ذكر القفطيّ في "تاريخ بني عُبَيْد" أنّ أبا عبد الله الشِّيعيّ كوفيّ، وأنه رافق كتامة إلى مصر يصلي بهم ويَتَزَهَد، فمالوا إليه، فأظهر أنه يريد أن يقيم بمصر، فاغتنموا لذلك، وسألوه عن سبب إقامته، فَقَالَ: أُعَلِّم الصّبيان. فرغبوه في صُحْبتهم لِيُعلِّم أولادهم، فسارَ معهم إلى جبال كُتَامة، فأخذ في اجتلاب عقولهم ورَبْطها، ثمّ خاطب عُقَلائهم واستكتمهم، فأجابوه. فمن جُملة ما ربطهم قَالَ: نزلت فيكم آية فُغُيِّرت حسدًا لكم. قالوا: وما هي؟ قَالَ: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] .
قالوا: وَمَنْ غَيَّرها؟ قَالَ: وُلَاةُ أمركم اليوم.
قالوا: فكيف السّبيل إلى إظهارها؟ قَالَ: أن تَدِينوا بإمامٍ معصوم يعلم الغيب.
قالوا: وَمَنْ لنا به؟ قَالَ: أنا رسولٌ إليكم، إذا طهّرتم له البلاد. فأجابوه.
وربط عقولهم بأنّه يعلم أسرار الصلاة والزّكاة والحجّ والصَّوم، وشوّقهم بما أمكنه، فلمّا استجابوا له بأجمعهم، جَيَّش الجيوش، وجرت له خطوب طويلة، ولزِم الوقار والسَّكينة والتَّزَهُّد وعدم الضّحك، ونحو ذلك.
قلت: يا ما لقي العلماء والصُّلَحاء بالمغرب من هذا الشِّيعيّ. قبّحه الله ولا رحمه. وقد كان أبو إسحاق بن البردون المالكيّ الّذي ردّ على الحنفية ممّن انتصب لِذَمّ هذا الشّيعيّ، فسَعَوْا به وبأبي بكر بن هُذَيْل، وطائفة.
وكانت الشّيعة تميل إلى العراقيّين لأجل موافقتهم لهم في مسألة التّفضيل، فحبس هذين الرَّجُلين، ثمّ أمر الشّيعيّ أن يضرب عنق ابن البرذون وصاحبه.
وقيل: إنّ ابن البرذون لما جُرِّدَ للقتل قِيلَ له: ارجع عن مذهبك، فَقَالَ: أرجع عن الإسلام؟ ثم صلب، وكان ذلك في حدود الثمانين ومائتين، أو بعد ذلك. ونادوا أيّام الشيعي أن لا يُفتى بمذهب مالك، وألّا يفتوا إلّا بمذهب جعفر بن محمد وأهل البيت، وبزعمهم بسقوط طَلَاق البَتّة، وتوريث البنت الكُلّ، ونحو ذلك، والله أعلم.
173- الحسين بن أحمد بن عبد الله بن وهْب. أبو عليّ الآمديّ المالكيّ الفقيه.
عن: هشام بن عمّار، ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكيّ، ويحيى بن أكثم، وطائفة.(22/85)
وعنه: أبو بكر الشافعي، والإسماعيلي، وجماعة.
174- الحسين بن إبراهيم بن عامر1. أبو عجرم الأنطاكي المقرئ.
قرأ عَلَى: أحمد بْن جُبَيْر، عن الكِسائيّ.
روى عنه القراءة: محمد بن داود النَّيْسابوريّ، والحسين بن أحمد، وعبد الله بن عليّ.
175- الحسين بن إسحاق التُّسْتَرِيّ الدَّقيقيّ2. شيخ الطَّبَرانيّ.
الصَّحيح وفاته في المحرَّم سنة ثلاثٍ وتسعين. وقيل: سنة تسعٍ وثمانين، كما مرّ.
176- الحسين بن جعفر بن حبيب3. أبو عليّ القُرَشيّ الكوفيّ القتات.
عن: أحمد بن يونس اليَرْبُوعيّ، وغيره. وعنه: الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
177- الحسين بن أحمد بن موسى بن المبارك4. أبو عليّ العكّيّ ثم المصريّ.
عن: يحيى بن بُكَيْر، وعَمْرو بن خالد، ومحمد بْن هشام بْن أبي خيرة السُّدُوسيّ. وعنه: الطَّبَرانيّ، وعبد الله بن جعفر بن الورد، وإسحاق بن إبراهيم، وغيرهم.
قَالَ ابن يونس: ليس بالقوي.
توفي في رجب سنة تسعٍ وتسعين عن اثنتين وتسعين سنة.
الحسين بن زكرَوَيْه.
ذُكِر في الْأَحْمَدَيْن.
178- الحسين بن شُرَحْبيل. أبو عليّ البَطَلْيُوسيّ الأندلسيّ المالكيّ الفقيه.
__________
1 غاية النهاية "1/ 237".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 139".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 140".
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 138" وفيه "الحسين بن حميد".(22/86)
كان على مدار الفتوى ببطليوس.
وتوفي قريب الثلاثمائة. قَالَه القاضي عياض.
179- الحسين بن عبد الله بن أحمد1. الفقيه أبو عليّ البغداديّ الخِرَقيّ الحنبليّ، والد الإمام صاحب المختصر في مذهب أحمد، أبي القاسم عمر بن الحسين.
حدَّث عن: أبي عمرو الدُّوريّ، وأبي حفص الفلّاس، ومحمد بن مرداس الأنصاري، وغيرهم.
وتفقه على أبي بكر المروزي وبرع في الفقه.
روى عنه: ابنه، وأبو علي بن الصواف، وأبو بكر الشافعي، وأبو بكر عبد العزيز بن جعفر، وغيرهم.
توفي يوم عيد الفطر سنة تسعٍ وتسعين ومائتين.
وكان يدعى خليفة المروزي للزومه إياه. اتفق أنّه صلى صلاة العيد، ورجع فتغدّى ونام، فوجده أهله ميتًا، رحمه الله تعالى.
180- الحسين بن عبد الله بن أبي زيد. الفقيه أبو عبد الله النَّيْسابوريّ الحنفيّ، من كبار أئمّة أهل الرأي بخُراسان.
وكان صاحب حديث أيضًا.
سمع: إسحاق بن راهوَيْه، وأحمد بن حنبل، وجماعة.
وارتحل ولقي الكبار فسمع: جُبَارة بن المُغَلس، ومحمد بن حُميد الرازيّ، وحدَّث عن: محمد بن شُجاع بن الثَّلْجيّ بالمصنّفات. روى عنه: أبو العبّاس أحمد بن هارون، وأبو عبد الله بن دينار، ومحمد بن أحمد بن سعيد الرازيّ، وغيرهم.
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين، نقله الحاكم.
181- الحسين بن عبد الحميد. أبو علي الموصلي الخرقي2.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 59"، المنتظم "6/ 111"، البداية والنهاية "11/ 117".
2 تاريخ بغداد "8/ 60".(22/87)
عن: مُعَلَّى بن مهديّ، وعبد الله بن معاوية الْجُمَحيّ، وهُدْبة بن عبد الوهاب المَرْوَزِيّ، ويعقوب بن حُمَيْد بن كاسب، وخلق كثير. وعنه: ابن قانع، ويزيد بن محمد الأزديّ.
182- الحسين بن عبيد الله بن الخصيب الأبزاري البغداديّ1.
ضعيف، متروك.
روى عَنْ: داود بن رشيد، وغيره. وعنه: جعفر بن محمد المؤدّب، وإسماعيل الخُطَبيّ.
183- الحسين بن عليّ بن مُصْعَب2. أبو عليّ النَّخعيّ البغداديّ.
عن: داود بن رُشَيْد، وسُوَيْد بن سعيد، وسليمان ابن بنت شُرَحْبيل، وخلْق. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشيَّخ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وآخرون.
184- الحسين بن عليّ بن حمّاد بن مهران الأزرق الجمّال المقرئ3.
صاحب أحمد بن يزيد الحُلْوانيّ. كان رفيق الحَسَن بن العبّاس بن مهران الرّازيّ في القراءة على الحلواني.
وتصدر للإقراء، وحمل على الناس عَنْه الكثير. سكن قزوين، وكنيته أبو عبد الله. وقرأ أيضًا على محمد بن إدريس الزَّيْدانيّ. قرأ عليه: أبو الحسن محمد بن أحمد بن شَنَبُوذ، وأحمد بن محمد الرازيّ، نزيل الأهواز، وأبو بكر محمد بن الحَسَن النّقّاش، والحَسَن بن سعيد المُطّوِّعيّ، وآخرون. وكان محققًا لقراءة ابن عامر.
185- الحسين بن عمر بن أبي الأحوص4. أبو عبد الله الثَّقفيّ، مولاهم الكوفيّ.
عن: أحمد بن يونس، وسعيد بن عمرو الأشعثي. وعنه: أبو بكر القَطيعيّ، وعبد الله بن إبراهيم الزيني، وجماعة.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 56".
2 تاريخ بغداد "8/ 69".
3 غاية النهاية "1/ 244".
4 تاريخ بغداد "8/ 81".(22/88)
توفي في رمضان سنة ثلاثمائة ببغداد، وله عن: مِنْجاب بن الحارث، وحُبَارة بن المُغلِّس، وثابت بن موسى الضَّبّيّ، وأبو كُرَيْب.
وعنه أيضًا: ابن ماسي، وأبو الفَرَج صاحب "الأغاني".
وثّقه الخطيب.
186- الحسين بن الكُمَيْت بن بُهْلُولٍ بن عمر1. أبو عليّ المَوْصِليّ.
نزل ببغداد، وحدَّث عن: غسّان بن الرّبيع، وَمُعَلَّى بن مهدي، ومحمد بْن عَبْد الله بْن عمار المَوَاصِلَة، وعليّ بن المَدِينيّ، ومحمد بن زياد بن فَرْوَةَ البلديّ، وجماعة.
وعنه: عبد الصَّمد الطَّستيّ، وحبيب القزّاز، وسليمان الطَّبَرانيّ، وعبد الله بن ماسي، وآخرون.
وثّقه الخطيب. تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين ومائتين.
187- الحسين بن محمد بن جمعة. أبو جعفر الأَسَديّ الدّمشقيّ2.
عن: سعيد بن منصور، لقِيه بمكّة. وعنه: عليّ بن أبي العَقِب، وأبو عمر بن فَضَالَةَ، وأبو عليّ بن آدم، وأبو زُرْعة محمد بن أبي دُجَانة، وجماعة.
188- الحَكَم بن مَعْبَد بن أحمد3. أبو عبد الله الخُزَاعيّ الأديب، صاحب كتاب "السنة".
يروي عن: نصر بن عليّ الْجَهْضَميّ، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العَدَنيّ، ومحمد بن المُثَنَّى الزَّمِن، ومحمد بن حُمَيْد الرازيّ، وخلْق.
وحدّث بأصبهان وبها تُوُفّي في سنة خمسٍ وتسعين.
روى عنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، والطبراني. وكان من فقهاء الحنفيّة.
189- حُوَيْت بن أحمد بن أبي حكيم4. أبو سليمان القُرَشيّ الدّمشقيّ.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 143"، تاريخ بغداد "8/ 87".
2 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 359".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 157"، وذكر أخبار أصبهان "1/ 298".
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 153"، تهذيب تاريخ دمشق "5/ 20".(22/89)
عن: أبي الجماهر محمد بن عثمان، وزُهَيْر بن عبّاد، ومحمد بن وهْب بن عطيّة، وجماعة. وعنه: ابنه محمد، وأبو عليّ بن هارون، والطَّبَرانيّ، وعبد الله بن النّاصح.
"حرف الخاء":
190- خالد بن غسّان بن مالك1. أبو عيسى الدّارميّ البصْريّ.
عن: أبيه، وأبوه صدوق، سمع حمّاد بن سَلَمَةَ. وعن: مُعَاذ بن عيسى الضَّبّيّ، عن ابن عَجْلان. وعن: مسلم بن إبراهيم، وأبي عمر الضَّرير. وعنه: الطَّبَرانيّ، وابن عديّ وقال: حدَّث عن أبيه بحديثين باطلين.
وكان أهل البصرة يقولون إنّه يسرق الحديث.
191- خشناج بن أبي معروف بشر بن العنْبريّ النَّيسابوري.
رحل وسمع: عبد الأعلى بن حماد، وهشام بن عمّار، ومحمد بن رُمْح، وخلْقًا. وعنه: أبو عمر بن مَطَر، وحسّان بن محمد الفقيه.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
قَالَ الحاكم: هو شيخ مفيد حَسَن الصَّوْت إلّا أنه قليل الحديث.
192- خَلَف بن سليمان النَّسَفيّ.
عن: دُحَيْم، وهشام بن عمّار. وعنه: محمد بن محمد بن جابر البخاري، وغيره.
توفي سنة ثلاثمائة.
193- خلف بن عمرو.
أبو محمد العُكْبُريّ2.
حجّ فسمع: الحُمَيْديّ، وسعيد بن منصور، وأظنه آخر من حدّث الحُمَيْديّ. وحدَّث أيضًا عن: محمد بن معاوية النَّيْسابوريّ، وحسن بن الربيع.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 160"، وميزان الاعتدال "1/ 637".
2 سير أعلام النبلاء "13/ 577"، البداية والنهاية "11/ 108"، والمنتظم "6/ 84".(22/90)
وعنه: جعفر الخالديّ، والطَّسْتيّ، وأبو بكر الآجُرّيّ، وحبيب القزّاز، وسليمان الطَّبَرانيّ، وطائفة آخرهم وفاةً محمد بن عبد الله بن بخيت.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ.
ونقل الخطيب إنّه كان له ثلاثون خاتمًا، وثلاثون عكّازًا، يلبس كلّ يوم خاتمًا، ويأخذ عكّازًا.
وكان مِن ظُرفاء بغداد ومحتشميهم.
تُوُفّي سنة ستٍ وتسعين.
"حرف الدال":
194- داود بن الحسين بن عُقَيل بن سعيد البَيْهَقيّ الخُسْرُوجِرْديّ1.
أبو سليمان.
سمع: يحيى بن يحيى، وسعد بن يزيد الفرّاء، وقُتَيْبة، وابن راهوَيْه، وعلي بن حُجْر، وطائفة.
وحجّ فسمع في الطّريق من: عبد الله بن معاوية الْجُمَحيّ، وجماعة بالعراق، وأبي مُصْعَب، ويعقوب بن كاسب بالمدينة، ومحمد بن رُمْح، وحَرْمَلَة، وطائفة بمصر، وأبي التُّقى هشام بن عبد الملك، وجماعة بالشّام.
وعنه: الحافظ أبو عليّ النَّيْسابوريّ، وأبو بكر بن عليّ، وعبد الله بن محمد بن مسلم، وبِشْر بن أحمد الإسفرائينيّ، وطائفة.
قال: ولدت سنة مائتين؛ ومات سنة ثلاثٍ وتسعين بخُسْرُوجِرْد.
195- داود بن وسيم2.
أبو سليمان البوسَنْجيّ.
طوّف وصنّف وحدَّث عن: محمد بن هاشم البعلبكيّ، وكثير بن عبد الحمصيّ، وأبي سعيد الأشجّ، وجماعة.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "5/ 199".
2 تهذيب تاريخ دمشق "5/ 218".(22/91)
وعنه: محمد بن الحَسَن البيذجانيّ، ومنصور بن العبّاس الفقيه شيخان لأبي المعالي، ومحمد بن محمد البوسنجيّ، وأبو بكر النّقّاش المقرئ.
"حرف الراء":
196- رباح بن طَيْبان1.
قيّده ابن ماكولا. أبو رافع الأزديّ مولاهم المصري الأصفر.
عن: سلمة بن شبيب، وموسى بن الفقيه عبد الرحمن بن القاسم. وعنه: أبو سعيد بن يونس وقال: كان فاضلًا أسود اللون.
تُوُفّي سنة ثلاثمائة.
"حرف الزاي":
197- زكريّا بن دلوَيْه. أبو يحيى النَّيْسابوريّ الواعظ، أحد الزُّهّاد.
سمع: ابن راهوَيْه، وأبا مُصْعَب، وطبقتهما. وعنه: أحمد بن هارون الفقيه، وابن هانئ، وجماعة. قَالَ السُّلَميّ: هو من تلامذة أحمد بن حرب، وكان يُفَضَّلُ على شيخه.
198- زكريّا بن عصام الكَرَجِيّ2.
حدَّث بأصبهان عن: سهل بن عثمان العسكريّ، ومحمد بن عُبَيْد الهَمْدانيّ. وعنه: أبو الشّيخ، وأبو أحمد العسّال، وجماعة.
تُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين.
199- زكريّا بن يحيى بن الحارث. الإمام أبو يحيى النَّيْسابوريّ المزكي البزاز الفقيه شيخ الحنفيّة بنيسابور.
ذكره الحاكم فَقَالَ: شيخ أهل الرأي وعصره.
وله مصنّفات كثيرة في الحديث، وكان من العباد.
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "4/ 10".
2 ذكر أخبار أصبهان "1/ 322".(22/92)
سمع: إسحاق بن راهويه، والحسن بن عيسى بن ماسرجس، وأيّوب بن الحَسَن وأقرانهم.
وبالعراق: أبا الربيع السَّمْتيّ، وعبد الله بن معاوية الْجُمَحيّ، وأبا كُرَيْب، وبِشْر بن آدم، وطائفة.
وبالحجاز: أبا مُصْعَب، ومحمد بن يحيى العَدَنيّ، وعبد الجبّار العطّار، وأقرانهم.
وعنه: عبد الرحمن بن الحسين القاضي، والمشايخ. وثنا عنه أبو عليّ الحافظ.
مات في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين، وصلى عليه الأمير أبو صالح.
200- زُهْرة بن زُفَر المصريّ.
عن: يحيى بن بُكَيْر، ومحمد بن مَخْلَد الرُّعَيْنيّ. وعنه: أبو القاسم الطَّبَرانيّ.
"حرف السين":
201- السَّريّ بن مُكْرَم البغداديّ1. من جِلّة المقرئين.
قرأ على: أبي أيّوب الخيّاط صاحب اليزيديّ. قرأ عليه: ابن شَنَبُوذ، وأحمد بن يوسف الأهوازيّ، وعليّ بن أحمد السّامريّ، وغيرهم.
202- سعيد بن إسحاق. أبو عثمان الكلْبيّ المغربيّ. مشهور بالصِّدق والصَّلاح.
أخذ عن: سَحْنُون، وغيره. وحجّ فأخذ بمصر عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ. حمل عنه بِشْر بالقيروان. وعاش بضعًا وثمانين سنة.
تُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين، رحمه الله.
203- سعيد بن إسماعيل بن سعيد بن منصور2. الأستاذ أبو عثمان الحِيريّ النَّيْسابوريّ الواعظ. شيخ.
الصُّوفيّة وعَلَم الأولياء بخُراسان. وُلَد سنة ثلاثٍ ومائتين بالري.
__________
1 غاية النهاية "1/ 302".
2 صفة الصفوة "4/ 103-107"، تاريخ بغداد "9/ 99"، وسير أعلام النبلاء "14/ 62-66".(22/93)
وسمع بها من: محمد بن مقاتل، وموسى بن نصر، وغيرهما. وبالعراق: حُمَيْد بن الربيع، ومحمد بن إسماعيل الأحْمَسيّ. ولم يزل يسمع الحديث ويكتب إلى آخر شيء.
روى عنه: الرئيس أبو عَمْرو أحمد بن نصر، وابناه أبو بكر، وأبو الحَسَن، وأبو عَمْرو بن مَطَر بن نُجَيْد، وطائفة.
قَالَ الحاكم: كان وروده نَيْسابور لصُحبَةِ أبي حفص النَّيْسابوريّ الزّاهد، ولم يختلف مشائخنا أنّ أبا عثمان كان مُجاب الدَّعْوة، ومجمع العُبّاد والزُّهّاد، ولم يزل يسمع الحديث، ويُجِلَ العُلماء، ويعظّم قدرهم1.
سمع من: أبي جعفر أحمد بن حمدان الزّاهد كتابه المخرج على مسلم، بلفظه من أوّله لآخره. وكان إذا بلغ موضعًا فيه سنة لم يستعلمها وقف عندها، حتّى يستعمل تلك السنة2.
قلت: وعن أبي عثمان أخذ صوفيّة نَيْسابور، وهو لهم كالْجُنَيْد للعراقيّين. ومِن كلامه: سرورك بالدُّنيا أذهبَ سرورك بالله عن قلبك. وقال: الْعُجْبُ يتولّد من رؤية النَّفْس وذِكْرها، ورؤية النّاس.
وقال ابن نُجَيْد: سمعته يقول: لا تَثِقَنَّ بمودّة مَن لا يحبّك إلّا معصومًا3.
قَالَ أبو عَمْرو بن حمدان: سمعته يقول: من أمر السنة على نفسه قولًا وفعلًا نطق بالحكمة، ومن أمرّ الهوى على نفسه نطقَ بالبدعة لقوله تعالي: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54] .
وعن أبي عثمان قَالَ: لا يكمل الرّجل حتى يستوي قلبه في المَنْع والعطاء وفي العِزّ والذُّلّ.
وقال لأبي جعفر بن حمدان: ألستم تروون أنّ عند ذِكْر الصّالحين تنزل الرحمة؟ قَالَ: بلى.
__________
1 سير أعلام النبلاء "14/ 63".
2 سير أعلام النبلاء "14/ 63".
3 تاريخ بغداد "9/ 100"، وصفة الصفوة "4/ 104".(22/94)
قَالَ: فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسيلة الصّالحين1.
قَالَ الحاكم: أخبرني سعيد بن عثمان السَّمَرْقَنْديّ العابد: سمعت أبا عثمان غير مرّة يقول: مَن طلب جِوَاري، ولم يوطّن نفسه على ثلاثة أشياء، فليس له في جواري موضع.
أولها: إلقاء العزّ، وَحَمْلُ الذُّلّ.
الثاني: سكون قلبه على جوع ثلاثة أيّام.
الثالث: أن لا يَغْتَمّ ولا يهتمّ إلا لِدينه أو طلب إصلاح دِينه2.
وسمعتُ محمد بْن صالح بْن هانئ يَقُولُ لما قتل يحيى الذُّهَليّ: مُنِعَ النّاس من حضور مجالس الحديث، أشار بهذا على أحمد بن عبد الله الخُجُسْتانيّ: شرويه، والعبّاسان، فلم يجسر أحد أن يحمل محبرةً، إلى أن وَرَدَ السَّرِيّ بن خُزَيْمة الأبيْوَرْديّ، فقام أبو عثمان الحِيريّ الزّاهد، وجمع المحدِّثين في مسجده، وأمرهم أن يُعلِّقوا المحابر في أصابعهم، وعلّق هو محبرةً بيده، وهو يتقدَّمهم إلى أن جاء إلى خان محمش، فأخرج السَّرِيّ، وأجلس المستملي بين يديه، فَحَزَرْنا في مجلسه زيادة على ألف محبرة. فلمّا فرغ قاموا. فقبّلوا رأس أبي عثمان رحمه الله، ونثر النّاس عليهم الدَّرَاهم والسُّكَّر، وذلك في سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين3.
قلت: ذكر الحاكم ترجمته في كَرَّاسَيْن ونصف، فأتى بأشياء نفيسة من كلامه، في اليقين وَالتَّوَكُّلِ والرِّضا.
قال الحاكم: سمعت أبي يقول: لمّا قتل أحمدُ بنُ عبد الله الخجستاني: حيكان، يعني الذُّهليّ، أخذ في الظُّلْم والحَيْف، فأمر بحربةٍ، فركزت على رأس المربعة، وجمع أعيان التجار وحلف: إن لم تصبوا الدراهم حتى تغيب رأس الحربة، فقد أحلَلْتُم دماءكم. فكانوا يقتسمون الدّراهم فيما بينهم، فخُصّ تاجرٌ بثلاثين ألف درهم، ولم يكن يقدر على ثلاثة آلاف درهم، فحملها إلى أبي عثمان، وقال: أيُّها الشيّخ قد حَلَفَ هذا كما علِمْت، ووالله لا أهتدي إلا إلى هذه.
__________
1 سير أعلام النبلاء "14/ 64".
2 سير أعلام النبلاء "14/ 64".
3 سير أعلام النبلاء "14/ 64".(22/95)
فقال له الشيخ: تأذن أن أفعل فيها ما ينفعك؟ قَالَ: نعم. ففرّقها أبو عثمان، وقال للرجل: امكث عندي.
فما زال أبو عثمان يتردَّد بين السّكَّة والمسجد ليلةً حتّى أصبح وأذّن. ثمّ قَالَ للفرغاني خادمه: اذهب إلى السوق، فانظر ما تسمع.
فذهب ثم رجع فَقَالَ: لم أرَ شيئًا. قَالَ: اذهب مرّةً أخرى.
قَالَ: وأبو عثمان يقول في مناجاته: وحقّك لا أقمت ما لم تُفْرِج عن المكروبين.
قَالَ: فأتى الفَرَغانيّ وهو يقول: وكفى الله المؤمنين القتال، شُقَّ بطْنُ أحمد بن عبد الله. فأخذ أبو عثمان في الإقامة1.
قَالَ أبو الحَسَن أحمد بن أبي عثمان: توفي أبي ليلة الثلاثاء لعشرٍ بقين من ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين: وصلى عليه الأمير أبو صالح.
204- سعيد بن سعد. أبو عثمان النَّيْسابوري.
سمع: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن حميد الرازي، وجماعة. وعنه: محمد بن صالح بن هانئ، وأحمد بن إسحاق الصَّيْدلانيّ، وعبد الله بن سعد.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
205- سعيد بن سَلَمة. أبو عَمْرو التَّوَّزِيّ2.
حدَّث ببغداد عن: سُوَيْد بن سعيد، وعُبَيْد الله القواريريّ، وعثمان بن أبي شَيْبة. وعنه: أبو عليّ الصّوّاف. ووثّقه الخطيب.
206- سعيد بن سليمان بن داود. أبو عثمان الشَّرْغبيّ. وشَرْغب قرية ببُخَارَى.
سمع: يحيى بن جعفر البيكَنْدي، وهانئ بن النَّضر.
وعنه: محمد بن نصر بن خَلَف، وخَلَف بن محمد الخيام.
توفي سنة ثلاثمائة.
__________
1 سير أعلام النبلاء "14/ 65".
2 تاريخ بغداد "9/ 103".(22/96)
207- سعيد بن عبد الله بن أبي رجاء بن عُجْب1. أبو عثمان الأنباريّ.
رحل إلى الشّام ومصر. وسمع: هشام بن عمّار، ودُحَيْمًا، وسُفْيان بن وكيع، وخلْقًا. وعنه: أحمد بن كامل، وأبو القاسم الطَّبرانيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، ومَخْلَد الباقَرحِيّ، ومحمد بن أحمد المفيد، وطائفة.
قَالَ الدّارَقُطْنيّ: لا بأس بِهِ. وقال ابن عُقْدَةَ: تُوُفّي في جُمادَى الآخرة سنة ثمانٍ وتسعين.
208- سعيد بن عثمان الفندقيّ الصّوُفيّ الخياط.
سمع: أحمد بن أبي الحواري، وذا النون المصريّ، وجماعة. وعنه: أبو عَمْرو غلام ثعلب، ومحمد بن حُمَيْد الحَوْرانيّ، وعبد الصمد الطَّسْتيّ.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين. يُقال: كان دمشقيًَّا.
209- سعيد بن عَمْرو بن عمّار2.
الحافظ أبو عثمان الأزْديّ البَرْدَعيّ.
رحل وطوّف وصنّف، وصحب أبا زرعة الرازي، أخذ عنه هذا الشّأن. وسمع: أبا كُرَيْب، وأبا سعيد الأشجّ، وعَبدة بن عبد الله، ومحمد بن بشّار، وأحمد ابن أخي ابن وهْب، ومحمد بن يحيى الذُّهليّ، وأبا حفص الفلّاس، وإبراهيم بن يعقوب الْجَوْزَجانيّ، وأبا موسى الزَّمِن، وأحمد بن الفُرات، ومسلم بن الحَجَّاج، وابن وَارَةَ، وخلْقًا.
وعنه: حفص بن عمر الأَرْدَبِيليّ، وأحمد بن طاهر الميانجي، والحَسَن بن عليّ بن عبّاس، وإبراهيم بن أحمد المَيْمذيّ، وغيرهم.
قَالَ ابن عُقْدَةَ: تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
210- سليمان بن أحمد بن الوليد الأصبهانيّ3.
عن: لُوَيْن، وسهل بن عثمان. وعنه: أبو الشيخ. وقال: ثقة.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 170"، تاريخ بغداد "9/ 102"، تهذيب تاريخ دمشق "6/ 150".
2 تهذيب تاريخ دمشق "6/ 168".
3 ذكر أخبار أصبهان "1/ 335".(22/97)
211- سليمان بن عزّام المَوْصِليّ الخيّاط.
عن: محمد بن عبد الله بن عمار، وعبد الله بن عبد الصّمد، وعبد الغفّار بن عُبَيْد الله.
وعنه: يزيد بن محمد بن إياس الأزْديّ.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين ومائتين.
212- سليمان بن المُعَافَى. أبو أيّوب الرَّسْعَنيّ1.
عن: أبيه. وعنه: أبو القاسم الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين. وكان قاضي رأس العين. قَالَ ابن عديّ: حمله ابن عيسى.
213- سليمان بن يحيى2. أبو أيّوب الضَّبّيّ البغداديّ المقرئ.
قرأ على: رجاء بن عيسى، وأبي عمر الدُّوريْ، وتُرْك الحذَّاء، وغيرهم. وروى عَنْ: أَبِي حَمْدُونَ الطَّيِّبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ. روى عنه: أبو بكر الأنباري، وعبد الباقي بن قانع، والطَّبَرانيّ، وآخرون.
وكان إمامًا صدوقًا موثقًا. توفي سنة إحدى وتسعين.
قرأ علي: النّقّاش، وأحمد بن محمد الآدَميّ.
214- سُمْنُون المحبّ بن حمزة3. أبو القاسم البغداديّ الصُّوفيّ العارف.
سمّى نفسه سُمْنُون الكذاب بسبب قوله:
فليس لي في سواك حظّ ... فكيف ما شئت فامْتحِنّي
فحصر بَوْلَه للوقت، فصار يدور في المكاتب، ويقول للصبيان: ادعوا لعمّكم المبتلَى بلسانه، وكاد يهلك.
ثم سمى نفسه: الكذاب.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 175، 176".
2 تاريخ بغداد "9/ 60"، والمنتظم "6/ 46".
3 صفة الصفوة "2/ 426"، وتاريخ بغداد "9/ 234"، والبداية والنهاية "11/ 115".(22/98)
وله شِعْرٌ طيب. وقد وسوس في الآخرة.
وقيل: كان ورده كل يوم خمسمائة رَكْعة.
قَالَ أبو أحمد القلانسيّ: فرق رجلٌ على الفقراء أربعين ألف درهم، فَقَالَ لي سُمْنُون: ما ترى ما أنفق هذا وما عمل، ونحن ما نرجع إلى بيتي بنفقة، فامض بنا نصلي كل درهم بركعة. فذهب إلى المدائن، فصلَّينا أربعين ألف رَكْعة1.
ومن كلامه: إذا بسط الجليل غدًا بساط المجد دخل ذنوب الأوّلين والآخرين في حاشية من حواشيه.
فإذا بدت عينٌ من عيون الْجُود ألحقت المسيءَ بالمحسن.
وقال: من تفرَّس في نفسه فعرفها صحّت له الفراسة في غيرها. وكان سُمْنُون من أصحاب سَرِيّ السَّقَطيّ.
قَالَ ابن الجوزيّ في "المنتظم": تُوُفّي سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين.
215- سهل بْن شاذويه الباهلي البخاري.
عن: أحمد بن نصر السَّمَرْقَنْديّ، ومحمد بن سالم، وسعيد بن هاشم العتَكيّ.
وعنه: خَلَف الخيّام، وغيره.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
ذكره السلَيمانيّ فوصفه بالحفظ والتصنيف، وأنه سمع علي بن حشرم، وطائفة سواه.
216- سهل بن أبي سهل الواسطيّ2.
عن: بشر بن مُعاذ، وعمرو بن الفلّاس. وحدَّث ببغداد.
روى عنه: أبو بكر الشافعي، أبو القاسم الطَّبَرانيّ، وابن لؤلؤ، وآخرون.
وثّقه بعضهم. واسم أبيه: أحمد بن عثمان.
__________
1 صفة الصفوة "2/ 426".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 172"، وتاريخ بغداد "9/ 119".(22/99)
"حرف الشين":
217- شاه بن شجاع1. أبو الفوارس الكِرْمانيّ الزّاهد.
قَالَ السُّلَميّ2: كان من أولاد الملوك فتزهَّد، وصحب أبا تُراب النَّخَشبيّ وغيره. ومات قبل الثلاثمائة.
وقال أبو نُعَيْم: كان من أبناء الملوك، فتشمّر للسُّلوك.
فَعنه قَالَ: من عرف ربّه طمع في عَفْوه، ورجا فَضْله. وقال إسماعيل بن مَخْلَد: كان شاه بن شجاع حادّ الفِراسة، قلّ ما أخطأت فِراستُهُ3.
وعنه قَالَ: من نظر إلى الخلق بعينه طالت خصومته معهم. ومن نظر إليهم بعين الله عَذَرهم، وقلَّ اشتغاله بهم4.
قلت: كلامه هذا إن صح عنه فغير مسلم إليه، بل ينبغي أن يرحمهم في خصومته، ومخاصمتهم في رحمته. وليس للعباد عُذْرٌ ولا حُجَّة بعد الرُّسُل.
قَالَ السُّلَميّ5: لِشاهٍ رسالاتٌ وَكُتُبٌ وكلامٌ كثير. وله كتاب "المثلَّثة" سمّاه "مرآة الحكماء".
ويقال: مات بعد السّبعين ومائتين، وقيل: قبل ذلك، فالله أعلم.
مات بكِرْمان، وكان يلبس القباء.
وقيل: إنه ترك النَّوم مدَّةً، ثمّ نعِس، فرأى الحقّ تعالى، فكان بعد ذلك يقصد النَّوْم.
218- شُعَيب بن عَمران العسكريّ6.
يروي عن: عَبْدان بن محمد العسكريّ الوكيل، وغيره.
__________
1 صفة الصفوة "4/ 67"، والمنتظم "6/ 111"، والنجوم الزاهرة "3/ 170".
2 طبقات الصوفية "192".
3 حلية الأولياء "10/ 237"، وصفة الصفوة "4/ 67".
4 حلية الأولياء "10/ 237".
5 طبقات الصوفية "192".
6 المعجم الصغير للطبراني "1/ 178".(22/100)
وروى عنه: الطَّبَرانيّ.
وتُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
219- شُرَيْح بن أبي عبد الله بن إسماعيل. أبو النّضر النَّسَفيّ الزّاهد.
روى عن: عَبْد بن حُمَيْد، والدَّارِميّ، والبخاريّ، ورجاء بن مُرَجّا. وعنه: محمد بن زكريّا بن حسين، وغيره. تُوُفّي سنة ثلاثمائة.
220- شريح بن عقيل الإسفراييني.
عن: إسحاق بن راهوَيْه، وأبي مروان العثمانيّ. وعنه: ابن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
"حرف الصاد":
221- صافي الحُرَميّ1.
الأمير صاحب الدولة المكتفوية والمُقْتَدرية.
كان إليه دار الخلافة، ولما احتضر أشهد على نفسه أنّه ليس له عند مملوكه قاسم شيء. فلمّا مات، حمل قاسم إلى الوزير ابن الفرات مائة ألف دينار، وسبعمائة حِياصة، وقال: هذا كان له عندي. تُوُفّي صافي ببغداد في شعبان سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين.
222- صالح بن محمد بن عَمْرو بن حبيب بن حسّان بن المُنْذر بن أبي الأبرش عمّار2.
مولى أسَد بن خُزَيْمة الحافظ أبو عليّ الأَسَديّ البغداديّ جَزَرَة. نزيل بُخَارَى.
وُلِد سنة خمس ومائتين ببغداد.
وسمع: سعيد بن سليمان سَعْدُوَيه، وخالد بن خِداش، وعلي بن الْجَعْد، وعُبَيْد الله بن عائشة، وعبد الله بن محمد بن أسماء، ويحيى الحِمّانيّ، وهشام بن عمار،
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 88"، والبداية والنهاية "11/ 115"، والمنتظم "6/ 34-54، 70-81"، ومروج الذهب "3233".
2 تاريخ بغداد "9/ 324".(22/101)
ويحيى بن مَعين، والأزرق بن عليّ، وأبا نصر التّمّار، وأحمد بن حنبل، وهُدْبَة بن خالد، ومَنْجاب بن الحارث، وخلْقًا كثيرًا بالشّام، والعراق، وخراسان، ومصر، وما وراء النّهر.
وعنه: مسلم بن الحجّاج، وهو أكبر منه، وأحمد بن عليّ الجارود الأصبهانيّ، وأبو النضر محمد الفقيه، وخَلَف بن محمد الخيّام، وأبو أحمد علي بن محمد الحبيبي، وبكر بن محمد الصيرفي، وأحمد بن سهل، والهيثم بن كُلَيْب، ومحمد بن جابر، وآخرون.
ودخل بُخَارَى سنة ستٍّ وستين ومائتين، فسكنها لمّا رأى من الإحسان من أمير بخَارى.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: هو من ولد حبيب بن أبي الأشرس. أقام ببخارى وحديثه عندهم. وكان ثقة حافظًا عارفًا.
وقال أبو سعيد الإدريسيّ: الحافظ صالح بن محمد جَزَرَة ما أعلم في عصره بالعراق وخُراسان في الحِفْظ مثله. دخل ما وراء النّهر، فحدَّث مدَّة من حِفْظه، وما أعلم أُخِذَ عليه ممّا حدَّث خطأ. ورأيت أبا أحمد بن عديّ يضخّم أمره ويعظّمه.
وقال أحمد بن عبد الله الكناني: سمعته يقول: أنا صالح بن محمد بن عَمْرو بن حبيب بن حيان بن المنذر بن أبي الأشرس عمّار الأسَديّ، أَسَد خُزَيْمَة مولاهم.
وهكذا ساق نسبه الخطيب وقال: حدَّث من حفظه دهرًا طويلًا ولم يكن يستصحب معه كتابًا. وكان صدوقًا ثبتًا ذا مِزَاحٍ ودُعابة، مشهورًا بذلك1.
وقال أبو حامد بن الشَّرْقيّ: كان صالح بن محمد يقرأ على محمد بن يحيى الذُّهَليّ في الزُّهْريّات، فلمّا بلغ حديث عائشة أنّها كانت تسترقي من الْجَزَرة، قَالَ: من الْجَزَرَةِ. فلُقّب به. رواها الحاكم، عن يحيى بن محمد العنْبريّ، عنه.
وقال الخطيب: هذا غلط؛ لأنّه لقب بجزرة في حداثته. أخبرنا الماليني، ثنا ابن عديّ: سمعت محمد بن أحمد بن سعدان: سمعت صالح بن محمد يقول: قدِم علينا بعض الشّيوخ في الشّام، وكان عنده عن حُرَيْز بن عثمان، فقرأت عليه:
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 322".(22/102)
حدَّثكم حُرَيْز قَالَ: كان لأبي أُمامة خَرزَة يرقي بها المريض، فقلت: جَزَرَة. فلُقِّبَ: جَزَرَة1.
وقال أحمد بن سهل البخاريّ الفقيه: سمعت أبا عليّ -وَسُئِلَ- لِمَ لُقِّبَ بجَزَرَة؟ فَقَالَ: قدِم عمر بن زُرَارَة الحَدثيّ بغداد، فاجتمع عليه خلْق، فلمّا كان عند فراغ المجلس سُئِلتُ: من أين سمعت؟ فَقَلت: من حديث الْجَزَرَةِ، فبَقِيَتْ عَلَيّ.
وقال خَلَف الخيّام: ثنا سهل بن شاذُوَيْه أنّه سمع الأمير خالد بن أحمد يسأل أبا عليّ: لِمَ لُقبَ جَزَرَة، فَقَالَ: قدِم علينا عمر بن زُرَارَة فحدَّثهم حديثًا عن عبد الله بن بِشْر، أنّه كان له خرزَة للمريض، فجئت وقد تقدّم هذا الحديث، فرأيت في كتاب بعضهم، فصحْتُ بالشّيخ: يا أبا حفص، كيف حديث عبد الله أنّه كانت له جَزَرَة يداوي بها المرضى؟ فصاح المجّان، فبقي على حتّى السّاعة.
وقال البَرْقانيّ: ثنا أبو حاتم بن أبي الفضل الهروي قال: كان صالح ربّما ينظر. كان ببُخَارى رجل حافظ يُلَقَّب بجَمَل، فكان يمشي مع صالح، فاستقبلهما جَمَلٌ عليه جَزَر فَقَالَ: ما هذا على البعير؟ قَالَ: أنا عليك.
هذه حكاية منقطعة، وأصحّ منها ما روى الحاكم: ثنا بكر بن محمد الصَّيْرفيّ: سمعت صالح بن محمد قَالَ: كنت أساير الجمّال الشّاعر بمصر، فاستقبلنا: جمل عليه جَزَر فَقَالَ: يا أبا عليّ، ما هذا؟ قلت: أنا عليك.
وقال جعفر المُسْتَغْفِريّ: ثنا أحمد بن عبد العزيز، عن بعض شيوخه قَالَ: كان محمد بن إبراهيم البوسنجي، وصالح جَزَرَة إذا اجتمعا في المذاكرة، كلّما روى البوسنجي، عن يحيى بن بكير، والحمد لله؛ يغيظ بذلك صالحًا لأنّه لم يدركه. فكان إذا روى عنه أحيانًا، ولم يقل الحمد لله، قَالَ صالح: يا شيخ نسيت التحميد.
وقال خَلَف الخيّام: سمعته يقول: اختلف إليَّ عليّ بن الْجَعْد أربع سِنين، وكان لا يقرأ إلّا ثلاثة أحاديث كلّ يوم. أو كما قَالَ في رواية: كان يحدِّث لكلّ إنسان بثلاثة أحاديث، عن شعبة.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 323".(22/103)
وعن جعفر الطَّسْتيّ أنّه سمع أبا مسلم الكَجّيّ يقول، وذُكِر عنده صالح جَزَرَة، فَقَالَ: ويَلَكْم ما أهْوَنَه عليكم، ألا تقولون سيّد المسلمين، سيد الدّنيا.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ لأَبِي زُرْعَةَ: حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَخَانَا صَالِحَ بْنَ محمد لا يَزَالُ يُضْحِكُنَا شَاهِدًا أَوْ غَائِبًا كَتَبَ إِلَيَّ يَذْكُرُ أنه لما مات بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ أُجْلِسَ لِلتَّحْدِيثِ شَيْخٌ لَهُمْ يُعْرَفُ بِمحمد بْنِ يَزِيدَ مَحْمِشٌ، فَحَدَّثَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فِعْلُ الْبَعِيرِ"؟.
وَأَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا تَصْحَبُ الملائكة رفقةً خُرْسٌ".
وروى البَرْقانيّ، عن أبي حاتم بن أبي الفضل الهَرَويّ قَالَ: بلغني أن صالحًا سمع بعض الشيوخ يقول: إنّ السين والصّاد يتعاقبان، فسأل عن كنيته فَقَالَ: أبو صالح.
قَالَ: فقلت للشيخ: يا أَبَا سالح، أسْلَحَك الله، هل يجوز أن تقرأ: "نَحُن نقسُّ عليك أحْصَن القَسَس؟ ".
فقال لي بعض تلامذته: تواجه الشّيخ بهذا؟ فقلت: فلا يكذب، إنّما يتعاقبان السّين والصّاد في مواضع1.
وعن صالح جزرة قال: الأحوال في البيت مبارك، يروي الشّيء شيئين.
وقال بكر بن محمد الصَّيْرفيّ: سمعته يقول: كان عبد الله بن عمر بن أبان يمتحن أصحاب الحديث، وكان غاليًا في التَّشَيُّع، فَقَالَ لي: من حفر بئر زمزم؟ قلت: معاوية.
قَالَ: فمن نقل تُرابها؟ قلت: عَمْرو بن العاص.
فصاح فيَّ وقام2.
وقال أبو النَّضْر الفقيه: كنّا نسمع على صالح بن محمد وهو عليل، فبدت عورته، فأشار إليه بعضنا بأن يتغطّى، فقال: رأيته، لا ترمد عينيك أبدًا.
وقال أحمد عليّ بن محمد: سمعته يقول: كان هشام بن عمار يأخذ على
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 326".
2 تاريخ بغداد "9/ 326".(22/104)
الحديث، ولا يُحدّث ما لم يأخذ. فدخلت عليه يومًا فَقَالَ: يا أبا عليّ حدّثْني.
فقلت: نا عليّ بن الْجَعْد، نا أبو جعفر الرازي، عن الربيع، عن أنس، عن أبي العالية قال: عَلِّم مجّانا كما تعلَّمت مَجّانًا.
فَقَالَ: تُعرِّض فيَّ؟ فقلت: لا، بل قصدتُك1.
وقال الحاكم: سمعت أبا النَّضْر الطُّوسيّ يقول: مرض صالح جَزَرَة، فكان الأطبّاء يختلفون إليه، فلما أعياه الأمر أخذ العسل والشونيز، فزادت حماه، فدخلوا عليه وهو يرتعد ويقول: بأبي يا رسول الله، ما كان أقلّ بصرك بالطِّبّ.
قلت: هذا مزاح خبيث لا يجوز.
وقال عليّ بن محمد المَرْوَزِيّ: سمعت صالح بن محمد يقول: سمعت عبّاد بن يعقوب يقول: اللَّه أعدل من أن يُدْخِل طلحةَ وَالزُّبَيْرَ الجنَّة.
قُلْت: ويْلك، ولِمَ؟ قَالَ: لأنهما قاتلا عليًّا بعد أن بايعاه2.
قَالَ ابن عديّ: بَلَغني أنّ صالح بن محمد جَزَرَة وقف خلف أبي الحسين عبد الله بن محمد السمناني وهو يحدث عن بركة الحلبيّ بتلك الأحاديث.
فَقَالَ صالح: يا أبا الحسين ليس ذا بَرَكة، ذا نِقْمة.
قلت: وبَرَكَة مُتَّهم بالكذِب3.
وقال الحاكم: ثنا أحمد بن سهل الفقيه: سمعت أبا عليّ يقول: كان بالبصْرة أبو موسى الزَّمِن في عقله شيء، فكان يقول: ثنا عبد الوهاب، أعني ابن عبد الحميد، نا أيّوب؛ فدخل عليه أبو زُرْعة يومًا، فسأله عن حديثٍ فَقَالَ: ثنا حجّاج. فقلت: يعني ابن المنهال. فَقَالَ أبو زُرْعَة: أيش يعذّب المسكين4؟.
وقال: كنا في مجلس أبي علي، فلما قَالَ له رجل من المجلس: يا شيخ ما اسمك؟ قال: واثلة بن الأسقع.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 326".
2 سير أعلام النبلاء "14/ 29".
3 ميزان الاعتدال "1/ 303".
4 سير أعلام النبلاء "14/ 30".(22/105)
فكتب الرجل: ثنا واثلة بن الأسقع1.
وقال أبو الفضل بن إسحاق: كنت عند صالح بن محمد، ودخل عليه رجل من الرُّسْتاق، فأخذ يساله عن أحوال الشّيوخ، ويكتب جوابه، فَقَالَ: ما تقول في سُفْيان الثَّوريّ؟ فَقَالَ: ليس بثقة.
فكتب الرجل، فلُمْتُه، فَقَالَ: ما أعجبك. مَن يسأل مثلي عن سُفيان، لا تبالي، حكى عنّي أو لم يَحْكِ2.
وقال أحمد بن سهل: كنت مع صالح، إذ أقبل ابنه، عن يمينه رجل أقصر منه، وعن يساره صبيّ، فَقَالَ لي صالح: يا أبا نصر، تَبَّت3.
وقيل: كان ابن صالح مغفَّلًا، قَالَ: فقلت: سألت الله أن يرزقني ولدًا، فرزقني جملًا4.
ولأبي علي جزرة نوادر ومُجُون، والله يرحمه.
تُوُفّي في شهر ذي الحجة، لثمانٍ بقين منه سنة ثلاثٍ وتسعين، وله بضْعٌ وثمانون سنة.
223- صبّاح بن عبد الرحمن بن الفضل5. أبو الغُصْن العُتَقيّ الأندلسيّ المُرْسِي. شيخ مُعَمَّر عالي الإسناد.
قال ابن الفَرَضيّ6: روى عن: يحيى بن يحيى الفقيه، ورحل فلقي بالقَيْروان:
سَحْنُون بن سعيد، وبمصر: أصبغ بن الفَرَج، فسمع منه، وأقام عنده زمانًا، ثمّ انصرف.
وكان يُرْحل إليه للسماع والتفقه، وعمر عمرًا طويلًا.
__________
1 سير أعلام النبلاء "14/ 30".
2 تاريخ بغداد "9/ 327".
3 تاريخ بغداد "9/ 327".
4 سير أعلام النبلاء "14/ 31".
5 سير أعلام النبلاء "14/ 12"، وشذرات الذهب "2/ 216".
6 تاريخ علماء الأندلس "1/ 202".(22/106)
بَلَغَني أنّه تُوُفّي وهو ابن مائة وثمانية عشر عامًا، ومات في عاشر محرَّم سنة أربعٍ وتسعين.
قلت: وروى أيضًا عن: يحيى بن عبد الله بن بُكَيْر.
روى عنه: حفص بن محمد بن حفص، وغيره.
قِيلَ: بل عاش مائة وخمس سِنين، قَالَه ابن يونس، ومحمد بن الحارث الحشمي.
وسمع أيضًا أبا مُصْعَب.
"حرف الطاء":
224- طالب بن قُرَّةَ الأَذَنيّ1.
رَوى الكثير عن: محمد بن عيسى الطّبّاع. وأكثر عنه الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين بأذنة من ثغرسيس.
225- طاهر بن عيسى بن قيرة2.
أبو الحسن المؤدب.
عن: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَيَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، وأصْبَغ بن الفَرَج.
وعنه: الطَّبَرانيّ. تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
226- طُغْجُ بنُ جُفّ الفَرَغاني التُّركيّ3.
نائب دمشق لخُمَارَوَيْه ولابنه هارون.
امتدت أيّامه، وحاصرته القرامطة بدمشق والتقاهم، ثمّ انصرف وولي بدر الحمامي نيابة دمشق سنة تسعين.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 181".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 183".
3 تهذيب تاريخ دمشق "7/ 61"، وتاريخ أخبار القرامطة "17-19"، والنجوم الزاهرة "2/ 86"، والعبر "2/ 82".(22/107)
فمضي طُغج إلى مصر، ثمّ سار إلى المكتفي بالله، ومعه ولده الإخشيد محمد الَّذي ملك، فبقي طُغْج بالعراق مدّة يسيرة وهلك.
ثم قدِم ولده الإخشيد متوليًا على مصر والشّام كما في ترجمته.
"حرف العين":
227- عامر بن محمد بن يزيد البلاطيّ1.
روى عن: محمد بن الخليلي البلاطي، ومحمد بن خزر بن الساعي. وعنه: علي بن محمد البلاطي، وأبو علي بن شعيب، ومحمد بن عُمَيْر الرّازيّ، وآخرون.
228- العبّاس بن أحمد بن الحَسَن الوشّاء2. البغداديّ المعروف بالمحبّ.
سمع: إبراهيم التَّرْجُمانّ، وغيره. وعنه إسماعيل الخُطَبيّ، وأبو عليّ بن الصّوّاف. مات سنة ثمانٍ وتسعين.
229- العبّاس بن أحمد بن عقيل3. روى عن: منصور بن مُزَاحم، وعبد الأعلى بن حمّاد. وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، والطَّبَرانيّ.
230- العبّاس بن حمدان4. أبو الفضل الأصبهانيّ الحنفيّ.
سمع: محمد بن عيسى الدّامغانيّ، ويوسف بن محمد بن سابق، وحاتم بن بكر، وخلْقًا.
وصنَّف "المُسْنَد"، وكان ثقة ثبتًا صالحًا عابدًا.
روى عنه: أحمد بن الْعَسَّالِ، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وأبو الشيّخ، وآخرون.
ومات سنة أربعٍ وتسعين ومائتين.
231- العبّاس بن الحسن الوزير5.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "7/ 197".
2 تاريخ بغداد "12/ 151".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 209".
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 211"، وذكر أخبار أصبهان "2/ 141".
5 سير أعلام النبلاء "14/ 51"، تجارب الأمم "1/ 5"، وتاريخ الخميس "2/ 386".(22/108)
ولي وزارة المكتفي بالله، ثم وزارة المقتدر، فأقام أشْهُرًا. فلمّا عمل الأمير الحسين وابن حمدان وابن الجرّاح على خلع المقتدر لصغَره، وإقامة ابن المُعْتَزّ، افتتحا، فقُتِل هذا الوزير، فوثب عليه ابن حمدان فضرب عُنقه وهو نازل من الخدمة، وقتل معه الأمير فاتك المُعْتَضديّ، ثمّ ساق إلى الميدان ليفتك بالمقتدر وهو في لعب الكُرة، فأحسّ بالبلاء، فأسرع وأغلق باب القصر. فذهب ابن حمدان والأمراء، وبايعوا ابن المعتز. ثم لم يتم أمره، فقتلوا ابن المُعْتَز1.
وذلك في سنة ستٍّ وتسعين ومائتين.
232- العبّاس بن الربيع بن ثعلب البغداديّ2.
عن: أبيه. وعنه: الطَّبَرانيّ. تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
233- العبّاس بن أحمد بن عُقَيْل3.
عن: عبد الأعلى النَّرْسي، ومنصور بن أبي مُزَاحم. وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، والطَّبَرانيّ، وجماعة. وتوفي سنة بضعٍ وتسعين.
234- العبّاس بن محمد بن مُجَاشع. أبو الفضل الأصبهانيّ4.
عن: محمد بن يعقوب الكَرْمانيّ. وعنه: ابن العسّال، والطَّبَرانيّ، وأبو الشّيخ.
وثَّقه أبو نُعَيْم الحافظ5.
235- عَبَدان بن محمد بن عيسى. الفقيه أبو محمد المَرْوَزِيّ6. زاهد نبيل ثقة، صاحب حديث.
سمع: قُتَيْبة بن سعيد، وعبد الله بن منير، وأبا كُرَيْب، وإسماعيل بن مسعود، والْجُحْدريّ، وعبد الجبار بن العلاء، وبُنْدار، وعلي بن حُجْر، والربيع المُراديّ، وطائفة بخُراسان، والعراق، والحجاز.
__________
1 البداية والنهاية "11/ 107"، وتجارب الأمم "1/ 8"، والعبر "2/ 105".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 209".
3 تقدمت ترجمته رقم "381" ص91.
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 23"، وذكر أخبار أصبهان "2/ 142".
5 ذكر أخبار أصبهان "2/ 142".
6 المعجم الصغير للطبراني "1/ 234"، وتاريخ بغداد "11/ 135"، والمنتظم "6/ 58".(22/109)
وعنه: عمر بن علك، وأبو العبّاس الدّغُوليّ، وأبو حامد بن الشَّرْقيّ، وأبو نُعَيْم عبد الرحمن بن محمد الغِفَاريّ، ويحيى بن محمد العنبري، وعلي بن جَمْشاذ، وأحمد بن العسّال، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وآخرون.
وكان إليه المرجوع في الفتوى بمَرْو بعد أحمد بن سيّار. وقد رحل أيضًا إلى مصر، وتفقّه على أصحاب الشّافعيّ، وبرع في المذهب. وكان يوصف بالحِفْظ والزُّهْد. وقد صنف "الموطأ"، وغيره.
قَالَ أبو نُعَيْم الغِفَاريّ: سمعته يقول: وُلَدْت سنة ثلاثٍ وتسعين.
قلت: وكان لقاء الطَّبَرانيّ له بمكّة.
قَالَ ابن السَّمْعانيّ في "الأنساب": الْجُنُوجِرْدِيّ نسبة إلى قرية من قرى مَرْو، اسمه عبد الله، وهو أحد من أظهر مذهب الشّافعيّ بخُراسان.
وكان المرجوع إليه في الفتاوى والمعضلات بعد أحمد بن سيّار. وكان ابن سيّار قد حمل كُتُب الشّافعيّ إلى مَرْو، وأعجب بها النّاس، فأراد عبدان أن ينسخها، فمنعه ابن سيّار من ذلك.
فباع ضيعةً له بجُنُوجِرْد، وسار إلى مصر، ونسخ كُتُب الشّافعيّ على أكثر من وجهٍ، ورجع، فدخل أحمد بن سيّار عليه مسلِّمًا ومهنئًا، واعتذر من منع الكُتُب. فَقَالَ: لا تعتذر فإنّ بك عليَّ مِنَّةٌ في ذلك. فلو دفعتَ الكُتُب إليَّ لَمَّا رحلتُ إلى مصر.
236- عبد الله بن أحمد بن عبد السّلام1.
أبو محمد النيسابوري الخفاف الحافظ نزيل مصر.
روى عن: محمد بن رافع، وأبي عبد الله البُخَاريّ، وأحمد بن سعيد الرَّباطيّ، وخلْق من طبقتهم. وعنه: أبو عبد الرحمن النَّسائيّ في كتاب "الكنَى"، وأبو محمد عبد الله بن الورد، وأبو جعفر العُقَيْليّ، وطائفة.
تُوُفّي بمصر في ربيع الآخر سنة أربعٍ وتسعين، وقد أسنّ.
لم يذكره الحاكم في "تاريخ نيسابور".
__________
1 سير أعلام النبلاء "14/ 788".(22/110)
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: متروك. قلت: مات سنة اثنتين وتسعين1.
241- عبد الله بن بُنْدار بن إبراهيم الضّبّيّ الأصبهانيّ. الباطَرْقانيّ الزَّاهد.
سمع: إسماعيل بن عمرو البجلي، وسهل بن عثمان، ومحمد بن المغيرة، وغيرهم. وعنه: أبو أحمد العسال، وأحمد بُنْدار الشّعّار، والطَّبَرانيّ، وأبو الشيّخ، وغيرهم.
وكان من عُبّاد أصبهان. قَالَ محمد بن يحيى بن مَنْدَه: ما خلّف بعده مثْلَه.
قلت: توفي سنة أربعٍ وتسعين.
242- عبد الله بن جعفر بن خاقان2. أبو محمد السُّلَميّ المَرْوَزِيّ.
عن: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن حميد الرازيّ، وعليّ بن حُجْر، وأبي كُرَيْب، وأحمد بن منيع، وخلْق.
وعنه: أبو العبّاس الدّغُوليّ، وعمر بن علك الْجَوْهريّ، وأبو زكريّا العنْبريّ، وَمحمد بن صالح بن هانئ، وآخرون.
قَالَ فيه الحاكم: محدِّث عصره، قدِم نَيْسابور حاجًّا سنة ثمانٍ وثمانين، فأكثروا عنه.
وتُوُفّي في صَفَر سنة ستٍّ.
243- عبد الله بْن الحَسَن بْن أحمد بْن أبي شُعيب الأُمَويّ3. مولاهم الحَرَّانيّ المؤدِّب أبو شُعَيب نزيل بغداد.
سمع: جدّه، وأباه، وأحمد بن عبد الملك بن واقد، ويحيى بن عبد الله البابْلُتّيّ، وعفّان بن مسلم، وجماعة.
وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، وعليّ بن الصّوّاف، وأبو بكر الشّافعيّ، والطَّبَرانيّ، وأبو بكر الآجُرِّيّ، والحَسَن بن جعفر الخِرَقيّ، وخلْق.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 227".
2 الكامل في التاريخ "8/ 55".
3 ميزان الاعتدال "3/ 271"، والبداية والنهاية "11/ 107"، وتاريخ بغداد "9/ 435".(22/112)
قَالَ الهيثم بن خَلَف الدُّوريّ: وكان البابْلُتّيُّ زوجَ أم أبي شُعَيب الحرّانيّ، وكان الأوزاعيّ زوج أمّ البابْلُتّيّ1.
وقال أبو سعيد الإدريسيّ: كان مسلم وهو والد أبي شُعَيب عبد الله بن مسلم الحرّانيّ مِن سبْي سَمَرْقَنْد، وقع لعمر بن عبد العزيز فأعتقه. فلمّا وُلد له ولدٌ جاء به إلى عمر، فسمّاه عبد الله، وفرض له في الذُّرّيّة. فعاش مائة وعشرين سنة2.
قَالَ أحمد بن كامل: مات أبو شعيب في ذي الحجّة سنة خمسٍ وتسعين ومائتين، وكان يأخذ على الحديث.
أخبرني نصر الصّائغ: سألته أن يحدِّثني بحديثٍ عن عفّان. فَقَالَ: أعطِ السّقّاء ثمن الرواية، فأعطيته دانقًا، وحدّثني بالحديث3.
قَالَ ابن كامل: ومولده سنة ستٍّ ومائتين.
قَالَ الصّوّاف: سماعه سنة ثمان عشرة من البابْلُتّيّ.
قلت: سمع في صغَره من زوج أمّه، فلا يُسْتَنْكر ذلك.
قَالَ فيه الدّارَقُطْنيّ: ثقة مأمون.
244- عبد الله بن حمدوَيْه النَّهْرَوانيّ4.
عن: أبي بكر بن أبي شيبة. وعنه: عبد الصّمد الطَّسْتيّ، وقاضي مصر الطّاهر الذُّهَليّ.
245- عبد الله بن سعيد بن عبد الرحمن الزُّهْريّ المصريّ.
سمع: عبد الله بن صالح، ويوسف بن عديّ، وأسد بن موسى السنة. وعنه: أبو أحمد بن عديّ.
246- عبد الله بن سَلَمَةَ بن يزيد القاضي. أبو محمد بن سَلْمُوَيْه النَّيْسابوري الحنفيّ الفقيه. كان أستاذًا في الفرائض وعقد الوثائق.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 435".
2 تاريخ بغداد "9/ 435".
3 تاريخ بغداد "9/ 436".
4 تاريخ بغداد "9/ 435".(22/113)
قَالَ الحاكم: سمع إسحاق بن راهوَيْه، ومحمد بن رافع. وبالعراق: يحيى بن طلق اليَرْبُوعيّ، ومحمد بن شجاع.
روى عنه: أبو سعيد عبد الرحمن بن الحسين، وأحمد بن هارون. وولي قضاء نَيْسابور بإشارة ابن خُزَيْمَة.
تُوُفّي في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين.
247- عبد الله بن الصّبّاح الأصبهانيّ البزّار1.
عن: داود بن رُشَيْد، ولُوَيْن، ومحمد بن زَنْبُور، وهاشم بن الوليد الهَرَوِيّ. وعنه: العسّال، وأبو الشيَّخ، وأحمد بن بُنْدار، والطَّبَرانيّ.
وكان صدوقًا فيما بَلَغَنَا. تُوُفّي سنة اربعٍ وتسعين.
248- عبد الله بن عبد الحميد بن عصام الْجُرْجانيّ الفقيه.
عن: أبيه، وعليّ بن المَدِينيّ، ومحمد بن بكّار، وأبي بكر بن أبي شَيْبة، وطبقتهم.
وعنه: مأمون بن يحيى، ومحمد بن عبد الله بن برزة، وآخرون من الهَمْدَانيّين.
249- عبد الله بن عيسى بن حمّاد. أبو محمد بن زُغْبَة المصري.
عن: أبيه، ويحيى بن عبد الله بن بُكَيْر2. تُوُفّي في صفر سنة ستٍّ وتسعين.
عبد الله بن القاسم بن هلال العَبْسيّ.
أبو محمد الأندلُسيّ الفقيه الظّاهريّ، عالم مشهور بالرّحلة، والطَّلَب.
أثنى عليه أبو محمد بن حزم فَقَالَ: صحِب داود بن عليّ الأصبهانيّ وأخذ عنه.
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
251- عبد الله بن قريش.
أبو أحمد الأسدي البغدادي ثم الهمداني3.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 228".
2 تاريخ علماء الأندلس الفرضي "1/ 219".
3 تاريخ بغداد "10/ 43".(22/114)
عن: خاله أبي بكر الأثرم، وزيادة بن أيّوب، وأبي هشام الرفاعيّ. وعنه: محمد بن عبد الله بن برزة الروذباني، وأبو بكر الإسماعيليّ.
252- عبد الله بن محمد بن الوليد بن حازم البصْريّ الأصبهانيّ.
عن: عليّ بن الْجَعْد، وكامل بن طلحة، وبسّام بن يزيد. وعنه: أحمد بن بُنْدار، والشّعّار، وغيرهم. تُوُفّي سنة إحدى وتسعين ومائتين.
253- عبد الله بن محمد بن سَلْم الهمدانيّ1.
ثقة. حدَّث بأصبهان عن: سهل بن بكّار، ومحمود بن غَيْلان. وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشيّخ. تُوُفّي سنة اربعٍ.
254- عبد الله بن محمد. أبو العبّاس النّاشئ المتكلّم الشّاعر المشهور2.
أصله من الأنبار، سكن مصر. معدود في طبقة البُحْتُرِيّ، وابن الرُّوميّ في الشُّعراء، وله قصيدة طويلة ألَّفها، فيها فنون من العلم.
وكان بصيرًا بالعربيّة قيّمًا، بعلم العَرُوض، كثير التّصانيف. ومنهم من يلقّبه بابن شِرْشير.
قَالَ الطَّبَرانيّ أنشده الناشئ بمصر:
ليس شيء أحرق مهجة العا ... شق من هذه العيون المراض
ورنوّ الْجُفُون والغمز بالحا ... جب وقت الصُّدود والإعراض
والخدود المضرَّجات اللّواتي ... شيب جريالها يحسن البياض
وطروق الحبيب واللّيل داجٍ ... حين همّ السُّمّار بالإغماض3
تُوُفّي النّاشئ سنة ثلاثٍ وتسعين، وكان من كبار المعتزلة الأَرْعواء.
255- عبد الله بن محمد بن سَلْم الفِرْيابي ثم المقدسي.
يأتي بعد الثلاثمائة.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 59".
2 سير أعلام النبلاء "14/ 40"، والبداية والنهاية "11/ 101"، والمنتظم "6/ 57".
3 تاريخ بغداد "10/ 93".(22/115)
256-عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن علي البلْخيّ الحافظ. أبو عليّ1. محدِّث مصنِّف نبيل، لم تتصل أخباره بنا كما ينبغي.
سمع من: قتيبة، وطبقته.
حج فاستشهد يوم الهبير فيمن استشهد على يد القرامطة، لعنهم الله سنة أربعٍ.
وقال الحاكم: تُوُفّي ببلْخ سنة خمسٍ وتسعين، وقد حدّث ببغداد، ونَيْسابور عن: قُتَيْبَة، وإبراهيم بن يوسف، وعليّ بن حُجْر، وهُدْبة بن عبد الوهّاب.
روى عنه: ابن قانع، وأبو بكر الشّافعيّ، والجِعَابي.
صنَّف كتاب "التاريخ" وكتاب "العِلَل".
257- عبد الله بن محمد بن العبّاس. أبو محمد السَّهْميّ الأصبهانيّ2.
عن: سهل بن عثمان العسكريّ، ومحمد بن المغيرة. وعنه: الطَّبَرانيّ، وعبد الرحمن بن محمد بن سِياه، وعبد الله بن محمد عمر القاضي، وجماعة.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ستٍ وَتِسْعِينَ.
258- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن صالح.
أبو محمد البكريّ السَّمَرْقَنْديّ الحافظ3.
حدّث ببغداد عن: أبي محمد الدّارِميّ، ورجاء بن مُرَجّا. وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشّافعيّ، وغيرهما. تُوُفّيّ سنة ثمانٍ وتسعين، وكان أحد من عُنِيَ بهذا الشّأن.
259- عبد الله بن محمد بن حُمَيْد البغداديّ. الخيّاط المعروف بالإمام4.
روي عن: عاصم بن عليّ، وغيره.
وعنه: مَخْلَد الباقَرْحَيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، ومحمد بن حميد المخرمي.
حدث قبل الثلاثمائة.
__________
1 سير أعلام النبلاء "13/ 529"، والمنتظم "6/ 79"، وتاريخ بغداد "10/ 93".
2 المعجم الصغير للطبراني، وذكر أخبار أصبهان "2/ 62".
3 تاريخ بغداد "10/ 101"، والمنتظم "6/ 108".
4 تاريخ بغداد "10/ 102".(22/116)
260- عبد الله بن محمد بن أبي كامل الفَزَاريّ البغداديّ1.
عن: هَوْذَة، وداود بن رُشَيْد. وعنه: أبو بكر الْجِعابي، وأبو عليّ بن الصّوّاف، وعيسى الرُّخَجيّ. توفي سنة ثلاثمائة.
لم يتكلّم فيه ولا في الخيّاط أبو بكر الخطيب بشيء.
261- عبد الله بن محمد بن الْجَعد الأصبهانيّ الفُرْسانيّ2.
عن سهل بن عثمان وغيره وعنه أبو أحمد العسّال.
262- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الحَكَم بن هشام بن الداخل عَبْد الرَّحْمَن بْن معاوية بْن هشام بْن عبد الملك3.
الأمير أبو محمد الأُمويّ المروانيّ صاحب الأندلس. ولي الأمر بعد أخيه المنذر بن محمد في صفر سنة خمس وسبعين ومائتين، وطالت أيامه، وبقي في الملك خمسا وعشرين سنة، وكان من الأمراء العادلين الذين يعز وجود مثلهم.
كان صالحا تقيا، كثير العبادة والتلاوة، رافعا لعلم الجهاد، ملتزما للصلوات في الجامع، وله غزوات مشهودة، منها غزوة "بلي"4 التي يضرب بها المثل. وذلك أنّ ابن حَفْصون حاصر حصن بلي في ثلاثين ألفًا. فخرج الأمير عبد الله من قُرْطُبَة في أربعة عشر ألف مقاتل، فهَزَم ابن حَفْصُون، وتبعه قتْلًا وأسرًا، حتّى قِيلَ: لم ينج من الثّلاثين ألفًا إلّا النّادر. وكان ابن حَفْصُون من الخوارج. وكان عبد الله أديبًا عالمًا.
ذكر ابن حزم قَالَ: ثنا محمد بن عبد الأعلى القاضي، وعليّ بن عبد الله الأديب قالا: كان الوزير سليمان بن وانسوس جليلًا أديبًا، من رؤساء البربر، فدخل على الأمير عبد الله بن محمد يومًا، وكان عظيم اللّحْية، فلمّا رآه الأمير مقبلًا أنشد:
هِلَّوفة5 كأنّها جوالق ... نكراء لا بارك فيها الخالق
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 103".
2 ذكر أخبار أصبهان "2/ 69".
3 سير أعلام النبلاء "14/ 155"، والنجوم الزاهرة "3/ 181"، وشذرات الذهب "2/ 233".
4 تاريخ ابن خلدون "4/ 135".
5 الهلوفة: اللحية الكثيفة الضخمة.(22/117)
للعمل في حافاتها نفائق ... فيها لباغي المتّكا مرافقُ
وفي احْتدام الصيّف ظلٌّ رائقُ ... إنّ الّذي يحملها لمائقُ
ثم قَالَ: اجلس يا بربريّ: فجلس مسالمًا، فَقَالَ: أيّها الأمير، إنما كان النّاس يرغبون في هذه المنزلة ليدفعوا عن أنفسهم الضيم. فأمّا إذا صارت جالبة للذُّلّ فلنا دُورٌ تُغْنينا عنكم، فإن حُلْتُم بيننا وبينها فلنا قبور تَسَعنا.
ثم اعتمد على يده وقام ولم يسلِّم. فغضب الأمير وأمر بعزله، وبقي لذلك مدّة. ثمّ وَجَدَ الأمير لفْقده ونصيحته، فقال: لقد وَجَدْتُ لفقْد سليمان تأثيرًا، وإن استعطفته كان ذلك غضاضةً علينا، وَلَوَدِدْتُ أنّه ابتَدَأَنَا بالرَّغْبة. فَقَالَ له الوزير محمد بن الوليد بن غانم: أنا أكلمه.
فذهب إليه، فأبطأ إذْنه عليه، ثمّ دخل فوجده قاعدًا لم يتزحزح، فَقَالَ: ما هذا الكِبْر؟ عهدي بك وأنت وزير السّلطان وفي أُبَّهَة رضاه تلقاني وتتزحزح لي في مجلسك. فَقَالَ: نعم، كنت حينئذٍ عبدًا مثلك، وأنا اليوم حُرّ.
قَالَ: فيئِس ابن غانم نفسه منه فخرج ولم يكلِّمْه، ورجع فأخبر الأمير بالإرسال إليه، ثم ولّاه1.
وروى ابن حزم بسندٍ له أنّ الأمير عبد الله استفتى تقيّ الدّين مَخْلَد في الزِّنْديق، فأفتاه، وذكر خبرًا.
تُوُفّيّ عبد الله في غُرّة ربيع الآخر سنة ثلاثمائة، وولي الأندلس بعده حفيده النّاصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد خمسين سنة.
263- عبد الله بن المُعْتَز بالله محمد بن المتوكّلُ عَلَى اللَّه جعْفَر بن المُعْتَصمِ بن الرشيد2.
الأمير أبو العباس العباسي الأديب صاحب الشعر البديع والنثر الفائق. أخذ العربية والأدب عن: المبرد، وثعلب.
__________
1 الحلية السيراء "1/ 124".
2 سير أعلام النبلاء "14/ 42"، والمنتظم "6/ 84-88"، والعبر "2/ 104"، والنجوم الزاهرة "3/ 165"، والبداية والنهاية "11/ 108".(22/118)
وعن: مؤدِّبه أحمد بن سعيد الدّمشقيّ. وكان مولده في شعبان تسعٍ وأربعين ومائتين. روى عنه: مؤدِّبه أحمد، ومحمد بن يحيى الصُّوليّ، وغيرهما.
وقد قامت الدّولة وتوثّبوا على المقتدر، وأقاموا ابن المعتزّ في الخلافة فقال: بشرط أن لا يُقتل بسببي رجلٌ مسلم.
وكاد أمره يتم، ثم تفرق عنه جمعه وقبض عليه، وقُتِلَ سِرًّا في ربيع الآخر سنة ستٍّ وتسعين كما ذكرناه في الحوادث.
وقد رثاه عليّ بن محمد بن بسّام، فَقَالَ:
لله دَرُّك مِن مَلْك بمضْيعة ... ناهيك في العقل والآداب والحَسَب
ما فيه لولا ولا ليت فينقصه ... وإنّما أدْرَكَتْه حِرْفَةُ الأدب1
ومن شِعره:
مَنْ لي بقلبٍ صِيَغ من صخرةٍ ... في جسدٍ من لؤلؤٍ رطبِ
جرحت خدِّيه بلَحْظي فما ... برحت حتّى اقتصّ من قلبي2
ومن شِعره:
وإني لَمَعْذُورٌ عَلَى طولِ حُبّها ... لأنَّ لها وجهًا يَدُلّ عَلَى عُذْري
إذا ما بَدَتْ والبدْرُ ليلةَ تَمِّهِ ... رأيتَ لها فَضْلا مُبينًا عَلَى البدرِ
وتهتزُّ مِن تحت الثّيابِ كأنَّها ... قَضِيبٌ مِنَ الرَّيْحانِ في الورقِ الخضرِ
أبى اللَّهُ إلَّا أَنْ أموتَ صَبَابَةً ... بِساحرةِ العينين طيِّبةِ النَّشْرِ
وله أيضًا:
أترى الجيرةَ الّذين تَدَاعَوْا ... عندَ سَيْرِ الحبيبِ قبل الزَّوَالِ
علِموا أنّني مُقِيمٌ وقلبي ... راحلٌ معهم أمام الْجِمَالِ
مثل صاعِ العَزِيز في أَرْحُلِ القو ... م ولا يعلمون ما في الرحال
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 101"، والمنتظم "6/ 88".
2 المنتظم "6/ 86".(22/119)
ما أغر المعشوق ما أهون العاشـ
ـشق، ما أقْتلَ الهوى للرّجالِ1#
ومن نثره: من تجاوز الكَفَاف لم يُغْنِهِ الإكثار2.
وقال: كلّما عَظُمَ قدْر المنافَس، عظُمَت الفجيعةُ به.
وقال: ربّما أوردَ الطَّمعُ ولم يصدر.
ومن ارتحله الْحِرْصُ، أفضاه الطَّلَب.
وقال: الحظّ يأتي من لا يأتيه.
وقال: أشقى النّاس أقربهم من الّسّلطان، كما أنّ أقرب الأشياء من النّار أسرعه إلى الاحتراق.
وقال: من شارك السُّلطان في عِزِّ الدّنيا، شاركه في ذُلّ الآخرة.
وقال: يكفيك للحاسد غَمُّهُ وقتَ سرورك.
وقيل: أنّه قَالَ هذه الأبيات عندما سُلِّم لمؤنس ليهلكه:
يا نفسُ صَبْرًا لعلّ الخير عُقْبَاكَ ... خانَتْك مِنْ بعد طول الأمن دُنياكِ
مرَّت بنا سَحَرًا طيرٌ فقلت لها: ... طُوباك يا ليتني إيّاكِ طوباكِ
إن كان قصدُك شَرْقًا فالسَّلامُ على ... شاطئ الصَّراة ابلُغِي إنْ كان مَسْراكِ
من موثقٍ بالمنايا لا فكاكَ له ... يبكي الدّماء على إلفٍ له باكي
أظنّه آخرَ يومٍ مِنْ عمري ... وأوشك اليوم أن يبكي لي الباكي
264- عبد الحميد بن عبد العزيز. القاضي أبو حازم السَّكُونيّ البصْريّ ثمّ البغدادي الحنفيّ الفقيه3.
يروي عن: محمد بن بشّار بُنْدار، ومحمد بن المُثَنّى، وشُعَيب بن أيوب الصيرفي.
__________
1 المنتظم "6/ 87".
2 أشعار أولاد الخلفاء "287".
3 سير أعلام النبلاء "13/ 539"، والبداية والنهاية "11/ 99"، والمنتظم "6/ 52".(22/120)
روى عنه: مُكْرَم بن أحمد، وأبو محمد بن زَبْر، وغيرهما. وكان ثقة. ولي قضاء الشَّرقيّة.
قال طلحة الشّاهد: وكان دَيِّنًا، عالمًا بمذهب أهل العراق وبالفرائض والْجَبْر والمقابلة، وأحذق الناس بعمل المحاضر والسجلات.
أخذ عن: هلال الرأي، وبكر العَمِّيّ، ومحمود الأنصاريّ أصحاب محمد بن شجاع البلْخيّ، وغيره. حتّى كان جماعة يفضّلونه على هؤلاء. فأمّا عقله فلا نعلم أنّ أحدًا رآه فَقَالَ إنّه رأى أعقل منه.
وقال أبو إسحاق الشّيرازيّ في "طبقات الحنفيّة": ومنهم أبو حازم القاضي أخذ العلم عن شيوخ البصْرة بكر العَمّيّ، وغيره، وولي القضاء بالشّام، وبالكوفة، والكَرْخ من بغداد.
قَالَ أبو عليّ التَّنُوخيّ: نا أبو عليّ التُّنُوخيّ، نا أبو بكر بن مروان القاضي: حدَّثني مُكْرَم بن بُكَيْر قَالَ: كنت في مجلس أبي حازم القاضي، فتقدم شيخ ومعه غلام حَدَث. فادَّعى الشّيخ عليه ألف دينار، فأقرَّ بها. فَقَالَ للشيخ: ما تشاء؟ فَقَالَ: حبْسه.
فَقَالَ للغلام: قد سمعت، فهل لك أن تُوفيه البعض، وتسأله انتظارَك.
فَقَالَ: لا.
فَقَالَ الشيّخ: احبسه.
فتفرَّس فيهما أبو حازم ساعة ثمّ قَالَ: تَلَازَما حتّى أنظر بينكما.
فقلت: لِمَ أخرَ القاضي حبْسه؟ قَالَ: ويحك، إنّي أعرف في أكثر الأحوال وجه المُحِقّ من الْمُبْطِلَ. وقد وقع لي أنّ سماحة هذا بالإقرار عن أمرٍ بعيدٍ من الحقّ، لعله أن ينكشف لي أمرهما. أما رأيت قلّة تَغَاضِيهما في المحاورة وسكوتهما، مع عِظَم المال؟ فبينا نحن كذلك، إذ استأذن تاجر مُوسِر، فأذن له القاضي، فدخل وقال: قد بُلِيتُ بابنٍ لي حَدَث، يُتْلف مالي عند فُلان المُقَبِّن، فإذا منعته مالي احتال بحيلٍ تُلْجئني إلى التزام غُرْمه. وأقْرَبُهُ أنّه قد نَصَّب المُقَبِّن اليوم يطالبه بألف دينار. وبلغني أنّه قدّمه إليك ليحبس، وأقع مع أُمّه في نكدٍ إلى أن أزِنَها عنه.(22/121)
فتبسَّم القاضي وقال لي: كيف رأيت؟ قلت: لهذا ومثله فضَّل الله القاضي.
فَقَالَ: عليَّ بالغلام والشيخ. فأُدْخِلا، فأرهب القاضي الشّيخ، ووعظ الغلام، فأقرَّ الشيخ وأخذ التّاجر بيد ابنه وانصرفوا1.
وقال أبو بَرْزَة الحاسب: لا أعرف في الدُّنيا أحسب من أبي حازم القاضي.
وقال القاضي أبو طاهر الذُّهَليّ: بَلَغَني أنّ أبا حازم القاضي جلس بالشَّرْقيّة، فأدَّب خصْمًا لأمرِ، فمات. فكتب رُقعةً إلى المعتضد يقول: إنّ دِيَة هذا واجبةٌ في بيت المال، فإنْ رأى أمير المؤمنين أن يأمر بحملها إلى وَرَثَته فعل.
فحمل إليه عشرة آلاف درهم، فدفعها إلى ورثته2.
قلت: وكان المعتضد يجلّ أبا حازم ويُطيعه في الخير.
وبَلَغَنا أنّ أبا حازم لمّا احتضر جعل يبكي ويقول: يا ربّ مِنَ القضاء إلى القبر.
وله شِعرٌ رائقٌ، فمنه:
أدل فأكرم به من مدلو ... من شادنٍ لدمي مُسْتَحِيلّ
إذا ما تعذَّر قابلتُه بذُلّ ... وذلك جَهْد المُقِلّ
وأسلمت خَدّي له خاضعًا ... ولولا ملاحَتَه لم أذلّ3
قَالَ محمد بن الفَيْض: لم يزل محمد بن إسماعيل بن عُلَيَّة على قضاء دمشق إلى أن قدِم المعتضد قبل الخلافة لحرب ابن طولون، فخرج أبو حازم معه إلى العراق، وولي بعده أبو زُرْعة محمد بن عثمان.
وقال الطَّحاويّ: مات ببغداد في جُمَادى الأولى سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
وأما:
265- أبو حازم القاضي أحمد بن محمد بن نصر4.
__________
1 تاريخ دمشق "9/ 402".
2 تاريخ دمشق "9/ 402، والمنتظم "6/ 54".
3 تاريخ دمشق "9/ 402".
4 تاريخ بغداد "5/ 108".(22/122)
فآخر مِن أقرانه، لكنه تأخّرت وفاته إلى سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
266- وأبو حازم، بحاء، أحمد بن محمد بن نصر.
بغداديّ أكبر منهما، سمع: مَنْجاب بن الحارث، وجُبَارَة بن المُغَلِّس.
267- عبد الرحمن بن أحمد بن يزيد1. أبو صالح الزُّهْريّ الأصبهاني الأعرج، أخو محمد بن أحمد الزُّهْريّ.
سمع: أبا كُرَيْب، وحُمَيْد بن مَسْعَدة، ومسلم بن شبيب، وجماعة. وعنه: العسّال، وأبو الشّيخ، وأحمد بن بندار.
توفي سنة ثلاثمائة.
268- عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الحميد بن فَضَالَةَ الكِنانيّ الدّمشقيّ.
روى عن: سليمان بن عبد الرحمن، ومحمد بن أبي السري العسقلانيّ. وعنه: خَيْثَمة، وابن حَذْلَم، وأبو عبد الله بن مروان.
169- عبد الرحمن بن إسحاق الثّقفي الدّمشقيّ. ويُعرف بابن الغامِديّ.
عن: هشام بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري، وجماعة. وعنه: أبو عليّ بن آدم، وجُمَح بن القاسم، وعبد الله بن عديّ، وعدّة.
وحدَّث سنة تسعٍ وتسعين ومائتين.
270- عبد الرحمن بن حاتم. أبو زيد المُرَاديّ المصريّ2.
عن: عبد الله بن صالح، وأصبغ بن الفَرَج، وُنَعْيم بن حسّان. وعنه: الطَّبَرانيّ، وغيره.
قَالَ ابن يونس: تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين.
271- عبد الرحمن بن عبد الوارث. أبو القاسم التُّجَيْبيّ المصريّ.
عن: يوسف بن عدي، وغيره.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 113".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 241".(22/123)
توفي سنة تسعٍ وتسعين تقريبًا. مات في عشر المائة.
272- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. أبو عبد الله المَرْوَزِيّ الشاسجرديّ.
سمع: عبد الله بن عثمان بن عَبْدان، وغيره. وعنه: الفقيه محمد بن محمود المَرْوَزِيّ.
عاش إلى سنة خمسٍ وتسعين، وهو آخر أصحاب عَبْدان.
273- عبد الرحمن بن عبد الصّمد. أبو هشام السُّلَميّ الدّمشقيّ.
عن: هشام بن عمّار، وجُنَادة بن مروان، ومحمد بن عابد، وإبراهيم بن عبد الله بن العلّان.
وروى عنه: أحمد بن محمد بن عُمَارة، وأبو عَمْرو بن فَضَالَةَ، وجُمَح، وآخرون.
274- عبد الرحمن بن القاسم بن الفَرَج بن عبد الواحد. أبو بكر الهاشميّ الدّمشقيّ المعروف بابن الرّؤاسيّ.
عن: أبي مُسْهِر الغسّانيّ، ويحيى الوحاظي، وزهير بن عباد، وإبراهيم بن هشام الغساني، وطائفة. وعنه: أبو عبد الله محمد بن مروان، وأبو بكر بن أبي دجانة، وأبو عمرو بن فضالة، وأبو عمر محمد بن كوذك، وجمح بن القاسم، وأبو أحمد بن عدي، وعبد الله بن الناصح، والفضل بن جعفر المؤذن، وآخرون.
وقال: سمعت من أبي مُسْهِر وأنا ابن إحدى عشرة سنة.
قلت: لم يورّخه، وقد بقي إلى سنة بضعٍ وتسعين.
وهو آخر من روى عن أبي مسهر، والوحاظي، وله عنهما نسخة آخر من رواها عنه الفضل بن جعفر، سمعناها من خلْق.
275- عبد الرحمن بن محمد بن سَلْم1. أبو يحيى الرازيّ الحافظ، إمام جامع أصبهان. صنف "المسند" و"التفسير"، وغير ذلك.
وكان من علماء أصبهان.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 241"، وذكر أخبار أصبهان "2/ 112".(22/124)
روى عن: سهل بن عثمان، وعبد العزيز بن يحيى، والحسين بن عيسى الزُّهْريّ، وطائفة. وعنه: القاضي أبو أحمد، وأبو الشَّيخ، وعبد الرحمن بن سِيَاه، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وجماعة.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
276- عبد الرحمن بن معاوية1. أبو القاسم الطَّبَريّ الأُمويّ العُتْبيّ المصريّ. عن: سعيد بن عُفَيْر، ويحيى بن بُكَيْر، وعَمْرو بن خالد، وروح بن صلاح، ويوسف بن عدي.
وعنه: الطبراني، وابن هارون، وغيرهما.
توفي في شعبان سنة اثنتين وتسعين.
277- عبد الرزاق بن الحسن بن عبد الرزاق2. الأنطاكي الوراق المقرئ.
روى الحروف عن: أحمد بن حبيب.
وعنه: ابنه إبراهيم بن عبد الرزّاق، وأحمد بن يعقوب النّائب، وأبو بكر النّقّاش، ومحمد بن أحمد الدّاجونيّ، وجماعة. وقيل: قرأ على ابن ذَكْوان.
278- عبد السلام بن أحمد بن سُهَيْل بن مالك. أبو بكر البصْريّ نزيل مصر.
سمع: هشام بن عمّار، وعيسى بن زُغْبَة، وجماعة. وعنه: حمزة الكِنَانيّ، وجعفر حيزان، وأبو سعيد بن يونس، وجماعة آخرهم موتًا الحسين بن رشيق.
قَالَ ابن يونس: كان صالحًا صدوقًا، تُوُفّي في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين.
279- عبد السّلام بن سهل البغداديّ السُّكَّريّ. نزيل مصر3.
سمع: يحيى الحِمّانيّ، ومحمد بن عبد الله الأزديّ. وعنه: ابن شَنَبُوذ المقرئ، والطَّبَرانيّ.
وتُوُفّي بمصر في ربيع الآخر أيضًا سنة ثمانٍ أيضًا. فقد اتفقا في أشياء.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 240".
2 غاية النهاية "1/ 384".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 248".(22/125)
280- عبد السّلام بن العبّاس الحمصيّ1.
عن: هشام بن عمّار، وعَمْرو بن عثمان، وطائفة. وعنه: الطبراني، وعبد الصمد بن سعيد الحمصي، وغيرهما.
281- عبد الصمد بن محمد بن أبي عِمران. أبو محمد العَيْنُونيّ المقرئ2.
قرأ على عَمْرو بن الصّبّاح صاحب حفص.
قرأ عليه: أبو بكر النّقّاش، ونظيف بن عبد الله، وإبراهيم بن عبد الرّزّاق، وصالح بن أحمد، وغيرهم. تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين بعَيْنُون.
282- عبد العزيز بن أحمد. أبو القاسم البغداديّ3.
عن: أبي كامل الجحدريّ. وعنه: محمد بن مَخْلد، والطَّبَرانيّ.
283- عبد العزيز بن محمد. أبو عَمْرو الحارثيّ الهمدانيّ.
عن: محمد بن عُبَيْد الأَسَدي، وهنّاد بن السَّريّ، وَسَلَمَةَ بن شبيب، وطائفة. وعنه: ابن خرجة، ومحمد بن مُعَاذ الشّعْرانيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، ويُعرف بَعْمرُون.
284- عبد الغفار بن أحمد. أبو الفوارس الحمصيّ4.
حدَّث بأصبهان عن: محمد بن مُصَفَّى، والمسيّب بن واضح، وعَمْرو بن عثمان، وطائفة. وعنه: أبو الشيخ، وعبد الله بن محمد بن عمر القاضي، وعبد الله بن محمود بن محمد الأصبهانيّون.
285- عبد الكبير بن محمد بن عبد الله بن حفص بن هشام بن زيد بن أنس5. أبو عمر الأنصاريّ البخاريّ.
الأندلسيّ البصْريّ.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 248".
2 معجم البلدان "3/ 765"، وغاية النهاية "1/ 391".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 254".
4 ذكر أخبار أصبهان "2/ 132".
5 المعجم الصغير للطبراني "1/ 252".(22/126)
عن: أبيه. وعن: سليمان الشّاذكونيّ. وعنه: الطَّبَراني.
توفي سنة إحدى وتسعين.
286- عبد الملك بن يحيى بن عبد الله بن بُكَيْر المخزوميّ المصري1.
عن: أبيه. وعنه: الطَّبَرانيّ. تُوُفّي في رمضان سنة سبعٍ وتسعين.
287- عُبَيْد الله بن أحمد بن سليمان. أبو محمد بن الصّنّام القُرَشيّ الرّمْليّ.
عن: أبي عُمَيْر عيسى بن النّحّاس، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ، وجماعة. وعنه: أبو عمر بن فَضَالَةَ، والفضل بن جعفر المؤذّن، والطَّبَرانيّ. تُوُفّي سنة تسع وتسعين.
288- عُبَيْد الله بن طاهر بن الحسين2. الأمير أبو أحمد الخُزَاعيّ الطّاهريّ الخُراسانيّ.
وُلِد سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين. وروى عن: أبي الصَّلْت الهَرَويّ، والزُّبَيْر بن بكّار. وعنه: الصُّوليّ، وعمر بن الحَسَن الأشْنانيّ، والطَّبَرانيّ، وغيرهم. ولم يذكره الحاكم في تاريخه.
وكان أديبًا شاعرًا محسنًا فصيحًا.
ولي إمرة بغداد مدة، ومات في شوال سنة ثلاثمائة.
وهذه الأبيات السّائرة له:
وَاحَزَنِي من فراقٍ قومٍ ... هُم المصابيحُ وَالحُصُونُ
وَالأُسْدُ وَالْمُزْنُ الرّواسي ... والأَمنُ والحِرْص وَالرُّكُونُ
لم تتغيّر بنا اللّيالي ... حتّى تَوَفَّتْهُمُ الْمَنُونُ
فكلُّ نارٍ لنا قلوبٌ ... وكلُّ ماءٍ لنا عُيُونُ
ومن شعره:
سَقَتْني في ليل شبيهٍ بشعـ ... ـرها شبيه بعين رقيب
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 247".
2 سير أعلام النبلاء "14/ 62"، والبداية والنهاية "11/ 119"، والنجوم الزاهرة "3/ 180".(22/127)
فما زلت في ليلتي شعر ومن ... دُجى وشمسَيْن ووجه حبيب
وله:
ألم ترَ أنّ الدَّهر يهدم ما بنى ... ويأخذ ما أعطى ويفسد ما أَسْدى
فمن سَرَّه أنْ لا يرى من يَسُؤه ... فلا يتّخذ شيئًا يخاف له فَقْدا
وقد ولي الأمير عُبَيْد الله إمرة بغداد مدة.
ومات في شوّال سنة ثلاثمائة.
289- عبيد الله بن المستملي أبي مسلم عبد الرحمن بن واقد1. أبو شُبَيْلٍ البغداديّ.
عن: أبيه، وإسحاق بن أبي إسرائيل. وعنه: أبو بكر بن الأنباري، وعثمان بن السمّاك، وأحمد بن كامل. وثّقه الخطيب. وتُوُفّي سنة ثمانٍ وتسعين.
290- عُبَيْد الله بن يحيى بن يحيى بن كثير2. أبو مروان اللَّيْثيّ مولاهم الأندلسيّ القُرْطُبيّ الفقيه.
حمل عن أبيه العلم، وسمع منه "الموطأ"، ورحل للحجّ والتّجارة بعد موت والده.
وسمع بمصر من: محمد بن عبد الرحيم بن البرقيّ شيئًا يسيرًا.
وببغداد من: أبي هشام الرِّفاعيّ. وطال عُمره، تنافس أهل الأندلس في الأخذ عنه. وكان جليلًا نبيلًا كبير الشأن.
ذكره ابن الفرض في "تاريخه" فَقَالَ: روى عن أبيه عِلْمه، ولم يسمع بالأندلس من غيره. وكان رجلًا كريمًا عاقلًا، عظيم الجاه والمال، مقدَّمًا في الشُّورَى، منفردًا برئاسة البلد، غير مُدَافَع.
روى عنه: أحمد بن خالد، ومحمد بن أعْيَن، وأحمد بن مُطَرِّف، وأحمد بن سعيد بن حزم الصَّدفي لا الأُمويّ، وابن أخيه يحيى بن عبد الله بن يحيى، وكان
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 430".
2 سير أعلام النبلاء "13/ 531"، والعبر "2/ 111"، وشذرات الذهب "2/ 231".(22/128)
آخر من حدَّث عنه شيخنا أبو عيسى يحيى بن عبد الله، يعني ابن أخيه.
تُوُفّي في عاشر رمضان سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين، وصلّى عليه ابنه يحيى. وكانت جنازته مشهودة.
قَالَ ابن بَشْكُوال في غير "الصِّلَة": كان مولى سمحًا جوادًا، كثير الصداقة والإحسان، كامل المروءة، رأى مرّةً شيخًا ضعيفًا، فأعطاه مائة دينار. ولقد قِيلَ إنّه شوهد يوم موته البواكي عليه من كلّ ضَرْب، حتّي اليهود والنَّصَارى. وما شوهد قطّ مثل جنازته، ولا سُمِع أحدٌ حكى أنَّه شهد بالأندلس مثلَها، رحمه الله.
291- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الرحيم1. أبو القاسم بن البَرْقيّ المصريّ.
عن: ابنه، وعبد الرحمن بن يعقوب، ويحيى بن بُكَيْر، وعَمْرو بن خالد الحدّانيّ. وعنه: الطَّبَرانيّ. تُوُفّي في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين. قَالَ النَّسائيّ: صالح؛ ويقال: إنّه روى عنه.
292- عُبَيْد الله بن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّه2. القاضي أبو بكر العُمَريّ المدنيّ.
عن: إسماعيل بن أبي أويس، وإبراهيم بن حمزة الزُّهريّ، وأبي الطاهر بن السَّرح المصريّ، وغيرهم.
وعنه: خيثمة، وأبو علي بن هارون، والطَّبَرانيّ، وجماعة. قَالَ النَّسائي: كذاب3.
وقال أبو القاسم بن عساكر: ولي قضاء حمص وأنطاكية، وولى قضاء دمشق أيام خُمَارَوَيْه بن طولون. قلت: حدَّث في سنة ثلاثٍ وتسعين.
293- عُبَيْد العِجْل. واسمه حسين بن محمد بن حاتم الحافظ أبو علي البغدادي4.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 236".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 235"، والبداية والنهاية "3/ 29"، وميزان الاعتدال "3/ 15".
3 تاريخ دمشق.
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 140"، وتاريخ بغداد "8/ 93".(22/129)
عن: داود بن رشيد، وإبراهيم بن عبد الله الهَرَويّ، ومحمد بن عبد الله بن عمار، والوليد بن شجاع السكوني، ويعقوب بن حميد بن كاسب، وطائفة.
وعنه: عبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي، وعثمان بن السنة، والطبراني، وآخرون.
قال الخطيب: كان متقنا حافظا1.
وقال ابن المنادي: كان من المتقدمين في حفظ "المسند" خاصة.
وقال ابن قانع: توفي في صفر سنة أربعٍ وتسعين.
قلت: وكان من تلامذة ابن مَعين، وهو لقّبَه بعُبَيْد العِجْل.
قَالَ ابن عقْدَة، فيما رواه عنه ابن عديّ: كنّا نحضر مع عُبَيْد عند الشيوخ وهو شاب فيتخّير لنا، فإذا أخذ الكتاب بيده طار ما في رأسه، فنكلِّمُه فلا يردّ، فإذا فرغ قلنا: كلّمناك فلم تُجِبْنا.
قَالَ: إذا أخذت الكتاب بيدي يطير عنّي ما في رأسي، يمّر بي حديث الصَّحابي، فكيف أجيبكم وأنا أحتاج أن أفكر في مُسْنَد ذلك الصَّحابي من أوله إلى آخره، هل الحديث فيه أم لا؟ أخاف أن أزلّ في الانتخاب، وأنتم شياطين قد قعدتم حولي.
294- عثمان بن عَمْرو. أبو عَمْرو الضَّبّيّ البصْريّ2.
عن: الوليد الطَّيالِسيّ، وعبد الله بن رجاء، وعمرو بن مرزوق، وغيرهم. وعنه: الطبراني.
295- علي بن المكتفي بالله3.
أمير المؤمنين أبو محمد ابن الخليفة المعتضد بالله أبي العبّاس أحمد بن الموفق أبي أحمد طلحة ابن الخليفة المتوكّلُ عَلَى اللَّه جعْفَر بن المُعْتَصمِ بن الرشيد العبّاسيّ.
وُلِد سنة أربعٍ وستّين ومائتين، وكان يُضْرَب المثل بحُسْنه في زمانه. كان معتدل
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 94".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 189".
3 تاريخ بغداد "11/ 316"، والمنتظم "6/ 31"، والبداية والنهاية "11/ 94"، والنجوم الزاهرة "3/ 183"، وشذرات الذهب "2/ 219".(22/130)
القامة، دُرّيّ اللون، أسود الشَّعر، حَسَن اللّحْية، جميل الصُّورة1.
بُويع بالخلافة عند موت والده في جُمَادَى الأولى سنة تسعٍ وثمانين، فكانت أيّامة ستّة أعوام ونصفًا. أخذ له أبوه الْبَيْعَةَ في مرضه، ونهض بأعبائها الوزير أبو الحسن القاسم بن عُبَيْد الله.
ومات شابًّا في ذي القعدة سنة خمسٍ وتسعين. بويع من بعده أخوه جعفر المقتدر، وقد دخل في أربع عشرة سنة، بتفويض المكتفي إليه في مرضه، بعد أن سأل وصحّ عنده أنه قد احتلم.
وذكر أبو منصور الثَّعالبي قَالَ: حكى إبراهيم بن نوح أنّ الّذي خلّفه المكتفي، مما جمعه هو وأبوه: مائة ألف ألف دينار عَيْن، وأمتعة وعقار وأواني، فكان من تلك الأمتعة، ثلاثٌ وستُّون ألف ثَوْب.
296- عليّ بن أحمد بن الصَبّاح القَزْوينيّ2.
الحافظ المعروف بابن أبي طاهر.
روى عنه: ابن أبي حاتم بالإجازة في تصانيفه. ثقة، سمع بقزوين: إسماعيل بن توبة. وفي رحلته من: بُنْدار، وطبقته بالعراق. ومن: دُحَيْم، وهشام بن عمّار بالشّام.
وثّقه الخليليّ قَالَ: سمعت الحَسَن بن أحمد بن صالح يحكي عن سليمان بن يزيد، أنّ عليّ بن أبي طاهر لمّا دخل الشام وكتب الحديث، جعل كُتُبَه في صندوق وعمله بالقبر، وركب البحر، فاضطّربت السّفينة وماجت بهم، فألقى الصَّنْدوق في البحر ثمّ سكنت السّفينة، فلمّا خرج منها أقام على السّاحل ثلاث ليالٍ يدعو الله، ثم سجد في الليلة الثّالثة، وقال: إنْ كان طلبي ذلك لوجهك وحبّ رسولك فأغِثْني بردّ ذلك. فرفع رأسه، فإذا بالصندوق مُلْقى عنده.
قَالَ: فرجع، وأتى على ذلك بُرْهة من الدَّهْر، فقصدوه لسماع الحديث، فامتنع منه.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 318".
2 التدوين في أخبار قزوين للرافعي "3/ 329".(22/131)
قَالَ: فرأيت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي منامي، ومعه عليّ -رضي الله عنه، فَقَالَ النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- لي: يا عليّ من عامل الله بما عاملك على شطّ البحر، لا يمتنع من رواية أحاديثي.
فقلت: قد تبت إلى الله؛ فدعا لي وحثني على الرّواية.
ذكرها الخليليّ في مشايخ أبي الحَسَن القطّان.
وقال: مات سنة نيِّفٍ وتسعين ومائتين.
397- عليّ بن أحمد بن النَّضر أبو غالب الأزْدي البغداديّ1. أخو محمد.
عن: عاصم بن عليّ، وسَعْدُوَيه الواسطيّ، ويحيى بن يوسف الزمن، وعلي بن المديني، وعبيد الله العبْسيّ.
وعنه: جعفر الخالديّ، وابن قانع، وأبو بكر الشافعيّ، والطَّبَرانيّ، وطائفة.
قَالَ الدّارَقُطْنيّ: ضعيف.
وقال أحمد بن كامل: تُوُفّي سنة خمس وتسعين وقال: لا أعلمه ذُمَّ في الحديث.
298- عليّ بن إسحاق بن إبراهيم2. أبو الحَسَن الأصبهانيّ الملقَّب بالوزير.
سمع: إسماعيل بن موسى الفرّاء، وأبا كُرَيْب، والحَسَن بن قَزَعَة، وعبد الجبار بن العلاء المكّيّ، وطائفة.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأحمد بن بُنْدار، والطَّبَرانيّ. تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين، وقيل: سنة ثمانٍ. وقيل له: الوزير؛ لأنه كان يقوم بمصالح أحمد بن الفُرات الحافظ. قَالَ أبو الشّيخ: كان حَسَن الحديث.
299- عليّ بن جَبَلَة بن رُسْتَة بن زيد بن جَبَلَة.
أبو الحَسَن التميميّ الأصبهانيّ3.
سمع: الحسين بن حفص، وإسماعيل بن أبي أُوَيْس.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 193"، وتاريخ بغداد "11/ 316".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 198"، وذكر أخبار أصبهان "2/ 11".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 197"، وذكر أخبار أصبهان "2/ 8".(22/132)
وعنه: الطَّبَراني، ومحمد بن أحمد بن عبد الوهّاب، وأبو الشَّيخ، وآخرون.
تُوُفّي سنة إحدى أو اثنتين وتسعين على قولين.
300- عليّ بن الحسين بن شَهْرَيار الرّازيّ.
نزل نَيْسابُور، وحدَّث عن: سهل بن عثمان، وعبد العزيز بن يحيى المدنّي. وعنه: محمد بن داود بن سليمان، وأبو عبد الله بن الأخرم، ومحمد بن مهران، وأحمد بن منيع، وخلْق.
وهو والد الحافظ أبي بكر أحمد بن عليّ الرّازيّ. تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين، قاله حفيده أبو الحَسَن. وفي بعض النُّسَخ اسم أبيه: الحَسَن.
301- على بن الحسين بن الْجُنَيْد1.
أبو الحسن الرّازيّ الحافظ، ويُعرف ببلده بالمالكيّ، لجَمْعه حديثَ مالك. وكان واسع الرّحلة، بصيرًا بهذا الفنّ، خبيرًا بالرّجال والعِلَل.
سمع: أبا جعفر النُّفَيْليّ، والمُعَافَى بن سليمان، وجماعة بالجزيرة. وصفوان بْن صالح، وهشام بْن عمّار، وجماعة بدمشق. وأبا مصعب الزُّهْريّ، وجماعة بالحجاز. وأحمد بن صالح، وطائفة بمصر. ومحمد بن عبد الله بن نُمَير، وغيره بالكوفة.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وأَحْمَد بْن إسحاق الضُّبَعيّ الفقيه، ودَعْلَج السّجْزيّ، وأبو أحمد العسّال، وإسماعيل بن نُجَيْد، وأحمد بن الحَسَن بن ماجة، وطائفة.
وقع لي حديثه بعُلُوّ، وكان يحفظ حديث مالك وحديث الزُّهْريّ.
وتُوُفّي في آخر سنة إحدى وتسعين. قَالَ ابن أبي حاتم: صدوق ثقة. وأرّخه الخليليّ سنة ثمانٍ وثمانين. وقال: هو حافظ علم مالك بن أنس صاحبه.
302- عليّ بن الحسين بن عبد الرّحيم.
أبو الحسن النيسابوري2.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 179"، سير أعلام النبلاء "14/ 16"، وشذرات الذهب "2/ 208".
2 تاريخ جرجان للسهمي "423".(22/133)
حدَّث عن: بِشْر بن الحَكَم، وإسحاق بن راهَوَيْه. وعنه: أبو بكر الإسماعيليّ، وغيره بجُرْجان.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
303- عليّ بن الحسين بن مِهْران.
أبو الحَسَن النَّيْسابوريّ الصّفّار. آخر من مات من أصحاب يحيى بن يحيى التّميميّ. أثنى عليه إبراهيم بن أبي طالب.
روى عنه: أبو الفضل محمد بن إبراهيم، وأبو عليّ النَّيْسابوريّ الحافظ.
تُوُفّي في رجب سنة خمس وتسعين.
وروى أيضًا عن: إسحاق بن راهوَيْه، وعلي بن حُجْر.
304- عليّ بْن حسنوية البغدادي القطان1.
عَنْ: محمد بن زياد الزّياديّ، وحَوْثَرة المقرئ، والحَسَن بن عرفة، وطبقتهم. وعنه: أبو الحسن الزَّيْنبيّ، وعليّ الرزاز. وأرخه الخطيب ووثَّقه.
305- عليّ بن حماد بن هشام العسكريّ الخشّاب2.
عن: عليّ بن المدينيّ، وعبد الأعلى الذّمّيّ، وطبقتهما. وعنه: مخْلَد الباقَرْحَيّ، ومحمد بن أحمد العطشي، وجماعة. توفي سنة ثلاثمائة أيضًا.
306- عليّ بن رازح بن رجب الخَوْلانيّ. المصريّ.
عن: حَرْمَلَة، ومحمد بن رُمْح. وعنه: أبو سعيد بن يونس وقال: مات سنة سبْعٍ وتسعين.
307- عليّ بن سعيد بن بشير بن مهران3.
أبو الحَسَن الرّازيّ الحافظ نزيل مصر.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 421".
2 تاريخ بغداد "11/ 420".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 195"، وسير أعلام النبلاء "14/ 145"، والنجوم الزاهرة "3/ 184"، وشذرات الذهب "2/ 234".(22/134)
عن: عبد الأعلى بن حمّاد النَّرْسي، وجُبَارَة بن المُغَلِّس، وعبد الرحمن بن خالد بن نجِيح المصريّ، وبِشْر بن مُعَاذ العَقَديّ، ومحمد بن هاشم البَعْلَبَكيّ، ونوح بن عَمْرو السَّكْسكيّ، وخلْق كثير.
وعنه: أبو سعيد بن الأَعرابي، وعَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن الورد، ومُحَمَّد بن أحمد بن خَرُوف، وسليمان الطَّبَرانيّ، والحَسَن بن رشيق، وآخرون.
قَالَ حمزة السَّهْميّ: سألت الدَّارَقُطْنيّ عنه، فَقَالَ: لم يكن في حديثه بذلك. سمعت بمصر أنّه كان والي قرية، وكان يطالبهم بالخراج فَيُمَاطَلُونَه، فجمع الخنازير في المسجد؛ فقلت: كيف هو بالحديث؟ قَالَ: حدَّث بأحاديث لم يُتَابَع عليها.
وقال ابن يونس: كان يفهم ويحفظ، ومات في ذي القعدة سنة تسع وتسعين.
قلت: وكان يُعرف بعُلَيْك. والعجم إذا أرادوا أن يصغّروا اسمًا زادوه كافًا، فهو علامة التّصغير في لسانهم.
308- عليّ بن سعيد العسكريّ1. الحافظ. صاحب كتاب "السّرائر".
سيأتي سنة ثلاث عشر وثلاثمائة.
309- عليّ بن طَيْفور بن غالب النَّشَويّ2. أبو الحَسَن نزيل بغداد.
سمع: قُتَيبة بن سعيد. وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وأبو بكر القَطِيعيّ، وعمر بن نوح البجلي، وجماعة. توفي سنة ثلاثمائة، في صَفَر. وثّقه أبو بكر الخطيب.
310- عليّ بن عمر بن توبة الخَولانيّ المَوْصليّ.
عن: عليّ بن المَدينيّ، وأبي بكر بن أبي شَيْبة، وجماعة. وعنه: يزيد الأزديّ في تاريخه. تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
311- عليّ بن غالب بن سلام. أبو الحَسَن السَّكْسكيّ البَتَلْهيّ.
عن: عليّ بن المَدِينيّ، وعبد الأعلى النَّرْسيّ، وجماعة. وعنه: أحمد بن محمد بن فُطَيْس، وأبو عليّ بن آدم، وأبو عليّ بن هارون، وأحمد بن سعيد بن أبي العجائز، وعبد الله بن الناصح، وآخرون.
__________
1 سير أعلام النبلاء "14/ 463"، وتاريخ جرجان للسهمي "303"، والعبر "2/ 114".
2 تاريخ بغداد "11/ 442"، والمنتظم "6/ 119".(22/135)
وقع لنا نسخة عليّ بن المَدِينيّ من طريقه، وقد حدَّث ببيت لِهْيا في ذي القعدة سنة إحدى تسعين.
312- عليّ بن القاسم الضّبّيّ البغدادي1.
عن: العلاء بن مَسَلْمَة، وحَجّاج بن الشّاعر. وعنه: أبو عمر بن السماك، وأبو علي بن الصّوّاف. مات سنة ستٍّ وتسعين ومائتين.
313- عليّ بن محمد بن عبد الوهّاب بن جَبَلة. أبو أحمد المروزي الكاتب2.
حدث بأصبهان في سنة إحدى أيضًا.
عن: يحيى بن هاشم السمسار، وعبد الله بن صالح العِجْليّ، وأبي بلال الأشعريّ، والحَسَن بن بشير البَجَليّ.
وعنه: أحمد بن بُنْدار الشّعّار، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وجماعة.
قَالَ الخطيب: تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
314- عليّ بن محمد بن عيسى3. أبو الحَسَن الخُزَاعيّ الهَرَويّ الْجَكّانيّ. وجَكّان: محّلة على باب هَرَاة. كان مُسْنَد وقته ببلده.
رحل وسمع: أبا اليمان، وآدم بن أبي إياس، ويحيى بن صالح الوُحَاظيّ، ومحمد بن وهْب بن عطية، وجماعة.
وعنه: أبو عليّ الرّخّاء، وأبو محمد أحمد بن عبد الله المُزَنيّ، وأبو الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خَمْرُوَيْه، وطائفة.
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين وقد وُثِّق.
315- عليّ بن أحمد بن يزيد بن عُلَيْل. أبو الحسن المصريّ.
عن: محمد بن رُمْح، وحَرْمَلَة، وجماعة. وعنه: ابن يونس، والمصريون.
توفي سنة ثلاثمائة.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 52".
2 تاريخ بغداد "12/ 61"، والمعجم الصغير للطبراني "1/ 197".
3 معجم البلدان "2/ 148".(22/136)
316- عِمران بن موسى بن حُمَيْد. أبو القاسم المصريّ، ابن الطّبيب.
عن: يحيى بن عبد الله بن بُكَيْر، وعَمْرو بن خالد، وجماعة. وعنه: أبو سعيد بن يونس، وأبو بكر النّقّاش صاحب "التّفسير"، وحمزة الكِنانيّ. توفي في شوال سنة خمس.
317- عمر بن أحمد بن بشر1. أبو الحسين، وقيل: أبو بكر بن السني البغدادي.
حدث بأصبهان عَنْ: محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب، وعبد الحميد بن بَيَان، وغيرهما. وعنه: أحمد بن جعفر السمسار، وأبو بكر القبّاب. بقي إلى سنة ستٍّ وتسعين.
وقال الخطيب2 أبو بكر: عامة أحاديثه مستقيمة.
318- عمر بن حفص السَّدُوسيّ البصْريّ. أبو بكر3.
سمع: عاصم بن عليّ، وكامل بن طلحة، وأبا بلال الأشعريّ. وعنه: جعفر الخُلْديّ، وأبو بكر الشّافعيّ، وحبيب القزّاز، وسليمان الطّبَرانيّ، وجماعة. وثّقه الخطيب.
وتُوُفّي في صفر سنة ثلاثٍ وتسعين.
319- عمر بن حفص الهَمداني البُخاريّ السَّبِيريّ4.
نسبة إلى قرية ببُخَارى. سمع: عليّ بن حُجْر، ومحمد بن حُمَيْد الرّازيّ. وعنه: محمد بن محمد بن صابر، وغيره.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين في صَفَر، وله مائة سنة. ويُعرف بالرّباطيّ.
320- عَمْرو بن بحر الأَسَديّ الصُّوفيّ.
أكْثَرَ من التَّطْواف، وصحِب ذا النون المصري.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 217".
2 تاريخ بغداد "11/ 217".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 185"، وتاريخ بغداد "11/ 216".
4 معجم البلدان "3/ 187"، واللباب "2/ 102".(22/137)
وسمع من: هشام بن عمّار، ودُحَيْم. وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشّيخ، والأصبهانيّون.
321- عَمْرو بن حازم القُرَشيّ.
عن: صفوان بن صالح الدّمشقيّ، ومحمد بن رُمْح، وجماعة. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو بكر النّقّاش، وأبو عمر بن فَضَالَةَ، وغيرهم.
توفي قبل الثلاثمائة.
322- عَمْرو بن الحافظ أبي زُرْعة عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو النَّصْريّ الدّمشقيّ.
عن: سليمان ابن بنت شُرَحْبِيل، وهشام بن عمّار، وجماعة. وعنه: الطَّبَرانيّ، وعبد الله بن النّاصح. حدَّث سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين.
323- عَمْرو بن عبد الله بن عبد الوهّاب. أبو الحَسَن الصَّدَفيّ، مولاهم المصريّ.
روى عن: أحمد بن صالح المصريّ، وغيره.
قَالَ ابن يونس: كان يَغْشَى والدي، وكان صالحًا. تُوُفّي في ذي القعدة سنة " ... "1 وتسعين، وكان مُوَثَّقًا.
324- عَمْرو بن عثمان المكّيّ الزّاهد. شيخ الصُّوفيّة2.
قِيلَ: تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين، وقيل: غير ذلك. وسيأتي بعد الثلاثمائة.
وذكر السُّلميّ أنه مات ببغداد؛ وكان قد قدِم من مكّة. وقد ولي قضاء جَدّة، فما عادهُ الْجُنَيْد في مرضه.
325- عيسى بن خدابنده3. أبو موسى الأزدي.
عن: موسى بن عامر، وصالح بن حكيم. وعنه: أبو عليّ بن آدم، وأبو القاسم بن أبي العقب، وجماعة. توفي سنة ثلاثمائة.
__________
1 بياض في الأصل.
2 صفة الصفوة "2/ 440"، والمنتظم "6/ 93"، وشذرات الذهب "2/ 225".
3 تاريخ بغداد "12/ 224".(22/138)
326- عيّاش بن محمد بن عيسى البغداديّ الجوهريّ1.
عن: سُرَيْج بن النعمان، وأحمد بن حنبل. وعنه: أبو بكر الْجِعابي، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
وثّقه الخطيب. وتُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
327- عيسى بن محمد بن عيسى2. أبو العبّاس الطَّهْمانيّ المَرْوَزِيّ الكاتب اللُّغَويّ، إمام أهل اللُّغَة في زمانه.
سمع: إسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر، وعلي بن خَشْرَم، وطائفة. وعنه: أحمد بن الخضر، ويحيى بن محمد العنْبريّ، وعمر بن علك الْجَوهريّ.
وكان رئيسًا نبيلًا كثير الفضائل.
سمع الحاكم والده يقول: سمعتُ أبا العباس عيسى الطَّهْمانيّ يقول: رأيت بخوارزم امرأة لا تأكل ولا تشرب ولا تَرُوث.
وقال: أبو صالح محمد بن عيسى: تُوُفّي في صفر سنة ثلاث وتسعين.
قال الحاكم: سمعتُ أبا زكريّا العنْبريّ يقول: سمعتُ أبا العباس، فذكر قصة المرأة التي تأكل ولا تشرب، وأنها عاشت كذلك نيّفًا وعشرين سنة. فَقَالَ: إنّ الله مُظْهِرًا ما شاء من آياته، فيزيد الإسلام بها عزًا وقوّة، وإنّ ممّا أدركنا عَيَانًا، وشاهدناه في زماننا أنْ وردتُ عان مدينةً من مدائن خوارزم، بينها وبين المدينة العظمى نصف يوم، فأُخبرت أنّ بها امرأة من نساء الشُّهداء رأت رؤيا كأنها أطْعمت في منامها شيئًا، فهي لا تأكل ولا تشرب منذ عهد عبد الله بن طاهر؛ ثمّ مررت بها سنة اثنتين وأربعين، فرأيتها وحدَّثتني بحديثها، ثمّ رأيتها بعد عشر سنين مشْيَتُها قوية، وإذا هي امرأة نَصَف، جيدة القامة، حَسنة البِنْية، متورِّدة الخَدين، فسايرتني وأنا راكب. فعرضت عليها مركبًا، فأبت وَبَقِيَتْ تمشي معي.
وحضر مجلس محمد بن حَمْدَوَيْه الحارثيّ، وهو فقيه قد كتب عنه موسى بن هارون، وَكَهْلٌ له عبارة وبيان يُسَمّى عبد الله بن عبد الرحمن، وكان قد تخلف
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 256" وتاريخ بغداد "12/ 279".
2 سير أعلام النبلاء "13/ 571"، وشذرات الذهب "2/ 210"، وتاريخ بغداد "11/ 170".(22/139)
أصحاب في ناحيته، فسألتهم عنها، فأحسنوا القول فيها، وأثنوا عليها، وقالوا: أمرُها ظاهر، ليس فينا من يختلف فيه.
قَالَ عبد الله: أنا أسمع أمرها من أيّام الحداثة، وقد فرَّغْت بالي لها، فلم أر إلّا ستْرًا وعَفَافًا. ولم أعثر على كذب في دعواها. وذكر أنّ من كان يلي خوارزم كانوا يُحْضِرونها الشَّهر والشَّهْرين في بيتٍ، ويُغلقون عليها.
قَالَ: فلما تواطأ أهل النّاحية على تصديقها سالتها، فقالت: اسمي رَحْمة بنت إبراهيم، كان لي زوج نجّار يأتيه رزقه يومًا فيومًا. وأنّها ولدت عدّة أولاد. وجاء الأقطع ملك التُّرْك الغَزّيّة، فعبر الوادي عند جموده إلينا في زهاء ثلاثة آلاف فارس.
قَالَ الطَّهْمانيّ: والأقطع هذا كان كافرًا عاتيًا، شديد العداوة للمسلمين، قد أثّر على أهل الثُّغور، وألح عن أهل خُوارزم، وكان وُلاةُ خُوارزم يتألّفونه، ويبعثون إليه بمالٍ وأَلْطاف وأنه أقبل مرّةً في خيوله فعاثَ وأفسدَ وقتل فأنهض إليه ابن طاهر أربعةً من القُوّاد. وأنّ وادي جَيْحُون، وهو الّذي في أعلى نهر بلْخ، وهو وادي عظيم، شديد الطُّغْيان، كثير الآفات، وإذا امتدَّ كان عرضه نحوًا من فرسخ، وإذا جمد انطبق، فلم يوصل منه إلى شيء، حتّى يُحْفَر فيه، كما تُحْفر الآبار في الصُّخور. وقد رأيت كثف الْجَمَد عشرة أشبار. فَأخْبِرْتُ أنّه كان فيما خلا يزيد على عشرين شِبْرًا، وإذا هو انطبق صار الجمد جسرًا لأهل البلد، يسير على القوافل وَالْعِجْلِ، وربّما بقي الْجَمَدْ مائةً وعشرين يومًا، وأقلّه سبعون يومًا.
قالت المرأة: فعبر الكافر، وصار إلى باب الحُصَيْن، فأراد النّاس الخروجَ لقتاله، فمنعهم العامل دون أن يَتَوَافَى العسكر. فشدّ طائفة من شُبّان الناس، فتقاربوا من السُّور، وحملوا على الكَفَرَة، فتهازموا، واسْتَجَرُّوهم بين البيوت، ثمّ كَرُّوا عليهم، وصار المسلمون في مثل الحَرجَة فحاربوا أشدّ حرب، وثبتوا حتّى تقطّعت الأوتار، وأدركهم اللُّغوب والجوع والعَطَش، وقُتِل عامَّتُهم، وأُثْخِن من بقي. فلمّا جنّ عليهم اللّيل، تحاجز الفريقان.
قالت: ورفعت النّيران من المناظر ساعة عُبُور الكافر، فاتّصلت بجُرْجَانية خُوارزم، وكان بها ميكال مولى طاهر في عسكر، فخفّ وركض إلى حصننا في يومٍ وليلة أربعين فرسخًا، وغدا الترْك للفراغ من أمر أولئك، فبينا هم كذلك إذا ارتفعت بهم الأعلام السُّود، وسمعوا الطُّبول، فأفرجوا عن القوم، ووافى ميكال موضعَ(22/140)
المعركة، فارتَثّ القتلى، وحمل الجرحى، ودخل الحصن عشيئذ زهاء أربعمائة جَنَازة، وارتجَّت الناحية بالبكاء والنَّوْح، ووضع زوجي بين يدي قتيلًا، فأدركني من الجزع والهلع عليه ما يُدرك المرأة الشّابّة المسكينة، على زوج أبي أولاد، وكاسب عيال. فاجتمع النّاس من قراباتي والجيران، وجاء الصِّبْيان، وهم أطفال يطلبون الخُبز، وليس عندي ما أعطيهم، فَضِقْتُ صَدْرًا، فنمت، فرأيت كأنّي في أرض حسناء ذات حجارة وشَوْك، أهيم فيها وَالِهَةً حُزْنًا أطلب زوجي، فناداني رجل: خذي ذات اليمين.
فأخذت، فرفعت لي أرض سهلة الثرى، طيّبة العُشْب، وإذا قصور وأبنيةٌ لا أُحْسِنُ أن أصفها، وأنهار تجري من غير أخاديد، فانتهيت إلى قوم جُلُوس حِلَقًا، عليهم ثيابٌ خُضْر، قد علاهم النُّور، فإذا همُ الّذين قُتِلوا، يأكلون على موائد. فجعلت أبغي زوجي، فناداني: يا رَحْمة، يا رَحْمة. فيمَّمْت الصَّوت، فإذا به في مثل حال الشُّهداء، ووجهه مثل القمر ليلة البدْر، وهو يأكل مع رفْقة. فَقَالَ لهم: إنّ هذه البائسة جائعة منذ اليوم، أفتأذنون أن أناولها؟ فأذنوا له، فناولني كِسْرةً أبيضَ من الثّلج، وأحلى من العَسَل، وألْين من الزّبد، فأكلتها. فلمّا استقرّت في جوفي قَالَ: اذهبي. فقد كفاك الله مؤونة الطعام والشراب ما حييت.
فانتبهت وأنا من شَبْعَى رَيًّا، لا أحتاج إلى طعام ولا إلى شرابٍ، فما ذقتهما إلى الآن.
قَالَ الطَّهْمانيّ: وكانت تحضُرنا، وكنّا نأكل، فتتنحّى، وتأخذ على أنفها، تزعم أنّها تتأذى برائحة الطّعام، فسألتها: هل يخرج منك رِيح؟ قالت: لا. قلت: والحيض؟ أظنها قالت: انقطع. قلت: فهل تحتاجين حاجة النساء إلى الرجّال؟ قالت: أما تستحي منّي، تسألني عن مثل هذا؟ قلت: لعلِّي أحدِّث النّاس عنكِ. قالت: لا أحتاج.
قلت: فتنامين؟ قالت: نعم.
قلت: فما تَرين في منامك؟ قالت: مثل النّاس.
قلت: فتَجِدين لفَقْد الطّعام وَهَنًا في نفسك؟ قالت: ما أحسست بالجوع منذ طَعِمْتُ ذلك الطّعام.
وكانت تَقْبل الصَّدَقة، فقلت: ما تصنعين بها؟ قالت: أكتسي وأكسي ولدي.
قلت: فهل تجدين البْرد؟ قالت: نعم.(22/141)
قلت: فهل يدركك اللُّغُوب والإعياء إذا مشيتِ؟ قالت: نعم، ألست من البشر؟ قلت: فتتوضين للصلوات؟ قالت: نعم.
قلت: ولِمَ؟ قالت: تأمرني بذلك الفقهاء، معتق للنّوم.
وذُكِر أنّ بطنها لاصِق بظهرها، فأمرت امرأةً من نسائنا، فنظَرَتْ، فإذا بطنها كما وصفت، وإذا قد اتخذت كيسًا وشدته على بطنها كي لا ينقصف ظهرها إذا مَشَت.
قَالَ: ثمَ لم أزل اختلف إلى هُزَارسْف، يعني تلميذتها، فأعيد مسألتها، وهي تتكلم بلغة أهل خُوارزم، فلا تزيد في الحديث، ولا تنقص منه.
فعرضت كلامها كله على عبد الله بن عبد الرحمن الفقيه، قَالَ: أنا أسمع هذا الحديث منذ نشأت، فلا أرى من يدفعه.
وأجريت ذِكْرها لأبي العبّاس أحمد بن محمد بن طَلْحة بن طاهر والي خُوارزم في سنة ستِّ وستّين، فَقَالَ: هذا غير كائِن.
قلت: فالأمر سهل، والمسافة قريبة. فَأمُر بها، فَتُحْمَلُ إليك، وتمتحنها بنفسك.
فأمرني، فكتبت عنه إلى العامل، فَأَشْخَصها على رفق. فأخبرني أبو العبّاس أحمد أنّه وكّل أُمَّه دون النّاس بمُرَاعاتها، وسألها أن تستقصي عليها، وتتفقّدها في ساعات الغَفلات. وأنّها بقيت عند أمّه نحوًا من شهرين، في بيتٍ لا تخرج منه، فلم يروها تأكل ولا تشرب. وكثُر من ذلك تَعَجُّبُه، وقال: لا ينكر الله قدره.
وَبَرَّها وصرفها، فلم يأتِ عليها إلّا القليل حتّى ماتت، رحمها الله. قلت: حدّثني غيرُ واحدٍ أثق به، أنّ امرأة كانت بالأندلس مثل هذه كانت في حدود السبعمائة، بقيت نحوًا من عشرين سنة لا تأكل شيئًا، وأمرها مشهور.
وذكر علاء الدّين الكِنْديّ في تَذكِرته عن الفاروثيّ مثل ذلك، عند رجل كان بالعراق بعد السّتّمائة1.
328- عيسى بن محمد. ويقال عيسى بن موسى، الأمير أبو موسى النوشري2.
__________
1 سير أعلام النبلاء "13/ 572".
2 سير أعلام النبلاء "14/ 46"، والنجوم الزاهرة "3/ 171".(22/142)
من كبار القُوّاد المشهورين. ولي إمرة أصبهان، وولي شرطة بغداد، وانتُدِبَ لقتال أمير أصبهان أبي ليلى، وغيره. فظهرت شهامته وشجاعته.
وولى إمرة مصر للمكتفي بالله بعد السّبعين ومائتين، عند زوال الدّولة الطُّولونيّة، وطال عُمره، وعظُمت حُرْمته.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين في شَعْبان.
329- عيسى بن مسكين بن منصور بن جُرَيْج بن محمد. الفقيه أبو محمد الإفريقيّ1 المغربيّ، عالم إفريقيه وشيخها.
أخذ عن: سَحْنُون بن سعيد الفقيه، وغيره. وعنه: تميم بن محمد القَرويّ، وحمدون بن مجاهد الكلبيّ الفقيه، ولُقْمان بن يوسف، وعبد الله بن مسرور بن الحجّام، وطائفة كثيرة. كان إمامًا ورعًا ثقة، متمكّنًا من الفقه والآثار، صاحب خُشُوع وعِبادة، وكان يشبه بسحنون في سمته وهيبته.
وقيل: كان مستجاب الدعوة، رحمه الله.
بلغنا أن بعض ملوك بني الأغلب قَالَ له: لئن لم تَلِ القضاء لأقتُلنَّك. وأغلَظ له. فتولّى القضاء. ولم يأخذ رِزقًا. وكان يستقي بالْجَرّة، ويركب الحمار، ويترك التّكلُّف.
تُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين.
330- عيسى بن هارون الزّاهد. أبو أحمد الهَمْدانيّ.
رحل وكتب العِلم عن: أبي مُصْعَب الزُّهْريّ، وهَنّاد بن السَّرِيّ، وطائفة. وعنه: الفضل بن الفضل الكِنْديّ، وأبو بكر بن خارجة النَّهَاونْديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وغيرهم.
331- عيسى بن يزيد بن خالد بن " ... "2 المصريّ المَعَافِريّ. أبو عقِب. روى عن: أبيه. وعنه: هارون بن سعيد. كان بالإسكندرية.
__________
1 سير أعلام النبلاء "13/ 573"، وشذرات الذهب "2/ 220".
2 بياض في الأصل.(22/143)
"حرف الفاء":
332- فاتك بن عبد الله. مولى المعتضد1.
كان من كبار الأمراء. وتَرَقَّت سعادته في أيّام المكتفي. ذكرنا أنّه قُتِلَ مع العباس الوزير.
333- الفضل بن أحمد الأصبهانيّ2.
عن: إسماعيل بن عَمْرو البَجَليّ. وعنه: الطَّبَرانيّ. قَالَ أبو نُعَيْم الحافظ: خَلَطَ، فَتُرِكَ حديثُه.
334- الفضل بن صالح الهاشميّ المنصوريّ3.
عن: هُدْبَةَ بن خالد، وعبد الأعلى بن حمّاد النَّرْسيّ. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو بكر القَطِيعيّ.
وكان ثقة. توفي سنة ثلاثمائة.
335- الفضل بن عبد الله بن مَخْلَد4. أبو نُعَيْم التَّميميّ الْجُرْجانيّ القاضي. رحّال جوّال.
سمع: قُتَيْبة بن سعيد، وهشام بن خالد الدّمشقيّ، ومحمد بن مُصَفَّى، وعيسى بن زُغْبَة، وأبا الطاهر بن السَّرْح، وخلْقًا.
وعنه: أبو جعفر العُقَيْليّ، والزبير بن عبد الواحد الاستراباذيّ، وأبو أحمد بن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وآخرون.
قَالَ الإسماعيليّ: صدوق، جليل.
وقال حمزة السَّهْميّ: تُوُفّي في ربيع الأول سنة ثلاثٍ وتسعين.
336- الفضل بن العبّاس بن مِهْران. أبو العبّاس5.
__________
1 المنتظم "6/ 80"، وتجارب الأمم "1/ 5"، والتنبيه والإشراف "327".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 263"، وذكر أخبار أصبهان "2/ 155".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 263"، وتاريخ بغداد "12/ 374".
4 تاريخ جرجان للسهمي "186".
5 ذكر أخبار أصبهان "2/ 152".(22/144)
عن: ابنُ بُكَيْر، وبشّار بن موسى، وداود بن عمرو الضبي، جماعة. وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشَّيخ، وآخرون.
وتُوُفّي سنة ثلاثٍ أيضًا. قَالَ أبو نُعَيْم: ثقة مأمون.
337- الفضل بن العبّاس بن الوليد البغداديّ البُزُوريّ1.
ويقال: السَّقَطيّ. ويقال: "حدّث عن يحيى بن عثمان الحربيّ"2، وسُوَيْد بن سعيد، وداود بن رُشَيْد.
وعنه: عبد الباقي بن قانع، والطبراني.
وتوفي سنة إحدى وتسعين.
338- الفضل بن محمد. أبو برزة الحاسب. كان حيسوب بغداد3.
روى عن: ابن يونس اليَرْبُوعيّ، ويحيى الحِمّانيّ، ومحمد بن سَمَاعَة. وعنه: ابن قانع، وأحمد بن محمد السَّقَطيّ، وأبو محمد بن "ماسي"4. تُوُفّي في صَفَر سنة ثمانٍ وتسعين. وثّقه الخطيب.
339- الفضل بن هارون الفقيه. تلميذ أبي ثَوْر5.
حدّث عن: داود بن رُشَيْد، ومحمد بن أبي مَعْشَر، وجماعة. وعنه: أبو نُعَيْم بن عديّ، والطَّبرانيّ. وتُوُفّي سنة نيِّفٍ وتسعين. ذكره الخطيب.
340- الفَيْض بن الخَضِر. أبو الحارث الأَوْلاسيّ الزّاهد. نزيل طَرَسُوس6.
حكى عن: عبد الله بن خبيق الأنطاكيّ. وعنه: أبو عَوَانة الإسفرائينيّ، ومحمد بن سهل الفَرَغَانيّ، ومحمد بن المنذر شُكر، وغيرهم.
وتُوُفّي بطَرَسوس سنة تسعٍ وتسعين ومائتين.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 262"، وتاريخ بغداد "12/ 372".
2 بياض في الأصل. مستدرك من المصدرين السابقين.
3 تاريخ بغداد "12/ 373"، والمنتظم للجوزي "6/ 56".
4 بياض في الأصل. مستدرك من تاريخ بغداد.
5 المعجم الصغير للطبراني "1/ 261"، وتاريخ بغداد "12/ 372".
6 المنتظم "6/ 93"، والكامل في التاريخ "8/ 59"، واللباب "1/ 94".(22/145)
"حرف القاف":
341- القاسم بن أحمد بن يوسف1.
أبو محمد التَّميميّ الكوفيّ المعروف بالخيّاط. شيخ القراء في وقته.
قرأ على: أبي جعفر محمد بن حبيب الشموني ختمًا. أخذ عنه: سعد بن أحمد الإسكافي، والحسين بن داود النّقّار، وابن شَنَبُوذ، ومحمد بن أحمد بن الضحاك، وأبو بكر محمد بن الحَسَن النّقّاش، وآخرون.
قَالَ النّقّار: قرأت عليه أربعين ختْمه2.
وقال النّقّاش: قرأت عليه بمسجده في الكوفة سنة تسعٍ وثمانين.
قَالَ النّقّار: سمعت إجماع النّاس على تفضيل قاسم في قراءة عاصم3.
قَالَ الدّانيّ: تُوُفّي بعد التّسعين.
342- القاسم بن أبي حرب البصْريّ. أبو سعيد.
حدَّث في سنة ثلاثّ وتسعين عن: هُدْبَةَ بن خالد، وعبد الله بن مُعَاذ، وجماعة.
343- القاسم بن خالد بن قَطَن. أبو سهل المَرْوَزِيّ الحافظ محدّث مَرْو4.
سمع: حَبّان بن موسى، إسحاق بن راهَوَيْه، وعليّ بن حُجْر، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن المَدِينيّ، ويحيى بن معين، وأبا بكر بن أبي شَيْبة، وابن نُمَيْر، وأبا كامل الْجَحْدَريّ، وأبا مُصْعَب الزُّهْريّ، وعبد الوهّاب بن نَجْدة الحَوْطيّ، ومحمد بن عبد الله بن عمّار، وخلْقًا بالشّام، والعراق، والجزيرة، وخراسان.
وعنه: أبو العباس الدغولي، وعمر بن على الْجَوْهريّ، وأبو بكر أحمد بن عليّ الرّازيّ، وأبو عبد الله بن الأخرم، ومحمد بن صالح بن هانئ، وآخرون.
تُوُفّي في شوال سنة سبع وتسعين ومائتين.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 438"، وغاية النهاية "2/ 16".
2 غاية النهاية "2/ 17".
3 غاية النهاية "2/ 17".
4 سير أعلام النبلاء "13/ 544".(22/146)
344- القاسم بن عاصم المُراديّ الأندلسيّ. التّاجر1.
سمع ببغداد من: أحمد بن مُلاعب، وغيره. وعنه: قاسم بن أصبغ. توفي سنة ثلاثمائة.
345- القاسم بن عبد الواحد بن حمزة2.
أبو بكر البكري العجلي القُرْطُبيّ.
عن: بقيّة بن مَخْلَد، وغيره.
وسمع بمكّة من: محمد بن إسماعيل الصّائغ، وابن مَيْسَرة. وببغداد من: أحمد بن خَيْثَمَة، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي دُلَيْم، وغيره. تُوُفّي سنة بضعٍ وتسعين.
346- القاسم بن عبد الوارث الوراق3.
عن: أبي الربيع الزّهْرانيّ، وغيره.
وعنه: محمد بن مَخْلَد، والطَّبَرانيّ. تُوُفّي سنة أربعٍ.
347- القاسم بن عُبَيْد الله بن سليمان بن وهب بن سعيد الحارثي4. البغداديّ الوزير.
ولي الوزارة للمعتضد بعد موت والده الوزير عُبَيْد الله سنة ثمانٍ وثمانين.
وَنَهَضَ القاسم بأعباء الأمور عند موت المعتضد، فأخذ البيعة للمكتفي. ومات القاسم في تاسع ذي القعدة سنة إحدى وتسعين. فكانت وزارته ثلاث سنين ونصفًا وأيّامًا. وولى بعده العبّاس بن أيّوب الوزير الّذي قُتِل مع ابن المعتزّ.
وكان القاسم من ظَلَمَة الوزراء ومُتَموِّليهم. بَلَغَنَا أنه كان يدخله في السنة من أملاكه سبعمائة ألف دينار.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي "1/ 358".
2 تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي "1/ 358".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 267".
4 سير أعلام النبلاء "14/ 18"، والبداية والنهاية "11/ 98"، والنجوم الزاهرة "3/ 123".(22/147)
ولعِزَّة أبيه على المعتضد استوزر وَلَدَه هذا بعده، وكان شابًا غِرًّا بالأمور، قليل التَّقْوَى، وإنما أنفق على المكتفي لأنّه خدمه، وثبّت له الأمور، وكان مع قلّة خبرته سفّاكًا للدّماء، حَمَلَ المكتفي على قتْل بَدْر، وعلى قتل عبد الواحد بن الموفّق ابن عم المكتفي. ولمّا مات أظهر النّاس الشَّماتَةَ بموته.
وقال الصُّوليّ: قَالَ أبو الحارث النَّوْفَليّ: كنت أبغض القاسم بن عُبَيْد الله لكُفْره، ولمكْروهٍ نالني منه.
قَالَ ابن النّجّار: وأخذ البيعة للمكتفي، وكان غائبًا بالرَّقَّة، وضبط له الخزائن، فعظُم عنده، ولقّبه والي الدولة، فسأل المكتفي أن يزوّج ولده محمد بابنة القاسم، فأجابه، وأمهرها مائة ألف دينار.
قَالَ ابن النّجّار: كان جوادًا ممدَّحًا إلّا أنّه كان زِنْديقًا، فاسد الاعتقاد.
وكان أبو إسحاق الزّجّاج مؤدّبه، فنال في وزارته منه مالًا جزيلًا. كان يقضي أشغالًا كبارًا عنه، فيأخذ عليها، حتّى حصّل نحوًا من أربعين ألف دينار. وقد أعطاه في دفعة واحدة ثلاثة آلاف دينار.
لم يُكمل القاسم ثلاثًا وثلاثين سنة، لا رحمه الله، فقد كان لعينًا قَالَ الصُّوليّ: ثنا شاذي المُغَنّي قَالَ: كنت يومًا عند القاسم بن عُبَيْد الله وهو يشرب، فدخل ابن فِراس، فقرأ عليه شيئًا من عهد أزْدَشير، فأعجب القاسم، فَقَالَ له ابن فِراس: هذا واللهِ، وأومأ إليّ، أَحْسَنُ مِنْ بقرة هؤلاء وآل عِمْرانهم. وجعلا يتضاحكان.
وقال الصُّوليّ: نا ابن عَبْدُون: حدَّثني الوزير عبّاس بن الحَسَن قَالَ: كنت عند القاسم بن عُبَيْد الله، فقرأ قارئ: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] فَقَالَ ابن فِراس: بنقصان "يا" فوثبت فزِعًا، فرآني الوزير وغَمزه، فسكت.
الصُّوليّ: نا عليّ بن العبّاس النُّوبَخْتيّ قَالَ: انصرف ابن الرُّوميّ الشّاعر من عند القاسم بن عُبَيْد الله، فَقَالَ لي: ما رأيت مثل حُجّة أوردها اليوم الوزير في قِدَم العالم. وذكر أبياتًا.
قلت: فهذه الأمور دالّة على خِلالِ هذا المغتر.(22/148)
348- القاسم بن محمد بن حمّاد الكوفيّ الدّلّال1.
عن: أبي بلال الأشعريّ. وعنه: الطَّبَرانيّ، والخالديّ، وابن عُقْدَةَ. وهو ضعيف.
تُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين، وقيل: سنة تسعٍ. ومن شيوخه قُطْبَةُ بن العلاء، ومُخَوّل.
349- قنبل. مُقْرِئ أهل مكّة2.
هو أبو عُمَر محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن خالد بن سعيد بن جُرْجة المخزوميّ المكّيّ.
وُلِد سنة خمس وتسعين ومائة.
وقرأ على: أبي الحَسَن أحمد بن محمد النّبّال القوّاس صاحب أبي الإخريط، وَخَلَفَهُ في الإقراء بعد موته.
وله رواية عن: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أبي بَرَّة أيضًا.
وانتهت إليه رئاسة الإقراء بالحجاز.
قرأ عليه خلق منهم: أبو بكر بن مجاهد، وأبو ربيعة محمد بن إسحاق، وإبراهيم بن عبد الرّزّاق الأنطاكيّ عرض الحروف فقط، وأبو الحَسَن بن شَنَبُوذ، وأبو بكر محمد بن عيسى الجصّاص، وأبو بكر بن موسى الهاشمي النَّرْسي، ونظيف بن عبد الله.
وإنّما لُقِّب قُنْبُلًا لاستعمالهِ دواءً يُقال له قُنْبِيل يُسْقى للبقر. فلمّا أكثر من استعماله عُرِف به، ثم خُفِّفَ، وقيل قُنْبُل.
وقيل: بل هو من قوم مكّة يقال لهم: القُنابلة.
وكان قُنْبُل قد ولي الشرطة وإقامة الحدود بمكّة، وطال عُمره وضعُف، وقطع الإقراء قبل موته بسبعة أعوام.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 266".
2 البداية والنهاية "11/ 99"، غاية النهاية "2/ 165".(22/149)
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
350- قيس بن مسلم البخاري الأزرق1.
عَنْ: عليّ بْن حُجْر، وعليّ بْن خَشْرَم. وعنه: ابن مَخْلَد، والطَّبَرانيّ، وغيرهما.
"حرف اللام":
351- اللَّيْث بن غَشُوم. أبو الحارث المصريّ.
روى عن: يحيى بن بُكَيْر، وغيره. وتُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين ومائتين.
"حرف الميم":
352- محمد بن أبان. أبو مسلم المَدِينيّ الأصبهانيّ. ثقةُ مكْثِر2.
سمع: إسماعيل بن عَمْرو البَجَليّ، وسليمان الشّاذكونيّ.
وعنه: أبو القاسم الطَّبَرانيّ، وأبو الشّيخ، وجماعة. وكان أحد الفقهاء.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
353- محمد بن إبراهيم بن سعيد3.
الإمام أبو عبد الله العَبْديّ، الفقيه المالكيّ البوشَنْجيّ.
شيخ أهل الحديث في زمانه بنَيْسابور. رحل وطوّف وصنّف.
وسمع: يحيى بن بُكَيْر، ويوسف بن عديّ، ورَوْح بن صلاح، وجماعة بمصر. ومحمد بن سِنان العَوفيّ، وأُمية بن بِسْطام، ومسدِّدًا، وعبد الله بن محمد بن أسماء، ومحمد بن المِنْهال الضّرير، وعُبَيْد الله بن عائشة، وهُدْبة بْن خالد بالبصرة.
وإسماعيل بن أُوَيْس، وإبراهيم بن حمزة، وجماعة بالمدينة؛ وسعيد بن منصور
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 270".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 49"، وذكر أخبار أصبهان "2/ 234".
3 الجرح والتعديل "7/ 187"، والمنتظم "6/ 48"، وتهذيب "9/ 1008"، وتقريب التهذيب "2/ 140".(22/150)
بمكّة؛ وأحمد بن يونس اليَرْبُوعيّ، وجماعة بالكوفة؛ وسليمان ابن بنت شُرَحْبيل، وجماعة بدمشق؛ وأبا نصر التّمّار، وطبقته ببغداد.
ذكره السُّليمانيّ فَقَالَ: أحد أئمّة أصحاب مالك، ثمّ سمّى شيوخه.
وعنه: محمد بن إسحاق الصَّغانيّ، ومحمد بن إسماعيل البخاريّ وهما أكبر منه، وابن خُزَيْمَة، وأبو العبّاس الدّغُوليّ، وأبو حامد بن الشَّرْقيّ، وأبو بكر أحمد بن إسحاق الصِّبْغيّ، ودَعْلَج، ويحيى بن محمد العَنْبريّ، وإسماعيل بن نُجَيْد، وخلْق كثير آخرهم موتًا أبو الفوارس أحمد بن محمد بن جمعة المُتَوَفَّى سنة ستٍّ وستين وثلاثمائة.
قَالَ دَعْلَج: حدَّثني فقيه من أصحاب داود بن عليّ أنّ أبا عبد الله دخل عليهم يومًا، وجلس آخر النّاس. ثمّ إنّه تكلم مع داود، فأُعجب به وقال: لعلّك أبو عبد الله البُوشَنجيّ؟ قَالَ: نعم.
فَقَامَ إليه وأجلسه إلى جنبه، وقال لأصحابه: قد حضركم من يُفيد ولا يستفيد.
وقال يحيى العَنْبريّ: شهدت جنازة الحسين القَبَّانيّ، فصلى عليه أبو عبد الله البُوشَنْجيّ، فلمّا أراد الانصراف قُدِّمت دابَّته، وأخذ أبو عَمْرو الخَفّاف بِلِجَامه، وأخذ ابن خُزَيْمة برِكابه، وأبو بكر الجاروديّ، وإبراهيم بن أبي طالب يُسَوّيَان عليه ثيابه، فمضى ولم يكلِّم واحدًا منهم.
وقال ابن حمدان: سمعت ابن خزَيْمة يقول: لو لم يكن في أبي عبد الله من البُخْل بالعِلم ما كان، ما خرجت إلى مصر.
وقال منصور بن الهَرَويّ: صحّ عندي أنّ اليوم الّذي تُوُفّي فيه البوشنجيّ سُئِل ابن خُزَيْمة عن مسألةٍ، فَقَالَ: لا أُفتي حتَّى يُوَارَى أبو عبد الله لَحْدَه.
وقال أبو النَّضْر محمد بن محمد الفقيه: سمعت أبا عبد الله البُوشَنجيّ يقول: مَنْ أراد الفِقْه والعِلم بغير أدب، فقد اقتحم أن يكذب على الله ورسوله.
قلت: وكان أبو عبد الله إمامًا في اللُّغة وكلام العرب.
قَالَ أبو عبد الله الحاكم: سمعت أبا بكر بن جعفر: سمعت أبا عبد الله البُوشَنْجيّ يقول لِلْمُسْتَمْلي: الزَم لفظي.(22/151)
وقال: سمعت أبا بكر محمد بن جعفر: سمعت أبا عبد الله البُوشنجيّ يقول: عبد العزيز بن محمد الأندراوَرْديّ.
وقال عبد الله بن الأخرم: سمعت أبا عبد الله البُوشَنْجيّ غير مرة يقول: ثنا يحيى بن عبد الله بن بُكَيْر، وذكر بملء الفم.
وقال أبو عبد الله: ثنا أبو جعفر النُّفَيْليّ، ثنا عِكْرِمة بن إبراهيم قاضي الرَّيّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بن طلحة قَالَ: ما رأيت أحدًا أخطب ولا أعرب من عائشة.
وقال الحاكم: ثنا محمد بن أحمد بن موسى الأديب: ثنا أبو عبد الله البُوشَنْجيّ: ثنا عبد الله بن يزيد الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: رأيت في المقسلاط صَنَمًا من نُحاس، إذا عطش نزل فشرب. فسمعت البُوشَنْجيّ يقول: ربّما تكلمت العلماء بالكلمة على المعارضة، وعلى سبيل تفقدهم علوم حاضريهم، ومقدار أفهامهم، تأديبًا لهم، وامتحانًا لأوهامهم. هذا عبد الرحمن وهو أحد علماء الشام، وله كُتُب في العلم قال: رأيت على المقسلاط، وهو موضع بدمشق، وهو سوق الرَّقيق، قَالَ: رأيت عليه صَنَمًا، وهو عامود طويل، إذا عطش نزل فشرب، يريد أنّه لا يعطش. ولو عطش نزل، يريد أنّه لا ينزل. فهو ينفي عنه النُّزُولَ والْعَطَشَ.
وقال أبو زكريّا العَنْبريّ: سمعت أبا عبد الله البُوشَنْجيّ يقول: محمد بن إسحاق بن سيّار عندنا ثقة.
قَالَ الحاكم: كان والد أبي زكريّا قد تكفّل بأسباب أبي عبد الله البُوشَنجيّ، فسمع منه أبو زكريّا الكثير وقال: قَالَ لي مرّة: أحسنت. ثمّ التفت إلى أبي فَقَالَ: قد قلت لابنك أحسنت، ولو قلت هذا لأبي عُبَيْد لَفَرِح.
وقال الحَسَن بن يعقوب: كان مُقام أبي عبد الله بنَيْسابور على اللَّيْثيّة، فلمّا انقضت أيّامهم خرج إلى بُخارَى، إلى حضرة إسماعيل الأمير، فالتمس منه بعد أن أقام عنده بُرْهةً أنْ يكتب أرزاقه بنَيْسابور.
وقال الحاكم: سمعت الحسين بن الحسن الطُّوسيّ: سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول: أخذت من الليثية سبعمائة ألف درهم.(22/152)
وقال دعلج: سمعت أبا عبد الله يقول، وأشار إلى أبي بكر محمد بن إسحاق بن خُزَيْمة فَقَالَ: محمد بن إسحاق كيس، ولا أقول هذا لأبي ثور.
وقال محمد بن يعقوب بن الأخرم الحافظ: روى البخاريّ، عن أبي عبد الله البوُشَنْجيّ حديثًا في "الصّحيح".
قُلْتُ: فِي "الصَّحِيحِ" لِلْبُخَارِيِّ: ثنا محمد، نا النُّفَيْلِيُّ، فإنْ لَمْ يَكُنْ البُوشَنْجِيَّ وَإِلا فَهُوَ محمد بْنُ يحيى، والأغلب أنه البوشنجي في تفسير سورة البَقَرة. فإن الحديث بعَينه رواه الحاكم عن أبي بكر بن أبي نصر: نا البُوشَنجيّ، نا النُّفَيْليّ: ثنا مسكين بن بُكَيْر: ثنا شُعْبة، عن خالد الخُزَاعيّ الأصغر، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وهو ابن عمر: أنها نسخت {إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} [البقرة: 284] الآية.
وقال الحاكم: ثنا الأصم، ثنا الصَّغَانيّ: أخبرني محمد بن إبراهيم، ثنا النُّفَيليّ، فذكر حديثًا. ثم قال الحاكم: ثناه محمد بن جعفر، ثنا البُوشَنْجيّ وقال: ثنا عنه بسَرْخَس: عبد الله بن المغيرة المُهَلَّبيّ؛ وبمَرْو: محمد بن أحمد بن حاتم، وجماعة؛ وبِتِرْمِذ: أبو نصر محمد بن محمد؛ وبِبُخارَى: أحمد بن سهل الفقيه؛ وبسَمَرْقَنْد: عبد الله بن محمد الثّقفيّ؛ وبنَسْف: أحمد بن جمعة.
قلت: وقد وقع لي حديثه عاليًا: أَخْبَرَنِي محمد بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، وَأَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ كِنْدِيٍّ، قِرَاءَةً عَنِ الْمُؤَيَّدِ الطُّوسِيِّ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْفُرَاوِيَّ، أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ الْمُعِزِّ الْهَرَوِيِّ، أَنَّ تَمِيمًا الْمُؤَدِّبَ أَخْبَرَهُ عَنْ زَيْنَبَ الشَّعْرِيَّةِ، أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي الْقَاسِمِ أَخْبَرَهَا قَالَ: أَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَسْرُورٍ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُجَيْدٍ الزَّاهِدُ سنة أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَثَلاثِمِائَةٍ: ثَنَا محمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوشَنْجِيُّ، ثَنَا رَوْحُ بْنُ صَلاحٍ الْمِصْرِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الْحَسَدُ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَقَامَ بِهِ، وَأَحَلَّ حَلالَهُ، وَحَرَّمَ حَرَامَهُ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالا، فَوَصَلَ رَحِمَهُ، وَعَمِلَ بِطَاعَةِ اللَّهِ، تَمَنَّى أَنْ يَكُونَ مِثْلَهُ. وَمَنْ يَكُنْ فِيهِ أَرْبَعٌ فَلا يَضُرُّهُ مَا زَوَى عَنْهُ مِنَ الدُّنْيَا: حُسْنُ خَلِيقَةٍ، وَعَفَافٍ، وَصِدْقُ حَدِيثٍ، وَحِفْظُ أَمَانَةٍ".
تُوُفّي أبو عبد الله في غرّة المُحَرَّم سنة إحدى وتسعين، ودُفِن من الغد؛ ومولده سنة أربعٍ ومائتين.(22/153)
354- محمد بن إبراهيم بن سعد بن قُطْبَةَ. أبو عبد الله القَيْسيّ النَّيْسابوريّ.
سمع: يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهَوَيْه، وجماعة. وعنه: أحمد بن أبي عثمان الحِيريّ، وغيره.
تُوُفّي سنة إحدى أيضًا؛ وقد تردَّد أيضًا إلى أحمد بن حرب الزّاهد.
355- محمد بن إبراهيم بن شبيب. أبو عبد الله الأصبهاني العسّال1.
سمع: إسماعيل بن عَمْرو البَجَليّ، وحبّان بن بشْر القاضي، ومحمد بن المغيرة.
وعنه: أبو الشَّيْخ، وأبو أحمد العسّال، وأحمد بن بُنْدار، والطَّبَرانيّ، وغيرهم.
وكان أحد الثّقات ببلده. تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
وَقَالَ أبو عبد الله بْنُ مَنْدَهْ: حَدَّثَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمْرٍو الْبَجَلِيِّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَمَا يَخْشَى الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الإِمَامِ أَنْ يُحَوِّلَ اللَّهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ".
356- محمد بن إبراهيم بن بُكَيْر بن حبيب الطَّيَالِسيّ2.
عن: أبي الوليد الطَّيَالِسيّ، وغيره. وعنه: الحسين بن أحمد السَّرِيّ، والطَّبَرانيّ. تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين.
357- محمد بن إبراهيم بن خليل الفقيه. أبو عبد الله مفتي هَمَدان وعالمها.
وروى عن: أحمد بن بُدَيْل، وإبراهيم بن أحمد بن يعيش. وعنه: موسى بن سعيد الفرّاء، وأحمد بن محمد بن صالح، وآخرون.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وتسعين.
358- محمد بن إبراهيم بن سعيد الأصبهانيّ الوشّاء3.
عَنْ: طالوت بْن عَبَّاد، وعبد الواحد بْن غياث، وجماعة. وعنه: أبو القاسم الطَّبَرانيّ، وأبو الشَّيخ. تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين، وهو صدوق.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 51".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 34".
3 المعجم الصغير للطبراني "2/ 49".(22/154)
359- محمد بن أحمد بن البراء1. القاضي أبو الحَسَن العَبْديّ البغداديّ.
سمع: عليّ بن المَدِينيّ، وَخَلَفَ بن هشام، والمعَافَى بن سليمان، وجماعة. وعنه: عثمان بن السّمّاك، وابن قانع، والطَّبَرانيّ، وعبد الرحمن والد المخلّص، ومحمد بن إسحاق بن أيّوب، ومحمد بن عليّ بن سهل الأصبهانيان، وآخرون.
وقرأ على خَلَف وهشام ختمات؛ وأقرا فَعَرَض عليه: أحمد بن محمد الدّيباجيّ، وعلي بن سعيد، وعثمان بن السّمّاك، وأبو بكر النّقّاش.
وثّقه الخطيب. ومات في شوّال سنة إحدى وتسعين ومائتين.
360- محمد بن أحمد بن عياض2. أبو عُلاثَة المصريّ.
عن: محمد بن رُمْح، وحَرْمَلة. وعنه: على بن محمد المصريّ، والطَّبَرانيّ، ومحمد بن أحمد الصّفّار، وحُمَيْد بن يونس، وجماعة.
وتفرد عن أبيه أبي غسّان أحمد بن عِياض بن أبي طيبة بما يُنْكَر.
وروى أيضًا عن: عبد الله بن يحيى بن مَعْبَد المراديّ، ومكّيّ بن عبد الله الرُّعَيْنيّ، ومحمد بن سَلَمة المُراديّ. كنّاه الطَّبَرانيّ، وابن يونس.
مات من ضرب الدّولة في رمضان سنة إحدى وتسعين؛ شهد عليه عَوَامُّ بأمورٍ، ثمّ تبيّن أنّه مظلوم. وكان بارعًا في الفرائض.
361- محمد بن أحمد بن النَّضْر3. أبو بكر البغداديّ النَّضْريّ الأزْدي.
سمع: جدّه معاوية بن عمرو الأزْديّ، والقَعْنَبيّ، وأبا غسان النهدي، وسَعْدُوَيْه، وابن الأصبهاني.
وعنه: ابن صاعد، وأبو بكر النّجّاد، والشّافعيّ، وأبو سهل القطّان، والطَّبَرانيّ، وخلْق.
وعاش خمسًا وتسعين سنة. وثّقه عبد الله بن أحمد بن حنبل. ومات في صَفَر سنة إحدى أيضًا.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 13"، وتاريخ بغداد "1/ 281"، والمنتظم "6/ 47".
2 سير أعلام النبلاء "13/ 554"، ولسان الميزان "5/ 57".
3 تاريخ بغداد "2/ 364"، والمنتظم "6/ 47".(22/155)
362- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سليمان1. أبو العبّاس الهَرَويّ الفقيه الحافظ.
رحل إلى الشّام، وسمع: أبا عُمَيْر عيسى بن النّحّاس، وموسى بن عامر، والهيثم بن مروان، وأبا حفص الفلّاس، وطبقتهم.
وعنه: شيوخ أصبهان عبد الرحمن بن سِياه، وأحمد بن بُنْدار، وأبو الشّيخ، ومحمد بن إسحاق بن أيّوب، وغيرهم.
وله تصانيف. مات ببَرُوجِرْد سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
363- محمد بن أحمد داود2. أبو بكر المؤَدّب.
عن: أبي كامل الجحدريّ، وهشام بن عمّار، وجماعة. وعنه: محمد بن مَعْمَر الأصبهانيّ، وأبو القاسم الطبراني.
توفي سنة أربع وتسعين. وقال الدّارَقُطْنيّ: لا بأس به.
364- محمد بن إبراهيم بن حمدون3.
أبو الحَسَن الكوفيّ الخزّازّ.
سمع: أبا كُرَيْب، وعيسى بن الْجَهْم، وجماعة. وعنه: أبو محمد بن ماسي، وعثمان بن أحمد الرّزّاز. تُوُفّي سنة سَبْعٍ وتسعين.
365- محمد بن أحمد بن نصر الفقيه4.
أبو جعفر التِّرْمِذيّ، شيخ الشّافعية بالعراق.
قَالَ ابن شُرَيْح: رحل وسمع: يحيى بن بُكَيْر، ويوسف بن عديّ، وإبراهيم بن المنذر الحِزَاميّ و" ... "5 إبراهيم بن الطيبي القواريري، وطبقتهم، وتفقه على أصحاب الشافعي، وهو صاحب "ذلك"6 المذهب.
__________
1 العبر "2/ 94"، ومرآة الجنان "2/ 221".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 19"، وتاريخ بغداد "1/ 301".
3 تاريخ بغداد "1/ 399".
4 البداية والنهاية "11/ 107"، وتاريخ بغداد "1/ 365"، والمنتظم "6/ 80".
5 بياض في الأصل.
6 بياض في الأصل.(22/156)
روى عنه: عبد الباقي بن قانع، وأحمد بن كامل، وأحمد بن يوسف بن خلّاد، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ.
وكان إمامًا قُدْوة، زاهدًا ورعًا، قانعًا باليسير، كبير القدر.
قال الدارقطني: ثقة مأمون.
حكى أبو إسحاق إبراهيم بن السَّرِيّ الزَّجّاج أنّه كان يُجْري عليه في الشَّهْر أربع تمرات.
قَالَ: وكان لا يسأل أحدًا شيئًا.
وقال محمد بن موسى بن حمّاد: أخبرني أنّه تَقَوَّت بضعة عشر يومًا بخمس حبّاتٍ وقال: لم أكن أملك غيرها، فاشتريت بها لِفْتًا، وكنت "آكل كلَّ يومٍ واحدة"1.
وقال الإمام أبو زكريّا النَّوَويّ: أبى أبو2 جعفر الْجَزْم بطهارة شِعْرِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ خالف في هذه المسألة جمهور الأصحاب.
قلت: يجب على كلّ مسلم الاعتقاد بطهارة رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهُ لمّا حلق رأسه "فرّق"3 شَعْرَه "الطاهر"4 المطهَّر على أصحابه، ولم يكن ليفرّق عليهم شيئًا نجِسًا.
قَالَ أحمد بن عثمان "السِّمسار والد أبي"5 حفص: حضرت عند أبي جعفر التِّرْمِذيّ، فسُئِل عن حديث "إن الله تعالى ينزل إلى سماء 6 الدُّنيا" فالنُّزول كيف يكون يبقى فوقه عُلُوّ؟ فَقَالَ: النُّزول معقول، والْكَيْفُ مجهولُ، والإيمان به واجب، والسُّؤال عنه بِدْعة.
قَالَ أحمد بن كامل: لم يكن للشّافعية بالعراق أرأس منه ولا أورع، ولا أكثر تقللًا.
__________
1 بياض في الأصل. مستدرك من تاريخ بغداد "1/ 366".
2 في الأصل "أبا".
3 في الأصل بياض.
4 في الأصل بياض.
5 في الأصل بياض. مستدرك من تاريخ بغداد "1/ 365".
6 في الأصل بياض. مستدرك من تاريخ بغداد.(22/157)
توفي أبو جعفر -رحمه الله- في المحرَّم سنة خمسٍ وتسعين، وقد أكمل أربعًا وتسعين سنة.
ونُقِل أنّه اختلط بآخره.
366- محمد بن أحمد بن بالويه. أبو العبّاس النَّيْسابوريّ، صدر محشم يُلَقَّب: عصيدة.
حدَّث عن: إسحاق بن راهَوَيْه، وغيره. وروى الحديث عنه جماعة.
تُوُفّي سنة ستٍّ وتسعين.
367- محمد بن أحمد بن خُزَيْمة. أبو مَعْمَر البصْريّ.
تُوُفّي بمصر سنة ستٍّ أيضًا. وروى عنه: أبو سعيد بن يونس.
368- محمد بن أحمد بن الضّحّاك. أبو بكر الْجَدَليّ إمام جامع دمشق، وابنه إمام جامع دمشق.
روى عن: هشام بن عمّار، ومحمد بن رُمْح المصريّ، وجماعة. وعنه: أبو عليّ بنٍّ هارون، وأبو أحمد بن النّاصح المفسّر.
بقي إلى سنة ستٍّ وتسعين.
369- محمد بن أحمد بن أبي خَيْثَمة زُهَيْر بن حرب1.
الحافظ أبو عبد الله ابن الحافظ أبي بكر ابن الحافظ أبي خَيْثَمَة النَّسَائيّ ثمّ البغداديّ.
سمع: أباه، ونصر بن عليّ الْجَهْضَميّ، وعَبّاد بن يعقوب الرَّوَاجِنيّ، وأبا حفص الفلّاس، وطبقتهم.
وعنه: أحمد بن كامل، وابن مُقْسم، والطَّبَرانيّ، وغيرهم.
قَالَ ابن كامل: أربعة كنت أحب بقاءهم: أبو جعفر الطَّبَريّ، ومحمد بن البربريّ، وأبو عبد الله بن أبي خَيْثَمة، والمَعْمَريّ، فما رأيت أحفظ منهم.
وقال الخطيب: كان أبوه أبو بكر يستعين به في عمل التّاريخ.
__________
1 البداية والنهاية "11/ 117"، والمنتظم "6/ 113"، المعجم الصغير للطبراني "2/ 16".(22/158)
ومات في ذي القعدة سنة سبعٍ وتسعين.
370- محمد بن أحمد بن يحيى بن قضاء، بالقاف. أبو جعفر البصّريّ الْجَوْهريّ.
عن: هُدْبة بن خالد، وعبد الواحد بن غياث، وجماعة. وعنه: أبو بكر الإسماعيليّ، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وأبو الطَّاهر الذُّهَليّ قاضي مصر. وربّما نسبوه إلى جدّه، فقيل: محمد بن قضاء الْجَوْهريّ الرّاوي عن سليمان الشَّاذكونيّ، وغيره.
أمّا:
محمد بن فَضاء، بالفاء، فقد مرّ في عَشْر السّتّين ومائة.
371- محمد بن أحمد بن كَيْسان1. أبو الحَسَن البغداديّ النَّحْويّ.
أخذ عن: البصْريّ، والكوفيين، وبرع في العربية وصنّف التّصانيف. وكان أبو بكر بن مجاهد المقرئ يقول: هو أنحى من الشيخين، يعني: ثعلبًا، والمبرَّد2.
وصنّف كتاب "غريب الحديث"، وكتابًا في القراءات، وكتاب "الوقف والابتداء"، وكتاب "المهذَّب في النَّحْو"، وغير ذلك.
وتُوُفّي في ذي القعدة سنة تسعٍ وتسعين.
قَالَ ابن بُرْهان: قصدت ابن كَيْسان لأقرا عليه كتاب سِيبَويْه، فقال: اذهب به إلى أهله. يعني الزَّجّاج، وابن السّرّاج.
372- محمد بن أحمد بن جعفر بن أبي جميلة3. أبو العلاء الذُّهَليّ الوَكِيعيّ الكوفيّ.
نزل مصر.
سمع: عاصم بن عليّ، وعليَّ بنَ الْجَعْد، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن الصباح الدولابي، وعلي بن المديني، وأحمد بن صالح المصري، وطبقتهم.
__________
1 البداية والنهاية "11/ 117"، والمنتظم "6/ 114"، وتاريخ بغداد "1/ 235".
2 المنتظم "6/ 114".
3 سير أعلام النبلاء "14/ 138"، وتهذيب التهذيب "9/ 21"، وتقريب التهذيب "2/ 142"، والنجوم الزاهرة "3/ 181".(22/159)
روى عنه: أبو سعيد بن يونس وقال: كان ثقة ثبتًا، وحمزة الكِنانيّ، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، والحسن بن رشيق، وعبد الله بن عديّ الحافظ، والحسين بن الأخضر الأُسْيُوطيّ، ومحمد بن عبد الله بن حيّوَيْه صاحب النَّسائيّ، وأبو إسحاق محمد بن القاسم بن شعْبان القُرْطُبيّ، وأبو بكر محمد بن عليّ التِّنِّيسيّ، وجماعة.
تُوُفّي في جمادى الآخرة سنة ثلاثمائة، وعاش ستًّا وستّين سنة.
373- محمد بن أحمد بن عبد الله العبيدي المصريّ.
عُرِف بابن العُرَيْنيّ. عن: زُهير بن عَبّاد. وعنه: حمزة في "مجلس البطاقة".
وتُوُفّي في ربيع الآخر سنة ثلاثمائة.
374- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سَعِيد. أبو عبد الله بن كَيْسان الواسطيّ.
سمع: عبد الرحمن بن إبراهيم دُحَيْمًا، وأحمد بن صالح، والعلاء بن مسلم. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشّيخ، وأبو محمد بن السّقّا، وأبو بكر الإسماعيليّ، وغيرهم.
375- محمد بن أحمد بن خالد الزُّرَيْقيّ البصْريّ.
عن: عبد الله بن مَسْلَمَة القَعْنَبيّ. وعنه: هلال بن محمد، وعبد الله بن عديّ الحافظ.
376- محمد بن أحمد بن مهديّ1. أبو عُمارة البغداديّ.
عن: أبي بكر بن أبي شيبة، ولُوَيْن. وفي حديثه مناكير. روى عنه: ابن السّمّاك، وأبو بكر الشّافعيّ، ودَعْلَج.
ضعّفه الدّارَقُطْنيّ جدًّا2.
377- محمد بن أحمد بن المُثَنَّى. أبو عبد الله النَّيْسابوريّ الحافظ.
سمع: ابن راهَوَيْه، ومحمد بن إبراهيم بن الفُضَيْل، والفلّاس، وعبد الجبّار بن العلاء، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن إسحاق بن إبراهيم.
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 360".
2 تاريخ بغداد "1/ 361".(22/160)
378- محمد بن أحمد بن سُفْيان التِّرْمِذيّ.
عن: عُبَيْد الله القواريريّ، وغيره.
379- محمد بن إسحاق بن أَعْيَن1. أبو ربيعة الرّبْعيّ المكّيّ المؤذّن بالمسجد الحرام، المقرئ.
قرأ على: البزّيّ، وقُنْبُل. وصنَّف قراءة ابن كثير. وكان من جِلَّة المقرئين. أقرأ في حياة شيخيه.
عرض عليه: محمد بن الصّبّاح، ومحمد بن عيسى بُنْدار، وعبد الله بن أحمد البلْخيّ، وإبراهيم بن عبد الرّزّاق، ومحمد بن الحَسَن النّقّاش، وآخرون.
وقال ابن بُنْدار: مات في رمضان سنة أربعٍ وتسعين.
380- محمد بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم الْبَيْهَقِيُّ. أبو العبّاس الزاهد.
عن: محمد بن حُمَيْد، وأحمد بن منيع. وعنه: أبو حامد الخطيب، ومحمد بن محمد الْجُرْجانيّ، وجماعة.
381- محمد بن إسحاق المستملي النَّيْسابوريّ.
عُرِفَ بالمسوّف.
سمع: إسحاق بن أبي شيبة، وطبقته. وعنه محمد بْن صالح بْن هانئ، وأبو الفضل بن إبراهيم.
382- محمد بن إسحاق بن الصّبّاح النَّيْسابوريّ التّاجر.
عن: ابن راهَوَيْه، وعَمْرو بن زُرَارة. وعنه: ابن الأخرم، ومحمد بن صالح بن هانئ، وقاسم بن غانم.
383- محمد بن أحمد بن عَبْدُوس2. أبو عبد الملك الربعي، الصوري.
عن: إِبْرَاهِيم بْن هشام الغسّانيّ، وصَفْوان بْن صالح، وسُليمان ابن بِنْت شُرَحْبيل. وعنه: أبو علي بن هارون الأنصاري، والطبراني، وابن عدي.
__________
1 غاية النهاية "2/ 99".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 41".(22/161)
384- محمد بن أسد بن يزيد1. الزَّاهد المُعَمَّر أبو عبد الله المَدِينيّ الأصبهانيّ.
سمع: مجلسًا من أبي داود الطَّيَالِسي، وتفرّد في الدُّنيا بالسَّماع منه. وروى حديثًا واحدًا عن هزيمة بن عبد الأعلى.
وعاش نحو المائة أو جاوزها، وَأُقْعِدَ. وكان ممّن طال عمره وحسُن عمله. وقيل: كان مُجاب الدَّعوة.
روى عنه: أبو أحمد العسّال، والطَّبَرانيّ، وأحمد بن بُنْدار، وأبو الشَّيخ.
وتُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين. وهو ممّن عاش بعد تاريخ سماعه تسعين سنة، وَهُمْ قليل. قَالَ أبو عبد الله بن مَنْدَه: محمد بن أسد الأصبهانيّ، حدَّث عن الطَّيَالِسيّ بمناكير.
385- مُحَمَّد بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن مَخْلَد المَرْوَزِيّ2. القاضي أبو الحَسَن بن راهوَيْه. سمع: أباه، وعلي بن حُجْر وأحمد بن حنبل، وعلي بن المَدِينيّ، وأبا مُصْعَب، وطائفة. وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، وابن قانع، وأحمد بن خُزَيْمة، وأحمد بن جعفر بن مسلم، وسليمان الطَّبَرانيّ.
وكان من الفقهاء والعلماء.
ولي قضاء مَرْو. ثم قضاء نَيْسابور. وقد تُوُفّي والده وهو غائب في الرّحلة.
قَالَ أبو عبد الله بن الأخرم الحافظ: سمعته يقول: دخلتُ على أحمد بْن حنبل فَقَالَ: أنت ابن أبي يعقوب؟ قلت: نعم.
قَالَ: أما إنّك لو لزِمْتَه كان أكثر لفائدتك. فإنك لن ترى مثله.
يقول الحاكم إن أبا الحسن تُوُفّي بمَرْو، وهذا وهْم. فإنّ ابن المنادي، وابن قانع قَالَ: قَتَلَتْه القرامطة بطريق مكة سنة أربع وتسعين.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 251"، وسير أعلام النبلاء "13/ 534".
2 الجرح والتعديل "7/ 169"، سير أعلام النبلاء "13/ 544"، والبداية والنهاية "11/ 102"، وميزان الاعتدال "3/ 476".(22/162)
386- محمد بن إسحاق بن مَلَّة1. أبو عبد الله الأصبهانيّ المسوحيّ.
سمع الكثير من: لُوَيْن، وطبقته.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشّيخ.
387- ومحمد بن إسحاق المسوحي2.
آخر أَقْدَمُ من هذا.
سمع: مسلم بن إبراهيم، وأبا الوليد، وعَمْرو بن مرزوق، والقَعْنَبيّ، وأبا سَلَمَةَ التَّبُوذكيّ، وسهل بن عثمان، وعدّة؛ وكان من الحُفّاظ المشهورين. روى عنه: ابن أبي حاتم وقال: هو صَدُوق.
388- محمد بن إسماعيل المقرئ الزّاهد3.
أحد مشايخ الصُّوفيّة.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين ومائتين ودُفِن مع شيخه عليّ بن رَزِين الزّاهد الصُّوفيّ على طُور سَيْناء.
389- محمد بن إسماعيل بن مِهْران4.
الحافظ أبو بكر الإسماعيليّ النَّيْسابوريّ لا الْجُرْجانيّ.
سمع: إسحاق بن راهَوَيْه، وعبد الله بن الجرّاح، وهشام بن عمّار، وطبقتهم. وعنه: عبد الله بن صالح، وأبو عبد الله بن الأخرم، وجماعة.
وكان له أحد أركان الحديث بنَيْسابور. له مصنَّفات مُجَوَّدة.
قَالَ الحاكم: جمع حديث الزُّهْريّ وجَوَّده، وكذلك حديث مالك، ويحيى بن سعيد، وموسى بن عُقْبة. وبقي مريضًا ستّ سنين. عهِدْتُ مشايخَنا لا يصحّحون سماعَ مَنْ سَمِع منه في المرض، فإنه كان لا يقدر أن يحرِّك لسانه إلّا بلا. فكان إنْ قِيلَ له: كما قرأنا عليك، قَالَ: لا لا لا، ويحرك رأسه بنعم.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 222".
2 الجرح والتعديل "7/ 169".
3 المنتظم "6/ 113"، والبداية والنهاية "11/ 117".
4 سير أعلام النبلاء "14/ 117"، وميزان الاعتدال "3/ 485"، والعبر "2/ 103".(22/163)
وأمّا عبد الله بن سعد، فحدَّثني أنّه كان ما يقدر أن يحرّك رأسه، وقال: لم يصحّ عنه إلّا حديث واحد، فإنّي قرأته عليه غير مرّة، إلى أن أشار بعينه إشارةً، فهمتها عنه أَنْ نعم.
قَالَ الحاكم: تُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين فِي ذي الحجة.
390- مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن عامر1. أبو بكر الرُّقّيّ التّمّار.
سكن بغداد، وروى عن: أحمد بن سِنان الواسطي، والسري السقطي. وعنه: أبو عمرو بن السماك. بقي إلى بعد التّسعين ومائتين.
391- محمد بن إسماعيل التَّميمي الأصبهانيّ2.
عن: إسماعيل بن عَمْرو البَجَليّ، وغيره. تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
392- محمد بن أسلم3. أبو عبد الله اللّارديّ4 الأندلسيّ.
رحل وسمع: يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان الجيزي، ومحمد بن عزيز.
تُوُفّي بالأندلس سنة خمسٍ وتسعين.
393- محمد بن أيّوب بن ضُرَيْس5. أبو عبد الله البَجَليّ الرازي.
شيخ الري ومسندها. وله في حدود المائتين.
وسمع: مسلم بن إبراهيم، والقعنبي، ومحمد بن كثير العَبْديّ، وموسى بن إسماعيل، وأبا الوليد، وطبقتهم.
وعنه: ابن أبي حاتم ووثَّقه، وعلى بن شَهْريار، وأحمد بن إسحاق بن مِنْجاب الطّيّبيّ، وإسماعيل بن نُجَيْد، وعبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، وخلْق كثير.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 45".
2 ذكر أخبار أصبهان "2/ 275".
3 تاريخ علماء الأندلس "2/ 20".
4 في الأصل "الأزدي" هو تصحيف.
5 سير أعلام النبلاء "13/ 449"، والجرح والتعديل "7/ 198".(22/164)
تُوُفّي في يوم عاشوراء سنة أربعٍ وتسعين بالرّيّ.
وله كتاب "فضائل القرآن" في أربعة أجزاء سمعناه. وآخر من روى حديثه عاليًا أبو الرَّوْح الهَرَويّ، وكان ذا معرفة وحِفْظ، وعُلُوّ رواية.
وقد أورد ابن عُقْدة وفاته في يوم عاشوراء سنة خمسٍ، والأوّل أصحّ.
وثّقه الخليليّ، وقال: هو محدِّث. وجَده يَحْيَى، من أصحاب سُفْيان الثَّوريّ.
394- محمد بن بُنْدار بن سهل الأستراباذيّ.
عن: أبي مُصْعَب الزُّهْريّ. وعنه: أبو بكر الإسماعيليّ.
وكان ثقة. تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
395- محمد بن جعفر بن أَعْيَن1. أبو بكر البغداديّ.
عن: عفّان، وعاصم بن أبي عليّ، وأبي بكر بن أبي شيبة. وعنه: الطَّبَرانيّ، ومحمد بن عبد الله بن حَيَّوَة النَّيسابوريّ، وجماعة من المصريّين.
وكان ثقة. قاله الخطيب. وتُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
396- محمد بن جعفر بن محمد2.
أبو بكر الأمام الرَّبَعيّ الحنفيّ البغداديّ. نزيل دِمياط.
سمع: إسماعيل بن أبي أويس، وأحمد بن يونس اليربوعي، وغيرهما، وعلي المَدِينيّ، وهذه الطبقة. وعنه: ن. وقال: ثقة، وأبو علي بن هارون، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر علي النقاش، وأبو القاسم الطبراني، وآخرون.
توفي سنة ثلاثمائة يوم عيد النحر.
397- محمد بن جعفر.
أبو عمر الكوفي القتات3.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 85"، وسير أعلام النبلاء "13/ 566".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 90"، وسير أعلام النبلاء "13/ 568"، وتهذيب التهذيب "9/ 95"، وتقريب التهذيب "2/ 150".
3 سير أعلام النبلاء "13/ 567"، ميزان الاعتدال "3/ 501"، وتاريخ بغداد "2/ 192"، والمعجم الصغير للطبراني "2/ 23".(22/165)
سمع: أبا نعيم، وأحمد بن يونس، وجماعة. وعنه: أبو بكر الشافعي، ومحمد بن عمر الجعابي، والحسن بن جعفر الخرقي السمسار، وسليمان الطبراني.
قَالَ الخطيب: كان ضعيفًا، تكلّموا في سماعه من أبي نُعَيْم.
تُوُفّي ببغداد في جمادى الأولى سنة ثلاثمائة.
وهو أخو الحسين بن جعفر بن محمد بن حبيب.
398- محمد بن جُنَادة بن عبد الله الإلهانيّ الأندلسيّ الإشْبيليّ1.
روى عن: يحيى بن يحيى، وعثمان بن أيّوب. ورحل فسمع من: أبي الطّاهر أحمد بن السَّرْح، وَسَلَمَةَ بن شبيب، ويونس بن عبد الأعلى.
وولي قضاء إشبيلية، وطال عمره ورحلوا إليه. روى عنه: محمد بن قاسم، وغيره.
تُوُفّي في سنة ستٍّ وتسعين.
399- محمد بن حاتم بن نُعَيْم المَرْوَزِيّ ثم المِصِّيصيّ2.
عن: نُعَيْم بن حمّاد، وسُوَيْد بن نصر، وحيّان بن موسى، وإسحاق بن يونس المَرْوَزِيّين، ومحمد بن يحيى العَدَنيّ. وعنه: ن. وَالعَقِيلِيُّ، وابن عَدِيّ، والطبراني، وآخرون.
وثقه النسائي.
400- محمد بن حامد بن السري. أبو الحسين المروزي خال السني.
قدم دمشق وحدَّث بها عن: نصر بن عليّ الْجَهْضَمي، وأبي حفص الفلّاس، والحسن بن عَرَفة، وطبقتهم.
وعنه: أبو عليّ بن آدم، وعبد الله بن النّاصح. وكان ثقة.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين. له كتاب في السنة وَقَعَ لنا.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 21".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 5"، وتاريخ بغداد "2/ 269"، تهذيب التهذيب "9/ 102"، وتقريب التهذيب "2/ 152".(22/166)
401- محمد بن حبيب1. أبو عبد الله البزاز.
عن: أحمد بن حنبل، وشجاع بن مَخْلَد. وعنه: الحَسَن بن أبي العنْبر، وغيره.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
وقد أثنى عليه أبو بكر الخلّال الحنبليّ، وروى عن رجل، عنه. وكان أحد الفقهاء.
وآخر من روى عنه أبو جعفر بن ثرية الهاشميّ.
402- محمد بن الحسن. أبو الحسين الخُوارزميّ صاحب الفرس2.
حدَّث بالموصل عن: يحيى بن هاشم السمسار، وعليّ بن الْجَعْد. وعنه: مُكْرَم القاضي، ويزيد بن محمد بن إياس وقال: فيه لِين.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين.
403- محمد بن الحَسَن بن سماعة الحضرميّ الكوفيّ3.
عن: أبي نُعَيْم. وعنه: محمد بن عمر الْجِعابي، وأبو بكر الإسماعيليّ، والحَسَن بن جعفر الرَّقّيّ، وجماعة.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقويّ.
قلت: تُوُفّي في جُمادَى الأولى سنة ثلاثمائة. وبينه وبين القبّاب في الوفاة أيّام. وهو أسن من القبّاب.
404- محمد بن الحَسَن بن الفَرَج الهَمْدانيّ4.
عن: عبد الحميد بن عاصم، وكامل بن طلحة، وشيبان بن فَرُّوخ، وله مُسْنَد. وعنه: جعفر الخُلْديّ، والجِعَابي، وابن قانع، وعبد الرحمن بن عُبَيْد.
وكان حافظًا نبيلًا.
__________
1 طبقات الحنابلة "1/ 293".
2 تاريخ بغداد "2/ 186".
3 تاريخ بغداد "2/ 188".
4 تاريخ بغداد "2/ 188".(22/167)
405- محمد بن الحسين بن عُمارة النَّيْسابوريّ المقرئ.
عن: إسحاق بن راهَوَيْه، وغيره. تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
406- محمد بن الحسين. أبو العبّاس البغدادي الأنماطيّ1.
عن: سَعْدُوَيْه، ويحيى بن مَعِين. وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، وابن خلّاد النَّصِيبيّ، والطَّبَرانيّ، وآخرون. تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
407- محمد بن الحسين بن حبيب القاضي. أبو حُصَيْن الوادعيّ الكوفيّ2.
سمع: أحمد بن يونس، وجَنْدل بن وَالق، ويحيى الحِمّانيّ، وعَوْن بن سلّام، وطبقتهم.
طال عُمره، وصنّف "المُسْنَد".
روى عنه: عثمان بن السّمّاك، وأبو بكر النّجّاد، وجعفر بن محمد بن عَمْرو، وأبو بكر عبد الله الطّلْحيّ، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وطائفة.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ.
ومات بالكوفة في رمضان سنة ستٍّ وتسعين.
408- محمد بن الحسين3. أبو عبد الله الأصبهانيّ الخُشُوعيّ الزّاهد، شيخ الوَرِعين والقرّاء.
كتب الكثير من العلم، وروى اليسير.
وعنه: أبو مسلم محمد بن بكر الغزّال، وعبد الرحمن بن محمد بن سِياه الواعظ.
قَالَ أبو نُعَيْم الحافظ: كانت العبادة حِرْفَتُه، والتَّلَذُّذ بالعَبْرة شَهْوَتُه، وله الكلام البليغ في تأديب النساك4.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 9"، وتاريخ بغداد "2/ 227"، والمنتظم "6/ 41".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 21"، وسير أعلام النبلاء "13/ 569"، والبداية والنهاية "11/ 110".
3 ذكر أخبار أصبهان "2 236"، وحلية الأولياء "10/ 406".
4 حلية الأولياء "10/ 406".(22/168)
تخرَّج به أبو الحَسَن عليّ بن أحمد الأسواريّ، وأبو بكر محمد بن عُبَيْد الله بن المَرْزُبان الواعظ، ومن بعدهما.
ثمّ ذكر شيئًا مِن مَوَاعِظه.
409- محمد بن حنيفة بن ماهان1.
أبو حنيفة القَصَبيّ الواسطيّ. نزل بغداد وحدَّث.
عن: خالد بن يوسف السَّمْتيّ، وجماعة.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، ومحمد الباقَرْحيّ، وجماعة.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقويّ: حدَّث سنة سبْعٍ وتسعين.
410- محمد بن حيان. أبو العبّاس المازنيّ البصْريّ.
عن: عَمْرو بن مرزوق، وأبي الوليد، ومسدَّد، وجماعة.
وعنه: فاروق الخطابي، ودَعْلَج، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وجماعة.
411- محمد بن خُشْنام. أبو بكر البلْخيّ.
عن: قُتَيْبة بن سعيد. تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
412- محمد بن داود بن بُنْدار. أبو عبد الله الفارسيّ.
سمع: قُتَيْبَة بن سعيد، وغيره. وروى بجُرْجان.
