يونس، والْحَكَم بْن موسى، ويحيى بْن أيّوب، فوثقهم جدا وقال: هؤلاء الثلاثة تقطَّعوا من العبادة. وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: قَدِمَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ بَغْدَادَ، فَحَدَّثَهُ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى بِحَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسلم: "أسوء النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ صَلَاتَهُ" 1 فَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَوْ غَيْرُكَ حَدَّثَ بِهِ مَا صُنِعَ بِهِ؟ قُلْتُ: رَوَاهُ النَّاسُ عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ الْآجُرِّيُّ: سَأَلْتُ أَبَا دَاوُدَ عَنْ حَدِيثِ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى فِي الصَّدَقَاتِ، فَقَالَ: لَا أُحَدِّثُ بِهِ. قُلْتُ: وكذا انفرد بِحديث الصَّدقات، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ داود، وصوابه سليمان بْن أرقم. تُوُفّي الحَكَم في شَوَّالٍ سنة اثنتين وثلاثين ليومين بقيا من الشهر.
117- حكم بن سيف2 -د.
أبو عمرو الرقي مولى بني أسد. عن: أبي المُلَيْح الحسن بن عمرو، وعُبَيْد اللَّه بْن عَمْرو الرَّقِّيَّيْن، وعيسى بن يونس. وعنه: د.، وبَقيّ بْن مَخْلَد، والحَسَن بْن سُفْيان، ومحمد بْن وضّاح الأندلسيّ، والفريابي، والحسين بن عبد الله القطان، وجماعة. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ، لا يُحْتَجُّ بِهِ. قلت: توفي بسنة ثمان وثلاثين.
118- حمزة بْن سعيد المَرْوَزِيّ3:
نزيل طَرَسُوس. عن: أبي بكر بْن عيّاش، وابن عُيَيْنَة، وجماعة. وعنه: أبو داود في كتاب المسائل، وإسحاق بن سيار النصيبي، وإبراهيم بن الحارث العبادي.
119- حوثرة بن أشرس4:
أبو العامر العدوي البصري. عن: مبارك بْن فَضَالَةَ، وعُقْبَة بْن عبد اللَّه الرفاعيّ، وحماد بن سلمة، وجماعة. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو يعلى الموصلي،
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه أحمد "5/ 310"، وابن خزيمة "1/ 331"، والحاكم "1/ 353"، والطبراني في الكبير "3/ 242".
2 انظر الجرح والتعديل "3/ 205"، والثقات لابن حبان "8/ 212"، وتهذيب الكمال للمزي "7/ 195-197".
3 انظر الجرح والتعديل "3/ 211"، والثقات لابن حبان "8/ 209".
4 انظر الجرح والتعديل "3/ 283"، والثقات لابن حبان "8/ 215"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "10/ 668".(17/72)
وجعفر الفريابي، والحسن بن سفيان الفسوي، وطائفة وسواهم. توفي سنة اثنتين وثلاثين في آخرها، وما علمت به بأسا.
120- حيان بن بشر القاضي1:
أبو بشر الأسدي الحنفي. عن: هُشَيْمٍ، وأبي يوسف القاضي، وأبي معاوية، ويحيى بْن آدم.
وعنه: بِشْر بْن مُوسَى، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه بْن الْجُنَيْد، ومحمد بْن عَبْدُوس، وأبو القاسم البَغويّ. وولي قضاء إصبهان في دولة المأمون، وولي قضاء الشرقيّة ببغداد في دولة المتوكّل.
قال ابن مَعِين: لا بأس به، تُوُفّي سنة سبع أو ثَمانٍ وثلاثين. وكان مِن كبار أصحاب الرأي.
"حرف الخاء":
121- خالد بْن عابد بْن يحيى الزوفي.
مصريّ. عن: رِشْدِين بْن سعْد، وابن وهْب. وعنه: يحيى بن عثمان بن صالح. توفي سنة231.
122- خالد بن مرداس2.
أبو الهيثم البغدادي السراج، له نسخة رواها عنه أبو القاسم البغوي. وكان صدوقا ثقة. يروي عن: إسماعيل بْن عيّاش، وأيّوب بْن جابر اليَمَاميّ، وعبد الله بن المبارك، وغيرهم. روى عنه أيضا: أبو يعلى الموصلي، وغيره.
123- خديجة بنت محمد3.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "3/ 247"، وتاريخ الطبري "2/ 128-130"، وتاريخ بغداد للخطيب "8/ 3284"، والوافي بالوفيات "3/ 225".
2 انظر الجرح والتعديل "3/ 354"، والثقات لابن حبان "8/ 226"، وتاريخ بغداد للخطيب "8/ 307".
3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "14/ 435".(17/73)
روت عَنْ إِسْحَاق الأزرق، ويزيد بْن هارون، وأبي النَّضر هاشم. وكَانت تَغْشَى1 أَحْمَد بْن حنبل.
روى عنها: عبد اللَّه بْن أحمد في كتاب الزهد.
124- خلف بن سالم2 -ن.
أبو محمد السندي، مولى بني المهلِّب. من شيوخ بغداد، يروي عن: هشيم، وأبي بكر عياش.
وعنه: أحمد بن أبي خثيمة، والحَسَن بْن عليّ المعمريّ، وغيرهما. وكان يوصف بالحِفْظ والمعرفة. رحل إلى عبد الرزّاق. وتُوُفّي سنة إحدى وثلاثين. وروى عن: ابن عُلّيَّة، وعبد اللَّه بْن إدريس ويحيى القطّان، وغُنْدَر. وآخر مَن روى عنه أحْمَد بْن الحَسَن بْن عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفي.
125- خَلَفُ بنُ قُديد.
أبو علي الأزْديّ المصريّ. روى عن: ابن وهْب، وغيره. ومات فجأة سنة تسعٍ وثلاثين وهو قائم يرمي في الغرض.
126- خليفة بْن خيّاط بْن خليفة بْن خياط3 -خ.
الحافظ أبو عَمْرو العُصْفُريّ البصْري، المعروف بشباب. وكان حافظًا نسّابة إخباريًا عالمًا بأيّام النّاس. صنف "التاريخ"، "الطبقات" وغير ذلك. روى الكثير. سمع: أباه، وسُفيان بْن عُيَيْنة، وزياد بن عبد الله البكائي، ويزيد بن زريع، وابن علية، وخالد بْن الحارث، وعبد الأعلى بْن عَبْد الأعلى، وعبد الرحمن بن مهدي، وغندر، ومحمد بن أبي عدي، ومعتمر بن سليمان، وخلقا كثيرا. وذكر شيخنا المزي في تهذيبه أنَّه روى عن حَمّاد بْن سَلَمَةَ. قلتُ: لَم يُدْرِكْهُ، فلعلّه حمّاد بْن أسامة، فتصحّف. وعنه: خ. في صحيحه سبعة أحاديث أو أكثر، وبقي بن مخلد، وحرب
__________
1 أي تأتيه.
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 354"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 196"، والجرح والتعديل "3/ 371"، والثقات لابن حبان "8/ 228"
3 انظر الجرح والتعديل "3/ 378"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 191"، وتاريخ الطبري "7/ 510"، والثقات لابن حبان "8/ 233"، والفهرست لابن النديم "232".(17/74)
الكرْمانيّ، وعبد اللَّه الدّارميّ، وأبو بكر بْن أبي عاصم، وأبو يعلى الموصلي، وعبدان الأهوازي، وعمر بْن أحمد الأهوازيّ، وموسى بْن زكريّا التُّسْتَرِيّ، وآخرون. ليَّنه بعضهم.
وقال ابن عديّ: هو مستقيم الحديث صدوق، من متيقّظي الُّرواة. وقال مُطَيَّن: مات سنة أربعين.
"حرف الدال":
127- داهر بْن نوح الأهوازيّ1.
عن: أبي عَوَانة، وعبد الحميد بن الحسن الهلالي، وحماد بن زيد، وعنبس بن مرحوم، وعليلة بن بدر، وجماعة.
وعنه: جماعة آخرهم عبدان الأهوازي. ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ. وقال أبو القاسم بن منده: توفي سنة ثلاث وثلاثين.
ومِمَّن روى عنه: سعيد بْن عثمان الأهوازيّ.
128- داود بْن أُميّة الأزْديّ2.
سَمِعَ: سُفْيان بْن عُيَيْنَة، ومُعاذ بْن مُعاذ بْن هشام. روى عنه: د. في سُنَنِه، وأبو القاسم البَغَويّ.
وهو صدُوق.
129- داود بْن حمّاد3.
أبو حاتم البلْخيّ. حدَّث ببغداد عن: إبراهيم بْن أبي حيّة المكّيّ، وأبي مطيع البلْخيّ، وابن عُيَيْنَة ووَكيع. وعنه: محمد بْن عَبْدُوس بْن كامل، وعليّ بْن سعيد الرازيّ، وأحمد بْن سَلَمَةَ النَّيْسابوريّ. ومن الكبار مثل أبي زرعة.
__________
1 انظر الثقات لابن حبان "8/ 238"، ولسان الميزان للحافظ "2/ 413"، والوافي بالوفيات "13/ 456".
2 انظر الجرح والتعديل "3/ 407".
3 الجرح والتعديل "3/ 409"، والثقات لابن حبان "8/ 236"، وتاريخ بغداد "8/ 368".(17/75)
130- داود بن رشيد1 -خ. م. د. ق.
أبو الفضل الخوارزمي مولى بني هاشم. مِن أعيان شيوخ بغداد. سَمِعَ: أبا المَلِيحِ الحَسَن بْن عمر الرَّقِّيَّ، وإسماعيل بْن عيّاش، وإسماعيل بْن جعفر، وهُشَيْم بْن بشير، ويحيى بْن أبي زائدة، والوليد بْن مسلم، وابن عُلَيَّة، وطائفة بالعراق والجزيرة والشام.
وعنه: م. د. ق. وخ. ن، عن رجلٍ، عنه، وبَقِيّ بْن مَخْلَد، وإبراهيم الحربيّ، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وأبو يَعْلَى الموصلي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو القاسم البَغَويّ، ومحمد بْن المُجَدّر، وخلْق. وثقه ابن مَعين، وغيره. وقال الدّارَقُطْنيّ: ثقة نبيل. وقال أحمد بْن مروان الدِّينَوَرِيّ: نا إبراهيم الحربيّ، ثنا داود بْن رُشَيد، قال: قمتُ ليلةً أُصَلِّي: فأخَذَنِي البردُ لِمَا أنا فيه من العُرْي، فأخذني النّومُ، فرأيتُ كأنّ قائلًا يقول: يا داود أَنَمْنَاهُم وأقَمْنَاكَ فتبكي علينا. قال إبراهيم قاريء داود: ما نام بعدها. يعني ما ترك التَّهْجُد بعدها. قال: وسمعتُ داود يقول: قالت حكماء الهند: لا ظفر مع بغْي، ولا صحّة مع نَهَمٍ، ولا ثناء مع كِبْر، ولا صداقة مع خِبّ، ولا شرف مع سوء أدب، ولا برّ مع شُحّ، ولا اجتناب محرَّم مع حِرص، ولا محبّة مع هُزْء، ولا ولاية حُكم مع عديم فِقْه، ولا عُذرَ مع إصرار، ولا سلامة لُب مع غِيبة، ولا راحة مع حَسَد، ولا سُؤدُد مع انتقام، ولا رئاسة مع غزارة نفس وَعُجْبٍ، ولا صواب مع ترك مشاورة، ولا ثبات مُلك مع تهاون وجهالة وزراء. تُوُفِّيَ في سابع شَعْبَان سنة تسعٍ وثلاثين.
131- داود بْن صَغِير البخاريّ2.
حدَّث ببغداد سنة ثلاثٍ وثلاثين ومائتين أو بعدها عن الأعمش. وزعمَ أنّ عُمره مائةٌ وخمسٌ وعشرون سنة. وكان من الضعفاء. روى عنه: إسحاق بْن سُنَيْن الختليّ. وروى أيضًا عن: أبي عبد الرحمن كثير النوا، وسفيان الثوري، لا، بل وحدَّث عن أنس بْن مالك.
__________
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 349"، والتاريخ الكبير للبخاري "238"، والثقات لابن حبان "8/ 236"، وحلية الأولياء "8/ 335".
2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "8/ 367"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 9"، ولسان الميزان "2/ 419".(17/76)
وروى عنه: عبيد الله بن عبيد اللَّه الصَّيْرفيّ، وعبد اللَّه بْن محمد بْن نصر المَرْوَزِيّ، والفضل بْن مَخْلَد الدَّقّاق.
قال الدّارَقُطْنيّ: مُنْكَر الحديث. وقال الخطيب: ضعيف. وهو داود بْن صَغير، بِمعجمة، بْن شبيب بْن رستم. لا ينبغي أن يُروى عنه.
132- داود بْن مِخْراق الفِرْيابيّ1 -د.
عَنْ: جرير بْن عَبْد الحميد، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة، وابن وهْب، وغيرهم.
وعنه: د، ومحمد بْن عبد الوهّاب الفرّاء، ومحمد بن أحمد بن سليمان الهروي، وإسحاق بن إبراهيم البستي القاضي، وجعفر الفريابي. توفي سنة تسع وثلاثين. وأما حبان فذكر في "الثقات" أنه مات بعد الأربعين.
133- داود بْن مُصحّح العسقلانيّ2.
عن: أبي خالد الأحمر. ذكره ابن حِبان في الثقات، وقال مستقيم الحديث. ثنا عنه بْن الحسن بْن قُتَيْبَة.
134- داود بْن مُعاذ3 -د. ن.
أبو سليمان العَتَكيّ البصْريّ نزيل المِصِّيصة. عن: حمّاد بْن زيد، وعبد الوارث، والحَسَن بْن أبي جعفر الْجُفْريّ، وجَماعة. وعنه: د.، ون، عن رجلٍ، عنه، ومُضر بْن محمد الأسَديّ، وعثمان بن حرزاذ، وجعفر الفِرْيابيّ. وثقه النسائي. وسمع الفِرْيابيّ عنه سنة ثلاث وثلاثين.
135- دينار4.
الذي أدّعي لُقيّ أنس. ذكرناه في الطبقة الماضية.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "3/ 425"، والثقات لابن حبان "8/ 336"، وتهذيب الكمال للمزي "7/ 449".
2 انظر الثقات لابن حبان "8/ 236".
3 انظر الجرح والتعديل "3/ 425"، والثقات لابن حبان "8/ 235"، وتهذيب الكمال للمزي "8/ 451".
4 تقدمت ترجمته.(17/77)
"حرف الراء":
136- الربيع بْن ثعلب1.
أبو الفضل المروزي ثم البغدادي العابد المقريء. رحلَ وقرأ بدمشق على الوليد بْن مسلم، وعِرَاك بْن خالد، وجماعة. وكان بصيرًا بقراءة الشّاميين. وحدَّث عن: إسماعيل المؤدّب، وجارية بْن هَرِم، وفرج بْن فَضَالَةَ، وجماعة. قرأ عليه جماعة منهم: أبو الطَّيِّب سالم، وسليمان بْن يحيى الضَّبّيّ. وحدّث عنه: عليّ بْن إسحاق بْن زاطيا، وأبو العبّاس السّرّاج، وأبو القاسم البَغَويّ، وأحمد بْن الحسين الصُّوفيّ، وعبد اللَّه بْن ناجية. قال جَزَرَة الحافظ: كان ثقة من عباد اللَّه الصّالحين. وقال غيره: تُوُفّي سنة ثمان وثلاثين.
137- رِفاعة بْن الهيثم الواسطيّ2 -م.
عن: خالد بْن عبد اللَّه الطحان، وهشيم بن بشير. وعنه: م، وأسلم بْن سهل، وعبد الله بْن محمد بْن شِيرُوَيْه النَّيسابوريّ، وإبراهيم بْن محمد الصَّيْدلانيّ.
138- رَوْحُ بنُ صلاح بْن سيّابة بْن عَمْرو3.
أبو الحارث الحارثي المَوْصِليّ، ثمّ المصريّ. عن: يحيى بْن أيّوب، وسُفْيان الثَّوْريّ، وموسى بن علي بن رباح، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وغيرهم. وعنه: أحمد بن محمد بن رشدين، وعيسى بن صالح المؤذن، وجعفر بن أحمد بن بيان، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي، وأحمد بن حماد زغبة. له مناكير. قال ابن عديّ: ضَعِيفٌ. وَأَمَّا ابْنُ حِبَّانَ فَذَكَرَهُ فِي "الثِّقَاتِ".
تُوُفّي بمصر في رمضان سنة ثلاث وثلاثين. وهو آخر من حدَّث عن موسى، ويحيى، وسعيد.
وقال الحاكم: هو ثقة مأمون شامي.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "3/ 456"، والثقات لابن حبان "8/ 240"، والوافي بالوفيات "14/ 81".
2 انظر رجال صحيح مسلم لابن منجوبة "1/ 208"، وتهذيب الكمال للمزي "9/ 209"، وتهذيب التهذيب "3/ 282".
3 انظر الثقات لابن حبان "8/ 244"، والكامل لابن عدي "3/ 1005، 1006"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 342".(17/78)
139- رَوْحُ بْن عبد الجبّار بْن نضر.
أبو محمد المُراديّ، مولاهم المصريّ. أخو النَّضْر، وعبد اللَّه. وقد كنّاه ابن يونس: أبا الزِّنْباع، وهو أعرف. وقال: روى عن: ابن وهْب، وابن القاسم. حدَّث عنه: أبنه الحارث بْن رَوْح، ويحيى بْن عثمان بْن صالِح. قال: ومات في جُمَادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين.
140- رَوْحُ بنُ عبد المؤمن1.
أبو الحَسَن الهُذَليّ، مولاهم البصْريّ المقرئ صاحب يعقوب الحضرميّ. قرأ عليه، وجلس للإقراء فأخذ عنه: أبو بكر محمد بْن وهْب الثَّقفيّ، وأحمد بْن يحيى الوكيل، وأحمد بْن يزيد الحُلْوانيّ، وأبو الطَّيّب بْن حمدان. وسمع الحديث من: أبي عَوَانة، وحمّاد بْن زيد، وجعفرَ الضُّبَعِيّ. وعنه: خ.، وإبراهيم بْن محمد بْن نائلة الإصبهانيّ، وعبد اللَّه بْن أحمد، ومُطَيَّن، وأبو خليفة، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وطائفة. ذكره ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ" وَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ ثلاث وثلاثين قبلها أو بعدها. وقال غيره: مات سنة أربع، وقبل سنة خمس.
141- رَوْحُ بْن قُرَّةَ المقرئ2.
عرض القرآن على سلام الطّويل، وعلى يعقوب الحضْرميّ. وسمع من ابن عُيَيْنَة. قرأ عليه: أبو عبد الله الزُّبَيْريّ فقيه البصرة. وسمع منه: أحمد بْن الصَّقْر بْن ثَوْبان.
142- رُوَيْمُ بنُ يزيد المقرئ3.
سمع: سلام بْن سليمان الطَّويلَ، واللَّيث بْن سعد. وأخذ القراءة عَرْضًا عن: سُلَيم صاحب حمزة، وميمون القتّاد. عرض عليه غير واحد منهم: محمد بن شاذان الجوهري شيخ ابن شنبوذ. وحدَّث عنه: محمد بْن عبد الرحيم، وغيره.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "3/ 449"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 310"، والثقات لابن حبان "8/ 244"، وتهذيب الكمال للمزي "9/ 246".
2 انظر غاية النهاية لابن الجوزي "1/ 285، 286".
3 انظر الجرح والتعديل "3/ 523"، والثقات لابن حبان "8/ 245"، وتاريخ بغداد للخطيب "8/ 429".(17/79)
143- رباح بنُ الفَرَج الدِّمشقيّ1.
عن: زيد بْن يحيى، وأبي مُسْهِر. وعنه: أحمد بْن الْمُعَلَّى، وجعفر الفِرْيابيّ في "الثّقات".
"حرف الزاي":
144- زكريّا بْن يحيى الواسطيّ الأحمر.
عن: خالد بْن عبد الله الطحان. وعنه: أسلم بن بحشل وقال: مات سنة أربعٍ وثلاثين.
145- زكريّا بْن يحيى بْن صُبَيْح اليَشْكُريّ الواسطيّ، زَحْمَوَيْه2.
عن: عبد الرحمن بْن أبي الزّناد، وفَرَج بْن فَضَالَةَ. وعنه: اسلم في تاريخه، وأبو زُرْعة الرازيّ، وجماعة. تُوُفّي سنة خمسٍ وثلاثين.
146- زهير بن حرب بن شداد3 -خ. م. د. ق.
أبو خيثمة النسائي الحافظ، مولى بْن الحريش بْن كعب بْن عامر بْن صعصعة. قيل: كان اسم جدِّه اشتاك، فعُرِّبَ شدّادًا. كان من كبار أئمة الأثر ببغداد، وهو والد الحافظ أبي بكر صاحب التّاريخ. سمع. هُشَيْمًا، وابن عُيَيْنَة، وأبا معاوية، ويحيى القطان، وحفص بْن غِياث، وجرير بْن عَبْد الحميد، وحميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، وعبد الله بن إدريس، وابن فضيل، وخلقا كثيرا.
وعنه: خ. م. ق. وابنه، وعبّاس الدُّوريّ، وبقي بن مخلد، وأبو يعلى، وابن أبي الدنيا. وأبو بكر أحمد بن عليّ بن سعيد المروزي، وخلق. وثقة بن معين. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال يعقوب بْن شَيْبَة: هو أثبت من أَبِي بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة. وقال النَّسائي: ثقة مأمون.
وقال جَعْفَر الفِرْيَابيّ: سألتُ محمد بْن عبد اللَّه بْن نُمَيْرٍ: أيّما أحبّ إليك أبو
__________
1 انظر تهذيب تاريخ دمشق "5/ 346".
2 انظر الجرح والتعديل "3/ 601"، والثقات لابن حبان "8/ 253".
3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 354"، والجرح والتعديل "3/ 591"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 429"، وتاريخ الطبري "4/ 417، 419".(17/80)
خيثمة، وأبو بَكْر بْن أبي شَيْبَة؟ فقالَ: أبو خَيْثَمة، وجعل يُطْرِي أبا خيثمة ويَضَع من أبي بكر. وقال عليّ بْن الحُسين بْن الْجُنَيْد: سمعتُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ يقول: أبو خَيْثَمة زهير بْن حرب يكفي قبيلة.
تُوُفِيّ في سابع شَعْبَان، سنة أربع وثلاثين، وله أربع وسبعون سنة.
147- زهير بْن عبّاد الرُّؤاسيّ1.
ابن عمّ وكيع. سمعَ: مالك بْن أنس، وحفص بْن مَيْسَرة، وفُضَيل بْن عِياض، والمسيّب بْن شَرِيك، وابن المبارك، وجماعة. وعنه: محمد بْن أحمد العُرَيْبيّ، والحَسَن بْن الفَرَج الغزّيّ، والحَسَن بْن سُفيان، وجماعة منهم أبو حاتم الرازيّ وقال: ثقة، وكان يُكنَّى أبا محمد. تُوُفّي في شَوّال سنة ثمان وثلاثين بِمصر.
148- زيد بن يزيد الثقفي2 -م.
أبو معن الرقاشي البصري. سمع: مُعْتَمر بْن سليمان، وغُنْدَرًا، وخالد بْن الحارث، ووهْب بْن جرير، ووَكِيعًا، وطائفة.
وعنه: م. ومحمد بْن محمد القاضي الجذوعي، والحسين بن إسحاق التستري، ومعاذ بن مثنى العنبري. وثقه م.
"حرف السين":
149- سالم بْن حامد الأمير3.
ولي إمرة دمشق للمتوكّل، فظلم وعَسف. وكان بدمشق جماعة من أشراف العرب لَهم قوّة ومَنَعة، فقتلوه يوم جُمعة على باب الْخَضَراء. فغضب المتوكّل وثارت نفسه وقال: مَن للشام، ولْيَكُن في صَوْلة الحَجّاج؟ فقيل له: أفريدون التركي. فأمره
__________
1 انظر الجرح والتعديل "3/ 591"، والثقات لابن حبان "8/ 256"، وميزان الاعتدال "2/ 83"، ولسان الميزان للحافظ "2/ 492".
2 انظر الجرح والتعديل "3/ 575"، وتهذيب الكمال للمزي "10/ 119"، وتهذيب التهذيب "3/ 429".
3 انظر تهذيب تاريخ دمشق "6/ 49، 50"، والوافي بالوفيات "15/ 87"، وسير أعلام النبلاء "11/ 162".(17/81)
وسار إليْهَا في سبعة آلاف. وأطلقَ له المتوكّل القتل بدمشق يومًا إلى ارتفاع النّهار، والنَّهْبَ ثلاثة أيّام. فنزل ببيت لِهْيَا1، فلمّا أصبح قال: يا دمشق إيش يحلّ بك اليوم مني؟ فَقُدِّمَت له بغلة دهْمَاء ليركبها، فلمّا أراد أن يضع رِجْلَهُ في الرِّكَاب ضربته بالزَّوْج على صدره، فسقط ميتًا، وقبره يُعرف ببيت لِهْيَا. ورجع عسكره إلى بغداد. ثُمَّ جاء المتوكّل بعد ذلك إلى دمشق وقد صَلُحَت نِيَّتُه للدمشقيّين.
سحنون2.
اسمه عبد السلام. يأتي في هذه الطبقة.
150- سُرَيْج بْن يونس بن إبراهيم3 -خ. م. ن.
أبو الحارث المَرْوَزِيّ الأصل البغداديّ. عن: إسماعيل بْن جعفر، وهُشَيْم، وإسماعيل بْن مجالد، وعَبّاد بْن عَبّاد، ويحيى بْن أَبِي زائدة، ويوسف بْن يعقوب الماجِشُون، وأبي إسماعيل المؤدّب، ومروان بْن شجاع، وخلْق. وعنه: م. وخ. ن، عن رجل، عنه، وبقي بن مخلد، وأبو يحيى صاعقة، وأبو زُرْعة، وموسى بْن هارون، ومُطَيَّن، وأبو القاسم البَغَويّ، وأحمد بْن الحسن الصُّوفيّ، وخلْق. سُئِلَ عنه أحمد بْن حنبل فقال: صاحب خير. وقال ابن مَعين: ليس به بأس.
وقال البخاريّ: مات في ربيع الأول سنة خمس وثلاثين. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال عبد اللَّه بْن أحمد: سمعتُ سُرَيْج بْن يونس يقول: رأيتُ ربّ العِزّة فِي المنام فقال: سَلْ حاجتك. فقلتُ: رحمانُ سَرْبِسَر، يعني رأسًا برأس. قلتُ: وكان سُرَيْج من الزُّهَاد والعُبّاد ببغداد، له حكايات شبه الكرامات رَحِمَهُ اللَّه. وكان إمامًا في السنة.
151- سعيد بْن ذُؤَيْب4.
أبو الحَسَن المَرْوزِيّ، النَّسائيّ الأصل. عن: أبي أسامة، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة، وأبي
__________
1 قرية مشهورة بغوطة دمشق.
2 ستأتي ترجمته.
3 انظر الطبقات لابن سعد "7/ 357"، والجرح والتعديل "4/ 305"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 205"، والثقات لابن حبان "8/ 207".
4 انظر الجرح والتعديل "4/ 19"، والثقات لابن حبان "8/ 270"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 135".(17/82)
ضَمْرة، وعبد الرّزّاق، وجماعة. وعنه: حاشد بْن إسماعيل، وعُبَيْد اللَّه بْن واصل البُخَاريّان، والحسن بن سفيان، وأبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائيان، ون. أيضًا في سُنَنه، عن رجل، عنه.
تُوُفّي سنة سبع وثلاثين.
152- سعيد بْن سليمان التميميّ1 الفقيه.
أحد أصحاب الرأي. أخذ الفقه عن القاضي أبي يوسف، ومحمد بْن الحَسَن، وحدَّث عنهما.
تُوُفّي سنة خمس وثلاثين.
153- سعيد بْن إدريس الواسطيّ2.
عن: أبي شهاب الحنّاط عبد ربّه. وعنه: أسلم بْن سهل الواسطيّ وقال: تُوُفّي سنة إحدى وثلاثين بواسط.
154- سعيد بْن حسّان3.
أبو عثمان القُرْطُبيّ، مولى بني أُميَّة. رحل وتفقّه على أشهب، وأصحاب مالك، وبرعَ في مذهب مالك. وكان فقيهًا مفتيًا إمامًا زاهد كبير القدر. وكان مؤاخيا ليحيى بْن يحيى اللّيثيّ، آخذًا بِهَدْيه. حمل عنه: إبراهيم بْن محمد بْن باز، وغيره. تُوُفّي سنة ست وثلاثين.
155- سعيد بْن حفص بْن عَمْرو بْن نفيل4 -ن.
أبو عمرو الحراني الرملي، خال الحافظ بن أبي جعفر النُّفَيْليّ. سمع: زهير بْن معاوية، ومَعقِل بْن عُبَيد اللَّه، وشَرِيك بْن عبد اللَّه، وأبا المَلِيح، وموسى بْن أَعْيَن، وجماعة. وعنه: محمد بْن يحيى بْن كثير محدِّث حران، ومضر بن محمد الأسدي،
__________
1 انظر أخبار القضاة لوكيع "2/ 245".
2 انظر تاريخ واسط "247".
3 انظر تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي "1/ 160"، وبغية الملتمس "307".
4 انظر الثقات لابن حبان "8/ 269"، والأنساب "12/ 126"، وتهذيب الكمال للمزي "10/ 390"، وتهذيب التهذيب "4/ 17".(17/83)
وهلال بْن العلاء، وبَقِيّ بْن مَخْلَد، وأحمد بْن سليمان الرُّهاويّ، وأحمد بْن فيل البالِسيّ، والحَسَن بْن سُفْيان، وجماعة. تُوُفّي في رمضان سنة سبْع وثلاثين. ووثقه ابن حِبّان.
156- سعيد بن عبد الجبار1 -م. د.
أبو عثمان القرشي الكرابيسي، بصري نزل مكة، وحدَّث عن: حمّاد بْن سَلَمَةَ، وحرب بْن أبي العالية، ومالك، وفُضَيل بْن عِيَاض، وجماعة. وعنه: م. د. وبَقيّ بْن مَخْلَد، وأبو زُرْعة، وابن أبي عاصم، وأبو يعلى الموصلي، وعبدان، وعمران بن موسى السختياني، وطائفة. قال أبو حاتم: صدوق. وقال أبو القاسم البَغَويّ: مات في آخر سنة ست وثلاثين. ومن رواة العلم بِهذا الاسم.
157- سعيد بْن عبد الجبّار بْن وائل بْن حُجْر الكوفيّ2.
له أحاديث عن أبيه، وعنه عبد اللَّه بْن أبان.
158- وسعيد بْن عبد الجبّار الزُّبيْدي3.
من طبقة هُشَيْم.
159- وسعيد بْن عبد الجبّار.
عن محمد بْن جابر اليَماميّ، مجهول.
160- سعيد بْن نُصَير الواسطي4.
سمع: ابن عُيَيْنَة. وعنه: عبّاس الدُّوريّ، والبَغَويّ.
أمّا:
سعيد بْن نُصَير نَزيل الرِّقة، ففي الطبقة الأخرى.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "4/ 44"، والثقات لابن حبان "8/ 267"، وتهذيب الكمال للمزي "10/ 520".
2 انظر الجرح والتعديل "4/ 43"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 495"، والثقات لابن حبان "6/ 35"، والمغني في الضعفاء "1/ 262".
3 انظر الثقات لابن حبان "6/ 365"، والكنى والأسماء للدولابي "2/ 28".
4 انظر الثقات لابن حبان "8/ 269".(17/84)
161- سعيد بن النضر1 -خ.
أبو عثمان البغدادي، نزيل آمُل جَيْحُون. سمع: إسماعيل بْن عيّاش، هشيم بْن بشير، وغيرهما.
وعنه: خ.، والفضل بْن أحمد الآمُليّ. ذكره ابن حبان في الثقات. وتوفي سنة أربع وثلاثين.
162- سفيان بن بشير.
أبو الحسين الكوفي. عن: مالك بْن أنس، وعليّ بْن هاشم بْن البَريد. وعنه: محمد بن رزين بن جامع، ومحمد بن داود بن عثمان الصدفي، ومحمد بن عثمان بن أبي شبيبة، ومطين، وغيرهم. لم يذكره ابن أبي في كتابه.
163- سلمة بن عاصم النحوي2.
من كبار أئمة العربية بالعراق. روى عن الفراء كتبه، وروى عنه: إبراهيم الحربي، وثعلب، وإدريس بن عبد الكريم، وهو ثقة مشهور.
164- سلمة بن حفص السعدي3.
أبو بكر. عن: عبد اللَّه بْن إدريس، والمُحَارِبيّ. وعنه: تَمْتَام، وابن أبي الدُّنيا، وصالح جَزَرَة، وآخرون.
165- سليمان بْن أحمد بْن محمد الْجُرَشيّ الدّمشقيّ4.
ثم الواسطيّ. عن: الوليد بْن مسلم، ومروان بْن معاوية، ومحمد بْن شُعَيْب، وجماعة. وعنه: حنبل بن إسحاق، وأسلم بن بحشل، وإبراهيم بْن سَعْدان، وعليّ بْن عبد العزيز البَغَويّ، وعَبْدان الأهوازيّ، وجماعة. قال البخاريّ: فيه نظر.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "4/ 69"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 57"، والثقات لابن حبان "8/ 267"، وتهذيب الكمال للمزي "11/ 88".
2 انظر الجرح والتعديل "4/ 165"، وتاريخ بغداد للخطيب "9/ 134"، والوافي بالوفيات "15/ 324".
3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "9/ 134".
4 انظر الجرح والتعديل "4/ 101"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 3"، والثقات لابن حبان "8/ 276"، والكامل لابن عدي "3/ 1139"، وميزان الاعتدال "2/ 194، 195".(17/85)
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: ثنا عنه عَبْدان بالعجائب. وقال أبو حاتِم الرازي: كان حُلْوًا، قَدِمَ بغداد فكتب عنه أحمد بْن حنبل وَابنُ مَعِين، ثُمَّ تَغيَّر بأخرة. فلمّا كان في رحلتي الثانية، قيل لي: قد أخذ في الشّراب والْمَعَازِف والملاهي. وسُئل عنه صالح جَزَرَة فقال: يُتَّهم في الحديث.
166- سليمان بْن أيّوب1.
أبو أيّوب. صاحب البصري. حدث عن: حماد بن زيد، وهارون بْن دينار، وعبد الرحمن بْن مهديّ، وطائفة. وعنه: إسماعيل القاضي، وصالح جَزَرة، وأحمد بْن الحَسَن بْن عبد الجبّار، والبَغَويّ. قال ابن مَعِين: هو ثقة حافظ، رواها ابن الْجُنَيْد عنه. وقال الحسين بن حبان: قال ابن مَعِين: سليْمَان صاحب البصْريّ من الحُفّاظ الثِّقَات، كان يتحفظ عن يحيى بْن سعيد، يأنفُ أن يكتب عنده. وقال مُطَيَّن: مات سنة خمس وثلاثين. وقال علي بْن الْجُنَيْد: كان من الحفّاظ، لم أرَ بالبصرة أنبل منه.
167- سليمان بْن داود بْن بِشْر الشَّاذكُونيّ2.
الحافظ أبو أيّوب المِنْقَري البصْريّ. عن: حمّاد بْن زيد، وعبد الواحد بن زياد، وجعفر بن سليمان، وعبد الوارث، وخلْق كثير. وعنه: أبو قِلابة الرقاشِيّ، وأَسِيد بْن عاصم، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وأبو مسلم الكَجّيّ، وإبراهيم بْن محمد بْن الحارث، ومحمد بْن عليّ الفَرْقَديّ، والإصبهانيّون، والحَسَن بْن سُفْيان، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ وكانا يدلّسانه، يقولان: سليمان أبو أيوب فقط. قال عَمْرو النّاقد: قدم سليمان الشَّاذَكُونِي بغدادَ، فقال لي أحمد بْن حنبل: اذْهَب بنا إلى سليمان نتعلَّم منه نقْدَ الرجال. وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كان أعلمنا بالرجال يَحْيَى بْن مَعِينٍ، وأحفظنا للأبواب سليمان الشَّاذَكُونيّ. وكان عليّ بْن المَدِينيّ أحفظنا للطوال.
وقال عباس العنبري، وسئل: أيهما أعلم بالحديث: الشَّاذَكُونِيّ أو ابن الْمَدِينِي؟ فقال: ابن الشَّاذَكُونِيّ بصغير الحديث، وعليّ بجليله. وقال أبو عبيد: انتهى العلم إلى أربع -يعني عِلْمَ الحديث: إلى أحمد بْن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى
__________
1 انظر أخبار القضاة لوكيع "1/ 23، 339"، والثقات لابن حبان "8/ 279"، وتاريخ بغداد للخطيب "9/ 48".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 309"، والجرح والتعديل "4/ 114"، والتاريخ الصغير للبخاري "232"، وتاريخ الطبري "7/ 421"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "10/ 677".(17/86)
بن معين، وأبي بكر بن شَيْبَة. فكان أحمد أفقههم به، وكان عليّ أعلمهم به، وكان ابن مَعِين أجمعهم له، وكان أبو بكر أحفظهم له.
قال زكريّا الساجي: وهم أبو عبيد، أحفظهم له سُليمان الشّاذَكُونِيّ. رَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ يَحْيَى الْقَطَّانِ وَعِنْدَهُ بُلْبُلٌ -يَعْنِي الْمُحَدِّثَ- كَانَ أَسْوَدَ، فَجَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشَّاذَكُونِيِّ كَلامٌ. فَقَالَ لَهُ الشاذكوني: والله لأقتلنك. قال يَحْيَى: سُبْحَانَ اللَّهِ، تَقْتُلُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. أَنْتَ حَدَّثْتَنِي عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَوْلَا أَنَّ الْكِلَابَ أمة لأمرت بقتلها، فاقتلوا كُلَّ أَسْوَدٍ بَهِيمٍ" 1 وَهَذَا أَسْوَدُ. وقال ابن عديّ: سألتُ عَبْدَان عنه، فقال: مَعَاذ اللَّه أَن يُتَّهم، إنّما كان قد ذهبت كُتُبُه، فكان يُحدِّثُ حِفْظًا.
وقيل إنه لَمَّا احتضر قال: اللَّهُمَّ إنِّي أعتذرُ إليكَ، غير أنِّي ما قذفتُ مُحْصَنَةً، ولا دَلَّسْتُ حديثًا.
