللَّه بْن إبْرَاهِيم بْن واضح4: أبو بكر المديني الأصبهاني الصوفي
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "6/ 186".
2 الوافي بالوفيات "16/ 159"، النجوم الزاهرة "3/ 313".
3 تاريخ بغداد "9/ 331"، تهذيب تاريخ دمشق "6/ 367"، غاية النهاية "1/ 332".
4 أخبار أصبهان "2/ 87"، طبقات الأولياء "256".(25/185)
ابن أَبْرَوَيْه. روى عَنْ: محمد بْن الْعَبَّاس الأخرم، وعبد اللَّه بْن بُنْدار. وتوفي فِي جُمَادَى الآخره. روى عَنْهُ: أَبُو سعَيِد النّقّاش وقال: كَانَ من العلم بمكان.
550- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عيسى المَدِينيّ الخشّاب1: شيخ مُسْنِد.
سَمِعَ: أَحْمَد بْن عَدِيّ، وابن النُّعْمان، وهشام بْن عَلِيّ السِّيَرافيّ، وأبا خَالِد الْقُرَشِيّ، والحسين بْن مُعَاذ. تُوُفّي فِي شوّال. روى عَنْهُ: عَلِيّ بْن مَيْلَة، وأهل أصبهان.
551- عثمان بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هارون بْن وردان الحذّاء2: أَبُو عَمْرو السَّمرْقَنْديّ. حدَّث بمصر عَنْ: أحمد بْن شيبان الرمليّ، وأبي أميّة الطَّرَسُوسيّ، ومحمد بْن حماد الطّهْرانيّ، ومحمد بن عبد الحكيم القطري، وعدة.
وعنه: أبو عبد اله بْن مَنْدَه، وأبو الْحُسَيْن بْن جُمَيْع، والحافظ عَبْد الغنيّ بْن سعَيِد، والخصيب بْن عَبْد اللَّه، وعبد الرحمن بْن عُمَر النّحّاس، وسِبْطه محمد بْن ذَكْوان التِّنِّيسيّ شيخ الحبّال، وأحمد بْن محمد بْن الحاجّ الإشبيليّ، وآخرون. وُلِد سنة خمسين ومائتين. حديثه يعلو فِي "الخِلَعيّات". تُوُفّي فِي شعبان. وقد روى أيضًا بالإجازة عَنْ أَحْمَد بْن شَيْبان. قَالَ ابن يونس: ثقة لَهُ سماعات صحاح فِي كُتُب أَبِيهِ.
552- عَلِيّ بْن إبْرَاهِيم بْن سَلَمَةَ بْن بحر3: أَبُو الْحُسَن القَزْوِينيّ الحافظ القطّان.
قَالَ فِيهِ الخليليّ: عالم بجميع العلوم والتّفسير والفقه والنَّحْو واللُّغة. ارتحل، وسمع: أَبَا حاتم الرّازيّ، وإبراهيم بْن دِيزِيل، ومحمد بْن الفَرَج الأزرق، والقاسم بْن محمد الدّلال، والحارث بْن أَبِي أسامة، وأحمد بْن مُوسَى الحمّار، وعلي بْن عَبْد العزيز، وإسحاق الدَّبَريّ، والحسن بْن عبد الأعلى البوسي، وخلقا سواهم. قلتُ: وسمع "السُّنَن" من ابن ماجة. وُلِد سنة أربعٍ وخمسين ومائتين.
روى عَنْهُ: الزُّبَيْر بْن عَبْد الواحد، وأبو الْحَسَن النَّحْويّ، وأحمد بن علي بن
__________
1 الأنساب "5/ 121".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 422، 423"، شذرات الذهب "2/ 370".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 463-466"، النجوم الزاهرة "3/ 315"، شذرات الذهب "2/ 370".(25/186)
لال، والقاسم بْن أَبِي المنذر الخطيب، وأبو سعَيِد عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد القَزْوِينيّ، وآخرون، وأبو الْحُسَيْن أَحْمَد بْن فارس. وانتهت إِلَيْهِ رئاسة العلم وعُلُوّ السَّنَد بتلك الدّيار.
وقال ابن فارس فِي بعض أماليه: سَمِعْتُ أَبَا الحسن القطان بعدما علت سنه قول: كنت حين رحلت أحفظ مائة ألف حديث. وأنا اليوم لا أقوم على خفظ مائة حديث. قَالَ: وسمعته يَقُولُ: أُصِبْتُ ببصري، وأظن أنّي عوقبتُ بكثرة بكائي أيّام الرحلة.
قلت: وكان لَهُ بنون ثلاثة: محمد، وحسن، وحسين، ماتوا شبابًا. قَالَ الخليليّ: سَمِعْتُ جماعةً من شيوخ قزوين يقولون: لم يَر أَبُو الحسن مثله في الفضل، الزهد، أدام الصّيام ثلاثين سنة، وكان ينظر إلى الخبز والملح. قَالَ: وفضائله أكثر من أن تُعَدّ. قلتُ: قد عَلا فِي "سُنَن ابن ماجة" أماكن.
553- عليّ بْن جعْفَر بْن مُوسَى بْن الأشعث: أَبُو القاسم الْمَصْريّ الكاتب. عَنْ إحدى وثمانين سنة.
"حرف الفاء":
554- فَرج بْن سَلَمَةَ بْن زُهير البَلَويّ القُرْطُبيّ1: سَمِعَ: محمد بْن لُبَابَة، وبالقَيْروان محمد بْن محمد بْن اللّبّاد. وولي الصّلاة والقضاء بمدينة وادي الحجارة. رحمه اللَّه تعالى.
"حرف الميم":
555- محمد بْن أَحْمَد2: أَبُو بَكْر بْن الحدّاد الفقيه. قِيلَ: تُوُفّي فيها، وقيل: سنة أربع.
556- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَمْرو3: العلامة أبو عبد الله المالكيّ التُّسْتَرِيّ. كَانَ من كبار فقهاء العراق.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 350".
2 تقدم برقم "503".
3 شجرة النور الزكية "79".(25/187)
تفقّه عَلَى إبْرَاهِيم بْن حمّاد، وكان بارعًا فِي النَّحْو، شديد النُّصْرَة لمذهب مالك، ألفّ مناقب إمامه فِي عشرة أجزاء، وألفّ "فضائل المدينة". وولي قضاء البصرة، وكان ينَاظر المعتزلة ويؤذيهم. مات ببغداد. أرّخه عِيَاض.
557- محمد بْن أَحْمَد بْن يوسف1 بْن بُرَيْد: أَبُو بَكْر الطائي الخرّاز. حدَّث بدمشق عَنْ: عُبّيْد بْن غنّام، ومُطَيَّن، وأحمد بْن خُلَيْد الحلبيّ. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه؛ وتمام الرازي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر. ووثقه الخطيب.
558- محمد بن جعفر بن محمد2: أبو الحسن العلوي، نقيب العلويين ببغداد، ويعرف بأبي قيراط. حدث عَنْ: أَبِيهِ، وسليمان بْن عَلِيّ الكاتب. وعنه: أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق.
559- محمد بن الحسن بن حمويه بن حسين3: أبو نعيم الإستراباذي، نزيل سمرقند، ثم بخاري. أملى عَنْ: الْحَسَن بْن عَلِيّ الذُّهْليّ. وعنه: أبو سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد الإدريسي الحافظ. وقال: هو قال: والدي ثنا بسمرقند. ومات فِي آخر العام.
560- محمد بْن حفص بْن عَمْرو الَّنْيسابوريّ: سَمِعَ: البُوشَنْجيّ. وعنه: الحاكم.
561- محمد بْن الْعَبَّاس بْن نَجِيح4: أَبُو بَكْر البغداديّ البزّاز. وُلِد سنة ثلاثٍ وستين ومائتين. وسمع: يحيى بْن أَبِي طَالِب، وأبا قِلابة الرَّقَاشيّ، ومحمد بْن الفَرَج، وأبا العَيْناء، وعيسى بْن عَبْد اللَّه رغاث. وعنه: ابن رزْقَوَيْه، ووصفه بالحِفْظ؛ وابن الفضل القطّان، وأبو عَلِيّ بْن شاذان. تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
562- محمد بْن عَبْد الواحد بْن أَبِي هاشم البغداديّ5: أَبُو عُمَر الزّاهد، غلام ثعلب اللُّغَويّ المشهور، سَمِعَ: مُوسَى بْن سهل الوشّاء، ومحمد بْن يونس
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 376، 377".
2 تاريخ بغداد "2/ 146"، المنتظم "6/ 382، 383".
3 تاريخ جرجان "415".
4 تاريخ بغداد "3/ 118، 119"، سير أعلام النبلاء "15/ 513، 514"، شذرات الذهب "2/ 370".
5 تاريخ بغداد "2/ 356-359"، المنتظم "6/ 380-382"، سير أعلام النبلاء "15/ 508-513".(25/188)
الكديمي؛ وأحمد بْن عُبّيْد اللَّه النَّرْسيّ، وإبراهيم بْن الهيثم البلْديّ، وأحمد بْن سعَيِد الجمّال، وجماعة.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه، وأبو الْحُسَيْن بْن بِشْران، وأحمد بْن عبد الله المحاملي، وأبو علي بن شاذان وهو آخر من حدث عنه.
قال الخطيب: سَمِعْتُ غير واحد يحكي أنّ الأشراف والكُتْاب وأهل الأدب كانوا يحضرون عند أبي عمر الزاهد ليسمعوا منه كتب ثعلب وغيرها. وكان له جزء جمع فيه فضائل معاوية، فلا يقرئهم شيئا حتى يبتدئ بقراءة ذلك الجزء. وكان جميع شيوخنا يوثقونه في الحديث.
وقال أبو علي التنوخي: من الرواة الذين لم ير قط أحفظ منهم أبو عمر غلام ثعلب، أملى من حفظه ثلاثين ألف ورقة فيما بلغني، حتى أتهموه لسعة حفظه: فكان يسأل عَنِ الشيء الَّذِي يظنّ السائلُ أنّه قد وضعه فيُجيب عَنْهُ، ثمّ يسأله غيره عَنْهُ بعد سنة فيجيب بذلك الجواب. وقال رئيس الرّؤساء عَلِيّ بْن الْحُسَن: قد رَأَيْت أشياء ممّا أنكروا عَلَيْهِ مدوّنهً فِي كُتُب أهل العلم. وقال عَبْد الواحد بْن عَلِيّ بْن برهان: لم يتكلَّم فِي اللُّغة أحدٌ أحسن من كلام أَبِي عُمَر الزّاهد. قَالَ: وله كتاب "غريب الحديث"، صنفه عَلَى "مُسْنَد أَحْمَد".
ونقل القفْطيّ أنّ صناعة أَبِي عُمَر الزّاهد كانت التّطريز، وكان أشتغاله بالعلوم قد منعه من التّكسُّب، فلم يزل مَضيَّقًا عَلَيْهِ. وكان إبْرَاهِيم بْن ماسيّ يَصِلُه. وكان آيةً فِي حفظ الأدب. وكان في شبيبته يؤدب ولد القاضي عُمَر بْن يوسف.
وله من التّصانيف: "غريب الحديث"، "كتاب الياقوتة"، "فائت الفصيح"، "العشرات"، و"الشوري"، "تفسير أسماء الشُّعراء"، "كتاب القبائل"، "النَّوادر"، "كتاب يوم وليلة"، وغير ذَلِكَ. وفيه يَقُولُ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد اليَشْكُرِيّ:
أَبُو عُمَر أَوْفَى من العلم مرتقى ... يذلك مُسَامِيهِ ويَرْدِي مُطَاولُهْ
فلو أَنّني أَقْسَمْتُ ما كنت كاذبا ... بأن لم تر الراؤون بحرا يعادله
إذا قلن شارَفْنَا أواخرَ عِلْمِه ... تفجّر حتّى قلتُ: هذا أوائلُهْ
تُوُفّي رحمه اللَّه فِي ثالث عشر ذي القعدة سنة خمسٍ وأربعين.(25/189)
563- محمد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن رُستْم1: أَبُو بَكْر البغداديّ المادّرائيّ. الكاتب الوزير. وزر لخماروَيْه صاحب مصر، وولي أَبُوهُ خراج مصر. مولده سنة 257. سَمِعَ الكثير، واحترق أكثر كُتُبه وبقي عنده جزءان سمعهما من أَحْمَد بْن عَبْد الجبّار العُطَارِديّ. وتوفي بمصر فِي شوّال. رَوَى عَنْهُ: ابنه عَلِيّ، وأبو مُسلْمِ الكاتب.
كَانَ رئيسًا نبيلًا معظَّمًا، كثير المعروف إلى أولاد النّعم وأهل الحَرَمَيْن. ولم يكن بقي أحد من الأكابر الجلة يرتفع عَن الْوقوف ببابه. وقد حجّ إحدى وعشرين حجّة، وكان كثير الصيّام، ملازم للصّلاة فِي المساجد القديمة. وفيه يَقُولُ أَبُو الْعَبَّاس اليَشْكُريّ:
عزَّ أمرٌ عَلَى البريّة عزّا ... تَرك الصّبر طائرا مستنفزا
بأبي بكرٍ المصيبةُ عَمَّت ... كلَّ شخصٍ تراه فِيهِ مُعزَّا
وكان الوزير أَبُو الفتح الفضلٍ بْن جعْفَر صادَرَ محمد بْن عَلِيّ المادرائيّ مرة على ألف ألف دينار، وأقام متقلا خمس سنين بالرملة حتّى تُوُفّي أَبُو الفتح، فراسله الإخشيد بالمسير إِلَيْهِ وبإطلاقه، فقِدم فأظهر إكرامه ولم يزل عارفًا بحقوقه إلى أن توفي وصلى علي بالمُصَلَّى أَبُو القاسم الإخشيد ونائب المملكة كافور، ودُفِن بداره.
قَالَ ذَلِكَ المسبَّحيّ. وقال: يقال إنّ ديوان أَبِي بَكْر محمد بْن عَلِيّ أطبق عَلَى ستين ألفًا ممّن يجري عَلَيْهِم الرَزْق. وكان بمصر ممّن يجري عَلَيْهِم الرّزق فِي كلّ شهر مائة ألف رطل عَلَى ما حكاه الحسن بن إسماعيل الضراب عَنْ بعض الطّحّانين.
قَالَ: وأطبق ديوانه عَلَى مائة ألف عَبْد أعتقهم فِي طول عمره. وكان لَهُ المعروف وعمارة المساجد ما لا يوقف عَلَيْهِ كثرة.
وُلِد بنصّيبين، ونشأ بالعراق، وقد مصر شابًا عَلَى واحدة هُوَ وأخوه أَبُو الطَّيْب أَحْمَد. ولم يكن لأبي بكر بلاغَة الكُتَّاب المنتسبين، ولا مبالغة فِي النَّحْو، لكنّه كَانَ ذكيًا صاحب بديهة. ولي الخراج استقلالا، وله ثلاث وعشرون سنة.
وقد وزر أيضا لأبي الجيش خمارويه، فلما قتل أبو الجيش وأجلس في مكانه ابنه هارون بن أبي الجيش استوزر أبا بكر. فلما قتل هارون قدم محمد بن سليمان الكاتب مصر من قبل المكتفي، فأزال دولة الطولونية وخرب ديارهم، وحمل أبا بكر إلى
__________
1 المنتظم "6/ 383، 384"، سير أعلام النبلاء "15/ 334، 335"، البداية والنهاية "11/ 231".(25/190)
بغداد. ثم إنه وافي مصر مع مؤنس والعساكر في نوبة حباسة، وأمر أَبُو بَكْر ونهي ودبرَّ البلد.
وكان أبو بكر على ما قيل يختم كل يوم وليلة ختمة في المصحف، وقد ملك بمصر من القرى الكبار ما لم يملكه أحد قبله حتى بلغ ارتفاع أملاكه في كل سنة أربعمائة ألف دينار سوى الخراج. وكان يقال: إنه أنفق في كل حجة حجها مائة ألف دينار. ذكر هذا كله المسبحي، وذكر عدة قصائد مليحة، ما رثاه بها الشعراء رحمه الله تعالى.
564- محمد بن الحافظ عمر بن محمد بن بجير السمرقندي البجيري1: رحل، وسمع: عَلِيّ بْن عَبْد العزيز البغوي، وإسحاق الدَّبَريّ، وبشر بْن مُوسَى، وأبا مُسلْمِ الكَجّيّ، وجماعة. تُوُفّي فِي ربيع الأوَّل.
565- محمد بْن معن بْن هشام2: أبو بَكْر الفارسيّ. سَمِعَ: مُعَاذ بْن المثني، ومحمد بن محمد بْن حبان التمار. وعنه: أَبُو حفص الكتانيّ، وأبو أَحْمَد الفَرَضيّ. وثقَّه الخطيب.
566- مكرم بْن أَحْمَد بْن مُكْرم3: أَبُو بَكْر البغداديّ القاضي البزّاز. سَمِعَ: يحيى بْن أَبِي طَالِب، ومحمد بْن الْحُسَيْن الحُنَيْنيّ، ومحمد بْن عيسى بْن حبّان المدائنيّ، وعبد الكريم الدَّيْرعَاقُوليّ، وتَمْتَامًا، وغيرهم.
وعنه: الحاكم أبو عبد الله، وأبو الحسين بْن رزْقَوَيْه، وابن الفضل القّطان، وأبو عَلِيّ بْن شاذان. وتوفي فِي جمادى الأولى. وثقَّه الخطيب. وحديثه بعُلُو عَنْد نصر اللَّه القزّاز، وطبقته.
567- مُوسَى ابن العلامة إِسْمَاعِيل القاضي بْن إِسْحَاق الأزْديّ4: سَمِعَ: أَبَاهُ، والكديمي، وبشر بْن مُوسَى. وعنه: أَبُو بَكْر الأبْهريّ، وإبراهيم بْن محمد الطَّبَريّ، وأبو الْحَسَن الهاشمي العَيْسويّ. تُوُفّي في آخر السنة.
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "1/ 195"، المشتبه في أسماء الرجال "1/ 49".
2 تاريخ بغداد "3/ 311".
3 تاريخ بغداد "13/ 221"، سير أعلام النبلاء "15/ 517، 518"، تذكرة الحفاظ "3/ 857".
4 تاريخ بغداد "13/ 62، 63".(25/191)
"حرف الواو":
568- وهْب بْن جعْفَر بْن إلياس بن صدق الكناس الْمَصْريّ سَمِعَ: جدِّه.
569- المسعودي1: صاحب التواريخ. فِي جُمَادَى الآخرة. قاله المسبّحيّ. قلت: وهو صاحب "مروج الذَّهب" أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن الحسين عَلِيّ. قِيلَ: إنّه من ذرّية ابن مَسْعُود -رضي اللَّه عَنْهُ. عداده فِي البغداديين، وأقام بمصر مدّة. وكان إخباريًا علامة صاحب غرائب، ومُلَح، ونوادر.
لَهُ كتاب "مروج الذَّهب فِي تُحَف الأشراف والملوك"، وكتاب "ذخائر العلوم"، وكتاب "التاريخ فِي أخبار الأمم"، وكتاب "المقالات فِي أصول الديانات"، وكتاب "أخبار الخورج"، وغير ذَلِكَ من الكتب. ذكره ياقوت فِي "تاريخ الأدباء"، ولكن قَالَ: تُوُفّي سنة ست وأربعين، والأول أصحّ. وقد سَمِعَ: ابن عَرَفَة نِفْطَويه، وابن زَبْر القاضي، وغيرهما. ولم يطل عمره حتى يسمعوا منه. وكان معتزلا.
فإنّه ذكر غير واحدٍ من المعتزلة ويقول فِيهِ: كَانَ من أهلِ العدلِ. وله رحلة إلى البصرة لقي فِيهَا أبا خليفة الجّمَحيّ.
وقد ذكره ابنُ النّجّار مختصرًا، فقال: عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ أَبُو الْحَسَن المسعوديّ من وُلِد عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود، كَانَ كثير التصّانيف فِي التواريخ وأيّام النّاس وعجائب البلاد والبحار. ذكر أنّه من أهل بغداد، وأنه تغرب عنها. فمن مصنَّفاته: "مروج الذَّهب فِي أخبار الدّنيا"، وكتاب "ذخائر العلوم وما كَانَ فِي سالف الدهر"، كتاب "الاستذكار لما مر في الأعصار"، وكتب "التّاريخ فِي أخبار الأمم". ولم يورّخه ابن النجار.
وفيات سنة ست وأربعين وثلاثمائة
"حرف الألف":
570- أَحْمَد بْن بُهْزاد بْن مِهْران2: أَبُو الحسن الفارسيّ السِّيرافيّ، نزيل مصر هُوَ أو أبوه.
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 569"، لسان الميزان "4/ 224، 225"، تاريخ الخلفاء "405".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 518، 519"، الوافي بالوفيات "6/ 278"، شذرات الذهب "2/ 372".(25/192)
سَمِعَ أَبُو الْحَسَن هذا من: الربيع بْن سُلَيْمَان، وبحر بْن نصر بْن سابق، وبكّار القاضي، وإبراهيم بْن فهْد.
وعنه: محمد بْن أَحْمَد بْن مفرج القُرْطُبيّ، وأبو عبد الله بْن مَنْدَه، وعبد الرَّحْمَن بْن النّحّاس، وجماعة. قَالَ الطَّلَمَنْكيّ: سمع منه أَبُو جعْفَر بْن عَوْن اللَّه، وتركهُ. مُنِع من التحديث وقتًا، فذكر ابن عَوْن أنّه قرص لَهُ عثمان، ثمّ إنّه أملى عَلَى المحدثين حديثًا يتضمّن مخالفة الجماعة، فقال: أجيفوا الباب ما أمليته منذ ثلاثين سنة. فاستشعر القوم، ولو سكن لمرَّ عَلَيْهِم. فقاموا عَلَيْهِ ومُنِع من الرّواية، فكان يجلس منفردًا إلى أن تعصَّب لَهُ قوم م الفرس فأذن له بالرواية. وكان ابن مفرج القُرْطُبيّ يَقُولُ: سألتُ قومًا من أهل الحديث عَنْهُ فقالوا: ما علِمْنا عَلَيْهِ إلا خيرًا. قَالَ المسبحيّ، وغيره: تُوُفّي فِي شَعْبان.
571- أَحْمَد بْن جعْفَر بْن أَحْمَد بْن مَعْبَد1: أبو جعْفَر الأصبهانيّ السِّمْسار.
سَمِعَ: أَحْمَد بْن عصام، وأحمد بْن مهديّ، وعبيدًا الغزّال، وكبار الإصبهانّيين. وعنه: ابن مَنْدَه، وابن مَرْدُوَيْه، وأبو نُعَيْم، وغيرهم. وكان صادقا. توي فِي رمضان.
572- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن2: أَبُو هُرَيْرَةَ بْن أَبِي عصام العدويّ الْمَصْريّ، سَمِعَ: أَبَا يزيد القَرَاطِيسيّ، وأبا مسلم الكَجّيّ.
وعنه: أَبُو محمد بْن النّحّاس، وغيره. وكان ثقة يستملي عَلَى الشيوخ. مات فِي ربيع الآخر.
573- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْدُوس بْن سَلَمَةَ3: أبو الْحَسَن العَنَزِيّ الطَّرَائفيّ الَّنْيسابوريّ. سمع: السري بن خزيمة، ومحمد بن أشرس السُّلَميّ، وعثمان بْن سعَيِد الدّارِميّ، وجماعة. وكان فيما قال الحاكم: صدوقا؛ سمعته يَقُولُ: أَقَمْتُ ببغداد سنة أربعٍ وثمانين عَلَى التجارة، فلم أسمع بها شيئًا.
روى عَنْهُ: أبو عَلِيّ الحافظ وانتخب عَلَيْهِ، وأبو الْحُسَيْن الحجاجي، وابن محمش
__________
1 أخبار أصبهان "1/ 149، 150"، سير أعلام النبلاء "15/ 519".
2 المنتظم "6/ 384، 385"، البداية والنهاية "11/ 232".
3 سير أعلام النبلاء "15/ 519، 520"، الوافي بالوفيات "8/ 45".(25/193)
الزياديّ، والحاكم، وأبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ، وآخرون، تُوُفّي فِي رمضان، وصلّى عَلَيْهِ أَبُو الوليد الفقيه.
574- أَحْمَد بْن محمد بْن عَبْد اللَّه الهَرَويّ: أخو حامد الرّفّاء، وأحمد الأسنّ.
سَمِعَ من: عَبْد الرَّحْمَن بْن يوسف الحنفيّ صاحب يعلى بن عبيد. وعنه: حاتم بْن محمد، وجماعة.
575- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز: أَبُو مُحَمَّد بالبلخي المؤذّن. فِي شعبان.
576- إبْرَاهِيم بْن عثمان القَيْروانيّ النَّحْويّ1: أَبُو القاسم بْن الوزّان. شيخ تِلْكَ الدّيار فِي النَّحْو، واللغة. كَانَ ذا صدق وتواضُع وتضلُّع من علم العربيّة.
قَالَ القِفْطيّ: حفظ كتاب "العين" للخليل، و"المصنف الغريب" لأبي عبيد، و"إصلاح المنطق" لابن "السِّكِّيت" وكتاب "سِيبَوَيْه"، وأشياء كثيرة حتى قَالَ فِيهِ بعضهم: لو قِيلَ إنّه أعلم من المبرّد وثعلب لصَدَق القائل. وكان يستخرج ابن الوزّان هذا من العربية ما لم يستخرجه أحد. وكان عجبًا فِي استخراج المُعَمَّى. تُوُفّي يوم عاشوراء من سنة ست وأربعين بالمغرب.
577- إبْرَاهِيم بْن محمد بْن هشام2: الأمين أَبُو إِسْحَاق. سَمِعَ: صالحًا جَزَرَة، وأبا الموجّه محمد بْن عَمْرو، وسهل بْن شاذُوَيْه. وحجّ، وحدث. روى عنه: بو عُمَر بْن حَيّوَيْه، وعبد اللَّه بْن عثمان الدّقّاق. قَالَ الحاكم: هُوَ فقيه أهل النَّظر فِي عصره. كتبنا عَنْهُ. وورّخ وفاته غُنْجار.
578- إِسْحَاق بْن أَحْمَد بْن محمد بْن إبْرَاهِيم3: أبو الحسين الكاذيّ. سَمِعَ: الكُدَيْميّ، ومحمد بْن يوسف بْن الطّبّاع، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد.
وعنه: أبو الحسن بْن رزْقَوَيْه، وأبو الْحُسَيْن بْن بِشْران. قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة زاهدًا. كَانَ يَقْدَم من قريته كاذَة إلى بغداد فيحدث ويرجع.
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 539، 540"، الوافي بالوفيات "6/ 50، 51"، بغية الوعاة "1/ 183".
2 المنتظم "6 385"، الكامل في التاريخ "8/ 520"، سير أعلام النبلاء "15/ 517".
3 تاريخ بغداد "6/ 399".(25/194)
أخبرنا أبو الفهم السُّلَميّ، أَنَا أَبُو محمد بْن قُدامة سنة 617، أَنَا أَبُو الفتح بْن البطّيّ، أَنَا مالك بْن أَحْمَد، ثنا عَلِيّ بن محمد المعدل إملاء، نا إِسْحَاق بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: وجدتُ في كتاب أَبِي: ثنا أَبُو معاوية الغُلابيّ: حدثني عامر، عَنْ عوف الأعرابيّ أنّه كَانَ يَقُولُ لجُلَسائه: أما والله ما نُعَلِّمُكُم من جَهَالة، ولكن نذكِّركم بعض ما تعرفون، لعلّ اللَّه أن ينفعكم بِهِ.
"حرف الباء":
579- بُنْدار بْن يعقوب بْن إِسْحَاق: أَبُو الخير الشّيرازيّ، السّرّاج، المالكيّ.
"حرف التاء":
580- تميم بن خيران: أبو محمد القيراواني. من كِبار المالكيّة. بالقيروان.
"حرف الجيم":
581- جعْفَر بْن محمد بْن أَحْمَد1: أَبُو الفضل البغدادي. سَمِعَ: بِشْر بْن مُوسَى، ومُطَيَّن. وعنه: ابن رزْقَوَيْه، وجماعة.
"حرف الحاء":
582- الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن الأزهر2: أَبُو محمد الإسْفَرَائينيّ، ابن أخت أَبِي عَوَانَة. رحل بِهِ خاله بعد أن سمّعه من أَبِي بكر بن رجاء، وأحمد بن سهل بإسفرايين. فسمع بالرّيّ: محمد بْن أيّوب؛ وببغداد: أَبَا مسلم الكَجّيّ، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد؛ وبالبصرة: أبا خليفة. وجمع لَهُ خاله حديث مالك.
روى عَنْهُ الحاكم وقال: كَانَ مُحَدَّث عصره، ومن أجود النّاس أُصُولًا. تُوُفّي فِي شعبان. وعنه أيضا: علي بن محمد الإسفرائيني، عبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن بالُوَيْه المزكيّ، وجماعة.
583- الْحُسَيْن بْن أيّوب3: أبو عبد الله الهاشميّ. بغدادي، ثقة. حدث
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 225".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 535، 536"، الوافي بالوفيات "12/ 265"، شذرات الذهب "2/ 2، 3".
3 تاريخ بغداد "8/ 23"، المنتظم "6/ 385".(25/195)
عَنْ: صالح بْن عمران الدعاء، ومحمد بْن عثمان بْن أَبِي شَيْبة، والحَسَن بْن أَحْمَد بْن فيل. وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وابن رزْقَوَيْه، وغيرهما.
"حرف السين":
584- سعَيِد بْن فَحْلُون1: أبو عثمان إلْبِيريّ الأندلُسيّ. آخرَ من روى عَنْ يوسف المَغاميّ، وجماعة.
روى "الواضحة" لابن حبيب أَبُو عَلِيّ الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه البجّانيّ شيخ ابن عَبْد البَرّ وغيره، عَنِ ابن فَحْلُون، عَن المَغَاميّ، عَنِ ابْن حبيب. وسمع: ابن فَحْلُون بقُرْطُبة من: بَقِيّ بْن مَخْلَد، ومحمد بْن وضّاح، وإبراهيم بْن قاسم، ومطرِّف بْن قيس.
ورحل فسمع من: أَحْمَد بْن محمد بْن رِشْدين الْمَصْريّ، وأبي عَبْد الرَّحْمَن النَّسائيّ، وطائفة. وكان صدوقًا فِي أخلاقه زعارة. روى عَنه جماعة منهم: يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي عيسى اللَّيْثيّ. وتوفي في رجب فِي ثانيه. ومولده سنة 252 رحمه اللَّه.
"حرف العين":
585- عَبْد اللَّه بْن إبْرَاهِيم بْن واضح2: أَبُو بَكْر الأصبهانيّ أحد العُبّاد المذكورين. يقال: إنّه رَأَى الحقّ تعالى فِي النّوم مرَّتين. جاء ذَلِكَ عَنْهُ من وجهين.
586- عَبْد اللَّه بْن جعْفَر بْن أَحْمَد بْن فارس3: أَبُو محمد الأصبهانيّ، سَمِعَ: يونس بْن حبيب، ومحمد بْن عاصم الثَّقفيّ، وأحمد بْن يونس الضّبّيّ، وهارون بْن سُلَيْمَان، وأحمد بْن عصام، والكبار. وكان ثقة عابدًا.
روى عَنْهُ: أبو عبد الله بْن مَنْدَه، وأبو بَكْر محمد بْن أَبِي عَلِيّ الذكوانيّ، وأبو ذَرّ بْن الطَّبَريّ، وأبو بَكْر بْن فُورَك، والحسين بْن إبْرَاهِيم الجمّال، ومحمد بْن عَلِيّ بْن مُصْعَب التّاجر، وأبو علي بْن يزداد غلام محسن، وأبو نُعَيْم الحافظ، وطائفة
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 168، 169"، جذوة المقتبس للحميدي "232، 233".
2 أخبار أصبهان "2/ 87".
3 أخبار أصبهان "2/ 80"، سير أعلام النبلاء "15/ 553، 554"، الوافي بالوفيات "17/ 105".(25/196)
سواهم. وهو آخر من حدَّث عَن الْمسمين، وعن إِسْمَاعِيل سَمُّوَيْه، ومحمد بْن عُمَر أخي رسْتَه، ويحيى بْن حاتم العسكريّ، وغيرهم. وُلِد سنة 248.
وقال ابن المقرئ: رَأَيْته يُحدَّثَ بمكّة من أيّام الفضل الجندي، وإسحاق الخُزَاعيّ. وقال أبو عبد الله بْن مَنْدَه: كَانَ شيوخ الدّنيا خمسة: عبد اللَّه بْن جعْفَر بأصبهان، والأصمّ بنيسابور، وابن الأعرابيّ بمكّة، وخيثمة بأطْرابُلُس، وإسماعيل الصّفّار ببغداد.
وقال أَبُو بَكْر بْن مَرْدُوَيْه وأبو القاسم عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد السوذرجاني في تاريخهما إصبهان: كان ثقة.
وقال أبو الشيخ: حكى أبو الخياط لنا قَالَ: حضرتُ موت عَبْد اللَّه بْن جعْفَر وكنّا جلوسًا عنده فقال: هذا مَلَك الموت قد جاء. وقال بالفارسيّة: اقبض روحي كما تقبض روح رجل يقول تسعن سنة أشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رسول اللَّه. وقال أَبُو الشَّيْخ: سَمِعْتُ أَبَا عُمَر القطّان يَقُولُ: رَأَيْت عَبْد اللَّه بْن جعْفَر فِي النَّوم فقلتْ: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غُفِر لي، وأنزلني منازلّ الأنبياء. تُوُفّي رحمه اللَّه تعالى فِي شهر شوّال.
587- عَبْد اللَّه بْن فارس1: أَبُو ظُهَيْر العُمريّ البلْخيّ. تُوُفّي بالرّيّ فِي رمضان، وهو آخر من روى فِي الدُّنيا عَنِ: محمد بْن إِسْمَاعِيل البخاريّ. وكان قدِم فِي هذه السنة إلى نيسابور، وحدَّث بها فِي غيبة الحاكم عن: معمر ابن محمد العَوْفيّ، وعبد الصّمد بْن الفضل. وضبط السِّلفيّ كنيته بالضم.
قال الحاكم: وكتب لي فِي الإجازة أنّه سَمِعَ من محمد بْن إِسْمَاعِيل البخاريّ. قلت: لَهُ حديث فِي مجلس ابن بالُوَيْه.
روى عَنْهُ: ابن بالُوَيْه، وأبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ، فقال: أَنَا عَبْد اللَّه بْن فارس بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابن يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن سالم بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
588- عَبْد اللَّه بْن مسرور بْن الحجّام المالكيّ المغربيّ: سَمِعَ: عيسى بْن مسكين، وابن أَبِي سُلَيْمَان، وغيرهما.
__________
1 المشتبه في أسماء الرجال "1/ 426".(25/197)
أخذ عنه: أبو محمد بن أبي زيد الفقيه. كَانَ من أئمّة المالكيّة.
589- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سيان1: أَبُو مُسلْمِ الأصبهانيّ المذكّر.
سَمِعَ: إبْرَاهِيم بْن زُهَير الحُلْوانيّ، وأبا بَكْر بْن أَبِي عاصم، وأحمد بْن عَمْرو البزار. وعنه: أَبُو نُعَيْم، وجماعة.
590- عَبْد الصمد بْن عَلِيّ بْن محمد بْن مكرم2: أبو الحسين الطستي الوكيل، بغداد ثقة مشهور. سَمِعَ: أَبَا بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وأحمد بْن عُبّيْد اللَّه النَّرْسيّ، ودُبَيْس بْن سلام القَصَبانيّ، وحامد بْن سهل، وإبراهيم الحربيّ، وطبقتهم.
وعنه: ابن رزْقَوَيْه، وأبو الحسين بْن بِشْران، وعلي بْن دَاوُد الرّزّاز، وأبو عَلِيّ بْن شاذان. تُوُفّي فِي شعبان وله ثمانون سنة. وله جزء مشهور عَنْد جعْفَر.
591- عَبْد المؤمن بْن خَلَف بْن طُفَيْلِ بْن زيد بْن طُفَيْلٍ3: الحافظ أَبُو يَعْلَى التّميميّ النَّسَفيّ. وُلِد سنة تسعٍ وخمسين ومائتين. وسمع: جدّه، وجماعة. ثمّ رحل، وسمع: أَبَا حاتم الرّازيّ، وعبد الله بْن أَبِي مَسَرَّة، وعلي ابن عَبْد العزيز، وإسحاق الدَّبَريّ، وأبا الزِّنْباع رَوْح بْن الفَرَج، ويحيى بْن أيّوب، وخلقًا سواهم.
وعنه: عبد الملك بْن مروان المَيْدانيّ، وأحمد بْن عمّار بْن عصمة، ويعقوب بْن إِسْحَاق النَّسَفيّون، وأبو عَلِيّ منصور بْن عَبْد اللَّه الخالديّ الهَرَويّ، وأبو نصر أَحْمَد بْن محمد الكلاباذي الحافظ، وآخرون. وكان أثرياء سُنّيًا ظاهريّ المذهب، شديدًا عَلَى أهلِ القياس، يتبع كثيرًا أَحْمَد بْن حنبل، وإسحاق بْن راهُوَيْه. وأخذ عَنْ أَبِي بَكْر محمد بْن دَاوُد الظاهري مصنّفاته، وكان خيرًا ناسكًا.
دخل أبو القاسم عبد الله بْن أَحْمَد الكعْبي المعتزليّ نسف، فأكرموه إلا الحافظ عَبْد المؤمن فإنّه لم يمضِ إِلَيْهِ، فقال الكعبيّ: نَحْنُ نأتيه. فلمّا دخل عَلَيْهِ لم يقُم ولم يلتفت من محرابه، فكسّر الكعبِيّ خَجَله بأن قَالَ: بالله عليك أيّها الشَّيْخ. يعني لا تقم، ودعا لَهُ قائمًا وانصرف.
__________
1 أخبار أصبهان "2/ 119".
2 تاريخ بغداد "11/ 41"، المنتظم "6/ 385"، سير أعلام النبلاء "15/ 555، 556".
3 سير أعلام النبلاء "15/ 480-483"، النجوم الزاهرة "3/ 318".(25/198)
قال أبو جعفر محمد بن بْن عَلِيّ النَّسَفيّ: شهدت جنازة الشَّيْخ أَبَا يَعْلَى بالمُصَلّى إذ غشِينَا أصواتُ الطُّبول مثل ما كون من العساكر، حتى ظنّ أجمعُنا أنّ جيشًا قدِم. وكنّا نقول: ليتنا صلَّينا قبل أن يغشانا هذا. فلمّا اجتمع الناس وقاموا للصّلاة وأنصتوا هدأت الأصوات كأن لم يكن. ثمّ إنيّ كنتُ رَأَيْت فِي النّوم فِي أيّام أَبِي يَعْلَى كأنّ شخصًا واقفًا عَلَى رأس درب أَبِي يَعْلَى بْن خَلَف وهو يقول: أيها الناس من أراد منكم الطّريق المستقيم فعليه بأبي يَعْلَى. أو كلامًا نحو هذا.
رواها جعْفَر بْن محمد بْن المستغفري الحافظ، عَنْ أَبِي جعْفَر هذا. تُوُفّي أَبُو يَعْلَى رحمه اللَّه فِي جُمَادَى الآخرة.
592- عَبْيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن البلْخيّ1: أَبُو القاسم. سَمِعَ: أَبَا إِسْمَاعِيل التِّرْمِذيّ، وبشر بْن موسى، ومحمد ابن أيّوب الرّازيّ.
وعنه: الدّارَقُطْنيّ ووثقة، وابن رزْقَوَيْه.
593- عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن الخليل بْن شاذُوَيْه2: أَبُو الْحَسَن القَهَنْدزِيّ الْبُخَارِيّ. سَمِعَ: محمد بْن إبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ، وإسرائيل بْن السَّمِيدَع، وسهل بْن المتوكًّل. وحدَّث. مات فِي جُمَادَى الآخرة.
594- عُمَر بْن الْحَسَن بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عياش3: القاضي أَبُو جعْفَر الهاشميّ العباسي، أمير الموسم، وقاضي الديار الْمَصْرية. كَانَ ورِعًا فِي القضاء، حميد السيرة، وافر الدين.
استغفي غير مرة في القضاء وناب عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن الحداد. وكان إذا حجّ يسدّ المنصب عَنْهُ ابنُ الحدّاد. ثمّ صُرف بعد ثلاث سنين ونصف من ولايته فِي آخر سنة تسعٍ وثلاثين وثلاثمائة، وبقي إلى هذا العام فمات فِي صفر، وولي بعده ابن الخصيب.
595- عُمَر بْن زكريّا البزّاز4: سَمِعَ: يوسف بْن يعقوب القاضي، وعنه: أبو الحسن بن رزقويه. وثقه الخطيب.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 355، 356".
2 الأنساب "10/ 275".
3 الولاة والقضاة للكندي "492"، حسن المحاضرة "2/ 90".
4 تاريخ بغداد "11/ 240".(25/199)
596- عُمَر بْن محمد بْن أَحْمَد بْن الحدّاد1: العطّار. بغداديّ، ثقة. سكن مصر، وروي عَنْ: تمتام، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، واحمد بْن محمد البرتي، ومحمد بْن أَحْمَد بْن أَبِي العوام. روى عَنْهُ عامّة المصريين: أَبُو محمد بْن النّحّاس، وعبد الغنيّ الحافظ، والحسين بْن أحمد المادرائي، ومحمد بْن عَلِيّ الأنباري.
"حرف الميم":
597- محمد بْن أَحْمَد بْن محبوب بْن فُضَيْل2: أَبُو الْعَبَّاس المَرْوزِيّ المحبوبي. مُحَدَّث مَرْو. سَمِعَ: سعَيِد بْن مَسْعُود المَرْوزِيّ، والفضل بْن عَبْد الجبّار الباهليّ، ومحمد بْن عيسى التِّرْمِذيّ، وجماعة.
وعنه: أبو عبد الله بْن مَنْدَه، وأبو عبد الله الحاكم، وعبد الجبّار الجرّاحيّ، وإسماعيل بْن يَنَال المحبوبيّ. وكان الرّحلة إِلَيْهِ فِي سماع التِّرْمِذيّ، وغيره. كَانَ شيخ مَرْو ثروةً وإفضالًا، وسماعاته مضبوطة بخطّ خاله أَبِي بَكْر الأحول. وُلِد سنة 249، وتوفي فِي رمضان سنة ست.
ورحل إلى تِرْمِذ سنة خمسٍ وستين فيما بلغني. قَالَ الحاكم: سماعه صحيح.
598- محمد بْن إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم: أَبُو تُراب المَوْصِليّ. مِن ساكني هَرَاة. حدَّث بها عَنْ: عُمَيْر بْن مِرْداس النَّهَاوَنْديّ، وعلي بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد الرّازيّ، وعلي بْن محمد بْن عيسى الماليني. وعنه: أَبُو منصور محمد بْن محمد الأزديّ، وأبو القاسم الداوودي القاضي.
599- محمد بْن بَكْر بْن محمد بْن عَبْد الرّزّاق3: أَبُو بَكْر بْن داسة البصْريّ التّمّار. راوي السُّنَن. سَمِعَ: أَبَا دَاوُد السجستاني، وأبا جعْفَر محمد بْن الْحَسَن بْن يونس الشّيرازيّ، وإبراهيم بْن فهد، وغيرهم.
وعنه: أَبُو سُلَيْمَان الخطّابيّ، وأبو بَكْر محمد بْن إبْرَاهِيم بْن المقرئ، وابن جُمَيْع، وأبو بَكْر بْن لال، وأبو عَلِيّ الْحُسَيْن بْن محمد الرُّوذَبَارِيّ، وغيرهم.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 242".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 537"، الوافي بالوفيات "2/ 40، 41"، شذرات الذهب "2/ 373.
3 سير أعلام النبلاء "15/ 538، 539"، الوافي بالوفيات "2/ 255"، النجوم الزاهرة "3/ 318".(25/200)
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ غَدِيرٍ: أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحَرَسْتَانِيِّ، أَنَا جَمَالُ الْإِسلَام، أَنَا ابْنُ طلَاب، أَنَا ابن جميع، أما محمد ابن بَكْرٍ بِالْبَصْرَةِ: ثنا أَبُو جعْفَرٍ محمد بْنُ الْحَسَنِ، نا الْحَسَنُ بْنُ مَالِكٍ، ثنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: "نَهَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ الْقَزَعِ"1.
600- محمد بْن سُهيل بْن بسّام: أَبُو بَكْر الْبُخَارِيّ اللّبّاد. سَمِعَ: سهل بْن المتوكلّ، وصالح بن محمد جَزَرَة. وحدَّث.
601- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن إبْرَاهِيم: أَبُو سعَيِد الزّاهد. أحد العُبّاد المجتهدين بَمْرو. قدِم نيسابور، وحدَّث عَنْ: حمّاد بْن أَحْمَد القاضي، ويحيى بْن ساسُوَيْه. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وغيره.
602- مُحَمَّدُ بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن محمد بْن مطرِّف المدنيّ: أَبُو ميمون الأديب، نزيل عسقلان. قدِم فِي هذه السنة مصر، فحدث عَنْ: ثابت بْن نُعَيْم الهرجيّ، وبكر الدِّمْياطيّ، وجماعة. وكان إخباريًا علامة.
603- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زياد: أَبُو بَكْر الَّنْيسابوريّ، نزيل مَرْو الرُّوذ. سَمِعَ: جدِّه لأمْه الْعَبَّاس بْن حمزة. والسري بْن خُزَيْمَة، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وبِشْر بْن مُوسَى. ويعُرْف بالعُمانيّ.
604- محمد بْن عُبّيْد اللَّه بْن أَبِي الورد2: حدَّث فِي هذه السنة، وانقطع خبره. سَمِعَ: الحارث بْن أبي أسامه. وعنه: ابن رزْقَوَيْه، وغيره. وهو أَبُو بَكْر البغداديّ.
605- مُحَمَّد بْن القَاسِم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن قاسم بْن منصور3: أَبُو منصور الَّنْيسابوريّ العتكيّ. أوّل سماعاته سنة ثلاثٍ وسبعين.
سَمِعَ: السريّ بْن خُزَيْمَة، ومحمد بْن أشرس، والحسين بْن الفضل، ومحمد بْن أَحْمَد بْن أنس، والحسن بن عَبْد الصّمد، وإسماعيل بن قتيبة، وأحمد بن سلمة.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "5920"، ومسلم "2130"، وأبو داود "4193، 4194"، وأحمد في المسند "2/ 101"، وابن حبان في صحيحه "5507".
2 تاريخ بغداد "2/ 332".
3 سير أعلام النبلاء "15/ 295"، الإعلام بوفيات الأعلام "147".(25/201)
وعنه: أبو عبد الله الحاكم وقال: شيخ متيقّظ فَهْم صدوق جيّد القراءة صحيح الأصول. تُوُفّي فِي آخر سنة ستّ.
606- محمد بْن القاسم بْن هارون: أَبُو بَكْر الْمَصْريّ الخبّاز. عَنْ: أَبِي يزيد القراطيسيّ، ونحوه. وثقَّه ابن يونس.
607- محمد بْن محمد بْن حامد1: أَبُو نصر التِّرْمِذيّ. حدَّث ببغداد عَنْ: محمد بْن حبّال الصَّغَاني. وعنه: ابن رزْقَوَيْه، وأبو الْحُسن الحماميّ المقرئ. وكان زاهدًا صالحًا.
608- محمد بْن محمد بْن الْحَسَن الكارِزِيّ2: أَبُو الْحُسَن المعدّل. سمع كتابي "الأموال"، و"غريب الحديث" لأبي عُبّيْد، من عَلِيّ بْن عَبْد العزيز.
609- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حمزة بْن جَميل3: أَبُو جعْفَر البغداديّ الجمّال المحدِّث. سكن سَمَرْقند، وحدَّث عَنْ: أبي بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وأحمد بْن عُبّيْد اللَّه النَّرْسيّ، وجعفر بْن محمد بْن شاكر، وعبد الكريم الدَّيْرعَاقُوليّ.
ورحل فسمع: عُبّيْد بْن محمد الكشْوَريّ، وأبا عُلاثَة محمد بْن عُمَرو، ويحيى بْن عثمان الْمَصْريّ، وأبا زُرْعَة الدّمشقيّ، وخير بْن عَرَفَة، وطبقتهم بالحجاز، واليمن، والشّام، وبغداد. وعنه: ابن مَنْدَه، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو سعْد الإدريسيّ، ومحمد بْن إبْرَاهِيم الْجُرْجانيّ. وانتخب عَلَيْهِ أَبُو عَلِيّ الحافظ. وكان تاجرًا سفارًا فحدث بأماكن.
قَالَ الحاكم: هُوَ مُحَدَّث عصره بخراسان، وأكثر رحلةً وأثبتهم أصولًا. وأتَّجر إلى الرّيّ وسكنها مدّة، فقيل لَهُ: الرّازيّ. وكان صاحب جمال، فقيل لَهُ: الجمّال. انتقى عَلَيْهِ أَبُو عَلِيّ الَّنْيسابوريّ أربعين جزءًا. وتوفي فِي ذي الحجّة بَسَمرْقَنْد.
610- محمد بْن يعقوب بن يوسف بن عقل بن سنان4: أبو العباس
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 281".
2 الإكمال لابن ماكولا "7/ 182"، المشتبه في أسماء الرجال "2/ 539".
3 تاريخ بغداد "3/ 217، 218"، المنتظم "6/ 386"، سير أعلام النبلاء "15/ 546، 547".
4 المنتظم "6/ 386، 387"، الكامل في التاريخ "8/ 520"، سير أعلام النبلاء "15/ 452-560".(25/202)
الأموي، مولى بْني أمَيّة، الَّنْيسابوريّ الأصمّ. وكان يكره أن يُقال لَهُ الأصم. فكان أَبُو بَكْر بْن إِسْحَاق الصِّبْغيّ يَقُولُ فِيهِ: المَعْقِليّ. قَالَ الحاكم: إنّما ظهر بِهِ الصَّمَم بعد انصرافه من الرحلة، فاستحكم فِيهِ حتّى بقي لا يسمع نهيق الحمار. وكان مُحَدَّث عصره بلا مدافعة. حدَّث فِي الْإِسلْام ستًا وسبعين سنة ولم يختلف فِي صدقه، وصحّة سماعاته، وضبط والده يعقبو الوراق لها. أذن سبعين سنة فيما بلغني فِي مسجده، وكان حسن الخُلُق، سخيّ النّفس، وربّما كَانَ يحتاج فيورِّق ويأكل من أُجرته، وكان يكره الأخْذ عَلَى التحديث. وكان ورّاقه وابنه أَبُو سعَيِد يطالبان الناس ويعلم هُوَ فيكره ذَلِكَ ولا يقدر عَلَى مخالفتهما. سمع منه الآباء والأبناء والأحفاد.
سَمِعَ منه الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن منصور كتاب "الرّسالة"، ثمّ سمعها منه ابنه أبو الْحَسَن، ثمّ ابنه عُمَر. وما رأيتُ الرّحّالة فِي بلدٍ أكثر منهم إِلَيْهِ. رأيتُ جماعة من الأندلس والقيروان، ومن أهل فارس وخوزستان على بابه. وسمعته يَقُولُ: ولدتُ سنة سبْعٍ وأربعين ومائتين. ورأي محمد بْن يحيى الذُّهْليّ؛ وسمع: أَحْمَد بْن يوسف السُّلَميّ، وأحمد بْن الأزهر، ففقد سماعة منهما عند رجوعه مِن مصر، ورحل بِهِ أَبُوهُ سنة خمسٍ وستين عَلَى طريق أصبهان، فسمع بِهَا: هارون بْن سُلَيْمَان، وأسيد بْن عاصم. ولم يسمع بالأهواز، ولا بالبصرة. وسمع بمكّة من أَحْمَد بْن شَيْبان الرّمليّ فقط.
ودخل مصر فسمع: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ الفقيه، وبكّار بْن قُتَيْبة، والربيع بْن سُلَيْمَان، وبحر بْن نصر، وإبراهيم بْن مُنْقِذ. وسمع بعسقلان: أَحْمَد بْن الفضل الصّائغ وببيت المقدس من غير واحد؛ وببيروت: العباس بن الوليد سمع منه مسائل الأوزاعي. وبدمشق: ابن ملاس النُّمَيريّ، ويزيد بْن عَبْد الصمد. وبحمص: محمد بْن عَوْف.
وبطَرَسُوس: أَبَا أمية فأكثر. وبالرقة: محمد بن عبي بْن ميمون. وبالكوفة: الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن عفان، وسعيد ابن محمد الحجوائي شيخ ثقة سَمِعَ ابن عُيَيْنَة، ووكيعا. وسمع المغازي وغيرها من أحمد بْن عَبْد الجبّار العُطَارِديّ؛ وبعض "المسند" ممن أَحْمَد بْن أَبِي غَرْزَةَ الغِفَاريّ.
ثمّ دخل بغداد فسمع: محمد بْن إِسْحَاق الصَّغانيّ، وعباس بْن محمد الدُّوريّ، ومحمد بْن عُبَيد اللَّه بْن المنادي، ويحيى بْن جعْفَر، وحنبل بْن إسحاق، وأكثر(25/203)
عَنْهُمَا. خرج علينا فِي ربيع الأوّل سنة أربعٍ وأربعين، فلمّا نظر إلى كثرة النّاس والغُرباء وقد امتلأت السّكّة بهم، وقد قاموا يُطرّقون لَهُ ويحملونه عَلَى عواتقهم من داره إلى مسجده. فجاس على جدار المسجد وبكى، ثم نظر إلى المستلمي فقال: اكتب. سَمِعْتُ الصَّغانيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الأشجّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن إدريس يَقُولُ: أتيت بابَ الأعمش بعد موتِه فدققْت الباب، فأجابتني امرأة: هاي هاي، تبكي يعني، وقالت: يا عبد اللَّه ما فعل جماهير العرب التي كانت تأتي هذا الباب؟
ثمّ بكى الكثير، ثمّ قَالَ: كأني بهذه السّكّة ولا يدخلها أحد منكم فإنيّ لا أسمع، وقد ضَعُف البصر، وحان الرحيل، وانقضى الأجل. فما كَانَ بعد شهر أو أقل حتي كُفَّ بصرُه وانقطعت الرحلة، ورجع أمره إلى أنّه كَانَ ينَاوَل قلمًا فإذا أخذه بيده علم أنهم يطلبون الروايه فيقول: ثنا الرَّبَيع بْن سُلَيْمَان، ويسرد أحاديث يحفظها وهي أربعة عشر حديثًا وسْبع حكايات. وصار بأسوأ حال. وتوفي فِي ربيع الآخر سنة ست وأربعين. وقد ثنا عَنْهُ: أبو عبد الله محمد بْن يعقوب الأخرم، وأبو بَكْر بْن إِسْحَاق، ويحيى العنبريّ، وعبد اللَّه بْن سعْد، وأبو الوليد حسّان بْن محمد، وأبو عَلِيّ الحافظ.
وحدث عنه جماعة لم أدركهم: أبو عمرو الحِيريّ، ومؤمَّل بْن الْحَسَن، وأبو عَلِيّ محمد بْن عَبْد الوهّاب الثَّقفيّ.
قلتُ: وروى عَنْهُ: الحاكم فأكثر عَنْهُ، وأبو عبد الله بْن مَنْدَه، وأبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ، وأبو بَكْر الحيري، وأبو سعيد الصَّيْرفيّ، وأبو صادق محمد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الفوارس العطّار، ومحمد بْن إبْرَاهِيم المزكيّ، ومحمد بْن إبْرَاهِيم الْجُرْجانيّ، وأبو بَكْر محمد بْن محمد بْن رجاء، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن بالُوَيْه، وابن محْمِش الفقيه، وأبو زيد عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حبيب القاضي، ومحمد بن محمد بْن بالُوَيْه، والحسين بْن عبدان التّاجر، وأبو القاسم عَبْد الرَّحْمَن السّرّاج، وأبو بَكْر محمد بْن أَحْمَد النَّوْقانيّ، وأبو نصر محمد بْن عَلِيّ الفقيه، وأحمد بْن محمد الشّاذْياخِيّ، وأبو سعَد أَحْمَد بْن محمد بْن مزاحم الصَّفّار، وإبراهيم بن محمد الطوسيّ الفقيه، وإسحاق بْن محمد السُّوسيّ، وعبد اللَّه بْن يوسف الأصبهانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حامد المقرئ، وأحمد بْن عَبْد الله المهرجاني، أبو نصر أَحْمَد بْن محمد البَالوِيّ، وعبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن سختويه، وعلي ابن محمد(25/204)
الطّرّازيّ، وأبو بَكْر محمد بْن عَلِيّ بْن حِيد، وأحمد بْن محمد بْن الْحُسَيْن السَّليطي النَّحْويّ، والحسين بْن أَحْمَد المُعَاذِي، ومنصور بْن الْحُسَيْن بْن محمد الَّنْيسابوريّ وتوفي هُوَ والطرازي فِي سنة، وهما آخر من سَمِعَ منه.
وآخر من رَوَى عَنْهُ فِي الأرض أبو نُعَيْم الحافظ كتابةً. وقال الحاكم: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاس يَقُولُ: حدثت بكتاب "معاني القرآن" للفرّاء سنة نَيِّفٍ وسبعين ومائتين. وسمعت محمد بْن حامد يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حامد الأعمشيّ يَقُولُ: كتبنا عَنْ أَبِي الْعَبَّاس بْن يعقوب الورّاق سنة خمسٍ وسبعين فِي مجلس محمد بْن عَبْد الوهّاب الفرّاء.
سَمِعْتُ محمد بْن الفضل: سَمِعْتُ جدي أَبَا بَكْر بْن خُزَيْمَة وسُئل عن سماع كتاب "المبسوط" تأليف الشافعي، من الأصم فقال: اسمعوا منه فإنّه ثقة، رَأَيْته يسمع بمصر.
وقال: سمعتُ أَبَا أَحْمَد الحافظ: سَمِعْتُ عبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم يَقُولُ: ما بقي لكتاب "المبسوط" راوٍ غير أَبِي الْعَبَّاس الورّاق. وبَلَغَنا أنّه ثقة صدوق. قَالَ الذّهبيّ: وقع لنا جملة من طريق الأصمّ. من ذَلِكَ "مُسْند الشّافعيّ" فِي مجلّد. وهو المُسْنَد لم يفُردْه الشّافعيّ رحمه الله، بل خرّجه أَبُو جعْفَر محمد بْن جعْفَر بْن مطر لأبي الْعَبَّاس الأصمّ ممّا كَانَ يروي عَنِ الربيع، عن الشافعي، من كتاب "الأم"، وغيره.
قَالَ الحاكم: قرأتُ بخطّ أَبِي عَلِيّ الحافظ يحثّ الأصمّ عَلَى الرجوع عَنْ أحاديث أدْخلوها عَلَيْهِ، منها حديث الصَّغانيّ، وعن علي بن حكيم في قبض العلْم وحديث أَحْمَد بْن شَيْبان، عَنْ سُفْيَان، عَنِ الزُّهْريّ، عَنْ سالم، عَنْ أَبِيهِ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سريه.
فوقّع الأصمّ: كُلُّ من روى عنّي هذا فهوَ كذّاب، وليس هذا فِي كتابي. فَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بِمِصْرَ: أنبا نصْرُ بن جرو. "ح" وأنا جماعة قالوا: نا جَعْفَرٌ الْهَمَذَانِيُّ.
"ح"، وَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَبَرْقُوهِيُّ، أَنَا أَبُو الْمَفَاخِرِ محمد بْنُ محمد بْنِ سَعْدٍ الْمَأْمُونِيُّ، وَأنا عَلِيُّ بْنُ الْقَيِّمِ، أَنَا الْجُوَّجَانِيُّ وَحْدَهُ، وَقَالَ فِي رِوَايَةِ الصُّوفِيِّ:(25/205)
وابن رواج، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ فَقَطْ قَالا: ثنا محمد بْنُ يَعْقُوبَ الأُمَوِيُّ.
"ح" وَقَرَأْتُ عَلَى محمد بْنِ حُسَيْنٍ الْفَوِّيِّ: أَخْبَرَكُمْ محمد بْنُ عَمَّارٍ، ونا ابْنُ رِفَاعَةَ، أَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْخِلَعِيُّ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَر البزّاز، أنا أبو عمرو عُثْمَانُ بْنُ محمد السَّمَرْقَنْدِيُّ سنة ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ بِمِصْرَ قَالا: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ الرَّمْلِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: "بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سريه إلى نَجْدٍ فَبَلَغَ سُهْمَانُهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ بَعِيرًا، وَنَفَّلَنَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعِيرًا بَعِيرًا"1.
وَهِمَ فِيهِ أَحْمَد بْن شَيْبان؛ وصوابه ما رَوَاهُ الحميدي، عَنْ سُفْيَان فقال: عَنْ أيّوب بدل الزُّهْريّ. فأمّا الَّذِي أنكره أَبُو عَلِيّ الحافظ عَلَى الأصمّ، ورجع الأصمّ كونه وهِمَ فِيهِ عَلَى أَحْمَد بْن شَيْبان فقال: سالم، بدل نافع.
وقال الحاكم: قرأت بخطّ أَبِي عمرو أحمد بْن المبارك المستملي: حدثني محمد بْن يعقوب بْن يوسف أَبُو الْعَبَّاس الورّاق: ثنا الربيع بْن سُلَيْمَان، نا بِشْر بْن بَكْر، فذكر حديثين.
قلتُ: بين وفاة أَحْمَد بْن المبارك هذا، وهو حافظ مشهور سمع من قُتَيْبة وطبقته، وبين وفاة أبي نعيم الذي يروي بالإجازة عَنِ الْأصمّ مائة وأربعون سنة وستّ سنين.
قالَ الحاكم: حضرتُ أَبَا العباس يوما خرج ليؤذن للعصر، فوقف وقال بصوتٍ عال: أنبا الربيع بْن سُلَيْمَان قَالَ: أنبا الشّافعيّ، ثمّ ضحِك وضحِك النّاس، ثمّ أذَّن. وسمعتُ أَبَا الْعَبَّاس يَقُولُ: رَأَيْتُ أَبِي فِي المنام فقال لي: عليك بكتاب البُوَيْطيّ، فليس فِي كُتُب الشّافعيّ كتابٌ أقلّ خطًأ منه. رحمه اللَّه تعالى.
"حرف الواو":
611- وَهْبُ بْن مَسَرَّة بْن مُفّرج بْن بَكْر2: أبو الحزم التميمي الأندلسي الحجازي.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "3134، 4338"، ومسلم "1749"، وأحمد في المسند "2/ 62".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 556-558"، لسان الميزان "6/ 231".(25/206)
سَمِعَ بقُرْطُبة: محمد بْن وضّاح، وعُبَيْد اللَّه بْن يحيى بْن يحيى، وأحمد بْن الراضي، والأعناقيّ. وببلده من: أَبِي وَهْبُ بْن أَبِي نُخَيْلة، ومحمد بْن عَزْرَة.
وكان حافظًا للفقه، بصيرًا بِهِ وبالحديث والعِلَل والرّجال مَعَ ورع وفضل. دارت عَلَيْهِ الفُتْيا بموضعه، وله أوضاع حسنة. واستقدام إلى قرطبة وأخرجت إِلَيْهِ أصول ابن وضّاح التي سَمِعَ منها، فسُمِعت منه. وسمع منه عالم عظيم.
أخذ عَنْهُ: أَبُو محمد القَلَعيّ، وأحمد بْن العجوز والد الشَّيْخ عَبْد الرّحيم، ومحمد بن علي ابن الشَّيْخ السَّبْتيّ، وأبو عُمَر أَحْمَد بْن محمد بْن الْجَسُور، وأحمد بْن القاسم التَّاهرْتيّ، وأخرون. وتوفي في ببلده بعد رجوعه من قُرْطُبَة فِي نصف شعبان، وسمع منه الإمامان: أَبُو محمد بْن حزم، وابن عَبْد البَرّ من أصحابه. وحدَّث بمُسْنَد ابن أَبِي شَيْبة. وقد كانت منه هفوة فِي المعتقد فِي القَدَر، نسأل اللَّه السّلامة فِي الدّين. قَالَ ابن الفَرَضيّ: محمد بن المفرج القرطبي تُرِك لأنّه كَانَ يدعو إلى بدْعة وَهْبُ بن مسرة.
وفيات سنة سبع وأربعين وثلاثمائة
"حرف الألف":
612- أَحْمَد بْن إبراهيم بْن محمد بْن جامع الْمَصْريّ السُّكّريّ1: أَبُو الْعَبَّاس. سَمِعَ من: مِقْدام بْن دَاوُد الرُّعْينيّ، وأحمد بْن محمد بن رشدين، وعلي بن عبد العزيز البَغَوِيّ، وروح بْن الفَرَج القطّان، وطائفة.
وعنه: ابن مَنْدَه، وعبد الرحمن بْن النّحّاس، واحمد بْن محمد بْن الحاجّ الإشبيليّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن جُمَيْع الغسّانيّ. وثقَّه ابن يونس؛ ومحمد بن علي الأدفوي، ومحمد بن الحضْرميّ، وأحمد بْن عُمَر الجيزيّ شيخ الدّانيّ، وعمر بْن محمد المقرئ. وحدَّث: قرأ نافع عَنْ بَكْر بْن سهْل الدِّمْياطيّ، عَنْ أبي الأزهر، عَنْ ورش، عَنْ نافع. تُوُفّي سابع المحرَّم.
613- أَحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن أيّوب بْن دَاوُد بْن عَبْد اللَّه بْن حَذْلم2: أَبُو الحسن الأسدي الدمشقي القاضي الفقيه.
__________
1 المنتظم "6/ 387"، سير أعلام النبلاء "15/ 529"، حسن المحاضرة "1/ 156".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 514، 515"، النجوم الزاهرة "3/ 320"، شذرات الذهب "2/ 274".(25/207)
الأوزاعيّ المذهب. سَمِعَ: أَبَاه، وأبا زُرْعَة، ويزيد بْن عَبْد الصمد، وبكّار بْن قُتَيْبة، وأحمد بْن محمد بْن يحيى بْن حمزة، وجماعة.
وعنه: تمام الرازي، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وابن مَنْدَه، وأبو الْحُسَيْن بْن مُعَاذ الداراني، وأبو عبد الله بْن أَبِي كامل. وناب في القضاء عَنْ أَبِي الطّاهر الذُّهْليّ، وغيره بدمشق. وكان حَذْلَم نصرانيًا فأسلم. وقال أَبُو الْحُسَيْن الرّازيّ: هو آخر من حدَّث. فكانت لَهُ حلقة بجامع دمشق يدرِّس فيها مذهب الأوزاعيّ. وقال الكتانيّ: كَانَ ثقة مأمونًا نبيلًا. قلت: وقع لي حديثه بعُلُوّ.
614- أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عَبْد الجبّار بْن جَبْرُوَيْه1: أَبُو سهل.
بغدادي، صدوق. سَمِعَ: يحيى بْن جعْفَر، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وعنه: ابن رزقويه، وأبو الحسن الحمّاميّ.
615- أَحْمَد بْن الفضل بْن الْعَبَّاس بْن خُزَيْمَة2: أَبُو عَلِيّ. سَمِعَ: أَبَا قِلابة الرَّقَاشيّ، وعبد اللَّه بْن رَوْح المدائني، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل التِّرْمِذيّ، وأحمد بْن سعَيِد الجمّال.
وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وابن رزْقَوَيْه، وأبو الْحُسَيْن ابنا محمد بْن عَبْد اللَّه بْن بِشْران. وهو ثقة. وُلِد سنة ثلاثٍ وستين، وتوفي فِي صفر. قَالَ أَبُو الفتح محمد بْن أَبِي الفوارس: هذا أول شيخٍ سَمِعْتُ منه.
616- أَحْمَد بْن محمد بن عبد الملك بن أيمن الأندلس3: سَمِعَ: أَبَاهُ، وأحمد بْن خَالِد، وابن لُبَابَة.
وكان فقيهًا، بصيرًا بالنَّحْو، بارعًا فِي الشِّعْر، مِن كبار العلماء. تُوُفّي فِي ذي القعدة كهْلًا.
617- إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن الفضل بْن محمد بْن المسيّب الَّنيْسابوريّ4: أَبُو الْحَسَن الشّعْرانيّ. سَمِعَ: جدّه، وأباه، ومحمد بْن إبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ، والطبقة.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 312".
2 تاريخ بغداد "4 347، 348"، سير أعلام النبلاء "15/ 515، 516"، شذرات الذهب "2/ 347".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 42"، بغية الوعاة "1/ 372".
4 الأنساب "7/ 343، 344".(25/208)
وخرج لنفسه الفوائد. كان مجتهدًا فِي العبادة، تُوُفّي فِي رجب.
روى عَنْهُ الحاكم وقال: لم أرْتَبْ فِي شيء من أمره إلا روايته عَنْ عُمَيْر بْن مِرْداس، فالله أعلم. وسألتهُ: أَيْنَ كتبت عَنْ عُمَيْر؟ قَالَ: لمّا رحلت إلى مصر بْن أيّوب؛ فلعلّه كما قَالَ.
"حرف الجيم":
618- جعْفَر بْن محمد بْن هشام1: أبو عبد الله الكندي ابن بنت عدبس، والدمشقي. روى عَنْ: أَبِي زُرْعَة، ويزيد بْن عَبْد الصمد، وعبد الباري الْجِسْرينيّ، وأحمد بن إبراهيم بن فيل، وخلق كثير.
وعنه: ابن منده، وتمام، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي نصر، وعبد الله بن أحمد بن معاذ الداراني. توفي في ربيع الآخر. قال الكتاني: ثقة، مأمون.
"حرف الحاء":
619- الحُسَيْن بْن أحمد بْن يحيى بْن الحُسَيْن: أبو عبد الله العلوي. حدث في هذه السنة عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه بكتاب "الردُّ عَلَى من زعم أنّ القرآن قد ذهبَ منه". روى عَنْهُ: أَبُو عُمَر بْن حَيَّوَيْه، وعَبْد اللَّه بْن الثّلاج، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر الدّمشقيّ، وغيرهم.
620- حمزة بْن محمد بْن الْعَبَّاس2: أَبُو أحمد الدِّهقان العَقَبيّ. بغداديّ، ثقة، يسكن بالعَقَبَة التي بقرب دِجْلة.
سَمِعَ: أحمد بْن عَبْد الجبار العُطَارِديّ، ومحمد بْن عيسى المدائنيّ، والعباس الدُّوريّ، وابن أَبِي الدُّنيا، وعبد الكريم الدَّيْرعَاقُوليّ.
وعنه: الحاكم، وابن رزْقَوَيْه، وأبو القاسم الْجَرْميّ، وأبو الْحُسَيْن بْن بِشْران، وأبو عَلِيّ بْن شاذان. وآخر من روى عَنْهُ عَبْد الملك بْن بشران.
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 507"، الوافي بالوفيات "5/ 182".
2 تاريخ بغداد "8/ 182"، الأنساب "9/ 14"، سير أعلام النبلاء "15/ 416"، شذرات الذهب "2/ 375".(25/209)
"حرف الزاي":
621- الزُّبَيْر بْن عَبْد الواحد بْن محمد بْن زكريّا1: أبو عبد الله الأسَدَاباذيّ؛ وقيل: أَحْمَد بدل محمد.
سَمِعَ: محمد بْن نُصَير الأصبهاني، وأبا خليفة الْجُمحيّ، والحسن بْن سُفْيَان، وعبدان الأهوازيّ، وعبد اللَّه بْن ناجية، وابن قُتَيْبة العسقلانيّ، وأبا يَعْلَى المَوْصِليّ، وأبا الْعَبَّاس السّرّاج، وابن جَوْصا. وطوَّف وكان حافظًا متقنا.
سمع الدارقطني، من محمد بْن مَخْلَد العطّار، عَنْهُ. وقال الحاكم: كَانَ من الصالحين "المستورين" الثّقات الحُفّاظ. صنَّف الأبواب والشيوخ.
قلت: روى عَنْهُ: الحاكم أبو عبد الله، وأبو بَكْر الْجَوْزَقيّ، وأبو عبد الله بْن مَنْدَه، ويحيى بْن إبْرَاهِيم المزِكّيّ، والقاضي عَبْد الجبّار بْن أَحْمَد الهَمَذَانيّ. تُوُفّي بأسَدَاباذ فِي ذي الحجّة.
"حرف الضاد":
622- الضّحّاك بْن يزيد2: أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السَّكْسكيّ البَتَلْهيّ. روى عَنْ: أَبِي زُرْعَة الدّمشقيّ، ووَزِيرة الغسّانيّ. وعنه: تمام الرازي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر. توفي في أول السنة.
"حرف الطاء":
623- طاهر بن محمد بن عبد الله بن خالد: أبو أحمد المزني المغفلي. من ولد عبد الله بن مغفل -رضي الله عنه. هروي جليل.
روى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن أَبِي سُفْيَان المَوْصِليّ، وعبد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن السُّكّريّ، وأبي صخرة الكاتب.
وعنه: أَبُو منصور محمد بن محمد الأزدي، وغيره.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 472، 473"، الأنساب "1/ 224"، تذكرة الحفاظ "3/ 900، 901"، سير أعلام النبلاء "15/ 570".
2 تهذيب تاريخ دمشق "7/ 32".(25/210)
"حرف العين":
624- عَبْد الأعلى بْن أَحْمَد بْن يونس بْن عَبْد الْأعلى: الصَّدفيّ، الْمَصْرِيّ، أَبُو سَلَمَةَ الفقيه الحنفيّ، صاحب الطَّحاويّ. تُوُفّي عَنْ ثلاثٍ وسبعين سنة بمصر، وهو أخو الحافظ أَبِي سعَيِد عَبْد الرَّحْمَن.
625- عَبْد اللَّه بْن بِشْران بْن محمد بْن بِشْر1: أَبُو الطَّيْب الأُمَويّ، جد أَبِي الْحُسَيْن بْن بِشْران وأخيه. روى عَنْ: بِشْر بْن مُوسَى، ويوسف القاضي. وعنه: ابنه محمد، وأخوه عمر. قال الخطيب: كان ثقة، يتولى القضاء بنواحي حلب.
626- عبد الله بن جعفر بن درستويه بن المرزبان2: أبو محمد الفارسي النحوي، صاحب المبرّد.
سَمِعَ: يعقوب بْن سُفْيَان الفَسَويّ، وأحمد بْن الحُبَاب، وعباس بن محمد الدوري، ويحيى بن أبي طَالِب، ومحمد بْن الْحُسَيْن الحُنَيْنيّ، وأبا محمد بْن قُتَيْبة، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن منصور. قدِم من فَسَا فِي صِباه، فسمع ببغداد واستوطنها. وبرعَ فِي العربيّة، وصنَّف التّصانيف. مولده سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين.
روى عَنْهُ: الدّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وابن منده الحافظون، وابن رزقويه، وابن الفضل القطان، وأبو علي بن شاذان، وغيرهم. وصنَّف كتاب "الإرشاد فِي النَّحْو"، "وتفسير كتاب الْجَرْميّ"، وكتاب "الهجاء" وهو من أحسن كتبه، و"معاني الشعر"، و"شرح الفصيح"، و"غرب الحديث"، و"الرد عَلِيّ ثعلب"، وكتاب "أدب الكاتب"، وكتاب "المذَّكر والمؤنَّث"، وكتاب "المقصور والممدود"، وكتاب "المعاني فِي القراءات".
وكان شيديد الانتصار للبصْرييّن فِي اللُّغة والنحو. وثقَّه ابن مَنْدَه، والحسين بْن عثمان الشّيرازيّ. وتُوُفّي في صفر. وضعّفه هبة اللَّه اللالكائيّ وقال: بلغني عنّه أنّه قِيلَ لَهُ: حدَّث عَنْ عَبَّاس الدُّوريّ حديثًا ونُعطيك درهمًا. ففعل، ولم يكن سَمِعَ منه.
قَالَ الخطيب: سَمِعْتُ هبه اللَّه يَقُولُ ذَلِكَ. وهذه الحكاية باطلة؛ لأنّ ابن
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 425"، المنتظم "6/ 388".
2 المنتظم "7/ 388"، وفيات الأعيان "3/ 44"، ميزان الاعتدال "2/ 400، 401"، سير أعلام النبلاء "15/ 531"، لسان الميزان "3/ 267، 268".(25/211)
دستوريه كان أرفع من أن يكذب. وقد ثنا ابن رزْقَوَيْه، عنه بأمالي فيها أحادث عَنْ عَبَّاس الدُّوريّ. وسألتُ البَرْقانيّ عَنْهُ فقال: ضعّفوه بروايته تاريخ يعقوب عَنْهُ، وقالوا: إنمّا حدث بِهِ قديمًا، فمتي سمعه منه؟
قَالَ الخطيب؛ وفي هذا نظر؛ لأن جعْفَر بْن دَرَسْتَوَيه كَانَ من كبار المحدثين، سَمِعَ عَلِيّ بْن المدينيّ، وطبقته. فلا يُستنكر أن يكون بكَّرَ بابنه فِي السَّماع، مَعَ أن أَبَا القاسم الأزهريّ قد حدثني، قَالَ: رأيتُ أصل كتاب ابن دَرَسْتَوَيه بتاريخ يعقوب بْن سُفْيَان، ووجدتُ سماعَهُ فيه صحيحًا. قلتُ: وُلِد بفَسَا، وأدرك من حياة يعقوب ثمانية عشر عامًا.
627- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن شهاب1: أَبُو طَالِب العُكْبَريّ. سَمِعَ: خَلَف بْن عمرو العكبري، ومحمد ابن أَحْمَد بْن البَرَاء، وأبا شعيب الحرّانيّ، ويوسف القاضي. وعنه: يوسف القواس، ومحمود بْن عُمَر العُكْبَريّ، وغيرهما.
وكان ثقة.
628- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْن راشد2: أَبُو الميمون البَجَليّ الدّمشقيّ. سَمِعَ: بكّار بْن قُتَيْبة، ويزيد بْن عَبْد الصمد، وأبا زُرْعَة، وأحمد بْن محمد بْن يحيى بْن حمزة، وخلقًا كثيرًا.
روى عَنْهُ: ابن مَنْدَه، وتّمام، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر، وأبو عَلِيّ بْن مُهَنَّى، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر. وكان أديبًا شاعرًا، ثقة، مأمونًا. بلغ خمسًا وتسعين سنة.
629- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن يونُس بْن عَبْد الأعلى3: الصَّدَفيّ الْمَصْريّ الحافظ أبو سعَيِد. مؤرّخ ديار مصر. تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة، وله ستُّ وستّون سنة؛ لأنّه وُلِد سنة إحدى وثمانين ومائتين.
وسمع: أَبَاهُ، وأحمد بْن حمّاد زُغْبة، وعليّ بْن سعَيِد الرازي، وعبد الملك بن
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 128"، المنتظم "6/ 388".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 533"، شذرات الذهب "2/ 375".
3 وفيات الأعيان "3/ 137، 138"، تذكرة الحفاظ "3/ 898، 899"، سير أعلام النبلاء "15/ 978"، شذرات الذهب "2/ 375".(25/212)
يحيى بْن بُكَيْر، وأحمد بْن شُعيب النَّسائيّ، وعبد السّلام بْن سهل البغداديّ، وخلقًا سواهم. ولم يرحل، لكن كَانَ إمامًا فِي هذا الشّأن.
روى عَنْهُ: أبو عبد الله بْن مَنْدَه، وأبو محمد بْن النّحّاس، وعبد الواحد بْن محمد البلْخيّ، وجماعة من الرّحّالة والمغاربة. وله كلام فِي الجرح والتّعديل يدلّ عَلَى بصره بالّرجال ومعرفته بالعِلَل.
630- عَلِيّ بْن إبْرَاهِيم بْن عقّار الْبُخَارِيّ: سَمِعَ: أَبَا شهاب مُعَمَّر بْن محمد البلْخيّ، وصالح جَزَرَة الحافظ. وحدَّث.
631- عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن سهل1: ويقال عَلِيّ بْن إبْرَاهِيم أَبُو الْحَسَن البُوشَنْجيّ الزّاهد، شيخ الصُّوفيّة. صحِب: أَبَا عُمَر الدّمشقيّ، وأبا الْعَبَّاس بْن عطاء.
وسمع بهراة: محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الشّاميّ، والحسين بْن إدريس.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو الْحَسَن العَلَويّ، وعبد اللَّه بْن يوسف الأصبهاني. وقد صحِب بنيسابور أَبَا عثمان الحِيريّ.
واستوطن نيسابور سنة أربعين، فبني بها دارًا للصّوفيّة، ولزِم المسجد إلى أن تُوُفّي بها.
قَالَ السُّلَميّ: هُوَ أحد فتيان خُرَاسان، بل واحدُها، لَهُ شأنٌ عظيم فِي الخُلق والفُتُوَّة. وله معرفة بعلومٍ عدّة، وكان أكثر الخُراسانيّين تلامذته. وكان عارفًا بعلوم القوم.
قَالَ الحاكم: سمعته يَقُولُ وسُئل: ما التوحيد؟ قَالَ: أن لا تكون تشبّه الذّات، ولا تنفي الصّفات. وَسَمِعْتُهُ سُئِلَ عَنِ الْفُتُوَّةِ فَقَالَ: الْفُتُوَّةُ عِنْدَكُمْ فِي آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ: {يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9] . وَفِي خَبَرٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحبَّ لِأَخِيهِ ما لا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ" 2. فَمَنِ اجْتَمَعَا فِيهِ فَلَهُ الْفُتُوَّةُ.
__________
1 حلية الأولياء "10/ 379"، المنتظم "6/ 390"، النجوم الزاهرة "3 320".
2 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "13"، مسلم "45"، الترمذي "3515"، والنسائي "8/ 125"، وابن ماجه "66"، وأحمد في المسند "3/ 176، 272"، وابن حبان في صحيحه "234"، وغيرهم.(25/213)
وقال البُوشَنْجيّ: النَّظَر فخُّ إبليس نصبَه للصّوفيّة، وبكى.
قَالَ الحاكم: سمعته غير مرّة يُعاتب فِي ترْك الجمعة فيقول: إن كانت الفضيلة فِي الجماعة فإنّ السّلامة فِي العُزْلة. قلتُ: هذا عذرٌ غير مقبول منه، ولا رُخْصَةَ فِي ترك الجمعة لأجل سلامة العُزْلة. وهذا بالإجماع.
632- عَلِيّ بْن عَبْد الرَّحْمَن1 بْن عيسى بْن زيد بْن مأتي، بالفتح: الكاتب أَبُو الحسين الكوفيّ. مولى زيد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن الحسيني الزَّيْديّ. حدَّث ببغداد عَنْ: إبْرَاهِيم بْن أبي العنبس، وإبراهيم بن عبد الله القصار، أحمد بن حزم الغِفَاريّ. والحسين بْن الحَكَم.
وعنه: أَبُو الْحُسَيْن بن رزقويه، ومحمد بن الحسين القطن، وأبو الحسن الحمامي، وأبو علي بن شاذان. قَالَ الخطيب: ثقة. تُوُفّي فِي ربيع الأول وله ثمان وتسعون سنة.
"حرف القاف":
633- القاسم بْن سعْدان بْن إبْرَاهِيم بْن عَبْد الوارث بْن محمد بْن يزيد2: مولى عَبْد الرَّحْمَن بن معاوية الداخل، أبو محمد الأندلسيّ. من أهل رَيَّة، نزل قُرْطُبَة. وسمع: عُبّيْد اللَّه بْن يحيى، وطاهر بْن عَبْد العزيز، وجماعة كبيرة. وكان متقنًا ضابطًا، محدِّثا بصيرًا بالنَّحْو والشِّعر واللغة. قَالَ ابن الفرضيّ: لا أعلم بالأندلس أحدًا عُنِي بالكُتُب عنايَته، ولم يتفرَّغ أن يحدثَ.
634- القاسم بْن عَبْد الله بن شهريار: سبط أبي علي بالروذباي. سكن مصر، وحدَّث عَنْ: إِسْحَاق بْن الْحُسَن الحربيّ.
وكان شيخ الصُّوفيّة. قَالَ أَبُو الفتح بْن مسرور: كتبتُ عَنْهُ، وكان ثقة.
635- القاسم بْن محمد بْن محمد بْن عَبْدُوَيْه: أَبُو أَحْمَد الهَمَذَانيّ الصَّيْرفيّ السّرّاج. عَنْ: الحارث بْن أَبِي أسامة، وجماعة.
وعنه: أَبُو بَكْر بْن لال، وأبو سهل بْن زَيْرَك، وأحمد بْن تركان. وكان أحد الصالحين يتبرك بقبره.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 32، 33"، المنتظم "6/ 389"، سير أعلام النبلاء "15/ 566، 567".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 367، 368"، بغية الوعاة "2/ 254".(25/214)
"حرف الميم":
436- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحَسَن بْن عُمَر بْن بشير بْن الفَرُّخَان الثَّقفيّ1: مولاهم الأصبهانيّ الكسائيّ أبو عبد الله المقرئ. روى عَنْ: أَبِي خَالِد عَبْد العزيز بْن معاوية الْقُرَشِيّ، وعبد اللَّه بْن محمد بْن النعمان، وأحمد ابن يحيى بْن حمزة، وأبي بَكْر بْن أَبِي عاصم، وعنه: أَبُو إِسْحَاق بْن حمزة الحافظ، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وأبو بَكْر محمد بْن أَبِي عَلِيّ الذّكْوانيّ، ومحمد بْن عَلِيّ بْن مُصْعَب، وجماعة. سمعنا جزءًا من حديثه. وكان قد قرأ عَلَى: محمد بْن عَبْد اللَّه بْن شاكر، وجعفر بْن عَبْد اللَّه بْن الصّبّاح الأصبهانيّ صاحب أَبِي عُمَر الدُّوريّ. قرأ عليه: محمد بن عبد الله بن أشْتَه، وغيره.
637- محمد بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن مُصْلِحٍ: أَبُو بَكْر الرّازيّ، قاضي الرِّيّ.
638- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بْن سهل2: أبو الفضل النيسابوري، ثم البغدادي الصيرافي. عَنْ: أَبِي مُسلْمِ الكَجّيّ. وعنه: ابن رزْقَوَيْه، وغيره. وثقَّه الخطيب.
639- محمد بْن إبْرَاهِيم بْن الفضل الهاشميّ3: أَبُو الفضل.
مِن أكابر شيوخ نَيْسابور، وممّن زكّاه إبْرَاهِيم بْن أَبِي طَالِب، ومن المكثرين من كتابة الحديث.
سَمِعَ: محمد بْن عُمَرو الحَرَشيّ، ومحمد بْن إبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ، والحسين بن محمد القباني. وبالري: محمد ابن أيّوب. وببغداد: أَبَا مُسلْمِ الكَجّيّ، وموسى بْن هارون. وبالكوفة: محمد بْن عبد اللَّه الحضْرميّ مُطَيَّنًا. وخلْقًا سواهم.
وعنه: الحاكم، ويحيى بْن إبْرَاهِيم المزكّيّ، وابن مَنْدَه، وآخرون. وكان ثقة، تُوُفّي فِي شوّال.
640- محمد بْن جعْفَر بْن محمود: أَبُو سعْد الهَرَويّ الصَّيْرفيّ. روى عَنْ: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان الحضْرميّ، وأقرانه. وعنه: أبو عبد الله الحاكم،
__________
1 ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 282".
2 تاريخ بغداد "1/ 340"، المنتظم "6/ 389".
3 سير أعلام النبلاء "15/ 572".(25/215)
والسّيّد أَبُو الْحسَن العلويّ. وكان حنبليًّا صالحًا. سَمِعَ أَحْمَد بْن نجدة، وعبد اللَّه بْن محمود.
641- مُحَمَّد بْن الْحُسَن بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أَبِي الشَّوارب1: الفقيه القاضي أَبُو الْحَسَن البغداديّ. ولي قضاء بغداد. وحدَّث عَنْ: أَبِي الْعَبَّاس بْن مسروق. وعنه: الْحُسَيْن بْن محمد الكاتب. وكان أحد الأجواد. وكان قبيح الذّكر فيما تولاه، قد شاع ذَلِكَ. تُوُفّي فِي رمضان عَنْ نَيِّفٍ وسبعين سنة.
وكان هُوَ يولّي قضاء مصر من يختار، ويكتب إِلَيْهِ بعهده، وكذا إلى ما دون مصر كدمشق وغيرها. وقد عُزل عَنِ الْقضاء قبل موته بمدّة. وكان جدِّه قاضي مدينة أَبِي جعْفَر المنصور؛ وهو من بيت الحشمة والقضاء.
642- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عبد الله بْن الْجُنَيْد2: الحافظ أَبُو الْحُسَيْن الرّازيّ. نزيل دمشق.
سَمِعَ: محمد بْن حفص المِهْرقانيّ، ومحمد بْن أيّوب، وعلي بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد، وعبد الوهاب بن مسلم ابن وَارَةَ، وجماعة ببلده، ومحمد بْن جعْفَر الفَتّات بالكوفة؛ والحسن بْن سُفْيَان بنَسَا؛ والفرْيابيّ ببغداد؛ وأصحاب هشام بْن عمّار بدمشق؛ وخلقًا سواهم. وعنه: ابنه تمّام، وعقيل بْن عُبّيْد اللَّه بْن عَبْدان، وأبو الْحَسَن بْن جَهْضَم، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر. قَالَ الكتانيّ: كَانَ ثقة نبيلًا مصنّفا.
643- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَرو القَرْطميّ الأصبهانيّ3: متعبّد صالح. سمع: عبد الله بن محمد بن النعمان، وأحمد بن عمرو البزاز. عنه: أَبُو نُعَيْم.
644- محمد بْن القاسم بْن معروف بْن حبيب بْن أبان4: أَبُو عَلِيّ الدّمشقيّ. سَمِعَ: أَحْمَد بْن عَلِيّ المَرْوزِيّ القاضي، وأبا حامد محمد بْن هارون الحضرميّ، وأبا عُمَر محمد بْن يوسف القاضي، وزكريّا بْن أَحْمَد البلخي، وجماعة.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 200"، المنتظم "6/ 389، 390"، الكامل في التاريخ "8/ 526".
2 سير أعلام النبلاء "16/ 17، 18"، النجوم الزاهرة "3/ 320"، شذرات الذهب "2/ 376".
3 أخبار أصبهان "2/ 283، 284".
4 سير أعلام النبلاء "15/ 572، 573"، ميزان الاعتدال "4/ 14"، لسان الميزان "5/ 347".(25/216)
وعنه: ابن أخيه عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن أَبِي نصر، والحافظ عبد الغنيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر النّحّاس، وعبيد اللَّه بْن الْحَسَن الوراق، وآخرون. قَالَ الكتانيّ: تُوُفّي سنة سبْعٍ وأربعين وقال غيره: سنة تسعٍ.
قَالَ الكتانيّ: حدَّث عَنْ أَحْمَد بْن عَلِيّ بأكثر كتبه، وأنهم فِي ذَلِكَ. وقيل: إنّ أكثرها إجازة. وكان يحبّ الحديث وأهله ويُكرمهم. وكان صاحب دُنيا. وصنَّف كتُبًا فِي الأخبار.
وقال عُبّيْد بْن قُطيش: ثنا أَبُو عَلِيّ بْن معروف أنّه وُلِد سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين، وأنه سَمِعَ من أَحْمَد بْن عَلِيّ القاضي سنة اثنتين وتسعين. قلت: وقع لنا حديثه بعُلُوّ.
645- محمد بْن محمد بْن أحْيَد بْن مجاهد1: أَبُو بَكْر البلْخيّ الفقيه. سَمِعَ: مُعَمِّر بْن محمد العوفي، وإسحاق ابن هَيّاج. وعنه: المُعَافى الْجُرَيْريّ، وابن رزْقَوَيْه. وكان ثقة صالحًا.
حدَّث ببغداد. وتوفي ببلْخ.
646- محمد بْن هشام بْن عَدَبسَّ2: أبو عبد الله الكنديّ الدّمشقيّ. سَمِعَ: أَبَا زُرْعَة، ويزيد بْن عَبْد الصمد.
وعنه: تمام الرازي، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر. هُوَ إن شاء اللَّه جعْفَر بْن محمد بْن عَدَبسَّ.
647- محمد بْن أَبِي زكريّا يحيى بْن النُّعْمان3: أَبُو بَكْر الهَمَذاني الفقيه الشّافعيّ. صاحب ابن سُرَيْج. كَانَ أوحد زمانه بالفقه، وله كتاب "السُّنَن"، لم يسبق إلي مثله.
سَمِعَ: مُوسَى بْن إِسْحَاق الْأَنْصَارِيّ، وأبا خليفة، وجماعة. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو بَكْر بْن لال، والقاضي عَبْد الجبّار المتكلِّم.
تُوُفّي فِي ذي الحجة. ترجمه شيرويه.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 218".
2 تقدم برقم "617".
3 طبقات الشافعية للإسنوي "2/ 525".(25/217)
"حرف الْيَاءِ":
648- يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُرَيْج1: أَبُو زكريّا الْبُخَارِيّ المؤذّن. عَنْ: سهل بْن المتوكّل، وصالح جَزَرَة، وغيرهما. قيده ابن ماكولا فِي سُرَيْج بالجيم.
"الكنى":
649- أَبُو محمد بْن عَبْدك البصْريّ2: الحنفيّ. إمام كبير، صنَّف "شرح الجامعين"، وغير ذلك. ودرس وأقرأ المذهب.
وفيات سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة
"حرف الألف":
650- أحمد بْن سلْمان بْن الْحَسَن بْن إسرائيل بْن يونس الفقيه3: أَبُو بَكْر البغداديّ النّجّاد الحنبليّ. سَمِعَ: يحيى بْن أَبِي طالب، والحسن بْن مَكْرَم، وأبا دَاوُد السِّجِسْتانيّ، وأبا بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، وأحمد بْن مُلاعِب، وهلال بْن العلاء، وأحمد بْن محمد البِرْتيّ، وإسماعيل القاضي، وخلقًا سواهم بعدهم.
قَالَ الخطيب: وكان صدوقًا عارفًا، صنَّف كتابًا كبيرًا فِي السُّنَن، وكان له فِي جامع المنصور يوم الجمعة حلقتان، حلقة قبل الصّلاة للْفَتْوَى، "فِي الفقه عَلَى مذهب أَحْمَد بْن حنبل" وأخرى بعد الصلة للإملاء.
روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر القَطِيعيّ مَعَ تقدُّمه، والدّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، والحاكم، وأبو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه، وأبو الْحَسَن بْن بشران، وأخوه أبو القاسم بن بشران، وابن الفضل القطَّان، وأبو الْحَسَن الحَمّاميّ، ومحمد بْن فارس الغوريّ، وأبو عَلَى بْن شاذان، وابن عقيل البارودي وأبو بَكْر بْن مَرْدُوَيْه، وآخرون. وكان ابن رزْقَوَيْه يَقُولُ: أَبُو بَكْر النّجّاد ابن صاعدنا.
وقال أَبُو إِسْحَاق الطَّبَريّ: كَانَ النّجّاد يصوم الدهر، ويفطر كل ليلة على رغيف
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "4/ 277".
2 معجم المؤلفين "10/ 272".
3 تاريخ بغداد "4/ 189-192".(25/218)
ويترك منه لقمة، فإذا كان ليلة الجمعة تصدّق بذلك الرّغيف وأكل تِلْكَ اللقم. ولد النجاد سنة ثلاث وخمسن ومائتين. ومات فِي ذي الحجّة.
قَالَ الدّارَقُطْنيّ: قد حدَّث النّجّاد مِن كتاب غيره بما لم يكن فِي أصُوله. قَالَ الخطيب: كَانَ النّجّاد قد أَضرّ، فلعلّ بعضٌ قرأ عَلَيْهِ ما ذكره الدّارَقُطْنيّ. قلت: والنّجّاد من كبار أئمة الحنابلة، وقد صنَّف كتابًا فِي الخلاف. وحديثه كثير.
651- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد1: أَبُو بَكْر اللُّؤْلُؤيّ القُرْطُبيّ. سَمِعَ: أيّوب بْن سُلَيْمَان، وطاهر بْن عَبْد العزيز. وكان إمامًا فِي مذهب مالك، مقدَّمًا فِي الفُتْيا. تُوُفّي فِي ثالث جمادى الأولى.
652- أَحْمَد بْن عُمَر بْن حاتم2: أَبُو بَكْر. عَنْ: أَحْمَد بْن عَلِيّ الأَبّار، وعبد اللَّه بْن الْعَبَّاس الطَّيَالِسيّ.
وعنه: ابن رزْقَوَيْه، وإبراهيم بْن مَخْلَد الدّقّاق.
653- أَحْمَد بْن القاسم بْن معروف بْن أَبِي نصر بْن حبيب3: أَبُو بَكْر التّميميّ. وُلِد ببلد سامرّاء، وقدِم مَعَ أَبِيهِ دمشق ومع خيه فسكنوها. سَمِعَ: أَبَا زُرْعَة الدّمشقيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه الكتّانيّ، وعبد الواحد بْن عَبْد الجبّار الْإمَام. وفيهما جهالة. وعنه: أخوه أَبُو عَلِيّ محمد، وابن أخيه عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان المعدل، وأبو عبد الله بْن منده، وتمّام الرّازيّ، وغيرهم. قَالَ الكتانيّ: حدَّث عَنْ أَبِي زُرْعَة بثلاثة أجزاء، وكان ثقة مأمونًا. وقال غيره: تُوُفّي فِي شَعبان.
654- أَحْمَد بْن محمد4: أَبُو حامد الخارْزَنْجِيّ البُشْتيّ النَّحْويّ. كَانَ إمام أهلِ الأدب فِي خُراسان فِي وقته بلا مدافعة. حج وشهد مشايخ العراق بالتقدُّم. وثنا عَنْ: محمد بْن إبراهيم البوشنجي. قال الحاكم. قَالَ القِفْطيّ: قد حطّ عَلَيْهِ الأزهريّ وخطأه في مواضع من كتابه الذي يماه "التكملة". توفي في شهر رجب.
__________
1 جذوة المقتبس للحميدي "128".
2 تاريخ بغداد "4/ 291، 292".
3 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 43".
4 الأنساب لابن السمعاني "5/ 12، 13"، بغية الوعاة "1/ 169، 170"، معجم المؤلفين "2/ 85".(25/219)
655- إبْرَاهِيم بْن محمد بْن بُنْدار الطَّبَريّ1: أَبُو إِسْحَاق. نزل بغداد، وحدَّث عَنْ: خَالِد بْن النضر النضري، وسهل ابن أَبِي سهل الواسطيّ.
وطائفة. وعنه: ابن رزْقَوَيْه. أخذ عَنْهُ فِي هذه السنة فِي مجلس النّجّاد.
"حرف الباء":
656- بَكْر بْن محمد بْن حمدان2: أَبُو أَحْمَد المَرْوزِيّ الصَّيْرفيّ الدُّخَمْسِينيّ. تُوُفّي فِي هذه السنة عَلى الصحيح. وقد ذكرنا ترجمته فِي سنة خمسٍ وأربعين عَلَى ما ورّخ الحاكم.
657- بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن الْمَصْريّ البهنسي3: يروي عن: عمارة بن وثيمة.
"حرف الجيم":
658- جعْفَر بْن محمد بْن نُصَير بْن قاسم4: أَبُو محمد البغداديّ الخُلْديّ الخوّاص بشيخ الصُّوفيّة وكبيرهم ومحدثهم. سَمِعَ: الحارث بْن أَبِي أسامة، وبشر بْن مُوسَى، وعليّ بْن عَبْد العزيز البَغَوِيّ، وعمر بْن حفص السَّدُوسيّ، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه الكَجّيّ، وأبا الْعَبَّاس بْن مسروق.
وصحب: الْجُنَيْد، وأبا الْحُسَيْن النوري، وأبا محمد الْجُرَيْريّ. وكان المرجع إليه فِي علم القوم وتصانيفهم وحكاياتهم. قَالَ: عندي مائة ونيف وثلاثون ديوانًا مِن دواوين الصُّوفيّة.
وعنه: يوسف القوّاس، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو الْحَسَن بْن الصَّلْت، وعبد العزيز السُّتُوريّ، والحسين بْن الْحَسَن، وابن رزْقَوَيْه، وابن الفضل القطّان، وأبو الحسن الحمامي، وأبو علي بن شاذان. ووثقه الخطيب.
وقال إبْرَاهِيم بْن أحمد الطَّبَريّ: سمعت الخلدي يقول: مضيت إلى عباس
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 166".
2 تقدم برقم "543".
3 الأنساب لابن السمعاني "2/ 347".
4 حلية الأولياء "10/ 381"، تاريخ بغداد "7/ 226-231"، المنتظم "6/ 391"، سير أعلام النبلاء "15/ 558".(25/220)
الدُّوريّ وأنا حَدَث، فكتبتُ عَنْهُ مجلسًا، وخرَجت فلقِينيَ بعض الصُّوفيّة فقال: إيش هذا؟ فأريْتُه، فقال: ويْحك؛ تدع عِلْم الخِرَق وتأخذ عِلْم الوَرَق!! ثمّ خرق الأوراق. فدخل كلامه فِي قلبي فلم أعد إلى عَبَّاس. ووقفت بعرفة ستًا وخمسين وقفة. وقيل: عجائب بغداد فِي الصوفية ثلاث: نكت المرتعش، وإشارات الشلبي، وحكايات الخُلْديّ.
وقال أَبُو الفتح القوّاس: سمعتُ الخُلْديّ يَقُولُ: لا يجدُ العبد لذّة المعاملة مَعَ لذّة النَّفس؛ لأنّ أهل الحقّ قطعوا العلائق الّتي تقطعهم عَنِ الْحقّ قبل أن تقطعهم العلائق. وسُئِل الخُلْديّ عَنِ الزّهْد، فقال: من أراد أن يزيد فليزهد ولا فِي الرّئاسة، ثمّ لِيَزْهَدْ فِي قدر نصيب نفسه ومُراداتها. ورأى امرأةً ثَكْلَى تبكي عَلَى ولدها، فأنشد:
يقولون: ثَكْلَى، ومن لم يَذُقْ ... فراق الأحبة لم يَثْكَل
لقد جرَعتْني ليالي الفِراقِ ... شرابًا أَمَرَّ مِن الحنْظلِ
"حرف العين":
659- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن ذيزويه1: أَبُو عُمَر الدّمشقيّ. رحل، وسمع: أَبَا يَعْلَى، والبَغَوِيّ، والحسن بْن فيِل البالِسيّ، وحدَّث بمصر، ودمشق.
روى عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر النّحّاس، ومحمد بْن أَحْمَد بْن سدْرة المصريّان، ومحمد بْن مُفَرِّد القُرْطُبيّ، ومحمد بْن الْحَسَن الدّقّاق.
660- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن علي بْن الْحَسَن بْن إبْرَاهِيم بْن طَبَاطَبَا بْن إِسْمَاعِيل بْن إبراهيم بْن الحَسَن بْن الحَسَن ابن الْإمَام عَلي2: الحسني، أَبُو محمد الْمَصْريّ. صدرٌ كبير، صاحب رِباع وضِياع وثروة، وخدم وحاشية. كان عنده رَجُل يكسر اللّوز دائمًا فِي الشّهر بدينارين برسم عمل الحلْو التي ينفّدها إلى كافور الإخشيدي فمن دونه.
وكان كثير الإفصال، محبَّبًا إلى النّاس. وقبره مشهور بالقرافة بالدّعاء عنده. تُوُفّي فِي رابع رجب، وله قريب من ستين سنة.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "7/ 280".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 496، 497"، البداية والنهاية "11/ 235".(25/221)
661- عَبْد اللَّه بْن زكريّا بْن يحيى: أَبُو محمد القُهُنْدُزِيّ. تُوُفّي فِي ذي القِعْدة.
662- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن الخصيب بن القصر1: أَبُو بَكْر الأصبهانيّ الشّافعيّ. ولي قضاء دمشق سنة إحدى وثلاثين. ثمّ ولي قضاء مصر، ثمّ ولي قضاء دمشق سنة نيّف وأربعين من جهة الخليفة المطيع.
وحدَّث عَنْ: أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الطَّيَالِسيّ، وبُهْلُول بْن إِسْحَاق، ومحمد بْن يحيى المَرْوزِيّ، وإبراهيم بْن أسباط، وأبي شُعيب الحرّانيّ، ويوسف القاضي، ومحمد بْن عثمان بْن أَبِي شَيْبة، وطبقتهم. وصنَّف كتابًا فِي الفقه سمّاه "المسائل المجالسيّة". روى عَنْهُ: ابنه أَبُو الْحَسَن بْن الخصيب بْن عَبْد اللَّه، ومنير بْن أَحْمَد الخَلال، والحافظ عَبْد الغنيّ، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وعبد الرَّحْمَن بْن النّحّاس. تُوُفّي فِي المحرَّم بمصر. قِيلَ: ابنه القاضي محمد الَّذِي ولي القضاء بعده بأشهِر. وحديثه فِي "الخِلَعيّات"، وغيرها.
وكان توليته القضاء من جهة محمد صالح بْن أمّ شَيْبان. فركبَ بالسواد فِي آخر سنة تسع وثلاثين إلى دار ابن الإخشيد. وكان قد امتنع أن يخلُف ابن أمّ شَيْبان، فقيل لَهُ: فيكون ابنك محمد خليفة وأنت النّاظر. ففعل ذَلِكَ، فنظر فِي أمر مصر وبعث نواب الحَكَم إلى النواحي، ونظر فِي الأوقاف وتصدَّر للأحكام، وشاور العلماء، وحُمِدت سيرته. ثمّ قدِم أَبُو طاهر الذُّهْليّ قاضي دمشق، فركب الخصيب وابنه إِلَيْهِ فلم يجداه. ثمّ علم فلم يكافئهما، فصارت عداوة.
ثمّ حجّ أَبُو طاهر وعاد، وردّ إلى دمشق، وفَسَد ما بين أَبِي طاهر وبين أهل دمشق، فاستحضره كافور إلى مصر، فعمل فِيهِ أهل دمشق محضرًا وعاونهم ابن الخصيب، وهيّأ جماعة يذمّون أَبَا طاهر عند كافور، فعُزل عَنْ دمشق ووليها الخصيبيّ، فاستحلف عليها ابن حذلم. ثم وقع بين الخصيبي وبين ولده وأراد الأبن أن يستبدّ بالقضاء، وعاند الأب. ووقع بينهما وبين أَبِي بَكْر بْن الحدّاد الفقيه. ثمّ استقل الأبُ بالقضاء. وله تصانيف، وردّ عَلَى محمد بْن جرير.
663- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عُمَر بْن يحيى2: أَبُو مُسلْمِ القرمطي
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 540، 541"، الولاة والقضاة للكندي "492، 549، 553، 554".
2 أخبار أصبهان "2/ 119".(25/222)
المؤذّن. أصبهانيّ معروف، تُوُفّي فِي ذي الحجّة. وقد سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن محمد بْن النُّعْمان، وأبا طَالِب بْن سَوَادة، وغيرهما. وعنه: أَبُو نُعَيْم الحافظ.
664- عُبّيْد اللَّه بْن محمد بْن جعْفَر1: أَبُو القاسم الْأَزْدِيّ البغداديّ النَّحْويّ. سَمِعَ: محمد بْن الجهم السمري، وأبا محمد بْن قُتَيْبة، وأبا بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، ومسلم بْن عيسى الصّفّار.
وعنه: المعافي الْجُرَيْريّ، وإبراهيم بْن مَخْلَد الباقرحيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن رزْقَوَيْه.
665- عثمان بْن القاسم بْن أبي نصر بن معروف بْن حبيب التّميميّ2: والد أَبِي محمد العفيف. كَانَ أمير الغُزاة المطّوَّعة من أهل دمشق. سَمِعَ: محمد بْن المُعَافَى الصَّيْداويّ. وعنه: ابنه عبد الرحمن.
666- علي بن محمد الزويني بادُوَيْه3: حدَّث ببغداد هذا العام، عَنْ: محمد بْن أيّوب بْن الضُّرَيْس، ويوسف بْن عاصم. روى عَنْهُ: ابن رزْقَوَيْه، وعثمان بْن دُوَستْ، وعلي بْن دَاوُد الرّزّاز. وثقَّه الخطيب.
667- عَلِيّ بْن محمد بْن الزُّبَيْر4: أَبُو الْحَسَن الْقُرَشِيّ الكوفي حدث ببغداد عن: الحسن ومحمد بن علي بن عفان، وإبراهيم بْن أَبِي العَنْبَس، ومحمد بْن الْحُسَيْن الحُنَيْنيّ، وإبراهيم القصّار.
وعنه: أَبُو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه، وأبو نصر بْن حَسْنُونٍ، وأحمد بْن كثير البيِّع، وعلي بْن دَاوُد الرّزّاز، وأبو عَلِيّ بْن شاذان، وجماعة. وثقَّه الخطيب. وتوفي فِي ذي القعدة وله أربعٌ وتسعون سنة.
وكان أديبًا مليح الكتابة، بديع الوراقة، موصوفًا بالإتقان وكثرة الضَّبْط. نسخ شيئًا كثيرًا. وكان من جملة أصحاب ثعلب.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 358".
2 تاريخ دمشق "27/ 229".
3 التدوين في أخبار قزوين "3/ 333"، تاريخ بغداد "11/ 322".
4 تاريخ بغداد "12/ 80"، المنتظم "6/ 391"، سير أعلام النبلاء "15/ 56"، شذرات الذهب "2/ 379".(25/223)
668- عُمَر بْن حفص بْن عَمْرو بْن نجيح الخَوْلانيّ إلْبِيريّ: أَبُو حفص. سَمِعَ: أَبَاهُ، وعُبَيْد اللَّه بْن يحيى اللَّيثيّ.
روى عَنْهُ: ابنه عَلِيّ بْن عُمَر أحد شيوخ ابن الفَرَضيّ.
"حرف الفاء":
69- فارس بْن محمد الغوريّ1: أبو القاسم الواعظ. عَنْ: حامد بْن شعيب، والباغَنْديْ، وطبقتهما.
وعنه: ابنه محمد بْن فارس، وابن رزْقَوَيْه، وعبد العزيز السُّتُوريّ. وثقَّه الخطيب وورّخه.
"حرف القاف":
670- القاسم بْن سالم2: أَبُو صالح الإخباريّ الَّذِي روى كتاب "الجمل" عند مؤلّفه عَبْد اللَّه بْن الْإمَام أَحْمَد. روى عَنْهُ: الدّارَقُطْنيّ، وابن رزْقَوَيْه، وابن بِشْران. ورّخه الخطيب.
"حرف الميم":
671- محمد بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ3: أَبُو طَالِب الأنباريّ. سَمِعَ: بِشْر بْن مُوسَى، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه الكَجّيّ، وأحمد بن محمد مسروق. وعنه: ابن رزْقَوَيْه، وعُبَيْد الخفّاف. وكان ينوب عَنْ أَبِيهِ فِي قضاء مدينة المنصور، وكان ثقة إمامًا.
672- محمد بْن أَحْمَد بْن تميم القنْطَريّ البغداديّ4: أَبُو الْحَسَين الخيّاط. سَمِعَ: أحمد بن عبيد الله النرسي، ومحمد بن سعد العَوْفيّ، وعبد الملك بْن محمد الرَّقَاشيّ. وعنه: ابن رزْقَوَيْه، وأبو الْحَسَن الحماميّ، وابن دُوما. تُوُفّي فِي شعبان، وقد قارب التسعين.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 391".
2 تاريخ بغداد "12/ 449".
3 تاريخ بغداد "1/ 287"، المنتظم "6/ 392".
3 تاريخ بغداد "1/ 283"، المنتظم "6/ 392".(25/224)
673- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن جرادة الحافظ1: سمع: البغوي، وابن جوصا. وروى من حفظه: ثلاثين ألف حديث فيما قيل.
674- محمد بن أحمد بن عيسى بن عبدك2: أبو بكر الرازي.
سمع: محمد بن أيوب، والحسين بن إسحاق التستري. وثقة الخطيب وقال: ثنا عَنْهُ ابن رزْقَوَيْه، وابن الفضل.
675- محمد بْن أَحْمَد بْن مُوسَى بْن زِيرَك3: أَبُو حفص التميمي البخاري. رحل، وسمع: صلح بْن محمد جَزَرَة، وإبراهيم بْن عَلِيّ الذُّهْليّ، ومُطَيَّنًا.
676- محمد بْن أَحْمَد بْن مِنْهال: أَبُو بَكْر الحنفيّ. بمصر. سَمِعَ: أَحْمَد بْن زُغْبَة، وغيره.
677- محمد بْن إبْرَاهِيم بْن يوسف4: أَبُو عمر الَّنيْسابوريّ الزَّجّاجيّ الزّاهد. نزيل الحَرَم. كَانَ أوحد مشايخ وقته. صحب الجنيدي، وأبا الْحُسَيْن النُّوريّ. وبقي شيخ الحرم مدّةً. وحجّ بضْعًا وخمسين حَجَّة. وله كلام جليل في التصرف. قَالَ ابن الْجَوْزيّ: صحب النُّوريّ والخوّاص وصار شيخ الحرم. وقال غيره صحب الْجُنَيْد، وصحِبه الأستاذ أَبُو عثمان المغربيّ سعَيِد بْن سلام نزيل نَيْسابور. ولم يَبُلْ فِي الحرم أربعين سنة، كَانَ يخرج إلى الحِلّ.
678- محمد بْن جعْفَر بْن محمد بْن فضالة5: البغداديّ أَبُو بكر الأدمي القارئ الشاهد. صاحب الألحان الصوت الطّيّب المطرب. سَمِعَ: الحارث بْن أَبِي أسامة، وأحمد بن عبيد اللَّه النَّرْسيّ، وأحمد بْن عُبّيْد بْن ناصح. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن أَحْمَد الحماميّ، وأبو عَلِيّ بْن شاذان. قِيلَ: إنّه خلّط قُبَيْلَ موته.
679- محمد بْن جعْفَر بْن أَحْمَد بْن مُوسَى: أَبُو بَكْر البُسْتيّ الفقيه الأديب المزكيّ. كَانَ من أعيان المشايخ أبوة ودينا وورعا.
__________
1 التدوين في أخبار قزوين "1/ 188".
2 تاريخ بغداد "1/ 317".
3 الإكمال لابن ماكولا "4/ 198".
4 حلية الأولياء "10/ 376"، المنتظم "6/ 390، 391"، الوافي بالوفيات "1/ 246".
5 تاريخ بغداد "2/ 147-149"، المنتظم "6/ 392، 394"، البداية والنهاية "11/ 235".(25/225)
سَمِعَ: محمد بْن أيّوب الرّازيّ، ومحمد بْن إبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ، وأبا مُسلْمِ الكَجّيّ، والحسين بْن محمد القبانيّ، والحسن بْن سُفْيَان، وجماعة. وجمع "الصحيح" المخرّج عَلَى مُسلْمِ. قَالَ الحاكم: قرأ علينا "الموطّأ" عَنِ البُوشَنْجيّ. تُوُفّي فِي ذي الحجّة.
680- محمد بْن الحارث بْن أبيض بْن الأسود: أَبُو بَكْر. حدَّث بمصر عَنْ: زكريّا بْن يحيى السّاجيّ، وغيره. وعنه: أَبُو محمد بْن النّحّاس، وغيره.
وكان عريقًا فِي الَّنسب، فإنّه محمد بْن الحارث بْن أبيض بْن الأسود بْن نافع بْن أَبِي عُبّيْد بْن الأمير عُقْبة بْن نافع بْن عَبْد القَيْس بْن لُقَيْط بْن عامر بْن الضّرب بْن الحارث بْن فِهْر بْن مالك.
فذلك إلى فهر ثلاث عشر رجلًا. ومن طبقته إلى فِهْر الخليفة يزيد بن معاوية بن أبي سفين بْن حرب بْنِ أُمَيَّةَ بْن عَبْد شَمْسِ بْن عَبْد مَناف بْن قُصَيِّ بْنُ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيّ بْن غالب بن فهر. وبينهما في الموت ثلاثمائة سنة إلا خمسة عشر عامًا.
681- محمد بْن حامد بْن محمود1: أَبُو الْعَبَّاس الَّنيْسابوريّ القطان الشّاماتيّ. سَمِعَ: السَّرِيّ بْن خُزَيْمَة، والحسين بْن الفضل، ومحمد بْن أيّوب الرّازيّ، وأبا مُسلْمِ الكَجّيّ. وقد حدَّث فِي آخر عمره عَنْ محمد بن أحمد ابن أَبِي العوام، وأقرانه. روى عَنْهُ: الحاكم.
682- محمد بْن حمدون بْن بُخار2: الْبُخَارِيّ نسبةُ إلى الجدّ. وأمّا بلده فهو بِيسارّى، من شيوخ الحاكم. سَمِعَ: محمد بْن إبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ، وإبراهيم بْن أَبِي طَالِب.
683- محمد بْن سُلَيْمَان بْن محمد3: أَبُو جعْفَر الَّنيْسابوريّ الأَبْزَاريّ الكراميّ الواعظ. عن: جعفر بن طرخان الْجُرْجانيّ، ومحمد بْن أشرس، والسَّرِيّ بْن خُزَيْمَة، وابن أبي الدنيا.
__________
1 الأنساب لابن السمعاني "7/ 264".
2 الإكمال لابن ماكولا "1/ 449"، الأنساب "2/ 101".
3 الأنساب "1/ 119".(25/226)
قَالَ الحاكم: خرجت إلى قريته أَبْزار وبُعْدُها فرسخا. كتبتُ عَنْهُ عجائب. تُوُفّي فِي صفر.
684- محمد بْن سمعان بْن إِسْمَاعِيل: الفقيه أَبُو الْعَبَّاس السَّمرْقَنْديّ. سَمِعَ: سهل بْن المتوكّل، ومحمد بْن الضّوء الكرمينيّ. وكان صاحب نوادر ومزاح.
685- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن ممشاذ1: أَبُو بَكْر الأصبهاني القارئ. ويعرف بالقِنْديل. قَالَ أَبُو نُعَيْم: مُجاب الدّعوة. يروي عن: عبيد بن الحسن الغزالي، وابن النُّعْمان. وصحِب جدي محمد بْن يوسف البّناء. قلت: روى عَنْهُ: أَبُو نُعَيْم، وأبو بكر بن أبي علي، أهل أصبهان.
686- محمد بْن محمد بْن الْحَسَن: أَبُو أحمد الشيباني.
ناشك، صالح، صحيح السَّماع. سَمِعَ: محمد بْن عُمَرو الحَرَشيّ، ومحمد بْن إبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ.
وبمصر: أَحْمَد بْن حمّاد زُغْبَة. روى عَنْهُ: أَبُو عَلِيّ الحافظ، وأبو عبد الله الحاكم. وتوفي فِي شوّال بنيسابور.
687- المظفّر بْن يحيى2: أبو الْحَسَن بْن الشَّرابيّ. عَنْ: أَحْمَد بْن يحيى الحُلْوانيّ، والحسين بْن عليل.
وعنه: إبْرَاهِيم بْن مَخْلَد، وابن رزقويه. وثقه الخطيب.
وفيات سنة تسع وأربعين وثلاثمائة
"حرف الألف":
688- أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن نِيخَاب3: أَبُو الْحَسَن الطِّيبيّ. حدَّث فِي هذا العام ببغداد عَنْ: محمد بْن أَحْمَد بْن أَبِي العوام، وإبرهيم بْن الْحُسَيْن بْن دِيزِيل، وبشر بْن مُوسَى، والكجي.
__________
1 أخبار أصبهان "2/ 286".
2 تاريخ بغداد "13/ 129"، الأنساب "7/ 305".
3 تاريخ بغداد "4/ 35، 36"، الإكمال لابن ماكولا "7/ 438"، سير أعلام النبلاء "15/ 530".(25/227)
وعنه: ابن رزْقَوَيْه، وأبو الْحُسَيْن عَلِيّ، وأبو القاسم عَبْد الملك ابنا ابن بِشْران، وأبو عَلِيّ الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن شاذان.
قَالَ الخطيب: لم أسمع فِيهِ إلا خيرًا.
689- أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن ماجة القَزْوِينيّ1: ابن أخي محمد بْن ماجة. سَمِعَ: محمد بْن أيّوب الرّازيّ، وعلي بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد، ويعقوب بْن يوسف القَزْوِينيّ صاحب القاسم بْن الحَكَم العُرَنيّ، ومحمد بْن مَنْدَه الأصبهانيّ. وعنه: أَبُو منصور القُومسانيّ، وأحمد بْن عَلِيّ بْن لال، وأبو عبد الله بْن منجُوَيْه، وغيرهم. قَالَ شِيرُوَيُه: كَانَ صدوقًا.
690- أَحْمَد بْن عثمان بْن يحيى بْن عَمْرو البغدادي2: أَبُو الْحُسَيْن العَطَشيّ الأَدَميّ. سَمِعَ: أَحْمَد بْن عَبْد الجبّار العُطَارِديّ، وعباس بْن محمد الدُّوريّ، والحنيني، ومحمد بْن ماهان زَنْبَقَة.
وعنه: هلال الحفار، وابن رزْقَوَيْه، وأبو عَلِيّ بْن شاذان، وأبو عبد الله الحاكم، وطلحة بن الصقر، وخلق. كَانَ البَرْقانيّ يوثقه. وقال الخطيب: ثقة، تُوُفّي فِي ربيع الآخر وله أربعٌ وتسعون سنة.
691- أحمد بن الفضل3: أبو بَكْر البَهْراميّ الدِّينَوَرِيّ المطّوّعيّ. تُوُفّي بالأندلُس غريبًا.
وقد حدَّث بها عَنْ: أَبِي خليفة، وجعفر الفِرْيابيّ. وعنه: خلف بن هانئ، وأهل قرطبة. ومن آخر من حدَّث عَنْهُ أَبُو الفضل التاهرتي، وأبو عمر بن الجسور؛ وأدخل إلى الأندلس جملةً من تصانيف محمد بْن جرير، رواها عَنْهُ وخدمه مدّةً. وكان ضعيف الخطّ لَيْسَ بالمتقِن، وعنده مناكير، وإنّما طلب العلم عَلِيّ كبر السن.
692- أَحْمَد بْن كردوس بْن مَسْعُود التِّنِّيسيّ: أَبُو جعْفَر.
سَمِعَ: بَكْر بْن سهل الدمياطي.
__________
1 التدوين في أخبار قزوين "2/ 157، 158".
2 تاريخ بغداد "4/ 299، 300"، سير أعلام النبلاء "15/ 568"، شذرات الذهب "2/ 389".
3 جذوة المقتبس للحميد "140، 141"، ميزان الاعتدال "1/ 128"، لسان الميزان "1/ 246".(25/228)
693- أحمد بن محمد بن جعفر بن ثوابة1: الكاتب صاحب ديوان الإنشاء للمقتدر، ولغيره. كَانَ بليغًا مُفَوَّهًا علامة. تُوُفّي فِي رمضان. قَالَ أَبُو عَلِيّ التَّنُوخيّ: حدثني عَلِيّ بْن هشام الكاتب أنّه سَمِعَ عَلِيّ بْن عيسى الوزير يَقُولُ لأبي عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن محمد بْن جعْفَر بْن ثوابة: ما قَالَ أحدٌ عَلَى وجه الأرض: أمّا بعد، أَكْتبُ من جدّك، وكان أبوك أَكْتب منه، وأنت أكتب من أبيك. قَالَ أَبُو عَلِيّ: قد رَأَيْت أَبَا عَبْد اللَّه، وكان إِلَيْهِ ديوان الرسائل، وكان نهايةً فِي حُسن الكلام.
694- أَحْمَد بْن محمد بْن الْحُسَيْن بْن السّنْديّ2: أَبُو الفوارس الصابونيّ. مصريّ معمّر. عَالِي الْإِسْنَادِ لَا يُحْتَجُّ بِهِ؛ لِأَنَّهُ أُدْخِلَ عَلَيْهِ حَدِيثٌ فَرَوَاهُ عَنِ الظِّهْرَانِيِّ، ثِقَةٍ مَشْهُورٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ عَلِيٍّ عِبَادَةٌ"3، أَخرْجَةُ السّمّان فِي كتاب "الموافقة"، عَنِ ابْن الحاجّ، وأبي عَلِيّ بْن مهديّ الرّازيّ، بسماعهما منه.
سَمِعَ: يونس بْن عَبْد الأعلى، وبحر بْن نصر، والرّبيع بْن سُلَيْمَان، والمزني، وإبراهيم بْن مرزوق، وفهد بْن سُلَيْمَان، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله محمد بْن أَحْمَد التّميميّ الخطيب، وأبو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن محمد الإشبيلي، وعبد الرحمن ابن عُمَر بْن النّحّاس، ومحمد بْن نظيف الفرّاء، وطائفة سواهم.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا الْحَسَنُ بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن الْحَسَن الأَسَدِيّ، أَنَا جدّي الْحُسَيْن، أَنَا أبو القاسم الْمَصْريّ، أَنَا محمد بْن الفضل بْن نظيف قَالَ: قال لنا أبو الفوارس أحمد بن محمد بْن السّنْديّ: ولدتُ فِي المحرَّم سنة 345. وأول ما سَمِعْتُ الحديث ولي عشر سنين.
قلت: وتوفي في شوال سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، وله مائةٌ وخمس سنين. وحديثه يقع عاليًا في "الثقفيات"، وفي "الخلعيات".
__________
1 الفرج بعد الشدة "2/ 51"، معجم الأدباء "2/ 80"، النجوم الزاهرة "3/ 324".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 541-543"، ميزان الاعتدال "1/ 152"، لسان الميزان "1/ 296".
3 "حديث موضوع": أخرجه أبو نعيم في الحلية "5/ 85"، وابن الجوزي في الموضوعات "1/ 359، 360"، من طرق كلها موضوعة.(25/229)
695- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى1: أبو عبد الله الأصبهانيّ القصّار. سَمِعَ: أَحْمَد بْن مهديّ، وأحمد بْن عصام، وصالح بْن أَحْمَد بْن حنبل، وأَسيِد بْن عاصم. وعاش سبْعًا وسبعين سنة.
روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر محمد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن الذّكْوانيّ، وأبو نُعَيْم الحافظ، وغيرهما.
696- أبان بْن عيسى بن محمد بن عبد الرحمن الغافقيّ الأندلسيّ: سَمِعَ: عُبّيْد اللَّه بْن يحيى بْن يحيى، وغيره. وحدَّث. وهو من كبار المالكيّة.
697- إبْرَاهِيم بْن محمد بْن صالح بْن سِنان2: أَبُو إِسْحَاق الْقُرَشِيّ المخزومي، مولي خَالِد بْن الوليد. وإلى جدّه تُنْسَبُ قنطرة سنان التي بباب توما.
سَمِعَ: محمد بْن سُلَيْمَان ابن بِنْت مطر، وأبا زُرْعَة الدّمشقيّ، وأحمد بْن محمد بْن يحيى بْن حمزة، وحمزة ابن عَبْد اللَّه الكَفْر بطْنانيّ، وعبد الباري بْن عَبْد الملك الْجِسْرينيّ، وجعفر بْن محمد الفِرْيابيّ، وجماعة كثيرة.
وعنه: ابنه أَحْمَد، وابن مَنْدَه، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وتمّام الرّازيّ، وعبد الرَّحْمَن بن محمد بن ياسر، وآخرون، توفي ربيع الآخر. ووثقه الكتاني.
698- أزهر بْن أَحْمَد3: أبو غانم الخرقي. بغداد ثقة. روى عَنْ: أَبِي قَلابة الرَّقَاشيّ، ومحمد بْن عَبْد السَّمرْقَنْديّ. وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وابن رزْقَوَيْه، وأبو الْحَسَن الحمّاميّ، وغيرهم.
"حرف الحاء":
699- حسّان بْن محمد4 بْن أَحْمَد بْن هارون بْن حسّان بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيد بْن الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عبد مناف.
__________
1 أخبار أصبهان "1/ 51"، سير أعلام النبلاء "15/ 568، 569".
2 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 260"، سير أعلام النبلاء "15/ 534، 535".
3 تاريخ بغداد "7/ 52"، المنتظم "6/ 395".
4 المنتظم "6/ 396"، سير أعلام النبلاء "15/ 492-496"، النجوم الزاهرة "3/ 324".(25/230)
الْقُرَشِيّ، الأُمَويّ. الأستاذ أَبُو الوليد الفقيه الشّافعيّ. قَالَ فِيهِ الحاكم: إمام أهل الحديث بخُراسان. وأَزْهد من رَأَيْت من العلماء وأَعْبَدهم.
درس عَلَى ابن سُرَيْج، وسمع أَحْمَد بْن الْحَسَن الصُّوفيّ، وغيره ببغداد، ومحمد بْن إبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ، ومحمد بْن نُعَيْم بَنْيسابور؛ والحسن بْن سُفْيَان بنسا. وخلقا سواهم.
ورى عَنْهُ: أبو عبد الله الحاكم، والقاضي أَبُو بَكْر الحِيريّ، وأبو طاهر بْن محمش، وأبو الفضل أَحْمَد بْن محمد السّهليّ الصّفّار، وآخرون.
وهو صاحب وجهٍ فِي المذهب، فمن غرائبه أنَّ المصلّي إذا كرَّر الفاتحة مرَّتين بطُلَت صلاته. وهو خلاف نصّ الشّافعيّ، وحكاه أَبُو حامد الإسفرايينيّ فِي تعليقه عَنِ الْقديم. ومن غرائب أَبِي الوليد أنّ الحجامة تُفطِر الحاجمَ والمحجوم، وادّعى أنّه المذهب لصحَة الحديث. وذلك غلط لأنّ الشّافعيّ قَالَ: الحديث منسوخ.
وصنَّف الأستاذ أبو الوليد المخرج عَلَى مذهب الشّافعيّ والمخرّج عَلَى "صحيح مُسلْمِ". وقال أَبُو سعَيِد الأديب: سَأَلت أَبَا علي الثَّقفيّ قلت: من نَسْأل بعدك؟ قَالَ: أَبَا الوليد. وقال الحاكم: سَمِعْتُ أَبَا الوليد: سَمِعْتُ الْحَسَن بْن سُفْيَان سَمِعْتُ حَرْمَلَة يَقُولُ: سُئل الشافعي عن رجل وضع في قبره تمرة وقال لامرأته: إن أكلتُها فأنتِ طالق، وإن طرحتُها فأنت طالق. فقال الشّافعيّ: يأكل نصفها ويطرح نصفها
قَالَ أَبُو الوليد: سَمِعَ منيّ أَبُو الْعَبَّاس بْن سُرَيْج هذه والحكاية، وبني عليها باقي تفريعات الطّلاق. وقال الحاكم: نا أَبُو الْوَلِيد قَالَ: قَالَ أَبِي: أيّ كتابٍ تجمع؟ قلت: أُخرّج عَلَى كتاب الْبُخَارِيّ. قَالَ: عليك بكتاب مُسلْمِ فإنّه أكثر بركة، فإنّ الْبُخَارِيّ كَانَ يُنْسَبُ إِلَيْهِ اللفظ. قَالَ الحاكم: أرانا أَبُو الوليد حسّان بْن محمد نقش خاتمه: "اللَّه ثقة حسّان بْن محمد".
وقال: أرانا عَبْد الملك بْن محمد بْن عديّ نقش خاتمه: "الله ثقة عَبْد الملك بْن محمد". وقال: أرانا الرّبيع نقش خاتمه: "اللَّه ثقة الربيع بْن سُلَيْمَان". وقال كَانَ نقش خاتم الشّافعيّ: "اللَّه ثقة محمد بْن إدريس". وساق الحاكم قصيدة لابن مَحْمِش الزّياديّ نيف وستوت بيتًا يرثي بها الْإمَام أَبَا الوليد.
تُوُفّي أَبُو الوليد رحمه اللَّه فِي ربيع الأوّل عَنِ اثْنتين وسبعين سنة.(25/231)
700- الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن يزيد بْن دَاوُد1: الحافظ أَبُو عَلِيّ الَّنيْسابوريّ. قَالَ الحاكم: هُوَ واحد عصره فِي الحفظ والإتقان والورع والمذاكرة والتّصنيف.
سَمِعَ: إبْرَاهِيم بْن أَبِي طَالِب، وعلي بْن الْحُسَيْن، وعبد اللَّه بْن شِيرُوَيُه، وجعفر بْن أَحْمَد الحافظ. وبهَرَاة: الْحُسَيْن بْن إدريس، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن؛ وبَنَسا: الْحَسَن بْن سُفْيَان؛ وبجُرْجان: عِمران بْن مُوسَى؛ وببغداد: عَبْد اللَّه بْن ناجية، والقاسم المطّرز؛ وبالكوفة: محمد بْن جعْفَر القتّات؛ وبالبصرة: أَبَا خليفة؛ وبواسط: جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن سنان؛ وبالأهواز: عَبْدان؛ وبإصبهان: محمد بْن نُصَيْر؛ وبالمَوْصِل؛ أَبَا يَعْلَى؛ وبمصر: أَبَا عَبْد الرَّحْمَن إبْرَاهِيم بْن العلاء، والمعافي بْن سُلَيْمَان. وُلِد سنة 277، وتوفي فِي جُمَادَى الأولى.
وأوّل سماعه سنة 294. وكان يشتغل بالصّياغة، فنصحه بعض العلماء وأشار عَلَيْهِ بالعلم، قَالَ: خرجتُ إلى هراة سنة خمسٍ وتسعين، وحضرتُ أبا خليفة وهو يهدّد وكيلًا لَهُ يَقُولُ: تعود يا لُكَع. فقال: لا أصْلَحَك اللَّه. فقال: بل أنت لا أصلحك اللَّه. قُمْ عنيّ.
قَالَ الحاكم: وكنتُ أرى أَبَا عَلِيّ معجبًا بأبي يَعْلَى المَوْصِليّ، وإتقانه. قَالَ: لَا يخفى عَلَيْهِ من حديثه إلا اليسير، ولولا اشتغاله بسَماع كُتُب أَبِي يوسف بْن بِشْر بْن الوليد لأدركَ بالبصرة أَبَا الوليد وسليمان بْن حرب.
قَالَ الحاكم: كَانَ أبو عَلِيّ باقعةً فِي الحِفظْ، لا تُطاق مذاكرته ولا يفي بمذاكرته أحد من أحفظ حُفّاظنا.
خرج إلى بغداد سنة عشر ثانيًا، وقد صنَّف وجمع، فأقام ببغداد وما بها أحفظ منه.
وسمعتُ أَبَا عَلِيّ يَقُولُ: كُتُب عنيّ أَبُو محمد بْن صاعد غير حديثٍ فِي المذاكرة، وكتب عنيّ ابنُ جَوْصا جملةً. قلت: وروى عنه: أبو بكر أحمد بن إِسْحَاق الصِّبْغيّ، وأبو الوليد الفقيه وهما أكبر منه؛ وابن مَنْدَة، والحاكم، وابن مَحْمِش، والسُّلَميّ،
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 71، 72"، المنتظم "6/ 396"، سير أعلام النبلاء "16/ 51-59"، البداية والنهاية "11/ 236".(25/232)
والمشايخ. وقال أَبُو بَكْر بْن أَبِي دارم الحافظ: ما رَأَيْت ابن عُقْدَةَ يتواضع لأحدٍ من الحفاظ كتواضعه لأبي عَلِيّ الَّنيْسابوريّ.
وقال الحاكم: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيّ يَقُولُ: اجتمعتُ ببغداد مَعَ أَبِي أَحْمَد العسّال، وإبراهيم بْن حمزة، وأبي طَالِب بْن نصر، وأبي بَكْر الْجِعابيّ فقالوا: أَمِلّ علينا من حديث نَيْسابور مجلسًا، فامتنعتُ، فما زالوا بي حتّى أمليت عَلَيْهِم ثلاثين حديثًا، ما أجاب واحدٌ منهم فِي حديث منها إلا ابن حمزة فِي حديثٍ واحد. قَالَ الحاكم: وكان أَبُو عَلِيّ يَقُولُ: ما رأينا في أصحابنا منثل الْجِعابيّ، حيرنيّ حِفْظُه.
قَالَ الحاكم: فحكيتُ ذَلِكَ لأبي بَكْر الجعابيّ، فقال: يَقُولُ أَبُو عَلِيّ هذا وهو أستاذي عَلَى الحقيقة.
قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ: سألت الدَّارَقُطْنيّ عَنْ أَبِي عَلِيّ الَّنيْسابوريّ فقال: إمام مهذّب.
أَنْبَأَنَا المسلّم بْن علان، عَنِ الْقاسم بْن عساكر، أَنَا أَبِي قَالَ: ثنا أخي أَبُو الْحُسَيْن: سمعتُ أَبَا طاهر السِّلفيّ: سَمِعْتُ غانم بْن أَحْمَد: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن الفضل الباطِرْقانيّ، سَمِعْتُ ابن مَنْدَه يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيّ الَّنيْسابوريّ، وما رَأَيْت أحفظ منه، قَالَ: ما تحت أديم السّماء أصحّ من كتاب مُسلْمِ. وقال عَبْد الرَّحْمَن بْن منده: سَمِعْتُ أَبِي أَبَا عَبْد اللَّه يَقُولُ: ما رَأَيْت فِي اختلاف الحديث والإتقان أحفظ من أبي عَلِيّ الَّنيْسابوريّ.
وقال القاضي أَبُو بَكْر الأبْهريّ: سَمِعْتُ أبا بكر بن أبي دَاوُد يَقُولُ لأبي عَلِيّ الَّنيْسابوريّ: إبْرَاهِيم، عَنْ إبْرَاهِيم، عَنْ إبْرَاهِيم، مَن هُمْ؟ فقال إبراهيم بْن طهْمان، عَنْ إبْرَاهِيم بْن عامر البَجَليّ، عَنْ إبْرَاهِيم النَّخعيّ! فقال: أحسنْتَ يا أَبَا عَلِيّ.
"حرف السين":
701- سعَيِد بْن محمد بْن أَحْمَد الذُّهْليّ: نزل بُخاري، وحدَّث بالعجائب عَنْ جعْفَر بْن شاكر، وإسماعيل القاضي.
وعنه: منصور بن عبد الله الخالدي.(25/233)
"حرف العين":
702- العباس بن محمد بن إسرائيل1: أبو محمد الجوهري. روى عَنْ: البَغَوِيّ، وأبي عَرُوبة، والطبقة بَنْيسابور. وعنه: الحاكم، وغيره. وكان يعرف ويفهم. مات ببُخَارى.
703- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن سعد2: أَبُو محمد الَّنيْسابوريّ البزّاز الحاجبيّ الحافظ. أحد الأثبات. كَتَب الكثير، وجمع الشيّوخ والأبواب والمُلَح، ولم يرحل. سَمِعَ: محمد بْن إبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ، وأحمد بْن النَّضْر، وإبراهيم ابن أبي طالب، وطبقتهم. ثم كتب عَنْ أربع طبقات بعدهم.
روى عَنْه الحاكم، وقال: سأته عَنْ عَبْد اللَّه بْن شِيرُوَيُه فقال: ثقة مأمون. قَالَ الحاكم: تُوُفّي فجأة، وهو فِي عَشْر الثّمانين.
704- عَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق الخراساني3: وهو ابن إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم بْن عَبْد العزيز البَغَوِيّ، أَبُو محمد المعدّل. وأبوه ابن عمّ أَبِي القاسم البَغَوِيّ.
سَمِعَ: يحيى بْن جعْفَر، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن منصور، وأحمد بْن عُبّيْد بْن ناصح، وأبا قِلابة، وأحمد بْن مُلاعب، وخلقًا سواهم. وعنه: الدّارَقُطْنيّ، والحاكم، وابن رزْقَوَيْه، وعثمان بْن دُوَستْ، ويحيى بْن إبْرَاهِيم المزكيّ، وأبو عَلِيّ بْن شاذان.
وسأل حمزةُ السَّهْميّ الدّارَقُطْنيّ عَنْهُ فقال: فِيهِ لِين. تُوُفّي فِي شهر رجب.
705- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن كعب4: أَبُو محمد الكعبيّ الَّنيْسابوريّ: قَالَ الحاكم: مُحَدَّث كثير الرحلة والسمّاع.
سمع: إِسْمَاعِيل بْن قُتَيْبة، والفضل بْن محمد الشّعْرانيّ، وعلي بْن عَبْد العزيز، واليَسَع بْن زيد الراوي عَنْ سُفيان بْن عُيَيْنَة، ومحمد بن غالب تمتاما. وعنه: الحاكم،
__________
1 المنتظم "6/ 389".
2 الأنساب "4/ 12".
3 تاريخ بغداد "9/ 414، 415"، سير أعلام النبلاء "15/ 543"، ميزان الاعتدال "2/ 392".
4 سير أعلام النبلاء "15/ 530، 531"، الأنساب "10/ 444".(25/234)
وأبو نصر بْن قَتَادة، وأبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ، ومحمد بْن محمد بْن أَبِي صادق نزيل مصر، وآخرون.
706- عَبْد الواحد بْن عُمَر بْن محمد بْن أَبِي هاشم1: أَبُو طاهر البغداديّ، شيخ القرّاء ببغداد. كَانَ أعلم الناس بالقراءات وطُرُقها وعِللها، لَهُ فِي ذَلِكَ تصانيف.
روى عَنْ: محمد بْن جعْفَر القتات، ووكيع القاضي، وأحمد بْن فرج الضرير، وعبد الله بْن الصِّقر السُّكّريّ، وإسحاق بْن أَحْمَد الخزاعيّ، والحسن بْن الحُبَاب، وطائفة سواهم. وقرأ عَلَى: أَبِي بكر بْن مجاهد، وأحمد بْن سهل الأشْنانيّ، وأبي عثمان سعيد بن عبد الرحمن الضّرير، قرأ عَلَيْهِ إِلَى "التَّغابُن".
وأقرأ الناس، فقرأ عَلَيْهِ: أَبُو القاسم عَبْد العزيز بْن جعْفَر الفارسيّ، وأبو الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عُمَر الحمّاميّ، وأبو الْحَسَن عَلِيّ بْن محمد الجوهريّ، وأبو الْحَسَن عَلِيّ بْن العلاف، وأبو الفَرَج عُبّيْد اللَّه بْن عُمَر المصاحفيّ، وأبو الْحُسَيْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه السَّوسَنْجِرْديّ، وغيرهم. قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة أمينًا، مات فِي شوّال. قلت: ويقال مولده سنة ثمانين ومائتين. وقد طوّل الدّانيّ ترجمته، وعظَّمه. قَالَ: ولم يكن بعد ابن مجاهد مثل ابن طاهر فِي علمه وفهمه مَعَ صدق لهجته واستقامة طريقته.
قرأ عَلَيْهِ خلقٌ كثير، وكان ينتحِل فِي النَّحْو مذهب الكوفيين. وكان من أهل العلم بالعربيّة. سَمِعْتُ عَبْد العزيز الفارسي يَقُولُ: لمّا تُوُفّي ابن مجاهد، وأذكر يوم موته، أجمعوا عَلَى أن يقدّموا شيخنا أَبَا طاهر. فتصدَّر للإقراء فِي مجلسه، وقصده الأكابر فتحلّقوا عنده. وكان قد خالف أصحابه فِي إمالة النّاس لأبي عَمْرو. وكانوا ينُكرون عَلَيْهِ ذَلِكَ.
707- عَلِيّ بْن إبْرَاهِيم الطَّغاميّ الْبُخَارِيّ2: سَمِعَ: صالح بْن محمد جَزَرَة.
708- عَلِيّ بْن عُمَر: أَبُو الْحُسَن البغدادي الدقاق الحافظ3.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 7، 8"، المنتظم "6/ 397"، سير أعلام النبلاء "16/ 21، 22"، البداية والنهاية "11/ 237".
2 الإكمال لابن ماكولا "6/ 222"، الأنساب "8/ 242".
3 تاريخ بغداد "12/ 33".(25/235)
رحال جمال. روى عَنْ: البَغَوِيّ، وعِلان بْن الصَّيْقَل، وأبي عروبة، وطبقتهم.
وعنه: الحاكم أبو عبد الله وقال: تُوُفّي بمرو الرُّوذ فِي السنة.
709- عَلِيّ بن المؤمل بن الحسن بن عسى بْن ماسَرْجِس الَّنيْسابوريّ1: أَبُو القاسم. كَانَ يُضرب بِهِ المثل فِي العقل والورع. سَمِعَ: الفضل بْن محمد الشّعْرانيّ، وتميم بْن محمد الطُّوسيّ، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، ومحمد بْن أيّوب الرّازيّ، وجماعة. وعنه: أهل نَيْسابور، والحاكم.
"حرف الميم":
710- مُحَمَّدُ بْن أَحْمَد بْن إبْرَاهِيم بْن سُلَيْمَان2: أَبُو أَحْمَد الأصبهانيّ القاضي، المعروف بالعّسال.
سمع: محد بْن أيوب الرّازيّ، وأبا مُسلْمِ الكَجّيّ، وإبراهيم بْن زُهير الحُلْوانيّ، والحسن بْن عَلِيّ السّرِيّ، وأبا بَكْر بْن أبي عاصم، ومحمد بْن عثمان بْن أَبِي شَيْبة، ومحمد بْن أسد المدينيّ، وأباه أَحْمَد بْن إبْرَاهِيم وهو اقدم شيوخة فإنّه تُوُفّي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
روى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن عديّ، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وابن مَنْدَه، وأبو بَكْر بْن مَرْدُوَيْه، وأبو بَكْر الذّكْوانيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه الرباطيّ، وأحمد بْن إبْرَاهِيم القصّار، وأحمد بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بْن ماجة المؤدّب، وطائفة آخرهم أبو نُعَيْم وقال: كان من كبار الحفاظ.
وقال أبو عَبْد اللَّه بْن منده: كتبت عن ألف شيخ لم أر فيهم أتقن من أبي أَحْمَد العسال. قلت: تُوُفّي فِي رمضان. وكان رحمه اللَّه تعالي قاضي أصبهان وعالمها.
711- محمد بْن أَحْمَد بْن خَالِد3: أبو عبد الله الْمَصْريّ الإعْداليّ. حدَّث بدمشق عَنِ: النَّسائيّ بسُنَنه؛ وعن: أَبِي يعقوب الْمنْجَنِيقيّ، وبكر بْن سهل الدمياطي.
__________
1 المنتظم "6/ 397".
2 أخبار أصبهان "2/ 283"، تاريخ بغداد "1/ 270"، المنتظم "6/ 398"، سير أعلام النبلاء "16/ 506".
3 الروض البسام المقدمة "35".(25/236)
وعنه: عَبْد اللَّه بْن بكُيْر الطَّبَرانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر، وتمّام، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر.
وتوفي بدمشق فِي جُمَادَى الآخرة.
712- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن حَمْدَوَيْه: أَبُو الْحَسَن الصّفّار العدل الَّنيْسابوريّ. سمع: البُوشَنْجيّ، وإبراهيم بْن عَلِيّ الذُّهْليّ. وعنه: الحاكم، وغيره.
713- محمد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ1: أَبُو يعقوب البغداديّ النَّحْويّ. حدَّث بتَدْمُر ومصر عَنْ: أَبِي مُسلْمِ الكَجّيّ.
وعنه: أَبُو الفتح بْن مسرور.
714- محمد بْن عَبْد اللَّه بن عمرويه البغدادي2: أبو عبد الله، ويقال أبو بكر الصفار، المعروف بابن علم. سَمِعَ: محمد بْن إِسْحَاق الصغانيّ، وأحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة وعبد اللَّه بْن أَحْمَد، ومحمد بْن نصر. وعنه: هلال الحفّار، وابن رزْقَوَيْه، وابن الفضل القطان، وأبو علي بن شاذان.
قَالَ الخطيب: جميع ما عنده جزء عَنِ الْمذكورين، ولم أسمع أحدًا يَقُولُ فِيهِ إلا خيرًا. ومات فِي شعبان. يُقال: أتي عَلَيْهِ مائة سنة وسنة. قلتُ: وقع لنا جزؤه بعُلُوّ.
715- محمد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن3: أَبُو بَكْر الدِّينَوَرِيّ الزّاهد. ثقة، ورع. يذْكر عَنْهُ كرامات. حدث بغداد فِي هذه السنة عَنْ: إبْرَاهِيم بْن زُهَير الحُلْوائيّ، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه الكَجّيّ.
وعنه: ابن رزقويه، وعلي بن أحمد الرّزّاز، وأبو الْحَسَن الحمّاميّ، وغيرهم.
716- محمود4: وهو أنُوجُور بْن الإخشيد التُّرْكيّ صاحب مصر وابن صاحبها.
مات شابًّا كما سيأتي فِي ترجمة كافور الإخشيدي.
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 320"، بغية الوعاة "1/ 34".
2 تاريخ بغداد "5/ 454"، سير أعلام النبلاء "15/ 544".
3 تاريخ بغداد "3/ 82، 83".
4 الكامل في التاريخ "8/ 533"، البداية والنهاية "11/ 236"، النجوم الزاهرة "3/ 293".(25/237)
وفيات سنة خمسين وثلاثمائة
"حرف الألف":
717- أَحْمَد بْن الْحُسَيْن1: أبو عَلِيّ البصريّ الحافظ الملقّب شُعْبَة. يروي عَنْ: محمد بن زكريا الغلابي، وهشام ابن عَلِيّ، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه الكَجّيّ. وثقَّه الخطيب ولم يُسَمِّ عَنْهُ راويًا سوى أَبِي الحسن بن الجنيدي. وقال كَانَ أحد الحفاظ المذكورين. مات بعد الخمسين.
718- أَحْمَد بْن سعَيِد بْن حزْم بْن يونس2: أَبُو عُمَر الصَّدَفيّ الأندلسيّ، بها، فِي جُمَادَى الآخرة بقُرْطُبة. كَانَ أحد من عُني بالسنن والآثار.
سَمِعَ من: عُبّيْد اللَّه بْن يحيى، وسعيد الأعْناقيّ، وسعيد بْن الزراد، ومحمد بْن أَبِي الوليد الأعرج، ومحمد بْن عُمَر بْن لُبَابَة. ورحل سنة إحدى عشرة، فسمع بمكّة من: ابن المنذر، وأبي جعْفَر الدَّبِيليّ. وبمصر من: محمد بْن زبّان، ومحمد بْن التّفّاح. وبالقيروان من: أَحْمَد بْن نصر، ومحمد بْن محمد بْن اللّبّاد. ورجع إلى الأندلس فصنَّف تاريخًا فِي المحدّثين بلغ فِيهِ الغاية، ولم يزل يُحدَّثَ إلى أن مات. روى عَنْهُ جماعة كثيرة. وستأتي ترجمة سميُّه الوزير ابن حزْم والد الفقيه أَبِي محمد.
719- أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن شاذان3: أَبُو حامد بْن حسنويه الَّنيْسابوريّ التّاجر. سَمِعَ: أَبَا عيسى التِّرْمِذيّ، وأبا حاتم الرّازيّ، والسري بْن خُزَيْمَة، والحارث بْن أَبِي أسامة، ومحمد بْن عَبْد الوهاب الفَرّاء، وطبقتهم.
قَالَ الحاكم: كَانَ من المجتهدين فِي العبادة اللَّيْلَ والنّهار، ولو اقتصر عَلَى سماعه الصّحيح يعني من المُسمّين، لكان أَوْلَى بِهِ. لكنّه حدَّث عَنْ جماعة أشهدُ بالله أنّه لم يسمع منهم. وقد سَأَلْتُهُ سنة ثمانٍ وثلاثين عَنْ سنه فقال لي: ست وثمانون سنة. وأُدْخِلت الشّام وأنا ابن اثنتي عشرة سنة. وسمعته يَقُولُ: أخَرجتُ فِي مشايخي من اسمه أَحْمَد، فخرج مائة وعشرون شيخا.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 106".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 43، 44"، سير أعلام النبلاء "6/ 104، 105"، الوافي بالوفيات "6/ 389".
3 سير أعلام النبلاء "15/ 548-551"، ميزان الاعتدال "1/ 121"، لسان الميزان "1/ 223، 224".(25/238)
دخلتُ عَلَيْهِ سنة تسعٍ وثلاثين فقال: قد حلفتُ أن لا أحدِّث أحدًا. ثمّ بعد ساعة قَالَ: ثنا أَبُو سعَيِد، نا محمد، فذكر حكاية. ولا أعلم أن أَبَا حامد وضَعَ حديثًا أو أدخل إسنادًا فِي إسناد. إنّما المُنْكَر روايته عَنْ قوم تقدم موتهم، والنفسُ تأبي ترك مثله، والله المستعان.
وقال ابن عساكر فِي "تاريخه": روى عَنْ: أَحْمَد بْن شَيْبان الرَّمليّ، وأحمد بن يوسف السلمي، وعيسى بْن أَحْمَد العسقلانيّ البلْخيّ، ومسلم بْن الحَجّاج، وإسحاق الدَّبَريّ؛ وسمّي طائفةً. وعنه: الحاكم، وأبو أَحْمَد بْن عديّ، ومنصور بْن عَبْد اللَّه الخالديّ، وأبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ، وأحمد بْن أَبِي عمران الهَرَويّ، وأبو عبد الله بْن مَنْدَه، وعلي بْن محمد الطرازيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد السّرّاج.
قَالَ الْحَاكِمُ: قَدْ حَدَّثَ قَدِيمًا، فَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ محمد السَّكُونِيُّ ثِقَةٌ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْبَارِيُّ بْنُ عَجَبٍ، ثَنَا محمد بْنُ مُعَاذٍ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ، ثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ التَّنُوخِيُّ، ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: "مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ" 1. قَالَ: ودخلتُ يومًا عَلَيْهِ فقال: ألا تراقبون الله في توقير المشايخ؟ ما لكم حَياء يحجزكم؟ فسألته ما أصابه، فقال: جاءني أَبُو علي المعروف بالحافظ وأنكَر عَلِيّ روايتي عَنْ أحمد بْن أَبِي رجاء المَصِّيصيّ. وهذا كتابي وسماعي منه. ثمّ قَالَ: رأيتُ والله أكبَر من أَحْمَد بْن أَبِي رجاء، فقد كتبتُ عَنْ ثلاثة، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ. وعن ثلاثة عَنْ مروان بْن معاويه، وهذا حفيدي، وأشار إلى كَهْلٍ واقفٍ.
وقال حمزة السَّهْميّ: سُئل ابن مَنْدَه بحضرتي عَنْ أحمد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن الْمُقْرِئ فقال: كَانَ شيخًا أتي عَلَيْهِ مائةٌ وعشر سِنين. وقال حمزة: وسألت أَبَا زُرْعَة محمد بْن يوسف الْجُرْجانيّ عَنْهُ فقال: هُوَ كذاب.
وقال الحاكم: سَمِعْتُ أَبَا حامد الحَسْنُويّ يَقُولُ: ما رأيت أعجب من أمر هذا الأصمّ، كان يختلف معنا إلى الربيع ابن سليمان، وكان منزل ياسين القتباني لزيق
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "877، 894"، ومسلم "844"، والترمذي "492"، والنسائي "3/ 93"، وابن ماجه "1088"، وأحمد في المسند "2/ 3، 41، 42، 64"، وعبد الرزاق في المصنف "5290، 5291"، والحميدي "610"، وابن خزيمة "1750، 1751"، وابن حبان في صحيحه "1224".(25/239)
منزل الرّبيع ولم يسمع منه الأصمّ. فكتبتُ قوله هذا وناولته أَبَا الْعَبَّاس الأصمّ، فصاح: يا معشر المسلمين، بلغني أنّ ابن حَسْنَوَيْه يروي عَنِ الرّبيع وابن عَبْد الحَكَم، ويذكر أنّه كَانَ معي بمصر، والله ما التقينا ولا عرفته إلا بعد رجوعي من مصر. وسمعتُ محمد بْن صالح بْن هانئ يَقُولُ: كَانَ ابن حَسْنَوَيْه يديم الاختلاف معنا إلى السّرِيّ بْن خُزَيْمَة وأقرانه، ثمّ شيعّناه يوم خروجه إلى أَبِي حاتم.
وقال أَبُو القاسم بْن مَنْدَه: تُوُفّي فِي شهر رمضان سنة خمسين.
720- أَحْمَد بْن الفضل بْن شبابة1: أَبُو الصَّقْر الهَمَدانيّ الكاتب الأديب. سَمِعَ من: إبْرَاهِيم بن ديزيل، ومحمد ابن يزيد المبردّ، وأبي الْعَبَّاس ثعلب، وأبي خليفة. وعنه: أَبُو بَكْر بْن لال، وخَلَف بْن محمد الخيّاط، والهَمَدانيّون.