سمع منه: ابن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، ونُعَيْم بن عبد الملك، وآخرون. حدَّث سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وهو صدوق.
413- محمد بن داود بن الجرّاح2. أبو عبد الله.
من سَرَوَات البغداديّين، وهو عمّ الوزير عليّ بن عيسى. كان كاتبًا عارفًا بالأخبار وأيّام النّاس ودُوَل الملوك، لَهُ في ذلك مصنَّفات.
روى عن: عَمْر بن شَبَّة، وعُبَيْد الله بن سعْد الزُّهْريّ، وطبقتهما.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 296".
2 تاريخ بغداد "5/ 255"، والبداية والنهاية "11/ 110"، والعبر "2/ 104".(22/169)
وعنه: عمر بن الحَسَن الأشْنانيّ القاضي، وسليمان الطَّبَرانيّ. وقُتل كما تقدّم مع ابن المعتزّ سنة ستٍّ.
414- محمد بن داود بن عليّ بن خَلَف1.
الإمام البارع أبو بكر بن الإمام أبي سليمان الأصبهانيّ، ثمّ البغداديّ الظّاهريّ الفقيه الأديب، مصنِّف كتاب "الزّهْرة".
يروى عن: أبيه، وعبّاس الدُّوريّ، وغيرهما. وعنه: نِفْطَوَيْه، والقاضي أبو عَمْرو محمد بن يوسف، وجماعة.
وكان من أذكياء العالم. جلس للْفُتْيا بعد والده، وناظَرَ أبا العبّاس بن سُرَيْج.
قَالَ القاضي أبو الحَسن الدّاوُديّ: لمّا جلس محمد بن داود للفتوى بعد وفاة والده استصغروه، فدسّوا عليه من سأله عن حَدِّ السُّكْر ما هو؟ ومتى يكون الإنسان سَكْران؟ فَقَالَ: إذا غَرُبَتْ عنه الهُموم، وباحَ بِسِرِّه المكتوم. فَاسْتُحْسِنَ ذلك منه.
وقال محمد بن يوسف القاضي: كنت أساير محمد بن داود، فإذا بجارية تغني بشيء من شعره هو:
أشكو غليل فؤاد أنت مُتْلِفُهُ ... شكوي عَليلٍ إلى إلفٍ يُعَلِّلُهُ
سُقْمي تزيدُ مع الأيامِ كَثْرَتُهُ ... وأنت في عُظم ما أَلْقَى تُقَلِّلُه
الله حرَّم قَتْلِي في الهوى سَفَهًا ... وأنت يا قاتِلِي ظُلْمًا تُحَلِّلُهُ2
وعن عبيد الله بن عبد الكريم قَالَ: كان محمد بن داود خصمًا لابن سُرَيْج، وكانا يتناظران ويترادَّان في الكُتُب، فلمّا بلغ ابنَ سُرَيْج موتُ محمد، نحَّى سجّاده وجلس للتعزية وقال: ما آسي إلّا على ترابٍ أكل لسان محمد بن داود3.
وقال محمد بن إبراهيم بن سُكَّرَة القاضي: كان محمد بن جامع الصَّيْدلانيّ محبوب محمد بن داود ينفق على محمد بن داود، وما عُرِف معشوق يُنْفِقُ على معشوقه سواه4.
__________
1 سير أعلام النبلاء "13/ 109-116"، والبداية والنهاية "11/ 110"، والمنتظم "6/ 93".
2 تاريخ بغداد "5/ 258"، والمنتظم "6/ 94"، والبداية والنهاية "11/ 111".
3 تاريخ بغداد "5/ 259".
4 تاريخ بغداد "5/ 260".(22/170)
ومن شِعره:
حملتُ جبال الحبّ فوقي وإنّني ... لأعجز عن حمل القميص وأضعف
وما الحبّ من حُسْن ولا من سَمَاجة ... ولكنه شيء به الرّوح تكلف
وقال نِفْطَوَيْه النَّحْويّ: دخلت على محمد بن داود في مرضه، فقلت: كيف تجدك؟ قَالَ: حُبَّ من تعلم أورثني ما ترى.
فقلت: ما منعك من الاستمتاع به. مع القدرة عليه؟ فَقَالَ: الاستمتاع على وجهين: أحدهما النَّظَر، وهو أورثني ما ترى. والثاني اللّذّة المحظورة، ومنعني منها مَا حَدَّثَنِي بِهِ أَبِي: ثَنَا سُوَيْدٌ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَفَعَهُ قَالَ: "مَنْ عَشِقَ وَكَتَمَ وَعَفَّ وَصَبَرَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ".
ثمّ أنشدَنا لنفسه:
أنْظُر إلى السِّحْر يجري في لَوَاحِظِه ... وانْظُر إلى دَعَجٍ في طَرَفِه السّاجي
وانْظُر إلى شَعَراتٍ فوق عارِضِهِ ... كأنّهنّ نِمالٌ دَبَّ في عاجِ1
قَالَ نِفْطَوَيْه: ومات في ليلته أو في اليوم الثّاني. رواها جماعة عن نِفْطَوَيْه.
قَالَ أبو زيد عليّ بن محمد: كنت عند ابن مَعِين، فذكرتُ له حديثًا سمعته عن سُوَيْد بن سعيد، فذكر الحديث المذكور. فَقَالَ: والله لو كان عندي فَرَسٌ لَغَزَوْتُ سُوَيْدًا في هذا الحديث2.
تُوُفّي في رمضان سنة سبْعٍ وتسعين كَهْلًا.
وقال ابن حزم: تُوُفّي عاشر رمضان، وله ثلاثٌ وأربعون سنة.
قَالَ: وكان من أجمل النّاس وأكرمهم خُلُقًا، وأبلغهم لسانًا، وأنظفهم هيئة، مع الدِّين والوَرَع، وكل خلّة محمودة. مُحَبَّبًا إلى النّاس، حفظ القرآن وله سبْع سِنين، وذكر الرّجال بالأدب والشِّعر، وله عشر سِنين. وكان يشاهد في مجلسه أربعمائة محبرة.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 262".
2 سير أعلام النبلاء "13/ 113".(22/171)
وله من التواليف: كتاب "الإنذار والأعذار"، و"النقض" في الفقه، وكتاب "الإيجاز"، مات ولم يكلمه، وكتاب "الانتصار من محمد بن جرير الطَّبَريّ"، وكتاب "الوصول إلى معرفة الأصول"، وكتاب "اختلاف مصاحب الصّحابة"، وكتاب "الفرائض والمناسك". رحمه الله.
وقال أبو عليّ التّنُوخيّ: حدَّثني أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بن عَبْد الله بن البَخْتَريّ الدّاوديّ: حدَّثني أبو الحَسَن بن المُغَلِّس الداودي قال: كان محمد بن السَّرِيّ بن سهل: أبو بكر البزاز السامراني عن بشر بن الوليد وغيره ابن قانع والطبراني وكان ثقة توفي في سنة إحدى وتسعين بسامراء محمد بن داود، وابن سُرَيْج إذا حضرا مجلس أبي عمر القاضي لم يجرِ بين اثنين فيما يتفاوضانه أحسن ممّا يجري بينهما. فسأل أبا بكر حَدَثٌ من الشّافعية عن العَوْد المُوجِب للكَفّارة في الظِّهار، ما هو؟ فَقَالَ: إعادة القول ثانيًا، وهو مذهبه ومذهب أبيه. فطالبه بالدّليل، فشرع فيه. فَقَالَ ابن سُريج: هذا قولُ مَن مِن المسلمين؟ فاستشاط أبو بكر وقال: أتظنّ أنّ من اعتقدت قولهم إجماعًا في هذه المسألة، عندي إجماع؟ أحسنُ أحوالهم أن أعدهم خلافًا.
فغضب وقال: أنت بكتاب "الزّهرة" أمهر منك بهذه الطّريقة.
قَالَ: والله ما تُحسن تَسْتَتم قراءته، قراءة من يفهم، وإنه لمن أحد المناقب لي إذ أقول فيه:
أكرّرُ في رَوْض المحاسن مُقْلَتي ... وأمنع نفْسي أن تنال مُحَرَّمًا
وَيَنْطِقُ سِرّي عن مُتَرْجَم خاطري ... فَلَوْلا اخْتلاسي ردَّه لَتَكَلَّما
رأيت الهوى دعْوى من النّاس كلِّهِم ... فما إنْ أرى حُبًّا صحيحًا مُسلَّما
فَقَالَ ابن سُرَيْج: فأنا الّذي أقول:
ومشاهدٍ بالغُنْج من لحَظَاته ... قد بِتُّ أمنعُهُ لَذيذَ سُباتِهِ
ضَنًّا بحُسْن حديثه وعِتابِهِ ... وأكرّر اللَّحَظَاتِ في وجَناته
حتّى إذا ما الصُّبح لاح عَمُودُهُ ... وَلَّى بخاتم رَبِّه وبراتِهِ
فَقَالَ أبو بكر: أيّد الله القاضي، قد أقرّ بحالٍ، ثمّ ادعى البراءة ممّا تُوجبه، فعليه البَيِّنَة.(22/172)
قَالَ ابن سُرَيْج: مذهبي المُقِرُّ إذا أقرّ بصفة كان إقراره موكلًا إلى صفته1.
وقد روى عن ابن البَخْتَريّ المذكور أيضًا: إسماعيل بن عبّاد، وكان قاضيًا عالمًا.
415- محمد بن داود بْن عُثْمَان بْن سعيد2. أَبُو عَبْد الله الصَّدَفيّ، مولاهم المصريّ.
عن: أبي شَرِيك يحيى بن يزيد المِراديّ، ومحمد بن رُمْح، وجماعة. وعنه: حمزة الكِنانيّ، وسليمان الطَّبَراني.
تُوُفّي في ربيع الأوّل سنة سبْعٍ أيضًا.
416- محمد بن داود بن مالك3. أبو بكر الشُّعَيْريّ الحافظ.
عن: عبد الملك بن عبد ربّه، وهارون بن سُفيان المستملي. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وجماعة.
مات بطريق مكّة سنة سبْعٍ أيضًا.
417- محمد بن رزين بن جامع4. أبو عبد الله الأمويّ، مولاهم العدْل المصريّ.
عن: سعيد بن منصور، والهيثم بن حبيب، وسُفيان بن بِشْر، وإبراهيم بن المنذر الحِزاميّ، وأبي مُصْعَب الزُّهْريّ، وطائفة. وعنه: عليّ بن محمد الواعظ والطَّبَرانيّ، والحَسَن بن رشيق.
418- محمد بن رَوْح بن شِبْل. أبو الفضل المصريّ الْجَوْهريّ الأحوْل.
روى عن: محمد بن رمْح، وجماعة. وعنه: ابن يونس وقال: مات في شوال سنة ثلاثمائة.
419- محمد بن السَّرِيّ بن سهل. أبو بكر البزاز السامري. عن: بشر بن الواليد وغيره.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 261".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 82"، وفيه "محمد بن داود بن أسلم".
3 المعجم الصغير للطبراني "2/ 18"، وتاريخ بغداد "3/ 307".
4 المعجم الصغير للطبراني "2/ 71".(22/173)
وعنه ابن قانع والطَّبَرانيّ. وكان ثقة. تُوُفّي في سنة إحدى وتسعين بسامرّاء.
420- محمد بن السَّريّ بن سهل. أبو بكر القنطريّ1.
عن: محمد بن بكّار بن الرَّيّان، وعثمان بن أبي شيبة. وعنه: أحمد بن جعفر بن سُلَيْم، ومَخْلَد بن جعفر، وجماعة. تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
421- محمد بن السَّريّ بن مِهران النّاقد. بغداديّ، ثقة2.
سمع: إبراهيم بن زياد، ويوسف بن موسى القطّان. وعنه: ابن قانع، والطَّبَرانيّ، وغيرهما.
422- محمد بن سعد بن مُقَرِّن3. أبو عبد الله الأصبهانيّ الْمُعَدَّلُ.
سمع: سليمان الشّاذكُونيّ، وسهل بن عثمان العسكريّ، وأبا الرّبيع الزُّهْرانيّ. وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، ومحمد بن عُبَيْد الله بن المرزبان. حدث سنة ثلاثمائة.
423- محمد بن سعيد الطَّبَريّ الأزرق4.
عن: هُدْبَةَ، وسُرَيج بن يونس، وغيرهما.
قَالَ ابن عديّ: كان يضع الحديث. مات سنة تسعين.
424- محمد بن سعيد بن غالب الإفريقيّ.
يروى عن: سَحْنُون بن سعيد الفقيه، وغيره. تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
425- محمد بن سليمان بن حمّاد. أبو نصر الأسْتَرَاباذيّ: شيعيّ صَدُوق.
رحل وروى عن: يونس بن عبد الأعلى، وطبقته. وعنه: أبو نُعَيْم بن عديّ، ومحمد بن إبراهيم بن زكرويه.
مات سنة تسع وتسعين.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 318"، والمنتظم "6/ 114"، والكامل في التاريخ "8/ 67".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 16"، وتاريخ بغداد "5/ 318".
3 ذكر أخبار أصبهان "2/ 250".
4 ميزان الاعتدال "3/ 565"، ولسان الميزان "5/ 177"، والمغني في الضعفاء "2/ 586"، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي "3/ 64".(22/174)
426- محمد بن سليمان بن خالد النّيْسابوريّ.
عن: عليّ بن حُجْر، ومحمد بن زُنْبُور المكّيّ. تُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين.
427- محمد بن سليمان بن تَلِيد1. أبو عبد الله المَعَافِريّ الأندلسيّ الوَشْقيّ.
عن: سَحْنُون بن سعيد، ومحمد بن أحمد العُتْبيّ، وابن مَطْرُوح، وجماعة. وكان مُفْتيًا فاضلًا مالكيًا، إلا أنّه كان يذهب في الأشربة مذهب الكوفيّين. وولى قضاء مدّة. تُوُفّي سنة ستٍّ.
428- محمد بن سِنان بن سَرْج، بالجيم2. القاضي أبو جعفر الشَّيْزريّ.
عن: عبد الوهّاب بن نَجْدَة، وهشام بن عمّار، وأبي نُعَيْم الحلبيّ، وجماعة. وقرأ بحرف شَيْبة بن نصاح، على عيسى بن سليمان الشّيرازيّ صاحب الكِسائيّ.
قرأ عليه: أبو الحسن بن شَنَبُوذ، وإبراهيم بن عبد الرّزّاق الأنطاكيّ، ومحمد بن عبد الله الرّازيّ. وحدَّث عنه: ابنه إسماعيل، وأبو جعفر الطَّحَاويّ، وأبو علي بن هارون، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
429- محمد بن شُعَيب الأصبهانيّ التّاجر3.
عن: عبد الرحمن بن سَلَمَةَ، وعبّاس بن إسماعيل، وأحمد بن إبراهيم الزَّمعيّ، والثلاثة لا أعرفهم. وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو إسحاق بن حمزة، والطَّبَرانيّ، وأبو الشيخ.
توفي سنة ثلاثمائة.
430- محمد بن شَيْبَة بن الوليد الدّمشقي.
عن: هشام بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن أبي دجانة، وجمح بن القاسم المؤذن.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 21".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 44"، وغاية النهاية "2/ 150".
3 المعجم الصغير للطبراني "2/ 50"، وذكر أخبار أصبهان "2/ 252".(22/175)
431- محمد بن صالح بن يونس النَّيْسابوريّ.
عن: إسحاق بن راهويه، وجماعة. توفي سنة ثلاثمائة.
432- محمد بن الصّبّاح النَّيْسابوريّ الخيّاط1.
عن: إسحاق بن راهَوَيْه، وبِشْر بن الحَكَم. تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
433- محمد بن طاهر بن الحسين بن مُصْعَب.
الأمير أبو عبد الله الخُزَاعيّ الطّاهريّ النَّيْسابوريّ، وقيل: كنيته أبو العبّاس.
سمع: إسحاق بن راهَوَيْه، ومحمد بن يحيى.
وولى إمرة خراسان بعد والده سنة ثمان وأربعين إلى أن خرج عليه يعقوب بن اللَّيْث الصَّفَّار فحاربه، فظفر به يعقوب سنة تسعٍ وخمسين وأسره. وبقي معه في الأسر إلى سنة اثنتين وستّين. فلمّا كانت وقعة الهَرَوايات نجا محمد بن طاهر، ولم يزل مقيمًا ببغداد خاملًا إلى أن مات سنة ثمانٍ وتسعين.
ودُفِنَ بجنب عمه محمد بن عبد الله الأمير2.
ولا أعلم للبغداديّين عنه روايةً، ولا لغيرهم. ولعلّه جاوز الثّمانين.
434- محمد بن عاصم بن يحيى3. أبو عبد الله الأصبهانيّ الفقيه الشّافعيّ، وابن وهْب.
وعن: عليّ بن حرب، وَسَلَمَةَ بن شبيب. وعنه: أحمد بن بُنْدار، وأبو أحمد العسّال، والطَّبَرانيّ.
قَالَ أبو الشّيخ: صنَّف كُتُبًا كثيرة، وتفقه على مذهب الشّافعيّ. تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
435- محمد بن العبّاس بن الوليد4. أبو سعيد الدّمشقيّ الخيّاط، نزيل جرجان.
__________
1 البداية والنهاية "11/ 111"، والعبر "2/ 112"، والنجوم الزاهرة "2/ 328".
2 تاريخ بغداد "5/ 377".
3 المعجم الصغير للطبراني "2/ 52-54"، وذكر أخبار أصبهان "2/ 233".
4 تاريخ جرجان للسهمي "413".(22/176)
عن: هشام بن عمّار، وجماعة. وعنه: أبو حاتم بن حبّان، وأبو بكر الإسماعيليّ، وأبو أحمد بن عديّ.
قَالَ حمزة السَّهْميّ: تُوُفّي بعد التّسعين ومائتين.
436- محمد بن العبّاس الْجُمحيّ البْصريّ.
لما عُزِل أبو زُرْعة محمد بن عثمان عن قضاء دمشق، ولى هذا القضاء، وَشُكِرَتْ سيرته. ولما تُوُفّي أعيد إلى القضاء أبا زُرْعة.
تُوُفّي الْجُمَحّي سنة سبْعٍ وتسعين.
قَالَ ابن عساكر1: بَلَغَني أنّ أبا الحَسَن محمد بن عليّ الماوَرْديّ كتب إلى الْجُمَحّي يُعاتبه بهذه الأبيات:
عزيزٌ على مُشفِقٍ أن يراك ... قريبًا لمن لستَ من شَكْلِهِ
وأنت الّذي لو تأمَّلْتَهُ ... لأكْبَرْتَ قَدْرك عن مثلهِ
فهَبْكَ رَضِيتَ قضاءَ الشّام ... وصرت رئيسًا على أهلهِ
ألست تعلم بأنّ الْفَنَاءَ ... على آدم وعلى نَسْلِهِ
فماذا تقول إذا ما دُعيتَ ... إلى مَجْمَعٍ ماجَ من حَفْلهِ
وقيل: هَلُمُّوا بأشياعكم ... وبالْجُمَحِيّ على رِسْلِهِ
437- محمد بن عبد الله بن مصعب الخطيب الأصبهاني2. أبو عبد الله المقرئ.
أحد الموصوفين بحُسْن الصَّوت وتجويد القرآن، وأَمَّ مدّةً بجامع أصبهان.
وروى عن: مقرئ أصبهان محمد بن عيسى. وحدَّث عن: عبد الله بن عِمران العابديّ، ومحمد بن يحيى العَدَنيّ، وعبد الجبّار بن العلاء. وعنه: عبد الرحمن بن محمد بن سِياه، وأبو الشيخ.
وتوفي سنة إحدى وتسعين.
__________
1 تاريخ دمشق "38/ 155".
2 ذكر أخبار أصبهان "2/ 219".(22/177)
438- محمد بن عبد الله بن سليمان1. الحافظ أبو جعفر الحضرميّ الكوفيّ مُطَيَّن.
دخل على أبي نُعَيْم وهو صبيّ، وكان جارهم بالكوفة.
وسمع من: أحمد بن يونس الحريريّ، وعلي بن حكيم الأَوْديّ، وسعيد بن عَمْرو الأشعثيّ، وخلْق كثير.
وكان أحد أوعية العلم.
وعنه: أبو بكر النّجّاد، والطَّبرانيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وعلي بن عبد الرحمن البكّائي، وعلي بن حسّان الزّمّميّ، وطائفة.
سئُل عنه الدّارَقُطْنيّ فَقَالَ: ثقة جَبَل.
قلت: تُوُفّي في ربيع الأول سنة سبْعٍ وتسعين.
ووُلِد سنة اثنتين ومائتين؛ وقد صنف "المسند" و"التاريخ"، وغير ذلك.
قَالَ أبو بكر بن أبي آدم الحافظ: كتبت عن مُطَين مائة ألف حديث.
قَالَ الخليليّ، وذكر مُطَيَّنًا في شيوخ القطّان: حافظ ثقة. سمعت جماعة يقولون: سمعنا جعفر بن محمد الخُلْديّ يقول: قلت لأبي جعفر الحضرميّ: لِمَ سُمِّيت "مُطَيِّنًا؟ "2 قَالَ: كنت صبيًا ألعب مع الصّبيان، وكنت أطْوَلَهم، فندخل الماء ونخوض، فيُطَيِّنون ظَهْري. فبصرني يومًا أبو نُعَيْم، فلمّا رآني قَالَ: يا مُطَيِّن، لِم لا تحضر مجلس العلم؟ قَالَ: فاشتهر ذلك. فلمّا اشتغلت بالحديث مات أبو نُعَيْم، ففاتني، ولكنني كتبت عن نحو خمسمائة شيخ.
439- محمد بن عبد الله بن بكّار بن أبي هُرَيرة. أبو بكر السُّلَميّ الدّمشقيّ.
عن: هشام بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري.
وعنه: أبو عليّ بن آدم، وأبو أحمد عبد الله بن النّاصح.
440- محمد بن عبد الله بن الجعد الهمداني البزي.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 21"، سير أعلام النبلاء "14/ 41"، والنجوم الزاهرة "3/ 171".
2 زيادة على الأصل في سير أعلام النبلاء "14/ 42" "لم لقبت بهذا؟ ".(22/178)
عنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حمّاد، وعثمان بن أبي شَيْبَة، وسَهْل بن عثمان. وعنه: أحمد بن محمد بن صالح، والهمدانيّون.
441- محمد بن عبد الله القَرْمَطيّ1.
عن: يحيى بن سليمان بن نَضْلة، وبكر بن عبد الوهّاب. وعنه: الطَّبَرانيّ، والْجَعابي.
442- محمد بن عبد الله بن الغاز بن قيس2. أَبُو عَبْد اللَّه القُرْطُبيّ.
روى عَن: أبيه؛ ورحل فأخذ شيئًا كثيرًا من العربيّة والأخبار عن: أبي حاتم السَّجِسْتاني، وأبي الفضل العبّاس بن الفَرَج الرّياشيّ، وعبد الله بن شبيب الربعي، وجماعة.
وجلب إلى الأندلس علما كثيرا من الغرائب والشعر، وقد حج في سنة خمس وتسعين، وتوفي فيها أو بعدها.
443- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن معاوية الكلاعي التميمي.
روى عن: إسحاق بن محمد الفَرَويّ. تُوُفّي سنة " ... "3 وتسعين.
444- مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم بْن إِبْرَاهِيم بْن شبيب4.
أبو بكر الأصبهانيّ المقرئ.
سمع: عثمان بن أبي شيبة، وداود بن رُشَيْد، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وأبا هَمَّام السَّكُونيّ، وعبد الله بن عمر مُشْكدانة.
وقرأ لِوَرْش على: عامر الحرشيّ، وسليمان ابن أخي الرشديين، وعبد الله بن داود بن أبي طيبة، وجماعة.
وتصدَّر للإقراء مدّةً، فقرأ عليه جماعة. وسمع القراءة منه آخرون.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 73-75".
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 22".
3 في الأصل بياض.
4 غاية النهاية "2/ 169".(22/179)
ولقد بالغ في تعظيمه أبو عَمْرو الدّانيّ فَقَالَ: هو إمام عصره في رواية وَرْش. لَم ينازعه في ذلك أحدٌ من نُظَرائه.
وحدَّثني فارس بن أحمد: سمعت عبد الباقي بن الحسن يقول: قَالَ محمد بن عبد الرحيم: رحلت إلى مصر ومعي ثمانون ألف درهم، فأنفقتها على ثمانين ألف خَتْمَةٍ. وسمعت القراءة على يونس بن عبد الأعلى.
قَالَ الدّانيّ: روى عنه القراءة: ابن مجاهد، وعبد الله بن أحمد البلخي، ومحمد بن يونس، وإبراهيم بن جعفر الباطَرْقانيّ، وإبراهيم بن عبد العزيز الفارسيّ، وعبد الله بن أحمد المطرِّز.
قَالَ: ومات ببغداد.
قلت: وممّن قرأ عليه هبة الله بن جعفر شيخ الحَمّاميّ. وكان من أئمّة القرّاء بأصبهان.
روى عنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشّيخ، وأبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب المقرئ.
تُوُفّي سنة ستٍّ وتسعين.
وقد تقدَّم ذِكر محمد بن إبراهيم بن شبيب الأصبهانيّ، وكان عَمّهُ.
445- محمد بن عبد العزيز بن ربيعة. أبو مُلَيْك الكِلابي الكوفيّ.
عن: أبي كُرَيْب، وغيره. وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وجماعة.
وثّقه الدَّارقُطْنيّ وحده.
وهو محمد بن ربيعة مشهور، من طبقة وكيع.
روى عن أبي مُلَيْك شيوخ قزوين.
446- محمد بن عبد بن عامر1. أبو بكر التّميميّ السمرقندي. أحد المتروكين.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 386-390"، ميزان الاعتدال "3/ 633"، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي "3/ 73".(22/180)
روى عن: يحيى بن يحيى، ومحمد بن سلام البيكَنْديّ، وقُتَيْبة، وعصام بن يوسف أحاديث باطلة. روى عنه: إسماعيل الخُطَبيّ، وأبو بكر الشّافعيّ، وجماعة.
قَالَ الدّارَقُطْنيّ: كان يكذب ويضع.
447- محمد بن عبد الملك1. أبو بكر التاريخي السراج.
كان ذا عناية زائدة بالتّواريخ، وحدَّث عن: الحَسَن الزَّعْفَرانيّ، وأحمد بن منصور الرّماديّ. روى عنه: أبو طاهر الذُّهْليّ قاضي مصر. وسأكرره.
448- محمد بن عَبْدُوس بن كامل2. أبو أحمد السُّلَميّ السّرّاج البغداديّ الحافظ.
سمع: عليّ بن الْجَعْد، وداود بن عَمْرو الضَّبّيّ، وأبا بكر بن أبي شيبة، وأبا معمر الهُذَليّ، ومحمد بن حُمَيْد الرّازيّ، وخلْقًا كثيرًا.
وعنه: رفيقه أبو القاسم البَغَويّ، وأبو بكر النّجّاد، وجعفر الخُلْديّ، ودَعْلَج، والطَّبَرانيّ، وابن ماسيّ، وطائفة.
قَالَ ابن المنادى: كان كالأخ لعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومن المعدودين في الحفظ أَكْثَرَ عنه النّاس لدقّته وضبطه3.
قَالَ: وتُوُفّي في آخر رجب سنة ثلاثٍ وتسعين.
449- محمد بن عُبَيْد الله بن مرزوق4. أبو بكر البغداديّ الخطيب الخلّال القاضي.
روى عن: عفّان بن مسلم أحاديث مستقيمة سوى حديثٍ واحد تفرَّد به عن عفّان، وهو موضوع. وعنه: سبطه عمر بن محمد بن حاتم: وإسماعيل الخُطَبيّ.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى سنة خمس وتسعين ومائتين.
__________
1 تاريخ دمشق "2/ 348".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 10"، وتاريخ بغداد "2/ 380"، والمنتظم "6/ 48"، وسير أعلام النبلاء "13/ 531".
3 تاريخ بغداد "2/ 382".
4 تاريخ بغداد "2/ 329".(22/181)
450- محمد بن عُبَيْد الله بن سُرَيْج بن حُجْر1. أبو عُبَيْدة الذُّهَليّ الشَّيْبانيّ البخاريّ.
محدِّث رحَّال.
سمع: عَبّاد بن يعقوب الرَّواجنيّ، ومحمد بن سهل بن عساكر، ومحمد بن عبد الله المخزومي الحافظ. وعنه: خَلَف الخيّام، وأحمد بن سهل بن حَمْدَوَيْه.
وتُوُفّي في سَمَرْقَنْد سنة سبْعٍ وتسعين.
وكان أبوه حافظًا يذاكر بأكثر من ثلاثين ألف حديث. قاله ابن ماكولا.
451- محمد بن عبيد الله الحافظ. المعروف بختن أبو الآذان.
سمع: أبا زُرْعة الدّمشقيّ، وعثمان بن خُرَّزاذ، وهذه الطبقة. وعنه: أبو أحمد بن عديّ، وأبو بكر الجعابي.
452- محمد بن عثمان بن أبي شَيْبة2. الحافظ أبو جعفر العبْسيّ الكوفيّ، نزيل بغداد.
سمع: أباه، وعَميه أبا بكر3، والقاسم، وأحمد بن عبد الله بن يونس، وعلي بن المَدِينيّ، ويحيى بن عبد الحميد الحِمّانيّ، ويحيى بن مَعِين، وسعيد بن عَمْرو الأشعثيّ، ومِنْجاب بن الحارث، والعلاء بن عَمْرو الحنفيّ، وخلْقًا سواهم.
وعنه: ابن صاعد، وعثمان بن السّمّاك، وإسماعيل الخُطَبيّ، وجعفر الخُلْديّ، وأبو بكر الشافعي، وأبو علي بن الصواف، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، والحسين بن عُبَيْد الدّقاق، وسعد النّاقد، وآخرون.
وكان محدِّثًا فَهْمًا واسع الرواية، صاحب غرائب، وله تاريخ كبير لم أره.
قال صالح بن محمد جزرة: ثقة4.
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "4/ 275".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 2"، وتاريخ بغداد "3/ 42-47"، والمنتظم "6/ 124"، والبداية والنهاية "11/ 111"، وسير أعلام النبلاء "13/ 21-23".
3 في الأصل "أبا".
4 تاريخ بغداد "3/ 42".(22/182)
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَرَ لَهُ حَدِيثًا منكرًا فأذكره، وهو على ما وصفه لي عَبْدان، لا بأس به.
وأمّا عبد الله بن أحمد بن حنبل فَقَالَ: كذّاب.
وقال عبد الرحمن بن خِرَاش: كان يضع الحديث.
وقال مُطَيَّن: هو عصا موسى يَتَلَقَّف ما يأفكون1.
وقال الدَارَقُطْنيّ: يقال إنّه أخذ كتاب غير محدِّث2.
وقال البرقانيّ: لم أزل أسمع الشيوخ يذكرون أنّه مقدوحٌ فيه3.
تُوُفّي في جُمَادى الأولى سنة سبْعٍ وتسعين.
453- محمد بن عثمان بن سعيد بن عبد السلام بن أبي السِّوار. أبو الحسن المصريّ.
سمع: عبد الله بن صالح الكاتب. وعنه: حمزة الكِنانيّ، والحَسَن بن رشيق، وأبو سعيد بن يونس.
وقال: لم يكن ثقة. تُوُفّي سنة سبْعٍ أيضًا.
454- محمد بن عثمان بن أبي سُوَيْد البصْري الذارع4.
عن: عثمان بن الهيثم المؤذنّ، وسعيد بن سلّام العطّار، والقَعْنَبيّ، ومسلم بن إبراهيم السِّيرينيّ، وجماعة. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الطّاهر الذُّهَليّ، وجماعة.
كنيته أبو عثمان، وهو من كبار شيوخ أبي أحمد بن عديّ، وقد ضعّفه.
وقال: أُصيب بكتبه فكان مشتبه عليه، وأرجو أنّه لا يتعمَّد الكذِب.
وكان لا ينكر له.
__________
1 الكامل لابن عدي "6/ 2297".
2 تاريخ بغداد "3/ 46".
3 تاريخ بغداد "3/ 46".
4 المعجم الصغير للطبراني "2/ 28"، وميزان الاعتدال "3/ 641"، ولسان الميزان "5/ 279".(22/183)
455- محمد بن عليّ بن زيد1.
أبو عبد الله المكّيّ الصّائغ.
سمع: القَعْنَبيّ، وحفص ابن عمّ الحَوْضيّ، وسعيد بن منصور، ومحمد بن معاوية النيسابوري، وطائفة. وعنه: دعلج السجزي، والطبراني، وجماعة كثيرة.
توفي بمكة في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين. وكان محدث مكة في وقته، مع الصدق والمعرفة.
روى أيضا عن: خالد بن يزيد العمري، وإبراهيم بن المنذر، وابن كاسب.
أكثر عن الرحالون.
وأرخه الخليليّ سنة سبْعٍ وثمانين، والأوّل أصحّ.
456- محمد بن عليّ بن سهل2.
أبو بكر الأنصاريّ. ومن ولد رافع بن خُدَيْج.
وُلِد ببغداد، ونشأ بمَرْو، ومات ببُخارَى عن ثلاثٍ وتسعين سنة. حدَّث عن: عمْرو بن مرزوق، وأبي عمر الحَوْضيّ، وعلي بن الحَسَن، ويحيى بن يحيى، ومُسدَّد، وعلي بن الْجَعْد، وطبقتهم.
وعنه: أحمد بن سعيد بن نصر، ومحمد بن يوسف البخاريان، وأبو بكر أحمد بن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
ضعّفه ابن عديّ، ثمّ قَالَ: أرجو أنّه لا بأس به.
قلت: كان إمامًا في التّفسير.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين فيما قِيلَ، وهو غلط؛ فإنّ ابن عديّ قَالَ: قَدِم علينا جُرْجان سنة خمسٍ وتسعين.
ثمّ وجدت وفاته في "تاريخ أبي الحسن الزّنْجيّ" في سنة ستٍّ وتسعين ومائتين، وهذا أصحّ من الأول.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 39"، والبداية والنهاية "11/ 99".
2 ميزان الاعتدال "3/ 652"، ولسان الميزان "5/ 295".(22/184)
457- مُحَمَّد بْن علي بْن حسن1. أبو بكر2 البغداديّ.
عن: محمود بن خِداش. وعنه: أحمد بن كامل القاضي، وجماعة.
توفي سنة ثلاثمائة.
458- محمد بن عليّ بن عَلُّوَيْه3.
الفقيه أبو عبد الله الْجُرْجانيّ الشّافعيّ. أحد الأئمّة.
تفقَّه على: المُزَنيّ، وصار من كبار الأئمّة.
وحدَّث عن: هشام بن عمّار، وأبي كُرَيْب، وجماعة. وعنه: أبو زكريّا يحيى العَنْبريّ، وأبو عبد الله بن الأخرم، وجماعة.
توفي سنة ثلاثمائة.
459- محمد بن عليّ بن طَرْخان بن جبّاش4.
كذا ضبطه ابن ماكولا. أبو عبد الله، وأبو بكر البلْخيّ الحافظ، ثمّ البيكَنْديّ.
سمع: قُتَيْبة، ولُوَيْنًا، وهشام بن عمّار، وطبقتهم وأكثر التِّرحال.
قَالَ ابن ماكولا: كان حافظًا للحديث حَسَن التّصنيف.
تُوُفّي في رجب سنة ثمانٍ وتسعين.
روى عنه: ابنه أبو بكر، والحَسَن بن عليّ الطُّوسيّ، وأبو حرب محمد بن أحمد الحافظ، وجماعة.
460- محمد بن عمر بن العلاء5.
أبو عبد الله الجرجاني الصيرفي.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 68".
2 في الأصل "أبو حرب".
3 تاريخ جرجان للسهمي "389".
4 معجم البلدان "1/ 480"، تذكرة الحفاظ "2/ 694".
5 تاريخ جرجان للسهمي "390".(22/185)
رحل وسمع: هُدْبَةَ بن خالد، وأبا الرّبيع الزُّهْرانيّ، وجماعة. وعنه: ابن عديّ، والإسماعيليّ.
تُوُفّي في ربيع الأول سنة ثلاثٍ وتسعين.
461- محمد بن عمر بن أبان المصريّ. أبو الطّاهر.
يروي عن: يحيى بن بُكَيْر. تُوُفّي في شوّال سنة خمسٍ وتسعين.
462- محمد بن عِمران الْجُرْجانيّ1. أبو عبد الله الزّاهد، المعروف بالمَقَابِريّ.
سمع: أحمد بن يونس اليَرْبُوعيّ، وسعيد بن منصور، ويحيى بن عبد الحميد الحِمّانيّ.
وعنه: ابن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ. تُوُفّي في صَفَر سنة إحدى وتسعين.
463- محمد بن عَمْرو بن خالد الحَرانيّ2. ثمّ المصريّ، أبو علاثة.
عن: أبيه. وعنه: الطَّبرانيّ، وغيره. وتُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
464- محمد بن عُمَيْر بن هشام. أبو بكر الرازي المعروف بالقماطيري الحافظ.
سمع: محمد بن مِهران الجمّال، وأحمد بن منيع، وجماعة.
وعنه: أبو زكريّا العنْبريّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، والحَسن بن مهديّ.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين.
465- محمد بن عيسى3.
أبو عليّ الهاشميّ البغداديّ المعروف بالبياضيّ.
قتلته القرامطة بطريق الحجّ سنة أربعٍ.
روى عنه: محمد بن يحيى القَطِيعيّ.
وعنه: أبو بكر بن مقسم في القراءات.
__________
1 تاريخ جرجان للسهمي "97، 139، 205، 304، 326".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 39".
3 تاريخ بغداد "2/ 401"، والمنتظم "6/ 62"، والبداية والنهاية "11/ 102".(22/186)
466- محمد بن عيسى بن شَيْبة بن الصلت بن عُصْفور السَّدُوسيّ البصْريّ1.
نزيل مصر.
روى عن: عمِّه يعقوب بن شَيْبة، ومحمد بن وزير الواسطيّ، وسعيد بن يحيى بن سعيد الأُمويّ، ومحمد بن أبي مَعْشَر نَجِيح، وأبي المسكين زكريّا بن يحيى.
وعنه: النَّسَائيّ في حديث مالك2، وأبو هُرَيْرَةَ أحمد بْن عَبْد الله بْن أَبِي عصام العَدَويّ، وعبد الله بن عديّ في مُعْجَمه، وسليمان الطَّبَرانيّ، وآخرون.
توفي في خامس جمادى الآخرة سنة ثلاثمائة.
467- محمد بن عيسى بن تميم المِصِّيصيّ3.
نزيل إخميم.
يروي عن: لوين، وغيره. وهو كذاب. توفي سنة ثلاثمائة أيضًا.
468- محمد بن غالب4. أبو عبد الله القُرْطُبيّ الفقيه ابن الصّفّار المالكيّ. أحد الأئمّة.
أخذ عن: سَحْنُون، وأحمد بن صالح المصريّ، وأحمد ابن أخي ابن وهب، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة.
تُوُفّي في سنة خمسٍ وتسعين.
469- محمد بن الفَرَج بن هاشم. أبو علي السمرقندي.
عن: عبد بن حميد، وموسى بن مخارق الحلْوانيّ. وعنه: محمد بن غالب بن جُمْهُور، ومحمد بن أحمد الذَّهَبيّ، وعَمْرو بن محمد الكرابيسيّ السَّمَرْقَنْديّ.
470- محمد بن الفضل بن سلمة. أبو عمر البغدادي الوصيفي5.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 87"، وتهذيب التهذيب "9/ 389"، وتقريب التهذيب "2/ 198"، المعجم المشتمل لابن عساكر "266".
2 المعجم المشتمل "266".
3 المغني في الضعفاء "2/ 622"، ولسان الميزان "5/ 335".
4 تاريخ علماء الأندلس "2/ 20".
5 تاريخ بغداد بغداد "3/ 153".(22/187)
عن: سعيد بن منصور، وأحمد بن يونس، وحبّان بن موسى، وإسماعيل بن أُوَيْس.
وعنه: أحمد بن جعفر بن سَلْم. تُوُفّي في رجب. قَالَ الخطيب: ثقة.
وروى عنه أيضًا: أبو بكر النّقّاش، وإسماعيل الخُطَبيّ، وآخرون.
471- محمد بن الفضل. أبو عيسى المَوْصِليّ.
عن: هشام بن عمّار، ودُحَيْم، ولُوَيْن؛ وسأل أحمد بن حنبل. وعنه: يزيد بن محمد الأزديّ، وغيره. تُوُفّي سنة ستٍّ وتسعين.
472- محمد بن فَوْر بن عبد الله بن مهديّ. أبو بكر العامريّ النَّيْسابوريّ.
عن: يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهَوَيْه، وعبد الأعلى بن حمّاد النَّرْسيّ. وعنه: أبو الطَّيّب محمد بن عبد الله الشُّعَيْريّ، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم.
تُوُفّي في ذي الحجّة سنة تسعٍ وتسعين.
473- محمد بن القاسم بن هلال الأندلسيّ1.
عن: أحمد بن إبراهيم الدَّوْرقيّ، ويونس بن عبد الأعلى. تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
474- محمد بن اللَّيث2. أبو بكر الجوهريّ. بغداديّ ثقة.
عن: جُبَارة بن المُغَلّس، وغيره. وعنه: أبو عليّ الصّوّاف، وأبو بكر القَطِيعيّ.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
475- محمد بن محمد بن إسماعيل بن شدّاد3.
القاضي أبو عبد الله الْجُذُوعيّ الأنصاريّ.
عن: مسدَّد، وهُدْبَة بن خالد، ومحمد بن عبد الله بن نُمَيْر، وعلي بن المَدِينيّ، وعُبَيْد الله القواريريّ.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 18، 19".
2 تاريخ بغداد "3/ 196".
3 المعجم الصغير للطبراني "2/ 20"، وتاريخ بغداد "3/ 205"، والبداية والنهاية "11/ 98".(22/188)
وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، ومحمد بن عليّ بن الهيثم المقرئ، والطَّبَرانيّ، وجماعة1.
وثّقه الخطيب، وذَكَرَ له حكاية تَمَّت مع المعتمد، وهي في أمالي نصر المقدسيّ.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين في جُمَادَى الآخرة.
وقد وُلّي قضاءَ واسط، وغيرها. وكان موصوفًا بالورع في أحكامه، رحمه اللَّه.
476- محمد بْن محمد بْن أحمد بن يزيد بن مِهْران. أبو أحمد البغداديّ.
سمع: داود بن رُشَيْد، وطبقته. روى عنه: عبد الله بن إسحاق الخُراسانيّ، وأبو بكر الشّافعيّ.
قال الدّارَقُطْنيّ: حافظ وليس بالقوي.
477- محمد بن محمد بن داود الشَّطَويّ2.
عَنْ: يوسف بْن موسى القطّان، وطبقته. وعنه: أبو بكر الشّافعيّ. وثّقه أبو بكر الخطيب.
478- محمد بن محمود بن عبد الوهّاب. أبو السَّرِيّ الأصبهانيّ.
سمع: حبّان بن بِشْر القاضي، وسَعْدُوَيْه الأصبهانيّ. تُوُفّي سنة أربعٍ.
479- محمد بن محمود بن عديّ الخُراسانيّ. أبو عَمْرو.
سمع: على بن خَشْرَم، والكَوْسَج، والطبقة. وعنه: القَطِيعيّ، وعيسى الرُّخَّجيّ. مستقيم الحديث.
480- محمد بن مسكين بن منصور بن جُرَيْج.
الإفريقيّ المغربيّ. أخو القاضي عيسى بن مسكين، المذكور في هذه الطبقة.
سمع: سَحْنون بن سعيد، ومحمد بن شَجَرَة، والحارث بن مسكين المصريّ.
وكان ثقة، فقيهًا، صالحًا، شاعِرًا مجوِّدًا.
عاش ثمانين سنة، ومات سنة سبْعٍ وتسعين.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 205".
2 تاريخ بغداد "3/ 208".(22/189)
481- محمد بن مسلم بن عبد العزيز الأشعريّ الأصبهانيّ1.
عن: مُجَاشع بن عَمْرو. وعنه: الطَّبَرانيّ، وغيره.
482- محمد بن المطَّلب. أبو بكر الخُزَاعيّ2.
عن: إبراهيم بن المنذر الحزاميّ، وأحمد بن نصر الشّهيد، ويحيى بن أيّوب العابد.
وعنه: محمد بن خَلَف بن المَرْزُبان، وابن نَجِيح، والخلدي، وأبو بكر بن غلويه المقرئ، وغيرهم. لا بأس به.
483- محمد بن مالك بن داود. أبو بكر الشُّعَيْريّ3.
سمع: منصور بن أبي مُزَاحم، والحكم بن موسى، وطائفة. وعنه: ابن قانع، والإسماعيليّ، وغيرهما.
484- محمد بن مُعَاذ بن سُفيان بن المُسْتَهِلّ بن أبي جامع المصريّ4. ثمّ الحلبيّ. أبو بكر درّان.
سمع: مسلم بن إبراهيم، وعبد الله بن رجاء، والقَعْنَبيّ، وعَمْرو بن مرزوق، وأبا سَلَمَةَ التُّبُوذَكيّ، ومحمد بن كثير العبْديّ، وطائفة. وعنه: أبو بكر النّجّاد، ومحمد بن أحمد الرّافقيّ، وعلي بن أحمد المِصِّيصيّ، وأبو القاسم الطبراني، ومحمد بن جعفر بن السقاء الحلبيّ.
وكان أسند من بقي بحلب. عُمِّرَ دهرًا.
وتُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين، وهو في عشر المائة.
485- محمد بن موسى بن حمّاد5. أبو أحمد البربريّ ثمّ البغداديّ الحافظ الإخباريّ.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 88"، وذكر أخبار أصبهان "2/ 229".
2 تاريخ بغداد "3/ 307".
3 تاريخ بغداد "3/ 307".
4 المعجم الصغير للطبراني "2/ 60"، وسير أعلام النبلاء "13/ 536"، ودول الإسلام "1/ 178"، وشذرات الذهب "2/ 216".
5 المعجم الصغير للطبراني "2/ 14"، وتاريخ بغداد "3/ 243".(22/190)
وُلِد سنة ثلاث عشرة ومائتين.
وسمع: عليّ بن الْجَعْد، وعُبَيْد الله بن عمر القواريريّ، وعبد الرحمن بن صالح. وعنه: أحمد بن كامل، وإسماعيل الخطَبيّ، وابن قانع، وآخرون. قَالَ الخطيب: كان إخباريًا، فَهْمًا، ذا معرفة بأيّام النّاس. وكان يَخْضِب بالحُمْرَة.
تُوُفّي سنة أربعٍ أيضًا. قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقويّ. قلت: أكثر عنه الطَّبَرانيّ.
486- محمد بن موسى بن عاصم1. أبو عبد الله المصريّ.
عن: يحيى بن بُكَيْر، وعَمْرو بن خالد، ومهديّ بن جعفر الرَّمْليّ. وعنه: الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
487- محمد بن نصر المَرْوَزيّ2. الإمام أبو عبد الله أحد الأعلام في العلوم والأعمال.
ولد سنة اثنتين ومائتين ببغداد، ونشأ بنَيْسابور، سكن سَمَرْقَنْد وغيرها. وكان أبوه مَرْوزِيًّا.
قَالَ الحاكم فيه: إمام الحديث في عصره بلا مُدَافَعَة.
سمع بخُراسان: يحيى بن يحيى، وإسحاق، وأبا خالد بن يزيد بن صالح، وعَمْرو بن زُرَارة، وصَدَقَة بن الفضل المَرْوَزِيّ، وعلي بن حُجْر.
وبالريّ: محمد بن مِهْران، ومحمد بن مقاتل، ومحمد بن حُميد.
وببغداد: محمد بن بكّار، وعبد الله القواريريّ، وجماعة.
وبالبصرة: أبّا الرّبيع الزُّهْرانيّ، وهُدْبَة، وشَيَبْان، وعبد الواحد بن غياث، جماعة.
وبالكوفة: سعيد بن عَمْرو الأشعثيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، وجماعة.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 6".
2 سير أعلام النبلاء "14/ 33-40"، وتهذيب التهذيب "2/ 213"، والنجوم الزاهرة "3/ 161"، وتقريب التهذيب "2/ 213".(22/191)
وبالحجاز: أبا مصعب، وإبراهيم بن المنذر الحِزَاميّ، وجماعة.
وبالشّام: هشام بن عمّار، وجماعة.
قلت: وبمصر: يونس بن عبد الأعلى، والربيع المراديّ.
وتفقَّه على أصحاب الشّافعيّ.
وقال الخطيب: حدَّث عن عَبْدان، وسمّى جماعة وقال: كان من أعلم النّاس باختلاف الصّحابة ومَنْ بعدَهم.
قلت: روى عنه أبو العبّاس السّرّاج، ومحمد بن المنذر شكر، وأبو حامد بن الشَّرقيّ، وأبو عبد الله محمد بن الأخرم، وأبو النَّضْر محمد بن محمد الفقيه، وابنه إسماعيل بن محمد بن نصر، ومحمد بن إسحاق السَّمَرْقَنْدِيّ، وخلْق كثير.
قَالَ أبو بكر الصَّيْرفيّ: لو لم يصنّف المَرْوَزِيّ إلّا كتاب "القَسَامة" لَكَان من أفقه النّاس1.
وقال أبو بكر بن إسحاق الصِّبْغيّ، وقيل له: ألا تنظر إلى تمكُّن أبي عليّ الثّقفيّ في عقله؟ قَالَ: ذاك عقل الصَّحابة والتّابعين من أهل المدينة.
قِيلَ: وكيف ذاك؟ قَالَ: إنّ مالك بن أنس كان من أعقل أهل زمانه، وكان يقال إنّه صار إليه عقول مَن جالسَهَم من التابعين، فجالَسَه يحيى بن يحيى النَّيْسابوريّ، فأخذ من عقله وسَمْته، حتّى لم يكن بخُراسان مثله، فكان يُقال: هذا عقل مالك وسمته. ثم جالس يحيى محمد بن نصر سِنِين، حتّى أخذ من سَمْته وعقله، فلم يُرَ بعد يحيى من فُقَهاء خُراسان أعقل منه. ثمّ إنّ أبا عليّ الثَّقَفيّ جالَسَ محمد بن نصر أربع سِنِين، فلم يكن بعده أعقل منه2.
وقال عبد الله محمد الإسفرائينيّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ يقول: كان محمد بن نصر عندنا إمامًا، فكيف بخراسان3؟.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 316".
2 سير أعلام النبلاء "14/ 34".
3 تاريخ بغداد "3/ 316".(22/192)
وقال القاضي محمد بن محمد: كان الصّدر الأوّل من مشايخنا يقولون: رجال خُراسان أربعة: ابن المبارك، وإسحاق، ويحيى، ومحمد بن نصر.
وقال ابن الأخرم: انصرف محمد بن نصر من الرّحلة الثّانية سنة ستّين ومائتين، فاستوطن نَيْسابور، ولم تزل تجارته بنَيْسابور، أقام مع شريك له مُضَارِب، وهو يشتغل بالعِلم والعِبادة. ثمّ خرج سنة خمسٍ وسبعين إلى سَمَرْقَنْد، فأقام بها، وشريكه بنَيْسابور، وكان وقت مقامه هو المفتي والمقدم، بعد وفاة محمد بن يحيى، فإنّ حَيْكَان -يعني يحيى بن محمد بن يحيى- ومَن بعده أَقَرُّوا له بالفضل والتَّقَدُّم1.
قَالَ ابن الأخرم: ثنا إسماعيل بن قُتَيْبة: سمعت محمد بن يحيى غير مرّة، إذا سُئِل عن مسألة يقول: سَلُوا أبا عبد الله المَرْوَزِيّ.
وقال أبو بكر الصِّبْغيّ: أدركت إمامين لم أُرْزَق السَّماعَ منهما: أبو حاتم، الرّازيّ، ومحمد بن نصر المَرْوَزِيّ2.
وأمّا عبد بن ربيعة، فما رأيت أحسن صلاةً منه. ولقد بَلَغَني أنّ زُنْبُورًا قعد على جبهته، فسال الدّمُ على وجهه ولم يتحرّك.
وقال ابن الأخرم: ما رأيت أحسنَ صلاةً من محمد بن نصر. كان الذُّباب يقع على أُذُنِه، فَيَسِيلُ الدّم، ولا يَذُبُّه عن نفسه. ولقد كنّا نتعجّب من حُسْن صلاته وخشوعه، وهيبته للصلاة. كان يضع رقبته على صدره، فتتصلّب كأنّه خَشَبَة منصوبة. وكان من أحسن النّاس، خَلْقًا، كأنما فقئ في وجهه حَبُّ الرُّمّان، وعلى خدَّيه كالورد ولحيته بيضاء3.
وقال أحمد بن إسحاق الصَّبْغيّ: سمعت محمد بن عبد الوهّاب الثَّقفيّ يقول: كان إسماعيل بن أحمد والي خُراسان يصل محمد بن نصر في السنة بأربعة آلاف درهم، ويصِلُه أخوه إسحاق بمثلها، ويصله أهل سمرقند بمثلها، فكان ينفقها من السنة إلى السنة من غير أن يكون له عيال. فقيل له: لو ادَّخرتَ لِنَائبةٍ.
فَقَالَ: سبحان الله أنا بقيت بمصر كذا وكذا سنة، قوتي وثيابي وكاغدي وحبري،
__________
1 سير أعلام النبلاء "14/ 36".
2 سير أعلام النبلاء "14/ 36".
3 سير أعلام النبلاء "14/ 36، 37".(22/193)
وجميع ما ينفق على نفسي في السنة عشرين دِرْهمًا، فترى إن ذَهَبَ ذا لا يبقى ذاك؟ 1.
وقال السُّليمانيّ: محمد بن نصر إمام الأئمّة الموفَّق من السّماء، سكن سمرقند. سمع: يحيى بن يحيى، وعَبْدان، والمُسْنِديّ، وإسحاق.
له كتاب "تعظيم قدْر الصّلاة"، وكتاب "رفع اليدين"، وغيرهما من الكتب المعجزة.
ومات وصالح جَزَرة في سنة أربعٍ.
أنبأني جماعة قالوا: ثنا أبو اليُمْن، نا أبو منصور، نا أبو بكر الخطيب، أنا الجوهري، أنا ابن حَيَوَيْه، ثنا عفّان بن جعفر الّلّبان: حدّثني محمد بن نصر قَالَ: خرجت من مصر ومعي جارية لي. فركبت البحر أريد مكّة، فغرقت، فذهب منّي ألف جزء، وصرت إلى جزيرة، أنا وجاريتي، فما رأينا فيها أحدًا، وأخذني الْعَطَشُ، فلم أقدر على الماء، فوضعت رأسي على فخَذَ جاريتي مستسلمًا للموت، فإذا رجل قد جاءني ومعه كُوز، فَقَالَ لي: هاه.
فشربت وسقَيْتُها، ثم مضى، فما أدري من أين جاء، ولا من أين ذهب2.
وقال أبو الفضل محمد بن عُبَيْد الله البَلْعَميّ: سمعت الأمير إسماعيل بن أحمد يقول: كنت بسمرقند، فجلست يوم للمظالم، وجلس أخي إسحاق إلى جنبي، إذ دخل أبو عبد الله محمد بن نصر، فقمت له إجلالًا لعلمه، فلمّا خرج عاتبني أخي وقال: أنت والي خُراسان، تقوم لرجلٍ من الرَّعيّة! هذا ذَهاب السّياسة.
فَبِتُّ تلك اللّيلة وأنا مُنْقَسِمُ القلب، فرأيت النّبيّ -صلى الله عليه وسلم، فأخذ بعضُدي، فَقَالَ لي: ثَبتَ ملككَ وملك بنيك بإجلالك محمد بن نصر.
وكان محمد بن نصر زوج خنة، بخاء مُعْجَمَةٍ ثمّ نُون، أخت يحيى بن أكثم القاضي.
تُوُفّي بسَمَرْقَنْد، في المحرَّم سنة أربعٍ وتسعين.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 317".
2 تاريخ بغداد "3/ 317".(22/194)
وقال أبو عبد الله بن مَنْدَه في مسألة الإيمان: صرَّح محمد بن نصر في كتاب "الإيمان" بأن الإيمان مخلوق، فإنّ الإقرار والشّهادة، وقراءة القرآن بلفْظه مخلوق. وهَجَرَه على ذلك علماء وقته، وخالَفَه أئمّة أهل خُراسان، والعراق.
قلت: لو أننا كلما أخطأ إمام مجتهد في مسألةٍ خطًأ مغفورًا له هَجَرْناه وبدَّعناه، لَما سَلِمَ أحدٌ مِنَ الأئمّة، واللَّهُ الهادي للحقّ، والرّاحم للخلْق.
وقال ابن حزم في بعض تَوَاليفه: أعلم النّاس من كان أجمعهم للسُّنَن، وأضبطهم لها، وأذكرهم لمعانيها ولأحوال الصّحابة. ولا نعلم هذه الصّفة أتمّ منها في محمد بن نصر المَرْوَزِيّ، فلو قَالَ قائل: ليس لرسول -صلى الله عليه وسلم- حديث، ولا لأصحابه إلّا وهو عِنْد محمد بن نصر، لَما بَعُدَ عن الصّدْق.
488- محمد بن نصر. أبو جعفر البغداديّ المقرئ الصّائغ1.
عن: إسماعيل بن أُوَيْس، وأبي مُصْعَب. وعنه: ابن قانع، وابن علم، وجماعة.
وكان مُقْرِئًا. تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
وعنه أيضًا: الطَّبَرانيّ، وأحمد بن عثمان الأبهريّ شيخ ابن مَنْدَه.
489- محمد بن نصر بن حُمَيْد البزّاز البغداديّ2.
صاحب حديث.
روى عن: إسماعيل بن إبراهيم، ويحيى بن أيّوب المَقَابِريّ، ومحمد بن قُدَامة الجوهريّ، ونحوهم.
روى عنه: الطَّبَرانيّ، وابن قانع، وغيرهما.
490- محمد بن نصر. أبو جعفر الهمدانيّ حَمُّوَيْه. صدوق رحّال.
سمع: عبد الرحمن بن إبراهيم دُحَيْم، ومحمد بن رُمْح، وحرملة، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن إسحاق بن مِنْجاب، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وجماعة، وابن أبي داود مع تقدمه.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 14"، وتاريخ بغداد "3/ 318".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 4"، وتاريخ بغداد "3/ 319".(22/195)
محمد بن النّضر.
هو محمد بن أحمد.
491- محمد بن النَّضْر بن سَلَمَةَ بن الجارود بن يزيد1.
الحافظ أبو بكر الجاروديّ النَّيْسابوريّ الفقيه الحنفيّ، قاله الحاكم. كان شيخ وقته حِفْظًا وكمالًا ورئاسة، وأبوه وجدّه كلّهم رأيّيون2.
سمع: إسحاق بن راهويه، وعمر بن زُرَارَة، وسُوَيد بن سعيد، ومحمد بن عَبْد الملك بْن أبي الشَّوارب، وأبا كُرَيْب، وإسماعيل ابن سِبْط السَّنْديّ، وطائفة.
وعنه: إمام الأئمّة ابن خُزَيْمَة، وأبو عَمْرو الحَيريّ، وأبو حامد بن الشَّرْقيّ، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وطائفة.
وكان رفيق مسلم في الرحلة.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: سمعتُ منه بالرّيّ، وهو صدوق3.
وقال أبو أحمد الحاكم: كان محمد بن يحيى يستعين بعربيّة أبي بكر الجارودي في مصنفاته، ويبيته عندي.
وقال محمد بن يعقوب الأخرم: لما قَتَلَ أحمدُ الخُجُسْتانيّ حَيْكان هَمَّ بقتل الجاروديّ، فلبس الجاروديّ عَباءَة وخرج مع الجمّالين إلى أصبهان4.
قلت: ثم رجع بعد إلى بلده.
وتُوُفّي في ربيع الأوّل سنة إحدى وتسعين. وكانت له جَنَازة مشهودة.
يُقال: إنّ النّسائيّ روى عنه، فَيُحَقَّقْ.
492- محمد بن النضر بن عبد الوهاب النيسابوري5.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 111"، وتهذيب التهذيب "2/ 213"، وتقريب التهذيب "2/ 213"، وسير أعلام النبلاء "13/ 541-544".
2 الأنساب "3/ 158".
3 الجرح والتعديل "8/ 111".
4 الأنساب "3/ 158".
5 تهذيب التهذيب "9/ 491"، تقريب التهذيب "2/ 213، وسير أعلام النبلاء "13/ 564".(22/196)
أخو أحمد بن النّضْر، سَمَاعه وسَمَاع أخيه واحد كما في ترجمة أحمد. رَوَيَا عن: إسحاق بن راهَوَيْه، وعُبَيْد الله بن مُعَاذ، وهذه الطبقة.
وقد قَالَ البخاريّ حديثًا عن محمد: ثنا عُبَيْد الله بن معاذ، فذكر حديثًا.
قَالَ الحاكم: روى البخاريّ عنهما في "الجامع الصّحيح".
ذكره، الحاكم في ترجمة محمد.
493- محمد بن هارون. أبو موسى الأنصاريّ الزُّرَقيّ1.
عن: يونس بن عبد الأعلى، وأبي الربيع عُبَيْد الله بن الحارث. وعنه: محمد بن مَخْلَد، والطَّبَرانيّ. وثّقه الخطيب. ومات في سنة ثلاث وتسعين.
494- محمد بن الوليد2.
المعروف بابن ولاد التّميميّ النَّحْويّ.
صاحب التّصانيف في عِلم العربيّة. أخذ عن: المبّرد، وثعلب. مات كهلًا سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين.
495- محمد بن ياسين بن النَّضْر. أبو بكر الباهليّ. الفقيه النَّيْسابوريّ.
يروي عن: إسحاق بن راهَوَيْه، وعثمان بن أبي شَيْبة. وعنه: محمد بن صالح بن هانئ، وغيره. توفي سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
496- محمد بن يحيى بن مالك الضبي الأصبهاني3.
عن: أبي عمار الحسين بن حريث، ومحمود بن غيلان. وعنه: أبو أحمد العسال، والطبراني، وأبو الشيخ.
توفي في صفر سنة إحدى وتسعين.
497- محمد بن يحيى بن سليمان. أبو بكر المروزي4.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 16".
2 معجم الأدباء "19/ 105".
3 المعجم الصغير للطبراني "2/ 56".
4 المعجم الصغير للطبراني "2/ 14"، وتاريخ بغداد "3/ 422".(22/197)
سمع: عاصم بن علي، وأبا عبيد القاسم بن سلام، وخلف بن هشام، وبشر بن الوليد، وعلي بن الجعد، وجماعة.
وأكثر عن عاصم. وعنه: أبو بكر النّجّاد، وأبو بكر الشّافعيّ، ومَخْلَد الباقَرْحِيّ، وابن عُبَيْد العسكريّ، وسليمان الطَّبَرانيّ، وطائفة.
قَالَ الدَّارَقُطْني: صدوق.
قلت: هو من كبار شيوخ الإسماعيليّ.
تُوُفّي رحمه الله تعالى ببغداد في شوّال سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين.
498- محمد بن يحيى بن محمد1. أبو سعيد البغداديّ، حامل أكْفانه.
سمع أبا بكر، وعثمان ابني أبي شَيْبة، وأحمد بن مَنِيع، وسَوّار بن عبد الله القاضي، وجماعة. وعنه: أهل دمشق، وأبو علي بن هارون، والفضل بن جعفر، وأبو عُمَر بن فَضَالَةَ، وأبو بكر النّقّاش، وجماعة.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
قَالَ الخطيب: بلغني أنّه غُسِّلَ وَكُفِّنَ، فلمّا كان في اللّيل، جاءه نبَّاش فنبشه، فلمّا حَلَّ أكفانه قَعَدَ، فهرب النّبّاش، فقام وأتى منزله حاملًا كفنه، فعاد حُزْن أهله فَرَحًا.
ومثله أيضًا سُعَيْر بن الخِمْس.
فإنّه لمّا وُضِع في لَحْده اضطّرب، فَحُلَّتْ أكفانه، فقام. ووُلِد له بعد ذلك مالك بن سُعَيْر.
499- محمد بن يعقوب2. أبو بكر البغداديّ. عُرِفَ بابن القلّاس، بالقاف.
عن: عليّ بن الْجَعْد، وحمّاد بن إسحاق المَوْصليّ. وعنه: ابن مَخْلَد، وأحمد بن جعفر بن سالم الجيليّ. صدوق.
ومات "سنة خمس وتسعين ومائتين"3.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 423"، والمنتظم "6/ 114"، والبداية والنهاية "11/ 118".
2 تاريخ بغداد "3/ 391".
3 في الأصل بياض، مستدرك من تاريخ بغداد.(22/198)
500- محمد بْن يزيد بْن محمد بْن عَبْد الصّمد1. أبو الحَسَن الدّمشقيّ، مولى بني هاشم.
عن: صَفْوان بن صالح المؤذّن، وموسى بن أيّوب النَّصِيبيّ، وسليمان ابن بنت شُرَحْبيل، وأبي نُعَيْم الحلبيّ، وجماعة.
وعنه: سبط عديّ بن يعقوب، وجعفر بن محمد الكِنْديّ، وأبو عُمَر بن فَضَالَةَ، وسليمان الطَّبَرانيّ، وعبد الله بن النّاصح، ومُظَفَّر بن حاجب، وجماعة.
تُوُفّي سنة تسع وتسعين.
وقع لنا جزء صغير من حديثه يعلو.
501- محمد بن يعقوب بن أبي يعقوب الأصبهانيّ2.
عن: عَبّاد بن يعقوب الرَّوَاجِنيّ، وغيره. وعنه: أبو الشّيخ. تُوُفّي سنة ثمانٍ وتسعين.
502- محمد بن يعقوب بن سَوْرة البغداديّ.
عن: أبي الوليد الطّيالِسيّ. وعنه: الطَّبَرانيّ.
503- محمد بن يعقوب البصْري الأعلم3.
عن هُدْبة بن خالد، وأبي الرّبيع الزُّهْرانيّ. وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشّافعيّ أحاديث.
504- محمد بن يوسف بن يعقوب4.
أبو بكر الرازيّ المقرئ.
حدَّث عن: محمد بن حميد الرازي، ومحمد بن هاشم البَعْلَبَكّيّ. روى عنه: محمد بن العبّاس بن نجيح، وحبيب القزاز، وأبو بكر النقاش.
__________
1 سير أعلام النبلاء "14/ 56"، والعبر "2/ 13أ"، وشذرات الذهب "2/ 232"، والمعجم الصغير للطبراني "2/ 82".
2 ذكر أخبار أصبهان "2/ 239".
3 تاريخ بغداد "3/ 388".
4 ميزان الاعتدال "4/ 72"، تاريخ بغداد "3/ 397"، ولسان الميزان "5/ 435".(22/199)
قَالَ الدَارَقُطْنيّ: دجَّال يضع الحديث والقراءات. وضع من المستندات ما لا يضبط.
قدم بغداد قبل الثلاثمائة.
505- محمد بن يوسف. أبو جعفر البارودي الإسكافيّ1.
حدَّث ببغداد عن: أبي عُتْبَة الحمصيّ، وطبقته. وعنه: محمد بن مَخْلَد، وعبد الله بن شهاب العُكْبُريّ. تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
506- محمد بن يوسف بن عاصم بن شَرِيك. أبو بكر البخاريّ الحافظ.
رحّال، سمع: يعقوب الدَّوْرَقيّ، وبِشْر بن آدم، ويوسف بن موسى القطّان، وعدَّة.
507- محمد بن يوسف2. أبو جعفر التُّرْكيّ الفَرَغانيّ ثمّ البغداديّ.
سمع: سُرَيْج بن يونس، وعيسى بن إبراهيم التُّرْكيّ، وعيسى بن سالم الشّاشيّ، ومحمد بن جعفر الوَركانيّ.
وعنه: أحمد بن كامل، وعُمَر بن مسلم، والطَّبَرانيّ، وجماعة.
وثّقه الخطيب. وتُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين ومائتين.
508- مُحَسِّن بن جعفر بْن علي بْن مُحَمَّد بْن علي بْن مُوسَى بن جعفر الصّادق العَلَويّ3.
خرج بناحية الشام سنة ثلاثمائة، فحاربه ابن كَيَغْلَغ، فظفر به فقتله، وبعث برأسه إلى بغداد، فنُصِب مع أعلامٍ له مُنَكَّسَةٍ.
509- محمود بن أحمد بن الفَرَج4. أبو حامد الزُّبَيْريّ الأصبهانيّ.
عن: إسماعيل بن عَمْرو البَجَليّ، ومحمد بن المنذر البغداديّ. وكان ثقة.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 398".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 12"، وتاريخ بغداد "3/ 395".
3 مقاتل الطالبين لأبي الفرج الأصبهاني "703".
4 المعجم الصغير للطبراني "2/ 108"، وذكر أخبار أصبهان "2/ 315".(22/200)
روى عنه: أبو الشَّيخ، والطَّبَرانيّ، ومحمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب الأصبهانيّ.
وهو مَنْ وَلَدِ الزُّبَير بن بكّار.
مات سنة ثلاث وتسعين، وقيل: سنة تسعين.
510- محمود بن والان بن موسى. أبو حامد العَدَويّ الأديب.
ثقة كثير الحديث. عاش نيِّفًا وتسعين سنة.
سمع: قُتَيْبَة، وسُوَيْد بن نصر، وجماعة. ومات سنة ثلاثٍ وتسعين.
511- محمود بن محمد المَرْوَزِيّ1. مشهور.
طوّف وسمع: داود بن رُشَيْد، وعلي بن حُجْر، وطبقتهما. وعنه: الطَّسْتيّ، وابن الصَّوّاف، والطَّبَرانيّ. مستقيم الحديث. مات سنة سبْعٍ وتسعين.
512- محمود بن عليّ بن مالك الشَّيْبانيّ2. أبو حامد المدِينيّ البزّاز.
عن: محمد بن منصور الجوّاز، وهارون بن موسى الفَرَويّ، ومحمد بن "أحمد بن يعقوب الشيباني"3، والمخزوميّ. وعنه: محمد بن أحمد بن يعقوب الأصبهانيّ، والطَّبَرانيّ، وأبو الشيخ.
وثقه أبو نعيم. ومات سنة ثلاثمائة.
513- مسبح بن حاتم بن ماور العكي.
بالبصّرة. مات سنة ثمانٍ وتسعين.
514- مسور بن قَطَن بن إبراهيم. أبو الحَسَن النَّيْسابوريّ.
قَالَ الحاكم: كان من مزكي عصره، والمُقَدَّم في الزُّهْد والورع والعقل.
سمع: يحيى بن يحيى؛ وتورَّع من الرّواية عنه لصِغَر سِنِّهِ.
وسمع: جدّه لأمّه بِشْر بن الحَكَم، وأبا زاهر، وداود بن رشيد. وطوف.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 107"، وتاريخ بغداد "13/ 94".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 108"، وذكر أخبار أصبهان "2/ 316".
3 في الأصل بياض. مستدرك من ذكر تاريخ أصبهان.(22/201)
وعنه: ابن الشَّرْقيّ، ومحمد بن صالح، وأبو الوليد الفقيه، وجماعة.
مات سنة ثلاثمائة.
515- مسلم بن أحمد بن أبي عُبَيْدة1. أبو عُبَيْدة اللَّيْثيّ القُرْطُبيّ، صاحب القِبلة.
رحل سنة ستٍّ وخمسين، فسمع: يونس بن عبد الأعلى، والرّبيع المُرَاديّ، والمُزَنيّ، وابن عبد الحَكَم، وجماعة.
قَالَ أحمد بن عبد البَرّ: كان من أصوف أهل زمانه2، وكان مُولَعًا بالفَلك والنُّجوم. وكان إذا صلّى يشرّق قليلًا نحو مدينة قُرْطُبَة.
روى عنه: قاسم بن أَصبغ، وعبد الله بن يونس.
مات سنة خمسٍ وتسعين ومائتين.
516- مسلم بن سعيد الأشعريّ3. أبو سَلَمَةَ.
سمع: مُجَاشِع بن عَمْرو سنة ثلاثين، وبكّار بن الحَسَن. وعنه: أبو الشّيخ، وشيخه مُجَاشع يروي عن: الّليث، وابن قطيعة.
مات سنة تسعٍ وتسعين.
517- مسلم بن عبد الله بن مكرم البارودي4. المؤدِّب ببغداد.
عن: عَمْرو بن مرزوق، ويحيى بن هاشم. وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، وأبو بكر الشّافعيّ، وابن العلاء الْجَوْزَجانيّ. مات سنة ثلاثٍ وتسعين.
518- مُضارِب بن إبراهيم5. أبو الفضل النَّيْسابوري الأديب، أوحد عصره ببلده في العربيّة.
سمع: ابن راهَوَيْه. وعنه: أبو عَمْرو بن مَطَر. مات سنة سبع وتسعين.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 126".
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 126".
3 ذكر أخبار أصبهان "2/ 323".
4 تاريخ بغداد "13/ 105".
5 بغية الوعاة "2/ 288".(22/202)
519- معمر بن محمد بْن زيد بْن الأشهب البلخي.
سَمِعَ من: شهاب بن معمر العوفي، ومكّيّ بن إبراهيم، وعصام بن يوسف البلخيّين.
وطال عُمره. وعنه: عبد الرحمن بن حامد بن مَتُّوَيْه البْلخيّ.
مات في جُمَادَى الأولى سنة ستٍّ وتسعين ومائتين.
520- مَمْشَاذُ الدِّيَنَوريّ1.
من كبار الصُّوفيّة. صحِب يحيى بن الجلّاء، وغيره.
ومن قوله: جماعُ المعرفة صِدْقُ الافتقار إلى الله.
وقال فارس الدَّيَنَوريّ: خرج مُمْشاذ من باب الدّار، فنبح كلب فَقَالَ: لا إله إلّا الله، فمات الكلب مكانه2. مات سنة تسعٍ وتسعين ومائتين.
521- موسى بن إسحاق بن موسى الخطْميّ الأنصاريّ3.
أبو بكر الفقيه الشافعيّ، كان قاضيًا على الأهواز. وولى قضاء نَيْسابور. وحدَّث عن: عيسى قالون، وأحمد بن يونس، وعلي بن الْجَعْد. وكان يُضْرَبُ به الْمَثَلُ في ورعه وصيانته في القضاء. وعنه: حبيب القزّاز، وابن ماسي، وعبد الباقي بن قانع.
قَالَ ابن أبي حاتم: كتبت عنه، وهو ثقة صدوق.
وقد أقرأ النّاسَ القرآن. ويقال: مولده سنة عشرٍ ومائتين. ومات سنة سبْعٍ وتسعين ومائتين.
522- موسى بن أفلح البخاريّ البيقاري4.
عن: أبي حُذَيفة إسحاق بن بشر، وأحمد بن حفص، والمسندي.
__________
1 حلية الأولياء "10/ 353"، وصفة الصفوة "4/ 87"، والنجوم الزاهرة "3/ 179".
2 طبقات الصوفية "317".
3 الجرح والتعديل "8/ 135"، والمنتظم "6/ 96"، وسير أعلام النبلاء "13/ 579"، والعبر "2/ 109"، وشذرات الذهب "2/ 226".
4 الأنساب لابن السمعاني "2/ 373"، واللباب "1/ 199".(22/203)
وعنه: أحمد بن عدل، وخَلَف الخيّام. تُوُفّي في جُمَادَى الأولى سنة إحدى وتسعين. وكان شيخًا مُعَمَّرًا.
523- موسى بن خازم بن سيّار1. أبو عِمران الأصبهانيّ.
عن: حاتم بن عبد الله النُّمَيْريّ، ومحمد بن بُكَيْر الحضرميّ. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأحمد بن بُنْدار الشّعّار. مات سنة ثلاثٍ وتسعين. ورّخه أبو نُعَيم.
524- موسى بن عبد الحميد بن عصام الْجُرْجانيّ. أبو يحيى.
عن: أبيه، وإسماعيل المُزَنيّ الفقيه؛ وجالسَ داود الظَّاهريّ. وعنه: عبد الله بن محمد بن شَيْبة، وأحمد بن محمد بن صالح الهَمْدانيّ.
مات على رأس سنة ثلاثمائة.
525- موسى بن محمد بن موسى الذُّهَليّ الأعْيَن. أبو عَمْرو النَّيْسابوريّ.
سمع: يحيى بن يحيى، وسعد بن يزيد الفرّاء. وعنه: أبو العبّاس بن حمدان، وأبو الوليد الفقيه، وأحمد بن الخضر شيخ الحاكم.
مات سنة إحدى وتسعين ومائتين.
526- موسى بن هارون بن عبد الله2. أبو عِمران البزّار. كان إمام عصره في الحِفْظ والإتقان.
سمع: قُتَيْبة، وأحمد بن حنبل، وإسحاق، وعلي بن الْجَعْد، وخلْق. وعنه: دَعْلَج، وأبو الطّاهر الذُّهَليّ، وآخرون.
قَالَ الصِّبْغيّ: ما رأينا في حفاظ الحديث أهيب ولا أروع من موسى بن هارون.
مات في شَعْبان سنة ثلاثٍ وتسعين. قصّر الحاكم في ترجمته.
527- موسى بن هارون بن سعيد الأصبهانيّ3.
أبو عِمران، يُعرف بالأصمّ. ربّما التبس بالذي قبله. وهذا يروي عن: سويد بن
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 112"، وذكر أخبار أصبهان "2/ 312".
2 تاريخ بغداد "13/ 50"، والبداية والنهاية "11/ 103"، والمنتظم "6/ 66".
3 ذكر أخبار أصبهان "2/ 312".(22/204)
سعيد، وأبي خَيْثَمة زُهَير بن حرب، ومُصْعَب بن عبد الله الزُّبَيريّ، وجماعة سواهم.
روى عنه: أبو الشّيخ، وأبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب المقرئ، ومحمد بن جعفر بن يوسف، وأهل أصبهان.
فإذا قَالَ الأصبهانيّ: حَدَّثَنَا موسى بن هارون، فإيّاه يريد. ومات هذا الأصبهانيّ في حدود سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين.
528- موسى بن هشام الدَّيَنَوريّ.
حدَّث بدمشق. عن: عبد الله بن هانئ، وعليّ بن المبارك الصَّنْعانيّ. وعنه: أبو عليّ بن آدم، وأحمد بن الرُّوميّ، وأبو أحمد بن عدي، وغيرهم. مات على رأس الثلاثمائة.
"حرف النون":
529- نصر بن أحمد1. أبو محمد الكَنْديّ البغداديّ الحافظ. أحد الأئمّة، ويُعرف بنَصْرك.
سمع: محمد بن بكار، وعبد الأعلى بن حمّاد، والقواريريّ. وعنه: خَلَف الخيّام، وابن عُقْدَةَ.
حمله أمير بُخَارى خالدُ بن أحمر الذُّهَليّ إليه، فأقام عنده، وصنَّف له "المُسْنَد".
ومات في سنة ثلاثٍ وتسعين، وعاش سبعين سنة.
530- نصر بن سياد بن فتح. أبو الَّلْيث السَّمَرْقَنْديّ المحدِّث الرّحّال المصنِّف.
عن: يونس بن عبد الأعلى، وعبد بن حُمَيْد، والدارِميّ. وعنه: محمد بن إسحاق العُصْفُريّ، وأحمد بن محمد الكرابيسي. مات سنة ثلاثٍ وتسعين.
531- نصر بن عبد الحميد القراطيسيّ.
أبو حبيب المصريّ، الرّجل الصّالح.
عن: نُعَيْم بن حمّاد، ويحيى بن بكير. مات سنة سبع وتسعين.
__________
1 سير أعلام النبلاء "13/ 538"، البداية والنهاية "11/ 101"، والمنتظم "6/ 59".(22/205)
532- نوح بن منصور1. أبو مسلم البغدادي.
حدَّث بشيراز. وكانت عنده كُتُب الشّافعيّ.
عن: الزَّعْفرانيّ، والرّبيع، ويونس بن عبد الأعلى، والحَسَن بْن عَرَفَة، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرّميّ. روى عنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشّيخ، ومُطَهَّر بن أحمد شيخ أبي نُعيْم.
مات بفارس سنة خمسٍ وتسعين.
"حرف الهاء":
533- هارون بن موسى بن شريك الدّمشقيّ المقرئ2. أبو عبد الله الأخفش صاحب ابن ذَكْوان.
قرأ عليه، وسمع أبا مُسْهر. قرأ عليه: ابن الأخرم المقرئ، والنّقّاش؛ وروى عنه: الطَّبَرانيّ، وأبو أحمد بن النّاصح.
مات سنة ثلاثٍ وتسعين على الصّحيح. وقيل: سنة إحدى.
534- هُبَيْرة بن محمد بن عبد الحميد. أبو أحمد المصريّ.
عن: عيسى بن زُغْبَة، وغيره. مات سنة سبْع وتسعين.
535- هُمَيْم بن همّام. أبو العبّاس الطَّبَريّ3.
طوّف وسمع: أبا مُصْعَب، ومحمد بن أبي مَعْشَر. وعنه: أبو أحمد الغطْرِيفيّ بن عبد الملك، وأهل جُرْجان.
مات سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين.
"حرف الواو":
536- وحيد بن عمر بن هارون البخاريّ الفقيه.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 122".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 128".
3 تاريخ جرجان للسهمي "189، 134، 439، 449، 534، 537، 539".(22/206)
روى عَنْ: إسحاق بن راهَوَيْه، وأبي مُصْعَب الزُّهْريّ، وطبقتهما. وعنه: خَلَف الخيّام، وأبو الأسود أحمد بن إبراهيم، وغيرهما. تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
537- وكيع بن إبراهيم بن عيسى المَوْصِليّ.
عن: سُفْيان بن وَكِيع، ولُوَيْن، وأبي عمّار الحسين بن حرث. وكتب عنه النَّسائيّ.
وروى عنه: يزيد بن محمد. مات سنة سبْعٍ وتسعين.
538- الوليد بن حمّاد بن جابر الرّمليّ الزّيّات1.
سمع: سليمان بن عبد الرحمن، ويزيد بن مَوْهب الرمليّ. وعنه: الطَّبَرانيّ، وابن عديّ، وجماعة. كان على رأس الثلاثمائة.
"حرف الياء":
539- يحيى بن أحمد زياد. أبو منصور السُّفْيانيّ الهَرَويّ.
سمع: خالد بن الصّبّاح، ويحيى بن معين، وأحمد بن سعيد الدّارِميّ. وعنه: أبو إسحاق البزّار الحافظ، والفضل بن العبّاس، وأبو الفضل بن حَمْدُوَيْه.
مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين.
540- يحيى بن الحسين بن القاسم بن طباطبا العَلَويّ.
كان قد غلب على اليمن، وَدُعِيَ له بصنعاء وما والاها عنه. وضُرِبَت السّكّة باسمه. ثمّ خرج من صنعاء بعد غَلَبة القَرَامطة، فصار إلى صُعْدة، وتسمّى بالهادي أبي الحَسَن. وملك نجْران وتلك النّواحي، وَخُطِبَ له بأمير المؤمنين. وكان حَسَن السِّيرة.
مات سنة ثمانٍ وتسعين؛ قام بعده ولده محمد، ولُقِّب الْمُرْضَى.
541- يحيى بن زكريّا الثَّقَفيّ القُرْطُبيّ. المعروف بابن السّاق.
سمع: يحيى بن إبراهيم بن "....."2، وأبان بن عيسى، ومحمد بن وضاح،
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 123، 124".
2 في الأصل بياض.(22/207)
وعامر بن معاوية، وطائفة. وحجّ متأخرًا، فسمع من النَّسائيّ. وكان صوّامًا صالحًا عالمًا. أخذ النّاس عنه.
ومات في رمضان سنة ثمانٍ وتسعين.
542- يحيى بن عبد الله بن الحُرَيش1. أبو عبد الله.
عن: أبي الأشعث العِجْلي، وزياد بن أيّوب.
وعنه: أبو الشّيخ. وثَّقه أبو نُعَيْم. وكان أصبهانيّ. مات سنة ستٍّ وتسعين.
543- يحيى بن عبد الله بن حُجْر بْن عَبْد الْجَبَّار بْن وائل الحَضْرَميّ2.
عَنْ: عمه محمد بْن حجر، عن أقاربهم.
وعنه: الطَّبَرانيّ. مات سنة إحدى وتسعين.
544- يحيى بن عبد الباقي الأَذَنيّ3. محدِّث ثقة.
سمع: محمد بن سليمان لُوَيْن، وغيره. وعنه: الطَّبَرانيّ، وابن قانع.
مات سنة اثنتين وتسعين في ذي القعدة.
545- يحيى بن عبد العزيز بن المختار القُرْطُبيّ4.
ثقة، مفتي. سمع: العبْسي، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة.
روى عنه: أحمد بن نصر، وحبيب بن الرَّبيع، ومحمد بن قاسم، وأحمد بن بِشْر. مات سنة تسعٍ وتسعين.
546- يحيى بن علي بن أبي منصور المنَّجم النّديم5.
من كبار المُعْتَزِلة ومصنِّفيهم. نادم المعتضد وابنَه المكتفي، وله كتاب في أخبار الشعراء، وله تصانيف في الاعتزال. مات سنة ثلاثمائة، وعاش ستين سنة.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 362".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 143-146".
3 سير أعلام النبلاء "14/ 45"، تاريخ بغداد "14/ 227"، والمعجم الصغير للطبراني "2/ 146".
4 تاريخ علماء الأندلس "2/ 185".
5 سير أعلام النبلاء "13/ 405"، وتاريخ بغداد "14/ 230"، والفهرست لابن النديم "1/ 144".(22/208)
547- يحيى بن محمد بن البَخْتَرِيّ الحِنّائي1. أبو زكريّا البغداديّ.
سمع: طالوت بن عبّاد، وشَيْبان بن فَرُّوخ. وعنه: أبو مسلم الكَجّيّ مع تقدُّمه، وأبي عُبَيْد العسكريّ، والإسماعيليّ. مات سنة تسعٍ وتسعين.
548- يحيى بن محمد بن عِمران الحلبي2. ثم البالسي.
عن: هشام بن عمار، ودُحَيْم، وابن مُصفى. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو بكر النّقّاش، وابن عديّ، وحمزة الكِنانيّ.
549- يحيى بن المُعَافَى بن يعقوب الكِنْديّ المَوْصِليّ.
الفقيه الحنفيّ. أفتى وكتب الشروط.
وروى عن: غسّان بن الرّبيع، وسعيد بن منصور، وأحمد بن يونس، وجماعة. وكتب الناس عنه. وولي قضاء ملطية. روى عنه: يزيد بن محمد الأزْديّ، وغيره.
مات سنة ثلاث وتسعين.
550- يحيى بن منصور3. أبو سعيد الهَرَويّ الإمام.
كان آيةً في العِلْم والزُّهْد، حتّى قِيلَ إنّه لم يَرَ مثل نفسه.
روى عن: سُوَيْد بن نصر، وغيره. روى عنه: أحمد بن عيسى الغيزاني. ومات في ذي الحجّة سنة ثلاثٍ وتسعين.
551- يحيى بن نافع بن خالد المصريّ4. أبو حبيب.
سمع: ابن أبي مريم. وعنه: الطَّبَرانيّ. مات في ربيع الأوّل سنة إحدى وتسعين.
552- يعقوب بن إسحاق بن يعقوب بن حُمَيْد الطائي الموصلي.
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 229".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 142".
3 سير أعلام النبلاء "13/ 570"، المنتظم "6/ 26"، والعبر "2/ 94"، وتاريخ بغداد "14/ 225"، وشذرات الذهب "2/ 213".
4 المعجم الصغير للطبراني "2/ 138".(22/209)
روى عن: جُبَارة بن المُغَلِّس، وابن عمّار. قَالَ الأَزْديّ: مات سنة سبْعٍ أو ثمان وتسعين.
553- يعقوب بن عليّ بن إسحاق النّاقد. أبو يوسف الكوفيّ.
مات بمصر سنة ثلاثٍ وتسعين.
554- يعقوب بن غَيْلان العُمَانيّ1.
حدَّث بالبصرة عن: سعيد بن عُرْوة. وعنه: الطَّبَرانيّ. مات سنة ثلاثٍ وتسعين.
555- يعقوب بن الوليد بن محمد بن القاسم. أبو يوسف الأَيْليّ.
عن: ابن صالح، ويحيى بن بُكَيْر. مات سنة ثلاثمائة.
556- يعقوب بن يوسف بن الحَكَم الجوباريّ الْجُرْجانيّ2.
روى عن: الفلاس ببغداد.
وعن: محمد بن خالد بن خداش. وعنه: ابن عديّ، والإسماعيليّ، وغيرهما. مات سنة ثلاثٍ وتسعين.
557- يوسف بن الحَكَم3. أبو عليّ الضّبّيّ البغدادي الخيّاط.
صدوق. سمع: بِشْر بن الوليد. وعنه: الطَّبَرانيّ، والجِعَابي. مات سنة تسعٍ وتسعين.
558- يوسف بن عاصم الرّازيّ. أبو يعقوب.
ثقة. رحل وسمع: هُدْبة، ومحمد بن عبد الله بن نُمَيْر، وسُوَيْد بن سعيد. وعنه: أبو سعيد الرّازيّ، وعليّ بن أحمد بن صالح، وجماعة. مات سنة ثمانٍ وتسعين.
559- يوسف بن موسى المروروذي القطان4.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 132".
2 تاريخ جرجان للسهمي "488".
3 المعجم الصغير للطبراني "2/ 134"، وتاريخ بغداد "14/ 312".
4 تاريخ بغداد "14/ 308"، والمنتظم "9/ 89".(22/210)
حجّ وحدَّث بالعراق عن: ابن راهويه، وأبي معمر القطيعي، واحمد بن صالح المصري.
وعنه: ابن عقدة، وأبو بكر الشافعي، وجماعة من آخرهم أحمد بن يوسف بن خلاد.
وثقه الخطيب. ومات سنة ثلاث وتسعين.
560- يوسف بْن يعقوب بْن إسماعيل بْن حمّاد بن زيد بن درهم البصري1. ثم البغدادي. القاضي أبو محمد مولي الأزد.
سمع: مسلم بن إبراهيم، وسليمان بن حرب، وجماعة. ولي قضاء البصرة وواسط، وضم إليه قضاء الجانب الشرقي ببغداد.
وكان عفيفا مهيبا، ثقة عالما، مصنفا.
وعنه: دعلج، وابن ماسي، وعلي بن محمد بن كيسان، وطائفة. مات سنة سبع وتسعين ومائتين.
"الكني":
561- أبو جعفر بن ماهان الرازي.
سمع: هشام بن عمار، ودحيما. وعنه: أبو الشيخ. كان على رأس الثلاثمائة.
__________
1 سير أعلام النبلاء "14/ 85-87"، وتاريخ بغداد "14/ 310"، والبداية والنهاية "11/ 112"، والنجوم الزاهرة "3/ 171"، والمنتظم "6/ 96".(22/211)
تراجم أهل هذه الطبقة على الحروف
...
وقال العُقَيْليّ: ثنا عبد الله بن أحمد، ثنا البخاريّ قَالَ: قَالَ ابْن عُيَيْنة: سَمِعْت مقاتلًا يَقُولُ: إن لم يخرج الدّجّال الأكبر سنة خمسين ومائة فاعلموا أنّي كذّاب.
237- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هشام بن أبي وَارَةَ. أبو عبد الرحمن. مَرْوَزِيّ له أربعون حديثًا مَرْوِيّة.
رواها عنه: عبد الله بن أحمد المَرْوَزِيّ. يروي عنه: سعيد بن سعيد، وعليّ بن حُجْر، وداود بن رُشَيْد، وجُبَارة بن المُغلّس، وطبقتهم.
ولا أعلم متى كان، ثمّ ظفرت بموته سنة خمسٍ وتسعين ومائتين.
238- عبد الله بن إبراهيم الأزْديّ الضّرير.
عن: الحَسَن بن عليّ الحلْوانيّ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وجماعة. وعنه: بن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
239- عبد الله بن أبي الخوارزميّ القاضي.
عن: أحمد بن يونس اليَرْبُوعيّ، وسعيد بن المنصور، وقُتَيْبَة، وابن راهوَيْه، وخلْق. وعنه: أبو عبد الله البخاريّ، ومحمد بن عليّ الحسّانيّ الخوارزميّ، وأبو العبّاس محمد بن أحمد بن حمدان الحِيريّ شيخ البَرْقانيّ.
قِيلَ: إنّه الّذي قَالَ البخاريّ في "الصّحيح": ثنا عبد الله، ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدّمشقيّ.
وذلك يتوّجه، فإنّه روي في كتاب "الضّعفاء" عدّة أحاديث، عنه، عن سليمان بن عبد الرحمن، وعن غيره.
240- عبد الله بن أيّوب1.
أبو محمد البصْريّ القربيّ الضَّرير.
عن: أبي الوليد الطَّيالِسيّ، وأُميَّة بن بِسْطام، وأبي نصر التمّار، ويحيى الحِمّانيّ، وسهل بن بكّار، وجماعة.
وعنه: أبو سهل القطّان، وحبيب القزاز، والذارع، والطبراني، وآخرون.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 214"، وتاريخ بغداد "9/ 413".(22/11)
الفهرس العام للكتاب:
رقم الصفحة الموضوع:
الطبقة الثلاثون:
"أحداث سنة إحدى وتسعين ومائتين":
3 المتوفون هذه السنة
3 مقتل الحسين بن زكرويه
3 زواج ابن المكتفي
3 خروج الترك إلى بلاد المسلمين
3 وصول الروم إلى الحدث
4 غزوة غلام زرافة
4 مسير محمد بن سليمان إلى الرَّمْلَةِ
4 ذكر ما فعله صاحب الشامة ببلاد الشام
4 هزيمة صاحب الشامة وقتله
"أحداث سنة اثنتين وتسعين ومائتين":
5 المتوفون هذه السنة
5 عودة مصر إلى العباسيين
5 القبض على محمد بن سليمان
6 زيادة دجلة
6 استيلاء الخليجيّ على مصر
6 تكريم المكتفي لبدر الحمّامي
6 وصول تقادم إسماعيل أحمد
"أحداث سنة ثلاث وتسعين ومائتين":
6 المتوفون هذه السنة
7 تغلب الخليجي على جيش المكتفي
7 ظهور أخي الحسين بن زكرويه(22/213)
7 استغواء القرامطة لبعض بطون كلب
7 مسير القرمطي ببلاد الشام
8 مقتل أبي غانم القرمطي
8 مهاجمة القرامطة للكوفة
8 القبض على الخليجي
"أحداث سنة أربع وتسعين ومائتين":
9 المتوفون هذه السنة
9 اعتراض القرامطة قافلة الحاج
9 الحرب بين وصيف والقرمطي
"أحداث سنة خمس وتسعين ومائتين":
10 المتوفون هذه السنة
10 الفداء بين المسلمين والروم
10 خروج خاقان المفلحي لحرب ابن أبي الساج
10 وفاة الخليفة المكتفي
11 خلافة المقتدر
11 بيت المال
"أحداث سنة ست وتسعين ومائتين":
11 المتوفون هذه السنة
12 موت محمد بن المعتضد
12 خلع المقتدر وتوليه ابن المعتز
13 وزارة ابن الجراح
13 مقتل العباس الوزير
13 قول الطبري في خلافة ابن المعتز
13 مهاجمة ابن حمدان دار الخلافة
14 عودة المقتدر إلى الخلافة
14 وزارة ابن الفرات
15 حبس ابن المعتز(22/214)
15 الأمر بعدم استخدام اليهود والنصارى
15 تفويض المقتدر الزمر لابن الفرات
15 تقليد المقتدر لابن حمدان قم وقاشان
15 وقوع الثلج ببغداد
16 خروج المهدي عبيد الله من السجن وإظهار أمره
16 تخلُّص المهديّ من أبي عبد الله الشيعيّ وأخيه
"أحداث سنة سبع وتسعين ومائتين":
16 المتوفون هذه السنة
17 دخول ابني ابن الليث بغداد أسيرين
17 بناء المهدية بالمغرب
17 إقامة ابن الأغلب بالرقة
17 وفاة النوشري وابن بسطام
"أحداث سنة ثمان وتسعين ومائتين":
17 المتوفون هذه السنة
18 إصابة القاضي ابن أبي الشوارب بالفالج
18 ولاية ابن حمدان ديار بكر وربيعة
18 وفاة ابن عمروية
18 وفاة صافي الحرمي
18 استتار الخاقاني
18 هبوب الريح بالموصل
19 قتل المهدي للداعيين الشيعيين
"أحداث سنة تسع وتسعين ومائتين":
19 المتوفون هذه السنة
19 القبض على الوزير ابن الفرات
19 وزارة ابن خاقان
19 ورود هدايا مصر على المقتدر
20 ورود هدايا أمير خراسان(22/215)
20 ورود هدايا ابن أبي الساج
20 الدعوة للمهدي بالخلافة
"أحداث سنة ثلاثمائة":
20 المتوفون هذه السنة
20 مقتل الحسيني بأعمال دمشق
21 الوباء بالعراق
21 سيح جبل بالدينور
21 مصادرة ابن الفرات وأصحابه
21 وزارة علي بن عيسى
21 ولادة بغلة(22/216)
تَرَاجِمُ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى الْحُرُوفِ:
"حَرْفُ الألف:
21 1- أحمد بن إبراهيم بن عُبَيْد الله
22 2- أحمد بن إبراهيم بن الحكم
22 3- أحمد بن إبراهيم بن أيوب
22 4- أحمد بن إسحاق الأصبهاني "حمويه"
22 5- أحمد بن أنس بن مالك
22 6- أحمد بن بشر أبو أيوب الطيالسي
23 7- أحمد بن بشر الهروي
23 8- أحمد بن بشر بن حبيب الصوري
23 أحمد بن بشر بن عبد الوهاب
23 أحمد بن بِشْر المَرْثَديّ
23 9- أحمد بن تميم بن " ... " المروذي
23 10- أحمد بن حاتم ماهان السامري
23 11- أحمد بن الحسن بن أبان بن مُضَر
24 12- أحمد بن الحسين بن نصر الحذاء
24 13- أحمد بن الحسين. أبو بكر الباغندي
24 14- أحمد بن حفص السعدي الجرجاني
25 15- أحمد بن حماد بن مسلم التجيبي
25 16- أحمد بن حماد بن سفيان الكوفي
25 17- أحمد بن داود بن أبي نصر
25 18- أحمد بن رستة الأصبهاني
26 19- أحمد بن أبي يحيى زكير الحضرمي
26 20- أحمد بن زيد بن الحريش الأهوازي
26 21- أحمد بن سعيد بن شاهين البغدادي
26 22- أحمد بن سعيد أبو جعفر النيسابوري
26 23- أحمد بن سعيد بن عروة الصفار(22/217)
27 24- أحمد بن الحافظ سعيد بن مسعود
27 25- أحمد بن سليمان بن أيوب المديني
27 26- أحمد بن سهل بن أيوب الأهوازي
27 27- أحمد بن سهل بن مالك النيسابوري
27 28- أحمد بن صنا الدمشقي المروي
28 29- أحمد بن طاهر بن حرملة التجيبي
28 30- أحمد بن العباس بن أشرس
28 31- أحمد بن العبّاس بن الوليد بن مَزْيَد
28 32- أحمد بن عبدان بن سنان الزعفراني
28 33- أحمد بن عبد الله الختلي
29 34- أحمد بن عبد الله القرمطي
30 35- أحمد بن عبد الرحمن السقطي
30 36- أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق البزوري
30 37- أحمد بن عبد الرحمن بن يزيد بن عقال
31 38- أحمد بن عُبَيْد الله بن جرير بن جبلة العتكي
31 39- أحمد بن عبيد الشيرازي
31 40- أحمد بن علي بن إسماعيل القطان
31 41- أحمد بن علي بن إسماعيل الرازي
31 42- أحمد بن علي بن سعيد المروزي
32 43- أحمد بن علي بن حسن التميمي
32 44- أحمد بن عليّ بن محمد بن الجارود
32 45- أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار
33 46- أحمد بن عمرو بن مسلم المكي الخلال
33 47- أحمد بن عمرو بن حفص القرمعي
33 48- أحمد بن فياض الدمشقي
33 49- أحمد بن القاسم بن مساور البغدادي
34 50- أحمد بن القاسم السليماني الأغر(22/218)
34 51- أحمد بن القاسم بن نصر بن دَوَسْت
34 52- أحمد بن القاسم الطائي البرتي
34 53- أحمد بن محمد بن الحَسَن بن بِسْطام
34 54- أحمد بن محمد بن منصور البغدادي
34 55- أحمد بن محمد بن عليّ بن أُسَيْد
35 56- أحمد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن الحَسَن بْن الفرات
35 57- أحمد بْن محمد بْن الحَجّاج بْن رِشْدِين
35 58- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن صدقة
36 59- أحمد بن محمد المديني الأصبهاني
36 60- أحمد بن محمد بن سعيد الأصبهاني المعيني
36 61- أحمد بن محمد بن حرب الْجُرْجانيّ المُلْحَميّ
36 62- أحمد بن محمد الثوري
37 حكاية نافعة
40 63- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن رباح
41 64- أحمد بن محمد بن نافع المصري الطحاوي
41 65- أحمد بن محمد بن زكريا البغدادي
41 66- أحمد بن محمد بن يزيد بن الأشعث
41 67- أحمد بن محمد بن الوليد المري
42 68- أحمد بن محمد بن مسروق البغدادي
42 69- أحمد بن محمد بن خالد البراثي
43 70- أحمد بن محمد بن دلان الخيشي
43 71- أحمد بن محمد بن ساكن الزنجاني
43 72- أحمد بن موسى الجنبي
43 73- أحمد بن موسى بن مخلد الغافقي
44 74- أحمد بن نجدة بن العريان الهروي
44 75- أحمد بن أبي رجاء نصر بن شاكر
44 76- أحمد بن نصر بن إبراهيم النيسابوري(22/219)
46 77- أحمد بن النضر بن عبد الوهاب النيسابوري
46 78- أحمد بن هشام بن عبد الله الأسدي
46 79- أحمد بن وهب بن عمرو المصيصي
47 80- أحمد بن يحيى بن يزيد الشيباني
48 81- أحمد بن يحيى بن إسحاق الرواندي
51 82- أحمد بن يحيى بن خالد بن حبان الرقي
51 83- أحمد بن يحيى بن إسحاق البجلي الحلواني
51 84- أحمد بن يحيى بن الإمام يحيى بن يحيى الليثي
52 85- أحمد بن يحيى البلاذري الكاتب
52 86- أحمد بن يعقوب البغدادي القاضي
52 87- أحمد بن مخلد الأصبهاني البزاز
53 88- أحمد بن أحمد الشيباني اللغوي
53 89- إبراهيم بن أحمد الخواص الزاهد
54 90- إبراهيم بن إسحاق الأنصاري البغدادي
54 91- إبراهيم بن بندار بن عبدة الأصبهاني
55 92- إبراهيم بن جعفر الأشعري الأصبهاني
55 93- إبراهيم بن داود العنبري المصري
55 94- إبراهيم بن درستويه الشيرازي
55 95- إبراهيم بن الحسن الهمداني الآرمي
55 96- إبراهيم بن الحسين الهمداني.
56 97- إبراهيم بن سعيد بن معدان الهمداني
56 98- إبراهيم بن أبي طالب محمد بن نوح النيسابوري
58 99- إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز الكجي
59 100- إبراهيم بن عبد الله بن مَعْدان الأصبهانيّ
60 101- إبراهيم بن عليّ بن محمد بن آدم
60 102- إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم الدّمشقيّ
60 103- إبراهيم بن محمد بن الحارث بن ميمون(22/220)
61 104- إبراهيم بن محمد بن الهيثم البغدادي
61 105- إبراهيم بن محمد بن أبي الشّيوخ الأدميّ
61 106- إبراهيم بن محمود بن حمزة النيسابوري
61 107- إبراهيم بن معقل بن الحجاج
62 108- إبراهيم بن موسى بن جميل الأندلسي
62 109- إبراهيم بن هاشم بن الحسين البغوي
63 110- إبراهيم بن الفضل بن غسان
63 111- إدريس بن عبد الكريم البغدادي
64 112- إسحاق بن أحمد بن النضر العبقي
64 113- إسحاق بن إبراهيم بن جابر التجيبي
64 114- إسحاق بن إبراهيم المصريّ الجلّاب. ويُعرف بِفُقَيْقِيعَة.
64 115- إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن نفيس
64 116- إسحاق بن إبراهيم بن داود الأصبهاني
64 117- إسحاق بن حاجب البغدادي المعدل
65 118- إسحاق بن حنين بن إسحاق العبادي
65 119- إسحاق بن خالويه الياسري
65 120- إسحاق بن موسى اليحمدي
65 121- أسلم بن سهل بن أسلم "بحشل"
66 122- إِسْمَاعِيل بْن أحْمَد بْن أسد بْن سامان
67 123- إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن عبدة
67 124- إسماعيل بن محمد بن وهب المصري
67 125- إسماعيل بن محمد بن قيراط العذري
68 126- إسماعيل بن محمد المزني الكوفي
"حرف الباء":
68 127- البَخْتَريّ بن محمد بن صالح البغدادي
68 128- بشر بن عبد الملك الخزاعي
68 129- بهلول بن إسحاق التنوخي(22/221)
"حرف الجيم":
69 130- جبرون بن عيسى بن يزيد البغوي البغوي
69 131- جبلة بن حمود
69 132- جعفر بن أحمد بن عبد الرحمن السلماني
70 133- جعفر بن أحمد بن مضر المضري
70 134- جعفر بن شعيب الشاشي
70 135- جعفر بن عبد الله الصّبّاح بن نَهْشَلٍ
70 136- جعفر بن محمد الحسين النيسابوري
71 137- جعفر بن محمد بن ماجد البغدادي
71 138- جعفر بن محمد بن الفرات
71 139- جعفر بن محمد بن الأزهر البغدادي
71 140- جعفر بن محمد بن يزيد السوسي
72 141- جعفر بن محمد بن الليث الزيادي
72 142- الجنيد بن خلف السمرقندي
72 143- الجنيد بن محمد بن الجنيد النهاوندي
"حرف الحاء":
76 144- حامد بن سَعْدان بن يزيد البغدادي
76 145- حامد بن سهل البخاري الدهان
76 146- الحرش بن أحمد بن حريش الرازي
76 147- حامد بن شاذي الكشي
76 148- الحسن بن أحمد بن سليمان "سحنون"
77 149- الحسن بن أحمد بن حبيب الكرماني
77 150- الحسن بن إبراهيم بن حلقوم
77 151- الحسن بن إدريس العسكري
77 152- الحسن بن تميم الأصبهاني
77 153- الحسن بن سعيد بن مهران
78 154- الحسن بن علي بن المتوكل(22/222)
78 155- الحسن بن علي بن شبيب المعمري
80 156- الحسن بن علي بن الوليد الفارسي
80 157- الحسن بن علي بن شهريار الرقي
81 158- الحسن بن علي بن مخلد النيسابوري
81 159- الحَسَن بن عليّ بن محمد بن سليمان القطان
81 160- الحسن بن محمد بن أسيد الثقفي
82 161- الحسن بن محمد بن نصر البغدادي النخاس
82 162- الحسن بن محمد بن الجنيد الختلي
82 163- الحسن بن محمد بن الحسين المصري
82 164- الحسن بن محمد بن سليمان الخزاز
82 165- الحسن بن المثني بن معاذ العنبري
83 166- الحسن بن هارون بن سليمان الأصبهاني
83 167- الحسن بن يزداد الهمداني الخشاب
83 168- الحسين بن موسى بن عيسى الحضرمي
83 169- الحسين بن أحمد بن عبد الله بن وهب
83 170- الحسين بن أحمد بن منصور "سجادة"
84 171- الحسين بن أحمد بن جيون الأنصاري الصعيدي
84 172- الحسين بن أحمد بن محمد بن زكريّا الشيعي
85 173- الحسين بن أحمد بن عبد الله بن وهب
86 174- الحسين بن إبراهيم بن عامر الأنطاكي
86 175- الحسين بن إسحاق التستري
86 176- الحسين بن جعفر بن حبيب القتات
86 177- الحسين بن أحمد بن موسى بن المبارك العكي
86 الحسين بن زكرويه
86 178- الحسين بن شرحبيل البطليوسي
87 179- الحسين بن عبد الله بن أحمد الخرقي
87 180- الحسين بن عبد الله بن أبي زيد(22/223)
87 181- الحسين بن عبد الحميد الموصلي
88 182- الحسين بن عبيد الله بن الخصيب
88 183- الحسين بن علي بن مصعب
88 184- الحسين بن علي بن حماد بن مهران
88 185- الحسين بن عمر بن أبي الأحوص
89 186- الحسين بن الكميت بن بهلول
89 187- الحسين بن محمد بن جمعة الأسدي
89 188- الحكم بن معبد بن أحمد الخزاعي
89 189- حويت بن أحمد بن أبي حكيم القرشي
"حرف الخاء":
90 190- خالد بن غسّان بن مالك الدارمي
90 191- خشناج بن أبي معروف بشر بن العنبري
90 192- خلف بن سليمان النسفي
90 193- خلف بن عمرو العكبري
"حرف الدال":
91 194- داود بن الحسين بن عُقَيل البيهقي
91 195- داود بن وسيم البوشنجي
"حرف الراء":
92 196- رباح بن طيبان
"حرف الزاي":
92 197- زكريا بن دلويه النيسابوري
92 198- زكريا بن عصام الكرجي
92 199- زكريا بن يحيى بن الحارث
93 200- زهرة بن زفر المصري
"حرف السين":
93 201- السري بن مكرم البغدادي
93 202- سعيد بن إسحاق الكلبي(22/224)
"حرف العين":
108 227- عامر بن محمد بن يزيد البلاطي
108 228- العباس بن أحمد بن الحسن الوشاء
108 229- العباس بن أحمد بن عقيل
108 230- العباس بن حمدان الأصبهاني
109 231- العباس بن الحسن الوزير
109 232- العباس بن الربيع بن ثعلب البغدادي
109 233- العباس بن أحمد بن عقيل
109 234- العباس بن محمد بن مجاشع
109 235- العباس بن محمد بن عيسى المروزي
110 236- عبد الله بن أحمد بن عبد السّلام الخفاف
111 237- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هشام
111 238- عبد الله بن إبراهيم الأزدي
111 239- عبد الله بن أبي الخوارزمي القاضي
111 240- عبد الله بن أيوب البصري
112 241- عبد الله بن بُنْدار بن إبراهيم الضّبّيّ
112 242- عبد الله بن جعفر بن خاقان
112 243- عبد الله بن الحسن بن أحمد الأموي
113 244- عبد الله بن حمدويه النهرواني
114 245- عبد الله بن سعيد بن عبد الرحمن الزهري
114 246- عبد الله بن سَلَمَةَ بن يزيد القاضي
114 247- عبد الله بن الصباح الأصبهاني
114 248- عبد الله بن عبد الحميد بن عصام الجرجاني
114 249- عبد الله بن عيسى بن حماد
114 250- عبد الله بن القاسم بن هلال العَبْسيّ
115 251- عبد الله بن قريش الأسدي
115 252- عبد الله بن محمد بن الوليد بن حازم البصري(22/226)
115 253- عبد الله بن محمد بن سَلْم الهمدانيّ
115 254- عبد الله بن محمد الناشئ الشاعر
116 255- عبد الله بن محمد بن سَلْم الفِرْيابي
116 256- عبد الله بن محمد بن عليّ البلْخيّ
116 257- عبد الله بن محمد بن العباس السهمي
116 258- عبد الله بن محمد بن صالح البكري
117 259- عبد الله بن محمد بن حميد الخياط
117 260- عبد الله بن محمد بن أبي كامل الفزاري
117 261- عبد الله بن محمد بن الجعد الفرساني
117 262- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الحكم
119 263- عبد الله بن المُعْتَز بالله محمد بن المتوكل
121 264- عبد الحميد بن عبد العزيز السكوني
123 265- أبو حازم القاضي أحمد بن محمد بن نصر
123 266- أبو حازم أحمد بن محمد بن نصر
123 267- عبد الرحمن بن أحمد بن يزيد الزهري
123 268- عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الحميد الكناني
123 269- عبد الرحمن بن إسحاق الثقفي
124 270- عبد الرحمن بن بن حاتم المرادي
124 271- عبد الرحمن بن بن عبد الوارث التجيبي
124 272- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ
124 273- عبد الرحمن بن عبد الصمد السلمي
124 274- عبد الرحمن بن القاسم بن الفرج
125 275- عبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازي
125 276- عبد الرحمن بن معاوية الطبري
125 277- عبد الرازق بن الحسن بن عبد الرزاق
126 278- عبد السلام بن أحمد بن سُهَيْل بن مالك
126 279- عبد السلام بن سهل البغدادي(22/227)
126 280- عبد السلام بن العباس الحمصي
126 281- عبد الصمد بن محمد بن أبي عِمران العينوني
126 282- عبد العزيز بن أحمد البغدادي
126 283- عبد العزيز بن محمد الحارثي
127 284- عبد الغفار بن أحمد الحمصي
127 285- عبد الكبير بن محمد بن عبد الله بن حفص
127 286- عبد الملك بن يحيى بن عبد الله بن بكير
127 287- عبيد الله بن أحمد بن سليمان القرشي
127 288- عُبَيْد الله بن طاهر بن الحسين الأمير
128 289- عبيد الله بن المستملي أبي مسلم
128 290- عبيد الله بن يحيى بن يحيى بن كثير الليثي
129 291- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ البرقي
130 292- عُبَيْد الله بن محمد بن عبد العزيز العمري
130 293- عبيد العجل "حسين بن محمد بن حاتم"
131 294- عثمان بن عمرو الضبي
131 295- علي المكتفي بالله الخليفة
131 296- علي بن أحمد بن الصباح القزويني
132 297- علي بن أحمد بن النضر الأزدي
133 298- علي بن إسحاق بن إبراهيم الأصبهاني
133 299- علي بن جبلة بن رستة التميمي
133 300- علي بن الحسين بن شهريار الرازي
133 301- علي بن الحسين بن الجنيد الرازي
134 302- علي بن الحسين بن عبد الرحيم
134 303- علي بن الحسين بن مهران
135 304- علي بن حسنويه البغدادي
135 305- علي بن حماد بن هشام العسكري
135 306- علي بن رازح بن رجب الخولاني(22/228)
135 307- عليّ بن سعيد بن بشير بن مهران
136 308- علي بن سعيد العسكري
136 309- علي بن طيفور بن غالب النشوي
136 310- علي بن عمر بن توبة الخولاني
136 311- علي بن غالب بن سلام السكسكي
136 312- علي بن القاسم الضبي البغدادي
136 313- عليّ بن محمد بن عبد الوهّاب بن جبلة
137 314- علي بن محمد بن عيسى الخزاعي
137 315- عليّ بن أحمد بن يزيد بن عُلَيْل
137 316- عمران بن موسى بن حميد المصري
137 317- عمر بن أحمد بن بشر البغدادي
138 318- عمر بن حفص السدوسي
138 319- عمر بن حفص الهمداني البخاري
138 320- عمرو بن بحر الأسدي الصوفي
138 321- عمرو بن حازم القرشي
139 322- عمرو بن الحافظ أبي زرعة النصري
139 323- عَمْرو بن عبد الله بن عبد الوهّاب الصدفي
139 324- عمرو بن عثمان المكي الزاهد
139 325- عيسى بن خدابنده
139 326- عياش بن محمد بن عيسى البغدادي
139 327- عيسى بن محمد بن عيسى الطهماني
143 328- عيسى بن محمد النوشري الأمير
144 329- عيسى بن مسكين بن منصور الإفريقي
144 330- عيسى بن هارون الزاهد الهمداني
144 331- عيسى بن يزيد خالد المصري
"حرف الفاء":
144 332- فاتك بن عبد الله(22/229)
145 333- الفضل بن أحمد الأصبهاني
145 334- الفضل بن صالح الهاشمي المنصوري
145 335- الفضل بن عبد الله بن مخلد التميمي
145 336- الفضل بن العباس بن مهران
146 337- الفضل بن العباس بن الوليد البغدادي
146 338- الفضل بن محمد الحاسب
146 339- الفضل بن هارون الفقيه
146 340- الفضل بن الفيض بن الخضر الأولاسي
"حرف القاف":
146 341- القاسم بن أحمد بن يوسف التميمي
147 342- القاسم بن أبي حرب البصري
147 343- القاسم بن خالد بن قطن
147 344- القاسم بن عاصم المرادي الأندلسي
148 345- القاسم بن عبد الواحد بن حمزة البكري
148 346- القاسم بن عبد الوارث الوراق
148 347- القاسم بن عبيد بن سليمان الوزير
149 348- القاسم بن محمد بن حمّاد الكوفيّ الدّلّال
149 349- قنبل "محمد بن عبد الرحمن بن محمد"
150 350- قيس بن مسلم البخاري الأزرق
"حرف اللام":
150 351- الليث بن غشوم المصري
"حرف الميم":
150 352- محمد بن أبان المديني
150 353- محمد بن إبراهيم بن سعيد المالكي البوشنجي
154 354- محمد بن إبراهيم بن سعد بن قُطْبَةَ القيسي
154 355- محمد بن إبراهيم بن شبيب الأصبهاني
154 356- محمد بن إبراهيم بن بُكَيْر بن حبيب الطيالسي(22/230)
154 357- محمد بن إبراهيم بن خليل الفقيه
154 358- محمد بن إبراهيم بن سعيد الأصبهانيّ الوشّاء
155 359- محمد بن أحمد بن البراء العبدي
155 360- محمد بن أحمد بن عياض المصري
155 361- محمد بن أحمد بن النضر البغدادي
156 362- محمد بن أحمد بن سليمان الهروي
156 363- محمد بن أحمد بن داود المؤدب
156 364- محمد بن إبراهيم بن حمدون الكوفي
156 365- محمد بن أحمد بن نصر الترمذي
158 366- محمد بن أحمد بن بالويه النيسابوري
158 367- محمد بن أحمد بن خزيمة البصري
158 368- محمد بن أحمد بن الضحاك الجدلي
158 369- محمد بن أحمد بن أبي خَيْثَمة زُهَيْر بن حرب
159 370- محمد بن أحمد بن يحيى بن قضاء البصري
159 محمد بن فضاء
159 371- محمد بن أحمد بن كيسان البغدادي
159 372- محمد بن أحمد بن جعفر بن أبي جميلة
160 373- محمد بن أحمد بن عبد الله العبيدي
160 374- محمد بن أحمد بن سعيد الواسطي
160 375- محمد بن أحمد بن خالد الزريقي
160 376- محمد بن أحمد بن مهدي البغدادي
160 377- محمد بن أحمد بن المثنى النيسابوري
161 378- محمد بن أحمد بن سفيان الترمذي
161 379- محمد بن إسحاق بن أعين
161 380- محمد بن إسحاق بن إبراهيم البيهقي
161 381- محمد بن إسحاق المستملي
161 382- محمد بن إسحاق بن الصباح النيسابوري(22/231)
161 383- محمد بن أحمد بن عبدوس الربعي
162 384- محمد بن أسد بن يزيد الزاهد
162 385- مُحَمَّد بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن مَخْلَد
163 386- محمد بن إسحاق بن ملة
163 387- محمد بن إسحاق المسوحي
163 388- محمد بن إسماعيل المقرئ الزاهد
163 389- محمد بن إسماعيل بن مهران الإسماعيلي
164 390- محمد بن إسماعيل بن عامر الرقي
164 391- محمد بن إسماعيل التميمي
164 392- محمد بن أسلم اللاردي
164 393- محمد بن أيوب بن ضريس
165 394- محمد بن بندار بن سهل الإستراباذي
165 395- محمد بن جعفر بن أعين البغدادي
165 396- محمد بن جعفر بن محمد الربعي
165 397- محمد بن جعفر القتات
166 398- محمد بن جُنَادة بن عبد الله الإلهانيّ
166 399- محمد بن حاتم بن نعيم المروزي
166 400- محمد بن حامد بن السري
167 401- محمد بن حبيب البزار
167 402- محمد بن الحسن الخوارزمي
167 403- محمد بن الحسن بن سماعة
167 404- محمد بن الحسن بن الفرج الهمداني
168 405- محمد بن الحسين بن عمارة
168 406- محمد بن الحسين البغدادي الأنماطي
168 407- محمد بن الحسين بن حبيب الوادعي
168 408- محمد بن الحسين الأصبهاني الخشوعي
169 409- محمد بن حنيفة بن ماهان القصبي(22/232)
169 410- محمد بن حيان المازني
169 411- محمد بن خشنام البلخي
169 412- محمد بن داود بن بندار الفارسي
169 413- محمد بن داود بن الجراح
170 414- محمد بن داود بن عليّ بن خَلَف
173 415- محمد بن داود بن عثمان الصدفي
173 416- محمد بن داود بن مالك الشعيري
173 417- محمد بن رزين بن جامع الأموي
173 418- محمد بن روح بن شبل المصري
173 419- محمد بن السري بن سهل البزاز
174 420- محمد بن السري بن سهل القنطري
174 421- محمد بن السري بن مهران الناقد
174 422- محمد بن سعد بن مقرن
174 423- محمد بن سعيد الطبري الأزرق
174 424- محمد بن سعيد بن غالب الإفريقي
174 425- محمد بن سليمان بن حماد الإستراباذي
175 426- محمد بن سليمان بن خالد النيسابوري
175 427- محمد بن سليمان بن تليد المعافري
175 428- محمد بن سنان بن سرج الشيزري
175 429- محمد بن شعيب الأصبهاني التاجر
175 430- محمد بن شيبة بن الوليد الدمشقي
176 431- محمد بن صالح بن يونس النيسابوري
176 432- محمد بن الصباح النيسابوري
176 433- محمد بن طاهر بن الحسين بن مُصْعَب
176 434- محمد بن عاصم بن يحيى الأصبهاني
176 435- محمد بن العباس بن الوليد الدمشقي
177 436- محمد بن العباس الجمحي(22/233)
177 437- محمد بن عبد الله بن مصعب
178 438- محمد بن عبد الله بن سليمان "مطين"
178 439- محمد بن عبد الله بن بكار السلمي
178 440- محمد بن عبد الله بن الْجَعْد الهَمْدانيّ
179 441- محمد بن عبد الله القرمطي
179 442- محمد بن عبد الله بن الغاز القرطبي
179 443- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الكلاعي
179 444- محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم الأصبهاني
180 445- محمد بن عبد العزيز بن ربيعة الكلابي
180 446- محمد بن عبد بن عامر التميمي
181 447- محمد بن عبد الملك التاريخي
181 448- محمد بن عبدوس بن كامل السلمي
181 449- محمد بن عبيد الله بن مرزوق
182 450- محمد بن عبيد الله بن سريج الذهلي
182 451- محمد بن عبيد الله الحافظ "ختن"
182 452- محمد بن عثمان بن أبي شيبة العبسي
183 453- محمد بن عثمان بن سعيد المصري
183 454- محمد بن عثمان بن أبي سُوَيْد البصْري
184 455- محمد بن علي بن زيد المكي
184 456- محمد بن علي بن سهل الأنصاري
185 457- محمد بن علي بن حسن البغدادي
185 458- محمد بن علي بن علويه
185 459- محمد بن عليّ بن طَرْخان بن جبّاش
185 460- محمد بن عمر بن العلاء الجرجاني
186 461- محمد بن عمر بن أبان المصري
186 462- محمد بن عمران الجرجاني
186 463- محمد بن عمرو بن خالد الحراني(22/234)
93 203- سعيد بن إسماعيل بن سعيد بن منصور
96 204- سعيد بن سعد النيسابوري
96 205- سعيد بن سلمة التوزي
96 206- سعيد بن سليمان بن داود الشرغبي
97 207- سعيد بن عبد الله بن أبي رجاء بن عجب
97 208- سعيد بن عثمان الفندقي
97 209- سعيد بن عمرو بن عمار
98 210- سليمان بن أحمد بن الوليد الأصبهاني
98 211- سليمان بن عزام الموصلي
98 212- سليمان بن المعافي الرسعني
98 213- سليمان بن يحيى الضبي
98 214- سمنون المحب بن حمزة الصوفي
99 215- سهل بن شاذويه الباهلي
100 216- سهل بن أبي سهل الواسطي
"حرف الشين":
100 217- شاه بن شجاع الكرماني
101 218- شعيب بن عمران العسكري
101 219- شُرَيْح بن أبي عبد الله بن إسماعيل
101 220- شريح بن عقيل الإسفرايني
"حرف الصاد":
101 221- صافي الحرمي الأمير
101 222- صالح بن محمد بن عَمْرو بن حبيب
106 223- صباح بن عبد الرحمن بن الفضل العتقي
"حرف الطاء":
107 224- طالب بن قرة الأذني
107 225- طاهر بن عيسى بن قيرة
107 226- طغج بن جف الفرغاني التركي(22/235)
196 محمد بن النضر
196 491- محمد بن النضر بن سلمة الجارودي
196 492- محمد بن النضر بن عبد الوهاب
197 493- محمد بن هارون الأنصاري
197 494- محمد بن الوليد التميمي
197 495- محمد بن ياسين بن النضر
197 496- محمد بن يحيى بن مالك الضبي
197 497- محمد بن يحيى بن سليمان المروزي
198 498- محمد بن يحيى بن محمد البغدادي
198 499- محمد بن يعقوب البغدادي
199 500- محمد بن يزيد بن محمد الدمشقي
199 501- محمد بن يعقوب بن أبي يعقوب
199 502- محمد بن يعقوب بن سورة
199 503- محمد بن يعقوب البصري الأعلم
199 504- محمد بن يوسف بن يعقوب الرازي
200 505- محمد بن يوسف البارودي
200 506- محمد بن يوسف بن عاصم البخاري
200 507- محمد بن يوسف التركي
200 508- محسن بن جعفر بن علي العلوي
200 509- محمود بن أحمد بن الفرج الزبيري
201 510- محمود بن والان بن موسى العدوي
201 511- محمود بن محمد المروزي
201 512- محمود بن علي بن مالك
201 513- مسبح بن حاتم بن ماور
201 514- مسور بن قطن بن إبراهيم
202 515- مسلم بن أحمد بن أبي عبيدة
202 516- مسلم بن سعيد الأشعري(22/236)
202 517- مسلم بن عبد الله بن مكرم
202 518- مضارب بن إبراهيم النيسابوري
203 519- معمر بن محمد بن معمر البلخي
203 520- ممشاذ الدينوري
203 521- موسى بن إسحاق بن موسى الخطمي
203 522- موسى بن أفلح البخاري
204 523- موسى بن خازم بن سيار
204 524- موسى بن عبد الحميد بن عصام الْجُرْجانيّ
204 525- موسى بن محمد بن موسى الذهلي
204 526- موسى بن هارون بن عبد الله البزار
204 527- موسى بن هارون بن سعيد الأصبهاني
205 528- موسى بن هشام الدينوري
"حرف النون":
205 529- نصر بن أحمد الكندي
205 530- نصر بن سياد بن فتح
205 531- نصر بن عبد الحميد القراطيسي
206 532- نوح بن منصور البغدادي
"حرف الهاء":
206 533- هارون بن موسى بن شريك "الأخفش"
206 534- هبيرة بن محمد بن عبد الحميد
206 535- هميم بن همام الطبري
"حرف الواو":
206 536- وحيد بن عمر بن هارون البخاري
207 537- وكيع بن إبراهيم بن عيسى الموصلي
207 538- الوليد بن حماد بن جابر الرملي
"حرف الياء":
207 539- يحيى بن أحمد بن زياد السفياني(22/237)
207 540- يحيى بن الحسين بن القاسم بن طباطبا
207 541- يحيى بن زكريا الثقفي القرطبي
208 542- يحيى بن عبد الله بن الحريش
208 543- يحيى بن عبد الله بن حجر
208 544- يحيى بن عبد الباقي الأذني
208 545- يحيى بن عبد العزيز بن المختار القُرْطُبيّ
208 546- يحيى بن علي بن يحيى المنجم النديم
209 547- يحيى بن محمد بن البختري
209 548- يحيى بن محمد بن عمران الحلبي
209 549- يحيى بن المعافي بن يعقوب الكندي
209 550- يحيى بن منصور الهروي
209 551- يحيى بن نافع بن خالد المصري
209 552- يعقوب بن إسحاق بن يعقوب الطائي
210 553- يعقوب بن علي بن إسحاق الناقد
210 554- يعقوب بن غيلان العماني
210 555- يعقوب بن الوليد بن محمد الأيلي
210 556- يعقوب بن يوسف بن الحكم الجوباري
210 557- يوسف بن الحكم الضبي
210 558- يوسف بن عاصم الرازي
210 559- يوسف بن موسى المروروذي
211 560- يوسف بن يعقوب بن إسماعيل
"الكنى":
211 561- أبو جعفر بن ماهان الرازي
213 فهرس الموضوعات(22/238)
المجلد الثالث والعشرون
الطبقة الحادية والثلاثون
أحداث سنة إحدى وثلاثمائة
...
بسم اللَّه الرَّحْمَن الرحيم
ربنا أفرغ علينا صبرًا
الطبقة الحادية والثلاثون:
القرن الرابع:
وما جرى فيه من الحوادث الكبار من كلام ابن الجوزي، وغيره.
أحداث سنة إحدى وثلاثمائة:
القبض على الوزير الخاقاني:
في أولها قبض المقتدر على وزيره أبي علي الخاقاني، وعلى ابنيه، وأبي الهيثم بن ثوابة1.
وكان قد مضى بليق المؤنسي في ثلاثمائة راكب إلى مكة لإحضار عليّ بن عيسى للوزارة، فقدم في عاشر المحرم، فَقُلِّدَ وَسُلِّمَ إليه الخاقاني ومن معه فصادره مصادرةً قريبة، ورفق بهم، وعدل في الرعية، وعفَّ عن المال، وأحسن السّياسة، وأتَّقى الله، وأبطل الخمور2. قاله ثابت بن سنان، فقال: وحدَّثني بعد عزله من الوزارة قال: قال لي ابن الفُرات بعد صرفي وتوليته: أبطلت الرسوم، وهدمتَ الارتفاع.
فقلت: أيُّ رسم أبطَلْتَ؟ قال: المكْس بمكّة.
فقلت: أهذا وحده أبطَلْتُ؟ وقد أبطلت ما ارتفاعه في العام خمسمائة ألف دينار، ولم أستكثر هذا القدر في جنب ما حَطَطْتَهُ عن أمير المؤمنين من الأوزار. ولكن أنظر مع ما حططت إلى ارتفاعي وارتفاعك. فقدم الخادم قبل أن يجيب.
تولية محمد بن يوسف القضاء:
وفي صَفَر سألَ عليُّ بنُ عيسى أن يقلّد القضاء أبا عمر محمد بن يوسف، وعرفه
__________
1 راجع النجوم الزاهرة "3/ 182"، وصحيح التوثيق "7/ 358".
2 تاريخ القرامطة لابن سنان "40"، وصحيح التوثيق "7/ 358".(23/3)
فضله ومحلّه، فقلّده قضاء الجانبين.
وبقي على قضاء مدينة المنصور أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن البُهْلُول1.
ركوب المقتدر إلى الشمّاسية:
وفيها ركب المقتدر من داره إلى الشّمّاسّية، وهي أوّل رَكْبه ظهر فيها للعامّة2.
محنة الحلاج:
وفيها أُدْخلَ حسين بن منصور الحلاج مشهورًا على جَمَلٍ إلى بغداد، وكان قد قُبض عليه بالسوس وحُمِل إلى عليّ بن أحمد الراسبيّ، فأقدمه إلى الحضرة، فَصُلِبَ حيًّا، ونُودي عليه: هذا أحد دُعاة القرامطة فاعرفوه. ثم حُبِس في دار السّلطان.
وظهر عنه بالأهواز وببغداد أنّه أدّعى الإلهيّة، وأنّه يقول بحلول اللّاهوت في الأَشراف، وأنّ مكاتباته تُنْبِئ بذلك.
وقيل: إن الوزير عليّ بن عيسى أحضره وناظَرَه، فلم يجد عنده شيئًا من القرآن ولا الحديث ولا الفقه، فقال له: تَعَلُّمكَ الوضوء والفرائض أوْلى بك من رسائل لَا تدرى ما فيها -وكانوا قد وَجدوا في منزله رقاعًا فيها رموز- ثم تدَّعي، وَيْلَكَ، الإلهيّة، وتكتب إلى تلاميذك: "من النّور الشَّعشعانيّ"! ما أحْوَجك إلى الأدب.
وحبُس. فاستمال بعضَ أهلِ الدّار بإظهار السنة، فصاروا يتبرَّكون به، ويسألونه الدّعاء. وستأتي أخباره فيما بعد3.
تقليد ابن المقتدر أعمال مصر والمغرب:
وفيها: قُلِّد أبو العبّاس بن المقتدر أعمالَ مصر والمغرب، وله أربعُ سِنين، وأستُخْلِفَ له مؤنس الخادم.
__________
1 مختصر التاريخ "175"، لابن الكازروني، وصحيح التوثيق كما في الموضع السابق.
2 البداية والنهاية "11/ 121"، وتاريخ الخلفاء "380".
3 تاريخ الطبري "10/ 147"، والمنتظم "6/ 122، 123"، ووفيات الأعيان "2/ 140-146"، والنُّجوم الزاهرة "3/ 182".(23/4)
تقليد عليّ بن المقتدر الريّ:
وَقُلِّدَ عليّ بن المقتدر الرِّيَّ ونواحيها، وأسْتُخْلٍفَ له عليها1.
اعتقال ابن ثَوَابة الكاتب:
ونفذ محمد بن ثَوَابة الكاتب إلى الكوفة، وَسُلِّمَ إلى إسحاق بن عِمَران، فاعتقله حتى مات.
مقتل أحمد بن إسماعيل الساماني:
وفيه ورد الخبرُ أنّ غلمان أحمد بن إسماعيل قتلوه على نهر بَلْخ، وقام ابنه نصر بن أحمد، فبعثَ إليه المقتدر عهده بولاية خُراسان2.
مقتل أبي سعيد الْجَنَّابيّ:
وفيها قُتِلَ أبو سعيد الْجَنَّابيّ القَرْمطيّ المتغلّب على هَجَر؛ قتله غلامه الخادم الصِّقْلَبيّ، لكونه أراده على الفاحشة، فلمّا دخل إليه قتله. قال: وما زال يفعل ذلك بواحدٍ واحدٍ حتّى قتل أربعة من الأعيان، ثم دعاء بالخامس، فلمّا رأى القتلى صاح، فصاح النّساء، واجتمعوا على الخادم فقتلوه3، وكان أبو سعيد الْجَنِّابيّ قد هزم جيوش المعتضد ثمّ وَادَعَ المعتضد القتالَ فكفِّ عنه وبقي بهَجَر من ناحية البرّيّة إلى هذا الوقت.
قال ثابت: وكان عليّ بن عيسى أشار بمكاتبة أبي سعيد بن بهرام الْجَنَابيّ والإعذار إليه وحضّه على الطّاعة، ووبّخه على ما يُحكى عنه وعن أصحابه مِن ترك الصّلاة والزّكاة واستباحة المحرِّمات؛ ثمّ توعّده وتهدّده. فبلغ الرُّسُلَ وهم بالبصرة مقتلُهُ، فكتبوا إلى الوزير، فكتبَ إليهم: أَنْ سِيروا إلى مَن قامَ بعده. فساروا وأوصلوا الكتابَ إلى أولاده، فكتبوا جوابه، فكانَ: للوزير أبي الحسن مِن إخوته، سلامُ على الوزير، فإنا نَحْمد إليه الله الذّي لَا إله إلى هو، ونسأله أن يصلّي على سيّدنا محمد.
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 76"، وتجارب الأمم "1/ 32".
2 العيون والحدائق "4ق1/ 255"، والعبر "2/ 118"، وشذرات الذهب "2/ 237"، والكامل في التاريخ "8/ 77-79".
3 تجارب الأمم "1/ 33"، ونهاية الأرب "25/ 243، 244"، وتاريخ ابن الوردي "1/ 253".(23/5)
وفيه: فأما ما ذكره عنّا من انفرادنا عن الجماعة، فنحن، أيّدك الله، لم نَنْفرد عن الطّاعة والجماعة، بل أفرِدْنا عنها، وأُخْرِجْنا من ديارنا، واستحلّوا دماءَنا، ونحنُ نشرح للوزير حالنا: كان قديمُ أمرنا أنّا كنّا مستورين مُقْبلين على تجارتنا ومعايشنا، نُنَزَّه أنفسنا عن المعاصي، ونحافظ على الفرائض، فَنَقَمَ علينا سُفهاء النّاس وفُجّارهم ممّن لَا يُعْرَف بِدِين، وأكثروا التَّشنيعَ علينا حتّى جمع النّاس علينا، وتظاهروا وشهدوا علينا بالزُّور، وأنّ نِساءَنا بيننا بالسَّويّة، وأنّا لَا نحرِّم حرامًا، ولا نحلِّل حلالًا، فخرجنا هاربين، ومَن بقيَ منّا جعلوا في رقابهم الحبال والسّلاسل.. إلى أن قال: فأجْلونا إلى جزيرة، فأرسلنا إليهم نطلب أموالنا وحُرمنا، فمنعوناها، وعزموا على حربنا، فحاكمناهم إلى الله، وقال تعالى: {وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ} [الحج: 60] فنصرنا الله عليهم. وأمّا ما أدُّعى علينا من الْكُفْرِ وترك الصّلاة فنحن تائبون مؤمنون باللَّه. فكتب الوزير يعدهم الإحسان.
مسير المهدي صاحب إفريقية إلى لِبْدة:
وفيها سار المهديّ صاحب إفريقيّة يريد مصر في أربعين ألفًا من البربر في البر والبحر، ونزل لِبْدَة، وهى من الإسكندريّة على أربعة مراحل. وكان بمصر تَكين الخاصّة، ففجّر النّيل، فحال الماء بينهم وبين مصر1.
وقعة برقة:
قال المُسَبّحيّ: فيها كانت وقعة بَرْقَةَ، وكان عليها المنصور، فسلّمها وانهزم إلى الإسكندرية2.
حرب حَبَاسة الكُتامّي والعباسيّين بمصر:
وفيها: سار أبو داود حَبَاسَة بن يوسف الكتاميّ البربريّ في جيشٍ عظيم قاصدًا إلى مصر مقدّمةً بين يدي القائم محمد، فوصل إلى الجيزة، وهَمّ بالدُّخول إلى مصر فغلط المخاضة ونُذِر به، فخرج إليه عسكر، فحالوا بينه وبين الدخول، وأعانهم زيادة
__________
1 المواعظ والاعتبار "1/ 69"، ومرآة الجنان "2/ 238".
2 تاريخ الطبري "10/ 148"، والبيان المغرب "1/ 171".(23/6)
النيل، فردّ إلى الإسكندرية، فَقَتَلَ وأفسدَ. ثم سار جيش المقتدر إلى بَرْقَةَ، وجرت لحباسة ولهم حروب.
وقلَّد المقتدرُ مصرَ أبا عليّ الحسين بن أحمد، وأبا بكر محمد بن عليّ، المادرائيّين، وأضاف إليهما جُنْدَ دمشق وفلسطين، فساروا إلى مصر، فكان بينهم وبين الفاطميّ وقْعات. ثم رجع إلى بَرْقة، وأقام المادرائيّ بمصر. وملك الفاطميّ الإسكندرية والفيّوم، ثم ترك ذلك وردّ1.
تقليد ابن بسّام حمص وقنّسرين والعواصم:
وقلد المقتدرُ حمصَ وقنّسرين والعواصم أبا القاسم عليّ بن أحمد بن بسّام2.
وفاة الراسبيّ:
وفيها: تُوُفّي عليّ بن أحمد الرّاسبيّ أمير جُنْدَيْسابور والسُّوس، وكان شجاعًا جوادًا. تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة، وخلف من الذَّهَب ألف ألف دينار، وألف فرس، وألف جَمَلٍ، وغير ذلك3.
وفاة القاضي ابن أبي الشوارب:
وفيها: تُوُفّي القاضي عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أبي الشوارب. وتُوُفّي بعده بثلاثة وسبعين يومًا ابنه القاضي محمد المعروف بالأحنف.
__________
1 الولاة والقضاة "269"، وشذرات الذهب "2/ 237".
2 وفي زبدة الحلب "1/ 95" قال: "علي بن أحمد بن بسطام".
3 المنتظم "6/ 125"، تكملة تاريخ الطبري "13".(23/7)
أحداث سنة اثتين وثلاثمائة
...
أحداث سنة اثنتين وثلاثمائة:
تغلُّب نصر بن أحمد الساماني على عمّه:
في أوّلها وردَ كتاب نصر بن أحمد أمير إقليم خُراسان أنّه وَاقَعَ عمَّه إسحاق بن إسماعيل وأنّه أسره، فبعث إليه المقتدر بالخِلع واللّواء1.
مقتل حَبَاسة الكتامّي:
وفيها: عاد المسمّى بالمهديّ الفاطمي إلى الإسكندريّة ومعه صاحبه حَبَاسة، فَجَرَت بينه وبين جيش الخليفة حروب قُتِل فيها حَبَاسة، وعاد مولاه إلى القَيْروان2.
طهور أولاد المقتدر:
وفيها: طهَّر المقتدر خمسةً من أولاده، فغرمَ على الطُّهور ستّمائة ألف دينار، وطهَّر معهم طائفةً من الأيتام، وأحسنَ إليهم3.
القبض على ابن الجصّاص ومصادرته:
وفيها: قبضَ المقتدر على أبي عبد الله الحُسَيْن بن عبد الله بن الجصّاص الْجَوْهري وكُبِسَتْ داره، وأخَذَ له من المال والجواهر ما قيمته أربعة آلاف ألف دينار4.
وقال أبو الفَرَج بن الْجَوْزيّ: أخذوا منه ما مقداره ستّة عشر ألف ألف دينار عينًا ووَرقًا، وقماشًا وخيْلًا5.
وقال غيره: أكثر أموال ابن الجصّاص من قطر النَّدى بنت خمارُوَيْه صاحب مصر، فإنه لمّا حملها من مصر إلى المعتضد كان معها أموال وجواهر عظيمة، فقال لها ابن الجصّاص: الزّمان لَا يدوم ولا يؤمن في حال، دعى عندي بعضَ هذه الجواهر تكون ذخيرةً لك. فأودعته، ثمّ ماتت. فأخذ الجميع.
وقال بعضهم: رأيت بين يدى ابن الجصّاص سبائك الذَّهب تُقَبَّن بالقبّان.
وقال التَّنُوخيّ: حدَّثني أبو الحسين بن عيّاش أنه سمع جماعةً من ثقات الكتاب يقولوَن: إنهم حضروا ما ارتفعت به مصادرة ابن الجصّاص زمن المقتدر، فكانت ستّة آلاف ألف دينار، هذا سوى ما قُبض من داره، وبعد الذي بقي له من ظاهره.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 148"، وتاريخ بخارى "127"، وصحيح التوثيق "7/ 360".
2 تاريخ الطبري "10/ 149"، والولاة والقضاة "270"، والعبر "2/ 121".
3 البداية والنهاية "11/ 122"، والمنتظم "6/ 127".
4 البداية والنهاية "11/ 122".
5 المنتظم "6/ 127".(23/8)
خروج الأطروش ودعوته الدَّيلم للإسلام:
وفيها: خرج الحسن بن علي العلوي الأطروش، وتقلب بالدّاعي. ودعا الدَّيْلم إلى الله، وكانوا مجوسًا، فاسلموا. وبنى لهم المساجد. وكان فاضلًا عاقلًا له سيرة مدّوَّنة، وأصلحَ الله الدَّيْلَمَ به1.
تقليد أبي الهيجاء الموصل والجزيرة:
وفيها: قلّد المقتدر أبا الهيجاء عبد الله بن حمدان المَوْصِل والجزيرة2.
بناء المارستان بالحربيّة:
وفيها: بنى الوزير عليّ بن عيسى المارسْتان بالحربيّة، وأنفق عليه أمواله.
قطع طريق وفد الحجَّاج:
وفيها: في الرجعة قطع الطريق على رَكب العراق الحسن بن عمر الحسني مع طيئ وغيرهم، فاستباحوا الوفد، وأسروا مائتين وثمانين امرأة، ومات الخلق بالعطش والْجُوع في البرّيّة3.
حرب العبّاسيّين والفاطميّين في مصر:
وفيها: وصل إلى مصر القاسم بن سِيما في جيشٍ مَدَدًا لتَكين، ونوديَ في مصر بالنَّفير إلى الغَزَاة، فلم يتخلّف كبيرُ أحدٍ، فقدِم حَبَاسة حتّى نزل الجيزة فكان المُصافُّ في جُمَادَى الآخرة، ثم أصبحوا على القتال، وتعبئوا للحرب، وكثر القتل في الفريقين، ثمّ تراجع حَبَاسة وولّى، فاتَّبعه العامّة حتّى عَدَوْا خليجَ نُزْهة، فكرَّ عليهم حَبَاسة، فيُقال: قتل منهم عشرة آلاف. وخرجوا من اليوم الثالث، فلم يكن قتال4.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 149"، والنجوم الزاهرة "3/ 185".
2 النجوم الزاهرة "3/ 185"، ونهاية الأرب "23/ 41".
3 تاريخ الطبري "10/ 150، 151".
4 ولاة مصر "288"، للكندي، والمختصر في أخبار البشر "2/ 68".(23/9)
قدوم مؤنس الخادم إلى مصر:
وفيها: قِدم مؤنس الخادم إلى مصر مددًا وأميرًا عليها، وخرج عنها تكين الخاصّة.
صلاة العيد في جامع مصر:
وفيها: صُلِّيَ العيد في جامع مصر، ولم يكن يُصَلَّى فيه العيد قبلَ ذلك فصلى بالنّاس فيه عليّ بن أبي شيحة، وخطب من دفتر نَظَرًا، وكان من غَلَطِه أنْ قال: "اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إلّا وَأَنْتُمْ مشركون". نقلها يحيى بن الطحان، عن أبيه، وآخر1.
__________
1 انظر: تاريخ الخلفاء "380، 381"، وصلة تاريخ الطبري "1/ 54-57" لعريب القرطبي، وتكملة تاريخ الطبري "11/ 20" للهمداني، والنجوم الزاهرة "3/ 205-211".(23/10)
أحداث سنة ثلاث وثلاثمائة:
تألف الوزير ابن عيسى للقرامطة:
فيها: راسل عليّ بن عيسى الوزير القرامطة وهاداهم، وأطلق لهم ليتألفهم، فنفع ذلك1.
ولادة على بن عبد الله بن حمدان:
وفي ذي الحجة ولد عليّ بن عبد الله بن حمدان سيف الدّولة2.
القبض على أبي الهيجاء بن حمدان:
وفيها: خلَع الطّاعة الحُسين بن حمدان، وكان مؤنس مشغولًا بمصر بحرب المغاربة، فندبَ الوزير رائقًا الكبير لمحاربته، فالتقى معه، فهزمه ابن حمدان، فصار إلى مؤنس، فسار مؤنس مُجِدًّا، وجرت له ولابن حمدان خُطوبُ، وراسَلَه واستمالَ جُنده، فتسرَّبوا إلى مؤنس. ثمّ سار وراء الحسين وقاتله، فأسره ونهب أمواله. ودخل
__________
1 تاريخ أخبار القرامطة "37 وما بعدها"، والنجوم الزاهرة "3/ 188".
2 النجوم الزاهرة "3/ 188".(23/10)
به بغداد وهو على جمل، وأصحابه على الجمال، فحبسهم المقتدر، ثمّ قبض على أبي الهيجاء بن حمدان وإخوته1.
ولاية ذكاء الرومي مصر:
وفيها: قلد ذكاء الرومي، وعزل مؤنس الخادم2.
__________
1 العبر "2/ 123"، وصحيح التوثيق "7/ 361".
2 حسن المحاضرة "2/ 13"، وبدائع الزهور "1ق1/ 175".(23/11)
أحداث سنة أربع وثلاثمائة:
حبْس العلويّ:
في المحرَّم عادَ نصر الحاجب من الحجّ ومعَه العلويّ الّذي قطع الطّريق على الرَّكْب عام أوّل، فَحُبس في المُطْبق.
غزوة مؤنس الخادم بلاد الروم:
وفي ربيع الآخر غزا مؤنس الخادم بلاد الروم من ناحية مَلَطْية، فوافاه جنود الأطراف، فافتتح حصونًا وأثَّر أَثَرَةً حسنة1.
وفاة ابن كنداجق:
وفيها: مات محمد بن إسحاق بن كنداجق بالدَّيَنَور، وكان متقلدها؛ وصادرَ عليّ الوزير وَرَثته، فصالحهم على ستّين ألف دينار مُعَجَّلَة.
الخوف ببغداد من حيوان الزبزب:
وفيها: وقعَ الخوف ببغداد من حيوان يقال له: الزَّبْزَب، ذكر النّاس أنّهم يَرَونْه بالّليل على الأسطحة، وانّه يأكل الأطفال، ويقطع ثَدْيَ المرأة، فكانوا يتحارسون، ويضربون بالصّواني والطّاسات ليهرب، واتّخذَ النّاس لأطفالهم مكابّ، ودام عدة ليالٍ، فأخذ الأعيان حيوانًا أبلق كأنّه من كلاب الماء. فَذُكِر أنّه الزَّبْزَب، وأنّه صِيد،
__________
1 خبر صحيح: وهو في الكامل في التاريخ "8/ 106"، والنجوم الزاهرة "3/ 190"، والعبر "2/ 127".(23/11)
فَصُلِبَ على الجسر، فلم يُغْنِ ذلك إلى أن انبسط القمر، وتبيّن للنّاس أنَّ لَا حقيقة لما توهّموه1.
القبض على عليّ بن عيسى الوزير:
وفى آخرها قبض المقتدر على عليّ بن عيسى الوزير، وكان قد استعفى مِرارًا وضجر من سوء أدب "الحاشية"، فتنكّر المقتدر عليه لذلك.
واتَّفق أنّ أم موسى القَهْرَمانة جاءت إليه لتُوَافقَه على ما يطلق في العيد للحُرَم من الضّحايا، فصرفها حاجبه، فغضبت وأغْرت به السَّيِّدة والمقتدر، فَصُرف ولم يتعرّض لشيءٍ من ماله، واعتُقل.
إعادة ابن الفرات إلى الوزارة:
وأُعيد أبو الحسن بن الفُرات، وخُلع عليه سَبْعُ خلَع يوم التَّرْوية2.
وركب مُؤنس والقُوَّاد بين يديه، ورُدَّت عليه ضِياعُه.
إطلاق علي بن عيسى ومصادرة أخويه:
ثم أطلق ابن عيسى ولكن صودر أخواه إبراهيم وعُبَيْد الله، وأُخذ منهما مائة ألف دينار وعزلا3.
عصيان بن أبي الساج وأسْره:
وفيها: عصى يوسف بن أبي الساج بأذربيجان، فسار مؤنس، فظفر به وأسره بعد حرب طويل4.
وفاة زيادة الله بن الأغلب:
وتوفيّ فيها زيادة الله بن عبد الله بن الأغلب الّذي كان صاحب القيروان، وكان هو وأبوه من أمراء القيروان.
وردّ زيادة الله منهزمًا من المهديّ الخارجيّ إلى مصر فأْكرم، وقيل: إنّه مات بالرقة، وقيل: بالرملة.
__________
1 تجارب الأمم "1/ 39"، والبداية والنهاية "1/ 126".
2 الوزراء "36" للصابي، والمنتظم "6/ 138".
3 راجع مروج الذهب "4/ 305".
4 تكملة تاريخ الطبري "11/ 210، 211"، والنجوم "3/ 213"، وصحيح التوثيق "7/ 362".(23/12)
أحداث سنة خمس وثلاثمائة:
قدوم رُسُل ملك الروم بالهدايا:
فيها: قدمت رُسُل ملك الروم بهدايا تطلب عقْد هُدنة، فأُشحنت رِحاب دار الخلافة والدّهاليز بالْجُنْد والسّلاح، وفُرشت سائر القصور بأحسَن الفرش، ثمّ أحضر الرَّسولان والمقتدر على سريره، والوزير ومؤنس الخادم قائمان بالقرب منه1.
إظهار المقتدر عظمة الخلافة أمام رُسُل الروم:
وذكر الصُّوليّ وغيره احتفال المقتدر، فقالوا: أقام المقتدر العساكر، وصفّهم بالسّلاح، وكانوا مائة وستّين ألفًا، وأقامهم من باب الشّمّاسيّة إلى دار الخلافة، وبعدهم الغلمان، وكانوا سبعة آلاف خادم، وسبعمائة حاجب.
ثمّ وصف أمرًا مَهُولًا فقال: كانت السُّتْور ثمانية وثلاثين ألف ستر من الدّيباج، ومن البُسُط اثنان وعشرون ألفًا.
وكان في الدّار قِطْعان من الوحش تأنَّست، كان فيها مائة سبْعٍ في السّلاسل.
ثمّ أُدْخلا دار الشَّجَرَة، وكان في وسطها بِرْكة والشجرة فيها، ولها ثمانية عشر غُصْنًا، عليها الطُّيور مذهّبة ومُفضُّضَة، وورقها مختلف الألوان، وكلّ طائر من هذه الطّيور المصنوعة يصفرّ.
ثمّ أُدْخِلا إلى الفردوس، وبها من الفرس ما لَا يُقَوَّم وفي الدهاليز عشرة آلاف جَوْشن مذهَّبة مُعِلَّقة2.
ورود هدايا صاحب عُمان:
وفيها: وردت هدايا صاحب عُمان، فيها طير أسود يتكلّم بالفارسيّة وبالهنديّة أفصح من البَبّغاء، وظباء سود.
__________
1 تاريخ حلب للعظيمي "281"، والنجوم الزاهرة "3/ 192".
2 تاريخ بغداد "1/ 100"، والبداية والنهاية "11/ 127 وما بعدها".(23/13)
رضاء المقتدر على أبي الهيجاء وإخوته:
وفيها: رضي المقتدر على أبي الهيجاء بن حمدان وإخوته، وخلع عليهم.
وفاة الأمير غريب:
وفيها: تُوُفّي الأمير غريب خال المقتدر بعلّة الذَّرَب.
الحج هذا الموسم:
وفيها: حجّ بالنّاس الفضل بن عبد الملك الهاشميّ، وهي تمام ستّ عشرة حجة حجها بالناس1.
__________
1 صحيح التوثيق "7/ 363"، وتاريخ الخلفاء "ص/ 608"، والبداية والنهاية "11/ 127، 128" وغيرهم.(23/14)
أحداث سنة ست وثلاثمائة:
فتح مارستان والدة المقتدر:
في أوّلها فُتِح مارستان السيدة والدة المقتدر ببغداد، وكان طبيبه سِنان بن ثابت. وكان مبلغ النَّفقة فيه في العام سبعة آلاف دينار1.
وفاة القاضي وكيع:
وفي ربيع الأول مات القاضي محمد بن خلف وكيع، فأضيف ما كان يتولاه من قضاء الأهواز إلى أبي جعفر بن الْبُهْلُولِ قاضي مدينة المنصور2.
قتل الحسين بن حمدان:
وفي جمادى الأولى أمر المقتدر بقتل الحسين بن حمدان، فقُتل في الحبس.
القبض على الوزير ابن الفرات:
وفيها: قُبِض على الوزير أبي الحسن بن الفرات لكونه أخر أرزاق الجند، واعتل
__________
1 انظر المصدر السابق.
2 المنتظم "6/ 146"، وصحيح التوثيق "7/ 363".(23/14)
بضيق الأموال، فقال المقتدر: أين ما ضمنتَ من القيام بأمر الْجُنْد؟ وعزله1.
ولاية حامد بن العباس الوزارة:
وكتب إلى حامد بن العّباس كاتب واسط، فقدِم في أُبَّهةٍ عظيمةٍ، وخلفه أربعمائة مملوك بالسلاح، فخلع عليه، وجلس في الدّيوان أيّامًا، فظهرَ منه قلّة معرفة وسوء تدبير وحِدَّة؛ فضُمّ معه عليّ بن عيسى في الأمر، فمشى الحال، وبقي الرَّبْط والحَلّ والدَّسْتُ لعَليّ، فعزلَ عليُّ بنُ عيسى عليَّ بنَ أحمد بن بِسْطام مِن جُنْد قِنَّسْرين والعواصم، وقلّد الشام ومصر أبا عليّ الحسن بن أحمد المادرائي، وقرر عليه الخراج على الإقليمين، ثلاثة آلاف ألف دينار، سوى نَفقات الجيوش وغيرهم تُحمل إلى المقتدر2.
ازدياد تدخّل النساء في أمور الحكم:
وكثُر أمرُ حُرَم الخليفة ونهيهم لركاكته، وآل الأمرُ إلى أن أمرت السّيّدة أمُّ المقتدر على القهْرمانة أن تجلس بتُربتها للمظالم، وتنظر في رقاع النّاس كلّ جمعة. فكانت تجلس وتُحْضِر القُضاة والأعيان، وتبرز التّواقيع وعليها خطّها3.
وفاة الفقيه ابن سُرَيج:
وفيها: تُوُفّي أبو العبّاس بن سُرَيْج الفقيه.
قال الدّارَقُطْنيّ: كان فاضلًا لولا ما أحدثَ في الإسلام من مسألة الدَّور في الطّلاق.
استيلاء القائم المهديّ على الإسكندريّة:
وفيها: عاد القائم محمد بن عبد الله إلى مصر، فأخذ الإسكندريّة وأكثر الصّعيد، ثمّ رجَع4.
__________
1 صلة تاريخ الطبري "72"، لعريب، والمنتظم "6/ 147".
2 الكامل في التاريخ "8/ 111"، وتكملة تاريخ الطبري "19/ 20"، وصحيح التوثيق "7/ 364".
3 التنبيه والإشراف "328، 329"، والبداية والنهاية "11/ 129"، وتاريخ الخلفاء "381".
4 ولاة مصر "292"، وعيون الأخبار "128"، ومرآة الجنان "2/ 246".(23/15)
بناء المهدية:
وبنى أبوه المهدية وسكنها1.
__________
1 انظر صلة الطبري "11/ 67-71"، تكملة الطبري "11/ 213"، والنجوم "3/ 216-220".(23/16)
أحداث سنة سبع وثلاثمائة:
وفاة الفضل بن عبد الملك:
في صفر تُوُفّي أمير الموسم الفضل بن عبد الملك الهاشميّ ببغداد، فولى ابنه مكانه.
ولاية نازوك دمشق:
وفيها: خلع المقتدر على نازوك وولاه دمشق، فسارَ إليها1.
دخول القرامطة البصرة:
وفيها: دخلت القرامطة البصْرة، فقتلوا وسَبَوا ونهبوا2.
دخول عسكر القائم المهديّ الإسكندريّة:
وفي صفر دخلت مقدّمة القائم الإسكندريّة، فاضطّرب أهل الفُسْطاط ولحِق كثيرُ منهم بالقُلْزُم والحجاز، فتمسّك ذَكَاء أمير مصر بالجيزة، ثمّ إنّه مرِض وتُوُفّي في ربيع الأوّل3.
ولاية تكين على مصر للمرّة الثانية:
ثمّ قدِم مصرَ تكينُ الخاصّة واليًا عليها الولاية الثّانية، فنزل الجيزة وحَفَر خندقًا4.
__________
1 النجوم الزاهرة "3/ 197".
2 انظر المصدر السابق.
3 انظر المصدر السابق.
4 انظر: زبدة الحلب "1/ 94"، ومآثر الإنافة "1/ 280"، والنجوم الزاهرة "3/ 187، 95، 196".(23/16)
مسير مؤنس الخادم ومحمد بن طغج إلى مصر:
وسار مؤنس الخادم في جيوشه حتّى نزل المنْية. وسار محمد بن طُغْج في عسكرٍ إلى مَنُوف1.
اعتلال القائم المهديّ:
واعتلّ القائم محمد بن عبد الله بالإسكندريّة علّةً صَعْبَة، وثار المرض في جُنْده، فمات داود بن حباسة ووجوه من القواد2.
__________
1 ولاة مصر "295".
2 الكامل في التاريخ "8/ 114"، والنجوم الزاهرة "3/ 186".(23/17)
أحداث سنة ثمان وثلاثمائة:
فتنة الغلاء ببغداد:
فيها: غلت الأسعار ببغداد، وشغبت العامّة ووقع النَّهْب، فركبت الْجُنْد فهاوَشَتْهم العامّة.
وسببه ضمان حامد بن العبّاس السَّواد وتجديد المظالم، فقصدوا دار حامد، فخرج إليهم غلمانه فحاربوهم، ودام القتال أيامًا، ثم انكشف عن جماعة من القتلى. ثمّ تجمعّ من العامّة عشرة آلاف، فاحرقوا الجسر، وفتحوا السّجون، ونهبوا النّاس، فركب هارون بن غريب الخال في العساكر، وركب حامد في طيّارٍ فرجموه، واخْتلّت أحوال الدّولة العبّاسيّة، وعَلَت الفِتَن، ومُحِقَتِ الخزائن1.
استيلاء المهديّ على بلاد المغرب:
واستولى عُبَيْد الله الملقّب بالمهديّ على بلاد المغرب.
وفاة إبراهيم بن كَيَغْلَغ 2:
وتُوُفّي إبراهيم بن كَيَغْلَغ الأمير في ذي القعدة بالجيزة، فعظم ذلك على أهل
__________
1 صلة تاريخ الطبري "84"، والمنتظم "6/ 156"، وغيرهما.
2 تهذيب تاريخ دمشق "1/ 440"، والوافي بالوفيات "6/ 96".(23/17)
مصر، وحمل إلى بيت المقدس فدفن فيها1.
قتل ابن المديني القاصّ:
وفيها: أخذ ابن المَدِينيّ القاصّ في جماعة يدعو إلى المهديّ، فضرب تكين عنقه.
فاة بنت المتوكّل:
وفيها: ماتت ميمونة بنت المتوكّل عمّة المقتدر.
امتلاك القائم المهديّ للفسطاط:
وفيها: ملكت جيوش القائم بالجيزة من الفُسْطاط، فاشتدّ قلق أهل مصر وتأهّبوا للهروب وكثُر البكاء، وجرت أمورُ يطول شرحها2.
وفاة إمام جامع المنصور:
وفيها: تُوُفّي إمام جامع المنصور محمد بن هارون بن العبّاس بن عيسى بن أبي جعفر المنصور، وكان مُعْرِقًا في النَّسَب. أَمَّ بجامع المنصور خمسين سنة.
ولى ابنه جعفر بعده، فعاش تسعة أشهر بعد أبيه. والله أعلم.
__________
1 النجوم الزاهرة "3/ 196"، ولاة مصر "294".
2 انظر. تاريخ الخلفاء "382"، والنجوم الزاهرة "3/ 196".(23/18)
أحداث سنة تسع وثلاثمائة:
خلاف الطبريّ المؤرّخ والحنابلة:
جري بين أبي جعفر محمد بن جرير الطِّبَريّ وبين الحنابلة كلام، فحضَر أبو جعفر عند عليّ بن عيسى لمناظرتهم، فلم يحضروا1.
تلقيب مؤنس الخادم بالمظفّر:
وفيها: قدِم مؤنس من حرب صاحب القيروان، فخلع عليه المقتدر، ولقبه بالمظفر2.
__________
1 البداية والنهاية "11/ 132".
2 الكامل في التاريخ "8/ 114"، وتجارب الأمم "1/ 76".(23/18)
استرجاع الإسكندرية من المغاربة:
وسار ثمل الخادم من طرسُوس في البحر إلى الإسكندريّة، فأخذها من جيش المغاربة.
عزل تكين عن مصر وإعادته:
وفيها: عُزِل تكين عن مصر بأبي قابوس محمود بن حمك، فأقام ثلاثة أيام، ثمّ عُزِل وأُعيد تَكِين.
خروج القادة لقتال عسكر القائم المهديّ:
وفيها: عسكر مؤنس وتَكِين والقوّاد وساروا إلى الفيّوم لحرب عساكر القائم، فرجع القائم إلى إفريقيّة مِن غير قتال، وذلك في أوائل السنة.
مقتل الحلاج:
وفيها: قُتل الحلاج، وقد مرّ من أخباره في سنة إحدى وثلاثمائة؛ وهو أبو عبد الله الحسين بن منصور بن مَحْمِيّ، وقيل: أبو مغيث.
وكان محميّ مجوسيًّا فارسيًّا. نشأ الحلاج بواسط، وقيل: بِتُسْتَر، وتتلمذ لسهل بن عبد الله التستري. ثم قدم بغداد وأخذ عن الجنيد والنوري، وابن عطاء، وأخذ في المجاهدة ولبْس المُسُوح. ثمّ كان في وقتٍ يلبس الأقبية، وفي وقت يلبس المصبوغ.
وقيل: كان أبوه حلاجًا. وقيل: أنّه تكلَّم على النّاس، فقيل: هذا حلاج الأسرار1.
وقيل: إنّه مرَّ على حلاجٍ، فبعثه في شغلٍ له، فلمّا عاد الرجل وجده قد حلجَ كلّ قطنٍ في الدُّكّان. وقد دخل الهند وأكره الأسفار وجاور.
قال حَمَدٌ ابْنُه: مولد أبي بطور البيضاء، ومنشأه بِتُسْتَر. ودخل بغداد فكان يلبس المُسُوح، ومرّةً يلبس الدّرّاعة والعمامة، ومرّة القباء، ووقتًا يمشي بخرقتين.
__________
1 راجع: صلة تاريخ الطبري "86"، وتاريخ بغداد "8/ 112"، والمنتظم "6/ 160"، وصحيح التوثيق "7/ 367".(23/19)
وخرجَ إلى عُمَرو بن عثمان المكّيّ وإلى الْجُنَيْد وصحِبَهما. ثمّ وقع بين الْجُنَيد وبين أبي لأجل مسألة، ونسبه الْجُنَيد إلى أنّه مدَّعي. فرجع بأمّي إلى تُسْتَر، فوقع له بها قَبُولٌ. ولم يزل عُمَرو بن عثمان المكّيّ يكتب الكُتُب فيه بالعظائم، حتّى غضب ورمى بزِيّ الصُّوفيّة ولبس قباءٍ، وصحِبَ أبناء الدّنيا. ثمّ سافر عنّا خمس سِنين، بلغ إلى ما وراء النّهر؛ ثمّ رجع إلى فارس، وأخذ يتكلَّم ويدعو إلى الله. وصنَّف لهم، وتكلَّمَ على الخواطر، ولُقِّبَ حلاج الأسرار1.
ثمّ قدِم الأهواز فحُمِلت إليه، ثم خرج إلى البصرة ثمّ إلى مكّة، ولبس المرقَّعَة، وخرج معه خلْق، فتكلّم فيه أبو يعقوب النهْرَجُوريّ وحسده، فقدِم الأهوازَ، وحمل أمّي وجماعة من رؤسائها إلى بغداد، فبقي بها سنة، ثمّ قصدَ الهند وما وراء النهّر ثانيًا، ودعا إلى الله، وصنَّف لهم كُتُبًا، ثمّ رجع، فكانوا يكاتبونه من الهند بالمُغِيث، ومن بلاد تُرْكستان بـ"المُقِيت"، ومن خُراسان، بـ"المميّز"، ومن فارس بـ"أبي عبد الله الزّاهد"، ومن خُوزسْتان بـ"الشّيخ حلاج الأسرار". وكان ببغداد قوم يسمّونه: "المصْطَلِم"، وبالبصرة "المحيّر"2.
ثمّ كثُرت الأقاويل عليه بعد رجوعه من هذه السَّفْرة، فحج وجاوَرَ سنتين رجاءً. وتغيّر عمّا كان عليه في الأوّل، واقتنى العقار ببغداد، وبنى دارًا ودعا النّاس إلى معنًى لم أقف عليه، بل على شطر منه، حتّى خرج عليه محمد بن داود وجماعة من أهلِ العلم، وقبَّحوا صورته3.
ووقع بين عليّ بن عيسى وبينه لأجل نصر القُشُوريّ، ثمّ وقع بينه وبين الشِّبْليّ وغيره من المشايخ، فقيل: هو ساحر، وقيل: هو مجنون، وقيل: بل له كرامات، حتّى حبسه السّلطان.
روى هذا ابن باكُوَيْه الشِّيرازيّ، قال: أخبرني حمد بن الحلاج، فذكره.
وقال الحسين بن محمد المذاريّ: سمعت أبا يعقوب النَّهْرَجُوري يقول: دخل الحسين إلى مكّة فجلس في صحن المجلس سنة لَا يبرح من موضعه الّا لطهارةٍ أو
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 113".
2 تاريخ بغداد "8/ 113"، والعبر "2/ 139".
3 المنتظم "6/ 161".(23/20)
طواف، ولا يُبالي بالشّمس ولا بالمطر، ويُفْطر على أربع عضّات مِن قُرصٍ يؤتَى به، ثم إنه سافر إلى الهند، وتعلَّم السِّحر1.
وقال أحمد بن يوسف التّنُوخيّ الأزرق: كان الحلاج يدعو كلّ وقتٍ إلى شيء على حسب ما يَسْتَبْله طائفة. أخبرني جماعة من أصحابه أنّه لمّا افتتن النّاس به بالأهواز، ونواحيها لِما يُخْرجه لهم من الأطعمة في غير حِينها والدّراهم، ويسمّيها "دراهم القُدرة". حُدِّث أبو عليّ الْجُبَّائيّ بذلك فقال: هذه الأشياء تمكن الحِيَل فيها، ولكنْ أدخِلُوه بيتًا من بيوتكم، وكلّفوه أن يُخرج منه خرْزتين شَوْك. فخرج عن الأهواز.
وعن محمد بن يحيى الرّازيّ قال: سمعت عُمَرو بن عثمان المكّيّ يلعن الحلاج ويقول: لو قدره عليه لقتلته؛ قرأتُ آيةً فقال: يمكنني أن أؤلف مثله.
وقال أبو يعقوب الأقطع: زوّجت بنتي من الحلاج، فبانَ لي بعد مُدَيدة أنّه ساحر محتال.
وقال أبو عُمَر بن حَيَّوَيْه: لما أُخْرِج الحلاج لِيُقْتَلَ مَضَيْتُ وزاحَمْتُ حتّى رأيته، فقال لأصحابه: لَا يَهُولَنَّكُم، فإنّي عائد إليكم بعد شهر2.
هذه حكاية صحيحة توضح أنّه مُمَخْرِق حتّى عند القتل.
وقال أبو بكر الصولي: جالسْت الحلاج، فرأيت جاهلًا يتعاقل، وعييًا يتبالغ، وفاجرًا يتزهد.
وكان ظاهره أنّه ناسك، فإذا علم أن أهل بلدته يرون الاعتزال صار معتزليًا، أو يرون التشيع تشيع، أو يرون التسنن تسنن. وكان يعرف الشعبذة والكيمياء والطب. وكان حينًا ينتقل في البلاد، ويدعي الربوبية، ويقول للواحد من أصحابه: أنت آدم؛ ولذا: أنت نوح؛ ولذا: أنت محمد. ويدعي التناسخ، وأن أرواح الأنبياء انتقلت إليه.
وروى عليّ بن أحمد الحاسب، عن أبيه قال: وجهني المعتضد إلى الهند، وكان
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 118"، وتاريخ ابن الوردي "256".
2 في تاريخ بغداد "8/ 131"، "فإني عائد إليكم بعد ثلاثين يومًا"، وانظر نهاية الأرب "23/ 600".(23/21)
معنا في السفينة رجل يقال له: الحسين بن منصور، قلت: فيم جئت؟ قال: أتعلم السِّحْر، وأدعو الخلق إلى الله1.
وقال أبو بكر الصوليّ: قبضَ عليّ بن أحمد الراسبيّ الأمير الحلاج وأدخله بغداد وغلامًا له على جمل مشهورين سنة إحدى وثلاثمائة. وكتب يذكر أن البينة قامت عنده أنه يدعي الربوبية، ويقول بالحلول.
فأحضره عليّ بن عيسى الوزير، وأحضر العلماء فناظروه، فأسقط في لفظه، ولم يجده يُحسن من القرآن شيئًا ولا من غيره. ثمَّ حُبِس مدّة.
قال الصولي: كان يري الجاهل شيئًا من شعبذته، فإذا وثق به دعاه إلى أنه إله، فدعا فيمن دعا أبا سعيد بن نوبخت، فقال له، وكان أقرع: أَنْبِت في مقدم رأسي شعرًا2.
ثم ترقت به الحال، ودافع عنه نصر الحاجب؛ لأنه قيل: إنّه سني، وإنما يريد قتله الرافضة.
قال: وكان في كتبه: إني مغرق قوم نوح ومهلك عاد وثمود.
وكان حامد بن العبّاس الوزير قد وجد لهُ كتبًا فيها أنّه إذا صام الإنسان وواصل ثلاثة أيّام وأخذ في اليوم الرابع ورقات هنْدباء، فافطر عليها أغناه عن صوم رمضان.
وإذا صلّي في لَيْلَةٍ واحدةٍ رَكْعَتَين طول اللّيل أغنته عن الصّلات ما بقي.
وإذا تصدَّق في يومٍ بجميع ما يملكه أغناه عن الزّكاة.
وإذا بنى بيتًا وصامَ أيامًا وطاف به أغناه عن الحجّ3.
فأحضر حامد القضاة وأحضره وقال: أتعرف هذا الكتاب؟ قال: هذا كتاب "السُّنَن" للحَسَن البصْريّ.
فقال: ألست تدين بما فيه؟ قال: بلى. هذا كتاب أدين الله بما فيه.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 120"، والمنتظم "6/ 161".
2 تاريخ بغداد "8/ 124"، والمنتظم "6/ 163".
3 راجع: تكملة تاريخ الطبري "24"، ونشوار المحاضرة "1/ 162، 163"، والمنتظم "6/ 163"، وصحيح التوثيق "7/ 368".(23/22)
فقال له أبو عُمَر القاضي: هذا فيه نقض شرائع الإسلام.
ثمّ جاراه في الكلام إلى أن قال له أبو عُمَر: يا حلال الدّم، من أيَّ كتابٍ نقلت هذا؟ قال: من كتاب "الإخلاص" للحَسَن البصْريّ.
قال: كذبت يا حلال الدّم، فقد سمعنا الكتاب، وليس فيه شيء من هذا1.
فقال حامد لأبي عُمَر القاضي: قد أفتيت أنه حلال الدّم، فضع خطَّك بهذا. فدافعَ ساعةً، فمدّ حامد يده إلى الدَّواة وقدّمها للقاضي وألحّ عليه، فكتب بأنّه حلال الدّم، وكتب الفُقَهاء والعُلماء بذلك خطوطهم، والحلاج يقول: يا قوم، لَا يحلّ لكم إراقةُ دمي.
فبعث حامد بخطوطهم إلى المقتدر، وأستأذنه في قتله، فتأخّر عنه الجواب، فخاف أن يبدو للمقتدر فيه رأي لِما قد استمال من الخواصّ بزُهْده، وتعبُّده في الحبْس، فنفَّذ إلي المقتدر أنّه قد ذاع كُفْره وادّعاؤه الرُّبوبيّة، وإنْ لم يقتل افتتن الناس، وتجرأ قومُ على الله تعالى وَالرُّسُلِ.
فأذِن المقتدر في قتله. وطلبَ حامدُ صاحبَ الشرطة محمد بن عبد الصَّمد، وأمره أن يضربه ألف سَوط، فإنْ ماتّ وإلّا يقطع يديه ورِجْليه.
فلمّا كان يوم الثلاثاء لستِّ بقين من ذي القعدة أُحضِر الحلاج مقيَّدًا إلى باب الطّاق، وهو يتبختر بقيده ويقول:
حبيبي غير منسوب ... إلى شيء من الحيفِ
سقاني مثل ما يشربُ ... فعلَ الضيف بالضيف
فلما دارت الكاسُ ... دعا بالنطع والسيف
كذا من يشرب الراح ... مع التِّنِّين في الصيف2
فضُرب ألف سوط، ثم قطعت يده ورجله، ثم حز رأسه وأحرقت جثته3.
__________
1 راجع وفيات الأعيان "2/ 143".
2 ديوان الحلاج "ص/ 73"، والمنتظم "6/ 164".
3 خبر صحيح: أخرجه الخطيب "8/ 120، 127، 138، 139"، كما في التاريخ، ونشوار المحاضرة "6/ 87-91"، وأورد ابن الجوزي "6/ 163، 164"، كما في المنتظم، ووفيات الأعيان "2/ 143-145" لابن خلكان، وشذرات الذهب "2/ 255"، لابن العماد، والفخري "261"، وغيرهم.(23/23)
وذكر أن حوقل قال: ظهر من إقليم فارس الحسين بن منصور الحلاج، زعم أنه من هذب في الطاعة جسمه، وشغل بالأعمال الصالحة قلبه، وصبر على مفارقة اللذات، ومنع نفسه عن الشهوات يترقى في درج المصافاة حتّى يصفو عن البشرية طبعُه، فإذا صفى حلّ فيه روح الله الذي كان منه إلى عيسى ابن مريم عليه السّلام، فيصير مطاعًا، يقول للشيء: كن فيكون فكان الحلاج يتعاطى ذلك، ويدعو إلى نفسه، حتّى استمال جماعة من الوزراء والأمراء، وملوك الجزيرة والجبال والعامة.
وقال أبو الفرج بن الجوزي: قد جمعت كتابًا سمّيته "القاطع لِمُحَال اللّجاج بحال الحلاج"1، وقال: قد كان هذا الرجل يتكلم بكلام الصُّوفيّة، فتندر له كلمات حِسان، ثمّ يخلطها بأشياء لَا تجوز.
وكذلك أشعاره، فقال: فمنها:
سبحان من أظهر ناسوتُهُ ... سِرَّ سَنا لاهُوتِه الثّاقبِ
ثمّ بدا في خلقِه ظاهرًا ... في صورة الآكل والشارب
حتّى لقد عايَنَهُ خَلْقُهُ ... كَلَحْظَةِ الحاجِبِ بالحاجِبِ2
قال: ولمّا حبس ببغداد استغوى جماعةً، فكانوا يستنشقون بوله، ويقولون: إنّه يُحيي الموتى.
وقال ثابت بن سنان: انتهى إلى حامد بن العبّاس في وزارته أمرُ الحلاج، وأنّه قد موَّه على جماعةٍ من الخَدَم والحَشَم وأصحاب المقتدر، وعلى خَدَم نصر بن الحاجب بأنّه يُحْيِي الموتى، وأنّ الْجِنّ يخدمونه ويُحْضرون إليه ما يريد. وأنّ حَمْد بن محمد الكاتب قال: إنّه مرض فشربَ بَوْلَه، فعُوفي، وكان محبوسًا بدار الخلافة3.
وَسُعِيَ إلى حامد برجل يُعرف بالسّمّريّ وبجماعة، فقبض عليهم وناظرهم، فاعترفوا أنّ الحلاج إله وأنّه يُحْيِي الموتى. ووافقوا الحلاج وكاشفوه فأنكر4.
__________
1 المنتظم "6/ 162".
2 ديوان الحلَّاج "41"، والبداية والنهاية "11/ 134".
3 تاريخ بغداد "8/ 132".
4 تاريخ بغداد "8/ 133"، ونهاية الأرب "23/ 59".(23/24)
وكانت ابنة السمّريّ صاحب الحلاج قد أقامت عنده في دار السّلطان مدّة، وكانت عاقلة حسنة العبارة. فدعاها حامد فسألها عن أمره فقالت: قال لي يومًا: قد زوّجْتُك من سليمان ابني وهو بنَيْسابور، وليس يخلو أن يقع بين المرأة وزوجها "خلاف"، فإنْ جرى منه ما تكرهينه، فصُومي يومك، واصعدي آخر النّهار إلى السطح، وقومي على الرماد، وأَفْطري على المِلْح، وأذكُري ما أنكرتيه منه، فإنّي أسمع وأرى1.
قالت: وكنتُ نائمةً لَيْلَةٍ وهو قريب منّي، وابنته عندي، فما حسست به إلّا وقد غشيَني، فانتبهتُ فَزعةً فقلت: ما لك؟ قال: إنّما جئت لأوقظك للصّلاة.
وقالت لي بنته يومًا: اسجدي له.
فقلت: أويسجد أحدُ لغير الله؟ وهو يسمع كلامنا، فقال: نعم إله في السّماء وإلهُ في الأرض2.
وذكر القصّة إلى أن قال: فسلّمه حامد الوزير إلى صاحب الشرطة وقال: اضربه ألف سَوْط، فإنْ ماتَ فحُزّ رأسه وأحرِق جثَّته، وإنْ لم يتلف فاقطع يديه ورجليه، وأحرق جسده، وانصب رأسه على الْجِسْر. فَفُعِلَ به ذلك، وبعث برأسه إلى خُراسان، وطيف به، وأقبل أصحابه يعدّون أربعين يومًا ينتظرون رجوعه3.
وزعم بعضهم أنّه لم يُقْتَلْ، وأنّ عدوًا له ألقي عليه شبهة4.
وبعضهم ادَّعى أنّه راه في غد ذلك اليوم في طريق النّهْروان راكبًا على حمار وهو يقول: قولوا لهؤلاء البقر الّذين ظنُّوا أنّني أنا الّذي قُتلتُ ما أنا ذاك5.
وأحضر حامد الورّاقين واستحلفهم أن لَا يبيعوا شيئًا من كُتُب الحلاج ولا يشترونها.
وقيل: إنّ الحلاج لم يتأوه في ضربه.
__________
1 تجارب الأمم "1/ 78".
2 تاريخ بغداد "8/ 135"، ونشوار المحاضرة "6/ 82".
3 انظر المصدر السابق.
4 تاريخ بغداد "8/ 141"، ووفيات الأعيان "2/ 145".
5 تاريخ بغداد "5/ 141"، والكامل في التاريخ "8/ 121".(23/25)
وقيل: إنّ يده لمّا قطعت كتبَ الدّم على الأرض: الله الله وليس ذلك بصحيح.
وسائر مشايخ الصُّوفيّة ذمّوا الحلاج إلّا ابن عطاء، ومحمد بن خفيف الشِّيرازيّ، وإبراهيم بن محمد النَّصْراباذيّ، فصححّوا حاله ودوّنوا كلامه1.
ثمّ وقفت على الجزء الّذي جمعه ابن باكُوَيْه في الحلاج فقال: حدَّثني حمد بن الحلاج، وذكر فصلًا قد تقدم قطعة منه، إلى أن قال: حتى أخذه السّلطان وحبَسه، فذهب نصر القُشُوريّ واستأذن الخليفة أن يبني له بيتًا في الحبْس، فبنى له دارًا صغيرة بجنْب الحبْس، وسدّوا باب الدّار، وعملوا حواليه سُورًا، وفتحوا بابه إلى الحبْس، وكان الناس يدخلون عليه سنة، ثمّ مُنِعوا، فبقي خمسة أشهر لَا يدخل عليه أحد، إلا مرة رأيت أبا العباس بن عطاء الأدميّ دخل عليه بالحيلة. ورأيت مرّةً أبا عبد الله عبد الله بن خفيف، وأنا برًّا عند والدي باللّيل والنّهار عنده. ثمّ حبسوني معه شهرين، وعُمَري يومئذٍ ثمانية عشر عامًا.
فلمّا كانت اللّيلة الّتي أخرج من صبيحتها، قام فصلّى رَكعات، ثمّ لم يزل يقول: مَكْر مَكْر؛ إلى أن مضى أكثر اللّيل. ثمّ سكت طويلًا ثم قال: حقّ، حقّ. ثمّ قام قائمًا، وتغطّى بإزارٍ، واتّزر بمئزر، ومدّ يديه نحو القِبْلة، وأخذ في المُنَاجاة. وكان خادمه حاضرًا، فحفظْنا بعضها. فكان من مناجاته: نحن شواهدك، نَلُوُذ بَسَنا عِزَّتك، لَتُبْدِي ما شئتَ من شأنك ومشيئتك، أنتَ الّذي في السّماء إله وفي الأرض إله، يا مُدَهّر الدُّهور، ومصوَّر الصُّوَر، يا من ذَلّتْ له الجواهر، وسجدت له الأعراض، وانعقدت بأمره الأجسام، وتصوَّرت عنده الأحكام. يا مَن تجلّى لما شاء، كما شاء، كيف شاء، مثل التجلّي في المشيئة لأحسن الصُّورة.
وفي نسخة: مثل تجلّيك في مشيئتك كأحسن صورة.
والصّورة هي الرّوح النّاطقة الّتي أفردته بالعِلم والبيان والقُدرة.
ثمّ أوعزتَ إلى شاهدك؛ "لأنّي" في ذاتك "الهُويّ" اليسير لمّا أردت بدايتي، وأظهرتني عند عقيب كراتي، ودعوت إلى ذاتي بذاتي، "وأبديت" حقائق علومي ومعجزاتي، صاعدًا في مَعَارجي إلى عُروش أوليائي، عند القول من برياتي، إنّي أحتضر وَأُقْتَلُ وأُصلب وأُحرق، وأُحمل على السّافيات الذاريات. وإن الذرة من
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 128".(23/26)
"ينجوج" مظَانّ هيكل "متجلّياتي" لأعظم من الرّاسيات1.
ثم أنشأ يقول:
أنْعى إليك نفوسًا ماج شاهدها ... فيما وراء الغيب وفي شاهد القِدَم
أنْعى إليك قلوبًا طالما هَطَلَتْ ... سَحايُب الْوحْيِ لها أو بحر الْحِكَمِ
أنْعى إليك لسان الحقّ من زمن ... أوْدَى وتَذْكَارُهُ في الوهْم كالعدم
أنْعى إليك بيانًا تستبشر له ... أقوال كل فصح مقول فيهم
أنْعى إليك إشارات العُقول معًا ... لم يَبْق مِنْهنّ الّا دارسُ الْعِلْمَ
أنْعى وحقَّك أحلامًا لطائفةٍ ... كانت مطاياهم من مكمد الكِظَمِ
مضى الجميعُ، فلا عَيْنُ ولا أثرُ ... مُضِيّ عادٍ وفِقْدَانَ الأُولَى إرَم
وخلفوا معشرًا يَجْدُون لِبستَهم ... أعمى من البَهْم بل أعمى من النَّعَمِ2
ثم سكت، فقال خادمه أحمد بن فاتك: أوْصِني يا سيّدي.
فقال: هي نفسُك إنّ لم تَشْغلْها شَغَلتْك3.
فلمّا أصبحنا أُخرج من الحبْس، فرأيته يتبخْترَ في قَيده ويقول: نديمي غير منسوبِ. الأبيات.
ثمّ حُمِل وقُطِّعت يداه ورجلاه، بعد أن ضرب خمسمائة سوط، ثم صُلب، فسمعته وهو على الْجِذْع يناجي ويقول: إلهي، أصبحتُ في دار الرّغائب أنظر إلى العجائب، إلهي إنك تتودد إلى مَن يؤذيك، فكيف لَا تتودّد إلى من لَا يؤذَى فيك.
ثمّ رأيتُ أبا بكر الشِّبْليّ وقد تقدَّم تحت الْجِذْع، وصاح بأعلى صوته يقول: أَوَلم أَنْهَكَ عن العالَمين؟.
ثمّ قال له: ما التَّصوّف؟ قال: أهون مرقاةٍ عندي ما ترى4.
__________
1 سير أعلام النبلاء "11/ 346 وما بعدها".
2 سير أعلام النبلاء "11/ 347"، وديوان الحلاج "24، 25".
3 المصدر السابق.
4 المصدر السابق.(23/27)
قال: فما أعلاه؟ ليس لك إليه سبيل، ولكنْ سترى غدًا ما يجري، فإنّ في الغَيْب ما شهدتَه وغابَ عنك.
فلمّا كان بالعِشيّ جاء الإذْن من الخليفة بأن تُضرب رَقَبَتُه، فقالوا: قد أمسينا ويؤخّر إلى الغَداة.
فلمّا أصبحنا أُنْزل وقُدِّم لتُضْرب رقبته، فسمعتُه يصيح ويقول بأعلى صوته: حَسْب الواحِد إفرادُ الواحد له. وقرأ هذه الآية: {يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَق} [الشورى: 18] وهذا آخر كلامه.
ثم ضُربت رَقَبَتُه، وعُلِّق في بارية، وصب عليه النِّفْط وأُحْرِق، وحُمل رماده إلى رأس المنارة لتسْفيه الرّياح1.
وسمعت أحمد بن فاتك تلميذ والدي يقول بعد ثلاثٍ من قتل والدي، قال: رأيت العزّة في المنام، وكأنّي واقفُ بين يديه قلت: يا رب ما فعلَ الحسين بن منصور؟ قال: كاشفته بمعنى، فدعا الخلْقَ إلى نفسه، أنزلتُ به ما رأيت2.