وقال الساجي: ثنا أحد بْن محمد: نا ابن عَرْعَرَةَ قال: كنتُ عند يَحْيَى بْن سعيد، وعنده بلبل، وابن أبي خُدَّوَيْه، وابن الْمَدِينِي، فقال عليّ لِيَحْيَى: ما تقولُ في طارق، وإبراهيم بْن مُهاجر؟ قال: يجريان مَجْرَى واحدًا. فقالَ الشَّاذَكُونيّ: يسألُكَ عمّا لا تدري، وتكلّف لنا ما لا تحسن، إنما تكتب عليك ذنوب حديث إبراهيم بن مهاجر خمسمائة حديث، عندك عنه مائة، وحديث طارق مائة، عندك عشرة. فأقبل بعضنا على بعض وقلنا: هذا ذلّ. فقال يَحْيَى: دعوه، فإنْ كَلَّمْتُموه لَم آمن أن يقذفنا بأعظم من هذا. وقال إبراهيم بْن أوْرمة: كان أبو داود الطَّيالِسيّ بإصبهَان، فلَمَّا أراد الرجوع أخذ يبكي، فقالوا له: إنّ الرجل إذا رجعَ إلى أهله فرح، فقال: إنّكم لا تعلمون إلى مَنْ أرْجع. أَرْجِعُ إلى شياطين الإنس: عليّ بْن الْمَدِيني، وسُليْمَان الشّاذَكُونيّ، وابن بحر السّقّاء -يعني الفلاس- وسئل ابن صالِح بْن محمد الحافظ عن الشاذكوني فقال: ما رأيتُ أحفظ منه.
فقلتُ: بأي شيء كان يهتم؟ قال: كان يُكذب في الحديث. وَسُئِلَ أحمد بْن حنبل عنه، فقال: جالس حمّاد بْن زيد وبشر بن المفضل، ويزيد ين زُرَيْع، فما نفعه اللَّه بواحدٍ منهم. وقال ابن مَعِين: جرّبت على سليمان الشاذكونيّ الكذِب. وقال
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه أبو داود "2849"، والنسائي "7/ 185"، والترمذي "1486، 1489"، وابن ماجه "3205"، وأحمد "5/ 56، 57".(17/87)
النسائيّ: ليس بثقة. وقال عبّاس العَنْبريّ: ما مات ابن الشّاذكونيّ حتّى انسلخ من العِلْم انسلاخ الحيَّة من قشْرها. قال ابن المديني: كُنَّا عند ابن مهديّ، فجاءوا بالشاذكوني سكران، وعن البخاريّ قال: هو أضعف عندي من كلّ ضعيف.
وقال ابن مَعِين: قال لنا الشاذكوني: هاتوا حرفًا واحدًا من رأي الحسن لا أحفظه.
وحكى ابن قانع أنه سمع إسماعيل بْن الفضل يقول: رأيتُ الشاذكونيّ فِي النَّوم فقلتْ: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غُفِرَ لِي. قلتُ: بِماذا؟ قال: كنتُ في طريق أصْبَهان، فأخذني المطرُ ومعي كُتُب. ولَمْ أكن تحت سقف، فانكببتُ على كُتُبِي حتَّى أصبحت، فغفر اللَّه لي بذلك. قلتُ: كان أبوهُ يتْجَرُ في البَزّ، ويبيعُ هذه الْمُضَرَّبَات الكبار، وتُسَمَّى باليمن شاذكونيّة، فنُسِبَ إليها. قال ابن قانع، وأبو بكر بن عاصم، ومُطَيَّن، وغيرهم: تُوُفّي سنة أربع وثلاثين. وقال أبو الشيخ: تُوُفّي سنة ست وثلاثين، وقدِم إلى إصبهان ست مرات.
168- سليمان بْن داود1 -خ. م. د. ن.
أبو الربيع الأزدي العتكي الزهري البصري المقريء المحدِّث الثقة. سمع: مالكًا، وفُلَيْح بْن سليمان، وحمّاد بْن زيد، وشَرِيكًا، وأبا شهاب الحنّاط، وجرير بْن حازم، وجماعة.
وعنه: أحمد، وإسحاق، وابن المَدِينيّ، وجماعة من أقرانه، وخ. م. د، وروى ن، عن رجلٍ عنه. وروى عنه: محمد بْن الذُّهَليّ، وأبو زُرْعة، والنَّسائيًّ، وغيرهم. وأمّا ابن خِراش فقال: تكلَّم الناس فيه، وهو صدوق. قلتُ: هذه مجازفة من عبد الرحمن، فإنا لا نعلم أحدًا أضعف الزَّهْرَانِيّ، بل أجمعوا على الاحتجاج به. تُوُفّي في رَمَضان سنة أربع وثلاثين. ووقع لي من موافقاته العالية، وكان من أئمة العِلم. وقال أبو عَمْرو الدّانيّ: له كتاب جامع في القراءات.
سمع من نافع بْن أبي نُعَيْم حرفين، ومن حفص العاضديّ، وعبد الوارث التنوري، وذكر جماعة.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "4/ 13"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 11"، والكامل في التاريخ "7/ 45"، وتهذيب الكمال للمزي "11/ 423".(17/88)
169- سليمان بْن داود بْن محمد بْن شُعْبة بْن النّجّار1.
أبو أيّوب اليَمَاميّ، ثمّ البصْريّ. عن: فُلَيْح بْن محمد، ويحيى بْن مروان، وعُمارة بْن عُقْبة، وغيرهم. وعنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، وغيرهما. قال أبو حاتم: أثنى عليه ابن مَعِين وقال: قلّ من رأيت أفهم لحديث اليَمَامة منه.
170- سليمان بْن داود بن رشيد2 -م.
أبو الربيع الختلي، ثم البغدادي الأحول. سمع: أبا حفص الأبّار، ومحمد بْن حرب، وجماعة.
وعنه: م، وأبو زُرْعة، وعبد اللَّه بْن أحمد بْن حنبل، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وآخرون. وكان ثقة. وثقة صالح جَزَرة. وتُوُفّى في رمضان سنة إحدى وثلاثين. وليس لأبيه رواية.
171- سليمان بْن داود3 -م.
أبو داود المباركي، والمبارك بقرب واسط. سمع: أبا شِهاب الحنّاط، وأبا حفص الأبّار، ويحيى بْن زكريّا بْن أبي زائدة، وعنه: م. وعبد اللَّه بْن أحمد، وأحمد بْن الحسن الصُّوفيّ الكبير، وآخرون. قال ابن مَعِين: لا بأس به. توفي سنة إحدى أيضًا وكان ببغداد. سمّاه ابن أبي حاتم: سليمان بْن محمد. ووثقه أبو زُرْعة. وقد جوّده ابن نقطة وبيّن أنه سليمان بْن محمد قطعًا.
172- سليمان بن سلم4 -ن.
أبو داود البلخي المصاحفي. عن: النَّضْر بْن شُمَيْلٍ، وأبي مطيع، وعمر بن هارون البلخيين، وجماعة.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "4/ 114"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 11"، والمجروحين لابن حبان "1/ 334"، والكامل لابن عدي "3/ 1125"، وميزان الاعتدال "2/ 202".
2 انظر الجرح والتعديل "4/ 116"، وتاريخ بغداد للخطيب "9/ 37"، وسير أعلام النبلاء "10/ 677".
3 انظر الجرح والتعديل "4/ 114"، وتاريخ بغداد للخطيب "9/ 38"، والأنساب "11/ 116"، وسير أعلام النبلاء "10/ 678".
4 انظر الجرح والتعديل "4/ 121"، والثقات لابن حبان "8/ 282"، والأنساب "11/ 337".(17/89)
وعنه: ن، والتَّرْمِذيّ في كتاب "الشّمائل"، وموسى بن هارون، وغيرهم. وكان ثقة بن خيار عباد اللَّه، رَحِمَهُ اللَّه. تُوُفّي سنة ثمان وثلاثين.
173- سُلَيْمَان بْن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عباس العباسي1.
ولي المدينة للمأمون، ثم مكّة. وحجّ بالنّاس. ثم عزله المعتصم. مات سنة أربع وثلاثين ومائتين.
174- سليمان بْن عبد الرحمن بْن عيسى بن ميمون2 -خ. ع.
الحافظ أبو أيوب التميمي الدمشقي ابن بنت شُرَحْبيل بْن مسلم الخَوْلانيّ. سمع: معروفًا الخيّاط الذي رأى واثلة بْن الأسقع، وإسماعيل بْن عيّاش، وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَسُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وبقيّة، والوليد بْن مسلم، وعبد اللَّه بْن وهْب، وابن عُيَيْنَة، وخلْقًا. وعنه: خ. د. وخ. أيضًا وت. ن. ق.، عن رجل عنه، وأبو زُرْعة النَّضْريّ والرّازيّ، وأبو قُصَيّ إسماعيل العُذْريّ، وأحمد بْن الْمُعَلَّى، وجعفر الفِرْيابيّ، وخلْق. وُلِدَ سنة ثلاثٍ وخمسين ومائة، وكان يَخْضِب بالحُمْرَة. وقال أبو زُرْعة الدّمشقيّ: حدَّثَنِي سليمان فقيه أهل دمشق، وكان من أهل الفتوى.
وقال أبو داود السجستاني: سليمان بن شرحبيل يخطيء كما يخطيء أَكْيَس منه، وهو خيرٌ من هشام بْن عمار. وقال ابن مَعِين: ليس به بأس، وهشام بْن عمّار أَكْيَس منه. وقال أبو حاتم: صدوق، لكنّه أروى النّاس عن الضُّعفاء والمجهولين. كان عندي في حد: لو أنّ رجلًا وضع له حديثًا لَم يفهم، وكان لا يميّز. وقال الدّارَقُطْنيّ: ثقة، عنده مناكير عن الضُّعَفاء. وقال ابن جَوْصَا: سمعتُ إبراهيم بْن يعقوب الْجَوْزَجَانيّ قال: كُنّا عند سُلَيْمَانَ بْن عبد الرحمن، فلَمْ يأذَن لَنا أيّامًا، فلمّا دخلنا عليه قال: بَلَغَنِي وُرُود هذا الغلام الرازيّ، يعني أبا زرعة، فدرست للقائه ثلاثمائة ألف حديث. قال عَمْرو بْن دُحَيْم: تُوُفِيّ لليلة من صَفَر سنة ثلاثٍ وثلاثين. قلتُ: وقع لنا من عواليه قليل. وحديث الحِفْظِ الذي رواهُ له التِّرْمِذيّ في نقدي أنَّه باطل، ولا يحتمله الوليد بْن مسلم، فإنّا لَمْ نرَ مَنْ رواهُ عن الوليد غيره، ويقول هو إن الوليد
__________
1 انظر تاريخ الطبري "8/ 573"، وتهذيب تاريخ دمشق "6 281"، والوافي بالوفيات "15/ 393".
2 انظر الجرح والتعديل "4/ 129"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 24"، والثقات لابن حبان "8/ 278"، وتهذيب الكمال للمزي "12/ 26".(17/90)
سمعه من ابن جُرَيْج. ولعلّ سليمان شُبّه له. فإنّ هشام بْن عمّار رواهُ عن محمد بْن إبراهيم، مجهول، عن مجهول آخر، عن عِكْرِمَة.
175- سليمان بْن منصور البلخي الذَّهَبيّ1 -ن.
عن: مسلم بْن خالد الزّنْجِيّ، وعبد الجبار بن الورد، أبي الأَحْوَص، وجماعة. وعنه: ن.، ومحمد بْن عليّ الحَكَم الترمذي، ومحمد بن رمح، وأحمد بن علي الأبار، وآخرون. وكان يلقب زرغندة.
توفي سنة أربعين. وذكره ابن حبان في "الثقات".
176- سليم بن منصور بن عمار المروزي2.
أبو الحسن. عن: أبيه، وإسماعيل بْن عُلَيّة، وأبي داود، وعليّ بْن عاصم، وعنه: أبو حاتم الرازي وحسن أمره، وإسحاق الحربي، وموسى بن هارون. قال ابن أبي حاتِم: قلتُ لأبي: أهلُ بغداد يتكلَّمُونَ فيه. فقالَ: مَهْ!
177- سهل بْن بشير بْن القاسم3.
أبو القاسم النَّيْسابوريّ الفقيه سَهْلَوَيْه. أخو حَسَن وحُسين. سمع: جرير بْن عبد الحميد، وبقيّة بْن الوليد. وعنه: العباس بن حمزة، ومطين، وجماعة. توفي سنة تسع وثلاثين.
178- سهل بن زنجلة4 -ق.
الحافظ أبو عمرو الرازي الخياط الأشتر. قَدِمَ بغداد سنة إحدى وثلاثين. وحدَّث عن: سُفْيان بْن عُيَيْنَة، والوليد بْن مسلم، وأبي بَكْر بْن عَيَّاش، وجرير بْن عَبْد الحميد، وأبي معاوية، وحفص بْن غِياث، ووَكيع، وجماعة.
__________
1 انظر الثقات لابن حبان "8/ 279"، وتهذيب الكمال للمزي "12/ 75، 76"، وتهذيب التهذيب "4/ 221".
2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "9/ 232"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 232".
3 انظر تاريخ دمشق "10/ 446".
4 انظر الجرح والتعديل "4/ 198"، والتاريخ الكبير للبخاري "رقم 2106"، والثقات لابن حبان "8/ 291"، وتاريخ الطبري "9/ 269"، وتهذيب الكمال للمزي "12/ 186-188".(17/91)
وعنه: ق، وأبو حاتم، وإدريس بْن عبد الكريم الحدّاد، وإبراهيم الحربي، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي، وأبي يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسين الصوفي.
قال أبو حاتم: وهو سهل بْن أبي سَهْل. له مصنَّفات في السُّنَن. يقال: تُوُفّي سنة ثمان وثلاثين.
قال سهل بْن زَنْجَلة: ثنا أبو عليّ السَّمْتيّ: ثنا غالب القطّان. قال: كنا ندعو في الزَّمن الأول: اللَّهُمَّ ارزُقْنَا عِلْم الْحَسَن، وورع ابن سِيرين، وحِفْظَ قَتَادة، وعَقْل بكر بْن عبد اللَّه الْمُزَنِيّ، وعبادة ثابت البُنَانِيّ، وزُهْدَ مالك بْن دينار، رَحِمَهُم اللَّه ورضي عنهم.
179- سهل بن عثمان العسكري1 -م.
الحافظ أبو مسعود، أحد الأئمّة. رحل وسمع حمّاد بْن زيد، وشريك بن عبد الله، وأبا الأحوص، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ، وزياد بن عبد الله، وعلي بن مسهر، ويزيد بن زريع، وخلقا. وعنه: م. وعليّ بْن أحمد بْن بِسْطام الزَّعْفرانيّ، وعبيد الغزال، وجعفر بن أحمد بن فارس، وعبد الرحمن بن محمد بن سَلْم الرّازي، وعبدان الأهوازي، وطائفة سواهم. وروي عن القدماء: علي بن المديني. قال أبو الشيخ: خرج عن إصبهان سنة اثنتين وثلاثين إلى الرِّيّ، ثمّ رجعَ إلى العراق، ومات بعسكر مُكْرَم. وكان كثير الفوائد والغرائب. وذكره ابن حِبّان في كتاب "الثِّقَات". وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وثلاثين. وروى عنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم وقال: صدوق.
180- سُوَيْد بن سعيد2 -م. ق.
أبو محمد الهروي الحدثاني. سكن حديثة الفَوْرة التي تحت عانة، فنُسِب إليها. حدَّث عن: مالك، وحفص بْن مَيْسرة، وشَرِيك، وإبراهيم بْن سعد، وعليّ بْن مُسْهِر، وسفيان بن عيينة، وغيرهم.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "4/ 203"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 102"، والثقات لابن حبان "8/ 292"، وتهذيب الكمال للمزي "12/ 197-200".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 283"، والمجروحين لابن حبان "2/ 252"، وتاريخ الطبري "1/ 333"، والكامل لابن عدي "3/ 1263".(17/92)
وعنه: م. ق، وعُبَيد العِجْل، ومُطَيَّن، وعبد اللَّه بْن أحمد، وأحمد بْن محمد الوشاء، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبو القاسم البغوي، وعبد الله بن ناجية وخلق. وكف بصره بأخرة فربما لقن ما ليس من حديثه. وقال أبو حاتم: كثير التدليس صدوق. وقال البَغَويّ: كان من الْحفّاظ. كان أحمد بْن حنبل يتيّقن عليه لولديه. وقال النسائيّ: ليس بثقة. وقال ابن مَعِين: هو حلال الدم.
قلتُ: هذا الرجل مِمّن لَم يتورَّع ابن مَعِين في تضعيفه. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: ثَنَا أَبُو يَعْلَى، ثَنَا ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ قَالَ فِي ديننا برأيه فاقتلوه"1 قال ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا الْحَدِيثُ قَدْ تَلَوَّنَ فِيهِ سُوَيْدٌ، فَمَرَّةً يَرْوِيهِ هَكَذَا عَنِ ابْنِ أَبِي الرِّجَالِ، وَمَرَّةً يَرْوِيهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ نَجِيحٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ. وَهَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي قَالَ فِيهِ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَوْ وَجَدْتُ درقة وسيفًا لغزوت سويد الْأَنْبَارِيَّ. وقال الحاكم: أنكرَ عُلَيَّةُ على سُوَيْد حديثه في الْعِشْق. قال: وقيل إنّ يَحْيَى بْن مَعِينٍ لَمّا ذُكِرَ له هذا الحديث قال: لو كان لي فَرَس ورُمْح غَزَوْتُ سُوَيْدًا. وأكثر ما روى عنه مسلم، من روايته عن حفص بْن مَيْسَرَة. وقال إبراهيم بْن أبي طالب: قلت لِمسلم: كيف استجزت الرواية عن سُوَيْد في الصحيح؟ فقال: ومِنْ أينَ آتي بنسخة حفص بْن مَيْسَرة؟! قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: سُوَيْدٌ تَكَلَّمَ فِيهِ يَحْيَى، وَقَالَ: قَدْ حَدَّثَ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عطية، عن أبي سعيد حديث: "الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ" 2 قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: وَهَذَا بَاطِلٌ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: فَلَمَّا دَخَلْتُ مِصْرَ سنة سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَثَلَاثِمَائَةٍ، وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي مُسْنَدِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَنْجَنِيقِيِّ، وَكَانَ ثِقَةً، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، كَمَا قَالَ سويد فتخلص سويد. وقال ابن عدي:
__________
1 "حديث ضعيف": أخرجه ابن عدي في الكامل "1/ 325، 4/ 1595"، والخطيب في تاريخه "6/ 322، 9/ 229".
قال أبو زرعة: سمعت يحيى بن معين يقول وقيل له: روى سويد هذا الحديث فقال: ينبغي أن يبدأ بسويد فيستتاب.
انظر العلل "1/ 457"، وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة: قال في الوجيز وضعه إسحاق الملطي "507".
2 "الحديث صحيح": أخرجه الترمذي "3678"، وابن ماجه "118"، وأحمد "3/ 3، 62، 64"، والحاكم "3/ 166"، والطبراني "3/ 25، 28"، وهو في صحيح الجامع.(17/93)
روى سُوَيْد، عن مالِك الْموطّأ، ويُقال إنّه سمعه خلف حائط، فضُعِّف في مالك. وهو إلى الضَّعْفِ أقرب. وقال أبو زُرْعة الرازيّ: أمّا كُتبه فصِحاح. وأمّا إذا حدّث من حِفْظِهِ فلا. وقال الْبُخَاريّ: تُوُفِّيَ في أول شَوّال سنة أربعين بالحديثة. فيه نظر. كان قد عَمِيَ، فلُقِّن ما ليس من حديثه. قال الْبَغَويّ: بلغ مائة سنة. قُلْتُ: وَمِمَّا تَفَرَّدَ بِهِ سُوَيْدٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قِيلَ لَهُ: "لَوْ صَلَّيْتَ عَلَى أُمِّ سَعْدٍ. فَصَلَّى عَلَيْهَا وَقَدْ أَتَى لَهَا شَهْرٌ. وَكَانَ غَائِبًا"1. رَوَاهُ جَمَاعَةٌ ثِقَاتٌ عَنْهُ، وَهُوَ مِمَّا نُقِمَ عَلَيْهِ. وَكَذَا تَفَرَّدَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الْمَهْدِيُّ مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ" 2. وَهَذَا إِنَّمَا رَوَاهُ النَّاسُ، عَنْ سُفْيَانَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَلَكِنْ لَفْظُهُ: "لَا تَذْهَبُ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَمْلُكَ رجل من أهل بيتي يواطيء اسمه اسمي" 3.
181- سويد بن نصر4 -ت. ن.
أبو الفضل المروزي، المعروف بالشاه. سمع: ابن المبارك، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة، ونوح بْن أبي مريم، وغيرهم. وعنه: ت.، ن.، والحسين بْن إدريس الهَرَويّ، والحَسَن بْن الطيّب البلْخيّ، وجماعة. قال النَّسائيّ: ثقة. وقيل إنّه جاوز التّسعين. تُوُفّي سنة أربعين أيضًا.
"حرف الشين":
182- شجاع بن مخلد5 -م. د. ق.
__________
1 "خبر ضعيف": أخرجه ابن عدي في الكامل "3/ 1264"، وفي إسناده صاحب الترجمة وانظر كلام المصنف.
2 "إسناده ضعيف والمتن صحيح": أخرجه ابن عدي "3/ 1264"، وفي إسناده صاحب الترجمة، بيد أن الحديث له شاهد من حديث أم سلمة عند أبي داود "2/ 207"، وابن ماجه "2/ 519"، والحاكم "4/ 557"، قال الشيخ الألباني في الضعيفة "1/ 108" هذا سند جيد رجاله كلهم ثقات، وله شواهد كثيرة.
3 أخرجه ابن عدي في الكامل "3/ 1264".
4 انظر الجرح التعديل "4/ 239"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 148"، والثقات لابن حبان "8/ 295"، وتهذيب الكمال للمزي "12/ 272-274".
5 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 352"، والجرح والتعديل "4/ 379"، والثقات لابن حبان "8/ 313"، وتاريخ بغداد للخطيب "9/ 251".(17/94)
أبو الفضل البغوي، نزيل بغداد. سمع: هُشَيْمًا، وإسماعيل بْن عيّاش، وابن عُيَيْنَة، ووكيعا، وجماعة.
وعنه: م. د. ق. وإبراهيم الحربيّ، وأبو القاسم البغوي، وموسى بن هارون، وحامد بن شعيب البلخي، وأحمد بن الحسن الصوفي. وثقه ابن معين، ومات سنة خمس وثلاثين. ويقال له الفلاس.
وقال إبراهيم الحربيّ: حدَّثنِي شجاع بْن مَخْلَد ولَم نكتب ها هنا عن أحدٍ خير منه. وقال موسى بْن هارون: وُلِدَ سنة خمسين ومائة. وقال الحسين بْن فَهْم: تُوُفِّيَ في عاشر صفر، وحضره بشرٌ كثير. وهو ثقة ثَبْت.
183- شعيب بْن يوسف النسائي1 -ن.
أبو عمرو. عن: ابن عُيَيْنَة، ويحيى القطّان، وابن مهديّ، وغيرهم. وعنه: ن. ووثَّقه، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم. وكان من أصحاب الحديث الأَثْبات.
184- شيبان بْن أبي شيبة فروخ2 -م. د. ن.
أبو محمد الحبطي، مولاهم الأبُلّيّ البصْريّ. سمع: أبا الأشهب العُطارِدِيّ، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وجرير بْن حازم، ومبارك بن فضالة، وسلام بْن مسكين، وأبان العطّار، ومحمد بْن راشد، وجماعة.
وعنه: م. د. ون. عن رجلٍ، عنه، ومُطَيَّن، وخلق كثير. وكان ثقةً صدوقًا مكثرًا.
قال عَبْدَان: كان عنده خمسون ألف حديث. وكان عندهم أثبت، من هُدْبَةَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كان يرى القدر، واضطّر النّاس إليه بأخرة. قيل وُلِدَ سنة أربعين ومائة، فإنّ موسى بْن هارون سأله عن مولده، فقال: فيها. ثُمَّ شكّ شيئًا في أنّ مولده قبل ذلك بسنة أو سنتين. ومات سنة خمسٍ، وقيل سنة ست وثلاثين وهو أصح.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "4/ 353".
2 انظر الجرح والتعديل "4/ 357"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 254"، والثقات لابن حبان "8/ 315"، وتهذيب الكمال "12/ 598".(17/95)
"حرف الصاد":
185- صالح بْن حاتم بْن وردان1 -م.
أبو محمد البصري. سمع: أباه، وحمّاد بْن زيد، ويزيد بْن زُريع، ومعتمر بْن سليمان، وجماعة.
وعنه: مُسلم، وأبو مسلم الكَجّيّ، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، والبَغَويّ، وآخرون. تُوُفّي سنة ست وثلاثين. وقال: أبو حاتم: شيخ.
186- صالح بن سهيل2 -د.
أبو أحمد النخعي الكوفي. عن: مولاه يحيى بْن زكريّا بْن أبي زائدة، وعن: المُحاربيّ. وعنه: د. وأبو زُرْعة، وأبو حاتم ومطين، وأبو لبيد السامي، وآخرون.
187- صالح بْن عبد اللَّه بْن ذكوان3 -ت.
أبو عبد الله الترمذي الباهلي الحافظ، نزيل بغداد. حدَّث عن: مالك، وشَرِيك، وعبد الوارث، وحماد الأبَحّ، وأبي عَوَانة، وجعفر بْن سليمان، وطائفة. وكان ثقة صدوقًا صاحب حديث.
وعنه: ت. روى أيضًا عن رجلٍ، عنه، وابن أبي الدُّنيا، وصالح بْن محمد جَزَرَة، وأبو زُرْعَة، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وابن كرّام، وخلْق. قال أبو حاتم: صدوق. وقيل إنه تُوُفّي بمكّة سنة تسع وثلاثين. قال ابن حِبّان: كان صاحب حديث وسنة وفضل، كتب وجمع.
188- صالح بن محمد الترمذي4.
عن: أبي داود الطَّيَالِسيّ، ومقاتل بْن الفضل اليَمَانيّ، والسدي الصغير، وعنه:
__________
1 انظر الجرح والتعديل "4/ 398"، والثقات لابن حبان "8/ 318"، والمجروحين له "1/ 27"، وتهذيب الكمال للمزي "13/ 27".
2 انظر الجرح والتعديل "4/ 405"، والثقات لابن حبان "8/ 318"، والمعرفة والتاريخ "3/ 201".
3 انظر الجرح والتعديل "4/ 407"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 285"، والثقات لابن حبان "8/ 317"، وتهذيب الكمال للمزي "13/ 61-64".
4 انظر الجرح والتعديل "4/ 412"، والثقات لابن حبان "8/ 317"، والمجروحين له "1/ 370، 371".(17/96)
حازم بن زمزم البلخي الحنفي. قال ابن أبي حاتم. ثم قال ابن حِبَّان: كان جَهْمِيًّا داعيةً يبيعُ الْخَمْرَ وَيُبِيحُ شُرْبَهُ.
رشا لهم ولّوه قضاء تِرْمذ، فكان يؤذي من يقول: الإيمان قولٌ وعملٌ. حتّى أنّه أخذ مُحدِّثًا صالِحًا، فجعل في عُنِقه حبلًا، وطّوف به. وكان الْحُمَيْدِيّ بِمَكّة يقنت عليه. وكان إسحاق بْن رَاهَوَيْه إذا ذكره بَكَى من تَجرُّئه على اللَّه. ولأبي عَوْن عصام فيه قصيدة طويلة أوَّلها:
تفتّى بشرقِ الأرض شيخ مُفَّتنُ ... له قحم في الصالحين إذ ذُكِرْ
أنافَ على التِّسْعِينَ لا دَرَّ دَرُّهُ ... وعجَّلَه ربِّي الجليل إلى سَقَرْ
189- صالح بْن مالك1.
أبو عبد الله الخُوَارزميّ نزيل بغداد. حدث عن العزيز بْن أبي سَلَمَةَ الماجِشُون، وأظنّه آخر من حدث عنه، وأبي مسلم قائد الأعمش، وصالح المري، وحفص بن سليمان المقريء، وغيرهم. وعنه: عبد الله بن أحمد، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي، وآخرون. قال الخطيب: كان صدوقًا.
190- صَفْوانُ بنُ صالح بْن صَفْوان بْن دينار2 -د.
الحافظ الكبير أبو عبد الملك الثقفي، مولاهم الدّمشقيّ، مُؤذّن جامع دمشق. سَمِعَ: ابن عيينة، وسُوَيْد بن عبد العزيز، ومروان بْن معاوية، والوليد بْن مسلم، ووَكيعًا، وطبقتهم. وعنه: د. وت. ن. عن رجل عنه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأحمد بن أنس بن مالك، وأحمد بن المعلَّى، وجعفر الفريابي، وَمحمد بْن قتيبة العسقلاني، وآخرون كثيرون. وكان يَنْتَحل مذهب الكوفييّن.
قال أبو حاتم: صدوق. وقال التِّرْمِذيّ: ثقة. وقال السُّلَمِيّ بْن مُعَاذ: قلتُ لسليمان بْن عبد الرحمن: إنّ صَفْوان بْن صالِح يأبى أن يُحدِّثَنا. قال: فدخلَ صَفْوان فسلّم عليه، فقال سليمان: بلغني أنّك تأبى أن تحدِّث. قال: يا أبا يعقوب منعنا
__________
1 انظر الجرح والتعديل "4/ 416"، والثقات لابن حبان "8/ 318"، وتاريخ بغداد "9/ 316".
2 انظر الجرح والتعديل "4/ 425"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 309"، والثقات لابن حبان "8/ 321"، وتهذيب الكمال للمزي "13/ 191-196".(17/97)
السُّلطان. قالَ: وَيْحَكَ، حدِّث، فإنّه بلغني أنّ أهل الْجَنَّةِ يحتاجون إلى العلماء في الجنّة كما يحتاجونَ إليهم في الدُّنْيَا. فحدَّث لعلّك أن تكون منهم. فحدثنا. قال أبو زُرْعة الدّمشقيّ: تُوُفّي أول سنة تسع وثلاثين. وقال عَمْرو بْن دُحَيْم: تُوُفّي في ربيع الأول سنة تسع. وقال يعقوب الفَسَويّ: وُلِدَ سنة ثمانٍ أو تسعٍ وستين ومائة.
191- صقر بْن عبد الرحمن الكوفيّ1.
حدَّث ببغداد، عن: خلف بْن خليفة، وعبد اللَّه بْن إدريس. وعنه: أبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وغيره.
وهو متروك.
192- الصَّلْت بن مسعود2 -م.
أبو بكر، ويقال أبو محمد الجحدريّ البصْريّ قاضي سامرّاء. سمع: حمّاد بْن زيد، وعُبَيْد بْن القاسم، ودُرُسْت بْن زياد، والحارث بْن وجيه، وحرب بْن ميمون صاحب الأعشى، ومحمد بْن ثابت العبْديّ، وجماعة. وعنه: م. وأبو القاسم البغوي، وأبو يعلى، وعبدان، وأبو لبيد محمد بن إدريس، وجماعة. قال صالح جَزَرَة: ثقة. قلت: تُوُفّي في صفر سنة تسع وثلاثين. وكل ما روى عنه مسلم حديثًا واحدًا.
"حرف الطاء":
193- طالوت بْن عَبّاد3.
أبو عثمان البصْريّ الصَّيْرفيّ. عن: فضال بْن جُبَيْر، عن أبي أمامة الباهلي. وعن الربيع بْن مسلم، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وأبي هلال محمد بْن سُلَيم، واليَمَان أبي حُذَيْفة، وسعيد بْن إبراهيم، وجماعة. وله نسخة مشهورة وقعت لنا بعلو. وعنه:
__________
1 انظر المجروحين لابن حبان "2/ 213"، والكامل لابن عدي "4/ 1412"، وتاريخ بغداد للخطيب "9/ 341"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 317".
2 انظر الجرح والتعديل "4/ 441"، والتاريخ الصغير للبخاري "233"، والثقات لابن حبان "8/ 324"، والكامل لابن عدي "4/ 399-1401".
3 انظر الجرح والتعديل "4/ 495"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 363"، والثقات لابن حبان "8/ 329".(17/98)
يحيى بْن محمد الحِنّائيّ، وعليّ بْن سعيد بن بشير الرازي، وآخرون. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال غيره: تُوُفّي سنة ثمان وثلاثين.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَافِظِ بْنُ بَدْرَانَ، وَيُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: أَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ، أَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّمْلِيِّ، أَنَا أَبُو طَاهِرٍ الذَّهَبِيُّ، ثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، ثَنَا طَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قال: "إذا تواجه المسلمان بسيفهما فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ" 1.
194- طاهر بْن أبي أحمد محمد بْن عبد اللَّه بْن الزُّبَيْر الزُّبَيْريّ2.
عن: أبي بكر بْن عيّاش، وغيره. وعنه: محمد بْن عبد اللَّه الحضرميّ، وموسى بْن إسحاق القاضي، وغيرها. أورده ابن أبي حاتم في كتابه. وقد روى عن عثمان بن أبي شيبة، عن أبيه أبي أحمد. ورَّخ مُطَيَّن موته سنة أربعين ومائتين.
195- الطيب بن إسماعيل3.
أبو أحمد الذهلي البغدادي اللؤلؤي المقريء العابد. كان كبير الشأن، كثير الورع، إماما في القراءة والتجويد. روى الحروف عن: الكسائي، ويعقوب الحضْرميّ، ويحيى بن آدم. وقرأ على إسحاق المسيبي، وعبيد الله بن موسى، وحسين الجعفي. وروى عن سُفْيان بن عُيَيْنَة، وغير واحد.
وعنه: إسحاق بْن سُنَيْن الحبكيّ، وسليمان بن يحيى الضبي، وأبو العباس بن مسروق، والقاسم بْن أحمد المعشريّ. وقرأ عليه: أبو علي الحسين بن الحسين الصواف المقريء، وغيره. سيُعاد في الآتية.
"حرف العين":
196- عاصم بن عمر بن علي بن مقدم4.
__________
1 "الحديث صحيح": أخرجه البخاري "1/ 13"، ومسلم "2888"، وأبو داود "4268"، والنسائي "7/ 124"، وابن ماجه "3963"، وأحمد "4/ 401، 403".
2 انظر الجرح والتعديل "4/ 499"، والثقات لابن حبان "8/ 328"، ووفيات الأعيان "6/ 383".
3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "9/ 360"، ووفيات الأعيان "6/ 183، 184"، والوافي بالوفيات "16/ 510".
4 انظر الجرح والتعديل "6/ 347"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 350"، والثقات لابن حبان "8/ 507".(17/99)
أبو البشر المقدمي البصري. عن: أبيه. وعنه: أبو بكر بْن أبي الدُّنيا، وعبد اللَّه بْن أحمد، وأحمد بْن الحسن الصُّوفيّ، وجماعة. قال ابن مَعِين: صدوق. وقال البَغَويّ: مات سنة إحدى وثلاثين، وقد كتبت عنه.
197- عاصم بن النضر1 -م. د. ن.
أبو عمر الأحول التميمي البصري. ومنهم من سمّاه عاصم بْن محمد بْن النَّضْر سمع: مُعْتَمر بْن سليمان، وخالد بْن الحارث. وعنه: م. د. ون، عنه، وإبراهيم ابن أورمة وأحمد بْن محمد بْن النَّضْر. سمع: مُعْتَمر بْن سليمان، وخالد بْن الحارث. وعنه: م. د. ون. عنه، وإبراهيم بن أرومة، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وهو الذي سماه عاصم بن محمد بن عاصم الرازي، وجعفر الفريابي، وعبدان الأهوازي، والحسين بن إسحاق التستري، وطائفة.
198- عبادة بن زياد الأسدي الكوفي2، بفتح أوله. روى عن: يحيى بْن العلاء الرازيّ، وقيس بْن الربيع، وعمر بْن سعْد، وجماعة من طبقتهم. وعنه: محمد بن عثمان أبي شيبة، وإبراهيم بْن سليمان النَّهْميّ، وعثمان بْن خُرَّزاذ، وأبو حُصَيْن محمد بْن الحسين الوادعي، وإبراهيم بن هانيء النَّيْسابوريّ، ومُطَيَّن وآخرون. قال موسى بْن هارون: تركتُ حديثه. وقال ابن عديّ: شيعيّ غال، تُوُفّي سنة إحدى وثلاثين بالكوفة. قال محمد بْن محمد بْن عَمْرو النَّيْسَابُوري: الحافظ عَبَادة بْن زياد مُجْمَعٌ على كذبه ووضعه الأحاديث. وقال أبو حاتم الرازيّ: محلُّه الصِّدق. وقال موسى بْن إسحاق الأنصاريّ: صدوق. قلت: روى أيضًا عن أبيه، عن أبي الزّناد، وروى عن أبي بكر بْن عيّاش.
199- عبّاس بْن الحسين3 -خ.
أبو الفضل البغدادي القنطري، قنطرة البَرَدان. عن: يحيى بْن آدم، وأبي أسامة، ومبشر الحلبي.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "6/ 351"، وأخبار القضاة لوكيع "3/ 132"، والثقات لابن حبان "8/ 506".
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 97"، والثقات لابن حبان "8/ 521"، وتاريخ الطبري "1/ 333"، والكامل "4/ 1654".
3 انظر الجرح والتعديل "6/ 215"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 7"، والثقات لابن حبان "8/ 511"، وتاريخ بغداد للخطيب "12/ 137".(17/100)
وعنه: خ.، والحسن بْن عليّ المعمريّ، وعبد الله بن أحمد، وموسى بن هارون. ووثقه عبد الله. قال أبو عبدة الله بْن مَنْدَه: تُوُفّي سنة أربعين.
200- العبّاس بْن عبد الله البغداديّ الورّاق1.
عن: وَكِيع ومحمد بْن بكر البرْسانيّ. وعنه: أبو بكر الصغاني، ويزيد بن الهيثم، وأحمد بن بشر المرثدي. وثقه الدارقطني وقال: عنده المصنفَّ لوكيع. مات سنة ثلاث وثلاثين.
201- العبّاس بْن عبد الرحمن2.
أبو الحارث القُرَشيّ الدِّمشقيّ. عن: بكر بْن عبد العزيز. وعنه: أبو حاتم الرازيّ، وأبو عبد الملك البُسْريّ، وجماعة. قال أبو حاتم: صدوق.
202- عبّاس بْن عثمان بْن محمد3 -ق.
أبو الفضل البجلي الدمشقي الراهبي، من محلّة الراهب. كان مُؤدبًا له فضيلة وإتقان.
سَمِعَ: الوليد بْن مسلم، وَعِرَاكَ بْن خَالِد. وعنه: ق.، وبَقِيّ بْن مَخْلَد، وَأَبُو زُرْعَة الدّمشقيّ، وعثمان بْن خُرَّزاذ، وأحمد بْن علي بن الأبّار، وعمر بن سعيد المنبجي، وطائفة. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: سَمِعْتُ الْوَلِيدَ بْنَ مُسْلِم يَقُولُ: احفظوني فِي عبّاس، فإنّ لي فِيهِ فراسة. ووثّقه أَبُو الْحَسَن بْن سُمَيع. قَالَ أبو زُرْعة: وُلِدَ سنة ستٍّ وسبعين ومائة، ومات سنة تسعٍ وثلاثين.
203- العبّاس بْن غالب البغدادي الورّاق4.
كَانَ عنده "المصنّف" لوكيع. روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر الصَّغَانيّ، وأحمد بْن بِشْر المَرْثَديّ. وثّقه الدَّارَقُطْنِيّ، ومَات سنة ثلاثٍ وثلاثين.
__________
1 سيأتي ترجمته.
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 211".
3 انظر الجرح والتعديل "6/ 218"، والثقات لابن حبان "8/ 511"، وتهذيب الكمال للمزي "4/ 233".