721- أَحْمَد بْن كامل بْن خَلَف بْن شَجَرَة2: أَبُو بَكْر البغداديّ.
القاضي، تلميذ محمد بْن جرير. تقلَّد قضاء الكوفة من قبل أَبِي عُمَر محمد بْن يوسف القاضي.
وحدَّث عَنْ: محمد بْن الجهم، ومحمد بْن سعْد العَوْفيّ، ومحمد بْن مَسْلَمَة الواسطي، وأبي قلابة الرَّقَاشيّ، والحسن بْن سلام، وطبقتهم. وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وأبو العلاء محمد بْن الْحَسَن الورّاق، ويحيى بْن إبْرَاهِيم المزكّيّ، وابن رزْقَوَيْه، وأبو الْحَسَن الحمامي، وآخرون.
قالَ ابن رزقويه: لم تَرَ عيناي مثله. سمعته يَقُولُ: وُلِدتُ سنة ستّين ومائتين. وقال الخطيب: كَانَ من العلماء بالأحكام وعلوم القرآن والنحو والشعر التواريخ، وله فِي ذَلِكَ مصنّفات.
وقال الدّارَقُطْنيّ: كَانَ متساهلًا. ربّما حدث من حفظه بما لَيْسَ فِي كتابه. وأهلكه العُجْب. كَانَ يختار لنفسه ولا يقلّد أحدًا. تُوُفّي رحمه اللَّه تعالي فِي شهر المحرَّم. وكان لا يعدّ لأحد وزنًا من الفقهاء وغيرهم؛ أملي كتابًا فِي السنن، وتكلم على الأخبار.
__________
1 معجم الأدباء "4/ 98-100".
2 الكامل في التاريخ "8/ 537"، سير أعلام النبلاء "15/ 544-546"، ميزان الاعتدال "1/ 120".(25/240)
722- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن زياد بْن عبّاد المحدّث1: أبو سهل القطان، بغدادي مشهور. سمع: محمد ابن عبيد الله المنادي، ومحمد بْن عيسى المدائنيّ، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، ويحيى بن أبي طالب، ومحمد بن الجهم السمري، ومحمد بن الحسين الحنيني، وإسماعيل القاضي، وطائفة. وعنه: الدارقطني، والحاكم، وابن منده، وابن رزقويه، وأبو الحسين، وأبو القاسم ابنا بشران، وأبو الحسن الحمامي، وأبو علي بن شاذان، وآخرون.
قال الخطيب: كان صدوقا، أديبا، شاعرا، راوية للأدب عَنْ ثعلب والمبرِّد، وكان يميل إلى التَّشيُّع. وقال أبو عبد الله بْن بِشْر القطّان: ما رَأَيْت أحسن انتزاعًا لمَا أراد من آي القرآن من أَبِي سهل بْن زياد، وكان جارنا. وكان يديم صلاة اللّيل والتّلاوة، فلكثرة درسه صار القرآن كأنه بين عينيه. وقال الخطيب: كَانَ فِي أَبِي سهل مُزاح ودُعابة. سمعت البرقاني يَقُولُ: كرهوه لمُزاحٍ فِيهِ. وهو صدوق.
وقال الصوري: سمعت علي بن نصر الصّبّاح بمصر يَقُولُ: كنّا يومًا بين يدي أَبِي سهل بْن زياد، فأخذ شخصٌ سِكّينًا بين يديه ينظر فيها، فقال: ما لك ولها، أتريد أن تسرقها كما سرقُتها أَنَا؟ هذه سكّين البَغَوِيّ سرقُتها. وُلِد ابن زياد سنة 259، توفي فِي شعبان. وقع لنا جملة من حديثه.
723- أَحْمَد بْن محمد بْن فُطَيْس الْقُرَشِيّ2: حدَّث بدمشق بكتاب "الجمل" و"صفين" عَنْ: أَبِي عَبْد الملك البُسْريّ، عَنِ ابْن عائذ. وكان يكتب خطًّا منسوبًا. وروى أيضًا عَنْ: عَلِيّ بْن غالب السَّكْسكيّ، وأحمد بْن علي ابن سعَيِد القاضي، وهذه الطبقة. روى عَنْهُ: تمّام، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي نصر، وآخرون. وكان ثقة. تُوُفّي فِي شوال.
724- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبدان3 بْن فضال الأَسَدِيّ: أَبُو الطَّيْب الصّفّار.
عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن محمد الفَسَويّ، وأحمد بْن عَلِيّ الخزّاز. وعنه: عَبْد اللَّه بْن عثمان الصّفّار، وأبو أحمد الفرضي. وثقه الخطيب.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 45، 46"، المنتظم "7/ 3"، سير أعلام النبلاء "15/ 521، 522"، البداية والنهاية "11/ 238".
2 البداية والنهاية "11/ 238".
3 تاريخ بغداد "5/ 85".(25/241)
725- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إبْرَاهِيم1 بْن إِسْحَاق بْن عيسى بْن أصْبغ: أَبُو إِسْحَاق الباجيّ. سَمِعَ: محمد بْن عُمَر بْن لُبَابَة، وأحمد بْن خَالِد الحُباب، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن القوق. وكان فصيحًا، بليغًا، شاعرًا، لُغَويًّا، فقيهًا، صاحب صلاة باجة. عاش ثلاثًا وستين سنة.
726- إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن إِسْمَاعِيل بْن يحيى2: أَبُو محمد البغداديّ الخُطَبيّ. سَمِعَ: الحارث بْن أَبِي أسامة، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وبِشْر بن موسى، وجماعة.
وعنه: أَبُو حفص بْن شاهين، والدّارَقُطْنيّ، وابن رزْقَوَيْه، وأبو الْحَسَن الحّماميّ، وأبو عَلِيّ بْن شاذان، وغيرهم. وُلِد فِي أوّل سنة 269. وقال الخطيب: كَانَ فاضلًا عارفًا بأيّام النّاس، وأخبارهم وخلفائهم.
وصنف تاريخًا كبيرًا عَلَى السنين. ووثقه الدّارَقُطْنيّ. وذكر أَبُو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه، عَنْ إِسْمَاعِيل الخُطَبيّ، قال: وجه إليَّ الرّاضي بالله ليلة الفِطْر، فحُملت إليه راكبًا، فدخلت وهو جالس فِي الشموع، فقال لي: يا إِسْمَاعِيل، قد عزمتُ فِي غدٍ عَلَى الصّلاة بالنّاس، فما الَّذِي أقول إذا انتهيت إلى الدّعاء لنفسي؟ فأطرقتُ ساعة، ثمّ قلت: يا أمير المؤمنين: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ} [النمل: 19] الآية. قال لي: حسبك. ثم تبعني خادم فأعطاني أربعمائة دينار. تُوُفّي الخطبي فِي جُمَادَى الآخرة، وكان يرتجل الخُطَب، وله فضائل.
قَالَ محمد بْن العباس بْن العراب: كَانَ الخطبي ركينًا عاقَلًا مقدَّمًا عند كبار الهاشميين، وغيرهم من أهل الفِقْه والأدب وأيّام النّاس. قلّ من رَأَيْت مثله.
727- إِسْمَاعِيل بْن شُعيب النَّهَاوَنْديّ3: أَبُو عَلِيّ المقرئ. نزيل بغداد. روى عَنْ أَحْمَد بْن محمد بْن سَلْمُوَيْه الأصبهانيّ كتاب "قراءة الكِسائيّ لقتيبة بْن مهِران".
روى عَنْهُ: إبْرَاهِيم بْن مَخْلَد الباقرحي، وغيره.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 16، 17".
2 تاريخ بغداد "6/ 304-306"، سير أعلام النبلاء "15/ 522"، البداية والنهاية "11/ 238".
3 تاريخ بغداد "6/ 306"، غاية النهاية "1/ 164، 165".(25/242)
"حرف التاء":
728- تمّام بْن محمد بْن سُلَيْمَان1: أَبُو بَكْر الهاشميّ البغداديّ. عَنْ: محمد بْن عثمان بْن أَبِي شَيْبة، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل. وعنه: أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه. توي فِي ذي القعدة.
"حرف الثاء":
729- ثبات بْن عَمْرو بْن ميمون البَجَليّ البغداديّ2: أَبُو الْعَبَّاس القطّان. سَمِعَ: محمد بْن غالب تَمْتَام، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وبِشْر بْن مُوسَى، وَعُبَيْدًا العِجْل.
وعنه: ابن رزْقَوَيْه، وطلحة الكتانيّ، وغيرهما، قَالَ الخطيب: صدوق، لم يبلغني موته. بل حدث فِي هذه السنة.
"حرف الحاء":
730- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن عُبّيْد3: أَبُو أَحْمَد البغداديّ الخلال، يُعرف بابن الكَوْسَج. سَمِعَ: أَبَا شعيب الحرّانيّ، والحسن بْن عَلِيّ المعمري، وجماعة. وعنه: ابن رزْقَوَيْه، والمعافي الْجُرَيْريّ، وغيرهما. مات فِي جُمَادَى الأولى.
731- الْحَسَن بْن القاسم4: أَبُو عَلِيّ الطَّبَريّ الفقيه. مصنِّف "المحرَّرَ" فِي النَّظر. وهو أوّل من جرّد الخلاف وصنَّفه، وصنَّف كتاب "الإفصاح". ودرّس مذهب الشّافعيّ ببغداد بعد شيخه أَبِي عَلَى بْن أَبِي هُرَيْرَةَ. وأخذ عَنْهُ الفقهاء، وهو صاحب وجه فِي المذهب وصنّف كتاب "العدة"، وكتاب "المحرّر"، وله مصنّفاتٌ فِي الأصول.
732- الْحُسَيْن بْن عَلِيّ: أَبُو بَكْر الزّيّات5. بغداد. سَمِعَ: بِشْر بْن مُوسَى، وأبا شعيب الحرّانيّ. وعنه: ابن رزقويه، وجماعة.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 139"، المنتظم "7/ 4"، البداية والنهاية "11/ 238".
2 تاريخ بغداد "7/ 145"، الإكمال لابن ماكولا "1/ 553".
3 تاريخ بغداد "7/ 386"، المنتظم "7/ 4".
4 تاريخ بغداد "8/ 87"، المنتظم "7/ 5"، سير أعلام النبلاء "16/ 62، 63"، النجوم الزاهرة "3/ 328".
5 تاريخ بغداد "8/ 72".(25/243)
"حرف السين":
733- سَلم بْن الفضْل بْن سَهْل1: أَبُو قُتَيْبة الأدمي. بغداديّ، سكن مصر. وحدَّث عَنْ: محمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وموسى بْن هارون، والحَسَن بْن عَلِيّ المَعمري، وجعفر الفِرْيابيّ. وعنه: عبد الغني بْن سعَيِد الحافظ، وأبو محمد بن النحاس، ومحمد بن نظيف، وأبو عبد الله بْن مَنْدَه، وآخرون. وهو صدوق.
734- سُلَيْمَان بْن محمد بْن ناجية: أَبُو القاسم الَّنيْسابوريّ. كانت لَهُ أُصول بخطّ أَبِيهِ صحيحة. سَمِعَ: أَحْمَد بْن المبارك المستملي، وأحمد بْن سلمة، وبشر بن موسى السدي، وأبا المثني العنبري، وطبقتهم. وعنه: الحاكم، وغيره.
"حرف العين":
735- عَبْد اللَّه بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بن عيسى ابن الخليفة أَبِي جعْفَر المنصور الهاشميّ2: إمام الجامع أَبُو جعْفَر بْن بُرَيْه. بغداديّ، شريف نبيل، ذا قُعْدُد فِي النسب.
سَمِعَ: أَحْمَد بْن عَبْد الجّبار العُطَارِديّ، وأبا بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، وجماعة. وعنه: أَبُو الْحُسَن بْن رزْقَوَيْه، وأبو القاسم بْن المنذر، وأحمد بْن عَلِيّ الباديّ، وأبو عَلِيّ بْن شاذان.
وكان يقول: رقي هذا المنبر الواثق وأنا، وكلانا فِي درجةٍ فِي النَّسب إلى المنصور. وُلِد سنة 263، وتوفي فِي صفر سنة خمسين. وثقَّه الخطيب. وقد عاش بعد الواثق مائة وثمانين عشرة سنة.
736- عَبْد الرَّحْمَن بْن سَيما بْن عَبْد الرَّحْمَن3: أَبُو الْحُسَيْن البغداديّ المجبر، مولي بني هاشم. حدَّث عَنْ: البرتيّ، ومحمد بْن غالب بن تمتام، ومحمد بن يونس الكديمي.
وعنه: أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق، وأبو الحسن بن رزقويه، وأبو علي بن شاذان. وثقه الخطيب. وتوفي في جمادى الأولى.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 148".
2 تاريخ بغداد "9/ 410، 411"، المنتظم "7/ 5"، سير أعلام النبلاء "15/ 551-553".
3 تاريخ بغداد "10/ 292"، الأنساب "11/ 137".(25/244)
737- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن الداخل عبد الرحمن بن معاوية الأموي المرواني1.
الناصر لدين الله أبو المطرف صاحب الأندلس، الملقَّب أمير المؤمنين بالأندلس. بقي فِي الإمرة خمسين سنة، وقام بعده ولده الحَكَم.
وقد ذكرنا من أخباره فِي الحوادث. وكان أَبُوهُ قد قتله أخوه المُطَرِّف فِي صدر دولة أبيهما. وخلف ابنه عَبْد الرَّحْمَن هذا ابن عشرين يومًا.
وتوفي جدّه عبد الله الأمير في سنة ثلاثمائة، فولي عَبْد الرَّحْمَن الأمرَ بعده جدُّه، وكان ذَلِكَ من غرائب الوجود؛ لأنّه كَانَ شابًّا وبالحضرة أكابر من أعمامه وأعمام أَبِيهِ. وتقدَّم هُوَ، وهو ابن اثنتين وعشرين سنة، فاستقام لَهُ الأمر، وابتني مدينة الزَّهْراء وقسم الخراج أثلاثًا، ثلثا للجند، وثُلُثًا يدّخره فِي النوائب، وثُلُثًا للنَّفقة فِي الزهراء. فجاءت من أحسن مدينة على وجه الأرض.
واتخذ لسطح العُليّة الصغرى التي عَلَى الصرح قراميد ذهب وفضة، وأنفق عليها أموالًا هائلة، وجعل سقفها صفراء فاقعةً إلى بيضاء ناصعة، تَسلُب الأبصار بلَمَعَانها، وجلس فِيهَا مسرورًا فرحًا، فدخل عَلِيّه القاضي أَبُو الحَكَم منذر بْن سعَيِد البلوطي، رحمه اللَّه، حزينًا، فقال: هَلْ رأيتَ ملكًا قبلي فَعَل مثل هذا؟ فبكي القاضي وقال: والله ما ظننتُ أنّ الشّيطان يبلغ منك هذا مَعَ ما آتاك اللَّه من الفضل، حتى أنزلك منازل الكافرين. فاقشعر من قوله، وقال: وكيف أنزلني منازل الكافرين؟
قَالَ: ألَيْسَ اللَّه يَقُولُ: {وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ} [الزخرف: 33] وتلا الآية كلَّها. فوجم عَبْد الرَّحْمَن ونكس رأسًه مليا ودموعُه تسيل عَلِيّ لِحْيته خشوعًا لله تعالى وقال: جزاك اللَّه خيرًا، فالذي قلته الحقّ. وقام يستغفر اللَّه، وأمر بنقض السَّقْف الَّذِي للقُبّة. وكان كَلِفًا بعمارة بلاده، وإقامة معالمها، وإنباط مياهما، وتخليد الآثار الغربية الدّالّة عَلَى قوة مُلْكة. وقد استفرغ الوسعَ فِي إتقان قصور الزهراء وزخرفتها.
وقد أصابهم قحطٌ، وأراد النّاس الاستسقاء، فجاء عَبْد الرَّحْمَن الناصر رسول
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 73، 74"، سير أعلام النبلاء "15/ 562-564"، البداية والنهاية "11/ 238"، النجوم الزاهرة "3/ 330".(25/245)
من القاضي منذر بْن سعَيِد، رحمه الله، يحركه للخروج، فقال الرَّسُول لبعض الخدم: يا ليت شِعْري ما الَّذِي يصنعه الأمير؟
فقال: ما رَأَيْته أخشع لله منه فِي يومنا هذا، وأنه منفرد بنفسه، لابس أخشن ثيابه، يبكي ويعترف بذنوبه، وهو يَقُولُ: هذه ناصيتي بيدك، أتراك تعُذّب الرّعيّة من أجلي وأنت أحكم الحاكمين، لن يفوتك شيء منّي. فتهلّل وجه القاضي لمّا بلغه هذا، وقال: يا غلام أحمل الممْطَر معك، فقد إذِن اللَّه بسُقْيانا. إذا خشع جبار الأرض رحم جبّار السّماء. فخرج، وكان كما قَالَ.
وكان عبد الرحمن يرجع إلى دين متين وحسن خلق. وكان فِيهِ دُعابة. وكان مَهيبًا شجاعًا صارمًا، ولم يتسمَّ أحدٌ بأمير المؤمنين من أجداده. إنّما يُخطب لَهُم بالإمارة فقط.
فلمّا كَانَ سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وبلغه ضعف الخلافة بالعراق، وظهور الشيعة بالقيروان، وهم بنو عُبّيْد الباطنية، تسميّ بأمير المؤمنين. توفي في أوائل رمضان، وكان حشمته وأُبَّهَتُهُ أعظم بكثيرٍ من خلفاء زمانه الذين بالعراق.
وكان الوزير أَبُو مروان أَحْمَد بْن عَبْد الملك بْن شُهيد الأشجعي الأندلُسيّ مَعَ جلالته وزيره. ولقد نقل بعض المؤرخين -أظنه أَبَا مروان بْن حيّان- أنّ ابن شُهَيْد قدَّم مرّةً للخليفة الناصر تقدمة تتجاوز الوصف.
وهي هذه: من المال خمسمائة ألف دينار، ومن التبر أربعمائة رطل برطْلهم، ومن سبائك الفضة مائتا بدرة، ومن العود الهندي اثنا عشر رطلًا، ومن العود الصنفي مائة وثمانون رطلًا، ومن العود الأشباه مائة رطل، ومن المسك مائة أُوقية، ومن الكافور ثلاثمائة أُوقيّة، ومن الثّياب ثلاثون شُقَّة، ومن الفراء عشرة من جلود الفنك، وستة سُرادقات عراقية، وثمانية وأربعون ملحفةً بغدادية لزينة الخيل من الحرير المرقوم بالذهب، وثلاثون شُقَّة لسُرُوج الهيئات، وعشرة قناطير سمّور، وأربعة آلاف رطل حرير مغزول، وألف رطل حرير بلا غزل، وثلاثون بساطًا، البساط عشرون ذراعًا، وخمسة عشر نخًا من معمول الخز، وألف ترس سلطانية، وثمانمائة من تخافيف التّزّيين يوم العرض، ومائة ألف سهم، وخمسة عشر فَرَسًا فائقة، وعشرون بغلًا مسرجة بمراكب الخلاف. ومن الخيل العتاق مائة رأس، ومن الغلمان أربعون وصيفًا وعشرون جارية.(25/246)
ومن التقدمة كتاب ضيعتين من خيار ملكه، ومن الخشب عشرون ألف عود تساوي خمسين ألف دينار. فولاه الوزارة، ولقّبه ذا الوزارتين.
وابتدأ الناصر فِي إنشاء مدينة الزهراء فِي سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، فأنفق عليها من الأموال ما لا يحصى، وأصعَد الماء إلى دورتها، ومات ولم يُتمها، فأتمّها ابنه المستنصر. وجامعُها من أحسن المساجد لَهُ منارة عظيمة لا نظير لها، ومنبره من أعظم المنابر، لم يعمل مثله فِي الآفاق. وعدّة أبواب قصر الزَّهراء المصفّحة بالنحاس والحديد المنقوش، عَلَى ما نقل ابن حيّان، خمسة عشر ألف باب، والعهدة عَلَيْهِ.
738- عَبْد الملك بْن نوح بْن نصر بن أحمد بن إسماعيل الساماني1: الأمير أَبُو الفوارس متولّي بُخاري وسمرقند. تُوُفّي فِي شوال. وهو من بيت إمرة.
739- عُتْبَة بْن عُبّيْد الله بْن مُوسَى بْن عُبّيْد اللَّه الهَمَذَانيّ2: القاضي أَبُو السّائب. كَانَ أَبُوهُ تاجرًا يؤم بمسجد بهمذان، فاشتغل هُوَ بالعِلْم، وغلب عَلَيْهِ فِي الابتداء التصوف. وسافرَ فلقي الْجُنَيْد والعلماء. وعُني بفهم القرآن وكتب الحديث، وتفقَّه للشافعي. ثمّ دخل مراغة، واتصل بأبي القاسم بْن أَبِي الساج، وتولي قضاء مراغة، ثمّ تقلد قضاء أذْرَبَيَجْان كلّها. ثمّ تقلَّد قضاء همدان. ثم سكن بغداد واتصل بالدولة، وعظم شأنه إلى أن ولي قضاء القضاة بالعراق فِي سنة ثمانٍ وثلاثين. وتوفي فِي ربيع الآخر وله ستٌّ وثمانون سنة. وقد سَمِعَ فِي الكُهُولةِ. وحدَّث عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم الرّازيّ. وهو أوّل مِن ولي قضاء القُضاة بالعراق من الشّافعيّة.
740- عُمَر بْن أحمد بْن أَبِي مُعَمِّر الدُّوريّ الصّفّار3: أَبُو بَكْر. روى عَنْ: أَحْمَد بْن يحيى الحلواني، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، والفريابي، روى عَنْهُ: الحماميّ، وابن دُوما النعاليّ.
"حرف الفاء":
741- فاتك المجنون4: الأمير أبو شجاع الرومي. أخذه الإخشيد صاحب
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 535"، البداية والنهاية "11/ 238".
2 تاريخ بغداد "12/ 320-322"، المنتظم "7/ 5"، سير أعلام النبلاء "16/ 47".
3 تاريخ بغداد "11/ 242".
4 الولاة والقضاة "570"، وفيات الأعيان "4/ 21-23"، النجوم الزاهرة "3/ 329".(25/247)
مصر من أستاذه بالرملة كرهًا، فأعتقه مولاه. وكان كبير الهمّة شجاعًا جريئًا، وعظُم عند الْإخشيد، وكان رفيق الأستاذ كافور.
فلما مات الإخشيد تقرر كافور مدبرا لولده الإخشيد، فأنف فاتك المجنون من الإقامة بمصر كيلا يكون كافورا أعلى مرتبةً منه. وانتقل إِلَى أقطاعه، وهي بلاد الفيُّوم، فلم يصحّ مزِاجه بِهَا لوَخَمها، وكان كافور يخافه ويكُرْمه، فمرض وقدِم مصر ليتدواى، وبها المتنبيّ، فسمع بعظمة فاتك وبكَرمه، ولم يجسر أن يمدحه خوفًا من كافور. وكان فاتك يراسله بالسّلام ويسأل عَنْهُ: فاتفق اجتماعهما يومًا بالصّحراء، وجرت بينهما مفاوضات، فلما رجع فاتك إلى داره بعث إلى المتنبيّ هديةً بقيمة ألف دينار، ثمّ أتْبعَها بهدايا بعدها فاستأذن المتنبيّ كافورًا فِي مدْحه، فأذِنَ لَهُ، فمدحه بقصيدته التي أولها:
لا خَيلَ عندك تُهْديها ولا مالُ، ... فلْيُسْعِد النُّطْقُ إن لم تُسْعِد الحالُ
إلى أن قَالَ فِيهَا:
كفاتك ودخول الكاف منْقَصَةٌ ... كالشّمس قلتُ: وما للشّمس أمثالُ
قلتُ: وليس هُوَ بفاتك الخَزْنَدَار الإخشيدي الّذي ولي إمرة دمشق سنة خمسٍ وأربعين. تُوُفّي فاتك المجنون فِي شوّال بمصر، ورثاه المتنبيّ.
"حرف الميم":
742- محمد بْن أَحْمَد بْن الخطّاب2: أَبُو الْحَسَن البغداديّ البزّار. سَمِعَ: أَحْمَد بْن عَلِيّ البربهَاريّ، وموسى بْن هارون. وعنه: ابن رزْقَوَيْه، وأبو الحسن الحمّاميّ. وثقَّه الخطيب.
743- محمد بْن أَحْمَد بْن خَنْب2: أَبُو بَكْر البغداديّ الدَّهْقان. نزيل بُخارى ومُسْندُها. سمع: يحيى بْن أَبِي طَالِب، والحسن بْن مُكْرَم، وابن أبي الدنيا، وجعفر الصّائغ، وموسى بْن سهْل الوشاء، وأبا قِلابة.
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 341".
2 تاريخ بغداد "1/ 296"، المنتظم "77"، سير أعلام النبلاء "15/ 523، 524"، البداية والنهاية "11/ 239".(25/248)
وأبوه أَحْمَد بُخاري سكن بغداد، وولد لَهُ محمد هذا، ونشأ بها ثمّ رجع إلى محتده وهو ابن عشرين سنة وروى. وكان شافعيّ المذهب محدثًا فاضلًا. وُلِد سنة 266.
روى عَنْهُ: أَبُو أَحْمَد الحاكم، وإسماعيل بْن الْحُسَيْن الزّاهد، ومحمد بْن أَحْمَد الغُنْجار، وعلي بْن القاسم بْن شاذان الرّازيّ، وأحمد بْن الوليد الزّوَزنيّ شيخ البَيْهقيّ، وأبو نصر أَحْمَد بْن محمد بْن إبْرَاهِيم البخاريّ، وعامةُ أهل ما وراء النهر. قَالَ أَبُو كامل البصيري: سَمِعْتُ بعض مشايخي يَقُولُ: كُنَّا فِي مجلس ابن خنْب فأملي فِي فضائل عَلِيّ بعد فراغه من فضائل أَبِي بَكْر وعمر وعثمان، إذ قام أَبُو الفضل السُّلَيمانيّ وصاح: أيّها النّاس، إنّ هذا دجّال فلا تكتبوا عَنْهُ. وخرج من المجلس لأنّه ما سَمِعَ فضائل الثلاثة. وتوفي فِي غُرّة رجب.
744- محمد بْن أَحْمَد أَبُو بَكْر القُرْطُبيّ اللُّؤْلُؤيّ، الفقيه المالكيّ. كَانَ أفقه أهل الأندلس بعد موت ابن أيمن. وله بَصَر بالشعِّر والوثائق واللغة.
قَالَ ابن عفيف: كَانَ أفقه أهل عصره وأبصرهم بالفُتْيا. وعليه كَانَ مدار العلم فِي زمانه، وعليه نفقه ابن زرب. وكان أخفش العينين.
745- محمد بْن حَيْكان بْن عَبْد اللَّه1: أَبُو الْحَسَن السّنْجوريّ البزاز. سَمِعَ: الْحُسَيْن بْن الفضل، وأحمد بْن مخلد اللّبّاد. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وقال: كَانَ صالحًا أمينًا يديم الاختلاف إلى الأستاذ أَبِي الوليد. تُوُفّي رحمه الله بَنْيسابور.
746- محمد بْن زكريّا2 بْن يحيى بْن دَاوُد بْن مسبّح البغداديّ: سَمِعَ: أَبَا شعيب الحرّانيّ، ويوسف القاضي. وولي مظالم خراسان. وحدَّث هناك.
747- محمد بن علي بن الهيثم بن علوان3: البغداديّ، البزّاز، المقرئ. سَمِعَ: ابن أَبِي الدُّنيا، ومحمد بْن يونس، والحارث بْن أبي أسامة، ومحمد بْن غالب بْن حرب. وعنه: أَبُو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه، وأبو الْحَسَن الحمّاميّ، وأحمد بن علي البادي، وأبو علي بن شاذان.
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "2/ 586".
2 تاريخ بغداد "5/ 287".
3 تاريخ بغداد "3/ 83"، غاية النهاية "2/ 212".(25/249)
وقال أَبُو عَلِيّ: كَانَ ثقة صالحًا. عاش تسعين سنة، وعرض القرآن عَلَى والده صاحب ابن حمدون الطّيبّ بْن إِسْمَاعِيل.
قَرَأْتُ عَلَى عِيسَى بْنِ يَحْيَى الصُّوفِيِّ: أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ الرَّحِيمِ بن يوسف، نا أحمد بن محمد السلفي، أنا محمد ابن عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَسَدِيُّ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَانيذِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ السَّمْنَانِيُّ قَالُوا: أَنَا الحسن ابن أَحْمَدَ، أَنَا محمد بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْهَيْثَمِ؛ ثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثَنَا أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "ثَلَاثَةٌ يدعون الله عز وجل فلا يستجب لَهُمْ: رَجُلٌ كَانَ لَهُ دَيْنٌ فَلَمْ يُشْهِدْ، وَرَجُلٌ أَعْطَى سَفِيهًا مَالَهُ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عزل وَجَلَّ: {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} [النساء: 5] ، وَرَجُلٌ كَانَتْ عِنْدَهُ امْرَأَةٌ سَيِّئَةُ الْخُلُقِ فَلَمْ يُطَلِّقْهَا" 1.
748- محمد بْن المؤمّل بْن الحَسَن بْن عيسى بْن ماسرجس الَّنيْسابوريّ2: أَبُو بَكْر الماسرجسي. أحد رؤساء خُراسان وأفصحهم، وأحسنهم بيانًا. لم يكن يتكلم بالفارسية إلا من لا يُحسن. كنت معه فِي الحجّ سنة إحدى وأربعين، يَقُولُ الحاكم، فكانوا يتعجبون من فصاحته. سمع: الْحُسَيْن بْن الفضل، والفضل بْن محمد الشّعْرانيّ. وأكثر سماعه قبل الثمانين، وبعدها. تُوُفّي ليلة عيد الفطر، وله تسعٌ وثمانون سنة.
وقد بنى بَنْيسابور دارًا لأهل الحديث، وكان يجُري عليهم الأرزاق. وكان أَبُو عَلِيّ الحافظ يتولّى قراءة التّاريخ لأحمد بْن حنبل عَلَيْهِ. قلتُ: روى عَنْهُ: الحاكم، وأبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ، وسعيد بْن محمد بْن محمد بْن عَبْدان.
749- محمد بْن يوسف بْن يعقوب بْن حفص3 بْن يوسف بْن نَصَيْر: أَبُو عُمَر الكنديّ، مصنّف "تاريخ مصر". تُوُفّي فِي شوّال، وله سبْعٌ وستون سنة.
750- مَعْبَد بْن جُمعة بْن خاقان4: أَبُو شافع الشّاعر الأديب المطوعي.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه الحاكم "2/ 302"، والبيهقي في السنن الكبرى "10/ 146"، وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة "1805".
2 الأنساب "11/ 82" سير أعلام النبلاء "16/ 23، 24".
3 حسن المحاضرة "1/ 319"، الأعلام "8/ 21".
4 تاريخ جرجان للسهمي "475، 476".(25/250)
كَانَ من أهل طبرستان. سكن جُرْجان، ثمّ نَيْسابور. وحدَّث عَنْ: محمد بْن أيّوب العِجْليّ، ومُطَيَّن، ويوسف القاضي، وأبي خليفة، وأبي عَبْد الرحمن النسائي. وعنه: الحاكم ويقال: يخالفَ فِي بعض حديثه. وقال: تُوُفّي سنة 341. وقال ابن مَنْدَه: تُوُفّي سنة خمسين. فالله أعلم.
"حرف الهاء":
751- هبة اللَّه بْن جعْفَر البغداديّ المقرئ1: تُوُفّي فِي صَفَر سنة خمسين. يحوَّل إلى هنا من الطبقة الآتية.
752- هبة اللَّه بْن محمد بْن حَبشَ2: أَبُو الْحُسَيْن البغدايد الفراء. سَمِعَ: محمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وإبراهيم الحربيّ، وأحمد بْن عَلِيّ الحرّار، وأحمد بْن عَلِيّ الأبّار. وعنه: ابن رزْقَوَيْه، وعبد الواحد بْن محمد القاضي. وثقَّه الخطيب. وروى عَنْهُ: الحاكم، وقال إنّه مقرئ.
المتوفون فِي هذه الحدود تقريبًا
"حرف الألف":
753- أَحْمَد بْن إبْرَاهِيم بْن غالب3: أَبُو الْعَبَّاس الْإمَام البَلَديّ. سَمِعَ من: عَلي بن حرب، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه العبسيّ. وعنه: أَبُو منصور محمد، وأبو عبد الله أحمد ابنا الحسن بْن سهل البلديّ، وعبد اللَّه بْن إبْرَاهِيم القاضي، وابن جُمَيْع الغسّاني، ومحمد بْن عُمَر بن عيسى البلدي الحطراني، وأبو الْحَسَن بْن المُثنَّى. الأصبهانيّ.
754- أَحْمَد بْن إِسْحَاق4: أَبُو جعْفَر الحلبيّ الحنفيّ، الملقَّب بالْجُرَذ. ولي قضاء حلب لسيف الدولة. وحدث عَنْ: أحمد بْن خليل، وعمر بْن سِنان المنْبِجيّ، ومحمد بن معاذ بن المستهل، وطائفة.
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 69".
2 تاريخ بغداد "14/ 69"، الإكمال لابن ماكولا "2/ 354".
3 الأنساب لابن السمعاني "2/ 286".
4 الروض البسام المقدمة "13".(25/251)
وعنه: ابن أخيه أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق، وتمام الرازي، وابن نظيف. ويحتمل أن تُوُفّي بعد الخمسين. وعنه أيضًا أَبُو محمد بْن النّحّاس، حدَّث بمصر.
755- أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن محمد بْن الفضل1 بْن جَابرِ السَّقَطيّ: أبو الحسين.
سَمِعَ: الكُدَيْميّ، وبشر بْن مُوسَى، وجماعة. وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وهلال الحفّار. صدوق.
756- أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن سهل2: أَبُو بَكْر الفارسيّ، صحاب ابن سُرَيْج. فقيه إمام، لَهُ المصنَّفات الباهرة فِي مذهب الشّافعيّ. ومن وجوهه: أنّ الكلب الأسود لا يحلّ صيده، كمذهب أَحْمَد.
757- أَحْمَد بْن حُميّد بْن أَبِي العجائز سعَيِد بْن خَالِد بْن حُمَيْد بْن صُهَيْب الْأَزْدِيّ3: أَبُو الْحَسَن الدّمشقيّ. روى عَنْ: عَبْد الله بْن الْحُسَيْن المَصِّيصيّ، وعلي بْن غالب السَّكْسكيّ، وأحمد بْن إبْرَاهِيم البُسْريّ، وجماعة. وعنه: أَبُو هاشم المؤدب، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وآخرون.
758- أحمد بن خلف السابح4: بباء موحد. سَمِعَ: عَبْد الكريم الدَّيْرعَاقُوليّ. وعنه: محمد بْن أَحْمَد بْن رزْقَوَيْه.
759- أَحْمَد بْن زكريّا بْن يحيى بْن يعقوب5: أَبُو الحسن المقدسيّ. سَمِعَ: أحمد بن شيبان الرملي، ومحمد ابن حمّاد الطَّبَرانيّ. وعنه: أَبُو الْحُسَيْن بْن جُمَيْع، وتمّام الرّازيّ، وأبو عبد الله بْن مَنْدَه، وعلي بن محمد الحلبيّ.
760- أَحْمَد بْن صالح6: أَبُو بَكْر البغداديّ المقرئ. صاحب أبي بكر بن
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 35".
2 الوافي بالوفيات "6/ 335"، معجم المؤلفين "1/ 192".
3 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "3/ 60".
4 تاريخ بغداد "4/ 135".
5 معجم الشيوخ لابن جميع "192".
6 تاريخ بغداد "4/ 205"، غاية النهاية "1/ 62".(25/252)
مجاهد. قرأ على: ابن مجاهد، والحسن بن الحباب؛ وسمع من: أبي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد. أخذ عَنْهُ: خلف بْن القاسم الأندلسيّ، وعبد المنعم بْن غلْبُون، وعَبْد الباقي بْن الْحَسَن. قال أبو عمرو الدانيّ: كَانَ ثقة ضابطًا مشهورًا.
761- أَحْمَد بْن عبيد الله بْن إِسْمَاعِيل1: أَبُو الْحَسَن الحافظ، الصّفّار الْبَصْرِيّ.
مُحَدَّث مشهور. حدَّث ببغداد وبالأهواز عَنْ: الكُدَيْميّ، ومحمد بْن الفَرَج الأزرق، وتمتام، وخلق.
وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وابن جُمَيْع، وعلي بْن أَحْمَد بْن عبدان الشّيرازيّ. وخلق. سَمِعَ منه ابن عبدان سنة إحدى وأربعين، وقد صنَّف المُسْنَد وجوّده. وقيل: إنُه ابن امْرَأَة الكُدَيْميّ. قَالَ الخطيب: ثقة، ثبت.
762- أَحْمَد بْن عُبّيْد بْن أَحْمَد بْن عُبّيْد بْن سعَيِد الرُّعَيْنيّ: الحمصيّ، الصّفّار أَبُو بَكْر. يأتي فِي سنة 352.
763- أَحْمَد بْن عبيد الله بن حمدان بن صالح2: بو عَلِيّ البغداديّ المقرئ.
تلقَّن القرآن فِي ثلاثة أعوام عَلَى إدريس بْن عَبْد الكريم. وعرض أيضًا عَلَى: الْحَسَن بْن الحُباب. قرأ عَلَيْهِ: عبد الباقي بن حسن، وغيره.
764- أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن علي بْن حاتم3: أبو عبد الله التميمي الكوفي البزاز.
حدَّث عَنْ: إبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه القصّار، وإبراهيم بْن أَبِي العَنْبس، وكان أحد الشُّهود. روى عَنْهُ: أَبُو أَحْمَد الفَرَضيّ، وأبو الحسين بْن بِشْران. قَالَ الخطيب: مستقيم الحديث.
765- أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عَبْد الجبّار4: أَبُو سهل البغداديّ ابن جَبْرُوَيْه. حَدَّث عَنْ: يحيى بْن جعفر بن الزبرقان، والكديمي.
__________
1 سير أعلام النبلاء "1/ 438-440"، تاريخ بغداد "4/ 261"، تذكرة الحفاظ "3/ 876، 877".
2 غاية النهاية "1/ 78، 79".
3 تاريخ بغداد "4/ 311".
4 تاريخ بغداد "4/ 312"، الإكمال لابن ماكولا "2/ 352"، المشتبه في أسماء الرجال "1/ 134".(25/253)
روى عَنْهُ: أَبُو القاسم بْن الثّلاج، وعلي بْن أَحْمَد الرّزّاز، وأبو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه، وأبو الْحَسَن الحمّاميّ. تُوُفّي بعد سنة سبعٍ وأربعين وثلاثمائة.
766- أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عُمَر بْن حُبَيْش1: أَبُو سعَيِد الرّازيّ. من ذُرّية أَبِي مُوسَى الأشعري -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ أيّوب بْن الضُّرَيْس، وغيره. روى عَنْهُ: الدّارَقُطْنيّ، وأبو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه. وثقَّه الخطيب.
767- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صالح بْن عبد الله بن قيس بن الهذيل بن يزيد بن العباس بن الأحنف بْن قيس2: أَبُو الْحُسَيْن التّميميّ البزاز الحافظ الهمذاني، المعروف بابن الكوملاذي، والد صالح بن أحمد الحافظ. روى الكثير عَنْ: محمد بْن صالح الطَّبَريّ، والحسن بْن يزداد، وحمزة بْن محمد الكاتب، ومحمد بْن حُبَاب الباهليّ، وحامد بْن شُعَيب البلْخيّ، وخلق سواهم.
وعنه: ابنه، وطاهر بْن عَبْد اللَّه بْن ماهلة، وابن تركان، وعلي بْن عَبْد اللَّه بْن جَهْضَم. وكان ثقة عارفًا. قَالَ ابنه صالح: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن محمد الصّفّار يَقُولُ: كنّا نشبّه أباك أيّام كنّا نسمع بأحمد بْن حنبل لسكونه ووقاره وما كَانَ عَلَيْهِ.
768- أَحْمَد بْن محمد بْن سهل3: أَبُو بَكْر البغداديّ. حدَّث عَنْ: أَبِي مسلم الكَجّيّ، وغيره. وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وتمام الرّازيّ، وغيرهما.
769- أَحْمَد بْن محمد بْن شجاع: أَبُو بَكْر البغداديّ المقرئ الضراب. روى عَنْ: ابن أَبِي الدُّنيا، وبشر بْن مُوسَى. وعنه: أَبُو عَلِيّ منصور الخالديّ، والحسن بْن أَحْمَد بْن الليث الشّيرازيّ، وطلحة بْن خَلَف. ذكره بن النّجّار.
770- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن هلال4: أَبُو الْحَسَن السُّلَميّ المقرئ، الْجُبنّيّ. إمام مسجد سوق الْجُبْن.
قرأ عَلَى: هارون الأخفش. قرأ عَلَيْهِ: ابنه أَبُو بَكْر محمد. ذكره ابن عساكر.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 11".
2 الأنساب "10/ 503".
3 تاريخ بغداد "5/ 30"، تهذيب تاريخ دمشق "2/ 57".
4 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 61"، غاية النهاية "1/ 121".(25/254)
771- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الصمد بْن يزيد1: أَبُو الْعَبَّاس الرّازيّ المقرئ، نزيل الأهواز. قرأ القرآن عَلَى: أَبِي الْعَبَّاس الفضل بْن شاذان الرّازيّ. قرأ عَلَيْهِ: أَبُو بَكْر أَحْمَد بن نصر الشذائي، وأحمد بْن محمد بْن عُبّيْد اللَّه العجلي، وأبو الفَرَج الشَّنَبُوذيّ.
772- أَحْمَد بْن محمد ابن المحدث أبي زُرْعة عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو النَّصْريّ الدّمشقيّ2: أَبُو الطَّيْب. سَمِعَ: وزيرة بْن محمد الغساني، وأحمد بن علي المروزي، وأحسن بْن الفَرَج الغزّيّ. وعنه: تمّام الرّازيّ، وغيره.
773- أَحْمَد بْن محمد الطَّبَرِسْتانيّ3: حدَّث بدمشق. عَنْ: محمد بْن أيّوب، وعلي بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد، ومطين. وعنه: تمّام، وأبو نصر المُرِّيّ، وغيرهما.
774- أَحْمَد بْن محمد الواشقي الهَرَويّ: أَبُو يَعْلَى. يُحَرَّر أمره. ففي "ذمّ الكلام" أنّه روى عَنْ عثمان بْن سعَيِد الدّارِميّ. وعنه: محمد بْن أَحْمَد الجاروديّ، ويحيى بْن عمّار، ومحمد بْن جبريل. ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الدّباس شيوخ شيخ الْإِسلْام.
775- أَحْمَد بْن مكحول محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد السلام4: أَبُو عَلِيّ البيروتي. سَمِعَ: أَبَاهُ، وأبا يزيد القَرَاطِيسيّ، وأحمد بْن نبيط، وجماعة. وعنه: ابن جُمَيْع، وأبو عبد الله بْن منده، وتمّام الرّازيّ.
776- إبْرَاهِيم بْن حاتم بْن مَهْديّ5: أَبُو إِسْحَاق التُّسْتَرِيّ، الزّاهد المعروف بالَبلُّوطيّ. نزل الشّام، وسكن بيت لِهْيا. وحدَّث عَنْ جماعة من أهل تُسْتَر. روى عَنْهُ: زيد بْن عَبْد اللَّه البلوطي، وأبو نصر بْن هارون، وعبد اللَّه بْن بَكْر الطَّبَرانيّ.
وكان صاحب أحوال وكرامات ومجاهدات. ذكر عَنْ نفسه أنّه طوى سبعين يوما.
__________
1 غاية النهاية "1/ 118".
2 الروض البسام المقدمة "17، 18"، تهذيب تاريخ دمشق "2/ 179".
3 الروض البسام "المقدمة" "17"، تهذيب تاريخ دمشق "2/ 61".
4 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 58، 59".
5 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 203، 204".(25/255)
777- إبراهيم بن عبد الله بْن إِسْحَاق أَبُو الْحَسَن الورّاق1: حدَّث بطرابُلُس عن: محمد بن يزيد بن عبد الصمد، وأحمد بْن الْمُعَلَّى. وعنه: أبو عبد الله بْن مَنْدَه، وفَرَج بْن إبْرَاهِيم النَّصِيبّي.
778- إبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد2: أَبُو محمد البصْريّ، المعروف بالجنائي. سمع: أبا مسلم الكجي، والحسن ابن المُثَنَّى، وأبا خليفة. وبدمشق فِي الكهولة من الحصائريّ. وعنه: شهاب بْن محمد الصُّوريّ، وعبد اللَّه بْن عَلِيّ الأبزونيّ، وجماعة.
779- إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم الفارابيّ اللُّغَويّ3: أَبُو إبْرَاهِيم صاحب "ديوان الأدب فِي اللُّغة". سكن اليمن مدّةً، وبها صنَّف هذا الكتاب. وهو خال صاحب "الصّحاح" الجوهريّ.
780- إِسْحَاق بْن محمد بْن عَلِيّ بْن خَالِد الكوفيّ: أَبُو أَحْمَد المقرئ. سَمِعَ: إبْرَاهِيم بْن أَبِي العَنْبَس الزُّهْريّ. وعنه: ابن مَرْدُوَيْه. وسمع: الحسين بن الحكم الحبري.
781- إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن إِسْمَاعِيل الرّازيّ: سَمِعَ: الكُدَيْميّ. قَالَ الخليليّ: ثنا عَنْهُ الكهول من شيوخنا.
782- إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن محفوظ: أَبُو محمد بْن السُّنّيّ. دمشقيّ، سكن مصر. وحدَّث عَنْ: زكريّا خياط السنة، وأحمد بْن يحيى بْن حمزة، وأحمد بْن عَلِيّ القاضي، وأحمد بْن إبْرَاهِيم البُسْريّ.
وعنه: عَلِيّ بْن محمد بْن إِسْحَاق الحلبيّ، وابن مَنْدَه، والحسن بْن إِسْمَاعِيل الضّرّاب، والحسن بْن نَظِيف.
"حرف الباء":
783- بَكْر بْن أَحْمَد4: أَبُو عُمَرو النّحّاس. عن: إسحاق الدبري.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 221".
2 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 233، 234".
3 الأنساب "2/ 415"، بغية الوعاة "1/ 191"، كشف الظنون "48، 774".
4 تاريخ بغداد "7/ 95".(25/256)
روى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن الحمّاميّ وحده.
784- بلال بْن المبارك الحقْليّ: من أهل حقل أَيْلَة. سَمِعَ: محمد بْن عَبْد العزيز الأَيْليّ. روى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن محمد بْن عَلِيّ العلويّ الهَمَدانيّ، والحافظ أبو عبد الله بْن مَنْدَه. ومات فِي عَشْر المائة.
"حرف الجيم":
785- جعْفَر بْن محمد بْن قَضاء البصْريّ1: سَمِعَ أَبَا مُسلْمِ الكَجّيّ، والحسن بْن المُثَنَّى العنبريّ.
"حرف الحاء":
786- الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن عُمَيْر بْن جَوْصا2: روى عَنْ: أَبِيهِ، وأحمد بْن أنس بْن مالك، وهارون الأخفش. وعنه: أبو عبد الله بن منده، وتمام.
787- الحسن بن داود3: أبو علي الكوفي النحو المقرئ، المعروف بالنقار. أخذ قراءة عاصم عَنِ: القاسم بن أحمد الخياط. وأخذ قراءة حمزة، عن محمد الوزّان، عَنْ محمد بْن لاحق، عَنْ سُلَيْم. وأقرأ النّاس دَهرًا.
قرأ عَلَيْهِ: زيد بْن عَلِيّ بْن أَبِي بلال، وعبد الواحد بْن أَبِي هاشم، وأحمد بْن نصْر الشَّذَائيّ، ومحمد بْن جعْفَر التّميميّ، وعلي بْن يوسف العلاف، وآخرون. وكان ثقة بارعًا فِي معرفة رواية عاصم.
قَالَ أَبُو أَحْمَد السّامريّ: نا أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن دَاوُد بْن الْحَسَن بْن عَوْن بْن منذر بْن صُبَيْح مولى معاوية بْن أبي سُفْيَان فِي ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة أنّه قرأ عَلَى القاسم الحنّاط أربعين ختْمة. وقرأ قاسم ابن أَحْمَد: عَلَى أَبِي جعْفَر السَّمُّوئيّ.
788- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن إِسْحَاق بْن شيرزاذ4: أَبُو عَلِيّ البغدادي
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "7/ 68".
2 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 154، 155".
3 غاية النهاية "1/ 212".
4 تاريخ بغداد "7/ 385".(25/257)
الشِّيرَزَاذِيّ: عَنْ: عَبَّاس الدُّوريّ، والحسن بْن مَكْرَم، وعلي بْن دَاوُد القّنْطَريّ، وطائفة. قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة، ثنا عَنْهُ ابن رزْقَوَيْه.
789- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن الوثّاق1: أَبُو القاسم النَّصِيبيّ الحافظ. رحل وسمع: أَبَا خليفة الجّمَحيّ، وجعفر بْن محمد الفِرْيابيّ، وأبا يَعْلَى.
وعنه: ابن مَنْدَه، وتّمام الرّازيّ.
790- الْحُسَيْن بْن محمد بْن سنان2: أبو معمر الأطْرَابُلُسيّ الضّرير.
سَمِعَ: أَحْمَد بْن محمد بْن أَبِي الخناجر، وغيره. وعنه: ابن مَنْدَه، وأبو عبد الله بْن أَبِي كامل.
"حرف الخاء":
791- خَالِد بْن محمد بْن خَالِد بْن يحيى بْن محمد يحيى بْن حمزة3: أَبُو القاسم الحضْرميّ البَتَلْهيّ.
روى عَنْ: جده لأمّه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ. وعنه: ابن مَنْدَه، وتمّام الرّازيّ، وعبد اللَّه بْن بَكْر الطَّبَرانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، وغيرهم.
"حرف العين":
792- عَبْد اللَّه بْن خَالِد بْن محمد بْن رُسْتُم الرّاذانيّ الخانيّ: روى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن أَبِي مَسَرَّة المكّيّ، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل التِّرْمِذيّ، والصّائغ. روى عَنْهُ بالإجازة أَبُو نُعَيْم الحافظ.
793- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن إِسْحَاق بْن أَبِي كامل الأطْرَابُلُسيّ4: سَمِعَ: عَلِيّ بن عبد العزيز البغوي، ومحمد ابن عَلِيّ الصّائغ. وعنه: ابنه أبو عبد الله، وابن منده.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 236".
2 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 357".
3 تهذيب تاريخ دمشق "5/ 89".
4 معجم البلدان "1/ 217".(25/258)
794- عَبْد الرَّحْمَن بْن جَيْش1: أَبُو محمد الفَرغانيّ، ثمّ الدّمشقيّ الشّاغوريّ. روى عَنْ: زكريّا خيّاط السنة، وأحمد بْن عَلِيّ بْن سعَيِد المَرْوزِيّ، وإبراهيم بْن زُهَير الحُلْوانيّ، ومحمد بْن يحيى المَرْوزِيّ، وجعْفَر الفِرْيابيّ، وجماعة. روى عَنْهُ: تمّام، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر. وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر، وغيرهم. جَيْش: بالجيم والياء والمثلَّثة.
795- عَبْد الرَّحْمَن بْن القاسم: أَبُو الْحُسَيْن الفَسَويّ. حدَّث بشِيراز سنة نيِّفٍ وأربعين. عَنْ يعقوب بْن سُفْيَان.
796- عديّ بْن يعقوب2: أَبُو حاتم الطّائيّ الدّمشقيّ، خطيب قرية الحِمْيريَين. حدَّث عَنْ: جدّه لأمّه محمد بْن يزيد بْن عَبْد الصّمد، وجعفر بْن أَحْمَد بن عاصم.
وعنه: ابن مَنْدَه، وتّمام، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصْر، وغيرهم.
797- عَرَفَة بْن محمد بن الغمر الغسائي: أَبُو عَلِيّ الضّرّاب، مصريّ حافظ. عَنْ: أَحْمَد بن داود المكي، نحوه. قَالَ ابن يونس: كَانَ ثقة ثَبْتًا. تُوُفّي بعد الأربعين.
798- عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاق: أَبُو الْحَسَن البغداديّ الأصل، الْمَصْريّ. سَمِعَ: مِقْدَام بْن دَاوُد، وحبوس بْن رزق اللَّه، وغيرهما. وعنه: منير بْن أَحْمَد الخشّاب، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر النّحّاس.
799- عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن محمد الهَمَذَانيّ التّمّار: ويعُرف بابن قرموز. سَمِعَ: إبْرَاهِيم بْن دِيزِيل، ومحمد بْن معاذ دُران، وعمر بْن حفص السَّدُوسيّ، وجماعة. روى عَنْهُ: صالح بن أحمد الهَمَذَانيّ، وأبو بَكْر بْن لال، وأبو عبد الله الحاكم، والقاضي عَبْد الجبّار، وآخرون. لَهُ رحلة.
800- عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه البغداديّ العطّار: صاحب الحاكم.
سَمِعَ: عَلِيّ بْن حرب المَوْصِليّ. وعنه: الحاكم.
__________
1 مقدمة الروض البسام "27، 28"، الإكمال لابن ماكولا "2/ 355، 356".
2 مقدمة الروض البسام "30".(25/259)
801- عَليّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حبيب1: أَبُو أَحْمَد الحَبِيبيّ المَرْوزِيّ. سمع: سعيد بن مسعود، وعمار بن عبد الجبّار، ومحمد بْن الفضل البخاريّ، وجماعة. وكان له معرفة وحفظ، ولكنه يروي المناكير.
قال الخليليّ: ثنا عَنْهُ أبو عبد الله الحاكم، وسألته عَنْهُ: فقال: هُوَ أشهر فِي اللِّين عَنْ أن تَسْألني عَنْهُ. تُوُفّي سنة نَيِّفٍ وأربعين. قلت: بل تُوُفّي سنة إحدى وخمسين.
802- عَلِيّ بْن محمد2: أَبُو الحسن القزويني الحافظ، ويعرف بالمقبري. كَتَب بالشام، والعراق، وأصبهان. سَمِعَ: أَبَا خليفة، وطبقته.
803- عُمَر بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن شهاب العُكْبَريّ3:روى عَنْ: أَبِي الأحوص محمد بْن الهيثم. وعنه: ابن بُطَّة، ومحمود بْن عُمَر العُكْبَرِيّان. وثقَّه الخطيب.
804- عُمَرو بْن إِسْحَاق الْقُرَشِيّ الْبُخَارِيّ4: ولَقَبُهُ: مرس.
حدَّث ببغداد عَنْ: صالح بْن محمد جَزَرَة، ومحمد بْن حُرَيْث. وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وأبو بَكْر الورّاق وجماعة.
805- عَمْرو بْن محمد5: أَبُو الْعَبَّاس الفَزَاريّ المؤدِّب. دمشقي. سَمِعَ: يزيد بْن عَبْد الصمد، وأحمد بْن إبْرَاهِيم البُسْرِيّ. وعنه: تمّام الرّازيّ، وعبد الوهاب المَيْدانيّ.
"حرف الميم":
806- محمد بْن أَحْمَد بْن بِشْر6: أَبُو سعَيِد الهَمَذَانيّ. حدَّث بدمشق عَنْ: أَبِي خليفة، وعَبْدان، وجعفر الفِرْيابيّ، وأبي يعلى الموصلي. وعنه الْحَسَين الرّازيّ وهو أكبر منه، وابنه تمّام الرازي. وتوفي بالرملة بعد الأربعين.
__________
1 الأنساب "4/ 53"، ميزان الاعتدال "3/ 155"، لسان الميزان "4/ 258، 259".
2 التدوين في أخبار قزوين "3/ 402".
3 تاريخ بغداد "11/ 240".
4 تاريخ بغداد "12/ 226".
5 تاريخ دمشق "23/ 189".
6 مقدمة الروض البسام "35".(25/260)
807- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن أَبِي جُحُوش الخُرَيْميّ المُرّيّ1: أَبُو جُحُوش، خطيب دمشق. سمع: أَحْمَد بْن أنس، ومحمد بْن يزيد بْن عَبْد الصمد؛ وبنيسابور من: ابن خزيمة، والسراج. وعنه تمام الرازي، وعبد الواهب المَيْدانيّ.
808- محمد بْن أَحْمَد بْن عَرْفَجة2: أَبُو بكر القرشي الدمشقي. سمع. با زُرْعَة، ويزيد بْن عَبْد الصمد. وعنه: أبو عبد الله بْن مَنْدَه، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر، وتمّام.
809- محمد بْن أَحْمَد بْن مَحْمُوَيْه3: أَبُو بَكْر العسكريّ. سَمِعَ: أَبَا زُرْعَة الدّمشقيّ، ومحمد بْن خَالِد بْن خليّ، وعبيد اللَّه بْن رُمَاحس، وأحمد بْن بِشْر الصُّوريّ.
وعنه: عَبْد الواحد بْن محمد بْن شاه، وأبو الحسن بْن جُمَيْع، وعلي بْن أَحْمَد بْن عَبْدان، وأبو علي الحسين ابن محمد الرُّوذَبَارِيّ، وغيرهم.
810- محمد بْن أَحْمَد بْن مرشد4: أَبُو بَكْر بْن الزَّرِز الدّمشقيّ المقرئ. قرأ عَلي: هارون الأخفش.
قرأ عَلَيْهِ: عَبْد الباقي بْن السّقّا ثلاث خِتَم وقال: كَانَ من كبار خيار المسلمين، صابرًا عَلَى صيام الدّهر ولُزُوم الجماعة. قرأ عَلَى الأخفش قبل التسعين ومائتين رحمه اللَّه.
811- محمد بْن إبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم بْن مِهْران الثَّقْفيّ السّرّاج5: ابن أخي أَبِي الْعَبَّاس السّرّاج. وُلِد ببغداد، فسمع: محمد بن يونس الكديمي، والحارث بن أبي أسامة. وسكن بيت المقدس. وعنه: تمّام الرّازيّ، وابن أَبِي كامل الأطْرَابُلُسيّ وكان صدوقًا.
812- محمد بْن إبْرَاهِيم بْن سهل بْن حيّة6: أَبُو بكر الدمشقي البزاز،
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "3/ 243"، الأنساب "5/ 100"، المشتبه في أسماء الرجال "1/ 231".
2 مقدمة الروض البسام "36".
3 تاريخ بغداد "2/ 385"، الوافي بالوفيات "1/ 309".
4 غاية النهاية "2/ 88".
5 تاريخ بغداد "1/ 411".
6 الإكمال لابن ماكولا "2/ 327"، مقدمة الروض البسام "34".(25/261)
سَمِعَ: أَبَا زُرْعَة الدّمشقيّ، وإسماعيل بْن قيِراط، وعبد الرَّحْمَن بْن الرّوّاس، وعلي بْن غالب السَّكْسكيّ. وعنه: تمّام، وعبد اللَّه بْن بَكْر الطَّبَرانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر.
813- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن يَعْقُوب بْن زُوزَان1: قيده ابن ماكولا بِزايَين؛ أَبُو بَكْر الأنطاكيّ. مُحَدَّث رحّال، سَمِعَ: بِشْر بْن مُوسَى الأَسَدِيّ، ويوسف بْن يزيد القَرَاطِيسيّ، وزكريّا بْن يحيى خَياط السنة، وطبقتهم. وعنه: أَبُو أَحْمَد محمد بْن عَبْد اللَّه الدّهّان، وأبو محمد بن ذكوان، وابن جُمَيْع، وغيرهم.
814- محمد بْن إِسْحَاق السُّوسيّ2: حدَّث ببغداد.
عَنْ الْحَسَين بْن إِسْحَاق التُّسْتَرِيّ، وغيره.
وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وابن رزْقَوَيْه، وأبو الْحُسَيْن بْن الفضل. وأحاديثه مستقيمة.
815- محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُوسَى الرّازيّ3: سَمِعَ: أَبَا حاتم الرّازيّ.
وعنه: عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن دَاوُد الرّزّاز البغداديّ.
وهو آخر من حدَّث عَنْ أَبِي حاتم.
عاش بعد الخمسين، وقد سكن بغداد، وكان يؤدِّب. كُنيته أبو الحسين. وهو كذات ادَّعي لُقيّ مُوسَى بْن نصر صاحب جرير بْن عَبْد الحميد.
وقال: وُلِدتُ سنة سَبْعٍ وستين ومائتين؛ فأنكر أَبُو القاسم اللالكائيّ وغيره ذَلِكَ.
وقال مُوسَى: شيخ قديم.
قلتُ: روى عنه ابن رزقويه، وأبو علي بن شاذان.
قَالَ الخطيب: كَانَ غير ثقة، روى الأباطيل.
ثمّ ساق لَهُ الخطيب ستّة أحاديث باطلة بأسانيد الصِّحاح.
قَالَ: وذكر أنّه سَمِعَ من مُوسَى سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين.
816- محمد بْن جعفر بن هشام.
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "4/ 193"، تهذيب تاريخ دمشق "7/ 288"، السير "15/ 334".
2 تاريخ بغداد "1/ 258".
3 تاريخ بغداد "2/ 50-53"، ميزان الاعتدال "3/ 484، 485"، لسان الميزان "5/ 80، 81".(25/262)
أَبُو الْحَسَن بْن السّقّا الحلبيّ.
سَمِعَ: محمد بْن مُعَاذ دُران، وسليمان بْن المُعَافَى.
وعنه: عبد الرحمن بْن الطُّبَيْر السّرّاج.
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الْحَافِظِ بْنِ بَدْرَانَ: أَخْبَرَكُمْ أَحْمَدُ بْنُ الخَضِر الطاووسي، أنا حمزة بن أحمد السلمي سة خمس وَخَمْسِمِائَةٍ، أَنَا أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَحْمَدَ السَّرَّاجُ بِدِمَشْقَ، أَنَا محمد بْنُ جَعْفَرِ بْنِ السَّقَّا بِحَلَبٍ: ثَنَا محمد بْنُ مُعَاذٍ، ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا هِشَامٌ وَأَبَانٌ قَالَا: ثنا يَحْيَى، هُوَ: ابْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: "ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُستجابات لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْوَالِدِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ" 1.
قَالَ أبان فِي حديثه: "دعوة الوالد عَلَى ولده".
وَأَخْبَرَنَا بِهِ أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْمُعِزِّ بْن محمد، وزينب الشّعريّة قالا: أَنَا زاهر بْن طاهر، أَنَا إِسْحَاق بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوهّاب، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَجَلِيُّ: ثنا مُسْلِمُ بْن إبْرَاهِيم، فذكر الحديث.
أخرجه أَبُو دَاوُد، عَنْ مُسلْمِ، فوافقناه بعُلُوّ.
وأبو جعْفَر أنصاريّ من أهل المدينة.
817- محمد بْن الْحَسَن بْن الفَرَج2.
أَبُو بَكْر المقرئ الأنباريّ.
سَمِعَ: أَحْمَد بْن عُبّيْد اللَّه النَّرْسيّ، وإبراهيم بْن الهيثم البَلَدِيّ، وعبد اللَّه بْن الْحَسَن الهاشميّ.
وعنه: أَبُو بَكْر بْن مردويه، وأبو بكر الوراق، وأحمد بن الفرج بن حجاج،
__________
1 "حديث حسن": أخرجه البخاري في الأدب المفرد "32"، وأبو داود "1536"، والترمذي "1905"، وابن ماجه "3862"، وأحمد في المسند "2/ 258"، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح أبي داود "1536".
2 غاية النهاية "2/ 118، 119".(25/263)
وعلي بْن القاسم النّجّاد، والحسن بْن عَلِيّ الشابوريّ، وأبو عُمَر بْن أشتافنّا القاضي.
سكن البصرة بأخرة. حديثه فِي "الثَّقَفِيّات".
818- محمد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ الدّقّاق1.
أَبُو بَكْر البغداديّ. سَمِعَ: أَبَا مُسلْمِ الكَجّيّ، وأحمد بْن عَلِيّ الأبّار.
وكان ثقة.
وعنه: أَبُو الْحَسَن بْن رزْقَوَيْه، وغيره.
819- محمد بْن الْحَسَن بْن مَسْعُود2.
حدَّث ببغداد عَنِ: الكُدَيْميّ.
وعنه: ابن رزْقَوَيْه أيضًا.
820- محمد بْن سُلَيْمَان بْن حَيْدَرة3.
أَبُو عَلِيّ الأطْرَابُلُسيّ، أخو خَيْثَمَة.
سَمِعَ: يوسف بْن بحر القاضي، والعبّاس بْن الوليد البيروتيّ، وإسماعيل بْن حصْن، وجماعة.
وعنه: شهاب بْن محمد الصُّوريّ، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر، وأبو محمد بْن ذَكْوان البَعْلَبكِّيّ.
وتُوُفّي بعد الأربعين أو قبلها.
821- محمد بن العباس بن الفضيل4. أَبُو بكر البزاز.
نزل حلب، وحدَّث بها عَنْ: إِسْمَاعِيل القاضي، ومحمد بْن عثمان بْن أَبِي شَيْبة.
قَالَ الخطيب: حدَّث عَنْهُ غير واحد من الغرباء بأحاديث مستقيمة.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 208".
2 تاريخ بغداد "2/ 205".
3 تاريخ بغداد "14/ 305"، الأنساب "1/ 300".
4 تاريخ بغداد "3/ 116".(25/264)
وتوفي بعد سنة أربعين.
وعنه: عَلِيّ بْن محمد الحلبيّ.
822- محمد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن1.
أبو بَكْر من الْجُلَنْدَيّ المَوْصِليّ المقرئ.
قرأ عَلَى: جعْفَر بْن أَحْمَد بْن أسد النصيبيّ، والحسن بْن الْحُسَيْن الصّوافّ، وأحمد بْن سهل الأُشْنانيّ، ومحمد بْن إسماعيل القرشي صاحب السوسي، والفضل بْن أَحْمَد الزُّبَيْدِيّ صاحب خَلَف البزّاز، ومحمد بْن هارون التّمّار، وغيرهم.
واشتهر بالضبط والإتقان.
قرأ عليه: عَبْد الباقي بْن الْحَسَن بْن السّقّا، وغيره.
وله ذِكْر في "التيسير".
وقد صحب الجنيدي.
وسمع من: محمد بْن زكريّا الغُلابيّ، وأبي يَعْلَى المَوْصِليّ.
روى عَنْهُ: عبد الواحد بْن بَكْر الوَرَثَانيّ، وأحمد بْن منصور الشّيرازيّ الحافظ.
وكان يكون بطرسوس.
823- محمد بْن عيسى بْن أحمد2.
أبو عمر القزيني الحافظ.
قدم دمشق، القَزْوِينيّ الحافظ.
قدِم دمشق، وسكن بيت لِهْيا.
ودخل مصر، وحدَّث عَنْ: إدريس بْن جعْفَر العطّار، ومحمد بْن أيّوب بْن الضُّرَيْس، ومعاذ بْن المُثَنَّى، وأَبِي عَبْد الرَّحْمَن النَّسائيّ، وجماعة.
وعنه: تمّام الرّازيّ، وعَبْد الرَّحْمَن النّحّاس، ومنير بن أحمد.
ووثقه تمام.
__________
1 غاية النهاية "2/ 201".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 580، 581"، تذكرة الحفاظ "3/ 890، 891".(25/265)
824- محمد بن محمد بن جعفر1.
أبو الحَسَن بْن لَنْكك البصري النَّحْويّ الشاعر.
أخذ عَنْهُ: أَبُو الفتح عُبّيْد اللَّه بْن أَحْمَد النَّحْويّ، والحسن بن علي بن بشار السابوري، وأحمد بن الْحَسَن القَزْوِينيّ.
فمن شِعره:
لا تخدعْنك اللِّحَى ولا الصُّوَرُ ... تسعةُ أعشارِ مَن تري بَقَرٌ
فِي شَجَرِ السَّرْوِ منهم شَبَهٌ ... لَهُ وراء وما لهُ ثَمَرٌ
825- محمد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ.
أَبُو عَبْد اللَّه الهَرَويّ، نزيل مكّة.
سمع: إساق الدَّبَريّ.
وعنه: أَبُو منصور محمد بْن محمد الأَوْدِيّ.
826- محمود بْن زيد.
أَبُو عَلِيّ الهَمَذَانيّ.
سَمِعَ: إِسْحَاق الدَّبَريّ، وعلي بْن عَبْد العزيز البَغَوِيّ، وعُبَيْد بْن محمد الكَشْوَرِيَّ.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن الأنماطيّ، وأبو بَكْر بْن لال، وجماعة.
827- مُزَاحم بْن عَبْد الوارث بْن إِسْمَاعِيل2.
أَبُو الْحَسَن البصريّ العطّار.
حدَّث بدمشق عَنْ: محمد بْن زكريّا الغُلابيّ، وإبراهيم بْن فهد، وأبي مُسلْمِ الكَجّيّ، والحسين بْن حُمَيْد بْن الرّبيع.
وعنه: تمام الرازي، وصدقة بن الدلم، وأبو الخير أحمد بن علي الحمصي.
__________
1 الفرج بعد الشدة "1/ 2، 4/ 411"، وفيات الأعيان "5/ 382".
2 مقدمة الروض البسام "46".(25/266)
828- مُوسَى بْن سعَيِد الحنْظَليّ الهَمَذَانيّ1.
سَمِعَ: يحيى الكرابيسيّ، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل الصّائغ، وبشْر بْن مُوسَى. وعنه: صالح بْن أَحْمَد الحافظ، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وابن مَنْدَه، والحاكم. وكان يفهم هذا الشأن.
"حرف النون":
829- نظيف بْن عَبْد اللَّه2.
أَبُو الْحَسَن الحلبيّ المقرئ.
من جِلَّة المقرئين وكبارهم.
قرأ عَلَى: عَبْد الصمد بْن محمد العَيْنُونيّ سنة تسعين ومائتين ولم يكمل عَلَيْهِ، وسمع منه كتاب عَمْرو بْن الصّبّاح، عَنْ حفص.
وقرأ عَلَى: مُوسَى بْن جرير الرَّقّيّ، وأحمد بْن محمد اليَقْطِينيّ.
أخذ عَنْهُ: عَبْد الباقي بْن الْحَسَن، وعبد المنعم بْن غلْبُون، قاله الدّانيّ.
"حرف الياء":
830- يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن الحارث3.
أَبُو بَكْر بْن الزّجّاج الْقُرَشِيّ الدّمشقيّ الكاتب.
سَمِعَ: زكريّا خيّاط السنة، وأنس بْن السلم، وجماعة.
وعنه: ابن مَنْدَه، وتمّام، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن ياسر.
"الكنى":
831- أَبُو بَكْر الطَّمَسْتانيّ الفارسيّ4.
__________
1 تاريخ بغداد "13/ 59".
2 ميزان الاعتدال "4/ 264، 265"، غاية النهاية "2/ 341، 342"، لسان الميزان "6/ 166".
3 مقدمة الروض البسام "48".
4 حلية الأولياء "10/ 382"، طبقات الأولياء "353، 354".(25/267)
من أعيان مشايخ الطريق.
قَالَ السُّلَميّ: كَانَ منفردًا بحاله ووقته لا يشاركه فِيهِ أحد من المشايخ، ولا يُدانيه.
وكان الشّبْليّ يُجلُّهُ ويعرف لَهُ محلَّهُ.
صحِب إبْرَاهِيم الدّبّاغ، وغيره من مشايخ الفُرْس.
ورد نَيْسابور وتُوُفّي بها بعد سنة أربعين.
ومن كلامه: كلّ من استعمل الصّدق بينه وبين ربّه شغلهُ صدقُه مَعَ اللَّه عَنِ الْفراغ إلى خلْق اللَّه.
وقال: من فضّل الفقر عَلَى الغِنَى أو الغِنَى عَلَى الفقر فهو مربوطٌ بهما، وهما محلّ عِلَل.
وقال: النَّفْس كالنار إذا طُفيّ من جانب تأجَّج من جانب، وكذلك النَّفْس.
832- أَبُو الْعَبَّاس الدِّينَوَرِيّ1.
واسمه أَحْمَد بْن محمد.
صحِبَ يوسف بْن الْحُسَيْن، وعبد اللَّه الخّراز، وأبا محمد الْجَريريّ. وهو مِن أفتى المشايخ.
أقام بَنْيسابور يعِظ ويتكلّم بأحسن كلام. وتوفي بسمرقند بعد الأربعين.
ومن كلم أَبِي الْعَبَّاس: أدني الذِّكْر أن تنسى ما دونه، ونهاية الذِّكْر أن يغيب الذّاكر فِي الذكر عَنِ الذّكر، ويستغرق بمذكوره عَنِ الرّجوع إلى مقام الذّكْر. وهذا حالُ فناءِ الفناء.
833- أَبُو الخير التيناتيّ الأقطع2.
صاحب الكرامات رضي الله تعالى عنه.
__________
1 حلية الأولياء "10/ 383"، طبقات الأولياء "79، 80".
2 حلية الأولياء "10/ 377، 378"، المنتظم "6/ 376، 377"، صفة الصفوة "4/ 206"، سير أعلام النبلاء "16/ 22، 23"، طبقات الأوليا "190-195".(25/268)
وهو من أهل المغرب. نزل تينات من أعمال حلب.
وكان أسود اللون، سيّدًا من سادات الكَوْن.
قِيلَ: اسمه حمّاد بْن عَبْد اللَّه.
صحِب أَبَا عَبْد اللَّه بْن الجلاء؛ وسكن جيل لُبنان مدّةً.
حكى عَنْهُ: محمد بْن عبد اللَّه الرّازيّ، وأحمد بْن الْحَسَن، ومنصور بْن عَبْد اللَّه، الأصبهانيّ، وغيرهم.
قَالَ السُّلَميّ: كَانَ ينسج الخُوص بإحدى يديه لا يُدرى كيف ينسجه وله آيات وكرامات، تأوي السّباع إِلَيْهِ وتأنس بِهِ.
وقال القُشَيْريّ: كَانَ كثير الشّأن، له كرامات وفراسة جادة.
الشّأن، لَهُ كرامات وفراسة جادّة.
قَالَ القُشَيْريّ: قَالَ أَبُو الْحُسَيْن القَيْروانيّ: زرتُ أَبَا الخير التّيناتيّ، فلمّا ودعته خرج معي إلى بَابِ المسجد فقال: يا أَبَا الْحُسَيْن أَنَا أعلم أنك لا تحمل معك معلومًا، ولكن احمل معك هاتين التُّفّاحتين.
قَالَ: فأخذتهما ووضعتهما فِي جيبي وسرتُ، فلم يفتح لي بشيء ثلاثة أيّام، فأخرجتُ واحدةً وأكلتها، ثم أردتُ أن أخرج الثّانية فإذا هما فِي جيبي. فكنتُ كلّما أكلت واحدة وجدتهما بحالهما إلى أن وصلت باب الموصل، فقلت فِي نفسي إنّهما يفسدان عَلِيّ حال توكُّلي، فأخرجتهما من جيبي فنظرتُ، فإذا فقير مكفوف فِي عباءة يَقُولُ: أشتهي تفاحة.
فناولته إيّاهما. فلمّا عبرتُ وقع لي أنّ الشَّيْخ إنّما بعثهما إليه فرجعتُ فلم أجد الفقير.
وقال أَبُو نُعَيْم الحافظ: ثنا غير واحد ممّن لقي أَبَا الخير يَقُولُ: أن سبب قطع يده أنّه كَانَ عاهد اللَّه أن لا يتناول لشهوة نفسه شيئًا، فرأى يوما بجبل لكام شجرة زعرور، فأخذت منها غصنًا قطعه وأكل من الزَّعرُور، فذكر عهده فرماه. ثمّ كَانَ يَقُولُ: قطعتُ عضوًا من شجرة فقطع مني عضوًا.
وقال أَبُو ذَرٍّ عَبْد بْن أَحْمَد الحافظ: سَمِعْتُ ابن أَبِي الخير الأقطع بمصر يَقُولُ،(25/269)
وكان صالحًا، وسألته: لِمَ كَانَ أَبُوهُ أقطع؟ فذكر أنّه كَانَ عبدًا أسود قَالَ: فضاق صدْري، فدعوتُ اللَّه فأُعْتِقتُ، فكنتُ أجيء إلى الإسكندريّة فأحتطب وأتقوَّت بثمنه. وكنتُ أدخل المسجد وأقف على الحق. فسهَّل اللَّه تعالي عَلَى لسانهم ما كنتُ أريد أن أسأل عَنْهُ فأحفظه وأعمل بِهِ فسمعتُ مرّةً حكاية يحيى بْن زكريّا -عَليْه السَّلَامُ- وما عملوا بِهِ، فقلت فِي نفسي: إن اللَّه أبتلاني بشيءٍ فِي يدي صبرتُ.
ثمّ خرجت إلى ثغر طَرَسُوس، وكنتُ آكل المباحات، معي جحفة وسيف. وكنتُ أقاتل العدوَّ مَعَ النّاس، فآواني الليل غلى غارٍ، فقلتُ فِي نفسي: إنيّ أزاحم الطير في أكل المُبَاحات. فنويت أن لا آكل. فمررتُ بعد ذَلِكَ بشجرة، فقطعت منها شيئًا، فلمّا أردتُ أن آكلها ذكرتُ فرميته. ثمّ دخلت المغارة، فإذا قومٌ لصوص، فلم نلبث أن جاء صاحب الشرطة، فدخل الغار فأخذهم وأخذني معهم.
قَالَ: ثمّ إنهم قدموني بعد أن قطعوا أيديهم، فلمّا قدُمت قَالَ اللّصوص: لم يكن هذا الأسود معنا.
وكان أهل الثغر يعرفوني. فغطى الله تعالى عنهم أمري حتى قطعوا يدي. فلما مدّوا رِجْلي قلت: يا ربّ، هذه يدي قُطِعَتْ لعقدٍ عقَدْتُه، فما بال رِجْلي؟
قَالَ: فكأنّه كشف عَنْهُمْ فقالوا: هذا أَبُو الخير. واغتموا لي. فلمّا أرادوا أن يغمسوا يدي فِي الزَّيت امتنعت وخرجت، وبت بليلة عظيمة، ونمت قرأيت النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: يَا رسول اللَّه فعلوا بي وفعلوا. فأخذ يدي المقطوع فقبّلها، فأصبحتُ لا أجدُ ألم الجرح.