قال ابن باكُوَيْه: سمعتُ أبا القاسم يوسف بن يعقوب النُّعْمَانيّ يقول: سمعت الإمام ابن الإمام أبا بكر محمد بن داود الفقيه الإصبهانيّ يقول: إن كان ما أنزل الله على نيّته حقّ فما يقول الحلاج باطل. وكان شديدًا عليه.
قال: وسمعت أبا الفوارس الْجُوزَقانيّ بقَرْمِيسِين: سمعت إبراهيم بن شيبان يقول: من أحب أن ينظر إلى ثمرات الدّعاوى فلْيَنْظُر إلى الحلاج وما جرى عليه.
سمعتُ عيسى القَزْوينيّ سأل أبا عبد الله بن خفيف: ما تعتقدون في الحلاج؟ فقال: اعتقد فيه أنّه رجل من المسلمين فقط.
فقال له: قد كفّره المشايخ وأكثر المسلمين! فقال: إن كان الّذي رأيته منه في الحبْس لم يكن توحيدًا، فليس في الدّنيا توحيد.
قلت: قول ابن خفيف لَا يدّل على شيء، فإنّه لَا يلزم أنّ المبطِل لَا يعمل بالحقّ؛ بل قد يكون سائر عمله حقّ وعلى الحقّ، ويكفر بفِعْلةٍ واحدة، أو بكلمة تحبط عمله.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 140".
2 سير أعلام النبلاء "11/ 347".(23/28)
قال ابن باكُوَيْه: سمعت عليّ بن الحسن الفارسيّ بالمَوْصل قال: سمعت أبا بكر بن "أبي" سَعْدان يقول: قال لي الحسين بن منصور: تؤمن بي، حتّى أبعث إليك بعُصْفورة تطرح من ذرَقها وزن حبّةٍ على كذا مَنًّا من نُحاس، فيصير ذَهَبًا؟ قلت: بل أنت تؤمن بيَ حتّى أبعث إليك بفيلٍ يستلقي، فتصير قوائمه في السّماء، فإذا أردت أن تخفيه أخفيته في عينك؟ قال: فبهُت وسكت1.
ثم قال ابن "أبي" سعدان: هو مُمَوّه مُشَعْوِذ. سمعت عيسى بن بزول القَزوينيّ، وسأل أبا عبد الله هذه الأبيات:
سبحان من أظهر ناسوتُهُ
الأبيات الثلاثة، فقال ابن خفيف: على قائلها لعنة الله. فقال عيسى: هي للحلاج. فقال: إن كانت اعتقاده فهو كافر، الّا أنّه لم يصح أنّه له، ربما يكون مَقولًا عليه.
سمعتُ محمد بن عليّ الحضرمي بالنّيل يقول: سمعتُ والدي يقول: كنت جالسًا عند الجنيد، إذ ورد شابُّ حَسَن الوجه، عليه خِرْقتان، فسلّم وجلس ساعةً، ثمّ أقبل عليه الْجُنَيْد فقال: سل ما تريد.
فقال: ما الذي بائن الخليقة عن رسوم الطَّبْع؟ فقال الْجُنَيْد: أرى في كلامك فضولًا، لِم لَا تسأل عمّا في ضميرك من الخروج والتّقدّم على أبناء جنسك؟ فسكت، وسكت الْجُنَيْد ساعةً، ثمّ أشار إلى أبي محمد الجريريّ أنْ قمْ، فقمنا، وتأخّرنا قليلًا، فأقبل الجنيد يتكلم عليه، وأقبل هو يعارضه، إلى أن قال: أيّ خشبة تُفْسِد؟ فبكى وقام، فتبِعه الجريريّ إلى أن خرج إلى مقبرةٍ وجلس، فقال لي أبو محمد الجريريّ: قلت في نفسي: هو في حدّة شبابه واستوحش منّا، وربّما به فاقة. فقصدتُ صديقًا لي فقلت: اشترِ خُبزا وشِواءً وفالوذج بسُكَّر، واحمله إلى موضع كذا وكذا، مع ثليجة ماء وخلال، وقليل أشنان. وبادرت إليه، فسلّمت وجلست عنده، وكان قد جعل رأسه بين رُكبتيه، فرفع رأسه وانزعج، وجلس بين يديّ، وأخذتُ أُلاطفه وأداريه إلى أن جاء صديقي. ثمّ قلتُ له: تفضّل. فمدّ يده وأكل قليلًا.
ثمّ قلت له: من أين القصد ومن أين القصر؟ قال: من البيضاء، إلّا أنيّ رُبيت بخوزسْتان والبصرة.
فقلت: ما الاسم؟ قال: الحسين بن منصور.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 126".(23/29)
وقمتُ وودَّعته، ومضى على هذا خمسُ وأربعون سنة، ثمّ سمعت أنّه صُلِب وفُعِل به ما فُعِل.
وقد ذكره السُّلَميّ في تاريخه، ثمّ قال: فهذه أطراف ممّا قال المشايخ فيه من قبولٍ وردٍ، واللَّه أعلم بما كان عليه. وهو إلى الرّدّ أقرب.
وقد هتك الخطيب حال الحلاج في "تاريخه الكبير"، وشفى وأوضح أنه كان ساحرًا مموهًا سيئ الاعتقاد.
فصل من ألفاظه:
عليك بنفسك، إن لم تشغلها بالحقّ، شَغَلَتْكَ عن الحقّ.
وقيل: إنه لما صلب، يعني سنة إحدى وثلاثمائة، قال: {يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَق} [الشورى: 18] .
وقال: حجبهم الاسم فعاشوا، ولو أبرز لهم علوم القُدرة لطاشوا، ولو كشف لهم عن الحقائق لماتوا.
وقال: علامة العارف أن يكون فارغًا من الدّنيا والآخرة.
قيل: هذا كلام نجس؛ لأنّ الله تعالى يقول: {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا} [الإسراء: 9] الآية.
وقال: لأَفْضَلُ الأمّة الصّحابة وهم الصّحابة. مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخرة، فهو واللَّه مدّعٍ فشّار وأحمق بطّال، بل مُريد للدّنيا والآخرة.
وكتبَ الحلاج مرةً إلى أبي العباس بن عطاء كتابًا فيه من شِعْره:
كتبتُ ولم أكتب إليك وإنّما ... كتبتُ إلى روحي بغير كتابِ
وذاك لأنّ الروح لَا فَرْق بَيْنَها ... وبين مُحبّيها بفضْل خِطاب
فكُّلُّ كتابٍ صادرٍ منكَ واردُ ... إليكَ بلا رَدِّ الجواب جوابي1
وله:
مُزِجَتْ روحُك في روحي كما ... تمزج الخمرة بالماء الزلال
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 114، 115"، وديوان الحلاج "42".(23/30)
فإذا مسّكَ شيءُ مَسَّني ... فإذا أنت أنا في كلّ حال1
وقيل: إنه لما أُخرج ليُقتل، قال:
طلبتُ المستقرّ بكلّ أرضٍ ... فلم أرَ لي بأرضٍ مستقرّا
أطعتُ مطامعي فاستعبدتني ... ولو أنّي قنعتُ لكنت حُرّا2
وأخباره أكثر من هذا في "تاريخ الخطيب"، وفيما جمع ابن الْجَوزيّ من أخباره، ثمّ إنِّي أفردتها في جزء.
__________
1 ديوان الحلاج "82"، وسير أعلام النبلاء "11/ 331"، وتاريخ بغداد "8/ 115"، بنحوه.
2 تاريخ بغداد "8/ 130"، ووفيات الأعيان "2/ 144"، والفخري "261".(23/31)
أحداث سنة عشر وثلاثمائة:
القبض على أم موسى القهرمانة:
فيها: قبض المقتدر على أمّ موسى القَهْرَمَانة وأهلها وأسبابها؛ لأنّها زوّجت بنت أخيها أبي بكر بمحمد بن إسحاق بن المتوكّل على الله، وكان من سادة بني العبّاس يترشّح للخلافة، فتمكّن أعداؤها من السعي عليها.
وكانت قد أسرفت في نثار المال على صهرها. وبلغ المقتدر أنّها تعمل له على الخلافة، فكاشفتها السّيّدة أمّ المقتدر وقالت: قد دبرتِ على ولدي، وصاهرت ابن المتوكّل حتّى تُقعْديه في الخلافة، وجمعت له الأموال. فسلمتها وأخاها وأختها إلى ثمل القهرمانة1.
وكانت ثمل موصوفة بالشّرّ وقساوة القلب، فبسطت عليهم العذاب، واستخرجت منهم أموالًا وجواهر، فيقال: إنّه حصل من جهتهم ما مقداره ألف ألف دينار2.
عزل ابن البُهلول عن قضاء بغداد:
وفيها: عزِل عن قضاء مدينة السّلام أحمد بن إسحاق بن البُهْلُول بعمر بن
__________
1 تجارب الأمم "1/ 83، 84"، والبداية والنهاية "11/ 145"، وصحيح التوثيق "7/ 370".
2 البداية والنهاية "11/ 145".(23/31)
الحُسين بن الأشنانيّ1. ثمّ عُزِل عُمَر بعد أيام.
بغلة يُرْضعها فلْو:
وفيها: بعث الحسين بن أحمد المادرائيّ من مصر تَقَادُم، فيها بغلةُ خلفها فلُوُّ يُرْضِعُها فيما قيل. واللَّه أعلم2.
بسم الله الرحمن الرحيم
{رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} [الكهف: 10] .
__________
1 انظر المصدر السابق.
2 تكملة تاريخ الطبري "30".(23/32)
وفيات هذه الطبقة:
وفيات سنة إحدى وثلاثمائة:
"حرف الألف":
1- أحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن أحْمَد بْن أسد بن سامان1:
مولى بني العبّاس، أبو نصر سلطان ما وراء النَّهر.
قتله غلمانه في جُمَادَى الآخرة مِن السنة، وقام بالأمر بعده ابنه أبو الحسن نصر ثلاثين سنة. وهمُ بيت إمرة وحشّمة، لهم أخبار. وكان أبو نصر حسن السّيرة عظيم الحُرمة.
2- أحمد بن حرب المعدَّل المقرئ2:
صاحب أبي عمرو الدوري.
قرأ عليه: المطوعي.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 147"، ووفيات الأعيان "6/ 432"، وتاريخ حلب للعظيمي "279"، والعبر "2/ 118".
2 غاية النهاية "1/ 45" "186".(23/32)
وطريقه في كتاب "المبهج" لأبي محمد.
3- أحمد بن سليمان بن يوسف بن صالح1:
أبو جعفر العُقَيليّ الإصبهانيّ الفابِزانيّ، وفابزان من قرى إصبهان.
روى عن أبيه، عن النُّعمان بن عبد السّلام، شيخ إصبهان.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأحمد العسّال، وأبو الشَّيْخ.
4- أحمد بن الصَّقْر بن ثوبان2:
أبو سعيد الطَّرسُوسيّ، ثمّ البصْريّ. مسُتملي بُنْدار.
حدَّث ببغداد عنه، وعن: أبي كامل الجحدريَّ، ومحمد بن موسى الحَرَشيّ.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وأبو الفتح الأزْديّ، وابن لؤلؤ.
وثَّقة الخطيب.
5- أحمد بن قُتَيْبة بن سعيد بن قُتَيْبة أبو الفضل الأَسَديّ الكرابيسيّ:
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة.
6- أحمد بن قُدامة3:
أبو حامد البلْخيّ.
حدَّث ببغداد عن قُتَيْبة.
وعنه: أبو بكر القَطِيعيّ، ومَخْلَد الباقَرْحيّ، وأبو الطّاهر الذُّهْليّ القاضي.
قال الخطيب: ما علمتُ إلّا خيرًا.
وقال: مات سنة ست وثلاثمائة، وضَبَّبَ كما ترى.
7- أحمد بن محمد بن سُرَيج4:
أبو العبّاس الفأفاء. ثقة، من شيوخ أصبهان.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "1/ 113"، والمعجم الصغير للطبراني "1/ 72".
2 ترجم له الذهبي في السير "11/ 226"، وانظر: تاريخ بغداد "4/ 206"، وغاية النهاية "1/ 63".
3 تاريخ بغداد "4/ 354، 355".
4 ذكر أخبار أصبهان "1/ 127".(23/33)
سمع بنيسابور من: الحسن بن عيسى بن ماسرجِس، ومحمد بن رافع، وجماعة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشّيخ.
وهو أقدَم من الفقيه أبي العبّاس بن سُرَيْج وفاةً وسماعًا.
8- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن الْجَعْد الوشّاء. أبو بكر البغداديّ1:
سمع: سُوَيْد بن سعيد، ومحمد بن بكّار، وعبد الأعلى بن حمّاد، وأبا مَعُمَر الهُذْليّ.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وأبو عليّ الصّوّاف، وأبو بكر محمد بن غريب البزّاز.
ووقع لنا "مُوَطّأ سُوَيْد" عن مالك، من رواية ابن غريب، عنه.
قال الدَّارَقُطْنيّ: لَا بأس به.
9- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُصْعَب2:
الفقيه أبو العبّاس الجمّال الإصبهانيّ.
روى عن: عبد الرحمن بن بِشْر بن الحَكَم، وقَطَن بن إبراهيم، وأحمد بن الفُرات.
وعنه: الطَّبَرَانيّ، وأبو الشّيخ، وجماعة.
10- أحمد بن محمد بن يوسف بن شاهين:
جدّ الحافظ ابن شاهين لأُمّه.
كان ثبتًا عارفًا. كتب بمصر والشام والعراق.
وروى عن: أبي هَمّام الوليد بن شجاع، وعبد الله بن عُمَر بن أبان، ويعقوب الدَّوْرَقيّ.
وعنه: أبو بكر النّجّاد، والباقَرْحيّ في مشيخته، وغيرهما.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 56"، والوافي بالوفيات "8/ 55".
2 ذكر أخبار أصبهان "1/ 125".(23/34)
11- أحمد بن محمود بن صبيح بن مقاتل:
أبو الحسن الْهَرَوِيُّ.
عن: الحسن بن عليّ الحَلوانيّ، ومحمد بن حُمَيْد الرّازيّ، وجماعة.
وعنه: أبو عليّ بن هارون، وقدماء الدّمشقيّين.
ومِن أهل هَرَاة: محمد بن عبد الله بن خَمِيرُوَيْه، ومحمد بن أحمد بن حمزة الخيّاط.
وكان ثقة صالحًا.
12- أحمد بن هارون بن رَوْح1:
أبو بكر البِرْديجيّ البَرْذَعيّ الحافظ، نزيل بغداد.
روى عن: أبي سعيد الأشَجّ، وعليّ بن أشكاب، وهارون بن إسحاق، وبحر بن نصر المصريّ، وجماعة. ورحل وصنف.
وعنه: أبو بكر الشافعي، وابن لؤلؤ، وابن الصواف، وغيرهم.
قال الدارقطني: ثقه، جبل.
وقال الحاكم: سمع منه شيخنا أبو عليّ بمكّة سنة ثلاثٍ وثلاثمائة.
قلتُ: كأنّ الحاكم وَهِم، فإنّ أبا عليّ حج سنة ثلاثمائة. وكانت وفاة البرديجي ببغداد سنة إحدى وثلاثمائة.
قال الحاكم: قدِم على محمد بن يحيى الذُّهْليّ فأفاد واستفاد. وسمع منه: أحمد بن المبارك المستملي، ولا أعرف إمامًا من أئمّة عصره إلّا وعليه انتخاب.
قال الخطيب: كان ثقة فَهْمًا حافظًا.
قال أحمد بن كامل: مات في رمضان سنة إحدى ببغداد.
13- أحمد بن يعقوب بن إبراهيم2:
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 107"، وتذكرة الحفاظ "2/ 746"، والأعلام "1/ 251"، والنجوم الزاهرة "3/ 184".
2 تاريخ بغداد "5/ 225".(23/35)
ابن أخي العِرْق، المقرئ.
حدَّث عن: محمد بن بكّار، وجُبَارَة بن المغلَّس، وداود بن رُشيد.
وعنه: مخلد الباقرحي، والشافعي، وعيسى الرخجي.
وكان ثقة مقرئا، توفي في جمادى الأولى.
14- إبراهيم بن أسباط بن السكن البزاز1:
كوفي، سمع: عاصم بن عليّ، وبِشْر بن الوليد، ومنصور بن أبي مُزَاحم.
وعنه: عبد الباقي بن قانع، والجعابيّ.
لَمْ يرو عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَلِيٍّ سِوَى حَدِيثَ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ" 2.
وأبو حفص الزيات، وهو آخر من حدَّث عنه.
وثّقة الدَّارَقُطْنيّ.
تُوُفّي سنة إحدى وثلاثمائة، وقيل: سنة اثنتين.
15- إبراهيم بن عاصم بن موسى:
مصريّ، ذو مزاح ومُجُون مع ثقة ودِين.
روى عن: يونس بن عبد الأعلى، وعيسى بن مثرود.
كتب عنه: أبو سعيد بن يونس.
وورّخ موته فيها.
16- إبراهيم بن محمد بن الهيثم3:
أبو القاسم القَطيعيّ. صاحب الطعام.
في جمادى الآخرة.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 44، 45"، وسير أعلام النبلاء "11/ 190".
2 حديث صحيح: أخرجه البخاري "9291"، ومسلم في المقدمة "4"، وغيرهما.
3 تاريخ بغداد "6/ 154، 155".(23/36)
17- إبراهيم بن يوسف بن خالد1:
أبو إسحاق الرّازيّ الهِسِنْجَانيّ الحافظ.
رحّال جوّال.
سمع: هشام بن عمّار، وطالوت بن عَبّاد، وعبد الواحد بن غِياث، وهذه الطبقة.
وله مسند كبير يزيد على مائة جزء، رواه عنه ميسرة بن عليّ القزوينيّ.
وممن روى عنه: أبو عُمَرو بن مطر، والحافظ أبو عليّ النَّيْسابوريّان؛ وأبو بكر الإسماعيليّ، وأبو أحمد بن عديّ الْجُرْجانيان؛ وأبو بكر أحمد بن عليّ الدَّيْلميّ، والعباس بن الحسين الصّفّار وهو آخر من حدَّث عنه بالرِّيّ.
قال أبو عليّ النَّيْسابوريّ: هو ثقة مأمون.
ورَّخ أبو الشّيخ وفاته.
18- إبراهيم بن هانئ بن خالد المُهَلَّبيّ2:
أبو عُمَران الْجُرْجانيّ الفقيه الشّافعيّ الزّاهد.
تفقه عليه جماعة من أهل جرجان كأبي بكر الإسماعيليّ.
وقد سمع بسَمَرْقَنْد من: أبي محمد الدّارميّ؛ وببغداد من: أحمد بن منصور الرَّماديّ، وغيره.
روى عنه: أبو بكر الإسماعيليّ، وعبد الله بن عَدِيّ، وإبراهيم بن موسى السَّهْميّ، وغيرهم.
وكان من جِلّة العلماء.
19- إسحاق بن أحمد بن السّامانيّ3:
أبو يعقوب الأمير.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 311"، والعبر "2/ 118"، والبداية والنهاية "11/ 121"، وطبقات الحافظ "300، 301".
2 الأنساب "546 ب"، وتاريخ جرجان "133، 134".
3 تاريخ الطبري "10/ 147، 148"، والكامل في التاريخ "7/ 280-282".(23/37)
كان على مظالم بُخَارَى في دولة أخيه إسماعيل.
وقد روى عن: أبيه، والدّارِميّ.
وعنه: صالح بن أبي رُمَيْح، وعبد الله بن يحيى القاضي.
تُوُفّي في صفر مسجونًا ببُخَارَى.
"حرف الباء":
20- بكر بن أحمد بن مقبل1:
ورّخه عبد الرحمن بن مَنْدَه. وولاؤهُ لبنى هاشم.
كان من حفاظ أهل البصرة.
يروي عن: عبد الله بن معاوية الْجُمَحيّ، وأبي حفص الفلّاس، وعبد الملك بن هَوْذَة بن خليفة، وطائفة.
وعنه: أبو القاسم الطَّبَرانيّ، وجماعة.
"حرف الجيم":
21- جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن بن المستفاض2:
أبو بكر الفِرْيابيّ الواعظ، المصنّف.
قاضي الدِّيَنَور، وأحد أوعية العِلم والفهم.
طوَّف الدّائرة الإسلاميّة، ورحل من التُّرْك إلى مصر.
وحدَّث ببغداد، وغيرها عن: قُتَيْبة، وعليّ بن المَدِينيّ، وإسحاق بن راهَوَيْه، وأبي جعفر عبد الله النفيلي، وهدبة بن خالد، وهشام بن عمار، ومحمد بن الحسن البلخي، وأمم سواهم.
وعنه: أبو بكر النجاد، والشافعي، وأبو علي الصواف، وأبو بكر القطيعي، وابن
__________
1 العبر "2/ 118"، وشذرات الذهب "2/ 234".
2 الفهرست لابن النديم "324" والبداية والنهاية "11/ 121، 122"، والأعلام "2/ 123"، والعبر "2/ 119".(23/38)
عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، والطبراني، وأبو بكر الجعابي، والقاضي أبو الطاهر الذهلي، وأبو الفضل الزهري، وآخرون.
وكان ثقة حجة.
قال أبو علي الصواف: سمعته يقول: كلّ من لقيته لم أسمع منه الّا مِن لفظه، الّا ما كان مِن شيخين: أبي مُصْعَب الزُّهْريّ، فإنّه ثَقُل لسانه، وَالْمُعَلَّى بن مهديّ بالمَوْصِل. وكتبت من سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.
وعن أبي حفص الزّيّات قال: لمّا ورد الفِرْيابيّ إلى بغداد استقبل بالطيارات والزبازب، ووعد له الناس إلى شارع المنار ليسمعوا منه، فحزر من حضر مجلسه لسماع الحديث، فقيل: كانوا نحو ثلاثين ألفًا. وكان المستملون ثلاثمائة وستة عشر.
وقال أبو الفضل الزهري: لما سمعتُ من الفِرْيابيّ كان في مجلسه من أصحاب المحابر مَن يكتب حدود عشرة آلاف إنسان، ما بقي منهم غيري، هذا سوى من لَا يكتب.
وقال ابن عديّ: كنّا نشهد مجلس الفِرْيابيّ وفيه عشرة آلاف أو أكثر.
وقال أبو بكر الخطيب: والفريابي قاضي الدينور من أوعية العلم، ومن أهل المعرفة والفهم. طوف شرقا وغربا، ولقي الأعلام، وكان ثقة حجة.
وقال الدارقطني: قطع الفريابي الحديث في شوال سنة ثلاثمائة.
وقال أبو علي النيسابوري: دخلت بغداد والفريابي حي، وقد أمسك عن التّحديث. ودخلنا عليه غير مرةٍ وبكيت بين يديه، وكنّا نراه حسرةً.
تُوُفّي رحمه الله في المحرّم سنة إحدى، وولد سنة سبْعٍ ومائتين.
وكان الفِرْيابيّ حَفَر لنفسه قبرًا رضيَ الله عنه1.
22- جعفر بن محمد السُّوسيّ:
أبو الفضل المجاور بمكّة.
عنده عن: عليّ بن بحر بن برّيّ.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 202".(23/39)
"حرف الحاء":
23- الحسن بن إبراهيم بن بشّار1:
أبو عليّ الفابِزانيّ الإصبهانيّ.
عن: سليمان الشّاذكُونيّ، وعُبَيْد الله بن عُمَر.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشَّيخ، وأبو مسلم عبد الرحمن بن محمد، والإصبهانيّون.
24- الحَسَن بن الحُباب بن مَخْلَد2:
أبو عليّ البغداديّ الدّقاق المقرئ.
سمع: لُوَيْنًا، ومحمد بن أبي سمينة، وأحمد بن أبي بزّة المقرئ.
وكان من شيوخ المقرئين وثقاتهم.
عَرَضَ على: البزّيّ، ومحمد بن غالب الأنماطيّ.
أخذ عنه القراءة: ابن مجاهد، وابن الأنباريّ، والنّقّاش، وعبد الواحد بْن أَبِي هاشم، وأحمد بْن عبد الرحمن الوليّ، وجماعة.
روى عنه: أبو عليّ بن الصّوّاف، ومحمد بن عُمَر الحنّائيّ، وجماعة.
25- الحسن بن سليمان بن نافع3:
أبو مَعْشَر الدّارميّ البصْريّ. نزل بغداد وحدَّث.
عن: أبي الربيع الزَّهْرانيّ، وهُدْبَة بن خالد، وجماعة.
وعنه: ابن قانع، وعبد الصَّمَد الطّسْتيّ، ومَخْلَد الباقَرْحيّ، وعليّ بن لؤلؤ.
ووثّقه الدَّارَقُطْنيّ.
مات في جُمَادَى الآخرة.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "1/ 261".
2 تاريخ بغداد "7/ 301، 302"، ومعرفة القراء الكبار "1/ 229".
3 تاريخ بغداد "7/ 327"، والمنتظم "6/ 125".(23/40)
26- الحسين بن إدريس بن المبارك بن الهيثم1:
أبو عليّ الأنصاريّ الهَرَويّ الحافظ.
روى عن: سُوَيْد بن سعيد، وهشام بن عمّار، وسعيد بن منصور، وسُوَيْد بن نصر، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وعثمان بن أبي شيبة، وداود بن رشيد، وخالد بن هياج، وخلق سواهم.
روى عنه: بشر بن محمد المزني، ومنصور بن العبّاس، ومحمد بن عبد الله بن خميرويه، وأبو حاتم بن حبان، وأبو بكر النقاش المقرئ.
وكان أحد مِن عنِي بهذا الشّأن وتعبَ عَليْهِ؛ وله تاريخ صنفه على وضع "تاريخ البخاري".
وثقة الدارقطني.
وقال أبو الوليد الباجيّ: لَا بأس بِهِ.
وذكره ابن أبي حاتم في تاريخه، وقال: هو المعروف بابن خُرّم. كتبَ إليَّ بجزءٍ من حديثه، عن خالد بن هيّاج بن بِسْطام، فيه بواطيل، فلا أدري منه أو من خالد.
قتل: خالد له مناكير عن أبيه، والحُسين فثقة حافظ.
ورخه أبو النضر الفامي.
27- الحسين بن زكريا بن يحيى:
أبو علي المصري التمار.
توفي في ربيع الآخر.
28- حماد بن مدرك بن حماد2:
أبو الفضل الفسنجاني.
قيده ابن ماكولا.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 47"، والثقات "8/ 193"، والميزان "1/ 530".
2 "الأنساب 428 أ"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 419".(23/41)
حدث بشيراز عن: عُمَرو بن مرزوق، وأبي عُمَر الحَوْضيّ، وطبقتهما.
وعنه: محمد بن بدر الحمّاميّ، والزّاهد محمد بن خفيف.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة، وقد قارب المائة.
29- حمدان بن عمرو:
أبو جعفر الموصلي الوزان.
يروي عن: غسّان بن الربيع، وَمُعَلَّى.
30- حمدان بن الهيثم التيمي الإصبهاني1:
ثقة، دين.
يروي عن: عبد الله بن عُمَر الزُّهْريّ.
وعنه: أبو الشيخ، وأبو أحمد العسّال، وأبو مسلم عبد الرحمن أخو أبي الشيخ، وعدّة.
31- حميد بن يونس2:
أبو غانم الزّيّات. بغداديّ.
سمع: يوسف بن موسى القطّان، وغيره.
وعنه: مَخْلَد الباقَرْحيّ، ومحمد بن عبد الله الشّافعيّ.
وقبلهما محمد بن مَخْلَد، وغيره.
وله رحلة إلى مصر.
"حرف الخاء":
32- خالد بن غسّان. أبو عَبس السلمي:
ورخه ابن منده.
لا أعرفه.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "1/ 293".
2 تاريخ بغداد "8/ 166".(23/42)
"حرف السين":
33- سعيد بن خُمَيْر1:
أبو عثمان الرَّبْعيّ القُرْطُبيّ.
سمع من: أبي زيد، وعبد الله بن خالد، وابن مُزَين.
وفي الرحلة من: يونس بن عبد الأعلى، وابن عبد الحَكَم.
وكان ذا فضل وعبادة وورع وعَلْم.
روى عنه: الأعناقيّ، وابن أيْمَن، وأحمد بن عُبادة.
تُوُفّي في صفر.
"حرف الصاد":
34- صالح بن الحسين بن الفَرَح.
أبو الحُسَين.
ذكره ابن مَنْدَه.
لا أعرفه.
"حرف العين":
35- عامر بن أحمد بن محمد2. أبو الحَسَن الشُّونيزيّ، الشّافعيّ.
سكن إصبهان، وحدَّث عن: أحمد بن عبد الجبار، وعبد الله بن محمد بن النُّعمان، وإبراهيم بن فهْد.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشّيخ.
36- عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بن أبي الشَّوارب3.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 163"، لابن الفرضي.
2 ذكر أخبار أصبهان "2/ 39".
3 تاريخ بغداد "10/ 10"، والبداية والنهاية "11/ 122".(23/43)
أبو العبّاس الأُمويّ.
مولاهم البغداديّ الفقيه.
ولي قضاء مدينة المنصور.
وكان ذا قدْر وجلالة.
37- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن بدرون الأندلسيّ1:
من أهل الجزيرة.
سمع من: محمد بن أحمد العُتْبيّ.
ورحل فسمع من: أحمد بن أخي ابن وهْب، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم، وأحمد بن عبد الرحيم البرقي، ومحمد بن سحنون القيرواني.
وكان أديبًا لُغَويًّا، فيه زُهْد وورع.
38- عبد الله بن محمد بن ناجية بن نَخْبَة2:
أبو محمد البربريّ، ثمّ البغداديّ، الحافظ.
سمع: أبا مَعُمَر الهُذْليّ، وسُوَيْد بن سعيد، وعبد الواحد بن غِياث، وأبا بكر بن أبي شيبة، وعبد الأعلى بن حَمّاد، وطبقتهم.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، والجعَابيّ، وأبو القاسم بن النّحّاس، وإسحاق النّعاليّ، ومحمد بن المظفَّر، وعُمَر بن محمد الزيات، وآخرون.
وكان ثقة ثبتًا، عارفا ممتعا بإحدى عينيه.
تُوُفّي في رمضان عن سن عالية.
أقدم ما عنده أصحاب حمّاد بن سَلَمَةَ. وطلبه للحديث بعد الثلاثين ومائتين.
وله مسندُ كبير في عدّة مجلّدات.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 219، 220"، لابن الفرضي.
2 تاريخ بغداد "10/ 104، 105"، وتذكرة الحفاظ "2/ 696"، والنجوم الزاهرة "3/ 184"، والرسالة المستطرفة "71".(23/44)
قال الإمام أبو عُمَر بن عبد البرّ: ناولني خَلَف بن القاسم الحافظ "مُسْنَد ابن ناجيةً"، وهو في مائةٍ واثنتين وثلاثين جُزْءًا، بروايته عن أبي قُتَيْبة سَلّم بن الفضل البغداديّ، عن ابن ناجية، رحمه الله تعالى.
39- عبد الله بن محمد بن حيّان بن فَرُّوخ1:
أبو محمد بن مُقَيْر البغداديّ.
سمع: محمود بن غَيْلان، وعبد الله بن عُمَر بن أبان، وغيرهما.
وعنه: محمد بن مَخْلَد، وإسماعيل الخُطَبيّ، وأبو عليّ بن الصّوّاف، وأبو بكر الإسماعيليّ.
وكان ثقة.
تُوُفّي في رمضان أيضًا.
40- عبد الله بن الوليد العُكْبَريّ2:
عن: محمد بن موسى الحَرَشيّ، وأحمد بن منصور زاج.
وعنه: أبو أحمد بن عَدِيّ، والإسماعيليّ، وابن بخيت.
وكان ثقة صالحًا.
41- عبد الله بن وُهَيْب الْجُذاميّ الغَزّيّ3:
سمع: محمد بن أبي السَّري العسقلانيّ، والعبّاس بن الوليد البَيْروتيّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وعبد الله بن عَدِيّ، وجماعة.
42- عبد الله بن يحيى بن موسى بن داود بن شيرزاد:
أبو محمد السَّرْخَسيّ، قاضي طَبَرِسْتان، ثمّ قاضي نَسْف.
روى عن: علي بن حُجْر، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، والحسين بن حريث. وأملى مجالس.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 105"، والوافي بالوفيات "17/ 475".
2 تاريخ بغداد "10/ 182".
3 المعجم الصغير "1/ 215"، للطبراني.(23/45)
وعنه: حماد بن شاكر، وعبد المؤمن بن خلف النسفي، وأبو عمرو محمد بن محمد بن صابر، وجماعة.
43- علي بن روحان الدقاق1:
بغدادي.
روى عن: زيد بن أخزم، وغيره.
وعنه: الطَّستيّ، والطَّبَرانيّ، وعبد الله بن عَدِيّ.
ورّخه الخطيب.
44- عُمَران بن موسى بن يحيى بن جِبارة، بالكسر:
أبو القاسم المصريّ الحمراويّ المؤدب.
يروي عن: عيسى بن حمّاد زُغبة، وغيره.
وعنه: المصرّيون.
45- عُمَرو بن عثمان بن كُرَب بن غُصَص2:
أبو عبد الله المكّيّ الصُّوفيّ الزَّاهد. من أئمة القوم.
صحب أبا سعيد الخرّاز، ولقى أبا عبد الله النِّباجيّ، وله مصنَّفات كثيرة في عِلم المعاملات والإشارات.
سمع من: يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان، وسليمان بن سيف الحرّانيّ.
وعنه: أبو الشَّيخ، ومحمد بن أحمد الإصبهانيّان، وجعفر الخلْديّ، وغيرهم.
وكان قد قدِم إصبهان زائرًا لعليّ بن سهل.
قال أبو نعيم: توفي بعد الثلاثمائة.
وقيل: قبل الثلاثمائة.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 426".
2 حلية الأولياء "10/ 291-296"، وتاريخ بغداد "12/ 223-225"، وصفة الصفوة "2/ 440-442".(23/46)
ومِن كلامه: العلم قائد، والخوف سائق، والنَّفْس حَرُونٌ بين ذلك جموحٌ، خدّاعة، روّاغة، فاحذرها وراعِها بسياسة العِلم، وسُقْها بتهديد الخوف1.
وله كلامٌ عالٍ من هذا النَّوع.
وقيل: تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين؛ وقيل: سنة إحدى وتسعين.
دكره أبو عبد الرحمن السُّلَميّ وقال: كان ينتسبُ إلى الْجُنَيْد، وكان قريبًا منه في الّسِنّ والعِلْم.
وسمعتُ أبا عبد الله الرّازيّ يقول: لما ولي عُمَرو قضاء جَدّة هجَرهٌ الْجُنَيْد، رحمهما الله.
46- عيسى بن إبراهيم بن موسى:
أبو عبد الله القُمّيّ.
تُوُفّي بمصر فِي ذِي الحجَّة.
"حرف القاف":
47- القاسم بْن فُورَك2:
أبو محمد الكَنْبَرْكيّ الإصبهانيّ.
رحل وسمع: إبراهيم بن عبد الله الهَرَويّ، وعليّ بن سعيد بن مسروق، وعمّار بن خالد الواسطيّ، ونحوهم.
وعنه: الطبراني، والعسال، وأبو الشيخ، وأهل بلده.
"حرف الكاف":
48- كثير بن نَجِيح:
أبو الخير المصريّ.
رأى عيسى بن المُنْكَدِر، وعبد الله بن عبد الحكم.
__________
1 صفة الصفوة "2/ 441"، وطبقات الصوفية "203".
2 ذكر أخبار أصبهان "2/ 161"، والمعجم الصغير "1/ 269"، للطبراني.(23/47)
وسأل أصبغ بن الفَرج مسائل.
قال ابن يونس: قال لي: ولدتُ سنة أربعٍ ومائتين.
مات في رمضان.
وكان رجلًا صالحًا قاربَ المائة.
"حرف الميم":
49- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن أبي بكر المُقَدّميّ1:
القاضي أبو عبد الله.
سمع: عُمَرو بن عليّ الصَّيْرفيّ، ويعقوب الدَّوْرقيّ.
وعنه: الْجِعَابيّ، والطّحَاويّ، وأبو حفص الزّيّات.
وكان ثقة.
50- محمد بن أحمد بن سعيد2:
أبو مسلم الإصبهانيّ المكتِّب.
عن: أبي سعيد الأشَجّ، وعُمَرو بن عبد الله الأَوْديّ.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وغيره.
51- محمد بن أحمد بن سيّد حَمْدُوَيْه3:
أبو بكر التّميميّ الدّمشقيّ الزّاهد. ويقال: إنّه مولى بني هاشم. له الكرامات والأحوال.
صحِب القاسم الجوعيّ، وحدَّث عنه، وعن: مؤمّل بن إهاب، وشُعَيب بن عُمَرو.
روى عنه: أبو بَكْر، وأبو زُرْعة ابنا أَبِي دُجَانة، وابن أبي القاسم، وأبو أحمد بن
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 336"، والمنتظم "6/ 126".
2 ذكر أخبار أصبهان "2/ 240".
3 سير أعلام النبلاء "14/ 111، 112"، "55".(23/48)
الناصح، وأبو هاشم المؤدب، وأبو صالح صاحب مسجد أبيّ صالح الّذي هو بظاهر باب شرقيّ، وآخرون.
وكانوا يلقّبونه المعلِّم.
وقال أبو أحمد بن المفسّر: أقام أبو بكر بن سيّد حَمْدُوَيّه خمسين سنة ما أستند ولا مدّ رِجْله بين يدي الله هيبةً له.
وقال أَبُو محمد عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر التميمي: حدَّثني عُمَر بن البُرّيّ أنّ المعلّم ابن سيّد حَمْدَوَيْه أضافَ به قوم فقال لرجل من أصحابه: جئْني بِشواء ورِقاق، فجاءه به، فقدّمه إليهم، فقالوا: يا أبا بكر، ما هذا مِن طعامنا. قال: أيش طعامكم؟ قالوا: الْبَقْلُ.
فأحضره لهم فأكلوا، وأكل هو الشّواء، وقاموا يصلّون باللّيل، ونام هو على ظهره، وصلّى بهم صلاة الغَداة وهو على وضوء العشاء، وقال لهم: تخرجون بنا نتفرَّج؟ فخرجوا إلى الحدعشرية عند البُرَيْكة، فأخذ رداءه فألقاه على الماء وصلّى عليه، ثم دفعَ إليَّ الرّداء ولم يُصبْه ماء، ثمّ قال: هذا عمل الشواءِ، فأين عمل البَقْلِ؟.
وقال ابن أبي نصر: حدَّثني عُمَر بن سعيد أنّ أبا بكر قال: خرجتُ حاجًا فصرنا إلى مَعَان، وأصابنا شتاء، فجمعتُ نارًا أصطلي، فإذا برجل قائم فقال: يا غلام سِرْ. فقُمتُ وسرتُ وراءه، فاخَذَنا المطر حتّى انتهينا إلى رابية فقال: قد طلع الفجر فَصَلِّ بي. فصلّيتُ به، ثمّ لاحت برقةٌ على جدار فقال: هذه المدينة ادخلها وانتظر أصحابك. فدخلت فأقمت أربعة عشر يومًا حتّى قدِموا. وبه أنّ كلبًا نَبح باللّيل على ابن سيّد حَمْدُوَيْه فأَخْسَأهُ، فمات.
تُوُفّي -رضى الله عنه- في صفر سنة إحدى وثلاثمائة. وله كرامات سوى ما ذكرنا.
52- محمد بن بِشر بن يوسف1:
أبو الحَسَن القُرَشيّ، مولاهم الدمشقي القزاز.
عرف بابن مامويه.
__________
1 تاريخ جرجان "281"، والمعجم الصغير "2/ 80، 81"، للطبراني.(23/49)
مُكثِر عن: هشام بن عمّار، ودُحَيْم.
وقرأ القرآن على: هشام؛ ورحل إلى مصر والعراق.
وروى عن: أبي الطاهر بن السرح، وحفص الرّباليّ، وطبقتهما.
قال ابن عدي: كان أروى الناس عن هشام بن عمّار. كانت عنده كتبه كلّها.
قرأ عليه: أبو بكر محمد الداجوني.
وحدَّث عنه: الطَّبَرانيّ، وابن عَدِيّ الْجُرْجانيّ.
53- محمد بن حُبّان بن الأزهر العبْديّ1:
أبو بكر القطّان البصْري.
حدَّث ببغداد عن: أبي عاصم النّبيل، وعُمَرو بن مرزوق.
وعنه: أبو الطاهر الذهلي، وابن عدي، وأبو بكر الجعابي، والإسماعيلي، وعمر بن سبنك.
ضعفه الحافظ محمد بن علي الصوري. وكان قد نزل بغداد.
قال ابن سبنك: أول ما كتبت سنة ثلاثمائة عن ابن حُبّان.
ومات سنة إحدى.
قلت: ومن طبقته.
54- محمد بن حُبّان2:
بالضّمّ أيضًا، ابن بكر بن عُمَرو الباهليّ البصْريّ.
نزل بغداد في المحرّم، وحدَّث عن: أُمَيَّة بن بِسْطام، وكامل بن طلحة، ومحمد بن مِنْهال.
روى عنه: الطَّبَرانيّ، وأبو عليّ النَّيْسابوريّ.
وهو الأوّل، بناءً على أن الأزهر لقب بكر، أو هو جدٌّ أعلى، أو وَقَعَ وَهْمٌ في نسبه.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 231، 232"، والمنتظم "6/ 126".
2 المعجم الصغير "2/ 18"، للطبراني، وسير أعلام النبلاء "11/ 172".(23/50)
وقد وَهَمَ عبد الغنيّ المصريّ الحافظ وقيّده بالفتح وقال: ثنا عنه الذُّهْليّ.
قال: وبضمّ الحاء، محمد بن حُبَّان، حدَّث عنه أبو قتيبة، مسلم بن الفضل.
قال الصُّوريّ: وهما واحدٌ، وهو بالضّمّ1.
قلت: ليس عند الطَّبَرانيّ عنه سوى حديثٍ واحد، عن كامل بن طلحة، أورده عنه في معجمه الأصغر والأوسط، وهو ضعيف2.
وقال ابن مَنْدَه الحافظ: ليس بذاك.
وأمّا ابن ماكولا فقال: محمد بن حَبّان بن الأزهر الباهليّ، بالفتح، عن: أبي عاصم. وعنه: أحمد بن عُبَيْد الله النَّهرِديريّ.
ومحمد بن حَبّان أبو بكر، عن: أبي عاصم. ذكره عبد الغني، وهو متقن لَا يخفى عليه أمرُ شيخ شيخه.
وكان القاضي أبو طاهر الذُهليّ من المتثبِّتين لَا يخفى عليه أمر شيخه.
وقال الصُّوريّ: إنّما هو واحد3.
قال ابن ماكولا: ولم يأتِ بشيء، فإنّهما اثنان، والنّسبة تفرّق بينهما. واللَّه أعلم. وجدّ أحدهما الأزهر وجدّ الآخر بكر.
قال: فإن كان شيخنا الصوري يقد أتقنه بالضّمّ، فقد غلط في تصوّره أنّهما واحد. وهما اثنان، كلٌّ منهما محمد بن حُبّان.
وإن لم يكن أتقنه فالأوّل بالفتح، وهذا بالضّمّ.
قلت: لم يَقُلِ الصُّوريّ: هما واحدٌ إلا باعتبار الإثنين المسمَّيْن أمّا باعتبار الرجل الآخر الّذي ذكره الدّارَقُطنيّ فيكونون ثلاثة، فإنّ الدّارَقُطْنيّ قال: محمد بن حُبّان بن بكر بن عمر البصْريّ نزل بغداد في المحرّم وحدَّث عن أُمَيَّة بن بِسْطام، ومحمد بن مِنْهال، وغيرهما4.
__________
1 سير أعلام النبلاء "11/ 172".
2 انظر المصدر السابق.
3 انظر المصدر السابق.
4 انظر السابق.(23/51)
55- محمد بن جعفر الراشديّ1:
سمع: عبد الأعلى بن حماد النِّرْسيّ.
وعنه: أحمد بن نصر الذّارع، وأبو بكر القَطِيعيّ.
وكان ثقة.
56- محمد بن حَجّاج بن يوسف المَوْصِليّ:
عن: سَلْم بن جُنَادة الرّماديّ.
وعنه: أبو الفتح الأزديّ.
57- محمد بن سعيد بن ميمون:
أبو قَبِيل الجيزيّ المصريّ.
تُوُفّي في شوّال.
58- محمد بن العبّاس بن أيّوب2:
أبو جعفر الإصبهانيّ، ابن الأخرم الحافظ.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة. وقد اختلط قبل موته بسنة.
وكان أحد الفقهاء بإصبهان.
سمع بعد الأربعين ومائتين: أبا كُرَيْب، وزياد بن يحيى الحسّانيّ، وعمّار بن خالد، وعليّ بن حرب، والمفضّل بن غسّان، والغُلابيّ.
وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، والطبراني، وعبد الله بن محمد بن عُمَر، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وجماعة.
وله وصيّة حسنة في كرّاس، منها: ونقول: الله على العرش، وعِلْمه مُحيطٌ بالدنيا والآخرة.
ومنها: مَن زعم أنّ لفظ القرآن مخلوق فهو كافر.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 131، 132"، "524".
2 العبر "2/ 120"، ذكر أخبار أصبهان "2/ 224، 225"، والوافي بالوفيات "3/ 190، 191".(23/52)
59- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن عبد الملك بن أبي الشَّوارب:
المعروف بالأحنف.
كان يخلُف أباه على القضاء ببغداد، فلم تُحْمَد سيرته.
وفيها تُوُفّي أبوه أيضًا.
60- محمد بن عبد الله بن رُسْتَة بن الحسن بن عُمَر بن زيد الضّبّيّ1:
أبو عبد الله المَدِينيّ.
كتب الكثير. وكان الشاذكُونيّ نازلًا عليهم.
سمع: شيبان بن فَرُّوخ، وأبا مَعُمَر، وهُدْبَة، وشَيْبان، ومحمد بن حميد، وغيرهم.
وعنه: الطبراني، وإبراهيم بن محمد بن حمزة، وأبو الشيخ، ومحمد بن عُبَيْد الله بن المَرْزُبان، وغيرهم.
وهو صدوق، رحّال.
61- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَبُو عبد الله البخاريّ القسّام، الملقّب: خَنْب.
سمع: عليّ بن حُجْر، وإسحاق الكَوْسَج، وجماعة.
وعنه: محمد بن عُمَر بن شاذَوَيْه، وخَلَف الخيّام، وغيرهما.
62- مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن2:
أبو عَبْد اللَّه السّاميّ الهَرَويّ.
في شهر ذي القعدة.
كان من كبار الأئمّة وثقات المحدَّثين.
ومنهم من يقول: تُوُفّي في صَفَر سنة اثنتين وثلاثمائة.
__________
1 طبقات المحدثين بأصبهان "ورقة 231"، وسير أعلام النبلاء "11/ 219".
2 تاريخ جرجان "409"، للسهمي، والعبر "2/ 120".(23/53)
رحل وسمع: أحمد بن يونس اليَرْبُوعيّ، وإبراهيم بن محمد، الشّافعيّ، ومحمد بن مقاتل المَرْوزيّ، وإسماعيل بن أبي أوَيْس، ومحمد بن معاوية النَّيسابوريّ، وأحمد بن حنبل، وخلقًا كثيرًا.
وعنه: أبو حاتم بن حبّان، والعبّاس بن الفضل النَّضْرويّ، وبِشْر بن محمد المُزَنيّ، وسائر الهَرَويّين.
وهو نظير الحسن بن إدريس الهَرَويّ.
63- محمد بن عَبيدة بن يزيد بن عَبيدة1:
أبو عبد الله الجرواآني الإصبهانيّ.
ثقة.
روى عن: سليمان بن عُمَر الأقطع، ومؤمّل بن إهاب، ويوسف القطّان، وغيرهم.
وعنه: أبو الشَّيخ، وأبو إسحاق بن حمزة، وأبو أحمد العسّال.
صدوق، رحّال.
64- محمد بن عليّ بن العبّاس2:
أبو بكر النَّسائيّ الفقيه. نزيل بغداد.
عن: شُرَيْح بن يونس، وعُبَيْد الله القواريريّ، وجماعة.
وعنه: الجعابيّ، وعيسى الرُّخَّجِيّ، ومحمد اليَقْطينيّ.
وثَّقة بعض الأئمة.
65- محمد بن يحيى بن مَنْده بن الوليد العَنبريّ3:
أبو عبد الله الأصبهاني الحافظ.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 238".
2 تاريخ بغداد "3/ 69، 70" "1031".
3 طبقات الحنابلة "1/ 328"، وتذكرة الحفاظ "2/ 741، 742"، والنجوم الزاهرة "3/ 184".(23/54)
رحل، وسمع: أبا كُرَيْب، وعبد الله بن معاوية الْجُمَحّي، وهَنّاد بن السَّرِيّ، وسُفْيان بن وَكِيع، ولُوَيْنًا، وموسى بن عبد الرحمن بن مهديّ، ومحمد بن عصام.
وقال أبو الشيخ: كان أستاذ شيوخنا وإمامهم.
روى عنه: أحمد بن عليّ بن الجارود.
وكان ينازع أبا مسعود أحمد بن الفُرات في حداثته.
وروى عنه أيضًا: أبو أحمد العسّال، وأبو إسحاق بن حمزة، والطَّبَرانيّ، وعبد الله بن أحمد والد أبي نُعَيْم، وأبو الشيخ.
وحفظ حديث الثَّوْريّ.
واسم مَنْدَه: إبراهيم. وكان محمد بن يحيى من أوعية العلم.
66- مُسَدَّد بن قَطَن بن إبراهيم1:
أبو الحَسَن النَّيْسابوريّ الْمُزَكِّي.
كان ثقة مأمونًا زاهدًا عابدًا ورعًا عاقلًا.
سمع من: يحيى بن يحيى، وتورَّعَ عن الرواية عنه لِصغَره إذ سمع.
سمع من: جدّه لأُمّه بِشْر بن الحَكَم، وإسحاق بن راهَوَيْه، وداود بن رُشَيْد، والصَّلْت بن مسعود، وأبا مُصْعَب، وأقرانهم.
وعنه: أبو حامد بن الشَّرْقيّ، ومحمد بن صالح بن هانئ، وعبد الله بن سعْد النَّيْسابوريُّون.
67- موسى بن حمدون العُكْبَريّ2:
عن: أبي كُرَيْب، وحَجّاج بن الشّاعر.
وعنه: أبو بكر الخلال الحنبليّ، والإسماعيليّ، وابن بَخِيت الدقاق.
وثقه أبو بكر الخطيب.
__________
1 تاريخ جرجان "523"، والنجوم الزاهرة "3/ 181".
2 تاريخ بغداد "13/ 55" "7027".(23/55)
"حرف الهاء":
68- هَنْبَلُ بن محمد1:
أبو يحيى الحمصيّ.
عاش إلى هذه السنة.
وحدَّث عن: عبد الله بن عبد الجبّار الجنائزيّ، ويحيى بن صالح الوُحَاظيّ، ومحمد بن الحسن اليَقْطِينيّ فسمّاه هَنْبَلَ بن يحيى نسبة إلى جدّه السليْحيّ، بحاء مهملة؛ وأبي مُصْعَب الزُّهريّ، وعبد العزيز بن يحيى، وجماعة.
روى عنه: أبو أحمد بن عَدِيّ، وغيره.
مواليد هذه السنة:
وفيها: وُلد أمير المؤمنين المطيع لله.
وأبو الحسين بن سمعون الزّاهد.
وأبو الفَرَج الشَّنَبُوذيّ المقرئ.
وفيات سنة اثنتين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
69- أحمد بن قُدامة بن محمد بن فَرْقَد2:
أبو حامد البلْخيّ.
عن: قُتَيْبة، وإبراهيم بن يوسف.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، والقطيعي، ومخلد الباقرحي.
قال الخطيب: ما علمت من حاله إلا خيرًا.
70- أحمد بن محمد بن سلام بن عبدويه3:
__________
1 تاريخ جرجان "66".
2 تاريخ بغداد "4/ 354، 355".
3 المنتظم "6/ 28" "187".(23/56)
أبو بكر البغداديَّ، نزيل مصر.
عن: لُوَيْن، ومحمد بن بكّار، وعبد الأعلى بن حمّاد.
وعنه: أبو سعيد بن يونس، والحسن بن الخَضِر الأسْيوطيّ.
وكان رجلًا فاضلًا صالحًا، قد عَمي.
تُوُفّي في جُمَادَى الْآخرة.
71- أَحْمَد بن محمد بن موسى البغداديّ1:
أبو عيسى بن العرّاد.
سمع: الوليد بن شجاع، وإسحاق بن أبي إسرائيل، ولُوَيْنًا.
وعنه: أبو عليّ بن الصّوّاف، وابن الزّيّات.
وثقة الدّارَقُطْنيّ.
72- أحمد بن يحيى بن زكريا:
أبو جعفر الحضرميّ الصّوّاف.
بمصر في شهر ذي القعدة.
سمع من: محمد بن رُمْح، وغيره.
وعنه: ابن يونس وقال: ثقة.
73- إبراهيم بن أحمد بن مُعَاذ الشَّعْبانيّ2:
الأندلسيّ.
بها.
74- إبراهيم بن شَرِيك بن الفضل3:
أبو إسحاق الأَسديّ الكوفيّ. نزيل بغداد.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 90" "2486".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 15، 16"، لابن الفرضي.
3 تاريخ بغداد "6/ 102، 103"، والعبر "2/ 122".(23/57)
عن: أحمد بن يونس، ومنجاب بن الحارث، وغيرهما.
وعنه: مخلد الباقَرْحيّ، وعُمَر بن الزّيّات، وأبو الفضل الزُّهْريّ، وأبو الحسن بن لؤلؤ.
قال الزّيّات: سمعت ابن عُقْدة يقول: ما دخل عليكم أوثق من إبراهيم بن شَرِيك.
ووثَّقه الدّارَقُطْنيّ.
مات سنة إحدى. وقيل: سنة اثنتين. وحُمِل إلى الكوفة.
75- إبراهيم بن محمد بن الحَسَن الإصبهانيّ1:
الإمام أبو إسحاق بن مَتُّويه إمام جامع إصبهان.
كان من العُبّاد والسّادة. يصوم الدَّهْر.
وكان حافظًا، ثقة.
سمع: محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب، وبِشْر بن مُعَاذ، وعبد الجبّار بن العلاء، وأحمد بن مَنِيع، ومحمد بن هاشم البَعْلَبَكّيّ، وهشام بن خالد الأزرق.
وطوَّف البلاد.
روى عنه: أبو عليّ بن شُعيب الدّمشقيّ، وأبو أحمد العسّال، والطَّبَرانيّ، وأبو الشّيخ، وأبو بكر بن المقرئ وقال: هو أوّل من كتبتُ عنه الحديث.
وقال أبو الشيخ: كان من معادن الصِّدْق.
توفي في جُمَادَى الآخرة.
قلت أما:
76- إبراهيم بن محمد بن الحسن الإصبهاني، فشيخ من طبقة ابن مَتُّوَيْه:
سمع من: هَنّاد بن السَّرِيّ، وعبد الرحمن بن عُمَر رُسْتَة، وأحمد بن الفُرات.
سكن هَمَدَان. وروى عنه من أهلها: أحمد بن إبراهيم بن تركان، ونصر بن حازم، وجبريل بن محمد، وغيرهم.
__________
1 حلية الأولياء "7/ 370"، تهذيب التهذيب "9/ 432".(23/58)
ويُعرف أيضًا بأبّة، ويُعرف أيضًا بابن فِيّرة الطّيّان.
77- إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسّان الأنماطيّ1. البغداديّ.
سمع بدمشق: دُحَيْمًا، وهشامًا، وأحمد بن أبي الحواري.
وعنه: عثمان بن السّمّاك، وابن مقسم.
وثَّقة الدَّارَقُطْنيّ.
78- إسماعيل بن محمد بن إسحاق2:
أبو قُصَيّ العُذْريّ الدّمشقيّ، الأصمّ.
عن: أبيه، وعمه عبد الله، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وزهير بن عبّاد.
وعنه: أبو سعيد أحمد بن محمد الأعرابيّ، وأبو عليّ النيسابوريّ، وأبو عُمَر بن فضالة، وعبد الله بن عديّ، والطبرانيّ.
79- أيوب بن سليمان بن صالح بن هاشم3:
أبو صالح المعافريّ الجيانيّ، ثم القرطبيّ.
روى عن: محمد بن أحمد العتبيّ، وعبد الله بن خالد، ويحيى بن مزين.
وكان إمامًا فِي مذهب مالك، مقدَّمًا فِي الشورى. كانت الفتيا دائرة عليه وعلى محمد بن عُمَر بن لبابة. وكان لغويًا نحويًا بليغًا.
توفي إلى رحمة الله في المحرم.
روى عنه خلق.
"حرف الياء":
80- بدعة المغنّية4: جارية عريب. كانت بديعة الحُسن، فائقة الغنى.
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 91"، والمنتظم "9/ 128".
2 تاريخ جرجان "261"، وسير أعلام النبلاء "11/ 234".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 86"، لابن الفرضي، وبغية الملتمس "237" للضبي.
4 تاريخ الطبري "10/ 150"، والأغاني "21/ 55".(23/59)
توفيت في آخر سنة اثنتين؛ وقد كان إسحاق بن أيوب بذل فيها مائة ألف دينار فيما قيل، فلم تفعل عريب وأعتقتها.
وكان لبدعة أموال وضياع وجوار.
ولها نظم حسن. غنت للمعتضد وأخذت جوائزه.
81- بسّام بن أحمد بن بسام بن عُمَران:
أبو الحسن المعافريّ مولاهم المصريّ قال ابن يونس: ثقة. حدثنا عن: يونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن المقرئ. وتوفي في شوّال.
82- بِشْر بن نصر بن منصور1:
الفقيه أبو القاسم الشّافعيّ، المعروف بغلام عرق.
توفي بمصر في جُمَادَى الآخرة. وكان بغداديًا.
قال ابن يونس: كان متضلعًا من الفقه، دينًا.
"حرف الحاء":
83- الحسن بن عليّ بن موسى بن هارون2:
أبو عليّ النيسابوريّ النّخّاس، بخاء معجمة.
سمع: عبد الأعلى بن حمّاد النَّرْسيّ، وهشام بن عمّار.
وعنه: أبو سعيد بن يونس وصدقه، والحسن بن الأخضر الأسيوطيّ، وغيرهما من المصريين، وأبو أحمد بن عَدِيّ.
84- الحسن بن عليّ بن يوسف القتاد بن أبي مسعود:
مصريّ، روي عن: حرملة، وأبي شريك المرادي، ومحمد بن سَلَمَةَ المراديّ، وغيرهم.
توفي في شوال.
__________
1 البداية والنهاية "11/ 122"، وتاريخ بغداد "7/ 88".
2 المنتظم "6/ 129" "193".(23/60)
85- الحسن بن محمد بن أحمد بن العسّال.
أبو عليّ المصريّ العابر.
لم يكن أحد يدانيه في تعبير الرؤيا.
كتب الحديث بعد التّسعين ومائتين.
قال ابن يونس: لم أر أحدًا يفسّر الرؤيا مثله، فسألته مِن أين لك هذا؟.
قال: كنت أتاجر إلى المغرب، فمات بأقريطش نصرانيّ، فبيعت كتبه وكنت حاضرًا، فاشتريت منها كتابًا في تعبير الرؤيا وعدد الأيام وعلاماتٍ لذلك فحفظته، وجعلت أجرب ما فيه فأجده حقًّا.
ثمّ ذكر له ابن يونس تعبير رؤيا الحسّاب.
86- الحسين بن أحمد بن منصور1. أبو عليّ البغداديّ سجادة:
توفي بمكة.
87- حمزة بن محمد بن عيسى2. أبو عليّ الكاتب:
سمع من نعيم بن حماد جزءًا واحدًا.
روى عنه: محمد بن عُمَر الجعابيّ، وأبو حفص بن الزّيّات، وعليّ بن لؤلؤ، وغيرهم.
وثقه الخطيب.
وتوفي في رجب ببغداد؛ وهو جرجانيّ الأصل.
لم يرو إلا عن نعيم.
"حرف الخاء":
88- خلف بن أحمد بن خلف3. أبو الوليد السمريّ:
عن: سويد بن سعيد، وسليمان بن أبي شيخ.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 3، 4" "4033".
2 تاريخ بغداد "8/ 180"، والعبر "2/ 222"، وشذرات الذهب "2/ 238".
3 تاريخ بغداد "8/ 332، 333".(23/61)
وعنه: الجعابيّ، وأبو حفص الزّيّات.
حدَّث في السنة، ولم يذكروا وفاته.
89- خلف بن أحمد بن عبد الصمد:
أبو القاسم المصريّ.
عن: سَلَمَةَ بن شبيب، وغيره.
قال ابن يونس: كتبتُ عنه، وكان ثقة يؤمّ بمسجد الأقدام.
مات في رجب.
"حرف الدال":
90- دحمان بن المعافى الإفريقيّ. أبو عبد الرحمن.
سمع من يونس بن عبد الأعلى.
"حرف السين":
91- سعيد بن محمد بن صبيح:
أبو عثمان الحدّاد، المالكيّ المغربيّ.
إمام مجتهد كبير الشّأن.
قال عِياض: توفي سنة اثنتين هذه، ووُلِد سنة تسع عشرة ومائتين. وكانت له مقامات محمودة في الذَّبّ عن السنة. ناظر أبا العبّاس الشّيعيّ داعي الروافض بني عبيد، وناظر بالقيروان الفراء شيخ المعتزلة. وكان إمامًا في اللغة والعربية والنّظر، إلا أن كان يحطّ على المالكيّة، ويسمّي "المدوّنة": المدوّدة. فسبّه المالكيّة وقاموا عليه، ثمّ اغتفروا له ذلك وأحبّوه لمّا ناظر الشّيعيّ ونَصَر الحقّ.
وقد مرت ترجمته في الطبقة الماضية، رحمه الله تعالى.
92- سعيد بن محمد بن سعيد1. أبو همام البكْراويّ بالبصْرة:
ورّخه ابن مَنْدَه.
__________
1 العبر "2/ 122"، وشذرات الذهب "2/ 238".(23/62)
"حرف الصاد":
93- صالح بن محمد1:
أبو محمد المُرَاديّ الأندلسيّ الوَشْقيّ.
"حرف العين":
94- عبد الله بن الأزهر بن سُهيل المصريّ:
روى عن صاحب مالك يزيد بن سعيد الصّبّاحيّ.
95- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخليل التّميميّ:
أبو عُمَرو المصريّ.
عن: عيسى بن حمّاد، والحارث بن مِسكين، وجماعة.
وكان صدوقًا يَخْضب. قاله ابن يونس، وحدَّث عنه.
تُوُفّي في المحرّم.
96- عبد الله بن الصقر بن نصر2. أبو العبّاس البغداديّ السُّكّريّ:
سمع: إبراهيم بن محمد الشافعيّ، وإبراهيم بن المنذر الحِزَاميّ، وعبد الأعلى بن حمّاد.
وعنه: جعفر الخالديّ، وأحمد القطيعيّ، وعُمَر بن الزّيّات، وغيرهم.
وثّقه الخطيب، وقال: تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
97- عليّ بن إسماعيل الشّعيريّ البغداديّ3:
سمع: عبد الأعلى بن حمّاد، وأبا همّام الوليد بن شجاع.
وعنه: مَخْلَد الباقَرْحِيّ، والحسن بن أحمد السّبَيعيّ، وعليّ بن لؤلؤ.
وثّقه الخطيب.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 201"، لابن الفرضي، وجذوة المقتبس "240"، للحميدي.
2 تاريخ بغداد "1/ 482، 483"، والمنتظم "6/ 129".
3 تاريخ بغداد "11/ 344"، "6184".(23/63)
98- علي بن سليمان بن داود الإسكندراني.
أبو الحسن.
سمع يحيى بن بكير.
99- علي بن محمد بن نصر بن منصور بن بسّام1:
أبو الحسن البغداديّ العَبَرْتائيّ، الكاتب الإخباريّ. أحد الشُعراء والبُلغاء، وهو ابن بنت حمدون بن إسماعيل النّديم. وله هجاء خبيث.
روى في كُتُبه عن: عُمَر بن شَبة، والزُّبَيْر بن بكار، ويعقوب بن شبة، وحمّاد بن إسحاق، وأحمد بن الحارث الخزّاز، ومحمد بن حبيب، وسليمان بن أبي شيخ.
روى عنه: محمد بن يحيى الصُّوليّ، وأبو سهل بن زياد، وزنجيّ الكاتب، وآخرون.
وله من الكُتُب: "أخبار عُمَر بن أبي ربيعة"، وكتاب "المعاقرين"، وكتاب " مناقضات الشُّعراء"، وكتاب "أخبار الأحْوص"، وكتاب "ديوان رسائله". وكان يصنع الشعر في الرؤساء وينحله ابن الروميّ.
قال المرزبانيّ: استفرغ شعِره في هجاء والده محمد بن نصر، والخلفاء والوزراء. تحسُن مقطعاته وتندرُ أبياته.
وكان جدّه نصر على ديوان النفقات زمن المعتصم.
قال ابن حمدون النّديم: غرم المعتضد على عمارة البُحيرة ستّين ألف دينار، وكان يخلو فيها مع جواريه، وفيهنّ محبوبته دُريْرة. فعمل البسّاميّ:
تَرَكَ الناس بحيره ... وتخلّى في البحيرة
قاعدًا يضرب بالطبل ... على حر دريره
وبلغت الأبيات المعتضدَ فلم يظهر أنّه سمعها، ثمّ أمر بتخريب تلك العمارات.
وقد هجا جماعةً من الوزراء كالقاسم بن عبيد الله، وجعفر بن الفرات.
__________
1 معجم الشعراء للمرزباني "294، 295"، والأمالي للقالي "1/ 100"، والبداية "11/ 125، 126"، والأعلام "5/ 141"، وهدية العارفين "1/ 675".(23/64)
قال أبو عليّ بن مقلة: كنت أقصد ابن بسّام لهجائه إيّايَ، فخوطب ابن الفُرات في وزارته الأولى في تصريفه، فاعترضتُ في ذلك وقلت: إذا صُرِّف هذا تجسَّر النّاسُ على هجائنا.
فامتنع من تصْريفه. فجاءني ابن بسّام وخضع لي، ثمّ لازمني نحو سنة حتّى صار يعاشرني على النّبيذ1.
وقال فيَّ:
يا زِينةَ الدين والدّنيا وما جَمَعَا ... والأمر والنَّهْيِ والقِرطاسِ والقلمِ
إن يُنسِئ الله في عُمَري فسوف ترى ... مِن خِدْمَتي لك ما يُغْنِي عن الخدمِ
أبا عليّ لقد طَوَّقْتني منَنًا ... طَوْقَ الحمامة لَا تَبْلى على القِدَم
فاسْلَم فليس يُزيلُ الله نِعْمَتَهُ ... عمّن تُبث الأيادي من ذوي النِّعَم2
قال جحظة: كان ابن بسّام يفخر بقوله فيَّ:
يا مَن هجوناه فغنانا ... أنت وحق الله أهجانا3
وهذا أخذه ابن الرومي في شنظف:
وفي قُبْحها كافٍ لنا من كِيادها ... ولكنّها في فضلها بتبرّدِ
ولو عَلِمَتْ ما كايَدَتْنا؛ لأنّها ... بأنفاسها والوجْهِ وَالطَّبْلِ واليَدِ4
الصّوليّ: سمعت ابن بسّام يقول: كنت أتعشّق خادمًا لخالي أحمد بن حمدون، فقمتُ ليلة لأَدُبّ إليه، فلمّا قرُبْتُ منه لَسَعَتْني عقربٌ فصحْتُ، فقال خالي: ما تصنع ههنا؟ فقلت: جئت لأبول.
قال: نعم في أسْت غلامي.
فقلت لوقتي:
ولقد سَرَيْتُ مع الظّلام لموعدٍ ... حصلته من غادر كذاب
__________
1 معجم الأدباء "14/ 148 وفيه: "علي البريد".
2 معجم الأدباء "14/ 148، 149".
3 انظر السابق.
4 انظر السابق.(23/65)
فإذا على ظهر الطّريق مُغِذَّةٌ ... سوداءُ قد علمت أوَانَ ذَهَابي
لا بارَك الرحمنُ فيها إنها ... دبابة دب إلى دَبّابِ1
فقال خالي: قبَّحك الله، لو تركت المُجُون يومًا لتَرَكْتَه في هذه الحال.
ثم قال:
وداري إذا هجع السّامرون ... تقيمُ الحدودَ بها العقربُ
ولابن بسَّام يهجو الكُتّاب:
وعَبْدُونُ يحكم في المسلمين ... ومِن مِثْله تُؤْخَذ الجاليه2
ودهقان طي تولى العراق ... وسقي الفرات ورزقانيه
وحامدُ يا قومِ لو أمرُهُ ... إليَّ لألزمْتُهُ الزَّاوِيَهْ
نَعَمْ، ولأَرْجَعْتُهُ صاغرًا ... إلى بيعِ رُمّانٍ خُسْراوِيَهْ
أيا رَبُّ قد ركِبَ الأرذَلُون ... ورِجْلِي من بَينهم ماشِيَهْ
فإنْ كنْتُ حامِلَها مِثْلَهُمْ ... وإلا فأرجل بني الزانيه3
وله:
وأعرضت عن طلب البطالة والصبَا ... لمّا علانِي للمشيب قِناعُ4
100- عليّ بن سليمان بن داود الإسكندرانيّ:
أبو الحسن.
سمع يحيى بن بكير.
101- علي بن موسى بن عيسى بن حمّاد زُغْبَة التجيبي:
يروي عن جده عيسى زغبة.
__________
1 المصدر السابق.
2 الجالية: هم أهل الذمة الذين أجلاهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- من جزيرة العرب.
3 معجم الأدباء "14/ 151، 152".
4 وفيات الأعيان "3/ 363".(23/66)
"حرف القاف":
102- قاسم بن ثابت بن حزم:
سنذكره مع أبيه في سنة ثلاث عشرة.
103- القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الأشيب1:
أبو محمد.
حدّث بدمشق إصبهان.
عن: إسحاق بن شاهين، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، وطبقتهما.
وعنه: عليّ بن أبي العَقِب، وهشام ابن بنت عَدَبَّس، وأبو بكر بن ماهان الإصبهانيّ، وآخرون.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.
"حرف الميم":
104- مُحَمَّد بن حَرِيث بن عبد الرحمن بن حاشد2:
أبو بكر الأنصاريّ البخاريّ الحافظ. لقّبه ابن ماكولا: حَمّ، بفتح الحاء، وقال: ثقة، صنف "المسند" و"التفسير" و"التاريخ" و"الوحدان". ولم يُسمِّ أحدًا من شيوخه.
قال: وتُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
105- محمد بن داود بن يزيد:
أبو بكر الرّازيّ الخطيب.
سمع: محمد بن حُمَيْد، وأبا سعيد الأشجّ، وجماعة.
وحدَّث بَنيْسابور في هذه السنة، وتُوُفّي بعد ذلك.
106- محمد بن دلويه النيسابوري. أخو زكريا:
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 159، 160".
2 الإكمال "2/ 540"، لابن ماكولا، والمشتبه في أسماء الرجال "1/ 228".(23/67)
سمع: محمد بن مقاتل المَرْوِزِيّ، وأحمد بن حرب.
وعنه: أبو جعفر الرّازيّ، وأبو عبد الله بن دينار.
107- محمد بن زكريّا بن يحيى بن عبد الله بن ناصح بن عُمَرو بن دينار.
قهرمان آل الزُبَيْر، أبو بكر الدّيناريّ البخاريّ الورّاق.
عن: هاني بن النّضْر، ومحمد بن المهلّب، وطبقتهما.
108- محمد بن زَنْجَوَيْه بن الهيثم القُشَيْريّ النيْسابوري1:
سمع: عبد العزيز بن يحيى، وإسحاق بن راهَوَيْه، وأبا مُصْعَب الزُّهْريّ، وطبقتهم.
وعنه: عليّ بن حَمْشَاذ، وعبد الله بن سعد، وجماعة بعدهم.
أَخْبَرَنَا محمد بْنُ عَبْدِ السَّلامِ الْحَلَبِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمُعِزِّ بْنِ محمد الْهَرَوِيِّ: أَنْبَأَ تَمِيمُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ وَزَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ قَالا: أَنَا محمد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَ أَبُو عَمْرٍو محمد بْنُ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ: أَنْبَأَ محمد بْنُ زَنْجَوَيْهِ الْقُشَيْرِيُّ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى الْمَدَنِيُّ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هِبَتِهِ"2. مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ.
وكنْيته أبو بكر.
109- محمد بن سعيد بن عزيز البُوسَنْجيّ.
ويُعْرف بالكوفيّ.
ورّخه عبد الرحمن بن مَنْدَه.
110- محمد بن عبد الله بن سوّار القُرْطُبيّ3.
رحل وسمع: أبا حاتم السجستانيّ، والرِّياشيّ.
__________
1 سير أعلام النبلاء "11/ 206"، وشذرات الذهب "2/ 239".
2 حديث صحيح: أخرجه البخاري "1/ 121"، ومسلم "1506"، والنسائي "7/ 306"، وابن ماجه "2747، 2848"، وأحمد في المسند "2/ 9، 79، 107"، والطبراني في الكبير "12/ 448"، وأبو نعيم في الحلية "7/ 331".
3 تاريخ علماء الأندلس "2/ 24" "1160".(23/68)
وشهد دخول الزَّنْج ونهْبهم البصرة.
تُوُفّي في ربيع الأول.
111- محمد بن عثمان بن إبراهيم بن زُرْعة الثَّقفيّ1:
مولاهم الدّمشقيّ، القاضي أبو زُرْعة.
كانت داره بنواحي باب البريد.
ولي قضاء مصر سنة أربعٍ وثمانين ومائتين، وولي قضاء دمشق.
وكان جدُّه يهوديًّا فأسلم.
روى عنه الحسَن الحصائريّ، وغيره. وكان حَسَن المذهب عفيفًا متثبِّتًا. وكان قد نزع الطّاعة، وقام مع ابن طولون، وخلع أبا أحمد الموفّق ووقف عند المنبر يوم الجمعة وقال: أيُّها النّاس أُشْهِدُكم أنّي خلعت أبا أحمق كما يخلع الخاتم من الإصبع، فألَعنُوه.
فَعل ذلك أبو زُرْعة بأمر أحمد بن طولون.
وكانت قد جَرَت وقعةٌ بين ابن الموفّق وبين خِمارُوَيْه بن أحمد بن طولون في سنة إحدى وسبعين ومائتين، وتُسمّى وقْعة الطّواحين. وانتصر فيها أحمد بن الموفّق، ورجعَ إلى دمشق.
وكانت هذه الوقعة بنواحي الرَّمْلَةِ. فقال ابن الموفّق لكاتبه أحمد بن محمد الواسطيّ: أنظُر من كان يبغضنا.
قال: فَأُخِذ يزيد بن عبد الصّمد، وأبو زرْعة الدّمشقيّ، والقاضي أبو زُرْعة مقيَّدين، فاستحضرهم يومًا في طريقه إلى بغداد، فقال: أيُّكم القائل: قد نزعت أبا أحمق؟ فربت ألسنتا وآيسنا من الحياة.
قال أبو زرعة الدمشقي المحدَّث: فأمّا أنا فأُبْلِسْتُ، وأمّا يزيد فخرِس وكان تمتامًا، وكان أبو زُرْعة محمد بن عثمان أحدَثنا سِنًّا فقال: أصلح الله الأمير.
فقال الواسطيّ: قف حتّى يتكلّم أكبر منك.
__________
1 الولاة والقضاة "248"، للكندي، والعبر "2/ 123"، والأعلام "6/ 260".(23/69)
فقلنا: أصلحك الله، هو يتكلم عنا.
فقال: تكلم.
قال: واللَّه ما فينا هاشميّ صريح، ولا قرَشيّ صريح، ولا عربيّ فصيح، ولكنّا قومٌ مُلِكْنا، يعني قُهِرْنا؛ ثمّ روى أحاديث في السّمع والطّاعة، وأحاديث في العفْو والإحسان، وكان هو المتكلمّ بالكلمة الّتي نُطَالَب بخِزْيها.
وقال: إني أشهدك أيها الأمير أنّ نسائي طَوالق، وعبيدي أحرار، ومالي عليّ حرام، إنّ كان من هؤلاء القوم أحدٌ قال هذه الكلمة.
ووراءنا حُرَم وَعِيالُ، وقد تسامَع النّاس بهَلاكِنا، وقد قدِرْتَ، وإنّما العفو بعد القُدرة.
فقال للواسطيّ: أَطلِقْهم، لا كثّر الله أمثالهم.
فاشتغلت أنا ويزيد بن عبد الصّمد في نزهة أنطاكية، وطِيبها عند عثمان بن خرزاد، وسبق هو إلى حمص.
قال ابن زُولاق في "تاريخ قُضَاة مصر": ولي أبو زُرْعة قضاء مصر سنة أربعٍ وثمانين، وكان يذهب إلى قول الشافعيّ، ويوالي عليه ويصانع. وكان عفيفًا، شديد التَّوقُّف في إنفاذ الأحكام. وله مالٌ كثير وضِياع كِبار بالشّام. واختلف في أمره، فقيل: إنّ هارون بن خِمَارُوَيْه مُتَوَلّي مصر كان في عهده أنّ القضاء إليه فولاه القضاء.
وقيل: إنّ المعتضد كتب له عهدًا.
قال: وكان القاضي يَرْقي من وجع الضَّرْس، ويدفع إلى صاحب الوجع حشيشةً توضع عليه، فيسكن.
قال: وكان يزن عن الغُرماء الضّعفاء. وربمّا أراد القوم النّزهة، فيأخذ الواحد بيد الآخر، فيطالبه فيقرّ له، ويبكي فيرحمه ويزن عنه.
وسمعت محمد بن أحمد بن الحدّاد الفقيه شيخنا يقول: سمعت منصور بن إسماعيل الفقيه يقول: كنت عند أبي زُرْعة القاضي، فذكر الخلفاء، فقلت له: أيها القاضي، يجوز أن يكون السفيه وكيلًا؟ قال: لا.(23/70)
قلتُ: فوليًّا لامرأةٍ؟ قال: لَا.
قلتُ: فأمينًا؟ قال: لا.
قتل: فشاهدًا؟ قال: لَا.
قلت: فيكون خليفة؟ قال لي: يا أبا الحسن هذه من مسائل الخوارج1.
وكان أبو زُرْعة قد شرط لمن يحفظ "مختصر المُزنيّ" مائة دينار يَهَبها له. وهو ادخل مذهب الشّافعيّ دمشقّ، وحكم به القُضاة. وكان الغالب عليها قول الأوزاعيّ.
قال: وكان أبو زُرْعة من الأكَلَة، يأكل سلّ مِشْمش، ويأكل سلّ تِين، وما أشبه ذلك2.
وبقي على قضاء مصر ثماني سِنين وشهرين، فَصُرِف وأُعيد إلى القضاء محمد بن عَبْدَة بن حرب، فإنّه ظهر من الاختفاء كما ذكرنا في ترجمته، فولاه محمد بن سليمان الكاتب القضاء3.
112- موسى بن القاسم بْن إبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب الهاشميّ الحَسَنيّ. أبو الحسن المدنيّ:
بمصر في رمضان. روى عنه ابن يونس.
113- مؤمِّل بن الحسن بن الْيَسع. أبو الحسن البَهْنَسيّ4:
سمع: يونس بن عبد الأعلى.
"حرف الهاء":
114- هارون بن نصر5. أبو الخيار الأندلسي:
بها.
__________
1 الولاة والقضاة "523".
2 الولاة والقضاة "522".
3 المصدر السابق.
4 البهنسي: نسبة إلى مدينة بصعيد مصر تسمى "البهنسا" "معجم البلدان "1/ 516".
5 تاريخ علماء الأندلس "2/ 169"، وجذوة المقتبس "364".(23/71)
صحِب بَقِيّ بن مَخْلَدَ بضع عشرة سنة فأكثر عنه، ومالَ إلى كُتُب الشافعيّ فحفظها.
وكان من أهل النَّظَر والحُجَّة والإمامة.
"حرف الياء":
115- يسير بن إبراهيم بن خلف الأندلسي الألُبِيريّ1:
وقيل: هو يُسْر، أبو سهل.
فقيه ثقة.
أخذ عن أبيه، وعن غيره. ذكره ابن يونس.
وفيات سنة ثلاث وثلاثمائة:
"حرف الألف":
116- أحمد بن الحسين بن إسحاق2:
أبو الحسن البغدادي، المعروف بالصوف الصّغير.
سمع: أبا إبراهيم التَّرْجُمانيّ، وعبد الله بن عُمَر بن أبان.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وأبو حفص بن الزّيّات.
ضعّفه بعضهم، ولم يُترك.
وقيل: مات في آخر سنة اثنتين.
117- أحمد بن شعيب بن عليّ بن سِنان بن بحر3:
أبو عبد الرحمن النَّسائيّ، القاضي، مُصَنِّف "السُّنَن"، وغيرها من التّصانيف وبقيّة الأعلام.
__________
1 جذوة المقتبس "386" للحميدي.
2 تاريخ بغداد "4/ 98، 99"، "1750"، والميزان للذهبي "1/ 92، 93"، "343".
3 طبقات فقهاء الشافعية "51" للعبادي، والبداية والنهاية "11/ 123، 124"، وتهذيب الكمال "1/ 328-340"، والعبر "2/ 123".(23/72)
وُلِدَ سنة خمس عشرة ومائتين.
وسمع: قُتيبة، وإسحاق بن راهَوَيْه، وهشام بن عمّار، وعيسى بن حمّاد، والحسين بن منصور السُّلَميّ النَّيْسابوريّ، وعُمَرو بن زُرَارة، ومحمد بن النّضْر المَرْوَزِيّ، وسُوَيْد بن نصر، وأبا كُرَيْب، وخلْقًا سواهم بعد الأربعين ومائتين بخراسان، والعراق، والشام، ومصر، والحجاز، والجزيرة.
وعنه: أبو بِشْر الدّولابيّ، وأبو عليّ الحسين النَّيْسابوريّ، وحمزة بن محمد الكِنَانيّ، وأبو بكر أحمد بن السُّنّيّ، ومحمد بن عبد الله بن حَيَّوَيْه، وأبو القاسم الطبراني، وخلق سواهم.
رحل إلى قُتَيْبة وهو ابن خمس عشرة سنة، وقال: أقمت عنده سنة وشهرين.
ورحل إلى مَرْو، ونيسابور، والعراق، والشّام، ومصر، والحجاز، وسكنَ مصر. وكان يسكن بزُقاق القناديل.
وكان مليح الوجه، ظاهر الدّم مع كِبَر السِّنّ. وكان يؤثر لباسَ البرود النُّوبيّة الخُضر، ويُكثر الْجِماع، مع صوم يومٍ وإفطار يوم.
وكان له أربع زوجات يقسم لهنّ، ولا يخلو مع ذلك من سُرِّيَّة. وكان يكُثر أكل الدّيُوك الكبار تشترى له وتُسَمَّن، فقال بعض الطلبة: ما أظنّ أبا عبد الرحمن إلّا أنّه يشرب النّبيذ للنضرة التي في وجهه1.
وقال آخرون: لَيْت شِعْرنا، ما يقول في إتيان النّساء في أدبارهنّ؟ فَسُئِلَ فقال: النّبيذ حرام، ولا يصح في الدُّبُر شيء، ولكن حدَّث محمد بن كعب القُرَظيّ، عن ابن عبّاس قال: إسقِ حَرّثَك من حيث شئت. فلا ينبغي أن يتجاوز قوله هذا الفصل.
سمعه الوزير ابن حنزابة، من محمد بن موسى المأمونيّ صاحب النِّسائيّ.
وفيه: فسمعتُ قومًا ينكرون عليه كتاب "الخصائص" لعليّ -رضى الله عنه- وتَرْكَه تصْنيف فضائل الشيخين. فذكرت له ذلك فقال: دخلت إلى دمشق والمُنْحَرِف عن عليّ بها كثير، فصنَّفتُ كتاب "الخصائص" رجاء أن يهديهم الله.
ثُمَّ صَنَّفَ بَعْدَ ذَلِكَ "فَضَائِلَ الصَّحَابَةِ"، فَقِيلَ لَهُ وأنا أسمع: ألا تخرج "فضائل معاوية".
__________
1 سير أعلام النبلاء "11/ 196".(23/73)
فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أُخَرِّجُ؟ "اللَّهُمَّ لَا تُشْبِعْ بَطْنَهُ" 1! فَسَكَتَ السَّائِلُ.
قُلْتُ: لَعَلَّ هَذِهِ فَضِيلَةٌ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ مَنْ لَعَنْتُهُ أَوْ سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْ لَهُ ذَلِكَ زَكَاةً وَرَحْمَةً" 2.
قال أبو عليّ النَّيْسابوريّ حافظ خُراسان في زمانه: ثنا الإمام في الحديث بلا مدافعة أبو عبد الرحمن النَّسائيّ.
وقال أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ: مَن يصبر على ما يصبر عليه النَّسائيّ؟ كان عنده حديث ابن لَهِيعَة ترجمةً ترجمةً، يعني عن قُتَيبة، عنه، فما حدَّث بها3.
وقال الدّارَقُطْنيّ: أبو عبد الرحمن مُقَدَّم على كلّ مَن يُذكر بهذا العلم مِن أهلِ عصره4.
قال قاضي مصر أبو القاسم عبد الله بْن محمد بْن أبي العَوّام السَعْديّ: ثنا أحمد بن شعيب النَّسائيّ: أنا إسحاق بن راهَوَيْه نا محمد بن أعين قال: قلت لابن المبارك: إنّ فلانًا يقول: مَن زعم أنّ قوله تعالى: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي} مخلوق فهو كافر. فقال ابن المبارك: صَدَق.
قال النَّسائيّ: بهذا أقول.
وقال ابن طاهر المقدسي: سألت سعد بن علي الزنجاني عن رجل فوثقه، فقلت: قد ضعفه النسائي. فقال: يا بُنيّ إنّ لأبيّ عبد الرحمن شرطًا في الرّجال أشدّ من شرط البخاريّ ومسلم.
وقال محمد بن المظفر الحافظ: سمعتُ مشايخنا بمصر يصفون اجتهاد النَّسائيّ في العبادة باللّيل والنّهار، وأنّه خرج إلى الغداء مع أمير مصر، فوُصف من شهامته وإقامته السُّنَن المأثورة في فِداء المسلمين، واحترازه عن مجالس السلطان الّذي خرج معه، والانبساط في المأكل. وأنّه لم يزل ذلك رأيه إلى أن استشهد بدمشق من جهة الخوارج.
__________
1 صحيح: أخرجه مسلم بنحوه "2604".
2 صحيح: أخرجه مسلم "2600".
3 سير أعلام النبلاء "11/ 198".
4 انظر المصدر السابق.(23/74)
وقال الدّارَقُطْنيّ: كان ابن الحدّاد أبو بكر كثير الحديث، ولم يحدَّث عن غير النَّسائيّ، وقال: رضيتُ بِهِ حُجَّةً بيني وبين الله تعالى1.
وقال أبو عبد الرحمن بن مَنْدَه، عن حمزة العَقَبيّ المصريّ وغيره: أنّ النّسائيّ خرج من مصر في آخر عُمَره إلى دمشق، فسُئِل بها عن معاوية وما رُوِيَ في فضائله فقال: لَا يرضى رأسًا برأس حتّى يُفَضَّلَ! قال: فما زالوا يدفعون في حضْنَيْه حتَّى أُخْرِج من المسجد. ثمّ حُمِل إلى الرملة، وتُوُفّي بها، رحمة الله ورضي عنه2.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: إنّه خرج حاجًا فامتُحِن بدمشق، وأدرك الشّهادة، فقال: احملوني إلى مكّة.
فَحُمِل وتوفي بها. وهو مدفون بين الصّفا والمَرْوَة.
وكانت وفاته في شعبان سنة ثلاثٍ وثلاثمائة.
قال: وكان أفقه مشايخ مصر في عصره وأعلمهم بالحديث والرجال.
وقال أبو سعيد بن يونس في تاريخه: كان إمامًا حافظًا، ثبتًا. خرج مِن مصر في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثمائة، وتوفي بفلسطين يوم الإثنين لثلاث عشرة خَلَت من صفر سنة ثلاث وثلاثمائة3.
قلت: هذا هو الصحيح، واللَّه أعلم.
118- أحمد بْن علي بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن عيسى بن رستم4.
أبو الطَّيِّب المادرائيّ، الكاتب الاعور؛ ويعرف أيضًا بالكوكبيّ. أصغر من أخيه محمد بأربع سِنين.
سمع الحديث وقرا الأدب، وتفنّن. وله مدائح في الحسن بن مَخْلَد الوزير. ولي خراج مصر أيام المعتضد والمكتفي لخِمَارُوَيْه، ثم صُرِف، ثم ولي لما قدِم مؤنس. وسعى مؤنس في تَوْلِيته وزارة المقتدر، وعُمِلت له الخلَع، وكُتِب التَّقليد، وطُلِب من دمشق، فإذا به قد مات.
__________
1 تهذيب الكمال "1/ 335".
2 وفيات الأعيان "1/ 77"، والمنتظم "6/ 131".
3 سير أعلام النبلاء "11/ 200".
4 الوافي بالوفيات "7/ 186"، والمنتظم "6/ 132".(23/75)
روى عنه الخرائطيّ، وغيره شعرًا.
وقيل: كانت كتبه ثلاثمائة حِمْلِ جَمَلٍ.
تُوُفّي بمصر كَهْلًا.
119- أحمد بن فرح بن جبريل1:
أبو جعفر البغداديّ العسكريّ الضّرير المقرئ.
قرأ على أبي عُمَر الدُّوريّ، وعلى أبي الحسن أحمد البزّيّ.
وكان بصيرًا بالتَّفسير، وولاؤه لبنى هاشم.
أقرأَ النّاس مدَّةً. وحدث عن: عليّ بن المَدِينيّ، وأبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة، وأبي الربيع الزَّهْرانيّ.
وعنه: أحمد بن جعفر الخُتّليّ، وابن سمعان الرّزّاز.
وكان ثقة، عالمًا بالقرآن واللُّغَة، نزل الكوفة وبها تُوُفّي في ذي الحجّة.
وقرأ عَلَيْهِ: زيد بْن عَلِيّ بْن أَبِي بلال، وعُمَر بن محمد بن بَيَان الزّاهد، وإبراهيم بن أحمد، وعبد الله بن محرز، والحسن بن سعيد المطّوعيّ، وأبو بكر محمد بن الحسن النقاش، وعبد الواحد بن عُمَر، وعليّ بن سعيد القزّاز، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن المعروف بالوليّ، وغيرهم.
120- أحمد بن محمد بن أبي خالد الإصبهانيّ:
أبو جعفر، نزيل نَيْسابور.
سمع: حُمَيْد بن مَسْعَدَة، وأحمد بن مَنِيع، والنَّضْر بن سَلَمَةَ.
وكان ثقة.
روى عنه: أبو حامد بن الشَّرقيّ، وابن الأخرم.
121- أحمد بن عُصْم.
أبو العبّاس الضَّبّيّ الهَرَويّ.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 345، 346"، والعبر "2/ 125".(23/76)
عن: عليّ بن خَشْرَم، وإسحاق الكَوْسَج، وأبي داود السَنْجيّ.
تُوُفّي فِي رَمَضَان.
122- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن السّاميّ الهَرَويّ:
ثقة من أولاد الشيوخ.
روى عن: أبي عمّار الحسين بن حُرَيث.
وعنه: الحاكم أبو نصر منصور بن مطرف، وغيره.
123- إبراهيم بن إسحاق1:
أبو إسحاق النَّيْسابوريّ، الأنماطيّ، صاحب "التفسير الكبير".
حافظ، رحّال، سمع: ابن راهَوَيْه، وعبد الله بن الرّمّاح، ومحمد بن حُمَيْد، ومحمد بن سليمان لُوَيْن، وعثمان بن أبي شيبة، وهارون الحمّال، وطبقتهم.
وعنه: أحمد بن محمد الشَّرْقيّ، ومحمد بن يعقوب الأخرم، ويحيى بن العنْبريّ.
124- إبراهيم بن عبد العزيز بن منير:
أبو إسحاق المصريّ الفقيه المالكيّ.
حدَّث عن: أبي مُصْعَب الزُّهْريّ.
وعنه: أبو سعيد بن يونس.
125- إبراهيم بن عثمان:
أبو إسحاق المصريّ الأزرق الخشّاب.
في رمضان.
سمع من: يونس.
126- إبراهيم بن عُمَرو بن ثَوْر بن عُمَران المُراديّ:
مولاهم المصريّ، أبو إسحاق.
__________
1 تذكرة الحفاظ "2/ 701"، وطبقات المفسِّرين "1/ 5، 6"، "7" للداودي.(23/77)
سمع: يحيى بن بكير، وأحمد بن صالح، وغيرهما.
وعنه: ابن يونس، ووثقه وقال: كان يَخْضِب وعَمي.
تُوُفّي في شَعْبان.
127- إبراهيم بن موسى الْجَوْزيّ1:
أبو إسحاق التُّوزِيّ.
سمع: بِشْر بن الوَليد الكِنْديّ، وعبد الأعلى بن حمّاد، وعبد الرحيم الدَّيْبُليّ، ومحمد بن عبد الله بن عمّار.
وعنه: أبو عليّ بن الصواف، علي بن لؤلؤ، وعُمَر بن الزّيّات. وهو ثقة.
128- إسحاق بن إبراهيم بن دَلِيلٍ المَوْصِليّ:
عن: محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عمّار، وعليّ بن الحسين الخوّاص، وغيرهما.
وحدَّث ببلده.
129- إسحاق بن إبراهيم بن نصر2:
أبو يعقوب النَّيْسابوريّ البُسْتيّ.
سمع: قُتَيْبة، وإسحاق، وهشام بن عمّار، وعبد الله بن عُمَران العابديّ، وطائفة.
وعنه: محمد بن صالح بن هانئ، ومحمد بن إبراهيم الهاشميّ، وجماعة.
وسمع منه: محمد بن أحمد بن يحيى سنة ثلاث وثلاثمائة.
وكان ثقة حافظًا صنَّف "المُسْنَد"، وغير ذلك.
وذكر ابن ماكولا.
130- إسحاق بن إبراهيم البُشْتيّ، بالمعجمة3:
روى عن: إسحاق بن راهَوَيْه. وله مسند.
__________
1 المنتظم "6/ 140" "211"، والأنساب "112 أ".
2 الإكمال لابن ماكولا "1/ 433"، والعبر "2/ 125".
3 توضيح المشتبه "1/ 498".(23/78)
"حرف الجيم":
131- جعفر بن أحمد بن نصر1:
أبو محمد الحافظ النَّيْسابوريّ، المعروف بالحصيريّ.
أحد أركان الحديث، ثقة، عابد.
سمع: إسحاق بن راهويه، وأبا كريب، وأبا مروان العثمان، وأبا مُصْعب، وجماعة.
وعنه: أبو حامد بن الشَّرْقيّ، وأحمد بن الخَضِر الشّافعيّ، ومحمد بن إبراهيم الهاشميّ، وأبو عُمَرو بن حمدان، وغيرهم.
قال الحاكم: قال لي أحمد بن محمد السُّكّريّ سِبْط جعفر: كان جدّي قد جزّأ اللّيل ثلاثة أجزاء، يُصلّي ثُلُثه، وينام ثُلُثًا، ويُصنّف ثُلُثًا. وكان مرضه ثلاثة أيام، ولا يفترُ فيها عن قراءة القرآن.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ الْخَضِرِ الشَّافِعِيُّ: لَمَّا قَدِمَ أبو عبد الله بْنُ محمد الْبَلْخِيُّ نَيْسَابُورَ عَجَزَ النَّاسُ عَنْ مُذَاكَرَتِهِ، فَذَاكَرَ جَعْفَرَ بْنَ أَحْمَدَ بِأَحَادِيثِ الحج، فكان يسرد، فقال له جعفر: تَحْفَظُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ، عَنْ أَنَسٍ، "أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبَّى بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ مَعًا"2؟ فَبُهِتَ وَجَعَلَ يَقُولُ: التَّيْمِيُّ، عَنْ أَنَسٍ.
فَقَالَ جَعْفَرٌ: ثنا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ، ثنا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
132- جعفر بن أحمد بن سعيد بن صَبِيح. أبو الفضل:
تُوُفّي في رمضان.
قال ابن يونس: حكى لنا عن: يحيى بن بُكَيْر.
133- جعفر بن محمد بن عليّ:
أبو الفضل الحِمْيَريّ قاضي نسف. زاهد ورع.
__________
1 النجوم الزاهرة "3/ 188"، والعبر "2/ 126".
2 صحيح: أورده ابن قيم الجوزية في زاد المعاد "2/ 116"، ونسبه للبزار.
قلت: وأخرجه مسلم "1251"، وغيره.(23/79)
روى عن: عَبْدان المَرْوَزي، وإسحاق بن راهَوَيْه، والحسن بن عيسى بن ماسَرْجِس.
روى عنه: محمد بن زكريّا الحافظ، وأحمد بن حامد المقري.
134- جعفر بن محمد بن عيسى1:
أبو الفضل القبوريّ البغداديّ.
وثّقه الخطيب.
سمع: سُوَيْد بن سعيد، وغيره.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، والصّوّاف.
"حرف الحاء":
135- حاتم بن الحسن الشّاشيّ2:
أبو سعيد.
حجّ في هذا العام؛ وحدَّث ببغداد عن: عليّ بن خَشرم، وإسحاق الكَوْسَج، وسليمان بن معبد السّنْجيّ.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وعبد العزيز بن الواثق، وعليّ بن عُمَر الحربيّ.
136- الحَسَن بن حُباش3:
أبو محمد الدَّهْقان الكوفيّ.
عن: جُبَارة بن المُغَلّس، وهنّاد بن السَّري، وإسماعيل ابن بنت السُّدّيّ.
وعنه: ابن عُقْدة، وعبد الله بن يحيى الطّلْحيّ، وعبد الباقي بن قانع، وأبو بكر بن أبي دارم.
تكلموا فيه.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 202، 203"، "3666"، والمنتظم "6/ 132"، "201".
2 تاريخ بغداد "8/ 247"، "1350".
3 تاريخ بغداد "7/ 302، 303" "3814".(23/80)
137- الحَسَن بن سُفيان بن عامر بن عبد العزيز بن النُّعْمان الشّيْبانيّ النَّسَويّ1.
أبو العباس الحافظ. مصنّف "المُسْنَد":
تفقّه على: أبي ثور إبراهيم بن خالد. وكان يُفتي بمذهبه.
وسمع: أحمد بن حنبل، ويحيى بن مَعِين، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وحبان بن موسى، وقتيبة، وعبد الرحمن بن سلام الْجُمَحي، وشَيْبان بن فَرُّوخ، وسهل بن عثمان العسْكريّ، وأُمَمًا سواهم.
وسمع تصانيف أبي بكر بن أبي شيبة منه، وأكثر "المُسْنَد" من إسحاق، وكتاب "السُّنَن" من أبي ثَوْر، "والتفسير" من محمد بن أبي بكر المقدمي.
وسمع من: سعد بن يزيد الفراء، ويزيد بن صالح.
روى عنه: ابن خُزَيْمَة، والقُدماء، وأبو عليّ الحافظ، ويحيى بن منصور القاضي، ومحمد بن إبراهيم الهاشميّ، وأبو عُمَرو بن حمدان، وأبو بكر الإسماعيليّ، وابن حبّان، وحفيده إسحاق بن سعد الفَسويّ، وخلْق كثير.
وقال محمد بن جعفر البُسْتيّ: سمعته يقول: لولا اشتغالي بحِبّان بن موسى لَجِئتُكُم بأبي الوليد، وسليمان بن حرب.
وقال الحاكم: كان محدِّث خُراسان في عصره، مقدَّمًا في الثبت والكثرة والفهم والأدب.
وروى عنه ابن حِبّان فأكثر، وذكره في "الثّقات"، وقال: كان ممّن رَحَلَ وصَنّفَ، وحَدَّثَ على تَيَقُّظ، مع صحة الدّيانة والصّلابة في السنة.
مات في قريته بالْوز في شهر رمضان، وحضرت دفَنه.
وقال أبو بكر أحمد بن عليّ الرّازيّ في حياة الحَسَن بن سُفيان: ليس للحسن في الدنيا نظير.
وقال أبو الوليد الفقيه: كان الحَسَن أديبًا فقيهًا، أخذ الأدب عن أصحاب النَّضْر بن شُمَيْل، والفقه عن أبي ثور.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 16"، والثقات "8/ 871"، وهدية العارفين "1/ 68"، والأعلام "2/ 192".(23/81)
وقال الحاكم: سمعت محمد بن داود بن سليمان يقول لنا: كنّا عند الحسن بن سفيان، فدخل ابنُ خُزَيْمَة، وأبو عُمَرو، والحِيريّ، وأبو بكر بن عليّ الرّازيّ في جماعة وهم متوجّهون إلى فراوَة، فقال أبو بكر بن عليّ: قد كتبتُ هذا الطَّبَق من حديثك.
قال: هات. فأخذ يقرأ، فلما قرأ أحاديث إسنادًا في إسنادٍ، فردّه الحسن، ثمّ بعد ساعة فعل ذلك، فردّه الحَسَن، فلمّا كان الثالثة قال له الحَسَن: ما هذا؟ لقد احتملتك مرَّتين وهذه الثالثة، وأنا ابنُ تسعين سنة. فاتّق الله في المشايخ، فربمّا استُجيبت فيك دعوة.
فقال له ابن خُزَيْمة: مَه، لا تؤذي الشّيخ.
قال: إنّما أردتُ أن تعلم أنّ أبا العبّاس يعرف حديثه.
قلت: بالُوز قرية على ثلاثة فراسخ من نَسا.
138- الحُسَين بن عبد الله بن محمد بن بَشير. أبو عليّ المصريّ:
روى عن: يحيى بن بُكَيْر، وغيره.
تُوُفّي في شعبان.
"حرف الخاء":
139- خليفة بن المبارك1. الأمير أبو الأغرّ:
ولاه المعتضد قتال الأعراب بطريق الحجّ، فهزمهم وأسرَ رَأسهم صالح بن مدرك.
ثمّ قدِم الشامَ في جيشٍ لحرب آل طولون.
تُوُفّي في هذا العام.
"حرف الراء":
140- رُوَيْم بن أحمد2، وقيل: ابن محمد، ين يزيد ين رويم بن يزيد.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 36، 74، 80، 94"، وتجارب الأمم "5/ 35"، والولاة والقضاة "259".
2 حلية الأولياء "10/ 296-302"، والرسالة القشيرية "2/ 21"، والنجوم الزاهرة "3/ 189".(23/82)
أبو الحَسَن الصُّوفيّ البغداديّ.
كان عالمًا بالقرآن ومعانيه، وكان ظاهريّ المذهب.
تفقّه لداود بن عليّ.
وجدّه الأعلى رُوَيم بن يزيد هو المذكور في طبقة المأمون.
قال جعفر الخُلْديّ: سمعته يقول: الإخلاص ارتفاع رؤيتك عن فعلك، والفُتُوَّة أن تَعْذُر إخوانك في زَلَلهم، ولا تعاملهم بما يحوجوك إلى الاعتذار، والصبر ترْك الشَّكْوَى، والرِّضَى استلذاذ البلْوى، واليقين المشاهدة، والتوكُّل إسقاط الوسائل.
وقيل: إنّ رُوَيْمًا دَخل في شيء من أمور السّلطان، فلم يتغيّر عن حاله ولا توسَّع، فَلِيم في ذلك فقال: كَذِبُ الصُّوفيّة أحْوَجَني إلى ذلك. وكان له عائلة.
قال ابن خفيف: ما رأى حكيمًا في علوم المعارف مثل رُوَيْم.
وقال محمد بن عليّ بن حبيش: كان رويم يقول: السُّكُون إلى الأحوال اغترار.
وقال: رياء العارفين أفضل من إخلاص المريدين.
وقد امْتُحِن رُوَيْم في فتنة الصُّوفيّة لمّا قام عليهم غلام خليل، فذكر السُّلميّ أنّ غلام خليل قال: إنّي سمعته يقول: ليس بيني وبين الله حجابٌ. فأحوجه ذلك إلى الخروج إلى الشام وتغيَّب.
تُوُفّي رُوَيْم ببغداد، رحمه الله تعالى.
"حرف الزاي":
141- زهير بن صالح بن أحمد بن حنبل1:
عن: أبيه.
وعنه: ابن أخيه محمد بن أحمد، وأبو بكر الخلّال، وأبو بكر النّجّاد. وهو ثقة.
"حرف العين":
142- عاصم بن رازح بن رحُبْ بن العلاء. أبو الليث الخولاني المصري:
__________
1 المنتظم "6/ 137"، والبداية والنهاية "11/ 125".(23/83)
سمع: عيسى بن حمّاد، وغيره.
وعنه: ابن يونس.
تُوُفّي في رمضان.
143- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن يونس1:
أبو الحسين السِّمْنانيّ.
من أعيان المحدَّثين بخُراسان وثِقاتهم.
سمع: إسحاق بن راهَوَيْه، وهشام بن عمّار، وعيسى بن زُغْبة، وأبا كُرَيْب.
وعنه: عليّ بن حمْشاد، وأبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم، وأبو عُمَرو بن حمدان، وابن عديّ، والإسماعيليّ، وأبا عُمَرو بن مطر، ومحمد بن صالح بن هانئ، وآخرون.
وكان واسع الرحلة، بصيرًا بالآثار.
قال أبو النصْر محمد بن محمد بن يوسف: أنشدنا أبو الحسين عبد الله بن محمد السِّمْنانيّ لنفسه:
ترى المرءَ يَهْوَى أن تطول حياتُهُ ... وطولُ البقا ما لَيْسَ يشفي له صدُرا
ولو كان في طُول البقاءِ صَلاحُنا ... إذا لم يكن إبليسُ أطوَلنا عُمَرا2
144- عبد الله بن محمد بن ياسين3. أبو الحسن الدُّوريّ:
سمع: محمد بن بشّار، وعليّ بن الحسين الدِّرْهَميّ، وجماعة.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، واليَقْطينيّ.
وثَّقه الدّارَقُطنيّ.
145- عبد الرحمن بن قُرَيش4. أبو نُعَيْم الهروي الجلاب.
__________
1 العبر "2/ 126"، وطبقات الحفاظ "309".
2 معجم البلدان "3/ 252".
3 تاريخ بغداد "10/ 106، 107".
4 تاريخ بغداد "10/ 282" "5400".(23/84)
عن: أحمد بن الأزهر، ويحيى بن محمد الذُّهْليّ.
وعنه: جعفر الخُلْديّ، ومَخْلَد الباقَرْحيّ.
حدَّث ببغداد ودمشق. وله غرائب.
146- عليّ بن رستم بن المطيار:
أبو الحسن الظِّهرانيّ.
عمّ أبي عليّ بن رستم.
يروي عن: لُوَيْن، وأحمد بن معاوية، وعبد الله أخي رستة، والحسن بن علي بن عفان العامري.
روى عنه: عبد الله والد أبي نعيم، وأهل خراسان.
147- عمر بن أيوب بن إسماعيل1:
أبو حفص السقطي.
بغدادي صالح.
وثقه الدارقطني.
سمع: بشر بن الوليد، ومحمد بن بكار، وسريج بن يونس، وجماعة.
وعنه: أبو علي بن الصواف، وعبد العزيز الخرقي، وابن لؤلؤ، ومحمد بن خلف بن حيان.
"حرف الفاء":
148- فهد بن أبي هريرة أحمد بن محمد بن صالح المصري:
روى عن: يونس بن عبد الأعلى.
"حرف الميم":
149- محمد بن إسماعيل بن الفَرَج:
أبو العباس المصري البناء.
__________
1 العبر "2/ 126"، وشذرات الذهب "2/ 242".(23/85)
150- محمد بن حَرْمَلةَ بن سعيد.
أبو عمّار الحرشي.
مصري، سمع: بكار بن قُتَيْبة.
151- محمد بن الحسن بن العلاء1:
أبو عبد الله البغداديّ الخواتيميّ.
عن: داود بن رشيد، وأبي بكر بن أبي شيبة.
وعنه: عبد العزيز الخِرَقيّ.
وثّقه الخطيب.
152- محمد بن الحسن بن نصر الزّيّات:
سمع: زُهير بن عبّاد.
مصريّ.
153- محمد بن خَوْتك:
أبو ثمامة الحَرَسيّ.
من أهل الحَرَس، بُلَيْدة بمصر.
حدَّث عن: سَلَمَةَ بن شبيب، وغيره.
154- محمد بن سليمان بن سَنْدَلٍ الأندلسيّ2:
سمع من: سَحْنُون.
وفي الرحلة من: ابن عَبْد الحَكَم.
وحدَّث.
155- محمد بن العبّاس بن الوليد بن محمد بن عُمَر بن الدرفس3:
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 189، 190" "610".
2 راجع تاريخ علماء الأندلس "2/ 21"، "1149"، فيمن سمع من سحنون.
3 شذرات الذهب "2/ 242"، والعبر "2/ 126".(23/86)
أبو عبد الرحمن الغسّانيّ الدّمشقيّ الشيخ الصّالح.
روى عن: أبيه، وهشام بن عمّار، وهشام بن خالد، ودُحَيْم، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وجماعة.
وعنه: أبو بكر، وأبو زُرْعة ابنا أبي دُجَانة، وجُمَح بن القاسم، والفضل بن جعفر، وأبو عُمَر بن فَضَلَة، وأبو أحمد بن عَدِيّ، والطبراني، وآخرون.
156- محمد بن عبد الوهّاب بن سلّام1:
أبو عليّ الْجُبّائيّ البصْريّ.
شيخ المعتزلة.
كان رأسًا في الفلسفة والكلام.
أخذ عن: يعقوب بن عبد الله الشّحّام البصُريّ.
وله مقالات مشهورة، وتصانيف.
أخذ عنه: ابنه أبو هاشم، والشيخ أبو الحسن الأشعريّ. ثمّ أعرض الأشعري عن طريق الاعتزال وتابَ منه، ووافق أئمّة السنة، إلّا في اليسير.
وعاش أبو عليّ ثمانيًا وستّين سنة.
وجدت على ظهر كتاب عتيق: سمعت أبا عُمَر يقول: سمعتُ عشرةٍ من أصحاب الْجُبّائيّ يحكون عنه قال: الحديث لأحمد بن حنبل، والفقه لأصحاب أبي حنيفة، والكلام للمعتزلة، والكذِب للرافضة.
وقال الأهوازيّ: سمعتُ الحسن بن محمد العسكريّ بالأهواز، وكان من المخلصين في مذهب الأشعريّ، يقول: كان الأشعريّ تلميذًا للجُبّائيّ، يدرس عليه ويتعلَّم منه، ويأخذ عنه. وكان أبو عليّ الْجُبّائيّ صاحب تصنيف وقلم، إذا صنف يأتي بكل ما أراد مستقصي، وإذا حضر المجالس وناظر لم يكن بمرضي. وكان إذا دهمه الحضور في المجالس يبعث الأشعري ينوب عنه. ثم إن الأشعري أظهر توبة، وانتقل عن مذهبه.
__________
1 مقالات الإسلاميين "1/ 236"، والفرق بين الفرق "167-169"، والنجوم الزاهرة "3/ 189".(23/87)
157- محمد بن عثمان بن سعيد:
أبو بكر الدّارِميّ الهَرَويّ.
خلَف أباه، وكان عالمًا زاهدًا.
سمع: محمد بن بشّار، ومحمد بن المُثَنَّى، وأبا سعيد الأشجّ.
روى عنه: أبو إسحاق البزّار الحافظ.
158- محمد بن عليّ بن عُمَرو الحفّار1:
أبو بكر البغداديّ الضّرير.
سمع: عبد الأعلى بن حمّاد، وداود بن رشيد.
وعنه: عُمَر الزّيّات، وعليّ بن عُمَر الحربيّ.
حدَّث في هذا العام.
159- محمد بن عيسى بن إبراهيم بن مثرود:
أبو بكر الغافقيّ.
مصريّ، له ذكر.
روى عن: أبيه.
وذَكَر أنّه سمع من يحيى بن بُكَيْر؛ قاله عنه ابن يونس.
160- محمد بن محمد بن فُورَك بن عطاء2:
أبو عبد الله القبّاب الإصبهانيّ، والد أبي بكر.
سمع من: محمد بن عاصم جبّر، وإسحاق بن إبراهيم شاذان.
وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو بكر الطّلْحيّ.
161 - محمد بن حمدَوَيْه بن سنجان3. أبو بكر المَرْوَزِيّ:
__________
1 تاريخ بغداد "3، 70"، "1032".
2 ذكر أخبار أصبهان "2/ 253".
3 الأنساب "593 ا"، والإكمال لابن ماكولا "2/ 557".(23/88)
قال ابن ماكولا: روى عن: كثير بن المبارك، وسُوَيد بن نصر، وعليّ بن حُجْر، والحميدي.
روى عنه: محمد بن الحسن النّقّاش، ومحمد بن محمود المَرْوَزيّ الفقيه.
مات سنة ثلاث وثلاثمائة.
162- محمد بن المنذر بن سعيد بن عثمان السُّلميّ الهَرَويّ1:
أبو عبد الرحمن الحافظ، المعروف بشَكّر.
سمع: محمد بن رافع، وعليّ بن خَشرَم، وعُمَر بن شَبّة، والرمّاديّ، ويزيد بن عبد الصّمد، وأحمد بن عيسى المصريّ، وطبقتهم. وأكثَر التَّرْحال، وصنَّفَ.
روى عنه: أبو الوليد حسّان بن محمد، وأبو عُمَرو بن مطر، وأبو حامد بن الشَّرْقيّ، وأبو بكر أحمد بن عليّ الرّازيّ النَّيْسابوريّ.
وحدَّث بنواحي خُراسان؛ وتوفي في أحد الربيعين بهَرَاة.
وقيل: مات سنة اثنتين.
163- منصور بْن إسماعيل2:
أبو الحَسَن التَّميميّ الْمَصْرِيّ الضَّرير، الفقيه الشّافعيّ الشاعر.
قال ابن خلّكان: له مصنّفات مليحة في المذهب، وله شِعر سائر.
وهو القائل:
لي حيلةٌ فيمن يَنِمُّ ... وليس في الكذّاب حيلهْ
مَن كان يخلقُ ما يقول ... فحِيلتي فيه قليلهْ3
وقال القُضاعيّ: أصله من رأس عين. وكان فقيهًا متصرِّفًا في كل علم، شاعرًا مجوّدًا، لم يكن في زمانه مثله. توفي سنة ثلاث4.
__________
1 تذكرة الحفاظ "2/ 748، 749"، والعبر "2/ 126".
2 معجم الشعراء "373، 374"، للمرزباني، والأعلام "8/ 235"، وهدية العارفين "2/ 473".
3 وفيات الأعيان "5/ 289، 290".
4 انظر المصدر السابق.(23/89)
وقال ابن يونس: كان فهمًا حاذِقًا، صنَّفَ مختصرات في اللُّغة في مذهب الشّافعيّ. وكان شاعرًا مجوّدًا، خبيث اللّسان بالهجْو. يظهر في شعرِهِ التَّشيُّع. وكان جُنْديًا قبل أن يعمى.
وذكر ابنُ زولاق في ترجمة القاضي أبي عُبَيْد بن حَرْبَوَيْه أنّه كانت له قصّة مع منصور بن إسماعيل الفقيه طالت وعَظُمَت. وذلك أنّه كان خاليًا به، فجرى ذكر المُطَلَّقَة ثلاثًا الحامل، ووجوب نَفَقَتها، فقال أبو عُبَيْد: زعم زاعمٌ أنّ لَا نفقة لها. وأنكر منصور ذلك وقال: أقائل هذا مِن أهلِ القبْلَة؟.
ثمّ انصرف منصور، وحدَّث الطّحاوي فأعاده على أبي عُبَيْد، فأنكره أبو عُبَيد فقال منصور: أنا أكذّبه.
قال لنا أبو بكر بن الحدّاد: حضر منصور، فتبيَّنت في وجهه النَّدَم على ذلك، فلولا عَجَلَةُ القاضي بالكلام لما تكلَّم منصور، ولكنْ قال القاضي: ما أريد أحدًا يدلّ عليّ، لَا منصور ولا نصّار، يحكون عنّا ما لم نقلْ.
فقال منصور: قد علِم اللُّه أنّك قلت.
فقال: كذبتَ.
فقال: قد علِمَ اللُّه مَن الكاذِب. ونهض1.
"حرف الهاء":
164- هارون بن يوسف2:
أبو أحمد الشَّطَويّ، ويُعرف بابن مقراض.
سمع: محمد بن يحيى العَدَنيّ، والحسن بن عيسى بن ماسرْجِس، وأبا مروان العثمانيّ.
وعنه: أبو بكر الْجِعَابيّ، وأبو عبد الله بن العسْكريّ، وابن لؤلؤ، والزّيّات.
ووثّقه الإسماعيليّ. تُوُفّي في ذي الحجة.
__________
1 انظر المصدر السابق.
2 تاريخ بغداد "14/ 29" "7366".(23/90)
"حرف الياء":
165- يحيى بن إسحاق بن يحيى بن يحيى اللَّيْثيّ1:
أبو إسماعيل القُرْطُبيّ.
سمع أباه، ورحل فسمع ببغداد من: إسماعيل القاضي.
وبرع في العربية واللغة، وشووِر في الأحكام.
مات في الرملة.
166- يحيى بن عُبَيْد الله بن يحيى بن يحيى2:
أبو عبد الله القُرْطُبيّ؛ ابن عمّ الّذي قبله.
كان رئيسًا مُبَجَّلًا يُسَتفْتى.
سمع مع والده، ويُشاورَ في الأحكام.
167- يعقوب بن إبراهيم بن حسّان3:
أبو الحُسين الأنماطيّ: أخو إسحاق.
حدَّث عن: عبد الواحد بن غِياث، وهارون بن حاتم.
وعنه: الْجِعَابيّ، ومحمد بن أحمد العَطَشيّ.
وكان ثقة.
وفيات سنة أربع وثلاثمائة:
"حرف الألف":
168- أحمد بن إبراهيم بن يزيد بن عبد الله الباهلي الأصبهاني المكتب.
روى عن: نصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن يحيى الرُّمّانيّ، وجماعة.
وعنه: عبد الله والد أبي نعيم، ومحمد بن جعفر بن يوسف.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 186" "1573"، لابن الفرضي، وبغية الملتمس "498"، "1460"، للضبي.
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 186"، "1572".
3 تاريخ بغداد "14/ 292، 293".(23/91)
169- أحمد بن الحسن بن عبد الله الإصبهانيّ المعدّل1:
سمع: مؤمّل بن إهاب، وأيوب الوزّان، وجماعة.
وله رحلة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشّيخ، وآخرون.
170- أحمد بن زنجويه بن موسى2:
أبو العبّاس المخرّميّ القطّان.
سمع: بِشْر بن الوليد، وداود بن رشيد، ومحمد بن بكّار.
وعنه: ابن لؤلؤ، وابن المظفَّر.
وكان ثقة.
وذكر الخطيب أحمد بن عُمَر بن زَنْجَوَيْه المخرّميّ القطّان، وأنّه تُوُفّي سنة أربعٍ، وفرّق بينه وبين هذا؛ وهما واحدٌ إن شاء الله تعالى.
171- أحمد بن عبد الله بن عُمَران3:
أبو حمزة المَرْوَزِيّ.
حدَّث ببغداد في هذا العام عن: عليّ بن خَشْرَم، وغيره.
وعنه: عليّ بن عُمَر الحربيّ، وغيره.
172- أحمد بن عُمَر بن موسي بن زَنْجَوَيْه القطان4:
بغدادي: أحسبه أحمد بن زنجويه المذكور آنفًا، لكن قد فرّق بينهما الخطيب.
سمع: إبراهيم بن المنذر الحزامي، ومحمد بن بكّار، ولُوَيْنًا، وهشام بن عمّار.
وعنه: ابن المظفر، وعبد الله الزينبي.
وكان ثقة.
__________
1 المعجم الصغير "1/ 64" للطبراني.
2 تاريخ بغداد "4/ 164، 165".
3 تاريخ بغداد "4/ 223"، "1923".
4 المعجم الصغير"1/ 42"، وتاريخ بغداد "4/ 170".(23/92)
وقد ذكره الحافظ بن عساكر، وقال: روى عنه: ابن عدي، وأبو بكر الآجُرّي، والطّبَرَانيّ1. وسمَّى جماعةً.
173- أحمد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن السَّكَن2:
أَبُو الحسن القُرَشيّ العامريّ الحافظ.
حدَّث عن: إبراهيم بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن الأنطاكيّ، وإسحاق بن موسى الأنصاريّ، وجماعة.
وعنه: أبو بَكْر بْن أَبِي دُجَانة، وعليّ بْن أَبِي العَقِب، وأبو أحمد العسّال، وأبو الشَّيخ، وأحمد بن عَبْدان الشّيرازيّ، وقال: قدِم علينا في سنة أربع وثلاثمائة ولا أُحَدِّث عنه؛ كان ليّنًا.
174- أحمد بن محمد بن رستم3:
أبو جعفر الطَّبَريّ النَّحْويّ المقرئ.
صاحب نُصير بن يوسف، وهاشم بن عبد العزيز تلميذي الكِسائيّ.
روى عنه: أحمد بن جعفر بن سَلْم، وعُمَر بن محمد بن سيف الكاتب.
حدَّث في هذه السنة.
ذكره الخطيب.
175- أحمد بن محمد الصَّيدلانيّ4:
عن: إسحاق بن وهْب، وغيره.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وعليّ بن عُمَر السُّكَّريّ.
بقي إلى هذا العام.
176- أحمد بن الممتنع5: أبو الطّيّب القُرَشيّ الأَيْليّ.
__________
1 انظر: تهذيب تاريخ دمشق "1/ 418".
2 تاريخ بغداد "4/ 425"، "2319"، وميزان الاعتدال "1/ 138".
3 غاية النهاية "1/ 114، 115"، وبغية الوعاة "1/ 387"، "753".
4 المعجم الصغير "1/ 38" للطبراني.
5 تاريخ بغداد "5/ 170"، "2616".(23/93)
حدث عن: أبي الطّاهر بن السَّرْح، وهارون الأَيْليّ.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وابن الزّيّات.
قال الدّارَقُطْنيّ: صالح.
177- أحمد بن موسى بن الجوهريّ1:
عن: الحُسين بن حُريث، والربيع المُراديّ. وعنه: عيسى الرُّخَّجيّ، والطَّبَرانيّ.
وهو ثقة. قاله الخطيب.
يُعرف بأخي خَزَريّ.
178- إبراهيم بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أيّوب المُخَرّميّ البغداديّ2. أبو إسحاق:
عن: عُبيد الله القواريريّ، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وجماعة.
وعنه: عُمَر بن الزّيّات، وعُبَيد الله الزُّهْريّ، وجماعة.
قال الإسماعيليّ: صدوق.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: حدَّث عن ثقاتٍ بأحاديث باطلة، وليس بثقة.
قلت: تُوُفّي في رمضان.
179- إِبْرَاهيمُ بْن مُحَمَّد بْن مالك بن ماهويه الإصبهانيّ3:
أبو إسحاق القطّان الفقيه.
سمع: لُوَيْنًا، وعُمَر الفلّاس، وأبا الربيع السّمْتيّ، وإسماعيل بن يزيد.
وعنه: العسّال، وأبو الشَّيخ، ومحمد بن جعفر بن جعفر بن يوسف.
180- إبراهيم بن موسى الجوزي4:
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 143"، "2576".
2 تاريخ بغداد "6/ 124، 125"، والميزان "1/ 41"، والضعفاء والمتروكين "1/ 41"، لابن الجوزي.
3 ذكر أخبار أصبهان "1/ 191".
4 المنتظم "6/ 140"، "211"، والأنساب "112"، وتاريخ بغداد "6/ 187، 188".(23/94)
سمع: بِشْر بن الوليد.
وقد ذُكِر سنة ثلاث.
181- إسحاق بن إبراهيم بن يونس1:
أبو يعقوب المنجنيقيّ الورّاق.
بغداديّ حافظ.
سكن مصر.
عن: محمد بن بكّار، وأبي إبراهيم التَّرْجُمانيّ، وداود بن رشيد، وعبد الأعلى بن حمّاد، وسُوَيد بن سعيد، وحُمَيْد بن مَسْعَدَة.
وعنه: النَّسائيّ في "سُنَنهِ" وهو من أقرانه، وانتقى عليه، وقال: هو صدوق؛ وأبو بكر أحمد بن السُّنّيّ، والحسن بن الخضر الأسْيوطيّ، وأبو سعيد بن يونس، وعبد الله بن عَدِيّ، وسليمان الطَّبَرانيّ، وأحمد بن محمد بن سَلَمَةَ الخياش، ومحمد بن محمد بن يعقوب السَّرَّاج، ويحيى بن زكريّا المصريّون، وغيرهم.
وكان رجلًا صالحًا، وهو آخر من مات من شيوخ النُّبْل.
تُوُفّي لليلتين بقيتا من جُمَادَى الآخرة؛ ولُقِّب بالمنْجَنِيقيّ؛ لأنّه كان يجلس بقرب منْجَنِيقٍ بجامع مصر.
وكان فيما ذكر ابن عَدِيّ عن بعض رجاله يمنع النّسائيَّ من المجيء إليه، ويذهب إلى منزل النَّسائيّ حِسْبةً، حتّي سمع منه النَّسائيّ ما انتقاه عليه. وقد قال له النَّسائيّ يومًا: يا أبا يعقوب، لَا تحدّث عن سُفْيان بن وكيع. فقال: اختَرْ لنفسك ما شئت، وأنا فكلّ من كتبت عنه فإنّي أحدِّث عنه2.
وثّقه ابن عديّ، والدَّارَقُطْنيّ.
182- إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عرباض:
أبو القاسم التنيسي.
__________
1 تاريخ جرجان "442"، وتهذيب الكمال "2/ 392"، والتهذيب "1/ 220".
2 تاريخ بغداد "6/ 386".(23/95)
روى عن: محمد بن رُمْح، وعبد الجبّار بن العلاء.
توفي في رجب بتنيس.
183- أصبغ بن مالك1:
أبو القاسم المالكي الزاهد.
نزيل قرطبة.
أصله من قبره. وصحب ابن وضاح أربعين سنة، وكان ابن واضح يجله ويعظمه.
وسمع من: ابن وضاح، وابن القزاز.
وكان إماما في قراءة نافع.
قرأ على: إبراهيم بن بازي، عن أصحاب وَرْش.
"حرف الجيم":
184- جعفر بْن أحمد بْن عَلي بن بيان2.
أبو الفضل الغافقيّ المصريّ.
رافضيّ كذّاب، زعم أنّه سمع من: عبد الله بن يوسف التِّنّيسيّ، ويحيى بن بُكَيْر.
روى عنه: أبو أحمد عبد الله بن عديّ، والحسن بن رشيق.
حدَّث في هذه السنة، وعاش بعدها قليلًا، أو ماتَ فيها.
قال عبد الله بن عديّ: كتبتُ عنه في الرحلة الأولى بمصر سنة تسعٍ وتسعين، وفي الرحلة الثانية سنة أربع وثلاثمائة، وأظنّ فيها مات.
ثنا عن أبي صالح كاتب اللّيث، وعثمان بن صالح كاتب ابن وهب، وسعيد بن
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 79" لابن الفرضي، وبغية الملتمس "241" للضبي.
2 ميزان الاعتدال "1/ 400، 401"، "1485"، والكامل في ضعفاء الرجال "2/ 578-581"، لابن عدي.(23/96)
عفَيْر، وعبد الله بن يوسف بأحاديث موضوعة، كنّا نتّهمه بوضعها، بل نتيقَّن ذلك. وكان رافضيًّا.
185- جعفر بن حُبَيْش بن عائذ. أبو الفضل المصريّ:
سمع: يونس الصَّدَفيّ.
"حرف الحاء":
186- حاتم بن روح:
أبو الحسن السِّجِسْتانيّ المؤدَّب.
في رجب.
187- الحسن بن عليّ الأعسم. أبو عليّ السّامّريّ، نزيل مصر:
أرّخه ابن يونس.
يروى عن: أشعث بن محمد الكِلابيّ، ونصر بن الفتح، وغيرهما.
وعنه: محمد بن أحمد بن خروف، وإبراهيم بن أحمد بن مهران، والحسن بن أبي الحسن العدل.
حديثه في "الخلعيّات" يقع.
188- الحسين بن عبد المجيب المَوْصِليّ:
شيخ كبير، يروي عن: عليّ بن المَدِينيّ، ومعُلَّى بن مهديّ، وعبد الأعلى بن حمّاد.
ورأى أبا الوليد الطيالسي.
علق له يزيد بن محمد في تاريخه.
"حرف الخاء":
189- خلف بن هاشم1. أبو القاسم الأشعري الأندلسي:
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 134" لابن الفرضي، وجذوة المقتبس "211" للحميدي.(23/97)
يروي عن: العُتْبيّ الفقيه.
وهو مِن أهلِ لُورَقَةَ.
"حرف الزاي":
190- زيادة الله بن عبد الله الأغلبيّ1:
صاحب القيروان. هو وأبوه.
وَهُم الّذين بنوا حُصُونَ القَيْروان.
قدِمَ هذا منهزمًا من بني عُبَيد الخارجين بالقيروان إلى مصر، فأُكْرِمَ موردهُ.
تُوُفّي غريبًا بالرملة.
وله ترجمة طويلة مرت، فتكتب هنا.
"حرف الطاء":
191- طريف بن عُبَيْد الله2:
أبو الوليد المَوْصليّ. مولى بني هاشم.
روى ببغداد عن: عليّ بن الْجَعْد، ويحيى بن بِشْر الحريريّ، ويحيى الحِمّانيّ.
وعنه: أبو بكر الْجِعَابيّ، وأبو الفتح الأزْديّ، وعبد الله بن عديّ.
ضعّفه الدّارقُطْنيّ.
"حرف العين":
192- العبّاس بن إبراهيم3:
أبو الفضل القراطيسي.
بغدادي، ثقة.
__________
1 وفيات الأعيان "2/ 192-194"، والنجوم الزاهرة "3/ 191".
2 الضعفاء والمتروكين "111"، "307"، للدارقطني، وميزان الاعتدال "2/ 336".
3 المعجم الصغير "1/ 211" للطبراني.(23/98)
عن: محمد بن المُثَنَّى الغَزَيّ، وإسحاق بن زياد الأُبُلّيّ.
وعنه: النّجّاد، والطَّبَرانيّ، ومحمد بن المظفّر.
193- عبّاس بن الوليد بن حفص الأُمويّ:
مولاهم المصري.
عن: يونس بن عبد الأعلى.
194- عبد الله بن محمد بن عُمَران1:
أبو محمد الإصبهانيّ.
رئيس جليل، حجّ وسمع من: لُوَيْن، ومحمد بن أبي عُمَر العدنيّ، والحَسَن بن عليّ الحلوانيّ.
وعنه: أبو الشَّيخ، والطَّبَرانيّ، وابن المقري.
195- عبد الله بن محمد:
أبو القاسم الأكفانيّ الفقيه، صاحب المُزَنّي.
وقيل: تُوُفّي في سنة سَبعٍ، كما سيأتي.
196- عبد الله بن مُظَاهِر2:
أبو محمد الإصبهانيّ الحافظ.
تُوُفّي شابًّا، وكان آيةً في الحفظ. حفظَ المسند كلّه، وشرع في حفظ فتاوى الصّحابة.
وسمع: أبا خليفة، وجماعة.
ولم يُمَتَّع بشبابه.
وحدَّث عن: مُطَيَّن، ويوسف القاضي.
وعنه: أبو الشيخ.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 64"، والمعجم الصغير "1/ 227".
2 ذكر أخبار أصبهان "2/ 72، 73"، والعبر "2/ 127، 128"، وتذكرة الحفاظ "3/ 889".(23/99)
197- عبد العزيز بن محمد بن دينار1:
الفارسيّ الزّاهد.
سمع: داود بن رُشيد، وجماعة.
وعنه: أبو عليّ بن الصّوّاف، ومحمد بن خَلَف الخلّال.
وكان ثقة عابدًا كبير القدر.
198- عُبَيْدون بن محمد بن فهد2:
أبو الغَمْر الْجُهَنيّ القُرْطُبيّ.
رحل مع الأَعْناقيّ، وابن خُمَيْر.
فسمع من: يونس بن عبد الأعلى، وابن عبد الحَكَم.
وولي قضاء الجماعة بقُرْطُبة يومًا واحدًا.
توُفُيّ في شوّال.
199- عُمَران بن أيّوب:
أبو عبد الله الخَوْلانيّ، مولاهم المصريّ.
روى عن: حَرْمَلَة.
"حرف الْقَافِ":
200- الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْديّ الإخميميّ3. أبو الطّاهر، قاضي الطِّفّ. روى عن: أبي مُصْعَب الزُّهْريّ.
وكان بالصّعيد.
روى عنه: أبو أحمد بن عديّ، وابن يونس، والطبراني.
فيه ضعف.
__________
1 المنتظم "6/ 140"، "214".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 340"، لابن الفرضي، وجذوة المقتبس "296"، للحميدي.
3 المعجم الصغير "1/ 267" للطبراني.(23/100)
201- القاسم بن الليث بن مسرور1:
أبو صالح العتابي الرسعني.
نزيل تنيس.
روي عن: المعافَى بن سليمان، وهشام بن عمّار، وجماعة.
وعنه: النِّسائيّ في "الكنَى" ووثقه، وأبو بكر محمد بن عليّ النّقّاش، والمصريّون، وعبد الله بن عدي الحافظ، وأبو الحسن محمد بن عبد اللَّه بن حَيَّوَيْه النَّيْسابوريّ، وأبو عليّ بن هارون.
وهو ممّن عاشَ بعد النَّسائيّ مِن شيوخه.
202- القاسم بن محمد بن قاسم الزَّواويّ المغربيّ:
من صغار أصحاب سَحْنون.
"حرف الميم":
203- محمد بن أحمد بن شيرزاد.
أبو بكر البوراني، قاضي تكريت.
حدث عن: لُوَيْن، وجماعة.
وعنه: محمد بن المظفّر، ومحمد بن زيد بن مروان.
وهو صدوق.
204- محمد بن أحمد بن الهيثم الُّدوريّ2:
سمع: هارون بن إسحاق، ومحمد بن عبد الملك الدَّقيقيّ.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وابن المظفّر.
وثّقه الخطيب.
205- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الملك بْن سلام بن الزراد القرطبي:
__________
1 العبر "2/ 128"، وشذرات الذهب "2/ 243".
2 تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي "2/ 25، 26".(23/101)
مولى بني أمية، أبو عبد الله؛ صاحب محمد بن وضّاح.
روى عنه، وعن: إبراهيم بن محمد بن باز، وجماعة.
وكان زاهدًا صالحًا.
وسمع النّاس منه كثيرًا.
206- محمد بن أحمد بن المَرْزَبان:
القاضي المَرْزُبانيّ.
قُلِّدَ قضاء دمشق بعد أبي زُرْعة من قِبَلِ المقتدر، فبقي أشهرًا، وتُوُفّي سنة أربع.
207- محمد بن جعفر بن حسين العطّار:
أبو بكر العسكريّ.
سمع: الحَسَن بن عَرَفَة.
208- محمد بن الحسين بن خالد1:
أبو الحسن القُنّبيطيّ.
عن: إبراهيم بن سعيد الجوهريّ، ويعقوب الدَّوْرقيّ، وطبقتهما.
وعنه: ابن بنته عيسى الرُّخَّجيّ، وأبو عليّ بن الّصَوّاف، وابن لؤلؤ.
وثّقه الخطيب.
تُوُفّي في صفر.
209- محمد بن صالح بن أبي عِصْمة:
حدَّث في هذه السنة بمصر عن: هشام بن عمّار، وهشام الأزرق، ومحمد بن يحيى الزماني، ومحمد بن مصفى، وطبقتهم.
روى عنه: أبو أحمد بن عدي، وأبو بكر المقري، والخضر السيوطي، وأبو بكر الربعي، وطائفة.
وهو دمشقي يكني أبا العباس.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 231، 232"، "685".(23/102)
210- محمد بن عبد الوهاب بن هشام1:
أبو زرعة الأنصاري الجرجاني، الفقيه الحافظ.
أحد من جمع بين الفقه والحديث.
روى عن: عبد الله بن محمد الزُّهْريّ، وأحمد بن سعيد الدّارميّ، وهارون بن إسحاق الهمْدانيّ، وجماعة.
وعنه: ابن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، والغِطْريفيّ.
وصاهَر الإسماعيليّ. وعليه تفقّه الإسماعيليّ. تُوُفّي في ذي الحجّة.
211- محمد بن عُمَرو بن سليمان اللّقاباذيّ:
أبو بكر التّاجر. نَيْسابوريّ.
سمع: محمد بن رافع، وإسحاق الكَوْسَج.
وعنه: ابن عُقْدة، وأبو عليّ الحافظان.
212 - محمد بن هَرْثَمَة النَّيْسابوريّ المقرئ:
سمع: محمد بن رافع، وابن ماسَرْجِس. وحدَّث.
213- مسلم بن أحمد بن أبي عُبَيْدة2. أبو عُبَيْدة اللَّيْثيّ الأندلسيّ.
رحل في طلب العلم سنة تسعٍ وخمسين ومائتين، فكتب ورجع إلى الأندلس.
وتُوُفّي في حدود هذه السنة.
"حرف الياء":
214- يحيى بن عليّ الكِنْديّ:
فيها حدَّث بدمشق عن: أبي نعيم عبيد الكلبي3.
__________
1 تاريخ جرجان "388"، "646" للسهمي.
2 جذوة المقتبس "351"، "822" للحميدي.
3 أخبار البحتري "129"، وجمهرة أنساب العرب "298"، والعبر "2/ 128"، وبغية الوعاة "2/ 353".(23/103)
215- يَمُوت بن المُزَرِّع بن يموت بن عيسى:
أبو بكر العبْديّ البصْريّ الأديب.
وُيقال: اسمه محمد، ولقبه: يموت.
وكان إخباريًّا علامة سكن طبرية.
روى عن: خاله الجاحظ، ومحمد بن حُمَيْد اليَشْكُريّ، وأبي حفص الفلّاس، وأبو حاتم السِجْستانيّ، ونصر بن عليّ الْجَهْضميّ، والرّياشيّ، وجماعة.
وعنه: أبو بكر الخرائطيّ، وسهل بن أحمد الدِّيباجيّ، والحَسَن بن رشيق البصْريّ، وجماعة.
وما أحسن ما نقل. قال: إنّما مَصُرت أعمار الملوك لكثرة شكاية الخلق إيّاهم إلى الله.
تُوُفّي بدمشق. وكان لَا يعود مريضًا لئلّا يتطيَّر باسمه.
وكان يروي القراءة عن: محمد بن عُمَر القَصَبيّ صاحب عبد الوارث.
وعن: أبي حاتم السجستاني.
أخذ عنه: ابنُ مجاهد، وغيره.
216- يوسف بن الحسين الرّازيّ1:
أبو يعقوب، شيخ الصوفيّة.
صحِب ذا النُّون المصريّ، وغيره.
وسمع: قاسمًا الجوعيّ، وأبا تُراب عسكر النَّخْشَبيّ، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن أبي الحواري، ودُحَيْمًا.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو بكر النّقّاش، ومحمد بن أحمد بن شاذان البَجَليّ، وآخرون.
قال السُّلَميّ: كان إمام وقته، ولم يكن في المشايخ على طريقته في تذليل النّفس وإسقاط الجاه.
__________
1 طبقات الصوفية "185-191"، للسلمي، والعبر "2/ 128"، وطبقات الأولياء "379-384".(23/104)
وقال القُشَيْريّ: كان نسيجَ وحْده في إسقاط التَّصَنُّع.
يُقال: إنّه كتب إلى الْجُنَيد: لَا أذاقكَ الله طعمَ نفسك، فإنّك إن ذُقْتَها لَا تذوق بعدها خيرًا.
ومن قوله: إذا رأيت المُريد يشتغل بالرُّخَص فاعلم أنّه لَا يجيء منه شيء1.
وقال عليّ بن محمد بن نَصْرَوَيْه: سمعت يوسف بن الحسين يقول: ما صحِبَني متكبّر قطّ إلّا اعتراني داؤه؛ لأنّه يتكبَّر، فإذا تكبَّر غضِبتُ، فإذا غضِبت أدّاني الغضب إلى الكِبْر.
وعنه أنه قال: اللهم إنك تعلم أني نصحب النّاسَ قولًا، وخنتُ نفسي فعلًا، فَهَبْ خيانتي لنصيحتي2.
وَرُوِيَ أنّه سمع قولًا:
رأيتك تبني دائمًا فِي قَطِيعَتِي ... وَلَوْ كُنْتَ ذَا حَزْمٍ لَهَدَمْتَ ما تبني
كأنّي بكم واللّيتُ أفضل قولكم ... ألا ليتنا كنا إذا اللَّيتُ لَا تُغْني3
فبكى كثيرًا، فلمّا سكن ما بهِ قال: يا أخي لَا تَلُمْ أهل الري على أن يسموني زنديقًا، أنا من الغَداة أقرأ في هذا المُصْحف، ما خرجت من عيني دمعة. وقد وقع مني فيما غَنّيت ما رأيت.
قال السُّلَميّ: كان مع عِلمه وتمام حاله هجَره أهلُ الرِّيِّ، وتكلّموا فيه بالقبائح، خصوصًا الزُّهّاد، إلى أن أفشوا حديثه وقبائحه، حتّى بَلغني أنّ بعض مشايخ الرّيّ رأى في النَّوم كأنّ براءةً نزلت من السّماء فيها مكتوب: هذه براءة ليوسف بن الحسين ممّا قيل فيه. فسكتوا عنه بعد ذلك.
قال الخطيب: سمع منه: أبو بكر النّجّاد.
قلت: وهو صاحب حكاية الفأرة لما سأل ذا النّون عن الاسم الأعظم4.
__________
1 الرسالة القشيرية "22".
2 تاريخ بغداد "14/ 319"، والمنتظم "6/ 143"، وصفة الصفوة "4/ 103".
3 حلية الأولياء "10/ 240".
4 تاريخ بغداد "14/ 317"، وطبقات الحنابلة "1/ 420".(23/105)
وقد راسله الْجُنَيْد وأجابه هو، وطال عُمَره وشاعَ ذكره.
وعن أبي الحَسَن الدّرّاج قال: لما وَرَدَ على الْجُنَيْد رسالة يوسف اشتقت إليه، فخرجت إلى الرّيّ، فلمّا دخلتها سألتُ عنه فقالوا: إيش تعمل بذاك الزِّنديق؟ فلم أحضره.
فلمّا أردت السفر قلت: لَا بُدّ لي منه. فلمّا وقفت على بابه تغيَّر عليَّ حالي، فلمّا دخلت إذا هو يقرأ في مُصْحَف فقال: لأيشٍ جئت؟ قلت: زائرًا.
فقال: أرأيت لو ظهر لك هنا مَن يشتري لك دارًا وجارية ويقوم بكفايتك، اكنت تنقطع بذلك عنّي؟ قلتُ: يا سيّدي، ما ابتلاني الله بذلك.
فقال: اقعد، فانت عاقل؛ تُحْسِن تقول شيئًا؟ قلت: نعم.
قال: هات.
فأنشدَ البيتين المتقدّمين، إلى آخر الحكاية1.
وقال أبو بكر الرّازيّ: قال يوسف بن الحسين: بالأدب يُفهم العِلم، وبالعلِم يصحّ لك العمل، وبالعمل تُنال الحكمة، وبالحكمة يُفهم الزُّهْد، وبالزُّهْد تُترك الدّنيا، وبِتَرك الدّنيا يُرْغب في الآخرة، وبالرغبة في الآخرة يُنال رضى الله تعالى.
قال السُّلميّ: نا ابن عطاء أنّ يوسف بن الحسين الرازي مات سنة أربع وثلاثمائة.
قلت: كان من أبناء التّسعين، رحمه الله تعالى.
وفيات سنة خمس وثلاثمائة:
"حرف الألف":
217- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه2:
أَبُو مُحَمَّد النَّيْسابوريّ. سِبْط القاضي نصْر بن زياد؛ من وجوه خراسان وزعمائها.
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 317، 318".
2 سير أعلام النبلاء "11/ 232".(23/106)
سمع: جدّه، وإسحاق بن راهَوَيْه وقرأ عليه "المُسْنَد"، ومحمد بن مقاتل، وعُمَرو بن زرارة.
وعنه: مؤمل بن الحسن، وأبو عليّ الحافظ، وأحمد بن أبي عثمان.
218- أحمد بن العبّاس بن موسى:
أبو عُمَرو العدويّ الأستراباذيّ.
روى عن: إسماعيل بن سعد الشالنْجِيّ، وأحمد بن آدم غُنْدر.
وعنه: ابن عديّ، وأبو أحمد الغِطْريف، وأبو بكر الإسماعيليّ وقال: صدوق.
قال أبو عُمَرو: سمع منّي كتاب "البيان" من أهل طبرستان وحده أربعة آلاف نفْس.
219- أحمد بن عبد الواحد العقيليّ الجوبريّ الدّمشقيّ:
عن: صَفْوان بن صالح، وعبد الله بن ذَكوان.
وعنه: ابن عديّ، وأبو بكر محمد بن سليمان الرّبْعيّ، وجُمَح بن القاسم.
220- أحمد بن محمد بن إبراهيم1:
أبو بكر الكِنْديّ الَّصيْرفيّ.
بغدادي، سمع: زيد بن أخزم، وعليّ بن الحسين الدِّرْهميّ.
وعنه: ابن السقاء الواسطي، وغيره.
يعرف بابن الخنازيري.
221- أحمد بن محمد بن شبيب:
أبو محمد الغزال المروزي.
عن: علي بن خشرم، وأبي داود السنجي، ومحمد بن كامل المروزيين.
وعنه: أبو نصر بن زنك، وغيره.
222- أحمد بن محمد. أبو جعفر الفهري الأندلسي:
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 384"، "2263".(23/107)
سمع من: سحنون، وغيره.
وطلب لقضاء القيروان فامتنع؛ وطال عمره، وبقي إلى هذا العام.
223- أحمد بن هارون. أبو جعفر البخايّ الغزال.
رحل، وسمع: عُمَرو بن عثمان الحمصيّ، وأبا عمير عيسى بن النّحّاس.
وعنه، أهلُ بُخارى: محمد بن محمد بن محمود، وأحمد بن محمد بن حرب.
224- آدم بن موسى الخواريّ.
في رجب.
225- إسماعيل بن إسحاق بن الحصين الرقي1:
حدَّث ببغداد عن: أحمد بن حنبل، وحكيم بن سيف.
وعنه: محمد بن المظفر، وأبو جعفر بن الميتم، وعمر بن أحمد الوكيل.
قيل: إنه مات سنة ست، وذكر تقريبا.
"حرف الجيم":
226- جبير بن هارون2. أبو سعيد الجرجاني المعدل:
عن: علي بن محمد الطنافسي، ومحمد بن حميد الرازي.
وكان ذا قدر ومحل.
وروى عنه: والد أبي نعيم، ومحمد بن جعفر بن يوسف، وأبو الشيخ بن حبان.
"حرف الحاء":
227- الحسين بن عبد الغفار3. حدث في هذا العام بدمشق:
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 295، 296"، "3328".
2 ذكر أخبار أصبهان "1/ 253".
3 ميزان الاعتدال "1/ 540"، والكامل في الضعفاء "2/ 777"، لابن عدي.(23/108)
وهو متروك، واهٍ.
روى عن: هشام بن عمّار، ودحيم، وأبي مصعب الزهري.
وعنه: ابن عدي، والحسن بن رشيق، وجماعة.
قال ابن عدي: ثنا عن سعيد بن عفير، وجماعة لم يحتمل سنه لقاؤهم. وله مناكير.
يُكنى أبا عليّ.
"حرف السين":
228- سعيد بن عبد الله. أبو محمد الجوهريّ الحرّانيّ:
عن: إبراهيم بن عبد الله الهرويّ، وغيره.
229- سعيد بن عثمان التجيبي الأعناقي1:
سمع: ابن مزين، وابن وضاح.
ورحل قبل ذلك.
كأنه حجّ ورأى يونس بن عبد الأعلى والحارث بن مسكين.
وسمع من: نصر بن مرزوق صاحب أسد بْنُ مُوسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الحكم، وجماعة.
وكان ورِعًا زاهدًا حافظًا، بصيرًا بعلل الحديث ورجاله، لَا علم له بالفقه.
روى عنه: محمد بن قاسم، وابن أيمن، وخلق.
230- سليمان بن محمد2:
أبو موسى النحويّ، المعروف بالحامض.
كان إمامًا في نحو الكوفيين. وأخذ عن: ثعلب، وغيره. وخلفه بعد موته وجلس في مجلسه.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 164" لابن الفرضي.
2 النجوم الزاهرة "3/ 193"، وبغية الوعاة "1/ 601" "1274".(23/109)
صنف "غريب الحديث"، و"خلق الإنسان"، و"الوحوش"، و"النبات". وكان صالحًا خيِّرًا.
أخذ عنه: أبو عُمَرو الزاهد، والبغداديّون.
"حرف الطاء":
231 - طاهر بن عبد العزيز الرعيني1:
أبو الحسن القرطبي.
مكثر عن: بقيّ بن مخلد.
وحجّ فسمع: عليّ بن عبد العزيز، ومحمد بن إسماعيل الصّائغ.
ورحل إلى اليمن فسمع: إسحاق الدبريّ، وعبيد بن محمد الكشوريّ.
وأكثر من السّماع، وحمل النّاسُ عنه في حياة شيوخه.
روى عنه: أحمد بن بشر، ومحمد بن خالد، وابن أخي ربيع، وطائفة.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
"حرف العين":
232- العبّاس بن محمد بن أحمد الموصلي:
عن: محمد بن عبد الله بن عمّار، ومسعود بن جُوَيْرية، ومحمد بن يحيى الزّمّانيّ.
حدّث في هذه السّنة.
233- عبد الله بن أحمد بن أبي الحواري:
أبو محمد الدّمشقيّ.
كان زاهدًا ورعًا، مِن بيتٍ طيّب.
سمع: أباه، وأحمد بن صالح المصريّ، وكثير بن عبيد، وأبا عمير بن النحاس.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 206"، لابن الفرضي.(23/110)
وعنه: محمد بن سليمان الربعيّ، والفضل بن جعفر، وابن عديّ، وجماعة ببلده.
234- عبد الله بن صالح بن عبد الله بن الضحاك1:
أبو محمد البغداديّ المعروف بالبخاريّ.
سمع: لُوَيْنًا، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وعثمان بن أبي شيبة، وجماعة.
وعنه: عبد الله بن إبراهيم الزَّيْنَبيّ، ومحمد بن المظفّر، وابن الزّيّات، وأبو عليّ الحسين النَّيْسابوريّ وقال: ثقة.
تُوُفّي في رجب.
235- عبد الله بن صالح بن يونس. أبو محمد الفرائضي النَّيْسابوريّ:
سمع: محمد بْن رافع، وإِسْحَاق بْن منصور الكَوْسَج.
وعنه: محمد بن جعفر المزّكيّ، ومحمد بن حمدون المذكِّر، وغيرهما.
236- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن شِيرَوَيْه2 بن أسد بن أَعْيَن بن يزيد بن رُكانة بن عبد يزيد بن المطلَّب بن عبد مَنَاف القُرَشيّ النَّيْسابوريّ:
الفقيه أبو محمد بن شِيرَوَيْه. أحد كُبَراء نَيْسابور.
له مصنّفات كثيرة تدل على نُبله.
سمع "المُسْنَد" من ابن راهَوَيْه.
وسمع: خالد بن يوسف السّمْتيّ، وعبد الله بن معاوية الْجُمَحّي. وعُمَرو بن زرارة، وأحمد بن مَنِيع، وأبا كريب.
وعنه: ابن خزيمة، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم، والحسين بن عليّ الحافظ، والناس.
قال أبو عبد الله العَبْدويّ: سمعت عبد الله بن شِيرَوَيْه يقول: قال لي بُنْدار: أرِني ما كتبته عني.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 472، 781"، "5111"، والمنتظم "6/ 145"، "223".
2 التقييد لابن النقطة "319-321"، وتذكرة الحفاظ "2/ 705، 706"، والعبر "2/ 129".(23/111)
قال: فجمعت ما كتبته عنه في أسفاط، وحملتها إليه على ظهر جِمال، فنظر فيها وقال: يا ابن شِيرَوَيْه، أفْلسْتَني، وأفلسَك الورّاقون، يعني النُّسَّاخ.
وقال الحاكم: سمع بالحجاز كتاب ابن عُيَيْنَة من العدنيّ.
وقال إبراهيم بن أبي طالب: كان إسحاق بن راهَوَيْه لَا يُعيد لأحدٍ، وأنا أتعجَّب كيف لم يَفُتْه، يعني ابن شِيرَوَيْه، شيء من "المَسْنَد"1.
ثمّ قال: لقد رأيتُ له منزلةً عن إسحاق لمكان أبيه.
وقال أحمد بن الخضر الشافعيّ: سمعت ابن خُزَيْمة يقول: كنت أرى عبد الله بن شِيرَوَيْه يناظر وأنا صبيّ، فكنت أقول: تري أتعلَّم مثل ما تعلم ابن شِيرَوَيْه قطّ؟.
قلت: ومِن آخر مَن حدَّث عنه: أبو عمرو بن حمدان.
وقع لنا حديث عاليًا، ولله الحمد.
237- عبد الله بن هارون الصّوّاف2:
عن: مجاهد بن موسى، وعليّ بن مسلم الطُّوسيّ.
وعنه: عُمَر بن بِشْران، وعيسى بن حامد، وأبو بكر الإسماعيليّ.
238- عليّ بن أحمد المُريقيّ:
بغداديّ، روى عن: عُمَر بن شبة، وعبد الله بن أيوب المخرمي.
وعنه: عبد العزيز الخرقي، وأبو القاسم بن النخاس، وحمزة الكِنَانيّ الحافظ.
قال حمزة: ثقة حافظ.
239- عليّ بن الحسين بن حبّان بن عمّار3:
أبو الحسن المَرْوَزِيّ، ثم البغداديّ.
سمع: محمد بن الصّبّاح الجرجرائيّ، ومحمود بن غَيْلان، ومحمد بن بكّار.
وعنه: مكرَّم القاضي، ومحمد اليَقْطِينيّ، وعلي بن عمر الحربي. وكان ثقة.
__________
1 انظر المصدر السابق.
2 تاريخ بغداد "10/ 193" "5332".
3 تاريخ بغداد "11/ 395"، "6274".(23/112)
240- عليّ بن سعيد بن عبد الله العسْكريّ الحافظ1:
تُوُفّي بالرِّيّ.
رحل في حدود الخمسين ومائتين.
كنيته أبو الحَسَن.
سمع: الزُّبَيْر بن بكّار، ومحمد بن المُثَنيّ، وأبا حفص الفلّاس، ويعقوب الدَّوْرقيّ، وجماعة.
وعنه: أبو الشّيخ، وأبو بكر القبّاب، وأبو عُمَرو بن حمدان، وأبو عُمَرو بن مطر، وعبد الله، وأبو بكر محمد بن جعفر، وأهل إصبهان ونَيْسابور.
وآخر مَن حدَّث عنه مأمون الرّازيّ بالرَّيّ.
وقع لنا من تصانيفه.
241- عليّ بن موسى بن يزداد2:
أبو الحسن القُمّيّ، الفقيه الحنفيّ، إمام أهل الرأي في عصره بلا مُدافَعَة.
له مصنّفات منها: كتاب "أحكام القرآن"، وهو كتاب جليل.
وسمع: محمد بن حُمَيْد الرّازيّ، ومحمد بن معاوية بن مالج، ومحمد بن شجاع الثَّلْجيّ.
وعنه: أبو بكر أحمد بن سعد بن نصر، وأحمد بن أحيد الكاغِديّ، وآخرون.
وتخرَّج به جماعة من الكبار، وأملى بنَيْسابور. وحدَّثَ بمصنَّفاته.
242- عُمَر بن محمد بن نصر3:
أبو حفص الكاغِديّ المقرئ.
بغداديّ، كبير القدر.
قرأ القرآن على: أبي عمر الدوري.
__________
1 الأنساب "391ب"، وشذرات الذهب "2/ 246".
2 الفهرست "292"، لابن النديم، والأنساب "461 ب"، وطبقات المفسرين للداودي "1/ 436".
3 تاريخ بغداد "11/ 220"، وغاية النهاية "1/ 598".(23/113)
وسمع: عُمَرو بن عليّ الفلّاس، وأحمد بن بُدَيْل، ومحمود بن خراش، وجماعة.
روى عنه: الحسن السَّبِيعيّ، وعبد العزيز الخِرَقيّ، وأبو حفص بن الزّيّات.
وقرأ عليه القرآن جماعة، منهم: أبو بكر أحمد بن نصر الشّذائيّ.
243- عُمَران بن موسى بن مُجَاشِع1:
أبو إسحاق السّخْتيانيّ.
محدّث جُرْجان ومُسْندها.
كان ثقة ثَبْتًا، كثير التّصنيف.
سمع: هُدْبَةَ بن خالد، وإبراهيم بن المنذر الحِزاميّ، وسُوَيْد بن سعيد، وأبا الربيع الزهْرانيّ، وجماعةً.
وعنه: إبراهيم بن يوسف الهِسِنْجانيّ وهو مِن أقرانه، وأبو عبد الله بن يعقوب بن الأخرم، وأبو علي النَّيْسابوري.
وقدِم نَيْسابور وحدَّث بها، فسمع منه: أبو حامد بن الشَّرْقيّ، والكبار.
روى عنه: أبو عُمَرو بن نُجَيْد، وأبو عُمَرو بن حمدان.
وتُوُفّي في رجب بجُرْجان، وهو في عَشْر المائة.
"حرف الفاء":
244- الفضل بن الحُباب بن محمد بن شعيب2:
أبو خليفة الْجُمَحِيّ البصْريّ.
رحْلة الآفاق في زمانه.
اسم أبيه عُمَرو، ولَقَبُه: الحُباب.
سمع أبو خليفة، من كبار شيوخ أبي داود وأبي زُرْعة؛ فسمع: مسلم بن
__________
1 تاريخ جرجان "322، 323"، للسهمي، والعبر "2/ 129، 130"، والبداية "11/ 128".
2 ذكر أخبار أصبهان "2/ 151"، وتاريخ جرجان "55، 260، 415"، والميزان "3/ 350".(23/114)
إبراهيم، والوليد بن هشام القَحْذميّ، وسليمان بن حرب، وحفص بن عُمَر الحَوْضيّ، وشاذّ بن فَيّاض، وأبا الوليد الطَّيَالِسيّ، ومّسَدّدًا، وعُمَرو بن مرزوق، وعثمان بن الهيثم المؤذّن، وجماعة كبيرة.
ومولده سنة ستٍ ومائتين.
وكان محدّثًا ثقة، مُكثرًا راوية للأخبار والأدب، فصيحًا مفوّهًا.
روى عنه: أبو بكر الْجِعَابيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وأبو أحمد الغِطْريفيّ، والطَّبَرانيّ، وابن عديّ، وأبو الشيخ، وإبراهيم بن أحمد الميمونيّ، وعليّ بن عبد الملك بن دَهْثَم الطَّرَسُوسيّ نزيل دمشق، ومحمد بن سعد الأصْطَخْريّ ببغداد، وأحمد بن الحسين العُكْبَريّ، وإبراهيم بن محمد الأبيوَرْديّ نزيل مكة شيخ أبي عُمَر الطَّلَمَنْكيّ، وسهل بن أحمد الدِّيباجيّ، وأحمد بن محمد بن العبّاس البصْريّ، وخلْق سواهم.
قال عليّ بن أحمد بن أبي خليفة فيما رواه عنه أبو الحسين بن المَحَامِليّ قال: سمعت أبي يقول: حضرنا يومًا عند خليل أمير البصرة، فجرى بينه وبين أبي خليفة كلام، فقال له: مَن أنتَ أيّها المتكلّم؟.
فقال: أيُّها الأمير ما مثلك من جهل مثلي، انا أبو خليفة الفضل بن الحُبَاب، أفهل يُخفى القمر؟ فاعتذر إليه وقضى حاجته. ولمّا خرج سألوه فقال: ما كان إلّا خيرًا، احضرني مأدُبَتَه، فأبَط، وأدَجّ، وأخرج، وفولج، ولَوْذَجَ، ثمّ أتانيّ بالشّراب، فقلت: مُعَاذ الله. فعاهَدنيّ أن آتي مأدبته كلّ يوم. فكان إنسان يأتي كلّ يومٍ، فيحمله إلى دار الأمير.
وقال أبو نُعَيْم عبد الملك بن الحسن ابن أخت أبي عَوَانَة: سمعتُ أبي يقول لأبي عليّ الحافظ النَّيْسابوريّ: دخلتُ أنا وأبو عَوَانَة البصْرة، فقيل: أبا خليفة قد هُجِر، وَيُدَّعَى عليه أنّه قال: القرآن مخلوق.
فقال لي أبو عَوَانة: يا بُنيّ، لَا بُدَّ أن ندخل عليه.
قال: فقال له أبو عَوَانة: ما تقول في القرآن؟ فاحمرَّ وجهه وسكتَ، ثم قال: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومَن قال: مخلوق فهو كافر.
أستغفر الله، وأنا تائب إلى الله من كلّ ذنبٍ إلّا الكذِب، فإنّي لم أكذب قطّ.(23/115)
قال: فقام أبو علي إلى أبي فقبّل رأسه، فقال أبي: قام أبو عَوَانة إليه فقبّل كتفه.
تُوُفّي في ربيع الآخر أو جُمَادَى الأولى عن مائة سنة إلا شهرًا.
"حرف القاف":
245- القاسم بن زكريّا بن يحيى1:
أبو بكر البغداديّ المقرئ، المعروف بالمطّرز.
كان مُقْرِئًا نبيلًا مُصَنفًا، مأمونًا، حُجّة. أثنى عليه الدَّارَقُطْنيّ وغيره.
قرأ على الدُّوريّ، وعلى أبي حمدون.
وأقرأ النّاسَ، فقرأ عليه: عليّ بن الحسين الغضائريّ شيخ الأهوازيّ بالإدغام والإبدال وعدمهما. فادّعى أنّه لِقَيه سنة ثلاث عشرة، فبان بهذا أنّ الغضائريّ غيرُ ثقة.
وقد سمع من: سُوَيد بن سعيد، وإسحاق بن موسى، وأبي كُرَيْب، وأبي همّام السَّكُونيّ، ومحمد بن الصّبّاح الْجَرْجَرائيّ، وجماعة.
حدَّث عنه: الْجِعَابيّ، وعبد العزيز الخِرقيّ، وابن المظفّر، وأبو حفص الزّيّات، وآخرون.
تُوُفّي في صفر.
صنَّفَ "المُسْنَد"، والأبواب.
246- القاسم بن محمد بن بشار2.
أبو محمد الأنباريّ، والد العلّامة أبي بكر.
سكن بغداد. وحدَّث عن: عُمَرو الفلّاس، وعُمَر بن شبّة، والحسن بن عرفة.
وقرأ القرآن على عمّه أحمد بن بشّار.
وسمع الحروف من: سليمان بن خلّاد، عن اليزيديّ، ومحمد بن الجهم، وجماعة.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 441"، "6910"، والمنتظم "6/ 146"، والأعلام "6/ 10".
2 تاريخ بغداد "12/ 440، 441"، وغاية "2/ 24"، "2602".(23/116)
وعنه: ابنه محمد، وعليّ بن موسى الرّزاز، وأحمد بن عبد الرحمن المقرئ المعروف بالوليّ.
"كان" صدوقًا موثقًا عارفًا بالأدب والغريب، متفننًا حافظًا، رحمه الله.
"حرف الميم":
247- محمد بن أبان بن ميمون السّرّاج1:
أبو عبد الله. بغداديّ ثقة.
سمع: يحيى بن عبد الحميد الحمانيّ، والحكم بن موسى، وعبيد الله القواريريّ، وجماعة.
وعنه: ابن لؤلؤ، وأبو حفص الزّيّات، ومحمد بن زيد الأنصاريّ، وغيرهم.
وقيل: تُوُفّي سنة ستٍّ.
248- محمد بن إبراهيم بن حَيُّون2:
من أهل وادي الحجارة بالأندلس.
سمع: محمد بن وضّاح، والخشنيّ، وجماعة.
ورحل فسمع: إسحاق الدَّبْريّ باليمن، وعليّ بن عبد العزيز بمكّة، وعبد الله بن الإمام أحمد ببغداد، وخلقًا سواهم.
وكان من كبار الحُفّاظ بالأندلس، وفيه تشيُّع.
روى عنه: قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، وأحمد بن سعيد بن حزم، وخالد بن سعد؛ وقال خالد فيه: لو كان الصّدق إنسانًا لكان ابن حيّون.
وقال ابن الفرضي: لم يكن بالأندلس قبله أبصَر بالحديث منه.
249 - محمد بن أحمد بن تميم بن خالد3:
أبو بكر الأصبهاني.
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 401"، "377".
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 26، 27"، وتذكرة الحفاظ "3/ 781".
3 ذكر أخبار أصبهان "2/ 245".(23/117)
عن: لوين، وأحمد بن أبي شُرَيْح، ومحمد بن عليّ بن شقيق، ومحمد بن حميد.
وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشيخ، ومحمد بن جعفر بن يوسف، وأبو بكر بن المقرئ، وآخرون.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
لا بأس به.
250- محمد بن إبراهيم بن نصْر بن شبيب1:
أبو بكر الإصبهانيّ الصّفّار.
ثقة.
روى عن: أبي ثور إبراهيم بن خالد، وهارون بن عبد الله الحمّال كتبهما.
وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، ومحمد بن عبد الرحمن بن الفضل، وآخرون.
251- محمد بن الحسين بن شهريار2:
أبو بكر القطان البغدادي.
عن: بشر بن معاذ، وأبي حفص الفلاس، روى عنه تاريخه.
وعنه: محمد بن عمر الجعابي، وابن المظفر، وابن لؤلؤ.
قال الدارقطني: ليس به بأس.
وقد روى القراءة عن الحسين بن الأسود، عن يحيى بن آدم؛ وأخذها عنه ابن مجاهد، والنّقّاش، وعبد الواحد بن أبي هاشم.
252- محمد بن سليمان3:
أبو موسى الحامض البغدادي النحوي.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 240".
2 تاريخ بغداد "2/ 232"، "686".
3 تقدم برقم "230"، من هذا الجزء.(23/118)
أحد أئمّة اللّسان، وتلميذ ثعلب.
وقيل: سليمان بن محمد، كما مرّ آنفًا.
253- محمد بن طاهر بن خالد بن أبي الدميك1:
أبو العبّاس البغداديّ.
سمع: عبيد الله بن عائشة، وعليّ بن المدينيّ، وإبراهيم سبلان.
وعنه: جعفر الخلدي، ومخلد الباقرحيّ، وابن المظفّر.
وثّقه الخطيب.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة.
254- محمد بن العبّاس بن أسلم الأزرق الحمراويّ:
سمع: عبد الجبّار بن العلاء.
255- محمد بن عبيد الله القرطبيّ المالكي2:
رحل إلى المشرق.
وسمع من: إسماعيل القاضي، وموسى بن هارون.
وكان فقيهًا نبيلًا استشهد في هذا العام.
256- محمد بن عُمَرو بن مسعدة3:
أبو الحارث البيروتيّ.
عن: محمد بن وزير، ومحمد بن عقبة بن علقمة، وجماعة.
وعنه: عبد الله بن عديّ، وأحمد بن جعفر بن سَلْم، وغيرهما.
257- محمد بن القاسم بن هاشم السِّمْسار4. أبو بكر:
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 377" "2903".
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 27، 28"، "1167"، لابن الفرضي.
3 الأنساب لابن السمعاني "99 أ".
4 تاريخ بغداد "3/ 180" "1219".(23/119)
بغداديّ، سمع: بِشْر بن الوليد، وغيره.
وعنه: عليّ بن عُمَر الحربيّ.
258- محمد بن المبارك بن عبد الملك الدباغ:
مصري.
روى عن: محمد بن رُمْح، ودحيم.
259- محمد بن نصر بن القاسم:
أبو بكر الخّواص.
في شوّال.
سمع من: حرملة؛ وحدَّث.
260- محمد بن نصير بن أبان المديني1:
أبو عبد الله القرشيّ.
روى عن: إسماعيل بن عُمَرو البجليّ، وسليمان الشاذكونيّ، وجماعة دونهم.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشيخ، وابن المقري، وغيرهم.
قال فيه أبو نعيم: ثقة.
261- مالك بن عيسى القفصيّ المالكيّ:
ولي قضاء بلده.
وسمع: محمد بن سحنون، وشجرة بن عيسى.
وبمصر من: يونس بن عبد الأعلى، وابن عبد الحكَم.
وكان إمامًا كبيرًا، رحل إليه العلماء من الأندلس.
وصنَّف كتبًا.
262- موسى بن هارون التوزي2:
__________
1 العبر "2/ 130"، والمعجم الصغير "2/ 49" للطبراني.
2 تاريخ بغداد "13/ 56" "7028".(23/120)
روى عن: إسحاق بن أبي إسرائيل، وعبد الوارث بن عبد الصَّمَد، والكنديّ، وعبد الأعلى بن حمّاد، ومحمد بن عبد الله بن عمّار، وطبقتهم.
وعنه: عليّ بن لؤلؤ، وغيره.
"حرف الهاء":
263- هارون بن عليّ بن الحكم1:
أبو موسى المزوّق.
بغداديّ.
سمع: إبراهيم بن سعيد الجوهريّ، وأبا عُمَر الدُّوريّ، وزياد بن أيّوب.
وعنه: محمد بن حميد المخرميّ، وعثمان المجاشعيّ، وعُمَر بن أحمد الوكيل، وآخرون.
وكان ثقة مقرئًا.
"حرف الياء":
264- يحيى بن أصبغ بن خليل2:
أبو بكر القرطبيّ، سمع: أباه، وببغداد: عبد الله بن أحمد بن حنبل، وجماعة. حدَّث عنه: قاسم بن أصبغ، وثابت بن حزم. وكان فاضلًا.
وفيات سنة ست وثلاثمائة:
"حرف الألف":
265- أحمد بن حذيفة. أبو الحسن البشتيّ الأديب:
سمع: إسحاق الكوسج، ومحمد بن يحيى، والحسن بن محمد الزعفراني.
وعنه: يحيى بن محمد العنبريّ، وإسماعيل بن عبد الله بن مكيال.
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 30" "7369"، وغاية النهاية "2/ 346"، "3758".
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 186، 187"، "1574"، لابن الفرضي.(23/121)
266- أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار بن راشد. أبو عبد الله الصُّوفيّ. بغداديّ مشهور.
وثّقه الخطيب، وغيره. سمع: عليّ بن الجعد، ويحيى بن معين، وأبا نصر التّمّار، وسُوَيْد بن سعيد، وأحمد بن جناب، وجماعة. وعنه: عبد الله بن إبراهيم الزينبي، وأبو حفص بن الزّيّات، وأبو الشيخ الأصفهانيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، ومحمد بن المظفّر، وعليّ بن عُمَر الحربيّ. تُوُفّي في رجب. وقع لي حديثه بعُلُوّ. ومات في عشر المائة.
267- أحمد بن داود بن أبي صالح عبد الغفّار بن داود الحرّانيّ، ثم المصريّ:
عن: أبي مصعب، ومحمد بن رمُحْ، وحَرْمَلة. طارَت عليه شرارة فاحترق.
قال ابن يونس: حدَّث بحديث منْكَر عن أبي مصعب.
وقال الدارقطني: كذّاب.
268- أحمد بن سعيد بن عبد الله1:
أبو الحسن المؤدب الدمشقي.
سكن بغداد، وأدب عبد الله بن المعتز.
وروى عن: هشام بن عمّار، ومحمد بن وزير، والزُّبير بن بكّار.
وعنه: إسماعيل الصّفّار، وحمزة الكِنَانيّ، ومحمد بن المظفّر.
وثَّقه حمزة.
269- أحمد بن عُمَر بن سريج:
القاضي أبو العبّاس البغداديّ، إمام أصحاب الشّافعيّ.
شرح المذهَب ولخّصه، وصنف التّصانيف، وردّ على المخالفين للنصوص.
سَمِعَ: الْحَسَن بْن محمد بْن الصّبّاح الزَّعْفرانيّ، وعليّ بن أشكاب، وأبا داود السجستانيّ، وعبّاس بن محمد الدوري.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 171، 172" "1850".(23/122)
وعنه: أبو القاسم الطبراني، وأبو أحمد الغطريفيّ، وأبو الوليد حسّان بن محمد.
وتفقّه عليه عدّة أئمة.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى من السنة، وله سبع وخمسون سنة وستة أشهر.
وقع حديثه بعلو في "جزء الغطريفيّ" لأصحاب ابن طبرزذ.
وقال أبو إسحاق الشيرازيّ في "الطبقات": كان يقال له: "الباز الأشهب"؛ ولي القضاء بشيراز.
قال: وكان يفضل على جميع أصحاب الشّافعيّ، حتّى على المُزَنيّ؛ وإنّ فهرسْتَ كُتُبِه كان يشتمل على أربعمائة مصنَّف. كان الشيخ أبو حامد الإسفْرائينيّ يقول: نحن نجري مع أبي العباس في ظواهره الفقه دون دقائقه.
تفقّه على أبي القاسم الأنماطيّ، وأخذ عنه خلْق.
وعنه انتشر مذهب الشّافعيّ.
وقال أبو عليّ بن خَيْران: سمعتُ أبا العبّاس بن سُرَيْج يقول: رأيت كأنّا مطرنًا كبريتًا أحمر، فملأت أكمامي وحِجري، فعبر لي أن أرزق علمًا عزيزًا كعزة الكبريت الأحمر.
وقال أبو الوليد الفقيه: سمعت ابن سريج يقول: قل ما رأيت من المتفقهة مَن اشتغل بالكلام فأفلح. يفوته الفقه ولا يصل إلى معرفة الكلام.
قال الحاكم: سمعت حسّان بن محمد الفقيه يقول: كنّا في مجلس ابن سريج سنة ثلاث وثلاثمائة، فقام إليه شيخ من أهل العلم فقال: أبشر أيها القاضي، فإن الله يبعث عَلَى رَأْسِ كُلِّ مَائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ، يعني للأمة، أمر دينها. والله تعالى بعث على رأس المائة عُمَر بن عبد العزيز، وعلى رأس المائتين أبا عبد الله الشّافعيّ، وبعثك على رأس الثلاثمائة. ثمّ أنشأ يقول:
اثنان قد مضيا فبورك فيهما ... عُمَر الخليفة، ثم حلف السؤدد
الشّافعيّ الألمعيّ محمد ... إرث النبوة وابن عم محمد
أبشر أبا العبّاس إنك ثالث ... من بعدهم سقيًا لتربة أحمد(23/123)
فصاح أبو العبّاس بن سُريْج وبكي وقال: لقد نَعَى إليَّ نفسي.
قال حسّان: فمات القاضي أبو العبّاس في تلك السنة.
قلت: وكان على رأس الأربعمائة أبو حامد الإسفراييني، وعلى رأس الخمسمائة الغَزَاليّ، وعلى رأس السّتّمائة الحافظ عبد الغنيّ، وعلى رأس السبعمائة شيخنا ابن دقيق العِيد. على أن بعضَ هؤلاء يخالفني فيهم خلْقٌ من العلماء.
والذي أعتقده من الحديث أنَّ لفظ مَن يجدد للجمع لَا للمفرد، واللَّه أعلم.
وكان أبو العبّاس على مذهب السَّلَف، يؤمن بها ولا يؤولها، ويميّزها كما جاءت. وهو صاحب مسألة الدَّور في الحَلِف بالطّلاق.
وقد روى التنوخيّ في "نشواره" قال: حدَّثني القاضي أبو بكر العنبريّ بالبصْرة، حدثني أبو عبد الله، شيخ من أصحاب ابن سريج كتبت عنه الحديث، قال: قال لنا ابن سريج يومًا: أحسب أن المنية قربت.
قلنا: وكيف؟ قال: رأيت البارحة كأن القيامة قد قامت، والناسُ قد حُسروا، وكأنّ مناديًا يناديّ بصوتٍ عظيم: بِمَ أجبتم المرسَلين؟ فقلت: بالإيمان والتّصديق. فقيل: ما سئلتم عن الأقوال، بل سُئلتم عن الأعمال.
فقلت: أمّا الكبائر، فقد اجتنبناها، وأما الصغائر، فعوّلنا فيها على عفْو الله ورحمته.
قال: وانتبهتُ.
فقلنا له: ما في هذا ما يوجب سرعة الموت.
فقال: أما سمعتم قوله تعالي: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُم} [الأنبياء: 1] ؟ قال: فمات بعد ثمانية عشر يومًا، رَحِمَهُ اللَّه تعالى.
270- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سهل بن المبارك1:
أبو العبّاس الإصبهانيّ الجيراني المعدّل، ويعرف بممَّجة.
سمع: لُوَيْنًا، وحميد بن مسعدة، وعُمَرا الفلاس.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "1/ 127".(23/124)
وعنه: عبد الله بن محمد بن الحجاج الشروطيّ، وعُمَر بن عبد الله بن سهل.
وثّقه أبو نعيم.
وروى عنه أبو بكر المقري في معجمه.
و"جيران": من إصبهان.
271- أحمد بن محمد بن مسقلة1:
أبو عليّ التَّيْميّ الواذاريّ.
سمع: الزُّبَيْر بن بكّار، وأحمد بن يحيى السُّوسيّ.
وعنه: والد أبي نعيم، والطَّبَرانيّ.
وهو إصبهانيّ.
272- أحمد بن موسى بن عليّ الصدفيّ2:
مولاهم أبو بكر المصريّ. عُرِف بابن الزَّبّاب.
قيّده غير ابن ماكولا.
سمع: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ.
وعنه: أبو إسحاق القرطبيّ.
273- أحمد بن يحيى3:
أبو عبد الله بن الجلّاء. أحد مشايخ الصُّوفيّة الكبار.
صحب أباه، وذا النُّون المصريّ، وأبا تراب النخشبيّ؛ وحكى عنهم.
أخذ عنه: أبو بكر الرَّقِّيّ، ومحمد بن سليمان اللّبّاد، ومحمد بن الحسن اليقطينيّ، وغيرهم.
وكان يكون بدمشق وبالرملة. وأصله بغدادي.
__________
1 المعجم الصغير "1/ 66"، للطبراني.
2 المشتبه في أسماء الرِّجال "1/ 302".
3 حلية الأولياء "10/ 314، 315"، "585"، والرسالة القشيرية "20".(23/125)
ويُقال: كان ابن الجلّاء بالشام، والْجُنَيْد ببغداد، وأبو عثمان الجيزيّ بنَيْسابور؛ يعني لَا رابع لهم في عصرهم1.
وقال الرقي: ما رأيت أهيب منه، وقد لقيت ثلاثمائة شيخ. وسمعته يقول: ما جلا أبي شيئًا قطّ، ولكنه كان يعظُ النّاس، فيقع كلامه في قلوبهم، فسمِّي جلاء القلوب2.
وقال محمد بن عليّ بن الجلندي: سمعت ابن الجلاء -وسئل عن المحبة- فقال: ما لي وللمحبّة، إنّي أريد أن أتعلّم التَّوبة.
كانت وفاته في رجب. وقد استوفى ابن عساكر ترجمته.
وقيل: اسمه محمد بن يحيى؛ وقيل: أصله بغداديّ.
وقال أبو عُمَر الدّمشقيّ: سمعتُ ابن الجلّاء يقول: قلتُ لأبويّ: أحب أن تهباني لله. قالا: قد فعلنا. فغبتُ عنهم مدّةً، ثمّ جئت فدققت الباب فقال أبي: مَن ذا؟ قلتُ: ولدك.
قال: قد كان لي ولدٌ وهبناه لله تعالى. وما فتح الباب3.
وعن أبي عبد الله بن الجلاء قال: آلةُ الفقير صيانة فقره، وحفظ سِرِّه، وأداء فرْضه.
274- أحمد بن يعقوب بن سراج الموصليّ:
سمع: الصلت بن مسعود الجحْدريّ.
275- أحمد بن يوسف بن الضّحّاك4:
أبو عبد الله البغداديّ، الفقيه.
سمع: أبا كريب، ومحمد بن موسى الحرشيّ.
وعنه: أبو عليّ بن الصّوّاف، ومحمد بن المظفّر. وكان ثقة.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 214".
2 تاريخ دمشق "2/ 137 أ".
3 حلية الأولياء "10/ 315"، والمنتظم "6/ 149".
4 تاريخ بغداد "5/ 219"، "2694".(23/126)
276- إبراهيم بن أحمد بن محمد بن الحارث1:
أبو القاسم الكِلابيّ، الفقيه الشّافعيّ.
أظنّه بصْريًّا.
سمع من: الحارث بن مسكين، ومحمد بن هشام السَّدُوسيّ.
وكان ثقة صالحًا.
277- إبراهيم بن علي بن إبراهيم العُمَريّ المَوْصليّ2:
أبو إسحاق.
سمع: معلى بن مهدي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وعدة.
وعنه: أبو طاهر بن أبي هاشم المقري، وأبو بكر الإسماعيليّ، وأبو بكر النّجّاد الحنبليّ، وأبو بكر بن المقري.
وثّقه الخطيب.
حدّث ببغداد، ووثّقه الدّارقطنيّ.
"حرف الجيم":
278- جبريل بن الفضل السَّمَرقنديّ3:
أبو حاتم.
حجّ سنة اثنتين وتسعين، فحدَّث عن: قُتَيْبة، وإبراهيم بن يوسف، وغيرهما.
وعنه: ابن قانع.
وثّقه الخطيب وقال: عاش إلى سنة ستٍّ.
279- جعفر بن سهل4. أبو الفضل النيسابوري الواعظ:
__________
1 البداية والنهاية "11/ 129".
2 تاريخ بغداد "6/ 132، 133"، والمنتظم "6/ 150"، "230".
3 تاريخ بغداد "7/ 264"، "3747"، والمنتظم "6/ 150"، "231".
4 ميزان الاعتدال "1/ 411"، والمغني في الضعفاء "1/ 133" "1146".(23/127)
سمع: إسحاق بن راهويه، والحسن بن عيسى بن ماسرْجِس، ومحمد بن رافع.
وعنه: محمد بن صالح بن هانئ، وأحمد بن يعقوب بن الثَّقَفيّ، وجماعة.
وكان له قبول وافر في التّذاكر. وقد حدَّثَ بمناكير.
"حرف الحاء":
280- حاجب بن مالك بن أركين1:
أبو العبّاس الفرغانيّ التُّرْكيّ الضّرير.
حدَّث بالشام وإصبهان عن: أحمد بن إبراهيم الدَّورْقيّ، وأبي عُمَر الدُّوريّ؛ وهذه الطبقة.
وعنه: سليمان الطَّبَرانيّ، ويوسف المَيَانِجِيّ، ومحمد بن المظفّر.
وله جزءٌ معروف، سمعناه.
281- الحَسَن بن بالَوَيْه بن زيد بن سيّار. أبو عليّ الحِيريّ، النَّيْسابوري:
سمع: محمد بن حُمَيْد، ومحمد بن مُقاتل الرازيَّيْن.
وعنه: أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان.
ورّخه الحاكم.
282- الحسين بن حمدان بن حمدون2:
الأمير أبو عبد الله التغلبيّ، عمّ السلطان سيف الدّولة عليّ.
قدِم الشّام لقتال الطُّولونيّة في جيشٍ من قِبَلِ المكتفي.
وقدِم دمشق لحرب القرامطة أيّام المقتدر. ثمَّ ولّاه ديار ربيعة، فغزا وافتتح حصونًا، وقتل خلقًا من الروم.
ثمّ خالفَ فسارَ لحربِهِ رائق، فحاربه وأسَره رائق في سنة ثلاث وثلاثمائة، فسجن ببغداد. ثم قتل سنة ست وثلاثمائة.
__________
1 العبر "2/ 132"، والمنتظم "6/ 150" "233"، وتهذيب تاريخ دمشق "3/ 429، 430".
2 التنبيه والإشراف "324، 327"، والمنتظم "6/ 80، 82"، والنجوم الزاهرة "3/ 194".(23/128)
"حرف العين":
283- عامر بن إبراهيم بن عامر بْن إبراهيم بْن واقد الأشعريّ1:
مولى أبي موسى صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَبُو محمد المؤذّن الإصبهانيّ.
ثقة، من بيت مشهور.
سمع: أباه، وإبراهيم بن محمد بن مروان.
وعنه: الطَّبَرانيّ، ومحمد بن جعفر، ومحمد بن أحمد بن عبد الوهّاب، وغيرهم.
284- عبّاس بن محمد الفزاريّ2. مولاهم المِصريّ الحافظ:
روى عن: محمد بن رُمْح، وزكريّا كاتب العمري، وأحمد بن صالح الطبري، وجماعة. كنيته أبو الفضل.
روى عنه: ابن يونس فأكثر، والطبراني، وآخرون.
وكان يعرف بالبصري.
توفي في شعبان.
قال ابن يونس: ما رأيت أحدا قط أثبت منه.
285- عبدان بن أحمد بن موسى بن زياد3:
أبو محمد الأهوازي الجواليقي الحافظ، واسمه: عبد الله، فخفف.
طوف البلاد وصنف التصانيف، وسمع: سهل بن عثمان العسكريّ، وأبا كامل الجحْدريّ، وخليفة بن خيّاط، ومحمد بن بكّار، ووهْب بن بقيّة، وهشام بن عمّار، وأبا بكر وعثمان ابني أبي شيبة، وزيد بن الحُرَيْش، وخلقًا كثيرًا.
روى عنه: ابن قانع، وحمزة الكِنَانيّ، والطَّبَرانيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وأبو عُمَرو بن حمدان، وأبو بكر بن المقري، وآخرون.
__________
1 المعجم الصغير "1/ 260" للطبراني.
2 سير أعلام النبلاء "11/ 263".
3 تاريخ بغداد "9/ 378، 379"، والمنتظم "6/ 150"، وشذرات الذهب "2/ 249".(23/129)
ورحل الحفّاظ إلى عسكر مكرم للقيه. وكان أحد الحفاظ الأثبات.
قال الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ يقول: رأيتُ من أئمّة الحديث أربعة: إبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة بنيسابور، والنسائي بمصر، وعبدان بالأهواز.
فأمّا عبدان فكان يحفظ مائة ألف حديث، ما رأيت في المشايخ أحفظ منه.
وقال حمزة الكِنانيّ: سمعت عَبْدان يقول: دخلت البصرة ثمان عشرة مرّة من أجل حديث أيّوب السختيانيّ. وجمعت ما يجمعه أصحاب الحديث، إلا حديث مالك، فإنّه لم يكن عنديّ "الموطَّأ" بعلوّ، وإلّا حديث أبي حصين.
وسمعته يقول: جمعت لبِشْر بن المفضّل ستّمائة حديث، مَن شاءَ يزيد عليّ.
وقال الحاكم: كان أبو عليّ النَّيْسابوريّ لَا يُسامح في المذاكرة، بل يواجه الرد في الملأ، فوقع بينه وبين عبدان لذلك، فسمعت أبا عليّ يقول: أتيت أبا بكر بن عبدان فقلت: الله الله، تحتال لي في حديث سهل بن عثمان العسكريّ، عن جنادة، عن عبيد الله بن عُمَر! فقال: قد حلف الشيخ أن لا يحدث بهذا الحديث وأنتَ بالأهواز. فأصلحتُ أشيائي للخروج. وودّعتُ الشيخ، وشيعنيّ أصحابنا، ثمّ اختبأت إلى يوم المجلس، ثم حضرت متنكرًا لَا يعرفني أحد. فأملى الحديث وأملى غير ذلك ممّا كان قد امتنع عليّ منها. ثمّ بلغه بعدُ أنّي كنت في المجلس، فتعجّب.
وقال أبو حاتم بن حبّان: أنبأ عَبْدان بعسكر مُكْرم وكان عسيرًا نِكدًا.
وقال الرّامَهُرْمُزِيّ: كنّا عند عَبْدان فقال: مَن دُعي فلم يُجِبْ فقد عصى الله. بفتح الباء.
فقال له ابن سريج: إنْ رأيت أن تقول: يُجبْ.
فأبى، وعجب من صواب ابن سريج، كما عجب ابن سريج من خطئه.
