أحداث سنة ستٍّ وستّين:
فيها تُوُفيّ: إِبْرَاهِيم بْن أُورَمَة الحافظ، وصالح بْن أَحْمَد بْن حنبل بخُلْف، وهذا أصّح، ومحمد بْن شجاع الثلْجيّ الفقيه، ومحمد بْن عَبْد الملك الدّقيقيّ، وأبو السّاج الأمير.
نيابة عُبَيْد الله بْن طاهر على شرطة بغداد:
وفيها كتب عَمْرو بْن اللَّيْث الصّفّار إِلَى عُبَيْد الله بْن عَبْد الله بن طاهر بأن يكون نائبه على شرطة بغداد.
وصول الروم إِلَى ديار ربيعة:
وفيها وصلت عساكر الروم إِلَى ديار ربيعة، فقتلت جماعة من المسلمين، وهرب أهل الجزيرة والمَوْصِل.
استعمال ابنِ أبي الساج على الحَرَمَيْن:
وفيها استعمل الموفّق على الحَرَمَيْن محمد بْن أبي السّاج.
وقعة الزَّنْج بعسكر الخليفة:
وفيها كَانَتْ وقعة بين الزَّنج وعسكر الخليفة، وظهرت الزَّنج، لعنهم الله.
مقتل الكرخي أمير حمص:
وفيها قتل أَهْل حمص أميرهم الكرْخيّ.
دعوة الحسن الأصغر لنفسه:
وفيها دعا الْحَسَن بْن محمد بْن جَعْفَر الأصغر أَهْل طَبَرِسْتان إِلَى نفسه.(20/10)
هزيمة الْحَسَن بْن زَيْدٍ:
وفيها سار أَحْمَد بْن عَبْد الله الخُجُسْتانيّ إِلَى الْحَسَن بْن زَيْدُ، فهزمه أَحْمَد.
مقتل ابنِ الأصغر:
ثُمَّ سار الْحَسَن بْن زَيْدُ إِلَى الْحَسَن بن الأصغر، واحتال عليه حَتَّى قتله.
الحرب بين الخُجُسْتانيّ وابن اللَّيث:
وفيها حارب أَحْمَد بْن عَبْد الله الخُجُسْتانيّ عَمْرو بن اللَّيث، وظهر على عَمْرو، ودخل نَيْسابور، وقتل جماعة ممّن كان يميل إِلَى عَمْرو.
انتهاب الأعراب كسوة الكعبة:
وفيها وثبت الأعراب على كُسْوَة الكعبة فانتهبوها، وأصاب الوفد شدّة منهم.
دخول الزَّنج رامهُرْمُز:
وفيها دخلت الزَّنج رامهُرْمُز، فاستباحوها قتْلًا وسبيًا، فلا قوّة إلا بالله1.
__________
1 انظر: تاريخ الطبري "9/ 549-556"، والكامل "7/ 332-335"، والبداية والنهاية "11/ 38-40"، والنجوم "3/ 50"، وصحيح التوثيق "6/ 273".(20/11)
أحداث سنة سبعٍ وستّين:
فيها تُوُفيّ: إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله السَّعديّ، وإسماعيل بن عَبْد الله سَمّوَيْه، وإسحاق بْن إِبْرَاهِيم الفارسيّ شاذان، وبحر بن نصر الخولانيّ، وعباس الرَّبعيّ، ومحمد بْن عزيز الَأيْليّ، ويحيى بْن الذُّهْليّ، ويونس بْن حبيب الإصبهانيّ.
وقْعة الزَّنج:
وفيها دخلت الزَّنج واسطًا، فاستباحوها وأحرقوا فيها، فجهّز الموفّق ابنه أبا الْعَبَّاس فِي جيشٍ عظيم، فكان بينه وبين الزَّنج وقْعة فِي المراكب فِي الماء، فهزمهم أبو الْعَبَّاس، وقتَل فيهم وأسر وغرَّق سُفُنَهم، وكان ذلك أوَّل النّصر. فنزل أبو الْعَبَّاس واسطًا(20/11)
واجتمع قوّاد الخبيث صاحب الزَّنج سُلَيْمَان بْن مُوسَى الشّعْرانيّ، وعليّ بْن أبان، وسليمان بْن جامع، وحشدوا وأقبلوا، فالتقاهم أبو الْعَبَّاس، فهزمهم وفرَّقهم، ثُمَّ واقَعَهم بعد ذلك، فهزمهم أيضًا ومزَّقهم. ثُمَّ دامت مُصابَرَة القتال بينهم شهرين، ثُمَّ قذف الله الرُّعب فِي قلوب الزَّنج من أبي الْعَبَّاس وهابوه.
وتحصّن سُلَيْمَان بْن جامع بمكان، وتحصّن الشّعْرانيّ بمكانٍ آخر. فسار أبو الْعَبَّاس وحاصر الشّعْرانيّ، وجَرَت بينهم حروب صعْبة، إِلَى أن انهزمت الزَّنج، ورجع أبو الْعَبَّاس بجيوشه سالمًا غانمًا. وكان أكثر قتالهم فِي المراكب والسّماريّات، وغرق من الزَّنج خلْق سوى من قُتِلَ وأُسِر.
ثُمَّ سار الموفَّق من بغداد في جيوشه فِي السُّفن والسّماريّات فِي هيئةٍ لم يُرَ مثلها إِلَى واسط. فتلّقاه ولده أبو الْعَبَّاس، ثُمَّ سارا إِلَى قتال الزَّنج ليستأصلوهم، فواقعهم، فانهزم الزَّنج واستُنْقِذ منهم من المسلمات نحو خمسة آلاف امْرَأَة، وهُدِمت مدينة الشَّعْرانيّ فهرب فِي نفرٍ يسير مسلوبًا من الأهل والمال، وَوَصَلَ إِلَى المذار، فكتب إِلَى الخبيث سلطان الزَّنج بما جرى، فتردَّد الخبيث إِلَى الخلاء مرارًا فِي ساعة، ورجف قوّاده وتقطّعت كبدُه، وأيقن بالهلاك.
ثُمَّ إنّ الموفَّق سَأَلَ عن أصحاب الخبيث، فَقِيلَ له: مُعْظَمهُم مع سُلَيْمَان بْن جامع فِي بلد طَهِيثا، فسار الموفَّق إليها، وزحف عليها بجنوده، فالتقاه سُلَيْمَان بْن جامع وأحمد بْن مهديّ الْجُبائيّ فِي جموع الزَّنج، ورتّب الكُمَنَاء واستحرَّ القتال، فرمى أبو الْعَبَّاس بْن الموفق لأحمد بْن مهديّ بسهمٍ فِي وجهه هلك منه بعد أيامٍ. وكان أبو الْعَبَّاس راميًا مذكورًا.
ثُمَّ أصبح الموفَّق على القتال، وصلّى وابتهل إِلَى الله بالدّعاء، وزحف على البَلْدَة، وكان عليه خمسة أسوار، فَمَا كَانَتْ إلّا ساعة وانهزمت الزَّنج، وعمل فيهم السّيف وغرق أكثرهم. وهرب سُلَيْمَان بْن جامع.
واستنقذ الموفَّق من طَهِيثا نحو عشرة آلاف أسير فسيرهم إِلَى واسط، وأخذ من المدينة تُحَفًا وأموالًا، بحيث استغنى عسكره، وأقام بها الموفَّق أيّامًا ثُمَّ هدَمها.
مسير الموفَّق إِلَى الأهواز:
وكان المهلَّبيّ مقيمًا بالأهواز فِي ثلاثين ألف من الزَّنج، فسار إليها الموفَّق، فانهزم(20/12)
المهلَّبيّ وتفرَّق جَمْعُه، وانهزم بَهْبُوذ الزَّنجيّ، وبعثوا يطلبون الأمان؛ لأنه كان قد ظفر بطائفةٍ كبيرة من أصحاب الخبيث وهو بنهر أبي الخصيب.
تمهيد الموفَّق للبلاد:
ثُمَّ سار الموفَّق إِلَى جُنْدَيْسابور ثُمَّ إِلَى تُسْتَر فنزلَها، وأنفق في الجند والموالي، ثم رحل عسكر مُكْرَم ومهّد البلاد، ثُمَّ رجع وبعث ابنه أَبَا الْعَبَّاس إِلَى نهر أبي الخصيب لقتال الخبيث. فبعث إليه الخبيث سُفُنًا، فاقتتلوا، فهزمهم أبو الْعَبَّاس، واستأمن إليه القائد مُنْتاب الزَّنجيّ، فأحسنَ إليه.
موقعة المختارة:
وكتب الموفَّق كتابًا إِلَى الخبيث يدعوه إِلَى التَّوبة إِلَى الله والإنابة إليه ممّا فعل من سَفْك الدّماء وسبي الحريم وانْتِحال النبوَّة والوحي، فَمَا زاده الكتاب إلّا تجبرًا وعتوًَّا.
وَقِيلَ: إنه قَتَلَ الرَّسُول، فسار الموفَّق فِي جيوشه إِلَى مدينة الخبيث بنهر أبي الخّصِيب، فأشرف عليها، وكان قد سمّاها المختارة، فتأمّلها الموفَّق ورأى حصانتها وأسوارها وخنادقها، فرأى شيئًا لم ير مثله، ورأى من كثرة المقاتلة ما استعظمه، ورفعوا أصواتهم، فارتجّت الأرض، فرشقهم ابنه أبو الْعَبَّاس بالنّشّاب، فرموه رميةٌ واحدة بالمجانيق والمقاليع والنّشّاب، فأذهلوا الموفَّق، فرجع عَنْهُمْ، وثبت أبو الْعَبَّاس.
واستأمنَ جماعة من أصحاب الخبيث إِلَى أبي الْعَبَّاس فأحسن إليهم، ثُمَّ استأمن منهم بشرٌ كثير، فخلع على مقدَّمهم.
فَلَمَّا كان فِي اليوم الثّاني جهّز الخبيث بَهْبُوذ فِي السماريّات، فالتقاه أبو الْعَبَّاس، فاقتتلوا، فأصاب بهبوذ طعنتان ونشّاب، فهرب إِلَى الخبيث، ورجع أبو أَحْمَد إِلَى معسكره بنهر الْمُبَارَك ومعه خلق قد استأمنوا.
فَلَمَّا كان في شعبان برز الخبيث في ثلاثمائة ألف فارس وراجل، فركب الموفَّق فِي خمسين ألفًا، وكان بينهم النهَّر، فنادى الموفَّق بالأمان لأصحاب الخبيث، فاستأمن إليه خلق كثير، ثُمَّ انفصل الجمعان عن غير قتال.(20/13)
بناء الموفقيّة:
ثُمَّ بنى الموفَّق مدينة بإزاء مدينة الخبيث على دجلة وسمّاها الموفَّقيّة، وجمع عليها خلائق من الصُّنّاع، وبنى بها الجامع والأسواق والدُّور، واستوطنها النّاس للمعاش.
وكان عدد من استأمن فِي شهرين خمسين ألفًا من جيش الخبيث، ما بين أبيض وأسود.
الوقعة بين أبي الْعَبَّاس والخبيث:
وَفِي شوّال كَانَت الوقعة بين أبي الْعَبَّاس والخبيث، قُتِلَ منهم خلقًا كثيرًا.
وذلك لأن الخبيث انتخب من قوّاده خمسة آلاف، وأمرهم أن يعدّوا فيتبيّنوا عسكر الموفَّق، فَلَمَّا عبروا بلغ الموفَّق الخبر من ملّاح، فأمر ابنه بالنّهوض إليهم، فَنُصِر عليهم وصلبهم على السُّفن، ورمى برءوس القتلى فِي المناجيق إِلَى مدينة الخبيث، فذُلّوا.
اقتحام الموفق مدينة الخبيث:
وَفِي ذي الحجة عبر الموفَّق بجيوشه إِلَى مدينة الخبيث، وكان الزَّنج قبل ذلك قد ظهروا على أبي الْعَبَّاس، وقتلوا من أصحابه جماعة، فدخل الموفَّق بجميع جيوشه ودار حول المدينة، والزَّنج يَرمونهم بالمجانيق وغيرها. فنصَبَ المسلمون السّلالم على السّور وطلعوا ونصبوا أعلام الموفَّق، فانهزم الزَّنج، وملك أصحاب الموفَّق السُّور، فأحرقوا المجانيق والسّتائر.
وجاء أبو الْعَبَّاس من مكانٍ آخر، فاقتحم الخنادق، وثَلَم السُّور ثُلْمةً اتّسع منها الدّخول. وانهزم الخبيث وأصحابه، وجُنْدُ الموفَّق يتبعونهم إِلَى اللّيل.
ثُمَّ عاد الخبيث إِلَى المدينة، وعدّى الموفَّق إِلَى عسكره، وتراجع أصحاب الخبيث ثم رمم ما هوى من الأسوار والخنادق.
استيلاء الخُجُسْتانيّ على الولايات وضربه السكّة:
وفيها: استولى أَحْمَد بْن عَبْد الله الخُجُسْتانيّ على خُراسان، وكرْمان،(20/14)
وسِجِسْتان، وعزم على قصْد العراق، وضربَ السِّكّة باسمه، وعادَ على الوجه الآخر اسم المعتمد.
حبْس ابنُ المدبّر ومصادرته:
وفيها حبس أَحْمَد بْن طولون أَحْمَد بْن المدبّر الكاتب وصادره، وأخذ منه ستّمائة ألف دينار. وكان يتولى خراج دمشق1.
__________
1 انظر: تاريخ الطبري "9/ 557-600"، الكامل "7/ 344-356"، البداية "11/ 38، 39".(20/15)
أحداث سنة ثمانٍ وستّين ومائتين:
فيها تُوُفيّ: أبو الْحَسَن أَحْمَد بْن سيّار المَرْوَزِيّ، وأحمد بْن شَيْبَان الرمليّ، وأحمد بْن يُونُس الضَّبّيّ الإصبهانيّ، وعيسى بْن أَحْمَد العسقلانيّ البلخيّ، والفضل بْن عَبْد الجبّار المَرْوَزِيّ، ومحمد بْن عَبْد الله بن عبد الحَكَم الفقيه.
استئمان جَعْفَر بْن إِبْرَاهِيم للموفقّ:
وَفِي المُحرّم استأمن إِلَى الموفَّق جَعْفَر بْن إِبْرَاهِيم السّجَان، وكان صاحب أسرار الخبيث وأحد خواصه، فخلع عليه الموفَّق وأعطاه مالًا كثيرًا، وأمر بحمله إِلَى قريب مدينة الخبيث. فَلَمَّا حاذى قصر الخبيث صاح: ويْحكم إِلَى مَتَى تصبرون على هَذَا الخبيث الكذّاب. وحدَّثهم بما اطَّلع عليه من كِذبه وفجوره، فاستأمن فِي ذلك اليوم خلْق كثير منهم. وتتابع النّاس فِي الخروج من عند الخبيث.
دخول جُند الموفَّق مدينة الزَّنج:
وَفِي ربيع الآخر زحف الموفَّق على مدينة الخبيث، وَهدم مِن السّور أماكن، ودخل الْجُنْد من كلّ ناحية واغترّوا، فخرج عليهم أصحاب الخبيث، فتحيَّروا فِي الخروج، وبعض النّاس طلب الشّطّ فغرقوا.
ورد الموفَّق إِلَى مدينة الموفّقيّة، وقد أُصيب أصحابه.
ثُمَّ ضيّق على الخبيث، وقطع عَنْهُ الميرة، فضاق بأصحابه الأمر حَتَّى أكلوا لحوم الكلاب والموتى، وهرب خلْق، فسألهم الموفَّق، فقالوا له: لنا سنة ما أكلنا الخبز.(20/15)
مقتل بَهْبُوذ:
فَلَمَّا كان رجب قُتِلَ بَهْبُوذ، وكان أكبر قوّاد الخبيث.
دخول ابنِ حَوْشب طولون:
فِي هَذَا العام دخل أبو القاسم الْحَسَن بْن فرح بْن حَوْشب اليمن داعيًا من قبل عُبَيْد الله الَّذِي ملك المغرب، وتسمّى، بالمهديّ.
عصيان لؤلؤ لابن طولون:
وفيها عصى لؤلؤ مَوْلَى أَحْمَد بْن طولون وخامر على أستاذه، فنهب بالسن فِي الرَّقَّة وقَرْقِيسيا، وسار إِلَى العراق.
قَتْلُ ابْنِ صاحب الزَّنْج:
وبلغ الخبيث أنّ ابنه يريد الهروب إِلَى الموفَّق فقتله.
قَتْلُ الخُجُسْتانيّ:
وفيها قُتِلَ أَحْمَد بْن عَبْد الله الخُجُسْتانيّ الخارج بخراسان، قتله غلمانٌ له فِي آخر السنة.
غزوة خَلَف التركيّ ثغور الروم:
وفيها غزا خلف التُّركي نائب أَحْمَد بْن طولون على ثغور الشّام، فقتل من الروم بضعة عشر ألفًا وغنِم، فبلغ السهم أربعين دينارًا1.
__________
1 انظر: تاريخ الطبري "9/ 601، 612"، الكامل "7/ 364-372"، "11/ 42"، النجوم "3/ 54-56"، صحيح التوثيق "6/ 277".(20/16)
أحداث سنة تسعٍ وستّين ومائتين:
فيها تُوُفيّ: أَحْمَد بْن عَبْد الحميد الحارثيّ، وحُذَيْفة بْن غِياث، وإبراهيم بْن منقذ الخَوْلانيّ، وعبد الله بْن حمّاد الآمُليّ، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم، أبو حَمْزَةَ الصُّوفيّ، وأبو فَروة يزيد بْن محمد بْن يزيد بْن سِنان.
كسوف الشمس والقمر:
وَفِي المحرّم انكسفت الشمس والقمر
غارة الأعراب على الحجّاج:
وفيها قطعت الأعراب الطريق على الحُجّاج، فأخذت خمسمائة جمل بأحمالها.
وثوب خَلَف الفرغاني على يازمان الخادم:
وفيها وثب خلف الفرغانيّ على يازمان خادم الفتح بْن خاقان، فحبسه بالثّغْر فوثب أَهْل الثّغر فخلَّصوه، وَهَمُّوا بقتل خَلَف، فهرب إِلَى دمشق، ولعنوا ابْنَ طولون على منابر الثَّغر، فسار أَحْمَد بْن طولون من مصر حَتَّى نزل أَذَنَةَ، وقد تحصّن بها يازمان الخادم، وفعل ذلك أَهْل طَرَسُوس، فأقام ابنُ طولون مدّة على أَذَنَة، فلم يظفْر بها بطائل، فعاد إِلَى دمشق.
أَخْذُ لؤلؤ قرقيسيا من العُقَيليّ:
وفيها افتتح لؤلؤ قرقيسيا عنوة، وأخذها من ابن صفوان العقيلي، وسلمها إلى أحمد بن مالك بن طوق.
دخول الموفق مدينة صاحب الزنج:
وفيها دخل الموفَّق مدينة الخبيث عَنْوَة. وكان الخبيث عند قُتِلَ بَهْبُوذ أَخَذَ تَرِكَتَه وأمواله، وضربَ أقاربه بالسِّياط، ففسدت نيّات خواصّه لذلك، فعبر الموفَّق المدينة ونادى بالأمان فتسارع إليه أصحاب بَهْبُوذ، فأحسنَ إليهم، ثُمَّ دخل المدينة بعد حربٍ شديد، وقصدَ الدّار الّتي سماها الخبيث جامعًا، فقاتل أصحابه دونه أشد القتال، فهدموها وأتوا بالمِنْبَر الَّذِي للخبيث، ففرح وخرج إِلَى مدينته بعد أن نهب خزائن الخبيث، وأحرق الأسواق والدُّور. وذلك فِي جمادى الأولى.
وَرُمِيَ يومئذٍ الموفَّق بسهمٍ فجرحه، ثُمَّ أصبح على القتال، فزاد عليه الألم بالحركة، وخيف عليه، وخافوا قوّة الخبيث عليهم، وأشاروا عليه بالرحيل إِلَى بغداد، فأبى وتصبَّر حَتَّى عُوفي وعاد لحرب الخبيث، وقد رمّم الخبيث ما وَهَى من مدينته.(20/17)
عزم المعتمد على اللّحاق بمصر:
وَفِي نصف جُمادى الأولى شخص المعتمد من سرَّ من رَأَى يريد اللّحاق بابن طولون لأمرٍ تقرَّر بينهما.
قَالَ أَحْمَد بْن يوسف الكاتب: خرج أَحْمَد بْن طولون من مصر، وحمل معه ابنه الْعَبَّاس معتَقَلًا، فقدِم دمشق، وخرج المعتمد من سامُراء على وجه التّنزُّه، وقصْدُه دمشق لاتّفاق جرى بينه وبين ابنُ طولون على المعتمد لم يبق منكم مَعْشَر الموالي اثنان. فاجتهد فِي ردّه.
وكان ابنُ كُنْداج فِي نصِّيبين فِي أربعة آلاف، فصار إِلَى المَوْصِل، فوجد حرّاقات المعتمد وقُوّاده بموضعٍ يُقَالُ له الدَّواليب، فوكَّل بهم هناك، وسار فلقي المعتمد بين المَوْصِل والحديثة، فخرج إليه نحرير الخادم، وسلَّم عليه واستأذن فأُذِنَ له، فدخل ابنُ كنْداج ومعه ابنه محمد وجماعة يسيرة، فسلَّم ووقف، وقَالَ: يا إِسْحَاق لِمَ منعت الحَشَم من الدّخول إِلَى المَوْصِل؟ وكان ينزلها أَحْمَد بْن خاقان وخطارمِش، فقال: يا أمير المؤمنين أخوك فِي وجه العدوّ، وأنت تخرج عن مستقرّك ودار مُلْكك، ومتى صحّ كتاب أخيك يأمرنا بردّك.
فقال: أنت غلامي أو غلامه؟ فقال: كلُّنا غلمانك ما أطعت الله، فإذا عصيته فلا طاعة لك وقد عصيت الله فيما فعلت من خروجك، وتسليط عدوّك على المسلمين. ثُمَّ خرج من المضرب ووكّل به جماعة. ثُمَّ بعث إِلَى المعتمد يطلب ابنَ خاقان وخطارمِش لِيُنَاظِرهما. فبعث بهما إليه فقال: ما جنى أحد على الْإِسْلَام والخليفة ما جنيتم، فلِمَ أخرجتموه من دار مُلْكه فِي عدّةٍ يسيرة، وهارون الشّاري بإزائكم فِي جمعٍ كبير؟ فلو حضركم وأخذ الخليفة لكان عارًا وسبَّةً على الْإِسْلَام. ثُمَّ رسّم عليهم، وبعث إِلَى الخليفة يقول: ما هَذَا المقام، فارجع.
فقال المعتمد: فأخلف لي أنّك تنحدر معي ولا تسلّمني.
فحلف له، وانحدر إِلَى سامراء، فتلقّاه صاعد بْن مَخْلد كاتب الموفَّق، فسلّمه إِسْحَاق إليه، فأنزله في دار أحمد ابن الخصيب، ومنعه من نزول دار الخلافة، ووكّل به خمسمائة رَجُل يمنعون من الدّخول إليه.(20/18)
وأمّا الموفَّق فبعث إِلَى إِسْحَاق بخلعٍ وأموالٍ، وأقطعه ضياع القُوّاد الذين كانوا مع المعتمد.
وقَالَ الصُّوليّ: كان المعتمد قد ضجر من أَخِيهِ الموفَّق، فكاتب ابنُ طولون واتّفقا فذكر الحكاية.
وقَالَ المعتمد:
أليس من العجائب أنّ مثلي ... يَرَى ما قلَّ ممتنعًا عليه؟
وتُوكَلُ باسمه الدُّنيا جميعًا ... وما من ذاك شيءٌ في يديه؟
تلقيت ذي الوزارتين وذي السَيفين:
ولقّب الموفَّق صاعدًا: ذا الوزارتين، ولقب ابنُ كُنْداج: ذا السَّيفين.
وأقام صاعد فِي خدمة المعتمد، ولكن ليس للمعتمد حلّ ولا ربْط.
مصادرة ابنُ طولون للقاضي بكار بْن قُتَيْبَةَ:
ولمّا بلغ ابنُ طولون ذلك جمع القُضاة والأعيان وقَالَ: قد نكث الموفَّق أبو أَحْمَد بأمير المؤمنين فاخلعوه من العهد. فخلعوه إلّا القاضي بكّار بْن قُتَيْبة؛ فقال: أنت أوردت عليَّ كتابًا من المعتمد بولاية العهد، فأورِدْ عليَّ كتابًا آخر منه بخلْعه.
فقال: إنّه محجورٌ عليه ومقهور.
فقال: لا أدري.
فقال ابنُ طولون: أغرّك النّاس بقولهم: ما فِي الدُّنيا مثل بكّار؛ أنت شيخ قد خرَّفت. وحبسهُ وقيّدهُ، وأخذ منه جميع عطاياه من سنين، فكان عشرة آلاف دينار، فَقِيلَ: إنّها وُجدت فِي بيت بكّار بختمْها وحالها.
وبلغ الموفَّق فأمر بلعنة ابنُ طولون على المنابر.
سير ابنُ طولون إِلَى المصّيصة وتراجعه:
وفيها سار ابنُ طولون إِلَى المصِّيصة. وبها يازمان الخادم، فتحصّن ونزل ابنُ طولون بالمَرْج والبردُ شديد. فشقّ عليه يازمان نهر طَرَسُوس، فغرق المرج وهلك عسكر ابن طولون، فرحل وهو خائف، فخرج أَهْل طَرَسُوس فنهبوا بقايا عسكره،(20/19)
ومرِض فِي طريقه مرضته الّتي مات فيها مغبونًا.
ولاية ابنُ كُنْداج:
وولّي الموفَّق إِسْحَاق بْن كُنْداج المغرب كلّه والعراق كلّه، وما كان بيد أَحْمَد بْن طولون.
إحراق قطعة من بلد الزَّنج:
وفيها عبر الموفَّق إِلَى الخبيث وأحرق قطعة من البلد، وجرح ابنُ الخبيث وكاد يتلف.
الوقعة بين الموفق وبين الزَّنج:
وَفِي شوّال كَانَتْ بين الموفَّق والخبيث وقعةٌ عظيمة. ولمّا رَأَى الخبيث أنّ الميرة قد انقطعت عَنْهُ وصعُب أمره، وقلّ عنده الشيء، حَتَّى كان أحدهم إذا وقع بامرأة أو صبيّ ذبحه وأكله. وكان الخبيث يعاقب من يفعل ذلك لكنْ بحبسه.
ثُمَّ إنّ الموفَّق أحرق عامّة البلد وقصر الإمارة، وخافت الزَّنج، فقاتلوا قتالًا شديدًا، ثُمَّ انهزموا، وعبر الخبيث إِلَى الجانب الشرقيّ من نهر أبي الخصيب، واستأمن إِلَى الموفَّق جماعة من القُوّاد أصحاب الخبيث وخاصّته، وفتحوا سجنًا كبيرًا كان للخبيث فِيهِ خلْق من عساكر المسلمين وأصحاب الموفَّق، فأطلقوهم.
دخول المعتمد واسط:
وَفِي ذي القعدة دخل المعتمد إلى واسط.
دخول الموفٌّق مدينة صاحب الزَّنْج وتخريب داره:
وفيه سارت السُّفن والسّماريات وجيوش الموفَّق على ترتيب لم يُرَ مثله كثْرةً وأُهْبةً، فَلَمَّا رَأَى الخبيث ذلك بَهره وزال عقله. وزحف الجيش نحو الخبيث، فالتقاهم فِي جيشه، والْتحم القتال، وحمل الموفَّق وابنه والخواصّ، فهزموا الزَّنج، وقتلوا منهم مقتلةً هائلة، وأسروا خلقًا، فَضُرِبَتْ أعناقهم. وقصد الموفَّق دار الخبيث، وقد التجأ(20/20)
إليها، وانتحب أنجاد أصحابه ليدافعوا عَنْهَا، فَلَمَّا لم يُغْنوا عَنْهُ شيئًا أسلمها، وتفرّق عَنْهُ أصحابه، ونُهِبَتْ داره وحُرَمُه وأولاده، فهرب الخبيث نحو دار المهلّبيّ قائده. وأُتِيَ بحريمه وذرِّيتّه فكان عددهم أكثر من مائة، فأمر الموفَّقٌ بحملهم إِلَى الموفَّقيّة وأحسن إليهم، وأمر بإحراق دار الخبيث. وكان عنده نساء علويّات وحرائر قد استباحهنّ، وجاءه منهنّ أولاد1.
__________
1 انظر: تاريخ الطبري "9/ 613-653"، والكامل "7/ 377-396"، والبداية "11/ 42، 43"، والنجوم "3/ 57، 58"، وصحيح التوثيق "6/ 280".(20/21)
أحداث سنة سبعين ومائتين:
فيها تُوُفيّ: أَحْمَد بْن طولون صاحب مصر، وأحمد بْن عَبْد الله بْن البَرْقيّ، وأحمد بْن المقدام الهَرَويّ، وإبراهيم بْن مرزوق البصريّ، وأسد بْن عاصم، وبكّار بْن قُتَيْبَةَ القاضي، والحسن بْن عليّ بْن عفان العامريّ، وداود الظّاهريّ الفقيه، والربيع بْن سُلَيْمَان المراديّ، وزكريّا بْن يحيى المَرْوَزِيّ، وعبّاس بْن الْوَلِيد البَيروتيّ، وأبو البَخْتَرِيّ عَبْد الله بْن محمد بْن شاكر، ومحمد بن إِسْحَاق الصّغانيّ، ومحمد بْن ماهان، ومحمد بْن مُسْلِم بْن وَارَةَ، ومحمد بْن هشام بْن ملّاس.
مقتل صاحب الزَّنج:
وفيها وصل لؤلؤ الطُّولوني فِي جيشٍ عظيم نجدةً للموفق فِي المحرّم، فكانت بين الموفَّق وبين الخبيث وقعةٌ أوهنت الخبيث، ثُمَّ وَقْعَةٌ أخرى قُتِلَ فيها الخبيث وعجل الله بروحه إِلَى النّار. وهو عليّ بْن محمد المدَّعي أنّه علويّ، وَقِيلَ: اسمه بَهْبُوذ. قد ذكرنا وقائعه مع الموفَّق وحصاره الزّمن الطّويل له، إِلَى أن اجتمع مع الموفَّق زهاء ثلاثمائة ألف مقاتل مطَّوّعة وَفِي الديوان.
فَلَمَّا كان فِي ثاني صفر، وقد التجأ الخبيث إِلَى جبلٍ ثُمَّ تراجع هُوَ وأصحابه إِلَى مدينتهم خُفْية، وجاءت مقدّمات الموفَّق، فَلَمَّا وصلوا إِلَى المدينة لم يَدْرُوا أنّهم قد رجعوا إليها، فأوقعوا بهم، فانهزم الخبيث وأصحابه، وتبعهم أصحاب الموفَّق يأسرون ويقتلون، وانقطع الخبيث فِي جماعةٍ من قوّاده وفرسانه، وفارقه ابنه انكلائي، وسليمان ابن جامع، فظفر أبو الْعَبَّاس بن الموفَّق بابن جامع، فكبّر النّاس لمّا أتى به إِلَى أبيه.(20/21)
ثُمَّ شدّ الخبيث وأصحابه، فأزال النّاس عن مواقفهم، فحمل عليه الموفَّق فانهزموا وتَبِعهم إِلَى آخر نهر أبي الخصيب، فبينا القتال يعمل إذ أتى فارس من أصحاب لؤلؤ إِلَى الموفَّق برأس الخبيث فِي يده، فلم يصدّقه فعرضه على جماعةٍ فعرفوه. فترجل الموفَّق وابنه والأمراء وخرّوا سجَّدًا لله، وكبّروا وحمدوا الله تعالى.
وَقِيلَ: إنّ أصحاب الموفَّق لمّا أحاطوا به لم يبق معه إلّا المهلَّبيّ، ثُمَّ ولّى وتركه، فقذف نفسه فِي النّهر فقتلوه. وسار أبو الْعَبَّاس ومعه رأس الخبيث على رمحٍ فدخل به بغداد، وعُمِلت قِباب الزّينة، وضجّ النّاس بالدّعاء للموفَّق وولده. وكان يومًا مشهودًا. وأمِن النّاس وتراجعوا إِلَى المدن الّتي أخذها الخبيث.
وكان ظهوره من سنة خمسٍ وخمسين.
قَالَ الصُّولي إنّه قتَل من المسلمين ألف ألف وخمسمائة ألف آدميّ، وقتل فِي يومٍ واحدٍ بالبصرة ثلاثمائة ألف.
وكان له منبرٌ فِي مدينته يصعد ويسبّ عُثْمَان وعليّ ومعاوية وطلحة والزُّبير وعائشة، وهو رَأَى الأزارقة1.
وكان ينادى على المرأة العلوية بِدرْهَمين وثلاثةٍ فِي عسكره، وكان عند الواحد من الزَّنج العشرة من العلويّات يطأهنّ وتخدمن نساءهنّ.
ومدح الشعراء الموفَّق.
عودة المعتمد إِلَى سامُرّاء:
وَفِي نصف شعبان أعيد المعتمد إِلَى سامراء، ودخل بغداد ومحمد بْن طاهر بْن يديه بالحربة والحسن فِي خدمته كأنْ لم يُحْجَر عليه.
انبثاق بثق بنهر عِيسَى:
وفيها انبثق ببغداد فِي الجانب الغربي فِي نهر عِيسَى بثقٌ، فجاء الماء إِلَى الكَرْخ، فهدم سبعة آلاف دار.
__________
1 الأزارقة: إحدى فرق الخوارج الضالة.(20/22)
ظهور الحسني بالصعيد ومقتله:
وفيها ظهر أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن إبْرَاهِيم بْن عبد الله بْن الحسني بالصعيد، وتبعه خلْق. فجهّز أَحْمَد بن طولون لحربه جيوشًا، وكانت بينهم وقعات وظفروا به وأتوا ابنُ طولون فقتله.
ومات بعده ابنُ طولون بيسير.
ظهور دعوة المهديّ باليمن:
وفيها ظهرت دعوة المهديّ باليمن، وكان قبلها بنحو سنين قد سيّر والدهُ عُبَيْد، جدّ بني عُبَيْد الخلفاء المصرييّن الرَّوافض المَلاحِدة الَّذِي زعم أنّه ابنُ محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر الصادق، داعين لولده عَبْد الله المهديّ، أحدهما أبو القاسم بْن حَوْشَب الكوفي، والآخر أبو الْحَسَن، فَدَعَوْا إِلَى المهدي سرًّا.
ثُمَّ سيّر والد المهديّ داعيًا آخر يُسمّى أَبَا عَبْد الله، فأقام باليمن إِلَى سنة ثمانٍ وسبعين، فحجّ تلك السنة، واجتمع بقبيلة من كُتامة، فأعجبهم حاله، فصحبهم إلى مصر، ورأى منهم طاعةً وقوّة، فصحبهم إِلَى المغرب، فكان ذلك أوّل شأن المهديّ.
هزيمة الروم عند طَرَسُوس:
وفيها نازلت الرّوم طَرَسُوس فِي مائة ألف وبها يازمان الخادم، فبيَّتهم ليلًا وقتل مقدّمهم وسبعين ألفًا. وأخذ منهم صليبهم الأكبر وعليه جواهر لا قيمة لها، وأخذ من الخيل والأموال والأمتعة ما لا ينحصر، ولم يُفِلت منهم إلّا القليل؛ وذلك فِي ربيع الأوّل. وكان فتحًا عظيمًا عديم المثيل منَّ الله به على الْإِسْلَام يوازي قتل الخبيث. والحمد لله وحده1.
__________
1 انظر: تاريخ الطبري "9/ 654-667"، والكامل "7/ 399-406"، والبداية "11/ 44، 45"، والنجوم الزاهرة "3/ 59-61"، وصحيح التوثيق "6/ 282".(20/23)
تراجم أهل هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ:
حَرْفُ الأَلِفِ:
1- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم.
أبو الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ1 ورّاق خلف بن هشام البزّار.
سمع: خَلَفًا، ومسدّدًا، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم القعنبيّ، وطائفة.
وعنه: أبو عِيسَى بْن قَطَن، وإسحاق بْن أبي حسّان الأنماطيّ، وحمزة الِّسمسار.
قَالَ: الخطيب: كان ثقة. صنَّف فِي عدد الآي.
قلت: وكان أحد الحُذّاق فِي القراءة. تلا على خَلَف، وعلى أبي عُبَيْد، ومحمد بْن إِسْحَاق، وهشام بْن عمّار وغيرهم.
2- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم.
أبو علي القُهسْتانيّ2.
حافظ، نزل بغداد.
عن: يحيى بْن يحيى، وابن نُمَيْر، وإبراهيم بْن المنذر.
وعنه: ابنُ مَخْلَد، ومحمد بْن جَعْفَر المَطِيريّ، وجماعة.
وثِّق.
تُوُفيّ سنة سبعٍ وستّين ومائتين.
3- أَحْمَد بْن الأزهر بْن مَنِيع بن سليط -ن ق.
أبو الأزهر العبديّ النيَّسابوري الحافظ3.
حجّ ورأى سُفْيَان بْن عُيَيْنَة؛ وسمع: عَبْد الله بْن نُمَيْر، وأسباط بْن محمد، ومالك بْن سُعَيْر بن الخِمْس، ومحمدا، وَيَعْلَى بن عبيد، ويعقوب بن إبراهيم
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "4/ 8".
2 تاريخ بغداد "4/ 9، 10".
3 انظر: الجرح والتعديل "2/ 41"، والسير "10/ 254"، طبعة التوفيقية.(20/24)
الزُّهريّ، وعبد الرّزّاق، ووهْب بْن جرير، وأبا ضَمرة، وطائفة.
وعنه: ن. ق. ومحمد بْن يحيى، ومحمد بْن الْحُسَيْن القطان، وخلْق كثير.
قَالَ ابن الشرقيّ: سمعته يقول: كتب عنيّ يحيى بْن يحيى.
وكان أبو الأزهر ثقةً بصيرًا بهذا الشّأن، روى عن عَبْد الرّزّاق حديثًا مُنْكَرًا هُوَ منه إنّ شاء الله بريء العهدة. وهو: أَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهري، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَظَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: "أَنْتَ سّيدٌ فِي الدُّنْيَا سّيدٌ فِي الآخِرَةِ. مَنْ أحبَّك فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَحَبِيبِي حَبِيبُ اللَّهِ. وعدوَّك عَدُوِّي وَعَدُوِّي عَدُوُّ اللَّهِ، وَالْوَيْلُ لِمَنْ أَبْغَضَكَ مِنْ بَعْدِي"1.
قَالَ أَحْمَد بْن يحيى بْن زُهير السَّريّ: لمّا حدَّث أبو الأزهر بهذا الحديث أُخبر يحيى بْن معين بِذَلِك، فقال: مَن هَذَا الكذاب النَّيسابوريّ الَّذِي حدَّث بهذا؟ فقام أبو الأزهر فقال: هوذا أَنَا.
فتبسَّم ابنُ معين وقَالَ: أما إنّك لست بكذّاب. وتعجّب من سلامته، وقَالَ: الذَّنب لغيرك فِي هَذَا الحديث.
قَالَ أبو حامد بْن الشَّرقيّ، هَذَا حديث باطل، وكان لمعمر ابنُ أخٍ رافضيّ، وكان ابنُ مُعَمَّر يمكِّنه من كُتُبه، فأدخل عليه هَذَا. وكان مُعَمَّر رجلًا مهيبًا، ولا يقدر عليه أحد فِي السّؤال والمراجعة، فسمعه عَبْد الرّزّاق فِي كتابه.
وقَالَ غير واحد، عن مكّيّ بْن عَبْدان: سمعت أَبَا الأزهر يقول: خرج عَبْد الرّزّاق إِلَى قريته، فبكَّرت إليه قبل الصُّبح، فَلَمَّا رآني قَالَ: كنت البارحة هنا؟ قلت: لا، ولكن خرجت فِي اللّيل.
فأعجبه ذلك. فَلَمَّا فرغ من صلاة الصُّبح دعاني وقرأ عليّ هَذَا الحديث، وخصّني به دون أصحابي2.
__________
1 "حديث باطل": أخرجه ابن عدي "1/ 195" في الكامل، والخطيب "4/ 48" في تاريخ بغداد، وابن الجوزي "2/ 218"، في العلل المتناهية، وانظر: الميزان "5044"، وتنزيه الشريعة "1/ 398".
2 تاريخ بغداد "4/ 42".(20/25)
وروى أبو محمد بْن الشَّرقي، عن أبي الأزهر قَالَ: كان عَبْد الرّزّاق يخرج إِلَى قريته، فذهبت خلفه، فرآني أشتدّ، فقال: تعال. فأركبني خلفه على البغْل، ثُمَّ قَالَ لي، ألا أخبرك حديثًا غريبًا؟ قلت: بلى.
فحدَّثني الحديث. فَلَمَّا رجعت إِلَى بغداد أنكر عليّ ابنُ مَعِين وهؤلاء، فحلفت أن لا أحدّث به حتى أتصدّق بدرهم.
وقد رواه محمد بْن عليّ بْن سُفْيَان النّجّار، عن عَبْد الرّزّاق.
قَالَ أبو حامد بْن الشّرْقيّ: قَيِل لي لِمَ لا ترحل إِلَى العراق؟ قلت: وما أصنع وعندنا من بنادرة الحديث ثلاثة: محمد بْن يحيى، وأبو الأزهر، وأحمد بن يوسف السُّلميّ.
قَالَ النَّسائيّ: أبو الأزهر لا بأس به.
وعن أبي الأزهر قَالَ: لمّا أنكر عليَّ ابن معين هذا الحديث حلفت أن لا أحدث به حتى أتصدَّق بدرهم.
وقال الدّارقطنيّ: لا بأس به، أخرج فِي الصَّحيحين عمّن هُوَ دونه.
قَالَ الْحُسَيْن بْن محمد القبّانيّ: تُوُفيّ سنة ثلاثٍ وستين.
وقَالَ أبو حاتم: صدوق.
4- أَحْمَد بْن حرب بن محمد بن علي بن حيان بْن شاذان بْن الغَضُوبة1.
أبو بَكْر الْمَوْصِلِيّ. أخو عليّ بْن حرب.
سمع: سُفْيان بْن عُيَيْنَة، وأبا مُعَاوِيَة، وطائفة.
وعنه: س، وقَالَ: هُوَ أحبُّ إليَّ من أَخِيهِ، وأبو بَكْر بْن أبي دَاوُد، ومكحول البيروتيّ، وآخرون.
وقَالَ الأزْديّ فِي تاريخه: كان ورِعًا فاضلًا، رابط بأَذَنَه، وبها مات.
5 - أَحْمَد بْن الحَسَن السُّكّريّ الحافظ2.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "2/ 49"، السير "12/ 253، 254".
2 في عداد المجهولين.(20/26)
تُوُفيّ بمصر سنة ثمانٍ وستّين.
لا أعرفه، وذكره مختصر.
6 - أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن مُجَالد الضرير1. مَوْلَى المعتصم.
أَخَذَ عن: جَعْفَر بْن مبشّر عِلْم الكلام. وكان من دُعاة المعتزلة.
هلك سنة تسعٍ وتسعين، وَقِيلَ: قبلها بعام.
7 - أَحْمَد بْن حمدون2. أبو عبد الله الْبَغْدَادِيّ الكاتب الإخباريّ، والشاّعر، أَحَدُ الموصوفين بالظُّرف والأدب. نادَمَ الخلفاء، وقد مدحه البُحْتُريّ.
تُوُفيّ سنة أربعٍ وستّين.
روى عنه: ابن أخيه عليّ بن بسّام، جعفر بْن قُدامة، وأحمد بن الطَّيّب السّرْخَسيّ.
8- أَحْمَد بْن الخصيب بْن عَبْد الحميد3. الوزير أبو الْعَبَّاس الْجَرْجَرائيّ. وَزَر للمنتصر وللمستعين، ثُمَّ نفاه المستعين إِلَى الغرب فِي سنة ثمانٍ وأربعين. وأبوه ولي إمرة الدّيار المصرية.
وَقِيلَ: إنّ أَحْمَد كان فِيهِ حِدة وتسُّرع.
قَالَ أَحْمَد بْن أبي طاهر الكاتب: كان يحتدّ علي من يُراجعه، ويُخْرِج رِجْله من الرِّكاب، فيرفس من يراجعه، ففيه أقول من أبيات:
قل للخليفة يابن عم محمدٍ ... أَشْكِلْ وزيركَ إنّه محلول
فلِسانُهُ قد جال فِي أعراضِنا ... والرِّجل منه فِي الصُّور تجول
وذكر الصُّولي، عن الْحُسَيْن بْن يحيى، أنّ أَحْمَد بْن الخصيب كان يتصدّق كل
__________
1 هالك، من المعتزلة.
2 لم نقف عليه.
3 وفيات الأعيان "2/ 418"، السير "12/ 553".(20/27)
يومٍ بخمسين دينارًا، إِلَى أن نُكِب، فكان يمنع نفسه القوت، ويتصدَّق بخمسين درهمًا.
توفيَّ أَحْمَد سنة خمسٍ وستين.
9 - أَحْمَد بْن سُلَيْمَان بن عبد الملك. أبو الحسن الرّهاويّ الحافظ1، أحد الأئمّة.
رحل وطوَّف، وسمع: زَيْدَ بْن الحُباب، ويحيى بْن آدم، وجعفر بْن عَوْن، وهذه الطبقة.
وعنه: س. فأكثر، وأبو عَرُوبة، ومكحول، وآخرون.
تُوُفيّ سنة إحدى وستّين.
قَالَ س: ثقة مأمون، صاحب حديث.
10 - أحمد بن يسّار بن أيّوب2 -ن.
أبو الحسن المروزيّ الحافظ الفقيه، أحد الأعلام.
سمع: عفّان، وسليمان بْن حرب، وعَبْدان، ومحمد بْن كثير، وصَفْوان بْن صالح الدّمشقيّ، وإسحاق بْن راهويْه، ويحيى بْن بُكَيْر، وطبقتهم.
وعنه: ن. ووثّقه، وَقِيلَ: إنّ خ. روى عَنْهُ، عن محمد بْن أبي بَكْر المقدّميّ، وروى عَنْهُ: محمد بْن نصر المروزيّ، وابن الْعَبَّاس محمد بْن أَحْمَد بْن محبوب، وحاجب بْن أَحْمَد الطُّوسي، وطائفة.
وهو مصنّف تاريخ مَرْو.
وقَالَ عَبْد الرحمن بْن أبي حاتم: ثنا عَنْهُ عليّ بْن الْجُنَيْد، ورأيت أبي يُطْنب فِي مدحه، ويذكره بالعِلم والفِقه.
قلت: وهو أحد أصحاب الوجوه من الشّافعية، أوجَب الأذان للجمعة دون
__________
1 انظر الجرح والتعديل "2/ 52، 53"، السير "12/ 475".
2 الجرح والتعديل "2/ 53"، السير "12/ 609-611".(20/28)
غيرها، وأوجب رَفْع اليدين فِي تكبيرة الإحرام كداود الظَّاهريّ، وكان بعض العلماء يُشَبِّهه فِي زمانه بابن الْمُبَارَك عِلْمًا وفضلًا.
تُوُفيّ فِي ربيع الآخر سنة ثمانٍ وستّين، وقد استكمل سبعين سنة.
11 - أَحْمَد بْن طولون. الأمير أبو العبّاس التُّركيّ1، صاحب مصر، وُلِد بسامرّاء.
ويقال: إنّ طولون تبنّاه، وكان ظاهر النّجابة من صِغره. وكان طولون قد أهداه نوح عامل بخارى إِلَى المأمون فِي جملة غلمان، وذلك فِي سنة مائتين.
فمات طولون فِي سنة أربعين ومائتين، ونشأ ابنه على مذهبٍ جميلٍ فحفظ القرآن وأتْقنه. وكان مِن أطيب النّاس صوتًا به، مع كثرة الدّرس وطلب العلم.
وحصل وتنقلت به الأحوال إلى أن ولي إمرة الثغور، وولي إمرة دمشق وديار مصر. وأوّل دخوله مصر سنة أربعٍ وخمسين ومائتين وعمره أربعون سنة، فملكها بضع عشرة سنة.
وبَلَغَنا أنّه خلّف من الذَّهب الأحمر عشرة آلاف ألف دينار، وأربعة وعشرين ألف مملوك.
ويقال إنه خلف ثلاثة وثلاثين ولدًا ذكورًا وإناثًا، وستمّائة بغل ثقل وقيل: إنّ خراج مصر بلغ فِي العام فِي أيّامه أربعة آلاف ألف دينار وثلاثمائة ألف دينار.
وكان شجاعًا حازمًا مهيبًا خليقًا للمُلْك، جوادًا ممدَّحًا. وَقِيلَ: بلغت نفقته كلّ يوم ألف دينار. إلّا أنه كان سفّاكًا للدّماء، ذا سطوةٍ وجَبَرُوت.
قَالَ القُضاعيّ: أُحْصِيَ مَن قتله صبْرًا، فكان جملتهم مع من مات فِي سجنه ثمانية عشر ألفًا.
وأنشأ الجامع المشهور، وغرِم على بنائه أكثر من مائة ألف دينار. وكان الخليفة مشغولًا عَنْهُ بحرب الزَّنج.
وكان فيما قَيِل حسَّن له بعض التّجّار التّجارة، فدفع إليه خمسين ألف دينار،
__________
1 البداية "11/ 42-47"، السير "13/ 94".(20/29)
فرأى فِي النوم كأنّه يمشمش عظْمًا. فدعى المعَبّر وقصّ عليه فقال: لقد سَمَت همَّة مولانا إِلَى مكسبٍ لا يُشبَّه خَطَرُه.
فأمر صاحب صدقته أن يأخذ الخمسين ألف دينار من التّاجر ويتصدَّق بها. وكان سامحه الله تعالى، قد ضبط الثغور وعمّرها. وكان صحيح الْإِسْلَام معظِّمًا للحُرُمات، محبّا للجهاد والرّباط.
قَالَ أَحْمَد بْن خاقان، وكان تِرْبًا لأحمد بْن طولون. وُلِد أَحْمَد سنة أربع عشرة ومائتين، ونشأ في الفقه والتصرُّف، فانتشر له حُسْن الذّكر، وكان شديد الإزراء على الأتراك فيما يرتكبونه، إِلَى أن قَالَ لي يومًا: يا أخي، إِلَى كم نقيم على الإثم، لا نطأ موطئًا إلى كُتِب علينا فِيهِ خطيئة.
والصّواب أن نسأل الوزير عبيد الله بن يحيى أن يكتب بنا بأرزاقنا إِلَى الثّغر ونقيم به فِي ثوابه.
ففعلنا ذلك، فَلَمَّا صرنا بطَرَسُوس سرَّ بما رَأَى من الأمر بالمعروف والنَّهْي عن المُنْكَر، ثُمَّ عاد إِلَى العراق وارتفع محلُّه.
قَالَ محمد بْن يوسف الهَرَوِيّ، نزيل دمشق: كنّا عند الرَّبِيع بْن سُلَيْمَان سنة ثمانٍ وستّين، إذ جاء رسول أَحْمَد بْن طولون بكيسٍ فِيهِ ألف دينار، وقَالَ لي عَبْد الله القيروانيّ: بل كان سبعمائة دينار، وصرّة فيها ثلاثمائة دينار، لابنه أبي الطّاهر. فدعى الرَّبِيع ابنه حتّى جاءه فأمره بقبض المال.
ذكر محمد بْن عَبْد الملك الهَمْدانيّ أنّ أَحْمَد بْن طولون جلس يأكل، فرأى سائلًا، فأمر له بدجاجةٍ ورغيفٍ وحلوى. فجاء الغلام وقَالَ: ناولته فَمَا هشَّ له. فقال: عليَّ به. فَلَمَّا مَثُلَ بين يديه لم يضطّرب من الهيبة، فقال: أحضِر الكُتُب الّتي معك وأصْدِقْني، فقد ثبت عندي أنّك صاحب خبر. وأحضر السِّياط فاعترف فقال بعض من حضر: هَذَا والله السِّحْر.
قَالَ: ما هو بسحر، ولكنه قياس صحيح. ورأيت سوء حاله، فسيَّرت له طعامًا يسُّر له الشَّبعان، فَمَا هشَّ، فأحضرته فتلقّاني بقوَّة جأش، فعلمت أنّه صاحب خبر1.
__________
1 السير "10/ 48".(20/30)
قال أبو الحسن الرّازيّ: سمعت أَحْمَد بْن حميد بْن أبي العجائز وغيره من شيوخ دمشق قَالُوا: لمّا دخل أحمد ابن طولون دمشق وقع فيها حريق عند كنيسة مريم، فركب إليه أَحْمَد ومعه أبو زُرْعة البصْريّ، وأبو عبد الله محمد بْن أَحْمَد الواسطيّ كاتبه، فقال ابنُ طولون لأبي زُرْعة: ما يُسمّى هَذَا الموضع؟ فقال: كنيسة مريم.
فقال أبو عبد الله: وكان لمريم كنيسة؟ قَالَ: ما هِيَ من بناء مريم، إنّما بنوها على اسمها.
فقال ابن طولون: ما لك والاعتراض على الشَّيْخ.
ثمّ أمر بسبعين ألف دينار من ماله، وأن يُعطى كلّ من احترق له شيء، ويُقبَل قوله ولا يُسْتَحْلف. فأعطوا وفضل من المال أربعة عشر ألف دينار.
ثُمَّ أمر ابن طولون بمالٍ عظيمٍ ففُرق فِي فقراء أَهْل دمشق والغوطة. وأقلّ من أصابه من المستورين دينار.
وعن محمد بْن عليّ المادَرَائي قَالَ: كنت أجتاز بتُربة أَحْمَد بْن طولون فأرى شيخًا ملازمًا للقبر، ثُمَّ إني لم أره مدّة ثُمَّ رَأَيْته فسألته، فقال: كان له علينا بعض العدل إنْ لم يكن الكلّ فأحببت أن أصِله بالقراءة.
قلت: فلِمَ انقطعت؟ قَالَ: رَأَيْته في النَّوم وهو يقول: أحبّ أن لا يُقْرأ عندي، فَمَا آية إلّا قُرِعْتُ بها وَقِيلَ لي: ما سمعت هَذِهِ؟ تُوُفيّ بمصر فِي ذي القعدة سنة سبعين، وتملّك بعده ابنه خُمَارَوَيْه.
12 - أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن صالح بْن مُسْلِم. أبو الْحَسَن الكوفي العجلي الحافظ الطَّرابلسيّ المغربي1.
سمع: الحسين بْن عليّ الْجُعْفيّ، ومحمدا، وَيَعْلَى بْن عُبَيْد الطّنافسيّ، ومحمد بن يوسف الفريابيّ، وشبابة ابن سَوّار، وخلْقًا سواهم.
روى عَنْهُ ابنه صالح كتابه المصنَّف بالجرح والتعديل، وهو كتاب مفيد يدلّ على إمامه الرجل وسعة حفظه.
قَالَ عبّاس الدُّوريّ: إنّما كنّا نعدُّه مثل أَحْمَد بن حنبل، ويحيى بن مَعِين.
__________
1 انظر: تاريخ الطبري "9/ 255"، تاريخ بغداد "4/ 214، 215".(20/31)
قلت: ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة.
ونزح إِلَى الغرب أيّام المحنة بخلْق القرآن، وتُوُفيّ سنة إحدى وستّين ومائتين بطرابلس.
وآخر من روى عَنْهُ مُسْنِد الأندلسي محمد بْن فُطَيْس الغافِقيّ.
وروى عَنْهُ: سَعِيد بن عثمان، وسعيد بْن إِسْحَاق، وعثمان بن حديد الأكسريّ، وجماعة.
وكان يقول: مَن آمن بالرجعة فهو كافر، ومَن قَالَ: القرآن مخلوق فهو كافر.
وَقَالَ بعض الأئمة: لم يكن له عندنا شبيه بالمغرب، ولا نظير فِي زمانه فِي معرفة الحديث وإتقانه، وَفِي زُهْده وورعه.
وقَالَ المؤرخ أبو العرب محمد بْن تميم الحافظ بالقيروان: سُئل مالك بْن عِيسَى القفصيّ الحافظ: مَن أعلم من رَأَيْت بالحديث؟ قَالَ: أمّا بالشيوخ فأحمد بْن عَبْد الله العِجْليّ.
وقَالَ محمد بْن أَحْمَد بْن تميم الحافظ: سمعت أَحْمَد بْن مغيث، مقرئ ثقة، يقول: سُئل يحيى بْن مَعِين عن أَحْمَد بْن عَبْد الله العِجِليّ فقال: هُوَ ثقة ابنُ ثقة ابنُ ثقة.
وقَالَ بعضهم: إنّما سكن أَحْمَد بطرابلس طلبًا للتفرُّد والعبادة.
وقبره هناك على الساحل، وقبر ابنه صالح بجنبه.
وتُوُفيّ صالح سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
وقَالَ أَحْمَد: رحلت إِلَى أبي دَاوُد الطَّيالسيّ، فمات قبل قدومي بيوم.
وكان أَبُوهُ من أصحاب حَمْزَةَ الزّيّات.
13 - أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن القاسم.
أبو بَكْر التميمي الوراق الحافظ1.
سمع: عُبَيْد الله بْن مُعاذ العنبريّ، وصالح بن حاتم بن وردان.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "4/ 218".(20/32)
وعنه: ابنُ مَخْلَد العطّار، وأبو سَعِيد بْن الأعرابيّ.
وكان بصْريًا يُعرف بالرّغيف.
تُوُفيّ سنة تسعٍ وستّين.
14 - أَحْمَد بْن عَبْد الله الخُجُسْتانيّ1. الأمير المتغلّب على نيسابور. كان جبّارًا ظالمًا غاشمًا من أتباع يعقوب ابن اللَّيْث الَّذِي ستأتي أخباره. ثُمَّ خرج عن طاعته، فاستولى على نيسابور.
من أبناء سنة إحدى وستّين ومائتين. وأخذ يُظْهر المَيْل إِلَى بني طاهر ليستميل بِذَلِك قلوب الرعية. وبقي يكتب أَحْمَد بْن عَبْد الله الطّاهريّ.
ثُمَّ كاتَب رافع بْن هَرْثمَة، فقدم عليه وتلقّاه وجعله أتابكه.
وله حُروب وأمور، وهو الَّذِي قَتَلَ يحيى بْن الذُّهليّ، فرآه بعضهم فِي النوم فقال: أَنَا لم أُقْتَلْ ولم أجد حرّ القتْل، ولكن الله أشقى الخُجُسْتانيّ بي.
قلت: اتفق على الخُجُسْتانيّ اثنان من غلمانه فذبحاه وهو سَكْران لستٍّ بقين من شوال سنة ثمانٍ وستّين.
وقَالَ محمد بْن صالح بْن هانئ: لمّا قُتِلَ محمد بْن يحيى حيكان ترك أبو عَمْرو أَحْمَد بْن الْمُبَارَك المستملي اللّباس الغضّة، فكان يَلْبَسُ فِي الشِّتَاءِ فَرْوًا بِلا قَمِيصٍ، وَفِي الصَّيف مَسْحًا، فقدِم يومًا إلى أحمد بن عبد الله فأخذ بعنانه وقَالَ: يا ظالم -قلت: الْإِمَام ابنُ الْإِمَام العالم ابن العالم- فارتعد أَحْمَد بْن عَبْد الله ونَفَرت دابّتُه فأتت الرّجّالة لتضربه فقال: دعوه دعوه.
قَالَ عن أبي حاتم نوح، قَالَ: قَالَ لي الخُجُسْتانيّ: والله ما فزعت من أحدٍ فَزَعي من صاحب الفَرْوَة؛ ولقد ندِمت حينئذٍ على قتِل حيكان.
خُجُسْتان: من جبل هَرَاة.
ومن عسفه فِي مصادرته للرعيّة أنّه نصب رُمْحًا لزمهم أن يُغَطّوا أسنانه بالدّراهم.
15 - أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرحيم بْن سعيد.
__________
1 انظر: الكامل "7/ 296"، وتاريخ الطبري "9/ 599، 600".(20/33)
أبو بَكْر بْن البَرْقيّ المصريّ الحافظ، مَوْلَى بني زُهْرة.
سمع: عَمْرو بْن أبي سلمة التِّنِّيسي، وأسد بْن مُوسَى، وعبد الملك بْن هشام، وطبقتهم.
وله كتاب فِي معرفة الصّحابة وأنسابهم، رواه عَنْهُ أَحْمَد بْن عليّ المدينيّ. وكان إمامًا حافظًا متقنًا، عاش بعد أَخِيهِ محمد مدّة، وعاش بعده أخوه عَبْد الرحيم أيضًا.
رَفَسته دابَّته فِي شهر رمضان سنة سبعين ومائتين فمات منها رحمه الله.
وقد وَهِمَ الطَّبَرَانِيّ وَهْمًا مُنْكرًا، فسمع الكثير من عَبْد الرحيم بْن عَبْد الله بْن البَرْقيّ، عن ابنِ هشام، وعبد الله بْن يوسف التِّنِّيسيّ، وغيرهما.
وسماه أحمد بن عبد الله، فنراه في معاجمه يقول: نبا أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن البَرْقيّ، وهو عَبْد الرحيم بلا شكّ أنّه اشتُبه عليه هَذَا بهذا.
والطَّبراني لم يُدرك أَحْمَد. ويؤيّد هَذَا أنّ عَبْد الرحيم تُوُفيّ سنة ستٍّ وثمانين، ولم يقل أبدًا: نبا عَبْد الرحيم بْن عَبْد الله فوهِمَ كما ترى وسمّاه أَحْمَد.
16 - أَحْمَد بْن القاسم بن عطيّة. أبو بكر الرازي1 البزّار والحافظ.
سمع: أَبَا بَكْر المُقَدّميّ، وهشام بْن عمّار، وجماعة كثيرة.
وأكثر الطواف.
وعنه: الْوَلِيد بْن أبان، وعبد الرَّحْمَن بْن حمدان الجلّاب، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم وقَالَ: ثقة.
17- أَحْمَد بْن محمد بْن عُثْمَان. أبو عَمْرو الثَّقفيّ الدمشقي2.
عَنِ: الوليد بْن مُسْلِم، وَمحمد بْن شُعَيب.
وعنه: ابن جوصا، وأبو عوانة في صحيحه، وجماعة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 67، 68".
2 الجرح والتعديل "2/ 72".(20/34)
وكان صدوقًا.
تُوُفيّ فِي شوّال سنة إحدى وستّين.
18 - أَحْمَد بْن محمد بْن هانئ الفقيه1. أبو بَكْر الأثرم الطّائيّ ويقال الكلبيّ الإسكافيّ الحافظ. صاحب الْإِمَام أَحْمَد.
سمع: عَبْد الله بْن بُكَيْر، وأبا نُعَيْم، وعفّان، وعبد الله بْن رجاء، وأبا الْوَلِيد الطَّيَالِسِيُّ، وحَرَمي بْن حَفْص، ومعاوية بْن عَمْرو، والقعنبيّ، ومُسَدّدًا، وطبقتهم.
وعنه: مُوسَى بْن هارون الحافظ، والنَّسائيّ فِي سُنَنه، وأحمد بْن محمد بْن ساكن الزّنْجانيّ، وابن صاعد، وعليّ بْن أبي طاهر القَزْوينيّ، وعُمَر بْن محمد بْن عِيسَى الجوهريّ.
وجمع وصنَّف السُّنن، خرَّج كتاب العلل. وله مسائل سألها الْإِمَام أَحْمَد.
قَالَ أبو بَكْر الخلّال: كان الأثرم جليل القدر حافظًا. لمّا قدِم عاصم بْن عليّ بغداد طلبَ من يُخرج له فوائد. فلم يجد غير أبي بَكْر، فلم يقع منه بموقع لحداثة سِنَه، فقال لعاصم: أخرِجْ كُتُبَك. فجعل يقول له: هَذَا الحديث خطأ، وهذا غلط، وهذا كذا، فسُّر عاصم به، وأملى قريبًا من خمسين حديثًا.
وكان مع الأثرم تيقُّظ عجيب حَتَّى نسبه يحيى بْن معين أو يحيى بْن أيوب المقابريّ، فقال: كان أحد أبويّ الأثرم جِنِّيًّا.
وقد أخبرني أبو بَكْر بْن صدقة قَالَ: سمعت أَبَا القاسم الخُتّليّ قَالَ: قدِم رجلٌ فقال: أريد أن يُكتب لي فِي الصلاة ما ليس فِي كُتُب أبي بَكْر بْن أبي شَيْبَة. فقلنا له: ليس لك إلّا الأثرم.
قَالَ: فوجّهوا إليه ورقًا، فكتب ستّمائة ورقة من كتاب الصلاة.
قَالَ: فنظرنا فإذا ليس فِي كتاب أبي بكر بن أبي شَيْبَة منه شيء2.
وأخبرني أبو بَكْر بْن صَدَقَة: سمعت إِبْرَاهِيم الأصبهانيّ يقول: أبو بَكْر الأثرم أَحْفَظُ من أبي زُرْعة الرّازي وأتقن3.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 72"، وتاريخ بغداد "5/ 110، 112".
2، 3 تاريخ بغداد "5/ 110، 111".(20/35)
وسمعت الْحَسَن بْن عليّ بْن عُمَر الفقيه يقول: قدِم شيخان من خُراسان للحج فحدَّثا، فقعد هَذَا ناحية معه خلقٍ ومستملي، وقعد الآخر ناحية كذلك، فجلس الأثرم بينهما، فكتب ما أمليا معًا.
تُوُفيّ الأثرم بإسكاف.
19- أَحْمَد بْن محمد بْن أبي بَكْر المقدّميّ الْبَصْرِيّ1.
أبو عثمان، نزل الحرم.
سمع: أباه، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وحَجّاج بْن مِنْهال، وأباهما محمد بْن مجيب.
وعنه: ابنُ أَبِي الدُّنيا، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وعبد الرَّحْمَن بن أبي حاتم وقَالَ: صدوق.
قلت: تُوُفيّ سنة ثلاثٍ، أو أربعٍ وسنيّن.
وأمّا ولده:
20- محمد بْن أَحْمَد فولي قضاء مكّة. روى عَنْهُ الطَّبرانيّ.
21 - أَحْمَد بْن محمد بْن أبي مُوسَى2.
أبو بَكْر الوراق، أحد تلامذة أحمد بن حنبل.
روى عن: يسار بْن أبي مُوسَى، وغيره.
تُوُفيّ سنة ثمانٍ وستّين.
22 - أَحْمَد بْن محمد بْن مجالد.
أبو حامد الهَرَويّ الفقيه3.
كان ثقة صاحب سنّة.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 73".
2 لم نقف عليه.
3 انظر السابق.(20/36)
رحل وحمل عنه: أبي نُعَيْم، وقَبِيصة.
توفي سنة تسعٍ وستين.
23- أحمد بْن محمد بْن عُبَيْد الله بْن المدبر.
أبو الحسن الضَّبي الكاتب السُّرمرائيّ1.
ولي مساحة الشام زمن المتكّل. وكان مفوَّهًا شاعرا مترسلا عالما يصلح للقضاء.
وله أَخٌ اسمه إِبْرَاهِيم، شاعر محسِن رئيس.
وللبُحْتُريّ فيهما مدائح.
ثُمَّ ولي أَحْمَد كما ذكرنا خَرَاج دمشق ومصر أيضًا. ثُمَّ قبض عليه أَحْمَد بن طولون وعذّبه فِي سنة خمسٍ وستّين؛ لأنّه سجنه ثُمَّ طلبه فقال: ما حالك؟ فقال: تسألني عن حالي وأنت عملت بي هَذَا يا عدوّ الله! أخذل الله من يأمنك.
فأمرَ بقتله، بل بقي فِي أضيق سجنٍ إِلَى أن مات سنة سبعين.
24- أَحْمَد بْن محمد بْن عَبْد الكريم. أبو الْعَبَّاس الكاتب2، مصنّف كتاب الخراج.
تُوُفيّ فِي هَذَا العام.
25- أَحْمَد بْن مَنْصُورٌ بْن سيار بن معارك3.
الحافظ أبو بَكْر الرّماديّ، أحد الثقات المشاهير.
سمع: أَبَا النّضر، ويزيد بْن هارون، وأبا دَاوُد الطَّيالسيّ، وزيد بْن الحُبَاب، وأسود بْن عامر، وعبد الرّزّاق، رحل إليه، وعفّان، وعُبَيْد الله بْن مُوسَى، وخلْقًا بالشام، والعراق، واليمن، ومصر.
ورحل مع يحيى بن معين، وكتب وصنف المسند.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 59".
2 وفيات الأعيان "1/ 101، 102".
3 السير "12/ 389"، والتهذيب "1/ 83، 84".(20/37)
وكان له حِفْظ ومعرفة.
وعنه: ق، وإسماعيل القاضي، وأبو القاسم البغوي، وابن صاعد والمحاملي، وابن أبي حاتم، وإسماعيل الصفار، وطائفة.
قال ابن أبي حاتم: كان أبي يوثقه.
وعن إبراهيم بن أورمة قَالَ: لو أنّ رجلين قَالَ أحدهما: ثنا الرماديّ، وقَالَ الآخر: ثنا أبو بَكْر بْن أبي شَيْبَة، كانا سواء.
قال ابن المنادي: مات الرّماديّ سنة خمسٍ وستّين، لأربع بقين من ربيع الآخر. وقد استكمل ثلاثًا وثمانين سنة.
26- أَحْمَد بْن وهب الزَّيَّات1.
من كبار العارفين ببغداد.
صحب بِشْرًا، والسَّري. وكان من أقران الجنيد، بل أكبر منه وأقدم موتًا. وكانا يتجالسان ويتكالمان فِي رقائق التصوُّف.
وكان الْجُنَيْد يتأسَّف على فَقْده، ويفضلّه على نفسه.
27- أَحْمَد بْن يوسف بْن خَالِد بن سالم. أبو الْحَسَن السُّلميّ النَّيْسابوريّ الحافظ، ويلقّب بحمدان2.
قَالَ إِسْمَاعِيل بْن مجيد الزّاهد، وهو حفيده: كان جدّي أدرى من الأب سُلَميّ الأُمِّ، فغلب عليه السُّلميّ.
قلت: سمع من: حَفْص بْن عَبْد الرَّحْمَن، وحفص بْن عَبْد الله، والجارود بْن يزيد، وطائفة بخُراسان.
وَفِي الرحلة رَأَى: النَّضر بْن هاشم، وموسى بْن دَاوُد، وجماعة ببغداد.
ومن: محمد بن عبيد، وطبقته بالكوفة.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 190".
2 السير "12/ 384-388"، وتذكرة الحفاظ "2/ 565".(20/38)
ومن عَبْد الرّزّاق، وغيره باليمن.
قَالَ الحاكم: سمع بالبصرة، والكوفة، والحجاز، واليمن، والشام، والجزيرة.
وعنه: م. س. ق. وإبراهيم بْن أبي طَالِب، وابن خُزَيْمَة، وأبو صاعد الشَّرقيّ، وأبو حامد بْن بلال، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان، وخلق.
قال مكّيّ بن عبدان: سمعته يقول: كتبتُ عن عُبَيْد الله بْن مُوسَى ثلاثين ألف حديث.
قَالَ ابنُ السَّريّ: تُوُفيّ سنة أربعٍ وستّين.
وقلت: عن اثنتين وثمانين سنة، وكان من خواصّ يحيى بْن يحيى، وبينهما مصاهرة.
28- أَحْمَد بْن يُونُس بْن المسيّب بْن زهير بْن العُمَيْر الضَّبّيّ1
أبو الْعَبَّاس الكوفيّ، نزيل إصبهان.
سمع: عَبْد الله بْن بَكْر السَّهمي، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم الزُّهريّ، وحَجّاج بْن محمد، وجعفر بْن عَوْن، وأبا مُسْهِر الدّمشقيّ، وطائفة.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم وقَالَ: محلّه الصِّدق؛ ومحمد بْن عَبْد الله الصّفّار، وأبو العبّاس الأصمّ، وعبد الله ابن جَعْفَر بْن فارس.
وقَالَ محمد بْن الفرخان: سمعت أَحْمَد بْن يُونُس يقول: قدَّمني أَبِي إِلَى الفُضَيل بْن عياض فمسح رأسي وسمعته يقول: الَّلهم أحسن خَلْقه وخُلُقه.
وثّقه الدّارقطنيّ.
وهو ابنُ عم دَاوُد بْن عُمَر الضّبّيّ شيخ البَغَوي.
تُوُفيّ سنة ثمانٍ وستّين.
قلت: وكان من أبناء التّسعين، صاحب رحلة ومعرفة.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 81"، السير "12/ 595، 596".(20/39)
29- أبان بْن عِيسَى بْن دينار. أبو القاسم الغافقيّ القُرْطُبيّ1.
رحل، وأخذ عن: سَحْنُون، وعن: عليّ بْن مَعْبَد.
وكان أحد العُبّاد.
روى عَنْهُ: محمد بْن وضاحّ، وقاسم بْن محمد، وغيرهما.
وتُوُفيّ فِي أحد الربيعَيْن سنة اثنتين وستين، وقد حكى عن أَبِيهِ.
30- إِبْرَاهِيم بْن أُورَمهْ بْن سياوش2.
أبو إِسْحَاق الإصبهانيّ، الحافظ، أحد الأعلام.
روى عن: محمد بْن بكّار، وعبّاس بْن عَبْد العظيم العنبري، وعاصم بْن النّضْر، وصالح بْن حاتم بن وردان، والفلّاس، وطبقتهم.
وعنه: أبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا، وأبو الْعَبَّاس بْن مسروق، ومحمد بْن يحيى، وأبو بَكْر السّاعديّ، وغيرهم.
قال الدَّارقطنيّ، ثقة حافظ نبيل.
وقَالَ ابنُ المنادي: ما رأينا في معناه مثله.
وقال أبو النعيم الحافظ: فاق إِبْرَاهِيم أَهْل عصره فِي المعرفة والحِفَظ.
وأقام بالعراق.
قلت: لم ينتشر حديثه لأنّه مات كهلًا وله خمسة وخمسون سنة.
قَالَ ابنُ نافع: تُوُفيّ فِي ذي الحجّة سنة ستٍّ وستّين.
تابَعَه ابنُ المنادي، وما عداه خطأ.
31- إِبْرَاهِيم بْن أبي دَاوُد البرلُّسيّ3.
__________
1 جذوة المقتبس "161" للحميدي.
2 انظر: الجرح والتعديل "2/ 88"، والسير "13/ 145، 146".
3 انظر: السير "12/ 612، 613"، وشذرات الذهب "2/ 162".(20/40)
هو إبراهيم بن سليمان بن داود الَأسديّ الكوفيّ الأصل، الحافظ وُلِد بِصور. وعني بهذا الشأن.
ورحل إِلَى العراق ومصر.
والبَرَلُسيّ قيّده ابنُ نُقْطة بفتحتين ثُمَّ ضمّ الّلام.
سمع: آدم بْن إياس، وسعد بْن مريم، وأبا مُسْهر الدّمشقيّ، وطبقتهم.
وعنه: أبو جَعْفَر الطّحاويّ، ومحمد بْن يوسف الهَرَويّ، وأبو الْعَبَّاس الأصمّ، وأبو القاسم الصّابوني، وآخرون.
قَالَ ابنُ يُونُس: هُوَ أحد الحفّاظ المجوّدين.
تُوُفيّ بمصر فِي شعبان سنة سبعين.
وقَالَ ابنُ جَوْصا: ذاكرْتُه، وكان من أوعية الحديث.
32- إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله بْن الْجُنَيْد1.
أبو إِسْحَاق الخُتّليّ، نزيل سامرّاء.
له تصانيف وتاريخ ورحلة.
سمع: أَبَا نُعَيْم، وسعيد بْن أبي مريم، وأبا جَعْفَر النُّفيليّ، وأبا الْوَلِيد، وسليمان بْن حرب، وعُمَر بْن مرزوق، ويحيى بْن بُكَيْر.
وعنده سؤالات عن يحيى بْن مَعِين فِي الجرح والتعديل.
روى عَنْهُ: أبو العبّاس بْن مسروق، ومحمد بْن القاسم الكوكبيّ، وأبو بَكْر الخريطيّ، وأحمد بْن محمد الأدميّ، وآخرون.
وثّقه أبو بكر الخطيب، قال: له كُتُب فِي الزُّهد والرّقائق. لم أجد له وفاةً.
33- إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن الدارميّ2.
تُوُفيّ بسَمَرْقَنْد سنة ستٍّ وستّين، ودُفِن إِلَى جانب أخيه الحافظ أبي محمد الدّارميّ.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 110"، السير "12/ 631".
2 في عداد المجهولين.(20/41)
34- إِبْرَاهِيم بْن مَسْعُود بْن عَبْد الحميد القُرَشيّ الهمْدانيّ.
أبو إِسْحَاق ابنُ أخي سندول.
يروي عن: عبد الله بن نمير، وأبي أسامة، وأسباط بْن محمد، وجماعة.
وعنه: أبو عَوانَة الإسفرائينيّ، وأبو حاتم وقَالَ: صدوق، ومحمد بْن عَبْد الله بْن بُلْبُل وغيرهم.
35 - إِبْرَاهِيم بْن هانئ النَّيسابوري الزّاهد1. أبو إِسْحَاق، نزيل بغداد.
سمع: محمد بْن عُبَيْد، وأخاه يَعْلَى، وعليّ بْن عيّاش، وبُسْر بْن صَفْوان، وأبا المُغيرة عَبْد القدُّوس بْن حجّاج، وعبد الله بْن داود الخُرَيْبيّ، وعُبَيْد الله بْن مُوسَى، وطائفة بمصر، والشام، والعراق.
وعنه: ابن أبي حاتم: سَمِعْتُ منه، وَهُوَ ثقةٌ صدوق.
وكان الْإِمَام أَحْمَد يُجِلّ إِبْرَاهِيم بْن هانئ ويحترمه ويَغْشاه.
وقَالَ أبو بَكْر بْن زياد النيَّسابوريّ: حَدَّثَنِي أبو مُوسَى الطَّرسوسيّ فِي جنازة إِبْرَاهِيم بْن هانئ: سمعت ابنُ زَنْجَوَيْه يقول: قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: إنْ كان ببغداد أحدٌ من الأبدال فَأَبُو إِسْحَاق النيَّسابوريّ.
وقَالَ الخلّال: أَنَا عليّ بْن الْحَسَن، ثنا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن هانئ قَالَ: كان أَحْمَد بْن حنبل مختفيًا عندنا ههنا، فقال لي يومًا: ليس أُطيق ما يطيق أبوك من العبادة2.
وقَالَ ابنُ المنادي: تُوُفيّ فِي ربيع الآخر سنة خمسٍ وستّين.
وقَالَ أبو زكريا بْن زياد: حضرت إِبْرَاهِيم بْن هانئ عند وفاته فقال: أَنَا عطشان. فجاءه ابنه بماء، فقال: أغابت الشمس؟ قَالَ: لا. فردّه وقَالَ: لمثل هَذَا فليعمل العاملون. ثُمَّ مات رحمه الله.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 204"، والثقات لابن حبان "8/ 83".
2 تاريخ بغداد "6/ 205".(20/42)
36 - إِبْرَاهِيم بْن يزيد. أبو إِسْحَاق القُرْطُبيّ، مَوْلَى بني أُميّة1.
سمع: يحيى بْن يحيى اللَّيثيّ.
ورحل وأخذ عن: أَصبغ بْن الفَرَج، وسَحْنُون.
وكان شريفًا، فطينًا، مساويًا.
روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن خَالِد بْن الحُباب، وغيره.
وتُوُفيّ فِي ربيع الأول سنة ثمانٍ وستّين.
37 - إدريس بْن نصر بْن سابق الخَوْلانيّ المصريّ المعدّل2. أخو بحر بْن نصر.
تُوُفيّ سنة ثمانٍ وستّين.
38 - إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الطَّلقيّ الأستراباذيّ3. أبو بَكْر الفقيه المؤذّن.
ثقة، سمع: يزيد بْن هارون، وأحمد بن أبي طيبة.
وعنه: عَبْد الملك بن عديّ، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن مطرّف، وأهل أستراباذ.
قَالَ عَبْد الملك: ما رَأَيْت فِي بلدنا أصلح منه.
تُوُفيّ سنة أربعٍ وستّين.
39 - إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم. أبو الأحوص الإسفرائينيّ4.
عن: مكّيّ بْن إبراهيم، وأبي الوليد الطَّيالسيّ.
__________
1 جذوة المقتبس "293".
2 في عداد المجهولين.
3 الجرح والتعديل "2/ 211".
4 في عداد العلماء المستورين، وهو لا بأس به.(20/43)
وعنه: أَبُوهُ أبو الْحَسَن الزّاهد، وإبراهيم بْن محمد المَرْوزيّ. وكثيرًا ما يروى عَنْهُ أبو عوانة فيقول: نبا أبو الأحواص صاحبنا.
40 - إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الله بْن مَسْعُود الحافظ. أبو بِشْر العبْديّ الإصبهانيّ سمّويْه1.
سمع: الحُصَيْن بْن حَفْص، وبكر بْن بكّار، وأبا مُسْهِر، وأبا اليَمَان، وأبا نُعَيْم، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسيّ، وسعيد بْن أبي مريم، وخلْقًا كثيرًا بالشام ومصر، والعراق، وإصبهان.
وخرّج الفوائد، وعني بالفِقْه والحديث.
قَالَ أبو نُعَيْم الإصبهانيّ: كان من الحفاظ والفُقهاء.
وقَالَ ابنُ أبي حاتم: سمعنا منه، وهو صدوق، ثقة.
قلت: روى عَنْهُ محمد بْن أَحْمَد بْن ضرية، وأبو بكر بْن أبي دَاوُد، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن فارس، وآخرون.
قَالَ أبو الشَّيخ: كان حافظًا متقنًا، يُذاكر بالحديث.
قلت: تُوُفيّ سنة سبعٍ وستّين.
41 - إِسْمَاعِيل بْن يحيى بْن إِسْمَاعِيل بْن عَمْرو بْن مُسْلِم الفقيه2.
أبو إِبْرَاهِيم المُزَنيّ المصريّ، صاحب الشّافعيّ.
روى عن: الشّافعيّ، ونُعَيْم بْن حمّاد، وعليّ بْن مَعْبَد بْن شدّاد، وغيرهم.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر بْن خُزَيْمة، وأبو بَكْر بْن زياد النَّيْسابوريّ، وابن جَوْصَا، والطَّحَاويّ، وابن أبي حاتم، وأبو الفوارس بْن الصّابونيّ، وآخرون.
وتفقه به خلْق، وصنَّف التّصانيف.
أخبرنا أبو حَفْص الفوارس، أَنَا أبو اليُمْن الكِنْدي كتابة، أَنَا أبو الْحَسَن بْن عَبْد السّلام، ثنا أبو إسحاق الشرازيّ الفقيه قَالَ: فأمّا الشّافعيّ رحمة الله فقد انتقل فقهه
__________
1 السير "13/ 10-12"، تذكرة الحفاظ "2/ 566".
2 وفيات الأعيان "1/ 217"، السير "12/ 492".(20/44)
إِلَى أصحابه، فمنهم أبو إِبْرَاهِيم إِسْمَاعِيل بْن يحيى بْن إِسْمَاعِيل بْن عَمْرو بْن إِسْحَاق المُزَنيّ. مات بمصر سنة أربعٍ وستّين ومائتين.
وكان زاهدًا عالمًا مجتهدًا مُنَاظِرًا مِحْجاجًا غوّاصًا على المعاني الدّقيقة، صنَّف كُتُبًا كثيرة: الجامع الكبير، والجامع الصغير، ومختصر المختصر، والمنثور، والمسائل المعتبرة، والترغيب فِي العِلم، وكتاب الوثائق.
قَالَ الشّافعي: المُزَنيّ ناظر مذهبي.
قلت: وردَ أنّ المُزَنيّ كان إذا فرغ من مسألة وأودعها مختصره صلّى رَكْعَتَين.
وقِيلَ: إنّ بكّار بْن قُتَيْبَة قدِم مصر على قضائها، وهو حنفيّ، فاجتمع بالمُزَنيّ مرّة، فسأله رَجُل من أصحاب بكّار فقال: قد جاء فِي الأحاديث تحريم النبيذ وتحليله، فلِم قدَّمتم التّحريم على التحليل؟ فقال المُزَنيّ: لم يذهب أحد إِلَى تحريم النبيذ فِي الجاهلّية، ثمّ حلّلَ لنا. ووقع الاتّفاق على أنّه كان حلالًا فحُرّم، فهذا يعضد أحاديث التّحريم على التّحليل.
فاستحسن بكّار ذلك منه.
وقَالَ عَمْرو بْن تميم المكيّ: سمعتُ محمد بن إِسْمَاعِيل التّرمِذيّ: سمعت المُزَنيّ يقول: لا يصحُّ لأحدٍ توحيدٌ حَتَّى يعلم أنّ الله على العرش بصفاته.
قلت: مثل أيّ شيء؟ قَالَ: سميع بصير عليم1.
قَالَ السُّلميّ: سمعتُ محمد بْن عَبْد الله بْن شاذان: سمعت محمد بْن عليّ الكِنانيّ: سمعت عَمْرو بْن عُثْمَان المكّيّ يقول: ما رأيت أحدًا من المتعبّدين فِي كثرة من لقيت منهم أشدّ تعظيمًا للعِلْمِ منه. وكان من أشدّ النّاس تضييقًا على نفسه فِي الورع، وأوسعه فِي ذلك على النّاس. وكان يقول: أَنَا خُلُق من أخلاق الشافعيّ.
وبَلَغَنا أنّ المُزَنيّ كان مُجاب الدّعوة، ذا زهدٍ وتقشُّف. أَخَذَ عنه خلق من علماء
__________
1 السير "12/ 494".(20/45)
خراسان، والشّام، العجم. وقِيلَ: كان إذا فاتته صلاة الجماعة صلّى الصّلاة خمسًا وعشرين مَرَّةً1.
وكان يُغَسِّل تعبُّدًا ودِيانة، فإنّه قَالَ: تعَانَيْت غسْلَ الموتى ليرقّ قلبي، فصار بي عادة. وهو الَّذِي غسّل الشافعيّ رحمه الله. وكان رأسًا فِي الفقه، ولم يكن له معرفة بالحديث كما ينبغي.
تُوُفيّ لستٍّ بقين من رمضان سنة أربعٍ وستّين، عن تسعٍ وثمانين سنة.
وصلّى عليه الرَّبِيع بْن سُلَيْمَان المراديّ.
ومن أصحاب المُزَنيّ الْإِمَام أبو القاسم عُثْمَان بْن سَعِيد بْن بشّار الأنماطيّ، شيخ ابنِ سُرَيْج، وزكريّا بْن يحيى الناجيّ، وإمام الأئمة ابنُ خُزَيْمة.
وثقه أبو سَعِيد بْن يُونُس وقَالَ: كان يَلْزم الرِّباط.
وقَالَ ابن أبي حاتم: سمعت منه، وهو صدوق.
42- إِسْمَاعِيل بْن يحيى بْن الْمُبَارَك اليَزيديّ2.
أخو إِبْرَاهِيم ومحمد.
أَخَذَ عن: أبي العتاهية، ومحمد بْن سلّام الْجُمَحيّ.
وصنَّف كتابًا فِي طبقات الشّعراء.
43- أَسِيد بْن عاصم بْن عَبْد الله الثَّقفي. مولاهم الإصبهانيّ3.
أبو الحسن، أخو محمد بْن عاصم. ولهما أَخَوان: عليّ، والنُّعمان لم يشتهرا. سمع أَسِيد الكثير، وصنَّف المُسَنْد، ورحل.
وسمع: سَعِيد بْن عامر الضُّبَعيّ، وبشر بن عمر الزهراني، وعبد الله بن بكر السَّهميّ، وبكر بن بكّار، وطبقتهم.
__________
1 وفيات الأعيان "1/ 218"، وهذا إن كان من باب التطوع، فما أورعه وأتقاه.
2 معجم الأدباء "2/ 359".
3 الحلية "10/ 264"، والسير "12/ 378، 379".(20/46)
وعنه: أبو عليّ أَحْمَد بْن محمد بْن إِبْرَاهِيم، وعَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن فارس، ومُحَمَّد بْن حَيَوَة الكَرْخيّ.
تُوُفيّ سنة سبعين.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: سمعنا منه، وهو رِضى ثقة.
44- أماجور التُّركيّ1.
وليّ نيابة دمشق للمعتمد فبقي عليها ثمان سنين. وكان شجاعًا مَهِيبًا ظالمًا. ولي دمشق من سنة ستٍّ وخمسين إِلَى سنة أربعٍ وستّين.
واستولى بعده على دمشق والشامات أَحْمَد بْن طولون.
قَالَ أبو يعقوب الَأذْرعيّ المحدّث: لمّا بنى أماجور القبر الذي في الخوّاصين كتب على مائة سنة وسنة، فَمَا عاش بعد ذلك إلّا مائة يوم ويوم.
"حرف الباء":
45- بكّار بْن قُتَيْبَةَ بْن عُبَيْد الله2.
وقِيلَ: بكّار بْن قُتَيْبَةَ بن أسد بْن عُبَيْد الله بْن بِشْر بْن أبي بكرة بْن نُفَيْع بْن الْحَارِث.
القاضي أبو بكرة الثَّقفيّ البكْراويّ الْبَصْرِيّ الفقيه الحنفيّ، قاضي ديار مصر.
سمع: روح بن عبادة، وأبى دَاوُد الطَّيالسيّ، وعبد الله بْن بَكْر السَّهميّ، ووهب بن جرير، وسعيد بن عامر الضُّبيّ، وطبقتهم.
وعنه: أبو عَوَانَة فِي مسنده الصّحيح، وعبد الله بْن عتّاب الرَّقّيّ، وأبو الميمون بن راشد، وأحمد بن سليمان ابن حَذْلَم، والحَسَن بْن عَبْد الملك الحصائري، ومحمد بْن محمد بْن أبي حُذَيْفة، وأحمد بْن محمد المّدِينيّ الحاميّ، وأبو الْعَبَّاس الأصمْ، وخلْق من الدَّمشقيين، فإنّه قدِم إليها فِي الآخر، ومن المصريّين والرّحّالة.
وكان من القُضاة العادلين.
__________
1 الكامل "7/ 238، 316".
2 وفيات الأعيان "1/ 279"، والسير "10/ 406" طبعة التوفيقية.(20/47)
قَالَ أبو بَكْر بْن المقرئ: نا محمد بْن بَكْر الشّعرانيّ بالقدس، نا أَحْمَد بْن سهل الهَرَويّ قَالَ: كنتُ ساكنًا فِي جوار بكّار بْن قُتَيْبَةَ، فانصرفت بعد العشاء، فإذا هو يقرأ: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ} [ص: 26] الآية. ثُمَّ نزلت فِي السحر، فإذا هو يقرؤها ويبكي، فعلمت أنّه كان يقرؤها من أول اللّيل1.
وقَالَ محمد بْن يوسف الكِنْديّ: قدِم بكّار قاضيًا من قِبل المتوكّل فِي جمادى الآخرة سنة ستٍّ وأربعين، فلم يزل قاضيًا، يعنى على مصر إِلَى أن تُوُفيّ فِي ذي الحجة سنة سبعين، وأقامت مصر بلا قاضٍ بعده سبْع سنين، ثُمَّ ولّى خُمَارَوَيْه محمد بْن عَبْدة.
وكان أَحْمَد بْن طولون أراد بكارا على لعن الموفَّق فامتنع، فسجنه إِلَى أن مات أَحْمَد، فأُطِلقَ بكّار، وبقي يسيرًا ومات. فغسِّل ليلًا، وكَثُرَ النّاس فلم يُدْفَن إِلَى العصر.
قلت: وكان القاضي بكّار، عظيم الحرمة كبير الشّأن. وكان ينزل السّكان ويحضر مجالسه، فذكر الطّحاويّ قَالَ: استعظم بكّار بْن قُتَيْبَةَ قبيح حكم الْحَارِث بْن مسكين في قضيّة ابن السّائح، ويعني لمّا حكم عليه الْحَارِث وأخرج من يده دار الفيل، وتوجّه ابنُ السائح إِلَى العراق يغوث على الْحَارِث.
قَالَ الطّحاويّ: وكان الْحَارِث إنما حكم فيها على مذهب أَهْل المدينة، فلم يزل يُونُس بن عبد الأعلى يكلّم بكارا ويجسّره حتّى جسر وردّ إلى ابن السائح ما كان أَخَذَ منهما.
قَالَ الطّحاويّ: ولا أحصي كم كان أَحْمَد بْن طولون يجيء إِلَى مجلس بكّار وهو على الحديث، ومجلسه مملوء بالناس، ويتقدم الحاجب ويقول: لا يتغّير أحد من مكانه، فَمَا يشعر بكّار إلّا وابن طولون إِلَى جانبه، فيقول له: أيهّا الأمير ألا تتركني كنت أقضي حقّك وأقوم.
ثُمَّ فسد الحال بينهما حَتَّى حبسه، وفعل به ما فعل2.
__________
1 السير "10/ 407".
2 السير "10/ 408".(20/48)
وقِيلَ إنّه صنَّف كتابًا نقض فِيهِ على الشّافعيّ ردّه على أبي حنيفة. وكان يأنس بيونس بْن عَبْد الأعلى، ويسأله عن أَهْل مصر وعُدولهم.
ولما حبسه ابنُ طولون لم يمكنه أن يعزله، لأنّ القضاء لم يكن أمره إليه.
وقيل إنّ بكّارًا كان يشاور فِي حكمه وأمره يُونُس بْن عَبْد الأعلى، والرجل الصّالح مُوسَى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن القاسم، فبَلَغَنا أنّ مُوسَى سأله بكّار: من أَيْنَ المعيشة؟ قَالَ: من وقْفٍ لأبي أتكفّى به.
وقَالَ: أريد أن أسألك يا أبا بكرة هل ركبك دين البصرة؟ قال: لا.
قال: فهل ما نكحت لك ولد أو زَوْجَة؟ قَالَ: ما نكحت قطّ، وما عندي سوى غلامي.
قَالَ: فأكرهك السُّلطان على القضاء؟ قَالَ: لا.
قَالَ: فضربت آباط الإبِل لغير حاجة إلّا لتلي الذّمّة والفُرُوج؟ لله عليّ لا عُدْتُ إليك.
فقال بكّار: أقِلني يا أَبَا هارون.
قَالَ: أنت ابتدأت بمسألتي.
ثُمَّ انصرف عَنْهُ ولم يعُد إليه.
وقَالَ الْحَسَن بْن زُولاق فِي ترجمة بكّار: لمّا اعتلَّ ابنُ طولون راسل بكّارًا وقَالَ: أَنَا أردُّك إِلَى منزلك، فأجِبْني.
فقال للرسول: قل له شيخٌ فانٍ وعليلٌ مُدْنَفٌ والملتقى قريب، والقاضي الله. فأبلغ الرَّسُول ابنِ طولون، فأطرق ثُمَّ أقبل يقول: شيخٌ فانٍ وعليلٌ مُدْنَفٌ والملتقى قريب، والله القاضي. ثُمَّ أمر بنقله من السّجن إِلَى دارٍ اكتُرِيَتْ له، وفيها كان يُحدّث. فَلَمَّا مات ابنُ طولون قَيِل لبكّار: انصرف إِلَى منزلك.
فقال: الدّار بأُجرة وقد صلُحت لي. فأقام بها1.
قَالَ الطّحاويّ: أقام بها بعد ابنُ طولون أربعين يومًا ومات2.
__________
1 الولاة والقضاة "514".
2 الولاة والقضاة "514".(20/49)
ونقل ابنُ خلّكان رحمه الله أنّ ابنُ طولون كان يدفع إِلَى بكّار فِي العام ألف دينار سوى المقرَّر له فيتركها بختمها. فَلَمَّا دعاه إِلَى خلْع الموفَّق من ولاية العهد امتنعَ، فاعتقله وطالبه بجملة الذَّهب، فَحُمِل إليه بختومه، فكان ثمانية عشر كيسًا، فاستحى أَحْمَد بْن طولون عند ذلك، ثُمَّ أمره أن يسلِّم إِلَى محمد بْن شاذان الجوهريّ القضاء، ففعل، وجعله كالخلفية له. ثُمَّ سجنه أَحْمَد، فكان يحدِّث فِي السّجن من طاقة؛ لأنّ طَلَبَة الحديث سألوا ابنُ طولون فأذِن لهم على هَذِهِ الصُّورة.
قَالَ ابنُ خلّكان: وكان بكّار بكّاءً تاليًا للقرآن، صالحًا ديّنًا، وقبره مشهور وقد عُرِف باستجابة الدّعاء عنده1.
وقَالَ الطّحاويّ: كان على نهايةٍ فِي الحمد على ولايته. وكان ابنُ طولون على نهايةٍ فِي تعظيمه وإجلاله إِلَى أن أراد منه خلع الموفَّق ولعنه، فأبى فَلَمَّا رأى أنّه لا يسلم له منه ما يحاوله ألَّب عليه سُفهاء النّاس، وجعله لهم خصْمًا.
فكان يقعد له من يقيمه مقام الخصوم، فلا يأبى، ويقوم بالحُجّة بنفسه. ثُمَّ حبسه فِي دارٍ، فكان كلّ جمعة يلبس ثيابه وقت الصلاة ويمشي إِلَى الباب، فيقول له الموكّلون به: ارجع.
فيقول: اللَّهُمَّ أشهد.
قَالَ: ووُلِد سنة اثنتين وثمانين ومائة.
قلت: تُوُفيّ فِي ذي الحجة سنة سبعين، وشهده خلق أكثر ممّن شهِدَ العيد، وصلّى عليه ابنُ أَخِيهِ محمد بن الْحَسَن بْن قُتَيْبَةَ الثَّقفيّ.
"حرف الجيم":
46- جَعْفَر بْن أَحْمَد بن بهرام. أبو الباهليّ الأسْتراباذيّ الفقيه الشهيد2، مفتي بلده. كان حنفيّ المذهب.
وسمع من: جَعْفَر بْن عَوْن، وأبي نعيم، وجماعة.
__________
1 وفيات الأعيان "1/ 280".
2 انظر: تاريخ جرجان "ص / 175، 179، 180".(20/50)
وعنه: عَبْد الملك بْن عديّ، والحسن بْن الْحُسَيْن بْن عاصم، وغيرهما.
سَعَوْا به إِلَى الْحَسَن بْن يزيد العلويّ المتغلّب على جُرْجان بأنّه ناصبيّ، فسجنه، فَلَمَّا مات صلبه فِي جُرْجان.
47- جَعْفَر بْن محمود الإسكافيّ الكاتب1.
الوزير، أحد كُتّاب المتوكّل. ولي الوزارة للمعتزّ بالله، فلم تُحمد سيرته، وظلم وعَسَف. ولمّا عُزِل قَيِل فِيهِ أبيات منها:
فِي غير حِفظ الله يا جَعْفَر ... ذلت قراك الْجَور والمُنْكَر
وعاش خاملًا إِلَى سنة ثمانٍ وستّين فتُوُفيّ فيها.
وطوّل ابنُ النّجّار ترجمته. وكان فِيهِ رَفْض.
48- جِلْوان بْن سَمْرة بْن خاقان بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ بْن الحكم2.
أبو الطَّيَّب البانَبيّ الأمويّ الْبُخَارِيّ المحدِّث.
سمع: المقرئ، والقعنبيّ، وعصامًا، وأبا مقاتل النّحْويّ، وأبا حفص الفقيه، وعيد بْن مَنْصُورٌ، وطبقتهم.
وعنه: سهل بْن شَاذَوَيْه، والحسين بْن محمد بْن قريش، وغيرهما.
قيَّده الخطيب: جِلْوان، بكسر الجيم.
وقَالَ ابنُ ماكولا: بل هُوَ بفتحها.
وكذا ذكره المسعوديّ، وغُنْجار.
ومن ذريِّتَّه: أَحْمَد بْن حُسَيْنِ بن أَحْمَد بْن محمد بْن يعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن جُنَيْد بْن جلْوان.
"حرف الحاء":
49- حاتم بْن اللّيث بن الحارث3.
__________
1 تاريخ الطبري "9/ 287، 388".
2 السير "12/ 519".
3 انظر: تاريخ بغداد "8/ 245، 246"، السير "12/ 519، 520".(20/51)
أبو الفضل الْبَغْدَادِيّ الجوهريّ الحافظ.
سمع: عُبَيْد الله بْن مُوسَى، وحسين بْن محمد المَرْوَزيّ.
وعنه: أو الْعَبَّاس السّرّاج، وأبو بَكْر الباغَنْديّ، ومحمد بْن مَخْلَد، وآخرون.
تُوُفيّ سنة اثنتين وستّين.
وكان ثقة مكثرًا.
50- حاشد بْن إِسْمَاعِيل بْن عِيسَى الْبُخَارِيّ1. الغزّال الحافظ، نزيل الشّاش.
كان أحد من طوّف، وعني بهذا الشأن.
سمع: عُبَيْد الله بْن مُوسَى، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، ومن بعدهما.
وعنه: محمد بْن يوسف بْن مطر العزيزيّ، وبكر بْن منير، ومحمد بْن إِسْحَاق السَّمرقنديّ، وأحمد بْن آدم الشّاشيّ، وآخرون.
وتُوُفيّ بالشّاش سنة إحدى أو اثنتين وستّين.
51- حامد بْن أبي حامد النَّيْسابوريّ2.
أبو عليّ المقرئ.
كان مقدَّم القرّاء ببلده.
حدَّث عن: إسحاق بن سليمان الرازي، ومكي بن إبراهيم البلْخيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله الدَّشتكيّ، ويحيى بْن يحيى، وجماعة.
وعنه: أبو الْعَبَّاس السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، وأبو عبد الله بْن الأخرم، وآخر من روى عَنْهُ أَحْمَد بْن عليّ بْن حسُّونة أحد الضَّعفاء.
واسم أَبِيهِ محمود بْن حرب.
مات سنة ستٍّ ومائتين.
__________
1 أحد الحفاظ، في رتبة صدوق.
2 غاية النهاية "1/ 202".(20/52)
52- الْحَسَن بْن ثواب الفقيه.
أبو عليّ الثعلبي1، صاحب أَحْمَد بْن حنبل.
سمع: يزيد بْن هارون، وعمّار بْن عُثْمَان الحلبيّ وعنه: أبو جَعْفَر بْن البَخْتَريّ، وإسماعيل الصّفّار.
قَالَ الدّارَقُطْنِيّ: ثقة.
وقَالَ: أبو بَكْر الخلّال: شيخ جليل القدر.
قلت: مات سنة ثمانٍ وستّين.
53- الْحَسَن بن زيد بْن إِسْمَاعِيل بْن الْحَسَنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. العلويّ الحسنيّ الزَّبديّ الأمير2.
ظهر بطَبَرِستْان سنة خمسين، فغلب على جُرْجان وتلك الدّيار. واستفحل أمره، وهزم جيوش الخليفة، ودخل الرِّيَّ.
ثُمَّ رجع إِلَى طَبَرِسْتان وصاهر الدَّيلم، وقويّ أمره، وامتدّت أيامه.
تُوُفيّ سنة سبعين فِي شعبان، وقام بالأمر بعده أخوه محمد بْن يزيد، فاتّصلت أيّامه إِلَى أن قُتِلَ سنة سبعٍ وثمانين، وقِيلَ بعد ذلك.
54- الحسن بن سليمان ين سلام. أبو عليّ الغَزَاريّ البصْريّ الحافظ، المعروف بقُبَّيْطَة3.
أحد الأثبات.
سمع: عَبْد الله بْن يوسف التِّينسيّ، وأبا نُعَيْم، وطائفة.
وعنه: أبو خُزَيْمَة، وأبو بَكْر بْن زياد النَّيسابوريّ، وجماعة.
واستوطن مصر، وبها توفَّي سنة إحدى وستّين.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "7/ 291، 292".
2 وفيات الأعيان "6/ 424".
3 السير "12/ 508"، تذكرة الحفاظ "2/ 572".(20/53)
وثّقة ابن يونس ووصفه الحفظ.
55- الْحَسَن بْن عليّ المُسُوحيّ الزّاهد1.
من كبار الصُّوفيّة ببغداد.
صحِب السَّريّ السَّقطيّ، وحكى عن بِشْر الحافي، وهو أوّل من عقد له حلقة ببغداد يتكلَّمَ فيها فِي الحقيقة.
حكى عنه: الجنيد، وأبو العبّاس بن مسروق، القاضي المَحَامليّ، وغيرهم. وصحِبه أبو حَمْزَةَ الْبَغْدَادِيّ وأبو محمد الحريريّ.
وكان عذْبَ العبارة زاهدًا قانعًا، لم يكن له منزلٌ يأوي إليه، بل كان له بيت فِي المسجد.
قَالَ السُّلميّ: سمعت أَبَا الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ: سمعتُ جَعْفَر الخُلْديّ: سمعت الْجُنَيْد يقول: كلَّمتُ حَسَنًا المُسُوحيّ فِي شيء من الأنس، فقال لي: ويحك ويْحك ما الأنْس؟ لو مات من تحت السّماء ما استوحشت2.
وقَالَ ابنُ الأعرابيّ: سمعت غير واحد أنّه سمع أَبَا حَمْزَةَ يقول كثيرًا: حَسَن أستاذنا، رحِم الله حَسَنًا.
قَالَ ابنُ الأعرابي: فقال إنّ أول حلقةٍ كَانَتْ فِي جامع بغداد للصُّوفية حلقة المُسُوحيّ، ثُمَّ بعده حلقة أبي حمزة. وكان المسرحيّ لا يجاوز عِلْم الأصول والعبادات والإدارات والأحوال دون العارف لا يجاوز ذلك.
توفّي المسرحي رحمة الله عليه بعد الستين.
56- الْحَسَن بْن محمد بْن سماعة الكوفيّ3.
نَسْفيٌّ كبير له تصانيف فِقهيّة عند الإماميّة.
تُوُفيّ سنة ثلاثٍ وستين ومائتين.
__________
1 السير "12/ 580، 581".
2 انظر: تاريخ بغداد "7/ 367".
3 أحد علماء الشيعة الإمامية.(20/54)
57- الْحَسَن بْن أبي الرَّبِيع يحيى بْن الْجَعْد الْجُرجانيّ1.
أبو عليّ العبْديّ.
نزيل بغداد.
سمع: أَبَا يحيى الحِمّاني، وعبد الصمد بْن عَبْد الوارث، ووهْب بْن جرير، وعبد الرّزّاق، وشَبَابة، ويزيد بْن هارون، وجماعة.
وعنه ق. وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وعبد الله بن أبي داود، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو بَكْر بْن زياد النَّيْسابوريّ، والقاضي المَحَاملِيّ، وآخرون.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: صدوق.
وقَالَ ابنُ المنادي: مات فِي سَلْخ جُمَادى الأولى سنة ثلاثٍ وستّين، وبلغ فيما قَيِل ثلاثًا وثمانين سنة.
قلت: كان صاحب حديث وحِفْظ ورحلة.
58- الْحَسَن بْن مَخْلَد بْن الجرَاح.
الوزير أبو محمد الْبَغْدَادِيّ الكاتب2.
ومن أعجب الاتفاق أنّ أربعة وُلّوا الوزارة وُلِدوا فِي سنة تسعٍ ومائتين: هَذَا: وعُبَيْد الله بن يحيى بْن خاقان، ومحمد بْن عَبْد الله بْن طاهر وأحمد بْن إِسْرَائِيل.
ولي الْحَسَن الوزارة للمعتمد مرتيَّن، وصادره فِي الأولى، ثُمَّ استوزره مرّة ثالثة سنة خمسٍ وستّين، ثُمَّ سخط عليه فِي شعبان من السَّنة، فانسحب إِلَى مصر. فَأَقْبَلَ عليه أَحْمَد بْن طولون وولّاه قطر البلاد، وضمن له زيادة ألف ألف دينار فِي السَّنة مع العدل. فَخَافَهُ الكاتب، فقال لابن طولون: هَذَا عين للموفَّق عليك، وصبغوه بِذَلِك فحبسه، فقالوا لا ينبغي أن يكون محبوسًا فِي جوارك، فربّما حَدَثَ به حدثٌ فَيُنْسَب إليك. فبعثَ له إِلَى متولّي أنطاكية، وأمره أن يعذِّبه فعَذَّبه حتى هلك في سنة تسع وستين.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 44"، والسير "12/ 356".
2 السير "13/ 7، 8".(20/55)
وكان مع ظُلْمه شاعرًا فصيحًا جوادًا ممدَّحا نبيل الرأي. مدَحهُ البُحْتُريّ، وغيره.
ولم يذكره الخطيب.
وذكره ابنُ النّجّار، وأنّه جمع بين الوزارة وكتابة الموفَّق.
وكان آية فِي حساب الدّيوان، حتّى قيل: ما لا يعلمه الْحَسَن فَلَيْس من الدُّنيا.
وكان تامّ الشكل، مهيب البأس، عظيم التَّجمُّيل، سريًّا. وكان خدمه يركبون يوم الجمعة بالجنائب الكثيرة وغلمانه بالدّيباج المنسوج بالذَّهب. فإذا جلي فِي داره وقفت العين على فرش وسُتُور ونحو ذلك بمائة ألف دينار.
وقِيلَ: بل هلك سنة إحدى وسبعين ومائتين.
59- حمّاد بْن إِسْحَاق بْن حمّاد بْن زَيْدِ بْن درهم. أبو إِسْمَاعِيل الأزْديّ الْبَغْدَادِيّ القاضي. أخو إِسْمَاعِيل القاضي1.
كان فقيهًا كأخيه فِي مذهب مالك.
تفقّه على: أَحْمَد بْن المعدّل.
وحدَّث عن: مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم، والقَعْنبيّ، وإسماعيل بْن أبي أُوَيْس، وجماعة.
وصنَّف تصانيف في المذهب.
وعنه: ابنه إبراهيم، والمحاملي، وأبو بكر الخرائطي، وغيرهم.
وثقه الخطيب.
وكان يصحب الخلفاء فغضب عليه المهتدي بالله سنة خمسٍ وخمسين وضربه وطوَّف به لشيءٍ بلغ عنه. وعزل أخاه إسماعيل عن القضاء.
توفَّي فِي جُمَادى سنة سبعٍ وستّين ببلد السُّوس، وله ثمان وستّون سنة. وقد ولي قضاء بغداد نوبةً.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "8/ 159"، والسير "13/ 16".(20/56)
"حرف الخاء":
60- خَالِد بن أَحْمَد بْن الهَيْثَم بْن الذُّهليّ1.
أمير خُراسان فيما وراء النهر. له ببُخارى آثار ممدوحة. أقدَم إليها المحدِّثين وأكرمهم، وطلب أن يأتي أبو عبد الله البخاري إلى داره ليسمع أولاد الصّحيح، فامتنع من المجيْء إليه، فأخرجه من بُخَارى.
ثُمَّ إنّه فِي آخر أمره خرج على آل طاهر ومال إِلَى يعقوب بْن الَّليث بْن الصّفّار الَّذِي خرج بسِجِسْتان.
ثُمَّ إنّه حجّ سنة تسعٍ وستّين فقُبِضَ عليه وسُجِنَ ببغداد فهلك فِي الحبس فِي هَذَا العام.
وقد سمع من: إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وعُبَيْد الله بْن عُمَر القواريريّ، والحسن بن عليّ الخلال، ومحمد بن عليّ ابن شقيق، وطائفة.
ومن أَبِيهِ أَحْمَد بْن خَالِد بْن حمّاد بْن عَمْرو.
وروى عَنْهُ: سهل بْن شاذَويْه، ونصرك بْن أَحْمَد، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، وأبو بَكْر أَحْمَد بْن محمد المكتّب، وأبو الْعَبَّاس بْن عقدة، وأبو حامد الأعشى، وآخرون.
قال الحاكم في ترجمته: بلغنا أنه أنفق على طلب الحديث ألف ألف درهم.
وكان يمشي لطلب السّماع ولا يركب. وتوفّي سنة سبعين.
61- خَالِد بْن يزيد بْن الهيثم التميمي الكاتب2.
أحد الشعراء البُلَغاء.
تُوُفيّ ببغداد، وقد شاخ وهرِم.
وأصله من خُراسان.
حدَّث خَالِد الكاتب قَالَ: أُدْخِلْتُ على إِبْرَاهِيم بْن المهديّ وأنا غلام، فقال: أنت خَالِد؟ قلت: نعم.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 314"، السير "13/ 137".
2 معجم الأدباء "11/ 47"، وفيات الأعيان "2/ 232".(20/57)
قَالَ: أنشدني شيئًا.
قلت: أعزَ الله الأمير، أَنَا حَدَث أمْزَح، لا أهجو ولا أمدح، وإن رَأَى الأمير أن يعفيني.
قَالَ: والله لتقولّن، فإنّ الَّذِي تقوله فِي بيجور يظلّ أشدّ لدواعي البلاء.
فأنشدته:
رأت منه عيني منظرين كما رأت ... من البدر والشمس المنيرة بالأرض
عشيّة حيّاني بوردٍ كأنّه ... خدودٌ صفَّت بعضهنّ إِلَى بعض
وناولني كأسًا كأن رُضابَها ... دموعي لمّا صُدّ عن مقلتي غَمضي
وولّى وفِعْل السُّكْر فِي حرَكاته ... من الراح فِعْلَ الرّيح فِي الغُصن الغضّ1
قال: فزدني. وقال: يا بني الناس يشبِّهون الخدود بالورد، وأنت شبّهت الورد بالخدود. زدني.
فأنشدته:
عش فحبيّك سريعًا قاتلي ... والفَناء إنْ لم تصلني واصلي
ظفر الحبّ بقلبٍ دنفٍ ... فيك والسّقم بجسمٍ ناحلِ
منهما بين اكتئابٍ وبِلًى ... تركاني كالقضيب الذّابلِ
وبُكى العاذل لي من رحمةٍ ... فبُكائي لبكاء العاذل
قال: أحسنت. ووصلني بثلاثمائة وخمسين دينار.
وعن أبي العَيْناء قَالَ: لقيت خالدًا الكاتب والصّبيان يعبثون به، فأخذته وأطعمته، وأنشدني:
مؤنس كان لي وكنت له ... يرتع فِي دولةٍ من الدُّول
حَتَّى إذا ما الزّمان غيّره ... عني بقول الوشاة والعذل
قلت له عن مقالةٍ سبقت ... يا مُنْتَهى غايتي ويا أملي
__________
1 وفيات الأعيان "2/ 234".(20/58)
كنت صديقًا فصرت معرفةً ... بدَّلني الله شرَّ مبدلِ.
وأنشد أيضًا:
بالوجنتين اللَّتين كالسّرج ... والحاجَبين اللَّتَين كالسَّبج
والمُقْلتين الّتي ألحاظهما ... سفّاكة النُّفوس والمهج
ألا ذلك الَّذِي يتّمه حبُّك ... يا واحدي على الفرج
ولخالد:
عذّبني بالدّلال والتِّيه ... وصدّ عني فكيف أرقيه؟
ظَبْيٌ من التِّيه لا يكلّمني ... سُبحان من صاغ حُسْنَهُ فِي فِيهِ
الشّمس من وَجْنَتَيه طالعهٌ ... والّدرُّ فوق الجبين يحكيه
يا أحسن الوجه جُد لمكتبٍ ... بقلبه منك كي أُهنيه
وله:
رقدتَ ولم تَرْثِ للساهر ... وليل المحبّ بلا آخر
ولم تَدْرِ بعد ذَهاب الرُّقادِ ... ما فعل الدَّمع بالنّاظر
أيا من يعيد لي حسنه ... أجِرْني من طَرْفك الجائر
وجد للفؤآد فداك الفؤآ ... د من طَرْفك الفاتن الفاتر1
وعن خَالِد الكاتب قال: طرق بابي بعد العتمة، فخرجت فإذا رجل على حمار مغطى الرأس معه خادم، فقال: أنت الَّذِي تقول:
ليت ما أصبح من رقـ ... ـة خدَّيك بقلبك
قلت: نعم.
قَالَ: فأنت الَّذِي تقول:
أقول للقسم عُد إِلَى بدني ... حبًّا لشيء يكون من سببك
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 311".(20/59)
قلت: نعم.
قَالَ: أنت الَّذِي تقول:
ترشَّفت من شفتيه العُقارا ... وقبّلْت من خدّه الجلَّنارا
قلت: نعم.
قَالَ: يا غلام ادفع إليه ما معك.
فدفع إلي صرّةً فيها ثلاثمائة دينار.
قلت: والله لا أقبلها حَتَّى أعرفك.
قَالَ: أَنَا إِبْرَاهِيم بْن المهديّ.
وقد وسوس خالد وكبر، وكان يركب قصبة.
وقَالَ بعضهم: فلو رَأَيْته والصّبيان يتبعونه ويقولون: يا بارد.
ويقولون: ما الَّذِي صار بك إِلَى هَذَا؟ فيقول:
الهموم والسَّهر ... والسُّهاد والفِكَر
سلّطت على جسدٍ ... فِيهِ للبَلْوى أثر
لا من كلفت به ... ما يطيق ذل بَشر
وشِعْره مقطوعٌ سائر
62- الخصّاف.
شيخ الحنفيّة الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو والخصّاف الشَّيبانيّ1.
له تصانيف.
يروي عَنْ: وهْب بْن جرير، والعبْديّ، والواقديّ، وأبي نُعَيْم، وخلْق.
ذكره ابنُ النّجّار، وما ذكر عَنْهُ راويًا.
وكان ذا زهدٍ ووَرَع.
مات سنة إحدى وستّين ومائتين.
__________
1 السير "13/ 123".(20/60)
63- الخَضِر بْن أبان. أبو القاسم الأياميّ الهاشميّ، مولاهم الكوفيّ1.
سمع: أزهر السّمّان، ويحيى بْن آدم، وسيّار بْن حاتم، وإبراهيم بْن هندية الَّذِي زعم أنّه سمع من أَنَس.
وعنه: عبد الله بن أحمد بن زيد القاضي، وعليّ بْن محمد بْن محمد بْن عُقْبَةَ الشَّيباني، وابن الأعرابيّ، والأصمّ، وغيرهم.
ضعّفه الدّارَقُطْنِيّ.
وآخر من رَوَى عَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي العزائم.
وضعّفه أيضًا الحاكم، وقَالَ: سمعته، يعني الدَّارقطنيّ، يقول عن شيوخه إنّهم رأوا الخضِر بْن أبان يروي عن أبي مُعَاوِيَة، وأبي بَكْر بْن عيّاش من كتاب، فاستلبوا الكتاب منه، فإذا هُوَ سماعه من أَحْمَد بْن يُونُس، عن هَؤُلَاءِ.
قلت: أصله دلَّس عَنْهُمْ وحرّف أَحْمَد بْن يُونُس.
64- خطاب بن بشر بن مطر2.
أبو عمر الْبَغْدَادِيّ الواعظ.
كان رأسًا فِي التّذكير والوعظ.
سمع من: عَبْد الصّمد بْن النُّعمان، وأحمد بْن حنبل.
وسأل أَحْمَد مسائل فِي جزءٍ سمعناه.
روى عَنْهُ: محمد بْن مَخْلَد القطّان، وأحمد بْن محمد الأدميّ.
وتوفَّي ببغداد فِي المحرّم سنة أربعٍ وستّين.
"حرف الدال":
65- دَاوُد بن علي بن خلف3.
__________
1 الميزان "1/ 654".
2 انظر: تاريخ بغداد "8/ 337".
3 السير "13/ 97".(20/61)
أبو سُلَيْمَان الْبَغْدَادِيّ الإصبهاني، مَوْلَى المهديّ، الفقيه الظّاهريّ، رأس أَهْل الظّاهر.
وُلِد سنة ثمانين، وسمع: سُلَيْمَان بْن حرب، والقَعْنَبيّ، وعَمْرو بْن مرزوق، ومحمد بْن بُكَيْر العبْديّ، ومُسَدّدًا، وأبا ثور الفقيه، وإسحاق بْن رَاهَوَيْه رحل إليه إلى نيسابور فسمع منه المسند؛ وجالس الأئمّة، وصنَّف الكُتُب.
قَالَ أبو بَكْر الخطيب: كان إمامًا ورِعًا ناسكًا زاهدًا. وَفِي كتبه حديث كثير. لكنّ الراوية عَنْهُ عزيزة جدًا.
روى عَنْهُ: ابنه محمد، وزكريّا السّاجيُ، ويوسف بْن يعقوب الداوديّ الفقيه وعبّاس بْن أَحْمَد المذكّر، وغيرهم.
قَالَ ابنُ حزم: إنّما عُرِف بالإصبهانيّ لأنّ أمّه أصبهانيّة، وكان أَبُوهُ حنفيّ المذهب، يعني وكان عراقيًا.
قَالَ: وكتب دَاوُد ثمانية عشر ألف ورقة.
ومن أصحاب دَاوُد أبو الْحَسَن عَبْد الله بن أَحْمَد بْن رُوَيْم أحد الأئمة، وأبو بَكْر بْن النّجّار، وأبو الطّيّب محمد بْن جَعْفَر الدّيباجيّ، وأحمد بْن مَخْلَد الإياديّ، وأبو سَعِيد الْحَسَن بْن عُبَيْد الله له تواليف كثيرة، وأبو بكر محمد بن أحمد الجاجيّ، وأبو نصر رآه السّجِسْتانيّ.
ثُمَّ سمّى ابنُ حزم جماعةً كثيرة من الفقهاء من مَلاحدة دَاوُد.
وقَالَ أبو إِسْحَاق الشّيرازيّ: وُلِد سنة اثنتين ومائتين، وأخذ العلم عن إِسْحَاق، وأبي ثور. وكان دَاوُد عقله أكثر من علمه.
قَالَ أبو إسحاق وقيل: كان في مجلسه أربعمائة صاحب طَيْلَسان أخضر وكان من المتعصّبين للشّافعي، صنَّف كتابين فِي فضائله والثّناء عليه.
قَالَ أبو إِسْحَاق: وانتهت إليه رئاسة العلم ببغداد، وأوصله من أصفهان ومولده بالكوفة، ومنشأه ببغداد وقبره بها.
وقال أبو عمر وأحمد بْن الْمُبَارَك المستملي: رأيتُ دَاوُد بْن عليّ يردّ على إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وما رَأَيْتُ أحدًا قبله ولا بعده يردّ عليه هَيْبةً له.(20/62)
وقال عمر بْن محمد بْن بُجَيْر: سمعت دَاوُد بْن عليّ يقول: دخلت على إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه وهو يحتجم، فجلست فرأيت كُتُب الشّافعيّ، فأخذت أنظر، فصاح، إيش تنظر؟ فقلت: مَعَاذ الله أن نأخذ إلّا من وجدنا متاعنا عنده فجعل يضحك ويبتسم.
وقَالَ سَعِيد البَرْذَعيّ: كُنَّا عِنْدَ أبي زُرْعة فاختلف رجلان فِي أمر دَاوُد المُزَنيّ، والرجلان فَضْلَك الرّازيّ، وابن خِراش، فقال: ابنُ خِراش: دَاوُد كافر.
وقَالَ فَضْلَك: المُزَنيّ جاهل.
فَأَقْبَلَ عليهما أبو زُرْعة يوبِّخهما وقَالَ: ما واحد منكما له بصاحب. ثُمَّ قَالَ: ترى دَاوُد هَذَا لو اقتصر عليه أَهْل العلم لظننت أنّه يحمد أَهْل البِدَع بما عنده من البيان والآلة. ولكنّه تعدّى. لقد قدم علينا من نَيْسابور، فكتب إليَّ محمد بْن رافع، ومحمد بن يحيى، وعَمْرو بْن زُرَارة، وحسين بْن مَنْصُورٌ، ومشيخة نَيْسابور بما أحدث هناك، فكتمت ذلك لمّا خفت عواقبه، ولم أُبْدِ له شيئًا. فقدِم بغداد، وكان بينه وبين صالح بْن أَحْمَد بْن حنبل حُسْن، فكلّم صالحًا أن يتلطّف له فِي الاستئذان على أَبِيهِ، فأتى وقَالَ: سألني رَجُل أن يأتيك.
قَالَ: ما اسمه؟ قَالَ: دَاوُد.
قَالَ: ابنُ من؟ قَالَ: هُوَ من أَهْل إصبهان.
وكان صالح يروغ عن تعريفه، فَمَا زال أَبُوهُ يفحص حَتَّى فطِن به فقال: هَذَا كتب إليّ محمد بْن يحيى فِي أمره أنّه زعم أنّ القرآن مُحْدَث،
فلا يقرَبنيّ.
قال: إنهّ ينفي ويُنْكره.
قَالَ: محمد بْن يحيى أصدق منه، لا تأذَنْ له1.
قَالَ الخلّال: أنا الْحُسَيْن بنى عَبْد الله قَالَ: سَأَلت المرُّوذي عن قصّة دَاوُد الإصبهانيّ وما أنكر عليه أبو عبد الله فقال: كان دَاوُد خرج إِلَى خُراسان إِلَى ابنُ رَاهَوَيْه، فتكلم بكلامٍ شهِدَ عليه أبو نصر بْن عَبْد الحميد وآخر، شهدا عليه أنهّ قال: القرآن محدث.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 373، 374".(20/63)
فقال لب أبو عبد الله: مَن دَاوُد بْن عليّ لا فرّج عَنْهُ الله؟ قلت: هَذَا من غلمان أبي ثور.
قَالَ: جاءني كتاب محمد بْن يحيى النَّيْسابوريّ أنّ دَاوُد الإصبهانيّ قَالَ ببلدنا أنّ القرآن مُحْدَث.
قَالَ المرُّوذيّ: حدَّثني محمد بن إِبْرَاهِيم النَّيْسابوريّ أنّ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه لمّا سمع كلام دَاوُد فِي بيته وثب عليه إِسْحَاق فضربه وأنكر عليه.
قَالَ الخلّال: سمعت أَحْمَد بْن محمد بْن صدقة: سمعت محمد بْن الْحُسَيْن بْن صَبِيح، سمعت دَاوُد الإصبهانيّ يقول: القرآن مُحْدَث ولفظي بالقرآن مخلوق.
أَنَا سَعِيد بْن أبي مُسْلِم، سمعت محمد بْن عَبْدة يقول: دخلت إِلَى دَاوُد فغضب عليّ أَحْمَد بْن حنبل، فدخلت عليه فلم يكلّمني، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إنهّ ردّ عليه مسألة.
قال: ما هِيَ؟ قَالَ: قَالَ الخُشَنيّ: إذا مات من يغسّله؟ فقال دَاوُد: يغسّله الخَدَم.
فقال محمد بْن عَبْدة: الخدم رجال. ولكن ييمَّم.
فتبسَّم أحمد وقال: أصاب أصاب. وما أجود ما أجابه! وقَالَ القاضي المَحَامِليّ: رَأَيْت دَاوُد بْن عليّ يصلّي، فَمَا رَأَيْت مسلمًا يشبهه فِي حُسن تواضعه.
وقد اخْتَلَفَ محمد بْن جرير مدّة إِلَى مجلس دَاوُد، وأخذ عَنْهُ.
وقَالَ أَحْمَد بْن كامل القاضي: أخبرني أبو عبد الله الورّاق أنّه كان يورّق على دَاوُد، فسمعته يُسأل عن القرآن، فقال: أمّا الَّذِي فِي اللّوح المحفوظ فغير مخلوق، وأمّا الَّذِي هُوَ بين النّاس فمخلوق1.
قلت: للعلماء قولان فِي داود هل يعتدُّ أَمْ لا؟ فقال أبو إِسْحَاق الإسفرائينيّ: قَالَ الجمهور إنّهم، يعني قُضاة القياس، لا يبلغون رتبة الاجتهاد، ولا تقليدهم القضاء.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 374".(20/64)
ونقل الأستاذ أبو مَنْصُورٌ الْبَغْدَادِيّ، عن أبي عليّ، عن أبي هُرَيْرَةَ، وطائفة فِي الشّافعيّين أنه لا اعتبار بخلاف دَاوُد، وسائر نقْله القياس فِي الفروع دون الأصول.
وقَالَ أبو المعاليّ الْجُوَينيّ: الَّذِي ذهب إليه أَهْل التحقيق أنّ مُنْكري القياس لا يُعَدُّون من علماء الأئمّة ولا مِن حملة الشريعة؛ لأنّهم مباهتون فيما ثبت استفاضةً وتواتُرًا، لأنّ مُعظم الشريعة صادرة عن الاجتهاد، ولا تفي النّصوص بعُشْر معشارها، وهؤلاء يلتحقون بالعوامّ.
قلت: قول أبي المعالي رحمه الله فِيهِ بعض ما فِيهِ، فإنّما قاله باجتهاد، ونَفْيهم للقياس أيضًا باجتهاد، فكيف يُرَدّ الاجتهاد بِمِثْلِهِ؟ نعم، وأيضًا فإذا لم يُعْتَدّ بخلافهم لَزِمنا أنْ نقول إنهّم خرقوا الإجماع بتأويلٍ سائغ، قُلْنَا: فهذا هُوَ المجتهد، فلا نقول يجوز تقليده، إنما يُحكى قوله، مع أَنّ مذهبه أن لا يحلّ لأحدٍ أن يقلّدهم ولا أن يقلّد غيرهم، فلأن نحكي خلافهم ونعدُّه قولًا أهْوَن وأسلم من تكفيرهم.
ونحن نحكي قول ابنِ عَبَّاس فِي الصرف، والمُتْعَة، وقول الكوفيين فِي النّبيذ، وقول جماعة من الصّحابة فِي ترك الغُسْلِ من الْجِماع بلا إنزال، ومع هَذَا فلا يجوز تقليدهم فِي ذلك.
فهؤلاء الظّاهرية كذلك، يُعتدّ بخلافهم، فإن لن يفعل صار ما تفرّدوا به خارقًا للإجماع، ومن خرق الإجماع المتيقَّن فقد مَرَقَ مِن الملَّة. لكنّ الإجماع المتيقَّن هُوَ ما عُلِم بالضرورة من الدّين: كوُجُوب رمضان، والحجّ، وتحريم الزِّنا والسرَّقة، والرَّبا واللَّواط.
والظَّاهرية لهم مسائل شنيعة، لكنّها لا تبلغ ذلك، والله أعلم.
وقَالَ الْإِمَام أبو عَمْرو بْن الصّلاح: الَّذِي اختاره أبو مَنْصُورٌ وذكر أنّه الصّحيح من المذهب إنّه يعتبر خلاف دَاوُد.
قَالَ ابنُ الصّلاح: هَذَا هُوَ الَّذِي استقرّ عليه الأمر آخرًا هُوَ الأغلب الأعرف من صَفْو الأئمّة المتأخرين الذين أوردوا مذهب دَاوُد فِي مصنّفاتهم المشهورة، كالشيخ أبي حامد، والماوَرْديّ، وأبي الطّيّب، فلولا اعتدادهم به لَمَا ذكروا مذهبه فِي مصنَّفاتهم.
قَالَ: ورأى أن يُعتبر قوله إلّا فيما خالف فِيهِ القياس الجليّ، وما أجمع عليه(20/65)
القياسون من أنواعه، أو بناه على أصوله الّتي قام الدّليل القاطع على بُطلانها، واتّفاق من سواه إجماع منعقد، كقوله التَّغَوُّط فِي الماء الراكد، وتلك المسائل الشنيعة، قوله لا زنا فِي السُّنَّة المنصوص عليها، فخلافه فِي هَذَا ونحوه غير مُعْتَدّ به؛ لأنه مبنيّ على ما يقطع ببطلانه1، والله أعلم.
تُوُفيّ فِي رمضان سنة سبعين ومائتين.
"حرف الراء":
66- الرَّبِيع بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد الجبار بْن كامل2.
الفقيه أبو محمد المراديّ، مولاهم المصْريّ المؤذّن. صاحب الشّافعيّ وراوي كُتُبه.
وُلِد سنة أربعٍ أو ثلاثٍ وسبعين ومائة.
وسمع: عَبْد الله بْن وهْب، وشُعَيب بْن اللَّيث بْن سعد، وبِشْر بْن بَكْر التِّنّيسيّ، وأيّوب بْن سُوَيْد الرمليّ، والشّافعيّ، ويحيى بْن حسّان، وأسد بن موسى، وجماعة.
وعنه: د. ن. ق. و. ت. عن رجلٍ، عَنْهُ، وهو محمد بن إِسْمَاعِيل السُّلميّ، وأبو زُرْعة الرّازيّ، وأبو حاتم، وابنه عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، وزكريّا بْن يحيى السّاجيّ، وأبو نُعَيْم بْن عديّ، وأبو جَعْفَر الطَّحاويّ، وأبو بَكْر بْن زياد النَّيسابوريّ، والحسن بْن حبيب الحصائريّ، وأحمد بْن مَسْعُود العُكْبَريّ، وأحمد بْن بَهْزاد السِّيرافيّ، وابن صاعد، وأبو العبّاس الأصمّ، وآخرون.
وثَّقة أبو سَعِيد بْن يُونُس، وغيره.
وعن الرَّبِيع قَالَ: كلُّ محدِّثٍ حدَّثَ بمصر بعد ابن وهْب كنتُ مستمليه.
وقال النَّسائيّ: لا بأس به.
قال عليّ بْن قُدَيد: كان الرَّبِيع يقرأ بالألحان.
وقَالَ الطَّحاويّ: مات الرَّبِيع بْن سُلَيْمَان مؤذّن جامع الفُسْطاط يوم الإثنين ودُفِن يوم الثُّلاثاء لإحدى وعشرين ليلة خَلَت من شوّال من سنة سبعين. وصلّى عليه الأمير خُمَارَوَيْه بْن أحمد بن طولون.
__________
1 السير "13/ 106، 107".
2 السير "12/ 587-591".(20/66)
وآخر من حدَّث عَنْهُ أبو الفوارس السِّنْديّ.
ويُروى عن الشّافعيّ أنّه قَالَ للربيع: لو أمكنني أنْ أطعمك العِلم أطعمتك1.
قَالَ ابنُ عَبْد البَرّ: قد ذَكَر محمد بْن إِسْمَاعِيل التّرمِذيّ من أَخَذَ عن الرَّبِيع كُتُب الشّافعيّ ورحل إليه فيها من الآفاق، فَذَكر نحو مائتي رَجُل.
قَالَ ابنُ عَبْد البَرّ: كان الرَّبِيع لا يؤذّن فِي منارة جامع مصر أحدٌ قبله، وكانت الرحلة فِي كُتُب الشّافعيّ إليه، وكانت فِيهِ سلامة وغَفْلة، ولم يكن قائمًا بالفقه2.
وممّا ينسب إِلَى الرَّبِيع من الشِّعْر:
صبرًا جميلًا ما أسرع الفَرجَا ... من صدق الله فِي الأمور نجا
مَن خشي الله لم يَنَلْه أذى ... ومَن رجا الله كان حيثُ رجا
قلت: كان الرَّبِيع أعرف من المُزَنيّ بالحديث، وكان المُزَنيّ أعرف بالفِقْه منه بكثير حَتَّى كان هَذَا لا يعرف إلّا الحديث، وهذا لا يعرف إلّا الفقه.
"حرف الزاي":
67- زكريّا بْن دُوَيْد بْن محمد بْن الأشعث3.
أبو أَحْمَد الكِنْديّ.
زعم أنّه أَتَتْ عليه مائة وثلاثون سنة، وزعم أنّه سمع من سُفْيَان الثَّوْريّ، ومالك بْن أَنَس.
قَالَ عليّ بْن محمد بْن حاتم القُومِسيّ: سمعت منه بعَسْقلان سنة نيِّفٍ وستّين ومائتين.
قلت: وُجودُ روايته والعَدَم بالسّواء. وقد روى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عن أَحْمَد بْن إِسْحَاق الدّميريّ، عَنْهُ.
قَالَ ابنُ حِبّان: كان يضع الحديث.
__________
1 السير "10/ 399".
2 السير "10/ 400".
3 انظر: الميزان "2/ 72، 73"، واللسان "2/ 479".(20/67)
68- زكريّا بْن يحيى بْن أسد بن يحيى المَرْوَزِيّ1.
المعروف بابن زَكْرَوَيْه. نزيل بغداد.
حدّث عن: سُفْيَان بن عُيَيْنَة، وأبي مُعَاوِيَة، ومعروف الكَرْخيّ.
وعنه: القاضي المحاملي، وابن مخلد، وأبو الحسين بن المنادي، وإسماعيل الصفار، وأبو العباس الأصم.
قال الدارقطني: لا بأس به.
قلت: تُوُفيّ فِي ربيع الآخر سنة سبعين.
وهو راوي جزء ابن عيينة الذي عند سِبْط السِّلَفيّ. وقد احتجَّ به أبو عَوَانة فِي صحيحه، مِن قدماء شيوخه.
وذكره أبو الفتح الموصليّ في كتابه في الضُّعفاء فَمَا قدر يتعلّق عليه بشيء، أكثر ما قَالَ: زعم أنّه سمع من سُفْيَان بن عُيَيْنَة، فهذه قِلَّةُ وَرَع. بلى أبو الفتح مُتَكَلَّمٌ فِيهِ. وقد ذكر أبو الفتح أنّ زكريّا بْن يحيى هَذَا يُقال له جوذا به، وهذا ما رَأَيْته لغيره.
حرف السين":
69- سَعْدان بْن نصر بْن مَنْصُور2.
أبو عُثْمَان الثَّقفيّ الْبَغْدَادِيّ البزّاز، واسمه سَعِيد، وسَعْدان لَقَبٌ له.
سمع: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبا مُعَاوِيَة، ومُعاذ بْن مُعاذ، ووَكيعًا، ومسلم بْن سالم، ومَعْمَر بن سليمان، وطائفة.
وعنه: ابن أبي الدّينا، وابن صاعد، والقاضي المَحَامليّ، وابن البَخْتَرِيّ، وإسماعيل الصّفّار، وأبو عَوَانة، وطائفة كبيرة.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
__________
1 السير "12/ 347"، الميزان "2/ 80".
2 الجرح والتعديل "4/ 290"، والسير "12/ 357".(20/68)
وقال أبو عَبْد الرحمن السلمي: سَأَلت الدَّارَقُطْنِيّ عَنْهُ فقال: ثقة مأمون.
قلت: تُوُفيّ فِي ذي القعدة سنة خمسِ وستّين، وحديثه بِعُلُوٍّ عند أصحاب ابنُ ساسل.
70- سَعِيد بْن نَمِر الغافقيّ الأندلسي1.
سمع: يحيى بن يحيى اللّثييّ.
وعنه: جماعة من بلده.
وتفقَّه بسَحْنُون، وغيره.
تُوُفيّ سنة تسعٍ وستّين.
71- سهل بْن عمّار العَتَكيّ النَّيْسابوريّ2.
أبو يحيى قاضي هَرَاة. كان شيخ أَهْل الرَّيّ فِي عصره بخُراسان. رحل فِي طلب العلم.
سمع: يزيد بْن هارون، وشَبَابة، وهذه الطبقة.
وليس بحُجّة.
قَالَ أبو عبد الله الحاكم: يُخْتَلف فِي عدالته، يعني في الاحتجاج بحديثه. بنا عَنْهُ أَحْمَد بْن شعيب الفقيه، وأبو الطّيّب محمد، ومحمد بن عليّ المذكَّر.
وتُوُفيّ سنة سبعٍ وستيّن في جمادى الأولى.
فلت لمحمد بْن صالح بْن هانئ: لِمَ لا تكتب عَنْهُ؟ قَالَ: كانوا يمنعون من السّماع عنه.
وسمعت محمد بن يعثوب الحافظ يقول: كنّا نختلف إِلَى إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله السَّعْديّ، وسهل بْن عمّار مطروحٌ فِي سكنه فلا نتقدّم إليه.
وسمعت أَبَا سَعِيد بْن أبي بَكْر بْن عُثْمَان يقول: سمعت فاطمة بِنْت إِبْرَاهِيم السَّعدية تقول: سمعت أبي يقول: إنّ سهل بْن عمّار يتقرَّب إليَّ بالكذب، يقول:
__________
1 جذوة المقتبس "483".
2 الميزان "2/ 240"، واللسان "3/ 121".(20/69)
كنت معك عند يزيد بْن هارون، وواللِه ما سمع معي منه.
قال الحاكم: سمع أيضًا الواقديّ، وجعفر بْن عَوْف، وعبد الرَّحْمَن بْن قَيْس، وعُبَيْد الله بْن مُوسَى.
حدَّث عَنْهُ: الْعَبَّاس بْن حَمْزَةَ، وأبو يحيى البزّاز، وإبراهيم بن محمد بن سُفْيان، ومحمد بن سُلَيْمَان بْن فارس.
وقَالَ أبو إِسْحَاق الفقيه: كذِب واللِه سهل بْن عمّار على عَبْد الله بْن نافع فِي نقْله عن مالك فِي إباحة دُبُر المرأة.
"حرف الشين":
72- شجرة بْن عِيسَى بْن عَمْرو بْن شجرة1 الفقيه أبو عَمْرو المعافِريّ المقرئ السُّوسيّ المالكيّ.
أَخَذَ عن: أَبِيهِ، وابن زياد، وابن اثبرس، وجماعة.
واستعمله سحنون على قضاء تونس.
وكان سحنون يثني على فهمه وفضله، وكان أبوه أبو شجرة عمرو رجلا صالحا عالما، ولي قضاء تونس بعد أبيه تسع عشرة سنة.
توفي شجرة سنة اثنتين وستين.
73- شعيب بن أيوب بن رزيق بن معبد بن شيطا2.
أبو بكر الصَّريفيني، صرفين واسط لا صَرِيفين بغداد.
كان فقيهًا، إمامًا مقدمًا، ومقرئًا، محدِّثًا، قاضيًا، عالمًا.
سمع: يحيى بْن آدم، ويحيى القطّان، وحسين الْجُعْفيّ، وجماعة.
وعنه: عَبْدان الَأهْوازيّ، وإبراهيم نِفْطَويْه النَّحويّ، وأبو بَكْر بْن أبي دَاوُد، والقاضي المَحَامِليّ، ومحمد بْن مَخْلَد، وعبد الله بن عمر بن شوذب الواسطيّ، وطائفة.
__________
1 انظر: ترتيب المدارك "3/ 12".
2 تاريخ بغداد "4/ 342"، والميزان "2/ 275".(20/70)
وتصدَّر للإقراء، فقرأ عليه: يُونُس بْن يعقوب الواسطيّ، وأبو بَكْر أَحْمَد بْن يوسف القافلاني، وأبو العبّاس أحمد ابن سعيد الضّرير، غيرهم.
وعليه دارت قراءة أبي بَكْر، عن عاصم، أخذها عن يجيى بْن آدم، عَنْهُ.
وكان محقّقًا لها.
قَالَ الدَّارقطنيّ: ثقة.
قلت: تُوُفيّ بواسط سنة إحدى وستين.
قال: إنّي لأخاف الله في الراوية عن شعيب بْن أيّوب.
قلت: له حديث مُنْكَر أورده أبو بَكْر الخطيب فِي ترجمته.
74- شُعيب بْن شُعيب بْن إِسْحَاق القُرَشي.
مولاهم الدّمشقيّ أبو محمد1.
ولد سنة تسعين ومائة بعد وفاة أَبِيهِ بيسير.
وسمع: زَيْدُ بْن يحيى بْن عُبَيْد، وأبا المغيرة عَبْد القدُّوس، وأحمد بن خالد الذَّهنيّ، وأبا اليَمَان، وأبا بَكْر الحُمَيْديّ، وجماعة.
وعنه: س. وأبو عَوَانة، وابن جَوْصا، وأبو الدّحْداح أَحْمَد بْن محمد، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
قلت: وله شِعْر جيّد.
تُوُفيّ فِي جُمَادى الأولى سنة أربعٍ وستّين.
"حرف الصاد":
75- صالح بْن أَحْمَد بْن محمد بْن حنبل2.
القاضي أبو الفضل، ولد الْإِمَام أبي عَبْد الله الشَّيباني الْبَغْدَادِيّ. قاضي إصبهان.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "4/ 347"، والسير "12/ 304، 305".
2 انظر: الجرح والتعديل "4/ 394"، والسير "12/ 529".(20/71)
ولد ثلاثٍ ومائتين.
وسمع: عفّان، وأبا الْوَلِيد الطَّيالسيّ، وإبراهيم بْن الفضل، وإبراهيم بْن أبي سُوَيد الذّراع، وأباه، وعليّ بْن المَدِينيّ، وطبقتهم.
وعنه: ابنه زُهَير، وأبو القاسم البَغَويّ، وابن صاعد، ومحمد بْن مَخْلَد، وأبو عليّ الحصائريّ، وأبو بَكْر بْن أبي عاصم وهو من أقرانه، ومحمد بْن جَعْفَر الخرائطيّ، وعبد الرَّحْمَن بن أبي حاتم، وجماعة آخرهم موتًا أَحْمَد بْن محمد بْن يحيى القصّار شيخ أبي نُعَيْم الحافظ.
قال ابن أبي حاتم: كتبتُ عَنْهُ بإصبهان، وهو صدوق، ثقة.
وقَالَ أبو بَكْر الخلال فِي كتاب أدب القّضاة: أخبرني محمد بْن الْعَبَّاس: حَدَّثَنِي محمد بن عليّ قال: لما صار الصالح إِلَى إصبهان قُرِئ عهده بالجامع، فبكى كثيرًا، وبكى بعض الشيوخ، فَلَمَّا فرغ جعلوا يدعون له ويقولون: ما ببلدنا إلا من يجبّ أَبَا عَبْد الله.
فقال: أبكاني أنّي ذكرت أبي يراني فِي هَذِهِ الحالة. وكان عليه السَّواد.
ثُمَّ قَالَ: كان أبي يبعث خلفي إن جاءه رَجُل زاهد ورجل متقشّف لا ينظر إليه يحبّ أم يكون مثله، ولكنّ الله يعلم ما دخلت فِي هَذَا الأمر إلّا لدينٍ غَلَبني وكثْرة عيال1.
قال الحلال: وكان صالح سخيًا جدًا.
وقَالَ ابنُ المنادي: توفّي يإصبهان فِي رمضان سنة ستٍّ وستّين.
وقَالَ أبو نُعَيْم: سنة خمسٍ.
76- صالح بْن زياد بْن عَبْد الله بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بن الجارود بْن مسرح.
أبو شُعيب الرُّستبيّ السُّوسيّ المقرئ2. شيخ الرَّقَّة وعالمها ومقرئها.
قرأ القرآن على يحيى اليزيديّ صاحب أبي عمرو.
__________
1 طبقات الحنابلة "1/ 174" لابن أبي يعلى.
2 السير "12/ 380"، والتهذيب "3/ 392".(20/72)
وسمع بالكوفة من: عَبْد الله بْن نُمَيْر، وأسباط بْن محمد، وجماعة.
وبمكة من: ابنُ عُيَيْنَة، وغيره.
حدَّث عَنْهُ: أبو بَكْر بْن أبي عاصم وأبو عَرُوبة الحرّانيّ، وأبو عليّ محمد بن سعيد الحفّاظ.
وقرأ القرآن جماعة، منهم: أبو عِمران مُوسَى بْن جرير وهو أتقن أصحابه، وأبو الْحَسَن عليّ بْن الْحُسَيْن، وأبو عُثْمَان النَّحويّ، وأبو الْحَارِث محمد بن أَحْمَد الرَّقيُّون.
وحمل عَنْهُ الحروف: جَعْفَر بْن سُلَيْمَان الخُراسانيّ، وغيره.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
قلت: تُوُفِّيَ فِي أوّل سنة إحدى وستّين ومائتين وقد قارب التّسعين، وادعى الحافظ ابنُ عساكر أنّ النَّسائي روى عَنْهُ، وذكره فِي مشايخ النُّبل.
وقَالَ أبو الحَجّاج الكلْبيّ: لم أقف على روايته عَنْهُ.
قلت: لم يرو عنه النَّسائيّ إلا راوية عَمْرو، رواها الْحَسَن بْن رشيق، عن النَّسائيّ، عَنْهُ.
"حرف الطاء":
77- طَيْفُور بْن عِيسَى.
أبو يزيد البَسْطامي1 الزاهد العارف، مِن كبار مشايخ القوم. وهو بكُنْيته أشْهَر وأَعْرَف. وله أَخَوَان: آدم، وعلّي، كانا زاهدَيْن عابدين. وكان جدُّهم أبو عِيسَى آدم بْن عِيسَى مجوسيًا فأسلم.
ومن كلام أبي يزيد رحمه الله قَالَ: ما وجدتُ شيئًا أشدُّ عليَّ مِن العلم ومتابعته، ولولا اختلاف العلماء لبقيت حائرًا.
__________
1 انظر: الحلية "10/ 33-42"، والسير "10/ 481".(20/73)
وقال: هذا من فرحي بم بك وأنا أخافك، فكيف فرحي بك إذا أمِنْتُكَ؟ وعنه قَالَ: ليس العجب من حبيّ لك وأنا عَبْد فقير، وإنّما العجب من حبّك لي وأنت ملكٌ قدير1.
وعنه، وقِيلَ له: إنّك تمرّ فِي الهواء، قَالَ: وأيّ أُعْجوبة هَذَا؟ طَيْرٌ يأكل الميتة يمرّ فِي الهواء، والمؤمن أشرف منه2.
وعنه قال: ما دام العبد يظن أنّ فِي الخَلْق من هُوَ شرٌّ منه فهو متكبّر وعنه قَالَ: الجنّة لا خطر لها عند المحبّين، وهم محجوبون بمحبتهم.
وقَالَ: ما ذكروه إلّا بالغَفْلة، ولا خدموه إلّا بالفَتْرة.
وعنه قَالَ: اللَّهُمَّ لا تقطعْني بك عنك.
وعنه قَالَ: العارف فوق ما يقول، والعلم دون ما يقول.
وقِيلَ له: علِّمنا الاسم الأعظم. فقال: ليس له حَدّ، إنّما هُوَ فراغ قلبك لوحدانيته، فإذا كنت كذلك فارفع له أيَّ اسمٍ شئت.
وعنه قَالَ: لله خلْقٌ كثير يمشون على الماء، وليس لهم عنه الله قيمة.
وكان يقول: لو نظرتم إِلَى رجلٍ أُعْطي من الكرامات حَتَّى يرتفع فِي الهواء، فلا تغترّوا به، حَتَّى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنَّهي وحِفْظ الحدود وأداء الشريعة3.
قلت: بل قد اغترّ أَهْل زماننا وخافوا أَبَا يزيد، وأكبر من أبي يزيد، وَتَهَافَتُوا على كلّ مجنون بوّال على عَقِبيْه، له شيطان ينطق عل لسانه بالمغيَّبَات، نسأل الله السّلامة.
قَيِل: إنّ أَبَا يزيد تُوُفيّ سنة إحدى وستّين ومائتين.
وقد نقلوا عَنْهُ أشياء من متشابه القول، الشّأن فِي صحّتها عَنْهُ، ولا تصحّ عن مُسْلِمٍ، فضلًا عن مثل أبي يزيد، منها: سبحاني.
__________
1، 2 السير "10/ 481".
3 السير "10/ 481".(20/74)
ومنها: ما النّار، لأستندنَّ إليها غدًا، وأقول: اجعلني لأهلها فِدَاء، ولا يلعنها. وما الجنّة، لُعبة صبيان ومراد أَهْل الدُّنيا. ما المحدِّثون إنّ خاطبهم رجلٌ عن رجلٍ، فقد خاطبنا القلب عن الرّبّ1.
وقَالَ فِي يهود: هَبْهم لي، ما هَؤُلَاءِ حَتَّى تعذِّبهم؟! وهذا الشَّطح إنْ صحّ عَنْهُ فقد يكون قاله فِي حالة سُكْره، وكذلك قوله عن نفسه: ما فِي الجبَّة إلّا الله.
وحاشى مُسْلِم فاسق من قول هَذَا الكلام مقتضاه ضلاله، ولكن له تفسير وتأويل يخالف ظاهره، فالله أعلم.
قَالَ السُّلمي في تاريخه: مات أبو زيد عن ثلاثٍ وسبعين سنة، وله كلام فِي حُسْنِ المعاملات.
قَالَ: ويُحكَى عَنْهُ فِي الشَّطح أشياء، منها ما لا يصحّ، ويكون مقوَّلًا عليه. وكان يرجع إِلَى أحوال سيّئة2.
ثُمَّ ساق بسنده عن أبي يزيد قَالَ: من لم ينظر إِلَى شاهدي بعين الاضطراب، وإلى أوقاتي بعين الاغتراب، وإلى أحوالي بعين الاستدراج، وإلى كلامي بعين الافتراء، وإلى عباراتي بعين الاجتراء، وإلى نفسي بعين الازدراء، فقد أخطأ النَّظَر فيَّ.
وعن أبي يزيد قَالَ: لو صفا لي تهليلةٌ ما بَالَيْتُ بعدها.
78- طَيْفُور بْن عِيسَى.
أبو زيد البَسْطاميّ الأصغر3. كذا فرّق بينه وبين الَّذِي قبله السُّلميّ، فيما أورده ابنُ ماكولا.
وقَالَ: روى عن: أبي مُصْعَب الزُّهْرِيّ، وصالح بْن يُونُس، وشُرَيْح بْن عُقَيْل.
وروى عَنْهُ: يوسف بْن شدّاد، وجماعة من أهل بسطام.
__________
1 السابق.
2 السابق.
3 انظر: معجم البلدان "1/ 623" لياقوت الحموي.(20/75)
وقيل: إن جدّ الكبير شروسان، واسم جدّ هَذَا آدم. فالله أعلم.
"حرف العين":
79- عاصم بْن عصام. أبو عِصْمة القُشَيْريّ البَيْهقيّ1.
عن: يَعْلَى بن عُبَيْد، وزيد بْن الْحُبَاب، وجماعة.
وعنه: مؤمّل الماسرْجِسيّ، وإبراهيم بْن محمد بْن سُفْيَان الفقيه، وغيرهما.
وقِيلَ كان مُجاب الدَّعوة.
تُوُفيّ سنة إحدى وستّين.
قَالَ الحاكم: سمعتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن سُفْيَان يقول: سمعت عاصم بْن عصام يقول: بتُّ ليلةً عند أَحْمَد بْن حنبل، فجاء بالماء فوضعه، فَلَمَّا أصبح نظر إليّ فإذا هُوَ كما كان، فقال: سبحان الله، رَجُل يطلب العلم لا يكون له وِرْدٌ باللّيْل.
80- الْعَبَّاس بْن إِسْمَاعِيل2.
أبو الفضل الإصبهانيّ الطّامَذيّ العابد.
عن: سهل بْن عُثْمَان، وعليّ بْن محمد الطّنافسيّ، وجماعة.
وعنه: ابن أبي كر بْن أبي عاصم مع تقدُّمه، ومحمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، وعبّاس بْن سهل، وعليّ بْن رُسْتم.
وكان لازمًا لبيته، خيِّرًا ناسكًا.
كان يروي الحديث بعد الحديث.
قَالَ أبو نُعَيْم: تُوُفيّ بَعْدَ السّتّين.
81- عبّاس بْن عَبْد الله بْن أبي عِيسَى بْن أبي محمد التَّرقفيّ الباكسابيّ3.
__________
1 من العباد الزهاد المستورين، وهو لا بأس به.
2 انظر: الحلية "10/ 398".
3 انظر: السير "13/ 12-14"، والتهذيب "5/ 19".(20/76)
سمع: محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وحفص بْن عُمَر العَدَنيّ، وزيد بْن يحيى بْن عُبَيْد الدّمشقيّ، وأبا عاصم النّبيل ومروان الطَّاطريّ، وأبا مسْهِر الغسّانيّ، وأبا عَبْد الرَّحْمَن المقرئ، وطائفة.
وعنه: ق. وأبو الْعَبَّاس بْن شُرَيْح الفقيه، وأبو بكر بن مجاهد المقرئ، وأبو عوانة الحافظ، والمحاملي، وإسماعيل الصفار، وطائفة.
قال الخطيب: كان ثقة صالحا عابدا.
وقال محمد بن مخلد: ما رأيته ضحك ولا تبسَّم.
قبل: توفّي آخر سنة سبعٍ وستين.
وقد وثقه الدارقطني أيضا، وله خبر مشهور.
82- الْعَبَّاس بْن مُوسَى بْن مِسْكَوَيْه1.
أبو الفضل الهمْدانيّ، أحد الأئمّة الحفّاظ.
رحل إِلَى العراق، والشّام، والثَّغر.
وحدَّث عن: مسلم بن إبراهيم، وعمرو بن عون، ومسدد، وأبي مسلم التَّبوذكّي، وهشام بن عمار، وأبي بكر ابن أبي شيبة، وطبقتهم.
وروى عَنْهُ: محمد بْن التّمّار الهمْدانيّ، وهارون بْن مُوسَى، وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن جارود، وابن شِيَرَوَيْه فِي تاريخ همدان فقال: كان جليل القدْر سُنّيًا، له تصانيف غريبة سيَّما كتاب الإمامة، فإنّه ما سُبِقَ إليه.
وكان امتُحِنَ أيّام الواثق، ودخل بغداد وتوارى بها، ونزل على أبي بَكْر الَأعْيَن، فأُخِذَ من داره، وجرى عليه أمر عظيم. ثم بعد رُفِع إِلَى أَذْرَبِيجَان وحدَّث بها. وكان صدوقًا.
ثُمَّ ساق شِيرَوَيْه ترجمته فِي ورقتين، وكيف امْتُحِن، وهي عجيبة إنّ صحّت.
83- عَبَّاس بْن الْوَلِيد بن مَزْيَد.
أبو الفضل العُذْريّ البَيْرُوتيّ2.
__________
1 أحد العلماء الأثبات، لا بأس به.
2 السير "12/ 471"، والتهذيب "5/ 131".(20/77)
سمع: أَبَاهُ، ومحمد بْن شُعَيْب بْن شابور، وعُقْبَة بْن عَلْقَمة، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وأبا مسهر، وجماعة وعنه: د. س. وأبو زُرْعة الرّازيّ والدّمشقيّ، وابن جَوْصا، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وخيثمة بن سليمان وأبو العباس الأصم، وخلق.
ولد سنة تسعٍ وستين ومائة في رجب، عاش مائة سنة وسنة.
وفيه همة وجلادة فإن خيثمة قَالَ: مازح الْعَبَّاس بْن الْوَلِيد جاريةً له، فَدَفعته فانكسرت رِجْلُه، فلم يحدِّثنا عشرين يومًا، وكنا نلقى الجارية ونقول: حبسك الله كما كسرتِ رِجْلَ الشّيخ وحَبَسْتِنا عن الحديث.
وقَالَ أبو دَاوُد: سمع من أَبِيهِ ثم عرض عن الحديث.
وقَالَ أبو دَاوُد: سمع من أَبِيهِ ثُمَّ عرض عليه، وكان صاحب لَيْلٍ.
وقَالَ إِسْحَاق بْن سيّار: ما رَأَيْت أحدًا أحسن سمتًا منه.
وقَالَ النَّسائيّ: ليس به بأس.
قلت: كان مقرئًا مجوّدًا.
وقَالَ الْحُسَيْن بْن أبي كامل: سمعت خيثمة يقول: أتيتُ أَبَا دَاوُد السّجِسْتانيّ، فأملى عليَّ حديثًا عن العبّاس ابن الْوَلِيد بْن مَزْيَد.
قلت: وأتاني حديث الْعَبَّاس.
فقال لي: رأيته؟ قلت: نعم.
قلت: مَتَى مات؟ قلت: سنة إحدى وسبعين.
كذا قَالَ خيثمة.
وأما عَمْرو بْن دُحَيْم فقال: مات فِي ربيع الآخر سنة سبعين، وضبط فِي أيّ يومٍ وُلِدَ وأيّ يومٍ مات، فتحدّد أنّ عُمره مائة سنة وثمانية أشهر واثنين وعشرين يومًا.
وهو أحد الجماعة الّذين جاوزوا المائة بيقين.
84- عَبْد الله بْن عَبْد السّلام بْن الرّذّاذ المصريّ1.
المؤدِّب المعلّم، أمين القياس.
__________
1 ينظر في "حسن المحاضرة".(20/78)
روى عن: بِشْر بْن بَكْر التِّنّيسيّ، وأبي زرعة، وهبة الله المؤذّن. كان رجلًا صالحًا. قال ابنُ يُونُس.
وقَالَ: هُوَ أوّل من قاس النّيل من المسلمين.
تُوُفيّ سنة ستٍّ وستّين.
85- عَبْد الله بْن عليّ بْن المَدِينيّ1.
روى عن: أبيه تصانيفه.
وعنه: محمد بن عمان الصَّيرفيّ، ومحمد بْن عَبْد الله المستعين.
قَالَ الدّارَقُطْنِيّ: إنّما روى كُتُب أَبِيهِ مناولةً وإجازة.
86- عَبْد الله بْن محمد بْن أيّوب بْن صَبيح2.
أبو محمد المخرِّميّ.
سمع: سُفْيَان بْن عيينة، ويحيى بن سليم، وعبد الله بْن نُمَيْر، وعليّ بْن عاصم، وجماعة.
وعنه: ابنُ صاعد، وابن مَخْلَد، وابن عيّاش القطّان، وإسماعيل الصّفّار، وآخرون.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: سمعت منه مع أبي، وهو صدوق. قُلّد القضاء فلم يقبله، واختفى مُدّة.
قلت: مات سنة خمسٍ وستّين، وقد جاوز السّبعين.
وآخر من روى حديثه عاليًا هُوَ جَسْر المَرْوَزِيُّ. والمخرّميّ مؤتَمَنٌ بمرّة.
87- عَبْد الله بْن محمد النَّيسابوريّ3.
الفقيه الزّاهد أبو الطَّيّب المكفوف، صاحب يحيى بْن يحيى والملازم له ليلًا ونهارًا.
__________
1 في عداد العلماء المستورين، لا بأس به.
2 تاريخ بغداد "10/ 81"، والسير "12/ 359".
3 من العلماء المستورين لا بأس به.(20/79)
سمع: حفص بن عبد الله السُّلميّ، وعبدان بن عثمان.
وعنه: أبو عمر المستملي، وإبراهيم بْن عليّ الذُّهليّ.
قَالَ المستملي: كان مُجاب الدَّعوة.
مات فِي ذي القعدة سنة سبعٍ وستين ومائتين.
وسمعته يقول: أتاني آتٍ فِي منامي، مولدك سنة اثنتين وثمانين ومائة.
رُويّ أنّ أَبَا الطَّيّب رؤيّ فِي النَّوم أنّ الله غَفَرَ له.
88- عَبْد الله بْن مُوسَى بْن محمد بْن يحيى بْن أبي بَكْر الكرْمانيّ1.
أبو محمد وأبو عبد الرحمن.
عن: أَحْمَد بْن جَعْفَر الثّعْلبيّ، وابن صاعد، ومحمد بْن مَخْلَد البغداديوَّن، ويوسف بْن محمد، وأَحْمَد بن يحيى ابن نصر، ومحمد بْن يزيد الزُّهريّ الإصبهانيون.
وثّقه أبو بَكْر الخطيب.
وقَالَ أبو نُعَيْم: كان صدوقًا.
89- عبد الله محمد بْن سِنان الرَّوحيّ السَّعديّ البصْريّ2.
قاضي الدِّينور.
عن: مسلم بن إبراهيم، وعبد الله بْن رجاء الغُدّانيّ.
وعنه: المَحَامِليّ، وابن مَخْلَد، وعبد الله بْن محمد الجمّال، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن فارس الإصبهانيّان.
قَالَ أبو نُعَيْم: كان يضع كثيرًا.
90- عَبْد الله بْن محمد بْن يزداد بْن سُوَيْد3.
الوزير أبو صالح المروزيّ الكاتب.
__________
1 من علماء إصبهان، والراجح أنه صدوق كما قال أبو نعيم.
2 انظر الميزان "2/ 489".
3 السير "13/ 339".(20/80)
كان أبوه من وراء المأمون. ووزر أبو صالح المستعين والمهتدي، وقدِم دمشق مع المتوكل.
مات سنة إحدى وستّين مختفيًا.
91- عبد الله بن هلال.
أبز محمد الرَّبعيّ الروميّ الزّاهد1، ونزيل بيروت.
أخذ عن: أحمد بن عاصم الأنطاكّي، وأحمد بن أبي الحواري، وجماعة.
وعنه: أبو حاتم الرّازيّ مع تقدُّمه، وأبو نُعَيْم الإستراباذيّ، وأبو الْعَبَّاس الأصمّ.
92- عَبْد الرَّحْمَن بْن سَعِيد.
أبو زَيْد التّميميّ الأندلُسيّ2.
رحل، وأخذ عن: أَصبغ بْن الفرج، وأبي زَيْد بْن أبي الغَمْر المصريين.
وعنه: محمد بن فطيس، وغيره.
توفي سنة خمسٍ وستين.
93- عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب الكندي3.
مولاهم المصري.
عن: أبيه، وعمرو بن أبي سلمة التنيسي.
توفي في شعبان سنة سبعٍ وستيّن.
توفي في شعبان سنة سبعٍ وستين.
94- عبد الرحمن بن عيسى بن دينار الأندلسي4.
الفقيه ابن الفقيه.
حج مرات، وأخذ عن: سَحْنُون بن سعيد، وغيره.
__________
1 انظر: الحلية "8/ 114".
2 جذوة المقتبس "599".
3 يُنظر في "حسن المحاضرة".
4 جذوة المقتبس "608".(20/81)
وكان فصيحًا بالفقيه، مُفْتِيًا بمذهب مالك.
روى عَنْهُ: ابنُ لُبَابة، وغيره.
وكان أخوه محمد بْن عِيسَى عالمًا زاهدًا، وأخوهما أبو القاسم أبان كان فاضلًا لاحقًا، ولي قضاء طُلَيْطلة وتُوُفيّ بعد السّتّين ومائتين.
وأخوهم عَبْد الواحد فقيه له ذِكر. وأمّا الوهْم فكان من كبار أصحاب أبي القاسم.
تُوُفيّ عَبْد الرَّحْمَن سنة سبعين.
95- عَبْد الرحمن بن يوسف الحنفيّ المروزيّ1.
رحل، وسمع من: يَعْلَى بْن سَعِيد، وأبي عَبْد الرَّحْمَن المقرئ، وجماعة.
وعنه: الْحَسَن بْن عِمران الخنظليّ المَرْوَزِيُّ.
تُوُفيّ سنة ستٍّ وستّين.
96- عَبْد السَّلام بْن رغْبان دِيك الْجِنّ الحمصيّ2.
أحد فُحُول الشّعراء مرَّ، وإنّما نبَّهت عليه هنا لأنّ ابنُ عساكر ذكر أنّه قدِم دمشق ومدح بها أَحْمَد بْن المدبّر عاملها. وقد مرّ أَحْمَد بْن المدبّر فِي حرف الألف.
97- عَبْد العزيز بن حاتم3.
أبو عمر المروزيّ.
محدّث رحّال.
سمع: مكّي ين إِبْرَاهِيم، وأبا نُعَيْم، وعبد الرَّحْمَن بن عَبْد الله الدَّشتكّي، وعليّ بن الحسن ين شقيق، وطبقتهم.
ذكره السُّليمانيّ، وروى عنه.
__________
1 من العلماء المستورين، لا بأس به.
2 سبقت الترجمة له.
3 انظر رقم 1.(20/82)
98- عَبْد الْعَزِيز بْن حَيّان.
أبو زَيْد المِعْوليّ الأزْديّ المَوْصِليّ1.
عن: أبان بْن سُفْيَان، وأحمد بْن يُونُس، وأبي جَعْفَر النُّفَيْليّ، وطبقتهم.
وصنَّف حديثه.
وكان خيّرًا صالحًا فاضلًا.
روى له: ابناه زيد، رواه عَنْهُ أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: نَبا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: "إِنَّ فِي جهنَّم رَحًى تَطْحَنُ عُلَمَاءَ السُّوء طَحْنًا شَدِيدًا".
99- عَبْد العزيز بن سلام.
أبو الدّردراء المَرْوَزِيُّ الحافظ2.
عن: مكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وعليّ بْن الْحَسَن بْن واقد، وأصبغ بْن الفرج، وعثمان بْن الهيثم المؤذِّن، وعَبْدان، وخلْق.
وعنه: س. ق. والحسن بْن سُفْيَان، ومحمد بْن عقيل البلخيّ، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
وقَالَ غيره: تُوُفيّ بعد سنة سبعٍ وستّين، أو فيها.
ذكر ابنُ عساكر أنّ س. ق. رويا عَنْهُ. ولم يره، بل روى عَنْهُ س. فِي اليوم والليلة.
100- عُبَيْد الله بْن عَبْد الكريم بْن يزيد بْن فرُّوخ3.
الحافظ أبو زُرْعة الْقُرَشِيّ المخزوميّ، مولاهم الرّازيّ.
أحد الأعلام.
__________
1 انظر السابق.
2 أحد الحفاظ، أخرج له النسائي في "عمل اليوم والليلة".
3 تاريخ بغداد "10/ 326"، والسير "13/ 65".(20/83)
قَيِل: وُلِدَ سنة تسعين ومائة.
ويقال إنّه وُلِدَ سنة مائتين. وأظنّه وَهْمًا، فإنّ رحلته سنة إحدى عشرة؛ لأنّه سمع بالكوفة من: عَبْد الله بْن صالح العِجْليّ، والحسن بْن عطيّة بْن نجِيح، وتُوُفيّا عامئذٍ.
وسمع: أَبَا الْوَلِيد الطَّيالسيّ، وعبد الله بْن مَسْلَمَة القَعْنَبيّ، وقُرّة بْن حبيب، وأبا نُعَيْم، وخلّاد بْن يحيى، وقَبِيصَة، وعبد الْعَزِيز الأُوَيْسيّ، وقَالَون المقرئ، عمرو بْن هاشم البيروتي، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وإسحاق الفرويّ، ومحمد بن سابق، وأبا عمر الحوصيّ، ويحيى بْن عَبْد الله بْن بُكَيْر، وخلْقًا كثيرًا بالرّيّ، والكوفة، والبصرة، والحرمَيْن، وبغداد، والشام، مصر، والجزيرة.
وَفِي تهذيب الكمال أنّه روى عن أبي عاصم النّبيل، وَفِي هَذَا نظر.
وقَالَ ابنُ أبي حاتم: سُئِل أبو زُرْعة: فِي أيّ سنة كتبتم عن أبي نُعَيْم؟ قَالَ: فِي سنة أربع عشرة ومائتين. ورحلت من الرّيّ المرّة الثانية سنة سبعٍ وعشرين.
ولم يدخل خراسان. وكان من أفراد العالم ذكاءً وَحِفْظًا ودينًا وفضلًا.
روى عَنْهُ من شيوخه: محمد بْن حُمَيْد، وأبو حَفْص الفلّاس، وحَرْمَلَة بْن يحيى، وإسحاق بن موسى الخطميّن ويونس ين عَبْد الأعلى، والربيع بْن سُلَيْمَان، ومِن أقرانه: أبو حاتم ابنُ خالته، ومسلم بْن الحجاج، وأبو زرعة الدّمشقيّ، وإبراهيم الحربيّ.
ومن الحُفْاظ والمحدّثين خلْقٌ كثير.
وروى عَنْهُ: م. ت. ن. ق. فِي كتُبُهم، وأبو بَكْر بْن أبي دَاوُد، وأبو عَوَانَة، وقاسم بْن زكريّا المطرّز، وسعيد بن عمرو البردعيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم فأكثر، وأبو بَكْر بن زياد النَّيسابوري، وأحمد بن محمد الدّاركي، ومحمد ابن الْحُسَيْن القطّان.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: كان جدّه فروخ مولى عسّاش بن مطرِّف القرشيّ.
وقال جعفر بن مجمد الكِنْديّ: ثنا أبو زُرْعَة قَالَ: قدِم علينا جماعة من أهل الرّيّ دمشق منهم: لأبو يحيى فرخويه. فلمّا انصرفوا إِلَى الرِّيّ، فيما أخبرني غير(20/84)
واحدٍ، منهم أبو حاتم، رأوْا هَذَا الفتي قد كاس فقالوا: نُكَنِّيك بكُنْية أبي زُرْعة الدّمشقيّ. ثم اجتمع بأبي زُرْعة الرّازيّ فكان يذكرني بهذا ويقول: بكُنْيَتِك اكتَّنَيْت.
وقَالَ سَعِيد بْن عَمْرو: قَالَ أبو زُرْعة: لا أعلم أنّه صحّ لي رباط قطّ. أمّا قزوين فأردنا محمد بْن سَعِيد بْن سابق، وأمّا عسقلان فأردنا محمد بن أبي الريّ، وأمّا بيروت فأردنا الْعَبَّاس بْن الْوَلِيد بْن مَزْيد.
وقَالَ النّجّاد: سمعت عَبْد الله بْن أَحْمَد يقول: لمّا ورد علينا أبو زُرْعة نزل عندنا، فقال لي أبي: يا بُنيّ، قد اعْتَضْتُ بنوافلي مذاكرة هَذَا الشَّيْخ.
وقَالَ صالح جَزَرَة: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعة يقول: كتبتُ عن إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى الرّازيّ مائة ألف حديث، وعن أبي بَكْر بْن أبي شَيْبَة مائة ألف، فقلت له: بَلَغَني أنّك تحفظ مائة ألف حديث، تقدر أن تُملي عليّ ألف حديث من حفظك؟ قَالَ: لا، ولكن إذا أُلقي عليَّ عرفتُ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ فقلت: يجوز ما كتبت عن إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى مائة ألف؟ قَالَ: مائة ألف كثير.
قلت: فخمسين ألف؟ قَالَ: نعم، وسبعين ألف.
أخبرني من عدَّ كتاب الوضوء والصلاة فبلغ ثمانية عشر ألفًا.
وقَالَ أبو عبد الله بْن مَنْدَه الحافظ: سمعت محمد بن جعفر بن حكمويه بالرِّيّ يقول: سئل أبو زُرْعة عن رجلٍ حَلَف بالطّلاق أنّ أَبَا زُرْعة يحفظ مائتي ألف حديث هَلْ حَنَث؟ فقال: لا.
ثُمَّ قَالَ: أحفظ مائتي ألف مثل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} [الإخلاص: 1] ، واحفظ في المذاكرة ثلاثمائة ألف حديث.
قلت: هَذِهِ حكاية منقطعة لا تثبت، هذه أصح منها: فقال الحافظ ابنُ عديّ: سمعت أبي يقول بالرَّيّ، وأنا غلام فِي البزّازين، فحلفَ رَجُل بالطلاق أنّ أَبَا زُرْعة يحفظ مائة ألف حديث، فذهب قوم إِلَى أبي زُرْعة وذهبت معهم، فذكروا له حلْف الرجل، فقال: ما حَمَله على ذلك؟ قَيِل: قد جرى ذلك منه.(20/85)
فقال: يمسك امرأته فإنّها لم تَطْلُق، أو كما قَالَ1.
وقَالَ الحاكم: سمعت أَبَا جَعْفَر محمد بْن أَحْمَد الرَّازيّ يقول: سمعت محمد بْن مُسْلِم بْن وارة يقول: كنت عند ابنُ راهويه فقال رجل: سمعت أحمد بن حنبل يقول: صحّ من الحديث سبعمائة ألف حديث وكّسْر، وهذا الفتى يعني أَبَا زرعة، يحفظ ستّمائة ألف.
قلت: فِي إسنادها مجهول.
وقَالَ غُنْجار فِي تاريخه: ثنا ناصر بْن محمد الأزْديّ بكرمينية: سمعت أَبَا يَعْلَى المَوْصِليّ يقول: رحلت إِلَى البصْرة، فبينا نَحْنُ فِي السّفينة إذا برجلٍ يسأل رجلًا: ما تقول فِي رجلٍ حَلَف بالطّلاق أنّك تحفظ مائتا ألف حديث؟ فأطرق رأسه ثُمَّ قَالَ: اذهب يا هَذَا وأنت بارُّ فِي يمينك.
فقلت: من هَذَا؟ فَقِيلَ لي: أبو زُرْعة الرَّازيّ ينحدر إِلَى البصرة.
وقال ابنُ عُقْدة عن مطيَّن، عن أبي بَكْر بْن أبي شَيْبَة قَالَ: ما رأيت أحفظ من أبي رزعة.
وقَالَ عَبْد اللَّه بْن محمد بْن جَعْفَر القَزْوينيّ، وهو ضعيف: سمعتُ محمد بْن إِسْحَاق الصَّغانيّ يقول: كان أبو زُرْعة، يشبَّه بأحمد بْن حنبل.
وقَالَ عليّ بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد: ما رَأَيْت أعْلَمَ بحديثِ مالك من أبي زُرْعة، وكذلك سائر العلوم.
وقَالَ عُمَر بْن محمد بْن إِسْحَاق القطّان: سمعت عَبْد الله بْن أَحْمَد: سمعت أبي يقول: ما جاوز الجسْرَ أفْقَه من إِسْحَاق، ولا أحفظ من أبي زُرْعة.
وقال أبو يَعْلَى المَوْصِليّ: ما سمعنا بذِكْر أحدٍ فِي الحِفْظ إلّا كان اسمه أكبر من رؤيته إلّا أبو زُرْعة، فإنّ مشاهدته كَانَتْ أعظم من اسمه. كان قد جمع حِفْظ الأبواب والشّيوخ والتّفسير.
وقَالَ صالح جَزَرة: سمعت أَبَا زُرْعة يقول: أحفظ في القراءات عشرة آلاف حديث.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 324، 325".(20/86)
وقَالَ إِسْحَاق بْن راهَوَيْه: كلّ حديث لا يعرفه أبو زُرْعة الرّازيّ ليس له أصل وقَالَ أبو الْعَبَّاس السّرّاج: لمّا انصرف قُتَيْبَةُ إِلَى الرِّيّ من بغداد سألوه أن يحدّثهم، فقال: أحدّثكم بعد أن أحضر مجلسي أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن مَعِين، وعليّ بْن المَدِينيّ.
قَالُوا: فإنّ عندنا غلامًا يسرد كلُّ ما حدَّثت به مجلسًا مجلسًا، قم يا أبا زرعة. فقام فسرد كل ما حددث به قُتَيْبَةُ.
وقَالَ فَضْلك الصّائغ: دخلت المدينة فصرت إِلَى باب أبي مُصْعَب فخرج إليَّ شيخ مخضوب، وكنتُ أَنَا ناعسًا، فحرّكني وقَالَ: يا مردريك من أَيْنَ أنت، إيش تنام؟
فقلت: أصلحك الله من الرِّيّ، من شاكرديّ أبي زُرْعة.
فقال: تركتَ أَبَا زُرْعة وجئتني! لقيت مالكًا وغيرَه، فَمَا رأت عيناي مثلَه.
قَالَ فَضْلَك: فدخلت على الرَّبِيع بمصر فقال: إنّ أَبَا زُرْعة آية. وإنّ الله تعالى إذا جعل إنسانًا آية من شكْله حَتَّى لا يكون له ثانٍ1.
وقَالَ ابنُ أبي حاتم: نا أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل ابنُ عمّ زُرْعة أنّه سمع أَبَا زُرْعة يقول فِي مرضه الَّذِي مات فِيهِ: اللَّهُمَّ إنّي أشتاق إِلَى رؤيتك، فإنْ قَيِل لي: بأيّ عمل اشتقت إلىّ؟ قلت: رحمتك يا ربّ.
وقد كان أبو زُرْعة يحطّ على أَهْل الرّأي ويتكلَّم فيهم.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: سَمِعْتُ أبا زُرْعة يقول: لي السَّريّ بْن مُعاذ، يعني الأمير: لو أنّي قبلت لأعطيت مائة ألف درهم قبل اللّيل فيك وَفِي ابنُ مُسْلِم من غير أن أحبسكم ولا أضربكم، بل أمنعكم من التّحديث.
سمعتُ أَبَا زُرْعة يقول: لو كَانَتْ لي صحّةُ بدنٍ على ما أريد كنت أتصدَّق بمالي كلّه، وأخرج إلى الثُّغور، وآكل من المباحات وألْزَمُها. ثُمَّ قَالَ: إنّي لَألْبَس الثّياب لكي إذا نظر النّاس إليَّ يقولون قد ترك أبو زُرْعة الدُّنيا ولبس الثياب الدُّون. وإنّي لآكل ما يقدَّم إليَّ من الطّيّبات لكيلا يقولوا: إنّه لا يأكل الطّيّبات لزهده.
__________
1 السير "10/ 472" طبعة التوفيقية.(20/87)
وقَالَ يُونُس بْن عَبْد الأعلى: ما رَأَيْت أكثر تواضعًا من أبي زُرْعة.
وقَالَ عَبْد الله القَزْوينيّ، وهو ضعيف: ثنا يُونُس بْن عَبْد الأعلى: ثنا أبو زُرْعة. فَقِيلَ ليونس: من هَذَا؟ قَالَ: إنّ أَبَا زُرْعة أشهر فِي الدُّنيا من الدُّنيا1 وقَالَ عَبْد الواحد بْن غَياث: ما رَأَى أبو زُرْعة مثَل نفسه.
وقَالَ سَعِيد بْن عَمْرو البَرْدَعيّ: سمعت محمد بْن يحيى الذُّهلي يقول: لا يزال المسلمون بخير ما أبقى الله لهم مثل أبي زُرْعة يعلِّم النّاس.
وقَالَ أبو أَحْمَد بْن عدّي: نا أَحْمَد بن محمد القطّان: نا أبو حاتم المراديّ: حَدَّثَنِي أبو زُرْعة عُبَيْد الله بْن عَبْد الكريم وما خلّف بعده مثله عِلْمًا وَفَهْمًا، ولا أعلم من المشرق إِلَى المغرب من كان يفهم هَذَا الشأن مثله2.
وقَالَ ابنُ عدّي: سمعت القاسم بن صفوان، سمع الزّاهد، وأبو زُرْعة، وسمّى آخر.
وروى الخطيب بإسنادٍ، عن أبي زُرْعة قَالَ: ما سمعت أُذني شيئًا من العِلم إلّا وَعَاه قلبي، وإنّي كنت أمشي فِي السُّوق فأسمع صوت المُغَنّيات من الغُرَف، فَأَضَعُ إصبعي فِي أُذُنيَّ مخافة أن يَعِيَه قلبي.
وَرُوِيَ أنّ أَبَا زُرْعة كان من الأبدال.
قصة تلقين الميت:
رواها ابنُ أبي حاتم بخلاف هَذَا، فقال: سمعت أبي يقول: مات أبو زُرْعة مطعونًا مَبْطونًا يعرق الجبين منه فِي النَّزع، فقلت لمحمد بْن مُسْلِم: ما تحفظ فِي تلقين الموتى: لا إله إلّا الله؟ قَالَ: يُروى عن مُعَاذ.
فرفع أبو زُرْعة رأسه، وهو فِي النَّزع، فقال: رَوَى عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي عَرِيبٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مرَّة، عَنْ مُعَاذٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَانَ آخِرُ كَلامِهِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ" 3.
__________
1 السير "10/ 473".
2 السابق.
3 "حديث صحيح": أخرجه أبو داود "3116"، وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، أخرجه= مسلم "916"، أبو داود "3117"، والترمذي "978"، وله شاهد من حديث أبي هريرة، أخرجه مسلم "917"، وابن ماجه "1444".(20/88)
فصار فِي البيت ضجّة ببكاء من حضر.
وقَالَ الحاكم، وأبو عليّ بْن فَضَالَةَ الحافظان: ثنا أبو بَكْر محمد بْن عَبْد الله بْن شاذان الرَّازيّ -قلت: وليس ثقة- قَالَ: سمعت أَبَا جَعْفَر محمد بْن عليّ ورّاق أبي زُرْعة، فذكر حكاية تلقين أبي زُرْعة لا إله إلّا الله، وإنّهم ذكروه بالحديث. فقال وهو فِي السَّياق: ثنا بُنْدَارٌ، نا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي عَرِيبٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُعَاذٌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ" 1. وتُوُفيّ رحمه الله.
وقَالَ أبو الْعَبَّاس السّراجّ: سمعت ابنُ وارة يقول: رَأَيْت أَبَا زُرْعة فِي النَّوم، فقلت: ما حالك؟ قَالَ: أَحْمَد الله على الأحوال كلها. إنّي وقفت بين يدي الله تعالى فقال لي: يا عبد الله لِمَ تذرّعت فِي القول فِي عبادي؟ قلت: يا ربّ إنّهم خاذِلوا دينك.
قَالَ: صدقت.
ثُمَّ أتى بطاهر الخلقانيّ فاستعديت عليه إِلَى ربّي، فَضُرب الحَدّ مائة ثُمَّ أمر به إِلَى الحبسٍ، ثُمَّ قَالَ: أَلْحِقوا عُبَيْد الله بأصحابه، بأبي عَبْد الله، وأبي عَبْد الله سُفْيَان الثَّورّي، ومالك، وأحمد بْن حنبل.
رواها عن ابنُ وَارة عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم أيضًا.
تُوُفيّ فِي آخر يومٍ من سنة أربعٍ وستّين ومائتين.
101- عُبَيْد الله بْن يحيى بْن خاقان التُّركي، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ2.
أبو الْحَسَن، الوزير للمتوكّل. وما زال فِي الوزارة إِلَى أن قُتِلَ المتوكّل.
وقد جرت له أمور، وانخفاض وارتفاع، نفاه المستعين إلى الرَّقّة سنة ثمانٍ وأبعين. ثُمَّ قدِم بغداد بعد خمس سنين، ثُمَّ استوزره المعتمد سنة ستٍّ وخمسين.
__________
1 انظر السابق.
2 انظر: السير "13/ 9، 10"، البداية "11/ 36".(20/89)
قَالَ حُسَيْن الكواكبيّ: أنبا محرز الكاتب قَالَ: اعتلّ عُبَيْد الله بْن يحيى بْن خاقان فأمّر المتوكّل بْن خاقان أن يعوده، فأتاه فقال: إنّ أمير المؤمنين يسأل عن علَّتك.
قَالَ: عليل من مكانَيْن ... من الأسقام والدَّين
وَفِي هذين لي شُغْلٌ ... وحسْبي شُغْلُ هَذين
قَالَ: فأمر له المتوكّل بألف ألف درهم.
قَالَ الصُّوليّ: ثنا الْحَسَن بْن عليّ الكاتب قَالَ: لمّا قَتَلَ المتوكّل محمد بْن الفضل الْجَرْجَرائيّ قَالَ: قد مَلَلْتُ عرضَ المشايخ عليّ، فطلبوا لي حديثًا من أولاد الكُتّاب. وبقي شهرين بلا وزير وأصحاب الدّواوين يعرضون عليه أعمالهم، ثُمَّ طلب عُبَيْد الله بْن يحيى، فَلَمَّا خاطبه أعجبته حركته، وأمره أن يكتب فأعجبه أيضًا خطه.
فقال عمُّه الفتح: وَالَّذِي كتبت أحسن من خطّه. قَالَ: وما هُوَ؟ قَالَ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1] ، وقد تفاءلت ببركته كبركة ما كتب. فولَّاه العَرْض، فبقي سنة يؤرّخ الكُتُب عَنْهُ وعن وَصيف.
وحظى عند المتوكل، فطرح اسم وصيف، ونفذت الكتب اسم عُبَيْد الله وحده.
قَالَ الصُّوليّ: كان عُبَيْد الله سمحًا جوادًا ممدَّحًا، حَدَّثَنِي أبو العَيْنَاء قَالَ: دخلت على المتوكّل، فقال: ما تقول فِي عُبَيْد الله؟ قلت: نِعْمَ العبد لله، كلّ منقسم بين طاعته وخدمتك، يؤثر رِضاك على كلّ فائدة، وإصلاح رعيّتك على كلّ لذّة.
وقَالَ عليّ بْن عِيسَى الوزير: لم يكن لعُبَيْد الله بْن يحيى حظٌّ من الصّناعة، إلّا أنّه أُيِّد بأعوانٍ وكتَّاب، وكان واسع الحيلة، حسن المداراة.
وقَالَ الصُّوليّ: ولم يزل أعداء عُبَيْد الله يحرّضون المنتصر على قتله، وإنّه مائلٌ إِلَى المعتز، وأحمد بْن الخطيب يردعه عَنْهُ. ثُمَّ نفاه إِلَى أقريطش فَلَمَّا استخلف المعتمد ذكر لوزارته سليمان بن وهب، والحسن بن مخلد، وجميع الكُتّاب، فقال ابنُ مَخْلَد: هَذَا عُبَيْد الله بْن يحيى قد أصلح الجماعة ورأسهم، وهو ببغداد. فصدّقه الجماعة.
وقَالَ المعتمد وأبو عِيسَى بْن المتوكّل: ما لنا حظٌّ فِي غيره.(20/90)
فطلبوه إِلَى سرَّ من رَأَى واستحثُّوه، ولم يذكروا له الوزارة لئلّا يمتنع زُهْدًا فيها. فشخص على كُرْه، وأُدْخِل على المعتمد، فخلع عليه الوزارة. فَلَمَّا خرج امتنع، فلاطَفُوه. وولي سنة ستٍّ وخمسين بعفاف ورأي ومروءة إِلَى أن مات، وعليه ستّمائة ألف دينار، مع كثرة ضياعه. وقد أدَّبته النَّكب وهذَّبته، فزاد عَفافه وتَوَقّية.
قلت: ورد عن عُبَيْد الله أخبار فِي الحِلْم والجود.
حكى الصُّولّي، عن غير واحدٍ، أنّ عُبَيْد الله نزل إِلَى الميدان ليضرب الصَّوالجة، فصدمه خادمه رشيق، فسقط عن دابّته، فَحُمِل ومات ليومه.
تُوُفيّ الوزير عُبَيْد الله سنة ثلاثٍ وستيّن، وهو والد المعديّ أي مزاحم الخاقانيّ.
102- عطيّة بْن بقيّة بْن الْوَلِيد الحمصيّ1.
روى عن أَبِيهِ كثيرًا.
وعنه: عَبْد الْعَزِيز بْن عِمران الإصبهانيّ، وعُبَيْد بْن أَحْمَد الصّفّار الحمصيّ، وأحمد بْن هارون الْبُخَارِيّ، وأبو عوانه الإسفرائيني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وجماعة.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: كَانَتْ فِيهِ غفلة، ومحله الصدق.
وقال ابن نافع: مات سنة خمسٍ وستّين.
قَالَ عَبْد الله بْن أَحْمَد: سمعت عطيّة بْن بقيّة يقول: أَنَا عطيّة بْن بقيّة، وأحاديثي نقيّة، فإذا عطيّة، ذهب حديث بقيّة.
قَالَ الْخِلَعِيُّ: أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْبَزَّازُ: ثنا محمد بْن جَعْفَر: سمعت محمد بْن خَالِد بْن يزيد بمكّة: سمعت عطيّة يقول:
يا عطيّة بْن بقيّة ... كأنْ قد أتتك المَنِيّه غدوةً
أو عَشِيّهْ فتفكَّر ... وتذكّر وتجنَّب الخطيَّة
واذكُرِ الله بتقوى ... واتبع التّقوى بنيَّه
__________
1 السير "12/ 521"، واللسان "4/ 175".(20/91)
وسمعته يقول:
أَنَا عطيَّة بْن بقيَّة ... ابنُ شيخ البَريّهْ
فاكتبوا عَنْهُ بِنِيّهْ ... فِي قَرَاطِيسَ نقيّه
103- عليّ بن إشكاب.
واسم حُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم بْن الحرّ بْن علّان العامريّ الْبَغْدَادِيّ1.
أبو الْحَسَن. كان أسنّ من أَخِيهِ محمد.
وسمع من: إِسْمَاعِيل بْن عليَّة، وإسحاق الأزرق، وأبا معاوية، ومحمد بْن مَخْلَد، وابن أبي حاتم، وخلقًا آخرهم الْحُسَيْن بْن يحيى القطّان.
وقد وثَّقه النَّسائي وغيره.
ومات فِي شوّال سنة إحدى وستّين، بعد أَخِيهِ بعشرة أشهر
104- عليّ بْن الْحَسَن بْن أبي عِيسَى بْن مُوسَى بْن مسيرة2.
أبو الْحَسَن الهلاليّ الدّارَابْجِرْدِيّ.
حجّ ورأى ابنَ عُيَيْنَة، وصلّى عليه، كذا نقل الحاكم فِي تاريخه بلا إسناد.
وسمع: عَبْد المجيد بْن أبي داود، حرميّ بن عمّار، معلَّى بْن عُبَيْد، وأبا عاصم النّبيل، وخلْقًا.
وعنه: البخاريّ، مسلم، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وإبراهيم بْن أبي طَالِب، وابن خُزَيْمَة، وخلْق.
قَالَ أبو عبد الله بْن الأخرم: ما رَأَيْت أفضل منه.
وعن مُسْلِم بْن الحجّاج، وذكره فقال: ذلك الطّيّب ابن الطّيّب.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 179"، السير "12/ 352".
2 الحلية "10/ 143"، السير "12/ 526".(20/92)
وقَالَ الحاكم: سمعتُ محمد بْن يعقوب بْن الأخرم غير مرّة يقول: استشهد عليّ بْن الْحَسَن برسْتاق أرْغِيان فِي ضيعته.
قَالَ: وكان السبب أنّه زَبر العامل بها، فَلَمَّا جنّ عليه اللّيلُ أمر به، فأدْخِل مَتْبَنَةً، وأوقد النّار فِي تبنٍ، فمات فِي الدُّخان. ثُمَّ وُجِد مَيْتًا وقد أكل النّملُ عينيه.
قَالَ الحاكم: هُوَ من أكابر علماء المسلمين، وابن عالمهم طلب الحديث بالحجاز، واليمن، والعراق، وخُراسان.
وقِيلَ: إنّه مات سنة سبعٍ وستّين فِي رمضان.
105- عليّ بْن حرب بْن محمد بْن حيّان بْن المازن بْن الغضوبة1.
أبو الْحَسَن الطّائيّ المَوْصِليّ.
وُلِدَ بأذْرَبَيْجان سنة خمسٍ وسبعين ومائة، ونشأ بالمَوْصِل، ورأى المُعَافَى بْن عِمْرَانَ.
وسمع من: حَفْص بْن غياث، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ووَكِيع، وأبي مُعَاوِيَة الضَّرير، وعبد الله بْن إدريس، وطبقتهم بالموصل، والبصرة، والكوفة، ومكة، وبغداد.
وعنه. س. وقَالَ: صالح؛ وابن صاعد، ومحمد بْن جَعْفَر الطّيريّ، وأحمد بْن سُلَيْمَان العَبَّادانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم.
ونافِلُتُه محمد بْن يحيى بْن عَمْر بْن عَلِيّ بْن حرب.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
قَالَ الدّارَقُطْنِيّ: ثقة.
وقَالَ يزيد فِي تاريخ المَوْصِل: رحل عليّ بْن حرب مع أَبِيهِ، وسمع وصنَّف حديثه، وخرّج المُسْنَد.