صَلَّى أَبُو الخير بأصحابه يومًا، فلمّا سلَّم قَالَ رجلٌ: لَحَنَ الشّيخ. فلمّا كَانَ نصف اللّيل خرج الرّجل ليبوّل، فرأي أسدًا والشّيخ يطعمه، فغُشيِ عَلَى الرجل. فقال الشَّيْخ: منهم من يكون لحْنُه فِي قلبه، ومنهم من يَلْحَن بلسانه.
رواها أَبُو سعْد السّمّان الحافظ عَنْ جماعة من شيوخه. ورواها الحاكم عَنْ أَبِي عثمان المغربيّ، وذكرها أَبُو القاسم القُشَيْريّ فِي الرسالة.
وقال أَبُو ذر الحافظ: سَأَلت عيسى كيف حديث السَّبُع؟ فقال: كَانَ أَبِي يخرج خارج الحصن وثم آجام كثير وسِباع. وكان أبي يضربٌ السَّبع ويقول: لا تؤذي أصحابي.(25/270)
فلمّا كَانَ ذات يومٍ قَالَ لي: ادخل القرية فأتنا بعَيْش فتركتُ ما أمرني بِهِ واشتغلت باللَّعِب مَعَ الصبيان وجئته العشاء، فغضب وقال: لأُبَيِّتَنَّك فِي الأَجَمَة.
فأخذني تحت إبطه وحملني إلى أجمةٍ بعيدة لا أهتدي للطّريق منها، ورماني ورجع. فلم أزل أبكي وأصيح، ثمّ أخذني النّوم فانتبهتُ سحرا، فإذا أَنَا بالسَّبُع إلى جنْبي وأبي قائمٌ يصلي. فلمّا فرغ قَالَ للسَّبُع: قُمْ فإنّ رزقك عَلَى الساحل. فمضي السَّبُع.
وقال السُّلَميّ: سَمِعْتُ منصور بْن عَبْد اللَّه الأصبهاني يَقُولُ: سمعتُ أَبَا الخير الأقطع يَقُولُ: دخلُت مدينة الرَّسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلَّمَ- وأنا بفاقة، فأقمتُ خمسة أيّام ما ذقتُ ذواقا، فتقدَّمت إلى القبر، وسلمتُ عَلَى النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وعلى أَبِي بَكْر وعمر وقلتُ: أَنَا ضيفك اللّيلة يا رسول اللَّه.
قَالَ: ونمتُ خلف المنبر، فرأيت فِي المنام رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ وَعُمَرُ عَنْ شِمَالِهِ، وعليّ بين يديه. فحرَكني عَلِيّ وقال: قم قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فقمتُ إِلَيْهِ وقبّلتٌ بين عينيه، فدَفع إلي رغيفًا فأكلت نصفه، وانتبهتُ، فإذا فِي يدي نصف رغيف.
قَالَ السُّلَميّ: سَمِعْتُ جدّي إِسْمَاعِيل بْن بُجيْر يَقُولُ: دخل عَلَى أَبِي الخير الأقطع بعضُ البغداديين وقعدوا يتكلّمون بشطْحهم فضاقَ صدره، فخرج. فلمّا خرج جاء السَّبُع فدخل البيت فسكتوا، وانضمّ بعضهم إلي بعض، فدخل أَبُو الخير فقال: أَيْنَ تِلْكَ الدَّعاوي؟
وعن أَبِي الْحُسَيْن بْن زيد قَالَ: ما كنّا ندخل عَلَى أَبِي الخير وفي قلبنا سؤال إلا تكلَّم علينا فِي ذَلِكَ الموضع.
ومن كلامه -رضي اللَّه عَنْهُ- قَالَ: ما بلغ احدٌ إلى حالة شريفة إلا بملازمة الموافقة، ومعانقة الأدب وأداء الفرائض، وصُحْبة الصّالحين، وخدمة الفقراء الصّادقين.
وقال: حرام عَلَى قلبٍ مأسور بحبّ الدّنيا أن يسيح فِي رَوْح الغيوب.
وقال السُّلَميّ: سمعتُ أَبَا الأزهر يَقُولُ: عاش أبو الخير مائة وعشرين سنة، ومات سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، أو قريب من ذلك، رحمه الله ورضي عنه.(25/271)
الفهرس العام للكتاب:
رقم الصفحة الموضوع
الطبقة الرابعة والثلاثون
"331-340هـ"
"أحداث سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة"
3 زواج ابن المتّقي ببنت ناصر الدّولة الحمدانيّ.
3 غزو الروم إلى أرزن وغيرها.
3 تضيق ناصر الدولة على المتقي.
3 استئمان الديلم لابن بويه.
3 هروب سيف الدولة وأخيه.
4 نزوح البغداديين إلى الشام ومصر.
4 خلعة المتقي لابن بويه.
4 ولادة مولود للقرمطي.
4 الحج هذا الموسم.
4 وزارة علي بن مقلة.
4 دخول توزون بغداد وإمرته.
5 الوحشي بين المتقي وتوزون.
5 عزل ابن مقلة.
5 وفاة بدر الخرشني.
5 وفاة سنان بن ثابت.
5 وفاة ابن عبدوس الجهشياري.
5 وزارة الإصبهاني.
"أحداث سنة اثنتين وثلاثين"
6 الحرب بين توزون والمتّقي.
6 مصالحة المتقي وتوزون.
7 عقد البلد لناصر الدولة.(25/273)
7 موت البريديّ.
7 ولاية ابن لؤلؤ إمرة دمشق.
7 إمرة المؤنسي على دمشق.
7 ولاية الحسين بن حمدان قنسرين والعواصم.
7 وصول الإخشيد إلى المتقي.
8 مقتل حمدي اللص.
8 دخول ابن بويه واسط.
8 إصابة توزون بالصرع.
8 امتناع الحج.
8 ترجمة أبي طاهر القرمطي.
9 تتمة أخبار القرمطي كما أثبتها الناسخ استجابة لأمر المؤلف الذهبي.
12 تسمية أمير الأندلس بأمير المؤمنين.
12 سبب قتل البريدي لأخيه.
"أحداث سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة"
12 قتل المتقي.
13 رواية المسعودي عن مقتل المتقي.
13 خلافة المستكفي.
13 صفة المستكفي بالله.
14 الحرب بين ابن بويه وتوزون.
14 وزارة أبي الفرج السامري ومصادرته.
14 وزارة ابن شيرزاد.
14 الحرب بين سيف الدولة والإخشيد.
14 الغلاء والجوع ببغداد.
15 قيام أبي الحسين البريدي مكان أخيه.
15 النزاع بين البريدي وأخيه.
15 قتل يانس.
15 غزوة سيف الدولة في الروم.(25/274)
"أحداث سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة"
16 وفاة توزون وطمع ابن شيرزاد بالإمارة.
16 زواج سيف الدولة ببنت أخي الإخشيد.
16 تلقب المستكفي بإمام الحق.
16 دخول ابن بويه بغداد ومبايعته الخليفة.
17 عناية ابن بويه بالشباب.
17 ولاية عتبة قضاء الجانب الشرقي.
17 خلع المستكفي بالله.
18 خلافة المطيع لله.
18 الغلاء ببغداد.
19 الحرب بين ناصر الدّولة ومعز الدّولة بن بويه.
19 امتناع الحج.
19 وفاة القاضي الخرقيّ.
19 وفاة الخرقيّ الحنبليّ.
19 وفاة توزون.
20 وفاة الإخشيد.
20 وفاة أبي القاسم صاحب المغرب.
20 مقاتلة ابن كيداد لأبي القاسم.
21 الإباضيّة.
22 وفاة الشبليّ.
22 وفاة الوزير علي بن عيسى.
"أحداث سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة"
22 عودة المطيع إلى دار الخلافة.
22 صرْف ابن أبي الشوارب عن القضاء.
22 امتلاك سيف الدولة دمشق.
23 مصالحة معزّ الدولة وناصر الدولة.
23 قيادة تكين الشيرازي للترك.
23 حبس ابن شيرزاد.(25/275)
23 هزيمة الترك.
23 استيلاء ابن بويه على الري والجبال.
23 امتناع الحج.
24 وثوب غلبون على مصر.
24 وزارة ابن الفرات بمصر.
24 الدعوة لسيف الدولة بطرسوس.
"أحداث سنة ست وثلاثين وثلاثمائة"
24 خروج المطيع لمحاربة البريديّ.
24 قدوم عماد الدّولة على أخيه معز الدّولة.
24 تكحيل صاحب خراسان أخويه وعمه.
25 ظفر صاحب المغرب بابن كيداد.
25 وفاة الصولي.
25 غارة الروم على أطراف الشام.
"أحداث سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة"
25 غرق بغداد.
25 استئمان أبي القاسم البريدي.
25 اختلاف معز الدولة وناصر الدولة وصلحهما.
25 امتلاك الروم مرعش.
26 امتناع الحج.
26 ولاية أبي المظفر دمشق.
"أحداث سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة"
26 ولاية عتبة قضاء القضاة.
26 وصول تقادم أنوجور إلى معز الدولة.
26 تحرك القرامطة.
26 امتناع الحج.
26 بناء المنصورية بالمغرب.
26 وفاة المستكفي بالله.
27 وفاة عماد الدولة الديلمي.(25/276)
27 ولاية شعلة إمرة دمشق.
"أحداث سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة"
27 استيلاء قراتكين على الري والجبال.
27 غزوة سيف الدولة وانهزامه.
27 رد الحجر الأسود.
28 وفاة الصيمري الكاتب.
28 تقليد المهلبي الكتابة.
28 مقتل عبد الله ابن الناصر لدين الله الأموي.
28 غزوة سيف الدولة وإيغاله في الروم.
"أحداث سنة أربعين وثلاثمائة"
29 مهاجمة صاحب عُمان البصرة.
30 إيغال سيف الدولة في بلاد الروم.
30 الحج هذه السنة.
30 إصلاح الحجر الأسود وتمكينه في الكعبة.
30 وفاة الكرخي شيخ الحنفية.
30 الزلازل بحلب والعواصم.(25/277)
ذكر من مات في هذه الطبقة الرابعة والثلاثين مرتبًا كل سنة على حروف المعجم
"سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
31 1- أحمد بن عمران الليموسكي.
31 2- أحمد بن محمد بن بكر الهزاني.
31 3- أحمد بن محمد بن الربيع بن سُليمان المرادي.
31 4- أحمد بن يزيد بن وركشين.
32 5- إبراهيم بن أحمد العجلي.
32 6- إبراهيم بن أحمد بن سهل.
32 7- إسماعيل بن يعقوب بن بهلول الأنباري.
"حرف ابلاء"
32 8- بكر بن أحمد بن حفص التنيسي الشعراني.
"حرف الجيم"
32 9- جعفر بن محمد بن يعقوب الشيرجي.
"حرف الحاء"
33 10- حبان بن موسى بن حبان الكلابي.
33 1- حبشون بن موسى بن أيوب.
33 12- حسن بن سعد بن إدريس بن خَلَف الكتامي.
"حرف العين"
34 13- العباس بن عبد الله السميع بن هارون الهاشمي.
34 14- عَبْد الله بْن الحسين بْن محمد بْن جمعة.
34 5- عبد الله بن محمد بن يحيى البغدادي.
34 6- عبد الله بن محمد بن منازل النيسابوري.
35 17- علي بن عبد الله بن البازيار.
35 8- علي بن محمد بن سهل الدينوري.
35 19- عيسى بن محمد بن أبي يزيد البلْخيّ.(25/278)
"حرف الميم"
35 20- محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة السدوسي.
36 21- محمد بن إبراهيم بن نومرد الدامغاني.
37 22- محمد بن إسحاق بن إبراهيم البغدادي.
37 23- محمد بن إسماعيل الفرغاني.
37 24- محمد بن إسماعيل القرطبي النحوي.
37 25- محمد بن حكم الزيات القرطبي.
38 26- محمد بن الحسين بن ماقولة المديني.
38 27- محمد بن العباس بن يونس المحاربي.
38 28- محمد بن علي بن الحسين بن أبي الحديد الصدفي.
38 29- محمد بن عمير الجهني.
38 30- محمد بن مخلد بن حفص الدوري.
38 31- محمد بْن يحيى بْن عُمَر بْن لُبَابة الأندلسي.
"حرف النون"
39 32- نصْر بن أحمد بن إسماعيل بن أسد بن سامان.
"حرف الهاء"
39 33- هارون بن يوسف بْن هارون بن ناصح الأسواني.
39 34- هناد بن السري بن يحيى التميمي.
"حرف الواو"
39 35- وثيمَة بن عمارة بن وثيمَةَ بن موسى بن الفرات.
"حرف الياء"
40 36- يزيد بْن الْحَسَن بْن يزيد.
40 37- يعقوب بن عبد الرحمن بن أحمد الْجَصَّاصِ.
40 38- يُونُسُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ بْنِ عبد الأعلى الصدفي.
"وفيات سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
41 39- أحمد بن إشكاب بن محمد الأصبهاني.
41 40- أحمد بن عامر بن بشر المروروذي.(25/279)
41 41- أحمد بن عُبادة بن علَكدة بن نوح الرعيني.
41 42- أحمد بن عبيد الله بن الحريص البغدادي.
41 43- أحمد بن عيسى الخواص.
41 44- أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن الكوفي.
42 45- أحمد بن محمد بن أبي سعيد الزاز.
44 46- أحمد بن محمد بن عمر بن أبان العبدي.
44 47- أحمد بن محمد بن الوليد التميمي.
44 48- أحمد بن محمد بن يعقوب البصري.
44 49- إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم الحنبلي.
45 50- إبراهيم بن محمد بن علي بن بَطحاء التميمي.
45 51- إسماعيل بن عمر بن الوليد القرطبي.
45 52- أيوب بن صالح بن سليمان المعافري.
"حرف الحاء"
45 53- الحسن بن سعد بن إدريس بن خلف الكتامي.
45 54- الحسن بن يوسف بن يعقوب بن ميمون الحدادي.
45 55- الحسين بن الحسن بن أحمد بن النضر بن حليم.
"حرف السين"
46 56- سعيد بن محمد بن نصر القطان.
46 57- سليمان بن أبي سعيد الجنابي القرمطي.
"حرف العين"
46 58- العباس بن محمد بن قوهيار.
46 59- عبد الله بن إسحاق المصري الجوهري.
47 60- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أبي سعيد البزاز.
47 61- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد المقرئ المالكي.
47 62- عبد العزيز بن أحمد بن الفرج الغافقي.
47 63- عبد العزيز بن قيس البصري.
47 64- عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عمرو النصري.
47 65- عمرو بن صالح.(25/280)
"حرف القاف"
47 66- القاسم بن داود بن سليمان بن مردانشاه.
"حرف الميم"
48 67- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي سعيد البغدادي.
48 68- محمد بْن إبراهيم بْن عَمْرو الْقُرَشِيّ السَّهميّ.
48 69- محمد بن بشر بن بطريق الزبيري.
48 70- محمد بن بكّار بن يزيد بن المَرْزبان.
48 71- محمد بن الحس بن يونس الهذلي.
49 72- محمد بن الحسين بن الحسن بن خليل القطان.
49 73- محمد بن زُفر المازني.
49 74- محمد بن سهل بن أسود الجملي.
49 75- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم بن ثابت الدمشقي.
49 76- محمد بن علي بن روبة.
49 77- محمد بن عمار العجلي العطار.
49 78- محمد بن عمران بن موسى الشرمغولي.
50 79- محمد بن محمد بن أبي حُذيفَةَ الدّمشقيّ.
50 80- محمد بن يزداد الشهرزوري الأمير.
50 81- محمد بن يونس بن إبراهيم بن النَّضر.
50 82- محمود بن إسحاق البخاري القواس.
"حرف الهاء"
50 83- هشام بن أحمد بن هشام بن عبد الله بن كثير الدمشقي.
"حرف الياء"
51 84- يعقوب بن إسحاق الهروي.
51 85- يوسف بن عبد الله التميميّ القفصيّ المالكيّ.
"وفيات سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
51 86- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الوهاب الشيباني.
51 87- أحمد بن إسماعيل بن جبريل بن الفيل.(25/281)
51 88- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بن المبارك الأموي.
52 89- أحمد بن علي بن رازح الخولاني.
52 90- أحمد بن عمرو بن جابر الطحان.
52 91- أحمد بْن محمد بْن إبراهيم بْن حَكِيم المديني.
52 92- أحمد بن محمد بن عاصم الحلواني.
52 93- أحمد بن محمد بن عبد الله الجوهري.
53 94- أحمد بن مسعود بن عمرو بن إدريس.
53 95- إبراهيم بن جعفر بن أحمد المتقي لله.
"حرف الحاء"
53 96- حاتم بن عَقيل بن المهتدي المراري.
53 97- الحسين بن محمد الخزاعي الزيات.
"حرف العين"
54 98- عُبيْد الله بْن محمد بْن يعقوب البخاري.
54 99- عبيد الله بن يعقوب بن يوسف الرازي.
54 100- علي بن أحمد بن نوكرد الأستراباذي.
54 101- علي بن إبراهيم بن معاوية النيسابوري.
54 102- عليّ بن الحسن بن أحمد بن فَرُّوخ الحراني.
54 103- عليّ بن محمد بن منصور بن قُريْش السني.
55 104- علي بن محمد بن المرزبان.
55 105- عمرو بن عبيد البلخي الصيدلاني.
"حرف الميم"
55 106- محمد بن أحمد بن تميم بن تمام الإفريقي.
55 107- محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي.
56 108- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن يَعْقُوب بن زوزان الأنطاكي.
56 109- محمد بن إسحاق بن عيسى التمار.
56 110- محمد بن حامد بن أحمد بن حمدويه.
56 111- محمد بن أبي الفتح القلانسي.
56 112- محمد بن محمد بن عبد السلام بن ثعلبة الخشني.(25/282)
56 113- محمد بن محمد بن وشاح اللخمي.
57 114- محمد بن محمد بن يونس الأبهري.
57 115- مذكور بن جعفر بن أحمد البلوي المؤذن.
57 116- مظفر بن أحمد بن حمدان المصري النحوي.
57 117- مغيرة بن راشد.
"حرف الياء"
57 118- يعقوب بن محمد بن عبد الوهاب الدوري.
"وفيات سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
58 119- أحمد بن حامد بن مخلد البغدادي.
58 120- أحمد بن عبد الله بن إسحاق الخرقي.
58 121- أحمد بن إسحاق بن عبد الله بن أبي قماش.
58 122- أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال السلمي.
59 123- أحمد بن ععلي بن سعيد الكوفي كاتب الوزير.
59 124- أحمد بن محمد بن أوس الهمداني.
59 125- أحمد بن محمد بن الحسن بن مرار الضبي الّصنوبريّ.
59 126- أحمد بن محمد بن إبراهيم الأصبهانيّ الصحاف.
60 127- أحمد بن محمد بن عصام القزويني.
60 128- أحمد بن محمد بن ياسين الهروي الحدادي.
"حرف الباء"
60 129- بَصير بن صابر بن داود البخاري.
"حرف الحاء"
60 130- حَسَّان بن عبد الله بن حسان الأندلسي.
60 131- الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني اليمني.
61 132- الحسن بن بويه أمير أصبهان.
61 133- الحسن بن محمد بن هارون الفرمي.
61 134- الحسين بن يحيى بن عياش المتوثي.(25/283)
"حرف السين"
61 135- سليمان بن إسحاق الجلاب.
"حرف العين"
61 136- عباد بن العباس بن عباد الطّالقانيّ.
61 137- عبد الله أمير المؤمنين الخليفة المستكفي بالله.
62 138- عبد الملك بن بحر بن شاذان الجلاب.
62 139- عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن بكير التميمي.
62 140- عبدوس بن الحسين بن منصور النيسابوري.
62 141- عثمان بن محمد بن علان بن أحمد الذهبي.
62 142- علي بن إسحاق بن البختري المادرائي.
63 143- علي بن حسن المري البجاني الأندلسي.
63 144- عليّ بن عيسى بن داود بن الجرّاح البغدادي.
63 145- عمر بن الحسين به عبد الله البغدادي الخرقي.
63 146- عمرو بن عبد الله بن درهم النيسابوري المطوعي.
"حرف الفاء"
65 147- فياض بن القاسم بن حُريْش الدمشقي.
"حرف الميم"
65 148- محمد بن إِبْرَاهِيم بن أبي صبيح المغربي.
65 149- محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري.
65 150- محمد بن طُغج بن جُف بن يلَتْكين بن فوران.
66 151- محمد بن عبد الله بن معاذ التيمي.
66 152- محمد بن عيسى الفقيه الحنفي.
67 153- محمد بن محمد بن أحمد الحاكم السلمي المروزي.
67 154- محمد بن محمد بن عباد النحوي.
67 155- محمد بن مطهر بن عبيد المصري.
67 156- محمد بن معاذ بن فهد الشعراني.
"حرف النون"
67 157- نزار محمد القائم بأمر الله.(25/284)
68 158- نصر بن محمد بن عبد العزيز الدلال.
"الكنى"
69 159- أبو بكر الشبلي.
"وفيات سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
71 160- أحمد بن محمد بن أبي سعيد الدوري البزاز.
71 161- أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يعقوب.
71 162- أحمد بن أبي أحمد الطبري.
71 163- أحمد بن الوليد بن عيسى الأسيوطي.
72 164- إبراهيم بن محمد بن خَلَف بن قُديد المصري.
"حرف الحاء"
72 165- الحسن بن حمويه.
72 166- حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي.
"حرف السين"
72 167- سعيد بن مروان الحضرمي الأندلسي.
72 168- سليمان بن عبد الله بن المبارك القرطبي.
72 169- سليمان بن عبد الملك القرطبي.
"حرف الشين"
73 170- شقيق بن محمد بن عبد الله الأنصاري.
"حرف العين"
73 171- عباد بن العباس بن عباد بن أحمد الوزير.
73 172- عبد الله بن الحسن الأندلسي الوشقي.
73 173- عبد الله بن حوثرة بن العباس الأمويّ.
73 174- علقمة بن يحيى بن علقمة المصري الجوهري.
73 175- علي بن محمد بن مهرويه القزويني.
74 176- علي بن محمد بن موسى البغدادي الأنباري.
"حرف الميم"
74 177- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله المروزي.(25/285)
74 178- مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الربيع بن سليمان الأسواني الشاعر.
75 179- محمد بن أحمد بن سليمان القواس.
75 180- محمد بن إسماعيل بن إسحاق بن بحر الفارسي.
75 181- محمد بن جعفر بن أحمد بن يزيد البغدادي المطيري.
75 182- محمد بن الحسين بن علي النيسابوري.
75 183- محمد بن حيان بن حمدويه.
76 184- محمد بن عمر بن حفص النيسابوري.
76 185- محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس الصولي.
"حرف الهاء"
77 186- هارون بن محمد بن هارون الضبي.
77 187- الهيثم بن كليب بن سريج الشاشي.
"وفيات سنة ست وثلاثين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
77 188- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله بن معاوية.
77 189- أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله بن المنادي.
78 190- أحمد بن الحسين بن داناج.
78 191- أحمد بن محمد بن يحيى بن مفرج القرطبي.
78 192- أحمد بن يوسف بن حَجّاج بن عُمَيْر الإشبيلي.
"حرف الحاء"
79 193- حاجب بن أحمد بن يرحم بن سفيان الطوسي.
79 194- حسن بْن عُبيد الله بْن محمد بْن عَبْد الملك القرطبي.
"حرف الزاي"
79 195- زند بن محمد بن خلف الشامي المصري.
"حرف العين"
80 196- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله الزهري.
80 197- عُبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله الهمداني.
80 198- علي بن الحسن بن علي الإصبهاني المظالمي.
80 199- عيسى بن محمد بن عيسى البلخي.(25/286)
80 200- عيسى بن مكرم الغافقي القرطبي.
"حرف الفاء"
81 201- الفضل بن محمد بن محفوظ المروروذي.
"حرف الميم"
81 202- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَحْمَد بن حماد الأثرم.
81 203- محمد بْن أحمد بْن إبراهيم بن قريش الحكيمي.
82 204- محمد بن أحمد بن محمد بن مَعْقِل الميداني.
82 205- محمد بن الحسن النيسابوري المحمداباذي.
82 206- محمد بن الحسن بن يزيد بن أبي خبزة.
82 207- مُحَمَّدُ بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن أسيد المديني.
83 208- محمد بْن يحيى بْن عُمَر بْن لُبَابة الأندلسي.
83 209- محمد بن يوسف بن ديزويه الدينوري.
83 210- مكي بن عجيف بن نصير النسفي.
83 211- موسى بن أحمد السوسي المغربي.
"وفيات سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
83 212- أحمد بن إسحاق بن إبراهيم الصيدلاني.
83 213- أحمد بن إسماعيل بن القاسم بن عاصم الصدفي.
84 214- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن دليل الأصبهاني.
84 215- أحمد بن عبد الله بن زكريا الجرجاني.
84 216- أحمد بن محمد بن سليمان الحنفي الصعلوكي.
84 217- أحمد بن نزار المغربي المالكي.
84 218- إبراهيم بن شيبان القرميسيني.
85 219- إبراهيم بن محمد بن أحمد بن هشام البخاري.
85 220- إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن يوسف البحري.
"حرف الباء"
85 221- بدر الخرشني الأمير.(25/287)
"حرف الحاء"
86 222- حبيب بن أحمد بن إبراهيم المعلم.
86 223- الحسن بن حمشاد بن سختويه التميمي.
"حرف الزاي"
86 224- زكريّا بن خطّاب بن إسماعيل الأندلسي.
"حرف العين"
86 225- عبد الله بن الفضل بْن محمد بن عقيل بْن خُوَيْلد.
86 226- عبد الغفار بن محمد السائح.
86 227- عدي بن أحمد بن عبد الباقي الأذني.
87 228- عمر بن يوسف بن موسى بن فهد الأندلسي.
87 229- عيسى بن زيد بن عيسى الهاشمي الطالبي.
"حرف الميم"
87 230- محمد بن إبراهيم بن نافع السجزي.
87 231- محمد بن الحسين بن محمد بن سعيد الواسطي.
87 232- محمد بن عبد الله بن سفيان المعمري.
88 233- مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الإصبهاني.
88 234- محمد بن علي بن عمر المذكر النيسابوري.
88 235- محمد بن عيسى بن رفاعة الخولاني.
89 236- محمد بن أبي المنظور عبد الله بن حسان الأندلسي.
"وفيات سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
89 237- أحمد بن إبراهيم الرازي الزاهد.
89 238- أحمد بن دحيم أو رحيم بن خليل القرطبي.
90 239- أحمد بن سليمان بن زبان الكندي.
90 240- أحمد بن شاذان بن إبراهيم بن الحكم البلخي.
90 241- أحمد بن محمد بن إسماعيل المصري النحوي.
91 242- أحمد بن محمد بن شعيب النيسابوري الشعبي.
91 243- أحمد بن محمد بن عبد البرّ بن يحيى القرطبي.(25/288)
91 244- إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم =إبراهيمك.
92 245- إبراهيم بن عبد الرزاق بن الحسن الأنطاكي.
92 246- إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت العبسي.
"حرف الباء"
93 247- بقاء بن سلامة بن محمد المصري.
93 248- بكار بن أحمد بن بكار بن سعيد السلمي.
"حرف الجيم"
93 249- جعفر بن أحمد بن الحارث بن شهاب المرادي.
"حرف الحاء"
93 250- الحسن بن حبيب بن عبد الملك الدمشقي.
94 251- الحسن بن عليّ بن الحسن بن مُقْلَة.
"حرف السين"
94 252- سليمان بن داود بن سليمان بن أيوب.
"حرف العين"
94 253- عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن أحمد العباسي.
94 254- العباس بن أحمد بن محمد بن الفرات.
95 255- علي بن أحمد بن الوليد المري الدمشقي.
95 256- عليّ بن بُوَيْه بن فَنّاخْسُرو بن تَمَام.
95 257- عليّ بن الحسين بن أحمد بن السَّفْر الجرشي.
95 258- علي بن داود بن أحمد الأذربيجاني المؤدب.
95 259- علي بن محمد بن أحمد بن حسن المصري.
96 260- عليّ بن حَمشاذ بن سَخْتَوَيْه بن نصر.
97 261- علي بن محمد بن عامر إمام جامع نهاوند.
"حرف القاف"
97 262- القاسم بن أبي صالح بُنْدار بن إسحاق.
"حرف الميم"
97 263- محمد بن إبراهيم بن حُبَيْش البغدادي المعدل.
97 264- محمد بن عبد الله بن دينار النيسابوري.(25/289)
98 265- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الملك بن أبي دليم.
98 266- محمد بن المسيب.
98 267- محمد بن يحيى بن زكريا الرازي القاضي.
"حرف الهاء"
98 268- هارون بن عبد العزيز بن الخليفة المعتمد على الله.
"حرف الياء"
98 269- يحيى بْن محمد بْن يحيى المروزي.
"وفيات سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
98 270- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن علي المصري الناقد.
99 271- أحمد بن محمد بن إبراهيم الطوسي البلاذري.
99 272- أحمد بن محمد بن داود الفقيه النّسّاج.
99 273- أحمد بن محمد بن عاصم الكراني.
99 274- أحمد بن محمد بن فَضَالَةَ بن غَيْلان الهمداني الحمصي.
100 275- أحمد بن هارون التبان الفقيه.
100 276- إبراهيم بن أبان بن رستة المديني.
"حرف الجيم"
100 277- جعفر بن أبي داود بن حمدان بن سليمان.
"حرف الحاء"
100 278- الْحَسَن بْن عَبْد الرَّحمن بْن إسحاق المصري.
100 279- الحسن بن عبد الله بن عياش.
100 280- الحسن بن محمد المصري الرياش.
101 281- الحسين بن أحمد بن الناصر العلوي.
101 282- الحسن بن إسماعيل الفارسي.
101 283- حفص بن عمر الأردبيلي.
"حرف السين"
101 284- سليمان بن يزيد القزويني.(25/290)
"حرف العين"
101 285- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن حمدويه بن نعيم بن الحكم.
102 286- عبد الرحمن بن سلمويه الرازي الفقيه.
102 287- عليّ بن عبد اللَّه بن يزيد بن أبي مطر المعافري.
102 288- علي بن محمد بن عامر النهاوندي.
102 289- عمر بن الحسن بن عليّ بن مالك الشيباني.
"حرف الميم"
103 290- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد العزيز بن منير الحراني.
103 291- محمد بن الحافظ أحمد بن عَمْرو العَتَكيّ البزار.
103 292- محمد القاهر بالله.
104 293- محمد بن إبراهيم بن حَمْدَوَيْه البخاريّ الفرائضيّ.
104 294- محمد بن بكر بن العوام الشيباني.
104 295- محمد بن حاتم بن خزيمة الأسامي الكشي.
104 296- محمد بن الحسين بن علي البلخي.
104 297- محمد بن طالب بن علي النسفي.
104 298- محمد بْن عَبْد الله بْن أحمد الإصبهانيّ الصّفّار.
105 299- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن يحيى بْن يحيى بن يحيى الليثي.
105 300- محمد بْن عَمْرو بْن البَخْتَرِيّ بْن مُدْرِك.
106 301- محمد بْن محمد بْن طَرْخَان بْن أَوْزَلَغ التركي.
107 302- محمد بن مروان بن زريق البطليوسي.
"وفيات سنة أربعين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
107 303- أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان بن عبدويه.
107 304- أحمد بن سعد بن عبد الرحيم الشاشي.
107 305- أَحْمَد بْن محمد بْن زياد بْن بِشْر بن درهم العنزي.
109 306- أَحْمَد بْن أَبِي بَكْر محمد بْن إِسْمَاعِيل بن مهران.
109 307- أحمد بن يعقوب بن أحمد بن مهران.
109 308- إبراهيم بن أحمد المروزي الشافعي.(25/291)
109 309- أسباط بن إبراهيم المديني المعدل.
109 310- إسحاق بن إبراهيم بن زيد سلمة التيمي.
"حرف الحاء"
110 311- الْحَسَن بْن يوسف بْن مُليح الطرائفي.
110 312- الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي.
110 313- الحسين بن صفوان بن إسحاق البرذعي.
"حرف السين"
110 314- سُلَيْمَان بْن محمد بْن سُلَيْمَان بن خالد العبدي.
"حرف العين"
110 314- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يعقوب بْن الحارثي.
111 316- عبد الرحمن بن إسحاق النهاوندي.
112 317- علي بن محمد بن أمد بن أبي العوام الرياحي.
"حرف القاف"
112 318- القاسم بْن أصبغ بْن محمد بن يوسف الأندلسي.
113 319- القاسم بْن فهْد بْن أَحْمَد بْن أَبِي هريرة المصري.
"حرف الميم"
113 320- مُحَمَّدُ بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الهروي.
113 321- محمد بن أحمد بن بالويه النيسابوري.
113 322- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بْن زيد المعدل.
114 323- محمد بْن إبْرَاهِيم بْن محمد بْن الْحُسَن الأصبهاني.
114 324- محمد بن جعفر بن إبراهيم المناسكي.
114 325- محمد بن حمزة بن أيوب اللخمي المصري.
114 326- محمد بن سعيد داود المديني.
114 327- محمد بن عبيد الله الحوتكي الحصار.
114 328- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن بالُوَيْه بْن زيد الشاماتي.
114 329- محمد بن عيسى بن بندار البغدادي الجصاص.
114 330- محمد بن ملاق بن نصر الأموي.
115 331- محمد بن يحيى الطائي الموصلي.(25/292)
115 332- محمد بن يحيى بن مهدي المصري الأسواني.
"الكنى"
115 333- أبو الحسن الكرخي.
116 334- أبو عمر الطبري الفقيه.
"ومن المتوفّين تقريبًا"
"حرف الألف"
116 335- أَحْمَد بْن إسماعيل العسكري المصري.
116 336- أحمد بن محمود بن طالب بن حيت.
116 337- أحمد بن مروان الدينوري المالكي.
117 338- أحمد بن يحيى بن سعد النيسابوري.
117 339- أَحْمَد بْن محمد بْن أَبِي يعقوب بْن الخليفة هارون.
117 340- أحمد بن هشام بن حميد الحصري.
"حرف الجيم"
117 341- جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن الأصبهاني.
"حرف الحاء"
118 342- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن إِسْحَاق.
118 343- الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي.
118 344- الْحَسَن بْن محمد بْن يزيد بْن محمد بن عبد الصمد الدمشقي.
118 345- حمدان بن عون الخولاني.
"حرف الخاء"
118 346- خالد بن محمد بن عبيد الدمياطي.
"حرف العين"
118 347- عبّاد بْن عبّاس بْن عبّاد الطالقاني.
119 348- عَبْد اللَّه بْن يعقوب بْن إِسْحَاق الكِرمْانيّ.
119 349- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن محمد البغدادي.
119 350- عَلِيّ بْن سعَيِد بْن الْحَسَن البغداديّ القّزاز.
119 351- علي بن محمد المري الدمشقي.
120 352- عمر بن أحمد بن مهدي والدارقطني.(25/293)
120 353- عمر بن سعد القراطيس.
120 354- عيسى بن محمد بن حبيب الأندلسي.
"حرف الميم"
120 355- محمد بن أحمد بن مخزوم البغدادي.
120 356- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن يَعْقُوب بن زوزان.
121 357- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن صفوة المصيصي.
121 358- محمد بْن سَعِيد بْن إِسْحَاق الأصبهاني القطان.
121 359- محمد بن عبد الله الشعيري النيسابوري.
121 360- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن جُبْلَة البغداديّ.
122 361- محمد بن الحسن بن يونس الكوفي المقرئ.
122 362- محمد بْن جعْفَر بْن محمد بْن المُسْتَفاض.
122 363- محمد بن جعفر بن محمد بن عصام الأنصاري.
122 364- محمد بن إسماعيل الرازي المؤدب.
122 365- محمد بن عبد الله الحربي المقرئ.
123 366- محمد بن علي بن محمد النيسابوري.
"حرف الياء"
123 367- يزيد بن إسماعيل الخلال.
123 368- يزيد بن محمد بن إياس.(25/294)
"الوقائع الكائنة في الطبقة الخامسة والثلاثين"
""أحداث سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة"
125 تعزيز القائلين بالتناسخ.
125 أخذ الروم سروج.
125 الحج هذه الموسم.
125 وفاة المنصور إسماعيل بن القائم.
126 وفاة أبي الخير التيناتي.
"أحداث سنة اثنين وأربعين وثلاثمائة"
126 أسر سيف الدولة لابن الدمستق.
126 محاربة ابن محتاج لابن بويه.
126 محنة ابن بهزاد السيرافي.
127 أسر ابن الدمستق.
127 وفاة الحسن بن طغج.
"أحداث سنة ثلاثٍ وأربعين وثلاثمائة"
127 وقعة سيف الدولة والدمستق.
127 خطبة ابن محتاج للمطيع.
127 مرض معز الدولة.
127 الوحشة بين أنوجور وكافور.
128 وفاة نوح بن نصر الساماني.
"أحداث سنة أربع وأربعين وثلاثمائة"
128 انعقاد إمرة الأمراء لبختيار.
128 مهاجمة صاحب خراسان لركن الدولة.
128 دخول ابن ماكان الديلمي إصبهان واعتقاله.
129 الوباء بالري.
129 إصابة ابن مقلة بالفالج.
129 عهد المطيع ولواؤه لصاحب خراسان.(25/295)
129 الزلزلة في مصر.
"أحداث سنة خمس وأربعين وثلاثمائة"
129 زيادة اقطاع الوزير المهلبي.
129 إيقاع الروم بأهل طرسوس.
129 خروج روزبهان الديلمي على معز الدولة.
130 غزوة سيف الدولة للروم.
130 غارة الروم عَلَى نواحي مَيّافارِقين.
130 وفاة أمّ المطيع لله.
"أحداث سنة ستٍّ وأربعين وثلاثمائة"
130 ظهور جبال وجزر في البحر.
130 الزلازل بالري.
130 الإنخساف بالطالقان.
131 وفاة أبي العباس الأصم.
"أحداث سنة سبع وأربعين وثلاثمائة"
131 عودة الزلازل بحلوان.
131 هجوم الجراد.
131 خروج الروم إلى آمد وغيرها.
131 شغب الترك والديلم على ناصر الدولة.
132 الوقعة بين الروم وسيف الدولة وهربه.
132 دخول معز الدولة الموصل.
132 وفاة القاضي ابن حذلم.
"أحداث سنة ثمانٍ وأربعين وثلاثمائة"
132 خلعة السلطنة لبختيار.
133 سرية محمد بن ناصر الدولة وأسره.
133 وقوع أَبِي الهيثم ابن القاضي أَبِي حصين في أسر الروم.(25/296)
133 غرق زوارق الحجاج.
133 موت ملك الروم.
133 دخول الروم طرسوس والهارونية.
133 خطب ابن نباتة الجهادية.
133 هرب ابن المطيع.
134 وفاة جماعة من الأعلام.
134 محاصرة جوهر المعزي لفاس.
"أحداث سنة تسع وأربعين وثلاثمائة"
134 إيقاع نجا غلام سيف الدولة بالروم.
134 الفتنة بين السُّنة والشيعة ببغداد.
134 ظهور أمر المستجير بالله ومقتله.
135 مرض معز الدولة.
135 غزوة سيف الدولة فِي بلاد الروم وكثرتهم عليه.
135 وفاة ابن ثوابة الكاتب.
135 وفاة أنوجور بن الإخشيد.
135 إسلام الترك.
135 بذل الهاشمي المال لتقلده القضاء.
135 وفاة الإمام حسان شيخ خراسان.
136 وفاة النيسابوري.
"أحداث سنة خمسين وثلاثمائة"
136 بناء معُزّ الدولة للدار الهائلة فِي بغداد.
136 تقليد ابن أبي الشوارب قضاء القضاة.
136 ضمان معز الدولة للحسبة والشرطة.
137 وفاة ابن مقاتل بمصر.
137 غزوة نجا غلام سيف الدولة لبلاد الروم.
137 انتزاع الروم أقريطش.(25/297)
137 وفاة القطان محدث بغداد.
137 وفاة الخطبي.
137 وفاة الهاشمي خطيب جامع المنصور.
138 وفاة عتبة الهمذاني.
138 وفاة فاتك المجنون.
138 وفاة الناصر لدين الله صاحب الأندلس.(25/298)
"المتوفون في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
138 369- أَحْمَد بْن أحْيَد الكرابيسيّ الْبُخَارِيّ.
139 370- أحمد بن عبد الله بن الفرج البرامي القرشي.
139 371- أَحْمَد بْن محمد بْن جعْفَر بْن حَمُّوَيْه الجوزي.
139 372- أحمد بن محمد بن عمرو المديني الحامي.
139 373- إسحاق بن عد الكريم الصواف.
140 374- إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده.
140 375- إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح البغدادي.
140 376- إسماعيل المنصور خليفة إفريقية.
"حرف الباء"
141 377- بِشْر بْن عَلِيّ بْن عُبّيْد بن عبيد الطليطلي.
"حرف الجيم"
141 378- جعْفَر بْن محمد بْن إبْرَاهِيم.
"حرف الحاء"
141 379- الْحَسَن بْن محمد بْن عَبْد الرحمن بن زرنك البخاري.
142 380- الحسين بن يحيى بن جزلان الدمشقي.
"حرف الزاي"
142 381- زيد بْن محمد بْن جعْفَر العامري.
"حرف السين"
142 382- سعَيِد بْن إبْرَاهِيم بْن مَعْقِل بن الحجاج.
"حرف الشين"
142 383- شعبة بن الفضل بن سعيد التغلبي.
"حرف العين"
142 384- عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بن حماد العسكري.
143 385- عبد الرحمن بن عمر بن سعيد البلوي الإسكندراني.
143 386- علي بن الحسين بن إسحاق التستري.(25/299)
143 387- علي بن محمد بن أحمد دلويه النيسابوري.
143 388- عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان بْن مطر العطار.
143 389- عُمَر بْن عَبْد العزيز بْن محمد بْن دينار الفارسيّ
143 390- عمرو بن محمد بن يحيى الدينوري.
"حرف الميم"
143 391- محمد بن أحمد النيسابوري الخفاف.
144 392- محمد بن أحمد بن الحسن المناديلي.
144 393- محمد بْن أيوّب بْن حبيب الرَّقّيّ الصَّمُوت.
144 394- محمد بْن جعْفَر بْن محمد بْن كامل الحضرمي.
144 395- محمد بن الحسين الزعفراني.
144 396- محمد بْن حُمَيْد بْن محمد بْن سُلَيْمَان بن معاوية الكلابي.
144 397- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد البَرّ التجيبي القرطبي.
145 398- محمد بن الحسن بن علي بن بكر بن هانئ النيسابوري.
1415 399- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النعمان الإسفرائيني.
145 400- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الوزير الجحافي.
145 401- محمد بن عبد الواحد بن شاذان الهمذاني البزاز.
145 402- محمد بن عيسى بن محمد الوسقندي.
145 403- محمد بْن عُمَر بْن سعْد بْن عَبْد الله بن الحَكَم الْمَصْريّ.
145 404- محمد بْن قُرَيش بْن سُلَيْمَان المروروذي.
146 405- محمد بْن النَّضْر بْن مُرّ بْن الحُرّ.
146 406- محمد بْن هِمْيان بْن محمد بْن عَبْد الحميد البغدادي الوكيل.
146 407- محمد بْن يحيى بْن أَحْمَد بْن عُبّيْد اللَّه القيرواني.
147 408- معبد بن جمعة الطبري الروياني.
147 409- منجح الأمير.
147 410- موسى بن هارون بن جعفر الأستراباذي.
"وفيات سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
147 411- أحمد بن إبراهيم الأندلسي.(25/300)
147 412- أحمد بن أسامة بن أحمد التجيبي.
148 413- أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن أيّوب بْن يزيد الصبغي.
149 414- أحمد بن جعفر البغدادي الصيدلاني.
149 415- أحمد بن عبيد بن إبراهيم الأسدي الهمذاني.
150 416- أحمد بْن علي بن أحمد بْن علي بْن حاتم التميمي.
150 417- إبراهيم بن المولد الرقي الزاهد.
150 418- إبراهيم بن عصمة بن إبراهيم النيسابوري.
151 419- إبراهيم بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن فراس العبقسي.
151 420- إبْرَاهِيم بْن محمد بْن إبْرَاهِيم بْن حاتم الحيري.
"حرف الحاء"
151 421- الْحَسَن بن طُغْج بْن جُفّ الفرغاني.
151 422- الْحَسَن بْن محمد بْن مُوسَى بْن إِسْحَاق بن موسى.
151 423- الحسن بن يعقوب بن يوسف البخاري.
"حرف الراء"
152 424- الربيع بْن محمد بْن الربيع بن سليمان الجيزي.
"حرف السّين"
152 425- سُلَيْمَان بْن أَحْمَد بْن محمد بن الوليد الرهاوي.
"حرف الشين"
152 426- شيطان الطاق المتكلم.
"حرف العين"
152 427- عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن شَوْذبَ.
153 428- عبد الله بن محمد بن قدامة الأصبهاني.
153 429- عَبْد الرَّحْمَن بْن حمدان بْن المَرْزُبان الهَمَذَانيّ.
153 430- عبد العزيز بن أحمد الوارق النيسابوري.
153 431- عَلِيّ بْن محمد بْن أبي الفهم دَاوُد بن إبراهيم التنوخي.
154 432- عيسى بْن محمد بْن مُوسَى بْن سقْلاب المصري.
"حرف القاف"
154 433- القاسم بْن القاسم بْن مهديّ المروزي السياري.(25/301)
155 434- القاسم بْن هبة اللَّه بْن المقدام بْن جبر المصري.
"حرف الميم"
155 435- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن علي بن سابور الأسواري.
155 436- محمد بْن دَاوُد بْن سُلَيْمَان النيسابوري الزّاهد.
156 437- محمد بْن ربيعة بْن محمد بْن ربيعة بن الوليد.
156 438- محمد بْن محمود بْن عنبر بْن نُعَيْم النسفي.
156 439- محمد بْن مُوسَى بْن يعقوب بْن عَبْد الله المأمون.
157 440- محمد بن طلحة بن منصور النيسابوري القطان.
"حرف النون"
157 441- نصر بْن محمد بْن يعقوب التغلبي الموصلي.
"وفيات سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
157 442- أَحْمَد بْن بالويْه النيسابوري العَفْصيّ.
157 43- أحمد بن زكريا بن يحيى الأندلسي.
157 44- أَحْمَد بْن الزّاهد أبي عثمان سعَيِد بْن إسماعيل الحيري.
157 445- أحمد بن سهل بن نوح الشطوي.
158 446- أحمد بن عبد الله بن سعيد الدبيلي.
158 447- إبراهيم بن مجبب العبدي النيسابوري.
"حرف الحاء"
158 448- الحسن بن إبراهيم الأسلمي الفارسي.
158 449- الحسن بن الحسين النيسابوري العابد.
158 450- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن إبْرَاهِيم الهاشمي الحسني.
158 451- الحسن بن عمران الحنظلي.
"حرف الخاء"
158 452- خيْثَمَة بْن سُلَيْمَان بْن حَيْدرة الأطرابلسي.
"حرف السين"
160 453- سعَيِد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد السمرقندي.(25/302)
"حرف الطاء"
160 454- طاهر بن أحمد البيهقي.
"حرف العين"
160 455- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أبي خلاد الطرائفي.
160 456- عبد الرحيم بن محمد بن مسلم المديني.
160 457- عثمان بْن شعبان بْن محمد بْن ربيعة.
160 458- علي بن سليمان السلمي الخررفي.
161 459- علي بن عمر بن يزيد الصيدناني القزويني.
161 460- علي بن الفضل بن إدريس الستوري.
161 461- عَلِيّ بْن محمد بْن محمد بْن عُقْبَة بن همام الشيباني.
161 462- عمرو بن محمد بن منصور النيسابوري.
"حرف الميم"
162 463- محمد بن أحمد بن هارون بن بندار بن الحريش.
162 464- محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن وهْب بْن عَبَّاس المصري.
162 465- محمد بن حامد بن الحارث البغدادي السراج.
163 466- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن محمد المقرئ.
163 467- محمد بن عبد الرؤوف بن محمد الأزدي القرطبي.
163 468- محمد بن علي العطوفي.
163 469- محمد بن القاسم بن محمد الكرخي الوزير.
163 470- موسى بن محمد بن هارون الأنصاري الزرقي.
"حرف النون"
164 471- نوح بْن نصر بْن أَحْمَد بن إسماعيل الساماني.
"وفيات سنة أربع وأربعين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
164 472- أحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن أحمد الأصبهاني الكيال.
164 473- أحمد بن الخضر بن أحمد النيسابوري.
164 474- أحمد بن سعد البغدادي.
164 475- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْدك الْجُرْجانيّ العدسي.(25/303)
164 476- أحمد بن عثمان بن بويان البغدادي القطان.
165 477- أحمد بن عيسى بن جمهور البغدادي الخشاب.
165 478- أَحْمَد بْن محمد بْن إبْرَاهِيم بْن مطِّرف الإستراباذي.
165 479- أحمد بن محمد بن إسحاق الشاشي.
166 480- أَحْمَد بْن محمد بْن مِسْوَر بْن عُمَر القرطبي.
166 481- أحمد بن محمد بن موسى بن بسير الكناني.
166 482- أَحْمَد بْن محمد بْن الْحَسَن بْن باباج البخاري.
166 483- أحمد بن محمد بن نصير بن عبد الله بن أبان.
166 484- أَحْمَد بْن المطلب بْن عَبْد اللَّه بْن الواثق بن المعتصم.
166 485- أحمد بن موسى الرازي الأندلسي.
167 486- إبراهيم بن أحمد بن فراس العبقسي.
167 487- إبراهيم بن مضارب النيسابوري.
167 488- إسحاق بن إبراهيم بن هاشم.
167 489- إِسْحَاق بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن سعَيِد بْن تميم المصري.
"حرف الباء"
168 490- بَكْر بْن محمد بْن العلاء البصري القشيري.
"حرف الجيم"
168 491- جعْفَر بْن محمد بْن محمد بن زراع.
168 492- جعفر بن هارون الدينوري النحوي.
"حرف الحاء"
168 493- الْحُسَن بْن زيد بْن الْحَسَن الجعفري.
169 494- الحسن بن وصاف.
"حرف العين"
169 495- عبد الله بن إبراهيم بن هرثمة الهروي.
169 496- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن محمويه الطهماني.
169 497- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هارون السمرقندي.
169 498- عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي.
169 499- عُبّيْد اللَّه بْن إدريس بْن عُبّيْد اللَّه بن يحيى الأندلسي.(25/304)
169 500- عثمان بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن زيد البغدادي السماك.
170 501- علي بن عيسى الوراق الهروي.
170 502- عمرو بن إسحاق بن السكن الأسدي.
"حرف الميم"
170 503- محمد بْن أَحْمَد بْن بُطَّة.
170 504- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن جعفر الحداد.
173 505- محمد بن أحمد بن سعيد الرازي المكتب.
174 506- محمد بْن إبْرَاهِيم بْن عُبّيْد اللَّه بْن سعيد بن كثير المصري.
174 507- محمد بْن إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم الْقُرَشِيّ الهَرَويّ.
174 508- محمد بن حامد بن مج القواريري.
174 509- محمد بْن الْحُسَيْن بْن محمد بْن ماهِيار الجرجاني.
174 510- محمد بن زكريا بن الحسين النسفي.
174 511- مُحَمَّدُ بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عتاب العبدي.
174 512- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يوسف النيسابوري.
175 513- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحسين الصبغي.
175 514- محمد بن عبد الله بن هشام المصري.
175 515- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن محمد المقرئ.
175 516- محمد بن عثمان بن ثابت الصيدلاني.
175 517- محمد بن علي بن الحسن السامري الوزير.
175 518- محمد بن عيسى بن الحسن التميمي البغدادي العلاف.
176 519- محمد بْن محمد بْن يوسف بْن الحَجّاج الطوسي.
176 520- محمد بْن يعقوب بْن يوسف الشَّيْبانيّ الحافظ.
177 521- مُسلْمِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عيسى بن حماد.
"حرف الهاء"
177 522- هارون بن عبد العزيز الأوراجي.
"حرف النون"
177 523- نوح بن خلف البجلي.(25/305)
"حرف الياء"
178 524- يحيى بن محمد القصباني.
178 525- يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن العنبر بن عطاء السلمي.
"الكنى"
178 526- أبو القاسم بن أبى الفوارس.
178 527- أبو وهب الزاهد.
"وفيات سنة خمس وأربعين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
180 528- أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن أيوب بن هارون النقاش.
180 529- أحمد بن سلمة بن الضحاك الهلالي.
180 530- أَحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن أيّوب بْن إِسْحَاق بن عبدة.
181 531- أحمد بن عبد الله بن سعيد الأندلسي.
181 532- أحمد بن عبدش الصرام.
181 533- أَحْمَد بْن عثمان بْن الفضل بْن بَكْر الربعي.
182 534- أَحْمَد بْن محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن نُعَيْم الطوسي.
182 535- أحمد بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم طباطبا.
182 536- أحمد بن محمد بن حكيم الشيرازي.
183 537- أَحْمَد بْن محمد بْن زكريّا بْن هلال المصري.
183 538- أَحْمَد بْن محمد بْن هشام بْن خَلَف القيسي.
183 539- أَحْمَد بْن محمد بْن يحيى الصَّدَفيّ الْمَصْريّ.
183 540- أحمد بن منصور بن شهريار.
183 541- أحمد بن منصور بن عيسى الحافظ.
183 542- إسحاق بن إبراهيم النعماني.
183 543- إسماعيل بن يعقوب بن إبراهيم البغدادي البزاز.
"حرف الباء"
184 544- بَكْر بْن محمد بْن حمدان.
"حرف الحاء"
184 545- الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن أَبِي هريرة.(25/306)
"حرف السين"
185 546- سعَيِد بْن عثمان بْن مُنازل.
"حرف الشين"
185 547- شعلة بن بدر الإخشيدي.
"حرف الصاد"
185 548- صالح بن إدريس البغدادي.
"حرف العين"
185 549- عبد الله بن إبراهيم بن واضح المديني.
186 550- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عيسى المَدِينيّ الخشاب.
186 551- عثمان بْن محمد بْن أَحْمَد بْن محمد الحذاء.
186 552- عَلِيّ بْن إبْرَاهِيم بْن سَلَمَةَ بْن بحر القزويني.
187 553- عليّ بْن جعْفَر بْن مُوسَى بْن الأشعث المصري.
"حرف الفاء"
187 554- فَرج بْن سَلَمَةَ بْن زُهير البلوي القرطبي.
"حرف الميم"
187 55- محمد بن أحمد الحداد.
187 56- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَمْرو المالكي التستري.
188 557- محمد بْن أَحْمَد بْن يوسف بْن بُرَيْد الطائي.
188 58- محمد بن جعفر بن محمد بن العلوي.
188 59- محمد بن الحسن بن حمويه بن حسين.
188 560- محمد بن حفص بن عمرو النيسابوري.
188 561- محمد بن العباس بن نجيح البغدادي البزاز.
188 562- محمد بْن عَبْد الواحد بْن أَبِي هاشم البغدادي.
190 563- محمد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن رُستْم البغدادي المادرائي.
191 564- محمد بن الحافظ عمر بن محمد بن بجير السمرقندي.
191 565- محمد بن معن بن هشام الفارسي.
191 566- مكرم بن أحمد بن مكرم البغدادي البزاز.
191 567- مُوسَى ابن العلامة إِسْمَاعِيل القاضي بْن إِسْحَاق الأزدي.(25/307)
"حرف الواو"
192 568- وهْب بْن جعْفَر بْن إلياس بن صدق.
192 569- المسعودي علي بن الحسين بن علي.
"وفيات سنة ست وأربعين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
192 570- أَحْمَد بْن بُهْزاد بْن مِهْران الفارسي السيرافي.
193 571- أَحْمَد بْن جعْفَر بْن أَحْمَد بْن مَعْبَد الأصبهاني.
193 572- أحمد بن عبد الله بن الحسن العدوي.
193 573- أَحْمَد بْن محمد بْن عَبْدُوس بْن سَلَمَةَ العنزي.
194 574- أَحْمَد بْن محمد بْن عَبْد اللَّه الهَرَويّ.
194 575- أحمد بن محمد بن عبد العزيز البلخي.
194 576- إبراهيم بن عثمان القيرواني.
194 577- إبراهيم بن محمد بن هشام البخاري.
194 578- إِسْحَاق بْن أَحْمَد بْن محمد بْن إبْرَاهِيم البكاذي.
"حرف الباء"
195 579- بُنْدار بْن يعقوب بْن إِسْحَاق الشيرازي.
"حرف التاء"
195 580- تميم بن خيران.
"حرف الجيم"
195 581- جعْفَر بْن محمد بْن أَحْمَد.
"حرف الحاء"
195 582- الْحَسَن بْن محمد بْن إِسْحَاق بن الأزهر الإسفرائيني
195 583- الحسين بن أيوب الهاشمي.
"حرف السين"
196 584- سعيد بن فحلوان إلبيري.
"حرف العين"
196 585- عبد الله بن إبراهيم بن واضح الأصبهاني.
196 586- عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني.(25/308)
197 587- عبد الله بن فارس العمري البلخي.
197 588- عبد الله بن مسرور الحجام المالكي.
198 589- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سيان الأصبهاني.
198 590- عَبْد الصمد بْن عَلِيّ بْن محمد بْن مكرم الطستي.
198 591- عَبْد المؤمن بْن خَلَف بْن طُفَيْلِ بْن زيد التميمي.
199 592- عبيد الله بن أحمد بن البلخي.
199 593- علي بن الحسين بن الخليل بن شاذويه.
199 594- عُمَر بْن الْحَسَن بْن عَبْد العزيز بْن عبد الله الهاشمي.
199 595- عمر بن زكريا البزاز.
200 596- عُمَر بْن محمد بْن أَحْمَد بْن الحدّاد العطار.
"حرف الميم"
200 597- محمد بْن أَحْمَد بْن محبوب بْن فُضَيْل المروزي.
200 598- محمد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي.
200 599- محمد بْن بَكْر بْن محمد بْن عَبْد الرزاق البصري التمار.
201 600- محمد بن سهيل بن بسام البخاري.
201 601- محمد بن عبد الله بن إبراهيم الزاهد.
201 602- مُحَمَّدُ بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن محمد بن مطرف المدني.
201 603- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زياد النيسابوري.
201 604- محمد بْن عُبّيْد اللَّه بْن أَبِي الورد.
201 605- مُحَمَّد بْن القَاسِم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن قاسم النيسابوري.
202 606- محمد بن القاسم بن هارون المصري الخباز.
202 607- محمد بن محمد بن حامد الترمذي.
202 608- محمد بن محمد بن الحسن الكارزي.
202 609- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حمزة بن جميل البغدادي.
202 610- محمد بن يعقوب بن يوسف بن عقل بن سنان.
"حرف الواو"
206 611- وَهْبُ بْن مَسَرَّة بْن مُفّرج بن بكر التميمي.(25/309)
"وفيات سنة سبع وأربعين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
207 612- أَحْمَد بْن إبراهيم بْن محمد بن جامع المصري السكري.
207 613- أَحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن أيّوب بْن دَاوُد الأسدي الدمشقي.
208 614- أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عَبْد الجبّار بْن جبرويه.
208 615- أَحْمَد بْن الفضل بْن الْعَبَّاس بْن خُزَيْمَة.
208 616- أَحْمَد بْن محمد بْن عَبْد الملك بْن أيمن الأندلس.
208 617- إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن الفضل بْن محمد بن المسيب النيسابوري.
"حرف الجيم"
209 618- جعفر بن هشام الكندي.
"حرف الحاء"
209 619- الحُسَيْن بْن أحمد بْن يحيى بْن الحُسَيْن العلوي.
209 620- حمزة بن محمد بن العباس الدهقان.
"حرف الزاي"
210 621- الزُّبَيْر بْن عَبْد الواحد بْن محمد بن زكريا الأسداباذي.
"حرف الضاد"
210 622- الضحاك بن يزيد السكسكي.
"حرف الطاء"
210 623- طاهر بن محمد بن عبد الله بن خالد المزني.
"حرف العين"
211 624- عَبْد الأعلى بْن أَحْمَد بْن يونس بن عبد الأعلى الصدفي.
211 625- عَبْد اللَّه بْن بِشْران بْن محمد بْن بشر الأموي.
211 626- عبد الله بن جعفر بن درستويه بن المرزبان.
212 627- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن شهاب العكبري.
212 628- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بن راشد البجلي.
212 629- عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي.
213 630- علي بن إبراهيم بن عقار البخاري.
213 631- علي بن أحمد بن سهل البوشنجي.(25/310)
214 632- عَلِيّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عيسى بْن زيد بن مأتى.
"حرف القاف"
214 633- القاسم بْن سعْدان بْن إبْرَاهِيم بن عبد الوارث.
214 634- القاسم بن عبد الله بن شهريار.
214 635- القاسم بْن محمد بْن محمد بْن عَبْدُوَيْه.
"حرف الميم"
215 636- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحَسَن بْن عُمَر بْن بشير بْن الفَرُّخَان الثَّقفيّ.
215 637- محمد بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن مُصْلِحٍ.
215 638- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بْن سهل النيسابوري.
215 639- محمد بن إبراهيم بن الفضل الهاشمي.
215 640- محمد بن جعفر بن محمود الهروي.
216 641- مُحَمَّد بْن الْحُسَن بْن عَبْد اللَّه بْن عليّ بن أبي الشوارب.
216 642- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عبد الله بن الجنيد.
216 643- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَرو القَرْطميّ الأصبهاني.
216 644- محمد بْن القاسم بْن معروف بْن حبيب بن أبان.
217 645- محمد بْن محمد بْن أحْيَد بْن مجاهد البلخي.
17 646- محمد بن هشام بن عدبس الكندي.
217 647- محمد بْن أَبِي زكريّا يحيى بْن النُّعْمان الهمذاني.
"حرف الْيَاءِ"
218 648- يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سريج البخاري.
"الكنى"
218 649- أَبُو محمد بْن عَبْدك البصْريّ الحنفيّ.
"وفيات سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
218 650- أحمد بْن سلْمان بْن الْحَسَن بن إسرائيل البغدادي.
219 651- أحمد بن عبد الله بن أحمد اللؤلؤي القرطبي.
219 652- أحمد بن عمر بن حاتم.
219 653- أَحْمَد بْن القاسم بْن معروف بْن أَبِي نصر التميمي.(25/311)
219 654- أحمد بن محمد الخارزنجي البستي.
220 655- إبراهيم بن محمد بن بندار الطبري.
"حرف الباء"
220 656- بَكْر بْن محمد بْن حمدان المروزي الصيرفي.
220 657- بكر بن عبد الرحمن المصري البهنسي.
"حرف الجيم"
220 658- جعْفَر بْن محمد بْن نُصَير بن قاسم البغدادي.
"حرف العين"
221 659- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن ذيزويه الدمشقي.
221 660- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن علي بْن الحسن بن إبراهيم.
222 661- عبد الله بن زكريا بن يحيى القهندزي.
222 62- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن الخصيب بن الصقر.
222 663- عبد الرحمن بنمحمد بن عمر بن يحيى القرمطي.
223 664- عبيد الله بن محمد بن جعفر الأزدي البغدادي.
223 665- عثمان بن القاسم بن أبي نصر بن معروف بن حبيب.
223 66- علي بن محمد الزويني بادويه.
223 67- علي بن محمد بن الزبير القرشي.
224 668- عُمَر بْن حفص بْن عَمْرو بْن نجيح الخولاني.
"حرف الفاء"
224 69- فارس بن محمد الغوري.
"حرف القف"
224 670- القاسم بن سالم الإخباري.
"حرف الميم"
224 671- محمد بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاق بن بهلول الأنباري.
224 672- محمد بْن أَحْمَد بْن تميم القنْطَريّ البغداديّ.
225 673- محمد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن جرادة الحافظ.
225 674- محمد بن أحمد بن عيسى بن عبدك الرازي.
225 675- محمد بْن أَحْمَد بْن مُوسَى بْن زِيرَك التميمي.(25/312)
225 676- محمد بن أحمد بن منهال الحنفي.
225 677- محمد بن إبراهيم بن يوسف النيسابوري الزجاجي.
225 678- محمد بْن جعْفَر بْن محمد بْن فضالة البغدادي الأدمي.
225 679- محمد بْن جعْفَر بْن أَحْمَد بْن مُوسَى البستي.
226 680- محمد بْن الحارث بْن أبيض بْن الأسود.
226 681- محمد بن حامد بن محمود النيسابوري القطان الشاماتي.
226 682- محمد بن حمدون بن بخار البخاري.
226 683- محمد بن سليمان بن محمد النيسابوري الأبزاري.
227 684- محمد بن سمعان بن إسماعيل السمرقندي.
227 685- محمد بن عبد الله بن ممشاذ الأصبهاني القارئ.
227 686- محمد بن محمد بن الحسن الشيباني.
227 687- المظفر بن يحيى.
"وفيات سنة تسع وأربعين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
227 688- أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن نِيخَاب الطيبي.
228 689- أحمد بن الحسن بن ماجة القزويني.
228 690- أَحْمَد بْن عثمان بْن يحيى بْن عَمْرو البغدادي.
228 691- أحمد بن الفضل البهرامي الدينوري المطوعي.
228 692- أحمد بن كردوس بن مسعود التنيسي.
229 693- أحمد بن محمد بن جعفر بن ثوابة.
229 694- أَحْمَد بْن محمد بْن الْحُسَيْن بْن السّنْديّ.
230 695- أحمد بن محمد بن يحيى بن الأصبهاني القصار.
230 696- أبان بْن عيسى بْن محمد بْن عَبْد الرحيم الغافقي.
230 697- إبْرَاهِيم بْن محمد بْن صالح بْن سِنان القرشي.
230 698- أزهر بن أحمد الخرقي.
"حرف الحاء"
230 699- حسّان بْن محمد بْن أَحْمَد بن هارون القرشي.
232 700- الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن يزيد بْن دَاوُد النيسابوري.(25/313)
"حرف السين"
233 701- سعيد بن محمد بن أَحْمَد الذهلي.
"حرف العين"
234 702- العباس بن محمد بن إسرائيل الجوهري.
234 703- عبد الله بن أحمد بن سعد النيسابوري البزاز.
234 704- عبد الله بن إسحاق الخراساني.
234 705- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن كعب الكعبي.
235 706- عَبْد الواحد بْن عُمَر بْن محمد بْن أبي هاشم البغدادي.
235 707- علي بن إبراهيم الطغامي.
235 708- علي بن عمر البغدادي الدقاق.
236 709- علي بن المؤمل بن الحسن بن عسى بن ماسرجس.
"حرف الميم"
236 710- مُحَمَّدُ بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بن سليمان الأصبهاني.
236 711- محمد بن أحمد بن خالد المصري الإعدالي.
237 712- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن حمدويه الصفار.
237 713- محمد بن أحمد بن علي البغدادي النحوي.
237 714- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْرويْه البغداديّ.
237 715- محمد بن علي بن الحسين الدينوري الزاهد.
237 716- محمود= أنوجور بن الإخشيد.
"وفيات سنة خمسين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
238 717- أحمد بن الحسين البصري الحافظ "شعبة".
238 718- أَحْمَد بْن سعَيِد بْن حزْم بْن يونس الصدفي.
238 719- أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن شاذان النيسابوري.
240 720- أحمد بن الفضل بن شبابة الهمداني الكاتب.
240 721- أَحْمَد بْن كامل بْن خَلَف بْن شَجَرَة.
241 722- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن زياد بن عباد القطان.
241 723- أحمد بن محمد بن فطيس القرشي.(25/314)
241 724- أَحْمَد بْن محمد بْن عبدان بْن فضال الأسدي.
242 725- إبْرَاهِيم بْن محمد بْن إبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بن عيسى الباجي.
242 726- إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن إِسْمَاعِيل بْن يحيى البغدادي الخطبي.
242 727- إسماعيل بن شعيب النهاوندي.
"حرف التاء"
243 728- تمّام بْن محمد بْن سُلَيْمَان الهاشمي.
"حرف الثاء"
243 729- ثبات بْن عَمْرو بْن ميمون البجلي البغدادي.
"حرف الحاء"
243 730- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن عُبّيْد البغدادي الخلال.
243 731- الحسن بن القاسم الطبري.
243 732- الحسين بن علي الزيات.
"حرف السين"
244 733- سَلم بْن الفضْل بْن سَهْل الأدمي.
244 734- سليمان بن محمد بن ناجية النيسابوري.
244 735- عَبْد الله بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بن عيسى.
244 736- عَبْد الرَّحْمَن بْن سَيما بْن عَبْد الرَّحْمَن المجبر.
245 737- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن مُحَمَّد الأموي المرواني.
247 738- عبد الملك بن نوح بن نصر بن أحمد بن إسماعيل.
247 739- عُتْبَة بْن عُبّيْد الله بْن مُوسَى بْن عبيد الله الهمذاني.
247 740- عُمَر بْن أحمد بْن أَبِي مُعَمِّر الدُّوريّ الصفار.
"حرف الفاء"
247 741- فاتك المجنون الرومي.
"حرف الميم"
248 742- محمد بْن أَحْمَد بْن الخطّاب البغدادي البزار.
248 743- محمد بن أحمد بن خنب البغدادي الدهقان.
249 744- محمد بْن أَحْمَد أَبُو بَكْر القُرْطُبيّ اللُّؤْلُؤيّ.
249 745- محمد بن حيكان بن عبد الله السنجوري.(25/315)
249 746- محمد بْن زكريّا بْن يحيى بْن دَاوُد بن مسبح البغدادي.
249 747- محمد بن علي بن الهيثم بن علوان.
250 748- محمد بْن المؤمّل بْن الحَسَن بْن عيسى بْن ماسرجس.
250 749- محمد بْن يوسف بْن يعقوب بْن حفص بن يوسف الكندي.
250 750- معبد بن جمعة بن خاقان.
"حرف الهاء"
251 751- هبة الله بن جعفر البغدايد المقرئ.
251 752- هبة الله بن محمد بن حبش البغدادي الفراء.
"المتوفون فِي هذه الحدود تقريبًا"
"حرف الألف"
251 753- أحمد بن إبراهيم بن غالب البلدي.
251 754- أحمد بن إسحاق الحلبي الحنفي.
252 755- أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن محمد بْن الفضل بن جابر السقطي.
252 756- أحمد بن الحسن بن سهل الفارسي.
252 757- أحمد بن حيد بن أبي العجائز سعيد الأزدي.
252 758- أحمد بن خلف السابح.
252 759- أَحْمَد بْن زكريّا بْن يحيى بْن يعقوب المقدسي.
252 760- أحمد بن صالح البغدادي المقرئ.
253 761- أحمد بن عبيد الله بن إسماعيل الصفار.
253 762- أَحْمَد بْن عُبّيْد بْن أَحْمَد بْن عُبّيْد بن سعيد الرعيني.
253 763- أَحْمَد بْن عُبّيْد اللَّه بْن حمدان بْن صالح البغدادي.
253 764- أحمد بْن علي بن أحمد بْن علي بْن حاتم التميمي.
253 765- أحمد بن علي بن عبد الجبار البغدادي.
254 766- أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عُمَر بْن حُبَيْش الرازي.
254 767- أحمد بن محم بن أحمد بن صالح التميمي البزاز.
254 768- أحمد بن محمد بن سهل البغدادي.
254 769- أحمد بن محمد بن شجاع البغدادي الضراب.
254 770- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن هلال السلمي.(25/316)
255 771- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الصّمد بْن يزيد الرازي.
255 772- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عمرو النصري.
255 773- أحمد بن محمد الطبرستاني.
255 774- أحمد بن محمد الواشقي الهروي.
255 775- أَحْمَد بْن مكحول محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد السّلام البيروتي.
255 776- إبراهيم بن حاتم بن مهدي التستري البلوطي.
256 777- إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق الوراق.
256 778- إبراهيم بن علي بن أحمد البصري الحنائي.
256 779- إسحاق بن إبراهيم الفارابي اللغوي.
256 780- إِسْحَاق بْن محمد بْن عَلِيّ بْن خَالِد الكوفيّ.
256 781- إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الرازي.
256 782- إسماعيل بن محمد بن محفوظ.
"حرف الباء"
256 783- بكر بن أحمد النحاس.
257 784- بلال بن المبارك الحقلي.
"حرف الجيم"
257 785- جعْفَر بْن محمد بْن قَضاء البصري.
"حرف الحاء"
257 786- الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن عُمَيْر بن جوصا.
257 787- الحسن بن داود الكوفي النحوي النقار.
257 788- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن إِسْحَاق بْن شيرزاذ.
258 789- الحسن بن علي بن الوثاق.
258 790- الحسين بن محمد بن سنان الأطرابلسي الضرير.
"حرف الخاء"
258 791- خَالِد بْن محمد بْن خَالِد بن يحيى الحضرمي البتهلي.
"حرف العين"
258 792- عَبْد اللَّه بْن خَالِد بْن محمد بن رستم الراذاني الخاني.
259 793- عَبْد الله بْن محمد بْن إِسْحَاق بْن أبي كامل الأطرابلسي.(25/317)
259 794- عَبْد الرَّحْمَن بْن جيش الفرغاني الشاغوري.
259 795- عبد الرحمن بن القاسم الفسوي.
259 796- عدي بن يعقوب الطائي الدمشقي.
259 797- عرفة بن محمد بن الغمر الغساني.
259 798- علي بن أحمد بن إسحاق البغدادي.
259 799- عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن محمد الهَمَذَانيّ التّمّار.
259 800- علي بن عبد الله البغدادي العطار.
260 801- عَليّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حبيب الحبيبي.
260 802- علي بن محمد القزويني المقبري.
260 803- عُمَر بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن شهاب العكبري.
260 804- عمرو بن إسحاق القرشي البخاري.
260 805- عمرو بن محمد الفزاري المؤدب.
"حرف الميم"
260 806- محمد بْن أَحْمَد بْن بِشْر الهمذاني.
261 807- محمد بْن أَحْمَد بْن أَبِي جُحُوش الخُرَيْميّ.
261 808- محمد بن أحمد بن عرفجة القرشي الدمشقي.
261 809- محمد بن أحمد بن محمويه العسكري.
261 810- محمد بن أحمد بن مرشد الدمشقي.
261 811- محمد بْن إبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم بْن مِهْران الثَّقْفيّ.
261 812- محمد بْن إبْرَاهِيم بْن سهل بْن حيّة الدمشقي.
262 813- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن يَعْقُوب بن زوزان.
262 814- محمد بن إسحاق السوسي.
262 815- محمد بن إسماعيل بن موسى الرازي.
262 816- محمد بن جعفر بن هشام الحلبي.
263 817- محمد بن الحسن بن الفرج المقرئ الأنباري.
264 818- محمد بن الحسن بن علي الدقاق.
264 819- محمد بن الحسن بن مسعود.
264 820- محمد بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي.(25/318)
264 821- محمد بن العباس بن الفضيل البزاز.
265 822- محمد بن علي بن الحسن الموصلي.
265 823- محمد بن عيسى بن أحمد القزويني.
266 824- محمد بن محمد بن جعفر البصري النحوي الشاعر ابن لنكك.
266 825- محمد بن محمد بن علي الهروي.
266 826- محمود بن زيد الهمذاني.
266 827- مزاحم بن عبد الوارث بن إسماعيل.
267 828- موسى بن سعيد الحنظلي الهمذاني.
"حرف النون"
267 829- نظيف بن عبد الله الحلبي.
"حرف الياء"
267 830- يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن الحارث القرشي الدمشقي.
"الكنى"
268 831- أبو بكر الطمستاني الفارسي.
268 832- أبو العباس الدينوري.
268 833- أبو الخير التيناتي الأقطع.
273 فهر الموضوعات.(25/319)
المجلد السادس والعشرون
الطبقة السادسة والثلاثون
أحداث سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة
...
بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة السادسة والثلاثون:
أحداث سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة:
فيها: نقلت سنة خمسين وثلاثمائة من حَيث المُغَلات في سنة إحدى وخمسين الخراجية.
وكتب "الصّابي" كتابًا عن "المطيع" في المعنى، فمنه: إنّ السنة الشمسية ثلاثمائة وخمسة وستون يومًا وربع بالتقريب، وأنّ الهلالية ثلاثمائة وأربعة وخمسين يومًا وكسْر، وما زالت الأمم السالفة تكبس زيادات السنين على اختلاف مذاهبها. وفي كتاب الله شهادة بذلك، قال الله تعالى: {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا} [الكهف: 25] ، فكانت هذه الزيادة بإزاء ذلك.
فأمّا الفُرْس فإنّهم أجروا معاملاتهم على السنة المعتدلة التي شهورها اثني عشر شهرًا، وأيامها ثلاثمائة وستون يومًا، ولقّبوا الشهور اثني عشر لقبًا، وسمّوا الأيام بأسامي، وأفردوا الأيام الخمسة الزايدة وسمّوا المشرقة، وكسبوا الربع في كل مائة وعشرين سنة شهرًا، فلما انقرض مُلكهم بطل ذلك. وذكر كلامًا طويلًا حاصله تعجيل الخراج وحساب أيام الكسر.