وقال ابن عديّ: عبدان كبير الاسم. قال لي: جاءني أبو بكر بن أبي غالب فذهب إلى شاذان الفارسيّ، فلم يلحقه، فعطف إلى ابن أبي عاصم بأصبهان، ثمّ جاءني فقال: فاتني شاذان، وذهبتُ إلى ابن أبي عاصم فلم أره مليًّا بحديث البصرة، وجئتك لأكتب حديثهم عنك؛ لأنك مليُّ بهم. فأخرجتُ إليه حديثهم، وقاطعته كلّ يومٍ على مائة حديث.(23/130)
قال ابن عدي: ثنا عبدان، ثنا محمد بن عُمَرو بن سَلَمَةَ، ثنا ابن وهب، فذكر حديثًا. كذا قال.
وإنما هو عمرو بن سواد. وكان عبدان يخطئ فيه، فيقول مرة كما ذكرنا، ومرة يقول: محمد بن عمرو، وإنما هو عمرو بن سواد.
قال: وكانت هيبة عبدان تمنعنا أن نقول له.
وثنا بحديثٍ فيه أشرس، فقال: رشْرَس. فتوقّفت في الرّدّ عليه.
مات عَبْدان -رحمه الله- في آخر سنة ستٍّ، وله تسعون سنة وأشهرُ.
286- عبد الصَّمد بن عبد الله بن أخي يزيد ابني عبد الصَّمد القُرَشيّ1:
أبو محمد الدّمشقيّ القاضي.
سمع: إسحاق بن موسى الأنصاريّ، وهشام بن عمّار، ونوح بن حبيب، ودُحَيْمًا، وجماعة.
وعنه: الفضل بن جعفر المؤذّن، وجمح، وابن عديّ، وأبو عُمَر بن فضالة، والربعيّ.
وناب في القضاء لمحمد بن أحمد المَرْزُبانيّ، ولعُمَر بن الْجُنَيد قاضي دمشق.
وتُوُفّي في المحرّم من السنة.
287- عليّ بن إبراهيم بن مطر2:
أبو الحَسَن البغداديّ السُّكْريّ.
سمع: داود بن رشيد، وعبد الله بن معاوية، وهشام بن عمّار.
وعنه: عبد الله بن إبراهيم الزَّيْنَبيّ، وعبد العزيز الخِرَقيّ، ويوسف المَيَانجيّ، وابن المقري.
وثقه الدارقطني.
وتوفي في محرم.
__________
1 غاية النهاية "1/ 390"، "1662".
2 تاريخ بغداد "11/ 337" "6170".(23/131)
288- عليّ بن إسحاق بن عيسى بن زَاطِيَا1:
أبو الحَسَن المُخَرِّميّ.
سمع: عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن بكّار بن الرّيّان، وداود بن رشيد.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وابن الزّيّات، وعليّ بن عُمَر الحربيّ.
وكُف بصره بآخره.
قال أبو بكر بن السُّنّي: لَا بأس به.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
289- عليّ بن الحَسَن بن سليمان بن سُرَيْج2:
أبو الحَسَن القافلانيّ البغداديّ.
سمع: إبراهيم بن سعيد الجوهريّ، ومجاهد بن موسى، وطبقتهما.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وحبيب القزّاز، والقَطيعيّ، ومحمد بن المظفّر، وجماعة.
وكان أحد الثّقات.
290- عليّ بن هارون بن ملّول المصريّ:
من أولاد الشيوخ.
سمع: عيسى بن حمّاد، والحارث بن مسكين.
وتُوُفّي في شوّال.
291- عُمَر بن الحَسَن3:
أبو حفيْص الحلبيّ.
سمع: أبا نعيم الحلبيّ، ولُوَيْنًا.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 349"، والميزان "3/ 114".
2 تاريخ بغداد "11/ 377"، "6237".
3 زُبْدَة حَلَب "1/ 94"، وسير أعلام النبلاء "11/ 211".(23/132)
وعنه: ابن المظفّر، والورّاق، ومَخْلَد بن جعفر.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ. وسيعاد.
292- عيسى بن إدريس بن عيسى1. أبو موسى البغداديّ:
حدَّث بدمشق عن: عثمان بن أبي شيبة، وأحمد بن المقدام، وزياد بن أيّوب، وجماعة.
وعنه: أبو عليّ بن آدم، وجُمَح بن القاسم، وأبو عُمَر بن فَضَالَةَ، وعبد الله بن عديّ، وآخرون.
قال الخطيب: صدوق.
قيل: مات في ربيع الآخر.
"حرف الميم":
293- مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الله الإصبهانيّ2:
سمع: أباه سَمَّوَيْه، ويونس بن حبيب.
وكان جليلًا صالحًا، مفتي البلد.
تُوُفّي فجأةً.
روى عنه: الطَّبَرانيّ، والعسّال.
294- محمد بْن أصبغ بْن محمد3 بْن يوسف بْن ناصح بن عطاء مولى الوليد بن عبد الملك.
قُرْطُبيّ حافظ فقيه، إمام نَحْويّ واسع العِلم.
روى عَنْ: بَقيّ بْن مَخْلَد، ومحمد بْن وضّاح، وجماعة.
تُوُفّي كهلًا.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 173"، "5879".
2 المعجم الصغير "2/ 53"، للطبراني.
3 تاريخ علماء الأندلس "2/ 28"، "1170"، لابن الفرضي.(23/133)
295- محمد بن بابْشاذ البصْريّ1:
حدّث ببغداد عن: عبيد الله بن معاذ بن مُعَاذ، وسَلَمَةَ بن شبيب، وغيرهما.
وعنه: عمر بن بشران، وأبو بكر بن المقري، ومحمد بن خلف الخلّال.
تُوُفّي في شوّال.
قال حمزة السهمي: سألت الدارقطني عنه فقال: ثقة.
قلت: روى حديثًا موضوعًا.
296- محمد بن حرملة بن بهلول المصريّ:
سمع: بكار بن قتيبة القاضي.
297- محمد بن حمدويه بن موسى بن طريف2:
أبو رجاء السنجيّ الهورقانيّ المروزيّ.
سمع: عتبة بن عبد الله، وسويد بن نصر، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، ومحمد بن حميد.
وعنه: عبد الله بن أحمد بن الصديق، وأبو عصمة محمد بن أحمد بن عبّاد، وأهل مَرْو.
ذكره ابن ماكولا.
298- محمد بن خلف بن حيان بن صدقة3:
أبو بكر الضبيّ القاضي، المعروف بوكيع.
كان عارفًا بالسير وأيام النّاس.
صنف عدة كتب.
روى عن: أحمد بن إسماعيل السهمي، والزبير بن بكّار، وابن عرفة، والطبقة.
__________
1 ميزان الاعتدال "3/ 488، 489"، والبداية والنهاية "11/ 129".
2 الإكمال لابن ماكولا "2/ 557"، واللباب "3/ 395".
3 الفهرست "166"، لابن النديم، والمنتظم "6/ 152"، والأعلام "6/ 347".(23/134)
وعنه: ابن الصّوّاف، ومحمد بن عُمَر الجعابيّ، وابن المظفر، وأبوه جعفر بن المتيّم.
قال أبو الحسين بن المناديّ: أقل النّاسُ عنه للينٍ شُهِر بهِ.
وقال الدَّارَقُطْنيّ. كان فاضلًا نبيلًا فصيحًا، من أهل القرآن والفقه والنحو. له تصانيف كثيرة. وولي قضاء كور الأهواز كلها.
وتُوُفّي في ربيع الأول.
299- محمد بن خيرون1:
أبو عبد الله المعافريّ. مقرئ القيروان.
أخذ القراءة عرْضًا عن: أبي بكر بن سيف، وإسماعيل النّحّاس، وجماعة.
وقدم القيروان فسكنها.
وقرأ عليه خلق، منهم: ابناه محمد وعلي، وأبو بكر الهواري، وعبد الحكيم بن إبراهيم، وأبو جعفر أحمد بن بكر.
وكان صالحا كبير القدر.
وقد حدث عن: عيسى بن مسكين، وغيره.
تُوُفّي في شعبان.
300- محمد بن سعيد بن عُمَرو2:
أبو يحيى الخريمي المري الدّمشقيّ.
عن: هشام بن عمّار، ودُحَيْم، والقاسم بن عثمان الجوعيّ، وأحمد بن أبي الحواري.
وعنه: جُمح بن القاسم، ومحمد الربعيّ، وعبد الله بن عديّ، وجماعة.
تُوُفّي في المحرم.
والخريمي: بالراء.
__________
1 سير أعلام النبلاء "11/ 255".
2 تاريخ دمشق "مخطوطة التيمورية" "37/ 548".(23/135)
301- محمد بن عبد الوهّاب1:
أبو عُمَر المروزي.
سمع بقزوين: إسماعيل بن توبة؛ وبالرّيّ: محمد بن مقاتل.
وعنه: عليّ بن أحمد بن صالح.
302- محمد بن عليّ بن إبراهيم2:
الحافظ أبو عبد الله المروزي.
رحل وكتب عنه: بُندار، وعليّ بن خشرم، وهذه الطبقة.
روى عنه: الطَّبَرانيّ، وابن عقدة، وأبو بكر بن أبي دارم.
303- محمد بن عليّ. أبو بكر القنطريّ:
سمع: أحمد بن منيع.
وعنه: إبراهيم بن أحمد الخرقي.
304- محمد بن محمد بن سحنون بن سعيد المغربي:
أبو سعيد المالكيّ.
زاهد خير.
سمع أباه؛ وأخذ الفقه عن أصحاب جدّه.
305- محمد بن مسعود بن الحارث3:
أبو عبد الله الأسديّ القزوينيّ.
ثقة كبير القدر.
سمع: عُمَرو بن رافع، وإسماعيل بن توبة، وعبد السلام بن عاصم، ومحمد بن حميد الرّازيّ، وإسماعيل ابن بنت السُّدّيّ، وأبا مصعب، وهنّاد بن السري.
__________
1 التدوين في أخبار قزوين "1/ 446"، للرافعي.
2 سير أعلام النبلاء "11/ 320".
3 التدوين في أخبار قزوين "2/ 20-22"، وسير أعلام النبلاء "11/ 260".(23/136)
وعنه: سليمان بن يزيد الفاميّ، وعليّ بن عُمَر الصيدلاني، وعبد العزيز بن مالك، وعليّ بن أحمد بن صالح القزوينيون.
لخصت ترجمته من "الإرشاد" والخليليّ.
306- محمد بن هارون بن عبد الرحمن بن الفضل بن عميرة1:
أبو هارون العتقيّ الأندلسيّ.
رحل وسمع بمصر من أبي يزيد القراطيسيّ، وغيره. ورجع.
307- موسى بن عبد الرحمن بن حبيب2:
العلّامة أبو الأسود الإفريقيّ القطّان.
يروى عن: محمد بن سحنون، وشجرة بن عيسى، وغيرهما.
وعنه: تميم بن أبي العرب، وأبو محمد بن مسرور، وجماعة. وولي قضاء طرابلس المغرب.
تُوُفّي في ذي القعدة. وكان من كبار المالكية.
مواليد هذه السنة:
وفيها ولد: أبو الحَسَن الدَّارَقُطْنيّ، وأبو الحسين بن جميع، وعبد الوهاب الكلابي.
وفيات سنة سبع وثلاثمائة:
"حرف الألف":
308- أحمد بن حَمْدَوَيْه3، ويقال: ابن حمديّ، بن أحمد بن بَيَان:
أبو عليّ الدقاق.
__________
1 جذوة المقتبس "95" "155"، وتاريخ علماء الأندلس "2/ 29"، "1171"، لابن الفرضي.
2 الديباج المذهب "2/ 335"، ومعالم الإيمان للدباغ "2/ 335-339".
3 تاريخ بغداد "4/ 124"، "1799".(23/137)
عن: الفلّاس، وزيد بن أخرم.
وعنه: عبد العزيز بن جعفر، وغيره.
309- أحمد بن سهل بن الفَيرُزان1:
أبو العبّاس الأشْنانيّ.
أحد القُراء المجوّدين.
قرأ على: عُبَيْد بن الصّبّاح صاحب حفص؛ واشتهر بهذه القراءة لمعرفته بها وعُلُوّ سَنَده فيها.
وقد قرأ بعد موت شيخه على جماعةٍ من أصحاب أبي حفص عُمَرو بن الصّبّاح أخي عُبَيْد بن الصّبّاح، حتّى برعَ في التّلاوة.
قال ابن غَلْبُون: نا عليّ بن محمد، ثنا أحمد بن سهل قال: قرأت على عُبَيْد بن الصّبّاح، وكان ما علمت من الورعين المتَّقين؛ وقال: قرأت القرآن كلّه وأتقنته على أبي عُمَرو حفص بن سليمان، وليس بيني وبينه أحد.
قرأ عليه: أبو طاهر عبد الواحد بن أبي هاشم، وأبو العبّاس الحَسَن بن سعيد المطّوّعيّ، وعليّ بن محمد بن صالح الهاشميّ الضّرير البصْريّ، وعليّ بن الحسين بن عثمان الغضائريّ شيخ الأهوازيّ، وإبراهيم بن أحمد الخِرَقيّ، وأبو بكر محمد بن الحَسَن النّقّاش. وأبو أحمد عبد الله بن الحُسين السّامرّيّ.
وقد سمع من: بِشْر بن الوليد الكِنْديّ، وعبد الأعلى بن حمّاد.
وحدَّث عنه: عبد العزيز الخِرَقيّ، ومحمد بن عليّ بن سُوَيد المؤدَّب.
ووثَّقهُ الدَّارَقُطْنيّ.
وتُوُفّي في المحرَّم عن سن عالية، رحمه الله تعالى.
310- أحمد بن عليّ بن المُثَنَّى بن يحيى بن عيسى بن هلال التَّميميّ2:
أبو يعلى الموصليّ الحافظ. صاحب "المسند".
__________
1 العبر "2/ 133، 134"، وغاية النهاية "1/ 59".
2 الكامل في التاريخ "8/ 122"، والعبر "2/ 134"، والبداية والنهاية "11/ 130".(23/138)
سمع: عبد الله بن محمد بن أسماء، ومحمد بن المنهال الضّرير، وغسان بن الربيع، وعليّ بن الجعد، ويحيى بن معين، وداود بن عُمَرو الضبيّ، وشيبان بن فروخ، وحوثرة بن أشرس، ويحيى الحمانيّ، وخلقًا كثيرًا.
وسماعه ببغداد من أحمد بن حاتم الطّويل في سنة خمسٍ وعشرين ومائتين. وله تصانيف في الزهد، وغيره.
روى عنه: أبو حاتم بن حبّان، وأبو عليّ الحافظ النَّيْسابوريّ، ويوسف الميانجيّ، وحمزة الكناني، وأبو بكر الإسماعيليّ، ومحمد بن النّضْر النّحّاس، ونصر بن أحمد المرجئ، وأبو عُمَرو بن حمدان، وأبو بكر بن المقري.
وكان فيما قال يزيد بن محمد الأزديّ من أهل الصَّدق والأمانة والدَّين والحِلْم. غلقت أكثر الأسواق يوم موته، وحضر جنازته من الخلق أمر عظيم. وكان عاقلًا حليمًا صبورًا، حسَن الأدب.
وقال أبو عُمَرو بن حمدان وذكر أبا يعلى ففضّله على الحَسَن بن سفيان، فقيل له: كيف تفضله على الحَسَن بن سفيان ومسند الحَسَن أكبر، وشيوخه أعلى؟ قال: لأنّ أبا يعلى كان يحدّث احتسابًا، والحسن كان يحدّث اكتسابًا.
ولد أبو يَعْلَى في شوّال سنة عشرٍ ومائتين.
ووثّقه ابن حِبّان، ووصفه بالإتقان والدَّين، وقال: بينه وبين النّبيّ صلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثة أنفس1.
وقال الحاكم: كنتُ أرى أبا عليّ الحافظ معجبًا بأبي يعلى الموصليّ وإتقانه، وحفظه حديث نفسه، حتّى كان لَا يخفى عليه منه إلّا اليسير، رحمه الله.
وقال الحاكم: هو ثقة مأمون. سمعت أبا عليّ الحافظ يقول: كان أبو يَعْلَى لَا يخفى عَلَيْهِ من حديثه إلا اليسير، ولو لم يشتغل بسماع كتب أبي يوسف من بِشْر بْن الوليد لأدركَ بالبصرة أَبَا الوليد، وسليمان بن حرب.
وقال ابن السَّمعانيّ: سمعتُ إسماعيل بْن محمد بْن الْفَضْلُ الحافظ يقول: قرأت المسانيد مثل "مسند العدنيّ" وأحمد بن منيع، وهي كالأنهار، و"مسند أبي يعلى" كالبحر يكون مجتمع الأنهار.
__________
1 الثقات لابن حبّان "8/ 55".(23/139)
311- أحمد بْن عيسى1:
أبو الطيب الهاشميّ البغداديّ.
عن: سعيد بن يحيى الأمويّ.
وعنه: مَخْلَد، وعبد الله بن إبراهيم الزَّيْنَبيّ.
وثّقه الخطيب.
312- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن صالح بن شيخ بن عميرة الأسديّ2:
بغداديّ صاحبُ أخبارٍ.
حدَّث عن: لُوَيْن، وجماعة.
وعنه: الصُّوليّ، وابن المظفّر، وعليّ بن عُمَر الحربيّ، وأبو بكر بن المقري.
وثقه الدارقطني.
وروى عن أحمد بن حنبل حديثًا واحدًا.
313- أحمد بن محمد بن صالح3. أبو الحَسَن بن كعب الذّارع:
واسطيّ، حدَّث ببغداد عن: إسحاق بن شاهين، ومقدم بن يحيى.
وعنه: ابن المظفّر، وعليّ الحربيّ، والطَّبَرانيّ.
وكان أحد الحُفّاظ الكِبار.
314- أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن البراء4:
أبو محمد الجرجاني الوزان.
روى عن: أبي الأشعثِ العجليّ، ومحمود بن خداش، ومحمد بن حميد، وسلْم بن جنادة، وجماعة.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 279"، "2026".
2 طبقات الحنابلة "1/ 65"، "54".
3 تاريخ بغداد "5/ 37"، "2389".
4 تاريخ جرجان "74"، "21" للسَّهمي".(23/140)
وعنه: ابن عديّ، والإسماعيليّ، وغيرهما.
وقال الإسماعيليّ: صدوق.
315- أحمد بن محمد بن عُمَر1:
أبو الحسين الجرجانيّ التّاجر.
سمع: محمد بن زَنْبُور، وأبا حفص الفلّاس، وَسَلَمَةَ بن شبيب.
وكان ثقة.
روى عنه: ابن عديّ، والإسماعيليّ، وجماعة.
316- أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بن حفص الإصبهانيّ2:
أبو الحَسَن.
زاهد عابد، يقال: إنه من الأبدال.
سمع: حميد بن مسعدة، وَسَلَمَةَ بن شبيب.
وعنه: عبد الله بن محمود، ومحمد بن جعفر الإصبهانيّان، والطَّبَرانيّ.
317- أسامة بن أحمد بن أسامة بن عبد الرحمن3:
أبو سَلَمَةَ التجيبيّ، مولاهم المصريّ.
محدث مكثر، روى عن: أبي الطّاهر بْن السَّرْح، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وأحمد بن يحيى بن وزير، والحارث بن مسكين، وعدد كثير من طبقتهم. وعني بالحديث والقراءات.
روى عنه: أبو عُمَر محمد بن يوسف الكِنْديّ، وأبو سعيد بن يونس، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وطائفة.
تُوُفّي في رمضان.
قَالَ أَبُو سَعِيد بْن يونس: لم يكن في الحديث بذاك، تعرف وتنكر.
__________
1 انظر المصدر السابق.
2 ذكر أخبار أصبهان "1/ 125"، والمعجم الصغير "1/ 41"، للطبراني.
3 المعجم الصغير "1/ 104"، للطبراني.(23/141)
318- إسحاق بن إبراهيم القاضي1:
أبو محمد البُسْتيّ.
تُوُفّي فيها. وقد مر سنة ثلاثٍ شيخٌ يشبهه. وأمّا هذا فإسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الجبّار أبو محمد.
كان متقنًا نبيلًا عاقلًا.
روى عن: قُتَيْبة بن سعيد، وعليّ بن حجر.
وعنه: أبو حاتم بن حبان البستي.
319- إسحاق بن عبد الله بن إبراهيم بن سلمة الكوفي البزاز2:
حدث ببغداد عن: يوسف بن موسى، ومحمد بن زياد الزّياديّ.
وعنه: ابن لؤلؤ، وابن المظفّر، ومحمد بن عليّ بن حبيش النّاقد.
قال الخطيب: كان ثقة، صنف "المسند"، ورحل إلى مصر والشّام.
ومات في شوّال.
"حرف الجيم":
320- جعفر بن أحمد بن سِنان الواسطيّ القطّان3:
سمع: أباه، وهنَّاد بن السَّريّ، وأبا كُرَيْب، وسليمان الغيلاني.
وعنه: أبو بكر بن المقري، وأبو عُمَرو بن حمدان، ويوسف الميانجيّ.
321- جعفر بن أحمد بن عاصم الدّمشقيّ بن الرّوّاس4:
أبو محمد البزّاز.
عن: هشام بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري، ومحمد بن مصفى الحمصي.
__________
1 الثقات لابن حبان "8/ 122"، وتذكرة الحفاظ "2/ 702".
2 البداية والنهاية "11/ 130، 131"، والمنتظم "6/ 154".
3 تذكرة الحفاظ "2/ 752"، وطبقات الحفاظ "316".
4 تاريخ بغداد "7/ 204"، والمنتظم "6/ 154".(23/142)
وعنه: أبو عليّ بن الصّوّاف، وابن ماسي، وأبو بكر الرّبعيّ، وآخرون.
حدَّث ببلده وببغداد.
ووثّقه الدَّارَقُطْنيّ.
322- جعفر بن محمد بن موسى النَّيْسابوريّ الأعرج1:
أبو محمد الحافظ، ويعرف بجَعْفَرك المفيد.
رحل وسمع وروى عن: محمد بن يحيى الذُّهْليّ، والحَسَن بن عَرَفَة، وَأَحْمَدَ بْنَ يُوسُفَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ هَاشِمٍ، وعليّ بن حرب، ومحمد بن عَوْف الحمصيّ، وهذه الطبقة.
وعنه: الحافظان أبو عليّ النَّيْسابوريّ وأبو إسحاق بن حمزة الإصبهانيّ، وأبو بكر بن المقري، والإسماعيليّ، وجماعة. تُوُفّي في حلب غريبًا.
وثّقه غير واحد، ووصفوه بالحفظ والمعرفة.
"حرف الحاء":
323- حبيب بن نصر2. أبو أحمد المهلبيّ:
عن: محمد بن أبي مذعور، ومحمد بن مهاجر.
وعنه: عبد الله بن موسى الهاشميّ، وأبو الفرج صاحب الأغانيّ، وغيرهما.
حدَّث في "هذا" العام.
324- الحَسَن بن إسحاق بن سلّام المصريّ:
سمع: الحارث بن مسكين، وغيره.
وحدَّث. وهو مولي بني حمار.
325- الحَسَن بن الطّيّب بن حمزة3:
أبو علي الشجاعي البلخي.
__________
1 تاريخ جرجان "272"، والمنتظم "6/ 154"، وطبقات الحفاظ "317".
2 تاريخ بغداد "8/ 253".
3 الكامل في ضعفاء الرِّجال "2/ 755، 756"، لابن عدي والمنتظم "6/ 154".(23/143)
حدث ببغداد عن: قُتَيْبة، وأبو كامل الجحدريّ، وهُدْبَة بن خالد، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وخلْق.
وعنه: إسماعيل الخُطبيّ، وأبو بكر القطيعيّ، وابن المظفّر، ومحمد بن إسماعيل الورّاق، وجماعة.
قال الدارقطني، لَا يساوي شيئًا؛ لأنّه حدَّث بما لَا يسمع.
وقال ابن عديّ: ادّعى كتبَ عمّه الحَسَن بن شجاع. كذا أخبرني عَبْدان.
وقال البرقانيّ: هو ذاهب الحديث.
وقد تكلم فيه ابن عقدة.
طوَّل الخطيب ترجمته.
وقال البَرْقانيّ: كان الإسماعيليّ حَسَن الرأي فيه ويقول: لمّا سمعنا منه كان حاله صالحًا.
وقال أحمد بن سفيان الحافظ: نا زيد بن عليّ الخلال قال: سمعت بن سعيد يعاتب البَغويّ في البلْخيّ ويقول: أنزلته عليك وأخذتُ عنه.
فقال: ما له؟ ما سألته عن شيخ إلّا أعطاني صفته وعلامته ومنزلته.
وقال مطين: كذّاب.
326- الحسين بن سعيد بن كامل:
أبو عبد الله المصريّ.
شيخ معُمَر.
سمع: يحيى بن بكير.
كتب عنه ابن يونس وقال: تُوُفّي في شعبان.
327- الحسين بن محمد بن الضّحّاك الفارسيّ ثمّ المصريّ:
حدَّث عن: أبي مصعب الزُّهْريّ، وطبقته.
وتُوُفّي في ذي القعدة.(23/144)
"حرف الزاي":
328- زكريّا بن يحيى بن عبد الرحمن بن بحر1 بن عديّ بن عبد الرحمن بن الأبيض بن الدَّيْلم بن باسل بن ضبّة الضّبّيّ.
أبو يحيى السّاجيّ البصْريّ الحافظ.
سمع: عبيد الله بن معاذ العنبري، وبندارًا، ومحمد بن موسى الحرشيّ، وسليمان بن داود المهديّ، وأبا الربيع الزهرانيّ، وطالوت بن عباد، وعبد الواحد بن غياث، وموسى بن عُمَر الحاري، وأبا كامل الفضل بن الحسين الجحدريّ، وابن أبي الشّوارب، وعبد الأعلى بن حمّاد، وأباه يحيى؛ روى له عن طريق جرير بن عبد الحميد.
وقد رحل إلى مصر، وإلى الكوفة والحجاز.
وسمع: أيضًا من هُدْبَةَ بن خالد.
وعنه: أبو أحمد بن عديّ، وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو عمرو بن حمدان، ويوسف الميانجيّ، وعبد الله بن محمد بن السّقّاء الواسطيّ، ويوسف بن يعقوب البجيرميّ، وعليّ بن لؤلؤ الورّاق.
وكان من الثّقات الأئمة.
سمع منه: الأشعريّ وأخذ عنه مذهب أهل الحديث.
ولزكريّا السّاجيّ كتابٌ جليلٌ في العِلل يدلّ على تبحره وإمامته.
"حرف السين":
329- سليمان بن عيسى2:
أبو أيّوب البغداديّ الدّار، البصريّ الأصل، الجوهريّ.
عَنْ: محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب، وعُبَيْد الله بن مُعَاذ.
وعنه: ابن المظفر، وابن لؤلؤ.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 601" "2717"، والميزان "2/ 79"، "2897".
2 تاريخ بغداد "9/ 61، 62" "4644".(23/145)
"حرف العين":
330- عامر بن عُمَران بن الفتح الزولهيّ:
نسبة إلى قرية بقرب مَرْو.
شيخ ثقة.
سمع: محمد بن عليّ بن الحَسَن بن شقيق.
331- عبد الله بن إبراهيم1:
أبو القاسم الأسديّ المعدّل.
يُعرف بابن الأكفانيّ، الفقيه.
عن: أحمد بن عبد الجبّار العطارديّ، وأبي إبراهيم المزنيّ الفقيه، ومحمد بن عُمَرو بن حنان الحمصيّ.
وعنه: ابنه محمد، وعبد الله بن العبّاس الشطويّ، وابن المقرئ، وغيرهم.
وكان ثقة.
332- عبد الله بن الحسين بن عليّ2:
أبو القاسم البجليّ الصّفّار.
عن: عبد الأعلى بن حمّاد، وسوّار بن عبد الله القاضي.
وعنه: عُمَر بن بِشْران وقال: ثقة؛ وابن الحربيّ، والزّيّات.
333- عبد الله بن عَمْرو بن عبد الله بن عَمْرو بن السَّرْح المصريّ3:
مولى بني أمية.
سمع: يونس بن عبد الأعلى، ووفاء بن سهيل، وياسين بن عبد الأحد.
334- عبد الله بن مالك بن سيف3. أبو بكر التجيبي المقرئ:
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 4505"، "5010"، والمنتظم "6/ 154".
2 المنتظم "6/ 155"، "248".
3 العبر "2/ 134"، وغاية النهاية "1855".(23/146)
من كبار قراء مصر.
أخذ عن: أبي يعقوب الأزرق صاحب ورش، تلاوةً.
وسمع: محمد بن رمح، وجماعة.
قرا عليه: أبو عدي عبد العزيز بن عليّ بن مُحَمَّد بن إسحاق بن الإمام، وإبراهيم بن محمد بن مروان، ومحمد بن عبد الرحمن الظّهراويّ، وأبو بَكْر محمد بْن عَبْد الله بْن القاسم الخِرَقيّ شيخ الأهوازيّ.
وهو آخر أصحاب الأزرق وَفاةً.
تُوُفّي يوم الجمعة سلخ جُمَادَى الآخرة.
قرأتُ القرآن بطريقه على أبي القاسم سحنون بالإسكندريّة، عن قراءته على أبي القاسم بن الصَّفْراويّ، عَنِ ابن عطية، عَنِ ابن الفحّام، عن أحمد بن نفيس، عن أبي عديّ. وهذا إسنادٌ عالٍ لنا بهذه القراءة.
335- عبد الله بن عليّ بن الجارود. أبو محمد النَّيْسابوريّ الحافظ:
نزيل مكة.
سمع: إسحاق بن راهَوَيْه، وعليّ بن حجر.
وعنه: ابن أخته يحيى بن منصور القاضي، ومحمد بن نافع المكي الخزاعي، ومحمد بن جبريل العجيفي، وأبو بكر أحمد بن عبد الله بن عبد المؤمن الزّيّات، والحسن بن عبد الله بن مذحج الزبيديّ، وأحمد بن بقيّ.
رووا عنه السُّنَن له؛ رأيته، فلم أر فيه عن ابن حجر وإسحاق شيئا، بل أكبرهم أبو سعيد الأشج، والزعفراني.
336- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ العباس:
أبو العباس الأسدي الدمشقي، ويعرف بابن الجليد.
روى عن: هشام بن عمّار، وصفوان بن صلح المؤذن.
وعنه: ابن عدي، وأبو عمر بن فضالة، وأحمد بن أبي دجانة.
ورخه ابن زبر.(23/147)
337- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أبي الحديد.
أبو محمد الربعي المالكي المغربي.
شيخ صالح فاضل، يقال: أنه آخر مَن مات من أصحاب سحنون.
338- عبد الرحمن بن الحَسَن بن موسى1:
أبو محمد الضّرّاب الإصبهانيّ الحافظ.
ثقة كبير؛ صنف المُسْنَد والأبواب.
سمع: عصام بن الحكم، ويحيى بن ورد، والحسين بن منصور الواسطيّ.
وعنه: أبو الشيخ، والعسّال، وجماعة.
339- عُبَيْد الله بن إبراهيم بن مهديّ2:
أبو القاسم البغداديّ، ثم الدّمشقيّ؛ المقرئ.
روى عن: الفضل الرُّخاميّ، وحفص الرباليّ، وعليّ بن أشكاب.
وحدَّث بمصر وبها تُوُفّي في شوال.
قال أبو عُمَرو الدانيّ: كان يعرف بالعُمَريّ؛ لأنّه كان مخصوصًا بقراءة أبي عُمَرو، ومعرفتها، أخذها عرضًا عن محمد بن غالب صاحب شجاع البلْخيّ. وسمعها من محمد بن شجاع البلْخيّ، عن اليزيديّ. وله فيها تصنيف حسن.
أخذ عنه: ابن شنبوذ، وأحمد بن جعفر بن المناديّ.
340- عليّ بن حبيس بن عابد:
أبو الحسن الزوفي.
يروي عن: عيسى بن زغبة، وغيره.
341- عليّ بن سهل بن محمد3:
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 114".
2 غاية النهاية "1/ 484" "2010".
3 البداية والنهاية "11/ 131"، والمعجم الصغير "1/ 208" للطبراني.(23/148)
أبو الحَسَن الإصبهانيّ الزّاهد. أحد أعلام الصوفية.
صحب محمد بن يوسف البناء.
وسمع: يونس بن حبيب، وأحمد بن مهديّ.
وكان يكاتب الجنيد. وله شأن.
روى عنه الطَّبَرانيّ.
342- عُمَران بن موسى بن فضالة1:
أبو القاسم الموصليّ الشعيريّ الزّاهد.
أقام في مسجدٍ دهرًا طويلًا.
وروى عن: محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عمّار، ومحمد بْن مصفّى، ويونس بن عبد الأعلى، وإسحاق بن شاهين، وبندار، وطائفة.
ثمّ فرق أصوله تزهدًا.
روى عنه: يزيد بن محمد الأزديّ، وأبو بكر المقرئ.
343- عُمَر بن الحَسَن بن نصر بن محمد طرخان الحلبيّ2. أبو حفص:
ولي قضاء دمشق، وحدث عن: محمد بن أبي سمينة، ولُوَيْن.
وعنه: الآجريّ، وأبو حفص الزّيّات، وأبو بكر الورّاق، وآخرون.
وثَّقه الدَّارَقُطْنيّ.
حدث في هذه السنة، وتُوُفّي بعدها.
"حرف الفاء":
344- الفضل بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الحارث الباهليّ3:
أبو العباس الأنطاكي العطار الأحدب.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 268"، "6713".
2 تاريخ بغداد "11/ 221"، وتاريخ حلب "4/ 15"، للشهباء.
3 الكامل في الضعفاء "6/ 2043، 2044"، لابن عدي، وميزان الاعتدال "3/ 358".(23/149)
سمع: هشام بن عمّار، ودُحَيْمًا، وجماعة.
وعنه: عُمَر بن عليّ العتكيّ، وأبو عليّ النَّيْسابوريّ، وابن عديّ وقال: له أحاديث لَا يتابعه عليها الثّقات.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: هو كذّاب.
وقال ابن عديّ أيضًا: أوصل أحاديث، وزاد في المتون.
345- الفضل بن أحمد بن يعقوب بن أشرس:
أبو معقل الضبيّ النسفيّ الضّرير.
من أصحاب محمد بن إسماعيل البخاريّ.
روى عنه: عبد المؤمن بن خلف، وجماعة.
تُوُفّي سنة سبع.
"حرف القاف":
346- القاسم بن أحمد بن بشير أبو عامر المصريّ الدّبّاغ:
ذكر أنّه سمع من يحيى بن بكير، وزيد بن بِشْر.
قال ابن يونس: كتبت عنه، وقد تكلّموا فيه.
تُوُفّي في شعبان سنة سبعٍ.
347- القاسم بْن عُبّيْد اللَّه بْن سعَيِد بْن كثير بن عفير المصريّ:
أبو محمد.
روى عنه ابن يونس، وقال: كان يخضب. وتُوُفّي في شعبان أيضًا.
وقال لي: سمعتُ من عيسى بن حمّاد.
"حرف الميم":
348- محمد بن بكر1. أبو القاسم القرطبي:
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 29"، "1172".(23/150)
كان إمامًا مفتيًا مشاورًا، ورعًا نبيلًا.
روى عن: محمد بن وضاح، وإبراهيم بن القزّاز، وطبقتهما.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة.
349- محمد بن جعفر بن محمد بن سعيد1:
أبو بكر الأشعريّ الإصبهانيّ الملحميّ القزّاز.
ثقة، كثير الحديث.
سمع: حميد بن مسعدة، والفلاس، والعبّاس البحرانيّ.
وعنه: العسّال، وأبو الشيخ، وابن المقرئ، ومحمد بن جعفر.
تُوُفّي في صفر.
350- محمد بن روميّ النَّيْسابوريّ الإخباريّ:
سمع: الذهلي، وأحمد بن منصور زاج، وأحمد بن حفص.
وعنه: أبو الفضل محمد بن إبراهيم، وجماعة.
351- محمد بن سليمان بن بابويه2:
أبو بكر المخرميّ العلّاف.
سمع: الربيع بن ثعلب، والوليد بن شجاع.
وعنه: أبو بكر القطيعيّ، وغيره.
352- محمد بن صالح بن ذريح3. أبو جعفر العكبريّ:
سمع: جبارة بن المغلس، وعثمان بن أبي شيبة، وأبا ثور الكلبيّ، وأبا مصعب الزهريّ، وجماعة.
وعنه: إسحاق النعالي، وابن الزّيّات، ومحمد بن المظفّر، وأبو بكر الإسماعيليّ، وأبو بكر ابن المقرئ، وطائفة. وكان ثقة.
تُوُفّي سنة ستٍّ. وقيل: سنة سبْعٍ، وقيل: سنة ثمان.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 292".
2 تاريخ بغداد "5/ 300"، "2805".
3 المنتظم "6/ 152"، "239"، والعبر "2/ 134".(23/151)
353- محمد بن عبد الله بن يوسف بن خرشيد الدَّوِيري1:
ويقال: الدُّوَيري، النَّيْسابوريّ، أبو عبد الله.
ودوير قرية على فرسخ من البلد.
سمع: قُتَيْبة، وإسحاق بن راهَوَيْه، ويحيى بن موسى خَتّ.
وعنه: أبو حامد الشرقيّ، وأبو الوليد حسّان الفقيه، وأبو عُمَرو بن حمدان، وجماعة.
وقع لي من عواليه.
وقد روى الشيرازيّ مصنف "الألقاب" عن يحيى بن زكريّا الدويريّ، عن محمد بن عبد الله الدويريّ. ووالد محمد له رحلة ورواية عن أبي جابر محمد بن عبد الملك الأزديّ، وطبقته.
ذكره الحاكم في تاريخه.
354- محمد بن عليّ بن مَخْلَد بن فرقد الداركيّ2:
أبو جعفر الإصبهانيّ.
شيخ معُمَر، سمع: إسماعيل بن عُمَرو، وسليمان بن داود الشاذكونيّ.
وهو آخر من مات من أصحاب إسماعيل.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشيخ، وأبو بكر بن المقرئ، وعدّة.
355- محمد بن عليّ بن سهيل:
أبو بكر الصيدلانيّ البكاء.
عن: عبد الأعلى بن حمّاد، وعُبَيْد الله القواريريّ.
وهو موصليّ فيه جهالة.
356- محمد بن علي3. الخطيب المقرئ:
__________
1 سير أعلام النبلاء "11/ 281".
2 ذكر أخبار أصبهان "2/ 241، 242"، والعبر"2/ 135".
3 غاية النهاية "2/ 213"، "3294".(23/152)
قرأ على: البزّيّ.
قرأ عليه: الحَسَن المطوعيّ.
357- محمد بن عيسى1:
أبو عبد الله القزوينيّ الصّفّار.
ثقة.
سمع: ابن ماجة، وأبا حاتم الرازيّ، ويحيى بن عَبْدك.
وعنه: عليّ بن أحمد بن صالح.
358- محمد بن موسى بن عبد الرحمن الصوريّ المقرئ2:
أبو العبّاس.
قرأ القرآن على: ابن ذكوان، وعبد الرّزّاق بن الحَسَن الإمام، عن قراءتهما على أيّوب بن تميم.
قرأ عليه: أبو بكر بن أحمد الدّاجونيّ واسمه محمد، والحسن بن سعيد المطوعيّ.
ورّخ وفاته الخزاعيّ.
359- محمد بن موسى بن هاشم3:
أبو عبد الله القرطبيّ، المعروف بالأقشين.
من كبار النحاة.
رحل، وسمع بمصر "كتاب سيبويه" من أبي جعفر الدينوريّ.
وسمع "مسند الفريابيّ" بقيسارية الشّام من عُمَرو بن ثور.
توفي في رجب.
__________
1 التدوين في أخبار قزوين "1/ 486".
2 معرفة القراء الكبار "1/ 254"، وغاية النهاية "2/ 268"، "3490".
3 تاريخ علماء الأندلس "2/ 29 وما بعدها" لابن الفرضي، وبغية الملتمس "127"، للضبي.(23/153)
360 - محمد بن هارون1.
أبو بكر الرويانيّ الحافظ.
له مسند مشهور.
روى عن: أبي الربيع الزّهرانيّ، وإسحاق بن شاهين، ومحمد بن حميد الرّازيّ، وأبي كريب، وبندار، ومحمد بن المثني، وأبي حفص الفلاس، ويحيى بن المقوم، وأبي زرعة الرازي، وهذه الطبقة.
وعنه: جعفر بن عبد الله بن فتاكي، وغيره.
وثقه أبو يعلى الخليلي، وذكر أن له تصانيف في الفقه.
وعنه أيضًا: أبو بكر الإسماعيليّ، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد القرميسينيّ.
قال أحمد بن منصور الشيرازيّ الحافظ: سمعت محمد بن أحمد الصّحّاف السجستانيّ: سمعت أبا العبّاس البكريّ يقول: جمعت الرحلة بين محمد بن جرير، وابن خزيمة، ومحمد بن نصر المروزيّ، ومحمد بن هارون الرويانيّ بمصر، فأرملوا ولم يبقَ عندهم ما يقوتهم، وأضر بهم الجوع، فاجتمعوا في منزلٍ كانوا يأوون إليه، فاتفق رأيهم على أن يسهموا، فمن خرجت عليه القرعة سأل. فخرجت القرعة على ابن خزيمة فقال: أمهلوني حتّى أصلي. فاندفع في الصلاة، وإذا هم بالشموع، وخصيّ، من قبل والي مصر يدّق الباب، ففتحوا فقال: أيكم محمد بن نصر؟ فقيل: هو ذا. فأخرج صرة فيها خمسون دينارًا، فدفعها إليه.
ثمّ قال: أيكم ابن جرير؟ فاعطاه خمسين دينارًا، ثم فعل كذلك بابن خزيمة وبالرويانيّ. ثمّ حدثهم فقال: إنّ الأمير كان قائلًا بالأمس، فرأى في المنام أن المحامد جياع قد طووا، فانفذ إليكم هذه الصرر، وأقسم عليكم إذا نفذت فعرفوني.
361- محمد بن يحيى بن حسين2. أبو بكر العميّ البصريّ:
حدث عن: عُبَيْد الله بن عائشة، وسليمان الشاذكوني.
وطال عمره.
__________
1 تاريخ جرجان "442"، والعبر "2/ 135"، والبداية والنهاية "11/ 131"، وكشف الظنون "1683".
2 تاريخ بغداد "3/ 426"، "1563".(23/154)
روى عنه: أبو حفص الزّيّات، ومحمد بن المظفّر.
ووثّقه الدَّارَقُطْنيّ.
تُوُفّي في المحرَّم. وآخر من روى عنه محمد بن إسماعيل الورّاق.
362- محمد بن يونس بن هارون1:
أبو جعفر حمويه، إمام جامع قزوين.
سمع: إسماعيل بن توبة، وهارون بن هزاريّ.
وفي الرحلة: سلم بن جنادة، والأشجّ، وعبد الجبّار بن العلاء.
روى عنه: عليّ بن إبراهيم القطّان، وعليّ بن أحمد بن صالح، والخضر بن أحمد الفقيه، والقزوينيون.
363- محمود بن محمد بن منويه الواسطيّ2:
أبو عبد الله، محدَّث كبير.
سمع: وهب بن بقيّة، ومحمد بن أبان، والعبّاس بن عبد العظيم، وعدّة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، ومحمد بن زنجويه القزوينيّ، وأبو الشّيخ، وأبو أحمد بن عديّ.
تُوُفّي في رمضان، وأسكت قبل موته بعامين.
وقد استوفي ابن نقطة ترجمته في منويه، بالنون.
وروى عنه: أبو بكر الإسماعيليّ، والجعابيّ. وحدث ببغداد.
وقد قلبه الحافظ عبد الغنيّ فقال: محمد بن محمود بن منويه، نسبه لنا الذهليّ أبو الطّاهر.
وقال ابن ماكولا: هو محمد بن محمد بن منويه، أبو عبد الله. يروي عن محمد بن أبان، ومحمد بن الصّبّاح الجرجرائي.
__________
1 التدوين في أخبار قزوين "2/ 64، 65".
2 المعجم الصغير "2/ 107"، والمشتبه في أسماء الرجال "2/ 570".(23/155)
فنبه ابن نقطة على خطأهما، لكن اعتذر عن عبد الغنيّ فقال: كان لمحمود ابنان أحمد ومحمد، وكلاهما قد حدَّث.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: كتبتُ عن أبي الحسين محمد بن محمود.
364- مسعود بن عُمَر الأمويّ الأندلسيّ التدميريّ1:
أبو القاسم.
سمع: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ.
365- مفضّل بن محمد. أبو العبّاس المصريّ المؤدّب:
عن: يزيد بن سعيد الصّبّاحيّ، ومحمد بن البرقيّ.
وكان صالحًا.
مات في جُمَادَى الآخرة.
366- موسى بن سهل2. أبو عُمَران الْجَوْنيّ البْصريّ:
سمع: عبد الواحد بن غِياث، وهشام بن عمّار، وطالوت بن عبّاد، ومحمد بن رمُح المصريّ، وجماعة. وسكن بغداد.
روى عنه: دعْلَج، وعبد الله بن إبراهيم الزَّيْنَبيّ، ومحمد بن المظفّر، وعلي الحربيّ، وابن المقرئ.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ: وتُوُفّي في رجب.
وكان حافظًا عالي الإسناد، سمع بمصر، والشام، والعراق، وعُمَر.
"حرف النون":
367- نهد بن نصر بن خلف النهدي الموصلي:
روى عن: مسعود بن جويرية، وعليّ بن الحسين الخوّاص الموصليين.
قاله الأزديّ.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي "2/ 131"، "1425".
2 تاريخ بغداد "13/ 56، 57"، والعبر "2/ 135".(23/156)
"حرف الهاء":
368- الهيثم بْن خَلَف بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بن مجاهد1 أبو محمد الدُّوريّ البغدادي:
سمع: إسحاق بن موسى الأنصاريّ، وعُبَيْد الله القواريريّ، وعبد الأعلى بن حمّاد النرسي، وعثمان بن أبي شيبة.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وعبد العزيز الخِرَقيّ، وابن لؤلؤ، وأبو بكر الإسماعيلي ووثقه؛ وأبو بكر بن المقرئ وهو آخر مَن روى عنه.
وكان كثير الحديث متقنًا ضابطًا.
مات -رحمه الله تعالى في أوائل السنة.
"حرف الياء":
369- يحيى بن زكريّا النَّيْسابوريّ الأعرج2:
أبو زكريّا الحافظ.
طوّف البلاد، وسمع: قُتَيْبة بن سعيد، وإسحاق بن راهَوَيْه، فمن بعدهما.
وَعَنْهُ: ابْنُ أَخِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن زكرّيا بن حَيَّوَيْهِ النيسابوري ثم المصري، وأبو بكر بن المقرئ، وآخرون.
ومن القدماء: مكي بن عبدان، وابن عقدة.
ودخل مصر على كبر السن، فكان يكتب بها.
370- يحيى بن محمد بن عمروس الفقيه3:
أبو زكريا القرشي، مولاهم المصري.
آخر من روى عن إسحاق بن إبراهيم بن زبريق.
__________
1 المنتظم "6/ 156".
2 التهذيب "11/ 210"، والعبر "2/ 135"، وتذكرة الحفاظ "2/ 744".
3 الولاة والقضاة للكندي "390، 391، 470، 471".(23/157)
وروى عن جماعة من كبار المصرييّن، فقيل: إنّه شهدَ عند الحارث بن مسكين وله عشرون سنة. وكان من كبار الشهود.
ذكره ابن زُولاق فقال: كان من كبار شهود مصر وقُرّائهم وعُبّادهم. شهدَ عند بكّار بن قُتَيْبة، وكان قد غلب على أمر أبي عُبَيْد الله محمد بن حرب، فشنأه النّاس، ثمّ ولي أبو عُبَيْد بن حربويه، فكان أشدهم تقدّمًا عنده.
وكان عاقلًا، كثير التّلاوة، له جلالة في النفوس.
وفيات سنة ثمان وثلاثمائة:
"حرف الألف":
371- أحمد بن الصَّلْت بن المغلس1. أبو العبّاس الحمانيّ:
عن: أبي نُعَيْم الفضل بن دكين، ومسلم بن إبراهيم، وأبي عُبَيْد. أحاديثه باطلة وضعها.
روى عنه: الجعابيّ، وعيسى الرخجيّ.
وقال ابن قانع: ليس بثقة.
وقال: تُوُفّي في شوّال.
وقال ابن عديّ: أحمد بن محمد بن الصَّلْت، رأيته ببغداد سنة سبْع وتسعين يحدَّث عن ثابت الزّاهد، وعبد الصَّمد بن النُّعْمان، وغيرهما ممّن مات قبل أن يولد بدهرٍ. ما رأيت في الكذّابين أقلّ حياءً منه.
وقد ذكره الخطيب مرَّتين.
وقال ابن عديّ أيضًا: قدَّرت أنّ له ستّين سنة أو أكثر.
قال ابن عساكر: أحمد بن محمد بن الصَّلْت، ويقال: أحمد بن الصَّلْت.
ويقال: أحمد بن عطية الحمانيّ ابن أخي جبارة بن المغلس، حدَّث عن عفان، وأبي نُعَيْم، وهشام بن عمّار، وأحمد بن حنبل.
وقال الخطيب: حدَّث ببواطيل، ووضع في مناقب أبي حنيفة.
__________
1 المجروحين "1/ 153"، والمنتظم "6/ 156"، والميزان "1/ 105".(23/158)
372- أحمد بن محمد بن هلال1:
أبو بكر الشطوي.
عن: أبي كريب، وأحمد بن منيع.
وعنه: ابن المظفَّر، وأبو بكر الورّاق.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ.
وبعضهم سمّاه: محمد بن أحمد بن هلال.
373- إبراهيم بن محمد بن سفيان2:
أبو إسحاق النَّيْسابوريّ، الفقيه الزّاهد.
أحد أصحاب أيّوب بن الحَسَن الزّاهد.
سمع من: مسلم بن الحَجّاج صحيحه؛ ومن: محمد بن رافع، ومحمد بن مقاتل، ومحمد بن أسلم الطوسيّ.
وبالعراق من: سفيان بن وكيع، ومحمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ، وعُمَرو بن عبد الله الأوديّ.
وعنه: أحمد بن هارون، وعبد الحميد القاضي، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، ومحمد بن عيسى بن عُمَرويْه الجلوديّ، وآخرون.
قال محمد بن أحمد بن شعيب: ما كان في مشايخنا أزهد ولا أكثر عبادة من إبراهيم بن محمد بن سفيان.
وقال الحاكم: سمعت محمد بن يزيد العدل يقول: كان مُجاب الدعوة.
وقال الحاكم: كان من العُبّاد المجتهدين الملازمين لمسْلم.
مات في شهر رجب.
374- إدريس بن طهوي القطيعي3:
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 115"، "2525".
2 الكامل في التاريخ "8/ 123"، والوافي بالوفيات "6/ 128"، والبداية والنهاية "11/ 131".
3 تاريخ بغداد "7/ 15"، "3482".(23/159)
سمع: لوَيْنًا، وأبا بكر بن أبي شيبة.
وعنه: محمد بن المظفّر.
وقد وثق.
375- إسحاق بن أحمد بن إسحاق بن نافع1:
أبو محمد الخزاعيّ المكّيّ المقرئ.
قرأ على أحمد البزّيّ.
وسمع: محمد بن يحيى بن أبي عُمَر العدنيّ، ومحمد بن زنبور، وأبا الوليد محمد بن عبد الله الأزرقيّ.
وقرأ أيضًا على عبد الوهّاب بن فليح المكّيّ.
وعنه: أبو بكر المقرئ وغيره.
وقرأ عليه: الحَسَن بن سعيد المطوعيّ، وأبو الحَسَن بن شنبوذ، وإبراهيم بن أحمد بن إبراهيم.
وتُوُفّي بمكّة يوم الجمعة ثامن رمضان.
وهو راوي "مسند العدني". وكان إمامًا في قراءة المكّيّين. ثقة، حجة؛ له مصنّف في قراءة ابن كثير.
وذكر أنّه قرأ على ابن فليح نحوًا من مائة وعشرين ختمة.
وذكر أن الصّواب إدخال شبل ومعروف بين ابن كثير وإسماعيل القسْط. هكذا رواه الجماعة.
376- إسحاق بن ديمهر التوزيّ2:
سمع: إبراهيم بن عبد الله الهَرَويّ، وإسحاق بن أبي إسرائيل.
وعنه: ابن قانع، ومحمد بن المظفّر، وعليّ الحربيّ.
وكان ثقة.
__________
1 العبر "2/ 136، 137"، ومعرفة القراء الكبار "1/ 227"، وغاية النهاية "1/ 156".
2 تاريخ بغداد "6/ 389"، والمنتظم "6/ 157".(23/160)
خرّج عنه ابن المقرئ في معجمه.
قال الخطيب: من الثقات المأمونين المعدَّلين.
"حرف الجيم":
377- جابر بن فتحون الأندلسيّ1:
تُوُفّي بالأندلس. وليس بالمشهور.
378- جعفر بن قدامة:
الكاتب الأديب.
له مصنفات في صنعة الكتابة.
وروى عن: أبي العيناء.
وعنه: أبو الفرج الإصبهانيّ في "الأغاني".
379- جعفر بن محمد بن جعفر بن الحَسَن بن جعفر بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب2:
أبو عبد الله الحسنيّ، والد أبي قيراط يحيى بن جعفر.
ولد سنة أربٍع وعشرين ومائتين.
وروى عن: أبي حفص الفلّاس، وعيسى بن مهران.
وكان شريفًا محتشمًا كوفيًا شيعيًا.
روى عنه: أبو بكر الشّافعيّ، ومحمد بن عُمَر الجعابيّ، ومحمد بن أحمد بن أبي الثلج، ومحمد بن العبّاس بن مروان.
تُوُفّي في ذي القعدة.
"حرف الحاء":
380- الحَسَن بْن عَلِيّ بْن عَبْد الصمد. أبو سعيد البصري:
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 102"، لابن الفرضي.
2 تاريخ بغداد "7/ 204"، والمنتظم "6/ 157"، ومجمع الرجال للقهيائي "2/ 37".(23/161)
عن: صهيب بن محمد، وبحر بن الحكم الكسائيّ.
وعنه: محمد بن عُمَر الجعابيّ، ومحمد بن المظفّر.
وكان يلقب بالإزميّ.
381- الحَسَن بن عليّ بن يونس بن أبان1:
أبو عليّ التيمّيّ الإصبهانيّ.
عن: عبد الرحمن بن عُمَر رستة، وغيره.
وعن والده عن أبي داود الطيالسيّ.
وعنه: أبو الشيخ، وعبد الله بن محمد القاضي، وابن المقرئ، وآخرون.
382- الحَسَن بن محمد بن عنبر بن شاكر2:
أبو عليّ الوشّاء بغداديّ مشهور.
سمع: عليّ بن الجعد، ومنصور بن أبي مزاحم، وعبد الله بن عون الخراز، وعليّ بن المدينيّ، وجماعة.
وعنه: أبو القاسم بن النخاس، وابن الشخير، وعليّ بن عُمَر الحربيّ، وآخرون.
ضعفه ابن قانع.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: تكلموا فيه من جهة سماعه.
وأمّا البرقاني فوثقه.
383- حسين بن عياض بن عروة:
أبو علي الحرانيّ.
سمع: محمد بن وهب الحّرانيّ.
"حرف الخاء":
384- خلف بن شاهد النسفي:
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "1/ 265".
2 الكامل في الضعفاء "2/ 755"، والمنتظم "6/ 157"، والميزان "1/ 520".(23/162)
سمع منه بسمرقند صحيح أبي عبد الله البخاريّ جماعة، منهم أبو بكر المكّيّ.
وتُوُفّي في رجب منها.
"حرف الراء":
385- رفاعة بن عمارة بن وثيمة بن موسى بن الفرات:
أبو زرعة المصريّ.
"حرف السين":
386- سعد بن مُعاذ بن عثمان بن حسّان1:
أبو عُمَرو الثقفيّ القرطبيّ المالكيّ.
كان حافظًا للفقه مشاورًا في الأحكام، وله رحلة.
سمع: المزنيّ، وبحر بن نصر، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وابن عَبْد الحَكَم المصريّين.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
387- سَلْم بن عصام2:
أبو أمية الثّقفيّ، محدّث إصبهان.
له غرائب.
سمع: أحمد بن ثابت الخجنديّ، وعُبَيْد الله بن الحجاج بن منهال.
وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، ومحمد بن عبيد الله بن المرزيان.
"حرف الشين":
388- شعيب بن محمد3:
أبو الحَسَن الذارع، بغدادي.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 178" لابن الفرضي.
2 ذكر أخبار أصبهان "1/ 337".
3 تاريخ بغداد "9/ 245"، "4822".(23/163)
سمع: إسحاق بن أبي إسرائيل، وأبا كريب، ويعقوب الدورقيّ.
وعنه: ابن المظفّر، وعليّ السُّكّريّ، وأبو حفص بن شاهين.
وثّقه الخطيب.
"حرف العين":
389- العباس بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى1:
أَبُو خبيب ابن القاضي البرتيّ.
سمع القراءة من: البزّيّ، وعبد الوهّاب بن مليح.
روى عنه الحروف: أبو الفتح بن بدهن، وأحمد بن نصر الشّذائيّ، وعبد الواحد بن أبي هاشم.
وقد سمع الحديث من عبد الأعلى النرسي، وسوار بن عبد الله العنبريّ، وأبي بكر بن أبي شيبة.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وعبد العزيز بن أبي صابر، وعُمَر بن شاهين، وابن المقرئ، وآخرون.
أثنى عليه بعض الحُفّاظ، ومات في شوّال.
390- عبد الله بن ثابت بن يعقوب العبقسيّ التوزيّ2:
أبو محمد المقرئ.
نزل بغداد، وروى عن: هنَّاد بن السَّريّ، ومحمد بن أبي ياسمينة، وهارون الحمال، وعمر بن شبة، وهذيل بن حبيب.
وعنه: عبد الخالق بن أبي روبا، وأبو عمرو بن السماك، ومحمد بن سليمان الربعي، وآخرون.
مات بالرملة.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 152"، "6620"، والمنتظم "6/ 158، 159"، وغاية النهاية "1/ 352".
2 المنتظم "6/ 158"، والبداية والنهاية "11/ 131".(23/164)
391- عبد الله بن العباس الطيالسي1:
أبو محمد.
سمع: عبد الله بن معاوية الجمحي، وبشر بن معاذ، ونصر بن علي الجهضمي.
وعنه: الآجري، وابن المظفر، وابن لؤلؤ، وآخرون.
قال الدارقطني: لَا بأس بهِ.
392- عبد الله بن محمد بن وهْب بن بِشْر2:
أبو محمد الدِّيَنَوريّ الحافظ الكبير.
طوّف الأقاليم، وسمع: أبا سعيد الأشجّ، وأبا عُمَيْر بن النّحّاس، وأحمد ابن أخي ابن وهْب، ويعقوب الدَّوْرقيّ، ومحمد بن الوليد البُسْريّ، وطبقتهم.
روى عنه: جعفر الفِرْيابيّ وهو أكبر منه، وأبو عليّ النَّيْسابوريّ، ويوسف المَيَانِجيّ، والقاضي أبو بكر الأبْهَريّ، وعُمَر بن سهل الدِّيَنَوريّ، وعُبَيْد الله بن سعيد البُرُوجِرْديّ، وهو آخر مَن روى عنه.
قال أبو عليّ النَّيْسابوريّ: بلغني أنّ أبا زُرْعة الرّازيّ كان يعجز عن مذاكرة هذا.
وقال ابن عديّ: كان ابن وهْب يحفظ. وسمعتُ عُمَر بن سهيل يرميه بالكذِب. وسمعتُ ابن عُقْدة يقول: كتب إلي ابن وهب جزأين من غرائب الثَّوريّ، فلم أعرف منها إلّا حديثين، وكنتُ أتّهمه.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: متروك.
وقال أبو عليّ النَّيْسابوريّ: سمعتُ ابن وهْب الدِّيَنَوَريّ يقول: حضرت أبا زُرْعة وخُراسانيّ يلقي عليه الموضوعات وهو يقول: باطل. والرجلُ يضحك ويقول: كل ما لَا تحفظه تقول: باطل.
فقلت أنا: يا هذا ما مذهبك؟ قال: حنفيّ.
قال: فقلت: ما أسندَ أبو حنيفة عن حمّاد بن أبي سفيان؟ فتحير في الجواب.
__________
1 المنتظم "6/ 158".
2 الضعفاء والمتروكين "116"، للدارقطني، والكامل في الضعفاء "4/ 1579، 1580"، والبداية والنهاية "11/ 131".(23/165)
فقلت: يا أبا زُرْعة تحفظ عن أبي حنيفة، عن حمّاد؟ فسردَ أحاديث أبي حنيفة، عن حمّادٍ، ومدَّ فيها. فقُلتُ للعِلْج: ألا تستحيي تقصد إمام المسلمين بالموضوعات عند الكذابين، وأنت لَا تحفظ لإمامك حديثًا قطّ؟! فأعجب أبا زُرْعة ذلك وقبّلني.
قالَ ابن عديّ: قد قَبِل الدِّينَوَريَّ قومٌ وصدَّقوه.
393- عبد الله بن محمد النُّعَيْميّ:
أبو محمد المغربيّ المالكيّ الزّاهد. شيخ إمام صوام قوّام.
عُنِي بكُتب أشهب وبالمدوَّنة، وبكُتُب ابن الماجِشُون. وأخذ الفقه عن الْجِلّة من أصحاب سَحْنُون.
حُمِل هو وأبو عبد الله الصَدْريّ إلى المَهديّة سنة ثمانٍ وثلاثمائة، فضربا حتّى قُتلا لذمّهما التَّشيُّع، فرضي الله عنهما.
394- عَبْد الكريم بن إبراهيم بن حِبّان1:
مُختلَف في كسْر الحاء وفتْحها. أبو عبد الله المصريّ مولى مراد.
روى عن: حَرْمَلَة، ومحمد بن رُمْح.
قال ابن يونس: كان ثقة عاقلا حلو المجالسة، عالما بإقامة المنطق.
كتب الحديث سنة 234.
وتوفي في شعبان.
395- عبد الوهاب بن أبي عصمة الشيباني2:
عن: أبيه. ومحمد بن عبيد الأسدي.
وعنه: ابنه عبد الكريم، وحفيده عبد السميع بن محمد، وعلي الحربي وآخرون.
بغدادي.
396- عبيد الله بن محمود:
العلامة أبو محمد القيرواني الضرير.
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "2/ 312".
2 تاريخ بغداد "11/ 28" "5694".(23/166)
كان من أعلم خلق الله بالنحو واللغة والأخبار والشعر.
أخذ عن: المِهْريّ، وحمدون النَّعْجة.
وكان أبرع من حمدون في علم اللسان. وكانت الرحلة إليه من جميع إفريقية وله عدة تصانيف، وكان يحفظ الكتاب من مرتين.
ورخه القفطي، رحمه الله تعالى.
397- علي بن أحمد بن الحسين العجلي1:
أبو الحسن الكوفي، الفقيه، المقري، المعروف بابن أبي مرية.
روى عن: أبي كُرَيْب، وهَنَّاد بن السَّرِيّ، ومحمد بن طريف.
وعنه: أبو بكر الإسماعيلي، ومحمد بن زيد بن مروان.
398- علي بن سراج المصري الحافظ2:
هو أبو الحسن علي بن أبي الأزهر الحرشي، مولاهم.
روى عن: أبي عمير بن النّحّاس، ويوسف بن بحر، وسعيد بن أبي زيدون القَيْسرانيّ، وسعيد بن عُمَرو السَّكُونيّ الحمصيّ، ومحمد بن عَبْد الرَّحْمَن بن الأشعث، وفهد بن سليمان، وأبي زُرْعة البصْريّ، وخلْق كثير بمصر والشّام.
وسكن بغداد؛ وجمع وصنَّف.
روى عنه: أبو بكر الشّافعيّ، والإسماعيليّ، والعسال، والجِعَابيّ، وأبو عُمَرو بن حمدان، وعليّ بن عُمَر الحربيّ، وآخرون.
قال الدَّارَقُطْنيّ: كان يحفظ الحديث.
وقال الخطيب: كان عارفًا بأيام النّاس، وأحوالهم؛ حافظًا.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: كان يشرب ويسكر.
وقال غيره: مات في ربيع الأول.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 333"، "6162".
2 ميزان الاعتدال "3/ 131"، وطبقات الحفاظ "8/ 3".(23/167)
399- عمر بن عبد الله بن الحسن بن حفص1:
أبو حفص الإصبهانيّ الهمْدانيّ.
عن: حُمَيْد بن مَسْعَدَة، وعُمَرو بن الفلّاس، وأبي سعيد الأشجّ.
وكان رئيس البلد، وصاحب مسائل القاضي.
روى عنه: والد أبي نُعَيْم، وأبو الشَّيْخ ابن حيّان، وجماعة.
400- عُمَر بن محمد بن بكّار2:
أبو حفص القافلائيّ. بغداديّ.
سمع: يعقوب الدَّوْرقيّ، والحسن بن أبي الربيع، وعليّ بن مسلم الطُّوسيّ.
وعنه: محمد بن المظفّر، وابن المقرئ.
وكان ثقة.
"حرف الميم":
401- محمد بْن أحمد بْن أسباط الجرواآني3:
ثقة.
سمع: مسلم بن جُنَادة، وأحمد بن بُدَيْل.
وعنه: أبو الشَّيْخ، وعبد الله بن محمد بن مَنْدَوَيْه، وابن المقرئ.
تُوُفّي في رجب.
402- محمد بن إِسْحَاق بن الوليد الثَّقَفيّ الإصبهانيّ4.
أبو عبد الله القزّاز.
سمع: عبد الله بن عُمَر أخا رُسْتة، وأحمد بن الفرات.
__________
1 راجع: ذكر أخبار أصبهان "1/ 255".
2 تاريخ بغداد "11/ 222"، "5944".
3 الجرواآني: وهي نسبة إلى جرواآن محلة بأصبهان، ويقال لها بالعجمية كرواآن. راجع "الأنساب "3/ 236".
4 ذكر أخبار أصبهان "2/ 252".(23/168)
وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشيخ، وابن المقرئ.
403- محمد بن إسماعيل بن الفَرَج:
أبو العبّاس البنّاء المهندس المصريّ، والد أبي بكر أحمد.
سمع: إبراهيم بن مرزوق، والحسن بن سليمان بن قبيطة.
404- محمد بن الحَسَن بن هارون بن دنبا1:
أبو جعفر الْمَوْصِليُّ.
حدَّث ببغداد عن: أبي همّام السَّكُونيّ، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وأحمد بن عبدة، ومحمد بن زنبور.
وعنه: أبو بكر القطيعي، وعيسى الرخجي.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: لا بأس بِهِ.
405- محمد بن الحَسَن بن موسى:
أبو جعفر الكندي، مولاهم المصري.
روى عن: حَرْمَلَة، وغيره.
قال ابن يونس: يُعرف ويُنْكر.
تُوُفّي في ذي الحجّة.
406- محمد بن سُفْيَان بن النَّضْر:
أبو جعفر النسفي الأمين.
روى عن البخاريّ صحيحه.
وعن: عيسى بن أحمد العسقلانيّ، وأبي عيسى التِّرْمِذيّ.
روى عنه: محمد بن زكريا النسفي، وجماعة.
ورخه المستغفري.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 191"، "605".(23/169)
407- محمد بن صالح بن ذَرِيح العُكْبَريّ1:
أبو جعفر.
سمع: جُبَارة بن المغلِّس، وعبد الأعلى بن حمّاد، وعثمان بن أبي شيبة، وأبا مُصْعَب الزُّهْرِيّ، وأبا ثور الكلبيّ.
وعنه: إِسْحَاق النّعاليّ، وابن بَخيت، وعُمَر بن الزّيّات، ومحمد بن المظفّر.
وثّقه الخطيب.
قال ابن مَخْلَد: تُوُفّي سنة ثمانٍ.
ومرّ في سنة سبْعٍ.
408- محمد بن عبد الله بن محمد الخَولانيّ الباجيّ2:
نزيل إشبيلية.
سمع بقرطبة: محمد بن أحمد العُتْبيّ، وأبان بن عيسى، ويحيى بن إبراهيم بن مزين.
ورحل فسمع: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، وأبي أُميّة الطَّرسُوسيّ، ومحمد بن إسماعيل الصّائغ.
وكان عارفًا بمذهب مالك. ثقة، ورعًا، خيّرًا.
وكان أعرج، ويُعرف بابن العون.
روى عنه: خالد بن سعْد.
409- مُحَمَّد بن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن كُلَيْب القُرْطُبيّ:
روى عن: محمد بن وضّاح، وإبراهيم بن باز، وجماعة.
تُوُفّي في هذه السنة.
وقيل: سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
__________
1 سير أعلام النبلاء "11/ 285".
2 جذوة المقتبس للحميدي "62"، "81".(23/170)
410- محمد بن المفضَّل بن سَلَمَةَ بن عاصم1:
أبو الطّيّب الضَّبّيّ البغداديّ الفقيه الشّافعيّ.
صاحب ابن شُرَيْح. وكان موصوفًا بفرط الذّكاء.
صنَّف كتبًا عدّة. وهو صاحب وجهٍ.
وكان يرى تكفير تارك الصّلاة.
ومن وجوهه أنّ الوليّ إذا أذِن للسّفيه أنّ يتزوّج لم يصحّ، كالصّبيّ.
مات شابًا. وكان أبوه وجدّه من مشاهير أئمة اللغة العربية.
411- محمد بن ياسين بن النّضْر:
أبو أحمد النَّيْسابوريّ الفقيه.
ولي قضاء بلده. وكذلك ابنه.
سمع: محمد بن رافع، وعليّ بن سعْد النَّسَويّ.
وعنه: أبو عبد الله الدّيناريّ، وشيوخ نَيْسابور.
تُوُفّي في رمضان.
وأخوه محمد بن ياسين أبو بكر تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
412- المُفّضل بن محمد بن إبراهيم2، بن مفضّل بن سعيد بن عامر بن شَرَاحيل الْجَنَدي. أبو سعيد:
حدَّث بمكّة عن: الصّامت بن مُعَاذ الْجَنَديّ، ومحمد بن أبي عُمَر العدنيّ، وإبراهيم بن محمد الشّافعيّ، وأبي حُجّة محمد بن يوسف الزَّبِيديّ، وسَلَمة بن شبيب.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو حاتم بن حبّان، وأبو بكر بن المقرئ.
وقال أبو جعفر العُقَيليّ: قدمتُ مكّة ولأبي سعيد الْجَنَديّ حَلقه بالمسجد الحرام.
__________
1 طبقات الشافعية للعبادي "72"، والفهرست "214"، وتاريخ بغداد "3/ 308".
2 تاريخ جرجان "134"، والعبر "2/ 137".(23/171)
قلت: ورّخه أبو القاسم بن مَنْدَه.
وقال المقرئ: هو من ولد عامر الشَّعْبيّ.
وقال أبو عليّ النَّيْسابوريّ: هو ثقة.
وقد روى حروف القراءات عن جماعة.
روى عنه: ابن مجاهد، وابن أبي هاشم.
وفيات سنة تسع وثلاثمائة:
"حرف الألف":
413- أحمد بن الفضل بن سهْل1:
أبو عُمَرو البغداديّ القاضي.
سمع: إسماعيل بن موسى الفَزَاريّ، وسفيان بن وكِيع.
وعنه: ابن المظفّر، وأبو بكر الورّاق.
حدَّث فيها.
414- أحمد بن محمد بن خالد بن مُيَسَّر2:
أبو بكر الإسكندرانيّ الفقيه.
يروى عن: يزيد بن سعيد الإسكندرانيّ، ومحمد بن الموّاز.
وإليه انتهت رئاسة المالكيّة بمصر بعد ابن الموّاز. وهو راوي كتابه، وبه تفقّه.
وله تصانيف.
تُوُفّي فِي رَمَضَان.
415- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سهل بن عطاء3:
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 446"، "2179".
2 المشتبه في أسماء الرجال "2/ 568"، وحسن المحاضرة "1/ 449".
3 طبقات الصوفية للسلمي "265-272"، وحلية الأولياء "10/ 302-305"، والرسالة القشيرية "23، 24".(23/172)
أبو العبّاس الأدميّ الصُّوفيّ الزّاهد.
كان موصوفًا بالعبادة والاجتهاد.
روى اليسير عن: يوسف بن موسى، وغيره.
روى عنه: محمد بن عليّ بن حُبيش، وقال: كان له في كلّ يوم ختمة، وفي رمضان في اليوم واللّيلة ثلاث ختمات. وبقي في ختمة يستنبط منها بضع عشرة سنة، إلّا أنّه لم يفهم بطْلان حال الحلّاج، وأخذ ينتصر لما جرى عليه.
قال السُّلَميّ: امْتُحِن بسبب الحلّاج حتّى أحضره حامد بن العبّاس وقال له: ما الذي يقول الحلّاج؟ فقال: ما لك ولذاك. عليك بما نُدِبت له مِن أخذ الأموال، وسفْك الدّماء.
فأمر بهِ أنّ تفك أسنانه. فَفُعِلَ بهِ ذلك، فقال: قطع الله يديك ورِجْليك.
ثمّ مات بعد أربعة عشر يومًا، ثمّ بعد ذلك قُطعت أربعةُ حامد الوزير.
قال السُّلَميّ: سمعتُ أبا عُمَرو بن حمدان يذكر هذا.
وكان ابن عطاء ينتمي إلى المارستاني إبراهيم. ويزعم أنّه شيخه.
وقيل: إنّه فقد عقله ثمانية عشر عامًا، ثمّ صحّ.
وذكر عنه أبو الحُسَين بن خاقان أنّه كان ينام في اللّيل والنّهار ساعتين.
تُوُفّي فِي ذي القعدة.
416- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الخالق1:
أبو بكر البغداديّ الورّاق.
سمع: الوليد بن شجاع، ومحمد بن زُنْبُور، والمَرُّوذيّ.
وعنه: ابن لؤلؤ، وابن المظفر.
وكان ثقة، صالحًا.
417- أحمد بن محمد بن عُمَر الْجُرْجانيّ التاجر:
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 56"، "2422".(23/173)
عن: بِشْر بن خالد، ومحمد بن زُنْبُور، وَسَلَمَةَ بن شبيب، والحسين بن الحَسَن المَرْوَزِيّ، وجماعة.
وعنه: أبو أحمد بن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وأبو بكر الصّرّام.
قال الإسماعيليّ: هو صدوق نبيل.
418- إسحاق بن أحمد بن زيرك:
أبو يعقوب الفارسيّ.
تُوُفّي في رجب.
وسمع: أبا كُرَيْب.
419- إسماعيل بن موسى بن المبارك1:
أبو أحمد الحاسب.
سمع: بِشْر بن الوليد، وجُبارة بن المغلّس، وعبد الله القواريريّ.
وعنه: محمد بن المظفّر، ومحمد بن إسماعيل الورّاق، وغيرهما.
وكان ثقة مشهورًا.
تُوُفّي -رحمه اللَّه- فِي ربيع الأوّل.
"حرف الجيم":
420- جعْفَر بْن أحمد بن محمد بن الصباح الجرجرائي2:
أبو الفضل.
حدَّث ببغداد عن: جدّه، وبِشْر بن مُعَاذ، وأبي مُصْعَب.
وعنه: محمد بن المظفّر، وأبو حفص الزّيّات، ومحمد بن عُبَيْد الله بن الشخير.
وثقه الدارقطني.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 296، 297"، والمنتظم "6/ 160"، "263".
2 المنتظم "6/ 160"، "264"، والأنساب لابن السمعاني "126 ب".(23/174)
"حرف الحاء":
421- حامد بن محمد بن شعيب بن زهير1:
أبو العبّاس البلْخيّ المؤدب.
سكن بغداد، وحدَّث عن: سُرَيْج بن يونس، ومحمد بن بكّار، وعُبَيْد الله بن عَمْر.
وعنه: محمد بن عُمَر الْجِعابيّ، وعليّ بن لؤلؤ، وأبو بكر الورّاق، وعليّ بن عُمَر الحربيّ، وآخرون.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ.
وكان مولده سنة ستّ عشرة ومائتين.
422- الحَسَن بن عليّ بن نصر2:
أبو عليّ الطُّوسيّ الحافظ.
سمع: عُمَر بن شبّة، والزُّبَير بن بكّار، وإسحاق الكَوْسَج.
وكتب عنه أئمّة بقَزْوين.
أرّخه الخليليّ. وقيل: سنة 312.
423- الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن يزيد بْن نافع:
أبو عليّ المصريّ الفرّاء.
روى عن: الحارث بن مسكين، ومحمد بن سَلَمَةَ، ويونس بن عَبْد الأعلى.
حدَّث عنه: ابن يونس.
424- الحُسين بن محمد بن الضّحّاك:
أبو عبد الله الفارسي.
حدث بمصر عن: أبي مصعب.
__________
1 تاريخ بغداد 8/ 169، 170"، "4280"، والعبر "2/ 144".
2 تاريخ جرجان "427، "428".(23/175)
425- الحسين بن منصور الحلّاج1:
أبو مغيث.
وقيل: أبو عبد الله. قتلوه على الكفرِ والحلول والانسلاخ من الدين، نسأل الله العفو.
وكان قد صحب الجنيد، وعمرو بن عثمان المكي، وغيرهما.
وقد أفرد أبو الفرج بن الجوزي أخباره في تصنيف سماه "القاطع لمحال المحاج بحال الحلاج".
قتل في هذه السنة ببغداد، لما أفتى الفقهاء والعلماء بكفره.
ومن نظر في مجموع أمره علم أنّ الرجل كَانَ كذّابًا مموّهًا مُمَخْرِقًا حُلُوليًّا، لَهُ كلامٌ حلوٌ يستحوذ بهِ عَلَى نفوس جُهّال العَوام، حتى ادّعوا فيه الرُّبُوبيّة.
كتبتُ مِن أخباره في الحوادث.
وقد اعتذر أبو حامد الغزاليّ عَنْهُ في كتاب "مشكاة الأنوار"، وتأوّلَ أقواله عَلَى محامل حسنة.
قَالَ ابن خلكان: أفتى أكثر علماء عصره بإباحة دمه.
وذكره أبو سعيد النّقّاش في "تاريخ الصُّوفيّة"، فقال: منهم مَن نَسبُه إلى الزَّنْدقة، ومنهم من نَسَبه إلى السّحْر والشعوذة.
وقال أبو زرعة الطبري: قُتِل الحلّاج لستٍّ بقين من ذي القعدة.
وقال أبو بَكْر بْن أَبِي سعد أنّ الحسين الحلّاج مموّه مُمَخْرِق.
وعن: عَمْرو بْن عثمان المكّيّ قَالَ: سمع الحلّاج قراءتي فقال: يمكنني أنّ أقول مثله. ففارقتهُ وقلت: إنّ قدرت عَلَيْهِ قتلتك.
وقال السُّلميّ في "تاريخ الصُّوفيّة" بإسناده عَنِ الخلْديّ. حدَّثني أبو يعقوب الأقطع، وكان الحلّاج قد تزوج بابنته، وعمرو المكي كانا يقولان: الحلاج كافر خبيث.
__________
1 صلة تاريخ الطبري "79-94"، لعريب، والمنتظم "6/ 160-164"، والعبر "2/ 138-144"، والبداية والنهاية "11/ 132-144".(23/176)
426- حمزة بن إبراهيم بن أيوب1:
أبو يعلى الهاشمي العباسي البغدادي.
روى عَنْ: أَبِي عُمَر الدُّوريّ، وخلّاد بْن أسْلَم.
قال أبو سعيد بن يونس: كتبنا عنه.
وتوفي في آخر السنة.
"حرف العين":
427- عباد بن علي بن مرزوق2:
أبو يحيى الثقاب السيريني البصري.
شيخ معمر؛ سكن بغداد، وحدَّث عَنْ: بكّار بْن محمد الّسِيرينيّ، ومحمد بن جعفر المدائنيّ. وأظنه آخر من حدَّث عنهما.
روى عَنْهُ: ابن البَخْتَريّ، وأبو بَكْر الشّافعيّ، وأبو حفص بْن الزّيّات، وعليّ بْن عُمَر الحربيّ، وأبو الفتح الْأَزْدِيّ وقال: ضعيف.
وقال غيره: كَانَ يَقُولُ: إنّه ولد سنة أربعٍ ومائتين.
وروى عَنْهُ أيضًا ابن المقرئ.
428- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عَمْرو القيراطيّ النَّيْسابوريّ:
أبو بَكْر الواعظ.
سمع: الحَسَن بْن عيسى بْن ماسَرْجس، وأحمد بْن حرب، وإسحاق الكَوْسَج.
وعنه: محمد بن إبراهيم الهاشميّ، ومحمد بن أحمد الواعظ.
429- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن غزوان3:
أبو بكر الخزاعي المؤدب المقرئ.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 181"، "4302".
2 تاريخ بغداد "11/ 109"، والميزان "2/ 370".
3 الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي "2/ 139"، والميزان "2/ 496".(23/177)
بغدادي، حدَّث عَنْ: عَبْد الله بْن هاشم الطُّوسيّ، ومحمود بْن خداش، ويوسف بْن موسى.
وعنه: عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي سَمُرَة، وابن المظفّر، وعليّ الحربيّ.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: متروك، يضع الحديث.
430- عَبْد اللَّه بْن يزيد الدّقيقيّ1:
أبو محمد.
سمع: محمد بن المُثَنَّى الزَّمِن، ومحمد بن سهل بْن عساكر، وأحمد بْن منصور زاج.
وعنه: عَبْد العزيز الخِرَقيّ، وابن المظفّر، وجماعة.
وثّقه الخطيب.
431- عَبْد الرَّحْمَن بْن الحسين بْن خالد2:
أبو سعيد النَّيْسابوريّ، القاضي الحنفيّ.
سمع: الحسن بن عيسى بن ماسرجس، ومحمد بن رافع، وعليّ بْن سَلَمَةَ اللَّبَقيّ.
روى عَنْهُ: ابنه عَبْد الحميد القاضي، وأحمد بْن هارون الفقيه.
وسمع في الرحلة: سعدان بْن نصر، وأبا زرعة الرازي.
قال الحاكم: كان إماما أهل الرأي في عصره بلا مُدافعة.
قلت: كَانَ بينه وبين ابن خُزَيْمة منافرة بيّنة، فلما مات أظهر السرور وعمل دعوة.
432- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد المؤمن بْن خالد3:
أبو محمد المهلبي الأزدي.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 197"، "5340".
2 سير أعلام النبلاء "11/ 302".
3 تاريخ جرجان "255، 256"، "415".(23/178)
سمع: محمد بن زُنْبُور المكّيّ، وعيسى بْن محمد السُّلَميّ، وإبراهيم بْن موسى الوزدولي شيخ يروي عن فُضَيْل بْن عِياض وطبقته؛ وإسماعيل بْن إبراهيم الخرميّ الْجُرْجانيّ، ومحمد بن حميد الرّازيّ.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن عَديّ، وأبو بَكْر الإسماعيليّ، وأحمد بْن أَبِي عمران الْجُرْجانيّ، وأبو الحَسَن القصْريّ، وآخرون.
وكان من أعيان المحدّثين بجُرْجان. وجدُّه خالد من بيت حشمة وإمرة؛ وهو ابن يزيد بْن عَبْد اللَّه بْن المهلّب بْن عُيَيْنَة بْن المهلّب بْن أَبِي صُفْرة.
أثنى عَلَى عَبْد الرَّحْمَن أبو بَكْر الإسماعيليّ، وغيره. وكان ممّن جمعَ بين العلم والعمل.
وقال ابن ماكولا: كَانَ ثقة يعرف الحديث.
وقال: مات في سلْخ المحرّم سنة تسعٍ.
433- عَبْد الملك بْن محمود بْن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن القاسم بْن سُميع1:
أبو الوليد القّرَشيّ الدمشقي، الفقيه المحدِّث.
رحل، وسمع: عليّ بْن حرب، والصَغانيّ، وهلال بْن العلاء، وإسحاق الدَّبَريّ، وعُبَيْد بْن محمد الكشوريّ، ويوسف بْن يزيد القراطيسيّ، وجماعة.
وعنه: أبو زُرْعة، وأبو بَكْر ابنا أَبِي دُجانة، ومحمد بن سليمان الربعيّ، وحمزة الكِنَانيّ، وأبو حاتم بْن حِبّان، وجماعة.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الْأولى.
434- عُبَيْد اللَّه بْن جعفر بْن أَعَيُن البزّاز2:
في رمضان.
سمع: بِشْر بْن الوليد، وإسحاق بن أبي إسرائيل.
__________
1 تاريخ دمشق "مخطوطة التيمورية" "24/ 466".
2 تاريخ بغداد "10/ 345"، "5483".(23/179)
وعنه: عَبْد العزيز بْن جعفر، وابن المظفّر، وجماعة.
ليّنه الدَّارَقُطْنيّ.
435- عليّ بْن الحَسَن بْن سلْم1:
أبو الحَسَن الإصبهانيّ الحافظ.
سمع: أحمد بْن الفُرات، ومحمد بن يحيى الذُّهْليّ، وأحمد بْن الأزهر، ويحيى بْن حكيم المقوِّم.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وابن المقرئ.
لَهُ تصانيف.
436- عُمَر بْن إسماعيل بْن أَبِي غَيْلان2. أبو حفص الثَّقَفيّ البغداديّ:
سمع: عليّ بْن الْجَعْد، وداود بْن عَمْرو الضّبّيّ، وأبا إبراهيم التَّرْجُمانيّ.
وعنه: إِسْحَاق النّعّال، وأبو حفص الزّيّات، ومحمد بن إسماعيل الورّاق، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وجماعة.
وثّقه الخطيب.
"حرف الفاء":
437- الفضل بْن محمد بن عقيل بْن خُوَيْلد الخُزاعيّ النَّيْسابوريّ:
أبو العبّاس فضلان.
سمع: أَبَاهُ، والذُّهْليّ، وعليّ بن حرب، وجماعة.
وعنه: أبو علي الحافظ، وابن عُقْدة، ومحمد بن المظفّر.
"حرف الميم":
438- محمد بن أحمد بْن راشد بْن مَعْدان3:
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 9".
2 تاريخ بغداد "11/ 224"، "5948"، "2/ 144".
3 ذكر أخبار أصبهان "2/ 243، 244"، وتذكرة الحفاظ "339"، وطبقات الحفاظ "339".(23/180)
أبو بَكْر الثَّقْفيّ، مولاهم الإصبهانيّ.
محدِّث ابن محدِّث، كثير التّصانيف. كتبَ بالعراق ومصر.
وسمع: أبا السّائب سَلْم بنُ جُنادة، ومحمد بن خالد بْن خَداش، وعَبْد اللَّه بْن أَبِي رومان الإسكندرانيّ، وإبراهيم بْن سعيد الجوهريّ.
وعنه: العسال، وأبو الشيخ، ومحمد بن جعفر بن يوسف، ومحمد بن أحمد بْن عَبْد الوهّاب، وابن المقرئ، وغيرهم.
تُوُفّي بكرْمان غريبًا.
439- محمد بن إدريس بْن الأسود التُّجَيْبيّ:
مولاهم. جار يونس بْن عَبْد الأعلى، يُعرف بِبَقَرة يونس.
وحدَّث عَنْهُ.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
440- مُحَمَّد بن الحُسَيْن بْن مُكْرمَ1:
أبو بَكْر البغداديّ، نزيل البصرة.
سمع: بِشْر بْن الوليد، ومحمد بن بكّار، ومنصور بْن أَبِي مزاحم، وعُبَيْد اللَّه القواريريّ، وطبقتهم.
وعنه: محمد بن مَخْلَد، والطَّبَرانيّ، وابن عديّ، والبصريُّون، وغيرهم من الرحّالة.
قَالَ إبراهيم بْن فهد: ما قدِم علينا من بغداد أعلم بالحديث منه.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: ثقة.
وروى عنه: الحسن عليّ القطّان.
441- محمد بن خَلَف بْن المَرْزُبان بن بسام2:
أبو بكر المحولي الآجري.
__________
1 المنتظم "6/ 165"، والعبر "2/ 144".
2 الأنساب لابن السمعاني "513 أ"، والميزان "3/ 538".(23/181)
كَانَ إمامًا إخباريًا مصنّفًا صدوقًا.
روى عَنْ: الرماديّ، ومحمد بن أَبِي السَّريّ الأزدي لَا العسقلانيّ، والزُّبَير بْن بكّار، وأبي بَكْر بْن أَبِي الدّنيا، وغيرهم.
وعنه: أبو بَكْر بْن الأنباريّ، وأبو الفضل بْن المتوكّل، وجماعة آخرهم أبو عُمَر بْن حَيَّوَيْه.
وقع لنا قطعة من تواليف ابن المَرْزُبان.
وله كتاب "الحاوي في علوم القرآن"، وكتاب "الحماسة"، وكتاب "المتيمين"، وكتاب "الشعراء"، وغير ذَلِكَ.
442- محمد بن عُبَيْد اللَّه بْن الفضل:
أبو الحُسين الكَلاعيّ الحمصيّ.
عَنْ: محمد بن مصفَّى، وعَمْرو بْن عثمان، وعُقْبة بْن مُكْرَم.
وعنه: ابن عديّ، وأبو حاتم بْن حيّان، وأبو بَكْر المَيَانِجيّ.
وكان يُعرف بالرّاهب.
443- محمد بن عليّ بْن حسين النَّيْسابوريّ:
أبو عبد الله.
سمع: محمد بن رافع، وأبا قُدامة عُبَيْد اللَّه السَّرْخَسيّ، وجماعة.
أكثر عَنْهُ أبو عليّ الحافظ.
444- محمد بن محمد بن عُقْبة بْن الوليد1:
أبو جعفر الشَّيْبانيّ.
شيخ الكوفة. كَانَ السّلطان يختاره، والقضاة. وما قَالَ فهو القول.
وكان ثقة كثير النّفع.
سمع: الحَسَن بْن عليّ الحَلْوانيّ، وأبا كريب محمد بن العلاء، وهذه الطبقة.
__________
1 سير أعلام النبلاء "11/ 257".(23/182)
روى عَنْهُ: الطَّبَرانيّ، وأبو عَمْرو بْن حمدان، وأبو بَكْر بْن المقرئ، ويوسف المَيَانِجيّ، وجماعة.
قَالَ محمد بن أحمد بْن حمّاد الكوفيّ الحافظ: كنتُ في حجره وحضرتُ جنازته. ومكثَ النّاس ينتابون قبره نحو السنة. وخُتِم عنده ختمات كثيرة. ووُلِد سنة 225.
445- محمد بن الوليد بْن محمد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد1:
أَبُو عَبْد اللَّه القُرْطُبيّ.
سمع، فيما زعم، من: العُتْبيّ المالكيّ، ويونس بْن عَبْد الأعلى، والمُزَنيّ.
وكان فقيهًا فصيحًا، لكنّه كذّاب. اتهموه بالوضع.
"حرف الياء":
446- يعقوب بْن سليمان:
أبو يوسف الإسْفرائينيّ.
سمع: محمد بن رافع، وعبد الجبّار بْن العلاء، ونحوهما.
وحدَّثَ عَنْهُ: أبو سعيد بْن أَبِي بَكْر، وأبو عليّ الحافظ، وأبو محمد الأزهريّ.
447- يوسف بْن مؤذِّن بن عَيْشون2:
أبو عَمْرو المعافريّ الوَشْقيّ.
سمع: ابن وضّاح.
ورحل، فسمع بمصر: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، وإبراهيم بْن مرزوق.
وبمكّة: محمد بن إسماعيل الصّائغ.
وكان من المنفقين في سبيل اللَّه. قِيلَ: إنّه فكّ نحْوًا من مائة أسير.
وعاش خمسًا وثمانين سنة.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 32"، "1180"، لابن الفرضي، وبغية الملتمس "134، 135"، للضبي.
2 جذوة المقتبس "369"، "876"، للحميدي.(23/183)
وفيات سنة عشر وثلاثمائة:
"حرف الألف":
448- أحمد بْن أحمد بْن زياد:
صحب ابن عَبْدُوس، وابن سلّام.
وله كتاب "أحكام القرآن" في عشرة أجزاء، وكتاب "مواقيت الصّلاة".
وكان لَا يرى التّقليد.
وكان بصيرًا باللّغة، واسع العلم، صادَرَهُ السّلطان العُبَيْديّ وضُرِبَ وامتُحِن.
وعاش سبعين سنة وأكثر. تُوُفّي بالقيروان.
449- أحمد بن خَلَف بْن المَرْزُبان المحوّليّ1:
أبو عبد الله، أخو محمد.
لَهُ تصانيف أيضًا، وحدَّث عَنْ: ابن أَبِي الدّنيا، ونحوه.
روى عَنْهُ: أبو عُمَر بْن حَيَّوَيْه.
450- أحمد بْن العبّاس بْن حمزة النَّيْسابوريّ الواعظ:
سمع: عليّ بْن الحَسَن الأفطس، والحسن بْن محمد الزَّعْفرانيّ، وجماعة.
وعنه: أبو عبد الله بْن دينار، ومحمد بن يزيد، وغيرهما.
تُوُفّي في صَفَر.
451- أحمد بْن مُحَمَّد بْن زياد بن أيّوب2:
بغداديّ.
سمع: جده، ومحمد بن منصور الطوسي.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 135" "1814".
2 تاريخ بغداد "5/ 9، 10"، "2358".(23/184)
وعنه: ابن المظفّر، وأبو بَكْر الورّاق.
452- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن ميمون الطّائيّ الحمصيّ:
أبو جعفر.
عَنْ: أَبِي التَّقيّ الحمصيّ، وطائفة.
وعنه: أبو سعيد بْن يونس ووثّقه.
وقال: تُوُفّي بمصر في رجب.
453- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن هلال1:
أبو جعفر الْأَزْدِيّ المصري المقرئ.
أحد أئمّة القرّاء.
قرأ عَلَى: أَبِيهِ؛ وعلى: إسماعيل بْن عَبْد الله النّحّاس.
وسمع من: بَكْر بْن سهل.
وتصدر للإقراء.
تلا عليه: المظفّر بْن أَحْمَد، ومحمد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الأصبغ، وحمدان بْن عَوْنٍ، وسعيد بْن جَابِر الأندلسيّ، وعتيق بْن ما شاء اللَّه.
قَالَ ابن يونس: تُوُفيّ في ذي القعدة.
454- أحمد بْن محمود بْن صبيح بْن سهل2:
أبو العبّاس الثّقفيّ المديني.
ثقة، صاحب أصول.
روى عَنْ: عَبْد الله بْن عُمَر الزُّهْرِيّ، والحجّاج بْن يوسف بْن قتيبة، وأحمد بْن الفرات، وسمع منه كتبه.
__________
1 معرفة القراء الكبار "1/ 272"، وحسن المحاضرة "1/ 488".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 65".(23/185)
وعنه: الطَّبَرانيّ، ومحمد بن جعفر بْن يوسف.
455- أحمد بن محمد بن يحيى بن جرير:
أبو عليّ الهمْداني المصْريّ.
كَانَ ثقة، فَهمًا. روى بالإجازة عَنْ: هشام بْن عمّار.
وسمع من: الحارث بْن مسكين.
وحَدَّث بمصر.
456- أحمد بْن يحيى بْن زهير1:
أبو جعفر التُّسْتَريّ الحافظ الزّاهد.
سمع: أبا كُرَيْب، ومحمد بن حرب النَّسائيّ، والحسين بْن أَبِي زيد الدَبّاغ، ومحمد بن عمّار الرّازيّ، وعَمروْ بْن عيسى الضبعي، وخلقًا كثيرًا.
وعنه: ابن حبّان، وأبو إِسْحَاق بْن حمزة، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وأبو بَكْر بْن المقرئ، ويوسف المَيَانِجيّ، وطائفة سواهم من الرّحّالين.
وكان حجة حافظًا كبير الشأن.
قَالَ الحاكم: سَمِعْتُ جعفر بْن أحمد المُراغيّ يَقُولُ: أنكرَ عَبْدان الأهوازي حديثًا ممّا عرض عَلَيْهِ لابن زهير. فدخل عَلَيْهِ وقال: هذا أصلي، ولكن من أين لك ابن عون، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ سالم؟ فما زال عَبْدان يعتذر إِلَيْهِ ويقول: يا أبا جعفر، إنما استغربت حديثك.
قَالَ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهْ: ما رأيت في الدّنيا أحفظ من أبي إسحاق بن حمزة، وسمعته يقول: ما رأيت في الدنيا أحفظ من أبي جعفر التُّسْتَريّ.
وقال التُّسْتَريّ: ما رأيت في الدنيا أحفظ من أَبي زُرْعة الرّازيّ.
وقال أبو زُرْعة: ما رأيت في الدّنيا أحفظَ من أَبِي بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة.
وقال ابن المقرئ: ثنا أبو جعفر تاج المحدّثين، فذكَرَ حديثًا.
__________
1 دول الإسلام "1/ 187"، والعبر "2/ 145"، والنجوم الزاهرة "3/ 205".(23/186)
457- إبراهيم بْن جَابِر1:
أبو إِسْحَاق البغداديّ الفقيه.
لَهُ تصنيف مفيد في اختلاف الفقهاء.
وكان إمامًا ثقة.
حدث عن: الحَسَن بْن أَبِي الربيع، وأحمد بْن منصور الرَّماديّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الفضل عُبَيْد اللَّه الزُّهْرِيّ.
عاش خمسًا وسبعين سنة.
ولم يذكر الخطيب ما كَانَ مذهبه، فهو مجتهد رحمه الله تعالى.
458- إِسْحَاق بْن إبراهيم بْن محمد بن جميل2:
أبو يعقوب الإصبهانيّ.
حدَّث عَنْ: أحمد بْن منيع بمسنده.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وابن المقرئ، وعُبَيْد اللَّه بْن يعقوب بْن إِسْحَاق حفيده، وقال: فيما رواه عَنْهُ ابن مردويه: عاش جدي مائة وسبْع عشرة سنة.
وتُوُفّي رحمة اللَّه تعالى في سنة ثلاث عشرة.
وقال أبو نعيم: توفي سنة عشر.
"حرف الحاء":
459- الحَسَن بْن الحسين بْن عليّ3:
أبو عليّ الصوّاف المقرئ. بغداديّ.
قرأ القرآن عَلَى: ابن حمدون الطّيّب بْن إسماعيل صاحب يحيى بْن آدم، وعليّ بْن محمد بن غالب صاحب شجاع، وعليّ الدوري، وغيرهم.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 91"، وتاريخ بغداد "6/ 53"، "3079".
2 ذكر أخبار أصبهان "1/ 218"، والعبر "2/ 145"، والنجوم الزاهرة "3/ 206".
3 تاريخ بغداد "7/ 297"، ومعرفة القراء الكبار "1/ 241"، وغاية النهاية "1/ 210".(23/187)
وأقرأ الناس، فقرأ عليه: بكار بن أحمد، وأبو طاهر بن أبي هاشم.
وسمع: أبا سعيد الأشج، وأحمد بن منصور زاج.
وروى عنه: أحمد بن جعفر الشعيري، وأبو الفضل الزهوي، ومحمد بن المظفر. وكان ثقة فاضلا محققا عالما عالي السند في القرآن.
وممن قرأ عَلَيْهِ: أبو العبّاس المطَّوِّعيّ، وعليّ بْن الحسين الغضائريّ شيخ الأهوازيّ.
460- الحسين بْن عليّ بْن عَبْد الواحد المصريّ:
سمع من يونس بْن عَبْد الأعلى يسيرًا.
"حرف الخاء":
461- خَالِد بْن محمد بْن خَالِد بْن كُولَخش1:
أبو محمد الصّفّار الخُتّليّ.
عَنْ: بِشْر بْن الوليد، ويحيى بْن مَعين. وأبي إبراهيم التَّرْجُمانيّ.
وعنه: عليّ بْن لؤلؤ، وعليّ بْن عُمَر الحربيّ.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: صالح.
وروى عَنْهُ المفيد محمد بن أحمد الْجَرْجَرائيّ الضّعيف الواهي أنّه سمع تفسير حديث من أَبِي عُبَيْد القاسم بْن سلّام.
"حرف الدال":
462- دَاوُد بْن إبراهيم بْن دَاوُد بْن يزيد بْن رُوزبة2:
أبو شيبة البغداديّ.
سمع: محمد بن بكّار، وعبد الأعلى بْن حمّاد، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 317، 318"، "4413".
2 العبر "2/ 145"، والنجوم الزاهرة "3/ 206".(23/188)
وعنه: ابن عدي، وأبو بكر بن المقرئ، والفضل بْن جعفر المؤذّن، وأبو بَكْر أحمد بْن محمد المهندس.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: صالح.
قلت: سكن مصر وكان من أسند الشيوخ بها.
"حرف السين":
463- سالم بْن عَبْد الله بْن أبا الأندلسي1:
يروي عن: العتبي، وابن مزيد المالكيّيْن، وكان مجتهدا عالما.
"حرف العين":
464- عافية بن محمد بن عثمان:
أبو القاسم الأندلسي.
إمام جامع مصر.
سمع: ابن رمح، وأبا الطاهر بن السرح، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وابن يونس، وجماعة.
مات في رمضان.
465- العباس بن الفضل بن شاذان الرازي2:
المقرئ المفسر.
قرأ القرآن على أبيه عَنِ الحَلْوانيّ.
وسمع: محمد بن حُمَيْد الرّازيّ، ومحمد بن عليّ بْن شقيق، وأحمد بْن أَبِي شُرَيْح الرّازيّ. ومَرَّ بقزوين غازيًا فحدَّث بها سنة عشر.
وكان عنده رواية الكِسائيّ، عَنْ أحمد بن أبي شريح.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 193"، "581"، لابن الفرضي.
2 معرفة القراء الكبار "1/ 236"، "135".(23/189)
أخذ عنه: النقاش، ومحمد بن أحمد الداحولي، وابن مجاهد، وأبو عليّ بْن حبش.
قَالَ الخليليّ: أدركت بقزوين من أصحابه ثمانية أَنْفُس.
وممّن روى عَنْهُ: أبو عَمْرو بْن حمدان.
وقد ذكره الخليليّ في شيوخ أَبِي الحَسَن القطّان، وقال: مات رحمه اللَّه تعالى بالرِّيّ سنة إحدى عشرة.
466- عَبْد الله بْن أحمد بْن أَسِيد1:
أبو محمد الإصبهانيّ.
سمع: نصر بْن عليّ، وسَلْم بْن جُنَادَةَ، وعبد الرَّحْمَن رُسْتة.
وحدَّث بإصبهان، وبغداد.
روى عَنْهُ: عثمان بْن السّمّاك، والطَّسْتيّ، وأبو الشّيخ، وأحمد بْن بُنْدار الشّعّار، ومحمد بن أحمد بْن الحَسَن الهَيْسانيّ، وأبو بَكْر الطّلْحيّ، وغيرهم.
وصنّف "المُسْنَد"، وروى عَنِ العراقيّين والحجازيّين.
467- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن أَسِيد بْن عاصم2:
أبو محمد الثَّقْفيّ الإصبهانيّ. مقبول، كثير الحديث.
سمع: النَّضْر بْن هشام، ومحمد بن ثَوَاب، وجعفر بْن عَنْبَسَةَ، وبحر بْن نصر الخَوْلانيّ، وإبراهيم بْن عامر، ومحمد بن عصام، وخلْق.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو أحمد العسّال، وزيد بْن عليّ بْن أَبِي بلال الكوفيّ، وابن المظفّر، وعليّ بْن عُمَر الحربيّ، وغيرهم.
سُمِعَ مِنهُ لمّا حجّ.
468- عَبْد الله بْن محمد بن أبي الوليد القرطبي3، أبو محمد الأعرج:
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 380"، "4598".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 227"، وذكر أخبار أصبهان "2/ 70".
3 تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي "1/ 221"، "665"، وبغية الملتمس "330" للضبي.(23/190)
سمع: العُتْبيّ؛ ورحل فسمع من: يونس بْن عَبْد الأعلى، وابن عَبْد الحَكَم.
وبالقيروان من: محمد بن سَحْنُون؛ وبأطْرابُلُس من: أحمد بْن عَبْد الله العِجْليّ.
وكان خاشعًا، بكّاءً ثقة، عالمًا.
روى عَنْهُ: خَالِد بْن سعْد، وأحمد بْن سَعِيد بْن حزم، ومحمد بن عُمَر بْن عَبْد العزيز، وسليمان بْن أيّوب.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
469- عَبْد الله بْن أحمد بْن مَسْلمة الفَزَاريّ:
عَنْ: عَبّاد الغُبْريّ.
وعنه: موسى بْن عيسى السّرّاج، ومحمد بن المظفّر.
وكان ثقة.
470- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن هلال1:
أبو محمد الْقُرَشِيّ السّاميّ، أبو صخرة الكاتب البغداديّ.
مُسْنِد، سمع: عليّ بْن المَدِينيّ، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه الهَرَوِيّ، ولُوَيْنًا ويحيى بْن أكثم.
وعنه: أبو بَكْر الورّاق، وابن المظفّر، وعليّ بْن عُمَر الحربيّ.
وكتب عَنْهُ ابن صاعد مَعَ تقدُّمِهِ.
وكان ثقة.
تُوُفّي في شوّال.
471- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَبْد اللَّه بْن الحَسَن بْن حفص الهَمْدانيّ:
جدّ أَبِي بكر بن أبي علي المعدل الأصبهاني.
__________
1 المنتظم "6/ 169"، وتاريخ بغداد "5408".(23/191)
سمع: عليّ بْن جَبلة.
وحدَّثَ.
تُوُفّي قبل الكهولة.
472- عليّ بْن أحمد بْن بِسْطام1:
أبو الحَسَن الزَّعْفرانيّ.
عَنْ: عمّه إبراهيم بْن بِسْطام، وعبد اللَّه بْن معاوية الْجُمَحِيّ، وخلْق.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وابن حِبّان.
473- عليّ بْن العبّاس بْن الوليد الكوفيّ البَجَليّ المَقَانِعيّ2. أبو الحَسَن:
سمع: هشام بْن يونس، وأبا كُرَيْب، وعَبّاد بْن يعقوب.
وعنه: ابن المقرئ، ومحمد بن أحمد بْن حمّاد الحافظ، والإسماعيليّ، وأبو الطَّيِّب محمد بن الحسين التّيْمُلّيّ، وأبو بَكْر النّقّاش.
474- عيسى بْن سليمان بْن عَبْد الملك الْقُرَشِيّ3:
ورّاق دَاوُد بْن رُشَيْد.
سمع: دَاوُد، وأحمد بْن إبراهيم المَوْصِليّ، وأحمد بْن مَنِيع.
وعنه: أبو القاسم بْن النّحّاس، ومحمد بن المظفّر، ومحمد بن الشِّخِّير، وعليّ الحربيّ.
وكان ثقة. تُوُفّي في شَعْبان.
"حرف الفاء":
475- فضل بْن سَلَمَةَ بْن جرير الْجُهَنيّ4. أبو سَلَمَةَ البجّانيّ الأندلسيّ.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 206، 207".
2 سير أعلام النبلاء "11/ 398".
3 المنتظم "6/ 169"، وتاريخ بغداد "11/ 174".
4 جذوة المقتبس "327"، "757"، للحميدي.(23/192)
سمع بالقيروان في رحلته من يوسف المَغَامِيّ. وتفقّه عَلَيْهِ وعلى جماعة مِن أصحاب سَحْنُون.
وكان من كبار الفُقَهاء المالكيّة.
رُحل إِلَيْهِ للتفقّه عنده.
أخذ عَنْهُ: أحمد بْن سَعِيد بْن حزم، وغير واحد آخرهم محمد بن أحمد الإِلْبيريّ.
"حرف الميم":
476- محمد بن إبراهيم بْن البّطال اليَمَانيّ:
نزيل المصّيصة.
حدَّثَ في هذه السنة، عَنْ: محمد بن حُمَيْد الرّازيّ، ومحمد بن قُدَامة، ومحمد بن آدم المصِّيصيّ، وإِسْحَاق بْن وهْب العلّاف.
وعنه: أبو بَكْر المفيد، ومحمد بن سليمان الرّبعيّ، وحمزة الكِنَانيّ، وحبيب القزّاز.
وهو من أهل صَعْدَة.
477- محمد بن إبراهيم بْن آدم1:
أبو جعفر الصِّلْحيّ.
سكن بغداد، وحدَّثَ عَنْ: بِشْر بْن هلال الصّوَّاف، ومحمد بن الصّبّاح الْجَرْجَرائيّ.
وعنه: عُمَر بْن جعفر الْبَصْرِيّ، وعثمان بْن أحمد الرّازيّ، ومحمد بن المظفّر، وآخرون.
وكان ثقة يُعرف بابن أَبِي الرجال.
478- محمد بن أحمد بْن حماد بن سعيد بن مسلم2:
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 403، 404"، "383".
2 تاريخ جرجان "379، 438"، والمنتظم "6/ 169".(23/193)
أبو بِشْر الْأَنْصَارِيّ الدُّولابيّ الحافظ الورَّاق.
من أهل الرِّيّ.
سمع: أحمد بْن أَبِي سُرَيْج الرّازيّ، ومحمد بن منصور الجوّاز، وموسى بْن عامر المُرِّيّ، وبُندارًا، وزياد بْن أيّوب، وهارون بْن سَعِيد الأَيْليّ، وخلْقًا كثيرًا ببلده، وبالكوفة، والبصرة، وبغداد، ودمشق، والحَرَمين.
وصنَّف التّصانيف.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وعَبْد اللَّه بن عدي، والطبراني، ومحمد بن عَبْد اللَّه بْن حَيَّوَيْه النَّيْسابوريّ الْمَصْرِيّ، وأبو بَكْر بْن المهندس، وابن المقرئ.
ومولده سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: تكلّموا فيه، وما يتبيّن من أمره إلّا خير.
وقال ابن عديّ: ابن حمّاد مُتَّهم فيما يقوله في نُعَيْم بْن حمّاد لصلابته في أهل الرّيّ.
قلتُ: رمَى نُعَيْم بْن حمّاد بالكِذب.
وقال ابن يونس: كَانَ من أهل الصَّنْعة، وكان يُضَعَّف.
تُوُفّي رحمه اللَّه تعالى بين مكّة والمدينة بالعَرج في ذي القعدة من السنة.
قلت: وأما:
479- محمد بن أحمد بْن حمّاد الكوفي الحافظ، فمن طبقة أصحاب الدُّولابيّ:
480- محمد بن أحمد بْن عُبَيْد بن فيّاض1:
أبو سعيد العثماني الزاهد.
دمشق مُسْنِد.
سمع: صَفْوان بْن صالح، وهشام بن عمّار، وعيسى بْن زُغْبة، وخلقًا سواهم.
وعنه: ابن عديّ، ومحمد بن سليمان الرّبعيّ، وجُمَح بْن القاسم، وابن السُّنّي، وحمزة الكِنَانيّ، وابن المقرئ.
__________
1 سير أعلام النبلاء "11/ 264".(23/194)
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال غيره: تُوُفِيّ فِي ربيع الآخر.
481- محمد بن أَحْمَد بْن أَبِي عَون1:
أبو جعفر النَسَويّ.
سمع: عليّ بْن حُجْر، ويعقوب بْن حُمَيْد بْن كاسب.
وعنه: الإسماعيليّ، وعَبْد اللَّه بْن عديّ، وأبو أحمد الغِطْريفيّ.
وقيل: تُوُفّي سنة ثلاث عشرة.
482- محمد بن أحمد بْن هلال2:
أبو بَكْر الشَّطَويّ.
سمع: أبا كُرَيْب، وأحمد بْن مَنِيع، وأبا هشام الرّفاعيّ.
وعنه: عَبْد العزيز الخِرَقيّ، وابن المظفّر، والحربيّ.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ.
483- محمد بن أحمد بْن سهل3:
أبو عبد الله البركاني، القاضي المالكيّ.
حدث عن: بندار، وحوثرة المنقري، ومحمد بن المثنّى، ونصر بْن عليّ، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن كامل القاضي، والطَّبَرانيّ، ويوسف المَيَانِجيّ، والرَّبعيّ، وحمزة الكِنَانيّ، ومحمد بن عديّ المِنْقَريّ.
وولي قضاء دمشق سنة ستٍّ وثلاثمائة بعد عُمَر بْن الْجُنَيْد، ثم عُزل في أوّل السنة سنة عشر، فرجع إلى البصرة، وتوفي بها في سلخ هذه السنة.
__________
1 تاريخ جرجان "450"، للسهمي، والعبر "2/ 157".
2 تاريخ بغداد "1/ 371"، "322"، والمنتظم "9/ 169".
3 المعجم الصغير للطبراني "2/ 106".(23/195)
484- محمد بن أحمد1:
أبو عبد الله القرطبي.
سمع: بقي من مَخْلَد، ومحمد بن وضّاح.
وكان إمامًا في مذهب مالك؛ قد صنَّفَ "مختصر المدوَّنة".
485- محمد بن بُنان بْن معن2:
أبو إِسْحَاق الخلّال.
بغدادي؛ تُوُفّي في شَعْبان.
سمع: محمد بن معاوية بْن مالج، ومحمد بن المُثَنَّى، وهارون بْن إِسْحَاق، ومُهنَّا بْن يحيى الشّاميّ.
وعنه: عُمَر بْن أحمد الوكيل، وأبو الفضل الزُّهْرِيّ، وعليّ الحربيّ.
ولم يكن بهِ بأس.
486- محمد بن جرير بْن يزيد بْن كثير بْن غالب3:
أبو جعفر الطَّبَرِيّ. الْإِمَام صاحب التّصانيف. مِن اهلِ آمُل طَبَرِسْتان.
طوَّفَ الأقاليم، وسمع: محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب، وإِسْحَاق بْن أَبِي إسرائيل، وإسماعيل بْن موسى الفَزَاريّ، وأبا كُرَيْب، وهنّاد بْن السَّرِيّ، والوليد بْن شجاع، وأحمد بْن مَنِيع، ومحمد بن حُمَيْد الرّازيّ، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وخلقًا سواهم.
وقرأ القرآن عَلَى: سليمان بْن عَبْد الرَّحْمَن الطّلْحيّ صاحب خلّاد.
وسمع الحروف من: يونس بْن عَبْد الأعلى، وأبي كُرَيْب، وجماعة.
وصنَّف كتابًا حسنًا في القراءات، فأخذَ عَنْهُ: ابن مجاهد، ومحمد بن أحمد الداجوائي، وعبد الواحد بن أبي هاشم.
__________
1 اللباب لابن الأثير "1/ 257"، وجذوة المقتبس "39"، للحميدي.
2 تاريخ بغداد "500"، والمنتظم "283".
3 طبقات الفقهاء "93" للشيرازي، والأذكياء لابن الجوزي "84"، والميزان "3/ 498 وما بعدها"، ومعرفة القراء الكبار "1/ 264"، والعبر "2/ 146".(23/196)
وروى عَنْهُ: أبو شعيب الحرّانيّ وهو أكبر منه سنًّا وسندًا؛ ومخلد الباقرحي، والطَّبَرانيّ، وعبد الغفار الحُضَيْنيّ، وأبو عَمْرو بْن حمدان، وأحمد بْن كامل، وطائفة سواهم.
قَالَ أبو بَكْر الخطيب: كَانَ ابن جرير أحد الأئمّة، يُحْكَمُ بقوله ويُرْجَعُ إلى رأيه لمعرفته وفضله.
جمع مِن العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصرهِ، فكان حافظًا لكتاب اللَّه؛ بصيرًا بالمعاني، فقيهًا في أحكام القرآن، عالمًا بالسنن وطرقها، صحيحها وسقيمها، ناسخها ومنسوخها، عارفًا بأقوال الصّحابة والتّابعين، بصيرًا بأيّام النّاس وأخبارهم، لَهُ الكتاب المشهور في "تاريخ الأمم"، وكتاب "التّفسير" الّذي لم يصنف مثله، وكتاب "تهذيب الآثار"، لم أرَ مثله في معناه، ولكن لم يتمه.
وله في الأصول والفروع كتب كثيرة، واختيار من أقاويل الفُقَهاء. وتفرد بمسائل حُفِظَتْ عَنْهُ.
وقال غيره: مولده بآمل سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.
قَالَ أبو أحمد الفرغانيّ: كتب إليَّ المراغيّ يذكر أنّ المكتفي قَالَ للحسن بْن العبّاس: إنّي أريد أنّ أوقفُ وقفًا يجتمع أقاويل العلماء عَلَى صحّته، ويَسْلَم مِن الخِلاف.
قَالَ: فأحْضِر ابن جرير، فَأَمْلى عليهم كتابًا بذلك. فَأُخْرِجَتْ لَهُ جائزة سنية، فأبى أن يقبلها، فقيل له: لا بد من جائزةٍ أو قضاء حاجة.
فقال: نعم. الحاجةُ أسأل أمير المؤمنين أنّ يتقدَّم إلى الشُّرَط أنّ يمنعوا السؤال من دخول المقصورة يوم الجمعة.
فتقدَّم بذلك وعظُمَ في نفوسهم.
قَالَ أبو محمد الفرغاني صاحب ابن جرير: وأرسل إِلَيْهِ العبّاس بْن الحَسَن الوزير: قد أحببت أن أنظر في الفقه. وساله أنّ يعمل لَهُ مختصرًا. فعمل لَهُ كتاب "الخفيف" وأنفذه إليه. فوجّه إِلَيْهِ بألف دينار فلم يقبلها، فقيل لَهُ: تصَّدقْ بها. فلم يفعل.(23/197)
وقال الخطيب: سَمِعْتُ عليّ بْن عُبَيْد اللَّه اللُّغَويّ يَقُولُ: مَكَثَ ابن جرير أربعين سنة يكتب كلّ يومٍ أربعين ورقة.
وأمّا أبو محمد الفرغاني فقال في "صلة التاريخ" لَهُ: إنّ قومًا من تلامذة أَبِي جعفر الطَّبَريّ حَسبوا لأبي جعفر منذ بلغ الحُلم، إلى أنّ مات، ثمّ قسَّموا عَلَى تِلْكَ المدّة أوراق مصنفاته، فصار لكلّ يوم أربع عشرة ورقة1.
وقال الشَّيْخ أبو حامد الإسفرائينيّ شيخ الشافعية: لو سافر رجل إلى الصَّين حتّى يحصّل تفسير محمد بن جرير لم يكن كثيرًا2.
وقال حُسَيْنك بْن عليّ النَّيْسابوريّ: أوّل ما سألني ابن خزيمة قَالَ: كتبت عَنْ محمد بن جرير؟ قلت: لَا.
قَالَ: ولِمَ؟ قلت: لأنّه كَانَ لَا يظهر. وكانت الحنابلة تمنع من الدخول عليه.
فقال: بئس ما فعلت، ليتك لم تكتب عَنْ كلّ مَن كتبتَ عَنْهُمْ، وسمعتُ منه3.
وقال أبو بَكْر بْن بالوَيْه: سَمِعْتُ إمام الأئمّة ابن خُزَيْمة يَقُولُ: ما أعلم عَلَى أديم الأرض أعلم من محمد بن جرير. ولقد ظلمتْه الحنابلة.
وقال أبو محمد الفرغانيّ: كَانَ محمد بن جرير ممّن لَا تأخذه في اللَّه لَوْمَةُ لائم، مَعَ عظيم ما يلْحقه من الأذى والشّناعات من جاهلٍ وحاسدٍ وملحِد. فأمّا أهلُ الدّين والعِلم فغير منكرين عِلمه وزُهده في الدّنيا ورفضه لها، وقناعته بما كَانَ يرِد عَلَيْهِ من حصّةٍ خلّفها لَهُ أَبُوهُ بطَبَرِسْتان يسيرة.
وذكر عُبَيْد اللَّه بْن أحمد السمسار وغيره أنّ أبا جعفر بْن جرير قَالَ لأصحابه: هَلْ تنشطون لتاريخ العالم من آدم إلى وقتنا؟ قَالُوا: كم قدرُه؟
فذكرَ نحو ثلاثين ألف ورقة. قَالُوا: هذا ممّا تَفْنَى الأعمار قبل تمامِهِ.
فقال: إنا لله، ماتت الهِمَم. فأملاه في نحو ثلاثة آلاف ورقة4.
__________
1 معجم الأدباء "18/ 44".
2 تاريخ بغداد "2/ 163".
3 انظر المصدر السابق.
4 انظر: المنتظم "6/ 171".(23/198)
ولما أراد أنّ يملي التفسير قَالَ لهم كذلك، ثم أملاه بنحوٍ من التاريخ.
قَالَ الفَرَغانيّ: وحدَّثني هارون بْن عَبْد العزيز قَالَ: قَالَ لي أبو جعفر الطَّبَريّ: أظهرتُ مذهب الشّافعيّ واقتديت بهِ ببغداد عشر سنين، وتلقّاه مني ابن بشار الأحوال شيخ ابن سُرَيْج.
قَالَ الفَرَغانيّ: فلما اتَّسَعَ عِلْمه أدّاه بحثه واجتهاده إلى ما اختاره في كُتُبه. وكتبَ إليَّ المراغيّ أنّ الخاقانيّ لما تقلّد الوزارة وجّه إلى المُرّيّ بمالٍ كثير، فأبى أنّ يقبله، فعرض عَلَيْهِ القضاء فامتنع، فعاتبه أصحابه وقالوا: لك في هذا ثواب، وتحيى سنة قد دَرَسَتْ.
وطمعوا في أنّ يقبل ولاية المظالم، فانتهرهم وقال: قد كنتُ أظنّ أنّي لو رغبت في ذَلِكَ لنهيتموني عَنْهُ.
وقال محمد بن عليّ بْن سهل الْإِمَام: سَمِعْتُ محمد بن جرير وهو يكلّم ابن صالح الأعلم، فقال: من قَالَ: إنّ أبا بَكْر وعمر ليسا بإماميْ هديً، إيش هُوَ؟ قَالَ ابن صالح: مبتدع! فقال ابن جرير: مبتدع مبتدع، هذا يقتل.
قَالَ أبو محمد الفَرَغانيّ: تَمَّ من كتبه كتاب "التفسير"، وتم كتاب "القراءات"، و "العدد"، و"التنزيل"؛ وتَمَّ لَهُ كتاب "اختلاف العلماء"، وتَمَّ كتاب "التاريخ" إلى عصره، وتَمَّ كتاب "تاريخ الرجال من الصّحابة والتّابعين" إلى شيوخه؛ وتَمَّ كتاب "لطيف القول في أدكار شرائع الإسلام"، وهو مذهبه الّذي اختاره وجوّده واحتجّ لَهُ، وهو ثلاثة وثمانون كتابًا.
وتَمَّ كتاب "الخفيف" وهو مختصر، وتَمَّ كتاب "التبصير في أصول الدّين"، وابتدأ بتصنيف كتاب "تهذيب الآثار"، وهو من عجائبه، كتبه ابتداءً بما رواه أبو بَكْر الصّدِّيق ممّا صحّ عنده بسنده، وتكلم عَلَى كلّ حديث منه بعلله وطرقه وما فيه من الفقه والسنن واختلاف العلماء وحججهم، وما فيه من المعاني والغريب، فتم منه "مُسْنِد العشرة وأهل البيت والموالي"، ومن "مُسْنِد ابن عَبَّاس" قطعة كبيرة، فمات قبل تمامه.
وابتدأ بكتاب "البسيط" فخرج منه كتاب الطّهارة في نحو ألف وخمسمائة ورقة، وخرَّج منه أكثر كتاب الصّلاة، وخرّجَ منه آداب الحكام، وكتاب المحاضر والسِّجِلّات، وغير ذلك1.
__________
1 معجم الأدباء "18/ 44، 45"، وسير أعلام النبلاء "11/ 295".(23/199)
ولمّا بلغه أن أبا بَكْر بْن أَبِي دَاوُد تكلّم في حديث غدير خُمّ. حمل كتاب الفضائل فبدأ بفضل الخلفاء الراشدين، وتكلّم عَلَى تصحيح حديث غدير خمّ، واحتجّ لتصحيحه1.
حكى التّنُوخيّ، عَنْ عثمان بْن محمد السُّلَميّ: حدثني ابن منجو القائد قَالَ: حدَّثني غلامٌ لابن المزوّق قَالَ: اشترى مولاي لي جاريةً وزوجنيها، فأحببتها وأبغضتني، وكانت تنافرني دائما إلى أن أضجرتني، فقلت لها: انتِ طالقٌ ثلاثًا، لَا خاطبتني بشيء إلّا قلتُ لكِ مثله، فكم أحتملك.
فقالت في الحال: انتَ طالقٌ ثلاثًا.
قَالَ: فأُبْلِسْتُ وحِرْتُ. فَدُلِلْتُ عَلَى محمد بن جرير فقال: أقِمْ معها بعد أنّ تَقُولُ لها: أنت طالقٌ ثلاثًا إنّ طلقتك.
قَالَ ابن عقيل: وله جوابٌ آخر أنّ يَقُول كقولها: أنتَ طالقٌ ثلاثًا، بفتح التّاء، فلا يحنث.
وقال ابن الجوزيّ: وأيضًا فما كَانَ يلزمه أنّ يَقُولُ لها ذَلِكَ عَلَى الفور، فكان لَهُ أنّ يتمادى إلى قبل الموت2.
قلتُ: ولو قَالَ لها: أنتِ طالقٌ ثلاثًا، وعني بالاستفهام، لم تطلق.
ولو قَالَ: طالقٌ ثلاثًا، ونوى بهِ الطلق لَا الطّلاق لم تطلق أيضًا في الباطن.
وجوابٌ آخر عَلَى قاعدة من يراعي سبب اليمين ونية الحالف أنّه لَيْسَ عَلَيْهِ أنّ يَقُولُ لها كقولها، فإنّ نيّته كانت إذا آذته بكلام أنّ يَقُولُ لها ما يؤذيها، وهذه ما كانت تتأذى بالطلاق؛ لأنها ناشزة مضاجرة؛ ولأنّ الحالف عنده هذه الكلمة مستثناه بقرينة الحال من عموم إطلاقه، كقوله تعالى: {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} [النمل: 23] ، {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ} [الأحقاف: 25] فخرج من العموم أشياء بالضرورة، وهذا فصيح في كلام العرب سائغ؛ لأنّ الحالف لم يرده، ولا قصد إدخاله في العموم أصلًا، كما لم يقصد إدخال كلمة الكفر لو كفرت فقالت لَهُ: أنت ولد اللَّه تعالى اللَّه، أو سبّت الأنبياء3.
__________
1 وفي السير "11/ 295"، "واحتج لتصحيحه ولم يتم الكتاب".
2 سير أعلام النبلاء "11/ 298".
3 وفي السير "11/ 299"، قال: ". . . أو سبت الأنبياء فلم يجاوبها بمثل ذلك لأحسن. . . ".(23/200)
فما كَانَ يحنث بسكوته عَنْ مثل قولها.
وجوابٌ آخر عَلَى مذهب الظاهرية كداود، وابن حزم، ومذهب سائر الشيعة إن من حلف على شيء بالطلاق لَا يلزمه طلاق ولا كفارة عَلَيْهِ في حلفه، وهو قول لطاوس.
وذهب شيخنا ابن تيمية، وهو من أهل الاجتهاد لاجتماع الشرائط فيه أنّ الحالف عَلَى شيء بالطلاق لم تطلق منه امرأته بهذه اليمين، سواء حنث أو بر. ولكن إذا حنث في يمينه بالطلاق قَالَ: يكفر كفارة يمين.
وقال: إنّ كَانَ قصد الحالف حضًا أو منعًا ولم يرد الطلاق فهي يمين. وإنّ قصد بقوله: إن دخلت الدار فأنت طالق، شرطًا وجزاءًا فإنّها تطلق ولا بد.
كما إذا قَالَ لها: إنّ أبريتني من الصداق فأنت طالق، وإن زنيت فأنت طالق. وإذا فرغ الشهر فأنت طالق؛ فإنها تطلق منه بالإبراء، والزنا، وفراغ الشهر، ونحو ذَلِكَ. لكن ما علمنا أحدًا سبقه إلى هذا التقسيم ولا إلى القول بالكفارة؛ مَعَ أنّ ابن حزم نقل في كتاب "الإجماع" لَهُ خلافًا في الحالف بالعتاق والطّلاق، هَلْ يكفر كفارة يمين أم لَا؟ ولكنه لم يسم من قَالَ بالكفارة. واللَّه أعلم.
والذي عرفناه من مذهب غير واحد من السلف القول بالكفارة في الحلف بالعتق وبالحج، وبصدقة ما يملك. ولم يأتنا نص عَنْ أحدٍ من البشر بكفارة من الحلف بالطلاق. وقد أفتى بالكفارة شيخنا ابن تيمية مدّة أشهر، ثمّ حرَّم الفتوى بها عَلَى نفسه من أجل تكلم الفُقَهاء في عرضه. ثم منع من الفتوى بها مطلقًا. انتهى.
وقال الفَرَغانيّ: رحل ابن جرير لمّا ترعرع من آمُل، وسمع لَهُ أَبُوهُ في السفر. وكان طول حياته ينفذ إِلَيْهِ بالشيء بعد الشيء إلى البلدان، فسمعته يقول: أبطأ عني نفقة والدي، واضطررت إلى أنّ فتقت كمي القميص فبعتهما.
وقال ابن كامل: تُوُفّي عشية الأحد ليومين بقيا من شوّال سنة عشر، ودفن في داره برحبة يعقوب، ولم يغير شيبه. وكان السّواد في رأسه ولحيته كثيرًا. وكان أسمر إلى الأدَمَة، أعين، نحيف الجسم، مديد القامة، فصيحًا.
واجتمع عَلَيْهِ مَن لَا يحصيهم إلّا اللَّه، وصُلّي عَلَى قبره عدّة شهور ليلًا ونهارًا. ورثاه خلق كثير من أهل الدّين والأدب؛ من ذَلِكَ قول ابن سَعِيد ابن الأعرابي:(23/201)
حدَّثَ مُفظعٌ وخَطْبٌ جليل ... دقَّ عَنْ مِثْلِهِ اصْطِبَارُ الصَّبورِ
قامَ ناعِي العلومِ أجمع لمّا ... قامَ ناعِي محمد بْن جريرِ1
وقد رثاه ابن دريد بقصيدة بديعة طويلة، يَقُولُ فيها:
إنّ المِنيَّة لم تُتْلفْ بهِ رَجُلًا ... بَلْ أَتْلَفَتْ عَلَمًا للدَّين مَنْصُوبًا
كَانَ الزَّمانُ بهِ تصفو مَشَاربُهُ ... والآنَ أصبحَ بالتَّكْدِيرِ مَقْطُوبًا
كلَّا وأيَّامُهُ الغُرُّ الّتي جُعِلَتْ ... لِلْعِلْم نورًا ولِلتّقْوَى مَحَارِيبا2
487- محمد بن الحَسَن بْن قُتَيْبة بْن زيادة اللخميّ العسقلاني3:
أبو العبّاس.
محدث كبير. حدَّثَ في أواخر سنة تسعٍ.
وأظنه تُوُفّي في سنة عشر.
سمع: إبراهيم بْن هشام بْن يحيى الغسّانيّ، وصَفْوان بْن صالح، وهشام بن عمّار، ويزيد بْن عَبْد اللَّه الرمليّ، ومحمد بن رُمْح، وعيسى بْن حمّاد، ومحمد بن يحيى الرماني، وحَرْمَلَة، وطائفة سواهم.
روى عَنْهُ: أبو عليّ النَّيْسابوريّ، وابن عديّ، وأبو هاشم المؤدب، ويوسف المَيَانِجيّ، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وآخرون.
وكان ثقة مشهورًا. أكثر عَنْهُ ابن المقرئ والرحّالون لحفظه وثقته.
488- محمد بن حمدان بْن مهران:
أبو بَكْر النَّيْسابوريّ.
سمع: أبا عمر بْن حريث، ومحمد بن رافع، وإِسْحَاق الكَوْسَج.
وعنه: أحمد بْن هارون الفقيه، وجماعة.
تُوُفّي في شعبان.
__________
1 سير أعلام النبلاء "11/ 301"، وتاريخ بغداد "2/ 166"، وفيه زيادة في الشواهد.
2 الأبيات من قصيدة طويلة في سير أعلام النبلاء "11/ 300"، وتاريخ بغداد "2/ 167-169".
3 حلية الأولياء "3/ 168"، وتذكرة الحفاظ "2/ 764، 765"، والعبر "2/ 147".(23/202)
489- محمد بن حنيف بْن جعفر1:
أبو عبد الله الْبُخَارِيّ الخيّاط.
سمع: بجير بْن النَّضْر، ويحيى بْن جعفر البيكنديّ، وأسباط بْن اليسع.
وعنه: أبو نصر أحمد بْن أحمد الْبُخَارِيّ، وأبو نصر أحمد بْن أَبِي حامد الباهليّ. ذكره ابن ماكولا.
ويقال لَهُ: اليسارغيّ، نسبة إلى يسارغ بْن يهوذا بْن يعقوب عَلَيْهِ السلام.
490- محمد بن العبّاس بْن محمد بن يحيى بْن المبارك اليزيديّ البغداديّ2:
من بيت علم ولغة.
حدث عن: أَبِي الفضل الرياشيّ، وثعلب.
وكان صدوقًا، راوية للأخبار.
روى عَنْهُ: الصولي، وأبو الطاهر بْن أَبِي هاشم، وعمر بن محمد بن سيف.
له تصانيف.
مات فِي شوّال.
491- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بشير:
أبو بَكْر الهاشميّ. مولاهم الحذاء المصري.
حدث عَنْ: دحيم، والشّاميّين.
قَالَ ابن يونس في تاريخه: لم يكن بالثقة.
مات في سابع المحرَّم.
492- محمد بن عُمَر بْن يوسف بْن عامر3:
أبو عبد الله الأندلسي.
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "2/ 559".
2 الفهرست لابن النديم "51"، وغاية النهاية "2/ 158"، وبغية الوعاة "1/ 124".
3 جذوة المقتبس "75"، "709"، وبغية الملتمس "111، 112"، "220".(23/203)
توفي بمصر في شوال.
وروى عَنْ: الحارث بْن مسكين.
وقيل في أَبِيهِ: عَمْرو.
روى عَنْهُ: حمزة بْن محمد الكِنَانيّ.
493- معافى بْن عُمَر بْن حفص:
أبو عبد الله الْمَصْرِيّ.
أخو سالم وسلامة.
سمع: يونس بْن عَبْد الأعلى.
وتُوُفّي في رجب.
كتب ابن يونس عَنِ الثلاثة إخوة.
494- موسى بْن جرير1:
أبو عمران الرقي المقرئ النحويّ الضَّرير.
تلميذ أَبِي شعيب السُّوسيّ، وأجلّ أصحابه.
قرأ عَلَيْهِ: الحسين بْن محمد بن حبش الدِّيَنَوَريّ، والحسن بْن سَعِيد المطَّوِّعيّ، وعَبْد اللَّه بْن الحسين السّامّريّ في قول الداني، عَنْ فارس، عَنْهُ.
وتُوُفّي قريبًا من سنة عشر.
وقرا عَلَيْهِ أيضًا أبو الحَسَن نظيف بْن عَبْد اللَّه ختمةً بالرقة، وختمةً بحلب لما قدمها.
وقرأ عَلَيْهِ: مُسْلِم بْن عَبْد العزيز، وكلاهما من شيوخ عَبْد الباقي بْن الحَسَن؛ وأبو القاسم عَبْد اللَّه بْن اليسع الأنطاكيّ، وآخرون كثيرون.
وكان حاذقًا بالقراءة والإدغام الكبير، بصيرًا بالعربية وافر الحرمة.
قَالَ أبو الحسين بْن المنادي: لمّا مات أبو شعيب خلفه ابنهُ أبو معصوم وأبو عمران
__________
1 معرفة القراء الكبار "10/ 245، 246"، والنجوم الزاهرة "3/ 206".(23/204)
موسى بْن جرير الضّرير. وكانت الرئاسة بالرقة في أَبِي عمران، وله بها أصحاب إلى الآن.
وقال عَبْد الباقي بْن الحَسَن عَنْ نظيف: قرأتُ عَلَى موسى بْن جرير النحوي الضرير بالرقة سنة خمس وثلاثمائة. ثمّ بعد ذَلِكَ قدم حلب.
قَالَ عَبْد الباقي: وكان لأبي عمران اختيارات يخالف فيها قراءاته عَلَى السوسي، وكان يعتمد في ذَلِكَ عَلَى العربية. فممّا كَانَ يختاره ترك الإشارة إلى حركة الحروف مَعَ الإدغام وتفخيم فتحه الراء إذا كَانَ بعدها ياء قد سقطت لساكن.
قَالَ الدانيّ: مات أبو عمران حول سنة عشر وثلاثمائة.
"حرف النون":
495- نبهان بْن إسحاق البشكاسي1:
حدَّثَ عَنْ: الربيع بْن سليمان، والعبّاس البيروتيّ.
"حرف الهاء":
496- هاشم بن صالح الأندلسي2:
يروي عَنْ: يونس بْن عَبْد الأعلى، وغيره.
"حرف الواو":
497- الوليد بْن أبان بْن بونة3:
أبو العبّاس الحافظ.
كثير الترحال، صنف التفاسير، والمسند، وغير ذَلِكَ.
وروى عَنْ: أحمد العطارديّ، وعبّاس الدُّوريّ، ويحيى بْن عَبْدك، وأحمد بْن الفُرات، وأسيد بن عاصم، وهذه الطبقة.
__________
1 موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي "5/ 121"، "1739".
2 بغية الملتمس للضبي "484"، "1423".
3 العبر "2/ 147"، والنجوم "3/ 206"، والرسالة المستطرفة "72".(23/205)
وعنه: أبو الشَّيْخ، والطَّبَرانيّ، وأحمد بْن عُبَيْد اللَّه بْن محمود، ومحمد بن عَبْد الرَّحْمَن بْن مَخْلَد، وآخرون بإصبهان.
"حرف الياء":
498- يوسف بْن محمد بن يوسف1. أبو محمد الإصبهانيّ المؤذّن:
عَنْ: محمد بن محمد بن صخْر، وأحمد بْن يحيى المكتِّب، وإبراهيم بْن عامر، وجماعة.
وعنه: عبد الله بن محمد بن عُمَر، ومحمد بن أحمد بْن عَبْد الوهّاب، وأحمد بْن محمد بن رُسْتة، وأبو الشَّيْخ وهو مُكْثِر عَنْهُ.
"الكنى":
499- أبو عليّ بْن خَيْران:
قِيلَ: تُوُفّي في حدود سنة عشر.
وسيأتي سنة عشرين.
ذِكْرُ من لَمْ أَعْرفُ تاريخ موتِهِ:
من أهْل هذه الطبقة كتبته عَلَى التقريب:
"حرف الألف":
500- أحمد بْن بَطّة بْن إِسْحَاق بْن إبراهيم بْن الوليد2:
أبو بَكْر المَدِينيّ البزّاز.
إصبهانيّ، ثقة. صَحِبَ الزُّهَّاد.
روى عَنْ: محمد بن عاصم، وإِسْحَاق بْن إبراهيم بْن الشهيد، ويحيى بْن حكيم، وأحمد بْن الفُرات.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو إِسْحَاق بْن حمزة، وأبو بكر بن المقرئ، وآخرون.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 347".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 72"، وفيه: "نسبة الأصبهاني".(23/206)
501- أحمد بْن بُنْدار الحبّال الإصبهانيّ1:
عَنْ: سَلَمَةَ بْن شبيب.
وعنه: أحمد بْن إِسْحَاق، ومحمد بن أحمد بْن يعقوب الشَّيْبانيّ.
502- أحمد بْن حشمرد2:
أبو عبد الله الْجُرْجانيّ، نزيل أستراباذ.
سمع: حُمَيْد بْن الربيع، وعليّ بْن سَلَمَةَ اللبقيّ، وطبقتهما.
وعنه: الإسماعيليّ، وعَبْد اللَّه بْن عديّ.
وهو ثقة.
503- أحمد بْن الحَسَن بْن الْجَعْد3. أبو جعفر:
بغداديّ، حدَّثَ سنة أربعً وثلاثمائة عَنْ: أبي بَكْر بْن أَبِي شيبة، ويعقوب بْن كاسب، وجماعة.
وعنه: أبو حفص الزّيّات، وابن المظفّر، وعبد العزيز بْن جعفر الخِرَقيّ.
وثَّقه الدَّارَقُطْنيّ.
504- أحمد بْن الحسين بْن أَبِي الحَسَن4:
أبو جعفر الْأَنْصَارِيّ الإصبهانيّ الكلنكيّ.
سمع: عَبْد الجبّار بْن العلاء، وحميد بْن مسعدة، وبُندارًا، وجماعة.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن محمد بن الحجاج، والطَّبَرانيّ، ومحمد بن جعفر بْن يوسف، والعسّال، وجماعة.
505- أحمد بْن الحسين بْن علي5. أبو العباس، مولى بني هاشم.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "1/ 151"، وفيه: "أحمد بن بندار الشعار".
2 تاريخ جرجان "30".
3 تاريخ بغداد "4/ 81"، "1716".
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 61".
5 موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي "1/ 294"، "109".(23/207)
الدّمشقيّ المعروف بزبيدة.
سمع: سليمان بْن عَبْد الرحمن، علي بْن سهل الرمليّ، ومؤمّل بْن إهاب، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وطائفة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وابن عديّ، وأبو عليّ بْن شعيب، وأبو بَكْر الرّبعيّ، وآخرون.
506- أحمد بْن أَبِي الأخيل خَالِد بْن عَمْرو السلفي الحمصيّ. أبو عَمْرو:
حدَّثَ ببغداد، عَنْ أَبِيهِ عَنْ إسماعيل بْن عياش.
وهو ثقة، لكن أَبَاهُ ضعيف. قاله الدارقطني.
روى عَنْهُ: أبو محمد بن ماسيّ، وابن المظفّر، وغيرهما.
507- أحمد بْن شهدل بْن المفضل1:
أبو جعفر الحنظليّ الإصبهانيّ المؤدّب.
ثقة، روى عَنْ: سليمان الشاذكوني، وحيان بْن بِشْر القاضي.
وعنه: والد أَبِي نُعَيْم، وأبو الشَّيْخ.
508- أحمد بْن صالح بْن محمد2:
أبو العلاء الفارسيّ الْجُرْجانيّ الأثط المؤدب. نزيل صور.
سمع: أحمد بْن أَبِي سُرَيْج، ومحمد بْن حُمَيْد الرازيين، وعمار بْن رجاء.
وعنه: أبو أحمد الحاكم، وجُمَح بْن القاسم، وابن عديّ، وابن المقرئ، وجماعة.
509- أحمد بْن عامر بْن عَبْد الواحد البرقعيديّ3:
عَنْ: مؤمّل بْن إهاب، وكثير بْن عُبَيْد.
وعنه: محمد بن أحمد بْن الحفيد، وعبد الله بن عدي الحافظ.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "1/ 118، 119".
2 تاريخ بغداد "6/ 15".
3 معجم البلدان "1/ 318" "بَرْقعَيد".(23/208)
510- أحمد بن عامر بن المعمر1:
أبو العبّاس الْأَزْدِيّ الدّمشقيّ.
عَنْ: هشام بْن عمّار، ودُحَيْم، وعيسى زُغْبة.
وعنه: عَبْد اللَّه الآبندونيّ، وأبو بَكْر الرّبعيّ، والحسن بْن منير، وأبو هاشم المؤدب، وأبو أحمد بْن عديّ، وجماعة.
وهو أحمد بْن محمد بن عامر.
511- أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن شجاع البغداديّ2:
عَنْ: الزُّبَير بْن بكّار، وأحمد بْن بديل.
وعنه: بكّار بْن أحمد المقرئ، وأبو حفص بْن الزّيّات.
قَالَ الدارقطني: لَا بأس بهِ.
512- أحمد بْن قُدَامة بْن فرقد3. أبو حامد البلخيّ:
نزيل بغداد.
حدَّثَ عَنْ: قتيبة بن سعيد.
وعنه: القطيعي، والقاضي أبو الطاهر الذُّهْليّ، ومَخْلَد الباقرحي.
قَالَ الخطيب: ما علمت إلّا خيرًا.
513- أحمد بْن محمد بن جعفر الإصبهانيّ الجمّال الزّاهد:
أحد العبّاد المكثرين مِن الحجّ. وكان يصلّي عند كلّ ميل ركعتين.
ويعرف بالشعرانيّ.
روى عَنْ: أَبِي مسعود، وابن حاتم الرازيين.
وعنه: عمر بن عبد الله التميمي.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 60، 61"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 269، 270".
2 تاريخ بغداد "4/ 222"، "1921".
3 تاريخ بغداد "4/ 354"، "2203".(23/209)
514- أحمد بن داود الهمداني:
أبو الحسن. أصبهاني موثق.
سمع: سليمان الشاذكوني، وإبراهيم بن عبد الله الهروي.
وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ.
515- أحمد بن محمد بن عبيدة بن زياد1:
أبو بكر النيسابوري المستملي الشعراني الحافظ.
سمع: علي بن خشرم.
ثم رحل، وسمع: عُمَر بْن شبة، ومحمد بن رافع، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وهذه الطبقة.
وعنه: محمد بن الأخرم، ويحيى العنبري، وأحمد بن إسحاق الضبعي، ومحمد بن صالح بن هانئ، وأهل نيسابور.
وثقه الخطيب، وقال: روى عَنْهُ: المحامليّ، وابن الجعابيّ، وعَبْد اللَّه بْن إبراهيم الزَّيني.
516- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى2:
أَبُو بَكْر الحمصيّ، نزيل حمص ومؤرخها.
وإنّما هُوَ بغداديّ.
سمع: أحمد بْن مَنِيع، والحسن بْن عرفة، وإبراهيم بْن يعقوب الجوزجانيّ، ومحمد بن عوف، وإسماعيل بْن أبان، وجماعة.
وعنه: بَكْر بْن أحمد الشعرانيّ، ومحمد بن أحمد بْن الأبحّ الحمصي، وجماعة.
توفي سنة بضع وثلاثمائة.
517- أحمد بن محمد بن الفضل3:
__________
1 تاريخ جرجان "67"، وتهذيب تاريخ دمشق "2/ 64".
2 تاريخ بغداد "5/ 63"، "2432".
3 تاريخ جرجان "75"، "22".(23/210)
أبو العبّاس الخُزاعيّ المروزي الملقب ميزان.
سمع: أبا عمّار الحسين بْن حريث، وعليّ بْن حُجْر، وغيرهما.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن علك، ومحمد بن مالك السعديّ، وأحمد بْن محمد بن سَعِيد الفقيه المروزيون.
518- أحمد بْن محمد بن المؤمّل1:
أبو بَكْر الصُّوريّ.
عَنْ: الحَسَن بْن عَرَفَة، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وجماعة.
وعنه: عثمان بْن السّمّاك، وأبو بَكْر الشّافعيّ، وعُبَيْد اللَّه بْن محمد المُخَرِّميّ.
أظنه مات بعد الثلاثمائة.
519- أحمد بْن محمد بن موسى:
أبو عيسى العرّاد، بمهملة.
عَنْ: محفوظ بْن إبراهيم، ويعقوب بْن شيبة.
وعنه: أبو بَكْر الشّافعيّ، وابن الصّوَّاف، وابن عديّ.
520- أحمد بْن محمد بن يحيى الواسطيّ2:
البزّاز.
حدَّثَ ببغداد عَنْ: لوين، وإِسْحَاق بْن أَبِي إسرائيل.
وعنه: ابن عديّ، ومحمد بن المظفّر.
521- أحمد بْن المساور بْن سهيل3:
أبو جعفر الضبي الأصبهاني.
ثقة.
__________
1 موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي "1/ 418-420"، "245".
2 تاريخ بغداد "5/ 118"، "2532".
3 ذكر أخبار أصبهان "1/ 114".(23/211)
عَنْ: سهل بْن عثمان، وسعدويه الإصبهانيّ، وعليّ بْن بِشْر.
وعنه: أبو إِسْحَاق بْن حمزة، والعسّال.
522- أحمد بْن مُكْرَم البرتيّ البغداديّ1:
سمع: عليّ بْن المَدِينيّ.
روى عَنْهُ: محمد بن المظفّر، ومحمد بن الورّاق، أحاديث مستقيمة.
قاله الخطيب.
523- أحمد بْن موسى، ويقال: أحمد بْن عيسى، الحنوطيّ:
عَنْ: عُمَر بْن التلّ، والحسن بْن عرفة.
وعنه: عليّ بْن عُمَر السُّكريّ، ومحمد بن الشِّخِّير.
524- أحمد بْن نصر الحذاء:
أبو جعفر. بغداديّ.
سمع: الصَّلْت بْن مسعود الجحدريّ.
525- أحمد بْن هاشم بْن عَمْرو2:
أبو جعفر الحميريّ البعلبكيّ سبط محمد بن هاشم البعلبكيّ.
يلقب بُندارًا.
سمع من: جَدّه، وأبي أمية الطرسوسيّ.
وعنه: ابن عديّ، وأبو بَكْر المقرئ، ومحمد بن إبراهيم الصُّوريّ.
526- إبراهيم بْن دحيم عَبْد الرَّحْمَن بْن إبراهيم بْن ميمون الدّمشقيّ3:
حدث عن: أَبِيهِ، وهشام بن عمّار، وسليمان بْن عَبْد الحميد البحرانيّ، وأبي عُمير بن النحاس، وطائفة كبيرة.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 170"، "2617".
2 الأنساب "86 أ"، والتهذيب "9/ 494".
3 المعجم الصغير "1/ 84، 85" للطبراني.(23/212)
وعنه: ابن أخيه عبد الرحمن بن عمرو بْن دحيم، وعليّ بْن أَبِي العقب، وأبو عَمْرو بْن مطر النَّيْسابوريّ، والطَّبَرانيّ، وابن عديّ، وخلْق من الدمشقيّين والرحّالة.
وكان محدثًا مقبولًا.
527- إبراهيم بْن درستويه1:
أبو إِسْحَاق الشيرازي.
عَنْ: ابن أَبِي عُمَر العدنيّ، ولوين، وطبقتهما.
وعنه: أبو بَكْر بْن أَبِي دارم، والطَّبَرانيّ، وابن الصّوَّاف، وأبو بَكْر الإسماعيليّ. وغيرهم.
ثقة.
528- إبراهيم بن محمد بن برزج:
إصبهاني، ثقة.
سمع: لوينا، والفلّاس.
وعنه: أبو الشَّيْخ.
529- إسماعيل بْن أحمد الْبَصْرِيّ:
وكيل أكثم.
عَنْ: ابن أَبِي الشوارب، ونصر بْن عليّ، وعدة.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن موسى الهاشميّ، ومحمد بن المظفر، وعلي السُّكريّ.
شيخ.
530- إسماعيل بْن إبراهيم2:
أبو عليّ الصيرفيّ؛ بغداديّ يلقب بسمعان.
عَنْ: أَبِي سَعِيد الأشجّ، ويعقوب الدَّوْرقيّ.
وعنه: ابن عديّ، وأبو عبد الله بن الضرير.
__________
1 المعجم الصغير "1/ 90"، للطبراني.
2 تاريخ بغداد "6/ 297"، "3330".(23/213)
531- إسماعيل بْن إِسْحَاق بْن إبراهيم بْن تميم. أبو أحمد الْمَصْرِيّ:
سمع: حَرْمَلَة.
532- إسماعيل بْن إِسْحَاق بْن الحصين المعمريّ1، بالتثقيل:
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن معاوية الجمحي، وأحمد بْن حنبل، وحكيم بْن سيف الرقي، ومحمد بن خلّاد الباهلي، وطبقتهم.
وعنه: عبد الله بن محمد بن جعفر، ومحمد بن العبّاس، وعمر بْن أحمد بْن يوسف الوكيل، وابن المظفر، وآخرون.
قال ابن ماكولا: نسب إلى معمر بن سليمان، وهو جده لأمه.
وقد أكثر أبوه إسحاق بن حصين عَنْ صهره معمر.
533- إِسْحَاق بْن إبراهيم بْن حاتم بْن إسماعيل المَدِينيّ:
نزيل عكبرا. ومؤلف كتاب "المنبر في أخبار الأوائل".
روى عَنْ: جَدّه لأمه محمد بن المُثَنَّى الزمن، والحسن بْن عرفة، وأبي سَعِيد الأشج، وطبقتهم.
روى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بخيت الدّقّاق.
534- أيّوب بْن محمد بن محمد بن أيّوب2. أبو الميمون الصوري:
عَنْ: كثير بْن عُبَيْد، وعليّ بْن معبد، وعطيّة بْن بقيّة، وجماعة.
وعنه: أبو عليّ الحصائري، والطَّبَرانيّ، وابن عديّ، وأبو بَكْر الرّبعيّ، وغيرهم.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: رأيتُ مِن كذبه شيئًا لَا أخبر بهِ الساعة.
"حرف الباء":
535- بُنان بْن أحمد بْن عَلُّويَه3. أبو محمد القطان:
__________
1 المنتظم "6/ 145"، "221".
2 تهذيب تاريخ دمشق "3/ 210، 211"، والمعجم الصغير للطبراني "1/ 104".
3 تاريخ بغداد "7/ 100"، "3542".(23/214)
سمع: دَاوُد بْن رُشَيْد، وعثمان بْن أَبِي شيبة.
وعنه: الطَّسْتيّ، وابن سَعِيد الرّزّاز، وابن المظفّر. قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: لم يكن بهِ بأس.
"حرف التاء":
536- تميم بْن يوسف الحمصيّ الصَّيْدلانيّ:
عَنْ: الربيع المُرَاديّ. وعنه: إِسْحَاق بْن سعْد، وأبو القاسم الأبندوري. مستقيم الحديث.
"حرف الجيم":
537- جعفر بْن أحمد بْن الفَرَج الدُّوريّ1:
عَنْ: هارون بْن إِسْحَاق. وعنه: ابن بَخِيت، وابن المظفّر.
538- جعفر بْن محمد بن أسد2:
أبو الفضل النَّصِيبيّ الضّرير المقرئ. قرأ عَلَى: أَبِي عُمَر الدُّوريّ، وهو من كبار أصحابه. قرأ عَلَيْهِ: محمد بن عليّ بْن الْجُلُنْديّ، ومحمد بن عليّ بْن حسن العَطُوفيّ، وجماعة بنصِّيبين. حدث سنة سبع وثلاثمائة.
539- جعفر بْن محمد بن عُتَيْب3:
أبو القاسم السُكري، بغداديّ. حدث عن: عَبْدة بْن عَبْد اللَّه الصَّفَّار، ومحمد بْن زياد الزّياديّ، ومحمد بن مَعْمَر البَحْرانيّ.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن عديّ، وابن لؤلؤ، ومحمد بْن المظفّر.
540- جعفر بْن محمد بن سَعِيد4:
بغداديّ. سمع: محمود بْن خِداش، ويوسف بْن موسى. وعنه: عليّ بن عمر السكري الحربي، وأبو بكر بن المقرئ، وآخرون.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 212".
2 تاريخ بغداد "7/ 222".
3 تاريخ بغداد "7/ 206".
4 تاريخ بغداد "7/ 209".(23/215)
541- جعفر بْن محمد بن العبّاس1:
أبو القاسم الكَرْخيّ.
عَنْ: جُبَارة بْن المغلِّس، وهنّاد بْن السري، وجماعة.
وعنه: ابن عدي، وأبو حفص بن شاهين، وعليّ الحربيّ.
وهّاهُ الدَّارَقُطْنيّ.
542- جعفر بْن محمد بن أحمد بْن صالح بْن أَبِي هُرَيْرَةَ:
أبو القاسم الْمَصْرِيّ.
سمع: حَرْمَلَة.
543- جعفر بن محمد ين يعقوب الإصبهانيّ2:
التّاجر الأعور.
عَنْ: الحَسَن بْن محمد بن الصّبّاح الزَّعْفرانيّ، والحسن بْن عَرَفَة، وجماعة.
وعنه: محمد بن جعفر المغازليّ، ووالد أبي نعيم.
"حرف الحاء":
- الحارث بن محمد بن الحارث، أبو الليث الهروي العابد نزيل دمشق.
حدث عن: عمرو بن عثمان، وكثير بن عبيد، وأبي التقي وهشام الحمصيين، وعنه: أبو أحمد بن عدي، وأبو زرعة وأبو بكر ابنا أبي دجانة.
544- الحَسَن بْن بطّة بْن سَعِيد:
أبو عليّ الزَّعْفرانيّ.
عَنْ: بِشْر بْن مُعَاذ العَقَديّ، وعَبْد اللَّه بْن معاوية الْجُمَحيّ، ولُوَيْن.
وهو من مسندي شيوخ أصبهان.
توفي بعد ثلاثمائة.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 208".
2 ذكر أخبار أصبهان "1/ 246".(23/216)
روى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن أحمد والد أَبِي نُعَيْم، ومحمد بن عُبَيْد اللَّه بْن المَرْزُبانيّ، ومحمد بن جعفر.
545- الحَسَن بْن صالح:
أبو عليّ البَهْنَسيّ الْمَصْرِيّ.
سمع: يونس بْن عَبْد الأعلى.
546- الحَسَن بْن عثمان بْن زياد1:
أبو سَعِيد التُّسْتَريّ.
عَنْ: محمد بن سهل بْن عسكر، ونصر بْن عليّ الْجَهْضميّ، ومحمد بن يحيى القطيعيّ، وجماعة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وابن عديّ، وآخرون.
وكان كذّابًا.
قَالَ ابن عديّ: كَانَ عندي أنّه يضع الحديث. سألتُ عَبْدان الأهوازي عَنْهُ، فقال: كذّاب.
547- الحَسَن بْن عليّ بْن يونس:
أبو عليّ بْن الإفريقيّ.
سمع: محمد بن رُمْح، وحَرْمَلَة. وحَدَّثَ.
548- الحَسَن بْن الفَرَج الغزّيّ2:
روى عَنْ: يحيى بْن بُكَير "مُوَطّأ مالك".
وعن: يوسف بْن عديّ، وعَمْرو بْن خَالِد الحرّانيّ، وهشام بن عمّار.
روى عَنْهُ: الحَسَن بْن مروان القيْسرانيّ، ومحمد بن عليّ النّقّاش التِّنِّيسيّ، وأبو عُمَر بْن فَضَالَةَ، وعليّ بْن أحمد المقدسيّ، وأبو عليّ الحسين بْن محمد النَّيْسابوريّ، ومحمد بن العبّاس بْن وصيف.
__________
1 الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي "2/ 756، 757"، والمغني في الضعفاء "1/ 162"، "1428".
2 تاريخ جرجان "340"، وتهذيب تاريخ دمشق "4/ 238".(23/217)
قَالَ أبو عليّ: قرأ علينا "المُوَطّأ" من أصل كتابه، وما رأينا منه إلّا الخير.
قلت: سماع أَبِي عليّ منه سنة ثلاث وثلاثمائة فيما أحسب، واللَّه أعلم.
549- الحَسَن بْن عليّ بْن رَوح بْن عَوَانة1:
أبو بَكْر الكفْرَبطْنانيّ.
روى عَنْ: قاسم الْجُوعيّ، وهشام الأزرق، ومحمد بن وزير، وجماعة.
وعنه: محمد بن سليمان الرّبعيّ، وجُمَح بْن القاسم، وابن زبْر، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وآخرون.
وما علمت بهِ بأسًا.
550- الحَسَن بْن عليّ بْن مَحْميّ بْن بِهْرام2:
أبو عليّ المُخَرِّميّ البزّاز.
سمع: عليّ بْن المَدِينيّ، وسُوَيْد بْن سَعِيد، وعبد الأعلى بْن حمّاد.
وعنه: عُمَر بْن سُنْبُك، ومحمد بن عُبَيْد اللَّه بْن الشِّخِّير، وابن عديّ وقال: رأيتهم مجمِعِين عَلَى ضعفه، وأنكرت عَلَيْهِ أحاديث.
551- الحَسَن بْن موسى:
أبو محمد النّوَبْخِتيّ البغداديّ، صاحب المصنّفات الكثيرة في الكلام والفلسفة.
وهو ابن أخت أَبِي سهل بْن نُوبَخْت.
وكان شيعيّا. وله كتاب "الدّيانات" لم يُتِمُّه، وكتاب "الرّدّ عَلَى التّناسخيّة"، وكتاب "حَدَث العالم"، وكتاب "الرد على ابن الهُذَيْل العلّاف في قوله: نعيم الجنّة منقطع"، وكتاب "الرّدّ عَلَى أهل المنطق"، وكتاب "إنكار رؤية اللَّه تعالى"، وأشياء كثيرة.
552- الحَسَن بْن يوسف بْن أَبِي طيبة:
القاضي أبو عليّ المصري المديني.
__________
1 معجم البلدان "4/ 468"، وفيه: "الحسين".
2 ميزان الاعتدال "1/ 506"، "1903".(23/218)
سمع: هشام بْن عمّار، وأحمد بْن صالح الْمَصْرِيّ.
وعنه: محمد بن المظفّر، والمفيد، وعليّ بْن عُمَر الحربيّ.
سمعوا منه ببغداد.
553- الحسين بن أحمد بن عبد الله بن وهب. أبو عليّ البغداديّ المالكيّ:
عَنْ: محمد بن وهْب بْن أَبِي كريمة، وهشام بن عمّار، وعبد الوهّاب بْن الضّحّاك العَرَضيّ، وجماعة.
وعنه: أبو بَكْر الشّافعيّ، وعبد الصَّمد الطَّسْتيّ، وعليّ بْن محمد الشُّونِيزيّ، والمَيَانِجيّ.
قَالَ الخطيب: ما علمت منه إلّا خيرًا.
554- الحسين بْن أحمد بْن عصمة. أبو عليّ البغداديّ، الوكيل. عَنْ: حَجّاج بْن الشّاعر، والرَّماديّ. وعنه: أبو محمد بن السّقّاء، وابن المظفّر:
555- الحسين بْن أحمد بْن منصور البغداديّ سجّادة:
عَنْ: أَبِي مَعْمَر الهُذليّ، والقواريريّ. وعنه: الطَّبَرانيّ، وابن عديّ، والإسماعيليّ.
لا باس بهِ.
556- الحسين بْن عَبْد اللَّه بْن يزيد القطّان1:
أبو عبد الله الرَّقّيّ المالكيّ الجصّاص الأزرق.
سمع: إبراهيم بْن هشام الغسّانيّ، وهشام بن عمّار، والوليد بْن عُتْبة، وإِسْحَاق بْن موسى الْأَنْصَارِيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو عليّ النَّيْسابوريّ، وأبو بكر بْن السُّنّي، وابن عديّ، وأبو حاتم بْن حِبّان، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وجماعة.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ.
557- الحسين بن علي بن حماد بن مهران2:
__________
1 تاريخ جرجان "458"، وسير أعلام النبلاء "11/ 304".
2 معرفة القراء الكبار "1/ 236"، وغاية النهاية "1/ 244".(23/219)
أبو عبد الله الرّازيّ المقرئ.
قرأ عَلَى: أحمد بْن يزيد الحَلْوانيّ.
وأقرأ مدة.
قرأ عَلَيْهِ: أبو بَكْر النّقّاش، وعليّ بْن أحمد بْن صالح المقرئ.
شيخ الخليليّ.
558- الحسين بْن محمد بن جَابِر التَّميميّ1:
بصْريّ.
حدث عن: هُدْبة بْن خَالِد.
وعنه: ابن عديّ، وأبو بَكْر المقرئ.
559- حِماس بْن مروان بْن سماك2:
أبو القاسم الهَمْدانيّ القيرواني القاضي العلّامة.
سمع في صغره من سَحْنُون. وكان بارعًا في الفقه، محمود الأحكام.
وقيل: كَانَ الاسم في زمانه ليحيى بْن عُمَر والفِقْه لِحماس. وكان يحيى يعظّمه ويُطْريه. وقد رَحَل.
560- حُمَيْد بْن محمد بن نُصَيْر3:
أبو الحَسَن التَّميميّ البَعْلَبَكّيّ. إمام جامع بَعْلَبَكّ.
روى عَنْ: هشام بْن خَالِد الأزرق، ومحمد بْن مُصَفَّى الحمصيّ، وجماعة.
وعنه: أبو السَّرِيّ محمد بن دَاوُد، وأبو عليّ بْن هارون، ومحمد بن سليمان الرّبعيّ.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 95"، "4192".
2 معالم الإيمان "2/ 320-330"، والديباج المذهب "1/ 342-344".
3 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 466"، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي "2/ 190".(23/220)
"حرف الخاء":
561- الخِضر بْن الهَيْثَم بْن جَابِر1:
أبو القاسم الطوسي المقرئ.
شيخ مجهول.
قرأ عَلَيْهِ: أحمد بْن محمد العِجْليّ شيخ الأهوازيّ.
ذكر أَنَّهُ قرأ عَلَى الطَّيِّب بْن إسماعيل، وعمر بْن شبّة، والسُّوسيّ، وهُبَيْرة التّمّار.
قرأ عَلَيْهِ العِجْليّ في سنة عشر وثلاثمائة.
وقرأ عَلَيْهِ: أحمد بْن عَبْد اللَّه الْجُبّيّ.
"حرف الزاي":
562- زيد بْن عَبْد العزيز:
أبو جَابِر المَوْصِليّ.
سمع: محمد بن يحيى بْن فَيّاض، ومحمد بن عَبْد اللَّه بْن عمّار.
"حرف السين":
563- سَعِيد بْن عَبْد الرحيم2:
أبو عثمان البغداديّ الضّرير المؤدّب المقرئ، صاحب الدُّوريّ.
تصدَّرَ للإقراء. فقرأ عَلَيْهِ: أبو الفتح بْن بَدْهَن، وعبد الواحد بْن أَبِي هاشم، وأبو بَكْر الشّذَائيّ، وأبو العبّاس المطَّوِّعيّ. والغَضَائريّ شيخ الأهوازيّ.
كَانَ حَيًّا في حدود سنة عشر وثلاثمائة.
564- سَعِيد بْن يعقوب الْقُرَشِيّ الإصبهانيّ3. أبو عثمان السراج:
__________
1 غاية النهاية "1/ 270، 271"، "1226".
2 معرفة القراء الكبار "1/ 242، 243"، وتاريخ بغداد "1/ 306، 307".
3 ذكر أخبار أصبهان "1/ 330".(23/221)
عَنْ: محمد بن وزير الواسطيّ، ومحمد بن بشّار، ومحمد بن منصور المّواز.
وعنه: أبو الشَّيْخ، ووالد أَبِي نُعَيْم.
565- سلمان بْن إسرائيل الخُجُنْديّ:
سمع: عَبْد بْن حُمَيْد.
وعنه: عليّ بْن عُمَر الحربيّ، وغيره.
"حرف الشين":
566- شعيب بْن محمد بن أحمد بْن شُعيب1:
أبو القاسم الدَّبِيليّ.
قدِم إصبهان سنة خمس، وحدَّثَ عَنْ عَبْد الرحيم بْن يحيى الدَّبِيليّ، عَنِ الوليد بْن مُسْلِم، وعن سهل بْن سُقَيْر الخِلاطيّ، عَنْ يوسف بْن خَالِد السَّمتيّ.
وعنه: أبو أحمد العسّال، ومحمد بن جعفر بْن يوسف.
"حرف الصاد":
567- صالح بْن محمد بن صالح2:
أبو عليّ البغداديّ الجلّاب.
حدَّثَ بدمشق عَنْ: يعقوب الدَّوْرقيّ، وعَمْرو بْن عليّ الفلّاس، وأحمد بْن عَبْدة، وطبقتهم.
وعنه: أبو هاشم المؤذِّن، ومحمد بن سليمان الرّبعيّ، وآخرون.
"حرف العين":
568- عامر بْن عُقْبة بْن خَالِد:
أبو الحَسَن الأسْلَميّ، من ولد أَبِي بَرْزَة رضى الله عنه.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "10/ 344، 345".
2 تاريخ بغداد "9/ 330"، "4868".(23/222)
ثقة، صدوق.
سمع: أَبَاهُ، وَسَلَمَةَ بْن شبيب، وحُمَيْد بْن مَسْعَدَة.
وعنه: أبو الشَّيْخ، والعسّال.
569- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن خُزَيْمة الباوَرْديّ1:
حدَّثَ ببغداد عَنْ: عليّ بْن حُجْر، وعليّ بْن سَلَمَةَ اللَّبَقيّ.
وعنه: أبو بكر الشافعي، والجعابي، وأبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي.
570- عبد الله بن عمران بن موسى المقرئ النجار2:
عن: أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وعبد الأعلى بن حماد.
وعنه: الجعابي، وابن المقرئ، وجماعة بغداديون.
وكان حافظا رحالا. لقيه ابن المقرئ ببغداد في سنة 304.
571- عبد الله بن محمد بن الأشقر:
الراوي عَنِ الْبُخَارِيّ.
يأتي في الطبقة الأخرى.
572- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن سَلْم المقدسيّ:
تُوُفّي سنة نيفٍ عشرة.
573- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عَبْد الحميد الواسطيّ القطّان3:
أبو بَكْر. نزيل بغداد.
حدَّثَ عَنْ: يعقوب الدَّوْرقيّ، ومحمد بْن الْمُثَنَّى، وعليّ بْن الحَسَن الدِّرْهَميّ، وزهير بْن قُمَيْر، وأحمد البزّيّ المقرئ، وجماعة.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 379"، "4956".
2 تاريخ بغداد "10/ 39"، "5159".
3 تاريخ بغداد "10/ 105"، "5224".(23/223)
وعنه: ابن السّمّاك، وأبو بَكْر الآجُرِّيّ، وعُمَر بْن بِشْران، والحسن بْن أحمد بْن صالح السَّبِيعيّ.
وثّقه الخطيب.
574- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن سيّار1:
أبو محمد الفَرْهَادَانيّ، ويقال فيه: الفَرْهَيَانيّ.
ذكره ابن عساكر في "تاريخ دمشق" فقال: سمع: هشام بْن عبّاد، ودُحَيْمًا، وقُتَيْبة بْن سَعِيد، ومحمد بن وزير، وأبا كُرَيْب، وعبد الملك بْن شعيب بْن الَّليْث، وجماعة.
روى عَنْهُ: محمد بْن الحَسَن النّقّاش المقرئ، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، وبشر بْن أحمد الإسفرائيني، وأبو عَمْرو بْن حمدان.
قَالَ الحافظ ابن عديّ: كَانَ رفيق النَّسائيّ، وكان ذا بَصَرٍ بالرجال. وكان مِن الأثبات. سألته أنّ يُمْلي عليَّ عَنْ حَرْمَلَة، فقال: يا بُنيّ وما تصنع بحَرْمَلَة؟ إنّ حَرْمَلَة ضعيف. ثم أملى علي عَنْهُ ثلاثة أحاديث لم يَزِدْني.
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ وَزَيْنَبَ الْكِنْدِيَّةِ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ، أَنَّ زَاهِرَ بْنَ طَاهِرٍ أَخْبَرَهُمْ: أَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْكَنْجَرُودِيُّ، أَنَا ابْنُ حَمْدَانَ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بْنِ سَيَّارٍ الْفَرْهَادَانِيُّ: ثنا هَارُونُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي الزَّرْقَاءِ، ثنا أَبِي: نا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر وقال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رِضَى اللَّهِ فِي رِضَى الْوَالِدِ، وَسَخَطُ الرَّبِّ في سخط الوالد" 2.
توفي سنة بضع وثلاثمائة.
575- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى.
أَبُو عَبْد الرَّحْمَن المقرئ.
كثير الحديث، حسن المعرفة.
__________
1 تذكرة الحفاظ "2/ 716، 717"، وطبقات الحفاظ "308"، وشذرات الذهب "2/ 235".
2 صحيح: أخرجه الترمذي "1899"، وابن ماجه "2089، 3663"، وابن حبان "2026"، في صحيحه، والحاكم في المستدرك "4/ 151".(23/224)
سمع: أحمد بْن الفراتُ، والحَجّاج بْن يوسف بْن قُتَيْبة.
وعنه: أحمد بْن بُنْدار، وأبو الشَّيْخ، ومحمد بن جعفر بْن يوسف.
576- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن نصر بْن طُوَيْط1:
أبو الفضل الرَّمْليّ البزّاز الحافظ.
سمع: هشام بْن عمار، وابن ذكوان، ودُحَيْمًا، وعبد الجبار بْن العلاء، وعبد الملك بْن شعيب بْن الَّليْث، وطبقتهم.
وكان كثير الحديث، واسع الرحلة.
روى عَنْهُ: خَيْثَمَة، والطَّبَرانيّ، وابن عديّ، وأبو عُمَر بْن فَضَالَةَ، وجماعة.
577- عَبْد اللَّه بْن يحيى بْن موسى2:
أبو محمد السَّرْخَسيّ، القاضي.
عَنْ: عليّ بْن حُجْر، وعليّ بْن خَشْرَم، ويونس بْن عَبْد الأعلى، والعبّاس بْن الوليد بْن مُزْيَد، وطبقتهم.
وعنه: أبو بَكْر الإسماعيليّ، وأبو أحمد بْن عديّ، وأبو الطَّيِّب، ومحمد بن عَبْد اللَّه الشُّعَيْريّ.
قَالَ ابن عديّ: متَّهم في روايته عَنْ عليّ بْن حُجْر، وغيره.
578- عَبْد اللَّه بْن هاشم3:
أبو محمد الزَّعْفرانيّ المقرئ.
ذكر أنّه قرأ القرآن عَلَى خَلَف بْن هشام. وهذا بعيد.
وأنّه قرأ عَلَى دُحَيْم صاحب الوليد بْن مُسْلِم، وعلى عَبْد الوهّاب بْن فُلَيْح، وعلى أَبِي هشام الرّفاعيّ، وعلى الدُّوريّ.
قَالَ أبو عليّ الأهوازي في غير ما موضع: قرأتُ القرآن عَلَى أبي الحسن علي بن
__________
1 موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي "3/ 226"، "915".
2 الميزان "2/ 524"، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي "2/ 146"، "2139".
3 معرفة القراء الكبار "1/ 253"، وغاية النهاية "1/ 454، 455".(23/225)
الحسين بْن عثمان الغَضَائريّ. وأخبرني أَنَّهُ قرأ عَلَى الزَّعْفرانيّ. قلت: هُوَ مجهول. ولو كَانَ في هذا الوقت ثمَّ شيخٌ موجود بهذا اللّقاء والإسناد الّذي في السّماء لازْدَحَمَتِ القُرّاء عَلَيْهِ. والعهدة في وجوده عَلَى الغَضَائريّ. ففي النّفس منه.
579- عَبْد المؤمن بْن أحمد بْن حوثرة1:
أبو عَمْرو الْجُرْجانيّ العطّار.
روى عَنْ: عمّار بْن رجاء، ومحمد بن الجنيد، ومحمد بن زياد بن معروف، وجماعة.
وعنه: ابن عديّ، وأبو الحَسَن القصْريّ، وأحمد بْن أَبِي عِمران.
580- عَبْد الرَّحْمَن بْن قريش2:
أبو نعيم الهروي.
حدث عَنْ: محمد بْن سهل الجوزجاني، ومحمد بن إسماعيل الصّائغ، وجماعة.
وعنه: جعفر الخُلْديّ، ومَخْلَد البَاقّرْحيّ، وجماعة.
لم يضعفه أحد.
581- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن المغيرة3:
أبو الحَسَن التَّميميّ.
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أبان، وأبي كريب.
وعنه: أبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ، وعليّ بْن لؤلؤ، والجِعَابيّ.
قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا.
582- عُبَيْد اللَّه بْن يحيى بْن سليم البغدادي البزاز4:
__________
1 تاريخ جرجان للسهمي "245"، "397".
2 تاريخ جرجان "473".
3 تاريخ بغداد "10/ 283"، "5405".
4 تاريخ بغداد "10/ 349"، وفيه: "عبيد الله بن يحيى بن سليمان".(23/226)
سمع: الزُّبَير بْن بكّار، وعليّ بْن أشكاب، وعليّ بْن حرب.
وعنه: إبراهيم بْن أحمد، وعبد العزيز بْن جعفر الخِرَقيّان.
583- عتيق بْن هاشم بْن جرير:
أبو بَكْر المُرَاديّ الْمَصْرِيّ.
سمع: أحمد بْن صالح.
584- عليّ بْن إبراهيم بْن الهَيْثَم1:
أبو القاسم البلديّ.
سمع: محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عمّار، وحدَّثَ.
585- عليّ بْن الحسين بْن ثابت2:
أبو الحَسَن الْجُهَنيّ الزُرَءائيّ، من أهل زُرَءا، تُدعى الآن زُرع.
روى عَنْ: هشام بن عمار، وأحمد بْن أَبِي الحواري، وهشام بن خَالِد.
وعنه: جُمَح بْن القاسم، وأبو يَعْلَى الصيداوي، وأبو هاشم عَبْد الجبّار المؤدّب، ومحمد بن سليمان الرّبعيّ.
586- عليّ بْن دَاوُد:
أبو الحَسَن الحرّانيّ العطّار.
عَنْ: عَمْرو بْن هاشم الحرّانيّ.
578- عليّ بْن الصّبّاح بْن عليّ3:
أبو الحَسَن الإصبهانيّ الحافظ.
عَنْ: محمد بْن عصام، وعامر بْن إبراهيم.
وعنه: الطَّبَرانيّ، والعسّال، ومحمد بن جعفر بْن يوسف، وأبو أبي نعيم.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 337"، "6171".
2 موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي "3/ 217" في ترجمة "عبد الله بن محمد بن حمزة الصيداوي".
3 ذكر أخبار أصبهان "2/ 10"، وهو يعرف بابن ريذوس.(23/227)
588- عليّ بْن عَبْد الملك بْن عَبْد ربّه الطّائيّ البغداديّ1:
حدث عن: عَبْد الأعلى بْن حمّاد، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ.
روى عَنْهُ: أحمد بْن كامل، وعُمَر بْن سُنْبُك، وعليّ بن عمر الحربي.
- علي بن المبارك المسروري البغداديّ.
حدث عن عَبْد الأعلى بْن حمّاد، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ.
روى عَنْهُ: أحمد بْن كامل وعُمَر بْن سُنْبُك وعليّ بْن عُمَر الحربيّ.
589- عليّ بْن موسى بْن النَّضْر:
أبو القاسم الأنباريّ.
عَنْ: يعقوب الدَّوْرقيّ، وزياد بْن أيّوب، وطبقتهما.
وعنه: أبو عُمَر بْن حَيَّوَيْه، وابن شاهين، وجماعة.
وهو ثقة.
590- عليّ بْن عَبْد الملك بْن عَبْد الرَّحْمَن:
أبو الحَسَن، مولى قُرَيش. مصريّ يُعرف بابن أَبِي مروان.
سمع: عيسى بْن زُغْبة، وعبد الملك بْن شعيب بْن الَّليْث.
591- عليّ بْن الحَسَن بْن الْجُنَيْد2:
أبو عبد الله النَّيْسابوريّ، ثمّ البغداديّ البزّاز.
حدث عن: لُوَيْن، وعَبْد اللَّه بْن هاشم، ومحمد بن يحيى الذُّهْليّ.
وعنه: أبو القاسم بْن النّحّاس، وعبد العزيز الخِرَقيّ، ومحمد بن المظفّر.
وثّقه الخطيب.
592- عِمران بْن موسى النيسابوري:
أبو الحسن.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 27"، "6391".
2 تاريخ بغداد "11/ 378"، "6241".(23/228)
سمع: محمد بْن يحيى، ويونس بْن عَبْد الأعلى، ومحمد بن عَزيز الأَيْليّ.
وعنه: محمد بْن سليمان الرّبعيّ، وابن المقرئ، وابن حَيَّوَيْه النَّيْسابوريّ، والحسن بْن رشيق، وجماعة.
حدَّثَ بمصر، ودمشق.
593- عُمَر بْن إسماعيل:
أبو حفص السّرّاج الْمَصْرِيّ.
سمع: حَرْمَلَة.
594- عَمْرو بْن الْجُنَيْد القاضي:
حكَمَ بدمشق.
وحدث عن: يعقوب الدَّوْرقيّ، وأحمد بْن المِقْدام.
وعنه: الحَسَن بْن منير التّنُوخيّ، وأبو بَكْر الرّبعيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي دُجانة.
595- عُمَر بْن حفص بْن هند الهَمْدانيّ1:
أبو حفص، مستملي ابن دِيزِيل.
سمع: يحيى بْن نَضْلَة الخُزاعيّ، وإسماعيل بْن موسى الفَزَاريّ، وأبا كُرَيْب، وجماعة.
وعنه: أبو بَكْر محمد بْن يحيى الْإِمَام، والفضل بْن الفضل الكنديّ والإسماعيليّ، وأبو عَمْرو بْن مطر، وجماعة.
596- عُمَر بْن سَعِيد بْن أحمد بْن سعد بْن سنان2:
أبو بَكْر الطّائيّ المَنْبِجيّ.
سمع: هشام بن عمّار، ودُحَيْمًا، وأبا مُصْعَب، ومحمد بن قدامة، وأحمد بن أبي شعيب الحراني.
__________
1 تاريخ جرجان "88/ 222".
2 معجم البلدان "5/ 27"، واللباب "3/ 259".(23/229)
وعنه: الطَّبَرانيّ، وابن حِبّان، وعَبْدان بْن حُمَيْد المَنْبِجيّ، وابن عديّ، وعَبْد اللَّه بْن عَبْد الملك المَنْبِجيّ.
وقال أبو حاتم بْن حبّان: كَانَ قد صام النّهار وقام اللّيل ثمانين سنة غازيًا مرابطًا، رحمة اللَّه عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنا محمد بْنُ عَلِيٍّ: أَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الأَسَدِيُّ، أَنَا جَدِّي الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ سنة تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِمَائَةٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ محمد الْفَقِيهُ، أَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ بِمَنْبِجَ، ثنا أَبُو إِلْيَاسَ الْبَالِسِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ المَنْبِجِيُّ سنة سِتٍّ وَثَلاثِمَائَةٍ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٌ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ أَنَّهُ سَمِعَ الْقَاسِمَ بْنَ محمد يُحَدِّثُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، "أَنَّهُ أَرَاهُمْ وُضُوءَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا بَلَغَ مَسْحَ الرَّأْسِ وَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى مَقْدِمِ رَأْسِهِ، ثُمَّ مَرَّ بِهِمَا حَتَّى بَلَغَ الْقَفَا، ثُمَّ رَدَّهُمَا حَتَّى بَلَغَ الْمَكَانَ الَّذِي مِنْهُ بَدَأَ"1.
قلتُ: القاسم هُوَ ابن محمد بْن أَبِي سُفْيَان الثّقفيّ الدّمشقيّ، مُقِلّ، روى عَنْهُ أيضًا قيس بْن الأحنف.
597- عُمَر بْن سهل2:
أبو بَكْر الدينوري الحافظ.
حدث بأصبهان عن: أبي الأحواص محمد بْن الهَيْثَم العُكْبَريّ. ومحمد بن صالح الأشجّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشَّيْخ، والحسن بْن إِسْحَاق.
598- عُمَر بْن خَالِد3:
أبو حفص الشّعيريّ البغداديّ.
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن مُطِيع، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرازي، وجماعة.
__________
1 أخرجه أحمد في مسنده "4/ 94"، وأبو داود في سننه "122، 124".
2 المعجم الصغير "1/ 189"، للطبراني.
3 تاريخ بغداد "11/ 219، 220"، "5936".(23/230)
وعنه: محمد بْن خَلَف بْن حيان شيخ أَبِي القاسم التّنُوخيّ، وأبو القاسم بْن النّحّاس، وغيرهما.
حدث سنة أربع وثلاثمائة.
599- عَمْرو بْن بِشْر1:
أبو حفص النَّيْسابوريّ الشاماتيّ. نزيل بغداد وأحد حفّاظ الحديث.
حدَّثَ عَنْ: محمد بْن أَبِي سَمِينة، ومحمد بن حُمَيْد الرّازيّ، والحسن بْن عيسى بْن ماسَرْجس، وجماعة.
وعنه: أبو بَكْر الشّافعيّ، والصّوّاف.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة حافظًا.
"حرف الفاء":
600- الفضل بْن أحمد البغداديّ السّرّاج2:
عَنْ: عَبْد الأعلى بْن حمّاد النَّرْسيّ.
وعنه: عليّ الحربيّ فقط.
"حرف القاف":
601- القاسم بْن عُبَيْد اللَّه بْن سَعِيد بْن كثير بْن عُفَيْر:
عَنْ: عيسى بْن حماد.
602- القاسم بن منده بن كوشند الإصبهانيّ الضّرير3:
سمع: سليمان الشاذكُونيّ، وسعيد بْن يحيى الإصبهانيّ، وسهْل بْن عثمان.
وعنه: محمد بن جعفر بن يوسف، وأبو أبي نعيم.
اختلط في آخر عمره، وضعفوا أمره.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 225"، "6674".
2 تاريخ بغداد "12/ 376"، "6827".
3 ميزان الاعتدال "3/ 380"، ولسان الميزان "4/ 466"، "1449".(23/231)
603- القاسم بْن يحيى بْن نصر الثَّقْفيّ1:
أبو عَبْد الرَّحْمَن البغداديّ.
عَنْ: عمّه سعدان بْن نصر، والربيع بْن ثعلب، ومحمد بن حُمَيْد الرّازيّ، والصَّلْت بْن مسعود الجحدريّ.
وعنه: ابن المظفّر، ومحمد بن الشِّخِّير، وعَبْد اللَّه بْن موسى الهاشميّ.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ.
مات في حدود سنة عشر.
604- قُدَامة بْن جعفر بْن قُدَامة2. أبو الفَرَج الكاتب الإخباريّ.
أحد البلغاء الّذي ضربَ الجريريّ بهِ المثلَ في قوله: لو أوتي بلاغة قُدَامة.
كَانَ قُدَامة فيلسوفًا نصرانيًا، فأسلم عَلَى يد المكتفي باللَّه. وكان موصوفًا بمعرفة عِلْم المنطق، وله كتاب "الخراج"، وكتاب "نقْد الشِّعْر"، وكتاب "صابون الغَمّ"، وكتاب "السّياسة"، وكتاب "ترياق الفِكْر"، وكتاب "جلاء الحُزْن"، وكتاب "الرّدّ عَلَى ابن المعتزّ"، وكتاب "صناعة الْجَدَل"، وكتاب "نزهة القلب"، وكتاب "الرسالة إلى ابن مُقْلَة"، وغير ذَلِكَ.
وكان بغداديًا علّامة. أدرك أبا محمد بْن قُتَيْبة، وثعلبًا، والمبرّد، وأبا سَعِيد السُّكَّريّ.
وبرع في فنون الأدب وفي الحساب، وغير فن.
وكان أَبُوهُ أيضًا كاتبًا أديبًا، وقد مَرّ.
605- قسطنطين الرُّوميّ3. مولى المعتمد.
عَنْ: هشام بن عمّار، وأبي بَكْر، وعثمان ابني أَبِي شَيْبة، وغيرهم.
تفرَّدَ عَنْهُ ابن عدي.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 442"، "6912".
2 البداية والنهاية "11/ 220"، والنجوم الزاهرة "3/ 297"، وهدية العارفين "1/ 835".
3 تاريخ بغداد "12/ 478"، "6949".(23/232)
"حرف الكاف":
606- كَهْمُس بْن مَعْمَر بْن محمد بْن مَعْمَر بْن كَهْمُس الْمَصْرِيّ:
سمع: محمد بْن رُمْح، وغيره.
"حرف الميم":
607- محمد بْن إبراهيم بْن يحبى بْن الحَكَم بْن الجزّور الثَّقْفيّ1:
مولى السّائب بْن الأقرع، أبو جعفر الإصبهانيّ الجزّوريّ المؤدّب.
روى عَنْ لُوَيْن نسخةً، وعن: محمد بْن حاتم المؤدِّب. وأبي عُمَر الدُّوريّ، وأحمد ويعقوب ابني الدَّوْرقيّ، وعليّ بْن مُسْلِم الطُّوسيّ.
روى عنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشّيخ، وأبو أبي نعيم، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو جعفر بن المرزبان، وسماعه منه سنة خمس وثلاثمائة.
608- محمد بْن أحمد بْن الحُسين الأهوازيّ الْجُرَيْجيّ الحافظ2:
جَمَع حديث ابن جُرَيْج، ورحل وطوّف. ولم يكن ثقة.
روى عَنْ: يوسف بْن موسى القطّان، ومحمد بن المُثَنَّى، والأشجّ، وطبقتهم.
روى عَنْهُ: ابن عديّ وقال: لقيته بتُسْتَر، وكان مقيمًا بها يُحَدِّثُ عمّن لم يَرَهُمْ. وسألتُ عَبْدان عَنْهُ فقال: كذَّاب. كتبَ عنّي حديث ابن جُرَيْج، وادّعاهُ عَنْ شيوخه.
609- محمد بْن أحمد بْن أبان:
أبو العبّاس السُّلَميّ الرَّقّيّ الضّرّاب.
سمع: لُوَيْنًا، وجماعة.
وعنه: محمد بْن المظفّر، وأبو بَكْر بن المقرئ، وأبو الفتح محمد بْن الحُسين الْأَزْدِيّ، وآخرون.