قَالَ: وكان عالمًا بأخبار العرب وأنسابها، أديبًا شاعرًا، وَفَدَ على المعتزّ بالله في سنة أربعٍ وخمسين.
__________
1 انظر: السير "12/ 351"، التهذيب "7/ 294".(20/93)
وكتب عَنْهُ المعتزّ بخطّه، ودقّق الكتاب، فقال: يا أمير المؤمنين أخذتَ فِي شُؤْم أصحاب الحديث. فضحك المعتزّ وأطلق له ضياعًا.
تُوُفيّ فِي شوّال سنة خمسٍ وستّين بالمَوْصِل، وصلّى عليه أخوه مُعَاوِيَة.
106- عليّ بْن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن.
العبْديّ الخبيث لَعنَه الله1.
رَجُل من عَبْد القَيْس افترى وزعم أنّه من وُلِدَ زَيْد بْن عليّ، فتبِعه أناس كثير، وكان خارجيًّا على رَأْيِ الحَرُوريّة، يقول: لا حُكم إلّا لله. والأظهر أنّه كما قَيِل دَهْرِيًّا زِنْدِيقًا يتستّر بمذهب الخوارج.
وظهر بالبصرة وتوثّب عليها، وهو طاغية الزَّنْج الّذين أخربوا البصرة واستباحوها قتْلًا ونَهْبًا وَسَبْيًا، وامتدّت أيّامه واستفحل شرّه، وخافته الخلفاء إِلَى أن هلك.
ونقل غير واحدٍ أنّ صَاحِبَ الزَّنْج المنعوت بالخبيث رَجُل من أَهْل وزربين.
مات إِلَى لعنة الله سنة سبعين.
وكان بلاء على الأمّة، وقد سقنا أخباره ومعاوناته فِي الحوادث. وكانت دولته خمس عشرة سنة. وافترى نَسَبًا إِلَى عليّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْه.
قَالَ نِفْطَوَيْه: كان ربّما كتب العَوْذ. وكان قبل ذلك بواسط، فحبسه محمد بْن أبي عَوْن، ثُمَّ أطلقه. ولم يلبث أن خرج واستغوى الزَّنج الّذين يلبسون السمار، وقوي أمره.
107- عليّ بْن الموفَّق الزّاهد2.
أحد مشايخ الطريق. له أحوال ومقامات.
صحِب مَنْصُور بْن عمّار، وأحمد بْن أبي الحواري.
حكى عَنْهُ أبو الْعَبَّاس السّرّاج: سمعت عليّ بْن الموفَّق يقول: خرجت على رَحْلي ستّين سنة، وقرأت نحو اثنتي عشر ألف ختمة، وضحيّت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
__________
1 الكامل "7/ 206".
2 تاريخ بغداد "12/ 110"، والبداية "1/ 28".(20/94)
مائة وسبعين أُضْحِيَّة، وجعلت من حجّاتي ثلاثين عن النَّبِيّ -صلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ1.
قلتُ: وفد ناس فِيهِ أبو الْعَبَّاس السّرّاج فضحّى عن النّبيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كذا وكذا أضحية.
وقال إِسْحَاق المولى: اقتديت بأبي العبّاس فحججت عن النّبيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سبْع حِجَج، وختمت عنه سبعمائة ختمة.
وقال أبو عمر بن السّمّاك: نا أحمد بن المهديّ: سمعت عليّ بْن الموفَّق يقول: خرجت يومًا لئؤذِّن فأصبت قِرْطاسًا فأخذته ووضعته فِي كُمّي، فأذَّنت وأقمت وصليت، فَلَمَّا صلّيت قرأته، فإذا فِيهِ مكتوب: "بسم اللَّه الرَّحْمَن الرحيم يا عليّ بْن الموفَّق تخاف الفقر وأنا ربّك"؟ وقَالَ محمد بْن أَحْمَد الطّالْقانيّ: سمعت الفتح بْن شَخْرف يقول وقد رَأَى الَأرُزّ تُطْرح على جنازة ابنُ الموفَّق، فضحِك وقَالَ: ما أحسن هَذِهِ المزاحمات لو كَانَتْ على الأعمال.
تُوُفيّ علي بْن الموفَّق سنة خمسٍ وستّين ومائتين.
108- عمّار بْن رجاء الإسْتَرَاباذيّ.
أبو ياسر التَّغلبي2،
صاحب المُسْنَد.
رحل، وسمع، وصنّّف.
حدَّث عن: يحيى بْن آدم، ويزيد بْن هارون، وزيد بن الحباب، ومعاوية بْن هشام، وحسين الْجُعْفيّ، ومحمد بن بشر البغدادي، وطبقتهم.
وعنه: أبو نعيم عبد الملك بن عدي بن محمد، وأحمد بن محمد بن مطرِّف الإستراباذي، ومحمد بن الحسين الأديب.
وكان من علماء الحديث بجرجان.
توفَّي سنة سبعٍ أو ثمانٍ وستين.
__________
1 هذا الفعل لا أصل له، ولم يُعرف من هدي سلفنا الصالح.
2 انظر: الجرح والتعديل "6/ 395"، السير "13/ 35".(20/95)
ترجمه أبو سعد الإدريسي، وقَالَ: كان شيخًا فاضلًا دَيِّنًا كثير العبادة والزُّهد. ثقة فِي الحديث. رحل وهو ابنُ ثمانٍ وعشرين سنة، ومات سنة سبعٍ وستّين على الصّحيح. وقبره يُزار رحمه الله1.
109- عُمَر بن الخطّاب السّجِسْتانيّ2.
نزيل الأهواز.
سمع: أَبَا عاصم النَّبيل، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وسعيد بْن أبي مريم، وخلْقًا من طبقتهم.
وعنه: أبو دَاوُد، وأبو بَكْر بْن أبي عاصم، ومحمد بْن نوح الْجُنْدَيْسَابُوريّ، وأبو سَعِيد بْن الأعرابيّ، وجماعة.
توفَّي بكرْمان سنة أربعٍ وستّين.
110- عُمَر بْن الخطّاب بن حليلة3.
أبو الخطاب الإسكندرانيّ، صاحب التّاريخ.
كان فِي حدود العشرين ومائتين.
وقد ذكر فِي هَذِهِ الطبقة ممّن اسمه عُمَر بْن الخطّاب أيضًا ثلاثة.
111- عُمَر بْن عليّ الطّائيّ المَوْصليّ4.
وُلِدَ سنة تسعٍ وتسعين ومائة أوّلها.
وسمع من أبي نعيم، وقبيضة بْن عُقْبَةَ.
وكان رجلًا صالحًا خيِّرًا عابدًا منقبضًا عن النّاس.
__________
1 وهذا ما نهى عنه الشرع، وهو تخصيص قبور الصالحين بالزيارة، فزيارة القبور بدون تخصيص هو هدي السلف الصالح.
2 التهذيب "7/ 441".
3 ينظر في "حسن المحاضرة".
4 من العلماء المستورين، لا بأس به.(20/96)
روى عَنْهُ: حفيده محمد بن يحيى بْن عُمَر، وغيره.
وتُوُفيّ فِي سنة تسعٍ وستّين، وله سبعون سنة.
112- عَمْرو بْن سَعِيد.
أبو حَفْص الإصبهانيّ الحمّال1، بالحاء.
عن: وهْب بْن جرير، وأبي عامر العَقَدي، وأبي دَاوُد الطَّيالِسيّ، والحسين بْن حَفْص، وطائفة.
وعنه: يوسف بْن محمد بْن المؤذّن، وأحمد بْن عليّ بْن الجارود، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن فارس، وغيره.
وقد وثّقوه.
وتُوُفيّ سنة تسعٍ وستّين.
ذكره أبو نعيم الحافظ مرتين معتقدًا أنّهما اثنان.
والنّسخة الّتي سُمِعت عليه بتاريخه فيها الحمّال فِي المرّة الواحدة بشكل الحاء، وَفِي الثانية بنقطة الجيم.
113- عَمْرو بْن سَلْم.
وقِيلَ: عَمْرو بْن سَلَمَةَ، وقِيلَ: عُمَر بْن سَلْم2.
الأستاذ أبو حَفْص النَّيْسابوريّ الزّاهد، شيخ الصّوفيّه بخُراسان.
روى عن: حَفْص بْن عَبْد الرَّحْمَن الفقيه.
وعنه: أبو عُثْمَان سَعِيد بْن إِسْمَاعِيل الحِيريّ الزّاهد تلميذه، وأبو جَعْفَر أَحْمَد بْن حمدان، وحمدون القصّار، وآخرون.
قَالَ أبو نُعَيْم: نا أبو عَمْرو بْن حمدان: نا أبي قَالَ: قَالَ أبو حَفْص النَّيْسابوريّ: العاصي بريد الكُفْر كما أنّ الحمىَّ بريد الموت.
__________
1 طبقات المحدثين "3/ 44" لأبي الشيخ.
2 الحلية "10/ 229"، السير "12/ 510".(20/97)
وثنا أبو عَمْرو بْن حمدان قَالَ: كان أبو حَفْص حدّادًا، فكان غلامه ينفخ عليه الكير مرَّةً، فأدخل يده وأخرج الحديد من النّار، فغُشِي على غلامه، وترك أبو حَفْص الحانوت، وأقبل على أمره.
وقِيلَ إنّ أَبَا حَفْص دخل على مريضٍ، فقال المريض: آه.
فقال أبو حَفْص: مِمَّنْ؟ فسكت، فقال: مع من؟ قَالَ المريض: فكيف أقول؟ قَالَ: لا يكن أَنِينُك شَكْوى، ولا سُكوتك تجلُّدًا، ولْيكُنْ بين ذلك.
وعن أبي حَفْص قَالَ: حرست قلبي عشرين سنة، ثُمَّ حرسني عشرين سنة، ثُمَّ ورَدَ عليَّ وعليه حالةٌ صِرْنا محروسين جميعًا.
قَيِل لأبي حَفْص: من الوَليّ؟ قَالَ: من أيِّد بالكرامات، وغيِّب عَنْهَا1.
قَالَ الخُلْديّ: سمعت الْجُنَيْد ذكر أَبَا حَفْص قَالَ أبو نصر صاحب الحلّاج: نعم يا أَبَا القاسم، كانت له حال إذا لبسته مكث اليومين والثالثة لا يمكن أحدٌ أنْ ينظر إليه. وكان أصحابه يخلّونه حَتَّى يزول ذلك عَنْهُ.
وبلغني أنّه أنْفَذَ فِي يومٍ واحدٍ بضعةَ عشر ألف دينار يشتري بها الأسرى من الدَّيلم، فلمّا أمس لم يكن له ما يأكله.
ذكر المُرْتَعِشُ قَالَ: دخلنا مع أبي حَفْص على مريضٍ، فقال له: ما تشتهي؟ قَالَ: أن أبرأ.
فقال لأصحابه: احملوا عَنْهُ.
فقام المريض وخرج معنا، وأصحابنا كلّنا نُعادُ فِي الفِراش2.
قَالَ الُّسلميّ فِي تاريخ الصُّوفيّة: أبو حَفْص من قرية كُوردَابَاذ على باب نيسابور، وكان حدّادًا.
وهو أوّل من أظهر طريقة التّصوفّ بنيسابور.
__________
1 صفة الصفوة "4/ 120" لابن الجوزي.
2 طبقات الأولياء "251" لابن الملقن.(20/98)
قَالَ أبو محمد البلاذُريّ: اسمه عَمْرو بْن سَلْم، وكذا سمّاه أبو عُثْمَان الحِيرِيّ.
وذكر السُّلميّ أنّه كان ينفخ عليه غلامٌ له الكِيَر، فأدخل أبو حَفْص يده فِي النّار وأخرج الحديد، فغُشِي على الغلام، فترك أبو حَفْص الصَّنعة وأقبل على شأنه.
سمعت عَبْد الله بْن عليّ يقول: سمعت أَبَا عَمْرو بْن علْوان وسألته: هَلْ رَأَيْت أَبَا حَفْص عند الْجُنَيْد؟ قَالَ: كنتُ غائبًا، ولكنْ سمعت الْجُنَيْد يقول: أقام عندي أبو حَفْص سنة مع ثمانية أنْفُس، فكنت كلّ يومٍ أقدمِّ لهم طعامًا طيبًا، وذكر أشياء من الثّياب فَلَمَّا أراد أن يذهب كَسْوتُهُم.
فَلَمَّا أراد أن يفارقني قَالَ: لو جئت إِلَى نيْسابور علّمناك السّخاء والفتوَّة.
ثُمَّ قَالَ: عملك هَذَا كان فِيهِ تكلُّف. إذا جاءك الفقراء فكنْ معهم بلا تكلُّف، إنْ جُعْت جاعوا، وإن شبعتْ شَبِعُوا1.
قَالَ الخُلْديّ: لمّا قَالَ أبو حَفْص للجُنَيْد: لو دخلت خُراسان علّمناك كيف الفتوَّة، قَالَ له البغداديّون: ما الَّذِي رَأَيْت منه؟ قَالَ: صيّر أصحابي مخنَّثين، كان يكلُّف لهم كل يومٍ ألوان الطعام وغير ذلك، وأما الفتوَّة تَرْكُ التكلُّف.
وقِيلَ: كان فِي خدمة أبي حَفْص شابٌّ يلزم السُّكوت، فسأله الْجُنَيْد عَنْهُ فقال: هَذَا أنفقَ علينا مائة ألف درهم، واستدان مائة ألف درهم، ما سألني مسألة إجلالًا لي.
وقَالَ أبو عليّ الثَّقفيّ: كان أبو حَفْص يقول: مَن لم يزِنْ أحواله كلّ وقت بالكتاب والسُّنّة ولم يتّهم خواطره، فلا تعدُّه.
وَفِي مُعْجَم بغداد للسِّلفيّ بإسنادٍ منقطع: قدِم ولدان لأبي حَفْص النيَّسابوريّ فحضرا عند الْجُنَيْد فسمعا قوَّالين فماتا، فجاء أبوهما وحضر عند القوّالَيْن، فسقطا ميّتَيْن2.
وقَالَ ابنُ نُجَيْد: سمعت أَبَا عَمْرو الزّجّاجيّ يقول: كان أبو حفصٍ نور الْإِسْلَام فِي وقته.
__________
1 طبقات الأولياء "250".
2 السير "12/ 512".(20/99)
وعن أبي حَفْص قَالَ: ما استحقّ اسم السّخاء من ذكر العطاء، ولا لمحه يقبله.
وعنه قَالَ: الكَرَم طرْحُ الدُّنيا لمن يحتاج إليها، والإقبال على الله لاحتياجك إليه.
وعنه قَالَ: أحسن ما يتوسّل به العبد إِلَى مولاه دوام الفقر إليه على جميع الأحوال، وملازمة سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي جميع الأفعال، وطلب القُوت جَهْده من وجهٍ حلال.
تُوُفيّ الزّاهد أبو حَفْص سنة أربعٍ وستّين، وقِيلَ: سنة خمسٍ وستّين.
ووَهِمَ من قَالَ: سنة سبعين ومائتين.
114- عِيسَى بْن إبراهيم بْن مَثْرُود الغافقيّ1.
مولاهم المصريّ الفقيه.
أبو مُوسَى.
سمع: ابنُ عُيَيْنَة، وابن وهْب، وعبد الرَّحْمَن بْن القاسم، وجماعة.
وعنه: أبو دَاوُد، والنَّسائي وقَالَ: لا بأس به، وابن خُزَيْمَة، والطَّحاويّ، وأبو بَكْر بْن أبي دَاوُد، وأبو الْحَسَن بْن جَوْصا، وأبو بَكْر بْن زياد النَّيْسابوريّ، وخلْق سواهم.
تُوُفيّ فِي صَفَر سنة إحدى وستّين.
115- عِيسَى بْن أَحْمَد بْن عِيسَى بْن وَرْدان2.
أبو يحيى الْبَغْدَادِيّ، ثُمَّ العسقلانيّ. عسقلان بلْخ، وهي محلّة معروفة.
رحل، وسمع: بقيَّة بن الوليد، وعبد الله بْن وهْب، وحَمْزة بْن ربيعة، وعبد الله بْن نُمَيْر، وطائفة.
وعنه: التّرمِذيّ، والنَّسائي، وحامد بْن بلال، وأبو عوانه الإسفرائينيّ، ومحمد بْن عَقِيل البلْخي، والهَيْثَم بْن كُلَيْب الشّاشيّ فأكثر، وأبو حاتم الرَّازيّ وقَالَ: صدوق وقَالَ النَّسائي: ثقة.
__________
1 انظر: السير "12/ 362"، والتهذيب "8/ 205".
2 البداية "11/ 42"، التهذيب "8/ 205".(20/100)
وحدَّث عَنْهُ من أَهْل نَسْف خلقٌ، منهم: حمّاد بْن شاكر، وإبراهيم بْن مَعْقِلٍ.
تُوُفيّ سنة ثمانٍ وستّين، فِي عُشر المائة، ويقال: وُلِدَ سنة ثمانين ومائة.
116- عِيسَى بْن الشَّيْخ1.
أحد الأمراء المذكورين. أبو مُوسَى الشَّيبانيّ الذُّهليّ الدِّمشقيّ. ولي إمرة دمشق فأظهر الخلاف والخروج عن الطاعة سنة خمسٍ وخمسينٍ وأخذ الأموال، وتغلَّب على دمشق، فوجَّه المعتمد لحربه جيشًا عليهم أماجُور. فجهَّز الأمير عِيسَى لملتقاه وزيره ظفْر بْن اليمان وولده مَنْصُور بْن عِيسَى، فانكسروا وقُتِل ابنه فِي المعركة وأُسِر الوزير، وصُلِب فِي ظاهر البلد. وجرت له أمورٌ بعد ذلك.
قَالَ الصُّوليّ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْن بْن فَهْم أنّ بعض الظُّرفاء قصد عِيسَى بْن الشَّيْخ بآمِد فأنشده:
رأيتك بالمنام خلعتَ حقًّا ... عليَّ ببنفسجيّ وقضَيْت دَيْنِي
فعجِّل لي فِداك أَبِي وأُميّ ... مقالا في المنام رأته عيني
فقال: يا غلام، كُّل ما في الخزائن من الحرير.
فعرضه فوجد سبعين شقة بنفسجي، فدفعها إليه وقَالَ: كم دَيْنك؟ قَالَ: عشرة آلاف درهم.
فأعطاه ألف درهم وقَالَ: لا تعود ترى منامًا آخر.
قَيِل: إنّ عِيسَى مات سنة تسعٍ وستّين.
117- عِيسَى بْن مِهْران بْن المستعطف2.
من رءوس الرافضة.
حكى عَنْهُ: محمد بْن جرير الطَّبريّ، وغيره.
وله كتاب فِي تكفير الصّحابة وفسْقهم، ملأه بالكذب والبهتان.
__________
1 انظر: تاريخ الطبري "9/ 474، 475"، الكامل "7/ 238".
2 تاريخ بغداد "11/ 167".(20/101)
روى عَنْ: عُمَر بْن جرير البَجَليّ، وحسن بْن حُسَيْن المغربيّ، وسهل بْن عامر البَجليّ.
روى عَنْهُ: الْحُسَيْن بْن عليّ العلويّ نزيل مصر، وإسحاق بْن إِبْرَاهِيم الحنفيّ. قَالَ ابنُ عديّ: حدَّث بأحاديث موضعية، كنْيته أبو مُوسَى.
تُوُفيّ ببغداد فِي حدود السبعين ومائتين.
118- عِيسَى بْن مُوسَى بْن أبي حرب الصّفّار1.
أبو يحيى البصْريّ الثّقة النّبيل. رواه يحيى بْن أبي بَكْر الكرْمانيّ. قدِم إِلَى بغداد وحدَّث بها.
فروى عَنْهُ: الْحَسَن بْن عليل، وابن الباغَنْديّ، وأبو عَوَانة الإسفرائينيّ وقَالَ: كان سيّد أَهْل البصرة، والمَحَامليّ، ومحمد بْن جَعْفَر المَطِيريّ، وحمزة الهاشميّ، وخلْق سواهم.
وثقه أبو بَكْر الخطيب، وغيره.
وقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الأجرِّيّ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُولُ: سمعت ابنُ حسّان يقول: كثّر الله فِي النّاس مثل عِيسَى بْن أبي حرب.
قَالَ الخطيب: تُوُفيّ ماضيًا إِلَى كرْمان فِي صَفَر سنة سبعٍ وستين ومائتين.
"حرف الفاء":
119- الفضل بْن شاذان بْن عِيسَى2.
أبو الْعَبَّاس الرّازيّ المقرئ شيخ القرّاء بالرِّيّ.
أَخَذَ عن: أَحْمَد بن يزيد الحلْوانيّ، ومحمد بْن عِيسَى الإصبهانيّ، وغيرهما.
وسمع من: إِسْمَاعِيل بْن أبي أُوَيْس، وسعيد بْن مَنْصُور وطائفة.
وحدَّث عَنْهُ: أبو حاتم، وابنه عَبْد الرَّحْمَن وقال: ثقة.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "11/ 165".
2 انظر: معرفة القراء الكبار "1/ 334" للذهبي.(20/102)
وقرأ عليه: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن سَعِيد، وأحمد بْن محمد بْن عَبْد الله، وأحمد بْن محمد بن عمّار ابن شبيب الرّازيّون، وابنه الْعَبَّاس بْن الفضل.
قَالَ أبو عمرو والدّانيّ، لم يكن فِي دهْره مثله فِي عِلْمه وفَهْمه، وعدالته، وحُسْن اطِّلاعه.
120 - الفضل بْن الْعَبَّاس.
الحافظ أبو بَكْر الرّازيّ، ولقَبُه: فَضْلَك الصّائغ1.
رحل وطوّف، وحدَّث عن: عِيسَى بْن مينا قالون، وقُتَيْبَةَ بْنُ سَعِيدِ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الُأوَيْسيّ، وخلْق كثير.
وعنه: محمد بن مخلد العطّار، وأبو عوانة، ومجمد بن المطيريّ، أبو بَكْر الخرائطيّ، وجماعة.
تُوُفيّ فِي صفر سنة سبعين.
قَالَ المرُّوذيّ: ورَد عليَّ كتابٌ من ناحية شيراز أنّ فَضْلَك قَالَ ببلدهم: إنّ الْإِيمَان مخلوق، فبلغني أنّهم أخرجوه من البلد بأعوان الوالي.
وقَالَ لي أَحْمَد بْن أصرم المُزَنيّ: كنتُ بشيراز وقد أظهر فَضْلَك أنّ الْإِيمَان مخلوق وأفسد قومًا من المشيخة فحذَّرت منه، وأخبرتهم أنّ أَحْمَد بْن حنبل جهَّم من قَالَ بالعراق: إنّ القرآن مخلوق. وبيَّنا أمره حَتَّى أخرج. ودخلت إصبهان فإذا قد جاء إليهم، وأظهر عندهم أنّ الْإِيمَان مخلوق فأُخْرج منها.
وقَالَ المرُّوذيّ: ما زلنا بهجر فضلك حتى مات ولم يظهر توبةً فأخرج منها.
وقَالَ الخطيب: كان ثقة ثبتًا حافظًا، سكن بغداد.
وقَالَ محمد بْن حرث: سمعت الفضل بْن الْعَبَّاس وسألته: أيُّهما أحفظ: أبو زُرْعة أو البخاريّ؟ فقال: أنْ أُغْرِب على الْبُخَارِيّ فلن أستطيع، وأنا أُغْرِب على أبي زُرْعة على عدد شَعْره.
121- الفضل بْن الْعَبَّاس بْن مُوسَى الإستراباذيّ2. الفقيه.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 367"، السير "12/ 630".
2 انظر: تاريخ جرجان "598".(20/103)
سمع: أبا نُعَيْم، وأبا حُذَيْفة، وموسى بْن مَسْعُود المهْريّ، وغيرهم.
وعنه: أبو نُعَيْم عَبْد الملك بْن عديّ، وجماعة.
يُقَالُ: قتلهُ محمد بْن زَيْد العَلَويّ المتغلِّب على جُرْجان سنة أربعين ألقاه فِي بئر.
وكان الفضل إمامًا ثقة، فقيهًا كبير القدر. وهو الَّذِي تقدَّم إِلَى أَحْمَد بْن عَبْد الله الخُجُسْتانيّ الطّاغية الَّذِي قصد إستراباذ فاشترى منه البلد وأهله بثلاثمائة ألف درهم، ووزَّعها على النّاس. فسار أَحْمَد إِلَى جُرْجان وأغار على أهلها.
"حرف القاف":
122- القاسم بْن محمد بْن الْحَارِث المَرْوَزِيُّ1.
الفقيه.
قدِم بغداد، وصحب الْإِمَام أَحْمَد مدّة.
وحدَّث عن: عَبْدان بن عُثْمَان، وعليّ بْن الْحَسَن بْن شقيق، ومسدَّد بْن مُسَرْهَد، وطبقتهم.
وعنه: أبو حاتم الرَّازيّ، وابن صاعد، والمَحَامليّ، وجماعة.
وثقة أبو بكر الخطيب.
وتوفي سنة ثلاثٍ وستّين.
123- القاسم بْن يزيد.
أبو محمد الكوفيّ الوزّان المقرئ الحاذق2.
قرأ على: خلّاد بْن خَالِد، وكان من أجلّةِ أصحابه.
قرأ عليه: الحسن بن الحسين الصّاوف، وغيره.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "12/ 431".
2 غاية النهاية "2/ 25".(20/104)
"حرف الميم":
124- محمد بْن أَحْمَد بْن يزيد بْن عَبْد الله بْن يزيد1.
أبو يُونُس القُرَشيّ الْجُمَحيّ المدنيّ الفقيه. مفتي أَهْل المدينة.
أخذ عن أصحاب مالك، وحدَّث عن: إِسْمَاعِيل بْن أُوَيْس، وأبي مُصْعَب، وإسحاق بْن محمد الفَرَويّ، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وجماعة.
وعنه: زكريّا السّاجيّ، ويحيى بْن الحَسَن بْن جَعْفَر النَّسابة العلويّ، وأبو بشر الدُّلابيّ، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم الدّيبليّ، وأبو عَوانة الإسفرائينيّ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وآخرون.
125- محمد بْن أَحْمَد بْن حَفْص بْن الزِّبرقان2.
أبو عبد الله الْبُخَارِيّ، عالِم أَهْل بُخَاري وشيخهم.
قَالَ ابنُ مَنْدَه: كان شيخ خُراسان سمعتُ محمد بْن يعقوب الشَّيبانيّ يقول: سمعتُ كلام أَحْمَد بْن سَلَمَةَ يقول: سُئِل محمد بْن إِسْمَاعِيل عن القرآن فقال: كلام الله. فقال: كيفما يصرف؟ قال: القرآن ينصرف إلّا بالسُّنة! فأُخْبِرَ محمد بْن يحيى فقال: مَن ذهبّ إِلَى مجلسه فلا يدخل مجلسي.
وأخرَج جماعة من مجلسه. فخرج محمد بْن إِسْمَاعِيل إِلَى بُخَارَى، وكتب محمد بْن يحيى إِلَى خَالِد بْن أَحْمَد الأمير وشيوخ بخارى بأمره، فهمَّ خَالِد حَتَّى أَخْرَجَهُ أبو عبد الله محمد بْن أحمد بْن حفص إِلَى بعض رِباطات بُخَارَى، فبقي إِلَى أن كتب إِلَى أَهْل سَمَرْقَنْد يستأذنهم بالقدوم عليهم، فامتنعوا عليه، ومات فِي قرية.
قَالَ ابنُ مَنْدَه: نسخة كتاب أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حَفْص فقيه أَهْل خُراسان وما وراء النَّهر فِي الرّدّ على اللّفظيّة: الحمد لله الَّذِي حمد نفسه وأمر بالحمد عِباده. ثُمَّ سرد الكتاب فِي ورقتين.
قلت: تُوُفيّ فِي رمضان سنة أربعٍ وستّين. أرّخه أبو عبد الله بن عبد الرحمن بن منده.
__________
1 التهذيب "9/ 24".
2 السير "12/ 617".(20/105)
وأبوه ورد أنه سمع ورحل أبي عَبْد الله الْبُخَارِيّ، وكتب معه.
وروى عن: الحميدي، وأبي الْوَلِيد الطيالسيّ.
وأبوه فقيه بُخَارى، تفقّه على محمد بْن الْحَسَن.
قلت: وسمع محمد هَذَا أيضًا من عارٍم، وطبقته.
روى عنه: أبو عصمة بن محمد اليشكريّ، وعبدان ين يوسف، وعليّ بْن الْحَسَن بْن عَبْدة، وآخرون.
وتفقَّه عليه جماعة.
وقد تفقه على أَبِيهِ: أبو جَعْفَر، وانتهت إليه رئاسة الحنفيّة، ببُخَارَى.
تفقّه عليه جماعة، منهم: عَبْد الله بْن محمد بْن يعقوب الْبُخَارِيّ الحارثيّ الملقّب بالأستاذ فيما قَيِل. فَإِن كان لقِيَه فهو من صغار تلامذته.
قَالَ السُّليمانيّ: هُوَ أبو عبد الله العْجِليّ ومولاهم. له كتاب الأهواء والاختلاف.
قال: وكان تقيًّا ورعًا زاهدًا، ويكفِّر من قَالَ بخلْق القرآن. ويُثْبت أحاديث الرؤية والنّزول، ويحرِّم المُسْكر. أدرك أَبَا نُعَيْم، ونحوه.
126- محمد بْن إِبْرَاهِيم.
أبو حَمْزَةَ الْبَغْدَادِيّ الصُّوفي الزّاهد1.
جالس بِشْر بْن الْحَارِث، وأحمد بْن حنبل.
وصحِبَ سرِيّ السَّقطيّ، وغيره.
وكان عارفًا بالقرآن، كثير العدْو بالثَّغر.
حكى عَنْهُ: خير النّسّاج، ومحمد بن عليّ الكتّابيّ، وغيرهما.
فَمَنْ كلامه: علامة الصُّوفي الصّادق أن يفتقر بعد الغنى، ويُذَلّ بعد العزّ، ويُخفى بعد الشُّهرة، وعلامة الصُّوفي الكاذب أن يستغني بعد الفقر، ويُعَزّ بعد الذّلّ، ويشتهر بعد الخفى.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "1/ 390"، والسير "13/ 165".(20/106)
وقَالَ إِبْرَاهِيم بْن عليّ المؤيّديّ: سمعت أَبَا حمزة يقول: من المجال أن نحبّه ثُمَّ لا نذكره، ومن المُحال أن نذكره ثُمَّ لا يوجد له ذِكْر، ومن المُحال أن يوجد له ذِكْر ثُمَّ نشتغل بغيره.
قَالَ أبو نُعَيْم فِي الحلية: حكى لي عَبْد الواحد بْن أبي بَكْر: حدَّثني محمد بْن عَبْد الْعَزِيز: سمعتُ أَبَا عَبْد الله الرمليّ يقول: تكلَّم أبو حَمْزَةَ فِي جامع طَرسُوس فقتلوه. فبينما هُوَ يتكلَّم ذات يوم إذ صاح غرابٌ على سطح الجامع، فزعق أبو حَمْزَةَ، لبَّيك لَبّيك. فنسبوه إِلَى الزَّندقة وقَالَوا: حُلُوليّ زِنْديق. فشهدوا عليه، أُخرج وبيع فَرَسُهُ ونُودي عليه: هَذَا فرس الزِّنْديق1.
وقَالَ أبو نصر السّراجّ صاحب اللُّمع: بلغني عن أبي حَمْزَةَ أنّه دخل على الْحَارِث المحاسبيّ، فصاحت الشّاة: ماع. فشهق أبو حَمْزَةَ شهقة وقَالَ: لبْيك لبيَّك يا سيّديّ.
فغضب الْحَارِث -رحمه الله- وعمدَ إِلَى السِّكّين، وقَالَ: إنْ لم تَتُبْ ذبحتك. وقَالَ إِبْرَاهِيم: حَدَّثَنَا أبو نُعَيْم، حدَّثنا أَحْمَد بن محمد بن مقسم: حدَّثني أبو بدْر الخيّاط: سمعتُ أبا حمزة قلب: بينما أَنَا أسير فِي سفرة على التَّوكُّل والنّوم فِي عيني إذ وقعت فِي بئرٍ، فلم أقدر على الخروج لعُمْقها. فبينما أَنَا جالس إذ وقف على رأسها رجلان، فقال أحدهما لصاحبه: نجوز ونترك هَذِهِ فِي طريق السّابلة؟ قال: فما نصنع؟ فَبَدَرَتْ نفسي أن أقول: أَنَا فيها، فَنُودِيتُ: تتوكل علينا، وتشكو بلاءنا إِلَى سِوانا؟ فسكتُّ، وَمَضَيَا. ثُمَّ رجعا ومعهما شيء جعلاه على رأسها غطّوها به فقالت لي نفسي: أمِنْتَ طيَّها ولكن حصلت مسجونًا فيها.
فمكثت يومي وليلتي، فَلَمَّا كان من الغد ناداني شيء يهتف بي ولا أراه: تمسّك بي شديدًا.
فَمَددت يدي، فوقعت على شيءٍ خشِنٍ، فتمسّكت به، فَعَلاها وطرحني. فتأمَّلت فإذا هُوَ سبعٍ. فبمّا رَأَيْته لحِق من نفسي من ذلك ما يلحق من مثله. فهتف بي هاتف: يا أبا حَمْزَةُ استنقذناك من البلاء بالبلاء، وكَفَيْناك ما تخاف2.
__________
1 الحلبة "10/ 321".
2 هذا الأثر يتناقض مع حرص المسلم على سؤال العفو والعافية، ودعوة الإسلام إلى عدم إلقاء النفس في الهلكة، فلينتبه إلى هذا، والخير كل الخير في اتباع من سلف، والشر كل الشر في ابتداع من خلف.(20/107)
قيل: إنّ حَمْزَةَ تكلَّم يوما على كُرْسِيِّه ببغداد، فتغيَّر عليه حاله وسقط عن كُرْسِيّه، ومات فِي الجمعة الثانية.
نقل أبو بَكْر الخطيب وفاته سنة تسعٍ وستّين ومائتين.
وقَالَ أبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلميّ: تُوُفيّ سنة تسعٍ وثمانين.
قلت: تصحّف ذي بذي.
127- محمد بْن إِسْحَاق.
أبو بَكْر الصّاغانيّ الحافظ1.
طوَّف وجال، وأكثر التّرْحال، وبرع فِي العِلَل والرجال.
سمع: يزيد بْن معروف، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، ويَعْلَى بْن عُبَيْد، والأسود بْن العاص، وسعيد ابن أبي مريم، وطبقتهم.
وعنه: مُسْلِم، والأربعة، وأبو عُمَر الدُّوري المقرئ العراقيَّ، وهو أكبر منه، وموسى بْن هارون، وابن خُزَيْمَة ذكره، وابن صاعد، وعَبْدان، وأبو عَوَانة، وأبو سَعِيد بْن الأعرابيّ، وإسماعيل الصّفّار، وأبو العبّاس الأصمّ، وخلْق آخرهم موتًا شجاع بن جعفر الأنصاريّ.
قال ابن أبي جعفر الأنصاريّ.
قال ابنُ خراش: ثقة، مأمون.
وقَالَ الدَّارقطنيّ: ثقة، وفوق الثّقة.
وعن أبي مُزَاحم الخاقانيّ قَالَ: كان الصّاغانيّ يشبه يحيى بْن مَعِين فِي وقته.
وقَالَ الأصمّ: سأله أبي: إِلَى أيّ قبيلة تنتسب؟ فقال: إنّ جدّي كان فِي الصّحراء فاستقبله رَجُل فقال له: أسلم، فأسلم وقطع الزّنّار.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "7/ 195"، والسير "12/ 592".(20/108)
وقَالَ أبو بَكْر الخطيب: كان أحد الأثبات المتقنين، مع صلابةٍ فِي الدّين واشتهارٍ بالسُّنةّ، واتِّساعٍ فِي الرّواية.
وقَالَ أَحْمَد بْن كامل، مات فِي سابع صَفَر سنة سبعين.
128- محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن مِقْسَم الأسَدَيّ1.
الْإِمَام أبو بَكْر، وأبو عبد الله، وكذا الْإِمَام أبو عُلَيّة البصْريّ قاضي دمشق. لم يدرك الأخذْ عن أَبِيهِ، فإنّ أَبَاهُ تُوُفيّ وهو صغير.
فسمع من: محمد بْن بِشْر العبْديّ، ويحيى بْن آدم، وإسحاق الأزرق، وعبد الله بْن بَكْر، ووهْب بْن جرير، ويزيد ابن هارون، وطائفة.
وعنه: النَّسائي وأبو زُرْعة الدّمشقيّ، وأبو بِشْر الدُّولابيّ، وأبو عَرُوبة، وابن جَوْصا، ومحمد بن جعفر بن ملاس، ومحمد بن بكّار البَتَلْهِيّ قاضي داريّا، وأبو الدَّحداح أَحْمَد بْن محمد التميمي، وآخرون.
قال س: قاضي حافظ، دمشقيّ ثقة.
قَالَ محمد بْن الغَيْض: لم يزل قاضيًا بدمشق حَتَّى تُوُفيّ سنة أربعٍ وستّين.
وَوَلِيَ بعده القضاء أبو حازم عَبْد الحميد بْن عَبْد الْعَزِيز.
قلت: وهو أخو إِبْرَاهِيم بْن عُلَيّة الَّذِي ناظَرَه الشّافعيّ، وَالَّذِي كان من كبار الْجَهْمِيَّة.
129- محمد بْن إشكاب.
الحافظ أبو جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ2، أخو عليّ بْن إشكاب، واسم أبيهما الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم بْن الحُرّ بْن زَعْلان.
سمع: عَبْد الصّمد بْن عَبْد الوارث، وأبا النَّضر هاشم بْن القاسم، وإسماعيل بْن عُمَر.
وعنه: الْبُخَارِيّ، والنَّسائيّ، وأبو دَاوُد، وابن صاعد، والقاضي المَحَامِليّ، ومحمد بن مخلد، وآخرون.
__________
1 انظر: السير "12/ 294"، التهذيب "9/ 55".
2 انظر: الجرح والتعديل "7/ 229"، والسير "12/ 352".(20/109)
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
وقَالَ غيره: وُلِدَ سنة إحدى وثمانين ومائة، ومات يوم عاشوراء سنة إحدى وستّين ومائتين.
130- محمد بْن بجير. أو عبد الله الإسْفرائينيّ1.
رحّال محدِّث.
سمع: المقري، والحُمَيْديّ، وسَلْمَان بْن حرب.
وعنه: أبو عَوَانَة الحافظ، ومحمد بْن شريك، وعبد الله بْن محمد بْن مُسْلِم الإسفرائينيّون.
131- محمد بْن أيوب بْن الْحَسَن.
الفقيه أبو عبد الله النَّيْسابوريّ2.
رحل وسمع: سَلْمان بْن حرب، وأحمد بْن يُونُس، وسعيد بْن مَنْصُور.
وعنه: إبراهيم بن محمد بن سفيان، وغيره.
وكان صالحا زاهدا.
مات في ذي الحجّة إحدى وستين.
132- محمد بن بجير البخاري3.
والد عمر الحافظ.
روى عن: أبي الوليد الطيالسي، وغارم، وجماعة.
وعنه: محمد بْن حاتم. تُوُفيّ فِي شعبان سنة ثمانٍ وستّين.
133- محمد بْن بكّار بْن الْحَسَن بْن عُثْمَان العنْبريّ الفقيه الحنفيّ4.
__________
1 من العلماء المستورين، لا بأس به.
2 انظر السابق.
3 الثقات لابن حبان "9/ 143".
4 انظر: وفيات الأعيان "4/ 176"، والسير "13/ 119".(20/110)
من كبار الفقهاء بإصبهان.
سمع من: سهل بْن عُثْمَان، وأبي جَعْفَر الفلّاس.
وما كان روى شيئًا.
تُوُفيّ سنة خمسٍ وستّين كَهْلًا.
134- محمد بْن الْحَسَن العسكريّ بن عليّ الهادي بن محمد الحواد بْن عليّ الرضِّا بْن مُوسَى الكاظم.
أبو القاسم العلويّ الحسنيّ، خاتم الاثني عشر إمامًا للشّيعة.
وهو منظر الرّافضة الذي يزعمون أنهّ المهديّ.
وأنه صحب الزّمان، وأنّه الخَلَف الحُجّة.
وهو صاحب السِّرداب بسامرّاء، ولهم أربعمائة وخمسون سنة ينتظرون ظهوره. ويدَّعون أنّه دخل سِرْدابًا فِي البيت الَّذِي لوالده وأمّه تنظر إليه، فلم يخرج منه وَإِلَى الآن.
فدخل السِّرداب وعدم وهو ابن تسع سنين.
وأمّا أبو محمد بْن حزْم فقال: إنّ أَبَاهُ الْحَسَن مات عن غير عَقِب. وثبَّت جُمْهور الرّافضة على أنّ للحسن ابنًا أخفاه.
وقِيلَ: بل وُلِدَ بعد موته من جاريةٍ اسمها نرجس أو سَوْسَن. والأظهر عندهم أنّها صقيل؛ لأنّها ادَّعت الحمْل به بعد سيّدها فوقف ميراثه لذلك سبْع سنين، ونازعها فِي ذلك أخوه جَعْفَر بْن عليّ، وتعصَّب لها جماعة، وله آخرون. ثُمَّ انفشَّ ذلك الحَمْل وبَطُلَ وأخذ الميراث جعفرُ وأخٌ له.
وكان موت الْحَسَن سنة ستّين ومائتين.
قَالَ: وزادت فتنة الرّافضة بصَقِيل هَذِهِ، وبِدَعْواها، إِلَى أن حبسها المعتضد بعد نيِّفٍ وعشرين سنة من موت سيّدها وبقيت فِي قصره إِلَى أن ماتت في زمن مقتدر.
وذكره القاضي شمس الدّين بْن خلّكان فقال: وقِيلَ: بل دخل السِّرداب وله سبْع(20/111)
عشرة سنة فِي سنة خمسٍ وسبعين ومائتين. والأصح الأول، وأنّ ذلك كان سنة خمسٍ وستّين.
قُلْتُ: وَفِي الْجُمْلَةِ جَهْلُ الرَّافِضَةِ مَا عَلَيْهِ مَزِيدٌ. اللَّهُمَّ أَمِتْنَا عَلَى حبِّ محمد وَآلِ محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالَّذِي يَعْتَقِدُهُ الرَّافِضَةُ فِي هَذَا الْمُنْتَظَرِ لَوِ اعْتَقَدَ الْمُسْلِمُ فِي عَلِيٍّ بَلْ فِي النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِمَا جَازَ لَهُ ذَلِكَ وَلَا أقرَّ عَلَيْهِ.
قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصارى عِيسَى فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ، فَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ" 1 صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَامُهُ.
فإنهم يعتقدون فِيهِ وَفِي آبائه أنّ كلّ واحدٍ منهم يعلم علم الأوَّلين والآخرين، وما يكون، ولا يقع منه خطأ قطّ، وأنّه معصوم من الخطأ والسَّهو. نسأل الله العفو والعافية، ونعوذ بالله من الاحتجاج بالكذِب وردّ الصِّدق، كما هُوَ دأب الشِّيعة.
135- محمد بْن حمّاد بْن بَكْر المقرئ2.
صاحب خَلَف البزّاز.
مقرئ مجوِّد، وصالح عابد. كان الْإِمَام أَحْمَد يجلُّه ويحترمه، ويُصلّي خلفه فِي رمضان.
روى عن: يزيد بْن هارون، وعبد الله بْن أبي بَكْر السَّهميّ.
وعنه: ابنُ مَخْلَد، وأبو سعد بْن الأعرابيّ، وجماعة.
تُوُفيّ سنة سبعٍ وستّين.
136- محمد بْن خَلَف. أبو بَكْر البغداديّ الحدّاديّ المقرئ3.
__________
1 "حديث صحيح" أخرجه البخاري "4/ 204"، "8/ 210"، وعبد الرزاق "19758"، في مصنفه، وأحمد "1/ 23، 24، 47"، والحميدي "27"، والترمذي "172" في الشمائل.
2 انظر: تاريخ بغداد "2/ 270".
3 تاريخ بغداد "5/ 234"، التهذيب "9/ 149".(20/112)
عن: حُسَيْن الْجُعْفيّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وأبي يحيى الحِمّانيّ، وطائفة.
وعنه: الْبُخَارِيّ، وأبو دَاوُد، وأحمد بْن الباغَنْدِيّ، وابن خُزَيْمَة، وابن صاعد، وابن مَخْلَد، وطائفة.
قَالَ الدّارَقُطْنِيّ: ثقة، فاضل، له حديث فِي الصّحيح.
وقد روى القراءة عن أبي يوسف الأعشى.
مات فِي ربيع الأول سنة إحدى وستّين.
137- محمد بْن الخليل.
أبو جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ الفلّاس المخرَّميّ1.
عن: محمد بْن عُبَيْد، ورَوْح بْن عُبَادة، وحجّاج الأعور.
وعنه: أبو بَكْر بْن دَاوُد، وأبو عَوَانَة، ومحمد بْن مَخْلَد، ومحمد بْن جَعْفَر الطَّبري، وجماعة.
وكان من خيار المسلمين.
تُوُفيّ فِي شعبان سنة تسعٍ وستّين.
ووثّقه الخطيب.
ولم يصّح أنّ النَّسائيّ روى عَنْهُ.
138- محمد بْن سَحْنُون الفقيه عَبْد السّلام بْن سلّام التَّنوخيّ القَيْروانيّ2.
المالكيّ، الحافظ أبو عبد الله.
سمع: أَبَاهُ، وأبا مُصْعَب الزُّهريّ، وجماعة.
وكان خبيرًا بمذهب مالك، عالمًا بالآثار.
وقَالَ يحيى بْن عُمَر: كان ابنُ سَحْنُون من أكبر النّاس حُجَة وأتقنهم لها. وكان يناظر أَبَاهُ، وما شبهّه إلّا بالسيف.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "5/ 250".
2 ترتيب المدارك "3/ 104".(20/113)
قَيِل لعيسى بْن مِسكين: مَن خير من رَأَيْت فِي العلم؟ قَالَ: محمد بْن سَحْنُون.
وقَالَ غيره: ألّف كتابه المشهور، جمع فِيهِ فنون العِلم والفِقْه، وكتاب السِّير وهو عشرون كتابًا، وكتاب التاريخ وهو ستّة أجزاء، وكتاب الرّدّ على الشّافعيّ وأهل العراق، وكتاب الزُّهد، وكتاب الإمامة، وتصانيفه كثيرة.
ولما مات ضُرِبت الأخبية على قبره وأقام النّاس فيها شهورًا حَتَّى قامت الأسواق حول قبره. ورثاه غير واحدٍ من الشُّعراء. وكانت وفاته سنة خمسٍ وستّين بالقيروان. مات كهْلًا رحمه الله.
139- محمد بْن سَعِيد بْن غالب.
أبو يحيى القطّان الضّرير1.
بغداديّ، ثقة.
روى عن: ابن عينية، وإسماعيل بن عليَّة، ومعاذ، ويحيى بْن آدم، وأبي أسامة، والشَّافعيّ، وطائفة كثيرة.
وعنه: ابنُ ماجة فِي تفسيره، وابن شُرَيْح الفقيه، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد، والمَحَامليّ، وابن أبي حاتم وقَالَ: صدوق، وابن الأعرابيّ وهو آخر أصحابه موتًا.
تُوُفيّ فِي شوّال سنة إحدى وستّين.
140- محمد بْن سَعِيد بْن هنّاد بْن هنّاد2.
أبو حاتم الخُزاعيّ البُوسَنْجيّ.
حدَّث ببغداد ونيسابور عن: أبي نُعَيْم، والقَعْنبيّ، وأبي الْوَلِيد الطَّيالِسيّ، وجماعة.
وعنه: محمد بْن مَخْلَد، وأبو حامد بن الشَّرقّي، وأبو بكر بن المنذر صاحب الخلافيّات، ومحمد بْن عَقِيل البلْخيّ، ومكي بن عبدان، وعدد.
__________
1 انظر: السير "12/ 345"، التهذيب "9/ 189".
2 تاريخ بغداد "5/ 308".(20/114)
واستوطن بنيسابور.
وقيل: لقي ابن عيينة.
توفي سنة سبعٍ وستين ومائتين.
وقد ذكر الخطيب في تاريخه أنّه روى عن سُفْيَان بْن عيينة وهذا بعيد لا وجد لبُعْده.
141- محمد بْن شجاع أبو عبد الله بْن الثَّلْجيّ الْبَغْدَادِيّ1 الفقيه الحنفيّ.
أحد الأعلام الكبار. قرأ القرآن على أبي محمد اليزَّيْديّ. وروى الحروف الحروف عن: يحيى بْن آدم.
وتفقَّه على: الْحَسَن بْن زياد اللُّؤلؤيّ، وغيره.
وروى عن: إِسْمَاعِيل بْن عليَّة، ووكيع، وأبي أسامة، ومحمد بْن عُمَر الواقديّ، ويحيى بن آدم، وجماعة.
وعنه: عبد الله بن أحمد بن ثابت البزاز. وعبد الوهاب بن أبي حية، ومحمد بن إبراهيم بن حبيش البغوي، ومحمد بن يعقوب بن شيبة، وجده يعقوب.
قال ابن عدي: كان يضع أحاديث في التشبيه وينسبها إلى أصحاب الحديث يثلبهم بذلك.
رُوِي عَنْ حَسَّانِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْهَرِمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْفَعُهُ: إنّ الله خلق الفرس فغرقت، ثُمَّ خَلَقَ نَفْسَهُ مِنْهَا2.
قُلْتُ: هَذَا كَذِبٌ لَا يَدْخُلُ فِي عَقْلِ الْمَجَانِينَ لِاسْتِحَالَتُهُ، إِلَّا أَنْ يُرِيدَ خَلَقَ شَيْئًا سَمَّاهُ نَفَسًا، وَأَضَافَهُ إِلَيْهِ إِضَافَةَ مِلْكٍ. وَبِكُلِّ حَالٍ هَذَا وَاللَّهِ كَذِبٌ بِيَقِينٍ.
وقد سَأَلَ عَبْد الرَّحْمَن بْن يحيى بْن خاقان أَحْمَد بْن حنبل، عَنْهُ فقال: مبتدع صاحب هوى.
قلت: ومع مذهبه فِي الوقْف فِي القرآن كان متعبدًا كثير التّلاوة.
__________
1 انظر: السير "10/ 264"، والتهذيب "9/ 220".
2 "حديث موضوع": أخرجه ابن عدي "6/ 2249"، والبيهقي "ص/ 373"، في الأسماء والصفات، وابن الجوزي "1/ 105" في الموضوعات.(20/115)
قَالَ أَحْمَد بْن الحَسَن البَغَويّ: سمعته يقول: ادفنوني فِي هَذَا البيت فإنه لم يبق فِيهِ طابق إلّا وقد ختمت عليه القرآن.
قلت: وُلِدَ سنة إحدى وثمانين ومائة، ومات وهو ساجد فِي صلاة العصر فِي رابع ذي الحجة سنة ستِّ وستّين. وخُتِم له إنّ شاء الله وأناب عند الموت.
قَالَ ابنُ عديّ: سمعت مُوسَى بْن القاسم بْن الْحَسَن الأشيبْ يقول: كان ابنُ الثّلْجيّ يقول: من كان الشّافعيّ؟ إنّما كان يصحب بربر المعنى. فلم يزل يقول هَذَا إِلَى أنْ حضرته الوفاة فقال: رحم الله أَبَا عَبْد الله الشّافعيّ. وذكر علمه وقَالَ. قد رجعت عمّا كنت أقول فِيهِ.
وقَالَ أبو عبد الله الحاكم: رَأَيْت عند محمد بْن أَحْمَد بْن مُوسَى القُمّيّ الْحَارِث، عن أَبِيهِ، عن محمد بْن شجاع كتاب المناسك فِي نيِّف وستّين جزءًا كبارًا. روى هَذَا أبو عُمَر المدائني، عن عَبْد الملك الصِّقلّيّ، عن الحكم.
وقَالَ هارون بْن يعقوب الهاشميّ: سمعت أَبَا عَبْد الله وقِيلَ له إنّ ابنَ الثّلْجيّ كان ينال من أَحْمَد بْن حنبل وأصحابه ويقول: أيّ شيء قام به أَحْمَد بْن حنبل؟!
قال الموذيّ: أتيته ولمته، فقال: إنمّا أقول كلام لله كما أقول ماء الله وأرض الله.
فقمت ما كلّمناه حَتَّى مات.
وكان المتوكّل قد همّ بتوليته القضاء، فَقِيلَ له: هُوَ مِن أصحاب بِشْر المَرِيسيّ، فقال: نحنُ بَعْدُ فِي بِشْر؟ فقطّع الكتاب الذي كُتِب له فِي ذلك.
142- محمد بْن عاصم بْن عَبْد الله الثَّقفيّ
أبو جَعْفَر الإصبهانيّ1.
سمع: ابن عيينة، وسين الْجُعْفيّ، ويحيى بْن آدم، وجماعة.
وعنه: أَحْمَد بْن عليّ بْن الجارود، وخلْق آخرهم موتًا عبد الله بن جعفر بن
__________
1 انظر: السير "12/ 277"، والتهذيب "9/ 240".(20/116)
فارس. رُوِيَ عن إِبْرَاهِيم بْن أُورَمَة الحافظ قَالَ: ما رَأَيْت مثل محمد بْن الأهوازيّ وما رَأَى هُوَ مثل نفسه.
وقَالَ عليّ بْن محمد الثَّقفيّ: كنت أختلف إِلَى أبي بَكْر بْن أبي شَيْبَة، فَمَا رَأَيْت أحدًا يُشْبِهه فِي حُسْن روايته وحِفْظ لسانه إلّا محمد بْن عاصم.
وقَالَ غيره: كان محمد وأسعد وعليّ والنُّعمان بنو عاصم من سكّان المدينة مدينة جيّ.
قلت: وهو صدوق.
تُوُفيّ سنة اثنتين وستّين.
143- محمد بْن الْعَبَّاس بْن خالد1.
وأبو عبد الله السُّلميّ الإصبهانيّ، الرّجل الصالح.
رحل فِي العلم، وسمع: عُبَيْد الله بْن مُوسَى، وأبا عاصم النّبيل، وجماعة.
وعنه: يُونُس بْن محمد المؤذّن، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، وعبد الله بْن محمد ولده، وآخر من روى عَنْهُ عَبْد الله بْن فارس.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: صدوق من عباد الله الصّالحين، صاحب فضل وعبادة.
ولما توفي محمد بن العباس حضره أحمد بن عصام فقال: كان من ثقات إخواننا، وكان عندي ممن كان يخشى الله تعالى.
قلت: توفي إلى رحمة الله تعالى سنة ست وستين.
144- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ بن أعين بن ليث2.
الإمام أبو عبد الله المصري الفقيه، أخو عبد الرحمن وسعيد. ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وروى عن: عَبْد الله بْن وهب، وابن أبي فُدَيْك، وأبي ضمرة أنس بن عياض، وبشر بن بكير، وأيوب بن سويد الرملي، وإسحاق بن الفراش، وأشهب بن عبد
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 48".
2 انظر: السير "10/ 341"، والبداية والنهاية "11/ 42".(20/117)
العزيز، وشعيب بن الليث بن سعد، وأبي عبد الرحمن المقري، وطائفة.
ولزم الشافعي مدة، وتفقه به، وبابنه عبد الله، وغيرهما.
وعنه: ن. وابن خُزَيْمَة، وابن صاعد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وعمرو بن عثمان المكي الزاهد، وأبو بكر بن زياد النَّيسابوريّ، وإسماعيل بن داود بن وردان، وأبو العباس الأصم، وجماعة.
وثقه النَّسائي، وقَالَ مرّة: لا بأس به.
وقَالَ غيره: كان أَبُوهُ قد ضمّه إلى الشّافعيّ، فكان الشّافعيّ معجَبًا به لذكائه وحرصه على الفِقْه.
قَالَ أبو عُمَر الصَّدفّي: رَأَيْت أَهْل مصر لا يعدلون به أحدًا، ويصفونه بالعلم والفضل والتواضع.
وقَالَ إمام الأئمّة ابنُ خزيمة: ما رأيت من فقهاء الْإِسْلَام أعرف بأقاويل الصّحابة والتابعين من محمد بن عبد الله ابن عَبْد الحكم.
وقَالَ مرَّة: كان محمد بْن عَبْد الله أعلم مَن رَأيت على أديم الأرض بمذهب مالك، وأحفظهم. سمعته يقول: كنت أتعجّب ممّن يقول فِي المسائل: لا أدري.
قَالَ ابنُ خُزَيْمَة: وأمّا الإسناد فلم يكن يحفظه، وكان من أصحاب الشّافعيّ، وكان ممّن يتكلّم فيه. فوقعت بينه البُوَيْطي وحشة فِي مرض الشّافعيّ فحدَّثني أبو جعفر السُّكّريّ صديق الرَّبِيع قَالَ: لمّا مرض الشّافعيّ جاء ابنُ عَبْد الحَكَم ينازع البُوَيْطيّ فِي مجلس الشافعي، فقال البويطي: أَنَا أحقُّ بِهِ منك.
فجاء الحميديّ، وكان بمصر، فقال الشّافعيّ، ليس أحدّ أحقّ بمجلسي من البُوَيْطيّ، وليس أحد من أصحابي أعلمُ منه.
فقال الحُمَيْديّ: كذبت أنت وأبوك وأُمُّك.
وغضب ابنُ عَبْد احكم فترك مجلس الشّافعيّ1، فحدَّثني ابنُ عَبْد الحَكَم قال:
__________
1 السير "10/ 341".(20/118)
كان الحُمَيْديّ معي فِي الدّار نحوًا من سنة وأعطاني كتاب ابنُ عُيَيْنَة، ثُمَّ أَبَوْا إلّا أن يُوقِعُوا بيننا ما وقع.
روى هَذَا كلَّه الحاكم عن حُسَيْنَك التَميميّ، عن ابنُ خُزَيْمَة.
وعن المُزَنيّ قَالَ: نظر الشّافعيّ إلى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ وقد ركَب دابّته فأتْبعه بصره وقَالَ: ودِدت أنّ لي ولدًا مثله وعليّ ألف دينار لا أجد قضاءها.
وقَالَ أبو الشَّيخ: ثنا عَمْرو بْن عُثْمَان المكّيّ قَالَ: رَأَيْت مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ يُصلّي الضُّحى، فكان كلّما صلّى ركعتين سجد سجدتين، فسأله من يأنس به فقال: أسجد شكرا لله على ما أَنْعم به عليَّ من صلاة الركعتين1.
وقَالَ ابنُ أبي حاتم: صدوق، ثقه، أحد فقهاء مصر من أصحاب مالك. وقَالَ أبو إِسْحَاق الشّيرازيّ: قد حُمِل محمد فِي محنة القرآن إِلَى ابنِ أبي دُؤاد، ولم يُجِب إِلَى ما طلب منه، وردَّ إلى مصر، وانتهت إله الرئاسة بمصر، عني فِي العِلْم.
وقَالَ غيره: إنّه ضُرِب فهرب واختفى، وقد نالْته محنةٌ أخرى صَعْبة مرَّت فِي ترجمة أَخِيهِ الشهيد سنة سبعٍ وثلاثين.
نسب ابنُ الْجَوْزيّ، قَالَ أبو سَعِيد بْن يُونُس: كان محمد المفتي بمصر فِي أيّامه، تُوُفيّ يوم الأربعاء النِّصف من ذي القعدة سنة ثمانٍ وستّين وصلّى عليه بكّار بْن قُتَيْبَةَ القاضي.
قلت: آخر من روى حديثه عاليًا عَبْد الغفّار الشِّيرويّ.
وله تصانيف كثيرة منها: "كتاب أحكام القرآن، وكتاب الرّدّ على الشّافعيّ مما خالف فِيهِ الكتاب والسُّنَّة، وكتاب الرّدّ على أَهْل العراق، وكتاب أدب القضاة".
وَفِي المحدثين.
145- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ2.
رحل وروى عن أَحْمَد بْن مَسْعُود المقدسيّ.
روى أبو نُعَيْم الحافظ حديثه فِي الحلْية فقال: ثنا أبو حامد أَحْمَد بن محمد بن الحسن: ثنا محمد بن عبد الله ابن عبد الحكم.
__________
1 السابق "2/ 342".
2 انظر: التهذيب "9/ 262".(20/119)
146- محمد بْن عَبْد الله بْن المستورد1.
الحافظ أبو بكر البغداديّ.
عن: أبي نعيم، يحيى بْن بُكَيْر، والحسن بْن بُسْر، وجماعة.
حدَّث ببغداد، وإصبهان.
روى عَنْهُ: أبو عبد الله المحَامِليّ، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن فارس، وآخرون.
توفّي سنة ستِّ وستين.
147- محمد ين عَبْد الرَّحْمَن بْن الأشعث2.
أبو بَكْر الرَّبعيّ العجليّ، إمام جامع دمشق.
روى عنه: أبي مُسْهِر، ومحمد بن عِيسَى بْن الطّبّاع، وحَجّاج بْن أبي منيع، وغيرهم.
وعنه: النَّسائي، وابن صاعد، وأبو عَوَانةَ، وأبو بَكْر بْن أبي دَاوُد، وأبو بَكْر بْن زياد، والحسن بْن عَبْد الملك الحصائريّ، وجماعة.
وثّقه النَّسائي.
مات سنة ستِّ وستّين.
148- محمد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن المَرْزُبان بْن جَعْفَر البَغَويّ3.
والد أبي القاسم البَغَويّ.
قَالَ محمد بْن أَحْمَد الإسكافيّ فِي تاريخه: وُلِدَ سنة ثمانٍ وثمانين ومائة، وهو أسنّ إخواته.
سمع من: عَبْد الله بْن بَكْر السَّهميّ، وغيره.
وكان يحبّه ويحبّ أخاه عليّ ابني أَحْمَد بْن مَنِيع.
تُوُفيّ بسرَّ مَنْ رَأَى سنة سبعٍ وستين ومائتين.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 427".
2 التهذيب "9/ 291".
3 من العلماء المستورين، لا بأس به.(20/120)
149- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ1.
أبو جَعْفَر الواسطيّ الدّمشقيّ.
عن: يزيد بْن هارون، ووْهب بْن جرير، ومعلَّى بْن عُبَيْد، وأبي أَحْمَد الزُّبيريّ، وطائفة.
وعنه: أبو دَاوُد، وابن ماجة، وإبراهيم الحربيّ، وإبراهيم بْن محمد نِفْطَوَيْه، وابن صاعد، وابن أبي حاتم وإسماعيل الصّفّار، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
ووثّقه الدَّارقطنيّ.
تُوُفيّ فِي شوّال سنة ستٍّ وستّين.
150- محمد بْن عُبَيْد الله بْن يزيد2.
أبو جَعْفَر الشَّيبانيّ مولاهم الحرّانيّ، ويُعرف بالقَرْدُوانيّ. قاضي حَرّان.
روى عن: أَبِيهِ، وعثمان بْن عَبْد الرَّحْمَن الظَّريفيّ، وأبي نعيم الفضل بن دكين.
وعنه: النَّسائي، وأحمد بن عمرو والبزّاز، وأبو عروبة، وابن صاعد، وأبو عوانة، وعدة.
قال ابن عروبة: كان من عدول الحكام. ولم يكن يعرف الحديث. كان عنده كتب ذكر أنّه سمعها من أَبِيهِ.
ومات لليالٍ بقين من شهر ذي الحجّة سنة ثمانٍ وستّين.
151- محمد بْن عُثْمَان الهَرَويّ3.
الحافظ متُّويه.
سمع: مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم، والحرميّ.
توفّي سنة أربعٍ وستين.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 346"، التهذيب "9/ 318".
2 التهذيب "9/ 325".
3 من حفاظ هراة، لا بأس به.(20/121)
152- محمد بْن عليّ بْن بسّام. أبو جَعْفَر الحافظ، ولَقَبُه مَعْدان1.
روى عن: عَبْد الصمد بْن النُّعمان، وقَبيِصة.
وعنه: مُطَيَّن، ومحمد بْن مَخْلَد.
تُوُفيّ سنة اثنتين وستّين.
153- محمد بْن عليّ بْن ميمون الرَّقيّ القطّان2.
عن: عَبْد الله بن جعفر القيّ، ومحمد بْن يوسف الفِرْيَابِيّ، والقعْنَبيّ، وطبقتهم.
وعنه: النِّسائيّ، وأبو عرُوبة، ومحمد بْن جرير الطَّبريّ، وأبو الْعَبَّاس الأصغر، وجماعة.
قَالَ الحاكم: ثقة مأمون. كان إمام أَهْل الجزيرة فِي عصره.
قلت: تُوُفيّ سنة ثلاثٍ وستّين. وقِيلَ: سنة ثمانٍ وستّين، وهو أصحّ.
154- محمد بْن علي بْن دَاوُد الْبَغْدَادِيّ3.
الحافظ أبو بَكْر ابنُ أخت غزال.
سمع: عفّان، وسعيد بْن دَاوُد الزُّبيريّ، وطائفة.
وعنه: أبو جَعْفَر الطّحاويّ، وعليّ بْن أَحْمَد علّان، وأبو عَوَانة.
وثّقه أبو بَكْر الخطيب.
ومات سنة أربعٍ وستّين.
155- محمد بن عُمَر بْن يزيد.
أبو عبد الله الزُّهريّ الإصبهانيّ. أخو رستة4.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "3/ 58، 59".
2 التهذيب "9/ 356".
3 تاريخ بغداد "3/ 59، 60".
4 ذكر أخبار إصبهان "2/ 187".(20/122)
عن: أبي داود الطيالسي، وبكر بن بكار، ومحمد بن أبان العنْبريّ.
وعنه: ابنه عَبْد الله، وأحمد بْن الْحُسَيْن الْأَنْصَارِيّ، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن فارس.
تُوُفيّ سنة ثلاثٍ وستّين.
156- محمد بْن عُمَيْر.
أبو بَكْر الطَّبريّ الفقيه1، جليس أبي زُرْعة الرَّازيّ، والمفتي فِي مجلسه.
روى عن الحميد كتاب التفسير، وكتاب الرّد على النُّعمان.
قَالَ ابن أبي حاتم: كان يفتي رأي أبي ثور.
سمعت منه، وهو ثقة صدوق.
157- محمد بن محمد بن عيسى الزّاهد2.
الزّاهد أبو الْحَسَن بْن أبي الورد الْبَغْدَادِيّ المعروف بحَبشيّ.
صحب بِشْر بْن الْحَارِث وغيره.
وروى عن: أبي النَّضْر هاشم بْن القاسم.
وعنه: أبو القاسم البَغَويّ، وعليّ بْن الْجُنَيْد الغضائريّ، وغيرهما.
وله أخ اسمه أحمد، كنته أيضًا أبو الْحَسَن. زاهد كبير، تُوُفيّ قبل حَبَشيّ.
وتُوُفيّ حَبَشيّ سنة اثنتين وستّين.
وقَالَ ابنُ قانع: سنة ثلاثٍ وستّين.
وقِيلَ: سنة اثنتين.
وكان من أعيان مشايخ لقوم من موالي سَعِيد بْن العاص الأمويّ. وسُمّي حَبَشيّ لسُمْرته. وأبو الورد جدّه من أصحاب المنصور وإليه تُنْسَب سُوَيْقة أبي الورد.
158- محمد بن مسلم بن عثمان بن وارة3.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 40".
2 تاريخ بغداد "3/ 201، 202".
3 السير "13/ 28"، والتهذيب "9/ 451".(20/123)
أبو عبد الله الرَّازيّ الحافظ.
طوّف وسمع الكثير.
وأخذ عن: محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وأبي عاصم النّبيل، وهوزة بْن خليفة، وأبي مُسْهِر، وأبي المغيرة الحمصيّ، وأبي نُعَيْم، وآدم بْن أبي إياس، وقَبِيصة، وبشرٍ كثير.
وعنه: ن. ومحمد بن يحيى الذَُهليّ مع تقدمُّه، والبخاري خارج الصحيح، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وابن صاعد، وأبو بكر بن مجاهد المقري، والمحامليّن وابن أبي حاتم، وخلق من آخرهم أبو عمرو أحمد بن محمد بن حكيم.
وقال ن: ثقة، صاحب حديث.
وقَالَ ابنُ أبي حاتم: ثقه، صدوق.
وكان أبو زُرْعة يجلّه ويُكْرمه.
وقَالَ عَبْد المؤمن بْن أَحْمَد: كان أبو زُرْعة لا يقوم لأحدٍ ولا يُجلِس أحدًا فِي مكانه إلّا ابنُ وَارَةَ.
وقَالَ فَضْلَك الرَّازيّ: سمعت أَبَا بَكْر بْن أبي شَيْبَة يقول: أَحْفَظُ من رَأَيْت أَحْمَد بن الفُرات، وأبو زُرْعة، وابن وَارَةَ.
وقَالَ الطّحاويّ: ثلاثةٌ من علماء الزمان بالحديث اتّفقوا بالرِّيّ، لم يكن فِي الأرض فِي وقتهم أمثالهم. فذكر أَبَا زُرْعة، وابن وَارَةَ، وأبا حاتم.
وعن عَبْد الرَّحْمَن بْن خِراش قَالَ: كان ابنُ وَارَةَ من أَهْل هَذَا الشأن المتقِنين الُأمناء. كنت ليلةً عنده، فذكر أَبَا إِسْحَاق السَّبيعيّ، فذكر شيوخه، فذكر فِي طَلْق واحدٍ سبعين ومائتي رَجُل. ثُمَّ قَالَ: كان آيةً شيئًا عجبًا.
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَاذَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ الشَّاذكونيّ يَقُولُ: جَاءَنِي محمد بْنُ مُسْلِمٍ، فَقَعَدَ يتقعَّر فِي كَلامِهِ، فَقُلْتُ: مِنْ أيِّ بلدٍ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ أَهْلِ الرِّيّ.
ثُمَّ قَالَ: أَلَمْ يَأْتِكَ خَبَرِي، أَلَمْ تَسْمَعْ بِنَبَئِي، أَنَا ذُو الرِّحْلَتَيْنِ.(20/124)
قُلْتُ: مَنْ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً" 1.
فَقَالَ: حدَّثني بَعْضُ أَصْحَابِنَا.
قُلْتُ: مَنْ أَصْحَابُكَ؟ قَالَ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَقَبِيصَةُ.
قُلْتُ: يَا غُلامُ، ائْتِنِي بِالدِّرَّةِ.
فَأَتَانِي بِهَا، فَأَمَرْتُهُ، فَضَرَبَهُ بِهَا خَمْسِينَ، وَقُلْتُ: أَنْتَ تَخْرُجُ مِنْ عِنْدِي مَا آمَنُ أَنْ تَقُولَ: حدَّثني بَعْضُ غِلْمَانِنَا2.
وقَالَ زكريا السّاجيّ: جاء ابنُ وَارَةَ إِلَى أبي كُرَيْب، وكان فِي ابنِ وارة بَأْوٌ، فقال لأبي كُرَيْب: ألم يبلغْك خبري، ألم يأتِك نبئي؟ أَنَا ذو الرّحلتين، أَنَا محمد بن مُسْلِم بْن وَارَةَ.
فقال: وَارَةُ، وما وَارَةُ؟ وما أدراك ما وارة؟ قم، والله لا حدَّثنك، ولا حدَّثت قومًا أنت فيهم.
وقَالَ ابنُ عُقْدة: دقَّ ابنُ وَارَةَ على أبي كُرَيْب، فقال: مَنْ؟ قَالَ: ابنُ وَارة أبو الحديث وأُمُّه.
ذكر أبو أَحْمَد الحاكم أنّ ابنُ وَارَةَ سمع من سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويحيى القطّان، وهذا وَهْمٌ منه.
قَالَ: ابنُ مَخْلَد، وغيره: تُوُفيّ فِي رمضان سنة سبعين.
وقَالَ المنادي: مات سنة خمسٍ وستّين. وهذا وهْم أيضًا.
159- محمد بْن مُوسَى.
أبو جَعْفَر الحَرَشيّ الْبَغْدَادِيّ الحافظ، الملقَّب: شاباص3.
حدَّث عن: يزيد بن حيرة المدنّي، وخليفة بن خياط.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "10/ 448"، ومسلم "2256"، وأبو داود "5011"، والترمذي "1848".
2 تاريخ بغداد "3/ 258".
3 انظر: تاريخ بغداد "3/ 240"، والتهذيب "9/ 482".(20/125)
وعنه: المَحَامِليّ، وابن مَخْلَد، وإسماعيل الصّفّار.
وهو ثقة.
160- محمد بْن هارون.
أبو جَعْفَر المُخَرّميّ الْبَغْدَادِيّ الفلّاسي شيْطا الحافظ1.
سمع: أَبَا نُعَيْم، وسليمان بْن حَرْب، وعَمْرو بْن حمّاد، وطبقتهم.
وعنه: المحامليّ، وابن مخلد، وابن حاتم وقَالَ: هُوَ مِن الحُفّاظ الثّقات، وأبو عوانة.
وكان من أحفظ النّاس.
توفّي بالنهران سنة خمسٍ وستّين.
161- محمد بْن هشام بْن ملّاس.
أبو جَعْفَر النُّمَيْريّ الدّمشقيّ2.
عن: مروان بْن مُعَاوِيَة، وحَرْمَلَة بْن عَبْد الْعَزِيز.
وعنه: حفيده محمد بْن جَعْفَر بْن محمد الحافظ، وأبو عليّ الحصائريّ، وابن أبي حاتم وقَالَ: صدوق، وأبو الْعَبَّاس الأصمّ، وجماعة.
وله جزء رواه أبو القاسم بْن رواحة عاليًا.
تُوُفيّ سنة سبعين، وله مائة سنة إلّا ثلاث سنين.
قَالَ: لقيت ابنُ عُيَيْنَة سنة اثنتين ومائتين، فكَثُرُوا عليه، فلم أكتب عَنْهُ.
162- محمد بْن وهْب.
أبو بَكْر الثّقفيّ المقرئ3.
عن: أبي الوليد الطّيالسي، وجماعة.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 118".
2 السير "12/ 354".
3 تاريخ بغداد "3/ 332".(20/126)
وعنه: إِسْمَاعِيل الصّفّار، وأبو سَعِيد بن الأعرابيّ، وغيرهم.
وكان صدر القرَّاء فِي البصْرة فِي زمانه.
سمع الحروف من يعقوب. قرأ القرآن على رَوْح صاحب يعقوب.
تلا عليه: محمد بْن يعقوب المعدّل، ومحمد بْن المؤمّل الصَّيرفيّ، ومحمد بن جامع الحلوانيّ.
بقي إلى قرب السبعين ومائتين.
163- محمد بْن يحيى بْن كثير.
أبو عبد الله الكْلبيّ الحرّانيّ الحافظ لؤلؤ1.
سمع: أَبَا قَتَادَة عَبْد الله بْن واقد، وعثمان بْن عَبْد الرَّحْمَن الطَّرائفيّ، وأبو النُّعمان الحَكَم بْن نافع، وأحمد بْن يُونُس، وطبقتهم.
وعنه: النَّسائيّ وقَالَ: هُوَ ثقة، وأبو عَروُبَة الحرّانيّ، وأبو عَوَانَة، وأبو عليّ محمد بْن سَعِيد الرَّقّيّ، وطائفة.
تُوُفيّ فِي صَفَر سنة سبعٍ وستّين.
164- محمد بْن أبي يحيى بْن زكريّا بْن يحيى الوقّاد2.
المصريّ الفقيه أحد العالمين بمذهب مالك.
صنف كتاب السُّنَّة، ومختصر فِي الفقه، وغير ذلك.
تُوُفيّ سنة تسعٍ وستين.
165- محمد بن يوسف.
أبو عبيد الله البغداديّ الجوهريّ3.
الرجل الصّالح الحافظ.
__________
1 السير "12/ 605، 606"، التهذيب "9/ 521".
2 يُنظر في "ترتيب المدارك".
3 الجرح والتعديل "8/ 120".(20/127)
رحل وطوّف، وحدَّث عن عُبَيْد الله بْن مُوسَى، وأبي غسّان مالك بْن إِسْمَاعِيل، وعبد الْعَزِيز الُأوَيْسيّ، وبِشْر الحافي وصَحِبه، ومعلَّى بْن أسَد، وطبقتهم.
روى عَنْهُ: عُمَر بْن شبَّة وهو أكبر منه، وابن صاعد، وابن أبي حاتم وقال: ثقة، ابن مَخْلَد، وآخرون.
قال الخطيب: كان موصوفا بالدِّين والسُّنن.
وقال ابن قانع: مات في ربيع الآخر سنة خمسٍ وستين.
166- مالك بن علي بن مالك بن عبد العزيز.
الإمام أبو خالد القرشي الفهري الأندلسي القرطبي الزاهد1.
روى عن: يحيى بْن يحيى اللَّيثيّ، والقعْنَبيّ، وأَصبغ بْن الفَرَج، وجماعة.
وعنه: محمد بْن عُمَر بْن لُبابة، ومُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أَعْيَن، وآخرون.
تُوُفيّ سنة ثمانٍ وستّين ومائتين.
وصنَّف أيضًا فِي مذهب مالك مختصرًا.
167- المثنَّى بن جامع2.
أبو الحين بن زياد الأنباريّ الزّاهر.
روى عن: سَعْدَوَيْه الواسطيّ، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن الصّبّاح، وسُرَيْج بْن يُونُس.
وعنه: أَحْمَد بن محمد بْن الهيثم، ويوسف الأزرق.
قَالَ الخطيب: كان ثقة مشهورًا بالسُّنَّة، من أصحاب أَحْمَد. يُقال كان مستجاب الدعوة. وكان بِشْر الحافي يُكرمه ويُجِلّه.
168- مُسْلِم بْن الحجّاج بْن مُسْلِم3.
الإمام أبو الحسن القشيريّ النيَّسابوري الحافظ صاحب الصّحيح.
__________
1 جذوة المقتبس "805".
2 تاريخ بغداد "13/ 173، 174".
3 انظر: السير "10/ 381"، والتهذيب "10/ 126".(20/128)
قَالَ بعض النّاس: وُلِدَ سنة أربعٍ ومائتين. وما أظنّه إلّا وُلِدَ قبل ذلك.
سمع سنة ثمان عشرة ومائتين ببلده مِن يحيى بْن يحيى، وبِشْر بْن الحَكَم، وإسحاق بْن راهَوَيْه.
وحجّ سنة عشرين، فسمع من: القَعْنَبيّ، وهو أقدم شيخ له، ومن: إِسْمَاعِيل بْن أبي أُوَيْس، وأحمد بْن يُونُس، وعُمَر بْن حَفْص بْن غِياث، وسعيد بْن مَنْصُور، وخالد بْن خِدَاش، وجماعة يسيرة.
وردَّ إِلَى وطنه. ثُمَّ رحل فِي حدود الخمس وعشرين ومائتين فسمع من: عليّ بْن الْجَعْد، ولم يروِ عَنْهُ فِي صحيحه لأجل بدعةٍ ما.
وسمع من: أَحْمَد بْن حنبل، وشَيْبان بْن فروُّخ، وخلف البزّاز، وسعيد بْن عَمْرو الأشْعثيّ، وعَوْن بْن سلام الدُّولابيّ، وأبي نصر التّمّار، ويحيى بْن بِشْر الحريريّ، وقُتَيْبَة بْن سَعِيد، وأُميّة بْن بِسْطام، وجعفر بْن حُمَيْد، وحيّان بْن مُوسَى المَرْوَزِيّ، والحَكَم بْن مُوسَى القَنْطَريّ، وعبد الرَّحْمَن بْن سلّام الْجُمَحيّ، وخلْق كثير من العراقيّين، والحجازيّين، والشّاميين، والمصريين، الخراسانيين. فسمي شيخُنا فِي تهذيب الكمال مائتين وأربعةً وعشرين شيخًا.
ورأيت بخطّ حافظ أنّه قد روى فِي صحيحه عن مائتين وسبعة عشر.
روى عَنْهُ: ت. حديثًا واحدًا فِي جامعه، ومحمد بْن عَبْد الوهاب الفرّاء، وعليّ بْن الْحَسَن بْن أبي عِيسَى الهلاليّ، وهما أكبر منه، وصالح بن محمد جَزَرَة، وأحمد بْن سَلَمَةَ، وأحمد بْن الْمُبَارَك المستملي، وهو من أقرانه، وإبراهيم بْن أبي طَالِب، والحسين بْن محمد القبّانيّ، وعليّ بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد الرَّازيّ، وابن خُزَيْمَة، وأبو الْعَبَّاس السّرّاج، وابن صاعد، وأبو حامد بْن الشَّرقيّ، وأبو عَوَانة الإسْفرائينيّ، وأبو حامد أَحْمَد بْن حمدون الْأَعْمَش، وسعيد بْن عَمْرو البَرْذَعيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم ونَصْرَك بْن أَحْمَد بْن نصر الحُفّاظ، وأحمد بْن عليّ بْن الْحُسَيْن القلانسي، وإبراهيم بن محمد.
سُفْيَان الفقيه، وأبو بَكْر محمد بْن النَّضْر الجاروديّ، ومكّيّ بْن عَبْدان، ومحمد بْن مَخْلَد العطّار، وخلْق آخرهُم وفاةً أبو حامد أَحْمَد بْن عليّ بْن حَسْنَوية المقرئ أحد الضعفاء.(20/129)
ذكر الحافظ ابنُ عساكر فِي ترجمة مُسْلِم أنه سمع بدمشق من محمد بْن خَالِد السَّكسكيّ، ولم يذكر أنّه سمع من غيره.
وهذا بعيد، ولعلّه محمد بن خالد في الموسم، ولكن قَالَ ابنُ عساكر: حدَّثني أبو النَّصر اليُونارْتيّ قَالَ: دفع إليَّ صالح بْن أبي ورقة من لحاء شجرةٍ بخطّ مُسْلِم، قد كتبها بدمشق من حديث الْوَلِيد بْن مُسْلِم.
قلت: إنّ صح هَذَا فيكون قد دخل دمشق مجتازًا، ولم يُمْكنْه المُقام، أو مرض بها ولم يتمكّن من السّماع على شيوخها.
قَالَ أبو عَمْرو أحمد بْن الْمُبَارَك: سمعت إِسْحَاق بن منصور يقول لمسلم بن الحجّاج: لم نعدم الخير ما أبقاك الله للمسلمين.
وقَالَ أَحْمَد بْن سَلَمَةَ: رَأَيْت أَبَا زُرْعة، وأبا حاتم يقدّمان مُسْلِم بْن الحَجّاج فِي معرفة الصّحيح على مشايخ عصرهما.
وسمعت الْحَسَن بْن مَنْصُور يقول: سمعت إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وذكر مُسْلِم بْن الحجّاج، فقال بالفارسيّة كلامًا معناه: أيّ رَجُل يكون هَذَا؟ قَالَ أَحْمَد بْن سَلَمَةَ: وعُقِد لمسلم مجلس المذاكرة، فذُكِر له حديث لم يعرفه، فانصرف إِلَى منزله وأوقد السِّراج، وقَالَ لِمن فِي الدّار: لا يدخل أحدٌ منكم. فَقِيلَ له: أُهْدِيَتْ لنا سلّة تمر.
فقال: قدِّموها.
فقدَّموها إليه، فكان يطلب الحديث، ويأخذ تمرة تمرة، فأصبح وقد فَنِي التّمرْ ووجد الحديث.
رواها الحاكم ثُمَّ قَالَ: زادني الثّقة من أصحابنا أنّه منها مات.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كان ثقة من الحفّاظ، كتبت عَنْهُ بالرِّيّ، وَسُئِلَ أبي عَنْهُ فقال: صدوق.
وقَالَ أبو قُرَيْش الحافظ: سمعت محمد بْن بشّار يقول: حُفاظ الدُّنيا أربعة: أبو زُرْعة بالرِّيّ، ومسلم بنيسابور، وعبد الله الدّارميّ بَسَمرْقَنْد، ومحمد بن إسماعيل ببخارى.(20/130)
وقَالَ أبو عَمْرو بْن حمدان: سَأَلت ابنُ عُقْدة الحافظ، عن الْبُخَارِيّ، ومسلم، أيُّهما أعلم؟ فقال: كان محمد عالمًا مسلم عالمًا.
فكرّرت عليه مِرارًا، ثُمَّ قَالَ: يا أبا عمرو وقد يقع لمحمد بْن إِسْمَاعِيل الغلط فِي أَهْل الشّام، وذلك أنّه أَخَذَ كُتُبَهم فنظر فيها، فربّما ذكر الواحد منهم بكُنْيته، ويذكره فِي مواضِع أُخَر باسمه ويتوهَّم أنَّهما اثنان، وأمّا مُسْلِم، فقلَّ ما يقع له من الغَلَط في العلل؛ لأّنه كتب المساني، ولم يكتب المقاطيع ولا المراسيل.
وقَالَ أبو عبد الله محمد بن بيعقوب بن الأخرم: إنّما أخْرَجَتْ نيسابور ثلاثة رجال: محمد بن يحيى الذُّهليّ، ومسلم بن الحجاج، وإبراهيم بن أبي طالب.
وقال الحسن بْن محمد الماسَرْجِسيّ: سمعت أبي يقول: سمعت مسلمًا يقول: صنّفت هذا المسند الصّحيح من ثلاثمائة ألف حديثٍ مسموعة.
وقَالَ أَحْمَد بْن سَلَمة: كنت مع مُسْلِم فِي تأليف صحيحه خمسة عشر سنة. قَالَ: وهو اثنا عشر ألف حديث، يعني بالمكَّرر، وبحيث أنّه إذا قَالَ: ثنا قُتَيْبَةُ وابن رُمْح يعدُّهما حديثين، سواء اتّفق لفْظُهما أو اختلف.
وقَالَ ابنُ مَنْدَه: سمعت الحافظ أَبَا عليّ النَّيْسابوريّ يقول: ما تحت أديم السماء كتاب أصح من كتاب مسلم.
وقال مكّي ين عَبْدان: سمعت مسلمًا يقول: عرضت كتابي هَذَا المُسْنَد على أبي زُرْعة فكلّ ما أشار عليّ في هذا الكتاب له علّة وسببًا تركته. وكلّ ما قَالَ إنّه صحيح ليس له علّة، فهو الَّذِي أخرجت. ولو أنّ أَهْل الحديث يكتبون الحديث مائتي سنة فَمَدَارُهُم على هَذَا المُسْنَد.
وقَالَ مكي: سَأَلت مسلمًا عن عليّ بْن الْجَعْد فقال: ثقة، ولكنّه كان جهميًّا.
فسألته عن محمد بْن يزيد فقال: لا تكتب عنه.
وسألته عن محمد بْن عَبْد الوهّاب وعبد الرَّحْمَن بْن بِشْر فوثَّقهما.
وسألته عن قَطَن بْن إِبْرَاهِيم فقال: لا يُكتَب حديثه.
وممَّن صنَّف مستخرجًا على صحيح مُسْلِم أبو جَعْفَر بْن حمدان الحِيريّ، وأبو بَكْر محمد بْن محمد بْن رجاء النَّيسابوريّ، وأبو عَوَانة يعقوب بن إسحاق(20/131)
الإسْفَرائينيّ، وأبو حامد الشّاركيّ الهَرَوِيّ، وأبو بَكْر محمد بْن عَبْد الله الشّافعيّ، وأبو عبد اللَّه محمد بْن عَبْد اللَّه الحاكم، وأبو الْحَسَن الماسَرِجسيّ، وأبو نُعَيْم الإصبهانيّ، وأبو الْوَلِيد حسّان بْن محمد الفقيه.
وقَالَ أبو أَحْمَد الحاكم: نا أبو بَكْر محمد بْن عليّ الْبُخَارِيّ: سمعت إِبْرَاهِيم بْن أبي طَالِب يقول: قلت لمسلم: قد أكثرت فِي الصّحيح عن أَحْمَد بن عَبْد الرَّحْمَن الوَهْبيّ، وحاله قد ظهر.
فقال: إنّما نقموا عليه بعد خروجي من مصر.
وقَالَ الدّارَقُطْنِيّ: لولا الْبُخَارِيّ لمّا راح ولا جاء.
وقَالَ الحاكم: كان مَتْجَر مُسْلِم خان محْمَش، ومَعاشُه من ضِياعه بأُسْتُوا أَتَتْ من أعقابه من جهة البنات فِي داره. وسمعت أبي يقول: رَأَيْت مُسْلِم بْن الحجّاج يحدّث فِي خان مَحْمِش، وكان تامّ القامة، أبيض الرأس واللّحية، يرخي طرف عمامته بين كتفيه1.
وقَالَ أبو قُرَيْش: كنّا عند أبي زُرْعة، فجاء مُسْلِم فسلّم عليه وجلس ساعة وتَذَاكَرا، فَلَمَّا ذهبَ قلتُ له: هَذَا جمع أربعة آلاف حديث فِي الصّحيح! فقال أبو زُرْعة: لِمَ ترك الباقي؟ ثُمَّ قَالَ: ليس لهذا عقل لو داري محمد بن يحيى لصار رجلًا2.
وقال مكّي ين عَبْدان: وافى دَاوُد بْن عليّ نَيْسابور أيام إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، فعقدوا له مجلس النّظر، وحضر مجلسه يحيى بْن محمد بْن يحيى، ومسلم بْن الحَجّاج، فجرت مسألة تكلَّم فيها يحيى فَزَبَره دَاوُد وقَالَ: اسكت يا صبيّ. ولم ينصرْه مُسْلِم. فرجع إِلَى أَبِيهِ وشكى إليه دَاوُد، فقال أَبُوهُ: ومَن كان؟ ثُمَّ قَالَ: مُسْلِم ولم ينصرْني.
قَالَ: قد رجعت عن كلّ ما حدّثته به.
فبلغ ذلك مسلمًا، فجمع ما كتب عَنْهُ فِي زنبيلٍ وبعث به إليه، وقَالَ: لا أروي عنك أبدًا، ثُمَّ خرج إِلَى عَبْد بْن حُمَيْد.
__________
1، 2 السير "10/ 388".(20/132)
قَالَ الحاكم: علَّقت هَذِهِ الحكاية عن طاهر بْن أَحْمَد، عن مكّيّ. وقد كان مُسْلِم يختلف بعد هَذِهِ الواقعة إِلَى محمد، وإنّما انقطع عَنْهُ من أجل قصّة الْبُخَارِيّ.
وكان أبو عبد الله بْن الأخرم أعْرَف بِذَلِك، فأخبر عن الوحشة الأخيرة. وسمعته يقول: كان مُسْلِم بْن الحَجّاج يُظْهِر القول باللّفْظ ولا يكتمه. فَلَمَّا استوطن الْبُخَارِيّ نَيْسابور أكثَر مُسْلِم الاختلاف إليه، فَلَمَّا وقع بين الْبُخَارِيّ وبين محمد بْن يحيى ما وقع فِي مسألة اللّفظ، وتنادى عليه، ومنعَ النّاس من الاختلاف إليه حَتَّى هجر وسافر من نَيْسابور، قَالَ: فقطعه أكثر النّاس من غير مُسْلِم، فبلغ محمد بْن يحيى فقال يومًا: ألا مَن قَالَ باللَّفظ فلا يحلّ له أن يحضر مجلسنا.
فأخذ مسلم الرّداء فوق عمامته، وقام على رءوس النّاس، وبعثَ إليه بما كتب عَنْهُ على ظهر جَمّال.
وكان مُسْلِم يُظْهر القول باللَّفظ ولا يكتمه1.
وقال أبو حامد بن الشَّرقسّ: حضرت مجلس بْن يحيى فقال: ألا مَن قَالَ: لفْظي بالقرآن مخلوق فلا يحضر مجلسَنا فقام مُسْلِم من المجلس. قَالَ أبو بَكْر الخطيب: كان مُسْلِم يناضل عن الْبُخَارِيّ حَتَّى أوحش ما بينه وبين محمد بْن يحيى بسببه.
قَالَ أبو عبد الله الحاكم: ذكْر مصنَّفات مُسْلِم: كتاب المُسْنَد الكبير على الرجال، ما أرى أنّه سمعه منه أحد، كتاب الجامع على الأبواب، رأيت بعضه، كتاب الأسامي والكنى، وكتاب المُسْنَد الصّحيح، كتاب التّمييز، كتاب العِلَل، كتاب الوحْدان، كتاب الأفراد، كتاب الأقران، كتاب سؤالات أَحْمَد بْن حنبل كتاب حديث عَمْرو بْن شُعَيْب، كتاب الانتفاع بأُهُب السِّباع، كتاب مشايخ مالك، كتاب مشايخ الثَّوريّ، كتاب مشايخ شُعْبَة، كتاب من ليس له إلّا راوٍ واحد، كتاب المُخَضْرمين، كتاب أفراد الشّاميّين.
وقَالَ ابنُ عساكر فِي أول كتاب الأطراف له بعد ذكر صحيح الْبُخَارِيّ، ثُمَّ سلك سبيله مُسْلِم، فأخذ فِي تخريج كتابه وتأليفه، وترتيبه على قسمين، وتصنيفه. وقصد أن يذكر فِي القسم الأول أحاديث أَهْل الإتقان، وَفِي القسم الثّاني أحاديث أهل الستر
__________
1 السباق "10/ 389".(20/133)
والصِّدق الّذين لم يبلغوا درجة المثَبَّتِين، فحال حُلُولُ المنيَّة بينه وبين هَذِهِ الُأمْنية، فمات قبل استتمام كتابه. غير أنَّ كتابه مع إعْوازِهِ اشتهرَ وانتشر.
وذكر ابنُ عساكر كلامًا غير هَذَا.
وقَالَ أبو حامد بْن الشَّرقّي: سمعت مسلمًا يقول: ما وَضَعْتُ شيئًا فِي هَذَا المُسْنَد إلّا بحُجّة، وما أسْقَطتُ منه شيئًا إلّا بحجَّة.
وقَالَ ابنُ سُفْيَان الفقيه: قلت لمسلم: حديث ابنُ عجلان، عن زَيْد بْن أسلم: وَإِذَا قُرئ فأنصتوا. قَالَ صحيح.
قلت: لِمَ لَمْ تضعْه فِي كتابك؟
قَالَ: إنّما وضعت ما أجمعوا عليه.
قَالَ الحاكم: أراد مُسْلِم أن يخرج الصّحيح على ثلاثة أقسام وثلاث طبقات من الرُّواة.
وقد ذكر مُسْلِم هَذَا فِي صدر خُطْبته1.
قَالَ الحاكم: فلم يقدَّر إلًا الفراغ من الطبقّة الأولى، مات.
ثُمَّ ذكر الحاكم ذاك القول الَّذِي هُوَ دعوى، وهو قَالَ أن لا يذكر من الحديث إلا ما رواه صحابيٌ مشهور، له راويان ثقتان وأكثر، ثُمَّ يرويه عَنْهُ تابعيّ مشهور، له أيضًا راويان ثقتان وأكثر، ثُمَّ كذلك مَن بعدهم.
قَالَ أبو عليّ الْجَيّانيّ: المُراد بهذا أنّ الصحابيّ أو هَذَا التّابعيّ، وقد روى عَنْهُ رجلان خرج بهما عن حدّ الجهالة2.
قَالَ عِياض: وَالَّذِي تأوّله الحاكم على مُسْلِم من اخترام المَنِيّة له قبل استيفاء غَرَضه إلّا من الطبقة الأولى. فأنا أقول إنّك إذا نظرت تقسيم مُسْلِم فِي كتابه الحديث كما قَالَ على ثلاث طبقات من النّاس على غير تكرار. فذكر أنّ القسم الأول حديث الحُفّاظ، ثُمَّ قَالَ: إذا انقضى هَذَا أتْبَعَه بأحاديث من لم يوصف بالحِذْق والإتقان، وذكر أنّهم لاحقون بالطبقة الأولى، فهؤلاء مذكورون فِي كتابه لمن تدبَّر الأبواب،
__________
1، 2 السير "10/ 390، 391".(20/134)
والطبقة الثالثة قومٌ تكلَّم فيهم قومٌ وزكّاهم آخرون، فخرج حديثهم من ضعِّف أو اتُّهِمَ بِبِدْعة. وكذلك فعل الْبُخَارِيّ.
قَالَ عياض: فعندي أنّه أتى بطبقاته الثلاث فِي كتابه، وطرح الطبقة الرابعة1.
ثُمَّ سرد الحاكم تصانيف أخَرَ تركتُها.
ثُمَّ قَالَ: سمعت أَبَا عَبْد الله محمد بْن يعقوب يقول: تُوُفيّ مُسْلِم يوم الأحد، ودُفِنَ يوم الإثنين لخمسٍ بقين من رجب سنة إحدى وستّين ومائتين، وهو ابنُ خمسٍ وخمسين سنة.
قلت: وقبره مشهور بنَيْسابور ويُزار، تُوُفيّ وقد قارب السّتّين. وقد سمعت كتابه على زينب الكِنْدِيّة إِلَى النّكاح، وعلى ابنُ عساكر من النّكاح إِلَى آخر الصّحيح. كلاهما عن المؤيَّد الطُّوسيّ كتابة: أنا العزيزي، أنا الفارسي، أنا ابن عروبة، عن ابن سفيان، عن مسلم.
وسمعه المزني، والبرزالي، وطبقتهما قبلنا على القاسم الإربلي منه إجازة، بسماعه نقوله عن الطُّوسيّ، وهو عذْلٌ مقبول.
وسمعه النّاس قبل ذلك على الرِّضى التاجر، وابن عَبْد الدّايم، والمُزَنيّين.
وبِقَيْد الحياة منهم عددٌ كثير من الشّيوخ والكُهُول فِي وقتنا بمصر، والشّام.
وسمعه النّاس قبل ذلك بحين على ابنِ الصّلاح، والسَّخاويّ، وتلك الحَلَبة بدمشق على رأس الأربعين وستّمائة، من المؤيّد وأقرانه، وبمصر على ابنُ الحُبَاب، والمُدْلِجيّ، عن المأمون. فأحسن ما يُسمع فِي وقتنا على من يبقى من أصحاب هَؤُلَاء لتقدُّم سماعهم، فإنْ تعذر فعلى أجلّ أصحاب المذكورين قبلهم، وأجلهم بالإقليمين علمًا وفضلًا وثقة ونبلًا شيخ الإسلام أب إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن الفَزَاريّ الشّافعيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه وأرضاه.
169- مُصْعَب بْن أَحْمَد البغداديّ القلانسيّ الزّاهد2.
أبو أحمد.
__________
1 السير "10/ 390".
2 انظر: تاريخ بغداد "13/ 114، 115".(20/135)
صحبه أبو سَعِيد بْن الأعرابيّ، وجعفر الخُلْديّ، وغيرهما.
وكان من طبقة الْجُنَيْد، ولكن تقدَّم موته.
كان على قدمٍ عظيمٍ من العبادة والأوراد والورع والتّجريد والقناعة، يأوي المسجد والصّحراء.
تُوُفيّ سنة سبعين.
170- مُعَاوِيَة بْن صالح ابْن الوزير أبي عُبَيْد الله مُعَاوِيَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ الأَشْعَرِيُّ1.
الحافظ أبو عُبَيْد الله.
رحل وكتب الكثير، وقلّد يحيى بْن مَعِين.
وحدَّث عن: أبي مُسْهَر الغسّانيّ، وعبد الله بن جعفر الرَّقيّ، وأبي غسان النَّهديّ، وخالد بن مخلد القطواني. وأبي الوليد الطَّيالسيّ، وأبي عبد الرحمن المقري، وخلق.
وعنه: النَّسائي، قال: لا بأس به.
وعنه: أبو زُرْعة الدّمشقي، وأبو حاتم، وابن جَوْصا، وأبو عَوَانة. وآخرون.
تُوُفيّ بدمشق سنة ثلاث وستّين ومائتين.
171- مُوسَى بْن بُغا الكبير2.
أحد قوّاد المتوّكل.
نُدِبَ سنة خمسين ومائتين لحرب أَهْل حمص حين قاتلوا واليهم. فأوقع بهم وقتل منهم خلْقًا، ورمى النّيران بحمص، وبالغ فِي العَسْف.
ثُمَّ ولي حرب الزَّنْج بالبصرة فنُصِر عليهم؛ وولي حرب الْحَسَن بْن أَحْمَد الكوكبيّ الحسينيّ الَّذِي استولى على قَزْوين وزنجان، فهزمه مُوسَى وقتل من عسكر الكوكبي نحو العشرة آلاف.
__________
1 السير "13/ 23"، والتهذيب "10/ 212".
2 شذرات الذهب "2/ 147".(20/136)
تُوُفيّ سنة أربعٍ وستّين ومائتين.
172- مُوسَى بْن سهل بْن قادم.
أبو عِمْرَانَ الرَّمليّ. أخو عليّ بْن سهل1.
سمع: عليّ بْن عبّاس، وعمرو بن هاشم البروتيّ، وآدم بْن إياس، وطبقتهم.
وعنه: أبو دَاوُد، ابن خزيمة، ومحمد بن المسيّب الأرْغِيانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
تُوُفّي في جمادى الأولى ين اثنتين وستّين ومائتين.
173- مُوسَى بْن نصر بْن دينار.
أبو سهل الرَّازيّ2.
سمع: جرير بْن عَبْد الحميد، وعبد الرَّحْمَن بْن مغراء، وجماعة.
وعنه: أَهْل الرِّيّ.
لكن قَالَ أبو حاتم: هُوَ أكفر من إبليس. يقول: الجنّة والنّار لم يُخْلقا، وإن خُلِقتا فسَيَفْنَيَان.
نقله الخلّال فِي كتاب السُّنّة له.
تُوُفيّ سنة إحدى وستّين ومائتين.
"حرف النون":
174- النَّضر بْن الْحَسَن.
الْمَوْصِلِيّ الفقيه الحنفيّ3.
روى عَنْهُ: يزيد بْن هارون، ورَوْح بْن عُبادة، ويَعْلَى بْن عُبَيْد، وجماعة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 146"، والسير "12/ 242".
2 لسان الميزان "6/ 134".
3 في عداد المستورين، لا بأس به.(20/137)
وعنه: إِبْرَاهِيم بْن محمد الْمَوْصِلِيّ.
تُوُفيّ سنة إحدى أو اثنتين وستّين ومائتين.
175- النَّضر بْن سلمة بْن الجارود بْن يزيد1.
سمع: جدّه، ويحيى ين يحيى، وأبو الْوَلِيد الطَّيالسيّ.
وعنه: ولده الحافظ أبو بَكْر الجاروديّ، والحسن بْن عليّ بْن مَخْلَد، وغيرهما.
"حرف الهاء":
176- الهيثم بْن سهل التُّستريّ2.
نزيل بغداد.
حدَّث عن: حمّاد بْن يزيد، وأبي عوانة، وعلب بْن مُسْهِر، وجماعة.
وعنه: عليّ بْن حَمَّاد، وجعفر والد أبي بَكْر القَطِيعيّ، ومحمد بْن يوسف الزّيّات، وأبو سَعِيد بْن الأعرابيّ، وآخرون.
ضعّفه الدّارَقُطْنِيّ.
وقَالَ الحافظ عَبْد الغني الْمَصْرِيّ: ضرب القاضي إِسْمَاعِيل على تحديث الهيثم بْن سهل، عن حمّاد بن يزيد، وأنكر عليه.
وقَالَ الهيثم: وُلِدْتُ سنة اثنتين وخمسين ومائة.
وعاش نيِّفًا وستّين.
"حرف الواو":
177- وهْب بْن حَفْص بْن الْوَلِيد بْن المحتسب3.
الحرانيّ الزّاهد.
__________
1 انظر السابق.
2 انظر: السير "12/ 158".
3 الميزان "4/ 351"، اللسان "6/ 229".(20/138)
عن: أَبِي قَتَادَة الحرّانيّ، وجعفر بْن عَوْن، وعبد الله بْن إِبْرَاهِيم الجدّيّ، وعثمان بْن عَبْد الرَّحْمَن، وجماعة.
وعنه: محمد بْن أَحْمَد بْن سهل الصّفّار، وأحمد بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد الصمد، وإسحاق بْن إِبْرَاهِيم النَّخعيّ، وآخرون.
قَالَ أبو عَرُوبه: كذّاب يضع الحديث.
وقَالَ أَحْمَد بْن خَالِد الحرّانيّ: كان من الصّالحين. مكث عشرين سنة لا يكلّم أحدًا.
"حرف الياء":
178- ياسين بْن عَبْد الأحد بْن أبي زرارة.
أبو اليُمْن القِتْبانيّ المصريّ1.
عن: جدّه، وأيوب بْن سُوَيْد المصريّ الرمليّ، ونعيم بْن حَمَّاد، وجماعة.
وعنه: النَّسائيّ، وابن خُزَيْمَة، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر القَزْوينيْ، وأبو بَكْر بْن زياد النَّيسابوريّ، وجماعة.
قَالَ النَّسائيّ: لا بأس به.
واسم جدّه: اللَّيث بْن عاصم.
قَالَ ابنُ خُزَيْمَة: كان ياسين ملكًا من الملوك.
وقَالَ ابنُ يُونُس: صدوق.
مات فِي عاشر رمضان سنة تسعٍ وستّين.
179- يحيى بْن حجّاج الأندلسيّ2.
عَنْ: يحيى بْن يَحْيَى اللَّيْثِيّ، وعيسى بْن دينار، وسَحْنُون بْن سَعِيد، وغيرهم.
قتل في الواقعة التي كَانَتْ بالأندلس بين المسلمين والمشركين فِي سنة ثلاثٍ وستين. واستشهد فيها جماعة.
__________
1 انظر التهذيب "11/ 173".
2 جذوة المقتبس "886".(20/139)
180- يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خالد بن فارس1.
الشَّهيد أبو زكريا الذُّهليّ النَّيسابوري. شيخ نَيْسابور بعد والده ومفتيها، ورأس المطَّوّعة.
من القرّاء.
سمع: يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهويه، وجماعة ببلده، وإبراهيم بْن مُوسَى بالرِّيّ، وأبا الْوَلِيد الطَّيالسيّ، وسلمان بْن حرب، وعليّ بْن عثمان اللّحقيّ، ومسدَّد بالبصرة، وأحمد بن حنبل، عليّ بْن الْجَعْد، وطائفة ببغداد، وإسماعيل بْن أبي أُوَيْس، وسعيد بْن مَنْصُور، وجماعة بالحجاز.
روى عَنْهُ: أَبُوهُ، والحسين بْن محمد القبّانيّ، وإبراهيم بن أبي طَالِب، وابن خُزَيْمَة، ومحمد بْن صالح بن هانئ، ومحمد بن يعقوب بن الأصرم، وآخرون.
وكان لقبه: حَيْكان.
قَالَ الحاكم: حيْكان الشّهيد إمام نيسابور فِي الفتوى والرئاسة، وابن أميرها، ورأس المطَّوَّعة بخُراسان. كان يسكن بدار أَبِيهِ ولكلٍّ منهما فيه صَوْمعة وآثار لعبادتهما.
وكان أَحْمَد بْن عَبْد الله الخُجُسْتانيّ قد ورد نَيْسابور ويحيى رئيس بها والقرّاء يَصْدُرُون عن رأيه.
وكانت الظّاهرية قد رفعت من شأنه وصيَّرته مُطَاعًا، ولم يُحسِن أَحْمَد الصُّحبة معه، وقصد الوضْع منه. ومع هَذَا فكان أَحْمَد مجتهدًا فِي التّمكُّن من الإمارة والاستبداد والأمور دون عِلْم يحيى، فكان لا يقدر، فَلَمَّا قدِم شِيرَوَيْه تمكَّن. فَلَمَّا خرج عن البلد تشوّش النّاس. عرض يحيى بضعة عشر ألفًا، وحاربوا قُوّاد الخُجُسْتانيّ وطردهم. وقتلوا أمّ أَحْمَد. فَلَمَّا رجع طلب يحيى وقتله.
سمعت أَبَا عَبْد الله بْن خُزَيْمَة يقول: ما رَأَيْت مثل حيْكان لا رحم الله قاتله.
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 217"، والتهذيب "11/ 276".(20/140)
وسمعت محمد بْن يعقوب يقول: أَحْمَد بْن عَبْد الله الخُجُسْتانيّ هاربًا من نَيْسابور، فَلَمَّا خشي أهلُها رجوعَه اجتمعوا على باب حَيْكان يسألونه القيام لمنع الخُجُسْتانيّ، فامتنع. فَمَا زالوا به حَتَّى أجابهم. فعرضوا عليه زُهاء عشرة آلاف. ولمّا رجع الخُجُسْتانيّ تفرّقوا عن حَيْكان، فطُلِبَ، فخاف وهرب، فبينا هُوَ يسير فِي قافلة بين الحمّالين وهو بزيِّهم إذ عُرِف. فأخذ وأتوا به إلى الخُجُسْتانيّ، فحبسه أيّامًا، ثُمَّ غُيِّب شخصهُ، فَقِيلَ: إنّه بنى عليه جدارًا، وقِيلَ: قتله سرًّا.
سمعت أَبَا عليّ أَحْمَد بْن محمد بْن يزيد خَتن حَيْكان على ابنته يقول: دخلنا على أبي زكريّا بعد أن رُدّ من الطريق فقال: اشتراك فِي دمي خمسة: العبّاسان، وابن ياسين، وشِيرَوَيْه، وأحمد بْن نصر اللّبّاد.
سمعت أَبَا بَكْر الضُّبعيّ يقول: سمعت نوح بن أَحْمَد: سمعت الخجستانيّ يقول: دخلت على حيكان في مجلسه على أن أضربه خشبتين وأطبقه، فلما قربت منه قبضت على لحيته، فعض على خصيتي حتى لم أشك أنّه قاتلي، فَذَكَرْت سِكِّينًا فِي خُفّي، فجررتها وشَقَقْتُ بطْنه1.
سَمِعْتُ محمد بْن صالح بْن هانئ يَقُولُ: حضرنا الإملاء عند يحيى بن محمد بن رمضان، وقُتِل فِي شوّال سنة سبعٍ وستّين، فَرَبَضَتْ مجالسُ الحديث، وخبئِّت المحابر، حَتَّى لم يقدر أحد يمشي بمحبرة ولا كراريس إِلَى سنة سبعين، فاحتال أبو سَعِيد بْن إِسْمَاعِيل فِي ورود السَّريّ بْن خُزَيْمَة وعقد له مجلس الإملاء، وعلَّى المحبرة بيده، واجتمع عنده خلقٌ عظيم حَتَّى حضر ذلك المجلس.
قَالَ محمد بْن عَبْد الوهاب الفرّاء: حَتَّى لا نستطيع أن نسايره نَحْنُ ولا أعقابنا أنّ رجلًا جعل نحره لنا ونحن مطمئنون نعبد الله.
قَالَ صالح بْن محمد الحافظ فِي كتابه إِلَى أبي حاتم الرَّازيّ: كتبت تسألني عن أحوال أَهْل العلم بنَيْسابور وما بقي لهم من الإسناد فاعلم أنّ أخبار الدّين وعلم الحديث دون سائر العلوم اليوم مطروح مجفوّ حاله وأهل العناية به فِي شغل بالفِتَن الّتي دَهَمَتْهم وتواترت عليهم عند مقتل أَبِي زكريا يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى، وقد
__________
1 السير "12/ 287".(20/141)
مضى لسبيله، ولم يخلف أحد مثله. ولزِم كلّ خاصّة نفسه. ومرقت طائفة ممّن كانوا يُظْهرون السُّنَّة فصارت تَدِين بدين ملوكها.
وقَالَ أبو عُمَر أَحْمَد بْن الْمُبَارَك المستملي: رَأَيْت يحيى فقلت: ما فعل الله بك؟ فقال: غُفِر لي.
فقلت: ما فعل الله بالخُجُسْتانيّ. بعده سنة واحدة، وقتله غلمانه كما تقدَّم.
181- يزيد بْن سِنَان بْن يزيد.
أبو خَالِد البصْريّ القزّاز، مَوْلَى قُرَيْش1.
نزل مصر، وحدَّث عن: يحيى بْن سَعِيد القطّان، ومُعاذ بْن هشام، وعبد الرَّحْمَن بن مهديّ، وجماعة.
وعنه: النَّسائيّ، وأبو عوانة، والطّحاويّ، وابن أبي حاتم، وآخرون.
وهو أخو محمد بْن سِنان القزّاز صاحب الجزء المشهور، وعمّ محمد بْن خُزَيْمَة الَّذِي سكن معه مصر.
وكان ثقة نبيلًا عالمًا. خرّج لنفسه المُسْنَد.
وهو آخر من حدّث عن يحيى القطّان بديار مصر.
تُوُفيّ فِي جُمادى الأولى سنة أربعٍ وستّين.
182- يعقوب بْن بختان2.
الفقيه، صاحب الْإِمَام أَحْمَد.
روى عن: مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم، وأحمد بْن حنبل.
وعنه: أبو بَكْر بْن أبي الدنيا، وأحمد بن محمد بن أبي شَيْبَة.
قَالَ الخطيب: كان أحد الصالحين الثّقات.
183- يعقوب بْن شَيْبَة بْن الصَّلت بْن عصفور3.
__________
1 الميزان "4/ 428"، والتهذيب "11/ 335".
2 تاريخ بغداد "14/ 280".
3 السير "12/ 476، والبداية "11/ 35".(20/142)
الحافظ الكبير أبو يوسف السَّدوسيّ البصْريّ، نزيل بغداد.
سمع: عليّ بْن عاصم، ويزيد بْن هارون، وأزهر السَّمان، وبِشْر بْن عُمَر الزّهْرانيّ، وجعفر بْن عَوْن، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهميّ، وأبا عامر العَقَديّ، وعبد الوهاب الخفّاف، ووهْب بْن جرير، ويَعْلَى بْن عُبَيْد، وخلقًا من طبقتهم.
ثُمَّ كتب عن طبقةٍ أخرى بعدهم، كعليّ بْن المدينيّ، ويحيى بْن معين، وأحمد بْن حنبل.
ثُمَّ كتب عن طبقةٍ أخرى بعدهم كالحسن بْن عليّ الحلْوانيّ، ومحمد بن يحيى الذَّهليّ، وهارون الجمّال.
روي عَنْهُ: حفيده محمد بْن أَحْمَد بْن يعقوب، ويوسف بْن يعقوب الأزرق، وجماعة.
وثّقه الخطيب، وغيره.
وصنَّف مسندًا كبيرًا إِلَى الغاية القُصْوى لم يُتمّه. ولو تمّ لجاء فِي مائتي مجلد.
قَالَ الدَّارقطنيّ: لو كان كتاب يعقوب بْن شَيْبَة مسطورًا على حرامٍ لَوَجَبَ أن يُكْتَب.
وقَالَ أبو بَكْر الخطيب: حدَّثني الأزهريّ قَالَ: بلغني أنّه كان فِي منزل يعقوب بْن شَيْبَة أربعون لحافًا أعدَّها لمن كان يكتب عنده من الورّاقين الّذين يبيّضون المُسْنَد، ولَزِمَه على ما خرج منه عشرة آلاف دينار.
قَالَ: وقِيلَ لي إنّ نسخةً بمُسْنَد أبي هُرَيْرَةَ شُوهِدت بمصر، فكانت مائتي جزء.
قَالَ: وَالَّذِي ظهر له من المسند: العشرة، وابن مَسْعُود، وعمّار، وعُقْبة بْن عَدْوان، وبعض الموالي.
قلت: وبلغني أنّ مُسْنَد عليّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْه- له فِي خمس مجلَّدات أَحْمَد بْن المعدّل، والحارث بْن مِسْكين. فقيهًا ثريًّا. وكان يقف فِي القرآن.(20/143)
وقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن يحيى بْن خاقان: أمر المتوكل بمُسْنَد أَحْمَد بْن حنبل عمّن يتقلّد القضاء. قَالَ: فسألته، حَتَّى قلت: يعقوب بن شية؟ فقال: مبتدع صاحب هوى.
قَالَ أبو بَكْر الخطيب: وُصِف بِذَلِك لأجل الوقف، يعني يقول فِي القرآن فلا يقول: مخلوق ولا غير مخلوق.
قلت: أَخَذَ الوقف عن شيخه أَحْمَد بْن المعدل.
قَالَ المرُّوذيّ: أظهر يعقوب بْن شَيْبَة الوقف فِي ذلك الجانب، فحذِر أبو عبد الله أَحْمَد بْن حنبل منه.
تُوُفيّ فِي ربيع الأول سنة اثنتين وستّين.
184- يعقوب بْن اللَّيث الصّفّار.
الأمير أبو يوسف السّجِسْتانيّ، المستولي على خُراسان1.
ذكر عليّ بْن محمد أن يعقوب وعمرًا كانوا أخوين صفارين يظهران الزُّهد.
وكان صالح بن النَّضر المطوعي مشهورا بقتال الخوارج، فصحباه إلى أن مات، فتولّى مكانه درهم بْن الْحُسَيْن المطَّوِّعيّ، فصار معه يعقوب.
ثُمَّ إنّ أمير خراسان ظفر بدرهم، وبعث إِلَى بغداد، فحبسوه ثُمَّ أطلقوه، فخدم السّلطان، ثُمَّ إنّه تنسّك ولزِم الحجّ، وأقام ببيته.
قَالَ ابنُ الأثير: تغلب صالح بْن النَّضر الكِنانيّ على سِجِسْتان ومعه يعقوب، فاستنقذها منه طاهر بن عبد الله ابن طاهر، ثُمَّ ظهر بها درهم المطَّوِّعيّ فغلب عليها، وصار يعقوب قائد عسكره.
ورأى أصحاب درهم عجزه وضعف، فملكوا عليهم يعقوب لمّا رأوا من حُسْن سياسته. فلم ينازْعه دِرْهم، واستبدّ يعقوب بالإمرة، وقويت شوكته.
قَالَ عليّ بْن محمد: لمّا دخل درهم بغداد وَلِيَ يعقوب أمر المطَّوِّعة، وحارب الخوارج الشُّراة حتى أفناهم، وأطاعه جند طاعة لم يطيعوها أحدًا.
__________
1 انظر وفيات الأعيان "6/ 402"، السير "12/ 513".(20/144)
واشتهرت صَوْلتُه، وغلب على سجِسْتان، وهَرَاة، وبُوشَنْج، ثُمَّ حضّهُ أَهْل سجِسْتان على حرب التّرْك الّذين بأطراف خُراسان مع رُتْبِيل لشدّة ضررهم، فغزاهم وظفر برُتْبيل فقتله، وقتل ثلاثة من ملوك التُّرك، ثُمَّ ردّ إِلَى سِجِسْتان وقد حمل رءوسهم مع رءوس أُلوفٍ منهم، فرهبته الملوك الّذين حوله، ملك المُولتان، وملك الرُّخج، وملك الطّبْسين، وملوك السِّنْد.
وكان على وجهه ضربة مُنْكَرَةَ من بعض قتال الشَّراة، سقط منها نصف وجهه، وَخَاطه ثُمَّ عُوفي.
وقد أرسل إِلَى المعتز بالله هديّة عظيمة، من جملتها مسجد فضّة يسع خمسة عشر نَفْسًا يصلُّون فِيهِ. وكان يُحمل على عدّة جِمال، ويُفَكَّك ثُمَّ يُركَّب.
ثُمَّ إنّه حارب عسكر فارس سنة خمسٍ وخمسين ومائتين، وقتل منهم أُلُوفًا. فكتب إليه وجُوه أَهْل فارس: إنّ كنت تريد الدّيانة والتّطَوُّع وقتل الخوارج فما ينبغي لك أن تتسرع فِي الدّماء. واعتدّوا للحصار، ونازلهم ووقع القتال، فظفر يعقوب بأميرهم عليّ بْن الْحُسَيْن بْن قُرَيْش وقد أُثْخِنَ بالجراح، وقتل من جُنْد فارس خمسة آلاف.
ودخل يعقوب شِيراز، فأمَّن أهلها وأحسن إليهم. وأخذ من ابنُ قريش أربعمائة بدرة، فأنفق في جيشه لكل ثلاثمائة درهم.
ثُمَّ بسط العذاب على ابنُ قُرَيْش حَتَّى أنّه عصره على أُنْثَيَيْه وصدْغَيْه، وقيّده بأربعين رطلًا، فاختلط عقله من شدّة العذاب.
ورجع يعقوب إِلَى سِجِسْتان، وخلع المعتز وبويع المعتمد على الله. ثُمَّ رجع يعقوب إِلَى فارس، فجبى خراجها ثلاثين ألف ألف درهم. واستعمل عليها محمد بْن واصل.
وكان يحمل إِلَى الخليفة فِي العام نحو خمسة آلاف ألف درهم.
وعجز الخليفة عَنْهُ، ورضي بمُدَاراته ومُهادنته. ودخل يعقوب إِلَى بَلْخ فِي سنة ثمانٍ وخمسين.(20/145)
ودخل إِلَى نَيْسابور بعد شهرين، وابن طاهر فِي أسْره ومعه ستُّون نفْسًا من أَهْل بيته، فقصد يعقوب جُرْجان وطَبَرِسْتان، فالتقاه المتغلِّب عليها حسن بْن زَيْد العلويّ فِي جيشٍ كبير فحمل عليهم يعقوب في خمسمائة من غلمانه، فهزمهم. وغنم يعقوب ثلاثمائة وقرْ مالًا كَانَتْ خزانة الْحَسَن بْن زَيْد، وأسر جماعة من العلويّين وأساء إليهم.
وكانت هذه الوقعة في رجب في سنة ستّين.
ثُمَّ دخل آمُل طَبَرِسْتان وقَصَد الرِّيّ، وأمر نائبها بالخروج عَنْهَا، وأظهر أنّ المعتمد على الله ولّاه الرِّيّ. فغضب المعتمد عندما بلغه ذلك، وعاقب غلمان يعقوب الذين ببغداد. فسار يعقوب في سنة إحدى وستين نحو جرجان، فقصده الْحَسَن بْن زَيْد العلويّ فِي الدَّيْلم من ناحية البحر، فنال من يعقوب وهزمه إِلَى جُرْجان. فجاءت بجُرْجان زلزلة قتلت من جُنْد يعقوب ألفي نفس. وأقام يعقوب به فظلم وعَسَف، واستعان مَن ببغداد مِن أَهْل خُراسان على يعقوب، فعزم المعتمد على حربه، ورجع يعقوب إِلَى جوار الرِّيّ وأخذ يستعدّ. ودخل نَيْسابور وصادر أهلها، ثُمَّ خرج إِلَى سِجِسْتان.
وجاءت كُتُب المعتمد إِلَى أعيان خُراسان بالحطّ1 على يعقوب وبأنْ يهتمّوا له. فأخذَ يكاتب الخليفة ويُداريه، ويسأله ولاية خُراسان وفارس وشرطتي بغداد وسامرّاء، وأن يعقد أيضًا على الرِّيّ، وطَبَرِسْتان، وجُرْجان، وأَذْرَبِيجَان، وكرْمان، وسِجِسْتان، ففعل ذلك المعتمد بإشارة أَخِيهِ الموفَّق. وكان المعتمد مقهورًا مع أَخِيهِ الموفَّق، فاضطّربت الموالي بسامرّاء لذلك وتحرّكوا.
ثُمَّ إنّ يعقوب لم يلتفت إِلَى ما أُجيبَ إليه من ذلك، ودخلَ خُوزستان وقارب عسكر مُكْرَم عازمًا على حرب المعتمد، وأخذ العراق منه. فوصلت طلائع المعتمد، وأقبلت جيوش يعقوب إلى دير العاقول، ووقع المصافّ، فبرز بين الصّفَّين خشتج أحد قوّاد المعتمد وقال: يأهل خراسان وسجستان ما
__________
1 الحط: الانتقاص.(20/146)
عرفناكم إلّا بالطاعة والتّلاوة والحجّ، وإنّ دينكم لا يتّم إلّا بالإتّباع. وما نشك أنّ هَذَا الملعون قد موَّه عليكم، فَمَنْ تمسَّك منكم بالإسلام فلينفُرْ عَنْهُ. فلم يجيبوه.
وقِيلَ: كان عسكر يعقوب ميلًا فِي ميل، ودوابُّهم على غاية الفراهة، فوقف المعتمد بنفسه، وكشف الموفَّق أخوه رأسه وقَالَ: أَنَا الغلام الهاشميّ. وحمل وحمي الحرب، وقُتِل خلقٌ من الفريقين، فهزم يعقوب وأخذت خزائنه، وما أفلت أحمد من أصحابه إلّا جريحًا، وأدركهم الليل فوقعوا من الزّحمة وأثقلتهم الجراح.
وقَالَ أبو السّاج ليعقوب: ما رَأَيْت منك شيئًا من تدبير الحرب، فكيف كنت تغلب النّاس؟ فإنّك جعلت ثِقَلَك وأسْراك أمامك، وقصَدت بلدًا على قلة معرفة منك بمَخَائضه وأنهاره، وسرت من السُّوس إِلَى واسط فِي أربعين يومًا، وأحوال عسكرك منحلَّة. فقال: لم أعلم أنّي محارب، ولم أشكَّ فِي الظَّفر.
وقَالَ عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن أبي طاهر: بعث يعقوب رُسُلَه إِلَى المعتمد، ثُمَّ سار إِلَى واسط فاستناب عليها، ووصل إِلَى دَيْر العاقول، فسار المعتمد لحربه.
وقَالَ أبو الفَرَج الكاتب: نهض الخليفة لمحاربة الصّفّار، ولم تزل كُتُبه تصل إِلَى الخليفة بالمراوغة ويقول: إنّي قد علمت أنّ نهوض أمير المؤمنين يشرّفني وينبّه على موقعي منه. والخليفة يرسل إليه ويأمره بالانصراف، ويحذَّره سوء العاقبة. ثُمَّ عبّى الخليفة وجيشه، وأرسلوا المياه على طريق الصّفّار، فكان ذلك سبب هزيمته، فإنّهم أخذوا عليه الطّريق وهو لا يعلم. والتحم القتال، ثُمَّ انهزم الصّفّار وغنموا خزائنه. وتوهَّم النّاس أنّ ذلك حيلة منه ومكرًا، ولولا ذلك لاتّبعوه. ورجع المعتمد منصورًا مسرورًا.
وخلص من أسر الصّفّار يومئذٍ محمد بْن طاهر أمير خُراسان، وجاء فِي قيوده إِلَى الخليفة، فخلع عليه خلْعةً سلطانية.
وقِيلَ إنّ بعض جيش يعقوب كانوا نصارى على أعلامهم الصُّلبان.
وكانت الوقعة فِي ثاني عشر رجب سنة اثنتين وستّين.
وانهزم الصّفّار إِلَى واسط، وعاث أصحابه فِي أعمال واسط، ثُمَّ سار إِلَى تُسْتَر،(20/147)
لم يهجمه أحد، ولا اقتحموا عليه، فحاصر تُسْتَر وأخذها. وتراجع جيشه وكثُر جمعه.
وكان موته بالقُولَنْجٍ، فَقِيلَ: إنّ طبيبةُ أخبره أنّ لا دواء له إلّا الحُقْنة فامتنع، وبقي ستّة عشر يومًا وهلك.
وكان المعتمد قد أنفذ إليه رسولًا يترضاه فوجده مريضًا.
وكان الْحَسَن بْن زَيْد العلويّ صاحب جُرْجان يسمّيه السّندان لثَباته. وكان قل أن يُرَى متبسّمًا.
وولي بعده أخوه وأحسن السّيرة إِلَى الغاية، وامتدّت أيّامه.
مات يعقوب فِي رابع عشر شوّال سنة خمسٍ وستّين بجُنْدَيْسابور.
185- يعقوب الزّيّات1.
أحد مشايخ الطّريق بالعراق، صحب أَبَا تراب النَّخشبيّ، وأبا حاتم العطّار، وأبا عليّ بْن الذّارع.
وذكر السُّلميّ فقال: هُوَ من أقران الْجُنَيْد.
مات هُوَ وأخوه جَعْفَر مُحرِمَيْن فِي طريق الحجّ سنة اثنتين وستّين.
186- يوسف بْن بحر التّميميّ2.
أبو القاسم، قاضي حمص.
روى عن: علي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وطبقتهما.
وعنه: ابنُ صاعد، ومحمد بن المسيّب الأرْغِيانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، ومحمد بن سليمان بْن حيدرة.
وأمّا أخوه خيثمة بْن سُلَيْمَان فأسرته الإفْرنج، فلم يخلص من الأسر حَتَّى مات يوسف. وكان بغداديًا نزل الشّام.
قَالَ ابن عديّ: ليس بالقويّ، أتى عن الثّقات بمناكير.
__________
1 لم نقف عليه.
2 انظر: السير "13/ 122"، واللسان "6/ 318".(20/148)
187- يوسف بن محمد بن صاعد1.
مولى يني هاشم، أخو الحافظ يحيى.
سمع: خلّاد بْن يحيى، وسليمان بْن حرب، وجماعة.
روى عَنْهُ: أخوه يحيى، وعليّ بْن إِسْحَاق المادَرَائيّ، وعبد الله الحامض.
وكان موثَّقًا.
تُوُفيّ سنة سبعٍ وستّين.
188- يُونُس بْن حبيب.
أبو بِشْر العِجْليّ، مولاهم الإصبهانيّ2.
روى عن: أبي دَاوُد الطيالسيّ جملة كثيرة من المُسْنَد.
وعن: عامر بْن إبراهيم، وبكر بن بكّار، ومحمد بن كثير الصّنعانيّ، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن أبي داود، وعليّ بن رستم، وأبو بكر بن عاصم، جماعة.
آخرهم موتًا عَبْد الله بْن جَعْفَر بْن فارس.
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بإصبهان وهو ثقة. وحدَّثني ابنُ أبي عاصم أنّ أَحْمَد بْن الفُرات أمره بالكتابة عن يُونُس بْن حبيب.
وقَالَ غيره: كان عظيم القدر بإصبهان، معروفًا بالسّتْر والصّلاح. تُوُفيّ سنة سبعٍ وستّين أيضًا.
روى القراءة عن قُتَيْبَةَ بْن مِهْران.
"الكُنَى":
189- أبو حاتم العطّار3.
الْبَصْرِيّ العارف، أحد مشايخ الطّريق بالبصرة.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "14/ 307".
2 السير "12/ 596"، والبداية "11/ 41".
3 طبقات السلمي "146".(20/149)
قَالَ ابنُ الَأعرابي: لم يبلُغْنا أنّه كان في عصره أحد يُقَدَّم عليه فِي العلم بهذه المذاهب، وكان مع ذلك ملازمًا لسوقه وتجارته. يركب الحمار ويدلّل فِي العطّارين غير متمكن من الدُّنيا منحلّ، غير أنّه يرِد فِي هَذِهِ المذاهب حَتَّى ناب عن غيره، وتَلْمَذَ له من كان بالبصرة ممّن هُوَ أحسن منه.
وكان البغداديون يدخلون البصرة يقصدون كلٌّ منهم محمد بن وهب، ويعقوب الزّيّات، وزريق النّفّاط، وغيرهم.
وكان ظاهره مظاهر التّجار والعامّة منبسطًا معهم، فإذا تكلَّم كان غير ذلك. أخبرني محمد بْن عليّ: سمع أَبَا حَمْزَةَ الْبَغْدَادِيّ: ربّما ذكر أبو حاتم، وكان يتكلم يوم الجمعة، فيقول فِي كلامه: لا تسألوني عن حالي، واعْفوا لي عن نفسي. حسابي على غيركم. اجعلوني كالفتيل أحرق نفسي وأُضيء لكم. وكان لا يظهر عليه خشوع ولا تنكيس رأس ولا لباس. وكان من أَهْل السُّنَّة والإتقان، يُزْري على الغسّانيّة وأهل الأوراد وأخْذِ المعلوم، كما يذمّ أَهْل الدُّنيا ومن يأوى إِلَى الأسباب.
يقول: من لم يعبد الله الغالب على قلبه، فإنّما يعبد هواه ونفسه.
وكان يقول: من ذكر الله نسي نفسه. ومن ذكر نعمة الله نسي عمله.
وكان عامّة فِي المعاني. ويقول: الأبطال فِي النُّجوم، والسّرائر فِي القلوب.
وتحتاج تتوب من توبتك وتعبد الله له لا لك.
ويْحَك كم تبكي وتصيح، صحّح واسترح.
السّاحة بالقلوب، وسَيْر الشّواتي سفر لا يقضي.
دع الإحصاء والعَدَد، وصُمِ الدُّنيا وأفطِر الآخرة.
وكان يقول، إذا رَأَى عليهم الفُوَط والّأبْراد والصوف، وهم يُصَلّون: قد نشرتم أعلامكم وضربتم طُبُولكم، فليت شعري فِي اللّقاء أيّ رجال أنتم؟ قال زريق النّفّاط، أو غيره: رَأَيْت أَبَا حاتم بيده عطْر يعرضه للبيع، فسألته عن مسألة، فقال: لكلّ مقامٍ مقال، ولكن اصْبِر حَتَّى أفرغ. وكان إذا فرغ جلس يوم الجمعة، اجتمع إليه الصُّوفيّة وأصحاب الحديث والغُرَباء، وعامّة، مسجد البصرة، وجميع الطبقات.
وكان الّذين يلزمون حلقته: ابنُ الشُّويطيّ. وأبو سَعِيد الغَنَويّ، والمَرْزُوقيّ. وكان الغَنَويّ يميل إِلَى شيءٍ من الكلام ويعرفه.(20/150)
وكان فِي المسجد طائفة من النّاس يُنْكِرون على أَهْل المحبّةِ لمّا يبلغهم من التّخليط، وكانوا أهل حديث، وكلّهم يستملي أَبَا حاتم ويُعْجبه كلامه لرقَّته، ولقَوْله بالسُّنّة ومخالفته الغسّانيّة.
وكانوا يميلون إليه هُوَ وعبد الجبار السُّلميّ، والحسن بْن المُثَنَّى، وأحمد بن أبي عُمَر، وابن أبي عاصم، والْجُذُوعيّ. كلّ هَؤُلَاء صوفيّة المسجد من أَهْل السَّنة والحديث يتحلَّون النُّسك والأمر بالمعروف والنَّهي عن المُنْكَر. وكان لهم بالبلد قدرٌ وهَيْبة.
وقَالَ السُّلميّ: كان أبو حاتم العطّار أستاذ الْجُنَيْد وأبي سَعِيد الخرّاز.
وكان من جِلّة مشايخهم، مِن أقران أبي تراب النَّخشبيّ. وهو أول من تكلّم بالعراق فِي علوم الإشارات.
وعن محمد بْن وهْب قَالَ: دخلت البصرة أَنَا ويعقوب الزَّيَّات، فأتينا أَبَا حاتم العطّار، فدقَقْنا الباب، فقال: من هَذَا؟ قلت: رَجُل يقول الله.
فخرج ووضع خدّه على الأرض، وقَالَ: بقي مَن يُحْسِن يقول الله!
190- أبو حَمْزَةَ الْبَغْدَادِيّ الصوفيّ1.
أحد الكبار، اسمه محمد بْن إِبْرَاهِيم.
تُوُفيّ سنة تسعٍ وستّين. قاله أبو سَعِيد بْن الأعرابيّ.
تحوَّل ترجمته إِلَى هنا من بعد الثمانين.
ومن أخباره: قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ فِي كِتَابِ طبقات النُّسَّاك: قدم أبو حَمْزَةَ من طَرَسُوس إِلَى بغداد، فجلس واجتمع إليه النّاس. وما زال مقبولًا حَسَن الظّاهر والمنزلة إِلَى أن تُوُفيّ. وحضر جنازته أَهْل العلم والنُّسك. وصلّى عليه بعض بنبه، وغسّله جماعة من بني هاشم.
__________
1 انظر: السير "10/ 534، 535".(20/151)
وقدَّم عليه الْجُنَيْد، يعني فِي الصّلاة، فامتنع، فتقدَّم ولده. وقام المكبرِّون يسمعون النّاس.
وصعد الخطيب المعروف بالكاهليّ على سطح ليبلّغ النّاس.
قال ابن الأعرابيّ: وكنت أَنَا وأبو بَكْر غلام بُلْبل، ومحمد الدِّينَوريّ، بائتين فِي مسجد أبي حَمْزَةَ ليلة موته، فمات فِي السَّحر. وأُخبرتُ أنَه كان يقرأ حزبه من القرآن حَتَّى ختم فِي تلك اللَّيلة. وكان صاحب ليل، مقدَّمًا فِي علم القرآن وحِفْظه. خاصّة قراءة أبي عَمْرو. وقد حملها عَنْهُ جماعة. وأخذ عَنْهُ كتاب اليزيديّ. وأخبرني مَرْدَويْه أبو عَبْد الرَّحْمَن المقرئ أنّه لم يَرَ أحدًا يقدّمه فِي قراءة أبي عَمْرو، والقيام بها على أبي حَمْزَةَ.
وقد قرأ ابنُ مجاهد على مَرْدَويْه.
وكان سبب عِلّته أنّ النّاس كثُروا، فأُتي أبو حَمْزَةَ بكُرسيّ، فجلس عليه، ثُمَّ مرّ فِي كلامه بشيءٍ أعجبه، فردّده وأُغمي عليه حَتَّى سقط عن الكُرسيّ.
وقد كان هَذَا يصيبه كثيرًا، فانصرف من المجلس بين اثنين يوم الجمعة، فتعلّل ودُفِن فِي الجمعة الثانية بعد الصّلاة.
وكان أستاذ البغداديّين، وهو أوّل من تكلّم ببغداد فِي هَذِهِ المذاهب من صفاء الذَّكر وجمع الهمّة والمحبّة والشَّوق والأنس، لم يسبقه بها على رءوس النّاس ببغداد أحد.
وكان قد طاف البلاد، وصحِب النُّسّاك بالبصرة، وغيرهما.
وسافر مع أبي تراب وأشكاله طالبًا الحقائق.
وجالس أَبَا نصر التّمّار، وأحمد بن حنبل، وسَرِيّ السَّقطيّ، وهو مَوْلَى لعيسى بْن أبان القاضي.
وقد سمعت أَبَا حَمْزَةَ غير مرّة يقول: قَالَ لي أَحْمَد بْن حنبل: يا صوفيّ ما نقول في هذه المسالة؟ 1
__________
1 السير "10/ 536".(20/152)
191- أبو السّاج.
كان من كبار قُوّاد المعتمد على الله، وإليه تُنْسب الأجناد السّاجيّة ببغداد.
مات بجُنْدَيْسابُور فِي ربيع الأول سنة ستٍّ وستّين ومائتين، وخلف أموالًا عظيمة.(20/153)
بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة الثامنة والعشرون:
أحداث سنة إحدى وسبعين ومائتين:
فيها تُوُفيّ: عَبَّاس الدُّوريّ، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن مَنْصُور الحارثيّ، ومحمد بْن حَمَّاد الظهراني، ومحمد بْن سِنَان القزاز، ويوسف بْن سَعِيد بْن مُسْلِم.
تعطيل الجمعة فِي مسجد الرَّسُول:
وفيها دخل محمد، وعليّ ابنا الْحُسَيْن بْن جَعْفَر بْن مُوسَى بْن جَعْفَر الصّادق بْن محمد المدينة، فقتلا فيها، وجَبَيا الأموال، وعطَّلت الجمعة والجماعة فِي مسجد رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شهرًا.
عزْل عَمْرو بْن اللَّيْث:
وفيها عزل المعتمد عَمْرو بْن اللَّيث، وأمر بلعنه على المنابر. وولى خُراسان محمد بْن طاهر.
وكان محمد ببغداد، فاستناب عَنْهُ على نَيْسابور رافع بْن هرثمة.
إقرار نصر بْن أَحْمَد على بخارى وسمرقند:
وأمَّر على بخارى وسمرقند نصر بْن أَحْمَد بْن أسد.
مسير رافع بْن هرثمة إِلَى جرجان:
ثُمَّ جاءت كتب الموفَّق إِلَى رافع بقصد جرجان وآمل، وكانت للحسن بْن زَيْد، فسار إليه رافع سنة أربع وسبعين.
الوقعة بين أبي الْعَبَّاس بْن الموفَّق وخمارويه:
وفيها كَانَتْ وقعة عظيمة بين أبي الْعَبَّاس بْن الموفَّق، وبين خمارويه بْن أَحْمَد بْن طولون بأرض فلسطين. كان الموفَّق قد جهَّز ولده فِي جنود العراق، وأعطاه(20/155)
الأموال، وولّاه أعمال مصر والشام. فسار إِلَى الشّام، فنزل بفلسطين. وجاء خمارويه، وكان قد قام فِي ولاية أَبِيهِ بعده، فالتقيا بحيث جرت الأرض من الدماء. ثُمَّ انهزم خمارويه إِلَى مصر، ونُهِبَتْ أثقاله. ونزل أبو الْعَبَّاس فِي مضربه.
وكان سعد أعدّ كمينًا لخمارويه، فخرج على أبي الْعَبَّاس وهم عابرون، فانهزم جيشه، وذهب إِلَى طَرَسُوس منهزمًا فِي نفرٍ يسير، وذهبت خزائنه. فانتهب الجميع سعد ومن معه. وهذا من أعجب الأمور، وهو انهزام كل واحدٍ من المقدَّمين، ثمَّ اقتتال عسكرهما بعد رواحهما. ثُمَّ كان النصر للمصريين.
تقييد ابنُ أبي الساج وإطلاقه:
وفيها قدم يوسف بْن أبي الساج مقيَّدًا على جمل. وكان قد وثب على الحاجّ، فقاتلوه وأسروه، ثُمَّ إنّه حَسنت حاله، وبكى على فعله، وشفع فِيهِ مؤنس، فأطلق.
خروج إِسْحَاق الطالبي وإفساده بالمدينة:
وفيها خرج بالمدينة إِسْحَاق بْن محمد الطالبي الجعفري، فقتل أمير المدينة الفضل بْن الْعَبَّاس بْن حسن العباسي، وعاث وأفسد وخرّب المدينة1.
__________
1 انظر: تاريخ الطبري "9/ 654-667"، والكامل "7/ 399-406".(20/156)
أحداث سنة اثنتين وسبعين ومائتين:
تُوُفيّ فيها: أَحْمَد بْن عَبْد الجبار العطاردي وهو ابنُ عاصم الإصبهانيّ، وأبو عُتْبة أَحْمَد بْن الفرج الحمصيّ، وأحمد بْن مهديّ بْن رستم، وسليمان بْن سيف الحّرانيّ، وأبو أحمد محمد بن بد الوهاب الفراء، وأبو جَعْفَر محمد بْن عَبْد الله بْن المنادي، ومحمد بْن عوف الحمصي.
الخلاف بين ابنُ الموفَّق ويازمان الخادم:
وفيها وقع خلاف بين أبي الْعَبَّاس بْن الموفَّق وبين يازمان الخادم فِي طَرَسُوس، فأخرج أهلها أَبَا الْعَبَّاس عَنْهُمْ. فقدِم بغداد فِي جمادى الآخرة.(20/156)
دخول الخوارج المَوْصِل:
وفيها: دخل حمدان بْن حمدون وهارون الشّاريّ الخوارج مدينة المَوْصِل. وصلّى الشاري بالناس فِي الجامع.
القبض على صاعد بْن مخلد وبنيه:
وفيها قبض الموفَّق على صاعد بْن مخلد وعلى بنيه ومواليه، واستكتب عوضه إِسْمَاعِيل بْن بلبل.
حركة الزَّنْج بواسط:
وفيها تحركت الزَّنْج بواسط وصاحوا: أنكلائيّ يا مَنْصُور. وكان أنكلائيّ ابنُ الخبيث، وسليمان بْن جامع، والمهلَّبيّ، والشَّعرانيّ، وغيرهم من قواد الزَّنج محبوسين ببغداد فِي يد فتح السَّعيديّ.
فكتب إليه الموفّق أن يذبح الجماعة ويبعث رءوسهم، ففعل.
وقِيلَ صلبت أبدانهم على الجسر. والله سبحانه وتعالى أعلم1.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 9-11"، الكامل "7/ 418-420".(20/157)
أحداث سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين:
فيها تُوُفيّ: أَحْمَد بْن الْوَلِيد الفحّام، وإسحاق بْن سيّار النَّصيبيّ، وحنبل بْن إِسْحَاق، والفضل بْن شخرف، وأبو أُميّة محمد بْن إِبْرَاهِيم الطَّرسوسيّ، ومحمد بْن يزيد بْن ماجة.
وقعة الرافقة:
وفيها كَانَتْ بالرافقة واقعة بين إِسْحَاق بْن كنداج، ومحمد بْن أبي الساج، فانهزم إِسْحَاق. ثُمَّ تواقعا أيضًا، فانهزم إِسْحَاق فِي ذي الحجة.
قَتْلُ ملك الروم:
وفيها وثب ثلاثة بنين لملك الروم على أبيهم فقتلوه، وملّكوا أحدهم.
القبض على لؤلؤ الطولوني:
وفيها قبض الموفَّق على لؤلؤ الطَّولونيّ، وأخذ له أربعمائة ألف دينار شَرَهَا. ولم يكن له ذنب، بل أدُّعي عليه أنّه كاتب خمارويه بْن أحمد بن طولون. والله أعلم1.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 12"، الكامل "7/ 422-425".(20/157)
أحداث سنة أربعٍ وسبعين ومائتين:
فيها تُوُفيّ: أَحْمَد بْن الْوَلِيد الفحام النَّصيبيّ، وإسحاق بْن سيار النَّصيبيّ، وحنبل بْن إِسْحَاق، والفتح بْن شخرف، وأبو أُميّة محمد بْن إِبْرَاهِيم الطَّرسوسيّ، ومحمد بْن يزيد بْن ماجة، والحسن بْن مكرم، وعليّ بْن إِبْرَاهِيم الواسطيّ، ومحمد بْن عِيسَى بْن حِبّان المدائنيّ، وأبو غسان مالك بْن يحيى، بمصر.
وفيها خرج الموفَّق إِلَى كرمان لحرب عَمْرو بْن اللَّيث الصّفّار.
وفيها غزا يازمان الخادم الروم، فقتل وسبى وعاد سالمًا1.
__________
1 السابق.(20/158)
أحداث سنة خمسٍ وسبعين ومائتين:
تُوُفيّ فيها: أبو بَكْر المروزيّ الفقيه، وأحمد بْن يحيى بْن ملاعب، والحسين بْن محمد بْن أبي معشر نجيح، وأبو دَاوُد صاحب السُّنن، وأبو عوف البزوريّ عَبْد الرَّحْمَن بْن مرزوق، ويحيى بْن جَعْفَر بْن الزِّبْرِقان.
غزوة يازمان البحر:
وفيها غزا يازمان البحر، فأخذ عدّة مراكب للروم.
حبس الموفّق لابنه أبي الْعَبَّاس:
وفيها حبس الموفَّق ابنه أَبَا الْعَبَّاس، فشغب أصحابه وحملوا السلاح، واضطربت بغداد. فركب الموفَّق وقَالَ: يا أصحاب ولدي أتراكم أشفق على ابني منّي؟ وقد احتجت إِلَى تأديبه.
فوضعوا السلاح وتفرَّقوا، واطمأنوَّا عليه.
والله أعلم1.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 14-17"، الكامل "7/ 436".(20/158)
أحداث سنة ستٍّ وسبعين ومائتين:
فيها تُوُفيّ: أَحْمَد بْن حازم بْن أبي غَرَزَة، وبَقِيّ بْن مخلد الأندلسيّ، وعبد الله بْن مُسْلِم بْن قُتَيْبَةَ، وأبو قلابة الرَّقاشيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الْعَوَّام، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل الصائغ، ومحمد بْن سعد العوفي، ويزيد بْن محمد بْن عَبْد الصَّمد.
رضا المعتمد على عَمْرو بن الليث:
وفيه رضي للمعتمد على عَمْرو بْن الَّليث، وكتب اسمه على الأعلام والأترِسة ببغداد.
هرب ابنُ أبي الساج من خمارويه:
وفيها قدِم محمد بْن أبي السّاج هاربًا من خمارويه بعد وقعاتٍ جرت بينهما، وضعف عنه محمد.
ميسر الموفَّق إِلَى إصبهان:
وفيها: سار الموفَّق إِلَى إصبهان، فنزح محمد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن أبي دُلَف بجيشه وعِياله.
ولاية ابنُ اللَّيْث شرطة بغداد وعزله:
وفيه ولي عَمْرو بن اللَّيث شرطة بغداد. ثُمَّ بعد قليلٍ غضب عليه المعتمد وعزله، وأسقط اسمه من الأعلام1.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 14-17"، الكامل "7/ 436".(20/159)
أحداث سنة سبعٍ وسبعين ومائتين:
فيها تُوُفيّ: إِبْرَاهِيم بْن أبي العيش القاضي، والحسن بْن سلام السواق، وأبو حاتم الرَّازيّ، ومحمد بْن الجهم السِّمريّ.
اتفاق يازمان وخمارويه:
وفيها اتفق يازمان الخادم أمير الثَّغر مع خمارويه، ودعا له على المنابر بطرسوس. فبعث إليه ثلاثين ألف دينار، وخمسمائة دابّة، وخمسمائة ثوبٍ من مصر. ثمّ بعث إليه بخمسين ألف دينار.
استيلاء ابنُ هرثمة على طبرستان:
وفيها: استولى ابن هرثمة على طبرستان1.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 18"، والكامل "7/ 439".(20/160)
أحداث سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين:
تُوُفيّ فيها: أَحْمَد بن عبيد بن ناضج، وإِبْرَاهِيم بْن الهيثم البلديّ، وعبد الكريم بْن الهيثم الدَّيرعاقوليّ، والأمير أبو أَحْمَد الموفَّق، ومحمد بْن شداد المسمعي، وموسى بْن سهل الوشّاء، وموسى بْن عِيسَى بْن المنذر الحمصي، وهاشم بْن مرثد الطَّبرانيّ.
غور النيل بمصر وغلاء الأسعار:
وفيها وردت الأخبار أن نيل مصر غار ونقص نقصًا عظيمًا، وغلت الأسعار.
قَالَ أبو المظفر بْن الجوزي: غار النيل فلم يبق منه شيء.
قلت: ولم يتعرَّض المسبحي فِي تاريخه إِلَى شيء من ذلك.
مرض الخليفة الموفَّق ووفاته:
وَفِي المحرم انصرف الموفَّق من الجبل إِلَى بغداد مريضًا، وكان به نُقْرُس. وزاد مرضه فصار داء الفيل. وكان يبردون رجليه بالثَّلج، ويحمل على سرير، ويحمله عشرون نفسًا. فقال مَرَّة للذين يحملون: لعلكم قد ضجرتم منّي. وددت الله أني كأحدكم أحمل على رأسي وآكل، وأني فِي عافية.(20/160)
وقَالَ فِي مرضه: قد أطبق ديواني على مائة ألف مرتزق، وما أصبح فيهم أسوأ حالًا منيّ.
وزاد به انتفاخ رجله ومات.
ظهور القرامطة بسواد الكوفة:
وفيها ظهرت القرامطة بسواد الكوفة؛ وقد اختلفوا فيهم على أقوال: أحدها: إنّه قَدِمَ رجلٌ من ناحية خوزستان إِلَى الكوفة، فنزل النَّهرين وأظهر الزُّهد والتَّقشف، يعمل الخوص ويصوم. وَإِذَا جلس إليه إنسان وعظه وزهَّده في الدُّنيا، واعلمه أنّ الصُّلوات المفترضة في اليوم واللَّيلة خمسون صلاة حتّى خشي ذلك منه. ثمّ أعلمهم أنه يدعو إِلَى إمام من أَهْل البيت، فكانوا يجلسون إليه، ثُمَّ نظر نخلًا، فكان يأخذ من بقّالٍ كلَّ ليلةٍ رطل تمرٍ ثمَّ يفطر عليه، ويبيعه النَّوى.
فأتاه أصحاب النَّخل فأهانوه، وقَالَوا: ما كفاك أكل تمر النَّخل حَتَّى تبيع النَّوى؟ فقال البقال: ويحكم ظلمتموه فإنه لم يذق تمركم، وإنما يشتري مني التَّمر فيفطر عليه، ويبيعنيّ النَّوى.
فندموا على ضربه وتحللوه، وازداد نبلًا عند أَهْل القرية، وتبعه جماعة، فكان يأخذ من كل رجلٍ دينارًا، واتخذ منهم اثني عشر نقيبًا. وفرض عليهم كل يومٍ خمسين صلاة، سوى نوافل اشتعلن بها عن زراعاتهم، فخربت الضِّياع.
وكانت للهيصم ضياع هناك فقصروا، فبلغه شأنه، فطلبه وسأله عن أمره، فَأَخْبَرَه ودعاه إِلَى مذهبه. فحبسه في بيت وحلف ليقتلنّه. فسمعه جارية من جواريه، فرقَّت له، وأخذت المفتاح وفتحت عليه. ثمَّ قفلت الباب، وأعادت المفتاح إِلَى مكانه، فانتبه الهيصم ففتح الباب فلم يجده. وقَالَ النّاس: رفع إِلَى السماء.
ثُمَّ ظهر فِي مكانٍ آخر، فسألوه عن قصته فقال: من تعرَّض لي بسوء هلك. ثُمَّ انسحب إلى الشّام، فلم يعرف له خبز. وصحبه رجل يقال له كرميتة، ثمّ خفِّف، فقيل قرمط.(20/161)
وَفِي قولٍ: كان هَذَا الرجل قد لقي الخبيث ملك الخوارج الزَّنج، فقال له: ورائي مائة ألف سيف، فوافقني على مذهبي حَتَّى أصير إليك بمن معي.
وتناظرا فاختلفا، ولم يتَّفقا، فافترقا.
القول الثاني: إنّ أول من أظهر مذهبهم رجلٌ يُقَالُ له محمد الوراق يعرف بالمقرمط الكوفّي. شرَّع لهم دعاتهم اكترى دوابَّ من رجلٍ يُقَالُ له قرمط بن الأشع، فدعاه فأجابه.
والقول الأول أشهر.
من فِرَقِ الباطنيّة:
ثمّ فرق القرامطة، الباطنيّة، والخرَّميّة، والبابكية، والمحمِّرة، والسَّبعيّة، والتَّعليميّة.
القرامطة:
فَمِنْ قول القرامطة: إنّ محمد بْن الحنفية هُوَ المهديّ، وَإِنَّهُ جبريل، وَإِنَّهُ هُوَ المسيح، وَإِنَّهُ الدّابّة. ويزيدون أذنهم. وإن نوحًا رسول الله، وإن عِيسَى رسول الله، وإن محمد بْن الحنفية رسول الله، وإن الحج والقبلة إِلَى بيت المقدس، ويوم الجمعة والإثنين ويوم الخميس يوم استراحة، وإن الصوم فِي السنة يومان: يوم النيروز ويوم المهرجان. وإن الخمر حلال، ولا غسل من الجنابة.
وتحيَّلوا على المسلمين بطرقٍ شتى، ونفق قولهم على الجهال وأهل البر. ويُدخلون على الشيعة بما يوافقهم، وعلى السُّنة بما يوافقهم.
ويخدعون الطوائف، ويظهرون لكل فرقةٍ أنهم منهم.
الباطنية:
وأما الباطنية، فقالت: لظواهر الآيات والأحاديث بواطن تجري مجرى اللُّب من القشر. واحتجوا لكل آيةٍ ظهر وبطن. وأن من وقف على علم الباطن سقطت عَنْهُ التكاليف(20/162)
الخرَّميّة:
وأما الخرَّميّة فخرَّم اسم أعجمي معناه الشيء المستلذ، وهم أصل الإباحة فِي المجوس الّذين نبغوا فِي أيام قباذ، فأباحوا المحظورات.
البابكيّة:
وأمّا البابكيّة، فأصحاب بابك الخرمي. لهم ليلة فِي السنة يختلط فيها النساء والرجال، فَمَنْ وقعت فِي يده امرأة استحلَّها، إلى غير ذلك الخروج عن الملة.
المحمرِّة:
وأما المحمرِّة، فيلبسون الثياب الحمر، ولهم مقالة.
السبعية:
وأما السبعية فزعموا أنَّ الكوكب السبعة تدبر العالم السفلي.
التعليمية:
وأما التعليمية، فأطلوا القياس؛ ولا عِلْمَ عندهم إلّا ما تلقيِّ من إمامهم.
الإسماعيلية:
والإسماعيلية والإسماعيلية من القرامطة.
وقِيلَ: إنّ قرمط غلام إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر الصادق، ولم يصح.
الملاحدة:
وكل هَؤُلَاء يذهبون إِلَى مذهب الملاحدة كزرادشت، ومزدك، وماني، الّذين جحدوا النُّبوَّة وأباحوا المحظورات. وقَالَوا بقول الفلاسفة والدَّهريّة، لعنهم الله تعالى.
وفاة يازمان الخادم:
وفيها غزا يازمان الخادم حصن كند، فنصب عليه المجانيق وكاد يفتحه، فجاءه حجرٌ من الحصن فقتله، فارتحلوا وبه رمقٌ، فمات فِي الطريق. وحمل فدفن بطرسوس.
وكان شجاعًا، جوادًا، كريمًا1.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 20-22"، والكامل "7/ 441". \(20/163)
أحداث سنة تسع وسبعين ومائتين
...
أحداث سنة تسعٍ وسعين ومائتين:
تُوُفيّ فيها: المعتمد على الله، وأحمد بْن الخليل البرجلاني، وأحمد بْن أبي خيثمة، وإبراهيم بْن عَبْد الله القصار، وأبو يحيى بْن أبي ميسرة، وأبو عِيسَى التِّرمذيّ.
ولاية العهد للمعتضد:
ولثمانٍ بقين من المحرَّم خلع جَعْفَر المفوض من العهد، وقدَّم عليه المعتضد، وكتب إِلَى الآفاق بِذَلِك. وذلك لتمكُّن المعتضد من الأمور، ولطاعة الجيش له.
منع المنجمين والقصاص:
وفيها أمر المعتضد أن لا يقعد فِي الطريق منجِّم ولا قصَّاص، واستحلف الوراقين لا يبيعوا كتب الفلاسفة والجدل ونحو ذلك.
وفاة المعتمد وولاية ابنُ الموفَّق:
وضعف أمر المعتمد معه، وتُوُفيّ بعد أشهر من السنة، فولي المعتضد أبو الْعَبَّاس بن الموفَّق الخلافة.
قدوم رسول خمارويه إلى المعتضد:
وفها قدم رسول خمارويه صاحب مصر إِلَى المعتضد، وذلك عشرون حمل بغلٍ من الذهب من سوى الخيول والسُّروج والجواهر والتحف، وزرافة.
ولاية ابنُ اللَّيْث خُراسان:
وقدمت عليه هدايا عَمْرو بْن اللَّيْث، فولاه خُراسان.(20/164)
وفاة نصر بْن أَحْمَد بن أسد:
وفيها تُوُفيّ نصر بْن أَحْمَد بْن أسد أمير ما وراء النهَّر، فولى بعده أخوه إِسْمَاعِيل.
زواج المعتضد:
وتوجَّهت الرُّسل فِي تزويج عليّ بْن المعتضد ببنت خمارويه؛ ثُمَّ تزوَّجها المعتضد.
فتح ابنِ الشَّيْخ قلعة ماردين:
وفيها فتح أَحْمَد بْن عِيسَى بْن الشَّيْخ قلعة ماردين. أخذها من محمد بْن إِسْحَاق بْن كنداج.
صلاة المعتضد الأضحى:
وصلّى المعتضد بالناس صلاة الأضحى، فكبر فِي الأولى ستًا، وَفِي الثانية واحد. ولم تسمع منه الخطبة.
الحج هَذَا الموسم:
وحج بالناس هارون بْن محمد العباسي، وهي آخر حجّةٍ حجها بالناس وكان قد حج بهم ستّ عشرة حجَّة متوالية1.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 19-28"، والكامل "7/ 441-449".(20/165)
أحداث سنة ثمانين ومائتين:
فيها تُوُفيّ: أَحْمَد بْن محمد البريّ، وعثمان بْن سَعِيد الدارمي، وأبو إِسْمَاعِيل التّرمِذيّ، وهلال بْن العلاء.
القبض على محمد بْن الْحَسَن بْن سهل:
وَفِي أولها قبض المعتضد على محمد بْن الْحَسَن بْن سهل. وكان أحد قواد صاحب الزَّنج استأمن إِلَى الموفَّق، فبلغ المعتضد أنه يدعو إِلَى وَلَدِ المهتدي بالله(20/165)
فقرَّره، وقَالَ: أخبرني عن الرجل الَّذِي تدعو إليه؟ فقال: لو كان تحت قدمي ما رفعتهما عَنْهُ. فقتله.
مسير المعتضد إِلَى بني شَيْبَان:
وَفِي صفر، سار المعتضد بجيوشه يريد بني شَيْبَان، وكانوا قد عاثوا وأفسدوا، فلحقهم بالجيش، فقتل منهم خلقًا، وغرَّق خلقًا، وغنم الجيش من أموالهم ما لا يحصى، بحيث أبيعت الشاة بدرهم، والجمل بخمسة دراهم.
وأمر المعتضد بحفظ النساء والذّراري، ولم يتعرَّض لهم.
ثُمَّ وصل إِلَى المَوْصِل. ثُمَّ لقيه بنو شَيْبَان وتذللوا له، فأخذ منهم خمسمائة رجلٍ رهائن، وردَّ عليهم نساءهم وذراريهم.
فتح ابن أبي الساج مراغة:
وفيها افتتح محمد بْن أبي الساج مراغة بعد حصارٍ طويل، وأخذ منها مالًا كثيرًا.
وفاة جَعْفَر بْن المعتضد:
وفيها مات المفوض إِلَى الله جَعْفَر بْن المعتضد الَّذِي ولي عهد أَبِيهِ، فِي ربيع الآخر. وكان محبوسًا فِي دار المعتضد لا يراه أحد.
وقِيلَ: إنّ المعتضد كان ينادمه.
مولد القائم بسلمية:
وفيها وُلِدَ بسلمية القائم أبو القاسم محمد بْن المهديّ عُبَيْد الله ببلد سلمية. وكان بها أمرهم وأموالهم. وأسلفنا سنة سبعين شيئًا من خبرهم.
دخول الداعية أبي عَبْد الله أرض القيروان:
وفيها دخل داعيهم أبو عبد الله مع بني كتامة إِلَى أرض القيروان فِي ربيع الأول، فاشتهر أمره وتسامعوا به، وأتوه وبالغوا فِي احترامه. فاتصل خبره بإبراهيم بْن أَحْمَد صاحب إفريقية، فبعث يخوفه ويحذره الخروج. فلم يباله.(20/166)
الحرب بين الداعي وصاحب إفريقية:
واشتهر زهد الداعي أبي عَبْد الله وعلمه، فَلَمَّا همَّ صاحب إفريقية بقبضه استنهض الّذين تبعوه، فالتقى الفريقان، فانتظر أبو عبد الله، وقتل وغنم؛ فحاربه صاحب إفريقية مرات، وأبو عبد الله فِي زيادة، وصاحب إفريقية فِي نقص. ثُمَّ إنّه فِي الآخر قُتِلَ.
غزوة إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بلاد الترك:
وفيها غزا إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بْن أسد أمير ما وراء النَّهر بلاد التُّرك، وأسر ملكها وزوجته، وأسر عشرة آلاف، وقتل عشرة آلاف. وأصاب أموالًا عظيمة، بحيث أصاب الفارس فِي الغنيمة ألف درهم.
موت الأمير مسرور البلخي:
ومات الأمير مسرور البلخي الَّذِي كان مع الموفَّق وقت الحصار.
خبر الزَّلزلة في بلاد الدُّبيل:
روي أنّ ذي الحجة ورد كتاب من الدُّبيل أنَّ القمر انكسف فِي شوال من السنة، وأن الدُّنيا أصبحت مظلمة إِلَى العصر. فهبت ريحٌ سوداء، فدامت إِلَى ثلث اللَّيل، وأعقبها زلزلة عظيمة أذهبت عامة المدينة. وأنهم أخرجوا من تحت الهدم ثلاثين ألف إِلَى تاريخ الكتاب.
ثُمَّ زلزلت خمس مرات، فكان عدة مَنْ أُخْرِجَ مَنْ تحت الرَّدم مائة ألف وخمسين ألفًا.
زيادة دار المنصور:
وفيها زِيدَ فِي جامع المنصور دار المنصور الّتي كان يسكنها. وغرم على إصلاح ذلك عشرين ألف دينار. والله أعلم1.
__________
1 انظر: تاريخ الطبري "10/ 28، 29"، الكامل "7/ 652-660".(20/167)
ذكر رجال هذه الطبقة مرتبين على حروف المعجم:
حرف الآلف:
192- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الْبَغْدَادِيّ أبو بسطام الأطروش1.
سمع: هوذة بن خليفة.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ البزّاز.
تُوُفيّ سنة تسعٍ وسبعين.
193- أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى ين يحيى.
أبو حارثة الغساني الدمشقي2.
سمع: أَبَاهُ، وهشام بْن عمّار، وجماعة.
وعنه: أَحْمَد بْن جوصا، وأبو يعقوب إِسْحَاق الأذرعي، وأبو عوانة في صحيحه وقال: ثنا حارثة سيد أَهْل الشّام.
194- أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن الْمُخْتَار أبو بَكْر الدقاق3.
سمع: أَبَا كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المقدَّميّ.
وعنه: أَحْمَد بْن كامل القاضي، وغيره.
تُوُفيّ سنة سبعٍ وسبعين.
195- أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن مهدي السَّكونيّ الحمصي4.
روى عن: أَحْمَد بْن كثير الصَّنعانيّ.
وعنه: الطّبرانيّ.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "4/ 10".
2 في عداد علماء المستورين، صدوق.
3 انظر: تاريخ بغداد "4/ 25".
4 لم نقف عليه.(20/168)
196- أحمد بن الأسود.
أبو علي الحنفي البصري1.
سمع: يزيد بْن هارون، وغيره.
وولي قضاء قرقيسيا.
ذكره ابنُ حِبّان فِي الثقات، وقَالَ: ثنا عَنْهُ: أَحْمَد بْن عَبْد الله الجسيري.
وتُوُفيّ سنة خمسٍ وسبعين.
197- أَحْمَد بْن أيوب بن زريع الهاشميّ2.
يروي عن: عَبْد الله بْن صالح العجليّ، وغيره.
تُوُفيّ سنة سبعٍ وسبعين.
198- أَحْمَد بْن بَكْر بْن سيف المرُّوذيّ3.
سمع من: أبي نُعَيْم، وغيره.
وكان موثَّقًا.
تُوُفيّ سنة أربعٍ وسبعين.
199- أَحْمَد بْن بَكْر البالسي.
أبو بَكْر.
تُوُفيّ بعد السَّبعين أو قبلها.
وحدَّث عن: يزيد بْن هارون، وزيد بن الحباب، محمد بْن مصعب، وطائفة.
وكان ثقة يخطئ.
وقد تقدَّم فِي تلك الطبقة.
وأما الْأَزْدِيّ فقال: كان يضع الحديث.
__________
1 الثقات لابن حبان "8/ 46".
2 في عداد المجهولين.
3 السير "13/ 64"، والميزان "1/ 86".(20/169)
200- أَحْمَد المعتمد على الله1.
أبو الْعَبَّاس أمير المؤمنين ابنُ المتوكل على الله جَعْفَر بْن المعتصم بالله محمد بْن الرشيد الهاشمي العباسي.
وُلِدَ سنة تسعٍ وعشرين ومائتين بسرَّ من رأى، وأمّه روميّة اسمها فتيان.
قال ابن أبي الدُّنيا: كان أسمر رقيق اللَّون، أعين، خفيفًا، لطيف اللحية، جميلًا. وُلِدَ فِي أول سنة تسعٍ، ومات ليلة الإثنين لإحدى عشرة بقيت من رجب سنة تسعٍ وسبعين فجأة ببغداد. فحمل ودفن بسامرَّاء. وكانت خلافته ثلاثة وعشرين سنة وستّة أيام، والصّواب: وثلاثة أيّام.
قلت: استخلف بعد المهتدي بالله، وقد سار بنفسه لحرب يعقوب بْن اللَّيْث الصّفّار. فالتقاه بقرب دير العاقول، فنصر عليه، وهزم جيش الصّفّار أقبح هزيمة سنة اثنتين وستّين.
وقِيلَ: كان المعتمد مربوعًا نحيفًا. فَلَمَّا استخلف سمن وأسرع إليه الشَّيب.
مات بالقصر الحسيني مع الندُّماء والمطربين. أكل فِي ذلك اليوم رءوس الجداء، ومات في اليوم الثاني فجأة. فَقِيلَ: إنّه سمَّ فِي الرءوس. ومات معه من أكل منها.
قَيِل: بل نام فغُمّ فِي بساط.
وقِيلَ: سموه فِي كأس. فدخل عليه إِسْمَاعِيل القاضي وجماعة شهود، فلم يروا به أثرًا.
وكان منهمكا على اللذات. فاستولى أخوه الموفَّق على الأمور وقوي عليه، وانقهر معه المعتمد.
ثُمَّ مات المعتمد وهو كالمحجور عليه من بعض الوجوه، من جهة المعتضد أيضًا ابنِ الموفَّق.
وكانت عريب جارية المعتمد قد وصلها موال جزيلة من المعتمد، ولها فِيهِ مدائح.
وكان يتعانى المسكر ويعربد على النُّدماء.
واستخلف بعده المعتضد بن الموفَّق.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "4/ 60"، البداية "11/ 65".(20/170)
201- أَحْمَد بْن حازم بْن أبي غرزة.
أبو عَمْرو الغفاري الكوفي1.
أحد الأثبات المجودين.
سمع: جعفر بن عون، ويعلى بن عبيد، وعبد الله بْن مُوسَى، وإسماعيل بْن أبان، وطائفة.
وعنه: مطيَّن، وابن رحيم الشَّيْبانيّ، وإبراهيم بْن عَبْد الله بْن أبي العزائم، والكوفيون كابن عقدة، وغيره.
وله مسند مشهور، وقع لنا منه شيء.
ذكره ابنُ حِبّان فِي الثقات، وقَالَ: كان متقنًا.
قلت: تُوُفيّ فِي ذي الحجة سنة ست وسبعين.
202- أَحْمَد بْن الْحُبَاب بْن حَمْزَةَ2. أبو بَكْر الحميري النَّسّابة البلخي.
سمع: مكّيَّ بْن إِبْرَاهِيم، وإسماعيل بْن أبي أويس.
وعنه: حرب بْن إِسْمَاعِيل الكرماني، وأبو بَكْر بْن أبي دَاوُد عَبْد الله بْن دَرَسْتُوَيْه.
تُوُفيّ سنة سبعٍ.
203- أَحْمَد بْن حرب بْن مسمع الْبَغْدَادِيّ المعدّل3.
أبو جَعْفَر البرجلاني. والبرجلانية محلَّة ببغداد.
سمع: أَبَا النَّضر هاشم بْن القاسم، والواقدي، والأسود بْن عامر بن شاذان، والحسن الأشيب.
__________
1 السير "13/ 239"، والبداية "11/ 56".
2 الثقات لابن حبان "8/ 53".
3 تاريخ بغداد "4/ 119، 120".(20/171)
وعنه: النّجّاد، أبو عَمْرو بْن السَّماك، ومحمد بْن جَعْفَر بْن الهيثم الأنباري، وآخرون.
وثقة الخطيب، وقَالَ: مات فِي ربيع الأول سنة تسعٍ.
204- أَحْمَد بْن الخليل بْن حرب النَّوفليّ1.
مَوْلَى بْن نوفل، ابنُ الْحَارِث القومسي.
حدَّث عن: أبي النَّضر هاشم، وعبد الله بن مُوسَى، وأبي عَبْد الرحمن المقري، ومعلَّى بن أسد.
وهو من أهل قومس. محدث فاضل، يكنى أبا عبد الله.
روى عنه: عمر بن عبد الله بن حسن، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزُّهريّ، وأهل إصبهان، وأبو حاتم الرازي، ويحيى بن عبدوس، والفضيل بن الخصيب.
وقال أبو زرعة: يكذب على من لقي وعلى من لم يلق. ويحدث عن قومٍ ماتوا قبل أن يولد بعشرين سنة.
وقَالَ ابنُ مردويه: فِيهِ لين.
قلت: وكان قديم الوفاة.
205- أَحْمَد بْن أبي خيثمة زهير بْن حرب بْن شداد2.
أبو بَكْر النَّسائيّ ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ الحافظ، صاحب التاريخ المشهور.
سمع: أَبَاهُ، وأبا نُعَيْم، وهوذة بْن خليفة، وقطبة بْن العلاء بْن المنهال الغنويّ، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وعفان، ومحمد بْن سابق، وموسى بْن إِسْمَاعِيل، وأحمد بْن يُونُس اليربوعي، وأبا غسان النَّهديّ، وخلقًا كثيرًا.
وعنه: البغوي، وابن صاعد، ومحمد بْن عليّ بن عُبَيْد، ومحمد بْن مخلد، ومحمد بْن أبي الحكيميّ، وإسماعيل الصّفّار، وأبو سهل بْن زياد، وأحمد بن كامل، وخلق.
__________
1 السير "13/ 155"، التهذيب "1/ 28".
2 تاريخ بغداد "4/ 162".(20/172)
قَالَ أبو بَكْر الخطيب: كان ثقة عالمًا متفننًا حافظًا، بصيرًا بأيام النّاس، راوية للأدب.
أَخَذَ علم الحديث عن: أَحْمَد، وابن معين.
وعلم النَّسب عن: مصعب الزُّبيريّ.
وأيام النّاس عن: أبي الْحَسَن عليّ بْن محمد المدائني.
والأدب عن: محمد بْن سلام الجمحي.
وله كتاب التاريخ الَّذِي أحسن تصنيفه وأكثر فائدته فلا أعرف أغزر فوائد منه.
وقَالَ الدّارَقُطْنِيّ: ثقة مأمون.
وقَالَ ابنُ قانع: مات فِي جمادى الأولى سنة سبعٍ وسبعين. وكذا قَالَ ابنُ المنادى، وزاد: وقد بلغ أربعًا وتسعين سنة.
وقِيلَ: دون ذلك.
206- أَحْمَد بْن سَعِيد بْن زياد.
أبو الْعَبَّاس الجمال1.
بغداديٌّ ثقة.
سمع: عَبْد الله بْن بَكْر السَّهميّ، وأبا النَّضر، وحجاج بْن محمد.
وعنه: محمد بن عَبَّاس بْن نجيح، وأبو بَكْر الشّافعيّ. وأحمد بْن كامل، وجماعة.
تُوُفيّ فِي شوال سنة ثمانٍ وسبعين.
وثقه الخطيب.
207- أَحْمَد بْن سَعِيد بن إبراهيم بن سعد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف.
أبو إِبْرَاهِيم الزُّهريّ2.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "4/ 170".
2 السير "13/ 117، 118".(20/173)
سمع: عفان، وعليَّ بْن الجعد، ويحيى بْن بكير، ويحيى بْن سُلَيْمَان الجعفي، وعليّ بْن بحر القطّان، ومحمد ابن سلام الجمحي، وغيرهم.
وعنه: ابنُ صاعد، والمحاملي، وإسماعيل الصّفّار، وأبو عوانة فِي صحيحه فِي أماكن، وقَالَ مُرَّة: وكان من الأبدال؛ وجماعة.
قَالَ الخطيب: وكان مذكورًا بالعلم والفضل، موصوفًا بالصَّلاح والزُّهد، ومن أَهْل بيت كلهم علماء ومحدثون.
وله أخوان أكبر منه: عُبَيْد الله، وعبد الله.
وقَالَ عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهريّ: حدَّثني أبي قَالَ: مضى عمي أبو إبراهيم الزُّخريّ إِلَى أَحْمَد بْن حنبل فسلَّم عليه، فَلَمَّا رآه وثب وقام إليه وأكرمه، فلمَّا أن مضى قَالَ له ابنه: يا أبه، شاب تعمل به هَذَا وتقوم إليه؟ قَالَ: يا بني لا تعارضني فِي مثل هَذَا، ألا أقوم إِلَى ابنِ عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف؟ وقَالَ ابنُ المنادي: تُوُفيّ فِي خامس المحرَّم سنة ثلاثٍ وسبعين، وقد بلغ خمسًا وسبعين سنة.
وقَالَ ابنُ صاعد: كان ثقة.
وقَالَ غيره: كان من الأبدال.
208- أَحْمَد بْن سُلَيْمَان.
أبو بَكْر الصُّوريّ1.
نزل عرقة2، وحدَّث عن: سَعِيد بْن مَنْصُور، ومهدي بْن جَعْفَر الرملي، وغير واحد.
روى عَنْهُ: محمد بْن يوسف الهرويّ وخيثمة الأطرابلسي.
209- أَحْمَد بْن السَّميدع الشاشي الحافظ.
سمع: مسدَّدًا، ويحيى بن بكير، وجماعة.
__________
1 تاريخ دمشق "16/ 596".
2 عرقة: اسم بلدة من أعمال طرابلس بلبنان اليوم.(20/174)
وطوَّف وصنَّف.
تُوُفيّ فِي صفر سنة أربعٍ وسبعين.
210- أَحْمَد بْن أبي طَالِب1.
أبو الْعَبَّاس التَّميميّ القيرواني. قاضي القيروان. تفقَّه على سَحْنُون حَتَّى برع. وحج وأخذ عن: يُونُس بْن عَبْد الأعلى، وابن عَبْد الحكَم.
وكان سمحا جوادا سريا عادلا، قوالا بالحق. تلاعن في أيامه زوجان.
وقد أنكر علي أمير القيروان ابن الأغلب، فامتحنه وسجنه، فيقال إنه سقاه سما، فمات في سنة خمسٍ وسبعين.
211- أحمد بن أبي طاهر الكاتب2.
أبو الفضل. أحد البلغاء والشُّراء. أصله مرُّويّ، استوطن بغداد، وصنَّف كتاب أخبار الخلفاء.
ويروي عن: عمر بْن شبَّة، وطبقته.
روى عَنْهُ: محمد بْن المرزبان، وغيره.
وتوفّي سنة ثمانين، عن ست وسبعين سنة.
ومن شعره:
حسب الفتى أن يكون ذا حسبٍ ... من نفسه ليس حَسْبُهُ حَسَبُه
ليس الَّذِي يبتدئ به نسبٌ ... مثل الَّذِي ينتهي به نسبه
212- أَحْمَد بْن الْعَبَّاس بْن أشرس3.
أبو الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ الحافظ.
سمع: أَبَا إِبْرَاهِيم التُّرجمانيّ، وخلف بْن سالم.
__________
1 لم نقف عليه.
2 تاريخ بغداد "4/ 211".
3 السابق "4/ 327".(20/175)
وعنه: محمد بْن جَعْفَر الطَّبَريّ، وعثمان بْن السماك.
وكان ثقة.
تُوُفيّ سنة ثلاثٍ وسبعين.
213- أَحْمَد بْن عَبْد الله الكندي اللَّجلاج1.
عن: أسد بْن مُوسَى.
تُوُفيّ سنة ثلاثٍ وسبعين أيضًا.
214- أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن يزيد بْن جَعْفَر2.
عن: أبي مُعَاوِيَة الضرير، وعبد الرّزّاق.
وعنه: أبو ذَرّ بْن الباغندي.
وكان كذابًا.
قَالَ ابنُ عدي: كان يضع الحديث.
تُوُفيّ سنة إحدى وسبعين.
215- أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن ثابت.
أبو شيخ السائميّ3.
عن: مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم، وأبي الْوَلِيد.
وعنه: مذكور بن فراس شيخ لابن حيّان. وذكره فِي كتاب الثقات.
216- أَحْمَد بْن زكريا بن كثير الجوهري4.
عن: إِبْرَاهِيم بْن حُميد الطويل، وسعد بْن شُعْبَة بْن الحجاج، وأبي مُعَاوِيَة.
ثقة.
عَنْهُ: ابنُ مخلد، وأبو بَكْر الشّافعيّ.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 216".
2 تاريخ بغداد "4/ 218"، الميزان "1/ 109".
3 الثقات لابن حبان "8/ 55".
4 تاريخ بغداد "4/ 161".(20/176)
217- أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن قاسم الْبَغْدَادِيّ الحافظ1.
أعفٌّ حافظٌ موصوفٌ بالفهم.
تحمل عن: عُبَيْد الله بْن مُعَاذ العنبري، وطبقته.
وعنه: ابنُ الأعرابي، وابن مخلد.
مات سنة تسعٍ وستّين.
218- أَحْمَد بْن عَبْد الله اللحياني العكاوي2.
سمع: آدم، وابن أبي إياس.
لقيه الطَبرانيّ بعكا سنة خمسٍ وسبعين.
وهذا لم يذكره ابنُ عساكر فِي تاريخه.
219- أَحْمَد بْن عَبْد الجبّار بْن محمد بْن عمير بْن عطارد.
أبو عمر التّميميّ العطاردي الْكُوفِيُّ3.
حدَّث بِبَغْدَادَ عَنْ: أَبِي بَكْرِ بْنِ عياش، وعبد اللَّه بْن إدريس، وحفص بْن غِيَاث، وأبي مُعَاوِيَة، ويونس بن بكير، روى عنه مغازي ابن إسحاق.
وعنه: ابن صاعد، وابن أبي الدُّنيا، وابن أبي داود، والمحاملي، ورضوان الصَّيدلانيّ، وعثمان بن السَّمّاك، وأبو سهل بن زياد، وأبو العباس الأصم، وطائفة.
ولد سنة سبعٍ وسبعين ومائة. وسمع بعناية أَبِيهِ.
وكان أسند من بقي، إلّا أنَّه ضعيف.
وقَالَ ابنُ عدي: رأيتهم مجتمعين على ضعفه. ولم أر له حديثا منكرًا. إنَّما ضعفوه بأنه لم يلق أولئك.
وقَالَ الأصم: سمعت أَبَا عبيدة السَّريّ بْن يحيى، وسأله أبي عن العطاردي فوثَّقه.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 218".
2 لم نقف عليه.
3 وفيات الأعيان "4/ 352"، السير "13/ 55".(20/177)
وقَالَ أبو كُرَيْب: إنّه سمع من أبي بَكْر بْن أبي عيّاش.
وقَالَ الدَّارقطنيّ: لا بأس به.
وقد أثنى عليه أبو كُرَيْب.
وقَالَ محمد بْن الْحُسَيْن بْن حميد بْن الرَّبِيع، عن أَبِيهِ قَالَ: ابتدأ أبو كُرَيْب يقرأ علينا المغازي، فقرأ علينا مجلسًا أو مجلسين، فلغط بعض أصحاب الحديث، فقطع قراءته وحلف لا يقرأ علينا. فعدنا إليه نسأله، فأبى وقَالَ: امضوا إِلَى عبد الجبار العطاردي فإنه كان يحضر سماعه معنا من يُونُس بْن بكير.
فقلنا: وإن كان قد مات؟ قَالَ: اسمعوه من ابنه أَحْمَد، فإنّه كان يحضره معنا.
قَالَ: فدللنا إِلَى منزل أَحْمَد، وكان يلعب بالحمام، فقال لنا: مذ سمعناه ما نظرت فِيهِ، ولكن هُوَ فِي قماطر1 فِيها كتب فاطلبوه.
فقمت فطلبته، فوجدته وعليه ذرق الحمام، وَإِذَا سماعه مع أَبِيهِ بالخط العتيق. فسألته أن يدفعه إِلَيّ ويجعل وراقته لي، ففعل.
قول مطين: روى الخطاب بإسناده إِلَى جَعْفَر الخلدي قَالَ: قَالَ محمد بْن عَبْد الله الْحَضْرَمِيّ: أَحْمَد بْن عَبْد الجبار العطاردي كان يكذب.
قلت: هَذَا إنّ كان كما قَالَ، فمحمولٌ على نطقه ولهجته، لا أنه كان يكذب فِي الحديث، إذ ذلك معدوم. لأن أَبَا كُرَيْب شهِدَ له أنه سمع من يُونُس، وأبي بَكْر بْن عيّاش.
وأيضًا فإنّ أباه كان محدَثًا، منكّر بسماعه. ومما يقوى صدقه أنه روى أوراقًا فِي المغازي، عن أَبِيهِ، عن يُونُس. فهذا يدل على تحريه الصدق.
وقد أثنى عليه الخطيب، وقواه غالبًا.
قَالَ ابنُ السماك: مات بالكوفة سنة اثنتين وسبعين فِي شعبان.
وقع حديثه عاليًا للمؤتمن بن قميرة وطبقته.
__________
1 قماطر: صناديق.(20/178)
220- أحمد بْن عَبْد الرحيم بْن يزيد.
أبو زَيْد الحوطي الحمصي1. نزيل جبلة.
سمع: أَبَا المغيرة، وأبا اليمان، وعليّ بْن عيّاش، ومحمد بْن مصعب القرقساني.
وعنه: أَبَو القاسم الطَّبراني، وجعفر بْن محمد بْن هشام الكندي، وجماعة.
وكان حيًا فِي سنة تسعٍ وسبعين.
وقِيلَ: هُوَ أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن بَكْر بْن فضيل الحوطي.
221- أَحْمَد بْن عَبْد الوهاب بْن نجدة2.
أبو عبد الله الحوطي الحمصي: نزيل جبلة.
سمع: أَحْمَد بْن خَالِد العوصي، وجنادة بْن مروة الْأَزْدِيّ، وأبا المغيرة عَبْد القدُّوس، وعليّ بْن عيّاش، وجماعة.
وعنه: ن. فِي اليوم والليلة، وعليّ بْن سراج المصريّ، وعبد الصمد بْن يزيد بْن سَعِيد القاضي، وسليمان الطَّبرانيّ.
حدَّث أيضًا فِي سنة سبعٍ بجبلة.
وهذا من كبار شيوخ الطَّبَرَانِيّ.
222- أَحْمَد بْن عبد الوهاب العبدي النَّيسابوريّ الفراء3.
أخو محرز.
سمع: مكي بْن إِبْرَاهِيم، وعبدان عَبْد الله بْن عُثْمَان.
وعنه: أَهْل بلده.
تُوُفيّ سنة اثنتين وسبعين.
223- أَحْمَد بْن عُبَيْد الله بن إدريس.
أبو بكر البغداديّ النَّرسيّ4.
__________
1 تاريخ جرجان "418".
2 تاريخ بغداد "3/ 353"، والسير "13/ 152".
3 من العلماء المستورين، لا بأس به.
4 تاريخ بغداد "4/ 250، 251".(20/179)
مَوْلَى بني ضبة.
سمع: يزيد بْن هارون، وأبا بدْر السَّكونيّ، ورَوْح بْن عُبَادة، وشيبان، ويحيى بْن أبي بَكْر، وطائفة.
وعنه: ابنُ صاعد، وابن السماك، ومكرم بْن أَحْمَد القاضي، وأحمد بْن كامل القاضي، وأبو بَكْر الشّافعيّ.
قَالَ الخطيب: كان ثقة أمينًا.
وقَالَ ابنُ كامل: تُوُفيّ فِي خامس ذي الحجة سنة ثمانين.
وقَالَ مرَّةً أخرى: فِي خامس ذي الحجة سنة تسعٍ وسبعين. والقولان صحيحان عنده. والأوّل له فيه متابع، وهو أبو الحسن بْن المنادي. تابعه على السَّنة فقط.
وكان مولده سنة ست وثمانين ومائة.
وثقة أيضًا الدّارَقُطْنِيّ؛ وكان مسنِدًا منفردًا.
224- أَحْمَد بْن عُبَيْد بْن ناصح بْن بلنجر الدَّيلميّ ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ النَّحويّ1.
مَوْلَى بني هاشم أبو جَعْفَر الملقَّب بأبي عصيدة.
روى عن: يزيد بْن هارون، وأبي دَاوُد، وعبد الله بْن بَكْر، وعلي بْن عاصم، والأصمعيّ، ومحمد بْن مصعب، وجماعة.
وعنه: عليّ بْن محمد الْمَصْرِيّ، ومحمد بْن جَعْفَر الأدميّ، وعبد الله بْن إِسْحَاق الخراساني، وجماعة.
وله مناكير.
أَنْبَأَنِي الْمُسْلِمُ بْنُ عِلانَ، وجماعة قَالُوا: أَنَا أَبُو الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ، أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الشَّيبانيّ، أَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّمِيمِيُّ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُعَدَّلُ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نَاصِحٍ، أَنَا الأَصْمَعِيُّ، أَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: زرَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَمِيصُهُ الذي كفّن فيه2.
__________
1 السير "13/ 193"، التهذيب "1/ 60".
2 "حديث منكر": أخرجه الخطيب "4/ 259" في تاريخ بغداد.(20/180)
قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: وَأَنَا زَرَرْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ قَمِيصَهُ.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِحَمَّادِ بن زيد، فقال: أنا زررت على ابن عون قميصه. تَابَعَهُ عَمَّارُ بْنُ زُرَيْقٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، فِي وجهٍ غَرِيبٍ، وَلا يَصِحُّ رَفْعُهُ.
والمحفوظ حديث بشر بْن مُوسَى، وكان ثقة، سمع الأصمعيّ يقول: سمعت ابنِ عون: سمعت محمدا يقول: يستحب أن يكون قميص الميت مثل قميص الحي مكفَّفًا مزرَّرًا.
قَالَ: فحدَّثت به حَمَّاد بن زيد فقال: أنا زررت على ابن عون قميصه، وألبسته.
قَالَ ابنُ عدي: أبو عصيدة كان بسرَّ من رَأَى يحدث عن الأصمعي، ومحمد بْن مصعب بمناكير. ثم ذكر الحديث المذكور، وقَالَ: لا أعلم رَوَاه غير أبي عصيدة، وعمار بْن زربي الْبَصْرِيّ. وأبو عصيدة أصلح حالا من عمّار.
سمعت عبدان يصرح بكذب عمّار.
قَالَ: وله حديث طويل عن محمد بْن مصعب، عن الأوزاعي فِي دخوله على المنصور، لم يحدث به غيره.
وقَالَ: وأبو عصيدة مع هَذَا كله كان من أَهْل الصدق.
قلت: تُوُفيّ سنة ثمانٍ وسبعين. وكان من أئمة العربية.
225- أَحْمَد بْن عتيق. أبو النَّضر الخزاعي المَرْوَزِيُّ1.
عن: عُبَيْد الله بْن مُوسَى، وغيره.
وعنه: أَهْل مرو.
وهو مستقيم الحديث.
مات سنة أربعٍ وسبعين.
226- أَحْمَد بْن عُثْمَان بْن سَعِيد.
أبو بَكْر الأحوال كرنيب2. حافظ صدوق.
__________
1 الثقات لابن حبان "8/ 52".
2 تاريخ بغداد "4/ 297".(20/181)
عن: كثير بْن يحيى صاحب الْبَصْرِيّ، وعليّ بن بحر القطّان، وأحمد بنحنبل، ومنصور بن أبي مزاحم.
وعنه: محمد بن مخلد، ومحمد بن جعفر المطيري.
توفي سنة ثلاثٍ وسبعين، ولم يشتهر لأنه لم يشخ.
227- أحمد بن عصام.
أبو يحيى الأنصاري1، مولاهم. ابن أخت الزاهد محمد بن يوسف الإصبهاني. ذكره ابن أبي حاتم، ويروى عنه، ووثقه، وقَالَ: هُوَ أَحْمَد بْن عصام بْن عَبْد المجيد بْن كثير بْن أبي عمرة الْأَنْصَارِيّ الإصبهاني.
سمع: أَبَا دَاوُد الطَّيالسيّ، ومعاذ بْن هشام، وأبا أَحْمَد الزُّهريّ، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن أبي داود، وعبد اللَّه بْن جَعْفَر بْن فارس، وأَحْمَد بْن جَعْفَر السمسار، وطائفة.
ولا أعلم أحدًا تكلَّم فِيهِ بسوء.
تُوُفيّ فِي رمضان سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
228- أَحْمَد بْن عليّ بْن بشر الأمويّ الإصبهاني2.
عن: محمد بْن بكير.
وعنه: ابنه محمد.
تُوُفيّ سنة أربعٍ وسبعين.
229- أَحْمَد بْن عليّ.
أبو جَعْفَر العكبري، المعروف بخسروا3.
روى عن: أبي نُعَيْم، والحسن بْن الرَّبِيع البوراني، وسليمان ابن بنت شرحبيل.
وعنه: محمد بن مخلد، وعليّ بن يعقوب بن أبي العقب.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 66"، والسير "13/ 41".
2 ذكر أخبار إصبهان "1/ 94".
3 انظر: تاريخ بغداد "4/ 306".(20/182)
230- أحمد بن العلاء بن هلال.
أخو هلال أبو العلاء الرَّقيّ.
فقيه فاضل يكنى أبا عبد الرحمن. ولي قضاء ديار مصر، وتوفي سنة أربعٍ أيضا. وقيل: سنة خمسٍ.
روى عنه: خيثمة الأطرابلسي، وأبو الميمون بن راشد، وابن حزم.
سمع: عبد الله بت بن جعفر الرَّقيّ، وطبقته.
231- أحمد بن عمرو بن أبان.
أبو جعفر الفارسي، ثم الصُّوريّ1.
روى عن: عَبْد الوهاب بْن نجدة، وأبي إِبْرَاهِيم التَّرجمانيّ، وموسى بْن أيُّوب النَّصيبيّ.
وعنه: ابن جَوْصَا، ومحمد بن يوسف الهَرَوِي، ومحمد بن جعفر بن ملاس.
232- أحمد بن عياض.
أبو غسان الفرضي2. شيخ مصر.
روى عن: يحيى بْن حسان، ويحيى بْن عَبْد الله بْن بكير.
وعنه: ابنه أبو علاثة، ومحمد حفيده، وعبد الله بْن عَبْد الملك، والمعافي بْن عِمْرَانَ، وغيرهم.
تُوُفيّ سنة فِي رجب.
وسيأتي ابنه أبو علاثة بعد التسعين.
تفرد بحديث الطَّير.
233- أَحْمَد بْن عِيسَى بْن زَيْد اللخمي الخشاب التِّنّيسيّ3.
عن: عَمْرو بْن أبي سلمة، وعبد الله بن يوسف.
__________
1 ستأتي الترجمة له.
2 تهذيب تاريخ دمشق "1/ 414" لابن بدران.
3 الميزان "1/ 126"، التهذيب "1/ 65".(20/183)
وعنه: عَبْد الله بْن محمد بن المنهال، وعيسى بْن أَحْمَد الصَّوفيّ، وموسى بْن الْعَبَّاس، وجماعة.
ضعفه ابنُ عديّ، وغيره.
وقَالَ ابنُ يُونُس: مضطرب الحديث جدًا.
وتُوُفيّ سنة ثلاثٍ أيضًا بتنيس.
وَلَهُ عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ مَرْفُوعًا: الأُمَنَاءُ عِنْدَ اللَّهِ ثَلاثَةٌ: جِبْرِيلُ، وَأَنَا، وَمُعَاوِيَةُ1.
قَالَ ابْنُ جَوْصَا: وَمِثْلُ هَذَا لَا يَحْمِلُهُ عَبْدُ اللَّهِ فَإِنَّهُ ثِقَةٌ.