دخول الروم عين زربة:
قال ثابت بن سنان: ودخلت الروم عين زَربه1 مع الدُّمُسْتُق في مائة وستين ألفًا، وهي في سفح جبل مُطِلٍّ عليها، فصعد بعض جيشه الجبل، ونزل هو على بابها، وأخذوا في نقب الصُّور، فطلبوا الأمان فأمَّنهم، وفتحوا له، فدخلها وقدّم جيشًا منهم، ونادى بأن يخرج جميع من في البلد إلى الجامع، فلمَّا أصبح بثّ رجاله وكانوا ستين ألفًا، فكلّ من وجدوه في منزله قتلوه، فقتلوا عالمًا لا يُحْصَى، وأخذوا جميع ما كان فيها، وكان من جملة ما أخذوا أربعون ألف رمح، وقطع -لعنه الله- من حوالي البلد أربعين ألف نخلة، وهدم البيوت وأحرقها، ونادى: مَن كان في الجامع فلْيذْهب حيث شاء، ومن أمسى فيه قُتل، فازدحم الناس في أبوابه، ومات جماعة ومرّوا على وجوههم حُفاةً عُراةً لا يدرون أين يذهبون، فماتوا في الطرقات
__________
1 بلد من نواحي المصيصة.(26/3)
جوعًا وعطشًا، وأخرب السُّور والجامع، وهدم حولها أربعة وخمسين حصنًا، أخذ منها بالأمان جملة ومنها بالسيف. انتهى قول ثابت.
ولما عاد إلى بلاده أعاد سيف الدولة عينَ زَربه إلى بعض ما كانت، وظنّ أنّ الدُمُسْتق لا يعود إلى البلاد في العام، فلم يستعدّ، فبينا هو غافل، وإذا بالدُمُسْتُق قد دَهَمه ونازل حلب، ومعه ابن أخت الملك، فخرج إليه وحاربه، والدُمُسْتُق في مائتي ألفٍ بالرَّجَّالة وأهل إحصار، فلم يَقْوَ به سيف الدولة وانهزم في نفر يسير.
دخول الروم حلب:
وكانت داره بظاهر حلب، فنزلها الدُمُسْتُق وأخذ منها ثلاثمائة وتسعين بدْرَة دراهم، وألفًا وأربع مائة بغْل، ومن السلاح ما لا يُحْصَى، فنهبها ثم أحرقها، وملك رَبَض حلب، وقاتله أهل حلب من وراء السور، فقتلوا جماعة من الروم، فسقطت ثُلمة من السور على جماعة من أهل حلب فقتلتهم، فأَكبّت الروم على تلك الثُلمة، فدافع المسلمون عنها، فلما كان الليل بنوها، ولما أصبحوا صعدوا عليها وكبّروا، فعدل الروم عنها إلى جبل جَوْشَن1 فنزلوا به، ومضى رَجّالة الشُّرط بحلب إلى بيوت الناس فنهبوها، فقيل لمن على السُّور: الحقوا منازلكم، فنزلوا وأَخْلُوا السُّور، فسوَّرته الروم ونزلوا ففتحوا الأبواب ودخلوها، فوضعوا السيف في الناس حتى كلّوا وملّوا، وسبوا أهلها، وأخذوا ما لا يُحصى، وأخربوا الجامع، وأحرقوا ما عجزوا عن حمله، ولم يَنْجُ إلَّا من صعد القلعة.
ثم ألحّ ابن أخت الملك في أخذ القلعة، حتى إنَّه أخذ سيفًا وترسًا وأتى إلى القلعة، ومَسْلَكُها ضيّق لا يحمل أكثر من واحد، فصعد وصعدوا خلفه، وكان في القلعة جماعة من الدَّيْلَم، فتركوه حتى قَرُب من الباب وأرسلوا عليه حجرًا أهلكه، فانصرف به خواصُّه إلى الدُمُسْتُق، وكان قد أسر من أعيان حلب ألفًا ومائتين، فضرب أعناقهم بأسرهم، وردّ إلى أرض الروم ولم يردّ أهل القرى، وقال لهم: ازرعوا فهذا بلدنا، وبعد قليل نعود إليكم2.
الشيعة يلعنون معاوية:
وفيها كتبت الشيعة ببغداد على أبواب المساجد: لعنة معاوية ولعنة من غضب
__________
1 جبل مطل على حلب.
2 انظر: البداية والنهاية لابن كثير "11/ 239".(26/4)
فاطمةَ حقَّها من فَدَك1، ومَن منع الحَسَن أن يُدفن مع جدّه، ولعنة من نفي أبا ذَرٍّ، ثم إنّ ذلك مُحِي في الليل، فأراد مُعِزُّ الدولة إعادته، فأشار عليه الوزير المهلّبي أن يُكتَب مكان ما مُحي: لعن الله الظالمين لآل رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وصرَّحوا بلعنة معاوية فقط2.
الروم يأسرون أبا فراس الحمداني:
وفيها أسرت الروم أبا فراس بن سعيد بن حمدان من مَنْبِج3 وكان واليها.
الوفيات:
وفيها تُوُفّي الوزير أبو محمد الحسن بن محمد بن هارون المُهَلَّبي، من بني المهلّب بن أبي صُفْرة. أقام في وزارة معزّ الدولة ثلاث عشرة سنة.
وكان فاضلًا شاعرًا فصيحًا نبيلًا سمْحًا جوادًا حليمًا ذا مروءة وأناة.
عاش أربعًا وستّين سنة، وصادر معزُّ الدولة أولاده من بعده، ثم استوزر أبا الفضل العبّاس بن الحسن الشيرازي.
وفيها تُوُفّي المحدّث أبو محمد دَعْلَج بن أحمد بن دَعْلَج السِّجِسْتانيّ المعدّل نزيل بغداد.
والشيخ أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد النقّاش المقرئ صاحب التفسير.
وشيخ وقته أبو بكر محمد بن داود الدّقي الدينوري الزاهد نزيل الشام.
__________
1 قرية بالحجاز أفاءها الله على رسوله -صلى الله عليه وسلم.
2 الكامل في التاريخ "8/ 542".
3 مدينة كبيرة قريبة من حلب.(26/5)
أحداث سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة:
الاحتفال بعاشوراء:
يوم عاشوراء، قال ثابت: ألزم معزّ الدولة الناسَ بغلْق الأسواق ومنْع الهرَّاسين والطبّاخين من الطبيخ، ونصبوا القباب في الأسواق، وعلّقوا عليها المُسُوح، وأخرجوا نساءً منشَّرات الشعور مضجّات يلطمن في الشوارع، ويُقِمْن المآتمَ على الحسين -عليه السلام، وهذا أول يوم نيح عليه ببغداد1.
تقليد القضاء لابن أكثم:
وفيها: قُلِّد القضاءَ بالعراق أبو البِشْر عمر بن أكثم على أن لا يأخذ رِزْقًا، وصُرِف ابن أبي الشوارب2.
مقتل ملك الروم نقفور:
وفيها: قُتِلَ ملك الروم، وصار الدُمُسْتُق هو الملك، واسمه نقفور.
إصابة سيف الدولة بالفالج:
وفيها: أصاب سيفَ الدولة فالجٌ3 في يده ورِجْله، وكان دخل الرومَ ووصل إلى قريب، ثم عاد، وكان هبة الله ابن أخيه ناصر الدولة عنده بحلب، ثم إنَّه قتل رجلًا من أعيان النصارى، وساق إلى أبيه إلى الموصل.
الاحتفال بعيد غدير خم:
وفي ثامن عشر ذي الحجّة عُمل عيد غدير خُم4 وضُربت الدبادب، وأصبح الناس إلى مقابر قريش للصلاة هناك، وإلى مشهد الشيعة.
رجلان ملتصقان:
قال ثابت بن سنان: وأنفذ بعض بطارقة الأرمن إلى ناصر الدولة بن حمدان رجلين ملتصقين عمرهما خمس وعشرون سنة ومعهما أبوهما، والالتصاق كان في معدة الجنب، ولهما بطنان وسُرَّتان ومَعِدَتان، ويختلف أوقات جوعهما وعطشهما وبَوْلهِما، ولكلّ واحدٍ كتِفان وذِراعان ويَدان وفَخذان وساقان وإحليل، وكان أحدهما يميل إلى النساء والآخر إلى المُرْد.
قال القاضي التنوخي: ومات أحدهما وبقي أيامًا فأنْتَنَ، وأخوه حيّ، وجمع ناصر الدولة الأطبّاء على أن يقدروا على فصلهما فلم يمكن، ثم مرض الحيّ من رائحة الميت فمات5.
الوفيات:
وفيها: توفِّيت خَوْلَةُ أخت سيف الدولة بحلب، وهي التي رثاها المتنبي بقوله:
يا أخت خير أخٍ يا بنت خير أبِ ... كناية بهما عن أشرف النَّسبِ
__________
1 انظر المنتظم "7/ 15".
2 انظر المنتظم "7/ 16"، والكامل في التاريخ "8/ 549".
3 مرض يصيب الجسم بالشلل طولًا.
4 مكان آخى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِعَلِيٍّ -رضي الله عنه.
5 انظر المنتظم لابن الجوزي "7/ 16".(26/6)
أحداث سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة:
الاحتفال بعاشوراء:
عُمل ببغداد يوم عاشوراء كعام أوّل إلى الضحى، فوقعت فتنة عظيمة بن السنّة والرافضة، وجرح جماعة ونهب الناس.
نزول الدمستق على المصيصة:
وفيها: نزل الدُمُسْتُق على المَصِّيصَة في جيش ضخم، فأقام أسبوعًا، ونقب السُّور في أماكن، وقاتَلَه أهلُها، فضاقت بهم الأسعار، ثمّ رحل عنها بعد أن أهلك الضياع، وإنّما رحل لشدّة الغلاء، فإنّ القحط كان بالشام والثغور1.
سيف الدولة يرسل حديدًا للقرامطة:
وفيها بعثت القرامطة إلى سيف الدولة يستهدونه حديدًا، فاشترى لهم شيئًا كثيرًا منه أبواب الرَّقَّةِ، وحمل إليهم في الفرات، ثم في البريّة إلى هجر2.
دخول ناصر الدولة إلى الموصل:
وفيها: خرج مُعِزّ الدولة إلى المَوْصِل غضبانًا على ناصر الدولة، فلمَّا وصل في الماء إلى بلدٍ كان قد لحقه برد شديد، فخلَّف بالموصل جماعة من الأتراك لِحفّظ البلد، وقصد نصيبين، فسار ناصر الدولة إلى3 ميّافارقين، فساق وراءه طائفة فخرج عن ميَّافارقين، ولا يُدْرَى أين ذهب، فرجعت الطائفة إلى مُعِزّ الدولة.
ثم جاء ناصر الدولة إلى الموصل واقتتل مع من فيها، فظهر وانتصر، فاستأمن إليه الدَّيْلَم، واستأسر جميع التُرْك، وأخذ حواصل مُعِزّ الدولة ونقله، فسار مُعِزّ الدولة يريد الموصل، وجرت لهم فصول ثم اصطلحوا، وعاد مُعِزّ الدولة إلى بغداد خائبًا4.
__________
1 انظر المنتظم "7/ 19"، والبداية والنهاية "31/ 254".
2 مدينة بالبحرين.
3 من أشهر المدن في ديار بكر.
4 انظر دول الإسلام "2/ 219".(26/7)
الدمستق يهدي سيف الدولة:
وفيها جاء الدُمُسْتُق إلى طَرَسُوس وأهدى هدايا إلى سيف الدولة، فاحتفل وجلس على سرير وعلى رأسه تاج.
عمل خيمة لسيف الدولة:
وفيها: عُمِلَ لسيف الدولة خيمة عظيمة، ارتفاع عمودها خمسون ذراعًا.
الوَفَيَات:
وفيها: توفي بُنْدار بن الحسين الشيرازي الزاهد العارف بأزَّجان1، وأبو بكر محمد بن أحمد بن خروف المحدّث بمصر، والحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة الأصبهانيّ بها، والحافظ أبو عليّ سعيد بن عثمان بن السَكَن البغداديّ بمصر، والمحدّث أبو القاسم عليّ بن يعقوب بن أبي الغوث الدمشقيّ بها، وأبو على محمد بن هارون بن شُعيب الأنصاري بدمشق، وأبو عيسى بكار بن أحمد، أحد القُرَّاء المُتْقِنين ببغداد.
__________
1 مدينة كبيرة بين حدِّ فارس والأهواز.(26/8)
أحداث سنة أربع وخمسين وثلاثمائة:
الاحتفال بعاشوراء:
فيها: عُمِلَ يوم عاشوراء ببغداد مأَتَمُ الحسين كالعام الماضي1:
وثوب غلمان سيف الدولة على غلامه:
وفيها: وثبت غلمان سيف الدولة على غلامه نجا الكبير وضربوه بالسيوف، وكان أكبر غلمانه ومقدّم جيشه.
سيف الدولة يملك خلاط:
وسار سيف الدولة إلى خِلاط2 فملكها وكانت لنجا.
__________
1 المنتظم "7/ 23".
2 وهي قصبة أرمينية الوسطى.(26/8)
وفاة أخت معز الدولة:
وفيها: تُوُفِّيت أخت مُعِزّ الدولة ببغداد، فنزل المطيع في طيّارة إلى دار مُعِزّ الدولة يعزّيه، فخرج إليه معزّ الدولة ولم يكلّفه الصعودَ من الطيّارة، وقبّل الأرض مَرات، ورجع الخليفة إلى داره1.
بناء ملك الروم لقيسارية:
وفيها: بنى نقفور ملك الروم قَيْساريّة، بناها قريبًا من بلاد المسلمين، وسكنها ليُغِيرَ كلَّ وقت، وترك أبناءه بالقسطنطينية، فبعث أهل طرسوس والمصيصة إليه يسألوه أن يقبل منهم حِمْلًا كل سنة، ويُنْفِذ إليهم نايبًا له يقيم عندهم، فأجابهم، ثم رأي أنّ أهل البلاد قد ضَعُفوا جدًّا، وأنّهم لا ناصر لهم، وأنّهم من القحط قد أكلوا الميتة والكلاب، وأنّه يخرج كل يوم من طرسوس ثلاثمائة جنازة، فبدا له في الإجابة، ثم أحضر رسولهم وقال: مَثَلُكُمْ مِثْل الحّية في الشتاء إذا لحقها البرد ضعُفَتْ وذبلت حتى يظنّ الظانّ أنّها ميّتة، فإذا أخذها إنسان وأحسن إليها ودفّاها انتعشت فلذعته وقتلته، وأنا إنْ أترككم حتى تستقيم أحوالكم تأذَّيت بكم، ثم أحرق الكتاب على رأس الرسول فاحترقت لحيته، وقال: قم، ما لهم عندي إلّا السيف. ثم سار بنفسه إلى المَصِّيصة ففتحها بالسسيف في رجب، وقتل وسبى وأسر ما لا يُحصَى، ثم سار إلى طَرَسوس فحاصرها، فطلب أهلُها أمانًا، فأعطاهم، ففتحوا له، فدخلها، ولقي أهلَها بالجميل، وأمرهم بالخروج منها، وأن يحمل كل واحد من ماله وسلاحه ما أطاق، ففعلوا، وبعث من يَخْفُرُهم إلى أنطاكية، وجعل الجامع إصطَبْلًا لدوابّه، وعمل فيها وفي المَصِّيصة جيشًا يحفظونهما، وأمر بتحصينهما. وقيل: رجع جماعة من أهل المَصِّيصة إليها وتنصّروا2.
وكان السبب في فتح المَصّيصة أنهّم هدموا سُورها بالثقوب، فأشار عليهم رجل بحيث أن يُخْرِجوا الأسارى؛ ليعطف عليهم الملك نقفور، فأخرجوهم، فعَّرفه الأسارى بعدم الأقوات، وأطمعوه في فتحها، فزحف عليها، ولقد قاتل أهلها في الشوارع حتى أبادوا من الروم أربعة آلاف، ثم غلبوهم بالكثرة وقتلوهم، وأخذوا من أعيانهم
__________
1 انظر المنتظم "7/ 23".
2 انظر الكامل "8/ 560".(26/9)
مائة ضربوا رقابهم بإزاء طرسوس، فأخرج أهل طَرَسُوس مَن عندهم من الأسرى فضربوا أعناقهم على باب البلد، وكانوا ثلاثة آلاف1.
خروج ركب الحج:
وفيها: حجّ الركب من بغداد.
وفاة أبي الطيب المتنبي:
وفيها: تُوُفّي شاعر زمانه أبو الطيّب أحمد بن الحسين الجعفي المتنّبي، عن نيّف وخمسين سنة، قُتِلَ بين شيراز وبغداد، وأُخِذَ ما معه من الذهب.
اشتداد الحصار على أهل طرسوس وسقوطها:
ومن بقايا سنة أربع اشتدّ الحصار كما ذكرنا على مدينة طَرَسُوس، وتكاثرت عليهم جموع الروم، وضعُفَتْ عزائمهم بأخذ المَصِّيصة، وبما هم عليه من القِلّة والغلاء، وعجز سيف الدولة عن نجدتهم، وانقطعت الموادّ عنهم، وطال الحصار وخُذِلوا، فراسلوا نقفور ملك الروم في أن يُسلّموا إليه البلد بالأمان على أنفسهم وأموالهم، واستوثقوا منه بأيمان وشرائط.
ودخل طائفة من وكلاء الروم فاشتروا منهم من البَزّ الفاخر والأواني المخروطة، واشتروا من الروم دوابَّ كثيرة تحملهم، لأنه لم يبق عندهم دابّة إلا أكلوها، وخرجوا بحريمهم وسلاحهم وأموالهم، فوافى فتح الثمليّ من مصر في البحر في مراكب، واتّصل بملك الروم خبرُهُ، فقال لأهل طَرَسوُس: غدرتم! فقالوا: لا والله، لو جاءت جيوش الإسلام كلها، فبعث إلى الثمليّ: يا هذا لا تُفْسِد على القوم أمرهم، فانصرف، ثم عمل نقفور دعوة لكبار أهل البلد وخلع عليهم، وأعطاهم جملة، وَخَفرهم بجيشه حتى حصّلوا ببغراس، وحصل منهم خمسة آلاف بأنطاكية، فأكرمهم أهلها، ثم دخلت الروم مدينة طَرَسُوس فأحرقوا المنبر وجعلوا المسجد إِصْطَبْلًا2.
غزو سيف الدولة في بلاد الروم:
وأما سيف الدولة فإنه سار إلى أرْزَن3 وأرمينية، وحاصر بَدْلِيس وخلاط، وبها أَخَوَا نجا غلامه عَصَيَا عليه، فتملّك المواضع ورَدَّ إلى مَيّافارقين. وعمد أهل أنطاكية وطردوا نائب سيف الدولة عنهم، وقالوا: نُداري ببيت المال ملكَ الروم، أو ننزح عن أنطاكية، فلا مُقام لنا بعد طَرَسُوس، ثمّ إنّهم أمَّروا عليهم رشيق النَّسَيْمِيّ الذي كان على طَرَسوس، فكاتب ملك الروم على حمل الخراج إليه عن أنطاكية، فتقرّر الأمر على حمل أربعمائة ألف درهم في السنة، وجعل على كل رأس من المسلمين والنصارى ثلاثين درهمًا، والأمر لله.
__________
1 انظر المنتظم "7/ 24".
2 انظر المنتظم "7/ 24".
3 مدينة قرب خلاط من أعمر نواحي أرمينية.(26/10)
ومن سنة خمس وخمسين وثلاثمائة:
قدوم أبي الفوارس من الأسر:
قَدِمَ أبو الفوارس محمد بن ناصر الدولة من الأسر إلى ميّافارقين1، أخذته أخت الملك لتفادي به، فجاء ستة آلاف فنقّذ سيف الدولة أخاها في ثلاثمائة إلى حصن الهَتَّاخ، فلما شاهد بعضهم بعضًا سرّح المسلمون أسيرهم في خمسة فوارس، وسرّح الروم أسيرهم أبا الفوارس في خمسة، فالتقيا في وسط الطريق وتعانقا، ثم صار كل واحد إلى أصحابه، فترجّلوا له وقبّلوا الأرض، ثم احتفل سيف الدولة لابن أخيه، وعمل الخيل والمماليك والعْدَد التامّة، فمن ذلك مائة مملوك بمناطقهم وسيوفهم وخيولهم.
قتل رشيقة النسيمي:
وفيها: قُتِلَ رشيق النُّسَيْميّ، ويقال: لم يُقتل به، أصابته هَيْضَة وضَعْفٌ، وتَجَرَّى عليه غلام له فأمسك بعنانه، فسقط من الفرس ميتًا وقُطع رأسه وحُمل إلى قرغُوَيْه. وتغلّب على أنطاكية وزير الدَّيْلَمي وحارب قرغُوَيْه.
وطال مقام سيف الدولة بميافارقين، فأنفق في سنة وثلاثة أشهر نيّفًا وعشرين ألف ألف درهم ومائتين وستين ألف دينار.
الفداء بين المسلمين والروم:
وتمّ الفٍداء في رجب، فخلّص من الأسر من بين أمير إلى راجل ثلاثة آلاف
__________
1 بلد من نواحي أرمينية.(26/11)
ومائتان وسبعون نفسًا، وتقرّر أمر أربعة أعوام، وأرسل أبو القاسم الحسين بن علي المغربي لتقرير ذلك، ومعه هديّة بعشرة آلاف دينار منها ثلاثمائة مثقال مِسْك، وأنفق سيف الدولة على الفِداء ثلاثمائة ألف دينار، ثم قدم حلب وقد عزم دِزْبَر صاحب أنطاكية على منازلة حلب، فقصده سيف الدولة ثم حمل عليه، فهرب دِزْبَر، وقاتل رجّالته أعظم قتال، وسيف الدولة قد شَهَرَ سيفَه يصيح في الناس، فانتصر وأسر طائفة، وغنِمَ جُنْدُه شيئًا كثيرًا، وردّ إلى حلب، وصادر أعيان الأسرى الأنطاكيّين، وأخذ خطوطهم بأموال عظيمة، وهرب دِزْبَر الدَّيْلَمي إلى بني كلاب فأسلموه، فوسَّطه سيف الدولة وأحرقه، وقتل وزراءه وأعوانه، وقطع أيدي جماعة، حتى قيل: إنّه قتل نحو الخمسة آلاف رجل.
القتال بين سيف الدولة ودزبر:
ثم كتب سيف الدولة يبشّر ولَدَه أبا المعالي بنصره على دِزْبَر يقول: وقد أنجز الله وعده، وأعزّ جُنْدَهُ ونصر عبده، وأظفر ممن كان استشرى بالشام أمره، وغمر أهله غشمه وظلمه، دزبر الدَّيْلَميّ، ومحمد بن أحمد الأهوازي، وقد استوليا على مدن الشام وكاتبا الديلم من كل صقع، وتجمّع لهما عدد كثير من العرب وخلق من الثغريّين، وجبى الأموال واستغلب بأمر الفداء مدّة حتى لم يبق بأيدي الكفرة أسير، ولله الحمد.
ثم عبرت الفرات ونظرت في التقويم، فوجدت الكسوف فتأمّلته على حسب ما أوجبه علم النجوم والمولد، فكان نحسًا على أعدائنا، فقصدتهم وهم على مرحلة من حلب بالناعورة، إلى ذكر هزيمتهم، ثم قال: ولا شهدت عسكرًا على كثرة مشاهدتي للحرب استولى على جميع رؤسائه وأتباعه مثْل هؤلاء، ولا غنم من عسكر مثل ما غنم منهم، وقد كنت ناديت بأن من جاء بدِزْبَر والأَهوازي فله كذا وكذا، فتعاقد طوائف على ذلك وجعلوهما وكْدَهُم فأسروهما، وقُيِّدا، إلى أن قال: ولا شكّ عندي في أنّ ما أنفق على الفداء نحو ثلاثمائة ألف دينار، فكّ الله بها ثلاثة آلاف وخمسمائة إنسان.
الفتنة بين ركن الدولة والخراسانية:
وفيها جرت بالرِّيّ فتنة هائلة بين ركن الدولة وبين الخُراسانية الغُزاة فقُتل من(26/12)
الفريقين نحو ثلاثة آلاف، وانتهب أهل الرِّيّ من الغزاة ألْفَيْ جملٍ محمَّلةٍ أمتعة، ثم ظفرت الغزاة ودخَلوا الرّيّ وضربوا جوانبها بالنّار، ثم طلب خلق منهم بالموصل، وذهب خلق منهم فوق العشرين ألفًا إلى خُوَيّ1 وسَلَمَاس2.
خروج طاغية الروم إلى الشام:
وفيها: سار طاغية الروم بجيوشه إلى بلد الشام فعاث وأفسد، وأقام به نحو خمسين يومًا، فبعث سيف الدولة يستنجد أخاه ناصر الدولة يقول: إن نقفور قد عَسْكَرَ بالدَّرب ومنع رسولنا المغربيّ أن يكتب بشيء وقال: لا أجيب سيف الدولة إلّا من أنطاكية، ليذهبْ من الشام، فإنّه لنا، ويمضي إلى بلده ويهادن عنه، وإنّ أهل أنطاكية راسلوا نقفور وبذلوا له الطاعة، وأن يحملوا إليه مالًا، وإنّه التمس منهم يد يحيى بن زكريا -عليهما السلام- والكرسيّ، وأن يدخل بيعة أنطاكية ليُصَلِّي فيها، ويسير إلى بيت المقدس.
وكان الذي جرّ خروجه وأحنقه إحراق بيعة القدس في هذا العام.
وكان البَتْرَك كتب إلى كافور صاحب مصر يشكو قُصُورَ يده عن استيفاء حقوق البيعة، فكاتب متولّي القدس بالشدّ على يده، فجاءه من الناس ما لم يطق رفعه، فقتلوا البترك وحَرَّقُوا البَيْعَةَ وأخذوا زينتها، فراسل كافورُ طاغية الروم بأن يردّ البَيْعَةَ إلى أفضل ما كانت، فقال: بل أنا أبنيها بالسيف.
وأمَّا ناصر الدولة فكتب إلى أخيه: إنْ أحبَّ مسيرَه إليه سار، وإنْ أحبّ حِفْظَه ديارَ بكر سار إليها، وبثّ سراياه، وأصعد سيف الدولة الناس إلى قلعة حلب وشحنها، وانجفل الناس وعَظُم الغضبُ، وأَخْلِيتْ نَصٍيبّين.
ثم نزل عظيم الروم بجيوشه إلى منبج، وحرق الربض، وخرج إليه أهلها فأقرّهم ولم يؤذهم، ثم سار إلى وادي بطنان3.
مسير سيف الدولة إلى قنسرين:
وسار سيف الدولة متأخّرًا إلى قنسرين، ورجاله والأعراب قد ضيّقوا الخناق على
__________
1 بلد مشهور من أعمال أذربيجان.
2 بلد مشهور في أذربيجان.
3 وهي بين منبح وحلب.(26/13)
الروم، فلا يتركون لهم علُوفة تخرج إلّا أوقعوا بها، وأخذت الروم أربعة ضياع بما حَوَتْ، فراسل سيفُ الدولة ملكَ الروم وبذل له مالًا يعطيه إيّاه في ثلاثة أقساط، فقال: لا أجيبه إلّا أن يُعْطيني نصفَ الشام، فإنّ طريقي إلى ناحية الموصل على الشام، فقال سيف الدولة: والله لا أعطيه ولا حجرًا واحدًا.
ثم جالت الروم بأعمال حلب، وتأخّر سيف الدولة إلى ناحية شيزر، وانكبّ العربان في الروم غير مرّة، وكسبوا ما لا يوصف، ونزل عظيم الروم على أنطاكية فحاصرها ثمانية أيّام ليلًا ونهارًا، وبذل الأمان لأهلها فأبوا، فقال: أنتم كاتبتموني ووعدتموني بالطاعة، فأجابوا: إنّما كاتبنا الملك حيث كان سيف الدولة بأرمينية بعيدًا عنّا، وظنُّنا أنّه لا حاجة له في البلد، وكان السيف بين أَظْهُرِنا، فلما عاد سيف الدولة لم نُؤْثِر على ضبط أدياننا وبلدنا شيئًا، فناجَزَهُمُ الحربً من جوانبها، فحاربوه أشدّ حربٍ، وكان عسكره مُعْوِزًا من العلوفة.
ثم بعث نائب أنطاكية محمد بن موسى إلى قرغويه متولّي نيابة حلب بتفاصيل الأمور، وبثبات الناس على القتال، وأنّا قد قتلنا جملةً من الروم، وأنَّ المسلمين قد أثّروا في الروم وتشجعوا وشطوا للقتال، وأنا ليلي نهاري في الحرب لا أستقرّ ساعة، وأنّ اللعين قد ترحّل عنّا وترك الجسر.
الإيقاع بسرية الروم:
وفيها: أوقع تقي السيفي بسريّة للروم فاصطلموها، ثم خرج الطاغية من الدروب وذهب.
ثم جاء الخبر بأنّ نائب أنطاكية محمد بن موسى الصُّلَحيّ أخذ الأموال التي في الخزائن في أنطاكية مُعَدَّة، وخرج بها كأنّه متوجّه إلى سيف الدولة، فدخل بلَدَ الروم مرتدًّا، فقيل: كان عزم على تسليم أنطاكية للملك، فلم يُمكن لاجتماع أهل البلد على ضبطه، فخشي أن يُنَمَّ خبرُه إلى سيف الدولة فيتلفه، فهرب بالأموال.
قدوم الغزاة ميافارقين:
وفيه قدم الغُزاة الخراسانية ميّافارِقين فتلقّاهم أبو المعالي بن سيف الدولة، وبالغ في إكرامهم بالأطعمة والعلوفات، ورئيسهم أبو بكر محمد بن عيسى.(26/14)
ومن سنة ست وخمسين وثلاثمائة:
الخراسانية يغزون بلد ابن مسلمة:
دخلت الخراسانية فغزوا بلد ابن مَسْلَمَة وخرجوا بالسلامة والغنائم، وتصدّر أهل نَصِيبّين إلى ناصر الدولة بمصادرة العمّال، فأزال ضررهم وردّ إليهم كثيرًا من أموالهم، حتى قيل: إنّه قال لهم: قد أبحت لكم دماء من ظلمكم.
عودة الخراسانية إلى بلادهم:
وفيها رجع غزاة خُراسان إلى بلادهم، ودخل سيف الدولة إلى حلب ومعه قوم من الخراسانية، ومعهم فيل، فمات الفيل بعد أيام، فاتّهموا أنّ النّصارى سمّته.
موت سيف الدولة:
ومات سيف الدولة في صفر، وبُعِثَ بتابوته إلى عند قبر أمّه. وكان تُقَى مولى سيف الدولة أكبر الأمراء، وكان قد أخذ من أنطاكية مالًا كثيرًا، حتى ضجّ الناس منه، وشكوه إلى قرغُوَيْه الحاجب نائب حلب، فاجتاز بعده عن الشام، فرفق به حتى جاء إلى حلب، ونفّذه مع التابوت المذكور في سبعمائة فارس وراجل، وقال له: أقِمْ بديار بكر، فإنّها مملكة مفتقرة إلى مثلك.
فأجمع رأي أبي المعالي بن سيف الدولة على المجيء إلى حلب فلمَّا وصل تُقي بالتابوت إلى ميَافارقين خرج أبو المعالي منها لتلقّيه، فصَعُب على تُقي كون القاضي وابن سهل الكاتب وابن حلبة لم يترجّلوا له، فلمّا نزل قبض عليهم، فاضطرب لذلك البلد، فجهّزت والدة أبي المعالي إلى كبار الغلمان ولاطفتهم، ففرَّقَتْهم عن تقي، قالوا: ما جئنا لنخرق بابن مولانا ولا لنقاتله، واجتمعوا على مخالفة تُقى، فلمَّا أحسّ بذلك سار في حاشيته إلى ناحية أَرْزن، فلم يمكنه عبور النهر لزيادته، فرجع وتذلّل، فقبض عليه أبو المعالي وقيّده واعتقله بحصن كافا، وأخذ منه سبعة وعشرين ألف دينار وثلاثمائة ألف درهم كانت معه.
تغلب يقبض على ملك أبيه:
وفيها: قبض على الملك ناصر الدولة بن حمدان ولدُهُ تغلب؛ لأن أخلاقه ساءت، وظلم وعسف وقتل جماعة، وشتم أولاده، وتزايد أمره، فقبض عليه ابنه(26/15)
بمشورة الدولة في جُمادى الأول، ونفَّذه إلى قلعة، ورتب له كل ما يحتاج إليه، ووسّع عليه وقال: هذا قد اختلّ مزاجه.
دخول أبي المعالي حلب:
وفي رجب دخل أبو المعالي حلب وفرح الناس به.
نزول الروم علي رعبان:
وفي هذه الأيام نزلت الروم على رَعْبان1، فسار عسكر حلب للكشف عنها، فدخل ملك الروم، ثم سار عسكر حلب فنزلوا على حصن سرجون فافتتحوه بعد أيام بالسيف بعد حرب عظيم، فأخذوا منه ما لا يوصف، وحصل من السبي خمسة آلاف آدميّ، ثم نازلوا حصن سنّ الحمرا فافتتحوه، وسبوا منه نحو ألف، وأسروا ثلاثمائة عِلْج2، وأسروا سرجون لعنه الله، وهو الذي كان أسر أبا فراس بن حمدان، فلله الحمد.
وغَزَتِ الْخراسانية مع لؤلؤ الجراحي من أنطاكية إلى ناحية المَصّيصة، فالتقاهم ثلاثة آلاف فارس من الروم، فنصر الله وقتلوا ألفًا من الروم، وأسروا خلقًا، وردّوا بالغنائم إلى أنطاكية، ثم عادوا غزوا فأصلبوا.
وسار نحو ألفي فارس من التُرْك إلى مصر؛ لأنّ كافورًا راسلهم.
ودخل الثغر محمد بن عيسى رئيس الخراسانية ومعه ابن شاكر الطرسوسي، فظفروا3 وغنموا وردّوا بالغنائم، وتأخّر في السقاة محمد بن عيسى وابن شاكر في نحو ثمانمائة فارس، فدَهَمهُمْ جموع الروم، فقال ابن عيسى: ما أستحل أن أُوَلّيهم الدُّبُرَ بعد أن قَرُبُوا. وسار ابن شاكر يكشفهم، فإذا هم فيما يقال في ثلاثين ألفًا، فرجع وقال: لا طاقة لك بهؤلاء، فلم يقبل، والتقاهم وقاتلوا أشدّ قتال، وأنْكَوا في الروم نكاية عظيمة، واستُشْهِد عامّة المسلمين. وبقي محمد بن عيسى في مائة وخمسين فارسًا، فقال له ابن شاكر: لا تُلْقي بيدك إلى التَهْلُكة، فقال له فقيه معه: إن وَلَّيْتَ الدُّبُرَ لحِقُوك وقتلوك وأنت فارَّ، فقاتَلَ حتى قتل أكثر أصحابه، ثم أُسِر محمد بن عيسى وابن شاكر، ثم ورد الخبر بأن ابن عيسى اشترى نفسه بمائة ألف درهم وبمائة وعشرين عِلْجًا4 كانوا بأنطاكية، وبرطل فصوص فيروزج، وإنّه بعد ذلك غزا العدوّ وظفر.
__________
1 مدينة بين حلب وسميساط.
2 علج أي: كل جاف شديد من الرجال.
3 ظفر أي: غنم.
4 علج: أي كل جافٍ شديد من الرجال.(26/16)
أحداث سنة سبع وخمسين وثلاثمائة:
مقتل أبي فراس:
فيها مات ناصر الدولة، وقُتِلَ أبو فِراس الحارث بن سعيد بن حمدان، وكان قد طمع في تملّك الشام، وجاء إليه خلقٌ من غلمان سيف الدولة، وأطمعوه، فصادر أهل حمص وغيرهم، وقتل قاضيهم أبا عمّار، فأخذ من داره ستمائة ألف درهم، فلمَّا أحسّ بأنّ أبا المعالي بن سيف الدولة يقصده سار فنَزل على بني كلاب، وخلع عليهم وأعطاهم الأموال، ونفَّذ حُرُمَه معهم إلى البّريّة، ثم سار أبو المعالي وقرغوَيه الحاجب إلى سَلَمْيَة1، فاستأمن إلى أبي المعالي جماعة من بني عقيل، وتأخّر أبو فِراس وقال: قد أخْلَيْتُ لهم البلد، ثم سار قرغُوَيْه وأحاط به فقاتل أشدّ قتال، وما زال يقاتل وهم يتبعونه إلى ناحية جبل سنير2، فتقنطر به فرسه بعد العصر، فقتلوه، وله شعر رايق في الدُّرَر.
موت كافور صاحب مصر:
ومات الخادم كافور صاحب مصر، ورُدَّ أمرُها إلى الملك أبي الفوارس حسين بن علي بن طغج الإخشيدي، فوقع الخلف بن الكافورية وبينه، وتحاربوا وعظم البلاء، وقُتِلَ بينهم خلق، ثم هزمت الإخشيديةُ الكافوريةَ وطردوهم عن مصر، فصاروا إلى الرملة وفيهم ابن محمد بن رائق، وأبو منخل، وفنّك، وفاتك الهندي، فقَدِموا على صاحب الرملة الحسن بن عبد الله بن طُغج، فلم يُقْبِل عليهم، وقال: لا أحارب برغمتي، ثم ضاق بنفقاتهم، فتوجّهوا إلى دمشق ومتولّيها فاتك الإخشيدي، فتمّ بينهم قتال وبلاء.
نقفور ينازل أنطاكية:
وفي ذي القِعدة أقبل عظيم الروم نقفور بجيوشه إلى الشام، فخرج من الدَّرب ونازل أنطاكية، فلم يلتفتوا عليه، فهدّدهم وقال: أرحل وأَخرّب الشام كلّه، وأعود إليكم من الساحل، ورحل في اليوم الثالث، ونازل مَعَرَّة مَصْرِين3، فأخذها وغدر بهم، وأسر منها أربعة آلاف ومائتي نسمة.
__________
1 سلمية: بلد صغيرة في ناحية البرية من أعمال حماة.
2 هو جبل بين حمص وبعلبك.
3 بلدة بنواحي حلب.(26/17)
ثم نزل على مَعَرَّة النُّعمان1 فأحرق جامعها، وكان الناس قد هربوا في كلّ وجهٍ إلى الحصون والبراري والجبال المنيعة، ثم سار إلى كفر طاب2، وشيزر، ثم إلى حماة وحمص، فخرج من تبقّى فيها، فأمّنهم ودخلها، فصلّى في البيعة، وأخذ منها رأس يحيى بن زكريا، وأحرق الجامع، ثم سار إلى عِرْقَة3 فافتتحها. ثم سار إلى طرابلس، فأخذ بعضها، وأقام في الشام أكثر من شهرين ورُبْع، فأرضاه أهلُ أنطاكية بمال عظيم4.
__________
1 مدينة كبيرة بين حماة وحلب.
2 بلدة بين المصرة وحلب.
3 بلدة في شرقي طرابلس.
4 انظر البداية والنهاية "11/ 268".(26/18)
عود إلى حوادث سنة خمس وخمسين وثلاثمائة الاحتفال بعاشوراء:
أقيم المأتم يوم عاشوراء ببغداد على العادة.
مهلك ركب الشام ومصر والمغرب:
وفيها ورد الخبر بأنَّ ركْب الشام ومصر والمغرب أَخِذوا وهلك أكثرهم، ووصل الأقلّ إلى مصر، وتمزّق الناس كلَّ ممزَّق، فلا حول ولا قوة إلّا بالله، أخذ تهم بنو سُليم، وكان ركبًا عظيمًا يمدّه نحو عشرين ألف جمل، معهم الأمتعة والذهب، فما أخذ لقاضي طَرَسُوس المعروف بالخواتيمي عشرون ألف دينار1.
وفيها سار جيش من خراسان بضعة عشر ألفًا إلى غزو الروم، فأتوا الرّيّ، فبعث إليهم ركن الدولة إقامات كثيرة، فلما كان في يوم من الأيام ركب هؤلاء الغزاة إلى منازل قوّاد ركن الدولة، فقتلوا من وجدوا من الدَّيْلم، ونهبوا دار أبي الفضل بن العميد وزير ركن الدولة، فظفر بهم، وقتل منهم نحو ألف وخمسمائة، فانهزموا على طريق أذربَيْجان، ثم قدموا الموصل إلى الشام فغزوا في الروم2.
__________
1 انظر المنتظم "7/ 33"، والبداية والنهاية "11/ 260".
2 انظر المنتظم "7/ 33"، والبداية والنهاية "11/ 260".(26/18)
أحداث سنة ست وخمسين وثلاثمائة الاحتفال بعاشوراء:
عملت الرافضة يوم عاشوراء ببغداد وناحت.
موت معز الدولة بن بويه:
وفيها: مات مُعِزّ الدولة بن بُوَيْه، وولي إمرة العراق ابنه عزّ الدولة بختيار بن أحمد بن بُوَيْه.
قال القاسم التنوخي: حدّثني الحسين بن عثمان الفارقي الحنبلي، قال: كنت بالرملة في سنة خمس وخمسين، فقدِمَها أبو علي القرمطيّ القصير الثياب، يعني: الذي ملك الشام، فقرّبني، فكنت ليلة عنده، فقال بديهًا:
ومَجْدُولَةٍ مثل صدْر القناة ... تعرَّت وباطنها مكتسي
لها مُقْلَةٌ هي روحٌ لها ... وتاج على هيئة البُرْنُسِ
إذا غازَلْتهَا الصَّبا حرّكت ... لسانًا من الذَّهب الأملسِ
فنحن من النور في أسعدٍ ... وتلك من النار في أنحسِ
وفي المجلس أبو نصر بن كُشَاجم، فقبّل الأرض وزاد فيها.
وليلتنا هذه لَيْلَةٌ ... تشاكل أشكال إقليدس
فيا ربّة العود غنّي الغنا ... ويا حامل الكاس لا تنعس(26/18)
أحداث سنة سبع وخسمين وثلاثمائة الاحتفال بعاشوراء
...
أحداث سنة سبع وخمسين وثلاثمائة الاحتفال بعاشوراء:
عملت الرافضة يوم عاشوراء بالنّوح وتعليق المسوح، وعيّدوا يوم الغدير، وبالغوا في الفرح.
امتناع الحج من الشام ومصر:
ولم يحجّ أحد من الشّام ولا مصر.
فتنة الأمير ابن المستكفي:
وفيها: كانت فتنة الأمير أبي الحسن محمد بن المستكفي بالله عبد الله بن المكتفي بالله على ابن المعتضد العبّاسي لما خُلِع أبوه المستكفي وسَمِل1، وهرب هو ودخل الشام ومصر، وأقام هناك عند كافور الإخشيدي، فلاذ به جماعة وأطمعوه في الأمر وقالوا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "المهدي من بعدي يواطيء اسمُه اسمي، واسمُ أبيه اسم أبي" 2، وإنْ أنت قدمت بغدادَ بايعك الدَّيْلَم، فتوجّه إلى بغداد ثم دخلها سرًا، وبايعه جماعة من الدَّيْلم في هذه السنة، فاطَلع الملك عزّ الدولة بختيار ابن معزّ الدولة على ذلك، وكان قد ادّعى أنّ والده نصّبه للخلافة من بعده، فصحبه من أهل بغداد خلق كثير من رؤسائها وأعيانها وبايعوه سرًا، منهم: أبو القاسم إسماعيل بن محمد المعروف بزنجي، وترتب له وزيرًا، فقبض عليه عزّ الدولة ثم جدع أنفه وقطع شفته
__________
1 أي: قدحت عيناه.
2 حديث حسن لغيره: أخرجه الخطيب "5/ 391" في تاريخ بغداد، وله شواهد كثيرة.(26/19)
العليا وشحمتي أُذُنيه، وسُجِنَ بدار الخلافة، وكان معه أخوه علي، وانّهما هربا من الدار في يوم عيد، واختلطا بالنّاس، ومضيا إلى ما وراء النهر.
وروي المتنبي من شعره، وله شعر وأدب، ومات بخراسان خاملًا.
دخول ملك الروم حمص:
ووصل ملك الروم -لعنهم الله- إلى حمص وملكوها بالأمان، وخافهم صاحب حلب أبو المعالي بن سيف الدولة، فتأخّر عن حلب إلى بالس1، وأقام بها الأمير قرغُوَيْه، ثم ذهب أبو المعالي إلى ميَافارقين لما تفرّق عنه جنده، وصاروا إلى ابن عمّه صاحب الموصل أبي تغلب، فبالغ في إكرامهم، ثم ورد أبو المعالي إلى حلب فلم يُمكَّن من دخولها واستضعفوه، وتشاغل بحبّ جارية، فردّ إلى سَرُوج فلم يفتحوها له، ثم إلى حَرّان فلم يفتحوا له أيضًا، واستنصر بابن عمّه أبي تغلب، فكتب إليه يعرض عليه المقام بنصيبين، ثم صار إلى ميَافارقين في ثلاثمائة فارس وقلّ ما بيده.
ووافت الروم إلى ناحية ميَافارقين وأَرزن يعبثون ويقتلون، وأقاموا ببلد الأسلام خمسة عشر يومًا، ورجعوا بما لا يحصى.
صعوبة الحج:
وكان الحجّ في هذا العام صعبًا إلى الغاية لِمَا لَحِقهم من العطش والقتْل، مات من حجّاج خراسان فوق الخمسة آلاف، وقيل: بل ثلاثة آلاف بالعطش، فلمَّا حصلوا بمكة خرج عليهم الطلحيّون والبكريّون فوضعوا في الحجيج السيف، وأخذوا الركْبَ بما حوى، ولم يحجّ من مصر ولا الشام أحد، وكان حجّاج المغرب خلقًا، فرجع معهم خلق من التُّجّار فأَخِذوا، فيقال: إنّه أَخِذ لتاجرٍ فيها متاع بنحو مائتي ألف دينار، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
القرامطة في دمشق:
وفي آخر العام جاءت القرامطة من البّريّة وتوثّبوا على دمشق فملكوها، وساروا إلى الرملة، فالتقاهم الحسن بن عبد الله الإخشيدي فهزموه، ثم قاتلوا أهل الرملة أشدّ قتال، واستباحوها بعد يومين، ثم إنّ أهلها دافعوا عن نفوسهم بمائة وعشرين ألف دينار، وسبوا من أعمال الرملة عشرة آلاف نسمة، وعزموا على قصْد مصر ليملكوها، فجاء العُبَيْدِيّون فأخذوها، وقامت دولة الرفض في الأقاليم: المغرب ومصر والعراق وغير ذلك.
__________
1 بلد بين حلب والرقة.(26/20)
أحداث سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة:
الاحتفال بعاشوراء:
أقامت الرافضة الشعار الجاهليّ يوم عاشوراء ويوم الغدير1.
القحط ببغداد:
وكان ببغداد قَحْط واسعٌ، الكرٌ بتسعين دينارًا، وأغارت الروم بالشامْ فقتلوا وسبوا، وبدّعوا في حمص والثغور، وقتلوا خلائق.
جوهر يملك مصر:
وفيها ملك جوهر القائد ديار مصر، وخطب لبني عبيد2:
والد المرتضى يحج بالناس:
وحجّ بالناس من العراق أبو أحمد الموسوي والد المرتضى.
وفيها: ولي إمرة دمشق الحسن بن عبد الله بن طُغج الإخشيدي، فأقام شهرًا، ورحل في شعبان، فأستناب بها شمّول الكافوري، ثم سار إلى الرملة فالتقى العُبَيْديّين في ذي الحجّة بالرملة، فانهزم جيشه وأخذ أسيرًا، وحُمل إلى المغرب إلى المعزّ.
وأمّا ابن سيف الدولة فإنّ جُنْد حلب عَصَوْهُ، فجاء من ميَافارقين ونازل حلب، وبقي القتال عليها مدّة.
الروم يستولون على أنطاكية:
واستولى على أنطاكية الرغيليّ، رجل شاطر، فجاءت الروم فنزلوا على أنطاكية، وأخذوها في ليلة، وهرب الرُّعيلي من باب البحر هو وخمسة آلاف إنسان، فنجوا إلى الشام، وكان أخْذها في ذي الحجّة، وأَسر أهلها، وقتل جماعة من أكابرها3.
جعفر بن فلاح يتملك دمشق:
وفيها: جاء القائد جعفر بن فلاح إلى دمشق، فحاربه أميرها ابن أبي يعلى الشريف، فانهزم الشريف، ثم أسره جعفر وتملّك دمشق4.
__________
1 انظر المنتظم "7/ 47"، والكامل "8/ 600".
2 انظر المنتظم "7/ 47".
3 انظر البداية والنهاية "11/ 267".
4 انظر السابق.(26/21)
أحداث سنة تسع وخمسين وثلاثمائة الاحتفال بعاشوراء:
أقامت الشيعة ببغداد مأتم عاشوراء1.
سقوط أنطاكية:
وجاء الخبر في المحرَّم أنّ الروم -لعنهم الله- وردوا مع نقفور، فأحاطوا بأنطاكية، وملكوها بالأمان فيما أحسب، فأخرجوا أهلها، فأطلعوا العجائز والشيوخ والأطفال وقالوا: أُمْضُوا حيث شئتم. وأخذوا الشباب والصَّبايا والغلمان سبيًا، فكانوا أكثر من عشرين ألفًا2.
مقتل نقفور:
وكان نفقور قد عتا وتجَبَّر وقهر البلاد وعظمت هيبته، وتزوّج امرأة الملك الذي قبله على كُرْهٍ منها، وكان لها ولدان، فأراد أن يخصيهما ويهديهما للبيعة ويستريح منهما لئلَّا يُمَلَّكا، فعلمت زوجته بذلك، فأرسلت إلى الدُّمُسْتُق ليأتي إليها في زيَّ النساء ومعه جماعة في زيّ النساء، فجاءوا وباتوا عندها ليلة الميلاد فقتلوه، وأجلس في الملك ولدها الأكبر3.
انقضاض كوكب عظيم:
وفي ذي الحجّة أنقضّ بالعراق كوكب عظيم أضاءت منه الدنيا حتى صار كأنّه شعاع الشمس، وسُمع بعد انقضاضه صوتٌ كالرَّعد الشديد4.
وحجّ بالناس من بغداد أبو أحمد النقيب والد المرتضي والرّضيّ.
__________
1 انظر المنتظم "7/ 51".
2 انظر السابق.
3 انظر المنتظم "7/ 51"، والبداية والنهاية "11/ 267".
4 انظر المنتظم "7/ 51، 52"، والبداية والنهاية "11/ 267".(26/22)
أحداث سنة ستين وثلاثمائة:
الاحتفال بعاشوراء:
أقامت الرافضة رسم يوم عاشوراء من النّوْح واللَّطم والبكاء وتعليق المُسوح وغلْق الأسواق، وعملوا العيد والفرح يوم الغدير، وهو ثامن عشر ذي الحجّة1.
مرض المطيع:
وفي أول صفر لحق بالمطيع لله سَكْنةٌ، آل الأمُر فيها إلى استرخاء جانبه الأيمن وثقل لسانه2.
ابن معروف يتقلد القضاء:
وفيها: تقلَّد قضاء القضاة أبو أحمد بن معروف، وقبل شهادة أبي سعيد الحسن بن عبد الله السَّيرافي، ولاه القضاء على الجانب الشرقيّ من بغداد.
ووثبت العامّة بالمطهَّر بن سليمان، ونسبوه إلى القول بخلق القرآن3.
موت جعفر بن فلاح:
وفي صفر أعلن المؤذّنون بدمشق بحيّ على خير العمل، بأمر جعفر بن فلاح نائب دمشق للمعزّ بالله، ولم يجسر أحد على مخالفته، وفي جمادى الآخرة أمرهم بذلك في الإقامة، فتألّم الناس لذلك، فهلك لعامِهِ، والله أعلم.
__________
1 انظر المنتظم "7/ 35".
2 انظر المنتظم "7/ 53"، والنجوم "4/ 57".
3 انظر المنتظم "7/ 54".(26/23)
وفيات الطبقة السادسة والثلاثون:
وفيَّات سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة:
حرف الألف:
1- أحمد بن إبراهيم بن جامع أبو العباس المصري السكَّري1:
سمع: مقداد بن داود الرعيني، ويحيى بن عثمان بن صالح، وأحمد بن محمد بن رشدين، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وجماعة من طبقتهم.
وعنه: ابن مَنْدَه، وأبو محمد بن النّحَاس، وأحمد بن محمد الحاجّ الإشبيليّ، ومحمد بن إبراهيم بن غالب التمار، والحسين بن ميمون الصّفّار.
2- أحمد بن محمد بن خليع البغدادي نزيل مصر2:
سمع: بِشْرَ بن موسى الأسديّ، وغيره.
قال الخطيب: كان ثقة مجَّودا.
3- أحمد بن محمد بن أبي دارم، أبو بكر التميمي الكوفي، تُوُفِّي في المحرَّم3.
سمع: إبراهيم القصّار، وأحمد بن موسى الحمّاد، وموسى بن هارون وخلقًا.
رافضيّ، وعنه: الحاكم، وابن مردويه، ويحيى المزنيّ، والحيريّ.
4- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الموْت4 أبو بكر المكيّ:
سمع: علي بن عبد العزيز، ويوسف بن يزيد القراطيسي، والقاسم بن الليث الرسعني، وأحمد بن زغبة، ومحمد بن على الصايغ.
وعنه: أبو محمد بن النّحَاس، ومحمد بن نظيف، وأبو العباس أحمد بن الحاجّ، وآخرون.
تُوُفّي في ربيع الآخر، وله تسعون سنة بمصر.
__________
1 انظر العبر "2/ 290"، وشذرات الذهب "3/ 7".
2 يراجع تاريخ بغداد، فقد وثقه الخطيب هنالك.
3 يراجع "طبقات الشيعة" و"طبقات المعتزلة" لابن المرتضي.
4 انظر العبر "2/ 290"، وميزان الاعتدال "1/ 152"، وسير أعلام النبلاء "16/ 52".(26/24)
5- أحمد بن محمد بن عبد الله1 القاضي، أبو الحسين النيسابوري الحنفي، قاضي الحَرَمَين، وشيخ الحنفية في زمانه.
ولي قضاء الحرمين بضع عشرة سنة، ثم قدم نيسابور وتقلّد قضاءها، وبِها تُوفّي وله سبعون سنة.
تفقّه على: أبي الحسن الْكَرْخِي، وأبي طاهر بن الدّبّاس، وبرع في المذهب، وسمع: أبا خليفة، والحسن بن سفيان، وولي أيضًا قضاء الموصل، وقضاء الرملة.
روي عنه أبو عبد الله الحاكم.
وقال أبو إسحاق الشيرازي به وبأبي سهل الزجَّاجي تفقّه فقهاء نيسابور من أصحاب أبي حنيفة.
وقال الحاكم: سمعت أبا بكر الأبهريّ المالكي شيخ الفقهاء ببغداد بلا مدافعة يقول: ما قدم عليها من الخراسانيين أفقه من أبي الحسين النيسابوري.
6- إبراهيم بن علي بن عبد الله الأعلى أبو إسحاق الهُجَيُمي البصري2:
تُوُفِّيَ في آخر السنة.
سمع: جعفر بن محمد بن شاكر، وعبد الرحيم بن دنوقا، والحسن بن محمد بن أبي معشر، وعُبَيْد بن عبد الواحد، ومحمد بن يونس، وجماعة.
وعنه: طلحة بن يوسف المؤذّن، وأبو بكر محمد بن الفضل البابَسِيري، وأبو سعيد محمد بن على النقّاش، وجماعة.
وكان معْمرًا من أبناء المائة، وهو مقبول الحديث.
قال الرازي في مشيخته: سمعت عبد الرحيم بن أحمد البخاري يقول: رأي أبو إسحاق الهُجَيْمي أنّه تعمّم، فدوّر على رأسه مائة وثلاث دورات، فعبّر له أنّه يعيش
__________
1 انظر الوافي بالوفيات "8/ 35"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "16/ 25".
2 انظر العبر "2/ 291"، والمنتظم "7/ 23"، وسير أعلام النبلاء "15/ 525، 526".(26/25)
مائة وثلاث سنين، فلم يحدّث حتى بلغ المائة، ثم حدّث فقرأ القارئ وأراد أن يختبر عقله:
إنّ الجبان حتفه من فوقه ... كالكلب يحمي جلدهُ برَوقِه1
فقال الهجيمي: كالثور، فإنّ الكِلب لا رَوق2 له، ففرحوا بصحّة عقله.
7- إسماعيل بن بدر بن إسماعيل بن زياد أبو بكر القرطبي3،
سمع: بقيّ بن مَخْلَد، ومحمد بن وضّاح، ومطرّف بن قيس، والخشنيّ، وعبد الله بن مسرّة.
إلّا أنّ صناعة الشعر غلبت عليه وطارت باسمه وكانت به أَلصَق، وطال عمره إلى أن سمع بعض الناس منه وتسهّلوا فيه، ووُلِّي أحكام السوق فحمدوا أمره فيها، وتُوُفّي في هذه السنة، قاله ابن الفرضي.
قلت: هو آخر من روى في الدنيا عن بقيّ.
حرف الحاء:
8- الحسن بن إسحاق بن يليل أبو سعيد المغربي القاضي4،
سمع بدمشق: محمد بن عون، ومحمد بن خريم، وببغداد: يوسف القاضي، وبمصر: أبا عبد الرحمن الشامي السنائي.
روى عنه: عليّ بن المهذَّب التنوخي، وجماعة.
بقي إلى هذا العام.
9- الحسن بن علي بن الفضل أبو بكر المعافري ابن كبّه5.
10- الحسن بن محمد بن هارون، الوزير أبو محمد المهلّبي6،
__________
1 انظر الإصابة للحافظ "4/ 14، 15".
2 أي: الكلب.
3 انظر بغية الملتمس "230"، وسير أعلام النبلاء "16/ 26".
4 في عداد المستورين، وهو لا بأس به في الاحتجاج.
5 في عداد المجهولين.
6 انظر السابق.(26/26)
توفي سنة إحدى، وقيل سنة أثنتين وخمسين.
وقد ذكرته سنة اثنتين وخمسين.
11- الحسن بن محمد بن يحيى بن حسن بن جعفر بن عبد الله بن الحسين بن زين العابدين علي بن الحسين الحسيني1،
حدّث ببغداد في هذا العام عن جدّه يحيى بكتاب الأنساب، وكان شريفًا كبير القدر جليلًا.
12 الحسين بن الفتح، أبو عليّ النيسابوريّ الفقيه الشافعي2،
سمع: الفريابي وغيره.
وعنه: يوسف الميانجي، وابن جميع، وأبو محمد بن النّحَاس المصري.
حرف الدال:
13- دَعْلَج بن أحمد بن دَعْلَج3، أبو محمد السِجْزي الفقيه المعدّل، وُلِد سنة ستين ومائتين أو قبلها، وسمع بعد الثمانين من: على بن عبد العزيز بمكة، وهشام بن على السِّيرافي، وعبد العزيز بن معاوية بالبصرة، ومحمد بن أيّوب، وابن الْجُنَيْد بالرّيّ، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي وقشمرد، ومحمد بن عمرو الحَرَشيّ، وطائفة بنيسابور، وعثمان بن سعيد الدارميّ وغيره بهراة، ومحمد بن غالب، ومحمد بن رمح البزّاز، ومحمد بن سليمان الياغندي، وخلقًا ببغداد وغيرها.
وعنه: الدارقُطْني، والحاكم ابن رزقويه، وأبو عليّ بن شاذان، وأبو إسحاق الإسفرائيني، وعبد الملك بن بشران، وخلق.
وقال الحاكم: أخذ عن ابن خُزَيمة المصنّفات، وكان يُفْتي بمذهبه، وكان شيخ أهل الحديث، له صَدَقَات جارية على أهل الحديث بمكة والعراق وسجستان. سمعته
__________
1 انظر تاريخ بغداد "7/ 421".
2 في عداد المستورين.
3 انظر تاريخ بغداد "8/ 387- 392"، والكامل في التاريخ "8/ 545"، والمنتظم "7/ 10"، والبداية والنهاية "9/ 241، 242".(26/27)
يقول: تقدّم ليلة إليّ بمكة ثلاثة فقالوا: أخٌ لك بخراسان قتل أخانا ونحن نقتلك به. فقلت: اتّقُوا الله، فإنّ خُراسان ليست بمدينة واحدة، فلم أزل أداريهم إلى أن اجتمع الناس وخلّوا عنّي، فهذا سبب انتقالي من مكة إلى بغداد1.
وقال الحاكم: سمعت الدارَقُطْنيّ يقول: صنَّفت لدَعْلَج الْمُسْنَدَ الكبير، فكان إذا شكّ في حديث ضرب عليه، ولم أر في مشايخنا أثْبَتَ منه وسمعت عمر البَصْري يقول: ما رأيت ببغداد فيمن انتخبت عليهم أصحَّ كتبًا ولا أحسن سماعًا من دَعْلَج.
قال الحاكم: اشتري دَعْلَج بمكة دار العبّاسية بثلاثين ألف دينار. قال: ويقال لم يكن في الدنيا من التّجار أيسر من دَعْلَج.
وقال الخطيب: بلغني أنه بعث بالمُسْنَد إلى ابن عُقدَة لينظر فيه، وجعل في الأجزاء بين كل ورقتين دينارًا.
وقال ابن حَيُّوَيْه: أدخلني دَعْلَجُ دارَه وأراني بدَرًا من المال مُعَبَّأةً، وقال لي: يا أبا عمر، خذ من هذا ما شئت، فشكرت له وقلت: أنا في كفاية وغِنّى عنها.
توفِّي دَعْلَجُ في جُمادى الآخرة، وله نيّف وتسعون سنة.
وقال أبو ذَرّ الهَرَوِيّ: بلغني أن معزّ الدولة قال: أوّل مال من المواريث أخذ مال دعلج، خلّف ثلاثمائة ألف دينار.
وقال أبو العلاء الواسطي: كان دَعْلَجُ يقول: ليس في الدنيا مثل داري؛ لأنّه ليس في الدنيا مثل بغداد، ولا ببغداد مثل القطيعة؛ ولأنّها مثل درب أبي خلف، ولا في الدرْب مثل داري.
ونقل الخطيب أنّ رجلًا صلّى الجمعة فرأى رجلًا ناسكًا لم يصلّ، وكلّمه فقال: استر عليّ، عليّ لدَعْلَجُ خمسة آلاف درهم، فلمَّا رأيته أحدثت في ثيابي، فبلغ دَعْلَجُ فطلب الرجل إلى منزله وأبرأه منها، ووصله بخمسة آلاف لكونه رَوَّعه.
وقال أحمد بن الحسن الواعظ: أَوْدَعَ أبو عبد الله بن أبي موسى الهاشمي عشرة آلاف دينار ليتيم فأنفقها، فلما كَبُرَ الصَّبي أمر السلطان بدفع المال إليه، قال ابن أبي موسى: فضاقت عليّ الدنيا فبكّرت على بغلتي إلى الكَرْخ، فوقفت على باب مسجد
__________
1 انظر تاريخ بغداد "8/ 389".(26/28)
دَعْلَجُ، فصلَّيت خلفه الفجر، فلمَّا انْفَتَل رحّب بي، ودخلنا داره، فقدّم هريسة فأكلنا وقصّرت، فقال: أراك منقبضًا! فأخبرته، فقال حاجتك مقضيّة، فلمَّا فرغنا وزن لي عشرة آلاف دينار، وقمت أطير فرحًا، ثم أعطيت الصبيّ المال، وعظَّم ثناءُ الناس عليّ، فاستدعاني أمير من أولاد الخليفة، فقال: قد رغبت في معاملتك وضَمَّنتك أملاكي، فضمنت منه، فربحت ربحًا مُفْرِطًا حتى كسبت في ثلاثة أعوام ثلاثين ألف دينار، فحملت إلى دَعْلَجُ ذَهَبَهُ، فقال: ما خَرَجَت والله الدنانير عن يدي، ونويت أن آخذ عِوَضها، صِلْ بها الصبيان، فقال: أيّها الشيخ، أيّ شيء أصل هذا المال حتى تهب لي منه عشرة آلاف دينار؟ فقال: نشأت وحفظت القرآن وطلبت الحديث وتاجرت، فوافاني تاجر فقال: أنت دَعْلَجُ؟ قلت: نعم، قال: قد رغبت في تسليم مالي إليك مُضارَبَةً، وسلَّم إليّ بارنامجات ألف ألف درهم، وقال لي: ابسط يدك فيه ولا تعلم موضِعًا تنفقه إلا حملت منه إليه، ولم يزل يتردّد إليّ سنة بعد سنة يحمل إليّ مثل هذا، والمال ينمَّى، فلمَّا كان في آخر سنة اجتمعنا، قال لي: أنا كثير الأسفار في البحر، فإنْ قضى الله علْيَ قضاءً فهذا المال كلّه لك، على أنْ تتصدّق منه وتبني المساجد. قال دَعْلَجُ: فأنا أفعل مثل هذا، وقد ثَمَّر الله المال في يدي، فاكْتُم عليّ ما عِشْتَ. رواها الخطيب عن أبي منصور محمد بن محمد العسكري، حدّثني أحمد بن الحسين فذكرها.
- سَلْم بن الفضل أبو قتيبة1، قد تقدّم.
وقيل: توفّي فيها.
حرف العين:
14- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن مسعود2:
أبو بكر الأصبهاني المقرئ المطّرز3, سمع: عليّ بن جبلة، ومحمد بن العباس الأخرم، وإبراهيم بن ناملة.
روي عنه: أبو بكر الذكواني، وغيره، وبالإجازة أبو نعيم.
__________
1 تقدمت ترجمته.
2 انظر تاريخ بغداد "8/ 390-392".
3 في عداد المستورين.(26/29)
15- عبد الله بن أحمد بن الحسين1 بن رجا أبو القاسم الخرقي، بغداديّ مستقيم الحديث.
روى عن: عبد الله بن رَوْح المدايني، وتمتام، ومحمد بن يونس الكديمي.
وعنه: علي بن أحمد الرّزاز، تُوُفِّي في رجب.
16- عبد الله بن جعفر بن محمد2 بن الورْد بن زَنْجُوَيْه، أبو محمد البغدادي ثم المصري.
سمع السيرة من عَبْد الرحيم بْن عَبْد الله بْن البَرْقي، وسمع: يحيى بن أيّوب العلاق، وأبا يزيد القراطيسي، وابن رشدين، وغيرهم.
وعنه: ابن منده، وعبد الغني بن سعيد، وإبراهيم بن علي الغازي، وأبو محمد بن أبي زيد المالكي، وأبو محمد بن النحّاس، وابن نظيف، وجماعة.
وكان من الصالحين المُسْندِين. تُوُفّي في رمضان، وهو في تاريخ ابن النجار أخصَر من هذا.
17- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ3 بن أبي دليم، أبو محمد القُرْطبي من أولاد شيوخ الأندلس.
يروي عن: أسلم، وابن أبي تمام، وغيرهما.
وولي قضاء بجانة4 وألبيرة5، وولي الشرطة بقرطبة، وصنّف كتاب "طبقات الرواة" عن مالك، وتُوُفّي فجأة بقصر الزهراء. وكان نبيلًا في الحديث، ضابطًا محقّقًا.
18- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعْفَر بْن شاذان6 البغدادي أبو الحسين البزّاز.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "9/ 389".
2 انظر العبر "2/ 292"، والوافي بالوفيات "17/ 106".
3 انظر تاريخ الأندلس "1/ 231، 232".
4 مدينة في الأندلس.
5 مدينة متصلة بأراضي كورة قبرة بين القبلة والشرق من قرطبة.
6 انظر تاريخ بغداد "10/ 128"، والمنتظم "7/ 14".(26/30)
سمع أحمد بن عبد الله النُرسي، والكديمي، والحارث بن أبي أسامة وجماعة.
وعنه: الدارقطني، وأبو حفص الكّتاني، وابن رزقويه، ومحمد بن الحنّائي، ووثّقه الخطيب.
19- عَبْد الله بْن محمد بْن أحمد أبو القاسم الدمياطي1.
تُوُفّي في ذي الحجة.
20- عبد الباقي بن قانع بن مرزوق بن واثق أبو الحسين2 الأموي، مولاهم البغدادي الحافظ.
سمع الحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وإبراهيم الحربي، وإسحاق بن الحسن الحربي، ومحمد بن مَسْلَمَة الواسطي، وإسماعيل بن الفضل البلّخي، وخلقًا سواهم.
وعنه: الدارقُطْني، وابن رزقوَيْه، وابن الفضل القطّان، وأحمد بن علي البادا، وأبو عليّ بْن شاذان، وعبد المُلْك بْن بِشْران، وغيرهم.
صنّف "مُعْجَم الصّحابة" ووقع لنا بعُلوّ.
قال البرقاني: أمّا البغداديون فيُوَثَّقُونه، وهو عندي ضعيف.
قال الدارقُطْني: كان يحفظ، ولكنّه كان يخطئ ويصرّ على الخطأ.
وقال الخطيب: حدّثني الأزهري عن أبي الحسن بن الفرات قال: كان ابن قانع قد حدث به اختلاط قبل أن يموت بنحوٍ من سنتين، فتركنا السماع منه، وسمع منه قوم في اختلاطه.
قال الخطيب: وُلد سنة خمس وستين ومائتين، وتوفي شوّال سنة إحدى.
21- عبد الرحمن بن إدريس بن الربيع بن فروة، أبو القاسم المؤدّب3، مصري.
__________
1 لم يذكر في كتب السير والتراجم.
2 انظر تاريخ بغداد "11/ 88"، والمنتظم "7/ 14"، وميزان الاعتدال "2/ 532"، وسير أعلام النبلاء "15/ 526".
3 يراجع "طبقات المصريين".(26/31)
22- عبد العزيز بن محمد بن سهل1 البغدادي اللؤلؤي بن قماشُوَيه.
روى عن: إسحاق الدَّبري، عن عبد الرزّاق كتاب الحدود والرِّضاع.
وعنه: أبو عليّ بن شاذان.
قال الخطيب: لم أسمع فيه إلّا خيرًا، يُكَنَّى أبا الطيّب. قال لي ابن شاذان: توفِّي في نصف شعبان سنة إحدى وخمسين.
23- عبد العزيز بن إبراهيم بن بيان2، الرئيس أبو الحسين بن النُّعمان الكاتب البغدادي.
قال الخطيب: كان أحد الكُتّاب الحُذّاق، مأمون الدواوين، وله تواليف في الهزْل، مات في رمضان.
24- علي ابن الإمام أبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي3 المصري أبو الحسن.
حدّث عن النّسائيّ وغيره.
25- علي بن جعْفَر بن أَحْمَد بن عَلِيّ أَبُو الحسن الفريابي4:
توفِّي في شعبان، وكان يعرف بابن ممَّك.
روى بمصر عن: أبي مسلم الكجّي، ومحمد بن جعفر القَتَّات، والفريابي.
روى عنه محمد بن نظيف، وغيره.
ووثُقه الخطيب.
26- على بن رُكَيْن، أبو الحسن المصري5.
سمع أحمد بن حمّاد، وغيره.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "10/ 456".
2 انظر تاريخ بغداد "10/ 456".
3 هو ابن الإمام الطحاوي صاحب "المشكل" و "شرح المعاني"، في عداد المستورين.
4 انظر تاريخ بغداد "11/ 370".
5 في عداد المجهولين.(26/32)
22- عَليّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ1 بْنِ حبيب، أبو أحمد الحسني المَرْوَزِي.
سمع: سعيد بن مسعود، وعمار بن عبد الْجَبّار، ومحمد بن الفضل البخاري، وعبد العزيز بن حاتم، وسهل بن المتوكّل، وجماعة.
وحدّث ببخارى وبمرو، وفيه لِين، ولمّا حدّث عن سهل بن المتوكَل أنكروا عليه وقالوا: كيف لقيته وما علامته؟ قال: كان إذا وضع كفّه على وجهه غطّاه من عرض يده، فصدّقوه.
روى عنه: أبو عبد الله بن منده، والحاكم، ومحمد بن أحمد غُنْجار، ومنصور بن عبد الله الذُّهْلي، وغيرهم.
وتوفِّي بَمرْو في رجب من السنة.
قال الخليليّ: سألت الحاكم عنه فقال: هو أشهر في اللَّين من أن تسألني عنه.
قلت: هو أَسَدُّ من كان بمَرْو في زمانه.
وقال الحاكم: كان يكذب مثل السكر؛ والحسنوي أحسن حالًا منه.
حرف الميم:
28- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُوسَى، أبو حبيب2 النيسابوري المَصَاحفيّ النّاسخ، جاور بالجامع خمسين سنة.
وحدّث عن: سهل بن عمّار، وزكريّا بن داود الخفّاف.
عنه: الحاكم، وقال: عاش ثلاثًا وتسعين سنة.
29- محمد بن الحسن بن محمد3 بن زياد بن هارون الموصلي ثم البغدادي، أبو بكر النّقاش المقرئ المفسّر.
__________
1 انظر العبر "2/ 292".
1 انظر الأنساب "3/ 176، 11/ 337".
3 انظر المنتظم "7/ 14"، وتاريخ بغداد "2/ 201"، والكامل في التاريخ "8/ 545"، وسير أعلام النبلاء "15/ 573-576".(26/33)
كان إمام أهل العراق في القراءات والتفسير.
روى عن: إسحاق بن سُنَين الختلي، وأبي مسلم الكجّي، ومطّين، وإبراهيم بن زهير الحلواني، ومحمد بن عبد الرحمن النسائي، والحسن بن سفيان، والحسين بن إدريس الهروي، ومحمد بن علي الصائغ. وقرأ القرآن على: الحسن بن العباس بن أبي مهران، وعلى الحسن بن الحُباب ببغداد، وعلى أحمد بن أنس بن مالك، وهارون بن موسى الأخفش بدمشق، وعلى ابن أبي ربيعة محمد بن إسحاق بن أعين، وعلي ابن أبي محمد الخيّاط، وعلي بن أحمد البزّار، وجماعة سواهم. وذكر أنّ قراءته كانت على ابن أبي مهران في سنة خمس وثمانين.
قرأ عليه: أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران، وعبد العزيز بن جعفر الفارسي، وأبو الحسن الحمّامي، والقاضي أحمد بن محمد بن عبدون الشافعي، وإبراهيم ابن أحمد الطبري، وعلي بن محمد العلاف المقرئ، وأبو الفرج عبد الملك النّهرواني، وأبو الفرج الشّنبوذي، وعلى جعفر السعيدي، والحسن بن محمد الفحّام، وأبو القاسم علي بن محمد الزيدي الحرّاني الشريف، وهو آخر مَن قرأ فِي الدنيا عَليْهِ، والحسن بن علي بن بشّار النيسابوري، وطائفة سواهم.
وروى عنه: أبو بكر بن مجاهد، أحد شيوخه، وجعفر الخلدي وهو من أقرانه، والدارقُطْني، وأبو حفص بن شاهين، وأبو أحمد عبد الله بن أبي مسلم الفرضي، وأبو علي بن شاذان، وأبو القاسم الحُرفي، وآخرون.
وصنّف التفسير وسمّاه "شفاء الصدور"، وصنّف في القراءات، وأكثر التطواف من مصر إلى ما وراء النهر في لقاءالمشايخ، وله كتاب "الإشارة في غريب القرآن"، و"الموضّح في القرآن ومعانيه"، و"صدأ العقل"، و"المناسك"، و"أخبار القصّاص"، و"ذمّ الحسد"، و"دلائل النبوّة"، و"المعجم الأوسط"، و"المعجم الأصغر"، و"كتاب معجم الأكبر في أسماء القرّاء وقراءاتها"، وكتاب "القراءات بعللها"، وكتاب "السبعة الأوسط"، وآخر لطيف، وغير ذلك.
وذكر ابن أبي الفوارس أنّ مولده سنة ستّ وستّين ومائتين.
قلت: الذي وضُح لي أنّ هذا الرجل مع جلالته ونُبله متروك ليس بثقة، وأجود ما قيل فيه قول أبي عمرو الدّاني، قال: والنقّاش مقبول الشهادة، على أنّه قد قال ابن(26/34)
فارس بن أحمد: سمعت عبد الله بن الحسين، سمعت ابن شنبوذ يقول: خرجت من دمشق إلى بغداد وقد فرغت من القراءة على هارون الأخفش، فإذا بقافلة مقبلة فيها أبو بكر النقّاش وبيده رغيف، فقال لي: ما فعل الأخفش؟ قلت: توفِّي. ثم انصرف النقّاش وقال: قرأت على الأخفش.
وقال طلحة بْن محمد بْن جعفر: كَانَ النقّاش يكذب في الحديث، قال: والغالب عليه القَصَص.
وقال البرقاني: كلّ حديث النقّاش مُنْكَر.
وقال هبة الله اللالكائي الحافظ: تفسير النقّاش لشفاء الصدور ليس بشفاء الصدور.
وقال الخطيب: في حديثه مناكير بأسانيد مشهورة.
قلت: وَرَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ أَنَّ أَبَا غَالِبِ ابْنِ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو حَدَّثَهُ، قَالَ: ثنا جَدِّي، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ دُعَاءَ حَبِيبٍ عَلَى حَبِيبِهِ"1.
قال الدارقطني: قلت للنقّاش: هذا حديث موضوع، فرجع عنه.
قال الخطيب: قد رواه أبو علي الكوكبي عن أبي غالب.
وقال الدارقطني في كتاب "المصحّفين" له: إنّ النقّاش قال مرّة: كسرى "أبو" شروان، جعلها كنية، وقال: كان يدعو فيقول: لا رجعت يدٌ قصَدَتْكَ "صفراءَ" من إعطائك -بفتحٍ وبمدّ، وصوابه صفرًا.
وقال الخطيب: سمعت أبا الحسين بن الفضل القطّان يقول: حضرتُ أبا بكر النقّاش وهو يجود بنفسه في ثالث شوّال سنة إحدى وخمسين، فجعل يحرّك شفتيه، ثم نادى بأعلى صوته: {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ} يردّدها ثلاثًا، ثمّ خرجت نفسُه2.
قلت: قد اعتمد صاحب "التيسير" على رواياته.
__________
1 حديث منكر: وانظر كشف الخفاء "1/ 486"
2 انظر تاريخ بغداد "2/ 205".(26/35)
30- محمد بن سعيد أبو بكر الحربي الزاهد1، بغدادي، وثّقه الخطيب.
روى عن: إبراهيم بن نصر المنصوري، وغيره.
وعنه: ابن رزقوَيْه.
31- محمد بن الشبل بن بكر القيسي2 أبو بكر الأندلسي.
سمع بقرطبة من يوسف بن يحيى المقامي، ورحل سنة اثنتين وتسعين ومائتين، فسمع بالقيروان من يحيى بن عمر، ويحيى بن عَوْن، وعمر بن يوسف. وسمع بسوسه3 من آدم بن مالك وطائفة، وطال عمره.
ورحلوا للسماع منه. ومات سنة ثلاث وخمسين.
32- محمد بن علي بن الحسين، أبو حرب المَرْوَزِيّ الفقيه4.
- محمد بن علي بن دُحَيْم، أبو جعفر الشيباني الكوفي5.