610- محمد بن أحمد بن أزهر الدمشقي:
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 242".
2 الكامل في الضعفاء لابن عدي "6/ 2301، 2302"، وميزان الاعتدال "3/ 460".(23/233)
عَنْ: أَبِي إِسْحَاق الجوزجانيّ، والعبّاس بْن الوليد بْن مُزْيَد.
وعنه: أبو هاشم المؤدّب، وأبو سليمان بْن زبْر الدمشقيّان.
611- محمد بْن أحمد بْن الوليد بْن يزيد1:
أبو بَكْر الثَّقْفيّ المَدِينيّ.
ثقة أمين، مِن أولاد الملوك.
سمع: سعْد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، وعصام بْن روّاد العسقلانيّ، ومتوكّل بْن أَبِي سَورَة المصِّيصيّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو أحمد العسّال، وأبو الشَّيْخ، وآخرون.
612- محمد بْن أحمد بْن عثمان2:
أبو طاهر المَدِينيّ، نزيل مصر.
روى عَنْ: يحيى بْن سليمان الْجُعْفيّ، ويحيي بْن دُرُسْت، وحَرْمَلَة بْن يحيى.
قَالَ ابن عديّ: كتبت عَنْهُ، وكان يُحمل عَلَى حِفْظه. وقد أُصيب بكُتُبه وحدَّثَ بمناكير.
قلت: وروى عَنْهُ ابن يونس.
613- محمد بْن أحمد بْن يزيد الزُّهْرِيّ3:
أبو عبد الله الإصبهانيّ الحافظ.
طلب في حدود الخمسين ومائتين، وسمع من: سَعِيد بْن عيسى الكُرَيْزيّ، ويحيى بْن واقد الطّائيّ صاحب هُشَيْم، وإسماعيل بْن يزيد القطّان، وأحمد بن الفرات، ومحمد بن عصام جبر، وخلق.
وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ، وابن المقرئ، وعبد الله والد أبي نعيم، وغيرهم.
قال أبو الشيخ: لم يكن بالقوي في الحديث. وهو أخو أبي صالح الأعرج عبد الرحمن، والراوي عَنْ حُمَيْد بْن مَسْعَدَة الّذي مرّ سنة ثلاثمائة.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 24".
2 الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي "3/ 39"، "2872"، وميزان الاعتدال "3/ 460".
3 المعجم الصغير للطبراني "2/ 107".(23/234)
614- محمد بْن أحمد بْن يزيد ورْكشين1:
أبو عبد الله البلْخيّ، ويُعرف بالأزرق.
حدَّثَ عَنْ: عليّ بْن المَدِينيّ، وهشام بن عمّار.
وعنه: أبو بكر الربعي، وعبد الله بن عدي وضعفه.
قُلْتُ: ثُمَّ رَوَى عَنْهُ حَدِيثًا بِإِسْنَادِ الصَّحِيحِ مَرْفُوعًا: "إِنَّ اللَّهَ ائْتَمَنَ عَلَى وَحْيِهِ جبريل ومحمد وَمُعَاوِيَةَ". وَهَذَا مِنْ وَضْعِهِ.
615- محمد بْن إبراهيم بْن محمد بْن الوليد:
الحافظ أبو عبد الله الأصبهاني الكتاني، ونزيل سمرقنْد. ذكره يحيي بْن مَنْدَه غير مطوَّل فقال: كَانَ من أئمّة الحديث، والمعتمد عَلَيْهِ في معرفة الصّحابة والعِلَل.
جالس أبا حاتم الرّازيّ، وأبا زُرْعة، ومسلم بْن الحَجّاج، وصالح بْن محمد جَزَرَة، وأخذ عَنْهُمْ.
وسكن سمرقنْد مدّةً طويلة.
616- محمد بْن جَبُّوَيْه بْن بُنْدار2:
أبو جعفر الهَمْدانيّ.
سمع: محمود بْن غَيْلان، ومحمد بن عبيد الهمذاني، وسَلَمَةَ بْن شبيب.
وعنه: محمد بْن محمد الصّفّار، وأحمد بْن محمد بْن صالح، والفضل بْن الفضل، وجبريل بْن محمد الهمذانيُّون.
وكان صدوقًا خيّرًا. وهو أخو إبراهيم، وتُوُفّي إبراهيم قبله، وسمع معه من جماعة، منهم محمد عن عُبَيْد.
617- محمد بْن جعفر بْن طُرْخان الإسْتراباذيّ:
روى عَنْ: أَبِيهِ، وإسماعيل بْن موسى السُّديّ، وأحمد بن منيع، وابن أبي عمر العدني، وطبقتهم.
__________
1 ميزان الاعتدال "3/ 455"، والمغني في الضعفاء "2/ 547"، "5232".
2 راجع الإكمال لابن ماكولا "2/ 364"، والمشتبه في أسماء الرجال "1/ 139".(23/235)
وعنه: ابن عدي، ومحمد بن إبراهيم، وجماعة.
من شيوخ أبي سعد الإدريسي وقال: كَانَ ثقة.
618- محمد بْن جعفر بْن يحيى بْن رَزِين1:
أبو بَكْر العُقَيْليّ الحمصيّ العطّار.
سمع: هشام بن عمّار، وإِسْحَاق بْن إبراهيم بْن العلاء؛ ووالد هذا إبراهيم بْن العلاء بْن زِبْريق.
وعنه: يحيى بْن مِسْعَر المَعَرِّيّ، والقاضي المَيَانِجيّ، وابن المقرئ، والقاضي أَبِي بَكْر الأبْهَريّ، والحسن بْن عَبْد اللَّه الكِنْديّ.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: لَيْسَ بهِ بأس.
619- محمد بْن الحُسن بْن الخليل النَسَويّ:
أبو عبد الله.
سمع: هشام بن عمّار، ودُحَيْمًا، وعَبْد اللَّه بْن معاوية الْجُمَحيّ، وأبا كُرَيْب.
وعنه: ابن نُجَيْد، وأبو حاتم بْن حِبّان، وعليّ بْن عيسى المالينيّ.
620- محمد بْن حصْن بْن خَالِد2:
أبو عبد الله الألُوسيّ.
حدَّثَ بدمشق عَنْ: نصْر بْن عليّ، ومحمد بن مَعْمَر البَحْرانيّ، ومحمد بن زنبور، وجماعة.
وعنه: محمد بن حميد بن معيوف، والطبراني، والمقرئ.
621- محمد بْن سليمان بْن محبوب3:
أبو عبد الله البغدادي الحافظ، الملقب بالسخل.
حدث عَنْ: محمد بْن عوف الحمصيّ، وطبقته.
__________
1 موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي "4/ 142، 143"، "1356".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 78"، وفيه: "محمد بن حصين الأويسي".
3 تاريخ بغداد "5/ 300"، "2804".(23/236)
روى عَنْهُ: الْجِعَابيّ، وإِسْحَاق النِّعَاليّ، ومحمد بن المظفّر.
622- محمد بْن صالح بْن عَبْد اللَّه الطَّبَريّ:
أبو الحَسَن السَّرَوِيّ.
روى عَنْ: عَبْد الجبّار بْن العلاء، وأبي كُرَيْب، ويعقوب الدَّوْرقيّ، وبندار.
وعنه: أحمد بن سعيد المعداني، وعلي بن الحسن بن الربيع الفقيه، وجبريل بن محمد، والهمدانيون.
فيه لين.
623- محمد بن سلمة بن قرباء1:
أبو عبد الله الربعي البغدادي.
نزيل عسقلان.
حدث عَنْ: بِشْر بْن الوليد، وأحمد بْن المِقْدام، ومحمود بْن خداش.
وعنه: عبد الله بن عدي، وأبو حاتم بن حبان، وأبو بكر بن المقرئ.
قال الدارقطني: ليس بالقوي.
624- محمد بن سهل البغدادي العطار2:
مولى بني أسد.
روى عَنْ: مُضارب بْن نُزَيْك الكلْبيّ، وعُمَر بْن عَبْد الجبّار، وعَبْد اللَّه البَلَويّ، وطائفة مجهولين.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر الشّافعيّ، والجِعَابيّ، ومَخْلَد البَاقّرْحيّ.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: متروك.
وقال مرّة: كَانَ يضع الحديث.
625- محمد بن صالح بن عبد الرحمن بن حماد3:
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 346"، والميزان "3/ 568".
2 تاريخ بغداد "2829"، وميزان الاعتدال "3/ 576".
3 تاريخ دمشق "مخطوطة التيمورية" "38/ 114".(23/237)
أبو العبّاس بْن أَبِي عِصْمة التَّميميّ الدّمشقيّ.
روى عَنْ: جاره هشام بن عمّار، وهشام بْن خَالِد، ومحمد بن يحيى الزّمّانيّ، وجماعة.
وعنه: محمد بْن إِسْحَاق الصّفّار، والخضر الأسْيُوطيّ، وعَبْد اللَّه بْن عديّ، وأبو بَكْر الرّبعيّ، وابن المقرئ، وجماعة.
626- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن إبراهيم1:
أبو بَكْر الأشْنانيّ العَنْبريّ.
حدَّثَ ببغداد عَنْ: عليّ بْن الْجَعْد، وأحمد بْن حنبل، ويحيى بْن مَعِين، وهذه الطبقة.
وعنه: علي بن الحسن الجراحي، وأبو بكر أحمد بن شاذان.
وعنه قَالَ الخطيب: إنّه كَانَ يضع الحديث.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: دجّال.
627- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن المنتجِع2:
أبو عَمْرو المَرْوَزِيّ.
ثقة؛ سمع: عليّ بْن خَشْرَم.
وعنه: أبو الحُسين بْن المظفّر، وأبو الحَسَن الحربيّ.
628- محمد بْن عَبْد اللَّه3:
أبو بَكْر الزقاق.
من كبار مشايخ الصُّوفيّة. لَهُ كرامات.
629- محمد بن عبد الله بن يوسف4:
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 439-442"، والميزان "3/ 604".
2 تاريخ بغداد "5/ 436"، "2957".
3 البداية والنهاية "11/ 97"، وطبقات الأولياء "311، 312"، "68"، وفيه: "أبو بكر الزقاق الصغير".
4 تاريخ بغداد "5/ 444"، "2966".(23/238)
أبو بَكْر المهريّ.
عَنْ: الحَسَن بْن عَرَفَة.
وعنه: أبو بَكْر بْن شاذان.
630- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن بلال الجوهريّ المقرئ1:
عَنْ: محمد بْن وزير، وشعيب بْن عَمْرو الدّمشقيَّيْن.
وعنه: الفضل بْن جعفر، وأبو هاشم المؤدّب.
631- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد السلام2:
أبو جعفر الرَّمْليّ.
روى عَنْ: هشام بن عمّار.
وعنه: ابن المقرئ.
632- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ3:
أَبُو الأصْيَد الدّمشقيّ الْأَزْدِيّ الْإِمَام.
روى عَنْ: إبراهيم الجوزجانيّ، وأبي أميّة الطَّرَسُوسيّ.
وعنه: أبو عليّ بْن منير، وأبو هاشم المؤدب، والفضل بن جعفر الدمشقيين.
633- محمد بْن عُبَيْد اللَّه4:
أبو جعفر البغداديّ الحافظ، ختن أَبِي الآذان.
حدَّثَ عَنْ: هلال بْن العلاء، وعثمان بْن خُرزَاد، وجعفر بْن أَبِي عثمان الطَّيالِسيّ.
وعنه: محمد بْن عُمَر الْجِعَابيّ، وأبو الفتح الْأَزْدِيّ، وابن عديّ.
قَالَ الدارقطني: كان مخلطًا.
__________
1 موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي "4/ 238"، "1491".
2 تاريخ دمشق "مخطوطة التيمورية" "37/ 482".
3 تاريخ دمشق "مخطوطة التيمورية 37/ 465".
4 ميزان الاعتدال "3/ 627"، "7909".(23/239)
634- محمد بْن عُبَيْد بْن وردان:
أبو عَمْرو الدّمشقيّ.
سمع: هشام بن عمّار، وابن ذَكْوان، وحُمَيْد بْن زَنْجَوَيه.
وعنه: ابن الأعرابيّ، وجُمَح المؤذّن، وأبو أحمد بْن عديّ.
635- محمد بْن عَبْدُوس بْن مالك1:
أبو الحَسَن الثَّقْفيّ الطّحّان.
فقيه، مناظر كبير مِن أهل إصبهان.
سمع: أبا مُصْعَب، وعيسى بْن حمّاد، وأبا شعيب السُّوسيّ؛ ورحل مَعَ إبراهيم بْن مَتُّوَيْه.
روى عَنْهُ: محمد بْن جعفر بْن يوسف، ومحمد بن عَبْد الرَّحْمَن بْن الفضل.
636- محمد بْن عليّ بْن سالم بْن علّك2:
أبو جعفر الهَمْدانيّ.
سَمِعَ: محمدَ بْن عَبْد العزيز بْن أَبِي رزمة، ومحمد بن عُبَيْد الأَسَديّ، ومحمود بْن غَيْلان.
وعنه: عُمَر بْن خرجة، وعُمَر بْن يحيى الدِّيَنَوَريّ.
637- محمد بْن عُمَيْر بْن عَبْد السّلام الرَّمْليّ:
عَنْ: هشام بن عمّار.
وعنه: ابن المقرئ.
638- محمد بْن عَون الوحيديّ:
عَنْ: هشام أيضًا.
وعنه: أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 226".
2 تاريخ بغداد "3/ 66"، "1024".(23/240)
639- محمد بْن المُعَافَى بْن أحمد بْن أَبِي كريمة1:
أبو عبد الله الصَّيْداويّ.
سمع: هشام بن عمّار، ودُحَيْمًا، وهشام بْن خَالِد، والقاسم الْجُوعيّ، وأحمد بْن أَبِي الحواري، وجماعة.
وعنه: محمد بْن حُمَيْد بْن مَعْيُوف، وأحمد بْن محمد بْن جُمَيْع ووصفه بالصَّدْق؛ ويوسف بْن القاسم المَيَانِجيّ، وأبو يَعْلَى عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أَبِي كريمة، وابن عديّ، وابن المقرئ.
وكان ثقة عالمًا، حدَّثَ سنة عشر.
640- محمد بْن هارون بْن مجمّع2:
أبو الحَسَن المصِّيصيّ. نزيل بغداد.
سمع: هشام بن عمّار، ودُحَيْمًا، ومحمد بن قُدَامة الجوهريّ.
وعنه: عُمَر بْن جعفر الْبَصْرِيّ، ومحمد بن عُمَر الْجِعَابيّ، وابن السّمّاك.
قَالَ الخطيب: ثقة صالح، خيّر.
641- محمد بْن هاشم3، ويقال: ابن هشام:
أبو صالح العُذْريّ الْجِسْرينيّ الغُوطيّ.
سمع: زُهير بْن عَبّاد، ومحمد بن أَبِي السَّرِيّ، والمسيّب بْن واضح.
وعنه: أحمد بْن سليمان بْن حَذْلَم، وأبو الطيب أحمد بن عبد الله الدارمي، وأبو عليّ بْن شعيب.
642- محمد بْن يحيى بن داود4:
أبو بكر الدمشقي.
__________
1 تاريخ جرجان "416"، وشذرات الذهب "3/ 48".
2 تاريخ بغداد "3/ 357"، "1462".
3 معجم البلدان "2/ 140".
4 تاريخ دمشق "مخطوطة التيمورية" "40/ 210".(23/241)
مولى بني هاشم.
سمع: محمد بْن وزير، وأحمد بْن أَبِي الحواري، وقاسمًا الْجُوعيّ، ومؤمّل بْن إهاب.
وعنه: أبو عليّ بْن أَبِي الرَّمْرام، وأبو هاشم المؤدِّب، ومحمد بن جعفر الصَّيْداويّ.
643- محسن بْن محمد بْن خَالِد بْن عَبْد السّلام الصَّدَفيّ الْمَصْرِيّ.
سمع جَدّه خَالِد.
644- محمود بْن محمد بْن الفضل بْن الصّبّاح.
أبو العبّاس التَّميميّ الرّافقيّ المقرئ الأديب.
سمع: عليّ بْن عثمان النُّفَيْليّ، وأبا شُعيب صالح بْن زياد السُّوسيّ، ويزيد بْن محمد بْن سِنان، وجماعة.
وعنه: أبو الحُسين محمد الرّازيّ، وأبو هاشم المؤدِّب، وأحمد بْن عليّ أبو الخير الحمصيّ، وحُمَيْد بْن الحَسَن الورّاق، وجماعة.
روى عَنْهُ قراءة السُّوسيّ بسماعه منه أحمد بن إسحاق البارودي، وغيره.
645- مَسْلَمَة بْن الهيصم1:
أبو محمد العبْديّ الإصبهانيّ.
سمع: خَالِد بْن يوسف السَّمتيّ، ومحمد بن بشّار، وأبا موسى، والعبّاس الرّياشيّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ، ومحمد بن جعفر بْن يوسف.
646- موسى بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه:
أبو عيسى الخُتّليّ.
عَنْ: دَاوُد بْن رُشَيْد، وعَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن أبان، وأبي يَعْلَى المِنْقَريّ، وجماعة.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 323"، والمعجم الصغير للطبراني "2/ 117".(23/242)
وعنه: ابن الأنباريّ، وابن مُقْسِم، وأبو عليّ بْن الصّوَّاف، والحسن بْن أحمد بْن صالح السَّبِيعيّ، وآخرون.
ما بهِ بأس.
647- محمد بْن محمد بْن خَالِد بْن شيرزاد:
أبو بَكْر الهورانيّ قاضي تِكْريت.
وقيل: اسمه: أحمد.
عَنْ: لُوَيْن، والحسين بْن عَبْد الرَّحْمَن الاحتياطيّ.
وعنه: القَطِيعيّ، وابن المظفّر، ومحمد بن زيد بْن مروان.
648- ميمون بن عمر بن المغلوب المالكيّ1:
أبو عُمَر القاضي، من أهل إفريقية.
عمَّر دهرًا، وهو معدود في أصحاب سَحْنُون.
وحجَّ وسمع "المُوَطّأ" من أَبِي المُصْعَب الزُّهْرِيّ، وهو آخر مَن حدَّثَ عَنْهُ بالمغرب.
قَالَ ابن حارث المالكيّ: أدركته شيخًا كبيرًا زَمِنًا، ولي قضاء القيروان، وقضاء صِقِلّية.
"حرف النون":
649- النُّعْمان بْن هارون بْن أَبِي الدِّلْهاث2:
الشَّيْبانيّ البَلَديّ.
حدَّثَ عَنْ: عيسى بْن أَبِي حرب، وسعيد بْن عَمْرو السَّكُونيّ.
وعنه: محمد بْن المظفّر، وعلي الحربيّ.
قَالَ الخطيب: ما علمت من حاله إلا خيرًا.
__________
1 معالم الإيمان "2/ 356، 357"، والعبر "2/ 184".
2 تاريخ بغداد "13/ 423"، "7298".(23/243)
"حرف الهاء":
650- هارون بْن الحُسين، أو ابن الحَسَن1:
أبو موسى النّجّاد. بغداديّ مستور.
روى عَنْ: زيد بْن أخزم، وطبقته.
وعنه: أحمد بْن جعفر الخلّال، وأبو الفضل الزُّهْرِيّ، وغيرهما.
651- هارون بْن إبراهيم بْن حمّاد البغداديّ2:
عَنْ: عَبَّاس الدُّوريّ.
وعنه: سليمان الطَّبَرانيّ.
فيه جهالة.
652- هارون بْن عَبْد الرَّحْمَن العُكْبَريّ3:
سمع من أحمد بْن حنبل مسالةً، ومن: سعدان بْن نصر، ومحمد بن المُثَنَّى.
وعنه: يحيى بْن محمد العُكْبَريّ، وابن بَخِيت.
653- هاشم بْن إِسْحَاق الأندلسيّ:
سمع من: يونس بْن عَبْد الأعلى.
"حرف الواو":
654- الوليد بْن المطّلب بْن نبيه.
أبو العاص السَّهميّ الْمَصْرِيّ.
عَنْ: هارون بْن سَعِيد الأَيْليّ.
"حرف الياء":
655- يحيى بْن طَالِب. أبو زكريا الأنطاكي، ويقال: الطرسوسي الأكاف:
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 29"، "7367".
2 تاريخ بغداد "14/ 30"، "7368".
3 تاريخ بغداد "14/ 31"، "7370".(23/244)
سمع: هشام بن عمّار، وأبا نُعَيْم عُبَيْد بْن هشام الحلبيّ.
وعنه: محمد بْن عيسى الطَّرَسُوسيّ، وعَبْد اللَّه بْن إبراهيم الآبَنْدُونيّ، وجماعة.
656- يحيى بْن عليّ بْن محمد بْن هاشم بْن مرداس:
أبو عبد الله الكِنْديّ الحلبيّ. ويقال: أبو العبّاس.
حدث عن عُبَيْد بْن هشام، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ، وعَبْدة بْن عَبْد الرحيم الدّمشقيّ، وطائفة.
وعنه: أبو عليّ بْن شعيب، وابن عديّ، وابن المقرئ، وحمزة الكِنَانيّ، وطائفة سواهم.
657- يحيى بْن محمد بْن عمران الحلبي1، ثم البالسي:
عن: هشام بن عمّار، ودُحَيْم، وطبقتهما.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو بَكْر النّقّاش، وابن عديّ، وحمزة الكِنَانيّ.
658- يُسْر بْن أنس2:
أبو الخير البغداديّ البزّاز.
سمع: الحُسين بْن حُرَيْث، ويعقوب الدَّوْرقيّ، وطبقتهما.
وعنه: أبو بَكْر الشّافعيّ، والطَّبَرانيّ، وابن المظفّر، وأبو القاسم بْن النّحّاس، وعبد العزيز الخِرَقيّ.
وثّقه الخطيب.
659- يعقوب بْن إِسْحَاق. أبو يوسف العطّار:
عَنْ: هشام بن عمّار.
وعنه: ابن المقرئ، وعليّ بْن الحُسين الأدميّ.
نزل أنطاكية.
660- يعقوب بْن يوسف بن خازم الطحان3:
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 142".
2 تاريخ بغداد "14/ 361"، "7686".
3 تاريخ بغداد "14/ 293"، "7596".(23/245)
عَنْ: ابن أَبِي مذعور، والزُّبَير بْن بكّار، وأحمد بْن المِقْدام.
وعنه: أبو حفص الزّيّات، وعُمَر بْن سُنْبُك، وعليّ بْن عُمَر الحربيّ.
وثّقه الخطيب.
661- يوسف بْن يعقوب بْن مِهْران1. أبو عيسى الفقيه.
بغداديّ مستور. روى عَنْ: محمد بْن عثمان بْن كرامة، وداود الظّاهريّ.
وعنه: الزبير بن عبد الواحد، وابن المظفر، والجراحي.
"الكنى":
662- أبو عبد الرحمن اللهبي2، وأبو جعفر اللهبي:
مكيان مقرئان. قرءا على أبي الحسن البزي.
فقرأ على الأول: هبة الله بن جعفر البغدادي شيخ الحمامي.
قال الحمامي: سألت هبة الله عَنِ اسم اللَّهْبيّ فقال: لَا أعرفه.
وهو أبو عَبْد الرَّحْمَن عَبْد اللَّه بْن عليّ؛ هاشميّ من ولد عُتْبة بْن أَبِي لَهْب.
قلتُ: وأمّا الثاني، فقال أبو عَمْرو الدّانيّ:
663- أبو جعفر محمد بْن عَبْد اللَّه اللَّهْبيّ:
أخذ القراءة عَنِ البزّيّ عَرْضًا.
روى عَنْهُ القراءة عَرْضًا: علي بن سعيد بن دوابة، وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الوليّ.
ولهما ثالث وهو:
664- أبو العبّاس أحمد بْن محمد اللَّهْبيّ:
قرأ أيضًا عَلَى البزّيّ. قرأ عَلَيْهِ: ابن دوابة.
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 319"، "7640".
2 غاية النهاية "1/ 436"، "819".(23/246)
الطبقة الثانية والثلاثون
أحداث سنة إحدى عشر وثلاثمائة
...
بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة الثانية والثلاثين:
أحداث سنة إحدى عشر وثلاثمائة:
ذكر عزل حامد بن العباس عن الوزارة:
وفيها: عُزِل عَنِ الوزارة حامد بْن العبّاس، علي بْن عيسى، وقُلَّدها أبو الحَسَن عليّ بْن محمد بْن الفُرات. وهذه ثالث مرّة يُعاد1. ثمّ صُودرَ حامد وعُذب.
وكان فيه زُعارة وطَيش فيما قَالَ المسعوديّ. قَالَ: كلّمهُ إنسانٌ، فقلبَ ثيابه عَلَى كتفه ولَكَمَ الرجل. ودخلت عليه أم موسى القهرمانة، وكانت كبيرة المحل، فخاطبته في طلب المال، فقال لها: اضْرِطي والتَقطي، واحسُبي لَا تَغْلطي. فأخجلها.
وبلغ المقتدر فضحك، وأمرَ القِيان تغنّي بهِ. وجَرَت له فصول وتجلُّد عَلَى الضَّرْب، وأُحْدِرَ إلى واسط، فمات في الطّريق. وكان قديمًا قد ولي نظر بلاد فارس. ثمّ ولي نظر واسط، والبصرة وكان موسرًا متجملًا، له أربعمائة مملوك كلّهم يحمل السّلاح، وفيهم أُمراء.
وَزَرَ للمقتدر سنة ست وثلاثمائة، وكان سمْحًا جوادًا مِعْطَاءً ظالمًا. لَهُ أخبار في الظلم وفي الكرم. ولّما أحدر إلى واسط سُمَّ في الطريق في بيض نيمرشت، فأخذه الإسهال حتّى تلف ومات في رمضان، سامحه الله تعالى.
ذكر عزل عليّ بْن عيسى:
وسُلِّمَ عليّ بْن عيسى إلى المحسّن بْن أَبِي الحَسَن بْن الفُرات، فقيَّدهُ وأهانه، فقال: واللَّه ما أملك سوى ثلاثة آلاف دينار، وما أَنَا من أهل الخيانة2.
وحضر نازوك صاحب شرطة بغداد، والمحسّن قد أحضر عليًا وشرع يشتمه، فقام
__________
1 راجع صلة تاريخ الطبري لعريب القرطبي "97"، وتكملة تاريخ الطبري للهمذاني "1/ 31، 32"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 173"، ونهاية الأرب للنويري "23/ 62"، والنجوم الزاهرة "3/ 207"، وصحيح التوثيق "7/ 372".
2 الكامل في التاريخ "8/ 142"، والمنتظم "6/ 173".(23/247)
نازوك. فقال لَهُ المحسّن: إلى أَيْنَ؟ فقال: قد قبّلنا يدَ هذا الشَّيْخ سنين كثيرة، فما يطيب لي أنّ أراه عَلَى هذه الحال. ودخلَ عَلَى المقتدر فأخبره فأنكر إنكارًا شديدًا. فبعث ابنُ الفُرات إلى ابنه يشتمه ويسبّه، وبعثَ إلى عليّ بْن عيسى بمالٍ وحمله مُكَرَّمًا إلى داره. فسأل الخروج إلى مكة. فأذنوا له فخرج إليها1.
ذكر نكبة ابن مُقْلَة:
ونكب ابن الفُرات أبا عليّ بْن مُقْلَة، وكان كاتبًا بين يدي حامد بن العباس.
ذكر إخراج مؤنس الخادم إلى الرقّة 2:
وقدَمَ مؤنس بغداد، فالتقاه الملأ، فانكر ما جرى عَلَى حامد وابن عيسى فعزَّ عَلَى ابن الفُرات فاجتمع بالمقتدر وأغراه بمؤنس، وقال: قد عزمَ عَلَى التحكم عَلَى الخلافة.
فلمّا دخل مؤنس عَلَى المقتدر قَالَ لَهُ: ما شيء أحبّ إليّ من إقامتك ببغداد، ولكن قد قلت: الأموال بالعراق، وعسكرك يحتاجون إلى الأرزاق، ومال مصر والشّام كثير. وأرى أنّ تقيم بالرقة، والأموال تحمل إليك من الجهات، فاخرج3.
ذكر تفرُّغ ابن الفُرات لنكبة ابن الحاجب وشفيع المقتدريّ:
وعلم مؤنس أنّ هذا من تدبير ابن الفُرات، وكان بينهما عداوة، فخرج بعد أيام مستوحشًا.
فتفرّغ ابن الفُرات في نكبة نَصْر بْن الحاجب، وشفيع المقتدري، وكثر عليهما عند المقتدر، فلم يمكنه منهما، فقال: إنّ نصرًا ضيَّع عليك في شأن ابن أَبِي السّاج خمسة آلاف ألف دينار، ولو كانت باقية لأرضيت بها الْجُنْد. فكان المقتدر يشره إلى المال مرّةً، ويراعي خاطر والدته لمدافعتها عَنْ نصر مرةً، وقالت لَهُ: قد أبعدَ ابن الفُرات مؤنسًا وهو سيفك، ويريد أنّ ينكب حاجبك ليتمكّن منك، فيجازيك عَلَى حسب ما عاملته من إزالة نعمته وهتْك حُرَمهِ، فَبِمَن تستعين عَلَى ابن الفُرات، والمحسّن مَعَ ما قد
__________
1 تجارب الأمم "1/ 110-113".
2 الكامل في التاريخ "8/ 142".
3 البداية والنهاية "11/ 148"، والوزراء للصابي "53".(23/248)
ظهر من شرهما واستحلالهما الدّماء إنّ خَلَعاك؟ واتفق أنه وجد في دلو المقتدر أعجمي دخل مَعَ الصناع، فأخذ وقرر فلم يقر بشيء، ولم يزد عَلَى غَيّ دائم، فصُلب وأحرق. فقيل: إنّ ابن الفُرات قَالَ لنَصْر بحضرة المقتدر: ما أحسبك ترضى لنفسك أنّ يجري في دارك ما جرى في دار أمير المؤمنين وأنت حاجبه، وما تمّ هذا عَلَى أحدٍ من الخلفاء. وكثَّر على نصر، وجرت بينهما منافسة1.
ذكر ردّ المواريث:
وفي شَعْبان أمَرَ المقتدر بردّ المواريث إلى ما صيّرها المعتضد من توريث ذوي الأرحام2.
ذكر دخول الجنابيّ البصرة:
وفيها دخل أبو طاهر سليمان بن الحسن الجنابي القرمطي البصرة في ربيع الآخر في السَّحَر في ألف وسبعمائة فارس، ونصبَ السِّلالم، وصعدوا عَلَى الأسوار، ونزلوا البلد، ففتحوا الأبواب، ووضع السيف في الناس، وأحرق الجامع ومسجد طلحة، فهرب النّاس ورموا نفوسهم في الماء، فغرق خلق، واستباح الحريم والأموال3.
ذكر إشخاص الماذرائيّ إلى بغداد:
وفيها: كتب ابن الفُرات بإشخاص الحُسين بْن أحمد الماذرائيّ وأبي بَكْر محمد بْن عليّ من مصر إلى بغداد، وصادرهما، وأخذ منهما مائتي ألف دينار.
ذكر ولاية الراشديّ دمشق:
وفيها: ولي إمرة دمشق عُمَر الراشديّ الّذي ولي الرملة بعد ذَلِكَ، ومات بها سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
__________
1 تكملة تاريخ الطبري "42، 43"، للهمذاني، وتجارب الأمم "1/ 117".
2 صلة تاريخ الطبري "102"، لعُريب، والبداية والنهاية "11/ 148".
3 تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء للأصفهاني "153"، والمنتظم "6/ 173، 174"، والعبر "2/ 147"، والبداية والنهاية "11/ 147".(23/249)
ذكر صرف ابن حربَوَيْه عَنْ قضاء مصر:
وفيها: صرف أبو عُبَيْد بْن حربَوَيْه من قضاء مصر، وتأسف النَّاس عَلَيْهِ، وفرح هُوَ بالعزل وانشرح لَهُ. وولي قضاء مصر بعده أبو يحيي عَبْد اللَّه بْن إبراهيم بْن مُكْرَم فاستنابَ عَنْهُ أبا الذِّكْر محمد بْن يحيى الأسوانيّ المالكيّ. وقدِم بعد شهرين إبراهيم بْن محمد الكُرَيْزيّ، فحكم عَلَى ديار مصر من قبل ابن مكرم.
ذكر ظهور شاكر الزّاهد:
وفي هذه الحدود أو بعدها ظهر شاكر الزّاهد صاحب الحلّاج، وكان من أهل بغداد1.
قَالَ السُّلَميّ في "تاريخ الصُّوفيّة": شاكر خادم الحلّاج كَانَ متهمًا مثله، حكى عَنْهُ حكايات كثيرة، وأخرج كلامه إلى الناس، فضربت عنقه بباب الطاق2.
__________
1 النجوم الزاهرة "3/ 207".
2 انظر المصدر السابق.(23/250)
أحداث سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة
...
أحداث سنة اثنتي عشرة:
ذكر وقوع ركْب العراق في أسر الْجَنَّابي:
في ثاني عشر المحرم عارض أبو طاهر بْن أَبِي سَعِيد الْجَنَّابيّ رَكْبَ العراق قريبًا من الهبير، وعمره يومئذ سبْع عشرة سنة، وهو في ألف فارس وألف راجل. وكان في الركب أبو الهيجاء عَبْد اللَّه بْن حمدان، وأحمد بْن بدر عمّ السيّدة، وشقيق الخادم، فأسرهم الْجَنَّابيّ وأخذ الأموال والجِمال والحريم، وسارَ بهم إلى هَجَر، وترك بقيّة الركب، فماتوا جوعًا وعطشًا إلّا القليل. وبلغ الخبر بغداد، فكثر فيها النوح والبكاء1.
__________
1 صلة تاريخ الطبري "103، 104"، لعريب، والوزراء للصابي "57"، والتنبيه والإشراف "330"، ونهاية الأرب "23/ 67"، والعبر "2/ 150، 151"، والبداية والنهاية "11/ 149، 150"، وصحيح التوثيق "7/ 374".(23/250)
ذكر ضعف أمر ابن الفُرات:
وضعُف أمر ابن الفُرات، واستدعى نَصْر الحاجب يستشيره بعدما أساءَ إِلَيْهِ فقال: الآن تستشيرني بعد أنّ عرضت الدولة للزوال بإبعادك مؤنسًا. وأخذ يعنفه، ثم التفت إلى المقتدر وقال: الآن كاتب مؤنسًا ليُسرع إلى الحضرة فكتبَ1.
ووثبت العامّة عَلَى ابن الفُرات، ورجمت طيّارته بالآجر وصاحوا عَلَيْهِ: أنت القرمطي الكبير. وامتنع الناس من الصَّلَوات في المساجد.
وسار ياقوت الكبير إلى الكوفة ليضبطها، وأنفق في جنده خمسمائة ألف دينار. فقدم مؤنس ودخل عَلَى المقتدر، فلما عاد إلى داره ركب إِلَيْهِ ابن الفُرات للسّلام عَلَيْهِ، ولم تجر بذلك عادة الوزراء قبله. فخرج مؤنس إلى باب داره، وخضع لَهُ وقبّل يده.
وكان في حبْس ابنه المحسّن جماعة صادرهم، فخاف العزل، وأن يظهر عَلَيْهِ ما أخذ منهم، فأمر بذبح عَبْد الوهّاب بْن ما شاء اللَّه، ومؤنس خادم حامد، وسم إبراهيم أخا عليّ بْن عيسى، فكثر ضجيج حرم المقتولين على بابه2.
ذكر القبض عَلَى ابن الفُرات:
ثم إنّ المقتدر قبض عَلَى ابن الفُرات وسلمه إلى مؤنس، فرفعه مؤنس وخاطبه بالجميل وعاتبه، فتذلل لَهُ وخاطبه بالأستاذ فقال: الساعة تخاطبني بالأستاذ، وأمس تخرجني إلى الرَّقَّةِ عَلَى سبيل النَّفْيِ؟! واختفى المحسّن وصاحت العامّة وقالوا: قبض عَلَى القرمطي الكبير، وبقي الصغير. واعتقل ابن الفُرات وآلهُ بدار الخلافة3.
وزارة الخاقانيّ:
واستوزر عَبْد اللَّه بْن محمد الخاقانيّ. وصاحت العامّة وقالوا: لَا نرضى حتّى يُسَلّم ابن الفُرات إلى شفيع اللؤلؤي. فتسلمه شفيع.
وكان الخاقاخني قد استتر أيام ابن الفُرات خوفًا منه. وأمر المقتدر بتسليمه إلى
__________
1 تاريخ أخبار القرامطة "39"، والمنتظم "6/ 188".
2 تجارب الأمم "1/ 123-126"، والعبر "2/ 151".
3 المنتظم "6/ 189"، وتاريخ أخبار القرامطة "40".(23/251)
الخاقاني، فعذب بني الفُرات، واصطفى أموالهم، فقيل: أخذ منهم ألفي ألف دينار.
ثم ظفر بالمحسن وهو في زي امرأة، قد احتضب في يديه ورجليه، فعذب وأخذ خطه بثلاث آلاف ألف دينار. فاتفق مؤنس، وهارون بْن غريب الخال، ونصر الحاجب عَلَى قتل ابن الفُرات وابنه، وكاشفوا المقتدر فقال: دعوني أفكر، فقالوا: نخاف شغب القواد والناس.
فاستشار الخاقانيّ، فقال: لَا أدخل في سفك الدّماء، والمصلحة حملهما إلى دار الخلافة، فإذا أمنا أظهرا المال1.
ذكر قتل ابن الفُرات وابنه:
ثم لم يزالوا بالمقتدر حتّى أمر بقتلهما. فبدأ نازوك بالمحسّن فقتله، وجاء برأسه إلى أَبِيهِ، فارتاع. ثمّ ضرب عنقه2.
وعاش ابن الفرات في إحدى وسبعين سنة، وابنه ثلاثًا وثلاثين سنة، وعاشا بعد حامد الوزير ستة أشهر.
ذكر إطلاق القرمطيّ لأبي الهيجاء من الأسر:
ثم إنّ القَرْمَطيّ أطلق أبا الهيجاء بن حمدان، فقدم بغداد. وبعث القرمطي يطلب من المقتدر البصرة والأهواز. فذكر ابن حمدان أنّ القَرْمَطيّ قتل من الحَجّاج ألفي رَجُل ومائتين، ومن النساء ثلاثمائة، وبقي في أسره بهجر مثلهم3.
ذكر فتح فرغانة:
وفيها فتحت فرغانة عَلَى يد والي خراسان4:
ذكر إطلاق ولدي ابن الفُرات:
وأطلق أبو نَصْر وأبو عبد الله ولدا أَبِي الحَسَن بْن الفرات وخلع عليهما.
__________
1 راجع تكملة تاريخ الطبري "45"، وتجارب الأمم "1/ 138".
2 الوزراء للصابي "71"، والمنتظم "6/ 189"، والبداية والنهاية "11/ 150".
3 العيوان والحدائق "4ق1/ 315"، ومرآة الجنان "2/ 265".
4 العبر "2/ 152"، والنجوم الزاهرة "3/ 212".(23/252)
وقد وزر ابن الفُرات ثلاث مرات، وملك من المال ما يزيد عَلَى عشرة آلاف ألف دينار، وأودعَ المال عند وجوه بغداد. وكان جبّارًا فاتكًا، وفيه كرم وسياسة1.
__________
1 النجوم الزاهرة "3/ 212".(23/253)
أحداث سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة:
ذكر دخول القَرْمَطيّ الكوفة ونهبها:
فيها: سار الحُجّاج من بغداد ومعهم جعفر بْن ورقاء في ألف فارس، فلقيهم القَرْمَطيّ بزبالة، فناوشهم الحرب، ورجع الناس إلى بغداد. ونزل القَرْمَطيّ عَلَى الكوفة فقاتلوه فغلبهم، ودخل البلد ونهبَ ما لَا يُحصى. فندب المقتدر مؤنسًا الخادم لحرب القرمطي، وجهزهم بألف ألف دينار1.
ذكر عزل الخاقاني من الوزارة:
وفيها: عزل أبو القاسم الخاقاني الوزير، فكانت وزارته، سنة وستة أشهر، واستوزر أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن الخصيب، فسلم إِلَيْهِ الخاقانيّ، فصادره وكتابه، وأخذ أموالهم2.
ذكر كثرة الرطب ببغداد:
وفيها: كَانَ الرطب كثيرًا ببغداد حتّى أبيع كلّ ثمانية أرطال بحبة3.
ذكر كشف مصر:
وفيها قدِم مصر عليّ بْن عيسى الوزير من مكّة ليكشفها، وخرج بعد ثلاثة أشهر إلى الرملة4.
__________
1 تاريخ حلب للعظيمي "284"، والمنتظم "6/ 196"، ومرآة الجنان "2/ 266"، والبداية والنهاية "11/ 152".
2 مروج الذهب "4/ 305"، والتنبيه والإشراف "329"، والبداية "11/ 153".
3 المنتظم "6/ 196"، والنجوم الزاهرة "3/ 213".
4 البداية والنهاية "11/ 153"، والنجوم الزاهرة "3/ 213".(23/253)
ذكر عزل ابن مُكْرَم عَنْ قضاء مصر:
وعزل عَنْ قضاء مصر عَبْد اللَّه بْن إبراهيم بْن مُكْرَم بهارون بْن إبراهيم بْن حمّاد القاضي من قبل المقتدر. فورد كتابه عَلَى قاضي مصر نيابة لابن مُكْرَم بأن يسلم القضاء إلى من نص عَلَيْهِ، وهو أبو عليّ عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق الجوهريّ، وأحمد بْن عليّ بْن أَبِي الحَسَن الصغير، فتسلما القضاء من إبراهيم بْن محمد الكُرَيْزيّ، ثمّ انفرد بالحكم أبو عليّ الجوهريّ، وكان فقيهًا عاقلًا حاسبًا1.
__________
1 حسن المحاضرة "2/ 119".(23/254)
أحداث سنة أربع عشرة وثلاثمائة:
ذكر نزوح أهل مكة:
فيها: نزح أهل مكة منها خوفًا من قرب القرمطي.
ذكر دخول الروم مَلَطْية:
وفيها: دخلت الروم مَلَطْية بالسيف، فقتلوا وسبوا، وبقوا بها أيامًا1.
ذكر تجمد دجلة بالموصل:
وفيها: جمدت دِجلة بالموصل، وعبرت عليها الدواب، وهذا لم يعهد2.
ذكر ثلج بغداد:
وسقط ثلوج كثيرة ببغداد3.
ذكر امتناع حجّاج خراسان والعراق:
وردّ حُجّاج خُراسان خوفًا من القَرْمَطيّ، ولم يحجّ الركب العراقي في هذين العامين4.
__________
1 تجارب الأمم "1/ 147"، والبداية "11/ 153".
2 النجوم الزاهرة "3/ 215"، وتاريخ الخلفاء "382"، والمنتظم "6/ 201".
3 البداية والنهاية "11/ 154".
4 انظر المصدر السابق.(23/254)
ذكر القبض عَلَى الوزير ابن الخصيب:
وفيها: قبض عَلَى الوزير ابن الخصيب لاشتغاله باللهو واختلال الدولة، وأحضر الوزير عليّ بْن عيسى فأعيد إلى الوزارة1.
ذكر وفاة ابن خاقان:
وفيها: أطلق الوزير أبو القاسم عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عُبَيْد بْن يحيى بْن خاقان من حبس ابن الخصيب الوزير، وحمل إلى منزله، فمات في رجب2.
ذكر منازلة الروم مَلَطْية:
وفيها: جاشت الروم وأتت إلى مَلَطْية فنازلوها، وخربوا القرى، واشتدّ القتال عليها أيّامًا، ثمّ ترجَّلوا عَنْهَا. فذهب أكابرهم إلى السلطان يطلبون الغوث، فعادوا بغير إغاثة3.
ذكر صرف الجوهريّ عَنْ قضاء مصر:
وفيها: صُرف عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق الجوهريّ عَنِ القضاء، وولي أبو عثمانٍ أحمد بْن إبراهيم بْن حمّاد بْن إِسْحَاق بْن إسماعيل بْن حماد بْن زيد. ولّاهُ أخوه هارون، وكان إِلَيْهِ قضاء مصر، فبعث أخاه من جهته4.
__________
1 انظر المصدر السابق.
2 تجارب الأمم "1/ 147".
3 انظر المصدر السابق.
4 الولاة والقضاة "483، 484".(23/255)
أحداث سنة خمس عشرة وثلاثمائة
...
أحداث سنة خمس عشرة:
ذكر إكرام المقتدر لعيسى بْن عليّ:
في صَفَر قدِم عليّ بْن عيسى الوزير، فزاد المقتدر في إكرامه، وبعثَ إِلَيْهِ بالخلع وبعشرين ألف دينار. وركب من الغد في الدست، ثم أنشد:
ما الناس إلّا مَعَ الدنيا وصاحبها ... فكيف ما انقلبت يومًا به انقلبوا(23/255)
يعظموا أخا الدنيا فإن وثبت ... يومًا عَلَيْهِ بما لا يشتهي وثبوا1
ذكر انتهاب الروم سُمَيْساط:
وفيها: وصلت الروم إلى سُمَيْساط وأخذوا من فيها وما فيها، وضربوا الناقوس في جامعها، فتهيأ مؤنس للخروج2.
ذكر امتناع مؤنس من وداع المقتدر:
ولمّا أراد وداع المقتدر جاءه خادم من خواصّ المقتدر فقال: إن الخليفة قد حفر لك زُبْيَةً بدار الشَّجرة، وأمر أنّ تفرد إذا دخلت، ويمر بك عَلَى الزُبْيَة، فتكون قبرك. فامتنع من وداع المقتدر.
وركب إلى مؤنس الأمراء والغلّْمان كلّهم، ولم يبق بدار الخليفة أحد ولبسوا السّلاح، فقال لَهُ أبو الهيجاء عَبْد اللَّه بْن حمدان: أيها الأستاذ، لا تخف، فلتقاتلن بين يديك حتى تنبت لك لحية3.
ذكر قدوم مؤنس عَلَى المقتدر:
فبعث لَهُ المقتدر ورقة بخطه يحلف بالأيمان المغلظة عَلَى بطلان ما بلغه، ويعرفه أَنَّهُ يأتي الليلة ليحلف لَهُ مشافهة. فصرف مؤنس القواد إلى دار الخلافة، ولزم أبو الهيجاء باب مؤنس. وبعث المقتدر نصرًا الحاجب، فأحضروا مؤنسًا إلى الحضرة، فقبّل يدي المقتدر، فحلف لَهُ المقتدر أَنَّهُ صافي النية لَهُ وودعه. وسار إلى الثغور فالتقى مع الروم، وقتل منهم خلقًا4.
ذكر ظهور الديلم عَلَى الريّ والجبال:
وفيها: ظهرت الديلم عَلَى الرّيّ والجِبال، وأوّل من غلب لنكي بْن النُّعْمان فقتل خلقًا وذبح الأطفال5.
__________
1 البداية والنهاية "11/ 154"، والنجوم الزاهرة "3/ 218"، والمنتظم "6/ 205".
2 العبر "2/ 160"، والبداية والنهاية "11/ 154".
3 تاريخ مختصر الدول "157".
4 الكامل في التاريخ "8/ 170"، والبداية "11/ 155".
5 الخبر في البداية والنهاية "11/ 155"، وتاريخ الخلفاء "382".(23/256)
ذكر تغلب ابن شِيرُوَيْه عَلَى قزوين:
وغلب عَلَى قزوين أسفار بْن شِيرُوَيْه فغشم وظلم وتفرعن، فقتله حاشيته في الحمام.
ذكر حرب ابن أبي الساج والقرامطة:
وجاء القَرْمَطيّ إلى الكوفة، فجهز المقتدر لحربه يوسف بن أبي الساج فالتقوا، فنظر يوسف إلى القرامطة فاستقبلهم، وقاتلوا قتالًا شديدًا، وجرح من القرامطة بالنشاب المسموم نحو خمسمائة، وأبو طاهر القَرْمَطيّ في عارية حوله مائتا فارس، فنزل وركب فرسًا، وحمل عَلَى يوسف، والتحم القتال، وأُسِرَ في آخر النَّهار يوسف بْن أَبِي السّاج مجروحًا، وقتل من أصحابه عدّة وانهزم جيشه. فداوت القرامطة جراحاته وجاءت الأخبار إلى بغداد، فخاف الناسُ، وعسكر مؤنس بباب الأنبار1.
ذكر نزول القرامطة عند الأنبار:
وساق القَرْمَطيّ إلى أنّ نزل غربيّ الأنبار، فقطعوا الجسر بينهم وبينه عَلَى الفُرات. وأقام غربيّ الفُرات يتحيل في العُبُور. ثم عَبَر وأوقع بيزك المسلمين، فخرج نَصْر الحاجب والرجالة واهل بغداد إلى مؤنس، فكانوا أربعين ألفًا وأكثر، وخرج أبو الهيجاء بْن حمدان وإخوته أبو اليد، وأبو السرايا، وأبو العلاء. وتقدم نَصْر فنزل عَلَى نهر زبارا عَلَى نحو فرسخين من بغداد، وقطعت القنطرة في ذي القعدة. فلما أصبحوا جاءهم القَرْمَطيّ فحاذاهم، وبعث بين يديه أسود ينظر إلى المخاض، فرموه بالنشاب حتّى سار كالقنفذ، فعاد وأخبر أصحابه بان القنطرة مقطوعة. فأقامت القرامطة يومين، ثمّ ساروا نحو الأنبار، فما جسر أحدٌ يتبعهم، وهذا خذلان من اللَّه تعالى. فإن القَرْمَطيّ كَانَ في ألف فارس وسبعمائة راجل، وجيش العراق في أربعين ألف فارس2.
وقال ثابت: إن معظم عسكر المقتدر انهزموا إلى بغداد قبل أن يعاينوا القرمطي لشدة رعبهم.
__________
1 تاريخ ابن خلدون "3/ 278"، وتاريخ القرامطة "46، 47"، والمنتظم "6/ 208، 209".
2 التنبيه والإشراف "331، 332"، والعبر "2/ 161"، والبداية "11/ 155"، والنجوم الزاهرة "3/ 217".(23/257)
فوصل القرمطي الأنبار، فاعتقد من بها من الجند أنه جاء منهزما فخرجوا وقاتلوه، فقتل منهم مائة فارس، وانهزم الباقون.
ذكر قتل ابن أَبِي الساج:
ثمّ إنّ القَرْمَطيّ ضرب عُنق ابن أَبِي السّاج، وقتل جماعة من أصحابه. وهرب معظم أهل الجانب الغربيّ إلى الجانب الشرقي1.
ذكر فشل القَرْمَطيّ في دخول هيت:
وسار القَرْمَطيّ إلى هيت فدخل مؤنس بالعسكر إلى الأنبار، وقدم هارون بْن غريب، وسعيد بْن حمدان في جيش إلى هيت، فسبقا القَرْمَطيّ وصعدا عَلَى سورها، فقويت قلوب أهلها وحصنوها. فعمل القرمطي سلالم وزحف، فلم يقدر على نقبها، وقتلوا من أصحابه جماعة، فرحل عَنْهَا إلى البرية. وتصدق المقتدر وأمه بمال2.
ذكر إنفاق المقتدر المال لحرب القرامطة:
ولمّا جاء الخبر بقتل ابن أَبِي السّاج دخل عليّ بْن عيسى عَلَى المقتدر وقال: إنّه لَيْسَ في الخزائن شيء، ولم يتمّ عَلَى الإسلام شيء أعظم من هذا الكافر، وقد تمكنت هيبته من القلوب، فاتق اللَّه وخاطب السيدة في مال تنفقه في الجيش، وإلّا فما لك ولأصحابك إلّا أقاصي خُراسان.
فدخلَ عَلَى والدته وأخبرها، فأخرجت خمسمائة ألف دينار، وأخرج المقتدر ثلاثمائة ألف دينار. وتجرد ابن عيسى في استخدام العساكر.
ذكر الخلْع عَلَى بعض القرامطة:
وورد من هيت نَصْر الحاجب ومعه ثلاثة عشر من القرامطة، فأمر المقتدر لهم بخلع وقال: لكونهم خامروا على القرمطي.
__________
1 تكملة تاريخ الطبري للهمذاني "54"، وتاريخ ابن الوردي "1/ 259"، والبداية والنهاية "11/ 156".
2 تجارب الأمم "1/ 180"، والتنبيه والإشراف "332، 333"، والكامل في التاريخ "8/ 173".(23/258)
ذكر ولاية أَبِي الهيجاء:
وولّى المقتدر أبا الهيجاء الجزيرة والموصل.
ذكر شغب الْجُنْد ببغداد:
ثمّ إنّ الْجُنْد اجتمعوا فشغبوا عَلَى المقتدر، وطلبوا الزيادة وشتموه ونهبوا القصر الملقب بالثريّا، وصاحوا: أبطلتَ حجنا وأخذت أموالنا وجرأت العدو وتنام نوم الجارية. فبذل لهم المال فسكتوا. وجددت عَلَى بغداد الخنادق وأصلحت الأسوار1.
ذكر وفاة الجوهريّ ابن الجصّاص:
وفيها: مات الحسين بن عبد الله الجوهري ابن الجصاص.
وكان ابن طولون قَالَ: لَا يباع لنا شيء إلّا عَلَى يده2.
وعنه قَالَ: كنتُ يومًا جالسًا في الدهليز، فخرجت قَهْرمانة معها مائة حبة جوهر، تساوي الحبة ألف دينار، فقالت: يحتاج هذا إلى خرط ليصغر فأخذته مسرعًا، وجمعت يومي ما قدرت عَلَيْهِ حتّى حصّلت مائة حبّة من النّوع الصغار، وأتيت القهرمانة فقلت: قد خرطنا هذا، وتقومت عليّ بمائة ألف درهم.
وقد أسلفنا من أخباره لمّا صودر سنة اثنتين وثلاثمائة.
قَالَ التّنُوخيّ: ولما صودر وجد في داره سبعمائة مزمّلة خيزران.
وبلغت مصادرته ستة آلاف ألف دينار. وأطلق بعد المصادرة، فلم يبقَ لَهُ إلا ما قيمته سبعمائة ألف دينار.
وكان مَعَ هذا فيه نوع بله وغفلة. لَهُ حكايات في المغفلين. مرضَ مرة بالحمى فقيل: كيف أنت؟ قَالَ: الدنيا كلّها محمومة. ونظر في المرآة يومًا فقال لرجل: ترى لحيتي طالت؟ فقال: المرآة في يدك.
فقال: الشاهد يرى ما لَا يرى الحاضر.
__________
1 تاريخ سِنيَّ ملوك الأرض "153، 154".
2 البداية والنهاية "11/ 156"، والمنتظم "6/ 211، 212"، ونشوار المحاضرة "2/ 312".(23/259)
ودخل يومًا عَلَى ابن الفُرات فقال: أيها الوزير، عندنا كلاب ما تدعنا ننام.
قَالَ: لعلهم جري.
قَالَ: لَا واللَّه، ألا كلُّ كلب مثلي ومثلك.
وقيل: كَانَ يدعو ويقول: حسبي اللَّه وأنبياؤه وملائكته. اللهم أعد من بركة دعائنا عَلَى أهل القصور في قصورهم، وعلى أهل الكنائس في كنائسهم. وفرغ مرة من الأكل فقال: الحمد لله الذي لَا يحلف بأعظم منه.
ونزل مَعَ الوزير الخاقانيّ في المركب وبيده بطيخة كافور، فبصق في وجه الوزير وألقى البطيخة في دجلة. ثم أخذ يعتذر قَالَ: أردت أنّ أبصق في وجهك والقي البطيخة في الماء، فغلطت. فقال: كذا فعلت يا جاهل.
ومع هذا كَانَ سعيدًا متمّولًا محظوظًا.
قَالَ أبو عليّ التنوخي في "نشواره": سَمِعْتُ الأمير جعفر بْن ورقاء يَقُولُ: اجتزت بابن الجصّاص، وكان بيننا مصاهرة، فرأيته عَلَى روشن داره وهو حافٍ حاسر، يعدو كالمجنون، فلمّا رآني استحيا، فقلت: ويلك ما لك؟ فقال: يحق لي أنّ يذهب عقلي، وقد أخذوا منّي كذا وكذا أمرا عظيمًا. فقلت مسليًا لَهُ: ما سَلْم لك يكفي. وإنما يقلق هذا القلق من يخاف الحاجة، فأصبر حتّى أواقفك، أنك غنيّ.
قَالَ: هات.
فقال: أليس دارك هذه بفرشها وآلاتها لك؟ وعقارك بالكرخ وضياعك؟ فما زلت أحاسبه إلى أنّ بلغ قيمة ما بقي له سبعمائة ألف دينار.
ثم قلت: وأصدقني عمّا سَلْم لك من الجوهر والعبيد والخيل وغير ذَلِكَ.
فحسبنا ذَلِكَ، فإذا هُوَ بقيمة ثلاثمائة ألف دينار أخرى، فقلت: فمن ببغداد مثلك اليوم وجاهك قائم؟! فسجد لله وبكى، وقال: قد أنقذني اللَّه بك. ما عزانيّ أحد أنفع منك، وما أكلت شيئًا منذ ثلاث، وأحب أنّ تقيم عندي لنأكل ونتحدث. فقلت: أفعل. فأقمت يومي عنده1.
قَالَ التّنُوخيّ: وكنت اجتمعت مع أبي علي والد أبي عبد الله بن الجصاص
__________
1 راجع البداية والنهاية "11/ 156، 157"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 213، 214".(23/260)
فسألته عمّا يحكي عَنْ أَبِيهِ من أنّ الْإِمَام قرأ: {وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] فقال: إيْ لعمري؛ بدل آمين1.
وإنه أراد أن يقبل رأس الوزير الخاقانيّ، فقال: إنّ فيه دهْنًا.
فقال: لو كَانَ فيه خرا لقبلته. ومثل وصفه مصحفًا عتيقًا فقال: كسرويًا.
فقال: غالبه كذب، وما كانت فيه سلامة تخرجه إلى هذا. ما كَانَ إلّا من أدهي النَّاس. ولكنه كَانَ يطلق بحضرة الوزير قريبا من ذلك لسلامة طبع كان فيه؛ ولأنه كان يحب أنّ يصور نفسه عندهم بصورة الأبله لتأمنه الوزراء لكثرة خلوته بالخلفاء. فأنا أحدثك عَنْهُ بحديث تعلم أنّه في غاية الحزْم.
ثمّ قَالَ: حدَّثني أَبِي أنّ ابن الفُرات لما ولي الوزارة، قَالَ: فقصدني قصدًا قبيحًا لشيء كَانَ في نفسه عليَّ وبالغ، وتلطفت معه بكل طريق. وكان عندي سبعة آلاف ألف دينار عينًا وجوهرًا سوى غيرها. ففكرت في أمري، فوقع لي الرأي في الليل في الثلث الأخير. فركبت في الحال إلى داره، فدققت فقال البوابون: لَيْسَ هذا وقت وصول، والوزير نائم.
فقلت: عرفوا الحجاب أني حضرت في مهم.
فعرفوهم، فخرج إليَّ أحدهم فقال: إنّه إلى السّاعة لم ينتبه.
فقلت: لَا، الأمر أهم من ذَلِكَ فنبهه.
فدخل ثمّ خرج فأدخلني إِلَيْهِ وهو عَلَى سرير، وحوله نحو خمسين نفسًا، كأنهم حفظة، وقد قاموا وهو جالس مرتاعًا، ظن أنّ حادثة حدثت، فرفعني وقال: ما الأمر؟ فقلت: خير، ما حَدَث شيء، ولا جئت إلّا في أمر يخصني.
فسكن وصرف من حوله، وقال: هات.
فقلت: أيها الوزير، إنك قصدتني أقبح قصد، وشرعت في هلاكي بإزالة نعمتي، ولعمري، إني أسأت في خدمتك. وقد كَانَ في بعض هذا التقويم بلاغ عندي. وقد جهلت في استصلاحك، فلم يغن شيء. وليس شيء أضعف من الهر،
__________
1 راجع: نشوار المحاضرة "1/ 29"، والهفوات النادرة للصابي "147"، وانظر فوات الوفيات "1/ 275".(23/261)
وإذا عاث في دكان الفاميّ فظفر بهِ ولزه وثب عَلَيْهِ وخمشه. ولستُ أضعف من السِّنَّور، وقد جعلت هذا الكلام عذرا. فإن صلحت لي وإلا فعلي وعلي. وعقدت الأيمان لأقصدن الخليفة الآن وأحمل إِلَيْهِ من خزانتي ألفي ألف دينار وأقول: سَلْم ابن الفُرات إلى فلان ووله الوزارة. فيخدمني ويرجع تدبير أموره إليّ، فأسلمك إِلَيْهِ، فيعذبك حتّى يأخذ منك الألفي ألف. وأنت تعلم أنّ حالك يفي بها، ويعظم قدري بعزلي وزيرًا وتقليدي آخر.
فلمّا سمع هذا، قَالَ: يا عدوّ اللَّه، وتستحلّ هذا؟ فقلت: إنّ أحوجتني إلى هذا، وإلّا فاحلف لي السّاعة عَلَى معاملتي بكلّ جميل، ولا تبغ لي الغوائل.
وقال: وتحلف ليّ أنتَ أيضًا على مثل ذلك، وعلى حسن الطاعة و"المؤازرة".
فقلت: أفعل.
فقال: لعنك اللَّه، فما أنت إلّا إبليس. واللَّه لقد سحرتني.
واستدعى دَواةً، وعملنا نسخة اليمين، وأحلفته بها أولًا، ثمّ حلفت لَهُ.
فقال: يا أبا عَبْد اللَّه، لقد عَظُمْتَ في نفسي، واللَّه ما كَانَ المقتدر يفرق بين كفايتي وموقعي، وبين أصغر كتّابي مَعَ الذهب، فاكتم ما جرى.
فقلت: سبحان اللَّه.
فقال: إذا كَانَ غدًا فتعال لترى ما أعاملك بهِ.
فنهضت، فقال: يا غلمان بأسركم بين يدي أَبِي عَبْد اللَّه. فعدتُ إلى داري وما طلع الفجر.
ثم قَالَ لي ابنه أبو عليّ: هذا فعل من يحكي عَنْهُ تِلْكَ الحكايات؟ فقلت: لَا.
والله أعلم1.
__________
1 راجع: نشوار المحاضرة "1/ 32-35"، وأخبار الحمقى والمغفلين "53-56".(23/262)
أحداث سنة ست عشرة وثلاثمائة:
ذكر استباحة القَرْمَطيّ الرحبة:
في أوّلها دخل أبو طاهر القرمطي الرحبة بالسيف واستباحها.
ذكر أمان أهل قرقيسيا:
وبعثَ أهلُ قرقيسيا يطلبون الأمان فأمنهم.
ذكر ارتداد القَرْمَطيّ عَنِ الرَّقَّةِ:
وقصد الرَّقَّةَ وهو في تسعمائة فارس وثلاثمائة راجل، فقتل فيها جماعةً بالربض، ودفعه أهلها عَنْهَا: فسار مؤنس من بغداد إلى الرَّقَّةِ فأتاها بعد انصراف أبي طاهر.
ذكر انصراف القَرْمَطيّ عَنِ الكوفة:
ثم أتى هيت، فرموه بالحجارة، فقتلوا أبا الرواد من خواص أصحابه، فسار إلى الكوفة، فنهض نَصْر الحاجب بالعساكر ورآه، فمرض نَصْر. فاستخلف أحمد بْن كَيَغْلَغ وبعث معه بالجيش، فانصرف القَرْمَطيّ قبل أنّ يلقاه. ومات نَصْر في رمضان وحمل إلى بغداد.
ذكر وزارة ابن مُقْلَة:
واستعفى عليّ بْن عيسى من الوزارة، فاستوزر أبو عليّ بْن مُقْلَة الكاتب.
ذكر بناء القَرْمَطيّ دار الهجرة والدعوة إلى المهديّ:
ورجع القَرْمَطيّ فبني دارًا سمّاها دار الهجرة، ودعا إلى المهديّ، وتفاقم الأمر، وكثر أتباعه، وبث السَّرايا، فهرب عمّال الكوفة عَنْهَا، فسار هارون بْن غريب إلى واسط، فظفر بسرِيّةٍ لهم فقتلهم، وبعث إلى بغداد بأساري وبمائة وسبعين رأسًا وأعلام بيض منكسة عليها مكتوب: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِين} [القصص: 5] . ففرح الناس واطمأنوا.
ذكر الوحشة بين المقتدر ومؤنس:
وفيها: وقعت الوحشة بين المقتدر ومؤنس، ووقع الكلام بأنّ هارون بن غريب يتولّى إمرة الأمراء، فكتب أخصاء مؤنس إِلَيْهِ إلى الرَّقَّةِ بذلك، فقدم بغداد في آخر السنة ولم يات إلى المقتدر، فبعث إِلَيْهِ ولده والوزير ابن مُقْلَة، فوصفا شوق المقتدر(23/263)
إِلَيْهِ، فاعتل بعلة، وظهرت الوحشة بينه وبين المقتدر، فأقام هارون منابذًا لمؤنس، وجعلت الرسل تتردد بين المقتدر ومؤنس.
ذكر امتناع الحجّ:
ولم يحجّ أحدٌ في هذه السنة خوفًا من القرامطة.
ذكر دخول الروم خلاط:
وأمّا الروم فإن الدمستق لعنه الله، سار في ثلاثمائة ألف على ما قرأت في تاريخ عتيق، فقصد ناحية خلاط وبدليس فقتل وسبى: ثم صالحه أهل خلاط عَلَى قطيعة، وهي عشرة آلاف دينار، وأخرج المنبر من جامعها وجعل مكانه الصليب. فإنّا لله وإنا إِلَيْهِ راجعون1.
__________
1 انظر: الكامل في التاريخ "8/ 198، 199"، وصلة الطبري "11/ 117"، وتكملة الطبري "11/ 256"، والمنتظم "6/ 215"، والبداية والنهاية "11/ 157"، والنجوم الزاهرة "3/ 248"، وتاريخ ابن خلدون "3/ 386"، وصحيح التوثيق "7/ 381 وما بعدها".(23/264)
وذكر فصلًا طويلًا في الخضوع لَهُ، إلى أن قال: "وقبل هذا وبعده فلي في أعناقهم بيعة مؤكدة، ومن بايعني بايع اللَّه، ومن نكث فإنما ينكث عَلَى نفسه، وعهد اللَّه نكث؛ ولي عليكم نعم وصنائع، وآمل أنّ تعترفوا بها لَا تكفروها".
فلما وقفوا على الورقة عدلوا إلى مطالبته بإخراج هارون عن بغداد، فأجابهم إلى ذَلِكَ وقلّده الثُّغور، وخرج من يومه.
ودخل في عاشر محرَّم مؤنس والجيش، فأُرجف بالمقتدر أراجيف شديدة. ثمّ اتّفق مؤنس وأبو الهيجاء ونازوك عَلَى خلعه، فخرج مؤنس في ثاني عشر محرَّم إلى الشّمّاسيّة في الأمراء والجنود. وفي رابع عشر جاؤوا إلى دار الخلافة، فهرب الحاجب مظفَّر، والوزير ابن مقلة، والحشم، ودخل مؤنس وأبو الهيجاء ونازوك، وحصل الجيش كله في دار الخليفة، وأُخْرج المقتدر بعد العشاء ووالدته وخاله وحُرَمه إلى دار مؤنس.
ودخل هارون من قُطْرَبُّل فاختفى ببغداد، فأحضروا محمد بْن المعتضد من الحريم، وكان محبوسًا، فوصل في الثُّلث الأخير، وبايعه مؤنس والأمراء، ولُقَّب بالقاهر باللَّه.
وكان عليّ بْن عيسى محبوسًا فأطلق إلى بيته، وقلدوا أبا علي بن مقلة وزارة القاهرة بالله، وقلدوا نازوك الحجابة والشرطة، وقلد أبو الهيجاء إمرة الدينور، وهمدان، ونهاوند، ممّا بيده مِن الجزيرة والموصل.
ووقع النَّهْبُ في دار السّلطان وبغداد، ونُهب لأمّ المقتدر ستّمائة ألف دينار، وأشهد المقتدر على نفسه بالخلع، وذلك يوم السبت.
ذكر عودة المقتدر إلى الخلافة:
وجلسَ القاهر يوم الأحد، وكتب الوزير عَنْهُ إلى البلاد، وعمل النّاسُ الموكب يوم الأثنين، فامتلأت دهاليز الدّار بالعسكر، فطلبوا رزق البَيْعة ورزق سنة. ولم يأت مونس يومئٍذ إلى الدَّار، فارتفعت أصوات الرَّجّالة، فخاف نازوك أن يتم ققتال، فهجم الرجّالة، فلم يكفّهم أحد، فقتلوا نازوك وخادمه عجيبًا وصاحوا: المقتدر يا منصور. فتهاربَ مَن في الدّار حتّى الوزراء والحُجّاب.(23/265)
وصاروا إلى دار مؤنس يطلبون المقتدر ليردّوه إلى الخلافة، وأغلق بعضهم باب دار الخلافة؛ لأنهّم كانوا كلّهم خَدَم المقتدر، فأراد أبو الهيجاء الخروج، فتعلّق بهِ القاهر وقال: تُسلّمني وتخرج؟ فداخَلتْه الحمية فقال: لَا واللَّه.
ورجع معه فدخلا الفِرْدَوْس، وخرجا إلى الرَّحْبَةِ الّتي يُسلك منها إلى باب النُّوبيّ. ونزع أبو الهيجاء وأخذ جبّة صوف، وذهب عَلَى فرسه. فوقف القاهر مَعَ خَدمٍ لَهُ، فعاد إِلَيْهِ أبو الهيجاء، فأخبره بقتل نازوك.
مقتل أَبِي الهيجاء بْن حمدان:
وسدَّت المسالك عَلَى أَبِي الهيجاء والقاهر فرجعا إلى الدّار يتسلّلون، وبقي من خدم المقتدر جماعة بالسّيوف، فخافهم أبو الهيجاء، فثبتوا فرجع القَهْقَرَى ودخل بيتًا. فجاء خماجور، وشتم أبا الهيجاء الغلمانُ، فغضب وخرج كالجمل الهائج وصاح: يال تغلب، أَأُقْتَلُ بين الحيطان؟ أَيْنَ الكُمَيْت؟ أَيْنَ الدهْماء؟ فرماه خماجور بسهمٍ في ثَدْيه، ثمّ رماه آخر فأصاب تَرْقُوَتَه. وآخر في فخذه، فنزع عَنْهُ الأسهم، وقتل واحدًا منهم. وكان مَعَ خماجور، أسودان فبادرا إلى أَبِي الهيجاء، فحزَّ أحدهما رأسه.
وأمّا أولئك فإنهم حملوا المقتدر عَلَى أعناقهم من دار مؤنس إلى قصر الخلافة، فقال: ما فعل أبو الهيجاء؟ فجاءوا براسه إلى المقتدر، فقال: مَن قتله؟ قَالُوا: لَا ندري. فاسترجع وتأسَّف عَلَيْهِ. ثمّ سمع ضجّةً، وجاءه خادم يعدو فقال: هذا محمد القاهر قد أخذ. فجيء بهِ فأجلس بين يديه، فاستدناه وقبّل جبينه، وقال لَهُ: أنتَ واللَّه لَا ذنب بك.
هذا والقاهر يبكي ويقول: اللَّه اللَّه يا أمير المؤمنين في نفسي. فقال: واللَّه لَا جرى عليك منّي سوء أبدًا. فطِب نفسًا.
وطيف برأس نازوك ورأس أَبِي الهيجاء ببغداد، ونودي: هذا جزاء من عصى مولاه وكفر نعمته. فسكن النّاس.
وعاد الوزير فكتب إلى الأقاليم بعَود الخلافة إلى المقتدر.
وقيل: إنّ الّذي قتل نازوكًا سَعِيد ومظفّر من شُطّار بغداد. ثمّ أتى مؤنس وبايع المقتدر هُوَ والقوّاد والقضاة.(23/266)
وقيل: إنّ المقتدر لمّا أُحيط بهِ ورأى الغَلبة نشرَ المُصْحَف وقال: أَنَا فاعلٌ ما فعل عثمان رضى الله عنه، ولا أنزع قميصًا ألبسنيه اللَّه.
ولمّا رجع إِلَيْهِ مُلْكه بَذَلَ الأموال في الْجُنْد حتّى أنفذ الخزائن، وباع ضياعًا وأمتعه وتمَّمَ عطاءهم. وبيعت ضياع بُخْتَيْشُوع بالثّمن اليسير.
قَالَ ثابت بْن سِنان: كَانَ قد وصل إلى الطّبيب بُخْتَيْشُوع في مدة خدمته للرشيد ستّة وخمسون ألف ألف درهم من الرشيد والبرامكة.
ذكر ولاية ابن غريب الجبل:
وظهر هارون بْن غريب ودخل عَلَى مؤنس وسلَّمَ عَلَيْهِ وقُلَّدَ الجبل، فخرج إلى عمله.
ذكر تقليد ابني رائق شرطة بغداد:
وقُلَّدَ المقتدر إبراهيم ومحمد ابني رائق شرطة بغداد.
ذكر تقليد ابن ياقوت الحجابة:
وقُلَّدَ مظفَّر بْن ياقوت الحجابة.
ذكر موت ثَمَل:
وفي رجب ماتت ثَمَل القهرمانة.
ذكر دخول القَرْمَطيّ مكة واقتلاع الحجر الأسود:
وفيها: سيَّر المقتدر الرَّكبَ مَعَ منصور الدَّيْلَمّي، فوصلوا إلى مكّة سالمين، فوافاهم يوم التروية عدو الله أبو طاهر القرمطي، فقتل الحجيج في المسجد الحرام قتلًا ذريعًا، وفي فجاج مكة وفي داخل البيت، وقتل ابن محارب أمير مكة، وعرى البيت، وقلع بابه، واقتلع الحجر الأسود فأخذه. وطرح القتلى في بئر زمزم ورجع إلى بلاد هجر ومعه الحجر الأسود. وامتلأت فجاج مكه بالقَتْلى.
وقال أبو بَكْر محمد بْن عليّ بْن القاسم الذَّهبيّ في تاريخه: إنّ أبا طاهر سليمان حسن القَرْمَطيّ صاحب البحرين دخل مكّة في سبعمائة رَجُل، فقتلوا في المسجد(23/267)
الحرام نحو ألف وسبعمائة من الرجال والنّساء وهم يتعلّقون بأستار الكعبة.
وردم منهم ببئر زمزم، وصعد عَلَى باب الكعبة، واستقبل النّاس وهو يَقُولُ:
أَنَا بالله وباللَّه أَنَا ... يخلق الخلق وأفنيهم أَنَا
وقتل في سكّة مكّة وشعابها زهاء ثلاثين ألفًا، وسبى من النّساء والصّبيان مثل ذَلِكَ. وأقام بمكة ستّة أيام، وأوقع بهم في سابع ذي الحجّة. ولم يقف أحدٌ تِلْكَ السنة وقفة، فرماه اللَّه في جسده وطال عذابه حتّى تقطعت أوصاله.
قَالَ محمود الإصبهانيّ: دخل رجلٌ من القرامطة وهو سكران فَصَفَر لفرسه، فبال عند البيت وقتل جماعة.
ثمّ ضرب الحجر الأسود بدبّوس فكسره ثمّ قلعه. وأقام القَرْمَطيّ بمكّة أحد عشر يومًا، ثمّ رحلوا وبقي الحجر الأسود عندهم نحو عشرين سنة.
وقيل: هلك تحته إلى هَجَر أربعون جملًا. فلمّا أُعيد إلى مكّة حُمِل عَلَى قَعُود هزيل فَسَمِن.
وكان بجكم التُّرْكيّ قد دفع فيه خمسين ألف دينار فلم يردّوه وقالوا: أخذناه بأمر ما نردّه إلّا بأمر.
وقيل: إنّ الّذي اقتلعه صاح: يا حِمْيَر أنتم قلتم: ومن دخله كَانَ آمنًا. فأين الأمن؟ قَالَ رَجُل: فَلَوَيْتُ رأس فرسه واستسلمت للقتل وقلتُ لَهُ: اسمع إنّ اللَّه أراد ومن دخله فأمنوه. فلوى رأس فرسه وخرج ما كلمني.
ذكر رواية السمنانيّ عَنِ القرمطيّ:
وقد غلط السّمْنانيّ فقال في تاريخه: الّذي قلع الحجر الأسود أبو سَعِيد الْجَنَّابي. وإنمّا هُوَ ابنه. وكان ابن أَبِي السّاج قبل ذَلِكَ بزمان قد نزل عَلَى أَبِي سَعِيد فأكرمه. فلمّا جاء لقتاله أرسل إليه يقول، أعني ابن أبي ساج: لك عليَّ حق قديم، وأنتَ في قلة وأنا في كثرة، فانصرف راشدًا. وكان مَعَ ابن أَبِي السّاج ثلاثون ألفًا، ومع أَبِي سعيد خمسمائة فارس، وبينهما النّهر.
فقال أبو سَعِيد للرسول: كم مَعَ صاحبكم؟ قَالَ: ثلاثون ألفًا. قَالَ: ما معه ولا ثلاثة.(23/268)
ثمّ دعا بعبدٍ أسود فقال لَهُ: خرَّق بطنك بهذه السِّكَّين. فأتلف نفسه. وقال لآخر: غرِّق نفسك في هذا النّهر ففعل. وقال لآخر: اصعد عَلَى هذا الحائط والق نفسك عَلَى دماغك ففعل. ثمّ قَالَ للرسول: إنّ كَانَ معه مَن يفعل مثل هذا وإلّا فما معه أحد. ثمّ ذكر السِّمْنانيّ خرافات لا تصح.
ذكر رواية القليوبي عَنِ الحجر الأسود:
ونقل القليوبيّ، وهو ضعيف، أنّ القَرْمَطيّ باعَ الحجر الأسود من المقتدر بثلاثين ألف دينار، ولم يصح هذا ولا وقع.
قَالَ: فقال للشهود: من أَيْنَ تعلمون أَنَّهُ الحجر؟ فقال عَبْد اللَّه بْن عليم المسيّب: إن يُشرف عَلَى الماء ولا تسخنه النار. فأحضر الجناني طسْتًا وملأه ماءً ووضع الحجرَ، فطفا عَلَى الماء. وأوقد عَلَيْهِ النّار فلم يَحْمَ بها. فأخذه ابن عليم وقبَّله وقال: أشهد أنه الحجر الأسود.
فتعجَّب الْجَنَّابي وقال: هذا دين مضبوط. ثمّ ردّ الحجر إلى مكّة أيّام المقتدر.
كذا قَالَ، وغلط. إنمّا رُدَّ إلى مكانه في خلافة المطيع لله.
وقال محمد بْن الربيع بْن سليمان: كنت بمكّة سنة القَرْمَطيّ، فصعد رجلٌ ليقلع الميزاب وأنا أراه، فِعيل صبري وقلت: يا ربّ ما أحلمك وتزلزلتُ.
قَالَ: فسقط الرجل عَلَى دماغه فمات.
ذكر ولاية ابن طُغج دمشق:
وفيها: خرج محمد بْن طُغج أمير الْجَوف سِرًا من تكين أمير مصر، فلحِق بالشّام وولي دمشق. وبعث تكين خلفه فلم يلحق.
ذكر ولاية ابن يوسف قضاء القضاة:
وفيها: خلع المقتدر عَلَى أَبِي عُمَر محمد بْن يوسف القاضي، وقلد قضاء القضاة.
ذكر الفتنة في تفسير آية:
وهاجت ببغداد فتنة كبرى بسبب قوله: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}(23/269)
[الإسراء: 79] ، فقالت الحنابلة: معناه يُقْعدهُ اللَّه عَلَى عرشه كما فسره مجاهد.
وقال غيرهم من العلماء: بل هِيَ الشّفاعة العُظْمى كما صحَّ في الحديث. ودام الخصام والشَّتْم واقتتلوا، حتّى قُتِل جماعة كبيرة. نقله الملك المؤيدّ، رحمه الله1.
ذكر تعظيم ابن محرَّم للحجر الأسود:
وقال المراغي: حدَّثني أبو عبد الله بْن محرَّم، وكان رسول المقتدر إلى القَرْمَطيّ، قَالَ: سألت القَرْمَطيّ بعد مناظرات جرت بيني وبينه في استحلاله ما استحلّ من الدّماء وعن الحجر الأسود. فأمر بإحضاره، فأُحضر في سَفَط مبطَّن بالدّيباج. فلمّا برز لي كبَّرتُ وقلت إيمانا وتصديقًا: هذا هو الحجر بكلّ رَيْب.
قَالَ: ورأيتهم من تعظيمه وتنزيهه وتشريفه، والتّبريك بهِ عَلَى حالة كبيرة.
ذكر الخلاف بين أمير خراسان وإخوته:
وفيها: خالف نَصْر بْن أحمد بْن إسماعيل أمير خُراسان إخوتُهُ أبو إِسْحَاق، وأبو زكريّا، وأبو صالح، فأعمل الحيلة حتّى عادوا إلى طاعته ووانسهم ثمّ سقى الأكبر سُمًّا في كوز فقاعٍ فمات، وحبس الآخرين فهرب أحدهما إلى الرِّيّ واستأمن إلى مرداوين فأكرمه، وخنق نَصْر الآخر.
ذكر شعر القَرْمَطيّ:
وأمّا ما كَانَ من خبر الحُجّاج، فإنه قتل من قتل منهم بمكّة، ولم يتم لهم حَجّ. وتجمع مَن بقي وتوصّلوا إلى مصر.
ولم يفلح أبو طاهر القَرْمَطيّ بعدها، وتقطع جسده بالجدري.
ومن شعره:
أغَرَّكُمُ مِنّي رُجُوعي إلى هَجَرْ ... فعمّا قليلٍ سوف يأتيكُمُ الخَبرْ
إذا طلعَ المِرّيخُ مِن أرض بابلٍ ... وقارَنَه كَيْوانُ فالحَذَرَ الحذَرْ
فَمَن مُبْلِغُ أهلَ العراقِ رِسالةً ... بأنّي أَنَا المرهوبُ في البدو والحضر
__________
1 المختصر في أخبار البشر "2/ 74، 75"، والبداية والنهاية "11/ 162"، وتاريخ الخلفاء "384".(23/270)
أَنَا صاحب الأنبار يوم ديارها ... ويوم عقر قوقا فمن منكم حَضَرْ
فواللَّه لولا التَّغْلِبيّ ورأيه ... لَغَادَرَكم أمثالَ نخلٍ قد انعَقَرْ
فذاك أبو الهيجاء أشجعُ من مشى ... عَلَى الأرضِ أو لاثَ العمائمَ واعتجَرْ
وأصبح هذا النّاس كالشّاء ما لَهُم ... زَعيمٌ ولا فيهم لأَنفُسِهم نظَرْ
فَيَا وَيْلَهم مِن وقعةٍ بعد وقعةٍ ... يُسَاقون سَوْق الشّاءِ للذِّبْح والبقَرْ
سَأَضْربُ خيلي نحو مصرَ وبرقةٍ ... إلى قَيْروانِ التُّرْك والرُّومِ والخزَرْ
أَكيلُهُمُ بالسّيف حتّى أُبِيدُهم ... فلا أُبْقِ منهمْ نَسْل أُنْثَى ولا ذكَرْ
أَنَا الدّاعي المهديّ لَا شكَّ غيرُه ... أَنَا الضَّيْغَمُ الضِّرُغام والفارس الذكر
أعمر حتى يأتي عيسى ابن مريمَ ... فيحمَدُ آثاري وأرضى بما أمَرْ
ولكنّه حَتْمٌ علينا مُقَدَّرٌ ... فَنَفْنَى ويَبْقَى خالقُ الخلْق والبشر1
ذكر من قُتل بيد القرامطة:
وممن قتلته القرامطة: عبد الرحمن بن عبد الله بن الزُّبَيْر، أبو بَكْر الرهاويّ. روى عَنْ أَبِيهِ، وغيره. وعنه أبو الحُسين الرّازيّ والد تمّام، وغيره.
وكان عليّ بْن بابَوَيْه الصُّوفيّ يطوف بالبيت والسّيوف تنوشه وهو يُنْشِد:
ترى المحبّين صَرْعَى في ديارهم ... كَفِتْية الكهْفِ لَا يدرون كم لَبِثُوا
ذكر نازوك:
كَانَ شجاعًا فاتكًا، غلبَ عَلَى الأمر وتصرَّف في الدّولة. وعلم مؤنس الخادم أَنَّهُ حتّى وافقه عَلَى خلع المقتدر زاد تحكُّمه، فأجابه ظاهرًا، وواطأ فيما قِيلَ البرددارية على قتله. وكان له أكثر من ثلاثمائة مملوك.
ذكر خوف أهل الثغور من الروم:
وأمّا نواحي مملكة الرّوم فكان بها الخوف والوجل ما لا مزيد عليه، وجنح أهل
__________
1 النجوم الزاهرة "3/ 335، 226".(23/271)
الثغور إلى ملاطفة النّصاري وبذْل الأتاوة لهم، وركنوا إلى تسليم بلد سُمَيْساط وغيرها. فلله الأمر1.
__________
1 انظر: صلة تاريخ الطبري "11/ 117- 126"، وتكملة تاريخ الطبري "11/ 256-264"، والمنتظم "6/ 215-231"، والكامل "8/ 181-213"، والعبر "1/ 163-167"، والبداية "11/ 157-164"، والنجوم "3/ 2438-2256"، وشذرات الذهب "2/ 271-276"، وتاريخ الخلفاء "ص/ 610-612"، وصحيح التوثيق "7/ 382-388".(23/272)
أحداث سنة سبع عشرة وثلاثمائة:
ذكر فتنة خلع المقتدر وخلافة القاهر:
قَالَ ثابت بْن سِنان: في ثامن المحرم، خرج مؤنس إلي باب الشّمّاسيّة ومعه سائر الجيش، وركب نازوك الوالي في جيشه من داره، وخرج أبو الهيجاء بْن حمدان أيضًا إلى مؤنس، فشحن المقتدر داره ومعه هارون بْن غريب، وأحمد بْن كَيَغْلَغ، وحاشية. فلمّا كَانَ آخر النّهار انفض أكثر من في دار الخلافة من الرجالة إلى مؤنس. وراسل مؤنس المقتدر بأن الجيش عاتب منكر لما يصرف من الذهب إلى الحرم والخدم، وأنهم يطلبون إخراج الحرم والخدم من دار الخلافة وإبعادهم.
فكتب إِلَيْهِ رُقْعَةً بخطّه: "أمتعني اللَّه بك، ولا أخلاني منك، ولا أراني فيك سوءًا. إني تأملت الحال فوجدت الأولياء الّذين خرجوا لم يريدوا إلّا صيانة نفسي وإعزاز أمري، فبارك اللَّه عليهم. فأمّا أنت يا أبا الحَسَن المظفر، لا خلوت منك، فشيخي وكبيري".(23/264)
أحداث سنة ثمان عشرة وثلاثمائة
...
أحداث سنة ثمان عشرة:
ذكر تقليد ابن ياقوت شرطة بغداد:
في المحرَّم صَرف المقتدر ابني رائق عَنِ الشرطة، وقلدها أبا بكر محمد بن ياقوت.
ذكر ريح عظيمة ببغداد:
وفي ربيع الآخر هبَّت ريح عظيمة حملت رملًا أحمَر قِيلَ: إنّه من جبل زَرُود، فامتلأت بهِ أَزِقَّة بغداد والأسطحة.
ذكر القبض عَلَى ابن مُقْلَة:
وفيها: قبض المقتدر عَلَى الوزير أَبِي عليّ بْن مُقْلَة، وأحرقت داره، وكانت عظيمة قد ظلم النّاس في عمارتها. وعز عَلَى مؤنس حيث لم يشاوره الخليفة.
ذكر وزارة ابن مَخْلَد:
ثمّ استوزر سليمان بْن الحَسَن بْن مَخْلَد، فكان لَا يصدر عَنْ أمر حتى يشاور علي بن عيسى.
ذكر حجّ ركْب العراق:
وفيها: حجّ ركب العراق.(23/272)
ذكر الوباء المهول:
وكان بها وباء مهول.
ذكر هزيمة الروم:
وفيها: جاءت الأخبار بأنّ الأمير مفلحًا السّاجيّ هزم جيشًا من الروم، وفرح الناس1.
__________
1 انظر: الكامل في التاريخ "8/ 241"، والبداية والنهاية "11/ 163"، والمنتظم "6/ 215-231"، والعبر "1/ 163-167"، ومرآة الجنان "2/ 268-272"، وصحيح التوثيق "7/ 388 وما بعدها".(23/273)
أحداث سنة تسع عشرة وثلاثمائة
...
أحداث سنة تسع عشرة:
ذكر القبض عَلَى الوزير سليمان بْن الحَسَن:
فيها: قبض المقتدر عَلَى الوزير سليمان بْن الحَسَن، وكان قد أضاق إضاقة شديدة. وكانت وزارته سنة وشهرين.
ذكر وزارة الكلوذاني:
وكان المقتدر يميل إلى وزارة الحسين بن قاسم، فلم يمكنه مؤنس، وأشار بأبي القاسم عُبَيْد اللَّه بْن محمد الكَلَوْذَانيّ. فاستوزره مَعَ مشاورة علي بن عيسى في الأمور.
ذكر الوقعة بين ابن غريب ومرداويج:
وفيها: كانت وقعة بين هارون بْن غريب وبين مرداويج الدَّيْلَمّي بنواحي همدان. فانهزم هارون، وملك الديلمي الجبل الأسود بأسره إلى حلوان.
ذكر وزارة الحُسين بْن القاسم:
وفيها: عزل الكَلَوْذَانيّ واستوزر الحُسين بْن القاسم بْن عُبَيْد اللَّه؛ لأنه كتب إلى المقتدر، وهو عَلَى حاجة: أَنَا أقول بالنفقات وزيادة ألف ألف دينار كل سنة.
وكانت وزارة الكلوذاني شهرين.(23/273)
ذكر الوحشة بين مؤنس والمقتدر:
وفي ذي الحجّة استوحش مؤنس من المقتدر؛ لأنه بلغه اجتماع الوزير والقُوّاد عَلَى العمل عَلَى مؤنس. فعزم خواصُّه عَلَى كبس الوزير، فعلم، فتغيب عَنْ داره.
وطلب مؤنس من المقتدر عزْل الوزير فعزله. فقال: انفيه إلى عُمان. فامتنع المقتدر.
وأوقع الوزير في ذهن المقتدر أنّ مؤنسًا يريد أنّ يأخذ الأمير أبا العبّاس من داره، ويذهب بهِ إلى الشّام ومصر، ويعقد لَهُ بالخلافة هناك. ثمّ كتب الحُسين الوزير يستحثّ هارون بْن غريب عَلَى المجيء، وكتب إلى محمد بْن ياقوت، وكان بالأهواز، أنّ يُسرع الحضور. فصحَّ عند مؤنس أنّ الوزير يدبِّر عَلَيْهِ، فخرج إلى الشماسية بأصحابه، وكتب إلى المقتدر: إن مفلحًا الأسود مطابقٌ للحسين، وإن نفسي لَا تسكن حتّى تبعث إليَّ بمفلح فأقلده أجل الأعمال ويخرج إليها.
فأجابه المقتدر: إنّ مفلحًا خادمٌ يوثق بخدمته، ولم يدخل فيما توهمت.
فلمّا سمع مؤنس هذا، وأن الوزير ينفق في الرجّال، وأن هارون قد قرب من بغداد، أظهر الغضب وخرج إلى الموصل، فلحق بهِ أصحابه، فقبض الوزير عَلَى حواصله وأملاكه. وهنّى النّاس الوزير بذهاب مؤنس، وزاد محلُّه عند المقتدر، ولقبه "عميد الدولة". وكتب ذَلِكَ على الدينار والدرهم.
ذكر انتصار مؤنس ودخوله الموِصل:
وكتب الوزير إلى داود وسعيد ابن حمدان، والحسن بْن عَبْد اللَّه بْن حمدان بمحاربة مؤنس، فتعبّوا في ثلاثين ألفًا، وكان مؤنس في ثمانمائة، فنصر عليهم وهزمهم، وملك الموصل في صفر سنة عشرين.
ذكر هرب أهل الكوفة من القَرْمَطيّ:
وفيها: نزل القرمطي الكوفة، فهرب أهلها إلى بغداد.
ذكر دخول الديلم الدينور:
وفيها: دخلت الديلم فقتلوا وسبوا، فجاء من هرب إلى بغداد ورفعوا(23/274)
المصاحف عَلَى القُضُب، واستغاثوا يوم الأضحى وساعدهم الغوغاء، وسبّوا المقتدر وأغلقوا الأسواق خوفَا من هجوم القرمطي.
ذكر ولاية المعز:
وفيها: ولد أبو تميم المعزّ رابع خلفاء مصر الذي بنى القاهرة.
ذكر امتناع ركْب العراق:
ولم يحجّ في هذه السنة ركب العراق.
ذكر غزوة والي طرسوس في الروم:
ووردَ الخبر بأنّ ثمل والي طرسوس غزا الروم، فعبروا نهرًا ثمّ وقع عليهم ثلج عظيم. ثمّ التقوا جيش الروم عليهم ستّة بطارقة، فنصروا عليهم، وقتل خمسمائة علج من الروم، وأسر ثلاثة آلاف.
ذكر نجدة ابن حمدان لأهل مَلَطْية وسميساط:
ثمّ تناخت الملاعين ونالوا من المسلمين، وقتلوا خلقًا وأسروا آخرين. وسار إلى نجدة أهل مَلَطْية وسميساط سَعِيد بْن حمدان، فكشف عَنْهَا ودخل غاربًا في بلاد الروم.
ذكر دخول والي طرسوس عمورية:
ثمّ سار متولّي طرسوس ونسيم الخادم لغزو الصّائفة في اثني عشر ألف فارس، وعشرة آلاف راجل حتّى بلغوا عمّورية ودخلوها. ثمّ أوغلوا في بلاد الروم، فغنموا وسبوا نحوًا من عشرة آلاف من الرقيق، وقتلوا خلقًا. وأقاموا في الغزاة ثلاثة أشهر.
ذكر الوباء ببغداد:
وفيها: كَانَ الوباء المفرط ببغداد، حتّى كَانَ يُدْفَن في القبر الواحد جماعة1.
__________
1 انظر: صلة الطبري "11/ 135-141"، والكامل "8/ 225-240"، والبداية والنهاية "11/ 166-168"، وشذرات الذهب "2/ 280-283"، وصحيح التوثيق "7/ 391".(23/275)
أحداث سنة عشرين وثلاثمائة:
ذكر وزارة ابن الفُرات:
وفيها: عُزِلَ الحُسين بْن القاسم من الوزارة واستوزر أبو الفتح بْن الفرات.
ذكر ولاية مرداويج الدَّيْلَمّي:
وفيها: بعث العهد واللواء لمرداويج الدَّيْلَمّي عَلَى إمرة أذْرَبَيْجان، وأرمينية، وأرّان، وقُمّ، ونهاوند، وسجستان.
ذكر انتهاب الْجُنْد دُور ابن الفُرات:
وفيها: نهب الْجُنْد دور الوزير الفضل بْن جعفر بْن الفُرات، فهرب إلى طيّار لَهُ في الشط، فأحرق الجند الطيارات. وصخم الهاشميون وجوههم وصاحوا: الجوع الجوع.
وكان قد اشتدّ الغلاء؛ لأنّ القَرْمَطيّ ومؤنسًا منعُوا الغلّات من النّواحي أن تصل.
ذكر امتناع ركْب العراق:
ولم يحجّ ركْب العراق.
ذكر مقتل الخليفة المقتدر:
وفي صفر غلب مؤنس عَلَى الموصل فتسلل إِلَيْهِ الْجُنْد والفُرسان مِن بغداد، وأقام بالموصل أشهرًا. ثمّ تهيأ المقتدر وأخرج المخيَّم إلى الشّمّاسيّة، وجعل يزكًا عَلَى سامرّاء ألف فارس مَعَ أَبِي العلاء سَعِيد بْن حمدان. وأقبل مؤنس في جمْعٍ كثير، فلمّا قارب عَكْبُرا اجتهد المقتدر بهارون بْن غريب أنّ يحارب مؤنسًا، فامتنع واحتجّ بأن أصحابه مَعَ مؤنس في الباطن ولا يثق بهم.
وقيل: إنّه عسكر هارون وابن ياقوت وابنا رائق وصافي الحُرَميّ ومُفْلح بباب الشّمّاسيّة، وانضموا إلى المقتدر، فقالوا لَهُ: إنّ الرجال لَا يقاتلون إلّا بالمال، وأن أخرجت الأموال أسرع إليك رجال مؤنس وتركوه. وسألوه مائتي ألف دينار، فأمر(23/276)
بجمع الطّيّارات لينحدر بأولاده وحُرَمهِ وأمّهِ وخاصّته إلى واسط، ويستنجد منها ومن البصرة والأهواز عَلَى مؤنس.
فقال لَهُ محمد بْن ياقوت: اتق اللَّه في المسلمين ولا تسلِّم بغداد بلا حرب، وإنك إذا وقفت في المصافّ أحجم رجال مؤنس عَنْ قتالك.
فقال: أنتَ رسول إبليس.
فلمّا أصبحوا ركبَ في الأمراء والخاصّة وعليه البُرْدة وبيده القضيب، والقّراء حواله، والمصاحف منشورة، وخلْفه الوزير الفضل بْن جعفر، فشقّ بغداد إلى الشّمّاسيّة، والخلق يدعون لَهُ. وأقبل مؤنس في جيشه ووقع القتال. فوقف المقتدرُ على تل، ثمّ جاء إِلَيْهِ ابن ياقوت وأبو العلاء فقالا: تقدّم، فإذا رآك أصحاب مؤنس استأمنوا. فلم يبرح، فألحَّ عَلَيْهِ القُوّاد بالتقدم، فتقدَّم وهم يستدرجونه حتّى أوقعوه في وسط الحرب في طائفة يسيرة، وقد قدِم الجمهور بين يديه يقاتلون، فانكشف أصحابه وأسر منهم جماعة، وأبلى محمد بْن ياقوت وهارون بلاءً حسنًا. وكان معظم جُنْد مؤنس البربر، فبينا المقتدر واقف قد انكشف أصحابه رآه عليّ بْن بليق فعرفه، فترجّل وقال: يا مولاي أمير المؤمنين. وقبّل الأرض، فوافى جماعة من البربر إلى المقتدر فضربه رَجُل منهم من خلفه ضربةٌ سقط إلى الأرض، فقال لَهُ: ويلك أَنَا الخليفة.
فقال: أنت المطلوب. وذبحه بالسَّيف وشيل رأسه عَلَى رُمْح، ثمّ سُلب ما عَلَيْهِ، وبقي مكشوف العورة حتّى سُتِر بالحشيش. ثمّ حفر لَهُ في الموضع ودفن وعفي أثره.
وبات مؤنس بالشّمّاسيّة.
ذكر رواية الصوليّ عَنْ مقتل المقتدر:
وقال الصُّوليّ: لمّا كَانَ يوم الأربعاء لثلاثٍ بقين من شوّال ركب المقتدر وعليه قباء فضّي وعمامة سوداء وعلى كتفه البُرْدة، وبيده القضيب والمصاحف منشورة. وكان وزيره قد أخذ لَهُ طالعًا، فقال لَهُ المقتدر: أيّ وقتٍ هُوَ؟ قَالَ: وقت الزوال. فتطير وهم بالرجوع، فأشرقت خيل مؤنس وبليق، ونشبت الحربُ، وتفرق عَنِ المقتدر أصحابه وقتله البربريّ.(23/277)
وقيل: كَانَ غلامًا لبليق، وكان رجلًا شجاعًا تعجب النّاس منه يومئذ ممّا فعل من صناعات الفروسيّة من اللّعب بالرُمْح والسّيف. ثمّ حمل عَلَى المقتدر وضربه بحربةٍ أخرجها من ظهره، فصاح النّاس عَلَيْهِ، فساق نحو دار الخلافة ليخرج القاهر، فصادفه حمل شوك فزحمه وهو يسوق حمل الشَّوْك إلى قنار لحّام، فعلقه كُلّاب، وخرج الفَرَس في مشواره من تحته فماتَ. فحطّه النّاس وأحرقوه بالحمْل الشَّوك.
ذكر إسراف المقتدر:
واستخلف المقتدر خمسًا وعشرين سنة إلّا بضعة عشر يومًا. وكان النّساء قد غلبن عَلَيْهِ. وكان سخيًا مبذّرًا يصرف في السنة للحجّ أكثر من ثلاثمائة ألف دينار.
وكان في داره أحد عشر ألف غلام خصيان غير الصّقالبة والروم والسُّود.
وأخرج جُمَيْع جواهر الخلافة ونفائسها عَلَى النّساء ومحقهُ. وأعطى بعض حظاياه الدُّرَّة اليتيمة وكان وزنها ثلاثة مثاقيل.
وأخذت زيدان القهرمانة سبْحة جوهر لم يُرَ مثلها، هذا مَعَ ما ضيّع من الذَّهَب والمسْك والأشياء المفتخرة.
قِيلَ: إنّه فرق ستين حبا من الصيني ملاء بالغالية الّتي غرِم عليها ما لَا يحصى.
وقال الصُّوليّ: كَانَ المقتدر يفرّق يوم عَرَفَة من الإبل والبقر أربعين ألف رأس، ومن الغنم خمسين ألفًا.
ويقال: إنّه أتلف من المال ثمانين ألف ألف دينار.
وكان في داره عشرة آلاف خادم من الصَّقالبة؛ وأتلفَ نفسه بيده وبسوء تدبيره.
وخلّف من الأولاد محمدًا الراضي، وإبراهيم المتّقي، وإِسْحَاق والد القادر، والمطيع، وعبد الواحد، وعبّاسًا، وهارون، وعليًا، وعيسى، وموسى، وأبا العبّاس.
وكان طبيبه ثابت بْن سِنان، وابن بختيشوع.
وقال ثابت بن سنان الطيب: إنّ المقتدر أتلف نيّفا وسبعين ألف ألف دينار.
وقد وزر للمقتدر، كما قدَّمنا جماعة.(23/278)
ذكر خلافة القاهر:
قَالَ ثابت: لما قُتِل المقتدر انحدر مؤنس ونزل الشّمّاسيّة، فقدم إِلَيْهِ رأس المقتدر، فبكى وقال: قتلتموه؟ واللَّه لنقتلن كلنا، فأقلّ ما يكون أنّ تُظهروا أنّ ذَلِكَ جرى عَنْ غير قصد منكم، وأن تنصبوا في الخلافة ابنه أبا العبّاس.
فقال إِسْحَاق بْن إسماعيل النّوَبْخِتيّ: استرحنا ممن لَهُ أمُّ وخاله وحرم، فنعود إلى تِلْكَ الحال؟! وما زال بمؤنس حتّى ثنى رأيه عَنِ ابن المقتدر، وعدل إلى القاهر محمد. فأحضر محمد بْن المكتفي والقاهر محمد، فقال لمحمد بْن المكتفي: تتولّى هذا الأمر؟.
فقال: لَا حاجة لي فيه، وعمّي هذا أحقّ بهِ.
فكلم القاهر فأجاب. فبايعه واستحلفه لنفسه ولبُليق ولولده عليّ بْن بليق، ولقب بالقاهر باللَّه، كما لقب بهِ في سنة سبْع عشرة.
وكان ربعة، أسمر، معتدل الجسم، أصهب الشعر، أقنى الأنف.
ذكر تعذيب أمّ المقتدر وموتها:
وأوّل ما فعل أنْ صادر آل المقتدر وعذبهم، وأحضر أمّ المقتدر وهي مريضة فضربها بيده ضربًا مبرحًا، فلم تظهر من مالها سوى خمسين ألف دينار. وأحضر القضاة وأشهد عليها ببيع أملاكها بعد أنّ كشفت وجهها ورأوها، فلمّا عاينوا ما بها من الضُرّ بكوا. وما زال يعذبها حتى ماتت معلقةً بحبل.
ذكر تعذيب القهرمانة:
وضرب أمّ موسى القهرمانة وعذبها، ووجد عندها أبا العبّاس بْن المقتدر فقبض عَلَيْهِ، وبالغ في الإساءة، فنفرت القلوب عَنْهُ.
ذكر وزارة ابن مُقْلَة:
وكان المقتدر قد نفى ابن مُقْلَة إلى الأهواز، فأحضره القاهر مكرمًا واستوزره.
ذكر إهانة مؤنس لشفيع المقتدريّ:
وفيها ادّعى مؤنس أنّ شفيعًا المقتدريّ عَلَى ملكه، ونادى عَلَيْهِ إهانةً لَهُ بسبعين(23/279)
ألف دينار، فاشتري بذلك للقاهر وأعتقه.
ذكر الصلاة عَلَى المقتدر:
وذكر المسبّحي أنّ العامّة لم تزل تصلّي عَلَى مصرع المقتدر. وبني في ذَلِكَ المكان مسجد1.
آخر الوقائع الكائنة في الطبقة الثانية والثلاثين من تاريخ الإسلام، ومن خط مؤلّفه علّقته ولله الحمد والمنّة.
__________
1 انظر: صلة تاريخ الطبري "11/ 142-156"، وتكملة تاريخ الطبري للهمذاني "72"، وتجارب الأمم "1/ 245"، ومرآة الجنان "2/ 178-180"، والبداية والنهاية "11/ 168-170"، والنجوم الزاهرة "3/ 262-267".(23/280)
المتوفون في الطبقة الثانية والثلاثون:
المتوفّون في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة:
"حرف الألف":
1- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي صالح المَرْوَزِيّ:
نزيل نَيْسابور.
تُوُفّي هُوَ وابن خُزَيْمة في جمعة.
سمع: إِسْحَاق الكَوْسَج، وأحمد الدّارميّ، والذُّهْليّ.
وعنه: يحيى العَنْبريّ، ومحمد بن صالح بْن هانئ، وغيرهما.
2- أحمد بْن الحارث بْن مسكين:
أبو بَكْر الْمَصْرِيّ.(23/280)
عَنْ: أَبِيهِ، وأبي الطّاهر بْن السَّرْح.
ومولده سنة تسع وثلاثين.
وكان الطَّحَاويّ ينكر حديثه عَنْ أَبِيهِ، أي لم يدركه.
3- أحمد بْن حفص بْن يزيد1:
أبو بَكْر، نزيل المعافر.
مصريّ، سمع: عيسى بْن حمّاد، ومحمد بن سلمة المرادي.
وكان فاضلًا.
روى عنه: ابن يونس، وقال: تُوُفّي فِي ربيع الأوَّل.
4- أَحْمَد بْن حمدان بْن عليّ بْن سِنان2:
أبو جعفر النَّيْسابوريّ الحيريّ الزّاهد الحافظ، المُجاب الدعوة. سمع: محمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وعَبْد اللَّه بْن هاشم، وعَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر، وأحمد بْن الأزهر.
وفي الرحلة: عَبْد اللَّه بْن أَبِي مسرة، وأحمد بْن أَبِي غَرَزَة الغِفَاريّ، وإسماعيل القاضي، وعثمان بْن سَعِيد الدّارميّ، وخلقًا سواهم.
وصنَّف "الصحيح" عَلَى شرط مُسْلِم.
روى عَنْهُ: ابناه أبو العبّاس محمد نزيل خوارِزْم شيخ البَرْقانيّ، وأبو عَمْرو محمد شيخ أَبِي سعد الكَنْجَروديّ، وأبو الوليد حسّان بْن محمد الفقيه، وأبو عليّ النَّيْسابوريّ، وعبد اللَّه بْن سعد، وأبو عثمان سَعِيد بْن إسماعيل الزّاهد.
قَالَ الحاكم: سَمِعْتُ ابنه أبا عَمْرو يَقُولُ: لمّا بلغ أَبِي من كتاب مُسْلِم إلى حديث محمد بْن عَبّاد، عَنْ سُفْيَان، عَنْ عَمْرو، عَنْ سَعِيد بْن أَبِي بردة، لم يجده عند أحد. فقيل لَهُ: الحديث عند أَبِي يَعْلَى المَوْصِليّ، عَنْ محمد. فخرج إِلَيْهِ قاصدًا من نَيْسابور إلى المَوْصِل. وخرج عَلَى كبر السِّنّ إلى جُرجْان ليسمع من عِمران بْن موسى حديث سُوَيد، عَنْ حفص بْن ميسرة في تحويل القبلة، فسمعته مع أبي. وسمعت أبي
__________
1 المنتظم "6/ 174"، "287".
2 طبقات الصوفية "332-334"، للسلمي، وتاريخ بغداد "4/ 115"، وتذكرة الحفاظ "2/ 761، 762"، والأعلام "1/ 119".(23/281)
يَقُولُ: كلمّا قَالَ الْبُخَارِيّ: قَالَ لي فلان. فهو عرض ومناولة. وكان يُحْيى اللَّيْلَ، وتُوُفّي قبل ابن خُزَيْمة بأيّام.
وقال السُّلَميّ: صحب أبو جعفر أبا حفص، والشّاه بْن شجاع، وكان الْجُنَيْد يكاتبه.
وكان أبو عثمان يقول: مَن أحبّ أنّ ينظر إلى سبيل الخائفين، فلينظر إلى أَبِي جعفر بْن حمدان.
وكان ولداه زاهدَيْن.
وكان ابن بنته الشَّيْخ أبو بِشْر الحَلْوانيّ أوحد وقته وشيخ الحرم، بقي إلى سنة ست وثمانين وثلاثمائة.
5- أحمد بْن أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز البغويّ1:
أبو الطَّيِّب.
سمع: زياد بْن أيّوب، وعُبَيْد اللَّه بْن سعْد الزُّهْرِيّ.
وعنه: أبو بَكْر بْن المقرئ، ومحمد بن إبراهيم العاقوليّ.
وكان ثقة.
6- أحمد بْن عَبْد الواحد بْن رُفَيْدة بْن وهْب الْبُخَارِيّ2:
أبو بَكْر.
عَنْ: نَصْر بْن الحَسَن، وأبي عِصْمة سعد بْن مُعَاذ، والوليد بْن إسماعيل، وطبقتهم.
وعنه: إبراهيم بْن محمد بْن هارون بْن حمدين، ومحمد بن بَكْر بْن خَلَف، وداود بْن موسى البخاريون.
مات في سلخ رمضان.
ومكات أبوه سنة سبع وستين ومائتين.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 223، 224"، "1925".
2 تاريخ جرجان "445" للسهمي "445".(23/282)
7- أحمد بْن محمد بْن بشّار1:
أبو بَكْر البغداديّ، ويُعرف بابن أَبِي العجوز.
سمع، لُوَيْنًا، وأبا همّام السَّكُونيّ.
وعنه: ابن المظفّر، وغيره.
وكان ثقة.
8- أحمد بْن محمد بْن الحُسين2:
أبو محمد الْجُريريّ الصُّوفيّ الزّاهد، مختلف في اسمه وفي وفاته.
وقد قِيلَ اسمه: الحَسَن بْن محمد، وقيل: عَبْد اللَّه بْن يحيى، وإنّما يُعرف بكنيته.
لقي السَّرِيّ السقطي، والكبار. وكان الْجُنَيْد يُجلُّه ويتأدَّب معه؛ وإذا تكلَّم في الحقائق قال: هذا من بابه أبي محمد الْجُريريّ.
فلمّا تُوُفّي الْجُنَيْد أجلسوه مكانه، وأخذوا عَنْهُ أخلاق القوم وأنفاسهم.
وقد حجّ في هذه السنة واستشهد في الرجوع يوم وقعة الهبير، وطأته الجمال فمات. وذلك في أوائل المحرَّم من سنة اثنتي عشرة.
وقال أحمد بْن عطاء الرُّوذَبَاريّ: اجتزتُ بهِ بعد سنةٍ وهو في البرّية مستندٌ ورُكْبَتاه إلى صدره، وهو يُشير بإصبعه إلى اللَّه وقد يبس، رحمة اللَّه عَلَيْهِ.
9- أحمد بْن محمد بْن الصَّلْت3:
أبو بَكْر الكاتب.
وبعضهم سمّاه محمد بْن أحمد بْن الصَّلْت.
سمع: وهْب بن بقية، وطبقته.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 400، 401"، "2299".
2 حلية الأولياء "10/ 347، 348"، والزهد الكبير "187"، للبيهقي، وصفة الصفوة "2/ 447"، وكشف المحجوب "148، 149".
3 تاريخ بغداد "5/ 34"، "2383".(23/283)
وعنه: الْجِعَابيّ، وأبو الفضل الزُّهْرِيّ.
وكان ثقة.
10- أحمد بْن محمد بْن شَبطون زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن1:
أبو القاسم الَّلْخمي المعروف بالحبيب.
سمع: محمد بْن وضّاح، وغيره.
وكان من أكمل النّاس عقلًا وأدبًا. واسع الحال، كثير المكسب والصَّدقات.
ولي القضاء بُقْرطُبة مدةً.
11- أحمد بْن محمد بْن نَصْر2:
أبو جعفر الضُّبَعيّ الأحول.
عَنْ: محمد بْن أَبِي مَعْشَر الْمَدَنِيّ، ومحمد بن موسى الحرشي.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وعبد اللَّه بْن موسى الهاشميّ.
صدوق.
12- أحمد بْن محمد بْن هارون3:
أبو بَكْر الخلّال الفقيه.
سمع: الحَسَن بْن عَرَفَة، ومحمد بن عوف الحمصيّ، وسَعْدان بْن نَصْر، والمَرْوَزِيّ، وخلقًا كثيرًا.
وكان أحدُ مَن صَرَف عِنايته إلى جمْع علوم الْإِمَام أحمد بْن حنبل، وسافر إلى البلاد لأجلها، وسمعها عاليه ونازله.
وصنَّف كتاب "الجامع"، وهو في عدة مجلَّدات، وكتاب "السنة"، وكتاب "العِلَل" لأحمد بْن حنبل، وغير ذلك.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 29"، لابن الفرضي، وقضاة قرطبة "98"، "37".
2 تاريخ بغداد "5/ 107"، "2513".
3 تاريخ بغداد "5/ 112"، وطبقات الفقهاء للشيرازي "171"، والعبر "2/ 148"، وكشف الظنون "576".(23/284)
قَالَ أبو بَكْر بْن شَهْرَيار: كلنا تبعٌ للخلّال؛ لأنّه لم يسبقنا إلى جمْعهِ عِلم أحمد أحدٌ قَبله.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر عَبْد العزيز بْن جعفر، ومحمد بن المظفَّر، وغيرهما.
وتُوُفّي في ربيع الأوَّل وقد نَيَّفَ عَلَى الثّمانين.
قَالَ الخطيب: جمع علوم أحمد وطلبها، وسافرَ لأجلها، وكتبها وصنَّفها كُتُبًا.
ولم يكن فيمن ينتحل مذهب أحمد أحدٌ أجمع منه لذلك.
قَالَ لي أبو يَعْلَى بْن الفّراء: دُفن الخلّال إلى جنْب أَبِي بَكْر المَرُّوذِيّ.
13- إبراهيم بْن السَّرِيّ بْن سهل1:
أبو إِسْحَاق الزّجّاج النَّحْويّ.
بغداديّ مشهور. لَهُ كتاب "معاني القرآن"، وله كتاب "الاستقامة"، وكتاب "خلْق الإنسان"، وكتاب "الأنواء"، وكتاب "العروض والقوافي" وكتاب "خلق الفرس" وكتاب "فعلت وأفعلت" و"مختصر في النَّحْو"، وغير ذَلِكَ.
حكى عَنْهُ أبو محمد بْن دَرَسْتُوَيْه قَالَ: كنتُ أخرط الزُّجاج فاشتهيت النَّحْو، فلزمت المبردّ، وكان لَا يُعَلّم مَجَّانًا، فقال لي: أي شيء صنْعَتُك؟ قلت: زَجّاج، وكسْبي كلّ يوم دِرْهم ونصف، وأريد أنّ تُبالغ في تعليمي، وأعطيك كلّ يومٍ درهمًا، وأشرط أنّي أعطيكه إلى أنّ يفرق بيننا الموتَ.
قَالَ: فنصحني. فجاءه كتابٌ من بني مارمة من الصراة يلتمسون نَحْوِيًّا لأولادهم، فخرجت فعلمتهم. وكنت أنفذ إِلَيْهِ في الشهر ثلاثين درهمًا.
ثمّ طلب منه عُبَيْد اللَّه بن سليمان مؤدبًا لابنه القاسم.
قَالَ: فأدبته، وكان ذَلِكَ سبب غنايّ. وصح لي من جهته أموال كثيرة.
وعن الزّجّاج قَالَ: قلتُ للقاسم وأنا أعلمّه النَّحْو: إنّ وليت الوزارة ماذا تصنع بي؟ قال: ما تحب.
__________
1 مروج الذهب "1509، 2932، 3380، 3409"، وتاريخ بغداد "6/ 89-93"، وكشف الظنون "575، 723، 1391، 1399"، والأعلام "1/ 40" ومعجم المؤلفين "1/ 33"، ومعجم الأدباء "1/ 130- 151".(23/285)
فقلت لَهُ: تعطيني عشرين ألف دينار. فما مضت إلّا سنون حتّى وزر وأنا نديمه، فجعلني أقدم له القصص، فربما قَالَ لي: كم ضمن لك صاحبها؟ فأقول: كذا وكذا.
فيقول: غُبنْت.
قَالَ: فحصل لي في مدّة شهور عشرون ألف دينار، ثمّ حصل لي ضعفها. ووقع لي مرة من ماله بورقة إلى خازنه بثلاثة آلاف دينار.
ثمّ إنّ الزّجّاج نادمَ المعتضد، وكان يسأله عَنِ الأدب.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة، وقد شاخ.
14- إبراهيم بْن عَبْد الواحد بْن عَبْد اللَّه1:
أبو إِسْحَاق العَنْسيّ الدّمشقيّ.
سمع: جَدّه الهَيْثَم بْن مروان، وشُعَيب بْن شُعَيب، وأبا أميَّة الطَّرَسُوسيّ.
وعنه: ابنه أبو محرز، وعَبْد اللَّه بْن عديّ، وأبو بَكْر الرّبعيّ، وأبو هاشم المؤدِّب، وأبو بَكْر بْن المقرئ.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
15- إبراهيم بْن مطروح:
أبو إِسْحَاق الْمَصْرِيّ. مولى خَوْلان.
سمع: عيسى بْن حمّاد، وَسَلَمَةَ بْن شبيب.
قَالَ أبو يونس: كتبتُ عَنْهُ، وكان صالح الحديث، كتبَ لقاضي مصر.
16- إِسْحَاق بْن إبراهيم المَرْوَزِيّ: أبو يعقوب التّاجر.
حدَّثَ بنَيْسابور عَنْ: عليّ بْن حُجْر، وأحمد بْن عَبْد اللَّه الفِرْيابيّ.
وعنه: أبو العباس السياري، وأبو عَمْرو بْن حمدان، وجماعة.
17- إسحاق بن محمد بن علي بن سعيد المديني: أبو يعقوب.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 231".(23/286)
سمع: عمرو بن علي الصيرفي، وحميد بن مسعدة، وعمر بن شبة.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشَّيْخ، وغيرهما.
18- إسماعيل بْن عليّ بْن نُوبَخْت1:
أبو سهل النّوَبْخِتيّ، الكاتب المعتزليّ.
أحد رؤوس الشيعة المتكلمين ببغداد. لَهُ مصنفات في الكلام، وردود على ابن الرَّاوَنْديّ.
وكان كاتبًا بليغًا، شاعرا إخباريًا.
روى عَنْهُ: الصُّوليّ، وأبو عليّ الكوكبيّ، وابنه عليّ بْن إسماعيل.
تُوُفّي فِي شوّال عَنْ أربعٍ وسبعين سنة.
"حرف الباء":
19- بدر الحمّاميّ2:
الأمير أبو النَّجْم، مولى المعتضد باللَّه.
ولى إمرة دمشق سنة تسعين ومائتين.
وحدَّثَ عَنْهُ: هلال بْن العلاء، وعُبَيْد اللَّه بْن ماسَرْجس.
وولي إمرة إصبهان من سنة خمسٍ وتسعين إلى سنة ثلاثمائة.
وكان عادلًا حسن السيرة.
قَالَ أبو نُعَيْم الحافظ، كَانَ عبدًا صالحًا مستجاب الدعوة تُوُفّي بشيراز.
روى عَنْهُ: ابنه محمد بْن بدر.
"حرف الجيم":
20- جعفر بْن محمد بْن بشّار3:
__________
1 هدية العارفين "1/ 208"، والفهرست لابن النديم "251"، والفهرست للطوسي "39، 40".
2 البداية والنهاية "11/ 149"، والمنتظم "6/ 180".
3 تاريخ بغداد "7/ 207، 208".(23/287)
أبو العبّاس بْن أَبِي العجوز.
سمع: محمود بْن خراش، وعَبْد اللَّه بْن هاشم الطُّوسيّ.
وعنه: أبو الفضل الزُّهْرِيّ، وابن شاهين.
"حرف الحاء":
21- حامد بْن العبّاس الوزير1:
كَانَ قديمًا عَلَى نَظَر فارس، ثمّ ولي بعدها نظر واسط والبصرة. وآل أمره إلى وزارة أمير المؤمنين المقتدر. وكان كثير الأموال والحشم، بحيث إن له أربعمائة مملوك يحملون السلاح، وفيهم جماعة أمراء.
واستوزره المقتدر في سنة ست وثلاثمائة وعزل ابن الفُرات. فقدم حامد بْن العبّاس من واسط في أبهةٍ عظيمة، فجلس في الدست أيامًا، فظهر منه سوء تدبير، وقلة خبرة بأعباء الوزارة، وشراسة خلق، فضم المقتدر معه. علي ابن عيسى الوزير، فمشت الأحوال. ولكنْ كَانَ الحلّ والعَقْد إلى ابن عيسى.
ولهُ أثر صالح في إهلاك الحلّاج يدلّ عَلَى حُسْن إيمانه وعلمه في الجملة.
وُلِد سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين. وسمع من: عثمان بْن أَبِي شَيْبة؛ وما حدث.
وفي سنة ثمانٍ وثلاثمائة ضمّن حامد سواد الطرق، وجدّد مظالم، وغَلَت الأسعار، فقصدت العامةُ دار حامد وضجّوا وتكلموا، وهمّوا بهِ، فخرج إليهم غلمانه فاقتتلوا، ودام القتال، واشتد الأمر، وعظم الخطب، وقتل جماعة.
ثمّ استضرت العامة وأحرقوا جسر بغداد، وركب حامد في طيار فرجموه.
وكان مَعَ ظلمه وعسفه وجبروته جوادًا ممدحًا معطاءٍ.
قَالَ أبو عليّ التّنُوخيّ: حدَّثني القاضي أبو الحَسَن محمد بْن عَبْد الواحد الهاشمي قَالَ: كَانَ حامد بْن العبّاس من أوسع من رأيناه نفسًا، وأحسنهم مروءة، وأكثرهم نعمة، وأشدهم سخاءً وتفقدًا لمروءته. كَانَ ينصب في داره كلّ يوم عدة موائد، ويطعم كل من حضر حتّى العامة والغلمان. فيكون في بعض الأيّام أربعين مائدة.
__________
1 صلة تاريخ الطبري "213-215"، والمنتظم "6/ 180-184"، والبداية والنهاية "11/ 149".(23/288)
ورأى يومًا في دهليزه قشر باقلّاء. فأحضر وكيله وقال: ويلك، يؤكل في داري باقلي؟ فقال: هذا فعل البوابين.
فقال: أوليست لهم جراية لحم؟ قَالَ: بلى. فسألهم فقالوا: لَا نتهنّأ بأكل اللحم دون عيالنا، فنحن ننفذه إليهم، ونجوع بالغداة، فنأكل الباقلّي.
فأمر أنّ يجرى عليهم لحمٌ لعيالاتهم أيضًا. فلمّا كَانَ بعد أيّام رأي قِشْر باقلّاء في الدهليز، فاستشاط، وكان سفيه الّلسان، فشتم وكيله وقال: ألم أضعف الجرايات؟ فقال: إنهم لم يغيروا عادتهم، بل صاروا يجمعون الثانية عند اللَّحَّام.
فقال: ليكن ذَلِكَ بحاله، ولتجدد مائدة تنصب لهم غدوة قبل موائدنا. ولئن رأيت بعدها في دهليزي قشرًا لأضربنك وإياهم بالمقارع.
قَالَ التّنُوخيّ: وحدثني أبو الحسين عبد الله الجوهري وأبو الحسن بن المأمون الهاشمي أَنَّهُ وجد لحامد في نكبته في بيت مستراح له أربعمائة ألف دينار عينا دلّ عليها لمّا اشتدت بهِ المطالبة. فقيل: إنّه كَانَ يدخل ومعه الكيس، فيه ألف دينار ليقضي حاجة، فيرميه في المرحاض، فتجمع هذا فيه1.
وقال غيره: عُزل حامد وابنُ عيسى عَنِ الأمر، وقُلَّدَ أبو الحَسَن بْن الفُرات، وهذه ولايته الثالثة، فصادرَ حامدًا وعذبه.
قَالَ المسعودي: كَانَ في حامد طيش وحدة. كلّمه إنسان بشيء، فقلب ثيابة عَلَى كتفه وصاح: ويلكم، عليَّ بهِ.
وقال: دخلت عَلَيْهِ أم موسى القهرمانة، وكانت كبير المحلّ، فخاطبته في طلب مال، فقال لها: اضرطي والتقطي، واحسُبي لَا تَغْلطي. فخجلها. وبلغ المقتدر فضحك وكان شابًا لعّابًا، فأمر بقيناته فغنين بذلك.
وجرت لحامد فصول، وتجلد عَلَى الضرب، ثمّ أحدر إلى واسط فسم في الطريق في بيض نيمرشت، فتلف بالإسهال في رمضان سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
وذكر الصُّوليّ أنّ أصل حامد من خراسان، ولم يزل يتقلد الأعمال الجليلة من طساسيج2 السَّواد، يتصرف مَعَ العمال حتّى ضمن الخراج، والضياع بالبصرة وكور
__________
1 نشوار المحاضرة "1/ 24"، والمنتظم "6/ 183".
2 طساسيج: مفردها طَسوج: وهو اسم يطلق على الناحية في بلاد فارس.(23/289)
دجلة مَعَ الأشراف بكسكر وغيرها سنين، في دولة ابن الفُرات. فكان يعمّر ويربح ويحسن إلى الأكارين ويرفع المؤن حتّى صار لهم كالأب. وكثرت صدقاته.
وقيل: إنّه وزر وقد علت سنة، ثمّ تحدثّ الأمراء بما في حامد من الحدة وقلة الخبرة بأمور الوزارة، فعاتب المقتدر أبا القاسم بْن الحواري، وكان أشار بهِ.
ونقل ابن النّجّار أنّ حامدًا أضيف إِلَيْهِ في الأمور عليّ بْن عيسى.
قَالَ الصُّوليّ: فجلس عليّ بْن عيسى في دار سليمان بْن وهْب وفعل كما يفعل الوزراء. واشتغل حامد بمصادرة ابن الفُرات. وقد وقعت بينه وبين ابن عيسى مشاجرات ومناظرات في الأموال، فقيل:
أعجبُ مِن كلّ ما تراه ... إنّ وزيرين في بلادِ
هذا سوادٌ بلا وزير ... وذا وزيرٌ بلا سوادِ
واستخرج حامد من المحسّن ولد أَبِي الحَسَن بْن الفُرات ألف ألف دينار، وعذَّبه. فلمّا فرغ من المصادرة بقي بلا عمل سوى اسم الوزارة والركوب يومي الموكب. وسقطت حرمته عند المقتدر، وبان لَهُ أنّ لَا فائدة منه، فأفرد ابن عيسى بالأمور. واستأذن حامد المقتدر في أنّ يضمن إصبهان والسّواد وبعض المغرب، فأذن لَهُ حتّى قيل في ذَلِكَ:
أنظر إلى الدَّهْر ففي عجائبِهْ ... معتبرٌ يُسليك عَنْ نوائبهْ
وتُؤيِس العاقلَ عَنْ رغائبِهْ ... حتّى تراه حذرًا من جانبهْ
صار الوزيرُ عاملًا لكاتبهْ ... يأملُ أنّ يرفقَ في مطالبهْ
ليستدر النفع من مكاسبهْ
قَالَ أبو عليّ التّنُوخيّ: حدَّثني أبو عبد الله الصَّيْرفيّ: حدَّثني أبو عليّ القَنَويّ التّاجر قَالَ: ركب حامد بْن العبّاس قبل الوزارة بواسط إلى بستان لَهُ، فرأى شيخًا يُوَلْول وحولهُ نساء وصبيان يبكون، فسأل عَنْ خبرهم، فقيل: احترق منزله وقماشه وافتقر، فرق لَهُ ووَجَمَ لَهُ، وطلب وكيله وقال: أريد منك أنّ تضمن لي أنّ لَا أرجع العشيّة من النُّزهة إلّا وداره كما كانت مجصَّصة، وبها القماش والمتاع والنّحاس أفضل ممّا كَانَ، وكسوة عياله مثل ما كَانَ لهم.(23/290)
فأسرع في طلب الصُّنّاع، وبادروا في العمل، وصبَّ الدّراهم، وأضعف الأجر، وفرغوا من الجميع بعد العصر. فلمّا ردّ حامد وقت العتْمة شاهدها مفروغةً بآلاتها وأمتعتها الْجُدد، وازدحم الخلْق يتفرجون، وضجوّا لحامد بالدّعاء.
ونال التّاجر من المال فوق ما ذهبَ لَهُ، ثمّ زاده بعد ذَلِكَ كلّه خمسة آلاف درهم ليقوى بها في تجارته1.
وقيل: إنّ رجلًا دخل واسطًا في شغل، واشترى خبزًا بدينار ليتصدق بهِ، وجلس يراعي فقيرًا يعطيه منه، فقال لَهُ الخباز: إنك لَا تجد أحدًا يأخذه منك؛ لأنّ جُمَيْع ضعفاء البلد في جراية حامد، لكلّ واحدٍ رطْل خبز ودانق فضّة.
وقيل: إنّه يقدَّم، وهو وزير، عَلَى موائده بين يدي كل رجل جدي، لَا يشاركه أحد.
قَالَ الصُّوليّ: كَانَ حامد قليل الرَّغْبة في استماع الشِّعْر، إلّا أَنَّهُ كَانَ سخيًا، جميل الأخلاق، كثير المزح. وكان إذا خولفَ في أمرٍ يصيح ويَحْرَد. فَمَن داريَ مزاجه انتفع بهِ.
قَالَ إبراهيم نِفْطَوَيْه: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قِيلَ لبعض المجانين: في كم يتجنّن الإنسان؟
قَالَ: ذاك إلى صبيان المحلّة.
وكان حامد ثالث يوم من وزارة المقتدر قد ناظر ابن الفُرات، وجَبَهَه وأفحش لَهُ، وجذب بلحيته، وعذب أصحابه. فلمّا انعكس الدَّسْت ووَزَر ابن الفُرات تنمَّر لحامد، فليم حامد فقال: إنّ كَانَ ما عملته معكم من الأحوال السيئة بكم أثر لي خيرًا فزيدوا منه، وإن كَانَ قبيحًا، وهو الّذي أصارني إلى التمكُّن منّي، فالسعيد من وعظ بغيره.
وبعد أنّ استصفاه دَسَّ مَن سقاه سُمًّا في بيضٍ، فأتلفه إسهالٌ مُفْرِط.
نِفْطَوَيْه: نا حامد بْن العبّاس الوزير: حدَّثني سند بْن عليّ، قَالَ: كنتُ بين يدي المأمون، فعطس فلم نُشَمِّتْه.
فقال: لِمَ لَمْ تشمِّتَاني؟ قُلْنَا: أجللناك يا أمير المؤمنين.
قَالَ: لستُ من الملوك التي تتحال عَنِ الدّعاء.
قُلْنَا: يرحمك اللَّه. قَالَ: يغفر الله لكما.
__________
1 انظر: المنتظم "6/ 182، 183".(23/291)
قال الصولي: سلم حامد إلى المحسن ابن الوزير ابن الفُرات، فعذَّبه بألوان العذاب. وكان إذا شرب أَخْرَجَهُ وألبسه جلْد قرد، فيرقّص ويُصْفع، وفُعِلَ به ما يستحيى من ذكره. ثمّ أحضر إلى واسط فأُهلك. وصلّي الناسُ عَلَى قبره أيّامًا.
قَالَ أحمد بْن كامل بْن شَجَرة: تُوُفّي بواسط، ثمّ بعد أيّام ابن الفُرات نُقِل فدُفِنَ ببغداد. وسمعته يَقُولُ: وُلدت سنة ثلاث وعشرين ومائتين. وأبي من الشهاردة.
22- حمّاد بْن شاكر بْن سَوِيّة1:
أبو محمد النَّسَفيّ.
روى "الصّحيح" عَنِ الْبُخَارِيّ.
وروى عَنْ: عيسى بْن أحمد العسقلانيّ، ومحمد بن عيسى التِّرْمِذيّ.
وعنه: جماعة.
قَالَ جعفر المُسْتَغِفريّ: هُوَ ثقة مأمون. رحل إلى الشام. حدَّثني عَنْهُ بَكْر بْن محمد بْن جامع بـ"صحيح الْبُخَارِيّ"، وأبو أحمد قاضي بخاري.
ورخّ وفاته ابن ماكولا. وقيَّد جَدّه: سَوِيّة.
"حرف السين":
23- سليمان بْن حامد:
أبو أيّوب القُرْطُبيّ الزّاهد.
كَانَ يقال: إنّه من الأبدال. وكان مُجاب الدَّعوة، كبير القدر.
روى عَنْ: إبراهيم بْن باز، ومحمد بن وضّاح، وجماعة.
وكان أعبد أهل زمانه، رحمة اللَّه عَلَيْهِ.
24 - سهل بْن يحيى2:
أبو السَّرِيّ الحدّاد.
__________
1 التقييد لابن النقطة "257، 258"، والوافي بالوفيات "13/ 152"، "164"، والمشتبه في أسماء الرجال "1/ 377".
2 تاريخ بغداد "9/ 119"، "4732".(23/292)
عَنْ: الحَسَن بْن عليّ الحَلْوانيّ.
وعنه: أبو بَكْر الأبْهَريّ، وعليّ الحربيّ، وعُمَر بْن شاهين. وبقي إلى بعد هذا العام بيسير.
"حرف الشين":
25- شُعَيب بْن إبراهيم:
أبو صالح العِجْليّ النَّيْسابوريّ.
سمع: محمد بْن رافع، وعليّ بْن حرب، وعُبَيْد اللَّه بْن سعْد الزُّهْرِيّ، وطبقتهم.
وعنه: أبو زكريّا يحيى العَنْبريّ، وجماعة.
"حرف العين":
26- العبّاس بْن أحمد بْن أَبِي شحمة القَطِيعيّ1:
عَنْ: أَبِي هَمّام السَّكُونيّ، ومحمود بْن غَيْلان.
وعنه: مَخْلَد بْن جعفر، والجِعَابيّ، ومحمد بن الشِّخِّير.
وثّقه الخطيب.
27- عَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق بْن إبراهيم2:
أبو محمد المدائني الأنْماطيّ. نزيل بغداد.
سمع: الصَّلْت بْن مسعود، وعثمان بْن أَبِي شَيْبة، وأبا كامل الجحدريّ، ومحمد بن بكّار.
وعنه: الْجِعَابيّ، وابن المظفّر، وأبو بَكْر الورّاق، ومحمد بن الشِّخِّير، وابن حَيَّوَيْه.
وثقه الدارقطني.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 153"، "6622".
2 تاريخ جرجان "356"، والمنتظم "6/ 184"، والعبر "2/ 148".(23/293)
28- عَبْد اللَّه بْن عُرْوَة1:
الحافظ أبو محمد الهَرَوِيّ.
مصنف كتاب "الأقضية".
سمع: أبا سَعِيد الأشج، والحَسَن بْن عَرَفَة، ومحمد بن الوليد البُسْريّ، وخلْقًا سواهم.
وعنه: محمد بْن أحمد بن الأزهر، ومحمد بن عَبْد اللَّه السَّيّاريّ، وأبو منصور محمد بْن عَبْد اللَّه البزّاز.
29- عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن سليمان2:
أبو العبّاس الكوكّبي النَّيْسابوريّ.
واسع الرحلة، سمع: عليّ بْن خَشْرَم، وأحمد ابن أخي ابن وهب، ويونس بن عبد الأعلى، وعلي بن حرب، وجماعة.
وعنه: أبو علي الحافظ، وإسحاق بن سعد النسوي، وجماعة.
وثقه أبو عبد الله الحاكم.
30- عبد الله بن محمود السعدي3:
أبو عبد الرحمن المروزي الحافظ.
سمع: حبان بن موسى، ومحمود بن غيلان، وعلي بن حجر السعدي.
ورحل إلى العراق فأكثر عن: عُمَر بْن شبة، وهذه الطبقة.
وعنه: أبو منصور الأزهري، وأحمد بن سعيد المعداني الفقيه، وطائفة.
قال الحاكم: ثقة مأمون، وقد سمع منه إمام الأئّمة ابن خُزَيْمة، وهو من أقرانه.
31- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عمرو النصراباذي النيسابوري4:
__________
1 تذكرة الحفاظ "3/ 876، 787"، وهدية العارفين "1/ 443"، وشذرات الذهب "2/ 262".
2 الأنساب "10/ 501".
3 العبر"2/ 148"، وتذكرة الحفاظ "2/ 718"، وطبقات الحفاظ "309".
4 الأنساب "12/ 88".(23/294)
أبو محمد. من محلَّة نصراباذ.
سمع: محمد بْن رافع، ومحمد بْن أسلم الطُّوسيّ.
وعنه: أحمد بْن هارون، ومحمد بن سَعِيد المؤدِّب.
32- عَبْدان بْن أحمد بْن أَبِي صالح النهدانيّ:
بأرَّجان.
ورَّخ موته ابن مَنْدَه.
33- عليّ بْن أحمد بْن عليّ بْن عِمران الْجُرْجانيّ1:
حدَّثَ بحلب، عَنْ: بُنْدار، وأبي حفص الفلّاس، وابن مُثَنَّى.
وعنه: أبو بَكْر بْن المقرئ، وأبو أحمد بْن عديّ، وغيرهما.
سكن حلب.
34- عُمَر بْن محمد بْن بُجير بْن حازم بْن راشد الهَمْدانيّ2:
أبو حفص السَّمَرْقَنْديّ الحافظ، مصنِّف "الصحيح" و"التفسير". لَهُ الرحلة الواسعة والمعرفة التّامّة، وهو من أبناء المحدثين. فإن أباه رحال كبير روى عَنْ أَبِي الوليد، وعارم، وطبقتهما.
وعُمَرُ هذا رحلَ إلى خُراسان، والبصْرة، والكوفة، والشّام، ومصر، والحجاز، وجمع ما لم يجمعه غيره، حتّى أَنَّهُ قَالَ: رحلت إلى بُنْدار ثلاث مرّات، سَمِعْتُ منه ستين ألف حديث أو أكثر.
قلت: سمع: محمد بْن معاوية خال الدّارميّ، وعيسى بْن زُغْبة، وبِشْر بْن مُعَاذ العَقَديّ، وعَمْرو بْن عليّ، وبُندارًا، وعبد بْن حُمَيْد، وأحمد بْن عَبْدة، وطبقتهم.
وعنه: محمد بْن صابر، ومحمد بن بَكْر الدهقان، ومحمد بن أحمد بْن عِمران الشّاشيّ، ومحمد بن عليّ المؤدِّب، ومعمر بْن جبريل الكرمينيّ، وأَعْيَن بْن جعفر السَّمَرْقَنْديّ، وعيسى بْن موسى الكِسائيّ، وآخرون.
__________
1 تاريخ جرجان "299، 300" للسهمي.
2 المشبه في أسماء الرجال "1/ 48"، والعبر "2/ 149"، والبداية والنهاية "11/ 149"، والنجوم الزاهرة "3/ 209".(23/295)
ومولده سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين. ورحل سنة بضعٍ وأربعين، وحضر جنازة أحمد بْن صالح الْمَصْرِيّ؛ وهو صدوق.
وَقَدْ رَوَى عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ الْخَلالِ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ محمد، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلامٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَرْفُوعًا: "إِنَّ اللَّهَ زَادَكُمْ صَلاةً إِلَى صَلاتِكُمْ هِيَ خَيْرٌ مِنْ حُمُرِ النَّعَمِ، أَلا وَهِيَ الرَّكْعَتَانِ قَبْلَ صَلاةِ الْفَجْرِ" 1 تَفَرَّدَ بِهِ مَرْوَانُ، وَهُوَ ثِقَةٌ.
35- عَمْرو بْن محمد بْن الخليل بْن نُعَيْم العَتَكيّ النّاقد2:
عَنْ: نَصْر بْن الحُسين، وسعيد بْن أيّوب، وأحمد بْن زهير، وأبي عَبْد اللَّه بْن أَبِي حفص.
وعنه: أحمد بْن القاسم بْن عُمَيْر، وأبو عِصْمة أحمد بْن محمد الجواليقيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن إبراهيم.
مات في عاشر جمادى الآخرة.
أظنَّه بُخاريّا. ذكره الأمير.
"حرف الكاف":
36- كامل بْن مكّيّ بْن محمد بْن وردان:
أبو العلاء التَّميميّ الْبُخَارِيّ.
كَانَ يورّق عَلَى باب صالح جَزَرَة.
وسمع: الربيع المُرَاديّ، ومحمد بن عَوْف الحمصيّ.
وعنه: عَبْد اللَّه بن عزير السمرقندي.
توفي في شعبان، وقد أسن.
__________
1 ذكره الهندي في كنز العمال "19549"، وأخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 235"، بنحوه والبيهقي في السنن الكبرى "2/ 469".
2 تاريخ جرجان "165" للسهمي، والإكمال لابن ماكولا "7/ 328".(23/296)
"حرف الميم":
37- محمد بْن أحمد بن الصَّلْت1:
أبو بَكْر البغداديّ الكاتب.
روى عَنْ: وهْب بْن بقية، ومحمد بن خَالِد الطّحّان، وسوار بن عبد الله العنبري، وطبقتهم.
وعنه: الجعابي، ومحمد بن المظفر، وأبو الفضل الزهري، وأبو الحسن الحربي.
وقد سماه بعضهم أحمد بن محمد.
توفي في المحرم.
وقد وثقه عمر البصري.
38- محمد بن إسماعيل بن علي بن النعمان بن راشد2:
أبو بكر البصلاني شيخ بغداد.
ثقة جليل.
روى عَنْ: بُنْدار، وعليّ بْن الحُسين الدِّرْهَميّ.
وعنه: عبد العزيز الخرقي، وأبو القاسم بن النحاس، وعلي بن لؤلؤ.
مات في شعبان.
39- مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمَة بْن المغيرة بن صالح بن بكر السلمي النيسابوري3:
إمام الأئمة أبو بكر الحافظ.
سمع: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن حميد الرازي، وما حدَّثَ عَنْهُمَا لصغره، فإنه وُلِد في صَفَر سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين؛ ومحمود بْن غيلان، ومحمد بن أبان
__________
1 انظر: تاريخ جرجان "314" للسهمي، المنتظم "6/ 186، 187".
2 تاريخ بغداد "2/ 46"، "440".
3 الثقات "9/ 156"، والجرح والتعديل "7/ 196"، والعبر "2/ 149، 150"، والبداية والنهاية "11/ 149".(23/297)
المستملي، وإِسْحَاق بْن موسى الخطْميّ، وعتبة بْن عَبْد اللَّه اليحمدي، وعليّ بْن حُجْر، وأبا قُدَامة السَّرْخَسيّ، وأحمد بْن مَنِيع، وبِشْر بْن مُعَاذ، وأبا كُرَيْب، وعبد الجبار بْن العلاء، ويونس بن عبد الأعلى، وخلقا كثيرا.
وعنه: الْبُخَارِيّ، ومسلم في غير "الصحيح"، ومحمد بن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم شيخه، وأبو عَمْرو بْن المبارك، وإبراهيم بْن أَبِي طَالِب وَهُم أكبر منه؛ وأبو عليّ النَّيْسابوريّ، وإِسْحَاق بْن سعْد النَسَويّ، وأبو عَمْرو بْن حَمْدان، وأبو حامد أحمد بن محمد بن بالويه، وأبو بَكْر أحمد بْن مِهْران المقرئ، ومحمد بن أحمد بْن عليّ بْن نُصَيْر المعدَّل، وحفيده بْن الفضل بْن محمد بْن إِسْحَاق، وخلْق كثير.
قَالَ أبو عثمان سَعِيد بْن إسماعيل الحِيّريّ، قال: ثنا أبو بكر بن خزيمة قال: كنت إذا أردت أن أصنف الشيء دخلت الصلاة مستخيرا حتى يفتح لي فيها، ثم أبتدئ التصنيف.
وقال الزاهد أبو عثمان الحيري: إنّ اللَّه لَيْدفع البلاء عَنْ أهل هذه المدينة بمكان أَبِي بَكْر محمد بْن إِسْحَاق.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ محمد بْنُ جَعْفَرٍ: سَمِعْتُ ابْنَ خُزَيْمَةَ يَقُولُ، وَسُئِلَ: مِنْ أَيْنَ أوتيت العلم؟ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ" 1. وَإِنِّي لَمَّا شَرِبْتُ مَاءَ زَمْزَمَ سَأَلْتُ اللَّهَ عِلْمًا نَافِعًا.
وقال أبو بَكْر بْن بالوَيْه: سَمِعْتُهُ يَقُولُ، وقيل لَهُ: لو حلقت شَعْرك في الحمّام، فقال: لم يَثْبُت عندي أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل حمّامًا قطّ، ولا حلق شعرَه، إنمّا يأخذ شعري جاريةٌ لي بالمِقْراض.
وقال محمد بْن الفضل كَانَ جدّي أبو بَكْر لَا يدَّخِر شيئًا جهده، بل يُنْفقه عَلَى أهل العلم. وكان لَا يعرف سنجة الوزن، لا يميز بين العشرة والعشرين.
وقال أبو بكر محمد بْن سهل الطُّوسيّ: سَمِعْتُ الربيع بْن سليمان وقال لنا: هَلْ تعرفون ابن خُزَيْمة؟ قُلْنَا: نعم. قَالَ: استفدنا منه أكثر ممّا استفاد منّا.
__________
1 صحيح: أخرجه أحمد في مسنده "3/ 357"، وابن ماجه "3062"، والبيهقي في السنن الكبرى "5/ 202"، والدارقطني في سننه "2/ 9289، وانظر السلسلة الصحيحة "2/ 572" وصحيح الجامع الصغير وزيادته "5502".(23/298)
وقال محمد بْن إسماعيل السُّكّريّ: سَمِعْتُ ابن خُزَيْمة يَقُولُ: حضرت مجلسَ المُزَنيّ يومًا فسُئل عَنْ شبه العَمْد، فقال السائل: إنّ اللَّه وصَف في كتابه القتل صنفين عمدًا وخطأ. فلِمَ قلتم: إنّه عَلَى ثلاثة أصناف؟ يحتجُّ بعليّ بْن زيد بْن جدْعان.
فسكت المُزَنيّ. فقلتُ لمناظرة: قد روى هذا الحديث أيضًا أيّوب وخالد الحذاء.
فقال لي: فَمَن عُقْبة بْن أَوْس؟ قلت: بَصْريّ روى عَنْهُ ابن سيرين مَعَ جلالته.
فقال للمُزَنيّ: أنتَ تناظر أو هذا؟ فقال: إذا جاء الحديثُ فهو يناظر؛ لأنّه أعلم بالحديث منّي، ثمّ أتكلّم أَنَا.
وقال محمد بْن الفضل: سَمِعْتُ جدّي يَقُولُ: استأذنت أَبِي في الخروج إلى قُتَيْبة، فقال: اقرأ القرآن أوّلًا حتّى آذن لك. فاستظهرت القرآن. فقال لي: اسكت حتّى تصلّي بالختْمة. فمكثت. فلمّا عيَّدنا آذن لي، فخرجت إلى مَرْو، وسمعتُ بمَرْو الرُّوذ من محمد بْن هشام، فنُعي إلينا قُتَيْبة.
وقال أبو علي الحسين بن محمد الحافظ: لم أرَ مثل محمد بْن إِسْحَاق.
وقال ابن سُرَيْج، وذكر لَهُ ابن خُزَيْمة، فقال: يستخرج النُّكَت مِنْ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالنّقاش.
وقال أبو زكريّا العَنْبريّ: سَمِعْتُ ابن خُزَيْمة يَقُولُ: لَيْسَ لأحدٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قولٌ إذا صحّ الخبر عَنْهُ.
وقال محمد بْن صالح بْن هانئ: سَمِعْتُ ابن خُزَيْمة يَقُولُ: مَن لم يقرّ بأنّ الله عَلَى عرشه قد استوى فوق سبْعٍ سَمواته فهو كافرٌ حلال الدّم، وكان مالُه فَيْئًا.
وقال أبو الوليد الفقيه: سَمِعْتُ ابن خُزَيْمة يَقُولُ: القرآن كلامُ اللَّه، ومن قَالَ: مخلوق فهو كافر يُستتاب، فإن تابَ وإلّا قُتِل، ولا يُدفن في مقابر المسلمين.
وقال الحاكم، في علوم الحديث: فضائل ابن خُزَيْمة مجموعة عندي في أوراق كثيرة ومصنفاته تزيد عَلَى مائة وأربعين كتابًا سوى المسائل. والمصنفة أكثر من مائة جزء. وله فقه حديث بُرَيْرة في ثلاثة أجزاء.
وقال أحمد بْن عَبْد اللَّه المعدّل: سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن خَالِد الإصبهانيّ يَقُولُ: سُئل عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، عَنِ ابن خُزَيْمة فقال: ويحكم، هُوَ يُسأل عنَّا ولا نسأل عَنْهُ. هُوَ إمام يُقتَدَى به.(23/299)
وقال أبو بَكْر محمد بْن عليّ الفقيه الشّاشيّ: حضرتُ ابن خُزَيْمة، فقال لَهُ أبو بَكْر النَّقاش المقرئ: بلغني أَنَّهُ لما وقع بين المُزَنيّ وابن عَبْد الحَكَم، قِيلَ للمُزَنيّ: إنّه يردّ عَلَى الشّافعيّ، فقال: لَا يُمكنه إلّا بمحمد بْن إِسْحَاق النَّيْسابوريّ.
فقال أبو بَكْر: كذا كَانَ.
وقال الحاكم: سَمِعْتُ أبا سعد عَبْد الرَّحْمَن بْن المقرئ: سَمِعْتُ ابن خُزَيْمة يَقُولُ: القرآن كلام اللَّه ووحْيه وتنزيله غير مخلوق. ومن قَالَ: إنّ شيئًا من تنزيله ووحيه مخلوق، أو يَقُولُ: إنّ أفعاله تعالى مخلوقه، إنّ القرآن محدث فهو جَهْميّ.
ومن نظر في كُتُبي بْان لَهُ أنّ الكلابية كذبة فيما يحكون عنّي، فقد عرف الخلْق أَنَّهُ لم يصنف أحدٌ في التوحيد والقدر وأصول العلم مثل تصنيفي.
وقال أبو أحمد حُسَيْنَك: سَمِعْتُ إمام الأئمّة ابن خُزَيْمة يحكي عَنْ عليّ بْن خَشْرَم، عَنْ إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه أنه قَالَ: أحفظ سبعين ألف حديث. فقلت لابن خُزَيْمة: فكم يحفظ الشَّيْخ؟ فضربني عَلَى رأسي، وقال: ما أكثر فضولك.
ثمّ قَالَ: يا بُنيّ، ما كتبت سوادًا في بياض إلا وأنا أعرفه.
قال: وحكى أبو بِشْر القطّان قَالَ: رأى جارٌ لابن خُزَيْمة من أهل العلم كأنّ لوحًا عَلَيْهِ صورة نبّينا صلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وابن خُزَيْمة يعتقله، فقال المعبّر: هذا رجلٌ يُحْيى سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَدْ نقل الحاكم أنّ ابن خُزَيْمة عمل دعوةً عظيمة ببستان، فمرّ في الأسواق يعزم عَلَى التُّجّار، فبادروا معه وخرجوا، ونقل كلّ ما في البلد من المأكل والشِّواء والحلْواء. وكان يومًا مشهودًا بكثرة الخلْق، لم يتهيأ مثله إلّا لسلطان كبير.
قَالَ: الْإِمَام أبو عليّ الحافظ: كَانَ ابن خُزَيْمة يحفظ الفِقْهيّات من حديثه، كما يحفظ القارئ السُّورة.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: كَانَ ابن خُزَيْمة إمامًا ثَبْتًا معدوم النّظير.
تُوُفّي ابن خُزَيْمة في ثاني ذي القعدة. وقد استوعب أخباره الحاكم أبو عبد الله في "تاريخ نَيْسابور"، وفيها أشياء كيّسة وأخبار مفيدة.
ذكر ابن حِبّان أَنَّهُ لم يرَ مثل ابن خُزَيْمة في حِفْظ الإسناد والمَتْن، فأخبرنا ابن(23/300)
الخلّال، أَنْبَأَ ابْنُ اللُّتِّيِّ، أَنَا أَبُو الْوَقْتِ، أَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الأَنْصَارِيُّ، أَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن صالح، نا أَبِي، نا محمد بْن حِبّان التَّميميّ قَالَ: ما رأيتُ عَلَى وجه الأرض مَن يُحسن صناعة السُّنَن ويحفظ ألفاظها الصِّحاح وزياداتها، حتّى كأنّ السُّنَن كلّها بين عينيه إلّا محمد بْن إِسْحَاق فقط.
40- محمد بْن زكريّا الرّازيّ1:
الطبيب العلّامة في علم الأوائل، وصاحب المصنّفات المشهورة المنتشرة، أبو بَكْر.
تُوُفّي ببغداد، وكان عَلَى مارستان بغداد في زمن المكتفي.
وكان في صباه مغنيًا بالعود، ثمّ أقبل عَلَى قراءة كتب الفلسفة والطّبّ، فبلغ فيه الغاية.
صنَّف "الحاوي" في نحو ثلاثين مجلدًا في الطب، و"كتاب الجامع" وهو كبير، و "كتاب الأعصاب"، و"المنصوري"، وغير ذَلِكَ.
وطال عمره.
وقيل: إنّه إنّما اشتغل بعد أنّ صار ابن أربعين سنة، وأضَرَّ في آخر عمره.
وكان اشتغاله عَلَى أبي الحسن علي بن زبن الطَّبَريّ صاحب التّصانيف الطّبّيّة.
41- محمد بْن شادَل بْن عليّ2:
أبو العبّاس النَّيْسابوريّ.
مولى بُنيّ هاشم.
كُفّ بصره بعد الثمانين.
سمع: إِسْحَاق بن راهويه، وعمر بْن زُرارة، وأبا مُصْعَب، وهَنَّاد بْن السَّرِيّ، ولُوَيْنًا.
وعنه: أحمد بْن الخضر، وعَبْد اللَّه بن سعد، ويوسف الميانجي، وأحمد بن سهل الأنصاري، والشيوخ بعدهم.
__________
1 طبقات الحكماء لابن جلجل "77"، ووفيات الأعيان "5/ 157-161"، والأعلام "6/ 130"، وكشف الظنون "577".
2 العبر "2/ 150"، وشذرات الذهب "2/ 263".(23/301)
وقال طاهر بْن أحمد الورّاق: إنّه نَيَّف عَلَى المائة سنة وتُوُفّي في ربيع الأوّل سنة إحدى عشرة. وإنه كَانَ يختم القرآن في كلّ يوم.
وقال غيره: تُوُفّي في صَفَر سنة تسعٍ، فالله أعلم.
وقعَ لنا من طريقه جزء إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، رواه عَنْهُ أبو أحمد الحاكم، وقال: كَانَ صحيح الُّأصول، سمع ابن رَاهَوَيْه، ومحمد بن عثمان العثمانيّ. سألنا أبا العبّاس الماسرجسي عَنْهُ، فثبت سماعه من إِسْحَاق.
42- محمد بْن مكّيّ بْن محمد بْن سليمان الخَوْلانيّ:
مولاهم الْمَصْرِيّ.
عَنْ: يونس بْن عَبْد الأعلى.
43- محمد بْن يَزْداد بْن أدين:
يُكنّى أبا جعفر.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر بْن عَبْدان الحافظ، ومحمد بن أحمد بْن السَّرِيّ، وهبة اللَّه بْن الحَسَن القاضي، وآخرون.
وهو فارسيّ من أهل جُور.
سمع: عَبْده الصّفّار، وبِشْر بْن آدم، وجماعة.
وحدَّث.
44- مظفر بْن عاصم بْن أَبِي الأغرّ1. أبو القاسم البَجَليّ.
كذّاب، حدّث في هذا العام ببغداد، وزعم أَنَّهُ ابن مائة وتسعةٍ وثمانين سنة وأشهر، وأنّه سمع من: حُمَيْد الطويل، ومن مكلبة بخوارزم. وزعم أنّ لمكلبة صحبة.
روى عنه من لا يستحيي كعمر بْن محمد بْن إبراهيم، ومحمد بن محمد بْن مُعَاذ، وغيرهما.
كذّبه ابن الْجَوْزيّ، وغيره.
__________
1 تاريخ بغداد "13/ 127"، "7112"، والميزان "4/ 131"، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي "3/ 126".(23/302)
وفيات سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة:
"حرف الألف":
45- أحمد بْن الحَسَن بْن هارون1:
أبو بَكْر الخّراز الكوفيّ، ثمّ البغداديّ الصّبّاحيّ.
عَنْ: عَمْرو بْن الفلّاس، ومحمد بن منصور الطُّوسيّ.
وعنه: عليّ بْن عُمَر السُّكّريّ، والطَّبَرانيّ، والحَسَن بْن رشيق، وأبو عُمَر بْن فَضَالَةَ، وآخرون.
وثفه الخطيب.
46- أحمد بْن الحُسين بْن أحمد2:
أبو عبد الله الكَرْخيّ الْمُعَدَّلُ.
سمع من حسين الكرابيسيّ تصانيفه؛ ومن: إِسْحَاق بْن موسى، وغير واحد.
وعنه: عليّ بْن لؤلؤ، وابن المظفّر، لكنْ سمَّى أَبَاهُ حسينًا.
مات في جُمَادَى. أرّخه ابن قانع.
47- أحمد بْن زكريّا3. أبو حامد النَّيْسابوريّ:
نزل بغداد، وحدَّثَ عَنِ الذُّهْليّ، وابن وَارَةَ، وأحمد بْن يوسف السُّلَميّ.
وعنه: ابن لؤلؤ، ومحمد بن المظفّر.
وهو موثَّقٌ نبيل.
48- أحمد بْن عَمْرو الألْبيريّ:
الحافظ بالأندلس.
فيها، وقد مر.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 87"، والمعجم الصغير للطبراني "1/ 50".
2 تاريخ بغداد "4/ 100"، "1752".
3 تاريخ بغداد "4/ 161"، "1838".(23/303)
49- أحمد بْن محمد بْن الأزهر بْن حُريث1:
أبو العبّاس السِّجْزيّ.
سمع: عليّ بْن حُجْر، وسعيد بْن يعقوب الطّالقانيّ، وإِسْحَاق الكَوْسَج، ومحمد بن رافع، وأبا حفص الفلاس، وطبقتهم.
واتهمه بالكذِب أبو قُرَيْش الحافظ فإنه قَالَ: حججت معه سنة ستٍّ وأربعين ومائتين، فلمّا بلغنا أنّ محمد بْن مُصَفَّى قد حجّ صرْنا إلى رحْلة في منزلة الدّمشقيَّيْن بمِني، فلم نصل، ثمّ قصدناه بمكة فقال: تعالوا غدًا. فبكرت أنا وأبو العباس بْن الأزهر إِلَيْهِ، فإذا بهِ قد رحل من الليل. وقد بلغني الآن أنّ ابن الأزهر يحدّث عَنِ ابن مُصَفَّى.
قلت: روى عَنْهُ أبو بَكْر بْن عليّ الحافظ، وعبد العزيز بْن محمد بْن مُسْلِم، وجماعة.
50- أحمد بْن محمد بْن زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن2:
أبو القاسم بْن شبطون الَّلخْمي القُرْطُبيّ المالكيّ.
من كبار العلماء ذوي الأموال.
ولي القضاة مدّة.
أخذ عَنِ ابن وضّاح.
51- أحمد بْن محمد بْن عثمان بْن شبيب:
أبو بَكْر الرّازيّ.
نزيل مصر. قرأ القرآن عَلَى: الفضل بْن شاذان، وأحمد بْن أَبِي شُرَيْح.
وسمع: أبا زُرْعة الرّازيّ.
سمع منه: الحَسَن بْن رشيق، وأحمد بْن عُمَر الدّاجُونيّ، وأحمد بْن محمد المهندس.
توفي في ربيع الأول.
__________
1 المجروحين "1/ 163، 165"، والميزان "1/ 130-132".
2 تقدمت ترجمته في وفيات السنة المتقدمة برقم "10" من هذا الجزء.(23/304)
52- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الهَيْثَم الدُّوريّ1:
أبو بَكْر الدّلّال.
بغداديّ، سمع: أحمد بْن مَنِيع، وعبد الرحمن بْن يونس السّرّاج.
وعنه: أبو بكر الأبهري، وابن المظفر، وغيرهما.
وهو إن شاء الله أحمد بن محمد بن الهيثم الدوري الدقاق حدَّثَ في سنة ثمانٍ هذه عَنْ أحمد بْن مَنِيع، وأحمد بْن عَبْدة، وسلم بْن جُنَادَةَ.
وعنه: أبو الفضل الزهري، وابن المظفر، وابن شاهين.
صالح الحديث.
53- إبراهيم بن حمش النيسابوري2:
أبو إسحاق الزاهد الواعظ.
سمع: محمد بن مقاتل الرازي، والحسن بن عيسى بن ماسرجس، ومحمد بن رافع.
وعنه: ابنه أبو عبد الله، وجماعة.
تُوُفّي فِي رمضان.
54- إِبْرَاهيمُ بْن مُحَمَّد بْن إبراهيم بن جعفر الكندي الصيرفي3:
روى عَنْ: الفلّاس، ومحمد بن المُثَنَّى، وعبده الصّفّار.
وعنه: أبو عمر بن حَيَّوَيْهِ، ومحمد بن عبد الملك بن الشخير.
وثقه الدارقطني.
يعرف بابن الخنازيري.
55- إسحاق بن بنان بن معن الأنماطي4:
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 116"، "2527".
2 البداية والنهاية "11/ 151"، وفيه: "إبراهيم بن خميس" والمنتظم "6/ 190" وفيه "خَمش".
3 تاريخ بغداد "6/ 157"، "3201".
4 تاريخ بغداد "6/ 390"، والمنتظم "6/ 190".(23/305)
بغدادي، سمع: أبا همّام، وإِسْحَاق بْن أَبِي إسرائيل. وعنه: عليّ بْن لؤلؤ، وابن البّواب المقرئ.
ووثّقه الدَّارَقُطْنيّ.
56- إِسْحَاق بْن أحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه. أبو يعقوب النَّسَفيّ القاضي:
عَنْ: عليّ بْن خَشْرَم، ومحمود بْن آدم، وغيرهما.
وعنه: عَبْد المؤمن بْن خَلَف الحافظ.
57- إِسْحَاق بْن محمد بْن إبراهيم بْن حكيم الإصبهانيّ1:
أخو أَبِي عَمْرو أحمد بْن محمد بْن مَمّك.
سمع: محمد بْن عاصم الثَّقْفيّ، وأبا أمية الطَّرَسُوسيّ.
وكان يحفظ ويصنّف.
روى عَنْهُ: أبو أحمد العسّال.
"حرف الحاء":
58- حَزْم بْن وهْب بْن عَبْد الكريم:
أبو وهب الأندلسي.
توفي في رمضان.
59- الحَسَن بْن عليّ بْن نَصْر2:
أبو عليّ الطُّوسيّ.
سمع: محمد بْن رافع، وإِسْحَاق الكَوْسَج، ومحمد بن بشّار، والزُّبَير بْن بكّار، وأبا موسى الزَّمِن، وطائفة سواهم.
وعَنْهُ: محمد بْن جعفر البُسْتيّ، وأحمد بْن محمد بْن عَبْدُوس، وأبو سهل محمد الصُّعْلُوكيّ، وجماعة.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "1/ 219، 220".
2 تاريخ جرجان "184، 185" للسهمي، والميزان "1/ 509"، وشذرات الذهب "2/ 264".(23/306)
وكان يُعرف بكَرْدُوش.
وحدَّثَ بَقْزوين.
قَالَ الخليلي: سَمِعْتُ عَلَى عشرةٍ من أصحابه، وله تصانيف تدلّ عَلَى معرفته.
وقد روى عَنْهُ الحافظ أبو حاتم الرّازيّ أحد شيوخه حكايات.
وروى عَنْهُ أبو أحمد الحاكم.
وقد تكلّموا في روايته كتاب "الأنساب" للزُّبَيْر بْن بكّار.
60- الحَسَن بْن محمد بْن حسين بْن هزاريّ1:
أبو عليّ الأشعري الإصبهانيّ.
سمع: إسماعيل بْن يزيد القطّان، وأحمد بْن بُدَيْل.
وعنه: محمد بْن جعفر، وأبو أحمد العسّال، وابن المقرئ، وأبو بَكْر الطّلْحيّ، وجماعة.
61- الحُسين بْن أحمد بْن حفص بْن عَبْد اللَّه النَّيْسابوريّ. أبو عليّ:
سمع: محمد بن رافع، وعلي بن خشرم.
وعنه: أبو القاسم بْن المؤمِّل، وأبو عليّ الحافظ.
62- الحُسين بْن إدريس بْن عَبْد الكبير2:
أبو عليّ الغَيْفيّ الْمَصْرِيّ.
وغَيْفة: من قرى مصر.
سمع: سَلَمَةَ بْن شبيب، وغيره.
وتُوُفّي بمكّة في شهر رمضان.
63- الحُسين بْن علي بْن حَسَن بْن عليّ بْن عُمَر بْن زين العابدين عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب الحسيني:
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "1/ 268".
2 الأنساب "9/ 203"، واللباب "2/ 398".(23/307)
الكوفيّ المعروف بالزَّيْديّ.
قَالَ أبو سَعِيد بْن يونس: كتبت عَنْهُ، وكان ثقة ديِّنًا. قدِم علينا وثنا عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حاتم بْن إسماعيل، وأبي ضَمْرَةَ.
"حرف السين":
64- سُفْيَان بْن هارون القاضي1:
عَنْ: فضل بْن سهل الأعرج، والعبّاس البَحْرانيّ.
وعنه: محمد بْن المظفَّر.
65- سليمان بْن عَبْد السّلام القُرْطُبيّ2:
خيّر، فاضل.
سمع من: محمد بْن أحمد العُتْبيّ، ويحيى بْن إبراهيم بْن مزيّن.
وحدَّثَ.
روى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن محمد الباجيّ.
"حرف العين":
66- عَبَّاس بْن الفضل النَّيْسابوريّ المحمداباذيّ3:
سمع: عليّ بْن الحَسَن الهلاليّ، وأحمد بْن يوسف، وعبّاس الدُّوريّ.
وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إِسْحَاق المزكي.
67- عليّ بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن الْحَسَن بْن الفرات4:
أبو الحسن الوزير.
وزر للمقتدر بالله ثلاث مرات.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 186".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 186"، وجذوة المقتبس "225" للحميدي.
3 الأنساب "10/ 168، 169".
4 تاريخ الطبري "10/ 145"، والتنبيه والإشراف "329"، والنجوم الزاهرة "3/ 207، 208".(23/308)
الأولى سنة ستٍّ وتسعين ومائتين. ثمّ نُكب ونُهب. ثمّ استغلَّ من أملاكه إلى أنّ أُعيد إلى الوزارة سبعة آلاف ألف دينار؛ لأنه فيما بلغنا كان يستعمل من ضياعه في العام ألفي ألف دينار.
وذكروا عَنْهُ أَنَّهُ كتب إلى الأعارب أنّ يكبسوا بغداد، فالله أعلم.
ووزر في سنة أربع وثلاثمائة، وخلع عليه سبع خلع، وسُقي في ذَلِكَ اليوم والليلة في داره أربعون ألف رطل ثلج.
ثمّ قُبِض عَلَيْهِ بعد سنةٍ ونصف، ثمّ ولي بعد خمس سنين، فقتلَ الوزيرَ الّذي كَانَ قبله حامد بْن العبّاس، وسفك الدّماء وبدّع. ثمّ أُمْسِك بعد سنةٍ في ربيع الأولى في هذه السنة.
قَالَ الصُّوليّ: مَدَحته بقصيدةٍ فنالني منه ستّمائة دينار، وكان هُوَ وأخوه أبو العبّاس عُجَبًا في معرفة حساب الدّيوان.
وكان أبو الحَسَن يُجري الرِّزقَ عَلَى خمسة آلاف من أهلِ العلم والدّين والفقراء والمستورين، أكثرهم مائة دينار في الشهر، وأقلهم خمسة دراهم.
ثمّ تولّّى قتله نازوك صاحب الشُّرطة. قتلهُ هُوَ وابنه المحسّن بْن عليّ في ربيع الآخر.
وعاش أبو الحَسَن إحدى وسبعين سنة.
68- عَبْد اللَّه بْن عَبْد السّلام بْن بُنْدار الإصبهانيّ1:
أبو محمد الزّاهد.
تُوُفّي بالبادية حاجًّا.
سمع: يونس بْن عَبْد الأعلى، وبحر بْن نَصْر.
وعنه: أبو الشَّيْخ، وعَبْد اللَّه بْن محمد بْن مَنْدُوَيْه، وابن المقرئ، وآخرون.
69- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن عَبّاد2:
أبو محمد الثقفي الهمذاني عبدوس.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 69، 70".
2 تذكرة الحفاظ "2/ 773، 774"، وشذرات الذهب "2/ 265".(23/309)
عَنْ: محمد بْن عُبَيْد الأَسَديّ، وزياد بْن أيّوب، وحُمَيْد بْن الربيع، وأبي سَعِيد الأشجّ، ويعقوب الدورقي، وطائفة.
وعنه: أحمد بن عُبَيْد الأَسَديّ، وجبريل المعدّل، ومحمد بن حَيَّوَيْه بْن المؤمِّل، وأبو أحمد الغِطْريفيّ، ومحمد بن الفَرَج المعدّل.
قَالَ صالح بْن أحمد: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كَانَ عَبْدُوس ميزان بلدنا في الحديث.
تُوُفّي في صفر.
70- عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد البغداديّ1:
أبو العبّاسّ الصَّيْرفي.
سمع: عَبْد الأعلى بْن حمّاد، ومحمد بن سليمان لُوَيْن.
وعنه: أبو الحَسَن البّواب، وابن أَبِي سَمُرَة، وأبو الحَسَن الحربيّ.
وكان صدوقًا.
71- عُبَيْد اللَّه بْن عليّ بْن إبراهيم العلويّ البغداديّ2:
نزيل مصر.
ذكره ابن يونس فقال: روى عَنِ البغداديّ. وعلت سنة.
ويقال: إنّه عنده عَنْ إبراهيم بْن المنذر الحزاميّ. لم نكتب عنه، وكان عنده كُتُب فِقْه للشيعة يرويها.
تُوُفّي في رجب.
72- عليّ بْن الحَسَن بْن خَلَف بْن قُديد3:
أبو القاسم الْمَصْرِيّ.
محدِّث موثَّق مشهور.
سمع: محمد بن رمح، وحرملة، وجماعة.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 346"، والمنتظم "6/ 190".
2 تاريخ بغداد "10/ 346، 347"، "5486".
3 العبر "2/ 153"، وحسن المحاضرة "1/ 367".(23/310)
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة. ووُلِد سنة تسعٍ وعشرين ومائتين.
روى عَنْهُ: ابن يونس، وأبو بكر بن المقرئ، وخلْق كثير من الرّحّالة.
73- عُمَر بْن أَبِي حسّان عَبْد اللَّه بْن عَمْرو الزّياديّ البغداديّ1:
ثقة: سمع: إِسْحَاق بْن أَبِي إسرائيل، والمفضل بْن غسّان الغلابيّ، وزيد بْن أخزم.
وعنه: زوج الحُرّة محمد بْن جعفر، وابن المظفّر، وعليّ بْن لؤلؤ، وابن شاهين.
ويقال: تُوُفّي سنة 14.
"حرف الميم":
74- محمد بْن دُبَيْس بْن بكّار المقرئ البُنْدار2:
بغداديّ.
سمع: الوليد بْن شجاع، وأبا هشام الرّفاعيّ.
وعنه: عُمَر بْن بِشْران، وعَبْد اللَّه بْن الحَسَن النّحّاس.
75- محمد بْن سليمان بْن فارس3:
أبو أحمد النَّيْسابوريّ الدّلّال.
كَانَ ذا ثروة وتجارة واسعة، فذهبت، فاشتغل بالدّلالة.
وقد كَانَ أنفق عَلَى طلب العلم أموالًا كثيرة.
سمع: محمد بن رافع، والحسين بْن عيسى البِسْطاميّ، وأبا سَعِيد الأشجّ، وعُمَر بْن شَبَّة، وطبقتهم.
وعنده نزل أبو عبد الله الْبُخَارِيّ لمّا قدِم نَيْسابور، فقرأ عَلَيْهِ من أول تاريخه إلى ترجمة فضيل.
__________
1 المنتظم "6/ 190"، وتاريخ بغداد "11/ 224".
2 تاريخ بغداد "5/ 270".
3 الأنساب "5/ 386".(23/311)
روى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن سعْد، ومحمد بن صالح بْن هانئ، وطائفة.
وسُئل أبو عبد الله بْن الأخرم عَنْهُ فقال: ما أنكرنا إلّا لسانَه فإنه كَانَ فحّاشًا.
76- محمد بْن سُفْيَان بْن عَبْد اللَّه بْن بَيَان النَّيْسابوريّ:
أبو عَبْد الرَّحْمَن.
سمع: الذُّهْليّ، وعَبْد اللَّه بْن هاشم الطُّوسيّ، وعُمَر بْن شَبَّة، والرَّماديّ، وجماعة.
وعنه: أبو الفضل محمد بْن إبراهيم، وعَبْد اللَّه بْن سعْد، وأبو بَكْر بْن جعفر النَّيْسابوريُّون.
77- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قاسم القُرْطُبيّ1:
سمع من: بَقِيّ بْن مَخْلَد مسندَه وتفسيرَه.
وسمع من: عمه القاسم بْن محمد.
روى عَنْهُ: ابن أخي ربيع، وخالد بْن سعْد.
وكان فاضلًا فيه زهْد.
78- محمد بن عُبَيْد الله بن يحيى بن خاقان2:
الوزير أبو عليّ. كَانَ أكبر ولد أَبِيهِ.
أحضره المعتمد عَلَى اللَّه بعد موت أَبِيهِ عُبَيْد اللَّه، فقلّده مكانه. فلم ينهض بالأمور، وعُزل بعد أسبوع، واستوزر الحَسَن بْن مَخْلَد.
ثمّ بقي بطّالًا مدّةً طويلة إلى أنّ وزر بعد عزل ابن الفُرات في سنة تسعٍ وتسعين ومائتين.
فأقام في الأمر سنة، ثمّ عُزل لعجزه ولينه، وطُلِبَ من مكّة عليّ بْن عيسى، فولي الأمر في عاشر المحرم سنة إحدى وثلاثمائة.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 33" لابن الفرضي.
2 صلة تاريخ الطبري "106"، وتكملة تاريخ الطبري "48"، والكامل في التاريخ "8/ 151".(23/312)
روى عَنْهُ: محمد بْن يحيى الصُّوليّ.
وطال عُمره، وتغيّر ذهنه.
تُوُفّي فِي ربيع الأوَّل.
79- محمد بْن محمد بْن سليمان بْن الحارث1:
أبو بَكْر الواسطيّ الحافظ ابن الباغَنْديّ.
سمع: عليّ بْن المَدِينيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، وشَيْبان بْن فَرُّوخ، وسُوَيْد بْن سَعِيد، وهشام بن عمّار، والحارث بْن مسكين، وخلقًا كثيرًا بمصر، والشّام، والعراق.
وعُني بهذا الشّأن أتمّ عناية. وسكن بغداد.
روى عَنْهُ: دَعْلَج، ومحمد بن المظفّر، وعُمَر بْن شاهين، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وعليّ بْن القاضي المَحَامليّ، وأبو بَكْر أحمد بْن عَبْدان الشِّيرازيّ، وأبو الحَسَن عُبَيْد اللَّه بْن البّواب، وخلْق كثير.
قَالَ أبو بَكْر الخطيب: بلغني أنّ عامّة ما حدَّثَ بهِ كَانَ يرويه من حِفْظِه.
وقال أبو بَكْر الأَبْهَريّ، وغيره: سمعنا أبا بَكْر بْن الباغَنْديّ يَقُولُ: أجبتُ في ثلاثمائة ألف مسالة في حديث النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ ابْنُ شاهين: قام أبو بَكْر بْن الباغَنْديّ ليُصَلّي، فكبّر ثمّ قَالَ: ثنا محمد بْن سليمان، فسبّحنا بهِ، فقرأ.
وقال أبو بَكْر الإسماعيليّ: لَا أتَّهِمُه بالكذِب، ولكنّه خبيث التّدليس ومصحِّف أيضًا.
وقال أبو بَكْر الخطيب: رأيتُ كافّة شيوخنا يحتجّون بهِ ويُخرجونه في الصّحيح.
وقال محمد بْن أحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة الحافظ: هُوَ ثقة. لو كَانَ بالمَوْصل لخَرَجْتم إِلَيْهِ؛ ولكنّه ينطرح عليكم.
__________
1 تاريخ جرجان "203، 513"، للسهمي، والضعفاء والمتروكين "3/ 97" لابن الجوزي، والميزان "4/ 26، 27"، "8130"، والأعلام "7/ 19".(23/313)
وقال أبو القاسم حمزة السَّهْميّ: سألت أحمد بْن عَبْدان عَنِ الباغَنْديّ، فقال: كَانَ يخلِّط وكان يدلِّس. وهو أحفظ من أَبِي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد. وسألت الدَّارَقُطْنيّ عَنْهُ. فقال: كَانَ كثير التّدليس يحدِّث بما لم يسمع.
وسمعتُ أحمد بْن عَبْدان: سَمِعْتُ أبا عَمْرو الرّاسبيّ يَقُولُ: دخلت أَنَا وعَبْد اللَّه بْن مُظاهر عَلَى الباغَنْديّ، فأخرج إلينا من تخريجه، فقال لَهُ ابن مُظَاهر: يا أبا بَكْر، اقبل نصيحتي وادفع إليَّ تخريجك أغرّقه، وأُخرج لك ما تصير بهِ أبا بَكْر بْن أَبِي شَيْبة.
ثمّ قَالَ لي ابن مُظَاهر: هذا لَا يكذب، ولكنّه شَرِه، يَقُولُ فيما لم يسمعه: أَنْبَأَ.
وقال الدَّارَقُطْنيّ في "الضعفاء": هُوَ مدلّس يخلّط ويسمع من بعض أصحابه عَنْ شيخ، ثمّ يُسقط ذِكْر صاحبه. وهو كثير الخطأ.
وقال أبو القاسم اللّالكائي: يُذكر أنّ الباغَنْديّ يسرد الحديث من حَفْظِه كَسْرد التّلاوة السريعة حتّى تسقط عمامته.
وسمعنا في "مُعْجَم ابن جُمَيْع" قَالَ: ثنا أحمد بْن محمد بالأهواز، قَالَ: كنّا عند إبراهيم بْن موسى الْجَوْزيّ، وعنده أبو بَكْر الباغَنْديّ ينتقي عَلَيْهِ، فقال لَهُ إبراهيم: هُوَ ذا تُضْجِرُني. أنت أكثر حديثًا منّي وأَحْفظ.
فقال لَهُ: قد حُبِّبَ إليّ هذا الحديث. حسْبُك إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النّوم، فلم أقل لَهُ: ادْعُ اللَّه لي، وقلت: يا رسول اللَّه أيّما أَثْبَتُ فِي الْحَدِيثِ، مَنْصُورٌ أَوِ الأَعْمَشُ؟ فَقَالَ: منصور منصور1.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: إنّه سمع أبا بَكْر الباغَنْديّ أملى عليهم في الجامع في حديث: "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرض" هُوِيًّا، بياء مشددة، صحفها.
تُوُفّي في ذي الحجّة من السنة في العشرين منه. وأوّل سماعه من أَبِيهِ سنة سبعٍ وعشرين ومائتين.
80- محمد بْن هارون بْن حُمَيْد2. أبو بَكْر بن المجدر البغدادي:
__________
1 معجم الشيوخ لابن جُمَيع "178"، والمنتظم "6/ 194".
2 ميزان الاعتدال "4/ 57"، "8278"، والنجوم الزاهرة "3/ 213".(23/314)
سمع: بشر بن الوليد، وداود بن رشيد، وعبد الأعلى النَّرْسيّ، وأبا الربيع الزَّهْرانّي، ومحمد بن يحيى العَدَنيّ.
وعنه: محمد بْن المظفّر، وابن حَيَّوَيْه، وأبو الفضل الزُّهْرِيّ، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وجماعة.
وكان يُعرف بالانحراف عَنْ عليّ رضى الله عنه.
تُوُفّي في سلخ ربيع الآخر.
وثّقه الخطيب.
81- موسى بْن عَبْد الملك بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حمّاد:
أبو العبّاس البزّاز الْمَصْرِيّ. مولى قُرَيش. يُنسَب إلى ولاء عثمان رضى الله عنه.
روى عَنْ: يونس بْن عَبْد الأعلى.
وكانت القُضاة تقبله ولم يكن بذاك في الحديث.
مات في شوّال سنة اثنتي عشرة.
"الكنى":
82- أبو محمد الْجُرِيريّ1. شيخ الصُّوفيّة:
تُوُفّي فيها، وقيل: في السنة الماضية كما مر.
وهو من كبار مشايخ الصُّوفيّة.
واختُلِفَ في اسمه، فذكره الخطيب في تاريخه في الأحمدين، فقال: أحمد بْن محمد بْن الحَسَن أبو محمد الْجُرِيريّ، سمع شيئًا من السَّرِيّ السَّقَطيّ.
وقيل: اسمه: الحَسَن بْن محمد؛ وقيل: عَبْد اللَّه بْن يحيى. ولا يكاد يُعرف إلّا بالكنْية.
كَانَ الْجُنَيْد يُكْرمه ويُبَجّله. وإذا تكلّم الْجُنَيْد في الحقائق قال: هذا من بابه أبي محمد الجريري.
وكان من كبار مشيخة القوم ببغداد. ولما توفي الجنيد أقعدوه في مجلس الجنيد.
__________
1 حلية الأولياء "10/ 347، 348"، والرسالة القشيرية "23"، والبداية "11/ 148".(23/315)
وقيل: قعد بإشارة الْجُنَيْد بذلك1.
وقال أبو الحسن بْن مُقْسِم: مات الْجَرِيريّ سنة وقْعة الهبير. مات عَطَشًا.
بَلَغَنَا أَنَّهُ أُحْضِرَ إِلَيْهِ شَرْبة، فنظر إلى من حوله وقال: كيف أشرب وهؤلاء يلتفون حولي؟ أعطه مَن شئت، فإنْ كَانَ يصحّ في وقتٍ إيثارٌ، ففي مثل هذا الوقت.
قال السلمي في تاريخه: سمعن عَبْد اللَّه بْن عليّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الوجيهيّ يَقُولُ: قَالَ أبو عليّ الرُّوذَبَاريّ: قدمت من مكة، فبدأت بالجنيد لكيلا يتغنى، ثمّ مضيت إلى البيت، فلمّا سلّمتُ من الفجر إذا هُوَ خلفي في الصّفْ، فقلت: يا أبا القاسم، إنما جئتك أمس لكيلا تتعنّي. فقال: هذا حقّك، وذاك فضلٌ منك.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: مات أبو محمد في سنة قَطَع ابن الْجَنَّابي عَلَى الوفد في الهَبِير في سنة اثنتي عشرة.
زادَ غيره: في المحرَّم.
وروى أبو الحَسَن السَّيْروانيّ أنّ أبا محمد الْجَرِيريّ دخل البادية مَعَ أَبِي العبّاس بْن عطاء عام الهَبِير، فلمّا وقعت الفتنة قَالَ لَهُ أبو العبّاس: يا أبا محمد، ادْعُ اللَّه.
فقال الْجَرِيريّ: إذا أراد إظهار حُكْم في عبادة قيَّد ألسنة أوليائه حتّى لَا يدعوه، فإنّه يستحيي أنّ يردّهم.
وقيل: إنه وطئته الجمال، فمات حين الواقعة.
وقال أحمد بْن عطاء الرُّوذَبَاريّ: اجتزتُ بهِ بعد سنة وقد يبس، وهو مُسْنِد رُكْبته إلى صدره، وهو يشير بإصبعه إلى الله تعالى2.
وفيات سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة
"حرف الألف":
83- أحمد بْن إسماعيل بْن خَالِد3:
__________
1 طبقات الصوفية "259".
2 تاريخ بغداد "4/ 434".
3 تاريخ جرجان "93" للسهمي.(23/316)
أبو العبّاس الْجُرْجانيّ الفارض، الصّوَّاف.
عَنْ: عَبَّاس الدُّوريّ، وأحمد بْن خَالِد الدّامغانيّ.
وعنه: ابنه محمد، وأبو بَكْر الإسماعيليّ.
84- أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن سابور1:
أبو العبّاس الدّقاق.
بغداديّ ثِقَة.
سمع: أبا بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، وأبا نُعَيْم عُبَيْد بْن هشام، ونصر بْن عليّ.
وعنه: ابن حَيَّوَيْه، وأبو بَكْر الأَبْهَريّ، وابن المقرئ.
85- أحمد بْن عَبْدان الهَمْدانيّ المقرئ:
الزّاهد.
رحل وسمع: إِسْحَاق الدَّبَريّ، وعلي بْن عَبْد العزيز.
86- أحمد بْن محمد بْن بَطّة بْن إِسْحَاق بْن إبراهيم المَدِينيّ2:
ورّخه أبو نُعَيْم في تاريخه، ولم يَزِد.
87- أحمد بْن محمد بْن الحُسين3:
أبو العبّاس الماسَرْجسيّ ابن بِنْت الحَسَن بْن عيسى بْن ماسَرْجس.
سمع منه، ومن: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وشَيْبان بْن فَرُّوخ، والربيع بْن ثعلب، ووهْب بْن بقيّة.
وعنه: أبو عليّ النَّيْسابوريّ، وأبو إِسْحَاق المُزكّيّ، وأبو سهل الصُّعْلُوكيّ، وجماعة غيرهم.
تُوُفّي في صفر؛ وقد أكثرَ عَنْهُ أبو أحمد الحاكم.
__________
1 العبر "2/ 155"، وشذرات الذهب "2/ 266".
2 ذكر أخبار أصبهان "1/ 133".
3 العبر "2/ 155"، والنجوم الزاهرة "3/ 215".(23/317)
88- إبراهيم بْن السِّنْديّ بْن عليّ بْن بَهْرام1:
أبو إِسْحَاق الإصبهانيّ الخصيب.
سمع: محمد بْن أَبِي عَبْد اللَّه المقرئ بمكة، ومحمد بن زياد الزِّياديّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وابن حمزة، وأبو الشَّيْخ، وجماعة.
89- إبراهيم بْن محمد بْن أيّوب البغداديّ2. أبو القاسم الصّائغ.
سمع: عليّ بْن أشْكَاب، والحَسَن الزَّعْفرانيّ.
وسمع من ابن قُتَيْبة تصانيفه.
وعنه: عليّ بْن عُمَر الحربيّ.
وثّقه الخطيب.
90- إبراهيم بْن نَجِيح3. أبو القاسم الفقيه.
كوفيّ، نزل بغداد.
روى عَنْهُ: محمد بْن إِسْحَاق البَكّائيّ.
وعنه: محمد بْن المظفّر، وغيره.
وقال محمد بْن أحمد بْن حمّاد الحافظ: كَانَ لَا يتقدَّم عَلَيْهِ أحدٌ، وكان من أحفظ النّاس للسُّنَن، وكان فقيه الكوفة. صنَّف كتابًا في السُّنَن، وكان صاحب قرآن وتعبُّد وصِدْق، وله حِفْظ ومعرفة.
91- إِسْحَاق بْن إبراهيم بْن محمد بْن جميل4.
راوي "المُسْنَد" عَنِ ابن مَنِيع.
يُقال فيها.
وقد مَرَّ سنة عشر.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "1/ 193".
2 تاريخ بغداد "6/ 157"، والمنتظم "6/ 197"، "306".
3 تاريخ بغداد "6/ 198"، والمنتظم "6/ 197" "307".