قلت: الحديث موضوع.
فأمّا:
234- أحمد بن سحاق الخشاب الرَّقّيّ البلدي2.
يروي عن عفان.
لقيه الطَّبرانيّ ببلد.
235- وأحمد بْن إِسْحَاق الخشاب الرقي. روى عن: عُبَيْد الله بْن جناد الحلبي.
وعنه: الطَّبرانيّ.
236- أَحْمَد بْن الفرج بْن سُلَيْمَان.
أبو عتبة الكنديّ، الحمصيّ المعروف بالحجازيّ، المؤذّن3.
عن: بقية بن الوليد، وضمرة بن ربيعة، وابن أبي فديك، وعُمَر بْن عَبْد الواحد الدمشقي، وأيوب بْن سُوَيْد الرَّمليّ، وعقبة بْن علقمة البيروتيّ، ومحمد بن حمير،
__________
1 "حديث موضوع": أخرجه ابن حبان "1/ 146" في "المجروحين".
2 في عداد المجهولين.
3 انظر السابق.(20/184)
ومحمد بن حرب الأبرشي، وعثمان بْن عَبْد الرَّحْمَن الطَّوابقيّ، ومحمد بْن يوسف الفريابي.
وعنه: النَّسائي فِي غير السُّنن، وأبو العبّاس السّرّاج، وموسى بن هارون، ومحمد بن جرير الطبريّ، ويحيى ابن صاعد، وابن أبي حاتم، وابن جوصا، وأبو التُّريك محمد بْن الْحُسَيْن الأطرابلسي، وأبو الْعَبَّاس الأصم، ويوسف بْن يعقوب الأزرق، وخلق.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: محلُّه عندنا الصدق.
قَالَ ابنُ عدي: كان محمد بْن عوف يضعفه ويتكلَّم فِيهِ. وكان ابنُ جوصا يضعفه.
وقَالَ ابنُ عديّ: مع ضعفه قد احتمله النّاس، وليس ممّن يحتج به.
وأما عَبْد الغافر بْن سلامة الحمصي فقال: كان محمد بْن عوف، وعُمَر، وأصحابنا يقولون: إنّه كذاب. فلم نسمع منه شيئًا.
قَالَ: وقَالَ محمد بْن عوف: هَذَا كذاب رَأَيْته عند بئر أبي عبيدة فِي سوق الرَّستن، وهو يشرب مع مردان. وهو يتقيَّأ، وأنا مشرفٌ عليه من كوَّةٍ فِي بيتٍ كَانَتْ لي فِيهِ تجارة سنة تسعٍ وعشرين ومائتين.
وكان أيام أبي الهرماس يسمونه الغداف. كان له ترس فِيهِ أربع مسامير كبار، إذا أخذوا رجلًا يريدون قتله صاحوا: أين الغداف؟ فيجيء. فَإِنَّمَا يضربه بها أربع ضربات حتَّى يقتله. قد قُتِلَ غير واحدٍ بترسه ذاك. ثُمَّ ساق له فصلًا فِي كذبه.
قَالَ عَبْد الغافر: كان أبو عُتْبة جارنا، وكان مؤذن الجامع. وكان يخضب بالحمرة.
وقَالَ الخطيب: بلغني أنه تُوُفيّ سنة إحدى وسبعين.
237- أَحْمَد بن الفرج بْن شاكر.
أبو بَكْر الغافقي الْمَصْرِيّ1
عن: سَعِيد بْن أبي مريم، وغيره تُوُفيّ سنة أربعٍ وسبعين.
__________
1 ينظر في "حسن المحاضرة".(20/185)
238- أَحْمَد بن الفرج بْن عَبْد الله.
أبو عليّ الجشمي الْبَغْدَادِيّ الْمُقْرِئ1
عن: عباد بْن عباد، وعبد الرَّحْمَن بْن مهدي، وسويد بْن الْعَزِيز، وعبد الله بْن نمير، وغيرهم. وعنه: إِسْحَاق بْن سنين الختلي، ومحمد بْن جَعْفَر القماطري، وأبو جَعْفَر البَخْتَرِيّ.
وكان ضعيفًا.
وقَالَ الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن بَكْر الحافظ: هُوَ ضعيف.
239- أَحْمَد بْن كعب بْن خريم2.
أبو جعفر المرّيّ الدّمشقيّ عن: أبيه، أبي مسهر. وعنه: ابنُ جوصا، والحسن بْن حبيب الحصائري، وغيرهما تُوُفيّ سنة اثنتين وسبعين.
240- أَحْمَد بْن محمد بن يزيد بن مُسْلِم بْن أبي الحناجر الْإِمَام أبو عليّ الْأَنْصَارِيّ3 الأطرابلسي.
عن يحيى بْن أبي بكير، ومؤمل بن إِسْمَاعِيل، ويزيد بْن هارون، ومحمد بْن مصعب، ومعاوية بْن عَمْرو، وجماعة. وعنه: ابنُ جوصا، وأبو نُعَيْم، وابن عدي وابن أبي حاتم، وخيثمة، وآخرون. قَالَ ابنُ أبي حاتم: صدوق.
وقال غره: كان شيخًا جليلًا نبيلًا.
وقال تمّام: ثنا خثيمة: نا ابنُ أبي الحناجر قَالَ: كنت فِي مجلس يزيد بْن هارون فجاء المأمون فوقف علينا، وَفِي المجلس ألوف، فالتفت إِلَى أصحابه وقَالَ: هَذَا الملك.
وقَالَ ابنُ دحيم: تُوُفيّ في جمادى الآخرة سنة أربع وسبعين.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 341".
2 تاريخ دمشق "7/ 153، 154".
3 السير "13/ 240"، وشذرات الذهب "2/ 165".(20/186)
241- أَحْمَد بْن محمد بْن أَنَس.
الحافظ أبو الْعَبَّاس بْن القربيطي1. أحد الأعلام المجودين.
روى عن: محمد بْن جميل، وأبي حَفْص الفلاس، وإبراهيم بْن زياد، وسلامة.
وأدرك أصحاب شعبة. فإن محمد بن سعد مع جلالته وتقدُّمه قَالَ فِي الطبقات: ثنا محمد بْن أَنَس، أَنَا أبو حَفْص الصَّيرفيّ، فذكر حديثًا.
ويجوز أن يكون هَذَا فِي زيادات ابنِ فهم فِي الطبقات.
وقد كتب عَنْهُ: أبو حاتم الرَّازيّ وهو معاصره، وابنه عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، ومحمد بن مخلد العطار، وآخرون.
وسكن الرَّيّ.
242- أَحْمَد بْن محمد بْن الحجاج.
أبو بَكْر المرُّوذيّ الفقيه2. أحد الأعلام، وأجل أصحاب أَحْمَد بْن حنبل. كان من كبار علماء بغداد، وكان أبوه خوارزميًّا، وكان أمه مرُّوذيّة.
حمل عن أَحْمَد علمًا كثيرًا، ولزمه إِلَى أن مات. وصنَّف فِي الحديث والسُّنَّة والفقه.
سمع: أَحْمَد بْن حنبل، وهارون بْن معروف، ومحمد بْن منهال الضرير، وسريج بْن يُونُس، وعُبَيْد اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نمير، وعثمان بْن أبي شَيْبَة، وعباس بْن عَبْد العظيم العنبري، ومحمد بن عَبْد الْعَزِيز بْن أبي رزمة، وطوائف.
أَخَذَ عَنْهُ: أبو بَكْر الخلال، ومحمد بْن عِيسَى بْن الْوَلِيد، ومحمد بْن مخلد، ووالد أبي القاسم الخرقيّ، وآخرون.
قال الخلال أبو بكر: أخبرني محمد بْن جَعْفَر الراشدي: سمعت إِسْحَاق بْن دَاوُد يقول: لا أعلم أحدًا يقوم بأمر الإسلام من أبي بكر المرُّوذيّ.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 397"، السير "13/ 53".
2 البداية "11/ 54".(20/187)
وقَالَ الخلال: سمعت أَبَا بَكْر المرُّوذيّ يقول: كان أبو عبد الله يبعث بي فِي الحاجة فيقول: قل ما قلت فهو على لساني، فأنا قلته.
قلت: ما كان يقول أبو عبد الله ذلك إلّا لمّا يعلم من صدقه وأمانته وورعه.
وقَالَ الخلال: خرج أبو بَكْر المرُّوذيّ إِلَى الغزو، فشيعه النّاس إِلَى سامراء، فجعل يردهم فلا يرجعون.
قَالَ: فحزروا فإذا هُمْ بسامراء، سوى من رجع، نحو خمسين ألف إنسان.
فَقِيلَ له: يا أَبَا بَكْر أَحْمَد الله فهذا علم قد نشر لك.
فبكى وقَالَ: ليس هَذَا العلم لي، وإنما هُوَ لأحمد بْن حنبل.
وقَالَ الخطيب أبو بَكْر فِي ترجمة المرُّوذيّ: هُوَ المقدم من أصحاب أَحْمَد لورعه وفضله.
وكان أَحْمَد يأنس به، وينبسط إليه؛ وهو الَّذِي تولى إغماضه لمّا مات وغسله. وروى عَنْهُ مسائل كثيرة.
وقَالَ ابنُ المنادي: تُوُفيّ فِي سادس جمادى الأولى سنة خمسٍ وسبعين ودفن قريبًا من قبر أَحْمَد بْن حنبل، رحمهما الله.
234- أَحْمَد بْن محمد بْن نصر اللباد1.
الفقيه أبو نصر النَّيسابوريّ، شيخ أهل الرّأي ببلده ورئيسهم.
سمع: أَبَا نُعَيْم، ويحيى بْن هاشم السمسار، وبشر بْن الْوَلِيد، وطبقتهم.
روى عنه: أبو يحيى زكريّا بن يحيى البزاز، وإبراهيم بن محمد بن سُفْيان، ومحمد بن ياسين بن النَّضر، وأحمد ابن هارون الفقيه.
تُوُفيّ سنة ثمانين.
244- أَحْمَد بْن محمد بْن يحيى بْن نيزك.
أبو الْعَبَّاس الهمذانيّ القومسيّ2.
__________
1 انظر: أخبار القضاة "1/ 115".
2 من العلماء المستورين، لا بأس به.(20/188)
عن: سُلَيْمَان بْن حرب، وقرَّة بْن حبيب، وعبد السلام بْن مطهر، وغيرهم.
وعنه: أسد بْن حمدويه النَّسفيّ، وإبراهيم بْن حمدويه السَّمرقنديّ، وجماعة.
تُوُفيّ سنة خمس أيضًا.
245- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن المدبَّر1.
الكاتب.
تُوُفيّ فِي صفر سنة إحدى وسبعين تقدَّم.
246- أَحْمَد بْن محمد بْن غالب بْن خَالِد بن مرداس2.
أبو عبد الله الباهليّ البصريّ المعروف بغلام خليل.
نزيل بغداد، وشيخ العامة بها وصالحهم، ورأسهم فِي الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر على ضعفه.
حدَّث عن: دينار الَّذِي ادعى أنه سمع من أَنَس بْن مالك.
وحدَّث عن: قرَّة بْن حبيب، وسليمان الشّاذكونيّ، وشيبان بن فرُّوج، وسهل بْن عُثْمَان العسكري.
وعنه: محمد بْن مخلد، وابن السَّمّاك، وأحمد بْن كامل.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: سئل أبي عَنْهُ فقال: كان رجلًا صالحًا، لم يكن عندي ممّن يفتعل الحديث.
وقَالَ عبدان الأهوازي: قلت لعبد الرَّحْمَن بْن خراش: هَذِهِ الأحاديث الّتي يحدث بها غلام خليل لسليمان بْن بلال من أَيْنَ له؟ قَالَ: سرقه من عَبْد الله بْن شبيب. وسرقه ابنُ شبيب من النَّضر بْن سلمة الَّذِي وضعها.
وقَالَ أبو بَكْر بْن إِسْحَاق الصَّيفيّ: غلام خليل محمد لا أشك فِي كذبه.
وكذا كذبه إِسْمَاعِيل القاضي.
__________
1 سبقت الترجمة له.
2 الميزان "1/ 141"، السير "13/ 282".(20/189)
وعن أبي دَاوُد السّجِسْتانيّ، وذكر غلام خليل، قَالَ: ذاك دجال بغداد. عرض عليَّ من حديثه، فنظرت في أربعمائة حديث أسانيدها ومتونها كذبٌ كلها.
قلت: وقد كان لغلام خليل جلالة عظيمة ببغداد. وفيه حدة وتسُّرع. فقدم من واسط فِي أول سنة أربعٍ وستّين.
قَالَ أبو سَعِيد بْن الأعرابيّ: فذكرت له هذه الشناعات، يعني خوض الصُّوفيّة فِي دقائق الأحوال الّتي يذمها أَهْل الأثر.
وقَالَ ابنُ الأعرابي: وذكر له بعض مذاهب البغداديين وقولهم فِي المحبة، ولم يزل يبلغهم عن الشاذ من أَهْل البصرة أنهم يقولون نَحْنُ نحب ربنا وربنا يحبُّنا، وقد أسقط عنا خوفه بغلبة محبته. فكان ينكر هَذَا الخطأ بخطإ مثله، وأغلظ منه، حَتَّى جعل محبة الله بدعة. وقَالَ: إنما المحبة للمخلوقين، والخوف أفضل وأولى بنا. وليس هَذَا كما توهّم، بل المحبة والخوف أصلان من أصول الْإِيمَان لا يخلو المؤمن منهما، وإن كان أحدهما أغلب على بعض النّاس من بعض.
قَالَ: فلم يزل غلام خليل يقص بهم ويذكرهم فِي مجالسه ويحذَّر منهم، ويغري بهم السلطان والعامة، ويقول: كان عندنا بالبصرة قومٌ يقولون بالحلول، وأقوام يقولون بالإباحة، وأقوام يقولون كذا، تعريضًا بهم، وتحريضًا عليهم.
إِلَى أن قَالَ ابنُ الأعرابي: فانتشر فِي أفواه العامة أنّ جماعة من أَهْل بغداد ذكر عَنْهُمُ الزَّندقة1.
وكانت السيدة والدة الموفَّق مائلة إِلَى غلام خليل، وكذلك الدولة والعوام لِما هُوَ عليه من الزُّهد والتَّقشُّف. فأمرت السيدة المحتسب أن يطيع غلام خليل، فطلب القوم، وفرق الأعوان فِي طلبهم وكتب أسماءهم، وكانوا نيفًا وسبعين نفسًا، فاختفى عامتهم، وبعضهم خلصتهم العامة. والقصة فيها طول. وجدر جماعة منهم مدة وقَالَ أَحْمَد بْن كامل: سنة خمسٍ وسبعين تُوُفيّ أبو عبد الله غلام خليل فِي رجب، وحمل فِي تابوت إِلَى البصرة. وغلقت أسواق مدينة السلام، وخرج الرجال والنساء والصبيان لحضور جنازته والصلاة عليه، ودفن بالبصرة، وبنيت عليه قبّة.
__________
1 السير "10/ 614، 615".(20/190)
قَالَ: وكان فصيحًا يعرب الكلام، ويحفظ علمًا عظيمًا، ويخضب بالحناء، ويقتات بالباقلاء صرفًا رحمه الله.
وقَالَ ابنُ عدي: سمعت أَبَا عَبْد الله النَّهاونديّ يقول: قلت لغلام خليل: هَذِهِ الأحاديث الّتي ترويها؟ قَالَ: وضعناها لترقَّق القلوب.
وَفِي تاريخ بغداد أن أَبَا جَعْفَر الشُّعيريّ قَالَ: قلت لغلام خليل لمّا روى عن بَكْر بْن عِيسَى، عن أبي عوانة: يا أَبَا عَبْد الله هَذَا قديم الوفاة لم تلحقه. ففكَّر؛ فخفت أَنَا، فقلت: كأنّك سمعت من رَجُل بهذا الاسم عَنْهُ؟ فسكت وافترقنا؛ فَلَمَّا كان من الغد لقيته، فقال لي: إني نظرت البارحة فيمن سمعت منه بالبصرة، يُقَالُ له بَكْر بْن عِيسَى، فوجدتهم ستّين رجلًا1.
247- أَحْمَد بْن محمد بْن عمّار بْن نصير السُّلميّ الدمشقي2.
عن: عمه هشام بْن عمّار، وإبراهيم بْن هشام الغساني، وأبي النَّضر إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الفراديسي.
وعنه: ابنُ الميمون بْن راشد، وغيره.
تُوُفيّ سنة ثمانٍ وسبعين.
248- أَحْمَد بْن محمد بْن عِيسَى بْن الأزهر.
القاضي أبو الْعَبَّاس البرتي الحنفي3 الحافظ الحجة.
وُلِدَ قبل المائتين، وسمع: أَبَا نُعَيْم، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وأبا حُذَيْفة النَّهدي، وأبا الْوَلِيد، والقعنبي، وعاصم بْن عليّ، وأبا عُمَر الحوضي، وطبقتهم.
وأخذ الفقه عن: أبي سُلَيْمَان الجوزجاني الفقيه صاحب محمد بْن الْحَسَن.
وعنه: ابنُ صاعد، وابن مخلد، وإسماعيل الصّفّار، وأبو بَكْر النجاد، وأبو سهل بْن زياد، وطائفة.
قَالَ الخطيب: ولي قضاء بغداد بعد وفاة أبي هاشم الرفاعيّ.
__________
1 السير "10/ 614، 615".
2 الميزان "1/ 123".
3 تاريخ بغداد "5/ 61، 63"، السير "13/ 407".(20/191)
قَالَ طَلْحَةُ بْن محمد بْن جَعْفَر: مات أبو هاشم سنة تسعٍ وأربعين، فاستقضى أَحْمَد بن محمد البرتي.
وكان رجلًا من خيار المسلمين دينًا، عفيفًا، على مذهب أَهْل العراق. وكان من أصحاب يحيى بْن أكثم.
وكان قبل ذلك يتقلَّد واسطًا.
روى كتب محمد بن الْحَسَن، عن أبي سُلَيْمَان الجوزجاني. وحدَّث بحديث كثير.
وقَالَ الخطيب: كان ثقة ثبتًا حجة يذكر بالصلاح والعبادة.
ثُمَّ قَالَ: أخبرنا القاضي أبو عبد الله الصَّميريّ: ثنا القاضي أبو عبد الله الضُّبعيّ، ثنا محمد بن صالح الْقُرَشِيّ الهاشمي القاضي، ثنا أبو عُمَر محمد بْن يوسف القاضي قَالَ: ركبت يومًا مع إِسْمَاعِيل القاضي إِلَى أَحْمَد بْن محمد بْن عِيسَى البرتي، وهو ملازم لبيته، فرأيت شيخًا مصفارًا، أثر العبادة عليه. ورأيت إِسْمَاعِيل عظمه إعظامًا شديدًا، وسأله عن نفسه وأهله وعجائزه. وجلسنا عنده ساعة وانصرفنا.
فقال لي إِسْمَاعِيل: يا بني، تدري من هَذَا الشَّيْخ؟ قلت: لا.
قَالَ: هَذَا البرتي القاضي، لزم بيته واشتغل بالعبادة. هكذا يكون بالقضاء، لا كَمَا نَحْنُ.
وعن العلاء بْن صاعد قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقد دخل عليه القاضي البرتي، فقام إليه وصافحه وقَالَ: مرحبًا بالذي يعمل بسنتَّي وأثري.
قَالَ: فذهبت وبشَّرته بالرؤيا1.
ووثقه الدَّارقطنيّ.
وقَالَ أَحْمَد بْن كامل: كان إِسْمَاعِيل القاضي يقدم البرتي على كافة أقرانه فِي القضاء والرّواية والعدالة.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 62".(20/192)
قلت: وقع لنا مسند أبي هُرَيْرَةَ للبرتي بإسنادٍ عالٍ.
تُوُفيّ فِي ذي الحجة سنة ثمانين.
249- أَحْمَد بن محمد بْن عاصم الرَّازيّ1.
عن: قُتَيْبَةَ، وهدبة بْن خَالِد، وإسحاق بْن رَاهَوَيْه، وطبقتهم.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، وعلي بْن إِبْرَاهِيم القطان، وعُمَر بْن إِسْحَاق، وأبو أَحْمَد محمد بْن أَحْمَد العسال، وآخرون.
وكان أحد الحفاظ المصنفين. وأبوه ثقة يروى عن عَبْد الرّزّاق.
وتُوُفيّ أَبُوهُ فِي حدود الخمسين ومائتين.
وتُوُفيّ هو فِي حدود الثمانين.
250- أَحْمَد بْن محمد بْن عَبْد الحميد بْن شاكر2.
أبو عبد الله الجعفي الكوفي. نزيل بغداد.
سمع: عَبْد الله بْن بَكْر السَّهميّ، ومحمد بْن عَبْد الله بْن كياسة، والواقدي، وجماعة.
وعنه: عَبْد الصمد الطَّستيّ، وأحمد بْن خُزَيْمَة، وأحمد بْن كامل، وأبو بَكْر الشّافعيّ.
قَالَ الدَّارقطنيّ: صالح الحديث.
251- أَحْمَد بْن محمد بْن يزيد الأنباري3.
عن: شبانة بْن سوار، وغيره.
وعنه: أبو بَكْر الشّافعيّ، وأبو بَكْر بْن الهيثم الأنباري.
قَالَ الدَّارقطنيّ: ليس بقويّ.
__________
1 السير "13/ 375".
2 تاريخ بغداد "5/ 54".
3 لم نقف عليه.(20/193)
وقَالَ الأمير ابنُ ماكولا: وروى أيضًا عن: هانئ بْن يحيى، وبشر الحافي.
وعنه أيضًا: عبد الله بن أحمد بن زيد القاضي، وقاسم بْن محمد الأنباري.
وكان وراقًا ينسخ.
252- أَحْمَد بْن أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن خَالِد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَليّ البرقيّ1.
أبو جعفر الشّيعيّ. من رءوس الإمامية. له تصانيف كثيرة تدل على تبحُّره وسعة روايته. وقد أتى فيها بالطامات والمناكير. وألَّف فِي كل فن.
سمي له ابنُ أبي طيئ من المصنفَّات أزيد من مائة كتاب من أنواع الكتب لابن أبي الدُّنيا. ولم أعرف من أشياخه ولا من الرُّواة عَنْهُ أحدًا.
تُوُفيّ سنة أربعٍ وسبعين ومائتين.
وقِيلَ: سنة إحدى وثمانين.
253- أَحْمَد بْن محمود الشَّرويّ الرام2.
أحد الموصوفين بالرَّمي.
سمع: عاصم بْن عليّ، وأبا الْوَلِيد.
وعنه: ابن مخلد، وأبو الْحُسَيْن بْن المنادي.
تُوُفيّ سنة أربعٍ وسبعين.
254- أَحْمَد بْن مَسْعُود المقدسي الخياط3.
عن: عَمْرو بْن أبي سلمة التِّنّيسيّ، والهيثم بْن جميل الأنطاكي، ومحمد بْن كثير المصيصي، ومحمد بْن عِيسَى بْن الطباع، وغيرهم.
آخر من حدَّث عَنْهُ: الطَّبرانيّ.
سمع من: المقدسيّ سنة أربعٍ وسبعين ومائتين.
__________
1 لم نقف عليه.
2 تاريخ بغداد "5/ 155، 156".
3 السير "13/ 244".(20/194)
وممن روى عَنْهُ: أبو نُعَيْم عَبْد الملك، وعديّ، وأبو عوانة.
255- أَحْمَد بْن مُعَاذ.
أبو عبد الله السالمي النَّيسابوريّ1.
سمع: الجارود بْن يزيد، وحفص بْن عَبْد الله، وقبيصة بْن عُقْبَة، وجماعة.
وعنه: أبو حامد بْن الشَّرقيّ، ومحمد بْن أَحْمَد الحميري، وأبو الطَّيّب محمد بْن عَبْد الله شيخا الحاكم.
وكان رجلًا صالحًا.
تُوُفيّ سنة إحدى وسبعين فِي نصف شعبان.
256- أَحْمَد بْن مهدي بْن رستم2.
أبو جَعْفَر الإصبهاني العابد. أحد حفاظ الحديث.
رحل وسمع: أَبَا نُعَيْم، وسعيد بْن أبي مريم، وطبقتهما.
وعنه: محمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، وأحمد بْن إِبْرَاهِيم، وأحمد السمسار، وجماعة.
قَالَ أبو نُعَيْم: كان صاحب ضياع وثروة. أنفق على أهل العلم ثلاثمائة ألف درهم.
وقال محمد بن يحيى بن منده: لم يحدث ببلدنا منذ أربعين سنة أوثق منه. صنَّف المُسْنَد ولم يعرف له فراش منذ أربعين سنة. صاحب عِبادةٍ، رحمه الله.
تُوُفيّ سنة اثنتين وسبعين.
قال ابن النّجّار: كان من الأئمّة الثقات وذوي المروءات. رحل إِلَى العراق والشام ومصر.
وسمع: أَبَا نُعَيْم، وقبيصة، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وِأبا اليمان، وعلى بْن الجعد، وعبد الله بن صالح. وسمّى طائفة.
__________
1 في عداد العلماء المستورين، وهو لا بأس به.
2 الجرح والتعديل "2/ 79".(20/195)
انا اللبان كتابة، أَنَا الحداد، أَنَا أبو نُعَيْم: سمعت محمد بْن أبان: سمعت أَبَا عليّ أَحْمَد بْن محمد بْن إِبْرَاهِيم يقول: قَالَ أَحْمَد بْن مهديّ: جاءتني امْرَأَة ببغداد ليلةً، فَذَكَرَتْ أنها من بنات النّاس، وأنها امتحنت بمحنة: وأسألك بالله أن تسترني، فقد أُكْرِهْتُ على نفسي، وأنا حبلي، وقلت: إنك زوجي، فلا تفضحني.
فنكست عَنْهَا ومضت. فلم أشعر حَتَّى جاء إمام المحلة والجيران يهنوني بالولد الميمون. فأظهرت التَّهلُّل. ووزنت فِي اليوم الثاني للإمام دينارين وقلت: أعطها للمرأة نفقةً، فَإِنِّي فارقتها. وكنت أعطيه كل شهر دينارين يوصلها لها. إِلَى أن أتى على ذلك سنتان. فمات الولد، وجاءني النّاس يعزُّونني. فكنت أظهر لهم التسليم والرضا. فجاءتني المرأة بعد شهر ومعها تلك الدنانير لردها وقَالَت: سترك الله كما سترتني.
فقلت: هَذِهِ كَانَتْ صلة منّي للمولود. وهي لك لأنّك ترثينه، فاعلمي بها ما تريدين.
257- أَحْمَد بْن مُوسَى بن يزيد.
أبو جعفر الشَّطويّ المقرئ البزّاز1.
عن: زكريا بْن عدي، ومحمد بْن سماعة.
وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن أحمد بن محرم، وغيرهما.
زهو صدوق.
تُوُفيّ سنة سبعٍ وسبعين بسامرَّاء.
258- أَحْمَد بْن أبي عِمْرَانَ مُوسَى بْن عِيسَى2.
أبو جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ الحنفي الفقيه. أحد المشاهير.
نزل مصر، وحدث بها عن: عاصم بْن عليّ، ومحمد بْن عَبْد الله بْن صاعد، وسعيد بن سليمان سعدويه، وطائفة.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "5/ 141".
2 السير "13/ 334، 335".(20/196)
وعليه تفقه: أبو جعفر الطحاوي؛ وكان قد قدم مصر على قضائها.
وذهب بصره بآخرة. وكان أحد الموصوفين بالحفظ. روى حديثا كثيرا من حفظه.
وتوفي بمصر سنة ثمانين في المحرّم.
قال أبو عبد الله الصَّميريّ: كان شيخ أصحاب مصر في وقته. أخذ عن: محمد بْن سماعة، ومحمد بن بشر بْن الْوَلِيد، وغيرهما من أصحاب أبي يوسف.
259- أَحْمَد بْن ملاعب بْن حسان.
أبو الفضل المخرمي الحافظ1.
سمع: عَبْد الله بْن بَكْر السَّهميّ، وعبد الصَّمد بْن النُّعمان، وأبا نُعَيْم، وعفان، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وطبقتهم.
وعنه: ابنُ صاعد، وإسماعيل بْن الصّفّار، وأبو بَكْر النجاد، وأبو عَمْرو السماك، وطائفة.
وُلِدَ سنة إحدى وسبعين ومائة، وتُوُفيّ فِي جمادى الأولى سنة خمسٍ وسبعين. وكان صدوقًا بصيرًا بالحديث، عالى الرواية. سمع صغيرًا.
وثقَّه ابنُ خراش، وغيره.
وقَالَ ابنُ عقدة: سمعت أَحْمَد بْن ملاعب قَالَ: لا أحدث إلّا ما أحفظه حفظي للقرآن. ورأيته يفصل بين الفاء والواو.
وَفِي مستدرك الحاكم فِي غير مكان: ثنا أَحْمَد بْن ملاعب: ثنا عليّ بْن عاصم. وصوابه عاصم بْن عليّ.
260- أَحْمَد بْن نصر بْن عَبْد الرَّحْمَن.
أبو حامد الهروي2.
عن: مكي بْن إبراهيم، وغيره.
توفّي سنة خمسٍ أيضًا.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "5/ 168"، والسير "13/ 42، 43".
2 في عداد المجهولين.(20/197)
261- أَحْمَد بْن الوزير بن بسام.
أبو عليّ قاضي إصبهان1.
عن: جَعْفَر بْن عونٍ، وأبي عامر الْعَقَدِيّ.
وعاش إِلَى سنة ست وخمسين.
قَالَ أبو نُعَيْم الحافظ: تُوُفيّ سنة ست وسبعين ومائتين.
وأنا أستعبد بقاءه إِلَى هَذَا الوقت.
262- أَحْمَد بْن الْوَلِيد الفحام.
أبو بَكْر الْبَغْدَادِيّ2.
سمع: عَبْد الوهاب بْن عطاء، وأسود بْن عامر شاذان، وحجاج بْن محمد الأعور.
وعنه: ابنُ صاعد، وإسماعيل الصّفّار، وحمزة الدهقان، وعثمان بْن السماك.
وثَّقه الخطيب.
وتُوُفيّ سنة ثلاثٍ وسبعين.
263- أَحْمَد بْن الهيثم بْن خَالِد.
أبو جَعْفَر السامري3.
عن: عفان، وعثمان بْن الهيثم.
وعنه: خيثمة، وأبو بَكْر الشّافعيّ وكان ثقة.
تُوُفيّ سنة ثمانين.
264- أحمد بن يحيى بن عميرة التّنّيسيّ4.
__________
1 ذكر أخبار إصبهان "1/ 82، 83".
2 انظر: تاريخ بغداد "5/ 188، 189".
3 تاريخ بغداد "5/ 192، 193".
4 لم نقف عليه.(20/198)
عن: عَمْرو بْن أبي سلمة التِّنّيسيّ.
تُوُفيّ سنة ثلاثٍ وسبعين.
265- أَحْمَد بْن يحيى.
أبو عبد الله الكوفي1.
سمع: أسيد بْن زَيْد الحمال، وعليّ بْن عَبْد الحميد المفتي.
وعنه: أبو الْعَبَّاس الأصم، والكوفيون.
266- أَحْمَد بْن يحيى بْن المنذر السَّعديّ الإصبهاني المكتب2.
ويلقَّب: شلمابق.
عن: أبي دَاوُد الطَّيالسيّ، وعبد الله بْن رجاء، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، والحسين بْن حَفْص، وأبي بَكْر الحميدي.
وعنه: يوسف بْن محمد الْإِمَام.
تُوُفيّ سنة ثلاثٍ وسبعين أيضًا.
267- أَحْمَد بْن يحيى بْن جَابِر البلاذري الْبَغْدَادِيّ الكاتب3.
أبو بَكْر الأديب، صاحب التصانيف.
سمع: عَبْد الله بْن صالح العجلي، وعفَّان، وهوذة، وابن الْحَسَن المدائني، وهشام بْن عمّار، وخلف بْن هشام، وشيبان بن فرُّوج، وأبا عُبَيْد، وعلي بْن المَدِينيّ، وجماعة.
وجالس المتوكل ونادمه.
وروى عَنْهُ: يحيى بْن النَّديم، وأحمد بْن عمّار، وجعفر بْن قدامة، ويعقوب بْن نُعَيْم قرقار، وعبد الله بْن أبي سَعِيد الوراق.
قَالَ عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن أبي طاهر: والبلاذري بغدادي كاتب، شاعر راوية.
__________
1 في عداد العلماء المستورين، لا بأس به.
2 ذكر أخبار أصبهان "1/ 87".
3 السير "13/ 218"، والبداية "11/ 65".(20/199)
أحد البلغاء. كان جَدّه جَابِر يكتب للخطيب بمصر. وله كتب جياد.
وهو صاحب كتاب البلدان، صنَّفه وأحسن تصنيفه.
وحكى ابنُ المرزباني أنّ أَبَا الْحَسَن البلاذري وَسْوَسَ فِي آخر عمره؛ لأنه شرب البلاذر، فأفسد عقله. وله فِي المأمون مدائح، وجالس المتوكل.
وتُوُفيّ فِي أيام المعتمد.
وذكر محمد بْن إِسْحَاق النَّديم أنّه شرب البلاذر على غير معرفة، فلحقه ما لحقه، وشدَّ فِي المارستان ومات فِيهِ.
وقَالَ عَبْد الله بْن عدي الحافظ: أَنَا محمد بْن خلف: أخبرني أَحْمَد بْن يحيى البلاذري قَالَ: قَالَ لي محمود الوراق: قل من الشعر ما يبقى لك ذكره، ويزول عنك إثمه، فقلت:
استعدي يا نفس للموت وابتغي ... لنجاةٍ فالحازم المستعدُّ
قد تبينت أنه ليس للحي ... خلودٌ، ولا من الموت بدُّ
إنما أنت مستعيرةٌ ما ... سوف تردين والعواري تردُّ
أنت تستهين والحوادث لا ... تسهوا وتلهين والمنايا تجد
أي ملكٍ فِي الأرض، أو أي حظٍّ ... لامرئٍ حظه من الأرض لحد
كيف يهوى امرؤٌ لذاذة أيّا ... مٍ عليه الأنفاس فيها تعدُّ
ذكرنا أن أَبَا جَعْفَر، ويقال أَبَا الْحَسَن، وأبا بَكْر البلاذري قويت عليه السَّوداء فِي آخر أيامه ووسوس، ومات فِي أيام المعتمد.
وقِيلَ: عاش بعد ذلك، ولا يصح.
268- أَحْمَد بْن يوسف بْن خَالِد.
أبو عبد الله التغلبي الدمشقي الْبَغْدَادِيّ1.
عن: عفان، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وجماعة كثيرة.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "5/ 218".(20/200)
وعنه: مكرم بْن أَحْمَد بْن السماك، وأبو بَكْر بْن مجاهد الْمُقْرِئ، وأبو مزاحم الخاقاني، وآخرون.
وكان قد قرأ على ابنِ ذكوان، وصحب أَبَا عبيد وتفقه به.
وقرأ عليه أبو مزاحم القرآن.
تُوُفيّ سنة ثلاثٍ وسبعين.
وقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن خراش: ثقة مأمون.
269- أَحْمَد بْن يوسف.
أبو جَعْفَر البحيري الخراساني الفقيه. وقِيلَ: هُوَ جرجاني1.
ثقة جليل، صاحب تصانيف.
روى عن: خَالِد بْن مخلد، وقبيصة بْن عُقْبَة.
تُوُفيّ سنة إحدى وسبعين.
روى عَنْهُ: أبو جَعْفَر كميل بْن جَعْفَر، ويوسف بْن يعقوب بْن عَبْد الوهاب، والحسن بْن أَحْمَد الثَّقفيّ الجرجانيون.
270- إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن أبي العنبس الزُّهريّ الكوفي.
أبو إِسْحَاق القاضي2. قاضي الكوفة.
سمع: جَعْفَر بْن عون، وَيَعْلَى بْن عُبَيْد، وطائفة.
وعنه: أبو العبّاس بن عقدة، وخيثمة الأطرابلسي، وعلي بْن محمد بْن الزُّبير الْقُرَشِيّ.
ومن القدماء: أبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا.
قال الخطيب: وكان ثقة خيرًا فضلًا دينًا صالحًا، ولي القضاء بعد أَحْمَد بْن محمد بن سماعة.
__________
1 تاريخ جرجان "9".
2 تاريخ بغداد "2516"، والسير "13/ 198".(20/201)
وقَالَ محمد بْن خلف وكيع: كتبت عَنْهُ سنة ثلاثٍ وخمسين ومائتين، وهو على قضاء مدينة المنصور. فبقي سنة وصرف؛ لأن الموفَّق أراد منه أن يقرضه أموال الأيتام فقال: لا، والله ولا حبَّة. فصرفه ورده إِلَى قضاء الكوفة.
مات سنة سبعٍ وسبعين فِي ربيع الآخر، وله نيف وسبعون سنة رحمه الله.
وله أخ ظريف ماجن مشهور.
271- إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل السَّوطيّ1.
عن: عفان، وعبد الرَّحْمَن بْن الْمُبَارَك العيشي، وخلق.
وعنه: أَحْمَد بْن عُثْمَان الأدمي، وعبد الله الخراساني.
ثقة.
تُوُفيّ سنة اثنتين وثمانين ومائتين
272- إِبْرَاهِيم بْن أبي دَاوُد البرلُّسيّ الحافظ2
قَيِل: تُوُفيّ سنة اثنتين وسبعين.
وقَالَ الطَّحاويّ: سنة سبعين.
تقدَّم.
273- إِبْرَاهِيم بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي الجبيري.
أبو إِسْحَاق العبسي القصار3. شيخ كوفي عالي الإسناد.
تفرد بالرواية عن وكيع.
وسمع أيضًا من: جَعْفَر بْن عون، وعُبَيْد الله بْن مُوسَى، والعباس بْن الْوَلِيد الضَّبيّ.
وعنه: أبو الْحَسَن الإسواريّ، وعلي بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن ماني، وقاسم بْن أصبغ الأندلسي، وخيثمة الأطرابلسيّ، والأصم، وطائفة.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 23".
2 سبقت الترجمة له.
3 الثقات لابن حبان "8/ 88".(20/202)
تُوُفيّ سنة تسعٍ وسبعين.
وهو راوي نسخة وكيع. صدوق معمِّر.
274- إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرحيم بن دنوقا1.
عنه: أبو الحسن بْن المنادي، ومحمد بْن حَمْزَةََ الدهقان، وابن نجيح، وجماعة.
وثّقه الخطيب.
وتُوُفيّ سنة تسعٍ أيضًا.
275- إِبْرَاهِيم بْن لبيب.
أبو إِسْحَاق القرطبي الحافظ الفقيه2.
عن: عبيد الله بن مسلمة القعنبيّ، ويحيى اللَّيثيّ، وسعيد بْن حسان.
وعنه: عَبْد الله بْن يُونُس القبري، ومحمد بْن قاسم، وأهل الأندلس.
تُوُفيّ سنة ثمانٍ وسبعين.
276- إِبْرَاهِيم بْن محمد بْن باز، أبو إِسْحَاق بْن القزاز القرطبي الزاهد، أحد الفقهاء العابدين3.
سمع: يحيى بْن يحيى، ويحيى بْن بكير، وسحنون، وغيرهم.
وكان يلزم الثغر ولا يدخل الحمام، وربما قرئت عليه المدونة وغيرها فيرد الواو والألف وتُوُفيّ سنة أربع وسبعين.
277- إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المدبر4.
الوزير أبو إِسْحَاق الضَّبِّيّ الكاتب الأديب الشاعر.
ولي الوزارة مرّة للمعتمد.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 135، 136".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 11".
3 جذوة المقتبس "258".
4 السير "13/ 124".(20/203)
وتُوُفيّ سنة تسعٍ وسبعين. وكان أحد من جمع بين الرياسة والأدب والبلاغة. وهو أخو أَحْمَد، ومحمد.
حكى عَنْهُ: عليّ بْن سُلَيْمَان الأخفش، وجعفر بْن قدامة، ومحمد بْن يحيى الصُّوليّ وقَالَ: كان جليلًا عالمًا، ليس فِي الكتاب من يدانيه فِي علمه وكتابته.
ولم يزل فِي رتبة الوزير. حضر فِي سنة ثلاثٍ وستّين للوزارة، فاستعفى لعظم المطالبة بالمال.
وفيه يقول أبو هفان:
أيا ابنِ المدبر أنت علَّمت الورى ... بَذْلَ النوَّال وهم به بخلاء
لو كان مثلك فِي البريَّة واحد ... فِي الجود لم يك فيهم فقراء
عاش الوزير المدبر تسعًا وتسعين سنة.
ساق ترجمته ابنُ النجار فِي تسع ورقات.
278- إِبْرَاهِيم بْن أبي سُفْيَان مُعَاوِيَة القيسراني1.
سمع: محمد بْن يوسف الفريابي، وفديك بْن سُلَيْمَان القيسراني، وغيرهما.
وعنه: خيثمة، والطَّبرانيّ.
تُوُفيّ سنة ثمانٍ وسبعين.
279- إِبْرَاهِيم بْن مُسْلِم بْن عُثْمَان.
أبو مَسْعُود العبسيّ الحذيفي، البغداديّ، ثمّ الهمذانيّ2.
عن: عفان، وسليمان بْن حرب، وعَمْرو بْن مرزوق، وجماعة.
وعنه: محمد بْن نصر القطان، والحسن بْن أبي الحسناء.
وكان مكثرًا.
يُقَالُ: كان عنده عن أبي سلمة التَّبوذكيّ سبعون ألف حديث.
وهو من وُلِدَ حُذَيْفة بْن اليمان -رضي الله عنه.
__________
1 في عداد العلماء المستورين، لا بأس به.
2 تاريخ بغداد "6/ 186".(20/204)
280- إِبْرَاهِيم بْن الهيثم بْن المهلب البلدي1.
أبو إسحاق، نزيل بغداد.
سمع: أبا اليمان، وَعَلِيَّ بن عَيَّاش، وآدم بن أبي إياس، وأبا صالح كاتب اللّيث، وجماعة.
وعنه: إسماعيل الصَّفَّار، وأبو بكر النَّجَّاد، وأبو بكر الشافعي، وابن مخرم، وطائفة.
قال ابن عديّ: أحاديثه مستقيمة سوى حديث الغار. حدَّث به عن الهيثم بْن جميل، عن مبارك، عن الْحَسَن، عن أَنَس، فكذبه فِيهِ النّاس.
قَالَ الخطيب: كذا روى حديث الغار عن الهيثم جماعة. وإبراهيم عندنا ثقة ثبت.
وقَالَ الدَّارقطنيّ: ثقة.
وقَالَ غيره: مات فِي جُمادَى الآخرة سنة ثمانٍ.
281- إِبْرَاهِيم بْن مهديّ الأبُليّ2.
عن: شَيْبَان بْن فروخ، وهلال الرأي.
وعنه: الصّفّار، وأبو سهل بْن زياد.
وكان معروفًا بوضع الحديث.
تُوُفيّ سنة ثمانين.
282- إِبْرَاهِيم بْن نصر بْن عَبْد الْعَزِيز3.
أبو إِسْحَاق الرَّازيّ نزيل نهاوند.
حدَّث بهمدان عن: أبي نُعَيْم، والقعنبي، وعبد الله بْن رجاء.
وعنه: علي بن إبراهيم القطان، وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب، وآخرون.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 206"، والسير "13/ 411".
2 انظر: الميزان "1/ 68"، والتهذيب "1/ 169".
3 الثقات لابن حبان "8/ 89".(20/205)
قال الخطيب: كان ثقة.
صنف المسند.
283- إبراهيم الآجري البغدادي1.
أبو إسحاق الزاهد.
صاحب كرامات. أنبئت عن الكاغديّ، أنّ الخلّال أخبره: أَنَا أبو نعيم في الحلية أنا الخلدي فِي كتابه، وحدَّثني عَنْهُ أبو عُمَر العثمانيّ: ثنا ابنُ مسروق، وأبو أَحْمَد المَغَازِليّ، وغيرهما عن إِبْرَاهِيم الآجُرّيّ قَالُوا: جاء يهوديّ يقتضيه شيئًا من ثمن قَصَب. فكلَّمه فقال: أرِني شيئًا أعرف به شرف الْإِسْلَام وفضْله على دِيني.
قَالَ: هات رداءك، فأخذه فجعله فِي ردائه، ولفّ به ورمى به فِي أتُّون الآجُرّ، ثُمَّ دخل فِي أَثَره، فأخذ الرّداء وخرج من الباب، وفتح رداءه صحيحًا، وأخرج رداء اليهوديّ محروقًا، فأسلم اليهوديّ2.
284- إِبْرَاهِيم بْن الْوَلِيد الجشّاش3.
أبو إِسْحَاق.
سمع: عفّان، وأبا بلال الْأَشْعَرِيّ، وعثمان بْن الهيثم، وأحمد بْن يُونُس، والقعنبيّ.
روى عَنْهُ: ابنُ الأعرابي فِي معجمه أحاديث، وابن السماك، وإسماعيل الصّفّار، وابنُ البَخْتَرِيّ، وطائفة.
وثَّقَهُ الدَّارقطنيّ، والخطيب.
مات فِي المحرَّم سنة اثنتين وسبعين.
285- إدريس بْن سليم بْن وهب الْمَوْصِلِيّ4.
عن: أبي جَعْفَر النُّفيليّ، وغسان بن الربيع، وجماعة.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 211".
2 الحلية "10/ 223".
3 تاريخ بغداد "6/ 199".
4 البداية "11/ 64".(20/206)
وعنه: أبو زكريا يزيد بْن محمد الأزديّ فِي تاريخه وقَالَ: مات سنة ثمانٍ وسبعين.
286- أزهر بن سهيل الخولانيّ1.
المصريّ.
عنك يحيى بْن بُكَيْر.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين.
287- إِسْحَاق بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن الحُصَيْن بْن حاتم2.
أبو صَفْوان السُّلميّ السُّرماريّ الْبُخَارِيّ.
ثقة صدوق. رحل به والده الزّاهد المجاهد أبو إسحاق.
وسمع من: أبي عاصم لنَّبيل، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وأبي عَبْد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ، وجماعة.
وعنه: صالح جَزَرَة، وعَمْرو بْن محمد بْن بجير، وغيرهما.
تُوُفِّيَ سنة ست وسبعين ومائتين.
ذكره أبو الفضل السليمانيّ فقال: روى أيضًا عن: عُبَيْد الله بْن مُوسَى، وأشهل بْن حاتم سماعه.
288- إسحاق بن أحمد بن مهران الرازي3.
أبو يعقوب.
قال الخليلي: مات سنة خمسٍ وسبعين ومائتين، وقد قارب المائة.
روى عن: أبي الحسن القطّان. أدرك إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان الرَّازيّ، لكنه غير حافظ.
مات قبل أبي حاتم بسنةٍ واحدة. وهو ثقة.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 السير "13/ 35".
3 لم نقف عليه.(20/207)
289- إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن هانئ.
أبو يعقوب النَّيسابوريّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ1.
له سؤالات فِي مجلَّدة مَرْوِيّة، سألها الْإِمَام أَحْمَد.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر بْن زياد النَّيسابوريّ، ومحمد بْن أبي هارون الورّاق، وعبد الله بْن سُلَيْمَان الفاميّ.
وكان صالحًا خيّرًا فقيهًا.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين. وكان أَبُوهُ من العابدين.
290- إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم المنادي2.
عن: أبي حُذَيْفة النَّهديّ، وهدبة بْن خَالِد.
وعنه: أبي مَخْلَد، ومحمد بْن جَعْفَر المَطِيريّ.
مات فِي ربيع الأوْل سنة أربعٍ وسبعين.
291- إِسْحَاق بْن إِسْمَاعِيل الجلكي الإصبهاني3.
عن: أبي الْوَلِيد الطَّيالسيّ، ومعاذ بْن أسد، وجماعة.
وتُوُفِّيَ سنة تسعٍ وسبعين بإصبهان.
292- إِسْحَاق بْن حنيفة.
أبو يعقوب الْجُرْجاني الزّاهد العابد4.
قَالَ الفقيه أبو عِمْرَانَ إِبْرَاهِيم بْن هاني الفقيه: لم أرَ مثل إِسْحَاق بْن حنيفة، ولا رَأَى مثل نفسه.
كان يأكل من كسْبه بالوِراقة، ويوم مات رأينا طيورًا خضراء مُصْطَفّين فوق الجنازة، وفوق القبر إِلَى أن دُفِن. لم أرها قبل ولا بعد.
__________
1 البداية "11/ 54".
2 في عداد العلماء المستورين، لا بأس به.
3 ذكر أخبار إصبهان "1/ 187".
4 تاريخ جرجان "178".(20/208)
مات بجُرْجان رحمة الله عليه.
293- إِسْحَاق بْن سيار بْن محمد.
أبو يعقوب النَّصيبيّ1.
سمع: أَبَا النَّضر هاشم بْن القاسم، وعبد الله بْن دَاوُد الخُرَيْبيّ، وأبا عاصم، وطبقتهم.
وعنه: حثيمة بن سُلَيْمَان، وابن صاعد، ومحمد بْن يوسف الهَرَويّ، وآخرون.
وكان من كبار العلماء.
قَالَ أبو بَكْر محمد بْن حَمْدَوَيْه بْن خَالِد: ثنا إِسْحَاق بْن سَيْار النَّصيبيّ إمام الأئمّة.
وقَالَ ابنُ أبي حاتم: كتب إليَّ ببعض حديثه، وكان صدوقًا ثقة.
وقَالَ أبو عدويَّة: مات بنصّيبين فِي ذي الحجة سنة ثلاثٍ وسبعين.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ: أَنَا الْفَتْحُ بْنُ عَبْد الله، أنا أبو الفضل الأرمويّ، وغيره، قَالُوا: أَنَا أَبُو جَعْفَر بْن المُسْلِمة، أَنَا أَبُو الفضل الزُّهريّ، ثنا جَعْفَر الفِرْيابيّ، ثنا إِسْحَاق بْن سيار، ثنا أبو صالح: أنا معاوية بن صالح ويصوم، عن المهاجرين حبيب، أنّ عِيسَى بْن مريم كان يقول: إنّ الَّذِي يصلي ويصوم، ولا يترك الخطايا، ومكتوب فِي المَلَكُوت كذّابًا.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: كان إِسْمَاعِيل القاضي يقول: ما بقي فِي زماننا أحدٌ تجب الرحلة إليه غير إِسْحَاق بْن سيّار النَّصيبيّ، وأبي حاتم، ويعقوب الفَسَويّ.
294- إِسْحَاق بْن الصبّاح الكِنْديّ الأشعثيّ2.
من أولاد الأشعث ين قَيْس.
سمع: سَعِيد بْن أبي مريم، وسريج بْن يُونُس وغيرهما.
وعنه: وحمّاد بْن الْحَسَن بن عنبسة، وغيرهما.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 223"، السير "113/ 194".
2 انظر: الجرح والتعديل "2/ 225".(20/209)
تُوُفِّيَ بمصر فِي سنة سبعٍ وسبعين.
295- إِسْحَاق بْن محمد بْن أَحْمَد بْن أبان النَّخعيّ1.
أبو يعقوب الكوفيّ.
عن: عَبْد الله بْن عَائِشَةَ، وإبراهيم بْن بشار الرماديّ، وجماعة.
وعنه: محمد بْن خلف وكيع، وأبو خلف سهل بْن زياد، وآخرون.
وكان من غُلاةِ الرّافضة الَّذِي تُنْسب إليه الإسحاقيَّة الّذين يقولون: عليّ هُوَ الله تعالي، فتعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا.
وقد روى عنه الكبار، فأنبأنا، عن الكِنْديّ، عن القزّاز، عن الخطيب، عن ابنُ رزقوه، عن أبي بَكْر الشّافعيّ قَالَ: ثنا بشر بن موسى، ثنا عبيد بن الهاشميّ، نا هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ لُوطِ بن يحيى، عن فضيل ابن خُدَيْج، عن كُمَيْلِ بْن زياد قَالَ: أَخَذَ بيدي عليّ حَتَّى انتهينا إِلَى الْجَبّانة فقال: إنّ القلوب أوعية. ذكر الحديث.
ثمّ نقل الخطيب، عن غير وحدٍ، خبث مذهب هذا الشقي.
وقال الحسن بن يحيى النوبختي في الرد على الغلاة، مع أنّ النوبختيّ من فضلاء الشّيعة، قال: كان مِمَّنْ جوّد الْجُنُون فِي الغُلُوّ فِي عصرنا إِسْحَاق بْن محمد المعروف بالأحمر. يزْعُم أنْ علّيًا هُوَ الله، وأنّه يظهر فِي كلّ وقت. فهو الْحَسَن فِي وقت، وكذلك هُوَ الْحُسَيْن، وهو واحد. وهو الَّذِي بعث بمحمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ: وقَالَ فِي كتاب له: لو كانوا ألفًا لكانوا واحدًا. كان راوية للحديث.
قَالَ: وعمل كتابًا ذكر أنّه كتاب التّوحيد، فجاء به بجنونٍ وتخليطٍ لا يُتَوهّمان، فضلًا عن أنّه يدلّ عليهما.
وكان مِمَّنْ يقول: باطن صلاة الظُّهر محمد لإظهار الدّعوة.
296- إِسْحَاق بْن يعقوب الْبَغْدَادِيّ الأحْوَل العطّار2.
عن: خلف بْن هشام، والقواريريّ.
__________
1 الميزان "1/ 196".
2 انظر: تاريخ بغداد "6/ 376".(20/210)
وعنه: عُثْمَان بْن السّمّاك، وغيره.
وكان ثقة.
تُوُفِّيَ سنة سبعٍ وسبعين.
وثَّقَهُ الدَّارقطنيّ.
297- إِسْمَاعِيل بْن بحر.
أبو عليّ العسكري سِمْعان1.
حدَّث بإصبهان عن: سهل بْن عُثْمَان العسكري، وعبد الله بْن عَائِشَةَ، وإسحاق بْن محمد الْعَمِّيّ.
وعنه: أَحْمَد بْن محمد الصّفّار، والقاسم بْن هارون المؤدِّب، وغيرهما.
تُوُفِّيَ سنة ثمانٍ وسبعين.
298- إِسْمَاعِيل بْن بُلْبُل2.
الوزير أبو الصَّقْر الشَّيبانيّ. كاتب بليغ، شاعر محسن جواد ممدوح. وزر للمعتمد سنة خمسٍ وستين ومائة، بعد الْحَسَن بْن مخلد، ثُمَّ عُزِل بعد شهر؛ ثُمَّ وزر ثانيًا، ثُمَّ عُزِل. ثُمَّ وزر ثالثًا بعد القبض على صاعد بْن مَخْلَد الوزير سنة اثنتين وسبعين.
وكان واسع النَّفس. وظيفته فِي كلّ يوم سبعون جَدْيًا، مائة حمل، مائة رطل حلواء. ولم يزل على وزارته إِلَى أن ولي العهد أَحْمَد بْن الموفَّق، فقبض عليه وقيده، وعذبه حَتَّى هلك فِي صفر سنة ثمانٍ وسبعين.
وقَالَ عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن أبي طاهر: وقع اختيار الموفَّق لوزارته على أبي الصَّقر، فاستوزره منه رجلًا قلّ ما جلس مجلسه كفاية للمهمّ، استقلالا بالأمور، وإمضاءً للتدبير، فيما قلْ وجلْ فِي أصح سبله وأعوادها بالنَّفع فِي عواقبه، وأَحْوَطها لأعمال السلطان ورعيّته، وأوقعها بطاعة.
__________
1 ذكر أخبار إصبهان "1/ 211".
2 وفيات الأعيان "4/ 206".(20/211)
مع رِفْعة قدرٍ للأدب وأهله، وتجديده. ما دَرَسَ فِي أحوالهم قبله، وبذله لهم كريم ماله، مع شجاعة نفسه، وعلو همته، وصِغَر مقدار الدُّنيا عنده، إلّا ما قدّمه لِمَعَاده، مع سَعَةِ عِلْمه وكظْمه، وإفضاله على من أراد تَلَفَ نفسه.
قَالَ أبو عليّ التَّنُوخيّ: نا أبو الْحُسَيْن عَبْد الله بْن أَحْمَد: نا سُلَيْمَان بْن الْحَسَن أبو القاسم قَالَ: قَالَ أبو الْعَبَّاس بْن الفُرات: حضرت مجلس إِسْمَاعِيل بْن بُلْبُل، وقد جلس جلوسًا عامًا. فدخل إليه المتظلّمون والنّاس عليّ طبقاتهم. فنظر فِي أمورهم، فَمَا انصرف أحدٌ منهم إلّا بولايةٍ، أو صلةٍ، أو قضاء حاجة، أو إنصاف. وبقي رَجُل، فقام إليه من آخر المجلس يسأله سبب إجارة ضيعته، فقال: لأنّ الأمير -يعني الموفَّق- قد أمرني أن أُسبّب شيئًا إلّا عن أمره، وأنا أكتب إليه فِي ذلك.
فراجعه الرجل وقَالَ: مَتَى تركني الوزير، وأخّرني فَسد حالي.
فقال لعبد الملك بْن محمد: اكتُب حاجته فِي التّذْكرة.
فولّى الرجل غير بعيد، ثُمَّ رجع فقال: أيأذن الوزير؟ قَالَ: قُلْ.
فأنشأ يقول:
ليس فِي كلّ دولةٍ وأوانِ ... تتهيَّأ صنائع الإحسانِ
وَإِذَا أمْكَنَتْكَ يومًا من الدّهرِ ... فبادِرْ بها صُروفَ الزْمانِ
فقال لي: يا أَبَا الْعَبَّاس اكتُب له يتسبَّب إجارة ضيعته السّاعة.
وأمر الصَّيرفيّ أن يدفع له خمسمائة دينار.
ويُروى أنْ إِسْمَاعِيل بْن بُلْبُل كان جالسًا وعليه دُرّاعة منسوجة بماء الذَّهب لها قيمة، وبين يديه غلام، ومعه دَوَاة. فطلب منه مدّة، فنقط الغلام على الدُّرّاعة من الهدية. فجزع، فقال: يا غلام لا تجزع، فَإِن هَذِهِ إلّا عن ابنِ الهدى. وأنشد يقول:
إذا ما المِسْكُ طَّيب رِيحَ قومٍ ... كفاني ذاك رائحةُ المِدادِ
فَمَا شيءٌ بأحَسَنَ من ثيابٍ ... على حافاتِها حُمَمُ السَّوَادِ
وقَالَ أبو عليّ التَّنُوخيّ: حدَّثني أبو الْحُسَيْن بْن عيّاش: أخبرني من أثق به أنّ إِسْمَاعِيل بْن بُلْبُل لمّا قصده صاعد بْن حزم، وكان له حملٌ قد قارب الوضْع، فقال:(20/212)
اطلبوا منجِّمًا. فأخذ بمولده، فأُتي به، فقال له بعض من حضر: ما يُصنع بالنّجوم؟ ههنا أعرابي عائق ليس فِي الدُّنيا أحذق منه.
فقال: يحضر ما سمّاه الرجل. فَطُلِبَ، فَلَمَّا دخل قَالَ له إِسْمَاعِيل: أتدري لِمَ طلبتك؟ قَالَ: نعم. وأدار عينه فِي الدّار، فقال: يسألني عن حَمْل.
فعجب منه، وقَالَ: فَمَا هُوَ؟ فأدار عينه وقَالَ: ذَكَر.
فقال للمنجم: ما يقول؟ قَالَ: هَذَا جهل.
قَالَ: فبينا نَحْنُ كذلك إذ طار زنبورٌ على رأس إِسْمَاعِيل وغلام يذبّ عَنْهُ، فقتله. فقال الأعرابيّ: قُتِلَ والله المزنَّر ووُلِّيت مكانه. ولي حقّ البشارة. وجعل يرقص. فنحن كذلك، إذ وقعت الضّجّة بخبر الولادة، وَإِذَا هُوَ ذَكَر. فسرَّ إِسْمَاعِيل بِذَلِك، وَوَهَبَ للأعرابيّ شيئًا. فَمَا مضى عليه إلّا دون شهر، حَتَّى استدعاه الموفَّق، وقلَّده الوزارة، وسلَّم إليه صاعدًا. فكان يُعَذِّبه إِلَى أن قتله.
ثُمَّ طلب الأعرابيّ فسأله: من أَيْنَ قَالَ ما قَالَ؟ فقال: نَحْنُ إنّما نتفاءل بزَجْر الطَّير وبعينٍ كما نراه. فسألتني أولًا لأيّ شيء طُلِبتُ، فتلمحّت الدّار، فوقَعَتْ عيني على برّادة عليها كيزان معلَّقة، فقلت لي: أصبت. ثُمَّ تلمّحْتُ فرأيت فوقها عُصْفورًا ذَكَرًا. ثُمَّ طار الزُّنبور عليك، وهو مخصّر النّصارى يتحضَّرون بالزّنابير. والزُّنبور عدوٌّ أراد أن يلسعك، وصاعد نصراني الأصل، وهو عدوك. فزجرت أن الزُّنبور عدوّك، وأنّ الغلام لمّا قتله أنّك ستقتله.
قَالَ: فوهب له شيئًا صالحًا وصرفه.
وقَالَ جِحْظَة:
لأبي الصقر علينا ... نِعَمُ الله جليلةٌ
ملكٌ في عينه الدُّنيـ ... ـا لراجية قليلةٌ
فوصلني بمائتي دينار.
وقَالَ عَبْد الله بْن أبي طاهر: أنشدني جَحْظَة: أنشدني أبو الصَّقر إِسْمَاعِيل بْن بُلْبُل لنفسه:
ما آن للمعتوق أن يُرْحَما ... قد انْحَلّ الجسمُ وأبكى الدّما(20/213)
ووكَّل العينَ بتسْهيدها ... تفديه نفسي لَمَا طَالَمَا ما حكّما
وسنة المعشوقِ أنْ لا يرى ... فِي قتْل من يعشقه مَأْثَمَا
لو رآه الله شَفَى غايتي ... فالعدْلُ أن يُبْدي فَمَا سَقَما
وُلِدَ إِسْمَاعِيل بْن بُلْبُل سنة ثلاثين ومائتين. قاله الصُّوليّ.
وقَالَ: رأيته مرّات، وكان فِي نهاية الجمال، وتمام القدّ والجِسْم.
فُقِبض عليه فِي صفَرَ سنة ثمانٍ وسبعين، وكُبِّلَ بالحديد، وأُلْبِسَ جبَّة صوف مغموسة فِي الدِّبْس، وماء الأكارع، وأُجْلِسَ فِي مكانٍ حارّ. وعُذِّب بأنواع العذاب، فمات لِلَيْلَةٍ بقيت من جُمادَى الأولى.
قَالَ عَبْد الله بْن أَحْمَد بن أبي طاهر فِي حديث، عن إِبْرَاهِيم الحربيّ، أو غيره، أنّه رَأَى ابنُ بُلْبُل فِي المنام، فَقِيلَ: ما فعل الله بك؟ قَالَ: غفر الله لي بما لقيت. ولم يكن الله ليجمع عليَّ عذاب الدُّنيا والآخرة.
قَالَ أبو عليّ التَّنُوخيّ: حدَّثني أبي: أخبرني جماعة من أَهْل الحضرة أنَّ المعتضد أمر بإسماعيل بن بلبل، فاتّخذ له تغارًا كبيرًا، ومليء إسفيذاجًا حيًّا وبلّه، ثُمَّ جعل رأس إِسْمَاعِيل فِيهِ إِلَى آخر عُنُقه وبعض صدْره. ومسك عليه حتّى جمد الإسفيذاج علي، فلم تزل روحه تخرج حَتَّى مات.
299- إِسْمَاعِيل بن حَمْدَوَيْه.
أبو سعيد البَيْكَنْدي الْبُخَارِيّ1.
عن: أبي نُعَيْم، وعبدان، وعبد الله بْن عُثْمَان، وجماعة.
وعنه: ابنُ جوصا، وأبو الميمون بْن راشد، وأحمد بْن زكريا المقدسي، وخلق.
وسكن الرملة.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين.
300- إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الرَّحْمَن. أبو هشام الخَوْلانيّ الكتّانيّ الدّمشقيّ2.
__________
1 الثقات لابن حبان "8/ 105".
2 تهذيب تاريخ دمشق "3/ 36".(20/214)
عن: علاء بن عيّاش، والوليد القَلانِسيّ.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو بْن دُحَيْم، وأبو عليّ بْن فَضَالَةَ، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة ستٍّ وسبعين.
301- إِسْمَاعِيل بْن يعقوب.
أبو محمد الحرّانيّ الصُّبيحيّ1.
عن: يحيى بْن عَبْد الله البابْلُتّيّ، ومعاوية بْن عَمْرو الْأَزْدِيّ، ومحمد بْن مُوسَى بْن أَعْيَن.
وعنه: ن. وقَالَ: لا بأس به، وأحمد بن عمرو البزّاز، وأبو عَوْن الإسفرائينيّ، وغيرهم.
تُوُفِّيَ سنة إحدى وسبعين، أو بعدها بأَشْهُر.
302- أصبغ بْن خليل2.
أبو القاسم القُرْطُبيّ الفقيه.
سمع من: الغاز بْن قَيْس، ويحيى بْن يحيى اللَّيثيّ، وأصْبَغ بْن الفَرَج، وسَحْنُون.
وبرع فِي المذهب، وأقرأ وأفتى دهرًا. وكان بارعًا فِي عقد الوثائق، إلّا أنّه جاهلًا بالأثر، ضعيفًا.
يُقَالُ له وضْع أحاديث نصر الرّاية فِي عَدَم رفْع اليدين، وغيره.
قَالَ قاسم بْن أصْبغ: سمعته يقول: أحب إليّ أن يكون فِي تابوت خنزير ولا يكون فِيهِ مصنَّف أبي بَكْر بن أبي شَيْبَة.
ثُمَّ دعا عليه قاسم، وقَالَ: هُوَ الَّذِي حرمني السَّماع من بَقيّ بْن مَخْلَد، وكان يحضّ أبي على مَنْعي منه. وكان جارَنا.
وقَالَ بعضهم: إنّ أصْبَغ بْن خليل المالكيّ قرأ عليه أحمد بن خالد اسم أسيد بْن الحُضَيْر، فرده أَصْبَغ وقَالَ: بخاءٍ المعجمة.
__________
1 الثقات لابن حبان "8/ 106"، والتهذيب "1/ 337".
2 السير "13/ 202".(20/215)
وهذا يدّل على نقْص معرفةٍ بالحديث.
روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن خَالِد الْحُبَاب، وقاسم بْن أَصْبَغ، ومحمد بن عبد الملك بن أعين.
وعاش ثِمانيةً وثمانين سنة.
وتُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين. وكان صاحب عِبَادة ووَرَع، رحمه الله.
303- أيوب بْن سُلَيْمَان الصُّغديّ1.
عن: أبي اليَمَان، وآدم بْن أبي أياس، وغيرهما.
وعنه: عُثْمَان بْن السّمّاك، وأبو سهل القطّان، وجماعة.
وثقَّه أبو بَكْر الخطيب.
وتُوُفِّيَ سنة أربعٍ وسبعين.
"حرف الباء":
304- بدْر بْن الهيثم الدّمشقيّ2.
عن: بسر بْن صَفْوان، وسليمان ابنِ بِنْت شُرَحْبيل. وعنه: أبو عليّ الحصائريّ، وأحمد بْن محمد بْن صدقة، وجماعة.
305- بركة بْن نشيط.
أبو القاسم الفَرَغانيّ3. نزيل دمشق.
سمع: أَبَا بَكْر، وعثمان ابني أبي شَيْبَة؛ وداود بْن راشد.
وعنه: ابنُ جوصا، وأحمد بْن سُلَيْمَان بْن حَذْلَم، وآخرون.
306- بشير بْن مُسْلِم بْن مجاهد4.
أبو مسلم التّنوخيّ الحمصيّ.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 11".
2 من علماء المستورين، وهو لا بأس به.
3 انظر السابق.
4 انظر السابق.(20/216)
عن: أبي المغيرة، ويحيى الوُحَاظيّ، ويزيد بْن عَبْد ربّه الْجُرْجُسيّ، وغيرهم.
وعنه: ابنُ جَوْصَا، وابن أبي حاتم، وأحمد بْن مُسْلِم، ومحمد بْن عِيسَى الْبَغْدَادِيّ، وآخرون. وأبو حامد الحَسْنَويّ، ومحمد بْن أَحْمَد الرَّسعنيّ الورّاق، ومحمد بْن يوسف الباروديّ، وسمّاه بِشْرًا.
307- بَقِيّ بْن مخلد بْن يزيد1.
أبو عَبْد الرَّحْمَن الأندلُسيّ القُرْطُبيّ الحافظ. أحد الأعلام؛ وصاحب التّفسير والمُسْنَد.
أَخَذَ عن: يحيى بْن يحيى اللَّيثي، ومحمد بْن عِيسَى الأعشي.
وارتحل إِلَى المشرق ولقي الكبار، فسمع بالحجاز: أَبَا مُصْعَب الزُّهريّ، وإبراهيم بْن المنذر الحِزاميّ، وطبقتهما.
وبمصر: يحيى بْن بُكَيْر، وزهير بْن عبّاد، وأبا الطّاهر بْن السَّرح، وطائفة.
وبدمشق: إِبْرَاهِيم بْن هشام الغسّانيّ، وصفوان بْن صالح، وهشام بْن عمّار، وجماعة.
وببغداد: أَحْمَد بْن حنبل، وطبقته.
وبالكوفة: يحيى بْن عَبْد الحميد الحِّمانيّ، ومحمد بْن عَبْد الله بْن نُمَيْر، وأبا بَكْر بْن أبي شَيْبَة وطائفة.
وبالبصرة من أصحاب حمّاد بْن زَيْد.
وقد فتَّشت فِي مُسْنَد بَقِيّ لأظفر له بحديثٍ عن أحمد بن حنبل فلم أجد ذلك. وما دخل بغداد إلّا سنة نيّفٍ وثلاثين، بعد موت عليّ بْن الْجَعْد، وكان أَحْمَد قطع الحديث فِي سنة ثمانٍ وعشرين إِلَى أن مات.
وقد روى بَقِيّ عن: حكيم بْن سيف الرَّقّيّ، ومحمد بْن أبان الواسطيّ، وداود بْن رُشَيْد، ووَهْب بْن بقيّة، وإبراهيم بن محمد الشّافعيّ، وسويد بْن سَعِيد، وهُدْبة
__________
1 السير "13/ 285".(20/217)
القَيْسيّ، ومحمد بْن أبي السَّريّ، ومحمد بْن رمح، وحرملة، وشيبان بن فرُّوج، وعبد الأعلى بْن حَمَّاد النَّرسيّ، وجبارة بْن المغلّس، وعبد الله بْن مُعَاذ، وأبي كامل الجحدري، وأبي خيثمة، وحجاج بْن الشاعر، وهارون الحمال، وهذه الطبقة.
وعُني بالأثر عناية لا مزيد عليها. وعدد شيوخه مائتان وأربعة وثمانون رجلًا.
وعنه: ابنه أَحْمَد، وأيوب بْن سُلَيْمَان المري، وأحمد بْن عَبْد الله الأموي، وأسلم بْن عَبْد الْعَزِيز، ومحمد بْن وزير، ومحمد بن عمر بن لبابة، والحسن بن سعيد الكناني، وعبد الله بْن يُونُس المرادي، وعبد الواحد بْن حمدون، وهشام بْن الْوَلِيد الغافقي، وآخرون.
وكان إمامًا زاهدًا، صوامًا، صادقًا، كثير التهجُّد، مجاب الدَّعوة، قليل المثل.
وكان مجتهدًا لا يقلّد أحدًا بل يفتي بالأثر.
وقد أَخَذَ بإفريقية عن: سَحْنُون بْن سَعِيد.
قَالَ أَحْمَد بْن أبي خيثمة: ما كُنَّا نسميه إلّا المكنسة. وهل احتاج بلدٌ فِيهِ بقيُّ إلى أن يأتي إلى ههنا منه أحد؟ وقَالَ طاهر بْن عَبْد الْعَزِيز: حملت معي جزءًا من مسند بقيّ إِلَى المشرق، فأريته محمد بْن إِسْمَاعِيل الصائغ، فقال: ما اغترف هَذَا إلّا من بحر. وعجب من كثرة علمه.
وقَالَ إِبْرَاهِيم بن حيُّون، عن بقيّ قَالَ: لمّا رجعنا من العراق، أجلسني يحيى بْن بُكَيْر إِلَى جنبه، وسمع مني سبعة أحاديث.
وقَالَ أبو الْوَلِيد بْن الفرضي: ملأ بقيّ بْن مخلد الأندلس حديثًا، فأنكر عليه أصحابه الأندلسيُّون، ابنُ خَالِد، ومحمد بْن الْحَارِث وأبو زَيْد ما أدخله فِي كتب الاختلاف وغرائب الحديث، فأغروا به السُّلطان، وأخافوا به.
ثُمَّ إنّ الله أظهره عليهم وعصمه؛ فنشر حديثه وقرأ للناس روايته. ثُمَّ تلاه ابنُ وضاح، فصارت الأندلس دار حديث.
وممّا انفرد به، ولم يدخله سواء مصنَّف أبي بَكْر بْن أبي شَيْبَة، وكتاب الفقه للشافعي بكماله، وتاريخ خليفة، وكتابه الكبير فِي الطبقات، وكتاب سيرة عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز للدَّورقيّ؛ وليس لأحدٍ مثل مُسْنَده.(20/218)
وكان ورعًا فاضلًا زاهدًا، قد ظهرت له إجابات الدعوة فِي غير ما شيء. قَالَ: وكان المشاهير من أصحاب ابن وضّاح لا يسمعون منه، للذي بينهما من الوحشة.
وُلِدَ فِي رمضان سنة إحدى ومائتين، ومات لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ست وسبعين.
ورخه عَبْد الله بْن يُونُس. قَالَ محيي الدين بْن العربي: الكرامات منها وطْفة بلا كون قبل أن يكون، والإخبار بالمعينات. وهي على ثلاثة ضُرُب: إلقاء، وكتابه، ولقاء. وكان بقيّ بْن مخلد، رحمه الله، قد جمعها وكان صاحبًا للخضر. شهر هَذَا عَنْهُ.
ذكره فِي مواقع النّجوم، ثمّ شطح المحبيّن وقال علينا جماعة كذلك. وشاهدنا من ذاتنا غير مَرَّة.
ومن هَذَا المقام ينتقلون إِلَى مقامٍ يقولون فِيهِ للشيء كن فيكون بإذن الله.
وقَالَ الحافظ ابنُ عساكر: لم يقع إليَّ مُسْنَد من حديثه.
وقَالَ محمد بْن حزم: أقطع أنّه لم يؤلَّف فِي الْإِسْلَام مثل تفسيره، ولا تفسير محمد بْن جرير، ولا غيره.
قَالَ: وكان محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الأموي صاحب الأندلس محبًا للعلوم، عارفًا، فلمّا دخل بقيّ الأندلس بمصنَّف ابنِ أبي شَيْبَة، وأنكر عليه جماعة من أَهْل الرأي ما فِيهِ من الخلاف واستبشعوه، ونشَّطوا العامة عليه، ومنعوه من قراءته، حَتَّى أتى على آخره، ثُمَّ قَالَ لخازن الكتب: هذا كتابٌ لا تستغني خزانتنا عَنْهُ، فانظر فِي نسخه لنا.
وقَالَ لبقي: أنشر علمك، وارو ما عندك. ونهاهم أن يتعرَّضوا له.
وَقَالَ أَسْلَمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: ثنا بَقِيٌّ قَالَ: لَمَّا وَضَعْتُ مُسْنَدِي جَاءَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى، وَأَخُوهُ إِسْحَاقُ فَقَالا: بَلَغَنَا أَنَّكَ وَضَعْتَ مُسْنَدًا قدَّمت فِيهِ أَبَا مُصْعَبٍ الزُّهريّ، وَيَحْيَى بْنَ بُكَيْرٍ، وَأَخَّرْتَ أَبَانَا.
فَقَالَ بَقِيٌّ: أَمَّا تَقْدِيمِي لِمُصْعَبٍ، فَلِقَوْلِ رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قدِموا قُرَيْشًا ولا(20/219)
تقدَّموها" 1. وَأَمَّا تَقْدِيمِي ابْنَ بُكَيْرٍ، فَلِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كَبِّرْ كَبِّرْ" 2، يُرِيدُ السّنَّ، وَمَعَ أَنَّهُ سَمِعَ الْمُوَطَّأَ مِنْ مَالِكٍ سَبْعَ عَشْرَةَ مَرَّةً، وَأَبُوكُمَا لَمْ يَسْمَعْهُ إِلا مَرَّةً وَاحِدَةً. فَخَرَجَا وَلَمْ يَعُودَا. وَخَرَجَا إلى حدّ العداوة.
ولأبي عبد الملك أَحْمَد بْن نوح بْن عَبْد البر القرطبيّ، المتوفَّى سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة، كتابٌ فِي أخبار علماء قرطبة، ذكر فِيهِ بقي بْن مخلد، فقال: كان فاضلًا تقيًّا صوَّامًا متبتلا، منقطع القرين فِي عصره، منفردًا عن النَّظير.
فِي مصر كان أوّل طَلَبِهِ عند محمد بْن عِيسَى الأعشي، ثُمَّ رحل وروى عن أَهْل الحَرَمَيْن، ومصر والشام، والجزيرة، وحلوان، والبصرة، والكوفة، وواسط، وبغداد، وخراسان، كذا قَالَ فغلظ، لم يصل إِلَى خُراسان.
قَالَ: وعدن، والقيروان.
قلت: وما أحسبه دخل اليمن.
قَالَ: وذكر عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد، عن أَبِيهِ، أنّ امرأة جاءت إلى بقيّ فقالت: ابني فِي الأسر، ولا حيلة لي، فلو أشرت إِلَى من يفديه، فإنّي والهة.
قَالَ: نعم، انصرفي حَتَّى أنظر فِي أمره.
ثُمَّ أطرق وحرّك شفته. ثُمَّ بعد مدة جاءت المرأة بابنها، فقال: كنت فِي يد ملك، فبينا أَنَا فِي العمل سقط قيدي. فذكر اليوم والساعة، فوافق وقت دعاء الشَّيْخ.
قَالَ: فصاح عليَّ المرسم بنا، ثُمَّ نظر وتحيَّر، ثمّ أحضر الحدّاد وقيَّدني، فلمّا فزع ومشيت سقط. فبهتوا ودعوا رهبانهم. فقالوا: لك والدة؟ قلت: نعم.
قَالُوا: وافق دعاؤها الإجابة، وقد أطاعك الله، فلا يمكننا تقييدك. فزوّدوني وبعثوني.
قال: وكان بقيّ أوّل من كثر الحديث بالأندلس ونشره، وهاجم به شيوخ الأندلس. فثاروا عليه لأنهم كان علمهم المسائل ومذهب مالك. وكان بقيّ يفتي
__________
1 حديث صحيح: أخرجه الشافعي "1841"، "1849"، وابن أبي عاصم "2/ 637"، في السنة، والطبراني كما في المجمع "10/ 25"، وانظر: إرواء الغليل "2/ 295" للألباني فقد أفاد وأجاد.
2 حديث صحيح: أخرجه مالك "877"، "878" في الموطأ، والبخاري "2/ 203"، ومسلم "1669"، وأبو داود "4520"، والترمذي "1422"، والنسائي "8، 5، 7"، وأحمد "4/ 143".(20/220)
بالأثر، ويشذ عَنْهُمْ شذوذًا عظيمًا. فعقدوا عليه الشهادات وبدَّعوه، ونسبوا إليه الزَّندقة وأشياء نزَّهه الله منها.
وكان بقيّ يقول: لقد غرست لهم بالأندلس غرسًا لا يقع إلا بخروج الدّجّال.
قال: وقال بقيّ: أتيت العراق، وقد منع أَحْمَد بْن حنبل من الحديث، فسألته أن يحدثني، وكان بيني وبينه خلّة، فكان يحدثني بالحديث بعد الحديث فِي زي السؤال، ونحن خلوة. حَتَّى اجتمع لي منه نحوٌ من ثلاثمائة حديث.
وقال ابن حزم: مسند بقيّ روى فيه عن ألفٍ وثلاثمائة صاحب ونيف، ورتَّب حديث كل صاحبٍ على أبواب الفقه. فهو مُسْنَد ومصنَّف. وما أعلم هَذِهِ الرُّتبة لأحدٍ قبله مع ثقته وضبطه وإتقانه واحتفاله فِي الحديث. وله مصنَّف فِي فتاوى الصحابة والتابعين، فَمَنْ دونهم الَّذِي أوفى فيه على مصنَّف عَبْد الرّزّاق، ومصنَّف سَعِيد بْن مَنْصُور.
ثُمَّ ذكر تفسيره وقَالَ: فصارت تصانيف هَذَا الْإِمَام الفاضل قواعد الْإِسْلَام لا نظير لها. وكان متخيرًا لا يقلد أحدًا.
وكان ذا خاصة من أَحْمَد بْن حنبل، وجاريًا فِي مضمار الْبُخَارِيّ، ومسلم، وأبي عَبْد الرَّحْمَن النَّسائيّ.
وقَالَ أبو عَبْد الملك القرطبي فِي تاريخه: كان بقيّ طويلًا أقْنى، ذا لحية، مضبرًا، قويًّا، جلدًا على المشي. لم ير راكبًا دابة قط. وكان ملازمًا لحضور الجنائز، متواضعًا.
وكان يقول: إنّي لأعرف رجلًا كان يمضي عليه الأيام فِي وقت طلبه العلم، ليس له عيش إلّا ورق الكرنب الَّذِي يرمى. وسمعت من كل من سمعت منه فِي البلدان ماشيًا إليهم على قدمي1.
قلت: وَهِمَ من قَالَ إنّه تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ. بل تُوُفِّيَ سنة ست وسبعين كما تقدَّم.
قَالَ ابنُ لبانة: كان بقيّ من عقلاء النّاس وأفاضلهم. وكان أسلم بْن عَبْد الْعَزِيز يقدمه على جميع من لقي بالمشرق، ويصف زُهْده، ويقول: إنما كنت أمشي معه فِي أزقة قرطبة، فإذا نظر فِي موضعٍ خالٍ إِلَى ضعيفٍ محتاجٍ أَعْطَاه أحد ثوبيه.
__________
1 السير "13/ 291".(20/221)
وذكر أبو عبيدة صاحب القبلة قَالَ: كان بقيّ يختم القرآن كلّ ليلةٍ في ثلاث عشر ركعة. وكان يصلي بالنهار مائة ركعة، ويصوم الدَّهر، وكان كثير الجهاد، فاضلًا.
يذكر عَنْهُ أنه رابط اثنتين وسبعين غزوة.
ونقل بعض العلماء من كتاب حفيده عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بن بقيّ: سمعت أبي يقول: رحل أبي من مكّة إِلَى بغداد، وكان جلَّ بغيته ملاقاة أَحْمَد بْن حنبل. قَالَ: فَلَمَّا قربت بلغتني المحنة، وأنه ممنوع. فاغتممت غما شديدًا، فأحللت بغداد واكتريت بيتًا فِي فندق ثُمَّ أتيت الجامع، وأنا أريد أن أجلس إِلَى النّاس، فدفعت إلى حلقةٍ نبيلة، فإذا برجلٍ يتكلَّم فِي الرجال، فَقِيلَ لي: هَذَا يحيى بْن معين، ففرجت لي فرجة، وقمت إليه، فقلت: يا أَبَا زكريا -رحمك الله- رَجُل غريب ناءٍ عن وطنه، يحبُّ السُّؤال فلا تستجفني. فقال: قل. فسألته عن بعض من لقيته، فبعضًا من لقيته، فبعضًا زكّى، وبعضًا جرَّح.
فسألت عن هشام بْن عمّار، فقال لي: أبو الْوَلِيد صاحب صلاة دمشق، ثقة وفوق الثقة. ولو كان تحت ردائه كبرًا ومتقلدًا كبرًا ما ضره شيئًا لخيره وفضله.
فصاح أصحاب الحلقة: يكفيك -رحمك الله- غيرك له سؤال.
فقلت وأنا واقف على قدمي: أكشفك عن رجلٍ واحد: أَحْمَد بْن حنبل.
فنظر إليَّ كالمتعجب، وقَالَ لي: ومثلنا نَحْنُ نكشف عن أَحْمَد بْن حنبل؟ ذاك إمام المسلمين وأخبرهم وفاضلهم.
فخرجت أستدلّ على منزل أحمد، فدللت عليه. فقرعت بابه، فخرج إليَّ، فقلت: يا أَبَا عَبْد الله رَجُل غريب نائي الدار، وهذا أوّل دخولي هَذَا البلد، وأنا صاحب حديث، ومقيَّد بسنة. ولم تكن رحلتي إلّا إليك.
فقال: أدخل الأسطوانة، ولا يقع عليك عين. فدخلت.
فقال لي: وأين موضعك؟ قلت: المغرب الأقصى.
قَالَ: إفريقية؟ فقلت له: أبعد من إفريقية. أجوز من بلد البحر إِلَى إفريقية. الأندلس.
قَالَ: إنّ موضعك لبعيد، وما كان شيء أحبُّ إليَّ من أن أحسن عون مثلك، غير أني ممتحن بما لعله قد بلغك. فقلت له: بلى، لقد بلغني، وهذا أوّل دخولي،(20/222)
وأنا مجهول العين عندكم، فإذا أذنت لي أن آتي كلَّ يوم في زيّ السّوّآل، فأقول عند الباب ما يقوله السائل، فتخرج إِلَى هَذَا الموضع، فلو لم تحدثني كل يوم إلّا بحديث واحدٍ لكان لي فِيهِ كفاية.
فقال لي: نعم على شرط أن لا تظهر فِي الخلق، ولا عند المحدِّثين.
فقلت: لك شرطك.
فكنت آخذ عودًا بيدي، وألف رأسي بخرقةٍ مدنسَّة وآتي بابه، فأصيح: الأجر، رحمكم الله، والسُّؤال هناك كذلك، فيخرج إليَّ ويغلق الباب، ويحدثني بالحديثين، والثلاثة، والأكثر. فالتزمت ذلك حَتَّى مات الممتحن له وولي بعد إليه آباط الإبل، فكان يعرف لي حق صبري، فكنت إذا أتيت حلقته فسح لي، ويقصّ على أصحاب الحديث قصتي معه. فكان يناولني الحديث مناولةً، ويقرؤه عليه. واعتللت، فعادني فِي خلقٍ معه.
وذكر الحكاية أطول من هَذَا، نقلها ابنُ بشكوال فِي غير الصلة. وأنا نقلتها من خط أبي الْوَلِيد بْن الحاج شيخنا.
وقَالَ أيضًا: نقلت من خط حفيده عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بن بقيّ: حدَّثني أبي قَالَ: أخبرتني أمي أنها رأت أبي مع رجلٍ طويلٍ جدًا. فسألته عَنْهُ، فقال هو: أرجو أن تكوني امْرَأَة صالحة، ذاك الخضر عليه السلام.
وذكر عَبْد الرَّحْمَن عن جَدّه أشياء، فالله أعلم.
قَالَ: كان جدي قد قسّم أيامه على أعمال البر، فكان إذا صلى الصُّبح قرأ حزبه من القرآن فِي المصحف بسدس القرآن. وكان أيضًا يختم القرآن فِي الصلاة فِي كل يوم وليلة، ويخرج كل ليلة فِي الثلث الأخير إِلَى مسجده، فيختم قرب انصداع الفجر. وكان يصلي بعد حزبه فِي المصحف صلاة طويلة جدًا، ثُمَّ ينقلب إِلَى داره، وقد اجتمع فِي مسجده الطَّلبة، فيجدد الوضوء ويخرج إليهم. فإذا انقضت الدُّول صار صومعة المسجد، فيصلي إِلَى الظهر. ثُمَّ يكون هُوَ المبتدئ بالأذان. ثُمَّ يهبط، ثُمَّ يستمع إِلَى العصر ويصلي ويسمع. وربما خرج فِي بقية النهار، فيقعد بين القبور يبكي ويعتبر، فإذا غربت الشمس أتى مسجده، ثُمَّ يصلى ويرجع إِلَى بيته فيُفْطِر.(20/223)
وكان يسرد الصَّوم إِلَى يوم الجمعة. ثُمَّ خرج إِلَى المسجد، فيخرج إليه جيرانه، فيتكلم معهم فِي دينهم ودنياهم. ثُمَّ يصلى العشاء، ويدخل بيته، فيحدِّث أهله، ثُمَّ ينام نومة قد أخذتها نفسه، ثُمَّ يقوم. هَذَا دأبه إِلَى أن تُوُفِّيَ.
وكان جلدًا، قويًا على المشي، مواظبًا لحضور الجنائز، ولم يُرَ راكبًا قط.
ومشى مع ضعيفٍ فِي مظلمة إِلَى إشبيلية، ومع آخر إِلَى إلْبيرة، ومع امْرَأَة ضعيفة إِلَى جَيّان1.
308- بوران2:
ابْنَةُ الوزير الْحَسَن بْن سهل الّتي تزوج المأمون بها، ودخل بها فِي سنة عشرٍ ومائتين. فاحتفل أبوها لعرسها وجهازها احتفالًا يضرب به المثل. نثر على الأمراء الجواهر، والذهب وبنادق من المسك الّتي فِي باطنها رقاعًا بأسماء ضياع، وأسماء جواهر، وخيل. وقام بمؤونة العسر كلّه أيّام العرس. فأنفق عليهم وعلى العروس ونحو ذلك فِي مدة عشرين يومًا خمسين ألف ألف درهم.
ولا أعلم جرى فِي الْإِسْلَام مثله.
تُوُفِّيَت فِي ربيع الأول سنة إحدى وسبعين، عن ثمانين سنة. ودفنت فِي قبَّتها. وما زالت وافرة الحرمة، كاملة الحشمة إِلَى أن ماتت.
"حرف الجيم":
309- جَعْفَر بْن المعتمد أَحْمَد بْن المتوكل جَعْفَر بْن المعتصم العبّاسيّ3.
المفوَّض إِلَى الله وليّ العهد.
عقد له أَبُوهُ، وخطب له على المنابر زمانًا. ثُمَّ خلعه أَبُوهُ وولّى أخاه المعتضد العهد خوفًا من المعتضد.
ويقال: إنّ المعتضد لمّا استُخِلف قَتَلَ المفوَّض هَذَا فِي سنة ثمانين.
وقيل: بل مات فيها موتًا.
__________
1 السير "13/ 295".
2 انظر: وفيات الأعيان "1/ 50"، البداية "11/ 49".
3 انظر: تاريخ الخلفاء "ص/ 364".(20/224)
310- جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن سَلْم1.
أبو الفضل، قاضي البصرة.
يروي عن: إسحاق الفَرَويّ، وغيره.
وعنه: محمد بن مَخْلَد، وأحمد بْن كامل القاضي.
تُوُفِّيَ سنة ستٍّ وسبعين.
311- جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن الْمُبَارَك كردان2.
عن: أبي كامل الْجَحْدَريّ، وشَيْبان بْن فَرُّوخ.
وعنه: ابنُ مَخْلَد، وعليّ بْن إِسْحَاق المادرائيّ.
وكان صدوقًا.
تُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وسبعين ومائتين.
312- جعفر بن أحمد بن معبد الوراق3.
بغدادي. سمع: عاصم بن عليّ، ومسدَّدًا.
وعنه: عبد الصمد الطَّستيّ، وأبو بكر الشافعي.
توفي سنة ثمانين.
313- جعفر بن طرخان.
أبو محمد الإسراباذيّ الفقيه4.
رحل وطوّف وصنّف، وحدَّث عن: أبي نُعَيْم، وأبي حُذَيْفة النهَّديّ، وجماعة.
وعنه: مالك بْن عديّ، وجعفر بْن سهديل، والإستراباذيّون.
تُوُفِّيَ سنة سبعٍ وسبعين ومائتين.
__________
1 المنتظم "5/ 101".
2 تاريخ بغداد "7/ 184".
3 تاريخ بغداد "7/ 187".
4 في عداد العلماء المستورين، وهو لا بأس به.(20/225)
314- جَعْفَر بْن عَنْبَسة اليَشْكُريّ الكوفيّ1.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين ومائتين.
روى عن: حَفْص بْن عُمَر الْمَكِّيّ، وعبد الحميد بْن صالح البُرْجُميّ وقرأ عليه.
وعنه: ابنُ عُقْدة، والحسن بْن محمد بْن سعدان، وأبو سَعِيد بْن الأعرابيّ، وجماعة.
وقرأ عليه: عَبْد الله بْن جَعْفَر السّوّاق.
وكان مُقْرِئًا نَحْويًا. وكان شيخه عَبْد الحميد يروي القرآن عن أبي بَكْر بْن عيّاش.
315- جَعْفَر بن محمد بْن عامر2.
أبو الفضل السّامُرّيّ البزّاز.
عن: أبي نُعَيْم، وقبيص.
وعنه: ابن مخلد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، والصفار.
توفي سنة اثنتين وسبعين.
316- جعفر بن محمد بن عيسى بن نوح البغدادي3.
حدَّث بأذنة عن: محمد بْن عِيسَى بْن الطّباع.
وعنه: يجيى بْن صاعد، والأصمّ، والبَرْدعيّ.
وكان ثقة.
317- جَعْفَر بْن محمد بْن عُرْوة النَّيسابوري4.
شيخ مُسْنَد قديم.
سمع: حَفْص بْن عَبْد الرَّحْمَن، والجارود بْن أبي يزيد.
__________
1 انظر السابق.
2 تاريخ بغداد "7/ 181".
3 تاريخ بغداد "7/ 180".
4 في عداد العلماء المستورين، لا بأس به.(20/226)
وعنه: أبو عَمْرو، وأحمد بْن الْمُبَارَك المستملي، وجعفر بْن سهل، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين أيضًا.
318- جَعْفَر بْن محمد بْن عُمَر البلْخيّ1.
أبو مَعْشَر المنّجم المشهور. وهو بكنيته أَعْرَف.
كان إليه المنتهى فِي فنّ التّنجيم. وكان له خطوة في هذا الهذيان لملعون بالعراق. وله إصابات كثيرة كإصابات الكُهّان.
صنَّف كتاب الزّنج وكتاب المدخل، والألوف وغير ذلك.
قَيِل: إنّه مات سنة اثنتين وسبعين أيضًا، رحم الله تعالى المسلمين.
يُقَالُ: إنّه تعلَّم فنّ التّنْجيم بعدما تكهَّل.
وقِيلَ: إنّ المستعين ضربه مرّة لإصاته فِي تنجيم، وكان يقول: أَصَبْتُ فعُوقِبت.
وذكر النّديم محمد بْن إِسْحَاق أنّ أَبَا مَعْشَر جَاوَز المائة، وله كُتُب كثيرة.
قَالَ: وتُوُفِّيَ لليلتين بقيتا من رمضان سنة اثنتين وسبعين.
319- جَعْفَر بْن محمد بْن القعقاع البّغَويّ ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ2.
عن: سَعِيد بْن مَنْصُور، وأبي معمَّر المُقْعَد.
وعنه: أبو القاسم البَغَويّ، وعبد الله بن محمد الخراسانيّ.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.
320- جَعْفَر بْن محمد بْن شاكر الصّائغ الْبَغْدَادِيّ الزّاهد.
أبو محمد.
سمع: عفان، وأبا نعيم، والحسن بْن محمد المَرْوَزِيُّ، وسُرَيْج بْن النُّعمان، وقُبَيْصة، وأبا غسّان مالك بْن إِسْمَاعِيل، ومعاوية بْن عَمْرو، وطائفة.
وعنه: مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل، وابن صاعد، وابن البختري، وإسماعيل الصفار،
__________
1 السير "13/ 161"، البداية "11/ 5".
2 تاريخ بغداد "7/ 182".(20/227)
والنّجّاد، وابن السّمّاك، وابن نَجِيح، وأبو بَكْر الشّافعيّ، ومحمد بْن جَعْفَر بْن الهيثم، وخلْق.
وقَالَ الخطيب: وكان عابدًا زاهدًا ثقة، صادقًا متقنًا ضابطًا.
وقَالَ أبو الْحُسَيْن بْن المنادي: كان ذا فضلٍ وعِبادة وزُهْد، انتفع به خلْق كثير فِي الحديث وأكثروا عنه لثقته وصَلاحه.
تُوُفِّيَ لإحدى عشرة خَلَت من ذي الحجّة سنة تسعٍ وسبعين، وبلغ تسعين سنة غير أشْهُرٍ يسيره، رحمه الله تعالى.
وحديثه فِي الغَيْلانيّات.
321- جعفر بْن محمد الورّاق.
عن أبي عُبَيْد.
وعنه: محمد بن مَخْلَد، وقَالَ: مات فِي شعبان سنة إحدى وسبعين.
322- جَعْفَر بْن محمد بْن الْحَسَن بْن زياد.
أبو يحيى الرَّازيّ الزَّعفرانيّ1.
حدَّث ببغداد عن: سهل بن عثمان العسكرسّ، وإبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن مهران، وعليّ بْن محمد الطّنافسيّ.
وعنه: إِسْمَاعِيل الصّفّار، وعبد الصَّمد الطَّستيّ، وأبو مسهل القطّان، وأبو بَكْر الشّافعيّ، وآخرون.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: سمعت عَنْهُ وهو صدوق ثقة.
وقال غيره: كان إمامًا في التفسر.
تُوُفِّيَ فِي ربيع الآخر سنة تسعٍ وسبعين.
323- جَعْفَر بْن محمد بْن الحَجّاج القطّان2.
عن: عَبْد الله بْن جَعْفَر، ومحمد بْن أبي أسامة الرّقيبيّ، وغيرهما.
__________
1 السير "13/ 117"، التهذيب "2/ 102".
2 في عداد العلماء المستورين، لا بأس به.(20/228)
وعنه: أبو حاتم الرَّازيّ، وأبو عليّ محمد بْن سَعِيد الحرّانيّ.
تُوُفِّيَ سنة ثمانين.
324- جَعْفَر بن محمد حمّاد.
أبو الفضل الرَّمليّ القلانِسيّ الزّاهد1.
نزيل عسقلاّن.
عنك آدم بْن أبي إياس، وعفان، وأحمد بْن يُونُس، وطبقتهم.
وعنه: ابنُ جَوْصا، وأبو عَوَانة، وخَيْثَمَة، وطائفة آخرهم الطَّبرانيّ. وهو من كبار شيوخه.
قَالَ محمد بْن حُمَيْد الأهوازيّ: أزهد من رَأَيْت جَعْفَر بْن محمد القلانسيّ.
قلت: مات فِي ذي الحجّة سنة ثمانين.
وجعفر بْن محمد بْن الفضل الرَّسعنيّ. أقدم منه.
325- جَعْفَر بْن هاشم.
أبو يحيى العسْكريّ2. نزيل بغداد.
سمع: القعنبيّ، وأبا الوليد، مسلم بْن إِبْرَاهِيم.
وعنه: حَمْزَةُ الدّهْقان، وعثمان بْن السّمّاك، والطَّبشيّ.
وثقه الخطيب.
ومات في ربيع الأول سنة سبعٍ وسبعين.
326- جموك بْن حنجة3.
أبو إِبْرَاهِيم الْبُخَارِيّ. وقِيلَ: اسمه عَبْد الله.
يروي عن: أبي حذيفة إسحاق بن بشر صاحب المبتدأ، وأحمد بْن حَفْص، ورجاء بْن مقابل، والمُسْنِديّ. ولم يرحل.
__________
1 الثقات لابن حبان "8/ 163".
2 تاريخ بغداد "7/ 183".
3 لم نقف عليه.(20/229)
وعنه: محمد بْن جَابِر بْن كاتب، ومحمد بْن صالح البُخاريّان.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين.
"حرف الحاء":
327- الْحَارِث بْن أبيض بْن أسود.
أبو القاسم الفهويّ المصريّ1.
رَأَى ابنِ وهْب، وسمع: زَيْد بْن بِشْر، وغيره.
تُوُفِّيَ بالإسكندرية فِي جُمَادَى الآخرة سنة ستٍّ وسبعين.
328- حامد بْن سهل.
أبو جَعْفَر الثَّغريّ2.
حدَّث ببغداد عن: مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم، وعبد الصَّمد، ومُعَاذ بْن فَضَالَةَ.
وعنه: ابن السماك، وأحمد بن كامل، وأبو بكر الشافعي، وابن الهيثم القيدار.
وثقه الدارقطني.
توفي سنة ثمانين.
329- حرب بن إسماعيل الكمانيّ الفقيه3.
صاحب الإمام أحمد.
قد ذكرته في الطبقة الماضية على التقريب، ثم وجدتّ ابنَ قانع قد قيَّد وفاته فِي سنة ثمانين ومائتين.
330- الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن بكّار بْن بلال. أبو عليّ العامليّ الدّمشقيّ4.
__________
1 ينظر في "حسن المحاضرة".
2 تاريخ بغداد "8/ 167".
3 سبقت الترجمة له.
4 انظر: التهذيب "4/ 152".(20/230)
سمع: جدّه ومروان بْن محمد الطّاطَريّ، ومحمد بْن الْمُبَارَك الصُّوريّ.
وعنه: أبو عَوَانة، وقَالَ: هُوَ قدريٌّ، ثقة فِي الحديث؛ وأبو الميمون بْن راشد، وجماعة.
تُوُفِّيَ فِي صفر سنة أربعٍ وسبعين ومائتين.
331- الْحَسَن بْن إِسْحَاق بْن يزيد.
أبو عليّ الْبَغْدَادِيّ العطّار1.
عن: عُمَر بْن شبيب المعلَّى، وزيد بْن الحُباب، والحسن الأشْيب، ومحمد بْن بَكْر الْحَضْرَمِيّ، وأبي نُعَيْم، وجماعة.
وعنه: إِسْمَاعِيل الصّفّار، والأصمّ، ومحمد بن مخلد.
وثَّقه الخطيبن ثم قال: أنا أبو سعيد الصَّيرفّ: أَنَا الأصمّ، ثنا الْحَسَن بْن إِسْحَاق العطّار سمعت عَبْد الرَّحْمَن بن هارون يقول: كنّا فِي البحر سائرين إِلَى إفريقية، فركدت علينا الرّيح، فأرسينا إِلَى موضع يُقَالُ له البَرْطُون، ومعنا صبيّ صقلبيّ يقال له أيمن، ومعه شِصٌّ. يصطاد به السَّمك. فاصطاد سمكةً، نحوًا من شِبْر أو أقلّ. وكان على صنيفة أذنها الْيُمْنَى مكتوب: لا إله إلّا اللَّه، وعلى قَذالها وصنيفة أُذُنها اليُسْرى مكتوب: محمد رسول الله. وكان أَبْيَنُ من نقشٍ على حَجَر. وكانت السَّمكة بيضاء، والكتابة سوداء كأنّه كُتب بحبر.
قَالَ: فقذفناها فِي البحر، ومُنِع النّاس أن يصيدوا من ذلك الموضع حَتَّى أوْغَلْنا.
قَالَ ابنُ قانع: مات فِي صفر سنة اثنتين وسبعين.
332- الْحَسَن بْن أيوب القَزْوينّي2.
وثّقه الخليليّ، وقَالَ: سمع من: عَبْد الْعَزِيز الُأوَيْسيّ، وعليّ بْن محمد الطَّنافسيّ، وأبي مُصْعَب.
روى عَنْهُ: أبو الْحَسَن القطّان.
مات سنة تسعٍ وسبعين ومائتين.
__________
1 السير "13/ 144".
2 ينظر في "الإرشاد" للخليلي.(20/231)
333- الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ العلاء بْن أبي صُفْرة بْن المهلَّب.
أبو سَعِيد المُهَلّبيّ السكَّريّ النَّحويّ1.
سمع يحيى بْن معين، وأبا حاتم السّجِسْتانيّ، وأبا الفضل الرّيّانيّ، وعُمَر بْن شبَّة.
وعنه: أبو سهل بْن زياد، ومحمد بْن أَحْمَد الحكيميّ، ومحمد بْن عَبْد الملك التّاريخيّ.
وروى الكثير من كُتُب الأدب وصنَّف أشياء.
قَالَ الخطيب: كان ثقة ديِّنًا صادقًا، يُقْرئ القرآن، وانتشر عنه من كُتُب الأدب شيء كثير.
قَالَ ابنُ المنادي: تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين. وكان ميلاده سنة اثنتي عشر ومائتين. ومن قَالَ: مات سنة تسعين وَهِمَ. وله كتاب الوحوش ما قصَّر فِيهِ؛ وكعاب البنات.
وكان آيةً فِي جمْع أشعار العرب. فإنّه جمع شعر امرئ القيس ودوَّنه؛ وكذا جمع ديوان النابغتين، وديوان قيس ابن الحَطيم، وديوان تميم، وديوان شعر هُذَيْل، وديوان هُدْبَةَ بْن خَشْرم، وديوان الأعشى، وديوان الأخطل، وديوان زُهَيْر، وديوان مزاحم العُقَيْليّ، وديوان أبي نُوَاس، ثُمَّ شرحه فِي نحو ألف ورقة.
334- الْحَسَن بْن سلّام بْن حَمَّاد2.
أبو عليّ السّوّاق.
حدَّث ببغداد عن عَبْد الله بْن موسى، وأبي نعيم، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وعمرو بن حكام، وعفان، وطائفة.
وعنه: ابن صاعد، والصفار، وعثمان بن السماك، وأبو بكر النّجّاد، والشّافعيّ، وآخرون.
__________
1 السير "13/ 126"، البداية "41/ 56".
2 تاريخ بغداد "7/ 326".(20/232)
قال الدارقطني: ثقة صدوق.
وقال الشافعي: مات لثلاثٍ خلون من صفر سنة سبع وسبعين.
335- الحسن بن علي بن مالك.
أبو محمد الشَّيبانيّ المعروف بالأشناني1.
حدَّث ببغداد عن: عَمْرو بن عون، وسويد بن سعيد، ابن معين.
وعنه: ابنه عَمْرو، ومحمد بْن مَخْلَد، وأحمد بْن الفضل بْن خُزَيْمَة.
تُوُفِّيَ فِي شعبان سنة ثمانٍ وسعين. وصلّى عليه أبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا.
قَالَ ابنُ المنادي: فِيهِ أدنى لين.
336- الْحَسَن بْن عليّ بْن بحر بْن برّي القطّان2.
تُوُفِّيَ ببابَسِير سنة ثمانين، فِي ربيع الأول.
وقد روى عن: أَبِيهِ، وغيره.
337- الْحَسَن بْن الفضل بْن السَّمح. أبو عليّ الزَّعْفرانيّ البُوصرائيّ3.
عن: مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم، وأبي مُعَمَّر النّقْريّ.
وعنه: ابنُ صاعد، وإسماعيل الصّفّار، وأحمد بْن عُثْمَان الأدميّ، وجماعة.
قال ابنُ صاعد، وإسماعيل الصّفّار، وأحمد بْن عُثْمَان الأدميّ، وجماعة.
قَالَ ابنُ المنادى: مات فِي جُمَادَى الآخرة سنة ثمانين.
قَالَ: ثُمَّ انكشف ستره فتركوه، وخرّق أخي كلَّ شيءٍ كتبه عَنْهُ لأنّه تبيَّن له أمره.
338- الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنُ عَلِيِّ بْن أَبِي طالب4.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "7/ 367".
2 معجم البلدان "1/ 308".
3 تاريخ بغداد "7/ 401، 402".
4 انظر: الكامل "7/ 57، 58".(20/233)
العلويّ المعروف بالحَرُون.
ظهر بالكوفة فِي خلافة المستعين، وقوي أمره، وحارب جيش المستعين، فهرب وتفرَّق جَمْعه. ثُمَّ قُبِض عليه وحُبِس دهرًا، إِلَى أن أطلقه المعتمد فِي سنة ثمانٍ وستّين. ثُمَّ إنّه عاد إِلَى غيِّة، وخرج بناحية الكوفة، وعاثَ بأرض السّواد وطريق مكّة. ثُمَّ أُخِذَ وأُتِيَ به إِلَى الموفَّق، فحبسه. ومات فِي الحبس سنة إحدى وسبعين ومائتين.
339- الْحَسَن بْن محمد بن الْحَارِث السّجِسْتانيّ1.
ذكره ابنُ حِبّان فِي الثّقات، وقَالَ: صاحب سنَّة وفضل، يروي عن: أبي نُعَيْم.
روى عَنْهُ أَهْل بلده.
ومات سنة ستٍّ وسبعين.
340- الْحَسَن بْن محمد بْن مَزْيَد.
أبو سَعِيد الإصبهانيّ2.
سمع: إبراهيم بن محمد بن عرعرة، وهشام بن عمّار، وحامد بن يحيى البلخيّ.
وعنه: أهل إصبهان.
ومات قبل الثمانين.
قال أبو نعيم: هو أوّل من حمل علم الشّافعيّ إلى إصبهان.
341- الحسن بن موسى بن ناصح.
أبو سعيد الرَّسعنيّ الخفّاف3.
قدم بغداد، فروى عن: المُعَافَى بْن سُلَيْمَان، وعُقْبة بْن مُكْرم.
وعنه: ابنُ صاعد، ومحمد بن مَخْلَد، ومحمد بن خلف وكيع.
__________
1 الثقات لابن حبان "8/ 180"
2 ذكر أخبار إصبهان "1/ 260".
3 تاريخ بغداد "7/ 429".(20/234)
342- الْحَسَن بْن ناصح. أبو عليّ الخلّال1.
عن: أبي النَّضر، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وطبقتهما.
وعنه: محمد بن مَخْلَد، وأبو بَكْر الخرائطيّ.
قَالَ ابن حاتم: صدوق.
343- الْحَسَن بْن مُكْرَم.
أبو عليّ البغداديّ البزّاز2.
سمع: عليّ بْن عاصم، وابن هارون، وأبا النّضْر، ورَوْح بْن عُبَادة.
وعنه: المَحَامِليّ، والصّفّار، وأبو بَكْر النّجّاد، وأبو سهل القطّان، وجماعة.
وثّقه الخطيب.
مولده سنة اثنتين وثمانين ومائة.
ومات فِي رمضان سنة أربعٍ وسبعين ومائتين.
344- الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن مهاجر.
أبو محمد السُّلميّ النَّيْسابوريّ3.
عن: هشام بْن عمّار، ودحيم، وأبي مصعب، ومحمد بْن عَبْدان، وعليّ بْن جمشاد، وآخرون.
تُوُفِّيَ سنة ثمانٍ وسبعين. وكان محلُّه الصِّدق.
345- الْحُسَيْن بْن عليّ بْن محمد بْن عُبَيْد الطّنافسيّ الكوفيّ ثمّ القزوينيّ4.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 435".
2 انظر: تاريخ بغداد "7/ 432"، السير "13/ 162".
3 في عداد العلماء المستورين، لا بأس به.
4 ينظر في "الإرشاد" للخليلي.(20/235)
قاضي قَزْوِين.
سمع: أَبَاهُ وأبا بَكْر بْن أبي شَيْبَة، وإبراهيم بْن مُوسَى الفرّاء، وطائفة.
وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وعلي القطّان، وآخرون.
وكان ثقة جليلًا.
تُوُفِّيَ سنة سبعٍ وسبعين.
قَالَ الخليليّ: هُوَ ثقة متَّفقّ عليه.
346- الْحُسَيْن بْن محمد بْن أبي مَعْشَر السِّنديّ1.
المدنيّ الأصل الْبَغْدَادِيّ.
روى عن: وكيع، ومحمد بْن ربيعة.
وعنه: محمد بن أحمد الحكيمي، وإسماعيل الصفار، وابن السماك.
قال أبو الحسين بن المنادي: حدَّث عن وَكِيع، ولم يكن بالثّقة. فتركته النّاس.
تُوُفِّيَ فِي اليوم الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ أبو عَوْف البُزُوريّ، يعني تاسع رجب، سنة خمسٍ وسبعين ومائتين.
347- الْحُسَيْن بْن مُعَاذ بْن حرب2.
أبو عبد الله الحَجَبيّ الْبَصْرِيّ الأخفش، ابنُ عم عَبْد الله بْن عَبْد الوهّاب.
حدَّث ببغداد عن: الرَّبِيع بْن يحيى الأشْنانيّ، وشاذ بْن فَيّاض، وجماعة.
وعنه: الْحُسَيْن الكوكبيّ، وأبو بَكْر النجاد، وعبد الله بْن إِسْحَاق الخُراسانيْ.
تُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وسبعين. وهو ضعيف؛ فإنّه أتى بحديث باطلٍ، عَنْ ثِقَةٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: يَا مَعْشَرَ الْخَلائِقِ طَأْطِئُوا حتّى تجوز فاطمة3.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 91، 92".
2 انظر: تاريخ بغداد "8/ 141، 142".
3 "حديث باطل": أخرجه ابن الجوزي "1/ 263" في العلل المتناهية، وحكم عليه بالبطلان.(20/236)
348- الْحُسَيْن بْن مَنْصُور.
أبو عَبْد الرَّحْمَن الواسطيّ التّمّار الطّويل1.
عن: الهيثم بْن عديّ، ويزيد بْن هارون، وعبد الرّحيم بْن هارون العسكريّ.
وعنه: جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن سِنَان القطّان، وعلي بن عبد الله بن مبشر.
وثقه ابنُ حِبّان.
349- الْحُسَيْن بْن مَنْصُور.
أبو عليّ البغداديّ2.
عن: أبي نعيم، أبي الجوّاب، وموسى بْن سلمة، وأبي حُذَيْفة النَّهديّ.
وعنه: الحافظ وصيف الأنطاكيّ، وحيثمة بْن سُلَيْمَان لقِيه بالرَّقّة.
ذكره ابنُ حِبّان الثّقات.
350- حُصَيْن بْن عَبْد القادر.
أبو عليّ الإسكندرانيّ البزّاز3.
عن: نُعَيْم بْن حَمَّاد، وغيره.
توفّي سنة سبعٍ وسبعين.
351- حَفْص بن عُمَر بْن الصّبّاح الرَّقّيّ سَنْجة ألف4.
أبو عَمْرو.
كان مُسْنِدَ الرَّقَّة فِي وقته، فإنّه رحل وسمع: أَبَا نُعَيْم، وقُبَيْصة بْن عُقْبَة، وعبد الله بْن رجاء، وفَيْض بْن الفضل البَجَليّ، وطبقتهم.
وعنه: الْعَبَّاس بْن محمد الرّافقي، وأبو القاسم الطَّبرانيّ؛ وقبلهما ابنُ صاعد، وأبو عَرُوبة، وجماعة.
__________
1 في عداد العلماء المستورين، لا بأس به.
2 تاريخ بغداد "8/ 111".
3 ينظر في "حسن المحاضرة".
4 السير "13/ 405".(20/237)
وتُوُفِّيَ سنة ثمانين.
قَالَ أبو أَحْمَد الحاكم: حدَّث بغير حديث لم يُتَابع عليه.
352- حمدان بْن غارم1 -بغين مُعْجَمَةٍ- بْن ينّار بفتح الياء، ثُمَّ نون مشدَّدة. أبو حاتم؛ وقِيلَ: اسمه الأصلي أَحْمَد.
سمع: صَفْوان بْن صالح، ودُحَيْمًا، وخلف بْن هشام، وأبا كُرَيْب، وطائفة.
وعنه: أَحْمَد بْن حَمْدَوَيْه النَّسفيّ، وعبد الله بْن الحامض المَرْوَزِيُّ، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة ثمانين ومائتين.
353- حمدون بْن أَحْمَد بْن سلام السّمْسار2
عن: سَعِيد بْن سُلَيْمَان سَعْدُونه، وغيره.
وعنه: أَحْمَد بْن خُزَيْمَة، وأبو بَكْر الشّافعيّ.
تُوُفِّيَ سنة ثمانين.
354- حمدون بْن أَحْمَد بْن عمارة3.
أبو صالح النَّيسابوري الصُّوفيّ العارف، المعروف بحمدون القصّار. قُدْوَة المَلاميّة بخراسان، ومنه انتشر مذهبهم، وهو تخريب الظاهر وتعمير الباطن، مع التزام الشرع وواجباته ظاهرًا وباطنًا.
وكان فقيهًا على مذهب سُفْيَان الثَّوريّ.
سمع من: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، ومحمد بْن بكّار بْن الرّيّان، وأبي عمر القطيعيّ، وجماعة.
وصحب أبا ترب النخَّشبيّ، وأبا حفص النَّيسابوريّ.
وكان كبير الشّأن، يقال إنّه كان من الأبدال.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "3/ 435".
2 في عداد العلماء المستورين، لا بأس به.
3 السير "13/ 50".(20/238)
روى عنه: ابنه الحافظ أو حامد الْأَعْمَش، ومكّيّ بْن عَبْدان، وأبو جَعْفَر أَحْمَد بْن حمدان، وآخرون.
ومن كلامه قَالَ: لا يجزع من المصيبة إلّا من اتَّهَمَ ربَّة.
وسئل عن طريق الملامة قال: خوفُ القَدَرِيّة ورجاءُ المُرْجئة.
وقد جمع السُّلمي جزءًا من حكايات هَذَا الشَّيْخ. وذكر موته فِي سنة إحدى وسبعين ومائتين.
صحِبه الشّيخ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُنازِل.
355- حمدون بْن أَحْمَد بْن بَكْر.
أبو نصر النَّيْسابوريّ الدّهانّ1.
عن: محمد بْن رافع، ونصر بْن عليّ الْجَهْضميّ، وجماعة.
وبقي إِلَى بعد السَّبعين.
روى عَنْهُ: يحيى بْن مَنْصُور القاضي، ومحمد بْن صالح بْن هانئ، وآخرون.
356- حمدان بْن رجاء بْن شجاع.
أبو رجاء القارئ النَّيساوريّ2.
سمع: سَعِيد بْن مَنْصُور بمكّة، وسهل بْن عُثْمَان العسْكريّ، ومحمد بْن قُدامة الجمّال.
وعنه: أبو حامد، وعبد الله ابنا الشَّرقيّ، وآخرون.
تُوُفِّيَ سنة إحدى وسبعين.
357- حمدون بْن خَالِد بن يزيد.
أبو محمد النَّسابوريّ اللَّقاباذيّ3.
سمع: يحيى بْن يحيى، ويزيد بْن صالح الفرّاء.
__________
1 في عداد العلماء المستورين، لا بأس به.
2 انظر السابق.
3 في عداد العلماء المستورين، لا بأس به.(20/239)
وعنه: ابنه أبو بَكْر أَحْمَد بْن حمدون، وعبد الله بْن إِبْرَاهِيم.
حدَّث سنة خمسٍ وسبعين.
358- حمدون بْن الفضل.
أبو سَعِيد النَّيسابوريّ الخفّاف1.
عن: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وعُمَر بْن زرارة.
وعنه: أبو نصر محمد بْن أَحْمَد بْن عُمَر الخفّاف، وعليّ بْن عِيسَى.
359- حَمْش بْن عَبْد الرحيم.
أبو عبد الله النَّيسابوريّ التركي الزّاهد، واسمه محمد2.
سمع: أَحْمَد بْن يُونُس اليَرْبُوعيّ، ويحيى بْن يحيى، وجماعة.
وعنه: مكّيّ بْن عَبْدان، ومحمد بْن القاسم العَتَكيّ، ومحمد بْن صالح بْن هانئ.
وكان مجاهدًا غازيًا عابدًا، مُحِبًّا أَحْمَد بْن حرب الزّاهد.
وحمش: مسكَّن.
مات فِي شوّال سنة خمسٍ وسبعين.
360- حُمَيْد بْن النَّضر البَيْكَنْديّ3.
عن: سَعِيد بْن أبي مريم، ومحمد بْن سلّام البَيْكَنْديّ، وعبد الله بْن صالح الكاتب، وطائفة.
وعنه سَعِيد بْن أبي مريم، ومحمد بْن سلّام الكنديّ، وعبد الله بْن صالح الكاتب، وطائفة.
وعنه: عليّ بْن الْحَسَن بْن عَبْدة، ومُسَبّح بْن سَعِيد، وحسين بْن حاتم، وغيرهم.
361- حُمَيْد بْن هشام العنسيّ الدّارانيّ4.
__________
1 انظر السابق.
2، 3 انظر السابق.
4 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 9، 10".(20/240)
قَالَ: قلت لأبي سُلَيْمَان الدّارانيّ: يا عم، لِمَ تشدِّد علينا وقد قَالَ الله: {لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} [الزمر: 53] .
فقال: اقرأ.
فقرأتُ، إِلَى قوله: {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا} [الزمر: 59] .
فقلت: يا عم، فأنا بحمد الله لم أكذب. فمسح رأسي وقَالَ: يا بُنيّ، أتَّق الله وخَفْهُ وارجوه.
قلت: روى عَنْهُ عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن أبي الحواريّ، ومحمد بْن جَعْفَر بْن ملاس، والحسن بْن حبب الحصائريّ.
362- حنبل بْن إِسْحَاق بْن حنبل بْن هلال بْن أسد1.
أبو عليّ الشَّيبانيّ، ابنُ عم الْإِمَام أَحْمَد، وأحد تلامذته.
سمع: أَبَا نُعَيْم، ومحمد بْن عَبْد الله الْأَنْصَارِيّ، وعفان، وسليمان بْن حرب، وأبا غسان مالك بْن إِسْمَاعِيل، وعاصم بْن عليّ، وموسى بْن إِسْمَاعِيل، والحُمَيْديّ، وأبا حُذَيْفة، ومسددًا، وخلقا كثيرا.
وصنَّف تاريخا حسنا. وكان يفهم ويحفظ.
روى عنه: البغوي، وابن صاعد، وأبو بكر الخلال، ومحمد بن مخلد، وابن السماك، وأبو جعفر بْن البَخْتَرِيّ، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كان ثقة ثَبْتًا.
وقَالَ ابنُ المنادي: كان حنبل قد خرج إِلَى واسط، فجاءنا نَعْيُهُ منها فِي جُمَادَى الأولى سنة ثلاثٍ وسبعين.
قلت: روى المؤتمن بْن قُمَيْرة جزءًا عاليًا من حديث حنبل، وسمعنا الجزء الرابع من كتاب الفتن لحنبل. وسمعنا محنة ابنُ عمّه تأليفه. وعاش نيِّفًا وسبعين سنة، أو جاوز الثمانين؛ فإنّه أدرك الأنصاريّ.
__________
1 السير "13/ 51-53".(20/241)
"حرف الخاء":
363- خازم بْن يحيى الحلوانيّ1.
حدَّث ببغداد عن: شَيْبَان بْن فَرُّوخ، وهانئ بْن المتوكلّ، وجماعة.
وعنه: محمد بن أَحْمَد الحليميّ، وإسماعيل الصّفّار.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين. وهو أخو أَحْمَد.
364- خَالِد بْن روح.
أبو عَبْد الرحمن الثَّقفي الدمشقيّ2.
عن: أبي الجماهر الكفرسوسيّ، وإسحاق بن إبراهيم الفراديسيّ.
وعنه: ن. وقال: ثقة؛ وأبو الميمون بن راشد، وأبو القاسم الطَّبرانيّ، وآخرون.
تُوُفِّيَ سنة ثمانين.
365- خَالِد بْن يزيد بن الصّبّاح3.
أبو الهيثم الخثمعيّ.
مولاهم الرَّازيّ الفقيه.
حدَّث عن: مكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وإبراهيم بْن شماس.
روى عَنْهُ: أبو إِسْحَاق البزّاز الحافظ، وغيره.
وعاش تسعين سنة.
تُوُفِّيَ سنة ستٍّ وسبعين.
366- خلف بْن عامر بن سعيد الهمدانيّ4.
البخاريّ الحافظ، مصنِّف لمسند.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "8/ 338".
2 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 37".
3 في عداد العلماء المستورين، لا بأس به.
4 انظر السابق.(20/242)
كان من تلامذة عَبْد الله بْن محمد المسنديّ.
أورده السُّلمانيّ مختصرًا.
367- خلف بْن محمد بْن عِيسَى.
أبو حُسَيْن الواسطيّ. كُرْدُوس1.
سمع: يزيد بْن هارون، وعليّ بْن عاصم، ورَوْح بْن عُبَادة، وطبقتهم.
وعنه: ق. والمَحَامِليّ، وابن مَخْلَد، وإسماعيل الصفار، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقَالَ: صدوق؛ وأبو سعيد بن الأعرابيّ، وحثيمة بْن سُلَيْمَان.
وقَالَ الدَّارقطنيّ: ثقة.
تُوُفِّيَ سنة أربعٍ وسبعين.
368- الخليل بْن عَبْد القهّار.
أبو جَعْفَر الصَّيْدُونيّ2.
عن: يحيى بْن الْمُبَارَك، وهشام بن خَالِد، وجماعة.
وعنه: ابنُ قُتَيْبَةَ العسقلّاني، وخَيْثَمَة الأطْرابُلُسيّ، وآخرون.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ، وقِيلَ: سنة سبعٍ وسبعين.
"حرف الذّال":
369- ذاكر ابن شيبة العسقلاّنيّ3.
كان بقرية عجين.
روى عن: رَوّاد بْن الجرّاح العسقلّانيّ.
وعنه: الطَّبَرَانِيّ لا أعرفه.
__________
1 انظر: السير "13/ 199"، التهذيب "3/ 154".
2 لسان الميزان "3/ 293".
3 في عداد المجهولين.(20/243)
"حرف الراء":
370- رباح بن أحمد1.
أبو النّصر الواعظ، نزيل المَوْصل.
روى عن: مُعَاذ بْن محمد الهرويّ، وغيره.
وتُوُفِّيَ سنة ثمانٍ وسبعين.
وهو كالمجهول.
371- الرَّبِيع بْن محمد بْن مُوسَى بْن عِيسَى. أبو الفضل الكِنْديّ اللّاذقيّ2.
عن: آدم بْن أبي إياس، وإسماعيل بْن أبي أُوَيْس، ومحمد بْن يزيد السَّكونيّ.
وعنه: ن. ومحمد بْن المسيّب الأرغيانيّ، وأحمد بن محمد بن عيسى مؤرخ حمص، وخيثمة بن سلمان.
372- ربيع بن الحارث القاضي.
أبو زياد الحمصي3.
حدَّث عن: عُتْبة بْن السَّكن، وأحمد بْن حنبل، وجماعة.
وعنه: أبو عَبْد الرَّحْمَن النَّسائيّ، وأبو عوانة، وعبد الصمد بْن سَعِيد الحمصيّ، وأبو الميمون بن راشد، ومحمد ابن محمد بْن أبي حُذَيْفة.
373- رجاء بْن عَبْد الله الهَرَويّ الورّاق4.
كان عنده مصنفَّات مالك بْن سُلَيْمَان الهرويّ، ومصنفات سَعِيد بْن مَنْصُور.
وروى أيضًا عن: أَحْمَد بْن يُونُس، ومهديّ بْن جَعْفَر الملّي، وجماعة.
وكان من أعيان المحدِّثين بهراة.
__________
1 انظر السابق.
2 انظر: التهذيب "3/ 250، 251".
3 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 306".
4 في عداد العلماء المستورين، لا بأس به.(20/244)
روى عَنْهُ: الحافظان أبو إِسْحَاق البزّاز، وأبو الفضل بْن إِسْحَاق.
تُوُفِّيَ سنة سبعٍ وسبعين. وقِيلَ: سنة تسعٍ وسبعين ومائتين.
374- رزق الله بن يوسف المصريّ1.
عنك يحيى بن بكير.
توفي في شوال سنة ستٍّ وسبعين.
وكان يكون بالإسكندرية.
"حرف الزاي":
375- زكريا بْن يحيى بْن شَيْبَان2.
أبو عبد الله القُرَشيّ الكوفيّ.
عن: عليّ بْن سيف، وغيره.
وعنه: أبو الْعَبَّاس بْن عُقْدة.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين.
376- زياد بْن محمد بْن زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن اللَّخميّ الأندلسيّ.
المعروف جدُّه بشَبْطُون3.
يروى عن: يحيى بْن يحيى اللَّيثيّ، وغيره.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ أيضًا.
377- زيدان بْن يزيد البَجَليّ الكوفيّ4.
والد عَبْد الله بْن زيدان.
تُوُفِّيَ فِي شوّال سنة أربعٍ وسبعين.
__________
1 يُنظر في "حسن المحاضرة".
2 في عداد المجهولين.
3 جذوة المقتبس "440".
4 في عداد المجهولين.(20/245)
378- زَيْد بْن إِسْمَاعِيل بْن سيّار1.
أبو الْحَسَن الْبَغْدَادِيّ الصّائغ.
عن: زَيْد بْن الْحُبَاب، وهاشم بْن القاسم، وجعفر بْن عون، وطائفة.
وعنه: أبو بَكْر بْن مجاهد، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، وإسماعيل الصّفّار، وآخرون.
محلُّه الصِّدق.
379- زَيْد بْن بُنْدار.
أبو جَعْفَر الإصبهانيّ الُّنخانيّ2، ونُخَان: قرية بإصبهان.
كان فقيهًا صالحًا يسرد الصَّوم.
روى عن: القَعْنَبيّ، وإسماعيل بْن عَمْرو البجليّ.
وعنه: محمد بْن أَحْمَد الزَّهريّ، وغيره.
380- زَيْد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي الفحل السَّهميّ3.
مولاهم المصريّ.
عن: أَبِيهِ، ويحيى بْن بُكَيْر.
تُوُفِّيَ سنة أربعٍ وسبعين ومائتين.
"حرف السين":
381- السَّريّ بْن خُزَيْمَة بْن مُعَاوِيَة.
الحافظ أبو محمد الّأبِيوَرْدِيّ الثّقة4.
سمع: عَبْدان بْن عُثْمَان، وأبا نُعَيْم، وأبا عَبْد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، ومحمد بْن الصَّلت، وطبقتهم بخراسان، والحجاز، والعراق.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 447".
2 ذكر أخبار إصبهان "1/ 320".
3 ينظر في "حسن المحاضرة".
4 السير "13/ 254، 246".(20/246)
وعنه: ابنُ خُزَيْمَة، وإبراهيم بْن أبي طَالِب، وأبو حامد بن الشَّرقيّ، ومحمد بن صالح بن هانئ، والحسن بْن يعقوب، وخلْق كثير.
قَالَ الحاكم: هُوَ شيخ فوق الثّقة. وَرَد نَيْسابور سنة سبعين، وبقي بها يحدِّث إِلَى سنة أربعٍ وسبعين، ثُمَّ انصرف إِلَى أبِيوَرْد.
سمعتُ محمد بْن صالح بْن هانئ يَقُولُ: لما قُتِلَ حَيْكان رفضوا مجالس الحديث، حَتَّى لم يقدر أحد أن يأخذ لنَيْسابور مَحْبَرة، إِلَى أنْ منَّ الله علينا بورود السَّريّ بْن خُزَيْمَة. فاجتمعنا لنذهب إليه فلم نقدر، فقصدنا أَبَا عُثْمَان الخيريّ الزَّاهد، واجتمع النّاس عنده، وأخذ أبو عُثْمَان مِحْبَرةً بيده، وأخذنا المحابر بأيدينا، فلم يقدر أحد من المبتدعة أن يقرب منّا. فخرج السَّرِيّ، فأملى علينا وأبو بَكْر بْن خُزَيْمَة ينتخب.
وسمعتُ أَبَا الفضل يعقوب بْن الْحَسَن بْن يعقوب يقول: ما رَأَيْت مجلسًا أبهى من مجلس السَّريّ بْن خُزَيْمَة، ولا شيخًا أبهى منه. كانوا يجلسون بين يديه وكأنّما على رءوسهم الطَّير. وكان لا يحدِّث إلّا من أصل كتابه، رحمه الله تعالى.
382- السَّريّ بْن يحيى بْن السَّريّ مُصْعَب أبو عبيدة1.
ابنُ أخي هنّاد بْن السَّريّ الكوفيّ الدّارميّ.
روى عن: أبي نُعَيْم، وقُبَيْصة، وأبي غسّان النَّهْديّ، وأحمد بْن يُونُس، وطبقتهم.
وعنه: أبو ذَرّ محمد بْن محمد بْن يوسف، وعبد الله بْن جامع الحلْوانيّ بْن عُقْدة، وأبو نُعَيْم بْن عديّ، وخيثمة الأطْرابُلُسيّ، وطائفة.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: كان صدوقًا.
وقَالَ ابنُ عُقْدة: تُوُفِّيَ فِي المحرَّم لسبعٍ بقين من سنة أربعٍ وسبعين ومائتين.
383- سعد بْن محمد بْن سعد.
القاضي أبو الْعَبَّاس، أبو محمد البَجَليّ البيروتيّ2.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 285"، وتاريخ بغداد "5/ 470".
2 انظر: الحلية "7/ 17"، تاريخ بغداد "3/ 405".(20/247)
سمع: صفوان بن صالح، وهشام بن عمار، ودُحَيْمًا، وجماعة.
وعنه: ابن صاعد، وأبو بِشْر الدُّولابيّ، وعبد الله بن أَحْمَد بْن زَبْر، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم ووثَّقه، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ وسبعين.
وأقدم شيخ له عَبْد الحميد بْن بكّار.
384- سعد الأعسر1. أمير دمشق.
كان من كبار أمراء أَحْمَد بْن طولون، وهو الَّذِي هزم أَبَا الْعَبَّاس بْن الموفَّق بفلسطين سنة إحدى وسبعين.
وكان جليلًا عادلًا مُحَبَّبًا إِلَى أَهْل دمشق.
وكان يُعيب على خَمَارَوَيْه بن أحمد اشتغاله بلهوه، ويقول: هَذَا الصَّبيّ لعَّاب، وأنا أكابِدُ الأمر.
فبلغ ذلك خُمَارَوَيْه، فخرج من مصر ونزل الرملة واستدعاه، فذهب إِلَى الخدمة، فقام وذبحه بيده.
وبلغ ذلك أَهْل دمشق، فحزنوا عليه، ولعنوا خُمَارَوَيْه وخرجوا عليه، وسبّوه على منبر دمشق. وبعث إليهم أميرًا، فطردوه وكاتبوا الموفَّق، وأقاموا المآتم على الأعسر.
قُتِلَ إلى رحمة الله سنة ثلاثٍ، وقِيلَ: سنة خمسٍ وسبعين.
385- سعدون بْن سُهَيل بْن أبي ذؤيب العكّاويّ2.
عن: أَبِيهِ عن شَيْبَان النَّحويّ. وعنه: الطَّبرانيّ.
386- سَعِيد بْن سعد بْن أيوب.
أبو عُثْمَان البخاريّ3، نزيل الرّيّ.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "6/ 117".
2 في عداد المجهولين.
3 الجرح والتعديل "4/ 32".(20/248)
عن: أبي نُعَيْم، والقَعْنَبيّ، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وعَمْرو بْن مرزوق، وطائفة.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، وأبو الْحَسَن بْن سَلَمَةَ القطّان، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: صَدُوق.
وقَالَ أبو يَعْلَى الخليليّ: كان له معرفة بالحديث، ومات قبل أبي حاتم بأشهر.
قَالَ أبو الحجاج الحافظ: وَهِم الحافظ أيضًا وذكر أنّ ق. روى عن هَذَا، وإنّما الَّذِي يروي عنه أبو الحسن القطان. وللقطان زيادات كثيرة عن الأسانيد فِي كتاب ابنِ ماجه. ويدلّ على هذا أنّ الرجل لا وجود له فِي سُنَن ابنِ ماجة من طريق إِبْرَاهِيم بْن دينار عن المصنّف.
387- سَعِيد بْن مَسْعُود المَرْوَزِيُّ1.
عن: النضَّر بْن شُمَيْل، ويزيد بْن هارون، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وشبانة، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد، وأزهر بْن سعد، ورَوْح بْن عُبَادة، وطبقتهم.
وعنه: محمد بْن أَحْمَد بْن محبوب، وعُمَر بْن أَحْمَد بن مالك، ومحمد بْن نصر المَرْوَزِيُّ، وأهل مَرْو.
وكان صاحب حديث.
وحديثه يقع عاليًا لأبي الوفا محمود بْن مندم.
ذكره الحاكم فِي الكنى فقال: أبو عُثْمَان سَعِيد بْن مَسْعُود بْن عَبْد الرَّحْمَن السُّلميّ المَرْوَزِيُّ.
388- سَعِيد بْن نَمِر2.
الفقيه أبو عُثْمَان الغافقيّ الأندلسيّ الأكثيريّ، صاحب سَحْنُون.
كان من أعيان المالكيّة بالأندلس.
روى عن: يحيى بْن يحيى، وعبد الملك بن حبيب، وسعيد بن حِبّان.
ورحل إليه الطَّلبة وحملوا عَنْهُ.
وتُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين.
__________
1 الثقات لابن حبان "8/ 271، 272".
2 جذوة المقتبس "483".(20/249)
389- سَعِيد بْن يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن مُزَيْن1.
مَوْلَى رملة بِنْت عُثْمَان بْن عفّان.
من فقهاء الأندلس. وأبوه ممّن يروي عن مُطَرِّف، والقَعْنَبيّ.
وأخوه الْحَسَن بْن يحيى مات بعده، مات سَعِيد سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين.
وأخوهما جَعْفَر بْن يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن مزين، يروي عن محمد بْن وضّاح، وغيره. وكان فقيهًا مقدَّمًا.
مات سنة إحدى وسبعين ومائتين.
390- سُفْيَان بْن شعيب الدّمشقيّ2.
مَوْلَى بني أُميّة.
عن: محمد بْن عُثْمَان الكَفَرْسُوسيّ، وصّفْوان بْن صالح، وغيرهما.
وعنه: محمد بْن جَعْفَر بن ملاس، ومحمد بْن أبي حُذَيْفة.
وتُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.
391- سَلَمَةُ بْن أَحْمَد بْن محمد بن مجاشع السَّمرقنديّ3.
حدَّث ببغداد عن: خَالِد بْن يزيد العُمريّ.
وعنه: محمد بْن مَخْلَد، وجماعة.
وَفِي حديثه مناكير.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين.
392- سُلَيْمَان بْن الأشعث بْن إِسْحَاق بْن بشير بْن شدّاد بْن عَمْرو بْن عِمْرَانَ.
الْإِمَام أبو دَاوُد الأزْديّ السّجستانيّ4، صاحب السُّنن.
__________
1 جذوة المقتبس "487".
2 تهذيب تاريخ دمشق "5/ 183".
3 الميزان "2/ 188".
4 وفيات الأعيان "2/ 404"، والسير "13/ 203".(20/250)
قَالَ أبو عُبَيْد الآجُريّ: سمعته يقول: وُلدتُ سنة اثنتين ومائتين. وصلَّيت على عفّان ببغداد سنة عشرين.
قلت: مات فِي ربيع الآخر.
قَالَ: ودخلت البصرة وهم يقولون: أمس مات عُثْمَان بْن الهيثم المؤذِّن.
قلت: مات فِي رجب سنة عشرين.
قَالَ: سمعتُ من أبي عُمَر الضّرير مجلسًا واحدًا.
قلت: مات فِي شعبان من السنة بالبصرة.
قال: وتبعت عمر بن حفص بن غِياث إِلَى منزله، ولم أسمع منه.
وسمعت من سعدون مجلسًا واحدًا، ومن عاصم بْن عليّ مجلسًا واحدًا.
قَالَ أبو عِيسَى الأزرق: سمعتُ أَبَا دَاوُد يقول: دخلت الكوفة سنة إحدى وعشرين، ومضيت إِلَى منزل عُمَر بْن حَفْص، فلم يُقْضَ لي السّماع منه.
قلت: وسمع من: القعْنَبيّ، وسليمان بْن حرب، وجماعة بمكّة سنة عشرين أيّام الحج.
وسمع من: مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم، وعُبَيْد الله بْن رجاء، وأبي الْوَلِيد، وأبي سَلَمَةَ التبوذكيّ، وخلْق بالبصرة.
ومن: الْحَسَن بْن الرَّبِيع البُورانيّ، وأحمد بْن يُونُس اليَرْبُوعيّ، وطائفة بالكوفة.
ومن: صفوان بْن صالح، وهشام بْن عمّار، وطائفة بدمشق.
ومن: قُتَيْبَةَ، وابن رَاهَوَيْه، وطائفة بخراسان.
ومن: أبي جَعْفَر النُّفَيْليّ، وطائفة بالجزيرة.
ومن خلقٍ بالحجاز، ومصر، والشام، والثَّغر، وخُراسان.
وسمع من: أبي تَوْبَة الرَّبِيع بْن نافع، بحلب.
ومن: أَحْمَد بْن أبي شعيب بحَرّان، وحيَّوة، ويزيد بْن عَبْد ربّه، بحمص.
وعنه: ن. وابنه أبو بكر.(20/251)
وروى عَنْهُ سُنَنَه: أبو عليّ اللّؤْلُؤيّ، وأبو بَكْر بْن داسة، وأبو سَعِيد بْن الأعرابيّ بقولٍ له، وعليّ بْن الْحَسَن بْن العبد، وأبو أسامة محمد بْن عَبْد الملك الرّوّاس، وأبو سالم محمد بْن سَعِيد الْجُلُوديّ، وأبو عُمَر، وأحمد بْن عليّ، وغيرهم.
وروى عَنْهُ من الحفَاظ: أبو عَوَانَة الأسْفَرائينيّ، وأبو بِشْر الدُّولابيّ، ومحمد بْن مَخْلَد، وأبو بَكْر الخلّال، وعبدان الأهوزيّ، وزكريّا السّاجيّ، وطائفة.
ومن الشيوخ: إِسْمَاعِيل الصّفّار، ومحمد بْن يحيى الصُّوليّ، وأبو بَكْر النّجّاد، وأحمد بن جعفر الأشعريّ، وعبد الله ابن أخي أبي زُرْعة الرَّازيّ، وعبد الله بْن محمد بْن يعقوب الْبُخَارِيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن يعقوب المتولّيّ، وخلْق.
وكتب عَنْهُ الْإِمَام أحمد شيخه حديث المغيرة.
ويقال: إنّه صنَّف السُّنن فعرضه على الْإِمَام أَحْمَد، فاستجاده واستحسنه.
وروى إِسْمَاعِيل الصّفّار عن أبي بَكْر الصَّنعانيّ قَالَ: لُيِّنَ لأبي دَاوُد السّجِسْتانيّ الحديثُ، كما لُيِّنَ لداود الحديدُ.
وقَالَ أبو عُمَر الزّاهد: قَالَ إِبْرَاهِيم الحربيّ: أُلِين لأبي دَاوُد الحديثُ كما أُلينَ لداود عليه السلام الحديد.
وقَالَ مُوسَى بْن هارون الحافظ: خُلِق أبو دَاوُد فِي الدُّنيا للحديث، وَفِي الآخرة للجنَّة. ما رأيت أفضل منه.
وقَالَ ابنُ داسة: سمعت أَبَا داود يقول: كتبت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خمسمائة ألف حديث، وانتخبت منها ما ضمّنته كتاب السُّنن. جمعت فيه أربعة آلاف وثمانمائة حديث، ذكرت الصّحيح وما يشبهه ويُقاربه. فإنْ كان فِيهِ وَهَن شديد بيَّنته.
قلت: وقَالَ رحمه الله بذلك فإنّ يبيّن الضّعيف الظّاهر، ويسكت عن الضّعيف المحتمل. فَمَا سكت لا يكون حَسَنًا عنده ولا بدّ، بل قد يكون فِيهِ ضعفٌ ما.
وقَالَ زكريا السّاجيّ: كتاب الله أصل الْإِسْلَام، كتاب أبي دَاوُد عهد الْإِسْلَام.
وقَالَ أَحْمَد بْن محمد بْن ياسين الهَرَوي فِي تاريخ هَرَاة: أبو دَاوُد السِّجْزيّ كان أحد حُفاظ الْإِسْلَام لَحَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وعلمه وعلله، وسنده، في أعلى درجة النّسْك والعَفاف والصَّلاح والورع. من فُرْسان الحديث.(20/252)
قلت: وتفقَّه بأحمد بْن حنبل، ولازمه مدّة. وكان من نُجَباء أصحابه، ومن جلَّة فُقَهاء زمانه، مع التقدُّم فِي الحديث والزُّهد.
روى أبو مُعَاوِيَة، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ، عن عَبْد الله أنّه كَانَ يشبَّه بالنّبيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي هدْيِهِ ودَلِّهِ. وكان علقمة يشبَّه بابن مَسْعُود.
قَالَ جرير بْن عَبْد الحميد: وكان إِبْرَاهِيم يشبَّه بعَلْقَمة، وكان مَنْصُور يشبّه بإبراهيم.
وقَالَ غيره: كان سُفْيَان الثَّوريّ يشبّه بمنصور، وكان وكيع يشبّه بسفيان، وكان أحمد بن حبل يشبّه بوكيع، وكان أبو دَاوُد يشبّه بأحمد.
وقال أبو عبد الله الحاكم: أبو دَاوُد هُوَ إمام أَهْل الحديث فِي عصره بلا مُدَافعة. كتب بخُراسان قبل خروجه إلى العراق فِي بلده، وَفِي هَرَاة؛ وكتب ببغداد عن قُتَيْبَةَ، وبالرِّيِّ عن إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى. وقد كتب قديمًا بنيْسابور، ثُمَّ رحل بابنه إِلَى خُراسان. كذا قَالَ الحاكم.
وأمّا القاضي شمس الدين بْن خلكان فقال: سَجِسْتان قرية من قرى البصرة.
قلت: سِجِسْتان إقليم منفرد متاخم لبلاد السِّنْد، يُذْهَبُ إليه من ناحية هراة.
وقد قَيِل: إنّ أَبَا دَاوُد من سَجِسْتان، قرية من قرى البصرة؛ وهذا ليس بشيء. بل دخل بغداد قبل أن يجيء إِلَى البصرة.
وقَالَ الخطّابيّ: حدَّثني عَبْد الله بْن محمد الْمَكِّيّ: حَدَّثَنِي أبو بَكْر بْن جَابِر خادم أبي دَاوُد رحمه الله قَالَ: كنتُ مع أبي دَاوُد ببغداد، فصلَّينا المغرب، فجاءه الأمير أبو أَحْمَد الموفَّق فدخل، ثُمَّ أقبل عليه أبو دَاوُد فقال: ما جاء بالأمير فِي مثلِ هَذَا الوقت؟ قَالَ: خلالٌ ثلاث.
قَالَ: وما هِيَ؟ قَالَ: تنتقل إِلَى البصرة فتتّخذها وطنًا ليرحل إليك طلبة العلم، فتعمر بك، فإنّها قد خربت وانقطع عَنْهَا النّاس، لِما جرى عليها من منة الزَّنج.
فقال: هَذِهِ واحدة.
قَالَ: وتروي لأولادي السُّنن.
فقال: نعم، هاتِ الثالثة.(20/253)
قَالَ: وتُفرد لهم مجلسًا، فإنّ أولاد الخلفاء لا يقعدون مع العامّة.
قَالَ: أمّا هَذِهِ فلا سبيل إليها؛ لأنّ النّاس فِي العلم سواء.
قَالَ ابنُ جَابِر: فكانوا يحضرون ويقعدون فِي كمٍّ ضُرِب عليه ستْر، ويسمعون مع العامّة.
وقَالَ ابنُ دَاسَة: كان لأبي دَاوُد كمٌّ واسع وكمٌّ ضيّق، فَقِيلَ له فِي ذلك، فقال: الواسع للكُتُب، والآخر لا يُحتاج إليه.
وقَالَ أبو بَكْر الخلّال: أبو دَاوُد الْإِمَام المقدَّم فِي زمانه لم يسبق إِلَى معرفته بتخريج العلوم وصره بمواضعه. رَجُل ورع مقدَّم. كان أبو بَكْر بْن صدقة وإبراهيم الإصبهانيّ يرفعون من قَدْره، ويذكرونه بما لا يذكرون أحدًا فِي زمانه مثله.
وقَالَ أبو بَكْر بْن أبي دَاوُد: سمعت أبي يقول: خير الكلام ما دخل فِي الأذُن بغير إذن.
وقَالَ أبو دَاوُد فِي سُنَنه: شَبَرْت قِثّاءةً بمصر ثلاثة عشر شِبْرًا، ورأيت اترجَّةً على بعيرٍ قُطِعَتْ قطعتين، وعُمِلت مثل عِدْلين.
قَالَ أبو دَاوُد: دخلت دمشق سنة اثنتين وعشرين.
وقَالَ أبو عُبَيْد الآجُرِيّ: تُوُفِّيَ في سادس عشر شوّال سنة خمسٍ وسبعين.
قلت: آخر من روى حديثه عاليًا سِبْط السِّلَفيّ.
وقع كتاب الناسخ والمنسوخ له بعُلُوٍّ من طريق السِّلَفيّ.
393- سُلَيْمَان بْن الرَّبِيع النَّهديّ1.
أبو محمد الكوفيّ.
عن: أبي نُعَيْم.
وعنه: ابنُ صاعد، ومحمد بْن مَخْلد.
ضعّفه الدَّارقطنيّ.
تُوُفِّيَ سنة أربعٍ وسبعين ومائتين.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "9/ 54، 55".(20/254)
394- سُلَيْمَان بْن سيف بْن يحيى بْن درهم الطّائيّ1.
مولاهم الحافظ أبو دَاوُد الحرّانيّ.
سمع: يزيد بْن هارون، وسعيد بْن عامر الضُّبعي، وجعفر بْن عون، والحسن بْن محمد بْن أَعْيَن، وعبد الله بْن بَكْر السَّهميّ، ومحاضر بن الورع، ووهب بن جرير، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وخلقا كثيرا.
وعنه: ن. وقال: ثقة؛ وأبو عروبة الحراني، ومكحول البيروتي، وأبو عوانة، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وأبو نعيم الجرجاني، وأبو علي محمد بن سعيد الحراني، وأحمد بن عمرو بن جابر الرملي، وهاشم بن أحمد بن مسرور النَّصيبيّ، وحفيده أبو عليّ أحمد بن محمد بن سليمان، وطائفة.
قال ابن عقدة: مات في شعبان سنة اثنتين وسبعين.
قلت: وقع لي حديث من موافقاته العالية، وأظنّ أنه جاوز التّسعين. وكان من أئمّة هَذَا الشأن.
395- سُلَيْمَان بْن شعيب بْن سُلَيْمَان بْن كَيْسان.
أبو محمد الكَيْسانيّ المصريّ2.
عن: بشر بن التنيسي، وأسد بن موسى، وطائفة.
وعنه: محمد بن أَحْمَد العامريّ المصريّ، وعليّ بْن محمد الواعظ، وآخرون.
وكان موثَّقًا.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين.
396- سُلَيْمَان بْن محمد بْن حسّان الْمَوْصِلِيّ الحنّاط3.
عن: عَبْد الوهاب بْن عطاء، وعبد الوهاب بْن بُكَيْر السَّهميّ، ورَوْح بْن عُبَادة، وغيرهم.
__________
1 السير "13/ 147"، التهذيب "4/ 199".
2 تاريخ جرجان "527".
3 لم نقف عليه.(20/255)
قَالَ أبو زكريّا الأزْديّ: ثنا عَنْهُ العلاء بْن أيوب.
وتُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين.
قلت: ذكر له حديثًا واهيًا.
397- سُلَيْمَان بْن وهب بْن سَعِيد1.
أَبُو أيوب الكاتب. أخو الْحَسَن بْن وهب.
كانا من أجلّاء بغداد وفُضلائها. وكان سُلَيْمَان جوادًا ممدَّحًا سرِيًّا، كامل الرّياسة وافر الأدب. له ديوان ترسُّل.
وكذا لأخيه ديوان رسائل وشعر.
وقد وزر سُلَيْمَان للمعتمد على الله.
وفيه يقول البُحْتُريّ الشاعر:
كلُّ شعبٍ كنتم به آل وهبٍ ... فهو شِعْبي وشِعْب كلّ أديب
إنّ قلبي لكم كالكَبِد الحرَّى ... وقلبي لغيركم كالقُلُوبِ
تُوُفِّيَ الوزير أبو أيوب سنة اثنتين وسبعين فِي صفر؛ ومات فِي حَبْس الموفَّق.
398- سهل بْن عَبْد الله بْن الفرُّخان الإصبهانيّ الزّاهد2.
أبو طاهر.
رحل فِي العلم إِلَى الشّام.
وسمع: سُلَيْمَان ابْنُ بِنْتِ شُرَحْبِيلَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّريّ العسقلاني، ومحمد بْن مصفَّى، وحَرْمَلَةَ، وصفوان بْن صالح، وهشام بْن عمّار وعنه: محمد بْن أَحْمَد بن زيد الزُّهْرِيّ، ومحمد بْن عَبْد الله الصّفّار، وأبو علي الصحاف، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وجماعة من أَهْل أصفهان.
وكان كبير القدْر. ويقال إنّه من الأبدال.
__________
1 السير "13/ 127".
2 الحلية "10/ 212"، والسير "13/ 333".(20/256)
وقد سمع أبو نُعَيْم الحافظ من أصحابه، وقَالَ: مات سنة ستٍّ وسبعين، رحمه الله تعالى. وكان مُجاب الدَّعوة. كان أَهْل بلدنا مفْزَعهم إِلَى دعائه.
له آثار مشهورة فِي إجابة دعوة الدّعاء. وأمّا رفيع حاله من إدمان الذكر والمشاهدة والحضور والمسامرة والتحريّ من حضور النَّفس، فشائع ذائع. حُكِيَ ذلك عن مشايخنا. وهو أول من حمل من علم الشّافعيّ مختصر حَرْمَلَة.
لقي أَحْمَد بْن عاصم، وأحمد بْن أبي الحواري، وعبد الله بْن خُبَيْق. وكتب الكُتُب.
399- سهل بْن عَبْد الله السّرِيّ الزّاهد1.
شيخ الصُّوفيّة.
يُقَالُ: مات سنة ثلاثٍ وسبعين، ويُذكر فِي الطبقة الآتية.
400- سهل بْن مهران.
أبو بِشْر الْبَغْدَادِيّ الدّقّاق2. نزيل نَيْسابور.
سمع: عَبْد الله بْن بَكْر السَّهميّ، وهوذة بْن خليفة، وأبا عَبْد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ.
وعنه: إِبْرَاهِيم بْن عَبْدُوس، ومحمد بْن صالح بْن هانئ.
تُوُفِّيَ سنة إحدى وسبعين ومائتين.
401- سوّادة بن عليّ.
أبو الحسين الأحمسيّ الكوفيّ3.
قدِم بغداد وحدَّث عن أبي نُعَيْم.
وعنه: أبو بَكْر الشّافعيّ، وغيره، ون. ضعّفه الدَّارقطنيّ.
وكان سِبْط عَبْد الله بْن نُمَيْر.
توفّي سنة ثمانين ومائتين.
__________
1 تأتي ترجمته.
2 تاريخ بغداد "9/ 118".
3 تاريخ بغداد "9/ 233".(20/257)
"حرف الشين":
402- شعيب بْن بكّار الْمَوْصِلِيّ المؤِّدب1.
عن: أبي عاصم، وأبي نُعَيْم.
وعنه: الْحُسَيْن بْن عَبْد الحميد الخرقيّ، وغيره.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين.
403- شعيب بْن اللَّيث. أبو صالح السَّمرقنديّ2.
سمع: إِبْرَاهِيم بن المنذر، والحِزَاميّ، وأبا مُصْعَب الزُّهريّ، ومحمد بْن سلّام، وجماعة.
ويقال له الشَّرعبيّ. وشرعب قرية من عمل بُخَاري.
وروى عَنْهُ: محمد بْن أَحْمَد بْن مردك، وأحمد بْن حاتم، وغيرهما.
تُوُفِّيَ فِي رجب سنة اثنتين أيضًا.
"حرف الطاء":
404- طُفَيْلُ بْن زَيْد بْن طُفَيْلِ بْن شريك3.
القاضي أبو زَيْد التّميميّ النَّسفيّ، قاضي نَسَف وعالمها.
رحل فِي طلب العلم.
وروى عن: يحيى بن بُكَيْر.
ورأى سُلَيْمَان بْن حرب.
وعنه: حفيده عَبْد المؤمن بْن خلف، وأهل نَسَف.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ وسبعين.
__________
1 الكامل "7/ 421".
2 انظر: تاريخ الطبري "3/ 168، 197".
3 هو في عداد العلماء المستورين، لا بأس به.(20/258)
"حرف العين":
405- عاصم بْن ياسين بْن عَبْد الأحد بْن اللَّيث.
أبو اللَّيث القَتْبانيّ الْمَصْرِيّ1. من أكابر المصريّين وفُضَلائهم.
روى عن: جدّه، وعن: يحيى بْن بُكَيْر.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين.
406- عَبَّاس بْن عَبْد الله بْن الْعَبَّاس بْن السَّنْديّ2.
أبو الْحَارِث الّأسديّ الأنطاكيّ.
عن: الهيثم بْن جميل الأنطاكيّ، والقَعْنَبيّ، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وأبي الْوَلِيد الطَّيالسيّ، وأبي صالح كاتب اللَّيث، وخلق.
وعنه: ن، وأبو عوانة، وأحمد بْن مهران الفارسيّ، وأبو جعفر العقيلي، وأبو الطَّيّب محمد بن حميد الحوراني، وجماعة.
قال النَّسائي: لا بأس به.
407- الْعَبَّاس بْن الفضل بْن رُشَيْد الطَّبريّ3.
أبو الفضل.
نزل بغداد، وحدَّث عن: محمد بْن مُصْعَب القَرْقِسانيّ، وسَعْدَوَيْه الواسطي، وجماعة.
وعنه: إِسْمَاعِيل الصّفّار، وابن نَجِيح، وجماعة.
قَالَ الدَّارقطنيّ: صدوق.
قلت: تُوُفِّيَ سنة ثمانٍ وسبعين.
408- عَبَّاس بْن محمد بْن حاتم الحافظ. أبو الفضل الدُّوريّ. مولى بني هاشم.
__________
1 انظر السابق، و"حسن المحاضرة".
2 التهذيب "5/ 119".
3 انظر: تاريخ دمشق "12/ 147".(20/259)
محدِّث بغداد فِي وقته. وُلِدَ سنة خمسٍ وثمانين ومائة.
وسمع: الْحُسَيْن بْن عليّ الجعفيّ، وأبا النَّضر هاشم بْن القاسم، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم الزُّهري، وأبا دَاوُد الطَّيالسيّ، وعبد الوهاب بْن عطاء، ويحيى بْن أبي بُكَيْر الكرماني، وعبيد الكرمانيّ، وعبيد الله بن موسى، وشبانة بْن سوّار، وطبقتهم.
ولزم يحيى بْن معين دهرًا وأكثر عَنْهُ، وسأله عن الرجال.
وعنه: د. ت. ق. ن. وقَالَ: ثقة؛ وأبو جَعْفَر البَخْتَرِيّ، وإسماعيل الصّفّار، وحمزة بن محمد بن الدهقان، وأبو العباس الأصم وقَالَ: لم أر فِي مشايخي أحسن حديثًا منه.
قلت: وروى عَنْهُ خلْق من الغرباء والرحالة.
وتُوُفِّيَ فِي صفر سنة إحدى وسبعين ومائتين.
409- الْعَبَّاس بْن نُعَيْم البوسَنْجيّ.
سكن بغداد، وصحب الْإِمَام أَحْمَد. وتزوّج امرأةً، فبقي معها أربعين سنة، فاتّفق أنهما مرضا وماتا فِي ساعةٍ واحدةٍ، فِي شهر رجب سنة ثلاثٍ وسبعين.
410- عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن شبَّويه.
أبو عَبْد الرَّحْمَن المَرْوَزِيُّ1.
قد تقدَّمت ترجمته فيما مضى.
وذكر بعضهم أنه تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.
411- عامر بْن محمد المتقمّر الْبَغْدَادِيّ.
أبو نصر الكوّاز2.
عن: كامل بْن طَلْحَةَ، وجماعة.
وعنه: أَحْمَد بْن خُزَيْمَة، وعبد الله الخُراسانيّ.
وكان شاهدًا.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "5/ 16".
2 تاريخ بغداد "12/ 239".(20/260)
412- عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن كثير.
أبو الْعَبَّاس العبْديّ1.
عن: عفّان، ومُسند بْن إِبْرَاهِيم، وأبي الْوَلِيد، وأحمد بْن نصر الخُزَاعيّ، وطائفة.
وعنه: محمد بْن الْعَبَّاس بْن نجيح، وأحمد بْن الفضل بْن خُزَيْمَة، وعبد الله الخراسانيّ، وابن قانع، وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان السَّقطيّ لا القَطيعيّ، فَإِنّ القَطيعيّ لم يلحقه.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: كتب إليَّ بجزءٍ من حديثه، وكان صدوقًا.
وقَالَ الدَّارقطنيّ: ثقة.
وقَالَ ابنُ قانع، وابن عُقْدة، وابن المنادي: تُوُفِّيَ فِي ربيع الأول سنة ستٍّ وسبعين ومائتين.
413- عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن زكريا بْن أبي مسرة.
أبو يحيى المكّيّ2.
سمع: أَبَا عَبْد الرَّحْمَن عَبْد الله بْن يزيد الْمُقْرِئ، وعثمان بْن أبان اللُّؤلؤيّ، ويحيى بن محمد الحارثيّ، ويحيى ابن قَزَعَة.
وعنه: خيثمة بْن سُلَيْمَان، وأبو محمد الفاطميّ، وأبو القاسم البغويّ، ويعقوب بْن يوسف العاصميّ.
تُوُفِّيَ بمكّة فِي جُمَادَى الأولى سنة تسعٍ وسبعين.
414- عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن يزيد.
أبو محمد الشَّيبانيّ الإصبهانيّ المؤذّن3.
عن: حاتم بْن عُبَيْد الله، وبكر بْن بكّار، وأبي بكر بن بكّار الحميديّ، وطائفة.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 371".
2 انظر: الجرح والتعديل "5/ 6".
3 ذكر أخبار أصبهان "2/ 55".(20/261)
وعنه: محمد بْن الْحَسَن بْن المهلَّب، وأبو عليّ بْن عاصم، وأحمد بْن محمد بْن نصير الأصبهانيّ.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ أيضًا.
415- عَبْد الله بْن بِشْر بْن عُمَيْرة البكْريّ الوائليّ الطّالْقانيّ1.
عن: أَحْمَد بْن حنبل، وسعيد بْن رحمة المِصِّيصيّ، وعليّ بْن حُجْر، وخلْق.
وعنه: أبو الْعَبَّاس الدُّغوليّ، ومحمد بْن صالح بْن هانئ، ومحمد بْن الأصرم، ومحمد بْن أَحْمَد المحبوبيّ.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.
قَالَ الحاكم: هُوَ مجوّد عن الشّاميّين.
416- عَبْد الله بْن محاضر عبدوس الْبَغْدَادِيّ2.
عن: محمد بْن عَبْد الله الْأَنْصَارِيّ، وقُبَيْصة بْن عُقْبَة.
وعنه: محمد بْن يوسف الهرويّ، وأبو بَكْر الشّافعيّ.
قَالَ الدّارَقُطْنِيّ: ليس بالقويّ.
417- عَبْد الله بْن حسن بْن محمد بْن إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاس.
الهاشميّ السّامُرّيّ3.
عن: رَوْح بْن عُبَادة، وعبد الله بْن بَكْر، ويزيد بْن هارون، وجماعة.
وعنه: أبو بَكْر الخرائطيّ، وصَدقَة الخُراسانيّ، وآخرون.
وثَّقه الخطيب.
وتُوُفِّيَ سنة سبعٍ وسبعين بسامراء. ورّخه ابنُ قانع.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 14".
2 تاريخ بغداد "9/ 448".
3 انظر: تاريخ بغداد "9/ 434، 435".(20/262)
418- عَبْد الله بْن حَمَّاد بْن أيّوب1
الحافظ أبو عَبْد الرَّحْمَن الآمُليّ، آمُل جَيْحُون الّتي من أعمال مَرْو.
ويقال الَأمُويّ؛ لأنّها تُسمّى أيضًا أَمُو.
سمع: سَعِيد بْن أبي مريم، وسليمان بْن حرب، ويحيى بْن صالح الوُحَاظيّ، وأبا الجماهر محمد بْن عُثْمَان، والقَعْنَبيّ، وأبا اليمان، ويحيى بْن معين فِي غالب الظّنّ؛ فإنّه قَالَ فِي الصّحيح: ثنا عَبْد الله، ثنا يحيى بْن معين، فذكر حديثًا. وقَالَ: ثنا عَبْد الله، أَنَا سُلَيْمَان بْن عَبْد الرَّحْمَن. وقد سمع الآمُليّ من المذكورين.
وروى عَنْهُ طائفة، منهم: عُمَر بْن محمد بْن بُجَيْر فِي مُسْنَده، والهيثم بْن كُلَيْب فِي مُسْنَده، وإبراهيم بْن خُزَيْمَة الشّاشيّ، والقاضي المَحَامِليّ، وعبد الله بْن محمد بن يعقوب الْبُخَارِيّ الفقيه.
تُوُفِّيَ فِي رجب سنة ثلاثٍ وسبعين. وقِيلَ: فِي ربيع الآخر سنة تسع وستّين ومائتين.
419- عَبْد الله بْن رَوْح المدائني2.
أبو محمد وقِيلَ: إنّه كان يُعرف بعَبْدوس.
قَالَ: وُلِدت يوم قُتِلَ جَعْفَر البرمكيّ سنة سبعٍ وثمانين ومائة.
سمع: زَيْد بْن هارون وأبا بدْر شجاع بن الوليد، وشبانة بْن سوار، وجماعة.
وعنه: أبو سهل القطّان، ومُكْرَم بْن أَحْمَد، وأحمد بْن خُزَيْمَة، وأبو بَكْر الشّافعيّ، وآخرون.
تُوُفِّيَ سنة سبعٍ وسبعين.
قَالَ الدّارَقُطْنِيّ: ليس بِهِ بأس.
420- عَبْد الله بْن عَمْرو بْن أبي سعد الْبَغْدَادِيّ الورّاق3.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 444، 445".
2 السير "13/ 5"، واللسان "3/ 286".
3 انظر: تاريخ بغداد "10/ 25، 26".(20/263)
عن: حُسَيْن المَرْوَزِيُّ، وهَوْذَة بْن خليفة، وعفّان، وخلق.
وعنه: حسين الكوكبيّ، المحامليّ، وعثمان بْن السّمّاك، وجماعة.
قَالَ الخطيب: ثقة إخباريّ، صاحب مُلَح.
تُوُفِّيَ سنة أربعٍ وسبعين.
قلت: عَبْد الله بْن أبي سعد الورّاق وُلِدَ سنة سبعٍ وتسعين ومائة، واسمه عَمْرو بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر بْن هلال الْأَنْصَارِيّ البلْخيّ الأصل، الْبَغْدَادِيّ.
421- عَبْد الله بْن غافق.
أبو عَبْد الرَّحْمَن التُّونسيّ الفقيه المالكيّ1.
إمام مشهور معدود من أصحاب سَحْنُون.
عُرِض عليه قضاء القيروان فامتنع. وكان عالمًا ناسكًا مهيبًا.
ذكر الشَّيْخ أبو إِسْحَاق أنّه من أَهْل إفريقية، وأنّ اعتماد أَهْل بلده فِي الفتوى عليه. وأنه تفقَّه بعليّ بْن زياد التُّونسيّ، فَوَهِمَ فِي هَذِهِ.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين، وقِيلَ: سنة سبعٍ.
422- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حبيب.
أبو رفاعة العدويّ البصريّ2.
عن: سعد بن شعبة بن الحجّاج، وإبراهيم بْن بشّار الرّماديّ، وجماعة.
وعنه: ابنُ مَخْلَد العطار، ومحمد بْن عَبْد الملك التّاريخيّ، وغيرهما.
وثَّقه الخطيب.
وتُوُفِّيَ بشِمْشاط سنة إحدى وسبعين.
432- عَبْد الله بْن محمد بْن لاحق.
أبو محمد البغداديّ البزّاز المقرئ3.
__________
1 يُنظر في "ترتيب المدارك" للقاضي عياض.
2 تاريخ بغداد "10/ 83، 84".
3 انظر: تاريخ بغداد "10/ 84".(20/264)
سمع: يزيد بْن هارون، ورَوْح بْن عُبَادة.
وعنه: ابن صاعد، عليّ بْن إِسْحَاق المادرائيّ، وجماعة.
وكان ثقة.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين.
424- عَبْد الله بْن محمد بْن الفضل الصداويّ1.
روى عن: يحيى بْن أيّوب المقابريّ، ومحمد بْن بشّار، ومحمد بْن صالح الهاشميّ.
وعنه: أبو حاتم الرَّازيّ وهو أكبر منه، وابنه عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم.
وكان صاحب سنَّة.
425- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن محمد البكراويّ2.
عن: محمد بْن كثير، وعبد الله بْن رجاء.
وعنه: ابنُ مَخْلَد، ومحمد بْن جَعْفَر المطيري، وغيرهم.
426- عَبْد الله بْن محمد بْن يزيد الحنفي المَرْوَزِيُّ3.
حدَّث ببغداد.
عن عَبْدان المَرْوَزِيُّ، وجماعة.
وعنه: ابن مخلد، والمكيري، ابن نجيح.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.
وقِيلَ: سنة سبعٍ.
وثقه الخطيب.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 163".
2 تاريخ بغداد "10/ 85".
3 تاريخ بغداد "10/ 85، 86".(20/265)
427- عَبْد الله بْن محمد بْن عُبَيْدة الْبَغْدَادِيّ1.
عن: عليّ بْن المَدِينيّ، وسليمان الشّاذكونيّ.
وعنه: ابنُ مَخْلَد، وعثمان بْن سهل، وأبو بَكْر النّجّاد.
428- عَبْد الله بْن محمد بْن صالح الأسديّ بْن عُمَيْرة بْن بِشْر بْن مُوسَى2. روى عن: خالد بن خداش، وأحمد ابن حنل.
روى عَنْهُ: أبو زُرْعة، وأبو حاتم مع تقدُّمهما؛ وأحمد بْن محمد الأسديّ.
وكان ثقة.
429- عَبْد الله بْن سِنَان.
أبو محمد السَّعديّ الرَّوحيّ البصريّ. قاضي الدِّينور3.
روى عن: مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم، وعبد الله بْن رجاء، وأبي الْوَلِيد.
وعنه: المَحَامِليّ، وابن مَخْلَد، وجماعة.
قَالَ الدّارَقُطْنِيّ: متروك.
وقَالَ أبو نُعَيْم الإصبهانيّ: كان يضع الحديث.
وقَالَ كثيرٌ غيره: وضع كثيرًا على رَوْح بْن القاسم.
430- عَبْد الله بْن محمد بْن محاضر4.
ولقبه: عبدوس.
روى عن: محمد بن عبد الله الأنصاري، وغيره.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "10/ 86".
2 انظر: الجرح والتعديل "5/ 163"، وتاريخ بغداد "10/ 87".
3 تاريخ بغداد "10/ 87، 88"، الميزان" 2/ 489".
4 سبقت الترجمة له.(20/266)
وعنه: الطَّستيّ، وأبو بَكْر الشّافعيّ، لكن نَسَبه إِلَى جدّه.
431- عَبْد الله بْن محمد بْن قاسم بن هلال القُرْطُبيّ الفقيه1.
رحل وأخذ الأندلس كُتُب دَاوُد.
وكان عارفًا بمذهب مالك، فقيه النَّفس.
روى عَنْهُ: محمد بْن عَبْد الملك بْن أَعْيَن، وقاسم بْن أَصْبَغ، ومحمد بْن قاسم، وغيرهم.
وتُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين كَهْلًا.
432- عَبْد الله بْن مُسْلِم بْن قُتَيْبَةَ2.
أبو محمد الدِّينوريّ، وقِيلَ: المَرْوَزِيُّ الكاتب. نزيل بغداد. أحب التّصانيف.
حدَّث عن: إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه، ومحمد بن زاد الزِّياديّ، وزياد بن يحيى السجسّتانيّ، وأبي حاتم السِّجستانيّ، وغيرهم.
وعنه: ابنه القاضي أَحْمَد، وعُبَيْد الله السُّكَّريّ، وعُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن بَكْر، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن دُرُسْتُوَيْه، وغيرهم.
وكان مولده سنة ثلاث عشرة ومائتين.
قَالَ الخطيب: كان ثقة ديِّنًا فاضلًا.
ذكر تصانيفه:
صنَّف غريب القرآن، وغريب الحديث، وكتاب المعارف، وكتاب مُشْكل القرآن، وكتاب مشكل الحديث، وكتاب أدب وكتاب، وكتاب عيون الأخبار، وكتاب طبقات الشُّعراء، وكتاب أدب الغَلَط، وكتاب الفرس، وكتاب الهجو، وكتاب المسائل،
__________
1 انظر: تاريخ علماء الأندلس "1/ 219".
2 انظر: وفيات الأعيان "3/ 42، 44"، السير "13/ 296".(20/267)
وكتاب أعلام النبوَّة، وكتاب المسيرة، وكتاب الإبل، وكتاب الوحش، وكتاب الرّؤْيا، وكتاب الفقه، وكتاب معاني الشِّعر، وكتاب جامع النَّحو، وكتاب الصيام، وكتاب الرّدّ على من يقول بخلْق القرآن، وكتاب أدب القاضي، وكتاب إعراب القرآن، وكتاب القرآن، وكتاب الأنوار، وكتاب التّسوية بين العرب والعجم، وكتاب الأشربة.
وقد ولي قضاء الدّيمور. وكان عالمًا فِي اللغة العربية والأخبار، وأيّام النّاس.
وقَالَ البيهقيّ: كان يرى الكرّامية.
ونقل صاحب مرآة الزّمان عن الدّارَقُطْنِيّ أنه قَالَ: كان ابنُ قُتَيْبَةَ يميل إِلَى التشبيه.
وقَالَ أحمد بن جعفر المنادي: مات ابنُ قُتَيْبَةَ فجأة؛ صاح صيحة سُمعَتْ من بعدٍ، ثم أُغْمِيَ عليه. وكان أكل هريسةً، فأصاب حرارةً، فبقي إِلَى الظُّهر، ثُمَّ اضطّرب ساعةً، ثُمَّ هدأ. فَمَا يزال يتشهّد إِلَى السَّحر، ومات، سامحه الله. وذلك فِي رجب سنة ستٍّ وسبعين. وَالَّذِي قَيِل عنه في التّشبه لم يصحّ، وإن صحَّ فالنّارُ أَوْلَى به. فَمَا فِي الدِّين مُحاباة.
وقَالَ مَسْعُود السّجزيّ: سمعتُ الحاكم يقول: أجمعت الُأمة على أنّ القُتَيْبِيّ كذّاب.
وهذه مجازفة بَشِعة من الحاكم. وما علمتُ أحدًا اتَّهم ابنُ قُتَيْبَةَ فِي نقلٍ. مع أنّ أَبَا بَكْر الخطيب قد وثَّقه.
وما أعلمُ أحدًا اجتمعت الأمّة على كَذِبه إلّا مُسَيْلمة والدّجّال. غير أن ابنُ قُتَيْبَةَ كثير النقَّل من الصُّحف كَدَأب الإخباريّين. وقلَّ ما روى من الحدَّيث.
وكان حَسَن البزَّة، أبيض اللّحية طويلها، ولاه الرّياستين مَظَالم البصرة.
وبعد ثورة الزَّنج رجع إلى بغداد وأخذ يضنفّ.
حمل عَنْهُ: قاسم بْن أَصْبغ، وغيره.
قَالَ حَمَّاد بْن هبة الله الحرّانيّ: سمعت أَبَا طاهر السِّلفيّ يذكر على الحاكم فِي قوله: لا يجوز الرواية عن ابنُ قُتَيْبَةَ، ويقول: ابنُ قُتَيْبَةَ من الثقِّات وأهل السُّنَّة، لكنّ الحاكم قَصَدهُ لأجل المذهب.(20/268)
433- عَبْد الله بْن مهران.
أبو بَكْر الْبَغْدَادِيّ النَّحويّ1.
سمع: هَوْذَة بْن خليفة، وعفّان بْن مُسْلِم.
وعنه: محمد بْن الْعَبَّاس بْن نَجِيح، وأبو بَكْر الشّافعيّ.
وكان ثقة ضريرًا فاضلًا.
تُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وسبعين ومائتين.
434- عَبْد الله بن هشام. أبو محمد الهمدانيّ التّرذاس عبدويه2.
عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن حمدان الجلاب، وعليّ بْن محمد بْن عصرويه القَزْوينيّ، وأبو عَمْرو أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حكيم المّدِينيّ، والقاسم بْن أبي صالح.
وكان صدوقًا مستقيم الأمر.
435- عَبْد الجليل بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أيّوب.
أبو حاتم الهَرَويّ3.
عن: عُبَيْد الله بْن مُوسَى، وقُبَيْصة بْن عُقْبَةَ، وجماعة.
وتُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين.
436- عَبْد الحميد بْن عَبْد الله بْن هانئ.
أبو هانئ النَّيسابوريّ4.
سمع: أَبَا نُعَيْم وعبد المنعم بن إدريس.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "10/ 178، 179".
2 في عداد العلماء المستورين، لا بأس به.
3 الثقات لابن حبان "8/ 421".
4 في عداد العلماء المستورين، لا بأس به.(20/269)
وعنه: الْحَسَن بْن يعقوب، ومحمد بْن عَبْد الله بْن دينار، وغيرهما.
تُوُفِّيَ سنة إحدى وسبعين ومائتين.
437- عَبْد الرَّحْمَن بْن أزهر.
أبو الْحَسَن الْبَغْدَادِيّ الأعور1.
عن: عَبْد الله بْن بَكْر السَّهميّ، وغيره.
وعنه: إِسْمَاعِيل الصّفّار.
تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ.
438- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خلف الضَّبّيّ الْبَصْرِيّ2.
عن: أبي عليّ الحنفيّ، وعبد الله بْن رجاء.
وعنه: القاضي المحامليّ، وإسماعيل الصّفّار.
توفّي سنة سبعٍ وسبعين أيضًا.
439- عَبْد الرَّحْمَن بْن دَاوُد بْن أبي طيبة. أبو القاسم المصريّ الْمُقْرِئ، مَوْلَى آل عُمَر بْن الخطّاب3.
أَخَذَ القراءة عرْضًا على أَبِيهِ.
قرأ عليه: محمد بْن عَبْد الرحيم الإصبهانيّ، والحسن بْن عُمَيْر الرُّعَيْنيّ، وعبد الله بن الماء، ومطرِّف بْن عَبْد الرَّحْمَن الأندلسيّ، وآخرون.
وكان من أَهْل الإتقان.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين.
440- عَبْد الرَّحْمَن بْن زياد بْن كُوشِيذ.
أبو مسلم الإصبهاني التّانيء4
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 276".
2 تاريخ بغداد "10/ 275، 276".
3 انظر: غاية النهاية "1/ 386".
4 ذكر أخبار إصبهان "2/ 111، 112".(20/270)
عن: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ووَكِيع بْن الجرّاح.
روى عَنْهُ: محمد بْن القاسم بْن كوفيّ.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين، عن مائة وسبْع سنين.
وقِيلَ: بل عاش سبْعًا وتسعين سنة.
441- عَبْد الرَّحْمَن بْن سهل بْن محمود. أبو محمد بْن أبي السَّريّ1.
عن: يحيى بْن معين، وغيره.
وعنه: الْعَبَّاس الشَّكليّ، ومحمد بْن أَحْمَد الحكيميّ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ تسعٍ وَسَبْعِينَ.
442- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الفضل الهاشميّ الحلبيّ2.
عن: آدم بْن أبي إياس.
وعنه: مُوسَى بْن عبّاس الْجُويْنيّ، وأبو الْعَبَّاس الأصمّ وكنّاه أَبَا القاسم.
443- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مَنْصُور.
أبو سَعِيد الحارثيّ الْبَغْدَادِيّ، الْبَصْرِيّ الأصل. ويلقَّب كُرَيْزان3.
سمع: يحيى بن سعيد القطان، ومعاذ بن هشام، ووهْب بْن جرير، وسالم بْن نوح.
وعنه: ابن صاعد، وابن مخلد، وإسماعيل الصفار، وحمزة الهاشميّ، وأبو جَعْفَر البَخْتَرِيّ، وعبد الله بْن إِسْحَاق الخُراسانيّ.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: كتبت عنه مع الدي، تكلّموا فِيهِ. سَأَلت أبي عَنْهُ، فقال: شيخ.
وقَالَ الدَّارقطنيّ: ليس بالقوي.
مات يوم عيد النَّحر سنة إحدى وسبعين ومائتين.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 276".
2 انظر: تاريخ بغداد "10/ 276".
3 تاريخ بغداد "10/ 273".(20/271)
444- عَبْد الرَّحْمَن بْن مرزوق بْن عطيّة1.
أبو عوف الْبَغْدَادِيّ البُزُوريّ.
سمع: عَبْد الوهاب بْن عطاء، ورَوْح بْن عُبَادة، وشَبَابة بْن سَوَّار، ويحيى بْن أبي بُكَيْر.
وعنه: ابنُ البَخْتَرِيّ، وإسماعيل الصّفّار، وأبو سهل القطّان، وجماعة.
قَالَ الدَّارقطنيّ: لا بأس به.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين ومائتين.
فأمّا سمّية.
445- أبو عوف عَبْد الرَّحْمَن بْن مرزوق بْن عوف2.
شيخ طَرَسُوس، كذّاب.
قال ابن جبّان: كان يضع الحديث، جدّ محمد بْن المسيّب.
ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ بِطَرَسُوسَ: أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْخَفَّافُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَفَعَهُ: "لَنْ تَخْلُو الأَرْضُ مِنْ ثَلاثِينَ مِثْلَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ، بِهِمْ يُرْزَقُونَ وَبِهِمْ بمطرون".
446- عَبْد الرَّحْمَن بْن يحيى بْن خاقان3.
أبو عليّ. من بيت حشمة وتقدُّم.
روى عن أحمد بن حنبل مسائل، رواها ابنُ أَخِيهِ أبو مزاحم مُوسَى بْن عُبَيْد الله.
447- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله.
أَبُو القَاسِم الهاشميّ4.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "10/ 274، 275".
2 الميزان "2/ 588، 589".
3 تاريخ بغداد "10/ 278".
4 لم نقف عليه، ووثقه الذهبي.(20/272)
عن: عَبْد الله بْن إِبْرَاهِيم الغِفَاريّ، وأبي عَبْد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ.
وعنه: محمد بْن الْعَبَّاس، وابن نجيح، وإسماعيل الصّفّار.
وكان ثقة.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.
448- عَبْد الكريم بْن يعقوب بْن حُمَيْد.
أبو القاسم القُرَشيّ القيسرانيّ1.
عن: محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ.
وعنه: الطَّبرانيّ.
549- عَبْد الكريم بن الهيثم بن زياد بن عمان بن يحيى الدَّير عاقوليّ الْبَغْدَادِيّ2. القطّان.
طوّف، وكتب الكثير.
وسمع: أَبَا نُعَيْم، وسليمان بْن حرب، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وأبا اليمان الحكيم بْن نافع، وأبا بَكْر الحُمَيْديّ، وطبقتهم.
وعنه: مُوسَى بْن هارون، وابن صاعد، وابن السّمّاك، وأبو سهل القطّان، وجماعة.
قَالَ أَحْمَد بْن كامل: كتبنا عَنْهُ، وكان ثقة مأمونًا.
وقَالَ الخطيب: كَانَ ثقة ثَبْتًا.
مات في شعبان سنة ثمانٍ وسبعين.
450- عبيد المجيد بْن إِبْرَاهِيم البُوسَنْجيّ3.
قاضي هَرَاة سمع: عَبْد الصَّمد بْن حسّان، وعبد الله بْن حسّان، وعبد الله بْن عُثْمَان، وعَبْدان المَرْوَزِيّين.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 انظر: تاريخ بغداد "11/ 78"، وشذرات الذهب "2/ 172".
3 في عداد العلماء المستورين، لا بأس به.(20/273)
وعنه: محمد بْن عَبْد الله بْن مَخْلَد، وغيره.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين.
451- عَبْد الملك بْن عَبْد الحميد بْن عَبْد الحميد بْن ميمون بن مهران.
أبو الْحَسَن الميموني الرَّقّيّ1، صاحب الْإِمَام أَحْمَد.
كان من جِلّة الفقهاء وكبار المحدِّثين.
سمع: إِسْحَاق الأزرق، ومحمد بن عُبَيْد الطّنافسيّ، ورَوْح بْن عُبَادة، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وحَجّاج بْن محمد الأعور، والقَعْنبيّ.
وعنه: ن. ووثّقه، وأبو عوانة، وأبو بَكْر بْن زياد النيَّسابوريّ، وأبو عليّ محمد بْن سَعِيد الحرّانيّ، ومحمد بْن المنذر شكر، وإبراهيم بْن محمد بْن متُّويه.
تُوُفِّيَ فِي ربيع الأوّل سنة أربعٍ وسبعين.
وكان شيخ بلده ومُفْتيه.
452- عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه.
أبو قِلابة الرّقاشيّ2. الحافظ العابد، رحمة الله عليه. عُني به أَبُوهُ، وأسمعه فِي صِغَره، وأشغله فِي العلم لِما رَأَى من ذكائه، فإنّه وُلد سنة تسعين ومائة.
وسمع: يزيد بن هارون، وعبد الله بن بكر السَّهميّ، وأبا دَاوُد الطَّيالسيّ، ورَوْح بن عُبَادة، وبِشْر بْن عُمَر الزّهْرانيّ، وأبا عامر العَقَديّ، ووهْب بْن جرير، وأبا عاصم النبيل، وخلْقًا سواهم.
وعنه: ق. ومحمد بْن إِسْحَاق الصّاغانيّ، وابن صاعد، وإسماعيل الصفار، وأبو بكر النجاد، وأبو سهل بن زياد، وإبراهيم بن علي الهجيمي، وأحمد بن كامل، وخلقا آخرهم أبو بكر الشافعي.
وقع حديثه في السماء علوا لأصحاب ابن طبرزد، وهو مصري سكن بغداد.
قال الدارقطني: صدوق كثير الخطأ لكونه يحدِّث من حفظه.
__________
1 انظر: السير "13/ 89، 90"، والتهذيب "6/ 400".
2 انظر: تاريخ بغداد "10/ 425"، والسير "13/ 117، 179".(20/274)
وقَالَ ابنُ كامل القاضي: حُكي أنّه كان يصلّي في اليوم واللّيلة أربعمائة رَكْعَةٍ.
قَالَ: ويقال إنّه حدَّث من حِفْظه بستّين ألف حديث.
قلت: الَّذِي كان يُصلّي أربعمائة ركعة هو والده فيما حكى أَحْمَد العِجْليّ فلعلّه فعل كأبيه.
وقَالَ أَبُو عُبَيْد الآجُرّيّ: سألتُ أَبَا دَاوُد عَنْهُ، فقال: رَجُل صدوق أمين مأمون، كتبتُ عَنْهُ.
وقَالَ محمد بْن جرير الطَّبريّ: ما زلت أحفظ من أبي قالبة.
قلت: مات فِي شوّال سنة ستٍّ وسبعين.
453- عَبْد الواحد بْن شُعَيْب1.
قاضي جبلة.
عن: أبي اليمان، وسليمان ابنِ بِنْت شُرَحْبيل.
وعنه: ابنُ جَوْصا، وخيثمة، وأبو عَمْرو بْن حليم، وجماعة.
454- عَبْد الواحد بْن فُلَيْح بْن رباح2.
مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ، المكّيّ، وأبو إِسْحَاق مقرئ أَهْل مكّة مع قُنْبُل.
وُلِدَ سنة مائتين.
وقرأ القرآن على: محمد بْن بزيع، وداود بْن أسد بْن عَبّاد، ومحمد بْن سعدون.
قرأ عليه: إِسْحَاق بْن أَحْمَد الخزاعيّ المّكّي، وغيره.
455- عبدة بْن سُلَيْمَان.
أبو سهل الْبَصْرِيّ3، نزيل مصر.
عن: القعنبيّ، يوسف بْن عدي، وأحمد بْن عَبْد الله بْن يونس، وجماعة.
__________
1 الثقات لابن حبان "8/ 426".
2 ينظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي.
3 أخبار القضاة "3/ 13، 18".(20/275)
وعنه: أسامة بْن عليّ الرَّازيّ، وأبو عوانة الإسفرائينيّ، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين.
456- عُبَيْد الله بْن رماحس بْن محمد بْن خَالِد بن حبيب بن جبير. أبو محمد القعنبيّ الجشمي1. حدّث برمادة الرَّمْلَةِ عن: زياد بْن طارق الْجَشَميّ.
وعنه: أبو النَّجم بدْر الجمّاس الأمير، وأبو القاسم الطَّبَرَانِيّ، وأبو جَعْفَر أَحْمَد بن إِسْمَاعِيل بْن عاصم بْن القاسم، وآخرون.
وكان شيخًا معمّرًا جاوز المائة.
قَالَ ابنُ عَبْد البرّ فِي شِعْر زُهَير بْن صُرَد: رواه عُبَيْد الله، عن زياد بْن طارق، عن زياد بْن صُرَد، عن أَبِيهِ، عن حدّه زُهَيْر بْن صُرَد.
قلت: فهذه علّة قويّة قادحة فِي قول من رواه عَنْهُ، عن زياد بْن طارق، عن زُهَيْر بْن صُرَد.
وقد صرّح الطَّبراني فِي روايته، بسماع ابنُ رماحس، من زياد، وبسماع زياد من زُهير بْن صُرَد الصَّحابيّ.
وممّن روى عن ابنُ رماح: أبو سَعِيد بْن الأعرابيّ، وأبو محمد الْحَسَن بْن زَيْد الْجَعْفريّ، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن عِيسَى المقْدِسيّ.
وبقي إِلَى سنة ثمانين ومائتين.
457- عُبّيْد اللَّه بْن سعَيِد بْن كثير بْن عُفَيْر. أبو القاسم المصريّ2.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ أيضًا فِي آخرها.
روى عن: أَبِيهِ، وجماعة.
روى عَنْهُ: الْحُسَيْن بْن إِسْحَاق الإصبهانيّ، وعليّ بن الحسن بن قديد، وآخرون.
__________
1 انظر: تاريخ جرجان "542".
2 الميزان "3/ 9".(20/276)
قال ابن حبّان: يروي عن الثّقات الأشياء المقلوبات. لا يشبه حديثه حديث الثّقات، ولا يجوز الاحتجاج به.
قلت: روى عن ابنُ قُدَيْد، عن أَبِيهِ سَعِيد حكاية إِبْرَاهِيم بْن سعد، أنّه حلف لا يحدِّث بغداد حَتَّى يغّني.
وروى عَنْهُ الْحُسَيْن، عن أَبِيهِ، عن مالك، بإسناد الصّحيحين، حديثًا منكرًا جدًا.
458- عُبَيْد الله بْن واصل بْن عَبْد الشَّكور بن زين1.
الإمام أبو الفضل الزَّينّ، البطل الشجاع الْبُخَارِيّ الحافظ.
رحل وسمع: أَبَا الْوَلِيد الطَّيالسيّ، وعَبْدان بن عُثْمَان المَرْوَزِيُّ، ويحيى بن يحيى التميّميّ، ومسددًا، عبد السلام بْن مطهّر، وَخَلْقًا من طبقتهم.
وعنه: محمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ وهو أكبر منه، وصالح بن محمد وسبعين، وأهل بُخَارى.
وُجِد مقتولًا إِلَى رحمة الله في سنة سبعين، وقِيلَ: فِي سنة اثنتين وسبعين فِي شوّال، فِي وقعة خُوكيجة شهيدًا.
ومولده سنة إحدى مائتين، وكان أَبُوهُ ممّن رحل أيضًا، وأدرك ابنُ عُيَيْنَة، وابن وهْب؛ وأكثر عَنْهُ ولده.
وآخر من روى عن عُبَيْد الله الأستاذ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يعقوب الحارثيّ.
وكان موصوفًا بالشّجاعة، له شأن بين المجاهدين، رحمه الله تعالى.
قَالَ السُّليمانيّ: روى عَنْهُ شيوخنا.
قَالَ: وكان الْبُخَارِيّ يفتتح به. لقي: سَعِيد بْن مَنْصُور، وسهل بْن بكّار، وهلال بْن فَيّاض، وسمّى جماعة.
459- عُبَيْد الله بْن محمد بْن يحيى بْن حَمْزَةَ البَتَلْهيّ الدِّمشقيّ2.
أخو أحمد بن محمد.
__________
1 السير "13/ 238، 239".
2 في عداد العلماء المستورين، لا بأس به.(20/277)
روى عن: أبيه، وأبي الجماهر محمد بْن عُثْمَان، وغيرهما.
وعنه: ابنه أَحْمَد بْن عُبَيْد، وابن جَوْصا، وأبو الميمون بْن راشد.
تُوُفِّيَ سنة ثمانين ومائتين.
460- عُثْمَان بْن سَعِيد بْن خَالِد بْن سَعِيد الحافظ1.
أبو سَعِيد الدّارميّ السِّجستانيّ. محدِّث هَرَاة. وأحد الأعلام. طوَّف الأقاليم، ولقي الكبار، وسمع: أَبَا اليمان الحمصيّ، ويحيى الوُحَاظيّ، وحَيَوة بْن شُرَيْح بحمص.
وسعيد بْن أبي مريم، وعبد الغفار بْن دَاوُد الحرّانيّ، ونُعَيْم بْن حمّاد، وطبقتهم بمصر.
وسليمان بْن حرب، وموسى بْن إِسْمَاعِيل التُّبوذكيّ، وخلْقًا بالعراق.
وهشام بْن عمّار، وحمّاد بْن مالك الحرستانيّ، وطائفة بدمشق.
وأخذ علم الحديث عن: أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وإسحاق بْن رَاهَوَيْه، ويحيى بْن معين.
وعنه: أبو عُمَر أَحْمَد بْن محمد الحِيريّ، ومؤملّ بْن الْحَسَن الماسَرْجسيّ، وأحمد بْن محمد الأزْهريّ، ومحمد ابن عبدوس الطريفيّ، وأبو النَّصر محمد بْن محمد الطُّوسي الفقيه، وحامد الرّفّاء، وأحمد بن محمد العنبري، وطائفة.
قال ابن الفضل يعقوب الهرويّ ابنُ الفُرات: ما رأينا مثل عُثْمَان بْن سَعِيد، ولا رَأَى هُوَ مثل نفسه: أَخَذَ الأدب عن ابنِ الأعرابيّ، والفِقْه عن أبي يعقوب البُويْطيّ، والحديث عن عليّ بْن المَدِينيّ، ويحيى بْن معين، وتقدَّم فِي هَذِهِ العلوم، رحمه الله.