4 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 362"، والجرح التعديل "6/ 217"، وأخبار القضاة "2/ 312"، وتاريخ بغداد للخطيب "12/ 136".(17/101)
قال أبو أَحْمَد بْن حُمَيْد: كَانَ أَحْمَد بْن حنبل يُعظّم شأنه.
وَسُئِلَ عَنْهُ أَبُو زُرْعَة الرازيّ فقال: ثقة لا بأس بِهِ.
204- الْعَبَّاس بْن الوليد بن نصر1 -خ. م. ن.
أبو الفضل الباهلي. مولاهم النَّرْسِيّ الْبَصْرِيّ، ابن عمّ عَبْد الأعلى بن حماد. ونرس هو جدهما نصر، كان بعض العجم يريد أن يدعوه نصر فنطق بِهَا نَرْس لِرَدَاءَة لسانه. سمع: أَبَا عَوَانة، وعبد الواحد بْن زياد، والْحمَّادَيْن، ويزيد بْن زُرَيْع، وعبد اللَّه بْن جَعْفَر المدينيّ، وجماعة.
وعنه: خ. م. ون. عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، وأبو بَكْر أَحْمَد بْن عليّ الْمَرْوَزِيّ، وأحمد بْن عليّ الأبّار، وأحمد بْن عليّ الْمَوْصِليّ، والْحَسَن بْن سُفْيَان، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد، وطائفة. وثّقه ابن مَعِين، وغيره ورجّحوه عَلَى ابن عمّه. تُوُفِيّ سنة سَبْعٍ وثلاثين، وقيل: سنة ثَمانٍ.
205- عَبْد اللَّه بْن برّاد بْن يوسف بْن أَبِي بُرْدَة بن أبي موسى الأشعريّ2 -م.
أبو عامر الكوفي، عمّ عَبْد اللَّه بْن عامر بْن برّاد. سمع: عَبْد اللَّه بْن إدريس، وابن فُضَيْلٍ، وأبا أسامة، وغيرهم. وعنه: م.، وقال الْبُخَاريّ فِي "الصحيح": قَالَ عبدُ اللَّه بْن برّاد: نا أَبُو أسامة فذكر حديثًا. وروى عَنْهُ: مُوسَى بْن هارون، ومُطَيَّن، وعَبْدَان، وَالْحَسَن بْن سُفْيَان. قَالَ الْإِمَام أَحْمَد: لَيْسَ بِهِ بأس. كَانَ معنا بالكوفة. وقال مطيَّن: مات فِي جُمَادى الآخرة سنة أربعٍ وثلاثين.
وأمّا ابن أخيه فيروي عَنْهُ ابن ماجة، وينسبه إلى جده فيوهم أنه هو.
206- عبد الله بكّار.
سمع: عِكْرِمَة بْن عمّار، ومحمد بْن ثابت البُنَانيّ. روى عنه: أبو يعلى الموصلي، وهو من كبار شيوخه.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "6/ 214"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 6"، والثقات لابن حبان "8/ 510"، وتهذيب الكمال للمزي "14/ 259".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 416"، والجرح والتعديل "5/ 17"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 57"، والثقات لابن حبان "8/ 354".(17/102)
207- عبد الله بن الجراح بن سعيد1 -د. ق.
أبو محمد التميمي القهستاني، نزيل نَيْسَابُور. محدِّث جليل عالي الإسناد. رحل وسمعَ: مالك بْن أنس، وحمّاد بْن زيد، وإبراهيم بْن سعْد، وأبا الأحْوَص، وشَرِيك بْن عَبْد اللَّه، وطائفة.
وعنه: د.، ق.، وأبو عبد الرحمن النسائي في حديث مالك، وإبراهيم بن أبي طالب، والحسن بن سفيان، وأبو العباس السراج، وعدة. قَالَ أبو حاتم: كَانَ كثير الخطأ، ومحلُّه الصِّدْق. وقال النسائيّ: ثقة.
وقال الحاكم: مُحدِّث كبير سكنَ نَيْسَابُور، وبِهَا انتشر عِلْمُه.
وقال أَبُو يَعْلَى الخليليّ: تُوُفِيّ سنة سَبْعٍ وثلاثين ومائتين. وقال أَبُو قُرَيش الحافظ: تُوُفِيّ سنة اثنتين وثلاثين.
قلتُ: هذا غلط، ويُبيّن ذَلِكَ سماع النَّسائيّ منه. فإنّه إنّما قدِمَ نَيْسَابُور سنة خمس أوست.
208- عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن يَحْيَى بْن خالد2 -م. د.
أبو محمد البرمكي ابن وزير الرشيد. سكن البصرة ثم بغداد. وحدَّث عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وإسحاق الأزرق، ووَكِيع، ومَعْن القزّاز.
وعنه: م. د. وأحمد بْن عَمْرو البزّار، وجعفر الفريابي، والقاسم بن زكريا المطرز، وجماعة. قَالَ الدّارَقُطْنيّ: ثقة.
209- عَبْد اللَّه بْن حرب اللَّيْثِيّ3.
عَنْ: عَبْد السلام بْن حرب الليثي، والمعتمر بْن سُلَيْمَان، وهذه الطبقة. كتب عَنْهُ أَبُو حاتِم وقال: ثقة حافظ.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "5/ 27، 28"، والثقات لابن حبان "8/ 356"، والكامل في التاريخ "1/ 593"، وتهذيب الكمال "14/ 361-363".
2 انظر الجرح والتعديل "5/ 24"، والتاريخ الكبير للبخاري "151"، والثقات لابن حبان "8/ 360"، وتهذيب الكمال للمزي "14/ 384".
3 انظر الجرح والتعديل "5/ 41، 42".(17/103)
210- عَبْد اللَّه بْن خُلَيْد1.
أَبُو العميثل الكاتب. شاعر مُجيد، وكاتب بليغ، ولُغَوِيّ بارع. كتب الإنشاء للأمير عَبْد اللَّه بْن طاهر، وله فِيهِ مدائح. وبَلَغَنَا أنّ أَبَا تَمّام الطّائيّ لَمَّا أنشد الأمير عبدَ اللَّه بْن طاهر قصيدته البابيّة قَالَ أَبُو العُمَيْثِل: يا أَبَا تَمّام لِمَ لا تقولُ ما يُفْهَم؟ فقال: يا أبا العميثل: لما لا تَفْهَمُ مَا يُقال؟ قِيلَ: هذا الجواب المُسْكِتُ الْمُطْرِبُ. تُوُفِيّ سنة أربعين.
211- عَبْد اللَّه بن سالم2 -د. ق.
ويُقال: عَبْد اللَّه بْن محمد بْن سالِم الزبيدي الكوفي القزاز. أبو محمد المفلوج. سمعَ: وَكِيعًا، وعُبَيْدَةَ بْن الأسود، والْحُسَيْن بْن زيد بْن عليّ الهاشِميّ، وجماعة. وعنه: د. ق. وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، ومُطَيَّن، والْحَسَن بْن سُفْيَان، وجماعة. قال أبو يعلى؛ كان من خيار الكُوفَة. وقال مُطَيَّن: مات فِي شوّال سنة خمسٍ وثلاثين.
212- عَبْد اللَّه بْن سَعْد بْن إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ3.
أَبُو القاسم الزُّهْرِيّ العَوْفِيّ البغداديّ. كَانَ أكبر إخوته. سمع: أباهُ، وعمّه يعقوب بن إبراهيم، وجعفر بن عون. وعنه: أبو حاتم الرّازيّ، وعَبْد اللَّه بْن أحمد بْن حنبل، وأبو القاسم البغوي، وجماعة. وثقه ابن حبان، وغيره. ومات بالمصيصة، سنة ثمان وثلاثين. ذكر ابن عدي وحده أنّ خ. روى عَنْهُ فِي صحيحه. وأمّا رواية الْبُخَاريّ عَنْ أخيه عُبَيْد اللَّه فبِلَا شكّ.
213- عَبْد اللَّه بْن سلَّام الشّاشِيّ.
عَنْ: حمّاد بْن زيد، ومعاوية الضّال، وهشيم، وعمرو بن الأزهر. وعنه: فتح
__________
1 انظر الفهرست لابن النديم "48"، ووفيات الأعيان "3/ 89-91"، والبداية والنهاية "10/ 322، 323".
2 انظر الجرح والتعديل "5/ 77"، والثقات لابن حبان "8/ 350"، وتهذيب الكمال للمزي "14/ 551، 552".
3 انظر الجرح والتعديل "5/ 64"، والثقات لابن حبان "8/ 366"، وتهذيب الكمال "15/ 17".(17/104)
ابن عبيد السمرقندي، وغيره. مات في ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثين ومائتين. وذكره الخطيب في تلخيصه.
214- عبد الله بن سليمان1.
أبو محمد البعلبكي العدوي. سمع: اللَّيْث بْن سعد، وابن المبارك، وغيرهما. وعنه: يَحْيَى بْن محمد بْن أَبِي الصُّفَيْرَاء شيخ لابن عديّ، ومحمد بْن محمد الباغَنْدِيّ. وهو مستقيم الحديث مُقِلّ.
215- عَبْد اللَّه بْن عامر بْن زُرَارة2.
أَبُو محمد الحضرميّ، مولاهم الكوفيّ. عَنْ أَبِيهِ، وشَرِيك، ويَحْيَى بْن زكريّا بْن أَبِي زائدة، وعليّ بْن مُسْهِر، وأبي بَكْر بْن عيّاش، وجماعة وعنه: م. د. ق، وبَقِيّ بْن مَخْلَد، وعبْدَان، وأبو يعْلَى، ومحمد بْن صالِح بْن ذَرِيح، وطائفة. قال أبو حاتم: صدوق. وقال مطين: مات سنة سَبْعٍ وثلاثين. وكان يلّون بصُفْرَة.
216- عَبْد اللَّه بْن عَبْد الجبّار3.
أَبُو القاسم الخَبائريّ الحمصيّ، من ولد خبائر بْن كَلاع بْن شُرَحْبيل. سَمِعَ: إِسْمَاعِيل بْن عيّاش، ومحمد بْن حرب، وبقية، وأبي إسحاق الفزازي، وطائفة. وأقْدَمَ شيخ لَهُ الحكم بْن الوليد الوُحَاظيّ -تابعيّ سَمِعَ من عَبْد اللَّه بْن بُسْر -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وعُمِّر دهرًا.
وعنه: أَبُو زُرْعَة، وأبو حاتِم الرّازيّان، وإسماعيل بْن محمد بْن قيراط، ومحمد بْن عَوْف الطّائيّ، وجعفر الفِرْيَابيّ، وجماعة. قَالَ ابن عديّ: تُوُفِيّ سنة خمس وثلاثين.
وقال أبو حاتم: صدوق. وقال أَبُو أَحْمَد الحاكم: كَانَ إمام مسجد حمص.
__________
1 انظر الثقات لابن حبان "8/ 364"، والكامل لابن عدي "4/ 1545"، وتاريخ بغداد للخطيب "9/ 463، 464"، وميزان الاعتدال "2/ 432".
2 الجرح والتعديل "1/ 123"، الثقات لابن حبان "8/ 355"، وتهذيب الكمال للمزي "15/ 142، 143".
3 انظر الجرح والتعديل "5/ 106"، والثقات لابن حبان "8/ 348"، وتهذيب الكمال للمزي "15/ 189، 190".(17/105)
217- عَبْد اللَّه بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زيد بن الخطاب1 -ن.
أَبُو محمد، وقيل أَبُو عُمَرَ الخطّابيّ الْبَصْرِيّ. سَمِعَ: عَبْد العزيز بْن محمد الدَّرَاوَرْدِيّ، ومُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان، ويزيد بْن زُرَيْع، ومحمد بْن يزيد الواسطي، وجَمَاعة. وعنه: أَبُو بَكْر الأثرم، وعِمْرَان بْن مُوسَى بْن مُجَاشِع، وهِلالُ بْن العلاء، وعَبْدَان الأهوَازِيّ، والبَغَويّ. وثّقه الخطيب، وغيره. ومات فِي ذي القعدة سنة ستًّ وثلاثين. روى النَّسَائيّ، عَنْ هلال، عَنْهُ.
218- عَبْد اللَّه بْن عُمَرَ بْن الرّمّاح2.
أَبُو محمد النَّيْسَابُوريّ قاضي نَيْسَابُور. قَالَ الحاكم: وليَ القضاء أيام المعاذية، ثم بقي إلى أول أيام الطاهرية وكان أبوه بلخيا. سَمِعَ منه: يحيى بْن يَحْيَى. وروى الرّمّاح عَنْ مقاتل بْن سُلَيْمَان. واسم الرّمّاح: ميمون. رحل عبد الله وسمع: مالكًا، وحمّاد بْن زيد، ومُعْتَمر بْن سُلَيْمَان، وجماعة. روى عَنْهُ: إِسْحَاق بْن راهَوَيْه مَعَ تقدُّمه، والذُّهِليّ، وإبراهيم بْن أَبِي طالب، وجعفر بْن محمد بْن سَوّار، وزكريّا بْن دَلُّويه، ومحمد بْن عَبْد الوهّاب الفَرّاء، وخلْق سواهم.
وقد كَانَ عبدُ اللَّه من غُلاةِ السنة القوّالين بالحقّ. قَالَ أَبُو زيد عَبْد اللَّه بْن محمد: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: من قَالَ القرآن مخلوق فهو كافر. وَمَنْ قَالَ الجمعة ليست بواجبة فهو كافر، ومَن شكّ فِي كُفْرِهم فهو كافر. قَالَ محمد بْن يحيى الذُّهَليّ: هُوَ ثقة. وقال الحاكم: ثنا أَبُو الفضل محمد بْن إِبْرَاهِيم، ثنا أَبُو الْعَبَّاس مكّي بْن محمد البلْخِيّ، ثنا أَبُو سُلَيْمَان محمد بْن منصور قَالَ: قَالَ لي بِشْر بْن الوليد: اشكروا ابن الرّمّاح. فقد كُنَّا فِي مجلس أمير المؤمنين وهو وراء السِّتْر، فخرجَ خَصِيّ فقال: أميرُ المؤمنين يَقُولُ: مَنْ لَمْ يكن عَلَى رأينا فلا يشهد مجلسَنا. فقام ابن الرّمّاح وقال: لسنا عَلَى هذا الرأي، ولا نُبَالِي ألا نجلسَ هذا المجلس. قَالَ بِشْر: فغطّيتُ وجهِي وسددت أذني وقلت: الساعة أسمع وقع السيوف3.
__________
1 انظر الثقات لابن حبان "8/ 356"، وتاريخ بغداد للخطيب "10/ 21".
2 انظر الجرح والتعديل "5/ 11"، والثقات لابن حبان "8/ 357"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "11/ 12، 13".
3 أي أنه يضرب بالسيف ليقتل.(17/106)
فلمّا لَم أسمع رفعتُ يدي، وإذا قفاهُ ووجهه إلينا قد بلغ الباب ليخرج فقلتُ: الحمد لله الَّذِي سلّمه منهم. تُوُفِيّ فِي ثالث عشر ذي القعدة سنة أربعٍ وثلاثين.
219- عَبْد اللَّه بْن عُمَرَ بْن مُحَمَّد بْن أبان بْن صالِح بْن عُمَيْر الأُمَويّ1 -م. د- مولى عثمان -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الكوفي، مُشْكُدَانَة. سَمِعَ: عَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وابن المبارك، وعبيد اللَّه الأشجعي، وعليّ بْن هاشم بْن البُرَيد، ويَحْيَى بْن زكريّا بن زائدة، وابن فُضَيْل، وطائفة.
وعنه: م. د. وأبو زُرْعَة الرازيّ، وأبو بَكْر أَحْمَد بْن عليّ القاضيّ، وأبو الْعَبَّاس السّرّاج، ومحمد بْن عَبْدُوس السّرّاج، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن أبان السّرّاج، وأبو القاسم البَغَويّ. قَالَ أَبُو حاتِم: صدوق.
وقال أَبُو العبّاس السّرّاج: سَمِعْتُهُ يَقُولُ، وأتاهُ رجلٌ عَلَى كتابهِ مُشكدانة فغضب، وقال: إنّما لقَّبني مُشْكدانة أَبُو نُعَيْم. كنت إذا أتيتُه تلبّست وتطيَّبت، فإذا رآني قَالَ: قد جاء مُشكدانة وهو بلسان الخُراسانيّين: وعاء المِسْك. قَالَ ابن عساكر: مات فِي المحرم سنة تسعٍ وثلاثين. قِيلَ: كَانَ يتشيّع. وسيُذكَر فِي ترجمة صالِح جزرَة.
220- عَبْد اللَّه بْن عَمْرو2 -م.
ويُقالُ عَبْد اللَّه بْن محمد بْن الروميّ اليمامي. نزيل بغداد. سَمِعَ: عَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وأبا معاوية، وجماعة. وعنه: م، وإبراهيم الحربيّ، وأبو حاتم الرازي، وقال: صدوق. تُوُفِيّ سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين.
221- عَبْد اللَّه بْن عِمْرَان بْن أَبِي عليّ الأسَديّ الأصبهانيّ3 -ق.
نزيل الرِّيّ. سَمِعَ: جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وأبا معاوية، وجماعة. وعنه: ق.، وأبو محمد الدّارميّ، وإسماعيل سَمُّويْه، وإبراهيم بن نائلة، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي، وآخرون.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "5/ 110، 111"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 145، 146"، والثقات لابن حبان "8/ 358"، وتهذيب الكمال للمزي "15/ 345، 347".
2 انظر تاريخ بغداد "10/ 71، 72".
3 انظر الجرح والتعديل "5/ 130"، والثقات لابن حبان "8/ 358"، وطبقات المحدثين لأبي الشيخ "2/ 160"، وتهذيب الكمال للمزي "15/ 379-381".(17/107)
قَالَ أبو حاتم: صدوق. وقد روى عَنْهُ البخاريّ خارج "الصحيح".
222- عَبْد اللَّه بْن عَوْن1 -م. ن.
ابن أمير الديّار المصرية أَبِي عَوْن عَبْد الملك بْن يزيد الهِلاليّ البغداديّ أَبُو محمد الأدمي الخراز الزاهد. أخو محرز بن عون. سَمِعَ: مالِكًا، وشَرِيكًا، وإبراهيم بْن سعْد، وإسماعيل بْن جَعْفَر، ومبارك بْن سَعِيد الثَّوْرِيّ، وخلف بن خليفة، ويوسف بن الماجشون، وخلقًا وعنه: م. ن. عَنْ رَجُل، عَنْهُ، وأبو زُرْعَة، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد، وأبو شُعَيْب الحرَّانيّ، وأحمد بْن عليّ الْمَرْوَزِيّ، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، ومطيَّن، وأبو القاسم البَغَويّ، وخلْق. وثّقه ابن مَعِين، والدَّارَقُطْنِيّ. وقال صالِح جَزَرَة: ثقة مأمون، يُقال: إنّه كَانَ من الأبدال. وقال ابن منيع: ثنا عبد الله بن عون الخزاز وكان من خيار عباد الله. قَالَ: ومات فِي رمضان سنة اثنتين وثلاثين، قلتُ: وقع حديثه عاليًا.
223- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أسماء بْن عُبَيْد بْن مخارق2 -خ. م. د. ن.
ويُقال ابن مِخْراق. أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الضُّبَعِيّ البصري. سَمِعَ: عمّه جُوَيْرية بْن أسماء، ومهديّ بْن ميمون، وجعفر بْن سُلَيْمَان، وابن المبارك.
وعنه: خ. م. د. ون. عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومحمد بن إِبْرَاهِيم البوسنجيّ، وموسى بْن هارون، ويوسف القاضي، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وأبو خليفة، وأخرون. وثَّقه أَبُو حاتِم. وقال ابن وارة: حدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن محمد، وقيل لَهُ: هُوَ أفضل أهَلِ البصرة، فذكرته لِعليّ بْن الْمَدِيني فعظَّم شأنه. وقال أَحْمَد الدَّوْرَقِيّ: لَم أرَ بالبصرة أفضل منه.
تُوُفِيّ سنة إحدى وثلاثين ومائتين. وفي مُسْنَد أَبِي يَعْلَى جملةٌ من عواليه.
224- عبد الله بن محمد بن إسحاق3.
__________
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 357"، والجرح والتعديل "5/ 131"، وتاريخ بغداد للخطيب "10/ 34"، وتهذيب الكمال للمزي "15/ 402-405".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 307"، والجرح والتعديل "5/ 159"، والثقات لابن حبان "8/ 356"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 733، 734".
3 انظر الجرح والتعديل "5/ 160"، والثقات لابن حبان "8/ 343".(17/108)
أَبُو محمد الْفَهْميّ المعروف بالبيطاريّ الفقيه الْمَصْرِيّ. روى عَنْ: مالك، وابن لَهِيعة، وسليمان بن بلال، وجماعة. وعنه: أبو زرعة الرازي، ويعقوب الفسوي، وآخرون. قَالَ ابن يونس: تُوُفِيّ فِي صَفَر سنة إحدى وثلاثين. وكان ينزلُ عِنْدَ بلال البيطار، فنُسِبَ إِلَيْهِ. وثّقه أَحْمَد بْن صالِح المصريّ.
225- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ نُفيل1 بْن زراع بْن عليّ –وقيل: ابن زرّاع بْن عَبْد اللَّه بْن قيس بْن عصْم بْن كُرْز بْن هِلال -خ. ع- الإمام أبو جعفر القضاعي النفيلي الحراني الحافظ. سَمِعَ: مالك بْن أنس، وزُهَيْر بْن مُعَاوِيَة، وَمَعْقِلَ بْن عُبَيْد اللَّه، وأبا الْمُلَيْح الْحَسَنَ بْن عُمَرَ الرَّقِيّ، وابن المبارك، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزِّنَاد، وعُفَيْر بْن مَعْدَان، وهُشَيْم بْن بشير، وَخَلْقًا. وأقدمَ شيخ سَمِعَ من محمد بْن عمران الحَجَبيّ -شيخ مدنيّ- روى عَنْ جدَّته صفيّة بِنْت شَيْبَة. وعنه: د. وخ. ت. ن. ق. عن رجل، عنه، وأحمد بْن حنبل، وابن مَعِين، ومحمد بْن يَحْيَى الذُّهَليّ، وأبو زُرْعَة، وأبو داود سُلَيْمَان بْن سيف الحرّانيّ، وأحمد بْن سُلَيْمَان الرُّهَاويّ، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم البُوسَنْجِيّ، وجعفر الفِرْيَابيّ، وخلْق. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة الآجُرِّيّ: سمعتُ أَبَا دَاوُد يقول: ما رَأَيْت أحفظ من النُّفَيْلِيّ.
قلتُ: ولا عِيسَى بْن شاذان؟ قَالَ: ولا عِيسَى بْن شاذان. وكان الشَّاذكُونِيّ لا يقرّ لأحدٍ فِي الْحِفْظ إلَّا للنُّفَيْلِيّ. وكان أَحْمَد إذا ذكره يعظمّه. قَالَ أَبُو داود: ما رأينا لَهُ كتابًا قطّ. وكلّ ما حَدَّثَنَا فمن حِفْظِه. وقال: قلتُ لأحمد: أيّما أثبت فِي زُهَيْر: أَحْمَد بْن يونس، أو النُّفَيْلِيّ؟ فقال: أَحْمَد بْن يونس رجلٌ صالِح، والنُّفَيْلِيّ صاحب حديث. وسمعتُ أَبَا داود يَقُولُ: اشْهَدْ عليَّ أنيِّ لَمْ أرَ أحفظ من النُّفَيْلِيّ. وقال أَبُو حاتِم: ثنا ابنُ نُفَيْل الثّقة المأمون. وروى أَحْمَد بْن سَلَمَةَ النَّيْسَابُوريّ، عَنِ ابْن وارة قَالَ: أَحْمَد بْن حنبل ببغداد، وأحمد بْن صالِح بِمصر، وابن نُمَيْر بالكوفة، والنُّفَيْلِيّ، بِحرَّان، هَؤُلَاءِ أرْكَانُ الدِّين. وقال جَعْفَر بْن أبان: سمعتُ أَحْمَد بْن حنبل يَقُولُ: أَبُو جَعْفَر النُّفَيْلِيّ أهلٌ أن يقتدى به. وعن ابن نمير قال: كان النُّفَيْلِيّ رابع أربعة. قِيلَ: مَنْ هُم؟ قَالَ: ابن مَهْديّ، ووكيع، وأبو نُعَيْم، وهو رابعهم. تُوُفِيّ النُّفَيْلِيّ فِي أحد الربيعين سنة أربعٍ وثلاثين، وأحسبه جاوز الثمانين.
__________
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 487"، والجرح والتعديل "5/ 159"، والثقات لابن حبان "8/ 356"، وتهذيب الكمال "2/ 738".(17/109)
226- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أَبِي شَيْبَة إبراهيم بن عثمان بن خواستى1 -خ. م. د. ن. ق- الإمام أبو بكر العبسي، مولاهم الكوفيّ الحافظ أحد الأعلام. سَمِعَ: شَرِيك بْن عَبْد اللَّه القاضي، وأبا الأَحْوَص، وعبد السَّلام بْن حرب، وأبا خَالِد الأحمر، وجرير بْن عَبْد الحميد، وابن المبارك، وعليّ بْن مُسْهِر، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وعَبّاد بْن العَوَّام، وعبد اللَّه بْن إدريس، وحفص بْن غِيَاث، وخلف بْن خليفة، وعبد الأعلى بْن عَبْد الأعلى، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وعليّ بْن هاشم بْن البُرَيْد، وعمر بْن عُبَيْد، وهُشَيْم بْن بشير، وخلْقًا كثيرًا.
وعنه: خ. م. د. ق. ون، عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، وابنه، إِبْرَاهِيم بْن أَبِي بَكْر، وابن أخيه محمد بْن عثمان بْن أَبِي شيبة، وأبو زرعة، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومحمد بْن وضَّاح، وبَقِيّ بْن مَخْلَد القُرْطُبيّان، والْحَسَن بْن سُفْيَان، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وجعفر الفريابي، والبغوي، وخلق سواهم. وروى عنه القدماء: محمد بْن سَعْد فِي الطبّقات. قَالَ يَحْيَى الحِمّانيّ: أولاد ابن أَبِي شَيْبَة من أهل العلم، كانوا يزاحموننا عِنْدَ كلّ محدِّث. وقال أَحْمَد بْن حنبل: أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة صدوق، وهو أحبُّ إليّ من أخيه عثمان.
وقال أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه العِجْليّ: كَانَ ثقة حافظًا للحديث. وقال محمد بْن عُمَرَ بْن العلاء الْجُرْجَانيّ: سمعتُ أَبَا بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وأنا معه فِي جُبّانة كِنْدَة، فقلتُ لَهُ: يا أَبَا بَكْر سمعتَ من شُريك وأنتَ ابنُ كم؟ قَالَ: وأنا أربع عشرة سنة، وأنا يومئذ أحفظُ للحديث منّي اليوم. فسألتُ ابن مَعِين عَنْ سماع أَبي بَكْر، عَنْ شَرِيك، فقال: أَبُو بَكْر عندنا صدوق. وما يحمله أن يَقُولُ وجدتُ فِي كتاب أَبِي بخطّه، وحُدِّث عَنْ رَجُل حديث الدّجّال وكُنّا نظنُّ أَنَّهُ سمعه من أَبِي هشام الرِّفَاعِيّ. وقال عَمْرو الفلاس: ما رأيتُ أحفظَ من ابن أَبِي شَيْبَة. قَدِمَ علينا مَعَ عليّ بْن الْمَدِينيّ فسَرَد الشَّيْبَانيّ أربعمائة حديث حفظًا وقام. وقال أَبُو عُبيد: انتهى الحديث إلى أربعة: أَبُو بَكْر بْن أَبِي شيبة أسردهم له، وأحمد بن حنبل أفقههم فِيهِ، ويَحْيَى بْن مَعِين أجمعهم لَهُ، وعليّ بْن المديني أعلمهم بِهِ. وقال عَبْدَان الأهْوازيّ: كَانَ يقعد عِنْدَ الأُسْطُوانة أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وأخوهُ، ومُشْكَدَانة، وعبد اللَّه بْن البراد، وغيرهم، كلهم
__________
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 413"، والجرح والتعديل "5/ 160"، والثقات لابن حبان "8/ 358"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 732، 733".(17/110)
سُكُوت إلا أَبَا بَكْر، فإنَّه يَهْدُر. قَالَ ابن عَدِيّ: هِيَ الأُسْطُوانة الَّتِي كَانَ يجلسُ إليها ابنُ عُقْدَةَ. فقال لي: ابنُ عقدة: هِيَ أسْطُوانة ابن مَسْعُود، جلس إليها بعده عَلْقَمة، وبعده إِبْرَاهِيم، وبعده منصور، وبعده الثَّوْرِيّ، وبعده وكيع، وبعده أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وبعده مُطَيَّن. وقال صالِح جَزَرَة: أعلمُ من أدركت بالحديث وعِلَله: عليّ بْن الْمَدِيني، وأحفظهم عِنْدَ المذاكرة أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة. وقال ابن عُقْدَةَ: سمعتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن خِرَاش: سمعتُ أَبَا زرْعَة يَقُولُ: ما رأيتُ أحفظَ من أَبِي بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة. فقلتُ: يا أَبَا زُرْعَة، فأصحابنا البغداديّون؟ فقال: دع أصحابك، فإنَّهم أصحابُ مخاريق، ما رأيتُ أحفظَ من أَبِي بَكْر بْن أَبِي شيبة. وعن أبي عبيد قال: أحسنهم وضعًا لكتاب الله أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة.
قَالَ الخطيب: كان متقنًا حافظًا. صنف "المسند" و"الأحكام" و"التفسير"، وحدَّث ببغداد هُوَ وأخواه: القاسِم وعُثْمَان. قَالَ نَفْطَوَيْه فِي تاريخه: وفي سنة أربعٍ وثلاثين أشخص المتوكّل الفقهاءَ والمحدِّثينَ، فكان بيْنَهُم مُصْعَب الزُّبَيْرِيّ، وإسحاق بْن أَبِي إسرائيل، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه الْهَرَويّ، وأبو بَكْر، وعثمان ابنا أَبِي شيبة، وكانا من الحفّاظ. قَالَ: فَقُسِّمَت بينهم الجوائز، وأمرهم المتوكّل أن يُحدِّثوا بالأحاديث التي فيها الرّدُّ عَلَى الْمُعْتَزِلَة والْجَهْمِيَّة، فجلس عثمان فِي مدينة المنصور، واجتمعَ عَلَيْهِ نحوٌ ثلاثين ألفًا. وجلس أَبُو بَكْر فِي مسجد الرّصافة، وكان أشدّ تقدُّمًا من أخيه، واجتمعَ عَلَيْهِ نحوٌ من ثلاثين ألفًا. قَالَ البخاريّ: مات فِي الْمُحَرَّم سنة خمسٍ وثلاثين. قلتُ: له كتابان كبيران نفيسان: "المسند" و"المصنف".
227- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن هاني1.
أَبُو عَبْد الرَّحْمَن النَّيْسَابُوريّ النَّحْوِيّ تلميذ الأخفش الأوسط. سَمِعَ: يُوسف بْن عطيّة، وعبد الأعلى بْن عبد الأعلى، ومحمد بن جعفر غندرًا، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن أبي الدُّنيا، وعبد الله بن ناجية، وجعفر بن محمد بن سوار، محمد بن شادل، والسراج. قَالَ الخطيب: ثقة. تُوُفِيّ سنة ستٍّ وثلاثين.
228- عَبْد اللَّه بْن محمد2.
__________
1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "10/ 72، 73".
2 انظر طبقات المحدثين لأبي الشيخ "2/ 329"، والأنساب "10/ 477"، ولسان الميزان "3/ 347".(17/111)
أَبُو الوليد الكِنَانيّ. عَنْ عَبْد اللَّه بْن إدريس، وأبي معاوية الضرير، وأبي داود الطيالسي. كان كثير الحديث، إلا أَنَّهُ تَجَاهَرَ بالرَّفْض، وأنكر خلافة الصِّدِّيق -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فجمع له الأمير عبد العزيز دُلَف مشايخ ناحيته، أَبَا مَسْعُود الحافظ، ومحمد بْن بكّار، ومحمد بْن الفَرَج وزيد بْن خَرَشَة، فناظروه، فأبى إلا الثّبوت عَلَى ضلاله. فضربه أربعين سَوْطًا، وهَجَرَهُ النّاس. ثُمَّ صنّف ابن مَسْعُود كتابًا فِي الرَّدِّ عَلَيْهِ.
229- عَبْد اللَّه بْن مروان بْن معاوية1.
أَبُو حُذَيْفَة الفزازي. عَنْ: أَبِيهِ، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، والوليد بْن مُسْلِم. وعنه: أبو بَكْر بْن أبي الدُّنيا، وأبو القاسم البغوي. وثقه الخطيب.
توفي سنة إحدى وثلاثين.
230- عبد الله بن مسلم بن رشيد2.
أبو محمد بن الهاشمي، مولاهم. حدَّثَ نيسابور عَنْ: مالك، واللَّيْث بْن سعد، وإبراهيم بْن هَدْبة.
وعنه: الْعَبَّاس بْن حمزة، وعبد اللَّه بن محمد النصراباذي، وغيرهما. وكان ثقة قد اتُّهِمَ بالوضع.
231- عَبْد اللَّه بْن مطيع بن راشد3 -م. ن.
أبو محمد البكري النيسابوري. عن: إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر، وهُشَيْم، وابن المبارك. وعنه: م. ون. عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو القاسم البَغَويّ، وجماعة. وقعَ لِي حديثه عاليًا. وتُوُفِيّ سنة سَبْعٍ وثلاثين.
232- عَبْد اللَّه بْن مُوسَى بن شيبة4.
أبو محمد الأنصاري.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "10/ 151، 152".
2 انظر المجروحين لابن حبان "3/ 44"، والضعفاء "2/ 141"، ولسان الميزان "3/ 359".
3 انظر الجرح والتعديل "5/ 153"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 154"، والثقات لابن حبان "8/ 351"، وتاريخ بغداد للخطيب "10/ 177".
4 انظر الجرح والتعديل "5/ 167"، والثقات لابن حبان "8/ 355"، وتاريخ بغداد للخطيب "10/ 147".(17/112)
حدَّث ببغداد، عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن قيس، ومُصْعَب النَّوْفَليّ، وإبراهيم بن صرمة، وعنه: تمتام، والبغوي، ومحمد بن المجدر. قَالَ أبو حاتم: كَانَ بحُلْوان، ومحلُّه الصِّدْق.
233- عَبْد اللَّه بْن يزيد بن راشد1.
أبو بكر القرشي الدمشقي المقريء، الملقب بحمار القُرّاء. شيخٌ مُسِنّ مُعَمِّر، روى عن: ثور بن يزيد، هشام بْن الغاز، والأوزاعيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، والوليد بْن سُلَيْمَان بْن أَبِي السائب. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، ويزيد بن عبد الصمد، وأحمد بن المعلى، وعثمان بن سعيد الدارمي، ومحمد بن الفيض الغساني، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي، وجماعة. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ، قد حدَّث عَنْهُ ثقات. وقال بعضهم: لَم يدرك ثور بْن يزيد، إنّما روى عَنْ صَدَقة بْن عَبْد الله، وقال ابن حاتِم: روى عَنِ الأوزاعي حديثًا واحدًا ومسائل، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ حديثين، وعن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي عَبْلَة حديثًا واحدًا. وقال الفَسَويّ: سألتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم عَنْهُ. فقال: أُفٍّ. وقال الفَسَوِيّ: لَم تخف نفسي أن أُحدِّث عَنْهُ.
وقالَ الْحَسَن بْن "...."2 وقال أَبُو حاتِم: أثنى عَلَيْهِ دُحَيْم ووصفه بالصِّدْق والسّتْر. تُوُفِيّ سنة إحدى وثلاثين ومائتين، عَنْ خمسٍ وتسعين سنة.
234- عَبْد اللَّه بْن أَبِي بَكْر بْن عليّ المقدّميّ الْبَصْرِيّ3.
عَنْ: جَعْفَر بْن سُلَيْمَان، وفُضَيْل بْن عِياض. قال أبو حاتم: كتبنا عنه، وكنا نكتب عَنْ أخيه محمد وهو ينظرُ من بعيد. وقال أبو زُرْعة: رَأَيْته وليس بشيء. تُوُفِيّ هُوَ وأخوهُ سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين.
235- عَبْد الأعلى بْن حمّاد بْن حمّاد بْن نصر4 خ. م. د. ن
__________
1 انظر الجرح والتعديل "5/ 202"، والمعرفة والتاريخ "2/ 438".
2 بياض.
3 انظر الجرح والتعديل "5/ 18، 19"، والثقات لابن حبان "8/ 357"، والكامل لابن عدي "4/ 15071"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 398".
4 انظر الجرح والتعديل "6/ 29"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 74"، والثقات لابن حبان "8/ 409"، والكامل في التاريخ "7/ 66".(17/113)
الحافظ أبو يحيى الباهلي مولاهم البصْرِيّ المعروف بالنَّرْسِيّ، ابن عمّ عباس المذكور آنفًا.
روى عَنْ: الحمَّادَيْن، وعبدُ الجبار بْن الورد، ووُهَيْب بْن خَالِد، ومالك بْن أنس وسلام بْن أَبِي مطيع، ويزيد بن زريع. وعنه: خ. م. د. ون. بواسطة، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن عبد الحميد الكشي، وعبد الله بن ناجية، وبقي بن مخلد، وأحمد بن يحيى البلاذري الكاتب، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى الموصلي، وأبو بكر أحمد بن علي القاضي المروزي، وجعفر الفريابي، والبغوي، وخلق. وثقه أبو حاتم. وغيره. توفي في جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين، وأخطأ من قَالَ سنة ستٍّ. وقع لي حديثه عاليًا.
236- عَبْد الجبار بْن عاصم1.
أَبُو طالب النَّسَائيّ، حدَّث ببغداد عَنْ: أبي المليح الحسن بن عمر، وعُبَيْد الله بْن عَمْرو الرَّقيّ، وإسماعيل بن عياش، وبقية بن الوليد، وغيرهم. وعنه: أحمد بن أبي خيثمة، وأبو القاسم البغوي، وجماعة. قَالَ مُوسَى بْن إِسْحَاق الْأنْصَارِيّ: كَانَ أَبُو طالب جلادًا فتاب اللَّه عَلَيْهِ. فيُقال إنه دُلّي عَلَيْهِ كيس، فكان يُنفقُ منه. رواها ابن أَبِي حاتِم، عَنْ مُوسَى. وثّقه غير واحد. وتُوُفِيّ سنة ثلاثٍ وثلاثين. قَالَ الدّارَقُطْنيّ: ثقة.
237- عَبْد الْحَكَم بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْحَكَم بْن أَعْيَن2.
الفقيه أَبُو عثمان الْمَصْرِيّ. أحد الإخوة. سَمِعَ أباهُ، وابن وهْب. وكان فقيها صالحا عالما، ولد سنة ثمانين ومائة وسجن وعذب عذابا شديدا. قَالَ أَبُو سَعِيد بْن يونس: عُذِّبَ فِي السجن ودُفِنَ عَلَيْهِ فمات فِي جُمَادى الأولى سنة سَبْعٍ وثلاثين لكونه اتُّهِمَ بودائع لعليّ بْن الْجَرَوِيّ. وقال ابن أَبِي دُلَيْم: لَم يكن فِي إخوته أفقه منه. وقيل: إنّ بني عَبْد الحَكَم ألزموا فِي نوبة ابن جَرَويّ بأكثر من ألف ألف دينار. واستُصفيت أموالُهم وأموال أصحابِهم، ونُهِبَت منازلهُمْ. ثُمَّ بعد مدة ورد كتاب
__________
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 350"، والجرح والتعديل "6/ 33"، والثقات لابن حبان "8/ 418".