4 تقدمت ترجمته في الجزء السابق.(23/318)
"حرف الثاء":
92- ثابت بْن حَزْم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُطَرِّف العَوْفيّ السَّرَقُسْطيّ1:
أبو القاسم.
سمع: محمد بْن وضّاح، والخُشَنّي، وعَبْد اللَّه بْن مُرَّة، ورحل مَعَ ابنه قاسم فسمعا بمكّة من: محمد بْن عليّ الجوهريّ.
وبمصر من: أحمد بن عمر، والبزاز، والنَّسَائيّ.
وكان فيما قاله ابن الفَرَضيّ: مُفْتِيًا، بصيرًا بالحديث، والنّحْو، واللّغَةَ، والغريب، والشِّعْر.
وتُوُفّي في رمضان وله خمسٌ وتسعون سنة.
قلت: كَانَ يمكنه أن يسمع من عَبْد الملك بْن حبيب وطبقته، وله مصنّفات مفيدة. ولي قضاء بلده.
ورّخ ابن يونس وفاته سنة أربع عشرة. وكان ابنه من الأذكياء، مات سنة اثنتين وثلاثمائة.
"حرف الجيم":
93- جُماهر بْن محمد بْن أحمد الدّمشقيّ الْأَزْدِيّ2:
أبو الأزهر الزّمَلَكانيّ.
تُوُفّي في المحرَّم.
سمع: هشام بن عمّار، ودُحَيْمًا، وأحمد بْن أَبِي الحواري، ومحمود بْن خَالِد، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وحمزة بْن الكِنَانيّ ووثّقه، وأبو بَكْر بْن السُّنّي، وجُمَح بن القاسم، والربعي.
__________
1 المنتظم "6/ 203"، والديباج المذهب "1/ 319".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 100".(23/319)
"حرف الخاء":
94- الحَسَن بْن الأزهر بْن الحارث بْن سَكْسَك1:
أبو سَعِيد النَّيْسابوريّ السّكسكيّ.
سمع: إِسْحَاق، وأيّوب بْن الحَسَن، والذُّهليّ، وعَتِيق بْن محمد.
وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إِسْحَاق المزكي، وآخرون.
95- الحَسَن بْن عليّ بْن موسى الْمَصْرِيّ. ابن الإبريقيّ.
سمع: محمد بْن رُمْح، وحَرْمَلَة.
تُوُفّي في ذي الحجة.
96- الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُعْبَة2:
أبو علي الْأَنْصَارِيّ البغداديّ.
سمع: إسحاق بْن شاهين، وحوثرة بْن محمد، والأشجّ، ويعقوب الدَّوْرقيّ.
وعنه: أبو عُمَر بْن حَيَّوَيْه، ومحمد بن المظفّر، وأبو الفضل الزُّهْرِيّ، وأبو حفص بْن شاهين.
وكان موثّقًا.
تُوُفّي في ذي القعدة.
97- حفص بْن عُمَر بْن نَجِيح الخَوْلانيّ إلْبِيريّ المالكيّ3:
كَانَ مدار الفُتيْا عَلَيْهِ ببلده.
سمع: العُتْبيّ، وأبان بْن عيسى.
وفي الرحلة من: يونس بْن عَبْد الأعلى، وابن عبد الحكَم، وأحمد بن أخي ابن وهْب.
وحدَّثَ عَنْهُ ابنه عُمَر، وغيره.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "3/ 393"، والعبر "2/ 155".
2 تاريخ بغداد "7/ 415"، "3968".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 118"، "366"، لابن الفرضي.(23/320)
"حرف الخاء":
98- الخليل بْن أَبِي رافع1:
أبو بَكْر الواسطيّ الطّحّان. أحد المحدِّثين.
سمع: تميم بْن المنتصر.
وشارك بَحْشَلًا في أكثر شيوخه.
وآخر من حدَّث عَنْهُ أبو عبد الله الحُسين العلويّ.
ورّخه خميس فيها ظنا.
"حرف الزاي":
99- زكريّا بْن محمد بْن بكّار المَيْدانيّ:
أبو يحيى. نَيْسابوريّ، صاحب حديث.
سمع: يحيى بْن محمد الذُّهْليّ، وإسماعيل بْن قُتَيْبة.
وعنه: أبو الحُسين بْن يعقوب، وأبو أحمد حُسَيْنَك.
100- زكريّا بْن يحيى بْن حَوْثرة النَّيْسابوريّ:
أبو يحيى الدُّهْقان.
سمع: إِسْحَاق الكَوْسَج، وعلي بْن الحَسَن الذُّهْليّ.
وعنه: عليّ بْن عيسى، وأبو عليّ الحافظ.
"حرف السين":
101- سَعِيد بْن سَعْدان2:
أبو القاسم الكاتب.
بغدادي، صدوق.
__________
1 سؤالات الحافظ السلفي لخميس الجوزي عن جماعة من أهل واسط "ص/ 110"، "96".
2 تاريخ بغداد "9/ 103"، "4695"، والمنتظم "6/ 197".(23/321)
سمع: ابن أَبِي الشوارب.
وعنه: إبراهيم الخِرَقيّ، وابن المظفّر.
تُوُفّي في المحرَّم منها.
102- سليمان بْن محمد بن البَخْتَريّ بْن عَبْد الوهّاب: أبو أيّوب الْمَصْرِيّ.
سمع: سَلَمَةَ بْن شبيب.
"حرف الشين":
103- شيخ بن عمير بْن صالح1:
روى عَنْ: الزُّبَيْر بْن بكّار.
وعنه: ابن المقرئ، وأحمد بْن جعفر الخلّال.
"حرف العين":
104- العبّاس بْن يوسف بْن عديّ الكوفيّ:
ثمّ الْمَصْرِيّ، أبو الفضل.
قَالَ: مات أبي ولي سنة.
قتل: روى عَنْ: بحر بْن نَصْر الخَوْلانيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: ابن يونس، وأبو بكر بن المقرئ.
قَالَ ابن يونس: كَانَ ثقة عطّارًا.
مات في ذي الحجَّة.
105- عَبْد اللَّه بْن إسحاق بْن إبراهيم:
أبو محمد بْن سَحْنُون المصري.
في المحرم.
سمع: حرملة.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 267"، "4833".(23/322)
106- عَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق بْن إلياس:
أبو القاسم النَّيْسابوريّ.
سمع: محمد بْن رافع، وإِسْحَاق الكَوْسَج.
وعنه؛ عَبْد اللَّه بْن حَمُّوَيْه، وعَبْد الرَّحْمَن المؤذِّن، وغيرهما.
107- عَبْد اللَّه بْن الحُسين بْن حُمَيْد بْن مَعْقِل:
أبو محمد القَنْطَريّ.
ورّخه ابن مَنْدَه.
108- عَبْد اللَّه بْن زَيْدان بْن بُرَيْد بْن رَزين بْن الربيع بْن قَطَن البَجَليّ1:
أبو محمد الكوفيّ. أحد الثقات والعُبّاد.
سمع: هنّاد بْن السَّرِيّ، وأبا كُرَيْب، ومحمد بن طريف، ومحمد بن عُبَيْد المُحَارِبيّ، وإبراهيم بْن يوسف الصَّيْرَفيّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ، ويوسف المَيَانِجيّ، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وأبو أحمد الحاكم، وجماعة كثيرة.
قَالَ: محمد بْن أحمد بْن حمّاد الحافظ: تُوُفّي يوم جمعة وقت الزّوالَ لثلاث عشرة خَلَت من ربيع الأوّل. وحضره من النّاس أمرٌ عظيم. ووُلِد سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
قَالَ: وكان ثقة، حُجّة، كثير الصَّمْت. كَانَ أكثر كلامه منذ يقعد إلى أنّ يقوم: يا مقلِّب القلوب ثبّت قلبي عَلَى طاعتك. لم تَرَ عيني مثله. أُخِبرْتُ أَنَّهُ مكثَ ستّين سنة أو نحوها، لم يضع جنبه عَلَى مُضَرَّبة. صاحب صلاة باللّيل؛ وكان حَسَن المذهب، صاحب جماعة.
109- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يعقوب بْن مِهْران الإصبهانيّ الخزّاز2:
سمع: عُمَر بْن شَبَّة، ومحمد بن سَعِيد بْن غالب العطّار.
وعنه: الطَّبَرانيّ، ومحمد بن جعفر بْن يوسف، وابن المقرئ.
__________
1 العبر "2/ 156"، وغاية النهاية "1/ 419"، والنجوم الزاهرة "3/ 215".
2 ذكر أخبار أصبهان "2/ 85"، والمعجم الصغير للطبراني "1/ 228".(23/323)
110- عُبَيْد اللَّه بْن أحمد بْن عُقْبة1:
أبو عَمْرو الإصبهانيّ.
مُجاب الدَّعْوة.
سمع: أحمد بْن بديل، والحسن الزعفراني.
وعنه: أبو حمد القاضي، وأحمد بْن عُبَيْد الله بن محمود، وأبو أَبِي نُعَيْم.
111- عُبَيْد اللَّه بْن عثمان2:
أبو عُمَر الأُمَويّ العُثْمانيّ. بغداديّ صدوق.
سمع: عليّ بْن المَدِينيّ، وعبد الأعلى بْن حمّاد.
وعنه: ابن حَيَّوَيْه، وابن المظفّر، وعُمَر بْن شاهين، وجماعة.
112- عَتِيق بْن عَبْد اللَّه بْن المتوكّل: مصريّ.
روى عَنْ: يونس بْن عَبْد الأعلى، وبَحْر الخَوْلانيّ.
توفي في ربيع الأول.
113- عثمان بن سهل البغدادي الأدمي3:
روى عَنِ: الحسن الزَّعْفرانيّ.
روى عَنْهُ: أبو عُمَر بْن حَيَّوَيْه، وعَبْد اللَّه بْن موسى.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة.
ثمّ ورّخ موته.
114- عليّ بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه4:
أبو الحَسَن العسكريّ، بالرِّيّ.
يقال: في هذه السنة، ويقال: في سنة خمسٍ كما مَرّ.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 101".
2 تاريخ بغداد "10/ 347، 348"، والمنتظم "6/ 197".
3 تاريخ بغداد "11/ 294"، والمنتظم "6/ 197".
4 الأنساب "391 ب"، وتذكرة الحفاظ "2/ 749".(23/324)
115- عليّ بْن عَبْد الحميد بْن عَبْد اللَّه بْن سليمان1:
أبو الحَسَن الغَضَائريّ، نزيل حلب.
سمع: عَبْد اللَّه بْن معاوية، وبِشْر بْن الوليد، وعبد الأعلى النَّرْسيّ، وأبا إبراهيم التَّرْجُمانيّ، وعُبَيْد اللَّه القواريريّ، وطائفة.
وعنه: عَبْد الأعلى بْن عديّ، وعليّ بْن محمد بْن إِسْحَاق الحلبيّ، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وجماعة كثيرة.
وثّقه الخطيب.
وروى عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: حججتُ عَلَى رِجلَيَّ ذاهبًا وراجعا من حلب أربعين حَجّة.
ومات في شوّال عَنْ سن عالية.
116- عليّ بْن محمد بْن بشّار2. أبو الحَسَن البغداديّ الزّاهد:
روى عَنْ: صالح ابن الْإِمَام أحمد مسائل.
وعن: أَبِي بَكْر المَرُّوذِيّ.
وعنه: أحمد بْن محمد بْن مُقْسِم، وعليّ بْن جعفر البَجَليّ، وعُمَر بْن بدر المغازلي.
قَالَ ابن بَطّة: إذا رأيت الرجل البغداديّ يحبّ أبا الحسن بن بشار، وأبا محمد بن البَرْبَهاريّ فاعلم أَنَّهُ صاحب سنة.
وروى عَنِ أبي بشّار قَالَ: أعرف رجلًا منذ ثلاثين سنة يشتهي أن يشتهي ليترك الله ما يشتهي، فلا يجد شيئًا يشتهي.
كَانَ ابن بشّار من أعيان حنابلة بغداد، وقبره يُزار.
117- عمر بْن محمد بْن حفص:
أبو حفص الورّاق. بلْخيّ.
يروي عَنْ: إبراهيم بْن يوسف.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 29"، والبداية والنهاية "11/ 153".
2 طبقات الحنابلة "2/ 57-63"، وصفة الصفوة "2/ 447، 449".(23/325)
"حرف الميم":
118- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي عَوْن1:
أبو جعفر النَسَويّ الرَّيّانيّ.
وقيده ابن ماكولا: "الرَّيّانيّ" بالتثقيل، وقال: حدَّثَ عَنْ أَبِي مُصْعَب. شيخ ثقة حدَّثَ ببغداد ونَيْسابور.
سمع: عليّ بْن حُجْر، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ، وأحمد بْن إبراهيم الدَّوْرقيّ.
روى عَنْهُ: يحيى بْن منصور، وعَبْد اللَّه بْن سعْد، وأبو الفضل محمد بْن إبراهيم، وأبو عَمْرو بْن حَمْدان، وعبد الباقي بْن قانع، وأبو القاسم الطبراني -كذا ذكر الخطيب أنّ الطَّبَرانيّ روى عَنْ أَبِي جعفر، ولم أجد ذَلِكَ، وأبو أحمد بْن عديّ، وأبو بَكْر الإسماعيليّ، والغِطْريفيّ، ومحمد بن محمد بن سَمْعان، وآخرون.
وثّقه الخطيب.
وقيل فيه: الرَّيّانيّ بالتّشديد، وقيل: الرَّذانيّ وهو أصحّ، والرَّذان من أعمال نسأ.
قال الحاكم: سألت ابن ابنه ونحن بالرذان عَنْ وفاة جَدّه، فقال: سنة ثلاث عشرة.
119- محمد بْن أحمد بْن المؤمِّل بْن أبان2:
أبو عُبَيْد الصَّيْرفيّ.
بغداديّ، سمع: أَبَاهُ، والفضل الرّغاميّ، والقاسم بْن هاشم السِّمسار.
وعنه: الْجِعَابيّ، وابن حَيَّوَيْه، وأبو الحَسَن الْجِراحيّ.
120- محمد بْن أحمد بن هشام3:
أبو نصر الطالقاني.
__________
1 تاريخ جرجان "450" للسهمي، والأنساب "264 ب"، والعبر "2/ 157".
2 تاريخ بغداد "1/ 361"، "297"، والمنتظم "6/ 200"، "316".
3 تاريخ بغداد "1/ 371"، والمنتظم "6/ 200"، "317".(23/326)
سمع: محمد بْن يحيى الْأَزْدِيّ، وفتح بْن شَخْرَف.
وعنه: عليّ الحربيّ، وأبو حفص بْن شاهين.
وثّقه الخطيب.
121- محمد بْن أحمد1:
أبو عبد الله القرطبي.
سمع: بقيّ بن مَخْلَد، ومحمد بن وضّاح، وجماعة.
وكان فقيهًا حافظًا للرأي. صنف كتابًا في الأحكام، وما يجب عَلَى الحُكّام عِلْمُه.
122- محمد بْن أحمد بْن خِراش البغداديّ2:
عَنْ: بِشْر بْن الوليد.
وعنه: أبو أحمد الحاكم، وأبو الفتح الْأَزْدِيّ.
123- محمد بْن إبراهيم بْن زياد3:
أبو عبد الله الرّازيّ الطَّيالِسيّ.
كَانَ جوالًا في الآفاق.
حدَّثَ ببغداد ومصر. وسكن قرميسين. وعُمَّر دهرًا.
وحدث عن: إبراهيم بْن موسى، والمُعَافَى بْن سليمان الرسغني، ويحيى بن معين، وعبيد الله بن عمر القواريري، وغيرهم.
وعنه: ابن صاعد، ومكرم القاضي، ومحمد بن عمر الجعابي، وجماعة.
قال أبو أحمد الحاكم: لو اقتصر عَلَى سماعه، لكنّه حدَّثَ عَنْ ناسٍ لم يُدركهم.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: متروك يضع الحديث.
بقي إلى سنة ثلاث عشرة هذه.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 33"، لابن الفرضي، وجذوة المقتبس "39" للحميدي.
2 المنتظم "6/ 20"، "315".
3 الضعفاء والمتروكين للدارقطني "155"، والعبر "2/ 157"، وميزان الاعتدال "3/ 448".(23/327)
124- محمد بْن إبراهيم1:
أبو جعفر البِرْتيّ الأطْروش الكاتب.
سمع: يحيى بْن أكثم، ومحمد بن حاتم الزّمّيّ، وجماعة.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن النّحّاس، وابن البوّاب، وعليّ الحربيّ، وجماعة.
125- محمد بْن إدريس بْن إياس2:
أبو لَبِيد السّاميّ السَّرْخَسيّ.
رحل، وسمع: سُوَيد بْن سَعِيد، وأبا مُصْعَب الزُّهْرِيّ، وأبا كُرَيْب، وإِسْحَاق بْن أَبِي إسرائيل، وهناد بْن السَّرِيّ، ومحمود بْن غَيْلان.
وعنه: أبو سَعِيد محمد بْن بِشْر الكرابيسيّ الْبَصْرِيّ -وقع لنا جزء عالٍ من حديثه عَنْه، وزاهر بْن أحمد الفقيه، وإبراهيم بْن محمد الهروي الوراق، وآخرون.
وسمع منه من القدماء: أحمد بْن سَلَمَةَ، وإمام الأئمّة ابن خُزَيْمة.
ورحلَ النّاسُ إِلَيْهِ لسَنَدِهِ وثقته.
126- محمد بْن إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم بْن مِهْران الثَّقْفيّ3:
مولاهم النَّيْسابوريّ، أبو العبّاس السّرّاج الحافظ، محدِّث خُراسان ومُسْنِدها.
رأى يحيى بْن يحيى النَّيْسابوريّ.
وسمع: قُتَيْبة، وإبراهيم بْن يوسف، ومحمد بن إبراهيم البلْخيَّينْ، وإِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، ومحمد بن عَمْرو زُنَيْج، وأبا كُرَيْب، ومحمد بن بكّار، وداود بْن رُشَيْد، وخلقًا من طبقتهم، وخلقًا من طبقة أخرى بعدهم.
روى عَنْهُ: الْبُخَارِيّ، ومسلم، وأبو حاتم الرّازيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي الدّنيا وهم من شيوخه، وأبو العبّاس بْن عقدة، وأبو حاتم بْن حِبّان، وأبو إِسْحَاق المُزَكيّ، وأحمد بْن محمد الصُّنْدُوقيّ، وأبو حامد أحمد بْن محمد بْن بالُوَيْه، وأحمد بن
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 404"، والمنتظم "6/ 200".
2 العبر "2/ 157"، والوافي بالوفيات "2/ 181"، والنجوم الزاهرة "3/ 215".
3 الجرح والتعديل "7/ 196"، والعبر "2/ 157، 158"، والبداية والنهاية "11/ 153"، وكشف الظنون "1679"، والأعلام "6/ 29".(23/328)
محمد البِحيريّ، وأبو الوفا أحمد بْن محمد المُزَكيّ، والحَسَن بْن أحمد المُخَلّديّ، والحسين بْن عليّ التَّميميّ حُسَيْنَك، وأبو عَمْرو بْن حَمْدان، وأبو سهل محمد بْن سليمان الصُّعْلُوكيّ، وأبو بَكْر بْن مِهْران المقرئ، وخلق كثير آخرهم أبو الحسين الخفاف.
قال أبو إسحاق المزكي: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ختمت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اثنتي عشر ألف ختمة، وضحيت عَنْهُ اثنتي عشرة ألف أُضِحية.
وقال محمد بْن أحمد الدّقّاق: رأيتُ السّرّاج يضحّي في كلّ أسبوع أو أسبوعين أُضحية عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم يصيح بأصحاب الحديث فيأكلون.
وكان الأستاذ أبو سهل الصُّعْلُوكيّ يَقُولُ: ثنا أبو العبّاس محمد بْن إِسْحَاق الأوحد في فنّه، الأكمل في وزنه.
قلت: وكان كثير الأموال والثّروة.
قَالَ الحاكم: نا أبو أحمد بْن أَبِي الحَسَن قَالَ: أرسلني ابن خُزَيْمة إلى أَبِي العبّاس السّرّاج فقال: قُلْ لَهُ: أَمْسِك عَنْ ذكر أَبِي حنيفة وأصحابه، فإن أهل البلد قد شوشوا. فأديت الرسالة فَزَبَرني.
قَالَ أبو سهل الصُّعْلُوكيّ: كنّا نقول: السّرّاج كالسِّراج.
قَالَ الحاكم: سَمِعْتُ أبا سَعِيد بْن أَبِي بَكْر بْن أَبِي عثمان يَقُولُ: لمّا وقع من أمر الكُلابيّة ما وقع بنَيْسابور، كَانَ السَّرّاج يمتحن أولاد النّاس، فلا يحدِّث أولاد الكلابية، فأقامني من المجلس مرة، فقال: قُلْ: أَنَا أبرأ إلى اللَّه مِن الكُلابيّة.
فقلت: إنّ قلتُ هذا لَا يطعمني أَبِي الخبز.
فضحك وقال: دعوا هذا.
قَالَ أبو زكريّا العَنْبريّ: سَمِعْتُ أبا عَمْرو الخفّاف يَقُولُ للسراج: لو دخلت عَلَى الأمير ونصحته.
قَالَ: فجاء وعنده أبو عَمْرو فقال: هذا شيخنا وأكبرنا، وقد حضر لينتفع الأمير بكلامه.
فقال السّرّاج: أيّها الأمير، إنّ الإقامة كانت فُرادى، وهي كذا بالحَرَمَيْن، وفي(23/329)
جامعنا مَثْنَى مَثْنَى. وإنّ الدِّين خرج مِن الحَرَمين، فإنْ رأيت أنّ تأمر بالإفراد. قَالَ: فخجل الأمير وأبو عمر والجماعة، إذ كانوا قصدوه في أمر البلد. فلمّا خرج عاتبوه فقال: استحييت من اللَّه أنّ أسأل أمر الدنيا وأدَعَ أمر الدِّين.
وقال أبو عبد الله بْن الأخرم: استعان بي السّرّاج في التخريج عَلَى "صحيح مُسْلِم"، فكنت أتحيّر من كثرة حديثه وحُسْن أصوله وكان إذا وجد حديثًا عاليًا في الباب يقول: لا بد من أنّ تكتب هذا.
فأقول: لَيْسَ من شرط صاحبنا.
فيقول: فشفعني في هذا الحديث الواحد.
وقال أبو عَمْرو بْن نُجَيْد: رأيت السّرّاج يركب حماره، وعبّاس المستملي بين يديه، يأمر بالمعروف ويَنْهَى عَنِ المُنْكَر، يَقُولُ: يا عَبَّاس غيّر كذا، اكسِرْ كذا.
وقال الحاكم: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: لما ورد الزَّعْفرانيّ وأظهر خلق القرآن سَمِعْتُ السّرّاج غير مرّة إذا مرّ بالسُّوق يَقُولُ: الْعَنُوا الزَّعْفرانيّ، فيضجّ النّاس بلعنه، حتّى ضيّقَ عَلَيْهِ نَيْسابور، وخرج إلى بُخَارَى.
تُوُفّي السّرّاج إلى رحمة اللَّه في ربيع الآخر، وله سبعٌ وتسعون سنة.
127- محمد بْن تمّام بْن صالح1:
أبو بَكْر البَهْرانيّ الحمصيّ.
سمع: محمد بْن مُصَفَّى، والمسيّب بْن واضح، ومحمد بن قُدَامة، وعبد اللَّه بْن خبيق، الإنطاكي، نحوهم.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن عديّ، والحَسَن بْن منير، والفضل بْن جعفر المؤذِّن، وأبو بَكْر الرّبعيّ، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وآخرون.
تُوُفّي في رجب.
قَالَ ابن مَنْدَه: حدَّثَ عَنْ محمد بْن آدم المصِّيصيّ بمناكير.
128- محمد بْن جمعة بْن خَلَف القُهُسْتانيّ الأصمّ2. أبو قُرَيْش الحافظ:
__________
1 ميزان الاعتدال "3/ 494"، ولسان الميزان "329".
2 تاريخ بغداد "2/ 169، 170"، والمنتظم "6/ 201"، والعبر "2/ 158"، والنجوم الزاهرة "3/ 215".(23/330)
صنَّف المُسْنَدَين عَلَى الأبواب، وعلى الرجال.
وصنَّف حديث مالك، وشُعْبَة، والثَّوْريّ. وكان متقنًا، يذاكر بحديث هَؤُلَاءِ.
سمع: محمد بْن حُمَيْد الرّازيّ، وأحمد بْن مَنِيع، ويحيي بْن حكيم، وعبد الجبّار بْن العلاء، وأبا الأشعث، وأبا كُرَيْب، ومحمد بن زُنْبُور، وطائفة سواهم.
وانتشر حديثه بخُراسان.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر الشّافعيّ البغداديّ، وأبو عليّ النَّيْسابوريّ، وأبو سهل الصُّعْلُوكيّ، وأبو العبّاس أحمد بْن محمد بْن بالُوَيْه، وأبو أحمد الحاكم، وأبو حامد أحمد بْن سهل الْأَنْصَارِيّ، وأمثال هَؤُلَاءِ.
تُوُفّي بقُهُسْتان في عَشْر التّسعين.
129- محمد بْن حفص بْن محمد بْن يزيد النَّيْسابوريّ الشَّعْرانيّ1:
أبو عبد الله.
شيخ ثقة، سمع: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، ومحمد بْن رافع، وأبا كُرَيْب، وعبد الجبّار بْن العلاء.
وعنه: أبو علي الحافظ، وعَبْد اللَّه بْن أَبِي عثمان الزّاهد.
وزاهر بْن أحمد، وجماعة.
وأصله من جُوَيْن.
130- محمد بْن حَمُّوَيْه بْن عَبّاد2:
أبو بَكْر النَّيْسابوريّ السّرّاج. ويُعرف أيضًا بالطِّهْمانيّ، لجمْعه حديث إبراهيم بْن طِهْمان.
سمع: أحمد بْن حفص، ومحمد بن يحيى، ومحمد بن يزيد النَّيْسابوريّ. وسمع بعد ذَلِكَ بالعراق.
وعنه: أبو عليّ الحافظ، وأبو أحمد الحاكم، وجماعة.
__________
1 الأنساب "14 ب"، وسير أعلام النبلاء "11/ 425".(23/331)
131- محمد بن حشنام:
أبو عَبْد الرَّحْمَن النَّيْسابوريّ.
سمع: محمد بْن رافع، وأبا سَعِيد الأشجّ. وأبا عليّ الزَّعْفرانيّ.
وعنه: أبو الفضل محمد بن إبراهيم، وجماعة.
132- محمد بْن سلْم بْن يزيد الواسطيّ: أبو جعفر.
حدَّثَ ببغداد عَنْ: شُعَيْب الصَّرِيفينيّ، وأحمد بْن سِنان.
وعنه: ابن قانع، وأبو بَكْر الأَبْهَريّ.
وكان مؤدَّبًا صالحًا.
133- محمد بْن سهل بْن الصّبّاح1:
أبو جعفر الإصبهانيّ الْمُعَدَّلُ.
سمع: سَلَمَةَ بْن شبيب، وحُمَيْد بْن مَسْعَدَة، وأبا حفص الفلّاس.
وكان أحمد بْن الفُرات يحترمه، ويصحّح سماعه منه بيده.
روى عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاق بْن حمزة، وَأَبُو القاسم الطَّبَرانيّ، وأبو محمد بْن حيّان، وأبو بكر بن المقرئ.
تُوُفّي في ذي القعدة.
134- محمد بْن الضحّاك بْن عَمْرو بْن أَبِي عاصم النبيل2:
أبو عليّ الشَّيْبانيّ.
نشأ بإصبهان، وسكن بغداد.
وروى عَنْ: عمّه أَبِي بَكْر، وأسيد بْن عاصم، وجماعة.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن موسى الهاشميّ، وابن المظفّر، وجماعة.
تُوُفّي في ربيع الأوَّل.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 255"، والمعجم الصغير للطبراني "2/ 69".
2 تاريخ بغداد "5/ 376"، وذكر أخبار أصبهان "2/ 237".(23/332)
135- محمد بْن عَبْدة بْن حَرب1:
أبو عُبَيْد الله البصري العباداني القاضي.
روى عن: إبراهيم بْن الحَجّاج، وكامل بْن طلحة، وعليّ بْن المَدِينيّ، وهُدْبَة بْن خَالِد، وعبد الأعلى بْن حمّاد، وطائفة كبيرة.
وعنه: عَبْد العزيز بْن جعفر، وعليّ بْن لؤلؤ، وأبو حفص بْن الزّيجات، وعليّ الحربيّ.
قَالَ الحَسَن بْن إبراهيم بْن زولاق في "تاريخ قضاة مصر": أقامت مصر بعد بكّار بْن قُتَيْبة بغير قاضٍ ثلاث سنين، ثمّ ولى خمارويه أبا عُبَيْد اللَّه محمد بْن عَبْدة المظالم بمصر. فنظر بين النّاس إلى آخر سنة سبْعٍ وسبعين ومائتين، ثمّ ولّاه القضاء، فأخبرنا محمد بن الربيع قَالَ: ثمّ ولي محمد بْن عَبْدة، فاظهر كتابه من قبل المعتمد. وكان جبّارًا متملّكًا سخيًا جوادًا مفضّلًا.
وذكر أَنَّهُ كَانَ لَهُ مائة مملوك ما بين خَصِيّ وفحْلٍ، وكان يذهب إلى قول أَبِي حنيفة. وكان عارفًا بالحديث. واستكتب أبا جعفر الطَّحَاويّ، واستخلفه وأغناه.
وكان الشهود يرهبون أبا عُبَيْد اللَّه ويخافونه.
وابتنى دارًا هائلة، فحكي عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: أنفقتُ في هذه الدُّوَيْرة مائة ألف دينار سوى الثّمن. ودرهمي دينار. والسّعيدُ من قضى لي حاجة. وكان مهيبًا.
وكان خِمَارُوَيْه، يعني السُّلْطان، يعظّمهُ ويجلّهُ، ويُجري عَلَيْهِ في كل شهر ثلاثة آلاف دينار.
وكان ينظر في القضاء والمظالم والمواريث والحِسْبة والأحباس.
وكان لَهُ مجلس في الفقه، ومجلس في الحديث.
وحدث إبراهيم بْن أحمد المعدّل، أنّ أبا عُبَيْد اللَّه وهْب لرجلٍ من أهل مصر اختلّت حاله لَا يعرفه في ساعةٍ واحدة ما بلغه ألف دينار.
وكان يُطْعِم النّاس في داره في العيد، فقلّ من يتأخّر عَنْهُ من الكبار.
__________
1 ولاة مصر "261، 271"، للكندي، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي "6/ 2302"، وميزان الاعتدال "3/ 643"، وحسن المحاضرة "2/ 145".(23/333)
قَالَ: وتأخّر بعضُ الشُّهود عَنْ مجلسه، فأمر بحبسه. وكان الطَّحَاويّ يكتب لَهُ ويُحَلّفه ويقول بحضرته للخصوم: من مذهب القاضي أيّده اللَّه كذا، ومن مذهبه كذا حاملّا عَنْهُ المؤونة وملقنًا لَهُ.
قَالَ: وأحسّ أبو عبد الله تِيهًا من الطَّحَاويّ فقال: ما هذا الّذي أنتَ فيه؟ واللَّه لأن أرسلتُ بقصبةٍ في حارتك لَتَرَينَّ النّاس يقولون: هذه قصبة القاضي.
وحدَّثَ بمصر وبغداد. وكانت لَهُ ببغداد لَوْثَةٌ مَعَ أصحاب الحديث.
إلى أنّ قَالَ ابن زولاق: وكان هذا القاضي قويّ القلب واللّسان. رأى من أَبِي الجيش خِمَارُوَيْه انكسارًا فقال لَهُ: ما الخبر؟ فشكي إِلَيْهِ ضيق المال واستئثار القُوّاد بالضِّياع، فخرج إليهم القاضي وهم في موضع من الدّار، فائق، وصافي، وبدر، وجماعة، فقال: ما هذا الَّذي يلقاه الأمير؟ واللَّه أَشُدُّ السّيفَ والمِنْطقة وأحمل عَنْهُ، ثمّ وافقهم عَلَى أمور رضيها أبو الجيش، وشكره عليها. حدَّثني بذلك سليمان بْن دَاوُد المحدّث.
ولم يزل أمر أَبِي عُبَيْد اللَّه يَقْوَى إلى أن زالت أيّامه، وانحرف أهل البلد عَنْ أصحابه وشنَّعوهم. ولم يزل عَلَى حاله حتّى قُتِل أبو الجيش بدمشق، ووصل تابوته إلى مصر، وصلّى عَلَيْهِ أبو عُبَيْد اللَّه القاضي.
ثمّ جرت أمور، واختفى القاضي في داره مدّة سنتين، ورضوا منه بالجلوس في داره، فكانت مدّة ولايته سبْع سنين سوى شهر1:
ثمّ إنّه ظهر وتغيّرت الدّولة، وتولّى قضاء مصر ثانيًا في سنة اثنتين وتسعين، فحكم شهرين، وتوجّه إلى بغداد.
قَالَ البَرْقانيّ: هُوَ من المتروكين.
ورماه ابن عديّ بالكذب، وسمع منه بالموصل وبغداد2.
136- محمد بْن يحيى بن خالد بن يزيد بن متى3:
__________
1 الولاة والقضاة "480"، وفيه: "فكان مدة نظره في الحكم إلى أن سجن نفسه ست سنين وسبعة أشهر".
2 تاريخ بغداد "2/ 380".
3 سير أعلام النبلاء "11/ 468"، والأنساب "548 أ".(23/334)
أبو يزيد المَدِينيّ الخالدي المَرْوَزِيّ الميرماهاني.
سمع: إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، ومحمد بن عَبْد العزيز بْن أَبِي رزْمة، ومحمود بْن غَيْلان، وأحمد بْن حُمَيْد الرّازيّ، وعليّ بْن حُجْر.
وعنه: أبو بكر أحمد بْن عليّ، ومحمد بن صالح بْن هانئ، وعَبْد اللَّه بْن عديّ، ومحمد بن الحُسين الحدّاديّ.
تُوُفّي في المحرَّم.
وحدَّثَ بنَيْسابور سنة خمسٍ وثمانين ومائتين.
وروى عَنْ إِسْحَاق تفسيره.
وعاش ستًّا وثمانين سنة.
وحديثه يقع عاليًا في تصانيف مُحيي السنة.
أما:
137- محمد بْن يحيى بْن خَالِد بْن مِهْران النَّيْسابوريّ:
ابن أخت سَلَمَةَ بْن شبيب، فقد سمع هذا الثاني من: إِسْحَاق، وابن رافع. وحدَّثَ في حدود التسعين ومائتين.
"حرف الياء":
138- يحيى بْن محمد بْن محمد بْن زياد الكلّبي البغداديّ1:
نزيل دَقَانِيَة، وبيت سَوَا.
سمع: أبا حفص الفلّاس، ومحمد بن مثنى.
وعنه: أبو سليمان بْن زبْر، وأبو بَكْر الرَّبَعيّ، وغيرهما.
139- يوسف بْن يعقوب الواسطيّ ابن الحُسين2:
أبو بَكْر الأصم المقرئ.
إمام جامع واسط ومقرئها.
__________
1 تاريخ بغداد: "14/ 231"، "7535"، ومعجم البلدان "1/ 523".
2 غاية النهاية لابن الجزري "2/ 405"، "3944".(23/335)
قرأ عَلَى: يحيى بْن محمد العُليْميّ، عَنْ أَبِي بَكْر، وحمّاد بْن شُعَيْب، عَنْ عاصم.
وقرأ عَلَى شُعَيْب بْن أيّوب الصَّرِيفينيّ.
قرأ عَلَيْهِ: أبو الحَسَن عليّ بْن محمد بْن خليع القلانِسيّ، وأبو القاسم يوسف بْن محمد الضّرير شيخ أَبِي العلاء الواسطيّ، وعبد العزيز بْن عصام، وعليّ بْن منصور الشُّعَيْريّ، والحَسَن بْن سَعِيد المطَّوِّعيّ، وعثمان بْن أحمد بْن سمعان المجاشعي، وهما ويوسف شيوخ الكازريني.
وقرأ عَلَيْهِ أيضًا: إبراهيم بْن عَبْد الرَّحْمَن البغداديّ، وأبو بَكْر محمد بْن الحَسَن النّقّاش.
ورحل القراء من الأمصار للأخْذ عَنْهُ، منهم أبو أحمد السّامُرّيّ.
وسمع: محمد بْن خَالِد بْن عَبْد اللَّه الطّحّان.
وعنه: ابن المقرئ، وأبو أحمد الحاكم.
قَالَ ابن خليع: كَانَ شيخنا حَسَن الأخذ. قرأتُ عَلَيْهِ وله نيّفٌ وتسعون سنة.
وقال القصّاع: تُوُفّي في ذي القِعْدة سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة، وكان مولده في شَعْبان سنة ثمان عشرة ومائتين.
كان يَقُولُ: قرأتُ عَلَى يحيى العُليْميّ في سنة أربعين وإحدى وأربعين، وتُوُفّي في سنة ثلاثٍ وأربعين ومائتين وله ثلاثٌ وتسعون سنة. وقد ضُعِّف، قَالَ لنا: قرأتُ عَلَى حمّاد بْن أَبِي زياد شُعَيْب، وكان فاضلًا جليلًا، سنة سبعين ومائة، وقرأ عَلَى عاصم. وقرأتُ بعده عَلَى أَبِي بَكْر بْن عيّاش.
140- يوسف بْن يعقوب. أبو عمرو النيسابوري.
وفيات سنة أربع عشرة وثلاثمائة:
"حرف الألف":
141- أحمد بْن جعفر بْن نَصْر الرّازيّ:
أبو العبّاس الحمّال. من بقايا الشيوخ.(23/336)
قَالَ الخليلي: ثقة.
سمع: عَمْرو بْن رافع القَزْوينيّ. ومحمد بن حُمَيْد، وعليّ بْن هاشم بْن مرزوق.
ثمّ أرَّخ وفاته.
روى عَنْهُ جماعة. واشتهر.
142- أحمد بْن عَبيْد اللَّه بْن عمَّار1:
أبو العبّاس الثَّقْفيّ البغداديّ الكاتب المعروف بحمار العزير. شيعيّ، لَهُ مصنّفات في مَقَاتِل الطّالبيّين.
روى عن: عثمان بن أبي شيبة، وعمر بن شبة.
وعنه: الجعابي، وأبو عمر بْن حَيَّوَيْه، وغيرهما.
143- أحمد بْن عَبْدُوس بْن حَمْدَوَيْه الصّفّار النَّيْسابوريّ:
سمع من: إِسْحَاق الكَوْسَج، وأيّوب بْن الحَسَن.
وعنه: عليّ بْن عيسى، وأبو إِسْحَاق المزكّيّ، وغيرهما.
144- أحمد بْن محمد بْن حَسَن بْن أَبِي حمزة البلْخيّ2:
أبو بَكْر الذَّهبيّ.
نزيل نَيْسابور. وبها عِقْبة.
سمع: حَجّاج بْن يوسف الشّاعر، وعَمْرو بْن عليّ، ومحمد بن بشّار، وسلم بْن جُنَادَةَ، وأحمد بْن سَعِيد الدّارميّ، ومحمد بن يحيى الذُّهْليّ، وجماعة.
وعنه: أبو عليّ الحافظ مَعَ سوء رأيه فيه، ومحمد بن جعفر البُسْتيّ، ومحمد بن أحمد الغِطْريفيّ، وأبو أحمد بْن عديّ، وأبو بَكْر الإسماعيليّ، ومحمد بن عَبْد اللَّه القزاز، وأبو محمد المخلدي، وجماعة.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 252"، ومعجم الأدباء "3/ 232-242".
2 ميزان الاعتدال "1/ 134"، والمغني في الضعفاء "1/ 54"، وتاريخ جرجان للسهمي "75، 76"، "23".(23/337)
قَالَ الحاكم: وقع إليَّ من كُتُبه بخطّه وفيها عجائب.
قلتُ: وقد سكن جُرجْان قليلًا، وسمع منه أهلها.
قَالَ الإسماعيليّ: كَانَ مشتهرًا بالشّراب.
145- أَحْمَد بْن محمد بْن عُمَر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن محمد بْن المُنْكِدر الْقُرَشِيّ التَّيْميّ1:
أبو بَكْر المُنْكَدِريّ.
وُلِد بالمدينة ونشأ بالحَرَمَين، وسكن البصْرة، ثمّ إصبهان، ثمّ الرّيّ، ثمّ نَيْسابور.
وسمع: عَبْد الجبّار بن العلاء، وهارون بن إسحاق، ويونس بن عبد الأعلى، وعلي بن حرب، وأبا زُرْعة، وخلْق سواهم.
وعنه: محمد بْن صالح بْن هانئ، ومحمد بن خَالِد المطَّوِّعيّ ببخاري، ومحمد بن مأمون الحافظ المَرْوَزِيّ، وآخرون كثيرون. وتُوُفّي بمَرْو.
قَالَ الحاكم: لَهُ أفراد وعجائب يضعفه بذلك.
وممّن روى عَنْهُ: ابنه عَبْد الواحد، ومحمد بن عليّ بْن الشّاه.
146- أحمد بْن محمد بْن الفضل2:
أبو الحَسَن السِّجِسْتاني، نزيل دمشق.
حدث عن: محمد بْن عَبْد اللَّه المقرئ، وعليّ بْن خَشْرَم، ونصر بْنِ عَلِيٍّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارميّ، وجماعة.
وعنه: جُمَح بْن القاسم، ومحمد الرَّبَعِيّ، وأبو حاتم بْن حِبّان، وأبو أحمد الحاكم، وأبو بَكْر الأَبْهَريّ، وآخرون.
وتُوُفّي في جمادى الآخرة، ولا أعلم فيه جرحًا. فخلاف الجرجاني والأيلي سمييه وقرينيه، فإنهما ذاهبان.
__________
1 تاريخ جرجان "433"، للسهمي، وذكر أخبار أصبهان "1/ 115"، وميزان الاعتدال "1/ 147".
2 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 74"، والميزان "1/ 149"، والمغني في الضعفاء "1/ 57".(23/338)
147- إبراهيم بْن محمد بْن الضّحّاك:
أبو إِسْحَاق الفارسيّ الأعور.
نزيل مصر. لَا بأس بهِ.
روى عَنْ: يونس بْن عَبْد الأعلى، ومحمد بْن سِنْجر.
تُوُفّي في رجب.
روى عَنْهُ ابن يونس، وغيره.
148- إِسْحَاق بْن إبراهيم بْن الخليل1. أبو يعقوب البغداديّ الجلّاب:
سمع: أبا بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، والحَسَن بْن عيسى بْن ماسَرْجس.
وعنه: أبو الحُسين بْن البّواب، وابن شاهين، وجماعة.
وثّقه الخطيب.
"حرف الباء":
149- بَكْر بْن عَمْرو2. أبو القاسم الشِّيرَوانيّ الْبُخَارِيّ:
عَنْ: زكريّا بْن يحيى بْن أسد، ومحمد بْن عيسى بْن حيّان المدائنيّ، وهو من قرية شِيرَوان.
"حرف الثاء":
150- ثابت بْن حَزْم السَّرَقُسطيّ:
مَرَّ في سنة ثلاث عشرة.
"حرف الحاء":
151- حاتم بْن أحمد بْن محمود بْن عفان بن خازم3:
أبو سعيد الكندي.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 392"، والمنتظم "6/ 202".
2 معجم البلدان "3/ 382"، وفيه "بكر بن عمر".
3 الإكمال لابن ماكولا "2/ 290".(23/339)
ذكره ابن ماكولا في خازم، بمعجمتين، فقال فيه: الكِنْديّ الصَّيْرفيّ الْبُخَارِيّ.
حدث عَنْ: محمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وأحمد بْن الأزهر، وأحمد بْن حفص بْن عَبْد اللَّه، وأحمد بْن يوسف.
وعنه: أبو عَمْرو أحمد بْن محمد المقرئ، ومكّي بْن إِسْحَاق.
مات في سابع رمضان من السنة.
152- الحَسَن بْن صاحب بْن حُمَيْد1:
أبو عليّ الشّاشيّ الحافظ.
طوّاف جوّال.
سمع: عليّ بْن خَشْرَم، وعَمْرو بْن عَبْد اللَّه الأَوْديّ، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وأبا زُرْعة الرّازيّ، ومحمد بن عوف.
وعنه: الْجِعَابيّ، وأبو بَكْر الورّاق، وابن المظفّر، وجماعة.
وكان ثقة.
تُوُفّي بالشاش.
أرخه الخطيب ونعته بالحافظ الخليليّ.
153- الحَسَن بْن محمد بْن دَكّه2:
أبو عليّ الإصبهانيّ.
سمع: لُوَيْنًا، وحُمَيْد بْن مَسْعَدَة، وأبا حفص الفلّاس.
وعنه: أبو بَكْر محمد بْن أحمد بْن محمد بْن جِشْنِس المعدّل، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وأحمد بْن يوسف الخشاب، وجماعة.
وكان ثقة.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 333"، والمنتظم "6/ 203".
2 ذكر أخبار أصبهان "2/ 269".(23/340)
"حرف السين":
154- سَعِيد النُّوبيّ1:
تُوُفّي في صَفَر ببغداد.
وكان بوّاب دار الخلافة، وإليه يُنسب باب النُّوبيّ.
وولي الباب بعده أخوه يوسف.
155- سَعِيد بْن الحَسَن بْن شداد المِسْمَعيّ2:
أبو عثمان النّاجم.
من فُحُول الشُّعَراء، صحب ابن الروميّ، وغيره.
156- سعدون بْن طالوت الأندلسيّ3:
لَهُ رحلة ورواية.
وعُمَّر حتّى جاوز المائة.
مات بالأندلس سنة أربع عشرة، قاله أبو سعْد بْن يونس.
157- سَلَمَةُ بْن النَّضْر بْن سوّاد:
أبو النَّضْر البُسْتيّ الخلقانيّ.
158- سليمان بْن دَاوُد بْن كثير بْن وَقْدان4:
أبو محمد الطُّوسيّ، نزيل بغداد.
سمع: أبا همام السَّكُونيّ، وإسماعيل بْن أَبِي كريمة، وسوّار بْن عَبْد اللَّه العَنْبريّ، ولُوَيْنًا.
وعنه: محمد بْن إسماعيل الورّاق، وأبو الفضل الزُّهْرِيّ، وعُمَر بْن شاهين.
وكان صدوقًا.
__________
1 المنتظم "6/ 203"، "324".
2 فوات الوفيات "2/ 51"، "168".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 183" لابن الفرضي، وجذوة المقتبس "235"، للحميدي.
4 تاريخ بغداد "9/ 62، 73"، والمنتظم "6/ 214".(23/341)
"حرف الطاء":
159- طاهر بن يحيى بن الحسين:
أبو القاسم العلويّ الْمَدَنِيّ.
عَنْ: أَبِيهِ.
وعنه: أبو بَكْر بْن المقرئ.
"حرف العين":
160- عامر بْن خُرَيْم بْن محمد المُرِّيّ1:
أبو القاسم الدمشقي.
سمع: أبا إسحاق الجوزجاني، وإبراهيم بن هشام بْن ملّاس، وأحمد بْن محمد بْن أَبِي الحناجر.
وعنه: بَكْر بْن شعيب، ومحمد بن المظفّر، وجُمَح بْن القاسم، وابن المقرئ، وآخرون.
قَالَ ابن المقرئ: كَانَ ثقة أمينًا محسِنًا إليَّ.
161- العبّاس بْن يوسف الشَّكَليّ2:
أبو الفضل البغداديّ الصُّوفيّ.
سمع: سريًّا السَّقَطيّ، وعليّ بْن الموفَّق، وأبا أمية الطَّرَسُوسيّ، وجماعة.
وكان من مشاهير الشيوخ.
روى عَنْهُ: ابن شاهين، وأبو الفضل محمد بْن عَبْد اللَّه الشَّيْبانيّ، وعبد الله بن عديّ، ومحمد بن عُبَيْد اللَّه بْن الشِّخِّير، وجماعة.
وهو مقبول الرواية.
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "3/ 134"، والمشتبه في أسماء الرِّجال "1/ 231".
2 تاريخ بغداد "12/ 153، 154"، والمنتظم "6/ 203"، وتهذيب تاريخ دمشق "6/ 273".(23/342)
162- عَبْد اللَّه بْن محمد الخاقاني ابن الوزير أبي عليّ ابْن الوزير عُبَيْد اللَّه بْن يحيى بْن خاقان1:
الوزير الكبير أبو القاسم.
وَزَرَ للمقتدر بعد ابن الفُرات نحوًا من سنة، ثمّ قبض عَلَيْهِ في رمضان سنة ثلاث عشرة، ووكل بهِ في منزله، فتعلل شهرًا.
مات في رجب.
163- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن دَاوُد:
أبو محمد النَّيْسابوريّ الدّهّان.
سمع: محمد بْن أسلم الطُّوسيّ، وأحمد بْن سَعِيد الدّارميّ، والذُّهْليّ.
وعنه: أبو سَعِيد بْن أَبِي بَكْر، وأبو إِسْحَاق المُزَكيّ.
164- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن هاشم بْن طِرِمّاح:
أبو محمد الطُّوسيّ.
كَانَ وجه طوس، ورئيسها ومحدِّثها. وكذلك ابنه أبو القاسم وابن ابنه أبو منصور بْن أَبِي القاسم.
سمع: عليّ بْن الحَسَن الهلالي، ومحمد بْن عَبْد الوهّاب الفرّاء.
وعنه: أبو عليّ النَّيْسابوريّ، وجماعة.
165- عليّ بْن إسماعيل بْن كعب الدّقاق2:
روى عَنْ: أبي حفص الفلَّاس، وابن المنادي.
وعنه: عُمَر بْن شاهين، ومحمد بن الشخير.
وثقه الخطيب.
__________
1 صلة تاريخ الطبري لعُرَيب "39، 41، 43"، والتنبيه والإشراف "329"، والكامل في التاريخ "8/ 167".
2 تاريخ بغداد "11/ 345"، "6187".(23/343)
- علي بن القاسم العسكري.
عن عمر بن شبة، وأحمد بن بديل. وعنه عُمَر بْن شاهين، ومحمد بن الشخِّير. وثّقه الخطيب.
166- عليّ بْن محمد بْن العلاء:
أبو الحَسَن النَّيْسابوريّ القبابيّ.
وقباب محلة بنَيْسابور.
سمع: إِسْحَاق الكَوْسَج، وعَبْد اللَّه بْن هاشم، وأحمد بْن حفص، وعمّار بْن رجاء.
وعنه: محمد بْن صالح بْن هانئ، وأبو عليّ الحافظ، وجماعة.
167- عليّ بْن أَبِي مروان بْن عَبْد الملك بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حمّاد.
أبو الحُسين المصري.
روى عَنْ: عيسى بْن حمّاد، وعبد الملك بْن شُعَيْب بْن الَّليْث، وغيرهما.
تُوُفّي في ذي القعدة.
168- عُلَيْم بْن أحمد بْن عَبْد الأحد بْن الَّليْث.
أبو السَّمِيدَع الْمَصْرِيّ القتْبانيّ.
"حرف الفاء":
169- الفتح بْن إدريس بْن نَصْر الكاتب:
تُوُفّي في المحرَّم.
170- الفضل بْن إمام الأئمّة أَبِي بَكْر بْن خُزَيْمة محمد بْن إِسْحَاق:
سمع: أحمد بْن الازهر، وأحمد بْن يوسف السُّلَميّ.
وعنه: ابنه محمد، وحسين بْن عليّ التَّميميّ، وجماعة.(23/344)
"حرف الميم":
171- محمد بْن إبراهيم بْن عامر بْن إبراهيم المَدِينيّ1:
المؤذّن أبو بَكْر.
مُكِثر عَنْ أَبِيهِ وعمّه محمد بن عامر عَنْ أبيهما.
وعنه: أبو الشَّيْخ، والطَّبَرانيّ، وابن المقرئ، ومحمد بن حَسَن بْن مُعَاذ.
172- محمد بْن جعفر بْن بَكْر2:
أبو الحُسين بْن الخوارزمي.
سمع: عثمان بْن أَبِي شَيْبة، وأحمد بْن إبراهيم الدَّوْرقيّ.
وعنه: محمد بْن جعفر زَوْج الحُرَّةِ، وابن شاهين، وغيرهما.
وكان ثقة.
173- محمد بْن حَبَش3:
أبو بَكْر البغداديّ الواعظ الضّرير.
نزيل مصر.
كَانَ يعظ ويقرأ بصوتٍ شَجِيّ يقع في القلوب، ويُصلّي بالنّاس التَّراويح في الجامع.
174- محمد بْن حَبَش بْن مسعود4:
أبو بَكْر السّرّاج.
عَنْ: لُوَيْن، وخلّاد بْن أسْلَم.
وعنه: إبراهيم بْن بِشْران، وأبو محمد بْن معروف القاضي، وابن المقرئ.
__________
1 المعجم الصغير "2/ 53"، وفيه: "محمد بن إبراهيم الأصبهاني".
2 تاريخ بغداد "2/ 134"، والمنتظم "6/ 204"، "327".
3 تاريخ بغداد "2/ 290"، والمنتظم "6/ 204"، "328".
4 تاريخ بغداد "2/ 291".(23/345)
صدوق، بغداديّ.
بَقِيّ إلى هذا العام تقريبًا.
175- محمد بْن حَزْرَه بْن عَبْد الوارث:
أبو عبد الله المَهْريّ الصَّعِيديّ.
سمع: يونس بْن عَبْد الأعلى، وغيره.
تُوُفّي في شَعْبان.
176- محمد بْن عاصم بْن ياسين بْن عَبْد الأحد القِتْبانيّ الْمَصْرِيّ:
سمع: الربيع بْن سليمان.
177- محمد بْن عليّ بْن حَسَن بْن الخليل:
أبو عَمْرو النَّيْسابوريّ القطّان.
سمع: محمد بْن رافع، وإِسْحَاق الكَوْسَج، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وأبا عُبَيْد اللَّه الوهْبيّ، وعَمْرو بْن عَبْد اللَّه الأَوْديّ. وعنه: أبو بَكْر بْن جعفر، وإسماعيل بْن نُجَيْد، وأبو إِسْحَاق المُزَكيّ.
178- محمد بْن علي بْن حَسَن بْن عليّ بْن حرب1:
قاضي طَبَرِيّة.
سمع: عُقْبة بْن مُكْرَم، وأيّوب الوزّان، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ، وجماعة.
وعنه: أبو هاشم المؤدِّب، وأبا بَكْر بْن أَبِي دُجَانَة، وابن المقرئ، والأَبْهَريّ، وأبو حفص الزّيّات.
كنّاه بعضهم: أبا الفضل، وبعضهم: أبا الحَسَن.
مولده سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ. وحدث بالشام، والعراق.
__________
1 تاريخ دمشق "مخطوطة التيمورية" "38/ 518".(23/346)
179- مُحَمَّد بْن عُمر بْن عَبْد اللَّه بْن حَسَن بْن حفص الهَمْدانيّ الذكواني1:
أبو عبد الله الإصبهانيّ الْمُعَدَّلُ الثّقة.
سمع: أحمد بْن عصام، وأحمد بْن منصور الرَّماديّ، ويحيى بْن أَبِي طَالِب.
وعنه: ابنه عَبْد اللَّه، وحفيده عليّ بْن عَبْد اللَّه، وإبراهيم بْن محمد بْن حمزة الحافظ، والحَسَن بْن إِسْحَاق بْن إبراهيم، وابن المقرئ.
180- محمد بْن محمد بْن الأشعث2:
أبو عليّ الكوفيّ الْمَصْرِيّ.
تُوُفّي في جمادى الآخرة.
قَالَ ابن عديّ: كتبت عَنْهُ، وحَمَله شدّة ميله إلى التشيُّع عَلَى أنّ أخرج لنا نسخةً عَنْ موسى بْن إسماعيل بْن موسى بْن جعفر الصّادق، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه، عَنْ أَبِيهِ، نحو ألف حديثٍ، عامّتُها مناكير.
وروى عَنْهُ: ابن المقرئ، وغيره.
181- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن النّفّاح بْن بدر3:
أبو الحَسَن الباهلي البغداديّ.
نزل مصر، وسمع: حفص بْن عُمَر الدُّوريّ، وإسحاق بْن أَبِي إسرائيل وأحمد بْن إبراهيم الدَّوْرقيّ، وجماعة.
وعنه: أبو سَعِيد بْن يونس، وعُبَيْد اللَّه بْن محمد بْن خَلَف البزّاز، وأحمد بْن محمد المهندس، وأبو الطَّيِّب العبّاس بْن أحمد الهاشميّ، وأبو بكر المقرئ، وآخرون.
قَالَ ابن يونس: كَانَ ثقة ثبتًا، صاحب حديث، متقلّلًا من الدّنيا.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
وقال حمزة الكِنَانيّ: سَمِعْتُ محمد بْن محمد الباهليّ يَقُولُ: بِضاعتي قليلة، واللَّه يجعل فيها البركة.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 263، 264".
2 الكامل في الضعفاء "6/ 2303، 2304"، لابن عدي، وميزان الاعتدال "3/ 130".
3 تاريخ بغداد "3/ 214"، ومعرفة القراء الكبار "1/ 224، 245".(23/347)
قلت: وقد سمعت من محمود بْن خَالِد بدمشق.
وقرأ عَلَى الدُّوريّ القرآن.
182- محمد بْن محمد بْن يوسف الْبُخَارِيّ:
أبو ذَرّ القاضي.
حدَّثَ بَهَراة وغيرها عَنْ: أحمد بْن عُبَيْد بْن ناصح، ومحمد بن إسماعيل الْبُخَارِيّ، وجماعة.
ولي قضاء خراسان. وكان ينتحل الحديث ويذب عَنِ السنة.
أملى، وحضرَ مجلسَه ابن خُزَيْمة، وأبو العبّاس السّرّاج. وهو والد الزّاهد القدوة أَبِي الحَسَن.
183- محمد بْن يحيى بْن عُمَر بْن لُبَابة1:
الإمام الكبير أبو عبد الله القُرْطُبيّ.
مولى آل عُبَيْد اللَّه بْن عثمان.
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن خَالِد، وعبد الأعلى بْن وهْب، وأبان بْن عيسى، والعُتْبيّ، وأصْبغ بْن خليل، ومحمد بن وضّاح الأندلسيّين.
وكان إمامًا في الفقه، مقدَّمًا عَلَى أهل زمانه في الفتوى، كبير الشأن، حافظًا لأخبار الأندلس، أديبًا وشاعرًا. ولي الصّلاة بُقْرطُبة.
وروى عَنْهُ خلْق كثير وتفّقهوا بهِ.
ولم يكن لَهُ حذقٌ بالحديث. كَانَ يحدِّث بالمعنى.
تُوُفّي في شَعْبان.
ومولده سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.
184- محمود بْن عنبر بْن نُعَيْم الْأَزْدِيّ:
أبو العبّاس النَّسَفيّ.
ثقة جليل.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي "2/ 34، 35"، وجذوة المقتبس للحميدي "98"، "163".(23/348)
روى عَنْ: محمد بْن أبان، ومحمود بْن مهدي، وعبد بْن حميد، والبخاري.
وعنه: عبد المؤمن بن خلف، ومحمد بن زكريا، وبكر بن محمد، وشاه بن محمد، ومحمد بن عثمان بن إسحاق.
ترجمه أبو سعد الإدريسي وقال: حدَّثوني عَنْهُ.
"حرف النون":
185- نَصْر بْن القاسم بْن نَصْر1:
أبو الَّليْث الفرائضي الحنفيّ البغداديّ.
سمع: سُرَيْج بْن يونس، وعبد الأعلى بْن حمّاد، وعُبَيْد اللَّه القواريري، وابن أَبِي شَيْبة.
وعنه: أبو الحُسين بْن البّواب، وأبو الفضل الزُّهْرِيّ، وابن شاهين، وجماعة.
وكان ثقة فقيهًا علّامةً، بصيرًا بقراءة أبي عَمْرو.
"حرف الياء":
186- يحيى بْن محمد بْن يحيى التَّميميّ النَّيْسابوريّ:
من رؤساء البلد.
سمع: محمد بْن إبراهيم البُوشَنْجيّ، وعَبْد اللَّه بْن أحمد بْن حنبل.
قُتِل في محرابه ليلة الجمعة في رمضان.
وهو عمّ حُسَيْنَك.
187- يعقوب بْن محمود النَّيْسابوريّ:
أبو يوسف.
من كبار قراء نَيْسابور.
سمع: الذُّهْليّ، وأحمد بْن حفص، وأحمد بْن الأزهر.
وعنه: أبو عليّ الحافظ، وأبو أحمد الحاكم، وجماعة.
__________
1 الأنساب "421 ب"، والعبر "2/ 160"، والبداية والنهاية "11/ 154".(23/349)
وفيات سنة خمس عشرة وثلاثمائة:
"حرف الألف":
188- أحمد بْن إبراهيم بْن صالح1:
أبو الحُسين النَّيْسابوريّ المَيْدانيّ.
سمع: محمد بْن يحيى الذُّهْليّ.
وعنه: أبو الوليد حسّان بْن محمد، وغيره.
189- أحمد بْن حَمْدَوَيْه بْن موسى:
أبو حامد النَّيْسابوريّ، المؤذِّن الفاميّ الزّاهد.
جاوَرَ بمكّة خمس سنين، ورابَطَ بطَرَسُوس ثلاث سِنين.
وكان كثير الغَزْو، محسنًا إلى المحدثين.
سمع: إبراهيم بْن عَبْد اللَّه السَّعديّ، وأبا حاتم الرّازيّ، وأبا دَاوُد السِّجِسْتانيّ، وجماعة.
وعنه: ابنه أبو سَعِيد، وأبو الطَّيِّب المذكِّر، وغيرهما.
190- أحمد بْن الخضر المَرْوَزِيّ2:
عَنْ: محمد بْن عَبْدة المَرْوَزِيّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو بَكْر النّقّاش، وغيرهما.
أرّخه الحاكم في هذه السنة.
191- أحمد بْن زكريّا3:
أبو بَكْر البغداديّ النّحّاس. ويُعرف بابن الرواس.
سمع: أبا هارون الفلّاس، وسعيد بْن يحيى الأموي.
__________
1 الأنساب "11/ 564".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 28، 29"، وتاريخ بغداد "1820".
3 تاريخ بغداد "4/ 162"، "1839".(23/350)
وعنه: أبو حفص بْن شاهين، وأبو بَكْر بْن شاذان.
192- أحمد بْن سَعِيد بْن مرابة:
أبو بَكْر الخرّاز.
سمع: محمد بْن عَبْد الملك الدقيقي، والرّماديّ.
وعنه: ابن حَيَّوَيْه، وابن شاهين.
ثقة.
193- أحمد بْن عليّ بْن الحُسين بْن شَهْرَيار1:
أبو بَكْر الرّازيّ ثمّ النَّيْسابوريّ الحافظ.
صاحب التّصانيف. سكن أبوه نَيْسابور فولد هُوَ بها.
وسمع: السَّرِيّ بْن خُزَيْمة، وأبا حاتم الرّازيّ، وعثمان بْن سَعِيد الدّارِميّ، وأبا قلابة عَبْد الملك بْن محمد، والحَسَن بْن سلّام، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه القصّار، وعبد اللَّه بْن أَبِي مَسَرّة، وطبقتهم.
وله رحلة واسعة.
روى عَنْهُ: أبو عبد الله بْن الأخرم، وأبو علي الحافظ، وأبو أحمد الحاكم، وطائفة سواهم.
وقال ابن عُقْدة: ثنا هذا وكان من الحفّاظ.
قلت: وعاش أربعًا وخمسين سنة. وكان من كبار أئمّة الحديث بخُراسان.
مات بالطّابَرَان من طُوس.
194- أحمد بْن محمد بْن الحَسَن الرَّبَعِيّ الخزّاز2:
سمع: عيسى بْن حمّاد زُغْبة.
وعنه: أبو عُمَر بْن حَيَّوَيْه، وابن شاذان، وابن شاهين.
وكان ثقة.
__________
1 سير أعلام النبلاء "11/ 631".
2 تاريخ بغداد "4/ 425، 426".(23/351)
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة ببغداد.
- أحمد بْن نَصْر، أبو عبد الرحمن الواسطي.
سمع محمد بن وزير الواسطي، وعنه أبو الفضل الزُّهري.
195- أحمد بْن الوليد1. أبو عبد الله الْأَزْدِيّ:
بغدادي، روى عَنْ: محمد بْن حرب النّشاسْتجيّ، وأحمد بْن سِنان القطّان.
وعنه: أبو عُمَر بْن حَيَّوَيْه، وأبو حفص بْن شاهين، وعدّة.
صدوق، محدِّث.
196- إبراهيم بْن السَّرِيّ بْن يحيى:
أبو القاسم التَّميميّ النَّحْويّ الإخباري المؤدِّب.
كوفي، تُوُفّي في صفر، وله ثمان وسبعون سنة. أثنى عَلَيْهِ ابن حمّاد الحافظ.
197- إبراهيم بْن نَصْر بْن عنبر بْن شاهويه:
أبو إِسْحَاق الضّبّيّ المَرْوَزِيّ.
سمع: عليّ بْن خَشْرَم، وعَبْد اللَّه الدّارميّ، وجماعة.
198- إِسْحَاق بْن أحمد الكاغديّ2:
كُتِب تقريبًا.
199- إسماعيل بْن إبراهيم بْن الحارث النَّيْسابوريّ القطّان:
أبو إبراهيم.
سمع: إِسْحَاق بْن موسى الخطْميّ، ومحمد بن رافع، والحَسَن بْن عيسى بْن ماسَرْجس.
وعنه: أبو الوليد حسّان الفقيه، وعليّ بْن جمْشاد، وأبو عليّ الحافظ.
وعُمِّر إحدى وتسعين سنة.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 189، 190".
2 تاريخ بغداد "6/ 393"، والمنتظم "6/ 210".(23/352)
"حرف الحاء":
200- الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن إبراهيم1:
أبو عليّ الْجُنَابَذِيّ الفقيه المتكلّم.
ولي قضاء نَيْسابور، وسمع: عليّ بْن الحَسَن الهلاليّ، وأبا حاتم الرّازيّ، وأبا قِلابة الرّقاشي، وجماعة.
وعنه: أبو عليّ الحافظ، وأبو الوليد الفقيه.
وكان من دُهاة النّاس وعُقلائهم.
وجنابذ من قرى نَيْسابور، منها جماعة فضلاء.
201- الحَسَن بْن محمد بْن الحَسَن بْن صالح بْن شيخ بْن عميرة الأَسَديّ2:
أبو الحُسين.
ثقة.
سمع: عليّ بْن خَشْرَم، وعيسى بْن أحمد العسقلانيّ، وأبا زُرْعة الرّازيّ، وجماعة.
وعنه: أبو حفص بْن شاهين، وعليّ بْن عُمَر الحربيّ.
وثّقه الخطيب، وأرّخه ابن قانع.
202- الحُسين بْن سَعِيد بْن غُنْدَر الْقُرَشِيّ3:
سمع: هارون بْن إِسْحَاق الهَمْدانيّ، ونحوه.
وعنه: ابن حَيَّوَيْه، وأبو بَكْر أحمد بْن شاذان.
203 - الحُسين بْن محمد بْن مُصْعَب بْن زُرَيْق4:
أبو عليّ السِّنْجيّ الحافظ.
__________
1 الأنساب "3/ 306".
2 تاريخ بغداد "7/ 416"، والمنتظم "6/ 211".
3 تاريخ بغداد "8/ 48"، "4107".
4 تاريخ جرجان "198، 307"، وتذكرة الحفاظ "3/ 801، 802"، وطبقات الحفاظ "334".(23/353)
عَنْ: عليّ بْن خَشْرَم، ويحيى بْن حكيم المقوّم، وخلْق.
كَانَ يقال: ما بخُراسان أكثر حديثًا منه. كف بصره، وكان لا يحدِّث أهلَ الرأي إلّا بعد الجهد.
وروى عَنْ: ابن قُهْزَاد، وطبقته.
وعنه: زاهر السَّرْخَسيّ، وأبو حامد النُّعَيْميّ.
204- الحُسين بْن محمد بْن محمد بْن عُفَيْر1:
أبو عبد الله البغداديّ الْأَنْصَارِيّ.
سمع: لُوَيْنًا، ومحمد بن حُمَيْد الرّازيّ، وأبا بَكْر بْن أَبِي شَيْبة.
وعنه: ابن المظفّر، وابن شاهين، وجماعة.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ.
ومات في صفر.
205- الحُسين بْن عَبْد اللَّه الجوهريّ بْن الجصّاص2:
ترجمته في الحوادث.
"حرف السين":
206- سَلْم بْن مُعَاذ بْن السلم بْن الفضل3:
أبو الَّليْث التَّميميّ الدّمشقيّ القصير.
رحل، وسمع من: شُعَيْب الصَّرِيفينيّ، وسَعْدان بْن نَصْر، ومحمد بن عوف الحمصي.
وعنه: جمح والفضل والمؤذنان، وأبو أحمد الحاكم.
207- سهل بْن إدريس:
شيخ خراسان.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 95"، والمنتظم "6/ 211".
2 ترجم له الذهبي في السير "11/ 425"، والعبر "2/ 121".
3 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "10/ 101".(23/354)
سمع من: سَلَمَةَ بْن شبيب.
وحدَّثَ.
"حرف الطاء":
208- طاهر بْن يحيى بْن قُبَيْصة الفِلَقيّ1:
سمع بنَيْسابور: أحمد بْن حفص السُّلَميّ.
وعنه: ابنه محمد، وأبو عليّ النَّيْسابوريّ.
وفِلق: قرية بقرب نَيْسابور.
"حرف العين":
209- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن سَعِيد الجصّاص2:
أبو القاسم.
بغداديّ، ثقة.
سمع: بندارًا، ومحمد بن المُثَنَّى، ومحمد بن زياد الزّياديّ، وعَبْدة بْن عَبْد اللَّه.
وعنه: ابن المظفّر، وابن شاهين.
210- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن يوسف بْن حيّان:
أبو محمد الهَمْذانيّ، مولى بُنيّ هاشم.
إمام الجامع.
روى عَنْ: إبراهيم بْن ديزيل، وأحمد بْن عُبَيْد اللَّه النَّرْسيّ، وعليّ بْن عَبْد العزيز.
وعنه: جبريل بْن محمد، وعبد الرَّحْمَن الأنماطي، وأهل همذان.
قَالَ شِيرُوَيْه: كَانَ ثقة، لم يكن بهمذان في وقته أحفظ منه.
__________
1 الأنساب "9/ 328"، واللباب "2/ 439".
2 تاريخ بغداد "9/ 381"، والمنتظم "6/ 214".(23/355)
211- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحُسين الماسَرْجسيّ:
سمع: عليّ بْن الحَسَن الهلالي، ومحمد بْن عَبْد الوهّاب الفرّاء.
وعنه: ابن أخيه الحُسين، وابنه أبو نَصْر.
212- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر1:
أَبُو القاسم القَزْوينيّ، الفقيه الشّافعيّ.
ولى نيابة الحَكَم بدمشق، ثمّ ولي قضاء الرملة، ثمّ سكن مصر.
وحدث عن: يونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عوف الْجُمَحيّ، والربيع بْن سليمان المُرَاديّ، وجماعة.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن السقا الحافظ، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وابن عديّ، ويوسف المَيَانِجيّ، ومحمد بن المظفّر، وجماعة.
وقال ابن المقرئ: رأيتهم يضعفونه ويُنْكِرون عَلَيْهِ أشياء.
وقال ابن يونس: كان محمودًا فيما يتولّى. وكانت لَهُ حلقة للإشغال بمصر وللرواية. وكان يظهر عبادة وورعًا. وكان قد ثقل سمعه شديدًا. وكان يفهم الحديث ويحفظ، ويجتمع إلى داره الحفاظ، ويُمْلي عليهم. ويجتمع في مجلسه جَمْعٌ عظيم.
وقال الحاكم: سألت الدَّارَقُطْنيّ، عَنْ عَبْد اللَّه بْن محمد القزوينيّ بمصر فقال: كذاب. وضع لعَمْرو بْن الحارث أكثر من مائة حديث.
وقال ابن عساكر: قرأتُ بخطّ إبراهيم بْن عَبْد اللَّه بْن حصن الأندلسيّ محتسب دمشق: سَمِعْتُ الدَّارَقُطْنيّ يَقُولُ: عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني كذّاب، ألف "سُنَن الشّافعيّ"، وفيها نحو مائتي حديث لم يحدِّث بها الشّافعيّ.
وقال: خلَّط في آخر عُمره، ووضع أحاديث عَلَى متون فافتضح.
قلت: وضعفه جماعة، واتهمه آخرون.
قَالَ ابن يونس: خُرّقت الكُتُب في وجهه، وتركوا مجلسه.
وقال الدارقطني: كذاب.
__________
1 تاريخ جرجان "455"، للسهمي، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي "2/ 135"، والعبر "2/ 162".(23/356)
213- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن صبيح:
أبو محمد العُمري النَّيْسابوريّ الجوهريّ. محدِّث، ناسك، مصنف، رحّال.
سمع: محمد بْن يحيى، وأحمد بْن الأزهر.
وعنه: أبو عَمْرو بْن حَمْدان، وجماعة.
214- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عَبْدان1:
أبو مسعود العسْكريّ.
إصبهانيّ، سمع: لُوَيْنًا، ومحمد بن عيسى المقرئ، وسلمة بن شبيب.
وعنه: أبو الشيخ، وعبد الله بن محمد بن عمر.
215- عبد الرحمن بن الحسن بن أيوب2:
أبو محمد الشعيري الضرير.
بغدادي، يعرف برنجي.
سمع: عبد الأعلى بن حماد، والحسين بن حريث، وأبا هشام الرفاعي.
وعنه: علي بن لؤلؤ، وأبو الحسن بن البواب، وعمر بن شاهين.
مات ليلة عيد الفطر.
216- عبد الواحد بن حمدون المري الأندلسي3:
يروى عَنْ: بَقِيّ بْن مَخْلَد، وغيره.
217 - عليّ بْن سليمان بْن الفضل البغداديّ4:
أبو الحَسَن النَّحْويّ الأخفش الصغير.
سمع: أبا العيناء، وثعلبًا، والمبرد، والفضل اليزيدي.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 73".
2 تاريخ بغداد "10/ 286"، "5409".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 289" لابن الفرضي، وجذوة المقتبس "291" للحميدي.
4 الفهرست لابن النديم "123"، وتاريخ بغداد "11/ 433"، والمنتظم "6/ 214، 215".(23/357)
وتصدَّر للإفادة.
قَالَ المَرْزُبانيّ: ما علمتُه صنَّف شيئًا، ولا قَالَ شعرًا.
وقال "ابن" النّديم: لَهُ "كتاب الأنواء"، و"كتاب التَّثْنية".
ولابن الروميّ فيه هجاء.
روى عَنْهُ: عليّ بْن هارون القرميسينيّ، والمُعَافَى الجريريّ، وأبو عبد الله المَرْزُبانيّ.
وكان ثقة. سافر قبل الثلاثمائة إلى مصر، وحلب. وحصل لَهُ إضاقة في آخر أيّامه، حتّى قِيلَ: إنّه لازم أكل الشّلْجَم1، فقبض عَلَيْهِ قلبه فمات. ولم يكن متسعًا في الأدب.
"حرف الفاء":
218- الفتح بْن إدريس الإصبهانيّ الكاتب2:
سمع: لُوَيْنًا، ومحمد بن يحيى الزّمّانيّ، وحُمَيْد بْن مَسْعَدَة.
وعنه: محمد بْن جعفر بْن يوسف، والحَسَن بْن إِسْحَاق.
"حرف الميم":
219- مُحَمَّدُ بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الإصبهانيّ القطّان3:
سمع: إسماعيل بْن يزيد القطّان، وأحمد بْن الفُرات.
وعنه: أبو الشَّيْخ، وأحمد بْن عُبَيْد اللَّه، والحَسَن بْن إِسْحَاق بْن إبراهيم.
220- محمد بْن أحمد بْن عَمْرو بْن هشام4:
أبو عبد الله الأصبهاني الأبهري.
__________
1 الشلجم: "وهو المعروف باللِّفْتَ".
2 ذكر أخبار أصبهان "2/ 157".
3 ذكر أخبار أصبهان "2/ 261"، والمعجم الصغير للطبراني "2/ 107".
4 ذكر أخبار أصبهان "2/ 257"، والمعجم الصغير للطبراني "2/ 104".(23/358)
سمع: نَصْر بْن عليّ، ويوسف بْن خَالِد السَّمتيّ.
وعنه: أبو أحمد القاضي، والطَّبَرانيّ، وابن المقرئ.
221- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحُسين:
أبو أحمد الماسَرْجسيّ والد أَبِي عليّ الحُسين.
روى عَنْ مُسْلِم كتاب "جُلود السِّباع".
وروى عَنْ: الذُّهْليّ، وأحمد بْن يوسف.
وعنه: ابنه، وابن أخيه أبو نَصْر.
222- محمد بْن إبراهيم بْن عَمْرو الْقُرَشِيّ السَّهميّ:
أبو الحَسَن الْمَصْرِيّ.
سمع: بحر بْن نَصْر.
ومات فجأةً؛ وهو من أولاد عَمْرو بْن العاص.
223- محمد بْن إبراهيم بْن خَالِد:
أبو بَكْر الأُسْوانيّ.
سمع من: يونس بْن عَبْد الأعلى.
224- محمد بْن إسماعيل بْن القاسم بْن إبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب الحسَنيّ:
أبو عبد الله الْمَدَنِيّ.
تُوُفّي بمصر في شَعْبان. وأصله من قرية الرَّسّ بنواحي المدينة. وكان يُعرف بابن طباطبا العَلَويّ.
ذكره ابن يونس فقال: روى عَنْ آبائه حديثًا. وكان كريمًا سخيًا، لَهُ منزلة عند الدّولة والعامة.
قلتُ: وسُمّي جدّهم إبراهيم طباطبا؛ لأنّ أمّه كانت ترقّصه وهو طفل وتقول: طباطبا؛ تعني نام.(23/359)
وقيل: بل كَانَ إبراهيم يَقُولُ: القاف شبه الطّاء، فطلب مرّة قباءٍ يلبسه أو غير ذَلِكَ، فقيل: نُحْضِر فَرْجيّةً. فقال: لَا، طباطبا. يعني قباء.
وقبره بالقرافة يُزار.
225- محمد بْن جعفر1:
أبو الحَسَن ابن الكوفي الصَّيْرفيّ.
حدَّثَ عن: لوين، وإسحاق بن أبي إسرائيل.
وعنه: محمد بن المظفر، وابن شاهين.
وتوفي في صفر.
226- محمد بن الحسين بن حفص2:
أبو جعفر الخثعمي الكوفي الأشناني.
حدث ببغداد عَنْ: أَبِي كُرَيْب، وعَبّاد الرُّواجِنيّ، ومحمد بن عُبَيْد المحاربي.
وعنه: الجعابي، وأبو الحسين بن البّواب، ومحمد بن المظفّر، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وجماعة.
مولده سنة إحدى وعشرين ومائتين.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ثقة.
وآخر أصحابه محمد بْن جعفر بْن النّجّار الكوفي، بقي إلى عام 403.
227- محمد بْن زكريّا بْن الحَسَن الشَّيْبانيّ النَّيْسابوريّ:
سمع: محمد بْن يحيى، ومحمد بن يزيد السُّلَميّ.
وعنه: أبو إِسْحَاق المُزَكيّ، وغيره.
228- محمد بْن عاصم بْن ياسين بْن عَبْد الأحد القتباني المصري:
أبو عبد الله.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 134"، والمنتظم "6/ 215".
2 تاريخ بغداد "2/ 234، 235"، والعبر "2/ 162"، والنجوم الزاهرة "3/ 229".(23/360)
عَنْ: يونس، والربيع المُرَاديّ.
وعنه: ابن يونس.
مات فجأةً.
229- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن العَنْبريّ بْن عطاء:
أبو عبد الله العَنْبريّ النَّيْسابوريّ الكاتب والد يحيى.
كَانَ من رؤساء بلده.
سمع: عليّ بْن الحَسَن الهلاليّ، وقَطَنَ بْن إبراهيم، وأبا زُرْعة الرّازيّ، وجماعة.
وعنه: ابنه، وغيره.
230- محمد بْن أَبِي عديّ بْن أحمد بْن زحْر بْن السائب:
أبو الحَسَن التَّميميّ المِنْقَريّ الْبَصْرِيّ.
في ذي القعدة.
231- محمد بْن عَمْرو بْن سلمة النَّيْسابوريّ:
سمع: أَحْمَد بْن يوسف السُّلَميّ، وأحمد بْن الأزهر.
وعنه: أبو أحمد الحاكم.
232- محمد بْن فَضَالَةَ بْن الصَّقْر بْن فَضَالَةَ الَّلخْمي الدّمشقيّ1:
سمع: هشام بن عمّار، ومؤمل بْن إهاب، وجماعة.
وعنه: أبو بَكْر الرَّبَعِيّ، وأبو أحمد الحاكم، وجُمَح بْن القاسم، وآخرون.
وقال أبو أحمد في الكنى: في حديثه نظر.
233- محمد بن الفيض بن محمد بن الفياض2:
أبو الحَسَن الغسّانيّ الدمشقي.
__________
1 تاريخ دمشق "مخطوطة التيمورية" "39/ 196"، والمغني في الضعفاء "2/ 624".
2 تاريخ دمشق "مخطوطة الظاهرية" "15/ 433 ب"، وشذرات الذهب "2/ 271".(23/361)
روى عَنْ: جَدّه، وإبراهيم بْن هشام الغسّانيّ، وصفوان بن صالح، ومحمد بن يحيى بن حمزة، وهشام بن عمار، ودحيم، وطائفة.
وعنه: موسى بن سهل الرملي وهو أكبر منه، وأبو عمر بن فضالة، وأبو بَكْر الرَّبَعِيّ، وأبو أحمد الحاكم، وابن المقرئ.
وتوفي في رمضان وله ست وتسعون سنة.
234- محمد بن القاسم بن سعيد:
أبو بكر التجيبي المصري.
سمع إسحاق الدَّبَري.
235- محمد بن محمد بن خَلَف بن قُدَيْد، أبو الفضل التجيبي:
سمع: الربيع المؤذن.
236- محمد بن مسور الأندلسيّ1:
يروي عَنْ: محمد بْن وضّاح، وغيره
237- محمد بْن المسيّب2 بْن إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّه النَّيْسابوريّ الأرغِيَاني الإسفنجيّ:
الحافظ الجوّال الزّاهد.
سمع: إِسْحَاق الكَوْسَج، ومحمد بن رافع، وعبد الجبّار بْن العلاء، وأبا سَعِيد الأشجّ، ومحمد بن بشّار، وإِسْحَاق بْن شاهين، ومحمد بن هاشم البَعْلَبَكّيّ، وسعيد بْن رحمة المصِّيصيّ، والحسين بْن سيار الذي روى بحران عَنْ إبراهيم بْن سعْد، والهيثم بن مروان، وخلقا كثيرا.
كنيته: أبو عبد الله.
روى عنه: إمام الأئمة ابن خزيمة مع جلالته وتقدمهه، وأبو عبد الله بن الأخرم، وأبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، والحسين بن علي التميمي، وزاهر بن أحمد، وأبو عمرو بن حمدان، وأبو أحمد الحاكم، وآخرون.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 44" لابن الفرضي.
2 الرحلة في طلب الحديث "210"، والتهذيب "9/ 455-458".(23/362)
قال أبو عبد الله الحاكم: كان من العباد المجتهدين. سَمِعْتُ غير واحد من مشايخنا يذكرون عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: ما أعلم منبرًا من منابر الإسلام بقي عليَّ لم أدخلْه لسماع الحديث.
وسمعتُ أبا إِسْحَاق المُزَكيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ محمد بْن المسيّب يَقُولُ: كنت أمشي في مصر وفي كُمّي مائة جزءٍ، في كلّ جزء ألف حديث.
وسمعتُ أبا عليّ الحافظ يَقُولُ: كان محمد بْن المسيّب يمشي بمصر وفي كُمّه مائة ألف حديث، وكان دقيق الخطّ؛ وصار هذا كالمشهور من شأنه.
وقال أبو الحُسين الحَجّاجّي: كَانَ ابن المسيّب يقرأ، فإذا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بكى حتّى نرحمه.
قَالَ الحاكم: وسمعتُ محمد بْن عليّ الكِلابيّ يَقُولُ: بكى محمد بْن المسيّب حتّى عمي.
وقال محمد بْن المسيّب الأرْغِيانيّ: سَمِعْتُ الحَسَن بْن عَرَفَة يَقُولُ: رأيت يزيد بْن هارون بواسط، وهو من أحسن النّاس عينين، ثمّ رأيته بعين واحدة، ثمّ رأيته أعمى. فقلت: يا أبا خَالِد، ما فَعَلَت العَينان الجميلتان؟ قَالَ: ذهبَ بهما بكاءُ الأسحار.
قَالَ أبو إِسْحَاق المُزَكيّ: وإنّما هذا مثلٌ لمحمد بْن المسيّب فإنه بكى حتّى عمي، رحمة اللَّه عَلَيْهِ.
وتوفي في جُمَادَى الأولى عَنِ اثنتين وتسعين سنة.
238- محمد بْن نَصْر بْن عَيْشون الأندلسيّ1:
روى عَنْ: محمد بْن وضّاح الحافظ.
239- محمد بْن يوسف بْن الصّدّيق.
أبو جعفر الكَرْمِينيّ.
روى عَنْ: سَعِيد بْن مسعود المَرْوَزِيّ، ومحمد بْن عيسى التِّرْمِذيّ.
وعنه: جعفر بْن محمد بْن مكي.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 36" لابن الفرضي، وجذوة المقتبس "93" للحميدي.(23/363)
"حرف النون":
240- النُّعْمان بْن أحمد بْن نُعَيْم1:
أبو الطَّيِّب الواسطيّ، القاضي.
عَنْ: إِسْحَاق بْن شاهين، ومحمد بن حرب النَّسائيّ، وأحمد بْن سِنان.
وعنه: أبو بَكْر الأَبْهَريّ، وابن شاذان، وعُمَر بْن شاهين.
وثّقه الخطيب وورَّخه.
"حرف الياء":
241- يحيى بْن زكريّا بْن سليمان بْن فِطْر2:
أبو زكريّا القُرْطُبيّ.
سمع من: ابن وضّاح، ويوسف بْن يحيى المَغَامِيّ ورحل، فسمع من: عليّ بْن عَبْد العزيز البَغَويّ، وأبو مُسْلِم الكشّيّ.
وكان فقيهًا مُفْتِيًا مشاوَرًا، معظَّمًا بين الخاصّة والعامّة.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة.
242- يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمارة الغُوطيّ الدّقانيّ3:
سمع: شُعْبَة بْن إِسْحَاق، وأبا إِسْحَاق الْجُوزَجَانيّ.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر الرَّبَعِيّ.
243- يحيى بْن يحيى القُرْطُبيّ4.
الأديب المعتزليّ المتكلّم المعروف ابن السّمينة كَانَ بارعًا في الطّبّ، والحساب، واللّغة، والشِّعْر، والنَّحْو، قادرًا عَلَى الْجَدَل والمناظرة.
ذكره صاعد بْن أحمد في "طبقات الأمم".
__________
1 تاريخ بغداد "13/ 424"، "7299".
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 188، 189"، لابن الفرضي.
3 معجم البلدان "2/ 458"، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي "197، 198".
4 تاريخ علماء الأندلس "2/ 188" لابن الفرضي.(23/364)
244- يوسف بْن عَبْد الأحد بْن سُفْيَان القِمّنيّ1:
وقِمَّن: من قُرى مصر.
تُوُفّي بها في رجب.
سمع: يونس بْن عَبْد الأعلى.
وعنه: محمد بْن الحُسين الإِبَرِيّ، وابن المقرئ، وغيرهما.
ولا أعلم به بأسًا.
وفيات سنة ست عشرة وثلاثمائة:
"حرف الألف":
245- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن سيف2:
أبو بَكْر السِّجِسْتانيّ الفارض.
خليفة أَبِي عُمَر القاضي.
سمع: عُمَر بْن شَبَّة، ويونس بْن عَبْد الأعلى.
وعنه: دَعْلَج، وابن شاهين، والمخلص.
وثّقه الخطيب.
مات فِي جُمَادَى الأولى.
246- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد:
أبو بَكْر النَّيْسابوريّ.
سمع: إِسْحَاق الكَوْسَج، ومحمد بن يحيى.
وعنه: أبو عليّ الماسَرْجسيّ، وغيره.
247- أحمد بْن نصر البغدادي:
أبو حازم القاضي.
__________
1 الأنساب "10/ 226"، ومعجم البلدان "4/ 177".
2 تاريخ جرجان "44"، وتاريخ بغداد "4/ 225، 226".(23/365)
سمع: أبا سَعِيد الأشجّ، وأبا حفص الفلّاس.
وعنه: عمر بن شاهين، ومحمد ابن زوج الحرّة.
وكان ثقة.
248- أحمد بْن هشام بن عمّار بْن نُصَيْر السُّلَميّ1:
أبو عبد الله الدّمشقيّ.
قرأ القرآن عَلَى أَبِيهِ، وحدَّث عَنْهُ.
روى عَنْهُ: أبو هاشم عَبْد الجبار المؤدِّب، والطَّبَرانيّ، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وآخرون.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة.
"حرف الباء":
249- بُنان بْن محمد بْن حَمْدان بْن سَعِيد الواسطيّ2:
أبو الحَسَن الزّاهد الكبير. ويُعرف ببُنان الحمّال. نزيل مصر. كَانَ ذا منزلة عند الخاصّ والعامّ، وكانوا يضربون بعبادته المثل. وكان لَا يقبل مِن السّلاطين شيئًا.
حدَّثَ عَنْ: الحَسَن بْن عَرَفَة، والحَسَن بْن محمد الزَّعْفرانيّ، وحميد بن الربيع.
روى عنه: الحسن بن رشيق، والزُّبَير بْن عَبْد الواحد، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وجماعة.
ووثقه أبو سعيد بن يونس.
صحب الجنيد، وغيره. وهو أستاذ أبي الحسين النوري ومن أقرانه.
ومن كلامه: متى يفلح من يسره ما يضره.
وقال: رؤية الأسباب على الدوام قاطعه عَنْ مشاهدة المسبب، والإعراض عَنِ الأسباب جملةً يؤدي بصاحبه إلى ركوب الباطل.
__________
1 تاريخ دمشق "مخطوطة التيمورية" 3/ 523، 42/ 556".
2 حلية الأولياء "10/ 324، 325"، وصفة الصفوة "1/ 448-450".(23/366)
قَالَ أبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ في "مِحَن الصُّوفيّة" إنّ بُنانًا الحمّال قام إلى وزير خِمَارُوَيْه فأنزله عَنْ دابّته، وكان نصرانيًّا، وقال: لا تركب الخيل، وغير كما هُوَ مأخوذ عليكم في ذمتكم. فأمَر خِمَارُوَيْه بأن يؤخذ ويُطرح بين يدي سَبُعٍ، فطُرِح، فبقي ليلة، ثم جاؤوا والسَّبُع يلْحسه.
فلمّا أصبحوا وجده قاعدًا مستقبل القِبْلة، والسَّبْع بين يديه. فأطلقه واعتذر إِلَيْهِ.
وقال الحُسين بْن أحمد الرّازيّ: سَمِعْتُ أبا عليّ الرُّوذَبَاريّ يَقُولُ: كَانَ سبب دخولي مصر حكاية بنان الحمّال، وذاك أَنَّهُ أمر ابن طولون بالمعروف، فأمر أنّ يُلقى بين يدي السَّبُع، فجعل يشمّه ولا يضرّه. فلمّا خرج من بين يدي السَّبُع قِيلَ لَهُ: ما الّذي كَانَ في قلبك حيث شمّك؟ قَالَ: كنت أفكّر في سُؤر السِّباع ولُعابها.
ثمّ ضُرِب سبْع دِرَر، فقال لَهُ: حسبك اللَّه بكلّ دِرَّة سنة. فحُبس ابن طولون سبْع سنين.
وذكر إبراهيم بْن عَبْد الرَّحْمَن أنّ القاضي أبا عُبَيْد اللَّه احتال عَلَى بُنان حتّى ضربه سبْع دِرَر فقال: حسبك اللَّه بكل دِرَّةٍ سنة.
فحبَسه ابن طولون سبْع سِنِين.
وقال الزُّبَيْر بْن عَبْد الواحد: سَمِعْتُ بُنانًا يَقُولُ: الحرُّ عبدُ ما طَمِع، والعبدُ حُرٌّ ما قَنَع.
ويُروى أَنَّهُ كَانَ لرجل عَلَى رجلٍ دَيْن مائة دينار بوثيقة، قَالَ: فطلبها الرجلُ فلم يجدها، فجاء إلى بُنان ليدعو لَهُ، فقال: أَنَا رجلٌ قد كبِرْت وأحبّ الحلْواء. اذهب إلى عند دار فرج فاشتر لي رِطْل حلْواء، وأتِ بهِ حتّى أدعو لك.
ففعل الرجل وجاء. فقال بُنان: افتح ورقة الحلْواء. ففتحها فإذا هِيَ الوثيقة. فقال: هذه وثيقتي.
قَالَ: خُذها، وأطْعِم الحلْواء صبيانك.
قَالَ ابن يونس: تُوُفّي في رمضان، وخرج في جنازته أكثر أهل مصر. وكان شيئًا عجبًا.(23/367)
"حرف الحاء":
250- الحُسين بْن محمد بْن مُصْعَب السِّنْجيّ الإسكاف1:
سمع: أبا سَعِيد الأشجّ، ومحمد بن الوليد البُسْريّ، ويونس بْن عَبْد الأعلى، والربيع المُرَاديّ.
وعنه: أبو حاتم بْن حِبّان، وزاهر السَّرْخَسيّ.
وتُوُفّي في رجب.
"حرف الدال":
251- دَاوُد بْن الهَيْثَم بْن إِسْحَاق بْن بُهْلُولِ بْن حسّان الأنباريّ2. أبو سعْد:
سمع: جَدّه إِسْحَاق، وعُمَر بْن شَبَّة، وزياد بْن يحيى الحساني.
وعنه: طلحة بْن محمد، ومحمد بن المظفّر، وأحمد بْن إِسْحَاق الأزرق.
وكان فصيحًا نَحْويًا لُغَوِيًّا بارعًا مصنِّفًا، حَسَن المعرفة باستخراج المُعَمَّى. أخذ عَنْ: ثعلب، وغيره.
وسمع الخليفةُ المتوكّل بقراءة هذا على جده "فضائل العبّاس".
وُلِد سنة تسعٍ وعشرين ومائتين.
"حرف الزاي":
252- الزُّبَيْر بْن محمد بْن أحمد البغداديّ3:
أبو عبد الله الحافظ.
سمع: أبا ميسرة النَّهَاوَنْديّ، وعبّاسًا الدُّوريّ، وجماعة.
عَنْهُ: الطَّسْتيّ، والطَّبَرانيّ، وعليّ بْن الحَسَن الحراجيّ، وأبو حفص بن شاهين.
وكان ثقة.
__________
1 تقدمت ترجمته من هذا الجزء برقم "203".
2 تاريخ بغداد "8/ 379، 380"، والمنتظم "6/ 217"، والنجوم الزاهرة "3/ 221".
3 المعجم الصغير "1/ 167"، والمنتظم "6/ 218".(23/368)
253- - زيد بْن عَبْد العزيز بْن حِبّان:
أبو جَابِر المَوْصِليّ.
سمع: أبا سَعِيد الأشجّ، ومحمد بْن عَبْد الله بن عمار، ومحمد بن يحيى الزّمّانيّ.
وعنه: ابن المقرئ، وعليّ بْن عُبَيْد اللَّه بْن طَوْق.
سمعنا من طريقه "مُسْنِد المعافي بْن عِمران".
"حرف الصاد":
254- صالح بْن أَبِي مقاتل أحمد بْن يونس البغداديّ القِيراطيّ1:
أبو الحسين البزّاز.
سمع: محمد بْن معاوية بْن مالج، ويعقوب الدَّوْرقيّ، ومحمد بن يحيى بْن أَبِي حَزم القطعيّ، وجماعة.
وعنه: أبو عليّ بْن الصّوَّاف، وابن المظفّر، وأبو حفص بْن شاهين، وأبو بَكْر بْن شاذان.
وكان حافظًا كثير المناكير.
وقال السُّلَميّ: سألت الدَّارَقُطْنيّ عَنْهُ، فقال: كذاب.
"حرف العين":
255- عَبْد اللَّه بْن أَبِي دَاوُد سليمان بْن الأشعث بْن إِسْحَاق بْن بشير2:
أبو بَكْر الْأَزْدِيّ السِّجِسْتانيّ الحافظ.
وُلِد بسِجِسْتان، ونشأ بنَيْسابور وبغداد. وسمع بهما، وبالحرمين، ومصر، والشام، والثُّغور، والعراق.
سمع: أحمد بْن صالح الْمَصْرِيّ، وعيسى بْن حماد، وأبا الطاهر بن السرح،
__________
1 الضعفاء والمتروكين للدارقطني "107"، وتاريخ بغداد "9/ 329"، والميزان "2/ 287".
2 تاريخ جرجان "164، 258"، والعبر "2/ 164، 165"، والميزان "2/ 433-436".(23/369)
وإِسْحَاق الكَوْسَج، ومحمد بن أسلم، وعليّ بْن خَشْرَم. وَسَلَمَةَ بْن شبيب، ومحمد بن يحيى الزّمّانيّ، والمسيب بْن واضح، وأبا سَعِيد الأشجّ، وأُمَمًا سواهم.
روى عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وأبو بَكْر بْن مجاهد، ودَعْلَج، ومحمد بن المظفّر، والدارقطني، وأبو عُمَر بْن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، وأبو بكر الورّاق، وأبو الحُسين بْن سَمْعُون، وأبو أحمد الحاكم، وأبو القاسم بْن حَبَابَة، وأبو طاهر المخلّص، وعيسى بْن الجرّاح، ومحمد بن زُنْبُور، وأبو مُسْلِم الكاتب، وخلْق كثير.
وُلِد سنة ثلاثين ومائتين؛ وقال: رأيتُ جنازة إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه سنة ثمان وثلاثين. وأوّل ما سَمِعْتُ من محمد بْن أسلم الطُّوسيّ في سنة إحدى وأربعين، وكان بطُوس، وكان رجلًا صالحًا، فسُرَّ أَبِي لمّا كتبت عَنْهُ، وقال: أوّل ما كتبت عَنْ رَجُلٍ صالح.
وقال: دخلت الكوفة ومعي درهم واحد، فاشتريت بهِ ثلاثين مُدّ باقِلّاء، فكنتُ آكل منه مدًّا، وأكتب عَنِ الأشجّ ألف حديث، فكتبتُ عَنْهُ في الشّهر ثلاثين ألف حديث، ما بين مقطوع ومُرسل.
وقال أبو بَكْر بْن شاذان: قدِم ابن أَبِي دَاوُد سِجِسْتان، فسألوه أنّ يحدِّثهم فقال: ما معي أصْل.
فقالوا: ابن أَبِي دَاوُد وأصول؟! قَالَ: فأثاروني، فأمليت عليهم ثلاثين ألف حديث من حفظي. فلمّا قدِمْتُ بغداد قَالَ البغداديون: مضى ابن أَبِي دَاوُد إلي سِجِسْتان ولِعبَ بالنّاس. ثمّ فيَّجُوا فَيْجًا أكثروه بستة دينانير إلى سِجِسْتان ليكتب لهم النّسخة. فكتبت لهم وجيء بها، وعرضت على الحفاظ، فخطؤني في ستة أحاديث منها، حدَّثتُ بها كما حُدِّثت، وثلاثة أخطأت فيها.
رواها الخطيب عَنْ أَبِي القاسم الأزهريّ، عَنِ ابن شاذان.
ورواها غير الازهريّ، عَنِ ابن شاذان، فذكر أنّ ذَلِكَ الإملاء كَانَ بإصبهان.
وكذا روى أبو عليّ النَّيْسابوريّ، عَنِ ابن أَبِي دَاوُد، وهو المعروف، فكأنّ الأزهري غلط وقال: سِجِسْتان، عِوَض إصبهان.
وقال الخطيب: سمعتُ أبا محمد الخلّال يَقُولُ: كَانَ أبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد أحفظ من أَبِيهِ.(23/370)
وقال أبو القاسم بْن النّحّاس: سَمِعْتُ ابن أَبِي دَاوُد يَقُولُ: رأيت أبا هُرَيْرَةَ في النَّوم، وأنا بسِجِسْتان أصنِّف حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، كثّ اللّحْية، رَبْعَةٌ أسمر، عَلَيْهِ ثياب غِلاظ. فقلت: إنّي لاحبّك يا أبا هُرَيْرَةَ.
فقال: أنا أول صاحب حديثٍ كَانَ في الدّنيا.
فقلت: كم من رجلٍ أسندَ عَنْ أَبِي صالح، عنك؟ قَالَ: مائة رَجُل.
قَالَ ابن أَبِي دَاوُد: فنظرتُ فإذا عندي نحوها.
وقال صالح بْن أحمد الهَمْدانيّ: الحافظ أبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد إمام العراق ومَن نصب لَهُ السّلطان المنبر. وقد كَانَ في وقته بالعراق مشايخ أسند منه، ولم يبلغوا في الآلة والإتقان ما بلغ هُوَ.
وقال أبو ذرّ الهَرَوِيّ: ثنا أبو حفص بْن شاهين قَالَ: أملى علينا ابن أَبِي دَاوُد زمانًا ما رأيت بيده كتابًا، إنّما كَانَ يُملي حفظًا. وكان يقعد عَلَى المنبر بعد ما عمي، ويقعد تحته بدرجة ابنه أبو مَعْمَر، وبيده كتاب يَقُولُ لَهُ: حديث كذا. فيسرد من حفظه حتّى يأتي عَلَى المجلس.
وقرأ علينا يومًا حديث القنوت من حفظه، فقام أبو تمام الزينبي وقال: لله درك، ما رأيت مثلك إلّا أنّ يكون إبراهيم الحربيّ. فقال: كلّ ما كَانَ يحفظ إبراهيم أَنَا أحفظه، وأنا أعرف النُّجوم وما كَانَ يعرفها.
وقال ابن شاهين: لما أراد علي بن عيسى الوزير أنّ يُصلح بين ابن صاعد وابن أبي دَاوُد جمعهما عنده، وحضر أبو عُمَر القاضي، فقال الوزير: يا أبا بَكْر، أبو محمد أكبر منك، فلو قمتَ إِلَيْهِ.
فقال: لَا أفعل.
فقال يعني الوزير: أنت شيخ زيف.
فقال ابن أبي دَاوُد: الشَّيْخ الزّيف الكذّاب عَلَى رسول اللَّه.
فقال الوزير: مَن الكذابُ عَلَى رسول اللَّه؟ قَالَ: هذا.
ثمّ قام وقال: تتوهّم أنّي أذلُّ لك لأجل أنّ رزقي يصلُ إليَّ عَلَى يديك. واللَّه لَا أخذتُ من يدك شيئًا أبدًا.(23/371)
فكان المقتدر يزن رزقه بيده، ويبعث بهِ في طبقٍ عَلَى يد الخادم.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ يَقُولُ: قُلْتُ لأَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ: أَلْقِ عَلَيَّ حَدِيثًا غَرِيبًا مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ.
فَأَلْقَى عَلَيَّ هَذَا، يَعْنِي حَدِيثَ مَالِكٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَسْمَاءَ: "لا تُحْصِي فيُحْصِي اللَّهُ عَلَيْكَ" 1.
ألقاهُ عليَّ عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن شَيْبة المَدِينيّ، وهو ضعيف. فقلت لَهُ: تحبّ أنّ تكتبه عنّي، عَنْ أحمد بْن صالح، عَنْ عَبْد اللَّه بْن نافع، عَنْ مالك؟.
فغضب وشكاني إلى أَبِي وقال: أنظر ما يَقُولُ لي أبو بَكْر.
قَالَ يوسف بْن الحَسَن الزّنْجانيّ التَّفَكُّريّ: سَمِعْتُ الحَسَن بْن عليّ بْن بُنْدار الزّنْجانيّ يَقُولُ: كَانَ أحمد بْن صالح يمتنع عَلَى المُرْد من التّحديث تورُّعًا. وكان أبو دَاوُد يسمع منه، وكان لَهُ ابنٌ أمرد، فاحتال بأن شدَّ عَلَى وجهه قطعةً من الشَّعْر، ثمّ أحضره وسمع. فأُخبر الشَّيْخ بذلك فقال: أَمِثْلي يُعمل معه هذا؟ فقال أبو دَاوُد: لَا تُنكر عليّ، واجمع ابني مَعَ شيوخ الرُّوَاة، فإن لم يقاومهم بمعرفته فاحرمْه السَّماع.
هذه حكاية منقطعة.
وقال السُّلَميّ: سألت الدَّارَقُطْنيّ عَنِ ابن أَبِي دَاوُد، فقال: ثقة، كثير الخطأ في الكلام عَلَى الحديث2.
وقال أبو نُعَيْم الحافظ: تُوُفّي محمد بْن عَبْد اللَّه بْن حفص الهَمْدانيّ سنة خمسٍ وثمانين ومائتين.
حدَّثَ عَنْ صالح بْن مِهْران، والنّاس. عُرِضَ عَلَيْهِ قضاء إصبهان فهربَ إلى قَاشان، وهو سِبْط أمير إصبهان خَالِد بْن الأزهر، وهو السّاعي في خلاص عَبْد اللَّه بْن أَبِي دَاوُد لمّا أمر أبو ليلى الحارث بْن عَبْد العزيز الأمير بضرب عُنقه لما تَقَوَّلُوا عَلَيْهِ.
وذلك أَنَّهُ حسده جماعةٌ لمّا قدِم إصبهان، لتبحُّره في الحفظ، وأجرى يومًا في مذاكرته ما قالته النّاحبة في عليّ، فنسبوا إِلَيْهِ الحكاية، وتقولوا عليه، وأقاموا بعض
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "1434"، ومسلم "1029"، والنسائي "5/ 73".
2 تاريخ بغداد "9/ 468".(23/372)
العلويّة خصْمًا، فاحضروه مجلسَ أَبِي ليلى، وأقاموا عَلَيْهِ الشهادة فيما ذكر محمد بْن يحيى بن منده، وأحمد بن علي بن الجارود، ومحمد بن العبّاس الأخرم، فأمر بقتله، فاتصل الخبر بمحمد بْن عَبْد اللَّه، فأتى وجرّحَ الشّهود، ونسبَ ابنَ مَنْدَه إلى العقوق لوالديه، ونسب ابن الجارود إلى أنه يأكل الرِّبا ويوكله النّاس، ونَسب الآخر إلى أَنَّهُ مُفْتَر غير صدوق. وأخذ بيد ابن أَبِي دَاوُد فأخرجه وخلصه من القتل، فكان يدعو لَهُ طولَ حياته، ويدعو عَلَى الذين شهِدوا لَهُ. فاستجيب لَهُ فيهم، فمنهم من احترق، ومنهم من خلط وفقد عقله1.
قلت: وقُتِل أبو ليلى الأمير في سنة أربعٍ وثمانين ومائتين.
قَالَ أبو الشَّيْخ: رأيتُ يُدار برأسه.
وقال أحمد بْن يوسف الأزرق: سَمِعْتُ ابن أَبِي دَاوُد غير مرّة يَقُولُ: كُلّ من بيني وبينه شيء فهو في حِلّ، إلّا من رماني ببُغْض عليّ رضى الله عنه.
قَالَ ابن عديّ: سَمِعْتُ عليّ بْن عَبْد اللَّه الدّاهريّ: سألت ابن أَبِي دَاوُد عَنْ حديث الطير، فقال: إن صح حديث الطير فُنبوة النَّبِيّ صلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ باطل؛ لأنه حكي عَنْ حاجب النَّبِيّ صلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يعني أنس، خيانة، وحاجب النَّبِيّ لَا يكون خائنًا.
قَالَ: وَسَمِعْتُ محمد بْنَ الضَّحَّاكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ يَقُولُ: أَشْهَدُ عَلَى محمد بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أبي داود بين يدي الله أَنَّهُ قَالَ: رَوَى الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: كَانَتْ حَفِيَتْ أَظَافِيرُ عَلِيٍّ مِنْ كَثْرَةِ مَا كَانَ يَتَسَلَّقُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ2.
قَالَ الذَّهبيّ: هذه حكايةٌ باطلة، لعلّها من كذب النّواصب، قبحّهم اللَّه.
وقال ابن عديّ: لولا أنّا شَرَطْنا أنّ كلّ من تكلّم فيه ذكرناه لما ذكرتُ ابن أَبِي دَاوُد، وقد تكلَّم فيه أَبُوهُ وإبراهيم الإصبهانيّ، يعني ابن أُورمه. ونُسِب في الابتداء إلى شيء من النصب، ونفاه ابن الفُرات من بغداد إلى واسط، وردّه عليّ بْن عيسى. وحدَّثَ وأظهر فضائل عليّ، ثمّ تحَنْبل، فصار شيخًا فيهم وهو مقبول عند أصحاب
__________
1 راجع: ذكر أخبار أصبهان "2/ 210، 211".
2 راجع قول ابن عدي في الكامل "4/ 1577"، وفي ذكر أخبار أصبهان "2/ 211" في ترجمة "مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الحَسَن بْن حفص".(23/373)
الحديث. وأمّا كلام أَبِيهِ فيه فلا أدري إيش تبيَّن لَهُ منه. وسمعتُ عَبْدان يَقُولُ: سَمِعْتُ أبا دَاوُد السِّجِسْتانيّ يَقُولُ: ومن البلاء أنّ عَبْد اللَّه يطلب القضاء. وسمعتُ عليّ بْن عَبْد اللَّه الداهري يَقُولُ: سَمِعْتُ محمد بْن أحمد بْن عَمْرو: يَقُولُ: ابني عَبْد اللَّه كذاب1.
قَالَ ابن عديّ: وكان ابن صاعد يَقُولُ: كفانا ما قَالَ أَبُوهُ فيه.
وقال محمد بْن عَبْد اللَّه القطّان: كنت عند محمد بن جرير الطبري فقال لَهُ رَجُل: إنّ ابن أَبِي دَاوُد يقرأ عَلَى النّاس فضائل عليّ، فقال: تكبيرة من حارس.
قلتُ: لَا يسمع قول ابن صاعد، ولا قول ابن جرير في عَبْد اللَّه؛ لأنّه كَانَ معاديهما، وبينهم شَنَآن. ولعلّ قول أَبِي دَاوُد لَا يصحّ سَنَدُه، أو كذاب في غير الحديث.
وقال محمد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الشِّخِّير: إنّه كَانَ زاهدًا ناسكًا، صلى عليه نحو ثلاثمائة ألف إنسان وأكثر. وتُوُفّي في ذي الحجة.
وقال عَبْد الأعلى ابنه: خَلَف أَبِي أبا داود محمدًا، وأنا، وأبا مَعْمَر عُبَيْد اللَّه، وخمس بنات.
وتُوُفّي أَبِي وله ستٍّ وثمانون سنة وأشهر. وصُلّيَ عَلَيْهِ ثمانين مرة2.
256- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عُمَر:
أَبُو محمد القَنْطريّ النَّيْسابوريّ.
قد سمع: أحمد بْن حفص بْن عَبْد اللَّه السُّلَميّ، ومحمد بن يحيى الذُّهْليّ.
روى عَنْهُ: أبو عليّ الحافظ، والمشايخ.
257- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن الفَرَج3. أبو الحَسَن الزَّطَّنّي، نزيل مكة.
سمع: بحر بن نصر الخولاني.
وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وغيره.
__________
1 انظر المصدر السابق.
2 تاريخ بغداد "9/ 468".
3 الأنساب "5/ 277".(23/374)
258- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن حُرَيْث:
أبو أحمد الْبُخَارِيّ.
سمع من: جَدّه حُرَيْث بْن عَبْد الرَّحْمَن، وسعيد بْن مسعود المَرْوَزِيّ، ويحيى بْن أَبِي طَالِب.
وعنه: ابنه حُرَيْث، وغيره.
259- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَليّ بْن زُهَيْر1:
أبو سَعِيد الْقُرَشِيّ الْجُرْجانيّ.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وسَعْدان بْن نَصْر، وأحمد بْن منصور الرَّماديّ، ومحمد بن زياد بن معروف، ومحمد بن الجنيد الجرجاني، وطائفة كبيرة.
روى عنه: ابن عدي، والإسماعيلي، وغيرهما.
260- علي بن محمد البجلي الإفريقي:
روى عَنْ: أَبِي إبراهيم المُزَنيّ.
تُوُفّي بالقيروان.
261- عُمَر بْن حفص بْن غالب الثَّقْفيّ الصّابونيّ2:
أبو حفص القُرْطُبيّ، عرف بابن أَبِي تمّام.
سمع في رحلته سنة ستين: محمد بن عزيز الأَيْليّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، وأخاه سعدًا، وأحمد بْن البَرْقيّ، وبحر بْن نَصْر، وإبراهيم بْن مرزوق، وأبا أمية الطَّرَسُوسيّ.
وكان فقيهًا ثبتًا.
سمع منه النّاس كثيرًا.
وروى عَنْهُ: عَبْد اللَّه ابن أخي ربيع، ووهب بن مسرة، وآخرون.
__________
1 تاريخ جرجان للسهمي "418".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 321، 322"، لابن الفرضي، وجذوة المقتبس "300، 301" للحميدي.(23/375)
"حرف القاف":
262- القاسم بْن عَبْد الرَّحْمَن الأنباريّ1:
عَنْ: يعقوب الدَّوْرقيّ، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ.
وعنه: ابن المظفّر، وطلحة الشاهد.
وثّقه الخطيب.
263- قُتَيْبة بْن أحمد بْن شُرَيْح2:
أبو حفص الْبُخَارِيّ القاصّ، صاحب "التّفسير".
سكن نَسَف وحدَّث عَنْ: سَعِيد بْن مسعود المَرْوَزِيّ، وأبي يحيى بْن أبي مسرة.
سمَع منه: نَصوح بْن واصل.
كَانَ شيعيًّا.
"حرف الميم":
264- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحَسَن بْن زياد3:
أبو الفضل النَّيْسابوريّ الزّوْرَابَذِيّ.
سمع: الذُّهْليّ، وأبا سَعِيد الأشج، وهارون بْن إِسْحَاق.
وعنه: أبو عليّ الحافظ، وأبو أحمد الحاكم، وجماعة.
265- محمد بْن أحمد بْن سُليمان بْن بُرْدة:
أبو بَكْر الْمَصْرِيّ.
سمع: يونس بْن عَبْد الأعلى.
266- محمد بْن جعفر بْن محمد بن ثوابة4:
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 437".
2 هدية العارفين "1/ 835"، ومعجم المؤلفين "8/ 127".
3 الأنساب "6/ 320"، ومعجم البلدان "3/ 157".
4 معجم الأدباء "8/ 96-98"، "19".(23/376)
أبو الحَسَن بْن أَبِي الحُسين الكاتب.
من البُلَغاء.
كَانَ صاحب ديوان الإنشاء.
مات في شوّال سنة 316.
267- محمد بْن جعفر بْن محمد بْن المهلب1:
أبو الطَّيِّب الدِّيباجيّ.
سمع: يعقوب، الدَّوْرقيّ، وأحمد بْن المِقْدام.
وعنه: أبو بَكْر الشّافعيّ، ومحمد بن المظفّر.
وثّقه الخطيب.
268- محمد بْن حامد بْن عَبْد اللَّه الْقُرَشِيّ2:
مولاهم الدّمشقيّ.
سمع: هشام بن عمّار، ودُحَيْمًا، وأبا حفص الفلّاس، ونصر بْن عليّ.
وعنه: أبو سليمان بْن زبْر، وأبو بَكْر الأَبْهَريّ، والرَّبَعيّ، وابن المقرئ، وأبو هاشم المؤدِّب.
قَالَ أبو أحمد الحاكم: فيه نظر.
269- محمد بْن الحُسين بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحُسين بْن حفص الهَمْدانيّ الإصبهانيّ3:
أبو بَكْر الْمُعَدَّلُ.
سمع: أحمد بْن عصام، وأسيد بْن عاصم، وسهل بْن الفَرُّخان، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن محمد بْن جِشْنِس، والطَّبَرانيّ، وعَبْد اللَّه بْن محمد بن الحجاج.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 135"، والمنتظم "6/ 219".
2 مختصر تاريخ دمشق "22/ 78، 79".
3 ذكر أخبار أصبهان "2/ 264".(23/377)
270- محمد بْن الحُسين بْن حفص1:
أبو بَكْر الكاتب.
بغداديّ مشهور.
حدَّثَ في هذه السنة بمجلس ابن صاعد.
روى عَنْ: محمد بْن سِنان القزّاز، وأحمد بْن عُبَيْد بْن ناصح.
وعنه: ابن حَيَّوَيْه، وأبو الفضل الزُّهْرِيّ.
271 - محمد بْن خُرَيْم بْن محمد بْن عَبْد الملك بْن مروان2:
أبو بَكْر العُقَيْليّ الدّمشقيّ.
سمع: هشام بْن دَاوُد، ودُحَيْمًا، وأحمد بْن أَبِي الحواري، ومحمد بن يحيى الزّمّانيّ، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن عُتْبة بْن مكين، وحُمَيْد بْن الحَسَن الورّاق، ومحمد بن موسى السِّمسار، وعليّ بن الحسين الأنطاكي، وعَبْد اللَّه بْن عديّ، وأبو بَكْر الأَبْهَريّ، وخلْق آخرهم عَبْد الوهّاب الكلابيّ.
تُوُفّي لست بقين من جُمَادَى الآخرة. وهو صدوق مشهور.
272- محمد بْن السَّرِيّ البغداديّ النَّحْويّ3:
أبو بَكْر السّرّاج، صاحب المبرد.
لَهُ كتاب "الأصول في العربية" وهو مصنف نفيس، وكتاب "شرح سِيبَوَيْه"، وكتاب "احتجاج الفَرّاء"، وكتاب "الهواء والنار"، وكتاب "الْجُمل"، وكتاب "الموجز"، وكتاب "الاشتقاق"، وكتاب "الشِّعْر والشعراء".
وكان يلثغ بالرّاء غَيْنًا.
أخذ عَنْهُ: أبو القاسم عَبْد الرَّحْمَن الزجاجي، وأبو سَعِيد السِّيرافيّ، وعليّ بْن عيسى الرُّمّانيّ، وغيرهم.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 235"، "691".
2 تاريخ جرجان "281، 426"، والنجوم الزاهرة "3/ 222"، وشذرات الذهب "2/ 273".
3 طبقات النحويين واللغويين "112-114"، والمنتظم "6/ 220"، والبداية "11/ 157".(23/378)
وثّقه الخطيب.
وكان أديبًا شاعرًا، إمامًا في النَّحْو، مقبلًا عَلَى الطرب والموسيقى، وعشق ابن يانس المغني وغيره؛ لَهُ أخبار وهنات.
تُوُفّي في ذي الحجة ببغداد، ولم يخلق في النَّحْو مثله. مات كهلًا، واللَّه يغفر لَهُ ويرحمه.
273- محمد بْن عقيل بْن الأزهر بْن عقيل1:
أبو عبد الله البلْخيّ الحافظ.
محدث بلخ وعالمها. صنف "المسند"، "والتاريخ"، و"الأبواب"، ورحل، وسمع: عليّ بْن خَشْرَم، وحُم بن نوح، وعُبّاد بْن الوليد الغَبْريّ، وعلي بن أشكاب، وجماعة.
وعنه: محمد بن عبد الله الهندواني، وعبد الرحمن بن أبي شريح، وطائفة.
تُوُفي فِي شوّال.
274- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الربيع بْن سليمان المرادي:
عن: جده.
مات فجأة.
روى عنه: ابن يونس وكناه أبا إسماعيل.
275- محمد بن معاذ بن الفرة الماليني2:
أبو جعفر الهروي.
روى عَنْ: الحُسين بْن الحَسَن المَرْوَزِيّ، ومحمد بن مقاتل الرّازيّ الفقيه، وأبي دَاوُد السِّنْجيّ، وأحمد بْن حكيم، ومحمد بن حفص بْن ميسرة الهَرَوِيّ.
وعنه: أحمد بْن بشر المُزَنيّ، ومحمد بن محمد بْن داود التاجر.
__________
1 تاريخ جرجان "406"، والعبر "2/ 165"، والبداية والنهاية "11/ 159"، والنجوم الزاهرة "3/ 222".
2 المشتبه في أسماء الرجال "2/ 527"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 112".(23/379)
روى عنه أنه قال سنة ثلاثمائة: إنّه في ثمانين سنة. تُوُفّي في رجب.
وروى عَنْهُ أيضًا: عَبْد اللَّه بْن يحيى الطّلْحيّ، وأبو بَكْر المفيد، وزاهر بْن أحمد، والخليل بْن أحمد.
"حرف النون":
276- نَصْر بْن الفتح بْن يزيد1:
أبو منصور العَتَكيّ السَّمَرْقَنْديّ الفاميّ.
سمع: رجاء بْن مرجا، وأبا محمد الدّارميّ، وجماعة.
وله رحلة إلى العراق.
"حرف الياء":
277- إلياس بْن رجاء النَّيْسابوريّ:
أبو إِسْحَاق الدّهّان.
سمع: إِسْحَاق الكَوْسَج، وأحمد زاج.
وعنه: أبو إِسْحَاق المُزَكيّ، وعبد اللَّه بْن سعْد، وغيرهما.
278- يعقوب بْن إِسْحَاق بْن إبراهيم بْن يزيد2:
أبو عَوَانة النَّيْسابوريّ، ثمّ الإسفرائينّي الحافظ. صاحب "المُسْنَد الصحيح" المخرَّج عَلَى "كتاب مُسْلِم".
سمع بخُراسان، والعراق، والحجاز، واليمن، والشّام، والثُّغُور، والجزيرة، وفارس، وإصبهان، ومصر.
سمع: محمد بْن يحيى، ومسلم بْن الحَجّاج، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وعُمَر بْن شَبَّة، وأحمد ابن أخي ابن وهْب، وشُعَيب بْن عَمْرو الضُّبَعيّ، وعليّ بن حرب،
__________
1 تاريخ جرجان "123" للسهمي.
2 التقييد لابن النقطة "493، 494"، ووفيات الأعيان "6/ 393، 394"، والبداية والنهاية "11/ 159".(23/380)
وعليّ بْن أشكاب، وسَعْدان بْن نَصْر، والحَسَن بْن محمد الزَّعْفرانيّ، والربيع المُرَاديّ، ومحمد بن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، وخلقًا سواهم.
وعنه: أحمد بْن عليّ الرّازيّ الحافظ، وأبو عليّ النَّيْسابوريّ، ويحيى بْن منصور، وعبد اللَّه بْن عديّ، والطَّبَرانيّ، وأبو بَكْر الإسماعيليّ، وحُسَيْنَك بْن عليّ التَّميميّ، وابنه أبو مُصْعَب محمد بْن يعقوب.
وآخر من روى عَنْهُ ابن ابن أخته أبو نُعَيْم عَبْد الملك بْن الحَسَن الإسفرائينيّ، ودَخَلَ دمشق مرات.
قَالَ الحاكم: وأبو عَوَانة من علماء الحديث وأثباتهم. سَمِعْتُ ابنه محمد يقول: إنّه تُوُفّي سنة ستٍّ عشرة. وقال غيره: عَلَى قبر أَبِي عَوَانة مشهد بإسفرائين يُزار، وهو بداخل البلد، رحمة اللَّه عَلَيْهِ.
وكان أول من أدخل مذهب الشّافعيّ وتصانيفه إلى إسفرائين. أخذ ذَلِكَ عَنْ: إبراهيم المُزَنيّ، والربيع.
وفيات سنة سبع عشرة وثلاثمائة:
"حرف الألف":
279- أحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن أحمد بْن حاجب:
أبو سَعِيد النَّيْسابوريّ الحاجب، المعروف بحمدان.
سمع: محمد بْن يحيى، وأحمد بْن منصور زاج، وعبد الرَّحْمَن بْن بِشْر، وأبا الأزهر.
وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إِسْحَاق المُزَكيّ، وجماعة.
محلّه الصِّدْق.
280- أحمد بْن جعفر بْن محمد بْن سَعِيد الإصبهانيّ1.
أبو حامد الأشعريّ.
لَهُ إلى العراق بضع عشرة رحلة، كأنه كان تاجرًا.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 65"، "1685".(23/381)
روى عَنْ: إبراهيم بْن سَلْم، والمنذر بْن الوليد.
وعنه: محمد بن عبد الرحمن بن الفضل، والحسن بن إسحاق، ونسبه أبو الشيخ إلى الضعف.
ويقال له: الملحمي. أدرك لوينا.
أخذ عنه أيضا: أبو إسحاق بن حمزة.
وقال ابن مردويه في تاريخه: كان يدعي ما لم يسمعه. ثم ورخ وفاته.
281- أحمد بن الحسن بن العباس بن شقير البغدادي1:
أبو بكر النحوي.
روى عَنْ أحمد بْن عُبَيْد بْن ناصح تصانيف الواقديّ.
وعنه: إبراهيم الخِرَقيّ، وأبو بَكْر بْن شاذان.
282- أحمد بْن الحُسين2:
أبو سَعِيد البَرْذَعيّ. شيخ الحنفيّة ببغداد.
أخذ عَنْ: أَبِي عليّ الدّقّاق، وموسى بْن نَصْر.
وكان فقيهًا مناظرًا، بارعًا، إلّا أَنَّهُ كَانَ معتزليًا.
تفقه بهِ: أبو الحَسَن الكَرْخيّ، وأبو عَمْرو الطَّبَريّ، وأبو طاهر الدَّبّاس، وغيرهم.
ناظر مرّةً دَاوُد الظّاهريّ فقطعَ دَاوُد.
قُتِل مَعَ الحاجّ شهيدًا إنّ شاء اللَّه، واللَّه أعلم بِطَوِيَّتهِ، في عشر ذي الحجّة بمكة.
وقتلت القرامطة حولَ البيت خلائق، واقتلعوا الحجر الأسود وأخذوه، فبقي عندهم بالبادية سِنين عديدة.
283- أحمد بن عقيل بن الأزهر البلخي3:
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 89"، والكامل في التاريخ "8/ 215".
2 تاريخ بغداد 4/ 99"، ومرآة الجنان "2/ 274"، والعبر "2/ 168".
3 مشايخ بلخ في الحنفية "1/ 69، 147".(23/382)
أبو الفضل، أخو محمد بْن عقيل.
فِي شَعْبان.
284- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حفص بْن سَلْم بْن يزيد النَّيْسابوريّ1:
أبو عمرو الحِيّريّ.
شيخ العدالة بنَيْسابور، وسبط أحمد بْن عَمْرو الحَرَشِيّ.
سمع: محمد بْن رافع، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وعَبْد اللَّه بْن هاشم، وعيسى بْن أحمد البلْخيّ، وموسى بْن نَصْر، وأبا زُرْعة، ومحمد بْن مُسْلِم بْن وَارَةَ، والرَّماديّ، وبحر بْن نَصْر الخَوْلانيّ صادفه في الحجّ وطائفة سواهم.
سمع منه: أحمد بْن المبارك المستملي أحد شيوخه، وأبو عليّ الحافظ، ودَعْلَج، وأبو بَكْر الإسماعيليّ، وآخرون آخرهم موتًا أبو الحُسين الخفّاف، ومحمد بن أحمد بْن عَبْدُوس.
وكان من أهل الثّروة والجلالة بالبلد.
تُوُفّي فِي ذي القعدة.
285- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن أَبِي خُمِيصَة2:
أبو عبد الله الْمَكِّيّ. نزيل بغداد.
هُوَ حَرَميّ بْن أَبِي العلاء، كاتب أَبِي عُمَر القاضي.
روى عَنْ: الزُّبَيْر بْن بكّار كتاب "النَسَب".
وروى عَنْ: محمد بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن المقرئ، وغيره.
وسيأتي في الحاء.
286- أحمد بْن محمد بْن إسماعيل3:
أبو بكر الهيتي.
__________
1 المنتظم "6/ 225"، والعبر "2/ 169"، وتذكرة الحفاظ "3/ 789، 799".
2 تاريخ بغداد "4/ 390، 391".
3 تاريخ بغداد "4/ 388".(23/383)
حدَّثَ في هذا العام ببغداد، عَنْ: يعيش بن الجهم، وابن عرفة، والزيادي.
وعنه: الدارقطني، وأبو بَكْر بْن شاذان.
وُثُّق.
287- أحمد بْن محمد بْن يحيى الرّازيّ:
أبو العبّاس الشحام.
ثقة، سمع: عن بْن عَبْد المؤمن الزَّعْفرانيّ، وسليمان بْن دَاوُد القزّاز.
وعنه: جماعة.
288- أحمد بْن محمد بْن شبيب البغداديّ البزّاز:
أبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبة.
سمع: عَبْد اللَّه بْن هشام الطُّوسيّ، وأبا حفص الفلّاس، ومحمد بن عَمْرو بْن حيان.
وعنه: أبو عُمَر بْن حَيَّوَيْهِ، وأبو حفص بْن شاهين، وأبو بَكْر بْن شاذان.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى، ووثَّقه الدَّارَقُطْنيّ.
وولد سنة ثلاثين.
289- أحمد بْن نُصَيْر بْن زياد1:
أبو جعفر الهواري المالكيّ.
أخذ عَنْ: ابن عبدوس، وابن سحنون، والمغامي.
وكان حاذقًا بالمناظرة، عارفًا بالمذهب.
عاش ثمانين سنة.
290- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الْقُرَشِيّ الكُرَيْزيّ القاضي2:
أبو محمد، من وُلِد الأمير عَبْد اللَّه بْن عامر بْن كُرَيْز ولي قضاء الديار المصرية
__________
1 الديباج المذهَّب "34".
2 الولاة والقضاة "482، 532-536" للكندي.(23/384)
بعد ابن عُبَيْد بْن حربَوَيْه، فحكم بها من صفر سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة. ولي سنة وشهرًا وعُزِلَ. وكان قليل العلم.
وكان موته سنة سبْعٍ عشرة بحلب.
291- إِسْحَاق بْن إبراهيم بْن عمّار:
أبو يعقوب الْأَنْصَارِيّ النَّيْسابوريّ.
شيخ رئيس، وجيه، عدل.
سمع: محمد بْن رافع، والكَوْسَج، وعُمَر بْن شَبَّة، وأبا زُرْعة الرّازيّ، وجماعة.
وعنه: إبراهيم بْن عَبْدُوس، ومحمد بن شريك الإسفرائينيّ.
"حرف الباء":
292- بدر بْن الهَيْثَم بْن خَلَف1:
أبو القاسم الَّلخْمي الكوفي القاضي المعمَّر، نزيل بغداد.
سمع: أبا كُرَيْب، وهارون بْن إِسْحَاق الهَمْدانيّ، وهشام بْن يونس، وعَمْرو بْن عَبْد اللَّه الأَوْديّ، وأبا سَعِيد الأشجّ.
وعنه: أبو عُمَر بْن حَيَّوَيْه، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وعُمَر بْن شاهين، وعيسى ابن الوزير.
وسمع الحديث وقد صار ابن أربعين سنة.
قَالَ ابن شاهين: بلغني أَنَّهُ بلغ مائة وستّ عشرة سنة.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: إنّه عاش مائةً وسبع عشرة سنة.
قَالَ: وكان ثقة، نبيلًا. أدرك أبا نُعَيْم الفضل بْن دُكَيْن.
قَالَ: ودخل عَلَى الوزير عليّ بْن عيسى فقال لَهُ: كم سِنّ القاضي؟ قَالَ: ما أدري، لكن ظهر بالكوفة أعجوبة، فركبت مَعَ أبي سنة خمس عشرة ومائتين؛ زاد
__________
1 تاريخ جرجان "180"، والمنتظم "6/ 226"، والعبر"2/ 169".(23/385)
بعضهم فيها: فركبت مَعَ أَبِي إلى عامل المأمون؛ وركبت الآن إلى حضرة الوزير، وبين الركبتين مائة سنة.
وَقَدْ وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيهِ. قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ: أَخْبَرَكَ الْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، أَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمد الْبَزَّازُ، ثنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ إِمْلاءً قَالَ: قُرِئَ عَلَى بَدْرِ بْنِ الْهَيْثَمِ وَأَنَا أَسْمَعُ: حَدَّثَكُمْ أَبُو كُرَيْبٍ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إن فِي الْجَنَّةِ سُوقًا مَا فِيهَا بَيْعٌ وَلا شِرَاءٌ إِلا الصُّوَرَ مِنَ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ. فَإِذَا اشْتَهَى الرَّجُلُ صُورَةً دَخَلَ فِيهَا"1. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
قَالَ لَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بَدْرٌ: هَذَا الْحَدِيثُ رَفَعَهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ. وَثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ: ثنا محمد بْنُ فُضَيْلٍ مَوْقُوفًا.
تُوُفّي في شوّال.
وهو ممّن جزمتُ بأنه جاوز المائة.
"حرف الجيم":
293- جعفر بْن أحمد بْن عَمْرو النَّيْسابوريّ:
أبو محمد جعفرك الغازي، أستاذ أَبِي بَكْر أحمد بْن إِسْحَاق في الفُرُوسيّة.
سمع: أحمد بْن الأزهر، وأحمد بْن يوسف.
وعنه: جماعة.
294- جعفر بْن عَبْد اللَّه بْن مُجَاشع2:
أبو محمد الخُتّليّ.
حدَّثَ عَنْ: محمد بْن أشْكاب، وعُبَيْد اللَّه بْن جرير بْن جَبَلَة، ومحمد بن الحَجّاج الضّبّيّ، وجماعة.
وعنه: أبو الفضل الزهري، وعمر بن شاهين. ووثق.
__________
1 إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي في الجامع "2550"، وأحمد في مسنده "1/ 156".
2 تاريخ بغداد "7/ 209"، "3680".(23/386)
295- جعْفر بْن محمد بْن إبراهيم1:
أبو بَكْر بْن أَبِي الصَّعْو البغداديّ الصَّيْدلانيّ.
سمع: محمد بْن المُثَنَّى، ويعقوب الدَّوْرقيّ، ومحمد بن منصور الطُّوسيّ.
وعنه: ابن شاهين، وعليّ الحربيّ.
وثّقه الدارقطني.
296- جعفر بن محمد بن أحمد بن بحر2:
أبو محمد التَّميميّ النَّيْسابوريّ.
سمع: أحمد بْن يوسف، ومحمد بن يزيد السَّلمينيّ، وسهل بْن عمّار.
وعنه: أبو عليّ، وأبو أحمد الحاكم الحافظان.
"حرف الحاء":
297- حَرَمّي بْن أَبِي العلاء:
أبو عبد الله.
حدَّثَ ببغداد عَنْ: أَبِي عُبَيْد اللَّه سَعِيد بْن عَبْد الرَّحْمَن المخزوميّ، ومحمد بن منصور الجوّاز، ويحيى بْن الربيع المكّيَّيْن، ومحمد بن عُزَيْز الأَيْليّ.
وحدَّثَ بكتاب "النسب" عَنْ مصنِّفه الزُّبَيْر بْن بكّار.
وعنه: أبو عمر بن حَيَّوَيْهِ، وأبو حفص بن شاهين، وعُبَيْد اللَّه بْن حَبَابَة، وغيرهم.
مات في جُمَادَى الآخرة.
وقد وثّقه الخطيب، وغيره.
وقد تقدَّم أنّ اسمه أحمد بْن محمد بْن إِسْحَاق. وكان كاتب القاضي أَبِي عُمَر محمد بن يوسف.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 210"، والمنتظم "6/ 226".
2 تاريخ جرجان "142" للسهمي.(23/387)
298- الحَسَن بْن إسماعيل الغسّاني الْمَصْرِيّ الفارض:
سمع: يونس بْن عَبْد الأعلى.
299- الحَسَن بْن عليّ العدويّ1:
أحد الكذّابين.
قِيلَ: تُوُفّي فيها، وهو في سنة تسع عشرة.
300- الحَسَن بْن محمد بْن الحَسَن بْن زياد الإصبهانيّ2:
أبو عليّ الدّارَكيّ.
ثقة، صاحب كتاب.
سمع: صالح بْن مِسْمار، ومحمد بن عبد العزيز أَبِي رزْمة، ومحمد بن حُمَيْد الرّازيّ، والحسين بْن حُرَيْث، وسعيد بْن عَنْبَسَةَ، ومحمد بن إسماعيل الْبُخَارِيّ.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو بَكْر محمد بْن جِشْنِس، وأهل إصبهان.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة.
301- الحَسَن بْن محمد بْن سِنان:
أبو عليّ القنطري السّوّاق.
سمع: أحمد بْن يوسف، ومحمد بْن يحيى3.
وعنه: أبو عليّ الحافظ، وغيره من النَّيْسابوريِّين.
302- الحَسَن بْن محمد بْن يحيى:
أبو أحمد العُقَيْليّ، قاضي شمشاط.
سمع: حميد بن الربيع، وغيره.
__________
1 المجروحين "1/ 241"، والميزان "1/ 506-509".
2 ذكر أخبار أصبهان "1/ 268"، والعبر"2/ 170".
3 تاريخ بغداد "7/ 416"، "3970".(23/388)
وعنه: يوسف القوّاس الزّاهد، وأبو بَكْر بْن شاذان حدَّثَ في هذا العام، ولم نعرف وفاته.
303- الحُسين بْن محمد بْن غُوَيْث1:
أبو عبد الله التّنُوخيّ الدّمشقيّ.
رحل وسمع من: يونس بْن عَبْد الأعلى، ومحمد بن عُزَيز الأَيْليّ، والمُزَنيّ، والربيع المُرَاديّ، وخلق.
روى عَنْهُ: أبو سليمان بْن زبْر، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وعبد الوهّاب الكِلابيّ.
"حرف الدال":
304- دَاوُد بْن سليمان بْن خُزَيْمة:
أبو محمد الكَرْمِينيّ القطّان.
روى التفسير عَنْ: عَبْد بْن حُمَيْد.
وروى عَنْ: الدّارميّ، ورجاء بْن مُرَجّا.
وعنه: أبو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن إبراهيم، وعبد الكريم بْن محمد الطّواويسيّ.
"حرف الزاي":
305- الزُّبَيْر بْن أحمد بْن سليمان بْن عَبْد اللَّه بْن عاصم بْن المنذر بْن الزُّبَيْر بْن العوام الأَسَديّ الزُّبَيْريّ الْبَصْرِيّ2:
الفقيه الشافعي الضرير.
له تصانيف في الفقه كـ"الكافي"، وغيره.
وحدث عَنْ: محمد بْن سِنان القزّاز، وغيره.
وعنه: أبو بَكْر النّقّاش، وعُمَر بْن بِشْران، وعليّ بن لؤلؤ، ومحمد بن بخيت.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 359".
2 تاريخ بغداد "8/ 47، 472"، والوافي بالوفيات "14/ 186"، والأعلام "3/ 84".(23/389)
وكان ثقة إمامًا مُقرئًا. عرض عَلَى: رَوْح بْن قُرّة، ورُوَيْس، ومحمد بن يحيى القطعيّ، ولم يختم عَلَيْهِ.
قرأ عَلَيْهِ: أبو بَكْر النّقّاش، وغيره.
"حرف الطاء":
306- طاهر بْن عليّ بْن عَبْدُوس1:
أبو الطَّيِّب الطَّبَرانيّ القطّان القاضي.
مولى بُنيّ هاشم.
روى عَنْ: نوح بْن حبيب، وعصام بْن رَوَّاد، وحمّاد بْن نَجِيج، وجماعة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وعَبْد اللَّه بْن عديّ، وأبو زُرْعة محمد بْن إبراهيم الْجُرْجانيّ، وعبد الوهّاب الكِلابيّ.
"حرف العين":
307- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن إبراهيم2:
أبو العبّاس البغداديّ المارستاني الضّرير.
سمع: رزق اللَّه بْن موسى، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ، ومُهَنّا الشّاميّ.
وعنه: أبو الحَسَن الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وعُمَر بْن إبراهيم الكِنَانيّ، وأبو طاهر المخلّص.
قَالَ ابن قانع: تُكِلِّم فيه.
308- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن نَصْر:
أبو محمد النَّيْسابوريّ العابد.
سمع: جدَّيه أحمد بْن نَصْر المقرئ، ومحمد بْن عَقِيل الخُزَاعيّ، والذُّهْليّ.
وعنه: عُبَيْد اللَّه بْن سعْد، وأبو إسحاق المزكي، وجماعة.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 184".
2 تاريخ بغداد "9/ 371".(23/390)
309- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن المَرْزُبان بْن سابور1:
أبو القاسم البَغَويّ الأصل البغداديّ.
مُسْنِد الدّنيا وبقيّة الحُفّاظ ابن بنت أحمد بْن مَنِيع.
وُلِد ببغداد في أول رمضان سنة أربع عشرة، ومائتين، وسمع: عليّ بْن الْجَعْد، وخلف بْن هشام، وأبا نَصْر التّمّار، ويحيى الحماني، وعلي بْن المَدِينيّ، وأحمد بْن حنبل، وشَيْبان بْن فَرُّوخ، وسُوَيْد بْن سَعِيد، وداود بْن عَمْرو الضَّبّيّ، وخلّقًا كثيرًا أزيد من ثلاثمائة.
وعنه: ابن صاعد، والجِعَابيّ، وأبو بَكْر القَطِيعيّ، وأبو حفص الزّيّات، وابن المظفّر، والدارقطني، وأبو حفص بْن شاهين، وعُمَر الكِنَانيّ، وأبو القاسم بْن حَبَابَة، وأبو طاهر المخلّص، وعَبْد الرَّحْمَن بن أَبِي شُرَيْح الهَرَوِيّ، وأبو مُسْلِم محمد بْن أحمد الكاتب، وهو آخر من حدَّثَ عَنْهُ.
وروى عَنْهُ خلْق لَا يُحصيهم إلّا اللَّه تعالى؛ لأنّه طال عمره، وتفرد في الدنيا بعلو السند.
قَالَ: رأيت أبا عُبَيْد ورأيت جنازته. وأول ما كتبتُ الحديث سنة خمسٍ وعشرين ومائتين. وحضرت مَعَ عمّي عليٍّ مجلس عاصم بْن عليّ.
وقال أحمد بْن عَبْدان الحافظ: سَمِعْتُ البَغَويّ يَقُولُ: كنتُ يومًا ضيّق الصّدْر، فخرجتُ إلى الشّطّ، وقعدتُ وفي يدي جُزْءٌ عَنْ يحيى بْن مَعِين أنظر فيه، فإذا بموسى بْن هارون فقال: أيش معك؟ قلت: جزء عَنْ يحيى.
فأخذه من يدي فرماه في دِجْلة وقال: تريد أنّ تجمع بين أحمد بْن حنبل، ويحيى بْن مَعِين، وعليّ بْن المَدِينيّ؟! وقال عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم: أبو القاسم البَغَويّ يدخل في الصحيح.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: كَانَ البَغَويّ قَلّ أنّ يتكلّم عَلَى الحديث. فإذا تكلّم كَانَ كلامه كالمسمار في الساج.
__________
1 الفوائد العوالي "84"، للتنوخي، والكامل في ضعفاء الرِّجال "4/ 1578، 1579"، لابن عدي، والمنتظم "6/ 227"، والأعلام "4/ 119"، والبداية والنهاية "11/ 163، 164".(23/391)
وقال ابن عديّ: كَانَ صاحب حديث، وكان وراقًا، من ابتدأ أمره يورق على جده وعمه، وغيرهما. وكان يبيع أهل نفسه في كل وقت. ووافيت العراق سنة سبعٍ وتسعين ومائتين وأهل العلم والمشايخ منهم مجتمعين على ضعفه، وكانوا زاهدين في حضور مجلسه. وما رأيت في مجلسه قط في ذلك الوقت إلا دون العشرة غرباء، بعد أنّ يسأل بنوه الغرباء مرةً بعد مرّة حضور مجلس أبيهم، فيقرأ عليهم لفظًا.
وكان مُجّانهم يقولون: ابن مَنِيع شجرة تحمل داود بن عمر الضَّبّيّ، أي من كثرة ما يروي عَنْهُ. وما علمت أحدًا حدَّثَ عَنْ عليّ بْن الْجَعْد أكثر مما حدَّثَ هُوَ.
وسمعه قاسم المطرّز يَقُولُ: ثنا عُبَيْد اللَّه العَيْشيّ. فقال القاسم: في حُرِّمّ من يكذب.
وتكلّم قومٌ فيه عند عَبْد الحميد الورّاق، ونسبوه إلى الكذب فقال: هُوَ أنغش من أنّ يكذب، يعني ما يُحْسِن.
قَالَ: وكان بذيء اللّسان، يتكلّم في الثّقات.
وسمعته يَقُولُ يوم مات المَرْوَزِيّ محمد بْن يحيى: أَنَا قد ذهبَ بي عمّي إلى أَبِي عُبَيْد، وعاصم بْن عليّ، وسمعتُ منهما. ولمّا مات أصحابه احتمله النّاسُ واجتمعوا عَلَيْهِ، ونفق عندهم، ومع نَفاقه وإسناده كَانَ مجلس ابن صاعد أضعاف مجلسه.
قلت: قد بالغ ابن عديّ من الحطّ عَلَى البَغَويّ، ولم يقدر يُخرّج لَهُ ممّا غلط فيه سِوَى حديثين.
ثمّ قَالَ: والبغوي كَانَ معه طرف من معرفة الحديث ومن معرفة التصانيف. وطال عمره، واحتاجوا إِلَيْهِ، وقَبِله النّاس. ولولا أنّي شرطت أن كلَّ من تَكلَّم فيه متكلمٌ ذكرته، وإلّا كنتُ لَا أذكره.
وقال الحافظ عَبْد الغني الْمَصْرِيّ: سألت أبا بَكْر محمد بْن عليّ النّقّاش: تحفظ شيئًا ممّا أخذ عَلَى ابن بنت مَنِيع؟.
قَالَ: غلط في حديث، عَنْ محمد بْن عَبْد الوهّاب، عَنْ أَبِي شهاب، عَنْ أَبِي إِسْحَاق الشَّيْبانيّ، رواه عَنْ محمد، وإنّما سمعه من إبراهيم بْن هانئ، عَنْهُ. فأخذه عَبْد الحميد الورّاق بلسانه ودارَ عَلَى أصحاب الحديث. فبلغ ذَلِكَ ابن بنت مَنِيع، فخرج إلينا، وعرفنا أَنَّهُ غلط، وأنّه أراد أنّ يكتب: ثنا إبراهيم بْن هانئ، فمرّت يده عَلَى العادة، ورجع عَنْهُ. ورأيتُ فيه الانكسار والغَمّ. وكان رحمه اللَّه ثقة.(23/392)
وقال غير واحد: تُوُفّي ليلة عيد الفِطْر، وعاش مائة وثلاث سنين وشهرًا.
قلتُ: آخر من روى حديثه عاليًا أبو المُنجّا بْن اللُّتّيّ. وأعرف لَهُ حديثًا مُنْكرًا في الأوَّل من حديث ابن أخي ميمي، وفي جزء بيْبي. وقد احتجّ بهِ عامّة من خرج الصحيح كالدارقطني، والإسماعيلي، والبرقانيّ.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة ثبتًا فهمًا عارفًا.
قلتُ: وله كتاب "مُعْجَم الصحابة" في مجلدين، يدّل عَلَى سعة حفْظه وتبحُّره. وكذلك تأليفه للجعْديّات؛ أحسن ترتيبها وأجاد تأليفها.
قال الدارقطني: لم يرو البَغَويّ عَنْ يحيى بْن مَعِين غير حكاية.
وقال: أبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ: سألت الدَّارَقُطْنيّ، عَنْ أَبِي القاسم البَغَويّ فقال: ثقة، جبل، إمام، أقلّ المشايخ خطأ، وكلامه في الحديث أحسن من كلام ابن صاعد.
قَالَ الخليليّ: أبو القاسم البَغَويّ من المعمرين العلماء. سمع: دَاوُد بْن رُشَيْد، والحكم بْن موسى، وطالوت بْن عَبّاد، وابني أَبِي شَيْبة، ونُعَيْم بْن الهَيْصَم، والقواريريّ. ثمّ قَالَ: وعنده مائة شيخ لم يشاركه أحدٌ في آخر عمره فيهم. ثمّ نزل إلى الشيوخ، وهو حافظ عارف. صنف مُسْنِد عمّه عليّ بْن عَبْد العزيز. وقد حسدوه في آخر عمره، فتكلموا فيه بشيء لَا يقدح فيه.
وقد سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد: سَمِعْتُ أبا أحمد الحاكم: سَمِعْتُ البَغَويّ يَقُولُ: ورّقت لألف شيخ.
310- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عَبْدُوس البغداديّ1:
أبو القاسم العَطَشيّ المقرئ.
سمع: عليّ بْن حرب، وحمّاد بْن عَنْبَسَةَ، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه بْن الْجُنَيْد.
وعنه: ابن شاهين، والآجُرّيّ.
311- عَبْد اللَّه بْن مَعْمَر بْن العمركي2:
شيخ بلْخيّ، قدِم بغداد في هذا العام.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 117".
2 تاريخ بغداد "10/ 180".(23/393)
وحدَّثَ عَنْ: عَبْد الصَّمد بْن الفضل، وإسماعيل بْن بِشْر.
روى عنه: الدارقطني، وابن شاهين، وجماعة.
قال الخطيب: لَا بأس بهِ.
312- عَبْد الرَّحْمَن بْن الحَسَن:
أبو القاسم الدِّمْياطيّ اللّوّاز.
ثقة، سمع: يونس بْن عَبْد الأعلى، ويزيد بْن سِنان القزّاز.
وكان عَدْلًا مقبولًا.
تُوُفّي فِي شوّال.
313- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر:
أبو بَكْر الرّهاويّ.
سمع: أَبَاهُ، ومحمد بن المُسْتَهِلّ الْبَصْرِيّ.
وعنه: ابن عديّ، وابن المقرئ.
عُدم بمكّة لما دخلتها القرامطة.
314- عُفَيْر بْن مسعود بْن عُفَيْر بْن بِشْر الغسّانيّ1:
أبو الحرم. من أهل مورور، سكن قُرْطُبَة.
صحِب محمد بْن عَبْد السّلام الخشنيّ.
وعاش 97 سنة. وكان حافظًا للّغة والسِّيَر، إخباريًا.
315- عليّ بْن الحَسَن بْن سعْد بْن المختار2:
أبو الحَسَن الهَمْدانيّ البزّاز.
سمع: هارون بْن إِسْحَاق الهَمْدانيّ، ومحمد بْن وزير، وحُمَيْد بْن زَنْجَوَيه، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتة، ومحمد بْن عُبَيْد، ومحمد بْن عليّ بْن الحَسَن بن شقيق، وأحمد بن بديل.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 343" لابن الفرضي.
2 تاريخ جرجان "251".(23/394)
وعنه: صالح بْن أحمد، وأحمد بْن محمد بْن رُوزَبَة، وجبريل العدْل، وآخرون.
قَالَ شِيرُوَيْه: كَانَ ثقة خيرًا.
تُوُفّي في شهر رمضان.
316- عليّ بْن الحسن بْن المغيرة1:
أبو أحمد البغداديّ الدّقاق.
سمع: إِسْحَاق بْن أَبِي إسرائيل، والحَسَن بْن عيسى بْن ماسَرْجس.
وعنه: عُمَر بْن بِشْران ووثقه، وأبو بَكْر بْن شاذان، وجماعة.
317- عليّ بْن أحمد بْن سليمان بْن ربيعة2:
أبو الحسن بن الصقيل الْمَصْرِيّ، المعروف بعلّان.
سمع: محمد بْن رُمْح، وعَمْرو بْن سواد، ومحمد بْن هشام بْن أَبِي خيْرة، وَسَلَمَةَ بْن شبيب، وخلْقًا.
وعنه: أبو سَعِيد بْن يونس، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وعُبَيْد اللَّه بْن محمد بْن أَبِي غالب البزّاز، ومحمد بْن أحمد الإخميميّ، وطائفة سواهم.
وقال ابن يونس: كَانَ ثقة كثير الحديث. وُلِد فيما حَدَّثَنَا سنة عشرين ومائتين، وكتب سنة أربعين. وكان أحد كبراء عُدُول البلد. وفي خُلُقه زعارة.
تُوُفّي في شوّال.
318- عليّ بْن محمد بْن يحيى بْن خَالِد المَرْوَزِيّ.
أبو الحَسَن الخالديّ.
سمع: عليّ بْن خَشْرَم، ومحمد بْن عَبْدة المَرْوَزِيّ.
وعنه: أبو علي النيسابوري، وأبو العباس السياري، وجماعة.
__________
1 المنتظم "6/ 230"، "362".
2 العبر "2/ 170، 171"، وحسن المحاضرة "1/ 367".(23/395)
319- عِمران بْن عثمان بْن يونس الأندلسيّ1:
أبو محمد.
سمع: عليّ بْن عَبْد العزيز بمكّة، وغيره.
320- عُمَر بْن حفص بْن غالب بْن أبي التمام الأندلسي2.
روى عَنْ: يونس بْن عَبْد الأعلى، وغيره.
"حرف الفاء":
321- الفضل بْن أحمد بْن منصور بْن ذيّال الزُّبَيْديّ3:
بغداديّ يكني أبا العبّاس.
سمع: أحمد بْن حنبل، وعبد الأعلى بْن حمّاد النَّرْسيّ، وغيرهما.
وعنه: أبو الفتح القوّاس، ومحمد بْن جعفر النّجّار، وابن معروف القاضي، وأبو الحسن الدارقطني وقال: ثقة مأمون.
وقال القوّاس: ثنا إملاءً سنة سبْع عشرة.
قلت: لم يُوَرِّخوا وفاته. وقد روى القواسُ عَنْهُ، عَنْ عَبْد الأعلى حديث أَبِي العُشراء الدّارميّ.
"حرف الميم":
322- محمد بْن أحمد بْن زُهَيْر بْن طِهْمان القَيْسيّ4:
أبو الحَسَن الطُّوسيّ.
محدِّث مصنِّف.
سمع: عَبْد اللَّه بْن هاشم، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وعَبْد الرَّحْمَن بن بشر بن الحكم، والذهلي.
__________
1 تاريخ الأندلس "1/ 327"، لابن الفرضي.
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 321، 322".
3 الأنساب "241ب" وتاريخ بغداد "12/ 2377".
4 العبر "2/ 171"، والوافي بالوفيات "2/ 36"، وشذرات الذهب "2/ 276".(23/396)
وعنه: أبو الوليد حسّان الفقيه، وأبو عليّ النَّيْسابوريّ، وأحمد بْن منصور الحافظ، وأبو إِسْحَاق المُزَكيّ، وزاهر بْن أحمد الفقيه.
وتُوُفّي بنُوقان.
323- محمد بن إبراهيم بن فوزان النَّيْسابوريّ:
سمع: الذهلي، وسهل بن عمار.
وحدث.
324- محمد بْن إدريس بْن وهْب الأعور1:
بغداديّ.
حدَّثَ بمصر عَنْ: سَعْدان بْن نَصْر، وطبقته.
مات في جُمَادَى الأولى.
325- محمد بْن جَابِر بْن سِنان الحرّانيّ البِتّانيّ2:
أبو عبد الله المنجّم الحاسب.
صاحب الزّيج، الصّابئ. لَهُ أعمال عجيبة.
وابتدأ بالرَّصْد من سنة أربعٍ وستين ومائتين إلى سنة ست وثلاثمائة. وكان بارعًا في فنّه. وشرح مقالات بطليموس.
وبِتّان: مِن أعمال حَرّان.
326- مُحَمَّد بْن أَبِي الحُسين أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمّار بْن محمد بن حازم بن المعلّى بْن الجارود3:
أبو الفضل الهَرَوِيّ، الحافظ الشهيد.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 78"، "457".
2 طبقات الأمم لصاعد "31"، ومعجم البلدان "1/ 334"، وشذرات الذهب "2/ 276".
3 تذكرة الحفاظ "3/ 794، 795"، والمنتظم "6/ 230"، والوافي بالوفيات "2/ 37".(23/397)
إمام كبير، عارف بعلل الحديث. لَهُ جزء فيه بضعة وثلاثون حديثًا من الأحاديث الّتي بيّن عللها، قد أخرجها مُسْلِم في صحيحه.
سمع: أحمد بْن نَجْدة، والحسين بْن إدريس، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن إبراهيم الْأَنْصَارِيّ، ومُعَاذ بْن المُثَنَّى، وأحمد بْن إبراهيم بْن مِلْحان، وطبقتهم.
ورحل وطوّف، ودخل نَيْسابور فسمع من: السّرّاج.
روى عَنْهُ: أبو عليّ الحافظ، وأبو الحُسين الحَجّاجّي، وعَبْد اللَّه بْن سعْد النَّيْسابوريّون، ومحمد بْن أحمد بْن حمّاد الكوفي، ومحمد بْن المظفّر.
وقال الحاكم: سَمِعْتُ بَكْر بْن أحمد الحدّاد بمكّة يَقُولُ: كأنّي أنظر إلى الحافظ أبي الفضل بْن أَبِي الحُسين، وقد أخذته السيوف، وهو متعلّق بيديه جميعًا بحلقَتَيِ الباب حتّى سقط رأسه عَلَى عَتَبة الكعبة سنة ثلاثٍ وعشرين.
كذا قَالَ؛ وإنمّا كَانَ ذَلِكَ سنة سبْعٍ عشرة. ورّخه غير واحد. قَتَلَتْه القرامطة، لعنهم اللَّه.
وهو سِبْط أَبِي سعْد يحيى بْن منصور الزّاهد الهَرَوِيّ.
وقتل معه أخوه أبو نَصْر أحمد بْن أَبِي الحُسين.
سمع من جَدّه أَبِي سعْد، وابن خُزَيْمة.
روى عَنْهُ عليّ بْن الحَسَن السَّرْخَسيّ، وغيره.
وقد خرّج صحيحًا عَلَى رسْم مُسْلِم، ولم يتكهّل.
327- محمد بْن خَالِد بْن يزيد البرذعيّ:
ممّن قتلته القرامطة بمكّة، رحمه اللَّه.
328- محمد بْن زبّان بْن حبيب1:
أبو بَكْر الحضرميّ الْمَصْرِيّ.
سمع: أَبَاهُ، ومحمد بْن رُمْح، وأبا الطّاهر بْن السرح، وزكريّا بْن يحيى كاتب العمري، والحارث بن مسكين، وطبقتهم.
__________
1 المنتظم "6/ 230"، والعبر "2/ 171"، وحسن المحاضرة "1/ 368".(23/398)
وعنه: أبو يونس، وقال: قال لي: ولدت سنة خمسٍ وعشرين؛ وأبو بكر بن المقرئ، وإبراهيم بن أحمد رئيس المؤذنين بمصر، وطاهر بن أحمد الخلّال، وأبو عديّ عَبْد العزيز ابن الْإِمَام القارئ، ومحمد بْن يحيى بْن عمار الدِّمْياطيّ، ومحمد بْن أحمد بْن العبّاس الإخميميّ، وخلْق سواهم.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
قَالَ ابن يونس: كَانَ رجلًا صالحًا، ثقة، ثبتًا، متقلِّلًا فقيرًا، لم يكن يقبل من أحدٍ شيئًا.
329- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد1:
أبو بَكْر الإصبهانيّ.
حدَّثَ ببغداد عَنْ: أسيد بْن عاصم، وأحمد بْن عصام.
وعنه: ابن شاهين الواعظ، وأبو بَكْر بْن شاذان.
330- محمد بْن عَبْد الحميد:
أبو جعفر الفَرَغانيّ العسْكريّ الضّرير.
نزيل دمشق.
سمع: أبا سَعِيد الأشجّ، والحَسَن بْن عَرَفَة، وعُمَر بْن شَبَّة، وطبقتهم.
وعنه: أبو هاشم عَبْد الجبار المؤدِّب، وأبو بَكْر أحمد بْن السُّنّي، وأبو أحمد الحاكم، ومحمد بْن المظفّر.
331- محمد بْن عَبْد السّلام بْن عثمان2:
أبو بَكْر الفَزَاريّ الدّمشقيّ.
سمع: أبا أمية الطَّرَسُوسيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، وحنبل بْن إِسْحَاق، وأحمد بْن شَيْبان الرَّمْليّ.
وعنه: أبو سليمان بْن زبْر، وأبو بَكْر الرَّبَعِيّ، وأبو أحمد الحاكم ومحمد بن المظفر.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 272".
2 موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي "4/ 229"، "1476".(23/399)
332- محمد بْن عَبْد الصَّمد بْن هشام الصَّدَفيّ:
أبو بَكْر الْمَصْرِيّ.
عَنْ: يونس بْن عَبْد الأعلى، وياسين بْن عَبْد الأحد.
وعنه: ابن يونس.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة.
333- محمد بْن عُبَيْد بْن أيّوب1:
أبو عبد الله القُرْطُبيّ الدّبّاج.
رحل وسمع من: إسماعيل القاضي. وكان يعاني عمل الديباج. وسمع من: أحمد بْن زُهَيْر.
وحدَّثَ، وكان ثقة.
روى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن عثمان، وعُمَر بْن يوسف.
334- محمد بْن الفضل بْن العبّاس2:
أبو عبد الله البلْخيّ الزاهد. الحَبْر الواعظ.
كَانَ سيدًا عارفًا؛ نزل سمرقنْد وتلك الدّيار ويقال: إنّه وعظ مرةً فمات في ذَلِكَ المجلس أربعة أنفس. صحب أحمد بْن خَضْرُوَيْه البلْخيّ، وغيره.
وقال أبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ: ثنا عليّ بْن القاسم الخطّابيّ الواعظ بِمَرْوَ إملاءً: ثنا محمد بْن الفضل البلْخيّ الزّاهد الصُّوفيّ بسمرقند، ثنا قُتَيْبة بْن سَعِيد، ثنا الَّليْث، فذكر حديثًا.
وقال السُّلَميّ: تُوُفّي سنة سبْع عشرة.
وسمعتُ محمد بْن عليّ الحِيّريّ: سَمِعْتُ أبا عثمان الحِيّريّ يَقُولُ: لو وجدت من نفسي قوة لرحلتُ إلى أخي محمد بْن الفضل، فاستروح بروايته.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي "2/ 37، 38".
2 حلية الأولياء "10/ 232، 233"، والعبر "2/ 176"، والبداية والنهاية "11/ 167"، وكشف الظنون "2079، 5765".(23/400)
وسمع منه: أبو بَكْر محمد بن عَبْد اللَّه الرّازيّ، وغيره.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر بْن المقرئ إجازة.
ولعله آخر من حدَّثَ عَنْ قُتَيْبة.
وروى عَنْ أَبِي بِشْر محمد بن المهدي، عَنْ محمد بْن السّمّاك.
ومن الرُّواة عَنْهُ: إسماعيل بْن نُجَيْد، وإبراهيم بْن محمد بْن عَمْروَيْه، ومحمد بْن مكّيّ النَّيْسابوريّ، وعَبْد اللَّه بْن محمد الصَّيْدلانيّ البلْخيّ شيخ لأبي ذرّ الهَرَوِيّ.
وقال أبو نُعَيْم: سمع الكثير من قُتَيْبة.
وسمعتُ محمد بْن عَبْد اللَّه الرّازيّ بنَيْسابور: سَمِعْتُ محمد بْن الفضل يَقُولُ: ذهاب الإسلام من أربعة: أوّلها: لَا يعملون بما يعلمون.
الثّاني: يعملون بما لَا يعلمون.
الثالث: لَا يتعلّمون ما لَا يعلمون.
الرابع: يمنعون النّاس من التّعليم1.
وقال: الدنيا بطنك، فبقدر زهدك في بطنك زُهدُك في الدنيا.
قَالَ السُّلَميّ في "محن الصُّوفيّة": لمّا تكلّم محمد بْن الفضل ببلخ في فهم القرآن وأحوال الأئمّة، أنكر عَلَيْهِ فقهاء بلْخ وعلماؤها، وقالوا: مبتدع.
وإنّما ذاك لسبب اعتقاده مذهب أهل الحديث. فقال: لَا أخرجُ حتى يخرجوني ويطوفوا لي في الأسواق، ويقولوا: مبتدع. ففعلوا بهِ ذَلِك: فقال: نزع اللَّه من قلوبكم محبتّه ومعرفته.
فقيل: لم يخرج بها صوفيّ من أهلها. فأتى سمرقنْد. فبالغوا في إكرامه.
335- محمد بْن القاسم بْن جعفر2:
أبو الطَّيِّب الكوكبي. أخو الحسين.
سمع: عمر بن شبة، وقَعْنَب بْن المحرّر، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه بن الجنيد.
__________
1 طبقات الصوفية "214"، وحلية الأولياء "10/ 233".
2 تاريخ بغداد "3/ 181"، والأنساب "10/ 499، 500".(23/401)
وعنه: أبو عُمَر بْن حَيَّوَيْه، والدارقطني، والمخلّص.
وكان ثقة، بغداديًا.
336- محمد بْن يزيد بْن أبي خَالِد الأندلسيّ1:
سمع: محمد بْن وضّاح.
وحدَّثَ.
337- محمد بْن هارون بْن منصور:
أبو سَعِيد النَّيْسابوريّ المسبكيّ.
محدِّث محتشم رئيس.
سمع: الذُّهْليّ، وأحمد بْن الأزهر، وأحمد بْن يوسف، والعبّاس الدُّوريّ، والصَّغَانيّ، وابن أَبِي مسرة، وإِسْحَاق الدَّبَريّ.
وعنه: أبو عليّ الحافظ، وأبو أحمد الحاكم، وأبو إِسْحَاق المُزَكيّ، وآخرون.
مات في المحرَّم.
338- محمد بْن محمد بْن خَالِد:
أبو القاسم القَيْسيّ الطُّوَيْريّ.
سمع من: محمد بْن سَحْنُون كثيرًا.
وولي مظالم بلد القيروان لعيسى بْن مسكين. ثمّ ولي قضاء قشطيلة.
قَالَ ابن حارث الحافظ: صحبناه وقد هرم. وقرأنا عَلَيْهِ بعض كتاب ابن سَحْنُون في خفيةٍ وتوارٍ لما كُنَّا فيه، يعني خوفًا من الدّولة. وَهُم بنو عُبَيْد الرافضة.
قَالَ: وكان قليل ذات اليد، مات ولم يكن لَهُ كَفَن. وامتحن -رحمه اللَّه- عَلَى يد محمد بْن عُمَر المَرْوَزِيّ، قاضي الشيّعة. ضَرَبه في الجامع وحبَسه. فعل ذَلِكَ بهِ وبجماعة من الفُقَهاء والغزاة، وكان البلاء عظيمًا ببني عُبَيْد الباطنيّة.
339- محمد بْن أَبِي خَالِد الأندلسي البَجّانيّ2:
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 36"، لابن الفرضي.
2 انظر السابق.(23/402)
رحل وسمع: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ.
وسمع بالقيروان من أصحاب سَحْنُون.
وسمع من: أَبِي مُصْعَب أحمد بْن سليمان الإِلْبيريّ.
وحدَّثَ.
تُوُفّي في شَعْبان.
340- مُنْثَيل بْن عفيف:
أبو وهْب المُرَاديّ الوّشْقيّ.
سمع من: يحيى بْن عَبْد العزيز، وغيره.
ورحل فسمع: أبا يحيى بْن أَبِي مَسَرّة، وإِسْحَاق الدَّبَريّ، وإبراهيم بْن بَرّة الصَّنعانيّ.
روى عَنْهُ: زكريّا بْن يحيى، وغيره.
تُوُفّي في رمضان.
"حرف الهاء":
341- هشام بْن الوليد بْن محمد بْن عَبْد الجبّار1:
أبو الوليد الغافقيّ القُرْطُبيّ.
سمع من: بَقِيّ بْن مَخْلَد، ومحمد بْن وضّاح.
وكان نَحْويًّا عَرُوضيًّا، أَدَّب أمير المؤمنين الناصر وولده المستنصر.
وتُوُفّي فِي ربيع الأوَّل.
"حرف الياء":
342- يحيى بْن محمود بْن عُبَيْد اللَّه بن أسد النيسابوري:
أبو زكريا.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 174"، لابن الفرضي، وجذوة المقتبس "365"، للحميدي.(23/403)
سمع: عتيق بْن محمد، وعليّ بْن الحَسَن الأفطس، ومحمد بن يحيى الذُّهْليّ.
وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إِسْحَاق المُزَكيّ، وأبو أحمد الحاكم، وجماعة.
وفيات سنة ثمان عشرة وثلاثمائة:
"حرف الألف":
343- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي عاصم1:
أبو بَكْر اللُّؤلُؤيّ القَيْروانيّ، النَّحْويّ الشاعر اللغوي. إمام بارع في الحديث والفقه والعربية.
مات كهلًا؛ وهو القائل هذه الأبيات.
أيَا طَلَلَ الحيّ الّذين تحمّلوا ... بوادي الْغَضَا كيف الأَحِبّةُ والحالُ
وكيف قضيبُ البانِ والقمرُ الّذي ... بوجْنَتهِ ماءُ المَلَاحةِ مُختالُ
ولمّا استقلَّتْ ظَعْنُهم وحُدُوجُهُمْ ... دعوتُ وَدَمْعُ العينِ منّي هطّالُ
سُقيتُ نقيعٌ السُّمّ إنّ كَانَ ذا الّذي ... أتاكِ بهِ الواشون عنّي كما قَالُوا
344- أحمد بن إسحاق بن بهلول بن حسان التنوخي2:
أبو جعفر الأنباري الحنفيّ الفقيه.
ترجمة أبو بَكْر الخطيب فقال: ولى قضاء مدينة المنصور عشرين سنة.
وسمع: أبا كُرَيْب، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ، ومحمد بْن زُنْبُور، ويعقوب الدَّوْرقيّ، ووالده.
وعنه: محمد الورّاق، وعُمَر بْن شاهين، والدارقطني، وأبو طاهر المخلّص.
وكان ثقة، عظيم القدر واسع الأدب، تامّ المروءة، فقيهًا حنفيًا، بارعًا في العربية.
__________
1 طبقات النحويين "265"، ومعجم الأدباء "2/ 218-225".
2 تاريخ بغداد "4/ 30-34"، والمنتظم "6/ 231-234"، والعبر "2/ 171"، والبداية والنهاية "11/ 165".(23/404)
وُلِد سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وصُرِف عَنِ القضاء قبل موته بعام.
وله مصنف في نحو الكوفيين، وكان قيمًا بهِ. وكان شاعرًا بليغًا فصيحًا مفوهًا متقنًا.
قَالَ ابن الأنباري: ما رأيت صاحب طيلسان أنحى منه. وكان أبوه من حفاظ الحديث، أدرك ابن عُيَيْنَة.
345- أحمد بْن جعفر:
أبو بَكْر الفِهْريّ الْمَصْرِيّ.
سَمِعَ: يونس بْن عَبْد الأعلى.
وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وغيره.
ذكر وفاته أبو سَعِيد بْن يونس.
تُوُفّي في ذي الحجة.
346- أحمد بْن علي بْن عُبَيْد اللَّه:
أبو عليّ الْأَنْصَارِيّ.
حدَّثَ بنَيْسابور عَنْ: أحمد بْن حنبل، وأبي الصلت الهروي. وزعم أَنَّهُ سمع سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
قَالَ الحاكم: غريب طير طريّ علينا، يضعّفه بذلك، وتُوُفّي عندنا في المحرَّم. وسمعوا منه.
347- أحمد بْن محمد بْن حكيم:
أبو بَكْر الصَّدَفيّ الْمَصْرِيّ.
سمع: يونس بْن عَبْد الأعلى.
348- أحمد بْن محمد بْن سليمان بْن حبش الكاتب:
عَنْ: أَبِي هشام الرّفاعيّ.
وعنه: ابن شاهين.(23/405)
349- أحمد بْن محمد بْن المغلِّس البغداديّ1:
أبو عبد الله البزّاز.
أخو جعفر.
سمع: لُوَيْنًا، والوليد بْن شجاع، وإِسْحَاق بْن أَبِي إسرائيل.
وعنه: يوسف القواس، وأبو حفص بْن شاهين، وأبو بَكْر بْن شاذان.
وكان ثقة.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى قبل ابن صاعد بنحوٍ من شهر. وكان في عشر المائة.
أكثر عَنْ لُوَيْن، وكان من بقايا أصحابه.
350- أحمد بْن يعقوب2:
أبو عبد الله البغداديّ العطّار الخصيب.
سمع: أحمد بْن إبراهيم الدَّوْرقيّ.
وعنه: محمد بْن أحمد بْن المفيد، وأبو حفص بْن شاهين، وهو أخو محمد.
351- إسماعيل بْن إبراهيم بْن عمّار الْأَنْصَارِيّ الخزرجي النَّيْسابوريّ:
أخو إِسْحَاق من ولد سعد بْن عُبَادة.
وكان من رؤساء نَيْسابور.
وحدَّثَ.
352- إسماعيل بْن دَاوُد بْن وردان3:
أبو العبّاس الْمَصْرِيّ البزّاز.
سمع: زُغْبة، ومحمد بْن رُمْح، وزكريّا كاتب العُمَريّ، وعبيد الله ... سنة ست وعشرين ومائتين.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 104، 105"، والعبر "2/ 172".
2 تاريخ بغداد "5/ 226".
3 العبر "2/ 172"، وحسن المحاضرة "1/ 368".(23/406)
وعنه: ابن يونس، وأبو بَكْر بْن المقرئ، ومحمد بْن أحمد الإخميميّ.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
353- إسماعيل بْن سليمان:
أبو مَعْمَر البزّاز.
بغداديّ، ثقة.
سمع: عَبْد اللَّه بْن محمد بْن المِسْوَر، ومحمد بْن الوليد، ومحمد بْن المُثَنَّى.
وعنه: ابن المظفّر، وأبو بَكْر بْن شاذان، وعُمَر بْن شاهين.
354- إِسْحَاق بْن حَمْدان بْن العبّاس:
أبو يعقوب البلْخيّ الْمُعَدَّلُ.
في جُمَادَى الآخرة.
"حرف الثاء":
355- ثابت بْن بدير القُرْطُبيّ المالكيّ المفتي1:
مصنف كتاب "الجهاد".
سمع: محمد بْن عَبْد السّلام الخُشَنّي، ومحمد بْن وضاح، وجماعة.
وكان مائلًا إلى الحديث.
"حرف الجيم":
356- جعفر بن محمد بن يعقوب2:
أبو الفضل الصَّنْدليّ.
ثقة، بغداديّ، زاهد.
قَالَ القوّاس: كان يقال: إنه من الأبدال.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 100"، لابن الفرضي، وكشف الظنون "1410".
2 تاريخ بغداد "7/ 211"، والمنتظم "6/ 234".(23/407)
سمع: إبراهيم بْن مجشر، والحَسَن بْن محمد الزَّعْفرانيّ، ومحمد بْن إسماعيل الحسّانيّ، وعليّ بْن حرب.
وعنه: عَبْد العزيز بْن جعفر الفقيه، وأبو عُمَر بْن حَيَّوَيْه، ويوسف القوّاس.
"حرف الحاء":
357- الحسن بْن حمدون بْن الوليد:
أبو عليّ النَّيْسابوريّ.
سمع: محمد بْن رافع، وإِسْحَاق بْن منصور، والذُّهْليّ.
وعنه: أبو محمد الشَّيْبانيّ، وإسماعيل بْن نُجَيْد، وغيرهما.
358- حَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن مذحج بْن محمد:
أبو القاسم الزبيدي الإشبيليّ.
سمع: محمد بْن جُنَادَةَ، وطاهر بْن عَبْد العزيز، وعُبَيْد اللَّه بْن يحيى. وحجّ فسمع جماعةً بعد الثلاثمائة.
ولم يكن لَهُ بَصَرٌ بالحديث.
359- الحَسَن بْن عليّ بْن أحمد بْن بشّار البغداديّ1:
أبو بَكْر بْن العلّاف المقرئ الشاعر.
قرأ القرآن عَلَى أَبِي عُمَر الدُّوريّ.
وسمع منه، ومن: حُمَيْد بْن مسعده، ونصْر الْجَهْضميّ.
قرأ عَلَيْهِ: أبو فرج الشَّنَبوذيّ، والشّذائيّ.
وحدَّثَ عَنْهُ: أبو عُمَر بْن حَيَّوَيْه، وأبو حفص بْن شاهين، وجماعة.
وكان ظريفًا أديبًا، من نُدماء المعتضد.
وعاش نيّفًا وتسعين سنة. وكان ضريرًا. وهو صاحب القصيدة المشهورة:
يا هرُّ فارَقْتَنَا ولم تَعُدِ ... وكنتَ منا بمنزل الولد
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 378"، والعبر "2/ 172"، والبداية والنهاية "11/ 166".(23/408)
360- الحُسين بْن الحَسَن بْن سُفْيَان بْن زياد:
أبو العبّاس الفَسَويّ التّاجر.
نزيل بُخَارَى.
سمع: محمد بْن رافع، والحسين بْن حُرَيْث الخُزاعيّ، وجماعة.
وعنه: خَلَف الخيّام.
361- الحُسين بْن محمد بْن مودود1:
أبو عَرُوبَة بْن أَبِي مَعْشَر الحرّانيّ السُّلَميّ الحافظ.
أحد أئمّة هذا الشأن.
أول سماعه وطلبه سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين.
سمع: مَخْلَد بْن مالك السَلْمِسينيّ، ومحمد بْن الحارث الرّافقيّ، ومحمد بْن وهْب الحرّانيّ، وإسماعيل بْن موسى السُّديّ، وعبد الوهّاب بْن الضّحّاك، ومحمد بْن المصفي الحمصيّ، والمسيب بْن واضح، وعبد الجبار بْن العلاء، وخلْقًا سواهم.
وكان ثقة نبيلًا.
روى عَنْهُ: أبو حاتم بْن حِبّان، وعَبْد اللَّه بْن عديّ، وابن المقرئ، وأبو أحمد الحاكم، ومحمد بْن المظفّر، وعُمَر بْن عليّ القطّان، والقاضي أبو بَكْر الأَبْهَريّ، وطائفة سواه. رحلوا إِلَيْهِ إلى حرّان.
قَالَ ابن عديّ: كَانَ عارفًا بالحديث والرجال، وكان مَعَ ذَلِكَ مفتي أهل حرّان، شفاني حيث سألته عَنْ قوم.
وقال أبو أحمد في "الكنَى": أبو عَرُوبَة الحُسين بْن محمد بْن مودود بْن حمّاد السُّلَميّ سمع: أبا عثمان عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو البَجَليّ، وأبا وهْب الوليد بْن عَبْد الملك بْن مسرّح. كَانَ من أثبت من أدركناه وأحسنهم حفظًا. يرجع إلى حسن المعرفة بالحديث والفقه والكلام.
وذكره ابن عساكر في ترجمة معاوية، فقال: كَانَ أبو عَرُوبَة غاليًا في التشيُّع، شديد المَيْل على بني أمية.
__________
1 العبر "2/ 172، 173"، وهدية العارفين "1/ 305"، والأعلام "2/ 253".(23/409)
قلت: كلّ من أحبّ الشيخين فليس بغالٍ في التشيُّع. ومن تكلَّم فيهما فهو غالٍ رافضيّ.
ورّخ موته القرَّاب.
362- الحُسين بْن يوسف بْن يعقوب الأسوانيّ الفحّام:
سمع: يونس بْن عَبْد الأعلى، وبحر بْن نَصْر، والربيع المُرَاديّ.
وكان ثقة.
مات في ذي القعدة.
"حرف الزاي":
363- زَنْجَوَيه بْن محمد بْن الحَسَن الزّاهد1:
أبو محمد النَّيْسابوريّ اللّبّاد.
كَانَ أحد المجتهدين في العبادة.
سمع: محمد بْن رافع، ومحمد بْن أسلم، والحسين بْن عيسى البسْطاميّ، وحُمَيْد بْن الربيع، والرَّماديّ.
وعنه: أبو عليّ الحافظ، وأبو الفضل بْن إبراهيم الهاشمي، وأبو محمد المُخَلّديّ، وآخرون.
"حرف السين":
364- سَعِيد بْن عَبْد العزيز بْن مروان2:
أبو عثمان الحلبيّ الزّاهد، نزيل دمشق.
سمع: عَبْد الرَّحْمَن بْن عُبَيْد اللَّه الحلبيّ، وأبا نُعَيْم عُبَيْد بْن هشام، والقاسم الْجُوعيّ، وأحمد بْن أَبِي الحواري، ومحمد بْن مُصَفَّى الحمصيّ، وجماعة.
وعنه: أبو الحُسين محمد بْن عَبْد اللَّه الرّازيّ وورّخه سنة سبع عشرة، وأبو
__________
1 الأنساب "493 ب".
2 طبقات الصوفية "100"، وحلية الأولياء "10/ 366"، والنجوم الزاهرة "3/ 227".(23/410)
سليمان بْن زَبْر، وورّخه سنة ثمان عشرة، وعليّ بْن الحُسين الأَذَنيّ، وأبو أحمد الحاكم، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وأبو بَكْر الأَبْهَريّ، وطائفة.
وقال أبو أحمد الحاكم: كَانَ من عَبّاد اللَّه الصالحين.
وقال السُّلَميّ: صحب سريًّا السَّقَطيّ، وهو من جلة مشايخ الشام وعلمائهم.
وقال أبو نُعَيْم: تخرج بهِ إبراهيم بْن المولد، وغيره. وهو ملازم للشّرع، متبع لَهُ. رحمه اللَّه.
365- سليمان بْن أَبِي الشريف القُضاعيّ الْمَصْرِيّ:
روى عَنْهُ: يونس بْن عَبْد الأعلى، وغيره.
وعنه: ابن يونس وقال: تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة.
"حرف الصاد":
366- صهيب بْن مَنِيع1:
أبو القاسم القُرْطُبيّ.
سمع كثيرًا من بَقِيّ بْن مَخْلَد، وابن وضّاح، وجماعة.
وولي قضاء إشبيلية.
وتُوُفّي في رجب.
"حرف العين":
367- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن عتاب العبْديّ2:
عَنْ: الرَّماديّ، ومحمد بن عتاب بْن حِبّان.
وعنه: أبو عُمَر بْن حَيَّوَيْه، وابن شاهين.
وثّقه الخطيب، وورخه في المحرَّم.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 202" لابن الفرضي.
2 تاريخ بغداد "9/ 382".(23/411)
368- عَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق بْن سيامُرْد:
أبو عَبْد الرَّحْمَن النَّهَاوَنْديّ.
حدَّثَ في هذا العام بهمذان عَنْ: محمد بْن عُزَيز الأَيْليّ، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وحرب بْن إسماعيل الكَرْمانيّ، وأبي عُتْبة الحمصيّ، وطائفة.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن الأنماطي، وصالح بن أحمد الهمذاني.
وكان ثقة حافظًا. قاله الحافظ شِيرُوَيْه.
369- عَبْد اللَّه بْن جعفر بْن أحمد بْن خُشَيْش البغداديّ الصَّيْرفيّ1:
أبو العبّاس.
سمع: يعقوب الدَّوْرقيّ، وأبا شعث العِجْليّ.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ ووثَّقهُ، وابن شاهين.
370- عَبْد اللَّه بْن حَمُّوَيْه بْن إبراهيم الهَمْذانيّ:
أبو بَكْر بْن أبْرك.
سمع: يحيى بْن جعفر، والحنينيّ، والحسين بْن محمد بْن أَبِي مَعْشَر.
وعنه: صالح بْن أحمد الحافظ.
وكان ثقة.
371- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن مُسْلِم2:
أبو بَكْر الإسْفَرائينيّ الحافظ.
أحد المجوّدين الأثبات الطّوّافين في الأرض.
سمع: محمد بْن يَحْيَى الذُّهليّ، وَالحَسَن بْن محمد الزَّعْفَرَانِيّ، وأبا زُرْعة الرّازيّ، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وحاجب بْن سليمان، والعبّاس بْن الوليد بْن مُزْيَد.
وعنه: أبو عبد الله بن الأخرم، وأبو علي الحافظ، وأبو أحمد الحاكم، وابن
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 428"، والمنتظم "6/ 234".
2 معجم البلدان "2/ 180"، وطبقات الحفاظ "331".(23/412)
عديّ، وأبو بَكْر الإسماعيليّ، ومحمد بْن الفضل بْن خُزَيْمة، وآخرون.
وُلِد سنة تسعٍ وثلاثين ومائتين. ذكره ابن عساكر.
372- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن حَسَن1:
أبو محمد الكلاعي، مولاهم القُرْطُبيّ، يُعرف بابن أخي ربيع الصائغ.
سمع: عُبَيْد اللَّه بْن يحيى بْن يحيى، والأعناقيّ.
وكان حافظًا بصيرًا بعلل الحديث ورجاله. اختصر "مُسْنِد بَقِيّ بْن مَخْلَد" وتفسيره. وكان ثقة.
373- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن حنين القُرْطُبيّ2:
الحافظ أبو محمد ابْن أخي ربيع.
سمع: عُبَيْد اللَّه بْن يحيى اللَّيْثيّ. فمن بعده.
وحجَّ متأخرًا فسمع محمد بْن زبّان.
أخذ عنه: أبو سَعِيد بْن يونس بمصر، وجماعة من كبار الحفاظ.
374- عَبْد الحَكَم بْن محمد بن سلّام3:
أبو عثمان الصَّدَفيّ، مولاهم الْمَصْرِيّ.
روى عَنْ: عيسى زُغْبة، وأبي الطاهر بْن السَّرْح، وذي النون الْمَصْرِيّ، وغيرهم.
قَالَ ابن يونس: كَانَ صدوقًا إلّا إنّه انقطع من أوائل أصوله شيء، ولم يكن ممّن يميز، فحدث بما لم يسمع، فثبتّناه ورجَع. وكان كثير الحديث.
قَالَ لي: وُلِدتُ سنة تسعٍ وعشرين ومائتين.
قلتُ: روى عَنْهُ: ابن يونس، وأبو بكر بن المقري، وجماعة.
375- عَبْد الحميد بْن محمد بْن الحُسين:
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 223، 224"، لابن الفرضي.
2 انظر السابق.
3 سير أعلام النبلاء "11/ 461".(23/413)
أبو أحمد البغداديّ السِّمْسار. ويُعرف بغلام ابن دَرَسْتُوَيْه.
بلْخيّ الأصل.
سمع: لُوَيْنًا، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ.
وعنه: عُمَر بْن سُنْبُك، ويوسف القّواس.
أحاديثه مستقيمة.
376- عَبْد العليم بْن محمد:
أبو الحَسَن الدِّمْياطيّ.
سمع: يونس بْن عَبْد الأعلى، ويزيد بْن سِنان القزّاز، وغيرهما.
ومات في ذي الحجّة. وكان مقبولًا عند الحُكّام، ويُعرف باللّوّاز.
377- عَبْد الملك بْن أحمد بْن نَصْر البغداديّ1:
أبو الحُسين الحنّاط.
سمع: زُهَيْر بْن قُمَيْر، ويعقوب الدَّوْرقيّ، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وجماعة في الرحلة.
وعنه: أبو القاسم عَبْد اللَّه بْن النّحّاس، ويوسف القوّاس، وابن شاهين.
وثّقه الخطيب.
378- عَبْد الواحد بْن محمد المهتديّ باللَّه بْن هارون الواثق بْن المعتصم2:
أبو أحمد العباسيّ البغداديّ.
سمع: يحيى بْن أَبِي طَالِب، وجعفر بْن شاكر، والحسين بْن محمد بْن أَبِي مَعْشَر.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وأبو حفص بْن شاهين، وأبو طاهر المخلّص.
قَالَ أبو بَكْر الورّاق: كَانَ راهب بُنيّ هاشم صلاحًا وورعًا.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 427"، والمنتظم "6/ 234".
2 تاريخ بغداد "11/ 6، 7"، والمنتظم "6/ 235".(23/414)
قلتُ: وأبوه أفقهُ الخلفاء.
حديثه في جزئي.
379- عُرْوَة بْن حسين بْن عِيَاض:
أبو الذّكر الْمَصْرِيّ.
سمع: أحمد بْن أخي ابن وهْب.
380- عَمْرو بْن يوسف بْن مساور1:
أبو بَكْر المعافريّ القُرْطُبيّ.
روى عَنْ: محمد بْن وضّاح.
وحجّ فلقي: عِمران بْن موسى بْن حُمَيْد.
روى عَنْهُ: أحمد بْن بِشْر، وعَبْد اللَّه بْن محمد بْن عثمان، وغيرهما.
تُوُفّي في شوّال.
381- عيسى بْن محمد الموسقنديّ الرّازيّ:
والد محمد بْن عيسى.