وقَالَ الحافظ أبو حامد الْأَعْمَش: ما رَأَيْت فِي المحدِّثين مثل: محمد بْن يحيى، وعثمان بْن سَعِيد، ويعقوب الفَسَويّ.
وقَالَ أبو عبد الله بْن أبي ذهل: قلت لأبي الفضل بْن إِسْحَاق الهَرَويّ: رَأَيْت أفضل من عثمان الدّارميّ؟.
__________
1 انظر: السير "13/ 319-326".(20/278)
فأطرق ساعةً، ثُمّ قَالَ: نعم، إِبْرَاهِيم الحربيّ! قال أبو الفضل: لقد كنّا فِي مجلس عُثْمَان غير مرّة، ومرَّ به الأمير عَمْرو بْن اللَّيث فسلَّم عليه، فقال: عليكم. ثنا مسدَّد: ولم يزد على هَذَا.
وقَالَ ابنُ عَبْدُوس الطّريفيّ: لمّا أردت الخروج إِلَى عُثْمَان بْن سَعِيد، كتب لي ابنُ خُزَيْمَة إليه، فدخلت هَرَاة فِي ربيع الأوّل سنة ثمانين. فقرأ الكتاب ورحَّب بي، وسألني عن ابنُ خُزَيْمَة، ثُمّ قَالَ: يا فتى مَتَى قدِمْت؟ قلت: غدًا.
قَالَ: يا بني، فارجع اليوم فإنّك لن تقدم بعد.
قلت: كأنه ما كان عرف اللّسان العربيّ جيدًّا، فقال غدًا، وظنّها أمس.
وللدّارميّ كتابًا فِي الرّدّ على الْجَهْميّة، سمعناه، وكتاب في الرّدّ على بشر المريسيّ، وسمعناه. وكان جِذْعًا فِي أَعْيُن المجتهدين المبتدِعين. وصنَّف مُسْنَدًا كبيرًا. وهو الَّذِي قام على محمد بْن كرّام، وطرده من هَرَاة، فيما قَيِل.
قَالَ أبو إِسْحَاق أَحْمَد بْن محمد بْن يُونُس الهَرَويّ، وأبو يعقوب بْن الفُرات إنّه توفّي في ذ الحجّة سنة ثمانين. وَوَهِمَ من قَالَ: سنة اثنتين وثمانين.
قَالَ الحاكم: سمعت أَبَا الطَّيَّب محمد بْن أَحْمَد الورّاق: سمعت أَبَا بَكْر الفسويّ: سمعت عثمان بن سعيد الدّارميّ: قَالَ لي رَجُل ممّن يحسدني: ماذا كنت لولا العلم؟ فقلت: أردتُ شيئًا فصار قريبًا. سمعت نُعَيْم بْن حَمَّاد يقول: سمعت أَبَا مُعَاوِيَة يقول: قَالَ الْأَعْمَش: لولا العلم لكنتُ بقّالًا. وأنا لولا العِلْم لكنتُ بزّازًا من بزّازي سَجِسْتان.
قَالَ عُثْمَان الدّارميّ: من لم يجمع حديث شعبة، وسفيان، مالك، وحمّاد بْن زَيْد، وابن عُيَيْنَة، فهو مُفْلِس فِي الحديث.
يعنيّ أنّه ما بلغ رُتْبة الحُفّاظ فِي العلم. ولا ريب أنّ من حصل على علم هَؤُلَاء الأكابر الأئمّة الخمسة، وأحاط بمُرْوِيّاتهم عاليًا ونازلًا، فقد حصل على ثُلثَي السُّنّة، أو نحو ذلك.
461- عُثْمَان بْن سعيد. أبو بكر الإستراباذيّ الإسكافيّ1.
__________
1 وثقه الذهبي، والإسكافي من يقوم بصناعة الأحذية.(20/279)
فقيه أسْتراباذ، وشيخها.
كان ثقة ورِعًا محدِّثًا.
روى عن: إِسْمَاعِيل بْن أبي أُوَيْس، وطبقته.
وعنه: أبو نُعَيْم عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن عدِيّ.
وتُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.
462- عُثْمَان بْن عَبْد الله بْن أبي جميل.
أبو سَعِيد الْقُرَشِيّ الدمشقي1.
عن: مروان بْن محمد الطَّاهريّ، وحجّاج بن محمد، وهشام بن عمّار.
وعنه: عليّ بْن الْحُسَيْن بْن الأشقر، وأبي الميمون بْن راشد.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ وسبعين ومائتين.
463- عصمة بْن إِبْرَاهِيم.
أبو صالح النَّيسابوريّ البِيليّ2، بالباء، الزّاهد العدْل.
قَالَ الحاكم: كان من الأبدال. وهو عصمة بْن أبي عصمة.
سمع: عَبْدان بْن عُثْمَان، والقَعْنَبيّ، ويحيى بْن يحيى، وجماعة.
وعنه: إبراهيم بن أبي طال، وأحمد بْن محمد الشَّرقيّ، وأحمد بْن عليّ الرَّازيّ، ومحمد بْن القاسم العَتَكيّ.
قَالَ ابنه إِبْرَاهِيم: تُوُفِّيَ سنة ثمانين رحمه الله.
464- عليّ بن إبراهيم بن عبد المجيد.
أبو الحسن الواسطيّ نزيل بغداد3.
سمع: يزيد بْن هارون، ووهب بن جرير، وجماعة.
__________
1 في عداد العلماء المستورين، وهو لا بأس به.
2 تاريخ جرجان "338".
3 انظر: تاريخ بغداد "11/ 335"، والتهذيب "7/ 281".(20/280)
وعنه: ابن صاعد، وأبو عمرو بن السّمّاك، وأبو سهل القطّان، وأبو بَكْر النّجّاد، وآخرون.
وثّقه الدّارَقُطْنِيّ، وغيره.
مات فِي رمضان سنة أربع وسبعين.
وَفِي صحيح "خ": ثنا رَوْح بْن عُبَادة. فقال الحكم: هُوَ الواسطيّ هَذَا.
وقَالَ ابنُ عديّ الْجُرْجانيّ: يشبه أن يكون عليّ بْن الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم بْن أشكاب. والله أعلم.
465- عليّ بْن إِسْمَاعِيل. أبو الحسن البغداديّ علويه1.
عن: عفان: عمرو بن مرزوق.
وعنه: ابن صاعد، وأبو عونة، وأبو الْحُسَيْن بْن المنادي.
تُوُفِّيَ فِي صفر سنة إحدى وسبعين ومائتين.
466- عليّ بْن الْحَسَن بْن عرفة العبْديّ2.
روى عن: أَبِيهِ، ويحيى بْن أيّوب العابد.
وعنه: عبد الله بن محمد العطش.
وثقه الدارقطني.
توفي سنة سبعٍ وسبعين.
467- عليّ بن الحسم الهسنجاني الرازي3.
ثقة صاحب حديث ومِطْواف.
سمع: سعيد بن أبي مريم، وأبا الولد، وأبا الجماهر محمد بن عُثْمَان، وأبا تَوْبة الحلبيّ، وخلْقًا.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "11/ 343".
2 تاريخ بغداد "11/ 374".
3 الجرح والتعديل "6/ 181".(20/281)
وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم ووثَّقه، ومحمد بْن قارن الرَّازيّ، وعبد الرَّحْمَن الجلاب، وغيرهم.
قال أبو الشّيخ: توفّي في سنة خمسٍ وسبعين.
468- عليّ بْن الْحَسَن الهَرْثميّ1.
عن: سعيد بن سلمان الواسطيّ، وإبراهيم بن عبد الله النَّضراباذيّ، وأبي زُرْعة الرَّازيّ.
وعنه: ابنُ ماجة فِي تفسيره، وابن أبي حاتم.
ويجوز أن يكون هُوَ الهسنْجانيّ المذكور.
469- عليّ بْن الْحَسَن بْن عَبْدَويْه2.
أبو الْحَسَن الْبَغْدَادِيّ الخزّاز.
كان صدوقًا.
روى عن: عَبْد الله بْن بَكْر، وأبي النَّضر هاشم بن القاسم، وحَجّاج الأعور.
وعنه: أبو بَكْر النّجّاد، والشّافعيّ، ومُكْرم، وغيرهم.
تُوُفِّيَ سنة سبعٍ وسبعين.
470- عليّ بْن حمّاد بْن السَّكن الْبَغْدَادِيّ البزّاز3.
عن: يزيد بْن هارون، وأبي النَّضر، ومحمد بْن عُمَر الواقديّ.
وعنه: الطَّستيّ، وأبو بَكْر الشّافعيّ.
قَالَ الدّارَقُطْنِيّ: متروك.
471- عليّ بْن دَاوُد بْن يزيد.
أبو الحسن التَّميميّ القنطريّ البغداديّ الأدميّ4.
__________
1 انظر السابق.
2 أخبار القضاة "2/ 199".
3 انظر: تاريخ بغداد "11/ 420".
4 تاريخ بغداد "11/ 424"، التهذيب "7/ 317".(20/282)
محدِّث رحّال.
سمع: محمد بْن عَبْد الله الْأَنْصَارِيّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مريم، وآدم بْن أبي إياس، وطبقتهم.
وعنه: ق. وإبراهيم الحربي من أقرانه، وإسماعيل الصّفّار، والهيثم بْن كليب الشاشي، ومحمد بن أَحْمَد الحكيمي، وجماعة.
وثّقه الخطيب.
وتُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
472- عليّ بْن سهل بْن المغيرة. أبو الْحَسَن النَّسائيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ البزّاز1.
سمع: أَبَا بدْر شجاع بْن الْوَلِيد، وعبد الوهاب بْن عطاء، ويحيى بْن أبي بُكَيْر، ومحمد بْن عُبَيْد، وعُبَيْد الله بْن مُوسَى، وطائفة.
وعنه: ابنُ صاعد، وعليّ بْن عُبَيْد الحافظ، ومحمد بْن أَحْمَد الحكيميّ، وإسماعيل الصّفّار، وجماعة.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: صدوق.
قلت: تُوُفِّيَ هُوَ وعَلُّويه بْن إِسْمَاعِيل المذكور في يومٍ واحد، فِي صفر سنة إحدى وسبعين.
473- عليّ بْن شَيْبَة بْن الصَّلت السُّدوسي2.
مولاهم الْبَصْرِيّ، نزيل مصر. أخو الحافظ يعقوب بْن شَيْبَة.
روى عن: يزيد بْن هارون، والحسن بْن مُوسَى الأشيب.
وعنه: عبد العزيز الغافقي، وغيره.
توفي سنة اثنتين وسبعين.
474- علي بن العباس بن واضح النَّسائي3.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 429"، السير "13/ 159".
2 انظر: تاريخ بغداد "11/ 436".
3 تاريخ بغداد "12/ 22، 23".(20/283)
ثقة فاضل، نزيل بغداد.
وروى عن: عفّان، وأحمد بْن يُونُس اليَرْبُوعيّ.
وعنه: ابنُ مَخْلَد، وإسماعيل الصّفّار.
تُوُفِّيَ سنة أربع.
475- عليّ بْن عَبْد الله الثَّقفيّ الإصبهانيّ المؤدِّب1.
عن: بَكْر بْن بكّار.
وعنه: عَبْد الله بْن الْحَسَن بْن بُنْدار.
476- علي بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن المغيرة المخزوميّ المصريّ عَلّان2.
أبو الْحَسَن. محدِّث نبيل، أغفله أبو سَعِيد بْن يُونُس.
سمع، آدم بْن أبي إياس، وخلّاد بْن يحيى، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وسعيد بن أبي مريم، وطبقتهم.
وعنه: أبو جعفر الطَّحاويّ، وأبو عليّ ين حبيب الحصائريّ، وأبو بَكْر بْن زياد النَّيسابوري، وأحمد بْن مَسْعُود الزَّنبريّ، وأبو عليّ بْن فَضَالَةَ، ومحمد بْن يوسف الهرويّ، وجماعة.
وقد روى أبو عَبْد الرَّحْمَن النَّسائي فِي كتاب اليوم واللّيلة حديثًا عن زكريّا خيّاط السُّنة، عَنْهُ.
قَالَ الطَّحاويّ: تُوُفِّيَ فِي شعبان سنة اثنتين وسبعين.
477- عليّ بْن عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن عُثْمَان بْن نُفَيْل3.
أبو الحسن.
عن: يحيى بن بكر، وطبقته.
مات بمصر فِي رمضان سنة ثمانين ومائتين.
__________
1 ذكر أخبار إصبهان "2/ 5".
2 السير "13/ 141"، والتهذيب "7/ 360".
3 انظر: التهذيب "7/ 364".(20/284)
478- عليّ بْن المنجّم1.
أحد الأدباء والظُّرفاء.
كان رئيسًا إخباريًّا، شاعرًا مُجِيدًا. نادم المتوكّل والخلفاء بعده. ولمّا مات رثاه ابنُ المعتزّ.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.
وقد أَخَذَ عن إِسْحَاق الْمَوْصِلِيّ، وغيره.
وعاش أربعًا وأربعين سنة.
ومن شِعره:
بأبي والله مَنْ طَرَقا ... كابْتِسام الْبَرْقِ إذ خفقا
زادني شَوْقًا برؤْيتِهِ ... وَحَشَا قلبي به حُرَقا
479- عِمران بْن بكّار بْن راشد2.
أبو مُوسَى الكّلاعيّ الحمصيّ البرّاد المؤذّن سمع: محمد بْن حُمَيْد البلْخيّ، وأبا المغيرة الخَوْلانيّ، وأحمد بن خَالِد الوهْبيّ، وعُتْبة بْن السَّكن، وجماعة.
ولم يرحل.
وعنه: ن. ثقة، وأبو بَكْر بْن أبي عاصم، وأبو عوانة، خيثمة بْن سُلَيْمَان، وعبد الله بْن زَبْر، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين.
480- عِمران بْن مُوسَى الطَّرسوسيّ3. أبو مُوسَى.
عن: عفّان، وأبي جَابِر محمد بْن عَبْد الملك، وسُنَيْد بْن دَاوُد.
وعنه: أبو حاتم، سعيد بْن عَمْرو البَرْدَعيّ، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
__________
1 السير "13/ 282".
2 السير "13/ 142، 143"، والتهذيب "8/ 124".
3 انظر: الجرح والتعديل "6/ 306".(20/285)
481- عُمَر بْن حَفْصون1.
رأس الخوارج بجزيرة الأندلس. ظهر من أعمال ريَّة، وكاد أن يغلب على الأندلس، وأتعبَ السّلاطين. وطال أمره، وعظم البلاء به.
وكان جلدًا فاتكًا. وكان يتحصَّن بقلعةٍ منيعة.
وجرت له أمور يطول شرحها، إِلَى أن قُتِلَ سنة خمسٍ وسبعين ومائتين.
ذكره الحُمَيْديّ وقَالَ: ثنا أبو محمد عَبْد الله بْن سبعون القَيروانيّ أنّه من ذُرّيّته.
482- عِمران بْن مُوسَى الْمَوْصِلِيّ القصير2.
عن: يزيد بْن هارون، وكثير بْن هشام.
وعنه: يزيد بْن محمد بْن إياس الأزْديّ وقَالَ: لم يكن من أَهْل الحديث.
تُوُفِّيَ سنة أربعٍ وسبعين.
483- عِمْرَانَ بْن عَبْد الله.
أبو مُوسَى الْبُخَارِيّ النَّوري الحافظ3.
قَالَ ابنُ ماكولا: ونور من أعمال بُخَارِيّ.
روى عن: أَحْمَد بْن حَفْص، ومحمد بْن سلّام البكنديّ، وحيّان بْن مُوسَى، ومحمد بْن حَفْص البْلخيّ، وغيرهم.
روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن عَبْد الواحد بْن رُفَيْد، وعبد الله بْن مَنِيح.
484- عُمَر بْن محمد الشَّطويّ4.
عن: أسد الجمّال.
وعنه: ابن مخلد، والشّافعيّ.
__________
1 جذوة المقتبس "1162".
2 لم نقف عليه.
3 في عداد العلماء المستورين، لا بأس به.
4 تاريخ بغداد "11/ 213".(20/286)
485- عُمَر بْن محمد بْن الحكم النَّسائيّ1.
عن: خليفة بْن خيّاط، وعبد الأعلى بْن حمّاد، وطائفة.
وكان إخباريًا علَّامة. رحل إِلَى الشّام، وغيرها.
روى عَنْهُ: محمد بْن مَخْلَد، ومحمد بْن أَحْمَد الحكيميّ، والخرائطيّ.
486- عَمْرو بْن يحيى بْن الْحَارِث الحمصيّ الزّنْجاويّ2.
عن: المُعَافيّ بْن سُلَيْمَان الرَّسعنيّ، ومحبوب بْن مُوسَى، وأحمد بْن أبي شُعَيْب الحرّانيّ، وجماعة.
وله رحلة.
روى عَنْهُ: ن. وأحمد بْن محمد الرشيديّ، وعيسى بن العباس بن ورد.
وثقه النَّسائي.
وقد حدَّث سنة تسعٍ وسبعين.
487- عِيسَى بْن إِسْحَاق الخطْميّ الْأَنْصَارِيّ3.
أبو الْعَبَّاس، أخو مُوسَى.
عن: خلف البزّار، وأبي الرَّبِيع الزَّهرانيّ، وعبد المنعم بن إدريس.
وعنه: ابنُ قانع، وأحمد بن كامل، وأبو سهل بن زياد، وأبو عمر الزّاهد وقَالَ: كان يُقَالُ إنّه من الأبدال.
قَالَ الخطيب: كان ثقة عابدًا.
مات قبل الثمانين ومائتين، رحمه الله.
488- عَمْرو بْن ثور بْن عَمْرو الحِزَاميّ القَيْسرانيّ4.
عن: محمد بْن يوسف الفريابيّ.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "11/ 213".
2 التهذيب "8/ 117، 118".
3 تاريخ بغداد "11/ 171، 172".
4 من شيوخ الطبراني، ولم نقف عليه.(20/287)
وعنه: خَيْثَمَة بْن سُلَيْمَان، والطَّبَرَانِيّ.
تُوُفِّيَ سنة تسع وسبعين.
489- عَمْرو بْن سَلَمَةَ الجعفي القزويني1.
عن: محمد بْن سَعِيد بْن سابق، وداود بْن إِبْرَاهِيم العُقَيْليّ، وخلف بْن الْوَلِيد.
وعنه: إِسْحَاق الكشّاف، وعليّ بْن محمد مهْرويّه، وعليّ بْن إِبْرَاهِيم القطّان، وجماعة من أَهْل قَزْوين.
وثّقه الخليليّ، وقَالَ: مات سنة اثنتين وسبعين.
وقيل: في أوّل سنة ثلاثٍ.
490- عمير بن مرداس.
أبو سَعِيد الدّويقيّ2.
قَالَ الخليلي: ثقة مشهور.
سمع: عَبْد الله بْن نافع الزُّبَيْريّ، ومطرِّف بْن عَبْد الله، ويحيى بْن بُكَيْر، وطبقتهم.
يروي عَنْهُ: القطّان.
بقي إِلَى قرب الثمانين ومائتين.
491- عِيسَى بْن جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ الورّاق3.
ثقة ورع، بطلٌ شجاع مجاهد.
سمع: أَبَا بدْر شجاع بْن الْوَلِيد، وشَبَابة بْن سَوّار.
وعنه: المَحَامِليّ، وإسماعيل الصّفّار، وأبو الْحُسَيْن بْن المنادي، وجماعة.
توفيّ سنة اثنتين.
__________
1 التدوين "3/ 466" للقزويني.
2 ينظر في "الإرشاد" للخليلي.
3 السير "13/ 144".(20/288)
492- عِيسَى بْن عَبْد الله بْن سَيّار بْن دولويه الْبَغْدَادِيّ.
أبو مُوسَى الطَّيالسي رغاث1.
سمع: عُبَيْد الله بن موسى، وأبا عَبْد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ، وجماعة.
وعنه: أَحْمَد بن خُزَيْمَة، وابن نجِيح، وأبو بَكْر الشّافعيّ.
تُوُفِّيَ سنة سبعٍ وسبعين فِي شوّال.
قَالَ الدّارَقُطْنِيّ: ثقة.
ووصفه بعضهم بالحِفْظ والمعرفة.
493- عِيسَى بْن محمد بْن مَنْصُور2.
أبو مُوسَى الإسكافيّ.
عن: عليّ بْن إِسْحَاق المادرائي، وابن السّمّاك، وجماعة.
وهو مستقيم الحديث.
494- عِيسَى بْن عَبْد الله.
أبو عمر، وأبو حسّان العثمانيّ الْبَغْدَادِيّ3.
روى عن: ابنُ أبي الشَّوارب، وعليّ بن حجر، وأبي حَفْص الفلّاس.
وأتى بالطَّامّات، وادّعى السماع من ابنة بِنْت أَنَس بْن مالك، عن ابنها.
قَالَ جَعْفَر المستغفريّ: وهذا يكفيه فِي الفضيحة.
قلت: روى عَنْهُ: عَبْد المؤمن بْن خلف النَّسفيّ، ومحمد بْن زكريّا النسَّفيّ، وغيرهما.
"حرف الفاء":
495- الفتْحُ بْن شُخْرُف4.
أبو نصر الكشّي الزّاهد، نزيل بغداد، ومن كبار مشايخ الصُّوفية.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 170".
2 انظر: تاريخ بغداد "11/ 169، 170".
3 في عداد المتروكين.
4 تاريخ بغداد "12/ 384-388".(20/289)
روى عن: جَابِر بْن رجاء الحافظ، والجارود بْن مُعَاذ التِّرمذيّ.
وجماعة.
وعنه: محمد بْن أَحْمَد الحكيميّ، وأبو بَكْر النّجّاد، وأبو عَمْرو بْن السّمّاك، ومحمد بْن مَخْلَد العطار، وآخرون.
وكان عابدًا سائحًا كبير الشأن.
رَأَى: أَحْمَد، والقاسم، وابن أبي الحواري الْجَوْعيّ.
وجُلّ روايته حكايات.
قَالَ أبو محمد الجريريّ: قَالَ لي فتح بْن شخرف: من إعجابي بكلّ شيء جيّد أنّ عندي قَلَمٌ كتبتُ به أربعين سنة. وكنت أكتب به باللّيل والنّهار فِي ضوء القمر، فإذا انشعب رأسه قطَطْتُه، وهو عندي، فأخرجه من أُنْبوبة نحاس.
وقَالَ جَعْفَر الخلديّ: رَأَيْت الفتح بْن شخرف، وكان صالحًا زاهدًا. لم يكن يأكل الخُبز ثلاثين سنة. وكان له أخلاق حَسنة.
وكان يُطعم الفقراء الطّعام الطّيّب.
وقَالَ ابنُ البَربَهاريّ: سمعت الفتح يقول: رأيتُ ربّ العِزّة فِي المنام، فقال لي: يا فتح، احذر لا آخذك على غِرّة.
قَالَ: فتُهْت فِي الجبال سبْعَ سنين.
وقِيلَ: إنّ الفتح بْن شخرف قرأ أربعين ألْف صَفْحة. والله أعلم.
ولمّا مات كَانَتْ له جنازة عظيمة، وشيّعه خلائق.
تُوُفِّيَ فِي شوّال سنة ثلاثٍ وسبعين.
496- الفضل بْن حمّاد الأنطاكيّ1.
عن: عيس بْن سُلَيْمَان الحجازي، وغيره.
لا أعرفه.
وكذا:
__________
1 في عداد المجهولين.(20/290)
497- الفضل بْن حَمَّاد الواسطيّ1.
يروي عن: محمد بن وزير.
ذكره ابنُ أبي حاتم، ولم يزد.
498- الفضل بْن الحكم العدْل2.
أبو الْعَبَّاس الخُراسانيّ التاجر.
عن: عبْدان بْن عُثْمَان، ويحيى بْن يحيى، وجماعة.
وعنه: أبو حامد بْن الشَّرقيّ، ومحمد بن القاسم العَتَكيّ.
وكان من كبار أصحاب يحيى بْن يحيى.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ أيضًا.
499- الفضل بْن حَمَّاد الفارسيّ الخبريّ الحافظ3.
صاحب المُسْنَد الكبير.
رحل وسمع: ابنَ أبي مريم، وسعيد بْن عُفَيْر، وطبقتهما.
وعنه: أبو بَكْر بْن سعدان الشّيرازيّ، وأبو بَكْر بْن أبي دَاوُد.
500- الفضل بْن الْعَبَّاس بْن مهران4.
عن: خلف بْن هشام.
وعنه: عليّ بْن الْحَسَن بْن العبد، وأحمد بْن عَبْد الحكيم البصْريّان، وغيرهما.
501- الفضل بْن الْعَبَّاس.
أبو مَعْشَر الهَرَويّ5.
رحل وأخذ عن: قُتَيْبَةَ بْن سعيد، وسويد بن سعيد، وطائفة.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 60".
2 في عداد العلماء المستورين، لا بأس به.
3 لا بأس به، في عداد العلماء المستورين.
4 لم نقف عليه.
5 انظر السابق.(20/291)
وَتُوُفِّيَ سنة ستٍّ وسبعين ومائتين.
502- الفضل بْن الْعَبَّاس.
أبو الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ، ثُمَّ الحلبيّ1.
عن: القَعْنَبيّ، وعفّان، وسَعْدَوَيْه، وعاصم بْن عليّ، ومعاوية بن عمرو، الأزديّ، وخلق.
وعنه: ن. ومحمد بن بركة بْن داعس، ومحمد بْن المنذر شكر، وعليّ بْن الْحَسَن بْن العبد، والطَّبرانيّ، ومحمد ابن جَعْفَر السّقّاء الحلبيّ.
قَالَ النَّسائي: ليس به بأس.
503- الفضل بْن عُمَيْر بْن عَثْم. أبو الحسن التميمي المروزي2.
نزل بخاري، وحدَّث عن: عَبْدان المَرْوَزِيُّ، وسليمان بْن حرب، وأبي الْوَلِيد الطَّيالسيّ، ويحيى بْن يحيى، وجماعة.
وعنه: أَحْمَد بْن سُلَيْمَان فرينام، ومحمد بْن أَحْمَد بْن مَرْدَك.
تُوُفِّيَ بالشاش فِي صفر سنة خمسٍ وسبعين، ورّخه غنجار، وابن ماكولا.
عَثْم: مثلَّثة.
504- الفضل بْن محمد بْن يحيى بْن الْمُبَارَك3.
أبو الْعَبَّاس اليزيديّ الأديب. من بيت العربيّة والأدب.
روى عن: محمد بْن سلّام الْجُمَحيّ، وإسحاق بْن إِبْرَاهِيم الْمَوْصِلِيّ، ومحمد بْن صالح بْن النّطّاح، والمازنيّ.
وبرع فِي فنون عِلم اللّسان.
روى عَنْهُ: محمد بن أَحْمَد الحكيميّ، ومحمد بْن عبد الملك التّاريخيّ، وأبو عليّ الطُّوبياريّ.
توفّي سنة ثمانٍ وسبعين.
__________
1 التهذيب "8/ 279".
2 المشتبه "2/ 487".
3 انظر: تاريخ بغداد "12/ 370".(20/292)
505- الفضل بْن يوسف.
أبو الْعَبَّاس القصبانيّ الكوفيّ1.
يروي عن: أبي غسّان النَّهديّ، وغيره.
وعنه: ابنُ عُقدة، وخَيْثَمَة.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.
506- فهد بْن سُلَيْمَان.
أبو محمد الكوفيّ الدّلّال النّحّاس2. نزيل مصر.
سمع: أَبَا مسهر الغسّانيّ، ويحيى بْن عَبْد الله البابْلُتّيّ، وأبا نُعَيْم، وجماعة كثيرة.
وعنه: أبو جَعْفَر الطَّحاويّ، وعليّ بن سراج المصري، والحسن بْن حبيب الحصائريّ، وابن جَوْصا، وأبو الفوارس الصّابونيّ.
قَالَ ابنُ يُونُس: كان دلّالًا فِي البَزّ. وكان ثقة ثبْتًا.
تُوُفِّيَ فِي صفر سنة خمسٍ أيضًا.
507- فهد بْن مُوسَى بْن أبي رباح القاضي3.
أبو الخير الأزْديّ الفقيه الإسكنْدرانيّ. قاضي الإسكندرية.
روى بدمشق عن: عَبْد الله بْن صالح كاتب اللَّيث، وعبد الله بْن عَبْد الحكم، ويحيى بْن بُكَيْر.
وعنه: محمد بْن جَعْفَر بْن ملّاس، وأبو الميمون بن راشد، وأبو الدَّحداح لأحمد بْن محمد.
تُوُفِّيَ فِي شعبان سنة سبعين، وقيل: سنة خمسٍ وسبعين.
والأوّل أصحّ.
__________
1 الثقات لابن حبان "9/ 8".
2 تاريخ جرجان "265".
3 لا بأس به، وينظر في "حسن المحاضرة".(20/293)
"حرف القاف":
508- القاسم بْن الْحَسَن.
أبو محمد الهمْدانيّ الْبَغْدَادِيّ الصّائغ المتكلِّم1.
ثقة صدوق عالم.
سمع: يزيد بن هارون، وعبد الله المادَرَائيّ، والهيثم بْن كُلَيْب فِي مُسْنَده، وآخرون.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين ومائتين بمصر.
وثّقه الخطيب.
509- القاسم بْن زهير بْن حرب النَّسائيّ2.
عن: عمه أبي خيثمة زُهير بْن حرب، وعفان بْن مُسْلِم، ومحمد بْن سابق، وجماعة.
وعنه: عليّ بْن إِسْحَاق المادَرَائيّ، وحمزة الدِّهقان.
وثّقه الخطيب.
تُوُفِّيَ سنة إحدى وسبعين.
510- القاسم بْن عَبَّاس.
أبو محمد المعشريّ الْبَغْدَادِيّ الفقيه سِبْط أبي معشر السِّنديّ المدنيّ3.
شيخ صدوق، يروي عن. أبي الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ، ومُسَدّد.
وعنه: ابن السماك، وأبو بكر الشافعي.
توفي سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين.
511- القاسم بن عبد الله بن المغيرة البغداديّ الجوهريّ4.
__________
1 انظر: "حسن المحاضرة".
2 تاريخ بغداد "12/ 432".
3 انظر: تاريخ بغداد "2/ 436".
4 تاريخ بغداد "12/ 433".(20/294)
ثقة صاحب حديث.
سمع: عَبْد الصمد بْن النُّعمان، وحسين بْن محمد المَرْوَزِيُّ، وأبا نُعَيْم، وطبقتهم.
وعنه: محمد بْن الْعَبَّاس بْن نجيح، وعبد الله الخُراسانيّ.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.
512- القاسم بْن محمد بن قاسم بْن محمد بْن سيّار1.
مَوْلَى الْوَلِيد بْن عَبْد الملك. أَبُو محمد الأندلسيّ القرطبيّ الفقه. أحد الأعلام.
رحل وأخذ عن الأئمّةِ: الْحَارِث بْن مِسْكين، وإبراهيم بْن المنذر الحِزاميّ، وأبي طاهر السّرْح، وإبراهيم بن محمد الشّافعيّ، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وأبي إِبْرَاهِيم المُزَنيّ، وطائفة.
ولزِم مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ حَتَّى برع فِي الفِقْه، وفاق أَهْل عصره، وصار إمامًا مجتهدًا لا يقلَّد أحدًا. وقد ألفّ كتاب الإيضاح فِي الرَّدّ على المقلِّدين، وكان يميل إِلَى مذهب الشّافعيّ وأهل الأثر.
تفقَّه به خلق بالأندلس، وروى عَنْهُ: الأعناقيّ، وأحمد بْن خَالِد بْن الحُبَاب، ومحمد بْن عُمَر بْن لُبانة، وابنه محمد ن قاسم، ومحمد بْن عَبْد الملك بْن أَعْيَن، وآخرون.
واسم صاحبه الأعناقيّ: سَعِيد بْن عُثْمَان.
قَالَ ابنُ الفَرَضي: لزم ابنُ عَبْد الحكم التّفقَّه والمناظرة، وتحقّق به وبالمزنيّ. وكان يذهب مذهب الحجَّة والنَّظر، وترْك التقليد. ويميل إِلَى مذهب الشّافعيّ. ولم يكن بالأندلس مثل قاسم فِي حُسْن النَّظر والبَصَر بالحُجَّة.
وقَالَ أَحْمَد بْن خَالِد: ما رَأَيْت مثل قاسم فِي الفقه مِمَّنْ دخل الأندلس من أهل الرجال.
__________
1 جذوة المقتبس "764".(20/295)
وقَالَ محمد بْن عَبْد الله بْن قاسم الزّاهد: سمعت بقيَّ بْن مَخْلَد يقول: قاسم بْن محمد أعلم من مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ.
وقَالَ أسلم بْن عَبْد الْعَزِيز: سمعت ابنُ عَبْد الحكم يقول: لم يَقْدَم علينا من الأندلس أحد أعلم من قاسم بْن محمد. ولقد عاتبته حين رجوعه إِلَى الأندلس، قلت: أقِمْ عندنا فإنّك تعتقد هنا رئاسة، ويحتاج النّاس إليك.
فقال: لا بُدّ من الوطن.
قَالَ ابنُ الفَرضيّ: ألَّف قاسم فِي الرّدّ على يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن مزْين. وعبد الله بْن خَالِد، والعتبيّ كتابًا نبيلًا دل على علم. وله كتابٌ شريف فِي خبر الواحد يلي وثائق الأمير محمد، يعني صاحب الأندلس، طول أيّامه. وقَالَ أبو عليّ الغسّانيّ: سمعت ابنُ عَبْد البر يقول: لم يكن أحدٌ ببلدنا أفقه من قاسم بْن محمد، وأحمد بْن خَالِد بْن الْحُبَاب.
توفّي سنة ستٍّ وسبعين، قيل فِي أول سنة سبْع.
513- القاسم بْن منّبه الحربيّ1.
عن: بِشْر الحافي.
وعنه: محمد بن شجاع، وأبو جَعْفَر بْن البَخْتَرِيّ.
514- القاسم بْن نصر الْبَغْدَادِيّ العابد2.
يُقَالُ له دوست.
روى عن: سُرَيْج بْن النُّعمان، وعَمْرو بْن عوف، وغيره.
وعنه: عَبْد الصمد الطَّستيّ، وجعفر الخلّديّ.
تُوُفِّيَ سنة ثمانين.
وقَالَ الخطيب: تُوُفِّيَ سنة إحدى وثمانين ومائتين.
515- القاسم بْن نصر المخرمي3.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "12/ 434".
2 تاريخ بغداد "12/ 436".
3 تاريخ بغداد "12/ 436، 437".(20/296)
روى عن: يحيى بْن هاشم، وإسماعيل بْن عَمْرو البجليّ.
وعنه: أبو علي اللؤلؤي، ومحمد بن هارون، وغيرهما.
قال الخطيب: ثقة.
"حرف الكاف":
516- كثير بن عبد الله1.
روى عن: يحيى بْن هاشم، وإسماعيل بْن عَمْرو البجليّ.
وعنه: أبو علي اللؤلؤي.
وكان مفتيا، وأصله من القبط.
كتب كثيرا من كتب الشافعي، وصحبه.
روى عنه عشرة أجزاء.
"حرف الميم":
517- مالك بن الفروي2.
عن: محمد بن سابق، وعبد الله بن الجراح.
وعنه: محمد بن مخلد، وإسماعيل الصفار، وابن البختري، وأبو الحسن القطان، وجماعة.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: صدوق. كتبت عَنْهُ بقَزْوين.
قلت: مات سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
518- مالك بن يحيى3. أبو غسّان الكوفيّ الحمْدانيّ السُّوسيّ.
عن: عليّ بْن عاصم، ويزيد بن هارون، وجماعة.
وعنه: عليّ بْن محمد الواعظ، ومحمد بْن محمد بْن عِيسَى الخيّاش المصريّ، وآخرون.
تُوُفِّيَ بمصر فِي ربيع الأوّل سنة أربع وسبعين.
__________
1 لم أقف عليه.
2 من علماء قزوين، وهو صدوق كما قال ابن أبي حاتم.
3 الثقات لابن حبان "9/ 166".(20/297)
519- محمد بْن أَحْمَد بْن رزين الْبَغْدَادِيّ1.
عن: يزيد بْن هارون، وعليّ بْن عاصم، وشبابة بْن سوّار، وأبي النَّضر.
وعنه: عَبْد الله بْن سُلَيْمَان الفاميّ، وأبو الْعَبَّاس بْن عُقْدة.
مات سنة ثلاثٍ وسبعين.
520- محمد بْن أَحْمَد بْن رزْقان2.
أبو بَكْر المصِّيصيّ.
روى عن: عليّ بْن عاصم، وحجّاج الأعور، وجماعة.
وعنه: أبو عليّ الحصائريّ، ومحمد بْن أبي حُذَيْفة، وأبو بَكْر بْن أبي دُجَانة، وأبو الميمون بْن راشد.
رِزقان قيّده ابنُ مَنْدَه، وابن ماكولا بالكسْر.
521- محمد بن أَحْمَد بْن واصل3.
أبو الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ الْمُقْرِئ.
عن: خَلَف بْن هشام، وأحمد بن حنبل، ومحمد بْن سَعْدان الهرويّ.
وعنه: أبو مزاحم الخاقانيّ، وأبو الْحُسَيْن بْن شَنَبُوذ المقرئان.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخرة سنة ثلاثٍ أيضًا.
522- محمد بْن أَحْمَد بْن يزيد بْن أبي الْعَوَّام الرِّياحيّ4.
أبو بَكْر، وقِيلَ: أبو جَعْفَر.
سمع: يزيد بْن هارون، وعبد الوهاب بْن عطاء، وقُريش بن أَنَس، وأبي عامر العقديّ.
وعنه: إِسْمَاعِيل الصّفّار، وأبو الْعَبَّاس بْن عُقْدة، وأبو بَكْر الشّافعيّ، وأبو بَكْر بْن الهيثم الأنباريّ، وجماعة.
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 301".
2 الإكمال "4/ 184".
3 معرفة القراء الكبار "1/ 262".
4 السير "13/ 7".(20/298)
وعنه: إِسْمَاعِيل الصّفّار، وغيره.
ثقه صدوق.
مات فِي رمضان سنة ستٍّ وسبعين.
وحديثه يقع لنا عاليًا.
523- محمد بْن أحْمَد بْن أبي المُثَنَّى يحيى بْن عِيسَى بْن هلال1.
أبو جَعْفَر التَّميميّ الْمَوْصِلِيّ، شيخ المَوْصل ومحدِّثها فِي وقته.
رحل وسمع: أَبَا بدْر شجاع بْن الْوَلِيد، وعبد الوهاب بْن عطاء، وجعفر بْن عطاء، ويعلى بن عبيد، وأخاه محمد ابن عُبَيْد، وأبا النَّضر، ومحمد بْن القاسم الأسديّ، وطبقتهم.
وعنه: ابنُ أخته أبو يَعْلَى الْمَوْصِلِيّ، ومحمد بْن الْعَبَّاس بْن الفضل بيّاع الطّعام، ويزيد بْن محمد بْن إياس الحافظ، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن إِسْحَاق الجابريّ، وآخرون.
وسائر جزء الجابريّ، عَنْهُ.
قَالَ ابنُ إياس: كان من أَهْل الفضل والثقة، ومن الآداب من رأينا من المحدِّثين.
قَالَ: وَكَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ مَعِينٍ يُكَرِّمُونَهُ. وَكَانَتِ الرِّحْلَةُ إِلَيْهِ بِالْمَوْصِلِ بَعْدَ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ. سَمِعْتُهُ يَقُولُ: خَرَجَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ يَوْمًا فَقُمْتُ، فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: $"مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا فليتبوَّء مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ"2 فَقُلْتُ: إِنَّمَا قُمْتُ إِلَيْكِ وَلَمْ أَقُمْ لَكَ. فَاسْتَحْسَنَ ذَلِكَ.
تُوُفِّيَ سنة سبعٍ وسبعين فِي شوّال.
524- محمد بْن أَحْمَد بْن الْوَلِيد بْن بُرْد الأنطاكيّ3.
أبو الْوَلِيد.
__________
1 انظر: السير "13/ 139، 140".
2 "حديث صحيح": أخرجه البخاري في الأدب المفرد "977"، وأبو داود "5229"، والترمذي "3775"، وأحمد "4/ 93، 100"، والطبراني "19/ 352، 362" في الكبير.
3 الجرح والتعديل "7/ 183، 184".(20/299)
عن: رَوّاد بْن الجرّاح، ومحمد بْن كثير الصَّنعانيّ، ومحمد بْن عِيسَى بْن الطّبّاع، والهيثم بْن جميل.
وحدَّث ببغداد.
ويروي عَنْهُ: أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن المنادي، وإسماعيل الصّفّار، وأبو بَكْر الشّافعيّ، وجماعة.
وثّقه الدّارَقُطْنِيّ، وغيره.
ومات بأنطاكية عند قدومه من مكّة سنة ثمانٍ وسبعين.
525- محمد بْن أَحْمَد بْن حبيب الْبَغْدَادِيّ الذّارع1.
شيخ صدوق.
سمع: أَبَا عاصم النّبيل، وغيره.
وعنه: عَبْد الصمد الطَّستيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن تميم القَنْطريّ.
تُوُفِّيَ سنة ثمانين ومائتين.
526- محمد بْن أَحْمَد بْن أَنَس القُرَشيّ النَّيسابوريّ2.
عن: حَفْص بْن عَبْد الله، وأبي عاصم النبيل، والمقرئ.
وعنه: محمد بن الأخرم، ومحمد بْن صالح بْن هانئ وقَالَ: ثقة.
تُوُفِّيَ سنة سبعٍ وسبعين.
527- محمد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن أبان.
أبو جَعْفَر النَّيسابوري السّرّاج3.
بغدادي صدوق.
سمع: عليّ بْن الْجَعْد، ويحيى بْن معين.
وعنه: أبو سهل القطّان، والطَّستيّ، وجماعة.
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 291، 292".
2 وُثق، ولم نقف له على ترجمة.
3 تاريخ بغداد "1/ 266، 267".(20/300)
528- محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُسْلِم.
أبو أمية الْبَغْدَادِيّ، ثُمَّ الطَّرسوسيّ الحافظ1.
رحل وطوّف وصنَّف، وسمع: عَبْد الله بْن بَكْر السَّهميّ، وشبابة بن سوّار، وعمر بْن يُونُس اليمانيّ، وعبد الوهاب بْن عطاء، ورَوْح بْن عُبَادة، وجعفر بْن عون، وأبا مُسْهَر وخلْقًا كثيرًا.
وعنه: أبو عَوَانَة، وابن جَوْصا، وعثمان بْن محمد السَّمرقنديّ، وأبو بَكْر بْن زياد النَّيسابوري، وأبو عليّ الحصائريّ، وحفيده محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن أبي أُميّة، وخلْق.
وثّقه أبو دَاوُد، وغيره.
وقَالَ أبو بَكْر الخلّال: إمامٌ فِي الحديث رفيع القدر جدًا.
وقَالَ ابنُ يُونُس: تُوُفِّيَ بطرسوس فِي جُمَادَى الآخرة سنة ثلاثٍ وسبعين.
529- محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن جنّاد2.
أبو بَكْر المِنْقَري الْبَصْرِيّ، ويقال: البغداديّ، البزار، ويقال: أصله من مَرْو الرُّوذ.
سمع: مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم، وأبا الْوَلِيد الطَّيالسيّ، والحوْضيّ، وجماعة.
وعنه: عليّ بن محمد المصريّ، والحكيميّ، ومحمد بْن الْعَبَّاس بْن نجيح.
وكان ثقة.
تُوُفِّيَ سنة سبْعٍ وسبعين بطريق مكّة أو بمصر.
530- محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن أبان.
أبو عبد الله الجيرانيّ الأصبهانيّ المؤدِّب3.
سمع: بكر بْن بكّار، والحسين بْن حَفْص، وغيرهما.
وعنه: أَحْمَد بْن جَعْفَر السِّمسار، وعبد الله بْن محمد العتّاب.
__________
1 السير "13/ 91، 93"، والتهذيب "9/ 15، 16".
2 انظر: تاريخ بغداد "1/ 397، 398".
3 ذكر أخبار أصبهان "2/ 210".(20/301)
وقَالَ أبو نُعَيْم الحافظ: ثقة.
تُوُفِّيَ سنة ثمانٍ وسبعين.
وقَالَ أبو عبد الله بْن مَنْدَه: مشهور، ثقة.
531- محمد بْن إِبْرَاهِيم1.
أبو حمزة المروزي نزيل بغداد.
روى عنه: عَبْدان بن عُثْمَان، وعليّ بْن الْحَسَن ابنِ شقيق عثمان بن السماك وغيرهما.
وثقه الخطيب.
532- محمد بن إبراهيم. أبو بكر الحلواني قاضي بلخ2.
حدَّث ببغداد في أواخر عمره عن: أبي جَعْفَر النُّفَيْليّ، وأحمد بْن عَبْد الملك بْن واقد الحرّانيّ.
وعنه: إسماعيل الصفار، وعثمان بن السماك، وحمزة العقبي.
وثقه الخطيب.
533- محمد بن إبراهيم بن عبدوس القرشي.
مولاهم المغربي الفقيه المالكي، صاحب سَحْنُون.
كان إمامًا كبيرًا، زاهدًا، عابدًا، خاشعًا، مُجاب الدعوة.
سمع من: سَحْنُون شيخه، ومن: مُوسَى بْن مُعَاوِيَة.
وكان مولده سنة اثنتين ومائتين.
واجتمع فِي عصرٍ واحد أربعةُ محمدين لا مثل لهم فِي معرفة مذهب مالك: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، ومحمد بْن الموّاز، مصريّان؛ ومحمد بْن سَحْنُون، ومحمد بن عبدوس، قَيْرَوانيّان.
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 398".
2 تاريخ بغداد "1/ 398، 399".(20/302)
534- محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن عُمَر بْن ميمون الرّمّاح.
أبو بَكْر الخراساني البلْخيّ1.
رحل وسمع: أَبَا نُعَيْم، وعبد الله بْن نافع الصّائغ، وعصام بْن يوسف البلْخيّ، وجماعة.
وعنه: عُمَر بْن سهل الدِّينوريّ، وأحمد بْن شهاب العُكْبُريّ. وناب فِي القضاء لجعفر بْن عَبْد الواحد الهاشميّ بعكبرى. ثُمَّ ولي قضاء إصبهان من قبل المعتزّ بالله.
ذكر ابنُ النّجاد فِي تاريخه أنّه توفّي سنة أربعٍ وعشرين وثلاثمائة، وهو غلط ظاهر.
535- محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن كثير الصُّوريّ2. أبو الْحَسَن.
محدِّث مشهور أغفله ابنُ عساكر، وهو من شرطه.
روى عن: مؤمّل بْن إِسْمَاعِيل، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وجماعة.
روى عنه: عمرو بن عصيم الصوري، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن فيل الأنطاكي، وإبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي، وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب، وآخرون.
فروى الجلاب عنه قَالَ: ثنا داود بْن الجرّاح، ثُمَّ ذكر حديثًا مُنْكَرًا فِي ذكر المهديّ. لكن من أقصر الجلّاب فقال: هَذَا حديث باطل، ومحمد لم يسمع من دَاوُد ولا رآه. وكان مع هَذَا غاليًا فِي التشيَّع
قلت: آخر من روى عَنْهُ بالإجازة الطَّبرانيّ.
536- محمد بْن إدريس بْن المُنْذِر بْن دَاوُد بن مهران.
أبو حاتم الغطفانيّ الحنطليّ الرَّازيّ الحافظ3. أحد الأئمّةِ الأعلام.
وُلِدَ سنة خمسٍ وتسعين ومائة.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 204".
2 الميزان "3/ 449".
3 السير "13/ 247-263"، التهذيب "9/ 31-34".(20/303)
قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: كتبتُ الحديث سنة تسعٍ وثمانين وأنا ابنُ عشر سنوات.
سمع: عَبْد الله بْن مُوسَى، وأبا نُعَيْم، وطبقتهما بالكوفة؛ ومحمد بْن عَبْد الله الْأَنْصَارِيّ، والأصمعيّ وطبقتهما بالبصرة؛ وعفّان، وهوذة بْن خليفة، وطبقتِهِما ببغداد؛ وأبا مسهر، وأبا الجماهر محمد بْن عُثْمَان، وطبقتهما بدمشق؛ وأبا اليمان، ويحيى الوُحَاظيّ، وطبقتهما بحمص؛ وسعيد بْن أبي مريم، وطبقته بمصر؛ وخلْقًا بالنواحي الثّغور.
وتردَّد فِي الرحلة زمانًا.
قَالَ ابنه: سمعتُ أبي يقول: أول سنة خرجت فِي طلب الحديث أقمت سبْع سنين. أحصيت ما مشيت على قدميّ زيادةً على ألف فرسخ، ثُمَّ تركت العدد بعد ذلك. وخرجت من البحرين إِلَى مصر ماشيًا، ثُمَّ إِلَى الرْملة ماشيًا، ثُمَّ إِلَى دمشق، ثُمَّ إِلَى أنطاكية، ثُمَّ إِلَى طَرَسُوس. ثُمَّ رجعت إِلَى حمص، ثُمَّ منها إلى الرَّقَّة، ثم ركبت إلى العراق. وكلّ هَذَا وأنا ابنُ عشرين سنة.
دخلت الكوفة فِي رمضان سنة ثلاث عشرة.
قلت: أدرك عُبَيْد الله قبل موته بشهرين.
قَالَ: وجاءنا نعي أبي عَبْد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ وأنا بالكوفة. ورحلتُ مرّةً ثانية سنة اثنتين وأربعين ومائتين، ورجعت إِلَى الرِّيّ سنة خمسٍ وأربعين.
وحججتُ رابع حجَّةٍ سنة خمسٍ وخمسين.
قَالَ: وفيها حجّ ابني عَبْد الرَّحْمَن، وحزرت ما كتبت عن ابنِ نُفَيْل يكون نحوًا من أربعة عشر ألفًا، وكتب محمد ابن مُصّفَّى عنّي جزءًا انتخبه.
قلت: وحدَّث عَنْهُ من شيوخه: الصّفّار، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وعَبْدة بْن سُلَيْمَان المَرْوَزِيُّ، ومحمد بْن عوف الحمصيّ، والربيع بْن سُلَيْمَان المراديّ.
ومن أقرانه: أبو زُرْعة الرَّازيّ، وأبو زُرْعة الدمشقيّ.
ومن أصحاب السُّنن: د. ن. وقِيلَ خ. وق. رويا عَنْهُ ولم يصحّ؛ وأبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا، وابن صاعد، وأبو عوانة، والقاضي المحامليّ، وأبو الْحَسَن عليّ بْن(20/304)
إِبْرَاهِيم القطّان صاحب ابنِ ماجه، وأبو عمرو محمد بن أحمد بن حكيم المدينيّ، ومحمد بن مخلد العطار، والحسين بن عياش القطان، وحفص بن عمر الأردبيلي، وسليمان بن يزيد القاضي، وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب، وبكر بن محمد المروزي الصَّيرفيّ، وعبد المؤمن بن خلف النَّسفيّ، وأبو حامد أحمد بْن عليّ بْن حَسْنَوية المقرئ، وخلق كثير.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: قَالَ لي مُوسَى بْن إِسْحَاق القاضي: ما رَأَيْت أحفظ من والدك.
وقَالَ أَحْمَد بْن سَلَمَةَ الحافظ: ما رَأَيْت بعد إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، ومحمد بْن يحيى، أحفظ للحديث من أبي حاتم، ولا أعلم بمعانيه.
وقَالَ ابنُ أبي حاتم: سمعت يُونُس بْن عَبْد الأعلى يقول: أبو زُرْعة وأبو حاتم إماما خُراسان. بقاؤهما صلاحٌ للمسلمين.
وقَالَ هبة الله اللّالكائيّ: أبو حاتم إمام حافظ ثَبْت.
وقَالَ النَّسائيّ: ثقة.
وقَالَ ابنُ أبي حاتم: سمعت أبي يقول: كنتُ أذاكر أَبَا زُرْعة، فقال لي: يا أَبَا حاتم قلَّ من يفهم هَذَا من واحدٍ واثنتين، فَمَا أقلّ من يُحسن هَذَا. وربُما أتيتك فِي شيء وأبقى إِلَى أن ألتقي معك، لا أجد من يشفيني.
وَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ الْهَمْدَانِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ يَقُولُ: قَالَ لِي أَبُو زُرْعَةَ: تَرْفَعُ يَدَيْكَ فِي الْقُنُوتِ؟ قُلُتْ: لا، أَفَتَرْفَعُ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قُلْتُ: مَا حجَّتك؟ قَالَ: حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ.
قُلْتُ: رَوَاهُ لَيْثُ بن أبي سليم.
قال: رَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَةَ.
قَالَ: حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ.(20/305)
قُلْتُ: رَوَاهُ عَوْفٌ.
قَالَ: فَمَا حجَّتك فِي تَرْكِهِ.
قُلْتُ: حَدِيثُ أَنَسٍ "أَنّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ لا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنَ الدُّعَاءِ إِلا فِي الاسْتِسْقَاءِ" 1. فَسَكَتَ أَبُو زُرْعَةَ.
قُلْتُ: قَدْ ثَبُتَتْ عِدَّةُ أَحَادِيثَ فِي رَفْعِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ، وَأَنَسٌ حَكَى بِحَسَبِ مَا رَآهُ مِنْهُ.
وقَالَ ابنُ أبي حاتم سمعتُ أبي يقول: قلت على باب أبي الْوَلِيد الطَّيالسيّ: من أغرب عليَّ حديثًا صحيحًا فَلَه عليَّ درهم يتصدَّق به. وكان ثمَّ خلقٌ، أَبُو زُرْعة فَمَنْ دونه؛ وإنّما كان مرادي أن يُلْقى عليَّ ما لم أسمع به.
فيقولون هُوَ عند فلان، فأذهب فأسمعه، فلم يتهيَّأ لأحدٍ أن يُغْرب عليَّ حديثًا.
وسمعت أبي يقول: كان محمد بْن يزيد الأسفاطيّ قد ولع بالتفسير وبحفظه، فقال يومًا: ما تحفظون فِي قوله تعالى: {فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَاد} فسكتوا فقلت: ثنا أبو صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عن ابنِ عَبَّاس قَالَ: ضربوا فِي البلاد.
وسمعت أبي يقول: قدِم محمد بْن يحيى النَّيسابوريّ الرَّيّ. فألقيت عليه ثلاثة عشر حديثًا من حديث الزُّهْرِيّ، فلم يعرف منها إلّا ثلاثة أحاديث.
قلت: إنما ألقى عليه من حديث الزُّهري؛ لأنّ محمد كان إليه المنتهى فِي معرفة حديث الزُّهريّ، وقد جمعه وصنَّفه وتتبّعه حَتَّى كان يُقَالُ له الزّهر.
قَالَ: وسمعت أبي يقول: وبقيت بالبصرة سنة أربع عشرة ثمانية أشهرُ، فجعلت أبيع ثياب حتّى نفذت. فمضيت مع صديقٍ لي أدور على الشّيوخ، فانصرف رفيقي العشَّي، ورجعت فجعلت أشرب الماء من الجوع. ثُمَّ أصبحت، فغدا عليَّ رفيقي، فطفت معه على جوعٍ شديد، وانصرفت جائعًا. فَلَمَّا كان من الغد، غدا عليّ فقلت: أَنَا ضعيف لا يُمكنني. قَالَ: ما بك؟ قلت: لا أكتمك، مضى يومان ما طُعِمت فيهما شيئًا.
__________
1 "حديث صحيح" أخرجه البخاري "2/ 429"، ومسلم "895"، وأحمد "3/ 282"، والنسائي "3/ 158، 249"، وابن ماجه "1180"، وابن أبي شيبة "2/ 486"، "10/ 378".(20/306)
فقال: قد بقي معي دينار، فنصفه لك، ونجعل النصف الآخر فِي الكراء.
فخرجنا من البصرة، وأخذت منه النّصف دينار.
سمعت أبي يقول خرجنا من المدينة من عند دَاوُد الجعفريّ، وصرنا إِلَى الجار، فركبنا البحر، فكانت الريح فِي وجوهنا، فبقينا فِي البحر ثلاثة أشهر وضاقت صدورنا، وفني ما كان معنا. وخرجنا إِلَى البرّ نمشي أيّامًا حَتَّى فني ما تبقَّى معنا من الزّاد والماء. فمشينا يومًا لم نأكل ولم نشرب، واليوم الثاني كمثل، ويوم الثالث. فَلَمَّا كان المساء صلّينا وألقينا بأنفسنا، فَلَمَّا أصبحنا فِي اليوم الثالث، جعلنا نمشي على قدَر طاقتنا، وكنّا ثلاثة، أنا، وشيخ نَيْسابوريّ، وزهير المَرْوَزِيُّ. فسقط الشَّيْخ مغشيًّا عليه، فجئنا نحركّه وهو لا يعقل. فتركناه ومشينا قدر فرسخ، فضعفت وسقطت مغشيًا عليَّ، ومضى صاحبي يمشي، فرأى من بعيدٍ قومًا قرَّبوا سفينتهم على بئر مُوسَى فَلَمَّا عاينهم لوَّح بثوبه إليهم فجاءوا معهم ماء، فسقوه وأخذوا بيده، فقال لهم: الحقوا رفيقين لي، فَمَا شعرت إلّا برجلٍ يَصُبُّ الماء على وجهي، ففتحت عينيّ، فقلت: اسقني فصبَّ من الماء فِي مشربة قليلًا، فشربت ورجعت إليَّ نفسي. ثُمَّ سقاني قليلًا وأخذ بيدي، فقلت: ورائي شيخ مُلقى. فذهب جماعةٌ إليه. وأخذ بيدي وأنا أمشي وأجرَّ رجلي، حَتَّى إذا بلغت عند سفينتهم وأتوا بالشيخ، وأحسنوا إليه، فبقينا أيّامًا حَتَّى رَجَعت إلينا أنفُسُنا. ثُمَّ كتبوا لنا كتابًا إِلَى مدينة يقال لها راية، إلى واليهم. وزوّدنا من الكعك والسَّويق والماء. فلم نزل نمشي حَتَّى نفد ما كان معنا من الماء والقُوت، فجعلنا نمشي جياعًا على شاطئَ البحر، حَتَّى دُفِعنا إِلَى سلحفاةٍ مثل الفرس. فعمدنا إلي حجر كبير، فضربنا على ظهرها فانفلق، فإذا فِيهِ مثل صُفْرة البيض، فحسيناه حَتَّى سكت عنّا الجوع، حَتَّى توصلنا إِلَى مدينة الرّاية وأوصلنا الكتاب إِلَى عاملها.
فأنزلنا فِي داره. وكان يُقَدّمُ إلينا كل يوم القَرْع، ويقول لخادمه: هات لهم اليَقْطِين الْمُبَارَك. فيقدِّمه مع الخُبز أيّامًا. فقال واحد منّا: ألا تدعو باللّحم المشئوم. فسمع صاحب الدّار، فقال: أَنَا أحسن الفارسية فَإِنّ جدّتي كَانَتْ هَرَويّة. وأتانا بعد ذلك باللّحم. ثم زودَّنا إلى مصر1.
__________
1 السير "13/ 260".(20/307)
سمعتُ أبي يقول: لا أُحصي كم مرّةٍ سرت من الكوفة إِلَى بغداد.
تُوُفِّيَ أبو حاتم فِي شعبان سنة سبعٍ وسبعين، وله اثنان وثمانون سنة.
قَالَ: وأنشدني أبو محمد الإيادي فِي أبي مرثيَّةً بقصيدة طويله أوّلها:
أَنَفْسي ما لك لا تجزعينا ... وعيني ما لك لا تدمعينا
ألم تسمعي بكسوف العلو ... م فِي شهر شعبانَ محقًا مبينا
ألم تسمعي خبر المرتضى ... أبي حاتم أعلم العالَمِينا
537- محمد بْن إدريس بْن عُمَر1.
أبو بَكْر الْمَكِّيّ، ورّاق أبي بَكْر الحُمَيْديّ.
يروي عن: أبي عاصم النبيل، وأبي عَبْد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ، وخلّاد بْن يحيى، وجماعة.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم.
وهو أقدم وفاةً من أبي حاتم بقليل.
قال أبي حاتم: صدوق.
538- محمد بن أزهر.
أبو جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ الكاتب2.
سمع: أَبَا نُعَيْم، وأبا الْوَلِيد الطَّيالسيّ، وجماعة.
وعنه: أَحْمَد بْن خُزَيْمَة، وأبو بَكْر الشّافعيّ.
تُوُفِّيَ فِي بغداد فِي جُمَادَى الأولى سنة تسعٍ وسبعين.
539- محمد بن إسرائيل.
أبو بكر الجوهري3.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 204".
2 تاريخ بغداد "2/ 83، 84".
3 تاريخ بغداد "2/ 87".(20/308)
عن: عمرو بن حكّام، ومحمد بن سبق.
وعنه: ابنُ صاعد، وأبو بَكْر الشّافعيّ، وجماعة.
وثّقه الخطيب.
وَتُوُفِّيَ سنة تسعٍ أيضًا.
540- محمد بْن إِسْحَاق.
أبو جَعْفَر الإصبهانيّ المُسُوحيّ، نزيل همدان1.
عن: مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم، وأبي الْوَلِيد الطَّيالسيّ، وجماعة.
وكان من الحُفّاظ.
وعنه: عليّ بْن إِبْرَاهِيم القطّان، وابن أبي حاتم.
541- محمد بْن إِسْحَاق البغويّ2.
روى عن: أبي الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ، وخالد بن خِداش.
وعنه: محمد بْن أحمد بن يعقوب، وقتيبة، والطَّيالسيّ.
ثقة.
542- محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ القرشي3.
أبو جعفر مولى المهدي. بغدادي نزل مكة.
سمع: روح بن عبادة، وأبا أسامة، وأبا داود الحفري، وحجَّاج بن محمد، وطائفة.
وعنه: د. وابن صاعد، وابن أبي حاتم، وعبد الله بْن الْحَسَن بْن بُنْدار، وجماعة.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: صدوق.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 196".
2 البغوي: من مدينة "بغ" وهي بليدة بين هراة ومرو الروذ من بلاد خراسان.
3 تاريخ بغداد "2/ 38، 39"، التهذيب "9/ 58".(20/309)
وقَالَ غيره: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ستٍّ وسبعين، وقد قارب السّبعين، وكان من كبار المحدِّثين.
543- محمد بْن إِسْمَاعِيل.
أبو عبد الله الْبَغْدَادِيّ الدُّولابيّ1.
عن: أبي النَّضر هاشم بن القاسم، منصور بْن سَلَمَةَ، وجماعة.
وعنه: محمد بْن مَخْلَد، وأبو عَمْرو بْن السّمّاك.
تُوُفِّيَ سنة أربعٍ وسبعين.
وثّقه الخطيب.
وله رحلة. لقي لأبي اليمان، ونحوه.
544- محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن بشير.
أبو عبد الله الْبُخَارِيّ المَيْدانيّ2.
عن: أبي نُعَيْم، والقعنبي، وسعيد بْن مَنْصُور، وصدقة بْن الفضل المَرْوَزِيُّ، وجماعة.
وعنه: أبو عصمة أَحْمَد بْن محمد، وغيره.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
545- محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن يوسف.
أبو إِسْمَاعِيل السّالميّ التَّرمذيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ الحافظ3.
رحل وطوَّف وجمع وصنَّف.
سمع: محمد بْن عَبْد الله الْأَنْصَارِيّ، وأبا نُعَيْم، وقبيصة، وسعيد بن أبي مريم، ومسلم بن إبراهيم، وأبا بَكْر الحُمَيْديّ، وسليمان ابنَ بِنْت شُرَحْبيل، والحسن بْن سوّار البَغَويّ، وإسحاق الفرويّ، وخلقًا كثيرًا.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 38".
2 لا بأس به، في عداد العلماء المستورين.
3 السير "13/ 242"، والتهذيب "9/ 62، 63".(20/310)
وعنه: ق. ن، وموسى بْن هارون، والفريابي، وإسماعيل الصّفّار، وخيثمة الأطْرابُلُسيّ، وأبو سهل القطّان، وأبو بكر الشافعي، وأبو بَكْر النّجّاد، وأبو عبد الله بْن محرَّم، وخلْق.
قَالَ النَّسائيّ: ثقة.
وقَالَ الدّارَقُطْنِيّ: ثقة صدوق. تكلَّم فِيهِ أبو حاتم.
وقَالَ الخطيب: فَهِمًا مُتْقِنَا، مشهورًا بمذهب السنة.
وقَالَ ابنُ المنادي: تُوُفِّيَ فِي رمضان سنة ثمانين.
546- محمد بْن أصْبَغ بْن الفَرَج1.
أبو عبد الله المصريّ المالكيّ. أحد الأئمّة.
تفقّه على والديه.
ومات بمصر فِي شعبان سنة خمسٍ وسبعين ومائتين.
547- محمد بْن بسّام بْن بَكْر.
أبو بَكْر الْجُرْجانيّ2.
كان يسكن قرية هَيّانة بالقرب من جُرْجان.
رحل وروى عن: القَعْنَبيّ، ومحمد بْن كثير، وجماعة.
وكان عنده المُوَطّأ عن القَعْنَبيّ.
وروى عَنْهُ: كُمَيْلُ بْن جَعْفَر، وأبو نُعَيْم بْن عديّ، وغيرهما.
وذكر أبو نُعَيْم قَالَ: خرجنا إليه أربعين نفسًا، فأقمنا عنده شهرين، وكانت مؤونتنا ومؤونة دوابّنا عليه.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ وسبعين.
548- محمد بْن بِشْر بْن شريك النَّخعيّ الكوّفي3.
__________
1 ينظر في "ترتيب المدارك".
2 تاريخ جرجان "629".
3 الميزان "3/ 491".(20/311)
ضعيف.
لقبُه حَمْدان.
تُوُفِّيَ سنة سبعٍ وسبعين.
549- محمد بْن بَكْر.
أبو حَفْص الفارسي، ثُمَّ الْمَوْصِلِيّ، الزّاهد1.
عن: أبان بن سُفْيَان، وغسان بْن الرَّبِيع، وأحمد بْن يُونُس، ومسدّد بْن مُسَرْهَد، وطبقتهم.
وعنه: أبو يَعْلَى الْمَوْصِلِيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن صَدَقَة، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة نيَّفٍ وسبعين.
550- محمد بْن جَابِر.
أبو عبد الله المَرْوَزِيُّ الحافظ2.
عن: حِبّان بن مُوسَى، وأحمد بْن حنبل، وهُدْبَة بْن خَالِد، وطبقتهم.
وعنه: أبو عبد الله الْبُخَارِيّ فِي تاريخه، وهو أكبر منه، وأبو الْعَبَّاس محمد بْن أَحْمَد بْن محبوب.
تُوُفِّيَ سنة سبعٍ وسبعين.
551- محمد بْن الْجَهْم.
أبو عبد الله السِّمَّري الكاتب الأديب3، تلميذ يحيى الفرّاء وروايته.
سمع: عبد الوهاب بن عطاء، ويزيد بن هارون، وجعفر بْن عون، وَيَعْلَى بْن عُبَيْد، وطائفة.
وعنه: مُوسَى بْن هارون، وأبو بَكْر بْن مجاهد، وإسماعيل الصّفّار، وأبو سهل القطّان، وأبو العبّاس الأصمّ، وأبو بكر الشّافعيّ، وآخرون.
__________
1 في عداد العلماء المستورين، لا بأس به.
2 انظر السابق.
3 تاريخ بغداد "2/ 161"، والسير "13/ 163".(20/312)
وقَالَ الدّارَقُطْنِيّ: ثقة.
قلت: مات فِي جُمَادَى الآخرة سنة سبعٍ وسبعين، وله تسع وثمانون سنة، وسمع الحروف من: خلف بْن هشام، وسليمان بْن دَاوُد الهاشميّ.
روى عَنْهُ القراءة: ابنُ مجاهد، وجماعة.
وكان من أئمّة العربية، العارفين بها.
552- محمد بْن الْحَسَن بْن سَعِيد.
أبو جَعْفَر الإصبهانيّ1.
قدم بغداد، وحدَّث عن: بَكْر بْن بكّار، وغيره.
وعنه: محمد بْن مَخْلَد، وجماعة.
وكان موثَّقًا.
553- محمد بْن الْحُسَيْن بْن مُوسَى بْن أبي الحُنَيْن2.
أبو جَعْفَر الحنفيّ الكوفيّ المحدِّث صاحب المُسْنَد.
وقع لنا بعض مسنده عاليًا.
سمع: عَبْد الله بْن مُوسَى، وأبا غسّان مالك بْن إِسْمَاعِيل، وأبا نُعَيْم، وعبد الله بْن مُسْلِم القَعْنَبيّ، وكان عنده عَنْهُ الموطّأ.
وعنه: ابنُ مَخْلَد، والقاضي المَحَامِليّ، وعثمان بن السماك، وأبو سهل بن زياد، ومُكْرَم القاضي، ومحمد بْن عليّ بْن دُحَيْم الكوفي، وجماعة.
وثّقه الدَّارقطنيّ، وغيره.
ومات سنة سبعٍ وسبعين ومائتين.
554- محمد بْن حَمَّاد.
أبو عبد الله الطَّهرانيّ الرَّازيّ3 المحدِّث، نزيل عسقلان. رحّال جوَّال.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 183".
2 تاريخ بغداد "2/ 225"، السير "13/ 243".
3 تاريخ بغداد "2/ 271"، والتهذيب "9/ 124".(20/313)
سمع: عَبْد الرّزّاق، وعُبَيْد الله بْن مُوسَى، وأبا عاصم، وعُبَيْد الله بْن عَبْد المجيد الحنفيّ، وخلْقًا من طبقتهم.
وعنه: ق. وإبراهيم بْن أبي ثابت، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم ووثّقه.
وقَالَ: كتبت عَنْهُ بالرّيّ، وبغداد، والإسكندريّة.
وقال الدّارقطنيّ: ثقة.
وقال ابن عديّ: سمعت مَنْصُور الفقيه يقول: لم أرَ من الشيوخ أحدًا، فأحببت أن أكون مثلهم، يعني فِي الفضل، غير ثلاثة أنفُس، أوَّلهم محمد بْن حمّاد الطِّهْرانيّ.
تُوُفِّيَ الطِّهْرانيّ بعسقلان، سنة إحدى وسبعين فِي ربيع الآخر. وقد نيَّف على الثَّمانين.
555- محمد بْن خَالِد بْن يزيد.
أبو بَكْر الشَّيبانيّ القُلُوصُيّ الرَّازيّ1.
سمع: أَحْمَد بْن حنبل، وهشام بن عمّار، وابن أبي الحواري، وجماعة كثيرة.
وأكثر التَّرحال ونزل نَيْسابور.
روى عَنْهُ: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وإسحاق بْن أَحْمَد الفارسيّ، والحسن بْن يعقوب الْبُخَارِيّ، وآخرون.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: كان صدوقًا.
556- محمد بْن خُزَيْمَة بْن راشد.
أبو عَمْرو الْبَصْرِيّ2.
حدَّث بالدّيار المصرية عن: محمد بْن عَبْد الله الْأَنْصَارِيّ، وحجّاج بن مِنْهال، وجماعة.
روى كتب حمّاد بن سلمة.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 244، 245".
2 الثقات لابن حبان "9/ 123".(20/314)
روى عَنْهُ: ابنُ جوصا، والطَّحاويّ.
وأدركه الموت بالإسكندرية فِي جُمَادَى الآخرة سنة ستٍّ وسبعين ومائتين.
أخبرني عيسى بن يحيى الأنصارّ: أنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ يُوسُفَ: أَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمد الْحَافِظُ، أنا محمد بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زُفَرَ الْمِصْرِيُّ الشَّاعِرُ مِنْ حِفْظِهِ: ثنا محمد بْنُ خُزَيْمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ.
حدَّثني أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمَنْزِلَةِ صَاحِبِ الشُّرْطَةِ مِنَ الأَمِيرِ1، يَعْنِي يَنْظُرُ فِي أُمُورِهِ.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ محمد بْنِ غَسَّانَ الأَنْصَارِيِّ.
557- محمد بْن خليفة.
أبو جَعْفَر الدَّيرعاقوليّ2.
عن: أبي نعيم، وعفّان بن مسلم.
عن: أبو سهل القطّان، وغيره.
تُوُفِّيَ سنة ستٍّ أيضًا.
قَالَ الدّارَقُطْنِيّ: ثقة صدوق3.
558- محمد بْن راشد الصُّوريّ. عن: يحيى البابْلُتّيّ.
وعنه: الطَّبرانيّ.
559- محمد بْن الرَّبِيع بْن سُلَيْمَان المُراديّ الْمَصْرِيّ4.
حدَّث عن: يحيى بن بكير، وغيره.
__________
1 "حديث صحيح": أخرج البخاري "8/ 108"، والترمذي "3939".
2 تاريخ بغداد "5/ 251، 252".
3 في عداد المجهولين.
4 ينظر في "حسن المحاضرة"(20/315)
ولم تَطُلْ حياتُه بعد أَبِيهِ.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين.
560- محمد بْن سَعْد بْن محمد بْن الحَسَن بْن عطية العَوْفيّ1.
أبو جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ. من بيت الحديث والعلم.
سمع: أَبَاه، ويزيد بْن هارون، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد، ورَوْح بْن عُبَادة، وعُبَيْد الله بْن بُكَيْر.
وعنه: محمد بن مَخْلَد، وأحمد بْن كامل، وعُبَيْد الله الخراسانيّ، وجماعة.
قَالَ الحاكم: سَأَلت الدّارَقُطْنِيّ عنه، فقال: لا بأس به.
تُوُفِّيَ أبو جَعْفَر فِي ربيع الآخر سنة ستٍّ وسبعين.
561- محمد بْن سُلَيْمَان المِنْقَريّ الْمَصْرِيّ2.
حدَّث بالشّام عن: سُلَيْمَان بن حرب، وأبي عمر الحوضّ، ومسدَّد.
وعنه: محمد بن زبر القاضي، ومحمد بن محمد بن أبي حذيفة، وآخرون.
562- محمد بن سلمة. من شيوخ الحنيفة.
عاش نيفا وثمانين سنة، ومات سنة ثمان وسبعين.
563- محمد بن سنان بن يزيد.
أبو الحسن البصري القزاز، صاحب جزء القرآن3.
سمع: عُمَر بْن يُونُس، ورَوْح بْن عُبَادة، ومحمد بْن بَكْر البُرْسانيّ، وأبا عامر العقديّ، وجماعة.
وعنه: المَحَامِليّ، وابن صاعد، وإسماعيل الصّفّار، وجماعة.
رماه أبو دَاوُد بالكذِب.
وأمّا الدّارَقُطْنِيّ فقال: لا بأس به.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 322، 323".
2 من العلماء المستورين، لا بأس به، وينظر في "حسن المحاضرة".
3 تاريخ بغداد "5/ 343"، والتهذيب "9/ 206".(20/316)
تُوُفِّيَ ببغداد فِي رجب سنة إحدى وسبعين. وكان أخوه يزيد بْن سِنَان من شيوخ مصر.
قال ابن خداش بْن سِنَان ليس بثقة.
وقَالَ أبو عُبَيْد الآجُرّيّ: سمعت أَبَا دَاوُد يُطْلق فِي محمد بْن سِنَان الكذِب.
564- محمد بْن سهل.
أبو الفضل العَتَكيّ الهَرَويّ1.
عن: خلّاد بْن يحيى، وجماعة.
وعنه: محمد بْن الْحَسَن المحمد أباذي النَّيسابوريّ، ومحمد بْن وصيف الفاميّ.
565- محمد بْن شاذان القاضي2.
أبو بَكْر الْبَصْرِيّ، نائب القاضي بكّار وخليفته على قضاء الدّيار المصريّة حين سار إِلَى الشّام.
تُوُفِّيَ سنة أربعٍ وسبعين.
566- محمد بْن شدّاد بْن عِيسَى.
أبو يَعْلَى المسمعيّ المتكلّم المعتزليّ المعروف بزُرْقان3.
كان آخر من حدَّث عن يحيى بْن سَعِيد القطّان.
وروى عن: أبو زُكَيْر يحيى بْن محمد الْمَدَنِيّ، وعَبّاد بْن صُهَيْب، ورَوْح بْن عُبَادة، وجماعة.
وعنه: الْحُسَيْن بْن صَفْوان، ومُكْرَم القاضي، وأبو بَكْر الشّافعيّ.
وحديثه من أعلى ما فِي الغَيْلانيّات.
قَالَ البَرْقانيّ: ضعيف جدًا؛ كان الدّارَقُطْنِيّ يقول: لا يُكتب حديثه.
وقَالَ الشّافعيّ: تُوُفِّيَ سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين.
__________
1 لا بأس به، وهو في عداد العلماء المستورين.
2 أخبار القضاة "1/ 321"، و"حسن المحاضرة".
3 السير "13/ 148"، والميزان "3/ 579".(20/317)
وقال ابن عقدة: سنة سبعٍ.
567- محمد بْن صالح.
أبو بَكْر الأنماطيّ الْبَغْدَادِيّ كَيْلَجَة1. حافظ حُجّة مشهور.
طوَّف وسمع: عفّان بْن مُسْلِم، وسعيد بْن أبي مريم، ومسلم بن إبراهيم، وطبقتهم.
روى عنه: المحاملي، ومحمد بن مخلد، وإسماعيل الصفار.
قال أبو داود: صدوق.
توفي بمكة سنة إحدى وسبعين.
وقد سماه ابن مخلد في بعض المواضع: أحمد.
وقال النَّسائيّ: أحمد بن صالح بغدادي ثقة.
وقال الدارقطني كذلك، وزاد فقال: اسمه محمد بن صالح.
وقال الخطيب: هو محمد بلا شك.
وقال المزني: روى النَّسائي حديثا، عن أَحْمَد بْن صالح، عن يحيى بْن محمد، عن ابنِ عجلان. فإنّه كان كَيْلَجَة، وقد سقط بينه وبين يحيى بْن محمد بْن زُكَيْر رَجُل. وإن كان يحيى هُوَ الحارثيّ، فقد سقط بينه وبين ابنُ عَجْلان رَجُل.
قلت: بل أقول هو شيخ للنَّسائيّ يروي عن أبي زُكَيْر، ولعلّه ابنُ المطيري الحافظ الَّذِي نال منه النَّسائيّ.
568- محمد بْن صالح بْن شُعْبَة2.
أبو عبد الله الواسطيّ، ويعرف بكعب الذّارع.
حدَّث ببغداد عن: عاصم بْن عليّ، وأبي سَلَمَةَ الَّتبوذكيّ، وجماعة.
وعنه: أبو جَعْفَر بْن البَخْتَرِيّ، وأبو بَكْر بْن مالك الإسكافيّ.
وثقة الخطيب.
ومات سنة ستٍّ وسبعين.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "4/ 203"، والتهذيب "9/ 226".
2 تاريخ بغداد "5/ 360".(20/318)
569- محمد بْن صالح التِّرمذيّ1.
عن: عُثْمَان بْن أبي شَيْبَة، وهشام بْن عمّار، وطبقتهما.
وعنه: الهيثم بْن كُلَيْب فِي مُسْنَده، وأبو الْعَبَّاس الحبوب.
570- محمد بْن عَبْد الله بْن مخلد الإصبهانيّ2.
رحل وسمع: محمد بن أبي بَكْر المقدّميّ، وقتيبة بْن سَعِيد، وداود بْن رشيد، وجماعة.
وعنه: أبو الْحَسَن بْن جَوْصا، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مروان الدمشقيان، وجماعة.
ذكر أبو نُعَيْم وكنّاه أَبَا الْحَسَن، وقَالَ: يُعْرف بورّاق الرَّبِيع بْن سُلَيْمَان تُوُفِّيَ بمصر قبل التّسعين.
قلت: تُوُفِّيَ فِي رجب سنة أربع وسبعين.
571- محمد بْن عَبْد الله بْن الْإِمَام أبي مُسْهِر عَبْد الأعلى بْن مُسْهِر الغسّانيّ الدّمشقيّ3.
عن: جده، وأبي الجماهر محمد بن عثمان، وأبي النَّضّر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي، وجماعة.
وعنه: أبو ذَرّ عَبْد الرّبّ بْن محمد بن جوصا، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين عن خمسٍ وتسعين سنة.
572- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى. أبو عبد الله السَّعْديّ الْبُخَارِيّ4.
يروى عن: أبي حفص أحمد الْبُخَارِيّ، وحيّان بْن مُوسَى، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ وسبعين.
__________
1 لا بأس به، وهو في عداد العلماء المستورين.
2 ذكر أخبار أصبهان "2/ 229".
3 لا بأس به.
4 لم نقف عليه.(20/319)
573- محمد بْن عَبْد الحكم بْن يزيد القِطْريّ1.
قيّده الأمير.
مع: سعيد بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وجماعة.
وعنه: عُثْمَان بْن محمد السَّمرقنديّ، وخَيْثَمة الأطْرابُلُسيّ، وابن الأعرابيّ، ومحمد بْن يوسف الهروي.
وقد روى قالون قراءته، وتفرَّد عَنْهُ بلفظة لا تُعرف فِي قراءته. وكان من أَهْل الرملة.
574- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن يُونُس الرَّقّيّ السّرّاج2.
حدَّث ببغداد عن: أَبِيهِ، وعَمْرو بْن خَالِد الحرّانيّ، ومحمد بن إسماعيل بن عياش.
روى عنه: محمد بن مخلد، وغيره.
وحدَّث بدمشق. وروى عنه: ابن جوصا، وخيثمة.
مولده سنة مائتين.
575- محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن صقر بن أمية عَبْد الرَّحْمَن بْن معاوية بْن هشام بْن عبد الملك3.
الأمير أبو عبد الأموي المرواني الأندلسي، صاحب الأندلس.
كان من خيار ملوك بني أمية، ذا فضل ودين وعلمٍ وفصاحة وإقدام وحزْم وعدْل.
بويع بالإمرة عند موت والده سنة ثمانٍ وثلاثين، فامتدّت أيّامه، وبقي فِي الإمرة خمسًا وثلاثين سنة. وأمُّه أمُّ ولد.
وقيل: إنّه كان توغّل فِي بلاد الفِرَنْج، ويبقي فِي الغزوة العام والعامين، فيقتل ويأسر ويسبي.
__________
1 لا بأس به، وهو في عداد العلماء المستورين.
2 تاريخ بغداد "2/ 314".
3 السير "13/ 171".(20/320)
قال بقي بن المخلد المحدِّث: ما رَأَيْت ولا علمت أحدًا من الملوك، ولا سمعت أبلغ لفظًا من الأمير محمد، ولا أفصح ولا أعقل منه.
وقَالَ المظفَّر بْن الْجَوْزي: هُوَ صاحب وقعة سَلِيط فِي ملحمةٍ مشهورة، لم يُعهد قبلها مثلها بالأندلس. يقال إنّه قتل فيها ثلاثمائة ألف كافر. وهذا لم يُسمع بِمِثْلِهِ.
قَالَ: وللشُّعراء فيها أقوال كثيرة.
قلت: وهو الَّذِي نصر بقي بْن مَخْلَد على الّذين تعصَّبوا عليه.
تُوُفِّيَ إِلَى رحمة الله فِي صفر سنة ثلاثٍ وسبعين، وبُويع من بعده ابنه المنذر بْن محمد، فلم يُطَوِّل.
576- محمد بْن عَبْد النّور.
أبو عبد الله الكوفي الخزاز الْمُقْرِئ1.
قرأ القرآن على خَالِد بْن يزيد.
وسمع من: جَعْفَر بْن عون، ويحيى بْن آدم.
وعنه: محمد بْن مَخْلَد، وأحمد بْن جَعْفَر بْن المنادي.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخرة سنة إحدى وسبعين.
577- محمد بْن عَبْد الوهاب بْن حبيب.
الفقيه أبو أَحْمَد العَبْديّ النَّيسابوريّ الفرّاء الأديب2.
سمع: حَفْص بْن عَبْد الله السُّلَميّ، وشبَّابة بْن سَوّار، ومُحَاضر بْن المورّع، وجعفر بْن عون، والواقديّ، ويحيى ابن أبي بُكَيْر، والأصمعيّ.
وأقدم شيخ له موتًا حَفْص بْن عَبْد الرَّحْمَن الفقيه.
وكان مُكثرًا عن الحجازيّين والعراقيّين.
أَخَذَ الأدب عن: الأصمعيّ، وابن الأعرابيّ، وأبي عُبَيْد.
والحديث عن: أَحْمَد بن المدينيّ.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 392".
2 التهذيب "9/ 319، 320".(20/321)
والفقه عن: أَبِيهِ، وعليّ بْن عثَّام.
وكان قيما. قَالَ عَنْهُ الحاكم: يفتى فِي هَذِهِ العلوم ويُرجع إليه فيها.
كتب عَنْهُ: أَبُو النَّضر هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَعَلِيُّ بْنُ عَثّام، وبِشْر بْن الحكم.
وروى عَنْهُ من أقرانه: محمد بْن يحيى، وأحمد بْن سَعِيد الدّارميّ، وغيرهم.
ومن الأئمّة: ن. ومسلم وقَالَ: ثقة؛ وإبراهيم بْن أبي طَالِب، وابن خُزَيْمَة، والسّرّاج، وأبو عبد الله بْن الأخرم، والحسن بِن يعقوب، وآخرون.
وحديثه فِي الثّقفيّات بعُلُوّ.
ذكر أبو أَحْمَد مرّة السلاطين فقال: اللَّهُمَّ أَنْسِهم ذِكري، ومن أراد ذِكري عندهم فاشْدُدْ على قلبه فلا يذكرني.
وقال أبو أحمد: أوّل ما كتبت عن يحيى بْن يحيى سنة تسعٍ وتسعين ومائة.
قلت: في صحيح البخاريّ: ثنا أبو أَحْمَد، أَنَا أبو غسان، فذكر حديثًا. ويقال: إنّ أَبَا أَحْمَد هُوَ الفرّاء؛ وقِيلَ: هُوَ مراد بْن حمَّويه؛ وقِيلَ: محمد بْن يوسف البَيْكَنْدي.
تُوُفِّيَ الفرّاء في أواخر سنة اثنتين وسبعين، وله خمسٌ وتسعون سنة.
قَالَ ابنُ ماكولا وغيره: لقبه حمك.
578- محمد بْن عبدك القزّاز1.
بغدادي ثقة.
عن: عَبْد الله بْن بَكْر، ورَوْح بْن عُبَادة، وحجّاج الأعور، وجماعة.
وعنه: ابنُ البَخْتَرِيّ، وعثمان بْن السّمّاك، وعبد الله بْن سُلَيْمَان الفاميّ.
مات فِي شوّال سنة ستٍّ وسبعين ومائتين.
579- محمد بْن أبي دَاوُد عُبَيْد الله بْن يزيد.
أبو جَعْفَر بن المناديّ البغداديّ2.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 384".
2 الجرح والتعديل "8/ 3".(20/322)
سمع: حَفْص بْن غِياث، وإسحاق الأزرق، وأبا بدْر السَّكونيّ، وأبا أُسامة، ورَوْح بْن عُبَادة، وطبقتهم.
وعنه: خ. لكن قَالَ: ثنا أَحْمَد بْن أبي دَاوُد. والأكثر على أنّه هُوَ.
وَهِمَ الْبُخَارِيّ فِي اسمه. وقد وقع لنا الحديث المذكور موافقةً عليه فِي المجالس السّلْمانيّة.
وروى عَنْهُ: أبو القاسم البَغَويّ، وأبو جَعْفَر بْن البَخْتَرِيّ، وحفيده أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن المنادي، وإسماعيل الصّفّار، وابن أبي حاتم، وأبو الْعَبَّاس الأصمّ، وأبو عَمْرو الدّقّاق، وأبو سهل القطّان، وخلق.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
وقَالَ ابنُ المنادي: كتب عنّي يحيى بْن معين حديثًا، عن أبي النّضّر.
وقال أبو الحسين بْن المنادي: قَالَ لنا جدّي: وُلِدَت فِي نصف جُمَادَى الأولى سنة إحدى وسبعين ومائة.
ومات فِي رمضان سنة اثنتين وسبعين وله مائة سنة، وسنة وأربعة أشهر، واثني عشر يومًا.
580- محمد بْن عُثْمَان النَّشيطيّ1.
كان بحلب فِي حدود الثمانين ومائتين.
سمع: أَبَا عَلِيٍّ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ.
روى عَنْهُ: الطَّبرانيّ. وهو من كبار شيوخه.
581- محمد بْن عليّ بْن سُفْيَان الصَّنعانيّ النّجّار2.
أبو عبد الله.
سمع: عبد الرّزّاق.
روى عَنْهُ: محمد بْن حمدون الْأَعْمَش، وأبو عوانة.
__________
1 لم نقف عليه.
2 لا بأس به.(20/323)
تُوُفِّيَ فِي رمضان سنة أربع وسبعين.
ورّخه ابنُ عُقْدة، وقَالَ: بلغني أنّه مات وله مائة سنة وشهران أو ثلاثة.
582- محمد بْن عليّ.
أبو جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ الحافظ، حمدان الورّاق1.
من فُضَلاء أصحاب الْإِمَام أَحْمَد.
سمع: عُبَيْد الله بْن مُوسَى، وأبا نُعَيْم، وطبقتهما.
وعنه: محمد بْن مَخْلَد، وإسماعيل الصّفّار، وأحمد بْن عُثْمَان بْن ثوبان، وآخرون.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين.
قَالَ الخطيب: وكان ثقة حافظًا من النُّبلاء.
583- محمد بْن عليّ بْن عفّان الكوفي العامري2.
أخو الْحَسَن بْن عليّ.
سمع من: الْحَسَن بْن عطية، وغيره.
وقرأ القرآن على: عُبَيْد الله بْن مُوسَى.
وقرأ عَنْهُ: ابنُ عُقْدة، وعليّ النَّخَعيّ، وعليّ بْن محمد بْن الزُّبير.
وآخرون.
تُوُفِّيَ فِي صفر سنة سبْعٍ وسبعين.
584- محمد بْن عليّ بْن زُهَيْر.
أبو عَبْد الرَّحْمَن الْقُرَشِيّ الجرجاني3، المُلقَّب: حمار عفّان، للُزُومه إيّاه.
أكثر عن: أبي نُعَيْم، وعفّان، وطبقتهما.
روى عَنْهُ: ابنه عَبْد الرَّحْمَن، وغيره.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 61".
2 السير "13/ 27".
3 الثقات لابن حبان "9/ 148".(20/324)
585- حمد بن عمران بن حبب الهمدانيّ1.
عن: القاسم بْن الحكم العربيّ، وعبد الصَّمد بن حسان، وعبيد الله بن موسى، وطائفة.
وعنه: عبد الرحمن بن حمدان الجلاب، وحفص بن عمر الأردبيلي.
توفي في سنة تسعٍ وسبعين.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: صدوق أجاز لي أبو الْحَسَن القطّان
586- محمد بْن عُمَيْرَة العنقيّ التُّدميريّ الأندلسيّ2.
روى عنه: يحيى بن يحيى، وأصبغ بْن الفرج، ويحيى بْن بُكَيْر، وسحنون بْن سَعِيد، وأبي مُصْعَب الزُّهريّ، وطبقتهم.
تُوُفِّيَ سنة ستٍّ وسبعين ومائتين.
587- محمد بْن عوف بْن سُفْيَان الحافظ.
أبو جَعْفَر الطّائيّ الحمصيّ3.
رحل وسمع الكثير من: عُبَيْد الله بْن مُوسَى، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وأبي المغيرة عَبْد القدُّوس، وعبد السلام بْن الحميد السَّكونيّ، وهاشم عَمْرو شقران، وأبي مُسْهر الغسّانيّ، وآدم بن أبي إياس.
وعنه: د. ن. فِي مُسْنَد عليّ، وأبو حاتم، وابن جَوْصا، وعبد الرَّحْمَن بن أبي حاتم، وعبد الغافر بْن سَلَامة، وخيثمة بْن سُلَيْمَان، وطائفة.
وقد سمع منه: الْإِمَام أَحْمَد، مع جلالته، حديثًا رَوَاه له، عن أَبِيهِ.
قَالَ ابنُ عدي: محمد بْن عوف عالمٌ بحديث الشّام، صحيحًا وضعيفًا.
وكان عليه اعتماد ابنُ جَوْصا، ومنه يسأل، وخاصّة حديث أَهْل حمص.
قلت: وقد أثنى عليه غير واحد من الكبار، ووصفوه بالحفظ والتَّبحر.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 41، 42".
2 جذوة المقتبس "116".
3 الجرح والتعديل "8/ 52"، والتهذيب "9/ 383".(20/325)
وقَالَ الْقَاضِي عَبْدُ الصَّمَدِ فِي تَارِيخِهِ: سَمِعْتُ محمد بْنَ عَوْفٍ يَقُولُ: كُنْتُ أَلْعَبُ فِي الْكَنِيسَةِ بِالْكُرَةِ وَأَنَا حَدَثٌ، فَدَخَلَتِ الْكُرَةُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَوَقَعَتْ بِالْقُرْب مِنِ الْمُعَافَى بْنِ عِمْرَانَ، يَعْنِي الْحِمْصِيَّ فَدَخَلْتُ لآَخُذَهَا، فَقَالَ: ابْنُ مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: ابْنُ عَوْفٍ.
قَالَ: أَمَا إِنَّ أَبَاكَ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا، وَكَانَ مِمَّنْ يَكْتُبُ مَعَنَا الْعِلْمَ وَالَّذِي يُشْبِهُكَ أَنْ تَتَّبِعَ مَا كَانَ عَلَيْهِ وَالِدُكَ. فَصِرْتُ إِلَى أُمِّي فَأَخْبَرْتُهَا، فَقَالَتْ: صَدَقَ يَا بُنَيَّ، فَأَلْبَسَتْنِي ثَوْبًا وَإِزَارًا، ثُمَّ جِئْتُ إِلَيْهِ وَمَعِي مِحْبَرَةٌ وَوَرَقٌ، فَقَالَ لِي: اكْتُبْ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: كَتَبَتْ لِي أمُّ الدَّرْدَاءِ فِي لَوْحِي: اطْلُبُوا مِمَّا يُعَلِّمُنِي الْعِلْمُ صِغَارًا تَعْمَلُوا بِهِ كِبَارًا، فَإِنَّ لِكُلِّ حاصدٍ مَا زَرَعَ.
فَكَانَ هَذَا أَوَّلَ مَا سمعته.
توفّي في واسط سنة اثنتين وسبعين.
588- محمد بْن عِيسَى بْن حَيّان.
أبو عبد الله المدائنيّ الْمُقْرِئ1.
عن: سُفْيان بْن عُيَيْنة. وشُعَيْب بْن حرب، ومحمد بْن الفضل بْن عطيّة، وعليّ بْن عاصم، ويزيد بْن هارون.
وعنه: أبو بَكْر بْن أبي دَاوُد، وأبو بَكْر بْن مجاهد، وخيثمة، وإسماعيل الصّفّار، وعثمان بْن السّمّاك، والأدميّ، وآخرون. قَالَ الدّارَقُطْنِيّ: ضعيف.
وقَالَ البَرْقانيّ: لا بأس به.
تُوُفِّيَ سنة أربعٍ وسبعين، عن سنٍّ عالية.
589- محمد بن عيسى التِّرمذيّ بن سورة بْن مُوسَى السُّلميّ2.
الحافظ أبو عِيسَى التّرمِذيّ الضّرير، مصنَّف كتاب الجامع.
وُلِدَ سنة بضْعٍ ومائتين.
__________
1 السير "13/ 21، 23"، والميزان "3/ 678".
2 السير "13/ 270"، والتهذيب "9/ 387".(20/326)
وسمع: قُتَيْبَةَ بْن سَعِيد، وأبا مُصْعَب الزُّهريّ، وإبراهيم بْن عَبْد الله الهرويّ، وإسماعيل بن مُوسَى السُّدّيّ، وصالح بْن عَبْد الله التّرمِذيّ، وعبد لله بْن مُعَاوِيَة، وحُمَيْد بْن مسعدة، وسُوَيْد بْن نصر المروزيّ، وعليّ بْن حُجر السَّعديّ، ومحمد بْن حميد الرَّازيّ، ومحمد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن أبي رزمة، ومحمد بْن عَبْد الملك بْن أبي الشَّوارب، وأبا كُرَيْب محمد بْن العلاء، ومحمد بْن أبي معشر السِّنْديّ، ومحمود بْن غَيْلان، وهنّاد بْن السَّريّ، وخلْقًا كثيرًا.
وأخذ علم الحديث عن أبي عَبْد الله الْبُخَارِيّ.
وعنه: حَمَّاد بْن شاكر، ومكحول بْن الفضل، وعبد بْن محمد، ومحمد بْن محمود بْن عنبر النَّسفيون، والهيثم بْن كُلَيْب الشّاشيّ، وأحمد بْن عليّ بْن حَسْنَوَيْه النَّيسابوريّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن محبوب المَرْوَزِيُّ، ومحمد بْن المنذر شكر، والربيع بْن حِبّان الباهليّ، والفضل بْن عمّار الصّرّام، وآخرون.
ذكره ابنُ حِبّان فِي الثّقات وقَالَ: كان مِمَّنْ جمع وصنَّف وحفظ وذاكر.
قلت: ويقال له البُوغيّ، بضم الموحّدة وبغينٍ مُعْجَمَةٍ.
وبُوغ: قرية على ستّة فراسخ من تِرْمِذ، بفتح التّاء، وقِيلَ بضمها، ويقال بكسرها. وهي على نهر بلْخ.
وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ شَيْخُهُ أبو عبد الله الْبُخَارِيُّ حَدِيثًا؛ فَإِنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لعليّ: "لايحلُّ لأحدٍ يُجْنِبُ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ غَيْرِي وَغَيْرُكَ"1 سَمِعَ مِنِّي محمد بْنُ إِسْمَاعِيلَ هَذَا الْحَدِيثَ.
وقَالَ عَبْد المؤمن بْن خلف النَّسفيّ: قرأ عليه الجامع فِي دارنا بنَسَف وأنا صغير ألْعب.
قلت: وآخر من روى حديثه عاليًا أبو المِنْجاب اللَّيثيّ: وكتابه الجامع يدلّ على تبحُّره فِي هَذَا الشأن، وَفِي الفقه، واختلاف العلماء. ولكنّه يترخَّص فِي الصّحيح والتَّحسين. ونَفَسُه في التَّخريج ضعيف.
__________
1 "حديث ضعيف": أخرجه الترمذي "3727"، والبيهقي "7/ 66" في سننه الكبرى، وفي سنده عطية العوفي من الضعفاء.(20/327)
قَالَ أبو سَعِيد الإدريسيّ: كان أبو عِيسَى يُضْرَبُ به المثل فِي الحِفْظ. سمعت أَبَا بَكْر محمد بْن الْحَارِث المَرْوَزِيُّ الفقيه يقول: سمعت أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن دَاوُد المَرْوَزِيُّ يقول: سمعت أَبَا عِيسَى يقول: كنت في طريق مكّة وكنت قد كتبت جزأين من أحاديث شيخ، فمرّ بنا، فذهبت إليه وأنا أظنّ أنّ الجزأين معي، ومعي في محملي جزءان حسبتهما الجزأين. فلمّا أذن لي أخذت الجزأين، فإذا هما بياض. فتحيّرت، فجعل الشَّيْخ يقرأ عليَّ من حِفْظه.
ثُمَّ نظر إليَّ فرأى البياض فِي يدي، فقال: أما تستحي منّي؟ فقصصت عليه أمره، وقلت: أحفظه كلّه.
فقال: اقرأ. فقرأت جميع ما قرأ عليَّ أولًا، فلم يصدقني.
وقَالَ: استظهرت قبل أن تجيئني.
فقلت: حَدَّثَنِي بغيره.
فقرأ عليَّ أربعين حديثًا من غرائب حديثه، ثُمَّ قَالَ: هاتِ اقرأ.
فقرأت عليه من أوّله إِلَى آخره، فَمَا أخطأت فِي حرف. فقال: ما رَأَيْت مثلك.
وقَالَ أبو أَحْمَد الحاكم: سمعت عُمَر بْن مالك يقول: مات محمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ ولم يُخلف بخُراسان مثل ابنِ عِيسَى فِي العلم والحفظ والزُّهد والورع. بكى حَتَّى عَمي وبقي على ضرره سنين.
وقَالَ محمد بْن طاهر الحافظ فِي المنثور له: سمعت الْإِمَام أَبَا إِسْمَاعِيل عَبْد الله بْن محمد الْأَنْصَارِيّ بهراة، وجرى ذكر التَّرمذيّ، فقال: كتابه أنفع من كتاب الْبُخَارِيّ، ومسلم؛ فإنّه لا يقف على الفائدة منهما إلّا المتبحر العالم.
وكتاب أبي إِسْمَاعِيل يصل إِلَى فائدته كلّ واحد من النّاس.
قَالَ غُنْجار فِي تاريخه: تُوُفِّيَ فِي ثالث عشر رجب سنة تسعٍ وسبعين بترمِذ.
والعجب من أبي محمد بْن حزم حيث يقول فِي أبي عِيسَى: مجهول.
قاله فِي الفرائض من كتاب الأجيال.
قَالَ أبو الفتح اليَعْمُريّ: قَالَ أبو الْحَسَن القطّان فِي بيان الوهم والإبهام عقيب قول ابنِ حزْم: هَذَا كلام من لم يبحث عَنْهُ، وقد شهِدَ له بالإمامة والشُّهرة الدَّارقطنيّ، والحاكم.(20/328)
وقَالَ أبو يَعْلَى الخليليّ: هُوَ حافظ متقن ثقة.
وذكره أيضًا الأمير أبو نصر بْن الفَرَضيّ، والخطابيّ.
قَالَ أبو الفتح: وذُكر عن ابن عيسى قال: صنَّف هَذَا الكتاب، وعرضته على علماء الحجاز، والعراق، وخُراسان، فرضوا به. ومن قَالَ فِي بيته هَذَا الكتاب، فكأنما فِي بيته نبيٌّ يتكلَّم.
قلت: ما فِي جامعه من الثُّلاثيات سوى حديثٍ واحد، وإسناده ضعيف. وكأنّه من الُأصُول السّتّة الّتي عليها العقد والحلّ وَفِي كتابه ما صحّ إسناده، وما صلح، وما ضُعِّف ولم يُترَك، وما وهى وسقط، وهو قليل يوجد فِي المناقب وغيرها.
وقد قَالَ: ما أخرجت فِي كتابي هَذَا إلّا حديثًا قد عمل به بعض الفقهاء.
قلت: يعني فِي الحلال والحرام. أمّا فِي سوى ذلك ففيه نظر وتفصيل. وقد أطلق عليه الحاكم بْن وكيع الجامع، وهذا تجوُّز من الحاكم.
وكذا أطلق عليه أبو بَكْر الخطيب اسم الصّحيح.
وقَالَ السِّلَفيّ: الكُتُب الخمسة اتَّفق على صحّتها علماء المشرق والمغرب. وهذا محمولٌ منه على ما سكتوا عن توهينه.
وقَالَ أبو بَكْر بْن العربيّ: وليس فِي مدد أبي عِيسَى مثله حلاوة مقطع، ونفاسة مَنْزَع، وعذوبة مَشْرع. وفيه أربعة عشر عِلْمًا فرائد. صنَّف وأسند وصحّح وأشهر، وعدّد الطُّرق، وجرّح وعدّل وأسمى وكنّى، ووصل وقطع، ووضح المعمول به والمتروك، وبيّن اختلاف العلماء فِي الإسناد فِي الأوائل. وكلّ علم منها أصلٌ فِي بابه.
590- محمد بْن عِيسَى بْن عَبْد الرَّحْمَن.
الوزير أبو عليّ النَّيسابوريّ1. كان المأمون يحبّه ويكرمه.
وطالت أيّامه، وحدَّث عن: أبي النَّضر هاشم بْن القاسم، وغيره.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ وسبعين أيضًا.
__________
1 انظر: تاريخ الطبري "9/ 400، 401".(20/329)
591- محمد بْن عِيسَى بْن يزيد الطَّرسوسيّ1.
أبو بَكْر التّميميّ الحافظ، نزيل بلْخ.
رحل وطوَّف وحدَّث عن: أبي عَبْد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ، وأبي نُعَيْم، وعفّان بْن اليَمَان، وجماعة.
وعنه: أبو عَوَانة الإسفرائينيّ، وأبو بَكْر بْن خُزَيْمَة، ومحمد بْن الدّغُوليّ، ومكّيّ بْن عَبْدان، وعبد الله بن إبراهيم ابن الصّبّاح الإصبهانيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن محبوب، وآخرون.
وحدَّث بإصبهان وخُراسان.
قَالَ ابنُ عديّ عَنْهُ: هُوَ فِي عداد من يسرق الحديث.
قلت: تُوُفِّيَ سنة سبعٍ وسبعين.
وقَالَ الحاكم: هُوَ من المشهورين بالرحلة والفهم والتَّثبت. أكْثَرَ أهلُ مَرْو عَنْهُ.
فأمّا.
592- محمد بْن عِيسَى بن عبد الكريم الطَّرسوسيّ2، شيخ لابن رِزْقَوَيْه.
593- محمد بْن محمد بْن عروس3.
أبو عليّ الشيرازي الكاتب الشاعر، نزيل سامرّاء. له أشعار رائقة، ومعاني لائقة. مدح المستعين بالله وغيره.
وروى عنه من شعره: أبو محمد القاسم بْن محمد الأنباريّ. ورآه ابنه أبو بَكْر بْن الأنباريّ.
وروى عَنْهُ أيضًا: الصُّوليّ، والحسين بْن القاسم الكوكبيّ، وعيسى بْن عَبْد الْعَزِيز، وغيرهم.
وله يمدح المستعين يوم العيد:
فلو أنّ بُرْد المصطفى إذ لبستَهُ ... بموطنٍ يظنّ البُردّ أنّك صاحبه
__________
1 السير "13/ 164، 165"، والميزان "3/ 679".
2 تاريخ بغداد "2/ 405".
3 من الشعراء المجيدين.(20/330)
وقَالَ لقد حَلَلْته ولبسْته ... نعم، هَذِهِ أعطافُه ومناكبُه
ومن شعره:
لا والمنازلِ فِي نجدٍ وليلتنا ... ببغداد حسدنا بيننا حسد
كم دام فينا الْكَرَى مع لُطْف مَسْلِكه ... نومًا، فَمَا انفكّ لا خدّ ولا عضدُ
594- محمد بن مروان البَيْروتيّ1.
روى عن: أبي مُسْهر الدْمشقيْ، وغيره.
وعنه: محمد بْن يوسف الهرويّ، وخيثمة بْن سُلَيْمَان.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين، وقِيلَ: سنة أربعٍ.
595- محمد بْن ميمون الإسكندرانيّ الفخّاريّ2.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ أيضًا، وقد قارب المائة.
وكان هُوَ وضمام بْن إِسْمَاعِيل فِي منزلٍ واحد.
596- محمد بْن مَنْدَه بْن أبي الهيثم منصور الإصبهانيّ3.
حدَّث بالرّيّ وبغداد، عن: بكر بن بكار، والحسين بن حفص، وإبراهيم بْن مُوسَى الفرّاء.
وعنه: أبو بكر محمد بن الحسن العجلي، وإسماعيل الصفار، وحمزة الدهقان، وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتم: لم يكن عندي بصدوق، ولم يكن سنه في سن من لحق بكر بن بكار.
وقال أبو نعيم الحافظ: ضعف لروايته عن الْحُسَيْن بْن حَفْص، عن شُعْبَة.
قلت: وهذا ليس هُوَ من بيت بني مَنْدَه. وقع حديثه عاليًا لابن قميرة.
__________
1 تاريخ دمشق "19/ 391".
2 لم نقف عليه.
3 تاريخ بغداد "3/ 304".(20/331)
597- محمد بْن المغيرة السُّكرَّيّ1.
لقبه حمدان.
سمع: القاسم بْن الحكم العربيّ، وهشام بْن عَبْد الله الرَّازيّ.
أَخَذَ عَنْهُ: أبو الْحَسَن القطّان، وطائفة.
مات سنة ستٍّ وسبعين.
كذا قَالَ الخليليّ، وقِيلَ غير ذلك. وسيُعاد.
598- محمد بْن نصر.
أبو الأحوص الأثرم2.
سمع: عليّ بْن الجعد، وأبا بلال الأشعريّ، وعدّة آخرون.
وعنه: ابنُ مَخْلَد، وعليّ بْن محمد بْن عُبَيْد الصّفّار.
ثقة.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين.
599- محمد بْن مُوسَى بْن الفضل.
أبو بَكْر القسطاني الرازيَ3.
عن: شَيْبَان بْن فرُّوخ، وطالوت بْن عبّاد، وغيرهما.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، وأبو سهل القطّان، وأبو بَكْر الشّافعيّ. وهو مستقيم الحديث.
600- محمد بْن النَّضر بْن حبيب الهلاليّ الإصبهانيّ4.
روى عن: بَكْر بْن بكّار، والحسين بْن حَفْص.
وعنه: يوسف بن محمد المؤذن، وسعيد بن يعقوب السراج.
__________
1 لا بأس به، وهو في عداد العلماء المستورين.
2 تاريخ بغداد "3/ 313، 314".
3 لا بأس به.
4 ذكر أخبار أصبهان "2/ 209"(20/332)
توفي سنة خمسٍ أو سبعٍ وسبعين، على قولين.
601- محمد بن هارون بن عيسى.
أبو بكر الأزدي البصري الرزاز1.
عن: مسلم بن إبراهيم، وأبي الوليد، وجماعة.
وعنه: أبو العباس بن عقدة، وأبو بكر الشافعي.
قال الدارقطني: ليس بالقوي.
قلت: حدّث فِي سنة ستٍّ وسبعين ومائتين.
602- محمد بْن الهيثم بْن حمّاد.
أبو الأحوص قاضي عُكْبرا2.
عن: عَبْد الله بْن رجاء، وسعيد بْن عُفَيْر، وأبي نُعَيْم، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وطبقتهم.
وله رحلة واسعة إِلَى البصرة، والكوفة، والشّام، ومصر، والجزيرة، والحجاز.
لقي بالشام: محمد بْن عائذ، وطبقته.
وبالجزيرة: أَبَا جَعْفَر النُّفيليّ.
روى عَنْهُ: ق. حديثًا واحدًا، وقع لنا موافقة.
وعنه أيضًا: مُوسَى بْن هارون، وابن صاعد، وعثمان بْن السّمّاك، وأبو بَكْر بْن مالك الإسكافيّ، وأبو بَكْر النّجّاد، وأبو بَكْر محمد بْن عَبْد الله الشّافعيّ، وأبو عوانة فِي صحيحه، وطائفة.
قَالَ الدّارقطنيّ: كان من الحُفّاظ الثّقات.
قلت: مات فِي جُمَادَى الأولى سنة تسعٍ وسبعين بعُكْبَرا.
603- محمد بْن الورد بن زنجويه.
أبو جعفر البغداديّ3، نزيل مصر.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 354".
2 السير "13/ 156، 157"، التهذيب "9/ 498".
3 لا بأس به، وهو في عداد العلماء المستورين.(20/333)
حدَّث عن: عفّان بْن مُسْلِم، وغيره.
وعنه: أبو جَعْفَر الطَّحاويّ.
تُوُفِّيَ فِي المحرّم سنة اثنتين وسبعين، ولم يدركه حفيده عَبْد الله بْن جَعْفَر راوي السيرة.
604- محمد بْن يزيد.
مَوْلَى ربيعة، الحافظ أبو عبد الله بْن ماجة القزْوينيّ1، مُصَنِّف السُّنن والتّفسير والتّاريخ.
كان محدث قزوين غير مدافع. وُلِدَ سنة تسعٍ ومائتين.
وسمع: عليَّ بْن محمد الطَّنافسيّ، وعبد الله بْن مُعَاوِيَة، وهشام بْن عمّار، ومحمد بْن رُمْح، وسُويد بْن سَعِيد، وعبد الله بْن الجرّاح القهسْتانيّ، ومُصْعَب بْن عَبْد الله الزُّبيريّ، وإبراهيم بْن محمد الشّافعيّ، ويزيد بْن عَبْد الله اليماميّ، وجُبَارَة بْن المُغَلّس، وداود بْن رُشَيْد، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وأبا بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَير، وخلقًا كثيرًا.
وعنه: محمد بْن عِيسَى الَأبْهريّ، وأبو عَمْرو أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حكيم المَدِينيّ، وعليّ بْن إِبْرَاهِيم القطّان، وسليمان بْن يزيد الفامي، وأبو الطَّيّب أَحْمَد بْن روح الْبَغْدَادِيّ.
قَالَ الخليليّ: كان أَبُوهُ يزيد يُعرف بماجة، ولاؤه لربيعة.
وعن أبي عَبْد الله بْن ماجة قَالَ: عرضتُ هَذِهِ السُّنن على أبي زُرْعة فنظر فِيهِ وقَالَ: أظنّ إنْ وقع هَذَا فِي أيدي النّاس تعطّلت هَذِهِ الجوامع أو أكثرها.
ثُمَّ قَالَ: لعلّ لا يكون فِيهِ تمام ثلاثين حديثًا مما فِي إسناده ضعفٌ، أو نحو ذا.
قلت: كان ابنُ ماجة حافظًا صدوقًا ثقة فِي نفْسه، وإنّما نقص كتابه بروايته أحاديث مُنْكَرَةً فِيهِ.
وكانت وفاته لثمانٍ بقين من رمضان سنة ثلاثٍ وسبعين، وله أربعٌ وستّون سنة.
__________
1 السير "13/ 277، 281"، والتهذيب "9/ 530". Results
ذكر رجال هذه الطبقة مرتبين على حروف المعجم
حدَّث عن: عفّان بْن مُسْلِم، وغيره.
وعنه: أبو جَعْفَر الطَّحاويّ.
تُوُفِّيَ فِي المحرّم سنة اثنتين وسبعين، ولم يدركه حفيده عَبْد الله بْن جَعْفَر راوي السيرة.
604- محمد بْن يزيد.
مَوْلَى ربيعة، الحافظ أبو عبد الله بْن ماجة القزْوينيّ1، مُصَنِّف السُّنن والتّفسير والتّاريخ.
كان محدث قزوين غير مدافع. وُلِدَ سنة تسعٍ ومائتين.
وسمع: عليَّ بْن محمد الطَّنافسيّ، وعبد الله بْن مُعَاوِيَة، وهشام بْن عمّار، ومحمد بْن رُمْح، وسُويد بْن سَعِيد، وعبد الله بْن الجرّاح القهسْتانيّ، ومُصْعَب بْن عَبْد الله الزُّبيريّ، وإبراهيم بْن محمد الشّافعيّ، ويزيد بْن عَبْد الله اليماميّ، وجُبَارَة بْن المُغَلّس، وداود بْن رُشَيْد، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وأبا بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَير، وخلقًا كثيرًا.
وعنه: محمد بْن عِيسَى الَأبْهريّ، وأبو عَمْرو أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حكيم المَدِينيّ، وعليّ بْن إِبْرَاهِيم القطّان، وسليمان بْن يزيد الفامي، وأبو الطَّيّب أَحْمَد بْن روح الْبَغْدَادِيّ.
قَالَ الخليليّ: كان أَبُوهُ يزيد يُعرف بماجة، ولاؤه لربيعة.
وعن أبي عَبْد الله بْن ماجة قَالَ: عرضتُ هَذِهِ السُّنن على أبي زُرْعة فنظر فِيهِ وقَالَ: أظنّ إنْ وقع هَذَا فِي أيدي النّاس تعطّلت هَذِهِ الجوامع أو أكثرها.
ثُمَّ قَالَ: لعلّ لا يكون فِيهِ تمام ثلاثين حديثًا مما فِي إسناده ضعفٌ، أو نحو ذا.
قلت: كان ابنُ ماجة حافظًا صدوقًا ثقة في نفسه، وإنّما نقص كتابه بروايته أحاديث منكرةً فيه.
وكانت وفاته لثمانٍ بقين من رمضان سنة ثلاثٍ وسبعين، وله أربعٌ وستّون سنة.
__________
1 السير "13/ 277، 281"، والتهذيب "9/ 530".(20/334)
وقَالَ أبو يعليّ الخليليّ فِيهِ: ثقة كبير متَّفق عليه، محتجٌّ به. له معرفة بالحديث وحِفْظ. ارتحل إِلَى العراقَيْن، ومكّة، والشام، ومصر، والرِّيّ لكتْب الحديث.
وقَالَ ابنُ طاهر المقدسيّ: رَأَيْت له بقْزوين تاريخًا على الرجال والأمصار إِلَى عصره. وَفِي آخره بخط صاحبه جَعْفَر بن إدريس: مات أبو عبد الله يوم الاثنين، ودُفِن يوم الثلاثاء لثمانٍ بقين من رمضان. وصلّى عليه أخوه أبو بَكْر وتولّى دفنه أخوه أبو بَكْر وأبو عبد الله، وابنه عَبْد الله.
وقَالَ غيره: مات سنة خمسٍ وسبعين، والأوّل أصحّ.
وقد حدَّث أبو محمد بن الْحَسَن بْن يزيد بْن ماجة القَزْوينيّ ببغداد فِي حدود الثّمانين لمّا حجّ عن إِسْمَاعِيل بْن توبة محدِّث قَزْوين.
سمع منه: أبو طَالِب محمد بْن نصر الحافظ. فالظاهر أنّ هَذَا من إخوة أبي عَبْد الله صاحب السُّنن، والله أعلم.
605- محمد بْن يزيد بْن عَبْد الوارث الدّمشقيّ1.
عن: يحيى بْن صالح الوُحاظيّ.
وعنه: أبو القاسم الطَّبرانيّ.
مجهول الحال، لم يذكره ابنُ عساكر.
606- محمد بْن يزيد.
أبو جَعْفَر الحربيّ2.
هُوَ أقدم شيخ للواعظ عليّ بن محمد الحمصيّ.
روى له عن أبي بلال الأشعريّ مرداس بْن محمد.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
607- محمد بْن يعقوب بْن الفرج.
الشَّيْخ أبو جَعْفَر الفَرَجيّ الصوفيّ الزّاهد الواعظ3.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 انظر السابق.
3 الحلية "10/ 287، 291".(20/335)
كان إمامًا فقيهًا يفتي بالأثر. وله فضل وعبادة.
صحب ذا النّون المصريّ، أبا تراب النَّخشبيّ.
وسمع من: عليّ بن المدينيّ، وأبي داود، وجماعة.
وكان على غاية التّجريد. يأوي المساجد والصّحراء.
توفّي بالرملة بعد سنة سبعين.
قال أبو نعيم: له مصنّفات في معاني الصُّوفيّة.
وروى عنه أنّه قَالَ: مكثت عشرين سنة لا أسأل عن مسأله إلّا ومنازلتي فيها قبل قولي.
وقَالَ: لو صحّ الودّ لسقطت شروط الأدب.
وقد رَأَيْت له حكاية، وهي أنّه سافر على التّجريد، فوقع في تيه بني إسرائيل، وصحب لهما حالٌ من أحوال الرُّهبان المتولّدة من الجوع والوَحْدة.
قَالَ: فكان يبيع لهما الماء ويُحضر لهما الطعام إذا جاعا.
فقالا له بعد ليلتين: يا مُسْلِم هَذِهِ نَوْبتُك.
قَالَ: فدخل بعضي فِي بعض، فقلت: اللَّهمّ إنّي أعلم أنّ ذنوبي لم تَدَع لي عندك جاهًا. ولكنْ أسألك أن لا تفضحني عندهما، ولا تُشمّتهما بنبيّنا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وبأمَّته.
قَالَ: فإذا بعينٍ خرّارة وطعام كثير. وذكر قصة إسلامهما على يده.
وقَالَ أبو نُعَيْم: روى عَنْهُ أبو سَعِيد بْن الأعرابيّ، وأبو عَمْرو بْن حكيم، وأبو مَسْعُود محمد بن إِبْرَاهِيم بْن المنذر، فإنْ كان هُوَ هُوَ فقد تأخر إِلَى حدود الثمانين ومائتين.
608- محمد بْن يوسف بْن مطروح
الفقيه أبو عبد الله البكرّي بْن وائل، الأندلسيّ القُرْطُبيّ1.
عن: الغاز بْن قَيْس، وعيسى بْن دينار، وأصْبغ بْن الفَرَج، ومطرِّف بن عبد الله، وسحنون القيروانيّ.
__________
1 جذوة المقتبس "158".(20/336)
وقد حجّ فِي العام الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ أبو عَبْد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ.
وقد تكلَّم بعض الأئمّة فِي سماعه منه.
وكانت الفتوى دائرة بالأندلس على ابنِ مطروح، وأبي وهْب عَبْد الأعلى، وأَصْبَغ بْن خليل.
وولي هُوَ إمامه الجامع بقُرْطُبَة. وكان أعرج.
ذكره ابنُ الفَرَضيّ فقال: دخل مكّة بعد موت الْمُقْرِئ، ثُمَّ قدم الأندلس، فادّعى السّماع منه. وصوّبه جماعة.
تُوُفِّيَ يوم عاشوراء سنة إحدى وسبعين.
609- محمد بْن يوسف بْن عِيسَى بْن برغل1.
أبو بَكْر حدَّث عن: يزيد بْن هارون، وعُبَيْد الله بْن مُوسَى، ومحمد بْن سَعِيد القرقساني، وجماعة.
وعنه: المحامليّ، ومحمد بْن مَخْلَد، وأحمد بْن عُثْمَان الَأدَميّ، ومحمد بْن الْعَبَّاس بْن نَجِيح، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة ستٍّ، وقِيلَ: سنة خمسٍ وسبعين.
وثّقه الخطيب.
وقَالَ الدّارَقُطْنِيّ: صدوق.
610- مجشّر بْن عصام.
أبو عَمْرو النَّيْسابوريّ المعدّل2.
عن: حفص بن عبد الرحمن، وحفص بن عَبْد الله، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم.
وعنه: عَمْرو بْن عَبْد الله الزّاهد، وأبو الطَّيّب محمد بْن عَبْد الله، وجماعة من أَهْل بلده.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 394، 395".
2 لا بأس به، وهو في عداد العلماء المستورين.(20/337)
وحدَّث فِي سنة ثلاثٍ.
611- مسرور.
أبو هاشم مَوْلَى المعتصم، أمير جليل كبير1.
روى عن: نصر بْن مَنْصُور.
روى عَنْهُ: عَبْد الصمد الطَّستيّ.
وكان نظير مُوسَى بْن بُغَا فِي المرتبة والحال.
بلغ ثمانين سنة.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ وسبعين ومائتين.
612- مُسْلِم بْن عِيسَى الصّفّار2.
عن: عَبْد الله بْن دَاوُد الخُريبيّ، وعفّان.
وعنه: أَحْمَد بْن عُثْمَان الَأدّميّ، وعبد الصَّمد الطَّستيّ.
تُوُفِّيَ سنة سبعٍ وسبعين.
تركه الدّارَقُطْنِيّ وغيره.
وروى عَنْهُ: محمد بْن حسن بْن الفرج، شيخ لابن مَرْدَوَيْه.
613- مُضَر بْن محمد بْن خَالِد بْن الْوَلِيد.
القاضي أبو محمد الَأسَديّ الْبَغْدَادِيّ الْمُقْرِئ3.
عن: عَبْد الرَّحْمَن بْن سلّام الْجُمَحيّ، وطالوت بْن عبّاد، وهُدْبَة بْن خال، وأحمد بن حنبل، وإبراهيم بْن المنذر الحِزَاميّ، وخلْق. وكان راوية لكُتُب القراءات.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر بْن محمد بْن الباغَنْديّ، وأبو بَكْر بْن مجاهد، وأبو عَوَانة، وعثمان بْن السّمّاك، وأبو بَكْر الِشّافعيّ، وأبو الميمون بْن راشد.
__________
1 انظر: تاريخ الطبري "8/ 344"، "9/ 220".
2 انظر: تاريخ بغداد "13/ 104".
3 تاريخ بغداد "13/ 268، 269".(20/338)
وحدَّث بدمشق وبغداد، وولي قضاء واسط.
قَالَ الدّارَقُطْنِيّ: ثقة.
وقَالَ أَحْمَد بْن المنادي، وأبو بَكْر الشّافعيّ: تُوُفِّيَ سنة سبعٍ وسبعين.
زاد أحمد: في رجب.
قلت: وَهِمَ من قَالَ إنّه تُوُفِّيَ سنة سبعٍ وتسعين.
614- مطروح بْن محمد بْن شاكر1.
أبو نصر القُضاعيّ الْمَصْرِيّ.
وُلِدَ سنة تسعين ومائة. وسمع الحديث وكان موثَّقًا.
روى عَنْهُ: إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله الرشيديّ، وعليّ بْن عَبْد الله بْن أبي مضر.
تُوُفِّيَ بالإسكندرية فِي جُمَادَى الأولى سنة إحدى وسبعين ومائتين.
615- معاذ ين عفّان.
أبو عُثْمَان الخراشيّ الحافظ2، نزيل هراة.
سمع: أَبَا كُرَيْب، وأحمد بْن صالح الْمَصْرِيّ، وهشام بْن خَالِد الدّمشقيّ، وطبقتهم.
وعنه: أبو إِسْحَاق البزّاز المَرْوَزِيُّ.
تُوُفِّيَ سنة سبعٍ أيضًا.
616- المُنْسَجر بْن الصَّلت.
أبو الضّحّاك القَزْوينيّ3.
سمع: أَبَاهُ، والقاسم بْن الحكم العربيّ، ومحمد بْن بُكَيْر الحضرميّ، وجماعة.
وعنه: أبو نُعَيْم عَبْد الملك بْن محمد الْجُرْجانيّ، وعليّ بْن إِبْرَاهِيم القطّان،
__________
1 ينظر "حسن المحاضرة" للسيوطي.
2 لا بأس به.
3 التدوين في أخبار قزوين "4/ 84، 85".(20/339)
وسليمان بْن يزيد الفاميّ، وأحمد بْن محمد بْن ميمون، وهو آخر من مات من أصحابه، فإنّه بقي إلى حدود الخمسين وثلاثمائة.
تُوُفِّيَ المُنْسَجر فِي سنة ستٍّ وسبعين. وكان صدوقًا.
ورّخه الخليليّ سنة سبعٍ وسبعين.
617- مقاتل بْن عمّار بْن محمد بْن صالح الْبَغْدَادِيّ المطرّز1.
عن: أَحْمَد بْن يُونُس، وسعيد بْن مَنْصُور، وجماعة، وعبد الله الزُّبيريّ.
وعنه: ابنُ صاعد، ومحمد بْن مَخْلَد، والحكيميّ، وآخرون.
قَالَ ابنُ المنادي: كان من المبرّزين فِي الصّلاح. وكان يحضر معنا مجلس عَبَّاس الدُّوريّ.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين ومائتين.
618- مُعَمَّر بْن محمد بْن مُعَمَّر العَوْفيّ البلْخيّ.
أبو شهاب2.
روى عن: عمّه شهاب، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وعصام بْن يوسف.
وقَالَ السُّليمانيّ: أنكروا عليه حديثًا عن مكّيّ.
619- المغيرة بْن محمد بْن المهلَّب أبو حاتم المهلَّبيّ الأزْديّ الْبَصْرِيّ الأديب3.
حدَّث عن: محمد بْن عبد الله الأنصاريّ، وعبد اله بْن رجاء، وجماعة.
وعنه: محمد بن المَرْزُبان، ومحمد بْن يحيى الصُّوليّ.
وكان صدوقًا بارع الأدب، وحسن المنَّظم. مدح المتوكّل وغيره.
وَتُوُفِّيَ سنة ثمانٍ وسبعين.
رأيت له نسخة كبيرة عن الأنصاريّ.
__________
1 تاريخ بغداد "13/ 169، 170".
2 الميزان "4/ 157".
3 تاريخ بغداد "13/ 195، 196".(20/340)
620- المنذر بْن محمد بْن الصّبّاح.
أبو عبد اله الإصبهانيّ الزّاهد1.
عن: محمد بْن المغيرة، وإبراهيم بْن مُوسَى الفرّاء، ومحمد بْن حُمَيْد الرَّازيّ، وجماعة.
وعنه: عبد الله بن محمد بن عِيسَى، وأحمد بْن شاهي الإصبهانيّان.
تُوُفِّيَ سنة أربع وسبعين.
621- المُنْذر بْن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الحكم بن هشام2.
الأمير أبو الحكم الُأمويّ المروانيّ صاحب الأندلس.
ولي الأمر بعد أَبِيهِ سنتين. وكان شجاعًا مقدامًا ماضي العزيمة. عاش ستًّا وأربعين سنة. ومات وهو محاصر عُمَر بْن حفصون البدويّ الخارج عليهم فِي سابع عشر صفر سنة خمسٍ وسبعين، فولي الأمر بعده أخوه الأمير عَبْد الله بْن محمد، فبقي في الملك إلى سنة ثلاثمائة.
622- مَوّاس بْن سهل.
أبو القاسم المَعَافِريّ الْمَصْرِيّ الْمُقْرِئ3.
قرأ على: أبي يعقوب الأزرق، وعبد الصمد بْن عَبْد الرَّحْمَن، وداود بْن عطيّة. وأصحاب ورش.
قرأ عليه: محمد بْن عَبْد الرحيم الأصبهانيّ، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم الأهناسيّ، ومطرِّف بْن عَبْد الرحمن الأندلسيّ، وجماعة.
وكان ثقة ضابطًا. لم يكن فِي طبقته مثله.
623- مُوسَى بْن الحسن الصِّقلّيّ. أبو عمران4.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 322".
2 وفيات الأعيان "1/ 111".
3 غاية النهاية "2/ 316".
4 تاريخ بغداد "13/ 46، 47".(20/341)
عن: أبي نُعَيْم، وأبي عُمَر الحَوْضيّ، وسعيد بْن مَنْصُور، وأحمد بْن يُونُس اليَرْبُوعيّ.
وعنه: أبو الميمون بْن راشد، وأبو عليّ الحصائري، وأبو جَعْفَر البَخْتَرِيّ، والصّفّار.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين.
حدَّث ببغداد، ودمشق.
624- مُوسَى بْن سهل بْن كثير.
أبو عِمْرَانَ الوشّاء الحُرْفيّ1.
بغداديّ ضعيف.
عن: أبي عُليَّة، وإسحاق الأزرق، وعليّ بْن عاصم، وشُجاع بْن أبي الْوَلِيد، ويزيد بْن هارون.
وعنه: عُثْمَان بْن السّمّاك، وأحمد بْن عُثْمَان الَأدميّ، وأبو عُمَر الزّاهد.
وأبو بَكْر الشّافعيّ، وعُمَر بْن الْحَسَن الأشنانيّ، وجماعة.
قال الدّارَقُطْنِيّ: ضعيف.
وقَالَ البَرْقانيّ: ضعيف جدًا.
قلت: فِي الغَيْلانيّات من عَوَاليه.
ومات فِي ذي القعدة سنة ثمانٍ وسبعين.
625- مُوسَى بْن عُمَر الْجُرْجانيّ2.
سمع: مسدّد، وإسماعيل بْن أبي يُونُس، ويحيى بْن معِين.
وعنه: كُمَيْلُ بْن جَعْفَر، وإبراهيم بْن محمد البريديّ، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ وسبعين.
__________
1 السير "13/ 149، 150".
2 تاريخ جرجان "465".(20/342)
626- مُوسَى بْن عِيسَى بْن المنذر.
أبو عَمْرو السُّلميّ الحمصيّ1.
عن: أَبِيهِ، وأحمد بْن مجالد، وحيوة بْن شُرَيْح الحمصيّين.
وعنه: الطَّبَرَانِيّ. لقِيَه سنة ثمانين.
وقد قَالَ فِيهِ النَّسائيّ: ليس بثقة.
مات سنة 81.
627- مُوسَى بْن محمد بْن أبي عوْف.
أبو عِمْرَانَ المُرّيّ الصّفّار2.
ارتحل وسمع من: يوسف بْن عديّ، وأبي جَعْفَر النُّفيليّ.
وعنه: أبو عوانة، وأبو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن أبي ثابت، وأحمد بن حَذْلَم وآخرون.
تُوُفِّيَ سنة ثمانٍ وسبعين.
628- مُوسَى بْن مُوسَى.
أبو عِيسَى الْبَغْدَادِيّ الحافظ يُعرف بالشّصّ3.
سمع: عليَّ بن الجعد، ومحمد بْن مِنْهال، وأبا بَكْر بْن شَيْبَة، وطبقتهم. وعنه: ابنُ مَخْلَد، وأبو طَالِب الحافظ، ومحمد بْن الْعَبَّاس بْن نَجِيح، وجماعة.
وثقة الدّارَقُطْنِيّ.
وَتُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.
629- مُوسَى بْن نصر القنطريّ4.
بغداديّ مستور.
__________
1 من شيوخ الطيراني، وفيه ضعف.
2 لا بأس به.
3 تاريخ بغداد "13/ 47".
4 انظر: تاريخ بغداد "13/ 46".(20/343)
سمع: عبد الله بن عون الخزّاز، وطبقته.
وعنه: محمد بْن مَخْلَد، وخيثمة، ومحمد بْن جَعْفَر المطيري.
تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين.
630- الموفَّق أبو أَحْمَد بْن المتوكّل على الله بْن المعتصم1.
اسمه محمد، وقِيلَ: طَلْحَةُ. ولي عهد أمير المؤمنين. والد المعتضد بالله. وأمّه أم ولد.
مولده سنة تسعٍ وعشرين ومائتين. وعقد له أخوه المعتمد ولاية العهد بعد ابنه جَعْفَر، وذلك فِي سنة تسعٍ وعشرين ومائتين.
وكان الموفَّق من أجَلّ الملوك رأيًا، وأشجعهم قلبًا، وأسمحهم نفْسًا، وأغزرهم عقلًا، وأجْوَدهم رأيًا. وكان محبَّبًا إِلَى النّاس، قد استولى على الأمور وانقادت له الجيوش، وحارب صاحب الزَّنج وظفر به وقتله.
وكان النّاس يلقّبونه: النّاصر لدين الله.
قَالَ الخُطَبيّ: لم يزل أمر أبي أحمد يقوى ويزيد حتّى صار صاحب الجيش، وكلّه تحت يده.
ولمّا غلب على الأمر حظر على المعتمد أَخِيهِ، واحتاط عليه وعلى ولده، وجمعهم فِي موضعٍ واحدٍ، ووكّل بهم. وأجرى الأمور مجاريها إِلَى أن تُوُفِّيَ لثمانٍ بقين من صفر سنة ثمانٍ وسبعين، وله تسعٌ وأربعون سنة.
وكانوا ينظرونه بأبي جَعْفَر المنصور فِي حزْمه ودهائه ورأيه، وكان قد غضب على ولده أبي الْعَبَّاس المعتضد وحبسه، ووكّل به إِسْمَاعِيل بْن بُلْبُل، فضيَّق عليه، فَلَمَّا احتضر أبو أحمد رضي الله عن ولده، وكان ولده من أُنْمُوذَجته، فألقى إليه مقاليد الأمور، فولّاه المعتمد ولاية العهد فِي الحال بعد ابنه المفوّض بن المعتمد، وخطب الخُطَب له ثُمَّ لولده المفوّض، ثمّ لأبي العبّاس المعتضد. وانتقم أبو الْعَبَّاس من ابنِ بُلْبُل وعذّبه حَتَّى مات. ثُمَّ بعد أيام خلع المفوَّض، وتفرَّد أبو العبّاس بالعهد.
__________
1 السير "13/ 169، 170".(20/344)
"حرف النوَّن":
631- نجاح بْن إِبْرَاهِيم الكوفي الفقيه1.
حدَّث بمصر عن: سَعِيد بْن عُمَر، والأشعثيّ، وغيرهما.
تُوُفِّيَ سنة ثمانٍ أيضًا فِي ذي الحجّة.
632- نصر بْن أَحْمَد بْن أسد بْن سامان2.
أمير ما وراء النّهر والتُّرْك.
كان أديبًا فاضلًا مَهِيبًا من أجلّ الأمراء.
مات سنة تسعٍ وسبعين، وولي الأمر بعده أخوه إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد الَّذِي ظفر بالصّفّار.
633- نصر بْن دَاوُد.
أبو مَنْصُور الصَّغانيّ الخلنجيّ3.
روى عن: خَالِد بْن خِداش، وأبي عُبَيْد القاسم بْن سلّام، وحرميّ بْن حَفْص.
وعنه: محمد بن مخلد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة إحدى وسبعين.
"حرف الهاء":
634- هارون بْن الْعَبَّاس الهاشميّ4.
عن: إِبْرَاهِيم بْن المنذر، وأبي مُصْعَب، وغيرهما.
وعنه: ابنُ مَخْلَد، والتّاريخيّ.
قَالَ الخطيب: كان ثقة.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين.
__________
1 ينظر في كتاب "حسن المحاضرة".
2 وفيات الأعيان "6/ 424".
3 لا بأس به، في عداد العلماء المستورين.
4 تاريخ بغداد "14/ 37".(20/345)
635- هارون بْن عِمْرَانَ الْقُرَشِيّ الدّمشقيّ1.
عن: أبي مُسْهِر الغسّانيّ، وأبي الجماهر.
وعنه: أبو الميمون بْن راشد.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ وسبعين.
636- هارون بن محمد بن بكار بن بلال العاملي2.
عن: أَبِيهِ، ومحمد بْن عِيسَى بْن سميع، ومنبّه بْن عُثْمَان، ومروان بْن محمد الطّاطَريّ.
وعنه: د. ن. ومحمد بْن يوسف الهرويّ، وابن جوصا، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة.
قال النَّسائيّ: لا بأس به.
قلت: تُوُفِّيَ بعد السبعين، أو قبل ذلك.
637- هارون بْن مُوسَى الَأشنانيّ3.
عن: مكّيّ بن إِبْرَاهِيم، وأبي نُعَيْم.
وعنه: ابنُ أبي حاتم، ومحمد بن بلبل الهمدانيّ.
638- هاشم بن مرئد.
أبو سَعِيد الطَّبرانيّ4.
عن: آدم بْن أبي إياس، وصفوان بْن صالح، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل بْن عيّاش، ويحيى بْن معين، والمُعَافي بْن سلمان الرَّسعنيّ.
وعنه: سُلَيْمَان الطَّبرانيّ، ويحيى بْن يزيد النَّيسابوري، وابنه سعيد بن هاشم، وآخرون.
__________
1 لم نقف عليه.
2 الجرح والتعديل "9/ 97".
3 الجرح والتعديل "9/ 97".
4 لا بأس به.(20/346)
وهو من قُدماء شيوخ الطَّبرانيّ، فإنّه سمع منه ثلاثٍ وسبعين. ومات فِي شوّال سنة ثمانٍ وسبعين.
639- هاشم بْن يُونُس الْمَصْرِيّ القصّار1
عن: عَبْد الله بْن صالح.
وعنه: الطَّبرانيّ، وأبو عوانة الإسفرائينيّ، وغيرهما.
وقد سمع أيضًا من سَعِيد بْن أبي مريم، والطبقة سنة " ... "2.
640- هبةُ الله بْن الأمير إِبْرَاهِيم بْن المهديّ بْن المنصور3.
أبو القاسم العبّاسي. وكان كاتبًا، حاذقًا بالغناء، ورقيق النَّظم. جالس المعتضد وغيره.
حكى عن: أَبِيهِ.
روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن يزيد المهلَّبيّ، وعون بْن محمد، وعبد الله بْن مالك النَّحويّ.
وقَالَ عون الكِنْديّ: مات عن توبةٍ حَسنة، وفرّق مالًا عظيمًا.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين ومائتين.
641- هلال بْن العلاء بْن هلال4.
أبو عُمَر بْن أبي محمد الباهليّ. مولاهم الرَّقّيّ الأديب، شيخ الرَّقّة وعالمها.
سمع: أَبَاهُ العلاء بْن هلال بْن عُمَر بْن هلال مَوْلَى قُتَيْبَةَ بْن مُسْلِم أمير خُراسان، وحَجّاج بْن محمد الأعور، ومحمد بْن مُصْعَب القَرْقِسائيّ، وحسين بْن عيّاش، وعبد الله بْن جَعْفَر الرَّقّيّ، وأبا جَعْفَر النُّفَيْليّ.
وعنه: ن. وأبو بَكْر النّجّاد، وخيثمة بْن سُلَيْمَان، والعبّاس بْن محمد الرّافعيّ، ومحمد بن أيوب بن الصَّمت، وخلق سواهم.
__________
1 انظر السابق.
2 بياض في الأصل.
3 لم نقف عليه.
4 السير "13/ 309"، والتهذيب "11/ 83".(20/347)
قال النَّسائيّ: ليس به بأس. روى أحاديث منكرة عن أَبِيهِ، ولا أدري الرَّيب منه أو من أَبِيهِ.
وقَالَ غيره: تُوُفِّيَ فِي ذي الحجّة يوم النّحر سنة ثمانين.
وقِيلَ: تُوُفِّيَ فِي ثامن ربيع الأوّل سنة إحدى وثمانين.
وله شِعر رائق، لائق بكلّ رائق، فمنه.
سَيَبْلَى لسانٌ كان يُعْرِبُ لَفْظَهُ ... فيا لَيْتَهُ من وَقْفَةِ الْعَرْضِ يَسْلَمُ
وما ينفع الإعراب إنّ لم يكن تُقًى ... وما ضَرّ ذا تقوى لسان معجم
وله، وقد رواه عَنْهُ خيثمة:
اقْبَلْ معاذِيرَ من يأتيك معتذرا ... إن برَّ عندك فيما قَالَ أو فَجَرا
فقد أطاعك مَن أرضاك ظاهِرُهُ ... وقد أجلَّك مَن يَعْصِيكَ مُسْتَتِرا
وله أبيات حَسنة فِي فقْد الشباب
642- همّام بْن مُحَمَّد بْن النُّعمان بْن عَبْد السّلام التَّيميّ1.
أبو عمر الإصبهانيّ. أخو عَبْد الله الإصبهانيّ بْن محمد.
روى عن: جَنْدَل بْن والِق، وإسحاق بْن بِشْر الكاهليّ، وأحمد بْن يُونُس اليَرْبُوعيّ، وعبد الحميد بْن صالح.
قَالَ أبو نُعَيْم الحافظ: قَيِل إنّه كان من الأبدال.
روى عَنْهُ: سَعِيد بْن يعقوب، ومحمد بْن الْحَسَن بْن المهلَّب، وأحمد بْن الزُّبَيْر الإصبهانيّون.
تُوُفِّيَ سنة خمسٍ وسبعين ومائتين.
643- الهيثم بْن خَالِد الكوفيّ الوشّاء2.
ورّاق أبي نعيم الفضل بن ذكوان.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 340، 341".
2 لم نقف عليه.(20/348)
روى عَنْهُ: أبو الْعَبَّاس بْن عُقْدة، وأبو بَكْر الخلّال الحنْبليّ.
تُوُفِّيَ سنة ثمانٍ وسبعين.
644- الهيثم بْن مروان1.
أبو الحكم الدمشقي.
عن: محمد بْن عِيسَى بْن سميع، وأبي مُسْهِر، وخاله محمد بْن عائذ الكاتب.
وعنه: ن. وأبو الْحَسَن بْن جَوْصا.
645- هَيْذام بْن قُتَيْبَةَ الْبَغْدَادِيّ2.
عن: عَبْد الله بْن صالح العِجْليّ، وسليمان بْن حرب، وعاصم بْن عليّ.
وعنه: أبو بَكْر النّجّاد، وعثمان بْن السّمّاك، وجماعة.
قَالَ الخطيب: كان ثقة عابدًا.
تُوُفِّيَ سنة أربعٍ وسبعين ومائتين.
"حرف الواو":
646- وزير بْن القاسم الْجُبَيْليّ3.
عن: عَمْرو بْن هشام البَيْروتيّ، وأبي اليمان الحمصيّ، وجماعة.
وعنه: ابنُ جَوْصا، والحسن بْن حبيب الحصائريّ، وخيثمة الأطْرابُلُسيّ.
647- وهْب بْن نافع الَأسَديّ القُرْطُبيّ4.
أحد علماء الأندلس.
رحل وسمع من: إِبْرَاهِيم بْن المنذر الحزاميّ، وأبي الطّاهر بْن السَّرح، وسَحْنُون بْن سَعِيد، ونصر بن عليّ الجهضميّ، وطبقتهم.
__________
1 أخبار القضاة "3/ 204".
2 تاريخ بغداد "14/ 96، 97".
3 الإكمال "2/ 259" لابن ماكولا.
4 جذوة المقتبس "851".(20/349)
وهو أوّل من أدخل تصانيف أبي عُبَيْد القاسم بْن سلّام الأندلسيّ.
تُوُفِّيَ فِي مُسْتَهَلِّ جُمَادَى الآخرة سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين.
"حرف الياء":
648- يحيى بْن أبي طَالِب جَعْفَر بْن عَبْد الله بْن الزّبرقان1.
قَالَ أبو بَكْر الْبَغْدَادِيّ: أخو الْعَبَّاس، والفضل.
أصلهم من واسط.
سمع: عليّ بْن عاصم، ويزيد بْن هارون، وعبد الوهاب الخفّاف، وأبا بدْر السَّكونيّ، وزيد بْن الحُبَاب، وأبا دَاوُد الطَّيالسيّ، وطبقتهم.
وعنه: أبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا، وابن صاعد، وإسماعيل الصَّفّار، ومحمد بْن البَخْتَرِيّ، وعثمان بْن السّمّاك، وأبو بَكْر النّجّاد، وأبو سهل القطّان، وعبد الله بْن إِسْحَاق، وخلْق.
قَالَ أبو حاتم: محلُّه الصِّدق.
وقَالَ البَرْقانيّ: أمرني الدّارَقُطْنِيّ أن أخرِّج له فِي الصّحيح.
وقَالَ البَغَويّ: سمعت مُوسَى بْن هارون يقول: أشهد على يحيى بْن أبي طَالِب أنّه كذّاب.
وقَالَ أبو أَحْمَد الكاتب: ليس بالمتين.
قلت: وُلِدَ سنة اثنتين وثمانين ومائة، ومات سنة خمسٍ وسبعين فِي شوّال.
وقد وقع لي جملةٌ من عواليه. وولاؤه لبني هاشم.
649- يحيى بْن الرَّبِيع بْن ثابت البُرْجُميّ الكوفيّ2.
عن: يزيد بْن هارون. وعليّ بْن شقيق.
وعنه: ابنُ عُقْدة، ومحمد بن مخلد.
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 220".
2 تاريخ بغداد "14/ 221".(20/350)
650- يحيى بْن الفُضَيْل الْبَغْدَادِيّ الكاتب1.
نزل مصر، وحدَّث عن: الأصمعيّ، وعَوْن بْن عُمارة.
وعنه: عَبْد الْعَزِيز الغافِقيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن وَرْدان، ومحمد بْن أَحْمَد الخلّال المصريّون.
قَالَ الخطيب: مات سنة ثمانين.
651- يحيى بْن عَبْد العظيم.
وهو يحيى بْن عَبْدك القَزْوينيّ2.
محدّث كبير القدر.
طاف وسمع: أبا الرَّحْمَن الْمُقْرِئ، وعفّان بْن مُسْلِم، وعبد الله بْن رجاء الْبَغْدَادِيّ، وطبقتهم.
وعنه: أبو نُعَيْم عَبْد الملك بن محمد الْجُرْجانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، وأبو الْحَسَن عليّ بْن إِبْرَاهِيم القطّان، وآخرون.
تُوُفِّيَ سنة إحدى وسبعين، وكان صدوقًا.
قَالَ الخليليّ: كان شيخًا ثقة، متَّفق عليه.
652- يحيى بْن القاسم بْن هلال.
أبو زكريا الأندلسيّ القُرْطُبيّ الفقيه المالكيّ3.
أحد الأئمّة والزُّهّاد.
سمع: يحيى بْن يحيى، وسعيد بن حسّان، عبد الله بْن قانع الصائغ، وسَحْنُون بْن سَعِيد، وطائفة.
وعنه: أَحْمَد بْن خَالِد بْن الحُباب، ومحمد بْن أَعْيَن، وجماعة. قَيِل إنّه كان من العبادة على أمر عظيم. كان يصوم حَتَّى يَخْضَرّ. قَالَ ابنُ الفَرَضيّ فِي تاريخه: قال
__________
1 السابق "14/ 222".
2 الثقات لابن حبان "9/ 271".
3 جذوة المقتبس "1488".(20/351)
لي عبّاس بْن أَصبَغ إنّ يحيى بْن القاسم كان فِي داره شجرةٌ تسجد لسجوده، رحمة الله عليه.
قَيِل: تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين، وقِيلَ: سنة ثمانٍ وسبعين.
653- يحيى بْن مُطَرِّف بْن الهيثم1.
الفقيه أبو الهيثم الثَّقفيّ، مفتي إصبهان وعالمها.
سمع: الحسين بْن حَفْص، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، والقَعْنَبيّ، وطائفة.
وعنه: أَحْمَد بْن جَعْفَر بن مَعْبَد، وأبو علي الصحاف، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وآخرون.
تُوُفِّيَ فِي يوم عاشوراء سنه ثمانٍ وسبعين ومائتين.
654- يزيد بْن محمد بْن عَبْد الصمد2.
وقد يُنْسب إِلَى جدّه، فيقال يزيد بْن عَبْد الصمد.
أبو القاسم الدّمشقيّ. مَوْلَى بني هاشم.
سمع: أَبَا مُسْهَر، وآدم بْن أبي إياس، وأبي بَكْر الحُمَيْديّ، وطبقتهم.
وعنه: د. ن. وقَالَ: ثقة؛ وابن جَوْصا، وأبو عليّ الحصائري، والحسين بْن جرلان، وأبو الْعَبَّاس الأصمّ، وأبو عوانة فِي مُسْنَده، وإبراهيم بْن أبي ثابت، وجماعة.
وثّقه أيضًا الدَّارقطنيّ.
وُلِدَ سنة ثمانٍ وتسعين ومائة، ومات فِي شوّال سنة ستٍّ وسبعين ومائتين وكان موصوفًا بالحِفْظ والفَهْم.
655- يعقوب بْن إِسْحَاق بْن زياد.
أبو يوسف الْبَصْرِيّ القلوسيّ3.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 360".
2 السير "13/ 151"، والتهذيب "11/ 357".
3 تاريخ بغداد "14/ 285، 286".(20/352)
عن: عمّار بْن عُمَر بْن فارس، وأبي عاصم النّبيل، وجماعة كثيرة.
وعنه: المَحَامِليّ، ومحمد بْن مَخْلَد، وأبو الْحُسَيْن بْن المنادي.
وكان ثقة حافظًا. ولي قضاء نصيبّين.
وَتُوُفِّيَ سنة إحدى وسبعين ومائتين.
656- يعقوب بْن إِسْحَاق الْبَغْدَادِيّ.
أبو يوسف الدّعاء1.
يروي عن: أبي اليمان، وعاصم بْن عليّ، وجماعة.
وعنه: أبو سهل القطّان، وجماعة.
تُوُفِّيَ سنة ثلاثٍ وسبعين. ولا أعلم فِيهِ جَرْحًا.
657- يعقوب بْن إِسْحَاق بْن مِهْران الإصبهانيّ.
المعروف بابن أبي يعقوب المعدّل2.
سمع: محمد بن عبد الله الأنصاريّ، وعمرو بْن مرزوق، وأحمد بْن يوسف، وجماعة.
وعنه: أَحْمَد بْن جَعْفَر السِّمْسار، وأحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن يوسف الإصبهانيّان.
تُوُفِّيَ سنة ستٍّ وسبعين.
658- يعقوب بْن سُفْيَان بْن جَوّان3.
الحافظ الكبير أبو يوسف بْن أبي مُعَاوِيَة الفَسَويّ الفارسيّ صاحب التّاريخ والمشيخة.
طوَّف الأقاليم وسمع ما لا يوصف كثرة.
سمع: أَبَا عاصم النبيل، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، ومحمد بْن عَبْد الله الْأَنْصَارِيّ، وعبد الله بْن مُوسَى، وعبد الله بْن رجاء، وأبا مُسْهَر، وحبّان بْن هلال، وأبا نعيم،
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 287".
2 ذكر أخبار أصبهان "2/ 354".
3 السير "13/ 180"، والتهذيب "11/ 385-389".(20/353)
وسعيد بْن أبي مريم، وعَوْن بْن عُمارة، وخلقًا كثيرًا بالشّام، والحجاز، ومصر، والعراق، والجزيرة.
وعنه: ت. ن. وقال: لا بأس به؛ وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو عوانة، ومحمد بْن حَمْزَةَ بْن عُمارة، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن درستَوَيْه، والحسن بْن محمد الفَسَويّ، وآخرون.
وبقي فِي الرحلة ثلاثين سنة.
قَالَ أبو زُرْعة الدّمشقيّ: قدِم علينا رجلان من نُبلاء النّاس، أحدهما: يعقوب بْن سُفْيَان، يعجز أَهْل العراق أن يروا مثله. والثّاني: حرب بْن إِسْمَاعِيل، وهو مِمَّنْ كتب عنّي.
وقَالَ محمد بْن دَاوُد الفارسيّ: ثنا يعقوب بْن سُفْيَان العبد الصّالح، فذكر حديثًا.
قال أبو بكر أحمد بْن عبْدان الشّيرازيّ: كان يتشيَّع ويتكلَّم فِي عُثْمَان.
وعن محمد بْن يزيد العطّار: سمعت يعقوب الفَسَويّ قَالَ: كنت أُكثر النَّسخ باللّيل، وقلَّت نَفَقَتي،، فجعلت أستعجل. فنسخت ليلةً حَتَّى تصرّم اللّيل، فنزل الماء من عيني، فلم أُبصر السّراج، فبكيت على انقطاعي، وعلى ما يفوتني من العِلْم. فاشتدّ بكائي، فنمت، فرأيت النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ، فناداني: يا يعقوب بْن سُفْيَان لِمَ بَكيت؟
فقلت: يا رسول الله ذهب بصري، فتحسَّرت على ما فاتني من كَتْب سنتَّك، وعلى الانقطاع من بلدي.
فقال: أدنُ منّي.
فدنوت منه، فأمرَّ يده على عينيّ كأنّه يقرأ عليهما، ثُمَّ استيقظت، فأبصرت، وأخذت نُسختي، وقعدت فِي السّراج أكتب.
تُوُفِّيَ يعقوب فِي وسط سنة سبعٍ وسبعين، قبل أبي حاتم الأزْديّ بشهر.
659- يعقوب بْن سَوّاك الختُّليّ الزّاهد1.
صاحب بشر الحافي.
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 284، 285".(20/354)
روى عَنْهُ: ابنُ مسروق، ومحمد بْن ثوبة الهاشميّ، وغيرهما.
تُوُفِّيَ بعد السبّعين ومائتين. قاله الخطيب.
660- يعقوب بْن يزيد.
أبو يوسف الْبَغْدَادِيّ التّمّار1.
أحد الشّعُراء المحسنين، سيما فِي الغزل.
اتّصل بالخليفة المنتصر.
روى عَنْهُ: قاسم الإنباريّ، وابن المَرْزُبان، وغيرهما.
661- يعقوب بْن يوسف القَزْوينيّ2.
ابنُ أخي حُسَيْن.
سمع: القاسم بْن الحكم العُرَنّي، وغيره.
وعنه: أَحْمَد بْن محمد بْن رزمة، وأبو بَكْر أَحْمَد بْن إِسْحَاق الصِّبْغيّ الفقيه، وجماعة.
كان صدوقًا.
تُوُفِّيَ سنة ثمانٍ وسبعين.
662- يعقوب بْن يوسف بْن مَعْقِل بْن سِنَان النَّيسابوريّ3.
والد أبي الْعَبَّاس الأصمّ.
روى عن: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن حميد، وعليّ بْن حُجْر، وطبقتهم ثُمَّ رحل بابنه فلقي أصحاب ابنِ عُيَيْنَة، وابن وهْب.
روى عَنْهُ: ابنه، وأبو عَمْرو المُسْتَملي، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، ومحمد بْن مَخْلَد الدُّوريّ.
__________
1 تاريخ بغداد "13/ 287، 288".
2 لا بأس به.
3 تاريخ بغداد "14/ 286".(20/355)
وكان من أبرع النّاس خطًّا. نسخ الكثير بالُأجْرة.
ومات فِي المحرَّم سنة سبعٍ وسبعين.
663- يوسف بْن سَعِيد بْن مُسْلِم.
الحافظ أبو يعقوب المِصِّيصيّ1.
سمع: حجّاج الأعور، ومحمد بْن مُصْعَب، وعبيد الله بْن مُوسَى، وأبا مُسْهَر الغساني، وخالد بْن يزيد القسريّ، وهَوذة بْن خليفة، وقبيصة بْن عُقْبَة، وطائفة.
وعنه: ن. وقَالَ: ثقة حافظ؛ وأبو عوانة ويحيى بْن صاعد، وأبو بَكْر بْن زياد النَّيسابوريّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن صفوة، وآخرون.
قَالَ ابنُ أبي حاتم: كان صدوقًا ثقة.
قلت: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخرة سنة إحدى وسبعين.
664- يوسف بن الضّحّاك البغداديّ2.
مولى بني أميَّة.
عن: سُلَيْمَان بْن حرب، ومحمد بن سنان العوفيّ.
وكان فقيهًا ثقة.
تُوُفِّيَ سنة تسعٍ وسبعين.
665- يوسف بْن عَبْد الله.
أبو يعقوب الخوارزميّ3،
نزيل فلسطين.
محدِّث رحَّال. روى عن: عَبْدان بْن عُثْمَان المَرْوَزِيُّ، وحَرْمَلة بْن يحيى الْمِصْرِيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: أبو الْعَبَّاس الأصمّ، وأبو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن محمد بْن أبي ثابت.
قَالَ زكريا بْن يحيى التِّنِّيسيّ: شيخ ابنِ عديّ، وغيره، وما علمت به بأسًا.
__________
1 الحلية "9/ 305"، والتهذيب "11/ 414".
2 تاريخ بغداد "14/ 307، 308".
3 لا بأس به.(20/356)
666- يوسف بْن مُوسَى الحربيّ العطّار الفقيه1.
روى عن: أَحْمَد بْن حنبل مسائل معروفة.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر الخلّال وأثنى عليه، وقَالَ: كان يهوديًّا فأسلم على يد الْإِمَام أَحْمَد، وهو حَدَث. فحَسُن إسلامُهُ ورحل فِي طلب العلم. وسمع من قوم جلَّة.
"الكنى":
667- أبو سَعِيد الخرّاز2.
شيخ العارفين فِي وقته.
واسمه أَحْمَد بْن عِيسَى.
قَيِل: تُوُفِّيَ سنة ستٍّ وسبعين. والأشْهَرُ أنّه تُوُفِّيَ سنة ستٍّ وثمانين كما سيأتي.
أبو سَعِيد السُّكَّري النَّحويّ3.
حسن بْن حُسَيْن.
668- أبو الهيثم الرَّازيّ اللُّغويّ4.
أحد أئمّةِ العربيّةِ.
له كتاب الشّامل فِي اللُّغة، وكتاب زيادات معاني القرآن، وغير ذلك.
وكان بارعًا فِي الأدب، علّامة.
تُوُفِّيَ سنة ستٍّ وسبعين ومائتين، والله أعلم.
669- أبو أَحْمَد القلانسيّ5.
أحد مشايخ القوم ببغداد.
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 308".
2 تأتي ترجمته.
3 سبقت ترجمته.
4 لم نقف عليه.
5 تاريخ بغداد "13/ 114".(20/357)
تُوُفِّيَ فِي حدود سنة إحدى وسبعين ومائتين.
واسمه مُصْعَب بْن أَحْمَد بْن مُصْعَب.
أبو أَحْمَد الموفَّق بْن المتوكّل.
قد ذكرناه بَلَقَبه لاختلاف اسمه.
670- أبو عُبَيْد البُسْريّ الزّاهد1.
مرّ في سنة السّتّين ومائتين، واسمه محمد بْن حسّان، رحمه الله.
671- أبو مُعين الرَّازيّ الحافظ.
اسمه: الْحَسَن بْن الْحَسَن على الصّحيح؛ كذا سمّاه ابنُ أبي حاتم، وهو أخبر النّاس به؛ لأنّه شيخه ومن بلده.
وقَالَ أَحْمَد الحاكم: اسمه محمد بْن الْحَسَن، سمّاه لنا أَحْمَد بْن محمد بْن مَسْعُود البذشيّ.
قلت: روى عن: سَعِيد بْن أبي مريم، وأبي سلمة التَّبوذكيّ؛ ويحيى بْن بُكَيْر، وأحمد بْن يُونُس اليَرْبُوعيّ، وهشام بْن عمّار، ونُعَيْم بْن حَمَّاد، وأبي ثَوْبة الرّبيع بْن نافع، وخلق.
طوّف الشّام، ومصر، والعراق. وبرع فِي الحديث وفنونه.
روى عَنْهُ: أبو نُعَيْم بْن عديّ، وأبو محمد بْن الشَّرقيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم، ومحمد بْن الفضل المحمَّدباذيّ، ويوسف بْن إِبْرَاهِيم الهمذانيّ، وأحمد بْن قشْمر.
وقَالَ أبو عبد الله الحاكم: هُوَ من كبار حفّاظ الحديث.
قلت: تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
أبو مَعْشَر2. المنجّم صاحب الزيْج.
هُوَ جَعْفَر بْن محمد البلخيّ غلام خليل.
__________
1 سبقت الترجمة له.
2 سبقت الترجمة له.(20/358)
أبو عبد الله.
هُوَ أَحْمَد بْن محمد.
تقدَّم.
672- أبو مَعْشَر الْبُخَارِيّ.
حَمْدَويْه بْن الخطّاب1.
بقي إِلَى حدود الثّمانين.
وروى عن: الْبُخَارِيّ، وغيره.
وعنه: الْحَسَن بْن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن العزيزيّ، وغيره.
من الإكمال.
673- أبو الْحَارِث الأوْلاسيّ الزّاهد2.
من مشايخ الطّريق.
سمّاه السُّلميّ فِي تاريخ الصُّوفيّة: الفَيْض بْن الخضر بْن أَحْمَد. ويقال: الفَيْض بْن محمد.
من قدماء المشايخ وأجلّهم؛ صحب إِبْرَاهِيم بْن سعد العلويّ، وغيره.
قَالَ أبو بَكْر الفَرَغانيّ: اسمه الفَيْض بن الخضر.
وقال سعيد بن أبي حاتم: قال أبو حاتم: قَالَ أبو الْحَارِث الَأوْلاسيّ: مَن اشتغل بما لم يكن فكأنْ فاته من لم يزل ولا يزال.
قَالَ السُّلميّ: سمعت عليّ بْن سَعِيد: سمعت أَحْمَد بْن عطاء: سمعت أَبَا صالح: سمعت أَبَا الْحَارِث يقول: سمع سرّي من لساني ثلاثين سنة، وسمع لساني من سريّ ثلاثين سنة.
وقَالَ محمد بْن المنذر الهَرَويّ: حدَّثني أبو الْحَارِث الفَيْض بْن الخضر بن أحمد التَّميميّ الأولاسيّ.
__________
1 الإكمال "2/ 55".
2 الحلية "10/ 156".(20/359)
وقال أبو زرعة الطَّبريّ: مات أبو الْحَارِث الَأوْلاسيّ سنة سبعٍ وسبعين ومائتين.
قلت: وقد روى عن: عبد الله بن خبيق الأنطاكي.
حدَّث عنه: أبو عوانة الإسفرايني، ومحمد بن إسماعيل الفرغاني.
وقيل: مات سنة سبعٍ وتسعين، فسيعاد. وهذا أشبه وأصح.
مات بطرسوس، والله سبحانه وتعالى أعلم.(20/360)
الفهرس العام للكتاب:
رقم الصفحة الموضوع.
-الطبقة السابعة والعشرين-
أحداث سنة إحدى وستين ومائتين.
3 المتوفون في هذه السنة.
3 ميل الديلم إلى الصفار.
3 كتاب المعتمد لحجاج خراسان.
3 وقعة الزنج بالأهواز.
3 ولاية أحمد بن أسد.
4 هزيمة ابن واصل أمام ابن الليث.
4 بيعة المعتمد للمفوض.
4 تولية الموفق للعهد.
أحداث سنة اثنتين وستين ومائتين.
4 المتوفون في هذه السنة.
4 محاربة ابن الليث للمعتمد وهزيمته.
5 نهب الزنج للبطيحة.
5 القضاء بسر من رأى.
5 قضاء بغداد.
5 غلبة ابن الليث على فارس.
6 وقوع قائد الزنج في الأسر.
أحداث سنة ثلاث وستين ومائتين.
6 المتوفون في هذه السنة.
6 استيلاء ابن الليث على الأهواز.
6 وزارة ابن مخلد.
6 وزارة ابن وهب.
6 إخراج ابن طاهر من نيسابور.
6 انتصار المسلمين بالأندلس.(20/361)
7 أحداث سنة أربع وستين ومائتين.
7 المتوفون هذه السنة.
7 وفاة موسى بن بغا.
7 وفاة قبيحة أم المعتز.
7 أسر الروم لعبد الله بْن رشيد بْن كاوس.
7 الوقعة بين محمد المولد والزنج.
7 غضب المعتمد على الوزير ابن وهب.
7 عصيان الموفق.
8 محنة الصوفية.
أحداث سنة خمس وستين ومائتين.
8 المتوفون في هذه السنة.
8 إيقاع ابنِ طولون بسيما الطويل فِي أنطاكية.
8 التحاق المولد بابن الصفار.
8 القبض على سليمان بن وهب وابنه.
8 وزارة ابن بلبل.
9 وفاة يعقوب بن الليث.
9 إطلاق ملك الروم لعبد الله بْن كاوس.
9 عصيان الْعَبَّاس على أَبِيهِ أَحْمَد بْن طولون.
9 دخول الزنج للنعمانية.
9 استنابة الموفّق لعمرو بْن اللَّيْث على الولايات.
أحداث سنة ست وستين ومائتين.
10 المتوفون هذه السنة.
10 نيابة عُبَيْد الله بْن طاهر على شرطة بغداد.
10 وصول الروم إلى ديار ربيعة.
10 استعمال ابن أبي الساج على الحرمين.
10 وقعة الزنج بعسكر الخليفة.
10 مقتل الكرخي أمير حمص.
10 دعوة الحسن الأصغر لنفسه.
11 هزيمة الحسن بن زيد.
11 مقتل ابن الأصغر.(20/362)
11 الحرب بين الخجستاني وابن الليث.
11 انتهاب الأعراب كسوة الكعبة.
11 دخول الزنج رامهرمز.
أحداث سنة سبع وستين ومائتين.
11 المتوفون في هذه السنة.
11 وقعة الزنج.
12 مسير الموفق إلى الأهواز.
13 تمهيد الموفق للبلاد.
13 موقعة المختارة.
14 بناء الموفقية.
14 الوقعة بين أبي العباس والخبيث.
14 اقتحام الموفق مدينة الخبيث.
14 استيلاء الخجستاني على الولايات وضربة السكة.
15 حبس ابن المدبر ومصادرته.
أحداث سنة ثمان وستين ومائتين.
15 المتوفون هذه السنة.
15 استئمان جعفر بن إبراهيم للموفق.
15 دخول جند الموفق مدينة الزنج.
16 مقتل بهبوذ.
16 دخول ابن حوشب اليمن.
16 عصيان لؤلؤ لابن طولون.
16 قتل ابن صاحب الزنج.
16 قتل الخجستاني.
16 غزوة خلف التركي ثغور الروم.
أحداث سنة تسع وستين ومائتين.
16 المتوفون هذه السنة.
17 كسوف الشمس والقمر.
17 غارة الأعراب على الحجاج.
17 وثوب خلف الفرغاني على يازمان الخادم.
17 أخذ لؤلؤ قرقيسيا من العقيلي.(20/363)
17 دخول الموفق مدينة صاحب الزنج.
18 عزم المعتمد على اللحاق بمصر.
19 تلقيب ذي الوزارتين وذي السيفين.
19 مصادرة ابنُ طولون للقاضي بكار بْن قُتَيْبَةَ.
19 سير ابن طولون إلى المصيصية وتراجعه.
20 ولاية ابن كنداج.
20 إحراق قطعة من بلد الزنج.
20 الوقعة بين الموفق وبين الزنج.
20 دخول المعتمد واسط.
20 دخول الموفَّق مدينة صاحب الزَّنْج وتخريب داره.
أحداث سنة سبعين ومائتين.
21 المتوفون هذه السنة.
21 مقتل صاحب الزنج.
22 عودة المعتمد إلى سامراء.
22 انبثاق يثق بنهر عيسى.
23 ظهور الحسني بالصعيد ومقتله.
23 ظهور دعوة المهدي باليمن.
23 هزيمة الروم عند طرسوس.(20/364)
تراجم أَهْل هَذِهِ الطّبقة
"حرف الألف"
24 1- أَحْمَد بن إبراهيم البغدادي وراق خلف.
24 2- أحمد بن إبراهيم القهستانيّ.
24 3- أَحْمَد بْن الأزهر بْن مَنِيع بْن سَليِط.
26 4- أَحْمَد بْن حرب بْن محمد بْن عليّ بن حيان.
26 5- أحمد بن الحسن السُّكّريّ الحافظ.
27 6- أحمد بن الحسين بن مجالد الضّرير.
27 7- أحمد بن حمدون.
27 8- أحمد بن الخصيب بن عبد الحميد.
28 9- أحمد بن سليمان بن عبد الملك.
28 10- أحمد بن يسّار بن أيّوب.
29 11- أحمد بن طولون.
31 12- أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن صالح بْن مسلم.
32 13- أحمد بن عبد الله بن القاسم التّميميّ.
33 14- أحمد بن عبد الله الخجستانيّ.
33 15- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرحيم بْن سعيد.
34 16- أحمد بن القاسم بن عطيّة الرازي.
34 17- أحمد بن محمد بن عثمان الثَّقفيّ.
35 18- أحمد بن محمد بن هانيء الفقيه.
36 19- أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي.
36 20- محمد بن أحمد.
36 21- أحمد بن محمد بن أبي موسى.
36 22- أحمد بن محمد بن مجالد الهروي.
37 23- أحمد بْن محمد بْن عُبَيْد الله بْن المدبرّ.
37 24- أحمد بن محمد بن عبد الكريم.
37 25- أَحْمَد بْن مَنْصُورٌ بْن سيار بن معارك.
38 26- أحمد بن وهب الزّيات.
38 27- أَحْمَد بْن يوسف بْن خَالِد بن سالم.
39 28- أحمد بن يونس ين المسيّب بن زهير.(20/365)
40 29- أبان بن عيسى بن دينار.
40 30- إبراهيم بن أورمه بن سياوش.
40 31- إبراهيم بن أبي داود البرلُّسيّ.
41 32- إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد.
41 33- إبراهيم بن عبد الرحمن الدارميّ.
42 34- إِبْرَاهِيم بْن مَسْعُود بْن عَبْد الحميد القرشيّ.
42 35- إبراهيم بن هانيء النَّيسابوري.
43 36- إبراهيم بن يزيد القرطبيّ.
43 37- إدريس بن نصر بن سابق الخولاني.
43 38- إسحاق بن إبراهيم الطَّلقيّ.
43 39- إسماعيل بن إبراهيم الإسفرائينّي.
44 40- إسماعيل بن عبد الله بن مسعود.
44 41- إِسْمَاعِيل بْن يحيى بْن إِسْمَاعِيل بْن عَمْرو.
46 42- إسماعيل بن يحيى بن المبارك اليزيديّ.
46 43- أَسِيد بْن عاصم بْن عَبْد الله الثَّقفي.
47 44- أماجور التركيّ.
"حرف الباء".
47 45- بكّار بْن قُتَيْبَةَ بْن عُبَيْد الله.
"حرف الجيم".
50 46- جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن بهرام.
51 47- جعفر بن محمود الإسكافّي الكاتب.
51 48- جلوان بن سمرة بن خاقان.
"حرف الحاء".
51 49- حاتم بْن اللَّيْث بْن الْحَارِث.
52 50- حاشد بن إسماعيل بن عيسى البخاريّ.
52 51- حامد بن أبي حامد النيَّسابوريّ.
53 52- الحسن بن ثواب الفقيه.
53 53- الحسن بن زيد بن إسماعيل بن الحسن.
53 54- الحسن بن سليمان ين سلام.
54 55- الحسن بن عليّ المسوحيّ الزاّهد.(20/366)
54 56- الحسن بن محمد بن سماعة الكوفيّ.
55 57- الْحَسَن بْن أبي الرَّبِيع يحيى بْن الْجَعْد.
55 58- الحسن بن مخلد بن الجرّاح.
56 59- حمّاد بْن إِسْحَاق بْن حمّاد بْن زَيْدِ.
"حرف الخاء".
57 60- خَالِد بن أَحْمَد بْن الهَيْثَم بن الذُّهليّ.
57 61- خالد بن يزيد بن الهيثم التميميّ.
60 62- الخصّاف "أحمد بن عمرو".
61 63- الخضر بن أبان.
61 64- خطاّب بن بشر بن مطر.
"حرف الدال".
61 65- دَاوُد بْن عليّ بْن خَلَف.
"حرف الراء".
66 66- الربيع بن سلميان بن عبد الجّبار.
"حرف الزاي".
67 67- زكريّا بْن دُوَيْد بْن محمد بن الأشعث.
68 68- زكريّا بْن يحيى بْن أسد بن يحيى المروزي.
"حرف السين".
68 69- سَعْدان بْن نصر بْن مَنْصُور.
69 70- سعيد بن نمر الغافقيّ الأندلسي.
69 71- سهل بن عمّار العتكيّ.
"حرف الشين".
70 72- شجرة بْن عِيسَى بْن عَمْرو بن شجرة.
70 73- شعيب بن أيوب بن رزيق بن معبد.
71 74- شعيب بن شعيب بن إسحاق القرشيّ.
"حرف الصاد".
71 75- صالح بْن أَحْمَد بْن محمد بن حنبل.
72 76- صالح بْن زياد بْن عَبْد الله بْن إسماعيل.
"حرف الطاء".
73 77- طيفور بن عيسى البسطامي.(20/367)
75 78- طيفور بن عيسى البسطامي الأصغر.
"حرف العين.
76 79- عاصم بن عصام القشيريّ.
76 80- العبّاس بن إسماعيل الطامذيّ.
77 81- عبّاس بْن عَبْد الله بْن أبي عِيسَى الباكسابيّ.
77 82- العّاس بن موسى بن مسكويه.
78 83- عبّاس بن الوليد بن مزيد.
79 84- عَبْد الله بْن عَبْد السّلام بْن الرّذّاذ المصريّ.
79 85- عبد الله بن عليّ بن المدينيّ.
79 86- عَبْد الله بْن محمد بْن أيّوب بْن صبيح.
80 87- عبد الله بن محمد النَّيسابوريّ.
80 88- عبد الله بن موسى بن محمد الكرمانيّ.
80 89- عبد الله محمد بن سنان الرَّوحيّ.
81 90- عَبْد الله بْن محمد بْن يزداد بْن سويد.
81 91- عبد الله بن هلال الروميّ.
81 92- عبد الرحمن بن سعيد الأندلسيّ.
81 93- عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب الكندي.
82 94- عبد الرحمن بن عيسى بن دينار الأندلسي.
82 95- عبد الرحمن بن يوسف الحنفيّ المروزيّ.
82 96- عَبْد السَّلام بْن رغْبان دِيك الْجِنّ الحمصيّ.
82 97- عبد العزيز بن حاتم المروزي.
83 98- عبد العزيز بن حيّان المعولي.
83 99- عبد العزيز بن سلاّم المروزي.
84 100- عُبَيْد الله بْن عَبْد الكريم بْن يزيد بْن فرُّوخ.
88 - قصة تليقن الميت.
90 101- عُبَيْد الله بْن يحيى بْن خاقان التُّركي.
91 102- عطيّة بن بقيّة بن الوليد الحمصيّ.
92 103- عليّ بن إشكاب البغداديّ.
92 104- عليّ بْن الْحَسَن بْن أبي عِيسَى بْن موسى الهلالي.
93 105- عليّ بن حرب بن محمد علي الطائي الموصلي.(20/368)
94 106- عليّ بْن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن العبْديّ.
95 107- عليّ بن الموفقّ الزّاهد.
95 108- عمّار بن رجاء الإستراباذيّ.
96 109- عمر بن الخّطاب السّجستانيّ.
97 110- عمر بن الخطّاب بن حليلة.
97 111- عمر بن عليّ الطّائيّ الموصليّ.
97 112- عمرو بن سعيد الإصبهاني الحمال.
98 113- عمرو بن سلم النيسابوري.
100 114- عيسى بن إبراهيم بن مثرود الغافقّي.
101 115- عِيسَى بْن أَحْمَد بْن عِيسَى بْن وَرْدان.
101 116- عيسى بن الشيخ.
101 117- عيسى بن مهران بن المستعطف.
102 118- عِيسَى بْن مُوسَى بْن أبي حرب الصّفّار.
"حرف الفاء".
102 119- الفضل بْن شاذان بْن عِيسَى.
103 120- الفضل بن العبّاس الرازي.
103 121- الفضل بن العبّاس بن موسى الإستراباذيّ.
"حرف القاف".
104 122- القاسم بْن محمد بْن الْحَارِث المروزيّ.
104 123- القاسم بن يزيد الكوفي الوزان.
"حرف الميم".
105 124- محمد بْن أَحْمَد بْن يزيد بن عبد الله بن يزيد.
105 125- محمد بْن أَحْمَد بْن حَفْص بْن الزِّبرقان.
106 126- محمد بن إبراهيم البغدادي الصوفي.
108 127- محمد بن إسحاق الصاغاني.
109 128- محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن مِقْسَم.
109 129- محمد بن إشكاب البغدادي.
110 130- محمد بن بجير الإسفرائينيّ.
110 131- محمد بن أيّوب بن الحسن النيّسابوريّ.
110 132- محمد بن بجير البخاريّ.(20/369)
110 133- محمد بْن بكّار بْن الْحَسَن بْن عُثْمَان العنبريّ.
111 134- محمد بن الحسن بن عليّ بن محمد العلوي الحسيني.
112 135- محمد بن حمّاد بن بكر المقريء.
112 136- محمد بن خلف البغداديّ الحدّاديّ.
113 137- محمد بن الخليل البغدادي الفلاس.
113 138- محمد بن سحنون الفقيه.
114 139- محمد بن سعيد بن غالب القطان.
114 140- محمد بن سعيد بن هنّاد.
115 141- محمد بن شجاع الثلجي.
116 142- محمد بْن عاصم بْن عَبْد الله الثَّقفيّ.
117 143- محمد بن العّباس بن خالد السلمي.
117 144- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ بن أعين.
119 145- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ.
120 146- محمد بن عبد الله بن المستورد.
120 147- محمد ين عبد الرحمن بن الأشعث.
120 148- محمد بن عبد العزيز بن المرزبان بن جعفر.
121 149- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ.
121 150- محمد بن عبيد الله بن يزيد.
121 151- محمد بن عثمان الهرويّ.
122 152- محمد بن عليّ بن بسّام.
122 153- محمد بن عليّ بن ميمون الرٌَقّيّ.
122 154- محمد بن عليّ بن داود البغداديّ.
122 155- محمد بن عمر بن يزيد.
123 156- محمد بن عمير الطبري.
123 157- محمد بن محمد بن عيسى الزّاهد.
123 158- محمد بْن مُسْلِم بْن عُثْمَان بْن وارة.
125 159- محمد بن موسى الحرشي.
126 160- محمد بن هارون المخرمي.
126 161- محمد بن هشام بن ملاّس.
126 162- محمد بن وهب الثقفي.(20/370)
127 163- محمد بن يحيى بن كثير.
127 164- محمد بْن أبي يحيى بْن زكريّا بْن يحيى الوقاد.
127 165- محمد بن يوسف البغداديّ الجوهريّ.
128 166- مالك بن علي بن مالك بن عبد العزيز.
128 167- المثنَّى بن جامع الأنباريّ.
128 168- مسلم بن الحجّاج بن مسلم القشيري.
135 169- مصعب بن أحمد البغداديّ القلانسيّ.
136 170- مُعَاوِيَة بْن صالح ابْن الوزير أبي عُبَيْد الله.
136 171- موسى بن بغا الكبير.
137 172- موسى بن سهل بن قادم.
137 173- موسى بن نصر بن دينار.
"حرف النون".
137 174- النَّضر بن الحسن الموصلي.
138 175- النَّضر بن سلمة بن الجارود.
"حرف الهاء".
138 176- الهيثم بن سهل التُّستريّ.
"حرف الواو".
138 177- وهْب بْن حَفْص بْن الْوَلِيد بن المحتسب.
"حرف الياء".
139 178- ياسين بْن عَبْد الأحد بْن أبي زرارة.
139 179- يحيى بن حجّاج الأندلسيّ.
140 180- يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن عَبْد الله الذهلي.
142 181- يزيد بن سنان بن يزيد القزّاز.
142 182- يعقوب بن بختان.
142 183- يعقوب بن شيبة بن الصَّلت.
144 184- يعقوب بن اللَّيث الصّفّار.
148 185- يعقوب الزّيّات.
148 186- يوسف بن بحر التّميميّ.
149 187- يوسف بن محمد بن صاعد.
149 188- يونس بن حبيب العجلي.(20/371)
"الكنى".
149 189- أبو حاتم العطّار.
151 190- أبو حمزة البغداديّ الصوفيّ.
153 191- أبو السّاج.(20/372)
-الطبقة الثامنة والعشرين-
أحداث سنة إحدى وسبعين ومائتين.
155 المتوفون هذه السنة.
155 تعطيل الجمعة في مسجد الرسول.
155 عزل عمرو بن الليث.
155 إقرار نصر بن أحمد بن بخارى وسمرقند.
155 مسير رافع بن هرثمة إلى جرجان.
155 الوقعة بين أبي الْعَبَّاس بْن الموفَّق وخمارويه.
156 تقييد ابن أبي الساج وإطلاقه.
156 خروج إسحاق الطالبي وإفساده بالمدينة.
أحداث سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
156 المتوفون هذه السنة.
156 الخلاف بين ابن الموفق ويازمان الخادم.
157 دخول الخوارج الموصل.
157 القبض على صاعد بن مخلد وبينه.
157 حركة الزنج بواسط.
أحداث سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
157 المتوفون هذه السنة.
157 وقعة الرافقة.
157 قتل ملك الروم.
158 القبض على لؤلؤ الطولوني.
أحداث سنة أربع وسبعين ومائتين.
158 المتوفون هذه السنة.
158 خروج الموفق إلى كرمان.
158 غزوة يازمان إلى الروم.
أحداث سنة خمس وسبعين ومائتين.
158 المتوفون هذه السنة.
158 غزوة يازمان البحر.
158 حبس الموفق لابنه أبي العباس.(20/373)
أحداث سنة ست وسبعين ومائتين.
159 المتوفون هذه السنة.
159 رضا المعتمد على عمرو بن الليث.
159 هرب ابن أبي الساج من خمارويه.
159 مسير الموفق إلى إصبهان.
159 ولاية ابن الليث شرطة بغداد وعزله.
أحداث سنة سبع وسبعين ومائتين.
159 المتوفون هذه السنة.
160 اتفاق يازمان وخمارويه.
160 استيلاء ابن هرثمة على طبرستان.
أحداث سنة ثمان وسبعين ومائتين.
160 المتوفون هذه السنة.
160 غور النيل بمصر وغلاء الأسعار.
160 مرض الخليفة الموفق ووفاته.
161 ظهور القرامطة بسواد الكوفة.
162 من فرق الباطنية.
162 القرامطة.
162 الباطنية.
163 الخرمية.
163 البابكية.
163 المحمرة.
163 السبعية.
163 التعليمية.
163 الإسماعيلية.
163 الملاحدة.
163 وفاة يازمان الخادم.
أحداث سنة تسع وسبعين ومائتين.
164 المتوفون هذه السنة.
164 ولاية العهد للمعتضد.
164 منع المنجمين والقصاص.(20/374)
164 وفاة المعتمد وولاية ابن الموفق.
164 قدوم رسول خمارويه إلى المعتضد.
164 ولاية ابن الليث خُراسان.
165 وفاة نصر بْن أَحْمَد بن أسد.
165 زواج المعتضد.
165 فتح ابن الشيخ قلعة ماردين.
165 صلاة المعتضد الأضحى.
165 الحج هذا الموسم.
أحداث سنة ثمانين ومائتين.
165 المتوفون هذه السنة.
165 القبض على محمد بْن الْحَسَن بْن سهل.
166 مسير المعتضد إلى بني شيبان.
166 فتح ابن أبي الساج مراغة.
166 وفاة جعفر بن المعتضد.
166 مولد القائم بسلمية.
166 دخول الداعية أبي عَبْد الله أرض القيروان.
167 الحرب بن الداعي وصاحب إفريقية.
167 غزوة إسماعيل بن أحمد بلاد الترك.
167 موت الأمير مسرور البلخي.
167 خبر الزلزلة في بلاد الدييل.
167 زيادة دار المنصور.(20/375)
ذكر رجال هَذِهِ الطبقة على المعجم
"حرف الآلف".
168 192- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الْبَغْدَادِيّ أبو بسطام الأطروش.
168 193- أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى الغسّانيّ.
168 194- أحمد بن إسحاق بن المختار الدّقّاق.
168 195- أحمد بن إسماعيل بن مهديّ السَّكونيّ.
169 196- أحمد بن الأسود الحنفيّ.
169 197- أحمد بن أيوب بن زريع الهاشميّ.
169 198- أحمد بن بكر بن سيف المرُّوذيّ.
169 199- أحمد بن بكر البالسيّ.
170 200- أحمد المعتمد على الله.
171 201- أحمد بن حازم بن أبي غرزة.
171 202- أحمد بن الحباب بن حمزة الحميريّ.
171 203- أحمد بن حرب بن مسمع البغداديّ.
172 204- أحمد بن الخليل بن حرب النَّوفليّ.
172 205- أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب.
173 206- أحمد بن سعيد بن زياد الجمّال.
173 207- أَحْمَد بْن سَعِيد بْن إِبْرَاهِيم بن سعد الزُّهريّ.
174 208- أحمد بن سليمان الصُّوريّ.
174 209- أحمد بن السَّميدع الشّاشيّ.
175 210- أحمد بن أبي طالب التميمي.
175 211- أحمد بن أبي طاهر الكاتب.
175 212- أحمد بن العبّاس بن أشرس.
176 213- أحمد بن عبد الله الكنديّ اللَّجلاج.
176 214- أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن يزيد بْن جعفر.
176 215- أحمد بن عبد الله بن ثابت.
176 216- أحمد بن زكريّا بن كثير الجوهريّ.
177 217- أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن قاسم الْبَغْدَادِيّ.
177 218- أحمد بن عبد الله اللّحيانيّ العكّاويّ.
177 219- أحمد بن عبد الجبّار بن محمد العطارديّ.(20/376)
179 220- أحمد بن عبد الرحيم بن يزيد الحوطي.
179 221- أَحْمَد بْن عَبْد الوهاب بْن نجدة الحوطيّ.
179 222- أحمد بن عبد الوهّاب العبدي النَّيسابوريّ.
179 223- أحمد بن عبيد الله بن إدريس.
180 224- أَحْمَد بْن عُبَيْد بْن ناصح بْن بلنجر.
181 225- أحمد بن عتيق الخزاعيّ.
181 226- أحمد بن عثمان بن سعيد الأحول.
182 227- أحمد بن عصام الأنصاري.
182 228- أحمد بن عليّ بن بشر الأمويّ.
182 229- أحمد بن عليّ العكبريّ.
183 230- أحمد بن العلاء بن هلال الرقي.
183 231- أحمد بن عمرو بن أبان الفارسي الصوري.
183 232- أحمد بن عياض الفرضي.
183 233- أَحْمَد بْن عِيسَى بْن زَيْد اللَخميّ الخشاب.
184 234- أحمد بن سحاق الّخشّاب الرَّقّيّ البلدي.
184 235- أحمد بن إسحاق الخشّاب الرّقّيّ.
184 236- أحمد بن الفرج بن سليمان الحمصي.
185 237- أحمد بن الفرج بن شاكر الغفاقي.
186 238- أحمد بن الفرج بن عبد الله الجشمي.
186 239- أحمد بن كعب بن خريم.
186 240- أَحْمَد بْن محمد بن يزيد بن مُسْلِم بن أبي الحناجر.
187 241- أحمد بن محمد بن أنس.
187 242- أحمد بن محمد بن الحجّاج.
188 234- أحمد بن محمد بن نصر اللّبّاد.
188 244- أَحْمَد بْن محمد بْن يحيى بْن نيزك.
189 245- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن المدبَّر.
189 246- أَحْمَد بْن محمد بْن غالب بْن خَالِد بن مرداس.
191 247- أَحْمَد بْن محمد بْن عمّار بْن نصير السُّلميّ.
191 248- أَحْمَد بْن محمد بْن عِيسَى بْن الأزهر البرتي.
193 249- أحمد بن محمد بن عاصم الرّازي.(20/377)
193 250- أَحْمَد بْن محمد بْن عَبْد الحميد بْن شاكر.
193 251- أحمد بن محمد بن يزيد الأنباريّ.
194 252- أَحْمَد بْن أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن خالد البرقيّ.
194 253- أحمد بن محمود الشَّرويّ الرّام.
195 254- أحمد بن مسعود المقدسيّ الخيّاط.
195 255- أحمد بن معاذ السالمي.
196 256- أحمد بن مهديّ بن رستم.
196 257- أحمد بن موسى بن يزيد.
197 258- أَحْمَد بْن أبي عِمْرَانَ مُوسَى بْن عِيسَى.
197 259- أحمد بن ملاعب بن حسّان.
198 260- أحمد بن نصر بن عبد الرحمن الهروي.
198 261- أحمد بن الوزير بن بسّام.
198 262- أحمد بن الوليد الفحّام.
198 263- أحمد بن الهيثم بن خالد.
198 264- أحمد بن يحيى بن عميرة التّنّيسيّ.
199 265- أحمد بن يحيى الكوفيّ.
199 266- أحمد بن يحيى بن المنذر السَّعديّ.
199 267- أحمد بن يحيى بن جابر البلاذريّ.
200 268- أحمد بن يوسف بن خالد التغلبي.
201 269- أحمد بن يوسف البحيري.
201 270- إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس.
202 271- إبراهيم بن إسماعيل السَّوطيّ.
202 272- إبراهيم بن أبي داود البرلُّسيّ.
202 273- إِبْرَاهِيم بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي الجبيريّ.
203 274- إبراهيم بن عبد الرحيم بن دنوقا.
203 275- إبراهيم بن لبيب القرطبيّ.
203 276- إبراهيم بن محمد بن باز.
203 277- إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المدبرّ.
204 278- إبراهيم بن أبي سفيان معاوية القيسراني.
204 279- إبراهيم بن مسلم بن عثمان العبسي.(20/378)
205 280- إبراهيم بن الهيثم بن المهلّب البلديّ.
205 281- إبراهيم بن مهديّ الأبلّيّ.
205 282- إبراهيم بن نصر بن عبد العزيز الرازي.
206 283- إبراهيم الآجريّ البغداديّ.
206 284- إبراهيم بن الوليد الجشّاش.
206 285- إدريس بن سليم بن وهب الموصليّ.
207 286- أزهر بن سهيل الخولانيّ.
207 287- إِسْحَاق بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن الحُصَيْن.
207 288- إسحاق بن أحمد بن مهران الرّازيّ.
208 289- إسحاق بن إبراهيم بن هانيء.
208 290- إسحاق بن إبراهيم المنادي.
208 291- إسحاق بن إسماعيل الجلكيّ.
208 292- إسحاق بن حنيفة الجرجاني.
209 293- إسحاق بن سيار ين محمد النصيبي.
209 294- إسحاق بن الصبّاح الكنديّ الأشعثّي.
210 295- إِسْحَاق بْن محمد بْن أَحْمَد بْن أبان النَّخعيّ.
210 296- إسحاق بن يعقوب البغداديّ الأحول.
211 297- إسماعيل بن بحر العسكريّ.
211 298- إسماعيل بن بلبل.
214 299- إسماعيل بن حمدويه البيكندي.
214 300- إسماعيل بن عبد الرحمن الخولانيّ.
215 301- إسماعيل بن يعقوب الحراني.
215 302- أصبغ بن خليل القرطبي.
216 303- أيّوب بن سليمان الصُّغديّ.
"حرف الباء".
216 304- بدر بن الهيثم الدمشقيّ.
216 305- بركة بن نشيط الفرغاني.
216 306- بشير بن مسلم بن مجاهد.
217 307- بقيّ بن مخلد بن يزيد الأندلسيّ.
224 308- بوران.(20/379)
"حرف الجيم".
224 309- جَعْفَر بْن المعتمد أَحْمَد بْن المتوكّل.
225 310- جعفر بن أحمد بن سلم.
225 311- جعفر بن أحمد بن المبارك كردان.
225 312- جعفر بن أحمد بن معبد الورّاق.
225 313- جعفر بن طرخان الإستراباذي.
226 314- جعفر بن عنبسة اليشكريّ.
226 315- جعفر بن محمد بن عامر السّامرّيّ.
226 316- جعفر بن محمد بن عيسى بن نوح البغداديّ.
226 317- جعفر بن محمد بن عروة النَّيسابوري.
227 318- جعفر بن محمد بن عمر البلخي. ّ
227 319- جعفر بن محمد بن القعقاع البغوي.
227 320- جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ.
228 321- جعفر بن محمد الوراق.
228 322- جَعْفَر بْن محمد بْن الْحَسَن بْن زياد.
228 323- جعفر ن محمد بن الحجّاج القطّان.
229 324- جعفر بن محمد حمّاد الرَّمليّ.
229 325- جعفر بن هاشم العسكري.
"حرف الحاء". 326- جموك بن حنجة.
230 327- الحارث بن أبيض بن أسود.
230 328- حامد بن سهل الثغري.
230 329- حرب بن إسماعيل الكرماني.
230 330- الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن بكّار بْن بلال العامليّ.
231 331- الحسن بن إسحاق بن يزيد البغدادي.
231 332- الحسن بن ايّوب القزوينّي.
232 333- الحسن بن الحسين بن عبد الله المهلَّبي.
232 334- الحسن بن سلاّم بن حمّاد السواق.
233 335- الحسن بن عليّ بن مالك الشيباني.
233 336- الْحَسَن بْن عليّ بْن بحر بْن برّي القطّان.(20/380)
233 337- الحسن بن الفضل بن السَّمح.
233 338- الحسن بن محمد بن عبد الله العلوي.
234 339- الحسن بن محمد بن الحارث السّجستانيّ.
234 340- الحسن بن محمد بن مزيد.
234 341- الحسن بن موسى بن ناصح الرَّسعنيّ.