سمع: إبراهيم بن عبد الله العبسي القصّار، وإبراهيم بن أبي العنبس القاضي، وأحمد بن حازم ابن أبي غَرْزَةَ، وجماعة.
وعنه: الحاكم، وأبو بكر أحمد بن الحسين الحيري، وأبو بكر أحمد بن موسى بن مَرْدويه، وجناح بن نذير المحاربي، ومحمد بن علي بن خشيش التميمي الكوفي، وأبو منصور المظفَّر بن محمد العلوي، وزيد بن أبي هاشم العلوي، وغيرهم.
حديثه في "الثقفيّات" وغيرها، وكان ثقة صدوقًا، حدّث في هذه السنة، وما أدري هل تُوُفّي فيها أو بعدها.
33- محمد بن القاسم بن محمد بن سِياه6، أبو بكر العسّال الأصبهاني.
يروي عن: عبد الله بن محمد بن النعمان، وعبيد بن الحسن الغزال.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "5/ 310"، والمنتظم "7/ 15"، والبداية والنهاية "11/ 243".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 65".
3 مدينة صغيرة بنواحي إفريقية.
4 في عداد المجهولين.
5 سير أعلام النبلاء "16/ 36، 37"، والنجوم الزاهرة "3/ 334".
6 في عداد المستورين.(26/36)
وعنه: أبو بكر بن أبي على المعدل، وأبو نعيم الحافظ.
340- محمد بن راهب، أبو بكر الكشي1.
يروي عن حامد بن شادي الْكشّي، والربيع بن حسّان، ومُطَيّن، وأبي عمر القتّات.
35- محمد بن مؤمن، أبو بكر الكِنْدي المصري النَّحْوي2 المحدّث.
كان فاضلًا صالحًا، عاش قريبًا من ثمانين سنة.
36- ميمون بن إسحاق، أبو محمد البغدادي3 الصوّاف، مولى محمد بن الحنفية.
سمع: أحمد بن عبد الجبار العُطارِدِيّ، والحسن بن السَمْح، وأحمد ابن هارون البرديجي.
روي عنه: ابن رزقويه، والحمّامي، وابن الفضل القطان، وأبو علي بن شاذان.
قال الخطيب: كان صدوقًا، مولده سنة ستين ومائتين.
حرف الهاء:
37- هَمّام بن أحمد بن محمد بن مسلم، أبو عمر4 القاضي.
يروي عن: أبيه، وعن إبراهيم بن محمد بن متُّوَيْه، وإسحاق بن جميل.
وعنه: أبو نُعَيم، وأبو بكر بن أبي عليّ المعدل.
حرف الياء:
38- يحيى بن منصور بن يحيى5 بن عبد الملك القاضي، أبو محمد النيسابوري.
__________
1 انظر السابق.
2 انظر السابق.
3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "13/ 211".
4 انظر أخبار أصبهان "2/ 341".
5 انظر العبر "2/ 293".(26/37)
وُلِّيَ قضاء نيسابور بضع عشرة سنة، ثم عُزل بأبي أحمد الحنيفي سنة تسع وثلاثين، وحُمدت ولايته، وكان محدّث نَيْسابور في وقته.
روى عن: محمد بن عمرو قشمرد، وأحمد بن سلمة، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وأبي مسلم الكجّي، وطبقتهم. وكان يحضر مجلسه أبو عبد الله بْن الأخرم، وأبو علي الحافظ.
روى عنه: الحاكم، ويحيى بن إبراهيم المزكّي، والزاهد أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الحركوشي، وسِبْطُه عنبر بن الطّيّب بن محمد العنبري، وآخرون.
وفيَّات سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة:
حرف الألف:
39- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله1 بن راشد، أبو جعفر المَدِيني الأصبهاني الزاهد:
سمع: علي بن سعيد العَسْكَري، وأحمد بن الحسن بن عبد الملك.
ويُذكَر عنه أنّه كان مُجاب الدعوة.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم الحافظ.
توفي في شهر ربيع الأول.
40- أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد2 بْن سَلَمة، أبو العباس البغدادي نزيل مكة.
حدّث عن البرقي ...
41- أحمد بن عبيد بن أحمد، أبو بكر الحمصي3 الصّفّار.
توفِّي فيها في حمص، وذكرناه في الطبقة الماضية.
روى عنه: عبد الغني المصري، وابن منده، وعدّة.
__________
1 انظر أخبار أصبهان "1/ 160".
2 انظر تاريخ بغداد "4/ 255".
3 تقدم ذكره.(26/38)
42- أحمد بن محمد بن السِّريّ1 بن يحيى بن السّريّ، هو الحافظ أبو بكر بن أبي دارم الكوفي.
تُوُفّي بالكوفة في أوّلها، وكان رافضيًّا، يروي في ثَلْب2 الصحابة المناكير، واتُّهِم بالوضْع.
حدّث عن موسى بن هارون الحمّال، وقد مرّ في العام الماضي.
43- أحمد بن محمد بن سهلويه، أبو الحسن المزكّي النيسابوري3 سِبْط أبي يحيى البزّاز.
سمع: محمد بن إبراهيم البوسنجي، والكجّي، وطبقتهما.
روى عنه جدّه في تصنيفه، وقرأه على النّاس، وروى عنه الحاكم.
قَالَ الْحَاكِمُ بْنُ أَبِي الطَّيِّبِ الْكَرَابِيسِيُّ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْبَزَّازِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ محمد اللَّبَّادِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي كِنَانَةَ، عَنِ ابْنِ عَمَّتِهِ مَرْفُوعًا: "إِنَّ لِلَّهِ أَقْوَامًا اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ" 4 الحديث.
44- أحمد بن محمود بن أحمد بن خليد5، أبو الحسين الشمعي، بغداديّ معروف صَدُوق.
سمع: الكديمي، وبِشْر بن موسى، وجماعة.
وعنه: أبو محمد النّحّاس، وأبو عبد الله بن نظيف.
45- أحمد بن مُطْرَف بن عبد الرحمن6 بن قاسم بن علقمة الأزدي. توفِّي أبوه سنة أربع وعشرين.
__________
1 انظر شذرات الذهب "3/ 11"، ولسان الميزان "1/ 268".
2 ثلب فلانًا: أي عابه وتنقصه.
3 لا بأس به، في عداد المستورين.
4 انظر السابق.
5 انظر تاريخ بغداد "5/ 157".
6 انظر تاريخ علماء الأندلس "44"، وبغية الملتمس "207".(26/39)
روى أحمد عن: عبيد الله بن يحيى اللَّيْثي، وابن لُبَابة، والأَعْناقي.
وولي الصلاة بقرطبة، وكان ذا وسواس في الطهارة، وكان من فقهاء المالكية الأعيان، ويُعرف بأبي عمر بن المشّاط، وكان مُعْتنيًا بالسُّنن زاهدًا ورِعًا.
حدّث عنه: أحمد بن الْجَسُور، ومحمد بن إبراهيم، وسمع الناس منه كثيرًا. وتُوُفّي في ذي القعدة -رحمه الله.
46- أحمد بن نصر الله بن محمد1 بن أشكاب، أبو نصر البخاري الزّعفراني، قدم بغداد وانتخب عليه الدارقُطْني،
قال الخطيب: يروي عنه ابن رزقويه، وأبو علي بن شاذان، وحدّث في هذه السنة ببغداد.
47- إسحاق بن إبراهيم التُّجْيبي2 مولاهم الطُّلَيْطِلي، أبو إبراهيم المالكي، العلَّامة مصنّف كتاب "النصائح".
كان فاضلًا ورِعًا مشاوَرًا في الأحكام، يُقرئ الفقه بحانوته بسوق الكتّاب بقُرْطُبَة.
وحدّث عن: أحمد بن خالد، ومحمد بن عمر بن لُبابة.
48- إسماعيل بن علي بن علي3 بن رَزين، أبو القاسم الخزاعيّ ابن أخي دعبل الشاعر.
قيل: إنّه وُلِدَ سنة تسع وخمسين ومائتين.
وحدّث عن: عبّاس الدُّوري، ومحمد بن يونس الكديمي، ومحمد بن غالب تمتام، وإسحاق بن إبراهيم الديري.
وعنه: أبو سليمان محمد بن عبد اللَّه بن زَبْر، والدارَقطْني، وأبو الحسين ابن جُمَيْع، وهلال الحفّار.
قال الخطيب: كان غير ثقة، وتوفّي بواسط، حديثه في الثقفيّات. قال الخطيب: روى عن أبيه، عن أخيه دعبل أحاديث مسندة.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "5/ 183".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "72"، وبغية الملتمس "235".
3 تاريخ بغداد "6/ 306"، والوافي بالوفيات "9/ 156".(26/40)
حرف الجيم:
49- جعفر بن ورقاء بن محمد بن ورقاء، أبو محمد الشيباني الأمير1.
من كبار عرب الشام، وكان فارسًا شجاعًا عارفًا باللغة، وكان خِصّيصًا بسيف الدولة، عاش ستًّا وثمانين سنة، وأخوه عبد الله شاعر مجوّد.
حرف الحاء:
50- الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ2 بْنِ هارون الوزير، أبو محمد الْمُهَلَّبِي الأزْدي، من ولد قبيصة بن المهلَّب بن أبي صُفْرة.
وزر لِمُعِزّ الدولة بن بُوَيْه، وكان كبير القدْر عالي الهمّة كامل الرئاسة والعقل، مُحبّا للفُضَلاء مُقْبِلًا عليهم.
كان في أوائل شأنه قد أصابته فاقة، حتى سافر واشتهى اللحم، فلم يقدر عليه فقال:
ألا مَوْتٌ يُباعُ فأشتريه ... فهذا العيشُ ما لا خير فيه
ألا موت لذيذ الطَّعْمِ هاني ... يخلّصُني من العيش الكريه
إذا أَبْصَرتُ قبرًا من بعيدِ ... ودِدْتُ لوَ أنَّني قد صرت فيهِ
ألا رَحِم الْمُهَيْمِنُ نفْسَ حرّ ... تصدّق بالوفاة على أخيه
فلمَّا سمعه اشترى له لحمًا بدرهم وطَبَخَه وأطعمه، ثمّ تقلَّبت الأحوال ووُزَّر المُهَلَّبِي، وضاقت الحال بذاك الرجل فقصد المهلَّبي وكتب إليه:
ألا قُلْ للوزير فَدَتْه نفْسي ... مَقَالَةَ مُذْكِرٍ ما قد نَسيهِ
أَتَذْكُر إذ تقول لضَنْكِ عَيْشٍ ... ألا موتٌ يُباع فأشتريه
فلما وقف عليها أمر له في الحال بسبعمائة درهم، ووقّع في ورقته: {مَثَلِ الَّذِين
__________
1 أحد أمراء الشام، يراجع "تاريخ دمشق" لابن عساكر.
2 انظر المنتظم "7/ 9"، والفهرست "200"، والكامل في التاريخ "8/ 546"، ودول الإسلام "1/ 219".(26/41)
يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ} [البقرة: 261] ، ثم دعا به فخلع عليه وولاه عملًا يرتفق به.
وللوزير المُهَلَّبي أخبار وشعر رائق. وتُوُفّي في طريق واسط، وحُمل إلى بغداد، ومن شِعْره:
قال لي مَنْ أحبّ والبين قد جـ ... دّ وفي مِهجتي لهيبُ الحريق
ما الذي في الطريق تَصْنَعُ بَعْدي؟ ... قلت: أبكي عَلَيك طُولَ الطَّرِيقِ
تُوُفّي المهلَّبي لثالثِ من شعبان عن نَيَّف وستّين سنة.
ولابن الحجّاج من أبيات يرثيه:
مات الذي أَمْسَى الثَّناءُ وراءه ... والْعَفْوُ عفو الله بين يديه
هدم الزمان بموته الحصنَ ... الذي كُنّا نفرّ من الزَّمان إليهِ
وللوزير المهلَّبي:
أراني الله وجهَكَ كلَّ يوم ... صباحًا للتيمّن والسّرور
وأمتع ناظريَّ بصفْحَتَيْهِ ... لأَقرا الْحُسْنَ من تلك السُّطُور
ولابن عبد الله بن الحجّاج يرثي الوزير المهلَّبي:
يا مَعْشَرَ الشعراءِ دَعْوَةَ مُوجَعٍ ... لا يُرْتَجَى فرَجُ السُّلُوِّ لَدَيْهِ
عَزُّوا الْقَوافِيَ بالوزيرِ فإِنّها ... تبكي دَمًا بَعْدَ الدُّمُوعِ عليهِ
مات الذي أمسى الثناء وراءه ... والعفو عفو الله بين يديه
هدم الزمان بموته الحصن الذي ... كنا نفرّ من الزَّمان إليهِ
فَلْيَعْلَمَنَّ بَنُو بُوَيْه أَنَّه ... فُجعتْ به أَيّام آلِ بُوَيْهِ
51- الحسن بن محمد بن رمضان بن شاكر، أبو علي الحِمْيَرِي1.
أظُنُّه مَصْريًّا، تُوُفّي في ربيع الأول.
__________
1 في عداد المجهولين.(26/42)
52- حمدون بن محمد بن حمدون بن هشام، أبو الحسن السِجستاني1.
توفِّي في صفر، من شيوخ الحاكم.
حرف الخاء:
530- خالد بن سعد، أبو القاسم الأندلسي2.
سمع: محمد بن فُطَيْس، وسليمان بن قريشِ، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وطاهر بن عبد العزيز، وخَلْقًا سواهم.
وله كتاب في رجال الأندلس، وكان إمامًا في الحديث حافظًا بصيرًا بالعِلل، مُتَقدَّمًا على أهل زمانه بقرطبة، وكان أحد الأذكياء. قيل: أنّه حفظ من سمعةٍ واحدةٍ عشرين حديثًا.
وبَلَغَنَا أنّ المُستَنْصِر بالله كان يقول: إذا فاخَرَنا أهلُ المشرق بيحيى بن مَعِين فاخَرْناهم بخالد بن سعد.
وقيل: كان خالد بذيء اللسان ينال من أَعْراض النّاس.
حرف العين:
54- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن إبراهيم، أبو العباس اليونسي3 المعروف بالأبياني التميمي.
تفقّه على: يحيى بن عمر، والمغامي يوسف، وأحمد بن أبي سليمان.
وعنه: أبو محمد بن أبي زيد، وأبو محمد عبد الله الأصيلي.
وكان فقيه إفريقية، وكان يميل إلى مذهب الشافعي وهو بمذهب مالك أقصد.
55- عبد الله بن محمد بن مُغيث4، أبو محمد الأنصاري القرطبي الصفّار، والد قاضي الجماعة أبي الوليد يونس.
__________
1 انظر السابق.
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "13"، والعبر "2/ 295"، وشذرات الذهب "3/ 11".
3 لا بأس به، في عداد المستورين.
4 انظر بغية الملتمس "332"، والوافي بالوفيات "17/ 484".(26/43)
روى عن: خَالِد بْن سعْد، وأحمد بْن سَعِيد بْن حزم، وإسماعيل بن بدر، وجماعة.
وكان أديبًا شاعرًا بارعًا بليغا كاتبًا مع العبادة والتواضع والفضْل، وزُهدٍ في الدنيا في آخر عمره، وتوفي في شوّال وله ثمان وستّون سنة.
قال يونس بن عبد الله بن مغيث: سمعت أبي يقول: أوْثَقُ عملي في نفسي سلامةُ صَدْري أنّي آوي إلى فراشي ولا يأوي صدري غائلة لمسلم.
وقد صنّف للحكم المستنصر كتاب "شعراء بني أُمَيّة" فأجاد، وجاء في مجلّد.
ومن شعره:
أتوا حسبة أن قيل جدّ نُحُولُهُ ... فلم يبق من لحم عليه ولا عظْم
فعادوا قميصًا في فراش فلم يروا ... ولا لمسوا شيئًا يدلّ على جسْم
طواه الهوى في ثوب سَقْم من الضّنى ... فليس بمحسوس بعين ولا وَهْم
56- عبيد الله بن يحيى بن إدريس القرطبي1.
سمع عبيد الله بن يحيى الليثي، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وأسلم بن عبد العزيز.
وكان متقدّمًا في ضروب العلم، وكان شاعرًا مُحسِنًا بارعًا مع معرفته الآثار والسُّنَن، وكان متواضعًا نبيلًا، وُلِّيَ الوزارة فما زاده ذلك إلا فضْلًا، وكان يؤذّن في مسجده وهو وزير. وكان ثِقَةَ، أخذ الناس عنه كثيرًا، وتوفي في ذي القعدة.
تَرجَمَه ابن الفَرَضي.
كنيته: أبو عثمان.
57- عبد الرحمن بْن الحَسَن بْن أَحْمَد2 بْن مُحَمَّد بْن عبيد الأسدي، أبو القاسم الهمداني.
روى عن: إبراهيم بن ديزيل، ويحيى بن عبد الله الكرابيسي، ومحمد بن
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "251"، وبغية الملتمس "355".
2 انظر تاريخ بغداد "10/ 292-294".(26/44)
الضّرير، وعلى بن الحسين بن الْجُنَيْد، وتكلّموا في سماعه من ابن ديزيل.
وعنه: ابن منده، والحاكم، وأحمد بن موسى بن مردَوَيْه، وأبو بكر بن لال، ومحمد بن أحمد بن الحسين المحاملي، وأبو الحسن علي بن أحمد الحمّامي، وأبو علي بن شاذان، وعبد الرحمن بن محمد بن شبانة الهمداني، وأخرون سنة سبعين ومائتين.
رماه بالكذب القاسمي بن أبي صالح، وقال صالح بن أحمد الهمداني: ضعيف، ادّعى الرواية عن إبراهيم بن الحسين فذهب عليه.
58- عبيد الله بن آدم بن عبيد الله بن خالد، أبو محمد الدمياطي1.
يروي عن بكر بن سهل الدمياطي وغيره.
59- علي بن أحمد بن أبي قيس، أبو الحسن البغدادي الرّفَاء2 المعرّي.
حدّث عن ابن أبي الدنيا، وقيل: كان زوج أمّه.
روى عنه: أبو الحسن علي بن أحمد الحمّامي. وكان يفسّر المنامات ويقرئ القرآن في داره.
قال ابن أبي الفوارس: كان ضعيفًا جدًّا. توفِّي في جُمادى الآخرة.
60- على بن إسحاق بن خَلَف، أبو القاسم3 البغدادي المعروف بالزّاهي.
مُجِيد، مدح سيف الدولة بن حمدان والوزير المهلَّبي، وكان قطّانًا لم يتكهّل.
شاعر وهو القائل:
صُدُودك في الهوى هَتَك استتاري ... وعاونه البكاء على اشتهاري
ولم أخلع عِذاري فيك إلّا ... لما عاينت من حُسن العذارِ
وكم أبصرتُ من حُسْنٍ ولكنْ ... عليك لشقوتي وقع اختياري
__________
1 يُرَاجع "تاريخ علماء الأندلس".
2 شذرات الذهب "3/ 11".
3 انظر تاريخ بغداد "11/ 350"، والمنتظم "6/ 59"، وسير أعلام النبلاء "16/ 111"، والبداية والنهاية "11/ 272".(26/45)
وله:
سفرْن بُدُورًا وانْتَقَبْن أَهِلَّةً ... ومِسْنَ غُصُونًا والتَفَتْنَ جَاذِرا
وأَطْلَعْن في الأجياد بالدرّ أنْجُمًا ... جُعلْن لحبّات الثغور ضَرَائرا
61- علي بْن الْحُسَيْن بْن علي، أَبُو الْحَسَن العبسي المصري1 الفرّاء، صاحب التاريخ.
كذا ذكره أبو القاسم بن منده.
62- عليّ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو القاسم الحلاب2.
يروي عن بكر بن سهل الدمياطي.
توفِّي في رجب.
63- عَليّ بن هَارُون بن عَليّ3 بن يَحْيَى بن أبي منصور بن المنجّم، أبو الحسن البغدادي:
وُلد سنة وسبعين ومائتين بعد وفاة جدّه بسنة.
وروى عن: بِشْر بن موسى، ومحمد بن العبّاس البريدي، وجماعة.
وعنه: ابنه أحمد، والحسن بن يحيى النوبختي، والمرزباني.
وكان أديبًا إخباريًا شاعرًا مُحٍسنًا، فمن شعره:
بيني وبين الدهر فيك عتابُ ... هل يُرتَجَى من غَيْبَتَيكَ إيابُ
لولا التَّعَلُّل بالرجاء تقطّعت ... نفسٌ عليك شِعارُها الأَوْصابُ
لا يأس من فرجِ الإله فربَّما ... يصلُ القَطوعُ ويقدِم الغيابُ
ومن شعره:
كيف نال العثارُ من لم يزل من ... هـ مُقيلًا في كل خَطْب جسيمْ
أو ترقّى الأذى إلى قدمٍ لم ... يَخْطُ إلّا إلى مقام كريم
__________
1 في عداد المجهولين.
2 يراجع "تاريخ بغداد".
3 انظر تاريخ بغداد "12/ 19"، والفهرست "144"، والوافي بالوفيات "22/ 276-278".(26/46)
قال الخطيب: توفي سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
64- على بن يعقوب بن إسحاق المؤذّن1.
سمع: محمد بن العباس الأخرم، وأحمد بن علي بن الجارود، والحسن بن هارون بن سليمان.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم.
توفّي في شهر رمضان.
حرف الميم:
65- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إسحاق2 بن إبراهيم النيسابوري، أبو عمرو النَّحْوي المعروف بأبي عمرو، والصغير رفيق أبي علي النيسابوري في الرحلة.
سمع: عبد الله بن شذونة، وأبا القاسم البغوي، وابن جوصا، وأبا عروفة الحرّاني، وابن قتيبة العسقلاني، وطبقتهم.
وعنه: الحاكم، وقال: كان كبيرًا في العلوم.
66- محمد بن أحمد بن قاسم3 بن هلال، أبو عبد الله القيسي القُرْطُبِي.
سمع من عبيد الله بن يحيى، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وجماعة.
وكان مُفْتِيًا أكثر النّاسُ عنه.
67- محمد بن إسحاق بن مهران شاموخ4 المقرئ.
روى عن: أحمد البراثي، والحسن بن الحُباب.
روى عنه: يوسف القوّاس، وأبو الحسن بن رزقويه.
قال الخطيب: كثير المناكير.
__________
1 انظر أخبار أصبهان "2/ 17".
2 انظر تاريخ بغداد "1/ 277"، والوافي بالوفيات "2/ 31".
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 66".
4 انظر تاريخ بغداد "1/ 258"، والمنتظم "7/ 18".(26/47)
68- محمد بْن أحمد بْن موسى1 بْن هارون الصَّلْت الأهوازي أبو الطيّب.
سكن بغداد، وحَدّث عن أبي خليفة، ومحمد بن جعفر القتّات، وإبراهيم بن شريك.
وعنه: ابنه أحمد، وعبد الرحمن الحربي، ومن القدماء الدارقُطْني وغيره.
قال الخطيب: كان صدوقًا.
69- محمد بْن أحمد بْن محمد بْن حسين، أبو الحسين المُعاذي2 النيسابوري الأديب، شيخ عشيرته المعاذية.
سمع: أبا عبد الله البوسنجي، وإبراهيم بن علي، وإبراهيم بن أبي طالب.
وعنه: الحاكم وغيره، وقال: مات في رجب سنة ستين، وله ثلاث وثمانون سنة.
70- محمد بْن أحمد بْن الحُسَيْن، أبو طاهر النيسابوري3.
سمع: أبا عبد الله البوسنجي، وطبقته.
وعنه: الحاكم.
توفِّي فِي ذِي القِعْدَة.
71- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن دحَيْم4 بن كيسان، أبو جعفر الصائغ الشيباني. من سنة إحدى، فيُحَوَّل.
أرَّخه هنا ابن حمّاد الكوفي فقال: حدّث في سنة اثنتين وخمسين، قال: وكان شيخًا صالحًا صدوقًا قليل المعرفة بالحديث، كان سماعه في كتب أبيه، وكان أبوه قد شرط على جزء من مُسْنَد ابن أبي غَرَزَة، ما كان في هذا الكتاب عليه إجازة واحدة، فلم يسمعه منّي محمد وحسن وحسين، وما كان عليه خرجتان فقد سمعوه منّي، وما عليه ثلاث خرجات فقد سمعوه مرّتين، فلم يضبط هذا الشرط كثير من الناس، واحتجّ من أخذ عنه ما كان أبو ذرّ ابن المنذر قرأه عليه.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "1/ 358"، والمنتظم "7/ 18".
2 انظر الأنساب "11/ 380".
3 انظر الأنساب "11/ 379".
4 انظر العبر "2/ 293"، وسير أعلام النبلاء "16/ 36، 37".(26/48)
72- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ1 بْنِ بشر، أبو عبد الله المُزَني المغفلي الهروي.
سمع: أحمد بن نجدة، وعلي بن محمد الجكاني.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو علي بن شاذان، وأبو الحسن بن رزقويه.
ووثقه الخطيب. وتوفِّي بنَيسابور.
73- محمد بن علي بن حسن، أبو بكر الشرابي2 الرّمّاني.
سمع: محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ويوسف القاضي.
وعنه: تمام الرّازي، وعبد الرحمن بن عمر بن النحّاس، وعقيل وحسين ابنا عبد الله بن عَبَدان.
قال أبو الفتح بن مسرور: فيه لين.
74- مُحَمَّد بْن عمر بْن الْحَسَن بْن عُبَيْد3، أبو جعفر بن المسلمة:
بغدادي، ثقة.
سمع: محمد بن جرير الطَّبَري، وأبا عمر محمد بن يوسف القاضي.
وعنه: ابنه أبو الفرج.
75- محمد بْن محمد بْن أحمد بْن مالك4 أبو بكر الإسكافي.
سمع: موسى بن سهل الوشّاء، وجعفر بن محمد الصائغ، وأبا الأحوص العُكْبَرِي، والحارث بن أبي أسامة.
وعنه: الدارقُطْني، وابن رزقويه، وأحمد بن عبد الله المحاملي، وأبو علي بن شاذان.
قال الخطيب: سمعت البرقاني يثني عليه، وأمرنا أن نكتب حديثه.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "5/ 455".
2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "3/ 84".
3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "3/ 25".
4 انظر تاريخ بغداد للخطيب "3/ 219".(26/49)
وتوفي في ذي القعدة.
قلت: له جزء معروف به.
76- محمد بن وسيم1، أبو بكر القيسي الطُّلَيْطِلي الضّرير.
سمع بقرطبة من أحمد بن خالد، ومحمد بن أيمن، وقاسم بن أَصْبَغ.
وكان بصيرًا بالحديث حافظًا للفقه، نحويًّا شاعرًا من الأذكياء.
توفِّي في ذي القعدة.
حرف النّون:
77- نَصْر بن جعفر بن علي2 بن حسن بن منصور بن خالد بن يزيد بن المهلَّب ابن أبي صُفْرة، الإمام أبو منصور المهلَّبي الأزدي السمرقندي، مفتي الحنفيّة وعالمهم بسمرقند.
انتهى إليه معرفة المذهب ودقائقه، وروى عن: أحمد بن يحيى، وفارس بن محمد، وأحمد ابن عم الكلبيّين. أخذ عنه: الفقيه عبد الكريم بن محمد، وطائفة من الأنساب.
علَّقه ابن ناصر المصري.
حرف الواو:
78- الوليد بن عيسى بن حارث3، أبو العباس الأندلسي مولى بني أُمَيّة.
كان بصيرًا بالشٍعْر والأدب في شرح ديوان أبي تمّام الطّائي وشِعْر مسلم بن الوليد، وكان بعيد الصَّيت في تعليم أبناء الملوك.
تُوُفّي في شوّال.
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 67".
2 انظر اللباب "3/ 276"، وسير أعلام النبلاء "16/ 198، 199".
3 انظر تاريخ الأندلس "2/ 162".(26/50)
وفيات سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة:
حرف الألف:
79- أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن يزيد بن بُنْدار التَّيْمي1، مولاهم الأصبهاني أبو جعفر.
سمع: عِمْران بن عبد الرحيم، وسَهْل بن عبد الله الأصبهاني الزاهد، وإبراهيم بن فَهْد، وإبراهيم بن الحسين الحربي، وغيرهم.
وعنه: علي بن عبدكويه، وأبو نُعَيم الحافظ، والحسن بن محمد بن خشوَيْه الكاتب، وجماعة.
ويعرف بابن أَفْرَجه.
80- أحمد بن ثابت بن أحمد2 بن بقية الواسطي الكاتب.
حدّث ببغدادِ فِي هذا العام عن: محمد بن مسلمة الواسطي، وأحمد بن أَبِي عوف البزوري، ومطيّن.
وعنه: ابن رزقويه، وعبد الله بن يحيى السّكّري، وطلحة بن الصفراء.
81- أحمد بن قاج بن عبد الله3، أبو الحسين الورّاق.
كان من أكثر الناس سماعًا ببغداد.
سمع: إبراهيم بن هاشم، ومحمد بن جرير، ومحمد بن محمد بن الباغندي، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي.
وعنه: الدارقُطْني، وابن رزقويه، وأبو طالب محمد بن محمد بن غيلان. وكان ثقة. توفِّي يوم عيد الفطر.
ذكر الخطيب أنَّه ورث سبعمائة دينار، فاشترى بجميعها كاغدًا في صفقة، ومكث دهرًا يكتب فيه الحديث، رحمه الله.
__________
1 انظر أخبار أصبهان "1/ 150".
2 انظر تاريخ بغداد "4/ 58".
3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "4/ 355".(26/51)
82- أحمد بن أبي بكر محمد1 بن الزاهد الكبير أبي عثمان سعيد بن إسماعيل، أبو سعيد الحِيريّ النَّيْسابوري الشهيد الحافظ.
سمع: أبا عمرو الخفّاف، وعبد الله بن سرفعة، والحسن بْن سُفْيَان، والهيثم بْن خَلَف الدُّوريّ، وحامد بن شعيب، والقاسم بن الفضل الرازي، وخلقًا سواهم.
وصنّف "التفسير الكبير" و"الصحيح المخرَّج على صحيح مسلم" والأبواب، وغير ذلك، ولما خرج إلى بغداد خرج بعسكر كبير وأموال، واجتمع عليه ببغداد خلق كثير، واستشهد بَطرَسُوس، وله خمس وستون سنة.
روى عنه الحاكم.
83- إبراهيم بن محمد بن حمزة بن عُمارة2، أبو إسحاق بن حمزة الحافظ الأصبهاني.
قال أبو نُعَيْم فيه: أوحد زمانه في الحفظ، لم ير عبد الله بن طاهر في الحفظ مثله، جمع الشيوخ والسند، وعوفي في سابع رمضان، وعمارة جدّهم هو ابن حمزة بن يسّار بن عبد الرحمن بن حفص، وحفص هو أخو أبي مسلم الخُرَاساني صاحب الدولة العباسية.
سمع: أبا جعفر محمد بن عبد الله الحضرمي مُطَيّنًا، ويوسف بن يعقوب القاضي، وأبا شعيب الحرّاني، وأبا خليفة، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وطائفة سواهم.
وعنه: أبو عبد الله بن منده، وقال: لم أر أحفظ منه، وأبو الحسن علي بن عبدكويه، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو نُعَيم أحمد بن عبد الله، وأبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، وأهل أصْبَهان.
قال أبو جعفر بن أبي السّريّ: سمعت أبا العباس بن عُقْدَةَ يقول: قلَّ ما رأيت مثل إبراهيم بن محمد بن حمزة في الحفظة3.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "5/ 23"، وطبقات الشافعية "3/ 43"، وسير أعلام النبلاء "16/ 29".
2 انظر أخبار أصبهان "1/ 199"، والعبر "2/ 296"، والوافي بالوفيات "6/ 117"، وسير أعلام النبلاء "16/ 83-88".
3 الحفظة أي: أهل الحفظة والإتقان كالحفاظ.(26/52)
وقال أبو عبد الله الحاكم: قد كان في عصرنا جماعة بَلَغَ المُسْنَدُ المصنّف على التراجم لكلّ واحدٍ منهم ألف جُزْءٍ، منهم: إبراهيم بن محمد بن حمزة الأصبهاني، وأبو علي الحسين بن محمد الماسرجي.
قُلْتُ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ كِتَابَةً، عَنْ مسعود بن أبي منصور، أنا أبو علي، أنا أبو نعيم، أنا أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ حَمْزَةَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ الْحَضْرَمِيُّ إِمْلاءً، أنا عُبَادَةُ بْنُ زِيَادٍ، أنا يُونُسُ بْنُ أَبِي يَعْفُورَ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْم الْقِيَامَةِ إِلا سَبَبِي وَنَسَبِي" 1. وَقَعَ لَنَا مِنْ عَالِي حَدِيثِهِ وَمِنْ عَالِي حَدِيثِ أَبِيهِ.
حرف الباء:
84- بكّار بن أحمد بن بكّار2 بن بُنان، أبو عيسى المقرئ، بغدادي مشهور بالإقراء، أقرأ ستين سنة.
قرأ على: عبد الله بن الصَّقر السُّكْري، وأبي علي الحسن بن الحسين الصوّاف صاحب أبي حمدون، وأحمد بن يعقوب بن أخي العرق، وأبي بكر بن مجاهد، وسمع الحديث من أحمد بن علي الأَبّار، وعبد الله بن أحمد بن حنبل.
قرأ عليه: أبو حفض الكتّاني، والحسن بن محمد الفحّام، وأبو الحسن علي بن أحمد الحمّامي.
وحدّث عنه: هو وابن أبي الفوارس، وأبو العلاء محمد بن الحسن الورّاق.
قال الخطيب: ثقة، وُلد سنة خمس وسبعين ومائتين، وتُوُفّي في ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين.
قال أبو عمرو الدّاني: ضابط3 مشهور ثقة.
85- بُكَيْر بن الحسين بن عبد الله بن مسلمة، أبو القاسم الرازي الدرهمي4.
__________
1 حديث حسن لغيره، وأخرجه أحمد "4/ 323"، وله شواهد عند ابن عساكر في "تاريخ دمشق".
2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "7/ 134"، والوافي بالوفيات "10/ 186"، والمنتظم "7/ 21".
3 وهي من الضبط وهو نوعان: ضبط صدور وضبط كتاب، انظر في كتب أصول الحديث مثل: الباعث الحثيث للحافظ ابن كثير.
4 في عداد المستورين، لا بأس به.(26/53)
وُلد سنة أربع وستين ومائتين.
سمع بمصر: بكّار بن قُتَيْبَة، وعبد الله بن أبي مريم، وغيرهما.
وعنه: عبد الرحمن بن النحّاس.
86- بُنْدار بن الحسين الشّيرازي1، أبو الحسين الزاهد، نزيل أَرّجان2.
له لسان مشهور في علم الحقائق، وكان الشِّبْلِيُّ يعظِّمه.
روى عنه: عبد الواحد بن محمد الأصبهاني، وغيره.
قال السُّلمي: كان بندار بن الحسين عالمًا بالأصول، ردّ على محمد بن خفيف في مسألة الإعانة وغيرها.
قلت: وقد روى عن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي حديثًا واحدًا، وكان ذا أموال كثيرة فأنفقها وزَهِد.
وقال محمد بن عبد الله الرازي: أنشدني بندار بن الحسين:
نوائب الدهر أدَّبتني ... وإنّما يُوعَظُ الأديبُ
قد ذُقْتُ حُلْوًا وذقت مرًّا ... كذاك عَيْشُ الفتَى ضُرُوبُ
ما مرَّ بوسٌ ولا نعيم ... إلّا ولي فيهما نصيب
قال السُّلمي: قال عبد الواحد بن محمد بن شعيب: "سمعت بندارًا يقول: دخلت على الشّبلي ومعي تجارة بأربعين ألف دينار، فنظر في المرآة فقال: المرآة تقول: إنّ ثمَّ سببًا، قلت: صدقت المرآة، فحملت إليه ستَّ بِدَرٍ، ثم لزِمْتُه حتى حملت جميع مالي إليه، فنظر مرّةً في المرآة وقال: المرآة تقول: ليس ثمّ سبب، فقلت: صدقت.
حرف الجيم:
87- جعْفَر بْن محمد بْن أَحْمَد3 بن الحكم الواسطي المؤدب.
__________
1 انظر حلية الأولياء "10/ 384"، والوافي بالوفيات "10/ 292"، وسير أعلام النبلاء "16/ 108، 109".
2 مدينة برية بحرية بين شيراز والأهواز.
3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "3/ 241"، والمنتظم "7/ 21"، وسير أعلام النبلاء "16/ 30".(26/54)
سمع: إدريس بن جعفر العطار، ومحمد بن سليمان الباغندي، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وبِشْر بن موسى، وجماعة.
وعنه: ابن رزقويه، وطلحة الكتّاني، وأبو على بن شاذان.
وثّقه الخطيب.
حرف السين:
88- سعيد بن عثمان بن سعيد1 بن السَّكَن، أبو علي البغدادي ثم المصري البزاز الحافظ.
وُلد سنة أربع وتسعين ومائتين، وسمع بمصر والشام والجزيرة والعراق وخُراسان وما وراء النهر، وكان كبير الشأن مُكْثِرًا مُتْقِنًا مصنِّفًا بعيد الصيت، له تجارة في البَزِّ.
سمع: محمد بن محمد بن بدر الباهلي، وسعيد بن هاشم الطبراني، وعلى بن أحمد علان، وأبا جعفر الطحاوي، وأبا القاسم البَغَوي، وابن صاعد، ومحمد بن يوسف الفَربْري، وأبا حَامد بن الشرقي، ومكّي بن عبدان، وأبا عروبة الحّراني، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، وابن جَوْصا.
وعنه: أبو سليمان بن زَبْر، وابن مَنْدَه، والحافظ عبد الغني بن سعيد، وعلي بن محمد الدّقّاق، وعبد الله بن محمد بن أسد القرطبي، وجماعة من الأندلسيّين والمصرييّن.
وقع كتابه "المنتقى الصحيح" إلى أهل الأندلس وهو كبير.
توفِّي في المحرّم.
وقد روى عنه صحيح البخاري ابن أسد الْجُهَني، وأبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يحيى بن مفرّج، وأبو جعفر بن عون الله.
حرف الشين:
89- شجاع بن جعفر، أبو الفوارس البغدادي الورّاق الواعظ2.
__________
1 انظر الوافي بالوفيات "15/ 242"، والعبر"2/ 297"، وسير أعلام النبلاء "16/ 117".
2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "9/ 253"، وسير أعلام النبلاء "16/ 37، 38"، والعبر "2/ 298".(26/55)
سمع: أبا جعفر ابن المُنَادي، وأبا بكر الصّاغاني، وعبّاس بن محمد الدُّوري، وأحمد بن عبد الجبّار العُطاردي، وعبد الله بن شبيب المدني، وأحمد بن ملاعب.
وعنه: أبو حفص الكتّاني، وهلال الحفّار، وعلى بن داود الرزاز، وأبو علي ابن شاذان، وغيرهم.
وكان أَسْنَد من بقيِ ببغداد، وحدّث بعلوٍّ في آخر مُسْنَد عمر النّجّاد.
حرف العين:
90- عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن بُنْدار1 بن ناجية بن سَدوس بن محمد المَديني الأصبهاني.
سمع: أَسِيد بن عاصم، وأحمد بن مَهْدِيّ بأصبهان، ومحمد بن إسماعيل الصائغ بمكة.
وعنه: علي بن عبدكويه، وأبو أحمد عبد الله بن عمر السّكّري، وأبو بكر بن أبي علي المعدّل، وأبو نُعَيم الحافظ.
91- عبد الله بن عمر بن إسحاق، أبو جعفر2 المصري:
يروي عن: ابن علاثة وغيره.
92- عبد الله بن محمد بن العبّاس، أبو محمد3 المكّي الفاكهي.
سمع: أبا يحيى عبد الله بن أبي مَسَرَّة وغيره.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأحمد بن أحمد بن حسن البزاز شيخ البَيْهَقِيّ، وأبو القاسم عبد الملك بن بِشْران، وأبو محمد بن النحّاس، وجماعة.
وكان أَسْنَدَ من بقي بمكّة، وله كتاب "أخبار مكة" في مجلَّدَتَين عند صاحبنا ابن حبّه من الحافظ.
__________
1 انظر أخبار أصبهان "2/ 86"، وسير أعلام النبلاء "16/ 44"، والعبر "2/ 298".
2 في عداد المجهولين.
3 انظر العبر "2/ 298"، وشذرات الذهب "3/ 13".(26/56)
93- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ1، أبو محمد الحيري، ويُعرف بالرازي الزاهد، من كُتَّاب مشايخ الصوفية:
سمع: محمد بن إبراهيم البوشنجي، وجعفر بن محمد التركي، وأحمد بن نجدة الهَرَوي، ويوسف القاضي، وغيرهم.
وكان من أكابر أصحاب الزاهد أبي عثمان الحيري.
قال السُّلمي: صَاحَبَ الْجُنَيْدَ، وأبا عمران الكبير، ومحمد بن الفضل، ورويم، وسمنون، وأبا علي الجوزجاني، ومحمد بن حامد.
وكان أبو عثمان يكرمه ويبجّله، وهو من أَجَلّ مشايخ نَيْسَابُور في وقته، له من الرّياضيات ما يعجز عن سماعها إلّا أهلها، وكان عالمًا بعلوم هذه الطّائفة، وكتب الحديث الكثير، وكان ثقة.
قلت: وروي عنه أبو عبد الرحمن السُّلميّ، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو علي بن حُمْشاد الصائغ.
قال السُّلَمي: سمعته يقول: قيل لبعض العارفين: ما الذي حَبَّبَ إليك الخلوة ونفى عنك الغفلة؟ قال: وثبة الأكياس من مخّ الدنيا.
وقال السُّلمي: هو أَجَلُّ شيخٍ رأيناه من القوم وأقدَمُهُم، وقد صحب محمد بن علي التِّرْمِذِي والكبار، ويرجع إلى فنون من العلم، وكتب الحديث الكثير، وله رياضات واجتهادات يطول ذكرها. وقد امتُحِن في آخر عمره بحَدَث من أهل نَيْسَابور، كشفت تلك المحنة عن جلالته وعِظَمِ شأنه.
سمعته يقول: إذا رأيت المريد يحبُّ السَّماع فاعْلَمْ أنَّ فيه بقيّةَ من البطالة.
94- عبد الصمد بن الحسين بن يوسف بن يعقوب الأّزْدي2 القاضي.
بغداديُّ يُكنَّى أبا الحسين، من بيتِ عِلْمٍ.
حدَّث بمصر عن محمد بن جعفر القتات.
__________
1 انظر طبقات الصوفية "288"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "16/ 65، 66"، والرسالة القشيرية "31".
2 انظر تاريخ بغداد "11/ 41".(26/57)
وعنه: عبد الواحد بن مسرور، ووثّقه.
95- عبد الملك بن محمد، أبو مروان المدني1، قاضي المدينة.
96- عبد الملك بن هذيل بن إسماعيل2، أبو مروان التميمي القرطبي.
سمع أحمد بن خالد الخشّاب، وابن أيمن، وبمكّة ابن الأّعْرابي، ولزم العُزْلَة والزُّهْد، وكان من الراسخين في العِلْم، رضي الله عنه.
وهو أخو يحيى بن هزيل الشاعر، سيأتي سنة إحدى وسبعين.
97- عبد الواحد بن أحمد بن علي بن أبي الخصيب، أبو علي3.
توفِّي بتنّيس في المحرَّم.
98- عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم4 بن الواثق بن المعتصم، أبو محمد العباسي الهاشمي البغدادي.
سمع: أبا مسلم الكّجي، وأبا شعيب الحّراني، وموسى بن هارون، ويوسف بن يعقوب القاضي، وخَلَف بن عَمرو العُكْبَرِي.
وعنه: الدارَقُطْنيّ، وأبو الحسن بن رزقويه، وابن ابنه أحمد بن عمر بن عبد العزيز، وغيرهم.
وثَّقه الخطيب.
99- علي بن إبراهيم أبو الحسن المُسْتَمْلِي5 النجّاد:
سمع السّرّاج، وإمام الأئمة ابن خُزَيْمة الباغَنْدي.
وعنه: ابن رزقويه، وابن الفضل القطان.
100- عليّ بن الحسن بن دليل.
__________
1 يراجع "العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين" للفاسي.
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 275".
3 في عداد المجهولين.
4 انظر: تاريخ بغداد للخطيب "10/ 457".
5 انظر تاريخ بغداد "11/ 338".(26/58)
روي عن: يوسف القاضي، وغيره.
روى عنه: الدارقطني، وابن رزقويه، وغيرهما.
وثّقه الخطيب.
101- علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر بن زامل1 أحد محدّثي الشام الثقات.
سمع: أبا زُرْعة البصْري، والقاسم بن موسى بن الأشيب، وأحمد بن المعلَّى، والحسن بن جريرالصوري، وأنس بن السلم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، سمع منه في الحج، وقرأ بحرف عاصم على: أحمد بن نصر بن شاكر، عن الحسين العجلي، عن يحيى بن آدم.
وقرأ عليه: مظفَّر بن أحمد الدَّينوَرِي، وحدَّث عنه: تمَّام الرّازي، وأبو نصر بن هارون، وعبد الرحمن بن ياسر الجويري، وعبد الواحد بن مشماش، وأبو عبد الله بن مَنْدَه، وناقلته عَبْد الرَّحْمَن بْن الحسين بْن الحَسَن بن علي، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وأبو العبّاس بن الحاج الإشبيلي.
وآخر من روى عنه أبو الحسن بن السمسار.
مولده سنة إحدى وستّين ومائتين، وله شِعْر حَسَن، وكانت وفاته في ذي الحجّة من السنة.
حرف القاف:
102- قاسم بن محمد بن قاسم2 بْن سيّار، مَوْلَى الْوَلِيد بْن عَبْد الملك الأموري القرطبي، من بيت علم وجلالة، يُكنَّى أبا محمد.
سمع من: عبيد الله بن يحيى، والأعناقي، وغيرهما، وكان عارفًا بمذهب مالك.
ولي قضاءَ أستِجَة3 وقَبْرَة4 وإشبيلية، وحُمِدَتْ سيرتُه. وكانت وفاته فجأة.
__________
1 انظر العبر "2/ 298"، وشذرات الذهب "3/ 13".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 355"، وبغية الملتمس "432".
3 اسم لكورة بالأندلس متصةل بأعمال رية بين القبلة والمغرب من قرطبة.
4 كورة من أعمال الأندلس تتصل بأعمال قرطبة من قبلها.(26/59)
حرف الميم:
103- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد1 بن خروف، أبو بكر المدني، ثم المصري.
سمع: محمد بن علي الصائغ، وموسى بن هارون الجمّال، والحسن بن علي بن موسى، وأحمد بن علي بن سهل المروزي.
وقع لنا جزء من حديثه.
روى عنه: أبو عبد الله بن نظيف، وأبو محمد بن النحّاس، وجماعة.
توفِّي فِي ذي الحِجَّة.
104- مُحَمَّد بن أحمد بْن أَبِي القاسم2 عَبْد اللَّه بْن محمد البَغَوي أبو الفتح.
سمع: مُعْجَم الصّحابة من جدّه، وروى عنه وعن بِشْر بن موسى.
وعنه: ابن رزقويه، وعبد الرحمن بن عمر النحّاس.
قال الخطيب: لم يبلغني من حاله إلّا خَيْر.
105- محمد بن أحمد بن عقبة القاضي3، أبو محمد المروزي الحنفي، من كِبارِ الأئمة.
وُلِّيَ قضاء نَيْسَابُور سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة بعد يحيى بن منصور القاضي، فحكم نحوًا من سبع سنين، ثم عُزِل بقاضي الحرمين، ثم وُلِّيَ قضاءَ بُخارى حتى مات في سنة ثلاثٍ هذه.
حدّث عن: عبد الله بن محمود المروزي.
وعنه: الحاكم وأثنى عليه.
106- محمد بن إبراهيم بن حسن4، أبو عبد الله النَّيْسَابُوري نزيل نَسًا.
سمع البوشنجي، وإبراهيم بن أبي طالب، وخرّج لنفسه فخلَّط وبان جهلُه.
روى عنه الحاكم وغيره.
__________
1 انظر النجوم الزاهرة "3/ 339".
2 انظر تاريخ بغداد "1/ 312"، والمنتظم "22".
3 لا بأس به، في عداد المستورين.
4 في عداد الضعفاء.(26/60)
107- محمد بن إسحاق بن أيوب1 بن كُوشيذ، أبو بكر الأصبهاني المقرئ.
سمع: إبراهيم بن سَعْدَان، وأبا مسلم الكجّي، وجماعة:
وعنه: علي بن عبد لوين، وأبو بكر بن أبي علي المعدّل، وأبو نُعَيم أحمد بن عبد الله.
108- محمد بن الحسن بن عمر القرَشي2 مولاهم، أبو بكر الدمشقي ويُعرف بابن مزاريب.
روى عن: أبي زُرْعَة الدمشقي، وغيره.
وعنه: تمّام الرازي، وعبد الواحد بن بكر، وعبد الرحمن بن محمد بن نصر.
مات في شوَّال.
109- محمد بن عُبَيْد اللَّه3 بن المَرْزُبان بن سوار الأصبهاني، أبو بكر الواعظ.
سمع: محمد بن يحيى بن منْدَه، وإبراهيم بن متَّوَيْه، وعبد الله بن زيدان الكوفي، وأبا القاسم البَغَوِي.
وكان وَرِعًا صالحًا. صَاحَبَ أبا عبد الله الخشوعي.
وعنه: أبو نُعَيْم.
110- مُحَمَّد بْن عُثْمَان بْن سعيد، أَبُو عَبْد الله الأندلسي4.
حدّث عن أبي خليفة في هذا العام.
111- محمد بن مالك بن الحسن بن مالك، أبو صخر السعدي5 المَرْوَزي.
نزيل بلْخ.
112- محمد بن محمد بن يحيى، أبو الفضل القرّاب6 الهوري.
__________
1 انظر أخبار أصبهان "2/ 284".
2 لا بأس به، في عداد المستورين.
3 انظر أخبار أصبهان "2/ 290".
4 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 82".
5 في عداد المجهولين.
6 انظر السابق.(26/61)
توفي بسمرقند في شوّال، وحُمِل إلى هَرَاة1.
حدَّث عن: محمد بن يوسف الفربري، ومحمد بن نوح الْجُنْدَيْسَابُوري.
وعنه: أبو الحسن الديناري.
113- محمد بن النعمان بن نصر2، أبو بكر العنسي، إمام الجامع بصُور.
سمع: محمد بن على بن حرب الرقّي، وجعفر بن محمد الهمداني، وعبد الجبّار بن محمد بن كوثر.
وعنه: تمّام الرازي، وأبو عبد الله بن مَنْدَه، وشهاب بن محمد الصُّوري.
حدّث في هذا العام.
114- محمد بن هارون بن شُعَيْب3 بن عبد الله بن عبد الواحد. ويقال: بعد شعيب: بن عَلْقمة بن سعد، ويقال: بن عبد الله بن ثمامة، من ولد أنس بن مالك، ويقال: بن حِبان بن حكيم، أبو علي الأنصاري الدمشقي، من سكان قرية قَيْنِيَة4 غربيّ الْمُعَلَّى.
سمع بالشام ومصر والعراق وأصبهان، وصنفّ وخرّج.
سمع: عبد الرحمن بن حاتم المرادي، وأبا علاثة محمد بن عمرو، وبكر بن سهل، ومحمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، وأحمد بْن إِبْرَاهِيم البُسري، وزكريا بن يحيى حفَّاظ السنة، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وأحمد بن خُلَيْد الحلبي، ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، والفِرْيابي، وأبا خليفة، وعَبْدان، وطائفة.
وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وابن مَندَه، وتمَّام، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر التميمي، وعبد الوهاب المَيْداني.
ووُلد في رمضان سنة ست ومائتين، قال عبد العزيز الكتّاني: كان يتَّهم.
__________
1 من أمهات خراسان.
2 انظر الأنساب "357".
3 انظر الوافي بالوفيات "5/ 147"، وشذرات الذهب "3/ 13".
4 قرية كانت مقابل مدينة دمشق.(26/62)
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ، وَأَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يُونُسَ، وَمحمد بْنُ يُوسُفَ الذَّهَبِيُّ. قَالُوا: أنا مُكْرَمُ بْنُ محمد بْنِ حَمْزَةَ، أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ السُّوسِيُّ سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، أنا أبو علي بن محمد بْنُ هَارُونَ، أنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السِّجْزِيُّ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أنا رَوْحُ بن عبادة قالا: أنا حَمَّادِ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ محمد بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ضَخْمَ1 الرَّأْسِ، عَظِيمَ الْعَيْنَيْنِ، أَزْهَرَ2 اللَّوْنِ، كَثَّ3 اللِّحْيَةِ، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ4 وَالْقَدَمَيْنِ، هَدْبَ الأَشْفَارِ، مُشْرَبَ الْعيَنيْنِ حُمْرَةٌ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ5 كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صُعُدٍ، وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا6 -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ7.
قال المَيْداني وغيره: توفِّي سنة ثلاثٍ وخمسين.
115- محمد بن هارون الطَّرزي، أبو سهل نزيل طَرَسُوس8.
سمع: محمد بن يونس الكديمي.
116- محرز بن جعفر الرازي، أبو الحسن الصُّوفي الزاهد. له حكايات.
117- مَسْلَمَة بن القاسم بن إبراهيم، أبو القاسم9 القُرْطُبي.
سمع: محمد بن عمر بن لُبَابة، وأحمد بن خالد، وجماعة، ورحل إلى المشرق فسمع بالقيروان من أحمد بن موسى، وعبد الله بن محمد بن فُطَيْس، وبأطرابلس من صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ الكوفي، وبإقريطش من أحمد بن محمد بن خَلَف، وبمصر من محمد بن زيان، وأبي جعفر الطحاوي، وبمكة من الديبلي،
__________
1 أي: عظيم.
2 الأزهر: كل أبيض صاف مشرف مضيء.
3 أي: كثير.
4 أي: من الغلظة.
5 الهدب: شعر أشفار العين.
6 كأنما ينزل من أعلى بجسمه كله.
7 يأبى هو وأمي والخبر صحيح. أخرجه البخاري "6/ 415"، ومسلم "2347"، والترمذي "6637"، وأحمد "1/ 96".
8 في عداد الصوفية.
9 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 128".(26/63)
وبواسط من علي بن عبد الله بن مبشّر، وبالبصرة من أبي رَوْق الهزّاني، وببغداد من أبي بكر بن زياد النَّيْسَابُوري، وبسيراف واليمن والشام، ورجع إلى اندلس بعلم كثير، ثم كُفَّ بَصَره، وأكثر عنه الناس.
قال ابن الفَرَضيّ: وسمعتُ مَنْ نَسَبَه إلى الكذِب. وقال لي محمد بن يحي بن مفرّج: لم يكن كذَّابًا، وكان ضعيف العقل، وحُفِظ عليه كلام سوء في التشبيه.
118- معلَّى بن سعيد، أبو خازم التنوخي1، بغدادي سكن مصر.
وحدّث عن: بِشْر بن موسى، وأبي خليفة، ومحمد بن جرير الطَّبَريّ، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن شاذان، وأبو القاسم بن الثّلاج، وعبد الغني بن سعيد الحافظ، وقال: كتبنا عنه، وما كان ممن يُفْرَح به.
قلت: وهو الذي تفرَّد بحكاية الهميان عن ابن جرير، وفي النفس من ثُبُوتها شيء، ويُعرف بالشَّيْبي.
119- مكّي بن إسحاق بن إبراهيم، أبو القاسم البخاري2 قاضي بلْخ.
توفي ببخارى في ربيع الأول.
120- مَيْسَرة بن علي القزْويني، أبو سعيد3، من كبار المحدَّثين ببلده.
سمع محمد بن أيوب الرّازي وغيره، وروى الكثير.
يقال: إنّه كتب ثلاثة آلاف جزء.
الكُنَى:
- أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان4 الحِيري.
مرّ في: أحمد بن محمد.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "13/ 190".
2 في عداد المجهولين.
3 لا بأس به، في عداد المستورين.
4 سبق الترجمة له.(26/64)
وفيات سنة أربع وخمسين وثلاثمائة:
حرف الألف:
121- أحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن أحمد بن عطيّة1، أبو بكر بن الحداد البغدادي، مولى بني الزُّبَيْر بن العَوَّام.
سمع: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، وعبد الرحمن بن الروّاس، وأَنَس بن المسلم بدمشق، وبكر بن سهْل الدَّمْياطي بدِمْياط، ويوسف القاضي، وجماعة.
وعنه: الحافظ عبد الغني، وعلي بن عبد الله بن جَهْضَم، وعبد الرحمن بن عمر النحّاس، ومحمد بن نظيف.
ووثّقه الخطيب. توفِّي بتنّيس، وحُمِل فيما قيل إلى بغداد. عاش أربعًا وثمانين سنة.
122- أحمد بن إبراهيم بن حَوْصَل الكوفي ثم البخاري، أبو الأسد.
سمع: صالح بن محمد جَزَرَة، وحامد بن سهل، وإبراهيم بن معقل.
تُوُفّي فِي ذي القَعْدَةِ.
123- أَحْمَد بن الْحُسَيْن بن الحسن2 بن عبد الصمد، أبو الطيّب الْجُعفيُّ الكوفيِ المتنّبي الشاعر.
ولد سنة ثلاث وثلاثمائة، وأَكْثَرَ المقامَ بالبادية لاقْتباس اللغة، ونظر في فنون الأدب والأخبار وأيّام الناس، وتعاطى قوْلَ الشعر في صِغَره حتى طُبع فيه للغاية، وفاق أهلَ عصره، ومدح الملوك، وسار شعره في الدنيا.
مدح سيفَ الدولة أبا الحسن بن حمدان بالشام، والأستاذ كافور الإخشيدي بمصر، وحدّث ببغداد بديوانه.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "4/ 17"، والوافي بالوفيات "6/ 213"، وشذرات الذهب "3/ 13".
2 انظر تاريخ بغداد "4/ 102"، والمنتظم "7/ 24"، والأنساب "2/ 506"، والكامل في التاريخ "8/ 186"، ودول الإسلام "1/ 220".(26/65)
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أحمد المَحَامليّ، وعلي بن أيوب القمّي، وأبو عبد الله بن باكويه الشّيرازي، وأبو القاسم بن حبيش الحمصي، وكامل بن أحمد العزايمي، والحسن بن علي العلوي، وعنهم رَوَوْا عنه من شعره، وكان أبوه سقّاءً بالكوفة يلقَّب بعُبَيْدان.
قال أبو الحسن محمد بن يحيى العلوي: حدّثني كُتُبيُّ كان يجلس إليه المتنّبي قال: ما رأيت أحْفَظَ من هذا الفتى ابن عبيدان، كان اليوم عندي وقد أَحضر رجلٌ كتابًا من كُتُب الأصمعيّ نحو ثلاثين ورقة ليبيعه، فأخذ ينظر فيه طويلًا، فقال له الرجل: يا هذا أريد أن أبيعه، فإن كنت تريد حفظه فهذا يكون بعد شهر، فقال له ابن عُبَيدان: فإنْ كنتُ قد حفظته فما لي عليك؟ قال: أَهَبُهُ لك. قال: فأخذت الدفتر من يده، فأقبل يقرأ عليّ إلى آخره، ثم استلبه فجعله في كمه وقام، فغلق به صاحبُهُ وطالبه بالثمن، فمنعناه منه، وقلنا: أنت شَرَطْت عَلى نفسك1.
قال أبو الحسن العلوي: كان عُبَيدان يذكر أنّه جعْفِيّ.
قال أبو القاسم التّنُوخيّ: كان المتنبّي خرج إلى حلب وأقام فيهم وادّعى أنّه عولي، ثم ادّعَى بعد ذلك النُّبوَّة، إلى أن شُهِد عليه بالكذِب في الدعوتين، وحُبس دهرًا، وأشرف على القتل، ثم استتابوه وأطلقوه.
قال التنوخي: حدّثني أُبَيّ بن أبي علي بن أبي حامد: سمعنًا خلْقًا بحلب يحكون والمتنّبي بها إذ ذاك أنَّه تنبّأ في بادية السماوة، قال: فخرج إليه لؤلؤ أمير حمص من قِبَل الإخشيديّة فأسره بعد أن قاتل المتنّبي ومَن معه، وهرب مَن كان اجتمع عليه من حلب، وحبسه دهرًا، فاعتلّ وكاد أن يتلف، ثم استُتِيب بمكتوبٍ.
وكان قد قرأ على البَوَادي كلامًا ذكر أنّه قرآن أُنْزِل عليه، نَسَخْتُ منه سورة فضاعَتْ، وبقي أوَّلُها في حِفْظي وهو: والنّجْمِ السَّيّار، والفلكِ الدّوّار، واللّيل والنّهار، إنّ الكافر لَفِي أخطار، امْضِ على سُنَنِك، واقْفُ أَثَرَ من كان قَبْلَكَ من المرسلين، وإنّ الله قامِع زَيْغَ مَن أَلْحَدَ في الدّين، وضلَّ عن السبيل. قال: وهي طويلة. قال: وكان المتنّبي كان إذا شُوغِبِ في مجلس سيف الدولة -ونحن إذ ذاك بحلب- يُذكر له هذا القرآن فينكره ويجحده.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "4/ 103".(26/66)
وقال له ابن خالَوَيْه النحويّ يومًا في مجلس سيف الدولة: لولا أنّ الآخر جاهلٌ لما رضي أن يُدعى المتنبي؛ لأن متنبيء معناه كاذب، فقال: إنّي لم أرض أنْ أُدْعَ به.
ومن قوله مما رواه عنه ابن باكويه، سمع منه بشيراز:
وما أنا بالباغي على الحبّ رشْوَةً ... قبيحٌ هوًى يُرجَى عليه ثوابُ
إذا نِلْتُ منك الوُدَّ فالمال هيِّنٌ ... وكلُ الذي فوق الترابِ تُرابُ
وله:
وبعين مفتقر إليك رأيَتني ... فهَجَرْتَني ورَمَيْتَ بي من حالِقِ
لَسْتَ المَلُومَ أنا المَلُومُ لأنني ... أَنزلت حاجاتي بغير الخالِق
وله شعر بالسَّنَدِ المتَّصل مما ليس في ديوانه، وما خرج من مصر حتى أساء إلى كافور وهجاه، كما ذلك مشهور.
قال المختار محمد بن عبد الله المسبّحي: لمَّا هرب المتنبّي من مصر وصار إلى الكوفة، ثم صار إلى ابن العميد ومدحه، فقيل: إنه وصل إليه منه ثلاثون ألف دينار، وفارَقَه ومضى إلى عَضُد الدَّولة إلى شيراز فمدحه، فوصله بثلاثين ألف دينار، ففارقه على أن يمضي إلى الكوفة يحمل عياله ويجيء، فسار حتى وصل إلى النُّعمانية بإزاء قرية، فوجد أثر خيلٍ هناك، فتنسّم خَبَرَها، فإذا هي خيل قد كمنت له لأنّه قصدها، فواقَعُوه فطُعن، فوقع عن فرسه، فنزلوا فاحْتزُّوا رأسه، وأخذوا الذهب الذي معه، وقُتل معه ابنه فخشد وغلامه، وكان معه خمسة غلمان، وذلك لخمسٍ بَقِين من رمضان سنة أربعٍ وخمسين.
وقال الفرغاني: لما رحل المتنبّي من المنزلة جاءه خُفَراءُ فطلبوا منه خمسين درهمًا ليسيروا معه، فمنعه الشُّحُّ والكِبْرُ، فقدّموه، فكان من أمره ما كان.
ورثاه أبو القاسم مظفَّر بن علي الزَّوْزَنيّ بقوله:
لا رَعَى الله سِرْبَ هذا الزمانِ ... إذْ دهانا في مثل ذاك اللّسانِ
ما رأي الناسُ ثانيَ المتنبّي ... أيُّ ثانٍ يرى لبكر الزّمان
__________
1 بلدة صغيرة بين واسط وبغداد.(26/67)
كان في نفسه الكبير في جي ... ش وفي كِبْرياءٍ ذي سُلطْان
كان في شعره نبيًّا ولكنْ ... ظهرت مُعجزاتُه في المعاني
وقيل: إنه قال شيئًا في عَضُدِ الدولة، فدسّ عليه من قتله؛ لأنّه لمَّا وفد عليه وصله بثلاثة آلاف دينار وثلاثة أخراس مسرَّجة محلّاة، ونياب مُفْتَخَرة، ثم دسّ عليه من سأله: أين هذا العطاء من عطاء سيف الدولة؟ فقال: هذا أجْزَل إلّا أنّه عطاءُ مُتَكَلَّفٍ، وسيف الدولة كان يُعطي طبْعًا، فغضب عَضُدُ الدولة، فلمَّا انصرف جهَّز عليه قومًا من بني ضبّة، فقتلوه بعد أن قاتل قتالًا شديدًا، ثم أنهزم، فقال له غلامه: أين قولك:
الخَيْلُ واللَّيْلُ والبَيْدَاءُ تعرِفُنيِ ... والحربُ والضَرْبُ والقِرْطَاسُ والقَلَمُ
فقال: قتلتني قاتلك الله، ثم قاتل حتى قُتل.
وقال ضياء الدين نصر الله بن الأثير: سافرت إلى مصر ورأيت الناس يشتغلون بشعر المتنبّي، فسألت القاضي الفاضل فقال: إنّ أبا الطيّب ينطق عن خواطر الناس.
وقال صاحب اليتيمة: استنشد سيفُ الدولة أبا الطيّبِ قصيدَتَه الميميّة وكانت تعجبه، فلما قال له:
وقفت وما في الموت شكُّ لِوَاقِف ... كأنَّك في جفْن الرَّدَى وهو نائمُ
تمرُّ بك الأبطالُ كَلْمَى هَزِيمةً ... ووجْهُك وضّاحٌ وثغْرُك باسِمُ
فقال: قد انتقدنا عليك من البيتين كما انْتُقِد على أمرئ القَيْس قوله:
كأنّي لم راكب جوادًا ولم أَقُلْ ... لخيلي كرّي كَرَّةً بعد إجفالٍ
ولم أسبأ الزّقَّ الرَّوِيَّ للذَّةٍ ... ولم أتبَطّن كاعِبًا ذات خلخالٍ
ولك أن تقول الشطر الثاني من البيت الثاني مع الشطر الأول، وشطره مع الثاني. فقال: أيَّدك الله إنْ صح أنّ الذي استَدْرَكَ على امرئ القَيْس أعلمُ بالشِعْر منه، فقد أخطأ امرؤ القيس، وأنا ومولانا يعرف أنّ الثوب لا يعرفه البزّاز معرفة الحائك؛ لأنّ البزاز يعرف جملته، والحائك يعرف جملته وتفاريقه؛ لأنْه هو الذي أخرجه من الغزْل إلى الثوبيّة، وإنّما قرن امرؤ القيس لذَّةَ النساء بلذَة الركُوب إلى الصَّيْد، وقرن السماحة في شراء الخمر للأضياف بالشجاعة في منازلة الأعداء. وأنا لمَّا ذكرت الموتَ(26/68)
في أول البيت أتْبَعْتُه بذِكْر الردَّى وهو الموت لتَجَانُسِه، ولما كان وجه المنهزِم لا يخلو من أن يكون عَبُوسًا، وعينه من أن تكون باكية. قلت: ووجهُك وضّاح وثغْرُك باسِمُ؛ لأجمع بين الأضداد في المعنى، وإنْ لم يتَّسع اللفْظُ لجمعِها، فأُعجِب سيفُ الدولة بقوله، ووصله بخمسمائة دينار.
وكان المتنبّي آيةٌ في اللغة وغريبها، يقال: إنّ أبا عليّ الفارسيّ سأله فقال: كم لنا من الجموع على وزن فَعْلَى؟ فقال لوقته: جحلى وظِرْبَى. قال أبو علي: فطالعت كُتُب اللغة ثلاث ليالٍ على أن أجد لهذين الجمعين ثالثًا فلم أجد، وجحلى جمع جحل، وهو طائر معروف، وظربى جمع ظربان، وهي دُوَيبة منتنة الرّيح.
ومن قوله الفائق:
رماني الدهْرُ بالأرْزاء حتّى ... فؤادِي في غشاء من نِبَالِ
فصرْتُ إذا أصابتني سهام ... تكسّرتِ النِّصالُ على النِّصالِ
وله في سيف الدولة:
كلّ يومٍ لك ارْتحالٌ جديدٌ ... ومَسيرٌ للمجد فيه مُقَامُ
وإذا كانت النُّفُوسُ كِبارًا ... تعِبَتْ في مُرادِها الأَجَسامُ
وله:
نَهَبْتَ من الأعمار ما لو حَوَيْتَها ... لَهُنِّئتِ الدُّنيا بأنَّك خالِدُ
ومن شعره:
قد شَرَّف الله أرْضًا أنتَ ساكِنُها ... وشرَّفَ النَّاسَ إذْ سَوَّاك إنسانا
وله:
أزُورُهُم وسَوَادُ اللَّيْلِ يشفعُ لي ... وأنْثَني وبياضُ الصُّبْحِ يُغْرِي بي
وله:
لولا المَشَقَّة ساد النَّاس كلّهم ... الْجُودُ يُفْقِرُ والإِقْدَامُ قَتَّالُ
ويُحْكَى عن بعض الفُضلاء قال: وقفت على أكثر من أربعين شرحًا لديوان المتنّبي ما بين مطوَّلٍ ومختصر.(26/69)
وقال أبو الفتح بن جِني: قرأت ديوانه عليه، فلما بلغت إلى قوله في كافور:
ألا ليت شعري هل أقول قصيدة ... ولا أشتكي فيها ولا أَتَعَتَّب
وبي ما يَذُود الشِعْر عنّي أقلّه ... ولكنّ قلبي يا ابْنَة القومٍ قُلَّب
فقلت له: يعزّ عليّ كيف هذا الشعر في غير سيف الدولة، فقال: حذّرناه وأنذرناه فما نفع، ألست القائل فيه: "أخا الجودِ أعطى الناسُ ما أنت مالك، ولا يعطى مالنا الناس"، فهو الذي أعطاني كافورًا بسوء تدبيره وقلّة تمييزه، ما أنا قائل.
وبَلَغَنَا أنّ المُعْتَمِد بن عَبّاد صاحب الأندلس أنشد يومًا بيتًا للمتنّبي قوله:
إذا ظَفِرتْ مِنك العيونُ بنظرةٍ ... أثاب بها مُعيي المطيّ ورازمه
فجعل المُعْتَمِد يردّده استحسانًا له، فارتجل عبد الجليل بن وهبون وقال:
لَئنَ جاد شِعْرُ ابن الحُسَين فإنّما ... تجيد العطايا واللُّهَى تفتح اللَّهَى
تَنَبَّأ عُجْبًا بالقَرِيضِ ولو درى ... بأنّك تروي شعره لَتَأَلَّها
124- أحمد بن محمد بن إبراهيم1، أبو بكر الأصبهاني المؤدب، عُرف بابن دقّ الأديب.
يروي عن: إسحاق بن إبراهيم بن جميل.
وعنه: أبو نُعَيم، وابن أبي علي.
125- أحمد بن محمد بن أحمد2 بن الصباح، أبو العباس الكبشي البغدادي.
سمع: أحمد بن محمد البرتي، وإبراهيم الحربي، ومُعاذ بن المُثنّى.
قال الخطيب: كان ثقة. روى عنه هلال الحفّار.
126- أحمد بن يعقوب3، أبو جعفر النحوي البغدادي، يُعرف ببرزَوَيهِ غلام نِفطَويْه، أصله من أصبهان.
يروي عن: محمد بن نُصَير، ومحمد بن يحيى بن منده، وأبي خليفة.
__________
1 انظر أخبار أصبهان "1/ 161"، والوافي بالوفيات "7/ 318".
2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "4/ 364".
3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "5/ 226".(26/70)
وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وأبو علي بن شاذان.
تُوُفّي في رجب.
127- إبراهيم بن محمد بن سهل، أبو إسحاق1التّراب.
قتلته الباطنّية بَهَرَاة لإنكاره للمُنْكَر، وصلّى عليه ابنه أبو بكر.
سمع: أبا خليفة الْجُمَحِي، وأبا علي المَوْصِلّي.
وعنه: الجارودي، وغيره.
128- إبراهيم بن محمد بن أحمد بن بسام2، أبو إسحاق الهاشمي العباسي الرشيدي.
يروي عن: بكر بن سهل الدمياطي، وغيره.
لا أعرفه.
حرف الباء:
129- بَكر بن شُعيْب بن بكر3 بن محمد، أبو الوليد القُرَشي.
سمع: أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، وجماعة.
وعنه: ابن مَنْدَه، وتمّام الحافظ، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأحمد بن عون الله القرطبي، وهو دمشقي.
حرف التاء:
130- تميم بن أحمد بن تميم4 بن ثابت، أبو الحسين البُوَيْطي المصري.
توفِّي في رجب، ومولده ببُوَيْط5 سنة تِسْعٍ وسبعين.
قال الحسين البويطي الطحّان: حدّثونا عنه.
__________
1 لا بأس به، في عداد المستورين.
2 في عداد المجهولين.
3 انظر تهذيب ابن عساكر "3/ 289".
4 انظر الأنساب "2 /339".
5 قرية بصعيد مصر.(26/71)
حرف الشين:
131- شاكر بن عبد الله المَصّيصي1، أبو الحسن.
حدّث ببغداد عن: محمد بن موسى النهرتيري، وعمرو بن سعد المنبجي، والحسن بن فيل.
وعنه: ابن رزقويه، ومحمد بن طلحة بن عبد الله السُّكّري.
قال الخطيب: ما علمت من حاله إلا خيرًا.
حرف الميم:
132- محمد بْن أحمد بْن عثمان2 بن عنبر المروزي.
حدّث في هذه سنة ببغداد عن: أبي العبّاس السرّاج، وابن خُزَيْمة.
وعنه: الدارقُطْني مع جلالته، وأبو الحسن الحمامي، وعبد الله بن يحيى السُّكّري. وثّقه الخطيب.
133- محمد بن أحمد بن محمد3 بن قريش البزّاز المجهزّ.
سمع: محمد بن عثمان بن أبي شَيْبة، ومحمد بن يحيى المروزي.
وعنه: ابن رزقويه بن داود الرازي، وطلحة الكتّاني.
تُوُفّي في رجب ببغداد، وكان ثقة. قاله الخطيب.
134- محمد بن أَبان بن سيد4 بن أبان، أبو عبد الله اللخمي القُرْطُبي.
كان عارفًا باللغة العربية والنَّسَب والأخبار، مصنَّفًا مكِينًا عند الحَكَم المُسْتَنصِر بالله.
أخذ عن أبي علي القالي.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "9/ 300".
2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "1/ 318".
3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "1/ 342".
4 انظر تاريخ بغداد للخطيب "3/ 67".(26/72)
135- محمد بن إيراهيم، أبو بكر الْجَوْزي1 الأديب المسند، أحد الأئمة.
سمع: حمّاد بن مدرك، وجعفر بن أحمد متُّويه.
وعنه: الحاكم، وغيره.
مات بفارس.
136- محمد بن إسحاق بن أيوب2، أبو العباس النَّيّسابوري، أخو الإمام أبي بكر الضَّبعيّ، ومحمد الأّسَنّ.
قال الحاكم: لزم الفُتُوَّة إلى عمره، وكان أخوه ينهانا عنه لِما كان يتعاطاه، لا لجَرحٍ في سَماعه.
سمع: إبراهيم بن عبد الله السعدي، ويحيى بن محمد الذهلي، وسهل بن عمّار، ومحمد بن أيّوب بن الضريس.
وعاش مائة سنة وزيادة أربع سنين، وعُقِد له مجلس الإملاء بعد وفاة أخيه.
قلت: روى عنه الحاكم.
137- محمد بن حبّان بن أحمد3 بن حبّان بن مُعَاذ بن مَعْبَد بن شهيد بن هُدْبة بن مُرَّة بن سعد بن يزيد بن مُرَّة بن زيد بن عبد الله بن دارم بن حَنْظَلة بن مالك بن زيد بن مَنَاة بن تميم، أبو حاتم التميمي البُسْتي الحافظ العلامة، صاحب التصانيف.
سمع: الحسين بن إدريس الهَرَوي، وأبا خليفة، وأبا عبد الرحمن النَّسائي، وعِمران بن موسى، وأبا يَعْلَى، والحسن بن سُفْيان، وابن قُتَيْبة العَسْقَلاني، والحسين بن عبد الله القطّان، وجعفر بن أحمد الدمشقي، وحاجب بن أرْكين، وأحمد بن الحسن الصوفي، وابن خُزَيْمة، والسرّاج، وهذه الطبقة بالشام والعراق ومصر والجزيرة وخراسان والحجاز.
وعنه: الحاكم، ومنصور بن عبد الله الخالدي، وأبو معاذ عبد الرحمن بن محمد
__________
1 لا بأس به، في عداد المستورين.
2 انظر السابق.
3 انظر الكامل في التاريخ "8/ 566"، وطبقات السبكي "2/ 141"، والوافي بالوفيات "2/ 317".(26/73)
ابن رزق الله السِجِسْتاني، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن هارون الزَّوزني، ومحمد بن أحمد بن منصور النَّوقاني، وجماعة.
قال أبو سعيد الإدريسي: كان على قضاء سمرقند زمانًا، وكان من فقهاء الدّين وحُفّاظ الآثار، عالمًا بالطبّ والنجوم وفنون العلم. ألَّفَ "المسند الصّحيح"، و"التاريخ"، و"الضعفاء"، وفقّه الناس بسمرقند.
وقال الحاكم: كان من أوعية العلم في الفقه واللغة والحديث والوعظ، ومن عقلاء الرجال. قَدِمَ نَيْسابور فسمع من عبد الله بن شيرَوَيْه، ورحل إلى بخارى فلقي عمر بن محمد بن بجير، ثم ورد نَيْسابور سنة أربعٍ وثلاثين، ثم خرج إلى قضاء نَسَا، ثم انصرف سنة سبعٍ وثلاثين فأقام بنيسابور، وبنى الخانكاه، وقُرِئَ عليه جملة من مُصَنْفاته، ثم خرج من نيسابور سنة أربعين إلى وطنه. وكانت الرحلة إليه لسماع مصنّفاته، وقال: كان ثقة نبيلا فَهْمًا.
وقد ذكره ابن الصّلاح في طبقات الشافعية وقال: غلط الغَلَط الفاحش في تصرُّفِهِ.