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 36"، وسير أعلام النبلاء "11/ 162، 163"، ولسان الميزان للحافظ "3/ 393".(17/114)
المتوكل بإخراج من بقي منهم في السّجون، وردّ إليهم أموالَهم أو بعضها، وسجن القاضي الأصمّ الَّذِي تعصَّب عليهم، وحُلِقت لحيته، وضرِب بالسِّياط، وطِيفَ بِهِ عَلَى حمار.
وكان من كبار الْجَهْمِيّة، نسألُ اللَّه السِّتْر. قَالَ أَبُو الطّاهر بن أَبِي عُبَيْد اللَّه المدينيّ: لَم يكن فِي أصحاب ابن وَهْب أتقنَ منه ولا أجود خطًّا، يعني عَبْد الْحَكَم. وقال يَحْيَى بْن عثمان بْن صالِح: أحضر بنو عَبْد الحَكَم شهودًا بأنّ ابن جَرَويّ أَبْرأَهم، وأحضرَ وكيل ابن الْجَرَويّ شُهودًا بِخلافِ ذَلِكَ، حتّى كاد أن تكون فتنة. وبعث المتوكل مستخرجًا للمال، ومعه عَبْد اللَّه ولد الجروي، فحكم على بني الحكم بألف ألف دينار وأربعمائة ألف وأربعة آلاف دينار.
238- عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق الضّبيّ1.
مولاهم القاضي الفقيه الحنفيّ أحد العلماء. ولي قضاء الرَّقَّةِ، ثُمَّ ولي قضاء مدينة المنصور والجانب الشرقيّ من بغداد فِي خلافة المأمون. وتُوُفِيّ سنة اثنتين وثلاثين.
239- عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَكَم بْن هشام2.
أَبُو المطرّف الأمويّ المرواني صاحب الأندلس. ولد بطليطلة سنة ستٍّ وسبعين، وأمّه أمّ ولد.
ولي الأندلسَ سنة ست ومائتين، وامتدت أيامه. وكان عادلا في الرعية مشكور السيرة بخلاف أبيه، فاضلا له نظر في العلوم العقلية. وهو أول من أقام رسوم الإمرة، وامتنع من التبذل للعامة. وبنوا بأمره سور إشبيلية، وأمرَ بالزيادة فِي جامع قرطبة. وكان يتشبّه بالوليد بْن عَبْد الملك فِي عُلُوّ الهِمّة. وكان مُحبًّا للعلماء مقربًا لَهم، مهمًّا بالثُّغور والجهاد. وكان يقيم الصلوات للنّاس بنفسه، ويُصلِّي إمامًا بِهم فِي كثير من الأوقات. وجاءه من الأولاد ما لم يجيئ لأحد من الخلفاء. كَانَ لَهُ خمسون ابنًا وخمسون بنتًا. وكانت دولته اثنتين وثلاثين سنة. توفي في ربيع الآخر سنة ثمان
__________
1 انظر تاريخ الطبري "8/ 636"، وتاريخ بغداد للخطيب "10/ 260، 261".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 5"، والعقد الفريد "2/ 469"، والكامل في التاريخ "3/ 258، 524".(17/115)
وثلاثين ومائتين، وولي الأندلس بعده ابنه محمد، وعاش إلى سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين. قَالَ ابن ماكوى: واسمُ أمه حلاوة.
240- عبد الرحمن بن سلام بن عبيد الله الجمحي1 -م.
مولاهم أَبُو حرب الْبَصْرِيّ، أخو محمد بْن سلام الإخباريّ. روى عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن طَهْمَان، وحمّاد بْن سَلَمة، والربيع بْن مُسْلِم، ومبارك بْن فَضَالَةَ، وأبي المقدام هشام بْن زياد، وجماعة.
وعنه: م. وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن غلاب بن تَمتام، ومُعاذ بْن الْمُثَنَّى، وموسى بْن هارون الحافظ، والْحَسَن بْن سُفْيَان، وأبو يَعْلَى الموصلي، وأبو خليفة الْجُمَحِيّ وآخرون. وقال أبو حاتم: صدوق. قَالَ مُوسَى بْن هارون: تُوُفِيّ بالبصرة سنة إحدى وثلاثين، وفيها مات أخوه.
241- عَبْد الرَّحْمَن بْن صالِح الأزديّ العَتَكيّ2.
أَبُو صالِح، ويُقالُ أَبُو محمد. كوفي نزل بغداد. عَنْ: شَرِيك، ويَحْيَى بْن أَبِي زائدة، وعليّ بْن مُسْهِر، وإبراهيم بْن محمد بْن أَبِي يَحْيَى، وعبد الله بن المبارك، وفضيل بن عياض، ومهديّ بْن ميمون.
وعنه: إِبْرَاهِيم الحربي، وأحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة، وعبد اللَّه بْن أحمد الدَّوْرَقِيّ، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، ويوسف القاضي، وأبو يَعْلَى الموصلي، وأبو القاسِم البَغَويّ، وأحمد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الجبّار الصُّوفيّ الكبير، وخَلْق. وكان أحدُ مَنْ عُنِيَ بالأثَر.
قَالَ الْحُسَيْن بْن فَهْم: قَالَ خَلَف بْن سالِم ليَحْيَى بْن مَعِين: نمضي إلى عَبْد الرَّحْمَن بْن صالِح؟ فقال لَهُ: أُغْرُب، لا صَلّى اللَّه عليك. عنده والله سبعون حديثًا، ما سمعتُ منها شيئًا. وقال سهل بْن علي الدُّوريّ: سمعتُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ يَقُولُ: يَقْدَم عليكم رَجُل من أهل الكوفة، يُقال لَهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن صالح، ثقة صدوق
__________
1 انظر الجرح والتعديل "5/ 242، 243"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 793"، وسير أعلام النبلاء "10/ 650، 651".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 360"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 298"، والثقات لابن حبان "8/ 380"، وتاريخ الطبري "5/ 215".(17/116)
شيعي، لأنْ يخرّ من السّماء، أحبّ إِلَيْهِ من أن يكذب فِي نصف حرف. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال أَبُو داود: كَانَ رَجُل سَوْء، وضع كتاب مثالب1 فِي الصّحابة. وقال صالح جَزَرَة: كَانَ يقرض2 عثمان. وقال مُوسَى بْن هارون: كَانَ عَبْد الرَّحْمَن ثقة فِي الحديث، وكان يحدث بمثالب أزواج النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- وأصْحَابِهِ، وكان شيعي محترق. وقال البغوي: سمعته يَقُولُ: خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْر وعمر. تُوُفِيّ فِي سَلْخ ذي الحجّة سنة خمسٍ وثلاثين. وقد روى لَهُ النَّسَائيّ في كتاب خصائص علي -رضي الله عنه- حديثًا واحدًا.
242- عَبْد الرَّحْمَن بْن عفّان3.
أَبُو بَكْر الصُّوفيّ. أحد المتروكين. يروي عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عيّاش، وأبي إِسْحَاق الفَزَاريّ.
وعنه: إِسْحَاق الْخُتَّليّ، وجعفر الْفِرْيَابيّ. قَالَ ابن مَعِين: كذّاب.
243- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو البَجَليّ الحرّانيّ4.
عَنْ: زهير بْن معاوية، وغيره. وعنه: أَبُو عَرُوبَة وهو أكبرُ شيخ لَهُ. تُوُفِيّ سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين. وقد ذكره الحاكم فِي الكنى فقال: يُكنَّى أَبَا عثمان. سَمِعَ زُهَيْرًا، وأبا عَوَانة الوضّاح.
روى عَنْهُ: يَعْقُوبَ الفَسَويّ، وَمحمد بْن يَحْيَى بْن كثير الحرّانيّ.
244- عبد الرحمن بن أبي الغمر عمر بن عبد الرحمن5.
أَبُو زيد السَّهْميّ، مولاهم الْمَصْرِيّ الفقيه، صاحب ابن القاسم. روى عَنْ: مفضل بْن فضالة، وابن وهْب، وابن القاسم. وعنه: أحمد بن محمد بن رشدين،
__________
1 ثلب الشيء -ثلبًا: كسر حرفه وثلب فلانًا: عابه وتنقصه.
2 قرض الشيء أي قطعه.
3 انظر تاريخ بغداد "10/ 264، 265"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 579"، ولسان الميزان للحافظ "3/ 423".
4 انظر الجرح والتعديل "5/ 267"، والثقات لابن حبان "8/ 380".
5 انظر الجرح والتعديل "5/ 274"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 33"، وتهذيب التهذيب "6/ 249، 250".(17/117)
والبخاري، وأبو الزنباع روح بن الفرج القطان، وعاش ثلاثا وسبعين سنة. توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين.
245- عبد الرحمن بن نافع1.
أبو زياد المخرمي، ولقبه: درخت. روى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزّناد، والمغيرة بْن سقْلاب، وغيرهما. وعنه: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الدَّوْرَقيّ، وعبدُ اللَّه بْن أَبِي سعد الورّاق. وثّقه بعضهم.
246- عَبْد الرحيم بْن عَبْد العزيز2.
أَبُو يزيد الزُّرَيْقِيّ. سَمِعَ: هُشَيْمًا، وبَهْز بْن أسد. وعنه أَبُو حاتم، وعلى بْن الْحُسَيْن بْن الجنيد.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
247- عَبْد الرحيم بن مطرف بن أنيس بن قدامة3 -د. ن.
أبو سفيان الرؤاسي الكوفي السروجي ابن عمّ وكيع. روى عَنْ: أَبِيهِ، وعُبَيْد الله بن عمرو، وإسحاق الفرازي، ويزيد بْن زُرَيْع، وعَتّاب بْن بشير، وعيسى بْن يونس وجماعة. وعنه: أَبُو داود، وأبو زُرْعَة، وابن أَبِي الدُّنيا، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وأحمد بْن أَبِي خيْثَمة، وعثمان بن خرزاد. وثّقه أَبو حاتِم، وغيره. مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
248- عبد السلام بن وغبان بْن عَبْد السّلام بْن حبيب4.
أَبُو محمد الكلبي الحمصي الشاعر الملقَّب بديك الْجِنّ. أحد شعراء الدَّولة العبّاسية، أصله من بلدة سَلَمية، ومولده بِحمص. قِيلَ لَمْ يُفارق الشّام، وكان شيعيًا ظريفًا خليعًا ماجنًا، لَهُ مَرَاثٍ فِي الْحُسَيْن. وكان مولده سنة إحدى وستين
__________
1 انظر الجرح والتعديل "5/ 294"، والثقات لابن حبان "8/ 381"، وتاريخ بغداد للخطيب "10/ 263".
2 انظر الجرح والتعديل "5/ 341".
3 انظر الجرح والتعديل "5/ 341"، والثقات لابن حبان "8/ 413"، تهذيب الكمال للمزي "2/ 828".
4 انظر الأغاني "14/ 51-68"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "11/ 163، 164".(17/118)
ومائة. أخذ عَنْهُ: أَبُو تَمَّام الطّائيّ، وغيره. وقيل إنّ أَبَا نُوَاس لَمَّا سارَ إلى مصر ليمدح الخصيب بْن عَبْد الحميد اجتاز بحمص فاختفى منه ديك الْجِنّ واستصغر نفسه معه، فجاء إلى داره وقال: لجاريته، قولي أن يخرج، فقد
فتن أهل العراق بقوله:
مُوَرّدةٌ من كفّ ظَبْيٍ كأنَّما ... تناولَها من خدِّهِ فأدارها
فلمّا سَمِعَ ذَلِكَ خرجَ إِلَيْهِ وأدْخَلهُ، وعمل لَهُ ضيافة. ومن أبيات هذه القصيدة:
فقُمْ أنت فاحْثُثْ كأسَها غيرَ صاغِرِ ... ولا تسق غير خَمْرَها وعُقَارَها
فَقَامَ يكادُ الكأسُ يحرِقُ كَفَّهُ ... من الشَّمْس أو من وَجْنَتَيْه استعارها
ظللْنَا بأيدينا نُتَعْتعُ روحَها ... فتأخذُ من أرواحنا الرّاحُ ثارها
عَنْ يقظان بْن سلام قَالَ: قُلْنَا لأبي تمّام: لو نَهَيْتَ ديكَ الجنّ مِمّا هُوَ فِيهِ، ولك عشرة آلاف درهم. قَالَ أَبُو تَمّام: فدخلتُ عَلَيْهِ وهو مطَّرِحٌ عَلَى حصيرٍ سَكْران، وعلى رأسه غُلام يروّحُه.
فلمّا رآنِي الغلام نبههُ، فلمّا رآني قام يلبّني، وقال تُحسِن تَقُولُ مثلي؟ ثُمَّ أنشد:
أما ترى راهبَ الأسحارِ قد هتفا ... وحثّ تغريدُه لَمَّا علا السُّعُفا
أَوْفَى يصيغُ إلى فانوس مغرقة ... كغُرَّة التّاج لَمَّا عُولي الشُّرَفَا
مشنّف بعقيق فوقَ مديحِهِ ... هَلْ كنت فِي غير أُذنٍ تعهد الشّنفا
لَمّا أراحت رُعاةُ الليل عاريةً ... من الكواكبِ كادت ترتقي السّدُفا
هزّ اللّواء عَلَى ما كَانَ من هَيَفٍ ... فارْتَجّ لَمّا علاه اهْتَزّ ثُمَّ هَفَا
ثُمَّ استمرّ كما غنّى عَلَى طَرَبٍ ... تكدّر الْمَاءُ عَلَى تغريده وصفا
قام مختلفًا كالدرر مطَّلِعًا ... والرَّيمُ ملتفتًا والغُصْنُ مُنعطِفا
رقّت غُلالة خَدَّيْه فلو رميا ... باللّحظ أو بالْمُنَى همّا بأن يكفا
كأن قافًا أديرت فوق وجنتيه ... واختطّ كاتبُها من فوقها ألِفَا
فاستلّ راحًا كبيضٍ واقَعَتْ جحفًا ... حَلا لَنَا أو كنارٍ صادَفَتْ سُعُفا
فلَم أزَل من ثلاثٍ واثنتين ومن ... خمسٍ وستٍّ وما استعلى وما لَطُفا(17/119)
حتّى توهَّمتُ نَوشروانَ لِي خَوَلا
وخِلْتُ أنّ نديمي عاشِرُ الْخُلَفا
قَالَ: فلم أزل بِهِ حتّى نوَّمتُه وخرجتُ، فقيل لي: إنّما قُلْنَا تَنْهَهُ. قلتُ: دعه ينام، فإنّي إن نهيته تجرَّمنا عشرة آلاف كبيرة. وقيل إنّ ديك الْجِنّ كَانَ لَهُ غُلام وجارية مليحان، وكان يهواهما. فدخل عليهما يومًا فرآهما فِي لُحافٍ معتنِقَيْن، فشدّ عليهما فقتلهما ثُمَّ سُقِطَ من يده، وجلس عِنْدَ الجارية يبكي ويقول:
ياطلعة طلع الحِمَامُ عليها ... وجَنَى لَها ثَمَرَ الرَّدَى بيديها
روَّيتُ من دمها الثَّرى ولطالَما ... روّى الهوى شفتي من شفتيها
فوحق عينيها ما وطِئَ الثَّرَى ... شيءٌ أعزُّ عليّ من عينيها
ما كَانَ قَتْلِيها لأنّي لَم أَكُن ... أبْكِي إذا سفك العيار عليها
لكن نَحَلت عَلَى سواي بِحُسْنها ... وأنفت من نظر الغُلام إليها
ثُمَّ جلس عِنْدَ الغلام وقال:
قمرٌ أَنَا استخرجته من خِدْرِه ... بمودّتي وجزيته من غدره
فقتلته وله عليّ كرامةٌ ... ملء الحشا وله الفؤاد بأسره
عهدي بِهِ ميتًا كأحسن نائمٍ ... والدَّمعُ يَنْحَرُ مُقْلتي فِي نَحْرِه
لو كَانَ يدري الميْتُ ماذا بعدَه ... بالحيّ منه بَكَى لَهُ فِي قَبره
غُصَصٌ تكادُ تفيضُ منها نفسُهُ ... ويكادُ يخرُجُ قلبُهُ من صدرِه
قَالَ سَعِيد بْن زيد الحمصيّ: دخلتُ عَلَى ديك الْجِنّ، وكنتُ اختلفتُ إِلَيْهِ لَمّا كتب شِعره، فرأيته وقد شابت لحيته وحاجباهُ وشعر زَنْدَيه. وكانت عيناهُ خضراوين، ولذلك سُمِّي ديك الْجِنّ، وقد صبغ لحيته بالزِّنْجَار، وعليه ثياب خُضْر. وكان جيّد الغناء بالطَّنْبُور، وفي يديه آلة الشُّرْب وهو يُغنّي. تُوُفيّ سنة خمسٍ أو ست وثلاثين ومائتين.
249- عَبْد السلام بْن سَعِيد بن حبيب1.
__________
1 انظر ترتيب المدارك للقاضي عياض "2/ 585"، وسير أعلام النبلاء "12/ 63-69"، والبداية والنهاية "10/ 322، 323".(17/120)
شيخ المغرب أَبُو سَعِيد التّنوخيّ الحمصيّ ثُمَّ القيروانيّ الفقيه المالكيّ سَحْنُون، قاضي القيروان ومصنف المدونة. دخل مصر وقرأ عَلَى ابن وَهْب، وابن القاسم، وأشهب. وبرعَ فِي مذهب مالك. وعلى قوله المعوَّل بالمغرب. انتهت إِلَيْهِ رئاسة العِلم بالمغرب، وتفقّه بِهِ خلق كثير. وقد تفقّه أولًا على ابن غانم، غيره بإفريقية، ورحلَ فِي العِلم سنة ثمانٍ وثمانين ومائة. فسمع بِمكة من: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ووَكيِع، والوليد بْن مُسْلِم. وكان موصوفًا بالدّيانة والورع، مشهورًا بالسّخاء والكَرَم. فعن أشهب قَالَ: ما قَدِمَ علينا مثلُ سَحْنُون. وعن يُونس عَبْد الأعلى قَالَ: سَحْنُون سيّد أهل المغرب.
وروى عَنْهُ منهم: يحيى بْن عَمْرو، وعيسى بْن مسكين، وحمديِس، وابن المغيث. قَالَ ابن عَجْلان الأندلسيّ: ما بُورك لأحدٍ بعد النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- فِي أصحابه ما بُورِكَ لسَحْنُونَ فِي أصحابه، فإنَّهم كانوا فِي بلد أئمّة.
وعن سَحْنُون قَالَ: إذا أتى الرجلُ مجلس القاضي ثلاثة أيّام متوالية بلا حاجة ينبغي أن لا تُقْبَلُ شهادته. وسُئِلَ سَحْنُون: أَيَسَعُ العالِم أن يَقُولُ: لا أدري فيما يدري؟ فقال: أما فِيهِ كتاب أو سنة بائنة فلا. وأمّا ما كَانَ من هذا الرأي فإنّه يَسَعُهُ ذَلِكَ، لأنه لا يدري أَمُصيبٌ هُوَ أَمْ مخطيء. ومن كلامه: أَكْلُ بالمسكنة خيرٌ من أكْلٍ بالعِلم. محبّ الدنيا أعمى لَم ينِّوره العقل. ما أقبحَ بالعالِم أن يأتي الأمراء فيُقال هُوَ عِنْدَ الأمير. والله ما دخلت عَلَى سلطان إلا خرجت حاسبتُ نفسي، فوجدتُ عليها الدرك. وأنتم ترون مخالفتي لهواه، وما ألقاهُ من الغِلْظَة -والله ما أخذتُ لَهم دِرْهَمًا، ولا لبستُ لَهم ثوبًا. ولد سنة ستين ومائة، توفي فِي رجب سنة أربعين ومائتين. وكان يقولُ: قبَّح اللَّه الفقر. أدركنا مالك، وقرأنا عَلَى ابن القاسم. وأمّا المدوّنة فأصلها أسئلة، سألَها أَسَد بْن الفُرات لابن القاسم.
فلمّا رَحَل بِها سَحْنُون عرضها عَلَى ابن القاسم، وصحّح فيها كثيرًا، ثُمَّ رتّبها سَحْنُون وبَوَّبَها، واحتجّ للكثير منها بالآثار. وسَحْنُون بفتح السين وبضمّها طائر بالمغرب.
250- عَبْد السلام بْن صالِح بْن سليمان بن أيوب بن ميسرة1.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "6/ 48"، والمجروحين لابن حبان "2/ 151"، وتاريخ بغداد للخطيب "11/ 46".(17/121)
أَبُو الصَّلْت الْقُرَشِيّ العَبْشَميّ، مولاهم الهَرَوِيّ ثُمَّ النيسابوريّ. مولى عَبْد الرَّحْمَن بْن سَمُرَة.
عَنْ: مالك، وشَرِيك، وحمّاد بْن زيد، وعبد السلام بْن حرب، وخَلَف بْن خليفة، وهُشيم، وعلي بْن مُوسَى الرّضي، وإسماعيل بن عياش.
وعنه: سهل بن أبي سهل، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، وابن أبي الدنيا، وعباس الدوري، وعليّ بن الحسين بن الْجُنَيْد، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وأحمد بن أبي خيثمة، والحسن بن الحباب المقريء، والحسن بن علويه القطان، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. وكان موصوفا بالزهد والتأله. قَالَ أَحْمَد بْن سيَّار المروزي: قَدِمَ مَرْو غازيًا، فأدخلَ عَلَى المأمون، فلمّا سَمِعَ كلامه جعله من خاصة إخوانه، وحبسه عنده، إلى أن خرج معه إلى الغزو. ولَم يزل مُكرمًا عنده إلى أن أراد المأمون إظهار كلام جَهْم وخلْق القرآن. فجمع بينه وبين بشر المريسي، وسأله أن يُكلمه. وكان أَبُو الصلت رد عَلَى أهل الأهواء من الْمُرْجِئة والْجَهْميّة والزّنادقة القدرية، وكَلَّم بشر المذكور غير مرة بحضرة المأمون، وغيره من أهل الكلام. وفي كل ذَلِكَ كَانَ الظفر لَهُ. قَالَ: وكان يعرف كلام الشّيعة، فناظرته فِي ذَلِكَ لاستخراج ما عنده، فما وجدته يُفرط. ورأيته يقدّم أَبَا بَكْر وعمر، ويترحّم عَلَى عليّ وعثمان، ولا يذكرُ الصّحابة إلا بالجميل. وسمعته يَقُولُ: هذا مذهبي الَّذِي أُدين لله بِهِ. إلا أن ثَمَّ أحاديث يرويها فِي المثالب.
وسألتُ إسحاقَ بْن إِبْرَاهِيم عَنْ تِلْكَ الأحاديث، نحو ما جاء فِي أَبِي مُوسَى، وما رُوِيَ فِي معاوية، فقال: هذه أحاديث قد رُويَتْ، فأمّا من يرويها عَلَى طريق المعرفة فلا أكرهُ لَهُ ذَلِكَ. وأمّا من يرويها ديانة، فإنِّي لا أرى الرواية عَنْهُ.
وسُئِلَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ، عن أبي الصلت فقال: فقد سَمِعَ وما أعرفه بالكذب. وقال أبو حاتم: لَم يكن عندي بصدوق. وأمّا أَبُو زُرْعَة فأمر أن يضرب عَلَى حديثه.
وقال النسائي: لَيْسَ بثقة. وقال الدّارَقُطْنيّ: كَانَ رافضيًّا خبيثًا. وقيل إنه كَانَ يَقُولُ كلب للعلوية خير من جميع بني أمية تُوُفيّ يوم الأربعاء لستٍّ بقين من شوّال سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين.(17/122)
251- عَبْد السلام بْن عاصم الهِسِنْجَانيّ الرازيّ1.
عَنْ: جرير بْن عَبْد الحميد، والصباح بْن مُحَارب، وعبد الرَّحْمَن بْن مغراء، ومُعاذ بْن هشام.
وعنه: أبو يحيى بن مسرة المكي، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وعلي بن الحسين بن الجنيد الرازيون، ومطين. قَالَ أبو حاتم: شيخ.
252- عَبْد السلام بْن محمد الحضرمي الحمصيّ2.
ويُعرف بسُلَيْم. عَنْ: بقية، وعبد اللَّه بْن سالِم، والوليد بْن مُسْلِم. وعنه: محمد بن عوف، وأبو حاتم وقال: صدوق.
253- عَبْد الصمد بْن أَبِي خِداش الموصِليّ3.
عَنْ: زُهير بْن معاوية، وإسماعيل بْن عيّاش، والوليد بْن مُسْلِم. وعنه: حفيده أحمد بن صالح.
توفي بالحدث سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
254- عبد الصمد بن الفقيه عبد الرحمن بن القاسم المصري4.
أبو الأزهر. عَنْ: أَبِيهِ، وسُفيان بْن عُيَيْنَة. كان فقيها، إماما، مصنفا. قرأ القرآن عَلَى وَرْش، ومن أجله اعتمد أهلُ الأندلس عَلَى قراءة وَرْش. روى عَنْهُ: محمد بْن الوضاح القُرْطُبيّ، وغيره. وهو أخو الفقيه مُوسَى بْن عَبْد الرَّحْمَن المتوفى سنة تسع وأربعين. قَالَ الدَّانِيّ: قرأ عَلَيْهِ محمد بْن سَعِيد الأنماطيّ، وبكر بْن سهل الدِّمياطيّ، وإسماعيل بْن عَبْد اللَّه النّخّاس، وغيرهم. تُوُفيّ فِي رجب سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
255- عَبْد الصمد بْن المعذّل العبدي البصري5.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "6/ 49"، وتهذيب الكمال "2/ 832"، وتهذيب التهذيب للحافظ "6/ 322".
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 48، 49"، والثقات لابن حبان "8/ 427".
3 انظر الإكمال لابن ماكولا "2/ 429".
4 انظر غاية النهاية "1/ 389"، وحسن المحاضرة "1/ 486".
5 انظر أخبار القضاة لوكيع "2/ 180"، والأغاني "13/ 226-255"، ووفيات الأعيان "1/ 124".(17/123)
الشاعر المشهور، أخو أَحْمَد بْن المعذل الفقيه. كَانَ من فحول الشعراء. ومن شعره:
تكلّفني إذلالُ نفسي لعزِّها ... وهانَ عليها أن أُهَانَ لتُكْرَما
تَقُولُ: سلِ المعروف يحيى بْن أكثمٍ ... فقلتُ: سليه ربّ يحيى بْن أكثما
وله:
أرى النّاس أحدوثةً ... فكوني حديثًا حَسَنْ
كأنْ لَم يزل ما أتى ... وما قد مضى لَمْ يَكُنْ
إذا وطني رابَني ... فكل بلادٍ لي وطَنْ
256- عَبْد الصَّمد بْن يزيد1.
أبو عبد الله الصَّائغ مَرْدَوَيْه الصُّوفِيّ. خادم الفُضَيْل بْن عِيَاض. كَانَ ثقةً دَيِّنًا صالِحًا من أهل الورع والسنة.
عَنْ: الفُضَيْل، وابن عُيَيْنَة، وشقيق البلخي. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وموسى بن هارون، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصُّوفيّ.
مات سنة خمس وثلاثين ومائتين، يوم مات عبد الرحمن بن صالح الأزدي. وحضره أمة من الأمم. قَالَ ابن هارون: وكان عَبْد الرَّحْمَن ميّتًا فِي داره، وما رأيتُ عَلَى بابه أحدًا.
257- عَبْد العزيز بْن بحر الْمَرْوَزِيّ المؤدِّب2.
نزيل بغداد. عَنْ: سُلَيْمَان بْن أرقم، وعطّاف بْن خَالِد، وإسماعيل بْن عيّاش. وعنه: عبد الله بن أبي سعد الوراق، وابن أبي الدنيا. لم يضعف.
258- عبد العزيز بن عمران بن أيوب بن مقلاص3.
__________
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 363"، والجرح والتعديل "6/ 52"، والثقات لابن حبان "8/ 415"، وتاريخ بغداد للخطيب "11/ 40".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 363"، وتاريخ بغداد للخطيب "10/ 448"، وميزان الاعتدال "2/ 623".
3 انظر الجرح والتعديل "5/ 391"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 191"، والثقات لابن حبان "8/ 396".(17/124)
الإمام أبو علي الخزاعي. مولاهم المصري الفقيه. كان من كبار أصحاب ابن وهب، والشافعي.
لزمهما مدة. وكان صالحا ورعا زاهدا. توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين. روى عنه: أبو زرعة، وأبو حاتم وقال: صدوق. وهو ابن بِنْت سَعِيد بْن أَبِي أيوب.
259- عَبْد العزيز بن يحيى بن يوسف1.
أبو الأصبع البكائي، مولاهم الحراني. عن: أبي إسحاق الفزازي، وابن عُيَيْنَة، وعيسى بن يونس، ومحمد بن سلمة. وعنه: أبو داود، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة، ومحمد بن يحيى الذهلي، وجعفر الفريابي. قَالَ أبو حاتم: صدوق. تُوُفيّ بتلّ عبدي سنة خمسٍ وثلاثين ومائتين.
260- عَبْد العزيز بْن يحيى بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد العزيز المدنيّ2.
أَبُو محمد الهاشمي، من موالي آل الْعَبَّاس. عَنْ: اللَّيْث بْن سعد، ومالك، وسليمان بْن بلال، والدَّرَاورْدِيّ. وعنه: زكريّا بْن داود الخفّاف، وصالِح بْن عليّ النَّوْفَليّ الحلبي، وَمحمد بْن أيّوب الرازيّ، وَمحمد بْن علي الصائغ المكي، وموسى بْن إِسْحَاق الْأنْصَارِيّ، وغيرهم. قَالَ البخاريّ: لَيْسَ من أهل الحديث. يضع الحديث. وقال أبو زُرْعة: لَيْسَ يصدق. وقال العقيليّ: يحدث عن الثقات بالبواطيل. وقال ابن عدي: ضعيف جدًّا، يسرق حديث النّاس. حدّث فِي شعبان سنة ثلاثين ومائتين، وعاش بعد ذَلِكَ قليلًا.
261- عَبْد العزيز بْن يحيى بْن مُسْلِم بْن ميمون الكِنَانيّ3.
المكيّ الفقيه. صاحب كتاب "الحيدة". وكان يلقب بالغُول لَدمَامة منظره. عَنْ: سفيان بن عيينة، ومروان بن معاوية الفزازي، وعبد الله بْن مُعَاذ الصّغانيّ، وَمحمد بْن إدْرِيس الْإِمَام الشافعيّ، وهشام بْن سُلَيْمَان المخزوميّ. وعنه: أَبُو العيناء محمد
__________
1 انظر الجرح والتعديل "5/ 399"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 19، 20"، والثقات لابن حبان "8/ 397".
2 انظر الجرح والتعديل "5/ 400"، والضعفاء للعقيلي "3/ 19"، ولسان الميزان "4/ 37".
3 انظر تاريخ بغداد "10/ 449"، والفهرست لابن النديم "261"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 639".(17/125)
ابن القاسم، والْحُسَيْن بْن الفضل البَجَليّ، وأبو بَكْر بْن يعقوب بْن إِبْرَاهِيم التَّيْميّ. وهو قليل الحديث. قَالَ الخطيب: قَدِمَ بغداد زمن المأمون، وجرى بينه وبين بشر المريشي مناظرة فِي القرآن. وكان من أهل العلم والفضل. وله مصنفات عدّة. وكان مِمّن تفقّه بالشافعيّ، واشتهرَ بصُحبته. قَالَ داود بْن عليّ الطّاهريّ: كَانَ عَبْد العزيز بْن يَحْيَى الْمَكِّيّ أحد أتباع الشافعيّ والمقتبسين عَنْهُ. وقد طالت صحبته لَهُ. وخرج معه إلى اليمن. ونقل الخطيب فِي تاريخه عَنْ عَبْد العزيز قَالَ: دخلتُ عَلَى أَحْمَد بْن أَبِي دُؤاد وهو مفلوج1، فقلتُ: إنِّي لَم آتك عائدًا، ولكن جئتُ لأحمد اللَّه على أنْ سَجَنَكَ في جلْدك. وعن أَبِي العَيْنَاء قال: لَمَّا دخلَ عَبْد العزيز عَلَى المأمون، وكانت خلْقته بشعة جدًّا، ضحك أَبُو إِسْحَاق المعتصم، فقال: يا أمير المؤمنين لِم ضَحك هذا؟ إن اللَّه لم يصطف يوسف لجماله، وإنّما اصطفاهُ لدينه وبيانه. فضحك المأمون وأعجبه.
262- عبد الملك حبيب بْن سُلَيْمَان بْن هارون بْن جاهمة بن العباس مرداس السُّلَميّ2.
الفقيه أَبُو مروان العباسيّ الأندلسيّ القُرطبيّ المالكيّ. أحد الأعلام.
وُلِدَ سنة نَيِّفٍ وسبعين ومائة فِي حياة مالك. وروى قليلًا عَنْ: صَعْصَعة بْن سلّام، والغاز بْن عيسى، وزياد شَبْطُون. ورحل وحجّ فِي حدود العشرين مائتين، فسمعَ من عَبْد الملك بْن الماجِشُون، ومُطَرِّف بْن عَبْد اللَّه، وأسد السنة بْن مُوسَى، وأصبغ بن الفرج، وإبراهيم بن المنذر الخزامي، وغيرهم.
ورجع إلى الأندلس بعلم جَمّ وفِقْهٍ كثير. وكان موصوفًا بالحذْق فِي مَذْهَب مالك. وله مصنَّفَات كثيرة منها: كتاب "الواضحة"، وكتاب "الجامع"، وكتاب "فضائل الصَّحابة"، وكتاب "تفسير الموطأ"، وكتاب "حروب الْإسْلَام"، وكتاب "سيرة الْإِمَام فِي الملحدين"، وكتاب "طبقات الفقهاء"، وكتاب "مصابيح الهُدى". قَالَ ابن بَشْكَوال: قِيلَ لِسَحنون: مات ابن حبيب. فقال: مات علم الأندلس، بل والله عالِم الدُّنْيَا. وقال بعضهم: هاجت رياح وأنا فِي البحر، فرأيتُ عَبْد الملك بْن حبيب رافعًا
__________
1 الفالج هو: شلل يصيب أحد شقي الجسم طولًا.
2 انظر تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي "1/ 269-272"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 148"، ولسان الميزان "4/ 59، 60".(17/126)
يديه متعلقًا بِحبال السّفينة يَقُولُ: اللَّهُمَّ إنْ كنت تعلم أنِّي إنّما أردتُ ابتغاء وجهك وما عندك فخلِّصنا.
فسلَّم اللَّه.
وقد أضعف ابن حزم وغيره عَبْد الملك بْن حبيب، ولا ريب فِي أَنَّهُ كَانَ ضعيفًا. قَالَ أَبُو عُمَر أَحْمَد بْن سَعِيد الصَّدفيّ: قلتُ لأحمد بْن خَالِد: إنّ الواضحة عجيبة جدًا، وإن فيها عِلْمًا عظيمًا، فما مدخلها؟ قَالَ: أول شيء إنّه حكى فيها مذاهب لَم نجدها لأحدٍ من أصحابه، ولا نُقِلَت عنهم، ولا هِيَ فِي كتبهم. ثُمَّ قَالَ الصَّدفيّ فِي تاريخه: كَانَ كثير الرواية، كثير الجمع، يعتمدُ عَلَى الأخذ بالحديث. ولَم يكن يميّزه، ولا يعرف الرجال. وكان فقيهًا فِي المسائل. وكان يُطْعَنُ عَلَيْهِ بكثرة الكُتُب. وذُكِرَ أنّه كَانَ يستجيزُ الأخذ بلا رواية ولا مقابلة وذُكِرَ أَنَّهُ أخذ إجازة كثيرة وأُشير إِلَيْهِ بالكذب. سمعتُ أحمد بن خالد يطعن عليه بذلك وينتقصه غير مرّة.
وقال: قد ظهر لنا كذبه فِي "الواضحة" من غير شيء. وقال ابن أَبِي مريم: كَانَ ابن حبيب بِمصر، فكان يضعُ الطّويلة، وينسخُ طول نَهاره. فقلتُ: إلى كم ذا النَّسْخ، مَتَى تقرأه عَلَى الشيخ؟ فقال: قد أجازَ لي كُتُبه، يعني أسد بْن مُوسَى، فخرجتُ من عنده فأتيتُ أسدًا فقلتُ: تمنعنا أن نقرأ عليك وتجيز لغيرنا؟ فقال: أَنَا لا أرى القراءة فكيف أُجيز؟ فأخبرته فقال: إنّما أخذ منّي كُتُبي ليكتب منها، لَيْسَ ذا عليّ. وقال أَحْمَد بْن عَبْد البَرّ النَّارَنْجِيّ: هُوَ أولُ من أظهر الحديث بالأندلس، وكان لا يميز صحيحه من سقيمه، ولا يفهم طُرُقه، ويُصَحِّف أسماء الرجال، ويحتجّ بالمناكير. فكان أهلُ زمانه لا يرضون عَنْهُ، وينسبونه إلى الكذب. ثُمَّ قَالَ: وكان ما بين عَبْد الملك بْن حبيب ويحيى بْن يحيى سيّئًا، وذلك أَنَّهُ كَانَ كبير المخالفة، ليحيى. وكان قد لقي أصبغ بِمصر، فأكثر عَنْهُ، فكان إذا اجتمعَ مَعَ يحيى بْن يحيى، وسعيد بْن حسّان، ونُظَرائهم عِنْدَ الأمير عَبْد الرَّحْمَن وقُضاته فسئلوا، وقال يحيى بِما عنده، وكان أسنّ القوم وأَوْلاهُم بالتقدُّمِ -يدفع عَلَيْهِ عَبْد الملك بأنه سمعَ أصبغ بْن الفَرَج يَقُولُ كذا. فكان يحيى يغمّه مخالفته لَهُ. فلمّا كَانَ فِي بعض الأيام جمعهم القاضي في الجامع، فسألهم عَنْ مسألة، فأفتى فيها يحيى بْن يحيى، وسعد بْن حسان بالرواية، فخالفهما عَبْد الملك، وذكر خلافهما روايةً عَنْ أصبغ. وكان عَبْد الأعلى بْن وهب من أحداث أهل زمانه، وكان قد حجّ وأدركَ أصبغ بْن الفَرَج بِمصر، ورى عَنْهُ. فدخل يومًا بأثر شورى القاضي عَلَى سَعِيد بْن حسّان، فقال لَهُ: يا أَبَا وهب، ما(17/127)
تقولُ فِي مسألة كذا؟ -المسألة التي سألَهم فيها القاضي- هَلْ تذكر لأصبغ بْن الْفَرَج فيها شيئًا؟ فقال: نعم، أصبغ يَقُولُ فيها كذا. فأفتى بموافقة يحيى، وسعيد. فقال لَهُ سَعِيد: أنظر ما تَقُولُ، أنت عَلَى يقين من هذا؟ قال: نعم. قال: فأتني بكتابك. قَالَ عَبْد الأعلى: فخرجتُ مسرعًا، ثُمَّ ندمتُ ودخل عليّ الشك. ثُمَّ أتيتُ داري، فأخرجتُ الكتاب من قرطاس كما رويته عَنْ أصبغ، فسُررتُ، ومضيتُ إلى سَعِيد بالكتاب. فقال: تمضي بِهِ إلى أَبِي محمد. فمضيتُ بِهِ إلى يحيى بن يحيى بْن يحيى، فأعلمته ولَم أدر ما القصة. فاجتمعنا بالقاضي وقالا: إن عَبْد الملك يُخالفنا بالكذب.