235 342- الحسن بن ناصح الخلاّل.
235 343- الحسن بن مكرم البغداديّ.
235 344- الحسين بن الحسن بن مهاجر السُّلميّ.
235 345- الْحُسَيْن بْن عليّ بْن محمد بْن عُبَيْد الطنافسيّ.
236 346- الْحُسَيْن بْن محمد بْن أبي مَعْشَر السِّنديّ.
236 347- الحسين بن معاذ بن حرب الحجبي.
237 348- الحسين بن منصور البغدادي.
237 349- الحسين بن منصور البغدادي.
237 350- حصين بن عبد القادر الإسكندرانيّ.
237 351- حفص بن عمر بن الصّبّاح الرَّقّيّ.
238 352- حمدان بن غارم بن ينار.
238 353- حمدون بن أحمد بن سلام السمسار.
238 354- حمدون بن أحمد بن عمارة النَّيسابوري.
239 355- حمدون بن أحمد بن بكر النيسابوري.
239 356- حمدان بن رجاء بن شجاع القارئ.
239 357- حمدون بن خالد بن يزد النَّسابوريّ.
240 358- حمدون بن الفضل النيسابوري.
240 359- حمش بن عبد الرّحيم النيسابوري.
240 360- حميد بن النَّضر البيكنديّ.
240 361- حميد بن هشام العنسيّ.
241 362- حنبل بْن إِسْحَاق بْن حنبل بْن هلال.
"حرف الخاء".
242 363- خازم بن يحيى الحلوانيّ.
242 364- خالد بن روح الثَّقفي.
242 365- خالد بن يزيد بن الصّبّاح الخثمعيّ.(20/381)
242 366- خلف بن عامر بن سعيد الهمدانيّ.
243 367- خلف بن محمد بن عيسى الواسطي.
243 368- الخليل بن عبد القهّار الصيدوني.
"حرف الذال".
243 369- ذاكر بن شيبة العسقلاّنيّ.
"حرف الراء".
244 370- رباح بن أحمد الصوفي.
244 371- الربيع بن محمد بن موسى الكنديّ.
244 372- ربيع بن الحارث القاضي.
244 373- رجاء بن عبد الله الهرويّ الورّاق.
245 374- رزق الله بن يوسف المصريّ.
"حرف الزاي".
245 375- زكريا بْن يحيى بْن شَيْبَان القرشي.
245 376- زياد ن محمد بن زياد اللَّخميّ.
245 377- زيدان بن يزيد البجليّ.
246 378- زيد بن إسماعيل بن سيّار.
246 379- زيد بن بندار الإصبهانيّ.
246 380- زَيْد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي الفحل.
"حرف السين".
246 381- الَّسريّ بْن خُزَيْمَة بْن مُعَاوِيَة.
247 382- السَّريّ بن يحيى بن السَّريّ.
247 383- سعد بن محمد بن سعد البيروتي.
248 384- سعد الأعسر أمير دمشق.
248 385- سعدون بن سهيل بن أبي ذؤيب.
248 86- سعيد بن سعد بن أيّوب البخاري.
249 387- سعيد بن مسعود المروزيّ.
249 388- سعيد بن نمر الغافقيّ.
250 389- سَعِيد بْن يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن مُزَيْن.
250 390- سفيان بن شعيب الدّمشقيّ.
250 391- سَلَمَةُ بْن أَحْمَد بْن محمد بْن مُجاشع.(20/382)
250 392- سليمان بن الأشعث بن إسحاق.
254 393- سليمان بن الربيع النَّهديّ.
255 394- سليمان بن سيف بن يحيى الطّائيّ.
255 395- سليمان بن شعيب بن سليمان الكيسانيّ.
255 396- سليمان بن محمد بن حسّان الموصليّ.
256 397- سليمان بن وهب بن سعيد الكاتب.
256 398- سهل بن عبد الله بن الفرُّخان.
257 399- سهل بن عبد الله السّريّ.
257 400- سهل بن مهران الدقاق.
257 401- سوّادة بن عليّ الأحمسي.
"حرف الشين".
258 402- شعيب بن بكّار الموصليّ.
258 403- شعيب بن اللَّيث السَّمرقنديّ.
"حرف الطاء".
258 404- طُفَيْلُ بْن زَيْد بْن طُفَيْلِ بن شريك.
"حرف العين".
259 405- عاصم بْن ياسين بْن عَبْد الأحد.
259 406- عبّاس بن عبد الله بن العّباس الأسدي.
259 407- العبّاس بن الفضل بن رشيد الطَّبريّ.
259 408- عبّاس بن محمد بن حاتم الحافظ الدوري.
260 409- العبّاس بن نعيم البوسنجيّ.
260 10- عبد الله بن أحمد بن شبَّويه.
260 411- عامر بن محمد المتقمّر البغداديّ.
261 412- عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن كثير.
261 413- عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن زكريا بْن أبي مسرّة.
261 414- عبد الله بن أحمد بن يزيد الشيباني.
262 415- عَبْد الله بْن بِشْر بْن عُمَيْرة البكْريّ.
262 416- عبد الله بن محاضر عبدوس البغدادي.
262 417- عبد الله بن حسن بن محمد الهاشمي.
263 418- عبد الله بن حمّاد بن أيّوب الآملي.(20/383)
263 419- عبد الله بن روح المدائنيّ.
263 420- عبد اله بن عمرو بن أبي سعد.
264 421- عبد الله بن غافق التُّونسيّ.
264 422- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حبيب.
264 432- عبد الله بن محمد بن لاحق.
265 424- عبد الله بن محمد بن الفضل.
265 425- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ البكراويّ.
265 426- عَبْد الله بْن محمد بْن يزيد الحنفي.
266 427- عَبْد الله بْن محمد بْن عُبَيْدة الْبَغْدَادِيّ.
266 428- عَبْد الله بْن محمد بْن صالح الأسديّ.
266 429- عبد الله بن سنان السَّعديّ.
267 430- عبد الله بن محمد بن محاضر عبدوس.
267 431- عَبْد الله بْن محمد بْن قاسم بن هلال.
267 432- عبد الله بن مسلم بن قتيبة.
267 - ذكر تصانيفه.
269 433- عبد الله بن مهران البغداديّ.
269 434- عبد الله بن هشام الهمدانيّ.
269 435- عَبْد الجليل بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أيّوب.
269 436- عبد الحميد بن عبد الله بن هانيء.
270 437- عبد الرحمن بن أزهر الأعور.
270 438- عبد الرحمن بن خلف الضَّبّيّ.
270 439- عَبْد الرَّحْمَن بْن دَاوُد بْن أبي طيبة.
270 440- عبد الرحمن بن زياد بن كوشيذ.
271 441- عبد الرحمن بن سهل بن محمود.
271 442- عبد الرحمن بن الفضل الهاشمي.
271 443- عبد الرمن بن محمد بن منصور.
272 444- عَبْد الرَّحْمَن بْن مرزوق بْن عطيّة.
272 445- أبو عوف عَبْد الرَّحْمَن بْن مرزوق بْن عوف.
272 446- عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان.
272 447- عبد الرحمن بن عبد الله الهاشميّ.(20/384)
273 448- عبد الكريم بن يعقوب بن حميد.
273 549- عبد الكريم بن الهيثم بن زياد.
273 450- عبيد المجيد بن إبراهيم البوسنجيّ.
274 451- عَبْد الملك بْن عَبْد الحميد بْن عَبْد الحميد.
274 452- عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه.
275 453- عبد الواحد بن شعيب قاضي جبلة.
275 454- عبد الواحد بن فليح بن رباح.
275 455- عبيدة بن سليمان البصري.
276 456- عبيد الله بن رماحس بن محمد.
276 457- عُبّيْد اللَّه بْن سعَيِد بْن كثير بْن عفير.
277 458- عُبَيْد الله بْن واصل بْن عَبْد الشَّكور.
277 459- عبيد الله بن محمد بن يحيى البتلهيّ.
278 460- عثمان بن سعيد بن خالد الدارمي.
279 461- عثمان بن سعيد الأستراباذيّ.
280 462- عُثْمَان بْن عَبْد الله بْن أبي جميل.
280 463- عصمة بن إبراهيم النيسابوري.
280 464- عليّ بن إبراهيم بن عبد المجيد.
281 465- عليّ بن إسماعيل البغداديّ.
281 466- عليّ بن الحسن بن عرفة العبديّ.
281 467- عليّ بن الحسن الهسنجانيّ.
282 468- عليّ بن الحسن الهرثميّ.
282 469- عليّ ن الحسن بن عبدويه.
282 470- عليّ بن حماد بن السَّكن.
282 471- عليّ بن داود بن يزد القنطريّ.
283 472- عليّ بن سهل بن المغيرة النَّسائيّ.
283 473- عليّ بن شيبة بن الصَّلت السُّدوسي.
283 474- عليّ بن العبّاس بن واضح النَّسائي.
284 475- عليّ بن عبد الله الثقفيّ الإصبهانيّ.
284 476- عليّ ن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن المغيرة المخزوميّ.
284 477- عليّ بْن عُثْمَان بْن محمد بْن سَعِيد.(20/385)
285 478- عليّ بن المنجّم.
285 479- عمران بن بكّار بن راشد الكلاعيّ.
285 480- عمران بن موسى الطَّرسوسيّ.
286 481- عمر بن حفصون.
286 482- عمران بن موسى الموصلي.
286 483- عمران بن عبد الله البخارّي.
286 484- عمر بن محمد الشَّطويّ.
287 485- عمر بن محمد بن الحكم النّسائيّ.
287 486- عمرو بن يحيى بن الحارث الحمصيّ.
287 487- عيسى بن إسحاق الخطميّ.
287 488- عمرو بن ثور بن عمرو الحزاميّ.
288 489- عمرو بن سلمة الجعفيّ.
288 490- عمير بن مرداس الدويقي.
288 491- عيسى بن جعفر البغداديّ الورّاق.
289 492- عيسى بن عبد الله بن سيار.
289 493- عيسى بن محمد بن منصور الإسكافي.
"حرف الفاء". 494- عيسى بن عبد الله العثماني.
289 495- الفتح بن شخرف الكشي.
290 496- الفضل بن حمّاد الأنطاكيّ.
291 497- الفضل بن حمّاد الواسطيّ.
291 498- الفضل بن الحكم العدل.
291 499- الفضل بن حمّاد الفارسيّ.
291 500- الفضل بن العبّاس بن مهران.
291 501- الفضل بن العبّاس الهرويّ.
292 502- الفضل بن العبّاس البغدادي.
292 503- الفضل بن عمير بن عثم.
292 504- الفضل بْن محمد بْن يحيى بْن الْمُبَارَك.
293 505- الفضل بن يوسف القصباني.
293 506- فهد بن سليمان الكوفي.(20/386)
293 507- فهد بن موسى بن أبي رباح.
"حرف القاف".
294 508- القاسم بن الحسن الهمداني.
294 509- القاسم بن زهير بن حرب النَّسائيّ.
294 510- القاسم بن عبّاس المعشري.
294 511- القاسم بن عبد اله بن المغيرة.
295 512- القاسم بن محمد بن قاسم الأندلسي.
296 513- القاسم بن منبّه الحربيّ.
296 514- القاسم بن نصر البغداديّ دوست.
296 515- القاسم بن نصر المخرميّ.
"حرف الكاف".
297 516- كثير بن عبد الله.
"حرف الميم".
297 517- مالك بن الفرويّ.
297 518- مالك بن يحيى الكوفيّ.
298 519- محمد بن أحمد بن رزين.
298 520- محمد بن أحمد بن رزقان.
298 521- محمد بن أحمد بن واصل.
298 522- محمد بن أحمد بن يزيد الرِّياحيّ.
299 523- محمد بن أحمد بن أبي المثنَّى.
299 524- محمد بْن أَحْمَد بْن الْوَلِيد بْن بُرْد.
300 525- محمد بن احمد بن حبيب البغداديّ.
300 526- محمد بن أحمد بن أنس القرشيّ.
300 527- محمد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن أبان.
301 528- محمد بن إبراهيم بن مسلم.
301 529- محمد بن إبراهيم بن جنّاد.
301 530- محمد بن إبراهيم بن أبان الجيراني.
302 531- محمد بن إبراهيم المروزي.
302 532- محمد بن إبراهيم الحلوانيّ.
302 533- محمد بن إبراهيم بن عبدوس.(20/387)
303 534- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عُمَر بْن ميمون الرّمّاح.
303 535- محمد بن إبراهيم بن كثير الصُّوريّ.
303 536- محمد بْن إدريس بْن المُنْذِر بْن دَاوُد.
308 537- محمد بن إدريس بن عمر المكي.
308 538- محمد بن أزهر البغدادي.
308 539- محمد بن إسرائيل الجوهري.
309 540- محمد بن إسحاق الإصبهانيّ.
309 541- محمد بن إسحاق البغويّ.
309 542- محمد بن إسماعيل بن سالم الصّائغ.
310 543- محمد بن إسماعيل البغدادي.
310 544- محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري.
310 545- محمد بن إسماعيل بن يوسف.
311 546- محمد بن أصبغ بن الفرج.
311 547- محمد بن بسّام بن بكر الجرجاني.
311 548- محمد بن بشر بن شريك النَّخعيّ.
312 549- محمد بن بكر الفارسي.
312 550- محمد بن جابر المروزي.
312 551- محمد بن الجهم السمري.
313 552- محمد بن الحسن بن سعيد.
313 553- محمد بن الحسين بن موسى الحنفي.
313 554- محمد بن حماد الطهراني.
314 555- محمد بن خالد بن يزيد الشيباني.
314 556- محمد بن خزيمة بن راشد.
315 557- محمد بن خليفة الديرعاقولي.
315 558- محمد بن راشد الصُّوريّ.
315 559- محمد بن الربيع بن سليمان المراديّ.
316 560- محمد بن سعد بن محمد العوفيّ.
316 561- محمد بن سليمان المنقريّ.
316 562- محمد بن سلمة.
316 563- محمد بن سنان بن يزيد القزاز.(20/388)
317 564- محمد بن سهل العتكي.
317 565- محمد بن شاذان القاضي.
317 566- محمد بن شدّاد بن عيسى المسمعي.
318 567- محمد بن صالح الأنماطي.
318 568- محمد بن صالح بن شعبة الواسطي.
319 569- محمد بن صالح التِّرمذيّ.
319 570- محمد بن عبد الله بن مخلد.
319 571- محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى بن مسهر.
319 572- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ موسى السّعديّ.
320 573- محمد بْن عَبْد الحكم بْن يزيد القِطْريّ.
320 574- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن يُونُس الرَّقّيّ.
320 575- محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام الأموي.
321 576- محمد بن عبد النّور الكوفي.
321 577- محمد بن عبد الوهّاب بن حبيب العبديّ.
322 578- محمد بن عبدك القزّاز.
322 579- محمد بْن أبي دَاوُد عُبَيْد الله بْن يزيد.
323 580- محمد بن عثمان النَّشيطيّ.
323 581- محمد بن عليّ بن سفيان الصَّنعانيّ.
324 582- محمد بن عليّ البغدادي.
324 583- محمد بن عليّ بن عفّان الكوفيّ.
324 584- محمد ن عليّ بن زهير القرشي.
325 585- حمد بن عمران بن حبب الهمدانيّ.
325 586- محمد بن عميرة العنقيّ التُّدميريّ.
325 587- محمد بن عوف بن سفيان الطّائي.
326 588- محمد بن عيسى بن حيّان.
326 589- محمد بن عيسى التِّرمذيّ بن سوراء.
329 590- محمد بن عيسى بن عبد الرحمن النيسابوري.
330 591- محمد بن عيسى بن يزيد الطَّرسوسيّ.
330 592- محمد بْن عِيسَى بْن عَبْد الكريم الطَّرسوسيّ.
330 593- محمد بن محمد بن عروس الشيرازي.(20/389)
331 594- محمد بن مروان البيروتيّ.
331 595- محمد بن ميمون الإسكندرانيّ.
331 596- محمد بن مندة بن منصور الإصبهانيّ.
332 597- محمد بن المغيرة السُّكرَّيّ.
332 598- محمد بن نصر الأثرم.
332 599- محمد بن موسى بن الفضل القسطاني.
332 600- محمد بن النَّضر بن حبيب الهلاليّ.
333 601- محمد بن هارون بن عيسى الأزدي.
333 602- محمد بن الهيثم بن حمّاد.
333 603- محمد بن الورد بن زنجويه.
334 604- محمد بن يزيد القزويني "ابن ماجه".
35 605- محمد بْن يزيد بْن عَبْد الوارث الدّمشقيّ.
335 606- محمد بن يزيد الحربيّ.
335 607- محمد بن يعقوب بن الفرج.
336 608- محمد بن يوسف بن مطروح.
337 609- محمد بْن يوسف بْن عِيسَى بْن برغل.
337 610- مجشّر بن عصام النيسابوري.
338 611- مسرور مولى المعتصم.
338 612- مسلم بن عيسى الصّفّار.
338 613- مُضَر بْن محمد بْن خَالِد بْن الْوَلِيد.
339 614- مطروح بن محمد بن شاكر.
339 615- معاذ ين عفّان الخراشي.
339 616- المنسجر بن الصَّلت.
340 617- مقاتل بْن عمّار بْن محمد بْن صالح المطرّز.
340 618- معمر بن محمد بن معمر العوفيّ.
340 619- المغيرة بن محمد بن المهلَّب المهلَّبيّ.
341 620- المنذر بن محمد بن الصّبّاح.
341 621- المنذر بن محمد بن عبد الرحمن الأموي.
341 622- موّاس بن سهل المعافري.
341 623- موسى بن الحسن الصِّقلّيّ.(20/390)
342 624- موسى بن سهل بن كثير الوشاء.
342 625- موسى بن عمر الجرجانيّ.
343 626- موسى بن عيسى بن المنذر السلمي.
343 627- موسى بن محمد بن أبي عوف المري.
343 628- موسى بن موسى البغدادي "الشص".
343 629- موسى بن نصر القنطريّ.
344 630- الموفَّق أبو أَحْمَد بْن المتوكّل على الله.
"حرف النون".
345 631- نجاح بن إبراهيم الكوفّي.
345 632- نصر بْن أَحْمَد بْن أسد بْن سامان.
345 633- نصر بن داود الصغاني.
"حرف الهاء".
345 634- هارون بن العبّاس الهاشميّ.
346 635- هارون بن عمران القرشيّ.
346 636- هارون بن محمد بن بكار بن بلال العامليّ.
346 637- هارون بن موسى الأشنانيّ.
346 638- هاشم بن مرثد الطبراني.
347 639- هاشم بن يونس المصريّ.
347 640- هبةُ الله بْن الأمير إِبْرَاهِيم بْن المهديّ.
347 641- هلال بن العلاء بن هلال الباهلي.
348 642- همّام بن محمد بن النعمان.
348 643- الهيثم بن خالد الكوفيّ الوشّاء.
349 644- الهيثم بن مروان الدمشقي.
349 645- هيذام بن قتيبة البغداديّ.
"حرف الواو".
349 646- وزير بن القاسم الجبيليّ.
349 647- وهب بن نافع الأسدّي القرطبيّ.
"حرف الياء".
350 648- يحيى بْن أبي طَالِب جَعْفَر بْن عَبْد الله.(20/391)
350 649- يحيى بن الربيع بن ثابت البرجمي.
351 650- يحيى بن الفضيل البغداديّ.
351 651- يحيى بن عبد العظيم القزوينيّ.
351 652- يحيى بن القاسم بن هلال.
352 653- يحيى بن مطرّف بن الهيثم.
352 654- يزيد بن محمد بن عبد الصّمد.
352 655- يعقوب بن إسحاق بن زياد القلوسي.
353 656- يعقوب بن إسحاق البغداديّ.
353 657- يعقوب بن إسحاق بن مهران.
353 658- يعقوب بن سفيان بن جوّان الفسوي.
354 659- يعقوب بن سوّاك الختُّليّ.
355 660- يعقوب بن يزيد البغداديّ.
355 661- يعقوب بن يوسف القزوينيّ.
355 662- يعقوب بن يوسف بن معقل.
355 663- يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي.
355 664- يوسف بن الضّحّاك البغداديّ.
355 665- يوسف بْن عَبْد الله أبو يعقوب الخوارزميّ.
357 666- يوسف بن موسى الحربيّ.
"الكنى".
357 667- أبو سعيد الخرّاز.
357 - أبو سعيد السكري النحوي.
357 668- أبو الهيثم الرازيّ اللُّغويّ.
357 669- أبو أحمد القلانسيّ.
358 - أبو أحمد الموفق بن المتوكل.
358 670- أبو عبيد البسريّ الزاهد.
358 671- أبو معين الرّازيّ الحافظ.
358 - أبو معشر المنجم.
359 - أبو عبد الله "أحمد بن محمد".
359 672- أبو معشر البخاريّ "حمدويه بن الخطاب".
359 673- أبو الحارث الأولاسيّ الزّاهد.
361 فهرس الموضوعات.(20/392)
المجلد الحادي والعشرون
الطبقة التاسعة والعشرون
أحداث سنة إحدى وثمانين ومائتين
...
بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة التاسعة والعشرون:
أحداث سنة إحدى وثمانين ومائتين:
فيها تُوُفِّي: أحمد بن إسحاق الوزّان، وإبراهيم بن دِيزِيل، وعبد الله بن محمد بن سَعِيد بن أبي مريم، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، وعبد الله بن محمد بن النُّعْمَان، وأبو زُرْعَة البصري الدِّمِشْقِيّ، وعثمان بن خُرَّزَاذ الأنطاكي، ومحمد بن إبراهيم بن المَوّاز المالكي، ووَرِيزَة الغسّانيّ.
فتح طُغْج لملورية:
وفيها دخل طُغْجُ بنُ جُفّ صاحب خُمَارَوَيْه من ناحية طَرَسُوس لغزو الرُّوم، ففتح مَلُورِيةَ1.
غور المياه بالري وطبرستان:
وفيها غارت مياه الرَّيِّ وطَبَرسْتَان، حَتَّى أُبيع الماءُ ثلاثةَ أرطالٍ بدِرهم، وقحط الناس، وأكلوا الجيفَ2.
تقليد المُعْتَضِد للمكتفي بعض البلاد:
وفي رجب شخصَ المُعْتَضِد إلى الجبل ناحية الدَّيْنَوَر، وقلَّد ابنه عليًّا الرِّيَّ، وقزوين، وهَمَذان، والدينور، وجعل كاتبه أحمد بن أبي الأصْبَغ. وقلَّد عمر بن عبد العزيز بن أبي دُلَف إصبهان، وأسرع الانصراف من غلاء السِّعر، فقدم بغدادَ في رمضان3.
خروج المُعْتَضِد لقتال حمدان بن حمدون:
ثُمَّ خرج في ذي القِعْدَة إلى المَوْصِل عامدًا لحمدان بن حمدون بن الحارث ين
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 436"، مروج الذهب "4/ 246".
2 تاريخ الطبري "10/ 36"، البداية والنهاية "11/ 70"، تاريخ الخلفاء "370".
3 تاريخ الطبري "10/ 36، 37"، المنتظم "5/ 147"، مروج الذهب "4/ 245".(21/3)
منصور بن لقمان، وهو جد ناصر الدولة. وكان قد بلغ المُعْتَضِد أَنَّهُ يميل إلى هارون الشاري الخارجي1.
إيقاع المُعْتَضِد بالأعراب والأكراد:
وكانت الأعراب والأكراد قد تجمعوا وتحالفوا أَنَّهُم يُقتلون على دمٍ واحد؛ فالتقوا على الزّاب، فحمل عليهم المُعْتَضِد فمزَّق شملهم، فكان من غرق أكثر ممن قُتل2.
ظفر المُعْتَضِد بحمدان:
ثُمَّ سار إلى مارِدِين وبها حَمْدَان، وخلف فيها ابنه، فنازلها المُعْتَضِد، فحاربه من كان بها، فلما كان مِن الغد ركب المُعْتَضِد ودنا من باب القلعة، فصاح بنفسه: يا ابن حَمْدَان. فأجابه، فَقَالَ: افتح الباب. فَقَالَ: نعم. ففتحه، وقعد المُعْتَضِد على الباب، ونقل ما فيها من الحَوَاصِلِ، وأمَرَ بهدمها، فهُدمت، ووجّه وراء حَمْدَان، ثُمَّ ظفر به وحبسه3.
الظفر بشدّاد الكُرْديّ:
ثُمَّ سار المُعْتَضِد إلى قلعة الحَسَنيّة، وبها شداد الكُردي، في عشرة آلاف مقاتل، فحاصره حَتَّى ظفر به، وهَدَمَها.
هدم المُعْتَضِد دار النَّدْوَة:
وفيها هدم المُعْتَضِد دار النَّدْوة بمكة، وصيَّرها مسجدًا إلى جانب المسجد الحرام.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 37"، المنتظم لابن الجوزي "5/ 147".
2 تاريخ الطبري "10/ 37، 38"، المنتظم "5/ 147"، مروج الذهب "4/ 244".
3 تاريخ الطبري "10/ 38"، المنتظم "5/ 147"، مروج الذهب "4/ 264".(21/4)
أحداث سنة اثنتين وثمانين ومائتين:
تُوُفِّي فيها: إسماعيل بن إسحاق القاضي الفقيه، وجعفر بن أبي عثمان الطَّيَالِسِيّ، والحارث بن محمد بن أبي أسامة، وصاحب مصر خمارويه بن أحمد بن طُولون، والفضل بن محمد الشّعْراني، ومحمد بن الفرج الأزرق، وأبو العيناء محمد ابن القاسم الأديب، ومحمد بن سَلَمَةَ الواسطي، ويحيى بن عثمان بن صالح الضَّبِّيّ.
إبطال المُعْتَضِد لما يعمل في النّيروز:
وفيها أبطل المُعْتَضِد ما يُفعل في النَّيْرُوز من وقيد النيران، وَصَبِّ الماء على الناس، وأزال سنة المَجُوس1.
قدوم قطر الندى على المُعْتَضِد:
وفي أولها قَدِمَتْ قَطْرُ الندى بنت خُمَارَوَيْه من مصر، ومعها عمّها لِتُزَف إلى المُعْتَضِد، فدخل عليها في ربيع الأول، وكان في جِهَازها أربعة آلاف تِكّة مُجوْهرة، وعشرة صناديق جواهر.
وَقُوِّمَ ما دَخَلَ معها فكان ألف ألف دينار ونيِّف. أعطاه ذلك أبوها2.
خروج المُعْتَضِد إلى الكَرْج:
وفيها خرج المُعْتَضِد إلى الجبل، فبلغ الكَرْج، وأخذ أموال ابن أبي دُلَف3.
تفريق المال على العلويين:
وفيها بعث محمد بن العَلَوِيّ من طَبَرسْتَان إلى محمد بن الورد العطار ببغداد ثلاثين ألف دينار، ليُفرّقها على العلويين. فبلغ المُعْتَضِد، فسألوه، فَقَالَ محمد: إِنَّهُ يبعث إليَّ كل سنة بمثلها، فأُفرقها.
قَالَ المُعْتَضِد: أنا رأيت أمير المؤمنين عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب -رَضِيَ اللَّهُ عَنْه- في النَّوم، فأوصاني بذُرِّيّته خيرًا. ففرِّق ما تُفرقه من هذا المال ظاهرًا4.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 39"، البداية والنهاية "11/ 76"، تاريخ الخلفاء "370".
2 تاريخ الطبري "10/ 40"، المنتظم "5/ 150"، البداية والنهاية "11/ 70، 71".
3 تاريخ الطبري "10/ 41"، المنتظم "5/ 150".
4 تاريخ الطبري "10/ 41، 42"، المنتظم "5/ 150، 151".(21/5)
ذبح خُمَارَوَيْه:
وفيها ذُبح خُمَارَوَيْه بن أحمد على فراشه بدمشق، وكان يتعانى الفاحشة بغلْمانه، راود مملوكًا في الحَمّام، فامتنع عليه حَيَاءً من الخَدَم، فأمر أن يُدخل في دُبُره مثلُ الذَّكر خَشَب، فلم يزل يصيح حَتَّى مات في الحمام، فأبغضه الخدم، فذبحه جماعة وهربوا، فَمُسِكت عليهم الطُّرُق، وجيء بهم وقُتلوا1.
وكان ذبحه في ذي الحِجَّة، وحُمل في تابوتٍ إلى مصر، وصلّى عليه ابنه جيش بن خُمَارَوَيْه.
وكان الذي نَهَضَ في مسك أولئك الخَدَمِ طُغْجُ بنُ جُفّ، فَصَلَبَهم بعد القتل.
ولاية جيش وقتله:
وولي بعده ابنُه جيش، فقتلوه بعد يسيرٍ2.
ولاية هارون بن خُمَارَوَيْه وعزله:
وأقاموا مكانه أخاه هارون بن خُمَارَوَيْه، وقرَّر على نفسه أن يحمل إلى المعتضد كل سنة ألف ألف وخمسمائة ألف دينار. فلما استُخلف المكتفي عزله، وولي محمد بن سليمان الواثقي، فاستصفى أموال آل طولون3.
قتل المُعْتَضِد لابن عمّه أحمد:
وفيها، أَوْ قبلها، أهلك المُعْتَضِد عمّه أحمد بن المتوكل لِأَنَّهُ بلغه أَنَّهُ كاتب خُمَارَوَيْه بن أحمد، فيما قيل. وكان عالمًا شاعرًا.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 42"، المنتظم "5/ 151"، الولاءة والقضاة للكندي "241".
2 تاريخ الطبري "10/ 45، 46"، المنتظم "5/ 151"، الولاة والقضاة للكندي "241، 242".
3 المنتظم "5/ 151" لابن الجوزي.(21/6)
أحداث سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين:
فيها تُوُفِّي: إسحاق بن إبراهيم بن سُفْيَان الخُتُّليّ، وسهل بن عبد الله التُّسْتَرِيُّ الزاهد، والعباس بن الفضل الأسفاطي، وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش، وعلي ابن محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب القاضي، ومحمد بن سُلَيْمَان الْبَاغَنْدِيُّ، ومحمد بن غالب تَمْتَام، ومِقْدَام بن داود الرُّعَيْنيّ.
الظفر بهارون الخارجي:
وفي أولها خرج المُعْتَضِد إلى المَوْصِل بسبب هارون الشاري، وكان الحسين بن حَمْدَان قد قَالَ له: إنْ أَنَا جئتُ بهارون إليك فليَ ثلاثُ حوائج. قَالَ: اذكرها.
قَالَ: تُطلق أبي، والحاجتان أذكرهما بعد أن آتي به.
قَالَ: لك ذلك.
قَالَ: أريد أنتخب ثلاثمائة فارس. قَالَ: نعم.
وخرج الحسين يطلب هارون حَتَّى انتهى إلى مخاضةٍ في دجلة، وكان معه وَصيف الأمير.
فَقَالَ لوصيف: ليس لهارون طريق يهرب منه غير هذا، فقف ها هنا، فإنْ مرَّ بك فامنعه من العبور. قَالَ: نعم.
ومضى الحسن فالتقى مع هارون، فقتل جماعة وهرب هارون، وأقام وصيف على المخاضة ثلاثًا، فَقَالَ لأصحابه: قد طال مقامنا، ولسنا نأمن أن يأخذ الحسين هارون فيكون له الفتح دوننا، فالصواب أن نمضي في آثارهم، فأطاعوه ومضوا، وجاء الشاري إلى المخاضة فَعَبَرَ.
وجاء الحسين في إثره فلم يجد وَصِيفًا، ولم يُعرف لهارون خبر، فبلغه أَنَّهُ عبر دِجْلة، فعبر خلفه، وجاء هارون إلى حيٍّ من العرب، فأخذ دابة ومضى، وجاء الحسين فسألهم فكتموه، فَقَالَ: المُعْتَضِد في إثري؛ فأخبروه بمكانه، فاتَّبعه في مائة فارس، فأدركه، فناشده هارون الشاري وتوعَّده، فألقى الحسين نفسه عليه، وأسره، وجاء به إلى المُعْتَضِد، فأمر بفك قيود حَمْدَان والتوسعة عليه، ورجع بهارون إلى بغداد، وخلع على الحسين بن حَمْدَان وطوّقه، وعُمِلَت قِباب الزّينة، وركَّبوا هارون فيلًا بين يدي المُعْتَضِد، وازدحم الخَلْق حَتَّى سقط كرسي الجسر الأعلى ببغداد، فغرق خلق كثير.(21/7)
وكان على المعتضد قباء سود، وعِمَامة سوداء، وجميع الأمراء يمشون بين يديه1.
ولاية طغج إمرة الجيش:
وفيها ولي طُغْج بن جُف إمرةَ الجيش الطُّولوني2.
وصول تقادُم ابن الليث:
وفيها: وصلت تَقَادُم عمرو بن اللَّيث أمير خراسان، فكانت مائتي حِمل مال، ومائتي حمارة، وغير ذلك من التُّحَف.
إطلاق المُعْتَضِد لحمدان:
وفيها خلع المُعْتَضِد على حَمْدَان وأطلقه3.
الأمر بتوريث ذوي الأرحام:
وفيها كُتِبَت الكتب إلى الآفاق، بأن يورَّث ذَوُو الأرحام، وأن يبطل ديوان المواريث، وكثُر الدُّعاء للمعتضد، وكان قد سأل أبا حازم القاضي عن ذَلِكَ، فَقَالَ: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} [الأنفال: 75] .
فَقَالَ المُعْتَضِد: قد رُوِيَ عدم الرد عن الخُلفاء الأربعة.
فَقَالَ أبو حازم: كَذِب الناقلُ عنهم؛ بل كلِّهم ردّ، هم وجميع الصحابة، سوى زيد بن ثابت.
وكان زيد يُخفيه حَتَّى مات عمر، وَهُوَ مذهب فقهاء التابعين ومن بعدهم، ولم يذهب إلى قول زيد غير الشافعي في إحدى القولين، والقول الآخر كالجماعة.
فَقَالَ المُعْتَضِد: اكتبوا بذلك إلى الآفاق.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 43، 44"، المنتظم "5/ 161"، البداية والنهاية "11/ 73".
2 الولاة والقضاة للكندي "248".
3 تاريخ الطبري "10/ 44"، المنتظم لابن الجوزي "5/ 161"، البداية والنهاية "11/ 73".(21/8)
خروج عمرو بن الليث من نيسابور:
وفيها خرج عمرو بن اللَّيْث من نَيْسَابُور، فهاجمها رافع بن هَرْثَمَة وخطب بها لمحمد بن يزيد العلوي، فعاد عمرو ونزل بظاهر نَيْسَابُور محاصرًا لها1.
ذبح جيش بن خُمَارَوَيْه:
وفيها وثب الْجُنْدُ من البربر على جيش بن خُمَارَوَيْه وقالوا: لو تتنحى عن الأمر لنُولي عمَّك؟ فكلمهم كاتبه عَليَّ بن أحمد الماذرائي، وسألهم أن ينصرفوا عنه يومهم، فانصرفوا، فغدا جيش على عمه أبي العشائر، فضرب عُنقه وعُنُق عمٍ له آخر، ورمى برؤوسهما إليهم، فهجم الجند على جيش فذبحوه، وذبحوا أمه، وانتهبوا الدار، وأجلسوا أخاه هارون مكانه2.
قتل رافع بن هرثمة:
وفيها هزم عمرو بنُ اللَّيْث رافعَ بن هرْثَمَة، وساقَ وراءه إلى أن أدركه بخوارزم فقتله، وكان المُعْتَضِد قد عزله سنة سبعٍ وسبعين عن خُراسان، وولى عليها عمرو بن اللَّيْث، فبقي رافع بالرِّي3.
ثُمَّ إِنَّهُ هادن الملوك المجاورين له يستعين بهم على عَمْرو، ودعا إلى العلوي، ثُمَّ سار إلى نَيْسَابُور، فوافقه عمرو في ربيع الآخر من هذه السنة، وهزمه إلى أبِيورد، وقصد رافع أن يخرج إلى مَرْو أَوْ هراة، ثُمَّ دخل نَيْسَابُور، فأتى عَمْرو فحاصره بها، فهرب رافع وأصحابه على الجمازات إلى خُوَارِزْم في رمضان، فأحاط به أمير خُوَارِزْم وقتله في سابع شوال، وبعث برأسه إلى عَمْرو بن اللَّيْث، فنفذه إلى المُعْتَضِد4.
ولم يكن رافع ولد هرثمة، وإنما هو زوج أمه، فنُسب إليه، وَهُوَ رافع بن تُومَرْد، وصفت خراسان لعمرو بن الليث.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 44"، البداية والنهاية "11/ 73".
2 تاريخ الطبري "10/ 45، 46"، مروج الذهب "4/ 259"، الولاة والقضاة "241، 242".
3 تاريخ الطبري "10/ 50"، المنتظم "5/ 161"، النجوم الزاهرة "3/ 114".
4 تاريخ الطبري "10/ 49، 50، 51"، البداية والنهاية "11/ 67".(21/9)
رواية ابن طولون عن قتل جيش بن خُمَارَوَيْه:
قَالَ ربيعة بن أحمد بن طولون: لما دخل ابن أخي جيش مصر قبض عَليَّ وعلى عمَّيه مُضر وشيبان، وحبسنا، ثُمَّ إِنَّهُ أخذ أخانا مُضر فأدخله بيتًا، وجوعه خمسة أيام، ثُمَّ دخل علينا ثلاثة من غلمان جيش، فقالوا: أين أخوكم؟ قلنا: لا ندري.
فدخلوا عليه البيت، فرماه كل واحدٍ بسهم، فقتلوه وأغلقوا علينا الباب، وتركونا يومين بلا طعام، فظننا أَنَّهُم يُهلكوننا بالجوع، فسمعنا صُراخًا في الدار، ففتحوا علينا، وادخلوا إلينا جيش بن خُمَارَوَيْه، فقلنا: ما جاء بك؟ قَالَ: غَلبني أخي هارون على مصر.
فقلنا: الحمد لله الذي قبض يدك وأضرع خدك.
فَقَالَ: ما كان في عزمي إِلا أن أُلْحِقَكُما بأخيكما.
وبعث إلينا هارون أن نقتله بأخينا، فلم نفعل، وانصرفا إلى دورنا، فبعث إليه من قتله.(21/10)
أحداث سنة أربعٍ وثمانين ومائتين:
تُوُفِّي فيها: أبو عَمْرو أحمد بن المبارك المُسْتَمْلِي، وإسحاق بن الحسن الحربي، وأبو خالد عبد العزيز بن معاوية القُرَشي، ومحمود بن الفرج الأصبهاني الزاهد، وهشام بن عَليَّ السيرافي، ويزيد بن الهيثم أبو خالد البادا.
القدوم برأس ابن هَرْثَمَة على المُعْتَضِد:
وفي رابع المحرم قُدم على المُعْتَضِد برأس ابن هَرْثَمَة، فنُصب يومًا ببغداد1.
الوقعة بين النوشري وابن أبي دُلف:
وفيها كانت وقعة بين عيسى النُّوشَري المعتضدي وبين بكر بن عبد العزيز بن أبي دلف، وكان قد أظهر العصيان، فهزمه النَّوْشَرِيّ بقرب إصبهان، واستباح عسكره2.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 51"، مروج الذهب "4/ 260".
2 تاريخ الطبري "10/ 51"، النجوم الزاهرة "3/ 113".(21/10)
ولاية القضاء بمدينة المنصور:
وفي ربيع الأول وَلِيَ القضاء أبو عمر محمد بن يوسف على مدينة المنصور1.
وفيها ظهر بمصر حُمرة عظيمة، حَتَّى كان الرجل ينظر إلى وجه الرجل فيراه أحمر، وكذا الحيطان، فتضرًّع الناس بالدعاء إلى الله، وكانت من العصر إلى الليل2.
إرسال ابن اللَّيْث للأموال:
وفيها بعث عَمْرو بن اللَّيْث بألف ألف درهم لتنفق على إصلاح درب مكة من العراق3.
عزْم المُعْتَضِد على لعن معاوية:
قَالَ ابن جرير الطبري4: وفيها عزم المُعْتَضِد على لعن معاوية على المنابر، فخوَّفه عُبَيْد الله الوزير اضطراب العامة، فلم يلتفت، وتقدَّم إلى العامة بلزوم أشغالهم وترك الاجتماع، ومنع القُصَّاص من القعود في الأماكن، ومنع من اجتماع الخلق في الجوامع، وكتب المُعْتَضِد كتابًا في ذلك، واجتمع الناس يوم الجمعة بناء على أن الخطيب يقرؤه، فما قرأه، وكان من إنشاء الوزير عُبَيْد الله، وفيه: "وقد انتهى إلى أمير المؤمنين ما عليه جماعة من العامة من شُبهة قد دخلتهم في أديانهم، على غير معرفة ولا روية، خالفوا السنن، وقلدوا فيها أئمة الضلالة، ومالوا إلى الأهواء، وقد قَالَ الله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ} [القصص: 50] خروجًا عن الجماعة، ومسارعةً إلى الفتنة، وإظهارًا لموالاة من قطع الله عنه الموالاة، وبتر منه العصمة، وأخرجه من الملة. قَالَ الله تعالى: {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ} [الإسراء: 60] وإنما أراد بني أمية الملعونين على لسان نبيه، وهم كانوا أشد عداوة من جميع الكفار، ولم يرفع الكفار رايةً يوم بدرٍ وأُحد والخندق إِلا وأبو سُفْيَان وأشياعه أصحابها وقادتها".
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 51"، المنتظم "5/ 170".
2 تاريخ الطبري "10/ 53"، المنتظم "5/ 170، 171"، النجم الزاهرة "3/ 113".
3 النجوم الزاهرة "3/ 113".
4 في تاريخه "10/ 54-63".(21/11)
ثُمَّ ذَكَرَ أَحَادِيثَ وَاهِيَةٍ وَمَوْضُوعَةٍ فِي ذَمِّ أَبِي سُفْيَانَ وَبَنِي أُمَيَّةَ، وَحَدِيثَ: "لَا أَشْبَعَ اللَّهُ بَطْنَهُ" 1، عَنْ مُعَاوُيَةَ وَأَنَّهُ نَازَعَ عَلِيًّا حَقَّهُ، وَقَدْ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِعَمَّارٍ: "تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ" 2. وَأَنَّ مُعَاوِيَةَ سَفَكَ الدِّمَاءَ، وَسَبَى الْحَرِيمَ، وَانْتَهَبَ الْأَمْوَالَ الْمُحَرَّمَةَ، وَقَتَلَ حُجْرًا، وَعَمْرَو بْنَ الْحَمِقِ، وَادَّعَى زِيَادَ بْنَ أَبِيهِ جُرْأَةً عَلَى اللَّهِ، وَاللَّهُ يَقُولُ: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب: 5] ، وَالنَّبِيُّ -صَلّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ- يَقُولُ: "الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ" 3.
ثُمَّ دعى إلى بيعة ابنه يزيد، وقد عَلِمَ فسْقة، ففعل بالحسين وآله ما فعل؛ ويوم الْحَرَّةِ، وحرق البيت الحرام.
وَهُوَ كتاب طويل فيه مصائب، فلما كتبه الوزير قَالَ للقاضي يوسف بن يعقوب: كلِّم المُعْتَضِد فيه هذا.
قال له: يا أمير المؤمنين، أخاف الفتنة عند سماعه.
فَقَالَ: إنْ تحرَّكت العامةُ وضعتُ السيف فيها.
قَالَ: فما نصنع بالعلويين الذين هم في كل ناحية قد خرجوا عليك؟ وَإِذَا سمع النَّاس هَذَا من فضائل أهل البيت كانوا إليهم أمْيل وصاروا أبسطَ ألْسنة4.
فأمسك المُعْتَضِد.
ذكر الخادم وظهوره على المُعْتَضِد:
وفيها ظهر في دار المُعْتَضِد شخص، في يده سيف مسلول، فقصده بعض الخدم فضربه بالسيف فجرحه، واختفى بالبُستان، وطُلب فلم يوجد له أثر، فعظُم ذلك على المُعْتَضِد، وقيل: هُوَ من الجن. وساءت الظُّنون. وأقام الشخص يظهر مرارًا ثم
__________
1 "حدث صحيح": أخرجه مسلم "2604"، وأحمد في المسند "1/ 240، 291، 335، 338" مختصرا.
2 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "447، 2812"، ومسلم "2915"، وأحمد في المسند "3/ 90، 91"، وابن حبان في صحيحه "7078، 7079".
3 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "2053، 2745، 4303"، ومسلم "1457"، وأبو داود "2273"، والنسائي "3484"، وابن ماجه "2004"، وأحمد في المسند "2/ 246، 247"، والحميدي "238".
4 تاريخ الطبري "10/ 63"، البداية والنهاية "11/ 76"، النجوم الزاهرة "3/ 113، 114".(21/12)
يختفي، ولم يزهر خبره حَتَّى مات المُعْتَضِد والمكتفي، فَإِذَا هُوَ خادم أبيض كان يميل إلى بعض الجواري التي في الدُّور1.
وكان منْ بلغَ من الخُدّام يُمنعون من الحرم، وكان خارج دور الحرم بستان كبير، فاتّخذ هَذَا الخادم لحية بيضاء، فبقي تارةً يظهر في صورة راهب، وتارة يظهر بزيّ جنْديّ بيده سيف واتخذ عدّة لِحًى مختلفة الهيئات، فَإِذَا ظهر خرجت الجارية مع الجواري لتراه يعني ليخلو بها بين الشجر فيحدِّثها خلسة، فَإِذَا طُلب دخل بين الشجر ونزع اللحية والبُرْنُس ونحو ذلك، وخبّأها، وترك السيف في يده مسلولًا كَأَنَّه من جملة الطالبين لذلك الشخص، وبقي كذلك إلى أن ولي المقتدر، وخرج الخادم إلى طوس، فتحدثت الجارية بحديثه بعد ذلك.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 63، 64"، المنتظم "5/ 172"، النجوم الزاهرة "3/ 114".(21/13)
أحداث سنة خمسٍ وثمانين ومائتين:
فيها تُوُفِّي: إبراهيم الحربي، وإسحاق بن إبراهيم الدَّبَري، وعبيد بن عبد الواحد بن شَريك، وأبو العَبَّاس محمد بن يزيد المبرّد.
إيقاع الطائي بالحجّاج:
وفي المحرّم قطع صالح بن مدرك الطائي الطريق على الحُجاج بالأجْفُر، وأخذ للرَّكب ما قيمته ألف ألف دينار، وأسر الحرائر1.
ولاية ابن اللَّيْث ما وراء النهر:
وفي المحرّم عُزل إسْمَاعِيل بن أَحْمَد عن ما وراء النهر، وولِيَه عَمْرو بن اللَّيْث2.
الريح الصفراء بالبصرة:
وفي ربيع الأول هبّت ريح صفراء بالبصرة، ثُمَّ صارت خضراء، ثُمَّ سوداء، وامتدت في الأمصار؛ ووقع عقِبها بَرَدٌ، وزن البردة مائةٌ وخمسون درهمًا، وقلعت
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 67"، المنتظم "6/ 3"، البداية والنهاية "11/ 78".
2 تاريخ الطبري "10/ 67"، المنتظم "6/ 2".(21/13)
الريح نحو ستمائة نخْلة، ومُطرت قرية حجارةً سوداء وبيضاء1.
استعمال ابن أبي الساج:
وفيها استعمل المُعْتَضِد على أرمينية وأَذْرَبِيجَان ابن أبي السّاج2.
غزوة راغب في البحر:
وفيها غزا راغب الموفَّقي الخادم الرومي في البحر، فظفر بمراكب كثيرة، ضرب منها ثلاثة آلاف رَقَبة، وفتح حُصونًا كثيرة.
تكريم عَليّ بن المُعْتَضِد:
وفي ذي الحجّة قدم عَليّ بن المُعْتَضِد بغداد، وكان قد جهّزه لقتال محمد بن زيد العلوي، فدافع محمدا عن الجبال وتحيز إلى خُرَاسَان، ففرح به أبوه فَقَالَ: بعثناك ولدًا فرجعت أخًا. كرامةً له منه بهذا القول، ثُمَّ أعطاه ألف ألف دينار3.
وفاة أَحْمَد بن عيسى بن الشيخ:
وفي ذي الحجّة خرج المُعْتَضِد وابنه يريد آمد، لما بلغه موت أَحْمَد بن عيسى بن الشيخ.
صلاة ابن المُعْتَضِد بِالنَّاس:
وصلى بالناس يوم الأضحى ببغداد عَليّ بن المُعْتَضِد، وركب كما تركبُ وُلاةُ العهود4.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 68"، المنتظم "6/ 2، 3"، البداية والنهاية "11/ 78".
2 تاريخ الطبري "10/ 68"، النجوم الزاهرة "3/ 116".
3 المنتظم لابن الجوزي "6/ 3"، النجوم الزاهرة "3/ 116".
4 المنتظم لابن الجوزي "6/ 3"، النجوم الزهرة "3/ 116".(21/14)
أحداث سنة ستٍّ وثمانين ومائتين:
فيها تُوُفِّي: أَحْمَد بن سَلَمَةَ النَّيْسَابُوري الحَافِظ، وَأَحْمَد بن عَليّ الخزاز، وأبو سعيد الخراز شيخ الصوفية، وَأَحْمَد بن الْمُعَلَّى الدِّمِشْقِيّ، وأبو نُعَيْم بن سُوَيْد الشامي، وإبراهيم بن محمد الصَّنْعَانيّ، وَالحَسَن بن عبد الأعلى البوسي أصحاب عبد الرزاق، وعبد الرحيم بن عبد الله البَرْقي، وعَليُّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وَمحمد بن وضاح القُرْطُبيّ، وَمحمد بن يوسف البنّا الزاهد، وَمحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وأبو عُبادة البُحْتُريّ الشاعر.
منازلة المُعْتَضِد لآمد:
وفي ربيع الآخر نازل المُعْتَضِد آمد، وبها محمد بن أَحْمَد بن الشيخ؛ فنصب عليها المجانيق، ودام الحصار أربعين يومًا، ثُمَّ ضَعُف محمد، وتخاذَل أصحابه، فطلب الأمان، ثُمَّ خرج فخلع عليه1.
قبض المُعْتَضِد على راغب الخادم:
وفيها قبض المُعْتَضِد على راغب الخادم أمير طَرَسُوس واستأصله، فمات بعد أيَّام2.
قدوم هدية ابن اللَّيْث على المُعْتَضِد:
وفيها، في جُمَادَى الآخرة، قدمت هدايا عَمْرو بن اللَّيْث، وهي أربعة آلاف ألف درهم، وعشرة من الدواب بسروجها ولُجُمها المذهبّة، وخمسون أخرى بجلالها3.
الحرب بين ابن الصَّفَّار وَإسْمَاعِيل بن أَحْمَد:
وفيها التقى جيش عمرو بن الليث الصَّفَّار، وَإسْمَاعِيل بن أَحْمَد بن أسد بما وراء النَّهْر.
فانكسر أصحاب عَمْرو؛ ثُمَّ في آخر السنة عبَرَ إسْمَاعِيل بن أَحْمَد جَيْحُون بعسكره، ثُمَّ التقى هُوَ وَعَمْرو بن اللَّيْث على بلْخ، وكان أهل بلْخ قد ملّوا عَمْروًا وأصحابه، وضجوا من نزولهم في دُورهم وأخذهم لأموالهم، وتعرضهم لنسائهم.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 70"، المنتظم "6/ 15"، البداية والنهاية "11/ 80".
2 تاريخ الطبري "10/ 72".
3 تاريخ الطبري "10/ 71"، المنتظم "6/ 17".(21/15)
فَلَمَّا التقوا حمل عليهم إسْمَاعِيل، فانهزم عَمْرو إلى بلخ، فوجد أبوابها مغلقة، ففتحوا له ولجماعة معه، فوثب عليه أهل بلخ وأوثقوه، وحملوه إلى إسْمَاعِيل، فَلَمَّا دخل عليه قام إسْمَاعِيل واعتنقه، وقبّل ما بين عينيه، وخلع عليه، وحلف أَنَّهُ لا يؤذيه.
وَقِيلَ: إن إسْمَاعِيل لَمَّا كان على ما وراء النَّهْر، سأل عَمْرو بن اللَّيْث المُعْتَضِد أنْ يوليه ما وراء النَّهْر، فولاه فعزم عَمْرو على محاربته، فكتب إليه إسْمَاعِيل: إنك قد وُليت الدُّنيا، وإنما في يدي ثغر، فاقنع بما في يدك ودعني. فأبى، فَقِيلَ له: بين يديك جيحون كيف تعبره؟ فَقَالَ: لو شئت أن أسكّره ببذْل الأموال لفعلت حَتَّى أعبره.
فَقَالَ إسْمَاعِيل: أنا أعبر إليه. فجمع الدَّهاقين وغيرهم، وجاوز النَّهْر، فجاء عَمْرو فنزل بلخ.
فأخذ إسْمَاعِيل عليه الطُّرق، فصار كالمحاصر، وندِم عَمْرو، وطلب المحاجزة، فلم يُجبه، واقتتلوا يسيرًا، فانهزم عَمْرو، فتبعوه، فتوحَّلت دابته، فأُخذ أسيرًا1.
وبلغ المُعْتَضِد، فخلع على إسْمَاعِيل خِلَع السلطنة وَقَالَ: يُقلَّد أبو إِبْرَاهِيم كل ما كان في يد عَمْرو بن اللَّيْث.
ابن اللَّيْث في أسر المُعْتَضِد:
ثُمَّ بعث يطلب من إسْمَاعِيل عَمْرو، ويعزم عليه، فما رأى بُدًّا من تسليمه، فبعث به إلى المُعْتَضِد فدخل بغداد على جمل ليشهره، فقال الحُسَيْن بن محمد بن الفَهْم:
ألم ترَ هَذَا الدَّهْر كيف صُروفهُ ... يكون يسيرًا مُرّةً وعسيرًا
وحسبك بالصفار نُبلًا وَعِزّةً ... يرُوح ويغدُو في الجيوش أميرا
حباهم بأجمال ولم يدر أنه ... على جمل منها يقاد أسيرا
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 76"، البداية والنهاية "11/ 80، 81".(21/16)
نهاية عَمْرو بن اللَّيْث:
ثُمَّ حبسه المُعْتَضِد في مطمورة، فكان يَقُولُ: لو أردت أن أعمل على جيحون جسرًا من ذهب لفعلت، وكان مطبخي يحمل على ستمائة جمل، وأركبُ في مائة ألف، أصارني الدَّهْر إلى القيد والذُّلّ1!
فَقِيلَ: إِنَّهُ خُنق عند موت المُعْتَضِد، وَقِيلَ: قبل موته بيسير.
وَقِيلَ: إنَّ إسْمَاعِيل خيّره بين أن يقعد عنده معتقلًا، وبين توجيهه إلى المُعْتَضِد، فاختار توجيهه إلى المُعْتَضِد، فأُدخل بغداد سنة ثمانٍ وثمانين على جملٍ له سنامان، وعلى الجمل الدّيباج والحلي، وطيف به شوارع بغداد، وأُدخل على المُعْتَضِد، فَقَالَ له: يا عَمْرو هَذَا ببغيك ثُمَّ سجنه.
إنعام المُعْتَضِد على إسْمَاعِيل:
وبعث المُعْتَضِد إلى إسْمَاعِيل ببدرةٍ من لؤلؤ، وتاج مرصًّع، وسيف، وعشرة آلاف درهم.
ظهور القرمطي بالبحرين:
وفيها ظهر بالبحرين أبو سَعِيد الْجَنّابي القَرْمَطيّ في أول السنة.
وفي وسطها قويت شوكته، وانضم إليه طائفة من الأعراب، فقتل أهل تِلْكَ القرى، وقصد البصرة، فبنى المُعْتَضِد عليها سورًا وحصّنها.
وكان أبو سَعِيد كَيّالًا بالبصرة، وَهُوَ من قرى الأهواز، وقيل من البحرين2. يُسخر منه ويُستخف به، فخرج إلى البحرين، وانضاف إليه جماعة من بقايا الزنْج والخرّمّية، فعاث وأفسد وتفاقم أمره، حَتَّى بعث إليه الخليفة جيوشًا وهو يهزمها.
وَهُوَ جدّ أبي عَليّ المستولي على الشام الذي مات بالرملة سنة خمس وستين وثلاثمائة.
__________
1 البداية والنهاية "11/ 81"، النجوم الزاهرة "3/ 119".
2 تاريخ الطبري "10/ 71"، مروج الذهب "4/ 264"، المنتظم "6/ 18".(21/17)
وَقَالَ غيره: أقام أبو سَعِيد مدة، ثُمَّ ذُبح في حمامٍ بقصره. ثُمَّ خلفه ابنه أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الحَسَن بن بهرام الجنابيّ القَرْمَطيّ، وَهُوَ الذي تأتّى أَنَّهُ قَتل الحجيج واقتلع الحجر الأسود.(21/18)
أحداث سنة سبعٍ وثمانين ومائتين:
فيها تُوُفِّي: أَحْمَد بن إسحاق بن نُبَيْط، وأبو بكر أَحْمَد بن عَمْرو بن أبي عاصم، وَمحمد بن عمرو الجرشي وأبو عَليّ قشْمرد، وموسى بن الحَسَن الْجَلاجليّ، وأبو سَعِيد يحيى بن منصور الهَرَويّ.
واقعة ركب الحاج:
وفي المحرم واقعت طيئ رَكْبَ الحاجّ العراقيّ بأرض المعدن. وكانت الأعراب في ثلاثة آلاف ما بين فارس وراجل. وكان أمير الحاجّ أبو الأغرّ، فأقاموا يقاتلونهم يومًا وليلة. واشتد القتال، ثُمَّ إنَّ الله أيّد الركب وهزموهم، وقُتل صالح بن مدرك الذي نهب الحاجّ فيما مضى؛ وقُتل معه أعيان طيئ، ودخل الركبُ بغداد بالرؤوس على الرماح وبالأسرى1.
الوقعة بين ابن اللَّيْث وَإسْمَاعِيل بن أَحْمَد:
وفي نصف ربيع الأول كانت الوقعة على بلْخ بين عَمْرو بن اللَّيْث وَإسْمَاعِيل بن أَحْمَد، فأسره إسْمَاعِيل.
ذكر القرامطة وغِلَظ أمرهم:
وفيها غَلُظ أمر القرامطة، وأغاروا على البصرة ونواحيها، فسار لحربهم العَبَّاس بن عَمْرو الغنوي، فالتقوا، فأُسر الغنوي، وقُتل خلقٌ من جنده2.
إطلاق القَرْمَطيّ للغنوي:
ثُمَّ إنَّ أبا سَعِيد بعد أنْ ضيق عليه أطلقه وَقَالَ: بلِّغ المعتضد عني رسالة؛
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 74"، مروج الذهب "4/ 264، 265"، النجوم الزاهرة "3/ 121، 122".
2 تاريخ الطبري "10/ 75، 77، 78"، المنتظم "6/ 24"، النجوم الزاهرة "3/ 122".(21/18)
ومضمونها أَنَّهُ يكفّ عنه ويحفظ حُرمته: فأنا قد قنعت بالبرية، فلا يتعرّض لي1.
رواية ابن خلّكان عن القرامطة:
قَالَ ابن خلّكان: كان من حديث العَبَّاس أَنَّ القرامطة لَمَّا اشتد أمرهم وبالغوا في القتل، أرسل إليهم المُعْتَضِد جيشًا عليه العَبَّاس بن عَمْرو، فالتقوا، فأسره أبو سَعِيد القَرْمَطيّ في الوقعة، وأسر جميع مَن معه مِن الجيش.
ثُمَّ مِن الغد أحضر الأسرى فقتلهم بأسرهم وحرّقهم، رحمهم الله، وأطلق العَبَّاس فجاء إلى المُعْتَضِد وحده2.
وكانت الوقعة بين البصرة والبحرين.
خروج المُعْتَضِد إلى الثغور:
وفي شوال خرج المُعْتَضِد من بغداد، وسار إلى عين زَرْبة، فأسرَ وصيفًا الخادم، ثُمَّ قدِم المِصيصة ونزل طَرَسُوس، ثُمَّ رحل إلى أنطاكية، ثم جاء جاء إلى حلب، ثُمَّ إلى بالس، وأقام بالرَّقَّة إلى سلْخ السنة3.
وفاة صاحب طَبَرسْتَان:
وفيها مات صاحب طَبَرسْتَان محمد بن زيد العلوي.
الإيقاع بالقرامطة:
وفيها أوقع بدر بالقرامطة على غرة، فقتل منهم مقتلةً عظيمة، والحمد لله.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 78، 79"، مروج الذهب "4/ 265، 266"، النجوم الزاهرة "3/ 122".
2 وفيات الأعيان "6/ 431"، البداية والنهاية "11/ 83".
3 تاريخ الطبري "10/ 79، 80"، مروج الذهب "4/ 267".(21/19)
أحداث سنة ثمانٍ وثمانين ومائتين:
فيها تُوُفِّي: إسحاق بن إسْمَاعِيل الرملي بإصبهان، وَبِشْر بن موسى الأسديّ، وجعفر بن محمد بن سوار الحَافِظ، وعثمان بن سَعِيد بن بشار الأَنْمَاطِيُّ، ومُعاذ بن المُثَنَّى العَنْبَريّ، وخلْق سواهم.
دخول ابن اللَّيْث بغداد أسيرًا:
وفي جُمَادَى الأولى أُدخل عَمْرو بن الليث الصَّفَّار بغداد أسيرًا على جَمل1، فسجن إلى سنة تسعٍ وثمانين، وأُهلك عند موت المُعْتَضِد.
الزلزلة في دبيل:
وزُلزِلت دبيل ليلا. قال أبو الفرج ابن الْجَوْزيّ: فأُخرج من تحت الهدْم خمسون ومائة ألف ميت.
وَقِيلَ: كان ذَلِكَ في العام الماضي، كما تقدم.
الوباء بأذربيجان:
وفيها وقع وباءٌ عظيم بِأَذْرَبِيجَان حَتَّى فُقدت الأكفان، حَتَّى كفنوا بالأكسية واللُّبُود، ثُمَّ طُرحوا في الطُّرق2.
موت ابن أبي الساج وأصحابه:
ومات من أصحاب محمد بن أبي الساج وأقاربه سبعمائة إنسان، وكان ببرذعة؛ ثُمَّ تُوُفِّي هُوَ، فقام بعده ابنه ديوداد، وخالفه أخوه يوسف3.
موت وصيف الخادم في السجن:
وفيها قدم المُعْتَضِد ومعه وصيف خادم محمد بن أبي الساج، وكان قد عصى عليه بالثُّغور، فأسره وأُدخل على جملٍ، ثُمَّ تُوُفِّي في السجن بعد أيام، فصلبت جثته عند الجسر4.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 83"، مروج الذهب "4/ 268"، النجوم الزاهرة "3/ 124".
2 تاريخ الطبري "10/ 83"، المنتظم "6/ 27"، النجوم الزاهرة "3/ 123".
3 تاريخ الطبري "10/ 83"، مروج الذهب "4/ 268"، النجوم الزاهرة "3/ 123، 124".
4 تاريخ الطبري "10/ 85"، مروج الذهب "4/ 269".(21/20)
ظهور الشيعي بالمغرب:
وفيها ظهر أبو عبد الله الشيعي بالمغرب، ونزل بكُتامة، ودعاهم إلى المهدي عبيد الله1.
__________
1 النجوم الزاهرة "2/ 124".(21/21)
أحداث سنة تسعٍ وثمانين ومائتين:
فيها تُوُفِّي: أبو عبد الملك أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم البُسْريّ، والمعتضد بالله الخليفة، وَأَحْمَد بن يَحْيَى بن حمزة، وَإِبْرَاهِيم بن محمد الأغلبي أمير القيروان، وأنس بن السّلم، وجماعة كبار.
فيضان ماء البحر على السواحل:
وفيها فاض ماء البحر على السواحل، فأخرب البلاد والحصون التي عليه، وَهَذَا لم يُعهد.
اعتلال المُعْتَضِد:
وفي ربيع الآخر اعتل المُعْتَضِد علّة صعبة، وتماثل، فَقَالَ ابن المعتز:
طار قلبي بجناح الوجيب ... جزعًا من حادثات الخُطوب
وحذارًا من أن يُشاك بسوء ... أسدُ المُلك وسيفُ الحروب
ثُمَّ انتكس ومات في الشهر.
خلافة المُكْتَفِي:
وقام بعده ابنه المُكْتَفِي بالله أبو محمد عَليّ، وليس في الخلفاء من اسمه عَليّ إِلا هو، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وُلد سنة أربعٍ وستين ومائتين، وأُمه تركية، وكان من أحسن الناس2.
__________
1 النجوم الزاهرة "2/ 124".
2 المنتظم لابن الجوزي "6/ 31"، مروج الذهب "4/ 276".(21/21)
أخذ البيعة للمكتفي:
وَلَمَّا نُقل المُعْتَضِد اجتمعوا في دار العامة، وفيهم مؤنس الخادم، ومؤنس الخازن، ووصيف، موشكير، والفضل بن راشد، ورشيق، وكان بدر المعتضدي بفارس، فقالوا للقاسم بن عُبَيْد الله الوزير: خُذ البيعة.
فَقَالَ: المُعْتَضِد حي، ولا آمن إفاقته، وقد أطلقتُ المال، فيُنكر عَليّ.
فقالوا: إنْ عُوفي فنحن المناظرون دونك.
وكان في عزْمه أن يزوي الأمر عن المُكْتَفِي، لكن رأى ميلهم إلى المُكْتَفِي، فأخذ له البيعة بعد العصر من يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلةً بقيت من ربيع الآخر. وأحضر أحمدُ بن محمد بن بسطام أولاد الخلفاء: عبد الله بن المعتز، وقُصي بن المؤيد، وعبد العزيز بن المعتمد، وعبد الله بن الموفّق، وأبي أَحْمَد، وأخذ عليهم البيعة للمكتفي.
وفاة المُعْتَضِد:
وَتُوُفِّي المُعْتَضِد ليلة الإثنين لثمانٍ بقين من الشهر.
الأموال التي خلفها المُعْتَضِد:
وكان المُكْتَفِي بالرقة. فكتب إليه الْقَاسِم بالخلافة، وَأَنَّ في بيوت الأموال عشرة آلاف ألف دينار، ومن الدراهم أضعافها، ومن الجواهر ما قيمته كذلك، ومن الثياب والخيل، وذكر أشياء كثيرة1.
تحرُّك الْجُنْد ببغداد:
وَقِيلَ: إنَّ الجند تحركوا ببغداد عند موت المُعْتَضِد، ففرّق الْقَاسِم فيهم العطاء، فسكنوا.
دخول المُكْتَفِي بغداد:
ووافى المُكْتَفِي بغداد في سابع جُمَادَى الأولى، ومر بدجلة في سمارية، وكان يومًا عظيمًا.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 88"، المنتظم "6/ 31، 32"، مروج الذهب "4/ 275".(21/22)
وسقط أبو عُمَر القاضي من الزّحمة من الجسر، وأُخرج سالمًا، ونزل المُكْتَفِي بقصر الخلافة، وتكلمت الشعراء، وخلع على الْقَاسِم بن عُبَيْد الله سبْع خِلع، وقلّده سيفًا، وهدم المطامير التي اتخذها أبوه، وصيّرها مسجدًا1.
وأمر بردّ البساتين والحوانيت التي اتخذها أبوه من النَّاس ليعملها قصرًا، وفرّق أموالا جزيلة.
وسار سيرةً جميلة، فأحبه النَّاس ودعوا له.
موت عَمْرو بن اللَّيْث:
ومات في السجن عَمْرو بن اللَّيْث الصَّفَّار في اليوم الذي دخل فيه المُكْتَفِي بغداد. فَقِيلَ إنَّ الْقَاسِم الوزير قتله سرًا، خوفًا من إخراجه، فإنه كان محسنًا إلى المُكْتَفِي أيام مقامه بالري2.
خلع محمد بن هارون الطاعة:
وفي رجب ورد الخبر إلى بغداد أَنَّ أهل الرَّيِّ كتبوا إلى الأمير محمد بن هارون الذي كان إسْمَاعِيل بن أَحْمَد متولي خُرَاسَان بعثه لقتال العلوي وولاه طَبَرسْتَان، فخلع محمد بن هارون الطاعة، ولبس البياض، وسار إلى الرَّيِّ، وكان واليها أوكرتُمُش قد غشم وظلم، فالتقيا، فهزمه محمد وقتله، وقتل ولديه وقوّاده، واستولى على الرَّيِّ3.
زلزلة بغداد:
وفي رجب زُلزلت بغداد زلزلةً عظيمة دامت أيامًا4.
إمارة ابن بسطام آمد وديار ربيعة:
وفيها خُلع على أَحْمَد بن محمد بن بسطام، وأمر على آمد، وديار ربيعة.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 88"، مروج الذهب "4/ 276"، البداية والنهاية "11/ 95".
2 تاريخ الطبري "10/ 88".
3 تاريخ الطبري "10/ 88، 89".
4 تاريخ الطبري "10/ 89"، المنتظم "6/ 33"، البداية والنهاية "11/ 95".(21/23)
ريح بالبصرة:
وفيها هبت ريحٌ عظيمة بالبصرة، قلعت عامة نخلها، ولم يُسمع بمثل ذَلِكَ.
خروج القَرْمَطيّ ومقتله:
وفيها خرج بالشام يَحْيَى بن زكرويه القَرْمَطيّ، وجمع الأعراب، فقصد دمشق وبها طُغْج بن جُفّ نائب هارون بن خُمَارَوَيْه، فكانت بينهما حروبٌ، إلى أن قُتل في أول سنة تسعين1.
وسبب خروجه أَنَّ زَكْرَوَيْه بن مهرويه القَرْمَطيّ لَمَّا رأى متابعة الجيوش إلى من بسواد الكوفة وضعُف، سعى في استغواء الأعراب الذين بالسواد، فاستجابوا له. وكان طائفة من كلب يخفرون الطريق على السماوة، فيما بين دمشق والكوفة على طريق تدمر، ويحملون الرسل وأمتعة التجار على إبلهم، فأرسل زَكْرَوَيْه أولاده إليهم فبايعوهم، وخالطوهم، وانتسبوا إلى أمير المؤمنين عَليّ، وإلى إسْمَاعِيل بن جعفر بن محمد الصادق، فقبلوهم، فدعوهم إلى رأي القرامطة، فلم يقبل منهم إِلا طائفة، فبايعوهم، وكان المُشار إليه في القرامطة يَحْيَى بن زَكْرَوَيْه أبو الْقَاسِم، وذكر لهم أَنَّهُ له بالعراق والشرق مائة ألف تابع، وَأَنَّ ناقته مأمورة، وَأَنَّهُم متى اتبعوها في مسيرها ظفروا، فقصدوا الرصافة، التي هي غربي الفرات، فقتلوا أميرها، وأكثروا الفساد2.
الوقعة بين إسْمَاعِيل بن أَحْمَد وَمحمد بن هارون:
وفيها كانت وقعة بين جيش إسْمَاعِيل بن أَحْمَد، وبين محمد بن هارون على باب الرَّيِّ. وكان محمد في مائة ألف، فكانت الدائرة عليه، فانهزم إلى الدَّيلم في ألف رجل، فاستجار بهم3.
صاحب إفريقية ينسلخ من الإمارة ويتصوف:
وفيها قَوِيَت أمور أبي عبد الله الشيعي بالمغرب، فصنع صاحب إفريقية صنع
__________
1 مروج الذهب "4/ 280"، المنتظم "6/ 33"، تاريخ الخلفاء "376".
2 تاريخ الطبري "10/ 94، 95"، البداية والنهاية "11/ 85، 86".
3 تاريخ الطبري "10/ 96"، البداية والنهاية "11/ 95".(21/24)
محمد بن يَعْفُر ملك اليمن، فانسلخ من الإمارة، وأظهر توبةً، ولبس الصُّوف، وردّ المظالم، وخرج إلى الروم غازيًا، فقام بعده ابنه أبو العَبَّاس.
وكان خروج إِبْرَاهِيم بن أَحْمَد صاحب إفريقية منها وركوبه البحر سنة تسعٍ وثمانين، فوصل إلى صقلية، ومنها إلى طَبَرْمين، فافتتحها، ثُمَّ حاصر كنيسة، فمرض بإسهال، ومات في ذي القِعْدَة. وكانت ولايته ثمانية وعشرين عامًا ونصف، ودفن بصقلية.
اشتهار أمر أبي عبد الله الشيعي:
واشتهر أمر أبي عبد الله بأرض كُتامة، وسُمي المشرقي لقُدُومه من الشرق.
وكان إِذَا بايعه الواحد قِيلَ: تشرَّق، وتسارع المغاربة إليه، وَلَمَّا استفاضت دعوة المهدي كثُر الطلب عليه من العراق والشام، فسار متنكرًا من سلمية، ثُمَّ إلى الرملة، ثُمَّ مصر، ومعه ولده محمد صبي، وأبو العَبَّاس أخو الداعي أبي عبد الله بزي التُّجار. فتوصلوا إلى طرابلُس الغرب، فَلَمَّا وصل المهدي إلى طرابلُس الغرب قدم أبو العَبَّاس أخو الداعي إلى القَيْرُوَان فوصلها، وقد جاءت المكاتبات من مصر بالإنذار وصفته والتوكيد في طلبه، فعُني زيادةُ الله بطلبه، وتقصّى أخباره، فوقع بأبي العَبَّاس، فقرّره فلم يعترف، فحبسه برقّادة.
وكتب إلى طرابلُس في طلب المهدي، وكان قد خرج منها قاصدًا أبا عبد الله داعيته، وفات أمره.
ثُمَّ علِم في طريقه بحبْس رفيقه، فعدل إلى سِجِلْماسة، وأقام بها يتَّجر، فبلغ زيادة الله أَنَّهُ بسِجِلْماسة، فقبض متوليها على المهدي وابنه، ثُمَّ وقعت الحرب بين زيادة الله وبين أبي عبد الله الداعي، فهزمه أبو عبد الله مرات، وهرب من الجيش أبو العَبَّاس، ثُمَّ مُسك، ثُمَّ سار زيادة الله منهزمًا إلى مصر، ولحق أبو العَبَّاس بأخيه. ثُمَّ سارا في جيشٍ كثيفٍ وطلبا سِجِلْماسة، فخرج اليَسَع متوليها للقتال، فهزمه أبو عبد الله سنة ستٍّ وتسعين، كما سيجيء.(21/25)
صلاة المُكْتَفِي يوم النحر:
وفيها صلى المُكْتَفِي بِالنَّاس يوم النحر بالمُصلّى1.
خبر مقتل بدر المعتضدي:
وفيها قتل بدر المعتضدي، وكان المعتضد يحبه.
وكان بدر جوادًا كريمًا شجاعًا، وكان يؤثر الْقَاسِم بن عُبَيْد الله الوزير ويتعصب له، فَقَالَ المُعْتَضِد: والله لا قتله غيره. فكان كما قَالَ، وذلك أَنَّ الْقَاسِم همّ بنقل الخلافة عند موت المُعْتَضِد إلى غير ولده، وناظر بدرًا في ذَلِكَ، فامتنع بدر، فَلَمَّا رأى الْقَاسِم ذَلِكَ علم أن لا سبيل إلى مخالفة بدر، إِذْ كان المستولي على الأمور، اضطغنها على بدر، وحدث على المُعْتَضِد الموت، وبدر بفارس، فعمل الْقَاسِم على هلاكه.
وكان بين بدر وبين المُكْتَفِي تباعد في أيام أبيه، فأشار القاسم على المُكْتَفِي أن يكتب إلى بدر بأن يقيم بفارس، وأن يبعث إليه بالمال، وأن يختار من الولايات ما شاء، ولا يقدم الحضرة.
وخوف المكتفي منه، فكتب إليه يانس المُوفّقي بذلك، وبعث إليه بعشرة آلاف درهم. فَلَمَّا وصل إلى بدر فكّر وخاف لبعده من مكر الْقَاسِم، فكتب إلى المكتفي يقول: لا بد من المصير إلى الحضرة، وأن أشاهد مولاي.
فَقَالَ الْقَاسِم له: قد جاهرك بالعصيان، ولا آمنه عليك، وكاتب الْقَاسِم الأمراء الذين مع بدر بالمصير إلى باب الخليفة، فأوقفوا بدرًا على الكُتب وقالوا: قُمْ معنا حَتَّى نجمع بينك وبين الخليفة.
فَقَالَ: قد كتبت إليه، وأنا منتظر جوابه.
ففارقوه ووصلوا إلى بغداد، فجاء بدر فنزل واسطًا، فندب الْقَاسِم أبا حازم القاضي وَقَالَ: اذهب إلى بدرٍ برسالة أمير المؤمنين بالأمان والعُهود، فامتنع، وكان وَرعًا، وَقَالَ: لمَ أؤدي عن الخليفة رسالة لم اسمعها منه؟ قَالَ: أما تقنع بقولي؟ قَالَ: في مثل هذا ما يكفيني.
__________
1 النجوم الزاهرة "3/ 128".(21/26)
فندب أبا عُمَر محمد بن يوسف القاضي، فأجاب مسرعًا، وانحدر إلى واسط، فاجتمع ببدر، وأعطاه الأيمان المُغلّظة عن المُكْتَفِي، فنزل بدر بطيّار، وترك أصحابه بواسط ليلحقوه في البَرّ، فبينا هُوَ يسير، إِذْ تلقاه لؤلؤ غلام الْقَاسِم في جماعةٍ، فنقلوا القاضي إلى طيار آخر، وأصعدوا بدرًا إلى جزيرة، فَلَمَّا عرف أَنَّهُم قاتلوه قَالَ: دعُوني أصلّي ركعتين وأُوصي، فتركوه؛ فأوصى بعتق أرقابه، وصدقة ما يملك، وذبحوه في الرّكعة الثانية، في ليلة الجمعة السابعة والعشرين من شهر رمضان، وقدموا برأسه على المُكْتَفِي، فسجد.
ما قِيلَ في ذم القاضي أبي عُمَر:
وذمّ النَّاس أبا عُمَر القاضي وقالوا: هُوَ غرير؛ وندم القاضي غاية الندم.
فَقَالَ شاعر:
قل لقاضي مدينة المنصور ... بمَ أحللت أخذ رأس الأمير
بعد إعطائه المواثيق والعهد ... وعقد الأمان في منشور
أين أيمانك التي شهد الله ... على أنها يمينُ فُجور
أَنَّ كفّيكَ لا تُفارقُ كفيـ ... ـه إلى أنْ تُرى مَلِيكَ السرير
يا قليل الحياء يا أكذب الأ ... مة يا شاهدًا شهادة زور
أيّ أمر ركبت في الجمعة الغـ ... ـراء من ذي شهر هذي الشُّهُور
قد مضى من قتلت في رمضان ... صائمًا بعد سجدة التعفير
يا بني يوسف بن يعقوب أضحى ... أهل بغداد منكم في غرور1
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 89، 93"، مروج الذهب "3/ 276-278"، البداية والنهاية "11/ 95".(21/27)
أحداث سنة تسعين ومائتين:
فيها تُوُفِّي: أَحْمَد بن عَليّ الأبار، وَالحَسَن بن سهل المجوز، وَالحُسَيْن بن إِسْحَاق التُّسْتَريّ، وعبد الله بن أَحْمَد بن حَنْبَلٍ، وَمحمد بن زكريا الغلابي الإخباري، وَمحمد بن العَبَّاس المُؤَدِّب، وَمحمد بن يَحْيَى بن المنذر القزاز، شيوخ الطَّبَرَانيّ.
ظفر القَرْمَطيّ بغلام طُغْج:
وفي أولها قصد يَحْيَى بن زَكْرَوَيْه الرّقّةِ، فجاء جمعٌ، فخرج إليه عسكرها فهزمهم وقتل منعم، فبعث طغج لحربه بشيرًا غلامه، فالتقوا، فقتل بشيرًا، وانهزم جُنده، فندب المُكْتَفِي أبا الأغر في عشرة آلافٍ، وجهزه لحربهم1.
حصار القَرْمَطيّ دمشق:
ثُمَّ سار القَرْمَطيّ فحاصر دمشق، وبها طُغْج بن جف، فضعف عن مقاومة القرامطة2.
صرف المُكْتَفِي عن السكن بسامراء:
وفيها خرج المُكْتَفِي من بغداد يريد سامراء ليسكن بها، فصرفه الوزير عن ذَلِكَ وَقَالَ: نحتاج إلى غرامات كثيرة، فعاد إلى بغداد3.
إقامة الحُسَيْن مقام أخيه يَحْيَى بن زَكْرَوَيْه:
وَلَمَّا قتل الكلبُ يَحْيَى بن زَكْرَوَيْه على حصار دمشق أقاموا مقامه أخاه الحُسَيْن.
مسير المُكْتَفِي إلى المَوْصِل لحرب القرامطة:
وفيها عسكر المُكْتَفِي وسار إلى المَوْصِل في رمضان لحرب القرامطة، وتقدّم أمامه إلى حرب الحُسَيْن أبو الأغرّ، فنزل بوادي بطنان، فكسبهم على غِرة صاحبُ الشامة القَرْمَطيّ، فقتل منهم خلقًا، وهرب أبو الأغرّ في ألف رجلٍ إلى حلب، وقُتل تسعة آلاف، وتبعهم صاحب الشامة، فحاربه أبو الأغر على باب حلب، ثُمَّ تحاجزوا؛ ووصل المُكْتَفِي إلى الرّقّة، وسرح الجيوش إلى القرمطي4.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 97"، المنتظم لابن الجوزي "6/ 38"، البداية والنهاية "11/ 96"، النجوم الزاهرة "3/ 130".
2 تاريخ الطبري "10/ 97".
3 تاريخ الطبري "10/ 98"، المنتظم "6/ 38".
4 تاريخ الطبري "10/ 103، 104"، المنتظم "6/ 39"، الولاة والقضاة للكندي "243".(21/28)
هزيمة القَرْمَطيّ أمام بدر الحمامي:
وفي رمضان وصل القَرْمَطيّ أَيْضًا إلى دمشق، فخرج لقتاله بدر الحمامي صاحب ابن طولون فهزم القَرْمَطيّ، ووضع في أصحابه السيف وهرب الباقون في البادية، وبعث المُكْتَفِي في أثر صاحب الشامة الحُسَيْن بن حَمْدَان والقوّاد1.
وَقِيلَ: إنما كانت الوقعة بين بدر والقرمطي بأرض مصر، وأن القَرْمَطيّ انهزم إلى الشام في نفرٍ يسير، فسار على الرَّحْبة وهيت، فنهب وسبى، ومضى إلى الأهواز.
مقتل يَحْيَى بن زَكْرَوَيْه القَرْمَطيّ:
وفيها قُتل أبو الْقَاسِم يَحْيَى بن زَكْرَوَيْه بن مهرويه القَرْمَطيّ المعروف بالشيخ، وبالمُبَرْقَع.
وكان يسمي نفسه كذِبًا وبُهْتانًا: عَليّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الحسين، وكان من دعاة القرامطة2.
قيل: إن بدر الحمامي لقيه بحوران فِي هذه السنة، فاقتتلوا قتالًا عظيما، فقتل، فقام أخوه موضعه.
وكان سبب قتله أن بربريًا رماه بمِزْراقٍ، واتبعه نفّاط فأحرقه بالنار في وسط القتال، فنصب أصحابه أخاه الحُسَيْن بن زَكْرَوَيْه، ويسمى بصاحب الشامة، وزعم بكذبه أَنَّهُ: أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إسْمَاعِيل بن الصادق جعفر، وأظهر شامةً في وجهه يزعم أنها آيته، وجاءه ابن عمّه عيسى بن مهرويه وزعم أَنَّهُ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إسْمَاعِيل بن جعفر، ولقبّه المدثر، وعهد إليه، وزعم أَنَّهُ المُعين في السُّورة. ولقب غلامًا له المطوّق بالنُّور، وظهر على دمشق وحمص والشام، وعاث وأفسد، حَتَّى قتل الأطفال وسبى الحريم، وتسمى أمير المؤمنين المهدي، ودُعي له على المنابر3.
وكان ليحيى بن زَكْرَوَيْه شعرٌ جيد في الحماسة والحرب. والله أعلم.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 104".
2 تاريخ الطبري "10/ 99"، البداية والنهاية "11/ 96".
3 تاريخ الطبري "10/ 95، 96"، البداية والنهاية "11/ 96"، النجوم الزاهرة "3/ 104-106".(21/29)
تراجم رجال هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ:
"حَرْفُ الأَلِفِ":
1- أَحْمَد بْن إبراهيم بْن فيل1.
أبو الحَسَن البالسي، نزيل أنطاكية.
سَمِعَ: أبا جعفر النُّفَيْلِيَّ، وأبا توْبة الحلبي، والمُعافى بن سُلَيْمَان، وعبد الوهاب بن نجدة، وسليمان ابن بنت شُرَحْبِيل، وطائفة.
وعنه: أبو عوانة، وحاجب بن أركين، وأبو سَعِيد بن الأعرابي، وَخَيْثَمَة الأَطْرَابُلُسيّ، وسليمان الطَّبَرَانيّ، وطائفة.
وقد روى عنه النسائي في حديث مالك تأليفه.
تُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين، وَهُوَ والد صاحب الجزء المشهور أبي طاهر الحَسَن بن أَحْمَد.
2- أَحْمَد بن إبراهيم2.
أبو جعفر الأصبهاني الغسال، والد القاضي أبي أَحْمَد الحَافِظ.
سَمِعَ: إسْمَاعِيل بن عَمْرو البجلي، وسهل بن عُثْمَان العسكري.
وعنه: ابنه.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
3- أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن فروة3.
أبو عبد الله اللَّخْمي القُرْطُبيّ. له رحلة إلى العراق.
سَمِعَ بمصر من: عبد الغني بن أبي عقيل، وغيره.
وبالعراق من: عُبَيْد الله القواريري، وبندار.
__________
1 الثقات لابن حبان "8/ 44"، تهذيب الكمال "1/ 247-249"، تهذيب التهذيب "1/ 9، 10".
2 ذكر أخبار أصبهان "1/ 100"، لأبي نعيم.
3 تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي "1/ 23".(21/30)
وعنه: أحمد بن خالد بن الحباب، ومحمد بن عبد الله بن أعيْن.
وكان شيخًا مُغَفَّلًا.
عاش تسعين سنة، ومات سنة تسعين ومائتين.
4- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بكار1.
أبو عبد الملك القُرشي العامري البُسْريّ الدِّمَشْقِيّ، من ولد بَسر بن أبي أرطأة.
سَمِعَ: أبا الجماهر محمد بن عُثْمَان، وَمحمد بن عائذ، وجدّه محمد بن عبد الله، وجماعة.
وعنه: ن. وَقَالَ: لا بأس به، وابن جَوصا، وأبو عوانة، وعليّ بن أبي العَقِب، والطَّبَرَانيّ، وآخرون.
مات في شوال سنة تسعٍ وثمانين.
سمعنا من طبقة مغازي ابن عائذ.
5- أَحْمَد بن مِلحان2.
أبو عبد الله البلْخي الأصل البغداديّ.
سَمِعَ من: يَحْيَى بن عبد الله بن بُكَيْر، وغيره.
وعنه: أبو بكر الشافعي، وابن قَانع، والطَّبَرَانيّ، وأبو بكر جلاد، وجماعة.
ووثَّقه الدارقطني.
مات سنة تسعين ومائتين.
6- أَحْمَد بن إِسْحَاق بن صالح3.
أبو بكر البغدادي.
عن: مسلم بن إِبْرَاهِيم، وجنْدل بن والق، وَقُرَّةَ بن حبيب، وطبقتهم.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 9"، تهذيب الكمال "1/ 252-254"، تهذيب التهذيب "1/ 11".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 44"، تاريخ بغداد "4/ 11".
3 الجرح والتعديل "1/ 41"، تاريخ بغداد "4/ 28، 29".(21/31)
وعنه: ابن مَخْلَد، وأبو جعفر بن البَخْتَرِيّ، وعبد الله بن إِسْحَاق الخُرَاسَانِيّ، وأبو عَمْرو بن السَّمَّاك.
قَالَ ابن أبي حاتم: كتبت عنه أنا وأبي، وَهُوَ صدوق.
أثنى عليه الدَّارَقُطْنيّ.
تُوُفِّي في أول سنة إحدى وثمانين.
7- أَحْمَد بن إِسْحَاق بن واضح1.
أبو جعفر المصري العسال.
عن: سَعِيد بن أبي مريم، وجماعة.
وعنه: أبو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي في صفر سنة أربعٍ وثمانين ومائتين.
8- أَحْمَد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن نُبَيْط الأشجعي2.
صاحب النسخة المشهورة الموضوعة.
روى عن: أبيه؛ وزعم أَنَّهُ وُلد سنة سبعين ومائة.
وعنه: أَحْمَد بن محمد البيروتي، وأحمد بن الْقَاسِم بن الزيات، والطَّبَرَانيّ، وغيرهم.
قَالَ أبو سَعِيد بن يونس: تُوُفِّي بمصر سنة سبع وثمانين.
وَهُوَ كوفي قدم مصر، وكان بالجيزة.
9- أَحْمَد بن إِسْحَاق البلدي الخشّاب3.
عن: عفان بن مُسْلِم، وعبد الله بن جعفر الرقي، وغيرهما.
وعنه: أبو القاسم الطبراني.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 25".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 30"، ميزان الاعتدال "1/ 39"، لسان الميزان "1/ 136".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 14".(21/32)
10- أَحْمَد بن إِسْحَاق بن يزيد الرقي الخشّاب1.
عن: عُبَيْد بن جِناد الحلبي.
وعنه: الطَّبَرَانيّ أَيْضًا وَهُوَ أصغر من البلدي الذي قبله.
11- أَحْمَد بن إِسْحَاق الصدفي المصري2.
روى عَن: عَمْرو بن الربيع بن طارق.
وعنه: الطَّبَرَانيّ، وغيره.
12- أَحْمَد بن إسْمَاعِيل العَدَويّ البصْري3.
روى عن: عَمْرو بن مرزوق، وطبقته.
وعنه: الطَّبَرَانيّ.
13- أَحْمَد بن إسْمَاعِيل الوساوسي البصري4.
عن شَيْبَان بن فَرُّوخ.
وعنه: الطَّبَرَانيّ.
14- أَحْمَد بن أصرم بن خُزَيْمَة5.
أبو العَبَّاس الْمُغَفَّلِيُّ المُزَنِيّ البصري.
حدَّث بدمشق عن: أَحْمَد بْن حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بن معين، وعبد الأعلى بن حمدان، والقواريري.
وعنه: أبو عَوَانة، وأبو جعفر النُّفَيْلِيُّ، وأبو بكر النجاد، وأبو عبد الله بن مروان، وجماعة.
قَالَ أبو بكر الخلال: هُوَ ثقة، كتبنا عن المروزي، عنه.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 14"، ومسند الشاميين "1/ 41".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 21".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 52".
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 56".
5 الجرح والتعديل "1/ 42"، تاريخ بغداد "4/ 44"، طبقات الحنابلة "1/ 22".(21/33)
وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وَسَمِعْتُ موسى بن إِسْحَاق القاضي يُعظّم شأنه ويرفع منزلته.
قُلْتُ: كان صاحب سنة، شديدًا على المُبتدِعة.
تُوُفِّي في جُمَادَى الأولى سنة خمسٍ وثمانين ومائتين.
15- أَحْمَد بن بحر الدِّمَشْقِيّ.
سَمِعَ من: ابن عُثْمَان.
وعنه: الطَّبَرَانيّ فقط.
16- أَحْمَد بن بِشْر المَرْثَدِيّ1.
أبو عَليّ البغدادي.
عن: عَليّ بن الْجَعْد، والهيثم بن خارجة، وجماعة.
وعنه: عُثْمَان بن السَّمَّاك، وأبو بكر الشافعي، وجماعة.
وثّقه ابن المنادى وَقَالَ: مات سنة ستٍّ وثمانين ومائتين.
17- أَحْمَد بن الحَسَن بن مُكرَم البغدادي2.
سَمِعَ: عَليّ بن الْجَعْد.
وعنه: الطَّبَرَانيّ، وابن قانع.
وكان بزّازًا.
18- أَحْمَد بن جعفر3.
أبو عَليّ الدَّيْنَوَري النَّحْوِيّ تلميذ أبي عُثْمَان المازني.
أخذ عن: المازني كتاب سيبويه.
وسكن مصر وأفاد أهلها.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 54".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 36"، تاريخ بغداد "4/ 80".
3 معجم الأدباء "2/ 239، 240"، بغية الوعاة للسيوطي "1/ 301".(21/34)
وكان روح بيت تغْلب؛ وله مصنّف في النحو.
تُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين.
19- أَحْمَد بن الحُسَيْن بن مدرك القصْري1.
عن: أبي شُعَيْب السوسي، وَسُلَيْمَان بن أَحْمَد الواسطي المقرئ.
وعنه: الطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي سنة تسعين.
وعنه أيضا: الطَّستي، وعمر بن الحَسَن الشيباني.
وكان بقصر ابن هُبَيْرَة.
20- أَحْمَد بن الحُسَيْن.
أبو الفضل النَّيْسَابُوري المُسْتَمْلِي.
سَمِعَ: يَحْيَى بن يَحْيَى، وَإِسْحَاق بن راهَوَيْه؛ واستملى على إسحاق.
وعنه: محمد بن صالح هانئ، وَمحمد بن يعقوب، والأخرم، وآخرون.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين ومائتين.
21- أَحْمَد بن حَمَّاد بن سفيان2.
وأبو عبد الرحمن الكوفي الفقيه.
ولي قضاء المِصَّيْصَة.
وروى عن: أبي بلال الأشعري، ويزيد بن عَمْرو الغنوي، وأبي بكر بْن أَبِي شَيْبة، وَمحمد بْن عَبْد اللَّه بن عمار.
وارتحل إلى مصر فلقي أصحاب ابن وهْب.
قَالَ الخليلي: صالحٌ في الحديث، له معرفة.
وَقَالَ: مات سنة ثمان وثمانين.
__________
1 المعجم الصغير "29"، مسند الشاميين "1/ 8"، تاريخ بغداد "4/ 96، 97".
2 تاريخ بغداد "4/ 124".(21/35)
قُلْتُ: روى عنه: أبو الحَسَن القطّان، وابن قانع، وَمحمد بن عَليّ بن حُبيش، وآخرون.
مات بالمِصَّيْصَة.
22- أَحْمَد بن حمدون.
أبو نصر المَوْصِليّ الخفّاف.
عن: مُعَلَّى بن مهدي، وَمحمد بن عبد الله بن عمار، وأحمد بن السّكن، وغيرهم.
وعنه: يزيد بن محمد في تاريخه.
وَقَالَ: كان صاحب حديث حسن الحفظ.
تُوُفِّي سنة تسعٍ وثمانين ومائتين.
23- أَحْمَد بن خالد بن يزيد الآجري.
أبو بكر، وسمّاه أبو بكر الشافعي: محمدا.
سَمِعَ: أبا نُعَيْم، وعفان، وجماعة.
وعنه: الشافعي، وعثمان بن السَّمَّاك، وجماعة.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
24- أَحْمَد بن خالد الدامغاني.
نزير نَيْسَابُور.
عن: أبي مصعب الزهري، وداود بن رشيد، وجماعة.
وعنه: أبو حماد بن الشرقي، وَمحمد بن الأخرم، ودعْلج، وجماعة.
وله رحلة إلى الشام، ومصر، والعراق.
تُوُفِّي سنة ثمانٍ وثمانين ومائتين.
25- أَحْمَد بن خُشنام الأصبهاني1.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 98".(21/36)
عن: بكر بن بكار، والحسين بن حفص، وجماعة.
تُوُفِّي في عام أربعٍ وثمانين.
وثّقه ابن مردويه.
حدّث عنه: أَحْمَد بن محمد بن عاصم.
وَقَالَ ابن الشيخ: كانت فيه غفْلة.
26- أَحْمَد بن خطاب الأصبهاني1.
عن: طالوت بن عباد.
وعنه: عبد الله بن محمد القباب، وغيره.
27- أَحْمَد بن خُليد2.
أبو عبد الله الكِنْدي الحلبي.
سَمِعَ: أبا نُعَيْم، وأبا اليمان، والوُحَاظي، والحميدي، وَمحمد بن عيسى الطباع، وزُهير بن عبّاد، وطبقتهم.
وله رحلة واسعة، ومعرفة جيدة.
روى عنه: عَليّ بن أَحْمَد المِصِّيصِيّ، وأحمد بن مروان الدَّيْنَوَري، وَسُلَيْمَان الطَّبَرَانيّ، وآخرون.
28- أحمد بن داود3.
وأبو حنيفة الدَّيْنَوَري النحوي صاحب ابن "السِّكِّيت" ثقة، بارع الأدب، كثير الفنون، كبير الدائرة، طويل النفس. له مصنفات في العربية واللُّغة والهندسة والهيئة، والوقت، وغير ذلك.
ذكر الوزير القفطي وَقَالَ: تُوُفِّي لأربعٍ بقين من جماعة الأولى سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 103".
2 الثقات لابن حبان "8/ 53".
3 مروج الذهب للمسعودي "285، 1327"، معجم الأدباء "3/ 26"، البداية والنهاية "11/ 72".(21/37)
29- أَحْمَد بن داود بن موسى1.
أبو عبد الله السَّدُوسي البَصْرِيّ، ثُمَّ المالكي، نزيل مصر.
حدَّث عن: عبد الله بن أبي بكر العتكي، ومسلم بن إِبْرَاهِيم، وجماعة.
وعنه: الطَّبَرَانيّ، وغيره.
قَالَ ابن يونس: ثقة.
تُوُفِّي في صفر سنة اثنتين أَيْضًا.
30- أَحْمَد بن داود السمناني2.
عن: أبي بكر بن أبي شَيْبَة، وَمحمد بن حميد الرازي.
تُوُفِّي سنة تسعين.
31- أَحْمَد بن دبيس المَوْصِليّ.
عن: غسان بن الربيع، وَمُعَلَّى بن مهدي.
يروي عنه: يزيد في تاريخه.
وَقَالَ: مات سنة تسعٍ وثمانين.
32- أَحْمَد بن ربيعة بن سُلَيْمَان بن زُفَر.
والد القاضي عبد الله بن زُفَر.
سَمِعَ: إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن زُفَر، وَمحمد بن المُثَنَّى، وجماعة.
وعنه: ابنه.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين.
33- أَحْمَد بن رضوان بن أَحْمَد الْبُخَارِيُّ.
سَمِعَ: أبا حفص أحمد بن حفص، ومحمد بن سلام البيكندي، وغيرهما.
مات سنة ست أيضًا.
__________
1 المنتظم لابن الجوزي "5/ 151".
2 تاريخ جرجان للسهمي "199".(21/38)
34- أَحْمَد بن رواع.
أبو الحَسَن الأيدغاني المصري.
روى عن: يحيى بن بُكَيْر، وعَمْرو بن خالد، وجماعة.
وكان كريمًا جوادًا ثقة.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين، قَالَه ابن يونس.
35- أَحْمَد بن روح بن زياد1.
أبو الطيب الشَّعْرَانِيّ البغدادي.
له مصنّفات في الزهد وغير ذَلِكَ.
روى عن: عبد الله بن خُبَيْق الأنطاكي، وَمحمد بن حرب النَّسَائِيُّ، وَالحَسَن الزَّعْفَرَانِيّ. وأقام بإصبهان.
روى عنه: أبو أَحْمَد العسال، وَأَحْمَد بن بُنْدَار الشعار، والطَّبَرَانيّ. وإنما سَمِعَ منه الطَّبَرَانيّ ببغداد.
36- أَحْمَد بن زياد بن مهران2.
أبو جَعْفَر البغدادي البزاز السمسار.
عن: سُلَيْمَان بن حرب، وزكريا بن عَدِيّ، وأبي نُعَيْم، ومعاوية، وطائفة.
وعنه: أَحْمَد بن عُثْمَان الآدمي، وَمحمد بن نجيح، وأبو عَمْرو الزاهد، وغيرهم.
وكان شاهدًا مُعدّلًا صدوقًا.
تُوُفِّي في صفر سنة إحدى وثمانين ومائتين.
37- أَحْمَد بن زياد الرَّقِّيّ الحداد3.
روى عن: حجاج الأعور.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 110"، تاريخ بغداد "4/ 159".
2 تاريخ بغداد "4/ 164".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 24".(21/39)
وَهُوَ من كبار شيوخ الطَّبَرَانيّ.
38- أَحْمَد بن سَلَمَةَ بن عبد الله1.
أبو الفضل النَّيْسَابُوري البزاز الْمُعَدَّلُ الحَافِظ. رفيق مُسْلِم في الرحلة إلى قُتَيْبَة وإلى البصرة، جمع له مُسْلِم الصحيح على كتابه.
سَمِعَ: قُتَيْبَة، وابن راهَوَيْه، وَمحمد بن مهران، وأبا كُريب، وَمحمد بن حميد، وعبد الله بن معاوية، وعثمان بن أبي شَيْبَة، وَأَحْمَد بن منيع، وطبقتهم فأكثر.
روى عنه: ابن وراة، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتم وَهُوَ أكبر منه؛ وأبو حامد بن الشرقي الحَافِظ، وَيَحْيَى بن منصور القاضي، وَسُلَيْمَان بن محمد بن ناجية، وعَليُّ بن عيسى، وأبو الفضل الهاشمي.
تُوُفِّي في غزة جُمَادَى الآخرة سنة ستٍّ وثمانين.
قَالَ أبو الْقَاسِم النصراباذي: رأيت أبا عَليّ الثقفي في النوم فَقَالَ: عليك بصحيح أَحْمَد بن سلمة.
39- أَحْمَد بن سُلَيْمَان بن أبي الربيع الأندلسي الفقيه2.
روى عن: سحنون، وَسَعِيد بن حسان، والحارث بن مسكين، وغيرهم.
ورحل إلى مصر.
تُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين بحاضرة إلبيرة من الأندلس.
40- أَحْمَد بن سهل بن الربيع بن سُلَيْمَان الجهني3.
مولاهم الأصمعي.
عن: يَحْيَى بن بكير، وَيَحْيَى بن سُلَيْمَان الجعفري، وَإِبْرَاهِيم بن الغمد.
توفي سنة إحدى وثمانين.
__________
1 الجرح والتعديل "1/ 54"، ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 199"، تاريخ بغداد "4/ 186، 187".
2 تاريخ بغداد "4/ 187".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 25، 26".(21/40)
41- أَحْمَد بن سهل1.
أبو حامد الإسفرائيني.
عن: أَحْمَد بن حَنْبَلٍ، وَإِسْحَاق، وعَليِّ بن حجر، وعبدان، وابن أبي حاتم، وَقَالَ: صدوق.
42- أَحْمَد بن سهل البلخي2.
الفقيه حَمْدَان.
عن: الْقَعْنَبِيِّ، ومسلم بن إِبْرَاهِيم.
وَهُوَ صدوق.
تفقّه عليه: محمد بن عقيل البلخي.
ولعله مات قبل هَذَا الوقت.
43- أَحْمَد بن سهل بن بحر النَّيْسَابُوري.
عن: داود بن رشيد، ودحيم، وَإِسْحَاق بن راهَوَيْه، وطبقتهم. وله رحلة إلى الشام والعراق.
وروى عنه: محمد بن صالح بن هانئ، وعبد الله بن الأخرم.
وكان ابن الأخرم يعتمده أيّ اعتماد.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
44- أَحْمَد بن صالح بن عبد الصمد بن أبي خداش.
أبو جَعْفَر المَوْصِليّ.
عن: جده لأمه محمد بن عَليّ، وغسان بن الربيع.
وعنه: يزيد بن محمد الأزدي.
توفي سنة خمس وثمانين.
__________
1 الجرح والتعديل "1/ 54"، طبقات الحنابلة "1/ 47".
2 الجرح والتعديل "1/ 54".(21/41)
وكان رجلًا صالحًا صدوقًا.
45- أَحْمَد بن الضوء بن المنذر الشيباني النجدي.
تُوُفِّي بكرمينية في صفر سنة اثنتين أَيْضًا.
46- أَحْمَد المُعْتَضِد بالله1.
أمير المؤمنين أبو العَبَّاس ابن ولي العهد أبي أَحْمَد طلحة الموفق بالله ابن المتوكل على الله جَعْفَر بن المُعْتَضِد بن الرشيد الهاشمي العباسي.
ولد في ذي القِعْدَة سنة اثنتين وأربعين ومائتين في دولة جده، وقدم دمشق سنة إحدى وسبعين لحرب خُمَارَوَيْه الطولوني؛ فالتقوا على حمص، فهزمهم أبو العَبَّاس، ثُمَّ دخل دمشق ومر بباب البريد، فالتفت ينظر إلى الجامع، فَقَالَ: أي شيء هَذَا؟ قَالُوا: الجامع.
ثُمَّ نزل بظاهر دمشق بمحلة الراهب أيامًا، وسار فالتقى خُمَارَوَيْه عند الرملة.
واستخلف بعد عمه المعتمد في رجب سنة تسع وسبعين. وكن ملكًا شجاعًا مهيبًا، أسمر نحيفًا، معتدل الخلق، ظاهر الجبروت، وافر العقل، شديد الوطأة، من أفراد خلفاء بني العَبَّاس. كان يقوم على الأسد وحده لشجاعته.
قَالَ المسعودي: كان المُعْتَضِد قليل الرحمة؛ قِيلَ إِنَّهُ كان إِذَا غضب على قائد أمر بأن يحفر له حفيرة ويُلقى فيها، ويُطم عليه.
قَالَ: وكان ذا سياسة عظيمة.
وعن عبد الله بن حمدون أن المُعْتَضِد تصيد فنزل إلى جانب مقثأة وأنا معه، فصاح الناطور، فَقَالَ: عَليّ به.
فأُحضر فسأله، فَقَالَ: ثلاثة غلمان نزلوا المقثأة فأخربوها، فجيء بهم فضربت أعناقهم في المقثأة من الغد. فكلمني بعد مدة وَقَالَ: أصدقني فيما ينكر علي الناس.
قلت: الدماء.
__________
1 تاريخ الطبري "9/ 530، 540، 544"، سير أعلام النبلاء "13/ 463-479"، تاريخ الخلفاء "49، 50"، البداية والنهاية "11/ 66، 86-94"، شذرات الذهب "2/ 199-201".(21/42)
قَالَ: والله ما سفكت دمًا حرامًا منذ وليت.
قُلْتُ: فلم قتلت أَحْمَد بن الطيب؟
قَالَ: دعاني إلى الإلحاد.
قُلْتُ: فالثلاثة الذين نزلوا المقثأة؟
قَالَ: والله ما قتلتهم، وإنما قتلت لصوصًا قد قتلوا، وأوهمت أَنَّهُم هم.
وَقَالَ البَيْهَقِيّ، عن الحاكم، عَنْ أَبِي الوليد حسّان بْن محمد الفقيه، عن أبن شريح، عن إسْمَاعِيل القاضي قَالَ: دخلت على المُعْتَضِد، وعلى رأسه أحداث صباح الوجوه روم، فنظرت إليهم، فرآني المُعْتَضِد أتأملهم، فَلَمَّا أردت القيام أشار إليَّ ثُمَّ قَالَ: أيها القاضي، والله ما حللت سروالي على حرامٍ قط.
ودخلتُ مرة، فدفع إليَّ كتابا، فنظرت فيه، فَإِذَا قد جمع له فيه الرخص من ذَلِكَ العلماء، فقلت: مصنف هذا زنذيق.
فَقَالَ: ألم تصح هذه الأحاديث؟
قُلْتُ: بلى، ولكن من أباح المُسكر لم يبح المُتعة، ومن أباح المتعة لم يُبح الغناء، وما من عالم إِلا له زلة، ومن أخذ بكل زلل العلماء ذهب دينه، فأمر بالكتاب فأُحرق.
وَقَالَ أبو علي المحسن التنوخي: بلغني عن المُعْتَضِد أَنَّهُ كان جالسًا في بيتٍ يُبنى له، فرأى في جملتهم أسود منكر الخلقة يصعد على السلالم درجتين درجتين، ويحمل ضعفا ما يحملونه، فأنكر أمره، فأحضره وسأله عن سبب ذَلِكَ، فتلجلج. وكلمه ابن حمدون فيه وقال: من هَذَا حَتَّى صرفت فكرك إليه؟ قَالَ: قد وقع في خلدي أمر ما أحسبه باطلًا.
ثُمَّ أمر به فضرب مائة، وتهدد بالقتل ودعا بالنطع والسيف، فَقَالَ: لي الأمان؟ قَالَ: نعم. فَقَالَ: أنا أعمل في أتون الآجر، فأتى عَليّ منذ شهور رجل في وسطه هميان، فتبعته، فجلس بين الآجر ولا يعلم بي، فحل هميانه1 وأخرج دنانير، فوثبت عليه وسددت فاه، وكتفته وألقيته في الأتون، والدنانير معي يقوى بها قلبي.
__________
1 الهيمان: كيس النقود من جلد.(21/43)
فاستحضرها فإذا على الهيمان اسم صاحبه، فأمر فنودي في البلد، فجاءت امرأة فَقَالَتْ: هُوَ زوجي، ولي منه طفل، فسلم الذهب إليها، وَهُوَ ألف دينار، وضرب عنق الأسود.
قَالَ: وبلغني عن المُعْتَضِد أَنَّهُ قام في الليل فرأى بعض الغلمان المردان قد وثب على غلام أمرد، ثُمَّ دب على أربعة حَتَّى اندسّ بين الغلمان. فجاء المعتضد فوضع يده على فؤاد واحد واحد حَتَّى وضع يده على ذَلِكَ الفاعل، فَإِذَا به يخفق، فوكزه برجله فجلس، فقتله.
قَالَ: وبلغنا عنه أَنَّ خادمًا له أتاه فأخبره أَنَّ صيادًا أخرج شبكته، وَهُوَ يراه، فثقلت، فجذبها، وَإِذَا فيها جراب، فظنه مالًا، ففتحه فإذا فِيهِ آجر، وبين الآجر يدٌ مخضوبة بحناء. وأحضر الْجُراب.
فهال ذَلِكَ المُعْتَضِد، فأمر الصياد، فعاود طرح الشبكة، فخرج جرابٌ آخر فيه رجل. فَقَالَ: معي في بلدي من يقتل إنسانًا ويقطع أعضاءه ولا أعلم به؟ ما هَذَا مُلك.
فلم يُفطر يومه، ثُمَّ أحضر ثقةً له وأعطاه الجراب وَقَالَ: طُف به على من يعمل الْجُرب ببغداد فسل لمن باعه.
فغاب الرجل وجاء، فذكر أَنَّهُ عرف بائعه بسوق يَحْيَى، وأنه اشترى منه عطار جرابًا، فذهب إليه فَقَالَ: نعم، اشترى مني فلان الهاشمي عشرة جرب، وَهُوَ ظالم من أولاد المهدي. وذكر من أخباره إلى أن قَالَ: يكفيك أَنَّهُ كان يعشق جارية مغنية لإنسان، فاكتراها منه، وادعى أنها هربت.
فَلَمَّا سَمِعَ المُعْتَضِد سجد لله شكرًا، وأحضر الهاشمي، فأخرج إليه اليد والرجل، فامتقع لونه واعترف. فأمر المُعْتَضِد بدفع ثمن الجارية إلى صاحبها، ثُمَّ سجن الهاشمي. ويقال: إنه قتله.
قَالَ التنوخي: وثنا أبو محمد بن سُلَيْمَان: حَدَّثَنِي أبو جَعْفَر بن حمدون؛ حَدَّثَنِي عبد الله بن أَحْمَد بن حمدون قَالَ: كنت قد حلفت لا أعقد مالًا من القمار، ومهما حصل صرفته في ثمن شمع أو نبيذ أَوْ خدر مغنية.
فقمرت المُعْتَضِد يومًا سبعين ألفًا، فنهض يصلي سنة العصر، فجلست أفكر أندم(21/44)
على اليمين، فَلَمَّا سلّم قَالَ: في أي شيء فكرت؟ فما زال بي حَتَّى أخبرته. فَقَالَ: وعندك أني أعطيك سبعين ألفًا في القمار؟ قلت له: فتضعوا؟ قَالَ: نعم، قم ولا تفكر في هَذَا.
ثُمَّ قام يصلي، فندمت ولُمت نفسي لكوني أعلمته، فَلَمَّا فرغ من صلاته قَالَ: أصدقني على الفكر الثاني؛ فصدقته. فَقَالَ: أما القمار فقد قُلْتُ إني ضغوت، ولكن أهب لك من مالي سبعين ألفًا. فقبلت يده وقبضت المال.
وَقَالَ ابن المحسن التنوخي، عن أبيه: رأيت المُعْتَضِد وعليه قباء اصفر، وكنت صبيًا، وكان خرج إلى قتال وصيف بطرسوس.
وعن خفيف السَّمَرْقَنْدِيّ قَالَ: خرجت مع المُعْتَضِد للصيد، وقد انقطع عنا العسكر، فخرج علينا أسد فَقَالَ: يا خفيف أفيك خير؟ قُلْتُ: لا. قَالَ: ولا تُمسك فرسي؟ قُلْتُ: بلى.
فنزل وتحزم وسل سيفه وقصد الأسد، فقصده الأسد، فتلقاه المُعْتَضِد بسيفه قطع يده، فتشاغل الأسد بها، فضربه ففلق هامته، ومسح بسيفه في صوفته وركب.
قَالَ: وصحبته إلى أن مات، فما سمعته يذكر ذَلِكَ لقلة احتفاله بما صنع.
قُلْتُ: وكان المُعْتَضِد يبخل ويجمع المال، وقد ولي حرب الزنج وظفر بهم، وفي أيامه سكنت الفتن لفرط هيبته.
وكان غلامه بدر على شرطته، وعبيد الله بن سُلَيْمَان على وزارته، وَمحمد بن سياه على حرسه، وكانت أيامه أيامًا طيبة كثيرة الأمن والرخاء. وكان قد أسقط المكوس، ونشر العدل، ورفع الظلم عن الرعية.
وكان يُسمى السفاح الثاني، لأنه جدد ملك بني العَبَّاس، وكان قد خلق وضعف وكاد يزول.
وكان في اضطراب من وقت موت المتوكل.
وبلغنا أَنَّهُ أنشأ قصرًا أنفق عليه أربعمائة ألف دينار. وكان مزاجه قد تغير من كثرة إفراطه في الجماع وعدم الحمية بحيث أَنَّهُ أكل في علته زيتونًا وسمكًا.
ومن عجيب ما ذكر المسعودي إن صح قَالَ: شكوا في موت المُعْتَضِد، فقدم(21/45)
الطبيب فجس نبضه، ففتح عينه ورفس الطبيب برجله فدحاه أذرعًا، فمات الطبيب، ثُمَّ مات المُعْتَضِد من ساعته.
وعن وصيف الخادم قَالَ: سَمِعْتُ المُعْتَضِد يَقُولُ عند موته:
تَمَتَّع من الدُّنْيَا فَإِنَّك لا تبقى ... وَخُذْ صفوها ما إن صفت ودع الرَّنْقا
ولا تأمننَّ الدَّهْر إني أمنتُهُ ... فلم يُبق لي حالًا ولم يَرْع لي حقّا
قتلت صناديدَ الرِّجال فلم أدَعْ ... عدوًا ولم أُمهل على ظِنة خلقا
وأخليت دور الملك من كل بازل ... وشتتتهم غربًا ومزَّقْتُهم شرقا
فَلَمَّا بلغتُ النَّجم عِزًّا ورِفعةً ... ودانت رقابُ الخلقِ أجمعٍ لي رقّا
رماني الرَّدَى سهمًا فأخمد جمرتي ... فها أنذا في حُفْرتي عاجلًا مُلْقى
فأفسدت ديني ودُنْيَاي سفاهةً ... فمن ذا الذي مني بمصرعه أشقى
فيا ليت شعري بعد موتي ما أرى ... إلى نعمة الله أم ناره ألقى
وَقَالَ الصولي: ومن شعر المُعْتَضِد:
يا لاحظي بالفتور والدعج ... وقاتلي بالدلال والغنج
أشكو إليك الذي لقيت من الـ ... ـوجد فهل لي إليك من فرج
حللت بالظرف والجمال من النْـ ... ـنَاس محل العيون والمهج
ذكر المُعْتَضِد من تاريخ الخطبي:
قَالَ: كان أبو العَبَّاس محبوسًا، فَلَمَّا اشتدت علة أبيه الموفق عمد غلمان أبي العَبَّاس فأخرجوه بلا إذن، فأدخلوه عليه، فَلَمَّا رآه أيقن بالموت.
قَالَ: فبلغني أَنَّهُ قَالَ: لهذا اليوم خبأتك، وفوض الأمور إليه.
وضم إليه، وخلع عليه قبل موته بثلاثة أيام.
قَالَ: وكان أبو العَبَّاس شهما جلدًا رجلًا بازلًا، موصوفًا بالرجولة والجزالة، قد لقي الحروب وعُرف فضله، فقام بالأمر أحسن قيام، وهابه النَّاس ورهبوه أعظم رهبة. وعقد له المعتمد العقد أَنَّهُ مكان أبيه، وأجرى أمره عَلَى ما كَانَ أَبُوهُ الموفق(21/46)
بالله، ورسم في ذَلِكَ، ودعي له بولاية العهد على المنابر، وجعل المعتمد ولده جميعًا تحت يد أبي العَبَّاس، ثُمَّ جلس المعتمد مجلسًا عامًا، أشهد فيه على نفسه بخلع ولده المفوض إلى الله من ولاية العهد، وإفراد المُعْتَضِد أبي العَبَّاس بالعهود في المحرّم سنة تسعٍ وسبعين، وَتُوُفِّي في رجب من السنة يعني المعتمد فَقِيلَ إِنَّهُ غُمّ في بساط حَتَّى مات.
قَالَ: وكانت خلافة المعتضد تسع سنين وتسعة أشهر وأيامًا، وكان أسمر نحيفًا، معتدل الخلق، أقنى الأنف، إلى الطول ما هُوَ، في مقدم لحيته امتداد، وفي مقدم رأسه شامة بيضاء، تعلوه هيبة شديدة، رأيته في خلافته.
وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن عرفة: تُوُفِّي المُعْتَضِد يوم الإثنين لثمانٍ بقين من ربيع الآخر سنة تسعٍ وثمانين، ودفن في حجرة الرُّخام، وصلى عليه يوسف بن يعقوب القاضي.
قُلْتُ: بويع بعده ابنه المُكْتَفِي بالله بن أَحْمَد، وأبطل كثيرًا من مظالم أبيه؛ ورثاه الأمير بن المعتز الهاشمي بهذه الأبيات.
يا ساكنَ القبرِ في غبراءَ مُظلمةٍ ... بالظَّاهرية مُقْصى الدار مُنْفردا
أين الجيوش التي كنت تسحبُها ... أين الكنوزُ التي أحصيتُها عددا
أين السريرُ الذي قد كنت تملؤُه ... مَهَابةً مَنْ رأتْهُ عينُهُ ارْتَعَدا
أين الأعادي الأُولي ذلّلْتَ مَصْعَبهم ... أين اللُّيُوثُ التي صَيَّرتَها نقدًا
أين الجياد التي حجَّلتها بدمٍ ... وكنَّ يحملن منك الضَّيغم الأسدا
أين الرِّماح التي غذَّيْتها مُهَجًا ... مُذْ مِتَّ ما وردت قلبا ولا كبدا
أين الجنان التي تجري جَدَاولُها ... ويستجيب إليها الطائر الغردا
أين الوصائفُ كالغزلان رائحةً ... نُسِجَتْ من حُلَلِ مَوْشِيّةٍ جُدُدا
أين الملاهي وأين الراح تحسبها ... ياقوتةً كُسيت من فِضَّةٍ زردا
أين الْوُثُوبُ إلى الأعداء مُبْتَغيًا ... صلاح مُلك بني العَبَّاس إذ فسدا
ما زالت تقسر منهم كل قَسْوَرَةٍ ... وتَخْبطُ العالي الجبار معتمدا
ثم انقضيت فلا عين ولا أثر ... حَتَّى كأنك يومًا لم تكن أحدا(21/47)
47- أَحْمَد بن عبد العزيز المَوْصِليّ شُقلاق.
عن: عاصم بن عَليّ، وخلف البزاز.
أخذ عن خلف كتاب القراءات، وبقي إلى بعد الثمانين.
ذكره يزيد بن محمد في تاريخه.
48- أَحْمَد بن عبد الوهاب الحوْطي.
يُقَالُ: تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين.
وقد ذكر في الطبقة الماضية.
49- أحمد بن عبد القاهر بن العنبري اللَّخْمي الدِّمَشْقِيّ1.
شيخ لا يُعرف.
روى عن: منبه بن عُثْمَان.
وعنه: الطَّبَرَانيّ.
لم يُعرّفه ابن عساكر إِلا بهذا.
50- أَحْمَد بن عطية.
عن: محمد بن مقابل، وسجّادة، وطبقتهما.
وعنه: مُكرم بن أَحْمَد القاضي.
51- أَحْمَد بن عُثْمَان2.
أبو عبد الرحمن النَّسَائِيُّ.
من أقران مصنّف السنن.
سَمِعَ بمصر والشام والعراق وخراسان من: قُتَيْبَة، وأبي مُصعب، وهشام بن عمار، وعيسى بن عباس، وطبقتهم.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 12".
2 الجرح والتعديل "1/ 63"، تهذيب تاريخ دمشق "1/ 390".(21/48)
وعنه: أبو حامد بن الشرقي، وأبو عبد الله الأخرم، وَيَحْيَى بن منصور القاضي، وجماعة.
وروى عنه القدماء: أبو بكر بن عاصم.
قَالَ ابن أبي حاتم: سَمِعْتُ منه وَهُوَ ثقة صدوق.
وَقَالَ الحاكم: حدَّث بنيسابور سنة أربع وثمانين ومائتين.
وقد روى الطَّبَرَانيّ، عن أَحْمَد بن عبد الرحمن بن بشار النَّسَائِيِّ: ثَنَا قُتَيْبَة فذكر حديثًا، وَهُوَ هُوَ إن شاء الله تعالى.
52- أَحْمَد بن عقبة بن مضرّس الأصبهاني1.
نزيل الري.
سمع: شيبان بن فروخ، وهُدبة بن خالد، وجماعة.
وعنه: عبد الله بن فارس الأصبهاني.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين.
وله ولد صالح عابد اسمه عُبَيْد الله، يروي عن الحَسَن بن عرفة.
53- أَحْمَد بن عَليّ الخزاز2.
أبو جَعْفَر البغدادي المقرئ.
سَمِعَ: هوذة بن خليفة، وشريح بن النُّعْمَان، وأُسيد بن زيد الجمال، وسعدويه، وَأَحْمَد بن يونس، وعاصم بن عَليّ، وطبقتهم.
وعنه: ابن صاعد، وَجَعْفَر الخلدي، وابن السَّمَّاك، وأبو بكر الشافعي، وأحمد بن يوسف بن خلاد، وجماعة.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ، وغيره.
تُوُفِّي في المحرّم سنة ستٍّ وثمانين.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 99".
2 تاريخ بغداد "4/ 303"، غاية النهاية "1/ 86، 87".(21/49)
وقد روى تلاوة عن هُبَيْرَة بن محمد التمار صاحب حفص الغاضري.
حمل عنه الحروف: ابن مجاهد، وابن شَنَّبُوذ، وأحمد بن عجلان.
وقد مرّ لنا:
أَحْمَد بن عَليّ الخزاز الدِّمَشْقِيّ.
كان ببغداد بعد الستين ومائتين.
54- أَحْمَد بن عللة الجوهري المَرْوَزِيّ.
أبو العَبَّاس، والد عُمَر.
سَمِعَ يَحْيَى بن يَحْيَى، وابن راهَوَيْه، والعُرني.
سَمِعَ بالشام والحجاز.
وعنه: ابنه عُمَر، وَإِبْرَاهِيم بن محمد السُّكَّري، وَمحمد بن سُلَيْمَان بن فارس، وغيرهم.
واسم أبيه: عَليّ.
55- أَحْمَد بن عَليّ بن سهل بن عيسى بن نوح المَرْوَزِيّ ثُمَّ الدوري1.
حدّث بمصر عن: عُبَيْد الله القواريري، وعَليِّ بن الْجَعْد، وَيَحْيَى بن معين، وخلف بن هشام البزار، وطائفة.
وعنه: أبو يعقوب إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الأذْرعي، وعبد الله بْن جعفر بْن الورد، وأحمد بن إبراهيم بن الحداد، وغيرهم.
56- أَحْمَد بن عَليّ بن الحَسَن بن جابر البربهاري2.
أبو العَبَّاس.
سَمِعَ: عفان، وعاصم بن عَليّ، وَمحمد بن سابق، وجماعة.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 303، 304".
2 ذكر أخبار أصبهان "1/ 118"، تاريخ بغداد "4/ 304".(21/50)
وعنه: عبد الصمد الطستي، وابن قانع، وعثمان بن محمد، وأبو أَحْمَد العسال، والطَّبَرَانيّ، وآخرون.
وثّقه الخطيب.
57- أَحْمَد بن عَليّ بن مُسْلِم1.
أبو العَبَّاس الأبار الحَافِظ.
نزل بغداد وحدّث عن: مسدد، وأُمية بن بسطام، وعَليِّ بن الْجَعْد، وشيبان بن فرُّوخ، ودحيم، وهشام بن عمار، وَمحمد بن المنهال، وخلق، بالشام والعراق وخراسان.
وعنه: ابن صاعد، ودعلج، والنجاد، وأبو سهل بن زياد، وأبو بكر بن أَحْمَد بن جَعْفَر القطيعي، وخلق.
قَالَ الخطيب: كان ثقة حافظًا متقنًا، حسن المذهب.
تُوُفِّي يوم نصف شعبان سنة تسعين.
وَقَالَ أبو سهل: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: بايعت النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ على إقامة الصَّلاة وإيتاء الزكاة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المُنكر.
وَقَالَ جَعْفَر الخلدي: كان أَحْمَد الأبار من أزهد النَّاس. استأذن أمّه في الرحلة إلى قُتَيْبَة فلم تأذن، ثُمَّ ماتت، فخرج إلى خُرَاسَان، ثُمَّ وصل إلى بلْخ وقد مات قُتَيْبَة.
وكانوا يعزّونه على هَذَا فَقَالَ: هَذَا ثمرة العلم، لأني اخترتُ رضى الوالدة.
قَالَ أَحْمَد بن جَعْفَر بن سلم: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كنت بالأهواز، فرأيت رجلًا قد حفّ شاربه، وأظنه قد اشترى كُتُبًا، وتعيّن للفتوى، فذُكر له أصحاب الحديث فَقَالَ: ليسوا بشيء، وليس يسوُون شيئًا.
فَقُلْتُ: أَنْتَ لا تُحسن تُصلي. قَالَ: أنا؟ قُلْتُ: نعم؛ أيش تحفظ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا افتتحت ورفعت يديك؟ فسكت.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 306، 307"، طبقات الحنابلة "1/ 52"، سير أعلام النبلاء "13/ 443، 444".(21/51)
فَقُلْتُ: أيش تحفظ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا سجدتَ؟ فسكت.
فَقُلْتُ: ألم أقل لك إِنَّك لا تحسن الصَّلاة؟ أَنْتَ إنما قِيلَ لك تُصلي الغداة ركعتين، والظهر أربعًا، فالزم ذَلِكَ خيرٌ لك من أن تذكر أصحاب الحديث.
قُلْتُ: وله تاريخ وتصانيف.
58- أَحْمَد بن عَمْرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخْلد بن مُسْلِم1.
القاضي أبو بكر الشيباني الحَافِظ الزاهد الفقيه، قاضي إصبهان بعد صالح ابن الإمام أَحْمَد.
ولد في حياة جده، ولم يدرك السماع منه.
وَسَمِعَ: أبا الوليد الطيالسي، وعمر بن مرزوق، وَمحمد بن كثير، وأبا سلمة التبوذكي، وَهُوَ جده لأمه، وأبا عَمْرو الحوضي، وهدبة بن خالد، والأزرق بن عَليّ، وأبا كامل الجحدري، وهشام بن عمار، ودحيمًا، وخلقًا كثيرًا بالبصرة، والكوفة، وبغداد، ودمشق، وحمص، والحجاز، والنواحي.
وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو العَبَّاس أَحْمَد بن بُنْدَار الشعار، وَأَحْمَد بن جَعْفَر معبد، وأبو الشيخ الحَافِظ، وَمحمد بن إِسْحَاق بن أيوب، وعبد الرحمن بن محمد سياه، وَمحمد بن أَحْمَد الكسائي، والقاضي أبو أَحْمَد العسال، وطائفة.
وَقَالَ ابن أبي حاتم: صدوق.
قُلْتُ: صنف كتابًا حافلًا في السنن، وقع لنا عنده كُتُب صغار منه. وكان فقيهًا إمامًا يُفتي بظاهر الأثر. وله قدمٌ في العبادة والورع والعلم. وقد ولي قضاء إصبهان ستة عشرة سنة، ثُمَّ صرف لشر وقع بينه وبين عَليّ بن متُّويه، وكانت كُتُبُه قد ذهبت بالبصرة في فتنة الزّنْج، وَقَالَ: لم يبق لي شيءٌ من كُتُبي، فأعدتُ من ظهر قلبي خمسين ألف حديث، كنتُ أمرُّ إلى دُكان بقال، فأكتب بضوء سراجه، ثُمَّ ذكرت أني لم أستأذن، فذهبت إلى البحر، فغسلت ما كتبت، ثُمَّ أعدته ثانيًا.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 67"، ذكر أخبار أصبهان "1/ 100، 101"، البداية والنهاية "11/ 84"، شذرات الذهب "2/ 195".(21/52)
هَذَا الكلام رواه أبو الشيخ في تاريخه، عن ولده عبد الرزاق، عَنْ أَبِي عَبْد اللَّه محمد بْن أَحْمَد الكسائي، عن أبي عاصم.
وروى أبو الشيخ، عن ابنه، عن أَحْمَد بن محمد بن عاصم، عنه قَالَ: وصلَ إليَّ من دراهم القضاء زيادة على أربعمائة ألف درهم، لا يحاسبني الله يوم القيامة أني شربت منها شربة ماء.
وعن محمد بن جَعْفَر الصوفي قَالَ: سَمِعْتُ الحكيمي يَقُولُ: ذُكر عند أبي ليلى الديلمي أَنَّ أبا بكر بن أبي عاصم ناصبي، فبعث غلامًا بسيف ومِخلاة وَقَالَ: ائتني برأسه، فجاء الغلام وأبو بكر يروي الحديث فَقَالَ: أمرني أن أحمل إليه رأسك.
قَالَ: فنام على قفاه، ووضع الكتاب على وجهه وَقَالَ: افعل ما شئت، فلحقه آخر فَقَالَ: أمرك الأمير أن لا تقتله.
فقعد أبو بكر ورجع إلى الحديث، فعجب النَّاس منه، رواها ابن عساكر في تاريخه.
وَقَالَ محمد بن أَحْمَد الكسائي: كنت جالسًا عند أبي بكر، فَقَالَ رجل: أيها القاضي، بلغنا أَنَّ ثلاثة كانوا بالبادية يقلبون الرمل، فَقَالَ أحدهم: اللهم إِنَّك قادر على أن تطعمنا خبيصًا على لون هذه الرمال، فَإِذَا هم بأعرابي بيده طبق، فوضعه بين أيديهم، خبيص حارٌ. فَقَالَ ابن أبي عاصم: قد كان ذَلِكَ.
قَالَ الكسائي: كان الثلاثة: هُوَ، وعثمان بن صخر الزاهد أستاذ أبي تُراب النخشبي، وأبو تُراب. وكان أبو بكر هُوَ الذي دعا.
قَالَ الكسائي: رأيت أبا بكر فيما يرى النائم، كَأَنَّهُ يصلي من قعود، فسلمت، فرد عَليّ، فَقُلْتُ: أَنْتَ أَحْمَد بن عَمْرو؟ قَالَ: نعم.
قُلْتُ: ما فعل الله بك؟
قَالَ: يُؤنسني ربي.
قُلْتُ: يؤنسك ربُّك؟ قَالَ: نعم.
فشهقت شهقةً فانتبهت.
وَقَالَ ابن الأعرابي في طبقات النُّسّاك: وأمّا ابن أبي عاصم فسمعت من يذكر أَنَّهُ(21/53)
كان يحفظ لشقيق البلخي ألف مسالة، وكان من حفاظ الحديث والفقه، وكان مذهبه بالظاهر ونفي القياس.
وقد ولي قضاء إصبهان.
وَقَالَ أبو نُعَيْم الحَافِظ: ابن أبي عاصم من ذُهل بن شَيْبَان، كان فقيهًا ظاهري المذهب، ولي القضاء بإصبهان ست عشرة سنة، أَوْ قيل ثلاث عشرة سنة، بعد وفاة صالح.
تُوُفِّي في ربيع الآخر سنة سبعٍ وثمانين ومائتين.
59- أَحْمَد بن عَمْرو1.
أبو جَعْفَر الفارسي الوراق المُقعد.
طوَّف وَسَمِعَ: هُدبة بن خالد، وشيبان بن فرُّوخ، وجماعة.
وسكن دمشق.
روى عنه: خَيْثَمَة، وعَليُّ بن أبي العقب، وأبو عَليّ بن محمد بن هارون.
وبقي إلى بعد الثمانين.
وثّقه خَيْثَمَة.
60- أَحْمَد بن عيسى2.
أبو سعيد الخراز البغدادي العارف. شيخ الصوفية.
حدث عن: إِبْرَاهِيم بن بشار صاحب إِبْرَاهِيم بن أدهم، وعن: محمد بن منصور الطُّوسي.
وعنه: عَليّ بن محمد الواعظ المصري، وأبو محمد الحريري، وعَليُّ بن حفص الرازي، وَمحمد بن عَليّ الكتاني، وجماعة.
وصَحِب السري السّقطي؛ وأخذ عن ذي النون.
__________
1 تاريخ دمشق "84"، تهذيب تاريخ دمشق "1/ 419".
2 حلية الأولياء "10/ 246-249"، تهذيب الكمال "1/ 330"، سير أعلام النبلاء "13/ 419-422".(21/54)
وَيُقَال: إِنَّهُ أول من تكلم في علم الفناء والبقاء.
وَقَالَ أبو الْقَاسِم عُثْمَان بن مردان النهاوندي: أول ما لقيت أبا سَعِيد الخراز سنة اثنتين وسبعين ومائتين، فصحبته أربع عشرة سنة.
وَقَالَ: وَتُوُفِّي سنة ست وثمانين.
وعن غيره: إن أبا سَعِيد إمام تُوُفِّي سنة سبعْ وسبعين.
قَالَ السلمي: أبو سَعِيد إمام القوم في كل فنٍ من علومهم، له في بادئ أمره عجائب، فَلَمَّا مات ظهرت بركاته عليه وعلى من صحبه، وَهُوَ أحسن القوم كلامًا خلا الْجُنيْد، فإنه الإمام.
وَقَالَ أبو الْقَاسِم القشيري: صحب ذا النون، والنّباجي، والسَّريّ، وَبِشْرًا.
قَالَ: ومن كلامه: باطنٌ يخالف ظاهرًا فَهُوَ باطل.
وَقَالَ أبو بكر الطرسوسي: أبو سَعِيد الخراز قمر الصوفية.
وعن أبي سَعِيد قَالَ: أوائل الأمر التوبة، ثُمَّ ينتقل إلى مقام الخوف، ثُمَّ ينتقل منه إلى مقام الرجاء، ثُمَّ منه إلى مقام الصالحين، ثُمَّ ينتقل منه إلى مقام المريدين، ثُمَّ ينتقل منه إلى مقام المُطيعين، ثُمَّ ينتقل منه إلى مقام المحبين، ثُمَّ ينتقل منه إلى مقام المشتاقين، ثُمَّ ينتقل منه إلى مقام الأولياء، ثُمَّ ينتقل منه إلى مقام المقربين.
وَقَالَ السلمي: أنكر على أبي سَعِيد أهل مصر وكفّروه بألفاظه، فإنه قَالَ في كتاب السر فَإِذَا قِيلَ لأحدهم: ما تقول؟ قال: الله؛ وإذا تكلم قال: الله؛ وإذا نظر قال: الله؛ فلو تكلمت جوارحه قال: الله.
وعن الْجُنيْد قَالَ: لو طالبنا الله بحقيقة ما عليه أبو سَعِيد الخراز هلكنا. فَقِيلَ لإبراهيم بن شَيْبَان: وأيش كان حاله؟ قَالَ: كذا وكذا سنة يخرزُ، ما فاته الحق بين الخرزتين.
وعن المرتعش قَالَ: الخلق عيالٌ على أبي سَعِيد إِذَا تكلم في الحقائق.
وَقَالَ محمد بن عَليّ الكتاني: سَمِعْتُ أبا سَعِيد الخراز يَقُولُ: من ظن أَنَّهُ ببذل المجهود يضل فمُتَعَنِّي، ومن ظن أَنَّهُ بغير بذل المجهود وصل فمُتَمَني.(21/55)
رواها السلمي، وأبو حاتم العبدري، والماليني، عن محمد بن عبد الله الرازي، عن الكسائي.
وله ترجمة مطولة في تاريخ دمشق، رحمه الله تعالى.
61- أحمد بن عيسى بن هامان1.
أبو جَعْفَر الرازي الجوّال. حدَّث سنة تسع وثمانين بإصبهان.
عن: هشام بن عمار، ودُحيم، وعبد العزيز بن يَحْيَى المدني، وأبو غسان زُنيْج.
وعنه: مُكرَم بن أَحْمَد القاضي، وأبو الشيخ الحافظ، وعبد الرحمن محمد بن أَحْمَد سياه، وَأَحْمَد بن إِسْحَاق الشعار.
وله غرائب.
62- أَحْمَد بن عيسى بن الشيخ2.
صاحب ديار بكر وآمد، كان المعتز بالله استعمله عليها، فَلَمَّا مات المعتز استولى ابن الشيخ على ناحيته، وامتدت أيامه، وقام بعده ابنه محمد.
تُوُفِّي سنة خمسٍ وثمانين.
63- أَحْمَد بن الغمر بن أبي حَمَّاد الحمصي3.
روى عن: إِبْرَاهِيم بن المنذر، وَمحمد بن السري، وسليمان ابن بنت شُرَحْبِيل، وَسَعِيد بن نُصير.
وعنه: ابن جوصا، وَخَيْثَمَة، وأبو يعقوب الأذرعي، وَمحمد بن أَحْمَد بن حَمْدَان الرَّسعَني، وآخرون.
64- أَحْمَد بن فارس البُوشَنْجي.
عن: عُتبة بن عبد الله الهروي، وعلي بن حجر، وغيرهما.
توفي سنة أربع وثمانين.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 11، 12".
2 تاريخ الطبري "10/ 31، 33، 68"، البداية والنهاية "11/ 78".
3 حلية الأولياء "10/ 132"، تهذيب تاريخ دمشق "1/ 434".(21/56)
65- أَحْمَد بن اللَّيْث بن منصور الأَنْمَاطِيُّ1.
نزل الكوفة. وَسَمِعَ: أَحْمَد بن إبراهيم الدورقي، وعباس بن يزيد البَحْراني.
وعنه: عبد الله بن يَحْيَى الطلحي، وأبو بكر بن أبي دارم.
حدَّث سنة289.
66- أَحْمَد بن محمد البغدادي.
رجلان، أحدهما أبو بكر.
عن: جُنادة بن المُغلس.
وعنه: أبو بكر الشافعي.
والآخر:
67- أبو الحَسَن سبط محمد بن حاتم.
عن هُدبة.
وعنه: ابن مخلد.
ماتا في سنة اثنتين وثمانين.
وأمّا ابن قانع فَقَالَ: مات سبط محمد بن حاتم بن ميمون في سنة خمسٍ وثمانين.
يروي عنه: أبو جَعْفَر العُقيلي.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنيّ: هُوَ ثقة نبيل، يروي عن يمان بن حرب، والعُرني.
68- أَحْمَد بن محمد بن حميد البغدادي المقرئ المخضوب2.
أبو جَعْفَر الملقب بالفيل لعظم خلقه.
قرأ على: عُمَر بن الصباح؛ وعلى: يحيى بن هاشم السمسار، عن حمزة.
أخذ عنه: ابن مجاهد، وَأَحْمَد بن خلف، ووكيع، وحماد.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 359".
2 تاريخ بغداد "4/ 436، 437".(21/57)
وقد روى عن: عاصم بن عَليّ، وأبي بلال الأشعري، وغيرهما.
وعنه: عبد الصمد الطستي، وابن قانع.
تُوُفِّي سنة ست وثمانين ومائتين.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقوي.
69- أَحْمَد بن محمد بن سالم1 أبو حامد السالمي النَّيْسَابُوري.
عن: إِسْحَاق بن راهَوَيْه، وإبراهيم بن عبد الله الهَرَويّ، وجماعة.
وعنه: أَحْمَد بن إِسْحَاق الصبغي الفقيه.
تُوُفِّي سنة ست أيضا.
70- أحمد بن محمد بن الشاه البزاز2.
عن: منصور بن أبي مزاحم، وَيَحْيَى بن معين.
وعنه: ابن صاعد، والطستي.
تُوُفِّي سنة سبع وثمانين ومائتين.
ثقة، يروي عن طائفة.
71- أَحْمَد بن محمد بن عبد القادر الإسكندراني.
صاحب نُعَيْم بن حَمَّاد.
تُوُفِّي سنة خمس أيضا.
72- أحمد بن محمد بن الصلت الضرير3.
حدث بمصر عن: عَليّ بن الْجَعْد، وغيره.
وعنه: الطَّبَرَانيّ، وأهل مصر.
تُوُفِّي سنة تسع وثمانين ومائتين.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 23".
2 تاريخ بغداد "5/ 31".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 20"، تاريخ بغداد "5/ 33".(21/58)
73- أَحْمَد بن محمد بن عاصم بن يزيد الرازي1.
أبو بكر.
عن: إبراهيم بن الحجاج السامي، وأبي الربيع الزهراني، وعَليِّ بن الْمَدِينِيِّ، وحرملة، وقتيبة بن سَعِيد، وابنه محمد.
تُوُفِّي سنة تسعٍ وثمانين.
وعنه: أبو جَعْفَر العُقيلي، وأبو أحمد العسال.
74- أَحْمَد بن يَحْيَى بن حمزة2.
أبو عبد الله الحضرمي البَتَلْهي.
عن: أبي مُسهر، وعَليِّ بن عَيَّاش، وجماعة.
وعنه: أَحْمَد بن محمد بن عُمارة، والطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي سنة تسعٍ أَيْضًا.
وكان ضعيفًا.
قَالَ أبو أَحْمَد الحاكم: ثَنَا عنه أبو الجهْم بن طلاب بأحاديث بواطيل.
75- أَحْمَد بن محمد بن بكير النَّيْسَابُوري الوراق القصير3.
عن: داود بن رُشيد، ودُحيم، والطبقة.
ورحل إلى الشام والعراق.
وعنه: أبو بكر بن مجاهد، وعثمان بن السَّمَّاك، وجماعة.
وثّقه الخطيب.
وَتُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين.
__________
1 تاريخ الطبري "9/ 201"، تهذيب تاريخ دمشق "2/ 60".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 8"، المغني في الضعفاء "1/ 58"، لسان الميزان "1/ 295".
3 تاريخ بغداد "4/ 399، 400"، تهذيب تاريخ دمشق "1/ 454".(21/59)
76- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن بن جُنَيد1.
أبو بكر البغدادي الفقيه، صاحب أبي ثَوْر.
كان أحد الفقهاء المستورين في وقته.
تُوُفِّي في ذي القِعْدَة سنة خمسٍ وثمانين.
77- أَحْمَد بْن محمد بْن سُلَيْمَان2.
أبو الحَسَن البغدادي العلاف.
سَمِعَ: طالوت بن عبّاد، وهشام بن عمّار.
وعنه: القاضي الأشْناني، وَإسْمَاعِيل بن عُلية الخطْبي، وآخرون.
تُوُفِّي سنة خمسٍ أَيْضًا.
78- أَحْمَد بن محمد بن صاعد3.
مولى بني هاشم. أخو الحافظ يَحْيَى، ويوسف.
سَمِعَ: عبد الله بن عون الخزاز، وأبا بكر بن أبي شَيْبَة.
وعنه: الحُسَيْن بن صفوان البردعي، وأبو بكر بن خلاد النصيبي.
وليس بالقوي، قاله الدَّارَقُطْنيّ.
وقوّاه الخطيب.
79- أَحْمَد بن محمد بن صَعْصَعَة البغدادي4.
عن: منصور بن أبي مزاحم.
وعنه: أبو القاسم الطَّبَرَانيّ، وابن قانع، وَمحمد بن عَمْرو العُقيلي، والطستي.
وأكبر شيخ له عبد الله بن صالح العجلي.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 245".
2 تاريخ بغداد "5/ 23، 24".
3 تاريخ بغداد "5/ 35، 36".
4 أخبار القضاة لوكيع "3/ 93، 104، 118"، تاريخ بغداد "5/ 36".(21/60)
80- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمار.
أبو حامد النيسابوري المسلمي.
سَمِعَ: إِسْحَاق بن راهَوَيْه، وجماعة.
وعنه: يَحْيَى بن محمد العُنْبري، وَمحمد بن صالح بن هانئ.
81- أَحْمَد بن محمد بن الصلت1.
أبو عبد الله البغدادي الضرير.
سكن مصر وحدّث عن: عَليّ بن الْجَعْد، وَمحمد بن زياد الكلبي.
وعنه: الطَّبَرَانيّ، وغيره.
تُوُفِّي سنة تسعْ وثمانين ظنًّا.
82- أحمد بن محمد بن مُظَفَّر2.
عن أَحْمَد بن حَنْبَلٍ، وسُريج بن يونس.
وعنه: أبو بكر نجاد، والشافعي، وآخرون.
وكان ثقة.
83- أَحْمَد بن محمد بن أبي موسى3.
الفقيه أبو بكر الأنطاكي.
عن: هشام بن عمار، وابن أبي الحواري، وَمحمد بن زَنْبور، وعبيد بن هشام الحلبي، وجماعة.
وعنه: أَحْمَد بن عُتبة الرازي، وأبو بكر النّقّاش، وأبو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ، وابن مجاهد المقرئ، وآخرون.
حدَّث بمصر والشام.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 20".
2 تاريخ بغداد "5/ 98".
3 المعجم الصغير "1/ 13"، تهذيب تاريخ دمشق "2/ 80، 81".(21/61)
84- أحمد بن المبارك1.
أبو عمرو المُسْتَمْلِي النَّيْسَابُوري الزاهد المُجاب الدعوة.
ويُعرف بحمكويه.
قَالَ الحاكم: كان مُجاب الدَّعوة وراهب عصره.
سَمِعَ: قُتَيْبَة، ويزيد بن صالح، وَإِسْحَاق بن راهَوَيْه، وَأَحْمَد بن حَنْبَلٍ، والقواريري، وسُريج بن يونس، وأبا مُصعب الزُّهري، وسهل بن عُثْمَان العسكري، وخلْقًا كثيرًا.
وكتب الكثير.
روى عنه: أبو عُمَرو أَحْمَد بن نصر، وَجَعْفَر بن محمد بن سوَّار، وأبو عُثْمَان سَعِيد بن إسْمَاعِيل الزاهد، وأبو عَمْرو أَحْمَد بن محمد الجيزي، وأبو حامد بن الشرقي، وزنجويه بن محمد، ومشائخنا.
ثَنَا محمد بن صالح: أنا أبو عَمْرو فذكر حديثًا.
وثنا محمد بن صالح قَالَ: كنا عند أبي عَمْرو المُسْتَمْلِي، فسمع جلبةً فَقَالَ: ما هَذَا؟ قَالُوا: أَحْمَد بن عبد الله، يعني الخُجُسْتاني في عسكره.
فَقَالَ: اللهم مزِّق بطنه.
قَالَ: فما تم الأسبوع حَتَّى قُتل.
سَمِعْتُ عَليّ بن محمد الفامي يَقُولُ: حضرت مجلس أبي عُثْمَان الزاهد، ودخل أبو عَمْرو المُسْتَمْلِي وعليه أثواب رثّة، فبكي أبو عُثْمَان، فَلَمَّا كان يوم مجلس الذّكر قَالَ: دخل عَليّ رجل من مشائخ العلم، فاشتغل قلبي برثاثة حاله، ولولا أنّي أُجلّه عن تسميته في هَذَا الموضع لسمَّيته.
قال: فرمى الناس بالخواتم والدراهم والثياب.
فقام أبو عَمْرو على رؤوس النَّاس وَقَالَ: أنا الذي ذكرني أبو عُثْمَان، ولولا أني كرهت أن يتهم غيري لسكت، ثم أخذ جميع ذَلِكَ وحمله معه. فما بلغ باب الجامع إلا وقد وهب للفقراء جميع ذلك.
__________
1 المنتظم "5/ 173"، سير أعلام النبلاء "13/ 373-375"، البداية والنهاية "11/ 77، 78".(21/62)
أول ما استملى أبو عَمْرو سنة ثمانٍ وعشرين، وقد استملى على جماعة عاشوا بعده،
وَسَمِعْتُ أبا بكر بن إِسْحَاق الضُّبَعيّ يَقُولُ: كان أبو عمرو يصوم النهار ويحيي الليل.
وَأَخْبَرَنِي غير واحد: يَقُولُ أبو بكر إن الليلة التي قُتل فيها أَحْمَد بن عبد الله صلّى أبو عَمْرو صلاة العتمة. ثُمَّ صلى طول الليل وَهُوَ يدعو بصوتٍ عالٍ: اللهم شُقّ بطنه، اللهم شُقّ بطنه.
قُلْتُ: وروى عنه أَيْضًا محمد بن يعقوب الأخرم، وأبو الطيب بن المبارك، وَمحمد بن داود الزاهد.
ومات في جُمَادَى الآخرة سنة أربعٍ وثمانين.
85- أَحْمَد بن مجاهد1.
أبو جَعْفَر الْمَدِينِيُّ.
عن: أبي بكر، وعثمان بن أبي شَيْبَة، وعبد الله بن عُمَر بن أبان.
وعنه: أَحْمَد بن إِسْحَاق الشعار، والطَّبَرَانيّ، والأصبهانيون.
تُوُفِّي سنة تسعين ومائتين.
86- أَحْمَد بن محمود بن مقاتل بن صُبيح2.
أبو الحَسَن الهَرَويّ الفقيه.
حَدَّثَ ببغداد عن: شَيْبَان بن فرّوخ، وعبد الأعلى بن حَمَّاد، وخلْق.
87- أَحْمَد بن مروان3.
أبو الرضا الأندلسي القُرْطُبيّ.
سَمِعَ: يَحْيَى بن يحيى، وعبد الملك بن حبيب، وسعيد بن حسان، وجماعة.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 65"، ذكر أخبار أصبهان "1/ 108".
2 ذكر أصبهان "1/ 129"، تاريخ بغداد "5/ 156"، تهذيب تاريخ دمشق "2/ 91".
3 تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي "1/ 25".(21/63)
وكان حافظًا للفقه والحديث.
روى عنه: محمد بن قاسم، وغيره.
وَقِيلَ: إِنَّهُ هُوَ الذي ألف المستخرجة للعُتْبي.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين.
88- أَحْمَد بن الْمُعَلَّى بن يزيد1.
أبو بكر الأسدي الدِّمَشْقِيّ خَتَن دُحَيْم.
عن: صفوان بن صالح، وهشام بن عمار، وَدُحَيْم، وَأَحْمَد بن أبي الحواري، وجماعة.
وناب في قضاء دمشق عن أبي زُرْعَة محمد بن عُثْمَان.
روى عنه: ن. وَخَيْثَمَة، وعَليُّ بن أبي العقب، وأبو الميمون راشد والطَّبَرَانيّ، وآخرون.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين.
89- أَحْمَد بن منصور بن حبيب المروذي2.
أبو بكر الخُصيب.
عن: عفان.
وعنه: الحسن بن محمد شُعبة الأنصاري، وَإسْمَاعِيل الخَطْبي.
90- أَحْمَد بن مهران اليزدي الأصبهاني الزاهد3.
عن: عبد الله بن موسى، وخالد بن مخلد، وخُنيس بن بكر بن خنيس، وإسماعيل بن عمرو البجلي.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "26"، حلية الأولياء "9/ 366"، تهذيب الكمال "1/ 485-487"، تهذيب التهذيب "1/ 80، 81".
2 تاريخ بغداد "5/ 153".
3 ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 95".(21/64)
وعنه: سَعِيد بن يعقوب، وأبو بكر المنكدري، وَمحمد بن جمعة الكِرماني، وآخرون.
تُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين. وَقِيلَ: سنة اثنتين وثمانين. وَهُوَ أَحْمَد بن مهران بن خالد، أبو جَعْفَر.
91- أَحْمَد بن أبي عمران موسى القنطري الخياط1.
سَمِعَ: أبا نُعَيْم، وعفان.
وعنه: محمد بن العَبَّاس بن نجيح، وأبو بكر الشافعي.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ.
92- أَحْمَد بن موسى بن يزيد السامي البَصْرِيّ2.
سَمِعَ: مُسْلِم بن إِبْرَاهِيم.
وعنه: الطَّبَرَانيّ.
لا أعرفه بعد.
93- أَحْمَد بن موسى بن إِسْحَاق3.
أبو جَعْفَر التميمي الكوفي الحمّار البزار.
تُوُفِّي في رمضان سنة ست وثمانين.
روى عن: أبي نُعَيْم، وقُطبة بن العلاء، وعَليِّ بن ثابت، والدهقان، وَالحَسَن بن الربيع.
ومات سنة خمس وثمانين.
قلت: سنة ست على الصحيح.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 142، 143".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 52".
3 الثقات لابن حبان "8/ 53".(21/65)
94- أَحْمَد بن مِيثَم بن أبي نُعَيْم الفضل بن دكين الكوفي1.
سَمِعَ من: جده، وعبيد الله بن موسى، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ معروف، وأهل الكوفة.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين. وكان من أجلاء الشيعة وكبارهم. له مصنفات عندهم.
95- أَحْمَد بن نصر بن حميد2.
أبو بكر الوازع البزاز.
حدث ببغداد عن: محمد بن أبان الواسطي، وغيره.
وعنه: أبو سهل القطان، وابن نجيح.
وكان صدوقًا سمّاه بعضهم محمد.
تُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين.
96- أَحْمَد بن النّضر بن بحر3.
أبو جَعْفَر العسكري المقرئ، نزيل الرّقّة.
قرأ على: هشام بن عمار؛ وذكر أبو بكر النّقّاش أَنَّهُ قرأ عليه.
وحدّث ببغداد عن: سَعِيد بن حفص النُّفَيْلِيِّ، وهشام بن مُصفّى، وجماعة.
وعنه: أبو جَعْفَر العُقيلي، وَإسْمَاعِيل الخَطبي، وعبد الباقي بن قانع والطَّبَرَانيّ.
قَالَ ابن المنادى: وكان من ثقات النَّاس.
تُوُفِّي بالرّقّة في ذي الحجة سنة تسعين ومائتين.
97- أحمد بن وازن.
الفقيه أبو جعفر الصواف صاحب سحنون.
__________
1 المجروحين لابن حبان "1/ 148، 149"، ميزان الاعتدال "1/ 639"، لسان الميزان "1/ 316".
2 تاريخ بغداد "5/ 181".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 32"، تاريخ بغداد "5/ 185، 186"، تهذيب تاريخ دمشق "2/ 107".(21/66)
كان إمامًا عالمًا عاملا كبير القدر. يُقَالُ: كان مُستجاب الدّعوة.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين، وله تسعٌ وثمانون سنة رحمه الله.
98- أَحْمَد بن حمزة الثقفي الأصبهاني1.
عن: الحُسَيْن بن حفص، وَمحمد بن أبان العَنْبَريّ.
وعنه: عبد الله بن محمود خال أبي الشيخ، وَمحمد بن أَحْمَد الكسائي المقرئ، وغيرهما.
تُوُفِّي سنة اثنتين أَيْضًا.
99- أَحْمَد بن يَحْيَى بن نصر2.
الأصبهاني العسال.
عن: هُدْبة بن خالد، وَعَمْرو بن رافع القَزْويني، وإبراهيم بن يعقوب الْجَوْزَجَانيّ، ونصر الجهْضمي، وطائفة.
وكان واسع الرحلة.
روى عنه: أبو الشيخ، وعبد الرحمن بن محمد المذكّر، وَأَحْمَد بن بُنْدَار الشعار.
وَقَالَ أبو الشيخ: ثقة.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين ومائتين.
100- أَحْمَد بن يزيد السِّجِسْتَاني3.
حَدَّثَ ببغداد عن: الحَسَن بن سوار.
وعنه: الطَّبَرَانيّ.
101- أَحْمَد بن أبي العلاء البغدادي المغني.
ورّخه النِّفْطوي في سنة أربعٍ وثمانين فَقَالَ: يُقَالُ إِنَّهُ مات على بطن جارية له،
__________
1 ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 97".
2 ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 102".
3 المعجم الصغير "33".(21/67)
ورُفع خبره إلى المُعْتَضِد وَأَنَّهُ خلّف أربعة وعشرين ألف دينار، وسبعمائة ثوب، وغير ذَلِكَ، وكان واحد دهره في الغناء.
كان فردًا في صناعته لا يُقاس به أحد، ومنْ رأى إليه نظيرًا فقد ظلمه.
102- أَحْمَد بن يَحْيَى1.
أبو جَعْفَر السَّوطي.
عن: أبي عون، وعفان، وَأَحْمَد بن يونس.
وعنه: هبة الله بن محمد الفراء، وأبو علي محمد بن يوسف بن المعتمر البَصْرِيّ.
وَقِيلَ: هُوَ أَحْمَد بن محمد بن يَحْيَى السوطي شيخ الطَّبَرَانيّ.
103- أَحْمَد بن يَحْيَى2.
أبو سَعِيد الخُوَارَزْمِي.
روى عن: أَحْمَد بن نصر الفرّاء، وَمحمد بن عبد الله بن قُهزاد.
وعنه: أَحْمَد بن بنجاب، والطَّبَرَانيّ، وغيرهما.
فيه ضعف.
104- إِبْرَاهِيم بن أَحْمَد3.
أبو إِسْحَاق الأصبهاني النقاش المقرئ.
قرأ على: محمد بن عيسى مقرئ إصبهان.
وروى عن: أبي الوليد الطيالسي، وأبي عمرو الحوضي، وجماعة.
توفي سنة إحدى وثمانين ومائتين.
105- أحمد بن يحيى بن مهنا4.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 58".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 29"، تاريخ بغداد "5/ 204".
3 ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 187".
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 42"، تاريخ بغداد "5/ 212".(21/68)
أبو بكر الأزدي.
عن: بشر بن الوليد، وإسحاق بن أبي إسرائيل.
وعنه: الطستي، والطبراني، وجماعة.
106- إبراهيم بن أحمد بن الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب1.
أبو إسحاق التميمي الأغلبي أمير القيروان وابن أُمرائها، ولي الإمرة سنة إحدى وستين ومائتين، وكان عادلا سائسا حازما صارما، كانت التجارة تسير من مصر إلى سبتة لا تُعَارض ولا تُرّوع، ابتنى الحصون والمحارس على سواحل البحر، بحيث كانت توقد النيران في لَيْلَةٍ واحدة من سبتة إلى الإسكندرية؛ حَتَّى يُقَالُ: كان بأرض المغرب من بنائه وبناء آبائه ثلاثون ألف حصانًا، وهذا شيء لم يسمع بمثله لملك. وقد قصد سوسة وعمل لهم سوارًا؛ وأقام في المُلك بضعًا وعشرين سنة.
وقد دُونت سيرته وأيامه وعدله وبذله وجوده، وكان مصدقًا للعدل وإنصاف الرعية، معتنيًا بذلك. فَقِيلَ إن امرأة تاجر اتصل خبرُ جمالها بوزيره، فأرسل الوزير إليها فأبت، فكلف بها، وبثّ أمره إلى عجوزٍ تغشاه، وكانت حظّية عند الأمير إِبْرَاهِيم وعند أمه يتبرّكون بها، ويطلبون منها الدُّعاء؛ فَقَالَتْ: أنا أقضي الشُّغل. وقصدت المرأة فدقَّت بابها، ففتحت لها الجارية، وكانت العجوز مشهورة في البلد، فتلقتها المرأة وقبّلت يدها، وقدّمت لها شيئًا. فَقَالَتْ: أنا على نيّة، ويكون وقتًا آخر. وإنما أصابت إزاري نجاسة فأريد غسلها.
فأحضرت الطست والصابون، وغسّلت طرفه بنفسها. وقامت العجوز تصلّى حَتَّى نشف ولبسته وذهبت.
ثُمَّ تردّدت إليها وتأكدت المعرفة، فَقَالَتْ لها: عندي يتيمة أريد عرسها الليلة، فإن خف عليك تعيريها حليك؟ قَالَتْ: يا حبّذا. وأعطتها حُقّ الحلي. فانصرفت. وجاءت بعد أيام فَقَالَتْ: يا أمي وأين الحلي؟ قَالَتْ: عبرت إلى فلان وَهُوَ معي، فَلَمَّا علم أَنَّهُ لك أخذه مني وحلف أن لا يسلمّه إِلا إليك.
قَالَتْ: لا تفعلي.
__________
1 الولاة والقضاة للكندي "222"، سير أعلام النبلاء "13/ 487-489".(21/69)
قَالَتْ: هَذَا الذي تم. ومضت، فاشتد على المرأة البلاء، وبقيت تتقلى. فَلَمَّا دخل زوجها رأى الضُّرّ في وجهها، فسألها فأعلمته القصة، فاشتد بلاؤه، ثُمَّ أنهى أمره إلى الأمير إِبْرَاهِيم، وقصّ عليه القصة، فتغيّر لِذَلِكَ، وَقَالَ: أكتُم هَذَا، وائتني بعد يومين. ثُمَّ دخل إلى أمه، وطلب منها العجوز، فحضرت، فاحترمها ووانسها، ووضع رأسه في حجرها، وأخذ يتمسّح بها، وأخذ خاتمها وجعل يقلّبه ويشاغلها، ودعا خادمًا وكلّمه بالصَّقْلبية: امضي إلى دار العجوز، وقل لبنتها: أمك تَقُولُ لك: هاتي حُقّ الحلي، فقد طلبت أم الأمير أن تعمل لها مثله، وَهَذَا خاتمها. فمضى الخادم، وجاء لوقته بالحُقّ. فنظر الأمير فيه فوجده كما وصف الرجل، وتغيّرت العجوز واعترفت، فطلب الفئوس والمجارف وحفر في الحال حفرة، فألقيت العجوز فيها، وصاحت أمه، فقال: لئن لم تسكني لأُلحقنك بها، تُدخلين إلى قصري قوّادة! وجاء الرجل للموعد، فأعطاه الحق وزاده من حلي أهله، وَقَالَ: ما منعني من معاجلة الوزير إِلا خوف شُهرة أهلك، وأنا أفكر في هلاكه بوجه.
ثُمَّ قتله بعد قليل.
وعن بعضهم قَالَ: قدمت سجلماسة لألحق الرفقة إلى مصر، وكان معي ثلاثة ألاف دينار، فخرجت من القَيْرُوَان مسرعًا حَتَّى دخلت قابس، فَلَمَّا سرت عنها فرسخًا لقيني سبعة فوراس، فأنزلوني، فأخذوا الخرج، وقتلوا الغلام، وأضجعوني للذبح، فتضرعت إليهم وَقُلْتُ: غريب ولا أعرفكم فأطلبكم، وقد أخذتم الذهب، وخلفي أطفال، فأطلقوني لله. وبكيت، فأطلقوني، فرجعت إلى قابس، فما عرفت بها أحدًا، فذهبت إلى القَيْرُوَان راجلًا عُريانًا، فأتيت صديقًا لي، فأصلح شأني وَقَالَ: أعْلِم الأمير.
فقصدناه وَهُوَ جالس للناس، فقصصت عليه شأني، فتنمر، وأمرني بالجلوس، ثُمَّ رأيته يأمر وينهى، فَلَمَّا قام أمر بعض الخدم فأدخلني القصر، وبعث إليَّ طعامًا، ثُمَّ نمت، ثُمَّ طلبني قبل العصر إلى رَوْشَنة، ودعا أمير الجيش فَقَالَ: هل وجّهت إلى طرابلس بخيل؟ قَالَ: نعم، سبعة فوارس وقد عادوا.
قَالَ: فطلبهم وَقَالَ: من تعرف من هَؤُلاءِ فعرّفني به؟ فَقُلْتُ: هَذَا منه، إلى أن جمع السبعة.(21/70)
فأخذهم بالرّغبة والرّهبة فأنكروا، ففُرِّقوا في بيوت، وجيء بالسياط وضُربوا مفرَّقين، ثُمَّ دار بنفسه عليهم، وبقي يَقُولُ للواحد: قد اعترف صاحبك بعد ما هلك، فلا تحوج نفسك إلى ما حل به، فأقروا وأحضروا الخرج والبغلة والثياب، لم تنقص سوى سبعة دنانير. فأتمها إِبْرَاهِيم من ماله، وأعطاني غلامًا، وخفرني بناسٍ إلى طرابلس، فَلَمَّا عبرنا على الموضع الذي أخذت فيه وجدت السبعة فوارس على الخشب، والكلاب تأكل من أقدامهم.
وَقِيلَ إنه جاءه برجلٍ، في يده سكين، وثيابه ملطخة بالدماء، فقال: ما لهذا؟
قالوا: أبونا لصلاة الصُّبح، فوُجد في الطريق مذبوحًا، وَهَذَا قائمٌ عنده هكذا.
فَقَالَ: أقتلت؟ قَالَ: نعم.
قَالَ: اذهبوا به فاقتلوه.
وَقَالَ: إن اخترتم أن أودي عنه الديةَ، وأوليكم شيئًا فعلت.
قَالُوا: ما نريد إِلا القصاص.
وراحوا به، فَلَمَّا هموا بقتله برز رجل من الحلقة وَقَالَ: والله ما هَذَا قتله، وأنا قتلته.
فرجعوا به، فأقرّ عند الأمير، فَقَالَ لِذَلِكَ: وما الذي ألجأك إلى الإقرار؟ قَالَ: أصلح الله الأمير، عبرت فوجدت أبوهم يضطرب والسكين في نحره، فخطر لي أنني إن أزلت السكين من نحره ربما سلم. فأزلتها فمات والسكين في يدي، والدم على ثوبي، فرأيت الإقرار أولى من العذاب بالضّرب والمُثلة.
فَقَالَ الأمير: وَهَذَا أيضًا إن أخذتم أخذ الدية وأن أوّليكم فعلت.
قَالُوا: ما نريد إِلا القود.
ثم راحوا ليقتلوه، فبدرهم من الحلقة وَقَالَ: والله ما قتله الأول ولا الثاني، وما قتله إِلا أنا.
فردوا إلى الأمير، وزاد التعجُّب، فَقَالَ: لِذَلِكَ: أقتلته؟ قَالَ: لا والله.
قَالَ: فما أحوجك إلى الإقرار؟ قَالَ: إني كنت في شبابي مسرفًا على نفسي،(21/71)
وقد قتلت جماعة ثُمَّ تُبْتُ ورجعت إلى الله، وكنت في غرفةٍ لي، فأخرجت رأسي فرأيت الشيخ قد أضجعه رجل وذبحه وهرب، فجاء ذَلِكَ وأنا أنظر، فأزال السكين، فأمسكوه، وأنا أعلم براءته، فَلَمَّا قبل بالقتل سمحت نفسي بالقتل، عسى أن يُغفر لي ما مضى.
فسأل الثالث فأقرّ، وأبدى أسبابًا عُرف بها أَنَّهُ قاتله.
وَقَالَ: لَمَّا رأيت هَذَا وهو برئ قد فدى بنفسه ذاك الأول.
قُلْتُ: أنا أولى من أداء حقٍّ وجبَ عَليّ.
فَقَالَ الأمير: إن اخترتم أخذتم الدية والولاية أَيْضًا.
قَالُوا: لا نفعل.
فَلَمَّا ذهبوا ليقتلوه ودارت الحلقة قَالُوا: اللهم إنّا عفونا عنه لا لما بذله الأمير من الدية والولاية، ولكن لوجهك خالصًا.
وَقِيلَ إنَّ الأمير إِبْرَاهِيم خرج يومًا إلى نُزهة، فقدّم إليه رجل قصة وَقَالَ: إجلالك أيها الأمير منعني أن أذكر حاجتي، وإذا في القصة: إنني عشقت جارية وتيّمني حبُّها، فَقَالَ مولاها: لا أبيعها بأقل من خمسين دينارًا. فنظرت في كل ما أملكه فَإِذَا هُوَ ثلاثون دينارًا، فإن رأى الأمير النظر في أمري.
فأطلق له مائة دينار.
فسمع به آخر، فتعرّض له الآخر وَقَالَ: أعزّ الله الأمير، إني عاشق.
قَالَ: فما الذي تجد؟ قَالَ: حرارة ولهيبًا.
قَالَ: اغمره في الماء مرات حَتَّى يمّر ما بقلبه.
ففعلوا به ذَلِكَ فصاح، فَقَالَ: ما فعلت الحرارة؟ قَالَ: ذهبت والله وصار مكانها برد.
فضحك وأمر له بثلاثين دينارًا.
وكان طبيبه إِسْحَاق بن عمران الإسرائيلي بارعًا في الطِّب، مشهورًا، وهو صاحب طرايف.(21/72)
وكان المعتمد أنفذ إسحاق من بغداد، وكان إبراهيم يجزل عطاياه، وكان إِسْحَاق يُعجب بنفسه ويُسيء أدبه على إِبْرَاهِيم وَيَقُولُ: بعد مجالسة الخلفاء صرت إلى ما أنا فيه.
فلما أكثر عليه أمر بفصده في الأكحلين من ذراعيه إلى أن كاد يهلك، ثُمَّ رقّ له وَقَالَ: يمكنك إن تسدّ رمقك؟ قَالَ: نعم، تشد المواضع، وتعجل لي بشرائح مشوية أمتصها. ففعل وسَلِم.
وتمادى على طباعه، فأمر بقتله، فَقَالَ: والله إنَّ مزاحك ليقضي بأن يصيبك من الخلط السودائي ما يعجز عنه حذّاق الأطباء، ويُحتاج إليَّ. فقتله وصلبه، فبقي حَتَّى عشش الخذا في جوفه. وهاج بإِبْرَاهِيم كما قَالَ خلط سودائي، فقتل فيه جماعة من إخوته وأهله وبناته. ثُمَّ أفاق وأظهر التوبة، ورد المظالم، وفرق الأموال والصدقات في سنة ثمانٍ وثمانين. فظهر فيها أبو عبد الله الشيعي، فنفذ لحربه ابنه الأحوال في اثنى عشر ألفًا، فالتقى هُوَ وأبو عبد الله، فهزمه أبو عبد الله، ثُمَّ جرت بينهما حروب، ثم هزم أبو عبد الله ووصل الأحوال إلى تاهرت فحرّقها، وهدم قصر أبي عبد الله، وحرّق مسيلة وساق ذراريه، ثُمَّ ردّ إلى إفريقية لَمَّا بلغه توجُّه أبيه إلى الجهاد.
ونفذ إبراهيم إلى ابنه أمير صقلية يأمره بولاية ولده زيادة الله على صقلية، وأن يسير إليه، ففعل. فَلَمَّا قدم عليه ولاه إفريقية، وكتب له العهد، وأحضر قاضي عيسى بن مسكين، وكان من الصالحين، فاستشاره، فأمره برد المظالم، فكشفت الدواوين من يوم ولايته، وكل من كانت له مظلمة رُدّت عليه. وعزم على الحجّ على طريق الإسكندرية، ونودي بذلك ليجمع بين الحجّ والجهاد، وليفتح ما بقي بها من حصون. وخرج إلى سوسة بجيشه في أول سنة تسعٍ وثمانين، فدخلها وعليه فَرْو مرقَّع في زي الزُّهاد، وأخرج المال، وأعطى الفارس عشرين دينارًا، والراجل عشرة دنانير. ووصلت سفن الأسطول طرابلس، واجتمعت العساكر وفيهم ولده أبو اللَّيْث، وولد ولده أبي مُضر بن أبي العَبَّاس، وأخوه معد. وافتتح حصونها. ثُمَّ نزل على طبرمين وافتتحها عنوةً. ثُمَّ لحقه زلق الأمعاء، وأخذه فواق، فمات رحمه الله في تاسع ذي القِعْدَة سنة تسعٍ وثمانين ومائتين. فرجع الجيش به إلى صقلية، فدُفن بها في قُبّة. وقام بالأمر بعده أبو العَبَّاس عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمَد المُتوفَّى سنة تسعين.(21/73)
107- إِبْرَاهِيم بن أحمد بن عُمَر الوكيعي الفَرَضي الضرير1.
سَمِعَ: شَيْبَان بن فَرُّوخ، وأباه أَحْمَد بن عُمَر الوكيعي، وعبيد الله بن معاذ، وطائفة.
ولم يكن ببغداد في زمانه أعلم بالفرائض منه.
روى عنه: أبو سهل بن زياد، وابن قانع، والطَّبَرَانيّ، وجماعة.
ومات سنة تسع وثمانين.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ.
108- إِبْرَاهِيم بن أَحْمَد بن مروان الواسطي2.
حَدَّثَ ببغداد عن: هُدبة بن خالد، وجُبارة بن المُغلّس، وجماعة.
وعنه: عبد الصمد الطَّسْتِيّ، وعثمان بن بِشْر السَّقطي.
وحدث في سنة خمس وثمانين ومائتين.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقوي.
109- إِبْرَاهِيم بن إسحاق بن إِبْرَاهِيم الثقفي3.
مولاهم أبو إِسْحَاق، أخو الحَافِظ أبي العَبَّاس، وَإسْمَاعِيل، وَهُوَ نيسابوري.
نزل بغداد وحدّث عن: يَحْيَى بن يَحْيَى، ويزيد بن صالح الفرا، وأحمد بن حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى الحماني، وطائفة.
وعنه: أخوه أبو العَبَّاس، وَأَحْمَد بن المنادي، وأبو سهل القطان، وأبو بكر الشافعي، وآخرون.
وكان أَحْمَد بن حَنْبَلٍ يأنس به ويُفطر عنده وينبسط في منزله. وثّقه الدارقطني.
وَتُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين، وَهُوَ معدود في أصحاب الإمام أحمد.
__________
1 أخبار القضاة لوكيع "6/ 26، 27"، تاريخ بغداد "6/ 5، 6".
2 تاريخ بغداد "6/ 5".
3 تاريخ بغداد "6/ 26، 27"، المنتظم لابن الجوزي "5/ 162، 163"، البداية والنهاية "11/ 74".(21/74)
110- إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن بشير1.
أبو إِسْحَاق الحربي الفقيه الحَافِظ أحد الأعلام.
وُلد سنة ثمانٍ وتسعين ومائة. وطلب العلم بضع عشر، فسمع: هَوْذة بن خليفة، وأبا نُعَيْم، وَعَمْرو بْن مرزوق، وعبد الله بْن صالح العِجلي، وعاصم بن عَليّ، وعفان، وأبا عَمْرو الحَوْضي، وأبا سَلَمَةَ التبوذكي، ومسدد بن مُسرْهد، وأبا عُبَيْد الْقَاسِم بن سلام، وَشُعَيْب بن محرز.
وتفقه على الإمام أَحْمَد وحمل عنه الكثير، وكان من نُجباء أصحابه.
وروى عنه: ابن صاعد، وعثمان بن السَّمَّاك، وأبو بكر النَّجَّاد، وأبو بكر الشافعي، وعمر بن جَعْفَر الخُتُّليّ، وعبد الرحمن بن العَبَّاس المخلِّص، وخلق آخرهم موتًا أبو بكر القطيعي.
قَالَ الخطيب: كان إمامًا في العلم، رأسًا في الزُّهد، عارفًا بالفقه، بصيرًا بالأحكام، حافظًا للحديث، مميزًا لعلله، قيمًا بالأدب، جمَّاعة للُّغة. صنّف غريب الحديث وكُتبًا كثيرة. أصله من مرو.
وَقَالَ القفطي في "تاريخ النُّحاة": كان رأسًا في الزهد، عارفًا بالمذاهب، بصيرًا بالحديث حافظًا له، له في اللغة كتاب "غريب الحديث"، وَهُوَ من أنفس الكُتُب وأكبرها في هَذَا النَّوع.
قَالَ ابن جهضم، وَهُوَ ضعيف: ثَنَا الخلدي، ثنا أحمد بن عبد الله بن ماهان: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق يَقُولُ: أجمع عقلاء كل أمه أَنَّهُ من لم يجر مع القدر لم يتهنَّ بعيشه.
وكان يَقُولُ: قميصي أنظف قميص، وإزاري أوسخ إزار. ما حدثت نفسي أن أصلحها، ولا شكوت إلى أهلي وأقاربي حُمى أجدها. لا يغم الرجل نفسه وعياله. ولي عشر سنين أنظر بفرد عين ما أخبرت به أحدًا.
وأفنيت من عمري ثلاثين سنة برغيفين، إن جاءتني بهما أمي أَوْ أختي، وإلا بقيت جائعًا إلى الليلة الثانية.
__________
1 الثقات لابن حبان "8/ 89"، ميزان الاعتدال "3/ 138"، سير أعلام النبلاء "13/ 356، 372".(21/75)
وأفنيت ثلاثين سنة برغيف في اليوم والليلة، إن جاءتني امرأتي أَوِ ابنتي به، وإلا بقيت جائعًا.
والآن آكل نصف رغيف أَوْ أربعة عشرة تمرة، وقام إفطاري في رمضان هَذَا بدرهمٍ ودانقين ونصف.
وَقَالَ أبو الْقَاسِم بن بُكير: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم الحربي يَقُولُ: ما كنا نعرف من هذه الأطبخة شيئًا.
كنتُ أجيء من عشي إلى عشي، وقدّمت لي أمي باذنجانة مشويةً، أَوْ لعقة بُنٍّ، أَوْ باقة فجل.
وَقَالَ أبو عُمَر الزاهد: سَمِعْتُ ثعلب يَقُولُ غير مرة: ما فقدت إِبْرَاهِيم الحربي من مجلس لغة أَوْ نحو من خمسين سنة.
قَالَ الخطيب: أنا محمد بن جَعْفَر بن غيلان: أنا عيسى بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بْن عُمَر بْن عَبْد الملك بْن عبد العزيز بن جُرَيْح الطُّوماري قَالَ: جئت إلى إِبْرَاهِيم الحربي وقد فاتني حديث، فأخذته وجئت به إليه فَقُلْتُ: فاتني هَذَا.
قَالَ: ضعه على رأسك. ففعلت، وكان إلى جنبه محمد بن خلف وكيع، فَقَالَ له: يا سيدي، هذا من ولد ابن جريج. فأدناني ثُمَّ قَالَ: أنا محمد بن منصور، أنا عفان، ثُمَّ قَالَ لوكيع: لو قُلْتُ لك: نا عفان من أين كنت تعلم؟ فَقَالَ رجل: يا أبا إِسْحَاق، لو قُلْتُ فيما لم تسمع: سَمِعْتُ، ما حوَّل الله هذه الوجوه إليك.
قَالَ محمد بن أيوب العُكْبَري: سَمِعْتُ الحربي يَقُولُ: ما تروّحت ولا رُوّحت قط، ولا أكلت من شيءٍ في يومٍ مرتين.
قَالَ أبو الحَسَن بن شمعون: قَالَ أَحْمَد بن سُلَيْمَان القطيعي: أضقت إضاقةً، فأتيت إبراهيم لأبثه، فَقَالَ لي: لا يضيق صدرك، فإن الله من وراء المعونة، فإني أضقت مرة حَتَّى انتهى أمري إلى الإضافة إلى عدم عيالي قوتهم. فَقَالَتِ الزوّجة: هب أني وإياك نصبر، فكيف بالصبيين؟ هات شيئًا من كُتُبك نبيعه أَوْ نرهنه، فضننت بذلك، وَقُلْتُ: أقترض غدًا. فَلَمَّا كان الليل دُقّ الباب فَقُلْتُ: من ذا؟ قَالَ: رجل من الجيران، أطفئ السَّرَّاج حَتَّى أدخل. فكببت شيئًا على السَّرَّاج، فدخل وترك شيئًا، فَإِذَا هُوَ منديل فيه أنواع من المآكل، وكاغد فيه خمسمائة درهم. فأنبهنا الصغار وأكلوا.(21/76)
ثُمَّ من الغد، إِذَا جمّال يقود جملين، عليهما حملين وُرقًا، وَهُوَ يسأل عن منزلي، فَقَالَ: هذان الجملان أنفذهما لك رجل من خُرَاسَان، واستحلفني أن لا أقول من هُوَ.
قلت: إسنادها فيه انقطاع.
قَالَ الحَسَن بن فَهْم: لا ترى عيناك مثل الحربي، إمام الدُّنْيَا، لقد رأيت وجالست العلماء، فما رأيت رجلًا أكمل منه.
وَقَالَ الحاكم: سَمِعْتُ محمد بن صالح القاضي يَقُولُ: لا نعلم أَنَّ بغداد أخرجت مثل إِبْرَاهِيم الحربي في الأدب، والفقه، والحديث، والزُّهد.
قَالَتْ: يريد اجتماع الأربعة علوم.
وَقَالَ أبو أيوب سُلَيْمَان بن الخليل: سَمِعْتُ الحربي يَقُولُ: في غريب الحديث ثلاثة وخمسون حديثًا ليس لها أصل.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: أبو إِسْحَاق الحربي إمام مصنف، عالم بكل شيء، بارع في كل علم، صدوق.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: كان يَقُولُ لي أبي: امض إلى إِبْرَاهِيم الحربي حَتَّى يُلقي عليك الفرائض.
وَقَالَ أبو بكر الشافعي: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم الحربي يَقُولُ: عندي عن عَليّ بن الْمَدِينِيِّ قِمْطرٌ، ولا أُحدّث عنه بشيء لأني رأيته بالمغرب وبيده نعل مُبادرًا، فَقُلْتُ: إلى أين؟ قَالَ: ألحق الصَّلاة مع أبي عبد الله.
قُلْتُ: من أبو عبد الله؟ قال: ابن أبي دؤاد.
وقال أبو الحسن العتكي: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم الحربي يَقُولُ لجماعة عنده: من تُعدّون الغريب في زماننا؟ فَقَالَ واحد: الغريب من نأى عن وطنه.
وَقَالَ آخر: الغريب من فارق أحبابه.
وَقَالَ كل واحدٍ شيئًا، فَقَالَ: الغريب في زماننا رجل عاش بين قومٍ صالحين، إن أمر بالمعروف آزروه، وإن نهى عن منكر أعانوه، وإن احتاج إلى سبب من الدُّنْيَا مانوه، ثُمَّ ماتوا وتركوه.(21/77)
وَقَالَ أبو الفضل الزُّهري، عن أبيه، عن الحربي قَالَ: ما أنشدتُ بيتًا قط، إِلا قرأت بعده: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] ثلاث مرات.
قَالَ السُّلمي: سألت الدَّارَقُطْنيّ عن إِبْرَاهِيم الحربي فَقَالَ: كان يُقاس بأحمد بن حَنْبَلٍ في زهده وعلمه وورعه.
وَقَالَ غيره: سيَّر المُعْتَضِد إلى إِبْرَاهِيم الحربي عشرة آلاف، فردّها، فَقِيلَ له: فرِّقها. فأبى.
ثُمَّ لَمَّا مرض سيَّر إليه المُعْتَضِد ألف دينار، فلم يقبلها. فخاصمته ابنته فَقَالَ: أتخشين إِذَا متُّ الفقر؟ قالت: نعم.
وقال في تِلْكَ الزاوية اثنا عشر ألف جزء حديثية ولُغوية وغير ذَلِكَ، كتبتها بخطي، فبيعي منها كل يومٍ جزءًا بدرهم وأنفقيه.
تُوُفِّي لسبعٍ بقين من ذي الحجة سنة خمسٍ وثمانين، وصلّى عليه يوسف القاضي. وكانت جنازته مشهودة.
111- إِبْرَاهِيم بن إسْمَاعِيل البغدادي السوطي1.
عن: عفان.
وعنه: عبد الله بن إِسْحَاق الخُرَاسَانِيّ، وأحمد بن عُثْمَان الآدمي.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين.
وَهُوَ موثّق.
112- إِبْرَاهِيم بن إسْمَاعِيل2.
أبو إِسْحَاق الطوسي العَنْبَريّ الحَافِظ الزاهد.
ذكره الحاكم فَقَالَ: محدّث عصره بطُوس، وأزهدهم بعد محمد بن أسلم، وأخصهم بصُحبة محمد، وأكثرهم رحلة في الحديث.
سَمِعَ: يَحْيَى بن يَحْيَى، وَإِسْحَاق بن راهَوَيْه، وَعَلِيَّ بن حُجر، وَمحمد بن
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 23، 24".
2 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 200، 201".(21/78)
عَمْرو زُنيْج، وعبد الله القواريري، وهشام بن عمار، وقتيبة بن سَعِيد، وَإِبْرَاهِيم بن يوسف، وأبا مُصْعَب، وحرملة بن يَحْيَى، وخلقًا كثيرًا.
قُلْتُ: سَمِعَ بخراسان، والعراق، والشام، والحجاز، ومصر، والجزيرة.
روى عنه: أبو النضر الفقيه، وأبو الحَسَن بن زُهير، وَمحمد بن صالح بن هانئ، وجماعة.
قَالَ أبو نضر: كتبت عنه مسنده بخطي في مائتي وبضعة عشر جزءًا.
قُلْتُ: هَذَا المُسْند يقرب من "مُسْند الإمام أَحْمَد" في الحجم.
وقد ذكر هَذَا الرجل كمالُ الدين في "تاريخ حلب" أَيْضًا.
ولا أعلم متى تُوُفِّي.
113- إِبْرَاهِيم بن الحُسَيْن1.
أبو إِسْحَاق بن دَيْزيل الكسائي الهمداني الحَافِظ. يُلقب بدابة عفان، للزُومه له. ويُعرف بسيفنَّة، وَهُوَ اسم طائر بمصر، لا يقع على شجرة إِلا أكل ورقها حَتَّى يُعريها، وكذلك كان إبراهيم إِذَا قدم على شيخ لم يفارقه حَتَّى يكتب جميع حديثه، فشبّهوه به.
سَمِعَ بالحجاز، والشام، ومصر، والعراق، والجبال.
فسمع: أبا مُسهر، وأبا اليمان، وَعَلِيَّ بن عَيَّاش، وآدم بن أبي إياس بالشام وَسَمِعَ: أبا نُعَيْم وعفان ومسلم بن إِبْرَاهِيم وسليمان بن حرب بالعراق.
و: نعيم بن حماد، وأصبغ، وطبقتهما بمصر.
و: إسماعيل بن أبي أُويس، وعيسى بن مينا قالون بالحجاز.
وعنه: أبو عوانة، وَأَحْمَد بن صالح البرجردي، وعمر بن حفص المُسْتَمْلِي، وَأَحْمَد بن هارون الزنجي، وعبد السلام بن عبديل، وعَليُّ بن حَمَّاد النَّيْسَابُوري، وَأَحْمَد بن مروان الدِّينَوَري، وعَليُّ بن إِبْرَاهِيم بن سَلَمَةَ القطان، وعبد الرحمن بن
__________
1 سير أعلام النبلاء "13/ 184-192"، لسان الميزان "1/ 48، 49"، البداية والنهاية "11/ 71".(21/79)
أَحْمَد الجلاب، وَمحمد بن عبد الله بن برزة الروذراوي، وَأَحْمَد بن إِسْحَاق بن مُجاب الطبسي، وخلق.
وكان يصوم يومًا ويُفطر يومًا، رحمه الله.
سُئل الحاكم أبو عبد الله عنه، فَقَالَ: ثقة مأمون.
وَقَالَ ابن خراش: صدوق اللهجة.
وعن إِبْرَاهِيم بن ديْزيل قَالَ: إِذَا كان كتابي بيدي، وأحمد بن حَنْبَلٍ عن يميني، وَيَحْيَى بن معين عن يساري، ما أبالي؛ يعني لضبطه وجودة كُتُبه.
وَقَالَ صالح بن أَحْمَد الحَافِظ: سَمِعْتُ أبي: سَمِعْتُ عَليّ بن عيسى يَقُولُ: إن الإسناد الذي يأتي به إبراهيم لو كان فيه أن لا يؤكل الخبز لوجب أن لا يؤكل، لصحة إسناده.
وَقَالَ الحاكم: بلغني أَنَّهُ قَالَ: كتبت حديث أبي حمزة، عن ابن عَبَّاس، عن عفان، وسمعته منه أربعمائة مرة.
وقال الْقَاسِم بن أبي صالح: سَمِعْتُ إبراهيم بن ديزيل يَقُولُ: قَالَ لي يَحْيَى بن معين: حدثْني بنسخة اللَّيْث، عن ابن عجلان، فإنها فاتتني على أبي صالح.
فَقُلْتُ: ليس هَذَا وقته.
قَالَ: متى يكون.
قُلْتُ: إِذَا متُّ.
وَقَالَ الْقَاسِم بن أبي صالح: جاء أيام الحج أبو بكر محمد بن أبي الفضل القُسطاني، وحُريش بن أحمد إلى إِبْرَاهِيم بن الحُسَيْن، فسألاه عن حديث الإفك، رواية الفروي، عن مالك، فحانت منه التفاتة، فَقَالَ له الزَّعْفَرَانِيّ: يا أبا إِسْحَاق تُحدّث الزنادقة؟ وقال: ومن الزنديق؟ قَالَ: هَذَا، قَالَ إن أبا حاتم لا يُحدّث حَتَّى يمتحن.
فَقَالَ: أبو حاتم عندنا أمير المؤمنين في الحديث، والامتحان دين الخوارج، من حضر مجلسي فكان من أهل السنة، سَمِعَ ما تقرُّ به عينه؛ ومن كان من أهل البدعة يسمع ما سخن الله عينه.(21/80)
فقاما، ولم يسمعا.
وعن عَليّ بن عيسى قَالَ: وقد طول شيرويه الحَافِظ ترجمة ابن ديزيل وروى فيها بلا إسناد أَنَّهُ قَالَ: كتبت في بعض الليالي، فجلست كثيرًا، وكتبت ما لا أحصيه حَتَّى عييت، ثُمَّ خرجت أتأمل السماء، وكان أول الليل، فعدت إلى بيتي، وكتبت أَيْضًا حَتَّى عييت، ثُمَّ خرجت، فَإِذَا الوقت آخر الليل. فأتممت جُزئي وصليت الصُّبح، ثُمَّ حضرت عند تاجر يكتب حسابًا له، فورّخه يوم السبت. فَقُلْتُ: سبحان الله أليس اليوم الجمعة؟ فضحك وَقَالَ: لعلك لم تحضر أمس الجامع.
قَالَ: فراجعت نفسي، فَإِذَا أنا قد كتبت لليلتين ويومًا.
وَقَالَ الخليلي في شيوخ ابن سلمة القطان: كان يُسمى سيفنّة، لكثرة ما يكون في كمه من الحديث.
قَالَ: كان يكون في كمّي خمسون جزءًا، في كل جزء ألف حديث، إلى أن قَالَ: وَهُوَ مشهور بالمعرفة بهذا الشأن.
مات سنة سبعٍ وسبعين ومائتين. هكذا قَالَ قوم.
وجاء عن عبد الله بن وهب الدِّينَوَري قَالَ: كنا نذاكر إِبْرَاهِيم بن الحُسَيْن فيذاكرنا بالقمطر، فنذكر حديثًا واحدًا، فيقول: عندي منه، قمطر، يعني طُرُقه وعلله واختلاف ألفاظه.
قَالَ عَليّ بن الحُسَيْن الفلكي: تُوُفِّي في آخر شعبان سنة إحدى وثمانين ومائتين.
114- إِبْرَاهِيم بن سعدان الْمَدِينِيُّ الأصبهاني الكاتب1.
أبو سَعِيد، آخر أصحاب بكر بْن بكار.
وكان صدوقًا مشهورًا.
روى عنه: أَحْمَد بن بُنْدَار، ومحمد بن إسحاق بن أيوب، وأبو الشيخ، وآخرون.
توفي سنة أربع وثمانين ومائتين.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 186، 187".(21/81)
إبراهيم بن سويد السامر.
في الورقة الأخرى، وَهُوَ أبو محمد.
115- إِبْرَاهِيم بن صالح الشِّيرَازِيّ1.
حَدَّثَ بمكة عن: حجاج بن نُصير الفساطيطي.
وعنه: الطَّبَرَانيّ.
116- إِبْرَاهِيم بن عبد السلام2.
أبو إِسْحَاق البغدادي الوشاء. نزيل مصر.
سَمِعَ: أَحْمَد بن عبدة، وأبا كُريب محمد بن العلاء.
وعنه: أبو بكر الشافعي، والطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي سنة اثنتين.
ضعّفه الدَّارَقُطْنيّ.
117- إِبْرَاهِيم بن عبد العزيز بن صالح الصالحي3.
عن: أبي سَعِيد الأشج، وغيره.
وعنه: محمد بن مَخْلَد، وعبد الصمد الطَّسْتِيّ.
تُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين.
وَهُوَ ثقة.
118- إِبْرَاهِيم بن فهد بن حكيم البَصْرِيّ الساجي4.
عن: عُثْمَان بن الهيثم، وقرة بن حبيب، وأبي الوليد الطَّيَالِسِيّ، وأبو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيّ، وطائفة.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 82".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 88"، تاريخ بغداد "6/ 136".
3 تاريخ بغداد "6/ 136، 137"، المنتظم "5/ 173، 174".
4 الثقات لابن حبان "8/ 86"، ميزان الاعتدال "1/ 53"، لسان الميزان "1/ 91، 92".(21/82)
وعنه: أَحْمَد بن إبراهيم بن يوسف الأصبهاني، وعِصْمة الْبُخَارِيُّ، وطائفة.
خرّجه ابن عَدِيّ.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
119- إِبْرَاهِيم بن قاسم بن هلال1.
أبو إِسْحَاق القيسي الأندلسي القُرْطُبيّ.
سَمِعَ: أباه، وسحنون بن سَعِيد، وغير واحد.
وكان فقيهًا عابدًا.
روى عنه: أَحْمَد بن خالد بن الحُباب، وغيره.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين ومائتين أَيْضًا.
قَالَ ابن يونس: روى عن يَحْيَى بن يَحْيَى.
120- إِبْرَاهِيم بن محمد بن سَلَمَةَ بن أبي فاطمة المرادي.
أبو إِسْحَاق بن المحدّث أبي عبد الله المصري.
سَمِعَ: عبد الله بن يوسف التِّنِّيسِي، والنضر بن عبد الجبار المرادي.
تُوُفِّي في رمضان سنة أربعٍ وثمانين ومائتين.
121- إِبْرَاهِيم بن محمد بن الصَّنْعَانيّ2.