وقال ابن حبّان في كتاب "الأنواع والتقاسيم": ولعلّنا قد كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ.
وقال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري: سِألت يحيى بن عمّار عن أبي حاتم بن حبّان: هل رأيته؟ قال: وكيف لم أره ونحن أخرجناه من سِجِسْتان، كان له عِلْم كبير ولم يكن له كثيرُ دِين، قَدِمَ علينا فأنكر الحمد لله، فأخرجناه.
قلت: إنكار الحمد وإثباته مما لم يبتّ به نصّ، والكلام حكم فضول، ومن حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ، والأيمان بأنّ الله تعالى ليس كمثله شيء من قواعد العقائد، وكذلك الإيمان بأنّ الله بائن من خلقه، متميّزة ذاته المقدّسة من ذوات مخلوقاته.
وقال أبو إسماعيل الأنصاري: سمعت عبد الصمد محمد بن محمد سمعت أبي يقول: أنكروا على ابن حبّان قوله: النّبوّة العِلْم والعمل، فحكموا عليه بالزندقة وهُجر، وكُتِب فيه إلى الخليفة فكتب بقتله. وسمعت غيره يقول: لذلك أخرج إلى سمرقند.(26/74)
وقال الحاكم: سمعت أحمد بن محمد الطيّبي يقول: تُوُفّي أبو حاتم ليلة الجمعة لثمانٍ بَقَيْن من شوّال سنة أربعٍ وخمسين بمدينة بُسْت.
قلت: قوله: النّبُوّة العلم والعمل، كقوله -عليه السلام: "الحجّ عَرفَة" 1، وفي ذلك أحاديث. ومعلوم أنّ الرّجل لو وقف بَعَرفَة فقط ما صار بذلك حاجًّا، وإنّما ذكر أشهر أركان الحجّ، وكذلك قول ابن حِبّان، فذكر أكمل نُعُوت النبيّ، ولا يكون العبد نبيًّا إلَّا أن يكون عالمًا عاملًا، ولو كان عالمًا فقط لما عُدّ نبيًّا أبدًا، فلا حيلة لبشر في اكتساب النبوّة.
138- محمد بن الحسن بن يعقوب2 بن مُقَسّم، أبو بكر البغدادي المقرئ العطّار. وُلد سنة خمسٍ وستّين ومائتين.
وسمع: أبا مسلم الكجّي، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبة، ومحمد بن يحيى المروزي، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وغيرهم، وقرأ القرآن على إدريس بن عبد الكريم بن خلف، وطال عمره وأقرأ النّاس رواية حمزة.
وقرأ عليه: إبراهيم بن أحمد الطّبري، وأبو الفرج عبد الملك بن بكران النَّهرواني، وأبو الحسن الحمامي، وعلي بْن أحمد بْن محمد بْن دَاوُد الرّزّاز المحدّث، شيخ عبد السيّد بن عتّاب في التّلاوة، وغيرهم. وحدّث عنه أبو الحسن بن رزقويه، وابن داود الرزّاز، وأبو علي بن شاذان، وغيرهم.
وهو راوي أمالي ثعلب عنه، هو من عوالي ما وقع من طريقه، أعلى من الجزء المنسوب إليه بدرجة.
قال الخطيب: كان ثقة، وكان من أحفظ الناس لنحو الكوفيّين وأعرفهم بالقرآن كتبًا، قال: وطُعن عليه بأن عمد إلى حروفٍ من القرآن تخالف الإجماع، فأقرأ بها، فأنكِر عليه، وارتفع أمرُه إلى الدولة، فاستُتِيب بحضرة الفقهاء والقرّاء، وكُتب عليه محضر بتوبته، وقيل: إنّه لم ينزع فيما بعد عن ذلك، بل كان يقرئ بها.
__________
1 حديث صحيح: أخرجه أحمد "4/ 339"، وأبو نعيم "7/ 120"، في الحلية، وبنحوه ابن الجارود "468"، في المنتقى، والترمذي "2985"، والدارمي "2/ 59"، في سننه.
2 انظر تاريخ بغداد "2/ 206"، والمنتظم "7/ 30"، والوافي بالوفيات "2/ 337"، وميزان الاعتدال "3/ 44".(26/75)
وقال أبو طاهر بن أبي هاشم في كتاب "البيان": وقد نبغ في عصرنا نابغ، فزعم أنَّ كل ما صحّ عنده وجهٌ في العربية لحرف موافق خطّ المصحف، فقراءته جائزة في الصلاة.
وقال أبو أحمد الفَرَضي راتب المسجد: صلّى مع الناس، وكان ابن مُقَسّم قد ولَّى ظهره القبلة، وهو يصلّي مُسْتَدبِرَها، فأوّلْتُ ذلك ما اختاره لنفسه من القراءات.
تُوُفّي ابن مُقَسّم في ربيع الآخر.
- محمد بن سليمان، أبو طاهر بن ذكوان.
قيل: توفي فيها، وقيل: سنة ستين كما سيأتي.
139- محمد بن عبد الله بن إبراهيم1 بن عَبْدُوَيْه، أبو بكر الشافعي البزّاز المحدّث.
مولده بجَبُّل2 في جُمادى الأولى أو الآخرة سنة ستين ومائتين.
وسكن ببغداد، فسمع: محمد بن الجهم السّمَّري، ومحمد بْن شدّاد المِسمعي، وموسى بْن سهل الوشّاء، وأبا قلابة، وعبد اللَّه بْن رَوْح المدائني، ومحمد بْن إسماعيل الترمذي، ومحمد بن الفرج الأزرق، ومحمد بن غالب تمتام، وإسماعيل القاضي وجماعة يطول ذكرهم.
وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وأحمد بن عبد الله المحاملي، وأبو علي بن شاذان، وخلق كثير آخرهم أبو طالب بن غيلان.
قال الخطيب: كان ثقة ثَبْتًا حسن التصنيف، جمع أبوابًا وشيوخًا.
حدّثني ابن مَخْلَد أنّه رأي مجلسًا كُتِب عن الشافعي سنة ثماني عشرة وأربعمائة، ولما مَنَعَت الدّيْلَمُ -يعني بني بُوَيْه- الناسَ عن ذِكر فضائل الصحابة، وكتبوا سَبّ السّلَف على أبواب المساجد، كان أبو بكر الشافعي يتعمّد إملاء الفضائل في الجامع، ويفعل "ذلك" حسبة وقربة.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "5/ 456"، والمنتظم "7/ 32"، والوافي بالوفيات "3/ 347"، وسير أعلام النبلاء "16/ 39-44".
2 بلد صغيرة بين النعمانية ووواسط.(26/76)
وقال حمزة السّهْمي: سُئِل الدارقُطْني عن محمد بن عبد الله الشافعي فقال: ثقة جَبَل ما كان في ذلك الوقت أوثق منه.
وقال الدارقُطْني أيضًا: هو الثقة المأمون الذي لم يُغْمَز بحالٍ.
وقال ابن رزقويه: توفِّي في ذي الحجّة سنة أربع.
قلت: و"الغيلانيات" هي أعلى ما يُروى في الدُّنيا من حديثه، وأعلى ما كان عند ابن الحُصَين شيخ ابن طَبَرزَد.
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، وَالْمُسْلِمُ بْنُ محمد، وَجَمَاعَةٌ كِتَابَةً قَالُوا: أنا عُمَرُ بْنُ طَبَرْزَدَ، أنا ابْنُ الْحُصَيْنِ، أنا محمد بْنُ محمد، أنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، ثنا أَبُو يَعلَى محمد بْنُ شَدَّادٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يَرْحَمُ اللَّهُ مَنْ لا يَرْحَمُ النَّاسَ" 1.
قلت: غير الشافعي أعلى إسنادًا منه، فإنّه ليس بين سماعه وموته إلّا ثمانية وسبعون عامًا، ومثل هذا كثير الوجود، وإنّما على حديثه تأخّر صاحبه ابن غيلان، وصاحب صاحبه ابن الحصَين، فإنّ كلّ واحدٍ منهما عاش بعد ما سمع ثمانيًا وثمانين سنة، والله أعلم.
140- محمد بن محرز بن مساور2 الفقيه، أبو الحسن البغدادي الأدمي.
سمع: محمد بن عبيد الله مرزوق، ومُطَيَّنًا، والعمري.
وعنه: أبو علي بن شاذان، ومحمد بن طلحة المدني.
وثّقه ابن أبي الفوارس وقال: رأيته.
141- محمد بن عُمَر بن إسْمَاعِيل، أَبُو بَكْر المقرئ3 الحطّاب.
سمع: يحيى بن أيّوب العلاف.
__________
1 حديث صحيح: أخرجه البخاري "10/ 368"، ومسلم "2319"، والترمذي، وأحمد "3/ 40، 4/ 358".
2 انظر تاريخ بغداد "3/ 287".
3 في عداد المجهولين.(26/77)
142- محمد بن القاسم بن عبد الرحمن1 الكِنْدي المصري، أبو الحسن الحذّاء.
سمع: بكر بن سهل الدِمياطي.
143- محمد بن مكي بن أحمد2 بن سعدويه، أبو بكر البردعي.
طوَّف وسمع: البغوي، وابن صاعد، وأبا عَروُبة الحرّاني، وأبا جعفر الطّحاوي، وابن جَوصا.
وعنه: أبو الوليد حسّان بن محمد، وهو أكبر منه، ونصر بن محمد الطُّوسي العطّار، وأبو عبد الله الحاكم، وقال: توفّي بالشّاش.
حرف النون:
144- نعَيْم بن عبد الملك بن محمد3 بن عَدِيّ، أبو الحسن الإستراباذي.
فاضل ثقة رئيس. رحل به أبوه وسمَّعه من: أبي مسلم الكَجّي، وعبد اللَّه بْن أحمد، وأحمد بْن الحسن، وبكر بن سهل الدمياطي، وسمع "الجامع الصحيح" من الفزبري.
وتوفِّي سنة ثلاثٍ أو أربعٍ وخمسين.
روى عنه: الفتى أبو بكر محمد بن يوسف الشّالنجي الْجُرْجاني، وأبو زُرْعَة محمد بن يوسف الحافظ، وحفيدة عبد الملك بن أحمد بن نُعَيم قاضي جُرْجان، وآخرون.
وَفَيَات سنة خمس وخمسين وثلاثمائة:
حرف الألف:
145- أحمد بن شعيب بن صالح، أبو منصور4 البخاري الورّاق.
__________
1 انظر السابق.
2 انظر المنتظم "7/ 32".
3 انظر تاريخ جرجان "479، 480".
4 انظر تاريخ بغداد للخطيب "4/ 193".(26/78)
سمع: صالح بن محمد بن جزرة، وحامد بن سهل، ومحمد بن حُرَيْث، وأبا خليفة الْجُمَحي، وزكريا السّاجي، وعمر بن أبي غيلان.
وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، ومحمد بن طلحة النّعالي، وعبد الغفّار المؤدّب.
حدّث ببغداد.
وقال خطيب: كان صالحًا ثبتًا.
146- أحمد بن العبّاس بن عُبَيد الله1، أبو بكر البغدادي، ويُعرف بابن الإمام:
قرأ القرآن على الأشناني، وأبي بكر بن مجاهد، وكان مُجَوَّدًا حاذقًا.
انتقل إلى خراسان وأقرأ هناك، وتوفّي بالرّيّ.
روى عنه الحاكم، وقرأ عليه لأبي عمرو، وقال: كان أوحد وقته في القراءات، دخل مَرْو وبُخارَى، وسمعتهم يذكرون أنَّ نُوح بن نصر الأمير قرأ عليه ختمة، ووَصَله بأموال، ثم إنّه سافر إلى فَرغانة، وكان خليعًا يُضيّع ما يحصل له، وكان لا يُخْلي لياليه من اجتماع الصوفية والقَوَّالين. وسمعته يقول: سمعت من عبد الله بن ناحية، ومن الفِريابي، وسمعته يقول يوم وفاته: أما سمعت جواريه يَصِحْن: واسيّداه، من يكفن الغريب، فبلغني أنّه مات لم يُكَفَّن.
وممّن قرأ عليه: عيسى أبو بكر الحِيري.
147- أحمد بن عبد الله بن حمشاذ، أبو نصر النيسابوري الغازي التاجر.
أحد الأسخياء المفضلين على الفقراء.
سمع: عبد الله الشرقي وجماعة، ومات كهلًا.
وعنه: الحاكم وغيره. توفِّي سنة خمس.
148- أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل2، أبو بكر العجلي البغدادي الدّقّاق المقرئ المعروف بالوليّ.
سمع: أحمد بن يحيى الحلواني، وعبيد الله بن ناجية، ومحمد بن الليث الجوهري.
__________
1 انظر معرفة القراء "1/ 250".
2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "4/ 249"، وغاية النهاية "1/ 66/ 67".(26/79)
وعنه: علي بن داود الرّزّاز، وغيره.
وقد قرأ على أبي جعفر أحمد بن فرح، وعلي بن سُلَيْم بن إسحاق الخطيب، وأحمد بن سهل الأشناني، وأبي عبد الرحمن اللهبيّ، وأبي عثمان سعيد بن عبد الرّحيم الضرير، من أصحاب الدُّوري.
قرأ عليه: إبراهيم بن أحمد الطّبري، وإسناد تلاوته في كتاب "المستنير"، وأبو الحسن الحمامي، وجماعة.
تُوُفّي في رجب لثمانٍ بقَيْن منه ببغداد.
149- أحمد بن قانع بن مرزوق1، القاضي أبو عبد الله البغدادي الفَرَضيّ، أخو عبد الباقي.
سمع: الحسين بن المثنَّى بن معاذ، وخليفة بن عمرو العُكْبَري، وأبا خليفة.
وعنه: علي بن داود الرزّاز، وأحمد بن علي البادي.
ووثّقه الخطيب.
150- أحمد بن محمد بن الحسين، أبو حامد الخسروجرد2 بن الخطيب الأديب.
سمع: داود بن الحسين البَيّهَقي، وابن الضُّرَيْس، وطبقتهما.
وعنه: الحاكم. تُوُفّي في ربيع الأول.
س151- أحمد بن محمد3 بن شارك، أبو حامد الهَرَوي، الفقيه الشافعي، مفتي هَرَاة وعالمها ونَحْوِيُّها.
سمع: محمد بن عبد الرحمن النّامي، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى، وطبقتهم.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "4/ 355".
2 لا بأس به، في عداد المستورين.
3 انظر طبقات الشافعية للإسنوي "2/ 525، 526".(26/80)
أخذ عنه: الحاكم أبو عبد الله، وأهل هَرَاة، وبها مات.
وسيأتي في أواخر الطبقة الاختلاف في وفاته.
152- أحمد بن محمد بن رزمة1، أبو الحسين القزويني.
سمع: الحسين بن علي بن محمد الطّنافسي، وموسى بن هارون بن حِبّان، ومحمد بن أيّوب بن الضُّرَيس.
وعاش مائة سنة.
حرف الحاء:
153- الحَسَن بْن محمد بْن عبّاس2، أبو علي الرّازي الفلاس.
حدّث بهَمَذان سنة خمسٍ وخمسين عن: محمد بن أيُّوب بن الضُّرَيس، وإبراهيم بن يوسف.
روى عنه: ابن خانجان، وأبو طاهر بن سلمة.
154- الحسن بن داوود بن علي3 بن عيسى بْن محمد بْن القاسم بْن الْحَسَنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أبو عبد الله العلوي النَّيْسَابُوري.
قال الحاكم في ترجمته: شيخ آل رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي عصره بخُراسان، وكان من أكثر الناس صِلَة ومحبّة وصدقة لأصحاب رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي عصره، صَحِبْتُه بُرْهَةً من الدَّهْر فما سمعته ذكر عثمان إلا قال: الشهيد، وبكى، وما سمعته يذكر عائشة إلّا قال: الصّدّيقة بنت الصّدّيق حبيبة حبيب رسول الله، وبكى.
وسمع: جعفر بن أحمد الحافظ، وابن شيروَيْه، وابن خُزَيْمة.
وكان جدّه علي بن عيسى أزهد العلويّة في عصره وأكثرهم اجتهادًا، وكان عيسى يلقَّب الفيَّاض لكثرة عطائه وجُوده، وكان محمد بن القاسم ينادم الرشيد والمأمون، وكان القاسم راهب آل محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان أبوه أمير المدينة وأحد من روى عنه مالك في "الموطّأ"، قاله الحاكم.
__________
1 لا بأس به، في عداد المستورين.
2 انظر السابق.
3 انظر تاريخ بغداد "7/ 306"، والمنتظم "7/ 34"، والبداية والنهاية "11/ 261".(26/81)
155- الحسين بن أيّوب العلامة، أبو علي1 الصَّيْرَفي شيخ المالكية بمصر.
مات في ذي الحجّة.
قال عياض: وشيَّعه كافور صاحب مصر.
حرف العين:
156- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن حامد بن مَتُّوِيه، أبو القاسم2 البلْخي الزَّاهد.
سَمِعَ: مُعَمِّر بْن محمد العَوْفيّ، وإسحاق بْن هيّاج، وعلي بن مكرم، وحدّث ببغداد بانتخاب محمد بن المُظَفَّر.
روى عنه: ابن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي، وابن مردُوَيْه، وعلي بن داود الرزّاز.
وثّقه الخطيب.
وروى عنه الحاكم وقال: قلَّ ما رأيتَ في المحدّثين أودَعَ منه، وكان محدّث بلْخ في وقته، وقد حجّ سنة خمسين فحدّث بَنْيَسابور وبغداد.
157- علي بن الإخشيد صاحب مصر. مات شابا في هذه السنة كما هو مذكور في ترجمة كافور3.
158- علي بن الحسن بن علّان4 الحرّاني، أبو الحسن الحافظ، مؤلّف "تاريخ الجزيرة".
وسمع: أبا عُرُوبة، وأبا يَعْلَى المَوصِلِيَّ، وعبد الله بن زيدان، ومحمد بن جرير الطّبري، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، وسعيد بن هاشم الطّبراني، وجماعة.
ورحل وطوَّف وصنّف.
وعنه: ابن مَنْده، وتمَّام، وأحمد بن محمد بن الحاجّ الأشبيلي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن الطّبّيز، وأبو العباس محمد بن السمسار، غيرهم.
__________
1 يراجع "ترتيب المدارك" للقاضي عياض.
2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "10/ 294"، والمنتظم 7/ 35".
3 ستأتي ترجمته.
4 انظر شذرات الذهب "3/ 17".(26/82)
قال عبد العزيز الكتّاني: كان ثقة حافظًا نبيلًا، توفي يوم الأضحى.
حرف الميم:
159- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الوهاب1 بن داود بن بَهْرام، أبو بكر السُّلَمي الأصبهاني المقرئ الضَّرير.
روى عن: علي بن جَبَلَة، وموسى بن هارون، ومحمد بن إبراهيم بن نصر، ومحمد بن عبد الرحيم بن شبيب الأصبهاني، وقرأ القرآن على أبي الحسن الطَّرسُوسي صاحب أبي عمر الدُّورِي، ولا أعرفه، وهو علي بن أحمد بن محمد بن زياد المكي.
وعنه: أبو نُعَيم، وأبو بكر بن أبي علي.
وقال أبو نُعَيم: قرأت عليه ختمة.
قلت: وقرأ عليه محمد بن عبد الرحمن الخلقاني، وأحمد بن محمد بن عبدُوَيْه القطّان، وأبو عمر الخرقي.
وحدّث عنه: محمد بن إيراهيم بن مُصْعَب التاجر ختمةً قراءة عاصم.
160- محمد بن أحمد بن بِشْر2 المزكّي الحنفي، أبو عبد الله الفقيه.
ذكره الحاكم فقال: شيخ أهل الرأي في عصره، وكان من الصالحين، فتعجّبنا من خشوعه واجتهاده.
سمع: محمد بن إبراهيم البوسنجي، وإبراهيم بن علي الذُهَلي، وطبقتهما، وكنت أحثُّ البغداديين على السماع منه، وقد يعرف بابن بشرويه.
161- محمد بن الحسن بن الحسين3 بن منصور، أبو الحسن النَّيْسَابُوري التاجر المعدّل، من أحد مشايخ العلم هو وأبوه وعمّه عبدوس.
سمع: محمد بن عمرو الحَرَشي، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي، ومحمد بن أيّوب الرازي، وأبا عمر القتّات ويوسف القاضي، وطائفة.
__________
1 انظر أخبار أصبهان "2/ 289".
2 انظر تاريخ بغداد "1/ 282".
3 انظر شذرات الذهب "3/ 17".(26/83)
وكتب ما لم يكتبه غيره، وكان صَدُوقًا متفنّنًا حافظًا. وُلِدَ سنة أربع وسبعين ومائتين، وأكثر الإتقان على العلماء والشيوخ.
انتخب عليه أبو علي الحافظ مع تقدُمه مائتي جزء، وصنّف الكتب على رسم ابن خُزَيمة.
قال الحاكم: سمعته يقول: عندي عن عبد الله بن ناحية، وقاسم المطرّز ألف جزء وزيادة، وخرجت إلى بخارى سنة خمس عشرة فكتبوا عنّي، وقد سمعِ منّي أبي وعمّي ورَوَيَا عنِّي.
وقال عبد الله بن سعد الحافظ: كتبت عن أبي الحسن بن منصور أكثر من ثلاثة آلاف حديث استفدتها.
وقال الحاكم: رأيت مشايخنا يتعجّبون من حُسْن قراءة أبي الحسن للحديث، وكُفَّ بَصَرُهُ سنة تسعٍ وأربعين.
162- محمد بن أحمد بن زكريا1، أَبُو الحسن النَّيْسَابُوري العابد.
سمع: الحسين بن محمد القباني، وأحمد بن النضر بن عبد الوهاب، وإبراهيم بن علي الذهلي، وأبا بكر الجارودي.
قال الحاكم: كان من أفاضل شيوخنا وأكثرهم صحبة، وصار في آخر عمره من العُبّاد المجتهدين، وألِفَ العُزْلَة، وعاش تسعين سنة.
163- محمد بن الحسن بن الوليد الكلابي2، أخو تبوك وعبد الوهاب. دمشقي.
حدّث في هذا العام عن: أبي عبد الرحمن النَّسائي، والقاسم بن الليث الرسعني.
وعنه: محمد بن عوف المُزني، وغيره.
164- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن علي3، أبو عَبْد الله الأنباري الوضاحي الشاعر المشهور، نزيل نيسابور.
__________
1 لا بأس به، في عداد المستورين.
2 انظر السابق.
3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "2/ 241"، والمنتظم "7/ 35"، والكامل في التاريخ "80/ 574".(26/84)
سمع: أبا عبد الله المحامليّ، وأبا روق الهزاني.
روى عنه الحاكم وقال: كان أشعر أهل وقته، فمن شعره:
لأخْمَصَيَّ على هَامِ العُلَى قَدَمُ ... وقَطْر كَفّي فِي ضرْب الطَّلَى دِيَمُ
فلَسْتُ أملِكُ مالًا لأَجُود به ... ولسْتُ أشْرب ما ليس فيه دَمُ
يَسْتَأْنِسُ اللَّيْلُ بي من كلّ مُوحشةٍ ... تُخْشَى ويعرفُ شَخْصِي الغَوْرُ والأكَمُ
سَلِ الصّحائفَ عنّي والصّفَاحَ مَعًا ... تُنْبي الكُلُومُ بما تُنْبي به الكَلِمُ
165- محمد بن صالح، أبو عبد الله1 البُسْتي الكاتب. سمع أبا عبد الله البوسنجي وغيره.
166- محمد بن محمد بن عبدان2، أبو سهل النَّيْسَابُوري الفقيه الشافعي الصُّوفي.
حجّ وطوَّف وجاور. مات غريقًا في طريق فُراء في رجب.
167- محمد بن عمر بن محمد3 بن مسلم، أبو بكر بن الْجِعابي التميمي البغدادي الحافظ، قاضي المَوْصِل.
سمع: عبد الله بن محمد البلْخي، ويحيى بن محمد الحنّائي، ومحمد بن الحسن بن سماعة الحَضْرَميّ، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي، ويوسف القاضي، وأبا خليفة، وجعفر الفريابي، وخلقًا كثيرًا.
وكان حافظ زمانه. صحب أبا العبّاس بن عُقْدة، وصنّف في الأبواب والشيوخ والتاريخ. وتشيُّعه مشهور.
روى عنه: الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وابن رزقويه، وابن الفضل
__________
1 في عداد المجهولين.
2 في عداد المستورين.
3 انظر تاريخ بغداد "3/ 26"، والكامل في التاريخ "8/ 574"، والمنتظم "7/ 36"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 670".(26/85)
القطّان، والحاكم أبو عبد الله، وأبو عمر الهاشمي، وآخرون، آخرهم وفاة أبو نُعَيم الحافظ.
مولده في صفر سنة أربعٍ وثمانين ومائتين.
قال أبو علي الحافظ النَّيْسَابُوري: ما رأيت في المشايخ أحفظ من عَبْدان، ولا رأيت في أصحابنا أحفظ من أبي بكر الْجِعابي، وذاك أني حَسِبْتُهُ من البغداديين الذين يحفظون شيخًا واحدًا أو ترجمة واحدة أو بابًا واحدًا، فقال لي أبو إسحاق بن حمزة يومًا: يا أبا علي، لا تغلط في ابن الْجِعابي، فإنّه يحفظ حديثًا كثيرًا. قال: فخرجنا يومًا من عند ابن صاعد فقلت له: يا أبا بكر، أيش أسْنَدَ الثّوْريّ عن منصور، فمرّ في الترجمة، فقلت: أيش عند أيّوب عن الحسن، فمرّ في الترجمة، فما زلت أجرُّه من حديث مِصر إلى حديث الشام إلى العراق إلى أفراد الخُراسانيّين وهو يُجيب، فقلت: أيش روى الأعمش عن أبي صالح، عن أبي سعيد، وأبي هُرَيْرَةَ بالشركة، فذكر بضعة عشر حديثًا، فحيّرني حِفْظُه1. رواها الحاكم عن أبي علي.
وقال محمد بن الحسين بن الفضل: سمعت ابن الجعابي يقول: دخلت الرّقّة، وكان لي ثَمَّ قِمْطَران كُتُبٍ، فأنْفَذْتُ غُلامي إلى الذي عنده كُتُبي، فرجع مغمومًا وقال: ضاعت الكتب، فقلت: يا بُنَيّ لا تغتّمِ، فإنَّ فيها مائتي ألف حديثٍ لا يُشْكَلُ عليّ حديث منها لا إسنادًا ولا مَتْنًا.
وقال أبو علي التنوخي: ما شاهدنا أحفظ من أبي بكر بن الْجِعابي، وسمعت من يقول: إنّه يحفظ مائتي ألف حديث ويُجيب في مثلها، إلّا أنّه كان يفضِّل الحفاظ بأنّه كان يَسُوق المُتُون بألفاظها، وأكثر الحُفّاظ يتسمَّحون في ذلك، وكان إمامًا في المعرفة بعلل الحديث وثقات الرجال ومواليدهم ووفياتهم، وما يُطعن على كل واحدٍ منهم، ولم يبق في زمانه من يتقدّمه في الدين.
قال أبو ذرّ الهَرَوي: سمعت أبا بكر بن عبدان الحافظ يقول: وقع إليّ جزء من حديث الْجِعابي، فحفظت منه خمسة أحاديث، فأجابني فيها، ثم قال: من أين لك هذا؟ قلت: من جزء لك. قال: إن شئت ألق عليَّ المتن وأجيبك في الإسناد، أو ألْقِ عَليّ الإسناد وأُجيبك في المتن.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد للخطيب "3/ 27".(26/86)
وقال أبو الحسن بن رزقويه، مما سمعه من الخطيب: كان ابن الْجِعابي يُملي مجلسَه، وتمتليء السّكّة التي يُملي فيها والطريق، ويحضره ابن المظفّر والدارقُطني، ويُملي الأحاديث بطُرُقها من حِفْظه.
قال أبو علي النَّيْسَابُوري: قلت لأبن الْجِعابي: قد وصلت إلى الدَّيَنَور، فهلَّا جئت نَيْسابور؟ قال: هممت به، ثم قلت: أَذْهَبُ إلى عَجَمٍ لا يفهمون عنِّي ولا أفهم عنهم.
وقال الحاكم: قلت للدارقُطْني: يبلغني عن الْجِعابي أنّه تغيِّر عمَّا عهِدْناه، فقال: وأيّ تَغَيّر؟ قلت بالله: هل اتّهَمْتَه؟ قال: أيْ والله، ثم ذكر أشياء، فقلت: وصحّ لك أنّه خلط في الحديث؟ قال: أي والله. قلت: حتى خفت أنّه ترك المذهب، قال: ترك الصلاة والدين.
وقال محمد بن عبد الله السبحي: كان ابن الْجِعابي المحدّث قد صحِب قومًا من المتكلّمين فسقط عند كثير من الحديث، وأمر قبل موته أن تُحرق دفاتره بالنّار، فأَنْكِر عليه واستُقْبح ذلك منه، وقد كان وصل إلى مصر ودخل إلى الإخشيد، ثم مضى إلى دمشق فوقفوا على مذهبه فشرّدوه، فخرج هاربًا.
وقال أبو حفص بن شاهين: دخلت أنا وابن المُظفّر والدارقُطْني على الْجِعابي وهو مريض، فقلت له: من أنا؟ فقال: سُبْحانَ الله ألستم فلان وفلان، وسمّانّا، فدَعَوْنا وخرجنا فمشينا خطوات، وسمعنا الصائح بموته، فرجعنا إلى داره فرأينا كُتُبَه تَلَّ رَمَاد.
وقال الأزهريّ: كانت تبكيه نائحة الرافضة تنوح مع جنازته.
قال أبو نعيم: قَدِمَ علينا الجعابي أصبهان سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
ولأبي الحسن محمد بن سُكّرة في ابن الجعابي:
ابن الجعابي ذو سجايا ... محمودةٌ منه مُسْتَطَابَهْ
رأي الرّيا والنّفاقَ حظًا ... في ذي العصابة وذي العصابةِ
يعطي الإماميّ ما اشْتَهاه ... ويثبت الأمرَ في القرابهْ
حتى إذا غاب عنه أنمى ... يثبت الأمر في الصحابة
وإنْ خلا الشيخُ بالنّصَارَى ... رأيت سمعان أو مرابهْ(26/87)
قد فطن الشيخ للمعاني ... فالغَرُّ مَن لامه وعابه
أنبأ المسلّم بن علان، والمؤمّل بن محمد، ويوسف بن يعقوب، أن أبا اليُمْن الكِنْدي أخبرهم: أنبأ أَبُو مَنْصُورٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ، حدّثني الحسن بن محمد الأشتر، سمعت أبا عمر القاسم بن جعفر الهاشم غير مرة يقول: سمعت ابن الْجِعابي يقول: أحفظ أربعمائة ألف حديث وأذاكر بستمائة ألف حديث. وبه قال الخطِيب: حدّثني الأزهريّ، ثنا أبو عبد الله بن بُكَيْر عن بعض أصحاب الحديث وأظنّه -ابن درّان- قال: رآني أبن الْجِعابي وقد جئت من مجلس المظفّر فقال: كم أمْلَى؟ فسميت، فقال: أيّما أحبّ إليك، تذكر أسانيد الأحاديث وأذكر مُتُونها، أو تذكر المتونَ وأذكر أسانيدها؟ فقلت: بل المتون. فجعلت أقول: روى حديثًا سنة كذا وكذا، فيقول: حدّثكم به عن فلان بن فلان، فلم يُخطئ في جميعها.
وبه سمعت التنوخي يقول: تقلّد ابن الْجِعابي قضاء الموصل، فلم يُحمد في ولايته.
وذكر الخطيب عن رجاله أنّ ابن الجعابي كان يشرب في مجلس ابن العميد.
قلت: لم يُبَيَّن ما كان يشرب هل هو نبيذ أو خمر.
وقال السّلمي: سألت عنه الدارقطني، فقال: خلّط، وذكر مذهبه في التشيّع.
وكذا ذكر الحاكم عن الدارقُطْني وذكر عنه، فقال: قال لي الثقة من أصحابنا ممّن كان يعاشر ابن الْجِعابي: إنّه كان نائمًا فكتبت على رِجْله، فكنت أراه ثلاثة أيام لم يمسّه الماء.
وبالإسناد المذكور إلى الخطيب: ثنا الأزهري أنّ ابن الْجِعابي لما مات أوصى بأن تُحرق كُتُبْه، فكان معها كتب للناس، فحدّثني أبو الحسين بن البوّاب أنَّه كان له عنده مائة وخمسون جزءًا، فَذَهَبَتْ في جملة ما أُحْرِق.
وقال مسعود السِجْزي: سمعت الحاكم، سمعت الدارقُطْني يقول: أخْبرْتُ بعِلّة أبي بكر الْجِعابيّ، فقمت إليه في الوقت، فأتيته فرأيته يحرِق كُتُبَهُ بالنّار، فأقمت عنده حتى ما بقي منه بيّنة، ثم مات من ليلته.
قرأت على إسحاق الأسدي: أخبرك يوسف الحافظ، أنا أبو المكارم المعدّل، وأنا أحمد بن سلامة وغيره إجازةً، عن أبي المكارم، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُمْ، أَنَا أَبُو(26/88)
نُعَيم، ثنا محمد بن عمر بن مسلّم، ثنا محمد بن النُّعْمان السّلمي، ثنا هديّة، ثنا حَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ، سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: بئس الرّفيق الدّينار والدّرهم، لا ينفعان حتى يفارقاك.
168- محمد بن القاسم بن شعبان بن محمد1 بن ربيعة، الفقيه أبو إسحاق المصري المالكي صاحب التصانيف.
قال القاضي عِياض: هو من ولد عمَّار بن ياسر -رضي الله عنه، ويعرف أيضًا بابن القرطي، نسبة إلى بيع القُرْط, كان رأس المالكية بمصر، وأحفظهم للمذهب، مع التَفَنُّن من التاريخ والأدب مع الدّين والورع، ومع فنونه لم يكن له بصر بالنّحْو، وكان واسع الرواية.
له كتاب "الزاهي الشعباني في الفقه" وهو مشهور، وكتاب "أحكام القرآن"، وكتاب "مناقب مالك"، وكتاب "المنسك".
روى عنه: محمد بن أحمد بن الخلاص التّجاني، وخَلَف بن القاسم بن سهلون، وعبد الرحمن بن يحيى العّطار، وطائفة.
تُوُفّي لأربع عشرة بقيت من جُمادى الأولى.
قلت: وكان ابن شعبان صاحب سنة كغيره من أئمة الفقه في ذلك العصر، فإنّي وقفت على تأليفه في تسمية الرواة عن مالك، قال في أوّله: "بديت فيه بحمد الله الحميد، ذي الرّشد والتسديد، الحمد لله أحقّ ما بُدئ، وأَولَى مَن شُكِر، الصّمَد الواحد ليس له صاحبة ولا ولد، جلَّ عن المثل، فلا شبيه له ولا عدْل عادل، فهو دان بعلمه، أحاط عِلْمُهُ بالأمور، ونفذ حُكْمُهُ في سائر المقدور"، وذكر باقي الخطبة، ولم يكن بالمُتْقِن للأثر مع سعة علمه.
روى ابن حزم له في "المحلَّى" قال: ثنا أحمد بن إسماعيل الحضرمي، ثنا محمد بن أحمد بن الخلاص، ثنا محمد بن القاسم بن شعبان المصري، حدّثني إبراهيم بن عثمان بن سعيد، فذكر حديثًا ساقطًا، ثم قال ابن حزْم: ابن شعبان في المالكية نظير عبد الباقي بن قانع في الحنفيّين، قد تأمّلنا حديثهما فوجدنا فيه البلاء المبين والكَذِب البَحْت والوضع، فإمّا تغيّر حفظهما وإما اختلطت كتبهما.
__________
1 سير أعلام النبلاء "10/ 163"، والديباج المذهب "248"، وإيضاح المكنون "2/ 300".(26/89)
169- محمد بن محمد بن عُبيد اللَّه1 بن عمرو، أبو عبد الله الْجُرْجاني الواعظ المقرئ، وقيل: كنيته أبو الحسين، ويُلقّب بفضله. كان كثير الأسفار.
سمع: محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وحامد بن شعيب، وعِمران بن موسى، وأبا بكر بن خُزَيْمة، والحسن بن سفيان، وعبد الله بن شيروَيْه، وابن جَوْصا الدمشقي.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو بَكْر بن أبي علي الذكواني، وأبو نُعَيْم.
وقال: أخرج عنه أبو الشيخ.
وتُوُفّي سنة خمس وخمسين وثلاثمائة. وَهِمَ الحاكمُ في قوله: توفِّي سنة أربعٍ وأربعين.
170- محمد بن مَعْمَر بن ناصح2، أبو مسلم الذُّهلي الأصبهاني الأديب.
سمع أبا بكر بن عاصم، وأبا شعيب الحرّاني، ويوسف بن يعقوب القاضي، وموسى بن هارون.
وعنه: علي بن عبد ربّه، وأبو بكر الذّكواني، وأبو نُعَيم الحافظ، وأهل أصبهان.
171- منذر بن سعيد بْن عَبْد اللَّه3 بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو الحاكم البَلُّوطي الكُزْني، وكُزنة فخذ من البربر، قاضي القضاة بقرطبة.
سمع من: عبيد الله بن يحيى الليثي، وحجّ سنة ثمان وثلاثمائة، فأخذ عن أبي المنذر كتاب "الأَشراف"، وأخذ العربية عن ابن النحّاس.
كان يميل إلى رأي داود الظاهريّ ويحتجّ له، ووُلّي القضاء في الثغور الشرقية، ثم وُلّي قضاء الجماعة سنة تسعٍ وثلاثين، وطالت أيامه وحُمدت سيرته، وكان بصيرًا بالْجَدَل والنظر والكلام، فَطِينًا بليغًا متفوّهًا شاعرًا، وله مُصَنَّفات في القرآن والفِقْه، أخذ النّاس عنه.
__________
1 انظر تاريخ جرجان "423".
2 انظر أخبار أصبهان "2/ 284"، وشذرات الذهب "3/ 17".
3 انظر العبر "2/ 302"، وشذرات الذهب "3/ 17"، والكامل في التاريخ "8/ 674، 675"، واللباب "1/ 176".(26/90)
تُوُفّي فِي ذي القعدة، وله اثنتان وثمانون سنة، وقد ولي الصلاة بالمدينة الزهراء، وكان قوَّالًا بالحق لا يخاف لومة لائم، وكان كثير الإنكار على الناصر لدين الله عبد الرحمن، بليغ الموعظة كبير الشأن.
قيل: إنَّ أول معرفته بالنّاصر أنَّ النّاصر احتفل لدخول رسول ملك الروم صاحب قسطنطينية بقصر قُرْطُبَة الاحتفال الذي اشتهر، فأحبَّ أن يقوم الشعراء والخطباء بين يديه، فقدَّموا لذلك أبا علي القالي رصيف الدولة، فقام وحَمَد الله تعالى وأثنى عليه، ثم أترج عليه وبُهِت وسكت، فلمَّا رأي ذلك منذر القاضي قام دونه بدرجة، ووصل افتتاح القالي بكلام عجيب بهر العقول جزالةً، وملأ الأسماع جلالةً، فقال: أمّا بعد، فإنَّ لكل حادثة مقامًا، ولكلّ مقامٍ مقالًا، وليس بعد الحقّ إلّا الضلال، وإنّي قد قمت في مقامٍ كريم بين يدي ملك عظيم، فاصْغوا لي بأسماعكم، إنّ من الحقّ أنْ يُقال للمُحِقّ: صدَقت، وللمُبِطْلِ: كَذَبتَ، وإنّ الجليل تعالى في سمائه، وتَقدّس بأسمائه، أمر كَلِيمَه موسى أن يذكّر قومه بنعم الله عندهم، وأنا أذكّركم نِعَمَ الله عليكم، وتلافيه لكم بولاية أميركم التي آمَنَتْ سربكم، ورفعت خوفكم، وكنتم قليلًا فكثّركم، ومُسْتَضْعَفِينَ فقوّاكم، ومُسْتَذَلّين فنصركم، ولاه الله أيّامًا ضربت الفتنة سُرادقها على الآفاق، وأحاطت بكل شُعَلُ النفاق، حتى صرتم مثل حدقة البعير، مع ضيق الحال والتغيير، فاستُبْدِلتم من الشدّة بالرخاء. فناشدتُكُمُ اللَّهَ أَلم تكن الدماء مسفوكةً فَحَقَنها، والسُبُلُ مَخُوفَةً فأَمَّنها، والأموال مُنتَهَبَةً فأحرزها، والبلاد خرابًا فعمّرها، والثغور مهتَضَمَة فحماها ونصرها؟ فاذكروا آلاء الله عليكم1. وذكر كلامًا طويلًا وشعرًا، فقطب "العِلْج"، وصلّب وتعجّب الأمير عبد الرحمن منه، وولاه خَطابة الزّهراء، ثم قضاء الجماعة بمملكته، ولم يُحفظ له قضية جَوْر، وقد استعفى غير مرّة فلم يُعف، والله أعلم.
وَفَيَات سنة ست وخمسين وثلاثمائة:
حرف الألف:
172- أحمد بن أسامة بن أحمد2 بن أسامة بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
__________
1 انظر معجم الأدباء "19/ 175".
2 انظر معرفة القراء "1/ 240"، وغاية النهاية "1/ 38"، وحسن المحاضرة "1/ 488".(26/91)
السّمْح بن أسامة، أبو جعفر التّجَيبي، مولاهم المصري المقرئ.
قرأ القرآن على إسماعيل بن عبد الله النّحاس، عن أبي أيّوب الأزرق صاحب ورش.
وتصدَّر للإقراء، فقرأ عليه خَلَفُ بن إبراهيم بن خاقان، شيخ أبي عمرو الدّاني وغيره.
وسمع الحديث من بكر بن سهْل الدِمياطي، وغيره.
روى عنه: أبو القاسم يحيى بن علي بن الطّحان في تاريخه، وقال: تُوُفّي في شهر رجب سنة اثنتين وأربعين، وقيل: ستٍ وخمسين.
وأمّا أبو عمرو الدّاني فروى عن خَلَف بن إبراهيم وفاته سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، وأنّه نَيّفَ على المائة.
قال أبو عمرو: روى عنه القراءة محمد بن النعمان، وخلف بن قاسم، وعبد الرحمن بن يونس.
173- أحمد بن بُوَيْه الدَّيْلمي1، السلطان مُعِزّ الدولة أبو الحسين بن فناخسرو بن تمَّام بن كوفي بن شيرزيل بن شيركوه بن شيرزيل بن شيران بن شيرفنة بن شبستان شاه بن سَسَن فرو بن شروزيل بن سَسْناد بن بهْرامَ جُور.
أحد ملوك بني ساسان، كذا ساق نَسَبَه القاضي شمس الدين، وَعَدَّ ما بينه وبين بهْرام ثلاثة عشر أبًا، وقابلته على نسختين.
كان بُوَيْه يصطاد ويحترف، وكان ولده أحمد هذا رُبَّما احتطب، فآل أمره إلى المُلْك، وكان قدومه إلى بغداد سنة أربعٍ وثلاثين، وكان موته بالبَطَن، فَعَهِد إلى ولده عزّ الدولة أبي منصور بَخْتيار بن أحمد.
وقيل: إنّه لمَّا احتضر استحضر بعض العلماء فتاب على يده، كلّما حضر وقت الصلاة خرج العالم إلى مسجد، فقال معزّ الدولة: لم لا تُصلّي هنا؟ قال: إن الصلاة في هذه الدار لا تصحّ، وسأله عن الصحابة، فذكر له سوابقهم، وأنّ عليًا زوّج بنته من فاطمة بعمر -رضي الله عنه، فاستعظم وقال: ما علمت بهذا، وتصدق بأموال عظيمة، وأعتق
__________
1 انظر المنتظم "7/ 38"، والكامل "8/ 573-580"، وسير أعلام النبلاء "16/ 189، 190".(26/92)
غلمانه، وأراق الخمور، وردَّ كثيرًا من المظالم، وكان الرفض في أواخر أيامه ظاهرًا ببغداد، وكان يقال: إنه بكى حتى غشي عليه، وندم على الظلم.
توفِّي في سابع عشر ربيع الآخر عن ثلاث وخمسين سنة، ومات بعلة الذرب.
وكانت دولته اثنتين وعشرين سنة، وكان قد ردَّ المواريث إلى ذوي الأرحام.
ويقال: إنه من ذرية سابور ذي الأكتاف، وهو أخو ركن الدولة وعماد الدولة، وعمّ عضد الدولة.
وكان يقال لمعز الدولة: الأقطع؛ لأنه كان تبعًا لأخيه عماد الدولة، فتوجَّه إلى كرمان بإشارة أخيه، فلمَّا وردها سمع صاحبها به فرحل عنها وتركها، فملكها معز الدولة، وكان بتلك الجبال طائفة من الأكراد يحملون لصاحب كرمان حملًا، بشرط أن لا يطأوا بساطه، فلما ملك هذا هادنهم، ثم غدر بهم وبيَّتهم، فعلموا وقعدوا له على مضيق، فلما دخله أحاطوا به وبجيشه قتلًا وأسرًًا، ووقع في معز الدولة عدة ضربات، وطارت يساره في حرب، وطارت بعض اليمنى، وسقط بين القتلى ثم نجا، وتملّك بغداد بلا كلفة، ودانت له الأمم، وكان في الابتداء تَبَعًا لأخيه الملك عماد الدولة.
مات فِي ربيع الآخر سنة ستًّ وخمسين وثلاث مائة، وله ثلاث وخمسون سنة.
وقد أنشأ دارًا غرِم عليها أربعين ألف ألف درهم، فبقيت إلى بعد الأربعمائة ونُقِضت، فاشتروا جردَ ما في سقوفها من الذهب بثمانية آلاف دينار.
174- أَحْمَد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه، أبو محمد المزني المغفلي الهروي.
قال الحاكم: كان إمام أهل خراسان بلا مدافعة، سمع علي بن محمد الجكاني، وأحمد بن نجدة بن العريان، وجماعة بهراة، وإبراهيم بن أبي طالب بنيسابور، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وعمران بْن مُوسَى بْن مُجاشِع، والحسن بْن سُفْيَان، ويوسف القاضي، وأبا خليفة، ومطينًا، وعبدان، وعبيد غنام، وعلي بن أحمد علَّان المصري، وطائفة سواهم بالشام ومصر والعراق.
وعنه من شيوخه: أبو العباس بن عقدة، وعمرو بن الربيع بن سليمان، ومن هو أكبر منه، أبو بكر بن إسحاق الصبغي. وروى عنه الحاكم، وأبو بكر القفال، وأبو عبد الله الخازن.(26/93)
قال الحاكم: وقد حج بالناس، وخطب بمكة، وقدم إليه المقام وهو قاعد في جوف الكعبة، ولقد سمعتهم بمكة يذكرون أنَّ هذه الولاية لم تكن قط لغيره، ومن شعره:
نزلنا مكرهين بها فلما ... ألفناها خرجنا كارهينا
وما أحب الديار بنا ولكن ... أمر العيش فرقة من هوينا
وذكر الحاكم من عظمة أبي محمد المزني أنَّه كان فوق الوزراء، وأنهم كانوا يصدون عن رأيه، وجاور مرة بمكة، قال: وكنت ببخارى أستملي له، فذكر أنه حصل له وجد وشيء من غشي بسبب إملاء حكاية وأبيات، وتوفِّي بعد جمعة في سابع عشر رمضان سنة ست وخمسين، ورأيت الوزير أبا على البلعمي وقد حَمَلَ في تابوته، وأحضر إلى باب السلطان، يعني ببخارى، للصلاة عليه، ثم حمل تابوته إلى هراة فدفن بها، فسمعت ابنه بشرًا يقول: آخر كلمة تكلم بها: أن قبض على لحيته ورفع يده اليمنى إلى السماء وقال: ارحم شيبة شيخ جاءك بتوفيقك على الفطرة.
قال الحاكم: وسمعت أبا الفضل السليماني، وكان صالحًا، يقول: رأيت أبا محمد المزني في المنام بعد وفاته بليلتين وهو يتبختر في مشيته ويقول بصوت عالٍ: {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [القصص: 60] .
وقال أبو النَّضر عبد الرحمن بن عبد الجبّار الفامي في "تاريخ هراة": أَحْمَد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بن محمد بن بشر بن مغفل بن حسان بن عبد الله بن مغفل المزني الملقب بالباز الأبيض. كان إمام عصره بلا مدافعة في أنواع العلوم، مع رتبة الوزراة، وعلوّ القدر عند السلطان. لم يذكر له مولدًا، ولعله في حدود السبعين ومائتين.
175- أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بن عبد الله بن صفوان، أبو بكر بن أبي دجانة النصري الدمشقي العدل.
سمع أباه، وعبد الملك بن محمود بن سميع، وإبراهيم بن دُحَيْم، وعبد الرحمن بن القاسم الرواس، والحسن بن الفرج الغزي، وابن سلم المقدسي، ومحمد بن النفاح الباهلي، ومحمد بن زبان، وطائفة كبيرة بمصر والشام، وعنه تمام، وعبد الوهاب الميداني، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وعلي بن موسى السمسمار، وانتقى عليه الحافظ ابن منده سعبة أجزاء.(26/94)
ومولده سنة ثمانين ومائتين. وأبو زرعة هو عم أبيه.
قال الكتاني: كان ثقة مأمونًا، توفِّي في رمضان كالذي قبله.
176- أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن الجارود، الحافظ أبو بكر الرقي، نزيل عسكر مكرم.
كذَّاب، زعم أنه سمع هشام بن عمار، ويونس بن عبد الأعلى، وعلي بن حرب، والحسن بن عرفة، وعيسى بن أحمد البلخي، وأبا إبراهيم المزني، ومحمد بن عوف الحمصي، والحسن بن محمد الزعفراني، وحدَّث عنهم؛ فروى عنه إبراهيم بن أحمد الطبري، وعلي بن الحسن الإستراباذي، وأبو عَلِيّ منصور بْن عَبْد اللَّه الخالديّ، ومحمد بن أحمد الأندلسي، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ. سمع منه في هذا العام فانقطع خبره.
كذَّبه أبو بكر الخطيب.
وقال ابن طاهر المقدسي: كان يضع الحديث ويركبه على الأسانيد المعروفة.
وقال أبو نعيم: حدثنا ابن الجارود وفي القلب منه.
177- أحمد بن محمد بن إبراهيم بن صالح السمرقندي، أبو يحيى الكرابيسي، راوية محمد بن نصر المروزي.
وسمع أيضًا يحيى بن أفلح، والليث بن حبروية، وعنه الحاكم وأهل بخارى.
توفي في شوال.
178- أحمد بن محمود بن زكريا1 بن خرّزاذ، القاضي أبو بكر الأهوازي.
سمع: أبا مسلم الكجّي، وأبا جعفر الحضرمي مُطَيّنًا، ونحوهما.
توفِّي فِي ذي القعدة.
179- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خَلَف2 بن أبي حُجَيْرة، أبو بكر القُرْطُبّي.
سمع من: أحمد بن خالد بن الحباب، وجماعة، ودخل فسمع بمصر من محمد بن جعفر بن أعين.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "8/ 157".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 48".(26/95)
وكان زاهدًا متبتّلًا فقيهًا. توفِّي في جُمادى الأولى.
180- إبراهيم بن محمد بن شهاب1، أبو علي العطّار الحنفي، كان من متكلّمي المعتزلة.
روى عن: محمد بن يونس الكديمي، وأبي مسلّم الكجّي.
وعنه محمد بن طلحة النّعاليّ.
عِدادُهُ في البغداديين. عاش بِضْعًا وثمانين سنة.
181- إسماعيل بن القاسم بن هارون2 بن عَيذون، العلَّامة أبو علي الغدادي القالي.
سألوه عن هذه النسبة فقال: إنه وُلد بمَنَازِكِرْد3، فلما انحدرنا إلى بغداد كان رفقته فيها جماعة من أهل قالي قَلاء، فكانوا يحافظون لمكانهم من الشعر، فلمَّا دخلت بغداد انتسبت إلى قالي قَلا، وهي قرية من قرى منازكرد من أرمينية، ورجوت أن انتفع بذلك عند العلماء، فمضى عليَّ القالي.
وقيل: إنّ مولده سنة ثمانين ومائتين.
أخذ العربية واللغة عن ابن دُرَيْد، وابن أَبِي بكر بن الأنباري، وابن دَرَسْتَوَيْه، وسمع من أبي يعلى الموصلي، وأبي القاسم البَغَوِي، وأبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد، وابن عرفة نفْطَوَيْه، وعلي بن سليمان الأخفش، وقرأ بحرف أبي عمرو بن أبي بكر بن مجاهد، وأوّل دخوله إلى بغداد سنة خمس وثلاثمائة.
حكى هارون النّحْويّ قال: كنَّا نختلف إلى أبي علي بجامع الزهراء، فأخذني المطر، فدخلت وثيابي مُبْتَلّة، وحوله أعلام أهل قرطبة، فقال لي: مهلًا يا أبا نصر، هذا هيِّن وتبدّله بثياب أُخَر، فلقد عرض لي ما أبقى بجسمي نُدُوبًا. كنت أختلف إلى ابن مجاهد فأدْلَجْتُ، فلما انتهيت إلى الدرب رأيته مغلقًا، فقلت: أبكر هذا البكور
__________
1 انظر تاريخ بغداد "6/ 167".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 69"، والأنساب "10/ 33"، وسير أعلام النبلاء "16/ 45-47".
3 بلد بين خلاط وبلاد الروم.(26/96)
وتفوتني النّوُبَة، فنظرت إلى سَرَبٍ هناك فاقتحمته، فلما أنْ توسّطْتُه ضاق بي، ونشبت فاقتحمته أشدَّ اقتحام، فنجوت بعد أن تخرّقَت ثيابي وتزلَّع جِلْدي حتى انكشف العَظْم، فأين أنت ممّا عرض لي.
ثم أنشد:
ثَبَتَّ للمجد والسَّاعونَ قد بلغوا ... جَهْدَ النُّفُوس وألقوا دونه الأزرا
فكابَدُوا المجِدَ حتى مَلَّ أَكْثَرهُم ... وعانق المجدَ مَن أوفى ومَن صَبَرا
لا تَحْسِبِ المجدَ تمرًا أنت آكَلُه ... لن تَبْلُغَ المجدَ حتى تَلْعَقَ الصَّبْرا
قال: ودخل الأندلس في سنة ثلاثين، فقصد صاحبَها عبدَ الرحمن النّاصر لديَن الله فأكرمه، وصنَّف لولده الحَكَم تصانيف، وبثَّ علومه هناك، وكان قد بحث على ابن دَرَسْتَويْه الفارسي كتاب سيبَويه، ودقّق النظر وانتصر للبصْرِيّين، وأملى أشياء من حفظه ككتاب "النوادر"، وكتاب "الأمالي" الذي اشتُهر اسمه، وكتاب "المقصور والممدود"، وله كتاب "الإبل"، وكتاب "الخيل"، وله كتاب "البارع في اللغة"، نحو خمسة آلاف ورقة، لم يؤلف أحد مثله في الإحاطة والجمع، لكن لم يتممّه. وولاؤه لعبد الملك بن مروان، ولهذا قصد بني أمَيّة ملوك الأندلس، فَعَظُم عندهم وكانت كتبه على غاية الاتقان.
أخذ عنه: عبد الله بن الربيع التميمي، وهو آخر من حدّث عنه، وأحمد بن أبان بن سيد، وأبو بكر محمد بن الحسن الزّبِيدي اللّغَوي، وغيرهم.
توفِّي أبو علي بقرطبة في ربيع الآخر سنة ست وخمسين وثلاثمائة.
حرف الجيم:
182- جعفر بن محمد بن الحارث، أبو محمد المراغي1.
طوَّف الأقاليم وسمع محمد بن يحيى المروزي، وأبا عبد الرحمن النّسَائي، وأبا خليفة، والفِرْيابي، وعبد الله بن ناجية، وأبا يَعْلَى الموصلي، وطائفة بعد الثلاثمائة، وعاش نيفًا وثمانين سنة.
__________
1 لا بأس به في عداد المستورين.(26/97)
روى عنه الحاكم وقال: كان من أصدق الناس في الحديث، وأبو عبد الرحمن السّلمي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السرّاج، وآخرون.
183- جعفر بن مطر النَّيْسَابُوري1.
رحل وسمع محمد بن أيوب بن الضريس، وأبا خليفة.
وعنه الحاكم وغيره.
حرف الحاء:
184- حامد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ2 بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ معاذ، أبو علي الرفا الهوري المحدِّث الواعظ.
سمع: الفضل بن عبد الله اليشكري، وعثمان بن سعيد الدّارمي، والحسين بن إدريس، ومحمد بن عبد الرحمن بهَرَاة، وبهَمَذَان محمد بن المغيرة السُّكّري، ومحمد بن صالح الأشجّ، وعلي بن عبد العزيز بمكة، ومحمد بن يونس الكديمي، وإبراهيم الحربي، وبِشْر بن موسى ببغداد، وسمع أيضًا بَنْيسابور داود بن الحسين البَيْهَقي، وخليفة، وسمع محمد بن أيّوب البجلي بالرّيّ وبالكوفة.
وعنه: الحاكم، وأبو منصور محمد بن محمد الأزدي، وأبو علي بن شاذان، وأبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي، وسعيد بن عثمان بن عمّار، ومحمد بن عبد الرحمن الدّبّاس، وأبو عثمان سعيد بن العبّاس القرشي، وهو آخر من حدَّث عنه.
عاش إلى سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة، وحدَّث أبو علي ببغداد بانتخاب الدارقُطْني.
وثَّقَه الخطيب وغيره، وكان موته بَهَراة في رمضان.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الخلَّال، أنا أَبُو الْمِنْخَالِ اللُّتِّيِّ، أَنَا أَبُو الْوَقْتِ، أَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد الأَنْصَارِيُّ، أنا محمد بْنُ يُوسُفَ، أنا حَامِدُ بْنُ محمد، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن
__________
1 انظر السابق.
2 انظر تاريخ بغداد "8/ 172"، والمنتظم "7/ 39"، والأنساب "6/ 141، 142"، وسير أعلام النبلاء "16/ 16".(26/98)
مَسْلَمَةَ قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اللَّهُمَّ ثَبِّتْنَا عَلَى كَلِمَةِ الْعَدْلِ وَالْهُدَى وَالصَّوَابِ، وَقِوَامِ الْكِتَابِ، هَادِينَ مَهْدِيِّينَ، رَاضِينَ مرضيين، غير ضالين ولا مضلين.
حرف السّين:
185- سعيد بن أحمد بن محمد1 بن عبد ربّه، أبو عثمان الفقيه ابن شاعر الأندلس.
سمع: محمد بن عمر بن لُبَابة، وأسلم بن عبد العزيز، وجماعة.
وكان مقدَّمًا في الفتوى، ثقة عالمًا، أخذ الناس عنه.
حرف العين:
186- العبَّاس بن محمد بن نصر2 بن السّرِيّ، أبو الفضل الرافضي.
سمع: هلال بن العلاء، وسعيد بن يحيى بن يزيد صاحب مُصْعَب الزُّبَيْري، ومحمد بن الخَضِر بن علي، وحفص بن عمر بن سنجة، ومحمد بن محمد الجذوعي القاضي، وصباح بن محمد بن صباح صاحب المعافى بن سليمان، وغيره.
ولعلَّه آخر من روى عن هلال بن العلاء.
روى عنه: عبد الرحمن بن عمر النّحاس، وأبو عبد الله بن نظيف، وأحمد بن محمد بن الحاجّ، وجماعة.
وتوفِّي بمصر، قال يحيى بن علي الطحاوي: تكلموا فيه.
187- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد3 بْن حبان، أبو الطيب قاضي طوس.
قال الحاكم: روى عن مسدَّد بن قطن، ومحمد بن إسماعيل بن مهران، وجماعة.
وخُرّجت له الفوائد، وكان من أعيان أصحاب أبي علي الثقفي.
توفِّي سنة ست وخمسين.
__________
1 انظر تاريخ الأندلس "1/ 170"، وبغية الملتمس "307".
2 انظر شذرات الذهب "3/ 19"، وميزان الاعتدال "3/ 245".
3 لا بأس به، في عداد المستورين.(26/99)
188- عبد الخالق بن الحسن بن محمد1 بن نصر بن أبي رُوبا السقطي العدّل ببغداد.
سمع: محمد بن سليمان الباغندي، ومحمد بن غالب تمام، وإسحاق بن الحسن الحربي، وأبا شعيب الحراني.
وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن داود الرّزّاز، وعبد الله بن يحيى السُّكّري، وطلحة الكتّاني، وأبو علي بن شاذان، ومحمد بن طلحة النّعالي.
وثَّقه البَرْقاني.
189- عثمان بن محمد بن بشر، أبو عمرو2 السَّقَطي البغدادي، سَنَقه.
سمع: محمد بن يونس الكديمي، وإسماعيل القاضي، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن علي البربهاري، وغيرهم.
وكتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني، وأثنى عليه البرقاني ووثَّقه.
روى عن: ابن رزقويه، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وعبد الله السُّكّري، وطلحة بن الصقر، ومحمد بن طلحة النّعالي.
توفِّي في ذي الحجّة، وله سبع وثمانين سنة.
190- علي بن إبراهيم بن حمّاد3 بن إسحاق، أبو الحسن الأزدي البغدادي القاضي.
سمع: محمد بن يوسف الكديمي، وبِشْر بن موسى، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وانتخب عليه الدارقطني.
وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن داود الرّزّاز.
وثَّقه الخطيب، قال: ولي قضاء الأهواز.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "11/ 124"، والمنتظم "7/ 40"، وسير أعلام النبلاء"16/ 81".
2 انظر تاريخ بغداد "11/ 304"، والمنتظم "7/ 40"، وسير أعلام النبلاء "16/ 81".
3 انظر تاريخ بغداد "11/ 339".(26/100)
191- عليّ بْن الحُسَيْن بْن مُحَمَّد1 بن أحمد بن الهيثم، أبو الفرج الأصبهاني، الكاتب، مصنِّف كتاب "الأغاني".
سمع: محمد بن عبد الله بن سليمان الحضْرمي، ومحمد بن جعفر القتّات، والحسين بن أبي الأحوص، وعلي بن العبّاس المقانعي الكوفيّين، وأبا خُبيب بن البرتي، فمن بعدهم.
والهيثم هو ابن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الله بن مروان الحمار بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ.
روي عنه: الدارقُطْني، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وعلي بن أحمد الرّزّاز، وآخرون.
واستوطن بغداد من صباه، كان من أعيان أدبائها وأفراد مصنّفيها، روى عن طائفة كثيرة، وكان إخباريًّا نَسَّابةً شاعرًا، ظاهر التشيُّع.
قال أبو علي التنوخيّ: كان أبو الفرج يحفظ من الشعر والأغاني والأخبار والمُسْنَدات والأنساب ما لم أر قطّ من يحفظ مثله، ويحفظ سوى ذلك من علوم أُخَر، منها: اللغة والنحو والمغازي والسّير، وله تصانيف عديدة، وحصل له ببلاد كُتُب صنّفها لبني أُمَيّة ملوك الأندلس أقاربه، سيَّرَها إليهم سِرًّا، وجاءه الإنعام سرا، فمن ذلك: "نسب بني عبد شمس"، وكتاب "أيام العرب ألف وستمائة يوم"، وكتاب "جَمْهرة النَّسَب"، وكتاب "نسب بني شَيْبان"، وكتاب "نسب المهالبة"؛ لكونه كان منقطعًا إلى الوزير المُهَلّبي، وله فيه مدائح، وله كتاب "أخبار الشواعر"، وكتاب "مقاتل الطالبيّين"، وكتاب "الزّيارات"، وهذا عجيب إذ هو مروانيّ يتشيّع.
قال ابن أبي الفوارس: قد خلّط قبل أن يموت. قال: وتُوُفّي في ذي الحجّة، وكان مولده سنة أربع وثمانين ومائتين.
قلت: رأيت شيخنا ابن تيمية يضعّفه ويتّهمه في نقله، ويستهول ما يأتي به، وما علمتُ فيه جرحًا إلّا قول ابن أبي الفوارس: خلّط قبل أن يموت، وقد أثنى على كتابه "الأغاني" جماعة من جلية الأدباء. ومن تواليفه كتاب "أخبار الطفيلين"، وكتاب "أخبار جحظة"، كتاب "أدب السماع"، كتاب "الخمّارين".
__________
1 انظر تاريخ بغداد "11/ 398"، والمنتظم "7/ 40"، وميزان الاعتدال "3/ 123"، والكامل "8/ 581".(26/101)
قال هلال بن المحسّن الصّابي، كان أبو الفرج صاحب "الأغاني" من نُدماء الوزير المهلَّبي، وكان وسِخًا قذِرًا لم يُغْسَلْ له ثوب أبدًا منذ فصّله إلى أنْ يتقطّع، وشِعْره جيّد لكنّه في الهجاء أبلغ، وكانوا يتّقون لسانه ويصبرون على مجالسته ومشاربته.
ذكر ابن الصابي أنَّ أبا القاسم الْجُهَني مُحتِسب البصْرة كان من نُدَماء المهلّبي، وكان يُورِد الطّامّات من الحكايات المُنْكَرة، فجرى مرّة حديث النَّعْنَع فقال: في البلد الفُلاني نعنع يطُول حتى يصير شجرًا، ويُعمل من شجره سلالم، فثار منه أبو الفرج الأصبهاني وقال: نعم، عجائب الدنيا كثيرة ولا يُنكَر هذا، والقدرة صالحة، أنا عندي ما هو أغرب من هذا، زَوْج حمام يبيض بيضتين، فآخذهما وأضع تحتهما سنجة مائة وسنجة خمَسين، فإذا فرغ زمان الحضان انفقست النسجتان عن طشْت وأبريق، فضحك أهل المجلس، وفطن الْجُهَنيّ لِما قصد أبو الفرج من الطنز به، وانقبض عن كثير من حكاياته.
ومن نظْم أبي الفرج وكتب به إلى صديق وأجاد:
أبا محمد المحمود يا حسن الإ ... حسان والْجُودِ يا بحرَ النّدى الطّامي
حاشاك من عَوْدِ عُوّادٍ إليك ومن ... دواء داءٍ ومن إلمام آلام
192- علي بن عبد الله بن حمدان1 بن حمدون بن الحارث بن لقمان بن راشد، الأمير سيف الدولة أبو الحسن التغلبي الجْزري صاحب حلب وغيرها، وأخو ناصر الدولة الحسن.
كان مقصد الوفود، ومطلع الجود، وكعبه الأمال، ومحط الرحال، وكان أديبًا شاعرًا.
ويقال: إنه لم يجتمع بباب ملك بعد الخلفاء ما اجتمع ببابه من الشعراء، وكان عطاء الشعراء من فرائض الأمراء، وكان كلٌّ من عبد الله بن الفيّاض الكاتب، وأبي الحسن علي الشمشاطي، قد اختار من مدائح الشعراء في سيف الدولة عشرة آلاف بيت.
ملك مدينة حلب سنة ثلاث وثلاثين، انتزعها من أحمد بن سعيد الكلابي نائب الإخشيد، وكان قبلها قد استولى على واسط ونواحيها، وتقلّبت به الأحوال، وملك
__________
1 انظر المنتظم "7/ 41"، وسير أعلام النبلاء "16/ 187- 189"، والكامل في التاريخ "8/ 580".(26/102)
دمشق أيضًا، وكثيرًا من بلاد الشام والجزيرة، وجرت له حروب، وذلك أنَّه توجَّه من حلب إلى حمص، فلقيه جيش الإخشيد وعليهم كافور الإخشيد المتوفَّى أيضًا في هذه السنة، فكان الظّفَر لسيف الدولة، وجاء فنازل دمشق فلم يفتحوا له، فرجع، وكان الإخشيد قد خرج بالجيوش من مصر، فالتقى هو وهو بنواحي قِنَّسرين، فلما ظفر أحدهما بالآخر تقهقر سيف الدولة إلى الجزيرة، ورد الإخشيد إلى دمشق، ثم ردّ سيف الدولة فدخل حلب، ومات الإخشيد بدمشق في آخر سنة أربع وثلاثين، وسار كافور بالعساكر إلى مصر، فقصد سيف الدولة دمشق وملكها وأقام بها، فذكروا أنّه كان يساير الشريف العقيقي فقال: ما تصلح هذه الغوطة إلّا لرجلٍ واحدٍ، فقال له العقيقي: هي لأقوام كثير، لئن أخذتها القوانين ليتبرّأون منها، فأعلم العقيقي أهل دمشق بهذا القول، فكاتبوا كافور فجاءهم وأخرجوا سيف الدولة بعد سنة، ودخلها كافور.
وُلد سيف الدولة سنة إحدى، ويقال: سنة ثلاث وثلاثمائة، ومدحه الخالديّان بقصيدة أولها:
تَصُدُّ ودارُها صدَدُ ... وتُوعدُه ولا تعِدُ
وقد قتلته ظالمَةً ... ولا عقل ولا قَوْدُ
بوجهٍ كلّه قمرٌ ... وسائر جسمه اسَدُ
وكان موصوفًا بالشجاعة، له غزوات مشهورة مع الروم، وكان مثاغرًا لهم، ومن شعره.
وساقٍ صَبيح للصّبُوح دعوتُه ... فقام وفي أجفانه سنة الغُمْضِ
يطوف بكاساتِ العُقار كأنْجُم ... فمِنْ بين مُنْقَضٍّ علينا مُنْقَضِ
وقد نَشَرَت أيدي الجنوب مَطارفًا ... على الجوّدُ كنَّا والحواشي على الأرض
يطرِّزها قوسُ السحاب بأصفَرٍ ... على أحمرٍ في أخضر إثر مُبْيَضِّ
كأذيال خَوْدٍ أقبلت في غَلائلٍ ... مُصَبَّغةٍ، والبعضُ أقصَرُ من بعضِ
وله:
أُقَبِّلهُ على جَزعٍ ... كشُرْب الطائر الفزع(26/103)
رأى ماء فأطمعه ... وأخاف عواقب الطمعِ
ومما نُسِبَ إليه:
قد جرى في دمعه دمُه ... فإلى كم أنتَ تَظْلِمُهُ
ردّ عنه الطّرفَ منك فقد ... جَرَحَتْه منكَ أسهمه
كيف يستطيع التَّجَلُّدَ من ... خَطَرَاتُ الوَهْم تؤلِمُهُ؟
وبقلبي من هوى رشاء ... تائه ما الله يعلمه
ما دوَائي غير ريقته ... خمرة لتُقلب مرهَمُهُ
يقال: إنّه مات بالفالج1، وقيل: بعُسْر البَوْل، بحلب في عاشر صفر، وحمل إلى ميافراقين فدُفن عند أمّه، وكان قد جُمع من نقض الغُبار الذي يتجمَّع عليه أيام غزواته ما جاء من لَبِنة بقَدْر الكَفّ، وأوصى أن يوضع خدُّه عليها في لَحده، ففُعِل ذلك به، وملك بعده حلبَ ابنُه سعيد الدولة، وهلك سنة إحدى وثمانين كما يأتي.
فذكر ابن محمد الشمشاطي في تاريخه قال: ورد سيف الدولة إلى حلب عليلًا، فأمسك كلامه ثلاثة أيام، ثم جمع قرغويه الحاجب وظفر الخادم والكبار، فأخذ عليهم الأَيْمان لولده أبي المعالي بالأمر بعده، ومات على أربع ساعاتٍ من يوم الجمعة لخمس بقين من صفر الموافق ثامن شباط، وتولَّى أمرَه القاضي أبو الهيثم بن أبي حُصَين، وغسّله عبد الرحمن بن سهل المالكي قاضي الكوفة، وغسله بالبدر ثم الصَّنْدل، ثم بالذّريرة، ثم بالعنبر والكافور، ثم بماء ورد، ثم بالماء، ونُشَّف بثوب دبيقيّ بنيّف وخمسين دينارًا، أخذه الغاسل وجميع ما عليه وتحته، وصبَّره بصبر ومُرّ ومَنٍّ من كافور، وجعل على وجهه وبَخْره مائة مِثْقال غالية، وكفِّن في سبعة أثواب تساوي ألفَ دينار، وجُعل في التابوت مُضَرَّبة ومخدَّتان، وصلّى عليه أبو عبد الله العلوي الكوفي الأقساسي فكبَّر خمسًا. وعاش أربعًا وخمسين سنة شمسية.
وخرج أبو فراس بن حمدان في الليل إلى حمص، ولما بلغ معزّ الدولة خبرُ موته جزع عليه وقال: أنا أعلم أن أيّامي لا تطول بعده، وكذا كان.
__________
1 مرض يصيب الجسم بالشلل طولًا.(26/104)
وذكر النّجار أنَّ سيف الدولة حضر عيد النحر، ففرّق على أرباب دولته ضحايا، وكانوا ألوفًا، فبعث إليهم ما يُضَحُّون به، فأكثر مَن ماله مائة رأس وأقلّهم شاة، قال: ولزمه في فداء الأسارى سنة خمس وخمسين وثلاثمائة ستّمائة ألف دينار، وفي ذلك يقول البَبَّغَاء:
كانوا عبيد نَدَاك ثم شريتهم ... فَغَدوا عبيدك نعمة وشراء
وكان سيف الدولة شيعيًّا متظاهرًا مِفْضالًا على الشيعة والعلويّين.
193- علي بن محمد بن خُلَيع1، أبو الحسن البغدادي الخيّاط المقرئ، أحد القرّاء، أخذ القراءة عن: يوسف بن يعقوب الواسطي، وزرعان بن أحمد.
تصدَّر للإقراء ببغداد.
قرا عليه الحمامي، وعبد الباقي بن الحسن، وأحمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي، ومحمد بن أحمد الحربي، وآخرون، ويُعرف بابن بنت القَلانسي.
قال الداني: سمعت فارس بن أحمد يقول: قال لي عبد الباقي: بَلَغْت على أبي الحسن ابن بنت القلانسي إلى "الكوثر" فقال لي: اخْتِمْ، فختمت، ثم إنّه سقط ذلك اليوم من سُلّم فكُسِر ومات، وذلك في ذي القعدة وهو في عُشْر الثّمانين، رحمة الله.
194- عُمَر بن جعفر بن محمد بن سَلْم، أبو الفتح الختلي البغدادي، أخو أحمد.
سَمِعَ الحارث بْن أَبِي أسامة، ومحمد بْن يونس الكديمي، وإبراهيم الحربي، وبِشْر بن موسى، ومعاذ بن المثنَّى. وعنه: ابن رزقويه، وأبو نصر بن حسنون، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وطلحة الكناني، وعبد العزيز الستوري.
قال الخطيب: كان ثقة صالحًا، مولده سنة إحدى وسبعين ومائتين.
حرف الكاف:
195- كافور الخادم الأسود الحبشي2.
__________
1 انظر معرفة القراء "1/ 313"، وغاية النهاية "1/ 566".
2 انظر المنتظم "7/ 50، 51"، وسير أعلام النبلاء "16/ 190-193"، والكامل في التاريخ "8/ 581".(26/105)
الأستاذ أبو المِسْك الإخشِيدي السلطان، اشتراه الإخشيدي من بعض رؤساء المصريين، وكان أسود بصّاصًا1، فيقال: أنه اُبْتِيع بثمانية عشر دينارًا، ثم إنه تقدَّم عند الإخشيد صاحب مصر لعقله ورأيه وسَعْده، إلى أن كان من كبار القوّاد، وجهّزه في جيش لحرب سيف الدولة، ثمّ إنَّه لما مات أستاذه صار أتابك2 ولده أبي القاسم أَنُوجُور وكيله صبيًّا، فَغَلَبَ كافورُ على الأمور وبقي الاسمُ لأبي القاسم، والدَّسْت3 لكافور، حتى قال وكيله: خدمت كافور وراتبه كل يوم ثلاث عشر جراية، وتوفِّي وقد بلغت على يدي كل يوم ثلاثة عشر ألف جراية.
وأَنُوجُور معناه بالعربي محمود، ولي مملكة مصر والشام إلّا اليسير منها بعقد الراضي بالله، والمدبِّر له كافور. مات في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة عن ثلاثين سنة، وأُقيم مكانه أخوه أبو الحسن عليّ، فأخذت الروم في أيّامه حلب وطَرَسُوس والمَصّيصة، وذلك الصقْع. ومات علي في أول سنة خمس وخمسين عن إحدى وثلاثين، فاستقلَّ كافور بالأمر، فأشاروا عليه بإقامة الدعوة لولد لعليّ المذكور، فاحتجّ بصِغَره، وركب في الدَّسْت بخلعٍ أظهر أنّها جاءته من الخليفة وتَقَليده، وذلك في صفر سنة خمس وخمسين، وتمَّ له الأمر.
وكان وزيره أبا الفضل جعفر بن الفرات، وكان راغبًا في الخير وأهله، ولم يبلُغْ أحدٌ من الخُدّام ما بلغ كافور، وكان ذكيًا له نظرٌ في العربيّة والأدب والعِلم، وممن كان في خدمته أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله النجيرمي النَّحوي صاحب الزجَّاج، فدخل يومًا على كافور أبو الفضل بن عيّاش فقال: أدام الله أيّامِ سيّدنا -بخفض أيّام، فتبسَّم كافور ونظر إلى النجيرمي وقال ارتجالًا:
ومثل سيّدنا حالتْ مهابَتُه ... بين البليغ وبين القول بالحَصَرِ
فإنْ يكن خَفَضَ الأيام من دَهَشٍ ... وشدّة الخوف لا من قلّة البَصَر
فقد تَفَاءَلْتُ في هذا لسيدنا ... والفأل مأثورة عن سيّد البَشَر
فأمر له بثلاثمائة دينار.
__________
1 أي يلمع.
2 أي الولد الأمير.
3 لفظ فارسي من معانيه: صدر المجلس.(26/106)
وكان كافور يُدْني الشعراء ويُجِيزُهُم، وكان يُقرأ عنده كل ليلة السيَّر وأخبار الدولة الأموّية والعبّاسية، وله نُدَماء، وكان عظيم الحِمّيَة يمتنع من الأسواق، وعنده جَوَارٍ مُغَنّيات، وله من الغلمان الرُّوم والسُّود ما يتجاوز الوصف، زاد ملكه على ملك مولاه الإخشيد، وكان كريمًا كثير الخِلَع والهِبات، خبيرًا بالسياسة، فطِنًا ذكيًّا جيّد العقل داهيةً، كان يُهادي المُعِزّ صاحب المغرب ويُظْهِر مَيْلَه إليه، وكذا يُذْعن بطاعة بني العباس ويُداري ويخدع هؤلاء وهؤلاء.