والمسألة التي خالفنا فيها عندك. هنا رجلٌ قد حجّ وأدرك أصبغ، وروى عَنْهُ هذه المسألة، كقولنا عَلَى خلاف ما ادّعاهُ عَبْد الملك، فارْدَعْه وكُفَّهُ. فجمَعهم القاضي ثانيًا، وتكلّموا، فقال عَبْد الملك: قد أعلمتُك ما يقولُ فيها أَصْبَغ. فبَدرَ عَبْد الأعلى بْن وَهْب وقال: يكذب عَلَى أصبغ. أَنَا رويت هذه المسألة عَنْهُ عَلَى ما قَالَ هذان، وهذا كتابي. فأخرج المسألة: فأخذ القاضي الكتاب وقرأ المسألة، وقال لعبد الملك ما ساءه من القول، وقال: تُفْتينا بالكذِب والخطأ، وتُخالفُ أصحابَك بالهوى؟ لولا البُقْيَا عليك لعاقبتك. ثُمَّ قاموا. قَالَ عَبْد الأعلى: فلمّا خرجتُ مررتُ عَلَى دار ابن رستم الحاجب، فرأيتُ عَبْد الملك خارجًا من عنده وفي وجهه الشر. فقلت: مالي لا أدخلُ عَلَى ابن رستم؟ فدخلتُ، فلم ينتظر جلوسي حتّى قَالَ: يا مسكين من غرّك، أو من أدخلك فِي هذا العارض؟ مثل عَبْد الملك بْن حبيب وتكذّبه؟ فقلتُ أصلحكَ اللَّه، إنّما سألني القاضي عَنْ شيء، فأجبته بِما عندي. ثُمَّ خرجتُ من عنده. وكان عَبْد الملك قد شكا إِلَيْهِ ما وقع وقال؛ إنّ القاضي أتى برجل لَيْسَ من أهل العلم والرواية، فأجلس معي وكذبني، وأوقفني موقفًا عجيبًا.
فقال لَهُ ابن رستم: اكتب بطاقة بالقصة وارفعها للأمير. فكتبَ يصف القصة، ويَشنّع. فأمر الأمير أن يبعث فِي القاضي. فبعث فِيهِ، فخرجت وصيّة الأمير يَقُولُ: لك فِي أمرك أن تشاور عَبْد الأعلى. وكان عَبْد الملك قد بنى بطاقته عَلَى أن يحيى بْن يحيى أمره بذلك. فقال القاضي: ما أمرني أحد بمشاورته ولكنه كَانَ يختلفُ إليّ، وكنتُ أعرفه من أهل الخير والعلم، مَعَ الحركة والفَهْم والحج والرحلة، فلمْ أرَ نفسي فِي سَعَة من تَرْك مشاورة مثله. وسأل الأمير وزراءه عَنْ عَبْد الأعلى، فأثنوا عَلَيْهِ ووصفوا عِلْمَه وولاءه. وكان لَهُ ولاء. قَالَ عبدُ الأعلى: فصَحِبْتُ يومًا عيسى بن(17/128)
الشهيد، فقال لي: قد رُفِعْت عليك بطاقة رديئة لكنّ اللَّه دفع شرّها. وعن محمد بْن وضّاح قَالَ: قَالَ لي إِبْرَاهِيم بْن المنذر: أتاني صاحبكم عَبْد الملك بْن حبيب بغرارة مملوءة كتبًا، فقال لي: هذا عِلْمُكَ تجيزه لي؟ قلت: نعم. ما قرأ عليّ منه حرفًا ولا قرأته عَلَيْهِ. وكان محمد بْن عُمَرَ بْن أبان يَقُولُ: عَبْد الملك بْن حبيب عالِم الأندلس، ويحيى بْن يحيى عاقلها، وعيسى بْن دينار فقيهها. مات ابن حبيب يوم السبت لأربع مضين من رمضان سنة ثمانٍ، وقيل فِي ذي الحجة سنة تسع وثلاثين ومائتين.
263- عَبْد الملك بْن حبيب1.
أَبُو مروان المصِّيصي البزّاز. عَنْ: أَبِي إسحاق الفزازي، وعبد اللَّه بْن المُبارك. وعنه: أَبُو داود، ومحمد بن عوف الطائي، وعثمان بن خرزاذ، وَمحمد بْن وضّاح القَرْطُبيّ، وجعفر الفِرْيَابيّ.
264- عَبْد الملك بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن زريق بْن عُبَيْد اللَّه2 بْن أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبُو الْحَسَن الأندلسيّ الزّاهد. عَنْ: ابن القاسم، وابن وهْب، وغيرهما، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
265- عَبْد الملك بْن زُونان3.
أَبُو مروان الأندلسيّ. شيخ مُعمّر، فقيه كبير. أدرك مُعَاويَة بْن صالِح الحمصيّ قاضي المغرب، وأخذ عَنْهُ. ورحل بأخرة فسمع من: ابن وهب، وابن القاسم. وكان يُفتي بالأندلس أولًا عَلَى مذهب الأوزاعي، ثُمَّ رجع إلى مذهب مالك. قِيلَ: زونان لَقَبُه، واسمه: حسن بْن محمد.
مات سنة ثلاثٍ وثلاثين ومائتين بالأندلس فِي شَعْبَان، وقد جاوزَ التسعين.
266- عبد الواحد بن غياث4.
__________
1 تهذيب الكمال للمزي "2/ 852"، وسير أعلام النبلاء "12/ 108"، وتهذيب التهذيب "6/ 389، 390".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 269"، وبغية الملتمس "376".
3 انظر ما قبله.
4 انظر التاريخ الصغير للبخاري "234"، وانظر الجرح والتعديل "6/ 23"، والثقات لابن حبان "8/ 426".(17/129)
أَبُو بحر البصْريّ الْمِرْبَديّ. سَمِعَ: حمّاد بْن سَلَمَةَ، وفَضَال بْن خيبر، وعبد العزيز القسْمَليّ.
وعنه: أبو داود، وأبو يعلى الموصلي، والبزار، وبقي بن مخلد، وأبو القاسم البغوي، وزكريا الساجي. وكان من الثقات المسندين. قَالَ أبو زُرْعة: صدوق. مات سنة أربعين ومائتين.
267- عَبْد الوارث بْن عُبَيْد اللَّه العَتَكيّ الْمَرْوَزِيّ1.
عَنْ: ابن المبارك، وخالد بْن مُسْلِم الزَّنْجيّ. وعنه: الترمذي، وعبد الله بن محمود المروزي، وإسحاق بن إبراهيم البستي القاضي. مات سنة تسع وثلاثين ومائتين.
268- عبد الوهاب بن نجدة2.
أبو محمد الحوطي الجبلي. عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش، وبقيّة بْن الوليد. وعنه: ابنه أحمد، وأبو داود، وأبو بكر بن أبي عاصم. وكان صدوقا. توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
269- عبيد الله بن عمر بن يزيد الإصبهاني القطان3.
أبو عمرو، وهو القصار. سَمِع: جرير بْن عَبْد الحميد، ويحيى القطّان، ومحمد بن أبي عدي، ووكيع بن الجراح. وعنه: إسحاق بن حنبل، وعبدان بن أحمد، ومحمد بن يحيى بن منده، قَالَ أَبُو الشيخ: لَهُ أحاديث ينفردُ بِهَا. وقال الذَّهبِيّ: آخر ما حُدِّث عَنْهُ سنة سبْعٍ وثلاثين ومائتين فيما علمتُ.
270- عُبَيْد اللَّه بْن عُمَرَ بْن مَيْسَرة4.
أَبُو سَعِيد القواريري الْبَصْرِيّ الحافظ. مَوْلَى بني جُشَم. نزل بغداد ونشر بِهَا عِلْمًا
__________
1 انظر الجرح والتعديل "6/ 76"، والثقات لابن حبان "8/ 416".
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 73"، والثقات لابن حبان "8/ 411"، وحلية الأولياء لأبي نعيم "4/ 150-152"، وتهذيب الكمال للمزي "12/ 871".
3 انظر أخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 100"، وطبقات المحدثين لأبي الشيخ "2/ 208-210".
4 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 350"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 395، 396"، والجرح والتعديل "5/ 327"، والثقات لابن حبان "8/ 405".(17/130)
كبيرًا وسمع: حمّاد بْن زيد، وأبا عَوَانة، ويوسف بْن الماجِشُون، وعبد الواحد بْن زياد، والفضل بْن عِيَاض، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وعبد الوارث بْن سَعِيد، ومسلم بْن خَالِد الزّنجيّ، وسفيان بْن عُيَيْنَة.
وعنه: الشيخان، وأبو داود، وأبو زُرْعَة، وإبراهيم الحربيّ، وصالِح جَزَرَة، وأبو يَعْلَى الموصلي، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد، وأبو القاسم البَغَويّ. وكتب عنه: أحمد، وابن معين، والقدماء. قَالَ ابن مَعِين، والنَّسائيّ: ثقة.
وقال أَحْمَد بْن سيّار الْمَرْوَزِيّ: لَم أرَ فِي جَميع من رأيت مثل مسدّد بالبصرة، والقواريري ببغداد، ومن عليّ، ومن إِبْرَاهِيم بْن عَرْعَرة. تُوُفِيّ ببغداد يوم الجمعة لثلاث عشرة من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين، وحضره خلْق كثير، وله أربعٌ وثمانون سنة.
271- عُبَيْدُ اللَّه بْن فضالة بْن إِبْرَاهِيم1.
أَبُو قُدَيد النَّسائيّ الحافظ. رحل وسمع من: عَبْد الرزّاق باليمن، وَمحمد بْن يوسف الفِريابيّ بالشام، ويزيد بْن هارون بواسط، وأبي عَبْد الرَّحْمَن المقريء بِمكّة، وأبي اليمان بحمص، والأنصاري بالبصرة، ويحيى بْن يحيى بنيْسَابور. وعنه: النسائي، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، والحسن بْن سُفْيَان. قال النسائي: ثقة مأمون. بقي إلى حدود الأربعين ومائتين.
272- عُبَيْدُ اللَّه بْن مُعاذ بْن مُعَاذ بْن نضر بْن حسّان2.
أَبُو عَمرو العنْبَريّ الْبَصْرِيّ الحافظ، من بني عمّ سوّار بْن عُبَيْد اللَّه العنبريّ. عَنْ: أَبِيهِ، ومُعَتَمِر بْن سُلَيْمَان، ويحيى القطّان، ووكيع. وعنه: مسلم، وأبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعثمان بن سعيد الدارمي، وزكريا بن يحيى الساجي، وجعفر الفريابي، والبغوي. قَالَ أَبُو حاتِم الرازيّ: ثقة. مات سنة سبع وثلاثين ومائتين.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "5/ 331"، والثقات لابن حبان "8/ 407"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 887".
2 انظر التاريخ الكبير للبخاري "5/ 401"، والجرح والتعديل "5/ 315"، والثقات لابن حبان "8/ 406"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 889".(17/131)
273- عُبَيْد بْن الصّباح بْن صُبَيْح1.
أَبُو محمد الكوفي المقريء أخو عمرو بن الصباح. أخذ القراءة عوضًا عَنْ حفص، وهو من أجل أصحابه وأضبطهم. روى عَنْهُ القراءة عرضًا أَحْمَد بْن سهل الأشنانيّ. قَالَ: وكان ما علمت من الورعين المتقين. مات سنة خمس وثلاثين ومائتين.
274- عَبْدَة بْن سُلَيْمَان الْمَرْوَزِيّ2.
صاحب ابن المبارك. عَنْهُ، وعن: الفضل السيناني، وأبي إسحاق الفرازي، ونوح بْن أَبِي مريم.
وعنه: أَبُو داود، وأبو بكر الأثرم، وعثمان الدرامي، وَمحمد بْن عاصم الثقفيّ، وأبو حاتِم، وقال: صدوق.
275- عثمان بْن صخر العُقَيْلِيّ الْبَصْرِيّ الزّاهد.
أحد مشايخ القوم، كَانَ يَقُولُ بالخصوص، يعني أن اللَّه يختصّ برحمته من يشاء، ويقول بالمحنة. وكان مقدَّمًا في النُّسَّاك. كتب الحديث، وروى عَنْهُ: الكُدَيْمِيّ، وغيره. وصحِبَهُ أَبُو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وسافر معه.
276- عثمان بْن طالوت بْن عبّاد الصَّيْرَفِيّ3.
تُوُفِيّ فِي حياة والده سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين. عَنْ: عَبْد الصمد بْن عَبْد الوارث، وأزهر السّمّان، وقريش بن أنس، والأصمعي. وعنه: أبو عبد البخاري، ومحمد بن الذهلي، وهاشم بن مرثد الطبراني. وكان صدوقا.
277- عثمان بن عبد الله4.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "5/ 408"، والثقات لابن حبان "8/ 1429"، وتاريخ الطبري "5/ 40"، ولسان الميزان "4/ 119".
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 89، 90"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 115"، والثقات لابن حبان "8 437"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 872".
2 انظر الثقات لابن حبان "8/ 454".
4 انظر المجروحين لابن حبان "2/ 102، 103"، والكامل لابن عدي "5/ 1823"، وتاريخ بغداد للخطيب "11/ 282".(17/132)
أبو عمرو الأموي. عَنْ: حمّاد بْن سلمة، ومالك، واللَّيْث. وعنه: علي بن إسحاق بن زاطيا، وعبد الله بن ناجية، وأبو يعلى. وهو أحد المتروكين لإتيانه بالطامات. وقال ابن عديّ: لَهُ أحاديث موضوعة. وجدّه هُوَ: عَمْرو بْن عثمان بْن عفان.
278- عثمان بْن عَبْد الوهّاب بْن عَبْد المجيد الثّقفِيّ1.
أَبُو عَمْرو. روى بإصبهان عَنْ: والده، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة. وعنه: النضر بن هشام، ويعقوب بن إسحاق الضبي، ومحمد بن إبراهيم ابن شبيب. لا نعلم فيه حرجًا.
279- عثمان بْن أَبِي شَيْبَة2.
هُوَ عثمان بْن محمد بن أبي شيبة بن إِبْرَاهِيم بْن عثمان بْن خُوَاسْتَى، أَبُو الْحَسَن العبسي، مولاهم الْكُوفيّ. أخو أَبُو بَكْر، والقاسم. كَانَ من كبار الحُفاظ كأخيه. دخل إلى الحجاز، والرِّيّ، والبصرة، والشّام، وبغداد، وصنَّف الْمُسْنَد، والتّفسير، وغير ذَلِكَ. روى الكثير عَنْ: شَرِيك، وأبي الأحوص، وهُشَيْم، وإسماعيل بْن عَبَّاس، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وحَرِيز بْن عَبْد الحميد، وابن عُلَيَّة، وابن المبارك، وعلي بن مسهر وغيرهم. وعنه: الشيخان، وأبو داود، وإبراهيم الحربي، وإبراهيم بن أبي طالب، وعبد الله بن أحمد، وأبو بكر بن علي المروزي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسن الصوفي، والفريابي، والبغوي، وآخرون. سُئل عَنْه أَحْمَد بْن حنبل فَقَالَ: ما علمت إلا خيرا. وأثنى عليه. وقال ابن مَعِين: ثقة مأمون. قَالَ الذَّهبِيّ: وكان لا يحفظُ القرآن، وإذا جاء منه شيء صحَّف فِي بعض الأحايين. مات فِي ثالث المحرّم سنة تسعٍ وثلاثين ومائتين.
280- عثمان بْن محمد بْن سَعِيد.
أَبُو القاسم الرازيّ الدَّشْتَكيّ. نزيل البصرة. عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه الدَّشْتكيّ، وغيره.
__________
1 انظر الثقات لابن حبان "8/ 453"، وأخبار أصبهان "1/ 359، 360".
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 66، 67"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 250"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 35".(17/133)
مُقِلّ. وعنه: أَبُو دَاوُد، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وعَبْدَان الأهوازيّ.
281- عصام بْن الحَكَم الشَّيْبَانيّ العُكْبَريّ1.
عَنْ: ابن عُيَيْنَة، ويحيى بْن آدم. وعنه: ابنه عَبْد الوهاب، وابن ذَريح، وصالِح القيراطيّ.
282- عصام بْن مُكْرَم الضَّبّيّ الهلاليّ الْكُوفيّ.
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ومُصْعَب بْن سلام، والمسيب بْن شَرِيك، ويحيى بْن يَمَان. وعنه: إبراهيم بن ديزيل، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأحمد بن علي الأبار، ومطين، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى، وعبدان. قَالَ أَبُو داود: لَيْسَ بِهِ بأس. وقال مُطَين: تُوُفِيّ فِي ذي القعدة سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين. وكان صدوقًا.
283- عَلْكَدَة بْن نوح الأندلسيّ الرُّعَيْنِيّ2.
عَنْ: ابن وهْب، وابن القاسم. مات بالأندلس سنة سَبْعٍ وثلاثين ومائتين.
284- عليُّ بْنُ بَحْر بْن مُوسَى3.
أَبُو الْحَسَن الفارسي ثُمَّ البغداديّ القطّان الحافظ. عَنْ: عَبْد العزيز الدَّراورْدِيّ، وحاتم بْن إِسْمَاعِيل، وعبد المهيمن بْن عبّاس الساعدي، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، وبقيّة بْن الوليد، وعبد الرزّاق، وهشام بْن يوسف، وحَرِيز بْن عَبْد الحميد، وأبي خَالِد الأحمر، وخلْق.
وعنه: أَبُو داود، وَمحمد بْن يحيى الذُّهَليّ، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتِم، وحنبل بْن إِسْحَاق، وهلال بْن العلاء، وإبراهيم الحربيّ. وثقه ابن مَعِين. ومات ببابسير من ناحية الأهواز سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين.
285- عليّ بْن بِشْر الإصبهانيّ الأُمَويّ4.
__________
1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "12/ 289".
2 انظر علماء الأندلس "1/ 343"، وبغية الملتمس "436".
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 176"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 263"، والثقات لابن حبان "8/ 468"، وتاريخ بغداد للخطيب "11/ 352".
3 انظر أخبار أصبهان "2/ 1، 2"، وطبقات المحدثين "2/ 138-145".(17/134)
عَنْ: الوليد بْن مُسْلِم، ويزيد بْن هارون، وعبد الرزاق. وعنه: عبيد بن الحسن، وإبراهيم بن نائلة، والقاسم بن منده. متروك. مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
286- علي بن بريد1.
أبو دعامة القيسي الإخباري الراوية. عَنْ: أَبِي العتاهية، وأبي نواس. وعنه: أَحْمَد بْن طاهر، ويزيد بن محمد المهلبي، وعون بن محمد الكندي. وهو بلقبه أشهر.
287- عليّ بْن حبيب2.
أَبُو الْحَسَن البلْخِيّ عَلُّوَيَّة. شيخٌ مُعَمِّر. عَنْ: حمّاد بْن سَلَمَةَ، ونوح بْن أَبِي مريم. وعنه: دُحَيْم بْن نوح، وعليّ بْن إِسْمَاعِيل الجوهري. مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، وله من العمر مائة وخمس عشر سنة.
288- عليّ بْن الْحَسَن بْن سُلَيْمَان3.
أَبُو الْحَسَن الحضرميّ الواسطيّ، ويُقال الْكُوفيّ الأدميّ، الملقّب بأبي الشَّعْثَاء. عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عياش، وحفص بْن غِياث، وعَبْدة بْن سُلَيْمَان، وخالد بْن عَبْد اللَّه الطّحان، وغيرهم. وعنه: مسلم، وأبو زرعة الرازي، وأسلم بن سهل بحشل، وصالح بن محمد جزرة، والحسن بن سفيان. وثقه أبو داود. مات في آخر سنة ست وثلاثين ومائتين.
289- علي بن حكيم بن ذبيان4.
أبو الحسن الأودي الكوفي، أخو عثمان. عَنْ: جَعْفَر بْن زياد الأحمر، وشَرِيك بْن عَبْد اللَّه، ومُصْعَب بْن المقدام. وعنه: مُسْلِم، والْبُخَاريّ فِي كتاب الأدب، وَأَحْمَد بْن أَبِي غَرَزَة، وعُبيد بْن غنّام، وعثمان بْن خُرَّزاذ، ومُطّين، وموسى بن
__________
1 ستأتي ترجمته.
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 183".
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 180"، وتاريخ بغداد للخطيب "11/ 377"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 96".
3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 410"، والجرح والتعديل "6/ 183"، والثقات لابن حبان "8/ 467"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 965".(17/135)
إِسْحَاق الْأنْصَارِيّ، والفِرْيَابيّ، وعَبْدَان. قَالَ أبو حاتم: صدوق. توفي في سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
290- عليّ بْن حكيم بْن زاهر السَّمَرقَنْدِيّ1.
أَبُو الْحَسَن. عَنْ ابن عُيَيْنَة، وأبي خَالِد الأحمر، وحفص بْن سلم السمرقندي. وعنه: جيهان الفرعاني، وجعفر الفِرْيَابيّ. قَالَ الخطيبُ: كَانَ فقيهًا يُعرف بعليّ البكّاء لكثرة بكائه. وكان ثقة.
جاور بمكة نحوًا من عشرين سنة، ومات سنة خمسين وثلاثين ومائتين.
291- عليّ بْن حمزة بْن سَوّار العكّيّ2.
بصْرِيّ صَدُوق. عَنْ: جرير بْن حازم، وحمزة المعْوَليّ. وعنه: أبو زرعة، وأبو يعلى.
292- علي بن المديني.
هو عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن جعْفَر بْن نجيح، مولى عروة بن عطية السعدي. الإمام أبو الحسن البصري، أحد الأعلام، وصاحب التصانيف.
ولد سنة إحدى وستين ومائة. سَمِعَ: أباهُ، وحمّاد بْن زيد، وهُشَيْمًا، وابن عُيَيْنَة، والدَّرَاوَرْدِيّ، وعبد العزيز بْن عَبْد الصمد العَمّيّ، وجعفر بْن سُلَيْمَان الضُّبَعيّ، وجرير بْن عَبْد الحميد، وابن وهْب، وعبد العزيز بْن أَبِي حازم، وعبد الوارث، والوليد بْن مُسْلِم، وغُنْدَرًا، ويحيى القطّان، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وابن عُلَيَّة، وعبد الرّزّاق، وغيرهم. وعنه: الْبُخَاريّ، وأبو داود، وَأَحْمَد بْن حنبل، ومحمد بن يحيى الذهلي، وهلال بن العلاء، وحُمَيْد بْن زَنْجَويَه، وإسماعيل القاضي، وصالِح جَزَرَة، وعليّ بْن غالب البَهِيّ، وأبو خليفة الْجُمَحِيّ، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وَمحمد بْن جَعْفَر الْإِمَام الدِّمياطيّ، وَمحمد بْن محمد الباغَنْدي، وعبد اللَّه البَغَويّ، وغيرهم، آخرهم وفاةً عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أيوب الكاتب، وأقدمهم وفاة شيخه سُفْيَان بْن عُيَيْنَة. قَالَ الخطيب: وبين وفاتيهما مائة وعشرون سنة.
__________
1 انظر أخبار القضاة لوكيع "3/ 106"، والثقات لابن حبان "8/ 466، 467".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 308"، والجرح والتعديل "6/ 193"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 14".(17/136)
قَالَ أبو حاتم: كَانَ ابن الْمَدِينِيّ عَلَمًا فِي النّاس فِي معرفة الحديث والعِلل، وما سَمِعْتُ أحدًا سمّاهُ قطّ، إنّما كَانَ يُكنّيه تبجيلًا لَهُ. وعن ابن عيينة قال: يلومونني عَلَى حُبّ عليّ بْن الْمَدِينِيّ. والله لَمَّا أتعلم منه أكثر مِمّا يتعلم منّي. وعن ابن مهديّ قَالَ: عليّ بْن الْمَدِينِيّ أعلمُ الناس بحديث رسول اللَّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- وخاصّة بحديث ابن عُيَيْنَة. وقال ابنُ مَعِين: عليٌّ من أروى النّاس. وقال أَبُو قُدامة السَّرْخَسيّ: سمعتُ عليّ بْنَ الْمَدِينِيّ يَقُولُ: رأيتُ فيما يرى النائم كأن الثريا تدلت حتى تناولتها. قال أبو قدامة فصدق رؤياهُ. بلغ فِي الحديث مبلغًا لَم يبلغه كبير أحد.
وقال النَّسَائيّ: كأنّ اللَّه خلق عليّ بْن الْمَدِينِيّ لِهذا الشأن. وقال أَبُو يحيى صاعقة: كَانَ عليّ بْن الْمَدِينِيّ إذا قدِم بغداد تصدَّر للحلقة، وجاء يحيى، وَأَحْمَد بْن حنبل والْمُعَيْطِيّ، والنّاس يتناظرون، فإذا اختلفوا فِي شيء تكلَّم فِيهِ عليّ. وقال أَحْمَد بْن زُهير يَقُولُ: سَمِعْتُ ابن مَعين يَقُولُ: كَانَ عليّ بْن الْمَدِينِيّ إذا قَدِمَ علينا أظهرَ السنة، وإذا ذَهبَ إلى البصرة أظهر التشيُّع.
وقال إِبْرَاهِيم بْن معقل: سمعتُ الْبُخَاريّ يَقُولُ: ما استصغرتُ نفسي عِنْدَ أحدٍ إلَا عِنْدَ عليّ بْن الْمَدِينِيّ.
وقيل لأبي داود: أَحْمَد أعلمُ أم عليّ؟ قَالَ: عليّ أعلم باختلاف الحديث من أَحْمَد.
وقال أَبُو داود: ابن الْمَدِينِيّ خيرٌ من عشرة آلاف مثل الشَّاذَكونيّ. وعن أَبِي عُبَيْدَة قَالَ: انتهى العلم إلى أربعة: أبو بكر بن أبي شيبة أسردهم له، وأحمد بن حنبل أفقههم فيه، وعليّ بْن الْمَدِينِيّ أعلمهم بِهِ، ويحيى بْن مَعِين أكتَبُهم لَهُ. ومع ذَلِكَ كَانَ مِمّن أجاب فِي المحنة، نسألُ اللَّه العافية.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن القطّان يَقُولُ: ويْحَك يا عليّ، أراك تتبع الحديث تتبُّعًا، لا أحسبك تموت حتَّى تُبْتَلَى. وقال أزهر بْن جميل: كنّا عِنْدَ يحيى بْن سَعِيد، فجاء عبدُ الرَّحْمَن بْن مهديّ ممتقع1 اللون أشعث، فقال: رأيتُ البارحة كأن قومًا من أصحابنا قد نُكِّسوا. فقال ابن الْمَدِينِيّ: يا أَبَا سَعِيد هُوَ خير، قَالَ تعالى: {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ} [يس: 68] .
__________
1 متغير.(17/137)
فقال عَبْد الرَّحْمَن: اسكت، فَواللَّهِ إنّك لفي القوم. وقال الأثرم عليّ بْن المغيرة: سمعتُ الأصمعي وهو يَقُولُ لابن الْمَدِينِيّ: واللهِ يا عليّ، لتتركنّ الْإسْلَام وراء ظهرك. وقال الصُّوليّ: ثنا الحسين بن فهم قَالَ: أَحْمَد بْن أَبِي دُؤاد لابن الْمَدِينِيّ، بعد وصلهُ بعشرة آلاف درهم وثياب ومركبٍ بعدّته: يا أَبَا الْحَسَن، حديث جرير فِي الرؤية ما هُوَ؟ قَالَ: صحيح. قَالَ: هَلْ عندك فِيهِ شيء؟ قَالَ: يعفيني القاضي. قَالَ: يا أَبَا الْحَسَن هذه حاجة الدَّهْر. ولَم يزل بِهِ حتّى قَالَ: فِيهِ من لا يعوَّل عَلَيْهِ قيس بْن أَبِي حازم، إنّما كَانَ أعرابيًّا بوَّالًا عَلَى عَقِبَيْه. فقبّله ابن أَبِي دُؤاد واعتنقه.
فلمّا ناظر أَحْمَد بْن حنبل قال: يا أمير المؤمنين يحتج علينا بحديث جرير، وإنّما هُوَ من رواية قيس بْن أَبِي حازم، أعرابيّ بوّال عَلَى عقبيه. قَالَ: فقال أَحْمَد بْن حنبل بعد ذَلِكَ: فحين أطْلَع لي هذا علمت أَنَّهُ من عمل عليّ بْن الْمَدِينِيّ. قَالَ أَبُو بَكْر الخطيب: هذا باطل، قد نزَّه اللَّه عليَّ بْن الْمَدِينِيّ عَنْ قول ذَلِكَ فِي قيس بْن أَبِي حازم، وليس فِي التّابعين من أدركَ العشرة وروى عنهم غيره. ولَم يحك أحدٌ مِمن ساق محنة أَحْمَد أَنَّهُ نوظر فِي حديث الرؤية. قَالَ والدي: يُحكى عَنْ علي أنه روى لابن دُؤاد حديثًا عَنِ الوليد بْن مُسْلِم فِي القرآن أخطأ فِيهِ، فكان أَحْمَد بْن حنبل يُنْكرُ عَلَيْهِ رواية ذَلِكَ الحديث. واللفظُ: "كِلُوه إلى عالمه"، فقال: "كِلُوه إلى خالِقِه" وقال أَبُو العَيْنَاء: دخلَ عليّ بْن الْمَدِينِيّ إلى أَحْمَد بْن أَبِي دُؤاد بعد محنة أَحْمَد بْن حنبل، فناوله رُقْعَةً، فقال: هذه طُرِحَت فِي داري. فإذا فيها:
يا بان الْمَدِينِيّ الَّذِي شُرِعَت لَهُ ... دُنيا فجاد بدينه لينالها
ماذا دعاكَ إلى اعتقاد مقالةٍ ... قد كَانَ عندك كافرًا من قالها
أمرٌ بدا لك رُشْدُهُ فقبِلْتَهُ ... أمْ زهرة الدُّنيا أردتَ نَوَالها
فلقد عهِدتُكَ لا أَبَا لك مرَّةً ... صعْبَ الْمَقادة للّتي تُدْعَى لَها
إنّ الحريب لمن يصاب بدينه ... لا من يرزيء ناقة وفِصَالها
فقال لَهُ: لقد قمت وقمنا من حقّ اللَّه بِما يصغّر قدْر الدُّنيا عِنْدَ كبير ثوابه. ثُمَّ وصله بِخمسة آلاف درهم. وقال ابن عدي: سمعتُ مُسَدَّد بْن أَبِي يوسف القَلوَسيّ: سمعتُ أَبِي يَقُولُ: قلتُ لعلي بْن الْمَدِينِيّ: مِثْلُك وفي علمك يُجيبُ إلى ما أجبت إِلَيْهِ؟ قَالَ: يا أَبَا يوسف ما أهْون عليك السّيف. وقال إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بن الجنيد:(17/138)
سمعتُ ابن مَعِين، وذُكِرَ عِنْدَه ابن الْمَدِينِيّ، فحملوا عليه، فقلت: ما هو عن النّاس إلا مُرْتَدّ. فقال: ما هُوَ بِمُرْتَدّ، وإنّما هُوَ عَلَى إسلامه. رَجُل خافَ فقال ما عَلَيْهِ. وعن محمد بْن عثمان بْن أَبِي شَيْبَة: سمعتُ عَلِيّ بْن الْمَدِينِيّ عَلَى المنبر يَقُولُ: من زعم أنّ القرآن مخلوق فهو كافر، ومن زعم اللَّه لا يرى فهو كافر، ومن زعم أنّ اللَّه لَم يكلِّم مُوسَى حقيقة فهو كافر. تُوُفِّيَ لليلتين من ذي القعدة سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين بسامرّاء.
293- عليّ بْن عيسى المخرميّ البغداديّ1.
عَنْ: هُشَيْم، وحفص بْن غِياث، وعبد اللَّه بْن إدريس. وعنه: حرب الكرْمَاني، وابن أَبِي الدُّنْيَا، وعبد اللَّه أَحْمَد بْن حنبل، وأبو القاسم البَغَويّ. وثَّقه صالح بْن محمد جَزَرَة. تُوُفيّ فِي ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
294- عليّ بْن قَرِين بْن بَيْهَس2.
أَبُو الْحَسَن الْبَصْرِيّ. سكن بغداد، وحدَّث عَنْ: جرير بْن عَبْد الحميد، وعبد الوارث. وعنه: عَبْد اللَّه بْن هارون السَّعْدِيّ، وغيره. وهو متروك متَّهم. قَالَ مُوسَى بْن هارون: كذّاب. وقال ابن قانع: يضع الحديث. مات سنة ثلاثٍ وثلاثين ومائتين.
295- عليّ بْن محمد بْن إِسْحَاق بْن أَبِي شدّاد الحافظ3.
أَبُو الْحَسَن الطَّنَافِسيّ الكوفِيّ. محدِّث قَزْوِين. عَنْ: أخواله محمد، وَيَعْلَى ابني عُبَيْد الطَّنافسيّ، وأبي بَكْر بْن عياش، وأبي مُعَاويَة، وابن عُيَيْنَة، وحفص بْن غياث، وعبد اللَّه بْن وهب. وعنه: أَبُو زُرْعة، وأبو حاتِم، وابن وَارَةَ، وعليّ بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد، وَمحمد بْن الضُّرَيْس، وعليّ بْن سَعِيد بْن بشير الرازيّون، وابنه الْحُسَيْن بْن عليّ قاضي قَزْوين، ويحيى بْن عَبْدَك القَزْويني، قَالَ أبو حاتم: كَانَ ثقة صدوقًا. وهو أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شيبة فِي الفضل والصَّلاح.
وأبو بَكْر أكثر حديثًا منه وأفهم. توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
__________
1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "12/ 11".
2 تقدم ترجمته.
3 انظر الجرح والتعديل "6/ 202"، والثقات لابن حبان "8/ 467"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 990".(17/139)
296- عليُّ بْن هاشم بْن مرزوق1.
أَبُو الْحَسَن الرّازيّ، مولى بني هاشم. عَنْ: هُشَيْم، وعُبَيْدَة بْن حُمَيْد، وعَبَّاد بْن العَوَّام، وعليّ بْن غُرَاب، وابن مطيع الْحَكَم بن عبد الله قاضي بلخ، وأبي بكر بن عياش. وعنه: أبو حاتم، والحسن بن العباس، وأحمد بن جعفر الحمال، وعبد الرحمن بن محمد بن سالم، ومحمد بن عبد الله بن رسته الإصبهاني. قَالَ أبو حاتم: صدوق.
297- عليُّ بْن المغيرة2.
أَبُو الْحَسَن الأثرم، صاحب اللُّغَة، كَانَ من كبار علماء اللِّسَان ببغداد. حمل عَنْ: أَبِي عُبَيْدَة، والأصمعي، وغيرهما.
وعنه: أَحْمَد بْن أَبِي خيثمة، وَمحمد بْن يَحْيَى الكِسَائي الصَّغير، وَأَحْمَد بْن يحيَى البلاذُريّ، والزُّبير بْن بكّار، وأبو الْعَبَّاس ثعلب. وكان مقبول الرواية، بصيرًا بالنَّحْو واللُّغة. تُوُفِّيَ سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
298- عُمَرَ بْن فرج الرُّخَّجيّ الكاتب3.
كَانَ من علية الكُتّاب، يصلح للوزارة. سخط عَلَيْهِ المتوكّل، فأخذ منه ما قيمته مائة وعشرون ألف دينار. ثم صالحه على أن يرد إِلَيْهِ ضياعه عَلَى ماله. ثُمَّ غضب عَلَيْهِ وصُفِعَ4 ستّة آلاف صفعة فِي أيام، وأُلْبِسَ عباءة. ثُمَّ رضي عَنْهُ، ثُمَّ سَخطَ عَلَيْهِ ونفاهُ. تُوُفِيّ ببغداد.
299- عُمَرَ بْن موسى5.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "6/ 208"، والثقات لابن حبان "8/ 475"، وتهذيب الكمال "2/ 994".
2 انظر الثقات لابن حبان "8/ 470"، وتاريخ بغداد "12/ 107"، والكامل في التاريخ "7/ 35"، والفهرست "56".
3 انظر تاريخ الطبري "9/ 140، 150"، والكامل في التاريخ "7/ 23، 29"، ومروج الذهب "2834".
4 صفعة صفعًا: أي ضربه بكفه مبسوطة.
5 انظر الثقات لابن حبان "8/ 445"، والكامل لابن عدي "5/ 1710"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 226".(17/140)
أَبُو حفص الحادي البصْريّ ثُمَّ الكُدَيْمِيّ. عَنْ: حمّاد بْن سَلَمَةَ، وأبي الربيع السّمّان أشعث، وأبي هلال محمد بْن سُلَيْم. وعنه: عَبْدَان الأهوازي، وعمر السّخْتياني، وزكريّا الساجيّ. قَالَ ابن عديّ: ضعيف، يسرق الحديث.
300- عُمَرَ بْن هشام1.
أَبُو حفص النَّسَويّ. صاحب مظالم الرَّيِّ. عَنْ: الفضل بْن مُوسَى السِّينانيّ، والنَّضْر بْن شُمَيْلٍ، وفَضَالة بْن إِبْرَاهِيم. وعنه: أَبُو داود، وأبو حاتِم، وعبد اللَّه الخُتَّليّ.
301- عمّار بْن زَرْبي2.
أَبُو الْمُعْتَمِر الْبَصْرِيّ الضرير المؤدِّب. عَنْ: مُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان، وبِشْر بْن منصور. وعنه: عبدان، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى. كذبه عبدان.
302- عمرو بن حفص3.
ويقال عمر. أبو هشام الثقفي مولاهم الدمشقي البزاز. ولاؤه للحجاج بن يوسف. عَنِ: الوليد بْن مُسْلِم، وَمحمد بْن شُعَيب. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، وأبو زرعة الدمشقي، وأحمد بن المعلى، وأحمد بن إبراهيم البسري. قَالَ أبو حاتم: صدوق.
303- عَمْرُو بْن الْحُصَيْن العُقَيْلِيّ الباهليّ الْبَصْرِيّ ثُمَّ الحَرزيّ4
أَبُو عثمان4. عَنْ: محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عُلاثة، وأبي عَوَانة، وحمّاد بْن زيد، ويحيى بْن العلاء الرازيّ، وعبد العزيز بن مسلم، وعلي بن سارة. وعنه: أحمد بن داود المكي، وعثمان بن خُرَّزاذ، ومحمد بْن أيّوب بْن الضُّرَيْس، ومعاذ بْن المثنى، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي، وأبو معشر الحسن بن سليمان الدارمي، والحسين بن
__________
1 انظر الجرح والتعديل "6/ 142"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 230".