عن: عبد الرزاق.
وَهُوَ أحد الأربعة الذين أدركهم الطَّبَرَانيّ من أصحاب عبد الرزاق.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين.
122- إِبْرَاهِيم بن محمد بن الهيثم3.
أبو القاسم القطيعي.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي "1/ 11"، جذوة المقتبس للحميدي "156".
2 المعجم الصغير "1/ 77".
3 تاريخ بغداد "6/ 154، 155".(21/83)
عن: منصور بن أبي مزاحم، وَعَمْرو الناقد، وغيره.
وعنه: المحاملي، والطَّسْتِيّ، وإسماعيل الخطبي.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ.
123- إِبْرَاهِيم بن محمد بن بكار بن الريان البغدادي1.
عن: أبيه.
وعنه: الطَّبَرَانيّ.
124- إِبْرَاهِيم بن محمد بن إسْمَاعِيل2.
أبو إِسْحَاق المسمعي البَصْرِيّ.
عن: مُسْلِم بن إِبْرَاهِيم، وَعَمْرو بن مرزوق.
وعنه: عبد الصمد الطَّسْتِيّ، وأبو بكر الشافعي.
ضعّفه الدَّارَقُطْنيّ.
125- إِبْرَاهِيم بن محمد بن سَعِيد بن هلال بن عاصم بن سَعِيد بن مسعود الثقفي الكوفي2.
من رؤوس الشيعة. صاحب تصانيف.
وجدّه عاصم هُوَ ابن عمّ المختار بن أبي عبيد، ذاك الكذاب، وولده سَعِيد قِيلَ له صحبة، وولي للإمام عَليّ.
سكن صاحب الترجمة إصبهان، ويُكنّى أبا إِسْحَاق.
بثَّ الرَّفض، وطلبه أهلُ قُمْ ليأخذوا عنه، فامتنع.
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين.
ألَّف في المغازي، وخبر السَّقيفة، وكتاب الرِّدّة، ومقتل عُثْمَان، وكتاب الشورى،
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 479".
2 تاريخ بغداد "6/ 153".
3 معجم الأدباء "1/ 294-296"، لسان الميزان "2/ 102"، الأعلام "1/ 56".(21/84)
وكتاب الجمل، والحكمين، وسيرة عَليّ، وكتاب المصرع، وكتاب الجامع الكبير في الفقه، وكتاب الإمامة، وكتاب أخبار عُمَر، وكتاب التفسير، وأشياء كثيرة.
روى عنه أَحْمَد بن الأسود، وجماعة.
126- إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُوَيْد1.
أبو إِسْحَاق الشِبامي. وشِبام على مرحلتين من صنعاء اليمن.
وُلد سنة تسعين ومائة.
وَسَمِعَ من: عبد الرزاق.
وعنه: محمد بن محمد بن حمزة البغدادي، وأبو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين. وله ست وتسعون سنة.
127- إِبْرَاهِيم بن نصر2.
أبو إِسْحَاق بن أبرول الجهني القُرْطُبيّ، ثُمَّ السرقسطي الحَافِظ.
رحل في الحديث وَسَمِعَ: أبا الطاهر بن السَّرَّاج، والحارث بن مِسكين، وَمحمد بن بشار، ويونس بن عبد الأعلى، وخلْقًا من هذه الطبقة، وكان عالمًا بالحديث وعلله.
روى عنه: ثابت بن حزم، وغيره، وَتُوُفِّي سنة سبعْ وثمانين.
128- إدريس بن جَعْفَر بن يزيد3.
أبو محمد العطار.
حَدَّثَ عن: يزيد بن هارون، وأبي بدر شجاع بن الوليد، وروح بن عُبادة، وغيرهم.
وعنه: عُثْمَان بن السَّمَّاك، وَجَعْفَر بن محمد بن الحكم، وَإسْمَاعِيل الخطبي، والطَّبَرَانيّ، وغيرهم.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 79".
2 تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي "1/ 12"، جذوة المقتبس للحميدي "157، 158".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 103"، تاريخ بغداد "7/ 13، 214".(21/85)
قَالَ الخطيب: حَدَّثَ عن أبي بدر خمسة أحاديث، ولا يعرف أصحابنا البغداديون لإدريس شيئًا مُسْندًا سوى هذه الأحاديث.
وقد روى عنه الطَّبَرَانيّ أحاديث عدة.
قَالَ: وروى شعبة بن الفضل الثعلبي عن إدريس حديثًا بمصر.
قَالَ الخطيب: سألته عَن سنه فَقَالَ: مائة وست سنين.
وقَالَ الدارقطني: متروك.
قلت: سَمِعَ منه الطبراني فِي سنة ثمان وثمانين ومائتين.
129- إدريس بن يزيد1.
أبو سُلَيْمَان البلخي النابلسي الضرير الشاعر.
روى عن: أَحْمَد بن عبد العزيز الواسطي، عن عبد الرزاق خبرًا موضوعًا رواه أبو عُمَر بن مهدي، عن إسْمَاعِيل الصَّفَّار، عنه.
وقد روى عنه: ابن المَرْزُبان، والصولي، وعمر بن الحَسَن، والأشناني القاضي، وَالحُسَيْن الكواكبي، وغيرهم.
وَقَالَ الأشناني: أنشدنا أبو سُلَيْمَان الضرير:
إِذَا كملت للمرء ستُّون حجَّة ... فلم يَحْظ بالستين إِلا بسدْسها
ألم ترَ أَنَّ النّصف لِلَيْلٍ حاصلٍ ... وتذهب أيّام المقيل بخُمسها
وتأخذ ساعات الهموم بحصةٍ ... وساعات أوجاع تُميتُ بحِسها
فحاصلُ ما تبقى له سُدس عُمره ... إِذَا ما صدقت النّفسُ عن حُكم حَدْسِها
قَالَ المَرْزُباني: تُوُفِّي بعد الثمانين ومائتين.
130- أزهر بن رستة2.
أبو عبد الله الأصبهاني.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 340، 341".
2 ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 237، 238".(21/86)
سَمِعَ: محمد بن بكير، وسهل بن عُثْمَان، وسعدويه الأصبهاني.
وعنه: أبو الشيخ، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين.
131- أسباط بن محمد بن عُبَيْد بن أسباط بن محمد القرشي الكوفي1.
من أولاد الشيوخ.
روى عن: أبي هشام الرفاعي، وغيره.
ومات سنة إحدى وثمانين ومائتين.
132- إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن محمد بن حازم بن سنين الخُتُّليّ2.
أبو الْقَاسِم نزيل بغداد.
عن: عَليّ بن الْجَعْد، وأبي نصر التمار، وكامل بن طلحة، وهشام بن عمار، وداود بْن عمرو الضَّبِّيّ، وخلق كثير بالشام، والعراق، والجزيرة.
وعنه: أبو جَعْفَر بن البَخْتَرِيّ، وأبو سهل القطان، وأبو عمرو الدقاق، وأبو بكر الشافعي.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقوي.
قُلْتُ: تُوُفِّي في شوال سنة ثلاث وثمانين. وقد بلغ ثمانين سنة.
وقع لنا من تأليفه "كتاب الدَّيباج" في جُزءين.
133- إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم البغدادي3.
أبو الْقَاسِم بن الجبُّلي. وجبُّل من سواد العراق.
سَمِعَ: منصور بن أبي مزاحم، وطبقته.
قَالَ الخطيب: ولم يُحدّث إلا بشيء يسير، وكان يوصف بالحفظ.
__________
1 سنن الدارقطني "1/ 66".
2 تاريخ بغداد "6/ 381"، ميزان الاعتدال "1/ 85"، البداية والنهاية "11/ 74".
3 أخبار القضاة لوكيع "1/ 326"، تاريخ بغداد "6/ 378"، البداية والنهاية "11/ 71".(21/87)
روى عنه: أبو سهل بن زياد.
وَقَالَ ابن المنادي: أبو الْقَاسِم بن الْجَبُّلي كان في أكثر عمره بالجانب الشرقي. وكان بوجهه ويديه وضحٌ. وكان يُفتي النَّاس بالحديث، ويُذاكر ولا يُحدّث إلى أن مات.
قَالَ: وكان موته لثمانٍ بقين من ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين، وصلّى عليه إِبْرَاهِيم الحربي.
قُلْتُ: عاش سبعين سنة، وروى له الخطيب حديثًا.
134- إِسْحَاق بن إبراهيم الفرغاني1.
ولقبه: جيش.
حَدَّثَ سنة تسعٍ وثمانين ومائتين بدمشق.
عن: محمد بن آدم المِصِّيصِيّ، وعبد الرحمن بن محمد بن سلام.
وعنه: أَحْمَد بن محمد بن عمارة، وغيره.
135- إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن عبّاد2.
أبو يعقوب الدَّبَرِيُّ اليماني الصَّنْعَانيّ.
سَمِعَ مصنّفات عبد الرزاق سنة عشرة باعتناء والده إِبْرَاهِيم، وكان صحيح السّماع.
ومولده على ما ذكر الخليلي سنة خمسٍ وتسعين ومائة.
روى عنه: أبو عوانة في صحيحه، وَخَيْثَمَة الأَطْرَابُلُسيّ، وَمحمد بن عبد الله التقوي، وَمحمد بن محمد بن حمزة، وأبو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ، وجماعة.
وَتُوُفِّي سنة خمسٍ وثمانين بصنعاء.
قَالَ ابن عَدِيّ: استصغر في عبد الرزاق، أحضره أبوه عنده وَهُوَ صغير جدًا، فكان يَقُولُ: قرأنا على عبد الرزاق قراءة غيره؛ وحدّث عنه بأحاديث منكرة.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 433".
2 الكامل في الضعفاء لابن عدي "1/ 338"، لسان الميزان "1/ 349"، شذرات الذهب "2/ 190".(21/88)
قُلْتُ: ساق له حديثًا واحدًا من طريق ابن أنعم الإفريقي يحتمل مثله، فأين الأحاديث الذي ادّعى أنّها له مناكير. والدَّبري صدوق محتجٌّ به في الصحيح. سَمِعَ كُتبًا، فَإِذَا جاء كما سمعها.
وَقَالَ الحاكم: سألت الدَّارَقُطْنيّ عن الدَّبري أيدخل في الصحيح؟ قَالَ: أي والله، هُوَ صدوق، ما رأيت فيه خلافًا.
136- إِسْحَاق بن إبراهيم بن يزيد بن أبي عمران الإسفراييني الحَافِظ.
الفقيه أبو يعقوب، والد الحَافِظ أبي عوانة.
سيأتي عن قريب.
137- إِسْحَاق بن إسْمَاعِيل1.
أبو يعقوب الرملي النحاس.
دخل إصبهان وحدّث بها بأحاديث من حفظه، عن آدم بن أبي إياس، فأخطأ في بعضها، وعن محمد بن روْح.
وكان يَخْضب شَيْبَه.
روى عنه: أبو الشيخ، وأخوه عبد الرحمن بن محمد بن جَعْفَر بن حَيَّان، وَأَحْمَد بن بُنْدَار، وأبو أَحْمَد العسال، وجماعة.
قال النَّسَائِيُّ: صالح.
وَقَالَ مرة: كتبت عنه، ولا أدري ما هُوَ.
قُلْتُ: ورَّخوا موته سنة ثمانٍ وثمانين ومائتين.
138- إِسْحَاق بن الحَسَن بن ميمون الحربي2.
سَمِعَ: هوْذة بن خليفة، وعفان، وأبا نُعَيْم، وأبا حذيفة النَّهدي، وَالحُسَيْن بن محمد المروذي، والقعنبي، وموسى بن داود الضبي، وجماعة.
__________
1 تهذيب الكمال "2/ 407، 408"، ميزان الاعتدال "1/ 184"، تهذيب التهذيب "1/ 225".
2 أخبار القضاة لوكيع "1/ 8، 40"، ميزان الاعتدال "1/ 190"، لسان الميزان "1/ 360".(21/89)
وعنه: محمد بن مَخْلَد، وأبو بكر النَّجَّاد، وأبو سهل القطان، وأبو عَليّ بن الصواف، وأبو بكر القطيعي، وخلق سواهم.
وقد سُئل عنه إِبْرَاهِيم الحربي هل سَمِعَ من حسين المروذي، فَقَالَ: هُوَ أكبر مني بثلاث سنين، وأنا قد لقيت حُسينًا لا يلقاه هُوَ. لو أن الكذب حلال ما كذب إِسْحَاق.
وَقَالَ عبد الله بن أَحْمَد: ثقة.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنيّ: قَالَ لنا أبو بكر الشافعي: سُئل إِبْرَاهِيم الحربي، عن إِسْحَاق بن الحَسَن، فَقَالَ: هُوَ ينبغي أن يُسأل عني.
تُوُفِّي في شوال سنة أربعٍ وثمانين.
139- إِسْحَاق بن حُميد المَرْوَزِيّ، ثُمَّ البغدادي1.
قَالَ الخطيب: حَدَّثَ عن: عفان أحاديث مستقيمة.
روى عنه: عبد الصمد الطَّسْتِيّ، وأبو بكر الشافعي.
140- إِسْحَاق بن مأمون بن إِسْحَاق الطالقاني2.
أبو سهل.
سكن بغداد، وحدّث عن: سَعِيد بن يعقوب الطالقاني، وَإِسْحَاق الكوْسَج.
وعنه: محمد بن مَخْلَد، وعبد الصمد الطَّسْتِيّ، وغيرهما.
كتبوا عنه كتاب الشافعي، عن الربيع، عنه. وكان كثير الكُتُب.
مات سنة خمسٍ وثمانين.
141- إِسْحَاق بن مَعْمر.
أبو يعقوب السَّدُوسي البَصْرِيّ.
تُوُفِّي بمصر في ذي الحجّة سنة أربع وثمانين.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 377".
2 تاريخ بغداد "6/ 383".(21/90)
142- إِسْحَاق بن محمد بن أبان النخعي الأحمر.
الزِّنْديق الإلحادي، قد تقدًّم.
143- إِسْحَاق بن أبي عمران الإسفراييني الفقيه1.
هُوَ إِسْحَاق بن موسى بن عمران، أبو يعقوب الشافعي صاحب المُزَنِيّ.
تفقه على: أبي إبراهيم المُزَنِيّ.
وَسَمِعَ "المبسوط" من الربيع.
وَسَمِعَ من: قُتَيْبَة، وَإِسْحَاق، وعَليَّ بن حُجر، وَإِبْرَاهِيم بن يوسف البلخي، وَمحمد بن بكار بن الريان، وجُبارة بن المُغلّس، ومنصور بن أبي مُزاحم، وأبي مُصْعَب، وهشام بن عمار، وخلق كثير بالشام، والعراق، ومصر.
وعنه: مُؤَمَّل بن الحَسَن، وأبو عوانة، وَمحمد بن عبْدَك، وَمحمد بن الأخرم، وجماعة.
وكان من كبار الأئمة في الفقه والحديث.
توفي بإسفرايين في رمضان سنة أربعٍ وثمانين.
قُلْتُ: هُوَ والد الحَافِظ أبو عوانة يعقوب بن إِسْحَاق بن إبراهيم بن يزيد فيما أرى. أظن أن الحاكم وَهِمَ في تسميته أبيه موسى بن عمران.
وقد ذُكر أَنَّ أبا عوانة روى عنه، وما بيّن أَنَّهُ ولده، وما ذكر في تاريخه ترجمة أخرى لوالد أبي عوانة، وقد رأيت في "صحيح أبي عوانة" روايته عن أبيه في أماكن، عن عَليّ بن حُجر، وابن راهَوَيْه، وأبي مروان العثماني، وما ظفرت له بروايةٍ عن إِسْحَاق بن أبي عمران، فَهُوَ آخر، والله أعلم.
144- إِسْحَاق بن أبي عمران2.
أبو يعقوب اليُحمدي الإستراباذي.
هُوَ إِسْحَاق بن موسى بن عبد الرحمن بن عبيد الشافعي، الفقيه أيضًا.
__________
1 الكامل في التاريخ "7/ 489"، سير أعلام النبلاء "13/ 456-458"، البداية والنهاية "11/ 78".
2 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 453".(21/91)
سمع: قتيبة، وابن راهويه، وهشام بن عمار، وحرملة، وطبقتهم بخراسان، ومصر، والشام، والعراق.
روى عنه: أبو نُعَيْم، وابن عَدِيّ، ووالد عبد الله بن عَدِيّ القطان.
ذكره حمزة في تاريخ جُرجان.
145- إسْمَاعِيل بن أَحْمَد بن أسيد الثقفي الأصبهاني الحَافِظ1.
له مُسند وتفسير.
روى عن: إسْمَاعِيل بن موسى الفزاري، وأبي كريب، وَمحمد بن عاصم، وطبقتهم. وله رحلة أكثر فيها عن العراقيين.
روى عنه: عبد الله بن الحُسَيْن بُنْدَار، وغيره.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
146- إسْمَاعِيل بن إِسْحَاق بن إسْمَاعِيل بن حَمَّاد بن يزيد بن درهم2.
القاضي أبو إِسْحَاق الأزدي مولاهم البَصْرِيّ المالكي قاضي بغداد، وشيخ مالكية العراق وعالمهم.
وُلد سنة تسعٍ وتسعين ومائة.
وَسَمِعَ من: محمد بن عبد الله الأنصاري، وعبد الله بن رجاء، ومسلم بن إبراهيم، والقعنبي، وحجاج بن منهال، ومسدّد بن مُسرهد، وَإسْمَاعِيل بن أبي أُويس، وقالون المقرئ، وخلق.
وتفقّه على: أَحْمَد بن المُعَدَّل الفقيه، وأخذ العلل وصناعة الحديث عن عَليّ بن الْمَدِينِيِّ، وبرع في هذين العِلْمين.
روى عنه: أبو الْقَاسِم البَغَوِيّ، وَإسْمَاعِيل الصَّفَّار، وأبو بكر النَّجَّاد، وأبو بكر الشافعي، وَالحُسَيْن بن محمد بن كيسان، وأبو بحر محمد بن الحَسَن بن كوثر البَرْبَهَاري، وطائفة سواهم.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 12"، الوافي بالوفيات "9/ 85".
2 الجرح والتعديل "2/ 158"، حلية الأولياء "10/ 25، 251"، سير أعلام النبلاء "13/ 339-342"، البداية والنهاية "11/ 72"، شذرات الذهب "2/ 178".(21/92)
ومن جلالته أَنَّ النَّسَائِيَّ روى في كتاب "الكنى" عن رجلٍ، عنه، فَقَالَ: ثَنَا إِبْرَاهِيم بن موسى: ثَنَا إسْمَاعِيل بن إِسْحَاق، ثَنَا عَليّ بن الْمَدِينِيِّ، فذكر كنيته.
قَالَ أبو سهل القطان: ثَنَا يوسف بن يعقوب القاضي قَالَ: خرج توقيع أمير المؤمنين المُعْتَضِد إلى وزيره: استوص بالشَّيخين الخيّرين الفاضلين خيرًا: إسْمَاعِيل بن إسحاق، وموسى بن إِسْحَاق. فإنهما ممّن إذا أراد الله بأهل الأرض عذابًا صرف عنهم بدُعائهما.
وتفقّه عليه خلْق.
قَالَ الخطيب: كان عالمًا متقنًا فقيهًا على المذهب مالك. شرح المذهب واحتجَّ له، وصنّف المُسند، وصنّف في علوم القرآن، وجمع حديث أيوب، وحديث مالك.
قُلْتُ: وصنّف موطأ، وصنّف كتابًا في الرد على محمد بن الحَسَن نحو مائتي لم يتم.
قَالَ الخطيب: واستوطن بغداد، وولي قضاءها إلى أن تُوُفِّي. وتقدّم حَتَّى صار علَمًا، ونشر مذهب مالك بالعراق ما لم يكن في وقت من الأوقات. وله كتاب "أحكام القرآن" لم يُسبق إلى مثله، وكتاب "معاني القرآن" وكتاب "القراءات".
قَالَ أبو بكر بن مجاهد: سَمِعْتُ المبّرد يَقُولُ: إسْمَاعِيل القاضي أعلم مني بالتصريف.
وَعَنْ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي قَالَ: أَتَيْتُ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ، فَلَمَّا رَآنِي مُقْبِلًا قَالَ: قَدْ جَاءَتِ الْمَدِينَةُ.
وَقَالَ نِفْطَوَيْهِ فِي تَارِيخِهِ: كَانَ إسْمَاعِيلُ كَاتِبَ محمد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ فَحَدَّثَنِي قَالَ: قَالَ لِي محمد: أَخْبِرْنِي عَنْ نَقْدِي الْحَدِيثَيْنِ: "أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هارون من موسى"؛ و "من كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ"، كَيْفَ إِسْنَادُهُمَا؟ فَقُلْتُ: الْأَوَّلُ أَصَحُّ، وَالْآخَرُ دُونَهُ.
قَالَ نِفْطَوَيْهِ: فَقُلْتُ لإِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي: فِيهِ طُرُقٌ، رَوَاهُ الْبَصْرِيُّونَ وَالْكُوفِيُّونَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، وَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ مَنْ لَمْ يَكُنْ عَلِيٌّ مَوْلَاهُ. هَذَا لَفْظُ إِسْمَاعِيلَ.
قَالَ محمد بْنُ إِسْحَاقَ النَّدِيمُ: دَعَا النَّاسَ إِلَى مَذْهَبِ مَالِكٍ، وَاحْتَجَّ لَهُ. وَهُوَ أوّل من عيّن الشهادة ببغداد لقومٍ بأعيانهم، وحظّر على غيرهم.(21/93)
وَقَالَ: إنَّ النَّاس قد فسدوا، ولا سبيل إلى ضبط الشهادة إِلا بهذا، فاقتصر على بعض، وزكي بعضُهم بعضًا.
قُلْتُ: وحديثه "في الغَيْلانيات" يقع عاليًا.
وقد ولي قضاء بغداد اثنتين وعشرين سنة، وولي قبل ذَلِكَ بمدة قضاء الجانب الشرقي سنة ستٍّ وأربعين بعد موت سوار العَنْبَريّ، وكان وافر الحُرْمة، ظاهر الجشمة، كبير القدر.
تُوُفِّي فجأة في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين ومائتين، رحمه الله تعالى.
147- إسْمَاعِيل بن إِسْحَاق بن إبراهيم بن مِهران1.
أبو محمد الثقفي النيسابوري، أخو إبراهيم، ومحمد.
سكن ببغداد، وحدّث عن: يَحْيَى بن يَحْيَى، وابن راهَوَيْه، وأحمد بن حَنْبَل، وجُبَارة بن المُغلّس، وجماعة.
وكان مختصًا بالإمام أَحْمَد.
روى عنه: دعلج، وأبو بكر بن إِسْحَاق الضُّبَعيّ، وابن قانع، وجماعة.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين.
وَقِيلَ: تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين.
148- إسْمَاعِيل بن بكر البغدادي السُّكَّري2.
عن: عَمْرو بن مرزوق، وخلف البزاز.
وعنه: أبو عَليّ الصواف، وعبد الله بن ماسي، وآخرون.
وكان صدوقًا.
149- إسْمَاعِيل بن عبد الله بن عمرو بن سعيد3.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 392، 393"، المنتظم "6/ 19".
2 تاريخ بغداد "6/ 293، 293".
3 الوافي بالوفيات "9/ 146"، غاية النهاية "1/ 165".(21/94)
أبو الحَسَن المصري النّحّاس المقرئ، صاحب الأزرق.
قرأ على: أبي يعقوب الأزرق، عن وَرْش.
وتصدر بمصر للإقراء.
وقرأ عليه خلقٌ منهم: أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن عبد اللَّه بن هلال الأزدي، وحمدان بن عون الخولاني، وَمحمد بن عُمَر بن خيرون المعافري الأندلسي، وأبو الحَسَن بن شنبوذ، وأبو جَعْفَر أَحْمَد بن أُسامة التُّجيبي، وأبو بكر أَحْمَد بن أبي الرخاء، وأحمد بن إِبْرَاهِيم الخياط.
وآخر من مات من أصحابه التجيبي، وابن أبي الرخاء شيخا خلف بن خاقان.
وكان محققًا مجودا، بصيرًا بقراءة ورش، وعبد القوي بن كمُونة، وهما من أصحاب ورش.
ورحل القُراء إليه من البلاد، وكان يُقرئ بمكتبه وبجامع مصر وكُفّ بصره بأخره.
وَقَالَ ابن شنبوذ: أخبرني أَنَّهُ قرأ على أبي يعقوب ختمتين.
وَقَالَ النقاش: قرأ على عبد الصمد، إلى سورة طه، وعلى ابن كمّونة ختمتين.
وَقَالَ بعضهم: إِنَّهُ قرأ على أبي يعقوب سبع عشرة ختمة.
150- إسْمَاعِيل بن الفضل البْلخي1.
عن: قُتَيْبَة، وَإسْمَاعِيل بن عيسى العطار، وغيرهما.
وعنه: ابن قانع، وعبد الصمد الطَّسْتِيّ، وأبو بكر الشافعي.
ومات سنة ستٍّ وثمانين.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: لا بأس به.
قُلْتُ: هُوَ أخو عبد الصمد البلخي. وقد رحل إلى الشام.
وَسَمِعَ من: سُلَيْمَان بن عبد الرحمن، وَإِسْحَاق بن الأركون، والمعافى بن سُلَيْمَان.
قَالَ ابن قانع: تُوُفِّي في رجب.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 290، 291"، المنتظم لابن الجوزي "6/ 19".(21/95)
151- إسْمَاعِيل بن قُتَيْبَة بن عبد الرحمن1.
أبو يعقوب السُّلمي النَّيْسَابُوري الزاهد.
سَمِعَ: يَحْيَى بن يحيى، ويزيد بن صالح الفرا، وسعيد بن يزيد الفرا، وعبد الله بن محمد المُسْنِدي.
وفي الرحلة: أَحْمَد بن حَنْبَل، وأبا بكر بن أبي شَيْبَة، وزهير بن حرب، وَيَحْيَى الحماني، وخلْقًا.
وقرأ المصنّفات كُلّهَا عَلَى ابن أبي شَيْبَة.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيم بن أبي طالب، وأبو بَكْر بن خُزَيْمَة، وأبو حامد بن الشرقي، وَأَبُو بَكْر بن إِسْحَاق الضُّبَعيّ، وَمحمد بن صالح بن هانئ، وطائفة.
وقال الضُّبَعيّ: كَانَ الإنسان إِذَا رآه يذكر السّلف لسَمْته وزُهده وورعه، وَهُوَ أوّل من سَمِعْتُ منه، كنا نختلف إليه إلى قرية بشتنفان، فيخرج إلينا، فيقعد عَلَى حصى النَّهْر، والكتاب بيده، فيحدثنا وَهُوَ يبكي. وَإِذَا قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بن يَحْيَى قَالَ: رحم الله أبا زكريا.
تُوُفِّي في رجب سنة أربعٍ وثمانين، وكانت لَهُ جنازة مشهودة، رحمه الله.
152- إسْمَاعِيل بن محمد بن أبي كثير2.
أَبُو يعقوب الفسوي، قاضي المدائن. شيخ ثقة.
وروى عن: مكي بن إِبْرَاهِيم.
وَعَنْهُ: أَبُو سهل القطان، وَأَبُو بَكْر الشافعي.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
153- إسْمَاعِيل بن محمود النَّيْسَابُوري3.
سَمِعَ: يحيى بن يحيى.
__________
1 طبقات الحنابلة "1/ 106، 107"، سير أعلام النبلاء "13/ 344، 345".
2 تاريخ بغداد "6/ 283"، المنتظم "5/ 153".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 94".(21/96)
وَعَنْهُ: أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ.
لم يذكره الحاكم.
154- إسْمَاعِيل بن نُميل1.
أَبُو عَليّ الخلال شيخ صدوق.
سَمِعَ: أبا الوليد الطَّيَالِسِيّ، وأحمد بن يونس اليربوعي.
وعنه: عبد الصمد الطستي، والطبراني.
توفي سنة ثماني وثمانين.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ثقة. ثَنَا عَنْهُ جماعة.
155- إسْمَاعِيل بن يَحْيَى بن حازم.
أَبُو يعقوب السُّلمي النَّيْسَابُوري الأعور.
عن: إِسْحَاق بن راهَوَيْه، وعبد الأعلى النَّرْسي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو الفضل محمد بن إِبْرَاهِيم، وَأبو عبد الله بن الأخرم، وجماعة.
توفي سنة تسعين ومائتين.
156- والأفشين بن أبي الساج2.
أمير كبير مشهور؛ كَأَنَّهُ مات في ربيع الأول سنة ثمانٍ وثمانين بِأَذْرَبِيجَان.
157- أنس بن السَّلم3.
أَبُو عُقيل الخوْلاني الطرطوسي، ثم الدمشقي.
عن: إبراهيم بن هاشم بن يَحْيَى الغساني، وَمَخْلَد بن مالك الحَرَّاني، ومعلّل بن بُقيل، وَدُحَيْم، وجماعة كبيرة من الشاميين والحرانيين.
وَعَنْهُ: عَليّ بن أبي يعقوب، وابن عدي، والطبراني، وخلق.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 96"، تاريخ بغداد "6/ 291، 292"، المنتظم لابن الجوزي "6/ 25".
2 تاريخ الطبري "9/ 549، 553"، الكامل في التاريخ "6/ 98"، دول الإسلام "1/ 174".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 105"، مسند الشاميين "1/ 74، 98"، ذكر أخبار أصبهان "2/ 156".(21/97)
158- أُنيس بن عبد الله1.
أَبُو عُمَر البغدادي المقرئ النّخاس، بمعجمة.
عن: أبي نصر التَّمَّار، وأبي مَعْمَر الهذلي.
وَعَنْهُ: عُثْمَان بن السَّمَّاك، وَأَبُو بَكْر الشافعي، وجماعة.
وَكَانَ موثّقًا.
تُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين، وَقِيلَ: سنة ثمانٍ.
"حرف الباء":
159- بدر بن المنذر2.
أَبُو بَكْر المَغَازلي العابد، صاحب أَحْمَد بن حَنْبَل.
وَهُوَ بكنيته أشهر. قيل: اسمه أحمد
وروى عن: معاوية بن عَمْرو الأزدي.
وَعَنْهُ: النَّجَّاد، وأبو بكر الشافعي، وأحمد بن يوسف بن خلاد.
وَكَانَ صدوقًا قانعًا باليسير، ثقة. يُعدّ من الأولياء، رحمة الله عَلَيْهِ.
تُوُفِّي في جُمَادَى الأولى سنة اثنتين وثمانين.
قَالَ أَبُو نُعَيْم: أطبقت الألسنة من الحنبلية، والمحدثين أَنَّهُ كَانَ من الأبدال، لَهُ أحوال عجيبة.
وَقَالَ أَبُو بَكْر الخلال: الحنبلي بدر كَانَ أبو عبد الله يقدّمه ويُكرمه.
وكنتَ إِذَا رأيته ورأيت منزله وقُعوده، شهدت لَهُ بالصبر والصلاح.
وعن أَحْمَد بن حَنْبَل أَنَّهُ كَانَ يتعجب من بدر وَيَقُولُ: منْ مِثل بدرٍ؟ بدرٌ مَلَك لسانه.
وَقَالَ أَبُو عبد الرحمن السلمي: قَالَ أَبُو محمد الجريري: كنت عند بدر المغازلي،
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 49، 50"، المنتظم "6/ 28".
2 حلية الأولياء "10/ 305، 306"، تاريخ بغداد "7/ 103".(21/98)
وكانت امرأته باعت دارًا لها بثلاثين دينارًا، فَقَالَ لها بدر: نفرّق هذه الدنانير في إخواننا، ونأكل رزق يومٍ بيوم. ففعلت -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.
160- بدر1.
أَبُو الحَسَن الرُّومي الجصّاص.
عن: عاصم، وعَليَّ، وشباب العصفُري.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر النقاش، وإسماعيل الخُطَبي.
وَكَانَ يكون ببغداد.
161- بدر2.
مولى المُعْتَضِد بالله ومقدَّم جيوشه.
وَكَانَ في حرب فارس لَمَّا تُوُفِّي المُعْتَضِد، فعمل الْقَاسِم بن عُبَيْد الله الوزير عَلَيْهِ وغيّر قلب المُكْتَفِي عَلَيْهِ؛ فطلبه المُكْتَفِي فتخوّف واختفى.
ثُمَّ أرسل إليه أمانًا وغدَرَ بِهِ بإشارة الْقَاسِم، وَلَمَّا وصل عدَلَ بِهِ في السفينة إلى جزيرة بِشْر.
وقُتل صبرًا في رمضان سنة تسع وثمانين.
162- بِشْر بن موسى بن صالح3.
شيخ ابن عُميرة. أبو عَليّ الأسدي البغدادي.
وُلد سنة تسعين ومائة.
وَسَمِعَ من: روح بن عُبادة حديثًا واحدًا.
ومن: حفص بن عُمَر العدني، وهوذة بن خليفة، والأصمعي، وَالحَسَن بن موسى الأشيب، وعبد الصمد بن حسان، وَعَمْرو بن حَكّام، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وأبي نعيم، وخلق.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 104، 105".
2 تاريخ بغداد "7/ 105"، وفيات الأعيان "6/ 199"، البداية والنهاية "11/ 95".
3 الجرح والتعديل "2/ 367"، تاريخ بغداد "7/ 86-88"، سير أعلام النبلاء "13/ 352، 354".(21/99)
وعنه: إسماعيل الصفار، وابن نجيح، وأبو عُمَر الزاهد، وَأَبُو بَكْر الشافعي، وَأَبُو عَليّ بن الصواف، وأبو بَكْر بن مالك القطيعي، وأبو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ، وخلْق.
وَهُوَ بيت حشمة وجلالة.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة، أمينًا، حافظًا، عاقلًا، ركينًا.
وَقَالَ ابن المقرئ الأصبهاني: ثَنَا محمد بن الحَسَن بن أبي خُبزة: سَمِعْتُ بِشْر بن موسى يَقُولُ: ذهب بي خالي حسّان بن بِشْر الأسدي إلى يَحْيَى بن آدم، وصلّيت خلف عَمْرو الشَّيباني النَّحْوِيّ، فقرأ بسورة السجدة، فسجد.
وَقَالَ أَبُو بَكْر الخلال: كَانَ أبو عبد الله يُكْرم بشر بن موسى، وكتب له الحميدي إلى مكة.
وقال الدارقطني: ثقة.
وقال الخطيب: توفي لأربع بقي ن من ربيع الأول سنة ثمانٍ وثمانين.
163- بَكْر بن الحَبَطي.
حَدَّثَ بإصبهان عن: محمد بن سَعِيد بن سابق، وَإِبْرَاهِيم بن موسى الفرّا، وجماعة.
تُوُفِّي سنة ثمانٍ أَيْضًا.
164- بَكْر بن سهل بن إسْمَاعِيل1.
أَبُو محمد الدمياطي، مولى بني هاشم.
عن: عبد الله بن هاشم بن يوسف التِّنِّيسِي، وعبد الله بن صالح كاتب اللَّيْث، وَسُلَيْمَان بن أبي كريمة البيروتي، وَشُعَيْب بن يَحْيَى، ونعيم بن حَمَّاد، وَمحمد بن مَخْلَد الرُّعيني، وصفْوان بن صالح الدِّمَشْقِيّ، وطائفة.
وقرأ القرآن عَلَى أصحاب وَرْش.
قرأ عَلَيْهِ: ابن شَنَبُوذ، وزكريا بن يَحْيَى الأندلسي.
وحمل الحروف عَنْهُ: أَحْمَد بن يعقوب النائب، وَإِبْرَاهِيم بن عبد الرّزّاق في كتابه إليهما.
__________
1 ميزان الاعتدال "1/ 345، 346"، لسان الميزان "2/ 51، 52"، شذرات الذهب "2/ 201".(21/100)
وَعَنْهُ: أَبُو جَعْفَر الطَّحاوي، وأبو العَبَّاس الأصم، وَأَحْمَد بن عُتْبة الرّازيّ، وعَليَّ بن محمد الواعظ، وَأَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ، وَأَبُو أَحْمَد العسال، وطائفة.
وَكَانَ شيخًا أسمر، مربوعًا، كبير الأُذنين.
وُلد سنة ستٍّ وتسعين ومائة.
وَقَالَ أَبُو الشيخ: وكان قد جمعوا له بالرملة خمسمائة دينار ليقرأ عليهم التفسير، فامتنع، وقدِم بيتَ المَقْدِس، فجمع لَهُ من الرملة وبيت المَقْدِس ألف دينار، فقرأ عليهم الكتاب.
ومات في هذه السنة، أي سنة سبْعٍ وثمانين.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضعيف.
وَقَالَ ابن يونس: تُوُفِّي بدِمياط في ربيع الأوّل، سنة تسعٍ وثمانين، وَهَذَا أصحّ.
165- بَكْر بن عبد العزيز بن أبي دُلف العِجلي الأمير1.
من بيت إمرة وتقدُّم، خرج عَلَى المُعْتَضِد، فلم يتم أمره.
ومات بطَبَرسْتَان.
وجاء الخبر، فأعطى المُعْتَضِد البشيرَ ألفَ دينار.
مات سنة خمسٍ وثمانين.
"حرف التاء":
166- تميم بن محمد بن طمخاج2.
الحَافِظ أَبُو عبد الرحمن الطوسي.
طوَّف وَسَمِعَ: أَحْمَد بن حَنْبَل، وشيبان بن فَرُّوخ، وهدبة بن خالد، وَمحمد بن رُمح، وحرملة، وَإِسْحَاق بن راهَوَيْه، وَسُلَيْمَان بن سَلَمَةَ الخبائري، وطائفة.
وعنه: أبو النصر الفقيه، وعلي بن جمشاد، وأبو عبد الله بن الأخرم.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 33، 47، 49".
2 طبقات الحنابلة "1/ 122"، تهذيب تاريخ دمشق "3/ 361".(21/101)
وروى الحسن بن سفيان مع تقدمه في مسنده عن ولده أبي بَكْر، عن تميم بن محمد.
قَالَ الحاكم: وتميم محدّث ثقة، مصنَّف، جمع المُسْند الكبير عَلَى الرجال.
قُلْتُ: تُوُفِّي في حدود التسعين ومائتين.
"حرف الثاء":
167- ثابت بن قُرة بن مروان بن ثابت بن زكريا الحَرَّاني1.
الصابئ الفيلسوف الحاسب، نزيل بغداد، وَكَانَ إِلَيْهِ المُنتهى في علوم الأوائل، حقّها وباطِلِها.
صنّف تصانيف كثيرة، وَكَانَ بارعًا في فنّ الهيئة والهندسة، وَلَهُ عقبٌ ببغداد عَلَى دِين الصابئة.
وَكَانَ ابنه إِبْرَاهِيم بن ثابت رأسًا في الطب، ترْكنُ النَّفس إلى ما يؤرخه.
مات عَلَى كُفره.
وأمّا ثابت بن قُرة فأول أمره كَانَ صيرفيًا بحرَّان، ثُمَّ استصحبه محمد بن موسى بن شاكر لَمَّا انصرف من بلد الروم، لِأَنَّهُ رآه فصيحًا ذكيًا.
وَيُقَال: إِنَّهُ قدم عَلَى محمد بن موسى، فتعلم عنده، فوصله إلى المُعْتَضِد، وأدخله في جملة المنجمين. فَكَانَ أول ما تجدّد للصابئين من الرئاسة والوجاهة ببغداد.
قَالَ ابن أبي أُصيبعة: لم يكن في زمان ثابت بن قُرة الحكيم من يُماثله في الطب، ولا في جميع أنواع الفلسفة. وتصانيفه موصوفة بالجودة. ونال رتبة عالية إلى الغابة عند المُعْتَضِد، وأقطعه ضياعًا جليلة. وَكَانَ يجلس عنده والوزير قائم.
وله التّلامذة في الطب عيسى بن أَسيد النَّصراني المشهور.
قلت: توفي لا إلى رحمة الله سنة ثمانٍ وثمانين ومائتين.
168- ثابت بن نعيم2. أبو معن الهوجي.
__________
1 وفيات الأعيان "1/ 313-315"، سير أعلام النبلاء "13/ 485، 486".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 114".(21/102)
عن: آدم بن أبي إياس، وَمحمد بن أبي اليُسر العسقلاني.
وَعَنْهُ: أَبُو القاسم الطَّبَرَانيّ.
وهَوْجة قرية من أعمال عسقلان.
"حرف الجيم":
169- جَعْفَر بن أَحْمَد بن فارس1.
أبو الفضل الأصبهاني.
سَمِعَ: سهل بن عُثْمَان العسكري، وأبا مُصْعَب الزُّهري، وَمحمد بن حُميد الرازي، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابنه عبد الله بن جَعْفَر مُسْند إصبهان، وأبو الشَّيْخ، وآخرون.
وَكَانَ محدِّثًا فاضلًا، لَهُ تصانيف.
واتُّفق عَلَى موته بالكرج، وَذَلِكَ في سنة تسع وثمانين.
170- جَعْفَر بن أَحْمَد بن أبي موسى المَوْصِليّ الحذّاء.
عن: الحُمَيْدِيّ، وغسان بن الربيع، وغيرهما.
وَعَنْهُ: يزيد بن محمد الأزدي.
وذكر يزيد أَنَّهُ مات سنة سبعٍ وثمانين ومائتين.
171- جَعْفَر بن أَحْمَد بن الحَافِظ عَليّ بن الْمَدِينِيِّ.
مات بالبصرة في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين مائتين.
172- جَعْفَر بن حميد بن عبد الكريم الأنصاري الدِّمَشْقِيّ2.
روى عن: جَدّه لأمه عِمران بن أبان المُزَنِيّ، عن أنس -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وعنه: الطبراني.
__________
1 أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 245"، معجم البلدان "1/ 47".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 6".(21/103)
173- جَعْفَر بن سُلَيْمَان النَّوفلي المدني1.
عن: عبد العزيز الأُويسي.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
174- جَعْفَر بن محمد بن أبي عُثْمَان2.
أَبُو الفضل الطَّيَالِسِيّ البغدادي الحافظ.
سمعك عفان، وَسُلَيْمَان بن حرب، ومسلمة بن إبراهيم، وَمحمد بن الفضل عارم، وَإِسْحَاق بن محمد الفَرْوي، وابن مَعين، وخلْقًا سواهم.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وَإسْمَاعِيل الصَّفَّار، وأبو بَكْر النَّجَّاد، وَمحمد بن العَبَّاس بن نجيح، وأبو سهل القطان، وأبو بكر الشافعي، وآخرون.
قال الخطيب: كان ثقة ثَبْتًا، صعب الأخذ، حسن الحِفظ.
قَالَ ابن المنادي: كَانَ مشهورًا بالإتقان والحِفظ والصدق.
تُوُفِّي في رمضان سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
175- جَعْفَر بن محمد الخَنْدقي الخباز3.
كَانَ يوصف بالحفظ.
روى عن: خالد بن خِداش، وسريج بن يونس.
وَعَنْهُ: محمد بن مَخْلَد، وعبد الله بن محمد بن ياسين.
176- جَعْفَر بن محمد بن حرب العبَّاداني، ثُمَّ البغدادي4.
عن: سُلَيْمَان بن حرب، وعبد السلام بن مطهر، وَمحمد بن كثير العبْدي، وسهل بن بكار.
وعنه: جعفر الخلدي، والطبراني، وآخرون.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 115".
2 تاريخ بغداد "7/ 188"، سير أعلام النبلاء "13/ 346".
3 تاريخ بغداد "7/ 190".
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 122".(21/104)
177- جَعْفَر بن محمد بن كزال1.
أَبُو الفضل السمسار.
عن: عفان، وسعد بن سُلَيْمَان سَعْدويه، وَالحَسَن بن بِشْر بن سلم، وَيَحْيَى بن عبدويه، وخالد بن خداش، وَيَحْيَى الحماني، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو سهل القطان، وعبد الصمد الطَّسْتِيّ، وأبو بَكْر الشافعي، وجماعة.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقوي.
قلت: توفي في شوال سنة اثتين وثمانين ومائتين.
178- جَعْفَر بن محمد القلانسي الرملي.
عن: آدم بن أبي إياس.
قد مرّ في الطبقة الماضية.
179- جَعْفَر بن محمد بن بَكْر البالِسي.
أَبُو العَبَّاس.
عن: النَّجَّاد، وأحمد بن إِسْحَاق الرازي.
180- جَعْفَر بن محمد بن عَليّ2.
أَبُو الْقَاسِم البلخي.
المُؤَدِّب الوراق.
سكن بغداد وحدّث عن: سهل بن عُثْمَان العسكري، وَمحمد بن حُميد.
وَعَنْهُ: محمد بن مَخْلَد، وعبد الصمد الطَّسْتِيّ.
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين.
181- جَعْفَر بن محمد بن هاشم المُؤَدِّب3.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 189، 190".
2 تاريخ بغداد "7/ 190"، طبقات الحنابلة "1/ 126".
3 تاريخ بغداد "7/ 189".(21/105)
عن: عفان.
وَعَنْهُ: الطَّسْتِيّ.
182- جَعْفَر بن محمد بن إِسْحَاق المصري.
المعروف بابن الحمارة.
عن يَحْيَى بن بُكير، وغيره.
تُوُفِّي في عام أربعٍ وثمانين.
183- جَعْفَر بن محمد بن عَرَفة1.
أَبُو الفضل البغدادي الْمُعَدَّلُ.
عن: محمد بن شعبة بن جوان.
وَعَنْهُ: الطَّسْتِيّ.
ومات في آخر سنة سبعٍ وثمانين ومائتين.
184- جَعْفَر بن محمد بن شريك.
أَبُو الفضل الأصبهاني.
عن: يونس، وعبد الله بن عمران، وَالحُسَيْن بن الفرج.
وَعَنْهُ: أَبُو الشَّيْخ، وَأَحْمَد بن بُنْدَار، وأبو أَحْمَد العسال، وَأَحْمَد بن جَعْفَر السمسار.
تُوُفِّي سنة ثماني وثمانين.
185- جَعْفَر بن محمد بن عمران بن بريق2، بالراء.
أَبُو الفضل المخرمي.
عن: سَعِيد بن محمد الجرمي، وخلف بن هشام.
وَعَنْهُ: أحمد بن كامل، والطبراني، وجماعة.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 190، 191"، المنتظم "6/ 25".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 117"، تاريخ بغداد "7/ 192، 193".(21/106)
تُوُفِّي سنة تسعين ومائتين.
186- جَعْفَر بن محمد بن اليمان المُؤَدِّب1.
ثقة.
يروي عن: شريح بن النُّعْمَان، وأبي الوليد الطَّيَالِسِيّ.
وَعَنْهُ: أَبُو سهل القطان، وأبو بَكْر الشافعي.
187- جَعْفَر بن محمد بن سوار2.
أَبُو محمد النَّيْسَابُوري.
عن: قُتَيْبَة وأبي مروان العماني، وعبد الله بن عمر بن الرماح، وعلي بن حجر، وأبي مُصْعَب، وخلق.
وَعَنْهُ: محمد بْن صالح بْن هانئ، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وَيَحْيَى بن منصور، وأبو العَبَّاس بن حَمْدَان، وَإسْمَاعِيل بن مجيد، وَمحمد بن العَبَّاس بن نجيح البغدادي.
حدث بنيسابور، وبغداد، وَكَانَ من علماء هَذَا الشأن.
تُوُفِّي في ذي القِعْدَة سنة ثمانٍ وثمانين.
وقع حديثه عاليًا.
188- جَعْفَر بن محمد الخياط3.
صاحب أبي ثَوْر الفقيه.
روى عن: عبد الصمد بن زيد مردويه.
وَعَنْهُ: أبو عَمْرو بن السماك، وغيره.
189- جَعْفَر بن إلياس بن صدقة المصري الكبّاش الحلاب4.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 194، 195".
2 تاريخ بغداد "7/ 191".
3 تاريخ بغداد "7/ 192".
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 115".(21/107)
عن: نُعَيْم بن حَمَّاد، وأصبْغ بن الفرج الفقيه.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي في شوال سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
190- جُنَيْد بن حُكيم1.
أَبُو بَكْر الأزدي الدّقّاق.
بغداديٌّ فيه لِينٌ ما.
سَمِعَ: عَليّ بن الْمَدِينِيِّ، وعبادة بن زياد.
وتعنه: أبو سهل القطان، ومحمد بن مخلد القطار، وَأَحْمَد بن كامل، وعَليَّ بن حَمَّاد، وأبو بَكْر الشافعي.
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقوي.
191- جيش بن خُمَارَوَيْه بن أَحْمَد بن طولون2.
أَبُو العساكر الطولوني: تملَّك بعد قتل أَبِيهِ بدمشق: أقام بها ستة أشهر ثُمَّ سار إلى الديار المصرية، فوثب عليه أخوه هارون فقتله، لكونه قتل عمَّيْه. وَذَلِكَ في سنة ثلاثٍ وثمانين، خرج عَلَيْهِ الأمراء فخلعوه في جُمَادَى الآخرة، وسُجن فمات، أَوْ قُتل، في السجن.
"حرف الحاء":
192- الحارث بن عبد العزيز.
أَبُو ليلى أمير إصبهان.
قُتل في سنة أربعٍ وثمانين، وطيف برأسه.
193- الحارث بن محمد بن أبي أسامة داهر3.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 241"، تهذيب دمشق "3/ 435".
2 تاريخ الطبري "10/ 45، 46"، تهذيب تاريخ دمشق "3/ 420، 421"، النجوم الزاهرة "3/ 88".
3 الثقات لابن حبان "8/ 183"، سير أعلام النبلاء "13/ 388، 390"، شذرات الذهب "1/ 252".(21/108)
المحدّث أَبُو محمد التيمي البغدادي الخطيب مُسْند بغداد في وقته، وُلد سنة ستٍّ وثمانين ومائة.
وَسَمِعَ: عبد الوهاب بن عطاء، ويزيد بن هارون، وعَليَّ بن عاصم، وَسَعِيد بن عامر الضُّبَعيّ، وعبد الله بن بَكْر السَّهمي، وهاشم بن الْقَاسِم، وكثير بن هشام، والواقدي، وروح بْن عُبادة، وعثمان بْن عُمَر بْن فارس، وَمحمد بْن عَبْد الله بْن كناسة، وَبِشْر بن عُمَر الزهراني، وأبا عاصم، وأبا بدر شجاع بن الوليد، وَيَحْيَى بن أبي بُكير، وخلقًا كثيرًا.
وَعَنْهُ: أَبُو جَعْفَر الطَّبَرِيّ، وَمحمد بن مَخْلَد، وعبد الصمد الطَّسْتِيّ، وَأَبُو بَكْر النَّجَّاد، وَأَبُو بَكْر بن خلاد النَّصيبي، وأبو بَكْر الشافعي، وعبد الله بن الحُسَيْن النَّضري المَرْوَزِيّ، وخلْق.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: صدوق.
وذكره ابن حبان في الثقات.
وَقَالَ أَبُو الفتح الأزدي الضعيف: الحارث بن أبي أسامة ضعيف، لم أر في شيوخنا من يُحدّث عَنْهُ.
قُلْتُ: هذه مجازفة، وليت الأزدي عرف ضَعْف نفسه.
وقد أمر الدارقطني البرقاني بإخراج الحارث في الصحيح.
وكذا ضعفه محمد بن حزم.
قُلْتُ: والحارث ثقة، وربّما أُخذ عَلَى التحديث، ولهذا عمل فيه محمد بن خلف بن المَرْزُبان:
أبلغِ الحارثَ المحدِّث قوْلًا ... من أخٍ صادقٍ شديد المحبَّه
ويْك قد كنت تعتزي سالف الدهـ ... ـر قديمًا إلى قبائل ضَبَّه
كتبتَ الحديثَ عن سائر النْـ ... ـنَاس وحاذيت في اللقاء ابن شَبَّه
عن يزيد والواقدي وروحٍ ... وابن سعدٍ وَالْقَعْنَبِيِّ وهُدْبه
ثُمَّ صنفت من أحاديث سفيا ... ن وعن مالكٍ ومُسند شعبه(21/109)
وعن ابن الْمَدِينِيِّ فما زلتَ ... قديمًا تبثُّ في النَّاس كتبه
أفعنهم أخذت بيعك ... للعلم وإيثار من يزيدك حَبَّه
في أبيات.
فَلَمَّا سمعها قَالَ: أدخلوه، فضحني، قاتله الله.
وَلَهُ مُسْند كبير، سمعنا منه عدة أجزاء بالاتصال.
وَقَالَ محمد بن محمد بن مالك الإسكافي: سألت إِبْرَاهِيم الحربي، عن الحارث بن محمد، وقلت يأخذ الدراهم، فَقَالَ: اسمع منه فإنه ثقة.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ: أنا يُوسُفُ الْحَافِظُ، أَنا خَلِيلُ بْنُ أَبِي الرجاء، أنا أبو علي المقرئ، وأنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ النُّصَيْبِيُّ: ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، ثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ محمد بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ الْخَلْدَ بْنَ سَعْدَانَ حَدَّثَهُ، أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ نَصْرٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأَى عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ أَصْفَرَيْنِ فَقَالَ: "إِنَّ هَذِهِ ثِيَابُ الْكُفَّارِ، فَلا تَلْبَسْهُ" 1. صَحِيحٌ غَرِيبٌ.
قَالَ غنجار الْبُخَارِيُّ: سَمِعْتُ محمد بن موسى الرازي: سَمِعْتُ الحارث بن أُسَامَةَ يَقُولُ: لي ستّ بنات، أكبرُهنّ بنت سبعين سنة، وأصغرهن بنت ستين سنة. وما زوجت واحدة منهن لأني فقير، وما جاءني إلا الفقير، فكرهت أن أزيد في عيالي. وإني وضعت كفني عَلَى هَذَا الوتد منذ نيِّفٍ وثلاثين سنة، مخافة أن لا يجدوا ما يكفنوني فيه، رواها عَليّ بن محمد الرازي الطبيب، عن محمد بن موسى أيضًا.
توفي يوم عرفة سنة اثنتين وثمانين، عن سبعٍ وتسعين سنة.
194- حامد بن شادي الكشي2.
حَدَّثَ ببغداد عن: قُتَيْبَة، وعَليَّ بن حجر.
وعنه: عبد الباقي بن قانع، وأبو بكر الشافعي، وآخرون.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه مسلم "2077"، النسائي "5322"، أحمد في المسند "2/ 162، 164".
2 تاريخ بغداد "8/ 168".(21/110)
195- حبشي بن أَحْمَد بن سُلَيْمَان المَوْصِليّ السِّمْسار.
عن: الْقَعْنَبِيِّ، وغيره من أهل المَوْصِل.
تُوُفِّي سنة ست وثمانين.
196- جيوش بن رزق الله بن سنان1.
أَبُو محمد الكلْوَذائي الأصل المصري.
عن: عبد الله بن صالح، والنصر بن عبد الجبار، وعبد الله بن يوسف التِّنِّيسِي، وجماعة.
وَكَانَ من عُدُولي مصر.
روى عَنْهُ: عَليّ بن أَحْمَد بن إِسْحَاق البغدادي، وأبو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ، وجماعة.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين.
197- حجّاج بن عمران السَّدُوسي2.
كاتب الحُكم للقاضي بكار.
حَدَّثَ عن: بكار؛ وقبله عن: سُلَيْمَان بن داود الشاذكوني.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي في صفر سنة خمسٍ وثمانين.
198- الحَزَنْبَل الأديب.
هُوَ: محمد بن عبد الله بن عاصم.
أبو عبد الله التَّمِيمِيّ البغدادي الإخباري.
روى عن: أبي عبيدة بن الأعرابي، وابن السكيت.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر الصولي، وَمحمد حمَّويه الفَرَضي، وغيرهما.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 154".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 152".(21/111)
مدح الخلفاء والأمراء، وطال عمره، واشتهر ذكره.
199- الحَسَن بن أَحْمَد بن أبان الرافقي.
عن: أبي جَعْفَر النُّفَيْلِيِّ.
تُوُفِّي سنة تسعين.
200- الحَسَن بن أَحْمَد بن اللَّيْث1.
أَبُو الحَسَن الرازي.
سَمِعَ: إِبْرَاهِيم بن موسى الحَافِظ، وعبد الله القواريري، وأقرانهما.
وَعَنْهُ: أَبُو الحَسَن القطان، وطائفة.
مات سنة سبعٍ وثمانين ومائتين.
201- الحَسَن بن أَحْمَد بن الطبيب الصَّنْعَانيّ.
سَمِعَ "الموطأ" من محمد بن عبد الرحيم بن شروس، عن مالك.
أخذ عَنْهُ: أَبُو الحَسَن القطان.
مات سنة سبعٍ وثمانين، ورّخه الخليلي.
202- الحَسَن بن أيوب بن مُسْلِم القزويني2.
عن: عبد العزيز بن عبد الله الأُوَيْسيّ، وأحمد بن يونس.
وَعَنْهُ: إِسْحَاق الكيْساني، وأهل قزوين.
وَكَانَ أسند من بقي بتلك الديار.
تُوُفِّي سنة تسعٍ وثمانين.
203- الحَسَن بن جرير3. أَبُو عَليّ الصُّوري الزنبقي.
__________
1 طبقات الحنابلة "1/ 129، 130".
2 الجرح والتعديل "3/ 2".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 124"، مسند الشامين "1/ 153، 159"، تهذيب تاريخ دمشق "4/ 156، 258"، تاريخ "2/ 142"، حلية الأولياء "6/ 145".(21/112)
عن: عيسى بن مينا قالون، وَسَعِيد بن منصور، وإسماعيل بن أبي أُويس، وَيَحْيَى بن بُكير، وجماعة كثيرة.
وَعَنْهُ: عَليّ بن أبي العقب، وَخَيْثَمَة الأَطْرَابُلُسيّ، وسلامة بن أَحْمَد الصُّوري، والطَّبَرَانيّ، وآخرون.
والزَّنبقي: بالنون.
204- الحَسَن بن إِبْرَاهِيم بن مطروح الخولاني المصري1.
عن: يزيد بن سَعِيد الإسكندراني، عن مالك.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
توفي سنة تسع وثمانين بمصر.
205- الحسن بن الجهم.
أبو علي التميمي الأصبهاني.
عن: الحسين بن الفرج، وحبان بن بشر.
وعنه: أحمد بن بندار الشعار.
توفي سنة تسعين ومائتين.
206- الحسن بن ليلى الموصلي.
عن: غسان بن الربيع، وجبارة بن المغلس، وجماعة.
وعنه: يزيد بن محمد في تاريخه وَقَالَ: مات سنة خمسٍ وثمانين ومائتين.
207- الحَسَن بن سهل بن عبد العزيز البَصْرِيّ بن المجوز2.
سَمِعَ: أبا عاصم النبيل، وعثمان بن الهيثم.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وعَليَّ بن محمد بن سختويه، وجماعة.
ذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 129".
2 الثقات لابن حبان "8/ 181"، المعجم الصغير للطبراني "1/ 132"، الوافي بالسوقيات "12/ 40، 41".(21/113)
تُوُفِّي الحَسَن بن سهل بالبصرة في ذي الحجة سنة تسعين ومائتين.
208- الحَسَن بن العَبَّاس بن أبي مهران الرازي الجمال1.
أَبُو عَليّ المقرئ المجوِّد، نزيل بغداد.
سَمِعَ: ابن عُثْمَان، وعبد المؤمن بن عَليّ الزَّعْفَرَانِيّ، ويعقوب بن حميد بن كاسب.
وقرأ القرآن عَلَى: أحمد بن قالون، وَأَحْمَد بن يزيد الْحُلْوَانِيِّ، وَمحمد بن عيسى الأصبهاني، وأحمد بن صالح المصري.
وتصدّر للإقراء. وَكَانَ من كبار المحققين للقراءات.
قرأ عَلَيْهِ: أبو بَكْر بن مجاهد، وأبو الحَسَن بن شَنَبُوذ، وأبو بَكْر النقاش، وَأَحْمَد بن حَمَّاد صاحب المشطاح.
وروى عَنْهُ: محمد بن مَخْلَد، وابن السَّمَّاك، وعبد الصمد الطَّسْتِيّ، وابن قانع، وأبو سهل القطان، والطَّبَرَانيّ، وآخرون.
وثّقه الخطيب.
وَتُوُفِّي في رمضان سنة تسعٍ وثمانين ومائتين.
209- الحَسَن بن عبد الأعلى بن إبراهيم بن عُبَيْد الله الأبناوي اليماني البَوْسي2 الصنعاني.
وروى عن: عبد الرزاق، وغيره.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
قَالَ أَبُو الْقَاسِم بن منده: تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين.
والبوسي: بالفتح والإهمال: ضبطه السلفي، وغيره.
__________
1 أخبار القضاة لوكيع "3/ 14"، المعجم الصغير للطبراني "1/ 126"، تاريخ بغداد "7/ 296"، المنتظم "6/ 36".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 124"، تاريخ جرجان "475، 432"، الوافي بالوفيات "12/ 62، 63".(21/114)
وروى عَنْهُ: حفيده عبد الأعلى محمد بن الحسن، وأبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي الجمال، وأحمد بن شُعَيْب الأنطاكي، وأبو عوانة الحَافِظ في صحيحه، وأبو الحسن بن سلمة القطان وَقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: وُلدت سنة اربع وتسعين ومائة، وسمعت من عبد الرزاق نحوًا من خمسين حديثًا.
وَتُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين.
210- الحَسَن بن عَليّ بن الفرات1.
أَبُو عَليّ الكرماني.
حَدَّثَ بإصبهان عن: يزيد بن هارون، وأبي نُعَيْم.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن الحَسَن النقاش.
وبقي إلى بعد الثمانين.
قَالَ أَبُو نُعَيْم الحَافِظ: فيه ضعف.
211- الحَسَن بن عَليّ بن خالد بن زولاق2.
أَبُو علي المصري الشيعي.
عن: عبد الله بن صالح الكاتب، وَيَحْيَى بن سليمان الجعفري.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي في شوال سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
212- الحَسَن بن عَليّ بن ياسر3.
الفقيه أَبُو عَليّ البغدادي خال الحَافِظ أبي الآذان.
حدث عن: محمد بن بكار بن الريان، وطبقته.
وَعَنْهُ: علي بن محمد الواعظ، والطبراني.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 264".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 125".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 126"، تاريخ بغداد "7/ 368، 369"، المنتظم لابن الجوزي "6/ 36".(21/115)
قَالَ الخطيب: ثقة.
تُوُفِّي بمصر سنة تسع وثمانين ومائتين.
213- الحَسَن بن عَليّ بن حجاج الأنصاري البغدادي1.
عن: عبد الله بن معاوية الْجُمحي.
وَعَنْهُ: الطبراني.
214- الحَسَن بن عَليّ بن خلف الصيلاني الدِّمَشْقِيّ الصرار2.
سَمِعَ: سُلَيْمَان بن عبد الرحمن، وإسماعيل بن إبراهيم الترجمان، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو محمد بن زبر القاضي، والطَّبَرَانيّ، وجماعة.
تُوُفِّي سنة تسع وثمانين أَيْضًا.
215- الحَسَن بن عُلَيْلِ بن الحُسَيْن بن عَليّ بن جيش3.
أَبُو عَليّ اللغوي العَنْبَريّ البغدادي.
عن: أبي نصر التمار، وَيَحْيَى بن معين، وهُدبة، وخالد.
وَعَنْهُ: الحُسَيْن بن الْقَاسِم الكوكبي، وعبد الله بن إِسْحَاق الخُرَاسَانِيّ، وابن قانع، والطَّبَرَانيّ.
قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا صاحب أدب وأخبار. واسم أَبِيهِ علي.
وَقَالَ غيره: لَهُ كتاب "التَّوارد".
وَتُوُفِّي في سلخ المحرم سنة تسعين ومائتين.
216- الحَسَن بن عَمْرو بن الجهم4.
أبو الحَسَن الشيعي. وقيل: السبيعي.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 131".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 135"، تاريخ جرجان للسهمي "417"، تهذيب تاريخ دمشق "4/ 200".
3 المعجم الصغير "1/ 128"، تاريخ بغداد "7/ 398، 399"، معجم المؤلفين لكحالة "3/ 265".
4 تاريخ بغداد "7/ 396"، المنتظم لابن الجوزي "6/ 29"، البداية والنهاية "11/ 85".(21/116)
قَالَ الخطيب: روى عن: عَليّ بن الْمَدِينِيِّ، وَبِشْر الحافي.
وعنه: ابن السماك، وأبو بكر الشافعي.
وثقه الدارقطني. وصوابه: الشيعي.
وكان يَقُولُ ابن السَّمَّاك وحده: السبيعي.
تُوُفِّي سنة ثمان وثمانين ومائتين.
217- الحَسَن بن غليب بن سَعِيد الأزدي1.
مولاهم المصري.
عن: سَعِيد بن أبي مريم، وَسَعِيد بن عفير، ومهدي بن جَعْفَر الرّملي، وجماعة.
وعنه: ن. وَقَالَ: ثقة.
حكاه أَبُو الْقَاسِم الحَافِظ. وَقَالَ أَبُو الحجاج الحَافِظ: لم أقف عَلَى روايته عَنْهُ.
وروى عَنْهُ: محمد بن هارون بن شُعَيْب بن الأنصاري، وعلي بن محمد المصري الواعظ، وأحمد بن مروان الدِّينَوَري، والطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي في ذي الحجة سنة تسعين ومائتين.
218- الحسن بن أَحْمَد بن أبي بِشْر2.
أَبُو عَليّ السامُري المقرئ السَّرَّاج.
عن: بِشْر بن الوليد الكندي، وأبي صلت الهَرَويّ، وأبي سهم الأنطاكي، وغيرهم.
وعنه: عبد الله الخراساني، وابن قانع.
تُوُفِّي سنة تسعين أَيْضًا.
أرّخه ابن المنادى وَقَالَ: كَانَ من أفضل النَّاس.
__________
1 تهذيب الكمال "6/ 300، 301"، تهذيب التهذيب "2/ 315".
2 تاريخ بغداد "8/ 3"، المنتظم لابن الجوزي "6/ 39".(21/117)
219- الحَسَن بْن المتوكل البغدادي1.
عن: هَوْذة بن خليفة، وسريج بن النُّعْمَان.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
220- الحُسَيْن بن إِسْحَاق التُّسْتَرِيُّ الدِّمَشْقِيّ2.
محدّث رحّال ثقة.
سَمِعَ سَعِيد بن منصور، وعَليَّ بن بحر القطان، وحامد بن يَحْيَى البلخي، وَيَحْيَى بن سُلَيْمَان، وشيبان بن فَرُّوخ، وَيَحْيَى الحماني، وخلْقًا.
وَعَنْهُ: أبو جَعْفَر العُقيلي، وأبو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ، وجماعة.
قَالَ ابن قانع: تُوُفِّي سنة تسعٍ وثمانين ومائتين.
221- الحُسَيْن بن إسْمَاعِيل.
أبو عبد الله المهدي البغدادي، ذكره الخليلي في مشيخة أبي الحُسَيْن القطان، وَأَنَّهُ سَمِعَ منه: إبراهيم الرّمادي، وهُدبة بن خالد.
مات سنة سبعٍ وثمانين.
222- الحُسَيْن بن بشار3.
أبو عَليّ البغدادي الخياط.
عن: أبي بلال الأشعري، ونصر بن خراش.
وَعَنْهُ: عبد الصمد الطَّسْتِيّ، وأبو بَكْر الشافعي.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين ومائتين.
223- الحُسَيْن بن الحكم بن مسلم4.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 125".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 139"، طبقات الحنابلة "1/ 142".
3 تاريخ بغداد "8/ 24، 25"، المنتظم لابن الجوزي "6/ 21".
4 الإكمال لابن ماكولا "3/ 40، 41"، الأنساب لابن السمعاني "4/ 45".(21/118)
أبو عبد الله القرشي الكوفي الحِبري الوشاء.
عن: إسْمَاعِيل بن أبان الوراق، وحسن بن حسين الأشقر، وأبي غسان مالك بن إسْمَاعِيل.
وَعَنْهُ: أبو العَبَّاس بن عقبة، وأحمد بن إسحاق بن هلال، وخثيمة الأَطْرَابُلُسيّ، وآخرون.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين ومائتين.
224- الحسين بن حميد بن الربيع الكوفي الخزار1.
عن: أبي نُعَيْم، ومسلم بن إِبْرَاهِيم، وجماعة.
وَعَنْهُ: عُمَر بن محمد الكاغدي، وعثمان بن السَّمَّاك، وآخرون.
وَهُوَ ضعيف، وقد جمع تاريخًا.
تُوُفِّي في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين.
ورماه بالكذب مطين.
225- الحُسَيْن بن داود بن مُعاذ2.
أَبُو عَليّ البلخي الأديب العلامة، نزيل نيسابور، أحمد المتروكين.
حَدَّثَ عن: الفضيل بن عياض، وابن المبارك، وأبي بَكْر بن عَيَّاش، وشقيق البلخي، والنضر بن شميل، وعبد الرزاق، وإبراهيم بن هدبة، وغيرهم.
وحدث ببغداد فروى عنه من أهلها: علي بن محمد بن عبيد الحافظ، وعبد الله بن إبراهيم بن هرثمة، وأبو بكر الشافعي.
قال الخطيب: ولم يكن ثقة، فإنه روى عن يزيد بن هارون، عن حميد، عن أنس، نسخةً أكثرها موضوعة.
وَقَالَ الخلال: أنا يوسف القواس، ثَنَا محمد بن العَبَّاس بن شجاع، ثَنَا الحُسَيْن بن داود، ثنا الفضيل بن عياض.
__________
1 الكامل لابن عدي "2/ 777".
2 تاريخ بغداد "8/ 44، 45"، ميزان الاعتدال "1/ 534"، لسان الميزان "2/ 282، 283".(21/119)
قُلْتُ: فذكر حديثًا قَالَ فيه الخطيب: موضوع.
وَقَالَ الحاكم: لم يُنكر تقدّم حسين بن داود بن معاذ في الأدب والزهد، إلا أنه روى عن جماعة لا يتحمل سنه السماع منهم، مثل الفضيل، وابن المبارك. وقد كثرت المناكير أَيْضًا في رواياته، منها حديث عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "أُوحِيَ إِلَى الدُّنيا أَنِ اخْدُمِي مَنْ خَدَمَنِي، وَأَتْعِبِي مَنْ خَدَمَكِ"1.
قَالَ الحاكم: وأخبرونا أَنَّهُ تُوُفِّي بنيسابور سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
226- الحُسَيْن بن السميدع2.
أبو بَكْر البجلي الأنطاكي.
قدم بغداد، وحدث عن: محمد بن المبارك الصوري، وموسى بن أيوب النصيبي، ومحبوب بن موسى الفراء، وَمحمد بن رُمح المصري، وطائفة.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وَمحمد بن مخلد، وإسماعيل الصفار، والطبراني، وآخرون.
وَقَالَ ابْنُ قَانِعٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ ومائتين.
227- الحُسَيْن بن عبد الله بن شاكر3.
أَبُو عَليّ السَّمَرْقَنْدِيّ، سكن بغداد.
وحدّث عن: إبراهيم بن المنذر الحزامي، وَمحمد بن رمح، وجماعة.
وعنه: محمد بن مخلد، وأبو بكر الشافعي.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ضعيف.
وَقَالَ ابن المنادى: مات في شوال سنة ثلاث وثمانين.
__________
1 "حديث موضوع": أخرجه الخطيب في تاريخه "8/ 44"، وابن الجوزي في الموضوعات "3/ 136"، وذكره الشيخ الألباني في الضعيفة "808"، وقال: موضوع.
2 مسند الشاميين "1/ 174"، تاريخ بغداد "8/ 51"، تهذيب تاريخ دمشق "4/ 299"، المنتظم "6/ 25، 26".
3 تاريخ بغداد "8/ 58، 59"، تهذيب تاريخ دمشق "4/ 307، 308".(21/120)
وَقَالَ غيره: كَانَ وراق داود الظاهري.
وقد وثقه أبو سَعِيد الإدريسي.
228- الحُسَيْن بن عَليّ1.
أبو العلاء الشاشي.
عن: علي بن حجر، ونحوه.
روى عَنْهُ: أهل الشاش.
وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ وَقَالَ: مَاتَ سنة ثلاث أَيْضًا.
229- الحُسَيْن بن عَليّ بن الفضل الأنصاري الموصلي.
عن: محمد بن عبد الله بن عمار، وعثمان بن أبي شيبة، وجماعة.
وعنه: يزيد الأزدي، وَقَالَ: ثقة.
تُوُفِّي سنة خمس وثمانين ومائتين.
230- الحُسَيْن بن عَليّ بن بِشْر الصوفي2.
عن: قطن بن نُسير، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن خُزَيْمَة.
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين.
231- الحُسَيْن بن عَليّ بن مهران الدّقّاق3.
شيخ نَيْسَابُور.
سَمِعَ: إِسْحَاق بن راهَوَيْه، وَعَمْرو بن زرارة.
وَعَنْهُ: أَبُو الفضل بن محمد بن إِبْرَاهِيم، وعَليَّ بن عيسى، وجماعة.
تُوُفِّي سنة خمسٍ أَيْضًا.
__________
1 الثقات لابن حبان "8/ 192".
2 تاريخ بغداد "8/ 96".
3 ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 277".(21/121)
232- الحُسَيْن بن الفضل بن عمير البجلي الكوفي1.
أبو عَليّ المفسر الأديب إمام عصره في معاني القرآن.
قَالَ الحاكم: أقدمه عبد الله بن طاهر معه نيسابور سنة سبع عشرة ومائتين.
واتباع لَهُ الدار المشهورة بِهِ بدار عمه، فسكنها، وبقي يُعلم النَّاس العلم، ويُفتي عنده في تِلْكَ الدار إلى أن تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين، عن مائة وأربع سنين.
وقبره مشهور يُزار.
سَمِعَ: يزيد بن هارون، وعبد الله بن بَكْر السهمي، وَالحَسَن بن قُتَيْبَة المدائني، وأبا النَّضر، وشبابة، وهوذة بن خليفة.
سَمِعْتُ محمد بن أبي الْقَاسِم المذكر يَقُولُ: سَمِعْتُ أبي يَقُولُ: لو كَانَ الحُسَيْن بن الفضل في بني إسرائيل لكان ممن يذكر في عجائبهم.
وَسَمِعْتُ محمد بن يعقوب الحَافِظ يَقُولُ: ما رأيت أفصح لسانًا من الحُسَيْن بن الفضل.
وَسَمِعْتُ أبا سَعِيد بن أبي حامد: سَمِعْتُ محمد بن يعقوب الكرابيسي، صاحب دار الحسين بن الفضل يَقُولُ: كَانَ الحُسَيْن في آخر عمره يأمرنا أن نبسط لَهُ بحذاء سكة عمار، فكنا نحمله في المحفة. فمر بِهِ جماعة من الفرسان على زي أهل العلم، فرفع حاجبه ثُمَّ قَالَ لي: من هَؤُلاءِ؟ فَقُلْتُ: هَذَا أَبُو بَكْر بن خُزَيْمَة، وجماعة معه.
فَقَالَ: يا سُبحان الله! بعد أن كَانَ يزورنا في هذه الدار إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الحنظلي، وَمحمد بن رافع، وَمحمد بن يَحْيَى، يمر بنا ابن خُزَيْمَة، فلا يسلّم أرأيتم أعجب من هَذَا؟
سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بن مضارب بن إِبْرَاهِيم: سَمِعْتُ أبي يَقُولُ: كَانَ علم الحُسَيْن بن الفضل بالمعاني إلهامًا من الله تعالى، فإنه كَانَ تجاوز حد التعليم.
وَكَانَ يركع في اليوم والليلة ستمائة ركعة، وَيَقُولُ: لولا الضّعف والسن لم أُطعم بالنهار.
__________
1 سير أعلام النبلاء "13/ 414-416"، لسان الميزان "2/ 307، 308"، شذرات الذهب "178".(21/122)
سَمِعْتُ أبا زكريا العَنْبَريّ يَقُولُ لَمَّا قلد المأمون عبد الله بن طاهر خُرَاسَان قَالَ: يا أمير المؤمنين لي حاجة.
قَالَ: مقضية.
قَالَ: تسعفني بثلاثة: الحُسَيْن بن الفضل البجلي، وأبو سَعِيد الضرير، وأبو إِسْحَاق القرشي.
قَالَ: قد أسعفناك. وقد أخليتُ العراق من الأفراد.
ثُمَّ ساق لَهُ الحاكم من الأحاديث في الغرائب والأفراد نحو بضعة عشر حديثًا. فيها حديثٌ باطل.
قَالُوا: حَدَّثَنَا محمد بْنُ مُصْعَبٍ: ثَنَا الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَرْفُوعًا: "مَنْ فَرَّجَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً جَعَلَ اللَّهُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُعْبَتَيْنِ مِنْ نُورٍ عَلَى الصِّرَاطِ يَسْتَضِيءُ بِهِمَا مَنْ لا يُحْصِيهِمْ إِلا رَبُّ الْعِزَّةِ".
روى عَنْهُ: محمد بن الأخرم، وَمحمد بن صالح، وَمحمد بن الْقَاسِم العتكي، وعمرو بن محمد منصور، وأحمد بن شُعَيْب الفقيه، وَمحمد بن عَليّ الْمُعَدَّلُ، وأبو الطيب محمد بن عبد الله المبارك، وآخرون.
سَمِعْتُ محمد بن صالح يَقُولُ: شهدت جنازة الحُسَيْن، وَتُوُفِّي يوم السبت لخمسٍ بقين من شعبان سنة ثلاث وثمانين، وَهُوَ ابن مائة وأربع سنين، وصلى عَلَيْهِ أبو بَكْر محمد بن النَّضر الجارودي، ودُفن في مقبرة الحُسَيْن بن معاذ، واجتمع لِذَلِكَ اليوم خلقٌ عظيمٌ للصلاة عَلَيْهِ.
233- الحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن فهم بن مُحرز1.
أَبُو عَليّ البغدادي الحَافِظ، صاحب محمد بن سعد مؤلف "الطبقات".
سَمِعَ منه، ومن: مُصْعَب، وخلف بن هشام، وَمحمد بن سلام الجمحي، وَيَحْيَى بن معين، ومحرز بن عون، وأبي خثيمة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن معروف الخشاب، وَأَحْمَد بن كامل، وَإسْمَاعِيل الخطبي، وَأَبُو عَليّ الطُّوماري.
__________
1 سير أعلام النبلاء "13/ 427، 428"، تاريخ بغداد "8/ 92، 93"، لسان الميزان "2/ 309".(21/123)
وَكَانَ لَهُ جلساء من أهل العلم يذاكرهم، وَكَانَ عسرًا في الرواية.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقوي.
وَقَالَ الخطبي: ولد سنة إحدى عشر ومائتين، ومات في رجب سنة تسعٍ وثمانين.
قَالَ ابن كامل: كَانَ حسن المجلس، مُفنّنًا في العلوم، كثير الحفظ للحديث مسنده وقطوعه، ولأصناف الأخبار، والنسب، والشعر، والمعرفة بالرجال، فصيحًا، متوسطًا في الفقه، ويميل إلى مذهب العراقيين.
سَمِعْتُهُ يَقُولُ: صحبت ابن معين، فأخذت عَنْهُ معرفة الرجال، وصحبتُ مُصْعَب بن عبد الله، فأخذت عَنْهُ معرفة النسب، وصحبت أبا خَيْثَمَة، فأخذت عَنْهُ المُسند، وصحبت الحَسَن بن حَمَّاد سجّادة، فأخذت عَنْهُ الفقه.
234- الحُسَيْن بن محمد بن زياد1.
أَبُو عَليّ النَّيْسَابُوري القباني الحَافِظ، أحد أركان الحديث بنيسابور.
سَمِعَ إِسْحَاق بن راهويه، وعمرو بن زرارة، وطائفة ببلده.
و: سهل بن عُثْمَان العسكري، وَإِبْرَاهِيم بن المنذر الحزامي، ومنصور بن أبي مزاحم، وأبا مُصْعَب، وأبا بَكْر بن أبي شَيْبَة، وسريج بن يونس، وطبقتهم في رحلته.
روى عَنْهُ: محمد بن إسماعيل البخاري وهو من شيوخه؛ وقد قال خ. في صحيحه: ثَنَا حسين، ثَنَا أَحْمَد بن منيع، فذكر حديثًا، فَقِيلَ: إِنَّهُ القباني.
كذا قاله أَبُو النصر الكلاباذي، وغيره.
وَقَالَ بعضهم: هُوَ الحُسَيْن بن يَحْيَى بن جَعْفَر البِيكَنْدِيّ، والأول أشبه، لأن القباني كَانَ عنده مُسند ابن منيع بكماله، ولأنه كَانَ يلزم الْبُخَارِيَّ، ويهوى هواه، لَمَّا وقع للبخاري بنيسابور ما وقع مَعَ الذهلي.
وَعَنْهُ أَيْضًا: دعلج، وأبو عبد الله بن الأخرم، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم
__________
1 تهذيب الكمال "6/ 476-478"، سير أعلام النبلاء "13/ 499-502"، تهذيب التهذيب "2/ 368، 369".(21/124)
الهاشمي، وَيَحْيَى بن محمد العَنْبَريّ، وجماعة كثيرة من شيوخ الحاكم.
وَقَالَ فيه الحاكم: أحد أركان الحديث وحُفاظ الدُّنْيَا. رحل وأكثر وصنف المسند، والأبواب، والتاريخ، والكني، ودُونت في الدُّنْيَا.
ثُمَّ روى الحاكم بإسناده، عن القباني قَالَ: كَانَ لزياد جدي قبّان، ولم يكن وزانًا، ولم يكن بنيسابور إِذْ ذاك كثير قبان، وَكَانَ النَّاس إِذَا أرادوا أن يزنوا شيئًا، جاءونا، فاستعاروا قبان جدي، فشهر بالقباني، وَكَانَ جدي حمله من بلاد فارس إلى نَيْسَابُور،
وَقَالَ أبو عبد الله بن الأخرم: كَانَ أبو علي القباني يجمع أهل الحديث عنده بعد مُسْلِم بن الحجاج.
وَقَالَ محمد بن صالح بن هانئ: سَمِعْتُ الحُسَيْن بن محمد بن زياد، وثنا بحديثٍ عن سريج بن يونس فَقَالَ: هَذَا الحديث كتبه عني محمد بن إسْمَاعِيل الْبُخَارِيُّ، وحدّث بِهِ، ورأيته في كتاب بعض الطلبة، قد سمعه من الْبُخَارِيِّ عني.
تُوُفِّي القباني سنة تسع وثمانين ومائتين، رحمه الله تعالى.
235- الحسن بن مُعاذ بن محمد بن منصور.
أبو عَليّ النميري النَّيْسَابُوري الضبع.
سَمِعَ: يَحْيَى بن يَحْيَى، وابن راهَوَيْه.
وبالعراق: سهل بن عُثْمَان، وأبا الربيع الزهراني.
وبالحجاز: يعقوب بن حميد، وَمحمد بن زنبور.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بن عَليّ الرازي الحَافِظ، وَمحمد بْن يعقوب بْن الأخرم، وَمحمد بْن صالح بن هانئ.
تُوُفِّي في الخامس والعشرون من رمضان سنة ثلاث وثمانين بنيسابور.
236- الحُسَيْن بن الهيثم بن ماهان1.
أَبُو الربيع الرازي الكسائي.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 145"، تهذيب تاريخ دمشق "4/ 369، 370".(21/125)
سَمِعَ: هشام بن عمار، وَمحمد بن الصباح الْجُرجاني، وحرملة التجيبي، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: النَّجَّاد، وابن القطان، وأبو عوانة، وَأَحْمَد بن يوسف بن خلاد، وآخرون.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: لا بأس بِهِ.
237- حُسنُونُ بن الهيثم1.
أَبُو عَليّ الدُّويري المقرئ.
قرأ عَلَى: هُبَيْرَة التَّمَّار صاحب حفص.
وحدث عن: محمد بن كثير القهري، وداود بن رشيد.
وأقرأ النَّاس.
قرأ عَلَيْهِ: أبو بَكْر الدَّيْبلي شيخٌ لأبي العلاء القاضي الواسطي.
وذكر أبو النقاش أَنَّهُ قرأ عَلَيْهِ.
وحدث عَنْهُ: عبد الرحمن بن العَبَّاس والد المخلِّص، وأبو بحر البربهاري، وغيرهما،
تُوُفِّي سنة تسعين.
وقد سَمِعَ منه الحروف: ابن مجاهد.
وقرأ عَلَيْهِ: محمد بن أَحْمَد بن هارون الحربي.
238- حفص بن عُمَر سنجة الرَّقِّيّ2.
قِيلَ: تُوُفِّي سنة خمسٍ وثمانين.
وقيل: تُوُفِّي سنة ثمانين، وقد ذكر.
239- حمدان بن ذي النون3. وأبو أحمد السلمي.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 288"، غاية النهاية "1/ 234، 235".
2 الإكمال لابن ماكولا "4/ 385"، المشتبه في أسماء الرجال "1/ 373".
3 الثقات لابن حبان "8/ 220".(21/126)
عن: مكي بن إبراهيم.
وَعَنْهُ: عَبْد الله بْن محمد بْن يعقوب الْبُخَارِيُّ الفقيه، وغيره.
تُوُفِّي في آخر سنة ... وثمانين.
240- حَمْدَان بن ياسين المَوْصِليّ الفراء.
أَبُو أَحْمَد.
عن: أبيه، وَمُعَلَّى بن مهدي.
وَعَنْهُ: أهل المَوْصِل.
وروى يزيد بن محمد في تاريخه، عن رجل، عَنْهُ وَقَالَ: تُوُفِّي بعد الثمانين ومائتين.
241- حمدون بن أَحْمَد بن عمارة بن زياد بن رستم1.
أَبُو صالح القصار، شيخ أهل الملامة، ورئيسهم.
وأول من أظهر الملامة بنيسابور.
كَانَ قليل الكلام كثير الفوائد.
قَالَ السلمي: مات بعد الثمانين ومائتين.
قُلْتُ: قد مرّ في الطبقة الماضية.
242- حشنام بن إسْمَاعِيل.
أَبُو بَكْر النَّيْسَابُوري.
عن: إِسْحَاق بن راهَوَيْه، وأبي سَعِيد الأشج، وَإِبْرَاهِيم بن بشار الخُرَاسَانِيّ الصوفي، وغيرهم.
وَعَنْهُ: جَعْفَر بن محمد بن سوار، وزنجويه اللباد، وعبد الله بن المبارك الشعيري.
__________
1 حلية الأولياء "10/ 231" سير أعلام النبلاء "13/ 50"، تقريب التهذيب "1/ 198".(21/127)
"حرف الخاء":
243- خالد بن يزيد بن وَهْب بن جرير بن حازم الأَزْدِيّ البَصْرِيّ1.
رَوَى عَنْهُ عبد الصمد الطَّسْتِيّ حديثًا مُنكرًا.
وَتُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين.
وَرَوَى عَنْهُ أَيْضًا: أَحْمَد بن أبي طاهر، وَمحمد بن خلف بن المَرْزُبان.
وَهُوَ ابن يزيد، كذا ضبطه في "تاريخ الخطيب" مرّتين.
244- خَطّاب بن سعد الخير الأَزْدِيّ الحِمْصِيّ2.
عن: هشام بن عَمَّار، وأبي نُعَيْم عُبَيْد بن هشام الحلبي.
وَعَنْهُ: أَبُو الحسن شَنَبُوذ، والطَّبَرَانيّ، وأبو عَليّ بن هَارُون الأَنْصَارِيّ، وجماعة.
ولعله بقي إلى بعد التسعين ومائتين.
245- خَلَفُ بنُ الحَسَن بن جُوان الواسطي3.
عن: محمد بن خالد بن عبد الله الطحان، وغيره.
وَعَنْهُ: ابن قانع، والطَّسْتِيّ.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: لا بأس بِهِ.
246- خلفُ بنُ المختار المغربي الأَطْرَابُلُسيّ النَّحْوِيّ اللُّغَويّ4.
من كبار علماء العربية ببلده.
تُوُفِّي سنة تسعين ومائتين.
247- خُمَارَوَيْه بن أحمد بن طولون5.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 316، 317"، المنتظم لابن الجوزي "5/ 155".
2 تهذي تاريخ دمشق "5/ 170، 171".
3 تاريخ بغداد "8/ 331".
4 الوافي بالوفيات "13/ 360"، بغية الوعاة للسيوطي "1/ 556".
5 تاريخ الطبري "10/ 87، 18، 30، 42"، الولاة والقضاة للكندي "215، 224"، سير أعلام النبلاء "13/ 446-448".(21/128)
الملك أَبُو الجيش صاحب مصر وَالشَّام بعد والده سنة خمسين ومائتين. وولي الأمر سنة سبعين.
كان جوادًا ممدَّحًا، شجاعًا مبذّرًا بيوت الأموال، ذكر أَبُو الفتح بن مسرور البَلْخِيّ، عن عَليّ بن محمد المَاذَرَائيّ، عن عمّ أَبِيهِ أبي عَليّ الحُسَيْن بن أَحْمَد الكاتب قَالَ: كَانَ أَبُو الجيش خُمَارَوَيْه يتنزه بمرج دمشق بعذْرا، فغنّى له المغني صوتًا أبدل منه كلمة وَهُوَ:
قد قُلْتُ لَمَّا هاج قلبي الذكرى ... وأعرضت وسط السماء الشِّعْرى
ما أطيب الليل بسُر مرَّأى
فَقَالَ: ما أطيب الليل بمرج عذرا.
فأمر لَهُ أَبُو الجيش بمائة ألف دينار.
فَقُلْتُ: أيها الأمير، تعطي مغنيًا في بَدَلِ كلمة مائة ألف دينار، وتضايق المُعْتَضِد؟
فَقَالَ لي: كيف أعمل وقد أمرت، ولست أرجع؟
فقلت: نجعلها مائة ألف دينار درهم.
فقال لي: أطلقها له معجلة، وما بقي "لَهُ" نبسطها في سنين حَتَّى تصل إِلَيْهِ.
قَالَ ابن مسرور: وَحَدَّثَنِي أَبُو محمد، عن أَبِيهِ قَالَ: كنت مَعَ أبي الجيش عَلَى نهر ثور، فانحدر من الجبل أعرابي فأخذ بلجامه، فصاح بِهِ الغلمان فَقَالَ: دعوه.
قَالَ: أيها الملك اسمع لي.
قَالَ: قُل.
فَقَالَ:
إنَّ السِّنان وحدَّ السيف لو نطقا ... لحَدّثا عنك بين النَّاس بالعَجَبِ
أفنيت مالَك تُعطيه وتُنْهبُهُ ... يا آفة الفضّة البيضاءِ والذهب
فأعطاه خمسمائة دينار.
فَقَالَ: أيها الملك زدني.
فَقَالَ للغلمان: اطرحوا سيوفكم ومنَاطقكم.(21/129)
فَقَالَ: أيها الملك، أثْقَلتني.
قَالَ: أعطوه بَغْلا.
ونقل غيره واحد أَنَّ محمد بن أبي الساج قصد خُمَارَوَيْه في جيشٍ عظيمٍ من بلاد أرمينية في الجبال، وسار إلى جهة مصر، فالتقاه خُمَارَوَيْه فَهَزَمه خمارويه، وكانت ملحمة مشهورة.
ثُمَّ ساق خُمَارَوَيْه حَتَّى بلغ الفُرات ودخل أصحابه الرُّوم، وعاد وقد ملك من الفرات إلى النُّوبة، وَلَمَّا استُخلف المُعْتَضِد بادر خُمَارَوَيْه وبعث إِلَيْهِ بالهدايا والتحف، وسأله أن يُزَوِّج ابنته قطْر النَّدي بولده المُكْتَفِي بالله.
فَقَالَ المُعْتَضِد: بل أنا أتزوجها.
فتزوج بها في سنة إحدى وثمانين، ودخل بها في آخر العام.
وأصْدَقها ألف ألف درهم. فَقِيلَ: إنَّ المُعْتَضِد أراد بزواجها أن يُفقر أباها. وكذا وقع، فَإِنَّهُ جهزها بجهاز عظيم يتجاوز الوصف، حَتَّى قِيلَ إِنَّهُ أدخل معها ألف هاونٍ من الذَّهَب، والله أعلم بصحة ذَلِكَ.
والتزم للمعتضد أن يحمل إِلَيْهِ في السنة مائتي ألف دينار، بعد القيام بمصالح بلاده.
قَالَ ابن عساكر: قرأت بخطّ أَبِي الحُسَيْن الرَّازِيّ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيم بن محمد بن صالح الدِّمَشْقِيّ قَالَ: كان أبو الجيش كثير اللواط مجترئًا عَلَى الله، بلغ من أمره أَنَّهُ دخل الحمام، فأراد من واحدٍ الفاحشة، فأمر أن يدخل في دُبُره يد كرنيب، ففعل بِهِ، فصاح واضطرب في الحمام إلى أن مات، فأبغضه الخَدَم، واستفتوا العُلَمَاء في حدّ اللواطي، فقالوا: حدّه الْقَتْلُ.
فتواطئوا عَلَى قتله، فقتلوه في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين في قصر دير مُرّان ظاهر دمشق. وهربوا، فظفر بهم طُفّ بن جُفّ الأمير، فأدخلهم دمشق، ثُمَّ ضرب أعناقهم.
وَقِيلَ: إِنَّهُ نُقل إلى مصر، فدُفن عند أَبِيهِ.
وَرَوَى عبد الوهاب بن الحَسَن بن الحَسَن الكلابي، عن أَبِيهِ أَنَّهُ ذهب إلى(21/130)
حمص، قَالَ: عرفني مؤذن الجامع، فأضافني في المأذنة في لَيْلَةٍ مُقمرة، فَلَمَّا كَانَ وقت السَّحر قام يؤذن، فأشْرَفت في المأذنة، فَإِذَا بكلبٍ قد جاء بكلبٍ، فقام إليه فقَالَ: من أين جئت؟
قَالَ: من دمشق، الساعة قتل أبو الحسن بن طُولُون، قتله بعض غلمانه.
فَقُلْتُ: للمؤذن: ألا تسمع؟
قَالَ: نعم.
وأصبحنا، فورّخت ذَلِكَ، وسرت إلى دمشق، فوجدته صحيحًا.
248- خير بن سَعِيد بن خير.
الفقيه أَبُو عبد الرحمن المالكي قاضي الإسكندرية وبرقة.
حَدَّثَ عن: محمد بن خلاد، وغيره.
وَتُوُفِّي في ربيع الأول سنة ثمانٍ وثمانين ومائتين.
249- خير بن عرفة بن عبد الله بن كامل1.
أَبُو طاهر المصري.
عن: يَحْيَى بن بُكَيْر، وَعُرْوَة بن مروان الرَّقِّيّ، وعبد الله بن صالح، وزيد بن عبد ربه الحمصي، وجماعة.
وَعَنْهُ: عَليّ بن محمد الواعظ، وأبو القاسم الطبراني، وأبو طالب الحَافِظ، وآخرون.
تُوُفِّي في المحرم سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين.
250- خير بن مُوَفَّق، أَبُو مُسْلِم المصري.
عن: يَحْيَى بن بُكَيْر، ومنصور بن أبي مُزَاحِم، وجماعة.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ ومائتين.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "5/ 188، 189"، سير أعلام النبلاء "13/ 413، 414"، لسان الميزان "4/ 164".(21/131)
"حرف الدال":
251- داود بن إسْمَاعِيل الْجَوْزيّ1.
في "تاريخ بغداد" أَنَّهُ حَدَّثَ عن: بِشْر الحافي، ويزيد بن أبي عُمَر بن جَنْزة.
وَعَنْهُ: عُبَيْد بن عبد الرحمن، وعثمان بن إسْمَاعِيل السُّكَّريان، ويعقوب الدَّوْرَقِيّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: عَليّ بن إبراهيم بن سَلَمَةَ القطان، وابن قانع، وغيرهما.
تُوُفِّي سنة ثمانٍ وثمانين ومائتين.
252- داود بن سُلَيْمَان الساجي2.
عن: مُسْلِم بن إِبْرَاهِيم، وَسُلَيْمَان بن حرب.
وَعَنْهُ: محمد بن نجيح، والطَّسْتِيّ.
وأحاديثه مستقيمة.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين.
253- دُبيس بن سلام3.
أَبُو عَليّ القَصَباني.
عن: عَليّ بن عاصم.
وَعَنْهُ: عبد الصمد الطَّسْتِيّ.
قَالَ الدارقطني: ضعيف.
وقال الطستي: ثقة.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 376".
2 تاريخ بغداد "8/ 375، 376".
3 تاريخ بغداد "8/ 387".(21/132)
"حرف الراء":
254- رَوْح بن الفَرَج القَطَّان1.
أَبُو الزنْباع المصري.
محدّث مكثر مقبول.
سَمِعَ: أبا عاصم صالح كاتب اللَّيْث، وعبد الغفار بن داود، وَسَعِيد بن عُفَيْر، وَيَحْيَى بن سُلَيْمَان الْجُعْفِيّ، ويوسف بن عَدِيّ، وَيَحْيَى بن بُكَيْر.
وَعَنْهُ: أَبُو جَعْفَر الطَّحَاوِيّ، وعبد الله بن أَحْمَد بن إِسْحَاق، وعَليَّ بن محمد الواعظ، وَأَحْمَد بن الحَسَن بن عُقْبَة الرَّازِيّ، وَسُلَيْمَان الطَّبَرَانيّ، وآخرون.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر البزار في مسنده وَقَالَ: يُقَالُ: ليس بمصر أوثق ولا أصدق منه.
وَقَالَ الطَّحَاوِيّ: كَانَ من أوثق النَّاس.
وَقَالَ ابن قُديد: رفعه الله بالعلم والصدق.
تُوُفِّي في ذي القِعْدَة سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
255- روح من الفرج2.
أَبُو حاتم البَّغْدَادِيّ المُؤَدِّب.
عن: محمد بن زَنْبور.
"حرف الزاي":
256- زُرقان الرياق.
عن: عبد الله بن صالح العجلي، ومسدّد.
وَعَنْهُ: أبو سهل القطان.
__________
1 الولاة والقضاة للكندي "423، 450"، تهذيب الكمال "9/ 250، 251"، تهذيب التهذيب "3/ 297، 298".
2 تاريخ بغداد "8/ 409"، تهذيب الكمال "9/ 251"، تهذيب التهذيب "3/ 298".(21/133)
توفي في شوال سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
واسمه محمد بْن عَبْد الله.
257- زكريا بن حمدويه الغدادي الصَّفَّار1.
عن: عفان. وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي سنة ثمان وثمانين ومائتين.
258- زكريا بن داود بن بَكْر النَّيْسَابُوري2.
قَالَ الحاكم أبو عبد الله: هُوَ أَبُو يَحْيَى الخفاف المقدَّم في عصره، صاحب "التفسير" الكبير.
سمع: يحيى بن يحيى، ويزيد بن صالح، وعَليَّ بن جعد، وأبا مُصْعَب الزُّهري، وأبا بَكْر بن أبي شَيْبَة، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أبو حامد بن الشَّرقي.
وثنا عَنْهُ: الحَسَن بن يعقوب، وَمحمد بن صالح بن هانئ، وَمحمد بن داود بن سُلَيْمَان، وعَليَّ بن عيسى.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ ومائتين.
259- زكريا بن يَحْيَى بن إياس بن سَلَمَةَ3.
أَبُو عبد الرحمن السِّجْزِيُّ الحَافِظ، نزيل دمشق، ويُعرف بخياط السنة.
سَمِعَ: قُتَيْبَة، وشيبان بن فَرُّوخ، وَإِسْحَاق بن راهَوَيْه، وَبِشْر بن الوليد، وحكيم بن سيف الرَّقِّيّ، وصفوان بن صالح المؤذن، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: ن. فأكثر وابن جوصا، وَمحمد بن إِبْرَاهِيم بن دودان، وَأَبُو علي بن هارون، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 165".
2 تاريخ بغداد "8/ 462، 463"، المنتظم لابن الجوزي "6/ 21".
3 تهذيب الكمال "9/ 374-378"، سير أعلام النبلاء "3/ 507، 508"، تهذيب التهذيب "3/ 334".(21/134)
وثّقه النَّسَائِيُّ، وغيره.
ومولده سنة خمسٍ وتسعين ومائة.
وَتُوُفِّي سنة تسعٍ وثمانين عن أربعٍ وتسعين سنة.
قَالَ الحَافِظ عبد الغني بن سعيد: كان ثقة حافظًا، ثنا عنه إِسْحَاق وأحمد أبناء إبراهيم بن الحداد.
260- زكريا بن يحيى بن عبد الملك البغدادي1.
أبو يحيى الناقد، أحد العباد.
سمع: خالد بن خداش، وأحمد بن حنبل، وفضيل بن عبد الوهاب.
وعنه: أبو بكر الخلال، وأبو سهل القطان، وعبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي.
قال الدارقطني: ثقة فاضل.
قال محمد بن جعفر بن سام: لو قِيلَ لأبي يَحْيَى الناقد: غدًا تموت، ما ازداد في عمله.
قُلْتُ: تُوُفِّي في ربيع الآخر سنة خمسٍ وثمانين ومائتين.
261- زياد بن الخليل2.
أَبُو سهل التُّسْتَرِيُّ.
حَدَّثَ ببغداد عن: مسدد، وَإِبْرَاهِيم بن بشار، والرمادي، وجماعة.
وَعَنْهُ: الطَّسْتِيّ، وأبو بَكْر الشافعي.
قَالَ الدارقطني: لا بأس بِهِ.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين ومائتين، وَقِيلَ: سنة تسعين.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 461، 462"، طبقات الحنابلة "1/ 158، 159".
2 تاريخ بغداد "8/ 481، 482"، المنتظم لابن الجوزي "6/ 22".(21/135)
"حرف السين":
262- السري بن سهل الْجُنْدَيْسابوري1.
عن: عبد الله بن رُشيد.
وَعَنْهُ: عبد الصمد الطَّسْتِيّ، والطَّبَرَانيّ، وغيرهما.
تُوُفِّي بفارس سنة تسعٍ وثمانين.
263- سَعِيد بن إسرائيل القطيعي البَّغْدَادِيّ2.
عن: حبان بن موسى، وَإسْمَاعِيل بن عيسى العطار.
وَعَنْهُ: الطَّسْتِيّ، والطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي سنة ثمان وثمانين.
264- سَعِيد بن الأشعث السِّجِسْتَاني.
أخو الإمام أبي داود السِّجِسْتَاني.
تُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين.
265- سَعِيد بن أوس3.
أَبُو عُثْمَان السُّلمي الدِّمَشْقِيّ الإسكافي.
عن: أَحْمَد بن أبي الحواري، وهشام الأزرق.
وعنه: عبد الله بن جعفر بن الورد، وَسُلَيْمَان الطَّبَرَانيّ، وجماعة، وَهُوَ سَعِيد بن الحَكم بن أوْس، نسبوه إلى جَدّه.
266- سَعِيد بن سيار الواسطي4.
سمع: عمرو بن عون.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 177".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 169"، تاريخ بغداد "9/ 98".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 169"، تهذيب تاريخ دمشق "6/ 121".
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 169".(21/136)
رَوَى عَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
267- سَعِيد بن عَبْدَوَيْه البَّغْدَادِيّ بن الصَّفَّار1.
عن: الربيع بن ثعلب.
وَعَنْهُ: ابن قانع، والطَّبَرَانيّ.
268- سَعِيد بن عُثْمَان2.
أَبُو سهل الأهوازي.
عن: أبي الوليد الطَّيَالِسِيّ، وبكار السٍّيريني، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو سهل القَطَّان، وَأَحْمَد بن خُزَيْمَة، وأبو بَكْر الشافعي.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: صدوق.
269- سَعِيد بن محمد بن المغيرة المصري3.
عن: سَعِيد بن سُلَيْمَان سَعْدَوَيْه.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
270- سَعِيد بن محمد4.
أَبُو عُثْمَان الأنْجُذاني.
عن: أبي عَمْرو الحَوْضي، وغيره.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن كامل، والطَّسْتِيّ، وأبو تلا الشافعي.
تُوُفِّي سنة خمسٍ وثمانين.
271- سَعِيد بن ياسين البَلْخِيّ الوراق5.
حدث ببغداد عن: قتيبة، وجماعة.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 171".
2 تاريخ بغداد "9/ 97".
3 المعدم الصغير للطبراني "1/ 168".
4 تاريخ بغداد "9/ 96، 97"، المنتظم لابن الجوزي "6/ 8".
5 تاريخ بغداد "9/ 98، 99".(21/137)
وَعَنْهُ: الطَّسْتِيّ، وابن قانع، وابن نجيح.
قَالَ الخطيب: ما علمت من حاله إلا خيرا.
272- سلامة بن محمد بن ناهض1.
وَيُقَال: سلام مخفَّفًا أَيْضًا. أَبُو بَكْر الترياقي الْمَقْدِسِيُّ.
سَمِعَ: هشام بن عَمَّار، وصفوان بن صالح، والوليد بن حجر الرَّملي.
وَعَنْهُ: جَعْفَر الفِرْيَابِيّ وَهُوَ من أقرانه، وأبو طالب أحمد بن نصر، وأبو القاسم الطَّبَرَانيّ.
273- سُلَيْمَان بن أيوب بن سُلَيْمَان بْن دَاوُد بْن عَبْد اللَّه بْن حَذْلم2.
أَبُو أيوب الأسَدي الدِّمَشْقِيّ.
عن: أَبِيهِ، عن الوليد بن المسلم.
وعن: صفوان بن صالح، وَسُلَيْمَان ابن بنت شُرَحْبِيل، وَدُحَيْم، وجماعة.
وَعَنْهُ: ن.
274- سُلَيْمَان بن محمد بن الفضل النَّهْرواني3.
أَبُو منصور.
عن: محمد بن السَّري العسقلاني، وعبد الوهاب بن الضحاك، وَمحمد بن وَهْب الحَرَّاني.
وَعَنْهُ: ابن قانع، وأبو بكر الشافعي.
وهو ضعيف، قاله الدَّارَقُطْنيّ.
275- سماعة بن أَحْمَد4.
أَبُو بَكْر البَصْرِيّ القاضي.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 174".
2 تهذيب تاريخ دمشق "6/ 248"، تهذيب الكمال "11/ 367-369"، تهذيب التهذيب "4/ 173".
3 تاريخ جرجان للسهمي "224"، تهذيب تاريخ دمشق "6/ 286".
4 تاريخ بغداد "9/ 222".(21/138)
عن: بكار بن محمد السيريني.
وَعَنْهُ: عبد الباقي بن قانع، وعبد الصمد الطَّسْتِيّ، وابن نجيح.
وَهُوَ ثقة.
276- سِماك بن عبد الصمد1.
أَبُو الْقَاسِم الأَنْصَارِيّ الدِّمَشْقِيّ.
عن: خَالِد بن عَمْرو السِّلفي، وأبي مسهر الغسّاني.
وَعَنْهُ: أَبُو عوانة، وعبد الصمد الطَّسْتِيّ، وَأَبُو بَكْر الشافعي.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين بطرسوس.
277- سٍنان بن محمد بن طالب.
أَبُو بَكْر التَّمِيمِيّ المَوْصِليّ.
عن: أبي نُعَيْم، وعفان، وأبي الجوّاب، وغيرهم.
وَعَنْهُ: يزيد بن محمد الأَزْدِيّ في تاريخه، وقال: توفي سنة إحدى وثمانين ومائتين.
278- السِّندي بن أبان2.
أَبُو نصر، غلام خَلَف بن هشام البَزَّار.
عن: يَحْيَى الحماني، وغيره.
وَعَنْهُ: عبد الصمد الطَّسْتِيّ.
تُوُفِّي سنة إحدى أَيْضًا.
279- سهل بن سعد بن نضلة الطائي3.
أَبُو الْقَاسِم القزويني.
سَمِعَ: عَليّ بن محمد الطنافسي، وأبا مصعب الزهري، وجماعة.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 216، 217".
2 تاريخ بغداد "9/ 234".
3 أخبار قزوين للرافعي "3/ 61، 62".(21/139)
قَالَ الخليلي في شيوخ القَطَّان: كَانَ ثقة أَيْضًا.
وذكر أَنَّهُ كَانَ حيًّا في هَذَا الحين.
280- سهل بن عبد الله التُّسْتَرِيُّ1.
الإمام العارف أَبُو محمد شيخ الصوفية.
رَوَى عن: خاله محمد بن سوار.
وصحبه ذي النون المصري قليلًا، لقيه في الحج.
وَعَنْهُ: عُمَر بن واصل، وَأَبُو محمد الحريري، وعباس بن عصام، وَمحمد بن المنذر الهُجَيْمي، وجماعة.
وَكَانَ من أعيان الشيوخ في زمانه، يُعدّ مَعَ الْجُنَيْد، وَلَهُ كلام نافع في التصوف والسنة وغير ذَلِكَ، فنقل أَبُو الْقَاسِم التَّمِيمِيّ في الترغيب والترهيب من طريق أبي زُرْعَة الطَّبَرِيّ: سَمِعْتُ ابن درستويه صاحب سهل بن عبد الله يَقُولُ: قَالَ سهل، ورأى أصحاب الحديث فَقَالَ: اجتهدوا أن لا تلاقوا الله إِلا ومعكم المحابر.
وفي "ذمّ الكلام"، بإسنادٍ، عن سهل وَقِيلَ لَهُ: إلى متى يكتب الرجل الحديث؟ قَالَ: حَتَّى يموت، ويُصبُّ باقي حبره عَلَى قبره.
قرأت على ابن الخلال، أَنَا ابنُ اللَّتي، أَنَا أَبُو الْوَقْتِ، أَنَا شيخ الإِسْلام عبد الرحمن بنيسابور: سَمِعْتُ الحُسَيْن الدَّقيقي، يَقُولُ: سَمِعْتُ سهل بن عبد الله يَقُولُ: من أراد الدُّنْيَا والآخرة فلْيكتُب الحديث. فإنّ فيه منفعة الدُّنْيَا والآخرة.
قُلْتُ: هكذا كَانَ مشايخ الصوفية في حرصهم عَلَى الحديث والسنة، لا كمشايخ عصرنا الْجَهَلة البَطَلة الأكَلَة الكسلة.
وبلغنا أَنَّهُ أتى إلى أبي داود السِّجِسْتَاني مصنّف السُّنن، فَقَالَ: أريد أن تُخرج لي لسانك هَذَا الذي حدثت بِهِ أحاديث رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى أقبله.
فأخرجه له فقبله.
__________
1 حلية الأولياء "10/ 189-212"، صفة الصفوة "4/ 64-66"، وفيات الأعيان "2/ 429، 430"، سير أعلام النبلاء "13/ 330-333".(21/140)
ومن كلامه: لا مُعين إِلا الله، ولا دليل إِلا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا زاد إِلا التَّقوى، ولا عمل إِلا الصبر عَلَيْهِ.
وَقَالَ: الجاهل ميت، والناسي نائم، والعاصي سكران، والمُصرّ هالك.
وَقَالَ: الجوع سرُّ الله في أرضه، لا يُودعه عند من يديعه.
وَقَالَ إسْمَاعِيل بن عَليّ الأُبُليّ: سَمِعْتُ سهل بن عبد الله بالبصْرة سنة ثمانين ومائتين يَقُولُ: العقل وحده لا يدلّ عَلَى قديم أَزَلِي فوق عرش مُحدث، نصبه الحقّ دِلالةً وعلما لنا، لتهتدي القلوب به إليه، ولا تُجاوزه، أي بما أثبت الحق فيها من نور الهداية، ولم يكلّفها علم ماهيّة هُويته، فلا كيف للاستواء عَلَيْهِ، لِأَنَّهُ لا يجوز للمؤمن أن يَقُولُ: كيف الاستواء؟ لِمَ خلقَ الاستواء؟ وإنما عَلَيْهِ الرضى والتسليم، لقول النبي -صَلّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ: "إِنَّهُ عَلَى عرشه" 1. وإنما سُمي الزنديق زنديقًا، لِأَنَّهُ وزن دق الكلام بمخبول عقله، وقياس هوى طبعه، وترك الأثر والاقتداء بالسنة، وتأول القرآن بالهوى. فعند ذَلِكَ لم يؤمن بأن الله عَلَى عرشه.
فسبحان من لا تكفيه الأوهام موجودًا، ولا تمثله الأفكار محدودًا.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْم: نا أبي، نا أَبُو بَكْر الجوربي: سَمِعْتُ سهل بن عبد الله يَقُولُ: أصولنا ستة أشياء: التّمسّكُ بالقرآن، والاقتداء بالسنة، وأكلُ الحلال، وكف الأذى، والتوبة، وأداء الحقوق.
وعن سهل: من تكلم فيما لا يعنيه حُرم الصدق، ومن اشتغل بالفضول حُرم الورع، ومن ظنّ السوء حُرم اليقين، فَإِذَا حُرِم من هذه الثلاثة هلك.
وَعَنْهُ قَالَ: من أخلاق الصَّديقين أن لا يُحلفوك بالله، ولا يغتابون، ولا يُغتاب عندهم، ولا يُشبعون بطونهم، وَإِذَا وعدوا لم يُخلفوا، ولا يمزحون أصلًا.
وَقَالَ ابن سالم: قَالَ عبد الرحمن بعض تلامذة سهل التُّسْتَرِيِّ لسهل: يا أبا محمد، إني أتوضأ، فيسيل الماء من يدي، فيصير قضبان ذهب.
__________
1 أما المعنى فقد صح ذلك، كما في حديث: "يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس"؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش عند ربها". حديث صحيح متفق عليه.
وأما باللفظ كما في حديث: "ثم استوى على العرش". حديث ضعيف. أخرجه الواحدي في أسباب النزول "820" بتحقيقي.(21/141)
فقال سهل: الصبيان يباركون خشخشاشة.
تُوُفِّي سهل -رحمة الله عَلَيْهِ- في المحرّم سنة ثلاث وثمانين، وعاش ثمانين سنة، أَوْ جاوزها.
وَيُقَال: مات سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين، والأول أصح.
281- سهل بن عَليّ الدوري1.
عن: عَليّ بن الْجَعْد، وغيره.
وَعَنْهُ: محمد بن مَخْلَد، وعبد الصمد الطَّسْتِيّ.
وَكَانَ متَّهمًا بالكذب.
تُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين.
ورّخه ابن قانع، ولاؤه لآل عَليّ بن أبي طالب.
رَوَى عن: سريج بن يونس، والقواريري، وَإِبْرَاهِيم التَّرْجُمَانيّ.
قَالَ أَبُو مُزَاحِم الحَافِظ: يُرمى بالكذب.
282- سهل بن المتوكل الْبُخَارِيُّ2.
عن: الْقَعْنَبِيِّ، وَمحمد بن سلام البِيكَنْدِيّ، وجماعة.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين.
قَالَ السليماني: كَانَ من أئمة اللغة، يُكنَّى أبا عُصْفور.
"حرف الشين":
283- الشاذ بن نصر بن سيار.
أَبُو الحَكَم الدِّمَشْقِيّ.
عن: قُتَيْبَة، وهشام بن عَمَّار، وحرْمَلة، وطبقتهم.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 118، 119".
2 الثقات لابن حبان "8/ 294".(21/142)
وَعَنْهُ: عبد الله بن زَبْر القاضي، وَمحمد بن أَحْمَد الرَّافقي، وعبد الله بن المهتدي بالله.
ذكره ابن ماكولا.
"حرف الصاد":
284- صالح بن شُعَيْب البَصْرِيّ الزاهد1.
عن: بَكْر بن محمد القرشي.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي في صفر سنة ستٍّ وثمانين.
285- صالح بن العلاء بن وضاح.
أَبُو شُعَيْب المَوْصِليّ.
عن: غسان بن الربيع، وأبي هاشم محمد بن عَليّ، وجماعة.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
286- صالح بن عَليّ بن الفضل النوفلي2.
حَدَّثَ ببغداد وغيرها.
عن: خَالِد بن يزيد العُمري، وعبد الله بن محمد بن القدامي؟
وَعَنْهُ: ابن جوصا، ومحمود الرافقي، وآخرون.
287- صالح بن عمران3.
أَبُو شُعَيْب الدعاء.
عن: عبد الْقَاسِم بن سلام، وعفان، وَسُلَيْمَان بن حرب، وطبقتهم.
تُوُفِّي سنة خمس وثمانين.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 179".
2 طبقات الحنابلة "1/ 177".
3 طبقات الحنابلة "1/ 177"، تاريخ بغداد "9/ 321".(21/143)
رَوَى عَنْهُ: إسْمَاعِيل الخُطبي، وَأَحْمَد بن كامل، وأبو بكر الشافعي.
قال الدارقطني: لا بأس بِهِ.
288- صالح بن محمد بن عبد اللَّه1.
أَبُو الفضل الرَّازِيّ.
نزل بغداد.
عن: عفان، وَسُلَيْمَان بن حرب، وجماعة.
وَعَنْهُ: الطَّسْتِيّ، وَأَبُو بَكْر الشافعي، وجماعة.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ، وَرَوَى عَنْهُ أَنَّهُ تلا أربعة آلاف ختمة.
تُوُفِّي في شوال سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين.
289- صالح بن مقاتل الأعور2.
عن: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: أَبُو سهل القَطَّان، وابن قانع.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ليس بقوي.
290- صالح بن يونس.
أَبُو شُعَيْب الواسطي الزاهد.
كَانَ من سادات الصوفية. وردَ عَنْهُ أَنَّهُ رأى الحقَّ في النوم، وحجَ عَلَى قدميه سبعين حجّة.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين ومائتين بالرملة، كان يعرف بالمقنَّع، والدّعاء عند قبره مُستجاب.
وَكَانَ يكون بمصر وَكَانَ يُحرِم من القُدس إلى الرملة.
وَيُقَال: رأى مرة كلبًا يلهث عطشًا في البادية، فَقَالَ: من يشتري مني سبعين حجّة بشربةٍ لهذا؟ فأعطاه رجل دمشقي ماءً، فسقي الكلب.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 320".
2 تاريخ بغداد "9/ 321، 322".(21/144)
291- صدَقَةُ بن موسى1.
عن: أبي نُعَيْم، والأصمعي.
شيخ مجهول، لم يرو عنه إلا الدارع. الشَّيْخ المتروك صاحب الجن.
"حرف الضاد":
292- الضَّحَّاك بن الحُسَيْن الأَزْدِيّ الإستراباذي الفقيه2.
عن: إسْمَاعِيل الشالنجي، وهشام بن عَمَّار، وعثمان بن أبي شَيْبَة، وجماعة.
وَعَنْهُ: نُعَيْم بن عبد الملك بن عَدِيّ، وَمحمد بن إِبْرَاهِيم بن أبْرَوَيْه، وَأَحْمَد بن محمد بن مُطرّف، وغيرهم.
تُوُفِّي سنة تسع وثمانين ومائتين.
"حرف الطاء":
293- طاهر بن حزم الأندلسي الطَّرْطُوشِيّ3.
مولى بني أمية؛ يروي عن: يَحْيَى بن يَحْيَى اللَّيْثي.
تُوُفِّي سنة خمسٍ وثمانين.
294- طاهر بن محمود النَّسَفِيّ.
رحل وَسَمِعَ: هشام بن عَمَّار، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: عبد المؤمن بن خلف النَّسَفِيّ، وَتُوُفِّي سنة تسع وثمانين.
أغفله ابن عساكر.
295- الطيب بن محمد بن غالب.
أَبُو عبد الرحمن السَّعدي الْبُخَارِيُّ.
عن: محمد بن سلام البِيكَنْدِيّ، وقتيبة بن سَعِيد، وعثمان بن أبي شَيْبَة.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 333، 334".
2 تهذيب تاريخ دمشق "7/ 5".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 206، 207".(21/145)
وَعَنْهُ: محمد بن عبد الرحمن بن الطيب حفيده.
تُوُفِّي في صفر سنة أربعٍ وثمانين ومائتين.
"حرف العين":
296- عامر بن المُثَنَّى.
أَبُو عَمْرو الكَرْمِيني، من حُفّاظ ما وراء النَّهْر.
ذكره السُّليماني فَقَالَ: لزم الْبُخَارِيَّ وتفقه بِهِ.
ورحل وَسَمِعَ: عَمْرو بن عَليّ، وَمحمد بن بشار.
297- عُبادة بن محمد بن عبد الله العَدَني1.
سَمِعَ: حَفْص بْن عَمْرو العدني الفرج.
روى عنه: الطبراني.
298- العباس بن حزم بْن عَبْد الله بْن أشرس2.
أَبُو الفضل النَّيْسَابُوري الواعظ، أحد العُلَمَاء والزّهاد في وقته.
صحب أَحْمَد بن حرب الزاهد.
وَسَمِعَ: أَحْمَد بن حَنْبَل، وَسَعِيد بن محمد الجرمي، وقتيبة بن سعيد، وهشام بن عَمَّار، وَإِسْحَاق بن راهَوَيْه، وخلقًا.
وَعَنْهُ: أَبُو العَبَّاس السَّرَّاج، وَإِبْرَاهِيم بن محمد بن سُفْيَان، وسِبطه محمد بن عبد الله، وَمحمد بن صالح بن هانئ، وآخرون.
قَالَ أَبُو الوليد الفقيه: سَمِعْتُ أبي يَقُولُ: كَانَ العَبَّاس بن حمزة مُجاب الدَّعوة.
وَقَالَ ابن مُجيد: كَانَ العَبَّاس يصوم النهار ويقوم الليل، وَكَانَ يَقُولُ: لقد لحقتني بركة ذي النون.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 255".
2 تهذيب تاريخ دمشق "7/ 224، 225"، طبقات الحنابلة "16/ 659".(21/146)
وَقَالَ السَّرَّاج: سَمِعْتُ العَبَّاس بن حمزة، وسأله رجلٌ عن الزهد فَقَالَ: تركُ ما يشغلك عن الله أخْذُه، وأخذ ما يُبعدك عن الله تركه.
تُوُفِّي سنة ثمانٍ وثمانين، وَكَانَ من علماء الحديث، رحمه الله تعالى.
299- عَبَّاس بن محمد بن عبد اللَّه1.
أَبُو الفضل دُبيس البَّغْدَادِيّ البزاز.
سَمِعَ: عفان بن مُسْلِم، وسُريج بن النُّعْمَان، وَسُلَيْمَان بن حرب.
وَعَنْهُ: ابن السماك، وعبد الصمد الطَّسْتِيّ، وَمحمد بن عَليّ بن الهيثم، وآخرون.
قَالَ الخطيب: ثقة. رماه الحمار، فعلقت رِجلُه بالرِّكاب، فجره الحمار، فمات في رجب سنة ثلاثٍ أَيْضًا.
300- عبد الله بن أَحْمَد بن حَنْبَل بن هلال2.
الحَافِظ أَبُو عبد الرحمن الإمام وأبي عبد الله الذُّهلي الشيباني المَرْوَزِيّ الأصل البَّغْدَادِيّ.
وُلد سنة ثلاث عشرة ومائتين، في السنة التي مات فيها عُبَيْد الله بن موسى العبْسي.
وَسَمِعَ من أَبِيهِ شيئًا كثيرًا من العلم.
وَسَمِعَ من: يَحْيَى بن عَبْدَوَيْه صاحب شعبة.
ولم يأذن لَهُ أبوه في السّماع من عَليّ بن الْجَعْد.
وَسَمِعَ من: يَحْيَى بن معين، وشيبان بن فَرُّوخ، والهيثم بن خارجة، وَسُوَيْد بن سَعِيد، وعبد الأعلى بن حَمَّاد، وَمحمد بن جَعْفَر الوركاني، وأبي خَيْثَمَة، وأبي بَكْر بن أبي شَيْبَة، وأبي الربيع الزهراني، وَإِبْرَاهِيم بن الحجّاج السامي، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدِّمِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بن عمر القواريري، وخلق كثير.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 148".
2 الجرح والتعديل "5/ 7"، تهذيب الكمال "14/ 285، 292"، سير أعلام النبلاء "13/ 516-526"، تهذيب التهذيب "5/ 141-143".(21/147)
وَعَنْهُ: ن؛ وعبد الله بن إِسْحَاق المدائني، وأبو القاسم البغوي، وأبو محمد بن صاعد، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، وأبو بكر الخلال، ودعلج، وأحمد بن سلمان الفقيه النجاد، وإسحاق الكاذي، وأبو علي الصواف، وأبو القاسم الطبراني، وأبو بكر الشافعي، وأبو الحسن أحمد بن محمد اللنباني، وخلق سواهم.
قال أبو بكر الخطيب: كان ثقة ثبتا فهما.
وقال ابن المنادي في تاريخه: لم يكن أحد روى في الدنيا عن أَبِيهِ منه، عن أبيه؛ لأنه سمع منه "المسند" وهو ثلاثون ألفًا، و"التفسير" وَهُوَ مائة وعشرون ألفًا.
سَمِعَ منه ثمانين ألفًا، والباقي وجادةً.
وَسَمِعَ منه: "الناسخ والمنسوخ" و"التاريخ"، و"حديث شعبة"، و"المقدم والمؤخر من كتاب الله"، و"جوابات القرآن"، و"المناسك" الكبير والصغير، وغير ذَلِكَ من التصانيف وحديث الشيوخ.
قَالَ ابن المنادي: وما زلنا نرى أكابر شيوخنا يشهدون لَهُ بمعرفة الرجال وعلل الحديث والأسماء، والمواظبة على الطلب، حتى أَنَّ بعضهم أفرط في تعظيمه إياه بالمعرفة، وزيادة السّماع عَلَى أَبِيهِ.
وعن إسْمَاعِيل الخُطبي قَالَ: بلغني عن أبي زُرْعَة قَالَ: قَالَ لي أَحْمَد بن حَنْبَل: ابني عبد الله محفوظ من علم الحديث، لا يذاكرني إِلا بما أحفظ.
وَقَالَ عَبَّاس الدوري: قَالَ لي أَحْمَد بن حَنْبَل: يا عَبَّاس، قد، وعى عبدُ الله علمًا كثيرًا.
وَقَالَ ابن الصواف: قَالَ عبد الله بن أَحْمَد: كلّ شيء أقول: قَالَ أبي، فقد سَمِعْتُهُ مرّتين وثلاثة، وأقلّهُ مرة.
تُوُفِّي عبد الله في جُمَادَى الآخرة سنة تسعين ومائتين، وشيعه خلْق.
301- عبد الله بن أَحْمَد بن إشكاب الأصبهاني الحَافِظ1.
طوّف وصنّف "المُسند".
وَسَمِعَ: أَحْمَد بن عبدة، وهلال بن بِشْر، وَإسْمَاعِيل بن بهرام، وطبقتهم.
__________
1 أخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 58".(21/148)
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين.
302- عبد اللَّه بن أَحْمَد بن سوادة1.
أَبُو طالب البَّغْدَادِيّ نزيل طَرَسُوس.
سَمِعَ: طالوت بن عبّاد، وَمحمد بن بكار، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو العَبَّاس بن عُقدة، وَأَبُو بَكْر القبّاب، وأهل إصبهان.
وَكَانَ صدوقًا.
تُوُفِّي في سنة خمسٍ وثمانين.
وقد حَدَّثَ بدمشق، فروى عَنْهُ: الحُسَيْن بن حبيب، وَأَبُو عَليّ بن هَارُون.
303- عبد الله بن المحدّث أَحْمَد بن سَعِيد الرِّباطي الصُّوفي الزاهد2.
صحِب أبا تُراب النخشبي، وسافر معه.
وَكَانَ الْجُنَيْد إِذَا ذكره يُثني عَلَيْهِ وَيَقُولُ: هُوَ رأس فتيان خُرَاسَان.
قَالَ ابن الْجَوْزيّ في المنتظم: تُوُفِّي سنة تسعين.
قُلْتُ: لم يقع لي شيء من كلامه.
304- عبد الله بن أَحْمَد بن زياد3.
أَبُو جَعْفَر الهمداني، ويقال لَهُ: الدُّحيمي لكثرة ما سَمِعَ من دُحَيْم.
وَسَمِعَ من: بِشْر بن الوليد، والحكم بن موسى، وسُريج بن يونس، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن عُبَيْد، والقاسم بن صالح، وَأَحْمَد بن إِسْحَاق بن منجاب، وحامد الرّفّاء، وجماعة.
قَالَ صالح بن أَحْمَد: ثقة صدوق.
305- عبد الله بن إبراهيم السوسي4.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 373"، تهذيب تاريخ دمشق "7/ 286".
2 المنتظم "6/ 40، 41"، البداية والنهاية "11/ 97".
3 تهذيب تاريخ دمشق "7/ 286".
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 232".(21/149)
روى عن: محمد بن بكار بن بلال العاملي.
وَعَنْهُ الطَّبَرَانيّ.
لا أعرفه، ولا ذكره ابن عساكر.
306- عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن الأغلب التَّمِيمِيّ الأغلبي1.
الأمير أَبُو العَبَّاس أمير المغرب، وابن أمرائها الأغلبيين.
عهد إِلَيْهِ أَبُوهُ بالأمر قبل موته في أول سنة تسعٍ وثمانين، ومات أَبُوه في ذي القِعْدَة من العام.
وَقِيلَ: كاتب ببيعته المُعْتَضِد أمير المؤمنين، فقدم عَلَى الأمير إِبْرَاهِيم في آخر سنة ثمانٍ رَسُول المُعْتَضِد، فأمره أن يعتزل الإمرة، ثُمَّ يفوضها إلى ولده أبي العَبَّاس، ويصير هُوَ إلى حضرة المُعْتَضِد. وَذَلِكَ لَمَّا بلغ المُعْتَضِد عَنْهُ من أفعاله في مرضه بالسوداء من الْقَتْلِ والجهل، ففعل ما أُمر بِهِ، وأظهر التوبة.
وَكَانَ أَبُو العَبَّاس، دينًا صالحًا لينًا، عاقلًا عالمًا فاضلًا، أديبًا شاعرًا، موصوفًا بالشجاعة، محبًا للعدل.
وقوي أمرُ أبي عبد الله الشيعي، فندب لحربه أخاه الأحول. ولم يكن أحولًا، وإنما لقب بذلك لِأَنَّهُ كَانَ إِذَا نظر كَسَر جفنه. فالتقوا عند ملوشة، وقُتل خلْق، وانهزم الأحول، ثُمَّ ثبت في مقاتلته.
وكان أَبُو الْعَبَّاس يداري سوء أخلاق أَبِيهِ، وكان يظهر طاعته والتذلل لَهُ، فكان يوجهه لمحاربة الأعادي، فبلغ من ذَلِكَ إلى أكثر من أمله، فبذلك كَانَ يفضله عَلَى إخوته. وولاه صقلية، فأفتتح بِهَا حصونا، وظهرت شجاعته، وَلَمَّا تملك لم يسكن فِي قصر أبيه، بل اشترى دارا سكنها، ورد مظالم كثيرة. فكانت أيامه أيام عدلٍ وخير.
ومن شعره، وقد شرب دواء بصقلية.
شربت الدواء على غربة ... بعيدا عَن الأهل والمنزل
وكنت إذا شربت الدواء ... تطيبت بالمسك والمندل
فقد صار شربي بحار الدماء ... ونقع العجاجة والقسطل
__________
1 الوافي بالوفيات "17/ 8".(21/150)
واتصل بأبي الْعَبَّاس عَن ولده أبي مضر زيادة الله متولي صقلية اعتكافه عَلَى اللهو والخمر، فعزله، وقدم عَلَيْهِ فسجنه، فلما كانت ليلة الأربعاء ليوم بقى من شعبان سنة تسعين قتل الأمير أَبُو الْعَبَّاس، قتله ثلاثة من غلمانه الصقالبة عَلَى فراشه، وأتوا برأسه ابنه زيادة الله؛ وأخرج مِنَ الْحبس، وتملك، وقتل الثلاثة وصلبهم، وهو الَّذِي كَانَ واطأهم.
والمثل السائر: سمير الغضب يزول، ووالي الغدر معزول.
وكان قتله بمدينة تونس، رحمه الله.
307- عَبْد اللَّه بْن جَابِر بْن عَبْد اللَّه1.
أبو محمد الطرسوسي البزار.
قال ابن عساكر، وأبو أحمد الحاكم: سمع أبا مسهر، وعبد الله بن يوسف التنيسي، ومحمد بن المبارك الصوري.
وعنه: أبو بكر محمد بن أحمد المستنير، وإبراهيم بن جعفر بن سنيد بن داود المصيصيان.
قلت: وهما شيخا الحاكم.
زاد ابن عساكر فقال: وجعفر الخالدي، وأحمد بن جعفر بن حمدان الطرسوسي، وأبو بكر ابن المقرئ. كذا قال ابن عساكر فوهم؛ وإنما روى ابن المقرئ، عن عبد الله بن جابر بطرسوس، عن عبد الله بن خبيق الأنطاكي، وهو متأخر عن ذا.
وَكَذَا قَالَ حَدِيثًا مَوْضُوعًا مَتْنُهُ: "الأُمَنَاءُ ثَلَاثَةٌ: جِبْرِيلُ، وَأَنَا، وَمُعَاوِيَةُ"2.
وَهَذَا قَالَ فِيهِ أَبُو أَحْمَدَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
308- عبد الله بن الحسين بن جابر3.
أبو محمد البغدادي ثم المصيصي البزار.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "7/ 325"، لسان الميزان "3/ 265".
2 "حديث موضوع": أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات "2/ 17".
3 المجروحين لابن حبان "2/ 46، 47"، حلية الأولياء "9/ 303"، لسان الميزان "372، 373".(21/151)
عن: علي بن عياش الحمصي، وآدم بن أبي إياس، والحسن بن موسى الأشهب، وعفان بن مسلم، وهودة بن خليفة، وطائفة.
وعنه: أبو عوانة، وخيثمة الأطرابلسي، وأبو الحسن بن حذلم، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ، كان يسرق الحديث.
قلت: أظنه الذي قبله.
309- عبد الله بن أبي عطاء الأندلسي1.
نزيل القيروان، صالح صدوق صحيح النقل.
سمع من: زهير بن عباد، وسحنون بن سعيد الفقيه.
روى عنه: محمد بن أحمد التميمي القيرواني.
وتوفي سنة "...." وثمانين.
310- عبد الله بن عَبْدَوَيْه بن النضر.
أَبُو محمد الْبُخَارِيُّ، نزيل نَسْف.
رَوَى عن: هشام بن عَمَّار، وَدُحَيْم، وَأَحْمَد بن صالح المصري، وجماعة.
وعنه: عبد المؤمن بن خلف، ومحمد بن محمود بن عنبر، ومحمد بن زكريا النسفيون.
وكان إماما فاضلا محدثا.
توفي في سنة ست وثمانين ومائتين؛ ولعل أباه عبد ربه.
311- عبدُ الله بْن عيسى بْن عَبْد الله بن شعيب2.
أبو موسى القرشي المدني القصير الكاتب نزيل مصر.
قرأ على: قالون، وَسَمِعَ منه الحروف.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي "1/ 218".
2 غاية النهاية "1/ 440".(21/152)
وَسَمِعَ من: مُطرّف بن عبد الله الفقيه وَكَانَ كاتبه، ويُعرف بالطيارة.
رَوَى عَنْهُ القراءة: محمد بن أَحْمَد بن منير الإمام، وَسَمِعَ منه في سنة أربعٍ وثمانين ومائتين، وَلَهُ تسعون سنة إِذْ ذاك.
وَسَمِعَ منه عامة المصريين.
وَرَوَى عَنْهُ الحروف أَيْضًا: محمد بن أَحْمَد بن شاهين البَّغْدَادِيّ بمصر، شيخ لأبي بَكْر بن مجاهد.
312- عبد الله بن قريش1.
أَبُو أَحْمَد الأَسَدي.
عن: الحُسَيْن بن حُريث، والوليد بن شُجاع، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن مَخْلَد، والطَّسْتِيّ، وَإسْمَاعِيل الخُطبي.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: لا بأس بِهِ.
313- عبد الله الأشعث2.
أَبُو الورد الأنطرطوسي.
عن: إِبْرَاهِيم بن المنذر الحزِاميّ، وَإِبْرَاهِيم بن محمد الحمصي.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وَمحمد بن عبد الرحمن الطَّيئي الأصبهاني.
314- عبد الله بن محمد بن سَعِيد بن أبي مريم3.
أَبُو بَكْر الْجُمحي، مولاهم المصري.
سَمِعَ: جَدّه، وَمحمد بن يوسف الفريابي، وعمرو بن أبي سلمة التنيسي، وغيرهم.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن الْقَاسِم المالكي، وعَليَّ بن محمد المصري الواعظ، والطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي في رمضان سنة إحدى وثمانين، وقد أضر بأخرة.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 43، 44".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 217".
3 أخبار القضاة لوكيع "3/ 264"، المعجم الصغير للطبراني "1/ 212".(21/153)
315- عبد الله بن محمد بن سلام1.
أَبُو بَكْر الأصبهاني.
عن: أبي توبة بن نافع الحلبي، وَمحمد بن سَعِيد بن سابق.
وَعَنْهُ: أَبُو عَليّ الصحاف، والأصبهانيون.
تُوُفِّي سنة إحدى أَيْضًا.
ومن الرواة عَنْهُ: أَبُو بَكْر القباب، وَأَحْمَد بن جَعْفَر بن مفيد.
فيه ضعف.
316- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن النُّعْمَان بْن عبد السلام2.
أبو بكر التميمي الأصبهاني الزاهد.
سَمِعَ: أباه، وأبا نُعَيْم، وَعَمْرو بن طلحة القتاد، وأبا غسان النَّهدي، وَعَمْرو بن حفص بن غياث، وَمحمد بن سَعِيد بن سابق، وطائفة.
وَعَنْهُ: أَبُو عَليّ الصحاف، وَمحمد بن أَحْمَد الكسائي، وعبد الله بن الحَسَن بن بُنْدَار، وَأَحْمَد بن جَعْفَر السمسار، وأبو بكر عبد الله بن محمد القباب، وخلْق من الأصبهانيين.
وَكَانَ ثقة صالحًا من أولياء الله تعالى.
تُوُفِّي سنة إحدى أَيْضًا.
317- عبد الله بن محمد بن عبيد بن سُفْيَان بن قيس3.
الحَافِظ أَبُو بَكْر بن أبي الدُّنْيَا القرشي مولى بني أُمية البَّغْدَادِيّ، صاحب التصانيف المشهورة.
وُلد سنة ثمان ومائتين.
__________
1 أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 57".
2 الثقات لابن حبان "8/ 369"، أخبار أصبهان "2/ 56، 57".
3 الجرح والتعديل "5/ 163"، سير أعلام النبلاء "13/ 397-404"، تهذيب التهذيب "6/ 12، 13".(21/154)
وَسَمِعَ: أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم المَوْصِليّ، وأحمد بن جميل المَرْوَزِيّ.
ولم يسمع من الإمام أَحْمَد شيئًا.
وَسَمِعَ من: سعد بن سُلَيْمَان سَعْدَوَيْه، وهو أقدم شيخ له.
ومن: خالد بن خراش، وعَليَّ بن الْجَعْد، وخَلَف بن هشام، وسعد بن محمد العَوْفي، وَسَعِيد بن محمد الحربي، وشُجاع بن أشرس، وعبد الله بن خَيْران صاحب عبد الرحمن المسعودي، وعبد الله بن عَوْن الخزاز، وأبي نصر التَّمَّار، وعبيد الله بن محمد بن عائشة، وخلق كثير.
وَعَنْهُ: الحارث بن أبي أُسَامَةَ، وَهُوَ من شيوخه، وابن ماجه في تفسيره، وَأَبُو عَليّ أحمد بن إِبْرَاهِيم الصحاف، وَأَبُو العَبَّاس بن عُقدة، وَأَبُو سهل القَطَّان، وَأَحْمَد بن مروان الدِّينَوَري، وعثمان بن محمد الذهبي، وعيسى بن محمد الطُّوماري، وَأَبُو عَليّ الحُسَيْن بن صفوان، وَهُوَ راويته، وأبو بكر النَّجَّاد، وَأَبُو الحَسَن أَحْمَد بن محمد اللنباني، وعبد الله بن بُريْه الهاشمي، وَأَحْمَد بن خُزَيْمَة، وَأَبُو بَكْر الشافعي، وجماعة.
قَالَ ابن أبي حاتم: كتبت عَنْهُ مَعَ أبي، وَقَالَ أبي: هُوَ صدوق.
وَقَالَ الخطيب: كَانَ يؤدب غير واحد من أولاد الخلفاء.
وَقَالَ غيره: كَانَ ابن أبي الدُّنْيَا إِذَا جالس أحدًا، إن شاء أضحكه، وإن شاء أبكاه في آنٍ واحد، لتوسُّعه في العلم والأخبار.
قُلْتُ: وقع لنا جملة صالحة من مصنّفاته، وآخر من رَوَى حديثه بعُلُوّ: الشَّيْخ الفخر بن الْبُخَارِيِّ، بينه وبينه أربعة أنفس.
تُوُفِّي في جُمَادَى الأولى سنة إحدى وثمانين.
وَقَالَ أَحْمَد بن كامل: كَانَ ابن أبي الدُّنْيَا مؤدب المُعْتَضِد.
318- عبد الله بن محمد بن أبي قُريش1.
أَبُو عبد الرحمن البصري.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 88، 89".(21/155)
عن: محمد بن عبد الله الأَنْصَارِيّ.
وَعَنْهُ: حبيب القزاز، وخلاد بن عبد الكبير الخطابي، وَأَبُو بَكْر الشافعي، وغيرهم.
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين.
وَسَمِعَ أَيْضًا من: عُثْمَان بن عُمَر بن فارس، وأبي عاصم، وجماعة.
319- عبد الله بن محمد بن هانئ.
أَبُو محمد النَّيْسَابُوري عبدوس الحَافِظ.
يروي عن: قُتَيْبَة بن سَعِيد، وَيَحْيَى بن يَحْيَى، وابن أبي الشوارب، وبندار، وجماعة.
وَعَنْهُ: محمد بن إِسْحَاق العُصْفري، وَمحمد بن محمد بن نصر المَرْوَزِيّ، وعمر بن محمد بن يَحْيَى، وسهل بن شاذويه، وغيرهم.
ومات بسمرقند سنة ثلاثٍ أَيْضًا في شعبان.
وَكَانَ من أئمة الحديث.
320- عبد الله بن محمد بن زكريّا1.
أَبُو محمد الأصبهاني.
ثقة فاضل، مصنف جليل.
سَمِعَ: إسْمَاعِيل بن عَمْرو البَجَليَّ، وأبا الوليد الطَّيَالِسِيّ، وَمحمد بن بَكْر، وسهل بن بكار، وطائفة.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن بُنْدَار الشعار، وأحمد بن إِبْرَاهِيم بن يوسف، وَأَبُو الشَّيْخ، وجماعة.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين ومائتين.
321- عبد الله بن محمد بن عزيز التميمي الموصلي2.
__________
1 أخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 61، 62".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 216"، المنتظم لابن الجوزي "6/ 29".(21/156)
عن: غسان بن الربيع.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وَإسْمَاعِيل الخطبي، وغيرهما.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ.
322- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن منصور الهَرَوي البَزَّار.
رحل وطوف وَسَمِعَ: هشام بن عَمَّار، وَسُوَيْد بن سَعِيد، وحرملة بن يَحْيَى.
وَعَنْهُ: الحَافِظ أبو إسحاق أحمد بن محمد بن يونس الحداد.
تُوُفِّي سنة تسعٍ وثمانين ومائتين.
323- عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبي1.
أَبُو أُسَامَةَ.
سَمِعَ: أَبَاه، وحجّاج بن أبي منيع، وَإِسْحَاق بن الأخْيَل.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وَمحمد بن محمد بن خليفة، وَأَبُو المنقور بن راشد، وجماعة.
324- عبد الله بن مَسَرَّة بن نجيح بن مرزوق2.
أَبُو محمد البربري المغربي، مولى أبي قُرّة.
كَانَ من علماء أهل قُرْطُبة، رحل بِهِ أخوه إِبْرَاهِيم التّاجر إلى المشرق.
فسمع: بِشْر بن آدم، ونصر بن عَليّ الْجَهْضمي، وَعَمْرو بن عَليّ الفلاس، وبندار، وطبقتهم.
ورجع إلى الأندلس، وَكَانَ جليلًا فاضلًا خيّرًا، ولكنه اتُّهم بالقدَر.
حمل عَنْهُ: عُثْمَان بن عبد الرحمن، وثابت بن حزم، وَمحمد بن الْقَاسِم، وقاسم بن أصبغ، والأندلسيون.
وحجّ في آخر عمره فتُوُفِّي بمكة في ذي الحجّة سنة ستٍّ وثمانين.
325- عبد الله بن موسى الأَنْمَاطِيُّ الدهقان.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 213".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 217، 218".(21/157)
ويُعرف بابن بلهاء.
عن: يَحْيَى بن معين، وَإِبْرَاهِيم بن محمد بن عُرْوَة.
وَعَنْهُ: دَعْلَج، وأحمد بن يوسف بن خلاد.
تُوُفِّي سنة تسعٍ وثمانين ومائتين.
326- عبد الأعلى بن وَهْب الأندلسي1.
أَبُو وَهْب.
رَوَى عن: يَحْيَى بن يَحْيَى اللَّيْثي.
ثُمَّ رحل وأدرك أصبغ بن الفرج، فأخذ عَنْهُ.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين.
327- عبد الرحمن بن عَبْدُوس2.
أَبُو الزعراء البَّغْدَادِيّ المقرئ، أحد الحُذاق، وأكبر أصحاب أبي عُمَر الدوري وأضبطهم.
قرأ عَلَيْهِ: أَبُو بَكْر بن مجاهد، وعَليَّ بن الحَسَن الرَّقِّيّ، وَمحمد بن مُعَلَّى الشُّونيزي، وَمحمد بن يعقوب الْمُعَدَّلُ، وعمر بن عجلان.
قَالَ ابن مجاهد: قرأت عَلَيْهِ لنافع نحوًا من عشرين مرة؛ وقرأ عَلَيْهِ لأبي عُمَر، وحمزة، والكِسائي.
ذكره الداني، وغيره.
328- عبد الرحمن بن أَحْمَد3.
الأصبهاني المُتَعبَد.
رحل وَسَمِعَ: دُحَيْمًا، وعثمان بن أبي شَيْبَة.
وعنه: علي بن الصباح، وعبد الله بن محمد الخشاب.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 280".
2 غاية النهاية "1/ 373، 374".
3 ذكر أخبار أصبهان "2/ 10".(21/158)
329- عبد الرحمن بن جابر الطائي الحمصي1.
عن: بشر بن شعيب بن أبي حمزة.
وعنه: الطبراني.
توفي سنة إحدى وثمانين.
وروى أيضا عن: عبد العزيز بن موسى اللاحوني.
330- عبد الرحمن بن رَوْح2، أَبُو صفوان السمسار.
بَغْدَادِيّ.
سَمِعَ: خَالِد بن خِراش.
وَعَنْهُ: عيسى الطُّوماري، والطستي.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين.
331- عبد الرحمن بن عبد الحميد بن فَضَالَةَ.
أَبُو محمد الكتاني الدِّمَشْقِيّ.
عن: سُلَيْمَان بن عبد الرحمن، وَمحمد بن أبي السَّرِيّ.
وَعَنْهُ: خَيْثَمَة، وَأبو عبد الله بن مروان، وغيرهما.
332- عبد الرحمن بن عَمْرو بن عبد الله بن صَفْوَان بن عَمْرو3.
الحَافِظ أَبُو زُرْعَة النَّصْري الدِّمَشْقِيّ، محدَّث الشَّام.
رَوَى عن: أَحْمَد بن خَالِد الوَهْبي، وأبي نُعَيْم، وهَوْذَة بن خليفة، وعَليَّ بن عَيَّاش، وأبي مُسْهِر الغساني، وَسُلَيْمَان بن حرب، وأبي بَكْر الحُمَيْدِيّ، وَسَعِيد بن منصور، وعفان، وَسَعِيد بن سُلَيْمَان سَعْدَوَيْه، وأبي اليَمَان الحَكَم بن نافع، وَأَحْمَد بن حَنْبَل، وخلْق كثير.
__________
1 المعجم الصغير "10/ 244".
2 تاريخ بغداد "10/ 279".
3 الجرح والتعديل "5/ 267"، الثقات لابن حبان "8/ 384"، سير أعلام النبلاء "13/ 311-316"، تهذيب التهذيب "6/ 336، 337".(21/159)
وَعَنْهُ: د. تفسير حديث، ويعقوب الفَسَوي، وابن صاعد، وَأَبُو العَبَّاس الأصمّ، وَأَبُو يعقوب الأذْرَعي، وَأَبُو جَعْفَر الطَّحَاوِيّ، وعَليَّ بن العَقِب، وَسُلَيْمَان الطَّبَرَانيّ، وخلْق كثير.
قَالَ أَبُو الميمون بن راشد: سَمِعْتُ أبا زُرْعَة يَقُولُ: أُعجب أَبُو مُسْهِر بمجالستي إياه صغيرًا.
وَقَالَ أَبُو حاتم الرَّازِيّ: ذكر أَحْمَد بن أبي الحواري أبا زُرْعَة الدِّمَشْقِيّ.
فَقَالَ: هُوَ شيخ الشباب.
وَقَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
وَقَالَ جماعة: تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين في جُمَادَى الآخرة، ومَن قَالَ: سنة ثمانية فقد وَهِم.
333- عبد الرحمن بن معدان بن جُمعة الطائي1.
سَمِعَ: مُطَرِّف بن عبد الله الشاري الفقيه، وعبد العزيز بن عبد الله الإدريسي.
رَوَى عَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وغيره.
ولم يذكره ابن عساكر في تاريخه.
334- عبد الرحمن بن يوسف بن سَعِيد بن خراش2.
الحَافِظ أَبُو محمد المَرْوَزِيّ الأصل البَّغْدَادِيّ.
سَمِعَ: خَالِد بن يوسف السمتي، وعبد الجبار بن العلاء المكي، وعَليَّ بن حشرم، وأبا مَعْمَر بن النحاس، ويعقوب الدَّوْرَقِيّ، ويونس بن عبد الأعلى، وأبا النقي هشام بن عبد الملك، وَأَحْمَد بن خَالِد الخلال، وأبا حفص الفلاس، ونصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن يحيى الذُّهَلِيّ، وخلقًا من طبقتهم.
وَعَنْهُ: أَبُو سهل القَطَّان، وَأَبُو العَبَّاس بن عُقدة، وبكر بن محمد الصيرفي، وآخرون.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 241".
2 أخبار أصبهان "2/ 112"، تاريخ بغداد "10/ 281"، ميزان الاعتدال "2/ 600، 601".(21/160)
قَالَ بَكْر بن محمد: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: شربت بَوْلِي في هَذَا الشأن، يعني الحديث، خمس مرات.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْم بن عَدِيّ الجرجاني الحَافِظ: ما رأيت أحفظ من ابن خِراش.
قُلْتُ: وَلَهُ كلام في الجرح والتَّعديل، وقد اتُّهم بالرَّفض.
تُوُفِّي في خامس رمضان سنة ثلاثٍ وثمانين، ورّخه ابن المنادي.
وَقَالَ ابن عَدِيّ: ذُكر بشيء من التَّشيع، وأرجو أَنَّهُ لا يتعمد الكذب.
سَمِعْتُ ابن عقدة يَقُولُ: كَانَ ابن خراش عندنا إِذَا كتب شيئًا من التَّشيع يَقُولُ: هَذَا لا ينفق إِلا عندي وعندك.
سَمِعْتُ عبدان يَقُولُ: حمَل ابن خراش إلى بُنْدَار عندنا جزءين صنَّفهما في مثالب الشَّيخين، فأجازه بألفي درهم بنى بها حجرة ببغداد ليُحدّث فيها، فمات حين فرغ منها.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ محمد بْنُ يُوسُفَ الْحَافِظُ: أَخْرَجَ ابْنُ خِرَاشٍ مَثَالِبَ الشَّيْخَيْنِ، وَكَانَ رَافِضِيًّا.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: سَمِعْتُ عَبْدَانَ يَقُولُ: قُلْتُ لِابْنِ خِرَاشٍ: حَدِيثَ إِنَّ مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَةٌ، قَالَ: بَاطِلٌ.
أَتَّهِمُ مَالِكَ بْنَ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ.
قَالَ عَبْدَانُ: وَقَدْ حَدَّثَ بِمَرَاسِيلَ وَصَلَهَا وَمَوَاقِيفَ رَفَعَهَا.
335- عبد الرحمن بن محمد بن عقيل.
أَبُو الْقَاسِم النَّيْسَابُوري، أكبر الإخوة.
سَمِعَ: إِسْحَاق بن راهَوَيْه، وطبقته.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيم بن عِصْمة، وَمحمد بن عبد الله بن المبارك، وغيرهما.
336- عبد الرحيم بْن عبد الله بْن عبد الرحيم الزهري1.
مولاهم البرقي أَبُو سَعِيد أخو محمد، وأحمد.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 48، 49".(21/161)
رَوَى "السيرة" عن عبد الملك بن هشام، عن البكائي، وَكَانَ ثقة.
رَوَى عَنْهُ: عبد الله بن جَعْفَر بن الورد، وَأَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ. لكن الطَّبَرَانيّ سماه أَحْمَد بن عبد الله، فَوَهِم واشتبه عَلَيْهِ اسمه بأخيه.
تُوُفِّي في ذي القِعْدَة سنة ستٍّ وثمانين.
337- عبد الرحيم بن الفضل بن موسى بن مسمار بن هانئ.
أَبُو يَحْيَى البلخي.
سَمِعَ: مكي بن إِبْرَاهِيم المقرئ، وعَليَّ بن محمد المنجوري، وقبيصة، وخالد بن مَخْلَد، وشهاب بن مَعْمَر، وطائفة.
وَعَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يعقوب الفقيه، وجماعة.
قَالَ السليماني: رَوَى عَنْهُ شيوخنا.
وَتُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين ومائتين.
338- عبد الصمد بن هَارُون.
أَبُو بَكْر النَّيْسَابُوري الملقب بقاتل قُتَيْبَة.
سَمِعَ: قُتَيْبَة بن سَعِيد، وَأَحْمَد بن حَنْبَل، وعَليَّ بن الْمَدِينِيِّ.
رَوَى عَنْهُ جماعة من شيوخ الحاكم.
وَتُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين.
339- عبد الملك بن الحَسَن بن بَكْر الشرود الصَّنْعَانيّ.
رَوَى جملة عن أَبِيهِ، عن جَدّه بَكْر صاحب الثوري، ومالك.
روى عنه جماعة.
مات سنة سبع وثمانين ومائتين.
340- عبد الملك بن أيمن بن فرجون1.
أبو محمد الأندلسي.
__________
1 جذوة المقتبس للحميدي "281"، بغية الملتمس "375، 376".(21/162)
روى عن: سحنون بن سَعِيد.
ومات سنة سبع وثمانين ومائتين.
341- عبد العزيز بن عمران بن كوشيد1.
أَبُو بَكْر الأصبهاني، أحد الرحالة والمصنفين.
كتب عن: أَحْمَد بن عبد الرحمن بن وَهْب، وطبقته.
وَعَنْهُ: أَبُو عَليّ الصحاف، وعبد الله بن محمد القباب، وغيرهما.
342- عبد العزيز بن معاوية2.
أَبُو خَالِد القرشي البَصْرِيّ.
عن: أزهر بن سعد السمان، وَجَعْفَر بن عون، وأبي عاصم، وبدل بن المحبر، وأشهل بن حاتم، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو جَعْفَر البَخْتَرِيّ، وأبو عمرو بن السماك، وخيثمة.
قال الدارقطني: لا بأس بِهِ.
تُوُفِّي في أربع وثمانين.
وقال أبو أحمد الحاكم: وعن عاصم مالا يتابع عَلَيْهِ.
343- عبد الوارث بن إِبْرَاهِيم3.
أَبُو عبيدة العسكري.
عن: وَهْب بن محمد البناني، وكثير بن يَحْيَى، ومسدد، وَمحمد بن جامع العطار.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وابن قانع.
تُوُفِّي سنة تسع وثمانين ومائتين.
__________
1 الثقات لابن حبان "8/ 396"، أخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 125".
2 الثقات لابن حبان "8/ 397"، ميزان الاعتدال "2/ 636"، تهذيب التهذيب "6/ 358، 359".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 251"، تاريخ جرجان للسهمي "200".(21/163)
344- عَبْدُوس بن دِيزويه الرَّازِيّ1.
عن: إِبْرَاهِيم بن المنذر الحزامي، وهشام بن عَمَّار، وعبد الرحمن بن إِبْرَاهِيم دُحَيْم، وجماعة.
وَعَنْهُ أَبُو بَكْر بن خرُوف، والطَّبَرَانيّ، وابن الورد.
تُوُفِّي سنة تسعين بمصر.
345- عُبَيْد الله بن أَحْمَد بن منصور الهمذاني الكسائي2.
عن: عَليّ بن الطنافسي وابن خَيْثَمَة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر النجاد، وابن قانع، وجماعة.
قَالَ صالح بن أَحْمَد الهمذاني الحَافِظ: محلُّه الصدق.
346- عُبَيْد الله بن سُلَيْمَان3.
أَبُو وَهْب الوزير؛ والد الْقَاسِم بن عُبَيْد الله الوزير.
ولي الوزارة للمعتضد، وَكَانَ شجاعًا ناهضًا، خبيرًا بالأمور، متمكنًا من مخدومه.
تُوُفِّي في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وثمانين ومائتين، عن اثنتين وستين سنة.
347- عُبَيْد الله بن محمد بن يحيى بن المبارك اليزيدي اللُّغَويّ4.
أخذ عن: ابن أخي الأصمعي، وغيره.
وَعَنْهُ: أحمد بن عُثْمَان الأدمي، والطَّبَرَانيّ.
وَكَانَ رأسًا في اللغة والأخبار.
تُوُفِّي سنة بضع وثمانين.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 254".
2 تاريخ بغداد "10/ 339، 340".
3 المنتظم لابن الجوزي "6/ 55، 56"، سير أعلام النبلاء "13/ 497، 498"، البداية والنهاية "11/ 85".
4 تاريخ بغداد "10/ 338، 339".(21/164)
وَرَوَى القراءة عن: عمّه إِبْرَاهِيم بن اليزيدي وأخيه أحمد بن محمد.
وروى عَنْهُ القراءة: ابن مجاهد، وابن المنادي، وَمحمد بن يعقوب الْمُعَدَّلُ.
348- عُبَيْد بن الحَسَن1.
أبو عبد الله الأَنْصَارِيّ الأصبهاني الغزّال الحَافِظ.
سَمِعَ: عَمْرو بن مرزوق، ومسلم بن إِبْرَاهِيم، وأبا سَلَمَةَ، وأبا عَمْرو البجلي.
وَكَانَ مُفتيًا مُصنفًا عالمًا.
رَوَى عَنْهُ: عَليّ بن الصباح، وأحمد بن جَعْفَر السمسار، وأحمد بن بُنْدَار، وَمحمد بن عبد الله بن حَمَّاد، وَأَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن يوسف، وغيرهم.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين، ذكره بعضهم في سنة أربع وستين، وَهُوَ غلط.
349- عبيد بن عبد الله الواحد بن شريك2.
أَبُو محمد البَّغْدَادِيّ البَزَّار.
محدّث رحّال صدوق.
سَمِعَ: سَعِيد بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وأبا الجماهر محمد بن عُثْمَان، ونعيم بن حَمَّاد، وطائفة.
وَعَنْهُ: عُثْمَان بن السَّمَّاك، وابن نجيح، وعبد الصمد الطَّسْتِيّ، وَأَبُو بَكْر النَّجَّاد، والشافعي، وآخرون.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: صدوق.
قُلْتُ: تُوُفِّي في رجب سنة خمسٍ وثمانين.
وَمِنْ عَوَالِيهِ: أَنْبَأَنَا جَمَاعَةٌ سمعوا الرطب بن بحير، عَنِ ابْنِ عَبْدَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْبَزَّارُ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: ثَنَا الْمَعْمَرِيُّ، عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا رَجَعَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ الْخَنْدَقِ دُقَّ الْبَابُ، فَارْتَاعَ لِذَلِكَ وَوَثَبَ وَثْبَةً مُنْكَرَةً وَخَرَجَ، وَخَرَجْتُ فِي أثره، فإذا رجل
__________
1 أخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 137، 138".
2 المنتظم لابن الجوزي "6/ 8، 9"، سير أعلام النبلاء "13/ 385"، لسان الميزان "4/ 120".(21/165)
عَلَى دَابَّةٍ، وَالنَّبِيُّ مُتَّكِئٌ عَلَى مَعْرِفَةِ الدَّابَّةِ، فَكَلَّمَهُ، فَرَجَعْتُ، فَلَمَّا دَخَلَ قَالَ: "ذَاكَ جِبْرِيلُ أَمَرَنِي أَنْ أَمْضِيَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ" 1.
350- عُبَيْد بن محمد بن موسى المؤذن2.
أَبُو الْقَاسِم المصري المقرئ.
عُرف برجّا.
قرأ القرآن عَلَى: داود بن أبي طيبة صاحب ورش.
وحدّث عن: يَحْيَى بن بُكَيْر، وغيره.
رَوَى عَنْهُ القراءة: أَحْمَد بن محمد بن يَحْيَى الصدفي.
رَوَى عَنْهُ الطَّبَرَانيّ فَقَالَ: ثَنَا عُبَيْد بن رجّال، ثَنَا أَحْمَد بن صالح المصري.
وَقَالَ ابن ماكولا: هُوَ محمد بن محمد موسى البَزَّار المؤذن يُعرف بعبيد بن رجّال.
رَوَى عَنْهُ أَبُو طالب الحَافِظ المصري.
351- عُبَيْد بن محمد بن يَحْيَى بن قضاء الجوهري البَصْرِيّ3.
عن: عُمَر بن محمد بن أَحْمَد.
رَوَى عن: سُلَيْمَان الشاذكوني، وحكّامة بنت عُثْمَان.
وَعَنْهُ: عُمَر بن محمد بن هَارُون العسكري، وعبد الله الخُرَاسَانِيّ.
352- عُبَيْد بن محمد الكَشْوري4. أَبُو محمد الصَّنْعَانيّ.
عن: عبد الله بن أبي غسان الصَّنْعَانيّ، وَمحمد بن عُمَر السمسار، وعبد الحميد بن صبيح.
__________
1 "حديث صحيح لغيره": أخرجه البخاري "463، 2813"، ومسلم "1769"، وأحمد في المسند "6/ 56، 31، 141، 280".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 246"، غاية النهاية "1/ 497".
3 تاريخ بغداد "11/ 99".
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 246".(21/166)
ولم يدرك الأخذ عن عبد الرزاق.
وَعَنْهُ: خَيْثَمَة الأَطْرَابُلُسيّ، وَمحمد بن أَحْمَد بن مسعود البرتي، وَمحمد بن محمد بن عبد الله البَّغْدَادِيّ نزيل بُخارى، والطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين ومائتين، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: "تاريخ اليمن".
قَالَ الخليلي: هُوَ عبد الله بن محمد، عالم حافظ لَهُ مصنفات.
مات سنة ثمانٍ وثمانين ومائتين.
353- عُثْمَان بن سَعِيد الدارمي1.
ورّخه الحاكم سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
354- عُثْمَان بن سعد بن بشار2.
الفقيه أَبُو القائم البَّغْدَادِيّ الأَنْمَاطِيُّ الشَّافِعِيّ الأحول، شيخ الشَّافِعِيّة ببغداد.
تفقه: عَلَى المُزَنِيّ، والربيع بن سُلَيْمَان.
وَعَلَيْهِ تفقه: الإمام أَبُو العَبَّاس بن سُرَيْج.
تُوُفِّي سنة ثمانٍ وثمانين في شوال ببغداد.
قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق: كَانَ هُوَ السبب في نشاط النَّاس ببغداد لكُتُب فقه الشَّافِعِيّ وحفظه.
355- عُثْمَانَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خُرَّزَاذ3.
أَبُو عمرو الضرير الأنطاكي الحَافِظ، محدَّث أنطاكية.
سَمِعَ: عَفَّان، وَسُلَيْمَان بن حرب، وَعَمْرو بن مرزوق، وأبا الوليد الطَّيَالِسِيّ، وَسَعِيد بن عُفَيْر، وَصَفْوَان بن صالح المؤذن، وَمحمد بن عائذ، وَسَعِيد بن منصور، وطبقتهم.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 153"، سير أعلام النبلاء "13/ 319-326"، البداية والنهاية "11/ 72، 73".
2 تاريخ بغداد "11/ 292، 293"، سير أعلام النبلاء "13/ 420"، البداية والنهاية "11/ 85".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 191"، سير أعلام النبلاء "13/ 378-381"، تهذيب التهذيب "7/ 131، 132".(21/167)
وَعَنْهُ: ن. وَقَالَ: ثقة، وَأَبُو حاتم الرَّازِيّ وَهُوَ أكبر منه، وابن جَوْصا، وَأَبُو عَوَانَة، وَخَيْثَمَة، وهشام بن محمد الكِنْدِيّ، وطائفة.
ودخل عَلَيْهِ الطَّبَرَانيّ وَهُوَ مريض فأجاز لَهُ.
قَالَ محمد بن مَحْمَويه الأهوازي: هُوَ أحفظ من رأيت.
وَقَالَ أبو عبد الله الحاكم: ثقة مأمون.
وَقَالَ محمد بن بركة: سَمِعْتُ عُثْمَان بن خُرَّزَاذ يَقُولُ: يحتاج صاحب الحديث إلى خمسٍ: عقل جيد، ودينٍ، وضبط، وحِذْق بالصناعة، مَعَ أمانة تُعرف منه.
تُوُفِّي في ذي الحجّة سنة إحدى وثمانين ومائتين، وَهُوَ في عشر التسعين.
وقد سمي لَهُ صاحب التهذيب مائة واثنتين وثلاثين شيخًا.
356- عُثْمَان بن عُمَر الضَّبِّيّ البَصْرِيّ1.
أَبُو عَمْرو.
عن: عبد الله بن رجاء الغُداني، وأبي الوليد، وغيرهما.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن إِسْحَاق الضُّبَعيّ الفقيه، وعَليَّ بن جُمشاد، وَأَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ.
قَالَ الحاكم فيه: ثقة مشهور.
357- عزيز بن الأحنف بن الفضل2.
أبو عصمة البخاري البيكندي، نزيل جرجان.
طوف وَسَمِعَ الكبار: محمد بن الصباح الْجَرْجرائي، وَقُتَيْبَة، وهشام بن عَمَّار، وَأَحْمَد بن صالح المِصْرِيّ، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: كُميْل بن جَعْفَر، وَأَبُو بَكْر الإسماعيلي، وَأَبُو بَكْر محمد بن أَحْمَد الصرّاميّ، وجماعة.
توفي في سنة ثمان وثمانين.
__________
1 الثقات لابن حبان "8/ 455"، المعجم الصغير للطبراني "1/ 189".
2 تاريخ جرجان للسهمي "282، 283".(21/168)
وبعضهم قَالَ: عزيز بن الفضل الأحنف.
358- العلاء بن أيوب بن رَزين المَوْصِليّ الحَافِظ1.
سَمِعَ: محمد بْن عَبْد الله بْن عمار، وعبد الله بن عبد الصمد، وأبي خراش، ويعقوب الدُّورِيّ، وأبا سَعِيد الأشج، وطبقتهم.
وصنّف "المُسْنَد"، و"السنن" وغير ذَلِكَ.
رَوَى عَنْهُ: يزيد بن محمد الأَزْدِيّ وَقَالَ: كَانَ عابدًا خاشعًا متجنبًا، من أحسن النَّاس صوْتًا بالقرآن.
359- عَليّ بن الحَسَن بن بيان2.
أَبُو الحَسَن بن بيان، أَبُو الحَسَن البَّغْدَادِيّ الباقلاني المقرئ.
عن: عبد الله بن رجاء، وأبي حُذَيْفة النّهدي.
وَعَنْهُ: أَبُو سهل بن زياد، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وغيرهما.
تُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين.
صدوق.
360- عَليّ بن الحَسَن بن عبدة.
أَبُو الحَسَن الْبُخَارِيُّ.
عن: نصر بن المغيرة، وحفص بن داود، وَمحمد بن المهلب، وَمحمد بن حميد الرَّازِيّ، وعبد الجبار بن العلاء العطار، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: محمد بن محمد بن محمود، وأحمد بن سهل بن حمدويه، وأهل بُخارى.
تُوُفِّي سنة تسعين في ذي الحجة.
361- عَليّ بن الحُسَيْن بن عاصم.
أَبُو الحارث البيكندي، الملقب: كندة.
__________
1 سير أعلام النبلاء "13/ 350".
2 تاريخ بغداد "11/ 375".(21/169)
سَمِعَ: محمد بن سلام البِيكَنْدِيّ، وعَليَّ بن حجر، وجيش بن حرب.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن سُلَيْمَان بن حمدويه، والحسن بن سلمان.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين.
362- عَليّ بن العَبَّاس بن جُرَيْج1.
أَبُو الحَسَن بن الرومي الشاعر المشهور صحب التشبيهات البديعة والأهاجي، وَكَانَ شاعرًا ببغداد في وقته مَعَ البُحْتُريّ.
فمن شعره:
عدوك من صديقك مُستفاد ... فلا تستكثرن من الصحاب
فإن الداء أكثر ما تراه ... يكون من الطعام أَوِ الشراب
وشِعر ابن الرومي كثير سائر مدوّن، وَلَهُ معانٍ مُبتكرة في التشبيهات وغيرها.
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين.
363- عَليّ بن عبد الصَّمَد2.
أَبُو الحَسَن الطَّيَالِسِيّ، ويلقب بعلان ما غمَّه.
سَمِعَ: مسروق بن المَرْزُبان، وأبا مَعْمَر إسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم، والجراح بن مَخْلَد، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن كامل، وابن قانع، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وَأَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ، وآخرون، وثّقه الخطيب.
ومات سنة تسعٍ وثمانين في شعبان. قاله أَحْمَد بن كامل، وَقَالَ: يُلقّب ما غمَّه.
364- عَليّ بن عبد العزيز بن المَرْزُبان بن سابور3.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 23-26"، سير أعلام النبلاء "13/ 495، 496"، البداية والنهاية "11/ 74، 75".
2 تاريخ بغداد "12/ 28"، طبقات الحنابلة "1/ 228، 229"، سير أعلام النبلاء "13/ 429".
3 الجرح والتعديل "6/ 196"، الثقات لابن حبان "8/ 477"، ميزان الاعتدال "3/ 143"، لسان الميزان "4/ 241".(21/170)
أَبُو الحَسَن البَغَوِيّ، عم أبي الْقَاسِم البَغَوِيّ.
سَمِعَ: أبا نُعَيْم، وعاصم بن على، وعفان، وأبا عبيد، وأحمد بن يونس اليربوعي ومسلم بن إبراهيم والقعنبي وعلى بن الجعد وموسي بن إسماعيل، وخلقا كثيرا.
وعنى بهذا الشأن، وصنف "المسند".
وكتب القراءات عن أبي عُبَيْد فحملها عَنْهُ سماعًا: إِسْحَاق الْخُزَاعِيُّ، وَأَبُو سَعِيد بن الأعرابي، وَأَبُو إِسْحَاق بن فراس، وَأَحْمَد بن يعقوب السائب، وَإِبْرَاهِيم بن عبد الرزاق، وَمحمد بن عيسى بن رفاعة، وأحمد بن خالد بن الحباب الأندلسيان.
وحدّث عَنْهُ: عَليّ بن محمد بن مهرويه القزويني، وَأَبُو عَليّ حامد الرفاء، وَأَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ، وَأَبُو الحَسَن عَليّ بْن إِبْرَاهِيم بْن سَلَمَةَ القَطَّان، وعبد المؤمن بن خلف النَّسَفِيّ، وخلق كثير من المشارقة والمغاربة، فَإِنَّهُ جاور بمكة.
وَسَمِعَ منه أُمم، وَكَانَ حسن الحديث وليس بحُجة.
تُوُفِّي سنة ست وثمانين، وله نيف وتسعون سنة.
وَقِيلَ: تُوُفِّي سنة سبعٍ.
وأما الدَّارَقُطْنيّ فَقَالَ: ثقة مأمون.
وَقَالَ ابن أبي حاتم: كتب إلينا بحديثٍ أبي عبيدة وَكَانَ صدوقا.
وَقَالَ أَبُو بَكْر بْن السني: سَمِعْتُ النَّسَائِيَّ وسُئل عَنْهُ فَقَالَ: قبّحه الله.
فَقِيلَ: أتروي عَنْهُ؟ قَالَ: لا.
فَقِيلَ: كَانَ كذّابًا؟ قَالَ: لا، ولكنّ قومًا اجتمعوا ليقرءوا عَلَيْهِ شيئًا وبرُّوه بأسهل، وَكَانَ فيهم غريب لم يبرُّه، فأبى أن يحدّث بحضرته، فذكر الغريب أَنَّهُ ليس معه إِلا قصعة، فأمره بإحضارها، فَلَمَّا أحضرها حَدَّثَ.
ثُمَّ قَالَ ابن السني: بلغني أَنَّهُ كَانَ إِذَا عاتبوه عَلَى الأخذ قَالَ: يا قوم أنا بين الأخشبين إِذَا خرج الحاجّ نادي أَبُو قُبيس قُعيقعان يَقُولُ: من بقي؟ فيقول: بقي المجاورون، فيقول: أطبق.(21/171)
365- عَليّ بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن حسنون الأَنْصَارِيّ.
مصري.
سَمِعَ: محمد بن رَوْح، وحَرْمَلَة.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن بهزاد السيرافي، وغيره.
تُوُفِّي في رمضان سنة سبعٍ وثمانين ومائتين.
366- عَليّ بن الفضل الواسطي.
عن: يزيد بن هَارُون.
وَعَنْهُ: أَبُو يَحْيَى محمد بن كوثر البربهاري.
لا أعرفه.
367- عَليّ بن محمد بن الحَسَن بن متّويه.
أخو إِبْرَاهِيم بن متّوَيْه الأصبهاني، كَانَ زاهد إصبهان في زمانه.
حكى عَنْهُ أَبُو الشَّيْخ الحَافِظ وَقَالَ: لم يُدرك في زماننا مثله في زهده وعبادته. ودخلت إِلَيْهِ مَعَ أبي.
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين.
368- عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب1.
أَبُو الحَسَن الأموي البَصْرِيّ، قاضي القُضاة.
سَمِعَ: أبا الوليد الطَّيَالِسِيّ، وأبا سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيّ، وسهل بن بكار، وأبا عَمْرو الحَوْضي، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وَأَبُو بَكْر النَّجَّاد، وَإِسْحَاق الكاذي، وابن قانع، وَأَبُو بَكْر الشافعي، وآخرون.
قال الخطيب: كان ثقة.
__________
1 المنتظم لابن الجوزي "5/ 164، 165"، سير أعلام النبلاء "13/ 412، 413"، البداية والنهاية "11/ 74".(21/172)
قَالَ طلحة الشاهد: لَمَّا مات إسْمَاعِيل مَكثَتْ بغداد ثلاثة أشهر ونصف بغير قاضٍ، حَتَّى ولي عَليّ بن محمد بن أبي الشوارب، مُضافًا إلى قضاء مَرْو بعد أخيه الحَسَن.
قَالَ: وَكَانَ عَليّ بن محمد رجلًا صالحًا، عظيم الخطر، كثير الطَّلب للحديث، ثقة أمينًا، فبقي عَلَى بغداد أشهرًا.
تُوُفِّي في شوال سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين.
369- عَليّ بن محمد بن سَعِيد الثقفي الكوفي.
رحل وسَمِعَ: أَحْمَد بن يونس، ومنجاب بن الحارث، وجماعة.
وَعَنْهُ: يوسف بن محمد المؤذن، وَمحمد بن محمد والد القبّاب، وابنه أَبُو بَكْر القبّاب، وأحمد بن جَعْفَر بن مُفيد.
وَكَانَ قد هجر أخاهُ إِبْرَاهِيم لِميْله للرّفض، وَكَانَ إِبْرَاهِيم هُوَ الأكبر.
توفي سنة ثلاثٍ وثمانين.
370- عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حَكَم المِصْرِيّ الفقيه.
تفقّه عَلَى أَبِيهِ، وَسَمِعَ: محمد بن رمح، ونحوه.
وَتُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين ومائتين.
371- عَليّ بن المبارك الصَّنْعَانيّ1.
عن: إسْمَاعِيل بن أبي أُويس، وَمحمد بن عبد الرحيم بن شروس.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وغيره.
تُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين.
وسمّاه الخليلي: عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن المبارك، وكنّاه أبا الحَسَن، وزاد أَنَّهُ سَمِعَ من: زيد بن المبارك، وَمحمد بن يوسف، وَأَنَّهُ مات سنة ثمانٍ وثمانين.
رَوَى عنه: القطان.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 192".(21/173)
372- عُمارة بن وثيمة بن موسى1.
أَبُو زُرْعَة الفارسي الأصل، المِصْرِيّ، صاحب "التاريخ عَلَى السنين".
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وجماعة.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وولده رفاعة، وآخرون.
تُوُفِّي سنة تسعٍ وثمانين في جمادى الأول.
373- عِمران بن عبد الرحيم.
أَبُو سَعِيد الباهلي الأصبهاني.
عن: بَكْر بن بكار، وعبد الله بن رجاء، ومسلم بن إِبْرَاهِيم، وقُرّة بن حبيب، وقطيعة بن العلاء، وَالحُسَيْن بن حفص، وجماعة من الكبار.
وَعَنْهُ: يوسف بن محمد المؤذن، وأحمد بن عَليّ بن الجارود، وَأَحْمَد بن إِبْرَاهِيم شيخ لأبي نُعَيْم، وآخرون.
قَالَ أَبُو الشَّيْخ: حَدَّثَ بعجائب، ورُمي بالرَّفض.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين.
وَقَالَ السُّليماني: يُقَالُ إِنَّهُ وضع حديثًا.
374- عُمَر بن إِبْرَاهِيم2.
الحَافِظ أَبُو الآذان البَّغْدَادِيّ.
عن: محمد بن المُثَنَّى الزَّمِن، وعبد الله بن محمد بن المُسوَّر، وَمحمد بن عَليّ بن خلف العطار، وَإسْمَاعِيل بن مسعود الجحدري، ويحيى بن حكيم المقوم، وخلق.
وعنه: ن. وَهُوَ أكبر منه، وابن قانع، وعبد الله بن إسحاق الخُرَاسَانِيّ، ومظفر بن يَحْيَى، والطبراني، وآخرون.
__________
1 المنتظم لابن الجوزي "6/ 37"، وفيات الأعيان "5/ 65"، الأعلام "5/ 194".
2 تاريخ بغداد "11/ 215، 216"، المنتظم "6/ 41"، تهذيب التهذيب "7/ 424، 425".(21/174)
وثّقه الخطيب.
وأثنى عَلَيْهِ أَبُو بَكْر الإسماعيلي.
قال البرقاني: الإسماعيلي قَالَ: يُحكى أَنَّ أبا الآذان طالت خصومةٌ بينه وبين يهودي، فَقَالَ لَهُ: أدخِل يدَك ويدي في النار، فمن كَانَ مُحقًا لم تحترق يده، فذكر أَنَّ يده لم تحترق وَأَنَّ يد اليهودي احترقت.
رواها الخطيب، عن البَرْقاني.
تُوُفِّي سنة تسعين، عن ثلاثٍ وستين سنة.
375- عُمَر بن بحر الأسَدي الأصبهاني1.
عن: دُحَيْم، وغيره.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن بُنْدَار، وَأَبُو الشَّيْخ.
تُوُفِّي سنة ثمان وثمانين.
وصحب ذا النُّون، وابن أبي الحواري.
376- عُمَر بن عبد العزيز بن عمران بن أيوب بن مِقْلاص2.
أَبُو حفص الْخُزَاعِيُّ.
عن: أَبِيهِ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو جَعْفَر الطَّحَاوِيّ، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن الورد، وَأَحْمَد بن الحَسَن بن عُتْبة الرَّازِيّ، والطَّبَرَانيّ.
وَكَانَ فقيهًا خيّرًا.
تُوُفِّي سنة خمسٍ وثمانين.
377- عُمَر بن موسى بن فيروز3.
أَبُو حفص التوزي ثم البغدادي.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 215، 216".
2 أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 354".
3 تاريخ بغداد "11/ 214".(21/175)
عن: عَفَّان بن مسلم، وغيره.
وَعَنْهُ: عُمَر بن سلم الخُتُّليّ، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ.
تُوُفِّي سنة أربعٍ.
378- عَمْرو بن الشَّيْخ أبي الطاهر أَحْمَد بن عَمْرو بن السَّرح المِصْرِيّ1.
أبو عبد الله.
ثقة زاهد صالح.
رَوَى عن: سَعِيد بن أبي مريم، وغيره.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وَأَبُو طالب أَحْمَد بن نصر الحَافِظ، وآخرون.
تُوُفِّي سنة ثمانٍ وثمانين.
وثّقه ابن يونس.
379- عَمْرو بن اللَّيْث الصَّفَّار2.
أخو يعقوب بن الليث السجستاني الملكين.
كان هو أخوه صفّارَيْن بسجستان يصنعان النحاسٍ.
وَقِيلَ: كَانَ عَمْرو مكاري حُمَيْر.
قَالَ عُبَيْد الله بن طاهر: عجائب الدُّنْيَا ثلاث: جيش العَبَّاس بن عَمْرو الغنوي، يؤسَر العَبَّاس، ويسلَم وحده، ويُقتل جميع جيشه، وكانوا عشرة آلاف يعني قتلهم القرامطة. وجيش عَمْرو بن اللَّيْث الصَّفَّار، يؤسَر عَمْرو وحده، ويموت في السجن الخليفة ويسل جميع جيشه، وكانوا خمسين ألفًا. وأنا لا أترك بيتي قطّ، وتولى ابني أَبُو العَبَّاس.
قُلْتُ: ولي عَمْرو بن اللَّيْث مملكة فارس متغلبًا عليها بعد موت أخيه بالقُولنج سنة خمسٍ وستين. وقد جرت فيها أمور يطول شرحها، وتقلبت بهما أحوال إلى أن بلغَا درجة السلطنة بعد الصنعة في الصفر.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 257".
2 المنتظم لابن الجوزي "5/ 56، 80"، وفيات الأعيان "5/ 62"، الإنباء في تاريخ الخلفاء "11/ 138".(21/176)
وَكَانَ عَمْرو جميل السيرة في جيوشه، ذكر السلامي أَنَّهُ كَانَ ينفق في الجند في كل ثلاثة أشهر مرة، فيحضر بنفسه، ويقعد عارض الجيش والأموال بين يديه، والْجُنْد بأسرهم حاضرون، فأول ما ينادي إنسان باسم عَمْرو بن اللَّيْث، فيقدم فرسه إلى العارض بجميع آلتها، فيتفقدها، ثم يأمر بوزن ثلاثمائة درهم، فتُحمل إلى الملك عَمْرو في صُرّة، فيقبضها وَيَقُولُ: الحمد لله الذي وفقني لطاعة أمير المؤمنين، حَتَّى استوجبت منه العطاء، ثُمَّ يضعها في خفّه، فيكون لمن ينزع خفّه. ثُمَّ يدعو بعده بالأمراء عَلَى مراتبهم بخيولهم وعددهم وآلتهم، فتُعرض.
فمن أخل بشيء من لوازم الْجُنْد حُرم رزْقه.
وَقِيلَ: كَانَ في خدمة زوجة عمرو ألف وسبعمائة جارية.
وقد دخل في طاعة الخلفاء فولي للمعتضد أمرَ خُرَاسَان، وامتدت أيامه، واتسع سلطانه.
وقد سُقنا من أخباره في الحوادث.
وحاصل الأمر أَنَّهُ بغى عَلَى إسْمَاعِيل بن أَحْمَد بن أسد مُتولي ما وراء النَّهْر، وأراد أخذ بلاده، فبعث إليه إسْمَاعِيل يَقُولُ: أنا في ثغر وقد قنعت بِهِ، وأنت معك الدُّنْيَا فاتركني. فلم يدعه، وعزم عَلَى حربه، فعبر إسْمَاعِيل نهر جيحون إِلَيْهِ بغتة في الشتاء، فخارت قوى عَمْرو، وأخذ في الهرب في الوحل والبرد. فأحاط بِهِ أصحاب إسْمَاعِيل وأسروه.
قَالَ ابن عَرَفَة نِفْطَوَيْه النَّحْوِيّ في تاريخه: حَدَّثَنِي محمد بن أَحْمَد بن حَيَّان الكاتب، وَكَانَ شَخَصَ مَعَ عَبْد الله بن الفتح حين وجّه بِهِ إسْمَاعِيل بن أَحْمَد قَالَ: كَانَ السبب في انهزام عمرو بن الليث وهربه وهرب أصحاب عند عبور إسْمَاعِيل إلى بَلْخ، مقام عَمْرو بها، إِذْ أهلها سئموا مقامه ونزول أصحابه في منازلهم، وإفسادهم أولادهم، ومد أيديهم إلى أموالهم، فوافى إسْمَاعِيل، فأقام عَلَى باب بَلْخ مدّة، ثُمَّ خرج أمير من أمراء إسْمَاعِيل في أربعين رجلًا إلى موضع فيه ثلج عَلَى فرسخِ من بَلْخ؛ ليحمل لإسماعيل الثلج، فصادف رجالًا من أصحاب عَمْرو في الموضع، فأوقع فيهم وقتل، فانهزموا مجروحين إلى البلد، وأنذروا أصحاب عَمْرو، وعرّفوهم أن إسْمَاعِيل قد قدم، فأخذوا في الهزيمة، فركب عسكر إسْمَاعِيل أقفيتهم، وخرج عَمْرو(21/177)
من البلد هاربًا عندما رأى من هرب من جيشه من غير حرب جَرَت، وتقنطر بعَمْرو الشهري تحته في بُحُورٍ ووحلٍ عَلَى نحو فرسخين، وصادفه غِلمان إسْمَاعِيل الأتراك وَهُوَ قاعد في الموضع والشهري واقفة، فأتوا بِهِ، وضرب إسْمَاعِيل صاحبهم، فقام إليه إسْمَاعِيل وضمّه إلى نفسه وقبّل عينيه وأجلسه إلى جانبه، وَقَالَ: عزَّ والله عَليّ يا أخي ما نالك، وما كنت أحبّ أن يجري هَذَا. وأمر بنزع خلَقِه وثيابه التي استوحل فيها، ودعا بطَسْتٍ وماء وردٍ فغسّل وجهه ورِجليه، وألبسه خلقه، ودعا لَهُ بسكنجبين. وفي خلال ذَلِكَ تمسح إسماعيل وجه عمر بمنديل معه، فامتنع من السكنْجَبيْن، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْر وزير إسْمَاعِيل: اشرب واطمئن.
وأخذ إسْمَاعِيل القدح وشرب منه وناوله، ثُمَّ دعا بالطعام وأكلا. وَقَالَ: أيما أحبّ إليك؛ المُقام، أَوِ البعث بك إلى أخي أبي يعقوب متولي سمرقند؟ قال: اخلف أنك لا تغدر بي، ولا تغتالني، ولا تسلّمني. فحلف لَهُ وتوثّق، ثُمَّ بعث بِهِ إلى أخيه.
ووافى عبد الله بن الفتح من المُعْتَضِد بالخلع والمال إلى إسْمَاعِيل، وبكتاب المُعْتَضِد يأمره فيه بتسليم عَمْرو إِلَيْهِ، فامتنع وَقَالَ: هَذَا رجل أهل خُرَاسَان، وَالرَّيِّ، وجميع البلدان التي يجتازها، يميلون إِلَيْهِ، وهم كالعبيد له، ومتى سلمته إليك وشخصت به آمن أن تخرج إليكم العساكر من عند طاهر بن محمد بن عَمْرو، فيسلبونه منكم، ويقعون بكم، ولولا أَنَّ الله أظفرني بِهِ بلا حرب لطال أن أظفر به، ومن كنت عنده مَعَ قوة سلطانه؟ والله يا أبا محمد لقد كتب إليَّ من غير تكنُّن يَقُولُ: يا ابن أَحْمَد، والله لو أردت أن أعمل جسرًا عَلَى نهر بَلْخ من دنانير لا من خشبٍ لفعلت وصرت إليك حَتَّى أقبض عليك. فكتبت إِلَيْهِ: الله بيني وبينك، وأنا رجل ثغري مُصافٌّ للتُرْك، لباسي الكُرْدُواني والغليظ، ولا مال لي، ورجالي إنما هُوَ جيش بغير رزق، وقد بغيت عَليّ، والله بيني وبينك.
فلم يزل عبد الله يناظره، ويسأله تسليم عَمْرو إِلَيْهِ، فَقَالَ: إني أحببت أن يُحمل رأسه إلى سيدي أمير المؤمنين. فطال الخطاب إلى أن أذعن بحمله معه، فوافى رجال إِسْحَاق بعمرو بن اللَّيْث، وسُلّم إلى عبد الله مُقيدًا وَعَلَيْهِ دُرّاعة خزّ مبطَّنَة بثعلب، ووكّل بِهِ تكين التركي، وأمر أن يُعادله عَلَى الحمارة في قُبة، ومعه سكين طويلة وَقَالَ: متى خرج إليكم أحد يحاربكم فاذبحه في الحال، وبعث معه نحو خمسمائة(21/178)
نفس، وَكَانَ عَمْرو يدعو الله عَلَى إسْمَاعِيل وَيَقُولُ: غدر بي، خذَلَه الله. ولم يزل صائمًا إلى أن وافي كتاب الوزير عُبَيْد بن سُلَيْمَان إلى عبد الله بن الفتح يأمره بترفيهه وبسط أمله وإكرامه، فأكل ثلاثة أيام، وعاود الصوم، وجرت لَهُ أمور حَتَّى أَنَّهُ اشترى لَهُ فانيذ بثلاثة دراهم، فعرف أَبُو حامد أَحْمَد بن سهل وكبّله بذلك ليشتري لَهُ، فبكى وجعل يتعجب من الدُّنْيَا وَقَالَ: يا أبا الحَسَن، عهدي بِهِ إِذَا سار إلى بلده يحمل فرشه ومطبخه عَلَى ستمائة جمل، وهو اليوم يطلب بدراهم فانيذًا. ورأيت سراويل عَمْرو وقد نزلنا سِجسْتان عَلَى حائط الخان، وقد غسّله غلامه، والريح تلعب بِهِ، وَالنَّاس يتعجبون من ذَلِكَ.
وَكَانَ إذا سار معنا يُخرج رأسه من العمارية، وَيَقُولُ لمن يمرّ بِهِ بالفارسية: يا سادتي، أدعو الله لي بالفرج. فَكَانَ النَّاس وأصحاب عبد الله بن الفتح يدعون لَهُ، وَكَانَ يتصدّق بسائر ما يترتب لَهُ من التُّرك.
وأما تكين عدِيلُهُ، فَإِنَّهُ أكل جملًا تامًا، فمات فجأة، واستراح عَمْرو منه، وأُركب معه شخص ظريف كَانَ معنا، فَكَانَ عَمْرو يدعو عَلَى إسْمَاعِيل ويَقُولُ: خذله الله، انتقم الله منه كما أسلمني.
فَقَالَ لَهُ جَعْفَر عديله: سألتك بالله، لو كنت ظفرت بإسماعيل، أكنت تُقعده في مثل هذه القبة وهذه الفرش، لا والله، ما كنت تحمله إِلا عَلَى قتَبٍ وتُؤذيه، فلمَ تلعنه؟ فلطم وجه نفسه، ونتف لحيته وصاح: يا ويله ويا عوله، بالفارسية.
ووجّه إلى عبد الله: اكفني مؤونة هَذَا العيَّار الطَّنبوري وإلا خنقت نفسي. فجاء عبد الله وأصلح بينهما، فَقَالَ عديله: فكم يُبرمني ويلعن صاحبي؟ ومن يصبر عَلَى هَذَا من أحمق قيمته مكاري. والله ما يحسن أن يقرأ الفاتحة ولا كيف يصلي.
وَلَهُ أخبار طويلة في مسيرنا بِهِ.
وَأَخْبَرَنَا عبد الله بن الفتح أَنَّهُ أمر بتقييده فجزع، وجعل يعد حُسن آثاره وطاعته، ولعمْري، لقد هلك أخوه يعقوب بثلاث سنين، فغلب عَلَى الأهواز، وحمل الأموال إلى السّلطان.
وَأَخْبَرَنِي عبد الله أَنَّهُ قَالَ لَهُ حين قيّده: كَانَ في أمس وراء هَذَا ستون ألف مقاتل، ومن الخيل والبغال والأموال كذا وكذا، فما نفعني الله بشيء من ذلك.(21/179)
وتوجّه إسْمَاعِيل، فافتتح خُرَاسَان وطبرستان، وقتل محمد بن زيد العلوي، وأسَر ابنه، فأنفذ إِلَيْهِ لواء خُرَاسَان، وأُدخل عَمْرو مدينة السلام، وشُهر عَلَى فالج، يُقَالُ: إِنَّهُ أهداه، فرأيته باسطًا يديه يدعو، فرق لَهُ النَّاس، ثُمَّ حبس في موضعٍ لا يراه فيه أحد حَتَّى مات.
وَقَالَ غيره: دخل بغداد عَلَى جمل له سنامين، وعليه جبة ديباج وبُرْنس السَّخط، وَعَلَى الجمل الديباج والزينة، فَقِيلَ في ذَلِكَ:
وحسبُكَ بالصَّفَّار نُبْلا وعزَّةً ... يروح ويغدو في الجيوش أميرا
حباهم بأجمال ولم يدر أنه ... على جمل منها يقاد أسيرا
فَلَمَّا أُدخل عَلَى المُعْتَضِد قَالَ: هَذَا ببغيك يا عَمْرو.
ولم يزل في حبْسه نحوًا من سنتين، وهلك يوم وفاة المُعْتَضِد.
فيقال: إن الْقَاسِم بن عُبَيْد الله الوزير خاف وبادر بقتله خوفًا من المُكْتَفِي بالله أن يُطلقه، فَإِنَّهُ كَانَ محسنًا إلى المكتفي.
380- عَبَّاس بن تميم البَّغْدَادِيّ السكري1.
رَوَى عن: مَخْلَد بن مالك.
وعنه: محمد بن مخلد، والطبراني.
توفي سنة تسعين.
وثّقه الخطيب.
381- عون بن محمد الكِنْدِيّ الإخباري2.
حَدَّثَ عن: مُصْعَب الزُّبَيْريّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: الصولي الحكيمي.
توفي ببغداد.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 256".
2 تاريخ بغداد "12/ 294".(21/180)
"حرف الفاء":
382- الفضل بْن عَبْد الله بْن عَبْد الجبّار بْن عون الشكري الماليني الْهَرَويّ.
أَبُو العَبَّاس.