ولما فارق المتنّبي سيفَ الدولة مُغَاضِبًا له سار إلى كافور وقال:
قواصدَ كافورٍ تَوَارِكَ غيرِهِ ... ومن قصد البحرَ استقَلَّ السَّوَاقيا
فجاءت بنا أنسانَ عين زمانه ... وخلّت بياضًا خلفها ومآقيا
فأقام عنده أربع سنين يأخذ جوائزه، وله فيه مدائح، وفارقه سنة خمسين، وهجاه بقوله:
مَن علَّم الأسودَ المَخْصِيّ مَكرُمَةً ... أَقَومُه البيضُ أَمْ آباؤُه الصيد
وذاك أنّ الفُحُولَ البِيض عاجزةٌ ... عن الجميل فكيف الخصْية السُّود
وهرب ولم يسلك الدّرْبَ، ووُضِعت عليه العيون والخيل فلم يُدْرِكوه، وسار على البّرّية ودخل بغداد، ثم مضى إلى شيراز فمدح عَضُدَ الدولة.
وكانت أيام كافور سديدة جميلة، وكان يُدْعى له على المنابر بالحجاز ومصر والشام والثغور وطروسوس والمَصَّيصة، واستقلَّ بمُلك مصر سنتين وأربعة أشهر.
قرأت في تاريخ إبراهيم بن إسماعيل إمام مسجد الزبير، كان حيًّا في سنة بِضعٍ وخمسين وخمسمائة، قال: كان كافور شديد السَّاعد لا يكاد واحد يمدّ قوسه، فإذا جاءوه بِرَام دعا قومه، فإذا أظهر العجز ضحك وقدَّمه وأثبته، وإنْ قوى على مدّه واستهان به عَبس، ونقصت منزلتُه عنده، ثم ذكر له حكايات تدل على أنَّه مُغْرًى بالرَّمْي، قال: وكان يداوم الجلوسَ للناس غدوة وعشيّة، وقيل: كان يتهجّد ثم يمرّغ وجهه ساجدًا ويقول: اللهمّ لا تسلّط عليَّ مخلوقًا.
تُوُفّي في جُمادى الأولى سنة ستَّ، وقيل: سنة سبعٍ وخمسين، عاش بِضعًا وستّين سنة.(26/107)
ويقال: إنّه وُجِد على ضريحه منقورًا:
ما بالُ قبرِكَ يا كافور مُنْفَرِدًا ... بالصّحصح المَرْت1 بعد العسكر اللجب
تدوس قبرك أفناء الرجاء وقد ... كانت أُسُودُ الثَّرى تخشاك في الكُتُب
حرف الميم:
196- مُحَمَّد بْن أحمد بْن إسماعيل بن إسحاق2، أبو بكر المُعيْطي، من ولد عُقبة بن أبي مُعَيط.
شاعر مشهور، عاش أربعًا وسبعين سنة.
197- محمد بن أحمد بن حمدان3 بن عليّ، أبو العبّاس الزاهد، أخو أبي عمرو ومحمد.
نزل خوارزم.
سمع: محمد بن أيّوب بن الضريس، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي، ومحمد بن عمرو قشمرد، والحسين بن أحمد القبّاني، والحسن بن السَّريّ صاحب سَعْدَوَيْه الواسطي.
وحدَّث سنة ثلاثٍ وخمسين بخوارزم وغيرها، وكان من الثّقات.
مات في صفر سنة ستًّ.
198- محمد بن إبراهيم بن محمد4 بن الشيرجي المروزي ثم البغدادي.
سمع: إبراهيم بن شريك، وجعفر الفِرْيابي، ومحمد بن جرير.
وعنه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وابن رزقويه.
وكان ثقة.
__________
1 أي مفازة لا نبات فيها.
2 أحد الشعراء، لم نقف عليه.
3 لا بأس به، في عداد المجهولين.
4 انظر تاريخ بغداد "1/ 412"، والمنتظم "7/ 41".(26/108)
199- محمد بن علي بن حسين البلْخي1:
سمع إسحاق بن هياج، وأهلَ تِرمَذ.
200- موسى بن مَرْدَوَيْه بن فُورَك2، أبو عِمران الأصبهاني والد الحافظ أحمد.
روى عن: إبراهيم بن متّوَيه.
وعنه: ابنه أبو بكر أحمد.
حرف الياء:
201- يوسف بن عمر بْن محمد3 بْن يوسف بْن يعقوب، أبو نصر القاضي ابن قاضي بغداد.
وُلّي القضاء في حياة أبيه ببغداد، واستقلَّ به بعد أبيه، وكان عفيفًا جميلًا متوسّطًا في الفقه، حاذقًا بالقضايا، بارعًا في الأدب، واسع العلم باللغة والشعر، تامَّ الهيبة، ولا نعلم ممن تقلّد القضاء أعرف في القضاء منه ومن أخيه الحسين، وكان يعقوب جدَّهم قاضي المدينة أيام الراضي بالله.
وذكر ابن حَزْم أنَّ أبا نصر كان مالكيًا، ثم رجع عن ذلك إلى مذهب داود بن علي الظاهري.
وله في ذلك تواليف كثيرة واحتجاجات، وكان فصيحًا بليغًا شاعرًا ولي القضاء وله عشرون سنة، فكُتِبَ العَهْدُ بالقضاء على الديار المصرية بيده إلى قاضي مصر والشام من قَبله الحسين بن أبي زُرْعَة الدمشقي، فولي القضاء أربع سنين، ثم صرفه الراضي بالله سنة تسعٍ بأخيه الحسين، وأقرّه على قضاء الجانب الشرقي، ثم مات الراضي في العام، ثم عُزل عن القضاء من الجانب الشرقي، ومن شعره:
يا محنة الله كُفّي ... إن لم تكفي فخفي
__________
1 في عداد المجهولين.
2 انظر أخبار أصبهان "2/ 314".
3 انظر تاريخ بغداد "14/ 322"، والمنتظم "7/ 42".(26/109)
ما آن أنْ ترحمينا ... ... من طُولِ هذا التَشَفّي
ذهبتُ أطلبُ بَخْتي ... وَجَدْتُهُ قد تُوُفّي
ومن قوله الذي في رسالته التي يذكر فيها رجوعه عن مذهب مالك إلى مذهب داود: "لسنا نجعل من تصديره في كتبه ورسائله، بِقَوْل سعيد بن المسيّب والزُّهْري وزمعة، كمن تصديره في كتبه ومسائله بقول الله ورسوله وإجماع الأئمة، هَيْهَات هَيْهَات".
- سيف الدولة بن حمدان1، قد تقدَّم قريبًا.
وَفَيَات سنة سبع وخمسين وثلاثمائة:
حرف الألف:
202- أحمد بن الحسن بن إسحاق2 بن عُتْبَة، أبو العبّاس الرّازي ثم المصري.
سمع: مقدام بن داود، وأبا الزّنْباع رَوح بن الفرج، ويحيى بن عثمان بن صالح، ويحيى بن أيّوب، وطبقتهم.
وعنه: عبد الغني المصري، وعبد الرحمن بن عمر البزّاز بن النحاس، وشعيب بن عبد الله بن المنهال، ومحمد بن الفضل بن نظيف الفرّاء، وآخرون.
وُلد سنة ثمانٍ وستّين ومائتين، وأوَّل سماعه سنة ثمانين، وتوفي في جمادى الآخرة بمصر، وكان صدوقًا.
203- أحمد بن سعيد بن نصر3 بن بكّار، أبو بكر البخاري الفقيه الزاهد.
قَدِمَ بغداد وحدَّث عن صالح جزرة، وحامد بن سهل.
وعنه: ابن رزقويه، والحاكم، وغيرهما.
__________
1 تقدم.
2 انظر العبر "2/ 307"، وشذرات الذهب "3/ 22".
3 انظر تاريخ بغداد "4/ 184".(26/110)
204- أحمد بن القاسم بن كثير1 بن صدقة بن الريّان، أبو الحسن المصري اللُّكّي2.
حدَّث بالبصرة في هذه السنة عَنْ أحمد بْن محمد بن البرتي، وإسحاق بن إبراهيم الدبري، والحارث بن أسامة، وعبد الله بن محمد، وسعيد بن أبي مريم، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن يونس الكديمي.
وعنه: علي بن عبدكويه، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو نُعَيم، وغيرهم.
وقال ابن ماكولا: فيه ضعف.
قلت: له جزء سمعناه، وفيه ما يُنكر، وقد ذكره الدارقُطْني وقال: ضعيف.
205- أحمد بن محبوب3، أبو الحسن البغدادي الرملي الفقيه المعروف بغلام أبي الأديان.
سمع: أبا مسلم الكجّي، وأبا عقيل أنس بن المسلم.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وابن الحاج الإشبيلي، وجاور بمكة.
قال الخطيب: ثقة.
206- أحمد بن محمد بن رميح4 ن عصمة، أبو سعيد النخعي الفَسَوي، ثم المَرْوَزي الحافظ.
طوَّف وسمع الكثير وصنَّف، وحدَّث عن: أبي خليفة، وعمر بن أبي غيلان، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبي العبّاس السرّاج، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وعبد الله بن شيروَيْه، وعبد الله بن محمود المَرْوَزي، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، ومحمد بن الفضل السمرقندي، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني، ومَكْحول البيروتي، وابن قنيبر، وعلي بن أحمد علان، وطبقتهم، وصنّف وجمع وأكثر الترحال.
قال الحاكم: قَدِمَ نيسابور سنة خمس، فَعَقَدْتُ له المجلس وقرأت عليه صحيح
__________
1 أحد الضعفاء، ضعَّفَه الدارقطني وغيره.
2 بلدة من بلاد ولاية بين الإسكندرية وأطرابلس المغرب.
3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "5/ 172"، والتهذيب للحافظ "2/ 86".
4 انظر تاريخ بغداد للخطيب "5/ 6"، وشذرات الذهب "3/ 22"، والعبر "2/ 207".(26/111)
البخاري، وقد أقام بصَعْدَة باليمن مدّة، ثم خرج من عندنا إلى بغداد، وقبله الناس وأكْثَرُوا عنه، وما المُقِلّ فيه إلّا كما قال عباس العشيري: سألت يحيى بن مَعين عن عبد الرزّاق فقال: يا عباس، والله لو تهوَّد عبد الرزاق لما تركنا حديثه. سألت أبا سعيد المقام بنيسابور فقال: على مَنْ أقيم، فو الله لو قدرت لم أفارق سُدَّتَك، ثم قال: ما النّاس بخُراسان اليوم إلّا كما أنشدني بعضهم:
كَفَى حُزْنًا أنَّ المُرُوءةَ عُطِّلَتْ ... وأَنَّ ذَوي الألباب في النّاس ضُيَّعُ
وأنّ مُلوكًا ليس يُحظَى لديهم ... من النّاس إلّا من يغنّي ويُصْفَعُ
روى عنه: الحاكم، والدارقُطني قبله، وأبو الحسن بن رزقويه، وأبو علي بن درما، وأبو عبد الرحمن السّلمي، وأبو القاسم السرّاج، واستدعاه أمير صعدة من بغداد، فأدركتْه المنَّيةُ بالبادية، فتُوُفّي بالْجُحْفَة.
وثَّقه الحاكم، وأبو الفتح بن أبي الفوارس.
وقال أبو زُرْعة محمد بن يوسف الكشّي، وأبو نُعَيم أحمد بن عبد الله: كان ضعيفًا.
وقال الخطيب: والأمر عندنا بخلاف ذلك، فإنّ ابن رُمَيْح كان ثقةً ثبتًا لم يختلف شيوخنا الذين لقوه في ذلك.
207- أحمد بن أبي موسى بن عيسى الجرجاني، أبو الحسن1 الفَرَضي.
عن: عمران بن موسى بن مجاشع، وطبقته.
208- إبراهيم بن المقتدر2 بالله جعفر بن المعتضد أحمد بن الموفّق المتّقي لله أمير المؤمنين أبو إسحاق. توفي في السجن في شعبان، وقد ذكرناه في سنة ثلاثٍ وثلاثين عامَ خلعوه وسَمَلُوا عينيه، وبقي إلى هذا العام كالميت.
209- إبراهيم بن عبد الله، أبو إسحاق الزبيدي3 الإفريقي المعروف بالقلانسي.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 انظر المنتظم "7/ 43"، وسير أعلام النبلاء "15/ 104"، والكامل في التاريخ "8/ 588"، والبداية والنهاية "11/ 265".
3 لا بأس به في عداد المستورين.(26/112)
كان فاضلًا صالحًا عابدًا عارفًا بمذهب مالك، صنَّف تصنيفًا في الإمامة والرَّدِّ على الرافضة، فامتُحن على يد أبي القاسم الرافضي العُبَيْدي الملقب بالقائم، ضربه سبعمائة سوط وحبسه أربعة عشر شهرًا بسبب هذا التصنيف.
توفِّي سنة سبعٍ وخمسين.
210- إبراهيم بن محمد بن الحسين بن الحسن1 القطّان النَّيْسَابُوري، أبو إسحاق العابد.
سمع: محمد بن إبراهيم البوسنجي، وجماعة.
حرف الباء:
211- بكَّار بن بكر بن أحمد، أبو قُتيْبة السّدُوسي العراقي2. حدَّث بمصر، وبها وُلد سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
حرف الحاء:
212- الحارث بن سعيد بن حمدان، الأميري3 أبو فراس التغلبي الشاعر المشهور.
كان شجاعًا كامل الأدب بارع الشعر، حتى كان الصاحب بن عبَّاد يقول: بُدِئَ الشِعر بملك وخُتِمَ بملك، يعني بهما أمرأ القيس، وأبا فراس، وقد أسرته الروم في وقعة وهو جريح في سنة ثمانٍ وأربعين، وأخذته إلى القسطنطينية، وفداه ابن عمّه سيف الدولة منهم بعد سنين، وكانت مَنبِج إقطاعًا له. وعاش سبعًا وثلاثين سنة، وله ديوان مشهور.
قُتل في هذه السنة ببرّيّة تَدْمُر، وكان خرج على إثر أخيه صاحب حلب.
قال أبو علي التَّنُوخيّ: كان أبو فِراس قد برع في كل فضيلة، وحُسْن خُلُق وخَلْق، وفروسية تامّة، وشجاعة كاملة، وكرم مُسْتَفيض، وترسُّل، وشعْر في غاية الْجَوْدة، وديوانه كبير. تملك حمص.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 انظر السابق.
3 انظر المنتظم "7/ 68"، ووفيات الأعيان "2/ 58"، والبداية والنهاية لابن كثير.(26/113)
213- الحسن بن محمد بن حليم، أبو محمد1 المروزي.
عن أبي الموجّه محمد بن عمرو، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وجماعة.
وتوفِّي في المحرّم.
214- الحسين بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد2 بْن أبي ثابت، أبو عبد الله البغدادي.
أملى بدمشق بعد موت عمّه إبراهيم، عن زكريّا بن يحيى خيّاط السنة، وغيره، وسمع أحمد بن علي المروزي، وأنسًا بن السَّلم. وكان ثقة.
روى عنه: تمّام، وجماعة.
215- الحسين أحمد بن عتّاب، أبو عبد الله السَّقطيَّ3.
سمع: الحسين بن عبد الله القطّان الرّقّي، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، والحسين بن إبراهيم بن أبي عجرم الأنطاكي، ويحيى بن علي بن أبي سكينة.
وعنه: الدارقُطني، وأبو القاسم الثّلاج.
وثّقه الخطيب.
216- حمزة بن محمد بن عليّ4 بن العبّاس، أبو القاسم الكتاني المِصري الحافظ.
سمع: أبا عبد الرحمن النّسَائي، والحسن بن أحمد بن الصَّيْقَل، وعِمران بن موسى الطبيب، ومحمد بن سعيد السرّاج، وسعيد بن عثمان الحرّاني، وعبدان بن أحمد الأهوازي، وأبا يعلى الموصلي، ومحمد بن داود بن عثمان الصدقي، وجماعة كثيرة. ورحل وطوّف وجمع وصنف.
__________
1 لا بأس به في عداد المستورين.
2 يراجع "تاريخ دمشق" لابن عساكر.
3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "8/8".
4 انظر سير أعلام النبلاء "16/ 179-181"، وشذرات الذهب "3/ 23".(26/114)
وعنه: ابن مَنْدَه، والدارَقُطْنيّ، والحافظ عبد الغني، ومحمد بن عمر بن الخطاب، والحسين الموّاس، والفقيه أبو الحسن علي بن أحمد القابسي، وأحمد بن الحاج الإشبيلي، وطائفة آخرهم علي بن عمر بن حِمَّصَة الحّراني.
وقال أبو القاسم يحيى بن علي بن الطحان: تُوُفّي في ذي الحجة وسمعت منه.
قلت: وكان حافظ ديار مصر بعد أبي سعيد بن يونس، وكان ثقةً ثبْتًا صالحًا ديَّنًا.
وقال أبو عبد الله الحاكم: حمزة المصري كان على تقدّمه في معرفة الحديث أحد مَن يذكر بالزُّهد والوَرَع والعبادة. سمع أبا خليفة والنَّسَائي وأقرانهما.
وقال الحافظ عبد الغني: كل شيء لحمزة في سنة خمس، وُلد في سنة خمسٍ وسبعين ومائتين، وأول ما سمع سنة خمس وتسعين، ورحل سنة خمس وثلاثمائة.
قال الصُّوري: كان حمزة -رحمه الله- ثبْتًا حافظًا.
قال ابن عساكر: أنا هبة الله بن الأكْفاني، أنا سهل بن بِشْر، سمعت علي بن عمر الحراني، سمعت حمزة بن محمد الحافظ، وجاءه غريب، فقال: إنّ عسكر المعزّ المغاربة قد وصلوا إلى الإسكندرية، فقال: اللَّهُمّ لا تُحْيِني حتى تُرِيني الرّايات الصُّفْر، فمات حمزة، ودخل عسكرهم بعد موته بثلاثة أيام.
قال ابن زُولاق: حدّثني حمزة الحافظ قال: رحلت سنة خمس وثلاثمائة، فدخلت حلب وقاضيها أبو عبد الله محمد بن عبده، فكتبت عنه، فكان يقول: لو عرفتك بمصر لَمَلأتُ ركائبك ذَهَبًا.
قلت: يعني كان على قضاء مصر، فقيل: أنّه أعطى حمزة الحافظ مائتي دينار تَرَحَّلَ بها إلى العراق.
وقال ابن منده: سمعت حمزة بن محمد الحافظ يقول: كنت أكتب الحديث فلا أكتب: "وسلّم"، "بعد صلّى الله عليه"، فرأيت النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْمَنَامِ فقال لي: أما تختم الصلاة عليّ في كتابك"؟ 1.
__________
1 خبر صحيح: إلى ابن منده.(26/115)
حرف الدال:
217- دَرّاس بن إسماعيل، أبو ميمونة الفاسي.
سمع ببلده وبإفريقية من ابن اللّباد، ورحل فسمع من ابن مطر كتاب ابن الموّاز، قلت: إنَّ مطر هو علي بن عبد الله بن مطر الإسكندرانيّ، وكان أبو ميمونة فقيهًا عارفًا بنصوص مالك.
أخذ عنه: أبو محمد بن أبي زيد، وأبو الحسن القابسي، وأبو الفرج بن عبدوس، وخلف بن أبي جعفر، وأبو عبد الله بن شيخ السبتي.
وكان رجلًا صالحًا، دخل الأندلس مجاهدًا، وتردَّد إلى الثغور -رحمه الله، وتوفِّي في ذي الحجة بفاس، قاله عياض.
حرف العين:
218- عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن الحسن1 بن أحمد بن النَّضر بن حكيم القاضي، أبو العباس المَرْوَزِي النضري، نسبة إلى جدّه النضر.
وَلِيَ قضاء مرو، وكان أسند المحدّثين بها، فإنّه سمع ببغداد في صباه: الحارث بن أبي أسامة، وأبا إسماعيل الترمذي، وغيرهما.
مولده في حدود الستّين ومائتين، وكان أبوه قد سمع من أبي داود صاحب السُنَن، ومن عبّاس الدُّوري، وحدّث.
روى عن عبد الله: أبو عبد الله الحاكم، وأبو تمّام الكراعي المَرْوَزي، وعاش سبعًا وتسعين سنة، ومات في شعبان.
219- عبد الحميد بن الإمام أبي سعيد عبد الرحمن بن الحسين القاضي أبو الحسين النَّيْسَابُوري، أحد رجال الدهر علمًا ورياسة وسؤددًا2.
قال الحاكم: كان من أفراد زمانه في العلم والحلم والعقل والمروءة، أطال المقام بالرّيّ وبأصبهان وبغداد، وعرض عليه المطيع قضاء بغداد فامتنع، وراسله غير مرة فلم يجب.
__________
1 انظر شذرات الذهب "3/ 24"، وسير أعلام النبلاء "16/ 60".
2 لا بأس به، في عداد المستورين.(26/116)
مدحته الشعراء، وفيه يقول بعضهم:
كان عبدُ الحميد يدعى أديبًا ... فانمحى ذكْرُهُ بعبد الحميدِ
ولَشَتّانَ بين ذاك وهذا ... إنْ تأَمَّلْتَ في النَّدَى والْجُودِ
220- عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن العبّاس1 بن زكريّا البغدادي، المعروف بأبي القاسم بن الفامي والد المخلص.
سمع الكديمي، وإبراهيم الحربي، وابن سُنَيْن الخُتَّلي، وأبا شُعَيب الحّراني.
وعنه: ابن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي، وعبد الله بن حمدويه، وأبو نُعَيم وهو آخر من روى عنه، وكان أصمّ أطرشًا.
وثَّقه ابن أبي الفوارس، وورَّخ موته في رمضان.
221- عبد العزيز بن محمد بن زياد2 بن أبي رافع العبدي بن البغدادي.
نزل مصر وحدّث عن: إسماعيل القاضي، وإبراهيم الحربي، وتُوُفّي في هذه السنة عن تسعين سنة.
وثَّقه محمد بن علي الصُّوري، وأثنى عليه الحافظ عبد الغني بن سعيد.
222- علي بن بندار بن الحسين، أبو الحسن3 الصُّوفي العابد، ويُعرف بالصَّيرفي.
صحب مشايخ خراسان، وأبا عثمان الحربي، ومحمد بن الفضل السَّمرْقَنْدي، وصحِب ببغداد الْجُنَيْد، ورُؤيْم بن أحمد، وسمع محمد بن إبراهيم البوسنجي، وأبا خليفة الجمحي.
روى عنه: الحاكم وقال: من الثقات في الرواية، أملى مدّة، ومات غريقًا شهيدًا.
وقيل: مات سنة تسع.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "10/ 295"، والمنتظم "7/ 44".
2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "10/ 457".
3 انظر المنتظم "7/ 52"، وسير أعلام النبلاء "16/ 109، 110".(26/117)
223- علي بن الفضل بْن محمد1 بن عقيل بْن خُوَيْلد، أبو الحسن الخُزَاعي النَّيْسَابُوري.
سمع ببغداد أبا شعِيب الحرّاني، ومُطَيّنًا، وجماعة.
وعنه: الحاكم أبو عبد الله.
224- عمر بن أكثم بن أحمد2 بن حيّان بن بِشْر الأسدي القاضي، من بيت قضاء ورئاسة ببغداد.
ولي القضاء في أيام المطيع لله نيابةً، ثم ولي قضاء القضاة، وكان فقيهًا شافعيّ المذهب.
قال الخطيب: لم يل القضاء ببغداد من الشافعية أحد قبله غير أبي السائب القاضي.
توفِّي أبو بِشْر في عشر الثمانين، وولي قضاء العراق بعده أبو محمد عبيد الله بن معروف.
225- عمر بن جعفر بن عبد الله بن أبي السريي3 البصْرِي الحافظ الورّاق، أبو حفص.
كتب الناس بإفادته الكثير، وانتخب على جماعة شيوخ ببغداد، وحدّث عن: الحسن بن المثنَّى، وأبي خليفة، وعَبْدان الأهوازي، ومحمد بن جرير الطّبري.
وعنه: ابن رزقويه، وعلي بن أحمد الرزّاز، وغيرهما.
قال أبو عبد الله الحاكم: سمعت عمر بن جعفر البصري ببيت عبدان عقده، فأخذ يذاكرني بشيء لا أهتدي إليه، فقلت: يا أبا العبّاس، أيش عند أيّوب عن الحَسَن؟ فذكر حديثين، فَقُلْتُ: يُحْفَظُ عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ أَنَّ رَجُلا أَغْلَظَ لأَبِي بَكْرٍ فَقَالَ عُمَرُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ الله، دَعْنِي أَضْرِبُ عُنُقَهُ، فَقَالَ: "مَهٍ مَا كَانَتْ لأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"4، فَبَقِيَ وَكَبَّرْتُ وَسَكَتُّ، فَقَالَ: اذْكُرْ لِي
__________
1 لا بأس به في عداد المستورين.
2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "11/ 249"، والمنتظم "7/ 17، 18"، وسير أعلام النبلاء "16/ 111".
3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "11/ 244"، والمنتظم "7/ 44"، وسير أعلام النبلاء "16/ 172".
4 خبر صحيح: إلى الحاكم.(26/118)
سَمَاعَكَ، فَقُلْتُ: ثنا عَبْدَانُ، ثنا محمد بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَسَّانٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَيُّوبَ. وَكَانَ الدَّارَقُطْنِيُّ يتَّبع خُطَى عُمَرَ البصري فيما انْتَقَاهُ عَلَى أَبِي الشَّافِعِيِّ خَاصَّةً، وَعَمِلَ فِيهِ رِسَالَةً.
وقد كان أبو محمد الحسن السّبيعي يقول: هو كذّاب، وقال: مولده سنة ثمانين ومائتين. قال: وحدَّث بشيء يسير، وكانت كتبهَ رديّة.
حرف الفاء:
226- الفضل بن محمد بن العبّاس1، أبو العبّاس الْهَرَوِيُّ الواعظ الصالح.
سمع: عثمان بن سعيد الدارمي، وعاش زمانًا ولم يحدِّث لاختلاف عقله.
227- فنك الخادم2، مولى الأستاذ كافور ملك مصر.
خرج من مصر بعد موت مولاه في هذه السنة إلى الرملة، فبعثه الحسن بن عبد الله بن طُغْج أمير الرملة أميرًا على دمشق فدخلها وأقام بها، فلمَّا اتصل به علم أنّ الروم -لعنهم الله- أخذوا حمص يوم عيد الأضحى، نادى في البلد النفير إلى ثَنِيّة3 العُقاب، فخرج الجيش والمُطَوَّعة وغيرهم، وانتشروا إلى دُومة4 وحَرَسْتا5، وأنتهز هو الفرصة في خلو البلد، فرحل بثقله نحو عَقَبة دُمَّر6، وسار بعسكره وخواصّه، وطلب نحو الساحل، فطمع الناس فيه ونهبوا بعض أثقاله، وقتلوا من تأخَّر من رجاله، وذلك في آخر السنة.
حرف الكاف:
228- كافور الأستاذ7 أبو المِسْك الأخشيدي أمير مصر والشام.
__________
1 لا بأس به، في عداد المستورين.
2 انظر أمراء دمشق "66".
3 ثنية مشرفة على غوطة دمشق.
4 من قرى غوطة دمشق.
5 قرية كبيرة عامرة وسط بساتين دمشق.
6 قرية مشرفة على غوطة دمشق في طريق بعلبك.
7 سبق ذكره.(26/119)
قيل: توفِّي فيها، وقيل: في الماضية كما ذكرناه، والله أعلم، ثم رأيت في تاريخ علي بن محمد الشمشاطي وفاته في سنة سبع في ثامن عشر جُمَادَى الأولى.
حرف الميم:
229- مُحَمَّد بْن أَحْمَد1 بن حاجب، أبو نصر الكشّاني.
روى عن عمر بن محمد بن بجير، والفربري، ومحمد بن إبراهيم الرازي.
وهو ولد إسماعيل الكشّاني المشهور.
230- محمد بن أحمد بن إبراهيم2 بن عبد المؤمن بن إسحاق الإسكافي، الكاتب المعروف بالقراريطي الوزير.
كان كاتبًا لمحمد بن رائق الأمير وزير المتّقي لله سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، بعد أبي عبد الله البريدي، ثم عزل بعد تسعة وثلاثين يومًا، وأخذ منه مائتان وأربعون ألف دينار "ثم وزَرَ بعد أشهُر، وقُبض عليه بعد ثمانية أشهر، فنزح إلى الشام، وكتب لصاحبها سيف الدولة ابن حمدان، ثم قدم بغداد في وزارة المُهَلّبي فأكرمه ووصَلَه.
وقد روى عن علي بن سليمان الأخفش، وغيره.
روى عنه: محمد بن أحمد المفيد، وأبو الحسن علي بن الحسن الجراحي، وغيرهما آثارًا.
وكان ظالمًا عسوفًا3، توفِّي فِي المحرَّم وله ستُّ وسبعون سنة.
231- محمد بن أحمد بن عليّ4 بن مَخْلَد، أبو عبد الله البغدادي الجوهري، المحتسِب المعروف بابن مُحْرِم الفقيه، أحد تلامذة محمد بن جرير.
سمع: محمد بن يوسف بن الطبّاع، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، والحارث بن أبي أسامة، والكديمي، وأبو إسماعيل التّرْمِذي، وكان أسند من بقي.
__________
1 لا بأس به، في عداد المستورين.
2 انظر الوافي بالوفيات "2/ 41"، والكامل في التاريخ "8/ 249"، وسير أعلام النبلاء "16/ 111".
3 عسف فلان: أخذه بالعنف والقوة وظلمه.
4 انظر تاريخ بغداد "1/ 320"، والمنتظم "7/ 45"، وسير أعلام النبلاء "16/ 60"، وميزان الاعتدال "3/ 462".(26/120)
روى عنه: أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن داود الرزاز، وأبو علي بن شاذان، وأبو نُعَيم الحافظ، وغيرهم.
وقال عبيد الله بن عمر بن النّعال: تزوَّج شيخنا ابن المُحْرِم قال: فجلست على العادة أكتب، فجاءت أمّ الزوجة في بعض الأيام فرمت بالمحبرة كسرتها، وقالت: بئس هذه شرّ على بنتي من ثلاثمائة ضرة1.
قال ابن أبي الفوراس: لم يكن عندهم بذاك.
وقال البرقاني: لا بأس به. توفِّي في ربيع الآخر من السنة، وله ثلاثٌ وتسعون سنة.
قلت: وحديثه بعلوٍّ عند أبي جعفر الصيدلاني.
232- محمد بن أحمد بن شعيب2 بن هارون، أبو أحمد الشُّعَيْبي النَّيْسَابُوري العدل الفقيه.
سمع: البوشنجي، وإبراهيم الذُهَلي، ومحمد بن عبد الرحمن الشامي الهروي، وطبقتهم، وجمع كتاب "الزهد" في أربعين جزءًا، و" فضل أبي حنيفة" في مُجَلَّدٍ، وكان على مذهبه.
مات فِي ربيع الآخر وله اثنتان وثمانون سنة.
233- محمد بن الحسين بن علي3 بن سليمان الحرّاني نزيل بغداد.
روى: عن أبي خليفة، وعبدان الأهوازي، وابن قتيبة العسقلاني، وأبي يعلى الموصلي، وجماعة.
انتخب عليه: الدارقُطْني، وروى عنه أبو الحسن الحمامي، ومكّي بن علي الجريري، وأبو علي بن شاذان، وجماعة.
قال ابن أبي الفوارس: كان ثقةً، حَسَنَ المذهب. تُوُفّي في رمضان.
قلت: وَقَعَ لنا الجزءُ الثالث من حديثه.
__________
1 وهكذا أهل العلم. العلم عندهم أولى من كل شيء نسأل الله أن نكون منهم.
2 انظر معجم المؤلفين "8/ 269"، والأنساب "7/ 347".
3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "2/ 242"، والمنتظم "7/ 46"، وشذرات الذهب "3/ 26".(26/121)
234- محمد بن علي بن محمد1 بن سهل، أبو بكر البغدادي، ويُعرف بابن الإمام.
حدَّث عن: محمد بن عثمان بن أبي شيبة، والحسن المعمري، وأحمد بن علي الأبَّار، وجماعة.
روى عنه: ابن رزقويه، وأبو نُعَيم الأصبهاني، وتوفِّي في شعبان.
قال الخطيب: كان فيه تساهل.
235- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الحميد2 بْن خالد بن إسحاق بن آدم، أبو علي الفزاري الدمشقي، القاضي العدْل، مولى يزيد بن عمر بن هُبَيْرة الفَزَاري.
سمع: أحمد بن علي المَرْوَزي القاضي، وأحمد بن أنس بن مالك، وعلي بن غالب السّكْسكي، ومحمد بن يحيى بن حامل كَفَنِه، ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد، وإسماعيل بن قيراط، وإبراهيم بن دُحَيْم، وطبقتهم بدمشق.
وعنه: عبد الوهاب الكلابي، وعلي بن بِشْر بن العطّار، وعبد الوهاب المَيْداني، ومحمد بن رزق الله المُتَنَبّي، وأبو الحسن علي بن السّمسار، وهو آخر من حدَّث عنه.
تُوُفّي في جُمادى الآخرة.
قال عبد العزيز الكتّاني: كان ثقة.
236- محمد بن محمد بن الحسن3 بْن العبّاس بْن محمد بْن عليّ بْن الرشيد هارون بن المهديّ، أبو العبّاس الهاشمي العبّاسي البغدادي.
حدّث ببُخارى وسَمَرْقند، وقد كتب الكثير.
سمع: البَغَوِي، ومحمد بن جرير، وأبا بكر بن أبي داود، وأبا عَرُوبة الحرّاني.
قال أبو عبد الله غُنْجار: توفي بفرغانة سنة سبع وخمسين.
__________
1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "3/ 58".
2 انظر العبر "2/ 310"، وشذرات الذهب "3/ 26".
3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "3/ 220".(26/122)
237- محمد بن نصر1، أبو صادق الطّبري.
حدَّث في هذه السّنة عن أبي القاسم البَغَوي، وأبي عَرُوبة الحرّاني، وطائفة.
وعنه: السّكَنُ بن جُمَيْع.
238- مُطرَّف بن عيسى بن لبيب2، أبو القاسم الغسّاني، إلبِيري نزيل غرناطة.
سمع ببجانة من: فضل بن سلمة، ومحمد بن خالد.
وكان لغويًّا إخباريًّا مؤرِّخًا مصنفًا.
حرف الهاء:
239- هارون بن محمد بن هارون بن أحمد، أبو موسى العنزي الطحَّان الدمشقي، ويُعرف بالمَوْصِلي.
سمع: عبد الرحمن بن الرَّوَّاسّ، وأحمد بن أنس بن مالك، وأبا عليّ إسماعيل بن قيراط، وإبراهيم بن دُحَيْم.
وعنه: تمّام، وابن مَنْدَه، والحافظ عبد الغني، وعبد الوهاب المَيْداني، وجماعة.
وفيَّات سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة:
حرف الألف:
240- أحمد بن إسماعيل بن يحيى3 بن خازم أبو الفضل الإسماعيلي النَّيْسَابُوري:
سمع: عبد الله بن شيرويه، وعمر بن محمد بن بجير.
وعنه: أبو حازم العبدوي.
241- أحمد بن حسن بن منده4، أبو عمرو الأصبهاني الورّاق، نزيل نيسابور.
__________
1 انظر تاريخ دمشق "40/ 114".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 137".
3 لا بأس به في عداد المستورين.
4 انظر السابق.(26/123)
سمع: أبا القاسم البَغَوي، والوليد بن أبان، وطبقتهما، وكان ممّن يُضْربَ المثل بخطّه.
242- أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن1 بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الحسين بن حفص الهمداني الذكواني، أبو علي المعدّل الأصبهاني.
كان صاحب سنة وصلابة في دينه.
حدّث عن: أبي مسعود عبد الله بن محمد بن عبدان العسكري صاحب لُوين.
وعنه: ابنه أبو بكر محمد بن أبي علي، وأبو نُعَيم الحافظ.
243- أحمد بن القاسم، أبو بكر2 محمد بن أبي السمّاك البغدادي الدّقّاق المعدّل.
روى عن: الهيثم بن خلف، ومحمد بن المجذّر.
وعليه: أبو سعيد النقّاش، وأبو الفتح بن أبي الفوارس.
قال طلحة الشاهد: توفِّي في سلخ ذي الحجّة.
224- أحمد بن محمد بن3 سهل الفقيه، أبو الحسين الطَّبَسِي4 الشافعي، أحد الأعلام، صاحب أبي إسحاق المَرْوَزي.
سمع: ابن خُزَيْمة، وابن صاعد، وله تعليقة عظيمة في المذهب في نحو ألف جزء. توفِّي بالطَّبَسين. روى عنه الحاكم.
245- أحمد بن يعقوب بن أحمد5 بن المهرجان البغدادي المعدّل.
حدّث عن: الحسن بن علوية القطان، ومحمد بن يحيى المروزي.
__________
1 انظر أخبار أصبهان "1/ 155".
2 لا بأس به، في عداد المستورين.
3 انظر أخبار أصبهان "1/ 127"، والإكمال "5/ 266"، والأنساب "8/ 210".
4 مدينة في برية بين نيسابور وأصبهان وكرمان.
5 انظر تاريخ بغداد للخطيب "5/ 227".(26/124)
وعنه: ابن رزقويه، وأبو نُعَيم الحافظ.
246- إبراهيم بن أحمد بن الحسن1، أبو أسحاق القِرمِيسِيني2 المقرئ، طوَّف شرقًا وغربًا وكتب بعدّة أقاليم.
سمع: محمد بن يونس الكديمي، وبِشْر بن موسى، وعبد الرحمن بن القاسم بن الروّاس، وأبا عبد الرحمن النسائي.
وعنه: الدارقطني، والحسن بن الحسن بن المنذر، وأبو الحسن الحمامي، وغيرهم، وتوفِّي بالموصل.
قال الخطيب: كان ثقة صالحًا.
247- إسحاق بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يعقوب3، أَبُو الفضل الهَرَوي الْجَوزَقي الحافظ.
سمع: عبد الله بن عروة الفقيه، وحاتم بن محبوب، وببغداد من البَغَوي، ويحيى بن صاعد.
وكان ثقة عدْلًا من جَوْزَق هَرَاة، نزل سمرقند وحدّث بها.
حرف الثاء:
248- ثوابه بن أحمد بن عيسى4 بن ثوابة، أبو الحسين الموصلي.
سمع: أحمد بن عبد الله بن ذكوان بدمشق، وأبا يَعلَى بالموصل، ومحمد بن إسماعيل بن نباتة.
وعنه: الدارقُطْني، وأبو الحسن بن رزقويه، وطلحة بن الصقر، وأبو محمد بن النحاس، واحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي.
تُوُفّي بمصر.
قال الخطيب: كان صدوقًا.
__________
1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "6/ 14".
2 مدينة بجبال العراق.
3 انظر اللباب "1/ 309"، والأنساب "3/ 366".
4 انظر تاريخ بغداد للخطيب "7/ 149".(26/125)
حرف الجيم:
249- جعفر بن محمد الجوهري1.
سمع أحمد بن زغبة، والنسائي.
كأنَّه مصري.
حرف الحاء:
250- الحسن بن أبي الهيجاء عبد الله2 بن حمدان بن حمدون بن الحارث، الأمير ناصر الدولة أبو محمد التغلبي صاحب الموصل ونواحيها.
كان أكبر من أخيه سيف الدولة، وأرفع منزلة عند الخلفاء، وكان سيف الدولة كثير التأدّب معه، وكان هو شديد المحبّة لسيف الدولة، فلمَّا توفِّي سيف الدولة تغيَّرت أحواله وساءت أخلاقه وضَعُف عقلُه، إلى أن لم يبق له حزم عند أولاده، فقبض عليه ولده أبو تغلب الغضنفر بالموصل، وحبسه مُكْرَمًا في حصن في سنة ست وخمسين، فلم يزل محبوسًا حتى تُوُفّي في ربيع الأول سنة ثمانٍ وخمسين.
وكتب إليه سيف الدولة مرة:
رضيتُ لك العَلْيا وقد كنتَ أهلَها ... فقلت لهم بيني وبين أخي فَرْقُ
ولم يكُ بي عنها نكولٌ وإنّما ... تجافيتُ عن حقي فتمّ لك الحقُّ
ولا بدَّ لي من أن أكون مصلّيًا ... إذا كنت أرضى أن يكون لك السَّبْقُ
251- الحسن بن علان3، أبو علي البغدادي القاضي الخطّابي.
سمع: جعفر الفريابي، وأبا خليفة.
وعنه: أبو نُعَيم الحافظ، وأبو الفتح بن أبي الفوارس وقال: كتبنا عنه أشياء، وكان ثقة، وتُوُفّي في ذي الحجّة.
__________
1 لا بأس به، في عداد المستورين.
2 انظر الكامل في التاريخ "8/ 593"، والوافي بالوفيات "12/ 89، 90"، وسير أعلام النبلاء "16/ 186".
3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "7/ 399"، والمنتظم "7/ 49".(26/126)
252- الحَسَن بن مُحَمَّد بن أَحْمَد1 بن كَيْسان، أبو محمد الحربي النّحوي، أخو علي.
سمع: إسماعيل القاضي، وبِشْر بن موسى، وموسى بن هارون.
وعنه: أبو علي بن شاذان، وأبو نُعَيم، وغيرهما، وكان ثقة من كبار شيوخ أبي نُعَيم. تُوُفّي فِي شوال.
253- الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى2 بْنِ الْحَسَنِ بْن جعفر بن عبد الله بن الحسين بْن زين العابدين بْن عليّ بْن الْحُسَيْن، أبو محمد ابن أخي أبي طاهر العلوي.
سمع: إسحاق الدَّبَري وغيره من أهل اليمن:
وعنه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وابن رزقويه، وابن شاذان وقال: إنّه وُلِدَ سنة ستّين ومائتين.
روى حديثًا موضوعًا عن إسحاق، عن عبد الرزاق، عن سفيان، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَفَعَهُ قَالَ: "عليٌّ خير البشر فمن أبَى فقد كفر"3.
وهذا ممّا اتُّهِم بوضعه أبو محمد هذا، وكان نسّابة شيعيًّا.
254- الحسن بن أحمد، أبو علي4 الفارسي.
سمع البوشنجي، وحمزة الكاتب، وابن ناجية.
وعُمّر تسعين سنة.
255- حيدرة بن عمر، أبو الحسن5 الزندوردي، الفقيه الظاهريّ.
__________
1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "7/ 422"، والمنتظم "7/ 49"، وسير أعلام النبلاء "6/ 136".
2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "7/ 421"، وميزان الاعتدال "1/ 521"، ولسان الميزان "2/ 252، 253".
3 حديث موضوع: أخرجه الخطيب "7/ 275"، برقم "3763"، في تاريخ بغداد، وقال الخطيب: هذا حديث منكر، لا أعلم رواه سوى العلوي بهذا الإسناد، وليس بثابت.
4 انظر تاريخ بغداد للخطيب "7/ 275".
5 انظر تاريخ بغداد للخطيب "8/ 273"، والمنتظم "7/ 50"، والأنساب "6/ 338"، والفهرست "1/ 219".(26/127)
أخذ عن عبد الله بن الغلس الظاهري.
تفقّه به البغداديون.
256- الخليل بن أحمد، أبو القاسم1 الشاعر.
تُوُفّي في جُمادى الأولى.
حرف الزاي:
257- زيد بن علي بن أحمد2 بن محمد بن عمران بن أبي بلال العجْلي الكوفي، أبو القاسم المقرئ المجوَّد نزيل بغداد.
قرأ القرآن على: أحمد بن فرج بن جبريل، وابن مجاهد، ومحمد بن أحمد الدّاجوني، وعبد الله بن جعفر السوّاق، وسمع محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، وعلي بن العبّاس، وعبد الله بن زيدان، وغيرهم.
قرأ عليه القرآن جماعة، منهم: الحسن بن علي الصَّقْر الكاتب، وبكر بن شاذان الواعظ، وعلي بن محمد بن موسى الصّابوني من شيوخ الهَرّاس، وعبد الباقي بن الحسن.
وحدّث عنه الحمامي، وأبو نُعَيم.
قال الخطيب: كان صدوقًا توفِّي في جمادى الأولى.
حرف السين:
258- سِيَبَوَيْه المصري3، الملقَّب أيضًا بالفصيح، اسمه: أبو بكر محمد بن موسى بن عبد العزيز الكِنْدي الصَّيْرفي المعروف بابن الْجُبّي.
وُلِدَ سنة أربع وثمانين ومائتين، وسمع من: المنجنيقي، والنّسَائي، والطّحاوي، وتفقّه للشافعي، وجالس أبا بكر بن الحدّاد وتلمذ له في الفقه، وكان معتزليًا متظاهرًا به، ويتكلّم في الزَّهْد وفي عبادات الصُّوفّية بعبادة خلوة، وله شِعْر وفضائل.
مات في شهر صفر، قاله ابن ماكولا.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "8/ 449"، والعبر "2/ 311"، وشذرات الذهب "3/ 37".
3 انظر معجم الأدباء "19/61"، والوافي بالوفيات "5/ 90".(26/128)
حرف العين:
259- عبد الملك بن علي1، أبو عمر الكازَرُوني2، الزاهد المُجاب الدّعوة، كان يُعدّ من الأبدال.
سمع: أبا مسلم الكجّي وغيره، ورُحِل إليه لتفرُّده بكازَرُون.
روى عنه: أبو القاسم الدهّان، وأحمد بن محمد بن عبدون النسائي، وكان ثقة.
260- عبد الوهاب بن محمد بن سهل بن منصور، أبو الحسين النصيبي الملطي البزّار.
تُوُفّي بدمياط.
261- علي بن عبد الله بن علي3 الفارسي.
عن: عبد الله بن ناجية، وزكريّا السّاجي.
وعنه: ابنه محمد.
وكان ثقة فَرَضِيًّا.
262- علي بن إبراهيم بن الفضل4 الكُشَاني5.
سمع: عمر البحتري، وإبراهيم بن نصر بن عنترة.
263- علي بن عبد الله6 بن معنّ الفارسي الفرضي.
سمع: عبد الله بن ناجية، وزكريّا السّاجي.
وعنه: ابنه محمد.
وثقه الخطيب.
__________
1 انظر الأنساب "10/ 318"، واللباب "3/ 74".
2 إحدى بلاد فارس.
3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "12/ 6".
4 انظر الإكمال "7/ 185".
5 بلدة بنواحي سمرقند.
6 تقدمت ترجمته.(26/129)
264- علي بن الفضل بن شَهْريار1، أبو الحسن التاجر الأصبهاني المُعَدَّل.
سمع: محمد بن أيّوب الرازي.
وعنه أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم، وقال: ثقة.
265- علي بن محمد بن أحمد بن حمَّاد زُغْبة2 بن مسلم، أبو الحسن التجيبي، مصري.
حرف الميم:
266- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأبْرِيسَم3، أبو بكر النَّيْسَابُوري التّاجر.
سمع: أبا عبد الله البوسنجي وغيره، ولم يحدّث. قال: قصدناه غير مرّة فلم يحدّثنا.
267- محمد بن أحمد بن إسماعيل4 بن خالد، أبو بكر الصَّرّام السَّخْتِياني.
جُرْجانّي عالي الرواية.
روى عن: محمد بن أيّوب الرازي، وهُمَيْم، وابن مجاشع.
روى عنه: حمزة السهمي وغيره.
توفِّي في ربيع الآخر.
268- محمد بن أَحْمَد بن الحسن، أبو عمر الضبي5 الهيستاني.
سمع: عبد الله بن محمد بن النعمان الأصبهاني، وغيره.
وتوفِّي في عشر التسعين.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي.
__________
1 انظر أخبار أصبهان "2/ 18".
2 انظر الإكمال "4/ 81".
3 انظر اللباب "1/ 25".
4 انظر الأنساب "8/ 55".
5 انظر الأنساب "8/ 144".(26/130)
269- مُحَمَّد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن1 بْن عَبْد الملك بْن مروان القُرَشي الدمشقي، أبو عبد الله، محدّث دمشق في وقته.
سمع: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، وأحمد بن إبراهيم بن البسري، وإسماعيل بن قيراط، وزكريّا خيّاط السنة، وأبا عُلاثة المصري، وأنس بن السَّلم، وجماعة.
وعنه: تمّام، وابن مَنْدَه، وعبد الوهاب الميداني، والخصيب بن عبد الله القاضي، وحُوَيّ بن علي السَّكْسكي، وآخر من حدَّث عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن السمسار، وانتقى عليه أبو عبد الله بن مَنْدَه ثلاثين جزءًا، وأملى مدّةً بجامع دمشق.
قال عبد العزيز الكتّاني: كان ثقة مأمونًا جوادًا، توفِّي في شوّال وهو في عشر التّسعين.
270- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه2 بْن هارون الحَضْرَميّ المصري، جَدّ الحافظ يحيى بن علي بن الطّحّان.
يروي عن: أبي بكر بن سهل الدّمياطي، وأحمد بن شعيب النّسائي.
توفِّي في المحرَّم.
271- محمد بن إسماعيل3، أبو بكر البغدادي القاضي.
سمع: أحمد بن الحسن الصوفي.
وعنه: أبو نُعَيم وغيره.
272- محمد بن جعفر بن دُرّان، أبو الطيب المصري غُنْدَر4.
روى عن: أبي خليفة المصري، وأبي يعلى الموصلي، وجماعة.
وعنه: الدَارقُطْنيّ، وابن جُمَيع، وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي.
ويقال: توفي في العام الماضي.
__________
1 انظر شذرات الذهب "3/ 27"، وسير أعلام النبلاء "16/ 59"، والوافي بالوفيات "1/ 342".
2 لا بأس به، في عداد المستورين.
3 انظر السابق.
4 انظر المغني في أسماء الرجال "191".(26/131)
273- محمد بن الحسين بن مهران1 النَّيْسَابُوري الكاتب، أخو الأستاذ أبي بكر.
سمع: عبد الله بن شيرويه، وابن خُزَيمة.
وعنه: الحاكم، وقال: كان يصحب الملوك والوزراء.
وعاش نيّفًا وثمانين سنة.
274- محمد بن العباس بن الوليد2 بن كُوذَك، أبو عمر مولى القعقاع بن خُلَيّد العنسي الدمشقي.
سمع: محمد بن العبّاس بن الدرَفس، وأحمد بن بِشْر الصُّوري، وعبد الرحمن بن القاسم الروّاس، وجعفر بن أحمد الروّاس، وإبراهيم بن دُحَيّم، والمفضل بن محمد الْجُنْدي.
وعنه: تمَّام، وأبو نصر بن هارون، وعبد الوهاب الميداني، والخصيب بن عبد الله بن محمد، وأبو الحسن بن السمسار.
توفِّي في آخر العام.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمحمد بْنُ عَلِيٍّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَنْبَلِيُّونَ قِرَاءَةً، قَالُوا: أنا محمد بْنُ السَّيِّدِ بْنِ فَارِسٍ، أنا الْخَضِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدَانَ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وخمسمائة، أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ محمد الْمِصِّيصِيُّ، أنا أَبُو نَصْرٍ محمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ، أنا أَبُو عُمَرَ محمد بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ كُوذَكَ، ثنا عِيسَى بْنُ إِدْرِيسَ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي ذِيبٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "لَعَنَ اللَّهُ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ" 3.
275- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد، أبو علي العسكري4 نزيل أصبهان.
__________
1 لا بأس به، في عداد المستورين.
2 انظر الوافي بالوفيات "3/ 191".
3 حديث صحيح: أخرجه أحمد "2/ 164، 194، 212، 388"، وأبو داود "الأقضية/ 4"، والترمذي "الأحكام/ 9".
4 لا بأس به، في عداد المستورين.(26/132)
سمع: عبدان، وأبا بكر بن أبي داود، وأبا علي محمد بن سليمان المالكي، ومحمد بن محمد الباغندي.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيم.
276- محمد بن عديّ بن حَمْدَوَيْه1 السَّجْزي الصّابوني.
سمع ابن إدريس وغيره، وهو جدّ أبي عثمان الصّابوني لأمّه.
وعنه: يحيى بن عمّار وغيره.
تُوُفّي في ذي القعدة، وكنيته أبو عبد الله، وهو أخو عبد الله الذي يأتي.
277- محمد بن محمد بن إسحاق2، أبو عمرو السّرّاج الحاكم.
توفِّي بالشاش في جمادى الأخرة، وحمل إلى هراة فدُفن بها.
278- محمد بن معاوية بن عبد الرحمن3 بن معاوية بن إسحاق بن عبد الله بْن معاوية بْن هشام بْن عَبْد الملك بْن مروان، أبو بكر الأموي القرطبي المعروف بابن الأحمر.
سمع: عبيد الله بن يحيى الليثي، وسعيد بن حِمْيَر، ورحل إلى المشرق سنة خمسٍ وتسعين ومائتين، فسمع من النّسائي، وأسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، وابن المنذر، وجعفر الفِريابي، ومحمد بن يحيى المَروَزي، وإبراهيم بن شريك الكوفي، وأبي خليفة الْجُمحي، والبَغَوي، وطائفة. ورحل إلى أرض الهند تاجرًا، وكان يقول: خرجت من أرض الهند وأنا أقدر على ثلاثين ألف دينار، فلما قاربت أرض الأسلام غرقت وما نجوت إلّا سِباحةً لا شيء معي، ورجع إلى الأندلس، وحمل الناس عنه الكثير، وكان شيخًا جميلًا ثقة، وكان معمّرًا.
توفِّي في رجب.
روى عنه خلق منهم: محمد بن إبراهيم بن سعيد، ومحمد بن عبد الله بن حكم شيخًا ابن عبد البَّرّ، وآخر من روى عنه: يونس بن عبد الله بن مغيث، وعبد الله بن الربيع.
__________
1 انظر السابق.
2 في عداد المجهولين.
3 انظر تاريخ الأندلس "2/ 67"، وسير أعلام النبلاء "16/ 68"، وشذرات الذهب "3/ 27".(26/133)
279- محمد بن يحيى بن عبد السلام1 الأزدي الأندلسي النّحوي المعروف بالرباحي.
سمع من: قاسم بن أصبغ، وبمكّة من ابن الأعرابي، وأخذ كتاب سِيبَوَيْه عن أبي جعفر بن النّحاس.
وكان عارفًا بالعربية حاذقًا ذكيًّا فقيهًا عالمًا، أدَّب المغيرة بن النّاصر لدين الله.
توفِّي في رمضان.
280- محمد بن موسى بن عبد العزيز2، أبو بكر الكِنْدي الصَّيّرفي المصري الفقيه الملقَّب سِيبَوَيْه.
مرَّ، ويُعْرف بابن الْجُبّي.
سمع: أبا عبد الله النَّسائي، وأبا يعقوب المنجنيقي، وكان فقيهًا شافعيًا يُرْمَى بالاعتزال. تفقَّه عَلَى أَبِي بَكْر محمد بْن أحمد بْن الحدّاد.
281- موسى بن إبراهيم بن النّضْر3، أبو القاسم العطّار المقرئ.
سمع: أبا مسلم الكجّي، وغيره.
وعنه: أبو نُعَيم الحافظ، وأبو الحسن بن رزقويه.
قال الخطيب: ما علمت من حاله إلّا خيرًا.
282- منصور بن محمد بن منصور4 بن بحر، مولى بني هاشم.
أصبهانيّ، سكن بغداد، وحدَّث عن: حمّاد بن مدرك، وإسحاق بن زيرك.
وعنه: ابن أبي الفوارس، ومحمد بن علّان.
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 69"، وبغية الملتمس "144".
2 تقدمت ترجمته.
3 انظر تاريخ بغداد "13/ 63".
4 انظر تاريخ بغداد للخطيب "13/ 83".(26/134)
وفيَّات تسع وخمسين وثلاثمائة:
حرف الألف:
283- أحمد بن بُنْدار بن إسحاق1، أبو عبد الله الأصبهاني الشعَّار الفقيه.
سمع: إبراهيم بن سَعْدان، وعبيد بن الحسن الغزّال، ومحمد بن زكريا، وأبا بكر بن أبي عاصم، وأكابر أهل أصبهان، مثل عُمَير بن مرداس وغيرهم.
وعنه: ابن مردويه، وعلي بن جعفر العبدكوي، وأبو بكر بن أبي علي، والحافظ أبو نُعَيم، وجماعة آخرهم موتًا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن عمر الصفار. وكان شيخ أصبهان ومسنده.
قال أبو نُعَيم: درس المذهب على أبي بكر بن أبي عاصم، وسمع كتبه، وكان ثقة ظاهريّ المذهب.
قلت: وكان أبو بكر شيخه ظاهريّ المذهب مجتهدًا من طبقة داود بن علي، وتأخّر عنه قليلًا.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ الْجَمَّالِ، وَقَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنَ محمد الْكُرْدِيِّ، أَخْبَرَكُمْ يُوسُفُ بْنُ خَلِيلٍ، أنا مَسْعُودٌ، أنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْحَدَّادِ، أنا أَبُو نُعَيم، ثنا أَحْمَدُ بْنُ بُنْدَارٍ، ثنا محمد بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا سُلَيْمَانُ بْنَ كَرَّازٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ صُهْبَانَ الأَسْلَمِيُّ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ"2.
توفِّي في ذي القعدة عن بضعٍ وتسعين سنة.
284- أحمد بن جعفر3 بن بلال، أبو جعفر الأصبحي المصري.
روى عن النسائي.
__________
1 انظر أخبار أصبهان "1/ 151"، والوافي بالوفيات "6/ 7-27".
2 حديث ضعيف: أخرجه أبو نعيم "3/ 156"، في الحلية، وقال: غريب من حديث جابر، لم نكتبه إلّا من حديث سليمان عن عمر.
3 في عداد المجهولين.(26/135)
285- أحمد بن السّندي بن1 حسن، أبو بكر البغدادي الحذّاء.
سمع: الحسن بن علوية، وموسى بن هارون.
وعنه: أبو علي بن شاذان، وأبو نُعَيم، وانتخب عليه الدَارقُطْنيّ.
قال الخطيب: كان ثقة فاضلًا.
وقال أبو نُعَيم. كان يُعَدّ من الأبدال.
286- أحمد بن طاهر، أبو علي2 النَّيْسَابُوري.
سمع ابن جَوْصا، ومكحول البيروتي، وابن خزيمة، والبغوي، وطبقتهم.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وورَّخ موته.
287- أحمد بن عبد العزيز3 بن بُدْهين المقرئ البغدادي نزيل مصر.
حدّث عن: إبراهيم بن عبد الله المُخَرَّمي، وغيره، كنيته أبو الفتح.
أخذ القرآن عَرْضًا عن أحمد بن سهل الأشناني، وسعيد بن عبد الرحيم الضّرير، ومحمد بن موسى، وأبي بكر بن مجاهد، ومحمد بن الأخرم الدمشقي، وسمع الحروف من أبي حبيب بن البرتي وغيره.
روى عنه: عبد المنعم بن غلبون، وابنه طاهر بن غلبون، وكان من أحسن النّاس صوتًا بالقرآن، وأصحّهم إذا أقرأ الناس بمصر، وكان يصلي بالوزير جعفر بن الفرات.
قال الدّاني: ثنا عنه محمد بن علي بن محمد المالكي، والحسن بن سليمان، وغيرهما.
288- أحمد بن محمد بن القطّان4، أبو الحسين البغدادي الفقيه الشافعي، تلميذ ابن سُرَيج، عمَّر وشاخ ودرّس وأفتى، وله وجه في المذهب.
وعليه تفقّه علي بن أحمد بن المرزبان البغدادي وغيره، وله مصنّفات كثيرة.
توفي في جمادى الأولى.
__________
1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "4/ 187"، وشذرات الذهب "3/ 28".
2 لا بأس به في عداد المستورين.
3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "4/ 257".
4 انظر تاريخ بغداد للخطيب "4/ 365"، والوافي بالوفيات "7/ 321".(26/136)
289- أحمد بن محمد بن يحيى1، أبو بكر النَّيْسَابُوري الأشقر، شيخ أهل الكلام في عصره بنيسابور.
قال الحاكم: صدوق في الحديث، سمع إبراهيم بن أبي طالب، وجعفر بن سوار، ويوسف بن موسى المَرْوَزي، وأقرانهم، وتوفِّي في آخر سنة تسع وخمسين.
قلت: روى صحيح مسلم عن أحمد بن علي القلانسي عنه.
روى عنه: الحاكم، وأبو العلاء عبد الوهاب بن ماهان، وغيرهما.
290- أحمد بن يوسف بن خلاد2 بن منصور، أبو بكر النّصيبي ثم البغدادي العطّار.
رجل قليل الفضيلة، لكنّه عالي الإسناد، رحَّالة بغداد.
سمع: محمد بن الفرج الأزرق، والكديمي، ومحمد بن غالب بن حرب، وإبراهيم الحربي، والحارث بن أبي أسامة، وتفرَّد بالرواية عن غير واحد.
روى عنه: الدَارقُطْنيّ، وابن رزقويه، وهلال الحفّار، وأبو علي بن شاذان، ومحمد بن عبد الواحد بن زُرْعة، وأبو نُعَيم.
قال الخطيب: كان لا يعرف شيئًا من العلم غير أنّ سماعه صحيح.
سأل الدَارقُطْنيّ فقال: أيّما أكبر الصّاع أو المُدّ؟ فقال للطلبة، أنظروا إلى شيخكم الذي تسمعون منه.
قال أبو نُعَيم: كان ثقة، وكذا وثّقه ابن أبي الفوارس. قال: تُوُفّي في صفر، ولم يكن يعرف من الحديث شيئًا.
291- أحمد بن يوسف، أبو حامد3 النيسابوري الصوفي الأشقر.
جاور بمكة زمانًا، ويروي عن ناجية، والحسن بن شعبان.
وعنه الحاكم، وتوفي بمكة.
__________
1 انظر الإكمال "1/ 95".
2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "5/ 220"، وسير أعلام النبلاء "16/ 69، 70".
3 لا بأس به.(26/137)
حرف الحاء:
292- حبيب بن الحسن بن داود1 بن محمد، أبو القاسم القزّاز، بغداديّ صَدُوق.
سمع: أبا مسلم الكجّي، ومحمد بن عثمان العبسي، وخلف بن عمرو العكبري، والحسن بن علوية.
وعنه: الدَارقُطْنيّ، وابن رزقويه، والحمامي، وأبو القاسم الحربي، وأبو نُعَيم.
وثّقه ابن أبي الفوارس، وأبو نُعَيم، والخطيب. وكان رجلًا صالحًا.
وضعّفه البرقاني.
قال الخطيب: ما أدري ما حجّته في تضعيفه، تُوُفّي في جُمادي الأولى وهو عندنا من الثّقات الصُّلَحاء.
293- الحسن بن أحمد بن الحسن2، القاضي أبو علي البيهقي الأديب، قاضي نَسَا.
سمع: ابن خُزَيمة، وابن صاعد، وطبقتهما.
وعنه: الحاكم وغيره.
حرف الشين:
294- شمول3 أبو الحسين الأمير، مولى صاحب كافور.
ولي نيابة دمشق في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، فلما بلغه مسير جعفر بن فلاح من قِبَل جوهر المُعِزّي إلى الشام ليملكها استخلف غلامه إقبال، وتوجَّه لقتال جعفر منحازًا إلى الأمير حسن بن عبيد الله بن طُغْج الإخشيدية، والتقى الجمعان، فانهزم حسن وجنوده، وانضمَّ في الحال شمول إلى جعفر بن فلاح مخامرًا.
ويقال: إنّه كان كاتَبَه فأمَّنه واستعمله على دمشق، وبقي ينوب عنه غلامه إقبال
__________
1 انظر: تاريخ بغداد للخطيب "8/ 253"، والمنتظم "7/ 52"، وشذرات الذهب "3/ 28".
2 لا بأس به.
3 انظر أمراء دمشق "14"، والنجوم الزاهرة "4/ 26".(26/138)
بها، فلما كان في آخر هذه السنة سنة تسعٍ غلب على البلد أبو القاسم بن أبي يعلى الهاشميّ، وردَّ دعوة بني العبّاس، وهرب إقبال، ثم لم يدم ذلك.
حرف الصاد:
295- صالح بن عمر العُقَيلي1 الأمير.
وُلّي دمشق نيابة للحسن بن عبيد الله بن طُغج في سنة سبعْ وخمسين حين انهزم عنها فنك الكافوري، فبعث إليه عند ذلك شيوخ دمشق، وهو يومئذ متولّي حَوْران، فجاءهم وضبط البلد، فجاء ظالم بن موهوب العُقَيْلي ليأخذ منه البلد فمنعه أهل دمشق.
ثم بعد ذلك غلب على الشام الحسن بن أحمد القرمطي واختفى صالح، وولي دمشق للقرامطةُ وشاح السّلمي، وسار صالح إلى الرملة، فلمَّا رجع القرمطي إلى الإحساء وفارق الشام في صفر سنة ثمانٍ وخمسين، رجع صالح إلى دمشق، وتعصّب معه شبابها، وأخرجوا وُشاحًا، ثم جمع ظالم العُقَيلي جموعًا، ونزل داريًا، وحاصر داريًا خمسين يومًا، فلما بلغه مجيء الحسن بن عبيد الله الإخشيذي سار عن البلد.
قال ابن عساكر الحافظ: بلغني أنّ صالحًا تُوُفّي بِنَوا سنة تسعٍ وخمسين.
حرف الطاء:
296- طلحة بن محمد2 بن إسحاق، أخو سعد الصَّيرفي.
قال الخطيب: سمع العمري ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة.
نا عنه أبو نُعَيم، وكان صدوقًا. أرَّخه ابن الثلاج.
حرف العين:
297- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن إسحاق3، أبو محمد الأصبهاني الفقيه.
توفِّي في رمضان.
__________
1 انظر أمراء دمشق "43"، والنجوم الزاهرة "4/ 56".
2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "9/ 350".
3 في عداد المجهولين.(26/139)
298- عبد الرحمن بن أحمد1 بن سعي، أبو بكر المَرْوَزي الأنماطي.
قدم حاجًّا وحدَّث ببغداد عن: يحيى بن ماسويه، ومحمد بن شاذان.
وعنه: ابن حيّويه، والحسن بن الحسن بن المنذر.
قال الخطيب: كان ثقة حافظًا.
299- عبد الرحمن بن محمد بن جَعْفَر2 بن الأصبهاني، أبو مسلم المؤدّب، أخو أبي الشيخ الحافظ.
سمع: محمد بن زكريا البزّاز الحافظ، وأحمد بن علي الخُزاعي.
وعنه: أبو نُعَيم، وأبو بكر بن مردويه، والحفّاظ.
توفِّي فجأة.
300- عبد الصمد بن محمد بن حيّويه3، الحافظ أبو محمد البخاري الأديب. أحد الرّحّالة.
جمع صحيح البخاري على عمر بن ملك المَرْوَزي، وكتب ببغداد وبنيسابور.
روى عنه الحاكم وقال: توفِّي في رمضان.
301- علي بن بُنْدار4 شيخ الصوفية. ذكرته في سنة سبع، وقيل: توفِّي في هذه السنة، وكأنّه الأصحّ.
وقد روى عنه: أبو يعلى حمزة المهلبي، وأبو سعد عبد الملك بن محمد، وكامل بن أحمد العزائمي.
قال الحاكم: ما رأيت في مشايخنا أصبر على الفقر منه، وقد أملى سنين، وكان من الثقات.
قال السُّلمي: وكان ابنه أبو القاسم أوحد وقته في طريقته، سمعته يقول: سمعت
__________
1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "10/ 296".
2 انظر أخبار أصبهان "2/ 120".
3 لا بأس به.
4 انظر المنتظم "7/ 52".(26/140)
الوالد يقول: يا بُنيّ إيّاك والخلاف على الخلق، فمن رضي الله به لنفسه عبدًا فارْض به أخًا.
قد ذكرنا أنّه صِحب الْجُنَيْد وطبقته، وأكثر من الحديث.
302- علي بن محمد سيبويه1 بن مسرور بن الحسن الفقيه المالكي القيرواني الدّبّاغ.
سمع من أحمد بن أبي سليمان وعوّل عليه.
أخذ عنه: أبو الحسن القابسي، وعبد الرحمن بن محمد الربعي، وجماعة كثيرة من المالكية.
وكان إمامًا عبَّادًا عاقلًا كثير الحياء.
303- عَليّ بن مُحَمَّد بن سَعيد، أَبُو الحَسَن2 الموصلي نزيل بغداد.
روى: عن الحسن بن فيل، وأبي يعلى، وشاهين بن السّمِيدع، وعدّة.
وعنه: علي بن أحمد الرزّاز، وأبو نُعَيم، وقال: هو كذّاب.
وقال ابن الفرات: مخلّط غير محمود، مات في جمادى الآخرة.
حرف الفاء:
304- الفتح بن عبد الله الفقيه3، أبو نصر الهَرَوي العابد.
سمع: الحسين بن إدريس، والحسن بن شيبان، وغيرهما.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم وقال: عاش خمسًا وثمانين سنة. قرأ الفقه والكلام على أبي علي الثقفي، إلى أن صار من مشايخ المتكلّمين. حدّثني بعضهم أنَّه رآه ليلة بكى إلى الصياح.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "12/ 82".
3 ابن العميد، من الكتاب الأدباء، في عهد الدولة البويهية.(26/141)
حرف الميم:
305- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سهل1، أبو عبد الله الإستراباذي، خال أبي الحسن المطرفي.
روى عن: الحسن بن سفيان، والحسن بن الطيّب البلْخي.
306- محمد بن أحمد بن الحسن2 بن إسحاق، أبو علي بن الصّوافّ، محدّث بغداد.
سمع: محمد بن إسماعيل التِرْمذِي، وإسحاق الحربي، وبِشْر بن موسى، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وطائفة.
وعنه: ابن رزقويه، ومحمد بن أبي الفوارس، وأبو الحسين وعبد الملك ابنا بِشْران، وأبو بكر البرقاني، وأبو نُعَيم، وجماعة.
قال الدارقطني: ما رأت عيناي مثل أبي علي الصّوّاف، وآخر بمصر نسيه ابن أبي الفوارس.
وقال ابن أبي الفوارس: كان أبو علي ثقة مأمونًا، ما رأيت مثله في التّحدُّث.
تُوُفّي في شعبان وله تسعٌ وثمانون سنة.
قلت: آخر من روى حديثه بعلوٍّ عفيفة الفارِقانّية، سمعت من الأشجّ آخر أصحاب أبي نُعَيم.
307- محمد بن أحمد بن حمدون3 بن الحسن الذُّهْلي، أبو الطّيّب النَّيْسَابُوري المذكّر.
صحيح السماع كثير الكتب، وكان يُوَرَّق.
سمع: إبراهيم بن أبي طالب، ومسدَّد بن قُطْن، وصنَّف تصانيف.
وعنه: الحاكم، وقال: عندي بخطّه زيادة على ثلاثمائة جزء، وعاش أربعًا وثمانين سنة.
__________
1 لا بأس به.
2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "1/ 289"، والمنتظم "7/ 52"، وسير أعلام النبلاء "16/ 184".
3 لا بأس به.(26/142)
308- محمد بن الحسين الوزير الكبير1، أبو الفضل بن العميد.
وزير ركن الدولة الحسن بن بُوَيه، وكان أحد بُلَغاء الرجال ونُبلائهم، توفِّي سنة 36.
309- محمد بن حاتم بن زنجويه2، أبو بكر الفقيه الفرَضي،
حدَّث بدمشق عن: محمد بن أحمد بن صفوة المَصّيصي، ويعقوب بن محمد بن ثوابة، وجماعة.
وعنه: تمَّام، وأبو نصر بْن هارون، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن ياسر، وغيرهم.
تُوُفّي في ذي القعدة، وكان إمامًا في السنة.
310- محمد بن طاهر بن علي، أبو يعلى3 الأصبهاني.
سمع: الوليد بن أبان، وبكر بن أحمد الشعراني، وأبا القاسم البَغَوي، وأبا عَرُوبة.
وعنه: الحاكم بن البيع، وأبو عبد الرحمن السّلمي، وأبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السرّاج.
قال الحاكم: كان يحفظ سؤالات الشيوخ، وتوفِّي بنَيْسَابُور.
311- محمد بن عبد العزيز بن حسنون4، أبو طاهر الإسكندراني الفقيه الشافعي، شيخ جليل معمَّر. حدَّث بدمشق عن: مقدام بن داود الرّعيني، وأبي بكر بن سهل الدَّمياطي، وصالح بن شعيب، وجعفر الفريابي، وجماعة.
وعنه: تمَّام، وعبد الوهاب الميداني، والهيثم بن أحمد الصباغ، ومحمد بن عبد الله المنيني، وغيرهم.
توفِّي في شهر رجب.
__________
1 في بعض المراجع زيرك بالزاي، والصواب ما أثبتناه كما في تاريخ بغداد "2/ 405".
2 نسبة إلى بلدة بين همذان والكرج، كما في معجم البلدان "1/ 404".
3 لا بأس به.
4 انظر السابق.(26/143)
312- محمد بن علي بن حُبَيْش1، أبو الحسن الناقد، بغداديّ جليل.
سمع: أبا شعيب الحرّاني، وأحمد بن يحيى الحلواني، ومحمد بن عبد الله مُطَيَّنًا، والهيثم بن خَلَف الدُّوري، وجماعة.
وعنه: ابن رزقويه، وأبو علي بن شاذان، وأبو نُعَيم.
وقال أبو نُعَيم: ثقة، وكذا وثَّقه ابن أبي الفوارس وورَّخ موته.
313- محمد بن عيسى بن ديزك2، العلامة أبو عبد الله البَرُوجِرْدي3 النحوي.
نزيل بغداد ومعلّم ابن الخليفة.
سمع: عمر بن مرداس، ومحمد بن إبراهيم بن زياد الرازي، وانتحب عليه ابن المظَفَّر.
روى عنه: سلامة بن عمر النَّصيبي، وأبو نُعَيم وغيرهما.
وثَّقه أبو نُعَيم. ويقال: إنَّ أبا سعيد السّيرافي درس عليه الأدب.
قال أبو الحسن بن الفرات: كان ثقة مستورًا جميل المذهب.
مات في جُمادى الآخرة.
314- محمد بن موسى بن أزهر4، أبو بكر الأندلسي الأسِتجي.
روى عن أبيه، وعبيد الله بن يحيى، وكان فقيهًا شروطيًّا.
توفِّي في جُمادى الآخرة.
315- المنذر بن محمد بن المنذر5، أبو سعيد السّلمي الهَرَوِي.
روى عَنْ أبي جعفر أحمد بن عبد الرحمن الشامي.
وعنه أبو الفضل الجارودي.
__________
1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "3/ 86"، وشذرات الذهب "3/ 28".
2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "2/ 405".
3 نسبة إلى بلد بين همذان وبين الكرج.
4 انظر تاريخ علماء الأندلس "2/ 70".
5 لا بأس به.(26/144)
316- المؤمَّل بن يحيى، أبو الحسن1 المصري المعدّل.
سمع أبا الرقراق.
317- هاشم بن أحمد بن غانم2، أبو خالد الغافقي القُرْطُبي.
كان فقيهًا مشاوَرًا، نظر الأحباس أيام منذر القاضي، وكان نحويًّا شاعرًا.
وفيَّات ستين وثلاثمائة:
حرف الألف:
318- أحمد بن طاهر النَّيْسَابُوري3:
سمع ابن خُزَيْمة، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبا القاسم البَغَوي، وأبا عَرُوبة، وعلي بن أحمد بن علان المصري، والهيثم بن كلب الشاشي.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وقال: كان من الرَّحَّالة المجوَّدين.
319- أحمد بن محمد بن أبي الفتح4 بن خاقان، أبو العباس بن النّجاد الدمشقي، إمام جامع دمشق وأحد الصالحين.
قرأ القرآن على هارون بن موسى الأخفش.
ولعلَّه آخر من قرأ عليه عبد القاهر الصائغ، وبقي إلى سنة عشر وأربعمائة.
320- أحمد بن ثابت بن الزُّبَير5، أبو عمر التَّغْلِبِيُّ القُرْطُبِي.
سمع من عبيد الله بن يحيى، وحدّث عنه بالموطأ، وسمع من سعيد بن عثمان الأعناقي، وطاهر بن عبد العزيز، وجماعة.
روى عنه جماعة، وكان صالحًا ثقة، توفِّي في ذي القعدة.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 لا بأس به.
3 انظر السابق.
4 انظر البداية والنهاية "11/ 271".
5 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 45".(26/145)
321- إبراهيم بن يحيى1 الطُلَيْطِليّ، أبو إسحاق.
سمع أحمد بن خالد بن الحباب، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وولي قضاء طليطلة.
روى عنه خَلَف بن قاسم، وعبد الرحمن بن عبيد الله.
توفِّي حدود الستين أو قبلها.
322- إبراهيم بن هارون بن خلف2 بن الزُّبير المصمودي:
سمع بقرطبة من أبن أيمن، وقاسم بن أصبغ. وحدَّث.
توفِّي سنة ستّين.
323- أسد بن حيون بن منصور3 الجذامي، أبو القاسم الأسِتِجي الأندلسي.
سمع: محمد بن عبد الملك بن أيمن، ورحل فسمع من أبي القاسم البغوي ببغداد، ومن أبي جعفر الديلي بمكة.
وكان بصيرًا بالطّبّ.
روى عنه إسماعيل.
324- أسهم بن إبراهيم بن موسى4، أبو نصر القُرَشي السَّهْمي الزّاهد الْجُرْجاني، عمّ الحافظ حمزة بن يوسف.
روى عن: أبي نُعَيم عبد الملك بن عدي، وموسى بن العباس الأزدواري.
وعنه: أبو بكر محمد بن يوسف الشالنجي.
حرف الجيم:
325- جعفر بن فلاح5، الأمير الذي ولي دمشق للمُعِزّ العُبَيّدي، وهو أوّل أمير وليها لبني عبيد.
__________
1 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 17".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 17".
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 74".
4 انظر تاريخ جرجان "168".
5 انظر الكامل في التاريخ "8/ 615"، ووفيات الأعيان "1/ 361"، والبداية والنهاية "11/ 270".(26/146)