ثقة: سمع أبا زُرْعة، وجماعة.
"حرف الفاء":
382- فَرج بْن إِسْحَاق القِتْبانيّ الْمَصْرِيّ:
قَالَ ابن يونس: حكى لنا عَنِ الحارث بْن مسكين، وغيره.
"حرف الميم":
383- محمد بْن إبراهيم بْن نيروز2:
أبو بَكْر البغداديّ الأنماطي.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 319".
2 الفوائد العوالي المؤرخة "154"، وتاريخ بغداد "1/ 408"، وتاريخ حلب للعظيمي "285".(23/415)
سمع: أبا حفص الفلّاس، ومحمد بْن المُثَنَّى، ومحمد بْن عوف الحمصيّ، وخلّاد بْن أسلم.
وعنه: محمد بْن إبراهيم العاقوليّ، ومحمد بْن المظفّر، والدَّارَقُطْنيّ، ويوسف القّواس ووثَّقهُ.
أَخْبَرَنَا أبو المعالي المصري، أَنَا الْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، أَنَا هِبَةُ اللَّهِ، أَنَا ابْنُ النَّقُّورِ، ثَنَا عِيسَى بْنُ الْوَزِيرِ، أَنَا محمد بْن إبراهيم الأنماطيّ، ثنا الحسين بن مهدي، ثنا عبد الرزاق: سَمِعْتُ سُفْيَان الثَّوريّ يَقُولُ: مَا اسْتَوْدَعْتُ قَلْبِي شَيْئًا قَطُّ فَخَانَنِي.
384- محمد بْن أحمد بْن حمّاد زُغْبة بْن مُسْلِم:
أبو عبد الله التُّجَيْبيّ الْمَصْرِيّ.
يروي عَنْ: عمّه عيسى بْن حمّاد.
وعنه: المصريون، وأبو بَكْر بْن المقرئ.
توفي في ربيع الأول.
385- محمد بن أحمد بْن سهل بْن أَبِي زيد:
أبو بَكْر الإخميميّ.
سمع: الربيع، وبحر بْن نَصْر، وإبراهيم بْن مرزوق.
تُوُفّي في صَفَر.
قَالَ ابن يونس: كتبتُ عَنْهُ.
386- محمد بْن إبراهيم بْن المنذر1:
الْإِمَام أبو بَكْر النَّيْسابوريّ الفقيه.
صاحب التصانيف، نزل مكّة.
صنَّف كُتُبًا لم يُصنَّف مثلها في الفقه، وغيره.
__________
1 طبقات فقهاء الشافعية للعبَّادي "267"، وطبقات الفقهاء للشيرازي "108"، والميزان "3/ 1450، 451"، والأعلام "6/ 184".(23/416)
لَهُ كتابٌ "المبسوط في الفقه" وهو كتاب جليل، وكتاب "الإشراق في اختلاف العلماء" وهو مشهور، وكتاب "الإجماع" وكان عَلَى نهايةٍ من معرفة الحديث والاختلاف. وكان مجتهدًا لَا يُقَلِّد أحدًا.
سمع: محمد بْن ميمون، ومحمد بْن إسماعيل الصائغ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر بْن المقرئ، ومحمد بْن يحيى بْن عمّار الدِّمْياطيّ شيخ الطَّلَمَنْكيّ، والحَسَن بْن عليّ بْن شَعْبان، وأخوه الحُسين، وآخرون.
قَالَ أبو إِسْحَاق الشِّيرازيّ: تُوُفّي سنة تسعٍ أو عشر. وهذا لَيْسَ بشيءٍ، فإن ابن عمّار لِقيه سنة عشرة. ووجدت ابن القطّان نقل وفاته في هذه السنة فلْيُعْتَمَد.
387- محمد بْن أحمد بْن مَعْمَر:
أبو عيسى الحربيّ.
سمع: عليّ بْن أشكاب، وأبا بَكْر الصَّغانيّ، وإبراهيم بْن هانئ.
روى عَنْهُ: أبو حفص بْن شاهين أحاديث مستقيمة.
388- محمد بْن إبراهيم بْن مسرور1:
أبو عبد الله بْن الحبّاب القُرْطُبيّ. روى عن: بَقيّ بن مَخْلَد ومحمد بن وضاح وكان بصيرًا بمذهب مالك وبالأحكام.
لَهُ رئاسة وقدْر.
تُوُفّي في رمضان.
389- محمد بْن إسماعيل بْن الفَرَج:
المهندس أبو العبّاس.
عَنْ: إبراهيم بْن مرزوق، والحَسَن بْن سليمان قُبَيْطة.
وعنه: ابنه.
وثقه ابن يونس.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي "2/ 38"، "1201".(23/417)
390- محمد بْن بَكْر بْن بكّار:
أبو عبد الله الملائي العابد.
في ذي القعدة.
391- محمد بْن الْحُسَيْن بْن حميد بْن الرَّبِيع اللخمي1:
أبو الطيب الكوفي.
من بيت علم.
روى عَنْ: جَدّه، وأبي سَعِيد الأشج، وهارون بْن إِسْحَاق، والخضر بْن أبان الهاشْميّ.
وعنه: أبو طاهر عبد الواحد بن أبي هاشم، وأبو حفص بن الزيات، وابن المظفر، وأبو حفص الكناني.
وكان ثقة يأمر بالمعروف وينهي عَنِ المُنْكَر.
وُلِد سنة أربعين.
392- محمد بْن حَمْدان بن سفيان الطرائفي البغدادي2:
فيها.
حدث بهمذان عَنْ: عليّ بْن مُسْلِم الطُّوسيّ، وابن عَرَفَة، وأبي زُرْعة الرّازيّ.
روى عَنْهُ: صالح بْن أحمد، وأبو عليّ بْن بشّار الهمْدانيّانّ، وابن المظفّر.
393- محمد بْن زُهَيْر بْن الفضل3:
أبو يعلى الأبلي.
سمع: بُنْدارًا محمد بْن بشّار، ونصْر بْن عليّ الْجَهْضميّ، وأزهر بْن جميل، وأحمد بْن عبدة الضبي.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 236"، والمنتظم "6/ 235".
2 تاريخ بغداد "2/ 286"، "761".
3 تاريخ جرجان "138"، للسهمي، والمعجم الصغير للطبراني "2/ 28".(23/418)
وعنه: الطَّبَرانيّ، وزاهر بْن أحمد السَّرْخَسيّ، وجماعة.
وبَلَغَنا أَنَّهُ اختلط قبل موته بسنتين.
394- محمد بْن سَعِيد بْن محمد المَرْوَزِيّ1:
أبو عبد الله البُورَقيّ.
حدَّثَ ببغداد ونيسابور عَنْ: محمد بْن عليّ بْن شقيق، وأحمد بْن عَبْد اللَّه الفرْيانانيّ.
وعنه: عيسى الرخجي، وغيره.
وهو كذاب.
قَالَ الْحَاكِمُ: مِنْ أَفْحَشِ مَا وَضَعَ، رِوَايَتُهُ عَنْ شَيْخٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَفَعَهُ: "يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو حَنِيفَةَ هُوَ سِرَاجُ أُمَّتِي، وَيَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: محمد بْنُ إِدْرِيسَ فِتْنَتُهُ أَضَرُّ مِنْ فِتْنَةِ إِبْلِيسَ"2.
تُوُفّي المُعَثَّر بمَرْو.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر الشّافعيّ.
وقال الخطيب في ترجمته: نا علي بن محمد الدينوري: حدثني حمزة السهي، قَالَ: محمد بْن سَعِيد البُورقيّ كذّاب، حدَّث بغير حديث وَضَعه.
وقال الحاكم: قد وضع ما لَا يُحْصَى.
وقال الخطيب: ما كَانَ أجرأه عَلَى الكذِب.
قُلْتُ: وَمِمَّا وَضَعَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، مَرْفُوعًا: "مَنْ تَرَكَ دِرْهَمَ مشبهةٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ نَبِيٍّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ. وَمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ دَخَلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ".
395- محمد بْن الطَّيِّب:
أبو نَصْر الكشي الزاهد. أجد الفقهاء العباد الرحالة في الحديث.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 308"، والميزان "3/ 566".
2 موضوع: ذُكر في المجروحين "3/ 46"، وميزان الاعتدال "421"، وفي جامع مسانيد أبي حنيفة "1/ 14"، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات "2/ 49" بنحوه.(23/419)
سمع: محمد بن إبراهيم البوشنجي، ومحمد بن أيوب الرازي، ويوسف القاضي، والموجودين قبل الثلاثمائة.
وعنه: أبو إِسْحَاق المُزَكيّ، وأبو الوليد حسّان بْن محمد، وأبو سَعِيد بْن أَبِي عثمان.
قَالَ الحاكم: وكان حُسَيْنَك التَّميميّ سلّمهُ أبو موالي أَبِي نَصْر حتّى حجَّ بهِ وسمعه ببغداد.
فسمعت حُسَيْنَك يذكر من اجتهاده وعبادته وورعه وصومه عجائب.
396- محمد بْن محمد بْن الربيع بْن سليمان المُرَاديّ:
أبو سليمان.
سمع: جَدّه، وبكار بْن قُتَيْبة.
مات في ذي الحجّة.
وعنه ابن يونس.
397- محمد بْن موسى بْن محمد بْن سُليمان بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الله بْن عَبَّاس الهاشمي1:
أبو بكر الزينبي المقرئ.
قرأ عليّ قُنْبُل، وغيره.
قرأ عَلَيْهِ: أبو بَكْر أحمد بْن محمد الشّارب، وأبو بَكْر أحمد بْن نَصْر الشّذَائيّ، وعليّ بْن محمد بْن خُشْنام المالكيّ، وأبو الفَرَج الشَّنَبوذيّ، وأحمد بْن محمد العِجْليّ شيخ الأهوازي، وآخرون.
398- محمد بْن يوسف بْن حمّاد2:
أبو بَكْر الأَسْترَاباذيّ.
ذكره حمزة في "تاريخ جُرْجان" فقال: كَانَ عنده كُتْب أَبِي بَكْر بْن أَبِي شَيْبة عَنْهُ. ومات بجُرْجان في رمضان سنة ثمان عشرة.
__________
1 غاية النهاية "2/ 267، 268"، "3489".
2 تاريخ جرجان "408"، والوافي بالوفيات "5/ 244".(23/420)
قلت: وروى أيضًا عَنْ: عَبْد الأعلى بْن حمّاد، ومحمد بْن حُمَيْد، وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو نُعَيْم بْن عديّ، ومحمد بْن الحَسَن بْن حَمُّوَيْه، وغيرهما.
وكذا ورّخه ابن مَنْدَه.
399- مكحول بْن الفضل1:
أبو مطيع النَّسَفيّ. عالم مصنف.
سمع: أبا عيسى التِّرْمِذيّ، ومحمد بن أيّوب الرّازيّ، وعَبْد اللَّه بْن أحمد بْن حنبل.
روى عَنْهُ: أحمد بْن محمد النَّسَفيّ.
وكان من غلاة أصحاب الرأي.
لَهُ كتابٌ في الحطَّ عَلَى الشّافعيّ.
400- موسى بْن هارون بْن كامل:
أبو القامس الْمَصْرِيّ.
في صَفَر. ووُلِد سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين.
"حرف الهاء":
401- هشام بْن الوليد الغافقيّ الأندلسيّ2:
يروي عن: بَقيّ بْن مَخْلَد، ومحمد بْن وضّاح.
وأخذ عَنْهُ جماعة.
"حرف الواو":
402- الوليد بْن المُطَّلِب السَّهمي.
عَنْ: هارون بْن سَعِيد الأَيْليّ.
ورّخه ابن يونس.
__________
1 كشف الظنون "1430"، ومعجم المؤلفين "12/ 319".
2 تقدمت ترجمته برقم "341".(23/421)
"حرف الياء":
403- يحيى بْن زكريّا1:
أبو عليّ الرّازيّ حيّكَويْه.
سمع: يحيى بْن عَبْدك القَزْوينيّ، ومحمد بْن عَبْد العزيز الدِّيَنَوَريّ.
قَالَ الخليلي: أدركت جماعة من أصحابه.
404- يحيى بْن محمد بْن صاعد بْن مكاتب2:
مولى أَبِي جعفر المنصور الهاشمي، أبو محمد البغداديّ الحافظ.
سمع: محمد بْن سليمان لُوَيْن، والحَسَن بْن عيسى بْن ماسَرْجس، وسوّار بْن عَبْد اللَّه القاضي، وأحمد بْن مَنِيع، ويحيى بْن سليمان بْن نَضْلَة، والحَسَن بْن حمّاد سجّادة، وهارون بْن عَبْد اللَّه الحمّال، وأبا همام السكوني، وأبا عمار الحسين بن حريث المروزي، وعبد الله بن عِمران العابديّ، ومحمد بْن زُنْبُور الْمَكِّيّ، وخلْقًا سواهم بالحجاز، والعراق، والشام، ومصر.
وعنه: أبو القاسم البَغَويّ مَعَ تقدُّمِهِ، ومحمد بْن عُمَر الْجِعَابيّ، وابن المظفّر، والدَّارَقُطْنيّ، وأبو القاسم بْن حَبَابَة، وأبو طاهر المخلّص، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي شُرَيْح، وأبو مُسْلِم الكاتب، وخلق كثير.
ورواية البَغَويّ عَنْهُ في ترجمة ابن صاعد من "تاريخ دمشق" قَالَ ابن صاعد: ولدت سنة ثمان وعشرين، وكتبتُ الحديث عَنِ ابن ماسَرْجس سنة تسعٍ وثلاثين.
وكان لابن صاعد أَخَوان: يوسف، وأحمد، وعمّ اسمه عَبْد اللَّه بْن صاعد.
سُئل الدَّارَقُطْنيّ عَنْ يحيى فقال: ثقة، ثبتٌ، حافظ.
وقال أحمد بْن عَبْدان الشِّيرازيّ: هُوَ أكثر حديثًا من ابن الباغَنْديّ، ولا يتقدمه أحدٌ في الدّراية.
وقال أبو عليّ النَّيْسابوريّ: لم يكن بالعراق في أقران ابن صاعد أحدٌ في فهمه،
__________
1 التدوين في أخبار قزوين "4/ 208".
2 تاريخ بغداد "14/ 231"، والمنتظم "6/ 235، 236"، والبداية "11/ 166"، وهدية العارفين "2/ 517".(23/422)
والفهْم عندنا أجلّ من الحفظ. وهو فوق ابن أَبِي دَاوُد في الفهم والحفظ.
وسُئل الْجِعَابيّ: أكان ابن صاعد يحفظ؟ فتبسم وقال: لَا يقال لأبي محمد يحفظ، كَانَ يدري.
وقال البَرْقانيّ: قَالَ لي الفقيه أبو بَكْر الأَبْهَريّ: كنتُ عند ابن صاعد، فجاءته امرأة فقالت: ما تَقُولُ في بئر سقطت فيها دجاجة فماتت، هَلِ الماء طاهر أو نجس؟ فقال: ويْحَكِ، وكيف وقعت؟ ألّا غطَّيتيه.
فقلتُ: يا هذه إنّ لم يكن الماء تغير فهو طاهر.
قَالَ أبو بَكْر الخطيب. قد كان ابن صاعد ذا محل من العِلْم، وله تصانيف في السُّنَن والأحكام.
ولعله لم يُجب المرأة ورعًا. فإنّ المسألة فيها خلاف.
وتُوُفّي في ذي القعدة.
قلتُ: وله كلام متين في الجرح والتّعديل والعِلَل، يدّل عَلَى تبحُّره وسعة عِلْمُه. وحديثه عند ابن اللُّتّيّ في غاية العلو.
وقد أَنْبَأَنَا الْمُسْلِمُ بْنُ محمد، عَنِ الْقَاسِمِ بْن عَلِيٍّ: أَنَا أَبِي، أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ، أنا ابن الأبنوسي، أنا عيسى ابن الوزير: أنبا الْبَغَوِيِّ: ثنا يَحْيَى بْنُ محمد بْنِ صَاعِدٍ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ثِقَةٌ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُدْرَكٍ ثنا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَوْدِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُسَيْرٍ، رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "لا يَأْتِيكَ مِنَ الْحَيَاءِ إِلا خَيْرٌ" 1.
وَقَدْ حَدَّثَ ابْنُ صَاعِدٍ بِحَدِيثٍ اسْتَغْرَبُوهُ.
قَالَ ابن المظفَّر: ثمّ وجدناه عند حُسين الصّفّار، فجئتُ ابن صاعد أَعْدو أَبَشِّره، فقال: يا صبيّ، أَنَا أحتاج إلى متابعة الصّفّار؟ فخجلتُ وقمتُ.
وقال أبو عليّ النَّيْسابوريّ الحافظ: سَمِعْتُ ابن صاعد يقول: كنت أسمع مشايخنا
__________
1 حديث صحيح: أخرجه البخاري بنحوه "6117"، وابن سعد في الطبقات "7/ 67، 68"، وذكره الخطيب في التاريخ "11/ 295"، وابن حجر في الإصابة "1/ 50".(23/423)
يتجنبون أحاديث الضّعفاء وأصحاب الأهواء، ويقولون: إنّا إذا أجلسنا الأخيار مجالس الصّيادلة، وجلسنا مجالس النُّقّاد، ودَلَلْنا عَلَى موضع الثّقة والاعتماد، وهجرنا المغموز ودللنا عَلَى عُواره، وكشفنا عَنْ قناعِه، كُنَّا في ذَلِكَ كمن قمع المبتدعة وأحيى السنة.
وفيات سنة تسع عشرة وثلاثمائة:
"حرف الألف":
405- أَحْمَد بْن الحُسين بْن أَحْمَد بْن طلاب بْن كثير الدّمشقيّ1:
أبو الْجَهْم المَشْغَرانيّ. أصله من بيت لهيا، وكان يؤدب بها. ثمّ انتقل إلى قرية مشغرا فصار خطيبها.
وكان يتردد إلى دمشق فمات بها.
قَالَ ابن زَبْر: سقط من دابته فمات لوقته.
سمع: هشام بن عمّار، وأحمد بْن أَبِي الحواري، وهشام بن خَالِد الأزرق، وعليّ بْن سهل الرَّمْليّ، وجماعة.
وعنه: أبو الحُسين والد تمام الرّازيّ، وأبو أحمد الحاكم، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وآخرون.
406- أحمد بْن عليّ بْن مَعْبَد الشُّعَيْريّ2:
سمع: الحَسَن بْن عَرَفَة، وأحمد بْن منصور زاج.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن أخي ميمي.
قَالَ الخطيب: صدوق.
407- أحمد بْن محمد بْن إِسْحَاق:
أبو جعفر العنزي.
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 375"، العبر "2/ 175"، والتهذيب "6/ 449".
2 تاريخ بغداد "4/ 308".(23/424)
روى عَنْهُ: عليّ بْن حُجْر، وغيره.
وعنه: زاهر بْن أحمد السَّرْخَسيّ، وأبو حامد أحمد بْن عَبْد اللَّه النُّعَيْميّ.
تُوُفّي في شهر ذي القعدة.
وقع لنا حديثه.
408- إبراهيم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ1:
أَبُو إِسْحَاقَ الْقُرَشِيّ الدّمشقيّ الحافظ.
ويقال: إنّه أُمَوي.
سمع: أحمد بْن إبراهيم بْن ملّاس، ومحمد بْن سَعِيد بْن أَبِي قفيز، وموسى بْن عامر المُرِّيّ، وشُعَيب بْن شُعَيْب، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وابن عَبْد الحَكَم، وجماعة.
وعنه: ابنهُ محمد، وأبو سليمان بْن زَبْر، وابن المقرئ، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وحُمَيْد بْن الحَسَن الورّاق، وجماعة.
وتُوُفّي في رجب.
سمع بمصر، والشّام.
409- إبراهيم بْن محمد بْن بُقَيْرة، بموحدة، البغدادي2:
أبو إسحاق البزاز.
روى عنه: عليّ بْن المَدِينيّ، وعليّ بْن الحُسين الدرهمي، ولوين، ويحيى بن أكثم.
وعنه: أبو بكر بن شاذان، والدارقطني وقال: ضعيف. أرّخه ابن قانع. وأمّا أبو القاسم بْن الثّلّاج فقال: مات سنة 323.
410- إِسْحَاق بْن محمد الكيساني القَزْوينيّ3:
الحافظ.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 225"، ومرآة الجنان "2/ 278".
2 تاريخ بغداد "5/ 158".
3 التدوين في أخبار قزوين "2/ 280، 281".(23/425)
رَحل وسمع: عليّ بْن حرب، وأبا زُرْعة، ومحمد بْن مُسْلِم بْن وَارَةَ.
411- أسلم بْن عَبْد العزيز بْن هشام بْن خَالِد الأمويّ1:
من وُلِد أبان مولى عثمان بْن عفان، أبو الْجَعْد الأندلسيّ الفقيه المالكيّ.
كَانَ عظيم القدر، كبير الشّأن بعيد الصَّيت، وافر الجلالة، إمامًا فقيهًا، محدِّثًا رئيسًا نبيلًا.
صحب بَقِيّ بْن مَخْلَد زمانًا. ورحل سنة ستين ومائتين، فلقي إبراهيم المُزَنيّ، ويونس بْن عَبْد الأعلى، ومحمد بْن عَبْد الله بن عبد الحكم.
وعاد إلى الأندلس، وولي قضاء الجماعة للنّاصر لدين اللَّه أمير الأندلس. وكان محمود السّيرة.
وكف بصره في الآخر وعجز عَنِ الحكم. وكان شديدًا عَلَى الشُّهُود.
تُوُفّي في رجب. أرّخه ابن يونس.
وهو أخو هاشم.
412- أوس بْن الحارث بْن إبراهيم بْن سهيل:
أبو شَيْبة الصَّدَفيّ.
في ذي الحجّة.
روى عَنْ يونس الصَّدَفيّ.
"حرف الجيم":
413- جعفر بْن محمد بْن المغلِّس البغداديّ2:
أخو أحمد.
سمع: حَوْثرة المِنْقَريّ، وأبا سَعِيد الأشجّ، وأحمد بْن سِنان القطّان.
وعنه: ابن شاهين، وأبو حفص الكِنَانيّ.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 89"، لابن الفرضي، والمنتظم "6/ 237".
2 تاريخ بغداد "7/ 211، 212"، والمنتظم "6/ 237".(23/426)
"حرف الحاء":
414- الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ صَالِحٍ1:
أبو سَعِيدٍ الْبَصْرِيُّ الْعَدَوِيُّ الْمُلَقَّبُ بِالذِّئْبِ. نَزِيلُ بَغْدَادَ.
حَدَّثَ بِافْتِرَائِهِ عَنْ: عَمْرِو بْنِ مَرْزُوقٍ، وَمُسَدَّدٍ، وَطَالُوتِ بْنِ عَبَّادٍ، وَكَامِلِ بْنِ طَلْحَةَ، وَخِرَاشِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الْقَطِيعِيُّ، وَعُمَرُ الْكَتَّانِيُّ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ شَاذَانَ، وَآخَرُونَ.
وَزَعَمَ أَنَّهُ وُلِدَ سنة عَشْرٍ وَمِائَتَيْنِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ.
قُلْتُ: جَرِيءٌ عَلَى وَضْعِ الْأَسَانِيدِ وَالْمُتُونِ. وَمِنْ مَوْضُوعَاتِهِ: "عَلَيْكُمْ بِالْوُجُوهِ الْمِلاحِ وَالْحَدَثِ السُّودِ".
تُوُفّي في ربيع الأوَّل.
415- الحُسين بْن الحُسين2:
أبو عبد الله الأنطاكي قاضي الثغور.
سمع: سعْد بْن محمد البَيْروتيّ، ومحمد بْن أصْبغ بْن الفَرَج الْمَصْرِيّ، وغيرهما.
روى عَنْهُ: الدَّارَقُطْنيّ، ومحمد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الشِّخِّير، ويوسف القّواص، وأبو حفص بْن شاهين، والمعافي بْن زكريّا.
وقد وثّقه الدَّارَقُطْنيّ والخطيب. وتُوُفّي ببغداد.
__________
1 المجروحين "1/ 241"، وتاريخ بغداد "7/ 381-384"، وميزان الاعتدال "1/ 506-509".
2 تاريخ بغداد "8/ 39"، والمنتظم "6/ 238"، وتهذيب تاريخ دمشق "4/ 291".(23/427)
"حرف الراء":
416- راغب بْن أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عِيَاض الْمَصْرِيّ:
أبو عَوَانة.
سمع: بحر بْن نَصْر الخَوْلانيّ.
كُتُب عَنْهُ: أبو سَعِيد بْن يونس.
"حرف السين":
417- سُفْيَان بْن الحافظ أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يحيى بْن مَنْدَه العبْديّ:
أبو سَعِيد، أخو إِسْحَاق وإبراهيم.
سمع: أحمد بْن يونس، وغيره.
وعنه: أبو الشَّيْخ.
418- سليمان بْن محمد بْن إسماعيل1:
أبو أيّوب الخُزاعيّ الدّمشقيّ.
سمع: القاسم الْجُوعيّ، وهشام بْن خَالِد، ومحمد بْن وزير، وموسى بْن عامر المُرِّيّ.
وعنه: أبو بَكْر، وأبو زُرْعة ابنا أَبِي دُجَانَة، وأحمد بْن محمد بْن مَعْيُوف، وابن عديّ، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وآخرون.
تُوُفّي في ذي القعدة.
419- سلامة بْن عُمَر بْن حفص:
أبو عُمَر الْمَصْرِيّ.
عَنْ: أَبِيهِ، وغيره.
__________
1 مختصر تاريخ دمشق "10/ 186"، "88".(23/428)
وعنه: ابن يونس، وقال: كتبتُ عَنْهُ، وأمره مستقيم ثمّ خلّط وحدَّثَ بما لم يسمع.
قَالَ لي: إنّه وُلِد سنة تسعٍ وثلاثين ومائتين.
ومات في سادس عشر ربيع الأوَّل.
"حرف الطاء":
420- طاهر بْن محمد بْن الحَكَم1.
أبو العبّاس التَّميميّ الدّمشقيّ المؤدِّب البزّاز.
إمام مسجد سوق الأحد.
سمع: هشام بن عمّار.
وعنه: عليّ بْن عَمْرو الحريريّ، وأبو الحُسين الرّازيّ، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وعبد الوهّاب الكِلابيّ.
قَالَ ابن زَبْر: تُوُفّي سنة تسع عشرة.
وقال أبو الحُسين الرّازيّ: تُوُفّي سنة اثنتين وعشرين.
"حرف العين":
421- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن محمود2:
أبو القاسم الكَعْبيّ البلْخيّ. رأس المعتزلة في زمانة وداعيتهم.
قَالَ جعفر المُسْتَغِفريّ: لَا أستجيز الرواية عَنْ أمثاله.
وقال غيره: أخذ الكَعْبيّ عَنْ أَبِي الحَسَن بْن أَبِي عَمْرو الخيّاط شيخ المعتزلة.
وكان الكَعْبيّ يَقُولُ: إرادة اللَّه تعالي ليستا من صفات ذاته، ولا هِيَ قائمة بهِ، ولا هِيَ حادثة في محل ولا لَا في محلّ.
__________
1 تاريخ دمشق "مخطوطة التيمورية" "18/ 269".
2 الفرق بين الفرق للبغدادي "165-167"، وتاريخ بغداد "9/ 284"، والبداية "11/ 174".(23/429)
ويقول: الله مريد لأفعاله، بمعني أَنَّهُ خالق لها عَلَى وفق عِلْمُه.
روى عَنْهُ: محمد بْن زكريّا.
ودخل نسف فأكرموا مورده، إلّا الحافظ عَبْد المؤمن بْن خَلَف، فإنه ما سَلْم عَلَيْهِ وكان يكفره. فسأل الكَعْبيّ عَنْهُ، فقالوا: لَا يدخل عليّ أحد. فقال: نَحْنُ نأتيه. فاتاه، فلمّا دخل عَلَيْهِ لم يقم لَهُ، ولم يلتفت إِلَيْهِ من محرابه. فعلم الكَعْبيّ، وحلف من بعيد: باللَّه عليك يا شيخ، أي لَا تَقُم؛ ودعا لَهُ قائمًا وانصرف، ودفع الخجل من نفسه.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة من السنة.
422- عَبْد الجبّار بْن أحمد بْن مُحَمَّد بْن هارون:
أبو القاسم السَّمَرْقَنْديّ، ثمّ التِّنِّيسيَّ.
روى عَنْ: عَبْد الغني بْن أَبِي عَقِيل، وجعفر بْن مسافر، وجماعة.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ تسع عشرة.
423- عُبَيْد اللَّه بْن ثابت بْن أحمد بْن خازم1:
أبو الحَسَن الكوفيّ الحريريّ.
سمع: أبا سَعِيد الأشجّ، وعليّ بْن المنذر الطّريقيّ.
وعنه: عَبْد العزيز الحرْقيّ، ومحمد بْن المظفّر، وأبو حفص بْن شاهين.
وكان ثقة، صاحب حديث. نزل بغداد.
424- عَبْد الوهّاب بْن عيسى بْن أَبِي حيّة2:
ورّاق الجاحظ.
سمع: محمد بْن معاوية بْن مالج، وإِسْحَاق بْن أَبِي إسرائيل.
وعنه: ابن حَيَّوَيْه، والدَّارَقُطْنيّ، وأبو حفص الكتّانيّ.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 349"، "5494"، والمنتظم "6/ 238".
2 تاريخ بغداد "11/ 28، 29"، "5695".(23/430)
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: كَانَ ثقة، يُرمى بالوقف.
قلتُ: تُوُفّي في شَعْبان.
425- عليّ بْن الحُسين بْن مَعْدان1:
أبو الحَسَن الفارسيّ الفَسَويّ.
سمع: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وأبا عمار الحُسين بْن حُرَيْث.
روى عَنْهُ: الحَسَن بْن أحمد أبو عليّ الفارسي النَّحْويّ جزءًا عند أَبِي محمد الجوهريّ.
وروى عَنْهُ: أبو بَكْر محمد بْن أحمد الإصبهانيّ السِّمسار شيخ لأبي نُعَيْم، ومحمد بْن القاسم بْن بِشْر الفارسيّ شيخ ابن باكوَيْه.
توفي في ربيع الأول. قال أبو القاسم بْن مَنْدَه.
426- عليّ بْن الحُسين بْن حرب بْن عيسى البغداديّ2:
القاضي أبو عُبَيْد بْن حربَوَيْه.
سمع: أحمد بْن المِقْدام العِجْليّ، ويوسف بْن موسى، والحَسَن بْن عَرَفَة، وزيد بن أخزم، والحَسَن بْن محمد الزَّعْفرانيّ.
روى عَنْهُ: أبو عُمَر بْن حَيَّوَيْه، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وعُمَر بْن شاهين، وجماعة.
قَالَ البَرْقانيّ: ذكرته للدارقطني فذكر من جلالته وفضله وقال: حدث عَنْهُ النَّسائيّ في "الصحيح". لم يحصل لي عَنْهُ حرف. وقد مات بعد أنّ كتبتُ بخمس سنين.
قلت: ولى قضاء مصر ثماني عشرة سنة، فسار إليها في سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
__________
1 تاريخ جرجان "540"، وسير أعلام النبلاء "11/ 459".
2 الولاة والقضاة "482، 491"، للكندي، وتاريخ بغداد "11/ 395-398"، والبداية والنهاية "11/ 167".(23/431)
قَالَ ابن زولاق: كَانَ عالمًا بالاختلاف والمعاني والقياس، عارفًا بعلم القرآن والحديث. فصيحًا عاقلًا عفيفًا، قوّالًا بالحقّ سمحًا متعصبًا.
ثمّ ذكر ابن زولاق احترام أمير مصر تكين لَهُ. وأنّه كَانَ يأتي مجلسه، ولا يدعه يقوم له. وإذا هُوَ إلى مجلس تكين مشى تكين وتلقّاه.
ولم يكن في زِيّه ولا منظره بذاك. وكان بوجهه جُدَرِيّ، ولكنه كَانَ من فُحُول العلماء.
قَالَ الفقيه أبو بَكْر بْن الحدّاد: سَمِعْتُ أبا عُبَيْد القاضي يَقُولُ: ما لي وللقضاء. لو اقتصرتُ عَلَى الوُراقة، ما كَانَ خطّي بالرديء. وكان رزقه في الشهر مائة وعشرين دينارًا.
قَالَ ابن زولاق: قَالَ أبو عُبَيْد القاضي: ما تقلّد إلّا عصبي أو غبي.
قال: فجمع أحكامه بمصر باختباره. وكان أولًا يذهب إلى قول أَبِي ثور.
قَالَ: وكان يورث ذوي الأرحام. وقد ولي قضاء واسط قبل مصر.
قَالَ: وأبو عُبَيْد آخر قاضٍ ركب إِلَيْهِ الأمراء بمصر. وقد تَسَرّى بمصر بجارية، فتجنت عَلَيْهِ وطلبت البيع. وكان بهِ فتْق.
وذكر ابن زولاق حكايات عدة تدل عَلَى وقاره وكمال عقله وإمامته وعدله وورعه التام وقال: حدث عنه في سنة ثلاثمائة النسائي.
وقال أبو زكريا النووي: كان من أصحاب الوجوه. تكرر ذكره في "المهذب" و"الروضة".
وقال أبو سَعِيد بْن يونس الصَّدَفيّ: هُوَ قاضي مصر. أقام بها طويلًا. وكان شيئًا عجبًا، ما رأينا مثله لَا قبله ولا بعده. وكان يتفقه عَلَى مذهب أَبِي ثور، وعُزِل عَنِ القضاء سنة إحدى عشرة؛ لأنّه كُتُب يستعفي من القضاء، ووجّه رسولًا إلى بغداد يسأل في عزله، وأغلق بابه وامتنع من الحَكَم فاعفي. فحدَّث حين جاء عزله وأملى مجالس؛ ورجع إلى بغداد.
وكان ثقة، ثَبْتًا، حدَّثَ عَنْ: زيد بْن أخزم، وأحمد بْن المِقْدام، وطبقتهما.(23/432)
وروى الخطيب في تاريخه: أنّ ابن حربَوَيْه تُوُفّي في صَفَر، وصلّى عَلَيْهِ أبو سَعِيد الأصْطَخريّ.
فأمّا:
- أبو عُبَيْد اللَّه محمد بْن عَبْدة بْن حرب القاضي فقد مر سنة 313.
"حرف الفاء":
427- الفضل بْن الخصيب بْن العبّاس بْن نَصْر1:
أبو العبّاس الإصبهانيّ الزَّعْفرانيّ.
سمع: أحمد بْن عَبْد اللَّه البزّيّ المقرئ، والنضر بْن سَلَمَةَ، وهارون الفَرَوِيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرّميّ.
روى عَنْهُ: والد أَبِي نُعَيْم، وأبو أحمد العسّال، وأبو بكر بن المقرئ، والحَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد، وغيرهم.
وتُوُفّي في رمضان.
قَالَ ابن مَرْدَوَيْه في تاريخه: كَانَ يذكر عَنْ أَبِي كُرَيْب حديثين، ثمّ زاد وكان يقرأ عَلَيْهِ من كُتُب أَبِي مسعود كلّ ما يُحمل إِلَيْهِ.
"حرف اللام":
428- لُقمان بْن يوسف القَيْروانيّ2:
سمع: يحيى بْن عُمَر، وابن مسكين صاحبَيْ سَحْنُون.
وحج فأخذ عَنْ: عليّ بْن عَبْد العزيز، وغيره.
وكان حافظًا صوّامًا قَوّامًا، عارفًا بمذهب مالك، بصيرًا باللّغة.
ذهب بصرهُ مدّةً ثمّ أبْصر.
وتوفي بتونس.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 154"، وسير أعلام النبلاء "11/ 479".
2 مدرسة الحديث في القيروان "2/ 691"، للحسين بن محمد شواط.(23/433)
"حرف الميم":
429- محمد بْن جعفر بْن حيان الإصبهانيّ1:
أبو عبد الله الضّرير.
سمع: أحمد بْن عصام، ويونس بْن حبيب، وأحمد بْن يونس.
روى عَنْهُ: ابنه أبو الشَّيْخ.
430- محمد بْن زيد بن أبي خَالِد البجّانيّ المالكيّ2:
نزيل إلْبيرة بالأندلس.
دارت عَلَيْهِ الفُتْيَا والأحكام.
وقد أخذ عَنْهُ محمد بْن سَحْنُون.
وفي الرحلة من ابن عَبْد الحَكَم.
وطال عُمره، وحملوا عَنْهُ.
431- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن حَمْدَوَيْه بْن الحَكَم بْن ورق:
أبو بَكْر الشّمّاخي الْبُخَارِيّ.
عَنْ: سَعِيد بْن مسعود المَرْوَزِيّ، ومحمد بْن عيسى الطَّرَسُوسيّ، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، وأبي حاتم الرّازيّ.
وعنه: خَلَف الخيام، وأبو نَصْر محمد بْن سَعِيد التّاجر.
432- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن مَسَرّة الأندلسيّ3:
رحل وسمع من: عُبَيْد اللَّه بْن يحيى اللَّيْثيّ، ومحمد بْن وضّاح، والخُشَنّي، ووالده عَبْد اللَّه بْن مَسَرّة.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: قَالَ لي خطّاب بْن مَسْلَمَة: اتُّهم بالزندقة فخرج فارًا، وتردد
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "271".
2 تقدمت ترجمته برقم "339".
3 تاريخ علماء الأندلس "2/ 39" لابن الفرضي، وجذوة المقتبس للحميدي "63".(23/434)
في المشرق مدة، فاشتغل بملاحات أهل الجدل وأصحاب الكلام والمعتزلة. ثمّ رجع إلى الأندلس، فأظهر نسكًا وورعًا، واغتر النّاس بظاهره، فاختلفوا إِلَيْهِ وسمعوا منه. ثمّ ظهر النّاس عليّ سوء معتقده وقبح مذهبه فانقبض عنه أولوا الفَهْم. وكان يَقُولُ بالقدر، ويحرف التأويل في كثير من القرآن.
وله كلام عذب في التصوف والعرفان.
ومات كهلا.
433- محمد بن عبد الصمد البغدادي1:
أبو الطيب الدّقاق، ابن خالة البغوي.
عن: حماد بن الحسن بن عنبسة، وطبقته.
وعنه: أبو حفص بن شاهين، وابن أخي ميمي.
434- مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن عيسى بْن حماد زُغْبَة التُّجَيْبيّ:
أَبُو الحسن المصري.
يروى عَنْ: بحر بْن نَصْر الخَوْلانيّ، وغيره.
435- محمد بْن فطيس بْن واصل2:
أبو عبد الله الغافقي الأندلسي إلبيري.
محدِّث مُسْنِد بتلك الدّيار.
روى عَنْ: محمد بْن أحمد العُتْبيّ الفقيه، وأبان بْن عيسى، وابن مزين. ورحل فسمع بمصر: أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن وهْب، ويونس بْن عَبْد الأعلى، ومحمد بْن أصبغ، وأبا إبراهيم المُزَنيّ.
وبإفريقية من: شجرة بْن عيسى، وابن عَون واسمه يحيى.
وصنف كتاب "الروع والأهوال"، وكتاب "الدعاء".
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 377"، "887".
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 40-42"، "1205"، وجذوة المقتبس للحميدي "84".(23/435)
وكان عارفًا بمذهب مالك، وكانت رحلته إلى الشرق في سنة سبْعٍ وخمسين، فأكثرَ عَنْ أهل مكّة، ومصر، والقيروان. وسمع بأطرابلس من أحمد بْن عبد الله بن صالح الحافظ.
وقال: ولقيتُ في رحلتي مائتي شيخ، ما رأيت فيهم مثل مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ.
قَالَ ابن الفَرَضِيّ: كَانَ ابن فُطَيْس ضابطًا نبيلًا صدوقًا. وكانت الرحلة إِلَيْهِ. ثنا عَنْهُ غير واحد.
تُوُفّي في شوّال، وهو ابن تسعين سنة.
436- محمد بْن موسى بْن سهل1 أبو بَكْر العطّار البَرْبَهاريّ:
سمع: الحَسَن بْن عَرَفَة، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ.
وعنه: أبو الحَسَن عليّ الْجِراحيّ، والدَّارَقُطْنيّ.
وثَّقوه.
437- محمد بْن المؤمِّل بْن أحمد بْن الحارث2:
أبو جعفر الْقُرَشِيّ العَدَويّ. المجاور بمكّة.
سمع: محمد بْن إسماعيل بْن عُلَيَّة بدمشق، والزُّبَير بْن بكّار، وجماعة.
وعنه: جعفر الخُلْديّ، وأبو هاشم المؤدِّب، وأبو بَكْر بْن المقرئ.
وكان ثقة نحويًا متقنًا.
438- المؤمِّل بْن الحَسَن بْن عيسى بْن ماسَرْجس3:
أبو الوفا النَّيْسابوريّ الماسَرْجسيّ شيخ نَيْسابور في عصره أُبُوَّةً وثروةً، حتّى كَانَ يضرب بهِ المثل في ذَلِكَ.
وكان أَبُوهُ من بيت حشمة في النصاري، فأسلم عَلَى يد ابن المبارك. وهو من شيوخ النُّبْل. ولم يسمع المؤمِّل من أبيه لصغره.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 245"، "1331".
2 العقد الثمين "2/ 377"، وبغية الوعاة "1/ 253"، "469".
3 تذكرة الحفاظ "3/ 803".(23/436)
وسمع من: إِسْحَاق بْن منصور، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ.
وبالعراق من: الحَسَن بْن محمد بن الصباح، والرمادي، وطبقتهم.
روى عنه: ابناه أبو بكر محمد، وأبو القاسم علي، وأبو إسحاق المزكي، وأبو محمد المُخَلّديّ، وأبو الحَسَن محمد بْن عليّ بْن سهل الماسَرْجسيّ الشّافعيّ، وجماعة.
قَالَ أبو عليّ النَّيْسابوريّ: نظرت للمؤمل في ألف جزء من أصوله، وخرجت لَهُ عشرة أجزاء، فما رأيت أحسن أصولًا منه. فلمّا فرغتُ بعث إليَّ بأثوابٍ ومائة دينار.
وقال الحاكم: سمعتُ محمد بْن المؤمِّل يَقُولُ: حجّ جدّي وهو ابن نيفٍ وسبعين سنة. فدعا اللَّه أن يرزقه ولدًا؛ فلما رزق أبي فسماه المؤمل لتحقيق ما أمله، وكناه أبو الوفا ليفي لله بالنذور، ووفاها.
ويروى أنّ ابن طاهر أمير خراسان اقترض من ابن ماسَرْجس ألف ألف درهم.
تُوُفّي المؤمِّل سنة تسع عشرة في ربيع الآخر.
وقد روى من بيته غير واحد.
"حرف الفاء مكرَّر":
439- فاطمة الأندلسية1:
أخت يوسف بْن يحيى بْن يوسف المَغَامِيّ الفقيه. كانت فقيهة، عالمة، زاهدة، صالحة لها ذكر.
- تُوُفّيت بُقْرطُبة سنة تسع عشرة.
"حرف الهاء":
440- هاشم بْن القاسم بن هاشم2:
أبو العباس الهاشمي.
__________
1 بغية الملتمس "547" للضبي.
2 تاريخ بغداد "4/ 68".(23/437)
عَنْ: الزُّبَيْر بْن بكّار، والعبّاس بْن يزيد البَحْرانيّ.
وعنه: أبو بَكْر بْن شاذان، ويوسف القوّاس.
وثّقه الخطيب.
وقال القوّاس: كَانَ يقال: إنّه راهب بُنيّ هاشم.
"حرف الياء":
441- يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن موسى الفارسيّ1:
ثقة، صدوق.
روى عَنْ: الربيع المؤذِّن، وطبقته.
وكان تاجرًا موسرًا بمصر.
مات في جُمَادَى الآخرة. قاله ابن يونس.
وفيات سنة عشرين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
442- أحمد بْن جعفر2:
أبو بَكْر النّاقد.
سمع: الحَسَن بْن عَرَفَة، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، وغيرهما.
وعنه: محمد بْن إِسْحَاق القَطِيعيّ، ويوسف القوّاس.
بَقِيّ إلى هذا الوقت.
443- أحمد بْن الحَسَن بْن عزون بْن أَبِي الْجَعْد:
أبو عَمْرو الطاهريّ.
سمع من إبراهيم بن أحمد بن يعيش مسنده.
__________
1 المنتظم "6/ 240"، "389".
2 تاريخ بغداد "4/ 65"، "1686".(23/438)
وعن: أحمد بْن بُدَيْل الكوفي، وعليّ بْن حرب، وحمدويه بْن عَبّاد.
وعنه: صالح بْن أحمد، وعبد الرَّحْمَن بْن أحمد الأنماطي، وأهل همدان.
444- أحمد بن داود بن سليمان بن جوين:
أبو بَكْر ابن القربيّ.
مصري، ثقة.
روى عَنْ: يونس بْن عَبْد الأعلى، والربيع المُرَاديّ.
445- أحمد بن سعيد1:
أبو الحارث الدمشقي.
عن: الحسن بن أبي ربيع، وسعدان بن نصر، ويونس بن عبد الأعلى، وطائفة.
وعنه: أبو أحمد الحاكم، وابن المقرئ، وعبد الوهاب الكلابي.
ويعرف بابن أم سَعِيد.
446- أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد2:
أبو جعفر ابن النِيريّ البزّاز. بغداديّ صدوق.
سمع: أبا سَعِيد الأشجّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ.
وعنه: ابن المظفّر، وابن شاهين، ويوسف القوّاس.
447- أحمد بْن عُمَيْر بْن يوسف بْن موسى بْن جوصا3:
أبو الحَسَن، مولى بُنيّ هاشم. ويقال: مولى محمد بْن صالح، الكِلابيّ الدّمشقيّ حافظ الشام.
سمع: موسى بْن عامر، ومحمد بْن وزير، ومحمد بْن هاشم البَعْلَبَكّيّ، وعمرو
__________
1 تاريخ دمشق "مخطوطة التيمورية" "19/ 567".
2 تاريخ بغداد "4/ 226"، "1930".
3 تهذيب تاريخ دمشق "1/ 420"، والمنتظم "6/ 242"، والعبر "2/ 180، 181"، والبداية والنهاية "11/ 171".(23/439)
ابن عثمان، وكثير بْن عُبَيْد، وأبا التقيّ هشام بْن عَبْد الملك، ومحمد بْن ميمون الإسكندرانيّ، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وخلقًا بمصر والشام.
وَصَنَّفَ وَتَكَلَّمَ عَلَى الْعِلَلِ وَالرِّجَالِ. وَأَعْلَى مَا وَقَعَ لَهُ مَا رَوَى عَنْهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي كَامِلِهِ. قَالَ: ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّحَبِيُّ: سَمِعْتُ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ يَقُولُ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: $"كَانَ فِي عَنْفَقَتِهِ شَعْرَاتٌ بِيضٌ"1.
قُلْتُ: وَحَدَّثَهُ أَيْضًا شَيْخٌ، عَنْ مَعْرُوفٍ الْخَيَّاطِ الَّذِي رَأَى وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ.
روى عَنْهُ: حمزة الكِنَانيّ، وابن عديّ، وأبو عليّ النَّيْسابوريّ، والطَّبَرانيّ، والزُّبَير بْن عَبْد الواحد، وأبو بَكْر بْن السُّنّي، وأبو أحمد الحاكم الحفاظ، وخلق آخرهم عَبْد الوهّاب الكِلابيّ.
وثّقه الطَّبَرانيّ.
وقال أبو عليّ النَّيْسابوريّ: سمعتُ ابن جوصا يَقُولُ، وكان ركنًا من أركان الحديث: إسناد خمسين سنة من موت الشَّيْخ إسناد علو.
وقال أبو ذرّ الهَرَوِيّ: سَمِعْتُ أبا مسعود الدّمشقيّ يَقُولُ: جاء رَجُل بغداديّ يحفظ إلى ابن جوصا، فقال لَهُ ابن جوصا: كلما أغربت عليَّ حديثًا من حديث الشّام أعطيتك درهمًا. فلم يزل الرجُل يُلقي عَلَيْهِ ما شاء اللَّه ولا يُغرب عَلَيْهِ، فاغتم لذلك الرجل، فقال للرجل: لَا تجزع.
وأعطاه بكلّ حديث ذاكره بهِ درهمًا.
وكان ابن جوصا ذا مالٍ كثير.
وقال الحافظ عَبْد الغني الْمَصْرِيّ: سَمِعْتُ محمد بْن إبراهيم الكُرْجيّ يَقُولُ: ابن جَوْصا بالشّام كابن عُقْدة بالكوفة.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: أجمع أهل الكوفة عَلَى أَنَّهُ لم يُرَ من زمان ابن مسعود رضى الله عنه إلى زمان ابن عُقْدة أحفظ من ابن عُقْدة.
قَالَ أبو عَمْرو النَّيْسابوريّ الصّغير: نزلنا خانًا بدمشق العصر، ونحن عَلَى أنّ نبكر إلى ابن جَوْصا، فإذا الخانيّ يعدو ويقول: أَيْنَ أبو عليّ الحافظ؟ فقلت: ههنا.
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "3546".(23/440)
قَالَ: قد حضره الشَّيْخ زائرًا.
فإذا بابن جَوْصا عَلَى بغلةٍ، فنزل عليها، ثمّ صعد إلى غرفتنا، وسلَّمَ عَلَى أَبِي عليّ ورحَّبَ بهِ، وأخذ في المذاكرة معه إلى قرب العتمة.
ثمّ قَالَ: يا أبا عليّ، جمعت حديث عَبْد اللَّه بْن دينار؟.
قَالَ: نعم.
قَالَ: أَخْرَجَهُ إليَّ.
فأخرجه، فأخذه في كمه وقام. فلمّا أصبحنا جاءنا رسوله وحملنا إلى منزله، فذاكره أبو عليّ، وانتخب عَلَيْهِ إلى المساء.
ثمّ انصرفنا إلى رحلنا، وجماعة من الرحالة ينتظرون أبا عليّ. فسلموا عَلَيْهِ، ثمّ ذكروا شأن ابن جَوْصا، وما نقموا عَلَيْهِ من الأحاديث الّتي أنكروها، وأبو عليّ يسكتهم ويقول: لَا تفعلوا.
هذا إمام من أئمّة المسلمين، وقد جاز القنطرة.
وقال حمزة الكِنَانيّ: عندي عَنِ ابن جَوْصا مائتي جزء، واليتها كانت بياضًا.
وترك حمزة الرواية عَنْهُ أصلًا.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: سألت الدّارَقُطْنيّ عن ابن جَوْصا، فقال تفرَّد بأحاديث، ولم يكن بالقوي.
قلت: تُوُفّي في جُمَادَى الأولى. وهو ثقة، لَهُ غرائب كغيره من مبادرة الحديث، فما للضعف عَلَيْهِ مدخل.
وقد روى عَنْهُ جماعة.
قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو التَّقِيِّ: نا بَقِيَّةُ، نا ورقاء وَابْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ: "إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَلا صَلاةَ إِلا الْمَكْتُوبَةُ" 1. فَأُنْكِرَ عَلَى ابْنِ جَوْصَا ذِكْرُ ابْنِ ثَوْبَانَ فِيهِ. وَالْخَطْبُ يَسِيرٌ. فَلَوْ كَانَ وَهْمًا لَمَا ضَرَّ، وَلَعَلَّهُ حفظه.
__________
1 حديث صحيح: أخرجه مسلم "710"، وأبو داود "1266"، والترمذي "421"، والنسائي "865"، وابن ماجه "1151"، والطبراني في معجمه الصغير "1/ 16، 192"، وغيره.(23/441)
قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ جَوْصَا، وَكَانَ مِنْ ثِقَاتِ الْمُسْلِمِينَ.
قَالَ ابْنُ الْمُقْرِئِ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ بَقِيِّ بْنِ أَبِي التَّقِيِّ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ جَدِّهِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ كَمَا قَالَ ابْنُ جَوْصَا.
وَرَوَاهُ ثِقَتَانِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ محمد بْنِ عَنْبَسَةَ الْحِمْصِيِّ: ثنا أَبُو التَّقِيِّ، فَذَكَرَهُ كَذَلِكَ.
فَبَرِئَ عَرْضُ ابْنِ جَوْصَا مِنَ الْحَدِيثِ. وَصَحَّ أَنَّ أَبَا التَّقِيِّ، وهو ثبت رواه عن بقية، عن وَرْقَاءَ، وَابْنِ ثَوْبَانَ.
وَقَالَ ابْنُ عَنْبَسَةَ: مَا أَوْضَحَ ذَلِكَ. وَهُوَ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ كَانَ عِنْدَ أَبِي التَّقِيِّ فِي مَوْضِعَيْنِ.
مَوْضِعٍ عَنْ وَرْقَاءَ، وَمَوْضِعٍ عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ، فَجَمَعَهُمَا.
قُلْتُ: قَدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ كَثِيرًا مَا يُحَدِّثُ بالحديث عن بقية، عن ورقاء وحده. فلهذه وَقَعَ الْكَلَامُ فِيهِ.
قَالَ حمزة الكِنَانيّ: سَمِعْتُ ابن جَوْصا يَقُولُ: كُنَّا ببغداد، فتذاكروا حديث أيّوب وأشباهه، فقلت: إيش أسند جُنَادَةُ عَنْ عبادة؟ فسكتوا.
ثمّ قلت: أي شيء أسند عُمَر بْن عَمْرو الأحموسي؟ فلم يجيبوا بشيء.
وقال أبو عليّ النَّيْسابوريّ الحافظ: إنّما حدثونا عَنْ أَبِي التقي رواية ابن ثوبان، وهي عَنْ بقية، عَنِ ابن ثوبان، عَنْ عطاء بْن يسار، لَيْسَ فيه عَمْرو بْن دينار. وذكر حكاية طويلة.
448- أحمد بْن القاسم بْن نصر1:
أبو بكر، أخو أبي الَّليْث الفرائضيّ.
سمع: لُوَيْنًا، وإِسْحَاق بْن أَبِي إسرائيل، والحَسَن بْن حمّاد سجادة، وأبا همام السَّكُونيّ.
وعنه: أبو حفص بْن شاهين، والكناني.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 352"، والعبر "2/ 181"، وشذرات الذهب "2/ 285".(23/442)
وثّقه الخطيب وعمِّر ثمانيًا وتسعين سنة، فإنه وُلِد سنة اثنتين وعشرين ومائتين، وتُوُفّي في ذي الحجّة من هذه السّنة.
449- أحمد بْن محمد بْن أُسَيْد المَدِينيّ1:
أبو أُسَيْد.
رحل، وسمع من بحر بن نَصْر، وابن أَبِي مَسَرّة، ومحمد بْن إسماعيل الأُحْمُسيّ، ومحمد بْن ثُواب الهبّاريّ، وأحمد بْن الفُرات الرّازيّ.
روى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عُمَر القاضي، وأبو بَكْر أحمد بْن محمد بْن إبراهيم القطّان، وسليمان بْن أحمد الطَّبَرانيّ، وعَبْد اللَّه بْن محمد بْن الحَجّاج.
تُوُفّي فِي رَمَضَان.
450- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سهل:
أبو بَكْر البلْخيّ القاضي.
من جِلّة علماء بلده.
451- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم2:
أَبُو إِسْحَاق العُمَريّ الكوفي.
عَنْ: أَبِي كُرَيْب، وسَلْم بْن جُنَادَةَ، وابن عَرَفَة.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، ومحمد بْن المظفّر.
حدَّثَ ببغداد، وتكلّموا فيه ولم يُتْرَك.
وكان أحد الشُّهُود.
452- إبراهيم بْن محمد بْن يحيى بْن مَنْدَه العبْديّ الأصبهاني3:
الحافظ ابن الحافظ أبو إِسْحَاق.
تامّ العناية بالحديث. صنَّف الشيوخ، وروى عَنْ أحمد بْن خُشْنام، وإبراهيم بن
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 66".
2 تاريخ بغداد "6/ 158"، "3203".
3 ذكر أخبار أصبهان "1/ 197، 198".(23/443)
سَعْدان، وعليّ بْن محمد بْن عَبْد الوهّاب المَرْوَزِيّ، وعبد الله بن محمد بن النعمان.
وعنه: أبو الشَّيخ، وأبو إسحاق بن حمزة، وعبد الله بن محمد بن الحجاج.
توفي في رمضان.
453- إسحاق بن موسى بن سعيد الرملي1:
سكن بغداد.
وحدث عَنْ: محمد بْن عَوْف، والعبّاس البَيْروتيّ.
وروى عَنْ أَبِي دَاوُد السُّنَن.
روى عَنْهُ: المُعَافَى بْن زكريّا الْجَرِيريّ، ويوسف القواس، وعمر بن شاهين.
وثقه الدارقطني.
454- إسماعيل بن عباد2:
أبو علي القطان.
سمع: عباد بن يعقوب الرواجني، وأحمد بن المقدام.
وعنه: عمر بن شاهين، وأبو بكر بن شاذان، وأبو الفتح القواس.
محله الصدق.
455- أيوب بن سليمان بن نصر المري الأندلسي المالكي3:
كان مفتي مدينة البيرة في وقته.
وروى عن: بَقيّ بن مَخْلَد، ومحمد بن وضاح، وابنه سليمان.
"حرف الباء":
456- بُرْد بْن عَبْد الله:
مولى جعفر الفهري.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 395"، والمنتظم "6/ 242"، وتهذيب تاريخ دمشق "2/ 453".
2 تاريخ بغداد "6/ 298"، "3334".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 86" لابن الفرضي، وبغية الملتمس "238" للضبي.(23/444)
يروى عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، وبحر بْن نَصْر.
وكان ثقة.
غرق في بحر عَيْذاب.
457- بُكَيْر الشراك:
الزّاهد.
من مشايخ الطّريق.
سكن الشُّونِيزيّة. ورّخهُ السُّلَميّ.
"حرف الجيم":
458- جعفر أبو الفضل المقتدر باللَّه1:
أمير المؤمنين ابن المعتضد باللَّه أَبِي العبّاس أحمد بْن أَبِي أحمد طلحة بْن المتوكل عَلَى اللَّه العبّاسيّ.
بُويع بعد أخيه المكتفي باللَّه عليّ في سنة خمس وتسعين ومائتين، وسِنُّه ثلاث عشرة سنة، ولم يَلِ أمرَ الأَمّة قبله أحدٌ أصغر منه. ولهذا انخرم النظام في أيّامه، وجرت أشياء قد ذكرنا بعضها في الوقائع.
وقُتل في شوّال من السنة كما شرحنا. وقد خُلِع في أوائل خلافته لعبد اللَّه بْن المعتزّ، فلم يتم الأمر، وقُتِل ابن المعتّز، وأُعيدَ إلى الخلافة. ثمّ خُلِعَ في سنة سبْعٍ عشرة، وكتب خطّه لهم بخلع نفسه، وبايعوا أخاه القاهر بالله محمدًا. ثمّ بعد ثلاثة أيّام أُعيد المقتدر، وجددت لَهُ البيعة.
وكان ربعة جميل الوجه، أبيض، مشربًا حُمْرة. قد عاجَلَه الشَّيْب بعارضيه. وكان لَهُ يوم قُتِل ثمان وثلاثون سنة.
قَالَ المحسّن التّنُوخيّ: كَانَ جيّد العقل، صحيح الرّأي، ولكنّه مُؤْثِرًا للشَّهوات. لقد سَمِعْتُ أبا الحَسَن عليّ بْن عيسى يَقُولُ: ما هو إلّا أن يترك هذا الرجل، يعني
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 42، 139-147"، والتنبيه والإشراف "326-336"، والعبر "2/ 181، 182"، والبداية والنهاية "11/ 169"، والوافي بالوفيات "11/ 94، 95".(23/445)
المقتدر، النبيذ خمسة أيّام، فكان ربّما يكون في أصالة الرأي كالمأمون والمعتضد.
وكان قتله في شوّال، رماه بربريُّ بحربةٍ فقتله في موكبه. وقد ولي الخلافة من أولاده ثلاثة: الراضي، والمتقي، والمطيع. وهكذا اتفق للمتوكل؛ قتل وولي الخلافة من أولاده ثلاثة: المنتصر، والمعتّز، والمعتمد.
وفي أولاد الرشيد ثلاثة وُلّوا الأمرَ: الأمين، والمأمون، والمعتصم.
وأمّا عَبْد الملك فولي الأمر من أولاده أربعة. ولا نظير لذلك إلّا في الملوك. فإن الملك العادل ولي السّلطنَة من أولاده بدمشق أربعة وهم: المعظَّم، والأشرف، والكامل، والصالح إسماعيل.
"حرف الحاء":
459- حديد بْن موسى:
أبو القاسم الْمَصْرِيّ الخيّاش.
سمع: أبا أمية الطَّرَسُوسيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم.
وثّقه ابن يونس، وكتب عَنْهُ.
460- الحُرّ بْن محمد بْن الحُسين بْن أشكاب1:
سمع: أَبَاهُ وعمه عليًّا، وإبراهيم بْن مجشر، والزُّبَير بْن بكّار.
وعنه: ابن المظفّر، وابن شاهين، ومحمد بْن إسماعيل الورّاق.
وثّقه الخطيب وورّخه.
461- الحَسَن بْن محمد بْن عُمَر بْن سِنان2:
أبو عليّ. نَيْسابوريّ.
حجّ وحدَّثَ ببغداد عَنْ: أحمد بْن يوسف السُّلَميّ، ومحمد بْن يحيى.
وعنه: أبو الحُسين بْن البّواب، ويوسف القوّاس.
وكان ثقة. تُوُفّي ببغداد.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 288"، "4490".
2 تاريخ بغداد "7/ 417"، "3971".(23/446)
462- الحُسين بْن صالح بْن خَيْران:
أبو عليّ.
في الكنى. يأتي آخر السنة.
"حرف الزاي":
463- الزُّبَيْر بْن أَحْمَد بْن سُلَيْمَان1:
أَبُو عَبْد اللَّه الزبيري الفقيه الشّافعيّ.
تُوُفّي في صَفَر بالبصرة. وصلّى عَلَيْهِ ابنُه أبو عاصم.
وقد تقدَّم ذِكره. لَهُ مصنَّفات.
"حرف السين":
464- سليمان بْن دَاوُد النَّيْسابوريّ:
سمع: محمد بْن يحيى، ويزيد بْن عَبْد الصَّمد الدّمشقيّ، وأبا قِلابة الرقاشي.
وعنه: يحيى العَنْبريّ، وغيره.
"حرف العين":
465- العبّاس بْن بِشْر بْن عيسى بْن الأشعث2:
أبو الفضل الرُّخَّجيّ.
بغداديّ نبيل.
حدث عن: يعقوب الدَّوْرقيّ، وأبي حذافة السَّهميّ، وطبقتهما.
وعنه: ابن شاهين، ويوسف القواس، وزوج الحرة.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ليس به بأس.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 471"، ووفيات الأعيان "2/ 69"، ونكت الهميان "153".
2 المنتظم "6" 246"، "401".(23/447)
466- العبّاس بْن الوليد بْن شجاع1:
أبو الفضل الإصبهانيّ.
روى عَنْ: محمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وأحمد بْن منصور زاج.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشَّيْخ، وحسين بْن محمد بْن عليّ، وابن المقرئ.
467- عَبْد اللَّه بْن حمشاد بْن جَنْدَل:
أبو عَبْد الرَّحْمَن النَّيْسابوريّ المطَّوِّعيّ.
سمع: محمد بْن يزيد، وسهل بْن عمار النَّيْسابوريَّيْن، وأبا قلابة، وعَبْد اللَّه بْن أَبِي مَسَرّة.
وعنه: ابنه أبو بَكْر، وأبو عليّ الماسَرْجسيّ، وغيرهما.
468- عَبْد اللَّه بْن عتّاب بْن أحمد بْن كثير الْبَصْرِيّ الأصل الدّمشقيّ2:
أبو العبّاس بْن الزّفْتيّ.
سمع: هشام بن عمّار، ودُحَيْمًا، وأحمد بْن أَبِي الحواري، وعيسى بْن حمّاد، وهارون بْن سَعِيد الأَيْليّ.
وعنه: عليّ بْن عَمْرو الحريريّ، وأبو سليمان بْن زَبْر، وشافع بْن محمد الإسْفَرائينيّ، وأبو أحمد الحاكم، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وجماعة.
وُلِد سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.
قَالَ أبو أحمد الحاكم: رأيناه ثبتًا.
قلت: كَانَ أسند من بقي بالشّام. عمّر ستًّا وتسعين سنة. ومات في رجب.
وله مزرعة قِبْليّ المُصَلِّي.
469- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عَبْد الكريم بْن يزيد بْن فَرُّوخ بْن دَاوُد3:
أبو القاسم الرّازيّ ابن أخي الحافظ أبي زرعة. ولاؤهم لبني مخزوم.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 142".
2 تاريخ جرجان "138"، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي "3/ 194، 195".
3 العبر "12/ 183"، والوافي بالوفيات "17/ 480"، وذكر أخبار أصبهان "2/ 76، 77".(23/448)
ويروى عَنْ: عمّه، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وأحمد بْن منصور الرَّماديّ، ويوسف بن سعيد بن مسلم، ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني، والعراقيين، والرازيين، والمصريين.
روى عنه: والد أبي نعيم، والحَسَن بْن إِسْحَاق بْن إبراهيم، وابن المقرئ، وأبو بكر محمد بن عبيد الله الذكواني، وأحمد بن أبي أحمد العسال، وخلق سواهم.
وكان صاحب أصول، ثقة. قاله أبو نُعَيْم، وقال: تُوُفّي عندنا بإصبهان.
470- عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق بْن محمد بن معمر بن حبيب الجوهري السامري1:
أبو علي القاضي.
محدِّث، رحّال مُكْثِر.
روى عَنْ: عليّ بْن حرب، والربيع المُرَاديّ، ومحمد بن عَبْد اللَّه بْن عبد الحكم.
قال ابن يونس: ناب في القضاء بمصر، وكان ثقة. توفّي في ربيع الآخر.
قلت: روى عنه: ابن المقرئ، والطبراني، وغيرهما.
وكان مولده في سنة إحدى وخمسين ومائتين.
قلت: عمل قضاء ديار مصر وحده؛ لأن الذي استنابه كان ببغداد؛ وهو هارون بن إبراهيم بن حماد.
قال ابن زولاق: كان عاقلا فقيها حاسبا خبيرا بالدور. له حلقة بالجامع. حدث عَنْ عليّ بْن حرب بنحو خمسين جزءًا، وعن الربيع بأكثر كُتَب الشّافعيّ.
وكان يتأدَّب مَعَ الطَّحَاويّ كثيرًا، وكان يقول: هو أسن منّي بإحدى عشرة سنة، ولو أنها إحدى عشرة ساعة. والقضاء أقلّ من أنّ أفخر بهِ عَلَى أَبِي جعفر.
وكانت ولايته سنة وشهرين، وعزل.
- عبد الرحمن بن الخليل أبو زيد التونسي المقرئ.
يروي عن شجرة بن عيسى.
__________
1 الولاة والقضاة "450، 482، 483، 535-537" للكندي، وحسن المحاضرة "2/ 145".(23/449)
471- عَبْد الرَّحْمَن بْن يحيى بْن مَنْدَه العبْديّ1:
أبو محمد الإصبهانيّ، أخو محمد.
سمع: عَقِيل بْن يحيى، وأحمد بْن الفُرات، ويحيى بْن حاتم.
وعنه: أبو الشَّيْخ، وابن المقرئ، وأبو عبد الله بْن مَنْدَه الحافظ، وعَبْد اللَّه بْن محمد بْن الحَجّاج.
472- عثمان بْن سَعِيد الكِنَانيّ الْجَيَّانيّ:
أبو سَعِيد. يُعرف بحُرْقُوص.
سمع: بَقِيّ بْن مَخْلَد، وكان من كبار أصحابه وكان بارعًا في الأدب.
تُوُفّي قريبًا من سنة عشرين.
473- علوان بْن الحُسين2:
أبو اليسير المالكيّ البغداديّ.
رحل، وسمع من: إِسْحَاق الدَّبَريّ، وطائفة.
وعنه: ابن شاهين، والقوّاس.
474- عليّ بْن محمد بْن عليّ ابن الخُرَاسَانيّ:
أبو الحَسَن الْأَزْدِيّ القطّان.
دمشقي، سمع: محمد بْن عَوْف، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وجماعة.
وعنه: أبو هاشم المؤدِّب، وعبد الوهّاب الكِلابيّ.
475- عيسى بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْرو3:
أبو حسان البغداديّ العُثْمانيّ.
شيخ. حدَّثَ بما وراء النهر بالعجائب.
__________
1 الولاة والقضاة "536".
2 تاريخ بغداد "12/ 318"، "6762".
3 ميزان الاعتدال "3/ 317"، المغني في الضعفاء "2/ 499".(23/450)
عن: علي بن حُجْر، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشَّوارب، والفلاس.
روى عنه: عبد المؤمن، ومحمد بن زكريا، وأهل نسف.
وادعى أنه سمع من آمنة بنت أنس بْن مالك. وهذا يكفيه في الفضيحة. قاله المستغفريّ.
"حرف القاف":
476- القاسم بْن بَكْر الطَّيالِسيّ1:
بغداديّ، ثقة، نبيل.
سمع: الرَّماديّ، وأحمد بْن شَيْبان، وبكّار بْن قُتَيْبة.
وعنه: ابن المظفّر، وابن حَيَّوَيْهِ، ويوسف القوّاس.
"حرف الميم":
477- محمد بْن إبراهيم بْن حفص بْن شاهين البغداديّ البزاز2:
سمع: محمد بْن الوليد البُسْريّ، والحَسَن بْن أَبِي الربيع، ويوسف بْن موسى.
وعنه: أبو بَكْر الورّاق، والدَّارَقُطْنيّ، وأبو حفص الكِنَانيّ.
ومات فجأة في رمضان.
478- محمد بْن حَسَن بْن أزهر3:
أبو بَكْر القَطَائعيّ الأصمّ الدّعّاء.
حدَّثَ عَنْ: عُمَر بْن شَبَّة، وقَعْنَب بْن المحرّر، وجماعة.
روى عَنْهُ: محمد بْن بَخِيت، وأبو حفص الكِنَانيّ.
روى عَنْهُ ابن السّمّاك كتاب "الحِيدَة".
قَالَ الخطيب: كَانَ غير ثقة، يروي الموضوعات.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 445".
2 المنتظم "6/ 246".
3 تاريخ بغداد "2/ 193"، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي "3/ 51"، "2943"، والميزان "3/ 517، 518".(23/451)
479- محمد بْن حمدون بْن خَالِد النَّيْسابوريّ.
أبو بَكْر.
أحد الثقات الرّحّالين.
سمع: محمد بْن يحيى، وأبا زُرْعة، وابن وارة، والربيع بْن سليمان، وسليمان بْن سيف الحرّانيّ، وأبا أمية الطَّرَسُوسيّ، وعبّاسًا الدُّوريّ.
وعنه: محمد بْن صالح بْن هانئ، وأبو عليّ الحافظ، والحَسَن بْن أحمد المُخَلّديّ، وأبو طاهر بْن خُزَيْمة، وأبو بَكْر بْن مِهْران المقرئ، وطائفة.
عاش سبْعًا وثمانين سنة.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
قَالَ الحاكم: كَانَ من الثّقات الأثبات الجوّالين في أقطار الأرض، رحمه اللَّه تعالى.
480- محمد بْن زكريّا بْن إبراهيم الدّقاق1:
بغداديّ.
روى عَنْ: شُعَيْب الصَّرِيفينيّ، وعليّ بْن حرب.
وعنه: أبو الفتح الْأَزْدِيّ، ويوسف القواس مما صح.
481- محمد بْن سَعِيد بْن حاتم2:
أبو جعفر الْبُخَارِيّ الزَّنْدَنيّ. من قَرْية زَنْدَنَة.
سمع: سَعِيد بْن مسعود المَرْوَزِيّ، وعُبَيْد اللَّه بْن واصل، وأبا صَفْوان إِسْحَاق بْن أحمد.
وعنه: محمد بْن حمّ بْن ثابت، وأهل بُخَارَى.
482- محمد بْن سَعِيد بْن عَبْد الرَّحْمَن:
أبو عبد الله التستري الزاهد.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 287".
2 الأنساب "6/ 315"، ومعجم البلدان "3/ 154".(23/452)
حدَّثَ بمصر عَنْ: أَبِي يوسف القُلُوسيّ، وأحمد بْن أَبِي غَرَزَة، والمسلم بْن محمد بْن المسلم اليَمَانيّ صاحب عَبْد الرّزّاق.
قَالَ ابن يونس: كتبنا عنه، وكان من أهل الورع. ثقة. مات بمصر في رمضان.
483- محمد بْن موسى:
أبو عليّ الواسطيّ، قاضي الرملة.
قَالَ ابن يونس: كَانَ عالمًا باللغة والتفسير، وتفقه عَلَى مذهب أهل الظّاهر.
وقد رُمي بالقدر.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
484- محمد بْن هارون بْن محمد بْن إِسْحَاق العبّاسيّ:
أبو عبد الله، خطيب مصر.
ولد بمكة؛ وروى عَنْ: محمد بْن إسماعيل الصّائغ، وابن أَبِي مَسَرّة. وكان نبيلًا صدوقًا.
تُوُفّي بمصر.
وقد حدَّثَ عَنْ أَبِيهِ بكتاب "أخبار دولة بُنيّ العبّاس".
485- محمد بْن هارون بْن الحَجّاج1:
أبو بَكْر القَزْوينيّ.
إمام جامع قزوين.
سمع: أَبَاهُ، وإسماعيل بْن توبة، ويحيى بْن عبدك، وأبا زُرْعة الرّازيّ، وسَعْدان بْن نَصْر، ومحمد بْن عَبْد الملك الدقيقي. وطائفة.
وكان ثقة، أكثرَ عَنْ أَبِي زُرْعة.
روى عَنْهُ أهلُ بلده.
__________
1 التدوين في أخبار قزوين "2/ 42".(23/453)
486- محمد بْن يوسف بْن مطر بْن صالح بْن بِشْر1. أبو عبد الله الفِرَبْرِيّ.
سمع "الصَّحيح" من أَبِي عَبْد اللَّه الْبُخَارِيّ بفِربْر في ثلاث سنين. وسمع من عليّ بْن خَشْرَم لمّا قدِم فِرَبْر مرابطًا.
قَالَ ابن السمعانيّ في أماليه: كَانَ ثقة، ورعًا. وُلِد سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
قلت: أخطأ من قَالَ: إنّه سمع من قُتَيْبة.
روى عَنْهُ الصحيح: أبو زيد المَرْوَزِيّ الفقيه، ومحمد بْن عُمَر الشّبويّ، وأبو محمد بْن حَمُّوَيْه، وأبو الهَيْثَم الكُشْمَيهنيّ، وأبو إِسْحَاق المُسْتملي، وأبو حامد أحمد بْن عَبْد اللَّه النُّعَيْميّ، وإسماعيل بْن حاجب الكُشَانيّ وهو آخر من حدَّثَ عَنْهُ. وقد علَّى في "صحيح الْبُخَارِيّ" حديث رحلة موسى إلى الخضر2 فقال: ثناه عليّ بْن خَشْرَم، ثنا سُفْيَان، فذكره.
تُوُفّي في شوّال من السنة لعشر بقين منه. وسماعه للصّحيح سنة ثمانٍ وأربعين ومائتين.
وأيضًا مرةً أخرى سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
وكانت رحلة المستملي إليه في سنة أربع عشرة وثلاثمائة وسمع منه الحمويّ في سنة خمس عشرة، وست عشرة.
وقال أبو زيد: رحلت إلى الفِرَبْرِيّ سنة ثماني عشرة.
وقال أبو الهَيْثَم: سَمِعْتُ منه "الصّحيح" بفِرَبْر في ربيع الأوّل سنة عشرين.
وحدَّثَ عَنِ الفِرَبْرِيّ بالصّحيح: أبو عليّ سَعِيد بْن السَّكَن الحافظ بمصر في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة. فهو أوّل من حدَّثَ بالكتاب عَنِ الفِرَبْرِيّ، وأعلمهم بالحديث.
وروى عَنِ الفِرَبْرِيّ أَنَّهُ قَالَ: سمع الصحيح من الْبُخَارِيّ تسعون ألف رَجُل، فما بقي أحد يرويه غيري.
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "7/ 84"، والأنساب "9/ 260، 261"، ومعجم البلدان "4/ 246"، والأعلام "7/ 148".
2 أخرجه البخاري في أكثر من موضع فراجعه في: "4725، 4726، 4727".(23/454)
والفِرَبْرِيّ بكسر الفاء وفتْحها، نسبةً إلى قرية فِرَبْر من قرى بُخَارَى. ذكر الوجهين عِيَاض، وابن قُرْقُول، والحازميّ، وقال: الفتح أشهر.
وما ذكر ابن ماكولا غير الفتح.
487- محمد بْن يوسف بْن يعقوب بْن إسماعيل بْن حمّاد بْن زيد الْأَزْدِيّ1:
مولاهم أبو عُمَر البغداديّ القاضي.
سمع: الحَسَن بْن أَبِي الربيع، وزيد بْن أخزم، ومحمد بْن الوليد البُسْريّ.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وأبو بَكْر الأَبْهَريّ، وأبو القاسم بْن حَبَابَة، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وآخرون.
مولده بالبصرة سنة ثلاثٍ وأربعين ومائتين.
وولي قضاء مدينة المنصور سنة أربع وثمانين. وكان لَا نظير لَهُ في الحكام عقلًا وحِلْمًا وذكاء، حتّى أنّ الرجل كَانَ إذا بالغ في وصف الشخص قَالَ: كأنه أبو عُمَر القاضي.
وقلده المقتدر قضاء الجانب الشرقي وعدة نواح، ثمّ قلده قضاء القضاة سنة سبْعٍ عشرة وثلاثمائة.
وحمل النّاس عَنْهُ علمًا واسعًا من الحديث والفقه. ولم يرَ الناسُ ببغداد أحسن من مجلسه.
كَانَ يجلس للحديث، والبَغَويّ عَنْ يمينه، وابن صاعد عَنْ يساره، وأبو بَكْر بْن زياد النَّيْسابوريّ بين يديه.
وكان يذكر أنّ جَدّه لقنه حديثًا وهو ابن أربع سنين، عَنْ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ الحَسَن. قَالَ: "لَا بأس بالكُحل للصّائم" 2.
قَالَ الخطيب: هُوَ ممّن لَا نظير لَهُ في الأحكام عقلًا وذكاءً واستيفاءً للمعاني
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 401"، والعبر "2/ 183"، والبداية والنهاية "11/ 171"، وتاريخ الخلفاء "386".
2 أخرجه عبد الرزاق "7516"، في مصنفه.(23/455)
الكثيرة بالألفاظ اليسيرة. وكان الإنسان إذا امتلأ غيظًا قَالَ: لو أنّي أبو عُمَر القاضي ما صبرتُ. استخلف ولده عَلَى قضاء الجانب الشرقي.
قَالَ الخطيب: وحمل النّاس عَنْهُ علمًا واسعًا، وكتب الفقه لإسماعيل القاضي، وقطعةً من التفسير. وعمل مُسْنَدًا كبيرًا قرأ أكثره عَلَى الناس.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْمَعَالِي الأَبْرقُوهِيِّ: أَخْبَرَكُمُ الْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَا هِبَةُ اللَّهِ الْكَاتِبُ، أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ النَّقُّورِ، ثنا عِيسَى بْنُ الْجَرَّاحِ: قُرِئَ عَلَى أَبِي عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ الْقَاضِي، وَأَنَا أَسْمَعُ، سنة تِسْعِ عَشْرَةَ: حَدَّثَكُمُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " فُرِضَتِ الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ خَمْسِينَ صَلاةً: ثُمَّ نَقَصَتْ حَتَّى جُعِلَتْ خَمْسًا. فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِنَّ لَكَ بِالْخَمْسِ خَمْسِينَ، الْحَسنة بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا"1.
تُوُفّي في رمضان.
"حرف النون":
488- نَصْر بْن ببروَيْه. أبو القاسم الشِّيرازيّ:
عَنْ: الحَسَن بْن محمد الزَّعْفرانيّ، وإسماعيل بْن أَبِي الحارث.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وعُمَر الكِنَانيّ، وغيرهم.
489- نَصْر بْن الفتح:
أبو القاسم الْمَصْرِيّ، إمام مسجد صَنْدَل.
حدَّثَ عَنْ: الربيع، بْن سليمان المُرَاديّ، وطائفة.
وثّقه ابن يونس، وقال: مات نحو سنة عشرين وثلاثمائة.
"حرف الهاء":
490- هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن بندار.
أبو القاسم الفارسي.
بفارس.
__________
1 حديث صحيح: أخرجه البخاري "3207"، ومسلم "162"، والترمذي "213" وغيرهم.(23/456)
"الكنى":
491- أبو عليّ بْن خَيْران1:
هُوَ الحُسين بْن صالح بْن خَيْران الفقيه الشّافعيّ. من كبار الأئمّة ببغداد.
قَالَ أبو الطَّيِّب الطَّبَريّ: كَانَ أبو عليّ بْن خَيْران يعاتب ابن سُرَيْج عَلَى ولاية القضاء، ويقول: هذا الأمر لم يكن في أصحابنا، إنّما كَانَ في أصحاب أَبِي حنيفة.
وقال أبو إِسْحَاق الشِّيرازيّ في ترجمة ابن خَيْران: عرض عَلَيْهِ القضاء فلم يتقلد. وكان بعض وزراء المقتدر وُكِّلَ بداره ليتقلَّد القضاء، فلم يتقلَّد. وخوطب الوزير في ذَلِكَ فقال: إنّما قصدنا ليقال في زماننا: مَن وكل بداره ليتقلد القضاء فلم يفعل.
قلت: تخرج بأبي عليّ بْن خَيْران جماعةٌ ببغداد.
وقيل: إنّ وفاته سنة عشرين وهم، وإنّما تُوُفّي في حدود سنة عشر. والأول أظهر، فأنّ أبا بَكْر محمد بْن أحمد الحدّاد الفقيه سافر من مصر إلى بغداد يسعى لأبي عُبَيْد بْن حربَوَيْه القاضي في أنّ يعُفَى من قضاء مصر.
فقال ابن زولاق في "تاريخ قضاة مصر": وشاهد ابن الحدّاد ببغداد في شوّال سنة عشر باب أَبِي عليّ بْن خَيْران الفقيه الشّافعيّ مسمورًا لامتناعه من القضاء، وقد استتر.
قَالَ: فكان النّاس يأتون بأولادهم الصِّغار، فيقولون لهم: انظروا حتّى تُحَدِّثوا بهذا.
قَالَ أبو عَبْد الله الحُسين بْن محمد العسْكريّ: تُوُفّي لثلاث عشرة ليلةٍ بقيت من ذي الحجّة سنة عشرين. امتنع من القضاء، فوكّل الوزير ابن عيسى ببابه، فشاهدت الموكَّلين عَلَى بابه حتّى كُلِّم فاعفاه.
وقال: ختم الباب بضعة عشر يومًا.
قلت: لم يبلغنا عَلَى من اشتغل ولا مَن أخذ عَنْهُ. وأظنّه مات كهلًا، ولم يسمع شيئًا فيما أعلم.
__________
1 المنتظم "5/ 244"، ووفيات الأعيان "2/ 133"، والعبر "2/ 184".(23/457)
492- أبو عَمْرو الدّمشقيّ الصُّوفيّ1:
قَالَ السُّلَميّ: كَانَ من كبار مشايخ الشام وعلمائهم، ومن ذوي المقامات المعروفة والكرامات المشهورة. يحكى عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ بالشواهد والصِّفات. وهذا مذهبٌ لأهلِ الشّام، ربمّا تكلّموا في أشياء تدق في مسائل الأرواح وغيرها، وهذا مكذوب عَلَى أَبِي عمر؛ لأنه أحد مشايخ العلماء.
وقد ورد عَلَى الحلولية وأصحاب الشواهد والصّفات مقالاتهم.
حكى أبو عَمْرو عَنْ: ابن الجلّاء، وغيره.
حكى عَنْهُ: أحمد بْن عليّ الإصْطَخْريّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه الرّازيّ، وأبو سَعِيد الدّمشقيّ، وجماعة.
قَالَ أبو القاسم الدّمشقيّ: سألت أبا عَمْرو: أيّ الخلق أَعْجَز؟ قَالَ: مَن عجز عَنْ سياسة نفسه! قلت: فأيّ الخلق أقوى؟ قَالَ: مَن قوي عَلَى مخالفة هواه! قَالَ: فقلتُ: أيّ الخلق أعقل؟ قَالَ: مَن ترك المكوَّناتِ وأقبل عليّ مكوِّنها! وقال محمد بْن عَبْد اللَّه الرّازيّ: سَمِعْتُ أبا عُمَر الدّمشقيّ يَقُولُ: كما فرضَ اللَّه عليّ الأنبياء إظهار المعجزات ليؤمنوا بها، كذلك فرضَ عَلَى الأولياء كتمان الكرامات لئلّا يفتنوا بها.
قَالَ السُّلَميّ: تُوُفّي سنة عشرين.
وقال ابن زَبْر: في سنة أربع وعشرين.
ذكر مَن لم أعرف وفاته:
من رجال هذه الطبقة الثانية والثلاثين عَلَى ترتيب المعجم:
"حرف الألف":
493- أحمد بْن أيّوب بْن مُطَير الَّلخْمي:
أبو سليمان الطَّبَرانيّ.
سمع: دحيمًا، وغيره.
__________
1 طبقات الصوفية للسلمي "277-279"، وحلية الأولياء "10/ 346، 347"، والنجوم الزاهرة "3/ 235".(23/458)
ورحل بابنه إلى اليمن، فسمع من الدَّبَريّ.
روى عَنْهُ: ابنه، وابن المقرئ.
حدَّثَ في سنة خمس عشرة وثلاثمائة، وكان قد نيّف عَلَى الثمانين.
تُوُفّي بإصبهان.
494- أحمد بْن عَبْد اللَّه:
أبو بَكْر البغداديّ.
سمع: سُرَيْج بْن يونس.
وعنه: أبو الفتح الحافظ.
495- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحُسين:
أَبُو بَكْر السُّحَيْميّ، قاضي همدان.
كَانَ حافظًا، ثقة، واسع العلم.
سمع: إبراهيم بْن الهَيْثَم البَلَديّ، وجعفر بْن محمد بْن شاكر، وإسماعيل القاضي، ويحيى بْن عثمان بْن صالح الْمَصْرِيّ.
روى عَنْهُ: المُعَافَى بْن زكريّا، وابن الثّلّاج، وآخرون.
496- إبراهيم بْن خُزَيْم بْن قُمَيْر بْن خاقان1:
أبو إسحاق الشاشي.
راوية عَبْد بْن حُمَيْد.
شيخ مستور، مقبول.
روى عَنْ عبدٍ تفسيره ومسنده الكبير.
وحدث بخراسان.
روى عنه: أبو محمد بن حمويه السرخسي، وغيره.
ولم يبلغني وفاته رحمه الله.
__________
1 التقييد لابن النقطة "189"، والإكمال لابن ماكولا "1/ 134".(23/459)
وقد سمع منه ابن حَمُّوَيْه بالشاش في سنة ثماني عشرة وثلاثمائة في شَعْبان، وقال: كَانَ أصل أجداده من مَرْو، وأن سَماعَه من عَبْد في سنة تسعٍ وأربعين ومائتين.
وحدَّثَ عَنْهُ: أبو حاتم بْن حِبّان.
497- إبراهيم بْن عَبْد اللَّه1:
أبو إِسْحَاق العسْكريّ الزَّبيبيّ.
حدَّثَ بعسكر مُكْرَم عَنْ: أَبِي حفص الفلّاس، ومحمد بْن عَبْد الأعلى الصَّغانيّ. ومحمد بن بشار، وغيرهم.
وعنه: عمر بن شاهين، وزاهر بن أحمد، وأبو بكر بن المقرئ، وغيرهم.
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ عَبْدِ الْمُعِزِّ، أنا زاهر، أنا سعيد البحيري، أنا زاهر السَّرْخَسِيُّ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزَّبِيبِيُّ بِعَسْكَرِ مُكْرَمٍ، ثنا بُنْدَارٌ، ثنا محمد، ثنا شُعْبَةُ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَا يُؤْمِنُ أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" 2. رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ بُنْدَارٍ.
498- إِسْحَاق بْن إبراهيم بْن محمد بْن غالب الأنباريّ.
أبو القاسم المؤدِّب.
حدَّثَ ببغداد عَنْ: إبراهيم بْن عَبْد اللَّه الهَرَوِيّ، وسوار بْن عَبْد اللَّه العَنْبريّ، وعَمْرو بْن عليّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو عُمَر بْن حَيَّوَيْه، وأبو الحَسَن الْجِراحيّ.
وكان ثقة.
499- أحمد بْن جعفر بْن نَصْر.
أبو العباس الرازي الجمال.
__________
1 الأنساب "6/ 246"، واللباب "2/ 60".
2 حديث صحيح: أخرجه البخاري "13"، ومسلم "45"، والترمذي "2515"، والنسائي "5031، 5032"، وابن ماجه "66".(23/460)
سمع: أحمد بْن أَبِي سُرَيْج، ومحمد بْن حُمَيْد، وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو أحمد الحاكم، وأهلُ بلده.
500- أحمد بْن عليّ البغداديّ1:
أبو عليّ السِّمسار.
أخذ القراءة عرْضًا وتلقينًا عَنْ: محمد بن يحيى الكسائي الصغير وهو أميز أصحابه.
وروى عَنْ: محمد بْن الْجَهْم.
روى عَنْهُ القراءة: بكّار بْن أحمد، وعبد الواحد بْن أَبِي هاشم، وزيد بْن أَبِي بلال، وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الوليُّ.
501- أحمد بْن عيسى زُغْبة:
روى عَنْ: محمد بْن أحمد بْن إبراهيم بْن أحمد الحدّاد الْمَصْرِيّ.
يُنظر من تاريخ ابن يونس.
502- أحمد بن موسى:
أبو زُرْعة الْمَكِّيّ التَّميميّ.
عَنْ: أحمد بْن أَبِي رَوْح، وغيره.
وعنه: أبو محمد بْن السّقّاء، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وغيرهما. مستور.
503- أحمد بْن سَعِيد2:
أبو بكر الطّائيّ الْمَصْرِيّ الكاتب.
نزل دمشق، وحدَّثَ بآثارٍ عَنْ جماعة.
روى عَنْهُ: محمد بْن يحيى الصُّوليّ، والحسين بْن إبراهيم بْن أَبِي الرَّمْرام، ومحمد بْن عمران المرزباني.
__________
1 معرفة القراء الكبار "1/ 272"، وغاية النهاية "1/ 90"، "405".
2 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "3/ 88"، "110".(23/461)
قال أبو سليمان بْن زَبْر: اجتمعتُ أَنَا وعشرة فيهم أبو بَكْر الطّائيّ يقرأ فضائل عليّ رضى الله عنه في الجامع بدمشق.
قلت: هذا كان بعد الثلاثمائة، إذ العوامّ بدمشق نواصب قَالَ: فوثب إلينا نحو المائة من أهل الجامع يريدون ضربنا. وأخذ شخصٌ بلحيتي، فجاء بعض الشيوخ، وكان قاضيًا، في الوقت فخلصني وعلقوا أبا بَكْر فضربوه، وعملوا عليّ سَوْقِهِ إلى الوالي في الخضراء، فقال لهم أبو بَكْر: يا سادة، إنّما في كتابي فضائل عليّ، وأنا أُخرج لكم غدًا فضائل معاوية أمير المؤمنين.
واسمعوا هذه الأبيات الّتي قلتها الآن:
حُبُّ عليّ كلّه ضَرْبُ ... يرجُف مِن خيفتهِ القلبُ
فمذهبي حبُّ إمام الهُدَى ... يزيد والدّينُ هُوَ النَّصْبُ
مَن غير هذا قَالَ فهو امرؤٌ ... مخالفٌ لَيْسَ لَهُ لُبُّ
والنّاسُ مَن يَنْقَدْ لأهوائهم ... يَسْلَم وإلّا فالقفا نَهبُ
بقي الطّائيّ هذا إلى سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
504- أحمد بْن محمد بْن عَبْد الجبّار.
أبو جعفر الرَّيّانيّ. راوي كتاب "الترغيب" عَنْ مؤلفه حُمَيْد بْن زَنْجَوَيه.
روى عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي سُرَيْج.
وهو مخفف: ذكره ابن نقطة بعد محمد بْن أحمد بْن عَون.
505- أسامة بْن محمد1. أبو بَكْر الكَرْخيّ الدّقاق.
عَنْ: حفص الرّباليّ.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، ويوسف القوّاس، وجماعة.
506- إِسْحَاق بْن حَمْدان2:
أبو يعقوب النَّيْسابوريّ، نزيل بلخ.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 52".
2 تاريخ بغداد "6/ 392"، "3436".(23/462)
يروي عَنْ: حمّ بْن نوح، ومحمد بْن رافع، وإِسْحَاق الكَوْسَج.
عنده عجائب عَنْ حمّ.
روى عنه: أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عليّ الرّازيّ، وأبو عليّ النَّيْسابوريّ، وأبو إِسْحَاق المُزَكيّ.
وحجّ سنة سبع وثلاثمائة.
507- إبراهيم بن كيغلغ1:
الأمير أبو إِسْحَاق.
ولاه المقتدر ساحل الشام، فقدمها سنة ست عشرة وثلاثمائة. وكان شاعرًا محسنًا جوادًا ممدحًا. فمن شعره:
قُمْ يا غلامُ أدِرْ مُدامكْ ... واحثُث عَلَى النُدْمان جَامَكْ
تدعي غلامي ظاهرًا ... وأظلُّ في سر علامك
اللَّه يعلم أنني ... أهوى عناقك والتزامك
508- إسحاق بن سليمان2:
الطبيب المعروف بالإسرائيليّ.
أستاذ مصنف، مشهور بالحذق والبراعة في الطّبّ.
وهو مصريّ سكن القيروان، ولازم إِسْحَاق بْن عِمران البغداديّ نزيل إفريقية الملقَّب بسمّ ساعة.
أخذ عَنْهُ وتتلمذ لَهُ، وخدم أبا محمد المهديّ صاحب إفريقية، وكان طبيبه.
وطال عمره وأسنّ، ولم يتزوج قطّ، فقال له بعضهم: أيسرك أن لك ولدًا؟ قال: أما إذا صار لي كتاب "الحُميّات" فلا.
وقال: لي أربع كُتُب تحيى ذكري، وهي: كتاب "الحُمّيات"، وكتاب "الأغذية والأدوية"، وكتاب "البول"، وكتاب "الأسطقصات".
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "1/ 441"، وفوات الوفيات "1/ 42، 43".
2 معجم المؤلفين "2/ 234"، وعيون الأنباء "32، 37"، وكشف الظنون "243"، 1390 وما بعدها".(23/463)
وللإسرائيلي كُتُب أُخَر في الطّبّ والمنطق.
وتُوُفّي قريبًا من سنة عشرين وثلاثمائة.
"حرف الجيم":
509- جعفر بْن أحمد بْن مروان.
أبو محمد الحلبي الوزّان الكبير.
سمع: أيّوب بْن محمد الوزّان، وهشام بْن خَالِد الأزرق.
وعن: ابن المقرئ، وعليّ بْن محمد الحلبيّ، وغيرهما.
510- جعفر بْن حَمْدان المَوْصِليّ الشحام1:
روى عَنْ: يوسف بْن موسى القطّان، وطبقته.
وعنه: محمد بْن المظفّر، وعُمَر بْن شاهين.
511- جعفر بْن حَمْدان بْن مالك القَطِيعيّ2:
أبو الفضل.
سمع: الهَيْثَم بْن سهل التُّسْتَريّ، وغيره.
وعنه: ابنه أبو بَكْر أحمد، وأحمد بْن حفص الكِنَانيّ.
512- جُبَيْر بْن محمد بْن أحمد3:
أبو عيسى الواسطيّ.
حدَّثَ عَنْ: سَعْدان بْن نَصْر، وشُعَيب بْن أيّوب الصَّرِيفينيّ.
وعنه: ابن المظفر، وابن شاهين، وابن المقرئ.
وهو ثقة.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 211"، "3687".
2 تاريخ بغداد "7/ 219"، "3694".
3 تاريخ بغداد "7/ 265"، "3748".(23/464)
"حرف الحاء":
513- الحسن بن إسماعيل بن سليمان:
أبو علي الفارسي.
حدث بخراسان عَنْ: أحمد بْن المِقْدم، ويعقوب الفَسَويّ.
وعنه: محمد بْن الحَسَن بْن منصور، وأبو إِسْحَاق المُزَكيّ، وغير واحد.
وأظنه نزل بُخَارَى.
514- الحَسَن بْن أحمد بْن إبراهيم بْن فيل الأَسَديّ1:
أبو طاهر البالِسيّ الْإِمَام بمدينة أنطاكية، وصاحب الجزء المعروف.
رحل وطوّف بعد الأربعين ومائتين.
وسمع: أبا كُرَيْب، وعبد الجبار بْن العلاء، وعُقْبة بْن مُكْرَم، والحسين بْن الحَسَن المَرْوَزِيّ. ومحمد بْن مُصَفَّى، ويحيى بْن عثمان، وأحمد بْن عَبْد اللَّه البزّيّ، ومؤمل بْن إهاب، وسفيان بْن وكيع، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ، وكثير بْن عُبَيْد، وإِسْحَاق بْن موسى الْأَنْصَارِيّ، ومحمد بْن قُدَامة، وغيرهم.
وعنه: أبو القاسم الطَّبَرانيّ، وأبو بكر بن المقرئ، وعلي بْن الحُسين بْن بُنْدار قاضي أَذَنَه، وشاكر بْن عَبْد اللَّه المصِّيصيّ، وجماعة.
وهو صدوق، ما عرفت فيه جرحًا.
515- الحُسين بْن إبراهيم بْن عامر بْن أَبِي عَجْرم2:
الْإِمَام أبو عيسى الأنطاكي المقرئ.
قرأ عَلَى: أحمد بْن جُبَيْر الأنطاكيّ المقرئ.
وطال عمره واشتهر ذِكره.
وقرأ عَلَيْهِ: عَبْد اللَّه بْن اليَسَع الأنطاكيّ، وعلي بن الحسين الغضائري.
__________
1 الأنساب "62"، والرسالة المستطرفة "89".
2 معرفة القراء الكبار "1/ 266"، وغاية النهاية "1/ 237".(23/465)
"حرف السين":
516- سَعِيد بْن هاشم بْن مرثد1:
أبو عثمان الطَّبَرانيّ.
سمع: أَبَاهُ، ودُحَيْمًا، وإبراهيم بْن الوليد بْن سَلَمَةَ الطَّبَرانيّ.
وعنه: أبو حاتم بْن حِبّان، ومحمد بْن بَكْر بْن مطروح الْمَصْرِيّ، والفضل بْن جعفر المؤذِّن، والطَّبَرانيّ، وأبو بَكْر بْن المقرئ.
وقال ابن حِبّان: صدوق.
روى عَنْهُ: ابن المظفّر، عَنْ مؤمل بْن شهاب.
"حرف الصاد":
517- صدقة بْن منصور بْن عديّ:
أبو الأزهر الكِنْديّ الحرّانيّ.
عَنْ: محمد بْن بكّار بْن الريان، وأبي مَعْمَر إسماعيل بْن إبراهيم الهُذليّ، ويحيى بْن أكثم.
وعنه: أبو أحمد الحاكم، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وجماعة.
قَالَ أبو أحمد: كَانَ أبو عَرُوبَة يُسيءُ الرأيَ فيه.
"حرف العين":
518- العبّاس بْن الخليل بْن جَابِر2:
أبو الخليل الطّائيّ الحمصيّ.
عَنْ: كثير بْن عُبَيْد، ويحيى بْن عثمان، وَسَلَمَةَ بْن الخليل.
وعنه: أبو أحمد الحاكم، وابن المقرئ.
قَالَ أبو أحمد: فيه نظر.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 171، 172".
2 الأسامي والكنى للحاكم "مخطوطة محمد عبده بدار الكتب المصرية" "1/ ورقة 179 أ".(23/466)
519- العبّاس بْن عليّ بْن العبّاس بْن واضح النَّسائيّ1:
بغداديّ، ثقة.
روى عَنْ: عيسى بْن أَبِي حرب، والرَّماديّ، وطبقتهما.
وعنه: محمد بْن المظفّر، وابن البّواب، وإِسْحَاق النِّعَاليّ، وغيرهم.
520- عَبْد اللَّه بْن جَابِر الطَّرَسُوسيّ2:
سمع: زُهَيْر بْن قُمَيْر، وعَبْد اللَّه بْن خَبِيق الأنطاكي، ويمان بن سعيد اليحصبي، وجماعة.
وعنه: ابن حيان، وأبو بكر بن المقرئ.
521- عبد الله بن جامع بْن زياد الحَلْوانيّ3:
سمع: عليّ بْن حرب، والربيع المُرَاديّ.
وعنه: أبو أحمد الغِطْريفيّ، وأبو أحمد الحاكم، وجماعة.
522- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن الخليل4:
أبو القاسم بْن الأشقر. راوي "تاريخ الْبُخَارِيّ" المختصر عَنْ مصنفه.
سمع: لُوَيْنًا، والحسين بْن مهدي، ورجاء بْن مُرَجّا، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَيُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ.
وعنه: محمد بْن المظفّر، وجبريل بْن محمد الهَمْذاني، وأبو عُمَر بْن حَيَّوَيْه، وأبو حفص بْن شاهين، ومحمد بْن جعفر بْن يوسف، وغيرهم.
وكان عَلَى قضاء كرخ بغداد.
وحدَّثَ بهمذان وإصبهان.
روى عَنْهُ أهل تلك الديار.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 162"، "6649".
2 تهذيب تاريخ دمشق "7/ 322"، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي "3/ 173".
3 ديوان الإمام الشافعي "194"، تهذيب تاريخ دمشق "7/ 333".
4 ذكر أخبار أصبهان "2/ 72"، والأنساب "39 ب".(23/467)
523- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سَلْم بْن حبيب1:
أبو محمد المقدسيّ الفِرْيابيّ.
سمع: هشام بن عمّار، وعَبْد اللَّه بْن ذَكْوان، ودُحَيْمًا، ومحمد بْن رُمْح، وحَرْمَلَة، وجماعة.
وعنه: أبو حاتم بْن حِبّان ووثَّقهُ، والحَسَن بْن رشيق، ويوسف المَيَانِجيّ، وابن عديّ.
ووصفه أبو بَكْر بْن المقرئ بالصلاح والدين، وروى عَنْهُ.
وله رحلة.
524- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن النَّضْر2:
أبو محمد الْبَصْرِيّ الجرار الكواز.
سمع حديثًا واحدًا من هُدْبَةَ بْن خَالِد عَنِ الحمادين.
روى عَنْهُ: محمد بْن حُمَيْد المُخَرِّميّ، وعُمَر بْن سنبك، وأبو عُمَر بْن حَيَّوَيْه.
حدَّثَ ببغداد سنة اثنتي عشرة.
525- عَبْد الرَّحْمَن بْن دَاوُد بْن منصور الفارسيّ3:
رحّال، سمع: هلال بْن عَبْد العلاء، وأحمد بْن عَبْد الوهّاب الحَوْطيّ، وعثمان بْن خرزاذ.
وعنه: الإصبهانيّون أبو الشَّيْخ، والعسال، والحَسَن بْن عَبْد اللَّه العسْكريّ.
وكان فقيهًا كثير الحديث.
526- عَبْد الرَّحْمَن بْن عُبَيْد اللَّه4 بْن عَبْد العزيز بن الفضل الهاشمي العباسي الحلبي:
__________
1 الأنساب "426 ب"، وسير أعلام النبلاء "11/ 317".
2 تاريخ بغداد "10/ 109"، "5236".
3 ذكر أخبار أصبهان "2/ 115".
4 تاريخ دمشق "مخطوطة الظاهرية "10/ 20 ب"، سير أعلام النبلاء "11/ 318".(23/468)
ابن أخي الْإِمَام.
سمع: عَبْد الرَّحْمَن بْن عُبَيْد اللَّه الأَسَديّ الحلبي ابن أخي الْإِمَام، وهو سميه وأكبر شيخ لَهُ. ولعله هُوَ آخر من روى عَنْهُ.
وسمع أيضًا: محمد بْن قُدَامة المصِّيصيّ، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ، وبركة بْن محمد الحلبي، وجماعة.
وعنه: أبو أحمد بْن عديّ، ومحمد بْن سليمان.
527- عَبْد الرَّحْمَن بْن عُبَيْد اللَّه بْن أحمد الأَسَديّ1:
أبو محمد ابن أخي الْإِمَام الحلبيّ الصّغير المعدل.
عنه: إبراهيم بن سعيد الجوهريّ، ومحمد بْن قُدَامة المصِّيصيّ، وأحمد بْن حرب المَوْصِليّ.
وعنه: أبو أحمد بْن عديّ الحافظ، ومحمد بْن المظفّر الحافظ، وأبو أحمد الحاكم الحافظ، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وأبو طاهر محمد بْن سليمان بْن أحمد بْن ذَكْوان.
وهو صدوق أيضًا فقد اشترك في اسمه وكنيته وعرفه هُوَ والذي قبله. وكذلك اشتركا في الرواية عَنْ جماعة من الشيوخ، وهذا من غريب الاتفاق.
وأمّا:
528- عَبْد الرَّحْمَن بْن عُبَيْد اللَّه ابن أخي الْإِمَام الحلبيّ الكبير:
فقد مر في طبقة أحمد بْن حنبل؛ واللَّه أعلم.
529- عَبْد الرَّحْمَن بْن عيسى الهمذانيّ الكاتب2.
كاتب رسائل الأمير بَكْر بْن عَبْد العزيز ابن الأمير أَبِي دُلَف العِجْليّ.
وقد ولي هذا إمرة همدان للمعتضد في سنة إحدى وثمانين ومائتين.
__________
1 سير أعلام النبلاء "11/ 318".
2 معجم المؤلفين "5/ 164"، وإنباه الرواة "2/ 165، 166".(23/469)
وعاش عبد الرحمن بعد ذَلِكَ مدة، وبقي إلى بعد الثلاثمائة. وله كتاب "الألفاظ"، الكتاب المشهور الّذي قَالَ فيه الصاحب بْن عَبّاد: لو أدركت عَبْد الرَّحْمَن مصنف كتاب "الألفاظ" لأمرتُ بقطع لسانه ويده.
فسئل عَنْ سبب ذَلِكَ، فقال: لأنه جمع شذور العربية الجزلة المعروفة في أوراق يسيرة، فأضاعها في أفواه صبيان المكاتب. ورفع عَنِ المتأدِّبين تعب الدروس والحفظ الكثير، والمطالعة الدائمة.
وقال ابن فارس اللغوي: أنشدني أَبِي، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن كاتب بَكْر:
ما ودني أحد إلّا بذلت لَهُ ... من المودة ما يبقى عَلَى الأبد
ولا قلاني وإن كنت المحب لَهُ ... إلّا دعوت لَهُ الرَّحْمَن بالرشد
ولا ائتمنت عَلَى سر فبحت له ... ولا مددت إلى غير الجميل يدي
ولا أقول نعم يومًا فأتبعها ... بلا ولو ذهبت بالمال والولد1
530- عليّ بْن أحمد بْن محفوظ2 أبو الحَسَن المحفوظيّ النَّيْسابوريّ:
سمع: عَبْد اللَّه بْن هاشم، وأحمد بْن سَعِيد الدّارميّ، وجماعة.
وعنه: أبو علي الحافظ، وعَبْد اللَّه بْن سعْد، ومحمد بْن أحمد بْن عَبْدُوس.
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ عَسَاكِرَ، عَنْ أَبِي رَوْح: أَنَا زَاهِرٌ، أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبُحَيْرِيُّ، أَنَا محمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدُوسٍ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْفُوظِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، ثنا محمد بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ الْعَامِرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ أَشْكَرَ النَّاسِ لَهُ أَشْكَرُهُمْ لِلنَّاسِ" 3.
عَبْدُ اللَّهِ تَكَلَّمَ فيه لكونه من شيعة المختار الكذاب.
__________
1 إنباه الرواة "2/ 166".
2 الأنساب "11/ 164".
3 أخرجه أحمد في مسنده "5/ 212"، وقال المنذري في الترغيب "2/ 77"، رواه أحمد ورواته ثقات وأفاد الهيثمي قول المنذري كما في المجمع "8/ 180".(23/470)
531- عَبْد الرَّحْمَن بْن زاذان، أبو عيسى الرّزّاز1:
روى عَنْ: أحمد بْن حنبل حديثًا واحدًا.
رواه عَنْهُ: أبو محمد بْن السّقّاء، وأبو بكر بن شاذان، وأبو القاسم بن الثّلاج.
مولده سنة إحدى وعشرين ومائتين. وبقي إلى سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
532- عليّ بْن إسماعيل بْن حمّاد البغداديّ البزّاز2:
سمع: يعقوب الدَّوْرقيّ، ومحمد بْن المُثَنَّى، وطبقتهما.
روى عَنْهُ: ابن لؤلؤ، وابن المظفّر.
قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا فهمًا. جمع حديث شُعْبَة واختلط آخر عمره.
533- عليّ بْن سليم بْن إِسْحَاق المقرئ البزّاز الخصيب3:
بغداديّ.
سمع: أبا عُمَر الدُّوريّ، وقرأ عَلَيْهِ أيضًا.
وسمع أيضًا من: الحَسَن بْن عَرَفَة، ومحمد بْن حسان الأزرق.
وعنه: أبو القاسم عَبْد اللَّه بْن النّحّاس، ومحمد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الشِّخِّير، وإبراهيم بْن أحمد الخِرَقيّ.
وقرأ عَلَيْهِ القرآن: أبو بَكْر أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الوليّ، وأخبر أَنَّهُ قرأ عَلَى الدُّوريّ.
534- عليّ بْن الحُسين4:
أبو الحَسَن بْن الرَّقّيّ الوزان المقرئ.
شيخ بغداديّ، لَا يُعَرف إلّا من جهة أبي أحمد السامري. ذكره الداني فقال:
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 287".
2 تاريخ بغداد "11/ 346".
3 تاريخ بغداد "11/ 433"، وغاية النهاية "1/ 544".
4 معرفة القراء الكبار "1/ 426"، وغاية النهاية "1/ 534، 535".(23/471)
أخذ القراءة عرضًا عَنْ: أَبِي شبيب السدوسي، وقُنْبل، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْدُوس، وأحمد بْن عليّ الخزاز، وإسحاق الخزاعي.
مشهور ثقة.
روى عنه القراء عرضا: عبد الله بن الحسين، يعني السامري.
نسبه لنا فارس بن أحمد، عنه.
535- علي بن الفتح1:
أبو الحسن العسكري الرومي.
روى حديثا عَنِ: الحُسين بْن عَرَفَة.
رواه: الدَّارَقُطْنيّ، والقاضي أبو بَكْر الأَبْهَريّ، وابن شاهين.
536- عليّ بْن محمد بْن حاتم2:
أبو الحُسين القومسيّ، نزيل قزوين.
حدَّثَ ببغداد عَنْ: محمد بْن عُزَيز الأَيْليّ.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر الورّاق، والحربيّ.
537- عليّ بْن المبارك3:
أبو الحَسَن المسروريّ.
سمع: عَبْد الأعلى بْن حمّاد، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ، وجماعة.
وعنه: أبو أحمد الحاكم.
538- عليّ بْن موسى بْن محمد بن النضر:
أبو القاسم الأنباري.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 49".
2 تاريخ بغداد "12/ 65"، والتدوين في أخبار قزوين "3/ 400".
3 تاريخ بغداد "12/ 105".(23/472)
حدَّثَ ببغداد عَنْ: محمد بْن وزير، وزياد بْن أيّوب، ويعقوب الدَّوْرقيّ، وجماعة.
وعنه: أبو القاسم بن النحاس، وأبو عمير بن حَيَّوَيْهِ، وعمر بن شاهين.
وثقه ابن النحاس.
539- علي بن الحسن بن الحارث بن غيلان1:
أبو القاسم المروذي البغدادي.
عن: زياد بن أيوب، ومحمد بن سهل بن عسكر، وابن عرفة، وعدة.
وعنه: أبو الفضل الزهري، وعلي بن عمر السكري، وعمر بن نوح.
وثقه الخطيب.
540- عمر بن عثمان بن الحارث بن ميسرة الرغيثي الحمصي:
روى عَنْ: عطية بْن بقية بْن الوليد، وأبي سَعِيد الأشجّ.
وعنه: الحُسين بْن أحمد بْن عتاب، وابن المقرئ.
541- عُمَر بْن محمد بْن شُعَيْب الصابوني2:
حدث عَنْ: عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، وحنبل، وجماعة.
وعنه: عُبَيْد اللَّه الزُّهْرِيّ، وابن المظفّر، والدَّارَقُطْنيّ، وجماعة.
وثّقه الخطيب.
542- عُمَر بْن محمد بْن عيسى الجوهريّ السذابيّ3:
شيخ بغداديّ.
سمع: محمود بن خداش، والحسن بن عرفة، والأثرم.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 380".
2 تاريخ بغداد "11/ 226".
3 تاريخ بغداد "11/ 325".(23/473)
وعنه: الشّافعيّ، وابن بَخِيت، ومحمد بْن الشِّخِّير، وغيرهم.
قَالَ الخطيب: في حديثه نكرة.
543- عيسى بْن عُمَر بْن العبّاس بْن حمزة بْن عَمْرو بْن أعين1:
أبو عِمران السَّمَرْقَنْديّ، صاحب أَبِي محمد الدّارميّ.
شيخ مستور مقبول.
روى عَنْهُ: أبو الحُسين محمد بْن عَبْد اللَّه الكاغدي، وعبد الله بن أحمد بن حَمُّوَيْه السَّرْخَسِيّ، وغيرهما.
لا أعلم متى توفي، إلا أَنَّهُ كَانَ في هذا العصر حيًا.
"حرف الفاء":
544- الفضل بْن إسماعيل البغداديّ الغلفي2:
أبو غانم.
عَنْ: الحَسَن الزَّعْفرانيّ، والرَّماديّ، وطبقتهما.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، ويوسف القوّاس.
545- الفضل بْن محمد بْن حمّاد السُّلَميّ الحرّانيّ:
أبو مَعْشَر بْن أَبِي مَعْشَر، أخو أَبِي عَرُوبَة.
شيخ مسنّ كأخيه.
سمع: عَبْد السّلام بْن عَبْد الحميد الْإِمَام، وجده عَمْرو بْن أَبِي عَمْرو سعيد بن زاذان، والزبير بن بكار.
وعنه: ابن المقرئ، وأبو أحمد الحاكم.
__________
1 سير أعلام النبلاء "11/ 437".
2 تاريخ بغداد "12/ 376".(23/474)
"حرف القاف":
546- القاسم بْن عيسى1:
أبو بَكْر العصّار، دمشقيّ مشهور، ثقة.
سمع: مؤمّل بْن إهاب، وإبراهيم بْن يعقوب الْجُوزَجَانيّ، وعبد السّلام بْن عتيق، وموسى بْن عامر المُرِّيّ، وطبقتهم.
وعنه: محمد بْن حُمَيْد بْن معتوق، وأبو هاشم عَبْد الجبّار، ومحمد بْن المظفّر، وأبو بَكْر الرَّبَعِيّ، وأبو أحمد الحاكم، وابن المقرئ.
547- القاسم بْن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن:
أبو الحَسَن الجدّيّ، ثمّ الْمَكِّيّ البزّار.
سمع: محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب، والحَسَن الحَلْوانيّ، والحسين بْن الحَسَن المَرْوَزِيّ.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر بْن المقرئ، وأبو أحمد الحاكم.
"حرف الميم":
548- محمد بْن أحمد بْن حَمْدان2:
أبو الطَّيِّب المَرْوَرُّوذِيّ ثمّ الرَّسْعَنّي الورّاق.
يروي عَنْ: الربيع بْن سليمان، وأبي عُتْبة الحمصيّ، وإِسْحَاق بْن شاهين، وأبي هشام الرّفاعيّ، وطائفة كثيرة.
وعنه: بُكَيْر الطَّرَسُوسيّ، وعَبْد اللَّه بْن عديّ ورماه بوضع الحديث، وأبو أحمد الحاكم.
وقال أبو عروبة الحراني: ما رأيت في الكذابين أصفق وجهًا منه.
__________
1 مختصر تاريخ دمشق "21، 33، 34".
2 ميزان الاعتدال "3/ 458"، والكامل في الضعفاء لابن عدي "6/ 2299".(23/475)
549- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن سَلْم:
أبو العبّاس الرَّقّيّ الضراب، نزيل حران.
سمع: محمد بْن سليمان لُوَيْن، وسليمان بْن عُمَر الأقطع، وإِسْحَاق بْن موسى الْأَنْصَارِيّ، وجماعة.
وعنه: ابن المقرئ، وأبو أحمد الحاكم.
550- محمد بْن أحمد بن عمر الرملي الضرير المقرئ1:
أبو بكر الدّاجُونيّ الكبير. من شيوخ القراءة.
تلا عَلَى: العباس بن الفضل الرازي، ومحمد بن موسى الصوري، وهارون بْن موسى الأخفش الدّمشقيّ، وجماعة بعدّه روايات.
وكان كثير التطواف.
قرأ عَلَيْهِ: عَبْد اللَّه بْن محمد بْن فورك القباب، وأبو بكر بن مجاهد، وأحمد العجلي شيخ أبي علي الأهوازي، وزيد بن أبي بلال، وأبو بَكْر الشّذَائيّ، والعبّاس بْن محمد الدّاجُونيّ الصغير، ومحمد بن أحمد الباهلي.
551- محمد بن إبراهيم بْن شُعَيْب الغازي2:
أبو الحُسين الحافظ الْجُرْجانيّ.
ثقة مشهور.
سمع: أبا حفص الفلّاس، وابن أَبِي الشوارب، ومحمد بْن عَبْد الملك بْن زَنْجَوَيه، والذُّهْليّ، وأبا زُرْعة الرّازيّ، والبخاريّ.
روى عَنْهُ: ابن عديّ، والإسماعيليّ، وأبو أحمد الحاكم.
__________
1 معرفة القراء الكبار "1/ 268"، والأنساب "5/ 241"، ومختصر تاريخ دمشق "21/ 293".
2 تذكرة الحفاظ "1/ 760، 761"، وشذرات الذهب "2/ 262".(23/476)
552- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي الْجُحَيْم1:
أبو كثير الشَّيْبانيّ الْبَصْرِيّ.
حدَّثَ ببغداد عَنْ: يونس بْن عَبْد الأعلى، والربيع بْن سليمان، ومحمد بْن إسماعيل الصائغ، وطبقتهم.
روى عنه: محمد بن المظفر، وابن حَيَّوَيْهِ، وابن شاهين.
قال حمزة السهمي: سألت عنه أبا محمد غلام الزهري فوثقه.
553- محمد بن أيوب بن مشكان:
أبو عبد الله النيسابوري.
حدث عَنْ: المُنْسَجِر بْن الصَّلْت القَزْوينيّ، وأبي عُتْبة الحمصيّ، ومحمد بْن عُمَر بْن أَبِي السَّمْح.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر بْن أَبِي دُجَانَة، وأبو هاشم المؤدِّب، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وجماعة.
554- محمد بْن حصْن بْن خَالِد2:
أبو عبد الله البغداديّ الألُوسيّ.
سمع: محمد بْن مَعْمَر البَحْرانيّ، ومحمد بْن زُنْبُور المكي، ومحمد بن زياد الزيادي، وعلي بْن الحُسين الدِّرْهَميّ، وجماعة.
وحدَّثَ بدمشق.
وعنه: محمد بْن حُمَيْد بْن مَعْيُوف، وأحمد بْن جعفر بْن حَمْدان الطَّرَسُوسيّ، والطَّبَرانيّ، وأبو بَكْر المقرئ، وجماعة.
__________
1 تاريخ جرجان "492".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 78"، وفيه: "محمد بن حصين بن خالد الأويسي"، وهو تصحيف وتحريف.(23/477)
555- محمد بْن سَعِيد بْن محمد1:
أبو بَكْر التَّرْخُميّ الحمصيّ الحافظ، وقيل: اسمه محمد بْن جعفر بْن سَعِيد.
سمع: أَبَاهُ، والحَسَن بْن عليّ بمعان، وأبا أمية الطَّرَسُوسيّ، وسعيد بْن عَمْرو السَّكُونيّ، وطائفة.
وعنه: محمد بْن المظفّر، وأبو الفضل محمد بْن عَبْد اللَّه الشَّيْبانيّ، وأبو الخير أحمد بْن عليّ الحمصيّ الحافظ، وأبو الفضل جعفر بْن الفُرات، وآخرون.
وترْخُم بطنٌ من يحصب.
556- محمد بْن الحَسَن2:
أبو بَكْر العِجْليّ الكاراتيّ.
روى عَنْ: سَعْدان بْن نصر، وطبقته.
روى عنه: أبو عمر بْن السّمّاك، وأبو بَكْر بْن شاذان.
557- محمد بْن سليمان بْن محبوب:
أبو عبد الله الحافظ المعروف بالسخل.
روى عَنْ: محمد بْن عَوْف الحمصيّ، وجماعة.
وعنه: الْجِعَابيّ، وابن المظفّر، وجماعة.
558- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أعين الطّائيّ3:
الحمصيّ، أبو بَكْر.
سمع: محمد بْن عَوْف، والعبّاس بْن الوليد بْن مُزْيَد، ويزيد بْن عَبْد الصمد، وجماعة.
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "1/ 416"، واللباب "1/ 211".
2 الأنساب "10/ 313".
3 مختصر تاريخ دمشق "22/ 319".(23/478)
وعنه: أبو بَكْر بْن المقرئ، وأبو أحمد الحاكم، والحَسَن بْن عَبْد اللَّه الكِنْديّ. والطَّبَرانيّ، وغيرهم.
559- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد:
أبو الحَسَن المهرانيّ.
سمع: محمد بْن الوليد البُسْريّ، والحَسَن بْن محمد الزَّعْفرانيّ، ومحمد بْن بشّار.
وعنه: محمد بْن أحمد الإخميميّ.
560- محمد بْن سُفْيَان بْن موسى المصِّيصيّ:
أبو يوسف الصّفّار.
روى عَنْ: محمد بْن آدم المصِّيصيّ، ومحمد بْن قُدَامة، وسعيد بْن رحمة.
وعنه: ابن المقرئ، وأبو أحمد الحاكم.
561- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن ثابت1:
أبو بَكْر الأشْنانيّ.
كذاب.
روى عَنْ: عليّ بْن الْجَعْد، وأحمد بْن حنبل.
وعنه: أبو بَكْر بْن شاذان، وغيره.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: هُوَ دجال.
562- محمد بْن المبارك بْن عَبْد الملك المعافريّ الْمَصْرِيّ:
حدَّثَ عَنْهُ: دُحَيْم، وغيره.
وعنه: ابن يونس.
وتُوُفّي سنة بضع عشرة.
__________
1 ميزان الاعتدال "3/ 604"، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي "3/ 79".(23/479)
563- محمد بْن عليّ القاضي1:
أبو عبد الله المَرْوَزِيّ الزّاهد العابد، الملقب بالخياط؛ لأنّه كَانَ يخيط عَلَى الأيتام والمساكين حسْبةً.
ولي قضاء نيسابور سنة ثمانٍ وثلاثمائة، إلى أنّ استعفى سنة إحدى عشرة. وردَّ خريطة الحَكَم ابتداء منه إلى الرئيس أَبِي الفضل البَلْعَميّ، فلم يشرب لأحدٍ ماءً، ولا عُثِر عَلَيْهِ في الدين والدُّنيا عَلَى زلّة.
وكان لَا يدع سماع الحديث وهو عليّ القضاء، ولا يتخلف عَنْ مجالس أَبِي العبّاس السّرّاج.
وقد كان سمع منه: عليّ بْن خَشْرَم، ومحمود بْن آدم، وأحمد بْن سيّار، والمشايخ.
وسُئل أنّ يحدّث فلم يحدِّث إلّا في المذاكرة بالشيء بعد الشيء. قاله الحاكم.
وقد سَمِعْتُ أبا الوليد الفقيه يَقُولُ: مررتُ أَنَا وأبو الحَسَن الصباغ عَلَى باب مسجد رجاء، ومحمد بْن عليّ الخياط جالس وكاتبه بحذائه، وليس معهما أحد. فقلت: أنحتسب ونتقدم إِلَيْهِ، ويدعي أحدنا عَلَى الآخر؟.
فتقدمنا وجلسنا، فادعيت أَنَا أو هُوَ أنّي سَمِعْتُ في كتابه، وليس يعيرني سماعي. فسكت ساعة ثمّ قَالَ: بإذنك سمَّع في كتابك؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فأعِرْه سماعه.
وقال الحاكم: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كَانَ محمد بْن عليّ الحاكم المَرْوَزِيّ طول أيامه يسكن دار ابن حمدون بحذاء دارنا، وكنتُ أعرفه يخيط بالليل، وعند فراغه بالنهار، للأيتام والضعفاء، ويعدها صدقة.
سَمِعْتُ محمد بْن عَبْدان خادم الجامع يَقُولُ: كَانَ محمد بْن عليّ الحاكم يجيء في كل أسبوع ليلة إلى الجامع، فيتعبَّد إلى الصّبّاح من حيث لَا يعرف غيري. فصادفته ليلةً وهو يتلو: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُون}
__________
1 سير أعلام النبلاء "14/ 564، 565".(23/480)
[المائدة: 44] و {الْفَاسِقُون} [المائدة: 54] و {الظَّالِمُون} [المائدة: 47] فكلّما تلا آيةً منها ضربَ بيده عَلَى صدره ضربةً، أسمع صوتَ الضّربة من شدته.
قلت: ولم يورخ لَهُ موتًا.
564- محمد بْن السَّرِيّ بْن عثمان1:
أبو بَكْر البغداديّ التّمّار.
عَنْ: الحَسَن بْن عَرَفَة، والرَّماديّ، وعباس الدُّوريّ، وعدّة.
وعنه: ابن نجيب، والدَّارَقُطْنيّ، وابن زُنْبُور الورّاق، وغيرهم.
وكذا ذكره الخطيب، ولم يورخه.
565- محمد بْن صالح بْن رغيل الْبَصْرِيّ التّمّار:
شيخ معمَّر.
روى عَنْ: طالوت بْن عَبَّاد، وعبد الواحد بْن غياث.
أدركه أبو حفص بن شاهين بالبصرة وروى عنه.
566- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن يوسف2:
أبو بكر المهري.
سمع: الحسن بن عرفة، وطبقته.
وعنه: أبو عُمَر بْن حَيَّوَيْه، وأبو بَكْر بن شاذان.
وكان ثقة.
567- محمد بن عبد الملك التاريخي البغدادي3:
أبو بكر السراج.
روى عَنْ: الحَسَن بن محمد الزعفراني، والرمادي، وهذه الطبقة.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 319"، "2841".
2 تاريخ بغداد "5/ 444".
3 تاريخ بغداد "2/ 348".(23/481)
روى عَنْهُ: القاضي أبو الطاهر الذُّهْليّ فقط.
ولقب بالتاريخي لاعتنائه التام بالتّواريخ.
قَالَ الخطيب: كَانَ فاضلًا أديبًا حَسَن الأخبار.
568- محمد بْن عُمَر بْن حفص1:
أبو بَكْر القبلي الثَّغْريّ.
عَنْ: هلال بْن العلاء، وغيره.
وعنه: ابن شاهين، وأبو بَكْر بْن شاذان، والمعافى الْجُرِيريّ.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ضعيف جدًا.
569- محمد بْن عليّ بْن الحُسين بْن يزيد:
أبو بَكْر الهَمْذانيّ الصَّيْدلانيّ.
سمع: أحمد بْن بُدَيْل، وأحمد بْن محمد التبعي، وأحمد بْن عصام الإصبهانيّ.
وعنه: ابنه أحمد، وصالح بْن أحمد الحافظ، والحَسَن بْن عليّ بْن أحمد بْن سُليمان البغداديّ الإصبهانيّ.
وكان سمحًا سهلًا صالحًا صدوقًا. قاله شِيرُوَيْه في الطّبقات.
570- محمد بْن عليّ:
أبو سهل الزَّعْفرانيّ.
سمع: أحمد بْن سِنان القطّان، وشُعَيب الصَّرِيفينيّ.
وعنه: أبو بَكْر بْن شاذان، وأبو حفص بْن شاهين.
571- محمد بْن محمد بْن سليمان الباغَنْديّ2:
أخو الحافظ أَبِي بَكْر. أبو عبد الله.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 24"، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي "3/ 87"، والميزان "3/ 669".
2 تاريخ بغداد "3/ 213".(23/482)
روى عَنْ: شُعَيْب بْن أيّوب الصَّرِيفينيّ بالموصل.
وعنه: محمد بْن المظفّر.
572- محمد بْن محمد بن عمرو1:
أبو الحسن الجارودي البصري.
حدَّثَ ببغداد عَنْ: محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب، ونصر بْن عليّ.
روى عَنْهُ: ابن بَخِيت الدّقّاق، وابن شاهين، وعليّ بْن الحَسَن الْجِراحيّ.
وهو من جملة من تجاوز مائة سنة.
قَالَ الخطيب: روايته مستقيمة. حدث في سنة عشرين وثلاثمائة، وقد وُلِد سنة ثمان عشرة ومائتين.
573- محمد بْن هارون بْن نافع التَّمَار2.
أبو بَكْر بْن المقرئ. بصري نزل بغداد.
وقرأ عَلَى محمد بْن المتوكّل رُوَيْس. وهو أجلّ أصحابه وأضبطهم لقراءة يعقوب.
قرأ عَلَيْهِ: أحمد بْن محمد اليَقْطِينيّ، وأبو بَكْر النّقّاش، وأبو بَكْر بْن الأنباريّ، وعبد الواحد بْن أَبِي هاشم، وعُبَيْد اللَّه بْن سليمان النّحّاس، وأحمد بْن محمد الشَّنَبوذيّ، وأبو الحَسَن الغَضَائريّ، ومحمد بْن محمد بْن فيروز الكُرْجيّ، وعَبْد اللَّه بْن الحُسين السّامُرّيّ، وآخرون.
قَالَ أبو بَكْر محمد بْن الحَسَن بْن الْجُلُنْديّ: قرأت عَلَى أَبِي بَكْر محمد بْن هارون التّمّار، وأخذ مني ثمانية عشر درهمًا. وأخبرني أَنَّهُ قرأ عَلَى رُوَيْس أربعًا وعشرين ختْمةً.
قلت: تُوُفّي سنة بضع عشرة وثلاثمائة.
574- معروف بن محمد بن زياد الجرجاني3:
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 214".
2 معرفة القراء الكبار "1/ 266، 267".
3 تاريخ جرجان "472" للسهمي.(23/483)
حدَّثَ ببغداد عَنْ: الحَسَن بْن عليّ بْن عفان، وإِسْحَاق بْن مِهْران الرّازيّ، ويحيى بْن أَبِي طَالِب.
وعنه: أبو بَكْر الأَبْهَريّ، ومحمد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الشِّخِّير، وآخرون.
575- المفجَّع1:
هُوَ محمد بْن عَبْد اللَّه الْبَصْرِيّ النَّحْويّ.
من كبار النُّحاة.
يُكَنَّى أبا عَبْد اللَّه، وهو مشهور بلَقَبِه.
أخذ عَنْهُ: ثعلب، وغيره.
وكان شاعرًا مفلْقًا وشيعيًا متحرقًا، وبينه وبين ابن دُرَيْد مهاجر.
صنف كتاب "الترجمان"، وكتاب "عرائس المجالس"، وكتاب "المتقدمين في الإيمان"، وغير ذَلِكَ.
ذكره القفطي في تاريخه.
576- منصور بْن إسماعيل:
أبو الحَسَن التَّميميّ الْمَصْرِيّ. الفقيه الشّافعيّ الضّرير. مصنف كتاب "الهداية"، وكتاب "الواجب"، وغير ذَلِكَ.
تفقّه عَلَى أصحاب الشّافعيّ.
وتُوُفّي قبل العشرين وثلاثمائة، يمكن سنة 306.
577- موسى بن أنس:
أبو التهيان الْأَنْصَارِيّ.
عَنْ: نَصْر بْن عليّ الْجَهْضميّ.
وعنه: ابن شاهين، ومحمد بن المظفر، وغيرهما.
__________
1 معجم الشعراء للمرزباني "464، 465"، وكشف الظنون "104، 397، 1131، 1869"، وهدية العارفين "2/ 31"، ومعجم الأدباء "17/ 90-205".(23/484)
"حرف الواو":
578- وصيف بْن عَبْد اللَّه1:
أبو عليّ الرُّوميّ الأنطاكيّ الأشْرُوسنيّ الحافظ.
عُني بالحديث ورحَلَ فيه.
وروى عَنْ: أحمد بن حرب الطائي، وعلي بن سراج، وحاجب بن سليمان المنبجي، وسليمان بن سيف الحراني، وطبقتهم.
وعنه: أبو زُرْعة، وأبو بَكْر، ابنا أَبِي دجانة، وابن عدي الجرجاني، وحمزة الكناني، والطبراني، وأبو جعفر محمد بن اليقطيني.
بقى إلى سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
__________
1 سير أعلام النبلاء "11/ 443"، والمعجم الصغير للطبراني "2/ 125".(23/485)
الفهرس العام للكتاب:
رقم الصفحة الموضوع
-القرن الرابع-
"أحداث سنة إحدى وثلاثمائة".
3 القبض على الوزير الخاقاني.
3 تولية محمد بن يوسف القضاء.
4 ركوب المقتدر إلى الشماسية.
4 محنة الحلاج.
4 تقليد ابن المقتدر أعمال مصر والمغرب.
5 تقليد علي بن المقتدر الري.
5 اعتقال بن ثوابة الكاتب.
5 مقتل أحمد بن إسماعيل الساماني.
5 مقتل أبي سعيد الجنابي.
6 مسير المهدي صاحب إفريقية إلى لبدة.
6 وقعة برقة.
6 حرب حَبَاسة الكُتَاميّ والعباسيين بمصر
7 تقليد ابن بسام حمص وقنسرين والعواصم.
7 وفاة الراسبي.
7 وفاة القاضي ابن أبي الشوارب.
"أحداث سنة اثنتين وثلاثمائة"
7 تغلُّب نصر بن أحمد الساماني على عمّه.
8 مقتل حباسة الكتامي.
8 طهور أولاد المقتدر.
8 القبض على ابن الجصاص ومصادرته.
9 خروج الأطروش ودعوته الديلم للإسلام.
9 تقليد أبي الهيجاء الموصل والجزيرة.(23/487)
9 بناء المارستان بالحربية.
9 قطع طريق وفد الحجاج.
9 حرب العباسيين والفاطميين في مصر.
10 قدوم مؤنس الخادم إلى مصر.
10 صلاة العيد في جامع مصر.
"أحداث سنة ثلاث وثلاثمائة"
10 تألف الوزير بن عيسى للقرامطة.
10 ولادة على بن عبد الله بن حمدان.
10 القبض على أبي الهيجاء بن حمدان.
11 ولاية ذكاء الرومي مصر.
"أحداث سنة أربع وثلاثمائة"
11 حبس العلوي.
11 غزوة مؤنس الخادم بلاد الروم.
11 وفاة ابن كنداجق.
11 الخوف ببغداد من حيوان الزبزب
12 القبض على علي بن عيسى الوزير.
12 إعادة ابن الفرات إلى الوزارة.
12 إطلاق علي بن عيسى ومصادرة أخويه.
12 عصيان بن أبي الساج وأسره.
12 وفاة زيادة الله بن الأغلب.
"أحداث سنة خمس وثلاثمائة"
13 قدوم رُسُل ملك الروم بالهدايا.
13 إظهار المقتدر عظمة الخلافة أمام رُسُل الروم.
13 ورود هدايا صاحب عمان.
14 رضاء المقتدر على أبي الهيجاء وإخوته.
14 وفاة الأمير غريب.
14 الحج هذا الموسم.(23/488)
"أحداث سنة ست وثلاثمائة"
14 فتح مارستان والدة المقتدر.
14 وفاة القاضي وكيع.
14 قتل الحسين بن حمدان.
14 القبض على الوزير ابن الفرات.
15 ولاية حامد بن العباس الوزارة.
15 ازدياد تدخل النساء في أمور الحكم.
15 وفاة الفقيه ابن سُرَيج.
15 استيلاء القائم المهدي على الإسكندرية.
15 بناء المهدية.
"أحداث سنة سبع وثلاثمائة"
16 وفاة الفضل بن عبد الملك.
16 ولاية نازوك دمشق.
16 دخول القرامطة البصرة.
16 دخول عسكر القائم المهديّ الإسكندرية.
16 ولاية تكين شعلى مصر للمرة الثانية.
17 مسير مؤنس الخادم ومحمد بن طغج إلى مصر.
17 اعتلال القائم المهديّ.
"أحداث سنة ثمان وثلاثمائة"
17 فتنة الغلاء ببغداد.
17 استيلاء المهدي على بلاد المغرب.
17 وفاة إبراهيم بن كَيْغَلَغ.
18 قتل ابن المديني القاص.
18 وفاة بنت المتوكل.
18 امتلاك القائم المهدي للفسطاط.
18 وفاة إمام جامع المنصور.
"أحداث سنة تسع وثلاثمائة"
18 خلاف الطبري المؤرخ والحنابلة.(23/489)
18 تلقيب مؤنس الخادم بالمظفّر.
19 استرجاع الإسكندرية من المغاربة.
19 عزل تكين عن مصر وإعادته.
19 خروج القادة لقتال عسكر القائم المهدي.
19 مقتل الحلاج.
30 فصل من ألفاظه.
"أحداث سنة عشر وثلاثمائة"
31 القبض على أم موسى القهرمانة.
31 عزل ابن البُهْلول عن قضاء بغداد.
32 بغلة يرضعها فلْو.(23/490)
- الطبقة الحادية والثلاثون-
"وفيات سنة إحدى وثلاثمائة"
"حرف الألف"
32 1- أحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن أحْمَد بْن أسد بن سامان.
32 2- أحمد بن حرب المعدل المقرئ.
33 3- أحمد بن سليمان بن يوسف بن صالح.
33 4- أحمد بن الصقر بن ثوبان.
33 5- أحمد بن قُتَيْبة بن سعيد بن قُتَيْبة.
33 6- أحمد بن قدامة.
33 7- أحمد بن محمد بن سريج.
34 8- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن الجعد الوشاء.
34 9- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مصعب.
34 10- أحمد بن محمد بن يوسف بن شاهين.
35 11- أحمد بن محمود بن صبيح بن مقاتل.
35 12- أحمد بن هارون بن رَوْح.
35 13- أحمد بن يعقوب بن إبراهيم.
36 14- إبراهيم بن أسباط بن السكن البزاز.
36 15- إبراهيم بن عاصم بن موسى.
36 16- إبراهيم بن محمد بن الهيثم.
37 17- إبراهيم بن يوسف بن خالد.
37 18- إبراهيم بن هانئ بن خالد المهلبي.
37 19- إسحاق بن أحمد بن الساماني.
"حرف الباء"
38 20- بكر بن أحمد بن مقبل.
"حرف الجيم"
38 21- جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن بن المستفاض.
39 22- جعفر بن محمد السوسي.(23/491)
"حرف الحاء"
40 23- الحسن بن إبراهيم بن بشّار.
40 24- الحسن بن الحباب بن مخلد.
40 25- الحسن بن سليمان بن نافع.
41 26- الحسين بن إدريس بن المبارك بن الهيثم.
41 27- الحسين بن زكريا بن يحيى التمار.
41 28- حماد بن مدرك بن حماد.
42 29- حمدان بن عمر.
42 30- حمدان بن الهيثم التيمي الأصبهاني.
42 31- حميد بن يونس.
"حرف الخاء"
42 32- خالد بن غسان.
"حرف السين"
43 33- سعيد بن خُمَيْر.
"حرف الصاد"
43 34- صالح بن الحسين بن الفَرَح.
"حرف العين"
43 35- عامر بن أحمد بن محمد الشونيزي.
43 36- عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بن أبي الشَّوارب.
44 37- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن بدرون الأندلسي
44 38- عبد الله بن محمد بن ناجية بن نخبة.
45 39- عبد الله بن محمد بن حيّان بن فروخ.
45 40- عبد الله بن الوليد العكبري.
45 41- عبد الله بن وهيب الجذامي.
45 42- عبد الله بن يحيى بن موسى بن داود بن شيرازد.
46 43- علي بن روحان الدقاق.
46 44- عُمَران بن موسى بن يحيى بن جِبارة.
46 45- عُمَرو بن عثمان بن كُرَب بن غَصَص.(23/492)
47 46- عيسى بن إبراهيم بن موسى.
"حرف القاف"
47 47- القاسم بن فورك.
"حرف الكاف"
47 48- كثير بن نجيح.
"حرف الميم"
48 49- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن أبي بكر المقدمي.
48 50- محمد بن أحمد بن سعيد.
48 51- محمد بن أحمد بن سيد حمدويه.
49 52- محمد بن بشر بن يوسف القرشي.
50 53- محمد بن حُبَّان بن الأزهر العبدي.
50 54- محمد بن حبان الباهلي.
52 55- محمد بن جعفر الراشدي.
52 56- محمد بن حجاج بن يوسف الموصلي.
52 57- محمد بن سعيد بن ميمون.
52 58- محمد بن العباس بن أيوب.
53 59- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن أبي الشّوارب.
53 60- محمد بن عبد الله بن رستة بن الحسن الضبي.
53 61- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البخاري.
54 62- محمد بن عبد الرحمن السامي الهَرَويّ.
54 63- محمد بن عَبيدة بن يزيد بن عبيدة.
54 64- محمد بن علي بن العباس النسائي.
54 65- محمد بن يحيى بن مَنْده بن الوليد العنبري.
55 66- مسدد بن قطن بن إبراهيم النيسابوري.
55 67- موسى بن حمدون العُكبري.
"حرف الهاء"
56 68- هنبل بن محمد الحمصي.(23/493)
"وفيات سنة اثنتين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
56 69- أحمد بن قُدامة بن محمد بن فرقد.
56 70- أحمد بن محمد بن سلام بن عبدُوَيْه.
57 71- أحمد بن محمد بن موسى البغدادي.
57 72- أحمد بن يحيى بن زكريا الحضرمي.
57 73- إبراهيم بن أحمد بن معاذ الشعباني.
57 74- إبراهيم بن شريك بن الفضل الأسدي.
58 75- إبراهيم بن محمد بن الحسن الأصبهاني "ابن متوية".
58 76- إبراهيم بن محمد بن الحسن الأصبهاني.
59 77- إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسّان الأنماطيّ.
59 78- إسماعيل بن محمد بن إسحاق العذري.
59 79- أيوب بن سليمان بن صالح بن هاشم المعافري.
"حرف الباء"
59 80- بدعة المغنية.
60 81- بسّام بن أحمد بن بسام بن عُمَران.
60 82- بشر بن نصر بن منصور الشافعي.
"حرف الحاء"
60 83- الحسن بن عليّ بن موسى بن هارون النخاس.
60 84- الحسن بن علي بن يوسف القتاد.
61 85- الحسن بن محمد بن أحمد بن العسّال.
61 86- الحسين بن أحمد بن منصور سجادة.
61 87- حمزة بن محمد بن عيسى الكاتب.
"حرف الخاء"
61 88- خلف بن أحمد بن خلف السُّمَّري.
62 89- خلف بن أحمد بن عبد الصمد المصري.
"حرف الدال"
62 90- دحمان بن المعافى الإفريقي.(23/494)
"حرف السين"
62 91- سعيد بن محمد بن صبيح الحداد.
62 92- سعيد بن محمد بن سعيد البكراوي.
"حرف الصاد"
63 93- صالح بن محمد المرادي الأندلسي.
"حرف العين"
63 94- عبد الله بن الأزهر بن سهيل المصري.
63 95- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخليل التميمي.
63 96- عبد الله بن الصقر بن نصر.
63 97- علي بن إسماعيل الشعيري البغدادي.
64 98- علي بن سليمان بن داود الإسكندراني.
64 99- عليّ بن محمد بن نصر بن منصور بن بسام.
66 100- علي بن سليمان بن داود الإسكندراني.
66 101- عليّ بن موسى بن عيسى بن حمّاد زُغْبة.
"حرف القاف"
67 102- قاسم بن ثابت بن حزم.
67 103- القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الأشيب.
"حرف الميم"
67 104- محمد بن حَرِيث بن عبد الرحمن بن حاشد.
67 105- محمد بن داود بن يزيد الرازي.
67 106- محمد بن دلُّوَيْه النيسابوري.
68 107- محمد بن زكريّا بن يحيى بن عبد الله الديناري.
68 108- محمد بن زنجويه بن الهيثم القشيري.
68 109- محمد بن سعيد بن عزيز البوشنجي.
68 110- محمد بن عبد الله بن سوّار القُرْطُبيّ.
69 111- محمد بن عثمان بن إبراهيم بن زُرْعة الثقفي.
71 112- موسى بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل المدني.
71 113- مؤمل بن الحسن بن اليسع البهنسي.(23/495)
"حرف الهاء"
71 114- هارون بن نصر الأندلسي.
"حرف الياء"
72 115- يُسَيْر بن إبراهيم بن خَلَف الأندلسي.
"وفيات سنة ثلاث وثلاثمائة"
"حرف الألف":
72 116- أحمد بن الحسين بن إسحاق البغدادي.
72 117- أحمد بن شعيب بن عليّ بن سِنان بن بحر.
75 118- أحمد بن عليّ بن أحمد بن الحسين المادرائي.
76 119- أحمد بن فرح بن جبريل البغدادي العسكري.
76 120- أحمد بن محمد بن أبي خالد الإصبهانيّ.
76 121- أحمد بن عصم الضبي.
77 122- أحمد بن محمد بن عبد الرحمن السّاميّ الهروي.
77 123- إبراهيم بن إسحاق النيسابوري الأنماطي.
77 124- إبراهيم بن عبد العزيز بن منير المصري.
77 125- إبراهيم بن عثمان المصري الأزرق.
77 126- إبراهيم بن عُمَرو بن ثَوْر بن عُمَران المرادي.
78 127- إبراهيم بن موسى الجوزي.
78 128- إسحاق بن إبراهيم بن دليل الموصلي.
78 129- إسحاق بن إبراهيم بن نصر النيسابوري.
78 130- إسحاق بن إبراهيم البشتي.
"حرف الجيم"
79 131- جعفر بن أحمد بن نصر النيسابوري.
79 132- جعفر بن أحمد بن سعيد بن صَبِيح.
79 133- جعفر بن محمد بن علي الحِمْيَري.
80 134- جعفر بن محمد بن عيسى القبوري.
"حرف الحاء"
80 135- حاتم بن الحسن الشاشي.(23/496)
80 136- الحسن بن حباش الدهقان.
81 137- الحسن بن سفيان بن عامر الشيباني.
82 138- الحُسَين بن عبد الله بن محمد بن بشير.
"حرف الخاء"
82 139- خليفة بن المبارك.
"حرف الراء"
82 140- رُوَيم بن أحمد بن يزيد ين رويم الصوفي.
"حرف الزاي"
83 141- زهير بن صالح بن أحمد بن حنبل.
"حرف العين"
83 142- عاصم بن رازح بن رحُبْ بن العلاء.
84 143- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن يونس السمناني.
84 144- عبد الله بن محمد بن ياسين الدوري.
84 145- عبد الرحمن بن قريش الهروي الجلاب.
85 146- علي بن رستم بن المطيار الظهراني.
85 147- عمر بن أيوب بن إسماعيل السقطي.
"حرف الفاء"
85 148- فهد بن أبي هريرة أحمد بن محمد المصري.
"حرف الميم"
85 149- محمد بن إسماعيل بن الفَرَج المصري.
86 150- محمد بن حرملة بن سعيد الحرشي.
86 151- محمد بن الحسن بن العلاء الخواتيمي.
86 152- محمد بن الحسن بن نصر الزيات.
86 153- محمد بن خوتك الحرسي.
86 154- محمد بن سليمان بن سندل الأندلسي.
86 155- محمد بن العبّاس بن الوليد بن محمد بن عمر بن الدرفس.
87 156- محمد بن عبد الوهاب بن سلام الجبائي.
88 157- محمد بن عثمان بن سعيد الدارمي.(23/497)
88 158- محمد بن علي بن عمرو الحفار البغدادي.
88 159- محمد بن عيسى بن إبراهيم بن مثرود.
88 160- محمد بن محمد بن فُورَك بن عطاء القبّاب.
88 161- محمد بن حمدويه بن سنجان المروزي.
89 162- محمد بن المنذر بن سعيد بن عثمان السلمي.
89 163- منصور بن إسماعيل التميمي المصري.
"حرف الهاء"
90 164- هارون بن يوسف الشطوي.
"حرف الياء"
91 165- يحيى بن إسحاق بن يحيى بن يحيى الليثي.
91 166- يحيى بن عُبَيْد الله بن يحيى بن يحيى القرطبي.
91 167- يعقوب بن إبراهيم بن حسان الأنماطي.
"وفيات سنة أربع وثلاثمائة"
"حرف الألف"
91 168- أحمد بن إبراهيم بن يزيد بن عبد الله الباهلي.
92 169- أحمد بن الحسن بن عبد الله الإصبهانيّ المعدل.
92 170- أحمد بن زنجويه بن موسى المخرمي.
92 171- أحمد بن عبد الله بن عمران المروزي.
92 172- أحمد بن عُمَر بن موسي بن زَنْجَوَيْه القطان.
93 173- أحمد بن محمد بن الحسن بن السكن.
93 174- أحمد بن محمد بن رستم الطبري النحوي.
93 175- أحمد بن محمد الصيدلاني.
93 176- أحمد بن الممتنع القرشي الأيلي.
94 177- أحمد بن موسى بن الجوهري.
94 178- إبراهيم بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد المخرمي.
94 179- إبراهيم بن محمد بن مالك بن ماهويه.
94 180- إبراهيم بن موسى الجوزي.
95 181- إسحاق بن إبراهيم بن يونس المنجنيقي.(23/498)
95 182- إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عرباض.
96 183- أصبغ بن مالك المالكي.
"حرف الجيم"
96 184- جعفر بْن أحمد بْن عَلي بن بيان الغافقي.
97 185- جعفر بن حبيش بن عائذ المصري.
"حرف الحاء"
97 186- حاتم بن روح السجستاني.
97 187- الحسن بن علي الأعسم السامري.
97 188- الحسين بن عبد المجيب الموصلي.
"حرف الخاء"
97 189- خلف بن هاشم الأشعري.
"حرف الزاي"
98 190- زيادة الله بن عبد الله الأغلبي.
"حرف الطاء"
98 191- طريف بن عبيد الله الموصلي.
"حرف العين"
98 192- العباس بن إبراهيم القراطيسي.
99 193- عباس بن الوليد بن حفص الأموي.
99 194- عبد الله بن محمد بن عمران الأصبهاني.
99 195- عبد الله بن محمد الأكفاني.
99 196- عبد الله بن مظاهر الأصبهاني.
100 197- عبد العزيز بن محمد بن دينار الفارسيّ.
100 198- عبيدون بن محمد بن فهد الجهني.
100 199- عمران بن أيوب الخولاني.
"حرف الْقَافِ"
100 200- الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مهدي الإخميمي.
101 201- القاسم بن الليث بن مسرور.
101 202- القاسم بن محمد بن قاسم الزواوي.(23/499)
"حرف الميم"
101 203- محمد بن أحمد بن شيرزاد.
101 204- محمد بن أحمد بن الهيثم الدوري.
101 205- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الملك بْن سلام بن الزراد.
102 206- محمد بن أحمد بن المرزبان.
102 207- محمد بن جعفر بن حسين العطار.
102 208- محمد بن الحسين بن خالد القنبيطي.
102 209- محمد بن صالح بن أبي عصمة.
103 210- محمد بن عبد الوهاب بن هشام.
103 211- محمد بن عمرو بن سليمان اللقاباذي.
103 212- محمد بن هرثمة النيسابوري.
103 213- مسلم بن أحمد بن أبي عبيدة.
"حرف الياء"
103 214- يحيى بن علي الكِنْدي.
104 215- يَمُوت بن المُزَرِّع بن يموت بن عيسى.
104 216- يوسف بن الحسين الرازي.
"وفيات سنة خمس وثلاثمائة"
106 "حرف الألف"
107 217- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله النيسابوري.
107 218- أحمد بن العباس بن موسى العدوي.
107 219- أحمد بن عبد الواحد العقيلي الجوبري.
107 220- أحمد بن محمد بن إبراهيم الكندي.
107 221- أحمد بن محمد بن شبيب الغزال.
107 222- أحمد بن محمد الفهري.
108 223- أحمد بن هارون البخاري.
108 224- آدم بن موسى الخواري.
108 225- إسماعيل بن إسحاق بن الحصين الرقي.(23/500)
"حرف الجيم"
108 226- جبير بن هارون.
"حرف الحاء"
108 227- الحسين بن عبد الغفار.
"حرف السين"
109 228- سعيد بن عبد الله الجوهري.
109 229- سعيد بن عثمان التجيبي الأعناقي.
109 230- سليمان بن محمد النحوي.
"حرف الطاء"
110 231- طاهر بن عبد العزيز الرُعَيْني.
"حرف العين"
110 232- العبّاس بن محمد بن أحمد الموصلي.
110 233- عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن أبي الحواريّ.
111 234- عبد الله بن صالح بن عبد الله بن الضحاك.
111 235- عبد الله بن صالح بن يونس الفرائضي.
111 236- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن شيرويه.
112 237- عبد الله بن هارون الصواف.
112 238- علي بن أحمد المريقي.
112 239- عليّ بن الحسين بن حبّان بن عمّار.
113 240- عليّ بن سعيد بن عبد الله العسْكريّ.
113 241- علي بن موسى بن يزداد القمي.
113 242- عمر بن محمد بن نصر الكاغدي.
114 243- عمران بن موسى بن مجاشع.
"حرف الفاء"
114 244- الفضل بن الحُباب بن محمد بن شعيب الجمحي.
"حرف القاف"
116 245- القاسم بن زكريّا بن يحيى البغدادي.
116 246- القاسم بن محمد بن بشار الأنباري.(23/501)
"حرف الميم"
117 247- محمد بن أبان بن ميمون السراج.
117 248- محمد بن إبراهيم بن حيون.
117 249- محمد بن أحمد بن تميم بن خالد الأصبهاني.
118 250- محمد بن إبراهيم بن نصْر بن شبيب.
118 251- محمد بن الحسين بن شهريار.
118 252- محمد بن سليمان الحامض.
119 253- محمد بن طاهر بن خالد بن أبي الدُمَيْك.
119 254- محمد بن العباس بن أسلم الأزرق.
119 255- محمد بن عبيد الله القرطبي.
119 256- محمد بن عمرو بن مَسْعَدَة.
119 257- محمد بن القاسم بن هاشم السمسار.
120 258- محمد بن المبارك بن عبد الملك الدّبّاغ.
120 259- محمد بن نصر بن القاسم الخواص.
120 260- محمد بن نصير بن أبان المديني.
120 261- مالك بن عيسى القفصي.
120 262- موسى بن هارون التوزي.
"حرف الهاء"
121 263- هارون بن عليّ بن الحكم المزوق.
"حرف الياء"
121 264- يحيى بن أصبغ بن خليل القرطبي.
"وفيات سنة ست وثلاثمائة"
"حرف الألف"
121 265- أحمد بن حذيفة البُشْتي.
122 266- أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار بن راشد.
122 267- أحمد بن داود بن أبي صالح الحراني.
122 268- أحمد بن سعيد بن عبد الله المؤدب.
122 269- أحمد بن عمر بن سريج البغدادي.(23/502)
124 270- أَحْمَد بْن سهل بن المبارك الجيراني.
125 271- أحمد بن محمد بن مسقلة التيمي.
125 272- أحمد بن موسى بن علي الصدفي.
125 273- أحمد بن يحيى بن الجلاء.
126 274- أحمد بن يعقوب بن سراج الموصلي.
126 275- أحمد بن يوسف بن الضحاك.
127 276- إبراهيم بن أحمد بن محمد بن الحارث الكلابي.
127 277- إبراهيم بن علي بن إبراهيم العُمَريّ المَوْصليّ.
"حرف الجيم"
127 278- جبريل بن الفضل السمرقندي.
127 279- جعفر بن سهل النيسابوري.
"حرف الحاء"
128 280- حاجب بن مالك بن أركين الفرغاني.
128 281- الحَسَن بن بالَوَيْه بن زيد بن سيّار الحيري.
128 282- الحسين بن حمدان بن حمدون الأمير.
"حرف العين"
129 283- عامر بن إبراهيم بن عامر بن إبراهيم الأشعري.
129 284- عباس بن محمد الفزاري.
129 285- عبدان بن أحمد بن موسى بن زياد الأهوازي.
131 286- عبد الصمد بن عبد الله القرشي.
131 287- علي بن إبراهيم بن مطر السكري.
132 288- عليّ بن إسحاق بن عيسى بن زَاطِيَا.
132 289- عليّ بن الحَسَن بن سليمان بن سُرَيْج.
132 290- علي بن هارون بن ملول المصري.
132 291- عمر بن الحسن الحلبي.
133 292- عيسى بن إدريس بن عيسى البغدادي.
"حرف الميم"
133 293- مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الله الأصبهاني.(23/503)
133 294- محمد بن أصبغ بن محمد بن يوسف القرطبي.
134 295- محمد بن بابشاذ البصري.
134 296- محمد بن حرملة بن بهلول المصري.
134 297- محمد بن حمدويه بن موسى بن طريف السنجي.
134 298- محمد بن خلف بن حيان بن صدقة الضبي.
135 299- محمد بن خيرون المعافري.
135 300- محمد بن سعيد بن عمرو الخريمي.
136 301- محمد بن عبد الوهاب المروزي.
136 302- محمد بن علي بن إبراهيم المروزي.
136 303- محمد بن علي القنطري.
136 304- محمد بن محمد بن سحنون المغربي.
136 305- محمد بن مسعود بن الحارث الأسدي.
137 306- محمد بن هارون بن عبد الرحمن العتقي.
137 307- موسى بن عبد الرحمن بن حبيب الإفريقي.
"وفيات سنة سبع وثلاثمائة"
"حرف الألف"
137 308- أحمد بن حمدويه الدقاق.
138 309- أحمد بن سهل بن الفيرُزان.
138 310- أحمد بن علي بن المثنى الموصلي.
140 311- أحمد بن عيسى الهاشمي.
140 312- أحمد بن محمد بن عبد الله الأسدي.
140 313- أحمد بن محمد بن صالح الذارع.
140 314- أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن البراء الجرجاني.
141 315- أحمد بن محمد بن عمر الجرجاني.
141 316- أحمد بن محمد بن عبد الله الأصبهاني.
141 317- أسامة بن أحمد بن أسامة التجيبي.
142 318- إسحاق بن إبراهيم القاضي البستي.
142 319- إسحاق بن عبد الله بن إبراهيم بن سلمة الكوفي البزاز.(23/504)
"حرف الجيم"
142 320- جعفر بن أحمد بن سِنان الواسطي.
142 321- جعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي.
143 322- جعفر بن محمد بن موسى النيسابوري.
"حرف الحاء"
143 323- حبيب بن نصر المهلبي.
143 324- الحسن بن إسحاق بن سلام المصري.
143 325- الحسن بن الطيب بن حمزة الشجاعي.
144 326- الحسين بن سعيد بن كامل المصري.
144 327- الحسين بن محمد بن الضحاك الفارسي.
"حرف الزاي"
145 328- زكريّا بن يحيى بن عبد الرحمن الضبي.
"حرف السين"
145 329- سليمان بن عيسى البغدادي.
"حرف العين"
146 330- عامر بن عُمَران بن الفتح الزولهي.
146 331- عبد الله بن إبراهيم الأسدي.
146 332- عبد الله بن الحسين بن علي البجلي.
146 333- عبد الله بن عَمْرو بن عبد الله بن عَمْرو بن السرح.
146 334- عبد الله بن مالك بن سيف التجيبي.
147 335- عبد الله بن علي بن الجارود النيسابوري.
147 336- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ العباس الأسدي.
148 337- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أبي الحديد.
148 338- عبد الرحمن بن الحسن بن موسى الضراب.
148 339- عبيد الله بن إبراهيم بن مهدي البغدادي.
148 340- علي بن حبيس بن عابد الزوفي.
148 341- علي بن سهل بن محمد الأصبهاني.
149 342- عمران بن موسى بن فضالة الموصلي.(23/505)
149 343- عمر بن الحسن بن نصر الحلبي.
"حرف الفاء"
149 344- الفضل بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الحارث الباهلي.
150 345- الفضل بن أحمد بن يعقوب بن أشرس.
"حرف القاف"
150 346- القاسم بن أحمد بن بشير المصري.
150 347- القاسم بن عبيد الله بن سعيد المصري.
"حرف الميم"
150 348- محمد بن بكر القرطبي.
151 349- محمد بن جعفر بن محمد بن سعيد الأشعري.
151 350- محمد بن رومي النيسابوري الإخباري.
151 351- محمد بن سليمان بن بابويه.
151 352- محمد بن صالح بن ذريح العكبري.
152 353- محمد بن عبد الله بن يوسف بن خرشيد الدويري.
152 354- محمد بن عليّ بن مَخْلَد بن فرقد الداركي.
152 355- محمد بن علي بن سهيل الصيدلاني.
152 356- محمد بن علي الخطيب المقرئ.
153 357- محمد بن عيسى القزويني الصفار.
153 358- محمد بن موسى بن عبد الرحمن الصوريّ المقرئ.
153 359- محمد بن موسى بن هاشم القرطبي "الأقشين".
154 360- محمد بن هارون الروياني.
154 361- محمد بن يحيى بن حسين العمي البصري.
155 362- محمد بن يونس بن هارون حمُّوَيْه.
155 363- محمود بن محمد بن منُّوَيْه الواسطي.
156 364- مسعود بن عمر الأموي الأندلسي.
156 365- مفضل بن محمد المصري المؤدب.
156 366- موسى بن سهل الجوني.(23/506)
"حرف النون"
156 367- نهد بن نصر بن خلف النهدي الموصلي.
"حرف الهاء"
157 368- الهيثم بن خلف بن محمد الدوري.
"حرف الياء"
157 369- يحيى بن زكريّا النَّيْسابوريّ الأعرج.
157 370- يحيى بن محمد بن عمروس الفقيه.
"وفيات سنة ثمان وثلاثمائة"
"حرف الألف"
158 371- أحمد بن الصَّلْت بن المغلس الحماني.
159 372- أحمد بن محمد بن هلال الشطوي.
159 373- إبراهيم بن محمد بن سفيان النيسابوري.
159 374- إدريس بن طهوي القطيعي.
160 375- إسحاق بن أحمد بن إسحاق الخزاعي.
160 376- إسحاق بن ديمهر التوزي.
"حرف الجيم"
161 377- جابر بن فتحون الأندلسي.
161 378- جعفر بن قدامة الكاتب.
161 379- جعفر بن محمد بن جعفر بن الحَسَن الحسني.
"حرف الحاء"
161 380- الحَسَن بْن عَلِيّ بْن عَبْد الصمد البصري.
162 381- الحَسَن بن عليّ بن يونس بن أبان.
162 382- الحَسَن بن محمد بن عنبر بن شاكر الوشاء.
162 383- حسين بن عياض بن عروة الحّرانيّ.
"حرف الخاء"
162 384- خَلَف بن شاهد النسفيّ.
"حرف الراء"
163 385- رفاعة بن عمارة بن وثيمة المصري.(23/507)
"حرف السين"
163 386- سعد بن مُعاذ بن عثمان بن حسان الثقفي.
163 387- سلم بن عصام الثقفي.
"حرف الشين"
163 388- شعيب بن محمد الذراع.
"حرف العين"
164 389- العباس بن أحمد بن محمد بن عيسى البرتي.
164 390- عبد الله بن ثابت بن يعقوب العبقسيّ.
165 391- عبد الله بن العباس الطيالسي.
165 392- عبد الله بن محمد بن وهْب بن بشر الدينوري.
166 393- عبد الله بن محمد النعيمي.
166 394- عبد الكريم بن إبراهيم بن حبان.
166 395- عبد الوهاب بن أبي عصمة الشيباني.
166 396- عبيد الله بن محمود القيرواني.
167 397- علي بن أحمد بن الحسين العجلي.
167 398- علي بن سراج المصري الحافظ.
168 399- عمر بن عبد الله بن الحسن بن حفص الأصبهاني.
168 400- عمر بن محمد بن بكار القافلائي.
"حرف الميم"
168 401- محمد بن أحمد بن أسباط الجرواآني.
168 402- محمد بن إسحاق بن الوليد الثقفي.
169 403- محمد بن إسماعيل بن الفرج البناء.
169 404- محمد بن الحَسَن بن هارون بن دنبا.
169 405- محمد بن الحسن بن موسى الكندي.
169 406- محمد بن سفيان بن النضر النسفي.
170 407- محمد بن صالح بن ذَرِيح العُكْبَري.
170 408- محمد بن عبد الله بن محمد الخَولانيّ الباجي.
170 409- مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن بن محمد القرطبي.(23/508)
171 410- محمد بن المفضَّل بن سَلَمَةَ بن عاصم الضبي.
171 411- محمد بن ياسين بن النضر النيسابوري.
171 412- المفضل بن محمد بن إبراهيم الجَنَدي.
"وفيات سنة تسع وثلاثمائة"
"حرف الألف"
172 413- أحمد بن الفضل بن سهْل البغدادي.
172 414- أحمد بن محمد بن خالد بن ميسَّر الإسكندراني.
172 415- أحمد بن محمد بن سهل بن عطاء الأدمي.
173 416- أحمد بن محمد بن عبد الخالق البغدادي.
173 417- أحمد بن محمد بن عُمَر الْجُرْجانيّ التّاجر.
174 418- إسحاق بن أحمد بن زيرك الفارسي.
174 419- إسماعيل بن موسى بن المبارك الحاسب.
"حرف الجيم"
174 420- جعفر بن أحمد بن محمد بن الصباح الجرجرائي.
"حرف الحاء"
175 421- حامد بن محمد بن شعيب بن زهير البلخي.
175 422- الحسن بن علي بن نصر الطوسي.
175 423- الحسين بن عليّ بن يزيد بن نافع المصري.
175 424- الحسين بن محمد بن الضحاك الفارسي.
176 425- الحسين بن منصور الحلاج.
176 426- حمزة بن إبراهيم بن أيوب الهاشمي.
"حرف العين"
177 427- عباد بن علي بن مرزوق الثقاب.
177 428- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عَمْرو القيراطيّ.
177 429- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن غزوان الخزاعي.
178 430- عبد الله بن يزيد الدقيقي.
178 431- عبد الرحمن بن الحسين بن خالد النيسابوري.
178 432- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد المؤمن بْن خالد المهلبي.(23/509)
179 433- عبد الملك بن محمود بن إبراهيم القرشي.
179 434- عُبَيْد اللَّه بْن جعفر بْن أَعَيُن البزّاز.
180 435- علي بن الحسن بن سلم الأصبهاني.
180 436- عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان.
"حرف الفاء"
180 437- الفضل بْن محمد بن عقيل بن خويلد الخزاعي.
"حرف الميم"
180 438- محمد بن أحمد بْن راشد بن معدان الثقفي.
181 439- محمد بن إدريس بن الأسود التجيبي.
181 440- محمد بن الحسين بن مكرم البغدادي.
181 441- محمد بن خَلَف بْن المَرْزُبان بْن بسّام المحولي.
182 442- محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي.
182 443- محمد بن علي بن حسين النيسابوري.
182 444- محمد بن محمد بن عُقْبة بْن الوليد الشيباني.
183 445- محمد بن الوليد بْن محمد بن محمد بن عبيد القرطبي.
"حرف الياء"
183 446- يعقوب بن سليمان الإسفرائيني.
183 447- يوسف بن مؤذن بن عيشون المعافري.
"وفيات سنة عشر وثلاثمائة"
"حرف الألف"
184 448- أحمد بْن أحمد بْن زياد.
184 449- أحمد بن خلف بن المرزبان المحولي.
184 450- أحمد بن العباس بن حمزة النيسابوري.
185 451- أحمد بْن محمد بن زياد بن أيّوب.
185 452- أحمد بن محمد بن عبد الواحد الطائي.
185 453- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن هلال الأزدي.
185 454- أحمد بْن محمود بْن صبيح بْن سهل.(23/510)
186 455- أحمد بن محمد بن يحيى بن جرير الهمداني.
186 456- أحمد بن يحيى بن زهير التستري.
187 457- إبراهيم بن جابر البغدادي.
187 458- إسحاق بن إبراهيم بن محمد الأصبهاني.
"حرف الحاء"
187 459- الحَسَن بْن الحسين بْن عليّ الصواف.
188 460- الحسين بْن عليّ بْن عَبْد الواحد المصريّ.
"حرف الخاء"
188 461- خَالِد بْن محمد بْن خَالِد بن كولخش.
"حرف الدال"
188 462- دَاوُد بْن إبراهيم بْن دَاوُد بن يزيد.
"حرف السين"
189 463- سالم بْن عَبْد الله بْن أبّا الأندلسي.
"حرف العين"
189 464- عافية بن محمد بن عثمان الأندلسي.
189 465- العباس بن الفضل بن شاذان.
190 466- عبد الله بن أحمد بن أسيد الأصبهاني.
190 467- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن أسيد الثقفي.
190 468- عَبْد الله بْن محمد بن أَبِي الوليد القرطبي.
191 469- عَبْد الله بْن أحمد بْن مَسْلمة الفَزَاريّ.
191 470- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن القرشي.
191 471- عبد الرحمن بن محمد بن عمر الهمداني.
192 472- علي بن أحمد بن بسطام الزعفراني.
192 473- علي بن العباس بن الوليد الكوفي.
192 474- عيسى بْن سليمان بْن عَبْد الملك الْقُرَشِيّ.
"حرف الفاء"
192 475- فضل بْن سَلَمَةَ بْن جرير الجهني.(23/511)
"حرف الميم"
193 476- محمد بن إبراهيم بْن البّطال اليماني.
193 477- محمد بن إبراهيم بن آدم الصلحي.
193 478- محمد بن أحمد بْن حمّاد بْن سَعِيد الأنصاري.
194 479- محمد بن أحمد بن حماد الكوفي.
194 480- محمد بن أحمد بْن عُبَيْد بْن فَيّاض العثماني.
195 481- محمد بن أحمد بن أبي عون النسوي.
195 482- محمد بن أحمد بن هلال الشطوي.
195 483- محمد بن أحمد بن سهل البركاني.
196 484- محمد بن أحمد القرطبي.
196 485- محمد بن بنان بن معن الخلال.
196 486- محمد بن جرير بْن يزيد بْن كثير الطبري.
202 487- محمد بن الحسن بن قتيبة اللخمي.
202 488- محمد بن حمدان بن مهران النيسابوري.
303 489- محمد بن حنيف بن جعفر البخاري.
203 490- محمد بن العباس بن محمد اليزيدي.
203 491- محمد بن عبد الله بن بشير الهاشمي.
203 492- محمد بن عُمَر بْن يوسف بْن عامر الأندلسي.
204 493- معافى بن عمر بن حفص المصري.
204 494- موسى بن جرير الرقي.
"حرف النون"
205 495- نبهان بن إسحاق البشكاسي.
"حرف الهاء"
205 496- هاشم بن صالح الأندلسي.
"حرف الواو"
205 497- الوليد بْن أبان بْن بونة.
"حرف الياء"
206 498- يوسف بْن محمد بن يوسف.(23/512)
"الكنى"
206 499- أبو علي بن خيران.
"ذِكْرُ من لَمْ أَعْرفُ تاريخ موتِهِ من أهْل هذه الطبقة كتبته عَلَى التقريب"
"حرف الألف"
206 500- أحمد بن بطة بن إسحاق المديني.
207 501- أحمد بن بندار الحبال الأصبهاني.
207 502- أحمد بن حشمرد الجرجاني.
207 503- أحمد بن الحسن بن الجعد.
207 504- أحمد بن الحسين بن أبي الحسن الأنصاري.
207 505- أحمد بن الحسين بن علي الدمشقي.
208 506- أحمد بْن أَبِي الأخيل خَالِد بْن عَمْرو السلفي.
208 507- أحمد بن شهدل بن المفضل الحنظلي.
208 508- أحمد بن صالح بن محمد الفارسي.
208 509- أحمد بْن عامر بْن عَبْد الواحد البرقعيديّ.
209 510- أحمد بن عامر بن المعمر الأزدي.
209 511- أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن شجاع البغداديّ.
209 512- أحمد بن قدامة بن فرقد البلخي.
209 513- أحمد بن محمد بن جعفر الأصبهاني.
210 514- أحمد بن داود الهمداني.
210 515- أحمد بن محمد بن عبيدة بن زياد.
210 516- أحمد بن محمد بن عيسى الحمصي.
210 517- أحمد بن محمد بن الفضل الخزاعي.
211 518- أحمد بن محمد بن المؤمل الصوري.
211 519- أحمد بن محمد بن موسى العراد.
211 520- أحمد بن محمد بن يحيى الواسطي.
211 521- أحمد بن المساور بن سهيل الضبي.
212 522- أحمد بن مكرم البرتي البغدادي.(23/513)
212 523- أحمد بن موسى الحوطي.
212 524- أحمد بن نصر الحذَّاء.
212 525- أحمد بن هاشم بن عمرو البعلبكي.
212 526- إبراهيم بن دحيم عبد الرحمن الدمشقي.
213 527- إبراهيم بن دُرُسْتويه.
213 528- إبراهيم بن محمد بن بزرج.
213 529- إسماعيل بن أحمد البصري.
213 530- إسماعيل بن إبراهيم الصيرفي.
214 531- إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم المصري.
214 532- إسماعيل بن إسحاق بن الحصين المعمري.
214 533- إسحاق بن إبراهيم بن حاتم المديني.
214 534- أيّوب بْن محمد بن محمد بن أيّوب الصوري.
"حرف الباء"
214 535- بنان بن أحمد علويه.
"حرف التاء"
215 536- تميم بْن يوسف الحمصيّ الصَّيْدلانيّ.
"حرف الجيم"
215 537- جعفر بْن أحمد بْن الفَرَج الدوري.
215 538- جعفر بن محمد بن أسد النصيبي.
215 539- جعفر بن محمد بن عتيب السكري.
215 540- جعفر بن محمد بن سعيد البغدادي.
216 541- جعفر بن محمد بن العباس الكرخي.
216 542- جعفر بْن محمد بن أحمد بْن صالح المصري.
216 543- جعفر بن محمد ين يعقوب الأصبهاني.
"حرف الحاء"
216 - الحارث بن محمد بن الحارث.
216 544- الحسن بن بطة بن سعيد الزعفراني.
217 545- الحسن بن صالح البهنسي.(23/514)
217 546- الحسن بن عثمان بن زياد التستري.
217 547- الحسن بن علي بن يونس الإفريقي.
217 548- الحسن بن الفرج الغزي.
218 549- الحَسَن بْن عليّ بْن رَوح بْن عَوَانة.
218 550- الحَسَن بْن عليّ بْن مَحْميّ بْن بِهْرام.
218 551- الحسن بن موسى النوبختي.
218 552- الحسن بن يوسف بن أبي طيبة المصري.
219 553- الحسين بن أحمد بن عبد الله بن وهب البغدادي.
219 554- الحسين بن أحمد بن عصمة البغدادي.
219 55- الحسين بن أحمد بن منصور البغدادي.
219 556- الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان.
219 557- الحسين بن علي بن حماد بن مهران الرازي.
220 558- الحسين بن محمد بن جابر التميمي.
220 559- حماس بن مروان بن سماك الهمداني.
220 560- حميد بن محمد بن نصير البعلبكي.
"حرف الخاء"
221 561- الخِضر بْن الهَيْثَم بْن جَابِر الطوسي.
"حرف الزاي"
221 562- زيد بن عبد العزيز الموصلي.
"حرف السين"
221 563- سعيد بن عبد الرحيم البغدادي.
221 564- سعيد بن يعقوب القرشي الأصبهاني.
222 565- سلمان بن إسرائيل الخُجُنْدي.
"حرف الشين"
222 566- شعيب بْن محمد بن أحمد بن شعيب الدبيلي.
"حرف الصاد"
222 567- صالح بْن محمد بن صالح البغدادي الجلاب.(23/515)
"حرف العين"
222 568- عامر بْن عُقْبة بْن خَالِد الأسلمي.
223 569- عبد الله بن أحمد بن خُزَيمة البارودي.
223 570- عبد الله بن عمران بن موسى المقرئ النجار.
223 571- عبد الله بن محمد بن الأشقر.
223 572- عبد الله بن محمد بن سَلْم المقدسي.
223 573- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عَبْد الحميد الواسطي.
224 574- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بْنِ سَيَّارٍ الْفَرْهَادَانِيُّ.
224 575- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْمُقْرِئُ.
225 576- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن نصر بْن طُوَيْط الرملي.
225 577- عبد الله بن يحيى بن موسى السرخسي.
225 578- عبد الله بن هاشم الزعفراني.
226 579- عبد المؤمن بن أحمد بن حوثرة.
226 580- عبد الرحمن بن قريش الهروي.
226 581- عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة التميمي.
226 582- عُبَيْد اللَّه بْن يحيى بْن سليم البغداديّ.
227 583- عتيق بن هاشم بن جرير المرادي.
227 584- علي بن إبراهيم بن الهيثم البلدي.
227 585- علي بن الحسين بن ثابت الجهني.
227 586- علي بن داود الحراني.
227 587- علي بن الصباح بن علي الأصبهاني.
227 588- عليّ بْن عَبْد الملك بْن عَبْد ربّه الطائي.
228 589- علي بن موسى بن النضر الأنباري.
228 590- عليّ بْن عَبْد الملك بْن عَبْد الرَّحْمَن مولى قريش.
228 591- علي بن الحسن بن الجنيد النيسابوري.
228 592- عمران بن موسى النيسابوري.
229 593- عمر بن إسماعيل السراج.
229 594- عمرو بن الجنيد القاضي.(23/516)
229 595- عمر بن حفص بن هند الهمداني.
229 596- عُمَر بْن سَعِيد بْن أحمد بْن سعد الطائي.
230 597- عمر بن سهل الدينوري.
230 598- عمر بن خالد الشعيري.
231 599- عمر بن بشر النيسابوري.
"حرف الفاء"
231 600- الفضل بْن أحمد البغداديّ السّرّاج.
"حرف القاف"
231 601- القاسم بْن عُبَيْد اللَّه بْن سعَيِد بْن كثير بن عُفَير.
231 602- القاسم بن مَنْدَه بن كوشند الأصبهاني.
232 603- القاسم بن يحيى بن نصر الثقفي.
232 604- قدامة بن جعفر بن قدامة الكاتب.
232 605- قسطنطين الرومي.
"حرف الكاف"
233 606- كَهْمُس بْن مَعْمَر بْن محمد بن معمر.
"حرف الميم"
233 607- محمد بْن إبراهيم بْن يحيى بن الحكم الثقفي.
233 608- محمد بْن أحمد بْن الحُسين الأهوازيّ الْجُرَيْجيّ.
233 609- محمد بن أحمد بن أبان السلمي.
233 610- محمد بن أحمد بن أزهر الدمشقي.
234 611- محمد بْن أحمد بْن الوليد بْن يزيد الثقفي.
234 612- محمد بن أحمد بن عثمان المديني.
234 613- محمد بن أحمد بن يزيد الزُّهْريّ.
235 614- محمد بن أحمد بن يزيد بن وركشين.
235 615- محمد بْن إبراهيم بْن محمد بْن الوليد الأصبهاني.
235 616- محمد بن جبُّوَيه بن بندار الهمذاني.
235 617- محمد بن جعفر بن طرخان الاستراباذي.
236 618- محمد بْن جعفر بْن يحيى بْن رَزِين العقيلي.(23/517)
236 619- محمد بن الحسن بن الخليل النسوي.
236 620- محمد بن حصن بن خالد الألوسي
236 621- محمد بن سليمان بن محبوب "السخل".
237 622- محمد بْن صالح بْن عَبْد اللَّه الطَّبَريّ.
237 623- محمد بن سلمة بن قرباء الربعي.
237 624- محمد بن سهل البغدادي العطار.
237 625- محمد بن صالح بن عبد الرحمن بن حماد التميمي.
238 626- محمد بن عبد الله بن إبراهيم الأشناني.
238 627- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن المنتجع.
238 628- محمد بن عبد الله الزقاق.
238 629- محمد بن عبد الله بن يوسف المهري.
239 630- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن بلال الجوهريّ.
239 631- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد السلام الرملي.
239 632- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدمشقي.
240 633- محمد بن عبيد الله البغدادي.
240 634- محمد بن عبيد بن وردان الدمشقي.
240 635- محمد بن عبدوس بن مالك الثقفي.
240 636- محمد بْن عليّ بْن سالم بْن علّك الهمداني.
240 637- محمد بْن عُمَيْر بْن عَبْد السّلام الرَّمْليّ.
240 638- محمد بن عون الوحيدي.
241 639- محمد بْن المُعَافَى بْن أحمد بْن أَبِي كريمة الصيداوي.
241 640- محمد بن هارون بن مجمع المصيصي.
241 641- محمد بن هاشم العذري الجسريني.
241 642- محمد بن يحيى بن داود الدمشقي.
242 643- محسن بْن محمد بْن خَالِد بْن عَبْد السلام.
242 644- محمود بْن محمد بْن الفضل بْن الصّبّاح التميمي.
242 645- مسلمة بن الهيصم العبدي.
242 646- موسى بن علي بن عبد الله الختلي.(23/518)
243 647- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن خَالِد بْن شيرزاد.
243 648- ميمون بن عمر بن المغلوب المالكي.
"حرف النون"
243 649- النُّعْمان بْن هارون بْن أَبِي الدلهاث.
"حرف الهاء"
244 650- هارون بن الحسين النجاد.
244 651- هارون بن إبراهيم بن حماد البغدادي.
244 652- هارون بن عبد الرحمن العكبري.
244 653- هاشم بن إسحاق الأندلسي.
"حرف الواو"
244 654- الوليد بْن المطّلب بْن نبيه السهمي.
"حرف الياء"
244 655- يحيى بن طالب الأنطاكي.
245 656- يحيى بْن عليّ بْن محمد بْن هاشم بن مرداس الكندي.
245 657- يحيى بن محمد بن عمران الحلبي البالسي.
245 658- يسر بن أنس البغدادي.
245 659- يعقوب بن إسحاق العطار.
246 660- يعقوب بن يوسف بن خازم الطحان.
246 661- يوسف بن يعقوب بن مهران الفقيه.
"الكنى"
246 662- أبو عبد الرحمن اللهبي.
246 663- أبو جعفر محمد بْن عَبْد اللَّه اللَّهْبيّ.
246 664- أبو العباس أحمد بن محمد اللهبي.(23/519)
وقائع الطبقة الثانية والثلاثين
"أحداث سنة إحدى عشر وثلاثمائة"
247 ذكر عزل حامد بن العباس عن الوزارة.
247 ذكر عزل علي بن عيسى.
248 ذكر نكبة ابن مقلة.
248 ذكر إخراج مؤنس الخادم إلى الرقة.
248 ذكر تفرُّغ ابن الفُرات لنكبة ابن الحاجب وشفيع المقتدري.
249 ذكر رد المواريث.
249 ذكر دخول الجنابي البصرة.
249 ذكر إشخاص الماذرائي إلى بغداد.
249 ذكر ولاية الراشدي دمشق.
250 ذكر صرف ابن حربويه عن قضاء مصر.
250 ذكر ظهور شاكر الزاهد.
"أحداث سنة اثنتي عشرة"
250 ذكر وقوع ركب العراق في أسر الجنابي.
251 ذكر ضعف أمر ابن الفرات.
251 ذكر القبض على ابن الفرات.
251 وزارة الخاقاني.
252 ذكر قتل ابن الفرات وابنه.
252 ذكر إطلاق القرمطي لأبي الهيجاء من الأسر.
252 ذكر فتح فرغانة.
252 ذكر إطلاق ولدي ابن الفرات
"أحداث سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة"
253 ذكر دخول القرمطي الكوفة ونهبها.
253 ذكر عزل الخاقاني من الوزارة.
253 ذكر كثرة الرطب ببغداد.(23/520)
253 ذكر كشف مصر.
254 ذكر عزل ابن مكرم عن قضاء مصر.
"أحداث سنة أربع عشرة وثلاثمائة"
254 ذكر نزوح أهل مكة.
254 ذكر دخول الروم ملطية.
254 ذكر تجمد دجلة بالموصل.
254 ذكر ثلج بغداد.
254 ذكر امتناع حجاج خراسان والعراق.
255 ذكر القبض على الوزير ابن الخصيب.
255 ذكر وفاة ابن خاقان.
255 ذكر منازلة الروم ملطية.
255 ذكر صرف الجوهري عن قضاء مصر.
"أحداث سنة خمس عشرة"
255 ذكر إكرام المقتدر لعيسى بن علي.
256 ذكر انتهاب الروم سميساط.
256 ذكر امتناع مؤنس من وداع المقتدر.
256 ذكر قدوم مؤنس على المقتدر.
256 ذكر ظهور الديلم على الري والجبال.
257 ذكر تغلب ابن شيرويه على قزوين.
257 ذكر حرب ابن أبي الساج والقرامطة.
257 ذكر نزول القرامطة عند الأنبار.
258 ذكر قتل ابن أبي الساج.
258 ذكر فشل القرمطي في دخول هيت.
258 ذكر إنفاق المقتدر المال لحرب القرامطة.
258 ذكر الخلع على بعض القرامطة.
259 ذكر ولاية أبي الهيجاء.(23/521)
259 ذكر شغب الجند ببغداد.
259 ذكر وفاة الجوهري ابن الجصاص.
"أحداث سنة ست عشرة وثلاثمائة"
262 ذكر استباحة القرمطي الرحبة.
263 ذكر أمان أهل قرقيسيا.
263 ذكر ارتداد القرمطي عن الرقة.
263 ذكر انصراف القرمطي عن الكوفة.
263 ذكر وزارة ابن مقلة.
263 ذكر بناء القَرْمَطيّ دار الهجرة والدعوة إلى المهديّ.
263 ذكر الوحشة بين المقتدر ومؤنس.
264 ذكر امتناع الحج.
264 ذكر دخول الروم خلاط.
"أحداث سنة سبع عشرة وثلاثمائة"
264 ذكر فتنة خلع المقتدر وخلافة القاهرة.
265 ذكر عودة المقتدر إلى الخلافة.
266 مقتل أبي الهيجاء بن حمدان.
267 ذكر ولاية ابن غريب الجبل.
267 ذكر تقليد ابني رائق شرطة بغداد.
267 ذكر تقليد ابن ياقوت الحجابة.
267 ذكر موت ثمل.
267 ذكر دخول القرمطي مكة واقتلاع الحجر الأسود.
268 ذكر رواية السمناني عن القرمطي.
269 ذكر رواية القليوبي عن الحجر الأسود.
269 ذكر ولاية ابن طغج دمشق.
269 ذكر ولاية ابن يوسف قضاء القضاة.
269 ذكر الفتنة في تفسير آية.(23/522)
270 ذكر تعظيم ابن محرم للحجر الأسود.
270 ذكر الخلاف بين أمير خراسان وإخوته.
270 ذكر شعر القرمطي.
271 ذكر من قتل بيد القرامطة.
271 ذكر نازوك.
271 ذكر خوف أهل الثغور من الروم.
"أحداث سنة ثمان عشرة"
272 ذكر تقليد ابن ياقوت شرطة بغداد.
272 ذكر ريح عظيمة ببغداد.
272 ذكر القبض على ابن مقلة.
272 ذكر وزارة ابن مخلد.
272 ذكر حج ركب العراق.
273 ذكر الوباء المهول.
273 ذكر هزيمة الروم.
"أحداث سنة تسع عشرة"
273 ذكر القبض على الوزير سليمان بن الحسن.
273 ذكر وزارة الكلوذاني.
273 ذكر الوقعة بين ابن غريب ومرداويج.
273 ذكر وزارة الحسين بن القاسم.
274 ذكر الوحشة بين مؤنس والمقتدر.
274 ذكر انتصار مؤنس ودخوله الموصل.
274 ذكر هرب أهل الكوفة من القرمطي.
274 ذكر دخولهم الديلم الدينور.
275 ذكر ولاية المعز.
275 ذكر امتناع ركب العراق.
275 ذكر غزوة والي طرسوس في الروم.(23/523)
275 ذكر نجدة ابن حمدان لأهل ملطية وسميساط.
275 ذكر دخول والي طرسوس عمورية.