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 392"، والثقات لابن حبان "8/ 517، 518"، الكامل لابن عدي "5/ 1731".
3 انظر الجرح والتعديل "6/ 229".
4 انظر الجرح والتعديل "6/ 229"، والضعفاء للدارقطني "130"، والكامل لابن عدي "5/ 1797"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 252".(17/141)
إسحاق التستري، وأبو يعلى الموصلي. قَالَ أبو حاتم: ذاهب الحديث. وقال ابن عديّ: حدَّث عَنِ الثّقات بغير حديث مُنْكَر، وهو مظلم الحديث.
وقال الدّارَقُطْنيّ: متروك. تُوُفيّ بعد الثلاثين ومائتين.
304- عَمْرُو بْن رافع بْن الفُرات1.
أَبُو حُجْر البَجَليّ القَزْوينيّ. عَنْ: جرير بْن عَبْد الحميد، وابن المبارك، وإسماعيل بْن جَعْفَر، وابن عيينة، والفضل بن موسى، وعباد بن العوام. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، والحسن بن العباس، وأحمد بن عبد الرحمن القلانسي، ومحمد بن أيوب الرازيون، ومحمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي، ومحمود بن الفرج الإصبهاني. قَالَ أَبُو حاتِم: قلّ من كتبنا عَنْهُ أصدق لَهجةً وأوضح حديثًا منه. مات سنة سبعٍ وثلاثين ومائتين.
305- عَمْرو بْنُ زُرارة بْن واقد2.
أَبُو محمد الكلابي النيسابوري المقريء. قرأ القرآن عَلَى الكسائي، وحدَّث عَنْ: هُشَيْم، ويحيى بْن زكريّا بْن أَبِي زائدة، وعبد العزيز بْن أَبِي حازم، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة، وزياد بْن عَبْد اللَّه البكّائيّ.
وعنه: الشَّيْخَان، والنسائيّ، وَمحمد بْن يحيى الذُّهَليّ، وعبد اللَّه الدّارميّ، وإبراهيم بْن أَبِي طالب، والحسن بْن سُفْيَان، وَمحمد بْن إِسْحَاق السّراج. قَالَ النسائيّ: ثقة. ومات سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين.
306- عَمْرُو بْن زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن ثَوْبَان3.
مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبُو الْحَسَن الباهليّ. عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن سعد، ويعقوب القُمّيّ، وابن المبارك، وحمّاد بْن زيد. وعنه: يزيد بْن خَالِد الإصبهاني، وصالِح بْن
__________
1 انظر الجرح والتعديل "6/ 232، 233"، والثقات لابن حبان "8/ 487"، وتهذيب الكمال "2/ 1032"، وتهذيب التهذيب "8/ 32".
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 233"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 332"، والثقات لابن حبان "8/ 487"، وسير أعلام النبلاء "11/ 406".
3 انظر الجرح والتعديل "6/ 233"، والضعفاء للدراقطني "130"، والكامل لابن عدي "5/ 1800"، وتاريخ بغداد للخطيب "12/ 204".(17/142)
العلاء العَبْدِيّ، ورَوْح بْن عَبْد المجيب، وسمع منه فِي سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين. قَالَ ابن عديّ: يسرق الحديث ويُحدِّثُ بالبواطيل.
307- عَمْرُو بن عباس الباهليّ1.
أَبُو عثمان البصريّ الأهْوَازِيّ الرازيّ والد عَمْرو الباهليّ. عَنْ: ابن عُيَيْنَة، وغُنْدر، وابن مهديّ. وعنه: الْبُخَاريّ، وحرب الكِرْمَانيّ، وعَبْدَان الأهْوازيّ. كَانَ حافظًا صاحب حديث. مات فِي ذي الحجّة سنة خمس وثلاثين ومائتين.
308- عَمْرُو بْن قسطْ أو قُسَيْط2.
أَبُو عليّ السُّلَمِيّ الرَّقِيّ. عن: أبي المليح، وعبيد الله بن عمرو الرِّقيين، ويعلى بن الأشدق.
وعنه: أبو داود، وأحمد بن إسحاق بن يزيد الخشاب، وأبو زرعة الرازي، وعثمان بن خرزاذ. توفي سنة ثلاثين ومائتين. قلتُ: كَانَ حقّه أن يحوَّل إلى الطبقة التي قبل هذه الطبقة.
309- عَمْرُو بْن عَمْرو بْن يزيد.
أبو عبد الله الغافِقيّ. مولاهم الْمَصْرِيّ. عَنْ: الليث بْن سعد، وابن لَهِيعة. وعنه: يحيى بن عثمان بن صالح. وهو والد إسماعيل بن عمرو المدني راوي الموطأ عَنْ عَبْد الملك بْن الماجِشُّون، عَنْ مالك. مات سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين.
310- عَمرو بْن محمد بْن بُكَيْر بْن سابور3.
الحافظ أَبُو عثمان البغداديّ النّاقد. نزلَ الرَّقَّةَ مُدّةً. عَنْ: هُشَيْم، وأبي خَالِد الأحمر، والسفيان بْن عُيَيْنَة، وحفص بْن غِياث، ومُعْتَمر بْن سليمان، وأبي معاوية، وعبد الرزّاق. وعنه: الشيخان، وأبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو القاسم
__________
1 انظر الجرح والتعديل "6/ 252"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 362"، والثقات لابن حبان "8/ 468"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 1039".
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 256"، والثقات لابن حبان "8/ 486"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 1047".
3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 358"، والجرح والتعديل "6/ 262"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 375"، وتاريخ بغداد للخطيب "12/ 205".(17/143)
البغوي، وأبو يعلى الموصلي، وجعفر الفريابي. قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: كَانَ عَمْرو الناقد يتحرّى الصِّدْق. وقال أبو حاتم: ثقة أمين. وقال الْحُسَيْن بْن فَهْم: كَانَ ثقة صاحب حديث، فقيهًا من الحفّاظ المعدودين. تُوُفيّ لأربعٍ خَلَوْنَ من ذِي الحجّة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
311- عِمْران بْن يزيد بْن أَبِي جميل الدمشقي1.
ذكره ابن أَبِي حاتم فقال: عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه بْن سَمَاعة، وهِقْل بْن زياد، والدَّرَاوَرْدِيّ، وشهاب بْن خِراش. وعنه: أبي وأبو زرعة.
312- عون بن يوسف2.
أبو محمد الخزاعي المغربي الكناني الفقيه. سَمِعَ من: عَبْد الرَّحْمَن بْن زيد بْن أسلم، وغيره.
وعنه: محمد بْن وضّاح، وكان يُفضِّلْه وَيُثْنِي عَلَيْهِ. مات فِي جُمَادى الأولى سنة تسعٍ وثلاثين ومائتين، عَنْ سنٍّ عالية.
313- عيّاش بْن الوليد3.
وهو عياش بْن الأزرق. بصريٌّ نزل أَذَنَة. عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وهْب. وعنهُ: أَبُو داود، وَأَحْمَد بْن عَبْد اللَّه العجليّ الحافظ، وجعفر الفِرْيَابيّ.
314- عِياض بْن عَبْد الملك الْمُراديّ.
مولاهم المصريّ، أَبُو يزيد. عَنْ: ابن عُيَيْنَة، وعبد اللَّه بْن كُلَيْب، وابن وهب. وكان من أفضل أهل زمانه. وعنه: عَبْد الكريم بْن إِبْرَاهِيم. تُوُفِّيَ بأَيْلَة سنة تسع وثلاثين ومائتين.
315- عيسى بن سالم الشاشي4.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "6/ 307"، وتهذيب التهذيب "9/ 223".
2 انظر ترتيب المدارك "2/ 627"، وطبقات الفقهاء "157".
3 انظر الإكمال لابن ماكولا "6/ 68".
4 انظر الجرح والتعديل "6/ 278"، والثقات لابن حبان "8/ 494"، وتاريخ بغداد للخطيب "11/ 61".(17/144)
عَنْ: عُبَيْد اللَّه بْن عَمْرو الرَّقِيّ، وعبد اللَّه بْن المبارك. وعنه: مُوسَى بْن هارون، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصُّوفيّ، وأبو القاسم البغويّ. قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة؛ تُوفيّ بطريق حُلْوان سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
"حرف الغين":
316- غُزَيْلُ بْن سِنَان الموصِليّ.
مولى بَنِي تَميم. عَنْ: المعافى بْن عِمران، وعفيف بْن سالم. وعنه: أَحْمَد بْن حمدون الموصليّ.
تُوُفيّ سنة تسعٍ وثلاثين ومائتين. مجهول.
"حرف الفاء":
317- الفتح بْن هشام الترجمانيّ1.
عَنْ: أَبِي عُلَيَّة. وعنه: أَبُو إِسْحَاق السّرّاج. مات سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين.
318- الفُرات بْن نصر2.
الفقيه أَبُو حفص القُهُنْدُزيّ الْهَرَويّ. سَمِعَ الكُتُب من: محمد بْن الْحَسَن. وحمل أيضًا عَنْ: أَبِي يوسف. وعنه: أحمد بْن حَبُّوَيْه. مات سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين.
319- الْفَرَجُ بنُ سَهيل بْن الفَرَج القُضَاعِيّ ثُمَّ الفارابيّ الزّاهد3.
عَنْ: ابن وهْب، وأبي إِسْمَاعِيل الزّاهد. وصحب إدريس بْن يحيى. قَالَ ابن أَبِي حاتِم: كَانَ حكيمًا ينطقُ بالحكمة. تُوفيّ فِي المحرم سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين.
320- الفضل بْن زياد4.
أَبُو الْعَبَّاس الطَّسْتِيّ، بغداديّ ثقة. عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عيّاش، وعبّاد بْن عبّاد. وعنه: ابن أبي الدنيا، وموسى بن هارون، وإبراهيم بن هاشم البغوي.
__________
1 انظر الثقات لابن حبان "9/ 14"، وتاريخ بغداد للخطيب "12/ 383".
2 انظر الثقات لابن حبان "9/ 14".
3 انظر الجرح والتعديل "7/ 86".
4 انظر الجرح والتعديل "7/ 62"، والثقات لابن حبان "9/ 6"، وتاريخ بغداد للخطيب "12/ 360".(17/145)
321- الفضل بن غانم1.
أبو علي المروزي الخزاعي. عَنْ: مالك، وسليمان بْن بلال، وأبي يوسف. وعنه: أحمد بن أبي خيثمة، ومحمد بن يَحْيَى الْمَرْوَزِيّ، وأبو القاسم البَغَويّ. وقد تولّى قضاء مصر عامًا وعزل، وذلك في ثمانٍ وتسعين ومائة، وكان كبير اللحية جدًّا، وكان يُصلِّي بالنّاس الجمعة، فإذا خطبَ جعل فِي لحيته عودًا ليردّ عنها عين لَهِيعة بْن عيسى، وكان فيما قِيلَ عُيُونًا مجرَّبًا. قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: الفضل لَيْسَ بقويّ. وتكلَّم فِيهِ أيضًا أَحْمَد بْن حنبل. وولي قضاء الرِّيّ فيما قاله ابن أَبِي حاتِم. مات سنة ستة وثلاثين ومائتين.
322- الفضل بْن مُقاتِل2.
أَبُو مُقاتِل الأزْدِيّ البلْخِيّ عَنْ النَّضْر بْن شُمَيْلٍ وعبد الرزّاق ويزيد بْن أَبِي حكيم وعنه البخاري في كتاب الأدب وأبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي وأبو الدرداء عبد العزيز بن منيب وجعفر الفريابي وثقه البخاري.
323- فضيل بن الحسين بن طلحة3.
أبو كامل الجحدري البصري ابن أخي كامل بن طلحة. عَنْ: الحمَّادَيْن، وعبد الواحد بْن زياد، وخالد بْن عَبْد الله الطّحّان، وسُلَيْم بْن أخضر. وعنه: مسلم، وأبو داود، وابن أبي عاصم، وعبدان، والبغوي. وكان ثقة مشهورا. مات سنة سبع وثلاثين ومائتين.
324- فطر بن حماد بن واقد الصفار4.
بصري، مقل. عَنْ: أَبِيهِ، ومالك بْن أنس. وعنه: مُسْلِم فِي غير الصحيح، وأبو بَكْر أَحْمَد بْن عَمْرو البزّاز، وعليّ بْن سَعِيد الرّازيّ. توفي سنة سبع وثلاثين ومائتين.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "7/ 66"، وأخبار القضاة لوكيع "3/ 239"، وتاريخ الطبري "8/ 637"، وتاريخ بغداد للخطيب "12/ 357".
2 انظر الجرح والتعديل "7/ 69".
3 انظر الجرح والتعديل "7/ 71، 72"، والثقات لابن حبان "9/ 10"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 1102".
4 تقدمت ترجمته.(17/146)
"حرف القاف":
325- القاسم بْن أُميّة العَبْدِيّ الْبَصْرِيّ الحذاء1.
عَنْ: مُعْتَمر بْن سُلَيْمَان، وحفص بْن غِيَاث. وعنه: أبو زرعة وقال: صدوق، وأبو حاتِم.
326- القاسم بْن محمد بْن أَبِي شَيْبَة2.
أخو أَبِي بَكْر، وعثمان: ضعيف الحديث بمرّة. عَنْ: يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، وعبد اللَّه بْن إدريس، وإسماعيل بْن عُلَيَّة. وعنه: أَبُو زُرْعَة، وأبو حاتِم ثُمَّ تركا حديثه؛ وصالح جررة، وأبو يَعْلَى. مات سنة خمسٍ وثلاثين ومائتين.
327- القاسم بْن هلال3.
أَبُو محمد القُرْطُبيّ. رحل، وسمع: عَبْد اللَّه بْن وهْب، وعبد الرَّحْمَن بْن القاسم. حدَّث عَنْهُ: أولاده. وكان بصيرًا بِمذهب مالك. تُوُفِيّ سنة إحدى، وقال ابن يونس: سنة سبعٍ وثلاثين ومائتين.
328- قُتَيْبَة بْن سَعِيد بْن جميل بْن طريف4.
أَبُو رجاء الثّقفي، مولاهم البلْخَيّ، نزيل قرية بَغْلان. قَالَ ابن عديّ: اسمه يَحْيَى، وقُتَيْبَة لَقَبٌ لَهُ.
وُلِدَ سنة تسعٍ وأربعين ومائة. سَمِعَ: مالكًا، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ لَهِيعَةَ، وأبا عَوَانة، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي الموّال، وشَرِيك بْن عَبْد اللَّه، ومفضّل بْن فَضَالَةَ، وحمّاد بْن زيد، وعبد الواحد بْن زياد، وبكر بْن مُضَر، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وأبا الأحوص، وجعفر بْن سُلَيْمَان، وإسماعيل بْن جَعْفَر، وخلقًا بِخُراسان، والعراق، والحجاز، ومصر. وعنه: من عدا ابن ماجة، وابن حمّاد، وَأَحْمَد بْن
__________
1 انظر الجرح والتعديل "7/ 107"، والمغني في الضعفاء "2/ 517".
2 انظر الجرح والتعديل "7/ 120"، تاريخ جرجان "299"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 379"، ولسان الميزان "4/ 465".
3 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 355"، وبغية الملتمس "451".
4 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 379"، والجرح والتعديل "7/ 140"، والثقات لابن حبان "9/ 20"، وتاريخ الطبري "2/ 388"، وحلية الأولياء "6/ 319".(17/147)
حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو خيْثَمَة، ويَحْيَى بْن مَعِين، والحسن بْن عَرَفة، وإبراهيم الحربيّ، وأبو زُرْعَة، وجعفر الفِرْيَابي، والحسن بْن سُفيان، وموسى بْن هارون، وأبو الْعَبَّاس السّرّاج. عَنْ: الْحَسَن بْن سُفْيَان قَالَ: كُنَّا عَلَى باب قُتَيْبَة، وكان معنا رجلٌ يقول: لا أخرج حتّى أكبّر عَلَى قُتَيْبَة. فمرض الرجل ومات، فأُخبرَ قُتَيْبَة فخرج، فصلّى عَلَيْهِ، وكتب عَلَى قبره: هذا قبر قاتل قُتَيْبَة. قَالَ أَحْمَد بْن يسار: كَانَ جدّ قُتَيْبة مولى للحجاج، وكان يذكر كرامته عَلَيْهِ، وأنه كَانَ يجلس عَلَى سرير عَنْ يمينه. وكان قتيبة رَبْعَةً، أصلع، حُلو الوجه، حَسَن الخَلْق، غَنيًّا من ألوان الأموال من البقر، والإبل، ولقد قَالَ لي: أقِمْ عندي هذه الشّتْوَة حتّى أُخرج لك مائة ألف حديث عَنْ خمس أُناسيّ. وكان ثَبْتًا صاحب سنة. كتب الحديث عَنْ ثلاث طبقات. فقال ابن أَبِي خيثمة: سُئِلَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ، عَنْ قتيبة، فقال: ثقة.
وقال النسائي: ثقة مأمون.
ومن شعر قُتَيْبَة:
لولا القضاءُ الَّذِي لا بُدّ مُدْركُهُ ... والرّزْق يأكله الْإِنْسَان بالقَدَر
ما كَانَ مثلي فِي بَغْلانَ مَسْكَنُهُ ... ولا يَمرُّ بِهَا إلا عَلَى سَفَر
ومن عجيب الاتفاق أنّ التِّرْمِذِيَّ روى حديث الجمع بين الصلاتين عَنْ قُتَيْبَة، ثُمّ رَوَاهُ عَنْ عَبْد الصمد بْن سُلَيْمَان، عَنْ زكريّا اللُؤلؤيّ، عَنْ أَبِي بَكْر الأعْيَن، عَنْ عليّ بْن الْمَدِينِيّ، عَنْ أَحْمَد بْن حنبل، عَنْ قُتَيْبَة.
329- قَطَنُ بنُ نُسَير2.
أَبُو عبّاد الغُبَريّ الْبَصْرِيّ. عَنْ: جَعْفَر بْن سُلَيْمَان، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ. وعنه: مسلم، وأبو داود، ومطين، وأبو يعلى الموصلي، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي.
قال أبو حاتِم: رأيتُ أَبِي يحمل عَلَيْهِ. وقال ابن عدي: كان يسرق الحديث ويوصله.
__________
1 أي أصناف.
2 انظر الجرح والتعديل "7/ 138"، والثقات لابن حبان "9/ 22"، والكامل لابن عدي "6/ 2075"، وتهذيب الكمال للمزي "2/ 1130".(17/148)
"حرف الكاف":
330- كامل بْن طلحة1.
أَبُو يَحْيَى الْجَحْدَريّ الْبَصْرِيّ. وُلِدَ سنة خمسٍ وأربعين ومائة. عن: مبارك بن فضالة، وحماد بن سلمة، وأبي الأشهب جَعْفَر بْن حبّان، واللّيث بْن سعد ومالك، وابن لَهِيعة. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وإبراهيم الحربي، وأبو داود السجستاني، في كتاب "المسائل"، وأبو بكر بن أبي عاصم، وموسى بن هارون، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي. قَالَ أَحْمَد بْن حنبل فِيهِ: مقارب الحديث. وقال أَبُو حاتم: لا بأس بِهِ. وقال الدّارَقُطْنيّ: ثقة. مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
331- كثير بْن يحيى بن كثير2.
أبو مالك. عن: أبي عوانة، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وثابت بْن يزيد الأحوال، وغيرهم. وعنه: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِي زيادات المسند، وإبراهيم بن هاشم البغوي وعبيد الله بن النعمان المنقري، وهشام بن علي السدوسي. قَالَ ابن أَبِي حاتِم: روى عَنْهُ أَبِي، وأبو زُرْعة، وقال: صدوق. تُوُفيّ سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
332- كعب بْن سَعِيد3.
أَبُو سَعِيد العامريّ الْبُخَاريّ، يُعرف بكَنْعَان. ذكره السُّلَيْمَانيّ فقال: كَانَ ناسكًا صَدُوقًا من الأبدال. سَمِعَ: مروان بْن مُعَاويَة، ويحيى بْن سليم، وأبا أسامة، وعبد الرواق. وعنه: بَحر بْن النَّضْر، وأبو صَفْوَان السّرماريّ. وكان يَقُولُ: الْإيِمَان قولٌ وعمل.
"حرف اللام":
333- لَيْثُ بن حماد الصفار4.
__________
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 363"، والجرح والتعديل "7/ 172"، والثقات لابن حبان "9/ 28"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1141".
2 انظر الجرح والتعديل "7/ 158"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 219"، والثقات لابن حبان "9/ 26"، وميزان الاعتدال "3/ 410".
3 انظر الثقات لابن حبان "9/ 28".
4 انظر تاريخ بغداد للخطيب "13/ 16".(17/149)
حدّث ببغداد فِي سنة اثنتين وثلاثين. عَنْ: عَبْد الواحد بْن زياد، وأبي عَوَانة، وعنه: محمد بْن جَابِر السَّقَطيّ، وإدريس بْن عَبْد الكريم الحدّاد، وعبد اللَّه بْن محمد البَغَويّ. قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا.
334- اللَّيْث بْن خَالِد1.
أبو الحارث البغدادي، وقيل المروزي. المقريء. من كبار المقرئين ببغداد. قرأ عَلَى: أَبِي الْحَسَن الكِسَائي، وأخذ الحروف عَنْ: يحيى اليزيديّ، وحمزة بْن القاسم الأحْوَل. وتصدَّرَ للإقراء، وحمل الناس عنه. وكان ثقة ثبتًا فيما ينقله. روى عَنْهُ: سَلَمَةُ بْن عاصم، وَمحمد بْن يَحْيَى الكِسَائيّ الصّغير. مات سنة أربعين.
"حرف الميم":
335- مالك بْن حويص الهَرَويّ2.
عَنْ: مالك بْن أنس، وفُضَيْل بْن عِياض. وعنه: يحيى بن أحمد بن زياد، وغيره. توفي سنة سبع وثلاثين ومائتين.
336- مالك بن سليمان الألهاني3.
حمصي، ضعيف، يكنى: أبا أنس. حدَّث بسامرّاء عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش، وبقيّة بْن الوليد.
وعنه: ابن البراء العبدي، وعلي بن أحمد بن النضر، ومحمد بن محمد الباغندي. ضعفه محمد بن عوف وقال: كَانَ ابن عمّ زوجتي، سَمِعَ منه أَبُو بَرْزة الحاسب سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين.
337- محمد بْن أبان بْن عمران بن زياد الواسطي الطحان4.
__________
1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "13/ 16".
2 انظر الثقات لابن حبان "9/ 165".
3 انظر الجرح والتعديل "8/ 210"، والثقات لابن حبان "9/ 165"، وتاريخ بغداد للخطيب "13/ 158".
4 انظر الجرح والتعديل "7/ 199"، والثقات لابن حبان "9/ 187"، وتاريخ الطبري "5/ 295"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1156".(17/150)
أَبُو الْحَسَنَ، وقيل: أبو عبد الله، وقيل: أَبُو عِمْران السُّلَمي، وقيل الْقُرَشِيّ. عَنْ: أبان بْن يزيد العطّار، والحَمَّادّيْن، وجرير بْن حازم، وسلام بْن مسكين. وشَرِيك، وعُقبَةُ بْن عَبْد اللَّه الأصم، وفُلَيْح بْن سُلَيْمَان. وعنه: بَقِيّ بْن مَخْلَد، وأبو زُرْعة، ومطيّن، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، ومُضَر بْن محمد الأسديّ، وَمحمد بْن محمد الباغَنْديّ، قَالَ ابن حبّان فِي كتاب "الثِّقَات": ربّما أخطأ. وفي "صحيح الْبُخَاريّ": ثنا محمد بْن أبان، ثنا غُنْدَر، فِي موضعين من كتاب الصلاة. وقال ابن عدي: هُوَ الواسطيّ. وقال أَبُو نصر الكَلاباذيّ، وجماعة: هُوَ محمد بْن أبان البلْخِيّ. وقال بَحْشَل: كَانَ فقيهًا، ومولده سنة سبع وأربعين ومائة. قال ابن أَحْمَد. وتُوُفِيّ سنة تسعٍ، وقيل ثمانٍ وثلاثين ومائتين.
338- محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن العَنْبسيّ الْكُوفيّ.
عَنْ: أَبِي مَعْشَر السِّنْديّ. وعنه: محمد بْن عَبْد اللَّه مُطَيّن. قَالَ أبو عبد الله بْن مَنْدة: تُوفيّ بعد الثلاثين ومائتين.
339- محمد بْن القاضي أَحْمَد بْن أَبِي دُؤاد1.
أَبُو الوليد الإياديّ. لَمَّا ضُرِبَ أَبُوهُ بالفالِج وانقطعَ فِي بيته ولاه المتوكّل قضاء القضاة. لأن ابن أَبِي دُؤاد كَانَ يبالغ فِي خدمة المتوكّل وفي نُصْحه. وكان المتوكّل يكرهُ أَحْمَد لأجل مذهبه وتهجُّمه عَلَى القول بخلق القرآن. ثُمَّ عزل المتوكّل أَبَا الوليد عَنِ القضاء بيحيى بْن أكثم.
وصادر أَبَا الوليد، فَحُمِلَ إِلَيْهِ مائة ألف دينار وجواهر ونفائس. ثُمَّ صُولِح بعد ذَلِكَ عَلَى ستة عشر ألف ألف دِرْهَم. وتوالت الآفات عَلَى ابن أبي دُؤاد بمرضه ونكبته، ثُمَّ فجع بابنه أَبِي الوليد هذا، فمات سنة سَبْعٍ وثلاثين، أو فِي سنة أربعين ومائتين. ومات أَحْمَد بعده بعشرين يومًا. ولأبي الوليد أخبار طريفة فِي الْبُخْل.
340- محمد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن المسّيب بْن أَبِي السّائب2 بْنُ عَائِذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بن مخزوم.
__________
1 انظر أخبار القضاة لوكيع "1/ 173، 179"، وتاريخ الطبري "9/ 188"، وتاريخ بغداد للخطيب "1/ 297".
2 انظر الجرح والتعديل "7/ 194"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 40، 41"، والثقات لابن حبان "9/ 89".(17/151)
أبو عبد الله الْقُرَشِيّ المخزوميّ المسيبيّ الْمَدَنِيّ. عَنْ: أَبِيهِ، وسُفيان بْن عُيَيْنَة، وأنس بْن عياض، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، وَمحمد بْن فُلَيْح. وقرأ القرآن على أبيه عَنْ نافع. وأقرأ.
وعنه: مُسْلِم، وأبو داود، وأبو زُرْعة، وإبراهيم الحربيّ، وأبو يَعْلَى الموصلي، وَمحمد بْن عبدوس بْن كامل. كَانَ عالِمًا صالِحًا جليل القدر. قَالَ مُصْعَب الزُّبَيْريّ: لا أعلمُ فِي قريش كلّها أفضل من المسيبيّ. وثَّقه صالح جَزَرَة. مات ليومين بقيا من ربيع الأول سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين.
341- محمد بن إسحاق بن هاشم الرافعي1.
عن ولد أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. دمشقيّ. عَنْ: سَعِيد بْن عَبْد العزيز. وعنه: أَحْمَد بْن نصر بْن شاكر، وجعفر الفريابيّ، وَأَحْمَد بْن الْمُعَلَّى.
342- محمد بْن أسد الحَوْشِيّ الحافظ2.
أبو عبد الله الإسفرائينيّ أحد الأعلام. إمام رحّال مصنِّف. وحَوْش من قرى إسفرائين. عن: ابن المبارك، عَنْ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وبقيّة بْن الوليد، والوليد بْن مُسْلِم، وفُضَيْل بْن عياض. وعنه: محمد بن عبد الوهاب الفراء، وأبو إبراهيم الحربي، وأبو بكر الصغاني، وأبو حاتم الرازي، وأبو لبيد السرخسي. ولما مات قَالَ إِسْحَاق بْن راهَوَيه: كَانَ نصف خُراسان.
343- محمد بْن أَبِي العتاهية إِسْمَاعِيل البغداديّ3.
الشاعر ابن الشاعر، ويُلَقَّب عتاهية. لَهُ شعر جيّد فِي الزُّهد. عَنْ: أَبِيهِ، وهشام الكلبيّ. وعنه: ابن أبي الدنيا، وأحمد بن أبي خيثمة، والمبرد. ومن شعره:
قد أفلح الساكت الصموت ... كلام راعي الكلام قوت
ما كل نطق له جواب ... جواب ما يكره السكوت
يا عجبًا لامرىء ظلوم ... مستيقن أنه يموت
__________
1 انظر تاريخ دمشق "37/ 100".
2 انظر الجرح والتعديل "7/ 209"، والإكمال لابن ماكولا "2/ 406"، وسير أعلام النبلاء "10/ 655، 656".
3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "2/ 34"، والأغاني "4/ 788".(17/152)
344- محمد بْن بشير بْن مروان1.
أَبُو جَعْفَر الكِنْدِيّ الدّعاء. بغداديّ، جائز الحديث. عَنْ: ابن المبارك، وابن السمّاك الواعظ، وابن عيينة. وعنه: ابن أبي الدنيا، وأبو يعلى. مات سنة ست وثلاثين ومائتين. قَالَ الدّارَقُطْنيّ: لَيْسَ بالقويّ. وقال ابن مَعِين: لَيْسَ بثقة.
345- محمد بْن بكّار بْن الرّيان الهاشمي2.
مولاهم الرُّصَافِيّ البغداديّ، أبو عبد الله. عَنْ: محمد بْن طلحة بْن مَطَرِّف، وعبد الحميد بْن بِهْرام، وفُلَيْح بْن سُلَيْمَان، وقيس بْن الربيع، وأبي مَعْشَر نَجِيح السِّنْدِيّ، والوليد بْن أَبِي ثور، وإسماعيل بْن جَعْفَر. وعنه: مُسْلِم، وأبو داود، وابنه إِبْرَاهِيم بْن محمد، وأبو بَكْر بْن أَبِي الدُّنْيَا، وموسى بْن هارون، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وحامد بْن شُعَيْب، وإبراهيم بْن هاشم البَغَويّ، وأبو القاسم البغوي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وعِمْران بْن مُوسَى بْن مُجاشع، وأبو الْعَبَّاس السّرّاج، وَمحمد بْن الْحُسَيْن بْن مُكْرَم. قَالَ مُوسَى: شيخ لا بأس بِهِ. وقال الدّارَقُطْنيّ: ثقة. مات فِي ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين ومائتين، عَنْ ثلاثٍ وتسعين سنة.
346- محمد بْن بكّار بْن الزُّبَيْر العَيْشيّ البصْرِيّ الصَّيْرَفيّ3.
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وزياد بْن عَبْد اللَّه البكّائيّ ويزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان، ومروان بن معاوية. وعنه: مسلم، وأبي داود، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى الموصلي، وعبدان الأهوازي، والحسن بن سفيان، وإبراهيم بن محمد بن نائلة الإصبهاني. وكان ثقة صاحب حديث. تُوُفيّ سنة سبعٍ وثلاثين ومائتين.
347- مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر بْن عَلِيّ بن عطاء بن مقدم4.
__________
1 انظر الضعفاء لابن الجوزاء "3/ 44"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 491"، والمغني في الضعفاء "2/ 559".
2 الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 347"، والجرح والتعديل "7 212"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 44"، والثقات لابن حبان "9/ 788".
3 انظر تهذيب الكمال للمزي "3/ 1178"، وسير أعلام النبلاء "11/ 115"، وتهذيب التهذيب "9/ 76، 77".
4 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 308"، والجرح والتعديل "7/ 213"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 49"، والثقات لابن حبان "9/ 58".(17/153)
الْمُحَدِّث أبو عبد الله الثَّقِفيّ مولاهم الْبَصْرِيّ المقدَّميّ، والد أَحْمَد، وَمحمد. عَنْ: عمّه عُمَرَ بْن عليّ، وأبي عَوَانة، وحمّاد بْن زيد، ويزيد بْن زُرَيْع، وفُضَيْل بْن سُلَيْمَان، ويوسف بْن الماجشون، وعثّام بْن عليّ، وعبّاد بْن عَبّاد. وعنه: الشيخان، وإسماعيل القاضي، ويوسف القاضي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى الْمَوْصِليّ، وَأَحْمَد بْن عليّ بْن سَعِيد الْمَرْوَزِيّ، وعبد الله بن أحمد، والحسن بن سفيان. وثّقة ابن مَعِين، وأبو زُرْعَة. مات فِي أول سنة أربع وثلاثين ومائتين.
348- محمد بْن ثعلبة بْن سواء السَّدُوسيّ البصْرِيّ1.
عَنْ: عمّه محمد بْن سواء فقط. وعنهُ: أَبُو بَكْر بن أبي عاصم، وموسى بن هارون، وأبو لَبِيد محمد بْن إدريس السَّرْخَسِيّ، وعَبْدان الأهوازيّ، وأبو يَعْلَى.
349- محمد بْن جامع البصْرِيّ العطّار2.
عَنْ: حمّاد بْن زيد، ومُعْتَمِر. وعنه: أبو يعلى، وعبدان، وعلي بن سعيد الرازي، وأحمد بن حفص الجرجاني. ضعفه أبو يعلى. وقال ابن عديّ: لَهُ أحاديث لا يُتَابعُ عليها. وقال أبو حاتم: كتبت عنه، وهو ضعيف الحديث.
350- محمد بْن جَعْفَر بْن أَبِي مؤاتية الكلبيّ الكوفيّ3.
نزيل فَيْد. ويُقال لَهُ الْفَيْدِيّ العلاف. عَنْ: أَبِي مُعَاويَة، وابن فُضَيْل، ووكيع. وعنه: البخاري، ومحمد بن الفضل بن جابر السقطي، ومطين. مات في جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين ومائتين.
351- محمد بن حاتم بن ميمون المروزي ثم البغدادي4 السمين.
أبو عبد الله. عَنْ: عَبْد اللَّه بْن إدريس، ويحيى القطّان، وابن عيينة، وعبد الله بن نمير، وإسماعيل بن علية. وعنه: مسلم، وأبو داود، والحسن بن سفيان، وأحمد
__________
1 انظر الجرح والتعديل "7/ 218".
2 انظر الجرح والتعديل "7/ 223"، والثقات لابن حبان "9/ 79"، والكامل لابن عدي "6/ 2273"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 498".
3 انظر التاريخ الكبير للبخاري "1/ 57"، والثقات لابن حبان "9/ 132".
4 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 359"، والجرح والتعديل "7/ 237"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 70"، وحلية الأولياء "10/ 336".(17/154)
ابن يحيى البلاذري، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصُّوفيّ. وثقه ابن حبان، وابن عدي، والدارقطني. قَالَ محمد بْن سواء: استخرج كتابًا في تفسير القرآن كتبه لناس ببغداد، وكان يَنْزِلُ قطيعة الربيع.
وقال الفلاس: لَيْسَ بشيء. تُوفيّ يوم الأربعاء لِخمس بقين من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين.
وأمّا.
352- محمد بْن حاتِم المصِّيصيّ.
الملقب جنّي، فهو صدوق من أقرانه، ولكنّه تأخّر موته. وكذا:
353- محمد بْن حاتِم الزّميّ1.
من أقرانِهما، ولكنْ تأخّر موته.
354- وَمحمد بْن حاتِم بْن بزيع2.
أصغر منهم، توفي قبل الخمسين.
355- وَمحمد بْن حاتِم بْن نُعَيْم المصيصي.
من صغار شيوخ النسائي، أدركهُ ابن عدي، وبقي إلى قرب الثلاثمائة.
356- محمد بْن الحارث بْن راشد الْمَصْرِيّ.
يُعرف بعذرة. سَمِعَ: ابن لَهِيعة، وعبيد اللَّه بْن عَمْرو الرقيّ، وضمام بْن إِسْمَاعِيل. وعنه: الْحَسَن بْن سُفْيَان، وَأَحْمَد بْن داود بْن أَبِي صالِح الحراني، وحسن بْن سَعِيد. فِيهِ لين. تُوفيّ فِي ذي القعدة سنة أربعين ومائتين.
357- محمد بْن حبيب الجاروديّ الْبَصْرِيّ3.
عَنْ: عَبْد العزيز بْن أَبِي حازم. وعنه: أَحْمَد بْن عليّ الجزّار، وأبو القاسم البَغَويّ. وكان صدوقًا.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "7/ 238"، والثقات لابن حبان "9/ 90".
2 انظر الثقات لابن حبان "9/ 108".
3 انظر الثقات لابن حبان "9/ 110"، وميزان الاعتدال "3/ 508".(17/155)
358- محمد بْن حبيب الشمونيّ1.
أَبُو جَعْفَر الكوفيّ المقريء. قرأ عَلَى أَبِي يوسف الأعشى صاحب ابن عيّاش. وكان أحذق أصحاب الأعشى. قرأ عَلَيْهِ: إدريس بن عبد الكريم، والقاسم أَحْمَد الخيّاط، وَمحمد بْن عَبْد اللَّه الحربيّ. وكان يُلَقِّن القرآن.
359- محمد بْن الْحُسَيْن بْن أَبِي شيخ2.
أَبُو جَعْفَر البُرْجُلانيّ صاحب المعلَّقَات فِي الزُّهد والرقائق. عَنْ: مالك بْن ضَيْغَم، وحسن الْجُعْفيّ، والهيثم بن عبيد، وزيد بن الحباب، وسعيد بن عامر، وأزهر السمان. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وإبراهيم بن الجنيد، ومحمد بن يحيى الواسطي، وأبو يعلى الموصلي، وأبو العباس بن مسروق. قَالَ أبو حاتم: ذُكِرَ لي أنّ رجلًا سألَ أَحْمَد بْن حنبل عَنْ شيء فِي أخبار الزُّهد، فقال: عليك بِمحمد بْن الْحُسَيْن.
360- محمد بْن حفص3.
أَبُو عَبْد الرَّحْمَن البصْريّ القطان، خال عيسى بْن شاذان. عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وأبي داود، ومسلم بن قتيبة، وأبي عاصم. وعنه: أَبُو داود، وحرب الكرمانيّ، ومطين، وابن أَبِي الدُّنْيَا. وثَّقه ابن حِبّان.
361- محمد بْن خَالِد بْن عَبْد اللَّه بْن يزيد الواسطيّ الطحان4.
سمعَ: أباهُ، وشَرِيك بْن عَبْد اللَّه، وأبا شهاب عَبْد ربّه بْن نافع، وفَرَج بْن فَضَالَةَ، وهُشَيْم. وعنه: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وإبراهيم بْن يوسف الهِسِنْجَانيّ، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، ومحمود بْن محمد الواسطيّ، ويوسف بْن يعقوب إمام جامع واسط. ضَعَّفه أَبُو زُرْعة. واتَّهمه ابن معين.
تُوُفيّ سنة أربعين ومائتين.
__________
1 انظر معرفة القراء الكبار "1/ 305"، وغاية النهاية "2/ 114".
2 انظر الجرح والتعديل "7/ 229"، وتاريخ بغداد للخطيب "2/ 222، 223"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 522".
3 انظر الثقات لابن حبان "9/ 95".
4 انظر الجرح والتعديل "7/ 243"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 74"، والثقات لابن حبان "9/ 90"، والكامل لابن عدي "6/ 2275".(17/156)
362- محمد بْن خَالِد بْن العبّاس بْن زمل السَّكْسكيّ البتلهي1.