عن: مالك بن سُلَيْمَان السعدي.
وَعَنْهُ: أَبُو النضر محمد بن الطُّوسي، وَأَبُو طاهر محمد بن الحَسَن المحمد أباذي، وحامد الرّفّاء، وجماعة.
383- الفضل بن محمد بن المسيب1.
الحَافِظ أَبُو محمد البَيْهَقِيّ الشَّعْرَانِيّ. من ذُرية باذان ملك اليمن الذي أسلم بكتاب النبي -صَلّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ.
سَمِعَ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صالح، وعيسى بن قالون، وَسُلَيْمَان بن حرب، وأحمد بن يونس اليربوعي، وَإسْمَاعِيل بن أبي أُويس، وَإِسْحَاق الفروي، وأبا ثوبة الحلبي، وأبا جَعْفَر النُّفَيْلِيَّ، وخلقًا بالشام، والحجاز، ومصر، والعراق، وخراسان، والجزيرة.
وَعَنْهُ: إمام الأئمة ابن خزيمة، وأبو حامد بن الشرقي، ومحمد بن الْقَاسِم العتكي، وعَليَّ بن حَمَّاد، وَأبو عبد الله محمد بن يعقوب، وحفيده إسْمَاعِيل بن محمد بن الفضل، وخلْق.
قَالَ الحاكم: سَمِعْتُ أبا بَكْر بن المؤمل يَقُولُ: كُنَّا نقول: ما بقي في الدُّنْيَا مدينة لم يدخلها الفضل في طلب الحديث، إِلا الأندلس.
قَالَ الحاكم: وَكَانَ الفضل أديبًا عابدًا عارفًا بالرّجال. وَكَانَ يرسل شعره، فلقب بالشَّعراني.
وَقَالَ ابن ماكولا: كَانَ قد قرأ القرآن عَلَى خلف بن هشام.
وَكَانَ عنده "تاريخ أَحْمَد بن حنبل"، عنه، و"تفسير سنيد بن داود"، عنه.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 69"، ميزان الاعتدال "3/ 358"، البداية والنهاية "11/ 73".(21/181)
قَالَ الحاكم: سَمِعْتُ أبا عبد الله بن الأخرم وسُئل عَنْهُ فَقَالَ: صدوق. إِلا أَنَّهُ كان غالبًا في التَّشيع.
قِيلَ لَهُ: فقد حُدّث عَنْهُ في "الصحيح".
قَالَ: كَانَ كتاب مُسْلِم ملآن من حديث الشيعة.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَد الحاكم: سئل عَنْهُ الحُسَيْن القباني، فرماه بالكذب.
وَقَالَ ابن أبي حاتم: صدوق.
وَقَالَ مسعود السِّجْزِيُّ: سألت أبا عبد الله الحاكم عن الفضل الشَّعْرَانِيّ.
فَقَالَ: ثقة مأمون، لم يُطعن في حديثه بحُجّة.
قَالَ إسْمَاعِيل حفيده: تُوُفِّي جدي في المحرم سنة اثنتين وثمانين.
384- فضل بن محمد بن رومي البغدادي1.
عن: خلف البزاز، وجُبارة بن المغلّس.
وَعَنْهُ: عبد الله الخُرَاسَانِيّ، وغيره.
قَالَ الخطيب: لم يكن بِهِ بأس.
385- فضل بن الحَسَن2.
أَبُو العَبَّاس الأهوازي.
عن: سُلَيْمَان الشاذكوني.
وَعَنْهُ: ابن السَّمَّاك، وابن نجيح، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ.
تُوُفِّي سنة ثمانٍ وثمانين.
وثَّقه الخطيب.
376- فُضيل بن محمد بن فضيل3. أبو يحيى الملطي.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 370".
2 تاريخ بغداد "12/ 371".
3 الجرح والتعديل "7/ 76"، المعجم الصغير للطبراني "1/ 265".(21/182)
عن: أبي نُعَيْم، وموسى بن داود، وَمحمد بن عيسى بن الطباع، وأبي الوليد الطَّيَالِسِيّ.
وَعَنْهُ: أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم بالإجازة، وَكَانَ إمام جامع ملَطْيَة.
تُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين ومائتين.
وقد رَوَى عَنْهُ من الكبار أَبُو عروبة الحَافِظ، وأصله خَزَري.
"حرف القاف":
387- الْقَاسِم بْن أَحْمَد بْن محمد الخطابي البغدادي1.
شيخ حسن الحديث.
سَمِعَ: هوذة بن خليفة، وأبا نُعَيْم.
وَعَنْهُ: إسْمَاعِيل الخطبي، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وآخرون.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين.
388- الْقَاسِم بن أَحْمَد بن زياد البَّغْدَادِيّ الشيباني2.
عن: عَفَّان بن مُسْلِم.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي قبل التسعين ومائتين.
389- الْقَاسِم بن عبد الرحمن الأنباري3.
عن: يَحْيَى بن هاشم السمسار، وأبي جَعْفَر النُّفَيْلِيِّ.
وَعَنْهُ: القاضي مكرم، وعثمان بن السماك.
توفي سنة أربع.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 438".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 268"، تاريخ بغداد "12/ 438، 439".
3 تاريخ بغداد "12/ 437".(21/183)
390- الْقَاسِم بن أسد الأصبهاني الحَافِظ1.
أحد أئمة السنة بإصبهان.
رحل وطوّف وجمع وصنّف.
سَمِعَ: أَحْمَد بن حَنْبَل، وهشام بن عَمَّار، وأبا مصعب، وعبد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وطبقتهم.
رَوَى عَنْهُ: غزوان بن إِسْحَاق الهمداني أحد شيوخ أبي بَكْر الخلال، وَأَحْمَد بن عبد الله بن النُّعْمَان الأصبهاني أحد شيوخ ابن منده، وغيرهما.
391- الْقَاسِم بن محمد بن الصباح الأصبهاني النَّحْوِيّ2.
كَانَ رأسًا في العربية.
يروى عن: سهل بن عُثْمَان، وعبد الله بن عمران.
وعنه: أبو الشيخ وَقَالَ: تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين ومائتين.
392- الْقَاسِم بن محمد الدلال3. أَبُو محمد الكوفي.
قَالَ الخليلي: ثقة.
سَمِعَ: أبا نُعَيْم، وقُطبة بن العلاء، وأسيد بن زيد، وأبا بلال الأشعري، وَأَحْمَد بن يونس.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: ابن عُقدة، والطَّبَرَانيّ، والفضلان، وجماعة.
قَالَ الخليلي: مات في آخر سنة ستٍّ وثمانين.
قُلْتُ: فيه خلاف.
393- قَطْرُ النَّدَى4.
بنت السلطان خُمَارَوَيْه بن أَحْمَد بن طُولُون التي تزوج بها المعتضد بالله.
__________
1 أخبار أصبهان "2/ 160"، لأبي نعيم.
2 أخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 160".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 266".
4 الكامل في التاريخ "7/ 498، 508"، المنتظم لابن الجوزي "6/ 26"، البداية والنهاية "11/ 71، 72".(21/184)
أصدقها المُعْتَضِد ألف ألف درهم. وَيُقَال إنما قصد بتزوجها أن يُفقر أباها، فَإِنَّهُ أدخل معها جهازًا هائلًا، من جملته فيما قِيلَ ألف هاون ذهب.
وكانت أَيْضًا بديعة الجمال، عاقلة جليلة.
ماتت في تاسع رجب سنة سبعٍ وثمانين ومائتين.
"حرف الكاف":
394- ... بن إِبْرَاهِيم الطَّوابيقي المُؤَدِّب.
حسنُ الحديث عن عبد الأعلى بن حَمَّاد.
وَعَنْهُ: ابن قانع، وغيره.
تُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين.
395- كُنيز الفقيه1. أَبُو عَليّ الخادم، مولى المنتصر بالله ابن المتوكل.
يروي عن: حَرْمَلَة بن يَحْيَى، والربيع المرادي، والحسن بن محمد الزعفراني.
وعنه: أبو علي الحصائري، وأبو القاسم الطبراني.
وكان يقرئ الفقه بجامع دمشق على مذهب الشافعي، وكان من أئمة المذهب.
قال الحسن بن حبيب الحصائري: سَمِعْتُ أبا عَليّ كُنيز الخادم يَقُولُ: كنت للمنتصر بالله: فَلَمَّا مات خرجت إلى مصر، فكنت أجلس في حلقة ابن عبد الحكيم، وأناظرهم عَلَى مذهب الشَّافِعِيّ، وكانوا مالكيين. فكنت أقيم قيامتهم، فَلَمَّا لم يقْوَوْا عَليّ أتوا أَحْمَد بن طُولُون، وقالوا: هَذَا جاسوس للدولة ها هنا. فحبسني سبع سنين، ثُمَّ لَمَّا مات أُطلقت، فأعدت صلاة سبع سنين، لأن الحبس كَانَ قذرًا.
قَالَ الحصائري: كَانَ فقيهًا عليمًا بقول الشَّافِعِيّ.
"حرف الميم":
396- محمد بن أَحْمَد بن حميد بن نعيم البغدادي2.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 270"، المشتبه في أسماء الرجال "2/ 545".
2 تاريخ بغداد "1/ 292"، المنتظم لابن الجوزي "5/ 156".(21/185)
عن: عفان بن مُسْلِم، وَسُلَيْمَان بن حرب، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو سهل أَحْمَد بن محمد.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
397- محمد بن أَحْمَد بن رَوْح الكسائي الصفواني1.
عن: محمد بن عباد المكي.
وعنه: محمد بن مخلد، والطبراني.
توفي سنة ثمانٍ وثمانين ببغداد.
398- محمد بن أَحْمَد بن حُنين العطار2.
عن: داود بن رُشيد.
وَعَنْهُ: ابن مَخْلَد، والطَّبَرَانيّ أَيْضًا.
تُوُفِّي سنة تسعٍ وثمانين.
399- محمد بن أَحْمَد بن عنْبَسة البَزَّار3.
شيخ.
حَدَّثَ عن: محمد بن كثير الصَّنْعَانيّ.
رَوَى عَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
400- محمد بن أَحْمَد بن يَحْيَى بن بشير4.
المحدّث أَبُو أَحْمَد الشيريني الْجُرْجَانِيّ، الملقب بالمأمون.
رَوَى عَنْ: عَليّ بن الْجَعْد، وَيَحْيَى بن بُكَيْر، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: محمد بن يزداد البكراوي، وَمحمد بن أَحْمَد بن إسْمَاعِيل الصوام، وَأَبُو إِسْحَاق اليزيدي الْجُرْجَانِيّون، وَمحمد بن القاسم العتكي.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 24"، المنتظم لابن الجوزي "6/ 29، 30".
2 تاريخ بغداد "1/ 292، 293".
3 المعجم الصغير للطبراني "2/ 77".
4 تاريخ جرجان للسهمي "386"، الإكمال لابن ماكولا "4/ 487".(21/186)
401- محمد بن أَحْمَد بن لبيد1.
إمام جامع بيروت.
سَمِعَ: عَمْرو بن هشام البيروتي، وعبد الحميد بن بكار.
وَعَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن مروان، وَأَبُو عَليّ بن هَارُون، والطَّبَرَانيّ.
402- محمد بن أَحْمَد بن سُفْيَان التِّرْمِذِيُّ2.
حَدَّثَ ببغداد عن: القواريري.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن كامل، والطَّبَرَانيّ.
403- محمد بن أَحْمَد بن محمد بن مطر3.
أَبُو بَكْر الفزاري الخرَّاط الفذائي، وفذايا قرية صغيرة عَلَى باب شرقي من دمشق.
سَمِعَ سُلَيْمَان ابن بنت شُرَحْبِيل، وَإِبْرَاهِيم بن المنذر الحِزَامي، وجماعة.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيم بن محمد بن سُفْيَان، وَأَبُو عَليّ بن هَارُون الأَنْصَارِيّ، وغيرها.
404- محمد بن أَحْمَد بن مهدي4.
أَبُو عُمارة البَّغْدَادِيّ، أحد المتروكين.
رَوَى عن: أبي بَكْر بن أبي شَيْبَة، ولوين محمد بن سليمان.
وعنه: أبو سهل القطان، ودعلج، وأبو بكر الشافعي.
وهاه الدارقطني.
405- محمد بن أحمد.
قاضي القضاه بنيسابور، أبو رجاء الجوزجاني الحنفي.
ولي القضاء لعمرو بن الليث الصفار.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 42"، مسند الشاميين "198، 210، 224".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 10"، تاريخ بغداد "1/ 305، 306".
3 معجم البلدان "4/ 241".
4 تاريخ بغداد "1/ 360، 361"، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي، "3/ 38".(21/187)
وحدث عن: حَوْثَرة المنقري، وَإِسْحَاق الشهيد، وأبي سَعِيد الأشج.
وتفقَه عَلَى أبي سُلَيْمَان الْجَوْزَجَانيّ، كذا قَالَ الحاكم.
وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَر الحيري، ومؤمل بن الحَسَن، وجماعة.
مات سنة خمسٍ وثمانين ومائتين.
406- محمد بن إِبْرَاهِيم بن زياد1.
الإمام أبو عبد الله ابن المواز الإسكندراني المالكي صاحب التصانيف المشهورة.
أخذ المذهب عن: عبد الله بن عبد الحكم، وعبد الملك بن الماجشون، وأصبغ بن الفرج.
وكان اعتماده في الفقه على أصبغ.
وانتهت إليه رئاسة المذهب والمعرفة بدقائقه وتعريفه، وله مصنف حافل في الفقه، رواه ابن أبي مطر، وابن أبي مُبشّر، عنه.
وآخر من روى عنه: ولده بكر بن محمد.
وقد قدم دمشق في صحبة الملك أحمد بن طولون.
وقيل: إنه انملس إلى بعض الحصون الشامية في آخر عمره، فلزمه إلى أن أدركه أجلهُ.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين والمعوّل بالديار المِصْرِيّة عَلَى قوله.
وأما ابن يونس فَقَالَ: تُوُفِّي سنة تسعٍ وستين بدمشق، وحدث عن يَحْيَى بن بُكَيْر.
وَقِيلَ: إِنَّهُ رَوَى أَيْضًا عن أشهب.
407- محمد بن إِبْرَاهِيم2.
أَبُو عامر الصوري النحوي.
__________
1 سير أعلام النبلاء "13/ 6"، الوافي بالوفيات "1/ 335، 336"، شذرات الذهب "2/ 177".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 79"، حلية الأولياء "4/ 357"، تهذيب التهذيب "5/ 140".(21/188)
عن: سُلَيْمَان بن عبد، وهشام بن عَمَّار، وَيَحْيَى بن بُكَيْر، وعبد الله بن ذكوان المقرئ.
وَعَنْهُ: أَبُو عَليّ بن هَارُون، وَأَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ، وغيرهما.
وآخر من رَوَى عَنْهُ: موسى بن عبد الرحمن الصباغ.
408- محمد بن إِبْرَاهِيم بن كثير1.
أَبُو الحَسَن الصوري.
يروي عن: محمد بن يوسف الفِرْيَابِيّ، ومؤمل بن إسْمَاعِيل، وطبقتهما.
وأظنّه مات قبل الثمانين ومائتين.
409- محمد بن إِبْرَاهِيم2.
أَبُو بَكْر الصوري.
عن: أَحْمَد بن صالح المِصْرِيّ، وأبي نُعَيْم الحلبي.
وَعَنْهُ: أَبُو الحَسَن بن حذلم.
410- محمد بْن إدريس.
أَبُو بَكْر الأنطاكي.
عن: يعقوب بن....، وَمحمد بن عبد الرحمن بن سهم، وَصَفْوَان بن صالح المؤذن.
وَعَنْهُ: ابن العقب، وَأَبُو الميمون بن راشد.
411- محمد بن أُسَامَةَ بن صخر3.
أَبُو يَحْيَى الحجري السَّرَقُسْطي.
حَدَّثَ بالقيروان "بمستخرجة" العتبي، عنه.
__________
1 الثقات لابن حبان "9/ 144"، المغني في الضعفاء "2/ 545"، لسان الميزان "5/ 23، 24".
2 موسوعة علماء المسلمين "4/ 51، 52".
3 تاريخ علماء الأندلس "2/ 17، 18".(21/189)
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بن نصر، وَأَبُو تميم بن محمد التَّمِيمِيّ.
وقتله عامل سَرَقُسْطَة سنة سبع وثمانين.
وقد روى عنه: أبي صالح، وَيَحْيَى بن بُكَيْر.
412- محمد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم.
أَبُو بَكْر العُقيلي الأصبهاني الفابراني.
عن: هشام بن عَمَّار، وعبد الرحمن دُحَيْم.
وَعَنْهُ: إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، وغيره.
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين.
413- محمد بن إِسْحَاق بن أسد الهَرَويّ1.
ثُمَّ البَّغْدَادِيّ الخراز.
عن: داود بن رُشيد، وَمحمد بن معاوية النَّيْسَابُوري.
وَعَنْهُ: ابن مَخْلَد العطار.
تُوُفِّي سنة أربعٍ.
414- محمد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن جَوثي.
أبو عبد الله الصَّنْعَانيّ. من شيوخ أبي الحَسَن العطار باليمن.
ثقة.
سَمِعَ: جوير بن المسلم، وابن أبي غسان.
مات سنة ثمانٍ وثمانين.
415- محمد بن إِسْحَاق بن الحرير2.
أَبُو الحُسَيْن القُرَشِيّ الدِّمَشْقِيّ خَتَنُ هشام بن عَمَّار.
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 242".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 58".(21/190)
سمع: إبراهيم بن هشام الغساني، وعبد الرحمن دُحَيْم، وَسُلَيْمَان بن عبد الرحمن، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو عَليّ الحصائري، وَأبو عبد الله بن مروان، وعَليَّ بن أبي العَقِب، والطَّبَرَانيّ، وجماعة.
تُوُفِّي في المحرم سنة ثمانٍ وثمانين.
416- محمد بن إسْمَاعِيل.
أَبُو حُصين التَّمِيمِيّ الدِّمَشْقِيّ، والد أبي الدحداح.
سمع: صفوان بن صالح المؤذن، وغيره.
وَعَنْهُ: ابنه، وَمحمد بن إِبْرَاهِيم بن مروان، وَالطَّبَرِيّ، وجماعة.
تُوُفِّي سنة تسعين.
417- محمد بن بِشْر بن مروان الصّيرفي البَّغْدَادِيّ1.
جيّد الحديث.
سَمِعَ: عبد الله بن خَيْران، وإبراهيم بن عبد الله الهَرَويّ.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وعبد الباقي بن قانع.
تُوُفِّي سنة ثمانٍ وثمانين.
وأمّا:
418- محمد بن بِشْر بن مروان2 أَبُو بَكْر القراطيسي الدِّمَشْقِيّ، فحدث ببغداد سنة عشرين وثلاثمائة عن: يَحْيَى بن نصر، والربيع المُرادي.
رَوَى عَنْهُ: الدَّارَقُطْنيّ، وغيره.
419- محمد بْن جَعْفَر بْن محمد بْن ميسرة3.
بغدادي عُرف بابن الرَّازِيّ.
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 90، 91"، المنتظم لابن الجوزي "6/ 30".
2 تاريخ بغداد "1/ 91".
3 المعجم الصغير للطبراني "2/ 19"، مسند الشاميين "1/ 32".(21/191)
عن: أبي همّام السّكُوني، وطبقته.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وغيره.
تُوُفِّي سنة تسعٍ وثمانين.
420- محمد بن بشر بن مطر1.
أبو بكر البغدادي الوارق، أخو خطّاب.
سَمِعَ: عاصم بن عَليّ، وشيبان بن فَرُّوخ.
وَعَنْهُ: أَبُو جَعْفَر بن بُرَيْه، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ثقة.
قُلْتُ: مات في رمضان سنة خمسٍ وثمانين.
421- محمد بن حجة2. أَبُو بَكْر البَزَّار.
عن: يَحْيَى الحِمّاني.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن عُبَيْد الصَّفَّار، وغيره.
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين.
422- محمد بن حامد المَوْصِليّ الصائغ.
عن: معلى بن مهدي، ومحمد بن عبد الله بن عَمَّار، وجماعة.
وَعَنْهُ: يزيد بن محمد في تاريخه وَقَالَ: مات سنة ستٍّ وثمانين أَوْ سنة سبْع.
423- محمد بن حسن بن دينار3.
أَبُو العَبَّاس الأحول: إخباري أديب، له تصانيف منها كتاب "الدواهمي" وكتاب "الأشباه".
وكان موثقًا.
__________
1 أخبار القضاة لوكيع "1/ 16"، تاريخ بغداد "2/ 90"، المنتظم لابن الجوزي "6/ 9".
2 تاريخ بغداد "2/ 296".
3 تاريخ بغداد "2/ 185"، الوافي بالوفيات "2/ 344، 345".(21/192)
رَوَى عن: محمد بن الأعرابي.
وَرَوَى عَنْهُ: نِفْطَوَيْه.
424- محمد بن الحَسَن بن حيدة البَّغْدَادِيّ البَزَّار.
الفقيه.
عن: مِنْجاب بن الحارث، وغيره.
وَعَنْهُ: ابن قانع.
425- محمد بن الحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم بن زياد الأبهري1.
أَبُو الشَّيْخ.
عن: محمد بن موسى الحَرَشِيّ، وأبي سَعِيد الأشج.
وَعَنْهُ: أَبُو أَحْمَد العسال، وَأَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي قبل التسعين.
وَكَانَ ثقة عالمًا.
وَقِيلَ: تُوُفِّي سنة تسعين ومائتين.
426- محمد بن الحُسَيْن بن الدَّسْتبان2.
أَبُو جَعْفَر السامُرِّي.
عن: الحَسَن بن بِشْر الكوفي.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وَأبو عبد الله بن مخرم.
وَكَانَ ثقة.
تُوُفِّي سنة تسع وثمانين.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 48"، أخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 227، 228"، المنتظم لابن الجوزي "6/ 22".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 67".(21/193)
427- محمد بن حَمَّاد بن ماهان الدّباغ1.
عن: مسدّد، وعَليَّ بن الْمَدِينِيِّ، وأبي الربيع الزّهْراني.
وَعَنْهُ: أَبُو سهل بن زياد، وحمزة الدهقان.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقوي.
تُوُفِّي سنة خمسٍ وثمانين.
428- محمد بن حُمَيْد بن زياد2.
أَبُو المسلم السَّعيدي.
عن: محمد بن حُمَيْد، وعبد الجبار بن العلاء، وعباد بن أَحْمَد العزرمي، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن بُنْدَار، وأحمد بن جعفر بن معيد، ومحمد بن عمر الْجَوْرَجيري الأصبهانيون.
429- محمد بن حَيَّان3.
أَبُو العَبَّاس المازني البَصْرِيّ.
سَمِعَ: عَمْرو بْن مرزوق، وأبا الوليد الطَّيَالِسِيّ، ومسدد بن مُسَرْهَد، وَسُلَيْمَان بن يزيد الملحمي، وجماعة.
وَعَنْهُ: دَعْلَج، وَأَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ، وفاروق الخطابي، وآخرون.
430- محمد بن خلف بن عبد السلام4.
أبو عبد الله البَّغْدَادِيّ الأعور.
عن: عاصم بن عَليّ، وَيَحْيَى بن هاشم السمسار.
وَعَنْهُ: محمد بن العَبَّاس بن نجيح، وأبو بكر الشافعي.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 273"، المنتظم لابن الجوزي "6/ 9".
2 أخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 216".
3 المعجم الصغير للطبراني "2/ 30".
4 تاريخ بغداد "5/ 235".(21/194)
وَكَانَ ثقة.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين ومائتين.
431- محمد بن الخطاب العدوي1.
مولاهم.
رَوَى عن: أبي نُعَيْم.
رَوَى عَنْهُ: ابن قانع.
تُوُفِّي سنة اربعٍ وثمانين.
432- محمد بن ربح بن سُلَيْمَان2.
أَبُو بَكْر البَّغْدَادِيّ البَزَّار.
عن: يزيد بن هارون، ويعقوب الحضرمي، وأبي نعيم.
وعنه: أبو سهل القطان، ودعلج، وأبو بكر الشافعي.
وثقه الخطيب.
وتوفي سنة ثلاث وثمانين.
433- محمد بن الربيع بن شاهين3.
شيخ بصري صاحب حديث.
حَدَّثَ ببغداد عن: أبي الوليد الطَّيَالِسِيّ، وعيسى بن إِبْرَاهِيم البركي، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: الطَّبَرَانيّ في المعاجم، وَأَبُو الحَسَن القزويني القَطَّان.
434- محمد بن زكريا بن دينار4.
أبو جعفر الغلابي البصري الإخباري.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 252".
2 تاريخ بغداد "5/ 278"، الإكمال لابن ماكولا "4/ 92".
3 المعجم الصغير للطبراني "2/ 11"، تاريخ بغداد "5/ 278، 279".
4 الثقات لابن حبان "9/ 154"، ميزان الاعتدال "3/ 58"، لسان الميزان "5/ 167".(21/195)
عن: عبد الله بن رجاء الغُداني، وبكار بن محمد السّيريني، وَالعَبَّاس بن بكار، ويعقوب بن جَعْفَر بن سُلَيْمَان العَبَّاسي الأمير، وأبي الوليد الطَّيَالِسِيّ، وَشُعَيْب بن واقد، وأبي زيد الأَنْصَارِيّ النَّحْوِيّ، وطائفة كثيرة.
وَعَنْهُ: هلال بن محمد، وفهد بن إِبْرَاهِيم بن فهد، وَأَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ.
وآخرون.
وَهُوَ في عداد الضُّعفاء.
وأما ابن حيان فذكره في "الثقات" وَقَالَ: يُعتبر بحديثه إِذَا رَوَى عن ثقة.
قُلْتُ: كَانَ راوية للأخبار علامة، تُوُفِّي في شوال سنة تسعين.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: بصري يضع.
وَقَالَ ابن منده: تُكُلّم فيه.
435- محمد بن زكريا بن عبد الله1.
أَبُو جَعْفَر القُرَشِيّ الأصبهاني.
عن: عبد الله بن رجاء الغُداني أَيْضًا، وعبد الله بن مسلمة الْقَعْنَبِيُّ، وَأَبُو حُذَيْفة النّهدي، وبكار بن محمد السيريني.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بن أبي داود، وأحمد بن إِبْرَاهِيم بن يوسف، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه، وَأَبُو أَحْمَد بن العسال، وَأَبُو الشَّيْخ، وَأَبُو بَكْر القباب، وآخرون.
تُوُفِّي بإصبهان في جُمَادَى الأولى سنة تسعين أَيْضًا.
وَقَالَ ابن منده: تُكُلّم في سماعه.
436- محمد بن زيدان بن يزيد البجلي الكوفي2.
أخو عبد الله بن زيدان.
سَمِعَ: سلام بن سليمان المديني، وغيره.
__________
1 أخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 216، 217".
2 المعجم الصغير للطبراني "6/ 89".(21/196)
وحدّث بمصر.
رَوَى عَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
437- محمد بن زبيد العلوي1.
المتغلب عَلَى طَبَرسْتَان. سار لحربه محمد بن هَارُون أحد أمراء أمير خُرَاسَان إسْمَاعِيل بن أَحْمَد، فالتقاه عَلَى باب جُرجان، فكانت الدائرة أولًا عَلَى محمد بن هَارُون، ثُمَّ كرَّ عَلَى العلوي فهزم جيشه، وثبت العلوي وقاتل، وأصيب في وجهه عدّة ضربات مات منها بعد أيام. وأسروا ابنه زيد بن محمد بن زيد، وحاز محمد بن هَارُون عَلَى عسكره وأمواله، واستولى عَلَى طَبَرسْتَان، ودُفن العلوي عَلَى باب جُرجان.
وَكَانَ لَهُ مدة قد غلب عَلَى تِلْكَ الممالك، وقد أُسر أخوه الحسن بن زيد سنة سبعين.
وقد جرت لهما حروب وخُطُوب.
438- محمد بن سَعِيد بن عبد الرحمن بن زياد.
أبو عبد الله الهمداني الشيعي، مولاهم الكوفي النَّحْوِيّ الملقب بعُقدة.
والد الحَافِظ أبي العَبَّاس بن عُقدة.
كَانَ ديّنًا ورعًا ناسكًا، ولقبّوه بعُقْدة لعلمه بالتصريف والعربية.
تُوُفِّي في شوال سنة ثلاثٍ وثمانين.
439- محمد بن سَعِيد الأزرق2.
أبو عبد الله.
قَالَ ابن عَدِيّ: مات سنة تسعين، يضع الحديث.
رَوَى عن: هدبة بن خَالِد، وَسُرَيْج بن يونس.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 41، 44، 63"، المنتظم "5/ 78"، النجوم الزاهرة "3/ 122"، البداية والنهاية "11/ 83".
2 الكامل لابن عدي "6/ 2296".(21/197)
وعنه: أحمد بن موسى بن سعدويه.
ووضعه بارد، فإنه قَالَ: ثَنَا هُدْبَةُ، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ، مَرْفُوعًا: "لا شِغَارَ فِي الإِسْلامِ" 1.
وَأَبُو عَوَانَة مملوك صبي من جُرجان، أَبُوه كافر، فمن أين له رواية عن أنس؟
440- محمد بن سُفْيَان بن المنذر الرملي2.
عن: محمد بن السَّرِيّ العسقلاني، وَدُحَيْم، وغيرهما.
تُوُفِّي سنة خمسٍ وثمانين.
441- محمد بن سُلَيْمَان بن الحارث3.
أَبُو بَكْر الْبَاغَنْدِيُّ الواسطي: أَبُو الحَافِظ الكبير محمد بْن محمد.
سكن بغداد وحدّث عن: عُبَيْد الله بن موسى، وقُبيصة بن عُقْبَة وَمحمد بن عبد الله الأَنْصَارِيّ، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: ابنه، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وَمحمد بن الحَسَن بْن مقسم، وعبد الخالق بن أبي رويا، وجماعة.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: لا بأس به.
وقال الخطيب: رواياته كُلّهَا مستقيمة.
وَقَالَ ابن أبي الفوارس: ضعيف.
قُلْتُ: تُوُفِّي آخر سنة ثلاثٍ وثمانين.
ولعلّ ابن أبي الفوارس إنما عَنَى بالضَّعف عن ولَده.
442- محمد بن سهل بن زنجلة الرازي4.
__________
1 "حديث صحيح لغيره": أخرجه مسلم "1415"، والترمذي "1124"، وابن ماجه "1883".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 77".
3 الثقات لابن حبان "9/ 149"، سير أعلام النبلاء "13/ 386، 387"، لسان الميزان "5/ 186، 187".
4 الجرح والتعديل "7/ 277، 278"، تاريخ جرجان "443".(21/198)
رحل بِهِ أَبُوه الحَافِظ أَبُو عَمْرو فسمع: أبا جَعْفَر النُّفَيْلِيَّ، وأبا صالح كاتب اللَّيْث، وَيَحْيَى بن عبد الله بن بُكَيْر، وطائفة.
وَعَنْهُ: محمد بن إِسْحَاق السَّرَّاج، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وعَليَّ بن مهدَوَيْه، وَإِسْحَاق بن محمد الكِسائي، وغيرهم.
443- محمد بن سهل بن المهاجر الرَّقِّيّ1.
عن: مُؤَمَّل بن إسْمَاعِيل، ومحمد بن مصعب القرقيسائي. ولعله آخر من حَدَّثَ عنهما.
رَوَى عَنْهُ الطَّبَرَانيّ.
444- محمد بن أبي سهل شيرزاذ الأصبهاني2.
عن: سُلَيْمَان بن حرب، وَالْقَعْنَبِيِّ، وَأَحْمَد بن يونس، وَيَحْيَى الحماني، وطائفة.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن يوسف، وعبد الله بن محمد القباب، وآخرون.
تُوُفِّي سنة خمسٍ وثمانين.
445- محمد بن سُوَيْد3.
أَبُو جَعْفَر البَّغْدَادِيّ الطَّحَّان.
سَمِعَ: عاصم بن عَليّ، وَإسْمَاعِيل بن أُوَيْس.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن خُزَيْمَة، وابن نَجِيح، وجماعة.
وَكَانَ ثقة.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين.
446- محمد بن شاذان4. أبو بكر البغدادي الجوهري.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 76، 77".
2 ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 213".
3 أخبار القصة لوكيع "3/ 18"، تاريخ بغداد "5/ 330".
4 الثقات لابن حبان "9/ 150"، تهذيب التهذيب "9/ 217".(21/199)
عن: هَوْذَة بن خليفة، وزكريا بن عَدِيّ.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر النجاد، وابن قانع، وجماعة.
وثقه الدراقطني.
وَتُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين وَهُوَ في عَشر المائة.
وكان قد قرأ القرآن عَلَى خَلاد بن خَالِد.
قرأ عَلَيْهِ ابن شَنَبُوذ، وغيره.
447- محمد بن شاذان. أَبُو سَعِيد النَّيْسَابُوري الأصمّ. شيخ عالم مُتقن.
سَمِعَ: قُتَيْبَة، وإسحاق بْن راهويه، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو حامد بن الشَّرْقِيّ، وَمحمد بن يَعْقُوب بن الأخرم.
تُوُفِّي سنة ستٍّ أَيْضًا.
448- محمد بن صالح الأشج1.
شيخ صدوق.
سَمِعَ: عبد الصَّمَد بن حسان، وَقُتَيْبَة بن سَعِيد.
ويُعرف بحمدان الهَمَدَانيّ.
رَوَى عَنْهُ: حامد الرّفّاء، وعَليَّ بن إِبْرَاهِيم القَطَّان، وَمحمد بن عَليّ الصَّنْعَانيّ، وجماعة.
تُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين بهمدان.
449- محمد بن الضَّوء بن المُنذر2.
أبو عبد الله الكَرْمِينيّ، الملقّب خنب.
رحل وعُني بالحديث، وَسَمِعَ: عَمْرو بن مرزوق، وأبا الوليد، ومسدّد بن مُسَرْهَد، وأبا عُبَيْد الْقَاسِم بن سلام، وطبقتهم.
__________
1 الثقات لابن حبان "9/ 148".
2 الأنساب لابن السمعاني "10/ 406".(21/200)
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن اللَّيْث، وَعَمْرو بن حفص، والبُخَارِيُّون.
وفي أهل بُخَارَى جماعة يُقَالُ لهم خنب.
تُوُفِّي في صَفر سنة اثنتين وثمانين. من أعلى أهل بُخَارَى إسنادًا.
وَهُوَ صدوق. مولده سنة تسع وتسعين ومائة.
450- محمد بن العَبَّاس بن ماهان المَرْوَزِيّ الكابُلي1.
نزيل بغداد.
عن: عاصم بن علي، وعبد العزيز بن عبد الله الأُوَيْسيّ.
وَعَنْهُ: أَبُو عَمْرو بن السَّمَّاك، وَأَحْمَد بن كامل، وجماعة.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين.
451- محمد بن العَبَّاس المُؤَدِّب2.
أبو عبد الله البَّغْدَادِيّ، مولى بني هاشم.
سَمِعَ: هَوْذَة بن خليفة، وعبد الله بن صالح العِجْليّ، وعَفَّان بن مُسْلِم، وشُرَيْح بن النُّعْمَان، وجماعة.
وَعَنْهُ: عبد الباقي بن قانع، وَأَبُو بَكْر النَّجَّاد، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، والطَّبَرَانيّ.
وثّقه الخطيب.
ومات في ربيع الأول سنة تسعين.
452- محمد بن العَبَّاس بن بسام3.
أَبُو عبد الرحمن مولى بني هاشم المقريء الرَّازِيّ.
قرأ عَلَى: أَحْمَد بن يزيد الْحُلْوَانِيِّ وَهُوَ من أعيان أصحابه.
وحدّث عن: سهل بن عثمان العسكري.
__________
1 أخبار القضاة لوكيع "2/ 11، 119"، تاريخ بغداد "3/ 111، 112".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 3"، تاريخ بغداد "3/ 112".
3 الجرح والتعديل "8/ 48".(21/201)
رَوَى عَنْهُ الحروف والحديث: الحُسَيْن بن المهلّب المُؤَدِّب، وَمحمد بن عبد الله المقرئ، وَأَبُو الطّيّب أَحْمَد بن عبد الله الدّارميّ.
وَسَمِعَ منه: ابن حاتم وَقَالَ: صدوق.
453- محمد بن العَبَّاس بن الوليد1.
النَّسَائِيُّ الفقيه أَبُو العَبَّاس صاحب أبي ثَوْر.
سَمِعَ: هَوْذَة، وعَفَّان، وطائفة.
وَعَنْهُ: عَليّ بن محمد المصري، وعبد الله بن إِسْحَاق الخُرَاسَانِيّ، وجماعة.
وثّقه الخطيب.
454- محمد بن عبد الله الزّاهد2.
أبو عبد الله بن الدّفّاع القُرْطُبيّ المالكي.
سَمِعَ: عبد الملك بن حبيب وغيره.
وبمصر: أبا الطّاهر بن السرح، والحارث بن مِسْكين.
وَعَنْهُ: محمد بن عُثْمَان، وغيره.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين.
455- محمد بن عبد الله بن منصور3.
أَبُو إسْمَاعِيل الشَّيْبَانِيّ العسْكري الفقيه الحنفي المعروف بالبطّيخيّ.
أحد أئمة الحنفية.
عن: سُلَيْمَان بن عبد الرحمن ابْنُ بِنْتِ شُرَحْبِيلَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ العسقلاني.
وَعَنْهُ: المحاملي، وعبد الباقي بن قانع، وعبد الله الخراساني.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 110، 111".
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 12، 13"، جذوة المقتبس للحميدي "62".
3 تاريخ بغداد "5/ 431".(21/202)
وَكَانَ فقيهًا ثقة.
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين.
456- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الحَسَن بْن حفص.
أبو عبد الله الهَمَدَانيّ الذّكوانيّ الأصبهاني. أحد الأشراف والأكابر بإصبهان. وَهُوَ آخر من حَدَّثَ عن أبي سُفْيَان بن صالح بن مِهْرَان، وَمحمد بن بُكَيْر.
وقد أتاه كتاب من المستعين بقضاء إصبهان، فهرب منها مدّة، وَهُوَ الذي قام في خلاص أبي بَكْر بن أبي داود السِّجِسْتَاني من المحنة وَالْقَتْلِ لَمَّا تعصبوا عَلَيْهِ بإصبهان، ورموه بسبّ عَليّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو أَحْمَد العسّال، وَمحمد بن أَحْمَد بن الحَسَن، ومحمد بن إسحاق بن أيوب، وأبو الشيخ، وجماعة.
تُوُفِّي سنة خمسٍ وثمانين.
457- محمد بن عبد الله بن عتّاب1.
أَبُو بَكْر الأَنْمَاطِيُّ البَّغْدَادِيّ، مربع.
سَمِعَ: عاصم بْنُ عَلِيٍّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يونس، وَيَحْيَى بن مَعِين.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن كامل، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وآخرون.
وثّقه الخطيب.
ومات سنة ستٍّ وثمانين.
محمد بن عبد الله بن سُفْيَان الخُصَيب زُرْقان.
ذكرناه بلَقَبه.
458- محمد بن عبد الله بن مِهْرَان الدِّينَوَري2.
عن: عبد العزيز بن عبد الله الأُوَيْسيّ، وأحمد بن يونس.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 432"، طبقات الحنابلة "1/ 301".
2 تاريخ بغداد "5/ 432، 433".(21/203)
وَعَنْهُ: ابن قانع، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ.
وَقَالَ الدارقطني: صدوق.
مات سنة ثمان وثمانين ومائتين.
459- محمد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الكَتَانيّ اليافونيّ1.
عن: صَفْوَان بن صالح، وإسماعيل بن إِبْرَاهِيم التَّرْجُمَانيّ.
وَعَنْهُ: أَبُو عَليّ محمد الْقَاسِم بن معروف، والطَّبَرَانيّ.
460- محمد بن عبد الله بن مَخْلَد2.
أَبُو الحُسَيْن الأصبهاني، خال محمد بن عبد الله بن رُسْتَة، ويُعرف بصاحب الشَّافِعِيّ، وبورّاق الربيع بن سُلَيْمَان.
نزل مصر وحدَّث عن: قُتَيْبَة، وَمحمد بن أبي بَكْر المُقَدَّميّ، وهاني بن المتوكّل، وكثيِّر بن عُبَيْد، وطائفة.
قُلْتُ: ذكرناه في الطبقة الماضية، وإنّما أعدناه لقول أبي نُعَيْم: تُوُفِّي قبل التّسعين.
461- محمد بن عبد البَرّ الكِلابي الأندلسي الفرضي3.
روى عن: يحيى بْن يحيى، وعبد الملك بن حبيب.
وطال عُمره. وَكَانَ ورعًا فاضلًا وفَرَضيًّا حاسبًا.
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين.
462- محمد بن عبد الرحمن بن عُمارة4.
أَبُو قُبَيْصَة البَّغْدَادِيّ الضَّبِّيّ المقرئ.
سَمِعَ: عاصم بن عَليّ، وسعدويه، وجماعة.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 91".
2 أخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 229، 230"، الوافي بالوفيات "3/ 339".
3 تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي "2/ 13".
4 أخبار القضاة لوكيع "3/ 111، 112"، تاريخ بغداد "2/ 314، 315"، المنتظم "5/ 156".(21/204)
وعنه: عثمان بن السماك، وأبو بكر الشافعي.
وَكَانَ سريع التلاوة جدًّا.
قَالَ إسْمَاعِيل الخُطَبيّ: سألته عن أكثر ما قرأ قَالَ: قرأت في النهار الطّويل أربع خِتَم، وفي الخامسة إلى سورة براءة، وأذّن المؤذِّن العصر.
وَكَانَ من أهل الصّدق. رواها الخطيب، عن الحَسَن بن أبي طالب، ثَنَا يوسف القوّاس، ثَنَا الخُطَبيّ، فذكرها.
قَالَ الخُطَبيّ: وَتُوُفِّي في ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنيّ: لا بَأْسَ بِهِ.
463- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنَ بن كامل1. أَبُو الإِصبعَ الأَسَدي الفرقانيّ.
حدَّث ببغداد عن: أبي جَعْفَر النُّفَيْلِيِّ، وَإِبْرَاهِيم بن المنذر الحِزَاميّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وابن السَّمَّاك، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وآخرون.
وَكَانَ يَخْضِب بالحِنّاء.
وثّقه الخطيب.
ومات سنة سبعٍ وثمانين.
464- محمد بن أبي زُرْعَة عبد الرحمن بن عَمْرو البَصْرِيّ الدِّمَشْقِيّ2.
عن: هشام بن عَمَّار، وَدُحَيْم، وجماعة.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وغيره.
وَلَهُ شعرٌ جيّد.
تُوُفِّي بعد أَبِيهِ بقليل.
وَلَهُ:
إنَّ حظّي ممّن أُحب كفاف ... لا حدود مقصر ولا إنصاف
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 315، 316".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 82".(21/205)
كُلّما قُلْتُ قد أثابت إليَّ ... الوصل ثناها عمّا أَرُومُ العَفَاف
فكأنّي بين الصُّدودِ وبين ... الْوَصْلِ ممّن مكانُه الأَعْراف
ومن شِعْره السّائر:
لا يلزم مستقصر أَنْتَ ... في البرّ ولكنْ مُسْتَعْطَفٌ مُسْتَزَاد
قديمُ الحُسامِ وَهُوَ حُسامٌ ... ويحبُّ الْجَوَاد وَهُوَ جَوَاد
465- محمد بن عبد السلام بن بشّار1.
الشَّيْخ أبو عبد الله النَّيْسَابُوري الورّاق الزّاهد.
كَانَ يورِّق "التّفسير" لإسحاق بن راهَوَيْه.
وَسَمِعَ الكُتُب من: يَحْيَى بن يَحْيَى.
وَالمُسْنَد والتّفسير من إِسْحَاق.
وَسَمِعَ من: الحَسَن بن عيسى، وَعَمْرو بن زُرَارة، وَمحمد بن رافع.
ولم يرحل.
رَوَى عَنْهُ: مُؤَمَّل بن الحَسَن، وَأَبُو حامد بن الشَّرْقِيّ، وطائفة.
قَالَ ابنه عَبْدان: كَانَ أبي يَقُولُ: نحن في مرحلة، وَكَانَ يصوم النّهار ويقوم اللّيل، وَيَقُولُ: هَذَا ما أوصانا بِهِ يَحْيَى بن يَحْيَى.
فائدة:
قَالَ الحاكم: سَمِعْتُ أبا زكريا العَنْبَريّ: سَمِعْتُ ابن يوسف المقرئ.
سَمِعْتُ الحُسَيْن بن محمد بن زياد القَبَّانيّ يقول: ثَنَا محمد بن بشار، ثنا يحيى، فلما فرغ قَالَ: أتدرون عمّن حدّثتكم؟ قَالُوا: حدَّثْتنا عن بُنْدَار، عن يَحْيَى بن سَعِيد.
قَالَ: لا والله. ثَنَا محمد بن عبد السّلام بن بشّار، ثَنَا يَحْيَى بن يَحْيَى.
وَتُوُفِّي في رمضان سنة ست وثمانين.
__________
1 سير أعلام النبلاء "13/ 460، 461".(21/206)
466- محمد بن عبد السلام بن ثُعْلبة1.
أَبُو الحسن الخشبي الأندلسيّ القُرْطُبيّ الحافظ اللُّغَويّ صاحب التّصانيف.
أخذ عن: يَحْيَى بن يَحْيَى الليثي.
وفي الرحلة عن: محمد بن بشار بندار، ومحمد بن يَحْيَى بْن أبي عُمَر العدني، وسلمة بْن شبيب، والمزني، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أسلم بن عبد العزيز القاضي، وَمحمد بن قاسم بن محمد، وقاسم بن أَصْبَغ، وابنه محمد بن محمد، وآخرون.
وَقَالَ: كَانَ ثقةٍ كبير القدْر، أُرِيدَ عَلَى قضاء قُرْطُبة فامتنع.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين وقد شاخ.
تُوُفِّي ابنه محمد سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.
وجدُّه ثَعْلبة هُوَ ابن زيد بن الحَسَن بن كلب بن أبي ثعلبة الخشبي -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
قَالَ ابن الفَرَضيّ، وغيره: وقد رَوَى الحَافِظ أَبُو الحَسَن بالأندلس عِلْمًا كثيرًا، رحمه الله.
467- محمد بن عبد العزيز بن المبارك الدِّينَوَري2.
رحل، وَسَمِعَ: الْقَعْنَبِيَّ، وَعُثْمَان بن الهَيْثَم، وأبا حُذَيْفة النَّهْديّ، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن مروان صاحب المجالد وصاحب ابن رُكَيْن، وَالحُسَيْن بن إسْمَاعِيل الصُّوفيّ، وَمحمد بن إِبْرَاهِيم بن جمك القَزْوِينِيّ، وجماعة.
وَكَانَ ضعيفًا بمرّة.
تُوُفِّي بالدِّينَوَر سنة إحدى وثمانين.
وَقَدْ سَاقَ لَهُ ابْنُ عَدِيٍّ مَنَاكِيرَ وَيُقَالُ: لَهُ غير هذا، إنما أنكر عليه.
__________
1 طبقات النحويين واللغويين "268"، سير أعلام النبلاء "13/ 459، 460".
2 الكامل لابن عدي "6/ 2291، 2292"، ميزان الاعتدال "3/ 629"، لسان الميزان "5/ 260".(21/207)
قُلْتُ: مِنْهَا: "بُدَلَاءُ أُمَّتِي لَمْ يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِكَثْرَةِ صَلَاةٍ وَلَا صِيَامٍ، وَلَكِنْ بِنَقَاوَةِ الأَنْفُسِ وَسَلَامَةِ الصِّدْقِ"1.
468- محمد بن عبد العزيز بن أبي رجاء2.
أَبُو بَكْر التَّيْمِيّ البَّغْدَادِيّ.
عن: هوذة بن خليفة، وَقُبَيْصَة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وعبد الباقي بن قانع.
ضعّفه الدَّارَقُطْنيّ.
469- محمد بن عبد الغنيّ بن عبد العزيز.
أَبُو الطاهر القُرَشِيّ مولاهم المِصْرِيّ الفقيه.
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين.
قَالَ أَبُو جَعْفَر الطَّحَاوِيّ: كَانَ فقيهًا لا يُدَافَع، رحمه الله.
470- محمد بن عبد بن حُمَيْد بن نصر.
أَبُو جَعْفَر الكشّيّ.
روى عنه: عبد المؤمن بن خلف النسفي، وغيره.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين.
471- محمد بن عَبْدة3.
أَبُو بَكْر المِصِّيصِيّ.
حَدَّثَ عن: محمد بن كثير بن مروان الفِهريّ، وأحمد بن يونس اليَرْبوعيّ، وأبي توبة الرّبيع بن نافع، وجماعة.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وَأَبُو أَحْمَد بن عَدِيّ، وجماعة.
قَالَ ابن عَدِيّ: أملي في سنة ثمان وثمانين ومائتين.
__________
1 "حديث منكر": أخرجه ابن أبي الدنيا في الأولياء "58" وفيه صاحب الترجمة.
2 تاريخ بغداد "2/ 352".
3 المعجم الصغير للطبراني "2/ 43".(21/208)
472- محمد بن عُبَيْد بن الفرْطاس الأَنْصَارِيّ المَوْصِليّ.
عن: محمد بن عبد الله بن عمار، وأبي مُصْعَب الزُّهري، وأبي كُرَيْب محمد بن العلاء.
تُوُفِّي سنة تسعٍ وثمانين.
473- محمد بن عُبَيْد بن أبي الأسد البَّغْدَادِيّ1.
أَبُو بَكْر.
عن: عَمْرو بن مرزوق، وَإسْمَاعِيل بن أبي أُوَيْس، وَالحُمَيْدِيّ.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيم البَخْتَرِيّ، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ.
وثّقه الخطيب.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
474- محمد بن عُثْمَان بن سَعِيد2.
أَبُو عامر الضرير الكوفيّ.
يروي عن: أَحْمَد بن يونس، ومِنْجاب بن الحارث.
توفي سنة تسع أيضا.
روى عنه: الطبراني، وابن سلمة القطان، وغيرهما.
475- محمد بن عاصم بن بلال الضبي.
عن: محمد بن نافع، وغيره.
توفي سنة أربع وثمانين. وولد سنة مائتين.
476- محمد بن عصمة بن حمزة السعدي الجوزجاني الخراساني.
كنيته: أبو المطالع.
روى عن: يَحْيَى الحِمّانيّ، وَعَمْرو بن محمد الخريبي، والربيع بن سليمان.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 370".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 21".(21/209)
وَعَنْهُ: عبد الله بن محمد البَلْخِيّ، وَمحمد بن أَحْمَد بن عُبَيْد بن فيّاض، وزكريا بن حامد البَلْخِيّ.
477- محمد بن عقيل.
أَبُو سَعِيد الفِرْيَابِيّ.
حَدَّثَ بمصر عن: قُتَيْبَة بن سَعِيد، وداود بن مِخرْاق، وجماعة.
وَعَنْهُ: عَليّ بن محمد المِصْرِيّ الواعظ، وَأَبُو محمد بن الورد، وَأَبُو طالب أَحْمَد بن نصر، وَأَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ.
وَكَانَ أحد الفقهاء.
تُوُفِّي بمصر في صَفَر سنة خمسٍ وثمانين.
478- محمد بن عَليّ بن الحسين بن بِشْر الزّاهد1.
المحدِّث أبو عبد الله الحكيم التِّرْمِذِيُّ المؤذّن، صاحب التّصانيف في التصوُّف والطريق.
سَمِعَ الحديث الكثير بخراسان والعراق.
وحدَّث عن: أبيه، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَصَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التِّرْمِذِيِّ، وصالح بن محمد الترمذي، وعلي بن حجر السعدي، وعتبة بن عبد الله المروزي، ويحيى بن موسى خت، ويعقوب الدورقي، وعباد بن يعقوب الرواجني، وعيسى بن أحمد العسقلاني البلخي، وسفيان بن وكيع، وطبقتهم.
روى عنه: يحيى بن منصور القاضي، والحسن بن علي، وغيرهما من علماء نيسابور؛ فإنه حدَّث بها في سنة خمسٍ وثمانين.
وقد صَحِبَ من مشايخ الطّريق: يَحْيَى بن الْجَلاء، وَأَحْمَد بن خَضْرَوَيْه، ولقي أبا تُراب النَّخْشَبيّ.
ومن كلامه وحِكَمه: ليس في الدُّنْيَا حمْل أثقل من البِرّ، لأن من البِرّ، لأنّ مَنْ بَرَّكَ فقد أوثقك، ومن جفاك فقد أطلقك.
__________
1 حلية الأولياء "10/ 233-235"، صفة الصفوة "4/ 141"، سير أعلام النبلاء "3/ 439-442".(21/210)
وَقَالَ: كفى بالمرء عَيْبًا أنْ يَسُرُّه ما يَضُرُّه.
وَقَالَ: من جهِل أوصاف العُبُوديّة فَهُوَ بِنُعُوت الرّبّانيّة أجْهَل.
وَقَالَ: صلاح خمسة أصناف في خمسة مواطن: صلاح الصِّبْيان في الكُتّاب، وصلاح الفِتْيان في العِلم، وصلاح الْكُهُولِ في المساجد، وصلاح النّساء في البيوت وصلاح القُطّاع في السّجن.
وَقَالَ: المؤمن بِشْرُهُ في وجهه، وحُزْنه في قلبه؛ والمنافق حزنه في وجهه، وبِشره في قلبه.
وَقَالَ: حقيقةُ مَحَبّةِ الله تعالى دَوَامُ الأُنْس بذِكره.
وسُئل عن الخلق فَقَالَ: ضَعْفٌ ظاهر، وَدَعْوَى عريضة.
وذكره أَبُو عبد الرحمن السُّلمي فَقَالَ: نفوه من تِرْمذ وأخرجوه منها، وشهدوا عَلَيْهِ بالكفر، وذاك بسبب تصنيفه كتاب ختم الولاية؛ وكتاب "مِلَلِ الشّريعة". وقالوا: إنّه يَقُولُ: إنَّ للأولياء خاتمًا كما أَنَّ للأنبياء خاتمًا. وَأَنَّهُ يفضل الولاية عَلَى النُّبُوة، واحتجّ بقوله عَلَيْهِ السلام: "يَغْبِطُهُم النّبيّون والشُّهَداء". وَقَالَ: لو لم يكونوا أفضل منهم لَمَّا غَبَطُوهم.
فجاء إلى بَلْخ، فقبلوه بسبب موافقته إيّاهم عَلَى المذهب.
وقد ذكره ابن النَّجَّار، ولم يذكر لَهُ وفاة؛ ولا راويًا، إِلا عَليّ بن محمد بن ينال العُكْبَري. فوهِم لأن العُكْبَري سَمِعَ محمد بن فلان التِّرْمِذِيَّ سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
وقال أبو عبد الرحمن السُّلَمي، فيما يروي الْبُخَارِيُّ بإسناده إِلَيْهِ: سَمِعْتُ عَليّ بن بُنْدَار الصَّيْرَفيّ: سَمِعْتُ أَحْمَد بن عيسى الْجَوْزَجَانيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ محمد بن عَليّ التِّرْمِذِيَّ يَقُولُ: ما صنَّفت ممّا صنَّفت حرفًا عن تدبير، ولا لأن يُنْسب إليَّ شيءٌ منه، ولكنْ كَانَ إِذَا اشتدّ عَليّ وقتي كنت أتسلّى بمصنَّفاتي.
قَالَ السُّلمي: بَلَغَني أَنَّ أبا عُثْمَان سُئل عن محمد بن عَليّ فَقَالَ: بيِّنوا سِرّي عَنْهُ من غير سبب.
وَقَالَ أَيْضًا السُّلَمي: وَقِيلَ: إِنَّهُ هُجِر بتِرْمِذ في آخر عُمره، وَهُوَ من سبب تصنيفه(21/211)
كتاب "ختم الولاية" و"علل الشّريعة". وليس فيه ما يوجب ذَلِكَ. ولكن لبُعد فَهْمهم عَنْهُ. كذا قَالَ السُّلَميّ.
وَقَالَ: لَهُ كتاب "حقائق التَّفسير"، من هَذَا النَّمَط أشياء تُنافي الحقَّ.
قول المؤلّف في شطحات الصوفية:
فما أدري ما أقول. أسأل الله السّلامة من شَطَحات الصُّوفية، وأعوذ بالله من كُفْريات صوفيّة الفلاسفة الَّذِين تستَّروا في الظّاهر بالإسلام، ويعملوا عَلَى هدْمه في الباطن. وربطوا العَوَالم برُبَط ورُموز الصّوفيّة وإشاراتهم المتشابهة، وعباراتهم العَذْبَة، وسَيْرهم الغريب، وأسلوبهم العجيب، وأذواقهم الجلفة التي تجرُّ إلى الانسلاخ والفَنَاء، والمَحْو والوحدة، وغير ذَلِكَ.
قَالَ الله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ} [الأنعام: 153] يعني طريق الكتاب والسنة المحمدية. ثُمَّ قَالَ: {وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} . والحكيم التِّرْمِذِيُّ، فحاشى الله؛ ما هو مِن هَذَا النَّمَط، فَإِنَّهُ إمامٌ في الحديث، صحيح المتابعة للإشارة، حُلْو العبارة، عَلَيْهِ مؤاخذات قليلة كغيره من الكبار. وكل أحد يأخذ قوله ويُتْرك، إِلا ذاك الصّادق المعصوم رَسُول الله -صَلّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ- فيا مسلمين بالله، تعالوا نبْكي عَلَى الكتاب والسنة وأهلها. وقالوا: اللَّهُمَّ أَجِرْنا في مصيبتنا، فقد عاد الإِسْلام والسنة غريبين، فلا قوة إِلا بالله العلي العظيم.
479- محمد بن عَليّ بن بَطْحا1.
أَبُو بَكْر البَّغْدَادِيّ التَّمِيمِيّ. ثقة مقبول.
رَوَى عن: هَوْذَة، وعَفَّان.
وعنه: إسماعيل الخطبي.
توفي سنة ست وثمانين ومائتين.
480- محمد بن علي بن حمزة2.
أبو عبد الله العلوي الإخباري الشاعر.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 62، 63".
2 الجرح والتعديل "8/ 28"، تاريخ بغداد "3/ 63"، تهذيب التهذيب "9/ 352".(21/212)
يروي عن: أبي عُثْمَان المازني، وعمر بن شبَّة، وجماعة.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن أبي حاتم ووثَّقه، وَمحمد بن مَخْلَد.
تُوُفِّي سنة سبْعٍ وثمانين.
481- محمد بن عَليّ بن عتّاب1.
أَبُو بَكْر الإياديّ القمّاط.
سَمِعَ: عُبَيْد الله بن غاشم، وداود بن عَمْرو الضَّبِّيّ، وأبا الرّبيع الزّهْرانيّ.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن جَعْفَر بن المنادي، وَإسْمَاعِيل الخُطَبيّ.
وثّقه ابن المنادى وَقَالَ: تُوُفِّي سنة تسعٍ وثمانين.
482- محمد بن عَليّ بن الفضل2.
أَبُو العَبَّاس البَّغْدَادِيّ، الحَافِظ فُسْتُقَة.
سَمِعَ: خَلَف بن هشام، وَقُتَيْبَة، وعَليَّ بن المَدِيَنِيّ، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: ابن قانع، والطَّبَرَانيّ.
ومات سنة تسع أَيْضًا.
وثقه الخطيب.
483- محمد بن علي البغدادي3.
الحافظ قرطمة.
سمع بن حُمَيْد الرَّازِيّ، وأبا سَعِيد الأشجّ، وَمحمد بْن يَحْيَى الذُّهليّ، وَالحَسَن بْن محمد الزَّعْفَرَانِيّ، وطبقتهم بالحجاز، وَالشَّام، وخراسان، والعراق، ومصر.
وَكَانَ الوالي في الحفظ، رَوَى شيئًا قليلًا.
وذكر أَبُو أَحْمَد الحاكم أَنَّهُ سَمِعَ ابن عقدة قَالَ: سمعت داود بن يحيى بن يمان،
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 65".
2 تاريخ بغداد "3/ 64، 65"، الوافي بالوفيات "4/ 107".
3 تاريخ بغداد "3/ 65، 66".(21/213)
يَقُولُ النَّاس فيقولون: أَبُو زُرْعَة وَأَبُو حاتم في الحِفْظ، والله ما رأيت أحفظ من قرطمة.
قَالَ الخطيب: تُوُفِّي سنة تسعين ومائتين.
484- محمد بن عَليّ بن شُعَيْب1.
أَبُو بَكْر البَّغْدَادِيّ السمسار.
سَمِعَ: عاصم بن عَليّ، وخالد بن خِداش، وعَليَّ بن الْجَعْد، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: ابن قانع، وأبو بكر الشافعي، وأبو القاسم الطَّبَرَانيّ، وَأَبُو محمد بن ماسي.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: وَكَانَ ثقة.
485- محمد بن عَليّ بن خلف الأطروش الدِّمَشْقِيّ2.
عن: هشام بن عَمَّار، وأحمد بن أبي الحواري، وَدُحَيْم.
وَعَنْهُ: عبد الله بن الورد المِصْرِيّ، وعبد المؤمن النَّسَفِيّ، والطَّبَرَانيّ.
486- محمد بن عَليّ بن محمد المَرْوَزِيّ3.
الحَافِظ أبو عبد الله.
عن: عَليّ بن حزم، وإسحاق الكوسج، وَمحمد بن يَحْيَى القَطِيعيّ، وخَلَف بن شاذان، وخلق.
وعنه: ابن مَخْلَد، والطَّبَرَانيّ.
وَكَانَ ثقة.
رَوَى عَنْهُ جماعة من أهل مَرْو.
487- محمد بن عُمَر بن إسْمَاعِيل.
أَبُو بَكْر الدُّولابي العسكري.
__________
1 أخبار القضاة لوكيع "3/ 16"، تاريخ بغداد "3/ 66"، طبقات الحنابلة "1/ 308".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 81".
3 أخبار القضاة لوكيع "1/ 24، 82"، العجم الصغير للطبراني "2/ 59"، تاريخ بغداد "3/ 68".(21/214)
عن: هَوْذَة بن خليفة، وأبي مُسْهِر الغَسَّانِيّ، وابن اليَمَان، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر الخرائطي، وعلي بن محمد المصري الواعظ، وأحمد بن مروان الدِّينَوَري، وآخرون.
488- محمد بن عَمْرو بن الموجّه1.
الفَزَاري المَرْوَزِيّ اللُّغَويّ الحَافِظ.
سَمِعَ: صدَقَة بن الفضل المَرْوَزِيّ، وَسَعِيد بن منصور، وعَبْدان بن عُثْمَان، وحبان بن موسى، وطبقتهم.
ذكره ابن أبي حاتم مختصرًا.
وَرَوَى عَنْهُ: الحَسَن بن محمد بن حليم المَرْوَزِيّ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم.
وَسَمِعَ أَيْضًا: سَعِيد بن هُبَيْرَة، وَسَعِيد بن سُلَيْمَان، وعَليَّ بن الْجَعْد.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
489- محمد بن عَمْرو بن النَّضْر.
أَبُو عَليّ الْجُرَشيّ النَّيْسَابُوري، قَشْمرد.
سَمِعَ: حفص بن عبد الله السُّلَميّ، وعَبْدان بن عُثْمَان الْقَعْنَبِيَّ، وجماعة.
فطال عُمره وتفرّد عن حفص بن عبد الله. وَكَانَ صدوقًا مقبولًا.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن صالح بن هانئ، وَيَحْيَى بن محمد العَنْبَريّ، وَدَعْلَج البَخْتَرِيّ، وآخرون.
تُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين.
490- محمد بن عيسى بن السَّكن بن أبي قماش2.
أَبُو بَكْر الواسطيّ.
سَمِعَ: مُسْلِم بن إِبْرَاهِيم، والحارث بن منصور الواسطي.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 35"، سير أعلام النبلاء "13/ 347، 348"، الوافي بالوفيات "4/ 290".
2 أخبار القضاة لوكيع "2/ 89"، المعجم الصغير للطبراني "2/ 26"، تاريخ بغداد "2/ 400، 401".(21/215)
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر النَّجَّاد، وَإسْمَاعِيل الخُطَبيّ، والطَّبَرَانيّ، وآخرون.
تُوُفِّي راجعًا من الحجّ سنة سبعٍ أَيْضًا.
491- محمد بن غالب بن حرب1.
أَبُو جَعْفَر الضَّبِّيّ المِصْرِيّ تمتام. نزيل بغداد.
وُلد سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة.
سَمِعَ: أبا نُعَيْم، ومسلم بن إِبْرَاهِيم، وعَفَّان، وَالْقَعْنَبِيَّ، وعبد الصَّمَد بن النُّعْمَان، وأبا حُذَيْفة، وطبقتهم.
من أصحاب شُعْبَة، والثَّوْري، وَكَانَ مكثرًا ثقة حافظًا.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو جَعْفَر بْن البَخْتَرِيّ، وإِسْمَاعِيل الصَّفَّار، وعثمان بْن السماك، وأبو سهل بن زياد، وابن كوثر البَرْبَهَاريّ، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وخلْق.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ثقة مأمون، إِلا أَنَّهُ كَانَ يُخطئ.
وَقَالَ أَيْضًا في موضع آخر: ثقة مجوّد. سَمِعْتُ أبا سهل بن زياد يَقُولُ: سَمِعْتُ موسى بن هَارُون يَقُولُ في حَدِيثِ محمد بْنِ غَالِبٍ، عَنِ الْوَرْكَانِيِّ، عَنْ حَمَّادِ الأَبَحِّ، عَنِ ابْنِ عَوْفٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "هُودُ وَأَخَوَاتُهَا" 2، إِنَّهُ حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ.
قَالَ ابن زياد: فحضرنا مجلس إسْمَاعِيل القاضي، وموسى بن هَارُون عنده، والمجلس غاص بأهله. فدخل محمد بن غالب، فَلَمَّا بصُر بِهِ إسْمَاعِيل قَالَ: إليَّ يا أبا جَعْفَر، إليَّ. ووسّع لَهُ معه عَلَى السّرير. فَلَمَّا جلس أخرج كتابًا وَقَالَ: أيها القاضي تأمَّلْه. وعرض عَلَيْهِ الحديث، وَقَالَ: أليس الجزء كله بخط واحد؟
قال: نعم.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 55"، الثقات لابن حبان "9/ 151"، سير أعلام النبلاء "3/ 390-393"، الميزان "3/ 681".
2 "حديث صحيح لغيره": أخرجه الترمذي "3297"، وابن سعد في طبقاته "1/ 435"، وأبو نعيم في الحلية "4/ 350"، والحاكم في المستدرك "2/ 344"، وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة "955".(21/216)
قَالَ: هل ترى شيئا عَلَى الحاشية؟ قَالَ: لا.
قَالَ: أفَتَرْضى هَذَا الأصل؟
قَالَ: إي والله.
قَالَ: فلم أُوذَى ويُنْكَر عَليّ؟
فصاح موسى بن هَارُون وَقَالَ: الحديث موضوع.
قَالَ: فرواه محمد بن غالب بحضرة القاضي وَهُوَ ساكت، وما زال القاضي يذكر مِن فضل محمد بن غالب وتقدُّمه.
قُلْتُ: مات في رمضان سنة ثلاثٍ وثمانين.
492- محمد بن الفَرَج بن محمود الأزرق1.
أَبُو بَكْر.
عن: أبي النَّضر هاشم بن الْقَاسِم، وحَجّاج بن محمد، والواقدي، وَمحمد بن كُناسة، وعبيد الله بن موسى، وجماعة.
وَعَنْهُ: عبد الصَّمَد الطَّسْتِيّ، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وابن نحيح، وَأَبُو بَكْر بن خَلاد النَّصِيبيّ، وآخرون.
قَالَ الحاكم: سَمِعْتُ الدَّارَقُطْنيّ يَقُولُ: لا بأس بِهِ، وَهُوَ من أصحاب الكرابيسيّ يُطْعن عَلَيْهِ في اعتقاده.
وَقَالَ الخطيب: أمّا أحاديثه فصِحاح.
مات في آخر سنة إحدى وثمانين.
493- محمد بن الفرج بن ميسرة الهمداني الحَافِظ2.
صاحب المُسْنَد.
سَمِعَ من: كامل بن طلحة، وطبقته.
وَعَنْهُ: محمد بن محمد الْبَاغَنْدِيُّ، وعبد الباقي بن قانع.
__________
1 الثقات لابن حبان "9/ 144"، ميزان الاعتدال "4/ 4"، تهذيب التهذيب "9/ 399".
2 المنتظم لابن الجوزي "6/ 42".(21/217)
494- محمد بن الفضل بن جابر الثقفي البَّغْدَادِيّ1.
سَمِعَ: سَعِيد بن سُلَيْمَان سَعْدَوَيْه، وأبا بلال الأشعريّ، والليث بن حَمَّاد، وعبد الأعلى بن حَمَّاد، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بن محمد بن الحَسَن النّقّاش، وَأَبُو بَكْر بن خَلاد العطار، والطَّبَرَانيّ، وآخرون.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: صدوق.
مات أَبُو جَعْفَر السَّقَطيّ في رمضان سنة ثمانٍ وثمانين.
495- محمد بن الفضل بن موسى2.
أَبُو بَكْر القسْطانيّ، الرَّازِيّ.
سَمِعَ: طالوت بن عَبّاد، وهُدْبة بن خَالِد، وشيبان بن فَرُّوخ.
رَوَى عَنْهُ: ابن أبي حاتم وَقَالَ: صدوق، وَأَبُو سهل بن زياد، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ.
496- محمد بن فيروز البَّغْدَادِيّ3.
نزيل دمشق.
عن: عاصم بن عَليّ بن قُتَيْبَة، وعَليَّ بن محمد المصري الواعظ.
497- محمد بن الْقَاسِم بن خَلاد بن ياسر4.
أَبُو العَيْنَاء الهاشمي، مولى أبي جَعْفَر المنصور البَصْرِيّ الإخباريّ اللُّغَويّ الضّرير. وُلِد بالأهواز ونشأ بالبصرة.
وأخذ عن: أبي عبيدة، والأصمعي، وأبي زيد الأنصاري، وأبي عاصم النبيل. وَكَانَ أحد الموصوفين بالذَّكاء والحِفْظ وسُرْعة الجواب.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 10"، تاريخ بغداد "3/ 153".
2 الجرح والتعديل "8/ 60"، تاريخ بغداد "3/ 152، 153".
3 تاريخ بغداد "3/ 166".
4 أخبار القضاة لوكيع "2/ 31، 32"، سير أعلام النبلاء "13/ 308، 309"، ميزان الاعتدال "4/ 13".(21/218)
وَعَنْهُ: أبو عبد الله محمد بْن أَحْمَد الحكيمي، وَمحمد بن يَحْيَى الصُّوليّ، وَأَبُو بَكْر الأذْرَعيّ، وَأَحْمَد بن كامل، وَمحمد بن العَبَّاس بن نحيح، وآخرون.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ليس بقويّ في الحديث.
وَقِيلَ إنَّ بعضهم سأله: كيف كُنِّيت أبا العيناء؟ فقال: قلت لأبي زيد سعيد بن أَوْس: كيف تُصَغِّر عَيْنًا؟
فَقَالَ: عُيَيْنَا يا أبا العَيْناء.
وَقِيلَ إن المتوكل قَالَ: أشتهي أن أنادم أبا العَيْناء، لولا أَنَّهُ ضرير.
فَقَالَ: إنَّ أعفاني أمير المؤمنين من رؤية الهلال ونقْش الخواتيم، فإنّي أصلُح.
وَكَانَ قد ذهب بصره وَهُوَ ابن أربعين سنة تقريبًا.
ومات سنة اثنتين وثمانين. وَكَانَ قد استوطن بغداد، فخرج نحو البصرة في أواخر عُمره في سفينةٍ فيها ثمانون نفسًا، فغرقت بهم، فما سلم غيرُه فيما قِيلَ. فَلَمَّا صار إلى البصرة مات.
وَكَانَ يَخْضِب بالحُمرة، والغالب عَلَى روايته الحكايات.
قَالَ أَبُو نُعَيْم الحَافِظ: نا أَحْمَد بن عبد الرحمن الخاركي بالبصرة: سَمِعْتُ أبا العَيْنَاء يُعَزّي جدّي أبا بَكْر عَلَى زوجته، فَقَالَ: إِذَا كَانَ مُسْنَدنا البقيّة ورُفِعت عَنْهُ الرَّزيَّة كانت التَّعْزية تهنئة، والمصيبة نعمة.
نحن ومَن في الأرض يَفْديكا
لا زلتَ تبقى ونُعَزِّيكا
وعن ابن وَثّاب أَنَّهُ قَالَ لأبي العَيْنَاء: واللهِ إنّي أحبّك بِكُلِّيَّتي.
فَقَالَ: إِلا عضوًا واحدًا.
فبلغ ذَلِكَ ابن أبي دُؤاد، فَقَالَ: لقد وُفِّقَ في التحديد. وسأله المنتصر فَقَالَ: ما أحسن الجواب ما أسكتَ الْمُبْطِلَ، وصبَّر المُحِقّ.
قَالَ أَحْمَد بن كامل: تُوُفِّي في جُمَادَى الآخرة سنة ثلاثٍ وثمانين، ووُلِد سنة إحدى وتسعين ومائة.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنيّ: مات سنة اثنتين وثمانين ومائتين.(21/219)
498- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الحُسَيْن بن غَزْوان1.
أَبُو سَعِيد الهَرَويّ الْجَوْهريّ.
عن: خَالِد بن هيّاج.
ورَدَ بغداد، وحدَّث.
رَوَى عَنْهُ: مُكرم القاضي، وَأَبُو بَكْر الشافعي.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: لا بأس بِهِ.
499- محمد بن محمد بن رجاء بن السِّنْدي2.
أَبُو بَكْر الإسفرائيني الحَافِظ. مصنّف "الصّحيح" عَلَى شرط مُسْلِم.
سَمِعَ: إِسْحَاق بن راهَوَيْه، وعَليَّ بن المَدِينِيّ، وأحمد بن حَنْبَل، وابن نُمَيْر، وَإِبْرَاهِيم بن المنذر الحِزَاميّ، وأبا بَكْر بن أبي شَيْبَة، وأبا الرّبيع الزّهْرَانيّ، وطبقتهم بالحجاز، والعراق، ومصر، وغير ذَلِكَ.
وَعَنْهُ: أَبُو حامد بن الشَّرْقِيّ، ومؤمل بن الحَسَن، ومحمد بن صالح بن هانئ، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم، وَأَبُو النَّضْر محمد بن محمد الفقيه، وآخرون.
قَالَ الحاكم: كَانَ ثَبْتًا دينًا مقدَّمًا في عصره. سَمِعَ جَدّه، وابن راهَوَيْه، إلى أن قَالَ: وَسَمِعْتُ محمد بن صالح: سَمِعْتُ أبا بَكْر بن رجاء يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بن حَنْبَل من كتابه في ربيع الآخر سنة أربعٍ وثلاثين.
بِشْر بن أَحْمَد قَالَ: تُوُفِّي أَبُو بَكْر سنة ستٍّ وثمانين.
500- محمد بن محمد بن حبان3.
أَبُو جَعْفَر البَصْرِيّ التَّمَّار.
سَمِعَ: الْقَعْنَبِيَّ، وَمحمد بن الصَّلْت التوزي، وأبا الوليد الطيالسي، وجماعة.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 204، 205".
2 الجرح والتعديل "8/ 87"، سير أعلام النبلاء "13/ 492، 493"، شذرات الذهب "2/ 193، 194".
3 المعجم الصغير للطبراني "2/ 27".(21/220)
وَعَنْهُ: أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ، وغيره.
قَالَ دَعْلَج: سَمِعْتُ محمد بن محمد بن حبّان التَّمَّار يَقُولُ: كنت لا أُحدِّث، فرأيت النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ، فَقَالَ لَهُ رجل: يا رَسُول الله، قل لهذا.
فَقَالَ لي: حدِّث. فَقُلْتُ: عمّن أُحدِّث؟ قَالَ: عن الْقَعْنَبِيِّ، وأبي الوليد، وعمر بن مرزوق، وابن كثير. ونحوه أَوْ كما قَالَ.
تُوُفِّي سنة تسعٍ وثمانين.
501- محمد بن محمد بن أَحْمَد بن يزيد بن مِهْرَان1.
أَبُو أَحْمَد البَّغْدَادِيّ المطرِّز الحافظ.
عن داود بن رشيد وغيره.
عن: أَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وعبد الله بن إِسْحَاق الخُرَاسَانِيّ.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقويّ.
502- محمد بن مسلمة بن الوليد الواسطي2.
أَبُو جَعْفَر الطَّيَالِسِيّ.
حدَّث ببغداد عن: يزيد بن هَارُون، وأبي جابر محمد بن عبد الملك، وأبي عبد الرحمن المقرئ.
وعنه: أبو جعفر بن البختري، ومحمد بن مخلد، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات".
قال الخطيب: له مناكير. إلا أن الحاكم سَمِعَ الدَّارَقُطْنيّ يَقُولُ: لا بأس بِهِ.
قَالَ الخطيب: ورأيت أبا الْقَاسِم اللالكائي، وَالحَسَن بن محمد بن الخلال يضعّفانه.
وَتُوُفِّي في جُمَادَى الأولى سنة اثنتين وثمانين، وقد نيّف عَلَى المائة. فَإِنَّهُ ذكر أَنَّهُ سَمِعَ من موسى الطّويل مولى أنس بواسط سنة إحدى وتسعين ومائة.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 208".
2 الثقات لابن حبان "9/ 50"، الكامل لابن عدي "6/ 2294"، ميزان الاعتدال "4/ 41، 42"، سير أعلام النبلاء "13/ 395، 396"، لسان الميزان "6/ 381".(21/221)
قَالَ: وَكَانَ لي ثلاث عشْرة سنة.
قُلْتُ: وقد ذكره ابن عَدِيّ في "الكامل"، وَقَالَ: ثَنَا عبد الحميد الورّاق قَالَ: قاطعنا محمد بن مَسْلَمَة عَلَى أجزاء، فقرأنا عَلَيْهِ، وفيها حديث طويل فَقَالَ: ما أحسن هَذَا، والله إنْ سَمِعْتُ بهذا الحديث قطّ إِلا السّاعة.
قَالَ: وَقَالَ لَهُ رجل: قل عن هشام بن عُرْوَة، فَقَالَ: بدرهمين صحاح. ثُمَّ ساق لَهُ ابن عَدِيّ مناكير يسيرة.
503- محمد بن المغيرة بن سنان الضَّبِّيّ الهمذانيّ السُّكَّري الحنفيّ1.
محدّث همذان ومُسندها وشيخ فقهائها الحنفيّة.
رَوَى عن: القاسم بْن الحكم العربيّ، وهشام بْن عَبْد الله بن عُبَيْد الله الرَّازِيّ، ومكي بن إبراهيم، وعبيد الله بن موسى، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: عَليّ بن إِبْرَاهِيم القَزْوِينِيّ القَطَّان، وحامد الرّفّاء، وجماعة.
تُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين ومائتين.
قَالَ السُّليماني: فيه نظر.
504- محمد بن موسى بن الهُذيْل.
أَبُو بَكْر النَّسَفِيّ الملقّب: مت.
رَوَى عن: أبي محمد الدارمي، وعبد بن حميد.
توفي سنة خمس وثمانين.
505- محمد بن موسى النهروي2.
أبو عبد الله. صدوق نبيل معظم ثقة.
توفي سنة تسع وثمانين ببغداد.
506- محمد بن أبي هارون موسى3. أبو الفضل الوراق البغدادي زريق.
__________
1 الوافي بالوفيات "5/ 50".
2 تاريخ بغداد "3/ 241، 242".
3 تاريخ بغداد "3/ 241".(21/222)
صالح فاضل واسع العلم.
روى عن: خَلف بن هشام، وغيره.
وَعَنْهُ: أَبُو الحُسَيْن بن المنادي، وَأَبُو سهل القَطَّان.
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين.
507- محمد بن أبي هَارُون موسى الهمداني.
شيخ جليل زاهد عابد، وَكَانَ لسُؤدده يُقَالُ له: صاحب البلد.
يروي عن: أبي نُعَيْم، وموسى بن إسْمَاعِيل، وجماعة.
وَعَنْهُ: الحُسَيْن بن إِسْحَاق الكرمي، وعَليَّ بن مَهْرَوَيْه القَزْوِينِيّ، وعبد الله بن حمَّويه، وجماعة.
508- محمد بن نصر1.
أَبُو بَكْر الأدميّ ويُعرف بابن أبي شجاع.
عن: حبيب، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن كامل، وَأَبُو سهل بن زياد.
مات سنة 86 ببغداد.
509- محمد بن النَّضْر بن رباح الهَرَويّ.
نزيل المَوْصِل.
عن: عاصم بن عَليّ، وأبي الصّلْت الهَرَويّ. وغيرهما.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين.
510- محمد بن أبي النُّعْمَان الأنطاكي2.
سَمِعَ: الهَيْثَم بن جميل.
وَعَنْهُ: الطبراني.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 315".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 7".(21/223)
511- محمد بن نُعَيْم بن عبد الله.
أَبُو بَكْر النَّيْسَابُوري المَدِينِيّ.
سَمِعَ: قُتَيْبَة، وابن راهَوَيْه، وعثمان بن أبي شيبة، وأبا المصعب، وَمحمد بن أبي الشوارب، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: محمد بن إِسْحَاق السَّرَّاج، وَأَبُو حامد بن الشَّرْقِيّ، ومكي بن عبدان، وعبد الله بن سعد، وجماعة.
توفي سنة تسعين في ذي العقدة.
512- محمد بن نهار1.
أَبُو الحَسَن.
يروي عَنْهُ: أَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وغيره.
ضعّفه الدَّارَقُطْنيّ.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين.
وَهُوَ: محمد بن نهار بن عَمَّار بن أبي المُحيّاه يَحْيَى بن يَعْلَى التَّيْمِيّ.
يروي عن: العَبَّاس بن الفَرَج الرياشيّ، وَمحمد بن يزيد الحنفيّ.
وَعَنْهُ: محمد بن نجيح أيضًا، وجعفر بن أبي محمد العَلَويّ.
513- محمد بن هَارُون بن محمد بن بكار بن بلال العامليّ الدِّمَشْقِيّ2.
عن: أَبِيهِ، وعبد الله بن يزيد بن راشد المقرئ، وصَفْوان بْن صالح، وسُليمان ابن بِنْت شُرَحْبيل، وجماعة.
وَعَنْهُ: أبو عبد الله بن مروان، وَأَحْمَد بن حُمَيْد بن أبي العجائز، وَأَبُو عَليّ بن هَارُون، وَأَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي سنة تسع وثمانين.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 327، 328".
2 الثقات لابن حبان "9/ 151"، المعجم الصغير للطبراني "2/ 90".(21/224)
514- محمد بن هشام بن أبي الدُّمَيْك1.
أَبُو جعفر المَرْوَزِيّ، ثُمَّ البَّغْدَادِيّ.
سَمِعَ: سُلَيْمَان بن حرب، وعَفَّان، وابن المَدِينِيّ، وعاصم بن عَليّ، وَيَحْيَى الحِمّاني، وطائفة.
وَعَنْهُ: عُثْمَان بن السَّمَّاك، وَأَبُو عُمَر غلام ثعلب، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، والطَّبَرَانيّ، وآخرون.
وثّقه الخطيب. وَكَانَ مستملي الحَسَن بن عَرَفة.
تُوُفِّي سنة تسعٍ أَيْضًا.
515- محمد بن هشام2.
وَقِيلَ: ابن هاشم بن خَلَف بن هشام البَزَّار.
عن: جَدّه، وعَليَّ بن الْجَعْد.
وَعَنْهُ: أَبُو سهل بن زياد، وعبد الصَّمَد الطَّسْتِيّ، وغيرهما.
516- محمد بن هاشم.
أَبُو صالح العُذْري الْجَسْريّ الغُوطيّ.
سَمِعَ: زُهير بن عبّاد، وَمحمد بن أبي السَّرِيّ العسقلاني.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن حذلم، وَأَبُو عَليّ بن هَارُون، وجماعة.
517- محمد بن وضّاح بن بَزيع3.
مولى عبد الرحمن بن معاوية الداخل، أبو عبد الله الأموي المروانيّ القُرْطُبيّ الحَافِظ.
قَالَ: وُلدت سنة تسعٍ وتسعين ومائة، أَوْ سنة مائتين بقرطبة.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 4"، تاريخ بغداد "3/ 361، 362".
2 تاريخ بغداد "3/ 362".
3 ميزان الاعتدال "4/ 59"، سير أعلام النبلاء "13/ 445، 446"، لسان الميزان "5/ 416، 417"، البداية والنهاية "11/ 82"، شذرات الذهب "2/ 194".(21/225)
وَسَمِعَ: يَحْيَى بن يَحْيَى، وَمحمد بن خَالِد صاحب ابن الْقَاسِم، وَسَعِيد بن حسان صاحب أشهب، وعبد الملك بن حبيب، وجماعة بالأندلس.
قَالَ ابن الفرضيّ: رحل إلى المشرق رحلتين، إحداهما سنة ثمان عشرة ومائتين، لقي فيها: سعيد بن منصور، وآدم بن أبي إياس، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين. ولم يكن مذهبه في رحلته هذه طلب الحديث، وإنما كان شأنه الزهد وطلب العبادة. ولو سَمِعَ في رحلته هذه لكان أرفع أهل وقته درجةً.
وَكَانَ قبل رحلة بقيّ بن مَخْلَد.
ورحل ثانيةً فسمع: إسْمَاعِيل بن أبي أُوَيْس، وَيَعْقُوب بن حُمَيْد بن كاسب، وَمحمد بن المبارك الصُّوري، وحامد بن يَحْيَى البَلْخِيّ، وَمحمد بن عَمْرو القرني، وزهير بن عباد، وأصبغ بن الفرج، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وَدُحَيْم، وحَرْمَلَة بن يَحْيَى، وسحنون بن سَعِيد الإفريقي، وجماعة كثيرة من البَّغْدَادِيّين، وَالبَصْرِيّين، والمكيين، وَالشَّاميين، وَالمِصْرِيّين، والقَزْوِينِيّين.
وعدة شيوخه مائة وستون رجلًا، ولقي ابن مَخْلَد -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. وصارت الأندلس دار حديث. قَالَ: وَكَانَ محمد عالمًا بالحديث بصيرًا بطُرقه، متكلمًا عَلَى علله، كثير الحكاية عن العُبّاد، ورعًا زاهدًا، فقيرًا متعففًا، صبورًا عَلَى الإسماع، محتسبًا في نشر علمه. سَمِعَ منه النَّاس كثيرًا، ونفع الله بِهِ أهل الأندلس.
وَكَانَ أَحْمَد بن خَالِد بن الحُباب لا يقدِّم عَلَيْهِ أحدًا ممّن أدرك. وَكَانَ يُعظمه جدًّا، ويصف عقله وفضله وورعه. غير أَنَّهُ يُنكر عَلَيْهِ كثرة ردّه في كثير من الأحاديث.
قَالَ ابن الفَرَضيّ: وَكَانَ ابن وضّاح كثيرًا ما يَقُولُ: ليس هَذَا من كلام النبي -صَلّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ- في شيء. وَهُوَ ثابت من كلامه -صَلّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ. وَلَهُ خطأ كثير محفوظ عنه، وأشياء كان يغلظ فيها ويصحّفها. وَكَانَ لا علم لَهُ بالفِقْه ولا بالعربية.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بن الحباب، وقاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الملك بن أعْين، وَأَبُو عُمَر أَحْمَد بن عبادة الرُّعيْنيّ، وَجَعْفَر بن مَزْيَد، وعيسى بن ليث، ومحمد بن المسرور الفقيه، وخلق.
تُوُفِّي ليلة السبت لأربعٍ بقين من المحرم سنة سبعٍ وثمانين ومائتين.(21/226)
وحكى الفقيه إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم التجيبي أن ابن وضاح لما انصرف عقد لسانه سبعة أيام عن الكلام. فدعا الله: إنْ كنتَ تَعْلَم في إطلاق لساني خيرًا فأطْلقه، فأطلَقه الله تَعَالَى، ونشر بالأندلس عِلْمًا كثيرًا.
وَكَانَ يرون ذَلِكَ من كراماته.
وَقَالَ ابن حزْم في "المُحلي": كَانَ ابن وضّاح يواصل أربعة أيام.
قَالَ أَبُو عَمْرو الداني: رَوَى القراءة عَنِ: عبد الصَّمَد بن عبد الرحمن صاحب وَرْش. وصارت عندهم مدوّنة، وقرأ في عشرين يومًا ستين ختْمَة.
هكذا نقله عَنْهُ وَهْب بن مسرّة، وَقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كلّ من أدركت من فُقهاء الأمصار يقولون: القرآن كلام الله ليس بخالقٍ ولا مخلوق.
518- محمد بن الوليد بن هُبَيْرَة1.
أَبُو هُبَيْرَة الهاشميّ الدِّمَشْقِيّ القلانسي.
سَمِعَ: أبا مُسْهِر الغَسَّانِيّ، وسلام بن سُلَيْمَان المدائني، وَيَحْيَى بن صالح الوُحاظيّ، وسلامة العُذري، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: د. تفسير حديث، وأبو زرعة الدمشقي وهما من أقرانه، وابن صاعد، وَأَبُو عَوَانَة، وابن جوْصا، وَالحَسَن بن حبيب الحصائري.
قَالَ ابن أبي حاتم: صدوق.
تُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين.
519- محمد بن الوليد الرَّملي.
أَبُو بَكْر المعروف بالأمي.
سَمِعَ: سُلَيْمَان ابن بنت شُرَحْبِيل، وَمحمد بن السَّرِيّ العسقلاني، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن جَوْصا، وابن الأعرابي.
ومات قديمًا.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 113".(21/227)
- محمد بن الوليد بن أبان القلانسيّ.
قد مرّ.
520- محمد بن دينار.
أبو عبد الله بن أبي الْبُخَارِيُّ.
عن: بجير بن النَّضْر، وأبي قُدامة السَّرْخسيّ، والمسيّب بن إِسْحَاق.
تُوُفِّي سنة ثمانية وثمانين.
521- محمد بن ياسر الدِّمَشْقِيّ الحذّاء1.
إمام جامع جُبيل.
عن: دُحَيْم، وهشام بن عَمَّار.
وَعَنْهُ جَعْفَر بن محمد بن عُديْس، والطَّبَرَانيّ، وغيرهما.
522- محمد بن يَحْيَى بن المنذر2.
أَبُو سُلَيْمَان البَصْرِيّ القزّاز.
عن: سَعِيد بن عاصم الضُّبَعيّ، ويزيد بن بنان العُقَيْلِيّ، وأبي عاصم النبيل، ومسلم بن إِبْرَاهِيم، وجماعة.
وتفرّد في زمانه بالرواية عن الضُّبَعيّ، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن عَليّ بن مُسْلِم العُقَيْلِيّ، وفاروق الخطّابيّ، وَسُلَيْمَان الطَّبَرَانيّ، وآخرون.
تُوُفِّي في رجب سنة تسعين ومائتين.
523- محمد بن يَحْيَى الكِسائي الصغير3.
أبو عبد الله. بغدادي مقرئ.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 75"، الوافي بالوفيات "5/ 181، 182".
2 الثقات لابن حبان "9/ 153"، سير أعلام النبلاء "13/ 418"، شذرات الذهب "2/ 206".
3 تاريخ بغداد "3/ 421"، غاية النهاية "2/ 279".(21/228)
قرأ عَليّ: اللَّيْث بن خَالِد، وَهُوَ أجلّ أصحابه.
قرأ عَلَيْهِ: أَحْمَد بن الحَسَن البطّيّ، وابن مجاهد، وَمحمد بن خلف، ووكيع، وَإِبْرَاهِيم بن زياد، وَأَحْمَد بن عَليّ السِّمْسار.
تُوُفِّي سنة ثمانٍ وثمانين.
524- محمد بن يزداد.
أبو عبد الله الأستراباذي.
عن: إسْمَاعِيل الشّالنْجيّ الفقيه، وَيَحْيَى بن معين.
وَعَنْهُ: محمد بن إِبْرَاهِيم بن أَبْرَوَيْه، وَالحَسَن بن حمويه، وغيرهما.
مات في ربيع الأول سنة تسع وثمانين. قاله الإدريسي.
525- محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الأَزْدِيّ البَصْرِيّ1.
أَبُو العَبَّاس المبرَّد، إمام العربية ببغداد.
أخذ عن: أبي عُثْمَان المازني، وأبي حاتم السِّجِسْتَاني، وغيرهما.
وَعَنْهُ: إسْمَاعِيل الصَّفَّار ولزمه مدّة، وَأَبُو سهل بن زياد، وعيسى الطُّوماريّ، وَأَحْمَد بن مقرويه الدِّينَوَري، وَأَبُو بَكْر الخرائطيّ، وَإِبْرَاهِيم بن محمد نِفْطَوَيْه، وَمحمد بن يَحْيَى الصُّوليّ، وجماعة.
وَكَانَ فصيحًا بليغًا مُفَوَّهًا، ثقةً إخباريًا علامة، صاحب نوادر وظرافة.
وَكَانَ جميلًا وسيمًا، لا سيّما في صباه، وَلَهُ تصانيف مشهورة.
قَالَ أَبُو الفتح بن جِنيّ: إنَّ أبا عُثْمَان المازني لَمَّا صنّف كتاب "الألِف واللام" سأل أبا العَبَّاس عن دقيقه وغامضه، فأحسن الجواب فقال له: قم، فأنت المبرد، أي المثبت للحق.
قال أبو العباس: فغير الكوفيون اسمي، فجعلوه بفتح الراء.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 373"، المنتظم "6/ 9-11"، سير أعلام النبلاء "13/ 576، 577" شذرات الذهب "2/ 190".(21/229)
وقال السيرافي: انتهى علم النحو بعد طبقة الحرمي، والمازني إلى المبرد.
هو من ثمالة، قبيلة من الأزد.
أخذ عن: الحرميّ، والمازنيّ، وغيرهما.
وَكَانَ إسْمَاعِيل القاضي ما رأى المبرّد في معاني القرآن وَقَالَ: لقد فاتني منه علم كثير.
وَقِيلَ: إِنَّهُ من ثعلب، والمبرّد منافره. وأكثر الفُضلاء يرجّحونه عَلَى ثعلب. وحكى الخطّابيّ عن الرّفّاء النَّحْوِيّ قَالَ: اجتمع ابن شُرَيْح الفقيه والمبرّد، وَأَبُو بَكْر بن داود الظّاهريّ في طريق، فتقدَّم ابن شُرَيْح وتلاه المبرّد، فَلَمَّا خرجوا إلى الفضاء قَالَ ابن شُرَيْح: الفقه قدَّمني.
وقال ابن داود: الأدب أخرني.
وقال المبرّد: أخطأتما معًا، إذا صحَّت المودَّة سقط التكلُّف.
وَقَالَ الصَّفَّار: سَمِعْتُ المبرّد يَقُولُ: كَانَ فتى يهواني وأنا حَدَث، فاعتلّ علّة كنت سبَبَها فمات، فكبر أسفي عَلَيْهِ، فرأيته في النّوم، فَقُلْتُ: فلان؟ قَالَ: نعم.
فبكيت، فأشار يَقُولُ:
أتبكي بعد قلْيك لي عليًّا ... ومن قَبل المماتِ تُسيءُ إلَيّا
سكبت عليَّ دَمْعَكَ بعد موتي ... فهلا كَانَ ذاك وكنتُ حيّا
تجافَ عن البُكاء ولا تَزِدْه ... فإنّي ما أراك صنعت شيّا
تُوُفِّي في آخر سنة خمسٍ وثمانين، وَقِيلَ: تُوُفِّي سنة ستٍّ.
وللحسن بن بشّار بن العلاف يرثيه:
ذهب المبرّدُ وانْقضَتْ أيامُهُ ... ولْيَذْهبنَّ إثْرَ المبرّدِ ثعلبُ
فابكوا لِما سَلَب الزَّمانُ ووطِّنوا ... للدَّهر أنفسكم عَلَى ما يسلب
وأولى لكم أن تكتبوا أنفاسَهُ ... إن كانتِ الأنفاسُ مما يُكْتَبُ
عاش المبرّد خمسًا وسبعين سنة، ولم يُخَلِّف بعدّه في النحو مثله أبدًا.(21/230)
526- محمد بن يوسف بن معدان الثقفي الأصبهاني1.
البناء الزاهد المُجاب الدعوة. جدّ والد أبي نُعَيْم الحَافِظ لأمه.
لَهُ مصنّفات حسان في الزُّهد والتصوف.
حَدَّثَ عن: عبد الجبار بن العلاء، والنضر بن سلمة، وعبد الله بن محمد الأسدي، وحميد بن مسعدة، وجماعة.
وعنه: سبطه عبد الله بن أحمد، وأحمد بن بندار الشعار، وعبد الله بن يحيى المديني الزاهد، ومحمد بن أحمد بن الحسن الكسائي، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه المذكر، وأبو بكر عبد الله بن محمد القباب، وآخرون.
وهو أستاذ علي بن سهل الزاهد.
ومن تصانيفه كتاب "معاملات القلوب"، وكتاب "الصبر".
وممن روى عنه: أبو الشيخ وَقَالَ: كَانَ مستجاب الدعوة.
وقال أبو نعيم: كان في علم التصوف.
حجّ فسمع: عبد الجبّار بن العلاء، وَمحمد بن منصور، وعبد الله بن عمران العابديّ، وجماعة.
وَتُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين.
قُلْتُ: وَهُوَ سميُّ:
527- محمد بن يوسف بن معدان الأصبهاني2 عروس الزهاد المذكور في طبقة ابن المبارك.
وبينهما نحوٌ من مائة سنة.
قَالَ النقاش الأصبهاني: ثَنَا أَبُو عبد الرحمن عبد الله بن يَحْيَى: سَمِعْتُ محمد بن يوسف يَقُولُ: علامة موت القلب طلب الدُّنْيَا بعمل الآخرة.
وَقِيلَ: وما بُدُوّاه؟ قَالَ: مرض القلوب، وبُدُوّ مرض القلوب الطّمع في
__________
1 حلية الأولياء "10/ 402، 403"، صفة الصفوة "4/ 15"، المنتظم "6/ 24".
2 حلية الأولياء "8/ 225-237"، صفة الصفوة "4/ 63"، البداية والنهاية "10/ 379".(21/231)
المخلوقين، وعلامة الطمع في المخلوقين الاشتغال بهم، والتزين باللباس، والادعاء لإقامة الجاه والعَيْش، ومن لا يستغني بالله افتقر إلى النَّاس.
ولمحمد بن يوسف البنا -رحمه الله- أشياء نافعة من هَذَا النَّمط، هُوَ أشهر من عروس الزُّهاد.
528- محمد بن يونس بن موسى بن سُلَيْمَان بن عبيدة بن ربيعة بن كُديم1. أَبُو العَبَّاس الشامي الكُدَيْميّ البَصْرِيّ الحَافِظ.
أحد الضعفاء.
وُلد سنة ثلاث، وَقِيلَ: سنة خمسٍ وثمانين ومائة.
وَهُوَ ابن امرأة رَوْح بن عبادة، فسمع نسيبه من خلق كثير.
وحدَّث عَنْهُ، وعن: أبي داود الطَّيَالِسِيّ، وعبد الله بن داود الخُرَيْبِيّ، وأزهر بن سعد السمان، والأصمعي، وأبي عاصم النبيل، وعبد الرحمن بن حَمَّاد الشُّعيثي، وأبي زيد الأَنْصَارِيّ، وخلق.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بن الأنباري، وَإسْمَاعِيل الصَّفَّار، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وَأَحْمَد بن خَلاد النَّصيبيّ، وَأَبُو بَكْر القَطِيعيّ، وأحمد بن الرَّيان المكيّ، وعمر بن مُسْلِم الخُتُّليّ، وخثيمة الأَطْرَابُلُسيّ، وَعُثْمَان بن سَنَقة، وَأبو عبد الله بن مُحرم، وخلق.
قَالَ ابن خَلاد: قَالَ: الكُدَيْميّ: قَالَ لي عَليّ بن المَدِينِيّ: عندك ما ليس عندي.
وَقَالَ الكُدَيْميّ: كتبت عن ألفٍ ومائة وستٍّ وثمانين رجلًا من البَصْرِيّين، وحججت سنة ستٍّ وثمانين، فرأيت فيها عبد الرزاق، ولم أسمع منه.
وَقَالَ عبد الله بن أَحْمَد: سَمِعْتُ أبي يَقُولُ: كَانَ محمد بن يونس الكُدَيْميّ حَسَن الحديث، حسن المعرفة، ما وجد عليه صُحْبتُه لسليمان الشاذكوني.
وَرَوَى حَسَنٌ الصَّائِغُ: ثَنَا الكديمي قال: خرجت أنا وابن المديني والشاذكوني نتنزه، ولم يبق لنا موضع غير بستان الأمير، وكان الأمير قد منع من الخروج إلى الصحراء. فلما قصدناه وافى الأمير فقال: خذوهم. فأخذونا وكنت أصغرهم.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 122"، المجروحين لابن حبان "2/ 312-314"، سير أعلام النبلاء "13/ 302-305"، ميزان الاعتدال "3/ 74-76"، تهذيب التهذيب "9/ 539-544".(21/232)
فبطحوني، وقعدوا على أكتافي، فقلت: أيها الأمير اسمع مني: ثم قُلْتُ: ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي قَابُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ" 1.
قَالَ: أعده. فأعدْته، فَقَالَ لأولئك: قوموا.
قَالَ: أَنْتَ تحفظ مثل هَذَا وتخرج تتنزه، كذا قَالَ ابن عَبَّاس. قَالَ أَبُو أَحْمَد بن عَدِيّ: قد اتُّهم الكُدَيْميّ بوضع الحديث.
قال أَبُو حاتم بْن حبان: لعله قد وضع أكثر من ألف حديث.
وقال ابن عدي: ادعى الكديمي رؤية قومٍ لم يرهم. ترك عامّة مشايخنا الرّواية عَنْهُ.
قَالَ أَبُو عبيد الآجري: رأيت أبا داود يتكلّم في محمد بن سنان، وَمحمد بن يونس، يطلق فيهما الكذب.
وَكَانَ موسى بن هَارُون الحَافِظ يَنْهَى النَّاس عن السَّماع من الكُدَيْميّ، وَقَالَ، وَهُوَ متعلق بأستار الكعبة: اللَّهُمَّ إني أشهدك أن الكُدَيْميّ كذاب يضع الحديث.
وَقَالَ الْقَاسِم بن زكريا المطرز: أنا أُجاثي الكُدَيْميّ بين يدي الله، وأقول: كَانَ يكذب عَلَى رَسُولك -صَلّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ، وَعَلَى العُلَمَاء.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنيّ: كَانَ يتّهم بالوضع.
وأما إسْمَاعِيل الخطبيّ فَقَالَ: ما رأيت أُناسًا أكثر من مجلسه، وَكَانَ ثقة.
تُوُفِّي الكُدَيْميّ في جُمَادَى الآخرة سنة ستٍّ وثمانين، وإذا صدق في مولده فقد جاوز المائة.
529- "...." بن محمد بن عَمْرو بن أبي سلمة التِّنِّيسِي.
يروي عن جَدّه.
تُوُفِّي سنة ثمان وثمانين.
__________
1 "حديث صحيح لغيره": أخرجه أبو داود "4941"، والترمذي "1924"، وأحمد في المسند "2/ 160"، والحميدي في مسنده "269"، وصححه الشيخ الألباني في سنن أبي داود "4941".(21/233)
530- مُحَمَّود بن الفرج1.
أَبُو بَكْر الأصبهاني الزاهد.
عن: إسماعيل بن عمرو البخلي، وَبِشْر بن هلال، وأحمد بن عبدة الضبي، وجماعة، وَكَانَ كبير القدر من أولياء الله.
رَوَى عَنْهُ: يوسف بن محمد المؤذن، وَأَبُو سهل بن زياد، وأحمد بن جَعْفَر السمسار، وَمحمد بن عبد الله بن جمشاد، وعبد الرحمن بن محمد سياه المذكّر، وسِبطه أَبُو الشَّيْخ ابن حبّان.
وَقَالَ أَبُو الشَّيْخ: كَانَ مستجاب الدعاء.
قال: وحكي أَنَّهُ رُؤي في النّوم فَقَالَ: كنت من الأبدال ولم أعلم.
وخرج إلى طَرَسُوس ثلاث مرات.
وقال ابن أبي حاتم: كَانَ ثقة.
تُوُفِّي سنة أربعٍ وثمانين.
531- محمود بن محمد بن أبي المضاء2.
أَبُو حفص الحلبي.
حدَّث ببغداد عن: محبوب بن موسى الأنطاكي، والمسيب بن واضح، وجماعة.
وَعَنْهُ: ابن مَخْلَد، وَأَبُو العَبَّاس بن عُقدة.
قَالَ الخطيب: ثقة.
تُوُفِّي سنة ثمانٍ وثمانين.
532- مسعدة بن سعد العطّار3.
أبو الْقَاسِم المكي.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 292"، تاريخ بغداد "13/ 93، 94".
2 أخبار القضاة لوكيع "1/ 13، 35"، تاريخ بغداد "13/ 93".
3 المعجم الصغير للطبراني "2/ 117".(21/234)
عن: سعد بن منصور، إبراهيم بن المنذر الحِزاميّ.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين.
533- مسلمة بن جابر اللَّخْمي الدِّمَشْقِيّ1.
عن: منبّه بن عُثْمَان.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
مجهول الحال.
تُوُفِّي سنة خمسٍ وثمانين ومائتين.
534- المسيب بن زهير2.
أبو مسلم البغدادي التجر نزيل نَيْسَابُور.
سَمِعَ: الْقَعْنَبِيَّ، وَيَحْيَى بن هاشم السمسار.
وَعَنْهُ: أَبُو حامد بن الشَّرْقِيّ، وغيره.
تُوُفِّي سنة خمسٍ وثمانين.
535- مُطَرِّف بن عبد الرحمن بن إِبْرَاهِيم بن محمد بن قيس3.
مولى عبد الرحمن بن معاوية الداخل، أبو سَعِيد الأموي المروانيّ القُرْطُبيّ.
سَمِعَ: يَحْيَى بن يَحْيَى، وعبد الملك بن حبيب، وجماعة.
وحجّ فسمع من: عبد العزيز بن يَحْيَى المكيّ، وَيَعْقُوب بن كاسب، وأبي مُصْعَب الزُّهري، وَيَحْيَى بن بُكَيْر، وعمر بن خَالِد، ويوسف بن عَدِيّ، وإبراهيم بن المنذر الحِزَاميّ، وسحنون، وطائفة.
ذكره ابن الفَرَضيّ وَقَالَ: كَانَ شيخًا نبيلًا بصيرًا باللُّغة والنَّحو والشِّعر، وَكَانَ شاعرًا، سَمِعَ منه الناس كثيرًا، وكان ثقة صالحًا.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 116".
2 تاريخ بغداد "13/ 141".
3 تاريخ علماء الأندلس "2/ 135"، جذوة المقتبس "347".(21/235)
تُوُفِّي في ذي القِعْدَة سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
536- مُطَّلب بن شُعَيْب بن حَيَّان1.
أبو محمد الأَزْدِيّ، مولاهم البَصْرِيّ، ثُمَّ المِصْرِيّ.
سَمِعَ: عبد الله بن صالح الكاتب، ونعيم بن حَمَّاد، وغيرهم.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وجماعة.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين.
وأما ابن عَدِيّ فَقَالَ: هُوَ شيخ مروزي سكن بمصر، مستقيم الحديث.
ثنا عِصْمَةُ الْبُخَارِيُّ، ثَنَا مُطَّلِبُ بْنُ شُعَيْبٍ، ثَنَا أَبُو صَالِحٍ، ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأكْرِمُوهُ" 2.
قَالَ: لَمْ أَرَ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ.
537- معاذ بن المُثَنَّى بن معاذ3.
أَبُو المُثَنَّى العَنْبَريّ البَصْرِيّ ثُمَّ البَّغْدَادِيّ.
ثقة جليل. سَمِعَ: أباه، وَالْقَعْنَبِيَّ، وَمحمد بن عبد الله الْخُزَاعِيَّ، وَمحمد بن كثير العبدي، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وَجَعْفَر بن الحَكَم المُؤَدِّب، وعمر بن مُسْلِم، وَأَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي سنة ثمانٍ وثمانين، ودفن بجنب الكُدَيْميّ، وله ثمانون سنة.
__________
1 الكامل لابن عدي "6/ 2455"، ميزان الاعتدال "4/ 128"، لسان الميزان "6/ 50".
2 "حديث حسن لغيره": أخرجه ابن عدي في الكامل "6/ 2455"، من الطريق الذي أتى به المصنف وفي الباب عن ابن عمر أخرجه ابن ماجه "3712"، البيهقي في السنن الكبرى "8/ 168"، وفي الباب أيضا عن جرير بن عبد الله، جابر بن عبيد الله، ابن عباس، معاذ بن جبل وغيرهم، وحسنه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة "1205".
3 أخبار القضاة لوكيع "2/ 57، 58، 155"، المعجم الصغير للطبراني "2/ 114"، تاريخ بغداد "13/ 136، 137"، طبقات الحنابلة "2/ 339".(21/236)
538- مُعَاذٍ بن نجدة بن العُريان.
أَبُو سَلَمَةَ الهَرَويّ.
عن: خَلَّاد بن يَحْيَى، وَقُبَيْصَة بن عُقْبَة، وطبقتهما.
وَعَنْهُ: الحَافِظ أَبُو إِسْحَاق البزاز، والهرويون.
تُوُفِّي في جُمَادَى الآخرة سنة اثنتين وثمانين عن خمسٍ وثمانين سنة.
539- معاوية بن حرب بن محمد.
أَبُو سُفْيَان الطائي المَوْصِليّ، أخو علي، وأحمد.
سمع: عبيدا، وأبا نُعَيْم، وَقُبَيْصَة، وجماعة.
وَعَنْهُ: يزيد بن محمد الأَزْدِيّ.
وَقَالَ: تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين وَلَهُ ثمانون سنة.
540- المفضّل بن سَلَمَةَ بن عاصم1.
أَبُو طالب البَّغْدَادِيّ الأديب، لَهُ مصنّفات في الغريب وغير ذَلِكَ.
حدث عن: عُمَر بن شَبَّة، وغيره.
وَكَانَ ابنه أَبُو الطّيّب من كبار الفُقهاء التّابعة؛ وَكَانَ من أئمة الأدب.
رَوَى عن المفضّل الصُّولِيِّ، وغيره، وَلَهُ كتاب "المفاخرة فيما يلحن فيه العامّة"، وكتاب "المقصور والممدود"، وكتاب "ضياء القلوب في الأدب"، وكتاب "البارع في اللغة" كبير جدًّا.
541- مِقْدام بن داود بن عيسى بن تليد2.
أَبُو عَمْرو بن الرُّعينيّ المِصْرِيّ.
عن: أسد بن موسى السنة، وعبد الله بن محمد بن المغيرة، وخالد بن نزار الأَيْلِيِّ، وَيَحْيَى بن بُكَيْر، وعمه سعيد بن تليد، وطائفة.
__________
1 تاريخ بغداد "13/ 124، 125"، وفيات الأعيان "4/ 205، 206".
2 الجرح والتعديل "8/ 303"، المعجم الصغير للطبراني "2/ 116"، سير أعلام النبلاء "13/ 345، 346"، ميزان الاعتدال "4/ 175، 176"، لسان الميزان "6/ 84، 85".(21/237)
وَعَنْهُ: عَليّ بن أَحْمَد البَّغْدَادِيّ، وَأَحْمَد بن الحَسَن بن عُتْبة الرَّازِيّ، وَمحمد بن أَحْمَد بن أبي الأَصْبغ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وَأَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ، وجماعة.
قَالَ النَّسَائِيُّ في الكُنَى: ليس بثقة.
وَقَالَ ابن يونس: تكلَّموا فيه.
وَتُوُفِّي في رمضان سنة ثلاثٍ وثمانين.
وَقَالَ غيره: كَانَ رحْلة الفقهاء المالكية.
قَالَ الكِنْدِيّ: كَانَ فقيهًا مُفْتيًا لم يكن بالمحمود في الرّواية. ضعّفه أَبُو العَبَّاس بن دلْهاث.
نا محمد بْنُ نُوحٍ الأَصْبَهَانِيُّ بِمَكَّةَ، نا الطَّبَرَانِيُّ، نا الْمِقْدَامُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: "طَعَامُ الْبَخِيلِ دَاءٌ، وَطَعَامُ السَّخِيِّ شِفَاءٌ". فَهَذَا بِهَذَا الإِسْنَادِ بَاطِلٌ.
542- مُكْرم بن مُحْرز بن مَهْديّ بن عبد الرحمن بن عَمْرو الْخُزَاعِيُّ الحجّار القريريّ1.
رَوَى عن أبيه قصة أم معبد.
رواها عنه: الحسين بن محمد القبّانيّ، وَيَعْقُوب الفَسَويّ وَهُوَ أكبر منه، وَمحمد بن جرير الطَّبَرِيّ، وابن خُزَيْمَة؛ وآخر من رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر بن مالك القَطِيعيّ، قَالَ: حجّ بي أبي وأنا ابن سبْع سِنين، فأدخلني عَلَيْهِ.
543- موسى بن جُمْهُور البَّغْدَادِيّ السِّمْسَار2.
عن: هشام بن عَمَّار، والحسن بن عيسى بن ماسرجس.
وعنه: أبو طالب أَحْمَد بن نصر الحَافِظ الطَّبَرَانيّ.
544- موسى بن الحسن بن عباد3.
__________
1 الثقات لابن حبان "9/ 207"، الأنساب "11/ 122".
2 تاريخ بغداد "13/ 51، 52".
3 أخبار القضاة لوكيع "2/ 28"، تاريخ بغداد "13/ 49"، سير أعلام النبلاء "13/ 378".(21/238)
أَبُو السَّرِيّ النَّسَائِيُّ، ثُمَّ البَّغْدَادِيّ الْجَلاجِليّ، لقّبوه بِهِ لحُسْن صوته.
سَمِعَ: عبد الله بن بَكْر السَّهْمي، وَرَوْح بن عُبادة، وَمحمد بن مُصْعَب القَرْقِسائيّ، وأبا نُعَيْم، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أَبُو جَعْفَر بن البَخْتَرِيّ، وَأَبُو بَكْر النَّجَّاد، وعبد الباقي بن قانع، وعمر بن مُسْلِم الخُتُّليّ، وآخرون.
قَالَ الدّارَقُطْنيّ: لا بأس بِهِ.
وَقَالَ أَبُو الحُسَيْن بن المنادي: قِيلَ إنَّ الْقَعْنَبِيَّ قدَّمه في التَّراويح، فأعجبه صوته.
قَالَ: فَقَالَ لي: كَأَنَّ صوتك صوت الجلاجل.
تُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين، وقد قارب المائة.
وَكَانَ آخر من حَدَّثَ عن السَّهْميّ، وأقدم شيخٍ لابن قانع.
545- موسى بن عيسى بن المنذر الحمصيّ1.
أَبُو عَمْرو السُّلَميّ.
عن: أَبِيهِ، وَأَحْمَد بن خَالِد الوهْبيّ، وَمحمد بن المبارك الصُّوريّ، وحَيَّوَة بن شُرَيْح.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ، وغيره.
تُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين.
قَالَ ابن قانع: وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ليس بثقة.
وَرَوَى عَنْهُ: موسى بن العَبَّاس الْجُوَينيّ.
546- موسى بن فَضَالَةَ بن إِبْرَاهِيم الدِّمَشْقِيّ.
عن: صَفْوَان بن صالح، وأبي مُصْعَب المَدِينِيّ، وَسُلَيْمَان بن عَبْد الرحمن وجماعة.
وَعَنْهُ: ابنه أَبُو عُمَر محمد صاحب "جزء" ابن فَضَالَةَ. سمع منه في سنة تسع وثمانين.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 109".(21/239)
547- موسى بن محمد بن كثير1.
أَبُو هَارُون السّرّينيّ.
سَمِعَ: عبد الملك بن إِبْرَاهِيم الْجُدّيّ.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
548- موسى بن هَارُون بن حَيَّان القَزْوِينِيّ.
سَمِعَ بالعراق من: أبي بَكْر وَعُثْمَان ابني أبي شَيْبَة، وأقرانهما. ورجع.
قَالَ الخليل: ثقة كبير، من شيوخ أبي الحَسَن القَطَّان.
ومات سنة إحدى وثمانين ومائتين. ويُكنَّى: أبا عِمران.
549- موسى بن محمد السَّامرّيّ الخيّاط2.
عن: عبد الأعلى بن حَمَّاد النَّرْسيّ، وَإِبْرَاهِيم بن عبد الله الهَرَويّ.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر بن الأنباري، وابن خَلَّاد النَّصِيبيّ.
قَالَ الخطيب: ثقة.
550- موسى بن هَارُون3.
أَبُو عيسى الطُّوسيّ، ثُمَّ البَّغْدَادِيّ.
عن: حسين بن محمد المَرُّوذي، وَعَمْرو بن حكّام.
وَعَنْهُ: محمد بن مَخْلَد، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وابن نَجِيح، وآخرون.
وَكَانَ موثَّقًا.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين.
551- موسى بن يوسف بن موسى القطان4. أبو عوانة الكوفي.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 109".
2 تاريخ بغداد "13/ 52".
3 تاريخ بغداد "13/ 48، 49".
4 الجرح والتعديل "8/ 167".(21/240)
عن: أَبِيهِ، وأحمد بن يونس اليَرْبُوعيّ، وأبي مَعْمَر القَطِيعيّ.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وَقَالَ: صدوق، وَمحمد بن أَحْمَد بن عَليّ الإسْواريّ، وحامد الرّفّاء.
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين.
"حرف النون":
552- نصر بن محمد بن رباح.
أَبُو منصور العبْديّ المَوْصِليّ.
عن: غسّان بن الرّبيع، وكامل بن طلحة، وعَليَّ بن الْجَعْد.
حَدَّثَ بالموصل.
ومات سنة ثمانٍ وثمانين ومائتين.
553- نصر بن الحَكَم بن سهل المروزي الأحوال1.
عن: علي بن حجر، وَمحمد بن بسّام.
وَعَنْهُ: محمد بن مَخْلَد، والطَّبَرَانيّ.
حَدَّثَ قبل التسعين ومائتين.
554- نصر بن عبد السّلام بن نصر بن قاسم.
أَبُو قاسم القَيْسيّ المَوْصِليّ.
عن: مُعَلَّى بن مهديّ، وهشام بن عَمَّار، وعبد الرحمن بن إِبْرَاهِيم، وطائفة.
وَعَنْهُ: يزيد بن محمد وَقَالَ: تُوُفِّي سنة نيِّفٍ وثمانين.
555- نصر بن منصور بن يوسف.
أَبُو اللَّيْث الْبُخَارِيُّ النَّحْوِيّ.
يروي عن: أبي حذيفة إسحاق بن بشر صاحب "المبتدأ"، وَقُتَيْبَة بن سَعِيد، وَمحمد بن سلام البِيكَنْدِيّ.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 120".(21/241)
وعنه: خلف بن محمد التمتام.
556- نصر بن هاشم.
أبو الفتح المصري، إمام جامع مصر.
رَوَى عَنْ: يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَكْر.
وَتُوُفِّي سنة ستٍّ وثمانين ومائتين.
"حرف الهاء":
557- هَارُون بن سُلَيْمَان بن سهل1.
أَبُو ذَرّ المِصْرِيّ الجبّان.
سَمِعَ: يوسف بن عَدِيّ الكوفيّ.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي سنة خمسٍ وثمانين.
وَسَمِعَ أَيْضًا من: يَحْيَى بن سُلَيْمَان الْجُعْفِيّ.
رَوَى عَنْهُ: عبد الله بْن جَعْفَر بْن الورد، وَأَحْمَد بْن غالب، وغيرهما.
558- هَارُون بن عبد الصَّمَد بن عَبْدوس النَّيْسَابُوري.
أحد العُلَمَاء.
سَمِعَ: يَحْيَى بن يَحْيَى، وعَليَّ بن المَدِينِيّ، وهشام بن عَمَّار، وطائفة.
وَعَنْهُ: محمد بن عبد الله الشُّعيريّ، وَمحمد بن يَعْقُوب الأخرم، وجماعة.
تُوُفِّي سنة خمسٍ أَيْضًا، ولقبه رخى.
559- هَارُون بن عَليّ بن يَحْيَى بن أبي منصور2.
أبو عبد الله البَّغْدَادِيّ الإخباريّ النّديم المنجم، مصنف كتاب "البارع في أخبار
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 128".
2 تاريخ بغداد "14/ 230"، وفيات الأعيان "6/ 78، 79"، سير أعلام النبلاء "13/ 404، 405"، شذرات الذهب "2/ 21".(21/242)
الشُّعراء المُولَدين"، افتتحهم ببشّار بن بُرْد، وهذه الكُتُب: "خريدة العماد الكاتب"، وكتاب "الحظيريّ"، وكتاب الثَّعالبيّ "اليتيمة"؛ وكتاب "الباخَرْزيّ في الشُّعراء" فروع عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ أصْلٌ نسجوا عَلَى مِنْواله.
وَكَانَ جَدّه أَبُو منصور مَجُوسيًا، وَكَانَ منجّمًا للمنصور، وَكَانَ يَحْيَى بن أبي منصور منجّم المأمون ونديمه، وأسلم عَلَى يده، وَكَانَ عَليّ بن يَحْيَى مِن أعيان الشُّعراء.
تُوُفِّي هَارُون شابًّا في سنة سبْعٍ وثمانين ومائتين.
560- هَارُون بن كامل المِصْرِيّ1.
سَمِعَ أبا صالح كاتب اللَّيْث.
وَعَنْهُ الطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين.
561- هَارُون بن محمد بن إِسْحَاق بْن موسى بْن عيسى بْن موسى بن محمد2.
الأمير أَبُو موسى الهاشميّ العَبَّاسيّ.
وَكَانَ ثقة شريفًا نبيلًا، ولي إمرة الحجّ غير مرّة، وسكن مصر، وَلَهُ بها عَقِب.
وَتُوُفِّي في مصر سنة ثمانٍ وثمانين.
562- هَارُون بن عيسى3.
أَبُو جَعْفَر الهاشميّ المنصوريّ.
عن: داود بن عَمْرو الضَّبِّيّ، وغيره.
وَعَنْهُ: دَعْلَج، وعبد الخالق بن أبي روبة.
قال الدارقطني: ليس بالقوي.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 128".
2 تاريخ الطبري "9/ 541، 548"، جمهرة أنساب العرب "32، 33"، البداية والنهاية "11/ 85".
3 تاريخ بغداد "14/ 28".(21/243)
وسيأتي أخوه يحيى سنة ثلاثمائة.
وَكَانَ ابن أخيه أَحْمَد بن عيسى من فقهاء بغداد، أَخذ عن ابن جرير.
563- هَارُون بن ملّول1.
واسم ملول، عيسى بن يَحْيَى التُّجَيْبيّ المِصْرِيّ.
عن: عبد الله بن عبد الحَكَم، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وغيرهما.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي في ربيع الآخر سنة خمسٍ وثمانين ومائتين.
563- هَارُون بن أبي الهيذام محمد بن هَارُون.
أَبُو يزيد العسقلاني، قيِّم جامع الرَّمْلَةِ.
محدَّث حافظ رحّال.
سَمِعَ: إسْمَاعِيل بن أبي أُوَيْس، وَقُتَيْبَة، وهُدْبة، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: محمد بن العباس بن الدورفي، وَأَحْمَد بن إِسْحَاق بن عُتْبة الرَّازِيّ، وَمحمد بن أَحْمَد بن مَحْمَوَيْه العسكريّ، وآخرون.
565- هاشم بن بكّار المَوْصِليّ.
عن: غسان بن الربيع، وَمحمد بن عَليّ بن أبي خِداش، وجماعة.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين.
566- هشام بن عَليّ السِّيرافي2.
عن: عبد الله بن رجاء، والربيع بن يَحْيَى الأشْنانيّ، ونسف بن مسكين، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَحْمَد بن عُبَيْد الصَّفَّار، وفاروق الخطّابيّ، وأحمد بن زكريا الساجي، وأهل البصرة.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 127"، المنتظم لابن الجوزي "6/ 15".
2 الثقات لابن حبان "9/ 234".(21/244)
وَتُوُفِّي في ذي الحجّة سنة أربعٍ وثمانين.
قَالَ يَحْيَى بن صاعد: ثَنَا هشام بن عَليّ السَّدُوسِيُّ بالبصرة.
567- هشام بن يونس المِصْرِيّ القصّار1.
عن: عبد الله بن صالح الكاتب، ونعيم بن حَمَّاد، وعَليَّ بن مَعْبَد.
وَعَنْهُ: أَبُو طالب أَحْمَد بن نصر الحَافِظ، وعَليَّ بن محمد الواعظ، وَسُلَيْمَان الطَّبَرَانيّ، وجماعة.
تُوُفِّي سنة نيِّفٍ وثمانين.
وَرَوَى عن الطَّبَرَانيّ في "معجمه" حديثًا موضوعًا.
568- الهَيْثَم بن خَالِد المِصِّيصِيّ2.
عن: محمد بن عيسى بن الطّبّاع، وعبد الكبير بن المُعَافى بن عِمران المَوْصِليّ.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
"حرف الواو":
569- وَرِيزَةُ بنُ محمد3.
أَبُو هاشم الغَسَّانِيّ الحمصيّ الشَّاميّ الإخباريّ.
عن: هشام بن عَمَّار، وإبراهيم بن عبد الله الهَرَويّ، وَيَعْقُوب الدَّوْرَقِيّ، وَعَمْرو بن عُثْمَان الحمصيّ، وأبي عَمْرو الدَّوْرَقِيّ، وخلْق.
وَعَنْهُ: أَبُو الميمون بن راشد، وَمحمد بن جَعْفَر بن ملّاس، وَمحمد بن حُمَيْد الحَوْرانيّ، وجماعة.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين.
570- وليد بن العَبَّاس المِصْرِيّ4. أَبُو العَبَّاس.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 126".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 129".
3 طبقات الحنابلة "1/ 393"، لسان الميزان "6/ 220".
4 المعجم الصغير للطبراني "2/ 124".(21/245)
سَمِعَ: عبد الغفار بن داود الحَرَّاني.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
571- الوليد بن عُبَيْد بن يَحْيَى بن عُبَيْد بن شملان1.
أَبُو عُبادة الطّائيّ البُحْتُريّ الشاعر المشهور صاحب الدّيوان المعروف، من أهل مَنْبج.
كَانَ حامل لواء الشعر في زمانه.
مع الخلفاء والوزراء والأعيان، وقدِم دمشق في صحبة المتوكّل، ثُمَّ وفدَ عَلَى الملك خُمَارَوَيْه الطُّولونيّ.
حكى عَنْهُ. القاضي المَحَامليّ، والصُّوليّ، وَأَبُو الميمون بن راشد، وعبد الله بن جَعْفَر بن دَرَسْتَوَيْه، وجماعة.
وُلِد بمنبج سنة ستٍّ ومائتين، ونشأ بها، وقاربَ وَقَالَ الشِّعر البديع. ثُمَّ سار إلى العراق، وجالسَ الأدباء.
وأخذ عن: أبي تمّام الطّائيّ.
قَالَ الصُّوليّ: حَدَّثَنِي أَبُو الغَوْث بن أبي عُبَادة البُحْتُريّ قَالَ: قَالَ أبي: أنشدتُ أبا تمّام شِعرًا في بعض بني حُمَيْد وصلت بِهِ إلى مالٍ عظيم، فَقَالَ لي أَبُو تمّام: أحسنْتَ، أَنْتَ أمير الشِّعر بعدي. فَكَانَ قوله أحبُّ إليَّ من جميع ما حويته.
وَقَالَ أَبُو العَبَّاس المبرّد: أنشَدَنا شاعرُ دَهْره ونسيجُ وحده أَبُو عُبَادة البُحْتُريّ.
وَقَالَ الصُّوليّ: سَمِعْتُ عبد الله بن المُعْتَزّ يَقُولُ: لو لم يكن للبُحْتُريّ إِلا قصيدته السّينيّة في وصف إيوان كِسْرى فليس للعرب سِينية مثلها، وقصيدته في وصف البركة، لكان أشْعَرَ النَّاس في زمانه.
ونقل الخطيب أن البُحْتُريّ كَانَ في صِباه يمدح بمَنْبِج أصحاب الْبَصَلِ والباذنجان.
وَقَالَ البُحْتُريّ: أنشدت أبا تمّام قصيدة فَقَالَ: نَعَيْت إليَّ نفسي.
فَقُلْتُ: أعيذك بالله.
__________
1 تاريخ الطبري "6/ 411"، الأغاني "21/ 39-57"، سير أعلام النبلاء "13/ 486، 487"، البداية والنهاية "11/ 76"، النجوم الزاهرة "3/ 99"، شذرات الذهب "2/ 186-190".(21/246)
فَقَالَ: إنَّ عُمري ليس يطول، وقد ثار مثلك.
وَقَالَ أَبُو العَبَّاس بن طُومار: كنت أُنادم المتوكّل ومعنا البُحْتُريّ وَكَانَ بين يديه غلام حَسَن الوجه اسمه: راح. فَقَالَ المتوكّل للفتح: إنَّ البُحْتُريّ يعشق راحًا، فنظر إِلَيْهِ الفتح وأدمن النظر، فلم يره ينظر إليه، فَقَالَ: الفتح: يا أمير المؤمنين أرى البُحْتُريّ في شُغُلٍ عَنْهُ.
فَقَالَ: ذاك دليلي عَلَيْهِ، يا راح، قَدَحًا بِلَّوْرًا، فاملأه شرابًا وناوِله.
ففعل، فَلَمَّا ناوله بُهِتَ البُحْتُريّ ينظر إِلَيْهِ، فَقَالَ المتوكّل للفتح: كيف ترى؟ ثُمَّ قَالَ: يا بُحْتُريّ، قل في راح بيتَ شِعْرٍ، لا تصرح باسمه.
فقال:
حار بالورد فتى أمسـ ... ـي رهينًا بك مُدْنَفُ
اسم من أهواه في شعـ ... ـري مقلوبٌ مُصَحَّفُ
ذِكْر سِينيّة البُحْتُريّ التي أوّلها:
صُنْتُ نفسي عمّا يُدنِّسُ نفسي ... وتَرَفَّعت عن جدا كُلِّ جبسِ
وَكَأَنَّ الإيوان من عَجَبِ الصنـ ... ـعة جَوْنٌ1 في جَنْبٍ أَرْعَنَ2 جَلْسِ3
يُتَظَنَّى من الكآبة أن يبـ ... ـدو لعَيْني مُصَبِّحٍ أَوْ مُمَسِّي
مُزْعجًا بالفِرَاقِ عَن أُنْسِ إلفٍـ ... ـعَزّ أَوْ مُرْهَقًا بِتَطْلِيق عِرْسِ
عكست حظه الليالي وبات المـ ... ـشتري فيه وهو كَوْكبُ نَحْسِ
فَهُوَ يُبْدي تَجَلُّدًا وَعَلَيْهِ ... كَلْكَلٌ مِن كلاكل الدَّهْر مُرْسي
لم يعبه أن بز4 من بسط الديـ ... ـباج واستل من ستور الدمقس5
__________
1 الجون: الجبل الصغير.
2 أرعن: جبل.
3 جلس: طويل.
4 بز: انتزع أو استل.
5 الدمقس: الحرير.(21/247)
مُشْمَخِرٌّ تَعْلُو لَهُ شُرُفَاتٌ ... رُفِعَتْ في رُؤوس رَضْوَى وقُدْس
ليس يُدْرَى أَصُنْعُ إنْسٍ لِجنِّ ... سكنوه أم صنع جن لإنس
عير أَنّي أَرَاهُ يشهد أَنْ لَمْ ... يكن بَانِيهِ في الملوك بِنِكْسِ1
وهي طويلة.
ومن شعره:
دنوت تواضعًا وعلوت مجدًا ... فشأناك انحدارٌ وارتفاعُ
كذاك الشمسُ يبعد أنْ تُسَامَى ... ويدنو الضَّوء منها والشُّعَاعُ
وَلَهُ:
وَإِذَا دَجَتْ أقلامُه ثُمَّ انْتَحَتْ ... برقَت مصابيحُ الدُّجَى في كُتُبه
باللَّفْظ يَقْرُب فَهْمُهُ في بُعْدهِ ... منَّا وَيَبْعُدُ نَيْلُه في قُرْبه
حكم سَحَابتها خلالَ بَنَانه ... هطَالة قُلَيْبُها في قلبه
الرَّوْضُ مختلفٌ بحُمْرة نُورِه ... وبياض زَهْرته وخُضْرة عُشْبه
وكأنّها والسّمْعُ معقودٌ بها ... شخصُ الحبيبِ بدا لعينِ مُحِبّه
وَقَالَ أَيْضًا:
أتاك الرّبيع الطَّلْقُ يختال ضاحكًا ... من الحُسْن حَتَّى كاد أن يتكلّما
وقد نبّه النُّورُوز في مجلس الدُّجى ... أوائل وردٍ كَانَ بالأمس نُوَّما
وَقَالَ في قصيدةٍ مدح بها المتوكّل:
لو أَنَّ مشتاقًا تكلَّف غير ما ... في وُسْعِه لَسَعى إِلَيْهِ المنبر
فقال المستعين: لست أقبل من أحدٍ إِلا من قَالَ مثل هَذَا.
قَالَ أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بن يَحْيَى البلاذُرِيّ: فأنشدته لي:
ولو أَنَّ بُرْدَ المُصْطَفى إِذْ لبسْتُه ... يظنّ لظنّ الْبُرْدُ أنّك صاحبه
__________
1 النكس: المقهور الذليل.(21/248)
وَقَالَ وقد أُعْطيته ولبِسْته ... نعم هذه أعطافه ومناكبه
قَالَ: فأجازني سبعة آلاف دينار.
ونقل القاضي شمس الدين بن خلّكان: كَانَ بحلب طاهر بن محمد الهاشميّ، محتشمٌ، خلّف لَهُ أَبُوه نحو مائة ألف دينار، فأنفقها عَلَى الشعراء والزُّوار في سبيل الله، فَقَصَدهُ البُحْتُريّ من العراق، فَلَمَّا وصل إلى حلب، قِيلَ لَهُ: إِنَّهُ قعد في بيته لديون ركبته، فاغتم البحتري، وبعث بالمدّحة إِلَيْهِ مَعَ غلام. فَلَمَّا وقف عليها طاهرٌ بكى، ودعا بغلامٍ لَهُ فَقَالَ: بعْ داري.
فَقَالَ: أتَبِيعُها وتبقى عَلَى رؤوس النَّاس؟
قال: لا بد من بيعها.
فباعها بثلاثمائة دينار، فبعث إلى البُحْتُريّ بمائة دينار، وهذه الأبيات:
لو يكو الحباء حسب الذي أنـ ... ـت لدينا بِهِ محلّ وأهْلُ
لَحُبِيتَ اللُّجَيْنَ والدُّر واليا ... قوت حبيًا وكان ذلك يقل
والأديب الأريب يسمع بالعذ ... ر إذا قصر الصديق المقل
فلما وصل إلى البُحْتُريّ ردّ الذَّهَب، وكتب إليه:
بأبي أَنْتَ للبرِّ أهلُ ... والمساعي بعدٌ وسَعْيُك قبلُ
والنوال القليل يكثر إن شا ... ء مُرَجيّك والكثير يقلُّ
غير أنّي رددت برَّك إذا كا ... ن ربًا منك والربا لا يحلُّ
وَإِذَا ما جزيتّ شعرًا بشعرٍ ... قُضي الحقٌّ والدّنانيرُ فضلُ
قَالَ: فحل طاهر الصُّرة وزادها خمسين دينارًا، وحلف أَنَّهُ لا يردّها عليه.
فلما وصت إلى البُحْتُريّ أنشأ يَقُولُ:
شكرتك إنَّ الشُّكر للبعد نعمةٌ ... ومَن يَشْكُر المعروفَ فالله زائدُهْ
لكلّ زمانٍ واحدٌ يُقْتَدى بِهِ ... وَهَذَا زمانٌ أَنْتَ لا شكّ واحدُهْ
وَقِيلَ: إن أبا العلاء المَعَرّيّ سُئل: أيُّ الثلاثة أشعر: أَبُو تمّام، أم البُحْتُريّ، أم المتنبيّ؟ فَقَالَ: حكيمان، والشاعر البحتري.(21/249)
جمع الصُّوليّ شِعْرَ البُحْتُريّ ودوّنه عَلَى ترتيب الحروف، ودوّنه عَليّ بن حمزة عَلَى الأنواع.
وقد جمع البُحْتُريّ كتاب "الحماسة" كما فعل أَبُو تمام، وَلَهُ كتاب "معاني الشعر".
وعاش ثمانين سنة، وانتقل في أواخر عُمره إلى الشَّام.
وَتُوُفِّي بمنبج، وَقِيلَ: بحلب، سنة ثلاثٍ وثمانين، وَقِيلَ: سنة أربعٍ، وَقِيلَ: سنة خمسٍ وثمانين ومائتين.
572- الوليد بن مروان الحمصيّ1.
عن: جنادة بن مروان.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
573- الوليد بن مضاء.
أَبُو العَبَّاس المَوْصِليّ الخشّاب الأثطّ.
عن: معلى بن مهدي، ومحمد بن عبد الله بن عَمَّار، وأبي كُرَيْب بن محمد الأَزْدِيّ، عن رجلٍ، عَنْهُ.
574- وُهَيْب بن عبد الله بن نصر2.
أَبُو بَكْر البَّغْدَادِيّ المُؤَدِّب.
سَمِعَ: عاصم بن عَليّ، والهَيْثَم بن خَالِد.
وَعَنْهُ: ابن قانع، والطَّبَرَانيّ.
تُوُفِّي سنة سبْعٍ وثمانين.
وَرَوَى عَنْهُ ابن المنادي أَيْضًا، وَقَالَ: ثقة.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 124".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 125"، تاريخ بغداد "13/ 490، 491".(21/250)
"حرف الياء":
575- يَحْيَى بن أيوب بن بادي "س"1.
أبو زكريا العلاف المصري.
عن: سَعِيد بن أبي مريم، وَأَحْمَد بن يزيد المكيّ، وعبد الغفّار بن داود الحَرَّاني، ويوسف بن عَدِيّ.
وَعَنْهُ: ن، وَمحمد بن جَعْفَر الحضْرميّ، وأبو القاسم الطبراني، وآخرون.
توفي المحرم سنة تسع وثمانين.
وكان أعور، شديد الأدمة، ثقة.
وفي "المحلى" لابن حزم بإسناد قَالَ: ثَنَا أَحْمَد بن خَالِد، ثَنَا يَحْيَى بن أيوّب العلّاف فقيه أهل مصر.
576- يَحْيَى بن زكريا بن حرب النَّيْسَابُوري.
عن: عمّه أَحْمَد بن حرب الزّاهد، وَإِسْحَاق بن راهَوَيْه، وعمر بن زُرَارة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو العَبَّاس السَّرَّاج، وَهُوَ في درجته.
تُوُفِّي سنة تسعين ومائتين.
577- يَحْيَى بن زكريا بن يزيد الدّقّاق2.
رَوَى عن: أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم المَوْصِليّ، وغيره.
وَعَنْهُ: محمد بن مَخْلَد، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ.
578- يَحْيَى بن زَكْرَوَيْه بن مَهْرَوَيْه القَرْمَطيّ3.
الزِّنْديق الخارجيّ. سمّى نفسه عَليّ بن عبد الله، وَقِيلَ: عَليّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه.
__________
1 أخبار القضاة لوكيع "1/ 48، 3/ 86، 113"، ميزان الاعتدال "4/ 362"، سير أعلام النبلاء "13/ 453"، التهذيب "11/ 185"، شذرات الذهب "2/ 202".
2 تاريخ بغداد "14/ 224".
3 تاريخ الطبري "10/ 95، 97، 99، 115"، المنتظم لابن الجوزي "6/ 43".(21/251)
وَكَانَ يُعرف بالشيخ، وبالمُبَرْقَع.
هلك سنة تسعين.
مرت أخباره في الحوادث.
579- يحيى بن عبد الرحمن بن عبد الصَّمَد بن شُعَيْب بن إِسْحَاق1.
أَبُو سَعِيد الدِّمَشْقِيّ.
حَدَّثَ بمصر عن: أَبِيهِ، ومحمود بن خَالِد السُّلَميّ.
وعنه: مكحول البيروتي، وعبد الله بن جعفر بن الورد، وأبو بشر الدولابي، وأبو القاسم الطبراني لكنه قَالَ فيه: يَحْيَى بن عبد الله.
قَالَ ابن عَدِيّ: قَالَ ابن حَمَّاد: كَانَ يكذب.
وَقَالَ ابن يونس: تُوُفِّي سنة تسعين ومائتين.
580- يحيى بن عبدويه بن شبيب2. أبو زكريا البَّغْدَادِيّ.
عن: أبي نُعَيْم.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
581- يَحْيَى بن عُثْمَان بن صالح بن صَفْوَان.
أَبُو زكريا السَّهْميّ المِصْرِيّ.
عن: أبيه، وَيَحْيَى بن بُكَيْر، ونعيم بن حَمَّاد، وعبد الله بن صالح، وأَصْبَغ بن الفرج، وَإِسْحَاق بن بَكْر بن مُضر، وَسَعِيد بن أبي مريم، وأبي النَّضْر بن عبد الجبّار.
وَعَنْهُ: ق، وعبد المؤمن بن خَلَف النَّسَفِيّ، وأبو جعفر محمد بن محمد بن حمزة البغدادي، وعلي بن محمد المصري، ومحمد بن جعفر بن كامل، وعلي بن الحسن بن قديد، وسليمان الطبراني، وآخرون.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 140".
2 الجرح والتعديل "9/ 175"، ميزان الاعتدال "4/ 396"، سير أعلام النبلاء "13/ 354، 355"، التهذيب "11/ 257".(21/252)
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه، وتكلموا فيه.
وقال ابن يونس: كان عالما بأخبار مصر وبموت العلماء، وحافظا للحديث. وحدَّث بما لم يوجد عند غيره.
وَتُوُفِّي في ذي القِعْدَة سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
582- يَحْيَى بن عُمَر بن يوسف1.
أَبُو زكريا الكِنَانيّ الأندلسيّ الفقيه المالكيّ.
قَالَ ابن الفَرَضيّ، رحل وَسَمِعَ بإفريقية من: سُحْنُون بن سَعِيد، وأبي زكريا الحُفْريّ، وعَوْن.
وبمصر من: يَحْيَى بن بُكَيْر، وابن رُمْح، وحَرْمَلَة.
وَسَمِعَ من: أبي مُصْعَب، يعني بالمدينة، وانصرف إلى القَيْرُوَان فاستوطنها.
وَكَانَ فقيهًا حافظًا الرأي، ثقة، ضابطًا لكُتُبه.
سَمِعَ منه من الأندلُسييّن: أحمد بن خالد، وجماعة.
ومن القيراونيين ومَن اتّصل بهم جماعة.
وكانت الرّحلة إِلَيْهِ في وقته. وسكن سُوسَة في آخر عُمره، فمات بها في ذي الحجّة سنة تسعٍ وثمانين.
وَقَالَ الحُمَيْدِيّ: سنة خمسٍ وثمانين. وَإِنَّهُ كَانَ من موالي بني أميّة.
وَإِنَّهُ رَوَى عَنْهُ: سَعِيد بن عُثْمَان العناقيّ، وإبراهيم بن نصر، وَمحمد بن مسرور، وقَمّود بن مُسْلِم القابِسيّ، وعبد الله بن محمد القِرْباط.
583- يَحْيَى بن محمد بن غالب، أَبُو زكريا النَّسَائِيُّ العابد.
سَمِعَ: يَحْيَى بن يَحْيَى، وَقُتَيْبَة، ويزيد بن صالح الفرّاء، وأبا مُصْعَب الزُّهْريّ.
وَعَنْهُ: أَبُو حامد بن الشَّرْقِيّ، وَأَبُو بَكْر بن عَليّ الرَّازِيّ، وَأبو عبد الله بن يَعْقُوب الأخرم، وَأَبُو الفضل محمد بن إِبْرَاهِيم.
حَدَّثَ في سنة ثمان وثمانين.
__________
1 سير أعلام النبلاء "13/ 462، 463"، لسان الميزان "6/ 270، 272"، الأعلام "9/ 200".(21/253)
584- يحيى بن محمد بن هامان.
أبو زكريا الكرابيسي الهمداني.
عن: أَحْمَد بن يونس، وسهل بن عُثْمَان.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن عُبَيْد، وعمر بن سهل الحَافِظ، وعمر بن أَحْمَد بن علّك، والقاسم بن صالح، وأحمد بن عُبَيْد.
قَالَ حسين بن صالح: ما رأيت يحدّث لله إِلا أبا زُرْعَة، وَيَحْيَى بن عبد الله الكرابيسيّ.
585- يَحْيَى بن المختار بن المنصور1.
أَبُو زكريا النَّيْسَابُوري نزيل بغداد.
رَوَى عن أَحْمَد بن حَنْبَل مسائل نافعة.
وعن: عيسى الرّمليّ.
وَعَنْهُ: محمد بن مَخْلَد، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وجماعة.
وَكَانَ صَدُوقًا.
تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين.
586- يَحْيَى بن منصور2.
أَبُو سعد الهَرَويّ الحافظ، شيخ هَرَاة الطَّسْتِيّ.
رَوَى عن: حَيَّان بن موسى، وعَليَّ بن المَدِينِيّ، وأحمد بن حَنْبَل، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، وَإسْمَاعِيل الخُطَبيّ.
قَالَ الخطيب: كان ثقة حافظ صالحًا زاهدًا.
تُوُفِّي بهَرَاة سنة سبْعٍ وثمانين.
قُلْتُ: الأصحّ موته سنة اثنتين وتسعين، وسيُعاد.
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 224، 225"، طبقات الحنابلة "1/ 407، 408"، المنتظم "5/ 169، 170".
2 تاريخ بغداد "14/ 225"، المنتظم لابن الجوزي "6/ 26".(21/254)
587- يَحْيَى بن نافع1.
أَبُو حبيب المِصْرِيّ.
عن: سَعِيد بن أبي مريم.
وَعَنْهُ: أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانيّ.
588- يَحْيَى بن عَبْدَوَيْه بن شبيب2.
أَبُو زكريّا البَّغْدَادِيّ.
رَوَى عن: أبي نُعَيْم، وغيره.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
589- يَحْيَى بن محمد بن أبي بِشْر الدّقّاق3.
بغدادي صدوق.
عن: سُرَيْج بن يونس، وَعَمْرو النّاقد.
وَعَنْهُ: أَبُو عَمْرو بن السماك.
590- يحيى بن يعقوب بن مرادس المباركيّ4.
عن: سُوَيْد بن سَعِيد، وغيره.
وَعَنْهُ: إسْمَاعِيل الخُطَبيّ، وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِيّ، والطَّبَرَانيّ.
591- يزيد بن أحمد5.
أبو عمر السلمي الفقيه الدمشقي.
روى عن: أبي مسهر، وأبي الجماهر الكفرسوسي.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 138".
2 تقدمت ترجمته برقم "580".
3 تاريخ بغداد "14/ 226".
4 المعجم الصغير للطبراني "2/ 139".
5 تاريخ جرجان للسهمي "493".(21/255)
وَعَنْهُ: أَبُو الميمون بن راشد، وعَليَّ بن أبي العَقِب، وجماعة.
وَكَانَ فقيهًا بصيرًا بمذهب الكوفييّن.
تُوُفِّي سنة اثنتين وثمانين.
592- يزيد بن خَالِد1.
أَبُو مسعود الأَنْصَارِيّ الأصبهاني التّاجر الزّاهد.
سَمِعَ: أبا الوليد الطَّيَالِسِيّ، وَإِبْرَاهِيم بن المنذر الحِزَاميّ، وزيد بن الحَسَن، وجماعة.
وَعَنْهُ: عبد الله بن محمود، وَأَبُو عَليّ الصّحّاف.
تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين.
593- يزيد بن خلدون بن جابر الخَوْلانيّ المَوْصِليّ.
عن: غسّان بن الربيع، وأبي هاشم محمود بن عَليّ، وجماعة.
وَعَنْهُ: يزيد بن محمد في تاريخه وَقَالَ: مات سنة ثمانٍ وثمانين.
594- يزيد بن الهَيْثَم بن طَهْمان البغداديّ الدّقّاق2.
أَبُو خَالِد البادا.
سَمِعَ: عاصم بن علي، ويحيى بن معين، وعبيد الله بن عائشة.
وَعَنْهُ: مُكْرَم القاضي، وعثمان بن السماك، وأبو بكر الشافعي، وأبو سهل بن زياد.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ثقة.
قُلْتُ: والبادا بالفتح، ومن أولاده داود راوي كتاب "الأموال".
أَحْمَد بن عَليّ بن الباداء فَكَانَ يَقُولُ: إنّما جدّي البادي بالباء.
وَقَالَ سبب هذه التّسمية أنه ولد وآخر تَوْمًا، وَكَانَ هُوَ الأول، فَقِيلَ لَهُ البادي.
__________
1 أخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 344، 350".
2 أخبار القضاة لوكيع "1/ 350"، تاريخ بغداد "14/ 349"، البداية والنهاية "11/ 78".(21/256)
تُوُفِّي يزيد في جُمَادَى الأولى سنة أربعٍ وثمانين.
595- الْيَسَعُ بنُ زيد بن سهل الزَّيْنَبي المكّيّ1.
حَدَّث بمكة سنة اثنتين وثمانين.
عن: سفيان بن عيينة وَهُوَ آخر من حَدَّثَ في الدُّنْيَا عَنْهُ.
وَعَنْهُ: عبد الله بن محمد بن موسى الكعبيّ النيسابوريّ، وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن محمد يوسف الْجُرْجَانِيّ، وغيرهما.
وأتى بحديث مُنْكر عن سُفْيَان، عن حُمَيْد، عن أنس، أظنّه موضوعًا، رواه جماعة عن الكعبيّ، عَنْهُ، والكعبيّ فقد صحح الحاكم سماعاته وقَالَ: وَهَذَا الزَّيْنَبي لا يُعْتَمَد عَلَيْهِ.
وقد ذكره ابن ماكولا وَأَنَّهُ يروي أَيْضًا عن هَوْذَة بن خليفة.
سُئل عَنْهُ أبو عبد الله الحاكم فَقَالَ: لا أعرفه بعدالة ولا بجَرْح.
596- يَعْقُوب بن أَحْمَد بن أسد السّامانيّ.
الأمير، متولي سَمَرْقَنْد.
مات سنة اثنتين وثمانين.
597- يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن تحيّة الواسطيّ2.
حَدَّثَ سنة ستٍّ وثمانين ببغداد.
عن: يزيد بن هَارُون.
رَوَى عَنْهُ: جَعْفَر بن محمد بن الحَكَم.
وَهُوَ ضعيف.
598- يَعْقُوب بن إِسْحَاق المصري.
أبو يوسف المواز.
__________
1 ميزان الاعتدال "4/ 445"، لسان الميزان "6/ 298".
2 تاريخ بغداد "14/ 288، 289"، ميزان الاعتدال "4/ 448"، لسان الميزان "6/ 303".(21/257)
عن: يَحْيَى بن بُكَيْر.
تُوُفِّي سنة خمسٍ وثمانين.
599- يَعْقُوب بن إِسْحَاق الضَّبِّيّ المعروف بالبَيْهَسيّ1.
عن: عَفَّان بن مُسْلِم، وأبي الوليد.
وَعَنْهُ: أَبُو سهل القَطَّان، وَجَعْفَر بن الحكم.
تُوُفِّي سنة تسعين.
وَهُوَ ضعيف.
600- يَعْقُوب بن إِسْحَاق البَّغْدَادِيّ المُخَرّميّ2.
عن: مُسْلِم بن إِبْرَاهِيم، وَيَحْيَى بن زُهير.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانيّ.
601- يَعْقُوب بن إِسْحَاق البَصْرِيّ العطّار.
عن: عَمْرو بن مرزوق، وهشام بن عَمَّار، وجماعة.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيم بن محمد بن صالح القنْطريّ، وعمر بن عَليّ العَتَكيّ، وغيرهما.
602- يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن أبي إسرائيل المَرْوَزِيّ ثُمَّ البَّغْدَادِيّ3.
عن: أَبِيهِ، وداود بن رُشَيْد.
وَعَنْهُ: عبد الصَّمَد الطَّسْتِيّ، والطَّبَرَانيّ.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: لا بأس بِهِ.
603- يَعْقُوب بن محمد اللَّخْمي البَّغْدَادِيّ4.
عن: وَهْب بن بقيّة. وَعَنْهُ: الطبراني.
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 290، 291"، ميزان الاعتدال "4/ 449"، لسان الميزان "6/ 303".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 130".
3 المعجم الصغير للطبراني "2/ 130"، تاريخ بغداد "14/ 291".
4 المعجم الصغير للطبراني "2/ 132".(21/258)
604- يَعْقُوب بن يوسف بن يعقوب بن عبد الله.
أَبُو يوسف الأخرم الشَّيْبَانِيّ النَّيْسَابُوري. والد الحَافِظ أبي عبد الله.
سَمِعَ: قُتَيْبَة بن سَعِيد، وَإِسْحَاق بن راهَوَيْه، وَسُوَيْد بن سَعِيد، وعبد الله بن معاوية الْجُمَحيّ، وهشام بن عَمَّار، وَمحمد بن وَهْب بن أبي كريمة الحَرَّاني، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: ابنه، وَأَبُو حامد بن الشَّرْقِيّ، وعَليَّ بن جُمشْاد، وَمحمد بن صالح بن هانئ، وَأَبُو النَّضْر محمد بن الفقيه، وآخرون.
وَكَانَ لبيبًا نبيلًا فقيهًا، كثير العلم.
تُوُفِّي في شَعْبان سنة سبْعٍ وثمانين.
605- يَعْقُوب بن يوسف1.
أَبُو بَكْر المطَّوّعيّ.
عن: أَحْمَد بْن حنبل، وعليّ بْن المَدِينيّ، وأبو بَكْر الشَّافِعِيّ، وعمر بن مُسْلِم، وجماعة.
وَكَانَ ثقة منصفًا.
تُوُفِّي سنة سبعٍ أَيْضًا.
606- يَعْقُوب بن يوسف القَزْوِينِيّ.
ويُعرف بأخي حسنكا، ذكره الخليلي في شيوخ أبي الحسن القطان، وقال: ثقة.
سَمِعَ: الْقَاسِم بن الحَكَم العُرَنيّ، وَمحمد بن سَعِيد بن سابق.
مات سنة إحدى وثمانين.
607- يوسف بن يَحْيَى2.
الإمام أَبُو عَمْرو الأذري القرطبي المعروف بالمغامي، الفقيه المالكي.
__________
1 أخبار القضاة لوكيع "3/ 57"، تاريخ بغداد "14/ 289، 290"، طبقات الحنابلة "1/ 417".
2 سير أعلام النبلاء "13/ 336-338"، شذرات الذهب "2/ 198".(21/259)
وقد ساق بعضهم نسبه فقال: يوسف بن يحيى بن منصور ابن الشيخ الأذري الدَّوسيّ، ثُمَّ الدَّوْسيّ من ولد أبي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه.
قال ابن الفَرَضيّ: سَمِعَ من: يَحْيَى بن يَحْيَى، وَسَعِيد بن حسّان.
وَرَوَى عن: عبد الملك بن حبيب مصنَّفاته.
ورحل فسمع بمصر من: يوسف بن يزيد القَرَاطيسيّ.
وبمكّة من: عَليّ بن عبد العزيز، وبضعًا من أبي يَعْقُوب الدَّبَرِيّ، وانصرف إلى الأندلس.
وَكَانَ حافظًا للفقه، نبيلًا فيه، فصيحًا بصيرًا بالعربية.
ثُمَّ رحل إلى مصر فسكنها، وَرَوَى بها الواضحة لابن حبيب، وعظُم قَدْرُه هناك.
وَرَوَى تميم بن محمد القَيْرَوَانِيّ، عن أبيه قَالَ: كَانَ أَبُو عَمْرو المَغَامي ثقة إمامًا، جامعًا لفنون العِلم، عالمًا بالأدب عن مالك ومذاهب الحجازيّين، فقيه البدن، عاقلا وقورا، قَلَّ ما رأيت مثله في عقله وأدبه وخُلُقه.
رحل في الحديث، وَهُوَ شيخ رأيته، وقد جاءته كُتُب كثيرة، نحو المائة كتاب، من أهل مصر، بعضهم يسأله الإجازة، وبعضهم يسأله في كتابه الرُّجوع إليهم. سألته عن مولده فأبى أن يُخْبرني، وَتُوُفِّي عندنا بالقَيْروان في سنة ثمانٍ وثمانين، وصليّنا عَلَيْهِ بباب سَلْم.
قُلْتُ: صنَّف أَبُو عَمْرو في الرّدّ عَلَى الشَّافِعِيّ عشرة أجزاء، وصنَّف كتاب "فضائل مالك"، وقد رجع من مصر في آخر عُمره، فأدركه أجَلُه بالقَيْروان.
وقد تفقّه بِهِ خلق كثير منهم: سَعِيْد بن فحلون، وَمحمد بن فُطَيْس.
وَقِيلَ: مات سنة ثلاثٍ وثمانين، وَقِيلَ: سنة خمس وثمانين ذكرهما الحميدي، وَقَالَ: كنيته أَبُو عُمر، ومُقامُه قرية من أعمال طليطلة.
608- يوسف بن يزيد كامل بن حكيم1.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 133"، سير أعلام النبلاء "13/ 455، 456"، تهذيب التهذيب "11/ 429".(21/260)
مولى عبد العزيز بن مروان بن الحَكَم، أَبُو يزيد القَراطيسيّ المِصْرِيّ.
سَمِعَ: أسد بن موسى السنة، وعبد الله بن صالح كاتب اللَّيْث، وسعد بن أبي مريم، وحَجَّاج بن إِبْرَاهِيم الأزرق، وطبقتهم.
وَعَنْهُ: عبد الله بن جَعْفَر بن الورد، وَسُلَيْمَان الطَّبَرَانيّ، وعَليَّ بن محمد المِصْرِيّ، وآخرون.
وَقِيلَ: إنَّ النَّسَائِيَّ رَوَى عَنْهُ.
تُوُفِّي في ربيع الأول سنة سبعٍ وثمانين عن مائة سنة.
وثّقه ابن يونس وَقَالَ: قد رأى الشَّافِعِيّ.
وَقَالَ أَحْمَد بن خَالِد الجبَّاب: الحَافِظ أَبُو يزيد القَرَاطيسيّ من أوثق النَّاس، لم أر مثله، ولا لقيت أحدًا إِلا وقد مُسَّ أَوْ تُكلِّمَ فيه، إِلا هُوَ، وَيَحْيَى بن أيّوب العلّاف، ورفع من شأن القَرَاطيسيّ.
"الكنى":
أَبُو سَعِيد الْخراز.
وَهُوَ أَحْمَد بن عيسى. تقدَّم ذكره.
أَبُو حمزة الزّاهد العارف.
محمد بن إِبْرَاهِيم. قد ذُكِر.
609- أَبُو العَبَّاس السَّرْخَسِيّ1.
واسمه أَحْمَد بن الطّيّب عَلَى الصّحيح.
وَقَالَ محمد بن إِسْحَاق النّديم: وجدّه اسمه: أَحْمَد بن محمد بن مروان السرخسي النديم.
وقال: كان متفننًا في علومٍ كثيرة من علوم القُدماء والعرب، حَسَن المعرفة، جيّد القريحة، بليغ اللسان، مليح التَّصنيف. كَانَ معلّمًا للمعتضد، ثُمَّ نادَمَه وخُصّ به،
__________
1 سير أعلام النبلاء "13/ 448، 449"، لسان الميزان "1/ 189-192".(21/261)
وَكَانَ يفضي إِلَيْهِ بسرّه ويستشيره، وَلَهُ مصنّفات في الفلسفة.
وَقَالَ ابن النَّجَّار: وَكَانَ يعرف أيضًا بابن الفرائقي. وَكَانَ تلميذًا ليعقوب بن إِسْحَاق الكِنْدِيّ.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بن إِسْحَاق قَالَ: كانت الفلاسفة تنكر النَّظر في المرآة تطيُّرًا من طلعة المَشِيب، ويزعمون أَنَّهُ يُورِث البَصَر خوارًا، والجسْمَ ضُمُورًا.
ثُمَّ إنَّ المُعْتَضِد قتل السَّرْخَسِيّ لفلسفته وسُوء اعتقاده.
قَالَ المَرْزُباني: نا عَليّ بن هَارُون بن عَليّ بن يَحْيَى المنجِّم: أَخْبَرَنِي عُبَيْد الله بن أَحْمَد بن أبي طاهر: حَدَّثَنِي أَبُو أَحْمَد يَحْيَى بن عَليّ النّديم قال: حضرت أحمد بن الطيب وهو للمعتضد: قد بعتُ دفاتري التي في النُّجُوم والفلسفة والكلام والشِّعر، وتركت ما فيها من الحديث، وما همّي في هَذَا الوقت إِلا الفِقْه والحديث، فَلَمَّا خرج قَالَ المُعْتَضِد: أنا أعلم أَنَّهُ زِنْديق، وَأَنَّ هَذَا الذي فعله كله رِياء.
فَلَمَّا خرجت قُلْتُ فيه:
يا من يُصَلّي رياءً ... ويُظْهرُ الصَّوم سُمْعَه
قد كنت عطّلت دَهْرًا ... فكيف أسلمتَ دُفْعه
قل لي أبعد اتباع الـ ... ـكندي تَعْمُرُ رَبْعَه
وليس يعبد ربًا ... ولا يدين بشرعه
إنْ قُلْتَ قد تبتُ ... فالشَّيْخ لا يفارق طَبْعَه
أظْهَرْتَ تَقْوًى وَنُسُكًا ... هيهات في الأمر صَنْعَه
رَوَى عَليّ التنوخيّ، عن أَبِيهِ، أَنَّ المعتضد أسرَّ إلى أَحْمَد بن الطّيّب أَنَّهُ قابضٌ عَلَى وزيره عُبَيْد الله بن سليمان، فأفشى ذَلِكَ إليه، فقبض المُعْتَضِد عَلَى أَحْمَد.
قَالَ: وَقِيلَ: بل دعا المُعْتَضِد إلى مذهب الفلاسفة، فاستحلّ دَمَه، فأرسل إِلَيْهِ يَقُولُ: أَنْتَ عرَّفْتنا أن الحكماء قَالُوا: لا يجب للملك أن يغضب، فَإِذَا غضب فلا يجب لَهُ أن يرضى، ولولا ذَلِكَ أطلقتك لسالف خدمتك، فاخْتَرْ أيَّ قِتْلَةٍ أقتُلُك، فاختار أن يُطعم اللَّحْم الملَبَّب، وأن يُسقى الخمر حَتَّى يسكر، ويُفْصد في يديه حَتَّى يموت، ففعل بِهِ ذَلِكَ. وظنّ أَحْمَد أَنَّ دمه إِذَا فرغ يموت في الحال بغير ألم، فانعكس(21/262)
ظنُّه، فَفُصِدَ وبذل جميع دمه، وبقيت فيه حياة، فلم يَمُت، وَغَلَبَتْ عَلَيْهِ الصَّفْراء، فصار كالمجنون، ينطح برأسه الحيطان، ويصيح لفرط الآلام، ويَعْدو ساعاتٍ كثيرة إلى أن مات.
ذكر أَبُو الحَسَن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن القوّاس فِي تاريخه أَنَّ المُعْتَضِد غضب عَلَى أَحْمَد بن الطّيّب في سنة ثلاثٍ وثمانين، وضربه مائة سوْط، وسجنه، وَأُهْلِكَ في المحرّم أَوْ صَفَر سنة ستٍّ وثمانين.
610- أَبُو جَعْفَر بن الكرنبيّ الزّاهد1.
من كبار صوفيّة بغداد.
قَالَ الخطيب: تأدَّب بِهِ خلق.
حكى عَنْهُ: الْجُنَيْد، وغيره.
وَقَالَ صاحبه أَبُو الحَسَن بن الحُبَاب: أوصى الشَّيْخ لي بمُرَقَّعَتِه، فوزَنْتُ فَرْدَ كُمٍّ منها، فَكَانَ أحد عشر رِطْلًا.
611- أَبُو حمزة الخُرَاسَانِيّ الزّاهد2.
شيخ الصوفيّة، مِن أقران الْجُنَيْد.
ذكره السلمي وَقَالَ: أظنّ أن أصله من زَوْزَجان. وَقِيلَ: كَانَ نَيْسَابُوريًا، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ محمد بن الحَسَن المخرميّ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابن المالكيّ يَقُولُ: قَالَ أَبُو حمزة الخُرَاسَانِيّ: حججتُ فبينا أنا وقعت بئر، فقلتُ: لي الله، لا أستغيث إِلا بالله، فمرّ رجلان فقالا: نسدّ هَذَا البئر في هذه الطريق، فأتوا بقَصَب وبارِيةَ، فهممت أن أَصيح فَقُلْتُ: إلى من هُوَ أقرب إليك منهما. وسكنت.
قَالَ: فَإِذَا بشيء قد جاء فكشف البئر، ودلَّى برِجْله في البئر، وكأنه يَقُولُ في هَمْهَمَته: تعلّق بي.
فتعلّقت بِهِ، فأخرجني، فَإِذَا بِهِ سَبْعٌ، فهتف بي هاتف: يا أبا حمزة أليس ذا أحسن؟ نجيناك من التلف بالتلف.
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 413-415".
2 طبقات الصوفية للسلمي "326-328"، الطبقات الكبرى للشعراني "1/ 120".(21/263)
تُوُفِّي أَبُو حمزة سنة تسعين ومائتين.
قُلْتُ: مرّ مثل هذه الحكاية في ترجمة أبي حمزة البَّغْدَادِيّ، والله أعلم أيّ الرَّجُلَين صاحبها.
612- أبو عبد الله الخلنْجيّ البَّغْدَادِيّ1.
أحد مشايخ الصُّوفية، وأولي المعاملات.
رَوَى عن: لوين، وغيره.
أخذ عنه: أبو سعيد بن الأعرابي.
وله كلام في الرياضيات وعيوب النفس.
613- أبو يعقوب الزيات2.
أحد زهاد بغداد وفقهائها.
ذكره الخطيب مختصرًا فقال: حكى عنه الجنيد.
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 404، 405".
2 تاريخ بغداد "14/ 408".(21/264)
الفهرس العام للكتاب:
رقم الصفحة الموضوع
الطبقة التاسعة والعشرون
سنة إحدى وثمانين ومائتين
3 المتوفون هذه السنة
3 فتح طغج لملورية
3 غور المياه بالري وطبرستان
3 تقليد المعتضد للمكتفي بعض البلاد
3 خروج المعتضد لقتال حمدان بن حمدون
4 إيقاع المعتضد بالأعراب والأكراد
4 ظفر المعتضد بحمدان
4 الظفر بشداد الكردي
4 هدم المعتضد دار الندوة
سنة اثنتين وثمانين ومائتين
4 المتوفون هذه السنة
5 إبطال المعتضد لما يعمل في النيروز
5 قدوم قطر الندى على المعتضد
5 خروج المعتضد إلى الكرج
5 تفريق المال على العلويين
6 ذبح خمارويه
6 ولاية جيش وقتله
6 ولاية هارون بن خمارويه وعزله
6 قتل المعتضد لابن عمه أحمد(21/265)
سنة ثلاث وثمانين ومائتين
6 المتوفون هذه السنة
7 الظفر بهارون الخارجي
8 ولاية طغج إمرة الجيش
8 وصول تقادم ابن الليث
8 إطلاق المعتضد لحمدان
8 الأمر بتوريث ذوي الأرحام
9 خروج عمرو بن الليث من نيسابور
9 ذبح جيش بن خمارويه
9 قتل رافع بن هرثمة
10 رواية ابن طولون عن قتل جيش بن خمارويه
سنة أربع وثمانين ومائتين
10 المتوفون هذه السنة
10 القدوم برأس ابن هرثمة على المعتضد
10 الوقعة بن النوشري وابن أبي دلف
11 ولاية القضاء لمدينة المنصور
11 إرسال ابن الليث للأموال
11 عزم المعتضد على لعن معاوية
12 ذكر الخادم وظهوره على المعتضد
سنة خمس وثمانين ومائتين
13 المتوفون هذه السنة
13 إيقاع الطائي بالحجاج
13 ولاية ابن الليث ما وراء النهر
13 الريح الصفراء بالبصرة
14 استعمال ابن أبي السّاج(21/266)
14 غزوة راغب في البحر
14 تكريم علي بن المعتضد
14 وفاة أَحْمَد بن عيسى بن الشيخ
14 صلاة ابن المعتمد بالناس
سنة ست وثمانين ومائتين
14 المتوفون هذه السنة
15 منازلة المعتضد لآمد
15 قبض المعتضد على راغب الخادم
15 قدوم هدية ابن الليث على المعتضد
15 الحرب بين ابن الصَّفَّار وَإسْمَاعِيل بن أَحْمَد
16 ابن الليث في أسر المعتضد
17 نهاية عمرو بن الليث
17 إنعام المعتضد على إسماعيل
17 ظهور القرمطي بالبحرين
سنة سبع وثمانين ومائتين
18 المتوفون هذه السنة
18 واقعة ركب الحاج
18 الوقعة بين ابن اللَّيْث وَإسْمَاعِيل بن أَحْمَد
18 ذكر القرامطة وغلظ أمرهم
18 إطلاق القرمطي للغنوي
19 رواية ابن خلكان عن القرامطة
19 خروج المعتضد إلى الثغور
19 وفاة صاحب طبرستان
19 الإيقاع بالقرامطة(21/267)
سنة ثمان وثمانين ومائتين
19 المتوفون هذه السنة
20 دخول ابن الليث بغداد أسيرا
20 الزلزلة في دبيل
20 الوباء بأذربيجان
20 موت ابن أبي الساج وأصحابه
20 موت وصيف الخادم في السجن
21 ظهور الشيعي بالمغرب
سنة تسع وثمانين ومائتين
21 المتوفون هذه السنة
21 فيضاء ماء البحر على السواحل
21 اعتلال المعتضد
21 خلافة المكتفي
22 أخذ البيعة للمكتفي
22 وفاة المعتضد
22 الأموال التي خلقها المعتضد
22 تحرك الجند ببغداد
22 دخول المكتفي بغداد
23 موت عمرو بن الليث
23 خلع محمد بن هارون الطاعة
23 زلزلة بغداد
23 إمارة ابن بسطام آمد وديار ربيعة
24 ريح بالبصرة
24 خروج القرمطي ومقتله
24 الوقعة بين إسْمَاعِيل بن أَحْمَد وَمحمد بن هارون(21/268)
24 صاحب إفريقية ينسلخ من الإمارة ويتصوف
25 اشتهار أمر أبي عبد الله الشيعي
26 صلاة المكتفي يوم النحر
26 خبر مقتل بدر المعتضدي
27 ما قِيلَ في ذم القاضي أبي عُمَر
سنة تسعين ومائتين
27 المتوفون هذه السنة
28 ظفر القرمطي بغلام طغج
28 حصار القرمطي دمشق
28 صرف المكتفي عن السكن بسامراء
28 إقامة الحُسَيْن مقام أخيه يَحْيَى بن زَكْرَوَيْه
28 مسير المكتفي إلى الموصل لحرب القرامطة
29 هزيمة القرمطي أمام بدر الحمامي
29 مقتل يحيى بن زكرويه القرمطي(21/269)
تراجم رجال هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ
"حَرْفُ الأَلِفِ"
30 1- أَحْمَد بْن إبراهيم بْن فيل
30 2- أحمد بن إبراهيم الغسال
30 3- أحمد بن إبراهيم بن فروة
31 4- أحمد بن إبراهيم بن محمد العامري البسري
31 5- أحمد بن ملحان البلخي
31 6- أحمد بن إسحاق بن صالح البغدادي
32 7- أحمد بن إسحاق بن واضح
32 8- أَحْمَد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن نُبَيْط
32 9- أحمد بن إسحاق البلدي الخشاب
33 10- أحمد بن إسحاق بن يزيد الرقي
33 11- أحمد بن إسحاق الصدفي المصري
33 12- أحمد بن إسماعيل العدوي البصري
33 13- أحمد بن إسماعيل الوساوسي
33 14- أحمد بن أصرم بن خزيمة
34 15- أحمد بن بحر الدمشقي
34 16- أحمد بن بشر المرثدي
34 17- أحمد بن الحسن بن مكرم البغدادي
34 18- أحمد بن جعفر الدينوري النحوي
35 19- أحمد بن الحسين بن مدرك القصري
35 20- أحمد بن الحسين النيسابوري المستملي
35 21- أحمد بن حماد بن سفيان الفقيه
36 22- أحمد بن حمدون الموصلي الخفاف
36 23- أحمد بن يزيد الآجري(21/270)
36 24- أحمد بن خالد الدامغاني
36 25- أحمد بن خشنام الأصبهاني
37 26- أحمد بن خطاب الأصبهاني
37 27- أحمد بن خليد الكندي
37 28- أحمد بن داود الدينوري النحوي
38 29- أحمد بن داود بن موسى السدوسي
38 30- أحمد بن داود السمناني
38 31- أحمد بن دبيس الموصلي
38 32- أَحْمَد بن ربيعة بن سُلَيْمَان بن زُفَر
38 33- أحمد بن رضوان بن أحمد البخاري
39 34- أحمد بن رواع الأيدغاني
39 35- أحمد بن روح بن زياد الشعراني
39 36- أحمد بن زياد بن مهران السمسار
39 37- أحمد بن زياد الرقي الحداد
40 38- أحمد بن سلمة بن عبد الله البزاز
40 39- أَحْمَد بن سُلَيْمَان بن أبي الربيع الأندلسي
40 40- أَحْمَد بن سهل بن الربيع بن سُلَيْمَان الجهني
41 41- أحمد بن سهل الإسفرائيني
41 42- أحمد بن سهل البلخي
41 43- أحمد بن سهل بن بحر النيسابوري
41 44- أحمد بن صالح بن عبد الصمد
42 45- أحمد بن الضوء بن المنذر النجدي
42 46- أحمد المعتضد بالله
48 47- أحمد بن عبد العزيز الموصلي شقلاق
48 48- أحمد بن عبد الوهاب الحوطي(21/271)
48 49- أحمد بن عبد القاهر بن العنبري
48 50- أحمد بن عطية
48 51- أحمد بن عثمان النسائي
49 52- أحمد بن عقبة بن مضرس الأصبهاني
49 53- أحمد بن علي الخزاز
50 - أحمد بن علي الخزاز الدمشقي
50 54- أحمد بن عللة الجوهري
50 55- أحمد بن علي بن سهل المروزي
50 56- أحمد بن علي بن الحسن البربهاري
51 57- أحمد بن علي بن مسلم الأبار
52 58- أَحْمَد بن عَمْرو بن أبي عاصم الضحاك
54 59- أحمد بن عمرو الفارسي الوراق المقعد
54 60- أحمد بن عيسى الخراز البغدادي
56 61- أحمد بن عيسى بن هامان
56 62- أحمد بن عيسى بن الشيخ
56 63- أَحْمَد بن الغمر بن أبي حَمَّاد الحمصي
56 64- أحمد بن فارس البوشنجي
57 65- أحمد بن الليث بن منصور الأنماطي
57 66- أحمد بن محمد البغدادي
57 67- أبو الحسن سبط محمد بن حاتم
57 68- أحمد بن محمد بن حميد المخضوب
58 69- أحمد بن محمد بن سالم السالمي
58 70- أحمد بن محمد بن الشاه البزاز
58 71- أَحْمَد بن محمد بن عبد القادر الإسكندراني
58 72- أحمد بن محمد بن الصلت الضرير(21/272)
59 73- أَحْمَد بن محمد بن عاصم بن يزيد الرازي
59 74- أحمد بن يحيى بن حمزة البتلهي
59 75- أحمد بن محمد بن بكير النيسابوري
60 76- أَحْمَد بن محمد بن الحَسَن بن جُنَيد
60 77- أحمد بن محمد بن سليمان
60 78- أحمد بن محمد بن صاعد
60 79- أحمد بن محمد بن صعصعة
61 80- أحمد بن محمد بن عمار
61 81- أحمد بن محمد بن الصلت
61 82- أحمد بن محمد بن مظفر
61 83- أحمد بن محمد بن أبي موسى
62 84- أحمد بن المبارك المستملي الزاهد
63 85- أحمد بن مجاهد المديني
63 86- أحمد بن محمود بن مقاتل الهروي
63 87- أحمد بن مروان الأندلسي
64 88- أحمد بن المعلى بن يزيد
64 89- أحمد بن منصور بن حبيب المروذي
64 90- أحمد بن مهران اليزدي
65 91- أحمد بن أبي عمران موسى القنطري
65 92- أحمد بن موسى بن يزيد السامي
65 93- أحمد بن موسى بن إسحاق الحمّار
66 94- أحمد بن ميثم بن أبي نعيم
66 95- أحمد بن نصر بن حميد
66 96- أحمد بن النضر بن بحر
66 97- أحمد بن وازن الصواف(21/273)
67 98- أَحْمَد بْن حمزة الثقفي الأصبهاني
67 99- أحمد بن يحيى بن نصر العسال
67 100- أحمد بن يزيد السجستاني
67 101- أحمد بن أبي العلاء البغدادي المغني
68 102- أحمد بن يحيى السوطي
68 103- أحمد بن يحيى الخوارزمي
68 104- إبراهيم بن أحمد النقاش
68 105- أحمد بن يحيى بن مهنا الأزدي
69 106- إبراهيم بن أحمد بن الأغلب
74 107- إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي
74 108- إبراهيم بن أحمد بن مروان الواسطي
74 109- إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي
75 110- إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن بشير
78 111- إبراهيم بن إسماعيل البغدادي السوطي
78 112- إبراهيم بن إسماعيل الطوسي العنبري
79 113- إبراهيم بن الحسين الكسائي
81 114- إبراهيم بن سعدان المديني الكاتب
82 - إبراهيم بن سويد السامر
82 115- إبراهيم بن صالح الشيرازي
82 116- إبراهيم بن عبد السلام الوشاء
82 117- إِبْرَاهِيم بن عبد العزيز بن صالح الصالحي
82 118- إبراهيم بن فهد بن حكيم الساجي
83 119- إبراهيم بن قاسم بن هلال الأندلسي
83 120- إبراهيم بن محمد بن سلمة المرادي
83 121- إبراهيم بن محمد بن الصنعاني(21/274)
83 122- إبراهيم بن محمد بن الهيثم القطيعي
84 123- إبراهيم بن محمد بن بكار البغدادي
84 124- إبراهيم بن محمد بن إسماعيل المسمعي
84 125- إِبْرَاهِيم بن محمد بن سَعِيد بن هلال
85 126- إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سويد
85 127- إبراهيم بن نصر الجهني القرطبي
85 128- إدريس بن جعفر بن يزيد العطار
86 129- إدريس بن يزيد البلخي النابلسي
86 130- أزهر بن رستة الأصبهاني
87 131- أسباط بن محمد بن عُبَيْد بن أسباط
87 132- إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن محمد بن حازم
87 133- إسحاق بن إبراهيم البغدادي الجبلي
88 134- إسحاق بن إبراهيم الفرغاني
88 135- إسحاق بن إبراهيم بن عباد
89 136- إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الإسفراييني
89 137- إسحاق بن إسماعيل
89 138- إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي
90 139- إسحاق بن حميد المروزي
90 140- إسحاق بن مأمون بن إسحاق الطالقاني
90 141- إسحاق بن معمر السدوسي
91 142- إسحاق بن محمد بن أبان النخعي
91 143- إسحاق بن أبي عمران الإسفراييني
91 144- إسحاق بن أبي عمران اليحمدي
92 145- إسماعيل بن أحمد بن أسيد الثقفي
92 146- إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل الأزدي(21/275)
94 147- إسْمَاعِيل بن إِسْحَاق بن إبراهيم بن مِهران
94 148- إسماعيل بن بكر البغدادي السكري
94 149- إسْمَاعِيل بن عبد الله بن عَمْرو بن سعيد
95 150- إسماعيل بن الفضل البلخي
96 151- إسماعيل بن قتيبة بن عبد الرحمن
96 152- إسماعيل بن محمد بن أبي كثير
96 153- إسماعيل بن محمود النيسابوري
97 154- إسماعيل بن نميل
97 155- إسماعيل بن يحيى بن حازم
97 156- الأفشين بن أبي الساج
97 157- أنس بن السلم
98 158- أنيس بن عبد الله النخاس
"حرف الباء"
98 159- بدر بن المنذر المغازلي
99 160- بدر الرومي الجصاص
99 161- بدر مولى المعتضد بالله
99 162- بشر بن موسى بن صالح
100 163- بكر بن الحبطي
100 164- بكر بن سهل بن إسماعيل الدمياطي
101 165- بكر بن عبد العزيز بن أبي دلف العجلي
"حرف التاء"
101 166- تميم بن محمد بن طمخاج
"حرف الثاء"
102 167- ثابت بن قُرة بن مروان الحراني
102 168- ثابت بن نعيم الهوجي(21/276)
"حرف الجيم"
103 169- جَعْفَر بن أَحْمَد بن فارس
103 170- جَعْفَر بن أَحْمَد بن أبي موسى المَوْصِليّ
103 171- جعفر بن أحمد بن علي بن المديني
103 172- جعفر بن حميد بن عبد الكريم الدمشقي
104 173- جعفر بن سليمان النوفلي
104 174- جعفر بن محمد بن أبي عثمان الطيالسي
104 175- جعفر بن الخندقي الخباز
104 176- جعفر بن محمد بن حرب العباداني
105 177- جعفر بن محمد بن كزال السمسار
105 178- جعفر بن محمد القلانسي
105 179- جعفر بن محمد بن بكر البالسي
105 180- جعفر بن محمد بن علي المؤدب
105 181- جعفر بن محمد بن هاشم المؤدب
106 182- جعفر بن محمد بن إسحاق المصري
106 183- جفعر بن محمد بن عرفة
106 184- جفعر بن محمد بن شريك
106 185- جعفر بن محمد بن عمران المخرمي
107 186- جعفر بن محمد بن اليمان المؤدب
107 187- جعفر بن محمد بن سوار
107 188- جعفر بن محمد الخياط
107 189- جعفر بن إلياس بن صدقة المصري
108 190- جنيد بن حكيم
108 191- جيش بن خمارويه(21/277)
"حرف الحاء"
108 192- الحارث بن عبد العزيز أمير أصبهان
108 193- الحارث بن محمد بن أبي أُسَامَةَ داهر
110 194- حامد بن شادي الكشي
111 195- حبشي بن أحمد بن سليمان الموصلي
111 196- جيوش بن رزق الله بن سنان
111 197- حجاج بن عمران السدوسي
111 198- الحزنبل الأديب
112 199- الحسن بن أحمد بن أبان الرافقي
112 200- الحسن بن أحمد بن الليث
112 201- الحسن بن أحمد بن الطبيب
112 202- الحسن بن أيوب بن مسلم القزويني
112 203- الحسن بن جرير الصوري
113 204- الحسن بن إبراهيم بن مطروح
113 205- الحسن بن الجهم
113 206- الحسن بن ليلى الموصلي
113 207- الحسن بن سهل بن عبد العزيز
114 208- الحسن بن العباس بن أبي مهران
114 209- الحسن بن عبد الأعلى بن إبراهيم الأبناوي
115 210- الحسن بن علي بن الفرات الكرماني
115 211- الحَسَن بن عَليّ بن خالد بن زولاق
115 212- الحسن بن علي بن ياسر
116 213- الحسن بن علي بن حجاج
116 214- الحسن بن علي بن خلف الصيلاني
116 215- الحسن بن عليل بن الحسين اللغوي(21/278)
116 216- الحسن بن عمرو بن الجهم
117 217- الحسن بن غليب بن سعيد الأزدي
117 218- الحسن بن أحمد بن أبي بشر
118 219- الحسن بن المتوكل البغدادي
118 220- الحسين بن إسحاق التستري
118 221- الحسين بن إسماعيل المهدي
118 222- الحسين بن بشار الخياط
118 223- الحسين بن الحكم بن مسلم الحبري
119 224- الحسين بن حميد بن الربيع الخزار
119 225- الحسين بن داود بن معاذ
120 226- الحسين بن السميدع
120 227- الحسين بن عبد الله بن شاكر
121 228- الحسين بن علي الشاشي
121 229- الحسين بن علي بن الفضل الموصلي
121 230- الحسين بن علي بن بشر الصوفي
121 231- الحسين بن علي بن مهران الدقاق
122 232- الحسين بن الفضل بن عمير البخلي
123 233- الحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن فهم
124 234- الحسين بن محمد بن زياد القباني
125 235- الحُسَيْن بن مُعاذ بن محمد بن منصور
125 236- الحسين بن الهيثم بن ماهان
126 237- حسنون بن الهيثم الدويري
126 238- حفص بن عمر سنجة الرقي
126 239- حمدان بن ذي النون
127 240- حمدان بن ياسين الموصلي الفراء(21/279)
127 241- حمدون بن أحمد بن عمارة
127 242- حشنام بن إسماعيل النيسابوري
"حرف الخاء"
128 243- خالد بن يزيد بن وَهْب الأزدي
128 244- خطاب بن سعد الخير الأزدي
128 245- خلف بن الحسن بن جوان
128 246- خلف بن المختار المغربي الأطرابلسي
128 247- خمارويه بن أحمد بن طولون
131 248- خير بن سعيد بن خير المالكي
131 249- خير بن عرفة بن عبد الله بن كامل
131 250- خير بن موفق المصري
"حرف الدال"
132 251- داود بن إسماعيل الجوزي
132 252- داود بن سليمان الساجي
132 253- دبيس بن سلام
"حرف الراء"
133 254- روح بن الفرج القطان
133 255- روح بن الفرج المؤدب
"حرف الزاي"
133 256- زرقان الرياق
134 257- زكريا بن حمدويه البغدادي
134 258- زكريا بن داود بن بكر النيسابوري
134 259- زكريا بن يَحْيَى بن إياس بن سَلَمَةَ
135 260- زكريا بن يحيى بن عبد الملك البغدادي(21/280)
135 261- زياد بن الخليل التستري
"حرف السين"
136 262- السري بن سهل الجنديسابوري
136 263- سعيد بن إسرائيل القطيعي
136 264- سعيد بن الأشعث السجستاني
136 265- سعيد بن أوس السلمي
136 266- سعيد بن سيار الواسطي
137 267- سعيد بن عبدويه البغدادي
137 268- سعيد بن عثمان الأهوازي
137 269- سعيد بن محمد بن المغيرة
137 270- سعيد بن محمد الأنجذاني
137 271- سعيد بن ياسين البلخي الوراق
138 272- سلامة بن محمد بن ناهض
138 273- سليمان بن أيوب بن سليمان
138 274- سليمان بن محمد بن الفضل النهرواني
138 275- سماعة بن أحمد القاضي
139 276- سمالك بن عبد الصمد
139 277- سنان بن محمد بن طالب
139 278- السندي بن أبان
139 279- سهل بن سعد بن نضلة
140 280- سهل بن عبد الله التستري
142 281- سهل بن علي الدوري
142 282- سهل بن المتوكل البخاري
"حرف الشين"
142 283- الشاذ بن نصر بن سيار(21/281)
"حرف الصاد"
143 284- صالح بن شعيب البصري
143 285- صالح بن العلاء بن وضاح
143 286- صالح بن علي بن الفضل النوفلي
143 287- صالح بن عمران
144 288- صالح بن محمد بن عبد الله
144 289- صالح بن مقاتل الأعور
144 290- صالح بن يونس الواسطي
145 291- صدقة بن موسى
"حرف الضاد"
145 292- الضحاك بن الحسين الأزدي
"حرف الطاء"
145 293- طاهر بن حزم الأندلسي
145 294- طاهر بن محمود النسفي
145 295- الطيب بن محمد بن غالب
"حرف العين"
146 296- عامر بن المثنى الكرميني
146 297- عُبادة بن محمد بن عبد الله العَدَني
146 298- العباس بن حزم بن عبد الله بن أشرس
147 299- عباس بن محمد بْن عَبْد اللَّه البزّاز
147 300- عَبْد اللَّه بن أحمد بن حنبل بن هلال
148 301- عبد الله بن أحمد بن أشكاب
149 302- عبد الله بن أحمد بن سوادة
149 303- عبد الله بن المحدّث أَحْمَد بن سَعِيد الرباطي
149 304- عبد الله بن أحمد بن زياد(21/282)
149 305- عبد الله بن إبراهيم السوسي
150 306- عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن الأغلب
151 307- عَبْد اللَّه بْن جَابِر بْن عَبْد اللَّه الطرسوسي
151 308- عبد الله بن الحسين بن جابر المصيصي
152 309- عبد الله بن أبي عطاء الأندلسي
152 310- عبد الله بن عبدويه بن النضر
152 311- عبدُ الله بْن عيسى بْن عَبْد الله بن شعيب
153 312- عبد الله بن قريش الأسدي
153 313- عبد الله الأشعث الأنطرطوسي
153 314- عبد الله بن محمد بن سَعِيد بن أبي مريم
154 315- عبد الله بن محمد بن سلام
154 316- عبد الله بن محمد بن النعمان
154 317- عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان
155 318- عبد الله بن محمد بن أبي قُريش
156 319- عبد الله بن محمد بن هانئ
156 320- عبدُ اللَّه بْن محمد بْن زكريا الإصبهانيّ
156 321- عبد الله بن محمد بن عزيز التَّمِيمِيُّ الموصلي
157 322- عبد الله بن محمد بن منصور الهَرَوي
157 323- عبد الله بن محمد بن أبي أسامة
157 324- عبد الله بن مسرة بن نجيح
157 325- عبد الله بن موسى الأنماطي
158 326- عبد الأعلى بن وهب الأندلسي
158 327- عبد الرحمن بن عبدوس
158 328- عبد الرحمن بن أحمد الأصبهاني
159 329- عبد الرحمن بن جابر الطائي(21/283)
159 330- عبد الرحمن بن روح السمسار
159 331- عبد الرحمن بن عبد الحميد بن فَضَالَةَ
159 332- عبد الرحمن بن عَمْرو بن عبد الله بن صفوان
160 333- عبد الرحمن بن معدان بن جُمعة الطائي
160 334- عبد الرحمن بن يوسف بن سَعِيد بن خراش
161 335- عبد الرحمن بن محمد بن عقيل
161 336- عبد الرحيم بْن عبد الله بْن عبد الرحيم الزهري
162 337- عبد الرحيم بن الفضل بن موسى بن مسمار
162 338- عبد الصمد بن هارون
162 339- عبد الملك بن الحَسَن بن بَكْر الشرود
162 340- عبد الملك بن أيمن بن فرجون
163 341- عبد العزيز بن عمران بن كوشيد
163 342- عبد العزيز بن معاوية القرشي
163 343- عبد الوارث بن إبراهيم العسكري
164 344- عبدوس بن ديزويه الرازي
164 345- عبيد الله بن أحمد بن منصور
164 346- عبيد الله بن سليمان الوزير
164 347- عبيد الله بن محمد بن يحيى اليزيدي
165 348- عبيد بن الحسن الغزال
165 349- عبيد بن عبد الواحد بن شريك
166 350- عبيد بن محمد بن موسى المؤذن
166 351- عُبَيْد بن محمد بن يَحْيَى بن قضاء
166 352- عبيد بن محمد الكشوري
167 353- عثمان بن سعيد الدارمي
167 354- عثمان بن سعد بن بشار(21/284)
167 355- عُثْمَانَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خرزاذ
168 356- عثمان بن عمر الضبي البصري
168 357- عزيز بن الأحنف بن الفضل
169 358- العلاء بن أيوب بن رزين
169 359- علي بن الحسن بن بيان
169 360- علي بن الحسن بن عبدة
169 361- علي بن الحسين بن عاصم
170 362- علي بن العباس بن جريج
170 363- علي بن عبد الصمد الطيالسي
170 364- علي بن عبد العزيز بن المرزبان
172 365- عَليّ بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن حسنون
172 366- علي بن الفضل الواسطي
172 367- عَليّ بن محمد بن الحَسَن بن متّويه
172 368- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب
173 369- عَليّ بن محمد بن سَعِيد الثقفي الكوفي
173 370- عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حكم المصري
173 371- علي بن المبارك الصنعاني
174 372- عمارة بن وثيمة بن موسى
174 373- عمران بن عبد الرحيم الباهلي
174 374- عمر بن إبراهيم أبو الآذان البغدادي
175 375- عمر بن بحر الأسدي الأصبهاني
175 376- عمر بن عبد العزيز بن عمران الخزاعي
175 377- عمر بن موسى بن فيروز
176 378- عَمْرو بن الشَّيْخ أبي الطاهر أَحْمَد بن عمرو
176 379- عمرو بن الليث الصفار(21/285)
180 380- عباس بن تميم البغدادي السكري
180 381- عون بن محمد الكندي الإخباري
"حرف الفاء"
181 382- الفضل بن عبد الله بن عبد الجبار الشكري
181 383- الفضل بن محمد بن المسيب
182 384- فضل بن محمد بن رومي البغدادي
182 385- فضل بن الحسن الأهوازي
182 386- فضيل بن محمد بن فضيل الملطي
"حرف القاف"
183 387- الْقَاسِم بْن أَحْمَد بْن محمد الخطابي
183 388- القاسم بن أحمد بن زياد البغدادي
183 389- القاسم بن عبد الرحمن الأنباري
184 390- القاسم بن أسد الأصبهاني
184 391- القاسم بن محمد بن الصباح النحوي
184 392- القاسم بن محمد الدلال
184 393- قطر الندى
"حرف الكاف"
185 394- " ... " بن إبراهيم الطوابيقي
185 395- كنيز الفقيه
"حرف الميم"
185 396- محمد بن أَحْمَد بن حُمَيْد بن نعيم
186 397- محمد بن أحمد بن روح الكسائي
186 398- محمد بن أحمد بن حنين العطار
186 399- محمد بن أحمد بن عنبسة
186 400- محمد بن أَحْمَد بن يَحْيَى بن بشير(21/286)
187 401- محمد بن أحمد بن لبيد
187 402- محمد بن أحمد بن سفيان الترمذي
187 403- محمد بن أَحْمَد بن محمد بن مطر
187 404- محمد بن أحمد بن مهدي
187 405- محمد بن أحمد الجوزجاني
188 406- محمد بن إبراهيم بن زياد بن المواز
188 407- محمد بن إبراهيم الصوري النحوي
189 408- محمد بن إبراهيم بن كثير الصوري
189 409- محمد بن إبراهيم الصوري
189 410- محمد بن إدريس الأنطاكي
189 411- محمد بن أسامة بن صخر
190 412- محمد بن إسحاق بن إبراهيم العقيلي
190 413- محمد بن إسحاق بن أسد الهروي
190 414- محمد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن جَوثي
190 415- محمد بن إسحاق بن الحرير
191 416- محمد بن إسماعيل التميمي
191 417- محمد بن بشر بن مروان الصيرفي
191 418- محمد بن بشر بن مروان القراطيسي
191 419- محمد بن جَعْفَر بن محمد بن ميسرة
192 420- محمد بن بشر بن مطر
192 421- محمد بن حجة
192 422- محمد بن حامد الموصلي
192 423- محمد بن حسن بن دينار الأحول
193 424- محمد بن الحسن بن حيدة
193 425- محمد بن الحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم بن زياد الأبهري(21/287)
193 426- مُحَمَّد بْن الحُسين بن الدستبان
194 427- محمد بن حماد بن هامان الدباغ
194 428- محمد بن حميد بن زياد
194 429- محمد بن حيان المازني
194 430- محمد بن خلف بن عبد السلام
195 431- محمد بن الخطاب العدوي
195 432- محمد بن ربح بن سليمان
195 433- محمد بن الربيع بن شاهين
195 434- محمد بن زكريا بن دينار
196 435- محمد بن زكريا بن عبد الله القرشي
196 436- محمد بن زيدان بن يزيد البجلي
197 437- محمد بن زيد العلوي
197 438- محمد بن سعيد بن عبد الرحمن
197 439- محمد بن سعيد الأزرق
198 440- محمد بن سفيان بن المنذر الرملي
198 441- محمد بن سليمان بن الحارث
198 442- محمد بن سهل بن زنجلة
199 443- محمد بن سهل بن المهاجر الرقي
199 444- محمد بن أبي سهل شيرزاذ
199 445- محمد بن سويد الطحان
199 446- محمد بن شاذان الجوهري
200 447- محمد بن شاذان النيسابوري
200 448- محمد بن صالح الأشج
200 449- محمد بن الضوء بن المنذر
201 450- محمد بن العباس بن ماهان(21/288)
201 451- محمد بن العباس المؤدب
201 452- محمد بن العباس بن بسام
202 453- محمد بن العباس بن الوليد
202 454- محمد بن عبد الله الزاهد القرطبي
202 455- محمد بن عبد الله بن منصور
203 456- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الحَسَن بْن حفص
203 457- محمد بن عبد الله بن عتاب الأنماطي
203 - محمد بن عبد الله بن سُفْيَان الخُصَيب
203 458- محمد بن عبد الله بن مِهْرَان الدِّينَوَري
204 459- محمد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الكَتَانيّ
204 460- محمد بن عبد الله بن مخلد
204 461- محمد بن عبد البر الكلابي
204 462- محمد بن عبد الرحمن بن عمارة
205 463- محمد بن عبد الرحمن بن كامل
205 464- محمد بن أبي زُرْعَة عبد الرحمن بن عمرو
206 465- محمد بن عبد السلام بن بشار
206 - فائدة
207 466- محمد بن عبد السلام بن ثعلبة
207 467- محمد بن عبد العزيز بن المبارك الدِّينَوَري
208 468- محمد بن عبد العزيز بن أبي رجاء
208 469- محمد بن عبد الغنيّ بن عبد العزيز
208 470- محمد بن عبد بن حُمَيْد بن نصر
208 471- محمد بن عبده المصيصي
209 472- محمد بن عبيد بن الفرطاس
209 473- محمد بن عبيد بن أبي الأسد(21/289)
209 474- محمد بن عثمان بن سعيد الضرير
209 475- محمد بن عاصم بن بلال الضبي
209 476- محمد بن عصمة بن حمزة السعدي
210 477- محمد بن عقيل الفريابي
210 478- محمد بن عَليّ بن الحسين بن بِشْر
212 - قول المؤلف في شطحات الصوفية
212 479- محمد بن علي بن بطحا
212 480- محمد بن علي بن حمزة العلوي
213 481- محمد بن علي بن عتاب
213 482- محمد بن علي بن الفضل
213 483- محمد بن علي البغدادي قرطمة
214 484- محمد بن علي بن شعيب السمسار
214 485- محمد بن علي بن خلف الأطروش
214 486- محمد بن علي بن محمد المروزي
214 487- محمد بن عمر بن إسماعيل الدولابي
215 488- محمد بن عمرو بن الموجه
215 489- محمد بن عمرو بن النضر
215 490- محمد بن عيسى بن السكن
216 491- محمد بن غالب بن حرب
217 492- محمد بن الفرج بن محمود الأزرق
217 493- محمد بن الفرج بن ميسرة
218 494- محمد بن الفضل بن جابر الثقفي
218 495- محمد بن الفضل بن موسى
218 496- محمد بن فيروز البغدادي
218 497- محمد بن القاسم بن خلاد(21/290)
220 498- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الحُسَيْن بْن غَزْوان
220 499- محمد بن محمد بن رجاء بن السندي
220 500- محمد بن محمد بن حبان
221 501- محمد بن محمد بن أحمد بن يزيد
221 502- محمد بن مسلمة بن الوليد
222 503- محمد بن المغيرة بن سنان الضبي
222 504- محمد بن موسى بن الهذيل
222 505- محمد بن موسى النهروي
222 506- محمد بن أبي هارون موسى الوراق
223 507- محمد بن أبي هارون موسى الهمداني
223 508- محمد بن نصر الأدمي
223 509- محمد بن النضر بن رباح الهروي
223 510- محمد بن أبي النعمان الأنطاكي
224 511- محمد بن نعيم بن عبد الله النيسابوري
224 512- محمد بن نهار
224 513- محمد بن هَارُون بن محمد بن بكار
225 514- محمد بن هشام بن أبي الدميك
225 515- محمد بن هشام بن خلف
225 516- محمد بن هاشم العذري الجسري
225 517- محمد بن وضاح بن بزيع
227 518- محمد بن الوليد بن هبيرة
227 519- محمد بن الوليد الرملي
228 - محمد بن الوليد بن أبان القلانسي
228 520- محمد بن دينار البخاري
228 521- محمد بن ياسر الدمشقي الحذاء(21/291)
228 522- محمد بن يحيى بن المنذر
228 523- محمد بن يحيى الكسائي الصغير
229 524- محمد بن يزداد الأستراباذي
229 525- محمد بن يزيد بن عبد الأكبر
231 526- محمد بن يوسف بن معدان
231 527- محمد بن يوسف بن معدان عروس الزُّهاد
232 528- محمد بن يونس بن موسى الكديمي
233 529- "...." بن محمد بن عَمْرو بن أبي سلمة
234 530- محمود بن الفرج الأصبهاني
234 531- محمود بن محمد بن أبي المضاء
234 532- مسعدة بن سعد العطار
235 533- مسلمة بن جابر اللخمي
235 534- المسيب بن زهير
235 535- مطرف بن عبد الرحمن بن إبراهيم
236 536- مطلب بن شعيب بن حيان
236 537- معاذ بن المثنى بن معاذ
237 538- معاذ بن نجدة بن العريان
237 539- معاوية بن حرب بن محمد الطائي
237 540- المفضل بن سلمة بن عاصم
237 541- مِقْدام بن داود بن عيسى بن تليد
238 542- مكرم بن محرز بن مهدي
238 543- موسى بن جمهوري البغدادي
238 544- موسى بن الحسن بن عباد
239 545- موسى بن عيسى بن المنذر
239 546- موسى بن فضالة الدمشقي(21/292)
240 547- موسى بن محمد بن كثير
240 548- موسى بن هارون بن حيان
240 549- موسى بن محمد السامري الخياط
240 550- موسى بن هارون الطوسي
240 551- موسى بن يوسف بن موسى القطان
"حرف النون"
241 552- نصر بن محمد بن رباح العبدي
241 553- نصر بن الحكم بن سهل المروزي
241 554- نصر بن عبد السلام بن نصر
241 555- نصر بن منصور بن يوسف البخاري
242 556- نصر بن هاشم المصري
"حرف الهاء"
242 557- هَارُون بن سُلَيْمَان بن سهل
242 558- هارون بن عبد الصمد بن عبدوس
242 559- هارون بن علي بن يحيى النديم
243 560- هارون بن كامل المصري
243 561- هارون بن محمد بن إسحاق
243 562- هارون بن عيسى الهاشمي
244 563- هارون بن ملول التجيبي
244 563- هارون بن أبي الهيذام
244 565- هاشم بن بكار الموصلي
244 566- هشام بن علي السيرافي
245 567- هشام بن يونس المصري
245 568- الهيثم بن خالد المصيصي(21/293)
"حرف الواو"
245 569- وريزة بن محمد الغساني
245 570- وليد بن العباس المصري
246 571- الوليد بن عبيد بن يحيى البحتري
250 572- الوليد بن مروان الحمصي
250 573- الوليد بن مضاء
250 574- وهيب بن عبد الله بن نصر
"حرف الياء"
251 575- يَحْيَى بن أيوب بن بادي
251 576- يحيى بن زكريا بن حرب
251 577- يحيى بن زكريا بن يزيد الدقاق
251 578- يحيى بن زكرويه بن مهرويه
252 579- يحيى بن عبد الرحمن بن عبد الصمد
252 580- يحيى بن عبدويه بن شبيب
252 581- يحيى بن عثمان بن صالح السهمي
253 582- يحيى بن عمر بن يوسف
253 583- يحيى بن محمد بن غالب
254 584- يحيى بن محمد بن ماهان
254 585- يحيى بن المختار بن المنصور
254 586- يحيى بن منصور الهروي
255 587- يحيى بن نافع المصري
255 588- يحيى بن عبدويه بن شبيب
255 589- يَحْيَى بن محمد بن أبي بِشْر الدّقّاق
255 590- يحيى بن يعقوب بن مرادس
255 591- يزيد بن أحمد السلمي(21/294)
256 592- يزيد بن خالد الأنصاري التاجر
256 593- يزيد بن خلدون بن جابر
256 594- يزيد بن الهيثم بن طهمان
257 595- اليسع بن زيد بن سهل
257 596- يعقوب بن أحمد بن أسد الساماني
257 597- يعقوب بن إسحاق بن تحية
257 598- يعقوب بن إسحاق المصري
258 599- يعقوب بن إسحاق الضبي
258 600- يعقوب بن إسحاق المخرمي
258 601- يعقوب بن إسحاق البصري
258 602- يعقوب بن إسحاق بن أبي إسرائيل
258 603- يعقوب بن محمد اللخمي
259 604- يعقوب بن يوسف بن يعقوب
259 605- يعقوب بن يوسف المطوعي
259 606- يعقوب بن يوسف القزويني
259 607- يوسف بن يحيى الأزدي القرطبي
260 608- يوسف بن يزيد بن كامل بن حكيم
"الكنى"
261 - أبو سعيد الخراز
261 - أبو حمزة الزاهد
261 609- أبو العباس السرخسي
263 610- أبو جعفر بن الكرنبي الزاهد
263 611- أبو حمزة الخراساني الزاهد
264 612- أبو عبد الله الخلنجي
264 613- أبو يعقوب الزيات
265 فهرس الموضوعات(21/295)
المجلد الثاني والعشرون
الطبقة الثلاثون
أحداث سنة إحدى وتسعين ومائتين
...