275 ذكر الوباء ببغداد.
"أحداث سنة عشرين وثلاثمائة"
276 ذكر وزارة ابن الفرات.
276 ذكر ولاية مردوج الديلمي.
276 ذكر انتهاب الجند دور ابن الفرات.
276 ذكر امتناع ركب العراق.
276 ذكر مقتل الخليفة المقتدر.
277 ذكر رواية الصولي عن مقتل المقتدر.
278 ذكر إسراف المقتدر.
279 ذكر خلافة القاهر.
279 ذكر تعذيب أم المقتدر وموتها.
279 ذكر تعذيب القهرمانة.
279 ذكر وزارة ابن مقلة.
279 ذكر إهانة مؤنس لشفيع المقتدري.
280 ذكر الصلاة على المقتدر.(23/524)
"الطبقة الثانية والثلاثون"
المتوفّون في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة
"حرف الألف"
280 1- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي صالح المروزي.
280 2- أحمد بن الحارث بن مسكين.
281 3- أحمد بن حفص بن يزيد.
281 4- أحمد بْن حمدان بْن عليّ بْن سِنان.
282 5- أحمد بْن أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز البغوي.
282 6- أحمد بْن عَبْد الواحد بْن رُفَيْدة بْن وهب البخاري.
283 7- أحمد بن محمد بن بشار البغدادي.
283 8- أحمد بن محمد بن الحسين الجريري الصوفي.
283 9- أحمد بن محمد بن الصلت الكاتب.
284 10- أحمد بْن محمد بْن شَبطون زياد بْن عبد الرحمن.
284 11- أحمد بن محمد بن نصر الضُبَعي الأحول.
284 12- أحمد بن محمد بن هارون الخلال.
285 13- إبراهيم بن السري بن سهل الزجاج.
286 14- إبراهيم بْن عَبْد الواحد بْن عَبْد اللَّه العنسي.
286 15- إبراهيم بن مطروح المصري.
286 16- إسحاق بن إبراهيم المروزي التاجر.
286 17- إسحاق بن محمد بن علي بن سعيد المديني.
287 18- إسماعيل بن علي بن نوبخت المعتزلي.
"حرف الباء"
287 19- بدر الحمامي الأمير.
"حرف الجيم"
287 20- جعفر بْن محمد بْن بشّار.(23/525)
"حرف الحاء"
288 21- حامد بن العباس الوزير.
292 22- حماد بن شاكر بن سوية.
"حرف السين"
292 23- سليمان بن حامد القرطبي.
292 24- سهل بن يحيى الحداد.
"حرف الشين"
293 25- شعيب بن إبراهيم العجلي.
"حرف العين"
293 26- العبّاس بْن أحمد بْن أَبِي شحمة القطيعي.
293 27- عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم المدائني.
294 28- عبد الله بن عروة الهروي.
294 29- عبد الله بن عمر بن سليمان الكوكبي.
294 30- عبد الله بن محمود السعدي المروزي.
294 31- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عَمْرو النَّصْراباذيّ.
295 32- عَبْدان بْن أحمد بْن أَبِي صالح النهدانيّ.
295 33- عليّ بْن أحمد بْن عليّ بْن عِمران الجرجاني.
295 34- عُمَر بْن محمد بْن بُجير بْن حازم بن راشد الهمداني.
296 35- عَمْرو بْن محمد بْن الخليل بْن نُعَيْم العتكي الناقد.
"حرف الكاف"
296 36- كامل بْن مكّيّ بْن محمد بن وردان التميمي.
"حرف الميم"
297 37- محمد بْن أحمد بن الصَّلْت البغدادي.
297 38- محمد بن إسماعيل بن علي بن النعمان بن راشد.
297 39- مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمَة بْن المغيرة السلمي.
301 40- محمد بن زكريا الرازي الطبيب.(23/526)
301 41- محمد بن شادل بن علي النيسابوري.
302 42- محمد بْن مكّيّ بْن محمد بْن سليمان الخولاني.
302 43- محمد بن يزداد بن أدين.
302 44- مظفر بن عاصم بن أبي الأغر البجلي.
"وفيات سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة"
"حرف الألف"
303 45- أحمد بْن الحَسَن بْن هارون الخراز.
303 46- أحمد بن الحسين بن أحمد الكرجي.
303 47- أحمد بن زكريا النيسابوري.
303 48- أحمد بن عمرو الألبيري.
304 49- أحمد بْن محمد بْن الأزهر بْن حُريث.
304 50- أحمد بْن محمد بْن زياد بْن عَبْد الرحمن.
304 51- أحمد بْن محمد بْن عثمان بْن شبيب الرازي.
305 52- أحمد بن محمد بن الهيثم الدوري.
305 53- إبراهيم بن حمش النيسابوري.
305 54- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن جعفر الكندي.
305 55- إسحاق بن بنان بن معن الأنماطي.
306 56- إِسْحَاق بْن أحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله النسفي.
306 57- إِسْحَاق بْن محمد بْن إبراهيم بْن حكيم الأصبهاني.
"حرف الحاء"
306 58- حَزْم بْن وهْب بْن عَبْد الكريم.
306 59- الحسن بن علي بن نصر الطوسي.
307 60- الحَسَن بْن محمد بْن حسين بْن هزاريّ.
307 61- الحُسين بْن أحمد بْن حفص بْن عَبْد الله النيسابوري.
307 62- الحسين بن إدريس بن عبد الكبير الغيفي.
307 63- الحُسين بْن علي بْن حَسَن بْن عليّ بْن عمر الحسيني.(23/527)
"حرف السين"
308 64- سفيان بن هارون القاضي.
308 65- سليمان بن عبد السلام القرطبي.
"حرف العين"
308 66- عَبَّاس بْن الفضل النَّيْسابوريّ المحمداباذيّ.
308 67- عليّ بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن الحَسَن بْن الفرات الوزير.
309 68- عَبْد اللَّه بْن عَبْد السّلام بْن بُنْدار الأصبهاني.
309 69- عبد الرحمن بن أحمد بن عبّاد.
310 70- عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد البغدادي.
310 71- عُبَيْد اللَّه بْن عليّ بْن إبراهيم العلويّ البغدادي.
310 72- عليّ بْن الحَسَن بْن خَلَف بْن قُديد المصري.
311 73- عُمَر بْن أَبِي حسّان عَبْد اللَّه بْن عمرو الزيادي.
"حرف الميم"
311 74- محمد بْن دُبَيْس بْن بكّار المقرئ البندار.
311 75- محمد بن سليمان بن فارس النيسابوري.
312 76- محمد بْن سُفْيَان بْن عَبْد اللَّه بْن بيان النيسابوري.
312 77- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قاسم القرطبي.
312 78- محمد بن عُبَيْد الله بن يحيى بن خاقان الوزير.
313 79- محمد بْن محمد بْن سليمان بْن الحارث الواسطي.
314 80- محمد بن هارون بن حميد البغدادي.
315 81- موسى بْن عَبْد الملك بْن عَبْد الرَّحْمَن بن حماد.
"الكنى"
315 82- أبو محمد الجريري.
"وفيات سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة"
"حرف الألف"
316 83- أحمد بْن إسماعيل بْن خَالِد الجرجاني.(23/528)
317 84- أحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق.
317 85- أحمد بن عبدان الهمداني المقرئ.
317 86- أحمد بْن محمد بْن بَطّة بْن إِسْحَاق المديني.
317 87- أحمد بن محمد بن الحسين الماسرجسي.
318 88- إبراهيم بْن السِّنْديّ بْن عليّ بْن بَهْرام.
318 89- إبراهيم بن محمد بن أيوب البغدادي الصائغ.
318 90- إبراهيم بن نجيح الفقيه.
318 91- إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن جميل.
"حرف الثاء"
318 92- ثابت بْن حَزْم بْن عَبْد الرحمن بن مطرف العوفي.
"حرف الجيم"
318 93- جُماهر بْن محمد بْن أحمد الدمشقي الأزدي.
"حرف الحاء"
320 94- الحَسَن بْن الأزهر بْن الحارث بن سكسك.
320 95- الحسن بن علي بن موسى المصري.
320 96- الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شعبة.
320 97- حفص بْن عُمَر بْن نَجِيح الخَوْلانيّ إلْبِيريّ.
"حرف الخاء"
321 98- الخليل بن أبي رافع الواسطي الطحان.
"حرف الزاي"
321 99- زكريّا بْن محمد بْن بكّار الميداني.
321 100- زكريا بن يحيى بن حوثرة النيسابوري.
"حرف السين"
321 101- سعيد بن سعدان الكاتب.
322 102- سليمان بْن محمد بن البَخْتَري بْن عَبْد الوهاب.(23/529)
"حرف الشين"
322 103- شيخ بن عمير بن صالح.
"حرف العين"
322 104- العبّاس بْن يوسف بْن عديّ الكوفي.
322 105- عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم المصري.
323 106- عبد الله بن إسحاق بن إلياس النيسابوري.
323 107- عَبْد اللَّه بْن الحُسين بْن حُمَيْد بْن معقل القنطري.
323 108- عَبْد اللَّه بْن زَيْدان بْن بُرَيْد بْن رزين بن الربيع.
323 109- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يعقوب بْن مهران.
323 110- عبيد الله بن أحمد بن علية الأصبهاني.
324 111- عبيد الله بن عثمان الأموي.
324 112- عتيق بن عبد الله بن المتوكل.
324 113- عثمان بن سهل البغدادي الأدمي.
324 114- عليّ بن سعيد بن عبد الله العسْكريّ.
325 115- عليّ بْن عَبْد الحميد بْن عَبْد اللَّه بْن سليمان الغضائري.
325 116- علي بن محمد بن بشار البغدادي.
325 117- عمر بن محمد بن حفص الوراق.
"حرف الميم"
326 118- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي عون النسوي.
326 119- محمد بْن أحمد بْن المؤمِّل بْن أبان.
326 120- محمد بن أحمد بن هشام الطالقاني.
327 121- محمد بن أحمد القرطبي.
327 122- محمد بن أحمد بن خراش البغدادي.
327 123- محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي الطيالسي.
328 124- محمد بن إبراهيم البرتي الأطروش الكاتب.
328 125- محمد بن إدريس بن إياس السامي.(23/530)
328 126- مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن مِهْران الثقفي.
330 127- محمد بن تمام بن صالح البهراني.
330 128- محمد بن جمعة بن خلف القهستاني.
331 129- محمد بْن حفص بْن محمد بْن يزيد النيسابوري الشعراني.
331 130- محمد بن حمويه بن عباد النيسابوري السرّاج.
332 131- محمد بن حشنام النيسابوري.
332 132- محمد بن سلم بن يزيد الواسطي.
332 133- محمد بن سهل بن الصباح الأصبهاني.
332 134- محمد بن الضحاك بن عمرو بن أبي عاصم النبيل.
333 135- محمد بن عبدة بن حرب البصري العباداني.
334 136- محمد بْن يحيى بْن خَالِد بْن يزيد بن متى.
335 137- محمد بْن يحيى بْن خَالِد بْن مِهْران النيسابوري.
"حرف الياء"
335 138- يحيى بْن محمد بْن محمد بن زياد الكلبي.
335 139- يوسف بن يعقوب الواسطي الأصم.
336 140- يوسف بن يعقوب النيسابوري.
"وفيات سنة أربع عشرة وثلاثمائة"
"حرف الألف"
336 141- أحمد بْن جعفر بْن نَصْر الرازي.
337 142- أحمد بن عبيد الله بن عمار الثقفي.
337 143- أحمد بن عبدوس بن حمدويه الصفار.
337 144- أحمد بْن محمد بْن حَسَن بْن أَبِي حمزة البلخي.
338 145- أَحْمَد بْن محمد بْن عُمَر بْن عَبْد الرحمن القرشي التيمي.
338 146- محمد بن محمد بن الفضل السجستاني.
339 147- إبراهيم بن محمد بن الضحاك الفارسي الأعور.
339 148- إسحاق بن إبراهيم بن الخليل البغدادي.(23/531)
"حرف الباء"
339 149- بكر بن عمرو الشيرواني.
"حرف الثاء"
339 150- ثابت بن حزم السرقسطي.
"حرف الحاء"
339 151- حاتم بْن أحمد بْن محمود بن عفان بن خازم.
340 152- الحسن بن صاحب بن حميد.
340 153- الحسن بن محمد بن دكه الأصبهاني.
"حرف السين"
341 154- سعيد النوبي.
341 155- سعيد بن الحسن بن شداد المسمعي.
341 156- سعدون بن طالوت الأندلسي.
341 157- سلمة بن النضر بن سواد البستي.
341 158- سليمان بْن دَاوُد بْن كثير بْن وَقْدان.
"حرف الطاء"
342 159- طاهر بن يحيى بن الحسين العلوي.
"حرف العين"
342 160- عامر بْن خُرَيْم بْن محمد المري الدمشقي.
342 161- العباس بن يوسف الشكلي.
343 162- عَبْد اللَّه بْن محمد الخاقاني ابن الوزير أبي علي.
343 163- عبد الله بن محمد بن داود النيسابوري.
343 164- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن هاشم بْن طرماح الطوسي.
343 165- علي بن إسماعيل بن كعب الدقاق.
344 - علي بن القاسم العسكري.
344 166- علي بن محمد بن العلاء النيسابوري.
344 167- عليّ بْن أَبِي مروان بْن عَبْد الملك المصري.(23/532)
344 168- عُلَيْم بْن أحمد بْن عَبْد الأحد بْن الليث.
"حرف الفاء"
344 169- الفتح بْن إدريس بْن نَصْر الكاتب.
344 170- الفضل بْن إمام الأئمّة أَبِي بَكْر بْن خزيمة.
"حرف الميم"
345 171- محمد بْن إبراهيم بْن عامر بن إبراهيم المديني.
345 172- محمد بن جعفر بن بكر.
345 173- محمد بن حبش البغدادي الواعظ.
345 174- محمد بن حبش بن مسعود السراج.
346 175- محمد بن حزْرَة بن عبد الوارث المهري.
346 176- محمد بْن عاصم بْن ياسين بْن عَبْد الأحد القتباني.
346 177- محمد بْن عليّ بْن حَسَن بْن الخليل النيسابوري.
346 178- محمد بْن علي بْن حَسَن بْن عليّ بْن حرب.
347 179- مُحَمَّد بْن عُمر بْن عَبْد اللَّه بْن حسن بن حفص الذكواني.
347 180- محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي.
347 181- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن النفاح بن بدر الباهلي.
348 182- محمد بن محمد بن يوسف البخاري.
348 183- محمد بْن يحيى بْن عُمَر بْن لُبَابة القرطبي.
348 184- محمود بن عنبر بن نعيم الأزدي.
"حرف النون"
349 185- نَصْر بْن القاسم بْن نَصْر الفرائضي.
"حرف الياء"
349 186- يحيى بْن محمد بْن يحيى التميمي النيسابوري.
349 187- يعقوب بن محمود النيسابوري.(23/533)
"وفيات سنة خمس عشرة وثلاثمائة"
"حرف الألف"
350 188- أحمد بْن إبراهيم بْن صالح النيسابوري.
350 189- أحمد بن حمدويه بن موسى.
350 190- أحمد بن الخضر المروزي.
350 191- أحمد بن زكريا البغدادي النحاس.
351 192- أحمد بن سعيد بن مرابة الخراز.
351 193- أحمد بْن عليّ بْن الحُسين بْن شَهْرَيار.
351 194- أحمد بْن محمد بْن الحَسَن الرَّبَعِيّ الخزّاز.
352 - أحمد بن نصر الواسطي.
352 195- أحمد بن الوليد الأزدي.
352 196- إبراهيم بن السري بن يحيى التميمي.
352 197- إبراهيم بْن نَصْر بْن عنبر بْن شاهويه.
352 198- إسحاق بن أحمد الكاغدي.
352 199- إسماعيل بن إبراهيم بن الحارث النيسابوري.
"حرف الحاء"
353 200- الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن بن إبراهيم الجُنَابَذي.
353 201- الحَسَن بْن محمد بْن الحَسَن بْن صالح بن شيخ.
353 202- الحسين بن سعيد بن غندر القرشي.
353 203- الحُسين بْن محمد بْن مُصْعَب بْن زُرَيْق.
354 204- الحُسين بْن محمد بْن محمد بْن عُفَيْر البغدادي.
354 205- الحُسين بْن عَبْد اللَّه الجوهريّ بْن الجصّاص.
"حرف السين"
354 206- سَلْم بْن مُعَاذ بْن السلم بن الفضل.
354 207- سهل بن إدريس.(23/534)
"حرف الطاء"
355 208- طاهر بْن يحيى بْن قُبَيْصة الفلقي.
"حرف العين"
355 209- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن سعيد الجصاص.
355 210- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن يوسف بْن حيان.
355 211- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحسين الماسرجسي.
356 212- عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني.
356 213- عبد الله بن محمد بن صبحي العمري.
357 214- عبد الله بن محمد بن عبدان العسكري.
357 215- عبد الرحمن بن الحسن بن أيوب الشعيري.
357 216- عبد الواحد بن حمدون المُرّي الأندلسي.
357 217- علي بن سليمان بن الفضل البغدادي النحوي.
"حرف الفاء"
358 218- الفتح بْن إدريس الإصبهانيّ الكاتب.
"حرف الميم"
358 219- مُحَمَّدُ بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الأصبهاني.
358 220- محمد بْن أحمد بْن عَمْرو بْن هشام الأبهري.
359 221- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحُسين الماسرجسي.
359 222- محمد بْن إبراهيم بْن عَمْرو الْقُرَشِيّ السَّهميّ.
359 223- محمد بن إبراهيم بن خالد الأسواني.
359 224- محمد بْن إسماعيل بْن القاسم بْن إبراهيم الحسني.
360 225- محمد بن جعفر بن الصيرفي.
360 226- محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي.
360 227- محمد بن زكريا بن الحسن الشيباني.
360 228- محمد بْن عاصم بْن ياسين بْن عَبْد الأحد القتباني.
361 229- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن العَنْبريّ بْن عطاء.(23/535)
361 230- محمد بْن أَبِي عديّ بْن أحمد بْن زحر بن السائب.
361 231- محمد بن عمرو بن سلمة النيسابوري.
361 232- محمد بْن فَضَالَةَ بْن الصَّقْر بْن فَضَالَةَ اللخمي.
361 233- محمد بن الفيض بن محمد بن الفياض.
362 234- محمد بن القاسم بن سعيد التجيبي.
362 235- محمد بن محمد بن خلف بن قديد.
362 236- محمد بن مسور الأندلسي.
362 237- محمد بْن المسيّب بْن إِسْحَاق بْن عَبْد الله.
363 238- محمد بن نصر بن عيشون الأندلسي.
363 239- محمد بن يوسف بن الصديق الكرميني.
"حرف النون"
364 240- النُّعْمان بْن أحمد بْن نُعَيْم الواسطي.
"حرف الياء"
364 241- يحيى بْن زكريّا بْن سليمان بن فطر القرطبي.
364 242- يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمارة الغُوطيّ.
364 243- يحيى بن يحيى القرطبي.
365 244- يوسف بْن عَبْد الأحد بْن سُفْيَان القِمّنيّ.
"وفيات سنة ست عشرة وثلاثمائة"
"حرف الألف"
365 245- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن سيف السجستاني.
365 246- أحمد بن محمد بن سعيد النيسابوري.
365 247- أحمد بن نصر البغدادي القاضي.
366 248- أحمد بْن هشام بن عمّار بْن نُصَيْر.
"حرف الباء"
366 249- بُنان بْن محمد بْن حَمْدان بن سعيد الواسطي.(23/536)
"حرف الحاء"
368 250- الحُسين بْن محمد بْن مُصْعَب السنجي.
"حرف الدال"
368 251- دَاوُد بْن الهَيْثَم بْن إِسْحَاق بن بهلول.
"حرف الزاي"
368 252- الزُّبَيْر بْن محمد بْن أحمد البغدادي.
369 253- زيد بن عبد العزيز بن حيان الموصلي.
"حرف الصاد"
369 254- صالح بْن أَبِي مقاتل أحمد بن يونس البغدادي.
"حرف العين"
369 255- عَبْد اللَّه بْن أَبِي دَاوُد سليمان بن الأشعث.
374 256- عبد الله بن محمد بن عمر القنطري.
374 257- عبد الله بن محمد بن الفرج الزطني.
375 258- عبد الرحمن بن محمد بن حريث البخاري.
375 259- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَليّ بْن زهير القرشي.
375 260- علي بن محمد البجلي الإفريقي.
375 261- عُمَر بْن حفص بْن غالب الثَّقْفيّ الصّابونيّ.
"حرف القاف"
376 262- القاسم بْن عَبْد الرَّحْمَن الأنباريّ.
376 263- قتيبة بن أحمد بن شريح البخاري.
"حرف الميم"
376 264- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحَسَن بْن زياد النيسابوري.
376 265- محمد بْن أحمد بْن سُليمان بْن بُرْدة.
376 266- محمد بْن جعفر بْن محمد بْن ثوابة الكاتب.
377 267- محمد بْن جعفر بْن محمد بْن المهلب الديباجي.
377 268- محمد بْن حامد بْن عَبْد اللَّه الْقُرَشِيّ.(23/537)
377 269- محمد بْن الحُسين بْن أحْمَد بْن محمد بن الحسين.
378 270- محمد بن الحسين بن حفص الكاتب.
378 271- محمد بْن خُرَيْم بْن محمد بْن عَبْد الملك العقيلي.
378 272- محمد بن السري البغدادي النحوي.
379 273- محمد بْن عقيل بْن الأزهر بْن عقيل البلخي.
379 274- محمد بْن محمد بْن الربيع بْن سليمان المرادي.
379 275- محمد بن معاذ بن الفرة الماليني.
"حرف النون"
380 276- نَصْر بْن الفتح بْن يزيد العتكي السمرقندي.
"حرف الياء"
380 277- إلياس بن رجاء النيسابوري الدهان.
380 278- يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد.
"وفيات سنة سبع عشرة وثلاثمائة"
"حرف الألف"
381 279- أحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن أحمد بن حاجب النيسابوري.
381 280- أحمد بْن جعفر بْن محمد بْن سَعِيد الأصبهاني.
382 281- أحمد بن الحسن بن العباس بن شقير البغدادي.
382 282- أحمد بن الحسين البرذعي.
382 283- أحمد بن عقيل بن الأزهر البلخي.
383 284- أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن حفص بن سلم الحيري.
383 285- أحمد بْن محمد بْن إِسْحَاق بْن أَبِي خميصة.
383 286- أحمد بن محمد بن إسماعيل الهيتي.
384 287- أحمد بن محمد بن يحيى الرازي الشحام.
384 288- أحمد بْن محمد بْن شبيب البغداديّ البزّاز.
384 289- أحمد بن نصير بن زياد الهواري المالكي.
384 290- إبراهيم بْن محمد بْن عَبْد اللَّه الْقُرَشِيّ الكُرَيزي.(23/538)
385 291- إسحاق بن إبراهيم بن عمار الأنصاري.
"حرف الباء"
385 292- بدر بْن الهَيْثَم بْن خَلَف اللخمي.
386 293- جعفر بن أحمد بن عمرو النيسابوري.
386 294- جعفر بن عبد الله بن مجاشع الختلي.
387 295- جعفر بن محمد بن إبراهيم البغدادي.
387 296- جعفر بْن محمد بْن أحمد بْن بحر التميمي.
"حرف الحاء"
387 297- حَرَميّ بن أبي العلاء.
388 298- الحسن بن إسماعيل الغساني المصري.
388 299- الحسن بن علي العدوي.
388 300- الحَسَن بْن محمد بْن الحَسَن بْن زياد الأصبهاني.
388 301- الحسن بن محمد بن سنان القنطري.
388 302- الحسن بن محمد بن يحيى العقيلي.
389 303- الحسين بن محمد بن غويث التنوخي.
"حرف الدال"
389 304- دَاوُد بْن سليمان بْن خُزَيْمة الكرميني.
"حرف الزاي"
389 305- الزُّبَيْر بْن أحمد بْن سليمان بن عبد الله بن عاصم الزبيري.
"حرف الطاء"
389 306- طاهر بْن عليّ بْن عَبْدُوس الطبراني.
"حرف العين"
390 307- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن إبراهيم البغدادي المارستاني.
390 308- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن نصر النيسابوري.
391 309- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بن المرزبان بن سابور البغوي.
393 310- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عَبْدُوس البغداديّ العطشي.(23/539)
393 311- عبد الله بن معمر بن العمركي.
394 312- عبد الرحمن بن الحسن الدمياطي.
394 313- عبد الرحمن بن عبد الله بن الزبير الرهاوي.
394 314- عُفَيْر بْن مسعود بْن عُفَيْر بْن بِشْر الغساني.
394 315- عليّ بْن الحَسَن بْن سعْد بْن المختار الهمداني.
395 316- علي بن الحسن بن المغيرة البغدادي الدقاق.
395 317- عليّ بْن أحمد بْن سليمان بْن ربيعة المصري.
395 318- عليّ بْن محمد بْن يحيى بْن خَالِد المروزي.
396 319- عمران بن عثمان بن يونس الأندلسي.
396 320- عُمَر بْن حفص بْن غالب بْن أَبِي التمام الأندلسي.
"حرف الفاء"
396 321- الفضل بْن أحمد بْن منصور بن ذيال الزبيدي.
"حرف الميم"
396 322- محمد بْن أحمد بْن زُهَيْر بن طهمان القيسي.
397 323- محمد بن إبراهيم بن فوزان النيسابوري.
397 324- محمد بن إدريس بن وهب الأعور.
397 325- محمد بْن جَابِر بْن سِنان الحرّانيّ البِتّانيّ.
397 326- مُحَمَّد بْن أَبِي الحُسين أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عمار الهروي.
398 327- محمد بن خالد بن يزيد البرذعي.
398 328- محمد بن زبان بن حبيب الحضرمي.
399 329- محمد بن عبد الله بن سعيد الأصبهاني.
399 330- محمد بن عبد الحميد الفرغاني العسكري.
399 331- محمد بن عبد السلام بن عثمان الفزاري.
400 332- محمد بْن عَبْد الصَّمد بْن هشام الصَّدَفيّ.
400 333- محمد بن عبيد بن أيوب القرطبي الدباج.
400 334- محمد بن الفضل بن العباس البلخي.(23/540)
401 335- محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي.
402 336- محمد بْن يزيد بْن أبي خَالِد الأندلسيّ.
402 337- محمد بن هارون بن منصور النيسابوري.
402 338- محمد بن محمد بن خالد القيسي الطويري.
402 339- محمد بن أبي خالد الأندلسي البجاني.
403 340- منثيل بن عفيف المرادي.
"حرف الهاء"
403 341- هشام بْن الوليد بْن محمد بن عبد الجبار الغافقي.
"حرف الياء"
403 342- يحيى بْن محمود بْن عُبَيْد الله بن أسد النيسابوري.
"وفيات سنة ثمان عشر وثلاثمائة"
"حرف الألف"
404 343- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي عاصم اللؤلؤي.
404 344- أحمد بن إسحاق بن بهلول بن حسان التنوخي.
405 345- أحمد بن جعفر الفهري.
405 346- أحمد بن علي بن عبيد الله الأنصاري.
405 347- أحمد بن محمد بن حكيم الصدفي.
405 348- أحمد بْن محمد بْن سليمان بْن حبش الكاتب.
406 349- أحمد بن محمد بن المغلس البغدادي.
406 350- أحمد بن يعقوب البغدادي العطار.
406 351- إسماعيل بن إبراهيم بن عمار الأنصاري.
406 352- إسماعيل بن داود بن وردان المصري.
407 353- إسماعيل بن سليمان البزاز.
407 354- إسحاق بن حمدان بن العباس البلخي.
"حرف الثاء"
407 355- ثابت بْن بدير القُرْطُبيّ المالكيّ المفتي.(23/541)
"حرف الجيم"
407 356- جعفر بن محمد بن يعقوب الصندلي.
"حرف الحاء"
408 357- الحسن بن حمدون بن الوليد النيسابوري.
408 358- حَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن مذحج بْن محمد.
408 359- الحَسَن بْن عليّ بْن أحمد بْن بشّار البغدادي.
409 360- الحُسين بْن الحَسَن بْن سُفْيَان بْن زياد الفسوي.
409 361- الحسين بن محمد بن مودود الحراني.
410 362- الحسين بن يوسف بن يعقوب الأسواني.
"حرف الزاي"
410 363- زَنْجَوَيه بْن محمد بْن الحَسَن الزاهد.
"حرف السين"
410 364- سَعِيد بْن عَبْد العزيز بْن مروان الحلبي.
411 365- سليمان بن أبي الشريف القضاعي.
"حرف الصاد"
411 366- صهيب بن منيع القرطبي.
"حرف العين"
411 367- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن عتاب العبدي.
412 368- عبد الله ابن إسحاق بن سيامرد النهاوندي.
412 369- عبد الله بن جعفر بن أحمد بن خشيش البغدادي.
412 370- عَبْد اللَّه بْن حَمُّوَيْه بْن إبراهيم الهَمْذانيّ.
412 371- عبد الله بن محمد بن مسلم الإسفرائيني.
413 372- عبد الله بن محمد بن حسن الكلاعي.
413 373- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن حنين القُرْطُبيّ.
413 374- عبد الحكم بن محمد بن سلام الصدفي.
413 375- عبد الحميد بن محمد بن الحسين البغدادي.(23/542)
414 376- عبد العليم بن محمد الدمياطي.
414 377- عَبْد الملك بْن أحمد بْن نَصْر البغداديّ.
414 378- عَبْد الواحد بْن محمد المهتديّ باللَّه بْن هارون.
415 379- عروة بن حسين بن عياش المصري.
415 380- عمرو بن يوسف بن مساور المعافري.
415 381- عيسى بن محمد الموسقندي الرازي.
"حرف الفاء"
415 382- فرج بن إسحاق القتابي المصري.
"حرف الميم"
415 383- محمد بْن إبراهيم بْن نيروز البغدادي.
416 384- محمد بن أحمد بن حماد زغبة بن مسلم التجيبي.
416 385- محمد بْن أحمد بْن سهل بْن أَبِي زيد.
416 386- محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري.
417 387- محمد بن أحمد بن معمر الحربي.
417 388- محمد بن إبراهيم بن مسرور القرطبي.
417 389- محمد بن إسماعيل بن الفرج المهندس.
418 390- محمد بن بكر بن بكار الملائي.
418 391- محمد بْن الْحُسَيْن بْن حميد بْن الرَّبِيع اللخمي.
418 392- محمد بن حمدان بن سفيان الطرائفي.
418 393- محمد بن زهير بن الفضل الأبلي.
419 394- محمد بن سعيد بن محمد المروزي.
419 395- محمد بن الطيب الكشي.
420 396- محمد بْن محمد بْن الربيع بْن سليمان المرادي.
420 397- محمد بن موسى بن محمد بن سليمان الزينبي.
420 398- محمد بن يوسف بن حماد الأستراباذي.
421 399- مكحول بن الفضل النسفي.(23/543)
421 400- موسى بن هارون بن كامل المصري.
"حرف الهاء"
421 401- هشام بْن الوليد الغافقيّ الأندلسيّ.
"حرف الواو"
421 402- الوليد بن المطلب السهمي.
"حرف الياء"
422 403- يحيى بن زكريا الرازي.
422 404- يحيى بْن محمد بْن صاعد بْن مكاتب.
"وفيات سنة تسع عشرة وثلاثمائة"
"حرف الألف"
424 405- أَحْمَد بْن الحُسين بْن أَحْمَد بن طلاب الدمشقي.
424 406- أحمد بن علي بن معبد الشعيري.
424 407- أحمد بن محمد بن إسحاق العنزي.
425 408- إبراهيم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الملك القرشي.
425 409- إبراهيم بن محمد بن بقيرة البغدادي.
425 410- إسحاق بن محمد الكيساني القزويني.
426 411- أسلم بْن عَبْد العزيز بْن هشام بْن خالد الأموي.
426 412- أوس بْن الحارث بْن إبراهيم بْن سهيل.
"حرف الجيم"
426 413- جعفر بْن محمد بْن المغلِّس البغدادي.
"حرف الحاء"
427 414- الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا بن صالح البصري العدوي.
427 415- الحسين بن الحسين الأنطاكي.
"حرف الراء"
428 416- راغب بْن أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عياض المصري.(23/544)
"حرف السين"
428 417- سُفْيَان بْن الحافظ أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يحيى بْن مَنْدَه العبْديّ.
428 418- سليمان بن محمد بن إسماعيل الخزاعي.
428 419- سلامة بن عمر بن حفص المصري.
"حرف الطاء"
429 420- طاهر بْن محمد بْن الحَكَم التميمي الدمشقي.
"حرف العين"
429 421- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن محمود الكعبي البلخي.
430 422- عَبْد الجبّار بْن أحمد بْن مُحَمَّد بْن هارون السمرقندي.
430 423- عُبَيْد اللَّه بْن ثابت بْن أحمد بْن خازم الكوفي الحريري.
430 424- عَبْد الوهّاب بْن عيسى بْن أَبِي حيّة.
431 425- علي بن الحسين بن معدان الفارسي.
431 426- عليّ بْن الحُسين بْن حرب بْن عيسى البغدادي.
433 - أبو عُبَيْد اللَّه محمد بْن عَبْدة بْن حرب القاضي.
"حرف الفاء"
433 427- الفضل بْن الخصيب بْن العبّاس بن نصر الأصبهاني.
"حرف اللام"
433 428- لقمان بن يوسف القيرواني.
"حرف الميم"
434 429- محمد بْن جعفر بْن حيان الأصبهاني.
434 430- محمد بْن زيد بن أبي خَالِد البجّانيّ المالكي.
434 431- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن حَمْدَوَيْه بْن الحكم بن ورق.
434 432- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن مَسَرّة الأندلسيّ.
435 433- محمد بن عبد الصمد البغدادي الدقاق.
435 434- مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن عيسى بْن حماد التجيبي.
435 435- محمد بن فطيس بن واصل الغافقي.(23/545)
436 436- محمد بن موسى بن سهل العطار البربهاري.
436 437- محمد بْن المؤمِّل بْن أحمد بْن الحارث القرشي العدوي.
436 438- المؤمّل بْن الحَسَن بْن عيسى بْن ماسَرْجِس.
"حرف الفاء"
مكرّر
437 439- فاطمة الأندلسية.
"حرف الهاء"
437 440- هاشم بْن القاسم بْن هاشم الهاشمي.
"حرف الياء"
438 441- يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن موسى الفارسي.
"وفيات سنة عشرين وثلاثمائة"
"حرف الألف"
438 442- أحمد بن جعفر الناقد.
438 443- أحمد بْن الحَسَن بْن عزون بْن أَبِي الجعد الطاهري.
439 444- أحمد بن داود بن سليمان بن جوين.
439 445- أحمد بن سعيد الدمشقي.
439 446- أحمد بن عبد الله بن أحمد النيري البزاز.
439 447- أحمد بْن عُمَيْر بْن يوسف بْن موسى بن جوصا.
442 448- أحمد بن القاسم بن نصر.
443 449- أحمد بن محمد بن أسيد المديني.
443 450- أحمد بن محمد بن سهل البلخي.
443 451- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم العمري.
443 452- إبراهيم بْن محمد بْن يحيى بْن مَنْدَه العبدي.
444 453- إسحاق بن موسى بن سعيد الرملي.
444 454- إسماعيل بن عباد القطان.
444 455- أيوب بن سليمان بن نصر المري الأندلسي.(23/546)
"حرف الباء"
444 456- برد بن عبد الله الفهري.
445 457- بكير الشراك.
"حرف الجيم"
445 458- جعفر أبو الفضل المقتدر باللَّه.
"حرف الحاء"
446 459- حديد بن موسى المصري الخياش.
446 460- الحُرّ بْن محمد بْن الحُسين بْن أشكاب.
446 461- الحَسَن بْن محمد بْن عُمَر بْن سِنان.
447 462- الحسين بن صالح بن خيران.
"حرف الزاي"
447 463- الزُّبَيْر بْن أحمد بْن سليمان الزبيري.
"حرف السين"
447 464- سليمان بن داود النيسابوري.
"حرف العين"
447 465- العبّاس بْن بِشْر بْن عيسى بن الأشعث الرخجي.
448 466- العباس بن الوليد بن شجاع الأصبهاني.
448 467- عبد الله بن حمشاد بن جندل المطوعي.
448 468- عَبْد اللَّه بْن عتّاب بْن أحمد بْن كثير البصري.
448 469- عبد الله بن محمد بْن عَبْد الكريم بْن يزيد بْن فَرُّوخ بن داود.
449 470- عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق بْن محمد بْن معمر بن حبيب.
449 - عبد الرحمن بن الخليل أبو زيد التونسي المقرئ.
450 471- عَبْد الرَّحْمَن بْن يحيى بْن مَنْدَه العبْديّ.
450 472- عثمان بن سعيد الكناني الجياني.
450 473- علوان بن الحسين المالكي.
450 474- عليّ بْن محمد بْن عليّ ابن الخُرَاسَانيّ.(23/547)
450 475- عيسى بن عبد الله بن عمرو البغدادي.
"حرف القاف"
451 476- القاسم بن بكر الطيالسي.
"حرف الجيم"
451 477- محمد بْن إبراهيم بْن حفص بْن شاهين.
451 478- محمد بن حسن بن أزهر القطائعي.
452 479- محمد بن حمدون بن خالد النيسابوري.
452 480- محمد بن زكريا بن إبراهيم الدقاق.
452 481- محمد بن سعيد بن حاتم البخاري الزَّنْدَني.
452 482- محمد بن سعيد بن عبد الرحمن التُسْتَري.
453 483- محمد بن موسى الواسطي.
453 484- محمد بْن هارون بْن محمد بْن إِسْحَاق العباسي.
453 485- محمد بن هارون بن الحجاج القزويني.
454 486- محمد بْن يوسف بْن مطر بْن صالح بن بشر الفِرَبْري.
455 487- محمد بْن يوسف بْن يعقوب بْن إسماعيل بن حماد.
"حرف النون"
456 488- نصر بن ببرويه الشيرازي.
456 489- نصر بن الفتح المصري.
"حرف الهاء"
456 490- هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن بندار الفارسي.
"الكنى"
457 491- أبو علي بن خيران "الحسين بن صالح بن خيران".
458 492- أبو عمرو الدمشقي الصوفي.(23/548)
"ذكر مَن لم أعرف وفاته من رجال هذه الطبقة الثانية والثلاثين عَلَى ترتيب المعجم"
"حرف الألف"
458 493- أحمد بْن أيّوب بْن مُطَير اللخمي الطبراني.
459 494- أحمد بن عبد الله البغدادي.
459 495- أحمد بن محمد بن الحسين السحيمي.
459 496- أحمد بن خزيم بن قمير بن خاقان الشاشي.
460 497- إبراهيم بن عبد الله العسكري الزبيبي.
460 498- إِسْحَاق بْن إبراهيم بْن محمد بْن غالب الأنباري.
460 499- أحمد بن جعفر بن نصر الرازي الجمال.
461 500- أحمد بن علي البغدادي السمسار.
461 501- أحمد بن عيسى زغبة.
461 502- أحمد بن موسى المكي التميمي.
461 503- أحمد بن سعيد الطائي المصري الكاتب.
462 504- أحمد بن محمد بن عبد الجبار الرياني.
462 505- أسامة بن محمد الكرخي الدقاق.
462 506- إسحاق بن حمدان النيسابوري.
463 507- إبراهيم بن كيغلغ الأمير.
463 508- إسحاق بن سليمان الطبيب الإسرائيلي.
"حرف الجيم"
464 509- جعفر بْن أحمد بْن مروان الحلبي الوزان.
464 510- جعفر بن حمدان الموصلي الشحام.
464 511- جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي.
464 512- جبير بن محمد بن أحمد الواسطي.
"حرف الحاء"
465 513- الحسن بن إسماعيل بن سليمان الفارسي.(23/549)
465 514- الحَسَن بْن أحمد بْن إبراهيم بْن فيل الأسدي.
465 515- الحُسين بْن إبراهيم بْن عامر بْن أَبِي عجرم الأنطاكي.
"حرف السين"
466 516- سَعِيد بْن هاشم بْن مرثد الطبراني.
"حرف الصاد"
466 517- صدقة بْن منصور بْن عديّ.
"حرف العين"
466 518- العبّاس بْن الخليل بْن جَابِر الطائي.
467 519- العبّاس بْن عليّ بْن العبّاس بْن واضح النسائي.
467 520- عبد الله بن جابر الطرسوسي.
467 521- عَبْد اللَّه بْن جامع بْن زياد الحَلْوانيّ.
467 522- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الخليل.
468 523- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن سَلْم بْن حبيب المقدسي.
468 524- عبد الله بن محمد بن النضر البصري الحرار.
468 525- عَبْد الرَّحْمَن بْن دَاوُد بْن منصور الفارسيّ.
468 526- عَبْد الرَّحْمَن بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد العزيز الهاشمي.
469 527- عَبْد الرَّحْمَن بْن عُبَيْد اللَّه بْن أحمد الأسدي.
469 528- عَبْد الرَّحْمَن بْن عُبَيْد اللَّه ابن أخي الإمام الحلبي.
469 529- عبد الرحمن بن عيسى الهمذاني الكاتب.
470 530- علي بن أحمد بن محفوظ المحفوظي.
471 531- عبد الرحمن بن زاذان الرزاز.
471 532- علي بن إسماعيل بن حماد البغدادي.
471 533- عليّ بْن سليم بْن إِسْحَاق المقرئ البزّاز.
471 534- علي بن الحسين الوزان.
472 535- علي بن الفتح العسكري الرومي.
472 536- علي بن محمد بن حاتم القومسي.(23/550)
472 537- علي بن المبارك المسروري.
472 538- عليّ بْن موسى بْن محمد بْن النَّضْر الأنباري.
473 539- علي بن الحسن بن الحارث بن غيلان المروذي.
473 540- عمر بن عثمان بن الحارث بن ميسرة الرغيثي.
473 541- عمر بن محمد بن شعيب الصابوني.
473 542- عُمَر بْن محمد بْن عيسى الجوهريّ السذابيّ.
474 543- عيسى بْن عُمَر بْن العبّاس بْن حمزة بن عمرو.
"حرف الفاء"
474 544- الفضل بْن إسماعيل البغداديّ الغلفي.
474 545- الفضل بْن محمد بْن حمّاد السُّلَميّ الحرّانيّ.
"حرف القاف"
475 546- القاسم بن عيسى العصار.
475 547- القاسم بن محمد بن عبد الرحمن الجدي.
"حرف الميم"
475 548- محمد بْن أحمد بْن حَمْدان المروروذي.
476 549- محمد بن أحمد بن سلم الرقي الضراب.
476 550- محمد بن أحمد بن عمر الرملي الضرير.
476 551- محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي.
477 552- محمد بن إبراهيم بن أبي الجُحَيْم الشيباني.
477 553- محمدبن أيوب بن مشكان النيسابوري.
477 554- محمد بن حصن بن خالد البغدادي الألوسي.
478 555- محمد بن سعيد بن محمد الترخمي الحمصي.
478 556- محمد بن الحسن العجلي الكاراتي.
478 557- محمد بن سليمان بن محبوب "السخل".
478 558- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أعين الطائي.
479 559- محمد بن عبد الله بن سعيد المهراني.(23/551)
479 560- محمد بن سفيان بن موسى المصيصي.
479 561- محمد بن عبد الله بن ثابت الأشناني.
479 562- محمد بْن المبارك بْن عَبْد الملك المعافريّ.
480 563- محمد بن علي القاضي المروزي الزاهد.
481 564- محمد بن السري بن عثمان البغدادي.
481 565- محمد بْن صالح بْن رغيل الْبَصْرِيّ التّمّار.
481 566- محمد بن عبد الله بن يوسف المهري.
481 567- محمد بن عبد الملك التاريخي البغدادي.
482 568- محمد بن عمر بن حفص القَبَلي الثغري.
482 569- محمد بْن عليّ بْن الحُسين بْن يزيد الهمذاني.
482 570- محمد بن علي الزعفراني.
482 571- محمد بن محمد بن سليمان الباغندي.
483 572- محمد بن محمد بن عمرو الجارودي البصري.
483 573- محمد بن هارون بن نافع التمار.
483 574- معروف بن محمد بن زياد الجرجاني.
484 575- المفجع "محمد بن عبد الله البصري النحوي".
484 576- منصور بن إسماعيل التميمي المصري.
484 577- موسى بن أنس الأنصاري.
"حرف الواو"
485 578- وصيف بن عبد الله الرومي الأنطاكي.
487 فهرس الموضوعات.(23/552)
المجلد الرابع والعشرون
الطبقة الثالثة والثلاثون
أحداث سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة
...
بسم الله الرحمن الرحيم:
الطبقة الثالثة والثلاثون:
أحداث سنة إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ:
شغب الْجُنْد على القاهر:
فيها: شغب الجُنْد على القاهر بالله، وهجموا الدّار، فنزل في طيّار إلى دار مُؤنس فشكا إليه. فصبّرهم مُؤنس عشرة أيّام.
وكان ابن مُقْلَة منحرفًا عن محمد بن ياقوت، فنقل إلى مُؤنس أنّ ابن ياقوت يدبّر عليهم. فبعث مُؤنس غلمان عليّ بنُ بُلَيْق إلى دار الخلافة يطلبون عيسى الطّبيب لأنّه آتُّهم بالفضول. فهجموا إلى أنّ أخذوه من حضرة القاهر فنفاه موْنس إلى الموصل1.
التضييق على القاهر:
واتَّفق ابن مُقْلَة وموْنس وبُلَيْق وابنه على الإيقاع بابن ياقوت، فعلم فاستتر وتفرّق رجاله.
وجاء عليّ بن بُلَيْق إلى دار الخلافة، فوكلّ بها أحمد بن زَيْرك، وأمره بالتّضييق على القاهر وتفتيش مَن يدخل2.
وطالب ابن بُلَيْق القاهرَ بما كان عنده مِن أثاث أمّ المقتدر، فأعطاه إيّاه، فبيع وجُعِل في بيت المّال، وصُرِفَ إلى الجُنْد3.
موت أم المقتدر:
ونقل ابن بُلَيْق أم المقتدر إلى عند أمّهِ، فبقيت عندها مكرّمة عشرة أيّام، وماتت في سادس جُمَادَى الآخرة4.
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 250"، النجوم الزاهرة "3/ 238".
2 المنتظم "6/ 249"، الكامل في التاريخ "8/ 251"، النجوم الزاهرة "3/ 238".
3 المنتظم "6/ 249"، النجوم الزاهرة "3/ 238".
4 المنتظم "6/ 249"، الكامل في التاريخ "8/ 251"، البداية والنهاية "11/ 175، 176".(24/3)
الإرجاف بسبّ معاوية:
وفيها: وقع الإرجاف بأنّ عليّ بن بُلَيْق وكاتبه الحسن بن هارون عَزَما على سبّ معاوية على المنابر، فارتجّت بغداد.
استتار البربهاريّ:
ونقدم ابن بُلَيْق بالقبض على رئيس الحنابلة أبي محمد البَرْبهاريّ فاستتر، فَنُفِيَ جماعة من أصحابه إلى البصرة1.
القبض على ابن بُليق:
وبقي تحيُّل القاهر في الباطن على موْنس وابن مُقْلَة، فبلغهم فعملوا على خلْعهِ وتولية ابن المكتفي. فدبَّر ابن مُقْلَة تدبيرًا انعكس عليه. أشاعَ بأنّ القَرْمَطِيّ قد غلب على الكوفة، وأرسل إلى القاهر: المصلحة خروج ابن بُلَيْق إلى قتاله. ليدخل ابن بُلَيْق يقبّل يده، فيقبض عليه.
ففهِمها القاهر، وكرَّر ابن مُقْلَة الطّلب بأن يدخل ابن بُلَيْق ليقبّل يده ويسير. فاسترابَ القاهرُ، وراسل الغلمّان الحجريّة وفرَّقهم على الدّركاه، وراح ابن بُلَيْق إلى القاهر في عددٍ يسير، فقام إليه السّاجيّة وشتموه، فهرب واستتر، واضّطرب النّاسُ، وأصبحوا في مُسْتَهَلّ شعبان قلقين2.
القبض على مُؤنس:
وجاء بُلَيْق إلى دار الخليفة ليعتذر عن ابنِه، فقُبِضَ عليه وعلى أحمد بن زَيْرك، وعلى يُمْن المؤنسي صاحب شرطة بغداد وحُبِسوا وصار الجيش كله في دار الخليفة، فراسل مؤنسًا وقال: أنتَ عندي كالوالد، فأْتِني تُشير عليّ. فاعتذرَ بثقل الحركة. ثم أشاروا عليه بالإتيَان، فلمّا حصَل في دار الخلافة قُبِض عليه، فاختفى ابن مُقْلة.
فاستوزرَ القاهر أبا جعفر محمد بن القاسم بن عُبَيْد الله3.
__________
1 المنتظم "6/ 249".
2 الكامل في التاريخ "8/ 252- 254"، البداية والنهاية "11/ 172"، النجوم الزاهرة "3/ 238".
3 الكامل في التاريخ "8/ 256"، النجوم الزاهرة "3/ 238".(24/4)
إحراق دار ابن مقلة:
وأُحْرِقت دار ابن مقلة، كما أُحْرِقت قبلَ هذه المرّة1.
هرب ابن ياقوت إلى فارس:
وهرب محمد بن ياقوت إلى فارس، فكتب إليه بعهده على أصبهان.
حجابة الطولوني:
وقلَّدَ سلامة الطولوني الحُجّابة.
القبض على ابن المكتفي:
وقبضَ على أبي أحمد بن المكتفي وطيّن عليه بن حيطتين، ونهبَ القاهر دُور المخالفين2.
ذبح بُليق ومؤنس:
ثمّ إنّه ظَفَرَ بعليّ بن بُلَيْق بعد جمعة، فحبسه بعد الضَّرْب، فاضطّرب رجال مؤْنس وشغبوا، وقصدوا دار الوزير محمد بن القاسم وأحرقوا بعض داره في ثامن عشر شعبان. فدخل القاهر إلى مؤْنس وبُلَيْق وابنه، فأمر بذبح بُلَيْق وابنه، وذَبَح بعدهما مؤنسًا، وأُخرجت رؤوسهم إلى النّاس وطِيْفَ بها3.
وكان على مؤْنس دماغٌ هائل.
ذْبح يُمْن وابن زيرك:
ثمْ ذُبح يُمن وابن زَيْرك. ثمّ أطلقت أرزاق الجُنْد فسكنوا.
تلقيب القاهر بالمنتقم:
واستقامت الأمور للقاهر، وعظم في القلوب، وزيد في ألقابه: " المنتقم مِن أعداء دين الله". ونقش ذلك على السّكّة
__________
1 المنتظم "6/ 250"، النجوم الزاهرة "3/ 238".
2 الكامل في التاريخ "8/ 260"، البداية والنهاية "11/ 173".
3 البداية والنهاية "11/ 173"، النجوم الزاهرة "3/ 238".(24/5)
ثمَ أحضر عيسى الطبيب مِن الموصل.
وأمَرَ أنْ لا يركب في طيار سوى الوزير والحاجب، والقاضي، وعيسى الطّبيب.
تقليد ابن كيغلغ مصر:
وفيها خلع القاهر على أحمد بن كَيْغَلَغ، وقلَّدَه مصرَ.
تحريم الخمر والقِيان:
وفيها أمَرَ القاهر بتحريم القِيان والخمر، وقبضَ على المغنّين، ونفى المخانيث، وكسر آلات اللهو. وأمَرَ ببيع المغنّيات من الجواري على أنّهم سواذج. وكان مع ذلك يشرب المطبوخ والسّلاف، ولايكاد يصحو مِن السُّكر، ويختار القَيْنات ويسمعهنّ1.
وزارة ابن الخصيب:
وفيها: عزل القاهر الوزير محمدًا، واستوزر أبا العبّاس بن الخصيب2.
الحجّ هذا الموسم:
وحجّ بالنّاس مُؤنس الورقانيّ.
وفاة الطَّحاويّ:
وفيها: تُوُفّي أبو جعفر الطَّحاويّ شيخ الحنفيّة.
وفاة الأمير تكين:
وفي ربيع الأوّل تُوُفّي أمير مصر أبو منصور تكين الخاصّة بمصر وحُمِلَ إلى بيت المقدس، وقام بعده بالأمر ابنه محمد يسيرًا.
ولاية ابن طُغْج:
ثمّ ولي محمد بن طغج.
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 273"، البداية والنهاية "11/ 172"، النجوم الزاهرة "3/ 239".
2 الكامل في التاريخ "8/ 262"، البداية والنهاية "11/ 173"، النجوم الزاهرة "3/ 239".(24/6)
ولاية ابن كيغلغ:
وعُزِل بابن كَيْغَلَغ بعد اثنتين وثلاثين يومًا.
القضاء في مصر:
وقدِم على قضاء مصر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قُتيبة، ثم، صُرِفَ بعد شهرين ونصف.
وفاة أمّ المقتدر:
وفيها: تُوُفّيت شغب أمّ المقتدر كما قدَّمنا.
وكان دخْل مُغَلِّها في العام ألف ألف دينار، فتتصدّق بها، وتُخرج مِن عندها مثلها. وكانت صالحة. ولمّا قُتِل ابنها كانت مريضه، فعظُم جَزَعُها، وامتنعت من الأكل حتّى كادت تهلك. ثمّ عذّبها القاهرُ، فحلفت أنّه ما عندها مال، فقيل: ماتت في العذاب معلّقة، وقيل: لا.
ولم يظهر لها إلّا ما قيمته مائه وثلاثون ألف دينار لا غير. وكان لها الأمر والنَّهْي في دولة ابنها1.
ترجمة مُؤنس الخادم:
وقد ذكرنا قُتِل مُؤنس الخادم الملقَّب بالمظفّر، وكان شجاعًا فاتكًا مَهِيبًا، عاش تسعين سنة، منها ستّون سنة أميرًا. وكان كلّ ما له في عُلُوٍّ ورِفْعة.
كان قد أبعده المعتضد إلى مكّة، ولمّا بُويع المقتدر أحضره وفوَّض إليه الأمور.
وقد مَرّ مِن أخباره2.
تغلُّب الرّوم على الرساتيق:
وفيها: غلبت الرُّوم على رساتيق مَلَطْية وسُمَيْساط، وصار أكثر البلد في أيديهم.
__________
1 النجوم الزاهرة "3/ 237، 238، 239".
2 النجوم الزاهرة "2/ 239".(24/7)
أحداث سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة:
ظهور الدَّيْلم:
فيها: ظهرت الدَّيْلم، وذاك لأنّ أصحاب مرداويخ دخلوا أصبهان، وكان من قُوّاده عليّ بن بُوَيْه. فاقتطع مالًا جليلًا وانفرد عن مخدومه.
ثمّ التقي هو ومحمد بن ياقوت، فهزم محمدًا واستولى على فارس1.
وكان بُوَيْه فقيرًا صُعْلُوكًا يَصِيد السمك، رأى أنّه بالَ، فخرج من ذَكَره عمود نار. ثمّ تشعَّب العمود حتّى ملأ الدّنيا. فقصَّ رؤياه على معبّر، فقال: لا أعبّرها إلا بألف درهم.
فقال: والله ما رأيتُ عُشْرها، وإنّما أنا صيّاد.
ثمّ مضى وصادَ سمكه فأعطاه إيّاها، فقال له: ألكَ أولاد؟ قال: نعم. قال: أبشِرْ فأنّهم يملكون الدّنيا، ويبلغ سلطانهم على قدر ما احتوت النار الّتي رأيتَها2.
وكان معه أولاده عليّ, والحسن، وأحمد.
ثمّ مَضَتْ السُّنُون، وخرج بولده إلى خُراسان، فخدموا مرداويخ بن زيار الدَّيْلَمِي، إلى أنّ صار عليّ قائدًا، فأرسله يستخرج له مالًا من الكُرْجِ، فاستخرج خمسمائة ألف درهم، فأخذ المّال وأتى همدان ليملكها، فغلق أهلها في وجهه الأبواب، فقاتلهم وفتحها عَنْوةً وقتل خلقًا.
ثم صار إلى أصبهان وبها المظفّر بن ياقوت، فلم يحاربه وسارَ إلى أبيه بشيراز. ثم صار إلى أَرَّجان، فأخذ الأموال، وتنقّل في النواحي، وانضم إليه خلْق، وصارت خزائنه خمسمائة ألف دينار. فجاء إلى شيراز وبها ابن ياقوت، فخرج إليه في بضع عشر ألفًا، وكان علي بن بُوَيْه في ألف رجل، فهابهُ عليّ وسأله أنّ يُفْرِج له عن الطّريق لينَصْرف، فأبى عليه، فالتقوا فانكسر عليّ، ثم أنّهزم ابن ياقوت، ودخل عليّ شيراز.
__________
1 النجوم الزاهرة "3/ 244".
2 المنتظم "6/ 268"، الكامل في التاريخ "8/ 266"، البداية والنهاية "11/ 173، 174"، النجوم الزاهرة "1/ 245".(24/8)
ثمّ أنّه قلّ ما عنده فنام على ظهره، فخرجت حيّة من سقف المجلس، فأمر بنقْضه، فخرجت صناديق ملأى ذَهَبًا، فأنفقها في جُنْده1.
وضاق مرّةً فطلب خيّاطًا يخيط له، وكان أَطْروشًا، فظنّ أنه قد سُعيَ به، فقال: والله ما عندي سوى اثني عشر صندوقًا، لا أعلم ما فيها. فأمرَ عليّ بإحضارها، فوجد فيها مالًا عظيمًا فأخذه.
وركب يومًا، فَسَاحَتْ قوائم فرسه، فحفروه فوجد فيه كنزًا.
واستولى على البلاد، وخرجت خُراسان وفارس عن حُكْم الخلافة.
وسيأتي من أخبار هؤلاء الثلاثة الإخوة، وأنّ المستكفي بالله لقّب عليًّا " عماد الدّولة". أبا شجاع، ولقّب الحسن " رُكْن الدّولة"، ولقّب أحمد " معز الدّولة". وملكوا الدنيا سنين2.
قُتِل أبي السرايا والنوبختي:
وفيها: قَتَلَ القاهرُ أبا السرايا نَصْر بن حمدان وإسحاق بن إسماعيل النُّوبَخْتيّ الّذي كان قد أشار بخلافة القاهر، ألقاهما على رؤوسهما في بئر وطُمّت وكان ذنْبهما أنّهما فيما قيل زايَدَا القاهرَ قبل الخلافة في جاريتين واشترياهما، فحقد عليهما3.
وفاة الورقانيّ:
ومات مُؤنس الورقانيّ الّذي حج بالنّاس4.
رواية ابن سنان عن القاهر:
وقال ثابت بن سنان: كان أبو عليّ بن مُقْلة في اختفائه يُراسل السّاجيّة والحُجَريّة ويُضَرّبهم على القاهر ويُوحشهم منه. وكان الحسن بن هارون كاتب بُلَيْق يخرج بالليل في زيّ المُكدّيّين أو النساء فيسعى إلى أنّ اجتمعت كلمتهم على الفتك بالقاهر. وكان
__________
1 المنتظم "6/ 281"، البداية والنهاية "11/ 177".
2 المنتظم "6/ 270".
3 الكامل في التاريخ "8/ 261"، البداية والنهاية "11/ 177، 178"، النجوم الزاهرة "3/ 245".
4 النجوم الزاهرة "3/ 245".(24/9)
يقول لهم: قد بنى لكم المطامير ليحبسكم. وألزموا منجم سيما حتّى كان يقول له: أنّ القاهر يقبض عليك.
وهاجت الحُجَريّة وقالوا: أتريد أن تحبسنا في المطامير؟ فحلف القاهرُ أنّه لم يفعل، وإنّما هذه حمّامات للحُرَم.
وحضر الوزير ابن خصيب وعيسى المتطبّب عند القاهر، فقال لسلامة الحاجب: اخرج فاحلف لهم. ففعل، فسكنوا.
القبض على القاهر:
ثم بكّروا على الشرّ إلى دار القاهر، وكان نائمًا سكرانًا إلى أنّ طلعت الشمس، ونبهوه فلم ينتبه لشدة سُكْرِه، وهرب الوزير في زيّ امرأة، وكذا سلامة الحاجب. فدخلوا بالسّيوف على القَاهر، فأفاق مِن سُكْرِه، وهربَ إلى سطح حمّام فاستتر، فأتوا مجلسَ القاهر وفيه عيسى الطّبيب، وزَيْرك الخادم، واختيار القَهْرَمانة، فسألوهم، فقالوا: ما نعرف له خبرًا. فرسّموا عليهم. ووقع في أيديهم خادم له فضربوه، فدلّهم عليه، فجاؤوه وهو على السّطْح وبيده سيف مسلول، فقالوا: انزل. فامتنع، فقالوا: نحن عُبَيْدك فلِمَ تستوحش منا؟ فلم ينزل ففوّق واحدٌ منهم سهمًا وقال: انزل وإلَّا قتلتُك. فنزل إليهم، فقبضوا عليه في سادس جُمَادى الآخرة1.
خلافة الرّاضي:
وأخرجوا أبا العبّاس محمد بن عبد المقتدر وأمّه، وبايعوه بالخلافة ولقّبوه الرّاضي بالله، فأحضر عليّ بن عيسى وأخاه عبد الرحمن واعتمد على رأيهما2، وأدخل عليّ بن عيسى، والقاضي أبو الحُسين عمر بن محمد بن يوسف، والقاضي أبو محمد الحسن بن عبد الله بن أبي الشّوارب، والقاضي أبو طالب بن البُهْلُول على القاهر، فقال له طريف اليَشْكُرِيّ: ما تقول؟
قال: أنا أبو منصور محمد بن المعتضد، لي في أعناقكم بَيعة وفي أعناق النَاس، ولست أُبَرِّئكم ولا أُحَلّكم منها، فقوموا فقاموا، فلمّا بُعدوا قال القاضي لطريف:
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 279- 281"، البداية والنهاية "11/ 178".
2 الكامل في التاريخ "8/ 282".(24/10)
وأيّ شيء كان مجيئنا إلى رجلٍ هذا اعتقادُه؟ فقطّب عليّ بن عيسى وقال: يُخلع ولا يُفكَّر فيه. أفعاله مشهورة.
قال القاضي أبو الحُسين: فدخلتُ على الرّاضي وأعدتُ ما جرى سرًا، وأعلمته بأنّي أرى إمامته فَرْضًا. فقال: انَصْرف ودعني وإيّاه. وأشار سِيما مقدّم الحُجَرّية على الرّاضي بِسَمْلِه.
فأرسلَ سيما وطريفًا إلى البيت الّذي فيه القاهر، فَكُحِّل بمِسمار مُحَمَّى1.
وزارة ابن مقلة:
ثمّ طلب الرّاضي من عليّ بن عيسى أن يلي الوزارة، فامتنع، فقال: يتولّى أخوك عبد الرحمن. فقال: لا.
فاستوزر ابن مُقْلَة بعد أنّ كتب له أمانًا2.
سبب خلع القاهر:
وقال محمود الإصبهانيّ: كان سبب خلع القاهر سوء سيرته وسفْكه الدّماء. فامتنع عليهم من الخلع فَسَمَلوا عينيه حتّى سالتا على خدَّيْه. وكانت خلافته سنة ونصفًا وأسبوعًا.
وقال الصُّوليّ: كان أهْوَج، سفّاكًا للدّماء، قبيح السّيرة، كثيرة التَّلوُّن والاستحالة، مُدمن الخمر. ولولا جَوْدة حاجبة "سلامة" لأهلك الحْرث والنَّسْل.
وكان قد صنع حربة يحملها فلا يطرحها حتّى يقتل بها إنسانًا.
سؤال القاهر عن خلفاء بني العبّاس:
وقال محمد بن عليّ الخراساني: أحضرني القاهر يومًا والحَرْبةُ بين يديه، فقال: قد علمتَ حالي إذا وضعت هذه.
__________
1 النجوم الزاهرة "3/ 245".
2 الكامل في التاريخ "8/ 283".(24/11)
فقلت: الأمان.
فقال: على الصِّدْق.
قلت: نعم.
قال: أسألك عن خلفاء بني العبّاس في أخلاقهم وسيمتهم.
قلت: أما السفاح، فكان مسارعًا إلى سفْك الدّماء. سفك ألف دم. واتَّبعه عُمّاله على ذلك، مثل محمد بن الأشعث بالمغرب، وعمّه صالح بن عليّ بمصر، وخازم بن خُزَيْمَة، وحُمَيْد بن قَحْطَبَة. وكان مع ذلك سمْحًا بحرًا، وَصولًا بالمّال. قال: فالمنصور؟ قلت: كان أوّل مَن أوقع الفُرْقة بين ولد العبّاس وولد أبي طالب. وكانوا قبله متفقين. وهو أوّل خليفة قرّب المنجمين وعمل بقَولهم. وكان عنده نُوبَخْت المنجّم، وعليّ بن عيسى الإصْطرلابيّ. وهو أوّل خليفة تُرْجِمت له الكُتُب السُّرْيانيّة والأعجميّة ككتاب " كليلة ودِمْنَة"، وكتاب "أرسطاطاليس في المنطق"، وإقليدس، وكُتُب اليونان. فنظر النّاس فيها وتعلّقوا بها. فلمّا رأى ذلك محمد بن إسحاق جمع المغازي والسّيَر. والمنصور أول من استعمل مواليه وقدّمهم على العرب.
قال: فما تقول في المهديّ؟ قلت: كان جوادًا عادلًا منصِفًا. ردَّ ما أخذ أبوه مِن أموال النّاس غصْبًا، وبالغ في إتلاف الزّنادقة وأحرق كُتُبهم لمّا أظهروا المعتقدات الفاسدة كابن دَيْصان، وماني، وابن المقفّع، وحمّاد عَجْرَد. وبنى المسجدَ الحرام، ومسجد المدينة، ومسجد بيت المقدس.
قال: فالهادي؟ قلت: كان جبّارًا متكبرًا، فسلك عُمّاله طريقَه على قِصَر أيّامه.
قال: فالرّشيد؟ قلت: كان مواظبًا على الجهاد والحجَ، وعَمَّر القصور والبِرَك بطريق مكّه، وبنى الثغور كأَذَنَة، وطَرَسُوس، والمَصِيصة، وعين زَربة، والحَدَث، ومَرْعَش. وعَمّ النّاس إحسانُه. وكان في أيّامه البرامكة وما اشتهر من كرمهم. وهو أوّل خليفة لعب بالصوالجة ورمى النّشّاب في البر جاس، ولعبَ الشَّطَرَنْج من بني العبّاس.
وكانت زوجته بنت عمّه أمّ جعفر زُبَيْدة بنت جعفر بن المنصور من أكمل النّساء. وَقَفَت الأوقاف وعملت المصانع والبِرَك، وفعلت وفعلت.
قال: فالأمين؟ قلت: كان جوادًا، إلّا أنّه انهمك في لذّاته ففسدت الأمور.(24/12)
قال: فالمّأمون؟ قلت: غلبَ عليه الفضْل بن سهْل، فاشتغل بالنّجوم، وجالسَ العلمّاء. وكان حليمًا جوادًا.
قال: فالمعتصم؟ قلت: سلكَ طريقه، وغلبَ عليه حُب الفُرُوسيّة، والتّشبُّه بملوك الأعاجم، واشتغل بالغزو والفتوح.
قال: فالواثق؟ قلت: سلك طريقة أبيه.
قال: فالمتوكلّ؟ قلت: خالفَ ما كان عليه المأمون والمعتصم والواثق مِن الاعتقادات، ونهى عن الجَدَل والمناظرات في الأهواء، وعاقب عليها. وأمرَ بقراءة الحديث وسماعه، ونهى عن القول بخلق القرآن، فأحبّهُ النّاسُ.
ثمّ سأل عن باقي الخلفاء، وأنا أُجيبه بما فيهم، فقال لي: قد سمعت كلامك وكأني مشاهد القوم. وقام على أثري والحَرْبة بيده، فاستسلمت للقتل، فعطف على دُور الحُرَم.
رواية المسعودي عن القاهر:
وقال المسعوديّ: أخذ القاهر من مُؤنس وأصحابه أموالًا كثيرة، فلمّا خُلِعَ وسُمِلَ طُولِب بها، فَعُذِّبَ بأنواع العذاب، فلم يُقرّ بشيء. فأخذه الرّاضي بالله فقرّبه وأدناه وقال له: قد ترى مطالبة الجُنْد بالمّال، وليس عندي شيء، والّذي عندك ليس بنافعٍ لك، فاعترف به.
فقال: أمّا إذا فعلتَ هذا فالمّال مدفون في البستان، وكان قد أنشا بستانًا فيه أصناف الشّجر حُمِلت إليه من البلاد، وزَخرفه وعمل فيه قصرًا، وكان الرّاضي مُغْرمًا بالبستان والقصر، فقال: وفي أيّ مكان المّال منه؟ فقال: أنا مكفوف لا أهتدي إلى مكان، فاحفر البستان تجدْه.
فحفر الرّاضي البستان وأساسات القصر، وقلع الشجر، فلم يجد شيئًا.
فقال له: وأين المّال؟ فقال: وهل عندي مال، وإنّما كان حسرتي في جلوسك في البستان وتنعّمك، فأردتُ أنّ أفجعك فيه.
فندم الرّاضي وأبعدهُ وحبسه. فأقام إلى سنة ثلاثٍ وثلاثين.(24/13)
ثم أُخرج إلى دار ابن طاهر، فكان تارةً يُحبس، وتارة يُطلق، فوقف يومًا بجامع المنصور بين الصُّفوف وعليه مُبطنّة بيضاء وقال: تصدَّقوا عليَّ، فأنا مَن قد عرفتم. وكان مقصوده أنّ يشنّع على المستكفي، فقام إليه أبو عبد الله بن أبي موسى الهاشمي، فأعطاه خمسمائة درهم.
وقيل: ألف درهم، ثم مُنع من الخروج، وعاش إلى سنة تسعٍ وثلاثين خاملًا. وعاش ثلاثًا وخمسين سنة. وكان له من الولد عبد الصّمد، وأبو القاسم، وأبو الفضل، وعبد العزيز1.
ووزر له ابن مُقْلَة، ثمّ محمد بن القاسم بن عُبَيد الله، فكان جبّارًا ظالمًا، ثم الخصيبيّ.
صفة الرّاضي:
وكان الرّاضي بالله أبو العبّاس محمد بن المقتدر مربوعًا، خفيف الجسم، أسمر، وأمّه ظَلُوم الروميّة. بويع يوم خُلع القاهر، وكان هو وأخوه في حبْس القاهر، وقد عزمَ على قتلهما. فأخرجهما الغلمّان ورأسهم سِيما المناخليّ، وعاش سيما بعد البيعة مائة يوم.
إمرة ابن رائق الجيش:
وولّى الرّاضي أتابكه محمد بن رائق إمارة الجيش ببغداد.
مثالب القاهر في كتاب:
ثمّ أمر ابن مُقْلة عبد الله بن ثُوابَة أنّ يكتب كتابًا فيه مثالب القاهر ويُقرأ على النّاس.
مصادرة عيسى المتطبب:
وصودر عيسى المتطبّب على مائتي ألف دينار.
__________
1 تاريخ الخلفاء "390".(24/14)
قُتِل مرداويخ الدَّيْلَميّ:
وفيها: مات مرداويخ، مُقَدَّم الدَّيْلَم بإصبهان. وكان قد عظُم أمرُه، وتحدَّثوا أنّه يريد قصْد بغداد. وأنّه مسالمٌ لصاحب المجوس. وكان يقول: أنا أردّ دولة العجم وأَمْحق دولة العرب. ثم إنّه أساء إلى أصحابه، فتواطأوا على قتْله في حمّام1.
مقاطعة ابن بُوَيْه للراضي إلى البلاد:
وفيها: بعث عليّ بن بُوَيْه إلى الرّاضي يُقاطعه على البلاد الّتي استولى عليها بثمانٍية آلاف ألف درهم كلّ سنة. فبعث له لواء وخِلَعًا. ثمّ أخذ ابن بُوَيْه يماطل بحمل المّال2.
وفاة المهديّ صاحب المغرب:
وفيها: في نصف ربيع الأوّل مات المهديّ عُبَيْد الله صاحب المغرب عن اثنتين وستّين سنه.
وكانت أيّامه خمسًا وعشرين سنة وأشهُرًا وقام بالأمر بعده ابنه القائم بأمر الله أبو القاسم محمد، فبقى إلى سنة أربعٍ وثلاثين3.
نسب المهديّ:
وقال القاضي عَبْد الجبّار بْن أحمد بْن عَبْد الجبّار البصْريّ: اسم جدّ الخلفاء المصريّين سعيد، ويلقب بالمصري. وكان أبوه يهوديًّا حدّادًا بسَلَمّية. زعم سعيد هذا أنّه ابن ابن الحُسين بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن ميمون القدّاح. وأهل الدّعوة أبو القاسم بن الأبيض العلويّ، وغيره يزعمون أنّ سعيدًا إنما هو ابن امرأة الحُسين المذكور. وأنّ الحُسين ربّاه وعلّمه أسرار الدّعوة، وزوّجه ببنت أبي الشَّلَغْلَغ فجاءه ابن سمّاه عبد الرحمن، فلمّا دخل المغرب وأخذ سِجِلْماسة تسمّى بعُبَيد وتكنى بأبي محمد، وسمَّى ابنَه الحسن.
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 298 - 303"، النجوم الزاهرة "3/ 245، 246".
2 النجوم الزاهرة "3/ 246".
3 البداية والنهاية "11/ 179"، 180"، النجوم الزاهرة "3/ 246".(24/15)
وزعمت المغاربة أنّه يتيم ربّاه، وليس بابنه، وكناه أبا القاسم، وجعله ولي عهده. وقتل عُبَيد خلقًا من العساكر والعُلماء، وبث دُعاته في الأرض. وكانت طائفة تزعم أنّه الخالق الرّازق، وطائفة تزعم أنّه نبيّ، وطائفة تزعم أنّه المهديّ حقيقة.
قول الباقلّانيّ في القدّاح:
وقال القاضي أبو بكر بن الباقلّانيّ: إنّ القدّاح جدّ عُبَيد الله كان مجوسيًّا. ودخل عُبَيد الله المغرب، وأدّعى أنّه علويّ، ولم يعرفهُ أحد من علمّاء النَّسَب، وكان باطنّيًا خبيثًا، حريصًا على إزالة مِلّة الإسلام. أَعْدَمَ العلمّاء والفقهاء ليتمكّن مِن إِغواء الخلْق. وجاء أولاده على أُسلوبه. أباحوا الخُمور والفُرُوج، وأشاعوا الرَّفْض، وبثُّوا دُعاةً، فأفسدوا عقائد خلقٍ من جبال الشّام كالنُّصَيْريّة والدَّرزيّة.
وكان القدّاح كاذبًا مُمَخْرقًا. وهو أصل دُعاة القرامطة.
وقال أيضًا في كتاب "كشف أسرار الباطنيّة". أوّل من وضع هذه الدّعوى طائفة من المجوس وأبناء الأكاسرة. فذكر فَصلًا، ثمّ قال: ثمّ اتّفقوا على عبد الله بن عَمْرو بن ميمون القدّاح الأهوازيّ وأمدّوه بالأموال في سنة ثلاثين ومائتين أو قبلها، وكان مُشَعْوِذًا مُمَخْرِقًا يُظْهِر الزُّهْد، ويزعم أنّ الأرض تُطْوَى له.
وجدُّ القدّاح هو دَيْصَان أحد الثَّنَوِيّة. وجاء ابن القدّاح على أسلوب أبيه، وكذا ابنه، وابن ابنه سعيد بْن حُسَيْنِ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه.
وهو الّذي يقال له عُبَيد الله. يُلقَّب بالمهديّ صاحب القيروان، وجدّ بني عُبَيد الّذين تسمّيهم جَهَلَةُ النّاس الخلفاء الفاطمّيين.
قول ابن خلّكان في نسب المهديّ:
قال ابن خَلِّكان: اختُلِف في نَسَبه، فقال صاحب "تاريخ القيروان": هو عُبَيْد الله بن الْحَسَن بْن علي بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفرالصّادق.
وقال غيره: هو عُبَيْد الله بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصّادق.
وقيل: هو عليّ بن الحُسين بن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بن زين العابدين عليّ بن الحُسين.(24/16)
وإنّما سمّى نفسه عُبَيد الله استتارًا. وهذا على قول مَن يصحِّح نَسَبَه.
وأهل العلم بالأنساب والمحقّقين يُنكِرون دعواه في النَّسبِ ويقولون: اسمه سعيد، ولَقَبه عُبَيد الله، وزوج أمّه الحُسين بن أحمد القدّاح. وكان كحالًا يقدح العين.
وقيل: إن عُبَيد الله لمّا سار من الشّام وتوصّل إلى سجلماسة أحسن به ملكُها ألْيَسع آخر ملوك بني مِدْرار وأعلم بأنه الذي يدعو إليه أبو عبد الله الشيعي بالقيروان فيسجنه فجمع الشيعي جيشًا من كتامة وقصد سلجماسة، فلمّا قُربوا قتله الْيسع في السّجن، وهرب. فلمّا دخل الشّيعيّ السّجن وجده مقتولًا، وخاف أنّ ينتقض عليه الأمر، وكان عنده رجلٌ من أصحابه يخدمه، فأخرجه إلى الجُنْد، وقال: هذا المهديّ.
قلت: وهذا قولٌ منكر. بل أخرج عُبَيدَ الله وبايَع النّاس له، وسلّم إليه الأمر، ثمّ ندم، ووقعت الوحشة بينهما كما قدَّمنا قبل هذا في موضعه من هذا الكتاب.
آخر الأمر أنّ المهديّ قَتَلَ أبا عبد الله الشّيعي وأخاه، ودانت له المغرب، وبنى مدينة المهديّة، والله أعلم.
ظهور الشلمغاني:
وفيها: ظهر محمد بن عليّ الشلْمغانيّ المعروف بابن أبي العَزاقر. وكان مستترًا ببغداد، وقد أشاع أنّه يدّعي الأُلُوهيّة، وأنّه يُحْيي الموتى وله أصحاب. فتعصَّب له أبو عليّ بن مُقْلَة، فأحضره عند الرّاضي، فسمع كلامه وأنكر ما قيل عنه، وقال: إنْ لم تنزل العقوبة على الّذي باهلَنَي بعد ثلاثة أيّام وأكثره تسعة أيام، وإلا فَدَمي حلال.
قال: فضُرب ثمانٍين سوطًا، ثمّ قُتِل وصُلب1.
قُتِل وزير المقتدر:
وقُتل بسببه الحُسين بن القاسم بن عُبَيْد الله بن سليمان بن وهْب وزير المقتدر، وكان زِنديقًا متَّهمًا بالشَّلْمغانيّ، وفي نفس الرّاضي منه لكَونه أذاه عند المقتدر بالله.
__________
1 المنتظم "6/ 271"، الكامل في التاريخ "8/ 290، 292".(24/17)
قُتِل الأنباري:
وقُتل معه أيضًا أبو إسحاق إبراهيم بن أبي عَوْن أحمد بن هلال الأنباريّ الكاتب، صاحب كتاب الأجوبة المسكتة"، وكتاب "التّشبيهات"، وكتاب "بيت المال السّرور". وكان قد مَرَق من الإسلام وصحِب ابن أبي العَزاقِر، وصار مِن المتغالين في حبّه، وصرَّح بإلهِيّته، تعالى الله عما يقول عُلوًّا كبيرًا.
قتل ابن أبي عون:
فلمّا تتّبعوا أصحاب ابن أبي العزاقِر قالوا لإبراهيم بن أبي عون: سُبّه وابصُقْ عليه. فامتنع وأرعد وأظهر الخوف، فضُربَ بالسّياط، فلم يرجع، فَضُرِبت عُنقه، وأحْرِق في أوّل ذي القعدة1.
قُتِل ابن غريب الخال:
وفيها: قُتِل هارون بن غريب الخال، كان مقيمًا بالدّينَوَر، فلمّا ولي الرّاضي كاتَب قوّاد بغداد بأنّه أحقّ بالحضرة ورئاسة الجيش، فأجابوه، فسارَ إلى بغداد حتّى بقي بينه وبينها يوم. فعُظم ذلك على ابن مُقْلة الوزير ومحمد بن ياقوت والحُجَريّة، وخاطبوا الرّاضي فعرّفهم كراهيته له، وأمرَ بممانعته، فأرسل ابن مُقْلَة إليه بأنّ يرجع، فقال: قد أنضمّ إليَّ جُنْدٌ لا يكفيهم عملي. فأرسل إليه الرّاضي ابن ياقوت القراريطيّ بأنّ قد قلَّدَوك أعمال طريق خُراسان، فقال للقراريطيّ: أنّ جُنْدي لا يقنعون بهذا، ومَن أحقّ منّي بخدمة الخليفة؟ فقال: لو كنت تراعي أمير المؤمنين ما عصيته. فأغلظ له، فقام مِن عنده وأدّى الرسالة إلى الخليفة.
وشَخَص إلى هارون مُعْظم جُنْد بغداد، فبعث إليه محمد بن ياقوت يتلطّف به، فلم يلتفت.
ووقعت طلائعه على طلائع ابن ياقوت، فظهر عليها، ثمّ تقدَّم إلى قنطرة نهربين، واشتبكت الحرب، فعبر هارون القنطرة، وأنفردَ عن أصحابة على شاطئ النّهر، وهو يظنّ أنّه يظفر بمحمد بن ياقوت، فتقنطر به فرسه، وبادره مملوك ابن
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 291، 292".(24/18)
ياقوت فقتله، ومزّق جيشه، ونهبهم عسكر ابن ياقوت، وذلك في جُمادَى الآخرة1.
وفاة السِّجْزِيّ:
وفيها: تُوُفّي أبو جعفر السَّجْزِيّ أحد الحُجّاب. قيل: بلغ من العمر أربعين ومائة سنة. وكان يركب وحده وحواسُّه جيّده.
القبض على الخصِيبيّ وابن مَخْلد:
وفيها: قبض ابن مُقْلَة على أبي العبّاس الخصِيبيّ، والحسن بن مَخْلَد ونفاهما إلى عُمان، فرجعا إلى بغداد مختَفِيَيْن.
وفاة ابن المقتدر:
وفيها: تُوُفّي موسى بن المقتدر.
توقّف الحجّ:
ولم يحجّ النّاس إلى سنة سبْعٍ وعشرين من بغداد2.
والله أعلم
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 288، 289".
2 تاريخ الخلفاء "391".(24/19)
أحداث سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة:
تقليد ولدي الرّاضي المشرق والمغرب:
فيها: تمكَّن الرّاضي بالله وقلَّدَ ابنَيْه المشرقَ والمغربَ، وهما أبو جعفر وأبو الفضل. واستكتب لهما أبا الحُسين عليّ بن محمد بن مُقْلَة1.
القبض على ابن شَنَبُوذ المقرئ وضرْبه:
وفيها: بلغ الوزير أبا عليّ بن مُقْلَة أنْ ابن شَنَبُوذ المقريء يغيّر حروفًا مِن القرآن،
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 311"، النجوم الزاهرة "3/ 248".(24/19)
ويقرأ بخلاف ما أُنْزِل. فأَحضره، وأحضر عمر بن أبي عمر محمد بن يوسف القاضي، وأبا بكر بن مجاهد، وجماعة من القُرّاء، ونُوظِرَ، فأغلظ للوزير في الخطاب وللقاضي ولابن مجاهد، ونَسَبَهم إلى الجهل، وأنّهم ما سافروا في طلب العلم كما سافر. فأمرَ الوزير بضربه، فنُصب بين الهِنبازَيْن وضُرِب سبْع دِرَر، وهو يدعو على الوزير بأن تُقْطَع يده، ويشتّت شمله1.
ثمّ أوقف على الحروف الّتي قيل إنّه يقرأ بها، فأهْدِرَ منها ما كان شنيعًا، وتوّبوه غصْبًا. وكتب عنه الوزير محضرًا.
ومّما أُخِذَ عليه: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} وكان (أمامهم) {مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ} صالحة {غَصْبًا} [الكهف: 9] ..
{وَتَكُونُ الْجِبَالُ} كالصّوف {الْمَنْفُوشِ} [القارعة: 5] .
{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} َوقد {وَتَبّ} [المسد: 1] .
{فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ} الإنسُ أنّ {الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ} لَما {لَبِثُوا} حَوْلًا {فِي الْعَذَابِ الْمُهِين} [سبأ: 14] .
و {الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} [الليل: 3] . فاعترفَ بها2. ولا ريبَ أنّها قد رُويت ولم يخترعْها الرّجلُ من عنده.
وقيل: أنّه نُفي إلى البصرة.
وقيل: إلى الأهواز. وكان إمامًا في القراءة.
شغب الجُنْد على محمد بن ياقوت:
وفي ربيع الأوّل شغب الجُنْد، وصاروا إلى دار محمد بن ياقوت، وطلبوا أرزاقهم، فأغلظ لهم، فغضبوا وهمّوا به، فدافع عنه غلمّانّه، وقام إلى دار الحُرَم. فجاء الوزير وسكّنهم.
ثمّ عادوا في اليوم الثّاني وخرجوا إلى الصّحراء، وعاونتهم العامّة. فعبَروا إلى
__________
1 المنتظم "6/ 275"، البداية والنهاية "11/ 181"، النجوم الزاهرة "3/ 248، 249".
2 المنتظم "6/ 275"، البداية والنهاية "11/ 181"، النجوم الزاهرة "3/ 248، 249"، تاريخ الخلفاء "391".(24/20)
الجانب الغربيّ، وفتحوا السّجون والمُطْبق، وأخرجوا مَن بها، وعظُمت الفتنة، وشرع القتال، ونُهِبت الأسواق. وركب بدر الخَرشنيّ ليكُفَّهُم، فرموه بالنشاب.
واتَّفقَ الحُجَريّة والسّاجيّة، وقصدوا دار الخليفة فمنعهم الحُجّاب، فكاشفوا محمد بن ياقوت وقالوا: لا نرضى أنّ تكون كبير الجيش. وحاصَروا دار الخليفة أيّامًا، ثمّ أرضاهم، فسكنوا.
القبض على ابن ياقوت والقراريطيّ:
وفيها: قبض الرّاضي على محمد بن ياقوت، وأخيه المظفّر، وأبي إسحاق القراريطيّ، وأخذ خطّ القراريطيّ بخمسمائة ألف دينار1.
ازدياد شأنِ ابن مُقْلة:
وعظُم شأن الوزير ابن مُقْلَة، واستقلَ بالدّولة2.
ثمّ شَغَبَ الجُنْد عليه ونهبوا داره، فأرضاهم بمال.
فتح جنوة:
وفيها: أخرجَ المنصور إسماعيل العُبَيْدي يعقوب بن إسحاق في أُسطول من المهديّة عدّته ثلاثون حربيًّا إلى ناحية إفرنجة، ففتح مدينة جَنَوَة، ومرّوا بمدينة سَرْدَانية، فأوقعوا بأهلها وسَبوا وأحرقوا عدّة مراكب، وقتلوا رجالها، وأسرعوا بالخروج إلى جنة، وحرّقوا مراكب قرسقة، ونقبوا أسوار جَنَوة، واستولوا على المدينة، وأسروا ألف امرأة، وقدِموا بالغنائم إلى المهديّة3.
فتنة البربهاريّ وأصحابه:
وفي جُمَادى الأوّلى جرت فتنة عظيمة من البَرْبهاريّ الحنبليّ وأصحابه، فنوديَ أن لا يجتمع أحدٌ من أصحاب البَرْبهاريّ. وحُبِس منهم جماعة واستتر الشيخ4.
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 305"، النجوم الزاهرة "3/ 249".
2 النجوم الزاهرة "3/ 249".
3 الكامل في التاريخ "8/ 285، 310"، البداية والنهاية "11/ 182"، النجوم الزاهرة "3/ 249".
4 المنتظم "6/ 276"، البداية والنهاية "11/ 181، 182".(24/21)
فقيل: إنهم صاروا يكبسون دُور الأمراء والكُبراء، فإنّ رأوا نبيذًا أراقوه، وإنّ صادفوا مغنيةً ضربوها، وكسروا آلة الملاهي، وأنكروا في بيع النّاس وشرائهم، وفي مشْي الرجال مع الصّبيان. فَنَهاهُم متولّي الشرطة، فما التفتوا عليه: فكتب الرّاضي توقيعًا يزجُرُهم ويوبّخهم باعتقادهم: وأنّكم تزعمون أنّ الله على صُوَركم الوحشة، وتذكرون أنّه يصعد وينزل. وأُقسم: إنْ لم تنتهوا لأقتلنَّ فيكم ولأُحَرّقنّ دُوركم1.
هبوب الريح ببغداد:
وفي الشّهر هبّت ريح عظيمة ببغداد، واسودَّت الدنيا وأظلمت من العصر إلى المغرب برعدٍ وبَرْق2.
شغب الجنْد بابن مُقْلَة:
وفيه: شَغَب الجُنْد بابن مُقْلة وهمّوا بالشّرّ3.
قتل سعيد بن حمدان:
وكان سعيد بن حمدان قد ضمِن المَوْصل وغيرها سِرًّا من ابن أخيه الحسن بن عبد الله بن حمدان، وخلع عليه ببغداد، فخرج سعيد في صورة أنّه يساعد ابنُ أخيه في الضّمان في خمسين فارسًا، فدخل الموصل، فخرج ابنُ أخيه مظهِرًا لتَلَقِّيه. ومضى العمّ إلى دار ابن أخيه فنزلها، وسأل عنه فقيل: خرج لتَلَقّيك. فجلس ينتظره.
فلمّا علم الحسن بأنّ عمّه في داره وجّه غلمّانَه فقبضوا عليه وقيَّدوه، ثمّ قتله بعد أيام4.
خروج ابن مقلة لحرب الحسن بن حمدان:
وتألَّم له الرّاضي، وأمرَ أبا عليّ بن مُقْلَة بالخروج إلى الموصل، والإيقاع بالحَسَن. فخرج في جميع الجيش واستخلَف ابنَه ابا الحُسين موضعه. فلمّا قرُب من المَوْصل نزح عنها الحسن في شعبان، فتبِعَه ابن مُقْلَة، فصعِد الجبل ودخل بلد
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 307 - 309".
2 المنتظم "6/ 276"، النجوم الزاهرة "3/ 249"، تاريخ الخلفاء "392".
3 المنتظم "6/ 276"، الكامل في التاريخ "8/ 321"، البداية والنهاية "11/ 182".
4 الكامل في التاريخ "8/ 309"، البداية والنهاية "11/ 182".(24/22)
الزّوزانّ، فاستقرّ ابن مُقْلَة بالموصل يستخرج أموالًا، ويستسلف من التُّجّار على غلّات البلد، فاجتمع له أربعمائة ألف دينار. فاحتال سهل بن هاشم كاتب الحسن، وكان مقيمًا ببغداد، فبذل لولد ابن مُقْلَة عشرة آلاف دينار حتّى يكتب إلى أبيه بأنّ الأمور بالحضرة مضطّربة، فانزعج الوزير وسار إلى بغداد، فدخل في ذي القعدة.
القبض على جعفر بن المكتفي:
وفيها: وقعوا برجلٍ قد أخذ البيعة لجعفر بن المكتفي، وبذل أموالًا عظيمة، فقُبِض عليه وعلى جعفر، ونُهب منزل جَعْفَر.
عَوْد الحسن بن حمدان إلى الموصل:
وعاد الحسن بن عبد الله بن حمدان إلى الموصل بعد حرب تمّ له مع جيش الخليفة وهزمهم، وكتب إلى الخليفة يعتذر1.
مهاجمة القَرْمَطِيّ لِركْب الحُجّاج:
وخرج الرَّكْبُ العراقيّ ومعهم لؤلؤ يَخْفُرُهم، فاعترضهم أبو طاهر القَرْمَطِيّ، فانهزم لؤلؤ وبه ضربات. فقتل القَرْمطيُّ الحاجّ وسبى الحُرَم، والتجأ الباقون إلى القادسيّة، وتسلّلوا إلى الكوفة2.
موت الأمير ابن ياقوت:
وفي ذي الحِجّة مات الأمير أبو بكر محمد بن ياقوت في الحبْس حتْف أنفه.
الغلاء ببغداد:
وفيها غلا السِّعْر ببغداد حتّى أبيع كَرّ القمح بمائةٍ وعشرين دينارًا.
استمالة ابن رائق للدَّيلم:
وفيها: قدِم غلمّان مرداويخ الدَّيْلَميّ إلى بغداد، وفيهم بَجْكم، فخافت الحُجَريّة منهم.
ثمّ إنّ محمد بن رائق أمير واسط ونواحيها كاتَبَهم، فأتوا إليه، فأكرمهم وقدَّم عليهم بَجْكَم، وأفرط في الإحسان إليه، وأمره بمكاتبة جُنْد الجبال ليَقْدَمُوا عليه. ففعلوا، فصار عنده عدّة كبيرة، وتمكّن وجبى الخراج.
__________
1 البداية والنهاية "11/ 182، 183".
2 المنتظم "6/ 276"، الكامل في التاريخ "8/ 311"، البداية والنهاية "11/ 182".(24/23)
أحداث سنة أربع وعشرين:
وفاة هارون بن المقتدر:
تُوُفّي هارون بن المقتدر، وحزن عليه أخوه الخليفة، واغتمّ له، وأمرَ بِنَفْيِ الطّبيب بُخْتيشوع بن يحيى، وأتَّهمه بتعمُّد الخطأ في علاجه1.
تقليد ابن طُغْج عملًا في مصر:
وفيها: قلَّدَ ابن مقلة أبا بكر محمد بن طُغْج أعمال المعاون بمصر مُضافًا إلى ما بيده مِن الشّام2.
قطْع ابن رائق الحمْل عن بغداد:
وفيها: قطع الحمل عن بغداد محمد بن رائق، واحتجَّ بكثرة كلْفة الجيش عنده، وقطع حمْل الأهواز، وطمع غيرهم.
إطلاق المظفّر بن ياقوت من الحبْس:
وفي ربيع الأوّل أطلق من الحبس المظفَّر بن ياقوت، وحلف للوزير على المُصافاة، وفي نفسه الحقْد عليه لأنّه نكبه، ونكب أخاه محمدًا. ثمّ أخذ يسعى في هلاكه ويشغب عليه الحُجَريّة. فعلم الوزير فاعتضد بالأمير بدر صاحب الشّرطة ليوقع بالمظفَّر، فانحدر بدر وأصحابه بالسّلاح إلى دار الخليفة، ومنعوا الحُجَريّة من دخولها فضعُفت نفس المظفّر، وأشار على الحُجَريّة بالتّذلُّل لابن مقلة، وأظهر له المظفّر أنّه على أيْمانه، فاغتر بذلك وصرف بدرًا والْجُنْد من دار الخلافة. فمشى الغلمّان بعضهم إلى بعض وأوحشوا نفوس الْجُنْد من ابن مقلة ومن بدر، وتحالفوا وصارت
__________
1 النجوم الزاهرة "3/ 257".
2 البداية والنهاية "11/ 185"، النجوم الزاهرة "3/ 257".(24/24)
كلمتهم واحدة. ثمّ صاروا إلى دار الخلافة فأحْدَقوا بها وصار الرّاضي في أيديهم كالأسير، وطالبوه أنّ يخرج معهم إلى الجامع فيصلّى بالنّاس ليعلموا إنّه من حزبهم.
فخرج يوم الجمعة سادس جمادى الأولى، فصلّى بالنّاس، وقال في خطبته: اللهُمّ إنّ هؤلاء الغلمّان بطانتي وظهارتي، فمن أرادهم بخير فأزِدْه، ومن كادَهم فَكِده.
إمرة بدر الخَرْشَنيّ على دمشق:
وأمر بدرًا الخَرْشَنيّ بالمسير على إمرة دمشق مسرعًا1.
تدبير ابن مقلة للإيقاع بابن رائق:
ثمّ أخذ ابن مقلة يُشير على الراضي سرًا أن يخرج بنفسه ليدفع محمد بن رائق عن واسط والبصرة. ثمّ بعث ابن مقلة بمقدَّم من الحُجَريّة، وآخر من السّاجيّة برسالة إلى ابن رائق يطلب المحاسبة. فأحسَن ابن رائق إليهما، وحمّلهما رسالة إلى الراضي سرًا بأنه إن استُدعى إلى الحضرة قام بتدبير الخلافة، وكَفَى أمير المؤمنين كلّ مهمّ. فقدِما. فلم يلتفت الرّاضي إلى الرسالة. ولمّا رأى ابن مقلة امتناع ابن رائق عليه عمل على خروج الرّاضي إلى الأهواز، وأنّ يرسل القاضي برسالة إلى ابن رائق لئلّا يستوحش2.
إخراج ابن مقلة من الوزارة:
فبَيْنا ابن مقلة في الدِّهليز شغب الغلمّان ومعهم المظفّر، وأظهروا المطالبة بالأرزاق، وقبضوا على الوزير، وبعثوا إلى الرّاضي يعرفونه ليستوزر غيره، فبعث إليهم يستصوب رأيهم، ثمّ قال: سمّوا من شئتم حتّى استوزره.
فسمّوا عليّ بن عيسى، وقالوا: هو مأمون كافي. فاستحضره وخاطبه بالوزارة فامتنع، فخاطبه ثانية وثالثة فامتنع، فقال: أشر بمن ترى. فأومأ إلى أخيه عبد الرحمن بن عيسى. فبعث الرّاضي إليه المظفّر بن ياقوت، فأحضره وقلَّدَه، وركب
__________
1 النجوم الزاهرة "3/ 279".
2 تكملة تاريخ الطبري "1/ 94".(24/25)
الجيش بين يديه1، وأحرقت دار ابن مقلة، وهذه المرّة الثالثة2.
وكان قد أحرق دار سليمان بن الحسن. فكتبوا على داره:
أحسَنْتَ ظنَّك بالأيّام إذ حَسُنَتْ ... ولم تَخَفْ سوءَ ما يأتي به القدرُ
وسالَمَتْك اللّيالي فاغْتَرَرْت بها ... وعند صَفْوِ اللَّيَالِي يحدُث الكَدَر
واختفى الوزير وأعوانّه.
ظهور الخصيبي وسليمان بن الحسن:
وظهر أبو العبّاس الخصيبيّ، وسليمان بن الحسن، وصارا يدخلان مع الوزير عبد الرحمن وأخيه عليّ، ويدخل معهم أبو جعفر محمد بن القاسم والأعيان3.
تعذيب ابن مقلة:
وأُخِذَ ابن مقلة فتسلّمه عبد الرحمن الوزير، وضُرِب بالمقارع، وأُخذ خطُّه بألف ألف دينار. ثمّ سُلِّمَ إلى أبي العبّاس الخصيبيّ، فجرى عليه من المكاره والتّعليق والضَّرْب عجائب.
رواية ثابت بن سنان عن تعذيب ابن مقلة:
قال ثابت: كلّفني الخصيبيّ الدُّخول إليه يومًا وقال: إنّ كان يحتاج إلى الفَصْد فليُفْصَد بحضرتك. فدخلتُ فوجدته مطرَوْحًا على حصيرٍ، وتحت رأسهِ مخدّة وسِخَة، وهو عُرْيان في وسطه سراويل، ورأيتُ بدَنَه من رأسِه إلى أطراف رِجْلَيه كالباذنجان، وبهِ ضيق نفسٍ شديد.
وكان الّذي تولّى عذابه ودَهَق صَدْره الدَّسْتُوائيّ. فقلت: يريد الفصد.
فقال الخصيبي: وكيف نعمل، ولابد من تعذيبه كل يوم؟ فقلت: فيتلف.
قال: افصده.
__________
1 تكملة تاريخ الطبري "1/ 94"، المنتظم "6/ 281"، الكامل في التاريخ "8/ 314".
2 تكملة تاريخ الطبري "1/ 94"، المنتظم "6/ 281".
3 المنتظم "6/ 281".(24/26)
ففصدته ورفّهتُه ذلك اليوم. واتَّفق أنّ الخصيبيّ استتر ذلك اليوم، فاطمان ابن مقلة وتصلّح. وحضَر أبو بكر بن قرابة، وضمن ما عليه وتسلَمه1.
القبض على المظفّر بن ياقوت وهدم داره:
وفي جُمَادَى الأولى قبض الرّاضي على المظفّر بن ياقوت وهدم داره، ثمّ أطلقه بعد جمعه وأصدره إلى أبيه ياقوت.
عُزِل الخَرْشَنيّ عن الشرطة:
وعزل بدر الخَرْشَنيّ عن الشّرطة، ووليها كاجوا2.
تقليد الخَرْشَنيّ أعمال أصبهان وفارس:
وقلد الخَرْشَنيّ أعمال أصبهان وفارس.
وزارة الكرْخي:
وعجز الوزير عبد الرحمن عن النفقات، وضاق المّال. فاستعفى. فقبض عليه الرّاضي في رجب وعلى أخيه، واستوزر أبا جعفر محمد بن القاسم الكرْخي، وسلم ابني عيسى إلى الكرْخي، فصادرهما برفق، فأدى كلّ واحد سبعين ألف دينار، وانَصْرفا إلى منازلهما3.
قتل ياقوت الأمير:
وفي رمضان قُتِل ياقوت الأميرُ بعسكر مُكْرَم، فأراد الحُجَريّة قُتِل أبي الحُسين البريديّ ببغداد، وكان يخلف أخاه في الكتابة لياقوت، فاختفى.
وكان ياقوت قد سار بجموعه لحرب عليّ بن ابن بُوَيْه، فالتقيا بباب أرَّجان، فهزمه ابن بُوَيْه، فعاد إلى الأهواز، وتواترت الأخبار بأن بويه وافى إلى رامهرمز مقتفيًا
__________
1 تكملة تاريخ الطبري "1/ 94، 95".
2 تكملة تاريخ الطبري "1/ 95"، الكامل في التاريخ "8/ 314".
3 تكملة تاريخ الطبري "1/ 95"، الكامل في التاريخ "8/ 315"، البداية والنهاية "11/ 184".(24/27)
آثار ياقوت. فعبر ياقوت إلى عسكر مُكَرم وقطع الجسرَ. وأقام ابن بُوَيْه أيامًا برامَهُرْمُز إلى أنّ وقع الصُّلح بينه وبين الخليفة، وجرت فصول. وضعُف أمرُ ياقوت، وجاع عسكره، وتفرَّقت رجاله، وتمَّت له حروب مع كاتبه أبي عبد الله البريدي، ثم انهزم وأوى إلى قريةٍ، فظفروا به وقتلوه، وكان قد شاخ1.
ثمّ طغى البريديّ وأظهر العصيانّ.
وزارة سليمان بن الحسن:
وفيها: استوزر الرّاضي أبا القاسم سليمان بن الحسن. وسببه أنّ ابن رائق تغلَّب على ناحيته، وابن بويه تغلب على فارس. وضاقت الدنيا على الوزير الكْرخيّ، وكان غير ناهض بالأمور، فعزل في شوّال. وقُلّد سليمان، فكان في العجز بحال الكْرخيّ وزيادةً2.
عودة ابن رائق إلى بغداد:
فَدَعَتِ الضّرورة إلى أنّ كاتب الرّاضي محمد بن رائق يلاطفه مع كاجوا، فأصغى وأسرع، فأرسل إليه الرّاضي بالخِلَع واللّواء. فانحدر إليه أعيانّ السّاجيّة، فقيّدهم وحبسهم، فاستوحش الحُجَريّة ببغداد، وأحدقوا بباب دار الخليفة. فوصل ابن رائق في جيشه إلى بغداد في ذي الحجّة، ودخل على الرّاضي في قواده3.
ثمّ أنّه أمر الحُجَريّة بقلْع خيامهم وذهابهم إلى منازلهم، فلم يفعلوا، وبطُل حينئذٍ أمر الوزارة والدّواوين وبقي الاسم لا غير، وتولّى الجميعَ محمد بن رائق وكُتّابه، وصارت الأموال تُحمل إليه، وبطُلت بيوت المّال. وحكم ابن رائق على البلاد وبقيَ الرّاضي معه صورةً4.
الوباء والغلاء بأصبهانّ وبغداد:
وفيها: وقع الوباء العظيم بأصبهان وبغداد، وغلت الأسعار.
__________
1 تكملة تاريخ الطبري "1/ 97"، الكامل في التاريخ "8/ 315، 321".
2 تكملة تاريخ الطبري "1/ 98"، المنتظم "6/ 281"، البداية والنهاية "11/ 184".
3 البداية والنهاية "11/ 184"، الكامل في التاريخ "8/ 322، 323".
4 تكملة تاريخ الطبري "1/ 99"، البداية والنهاية "11/ 184"، النجوم الزاهرة "3/ 258".(24/28)
الغزوة الأولى لعليّ بن حمدان:
وفيها: سار الدّمُسْتُق في جيوش الرّوم إلى أرض آمد وسُمَيْساط فسارَ عليّ بن عبد الله بن حمدان، وهو شابّ، وهذه من أوَّل مَغَازية، إلى آمد، وبعث الأقوات إلى سُمَيْساط، فاختلف عليه بعض أمرائه، ثمّ حاربه فظفر به، ثمّ عفا عنه.
تغلُّب الحسن بن حمدان على الموصل:
وكان الحسن بن عبد الله بن حمدان أخوه قد غلب على الموصل، فسارَ إليه خلقٌ من السّاجيّة والحُجَريّة، وهم خاصكية الخليفة، هربوا من محمد بن رائق، فأحسنَ الحسن إليهم.
محاربة اليشكري للساجي وانهزامه:
وسارَ من عنده نظيف السّاجيّ متقلَّدًا آَذْرَبْيجانّ، فحاربه اليشكري، فانهزم نظيف واستُبيح عسكره، وغلب اليَشْكُري على آَذْرَبْيجانّ، فسارَ لحربه دَيْسَم وابن الدَّيْلَميّ وطائفة، فهزموه ونهبوا وسبوا، وفعلوا القبائح.
استيلاء الرّوم على سُمَيْساط:
وفيها: استولت الرّوم على سُمَيْساط ودَكَوُّها، وأمَّن الدُّمُسْتُق أهلها, ووصّلهم إلى مأمنهم.
غارات بني نُمَير وقُشَيْر:
وفيها: عاثت العرب من بني نُمَير وقُشَيْر وملكوا ديار ربيعة ومُضَر، وشنّوا الغارات، وسبوا وقطعوا السُّبُل، وخَلَت المدائن من الأقوات، فسار لحربهم علي بن عبد الله بن حمدان، فأوقع بهم وهزمهم بَسُروج وطردهم إلى ناحية سنِجْار وهِيت1.
خلعه الملك لصاحب الموصل:
ونفد الراضي بالله خلع المُلْكَ إلى صاحب الموصل الحسن بن عبد الله، فبعث على آذَرْبَيْجانّ ابن عمه حسين بن سعيد بن حمدان. وكان على ديار بكر أخوه عليّ.
__________
1 النجوم الزاهرة "3/ 258".(24/29)
أحداث سنة خمس وعشرين وثلاثمائة:
محاربة ابن رائق للحُجَريّة والسّاجيّة:
فيها: أشار محمد بن رائق على الرّاضي بأنّ ينحدر معه إلى واسط، فخرج أول السنة منحدرًا، فوصل واسط في عاشر المحرَّم. واستخلف بالحضرة أبا محمد الصّلْحِيّ، فاضطّربت الحُجَريّة وقالوا: هذه حيلة علينا ليعمل بنا مثل ما عمل بالسّاجيّة. فأقام بعضهم ثمّ انحدروا. واستخدم ابن رائق ستين حاجبًا، وأسقط الباقين، وكانوا أربعمائة وثمانٍين. ونقّص أرزاق الحَشَم، فثاروا وحاربوا ابن رائق، وجرى بينهم قتالٌ شديد، وانّهزم من بقى من السّاجيّة إلى بغداد1 ولم يَبْقَ من الحجرية إلاّ قليل، مثل صافي الخازن، والحسن بن هارون، فأطلقا.
ولمّا فرغ ابن رائق من الحُجَريّة والسّاجيّة أشار على الرّاضي بالله بالتقدُّم إلى الأهواز، فأخرج المضارب2.
رسالة الرّاضي إلى البريديّ:
وبعث ابن رائق أبا جعفر محمد بن يحيى بن شيرزاد، والحسن بن إسماعيل الإسكافيّ إلى أبي عبد الله البريديّ برسالة من الرّاضي، مضمونها أنّه قد أخّر الأموال وأفسد الجيوش. وأنّه ليس طالبيًّا فينازع الأمر، ولا جُنْديًا فينازع الإمارة، ولا ممّن يحمل السّلاح، فيؤهّل لفتح البلاد.
وأنّه كان كاتبًا صغيرًا، فرُفع فَطَغى وكَفَر النِّعْمَة فإن راجع سومح عن المّاضي.
فأجاب إلى أنّه يحمل مالًا عيَّنه، وأنّ الجيش الّذي عنده لا يقوم بهم مال الحضرة، فسيوجّههم إلى فارس لحرب مَن بها.
فبعث إليه الرّاضي بالعهد فما حمل المّال ولا جهّز الجيش3.
__________
1 تكملة تاريخ الطبري "1/ 99"، الكامل في التاريخ "8/ 329"، البداية والنهاية "11/ 187".
2 الكامل في التاريخ "8/ 329".
3 تكملة تاريخ الطبري "1/ 99، 100"، الكامل في التاريخ "8/ 329- 331"، البداية والنهاية "11/ 187".(24/30)
ضمان البريديّ البلاد:
وكان أبو الحُسين البريديّ ببغداد، فجهّزه ابن رائق إلى أخيه أبي عبد الله، ثمّ ضمن البريديّ البلاد.
تقلّدَ بَجْكَم الشرطة:
ورجع الرّاضي إلى بغداد، وتقلَّد الشّرطة بجْكَم.
خروج الحُجَريّة من بغداد:
وخرج من بَقِي من الحُجَريّة من بغداد إلى الأهواز، فقبلهم البريدي، وأجرى أرزاقهم، وَرَثَى لهم.
تفرق البلدان عن الخلافة:
وصارت البلدان بين خارجيّ قد تغلب عليها، أو عامل لا يحمل مالًا، وصاروا مثل ملوك الطّوائف، ولم يبقَ بيد الرّاضي غير بغداد والسواد، مع كون يد ابن رائق عليه1.
الوحشة بين ابن رائق والبريديّ:
وفيها: ظهرت الوحشة بين محمد بن رائق وبين أبي عبد الله البريديّ.
دخول القَرْمَطِيّ الكوفة:
ووافى أبو طاهر القَرْمَطِيّ إلى الكوفة فدخلها في ربيع الآخر، فخرج ابن رائق في جُمَادَى الأولى، وعسكر بظاهر بغداد. وسيَّر رسالة إلى القَرْمَطِيّ فلم تُغْنِ شيئًا، ثمّ إنّ القَرْمَطِيّ ردّ إلى بلده.
وزارة ابن الفُرات:
وفيها: استوزر الرّاضي أبا الفتح الفضل بن جعفر بن الفُرات بمشورة ابن رائق. وكان ابن الفُرات بالشّام فأحضروه.
__________
1 تكملة تاريخ الطبري "6/ 288"، الكامل في التاريخ "8/ 323".(24/31)
انهزام جيش ابن رائق:
ومضى ابن رائق إلى واسط وراسل البريديّ، فلم يلتفت وأخذ يماطله. وبعث جيشًا إلى البصرة يحفظها من ابن رائق، وطيّب قلوب أهلها، فقلق ابن رائق، وبعث إلى البصرة جيشًا، فالتقوا فانهزم جيش ابن رائق غير مرّة1.
محاربة ابن رائق للبصرة وعصيان أهلها عليه:
ثمّ قدِم بدر الخَرْشَنيّ من مصر، فأكرمه ابنُ رائق، ثم نفده وبجكمًا إلى الأهواز، فجهز إليهما البريديّ أبا جعفر الجمّال في ألف نفس، فالتقوا على السوس، فهزمهم الخرشني، وساق وراءهم، فخرج البريديّ وأخوه في طيّار، وحملوا معهم ثلاثمائة ألف دينار، فغرق بهم الطّيار، فأخرجهم الغواصون، واستخرجوا بعض الذَّهَب لبَجْكَم، ووافوا البصرة، ودخل بَجْكَم الأهواز، وكتب إلى ابن رائق بالفتح.
ودخل البريدّيون البصرة واطمأنّوا، فساقَ ابن رائق بنفسه إلى البصرة في نصف شوّال.
فهرب البريديّ إلى جزيرة أُوال، ووافاه بَجْكَم.
وسار ابن رائق وجيشه ليدخلوا البصرة، فقاتلهم أهلُها ومنعوهم لظُلمهم.
وذهبَ البريديّ إلى فارس، واستجار بعلي بن بُوَيْه فأجاره، وأنفذ معه أخاه وأبا الحسين أحمد بن بُوَيْه لفتح الأهواز. وبلغ ابن رائق ذلك، فجهَّز بَجْكَم إلى الأهواز، فقال: لست أحارب هؤلاء إلّا بعد أنّ تحصل لي إمارتها وخراجها. فقال ابن رائق: نعم. وأمضى له ذلك على مائة وثلاثين ألف دينار في السنة2.
ودام أهلُ البصرة على عصيان ابن رائق لسوء سيرته، فحلف أنْ تمكن من البصرة ليجعلها رمادًا. فازدادا غَيْظُهم منه.
ولاية بُدَير لدمشق:
وفيها: ولي إمرة دمشق بُدَيْر مولى محمد بن طُغْج، فأقام بها إلى سنة سبع وعشرين.
__________
1 تكملة تاريخ الطبري "1/ 102، 103".
2 تكملة تاريخ الطبري "1/ 103 - 105"، الكامل في التاريخ "8/ 334 - 337".(24/32)
قدوم ابن رائق إلى دمشق:
وقدِم محمد بن رائق دمشق، فأقام بها، وزعم أنّ المتّقي ولّاه إيّاها، وأخرج بُدَيْرًا.
عودة الولاية لبُدَير:
ثمّ ولي بُدَيْر دمشق بعد ذلك مِن قِبَل كافور الإخشيدي.
اختلاف البريديّين:
وأمّا البريديّون فهم ثلاثة من الكتّاب: أبو عبد الله، وأبو الحُسين، وأبو يوسف. كان أبوهم كاتبًا على البريد بالبصرة، فغلبوا على الأهواز وجرت لهم قصص، ثمّ اختلفوا وتمزَّقوا.
تغلُّب ابن حمدان على مُضَر:
وفيها: سار عليّ بن عبد الله بن حمدان إلى مُضَر، فتغلَّب عليها لمّا خرج عنها بدْر الخَرْشَنيّ إلى العراق.
امتناع الحج:
ولم يجْسر أحدٌ أن يحجّ هذا العام1.
تأسيس مدينة الزهراء بالأندلس:
وفيها: أسَّس أمير الأندلس النّاصر لدين الله الأمويّ مدينة الزَّهراء. وكان منتهى الإنفاق في بنائها كلّ يوم ما لا يُحدّ، يدخل فيها كلّ يوم من الصّخر المنحوت ستّة آلاف صخرة، سوى التّبليط. وجُلِب إليها الرخام من أقطار المغرب، ودخل فيها أربعة آلاف وثلاثمائة سارية، منها ثلاث وعشرون سارية ملوَّنة. وأهدى له ملك الإفرنج أربعين سارية رخام. وأما الوردي والأخضر فمن إفريقية والحوض المذهب جلب من القسطنطينية، والحوض الصغير عليه صورة أسد، وصورة غزال، وصورة عقاب، وصورة ثعبان، وغير ذلك.
__________
1 النجوم الزاهرة "3/ 260".(24/33)
كلّ ذلك ذَهَبٌ مرصَّع بالجوهر. وبَقَوْا في بنائها ستّ عشرة سنة. وكان يُنفق عليها ثُلْث دَخْل الأندلس. وكان دَخْل الأندلس يومئذٍ خمسة آلاف ألف وأربعمائة ألف وثمانٍون ألف درهم.
وعمل في الزَّهراء قصر المملكة. غرِم عليه من الأموال ما لا يعلمه إلّا الله.
وبين الزَّهراء وبين قُرْطُبة أربعة أميال، وطولها ألف وستّمائة ذراع، وعرضها ألف وسبعون ذراعًا.
ولم يُبْن في الإسلام أحسن منها، لكنّها صغيرة بالنّسبة إلى المدائن كما ترى؛ لا بل هي متوسّطة المقدار. وكانت من عجائب الدنيا. وسورها ثلاثمائة برج، وكل شرافة حجر واحد.
وعمل ثُلثُها قصور الخلافة، وثلثها للخدم، وكانوا اثنى عشر ألف مملوك، وثُلثها الثالث بساتين.
وقيل: إنّه عمل فيها بُحَيْرة ملأها بالزِّئبق.
وقيل: كان يعمل فيها ألف صانع، مع كلّ صانع اثنا عشر أجيرًا. وقد أحرقت وهدمت في حدود سنة أربعمائة، وبقيت رسومُها وسورُها1. فسبحان الباقي بلا زوال.
__________
1 النجوم الزاهرة "3/ 260، 261".(24/34)
أحداث سنة ست وعشرين وثلاثمائة
...
أحداث سنة ست وعشرون وثلاثمائة:
انتصار البريديّ على بَجْكَم:
فيها: سار أبو عبد الله البريديّ لمحاربة بَجْكَم. وأقبل في مددٍ من ابن بُوَيْه، فخرج بَجْكَم لحربه، وعاد منهزما بعد ثلاثٍ، لأنّ الأمطار عطّلت نشّاب أصحابه وقِسِيَّهم، فقبض على وجوه أهل الأهواز، وحملهم معه، وسار إلى واسط1.
ازدياد قوّة أحمد بن بُوَيْه:
وأقام البريديّ وأحمد بن بُوَيْه بالأهواز أياما. ثمّ هرب البريديّ في المّاء، ثم أخذ
__________
1 تكملة تاريخ الطبري "1/ 105، 106"، النجوم الزاهرة "3/ 262".(24/34)
يراوغ أحمد بن بُوَيْه، وجَرَت له فصول.
وقوي ابن بُوَيْه. وبَجْكَم مقيم بواسط ينازع إلى الملك ببغداد.
وقد جمع ابن رائق أطرافه وأقام ببغداد، والبريدي هارب في أسفل الأهواز.
المصاهرة بين ابن رائق والوزير أبي الفتح:
ولمّا رأى الوزير أبو الفتح الفضل اختلاف الحضرة، واستيلاء المخالفين على البلاد، أطمع ابن رائق في أنّ يحمل إليه الأموال من الشّام ومصر. وأنّ ذلك لا يتم مَعَ بعده. وصاهره فزوج ابنه بابنة محمد بن رائق، وزوج مزاحم بن رائق ببنت محمد بن طُغْج.
محاربة البريديّ لبَجْكَم:
ثمّ خرج الوزير أبو الفتح إلى الشّام على البرّيّة، وقد استخلف على الحضرة عبد الله بن عليّ النُّقْريّ.
وسار ابن شيرزاد بين البريديّ وابن رائق في الصُّلْح، فكتبوا للبريدي بالعهد على البصرة، وأنّ يجتهد في أخذ الأهواز من أحمد بن بُوَيْه، وأنّ يحارب بَجْكَم.
فواقعَ عسكر البريديّ عسكر بَجْكَم فهزمه، فسُرَّ بذلك ابن رائق. ثمّ أرسل بَجْكَم إلى البريدي: أنت قد أنفقت مع ابن رائق عليّ وقد عفوتُ عنك، وأنا أعاهدك إن ملكتُ الحضرة أنّ أقلَّدَك واسطًا.
فسجد البريديّ شكرًا لله وحلف له واتّفقا1.
قطْع يد ابن مقلة:
وفيها: قُطِعت يد ابن مقلة. وسببه أنّ محمد بن رائق لمّا صار إليه تدبير المملكة قَبَضَ على ضياع ابن مقلة وابنه، فسأله ابن مقلة إطلاقَها، فوَعده ومَطَلهُ. فأخذ ابن مقلة في السَّعْي عليه من كلّ وجهٍ، وكتب إلى بَجْكَم يُطْمِعه في الحضرة، وكتب إلى الرّاضي يشير عليه بالقبض على ابن رائق، ويضمن له إذا فعلَ ذلك وأعاده إلى
__________
1 تكملة تاريخ الطبري "1/ 108، 109"، الكامل في التاريخ "8/ 343، 344".(24/35)
الوزارة أنّه يستخلص له منه ثلاثة آلاف ألف دينار. وأشار باستدعاء بَجْكَم ونصبه في بغداد. فأصغى إليه، فكتب ابن مقلة إلى بَجْكَم يخبره ويحثّه على القدوم.
واتّفق معهم أنّ ابن مقلة ينحدر سرًّا إلى الرّاضي ويقيم عنده، فركب من داره، وعليه طَيْلَسان، في رمضان في الليل. فلمّا وصل إلى دار الخليفة لم يُمَكَّن، وعُدِلَ به إلى حُجْرة فحُبِس بها.
وبعث الرّاضي إلى ابن رائق فأخبره. فتردَّد الرُّسُل بينهما أسبوعين، ثمّ أظهر الخليفة أمره، واستفتى القُضاة في أمرِه، وأفشى ما أشار به ابن مقلة من مجيء بجكم وقبض ابن رائق.
فيقال: أنّ القضاة، أفْتوا بقطع يده، ولم يصحّ.
ثمّ أخرجه الرّاضي إلى الدِّهْليز، فقطعت يدُه بحضرة الأمراء1.
رواية ابن سِنان عن ابن مقلة:
قال ثابت بن سِنان: فاستدعاني الرّاضي وأمرني بالدّخول عليه وعلاجه، فدخلت، فإذا به جالس يبكي، ولونه مثل الرصاص، فشكا ضَرَبَان ساعِده. فطلبتُ كافورًا، وطليتُ به ساعدَه فسَكَن. وكنتُ أتردد عليه، فعرضَتْ له عِلّه النُّقْرُس في رِجْلهِ.
ثمّ لمّا قرُب بَجْكَم من بغداد قطع ابن رائق لسان ابن مقلة، وبقي في الحبْس مدة، ثمّ لحِقَه ذِرب وشقي إلى أنّ مات بدار الخلافة.
وقد وَزَرَ ثلاث مرّات لثلاثة من الخلفاء. ومات سنة ثمانٍ وعشرين، وهو صاحب الخطّ المنسوب.
دخول بَجْكَم بغداد وتلقيبه: أمير الأمراء:
ثمّ أقبل بَجْكَم في جيوشه وضعُفَ عنه محمد بن رائق، فاستتر ببغداد، ودخلها
__________
1 تكملة تاريخ الطبري "1/ 109" المنتظم "6/ 293"، البداية والنهاية "11/ 188"، الكامل في التاريخ "8/ 345".(24/36)
بَجْكَم في ذي القعدة، فأكرمه الرّاضي ورفع منزلته، ولقّبه "أمير الأمراء"، وانقضت أيّام محمد بن رائق1.
كتاب ملك الرّوم إلى الخليفة بالهدنة:
وفيها: ورد كتابٌ من ملك الرّوم. والكتابة بالذَّهب، وترجمتها بالعربيّة بالفضّة؛ وهو: "من رومانس وقسطنطين وإسطانوس عظماء ملوك الرّوم، إلى الشّريف البهيّ ضابط سُلْطان المسلمين.
"بسم الأب والابن وروح القُدُس الإله الواحد، الحمد لله ذي الفضل العظيم، الرؤوف بعباده، الّذي جعل الصلحَ أفضل الفضائل، إذ هو محمود العاقبة في السّماء والأرض. ولمّا بَلَغنا ما رُزقته أيّها الأخ الشريف الجليل من وفور العقل وتمام الأدب، واجتماع الفضائل أكثر ممّن تقدَّمكَ من الخلفاء، حَمَدْنا الله.. " وذكر كلامًا يتضَّمن طلب الهُدْنَة والفِداء. وقدَّموا تقدمةً سنّية.
فكتب إليهم الرّاضي بإنشاء أحمد بن محمد بن ثُوَابة، بعدَ البَسملة: " مِن عبد الله أبي العبّاس الإمام الرّاضي بالله أمير المؤمنين إلى رومانس وقسطنطين وإسطانوس رؤساء الرّوم. سلامٌ على من اتَّبَعَ الهُدى وتمسَّك بالعُروة الوُثْقى وسلكَ سبيل النّجاة، والزُّلفى". وأجابهم إلى ما طلبوا2.
تقلد بَجْكَم إمارة بغداد وخراسان:
وفيها قلَّدَ الرّاضي بَجْكَم إمارة بغداد وخُراسان. وابن رائق مستتر.
امتناع الحجّ:
ولم يحجّ أحد.
انتصار ابن حمدان على الدّمُسْتُق:
وفيها: كانت ملحمة عظيمة بين الحسن بن عبد الله بن حمدان وبين الدّمُسْتُق، ونَصْر الله الإسلام، وهربَ الدّمُسْتُق. وقُتِل من النَصارى خلائق، وأخذ سرير الدمستق وصليبه3.
__________
1 تكملة تاريخ الطبري "1/ 110"، الكامل في التاريخ "8/ 346"، البداية والنهاية "11/ 188".
2 تكملة تاريخ الطبري "1/ 111"، الكامل في التاريخ "8/ 352"، البداية والنهاية "11/ 888".
3 النجوم الزاهرة "3/ 263".(24/37)
أحداث سنة سبع وعشرين وثلاثمائة:
الحرب بين بَجْكَم وابن حمدان:
فيها: سافَرَ الرّاضي وبَجْكَم لمحاربة الحسن بن عبد الله بن حمدان، وكان قد أخّر الحمل عن ما ضمنه من الموصل والجزيرة. فأقام القاضي بتكريت، ثمّ التقى بَجْكَم وابن حمدان، فانهزم أصحاب بَجْكَم وأُسرَ بعضهم فَحقّق بَجْكَم الحملَة بنفسه، فانهزم أصحاب ابن حمدان. واتبعه بَجْكَم إلى أنّ بلغ نصّيبين فأقام بها، وهرب ابن حمدان إلى آمِد، وسار الرّاضي إلى الموصل1.
انضمام القرامطة إلى ابن رائق:
وكان في جُنْد بَجْكَم طائفة من القرامطة، وبقوا مع الراضي، فلحقتم الطّائفة بتكريت، فذهبوا مغاضبين إلى بغداد. وظهر محمد بن رائق من استتاره فانضمّوا إليه، وكانوا ألف رجل.
وقيل: إنّ الرّاضي إنما سارع إلى الموصل خوفًا منهم، فدخلها في صفر، فاستناب بَجْكَم قوادَة على نصيبين وديار ربيعة، وعاد إلى الموصل وهو قلِق مِن أمر ابن رائق2.
الفتنة بين أهل الموصل وجُنْد بَجْكَم:
وبعد أيّام وقعت فتنة بين المواصلة وجُنْد الأمير بَجْكَم، فركب بَجْكَم ووضع السّيف في أهلِ الموصل، وأحرق فيها أماكن.
مسير ابن حمدان إلى نصيبين:
وسار ابن حمدان إلى نصيبين فهربَ عُمّال بَجْكَم عنها، وأخذ أصحابه يتسللون إلى ابن رائق.
__________
1 تكملة تاريخ الطبري "1/ 111"، المنتظم "6/ 295، 296"، الكامل في التاريخ "8/ 353، 354".
2 تكملة تاريخ الطبري "1/ 112"، المنتظم "6/ 296"، البداية والنهاية "11/ 189".(24/38)
ثمّ طلب ابنُ حمدان من بَجْكَم الصُّلح، فما صدَّق به، وبعث إليه بعهده.
تقلُّد ابن رائق الفُرات وجُنْد قِنَّسرين:
وأما ابن رائق فهرَّبَ أصحاب السُّلطان ببغداد وهزمهم، وراسَل والدَه الرّاضي وحُرَمه رسالةً جميلة، وراسل الرّاضي وبَجْكَم يلتمس الصُّلح وأنّ يُقلَّد الفُرات وجُنْد قِنَّسرين ويخرج إليها. فأجِيبَ إلى ذلك، فسارَ ابن رائق إلى الشّام1.
إهلاك عبد الصّمد بن المكتفي:
وفيها: أُهلِكَ عبد الصّمد بن المكتفيّ لكونه راسَلَ ابن رائق في ظهوره أن يقلد الخلافة.
مصاهرة بَجْكَم لابن حمدان:
وفيها: صاهر بَجْكَم الحسن بن عبد الله بن حمدان.
موت ابن الفُرات:
وفيها: مات الوزير أبو الفتح الفضل بن الفُرات بالرملة.
مصالحة البريديّ وبَجْكَم:
وفيها: وقع الصُّلح على أنّ يضمن البريديّ من بجكم واسطة في السنة بستّمائة ألف دينار.
وزارة البريديّ:
وفيها: استوزر الرّاضي أبا عبد الله أحمد بن محمد البريديّ. أشارَ عليه بذلك ابن شيرزاد، وقال: نكتفي شرّه. فبعث الرّاضي قاضي القضاة أبا الحسن عمر بن محمد بن يوسف القاضي إليه بالخِلَع والتّقليد2.
إطلاق الطريق للحجّاج:
وفيها: كتب أبو عليّ عمر بن يحيى العلويّ إلى القَرْمَطِيّ، وكان يحبّه، أن يطّلِق طريق الحاجّ، ويعطيه عن كلّ جمل خمسة دنانير. فأذِن، وحجَّ النّاس؛ وهي أولُ سنة أخذ فيها المكس من الحجاج3.
__________
1 تكملة تاريخ الطبري "1/ 112"، الكامل في التاريخ "8/ 354".
2 تكملة تاريخ الطبري "1/ 113"، الكامل في التاريخ "8/ 355"، النجوم الزاهرة "3/ 264".
3 المنتظم "6/ 296"، البداية والنهاية "11/ 189"، النجوم الزاهرة "3/ 264".(24/39)
أحداث سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة:
انهزام الدّمُسْتُق:
في أوّلها وَرَدَ الخبر بأنّ عليّ بن عبد الله بن حمدان لقي الدّمُسْتُق، فهزمَهُ عليّ.
زواج بَجْكَم ببنت البريديّ:
وفيها: تزَّوج بَجْكَم بسارة بنت الوزير أبي عبد الله البريديّ.
وفاة قاضي القضاة ابن يوسف:
وفي شعبان تُوُفّي قاضي القضاة، أبو الحُسَين عمر بن محمد بن يوسف، وقُلَّدَ مكانه ابنه القاضي أبو نَصْر يوسف.
وزارة ابن مَخْلَد:
وفيها: سارَ بَجْكَم إلى الجبل وعاد، وفسد الحالُ بينه وبين الوزير البريديّ لأمورٍ، فَعَزل بَجْكَم الوزيرَ، واستوزر أبا القاسم سليمان بن مَخْلَد. وخرج بَجْكَم إلى واسط1.
انهزام ابن رائق أمام الإخشيد:
وفي رمضان ملك محمد بن رائق حمص، ودمشق، والرملة، وإلى العريش، ولقِيه محمد بن طُغْج الإخشيد فانهزم الإخشيد، ووقع جُنْد ابن رائق في النّهب، فخرجَ عليهم كمين ابن طُغْج فهزمهم، ونجا ابن رائق إلى دمشق في سبعين رجلًا.
__________
1 تكملة تاريخ الطبري "1/ 116"، البداية والنهاية "11/ 191".(24/40)
موت ابن مقلة والخصيبي:
وفي شوّال مات أبو علي ابن مقلة، وأبو العبّاس أحمد بن عُبَيْد الله الخُصيبيّ اللَّذَين وزرا.
مصالحة الإخشيد لابن رائق بعد مقتل ابنه:
وفيها: واقع محمد بن رائق أبا نَصْر بن طُغْج في أرض اللَّجُون، فانهزم أصحاب ابن طُغْج، واستؤسر وجوه قُوّاده، وقُتِل في المعركة. فعزَّ ذلك على ابن رائق وكفَّنه، وأنفذ معه ابنه مزاحمًا إلى الإخشيد محمد بن طُغْج يعزّيه في أخيه، ويحلف أنّه ما أراد قتله، وأنّه أنفد إليه ولده مزاحمًا ليقيّده به. فشكره وخلع على مزاحم وردّه، واصطلحا على أنّ يُفرج ابن رائق عن الرّملة للإخشيد، ويحمل إليه الإخشيد في السنة مائة وأربعين ألف دينار1.
غَرَق بغداد:
وفي شعبان غرقت بغداد غرقا عظيمًا، حتّى بلغت زيادة المّاء تسعة عشر ذراعًا. وغرق النّاس والبهائم، وانْهَدَمت الدُّور، فلِلّهِ الأمر2.
غزوة ابن حمدان بلاد الرّوم:
وفيها: غزا سيف الدولة عليّ بن حمدان بلاد الرّوم، وجَرَت له مع الدمستق واقعات ينصر الله فيها المؤمنين، وله الحمد.
أحداث سنة تسع وعشرين وثلاثمائة:
عُزِل بَجْكَم لابنّ شيرزاد ومصادرته:
فيها: عزْل بَجْكَم ابن شيرزاد عن كتابته، وصادره على مائة وخمسين ألف دينار،
__________
1 تكملة تاريخ الطبري "1/ 116، 117"، الكامل في التاريخ "8/ 363، 364"، البداية والنهاية "11/ 192".
2 المنتظم "6/ 315، 316"، البداية والنهاية "11/ 191"، النجوم الزاهرة "3/ 266".(24/41)
وفاة الرّاضي بالله:
وفي ربيع الأوّل اشتدّت عِلّة الرّاضي بالله، وقَاءَ في يومين أرطالًا من دم، وماتَ. وبويع المتّقي لله أخوه.
وكان الرّاضي سَمحا كريمًا أديبًا شاعرًا فصيحًا، محبًا للعلمّاء. سمع مِن البَغَويّ، وله شِعُر مدوَّن.
قال الصُّولِيُّ: سُئِل الرّاضي أنّ يخطب يومَ الجمعة، فصعِدَ المِنْبر بسُرَّ من رأى، فحضرت أنا وإسحاق بن المعتمد. فلمّا خطب شنَّف الإسماعَ وبالَغَ في الموعظة. ثمّ نزل فصلّى بالنّاس.
وقيل: إنّ الرّاضي استسقى وأصابَه ذِرب عظيم. وكان من أعظم آفاتِه كثْرة الْجِماع.
تُوُفّي في منتصف ربيع الآخر وله إحدى وثلاثون سنة ونصف. ودُفِن بالرَّصافة. وهو آخر خليفة جالس النُّدماء.
خِلافَة المتَّقي:
وقال الصُّوليّ: لمّا مات الرّاضي، كان بَجْكَم بواسط، وبلغه الخبر، فكتب إلى كاتبه أبي عبد الله أحمد بن عليّ الكوفيّ يأمره أنّ يجمع القُضاة والأعيان بحضرة وزير الرّاضي أبي القاسم سليمان بن الحسن ويشاورهم فيمن يصلُح.
وبعث الحُسين بن الفضل بن المّأمون إلى الكوفيّ بعشرة آلاف دينار له، وبأربعين ألف دينار ليفرِّقها في الْجُنْد إنّ ولّاه الخلافة، فلم ينفع.
ثمّ إنّهم اتّفقوا على أبي إسحاق إبراهيم بن المقتدر، فأحدروه من داره إلى دار الخلافة لعشرٍ بقين مِن الشهر، فَبَايعوه وهو ابن أربعٍ وثلاثين سنة.
وأُمُّهُ أمةٌ اسمها خَلُوب، أَدْرَكَتْ خلافته. وكان حس الوجه، معتدل الخَلْق بحُمْره، أَشْهل العين، كَثّ اللحية. فصلى ركعتين وصعد إلى السّرير، وبايعوه، ولم يغيّر شيئًا قط، ولم يَتَسَرَّ على جاريته الّتي له.
وكان كثير الصوم والتعبد، لم يشرب نبيذًا قط. وكان يقول: لا أريد نديمًا غير المصحف1.
__________
1 المنتظم "6/ 316"، البداية والنهاية "11/ 198".(24/42)
إقرار سليمان بن الحسن في الوزارة:
وأقرَّ في الوزارة، على ما قال ثابتٌ، الوزيرَ سليمان بن الحسن1.
وإنما كان له الاسم، والتّدبير للكوفيّ، كاتب بَجْكَم.
حجابه الطولونيّ:
واستحجبَ المتّقي سلامة الطِّولونيّ.
ولاية المظالم:
وولّى عليَّ بن عيسى المظالم.
سقوط القبة الخضراء بمدينة المنصور:
وفي سابع جُمَادَى الآخرة سقطت القُبّة الخضراء بمدينة المنصور، وكانت تاج بغداد ومَأْثرة بني العبّاس.
فذكر الخطيب في "تاريخه" أنّ المنصور بناها ارتفاع ثمانٍين ذراعًا، وأنّ تحتها إيوانًا طوله عشرون ذراعًا في مثلها.
وقيل: كان عليها تمثال فارس في يده رمُحْ. فإذا استقبل جهةً عُلمَ أنّ خارجيًّا يظهر من تلك الجهة. فسقط رأسُ هذه القبّة في لَيْلَةٍ ذات مطر ورعد2.
الغلاء والوباء ببغداد:
وكان فيها غلاء مُفْرط ووباء عظيم ببغداد، وخرج النّاسُ يستسقون وما في السّماء غَيم، فرجعوا يخوضون الوحل.
واستسقى بهم أحمد بن الفضل الهاشمي3.
__________
1 تكملة تاريخ الطبري "1/ 119"، الكامل في التاريخ "8/ 369".
2 تاريخ بغداد "1/ 73"، البداية والنهاية "11/ 200"، النجوم الزاهرة "3/ 270"، تاريخ الخلفاء "394".
3 تكملة تاريخ الطبري "1/ 120"، المنتظم "6/ 318، 319"، النجوم الزاهرة "3/ 270".(24/43)
وزارة ابن ميمون الكاتب:
وفيها: عُزِل المتّقي لله الوزيرَ سليمانَ واستوزَرَ أبا الحُسين أحمد بن محمد بن ميمون الكاتب.
وزارة البريديّ:
وقدِم أبو عبد الله البريديّ مِن البصرة، فطلب الوزارة، فأجابه المتقي. وصار إليه ابن ميمون فأكرمه.
وكانت وزارة ابن ميمون شهرًا، فشَغَب الْجُنْد على أبي عبد الله يطلبون أرزاقهم، فهرب من بغداد بعد أربعة وعشرين يومًا1.
وزارة القراريطيّ:
فاستوزَر المتّقي أبا إسحاق محمد بن أحمد الإسكافيّ المعروف بالقراريطيّ، وعُزِل بعد ثلاثة وأربعين يومًا2.
وزارة الكْرخيّ:
وقُلِّدَ ابن القاسم الكْرخيّ، وعُزِل بعد ثلاثة وخمسين يوما.
تقليد كورتكين إمرة الأمراء:
وفيها: قلَّدَ المتقي إمرة الأمراء كورتكين الديلمي.
تقليد بدر الحُجّابة:
وقلَّدَ بدرًا الخَرْشَنيّ الحُجّابة.
مقتل بَجْكَم التّرْكيّ:
وفيها: قُتِل بَجْكَم التّرْكيّ أبو الخير. وكان قد استوطن واسطًا، وقرَّر مع الرّاضي أنه يحمل إليه في العام ثمانمائة ألف دينار. وأظهرَ العدلَ وبنى دار الضّيافة للضعفاء
__________
1 تكملة تاريخ الطبري "1/ 124"، الكامل في التاريخ "8/ 374".
2 تكملة تاريخ الطبري "1/ 124، 125"، الكامل في التاريخ "8/ 377"، النجوم الزاهرة "3/ 272".(24/44)
بواسط. وكان ذا أموالٍ عظيمة. وكان يُخْرجها في الصّناديق، ويخرج الرجال في صناديق أُخَر على الحمال إلى البرّ، ثمّ يفتح عليهم فيحضرون ويدفن المّال، ثمّ يعيدهم إلى الصّناديق، فلا يدرون أين دفنوا، ويقول: إنما أفعل هذا لأنيّ أخاف أنّ يُحال بيني وبين داري. فَضَاعت بموته الدّفائن.
قال ثابت بن سِنان: لمّا مات الرّاضي استدعى بَجْكَم والدي إلى واسط، فقال: إني أريد أنّ أعتمد عليك في تدبير بَدَني، وفي أمرٍ آخر أهمّ من بدني، وهم تهذيب أخلاقي. فقد غَلَبَ عليّ الغضب وسوء الخلق، حتى أخرج إلى ما ندم عليه من قتلٍ وضَرْب.
فقال: سمعًا وطاعة.
فحَّدثه بكلامٍ جيد في مُداراة نفسه بالتأني إذا غضب، وحضّه على العفو.
وكان جيش البريدي قد وصل إلى المذار، فأنفد بَجْكَم كورتكين وتوزون للقائم، فالتقوا على المذار في رجب، فانكسر أصحاب بَجْكَم وراسلوه يستمدّونه، فخرج من واسط. فأتاه كتابٌ بنَصْر أصحابه، فتصيدا عند نهر جور، وهناك قو أكراد مياسير، فَشَره إلى أخذ أموالهم، وقَصَدهم في عَدَدٍ يسيرٍ من غلمّانه وهو متخفٍّ. فهرب الأكراد منه، وبقي منهم غلام أسود، فطعنه برمح، وهو لا يعلم أنّه بَجْكَم، قتله لتسعٍ بقين من رجب1.
وخامرَ معظم جُنْده إلى البريديّ، وأخذ المتّقي من داره ببغداد حواصله، فحصَل له مِن ماله ما يزيد على ألفي ألف دينار. فصار توزون وكورتكين وغيرها من كبار أصحابه إلى الموصل، ثمّ إلى الشام، إلى محمد بن رائق. واستدعاء المتّقي إلى الحضرة.
مسير ابن رائق إلى بغداد:
فسارَ ابنُ رائق من دمشق في رمضان، واستخلف على الشّام أحمد بن عليّ بن مقاتل. فلمّا قرُب من المَوْصل كتب كورتكين إلى القائد أصبهان ابن أخيه بأنّ يصعد من واسط، فصعَد ودخل بغداد، فخلع عليه المتقي وطوقه وسوره.
__________
1 تكملة تاريخ الطبري "1/ 121، 122"، المنتظم "6/ 320"، الكامل في التاريخ "8/ 371"، البداية والنهاية "11/ 200".(24/45)
وحَمَل الحسن بن عبد الله بن حمدان إلى ابن رائق مائة ألف دينار من غير أنّ يجتمع به.
فانْحَدر ابنُ رائق إلى بغداد1.
خطبة البريديّ لابن رائق:
وخطب البريديّ بواسط والبصرة لابن رائق وكتب اسمه على أعلامه وترسه.
الحرب بين ابن رائق وكورتكين:
ثمّ وقع الحرب بين ابن رائق وكورتكين على بغداد أيّامًا، في جميعها الدّبُرة على ابن رائق.
وجرت الأمور.
ثم قوي ابن رائق، ثمّ دخل بغداد، وأقام كورتكين بعُكْبرا، وذلك في ذي الحجّة، ودخل على المتّقي لله، فلمّا تنصف النهار وثب كورتكين على بغداد بجيشه وهم في غايةِ التهاون بابن رائق، يسمون جيشه القافلة، وكان نازلًا بغربيّ بغداد، فعزم على العَود إلى الشام. ثم تثبت فعبرَ في سفينه إلى الجانب الشرقيّ ومعه بعض الأتراك، فاقتتلوا، فبينما هم كذلك أخذتهم زعقات العامّة من ورائهم، ورموهم بالآجُرّ، فانهزم كورتكين واختفى، وقُتِل أصحابُه في الطُّرُقات.
وظهر الكوفيّ، فاستكتبه ابن رائق2.
أسر قادة الدَّيْلَم:
واستأسرَ ابنُ رائق من قوّاد الدَّيْلَم بضعة عشرة، فضرَب أعناقهم وهربَ الباقون، ولم يبقَ ببغداد من الدَّيْلَم أحد. وكانوا قد أكثروا الأذِيّة.
إمرة الأمراء لأبنّ رائق:
وقُلَّدَ ابنُ رائق إمرة الأمراء، وعظم شأنه.
__________
1 البداية والنهاية "11/ 199".
2 تكملة تاريخ الطبري "1/ 125"، البداية والنهاية "11/ 199".(24/46)
أحداث سنة ثلاثين وثلاثمائة:
حبْس كورتكين في دار ابن رائق:
في المحرَّم وُجِدَ كورتكين الدَّيْلَميّ في درب، فأُحضر إلى دار ابن رائق وحُبِس.
الغلاء العظيم ببغداد:
وفيها: كان الغلاء العظيم ببغداد، وأبيع كرّ القمح بمائتي دينار وعشرة دنانير، وأكلوا الميتة، وكثُر الأموات على الطُرُق، وعمَّ البلاء1.
انتشار الجوع:
وفي ربيع الآخر خرجَ الحُرَم من قصر الرصّافة يستغيثون في الطُّرُقات: الجوع الجوع.
خروج الأتراك إلى البريديّ:
وخرج الأتراك وتوزون، فساقوا إلى عند البريديّ إلى واسط.
وصول الرّوم إلى حلب:
وفيها: وصلت الرّوم إلى بلد حلب إلى صوّص، وهي على ست فراسخ من حلب، فخربوا وأحرقوا، وسبوا عشرة آلاف نسمة2.
وزارة البريديّ:
وفيها: استوزر المتّقي أبا عبد الله البريديّ، برأي ابن رائق لمّا رأى انضمام الأتراك إليه، فاحتاج إلى مداراته.
تقلَّدَ الخِرقيّ القضاء:
وفيها: تقلَّدَ قضاء الجانبين ومدينة أبي جعفر أبو الحسن أحمد بن عبد الله ابن إسحاق الخِرقيّ التّاجر، وتعجَّب النّاسُ من تقليد مثله.
__________
1 تكملة تاريخ الطبري "1/ 127"، الكامل في التاريخ "8/ 377"، البداية والنهاية "11/ 201".
2 الكامل في التاريخ "8/ 392"، النجوم الزاهرة "3/ 274".(24/47)
تقليد القراريطيّ الوزارة:
وفيها: عُزِل البريديّ، وقُلَّدَ القراريطيّ الوزارة.
خروج المتّقي لقتال البريديّ:
وفي حادي عشر جُمَادَى الأولى ركب المتّقي ومعه ابنه أبو منصور، ومحمد بن رائق، والوزير القراريطيّ، والجيش، وساروا وبين أيديهم القُرّاء في المصاحف لقتال البريديّ. ثمّ انحدر من الشّمّاسيّة في دجلة إلى داره، واجتمع الخلْق على كرسيّ الجسر، فثقل بهم وانخسف، فغرق خلقٌ. وأمر ابن رائق بلعن البريديّ على المنابر1.
دخول البريديّ بغداد وانتهابها:
وأقبل أبو الحُسين عليّ بن محمد أخو البريديّ إلى بغداد وقاربَ المتّقي وابن رائق، فهزمهما، وكان معه الترك والد يلم والقرامطة، وكثر النّهْبُ ببغداد. وتحصّن ابن رائق، فزحفَ أبو الحُسين البريديّ على الدّار، واستفحل الشّرّ. ودخل طائفة من الدَّيْلَم دار الخلافة، فقتلوا جماعة، وخرجَ المتّقي وابنه هاربين إلى الموصل ومعهما ابن رائق.
واستتر القراريطيّ.
ونهبت دار الخلافة، ودُخِل على الحُرم.
ووجدوا في السّجن كورتكين الدَّيْلَميّ، وأبا الْحَسَن بن سنجلا، وعليّ بن يعقوب. فجيء بهم إلى أبي الحسين، فقيَّد كورتكين، وبعث به إلى أخيه إلى البصرة، فكان آخر العهد به، وأطلق الآخران2.
ثم نزل أبو الحسين بدار ابن رائق، وقلَّدَ توزون الشّرطة، وأبا منصور تورتكين الشرطة بالجانب الغربي.
__________
1 تكملة تاريخ الطبري "1/ 126"، الكامل في التاريخ "8/ 379"، النجوم الزاهرة "3/ 274".
2 تكملة تاريخ الطبري "1/ 127"، الكامل في التاريخ "8/ 380"، البداية والنهاية "11/ 202"، النجوم الزاهرة "3/ 274".(24/48)
انتهاب بغداد والغلاء بها:
ونُهبت بغداد، وهُجِّجَ أهلُها من دُورهم. واشتدّ القحط حتّى أبيع ببغداد كر الحنطة بثلاثمائة وستة عشر دينارًا، وهلك الخلْق. وكان قحطًا لم يُعْهَد ببغداد مثله أبدا. هذا والبريديّ يصادر النّاس1.
وقعة الأتراك والقرامطة:
ثمّ وقعت وقعة بين الأتراك والقرامطة، فانهزم القرامطة.
ازدياد دجلة:
وزادت دجلة حتّى بلغت في نَيْسان عشرين ذراعًا، وغرقت النّاس.
محاربة أهل بغداد للدَّيْلَم:
ثمّ تناخى أهلُ بغداد لِمَا تمّ عليهم من جُور الد يلم، ووقع بينهم وبينهم الحرب.
الحرب بين الأتراك والبريديّ:
ثمّ اتّفق توزون وتورتكين والأتراك على كبس البريديّ. ثمّ غدر تورتكين فبلغ البريديّ الخبرُ فاحترز.
وقصد توزون الدّار في رمضان، ووقع الحرب، وخَذَله تورتكين، فانَصْرف توزون في خلقٍ من الأتراك إلى الموصل. فبعث البريديّ خلفه جيشًا ففاتهم. فلمّا وصل توزون إلى الموصل قوي قلب ناصر الدّولة الحسن بن عبد الله بن حمدان، وعزم على أنّ ينحدر إلى بغداد بالمتّقي، فتهيأ أبو الحُسين البريديّ2.
وكان لمّا وصل المتّقي وابن رائق تكريت وجدا هناك سيف الدّولة أبا الحسن عليّ بن عبد الله بن حمدان، وكان ابن رائق قد كتب إلى الحسن بن عبد الله بن حمدان أنّ يبعث إليه نجدةً لقتال البريديّ، فنفّد أخاه سيف الدّولة هذا، فإذا معَه الإقامات
__________
1 تكملة تاريخ الطبري "1/ 127"، الكامل في التاريخ "8/ 381، 391"، البداية والنهاية "11/ 202".
2 تكملة تاريخ الطبري "1/ 128".(24/49)
والميرة، وسارَ الكُلّ إلى الموصل، فلم يحضر الحسن، وتردّدت الرُّسُل بينه وبين ابن رائق إلى أنّ توثَّق كُلّ منهم بالعهود والأيْمان.
فجاء الحِسُن واجتمع بابن رائق وبأبي منصور ابن الخليفة في رجب، وذلك بمخيَّم الحسن.
فلمّا أراد الانصراف ركب ابن المتّقي وقُدِّم فرس ابن رائق ليركب، فتعلَّق به الحسن وقال: تقيم اليوم عندي نتحدَّث.
فقال: ما يحسُن بي أنّ أتخلَّف عن ابن أمير المؤمنين.
فألحَّ عليه حتّى استرابَ محمد بن رائق وجذَب كمَّه من يده فَتَخرَّق. هذا ورِجله في الرّكاب ليركب، فَشَبَّ به الفرس فوقع، فصاح الحسن بغلمانه: لايفوتنكم، اقتلوه. فنزلوا عليه بالسيوف، فاضطرَب أصحابُه خارج المخيَم، وجاء مطرٌ فتفرّقوا، فَدُفِن وعُفى قبره ونُهبت داره الّتي بالموصل1.
فنقل ابن المحسِّن التنوخي، عن عبد الواحد بن محمد المَوْصلي قال: حدَّثني رجلٌ أن النّاسَ نهبوا دار ابن رائق، فدخلتُ فأجدُ كيسًا فيه ألف دينار أو أكثر، فقلت: إنّ خرجت به أخذَه مني الْجُنْد. فطفت في الدّار فمررتُ بالمطبخ، فأخذتُ قدْر سكباج ملأى، فرميتُ فيها الكيس وحملتها على رأسي، فكلّ مَن رآني يظنّ أنّي جائع، فذهبتُ بها إلى منزلي.
تلقيب ابني حمدان ناصر الدّولة وسيف الدّولة:
وبعث الحسن إلى المتّقي: إنّ ابن رائق أراد أن يغتالني. فأمره بالمَصير إليه. فجاء إليه فقلَّدَه مكان ابن رائق ولقبه " ناصر الدّولة "؛ وخلعَ على أخيه ولقّبه "سيف الدّولة". وعاد إلى بغداد وهُم معه.
هرب البريديّ إلى واسط:
فهرب البريديّ إلى واسط. فكانت مدّة إقامته ببغداد ثلاثة أشهر وعشرين يومًا.
ودخل المتّقي بغداد في شوّال، وعُمِلت القباب.
__________
1 تكملة تاريخ الطبري "1/ 128"، الكامل في التاريخ "8/ 382"، النجوم الزاهرة "3/ 275".(24/50)
وفاة الخَرْشَنيّ:
وقلَّدَ المتّقي بدرًا الخَرْشَنيّ طريق الفُرات. فسارَ إليها، ثمّ سار إلى مصر، فأكرمه الإخشيد واستعمله على دمشق، فمات بها.
انهزام البريديّ أمام ناصر الدّولة الحمداني:
وفي ذي القعدة جاء الخبر بأنّ البريديّ يريد بغداد، فاضطّربَ النّاسُ وخرج المتّقي ليكون مع ناصر الدّولة، وهرب وجوه أهل بغداد. ثمّ سار سيف الدّولة أبو الحسن للقاء البريديّ فكانت بينهما وقعة هائلة بقرب المدائن. فكان البريدي أبو الحسين في الد يلم وابن حمدان في الأتراك واقتتلوا يوم الخميس ويوم الجمعة، فكانت أولًا على بني حمدان وانهزم أصحابهم، وكان ناصر الدّولة على المدائن فردَّهم، ثمّ كانت الهزيمة على البريديّ، وقتل جماعة من قوادة، وأسر طائفةٌ، فعاد بالويل إلى واسط. وساق سيف الدّولة إلى واسط، فانهزم البريديّ بين يديه إلى البصرة، فأقام سيف الدولة بواسط ومعه جميع الأتراك والد يلم1.
وفاة النهرجوري:
وفيها: توفي العارف أبو يعقوب النهرجوري شيخ الصُّوفيّة إسحاق بن محمد بمكّة، وقد صحب سهل بن عبد الله، والْجُنَيْد.
وفاة المحاملي:
وفيها: تُوُفّي المَحَامِليّ صاحب "الدّعاء" وغيره.
وفاة أبي صالح الزاهد:
والزّاهد أبو صالح الدّمشقيّ مفلح بن عبد الله، وإليه يُنْسَب مسجد أبي صالح خارج باب شرقيّ.
والله أعلم.
__________
1 تكملة تاريخ الطبري "1/ 129"، الكامل في التاريخ "8/ 395".(24/51)
ذكر رجال الطبقة الثالثة والثلاثون:
مُرَتَّبَة كل سنة على حروف المعجم:
سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ومَن تُوُفّي فيها:
"حرف الألف":
1 - أحمد بن إسماعيل بن عامر.
أبو بَكْر السَّمَرْقَنْدِيّ.
رئيس كبير، حدَّث " بجامع " أبي عيسى التّرمذيّ، عن مصنّفه وتُوُفّي بِبُخارى.
قاله جعفر المستغفريّ.
2 - أحمد بن الحُسين بن محمد بن عبد الله بن بكر.
أبو حامد الدّقاق. ورّخه ابن مَنْدَه.
3 - أحمد بن حمدون بن أحمد بن رستم1.
أبو حامد النَّيسابوريّ، ولقبه أبو تُراب، الأعمشيّ الحافظ. كان قد جمع حديث الأعمش كلّه وحفِظه.
سمع: محمد بن رافع، وإسحاق الكَوْسَج، وعلي بن خشرم، وعمار بن رجاء الجرجاني، وأبا زرعه، والحسن بن محمد الزعفراني، وأبا سعيد الأشج، ويحيى بن حكيم المقوم، وطبقتهم.
روى عنه: أبو الوليد الفقيه، وأبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، وأبو سهل الصعلوكي، وأبو أحمد الحاكم.
قال أبو عبد الله الحاكم: سمعت أبا عليّ يقول: ثنا أحمد بن حمدون، إنْ حلّت الرواية عنه.
فقلت: هذا الّذي تذكره في أبي تُراب من جهة المُجُون والسُّخْف الّذي كان، أو لشيءٍ أنكرته منه في الحديث؟ قال: بل من جهة الحديث.
__________
1 تذكرة الحفاظ "3/ 805 - 807".(24/52)
قلت: فما أنكرت عليه؟
قال: حديث عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن الفضل.
قلت: قد حدَّث به غيره.
فأخذ يذكر أحاديث حدَّث بها غيره.
فقلت: أبو تراب مظلوم في كل ما ذكرته.
ثمّ حدثت أبا الحسين الحجاجي بهذا القول، فرضي كلامي فيه، وقال: القول ما قلته.
ثمّ تأملت أجزاء كثيرة بخطه، فلم أجد فيها حديثًا يكون الحمل فيه عليه، وأحاديثه كلها مستقيمة.
وسمعت أبا أحمد الحافظ يقول: حضرت ابن خزيمة يسأل أبا حامد الأعمشي: كم روى الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد؟ فأخذ أبو حامد يسرد الترجمة حتى فرغ منها، وابن خزيمة يتعجب من مذاكرته.
سمعت محمد بن حامد البزاز يقول: دخلنا على أبي حامد الأعمشي وهو عليل فقلنا: كيف تجدك؟ قال: بخير، لولا هذا الجار، يعني أبا حامد الجلودي، يدعي أنه محدث عالم، ولا يحفظ إلا ثلاث كتب: كتاب عمى القلب، وكتاب النسيان، وكتاب الجهل. دخل عليّ أمس فقال: يا أبا حامد أعلمت أن زنجويه قد مات؟ قلت: رحمه الله. فقال: دخلت اليوم على المؤمل بن الحسن وهو في النزع ثمّ قال: يا أبا حامد ابن كم أنت؟ قلت: أنا في السادس والثمانٍين.
قال: فأنت إذا أكبر من أبيك يوم مات.
فقلت: أنا بحمد الله في عافية، وجامعت البارحة مرتين، واليوم فعلت كذا. فقام خجلًا.
تُوُفّي الأعمشي في ربيع الأول.
4 - أحمد بن داود بن سليمان بن جوين.
أبو بكر بن القِرَبيّ. مصريّ ثقة.(24/53)
سمع: يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان، وابن مَثْرُود.
روى عنه: ابن يونس، وغيره.
5 - أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن ذكوان1.
الدمشقي المقريء.
قرأ على أبيه، وسمع منه.
قرأ عليه: أبو هاشم عبد الجبّار المؤدّب.
وروى عنه: ابن عدي، لكن سماه محمدًا فوهم، وأبو بكر الربعي، وابن المقريء، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وآخرون.
قال الدَّارَقُطْنيّ: لا بأس به.
وورَّخ وفاته ابن زَبْر.
6 - أحمد بن عبد الوارث بن جرير2.
أبو بكر الأسوانيّ العسّال.
سمع: عيسى بن حمّاد، ومحمد بن رُمْح، وجماعة.
وهو آخر من حدَّثَ عن ابن رُمْح.
روى عنه: أبو سعيد بن يونس الحافظ ووثَّقه، والطَّبَرَانيّ، وابن المقرئ، وعبد الكريم بن أبي جدار، وميمون بن حمزة العلويّ، وعليّ بن محمد الحضْرميّ الطحان والد الحافظ يحيى، وخلْق.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة، وقد جاوز التّسعين، وولاؤه لعثمانٍ بن عفان -رضي الله عنه.
7 - أَحْمَدُ بْنُ محمد بْنِ سَلَامَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ3.
أَبُو جَعْفَرٍ الْأَزْدِيُّ الْحَجْرِيُّ الْمَصْرِيُّ الطَّحَاوِيُّ الْفَقِيهُ الحنفي، المحدث الحافظ. أحد الأعلام.
__________
1 غاية النهاية "1/ 71".
2 الإكمال لابن ماكولا "7/ 47"، سير أعلام النبلاء "15/ 24"، شذرات الذهب "2/ 288".
3 المنتظم "6/ 250"، سير أعلام النبلاء "15/ 27 - 33"، الوافي بالوفيات "8، 9، 10"، لسان الميزان "1/ 274 - 282".(24/54)
سَمِعَ: هَارُونَ بْنَ سَعِيدٍ الأَيْلِيَّ، وَعَبْدَ الْغَنِيِّ بْنَ رِفَاعَةَ، وَيُونُسَ بْن عَبْد الْأَعْلَى، وَمحمد بْن عَبْد الله بن الحكم، وعيسى بن مثرود، وبحر من نَصْرٍ، وَطَائِفَةً مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ وَهْبٍ، وَغَيْرِهِ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَنِ الإِخْمِيمِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ القاسم الخشاب، وأبو بكر بن المقريء، وَالْمَيَانِجيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ الزَّجَّاجُ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ محمد الْجَوْهَرِيُّ قَاضِي الصَّعِيدِ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَمحمد بْنُ بَكْرِ بْنِ مَطْرُوحٌ.
وَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ سنة ثَمَانٍ وَسِتِّينَ، فَلَقِيَ قَاضِيهَا أَبَا خَازِمٍ فَتَفَقَّهَ بِهِ وَبِغَيْرِهِ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: وُلِدَ سنة تسعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَتُوُفِّيَ فِي مُسْتَهَلِّ ذِي الْقِعْدَةِ.
قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتًا، فَقِيهًا عَاقِلًا. لَمْ يَخلّف مِثْله.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيُّ: انْتَهَتْ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ رِئَاسَةُ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ بِمِصْرَ. أَخَذَ الْعِلْمَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ. وَأَبِي خازم، وَغَيْرِهِمَا.
وَكَانَ شَافِعِيًّا يَقْرَأُ عَلَى الْمُزَنِيِّ، فَقَالَ لَهُ يَوْمًا: وَاللَّهِ لَا جَاءَ مِنْكَ شَيْءٌ.
فَغَضِبَ مِنْ ذَلِكَ، وَانْتَقَلَ إِلَى ابْنِ أَبِي عِمْرَانَ. فَلَمَّا صَنَّفَ مُخْتَصَرَهُ قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ أَبَا إِبْرَاهِيمَ، لَوْ كَانَ حَيًّا لَكَفَّرَ عَنْ يَمِينِهِ.
وَمَنْ نَظَرَ فِي تَصَانِيفَ أَبِي جَعْفَرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ عَلِمَ مَحلَّهُ مِنَ الْعِلْمِ وَسَعَةِ مَعْرِفَتِهِ. وَقَدْ نَابَ فِي الْقَضَاءِ عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ محمد بْنِ عَبْدَةَ قَاضِي الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ سنة نَيِّفٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ.
وَتَرَقَّت حالهُ فَحَدَّثَ أَنَّهُ حَضَرَ رجلٌ معتبرٌ عِنْدَ الْقَاضِي محمد بْنِ عَبْدَةَ فَقَالَ: أَيْش رَوَى أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أَبِيهِ؟ فَقُلْتُ أَنَا: حَدَّثَنَا بَكَّارُ عن قتيبة: نا أبو أحمد الزبيري، اثنا سفيان، عن عبد الأعلى التغلبي، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "إن الله ليغار للمؤمن فليغر" 1.
__________
1 [حديث صحيح لغيره] : أخرجه أبو يعلي والطبراني في الأوسط كما في المجمع "4/ 327"، وقال الهيثمي: فيه عبد الأعلى بن عامر الثعلبي وهو ضعيف. وللحديث شاهد من حديث ابن مسعود أيضا أخرجه البخاري "4634"، ومسلم "2760"، والترمذي "3530"، وأحمد في المسند "1/ 381، 425".(24/55)
وَثَنَا بِهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَاوُدَ: ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُفْيَانَ مَوْقُوفًا.
فَقَالَ لِي الرَّجُلُ: تَدْرِي مَا تَقُولُ؟ تَدْرِي مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقُلْتُ لَهُ: مَا الْخَبَرُ؟ قَالَ: رَأَيْتُكَ الْعَشِيَّةَ مَعَ الْفُقَهَاءِ فِي مَيْدَانِهِمْ، وَرَأَيْتُكَ الْآنَ فِي مَيْدَانِ أَهْلِ الْحَدِيثِ. وَقَلَّ مَنْ يَجْمَعُ ذَلِكَ.
فَقُلْتُ: هَذَا مِنْ فَضْلِ الله وإنعامه.
صنف رحمه الله "الآثار"، و" معاني الآثار"، و" اختلاف العلماء"، و" الشروط"، "وَأَحْكَامَ الْقُرْآنِ".
وَكَانَ ابْنُ أَبِي عِمْرَانَ قَدْ قَدِمَ مِنَ الْعِرَاقِ قَاضِيًا عَلَى مِصْرَ، وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الْحَنَفِيَّةِ وَعَلَيْهِ تَخَرَّجَ الطَّحَاوِيُّ.
وَالْمُزَنِيُّ هُوَ خَالِ الطَّحَاوِيِّ رَحِمَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى.
8 - أحمد بْن محمد بْن عليّ بْن رَزِين.
أبو عليّ الباشانيّ الهَرَويّ.
سمع: عليّ بن خَشْرَم، وأحمد بن عبد الله الفاريابيّ، وأبا الحُسين الحنفيّ، وسُفْيان بن وُكِيع، وهذه الطبقة.
وعنه: أبو عبد الله بن أبي ذُهل، وأبو بكر بن أبي إسحاق القراب، وزاهر بن محمد السرخسي، ومحمد بن محمد بن جعفر المّالينيّ.
وكان ثقة.
أحمد بن مُحَمَّد بن عيسى بن مُحَمَّد بن القاسم بن حسن بْنُ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
9 - أَحْمَد بن مُحَمَّد بن موسى البغداديّ1 أبو بكر، ويُعرف بابن أبي حامد.
صاحب بيت المال.
سمع: حمدون الفرغاني، والعباس الدوري.
وعنه: الدارقطني، والقواس.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 91، 93"، البداية والنهاية "11/ 174، 175".(24/56)
وكان ثقة، جوادًا، كريمًا. قاله الخطيب.
10 - أحمد بن محمد بن يزيد الفقيه أبو العبّاس الكُرْجيّ1.
ثقة، سمع: يوسف بن سعيد بن مُسَلّم، وأحمد بن الفُرات.
روى عنه: عليّ بن لؤلؤ، وابن المظفّر.
حدَّث ببغداد. ومات في جُمَادَى الأولى.
11 - أحمد بن محمود أبو عيسى اللَّخميّ الأنباريّ2.
عن: علي بن حرب، وأبي عُتْبَة الحجازيّ، وجماعة.
وعنه: ابن شاهين، وإبراهيم بن سعيد الجوهريّ.
أرخه الخطيب.
12 - أحمد بن نَصْر بن سَنْدَوَيْه أبو بكر البغداديّ حَبْشُون3.
سمع: الحسن بن عَرَفه، ويوسف بن موسى القطّان، ومحمد بن هارون أبا نشيط.
وعنه: ابن شاهين، والدارقطني. وقال: ثقة.
13 - إبراهيم بن عمروس بن محمد أبو إسحاق الفساطيطيّ. من فقهاء همدان.
سمع: محمد بن عُبَيْد الأسَديّ، وحميد بن زَنْجَوَيْه، وأحمد بن بُدَيْل، وموسى بن نَصْر، وعبد الرَّحْمَن بْن بِشْر بْن الحَكَم، ومحمد بن عليّ بن شقيق، وعبد الحميد بن عصام الْجُرجانيّ، وجماعة.
وعنه: صالح بْن أحمد، وأحمد بْن محمد بن رُوزَبَة، والحسن بن بشّار وعبد الرحمن بن محمد بن خَيْران الفقيه، وآخرون.
وثقه بعضهم ووصفوه بالصدق.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 120".
2 تاريخ بغداد "5/ 156، 157".
3 تاريخ بغداد "5/ 182".(24/57)
14 - إبراهيم بن الفضل بن حيّان الحَلوانيّ1 قاضي سامرّاء.
سمع: العُطَارِديّ، وغيره.
وعنه: المُعَافَى الْجَريريّ.
15 - أحْيَد بن محمد بن الحسن بن شجاع.
المعروف بدينار.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
16 - إسحاق بن محمد بن أحمد القاضي2.
أبو يعقوب الحلبيّ.
قدِم بغداد، وروى عن: سليمان بن سيف الحرّانيّ.
وعنه: الدَّارَقُطْنيّ، ويوسف القوّاس، وحفيده عليّ بن محمد.
حدَّث فيها، وبقي بعدها.
"حرف الباء":
17 - بَكر بن المرزبان السَّمَرْقَنديّ.
حدَّث في هذه السنة في صَفَر، عن عبد بن حُمَيْد بتفسيره.
"حرف التاء":
18 - تِكين الخاصّة3.
الأمير أبو منصور المعتَضِديّ.
ولي نيابة دمشق غير مرّة، وولي أيضًا مصرَ للمقتدر، وبها تُوُفّي في ربيع الأوّل، وحُمِل في تابوت إلى بيت المقدس.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 140".
2 تاريخ بغداد "6/ 395".
3 تكملة تاريخ الطبري "1/ 85 - 103".، الكامل في التاريخ "8/ 273"، سير أعلام النبلاء "15/ 95، 96".(24/58)
روى عنه: يوسف القاضي.
روى عنه: عليّ بن محمد بن رستم.
قال ابن النجاد: تكين الخزري، ولي نيابة مصر سنة سبعٍ وتسعين، ثمّ عزل سنة اثنتين وثلاثمائة فولي إمرة دمشق. ثمّ بعد خمس سنين أعيد إلى مصر، فبقي عليها إلى أن مات زمن القاهر بالله. وكان من كبار الملوك، سامحه الله.
"حرف الجيم":
19 - جامع بن إبراهيم بن محمد بن جامع.
أبو القاسم السُّكّريّ.
بِمصر
20 - جعفر بن محمد بن بكر بن بكّار بن يوسف البلْخيّ.
في شوّال.
"حرف الخاء":
21 - حاتم بن محبوب أبو يزيد القُرَشيّ السّاميّ الهَرَوِيّ.
سمع: سَلَمَةَ بن شبيب، وأحمد بن سعيد الرِّباطيّ، وابن زنْبُور، وغيرهم.
وعنه: الرئيس أبو عبد الله العُصميّ، ومحمد بن أحمد الإسفزاريّ، وأحمد بن محمد المُزَنيّ، وآخرون.
وكان ثقة، صالحًا.
أخبرنا أَحْمَدَ بْنَ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ: أنا محمد بن إسماعيل، أنا أبو عمر المليحيّ، أنا محمد بن عمر بن حَفْصَويْه السَّرْخَسِيّ سنة خمس وثمانٍين، أنا حاتم بن محبوب، ثنا سَلَمَةُ بن شبيب، اثنا الحسن بن محمد، يعني ابن أعين، اثنا زُهير قال: دخلت البصرة فقلت: لا أكتب الحديث إلا بِنِيّة، فما كتبت فيها إلا حديثًا واحدًا.
زُهير هو ابن معاوية، مشهور.(24/59)
22 - الحسن بن محمد بن النَّضْر بن أبي هريرة1.
أبو عليّ الأصبهانيّ.
سمع: إسماعيل بن يزيد القطّان، وعبد الله بن عُمَر أخا رُسْتة، وأحمد بن الفُرات، وسعيد بن عيسى البصْريّ.
وعنه: أبو الشيخ، والحسين بن أحمد، وأبو عبد الله بن مَنْدَه، وآخرون.
أخبرنا محمد بن يوسف: أنبا كرَيْمة، عن مسعود الثقفي، أنا عبد الوهاب بن محمد، أنا أبي الحافظ أبو عبد الله، أنا الحسن بن محمد بن النضر، اثنا إسماعيل بن يزيد، اثنا الوليد بن مسلم، بحديثٍ ذكره.
23 - حمدون بن مجاهد الكلبيّ.
الفقيه المالكيّ صاحب عيسى بن مسكين.
سمع من: محمد بن سَحْنون.
وأكثر عن عيسى. وكان من جلة علمّاء القيروان.
"حرف الزاي":
24 - زاهر بن عبد الله.
أبو غالب السغديّ.
روى عن عبدٍ تفسيره.
25 - زيد بن الحُسن بن محمد الكنديّ الكوفيّ.
ابن بطة الصائغ.
قَالَ محمد بْن أحمد بْن حمّاد الحافظ: سمعت منه، وكان ثقة قليل الحديث.
"حرف السين":
26 - سعيد بن محمد بن أَحْمَد2.
__________
1 أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 270".
2 تاريخ بغداد "9/ 106"، المنتظم "6/ 252"، سير أعلام النبلاء "15/ 23".(24/60)
أبو عثمانٍ البغداديّ البيّع. أخو زُبَير الحافظ.
سمع: إسحاق بن أبي إسرائيل، وعقبة بن مكرم، وعبد الرحمن بن يونس السراج.
وعنه: عمر بن شاهين، والدارقطني، وأبو الفضل بن المأمون، ويوسف القواس وقال: ثقة.
"حرف العين":
27 - عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن شبيب الفارسي.
تُوُفّي ببلخ في المحرَّم.
وهو ابن أخت يعقوب بن سفيان.
28 - عبد الرحمن بن الفيض بن سندة بن ظهر1.
أبو الأسود.
أحد ثقاة الأصبهانيين.
سمع: عقيل بن يحيى، وأبا غسان أحمد بن محمد ختن رجاء، وإبراهيم بن ناصح صاحب النضر بن شُمَيْل.
وعنه: أبو الشّيخ، وأخو أبي الشّيخ عبد الرحمن، والحسين بن محمد بن علي، وابن المقريء.
وله أُرْجُوزة في السنة.
29 - عبد السلام بن محمد بن عبد الوهّاب2.
أبو هاشم بن أبي عليّ البصّريّ الْجُبّائيّ، نسبةً إلى قرية من قرى البصرة. هو وأبوه من رؤوس المعتزلة. وكتبُ الكلام مشحونة بمذاهبهما.
تُوُفّي هذا في شعبان ببغداد.
__________
1 أخبار أصبهان "2/ 116".
2 تاريخ بغداد "11/ 55، 56"، المنتظم "6/ 261"، الكامل في التاريخ "8/ 273"، 274"، سير أعلام النبلاء "15/ 63، 64"، ميزان الاعتدال "2/ 131"، لسان الميزان "4/ 16".(24/61)
قال ابن دَرَسْتَوَيْه النحوي: اجتمعت مع أبي هاشم، فألقى عليَّ ثمانٍين مسألة من غريب النحو ما كنت أحفظ لها جواب.
ولأبي هاشم تصانيف وتلامذة. وكان يصرح بخلق القرآن كأبيه، ويقول بخلود النّاس في النار. وأنّ التوبة لا تصح مع الإصرار عليها، وكذا لا تصح مع العجز عن الفعل. فقال: من كذب ثمّ خرس، أو من زنا ثمّ جب ذكره ثمّ تابا لم تصح توبتهما.
وأنكر كرامات الأولياء.
تُوُفّي في ثامن عشر شعبان هو وابن دريد في يوم واحد، ودفنا بمقبرة الخيزران.
30 - عُبَيْد الله بن جعفر البغداديّ1.
أبو عليّ بن الرازي.
عن: الحسن بن عليّ العامري، وعباس الدوري، وطبقتهما.
وعنه: ابن البواب، ومحمد بن الشخير، وأبو القاسم بن الثّلّاج.
وثقه الخطيب.
31 - عليّ بن أحمد بن مروان السامري المقريء2.
أبو الحسن. عرف بابن نقيش.
سمع: الحُسين بن عبد الرحمن الأقساطيّ، والحسن بن عَرَفَة، وعمر بن شبه، وطائفة.
وعنه: ابن عديّ، وشافع بن محمد الإسفرائينيّ، وابن المظفّر.
وثقه الخطيب. وأرخه ابن قانع.
32 - عليّ بن أحمد بن كرديّ.
أبو الحسن الفسويّ، قاضي شيراز.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 350".
2 تاريخ بغداد "11/ 319".(24/62)
سمع: يحيى بن أبي طالب، وجماعة.
وكان يتقلب في مرضه ويقول: من القضاء إلى القبر.
33 - عمر بن محمد بن المسيب البغداديّ1.
عن: الحسن بن عَرَفَة، وإبراهيم بن مجشر.
وعنه: ابن المظفّر، والدَّارَقُطْنيّ، وجماعة.
وكان ثقة.
"حرف الْقَافِ":
34 - الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إبراهيم.
أبو العبّاس الكلاعيّ الدّمشقيّ.
عن: عليّ بن معبد، ويونس بن عبد الأعلى، والربيع.
وعنه: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وأحمد بن عبد الله البراميّ، وغيرهما.
"حرف الميم":
35 - محمد بن أحمد بن الوليد2 بن أبي هشام أبو بكر القنبيطي الدّمشقيّ.
عن: شعيب بن عمرو الضبعيّ ومحمد بن إسماعيل بن علية.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وأبو سليمان بن زَبْر وهو ورخه في هذه السّنة.
36 - محمد بْن الحَسَن بْن دريد بن عتاهية3.
أبو بكر الأزدي البصري.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 226".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 55".
3 تاريخ بغداد "2/ 95 - 197"، المنتظم "6/ 261، 262"، ميزان الاعتدال "4/ 323- 329"، سير أعلام النبلاء "15/ 96، 98".(24/63)
نزيل البصرة. تنقل في جزائر البحر وفارس، وطلب الأدب واللغة. وكان أبوه من رؤساء زمانه.
وكان أبو بكر رأسًا في العربية وأشعار العرب. وله شعر كثير وتصانيف مشهورة.
حدث عن: أبي حاتم السَّجِسْتاني، وأبي الفضل العبّاس الرياشي، وابن أخي الأصمعي.
روى عنه: أبو سعيد السيرافي، وأبو بكر بن شاذان، وأبو الفرج صاحب " الأغاني"، وأبو عبيد الله المرزباني، وأبو العباس إسماعيل بن ميكال، وغيرهم.
وعاش بضعا وتسعين سنة. فإن مولده في سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
قال أحمد بن يوسف الأزرق: ما رأيت أحفظ من ابن دريد. وما رأيته قرئ عليه ديوان قطّ إلا وهو يسابق إلى روايته لحفظه له.
وقال أبو حفص بن شاهين: كنا ندخل على ابن دريد فنستحيّ مما نرى من العيدان المعلقة والشراب. وقد جاوز التسعين.
وقال أبو منصور الأزهريّ: دخلت عليه فرأيته سكران، فلم أعد إليه.
ولابن دريد كتاب "الجمهرة"، وكتاب "الأمالي"، وكتاب "اشتقاق أسماء القبائل"، وكتاب "المجتبى"، وهو صغير سمعناه بعلو، وكتاب "الخيل"، وكتاب "السلاح"، وكتاب "غريب القرآن"، ولم يتم، وكتاب "أدب الكاتب"، وكتاب " فعلت وفعلت"، وكتاب " المطر"، وغير ذلك.
وحكى الخطيب عن أبي بكر الأسديّ قال: كان يُقال ابن دريد أعلم الشعراء وأشعر العلماء.
وقال ابن يوسف الأزرق: كان ابن دريد واسع الحفظ جدًا، وله قصيده طنانة يمدح بها الشافعيّ رحمه الله ويذكر علومه.
دُفِنَ هو وأبو هاشم الْجُبّائيّ في يوم واحد في مقبرة الخيزران لاثنتي عشرة ليلة بقيت من شعبان، فقيل: مات الكلام واللغة جميعًا.
وأول شعر قاله:(24/64)
ثوبُ الشبابِ عليَّ اليوم بهَجُتُه ... فسوف تنزعه عنّي يدُ الكِبَرِ
أنا ابنُ عشرين لا زادتْ ولا نقصت ... إن ابن عشرين من شيبٍ على خَطرِ
وكان عبد الله بن ميكال على إمرة الأهواز للمقتدر، فأحضر ابن دريد لتأديب ولده إسماعيل، فقال فيهما مقصورته المشهورة الّتي يقول فيها:
إنَ ابن ميكال الأمير انتاشني ... من بعد ما قد كنت كالشيء اللقا
ومد ضبعي أبو العباس من ... بعد انقباض الذّرع والباع الوَرا
نفسي الفِداء لأميريّ ومَن ... تحت السّماءِ لأميريّ الفِدا
فَوَصَلَه بجوائز منها ثلاثمائة دينار من خاصّة الصّبيّ وحده.
ذكره أبو الحسن الدَّارَقُطْنيّ فقال: تكلّموا فيه.
قلت: ووقع لنا مِن عواليه في " أمالي الوزير".
37 - محمد بن الحسن سُلَيْم بن يحيى القلعيّ البلْخيّ الحريريّ.
في جُمَادَى الآخرة.
38 - محمد بن حمزة بن عُمارة بن حمزة بن يسار الإصبهانيّ1.
الفقيه أبو عبد الله والد الحافظ أبي إسحاق.
سمع: أحمد بن الفُرات، ويعقوب الفَسَويّ، ويزيد المبارك الفَسَويّ، وابن عفّان العامريّ، وعبّاس الدُّوريّ.
وعنه: ابنه إبراهيم، والحسن بن إسحاق بن إبراهيم، وابن المقري، وابن منده، وغيرهم.
تُوُفّي في المحرَّم.
39 - محمد بن رمضان بن شاكر.
أبو بكر الجيشانيّ، مولاهم المصريّ الفقيه المالكي أحد الأئمة.
أخذ عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، وغيره.
__________
1 أخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 269".(24/65)
وجلسَ في موضع ابن عبد الحَكَم.
وروى كُتُب الربيع بن سليمان المراديّ. وما علِمت إلا خيرًا. قاله ابن يونس.
تُوُفّي في المحرَّم.
40 - محمد بن صالح بن خَلَف1.
أبو بكر البغداديّ الجواربيّ.
حدَّث عن: عمرو بن عليّ الصيرفيّ، وحميد بن زَنْجَوْيه، وأحمد بن المقدام.
وعنه: ابن المظفّر، والدَّارَقُطْنيّ.
وكان صدوقًا.
41 - محمد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد.
أبو الحَسَن المهرانيّ البصْريّ الإخباريّ.
عن: بُنْدار، وأبي حاتم السِّجسْتانيّ، والرياشيّ.
وثقه ابن يونس.
42 - محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد السّلام بن أبي أيّوب البيروتيّ2.
مكحول.
الحافظ أبو عبد الرحمن.
سمع: أبا عُمَيْر بن النَّحّاس، ومحمد بن هاشم البَعْلَبَكيّ، ومحمد بن إسماعيل بن عُلَيَّة، وأحمد بن حرب المَوْصِليّ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم، وأحمد بن سليمان الرّهاويّ، وسليمان بن سيف، وهذه الطبقة الّتي بعد الخمسين ومائتين.
وعنه: أبو سليمان بن زَبْر، وأبو محمد بن ذَكْوان البَعْلَبَكيّ، وعلي بن الحُسين قاضي أَذَنَة، وأبو أحمد الحاكم، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وابن المقريء، وخلق سواهم.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 362".
2 حلية الأولياء "7/ 25"، الإكمال لابن ماكولا "1/ 33"، سير أعلام النبلاء "15/ 33، 34".(24/66)
وكان من الثّقات المشهورين.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة.
43 - محمد بْن عليّ المكتفي بالله بن أحمد المعتضد بالله1.
قال ثابت بن سِنان: قبض المقتدر على أبي أحمد بن المكتفي واعتقله لأّنه بلغه أن جماعةً سعوا في خلافته، وأنه أحضر بعد قُتِل المقتدر مع عمّه محمد بن المعتضد، وخاطبه مُؤنس بولاية الخلافة فامتنع وقال: عمي أحقّ بها. فحينئذٍ بويع محمد ولُقِّبَ بالقاهر بالله.
روى محمد بن المكتفي عن جدّه، وعن: عبد الله بن المعتزّ.
روى عنه: ولده أحمد شيخ أبي الحسين بن المهتدي بالله.
وذكر الصولي أن القاهر قتل أبا أحمد بن المكتفي في ذي الحِجّة. ضَرَبه ضربًا مبرحًا يقِّرره على المّال فما دفع إليه شيئًا. ثمّ أمر به فَلُفَّ في بساطٍ إلى أن مات رحمه الله.
44 - محمد بن عمران بن موسى2.
أبو بكر الهْمدانيّ الخرّاز.
قدِم بغداد، وروى عن: عليّ بن إبراهيم الواسطيّ، وجعفر الطَّيَالِسيّ. وعنه: ابنُ عُقْدة، وابن المظفّر.
45 - محمد بن الغمر.
أبو بكر الطّائيّ الغُوطيّ. من بيت أرانس.
سمع: محمد بن إسحاق بن يزيد الصِّينيّ، وهاشم بن بِشْر.
وعنه: محمد بن زُهير، وعبد الوهّاب الكِلابيّان.
46 - محمد بن القاسم بن عُبَيْد الله بن سليمان بن وهب3.
__________
1 تكملة تاريخ الطبري "71"، الإنباء في تاريخ الخلفاء "161".
2 تاريخ بغداد "3/ 133".
3 الفرج بعد الشدة "1/ 277، 279"، تجارب الأمم "1/ 212، 261، 261، 264، 272".(24/67)
الوزير أبو جعفر البغداديّ.
صدر نبيل مُعْرِق في الوزارة.
وَزَرَ للقاهر بالله في شعبان من هذه السنة، ثمّ عُزِل بعد ثلاثة أشهر. وكان سيئ السيرة ظالمًا، فلم يلبث بعد عزله إلّا عشرة أيام حتّى هلك بالقولَنْج وله ست وثلاثون سنة.
47 - محمد بن موسى بن عيسى.
أبو بكر الحضرميّ، مولاهم. مصريّ حافظ.
عن: يونس بن عبد الأعلى، وغيره.
ذكره ابن يونس فقال: كان حافظ الحديث، وهو أخو أبي عجينة الحسن بن موسى.
مات في رمضان.
يقال: إنه كان يحفظ نحْوًا من مائة ألف حديث.
أخذ ذلك عن إبراهيم بن داود البُرُلُّسيّ، وكان إبراهيم أحد الحُفّاظ.
ثمّ دخل العراق وكتب عن عبد الله بن أحمد، ونحوه.
وحدَّث عن يونس بكتاب سُفْيان بن عُيَيْنَة، ثمّ أخرج أيضًا كتبًا كثيرة فَتُكُلِّمَ فيه واسْتُصْغر وأُنِكَر أن يكون سمع على صِغرِ سنة هذه الكُتُب الكثيرة.
48 - محمد بن نوح1.
أبو الحسن الْجُنْديسابوريّ الفارسيّ. نزيل بغداد.
سمع: هارون بن إسحاق، وشعيب الصريفيني، وابن عرفة.
وعنه: الدارقطني، وأبو بكر شاذان، وابن شاهين، وآخرون.
وثقه الدَّارَقُطْنيّ.
تُوُفّي في ذي القعدة.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 324"، سير أعلام النبلاء "15/ 34، 35"، تذكرة الحفاظ "3/ 826، 827".(24/68)
أخبرنا الأبرقوهيّ، أنا الفتح، أنا ابن أبي شَرِيك، أنا ابن النَّقُّور، أنا ابن الجرّاح، نا محمد بن نوح، فذكر الحديث.
وقد حدَّث بدمشق، وبمصر.
قال ابن يونس: ثقة حافظ.
وقال الدَّارَقُطْنيّ أيضًا مأمون. ما رأيت كُتُبًا أصح من كُتُبه وأحسن.
49 - محمد بن هارون بن عبد الله بن حميد1.
أبو حامد الحضرميّ. بغداديّ.
وثقه الدَّارَقُطْنيّ، وغيره.
سمع: أبا همّام السَّكُونيّ، وإسحاق بن أبي إسرائيل، ونصر بن علي الجهضمي، وغيرهم.
وعنه: أبو بكر الورّاق، والدَّارَقُطْنيّ، ويوسف القوّاس، وابن شاهين، وخلق كثير.
توفي في أول السنة عن نيف وتسعين سنة.
50 - مونس الخادم2.
الملقّب بالمظَّفر.
قُتِل في هذه السنة. وكان قد بلغ درجة الملوك، وحارب المقتدر فقُتِل المقتدر يوم الوقعة. ولا أعلم أحدًا من الخَدَم بلغ من الرفعة ونفوذ الأمر ما بلغه مونس وكافور الإخشيديّ صاحب مصر.
وقد مرَّت أخبار مونس في الحوادث.
ذكره ابن عساكر في تاريخه مختصرًا وقال: كان أحد قُوّاد بني العبّاس. ولّاه المقتدر حرب المغاربة. وقدم الشّام سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
قلت: مونس مخفف بسكون الواو.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 358، 359".
2 المنتظم "6/ 131"، الكامل في التاريخ "13/ 366"، وفيات الأعيان "3/ 77".(24/69)