عَنْ: الوليد بْن مُسْلِم، وبقيّة بْن الوليد. وعنه: يعقوب الفسوي، ومسلم بن الحجاج، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة.
363- محمد بن خلاد بن كثير2.
أبو بكر الباهلي البصري. عَنْ: مُعْتَمر بْن سُلَيْمَان، ونوح بن قيس، وغندر، ويحيى القطان ولَزمه مدّة.
وعنه: مُسْلِم، وأبو داود، والحسن بْن سُفْيَان، وعبد اللَّه بْن ناجية، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل. وثَّقه مُسَدِّد. قَالَ ابن حبّان: مات سنة تسعٍ وثلاثين وقال ابن أَبِي حاتِم: سنة أربعين ومائتين.
364- محمد بْن خلاد بْن هلال3.
أبو عبد الله التّميميّ الإسكندرانيّ. سَمِعَ: اللَّيْث، وضمام بْن إِسْمَاعِيل، ويعقوب الإسكندرانيّ.
قَالَ ابن يونس: يروي المناكير. ماتت سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
365- محمد بْن زياد بْن الأعرابي4.
أبو عبد الله الهاشمي مولى آل الْعَبَّاس بْن محمد الهاشميّ. كَانَ عَجَبًا فِي معرفة لُغة العرب والأنساب. وكان أَحْوَلَ.
عَنْ: أَبِي مُعَاويَة الضَّرير، وغيره. وعن: الكِسَائيّ، والقاسم بْن مَعْن المسعوديّ.
وعنه: إِبْرَاهِيم الحربيّ، وعثمان الدّارمي، وأبو الْعَبَّاس ثعلب، وأبو شُعَيْب الحراني، وشمر بن حمدويه. وكان يَقُولُ: وُلِدْتُ فِي الليلة التي مات فيها أبو حنيفة.
__________
1 انظر الثقات لابن حبان "9/ 93"، والمعرفة والتاريخ "1/ 535".
2 انظر الجرح والتعديل "7/ 246"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 76"، والثقات لابن حبان "9/ 86"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 195".
3 انظر الجرح والتعديل "7/ 245"، والثقات لابن حبان "9/ 85"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 573"، ولسان الميزان "5/ 155".
4 انظر تاريخ بغداد للخطيب "5/ 282-285"، والكامل في التاريخ "7/ 25"، والفهرست لابن النديم "61"، وسير أعلام النبلاء "2/ 264".(17/157)
ولم يكن من الكوفيين أشبه برواية البصْريين منه. وكان يزعم أنّ الأصمعي وأبا عبيدة لا يعرفان شيئًا. وقال ابن الأعرابيّ فِي كلمة رواها الأصمعيّ: سمعتها من ألف أعرابيّ خلاف ما قاله الأصمعيّ. وقال ثعلب: لزمتُ ابن الأعرابي تسع عشرة سنة، وكان يحضر مجلسه زُهاء مائة إنسان، ما رأيتُ بيده كتابًا قطّ. وانتهى إِلَيْهِ علمُ اللُّغة والِحفِظِ. وقال أَبُو منصور الأزهريّ: ابن الأعرابي كوفيّ الأصل، زاهد، ورِع، صدوق، حفظ من الغريب والنوادر ما لَمْ يحفظه غيره. وسمعَ من الأعراب الذين كانوا ينزلون بظاهر الكوفة بني أسد، وبني عقيل، فاستكثر، وأخذ النَّحْو عَنِ الكِسَائيّ. وكان أَبُوهُ عبدًا سِنْديًّا. ومن تأليفه: كتاب "النّوادر"، وهو كبير، وكتاب "تفسير الأمثال"؛ وكتاب "معاني الشِّعْر"، وغيرها. تُوفيّ سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
366- محمد بْن أَبِي زكير يحيى بْن إِسْمَاعِيل1.
أبو عبد الله الصدفي، مولاهم المصري. مكثر عَنِ ابْن وهْب، وغيره. وعنه: يعقوب الفَسَويّ.
مات فِي جُمَادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
367- محمد بْن سَعْدان2.
أبو عبد الله النحوي المقريء الضَّرير. أحد الأئمة بالعراق. عَنْ: عَبْد اللَّه بْن إدريس، وأبي مُعَاويَة. وعنه: عَبْد اللَّه بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى الْمَرْوَزِيّ. وصنَّف فِي النَّحو والقراءات، وكان بصيرًا بِهَا. قرأ القرآن، عَلَى سُلَيْم، وغيره. قرأ عَلَيْهِ: محمد بْن أَحْمَد بْن واصل، وسليمان بْن يحيى الضبي، وجعفر بْن محمد الأدميّ. قال أبو الحسين بْن المنادي: اختار لنفسه ففسد عَلَيْهِ الأصل. إلا أَنَّهُ كَانَ نحويًا. قَالَ الخطيب: ثقة. توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
368- محمد بن سَعِيد بْن أَبِي مريم.
أَبُو عبد الله الْمَصْرِيّ. عَنْ: ابن وهْب، والفِرْيَابيّ. مات سنة خمس وثلاثين ومائتين.
__________
1 سيأتي ترجمته.
2 انظر الكامل في التاريخ "7/ 26"، وتاريخ بغداد للخطيب "5/ 324"، والفهرست لابن النديم "75"، والبداية والنهاية "10/ 307".(17/158)
369- محمد بْن سَعِيد بْن زياد1.
أَبُو سَعِيد الْقُرَشِيّ الكُرَيْزِيّ الْبَصْرِيّ الأثرم. نزيل بغداد. عَنْ: حمّاد بْن سَلَمة، وهَمَّام بْن سَعِيد، وأبان بْن يزيد. وعنه: يعقوب الفَسَويّ، وَمحمد بْن غالب تَمْتَام، وعبد اللَّه بْن الأزهر البلْخِيّ، وَمحمد بْن حاتِم المصيصي، وأبو زُرْعَة. مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
370- محمد بْن سلام بْن عُبَيْد اللَّه2.
أبو عبد الله الْجُمَحِيّ مولاهم البَصْرِيّ الإخباريّ، أخو عَبْد الرَّحْمَن. ولاؤهم لقُدامة بْن مظعون.
قَالَ ابن قانع: كَانَ أديبًا عالِمًا عارفًا بارعًا. صنَّفَ كتاب "طبقات الشعراء". وحدَّث عَنْ: حمّاد بْن سَلَمة، ومبارك بْن فضالة، وأبي عَوَانة. وعنه: أَحْمَد بْن أَبِي خيثمة، وثعلب، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، وَأَحْمَد بْن عليّ الأبّار، وجماعة آخرهم أَبُو خليفة الْجُمَحِيّ. وقال صالح جَزَرَة: صدوق. وقال الْحُسَيْن بْن فَهْم: قَدِمَ علينا محمد بْن سلام بغداد سنة اثنتين وثلاثين، فاعتلّ علّة شديدة، فأهدى إِلَيْهِ الرؤساء أطباءَهم، وكان منهم ابن ماسُوَيْه، فلمّا رآه قَالَ: ما أرى مِنَ العلة كما أرى من الْجَزَع. فقال: والله ما ذاكَ بحرصٍ عَلَى الدُّنْيَا مَعَ اثنتين وثمانين سنة، ولكنّ الْإِنْسَان فِي غَفْلة حتّى يوقظ بعِلْمه. فقال: لا تجزع، فقد رأيت فِي عَرَقك من الحرارة الغريزيّة وقوّتها ما إن سلَّمك اللَّه من العوارض بلّغك عشر سِنين أخرى. قَالَ ابن فَهْم: فوافق كلامُه قَدَرًا، فعاش كذلك. ومات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
371- محمد بْن أَبِي داود سُلَيْمَان الأنباريّ.
عَنْ أَبِي مُعاوية، وابن نُمَيْر، ووكيع. وعنه: أبو داود، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وأبو بكر بن أبي عاصم. توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين.
372- محمد بن سليم بن مسلم.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "7/ 264"، والثقات لابن حبان "9/ 77"، وتاريخ بغداد للخطيب "5/ 305، 306".
2 انظر الجرح والتعديل "7/ 278"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 294"، وتاريخ الطبري "6/ 157"، وتاريخ بغداد "5/ 327"، وميزان الاعتدال "1/ 321".(17/159)
أبو عبد الله الحجبي المكي. عَنْ: شَرِيك، ومسلم الزّنْجِيّ. وعنه: مضر بن محمد الأسدي، ومحمد بن علي الصائغ، ومطين. وكان أبوه من أصحاب ابن جريج.
373- محمد بن سماعة بن عبيد الله بن هلال التميمي الفقيه1.
أبو عبد الله الكوفي قاضي بغداد، وصاحب أبي يوسف القاضي. أخذ عنه، وعن: محمد بن الحسن. وبرع في مذهب أبي حنيفة، وصنف التصانيف. وروى أيضا عَنْ: اللَّيْث، والمسيّب بْن شَرِيك. وعنه: الْحَسَن بْن محمد بْن عَنْبر الوشّاء، وَمحمد بْن عِمْران الضَّبِيّ. قَالَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ: لو كَانَ أهلُ الحديث يصدقون فِي الحديث كما يصدق محمد بْن سماعة في الرأي لكانوا منه على نهاية وكان ابن سماعة يصلي كل يوم مائتي ركعة وعن محمد بْن عمران الضبيّ قَالَ محمد بْن سماعة: مكثتُ أربعين سنة لَم تفُتْني التكبيرة الأولى إلا يومًا ماتت فيه أمي. وفاتتني صلاة في جماعة، فقمتُ وصلَّيْتُ خمسًا وعشرين صلاة، أريدُ بذلك التضعيف. فغلبتني عيني فقيل لي: فِي اليوم قد صليت، ولكن كيف لك بتأمين الملائكة؟ ولي ابنُ سماعة القضاء لِهارُون الرشيد سنة اثنتين وتسعين ومائة بعد يوسف بْن أَبِي يوسف القاضي، فلم يزل قاضيًا إلى أن ضعُف بصره، فعزله المعتصم بإسماعيل بْن حمّاد بْن أَبِي حنيفة. قَالَ طلحة بْن محمد بْن جَعْفَر: وُلِدَ ابن سماعة سنة ثلاثين ومائة، ومات سنة ثلاثٍ وثلاثين ومائتين، وله مائة وثلاث سنين.
374- محمد بْن سماعة2.
أَبُو الأصبع الْقُرَشِيّ الرمليّ. عَنْ: ضمرة، ومَعْن بْن عيسى. وعنه: أبو داود، وجعفر الفريابي. مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
375- محمد بن الصباح بن سفيان3.
__________
1 انظر أخبار القضاة لوكيع "3/ 95"، وتاريخ الطبري "8/ 271"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1206".
2 انظر الجرح والتعديل "7/ 283"، والثقات لابن حبان "9/ 112"، والكنى والأسماء للدولابي "1/ 100".
3 انظر الجرح والتعديل "7/ 289"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 118"، والثقات لابن حبان "9/ 103"، وتاريخ بغداد للخطيب "5/ 367".(17/160)
أبو جعفر الجرجرائي الباهلي، مولى عمر بن عبد العزيز. وجرجرايا بين واسط وبغداد. سكن المخرم من بغداد. عَنْ: عَبْد العزيز بْن أَبِي حازم، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وهُشَيْم، وجرير بْن عَبْد الحميد، وسُفيان بْن عُيَيْنَة، ومروان بْن شجاع. وعنه: أَبُو داود، وموسى بْن هارون، وجعفر الفريابي، وأبو الْعَبَّاس السّراج، والقاسم المطَرِّز. وثقه أَبُو زُرْعَة، وغيره. وقال البخاريّ: مات بَجَرْجَرايا لانْسِلاخ جُمَادى الآخرة سنة أربعين ومائتين.
376- محمد بْن الضُّرَيْس الصَّلْصَال1.
أَبُو الغَضَنْفَر الْكُوفيّ، مشهور بالزُّور والخمور. عَنْ: العطّاف بْن خَالِد، وأبيه. وعنه: محمد بن الباغندي، وعلي بن سعيد العسكري. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ.
377- محمد بْن عائذ2.
أبو أَحْمَد، وأبو عبد الله، الدمشقي. المفتي الكاتب. ولي خراج الغُوطة زمن المأمون، وصنَّف المغازي والفُتُوح والصَّوائف. عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عيّاش، والهيثم بْن حُمَيْد، ويحيى بْن حمزة، والوليد بْن محمد الموقريّ، والوليد بن مسلم، وسويد بن عبد العزيز، والعطاف بن خالد، وعَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن يَزِيدَ بْنِ جابر. وعنه: محمود بن خالد السلمي، ويعقوب الفسوي، وأبو زرعة، وأبو داود في غير السنن، وأحمد بن إبراهيم البسري، ومحمد بن وضاح القرطبي، وجعفر الفريابي. قَالَ صَالِح جَزَرَة: ثقة إِلَّا أَنَّهُ قَدَريّ. وقال النسائيّ: لَيْسَ بِهِ بأس. وُلِدَ سنة خمسين ومائة، ومات بدمشق لِخمسٍ بقين من ربيع الآخر سنة ثلاثٍ وثلاثين ومائتين. وسئل عَنْهُ ابن مَعِين فوثَّقه.
378- محمد بن عباد بن الزبرقان المكي3.
__________
1 انظر المجروحين لابن حبان "2/ 310"، وتاريخ بغداد للخطيب "5/ 374-376"، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي "3/ 72".
2 انظر الثقات لابن حبان "9/ 75"، والكامل في التاريخ "7/ 35"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 589".
3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 358"، والجرح والتعديل "8/ 14"، والثقات لابن حبان "9/ 90"، وتاريخ بغداد للخطيب "2/ 374".(17/161)
نزيل بغداد. عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وحاتم بْن إِسْمَاعِيل، وَالدَّرَاوَرْدِيّ، ومروان بْن مُعَاويَة.
وعنه: الشيخان، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وعثمان بن خرزاذ، وعبد الله أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى بن منده، وموسى بن هارون، والبغوي، وأبو يعلى. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ أَحْمَد: حديثُه حديثُ أهل الصِّدْق. مات فِي آخر يوم من ذي الحجّة سنة أربعٍ وثلاثين.
379- محمد بْن عبّاد بْن مُوسَى الكوفيّ سندولا1.
عَنْ: عَبْد السّلام بْن حرب، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ. وعنه: إبْرَاهِيم الحربيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وغيرهما. فيه ضعف.
380- محمد بن العباس2.
أبو عبد الله، مولى بني هاشم البغدادي، صاحب الشّامة. سَمِعَ: شعيب بْن حرب، ومبشّر بْن إِسْمَاعِيل. وعنه: موسى بن هارون، وعبد الله بن ناجية. مات سنة تسع وثلاثين ومائتين.
381- محمد بْن عَبْد الله بْن نمير3.
أَبُو عبد الرحمن الهمداني الحارثي الكوفي الحافظ. أحد الأعلام. سَمِعَ: أَبَاهُ، وعمر بْن عُبَيْد، والمطلَّب بْن زياد، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وعبد اللَّه بْن إدريس، وَمحمد بْن فُضَيْل، وعبدة بْن سُفْيَان، وحفص بْن غِياث، وابن عُلَيَّة. وعنه: الشيخان، وأبو داود، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة، وأحمد بن ملاعب، ومحمد بن وضاح، ومطين، وأبو يعلى الموصلي. قَالَ أَبُو إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ: كَانَ أَحْمَد بْن حنبل يعظّم ابن نُمَيْر تعظيمًا عَجَبًا، ويقول: أيّ فتى هُوَ؟! وعنه قَالَ: هُوَ دُرَّة العراق. وقَالَ عليّ بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد: ما رأيتُ بالكوفة مثل محمد بْن عَبْد الله بن نُمير، كان رجلًا
__________
1 انظر أخبار القضاة لوكيع "1/ 252"، وتاريخ الطبري "2/ 373"، وتاريخ بغداد "2/ 373"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 589".
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 48"، والثقات لابن حبان "9/ 153"، وتاريخ بغداد للخطيب "3/ 109".
3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 413"، والجرح والتعديل "7/ 307"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 144"، والثقات لابن حبان "9/ 85".(17/162)
قد جمع العلم والفهم والسنة الزهد. وقال أَحْمَد بْن سُلَيْمَان: ما رأيتُ من أحداث الكوفيين رجلًا أفضل عندي من محمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر. وقال أبو حاتم: ثقة يُحْتَجّ بحديثه. وقال النسائي: ثقة مأمون. قَالَ الذَّهبِيّ: وله كلام فِي الجرح والتعديل والعِلَل. قَالَ ابن الْجُنَيْد: كَانَ أَحْمَد بْن حنبل، وابن مَعِين يقولان فِي شيوخ الكوفيّين ما يَقُولُ ابن نُمَيْر فيهم. مات فِي شَعْبَان أو رمضان سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين.
382- محمد بْن عَبْد اللَّه1.
أَبُو جَعْفَر الْبَصْرِيّ الرُّزّيّ. عَنْ عاصم بْن هلال، ومُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان. وعنه: مسلم، وأبو داود، وعباس الدوري، وعبد الله أحمد بن حنبل. كان صدوقا. توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
383- محمد بن عبد الله بن بكار2.
أبو عبد الله البسري الدمشقي. عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عيّاش، والوليد بْن مُسْلِم. وعنه: حفيده أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، وجعفر الفريابي. مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
384- محمد بن عبد الأعلى بن موسى المرادي.
مولاهم المصري القراطيسي الفقيه. ولد سنة خمسين ومائة. عَنْ: نافع بْن يزيد، والمفضل بْن فَضَالَةَ. توفي سنة خمس وثلاثين ومائتين.
385- محمد بن عبد الجبار الهمذاني3.
من رؤساء همذان. كثير الحج والغزو والعبادة. يقال: إن يحيى بن معين أخذ بركابه. عَنْ: سُفيان بْن عُيَيْنَة، ويزيد بْن هارون. وعنه: أبو داود في المراسيل، ومطين، وابن أخيه إبراهيم بن مسعود الهمذاني.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "7/ 310"، والأنساب "6 / 133"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1228"، وتهذيب التهذيب "9/ 285".
2 انظر أخبار القضاة لوكيع "3/ 77".
3 انظر الثقات لابن حبان "9/ 145"، والتدوين في أخبار قزوين للرافعي "1/ 312"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1228".(17/163)
386- محمد بن عبد الرحمن بن عبد الصمد العنبري البصري1.
عَنْ: أُمَيّة بْن خَالِد، وابن مهديّ. وعنه: أبو دَاوُد، وأبو بَكْر بْن أبي عاصم، وعبدان الأهوازي.
387- محمد بن عبد المجيد التميمي البغدادي المفلوج2.
عَنْ: حمّاد بْن زيد، وعُبَيْد اللَّه بْن عَمْرو الرَّقّيّ، وبقية بن الوليد. وعنه: ابن أبي الدنيا، وعبد الله بن ناجية، ومحمد بن صالح بن ذريح. ضعيف. ضعفه تمتام.
388- محمد بن عبد الملك بن أبان بن أبي حمزة3.
الوزير أبو جعفر بن الزيات. كان أبوه زياتا، ونشأ هو فقرأ الأدب، وقال الشعر البديع، وتوصل بالكتابة إلى أن اتصل بالمعتصم، ووزر له، وللواثق. وكان أديبًا بليغًا عالِمًا باللّغة والنَّحْو والشِّعْر. رثى أَبَا تَمّام الطّائيّ. وكان بينه وبين ابن أَبِي دُؤاد عداوة. فلمّا استخلف المتوكّل أغراهُ ابن أَبِي دُؤاد بابن الزيّات، فصادره وعذَّبه وسجنهُ. وكان من القائلين بخلق القرآن. رُوِيَ أنّه كَانَ يَقُولُ: الرَّحْمَةُ خَوَرٌ فِي الطبيعة. ما رحمتُ أحدًا قط. ولَمّا سُجِنَ فِي القفص الضيّق وسائر جهاته بِمسامير إلى داخله كالمسالّ، كَانَ لا يَقَرُّ لَهُ فِيهِ قرار، ويصيح ارحموني.
فيقولون: الرَّحْمَةُ خَوَر فِي الطّبيعة. مات سنة ثلاثٍ وثلاثين ومائتين.
389- محمد بْن عُبَيْد بْن حِسَاب الغُبَريّ الْبَصْرِيّ4.
عَنْ: حمّاد بْن زيد، وأبي عَوَانة، وجعفر بْن سُلَيْمَان الضُّبَعيّ، وعبد الواحد بن زياد، ومعاوية الضال، وعبد العزيز بن المختار، ومحمد بن ثور الضغاني. وعنه: مسلم، وأبو داود، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وعبد الله بن أحمد، والحسن بن سفيان، وزكريا
__________
1 انظر تهذيب الكمال للمزي "3/ 1231"، وتهذيب التهذيب "9/ 299".
2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "2/ 392"، وميزان الاعتدال للمصنف "3/ 630"، ولسان الميزان "5/ 264".
3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "2/ 346"، وتاريخ الطبري "9/ 20، 22"، والفهرست "122"، والوافي بالوفيات "4/ 32-34".
4 انظر الجرح والتعديل "8/ 11"، والثقات لابن حبان "9/ 89"، والأنساب "9/ 124"، وتهذيب الكمال للمزي "9/ 329".(17/164)
الساجي، وجعفر الفريابي، وأبو يعلى، وعبدان. وثقه النسائي. وقال أَبُو داود: ابن حِسَاب عندي حُجَّة. مات سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين.
390- محمد بْن عُبَيْد بْن ميمون التَّيْميّ1 المدنيّ التّبّان.
عَنْ: عَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وعيسى بْن يونس، ومسكين بْن بُكَيْر. وعنه: الْبُخَاريّ، وأبُو زُرْعة الرازيّ، وأبو العبّاس ثعلب، ومُطَيَّن. قَالَ أبو حاتم: شيخ.
391- محمد بْن أَبِي عتّاب الأعْيَن2.
أَبُو بَكْر بْن الْحَسَن بْن طريف البغدادي الحافظ. عَنْ: رَوْح بْن عُبَادة، وأبي عَبْد الرحمن المقريء، وزيد بن الحباب، وعمرو بْن أَبِي سلمة التنيسي، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، ووهب بن جرير، ويزيد بن هارون. وعنه: مسلم في مقدمة كتابه، وأبو داود في غير السنن، وعباس الدوري، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو القاسم البغوي، وأبو العباس السراج. وثقه ابن حبان.
مات في جمادى الآخرة سنة أربعين ومائتين.
392- محمد بن عمر بن حفص القصبي البصري المقريء3.
روى الحروف عَنْ: عَبْد الوارث التَّنُّوريّ، عَنْ أَبِي عَمْرو. وعنه: أَحْمَد بْن أَبِي خيثمة، وَأَحْمَد بْن محمد بْن الشّمّاس، ويموت بْن المُزَرِّع. قَالَ ابن مَعِين: صدوق.
393- محمد بْن عَمْرو الروميّ البغدادي الإخباريّ النّديم4.
جالَسَ المعتصم والواثق. حكى عَنْهُ: أَبُو العَيْناء، ويزيد بْن محمد المهلّبيّ، وعَوْن بْن محمد الكِنْدِيّ. تُوُفِيّ بسامرّاء فِي شَعْبَان سنة أربعين ومائتين.
394- محمد بْن عَمْرو بْن عبّاد بْن جَبَلَة بْن أبي رواد5.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 11"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 259"، والثقات لابن حبان "9/ 82".
2 الجرح والتعديل "7/ 229"، والثقات لابن حبان "9/ 95"، وتاريخ بغداد للخطيب "2/ 182، 183"، وتهذيب الكمال "3/ 1240".
3 انظر تاريخ بغداد للخطيب "3/ 21".
4 انظر البيان والتبيين "1/ 61"، وفتوح البلدان "396"، ومروج الذهب "2721".
5 انظر الثقات لابن حبان "9/ 83"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1251"، وتهذيب التهذيب "9/ 373".(17/165)
أَبُو جَعْفَر العَتَكيّ الْبَصْرِيّ. سَمِعَ: محمد بْن جَعْفَر، وابن أَبِي عديّ، وأمية بن خالد. وعنه: مسلم، وأبو داود، ومطين، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى الموصلي. وثقه أبو داود. مات سنة أربع وثلاثين ومائتين.
395- محمد بن عمرو بن بكر التميمي العدوي الرازي1.
أبو غسان الطيالسي زنيج. عَنْ: جرير، وَسَلَمَةُ بْن الفضل، وحَكّام بْن سلْم، وأبي نُمَيْلة يَحْيَى بْن واضح، وبَهْز بْن أسد.
وعنه: مُسْلِم، وأبو داود، والحسن بْن سُفْيَان، وموسى بْن هارون، وَمحمد بْن إِسْحَاق السّرّاج، وأبو بِشْر الدَّولابِي. وثّقه أَبُو حاتِم. مات فِي آخر سنة أربعين، وقيل فِي سنة إحدى وأربعين ومائتين.
396- محمد بْن عُمَرو البلْخَيّ السّوّاق، ويُقالُ السَّوِيقيّ2.
عَنْ: هُشَيْم، وحاتِم بْن إِسْمَاعِيل، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وجماعة. وعنه: خ. ت. وأبو زُرْعة الرازيّ، وآخرون. والأظهر أنّه هُوَ الَّذِي قال البخاري: ثنا محمد بن محمد بن عمرو، ثنا مكيّ بْن إِبْرَاهِيم.
قَالَ أَبُو زُرْعَة: كَانَ صالحًا، قدم علينا الحج. تُوُفِيّ سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين.
397- محمد بْن عَمْرو الغَزِّيّ الزّاهد3.
روى عَنْ: العُطّاف بْن خَالِد، ومالك، والوليد بْن مُسْلِم، وجماعة. وعنه: أَبُو زُرْعَة الرازيّ، وَمحمد بْن الْحَسَن بْن قُتَيْبَة العسقلانيّ، وولده عَبْد اللَّه بْن محمد الغَزِّيّ، وإبراهيم بْن أَبِي أيّوب، وسعد البَيْروتيّ.
قَالَ أبو زُرْعة: ما رأيتُ بالشام أصلحَ من محمد بْن عَمْرو. وكان تأتي عَلَيْهِ ثمانية عشر يومًا لا يأكُلُ فيها ولا يشربُ. وقال إِبْرَاهِيم بْن أَبِي أيّوب: كَانَ يأكلُ فِي رمضان جميعه أكلتين. وقال أَبُو حاتِم: لا بأس بِهِ. قُلتُ: هُوَ والد عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عَمْرو بْن الحجاج الغزي شيخ أبي داود.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 34"، والكنى والأسماء "2/ 76"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1251".
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 34"، وتاريخ الطبري "10/ 50"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1253".
3 انظر الجرح والتعديل "8/ 33"، وحلية الأولياء "7/ 282".(17/166)
398- محمد بْن غُرَيْر بْن الوليد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزهري1 -خ.
أبو عبد الله المدني، نزيل سمرقَنْد. عَنْ يعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن سَعْد، ومُطَرِّف بْن عَبْد اللَّه، وغيرهما. وعنه: خ.، وعبد اللَّه بْن شَبِيب، وأبو جَعْفَر محمد بن أحمد الترمذي.
399- محمد بن الفرج بن عبد الوارث البغدادي2 -م. د.
مولى بني هاشِم. صالِحٌ عَابِد. سَمِعَ: هُشَيْمًا، وابن عُيَيْنَة، وعيسى بن يونس، وخاله أبا همام محمد بن الزبرقان، وجماعة. وعنه: م. د. وعبد اللَّه بْن أَحْمَد، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وحامد بْن شُعَيْب البلْخِيّ، وموسى بن هارون، والبغوي، والسراج وخلق. قَالَ أبو زُرْعة: صَدُوق.
وقال البَغَويّ: مات سنة ستٍّ وثلاثين.
400- محمد بْن قُدَامَة3.
أَبُو جَعْفَر البغداديّ اللؤْلُؤيّ الْجَوْهَريّ، مولى الأنصار. عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعبد اللَّه بْن إدريس، وابن عُلَيَّة، وزيد بن الحباب، ووكيع، وأبي معاوية، ويزيد بْن هارون. وعنه: أبو بَكْر بْن أبي الدنيا، وأبو يعلى الموصلي، وعبد الله بن صالح البخاري، وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو القاسم البغوي، وَآخَرُونَ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: ضعيف لَم أكتب عَنْهُ شيئًا.
فأما.
401- محمد بن قدامة المصيصي4.
__________
1 انظر التاريخ الكبير للبخاري "1/ 207".
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 60"، والثقات لابن حبان "9/ 121"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1257".
3 انظر الجرح والتعديل "8/ 66"، وأخبار القضاة لوكيع "3/ 7"، والثقات لابن حبان "9/ 111"، وتاريخ بغداد "3/ 188".
4 انظر تاريخ بغداد للخطيب "3/ 188-190".(17/167)
مولى بني هاشم، فإن أبا داود قد روى عنه أحاديث، وبقي إلى حدود الخمسين بالمصيصة.
سيأتي. وقد وَهِمَ أَبُو بَكْر الخطيب فخلط ترجمة أحدهما بالآخر، وفرَّق بينهما ابن أَبِي حاتِم، وجماعة. وأيضًا فإنّ النّسَائيّ لَم يُدْرِك الجوهريّ، لأنه مات سنة سبْعٍ وثلاثين وأدرك المصيصيّ كما هُوَ مذكور فِي ترجمته. وقال فِيهِ: لا بأسَ بِهِ.
402- محمد بْن قُدَامة1.
عَنْ: جرير بْن عَبْد الحميد. وعنه: محمد بْن مَخْلَد. شيخ طوسيّ تأخرّ.
403- محمد بْن قُدَامة بن إسماعيل2 -م.
أبو عبد الله السلمي البخاري، نزيل مَرْو، ومُسْتَملي النّضْر بْن شُمَيْل. رحَلَ وسمع من: عُمَرَ بْن عُبَيْد، وجرير بْن عَبْد الحميد، والنَّضْر بْن شُمَيْل، ويزيد بْن هارون، وزيد بْن الْحُبَاب، وإسحاق بْن بِشْر صاحب المبتدأ. وعنه: م. عيسى بْن محمد الْمَرْوَزِيّ الكاتب، وعبد الله بن صالح البخاري، والحسن بن سفيان، وأبو داود في غير السنن، وآخرون. ذكره ابن حبان في الثّقات.
404- محمد بن كامل المروزي3 -ت. ن.
عَنْ: هُشَيْم، وعبد العزيز بْن أَبِي حازم، وعَبّاد بْن العَوّام، ووكِيع. وعنه: ت. ن. وقال: ثقة.
405- محمد بْن كوثر الْبُخَاريّ.
عن: فضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة، وأبي ضمرة. وعنه: الفضل بْن أَبِي عُلْوان، وأسباط بْن اليَسَع، وفتح بْن الْحُسَيْن البخاريّون.
406- محمد بن المتوكل4.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 66".
2 انظر الثقات لابن حبان "9/ 98"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1260"، وميزان الاعتدال للمصنف "4/ 15".
3 انظر تهذيب الكمال للمزي "3/ 1261"، وتهذيب التهذيب للحافظ "9/ 415".
4 انظر وفيات الأعيان "6/ 391".(17/168)
أبو عبد الله اللؤلؤي المقريء، صاحب يعقوب الحضرمي وتلميذه. ولقبه: رويس. قرأ عَلَيْهِ: أَبُو بَكْر محمد بْن هارون التّمّار، وغيره. تُوُفِيّ سنة ثمانٍ وثلاثين بالبصرة.
407- محمد بْن أَبِي السَّرِيّ المتوكّل بْن عَبْد الرحمن1 -د.
أبو عبد الله العسقلاني. سَمِعَ: الفُضَيْل بْن عِيَاض، وعبد اللَّه بْن وَهْب وسُوَيْد بْن عَبْد العزيز، وسفيان بْن عينة، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، ورِشْدِين بْن سعد، وخَلْق سواهم. وعنه: د. وَأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم البُسْريّ، وبكر بن سهل الدمياطي، وجعفر الفريابي، والحسن بن سفيان، وعلي بن محمد بن عيسى الجكاني، ومحمد بن الحَسَن بن قُتَيْبَة العسقلانيّ، وطائفة. قَالَ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن الْجُنَيْد: سألتُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ، عَنِ ابْن أَبِي السّريّ فقال: ثقة.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ عديّ: كثير الغَلَط. وقال ابن حبان في كتاب الثقات: كان مِنَ الْحُفّاظ. وقال ابن عديّ: سمعتُ محمود بْن عَبْد البَرّ يَقُولُ: ثنا ابن أَبِي السَّريّ، ومات يوم الخميس لِخمسٍ خَلَوْنَ من شَعْبان سنة ثمانٍ وثلاثين. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا الْفَتْحُ بْنُ عَبْد السّلام، أَنَا محمد بن إبراهيم الطرائفي، وغيره، أنا بن الْمُسْلمة، أَنَا أَبُو الفضل الزُّهْريّ، نا جَعْفَر الفِرْيَابيّ، ثنا محمد بْن أَبِي السّريّ العسقلانيّ، نا زيد بْن أَبِي الزَّرْقَاء، عَنْ سُفْيَان الثَّوْرِيّ قَالَ: خلاف ما بيننا وبين الْمُرْجِئة ثلاث: نقول: الْإيِمَان قولٌ وعملٌ، وهم يقولون: قول ولا عمل. ونقول: الْإيِمَان يزيد وينقص، وهو يقولون: لا يزيد ولا ينقص. ونحنُ نقول: النّفاق وهم يقولون: لا نفاق.
408- محمد بْن مُعَاويَة العَتَكيّ الْبَصْرِيّ2.
يروي عَنْ: مُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان، ويزيد بْن زُرَيْع، وسهل بْن عثمان. وعنه: عبد الله بن محمد بن زكريا، وزكريا بن عصام الإصبهانيون. قَالَ أَبُو نُعَيْم: قدم أصبهان بعد الثلاثين.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 105"، والثقات لابن حبان "9/ 88"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1264".
2 انظر أخبار أصبهان "2/ 181"، وطبقات المحدثين لأبي الشيخ "2/ 176-178".(17/169)
409- محمد بْن المغيرة بْن سلْم بْن عَبْد اللَّه بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي مريم1.
أبو عبد الله الأموي الإصبهانيّ العابد. صاحب النُّعْمَان بْن عَبْد السلام. سَمِعَ منه تصانيفه.
وكان فِي صِغَرِه صاحب ليل وعبادة وأوراد. روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن الفُرات، وَمحمد بْن عاصم، ويَحْيَى بْن مُطَرِّف، وإبراهيم بْن محمد بْن نائلة، وعبد اللَّه بْن محمد بْن العبّاس الإصبهانيّون.
تُوُفِيّ سنة إحدى وثلاثين.
410- محمد بْن مُقاتِل العَبّادانيّ2.
أَبُو جَعْفَر. أحد المشهورين بالفضل والسنة والعبادة. يروي عَنْ: حمّاد بْن سَلَمَةَ، وابن المبارك.
وعنهُ: أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقيّ، وأبو بَكْر الْمَرْوَزِيّ، وموسى بْن هارون، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ. تُوُفِيّ سنة ستٍّ وثلاثين.
411- محمد بْن المنذر البغدادي3.
حدَّث بإصبهان سنة اثنتين وثلاثين، عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وبقيّة بْن الوليد، وجماعة. وعنه: محمود بْن أَحْمَد بْن الفَرَج.
412- محمد بْن المِنْهَال التَّميميّ المُجَاشِعيّ الْبَصْرِيّ4 -خ. م. د. ن- الضَّرير الحافظ أَبُو جَعْفَر، وقيل: أبو عبد الله. سَمِعَ: جَعْفَر بْن سُلَيْمَان، وأبا عَوَانة، ويزيد بْن زُرَيْع، وجماعة. وعنه: خ. م. د. ون. بواسطة، وعبد اللَّه الدّارميّ، وعثمان الدّارميّ، ويوسف بْن يعقوب القاضي، وَمحمد بن إبراهيم
__________
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 92"، وأخبار أصبهان "2/ 310".
2 انظر الثقات لابن حبان "9/ 87"، وتاريخ بغداد للخطيب "3/ 276"، والأنساب "8/ 336".
3 انظر تاريخ أصبهان "2/ 182"، وتاريخ بغداد للخطيب "3/ 300".
4 انظر الجرح والتعديل "8/ 92"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 247"، والثقات لابن حبان "9/ 85"، وتهذيب الكمال "3/ 1277".(17/170)
البُوسَنْجِي، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وَأَحْمَد بْن عليّ بْن سَعِيد الْمَرْوَزِيّ. قَالَ أَحْمَد العِجْلِيّ: بصْريٌّ ثقة، لَم يكن لَهُ كتاب. قلتُ لَهُ: لك كتاب. قَالَ: كتابي صدري. وقال أبو حاتم: كتب عَنْهُ عليّ بْن الْمَدينيّ كتاب يزيد بْن زُرَيْع، وهو ثقة حافظ. وقال عثمان بْن خُرَّزاذ: أحفظ من رأيتُ أربعة: محمد بْن المِنْهَال الضَّرير، وإبراهيم بْن محمد عَرْعَرَة، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتِم. وقال ابن عديّ: سمعتُ أَبَا يَعْلَى يذكرُ محمد بْن الْمِنْهَال ويُفَخِّمُ أمره، ويذكر أَنَّهُ كَانَ أحفظَ من بالبصرة في وقته، وأثبتهم قي يزيد بْن زُرَيْع. مات فِي سابِع عشر من شعبان سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
413- محمد بْن الْمِنْهَالِ الْبَصْرِيّ العطّار1.
أخو حَجّاج بْن مِنْهَال. عَنْ: جَعْفَر بْن سُلَيْمَان الضُّبَعيّ، ويزيد بْن زُرَيْع، وعبد الواحد بْن زياد.
وعنه: أَبُو زُرْعَة، وأبو حاتِم، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، ومُطَيّن، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ. قَالَ ابن أَبِي حاتِم: سألتُ أَبِي عَنْهُ وعن الضّرير فقال: ثقتان، والضَّرير أحفظ وأكيْس. قِيلَ: مات أيضًا سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
414- محمد بْن مهران الرازيّ الجمّال2 -خ. م. د.
أبو جعفر الحافظ. عَنْ: معتمر بْن سُلَيْمَان، ونوح بْن قيس الْحُدَّانِيّ، وعبد العزيز الدراوردي، وسفيان بن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، وحاتم بن إسماعيل، وعيسى بن يونس، وعبد الرزاق، والوليد بن مسلم، ومسكين بن بكير، وخلق. وعنه: خ. م. د. وأبو زرعة، وأبو حاتم، وَمحمد بْن إِسْحَاق السّرّاج، ومحمد بن إبراهيم الطيالسي، وجعفر بن أحمد بن فارس، وموسى بن هارون، وطائفة. قَالَ أبو حاتم: كَانَ جَعْفَر الجمّال أوسع حديثًا من إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى، وكان مُوسَى أتقن. وقال أَبُو بَكْر الأَعْيَن: مشايخ خُرَاسان ثلاثة: أوّلُهم قُتَيْبَة، والثاني محمد بْن مهران، والثالث عليّ بْن حُجْر. قَالَ البخاريّ: مات أول سنة تسعٍ وثلاثين، أو قريبًا منه.