بسم الله الرحمن الرحيم:
الطبقة الثلاثون:
أحداث سنة إحدى وتسعين ومائتين:
تُوفّي فيها: أبو العباس ثَعلب، وعبد الرحمن بن محمد بن سَلْم الرّازي، وقُنْبُل المقرئ، ومحمد بن أحمد بن عبد الله العُبَيْديّ، ومحمد بن أحمد بن النضر ابن بنت معاوية، ومحمد بن إبراهيم البُوشنجيّ الفقيه، ومحمد بن علي الصّائغ المكّيّ، وهارون بن موسى الأخفش المقرئ.
مقتل الحسين بن زكرويه:
وفيها قُتِل الحسين بن زَكرَوَيْه المدَّعي أنّه أحمد بن عبد الله صاحب الشّامة1.
زواج ابن المكتفي:
وفيها زوّج المكتفي ولَدَه أبا أحمد بابنة الوزير عُبَيْد الله، وخطب أبو عمر القاضي، وخلع القاسم أربعمائة خَلْعة. وكان الصَّدَاق مائة ألف دينار.
خروج الترك إلى بلاد المسلمين:
وفيها خرجت الترْك إلى بلاد المسلمين في جيوشٍ عظيمة يقال: كان معهم سبعمائة فرس ولا يركب الفرس إلا الأمير فنادى إسماعيل بن أحمد في خُراسان وسِجِسْتان وطَبَرِستان بالنفير وجهز جيشه فوافو الترك على عدة فقتلوا منهم مقتلة عظيمة وانهزم من بقي وغنِم المسلمون وعادوا منصورين.
وصول الروم إلى الحَدَث:
وفيها بعث صاحب الرُّوم جيشًا مبلغه مائة ألف، فوصلوا إلى الحَدَث، فنهبوا وسَبَوْا وأحرقوا2.
__________
1 انظر تاريخ الطبري "10/ 114"، والكامل لابن الأثير "7/ 530، 531"، والبداية والنهاية "11/ 97"، والنجوم الزاهرة "3/ 131".
2 انظر تاريخ الطبري "10/ 116"، البداية والنهاية "11/ 98"، تاريخ ابن خلدون "3/ 357"، والنجوم الزاهرة "3/ 132".(22/3)
غزوة غُلام زُرَافة:
وفيها غزا غُلام زُرافة من طَرَسُوس إلى الرّوم، فوصل إلى أَنْطَالية، قريبًا من قسطنطينية، فنازلها إلى أن فتحها عَنْوَةً، وقتل نحوًا من خمسة آلاف، وأسر أضعافهم، واستنقذ مِن الأسر أربعة آلاف مسلم، وغنم مِن الأموال ما لا يُحْصَى، بحيث أنّه أصاب سهمُ الفارس ألفَ دينار.
مسير محمد بن سليمان إلى الرملة:
وفيها جهّز المكتفي محمد بن سليمان في جيشٍ، فسار إلى دمشق، وكان بها بدْر الحَمّاميّ، فتلقّاه فقلّده دمشق، وسار محمد إلى الرَّمْلَةِ1.
ذكر ما فعله صاحب الشامة ببلاد الشام:
وكان الحسين بن زَكْرَوَيْه صاحب الشّامة قد قويت شوكته، وعَظُمَت أذِيّتُه، فصالحه أهل دمشق على أموال، فانصرف عنها إلى حمص، فمَلَكَها وآمن أهلَها، وتسمّى بالمهديّ. وسار إلى المعرَّة، وحماة، فقتل وسبى النساء، وجاء إلى بَعْلَبَكّ، فقتل عامَّةَ أهلها، وسار إلى سَلَمْيَة، فدخلها بعد مُمَانَعَة، وقَتَلَ مَن بها مِن بني هاشم، وقتل الصّبْيان والدّوابّ، حتّى ما خرج منها وبها عين تَطْرُف2.
هزيمة صاحب الشّامة وقتله:
ثم إنّ محمد بن سليمان الكاتب -لما سيّره المكتفي- التقى هو وهذا الكلب بقرب حمص، فهزمهم محمد، وأسر منهم خلقًا. وركب صاحب الشامة وابن عمّه المدّثّر وغلامه، واخترق البِّريَّة نحو الكوفة، فمرُّوا على الفُرات بدالِيَّة ابن طوق، فأنكروا زِيَّهم، فتهدّدهم والي ذلك الموضع، فاعترف أنّ صاحب الشّامة خلْف تِلْكَ الرابية، فجاء الوالي فأخذهم، وحملهم إلى المكتفي بالرَّقَّة. ثمّ أُدْخُلُوا إلى بغداد بين يديه، فعذبَّهم، وقطع أيديهم، ثمّ أحرقهم3، ولله الحمد.
__________
1 في الأصل "أنطاكية".
2 انظر تاريخ الطبري "10/ 100"، وتاريخ أخبار القرامطة "20/ 21"، والكامل في التاريخ "7/ 523".
3 تاريخ الطبري "10/ 108-114"، تاريخ أخبار القرامطة "22/ 25"، دول الإسلام "1/ 176".(22/4)
أحداث سنة اثنتين وتسعين ومائتين:
تُوُفّي فيها: أحمد بن الحَسَن المصريّ الأيْليّ، وأبو بكر أحمد بن عليّ بن سعيد قاضي حمص، وأحمد بن عَمْرو أبو بكر البزّار، وأبو مسلم الكَجّيّ، وإدريس بن عبد الكريم المقرئ، وأسلم بن سهل الواسطيّ بَحْشَل، وأبو حامد القاضي عبد الحميد بن عبد العزيز، وعليّ بن محمد بن عيسى الجكانيّ، وعليّ بن جبلة الأصبهاني.
عودة مصر إلى العباسيّين:
وفي صَفَر سار محمد بن سليمان إلى مصر، لحرب صاحبها هارون بن خُمَارَوَيْه فجرت بينهما وقعات، ثمّ وقع بين أصحاب هارون اختلاف، فاقتتلوا، فخرج هارون ليُسَكِّنَهم، فرماه بعضُ المغاربة بسهمٍ قتله، وهربوا، فدخل محمد بن سليمان مصر، واحتوى على خزائن آل طولون، وقيَّد منهم بضعة عشر نفْسًا، وحبسهم. وكتب بالفتح إلى المكتفي1.
وَرُوِيَ أنّ محمد بن سليمان لما قرُب من مصر، أرسل إلى هارون يقول: إن الخليفة قد ولّاني مصر، ورسم أن تسير إلى بابه إنْ كنت مطيعًا. فشاور قوّاده، فأبوا عليه، فخرج هارون. فصاح: المكتفي يا منصور. فقال القّواد: هذا يريد هَلَاكَنا. فدُّسوا خادمًا، فقتله على فراشه، وأقاموا مكانه شيبان بن أحمد بن طولون. ثمّ خرج شَيبان إلى محمد مستأمنًا.
ثمّ سُيِّر آل طولون إلى بغداد، فحُبِسوا بها.
قال نِفْطَوَيْه: ظهر من شجاعة محمد بن سليمان، وإقدامه على النَّهْب، وضرب الأعناق، وإباحة الأموال الطُّولونية، ما لم يُرَ مثله. ثمّ اجتبى الخراج. وكان يركب بالسُّيوف المُسلَّلة والسّلاح.
القبض على محمد بن سليمان:
وفيها وافى طُغْجُ بنُ جُفٍّ وأخوه بدْرُ بغدادَ، ودخل بدْر الحمّاميّ، فوجه يومئذ
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 118، 119"، البداية والنهاية "11/ 99"، النجوم الزاهرة "3/ 136-138"، الكامل في التاريخ "7/ 535، 536".(22/5)
مائتي جَمّازة إلى عسكر محمد بن سليمان؛ لأن العباس بن الحَسَن الوزير ساء ظنه بمحمد بن سليمان، وخاف أن يغلب على مصر، وبلغه عنه كلام، فكتب إلى القُوّاد الّذين مع محمد بالقبض عليه، ففعل ذلك جماعة منهم وقيَّدوه.
زيادة دجلة:
وفي جُمادَى الأولى زادت دِجْلة زيادةً لم يُرَ مثلها، حتّى خربت بغداد، وبلغت الزّيادة إحدى وعشرين ذراعًا1.
استيلاء الخليجي على مصر:
وفيها خرج الخليجيّ القائد بنواحي مصر، فسار من بغداد فاتك المعتضدي لمحاربته، واستولى الخليجيّ على مصر2.
تكريم المكتفي لبدر الحمّامي:
وفيها قدِم بدر الحمّاميّ على المكتفي، فبالغ في إكرامه وحَبَائه، وتلقّته الدّولة، وطُوِّق وسُوِّر، وجهز مع فاتك في جيشٍ كثيفٍ لحرب الخليجيّ3.
وصول تَقَادُم إسماعيل بن أحمد:
وفيها وصلت تَقَادُم إسماعيل بن أحمد من خراسان على ثلاثمائة جمل، ومائة مملوك4.
__________
1 المنتظم "6/ 50"، الكامل في التاريخ "7/ 537".
2 تاريخ الطبري "10/ 119"، النجوم الزاهرة "3/ 147"، نهاية الأرب "13/ 17".
3 تاريخ الطبري "10/ 119، 120".
4 النجوم الزاهرة "3/ 156".(22/6)
أحداث سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين:
فيها تُوُفي: إبراهيم بن عليّ الذُّهَليّ، وداود بن الحسين البَيْهَقيّ، وعبدان المروزي، وعيسى بن محمد الطهماني المَرْوَزِيّ، والفضل بن العبّاس بن مِهران الأصبهاني، ومحمد بن أسد المَدِينيّ، ومحمد بن عَبْدُوس بن كامل السّرّاج، وهميم بن همّام الطَّبَريّ الأَيْليّ.
تغلُّب الخليجيّ على جيش المكتفي:
وفي أولها: واقع الخليجيّ المتغلّب على مصر المكتفي على العريش، فهزمهم أقبح هزيمة1.
ظهور أخي الحسين بن زكرويه:
وفيها ظهر أخو الحسين بن زَكْرَوَيْه، فندب المكتفي لحربه الحسين بن حمدان، وصار ابن زَكْرَوَيْه إلى دمشق، فحارب أهلها، ثم مضى إلى طَبَرّية وحارب مَن بها، ودخلها، فقتل عامّة أهلها الرّجال والنساء، وانصرف إلى البادية.
استغواء القرامطة لبعض بطون كلب:
وقيل: لمّا قُتِل صاحب الشّامة وكان أبوه حيًّا، نفَّذ رجلًا يقال له أبو غانم عبد الله بن سعيد، كان يؤدِّب الصِّبْيان، فتسمَّى نصرًا ليُعْمي أمرَه فدار على أحياء كلْب يدعوهم إلى رأيه فلم يقبله سوى رجل يُسمَّى المقدام بن الكيّال، فاستغوى له طوائف من بُطُونِ كلْب، وقدم الشّامَ، وعامل دمشق أحمد بن كَيَغْلَغ، وهو بأرض مصر يحارب الخليجيّ.
مسير القرمطي ببلاد الشام:
فسار عبد الله بن سعيد إلى بُصْرَى وأذْرِعات، فحارب أهلها، ثمّ أمَّنهم وغدر بهم، فقتل وسبى ونهب، وجاء إلى دمشق، فخرج إليه صالح بن الفضل، فقتله القَرْمَطي وهزم جُنْده، ودافَعَه أهلُ دمشق، فلم يقدر عليهم، فمضى إلى طَبَريّة، فقتل عاملها يوسف بن إبراهيم، ونهب وسبى، فَوَرد الحسين بن حَمْدان دمشق والقَرْمَطيُّ بطَبَريّة، فعطفوا نحو السَّمَاوَة، فتبعهم ابن حمدان، فلجَّجُوا في البَرِّيَّة، ووصلوا إلى هِيت في شَعْبان، فقتلوا عامّة أهلها ونهبوها، فجهَّز المكتفي إلى هِيت محمد بن إسحاق بن كُنْداجيق، فهربوا منه2.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 121، 122"، المنتظم "6/ 56"، النجوم الزاهرة "3/ 158".
2 العيوب والحدائق ج4 ق "1/ 191-193".(22/7)
مقتل أبي غانم القرمطي:
ووصل الحسين بن حمدان إلى الرَّحْبَةِ، فلّما أحسّ الكلبيون بالجيش ائتمروا بأبي غانم المذكور، فوثب عليه رجل فقتله، ونهبوا ما معه، وظفرت طلائع ابن كُنْداجيق بالقَرْمَطيّ مقتولًا، فاحتزُّوا رأسه1.
مهاجمة القرامطة الكوفة:
ثمّ إنّ زَكْرَوَيْه بن مهْرَوَيْه جمع جُموعًا، وتَواعَد هو ومن أطاعه، فصبَّحوا الكوفة يوم النَّحْر، فقاتلهم أهلها عامّة النّهار، وانصرفوا إلى القادسيّة، وقد استعدّ لهم أهل الكوفة، وكتب عاملها إسحاق بن عمران إلى الخليفة يستمدّه، فبعث إليه جيشًا كثيفًا، فنزلوا بقرب القادسيّة، وجاءهم زَكروَيْه، فالتقوا في العشرين من ذي الحجّة. وكمَّن زَكروَيْه كمينًا، فلما انتصف النّهار خرج الكمين، فانهزم أصحاب الخليفة أقبح هزيمة، واستباحتهم القرامطة. وكان معهم القاسم بن أحمد داعي زَكروَيْه، فضربوا عليه قُبَّة وَقَالُوا: هَذَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثم هجموا الكوفةَ وهم يصيحون: يا ثارات الحسين. وهي كلمة تفرح بها الرّافضة، والقرامطة إنّما يعنون ابن زَكْرَوَيْه. وأظهروا الأعلام البيض ليَسْتَغْوُوا رُعاع الكوفيّين، فخرج إليهم إسحاق بن عِمران في طائفة، فأخرجوهم عن البلد2.
القبض على الخليجيّ:
وفيها زحف فاتك المعتضديّ على الخليجيّ، فانهزم إلى مصر، ودخل الفُسْطاط، وقُتِل أكثر أصحابه، وانهزم الباقون، واحتوى فاتك على عسكره، فاستتر الخليجيّ عند رجل من أهل الفسطاط، فدلّ عليه، فأُخِذَ في جماعةٍ من أصحابه، وبعث به فاتك إلى بغداد، فوصلها في نصف شَعْبان، فأُدْخِل هو وأصحابُه على الْجِمال فَحُبِسوا3.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 124"، البداية والنهاية "11/ 100"، تاريخ أخبار القرامطة "26-28".
2 تاريخ الطبري "10/ 122-124"، البداية والنهاية "11/ 100"، تاريخ أخبار القرامطة "28"، المنتظم "6/ 57".
3 تاريخ الطبري "10/ 128، 129"، البداية والنهاية "11/ 100"، النجوم الزاهرة "3/ 154-155".(22/8)
أحداث سنة أربعٍ وتسعين ومائتين:
تُوُفي فيها: الحسن بن المُثَنَّى العنبريّ، وأبو عليّ صالح بن محمد جَزَرَة، وعُبَيْد العِجْل، ومحمد بن إسحاق بن راهويه الفقيه، ومحمد بن أيوب بن الضريس الرازي، ومحمد بن مُعَاذ دران، ومحمد بن نصر الفقيه المَرْوَزِيّ، وموسى بن هارون الحافظ.
اعتراض القرامطة قافلة الحاجّ:
وفي المحرّم خرج زَكْرَوَيْه القَرْمَطيّ من بلاد القَطيف يريد قافلة الحاجّ، فجاء إلى واقصة، ثمّ اعترض قافلة خُراسان، عند عَقَبَة الشّيطان، فحاربوه وترجلُّوا، فقال لهم: أَمَعَكُم من عساكر السلطان أحد؟ قالوا: لا. قال: فامضُوا لشأنكم فلست أريدكم. فساروا، فأوقع بهم، وقتل الرجال، وسبى الحريم، وحاز على القافلة. وكانت نساء القرامطة يُجْهِزْن على الْجَرْحَى، فيقال: قتلوا عشرين ألفًا، وأخذوا ما قيمته ألف ألف دينار1.
وجاء الخبر إلى بغداد، فعظُم ذلك على المكتفي والمسلمين، ووقع النَّوْح والبُكاء، وانتُدِب جيشٌ لقتالهم، فساروا، وسار زَكْرَوَيْه -لعنه الله- إلى زُبَالة فنزلها، وكانت قد تأخرّت القافلة الثّالثة، وهي معظم الحجّاج، فسار زَكْرَوَيْه ينتظرها، وكان في القافلة أعيان أصحاب السّلطان، ومعهم الخزائن والأموال، وشَمْسَة الخليفة، فوصلوا إلى فَيْد، وبلغهم الخبر، فأقاموا ينتظرون عسكر السّلطان، فلم يَرِدْ إليهم أحد، فساروا، فوافاهم الملعون بالهَبِير، وقاتلهم يومًا إلى الليل، ثم عاودهم الحرب في اليوم الثّاني، فعِطشُوا واستسلموا، فوضع فيهم السّيف، فلم يُفْلِت منهم إلا اليسير، وأخذ الحريم والأموال.
الحرب بين وصيف والقرمطي:
فندب المكتفي لقتاله وَصيف بن صُوارتكين ومعه الجيوش، فكتب إلى بني شيبان أن يُوَافوه، فجاءوا في ألفَيْن ومائتي فارس، فلقيه وصيف يوم السبت رابع ربيع
__________
1 البداية والنهاية "11/ 101"، وفيه "ألفي ألف دينار"، الكامل في التاريخ "7/ 548، 549"، دول الإسلام "1/ 178".(22/9)
الأوّل، فاقتتلوا حتّى حجز بينهم اللّيل، وأصبحوا على القتال، فنصر الله تعالى وصيفًا، وقتل عامة أصحاب زكرويه فضربه الرّجال والنّساء وخلّصوا النّساء والأموال وخلُص بعضُ الجند إلى زكرويه، وهو مولٍ، على قفاه. ثمّ أسروه، وأسروا خليفته وخواصُه وأقرباءه، وابنه، وكاتبه، وامرأته.
وعاش زَكْرَوَيْه خمسة أيّام، ومات في الضّرْبة. فشقُّوا بطنه، وحمل إلى بغداد، فَقُتِل الأسارى وأُحْرِقوا1.
وقيل: إنّ الّذي جرح زَكْرَوَيْه وصيفٌ نفسه. وتمزّق أصحابه في البرية، وهلكوا عطشًا2، ولله الحمد.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 130-134"، تاريخ أخبار القرامطة "26-28".
2 النجوم الزاهرة "3/ 161".(22/10)
أحداث سنة خمسٍ وتسعين ومائتين:
تُوُفي فيها: أبو الحسين النوري شيخ الصّوفية أحمد بن محمد، وإبراهيم بن أبي طالب الحافظ، وإبراهيم بن معقل قاضي نسف، والحسن بن علي المعمري، والحكم بن مَعْبَد الخُزاعيّ، وأبو شُعَيْب الحرّانيّ، والمكتفي بالله ابن المتعضد، وأبو جعفر محمد بن أحمد التِّرْمِذِيّ الفقيه.
الفِداء بين المسلمين والروم:
وفيها كان الفداء بين المسلمين والرُّوم. فكان عدّة من فُودِيَ ثلاثة آلاف نفْس1.
خروج خاقان المفلحي لحرب ابن أبي الساج:
وبعث المكتفي لحرب يوسف بن أبي السّاج خاقانَ المُفْلِحيّ في أربعة آلاف مقاتل2.
وفاة الخليفة المكتفي:
ومات المكتفي بالله في ذي القِعْدَة، فبُويع أخوه جعفر المقتدر وهو صبي، وأمه
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 138"، البداية والنهاية "11/ 103"، النجوم الزاهرة "3/ 162".
2 تاريخ الطبري "10/ 138"، النجوم الزاهرة "3/ 162".(22/10)
روميّة، وقيل: تُرْكية، أخوها غريب المعروف بغريب الخال. أدركت خلافته، وَسُمِّيَتِ السّيّدة1.
وُلِد جعفر في رمضان سنة اثنتين وثمانين، وكان معتدل القامة جميلًا، أبيض بحُمْرة، مدوَّر الوجّه، مليحًا2. ولمّا اشتدّت علّة المكتفي سأل عنه، فصحّ عنده أنّه بالِغٌ، فأُحضِر في يوم الجمعة لإحدى عشرةٍ من ذي القَعدة القضاةُ، وأشهدهم أنّه جعل العهدَ إليه3.
وتُوُفّي المكتفي ليلة الأحد، لاثنتي عشرة من ذي القعدة4.
خلافة المقتدر:
ولم يل الخلافةَ قبل المقتدر أصغر منه، فإنّه وَلِيَها وله ثلاث عشرة سنة وأربعون يومًا5. واستوزر وزير أخيه العباس بن الحسن6، ولم يكن مؤنس الخادم حاضرًا؛ لأن المتعضد كان قد أخرجه إلى مكّة مُكْرَهًا، وكان يبغضه. فاستدعاه المقتدر ورفع منزلته. ومات صافي بعد بيعة المقتدر، فاختصّ مؤنس بالأمور كلّها.
بيت المال:
وكان في بيت المال يوم بويع المقتدر خمسة آلاف عشر ألف ألف دينار7 أموال المعتضد، وزاد المكتفي أمثالها8.
__________
1 المنتظم "6/ 67".
2 المنتظم "6/ 67".
3 المنتظم "6/ 67"، مروج الذهب "4/ 291".
4 تاريخ الطبري "10/ 138"، المنتظم "6/ 67".
5 تاريخ الطبري "10/ 139".
6 البينة والإشراف "1329"، مروج الذهب "4/ 293".
7 تاريخ الطبري "10/ 139"، المنتظم "6/ 67"، البداية والنهاية "11/ 105".
8 النجوم الزاهرة "3/ 162، 163".(22/11)
أحداث سنة ستٍّ وتسعين ومائتين:
تُوُفي فيها: أحمد بن حمّاد التُّجَيْبيّ أخو زُغْبَة، وأحمد بن نَجْده الهَرويّ، وأحمد بن يحيى الحُلْوانيّ، وخَلَف بن عَمْرو العُكْبُريّ، وعبد الله بن المُعْتَزّ، وأبو حصين الوداعي محمد بن الحسين، ومَعْمَر بن محمد أبو شِهاب البلْخيّ، ويوسف بن موسى القطّان الصّغير.
موت محمد بن المعتضد:
قال محمد بن يوسف القاضي: لمّا تمّ أمر المقتدر استصباه الوزير، وكثر خَوْضُ النّاس في صِغَره، فعمِل العبّاس على خلْعه بمحمد بن المعتضد. ثمّ اجتمع محمد بن المعتضد وصاحب الّشرطة في مجلس العبّاس يومًا، فتنازعا، فأربى عليه صاحب الشّرطة في الكلام ولم يدرِ ما قد رُشّح له، ولم يتمكن محمد من الانتصاف منه، فاغتاظ غيظًا عظيمًا كظمه، فَفُلِج في المجلس، فاستدعى العباس عمارية فحمله فيها، فلم يلبث أن مات1.
خلع المقتدر وتولية ابن المعتز:
ثمّ اتفق جماعة على خلع المقتدر وتولية عبد الله بن المعتزّ، فأجابهم بشرط أن لا يكون فيها دم، فأجابوه، وكان رأسهم محمد بنُ داود بن الجرّاح، وأبو المُثَنَّى أحمد بن يعقوب القاضي، والحسين بن حَمْدان، واتّفقوا على قتْل المقتدر، ووزيره العبّاس، وفاتك2.
فلمّا كان يوم العشرين من ربيع الأوّل ركب الحسين بن حمدان والقُوّاد والوزير، فشدّ ابن حمدان على الوزير فقتله، فأنكر عليه فاتك، فعطف على فاتك فقتله3، ثمّ شدّ على المقتدر -وكان يلعب بالصَّوالجة- فسمع الهَيْعَة، فدخل وأُغلقت الأبواب، فعاد ابن حمدان إلى المُخَرَّم، فنزل بدار سليمان بن وهْب، وأرسل إلى ابن المعتزّ فأتاه، وحضر القُوّاد والقُضاة والأعيان، سوى خواصّ المقتدر، وأبي الحسين بن الفُرات، فبايعوه بالخلافة، ولقّبوه بالغالب لله4.
وقيل غير ذلك.
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 11".
2 وفيات في الأعيان "3/ 426".
3 مروج الذهب "4/ 293"، المنتظم "6/ 80، 81".
4 تاريخ الطبري "10/ 140"، المنتظم "6/ 81"، البداية والنهاية "11/ 107".(22/12)
وزارة ابن الجراح:
واستوزر محمد بن داود بن الجرّاح، وجعل يُمْنَ الخادم حاجِبَه، فغضب سَوْسَن الخادم، وعاد إلى دار المقتدر، ونفذت الكُتُب بخلافة ابن المعتزّ وتمّ أمره ليلة الأحد1.
مقتل العبّاس الوزير:
قال الصُّوليّ: كان العبّاس الوزير قد دبّر خلْع المقتدر مع الحسين بن حمدان، ومبايعة ابن المعتزّ، ووافَقَهُما وصيف، فبلغ المقتدر، فأصلح حال العبّاس، ودفع إليه أموالًا أرضَتْه، فرجع عن رأيه، فعلم ابن حمدان، فقتله لذلك.
قول الطبري في خلافة ابن المعتز:
وقال المُعَافي بن زكريّا الجريريّ: حُدِّثت أنّ المقتدر لما خُلِع وبويع ابن المعتزّ، دخلوا على شيخنا محمد بن جرير، فقال: ما الخبر؟ قيل: بويع ابن المعتزّ.
فقال: فمن رُشِّح للوزارة؟ قيل: محمد بن داود.
قال: فمن ذُكر للقضاء؟ قيل: الحسن بن المُثَنَّى.
فأطرق ثمّ قال: هذا أمرٌ لا يتمّ.
قيل له: وكيف؟ قال: كلّ واحدٍ ممّن سمّيتم متقدّم في معناه على الرُّتْبة، والزّمان مُدْبِرٌ، والدُّنيا مُوَلِّيَة، وما أرى هذا إلّا اضْمحلال، وما أرى لمدّته طُول2.
مهاجمة ابن حمدان دار الخلافة:
وبعث ابن المعتزّ إلى المقتدر يأمره بالانصراف إلى دار محمد بن طاهر، لكي ينتقل ابن المعتزّ إلى دار الخلافة، فأجاب، ولم يكن بقي معه غير مؤنس الخادم، وغريب خاله، وجماعة من الخَدَم فباكر الحسين بن حمدان دارَ الخلافة فقاتلها3
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 140"، النجوم الزاهرة "3/ 165"، تاريخ الخلفاء "378".
2 تاريخ الخلفاء "379".
3 تاريخ الطبري "10/ 140"، البداية والنهاية "11/ 107".(22/13)
فاجتمع الخَدَم، فدفعوه عنها بعد أن حمل ما قدر عليه من المال، وسار إلى المَوْصل، ثمّ قال الّذين عند المقتدر: يا قوم نسلِّم هذا الأمر ولا نجرّب نفوسنا في دفع ما نزل بنا؟ فنزلوا في الشذاءات، وألبسوا جماعة منهم السّلاح، وقصدوا المُخَرَّم، وبه ابن المعتزّ، فلمّا رآهم من حول ابن المعتزّ أوقع الله في قلوبهم الرُّعب، فانصرفوا منهزمين بلا حرب1.
وخرج ابن المعتز فركب فرسًا، ومعه وزيره ابن داود، وحاجبه يُمْن، وقد شَهَر سَيفَه وهو ينادي: معاشر العامة، ادْعُوا لخليفتكم. وأشاروا إلى الجيش أن يتبعوهم ألى سامرّاء، ليثبّت أمرهم، فلم يتبعهم أحد من الجيش، فنزل ابن المعتزّ عن دابّته ودخل دارَ ابنِ الْجَصّاص2، واختفى الوزير ابن داود، وأبو المُثَنَّى القاضي، ونُهِبَت دُورُهما، ووقع النَّهْب والقتْل في بغداد، واختفى علّي بن عيسى بن داود، ومحمد بن عَبْدُون في دار بقالٍ، فَبَدَرَتْهُما العامّة، فأخرجوهما إلى حضرة المقتدر3.
عودة المقتدر إلى الخلافة:
وقبض المقتدر على وصيف، وعلى يُمْن الخادم، وأبي عمر محمد بن يوسف القاضي، وأبي المُثَنَّى القاضي، وأبي المُثَنَّى أحمد بن يعقوب، ومحمد بن خَلَف القاضي، والفقهاء والأمراء الذين خلعوه، وسُلِّموا إلى مؤنس الخادم فقتلهم، إلا عليّ بن عيسى، وابن عَبْدُون، والقاضيَيْن أبا عمر، ومحمد بن خَلَف، فإنهم سَلِمُوا من القتْل، وكان قَتْلُ الباقين في وسط ربيع الآخر4.
وزارة ابن الفرات:
واستقام الأمر للمقتدر، فاستوزر أبا الحسن عليّ بن محمد بن الفُرات5.
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 15، 16"، ووفيات الأعيان "3/ 426".
2 المنتظم "6/ 81"، البداية والنهاية "11/ 107"، تاريخ الخلفاء "379".
3 تاريخ الطبري "10/ 140"، تاريخ ابن خلدون "3/ 359"، الكامل في التاريخ "8/ 168".
4 تاريخ الطبري "10/ 141"، المنتظم "6/ 81، 82".
5 تاريخ الخلفاء "379"، النجوم الزاهرة "3/ 165"، التنبيه والإشراف "329".(22/14)
حبْس ابن المعتزّ:
ثمّ بعث جماعة فكبسوا دار ابن الجصّاص، وأخذوا ابن المعتزّ، وابنَ الجصّاص، فصُودر ابنُ الجصّاص، وحُبس ابن المعتزّ، ثمّ أُخْرِج فيما بعد ميتًا1.
الأمر بعدم استخدام اليهود والنصارى:
وفيها أمر المقتدر بأن لا تُسْتَخْدَم اليهود وَالنَّصَارَى، وأن يركبوا بالأُكُف2.
تفويض المقتدر الأمر لابن الفرات:
وسار ابن الفُرَات أحسن سيرة، وكشف المظالم؛ وحضَّ المقتدر على العدل، ففوَّض إليه الأمور لصغره، واشتغل بالأمر، واطرح الندماء والمغنين، وعاشر النّساء، وغلب أمر الحُرَم والخَدَم على الدولة، وأتلف الخزائن3.
تقليد المقتدر لابن حمدان قمّ وقاشان:
ثمّ إنّ الحسين بن حمدان قدِم بغداد؛ لأنَّ المقتدر كتب إلى أخيه أبي الهَيْجاء عبد الله بن حمدان في قصْد أخيه، وبعث إليه جيشًا. فالتقى الأَخَوان، فانهزم أبو الهيجاء، فسار أخوهما إبراهيم ألى بغداد، فأصلح أمر الحسين. فكتب له المقتدر أمانًا، فقدِم في جُمَادَى الآخرة، فَقُلِّدَ قُمّ، وقاشان، فسار إليهما مسرعًا4.
وقوع الثلج ببغداد:
وفي كانون وقع ببغداد ثلج كثير، وأقام أيامًا حتى ذاب5.
هرب زيادة الله بن الأغلب من إفريقية إلى مصر:
وفيها قدم زيادة الله بن عبد الله بن إبراهيم بن الأغلب أسير إفريقية إلى الجيزة،
__________
1 المنتظم "6/ 82"، البداية والنهاية "11/ 107"، الكامل في التاريخ "8/ 18".
2 البداية والنهاية "11/ 108"، النجوم الزاهرة "3/ 165".
3 تجارب الأمم "1/ 131".
4 تاريخ الطبري "10/ 141"، تجارب الأمم "1/ 141"، دول الإسلام "1/ 180".
5 تاريخ الطبري "10/ 141"، البداية والنهاية "11/ 107".(22/15)
هاربًا من المغرب من أبي عبد الله الّداعي. وكانت بين زيادة الله وبين جُنْد مصر هَوْشة، ومنعوه من الدّخول إلى الفسطاط. ثمّ أذنوا له، فدخل مصر وتوجّه إلى العراق1.
خروج المهدي عبيد الله من السجن وإظهار أمره:
وفيها انصرف أبو عبد الله الدّاعي إلى سِجِلْماسَة، وافتتحها2، وأخرج من الحبس المهديّ عُبَيْد الله ووَلَده من حبس اليَسَع. وأظهر أمره، وأعلم أصحابه أنّه صاحب دعوته، وسلم عليه بالإمامة. وذلك في سابع ذي الحجّة سنة ستِّ.
فأقام بسِجِلْماسَةَ أربعين يومًا، ثم قصد إفريقيّة، وأظهر التّواضع والخشوع، والإنعام والعدل، والإحسان إلى النّاس، فانحرف النّاس إليه، ولم يجعل لأبي عبد الله كلامًا. فلامه أبو العبّاس، وعرّفه سابقةَ أبي عبد الله.
تخلُّص المهديّ من أبي عبد الله الشيعيّ وأخيه:
ثمّ أراد أبو عبد الله استدراك ما فات، فقال على سبيل التنصُّح للمهديّ: أنا أخبر منك بهؤلاء، فاترك مباشرتهم إلي، فإنه أمكن لجبروتك، وأعظم لك. فتوحَّش من كلامه، وساء به ظنه، فحبّب أبو العبّاس نفوس جماعة من الأعيان، وشكَّكهم في المهديّ، حتى جاهره مقدّمهم بذلك فقتله، وتأكدت الوحشة بين المهدي وبين الأَخَوَيْن، وجماعة من كُتَامة، وقصدوا إهلاك المهديّ، فتلطّف حتى فرّقهم في الأعمال، ورتب من يقتل الأَخَوَيْن، فعسكرا بمن معهما وخرجا، فَقُتِلا سنة ثمان وتسعين، وقتل معهما خلق3.
__________
1 تاريخ الخلفاء "379"، دول الإسلام "1/ 180"، العبر "2/ 105".
2 النجوم الزاهرة "3/ 166"، تاريخ ابن خلدون "3/ 364".
3 الكامل في التاريخ "8/ 47-50"، العبر "2/ 37".(22/16)
أحداث سنة سبع وتسعين ومائتين، أحداث سنة ثمان وتسعين ومائتين:
أحداث سنة سبْعٍ وتسعين ومائتين:
تُوُفي فيها: إبراهيم بن هاشم البَغَويّ، وإسماعيل بن محمد بن قيراط، وعبد الرحمن بن القاسم الرّاوي الهاشمي، وعُبَيْد بن غنام، ومحمد بن عبد الله مُطَيَّن، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، ومحمد بن داود الظّاهريّ، ويوسف بن يعقوب القاضي.
دخول ابني ابن الليث بغدادَ أسيرين:
وفيها دخل طاهر ويعقوب ابنا محمد بن عَمْرو بن الليث الصّفّار بغدادَ أسيرَيْن1.
بناء المهديّة بالمغرب:
وفيها وصل الخبر إلى العراق بظهور عُبيد الله المسمَّى بالمهديّ؛ وأخرج ابنَ الأغلب وبَنى المَهْدِيّة. وخرجت المغرب عن أمر بني العباس من هذا التاريخ2.
إقامة ابن الأغلب بالرّقّة:
وهرب ابن الأغلب وقصد العراق، فكتب إليه أن يصير إلى الرَّقَّةِ ويقيم بها3.
وفاة النوشَريّ وابن بسطام:
وتُوُفي نائبه عيسى النوشَريّ، وعاملُ خَرَاجها أحمد بن محمد بن بِسْطام، فقلّد تكين أبو منصور الخاصّة مصر، فوصلها في ذي الحجّة4، واستعمل على الخراج علي بن أحمد بن بسطام.
أحداث سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين:
فيها تُوُفي: أبو العبّاس أحمد بن محمد بن مسروق، وبُهْلُول بن إسحاق الأنباريّ، والْجُنَيْد شيّخ الطائفة، والحَسَن بن عَلُّويَة القطّان، وأبو عثمان الحِبَرِيّ الزّاهد سعد بن إسماعيل، وسمنون المُحِب، ومحمد بن عليّ بن طرْخان البلْخيّ الحافظ، ومحمد بن يحيى بن سليمان المَرْوَزِيّ، ومحمد بن طاهر الأمير، ويوسف بن عاصم.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 43"، النجوم الزاهرة "3/ 168".
2 النجوم الزاهرة "3/ 168"، تاريخ ابن خلدون "3/ 364، 365".
3 نهاية الأرب "24/ 152".
4 الكامل في التاريخ "8/ 58، 59"، النجوم الزاهرة "3/ 171، 3/ 195"، نهاية الأرب "23/ 32".(22/17)
إصابة القاضي ابن أبي الشوارب بالفالج:
وفيها فُلِجَ القاضي عبد الله بن عليّ بن أبي الشوارب، وكان على قضاء الجانب الشرقيّ، فأُسْكِت من الفالج، فاستخلف ابنه محمدا1، وبقي إلى سنة إحدى وثلاثمائة.
ولاية ابن حمدان ديار بكر وربيعة:
وفيها قدِم الحسين بن حمدان من قُمّ، فولّاه المقتدر ديارَ بكْر، وربيعة2.
وفاة ابن عمرويه:
وفيها تُوُفي محمد بن عَمْرَوَيْه صاحب الشرطة، تُوُفّي بآمد، وحُمِل إلى بغداد.
وفاة صافي الحرمي:
وفيها توفي صافي الحرمي3، فقلّد مكانه مؤنس الخادم.
استتار الخاقاني:
وفيها استتر أبو عليّ محمد بن عُبَيْد الله الخاقانيّ، لوصول رُقْعة له إلى المقتدر يطلب فيها الوزارة، فبعث بها إلى ابن الفرات. فاتّهم ابن الفُرات عبد الله بن الحسن بن زوزان بأنّه يسعى لأبي عليّ في الوزارة، فنفاه إلى الرَّقَّةِ.
هبوب الريح بالموصل:
وفيها أُخِذَ من بغداد أربعةٌ، ذُكِرَ أنهم من أصحاب محمد بن بِشْر، وأنّه يدَّعي الرُّبُوبيّة4.
وهبّت بحديثة الموصل ريحٌ حارّة، فمات من حَرِّها جماعة5.
قتل المهديّ للداعيين الشيعيين:
وفيها كانت وقعة بين أبي محمد عُبَيْد الله المهديّ وبين داعِيَه أبي عبد الله، وأبي العبّاس بإفريقّية في جُمَادى الآخرة، فَقُتِل الدّاعيّان وجُنْدهما، فخالف على المهديّ أهلُ طرابُلُس، فجهز إليهم ابنه أبا القاسم القائم، فأخذها عنوةً في سنة ثلاثمائة، وتمهدت له المغرب6.
__________
ــ
1 المنتظم "6/ 97، 98"، البداية والنهاية "11/ 112"، النجوم الزاهرة "3/ 174".
2 دول الإسلام "1/ 181"، العبر "2/ 109".
3 سيأتي في التراجم برقم "221".
4 المنتظم "6/ 98"، البداية والنهاية "11/ 112".
5 المنتظم "6/ 98"، البداية والنهاية "11/ 112"، الكامل في التاريخ "
6 نهاية الأرب "24/ 154"، النجوم الزاهرة "3/ 174"، العبر "2/ 109".(22/18)
أحداث سنة تسعٍ وتسعين ومائتين:
فيها تُوُفي: أحمد بن أنس بن مالك الدِّمشقيّ، وأبو عَمْرو الخفاف الزّاهد أحمد بن نصر الحافظ، والحسين بن عبد الله الخرقي الفقيه والد مصنف الخِرَقيّ، وعليّ بن سعيد بن بشير الرّازيّ، ومحمد بن يزيد بن عبد الصّمد، وجُمشاد الدَّينَورِيّ الزاهد.
القبض على الوزير ابن الفرات:
وفيها قبض المقتدر على وزيره أبي الحسن بن الفُرات، ونُهِبَتْ دُورُه، وهُتِك حُرَمُه1.
وقيل: إنه ادُّعي عليه أنّه كاتَبَ الأعراب أن يكبسوا بغداد. ونهبت بعض بغداد عند قبْضه.
وزارة ابن خاقان:
واستوزر أبا عليّ محمد بن عُبَيْد الله بن يحيى بن خاقان2.
ورود هدايا مصر على المقتدر:
وفيها وردت هدايا مصر، فيها خمسمائة ألف دينار، وضلع إنسان عرض شبْر، في طول أربعة عشر شِبْرًا، وتَيْس له ضرْع يحلب لبنًا3.
ورود هدايا أمير خُراسان:
ووردت هدايا أحمد بن إسماعيل بن أحمد أمير خُراسان، فيها جواهر ويواقيت لا تُقَوَّم4.
ورود هدايا ابن أبي السّاج:
ووردت هدايا يوسف بن أبي الساج، فكانت خمسمائة رأس من الخيل والبغال، وثمانون ألف دينار، وبساط روميّ طولُه سبعون ذراعًا، في عرض ستّين ذراعًا، نُسِجَ في عشر سنين، وغير ذلك5.
الدعوة للمهديّ بالخلافة:
وفيها سار المسمّى بالمهديّ إلى المهديّة بالمغرب، وَدُعِيَ له بالخلافة برَقّادة والقيروان وتلك النواحي، وعظم مُلْكُه6، والله أعلم.
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 145"، نهاية الأرب "23/ 34"، النجوم الزاهرة "3/ 177".
2 تاريخ الطبري "10/ 145"، البداية والنهاية "11/ 116"، النجوم الزاهرة "3/ 177".
3 المنتظم "6/ 109"، البداية والنهاية "11/ 116"، النجوم الزاهرة "3/ 177".
4 البداية والنهاية "11/ 112-116"، المنتظم "6/ 98".
5 المنتظم "6/ 110"، نهاية الأرب "23/ 36".
6 النجوم الزاهرة "3/ 177".(22/19)
أحداث سنة ثلاثمائة:
وفيها تُوُفي: أبو العبّاس أحمد بن محمد البراثيّ، وأبو أُمية أحْوَص بن المفضَّل الغَلابي، والحسين بن عمر بن أبي الأَحْوَص، وعليّ بن سعيد العسْكريّ الحافظ، وعبد الله بن عبد الله بن طاهر الأمير، وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الأمويّ صاحب الأندلس، وعليّ بن طَيْفُور النَّسَويّ، ومحمد بن أحمد بن جعفر أبو العلاء الوَكِيعيّ، ومسدَّد بن قَطَن، ومحمد بن الحَسَن بن سَمَاعَة.
مقتل الحسيني بأعمال دمشق:
وفيها ظهر محمد بن جعفر بن عليّ الحسينيّ بأعمال دمشق، فخرج إليه أميرها أحمد بن كَيْغَلَغ، فقُتل محمد في المعركة1.
الوباء بالعراق:
وفيها كان وباء شديد بالعراق، وأهلك الخلق2.
سَيْح جبل بالديّنور:
وساح جبل بالدينَوَر في الأرض، وخرج من تحته ماء كثير غَرّق القرى3.
مصادرة ابن الفرات وأصحابه:
وفيها تُتُبِّع أصحاب أبي الحَسَن بن الفُرات وصُودروا، وأُخْرِبت ديارُهم، وضُربوا، وعُذِّب ابن الفُرات حتى كاد يتلف، ثمّ رَفَقُوا به بعد أن أُخِذت أمواله4.
وزارة عليّ بن عيسى:
ثمّ عزل الخاقاني عن الوزارة، ورُشّح لها عليّ بن عيسى5.
ولادة بغلة:
ويقال وُلِدت فيها بغلة، فسبحان القادر على كل شيء6.
__________
1 النجوم الزاهرة "3/ 180".
2 البداية والنهاية "11/ 118"، النجوم الزاهرة "3/ 180".
3 المنتظم "6/ 115"، البداية والنهاية "11/ 181"، النجوم الزاهرة "3/ 180"، تاريخ الخلفاء "380".
4 النجوم الزاهرة "3/ 179".
5 النجوم الزاهرة "3/ 180"، الكامل في التاريخ "8/ 68".
6 المنتظم "6/ 115".(22/21)
تَرَاجِمُ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى الْحُرُوفِ:
"حَرْفُ الألف":
1- أحمد بن إبراهيم بن عُبَيْد الله بن كيسان الثقفي المديني1. شادويه.
وعن: إسماعيل بن عمرو البجلي. وعنه: الطبراني.
قال أبو الشّيخ: ليس بالقويّ.
تُوُفي سنة إحدى وتسعين ومائتين.
2- أحمد بن إبراهيم بن الحَكَم أبو دُجَانة القرافيّ، مولاهم. والقرافة بطن من المَعَافر، نزلوا بظاهر مصر.
يروي عن: عيسى بن حمّاد، وحَرْمَلَة، وغيرهما.
تُوُفي سنة تسعٍ تسعين ومائتين.
3- أحمد بن إبراهيم بن أيّوب أبو بكر الحَوْرانيّ.
عن: عثمان بن أبي شَيْبة، وعُقْبة بن مُكْرَم. وعنه: أبو بكر بن أبي دُجَانة، وأخوه أبو زُرْعة بن أبي دُجَانة.
وتُوُفي سنة تسعٍ وتسعين.
4- أحمد بن إسحاق الأصبهانيّ ويُعرف بحَمُّوَيْه الثَّقَفيّ الْجَوْهريّ.
عن: لُوَيْن، وإسماعيل بن زُرَارة، وأبي مروان العثمانيّ. وعنه: أبو الشيَّخ، والقاضي أبو أحمد العسَّال.
توفي سنة ثلاثمائة.
5- أحمد بن أنَس بن مالك أبو الحَسَن الدّمشقيّ المقرئ2.
عن: صَفْوان بن صالح، وهشام بن عمّار، ودُحَيْم، ومحمد بن الخليل البلاطيّ، وطائفة.
وقرأ القرآن على ابن ذَكْوان. وذكر أبو بكر النّقّاش أنه أخذ عنه حرف ابن ذَكْوان.
وروى عنه: ابن جَوْصا، وولده الحَسَن بن أحمد بن جوصا، وأبو عمر بن فَضَالَةَ، والطَّبَرانيّ، وأبو أحمد بن النّاصح، وجماعة. وكان من ثقات الدمشقيين.
توفي سنة تسعٍ وتسعين.
6- أحمد بن بِشْر أبو أيوب الطيالسي3.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 64-65".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 10".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 35"، طبقات الحنابلة "1/ 22" رقم 5.(22/22)
عن: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين. وعنه: أبو بكر الخلال الخُتُّليّ، وعمر بن مسلم.
تُوُفي سنة خمسٍ وتسعين.
7- أحمد بن بِشْر الهَرَويّ.
عن: عليّ بن حُجْر، وغيره. تُوُفي سنة ستٍّ.
8- أحمد بن بِشْر بن حبيب الصُّوريّ البيروتيّ المؤدِّب1.
عن صَفْوان بن صالح، وعبد الحميد بن بكّار، ومحمد بن مُصَفَّى، وغيرهم. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو عمر بن فَضَالَةَ، وجُمَح بن القاسم، وآخرون.
وقد مر: أحمد بن بِشْر بن عبد الوهاب وأحمد بن بِشْر المَرْثَديّ.
9- أحمد بن تميم بن ... 2 المُرُوذِيّ.
ومُرْذ: بالضّمّ من قرى مَرْو. وسمع: عليَّ بن حُجْر، وأحمد بن منيع، وجماعة.
توفي سنة ثلاثمائة، في صَفَر.
10- أحمد بن حاتم ماهان السّامُرِّيّ الْمُعَدَّلُ3.
عن: عبد الأعلى بن حمّاد، ويحيى بن أيّوب العابد، وعدّة. وعنه: عبد الله الخُراساني، والطَّبَرانيّ.
11- أحمد بن الحسن بن أبان بن مُضَر. المصري4 الأَيْليّ5.
عن: أبي عاصم النّبيل، وعبد الصمد بن حسّان، وحَجّاج بن منهال، وغيرهم.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 16".
2 بياض في الأصل.
3 تاريخ بغداد "4/ 114"، المعجم الصغير للطبراني "1/ 66".
4 في الأصل "المغري".
5 المعجم الصغير للطبراني "1/ 53"، المجروحين لابن حبان "1/ 49، 150"، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي.(22/23)
وعنه: عبد الباقي بن قانع، ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازيّ، والطّبرانيّ، وجماعة.
قال ابن حِبّان، وابن الرّبيع: كذّاب. وقال أبو يَعْلَى الخليليّ: كذاب يضع الحديث.
قلت: تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين. أورد له ابن عديّ حديثين باطلين.
12- أحمد بن الحسين بن نصر1. أبو جعفر البغداديّ الحذّاء.
عن: عليّ بن المَدِينيّ، وغيره. وعنه: ابن قانع، وعيسى الرُّخَّجيّ، وآخرون. وثّقه الدّارَقُطْنيّ2. وتوفي سنة تسعٍ وتسعين.
13- أحمد بن الحسين. أبو بكر الباغَنْديّ.
عن: محمد بن منصور الجزّار، وعيسى بن يونس الفاخوريّ، والحسين بن حسن المَرْوَزِيّ، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة. روى عنه: يزيد بن محمد الأزْديّ.
14- أحمد بن حفص السَّعْديّ الْجُرْجانيّ3. حَمْدان. محدِّث، عالم، ضعيف.
يروي عَنْ: عليّ بْن الْجَعْد، وأحمد بْن حنبل، وطبقتهما. وعنه: أبو أحمد بن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وأهل جُرْجان.
تُوُفي سنة ثلاث أو أربعٍ وتسعين.
قال ابن عديّ: أحمد بن حفص بن عمر بن حاتم بن النجم بن ماهان أبو محمد السَّعْديّ، تردَّد إلى العراق وأكثر، وحدَّث بأحاديث مناكير لا يُتابَع عليها. وهو عندي ممّن لا يتعمَّد الكذب. وهو ممّن يُشَبَّه عليه فيغلط ويحِّدث من حفظه.
قلت: روى له ابن عديّ خمسة أحاديث، كلّها لهشام بن عُروة، عن أبيه، عن عائشة مناكير مرة. يسقط حديث الرجل بدونها.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 41"، وتاريخ بغداد "4/ 97، 98".
2 تاريخ بغداد "4/ 98".
3 ميزان الاعتدال "1/ 94"، ولسان الميزان "1/ 162، 163"، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي "1/ 70"، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى "1/ 41".(22/24)
ثمّ إنّه حدَّث عن سعيد بن عُقْبة الكوفيّ قال: ثنا الأعمش، وثنا جعفر الصّادق. وسأل ابن عديّ الحافظ ابن عُقْدة، عن ابن عُقْبة هذا فقال: لم أسمع به قط.
ثمّ إنّ الّذي عن جعفر بن محمد، هو من أبيه، عن جدّه، عن بَحِيرا الراهب في الزَّجْر عن الخمر. فانظر إلى هذا الإفْك المبين، وبَحِيرا لم يُدْرِك المَبْعَث. وما أشكّ أنّ سعيد بن عُقْبة هذا شيء اختلقه أحمد بن حفص. فإنّ مثل هذا يُروى عن جعفر، ويتأخّر إلى حدود سنة ثلاثين ومائتين، ولا يعرفه ابن عُقْدة، هذا معدوم قَطْعًا.
15- أحمد بن حمَاد بن مسلم1. أبو جعفر التُّجَيْبيّ المصريّ بن زُغْبَة.
عن: سعيد بن أبي مريم، وسعيد بن عُفَيْر، وأخيه عيسى بن حمَاد، وطائفة. وعنه: ن. وأبو سعيد بن يونس، وعبد المؤمن بن خَلَف النَّسَفيّ، والحسن بن رشيق، والطبراني، وجماعة.
وبلغ أربعا وتسعين سنة. توفي بمصر في جمادى الأولى سنة ست وتسعين.
16- أحمد بن حماد بن سفيان2. أبو عبد الرحمن الكوفي.
ولي قضاء المصيصة، فتوفي بها. سمع: أبا بلال الأشعري، وأبا كريب. وعنه: عبد الباقي بن قانع، ومحمد بن علي بن حبيش، وجماعة، وأبو عمرو السماك.
قال الدّارَقُطْنيّ: لا بأس به.
17- أحمد بن داود بن أبي نصر3. أبو بكر السّمْنانيّ القُومِسيّ.
عن: سُفْيان، وهُدْبَة بن خالد، وصَفْوان بن صالح المؤذّن، وخلْق. وعنه: ابن عُقْدَةَ، وإسماعيل بن نُجَيْد، وأبو عَمْرو بن مَطَر.
تُوُفي سنة خمسٍ وتسعين.
18- أحمد بن رُسْتَة الأصبهانيّ4.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 21، 22"، وتهذيب التهذيب "1/ 25، 26"، وتقريب التهذيب "1/ 13"، وسير أعلام النبلاء "13/ 533" رقم 265.
2 تاريخ بغداد "4/ 124".
3 تاريخ بغداد "4/ 141".
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 63".(22/25)
عن: جده لأمّه محمد بن المغيرة، وسليمان الشاذكوني، وإبراهيم بن عبد الله الهروي. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشَّيخ، وأبو أحمد الْعَسَّالُ.
تُوُفي سنة ثلاثٍ وتسعين.
19- أحمد بن أبي يحيى زُكَيْر الحضْرميّ1. مولاهم المصريّ أبو الحَسَن الملقَّب بيزيد بن أبي حبيب.
يروي عن: حَرْمَلَة، وعافية بن أيّوب، وجماعة. وعنه: الطَّبَرانيّ.
تُوُفي سنة ثمانٍ وتسعين. قال ابن يونس: لم يكن بذاك، فيه نُكْرة.
20- أحمد بن زيد بن الحُرَيْش الأهوازيّ2. أبو الفضل.
عن: أبيه، وأبي حاتم السجِسْتانيّ. وعنه: الطَّبَرانيّ.
تُوُفي في صفر سنة أربعٍ وتسعين.
21- أحمد بن سعيد بن شاهين البغداديّ3.
عن: شَيْبان، ومُصْعَب بن عبد الله. وعنه: دَعْلَج، والطَّبَرانيّ. وكان ثقة.
تُوفي سنة ثلاثٍ أيضًا.
22- أحمد بن سعيد. أبو جعفر4 النَّيْسابوريّ الحبريّ5.
عن: عليّ بن حُجْر، وأحمد بن صالح المصريّ، وخلْق. وسكن الشاش. وكان حافظًا نبيلًا.
تُوُفي بالشّاش في ذي القعدة سنة ثلاثٍ أيضًا.
23- أحمد بن سعيد بن عروة الصفار6.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 49".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 28".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 36"، وتاريخ بغداد "4/ 171".
4 الثقات لابن حبان "8/ 755".
5 في الثقات "الحيري".
6 المعجم الصغير للطبراني "1/ 62".(22/26)
عن: عبد الواحد بن غِياث، وإسحاق بن موسى الخَطْميّ، وأحمد بن عَبْدة. وعنه: أبو الشيخ، والطَّبَرانيُّ. توُفّي سنة خمسٍ.
24- أحمد بن الحافظ سعيد بن مسعود المَرْوَزِيّ1. من كُبراء مَرْو، وأَجِلّائها، وعُقَلائها.
عن: أبيه، وعليّ بن حُجْر. وعنه: أبو العبّاس الساريّ، ويحيى العَنْبَريّ.
توُفّي سنة ثمانٍ وتسعين.
25- أحمد بن سليمان بن أيوب2. أبو محمد المَدِينيّ الأصبهانيّ الوَشّاء. أحد الأثبات.
سمع: الوليد بن شجاع، وسوّار بن عبد الله العَنْبَريّ، والطبقة. وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشَّيخ، وأبو إسحاق بن حمزة.
توفي سنة تسعٍ وتسعين.
26- أحمد بن سهل بن أيّوب3. أبو الفضل الأهوازيّ.
عن: عليّ بن بحر القطّان. وعنه: الطَّبَرانيّ، وغيره. تُوُفّي في يوم التَّرْوِية سنة إحدى وتسعين بالأهواز.
27- أحمد بن سهل بن مالك4. أبو بكر النَّيْسابوريّ.
عن: أحمد بن حنبل، وابن راهَوَيْه. وعنه: الحافظان ابن عُقْدة، وابن الأخرم.
تُوُفّي سنة تسعين.
28- أحمد بن صنا. ويقال: أحمد بن صنا أبو الحَسَن الدّمشقيّ المَرَوِيّ. روى عن: أبي الجماهر الكَفَرْسوسيّ، وغيره.
وعنه: أبو الطَّيَّب بن الخَوْلانيّ، وأبو عليّ بن آدم، وأبو عَمْرو بن فضالة.
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 62".
2 ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 109، 110".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 31".
4 طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى "1/ 47".(22/27)
29- أحمد بن طاهر بن حَرْمَلةَ بن يحيى التُّجَيْبيّ المصريّ1.
عن: جدّه. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأحمد بن عليّ المَدِينيّ. قال ابن عديّ: ضعيف يكذب في الحديث وغيره. سمعت أحمد بن علي يقول: سمعت أحمد بن طاهر يقول: رأيت بالرملة قردا يصوغ، فإذا أراد أن ينفخ أشار إلي رجل حتى ينفخ له.
توفي سنة اثنتين وتسعين.
30- أحمد بن العباس بن أشرس2.
عن: أحمد بن حنبل، وأبي إبراهيم الترجماني. توفي ببغداد سنة ثلاث وتسعين.
31- أحمد بن العبّاس بن الوليد بْن مُزْيَد. أبو العبّاس العُذْريّ البَيْروتيّ.
روى عن: هشام بن عمّار، ولُوَيْن، وحامد بن يحيى البْلخيّ. وعنه: محمد بن يوسف الهَرَويّ، وموسى الصّبّاغ إمام مسجد بيروت، وأبو عبد الله بن مروان، وآخرون.
ذكره ابن منده بالفضل والصَّلاح.
32- أحمد بن عَبْدان بن سِنان الزَّعْفرانيّ.
عن: عبد الله بن عمر أخو رُسْتَة، وطبقته من الأصبهانيّين. وعنه: أبو الشَّيخ.
تُوُفّي سنة ستٍ وتسعين.
33- أحمد بن عبد الله الخُتُّليّ3.
عن: أبي بكر بن أبي شَيْبة، وأبي همّام السَّكونيّ، وطبقتهما. وعنه: أبو بكر الجعابي، والإسماعيلي.
توفي سنة ثلاثمائة. وثقه الخطيب.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 22"، ولسان الميزان "1/ 189"، وميزان الاعتدال "1/ 105".
2 طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى "1/ 52، 53".
3 في الأصل "أبي بن أبي شيبة".(22/28)
34- أحمد بن عبد الله القَرْمَطيّ1.
صاحب الخال. رأس القرامطة وطاغيتهم. هو سمّى نفسه هكذا. وهو حسين بن زَكْرَوَيْه. بعث المكتفي بالله عسكرًا لحربه في سنة إحدى وتسعين، فالتقوا، فقُتِل خلْق من أصحابه، ثمّ انهزم، فَمُسِكَ وأُتِيَ به، وطِيف به في بغداد في جماعة، ثمّ قُتِل هو وهم تحت العذاب.
وكان قد بايعه القرامطة بعد قتل أخيه، ولقَّبوه بالمهدي. وكان شجاعًا فاتكًا شاعرًا. ومن شعره يقول:
متى أرى الدنيا بلا كاذبِ ... ولا حَرُوري ولا ناصبي
متى أرى السَّيْفَ على كلِّ مَن ... عادى عليَّ بنَ أبي طالبِ
ولما قُتِلَ خرج بعده أبوه زَكْرَوَيْه القَرْمَطيّ يأخذ بالثّأر، فاعترض الرّكَب العراقيّ في سنة أربعٍ وتسعين في المحرَّم، فقتلهم قتلًا ذريعًا، وبدَّعَ فيهم.
قال أبو الشَّيخ الأصبهانيّ: حزروا أنّ زَكْرَوَيْه القَرْمَطيّ قتل من الحاجّ وغيرهم خمسين ألف رجل، ثمّ لقِيه العسكر بظاهر الكوفة، فهزم العسكر وأخذ سلاحهم وثقلهم، فتقوى بذلك، واستفحل أمره، وأجلبت معه كلْب وأَسَد، ولقَّبوه السيّد، وكان يُدْعى زَكْرَوَيْه.
ثمّ سار إليه جيش عظيم، فالتقوه بين البصْرة والكوفة، فكُسِر جيشه وأسر جريحًا، ثمّ مات في ربيع الأول من سنة أربعٍ، وطِيف به ببغداد ميتًا2، لا رحمه الله تعالى. وقد مرّت أخبارهم في الحوادث.
قال إسماعيل الخُطَبيّ: خرج بالشّام في خلافة المكتفي رجل يُعرف بابن المهزول، انتمى إلى جعفر بن محمد، فعاث وأفسد.
قال المَرْزبانيّ: عليّ بن عبد الله بن المهزول الخارج بالشّام مع أخيه أحمد بن عبد الله صاحب الخال، وهو صاحب الشامة، وكانا ينتميان إلى الطالبيين، ويشك في
__________
1 تاريخ الطبري "10/ 100-114"، والمنتظم "6/ 43"، وتاريخ أخبار القرامطة "20-25".
2 تاريخ الطبري "10/ 130-134"، والتنبيه والإشراف "325، 326"، تاريخ أخبار القرامطة "28-36"، والمنتظم "6/ 60"، البداية والنهاية "11/ 101".(22/29)
نَسَبِهما فكانت الرئاسة لعليّ بن عبد الله، فقُتِل، ثمّ قام أخوه إلى أن قُتِل. ولعليّ شِعْر جيّد.
قلت: ويُسمى أيضًا يحيى بن زَكْرَوَيْه.
قال الخُطَبيّ: ثمّ حاصر ابن المهزول دمشقَ فلم يدخلْها، وتمّت له وقائع مع عسكر مصر، وقُتِل في المعركة. وكان يعرف بصاحب الجمل، فقام بعده أخوه صاحب الخال، وفي اسمه خلف.
35- أحمد بن عبد الرحمن السقطي1.
عن: يزيد بن هارون. مجهول. تفرد عنه: محمد بن أحمد المفيد الضعيف وقال: سمعت منه سنة خمسٍ وتسعين.
36- أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق2. أبو عبد الله بن أبي عَوْف البغداديّ البُزُوريّ. رئيس نبيل صدوق.
سمع: سويد بن سعيد، ولُوَيّنًا، وعثمان بن أبي شَيْبة، وجماعة. وعنه: أبو علي بن الصواف، وعبد الله بن إبراهيم الزَّيْنبيّ، ومحمد بن عليّ بن حُبَيْش، وآخرون.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين. وثّقه الدارَقُطْنيّ. ومولده سنة أربع عشرة ومائتين3.
قال الخطيب: كان ثقة نبيلًا رفيعًا جليلًا، ذا منزلة من السلطان وأموال. قال ابن الحربيّ: هو أحد عجائب الدُّنيا4.
37- أحمد بن عبد الرحمن بن يزيد بن عقال5. أبو الفوارس التميمي الحراني.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 244"، والمنتظم "6/ 90-92"، لسان الميزان "1/ 211، 212".
2 تاريخ بغداد "4/ 245، 246"، وميزان الاعتدال "1/ 116".
3 تاريخ بغداد "4/ 246".
4 تاريخ بغداد "4/ 246"، طبقات الحنابلة "1/ 51".
5 المعجم الصغير للطبراني "1/ 14، 15"، وميزان الاعتدال "1/ 116"، لسان الميزان "1/ 213"، والمغني في الضعفاء "1/ 46".(22/30)
عن: أبي جعفر النُّفَيليّ. وعنه: الطَّبَرانيّ، وعبد الله بن عديّ. قال أبو عَرُوبَة: لم يكن يؤتَمَن على نفسه ولا دينه. وقال ابن عديّ: يُكتَب حديثه. قلت: تُوُفّي سنة ثلاثمائة.
38- أحمد بن عُبَيْد الله بن جرير بن جَبَلَة بن أبي رَوّاد العَتَكيّ البصْريّ القاضي1.
عن: أبيه، وغيره. وعنه: الطَّبَرانيّ. تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
39- أحمد بن عُبَيْد. أبو بكر الشّيرازيّ.
روى عنه: محمد بن بكّار بن الريان، وداود بن الرشيد. وعنه: أبو بكر عبد العزيز شيخ الحنابلة، وأبو بكر الإسماعيليّ.
وكان ثقة. تُوُفّي سنة ثمانٍ وتسعين.
40- أحمد بن على بن إسماعيل القطّان. بغداديّ2.
روى عن: أبي مروان العثمانيّ. وعنه: الطَّبَرانيّ.
41- أحمد بن على بن إسماعيل الرّازيّ3.
عن: سهل بن عثمان، ومحمد بن مَهران الجمّال، وجماعة. وعنه: الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي في صفر سنة إحدى وتسعين ببغداد.
42- أحمد بن عليّ بن سعيد. القاضي أبو بكر المَرْوَزِيّ مولى بن أُميّة4.
ولي نيابة الحُكْم بدمشق، وولي قضاء حمص. وكان محدّثًا ثقة، مُكْثِرًا عالمًا.
سمع: عليّ بن الجعد، وسويد بن سعيد، ويحيى بن مَعِين، وكامل بن طلحة، وأبا نصر التّمّار، وخلْقًا من طبقتهم. وعنه: ن. وقال: لَا بأس بِهِ، وأبو عَوَانة، وابن جَوْصا، وأبو عليّ بن معروف، والطبراني، وأبو أحمد بن الناصح.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 37".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 35"، وتاريخ بغداد "4/ 305".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 27، 28"، تاريخ بغداد "4/ 307".
4 تاريخ بغداد "4/ 304"، وتهذيب التهذيب "1/ 62"، وتقريب التهذيب "1/ 22".(22/31)
تُوُفّي في نصف ذي الحجّة سنة اثنتين وتسعين.
43- أحمد بن عليّ بن حسن1. أبو الصَّقر التَّميميّ البغداديّ الضّرير.
روى عن: عليّ بن عثمان اللّاحقيّ. وعنه: الطَّبَرانيّ.
44- أحمد بن عليّ بن محمد بن الجارود الحافظ2. أبو جعفر الجاروديّ الأصبهانيّ.
رحل وطوَّف وصنَّف التّصانيف. وحدَّث عن: أبي سعيد الأشَجّ، وعمر بن رُسْتَة، وهارون بن إسحاق، وخلْق من الأصبهانيين. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو إسحاق بن حمزة، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه، وأبو الشيخ.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين، وقيل: سنة ثمانٍ.
45- أحمد بن عمرو بن عبد الخالق3. أبو بكر البزار الحافظ، صاحب "المسند" المشهور.
سمع: هُدْبَةَ بن خالد، وعبد الأعلى بن حمّاد النَّرْسيّ، والحسن بن عليّ بن راشد، وإبراهيم بن سعيد الْجَوْهريّ، وعبد الله بن معاوية الْجُمحيّ، ومحمد بن يحيى الرُّمّانيّ، وخلْقًا. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشَّيخ، وعُبَيْد الله بن الحَسَن، وأهل أصبهان، فإنّه رحل إليها في آخر عُمره، وروى بها الكثير.
قال الدّارَقُطْنيّ: ثقة يخطئ كثيرًا4 ويتّكل على حِفْظه5.
قلت: تُوُفّي بالرَّملة في ربيع الأوّل سنة اثنتين وتسعين6. وقد حدَّث ببغداد أيضًا فروى عنه من أهلها: محمد بن العبّاس بن نجيح، وعبد الباقي بن قانع، وأبو بكر الخُتَّليّ، وغيرهم.
وحدَّث بمصر وبالحَرَم. وكان يرحل في أواخر عمره، وثبت علمه.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 47"، وتاريخ بغداد "4/ 305، 306".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 63".
3 المنتظم "6/ 50"، والنجوم الزاهرة "3/ 157، 158"، لسان الميزان "1/ 237".
4 إضافة من تاريخ بغداد.
5 تاريخ بغداد "4/ 335".
6 تاريخ بغداد "4/ 335"، ذكر أخبار أصبهان "1/ 104".(22/32)
46- أحمد بن عَمْرو بن مسلم1. أبو بكر المكّيّ الخلّال.
عن: يعقوب بن حُمَيْد بن كاسب، وعبد الله بن عِمران العابديّ، ومحمد بْن يحيى العُرَنيّ، وطائفة. وعنه: الطَّبَراني، وغيره.
تُوُفي سنة إحدى وتسعين ومائتين.
47- أحمد بن عَمْرو بن حفص بن عُمَر بن يَمَان بن عبد الرحمن القرمعيّ2. أبو بكر البصْريّ القَطَرانيّ.
عن: عمرو بن مرزوق، وسليمان بن حرب، وهُدْبة بن خالد، والقَعْنَبِيّ، وأبي الوليد، وجماعة. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الطاهر الذُّهَليّ قاضي مصر، وآخرون.
تُوُفّي في شوّال سنة خمس وتسعين. وذكره ابن حِبّان في "الثّقات".
48- أحمد بن فَيّاض3. أبو جعفر الدّمشقيّ.
عن: هشام بن عمّار، ومحمد بن مُصَفَّى. وعنه: أبو عليّ بن شُعَيب، وجماعة.
تُوُفّي سنة ستٍ وتسعين.
49- أحمد بن القاسم بن مُسَاوِر البغداديّ4. أبو جعفر الْجَوْهريّ.
عن: عفّان، وخالد بن خِداش، وعلى بن الْجَعْد. وعنه: ابن قانع، وأحمد بن كامل، ومحمد بن عليّ بن حُبيَش، والطَّبَرانيّ. وكان ثقة5 صاحب حديث.
قال أحمد المُنادي: قال لي إنّه كتب عن عليّ بن الْجَعْد خمسة عشر ألف حديث6.
قال: ومات في المحرّم سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 26".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 51"، والثقات لابن حبان "8/ 55".
3 تهذيب تاريخ دمشق "1/ 439".
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 34"، وتاريخ بغداد "4/ 349".
5 تاريخ بغداد "4/ 349".
6 تاريخ بغداد "4/ 350".(22/33)
50- أحمد بن القاسم السُّلَيمانّيّ الأغرّ1.
عن: سَجّادة، وعبد الرحمن بن صالح. وعنه: ابن مَخْلَد، وابن قانع.
51- أحمد بن القاسم بن نصر بن دَوَسْت2. أبو عبد الله البغداديّ.
عن: سُوَيْد بن سعيد، وغيره. وعنه: جعفر الخالديّ، وبكّار بن أحمد. قال الخطيب3: كان ثقة صالحًا. مات سنة ستٍ وتسعين.
52- أحمد بن القاسم4. أبو الحَسَن الطّائيّ البِرْتيّ.
عن: بِشْر بن الوليد، وأبي بكر بن أبي شَيْبة، وجماعة. وعنه: أحمد بن خُزَيْمة، وابن قانع، والطبراني، وجماعة. وثقه الخطيب5. وتوفي سنة ست أيضا.
53- أحمد بْن محمد بْن الحَسَن بْن بِسْطام. أبو العبّاس البغداديّ الكاتب. أحد الفُضَلاء الأعيان، ولي المناصب الكِبار.
وقد أخذ عن: يعقوب بن السِّكّيت. روى عنه: الأخفش الصغير، ومحمد بن هارون المجدَّر.
تُوُفّي بمصر في رجب.
54- أحمد بن محمد بن منصور6. أبو بكر البغداديّ الحاسب الضّرير.
سمع: عليَّ بْنُ الْجَعْدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ. روى عنه: أبو بكر القطِيعيّ، وأبو بكر بن الْجِعَابي، ومَخْلَد الباقَرْحيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ. وثّقه الدّارَقُطْنيّ. تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
55- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عليّ بن أُسَيْد7. أبو العبّاس الخزاعي الأصبهاني.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 351".
2 تاريخ بغداد "4/ 350".
3 تاريخ بغداد "4/ 350".
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 37"، وتاريخ بغداد "4/ 350".
5 تاريخ بغداد "4/ 350".
6 تاريخ بغداد "5/ 97".
7 المعجم الصغير للطبراني "1/ 61"، وذكر أخبار أصبهان "1/ 106".(22/34)
عن: مسلم بن إبراهيم، والقَعْنَبِيّ، وَقُرَّةَ بن حبيب، وأبي عمر الحَوْضيّ، وأبي الوليد الطَّيالِسيّ، وجماعة. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو أحمد العسّال، وأبو الشيَّخ بن حبّان، وعبد الرحمن بن سِياه، وجماعة من الأصبهانيّين. وقال أبو الشيَّخ: ثقة مأمون.
تُوُفّي في صفر سنة إحدى وتسعين.
56- أحمد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن الحَسَن بْن الفُرات1. أبو العبّاس الكاتب. أخو الوزير عليّ، وعمّ ابن خَيْزُران.
من بيت الحشمة والوزارة. وكان أَكْتَبَ أهل زمانه وأقومهم للآداب والفضائل والفِقْه، بل مدحه البُحْتُريّ الشاعر.
وتُوُفّي سنة إحدى وتسعين ببغداد، ولم يخلِّف بعده مثله في التصرف.
57- أحمد بْن محمد بْن الحَجّاج بْن رِشْدِين بن سعد2. أبو جعفر المِهْريّ المقرئ الحافظ. قرأ القرآن على: أحمد بن صالح الطَّبَريّ.
وسمع: سعيد بن عُفَيْر، ويحيى بن سليمان الْجُعْفيّ، وجماعة. وعنه: عبد الله بن جعفر بن الورد، وعمر بن دينار، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وآخرون.
قال ابن عدي3: له مناكير ويُكْتَب حديثه. وهو كثير الحديث من الحفّاظ لحديث مصر.
قرأ عليه: ابن شَنَبُوذ، وأحمد بن بَهْزاد السِّيرافيّ. وقال ابن يونس: مات في يوم عاشوراء سنة اثنتين وتسعين.
قال ابن عديّ: هو، وأبوه، وجدّه، وجدّ أبيه، أربعتهم ضُعفاء.
58- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن صدقة4. أبو بكر البغداديّ الحافظ.
__________
1 تاريخ الطبراني "10/ 23-73"، ومروج الذهب "2987، 2988".
2 الجرح والتعديل "2/ 75"، وتاريخ بغداد "4/ 297".
3 الكامل في الضعفاء "1/ 201".
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 34"، وتاريخ بغداد "5/ 40"، سير أعلام النبلاء "14/ 83"، وشذرات الذهب "2/ 215".(22/35)
سال الإمام أحمد مسائل مدوّنة. وسمع من: إسماعيل بن مسعود الْجُحْدُريّ، ومحمد بن مسكين اليَمَاميّ، ومحمد بن حرب النَّسائيّ، وغيرهم. وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشافعي، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ. وكان موصوفًا بالضَّبْط والإتقان.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
وأخذ عنه: أبو بكر الخلّال، وغيره. وروى القراءات عن جماعة. روي عنه: ابن مجاهد.
59- أحمد بن محمد1. أبو العباس المديني الأصبهانيّ البزّار.
ثقة فاضل، يروي عن: داود بن رُشَيْد، وعبد الله مُشْكِدَانَة. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشَّيخ، وجماعة. تُوُفّي سنة ثلاثٍ أيضًا.
60- أحمد بن محمد بن سعيد2. أبو سعيد الأصبهانيّ المَعينيّ.
سمع: سهل بن عثمان، وعقبة بن مُكْرَم، وزيد بن الحَرَميّ، وطبقتهم. وعنه: الطبراني، وأبو أحمد العسال، وأبو الشيخ. وثّقه أبو نُعَيْم الأصبهانيّ. وتوفي سنة خمسٍ وتسعين.
61- أحمد بن محمد بن حرب الْجُرْجانيّ المُلْحَميّ3.
عن: عليّ بن الْجَعْد، وأبي مُصْعَب. وعنه: ابن عديّ. وليس بثقة.
62- أحمد بن محمد4. أبو الحسين النوريّ الزَّاهد شيخ الصُّوفية.
كان من أعلم العراقيين بلَطَائف القوم5. صحب السَّريّ السَّقطيّ، وغيره. وكان أبو القاسم الْجُنَيْد يعظمه ويحترمه. وأصله خُراسانيّ بَغَويّ. تُوُفّي أبو الحسين النّوريّ سنة خمس أيضًا. وقد قدِم الشّامَ وأخذ عَنْ: أحمد بن أبي الحواري.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 61".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 62".
3 المجروحين لابن حبان "1/ 154"، وميزان الاعتدال "1/ 134".
4 طبقات الصوفية للسلمي "164-169"، وحلية الأولياء "10/ 249-255"، وسير أعلام انبلاء "14/ 70-77"، والبداية والنهاية "11/ 106"، والنجوم الزاهرة "3/ 163".
5 تاريخ بغداد "5/ 130".(22/36)
حكى ابنُ الأعرابي محنته وغَيبته في أيام محنة غلام خليل، وأنّه أقام بالكوفة مدّة سِنين متخلّيًا عن النّاس، ثمّ عاد إلى بغداد وقد فقد أُناسه وجُلّاسه وأشكاله، فانقبض عن الكلام لضعف قوّته، وضَعْف بَصَره1.
قال أبو نُعَيْم: سمعت عمر البنّا بمكة لمّا كانت محنة غلام خليل ونسبوا الصُّوفيّة إلى الزَّنْدَقة، أمر الخليفة بالقبض عليهم، فأُخِذَ في جملتهم النُّوريّ إلى السَّيّاف ليضرب عُنُقَه، فقيل له في ذلك، فقال: آثرتُ حياتهم على نفسي وهذه اللّحظة. فتوقَّف السَّياف، فردَّ الخليفة أمرهم إلى قاضي القُضاة إسماعيل بن إسحاق. فسأل إسماعيل القاضي أبا الحسين النُّوريّ عن مسائل في العبادات، فأجابه، ثمّ قال له: وبعد هذا فلله عِباد يسمعون بالله، وينطقون بالله، ويأكلون بالله. فبكى القاضي، ودخل على الخليفة وقال: إن كان هؤلاء زنادقة فليس في الأرض موحِّد، فأطلقهم2.
حكاية نافعة:
قال أبو العبّاس بن عطاء: سمعت أبا الحسين النُّوريّ يقول: كان في نفسي من هذه الآيات، فأخذت من الصّبْيان قصبة، ثمّ قمت بين زَوْرقين وقلت: وَعِزَّتِكَ، لئن لم تخرج لي سمكةٌ، فيها ثلاثة أرطال لأُغْرِقَنّ نفسي. قال: فخرجت لي سمكة فيها ثلاثة أرطال.
فبلغ: ذلك الْجُنَيْد، فقال: كان حكمه أن تخرج له أَفْعَى فتَلْدَغْه.
وعن أبي الحسين قال: سبيل الفانين الفناء في محبوبهم، وسبيل الباقينَ البقاءُ ببقائه. ومن ارتفع عن الفَناء والبَقاء، فحينئذٍ لا فناء ولا بقاء.
وعن القنّاد قال: كتبت إلى النُّوريّ وأنا حَدَث:
وإذا كان كلّ المرء في الكُلّ فانيًا ... أبنْ لي عن أيِّ الوجودَيْن يُخْبِرُ
فأجاب لوقته:
إذا كنتَ فيما ليس بالوصف فانيًا ... فوقْتُكَ في الأوصاف عندي تحير
__________
1 حلية الأولياء "10/ 250".
2 طبقات الأولياء لابن الملقن "64، 65".(22/37)
وقد ذكر ابن الأعرابي أبا الحسين النُّوريّ فقال: مضيت يومًا أنا ورُوَيْم بن أحمد، وأبو بكر العطّار نمشي على شاطئ نهر. فإذا نحن برجلٍ في مسجد بلا سَقْف. فقال رُوَيْم: ما أشبه هذا بأبي الحسين النُّوريّ.
فِمِلْنا إليه فإذا هو هو، فسلَّمْنا، وَعَرَفَنَا، وذكر أنّه ضجر من الرَّقَّةِ فانحدر، وأنّه الآن قدِم، ولا يدري أين يتوجَّه. وكان قد غاب عن بغداد أربع عشرة سنة. فعرضنا عليه مسجَدنا، فقال: لا أريد موضعًا فيه الصُّوفيّة، قد ضجرت منهم. فلم يزل يطلب إليه حتّى طابت نفسه، وكان قد غلبت عليه السَّوْداء وحديث النَّفس، ثمّ ضعُف بصرُهُ وانكسر قلبه، وفقد إخْوانه، فاستوحش من كلّ أحد، ثمّ إنّه تأنَّس1.
قال أبو نُعَيْم2: سمعت أبا الفَرَج الورثَانيّ: سمعت علي بن عبد الرحيم يقول: دخلت على النُّوريّ، فرأيت رِجْليه منتفخَتْين، فسألته، فقال: طالبتني نفسي بأكْل التَّمْر، فجعلتُ أُدافَعُها، فتأبى عليَّ، فخرجت واشتريت، فلمّا أن أكلت قلت لها: قومي فَصَلِّي. فأبت. فقلت: لله عليَّ إنْ قعدت على الأرض أربعين يومًا؛ فما قعدت3.
وقال بعضهم عن النَّوريّ قال: من رأيته يدّعي مع الله حالةً تُخْرِجُ عن الشَّرع، فلا تقتربْ منه4.
قال ابن الأعرابي في ترجمة النُّوريّ: فسألنا أبو الحسين عن نصر بن رجاء، وعثمان، وكانا صديقين له، إلّا أنّ نصرًا تنكّر له، فقال: ما أخاف ببغداد إلّا من نصر فعرَّفوه أنّه بخلاف ما فارقه، فجاء معنا إلى نصر.
فلمّا دخل مسجده قام نصر، وما أبقى في إكرامه غاية، وبِتْنا عنده، ولمّا كان يوم الجمعة ركبنا مع نصر زورقًا من زوارقه إلى باب خراسان، ثمّ صرْنا إلى الجنيد، فقام القوم وخرجوا، وأقبل عليه الْجُنَيْد يذاكره ويمازحه، فسأله ابن مسروق مسألة، فقال: عليكم بأبي القاسم. فقال الجنيد: أجب يا أبا الحسين أرجو أن يسمعوا جوابك. فقال: أنا قادم، وأنا أحبّ أن أسمع.
__________
1 سير أعلام النبلاء "14/ 74".
2 الحلية "10/ 251".
3 تاريخ بغداد "5/ 132"، وسير أعلام النبلاء "14/ 71".
4 سير أعلام النبلاء "14/ 72".(22/38)
فتكلم الْجُنَيْد والجماعة والنُّوريّ ساكت، فعرضوا عليه ليتكلَّم فقال: لقد لقيتم ألقابًا لا أعرفها، وكلامًا غير ما أعهد، فدعوني حتّى أسمع وأقف على مقصودكم.
فسألوه عن الفرق الّذي يعد الجمع ما علامته؟ وما الفرق بينه وبين الفرق الأوّل؟ ما أدري سألوه بهذا اللَّفْظ أو بمعناه، وكنت قد لقيته بالرَّقَّة سنة سبعين، فسألني عن الْجُنَيْد، فقلت: إنّهم يشيرون إلى شيء يسمّونه الفرق الثّاني والصَّحْوَ.
قال: اذكر لي شيئا منه. فذكرته فضحك وقال: ما يقول ابن الخلنجي؟ قال: ما يجالسهم.
قال: فأبوا أحمد القَلانِسيّ؟ قلت: مرّة يخالفهم، ومرّة يوافقهم.
قال: فما تقول أنت؟ قلت: ما عسى أن أقول أنا.
ثمّ قلت: أحسب أن هذا الذي يسمُّونه فرقًا ثانيًا هو عينٌ من عيون الجمع، يتوهَّمون به أنّهم قد خرجوا عن الجمع.
فقال: هو كذلك. أنت إنّما سمعت هذا من أبي أحمد القلانِسيّ.
فقلت: لا.
فلمّا قدِمت بغدادَ، حدَّثت أبا أحمد بذلك، فأعجبه قول النُّوريّ. وأمّا أبو أحمد فكان ربّما يقول: هو صَحْو وخُرُوج عن الجمع. وربّما قال: بل هو شيءٌ من الجمع.
ثمّ أنّ النُّوريّ لمّا شاهدهم قال: ليس هو عينٌ من عيون الجمع، ولا صَحْوٌ من الجمع. ولكنّهم رجعوا إلى ما يعرفونه.
ثمّ بعد ذلك ذكر رُوَيْم، وابن عطاء أنّ النُّوريّ يقول الشّيءَ وضده، ولا يعرف هذا إلّا قول سُوفسطاء، ومن قال بقوله.
قال ابن الأعرابي: فكان بينهم وبين النُّوريّ وَحشة، وكان يُكثِر منهم التَّعجُّب.
وقالوا للجُنَيْد، فأنكر عليهم وقال: لا يقولوا مثل هذا لأبي الحسين، ولكنّه رجل لعلّه قد تغيَّر دماغه.
ثمّ إنّه انقبض عن جميعهم، وأظهر لمن لقيه منهم الْجَفَاء، وغلبت عليه العِلّة وَعَمِيَ، ولزم الصَّحارَى والمقابر.(22/39)
وكانت له في ذلك أحوال يطول شرحُها1.
وسمعت جماعة يقولون: من رأي النُّوريّ بعد قدومه من الرَّقَّةِ ولم يكن رآه قبلها، فكأنّه لم يره لتغيُّره، رحمه الله2.
قال ابن جهضم: حدَّثني أبو بكر الخلّال قال: كان أبو الحسين النُّوريّ إذا رأي منكرا غيّره، ولو كان فيه تَلَفُه. فنزل يومًا يتوضّأ، فرأى زورقًا فيه ثلاثون دَنًّا. فقال للملاح: ما هذه؟ فقال: ما يلزمك. فألحّ عليه فقال: أنت والله صُوفيّ كثير الفُضُول، هذا خمرٌ للمعتضد.
فقال: أَعطِني ذلك الْمِدْرَى، فاغتاط وقال لأَجِيره: ناولْه حتّى أُبْصِر ما يصنع. فأخذه، ولم يزل يكسرها دنًا دَنًّا. فلم يترك إلّا واحدًا، فأخذ النُّوريّ، وأُدْخِل إلى المعتضد، فقال: من أنت ويْلك؟ قال: قلت: محتسب.
قال: ومن ولّاك الحِسْبة؟ قلت: الذي ولاك الإمامة يا أمير المؤمنين.
فأطرق ثم قال: ما حَمَلَكَ على ما صنعت؟ قلت: شفقة منّي عليك.
قال: كيف خلص هذا الدَّنّ؟ فذكر النُّوريّ ما معناه أنّه كان يكسر الدِّنان ونفسه مخلصة، فلمّا وصل إلى هذا الدن أعجبته نفسه، فارتاب في إخلاصه، فترك الدَّنّ3.
وعن أبي أحمد المَغَازِليّ قال: ما رأيت أحدًا قطّ أعبد من النُّوريّ.
قيل: ولا الْجُنَيْد؟ قال: ولا الْجُنَيْد4.
وقيل: أن الْجُنَيْد مرض، فعاده النُّوريّ، فوضع يده عليه، فعُوفي لوقته5.
63- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن رباح. أبو جعفر المصري المؤدب، مولى آل مروان.
__________
1 سير أعلام النبلاء "14/ 74".
2 سير أعلام النبلاء "14/ 75".
3 سير أعلام النبلاء "14/ 76".
4 تاريخ بغداد "5/ 131".
5 صفة الصفوة "2/ 440"، وطبقات الأولياء "66، 67".(22/40)
سمع: يوسف بن عدي، ويحيى بن بُكَيْر. تُوُفّي في شوال سنة ست وتسعين. روى عنه: الحَسَن بن رشيق، وغيره.
ويُعرف بابن الرَّقْراق.
64- أحمد بن محمد بن نافع1. أبو بكر المصريّ الطَّحاويّ الأصمّ.
عن: يحيى بن بُكَيْر، وإبراهيم بن المُنذر الحزَاميّ، وأبي مُصْعَب، وأحمد بن صالح، وجماعة. وعنه: حمزة الكِنانيّ، وسليمان الطَّبَرانيّ، وآخرون. تُوُفّي سنة ستٍّ أيضًا.
65- أحمد بن محمد بن زكريّا2. أبو بكر البغداديّ الحافظ المعروف بأخي ميمون.
عن: نصر بن عليّ الْجَهْضميّ، وطبقته. وعنه: الطَّبَرانيّ، وجماعة. تُوُفّي بمصر.
66- أحمد بن محمد بن يزيد بن الأشعث3. أبو حسّان العَنَزِيّ البغداديّ القاضي المقرئ.
قرأ على: ابن نَشِيط؛ وعلى: أحمد بن زُرارة صاحب سليم4.
قرأ عليه: أبو الحسين بن بُويان5، وابن شَنَبُوذ، وعلى بن سعيد بن الحسين. وكان من أعيان القرّاء.
67- أحمد بن محمد بن الوليد6. أبو بكر المُرِّيّ الدّمشقيّ المقرئ.
عن: أبي مُسهِر، وآدم بن أبي إياس، وأبي اليَمَان، وهشام بن عمّار، ومحمود بن خالد، وجماعة. وقيل: في لُقِيّه لأبي مُسْهِر نظر. وكان مُقْرِئًا فاضلًا.
__________
1 المعجم الكبير للطبراني "1/ 22".
2 المعجم الكبير للطبراني "1/ 71"، وتاريخ بغداد "5/ 8"، والبداية والنهاية "11/ 108".
3 غاية النهاية لابن الجوزي "1/ 133".
4 في الأصل "مسلم".
5 في الأصل "ثوبان".
6 المعجم الصغير للطبراني "1/ 13"، سير أعلام النبلاء "14/ 81".(22/41)
روى عنه: الطَّبَرانيّ، وأبو أحمد بن النّاصح، وأبو عمر بن فَضَالَةَ.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
68- أحمد بن محمد بن مسروق1. أبو العبّاس البغداديّ الزّاهد مصنِّف جزء "القناعة".
كان من أعيان الصُّوفيّة وعُلمائهم. روى عن: عليّ بن الْجَعْد، وعليّ بن المديني، وخَلَف بن هشام، وأحمد بن حنبل، وغيرهم. وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وجعفر الخالديّ تلميذه، وحبيب القزّاز، ومَخْلَد بن جعفر الباقَرْحَيّ، وأبي عُبَيْد العسكريّ. وكان الْجُنيد يحترمه ويعتقد فِيهِ. وقال أبو نُعَيْم الحافظ2: صحِبَ الحارث المُحَاسبيّ، ومحمد بن مَنصور الطُّوسيّ، والسَّريَّ السَّقَطيّ.
ومن كلامه: التَّصوُّف خلْو الأسرار ممّا منه بُدّ، وتعلُّقها بما ليس منه بُدّ3.
قال الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقويّ4.
قلت: تُوُفّي ابن مسروق في صَفَر سنة ثمانٍ وتسعين، وله أربعٌ وثمانون سنة، وهو من كبار شيوخ الإسماعيليّ الّذين أدركهم.
وقال له رجل: الضيافة ثلاث، فما زاد فهو صدقة منك عليّ5.
69- أحمد بن محمد بن خالد6. أبو العبّاس البَرَاثي البغداديّ.
عن: عليّ بن الْجَعْد، وكامل بن طلحة، وسُرَيْج بن يونس، وغيرهم. وعنه: مَخْلَد الباقَرْحِيّ، وأبو حفص بن الزّيّات، والجعابي، وأحمد بن جعفر بن سلم، وعدة.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 100-103"، وميزان الاعتدال "1/ 150"، وشذرات الذهب "2/ 227".
2 حلية الأولياء "10/ 213".
3 حلية الأولياء "10/ 214".
4 تاريخ بغداد "5/ 103"، وزاد "يأتي بالمعضلات".
5 تاريخ بغداد "5/ 100".
6 المعجم الصغير للطبراني "1/ 47"، وتاريخ بغداد "5/ 43"، وسير أعلام النبلاء "14/ 92"، والنجوم الزاهرة "3/ 181".(22/42)
قال الدارقطني: ثقة مأمون1.
قلت: توفي سنة ثلاثمائة، وهو من شيوخ الطَّبَرانيّ. وقد قرأ على خَلَف بن هشام، وحدَّث عنه بالقراءة عبد الواحد بن أبي هاشم.
70- أحمد بن محمد بن دِلان2. أبو بكر الخيشي.
عن: محمد بن بكّار بن الرّيّان، وعُبَيْد الله القواريريّ، وأبي بكر بن أبي شيبة. وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وإسحاق النّعاليّ.
وكان لا بأس به، ودلان: بالكسر. مات سنة ثلاثمائة.
71- أحمد بن محمد بن ساكن3. أبو عبد الله الزَّنْجانيّ الفقيه. من كبار الأئمّة. رحل إلى العراق ومصر، وتفقّه على: إبراهيم المُزَنيّ، وغيره. وسمع: إسماعيل ابن بنت السُّدِّيّ، وأبا مُصْعَب الزُّهريّ، وأبا كُرَيْب، والحسن بن عليّ الحُلْوانيّ، وطبقتهم. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم4، وعلي بن إبراهيم بن سلمة القطان، ويوسف بن القاسم المَيَانِجيّ، وجماعة آخرهم إبراهيم بن أبي حمّاد الأبهريّ.
قال أبو يعلي الخليلي: تُوُفّي قبل الثلاثمائة. بقي إلى سنة تسع وتسعين ومائتين.
72- أحمد بن موسى الجنبيّ5. خطيب جُرْجان.
سمع: إبراهيم بن موسى الوَزْدُوليّ. وعنه: أبو أحمد بن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين.
73- أحمد بن موسى بن مخلد6. الفقيه أبو العباس الغافقي المالكي.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 3".
2 تاريخ بغداد "5/ 605".
3 الجرح والتعديل "2/ 74"، والإكمال لابن ماكولا "4/ 244".
4 الجرح والتعديل "2/ 75".
5 تاريخ جرجان للسهمي "78" رقم "27".
6 الديباج المذهب "31/ 32".(22/43)
أخذ عن: سَحْنُون، والبَرْقيّ، وجماعة.
وكان ذا دِينٍ ووَرَع. طُلِبَ للقضاء فامتنع، وعاش ثمانيًا وثمانين سنة.
وتُوُفي سنة خمسِ وتسعين ومائتين.
74- أحمد بن نَجْدة بن العُرْيان1: أبو الفضل الهروي رحل وسمع سعيد بن المنصور وسعيد بن سليمان الواسطي زجماعة وعنه أبو اسحاق البزار وأبو أحمد المزني المغفلي وكان ثقة معمرًا توفي في بَهَراة سنة ست وتسعين.
75- أحمد بن أبي رجاء نصر بن شاكر2. أبو العبّاس الدّمشقيّ المقرئ المؤدِّب.
قرأ القرآن على: الحسين بن عليّ العِجْليّ صاحب يحيى بن آدم. وقرأ بدمشق على الوليد بن عتبة.
وقرأ عليه: عليّ بن أبي العَقِب، وأبو الحَسَن بن شَنَبُوذ، وعبد الله بن عَبْدان الدّراوَرْديّ.
وقد روى الحديث عن: هشام، وصَفْوان بن صالح المؤذّن، وإبراهيم بن هشام بن يحيى الغسّانيّ، وعبد الرحمن بن إبراهيم دُحَيْم، وخلْق كثير. وعنه: أبو عبد الرحمن النَّسائيّ في الكني، وأبو عليّ الحَصَائريّ، وخيثمة الأَطْرَابُلسيّ، وأبو أحمد عبد الله بن ناصح، وآخرون.
تُوُفّي في المحرم سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
76- أحمد بن نصر بن إبراهيم3. أبو عمرو النَّيْسابوريّ الخفّاف الحافظ.
قال أبو عبد الله الحاكم: هو شيخ وحده جلالةً ورئاسة وَزُهْدًا وعبادةً وسخاء.
سمع بنَيْسابور: إسحاق بن راهَوَيْه، وعَمْرو بن زُرَارة، والحسين بن حُرَيْث، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزْمة، وأقرانهم. وببغداد: إبراهيم بن المستمرّ، وأحمد بن منيع، وأبا همّام السَّكُونيّ، وأقرانهم.
__________
1 سير أعلام النبلاء "13/ 571"، وشذرات الذهب "2/ 224".
2 تهذيب التهذيب "1/ 86"، وتقريب التهذيب "1/ 27"، وتهذيب تاريخ دمشق "1/ 86".
3 الجرح والتعديل "2/ 79"، والتهذيب والنهاية "11/ 117"، المنتظم "6/ 110".(22/44)
وبالكوفة: أبا كُرَيْب، وعَبّاد بن يعقوب، وجماعة. وبالحجاز: أبا مُصْعَب، ويعقوب بن حُمَيْد بن كاسب، وعبد الله بن عمران العابديّ، وغيرهم.
وعنه: محمد بن سليمان بن فارس، وأبو حامد بن الشَّرْقيّ، والشيوخ. وثنا عنه: أبو سعيد أحمد بن أبي بكر الحِيريّ، ومحمد بن أحمد بن حمدون الذُّهَليّ، وأبو بكر الضُّبَعيّ، وأهل نيسابور.
وسمعت أبا زكريّا العَنْبريّ يقول: كان ابتداء حال أبي عَمْرو أحمد بن نصر الرئيس الزُّهد والورع وصُحْبة الأبدال، إلى أن بلغ مِن العِلْم والرئاسة والجلالة ما بلغ. ولم يكن يُعْقِب، فلمّا أيس من الولد تصدَّق بأموالٍ، كان يُقال: إنّ قيمتها خمسة آلاف درهم، على الأشراف والموالي والفقراء1.
سمعت أبا بكر -يعني الضُّبَعيّ- يقول: كنّا نقول إنّ أبا عَمْرو الخفّاف يفي بمذاكرة مائة ألف حديث2.
وصام الدهر نيفًا وثلاثين سنة3. سمعت أبا الطَّيِّب الكرابيسيّ: سمعت ابن خزيمة يقول على رءوس الملأ يوم مات أبو عَمْرو الخفّاف: لم يكن بخراسان أحفظ منه للحديث4.
سمعت أبا إسحاق المُزَكّي: سمعت السّرّاج يقول: ما رأيت أحفظ من أبي عَمْرو الخفّاف. كان يسرد الحديث سَرْدًا، حتّى المقاطيع والمراسيل5.
سمعت محمد بن المؤمِّل بن الحَسَن: سمعت أبا عَمْرو الخَفّاف، يقول: كان عَمْرو بن اللَّيْث الصّفّار يقول لي: يا عم، متى ما عَمِلت شيئًا لا يوافقك فاضْرِبْ رقبتي، إلى أن أرجع إلى هواك6.
سمعت محمد بن حمدون الواعظ يقول: مات أبو عَمْرو الرئيس الذي كنا نقول
__________
1 سير أعلام النبلاء "13/ 561".
2 سير أعلام النبلاء "13/ 561".
3 سير أعلام النبلاء "13/ 561".
4 سير أعلام النبلاء "13/ 562".
5 سير أعلام النبلاء "2 / 88".
6 سير أعلام النبلاء "13/ 562".(22/45)
عنه زَيْن الأشراف أبو عمرو الخفَاف في شَعْبان سنة تسعٍ وتسعين ومائتين.
77- أحمد بن النَّضر بن عبد الوهاب1. أبو الفضل النَّيسابوريّ، أحد أركان الحديث.
قال الحاكم: كان البخاريّ إذا ورد نيسابور كان ينزل عند الأخَوَيْن: أحمد، ومحمد ابنَيِ النَّضْر.
قال: وقد روى عنهما في "الجامع الصّحيح"، وإسنادهما وسماعهما معًا، وهما سِيَّان2.
سمع: إسحاق بن راهَوَيْه، وعَمْرو بن زُرارة، وهُدْبَة بن خالد، وعُبَيد الله بن مُعَاذ، وشَيْبان بن فَرُّوخ، وسهل بن عثمان العسكريُّ، وأبا مُصْعَب الزُّهْريّ، وخلْقًا سمّاهم الحاكم.
وقال: هو مجَّودٌ في البصْريّين.
روى عنه: خ، وأبو حامد بن الشَّرْقيّ، ومحمد بن الأخرم، وأحمد بن إسحاق الصَّيْدلانيّ، ومحمد بن صالح بن هانئ، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وغيرهم. وروى خ.. حديث الإفك عن الزهرانيّ وثبَّتني أحمد في بعضه، وأحمد هذا هو ابن النَّضْر، وما هو بابن حنبل، والله أعلم.
78- أحمد بن هشام بن عبد الله بن كثير الأسدي الدّمشقيّ3. أبو الحَسَن القارئ.
عن: محمد بن مصفّى، ومحمود بن خالد. وعنه: جمح بن القاسم، وأبو عمر بن فَضَالَةَ، وجماعة.
79- أحمد بن وهب بن عمرو4. أبو العباس المِصِّيصيّ، من ولد عُقْبَة بن أبي معيط.
__________
1 سير أعلام النبلاء "13/ 564"، وتهذيب التهذيب "1/ 87"، وشذرات الذهب "2/ 205"، وتذكرة الحفاظ "2/ 645".
2 تهذيب الكمال "1/ 516".
3 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 111".
4 تاريخ بغداد "5/ 190".(22/46)
له عن: حكيم بن سيف الرّقّيّ. وعنه مخلد الباقرمي حدث بغداد.
مات سنة تسعٍ وتسعين ومائتين.
80- أحمد بن يحيى بن يزيد1. أبو العبّاس الشَّيْبانيّ، مولاهم النَّحْويّ ثعلب شيخ العربيّة ببغداد وإمام الكوفيّين في النَّحْو.
سمع: إبراهيم بن المنذر الحِزَاميّ، ومحمد بن زياد بن الأعرابي، وعُبَيْد الله القواريريّ، ومحمد بن سلّام الْجُمَحيّ، وعليّ بن المغيرة، وَسَلَمَةَ بن عاصم، والزُّبَير بن بكّار.
وعنه: إبراهيم نفطويه، ومحمد بن العبّاس اليزيديّ، وعليّ الأخفش الصَّغير، وأبو بكر بن الأنباريّ، وأحمد بن كامل القاضي، وأبو عمْرو الزّاهد غلام ثعلب، ومحمد بن مُقْسِم، وآخرون.
وُلِد سنة مائتين، وكان يقول: طلبت العربيّة سنة ستّ عشرة ومائتين، وابتدأت بالنَّظر وعُمري ثمان2 عشرة سنة، ولمّا بلغت خمسًا وعشرين سنة ما بقي عليّ مسألة للفرّاء إلّا وأنا حفِظْتُها. وسمعت من القواريريّ مائة ألف حديث3.
قال الخطيب4، وغيره: كان ثقة حُجّة دَيِّنًا صالحًا مشهورًا بالحِفْظ.
وقيل: كان ثعلب لا يتكلَّف إقامة الإعراب في حديثه.
وقال إبراهيم الحربيّ: قد تكلم النّاس في الاسم والمسمى، وقد بلغني أن أبا العبّاس أحمد بن يحيى قد كره الكلام في ذلك، وكرهت لكم ما كره العبّاس5.
وقال محمد بن عبد الملك التاريخيّ: سمعت المبرِّد يقول: أعلم الكوفيّين ثعلب. فذُكِر له الفراء، فقال: لا يعشره6.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 204"، وسير أعلام النبلاء "14/ 5"، والبداية والنهاية "11/ 98"، وشذرات الذهب "2/ 207"، طبقات الحنابلة "1/ 83"، والمنتظم "6/ 44".
2 تاريخ بغداد "5/ 205".
3 تاريخ بغداد "5/ 205".
4 تاريخ بغداد "5/ 205".
5 تاريخ بغداد "5/ 209".
6 تاريخ بغداد "5/ 210".(22/47)
وقال ابن مجاهد المقرئ: قال لي ثعلب: أشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا، وأشتغل أهل الفِقْه بالفقه ففازوا، واشتغلتُ أنا بزيدٍ وعَمْرو، فليت شعري، ماذا يكون حالي في الآخرة؟ فانصرفت من عنده، فرأيت تلك الليلة النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال لي: أَقْرِئ أبا العباس عني السّلام، وقل له: إنّه صاحب العلم المستطيل.
قال القفطي: كان ثعلب يدرس كُتُب الكِسائيّ والفراء درسًا، فلم يكن يدري مذهب البصريّين، ولا كان مستخرجًا للقياس، ولا طالبًا له، بل ينقل. فإذا سُئل عن الحُجَّة لم يأتِ بشيء.
وعن الرِّياشيّ -وَسُئِلَ لما رجع من بغداد- فقال: ما رأيت أعلم من الغلام المنيز، يعني ثعلبًا.
وحكى أبو عليّ الدِّينَوَرِيّ خَتَن ثعلب أنّ المبرِّد كان أعلم بكتاب سِيبَوَيْه من ثعلب؛ لأنّه قرأه على العُلماء، وثعلب قرأه على نفسه.
وقيل: إنّ ثعلبًا كان بخيلًا1. وخلف ثلاثة آلاف دينار، ومُلْكًا بثلاثة آلاف دينار. وكان قد صحِب محمد بن عبد الله بن طاهر، وعلَّم ابنه طاهرًا، فرتَّب له ألف درهم في كلّ شهر.
وله من الكُتُب: كتاب "الفصيح"؛ كتاب "المصون"؛ كتاب "أخلاق النَّحْويّين"؛ كتاب "معاني القرآن"؛ كتاب "ما يَلْحَن فيه العامّة"؛ كتاب "القراءات" كتاب "معاني الشعر" كتاب التصغير كتاب "ما لا ينصرف"؛ كتاب "الأمثال"؛ كتاب "الوقف والابتداء"؛ كتاب "إعراب القرآن"؛ وأشياء أخرى.
وطال عُمره وأصمّ، فرجع يومًا من الجامع مع أصحابه، فصدمته دابّةٌ، فوقع في حُفْرة، فلم يقدر على القيام، وحُمل إلى بيته يتأوّه من رأسه ومات منها في جُمَادَى الأولى سنة إحدى وتسعين ومائتين.
81- أحمد بن يحيى بن إسحاق الرَّاوَنْديّ الملحِد2.
صاحب الزَّندَقة. كان حيًّا إلى حدود الثلاثمائة. وكان يلازم الرافضة والملحدة،
__________
1 في الأصل "بخيل".
2 سير أعلام النبلاء "14/ 59"، والبداية والنهاية "11/ 112"، المنتظم "6/ 99-105".(22/48)
فإذا عُوتب قال: أنا أريد أن أعرف مذاهبهم؛ ثمّ كاشَف وناظر، وصنَّف في الزَّنْدقة1، لعنه الله.
قال الإمام أبو الفرج بن الْجَوْزيّ: كنت أسمع عنه بالعظائم، حتّى رأيت له ما لم يخطر مثله على قلب، وَوَقَعَتْ إليَّ كُتُبُه، فمنها كتاب "نَعْت الحكمة"، وكتاب "قضيب الذَّهَب"، وكتاب "الزُّمُرُّدة"، وكتاب "الدّامغ"، الذي نقضه عليه أبو عليّ محمد بن إبراهيم الْجُبَّائيّ؛ ونقض عليه أبو الحسين عبد الرّحيم بن محمد الخيّاط كتاب "الزُّمُرُّدَة". قال ابن عقيل: عجِبْتُ كيف لم يُقتل وقد صنّف "الدّامغ" فدمغ به القرآن "والزُّمُرُّدَة" يُزْري فيه على النُّبُوّات.
قال ابن الجوزي: نظرت في "الزُّمُرُّدَة" فرأيت له فيه من الهَذَيان البارد الذي لا يتعلّق بشُبْهة. يقول فيه: إنّ كلام أَكْثَم بن صيفيّ فيه شيء أحسن ممّا في سورة "الكَوْثر". وإنّ الأنبياء وقعوا بطَلْسَمَات.
وقد وضع كتابًا2 لليهود والنَّصارى يحتجّ لهم في إبطال نُبُوَّة نبينا -صلى الله عليه وسلم3.
وقال أبو عليّ الْجُبّائيّ: كان السّلطان قد طلب أبو عيسى الورّاق، وابن الراوندي، فأمّا الورّاق فحُبس حتى مات، وهرب ابن الراوَنْديّ إلى ابن لاوي اليهوديّ، ووضع له كتاب "الدّامغ" يطعن به على القرآن، وعلى النبي -صلى الله عليه وسلم. ثمّ لم يلبث إلا أيّامًا حتّى مرض ومات إلى اللّعنة4. وعاش أكثر من ثمانين سنة.
وكان ابن عقيل عاش ستًّا وثلاثين سنة.
قلت: وقد سرد ابن الجوزيّ من زِنْدقيّته أكثر من ثلاث ورقاتٍ، صَدَفَ هذا الكتاب عنها. ثمّ رأيت ترجمته في تاريخه فقال: أبو الحسين بن الرَّاوَنْديّ المتكلم من أهل مَرْوِ الرُّوذ، سكن وكان من متكلّمي المعتزِلة، ثمّ فارقهم وتزندق.
وقيل: كان أبوه يهوديا، فأسلم هو، فكان بعض اليهود يقول، لبعض المسلمين:
__________
1 المنتظم "6/ 99".
2 في الأصل "كتاب".
3 المنتظم "6/ 101".
4 المنتظم "6/ 102".(22/49)
ليفسد هذا عليكم كتابكم كما أفسد أبوه علينا التوراة1.
وذكر أحمد بن أحمد القاضي الطَّبَرانيّ أنّ ابن الرّاوَنْديّ كان لا يستقرّ على مذهب، ولا يَثْبُت على انتحال، حتّى صنَّف لليهود كتاب "النُّصْرة على المسلمين" بأربعمائة دِرْهَم كما بَلَغَني، أخذها من يهود سامرّاء، فلمّا أخذ المال رام نَقْضَها، حتى أعطوه مائتي دِرْهَم، فسكت2.
قال البلْخيّ في مجالس خُراسان: أحمد بن يحيى الرَّاوَنْديّ المتكلّم، لم يكن في زمانه من نُظرائه أحذق منه في الكلام، ولا أعرفَ بدقيقه وجليله منه، وكان أوّل أمره حسن السيرة، جميل المذهب، كثير الحياء، ثمّ انسلخ من ذلك بأثباتٍ عُرِفت له، ولأن علمه أكثر من عقله. وقد حُكى عن جماعة أنّه تاب عند موته3. وأكثر كُتُبه ألفها أبو عيسى اليهوديّ، وفي منزل أبي عيسى مات.
قال ابن النّجّار: ولأبي عليّ الْجُبّائيّ عليه رُدُودٌ كثيرة.
ومن قوله في حديث عمّار: "تقتلك الفئة الباغية" قال: المنجمون يقولون مثل هذا4.
وقال: في القرآن لحن5.
وله كتاب في قدم العالم وبقاء الصانع. وقال في القرآن: لا يأتي أحد بمثله؟ هذا كتاب إقليدس لا يأتي أحدٍ بمثله، وكذلك بطليموس، في أشياء جمعها لم يأت أحدٌ بمثلها6.
قلت: هذا ادعاء كاذب.
وعن الحسن بن علي الخيشي قال: قلت لأبي الحسين الراوندي: أنت أصدق الناس، فلو اختلفت معنا إلى المبرد. فقال: نبهتني.
__________
1 المنتظم "6/ 99".
2 سير أعلام النبلاء "14/ 61".
3 سير أعلام النبلاء "14/ 61".
4 المنتظم "6/ 101".
5 المنتظم "6/ 101".
6 المنتظم "6/ 101".(22/50)
فكان بعدُ يختلف إلى المبرد، فسمعت أبا العبّاس المبرد يقول: هذا أبو الحسين يختلف إليّ منذ شهر، فلو اختلف سنة احتجت أن أقوم من مجلسي هذا وأجلسه فيه1.
قال ابن جميل: أنشدنا أبو الحسين بن يحيى الراوندي:
ليس عجبنا بأن امرءًا لطيـ ... ـف الخصام دقيق الكلم
يموت وما حصلت نفسه ... سوى علمه ما علم
قال ابن النجار: بلغني أن ابن الراوندي هلك في سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين، أبعده الله وأسحقه.
82- أحمد بن يحيى بن خالد بن حبان2:
أبو العباس الرقي ثم المصري الأصفر عن يحبى بن سليمان الجعفي.
وعنه الطَّبَرانيّ وغيره تُوُفّي فب ربيع الأول سنة أربعٍ وتسعين ومائتين.
83- أحْمَد بْن يَحْيَى بْن إسحاق3.
أبو جعفر البجلي الحلواني ثم البغدادي.
عنه: أحمد بن يونس، وسعدويه، وقيض بن وثيق الثقفي، وأحمد بن حنبل، وجماعة. وعنه: أبو عمرو السماك، وأبو بكر النجاد، وأبو سهل القطان، والطَّبَرانيّ، وأبو بكر الآجريّ.
قال الخطيب: ثقة. يذكر عنه زهد ونسك وكثرة حديث.
تُوُفّي سنة ستٍّ وتسعين، وهو أخو حازم بن يحيى.
84- أحمد بن يحيى بن الإمام يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي4.
المعروف بالثائر.
__________
1 سير أعلام النبلاء "14/ 61".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 23"، وطبقات الحنابلة "1/ 84" وفيه "حيان".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 34"، وتاريخ بغداد "5/ 212"، وطبقات الحنابلة "1/ 83".
4 تاريخ علماء الأندلس "1/ 24".(22/51)
فقيه بارع، وشاعر محسن.
تُوُفّي كهلًا، وقد روى عن: أبيه، ومحمد بن وضّاح.
ومات سنة سبْعٍ وتسعين.
85- أحمد بن يحيى البلاذُريّ الكاتب1.
قد ذكرناه في عشر الثمانين على ما نقله بعضهم من أنه توفي في خلافة المعتمد. ثم وجدت أن أبا أحمد بن عدي قد روى عنه، على ما ذكره الحافظ ابن عساكر، فيجوز هنا.
86- أحمد بن يعقوب2. أبو المثنى البغدادي القاضي.
أحد من قام في خلع المقتدر قديمًا. قال أبو عمر محمد بن يوسف القاضي: حبسونا ويئسنا من الحياة، ثم أتوا -يعني أعوان المقتدر- فأضجعوا محمد بن داود بن الجراح، فذبحوه وذهبوا.
ثمّ عادوا بعد ساعة، فقالوا لأبي المثنى القاضي: يقول لك أمير المؤمنين بم استحللت، يا عدو الله، نكث بيعتي؟
فقال: لعلمي أنه لا يصلح للأمة.
فقالوا: قد أمرنا أن نستتيبك من هذا الكفر، فإن تبت، وإلا قتلناك.
فقال: أعوذ بالله من الكفر. فذبحوه وأخذوا رأسه. وأما أنا فاعترفت بالذنب، فصودرت.
قال: فأخذت المرآة فنظرت فيها، فإذا قد شابت لحيتي في ليلة. يعني من هول ما ورد عليه.
قتل أبو المثنى سنة ست وتسعين في ربيع الآخر.
87- أحمد بن مخلد.
أبو الحسين الإصبهاني البزاز.
__________
1 مروج الذهب "9"، وتهذيب تاريخ دمشق "2/ 112".
2 تاريخ الطبري "10/ 140"، والمنتظم "6/ 81"، وتجارب الاسم "1/ 7".(22/52)
عن: محمد بن أبان البلخي، ومحمد بن مهران الجمال، ومحمد بن عمرو زُنَيْج.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وعبد الله بن محمد بن عمر القاضي، والطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين. وقيل: سنة ثلاثمائة.
قال أبو نُعَيْم الأصبهاني: لا بأس به.
88- أحمد بن أحمد. أبو اليسر الشيباني البغدادي اللغوي الإخباري الشاعر المعروف بالرياض، نزيل القيروان.
أخذ عنه: ابن قتيبة، والمبرد، وثعلب.
ولقي: دعبل بن علي، وابن الجهم، وسعيد بن حميد الكاتب. وأدخل إفريقية مراسيل المحدثين وطرقهم وأشعارهم. وكان كاتبًا مترسلًا، بليغًا، علّامة. له كتاب "لفظ المرجان في الأدب"؛ وكتاب "سراج الهدى في معاني القرآن"؛ وكتب الإنشاء لصاحب إفريقية إبراهيم بن أحمد بن الأغلب، ولأبنه.
توفي سنة ثمانٍ وتسعين.
89- إبراهيم بن أحمد1.
أبو إسحاق الخوّاص الزّاهد شيخ الصُّوفيّة بالرِّيّ.
كان من كبار مشايخ الطريق.
أخذ عنه: جعفر الخالدي، وغيره. وله تصانيف في التَّصُّوف.
وروى عنه قال: رأيت أسودًا يصلي في يومٍ شديد البرد، وأن العرق يسيل منه. فقلت: يا حبيبي ما هذه الشهرة؟
قال: أتراه يعريني ولا يدفيني.
وعنه قال: من أراد الله لله بذل له نفسه وأدناه من قربه. ومن أراد الله لنفسه أشبعه من جنانه، ورواه من رضوانه2.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 7-10"، والمنتظم "6/ 45"، والبداية والنهاية "11/ 120".
2 حلية الأولياء "10/ 327".(22/53)
وقال جعفر الخالدي: سمعت إبراهيم الخواص يقول: من لم تبك الدنيا عليه لم تضحك الآخرة إليه1.
وبت ليلة مع إبراهيم فانتبهت، فإذا هو يناجي إلى الصباح:
برح الخفاء2 وفي التلاقي راحة ... هل يشتفي خل بغير خليله؟
وقال أبو نُعَيْم: أنا الخالدي في كتابه: سمعت إبراهيم الخوّاص يقول: سلكت في البادية تسعة عشر طريقا، فيها طريق من ذهب، وطريق من فضة3.
وفي "تاريخ الصُّوفيّة": عن عمر بن سنان المنبجي قال: مر بنا إبراهيم الخواص وقال: لقيني الخضر، فسألني الصحبة، فخشيت أن يفسد عليَّ سرَّ توكلي بسكوني إليه، ففارقته.
ويروى عن جمشاد الدينوري قال: خرجت فإذا بثلج عظيم يقع، فذهبت إلى تل النوبة، فإذا إنسان قاعد على رأس التل وحوله قدر خيمة، خالٍ من الثلج، فإذا هو إبراهيم الخوّاص، فسلّمت عليه وجلست عنده، فقلت: بمَ نلت هذا؟ قال: بخدمة الفقراء.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين، وقيل: سنة أربعٍ وثمانين4.
من نظراء الْجُنَيْد.
90- إبراهيم بن إسحاق الأنصاري البغدادي5.
عن: لوين، وأحمد بن منيع، وجماعة. وعنه: أبو حامد بن الشرقي.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
91- إبراهيم بن بندار بن عبدة الأصبهاني القطان6.
__________
1 حلية الأولياء "10/ 327".
2 في الأصل "الجفا".
3 تاريخ بغداد "6/ 7".
4 تاريخ بغداد "6/ 10".
5 تاريخ بغداد "6/ 40"، والمجروحين لابن حبان "1/ 119".
6 المعجم الصغير للطبراني "1/ 83"، وذكر أخبار أصبهان "1/ 188".(22/54)
عن: محمد بن يحيى بن أبي عمر العدنيّ، وغيره. وعنه: أبو حامد العسّال، والطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة ستٍ وتسعين.
92- إبراهيم بن جعفر الأشعري الأصبهاني1.
استشهد في وقعة الهبير2.
روى عن: حميد بن مسعدة، وأبي عتبة الحمصي، وطائفة. وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشيخ.
93- إبراهيم بن داود العنبري المصري.
عن: عيسى بن زغبة، وعبد الملك بن شعيب بن الليث.
تُوُفّي في جمادى الأولى سنة ثمانٍ وتسعين.
وثّقه ابن يونس.
94- إبراهيم بن درستويه3. أبو إسحاق الشيرازي.
حدث ببغداد عن: لوين، ومحمد بن يحيى العدنيّ، ومحمد بن يحيى الكِنْديّ، والحَجْرِيّ. وعنه: أبو بكر الإسماعيليّ، والطَّبَرانيّ.
95- إبراهيم بن الحسن الهمدانيّ الأرميّ4. ويُعرف بالصيمري.
عن: محمد بن حميد، وأبي كريب، وأبي عمار الحسين بن حارث. وعنه: أبو القاسم بن عبيد، وأبو بكر خرجة النهاوندي، وأبو بكر الإسماعيليّ.
96- إبراهيم بن الحسين. أخواه بني ميسرة الهمدانيّ.
عن: سهل بن عثمان العسكري، وأبي مصعب، وعبد الحميد بن عصام الجرجاني. وعنه: خرجة النهاوندي، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وآخرون.
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "1/ 192".
2 هي وقعة القرامطة بقافلة الحج تقدمت "ص8".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 90"، وتاريخ بغداد "6/ 71".
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 89".(22/55)
97- إبراهيم بن سعيد بن مَعْدان الهمدانيّ البزّار.
عن: سُوَيْد بن سعيد، ويعقوب بن كاسب.
وعنه: أبو بكر خرجة النّهاونديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
تُوُفّي سنة سبعٍ.
98- إبراهيم بن أبي طالب محمد بن نوح بن عَبْدان بن خالد1.
أبو إسحاق النَّيْسابوري المُزَكّيّ الزّاهد، إمام عصره بنَيْسَابُور في معرفة الحديث والرجال، قاله الحاكم.
ثم قال: جمع الشيوخ والعلل، وسمع بنيسابور: إسحاق بن إبراهيم، وأبا قُدَامة، وعَمْرو بن زُرارة، والحسين بن الضّحّاك، وعبد الله بن الجرّاح، وعبد الله بن عمر بن الرّمّاح، ومحمد بن أبان البلْخيّ، وأقرانهم.
وبالرّي: محمد بن مِهْران، ومحمد بن عَمْرو زُنَيْج، ومحمد بن حُمَيْد، وأقرانهم. ودخل على أحمد بن حنبل، وذاكَرَه، واحتال في أخْذ حكايات من لفْظه، ولم يقدر على المسانيد2.
وسمع من: داود بن رُشَيْد، وأحمد بن منيع، وأقرانهم.
وبواسط من: بِشْر بن آدم، وإسحاق بن شاهين، وجماعة.
وبالبصرة: نصر بن عليّ، والفلّاس، وبُنْدار، وغيرهم.
وبالكوفة: أبا كُرَيْب، وعثمان بن أبي شَيْبَة، وعبد الله بن عمر بن أبان، وأقرانهم.
وبالمدينة: أبا مُصْعَب، ويحيى بن سليمان بن فضلة، وإسماعيل بن أبي خبزة، وهارون بن موسى الفَرَويّ، وأقرانهم.
وبمكة: محمد بن يحيى بن أبي عَمْرو، ومحمد بن عبّاد، وعبد الله بن عِمران، وجماعة.
__________
1 سير أعلام النبلاء "13/ 547-552"، والمنتظم "6/ 76"، والبداية والنهاية "11/ 105".
2 المنتظم "6/ 76"، وتذكرة الحفاظ "2/ 638".(22/56)
وعنه: أبو يحيى الخفّاف، وابن خُزَيْمَة، وأكثر مشائخنا.
سمعت عبد الله بن سعيد يقول: ما رأيت مثل إبراهيم بن أبي طالب، ولا رأى مثل نفسه1.
سمعت أبا عليّ النَّيْسابُوريّ الحافظ يقول: كنت أختلف إلى الوليّ بباب مَعْمَر، فقال لي بعض مشائخنا: ألا تحضر مجلس إبراهيم بن أبي طالب، فترى شمائله ومَحَاسِنه، فأحضرني، فرأيت شيخًا لم ترَ عيناي مثله2.
سمعت محمد بن يعقوب الحافظ يقول: إنّما أخرجت مدينتنا هذه ثلاثة: محمد بن يحيى، ومسلم بن الحَجّاج، وإبراهيم بن أبي طالب. كنّا نجلس بين يديه، كأنّ على رءوسنا الَّطيْر، بينا نحن بين يديه إذ عَطَسَ أبو زكريّا العَنْبريّ، فأخفى عُطاسه، فقلت له سرًّا: لا تُخْفي، فلسْتَ بين يدي الله تعالى3.
سمعت أبا عبد الله بن يعقوب: سمعت أبا حامد بن الشَّرْقيّ يقول: إنّما أخرجت خُراسان من أئمّة الحديث خمسة: محمد بن يحيى، والبخاريّ، والدّارِميّ، ومسلم، وإبراهيم بن أبي طالب4.
سمعت أبا الفضل محمد بن إبراهيم: سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول: قال لي محمد بن يحيى: مَن أحفظ مَن رأيت بالعراق؟ قلت: لم أر بعد أحمد بن حنبل مثل أبي كُرَيْب.
ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَسَّانُ بْنُ محمد: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ غَيْرَ مَرَّةٍ رَجَاءَ أَنْ آخُذَ عَنْهُ حَدِيثًا، فَقُلْتُ يَوْمًا حَدِيثَ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "امْرُؤُ الْقَيْسِ قَائِدُ لِوَاءِ الشُّعَرَاءِ إِلَى النَّارِ".
فقال: قيل عن الزُّهْريّ عن أبي سَلِمَة. فقلت: من ذكره عن الزُّهْريّ؟ قال: أبو الْجَهْم. فقلت: من رواه عن أبي الجهْم؟ فسكت. فلمّا عاودته قال: اللهم سلم. فسكت5.
__________
1 سير أعلام النبلاء "13/ 548".
2 سير أعلام النبلاء "13/ 549".
3 سير أعلام النبلاء "13/ 548".
4 سير أعلام النبلاء "13/ 550".
5 سير أعلام النبلاء "13/ 549".(22/57)
قلت: ترك الإمام أحمد التحديث لله لما في النّفس فيه من الحفْظ، فملأ الله البلاد بحديثه، وعاش ولده، وروى عنه شيئًا كثيرًا إلى الغاية، ونفع الله به العلماء والفقهاء والمحدّثين. فلا مانع لِما أعطى، ولا مُعْطي لما منع.
قال الحاكم: وكان إبراهيم بن أبي طالب يعيش من كراء حانوت له في الشّهر بسبعة عشر دَرهمًا يتبلَّغ بها1. وقد أملى كتاب "العلل" وغير شيء.
وسمعت عبد الله بن سعيد يقول: تُوُفّي في ثاني رجب سنة خمسٍ وتسعين.
أَخْبَرَتْنَا زَيْنَبُ بِنْتُ عُمَرَ، عَنِ الْمُؤَيَّدِ الطُّوسِيِّ: أَنَا محمد بْنُ الْفَضْلِ، أَنَا عُمَرُ بْنُ مَسْرُورٍ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُجَيْدٍ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثَنَا أَبُو خَالِدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا عَلِيُّ سَلِ اللَّهَ الْهِدَايَةَ وَالسَّدَادَ، وَاذْكُرْ بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَبِالسَّدَادِ تَسْدِيدَكَ السَّهْمَ".
99- إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز بن المهاجر البصْريّ2. أبو مسلم الكَجّيّ صاحب السُّنَن ومُسْنِد زمانه. وُلِد سنة بضْعٍ وتسعين ومائة.
وسمع: أبا عاصم النبيل، ومحمد بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ، وعبد الرَّحْمَن بن حمّاد الشُّعَيْثيّ، وعبد الملك الأصمعيّ، ومسلم بن إبراهيم، وعبد الله بن رجاء، ومُعاذ بن مُعاذ الله، وبدل بن المحبِّر، وحجّاج بن مَنْهال، وسعيد بن سلّام العطّار، وحجّاج بن نصير، وأبا زيد سعيد بن أوس الأنصاريّ، وخلْقًا سواهم.
وعنه: إسماعيل الصّفّار، وأبو بكر النّجّاد، وفاروق الخطّابي، وحبيب القزّاز، وسليمان الطَّبَرانيّ، وأحمد بن جعفر الخُتُّليّ، وأحمد بن جعفر القطيعيّ، وأبو محمد بن ماسي، وآخرون.
وثَّقَه الدَّارَقُطْنيّ3، وغيره.
وكان رئيسًا نبيلًا من سَرَوات بلده وأوُلي العِلم والأمانة، قدِم بغداد وروى الكثير بِهَا.
__________
1 المنتظم "6/ 76".
2 الثقات لابن حبان "8/ 89"، والمنتظم "6/ 50"، وسير أعلام النبلاء "13/ 423-425".
3 تاريخ بغداد "6/ 121".(22/58)
قال أحمد بن جعفر الخُتُّليّ: لمّا قدِم علينا أبو مسلم الكَجّيّ أملى الحديث في رَحْبة غسّان، وكان في مجلسه سبعة مُسْتَمْلين، يبلِّغ كلُّ واحدٍ صاحبه الّذي يليه. وكتب الناس عنه قيامًا، بأيديهم المحابر، ثم مَسَحْتُ الرَّحْبة، وحُسِب من حضّر محبرةً، فبلغ ذلك نيّفًا وأربعين ألف محبرة، سوى النَّظّارة. هذه حكاية صحيحة رواها الخطيب في تاريخه، عن بِشْر بن الرُّوميّ، قال: سمعت الخُتُّليّ، فذكرها.
وقال غُنْجار في "تاريخ بُخَارى": ثنا أبو نصر أحمد بن محمد: سمعت جعفر بن الطَّبسيّ يقول: كنا ببغداد عند أبي مسلم الكَجّيّ، ومعنا عبد الله مُسْتَمْلِي صالح جَزَرَة، فقيل لأبي مسلم: هذا مُسْتَمْلِي صالح. قال: من صالح؟ قال: صالح الْجَزَريّ. فقال: ويحكم ما أهونه عندكم، ألا تقولوا سيّد المسلمين؟
وكنّا في أُخريات النّاس، فقدَّمَنا وقال: كيف أخي وكبيري، ما تريدون؟ قلنا: أحاديث ابن عَرْعَرَة، وحكايات الأصمعيّ.
فأملى علينا من ظَهْر قلب. وكان ضريرًا، مخضوب اللّحْية.
وعن فاروق الخطابي قال: لمّا فرغنا مِن السُّنَن على أبي مسلم، عمل لنا مأدبة، أنفق فيها ألف دينار.
وقد مدحه أبو عُبادة البُحْتُريّ الشّاعر1.
وبَلَغَنَا أنّه لمّا حدَّث تصدَّق بعشرة آلاف دِرهم شكرًا لله2.
وتُوُفّي ببغداد في سابع محرَّم سنة اثنتين وتسعين، ونقلوه إلى البصْرة، فدُفِن بها.
100- إبراهيم بن عبد الله بن مَعْدان الأصبهانيّ3.
عن: محمد بن حُمَيْد الرّازيّ، وأحمد بن سعيد الهمدانيّ، وجماعة. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشّيخ، وآخرون.
توفي سنة أربع وتسعين ومائتين.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 123".
2 تاريخ بغداد "6/ 122".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 85".(22/59)
101- إبراهيم بن عليّ بن محمد بن آدم. أبو إسحاق الذُّهَليّ النَّيسابُوريّ.
سمع: يحيى بن يحيى، ويزيد بن صالح، وابن راهَوَيْه، وجماعة.
وفي الرّحلة: عليّ بن الجعْد، ويحيى الحِمّانيّ، وأبا مُصْعَب الزُّهْريّ.
وعنه: أبو عليّ محمد بن عبد الوهاب الثَّقفيّ، ومحمد بن صالح بن هانئ، وعليّ بن جُمْشاد، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وبِشْر بن أحمد الإسفرائينيّ، وطائفة.
قال الحاكم: سألت أبا زكريا العَنْبريّ وعلي بن جُمْشاد، عنه فوثّقاه.
تُوُفّي في شعبان سنة ثلاثٍ وتسعين.
102- إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم الدّمشقيّ بن دُحيم1.
سمع: أباه، وهشام بن عمار، وجماعة.
وعنه: ابن أخيه عَبْد الرَّحْمَن بْن عمرو بن دُحَيْم، والطَّبَرانيّ، وأبو أحمد بن عديّ، وأبو عمرو بن مَطر، وخلْق كثير.
وكان ثقة.
بقي إلى حدود الثلاثمائة.
103- إبراهيم بن محمد بن الحارث بن ميمون2.
أبو إسحاق الأصبهانيّ المعروف بابن نائلة، وهي أمّه.
سمع: إسماعيل بن عَمْرو البَجليّ.
وفي الرحلة: سعيد بن منصور، وعمّار بن هارون، وسعيد بن فلان، ورَوْح بن عبد المؤمن، ومحمد بن المغيرة الأصبهانيّ.
وعنه: أبو أحمد العسّال، والطَّبَرانيّ، وأحمد بن بنْدار، ومحمد بن إسحاق بن أيّوب، وآخرون.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين ومائتين.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 84"، تهذيب تاريخ دمشق "2/ 227".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 81".(22/60)
104- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الهيثم1. أبو القاسم البغدادي صاحب الطّعام. روى عن: محمد بن الصّبّاح الْجَرْجرائيّ. وعنه: الطَّبُرَانيّ.
105- إبراهيم بن محمد بن أبي الشّيوخ الأدميّ2.
صدوق.
عن: الوليد بن شجاع، وأحمد بن بُهْلُولٍ. وعنه: أحمد بن المُنَادي وقال: تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
106- إبراهيم بن محمود بن حمزة3. أبو إسحاق النَّيْسابُوريّ القطّان المالكيّ الفقيه.
رحل فتفقّه على: ابن عبد الحكم.
وسمع: أحمد بن منيع، وجماعة. وعنه: حسّان بن محمد الفقيه، وأبو بكر النّقّاش.
وكان فقيهًا بارعًا صوامًا قوامًا مجاهدًا. وكان شيخ المالكيّة بنَيْسابور.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وتسعين. وقيل: تُوُفّي في سنة تسعٍ وتسعين.
قال الحاكم: سمعت محمود بن محمد يقول: قال لي عمّي إبراهيم: قال لي ابن عبد الحكم: ما قدِم علينا خُراسانيّ هو أعرف بطريقة مالك منك، فإذا رجعت فادع النّاس إلى رأي مالك.
قال: وكان عمّي يصوم النّهار ويقوم اللّيل، ولا يدع الجهاد في كلّ ثلاثة أعوام.
107- إبراهيم بن معقل بن الحجاج4. أبو إسحاق النَّسَفيّ قاضي نَسْف وعالمها. رحل وكتب الكثير. وسمع: جُنَادة بن الغلس، وُقَتْيبة بن سعيد، وهشام بن عمّار، وأقرانهم.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 82"، وتاريخ بغداد "6/ 154".
2 تاريخ بغداد "6/ 154".
3 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 298".
4 سير أعلام النبلاء "13/ 493"، وبالنجوم الزاهرة "3/ 164"، وتهذيب تاريخ دمشق "2/ 300"، وشذرات الذهب "2/ 218".(22/61)
وروي "الصّحيح" عن أبي عبد الله البخاريّ.
وكان فقيه النّفس، عارفًا باختلاف العلماء.
روى عنه: ابنه سعيد، وعبد المؤمن بن خَلَف، ومحمد بن زكريّا النَّسَفُّيون، وعليّ بن إبراهيم الطّعّان، وخَلَف بن محمد الخيّام، وخلْق سواهم.
صنَّف "المسند" و"التفسير" وغير ذلك.
وتُوُفّي في ذي الحجّة سنة خمسٍ وتسعين.
108- إبراهيم بن موسى بن جميل1. أبو إسحاق الأندلسيّ التُّدْمِيريّ مولى بني أمية.
رحل وأخذ عن: عمر بن شَبَّة، ومحمد بن عبد الله بن الحكم الفقيه، وأبي بكر بن أبي الدُّنيا، وعبد الله بن مسلم بن قُتَيْبة الدِّينَوَري، وأحمد بن أبي خيثمة، وطائفة.
وعنه: قاسم بن أبي الأصبغ، ومحمد بن عبد الملك بن أَعْيَن، وسعيد بن جابر، ومحمد بن قاسم الأندلسيّون، وأبو جعفر الطَّحاويّ، والطَّبَرانيّ، وابن يونس.
وقد روى عنه النَّسائيّ شيئًا في "الكنى" عن رجلٍ، عن ابن المَدِينيّ. قال ابن الرفضي: كان كثير الغلط.
توفي سنة ثلاثمائة بمصر، وكان قد سكنها.
وثّقه ابن يونس.
109- إبراهيم بن هاشم بن الحسين البَغَويّ2.
سمع: عليّ بن الْجَعْد، وأحمد بن حنبل، وأُميّة بن بسِطْام، وجماعة. وعنه: أبو بكر الّنجّاد، وابن قانع، وأبو بكر الشّافعيّ، وعليّ بن لؤلؤ.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ.
وتُوُفّي في جُمَادَى الآخرة سنة سبع وتسعين.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 88"، والمنتظم "6/ 116"، وميزان الاعتدال "1/ 69".
2 تاريخ بغداد "6/ 203"، والنجوم الزاهرة "3/ 157"، وشذرات الذهب "2/ 210".(22/62)
في "مجالس الخلّال"، روايته عن عليّ بن الحَسَن بن شقيق. وهذا وهْم، لم يدركه.
وكان مولده سنة سبْعٍ ومائتين.
110- إبراهيم بن الفضل بن غسّان. أبو أُميّة الغلابي البغداديّ البزّار القاضي.
حدَّث عن: أبيه بالتّاريخ؛ وعن: محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب، وأحمد بن عَبْده الضَّبِّيِّ، وغيرهما.
قال الخطيب: كان بزّازا، فاستتر ابن الفُرات الوزير عنده في نكبةٍ أصابته، فقال: إن وليت الوزارةَ ما تريد أن يفعل بك؟ قال: تُقلّدني شيئًا.
فلمّا وَزَرَ أحسن إليه وولّاه قضاء البصْرة والأهواز. وكان قليل العلم. فلمّا عزل ابنُ الفُرات قبض عليه متولّي البصرة وسجنه، إلى أن مات سنة ثلاثمائة.
قال الدَّارَقُطْنيّ: ليس به بأس.
111- إدريس بن عبد الكريم1. أبو الحَسَن البغداديّ الحدّاد المقرئ.
قرأ على: خلف البزاز.
وسمع: عاصم بن عليّ، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن مَعين، ومُصْعَب بن عبد الله الُّزبَيْريّ، وجماعة.
قرأ عليه: أبو بكر محمد بن الحَسَن بن مُقْسِم، وأبو الحسين أحمد بن ثوبان، وأبو الحَسَن بن شَنَبُوذ، وأبو عليّ أحمد بن عبد الله بن حمدان بن صالح، وآخر من زعم أنّه قرأ عليه الحسن بن سعيد المطَّوِّعيّ.
وروى عنه: ابن مجاهد، وأبو بكر النّجّاد، وإسماعيل الخُطَبيّ، وأبو عَليّ بن الصواف، وأبو بكر القطيعي، وسليمان الطَّبِرانيّ، وخلْق.
قال الدَّارقُطْنيّ: ثقة وفوق الثّقة بدرجة2.
تُوُفّي في يوم عيد النَّحْر سنة اثنتين وتسعين. وله ثلاثٌ وتسعون سنة.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 103"، وتاريخ بغداد "7/ 14"، والنجوم الزاهرة "35/ 157".
2 تاريخ بغداد "7/ 14".(22/63)
وقد قرأ عليه المُطَّوِّعيّ الكِسائيّ وقَالَ: قرأت عَلَى قُتَيْبَة بْن مهران، وقرأ عليّ الكسائي تابعه ابن شَنَبُوذ.
112- إسحاق بن أحمد بن النضر العبقي الموصلي السماك.
عن: إسحاق بن إسرائيل، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، وجماعة. وعنه: يزيد بن محمد في تاريخه، وقال: تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
113- إسحاق بن إبراهيم بن جابر1. أبو يعقوب التُّجَيْبيّ المصريّ القطّان.
عن: سعيد بن أبي مريم. وعنه: أبو سعيد بن يونس، والطَّبَرانيّ.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة سنة ستٍّ وتسعين.
وقال ابن يونس: ما علمت إلا خيرًا.
114- إسحاق بن إبراهيم المصريّ الجلّاب. ويُعرف بِفُقَيْقِيعَة.
يروي عن: حَرْمَلَة، وغيره. وعنه: أبو سعيد بن يونس وقال: مات سنة ثمانٍ وتسعين.
115- إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن نفيس البغداديّ الهمدانيّ. أبو العبّاس بن النّابتيّ.
ولي أبوه قضاء همدان مدّة.
وحدَّث عن: أبيه، وابن عمّار الحسين بن حارث، ومحمود بن غَيْلان، وجماعة. وعنه: أبو الشيخ، وأحمد بن بُنْدار، وأهل أصبهان.
116- إسحاق بن إبراهيم بن داود2. أبو يعقوب الأصبهانيّ المؤدِّب.
عن: حُمَيْد بن مَسْعَدَة، وسعيد بن يحيى سَعْدُوَيْه. وعنه: أبو أحمد العسّال، وأحمد بن بُنْدار.
117- إسحاق بن حاجب البغدادي المعدل3.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 98".
2 المعجم الصغير للطبراني "1 220".
3 تاريخ بغداد "6/ 384".(22/64)
عن: خليفة بن خيّاط، ومحمد بن بكّار بن الريان. وعنه: أبو بكر النجاد، وعبد الصمد الطّسْتيّ، وغيرهما.
وتُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين. وقيل: سنة سبعٍ.
وثّقه أبو بكر الخطيب.
118- إسحاق بن حُنَين بن إسحاق1.
أبو يعقوب العبادي، نسبة إلى عِباد الحِيرة وهم من قبائل شتّى من النَّصارى، نزلوا الحِيرة، ولمّا بُنِيت الكوفة خربت الحِيرة. وكان هذا الكلب أوحد عصره في عِلْم الطِّبّ كأبيه. وكان يعرف الكُتُب اليونانية. وكان قد انقطع إلى الوزير أبي القاسم بن عُبَيْد الله، وقد ابتُلي بالفالج في آخر عُمره، وما أغنى عنه بَصَرُه بالطِّبّ، فنسأل الله العافية.
مات سنة ثمانٍ وتسعين.
119- إسحاق بن خَالوَيْه2. أبو يعقوب الياسريّ الواسطيّ.
روى عن: عليّ بن بحر. وعنه: الطَّبَرانيّ.
120- إسحاق بن موسى3، أبو يعقوب اليحمديّ الفقيه.
أوّل من كتب الشّافعيّ إلى بلد استراباذ. وكان صدوقًا عالمًا محدّثًا.
سمع: قتيبة، وابن راهويه، وهشام بن عمار، وحَرْمَلَة التُّجَيْبيّ، وخلقًا. وعنه: محمد بن أحمد الغِطْرِيف، وجعفر بن شهرزيل.
121- أسلم بن سهل بن أسلم بن زياد بن حبيب الحَافِظ4. أبو الحَسَن الواسطيّ الرّزّاز بَحْشَل صاحب "تاريخ واسط".
سمع: جدّه لأمه وهْب بن بقيّة، وسليمان بن أحمد الواسطيّ، ومحمد بن خالد بن عبد الله، وخلقًا بعد الثّلاثين ومائتين.
__________
1 البداية والنهاية "11/ 116"، ومروح الذهب "1389".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 98".
3 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 453".
4 سير أعلام النبلا "13/ 553"، وميزان الاعتدال "1/ 211"، وشذرات الذهب "2/ 210".(22/65)
وكان يفهم ويدري الفنّ.
روى عنه: محمد بن عثمان بن سمعان، ومحمد بن عبد الله بن يوسف، وإبراهيم بن يعقوب الهمدانيّ، وعلي بن حميد البزاز، ومحمد بن جعفر بن اللّيث الواسطيّ، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
وقال خميس الحَوْزِيّ: بَحْشَل الرّزّاز منسوب إلى محلّة الرّزّازين، ومسجده هناك، ثقة، ثبت، إمام، يصلح للصّحيح.
122- إِسْمَاعِيل بْن أحْمَد بْن أسد بْن سامان بن نوح1. أمير خُراسان أبو إبراهيم، وابن أميرها.
كان عالمًا فاضلًا عادلًا حَسَن السّيرة في الرّعيّة، مُكْرِمًا للعلماء، مشهورًا بالشّجاعة والإقدام، ميمون الفَقْه. جرت له واقعة غريبة فقال الحاكم: سمعت ابن قانع ببغداد يقول: سمعت عيسى بن محمد الطَّهْمانيّ يقول: سمعت الأمير إسماعيل بن أحمد يقول: جاءنا أبونا بمؤدِّب يعلِّمُنا الرَّفْض، فنمت، فرأيت النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، وعُمَر، فقال: لم تَسُبّ صاحبَيَّ؟ فوقفت، فقال لي بيده هكذا، ونفضها في وجهي، فانتبهت فزِعًا أرتعد من الحُمَّى.
فمكثت على الفراش سبعة أشهر، وسقط شَعْري، فدخل أخي فقال: أيش قصَّتُك؟ فحدَّثته. فقال: اعتذر إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فاعتذرت وتبت. فما مرّ لي إلا جمعة حتّى نبت شَعْري2.
وقال أحمد بن سعيد بن مسعود المَرْوزيّ: لو لم يكن لآل سامان إلّا ما فتحوا من بلاد الكُفْر لَكَفَى؛ فإنّهم فتحوا مسيرة شهر. ولم يفتح بنو العباس منذ وُلُّوا مقدار شَبْر.
قال الحافظ أبو عبد الله الحاكم: ويقال له الأمير الماضي أبو إبراهيم.
سمع من الفقيه محمد بن نصر المَرْوزِيّ عامّة تصانيفه.
__________
1 المنتظم "6/ 77"، وسير أعلام النبلاء "14/ 154"، والبداية والنهاية "11/ 106".
2 سير أعلام النبلاء "14/ 154".(22/66)
وسمع من ابنه أحمد بن راشد ومن: محمد بن الفضل.
أخذ عنه إمام الأئمة ابن خُزَيْمة، وغيره1.
وكانت مدّة سلطنته سبْعَ سنين، وقد ظفر بعَمْرو بن اللَّيْث الصّفّار، وأسره وبعث به إلى المعتضد، وكتب له بعهده على إقليم المشرق. وكذلك استعمله المكتفي، وكان يعتمد عليه ويركن إليه لِما يرى من كفاءته ويقول:
لن يُخلِّف الدّهْرُ مثلهم أبدًا ... هَيْهات، هَيْهات شأنهم عجبُ
تُوُفّي في بُخارى في صفر سنة خمسٍ وتسعين، وولي بعده أبنه أحمد.
قال الحاكم: سمعت الأمير إبراهيم بن إبراهيم بن أحمد يقول: كَانَ جَدِّي كثير أصوله كلها عندي.
وقَالَ أبو عبد الله البوسنجي: سَمِعْتُ أَبَا إِبْرَاهِيم الأمير يَقُولُ: كنت أتناول أبا بكر وعُمَر، فرأيت النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- وهو يقول: ما لك ولأصحابي؟ قال: فمرضت سنة، ثم تُبْتُ من ذلك.
123- إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن عَبْدة2. أبو الحَسَن الضَّبّي الأصبهانيّ. أحد الثقات.
سمع: محمد بن حُمَيْد، ومحمد بن عَمْرو زُنَيْج، وجماعة. وعنه: أبو الشّيخ، وأبو أحمد العسّال، وآخرون.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
124- إسماعيل بن محمد بن وهب المصريّ3.
عن: دُحَيْم، وحَرْمَلَة، ويعقوب بن إسحاق الهاشميّ. وعنه: أبو جعفر العُقَيْليّ، والطَّبَرانيّ، وآخرون.
125- إسماعيل بن محمد بن قيراط4. أبو عليّ العُذْريّ الدّمشقي.
__________
1 سير أعلام النبلاء "14/ 154".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 213".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 95".
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 95".(22/67)
عن: صَفْوان بن صالح المؤذّن، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأحمد بن صالح، وسليمان ابن بنت شُرَحْبِيل، وهشام بن عمّار، وطائفة. وعنه: أبو عَوَانة، وخثيمة، وأبو عمر بن فَضَالَةَ، والطَّبَرانيّ، وعبد الله بن النّاصح.
توفي سنة سبع تسعين ومائتين.
126- إسماعيل بن محمد المُزَنيّ الكوفيّ. أبو محمد.
عن: أبي نُعَيْم. وعنه: أبو بكر الإسماعلي، وهو من كبار شيوخه.
تُوُفّي في نصف رمضان سنة ثمانٍ وتسعين. ورّخه ابن عُقْدة.
"حرف الباء":
127- البَخْتَريّ بن محمد بن صالح البغداديّ1.
عن: محمد بن سَمَاعة القاضي، وكامل بن طلحة الْجَحْدريّ. وعنه: الطَّبَرانيّ.
قال الدَّارَقُطْنيّ: لا بأس به2.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
128- بِشْر بن عبد الملك الخُزَاعيّ3. مولاهم المَوْصِليّ.
عن: غسّان بن الربيع، ومحمد بن سليمان لُوَيْن، وجماعة. وكان أحد الصّالحين.
تُوُفّي سنة أربع.
روى عنه: الطَّبَرانيّ.
129- بُهْلُولُ بن إسحاق4. أبو محمد التَّنُوخيّ الأَنباريّ، قاضي الأنبار وخطيبها المصقع البليغ.
وكان ثقة كثير الحديث.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 112"، وتاريخ بغداد "7/ 113".
2 تاريخ بغداد "7/ 113".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 110".
4 المعجم الصغير "1/ 111"، وتاريخ بغداد "7/ 109"، والبداية والنهاية "11/ 117".(22/68)
سمع: سعد بن منصور، وإسماعيل بن أبي أُوَيْس، وإبراهيم بن حمزة الزُّبَيْريّ، وأحمد بن حاتم الطَّويلَ، ومحمد بن معاوية النَّيْسابوريّ، وجماعة.
وعنه: أخوه أحمد بن إسحاق، وابنا أخيه يوسف الأزرق وإسماعيل ابنا يعقوب، وابن أخيه داود بن الهيثم بن إسحاق، وابن أخيه أبو طالب محمد بن أحمد بن إسحاق، وأبو بكر الشافعيّ، وأبو القاسم الطَّبِرانيّ، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، وخلْق من الرّحّالة.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ1.
مولده سنة أربع ومائتين، ومات في شوّال سنة ثمانٍ وتسعين.
وكان قاضي الأنبار وخطيبها، وأبوه حافظ كبير.
"حرف الجيم":
130- جبرون بن عيسى بن يزيد البَغَويّ المصريّ2.
عن: يحيى بن سليمان الحفريّ، وسَحْنُون بن سعيد الفقيه أخذ عنه بالمغرب. وعنه: الطَّبَرانيّ، والمصريّون.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين.
131- جَبَلَة بن حمّود. أبو يوسف الصّدفيّ الإفريقي.
يروي عن: الفقيه سَحْنُون، وغيره.
تُوُفّي بإفريقيّة سنة سبعٍ وتسعين. وكان زاهدًا قُدْوة.
132- جعفر بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن. أَبُو مُحَمَّد النَّيْسابوريّ السَّلماني. تفقّه بمصر على المُزَنيّ.
وسمع: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن رافع، وعبد الله بن عِمران العابديّ، وأبا كُرَيْب، وإسماعيل بن موسى الفَزَاريّ، وأحمد بن عَبْدة الضَّبّيّ، ويونس بن عبد الأعلى، وخلقًا كثيرًا.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 110".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 123"، وفيه "المغربي" بدل "البغوي".(22/69)
عَنْهُ: أبو عبد الله بْن الأخرم، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وأبو الوليد حسّان الفقيه، وآخرون.
تُوُفّي في ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين.
133- جعفر بن أحمد بن مُضَر المُضَريّ المصري.
قال ابن يونس: هو عريف المؤذِّنين بمصر.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وتسعين.
134- جعفر بن شُعَيب الشّاشيّ1. أبو محمد.
رحل وسمع: عيسى بن زغُبَةَ، ومحمد بن أبي عمر العَدَنيّ، وطبقتهما. وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، وأبو محمد بن ماسي.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين ببُخَارى2.
135- جعفر بن عبد الله الصّبّاح بن نَهْشَلٍ الأنصاريّ الأصبهانيّ3. المقرئ إمام جامع أصبهان.
رحل وقرأ القرآن على أبي عمر الدُّوريّ.
وسمع من: إسماعيل بن موسى الفَزَاريّ، وإبراهيم بن عبد الله الهَرَوِيّ، وجماعة.
وقرأ بأصبهان أيضًا على محمد بن عيسى. وكان رأسًا في القرآن وعلومه.
روى عنه: أبو أحمد العسّال، والطَّبَرانيّ، وأبو الشيّخ، وجماعة.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين.
قرأ عليه جماعة منهم: محمد بن أحمد الكِسائيّ، ومحمد بن أحمد بن عبد الوهّاب.
136- جعفر بن محمد بن الحسين بن عبيد الله بن محمد بن طغان.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 195"، والمنتظم "6/ 61".
2 في الأصل "بخارا".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 119"، وذكر أخبار أصبهان "1/ 246".(22/70)
أبو الفضل النَّيْسابوريّ، ويُعرف بالتّرك.
قال الحاكم: شيخ عشيرته في عصره، من الثّقات الأثبات، ومن كبار أصحاب يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهَوَيْه.
وسمع أيضًا من: عَمْرو بن زُرَارة، ومحمد بن أبان المستملي، وجماعة. وعنه: عبد الله بن سعد، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وأبو حامد بن الشّرقيّ الحافظ، وعدة.
تُوُفّي في ثامن عشر شعبان سنة خمسٍ وتسعين.
قال أبو الوليد الفقيه: سمعته يقول: كان إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ يرفعني على جماعة من الشيوخ في مجلسه ويقول: جدّهم أول من أظهر السنة بخُراسان.
137- جعفر بن محمد بن ماجد البغداديّ1.
عن: خلّاد بن أسلم، ومحمد بن عليّ بن شقيق، وجماعة. ويُعرف بابن القتيل.
وعنه: حامد الرّفّاء، والطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة سبعٍ وتسعين.
138- جعفر بن محمد بن الفُرات، أبو عبد الله الكاتب.
تُوُفّي سنة سبعٍ أيضًا، وصلى عليه أخوه الوزير ابن الفُرات.
وكان أسنّ من الوزير.
139- جعفر بن محمد بن الأزهر البغدادي2.
عن: وهب بن بقية، وغيره. وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، والإسماعيليّ.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
140- جعفر بن محمد بن يزيد. أبو الفضل السوسي.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 115"، وتاريخ بغداد "7/ 196".
2 تاريخ بغداد "7/ 197".(22/71)
عن: عليّ بن بحر القطّان، وسهل بن عثمان العسكريّ، وسليمان بن عبد الرحمن الدّمشقيّ، وأبي الطّاهر بن السَّرْح، وخلقٍ من الشّاميّين، والمصريّين، والرّازّيين.
وعنه: أبو جعفر العُقَيْليّ، وأبو سعيد الأعرابي، والحَسَن بن رشيق، وآخرون.
وجاور بمكة. قال الدَّارَقُطْنيّ: لا بأس به.
141- جعفر بن محمد بن اللَّيث1. أبو عبد الله الزّياديّ البصْريّ.
عن: مسلم، وعبد الله بن رجاء الغداني، وغسان بن مالك السلمي، وأبو حذيفة النهدي، وجماعة. وعنه: الطبراني، وأبو بكر الإسماعيليّ، وأبو أحمد بن عديّ، وآخرون.
بقي إلى قريب الثلاثمائة.
142- الْجُنَيْد بن خَلَف2. الفقيه أبو يحيى السَّمَرقنْديّ.
سمع: إسحاق بن شاهين، وحَوْثَرَة بن أشرس. وعنه: أبو عليّ بن آدم، وعليّ بن أبي العَقِب، وأبو أحمد بن النّاصح، وآخرون.
حدَّث بدمشق.
143- الْجُنَيْد بن محمد بن الْجُنَيْد3. أبو القاسم النَّهاونديّ الأصل البغداديّ القواريريّ الخزّاز. وقيل كان أبوه قواريريًّا، يعني زَجّاجًا. وكان هو خزازًا.
كان شيخ العارفين وقُدْوة السّائرين وعَلَم الأولياء في زمانه، رحمه الله عليه.
وُلِد ببغداد بعد العشرين ومائتين، فيما أحسب أو قبلها.
وتفقّه على أبي ثور.
وسمع من: الحَسَن بن عَرَفَة، وغيره.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 115".
2 تهذيب تاريخ دمشق.
3 حلية الأولياء "10/ 255-287"، المنتظم "6/ 105"، سير أعلام النبلاء "14/ 66-70"، البداية والنهاية "11/ 113-115"، النجوم الزاهرة "3/ 168-170"، تاريخ بغداد "7/ 241-249"، طبقات الحنابلة "1/ 127-129".(22/72)
واختصّ بصُحبة السريّ السَّقطيّ، والحَرَميّ، وأبي حمزة البغدادي. وأتقن العلم، ثم أقبل على شبابه، واشتغل بما خُلِق له، وحدَّث بشيء يسير.
روى عنه: جعفر الخُلْديّ، وأبو محمد الجريريّ، وأبو بكر الشّبليّ، ومحمد بن علي بن حُبَيْش، وعبد الواحد بن علوان، وطائفة من الصُّوفيّة.
وكان ممّن برز في العِلم والعمل.
قال أحمد بن جعفر بن المنادي في تاريخه: سمع الكثير، وشاهد الصالحين وأهلَ المعرفة، ورزق من الذكاء وصواب الإجابات في فنون العلم ما لم ير في زمانه مثله، عند أحد من أقرانه، ولا ممن أرفع سنا منه، ممن كان منهم ينسب إلى العلم الباطن، والعلم الظاهر في عفاف وعزوف عن الدّنيا وأبنائها.
لقد قيل لي إنّه قال ذات يوم: كنت أُفتي في حلقة أبي ثَوْر الكلبيّ ولي عشرون سنة1.
قال أحمد بن عطاء الروذباري: كان الْجُنَيْد يتفقّه لأبي ثَوْر، ويفتي في حلقته2.
وعن الْجُنَيْد قال: ما أخرج الله إلى الأرض عَلَمًا وجعل للخلْق إليه سبيلًا، وإلا وقد جعل لي فيه حظًّا3.
وقيل: إنه كان في سوقه. وكان وِرده كلّ يوم ثلاثمائة ركعة، وكذا ألف تسبيحة4.
وقال أبو نُعَيْم: نا عليّ بن هارون ومحمد بن أحمد بن يعقوب قالا: سمعنا الْجُنَيْد غير مرة يقول: علمنا مضبوطٌ بالكتاب والسنة، من لم يحفظ الكتاب، ويكتب الحديث، ولم يتفقّه، لا يُقْتَدى به5.
وقال عبد الواحد بن علوان الرَّحْبيّ: سمعته يقول: عِلْمُنا هذا -يعني التصوّف- مشبَّك بحديث رسول اللَّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ6.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 242".
2 تاريخ بغداد "7/ 242".
3 تاريخ بغداد "7/ 242"، وصفة الصفوة "2/ 416".
4 تاريخ بغداد "7/ 242"، والمنتظم "6/ 106"، وصفة الصفوة "2/ 416".
5 تاريخ بغداد "7/ 243"، وحلية الأولياء "10/ 255".
6 تاريخ بغدد "7/ 243".(22/73)
وعن ابن سُرَيْج أنّه تكلّم يومًا، فأعجب به بعض الحاضرين، فقال ابن سُرَيْج: هذا بَرَكَة مُجالستي لأبي القاسم الْجُنَيْد1.
وعن أبي القاسم الكعبي أنه قال يومًا: رأيت لكم شيخًا ببغداد يقال له الْجُنَيْد، ما رأت عيناي مثله؛ كان الكَتَبَةُ يحضرون لألفاظه، والفلاسفة يحضرونه لدِقَّة معانيه، والمتكلّمون يحضرون لتمام عِلْمه، وكلامه باين عن فهمهم وكلامهم وعِلْمهم.
وقال الخُلْديّ: لم يُرَ في شيوخنا مَن اجتمع له علمٌ وحالٌ غير الْجُنَيْد، كانت له حالٌ خطيرة وعلمٌ غزير. فإذا رأيت حاله وحجَّته على علمه، وإذا رأيت علمه وحجته على حاله2.
وقال أبو سهل الصُّعْلُوكيّ: سمعت أبا محمد المرتعش يقول: قال الْجُنَيْد: كنت بين يدي السَّريّ السَّقطيّ ألعب وأنا ابن سبْع سنين، وبين يديه جماعة يتكلون في الشُّكْر.
فقال: يا غلام ما الشُّكْر؟ فقال: أن لا يُعْصَ الله بِنِعَمِهِ.
فقال: أخشى أن يكون حظك من الله لسانك.
قال الْجُنَيْد: فلا أزال أبكي على هذه الكلمة الّتي قالها لي3.
وقال السُّلَميّ: سمعت جدّي إسماعيل بن نُجَيْد يقول: -كان الْجُنَيْد- يجيء فيفتح حانوته، ويسبل الستر، ويصلي أربعمائة ركعة4.
وعن الْجُنَيْد قال: أعلى درجة الكِبْر أن ترى نفسَك، وأدناها أن تخطر ببالك5، يعني نفسك.
وقال الجريريّ6: سمعته يقول: ما أخذنا التصوّف عن القال والقيل، لكن عن الجوع، وترك الدنيا، وقطع المألوفات.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 243"، وطبقات الأولياء "131".
2 تاريخ بغداد "7/ 244"، صفة الصفوة "2/ 417".
3 تاريخ بغداد "7/ 244"، صفة الصفوة "2/ 417"، وطبقات الأولياء "127".
4 تاريخ بغداد "7/ 245"، وصفة الصفوة "2/ 417".
5 تاريخ بغداد "7/ 245"، حلية الأولياء "10/ 273".
6 في الأصل "الجوهري" وفي تاريخ بغداد "الحريري".(22/74)
وذكر أبو جعفر الفَرَغانيّ أنه سمع الْجُنَيْد يقول: أقلّ ما في الكلام سقوط هيبة الرّبّ جل جلاله من القلب، والقلب إذا عري من الهيبة عري من الإيمان.
ويقال: كان نقش خاتمه: إنْ كنت تَأْمَلْه فلا تَأْمَنْه.
وقال: من خالفت إشارته معاملته فهو مدع كذاب.
وقال أبو علي الروذباري: قال الْجُنَيْد: سألت الله أن لا يعِّذبني بكلامي، وربّما وقع في نفسي أنّ زعيم القوم أرذلهم1.
وعن الخُلْديّ، عن الْجُنَيْد قال: أعطي أهل بغداد الشَّطْح والعبارة وأهل خراسان القلب والسّخاء، وأهل البصرة الزُّهْد والقناعة، وأهل الشّام الحِلْم والسّلامة، وأهل الحجاز الصَّبر والإنابة.
وقال إسماعيل بن نُجَيْد: هؤلاء لا رابع لهم: الْجُنَيْد ببغداد، وأبو عثمان بنَيْسابور، وأبو عبد الله بن الجلّاء بالشّام2.
وقال أبو بكر العَطَويّ: كنت عند الْجُنَيْد حين احتضر، فختم القرآن.
قال: ثم ابتدأ فقرأ من البَقَرة سبعين آية، ثمّ مات3.
وقال أبو نُعَيْم: أنا الخُلْدِيّ كتابة قال: رأيت الْجُنَيْد فِي النَّوم فقلتْ: ما فعل اللَّه بك؟ قال: طاحت تلك الإشارات، وغابت تلك العبارات، وفنيت تلك العلوم، ونفذت تلك الرُّسوم، وما نَفَعَنا إلا رَكَعات كنّا نركعها في الأسحار4.
قال أبو الحسين بن المنادي: مات الْجُنَيْد ليلة النَّيْروز في شوّال سنة ثمان وتسعين ومائتين5.
__________
1 حلية الأولياء "10/ 263"، وصفة الصفوة "2/ 420".
2 تاريخ بغداد "7/ 246"، وطبقات الصوفية "176".
3 تاريخ بغداد "7/ 248"، وحلية الأولياء "10/ 264".
4 تاريخ بغداد "7/ 248"، وصفة الصفوة "2/ 424".
5 تاريخ بغداد "7/ 248".(22/75)
قال: فذكر لي أنّهم حزروا الجمْع يومئذٍ الّذي صلّوا عليه نحو ستّين ألف إنسان. وما زالوا يأتون قبره في كلّ يوم نحو الشّهر. ودُفِنَ عند قبر السّريّ السَّقَطيّ1.
قلت: ورّخه بعضهم سنة سبْعٍ، فَوَهِم.
"حرف الحاء":
144- حامد بن سَعْدان بن يزيد البغداديّ2.
عن: أحمد بن صالح المصريّ، وجماعة. وعنه: محمد بن مَخْلَد، ومَخْلَد الباقَرْحِيّ.
وثّقه الخطيب.
وتُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
145- حامد بن سهل البخاريّ الدّهّان الحافظ. صاحب المُسْنَد.
عن: قُتَيْبَة بن سعيد، ودُحَيْم، وحَرْمَلَة، وأبي مُصْعَب، وجماعة. وعنه: سهل بن السَّريّ، وخَلَف الخيّام، وغيرها.
تُوُفّي سنة سبْعٍ أيضًا. ثقة.
146- الحرش بن أحمد بن حُرَيْش الرازي.
عن: محمد بن حميد، وغيره.
توفي سنة ثلاثمائة.
147- حامد بن شاذي. أبو محمد الكشّيّ3.
حدَّث ببغداد عن: إبراهيم بن يوسف البلْخيّ، وقُتَيْبَة، وعلي بن حُجْر، وجماعة. مرّ.
148- الحَسَن بن أحمد بن سليمان.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 248"، والمنتظم "6/ 106"، صفة الصفوة "2/ 424".
2 تاريخ بغداد "8/ 168"، والمنتظم "6/ 92".
3 تاريخ بغداد "8/ 168".(22/76)
أبو علّي بن الصّيقل المصريّ سَحْنُون أخو علّان بن الصَّيقل.
روى عن: أبي مُصْعَب الزُّهْريّ، ومحمد بن رُمْح، وأحمد بن صالح. وعنه: أبو سعيد بن يونس، وحمزة الكِنانيّ، وسليمان الطَّبَرانيّ، وجماعة.
تُوُفّي في ربيع الأول سنة تسعٍ وتسعين.
149- الحسن بن أحمد بن حبيب. أبو علي الكرماني نزيل طرسوس.
عن: مسدد، وأبي الربيع الزهراني، ومحمد بن عبد الله الرقاشي، وجماعة. وعنه: النسائي في سننه، وأبو بكر الخلال الحنبلي.
150- الحسن بن إبراهيم بن حلقوم. أبو علي الدمشقي المقرئ.
روى عن: صفوان بن صالح، وإبراهيم بن هشام الغساني، وهشام بن عمار. وعنه: أحمد بن محمد بن عُمَارة، والحسن بن حبيب الحصائريّ، وأحمد بن حميد بن أبي العجائز، وآخرون.
151- الحسن بن إدريس العسكري1.
حدث بأصبهان سنة إحدى وتسعين.
عن: أبي نعيم الفضل بن دكين، وأحمد بن حنبل. وعنه: أبو الشيخ، وأحمد بن بندار الشعار، ومحمد بن القاسم المديني.
قال ابن مردويه: كان يُحدِّث من حِفْظه ويخطئ.
152- الحَسَن بن تميم2. أبو عليّ الأصبهانيّ الصّفّار النَّحْويّ.
عن: عبد الواحد بن غياث، وأبي مروان العثماني، وجماعة. وعنه: أحمد بن إبراهيم بن أَفْرَجَةَ، وعبد الله بن محمد القبّاب.
153- الحَسَن بن سعيد بن مهران3. أبو عليّ المَوْصِليّ الصَّفّار المقرئ.
عن: غسّان بن الربيع، وَمُعَلَّى بن مهدي، وإبراهيم بن حبّان. وعنه: أحمد بن
__________
1 ذكر أخبار أصبهان "1/ 263".
2 ذكر أخبار أصبهان "1/ 264".
3 تاريخ بغداد "7/ 324"، المنتظم "6/ 52"، غاية النهاية "1/ 215".(22/77)
الفضل بن خُزَيْمة، وأبو بكر الشّافعيّ، ويزيد بن محمد الأزديّ.
وكان قانعًا متعفّفًا.
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
154- الحَسَن بن عليّ بن المتوكّل1. أبو محمد مولى بني هاشم. بغداديّ ثقة.
سمع: عفان، وعاصم بن عليّ، وشُرَيْح بن النُّعْمان، وجماعة.
وعنه: ابن قانع، وإسماعيل الخُطَبيّ، وجعفر بن محمد بن الحَكَم، والطَّبَرانيّ، ونَسَبه إلى جدّه.
تُوُفيّ سنة إحدى وتسعين ومائتين.
155- الحَسَن بن عليّ بن شبيب2.
الحافظ أبو عليّ المَعْمَريّ البغداديّ.
سمع: خَلَف بن هشام، وشيبان بن فَرُّوخ، وهُدْبَة بن خالد، وسعيد بن عبد الجبّار، وسُويْد بن سعيد، وأبا نصر التّمّار وعلي بن المَديِنيّ وجُبَارة بن المغلس وعيسى بن حماد بن زعبة، وعبد الرحمن بن عبد الرحيم، ودُحَيْمًا، وخلْقًا كثيرًا بالعراق والشّام ومصر.
وعنه: أبو بكر النّجّاد، وأبو سهل القطّان، وأحمد بن كامل، وأحمد بن عيسى التّمّار، والطَّبَراني، ومحمد بن أحمد المُفيد، وخلْق.
قَالَ الخطيب3: كان من أوعية العلم، يذكر بالفهم، ويوسف بالحفظ. وفي حديثه غرائب وأشياء ينفرد بها.
وقال الدَّارَقُطنيّ: صدوق حافظ، جَرحه موسى بن هارون، وكانت العداوة بينهما. وكان أنكر عليه أحاديث أخرج أصولَه العُتْق بها، ثمّ ترك روايتها.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 125"، تاريخ بغداد "7/ 369"، المنتظم "6/ 45".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 126"، المنتظم "6/ 78"، تهذيب تاريخ دمشق "4/ 201"، وسير أعلام النبلاء "13/ 510".
3 تاريخ بغداد "7/ 370".(22/78)
وقال عبدان الأهوازيّ: ما رأيت صاحب حديث في الدّنيا مثل المَعْمَرِيّ1.
وقال موسى بن هارون: استَخَرْت الله سنتين حتى تكلَّمت في المَعْمَرِيّ، وذاك أني كتبت معه عن الشّيوخ، وما افترقنا، فلما رأيت تلك الأحاديث قلت: من أين أتى بها؟ رواها أبو عَمْرو بن حمدان، عن أبي طاهر الجنابذيّ، عن موسى.
ثمّ قَالَ أبو طاهر: وكان المَعْمَرِيّ يقول: كنت أتولى لهم الانتخاب، فإذا مر حديث غريب قصدت الشَّيخ وحدي، فسألته عنه2.
قلت: لا جرم ما انتفع بتلك الغرائب وُجِدت إليه شرًّا.
وقال ابن عُرْوَة: سألت عبد الله بن أحمد عن المَعْمَرِيّ فَقَالَ: لا يتعمّد الكذِب، ولكنْ أحسب أنّه صحب قومًا يُوصِلُون3.
قَالَ الحاكم: سمعت أبا بكر بن أبي دارم الحافظ يقول: كنت ببغداد لمّا أنكر موسى بن هارون على المَعْمَرِيّ تلك الأحاديث، وأنهى أمرهم إلى يوسف القاضي بعد أن كان إسماعيل القاضي توسَّط بينهما، فَقَالَ موسى بن هارون: هذه أحاديث شاذة عن شيوخ ثقات لا بد من إخراج الأصول بها. فَقَالَ المَعْمَرِيّ: قد عُرِفَ من عادتي أنّي كنت إذا رأيت حديثًا غريبًا عند شيخ ثقة لا أعلم عليه إنما كنت أقرأ من كتاب الشّيخ وأحفظه فلا سبيل إلى إخراج الأصول بها.
وقال عليّ بن جُمْشاذ: كنت ببغداد حينئذٍ فأخرج موسى نيفًا وسبعين حديثًا ذكر أنّه لم يشركْه فيها أحد، ورفض المَعْمَرِيّ مجلسه، فصار النّاس حزبين: حزب للمعمري، وحزب لموسى. فكان من حجّة المَعْمَرِيّ أنّ هذه أحاديث حفظتها عن الشّيوخ لم أنسخها. ثمّ اتفقوا بأجمعهم على عدالة المَعْمَرِيِّ وتقدُّمه.
وقال ابن عديّ: وكان المَعْمَرِيّ كثير الحديث صاحب حديث بحقه، كما قَالَ عَبْدان إنّه لم يرَ مثله. وما ذُكِرَ عنه أنّه رفع أحاديثَ، وزاد في مُتُون، فإنّ هذا موجود في البغداديّين خاصّة، وفي حديث ثقاتهم؛ وأنّهم يرفعون الموقوف، ويَصِلون المرسل، ويزيدون في الأسانيد.
__________
1 الكامل لابن عدي "2/ 749"، وتاريخ بغداد "7/ 371".
2 تاريخ بغداد "7/ 371".
3 تاريخ بغداد "7/ 371"، الكامل لابن عدي "2/ 750".(22/79)
وقال أحمد بن كامل القاضي: مات المَعْمَرِيّ إحدى عشرة لَيْلَةٍ بقيت من المحرم سنة خمسٍ وتسعين1.
قَالَ: وكان في الحديث وجمْعه وتصنيفه إمامًا ربانيًا. وقد شدّ أسنانه بالذَّهَب ولم يُغيّر شيبه2.
وقيل: بلغ اثنتين وثمانين سنة.
وقد كان ولي القضاء للبرتي على القصر وأعمالها3.
قَالَ: وقيل له المَعْمَرِيّ، بأُمُّه أمّ الحَسَن بنت سُفْيان بن أبي سفيان المَعْمَرِيّ صاحب مَعْمَر بن راشد4.
156- الحَسَن بن عليّ بن الوليد. أبو جعفر الفارسيّ الفَسَويّ نزيل بغداد5.
سمع: سَعْدَوَيْه، وعليّ بن الْجَعْد، وفيض بن وثيق البصْري، وإبراهيم بن مهدي المصيصي، وجماعة.
وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشّافعيّ، وأبو عليّ بْن الصَّوّاف، ومحمد بْن عليّ بْن حبيش، والطبراني، وآخرون.
وقال الدارقطني: لا بأس به. قلت: وُلِدَ سنة اثنتين ومائتين، وتُوُفّي سنة ستٍّ وتسعين.
157- الحَسَن بن عليّ بن شَهْرَيَار6. أبو عليّ الرَّقِّيّ.
حدَّث ببغداد عن: محمد بن مُصْعَب القُرْقُساني، وعن: عليّ بن ميمون الرَّقِّيّ، وعامر بن سَيّار الحلبيّ، وغيرهم.
وعنه: محمد بن نَجيح، وابن زياد القطان، والطبراني.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 372".
2 تاريخ بغداد "7/ 372".
3 تاريخ بغداد "7/ 372".
4 تاريخ بغداد "7/ 372".
5 تاريخ بغداد "7/ 372".
6 المعجم الصغير للطبراني "1/ 130"، وتاريخ بغداد "7/ 273".(22/80)
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ضعيف1.
وقال ابن يونس: تُوُفّي بمصر سنة سبْعٍ وتسعين، يُعْرف ويُنْكَر، ولم يكن بذاك.
158- الحَسَن بن عليّ بن مَخْلَد النَّيْسابوريّ المُطّوّعيّ.
عن: إسحاق بن راهَوَيْه، وعَمْرو بن زُرَارة، وأحمد بن منيع، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، وطائفة.
وعنه: أبو عبد الله بْن الأخرم، وأبو زكريا العنْبَريّ، والمشايخ.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
159- الحَسَن بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان2. أبو مُحَمَّد بْن عَلُّويَه القطّان، بغداديّ مشهور.
سمع: عاصم بن عليّ، وبشار بن موسى، وبشْر بن الوليد الكِنْديّ، وإسماعيل بن عيسى العطار، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، وعبد الله بن محمد العبْسيّ، وجماعة.
وعنه: البخاريّ، وأبو بكر الشّافعيّ، وأحمد بن سِنْديّ الحدّاد، وأبو عليّ بن الصَّواف، وأبو بكر الآجُرّيّ، ومَخْلَد الباقَرْحِيّ، وأبو الحسين الزُّبَيْديّ، وطائفة.
وثّقه الخطيب، والدَّارَقُطْنيّ قبله.
وُلِدَ سنة خمسٍ ومائتين في شوال.
وقال الخُطَبيّ: مات في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين.
160- الحَسَن بن محمد بن أُسَيْد الثَّقَفيّ الأصبهانيّ3.
عن: لُوَيْن، وأبي حفص الفلّاس، وجماعة.
وعنه: أبو الشّيخ وقال: مات سنة ثلاث وتسعين.
__________
1 تاريخ بغداد "374".
2 تاريخ بغداد "7/ 375".
3 ذكر أخبار أصبهان "1/ 266".(22/81)
161- الحَسَن بن محمد بن نصر1. أبو سعيد البغدادي النّخّاس، بخاء مُعْجَمَةٍ.
عن: عبد الواحد بن غِياث، وَقُرَّةَ بن العلاء. وعنه: عبد الصمد الطَّسْتيّ، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وابن مَخْلَد العطّار.
162- الحَسَن بن محمد بن الْجُنَيْد. أبو عليّ الخُتُليّ2.
عن: أبي مَعْمَر القَطِيعيّ، وغيره. وعنه: أحمد بن خزيمة، وأبو بكر الشافعي.
163- الحَسَن بْن محمد بْن الحسين. أبو عليّ المصريّ المعروف بالمَدِينيّ.
حدَّث عن: يحيى بن بُكَيْرة، وغيره. تُوُفّي في شوّال سنة تسعٍ وتسعين.
164- الحَسَن بن محمد بن سليمان بن هشام3. أبو عليّ البغداديّ الخزّاز ابن بنت مطر.
عن: أبيه، وعلي بن المَدِينيّ، وهشام بن عمّار، وجماعة. وعنه: ابن قانع، وأبو عليّ بن الصّوّاف، والطَّبَرانيّ.
وثّقه الدَّارَقُطْني. وتُوُفّي سنة سبعٍ وتسعين.
165- الحَسَن بن المُثَنَّى بن مُعَاذ بن مُعَاذ4.
أبو محمد العنْبريّ البصْريّ. شيخ نبيل من بيت العِلم والحديث.
سمع: أبا حُذَيْفة النَّهْدي، وعفّان بن مسلم.
وكان ديِّنًا خيِّرًا ورِعًا، لم يزل ممتنعًا من الرواية حتَّى أُمِر في النوم بالتّحديث، فحدَّث في أواخر عمره.
روى عنه: أبو القاسم الطبراني، ويوسف بن يعقوب البجيري، وجماعة.
وتُوُفّي في رجب سنة أربعٍ وتسعين عن سنٍّ عالية، فإنّه وُلِد سنة مائتين.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 129"، تاريخ بغداد "7/ 411".
2 تاريخ بغداد "7/ 412".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 127".
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 134".(22/82)
166- الحَسَن بن هارون بن سليمان الأصبهانيّ1.
عن: أبيه داود بن رُشَيْد، وعُبَيْد الله القواريريّ، وأبي مَعْمَر إسماعيل بن إبراهيم، وطائفة.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشّيخ، والطَّبَرانيّ، وآخرون.
تُوُفّي في سنة اثنتين وتسعين.
167- الحَسَن بن يزداد. أبو عليّ الهمدانيّ الخشّاب الْجُذُوعيّ. ويقال له حُسَيْنًا.
عن: سُوَيْد بن سعيد، وجُبَارة بن المُغَلِّس، وهنّاد بن السَّريّ، وطائفة.
وعنه: ابن خرجة النَّهَاوَنْديّ، والفضل بن الفضل الكِنْديّ، وبشْر بن أحمد الإسفرائينيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
وكان صدوقًا عالمًا.
168- الحسين بن موسى بن عيسى الحافظ. أبو عجيبة الحضرميّ، مولاهم المصريّ.
روى عن: عبد الملك، وَسَلَمَةَ بن شَبِيب، وطبقتهما. روى عنه: حمزة، وغيره.
مات سنة ستٍّ وتسعين.
169- الحسين بن أحمد بن عبد الله بن وهْب2. أبو عليّ الآمديّ من بني مالك بن حبيب.
عن: محمد بن عبد الرحمن بن سهم، ومحمد بن وهْب الحرّانيّ، وأبي نُعَيْم الحلبيّ، وطائفة.
وعنه: الطّسْتيّ، وأبو بكر الشّافعيّ، وعلي بن محمد بن مُعَلَّى الشُّونِيزيّ.
170- الحسين بن أحمد بن منصور البغدادي سجادة3.
__________
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 132"، وذكر أخبار أصبهان "1/ 262".
2 تاريخ بغداد "8/ 4".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 139"، تاريخ بغداد "8/ 3".(22/83)
عن: عبيد الله بن عمر القواريري، وعبد الله بن داهر الرّازيّ. وعنه: أبو أحمد بن عديّ، والإسماعيليّ، والطَّبَرانيّ، وغيرهم. صدوق.
171- الحسين بن أحمد بن جيون الأنصاري الصعيدي.
عن: حرملة بن يحيى، وعبد الملك، وابن شبيب، وغيرهما. وعنه: أبو سعيد بن يونس وقال: توفي سنة ثمانٍ وتسعين.
172- الحسين بن أحمد بْن محمد بْن زكريّا1. أبو عبد الله الشِّيعيّ صاحب دعوة عُبَيْد الله المهديّ، والد الخلفاء المصريّين الباطنية.
سار من سليمة من عند عُبَيْد الله داعيًا له في البلاد، وتنقّلت به الأحوال إلى أن دخل المغرب، واستجاب له خلْق، فظهر وحارب أمير القيروان، واستفحل أمره.
وكان من دُهاة العالم، وأفراد بني آدم دهاءً ومَكْرًا ورأيًا، دخل إفريقيّة وحيدًا غريبًا فقيرًا، فلم يزل يسعى ويتحيّل ويستَحْوِذ على النُّفوس بإظهار الزّهادة، والقيام لله، حتّى تبِعَه خلْقٌ وبايعوه، وحاربوا صاحب إفريقيّة مرّات.
وآل أمره إلى أن تملَّكَ القيروان، وهرب صاحبها زيادة الله الأغلبيّ. ولمّا استولى على أكثر المغرب عَلِمَ عُبَيْد الله، فسار متنكّرًا والعيون عليه إلى أن دخل المغرب، وما كاد، ثمّ أحس به صاحب سِجِلْماسة، فقبض عليه وسجنه. فسار أبو عبد الله الشيعي بالجيوش، وحارب اليسع صاحب سجلماسة وهزمه، واستولى على سجلماسة، وجرت له أمور عجيبة، ثم أخرج عُبَيْد الله من السّجن، وقبَّل يده، وسلَّم عليه بإمرة المؤمنين، وقال للأمراء: هذا إمامكم الّذي بايعتم له. وألقى إليه مقاليد الأمور، ووقف في خدمته. ثمّ اجتمع بأبي عبد الله أخو أبو العبّاس ونَدَمه على ما فعل، لأنّ المهديّ أخذ يُزْويه عن الأمور ولا يلتفت إليه. فندم أبو عبد الله وقال للمهديّ: خَلِّ يا أمير المؤمنين الأمورَ إليّ، فأنا خبير بتدبير هذه الجيوش. فتخيّل منه المهديّ، وشرع يعمل الحيلة، ويسهر اللّيل في شأنه. وحاصل الأمر أنّه دسَّ على الأخوين الدّاعيَيْن له من قتلهما في ساعة واحدة، بعد محاربةٍ جرت بينهم، وتم ملْكه. وقُتِلا في نصف جُمَادَى الآخرة سنة ثمانٍ وتسعين بمدينة رَقّادة. وكانا من أهل اليمن، ولهما اعتقاد خبيث.
__________
1 سير أعلام النبلاء "13/ 58"، البداية والنهاية "11/ 116".(22/84)