__________
1 التاريخ الكبير للبخاري "1/ 247"، والثقات لابن حبان "9/ 100"، وتهذيب الكمال "3/ 1377".
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 93"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 777"، والثقات لابن حبان "9/ 93"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1277".(17/171)
415- محمد بْن ناصح البغداديّ1.
عَنْ: بقيّة، ويحيى بْن سَعِيد الأمويّ. وعنه: ابن أبي الدنيا، ومحمد بن الليث الجوهري، وغيرهما.
416- محمد بن النضر بن مساور بن مهران المروزي2 -د. ن.
عَنْ: حمّاد بْن زيد، وجعفر بْن سُلَيْمَان، وفُضَيْل بْن عِياض، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وجماعة. وعنه: د.، ن.، وعبد اللَّه بْن محمود السَّعْدِيّ، ونصر بن الحكم، وأحمد بن تميم المروزيون. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ" وَقَالَ: مَاتَ سنة تسعٍ وثلاثين. وكان أبوهُ مِمَّن يروي عَنْ خارجة بْن مُصْعَب، وقد حدَّث قديمًا.
417- محمد بْن الهُذَيْل بْن عَبْد اللَّه البَصْرِيّ3.
أَبُو الْهُذَيْل العلاف. شيخ الاعتزال ورأس الضّلال، وصاحب التّصانيف. عمَّر دهرًا وكُفّ بصره وخَرِف. وعاش مائة سنة أو نحوها. ومات بالصرة سنة خمسٍ وثلاثين ومائتين، وقيل تُوُفِيّ سنة ست بالبصرة.
418- محمد بْن يحيى بْن حمزة الدِّمشقيّ البتهلي4.
قاضي مدينة دمشق وابن قاضيها. عَنْ أَبِيهِ وجادَةً، وسُوَيْد بْن عَبْد العزيز. وعنه: ابناه أحمد وعبيد، ومحمد بن الفيض الغساني. مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين. روي أَنَّهُ كَانَ لِمحمد بْن بَيْهَس الكِلابيّ بِنْت خطبها جماعة من الكبار، وامتنعَ عَنْ تزويجها. فشكت ذَلِكَ إلى محمد بْن يَحْيَى بْن حمزة القاضي، فراسله فامتنع. فزوجها القاضي بكفء على كره أبيها. ثم أثبتت البنت بأنه كفء. وكان سبب ذلك الحرب بين اليَمَانيّة والقَيْسية. فجمع ابن بَيْهس القيسيّة لهدْم بيت لِهْيَا قرية القاضي، وجمع القاضي اليمانية، وامتنعَ بِهم، فبقي الحرب بينهم خمس عشرة سنة،
__________
1 انظر تاريخ بغداد "3/ 324"، ووفيات الأعيان "5/ 398".
2 انظر الثقات لابن حبان "9/ 97"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1281"، وتهذيب التهذيب "9/ 491، 492".
3 تاريخ الطبري "7/ 521"، وتاريخ بغداد للخطيب "3/ 366"، والوافي بالوفيات "5/ 161-163".
4 انظر الثقات لابن حبان "9/ 74"، والتدوين في أخبار قزوين للرافعي "1/ 431"، والوافي بالوفيات "5/ 183".(17/172)
إلى أن قدم عَبْد اللَّه بْن طاهر. وعن الحسن بن حامد: أن كتب المأمون وردَ عَلَى متولّي دمشق بامتحان قاضي دمشق محمد بْن يحيى، فأجاب، وكان بعدُ ذلك يمتحن الشهود. وقال غيره: كَانَ يَحْيَى بْن أكثم لَمّا قدِمَ مَعَ المأمون استعمل عَلَى قضاء دمشق محمد بْن يَحْيَى البَتَلْهِيّ، فلمّا ولي ابن دُؤاد القضاء عزله.
419- محمد بْن يَحْيَى بْن سعيد بن فروخ1 -م.
أبو صالح البصري القطان. سَمِعَ: أباهُ، وفُضَيْل بْن عِيَاض، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ومُعَاذ بْن مُعَاذ، وجماعة.
وعنه: ابناهُ أَحْمَد وصالِح، والبخاري فِي تاريخه، وعلّق لَهُ تعليقًا. وروى م. فِي مقدّمة صحيحه، عَنْ رجلٍ، عَنْهُ. وروى عَنْهُ أيضًا: عفّان وهو أكبر منه، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، والحسن بْن سُفْيَان، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وجماعة. وكان صدوقًا. تُوُفِيّ سنة ثلاثٍ وثلاثين ومائتين. وقال بعضهم: تُوُفِيّ سنة ثلاثٍ وعشرين، وذلك غلط.
420- محمد بْن يَحْيَى بْن أَبِي سمينة مِهران2 -د.
البغدادي التمار. عَنْ: هُشَيْم، والْمُعَافَى بْن عِمْرَان، ومعتمر بْن سليمان، وأبي معاوية، وأبي بكر بْن عيّاش، وجرير بْن عبد اللَّه، وعَبّاد بْن العوّام، وعبد الرزّاق، وخلق كثير. وقيل: إنه روى عَنْ أَبِي عَوَانة، وليس بشيء، ما أدركه. وعنه: د.، وإبراهيم الحربيّ، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يعلى الموصلي، وأبو العباس السراج، وأبو القاسم البغوي، والبخاري في غير "الصّحيح". قَالَ أَبُو حاتِم: صدوق. وسأل المروذيّ عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل فقال: لولا أنّ فِيهِ تِلْكَ الخُلّة، يعني شُرْب النَّبِيذ عَلَى مذهب الكوفيين. وقال البَغَويّ، ومُطَيّن: تُوُفِيّ سنة تسعٍ وثلاثين.
قلتُ أمّا.
محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي سمينة فبصري، تقدم ذكره.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 123، 124"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 266، 267"، والثقات لابن حبان "9/ 82"، وتهذيب الكمال "3/ 1285".
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 124"، والثقات لابن حبان "9/ 86"، وتاريخ بغداد للخطيب "3/ 413".(17/173)
421- محمد بْن يَحْيَى بْن نَجِيح المكّيّ1.
قَدِمَ إصبهان. وروى عَنْ: هُشَيْم، والْفُضَيْل بْن عِيَاض، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعيسى بْن يونس.
وعنه: أحمد بن الفرات، وعبيد بن الحسن، وعبد الله بن بندار الضبي، وجماعة. له غرائب.
422- محمد بن أبي زكير يحيى بن إسماعيل2.
الفقيه أبو عبد الله الصَّدَفيّ، مولاهم المصريّ. عَنْ: ابن وهْب، وضُمْرَة بْن ربيعة، والشافعيّ.
وعنه: أَبُو إِبْرَاهِيم الزُّهْرِيّ، وأبو زَكريّا البَرْدَعيّ، ويعقوب الفَسَويّ. وكان صدوقًا. تُوُفِيّ سنة اثنتين وثلاثين.
423- محمد بْن يوسف3.
أَبُو أَحْمَد الْبُخَاريّ البِيكَنْديّ، مُحَدِّث، عالِم رحّال. روى عَنْ: إِبْرَاهِيم ولد حُمَيْد الطّويل، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وَوَكِيع، والنَّضْر بْن شُمَيْل، وطائفة.
وعنه: خ. وعُبَيْد اللَّه بْن واصل، وحُرَيْث بْن عَبْد الرَّحْمَن البخاريّون، وأحمد بن سيار المروزي، وغيرهم. وقد روى عَنْ أقرانه كأحمد بْن حنبل، وأبي سَعِيد الأشَجّ.
424- محمد بْن يوسف بْن الصّباح الغَضِيضيّ4.
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وَهْب، وغيره. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، والبغوي. وكان ثقة. تُوُفِيّ سنة تسعٍ وثلاثين.
425- مالك بن حويص الهروي5.
__________
1 انظر أخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 180"، وطبقات المحدثين لأبي الشيخ "2/ 172-175".
2 تقدمت ترجمته.
3 انظر طبقات الحنابلة "1/ 327"، وتهذيب الكمال "3/ 1293"، وتهذيب التهذيب "9/ 538".
4 انظر الجرح والتعديل "8/ 120"، وتاريخ بغداد "3/ 392"، والأنساب "9/ 158".
5 انظر الثقات لابن حبان "9/ 165".(17/174)
عَنْ: مالك بْن أنس، وفُضَيْل بْن عِياض. وعنه: يحيى بن أحمد بن زياد. توفي سنة تسع أيضا.
426- محفوظ بن الفضل بن أبي توبة1.
حدَّث ببغداد عَنْ: ضمرة بْن ربيعة، وعبد الرّزاق، ومَعْن القزّاز. وعنه: صالح جزرة، وإسماعيل القاضي، وعمر بن أيوب السقطي. وليس بالقوي. توفي سنة سبع وثلاثين. قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: كَانَ معنا باليمن، ولَم يكن ينسخ. وضعّف أمره جدًّا.
427- محمود بْن سُلَيْمَان بْن أَبِي مطر2 -ن.
قاضي بَلْخ. عَنْ: الفضل السِّينانيّ، وأبي أُسَامة، وجماعة. وعنه: ن. تُوُفِيّ سنة ثمانٍ وثلاثين.
428- محمود بْن غيلان3 -ع. سوى د.
أبو أحمد العدوي. مولاهم الْمَرْوَزِيّ الحافظ. رحل وعنِي بالأثر، وتقدّم فِي السنة. وحدّث عَنْ: الفضل السِّينانيّ، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، والوليد بْن مُسْلِم، وعبد الرّزاق، ويحيى بْن سُلَيم، وأبي مُعَاويَة، وَوكيع، وخلْق.
وعنه: الجماعة سوى أَبِي داود، وأبو زُرْعة، وأبو حاتِم، ومُطَيّن، والحسن بْن سُفْيَان، والهيثم بْن خَلَف الدُّوريّ، وأبو القاسم البَغَويّ، وخَلْق. قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: أعرفه بالحديث صاحب سنة، قد حُبس بسبب القرآن. وقال النَّسائيّ: ثقة. وقال محمود: سَمِعَ منّي إِسْحَاق بْن راهَوَيْه حديثين. قلتُ: تُوُفِيّ فِي رمضان سنة تسعٍ وثلاثين، وغلط مَن قَالَ سنة تسعٍ وأربعين. وقع لنا من عواليه. أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ، وَعَبْدُ الْحَافِظِ بْنُ بَدْرَانَ قَالا: أَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ، أَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَنَّا، أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبُنْدَارُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المخلص، أنا عبد الله
__________
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 422، 423"، والثقات لابن حبان "9/ 204"، وتاريخ بغداد "13/ 191".
2 المعجم المشتمل لابن عساكر "1030".
3 انظر الجرح والتعديل "8/ 291"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 404"، والثقات لابن حبان "9/ 202"، وتاريخ بغداد "13/ 89".(17/175)
بْنُ محمد: ثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، نَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ، نَا الْجُعَيْدُ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ قَالَتْ: سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ: قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَكِيدُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ أَحَدٌ بِسُوءٍ إلَّا انْمَاعَ كَمَا يَنْمَاعُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ" 1.
قَالَ الحاكم: روى عَنْهُ خ. م. فِي الصّحيحين، وإبراهيم بن بي طالب، وَمحمد بْن شاذان "....."2 وَمحمد بْن إِسْحَاق السّراج، وسائر مشايخنا. ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر محمد بْن عَبْد اللَّه بِمَرْوَ، وثنا أَبُو رجاء محمد بْن حَمْدَوَيْهِ قَالَ: خَرَجَ محمود بْن غَيْلان إلى الْحَجّ سنة ستٍّ وأربعين ومائتين، ثُمَّ انصرف إلى مَرْو، وتوفي لعشرٍ بقين من ذي القعدة سنة تسعٍ وأربعين، رحمه الله. قلت: كذا وأرخه ابن حَمْدَويْه.
429- محرز بْن سَلَمَةَ العدّنيّ المكيّ3 -ق.
شيخٌ معمر مُسْنَد، من أكبر شيوخ ابن ماجة. روى عَنْ: نافع بْن عمرَ الْجُمَحِيّ، ومالك بْن أنس، والْمُنْكَدِر بْن محمد بْن الْمُنْكَدِر، وجماعة.
وعنه: ق، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وَمحمد بْن عليّ الصّائغ، وموسى بْن إِسْحَاق الْأنْصَارِيّ، وَمُطيّن، وآخرون. يُقال إنّه حجّ ثلاثًا وثمانين حَجَّة، وتُوُفِيّ سنة أربعٍ وثلاثين بِمكة. ذكره ابن حِبّان فِي "الثقات".
430- محرز بن عون4 -م.
أبو الفضل البغدادي، أخو الزاهد عبد الله بن عون الجزاز. روى عن: مالك بن أنس، وشريك بن القاضي، وخلف بن خليفة، وعلي بن مسهر، وجماعة.
وعنه: م، والإمام أَحْمَد، وابنه عَبْد الله بن أحمد، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وَآخَرُونَ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "1877"، ومسلم "1387".
2 بياض.
3 انظر الجرح والتعديل "8/ 246"، والثقات لابن حبان "9/ 192"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1308".
4 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 361"، والجرح والتعديل "8/ 346"، والثقات لابن حبان "9/ 191".(17/176)
وقال غيره: تُوُفِيّ فِي رجب سنة إحدى وثلاثين، ومولده كَانَ فِي سنة خمس وأربعين ومائة.
431- مُخَارِق1.
المغنّي المشهور. غَنّى للرشيد والمأمون. وله أخبار مسطورة فِي كتاب الأغاني. تُوُفِيّ سنة إحدى وثلاثين. وكان ذا تَجمُّلٍ وأموال وخَدَم. قَالَ ابن النّجّار: مُخَارق بْن يحيى بْن ناووس أَبُو الْمُهَنّا المغنّي، مولى عاتكة، ثُمَّ مولى الرشيد. نشأ بالمدينة، وكان أَبُوهُ لحّامًا، وكان مُخَارق ينادي وهو صبيّ عَلَى اللّحم. فلمّا بان طِيبُ صوته علّمته عاتكة المغنيّة الغناء، وقدِمَت بِهِ الكوفة، واشتراهُ إِبْرَاهِيم الْمَوْصِليّ منها بثلاثين ألف دِرهم، وأهداهُ للفضل، فأخذه منه الرشيد ثُمَّ أعتقه. قاله أَبُو الفرج الإصبهانيّ. قَالَ محمد بْن خَلَف وكيع: حدَّثَنِي هارون بْن مُخَارق قَالَ: كَانَ أَبِي إذا غَنَّى هذا الصّوت بكى:
يا ربعَ سلمى لقد هيَّجْتَ لِي طَرَبًا
ويقول: غنّيته للرشيد فأعتقني، وقال: أعِدْهُ. فلمّا أعَدْتُه قَالَ: سَلْ حَاجَتك. قلتُ: ضيعة يقيمني عليها. قَالَ: قد أمرتُ لك، فأعِدْهُ فأعدتُه فقال حاجتُك؟ قلت: تأمر لي بمتنزل وفرش وخادم قال: ذلك لك أعد الاصوت فأعدْتُه، فبكى وقال: سل حاجتك؟ فقبّلت الأرض، وقلتُ: أن يطيلَ اللَّه عُمُرك، ويجعلني من كل سوء فِداك. روى عَبد اللَّه بْن أَبِي سعد، عَنْ محمد بْن محمد قَالَ: كَانَ والله مُخارق مِمَّن لو تنفَّس لأَطْرَب من يسمعه بنَفَسه. وذكر صاحب الأغاني قَالَ: قَالَ محمد بْن الْحَسَن الكاتب: حدَّثني محمد بْن أَحْمَد بْن يحيى المكيّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خرج مُخَارق مَعَ بعض إخوانه متنّزهًا، فنظرَ إلى قوس فسأله إيّاها، فبَخِلَ بِهَا، وسنحت ظِبَاءٌ بالقرب منه، فقال لصاحب القَوْس: أرأيت إن تَغَنَّيت صَوْتًا فعَطَفت بِهِ خدودَ هذه الظِّبَاء، أتدفعُ لي القَوْس؟ قَالَ: نَعَمْ. فاندفعَ يُغَنِّي بأبياتٍ، فتعطّفت الظِّبَاءُ راجعةً إِلَيْهِ، حتّى وقفت بالقُربِ منه مُصْغِيةً. فعجِب من حضر، وناوله الرجل القَوْس.
432- مَخْلَد بْن خَالِد السعيري العسقلاني2 -م. د.
__________
1 انظر تاريخ الطبري "8/ 521"، والكامل في التاريخ "7/ 26"، والبداية والنهاية "10/ 307".
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 349"، وتاريخ بغداد "13/ 175"، وتهذيب التهذيب "10/ 73، 74".(17/177)
نزيل طَرْسُوس. سَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبا مُعَاويَة، وإبراهيم بْن خَالِد الصَّغانيّ. وعنه: م. د. وجعفر الفِرْيَابيّ، وأبو الحسن بن سفيان، وجماعة.
433- مخلد بن الحسن الحراني1.
حدَّث ببغداد، عن: أبي المليح، وعبد اللَّه بْن عَمْرو الرَّقِيّ. وعنه: ن. وأبو يعلى الموصلي، وأبو العباس السراج، وحمد بْن المجدر، وجماعة. قَالَ أبو حاتم: صدوق. وقيل: أصله مَرْوَزِيّ.
434- مَخْلَد بْن خِدَاش البصْرِيّ2 -ن.
عَنْ: حَمّاد بْن زيد. وعنه: ن. مجهول.
435- مروان بْن جَعْفَر بْن سعد بْن سَمُرَة بْن جُنْدب السَّمُريّ الْكُوفيّ3.
عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عياش، وعثّام بْن عليّ، وَمحمد بن إبراهيم بن حبيب، وداود بن المحبر، وجماعة. وعنه: أبو بكر الصغائي، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتِم، وَأَحْمَد بْن عليّ الأبّار، ومُطَيّن، وَمحمد بْن أَبِي شَيْبَة، ذكره ابن أَبِي حاتِم وقال: صدوق صالِح الحديث. وقال أبو الفتح الأزديّ: يتكلمون فيه. قلت: هذا غير مفسَّر فلا يضرّ. قَالَ مُطَيّن: مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
436- مسروق بْن المرزبان بن مسروق بن معدان4 -ق.
أبو سعيد الكندي. عَنْ: أَبِي الأحوص، وشَرِيك، وعبد اللَّه بْن المبارك، ويحيى بْن أَبِي زائدة، وجماعة. وعنه: ق. وأبو يعلى الْمَوْصِليّ، وعَبْدان الأهوازيّ، ومطين، ومحمود بن محمد الواسطي، وآخرون. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ، يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ" وَقَالَ: مَاتَ سنة أربعين ومائتين، أو قبلها بقليل، أَوْ بعدها بقليل.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 349"، وتاريخ بغداد "13/ 175".
2 انظر حلية الأولياء "5/ 19"، وتهذيب التهذيب "10/ 74".
3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 417"، والجرح والتعديل "8/ 276"، وميزان الاعتدال للمصنف "4/ 89، 90".
4 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 417"، والجرح والتعديل "8/ 397"، والثقات لابن حبان "9/ 206".(17/178)
437- مسلم بن أبي عبد الرحمن البغدادي1.
نزيل طَرْسُوس. روى عَنْ: وكيع، ومَخْلَد بْن الْحُسَيْن، وجماعة. وعنه: أَبُو يَحْيَى صاعقة، وخَلَف بْن عَمْرو العُكْبَريّ، وموسى بْن هارون، وجماعة. وثّقه الخطيب وقال: مات سنة أربعين.
438- مُصَرِّف بْن عَمْرو الإيَاميّ الْكُوفيّ2 -د.
عَنْ: عبد الله بن إدريس، وينس بْن بُكَيْر. وعنه: د. ومُطَيّن، والحسن بْن سُفْيَان، وأبو زُرْعَة.
وثّقه أَبُو زُرْعَة، وتُوُفِيّ سنة أربعين ومائتين.
439- مُصْعَب بْن سَعِيد الحرّانيّ المِصِّيصيّ3.
أَبُو خَيْثَمَة المكفوف. عَنْ: ابن المبارك، وزُهَيْر بْن مُعَاويَة، وعبد اللَّه بْن عُمَرَ، وعيسى بْن يونس، وموسى بْن أَعْيَن، وَمحمد بْن سَلَمَةَ، ومسكين بْن بُكَيْر.
وعنه: محمد بن عوف الطائي، وأحمد بن عبد الوهاب المصيصي، وأحمد بن مسيب الحلبي، وأحمد بن النضر العسكري، والفضل بن عبد الله الأنطاكي، والحسن بن سفيان.
وقال ابن عديّ: يُحدّث عَنِ الثقات بالمناكير، ويصحّف عليهم. وقال أبو حاتم: صدوق، وعبد اللَّه بْن جَعْفَر الرقي أحب إليّ منه.
440- مُصْعَب بن عبد الله بن مُصْعَب بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْن العوام4.
الْإِمَام أبو عبد الله الْقُرَشِيّ الأسديّ الزُّبَيْريّ الْمَدَنِيّ، نزيل بغداد. سَمِعَ: أباهُ، ومالِكًا، والضَّحّاك بْن عثمان، وإبراهيم بْن سعد، وعبد العزيز الدراوردي.
__________
1 انظر تاريخ بغداد "13/ 100"، وتاريخ جرجان للسهمي "411".
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 420، 421"، والثقات لابن حبان "9/ 207"، وتاريخ الطبري "1/ 42".
3 انظر الجرح والتعديل "8/ 309"، والثقات لابن حبان "9/ 175"، والكامل لابن عدي "6/ 2362".
4 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "5/ 439"، والجرح والتعديل "8/ 309"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 354".(17/179)
وعنه: ابن ماجة حديثا واحدا في النجش1، وإبراهيم الحربي، والزبير بن بكار، وأبو يعلى الموصلي، وأبو العباس السراج، وأبو القاسم البغوي، وسفيان بن عيينة. وثقه الدارقطني، ومنهم من لينه للوقف في القرآن. قَالَ أَبُو بَكْر الْمَرْوَزِيّ: كَانَ من الواقفة، فقلتُ لَهُ: قد كَانَ وكيع وأبو بَكْر بْن عيّاش يقولان: القرآن غير مخلوق. فقال: أخطأ وكِيع وأبو بَكْر. قلتُ: فعندنا عَنْ مالك أنّه قَالَ غير مخلوق. قَالَ: إنّا لَمْ نَسْمَعه. قلتُ: وكان مُصْعَب علامة فِي النَّسب، أديبًا إخباريًّا فصيحًا، من نُبلاءِ الرِّجَال وأفرادِهم. روى عَنْهُ الشيخان مُسْلِم وأبو داود خارج كتابيهما. وقال الزُّبَيْر بْن بكّار: كَانَ عمّي وجْهَ قريش مروءةً وعِلْمًا وشَرَفًا وثَبَاتًا وَقَدْرًا وجاهًا. وكان من نسّابةَ قريش، عاش ثمانين سنة.
قَالَ أَبُو داود: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: مُصْعَب الزُّبَيْريّ مستثبت. مات فِي شوّال سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين. قَالَ الزُّبَيْر بْن بكّار: حدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن أَبِي صُبَيْح المربيّ قَالَ: لَمَّا استُعْمِلَ جدّك عَبْد اللَّه عَلَى اليمن، قَالَ لي ابنه مُصْعَب: امضِ معنا. فتأخّرتُ ثمّ قدِمْتُ عليهم صنْعَاء، فَنزلت فِي دار الإمارة، فأكرمني وأجرى عليّ خَمْسين دينارًا في الشهر، ولما انصرفت وصلني بخمسمائة دينار. ولابن أَبِي صُبَيْح فِيهِ:
فما عَيْشُنَا إلّا الربيع وَمصْعَب ... يدور علينا مُصْعَبٌ ونَدُورُ
وفي مُصْعَب إنْ غَبَّنَا القَطْرُ والنَّدَى ... لَهَا ورق معرورق وشكير
متى مايرى الراؤن غُرَّة مُصْعَبٍ ... يُنِيرُ بِهَا إشراقه فَتُنيرُ
يَرَوْا ملكًا كالبدْرِ أمّا فِنَاؤه ... فَرَحْبٌ، وأمّا قَدْرَه فكبيرُ
له نِعَمٌ عَدَّ قَصَّرَ دُوَنَها ... وَلَيْسَ بِهَا عمّا يزيدُ قُصُورُ
441- الْمُعَافَى بْن سُلَيْمَان الرَّسْعنيّ2.
عَنْ: فُلَيْح بْن سُلَيْمَان، وزُهير بْن معاوية، والقاسم بن معن المسعودي.
__________
1 أي المضاربة في التجارة.
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 400"، والثقات لابن حبان "9/ 199"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1341"، وتهذيب التهذيب "10/ 198، 199".(17/180)
وعنه: هلال بن العلاء، وأحمد بن إبراهيم بن ملحان، والقاسم بن الليث العتابي الرسعني، وجعفر الفريابي، وكان صدوقا. توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين.
442- معلل بن نفيل1.
أبو أحمد النهدي الحراني عَنْ زُهَيْر بْن مُعَاويَة وعنه أَبُو عَرُوبَة وأبو عَقِيل أنس بْن السَّلْم ومات قبل الأربعين ومائتين.
443- مُعَلَّى بْن مهديّ بن رستم أبو يعلى الموصلي الزهد2.
عَنْ: مهديّ بْن ميمون، وَشَريك بْن عَبْد اللَّه، وأبي عَوَانة، وحمّاد بْن زيد.
وعنه: أحمد بن حمدون، وإدريس بن سليم، وإبراهيم بن علي العدوي، وأبو يعلى. قَالَ ابن حَمْدُون: حُمَّ ابنُ مَهْديّ أربعين سنة كلّ سنة دائمًا. تُوُفِيّ فِي شَعْبَان سنة خمس وثلاثين ومائتين. وهو بَصْرِيّ نزل البصرة.
444- مَعْمَرُ بنُ مَخْلَد الْجَزَريّ السّرُوجيّ3.
عَنْ: حمّاد بْن زيد، وخَلَف بْن خليفة.
وعنه: محمد بن جبلة الرافقي، وهلال بن العلاء. توفي بملطية سنة إحدى وثلاثين ومائتين. قَالَ النسائيّ: ثقة.
445- مِنْجَاب بْن الحارث4.
أَبُو محمد التَّميميّ الْكُوفيّ. عَنْ: أَبِي الأَحْوَص سلام بْن سُلَيْم، وشَرِيك بْن عَبْد اللَّه، ومُصْعَب بْن سلّام، وعليّ بْن مُسْهِر. وعنه: مسلم، وبقي بن مخلد، ومحمد بن عبد الله الحضرمي مطين، وجعفر الفريابي.
توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
__________
1 انظر الثقات لابن حبان "9/ 201".
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 335"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 23"، والثقات لابن حبان "9/ 182"، وميزان الاعتدال للمصنف "4/ 151".
3 انظر الجرح والتعديل "8/ 259".
4 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 412"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 30"، والثقات لابن حبان "9/ 206"، وتهذيب الكمال "3/ 1371".(17/181)
446- منصور بْنُ الْمَهْدِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَنْصُورِ1 عَبْدِ اللَّهِ بن محمد الهاشمي العباسي.
ولي إمرة دمشق للأمين، وولي قبلها البصرة. دعي إلى الخلافة في أول دولة المأمون، فامتنع.
روى عَنْ: الوليد بْن مُسْلِم، وسُوَيْد بْن عَبْد العزيز. وعنه: أبو العيناء، وغيره. قَالَ أَبُو الصَّقْر محمد بْن داود بْن عيسى: كَانَ أَبِي عَلَى شَرطة منصور بدمشق، وكان الأمين يعجبه البللور، فدس منصور من سرق قلة الجامع البللور. فلمّا رأى إمام الجامع مكانَها فارغًا ضربَ بقَلَنْسُوَتِه الأرضَ وصرخ: سُرِقَتْ قُلَّتُكُمُ. فقال النّاس: لا صلاة بعد القُلَّة. فصارت مثلًا. قَالَ أَبُو الصَّقْر: لَمّا رَجِعَ المأمون إلى بغداد وجد القُلّة، فردّها إلى جامع دمشق. تُوُفِيّ منصور سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين.
447- منصور بْن أَبِي مُزَاحِم2.
أَبُو نصر التُّرْكِيّ، واسم أَبِيهِ بشير، وولاؤه للأَزْدِ، كَانَ كاتبًا ثقة صاحب سنة. وكان لَهُ ديوان فتركه. سَمِعَ: مالِكًا، وشَرِيكًا، وإبراهيم بْن سعد، وأبا الأَحْوَصَ، وإسماعيل بْن جَعْفَرَ. ورأى شُعْبَة.
وعنه: مُسْلِم، وأبو داود، وإبراهيم الحربيّ، وموسى بْن هارون، وَأَحْمَد بن الحسن الصوفي، وأبو القاسم البغوي. قال ابن مَعِين: صدوق. مات فِي ذي القعدة سنة خمسٍ وثلاثين ومائتين.
448- مهرجان النيسابوريّ الزّاهد.
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن المبارك. وعنه: أَبُو يحيى الخَفّاف، وإبراهيم بْن محمد بْن سُفْيَان، وزكريّا بْن دَلَّويه. وحُكِيَ عَنْهُ أنَّهُ كَانَ لا يشربُ الماء فِي الصَّيْف أربعين يومًا زهدًا3. توفي سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
__________
1 انظر تاريخ أبي زرعة "1/ 11"، وتاريخ الطبري "7/ 511"، والكامل في التاريخ "7/ 57"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "11/ 449".
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 170"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 349"، وأخبار القضاة لوكيع "3/ 173"، والثقات لابن حبان "9/ 173".
3 وأي زهد هذا خير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم.(17/182)
449- مُوسَى بْن أيّوب النَّصيبيّ1.
أَبُو عِمْرَان، نزيل أنطاكيَة. عَنْ: مُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان، وابن المبارك. وعنه: أَبُو حاتِم الرازيّ، وَمحمد بْن إِبْرَاهِيم البُوسَنْجِيّ، وَمحمد بْن يزيد بْن عَبْد الصَّمد. قَالَ أبو حاتم: صَدُوق.
450- مُوسَى بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمِيّ البصْرِيّ الأسلع.
عَنْ: عُمَرَ بْن سَعِيد الأبحّ. وعنه: أَبُو زُرْعَة، وأبو يَعْلَى، وَأَحْمَد بْن عليّ بْن سَعِيد الْمَرْوَزِيّ القاضي.
451- مُوسَى بْن مروان الرقي2.
عَنْ: عيسى بْن يونس، وأبي مُعَاويَة، وبقيّة. وعنه: أبو داود، وابن ماجة، والقاسم بن الليث الرسعني. توفي سنة أربعين ومائتين.
452- موسى بن محمد بن حيان3.
أو: ابن محمد بن سعيد بن حيان، بالحاء، ثم آخر الحروف4. صدوق، صاحب حديث. سَمِعَ بالبصرة: عَبْد الوهّاب الروميّ، وغُنْدَرًا، وابن أَبِي عديّ، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ. وعنه: أَبُو بَكْر الصَّغَانيّ، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو يعلى الموصلي، وعبد اللَّه المارستانيّ. قَالَ الخطيب: أحاديث مستقيمة.
453- مُوسَى بْن مُعَاويَة بْن صُمَادِح بْن عَوْن بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ المحدِّث5.
الصدوق، أَبُو جَعْفَر الهاشمي المغربيّ. رحَال مكثر عَنْ: وكيع، وابن مهديّ. وعنه: محمد بن أحمد العنسي. قَالَ: محمد بْن وضّاح: لقيته بالقَيْرَوان، وهو كثير
__________
1 تقدمت ترجمته.
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 164"، والثقات لابن حبان "9/ 161"، وتاريخ بغداد للخطيب "13/ 41"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1392".
3 انظر الجرح والتعديل "8/ 961"، والثقات لابن حبان "9/ 161"، وتاريخ بغداد "13/ 41، 42"، وميزان الاعتدال للمصنف "4/ 221".
4 وهي الياء.
5 تقدم الكلام عليه.(17/183)
الحديث. رحل إلى الكوفة والرِّيّ. وهو ثقة. وقال ابن لُبَابة: ثقة. مات بعد الثلاثين ومائتين.
454- مُوسَى.
الْإِمَام أَبُو الوليد بْن أَبِي الجارود1 المكيّ الفقيه، صاحب الشافعيّ من كبار أصحاب الشافعيّ. قَالَ الدّارَقُطْنيّ: روى عَنِ الشافعيّ حديثًا كثيرًا، وروى عَنْهُ كتاب "الأمالي" وغيره. وكان من القيّمين بِمذهب الشافعيّ بِمكّة. وله رواية عَنْ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة. روى عَنْهُ: التِّرْمِذيّ، والربيع بْن سُلَيْمَان المُرادي، ويعقوب الفَسَويّ، وابن وَارَةَ. قَالَ الذَّهَبيّ: أظنُّه قديم الموت.
"حرف النون":
455- نصر بْن الحُرَيْش2.
أَبُو القاسم الصّامت. بغداديّ. قَالَ الدّارَقُطْنيّ: ضعيف. عَنْ: الْمُشْمَعِلِّ بن ملحان، وأبي سهل مسلم الخراساني.
وعنه: إسحاق الختلي، والحسين بن بشار، ومحمد بن بشر بن مطر. يقال: حج أربعين حجة لم يكلم فيها أحدا.
456- نصر بن الحكم الياسري3.
عَنْ: خَلَف بْن خليفة، وَهُشَيْم. وعنه: ابن البراء، وإسحاق بن سفيان، وأحمد بن علي الأبار، والحسن بن علوية.
457- نصر بن عاصم الأنطاكي4.
عَنْ: الوليد بْن مُسْلِم، ويحيى القطان، ومحمد بن سلمة الحراني، وبشر بن إسماعيل، ومسكين بن بكير، وطبقتهم. ورحل إلى النواحي في طلب العلم.
__________
1 انظر الثقات لابن حبان "9/ 162"، والأنساب "2/ 339"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1384".
2 انظر حلية الأولياء "10/ 319، 320"، وتاريخ بغداد "13/ 285"، وميزان الاعتدال "4/ 250".
3 انظر الثقات لابن حبان "9/ 215"، وتاريخ بغداد للخطيب "13/ 284"، والأنساب "12/ 281".
4 انظر الثقات لابن حبان "9/ 217"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1409"، وميزان الاعتدال "4/ 252".(17/184)
وعنه: د، والحافظ بْن عَبْد اللَّه بْن المستورد البغداديّ أبو سيار، وعثمان بن خرزاذ، وجعفر الفريابي، وآخرون، ذكره ابن حبان في "الثقات".
458- نصر بن زياد1.
الفقيه أبو محمد النيسابوري، قاضي نيسابور، تفقه على: محمد بن الحسين. وتأدب على: النضر بن شميل. وروى عَنْ خارجة بْن مُصْعَب، وابن المبارك، وجرير بْن عَبْد الحميد، وزافر بْن سُلَيْمَان، وهيّاج بْن بِسْطَام. وعنه: محمد بن رافع، وأيوب بن الحسن، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وجعفر بن محمد بن الحسين، وإبراهيم بن علي الذهلي، وطائفة. قَالَ الحاكم: نصر بْن زياد بْن جشل، ولي قضاء نيسابور بضع عشرة سنة، ولَم يزل محمودًا عِنْدَ السُّلطان والرَّعية. وله عندنا بنيسَابور آثار كبيرة مذكورة. وكانت كُتُب المأمون إِلَيْهِ متواترة.
وكان كوفيّ المذهب، وأعقابه عَنْ آخرهم حديثّيون. سمعتُ يحيى بْن محمد العَنْبَريّ: سمعتُ أَحْمَد بْن محمد البالويّ يقولون: كَانَ نصر بْن زياد يأمرُ بالمعروف ويَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، ويقول: لولا هذا لَم أتلبَّس لَهم بعمل، لكنِّي إذا لَم أَلِ القضاء لَم أقدر عَلَيْهِ. وكان يُحيي اللّيل ويصوم الاثنين والخميس والجمعة، ولا يرضى من العمّال حتّى يؤدّوا حقوق النّاس. وقال غيره: عاش ستًّا وتسعين سنة. وقال سِبْطُ أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه: تُوُفِيّ فِي سابع صفر سنة ستٍّ وثلاثين ومائتين.
459- نصر بْن فَضَالَةَ النَّيْسَابوريّ2.
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ووكِيع. وعنه: أحمد بن سيار المروزي، ومحمد بن إسحاق السراج.
توفي سنة ثمان وثلاثين عند قتيبة.
460- نصير بن يوسف بن أبي نصر الرازي النحوي المقرئ3.
أبو المنذر تلميذ أبي الحسن الكسائي. كان من أئمة القراء المشهورين. أخذ عنه: محمد بن عيسى بن رزين الإصبهاني، وعلي بن أبي نصر النحوي، ومحمد بن
__________
1 انظر الثقات لابن حبان "9/ 217".
2 انظر الثقات لابن حبان "9/ 217".
3 انظر الجرح والتعديل "8/ 492، 493"، والسابق واللاحق "157"، وإنباه الرواة "3/ 347".(17/185)
إدريس الدنداني. وآخر من قرأ عَلَيْهِ أَحْمَد بْن رُسْتُم الطَّبريّ شيخ عَبْد الواحد بْن أَبِي هاشم. وله مصنَّف فِي رسم المصحف. وقد روى الحديث عَنْ: إِسْحَاق بْن سليمان، وغيره.
461- النضر بْن سَعِيد بْن النَّضْر بْن شُبْرُمَة1.
أَبُو صُهَيْب الحارثيّ الْكُوفيّ. عَنْ: أَبِيهِ، وعبد اللَّه بْن بُكَيْر، والوليد بْن أَبِي ثور، والحسن بْن محمد إمام المطمورة. وعنه: أَبُو سَعِيد الأشجّ، وَمحمد بْن عثمان بْن أَبِي شيبة، ومُطَيّن، وعليّ بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد الرازيّ، وغيرهم. ما أعلمُ فِيهِ جَرْحًا لغير ابن قانِع فإنّه ضعَّفَهُ.
"حرف الهاء":
462- هارون بْن سالِم2.
أَبُو عُمَرَ القُرْطُبيّ الزّاهد. عَنْ: يحيى بْن يَحْيَى اللَّيْثِيّ، وعيسى بْن دينار. ورحل إلى ديار مصر فأخذ عَنْ: أشهب بْن عَبْد العزيز، وأصبغ بْن الفَرَج. قَالَ ابن الفَرَضيّ: كَانَ منقطع القرين فِي الزُّهد والعِلْم، مُجَاب الدَّعْوة، فقيهًا كبير القدر. يُقال: امتُحنت إجابة دعوته فِي غير ما شيء، ومات فِي الْكُهُولَةِ. وكان عَلَيْهِ إخبات وحُزْن، وكان لا ينامُ عَلَى فراشٍ فِي رمضان.
حكى إمام مسجد قرطبة أنّه رأى هارون بْن سالِم باللّيل سجد، قَالَ: فرأيتُ شجرة فِي المسجد سجدت وراءه، فلمّا قام قامت. وقال إِبْرَاهِيم بْن هلال: ما رأيتُ هارون بْن سالِم يُصَلِّي قطّ إلّا وهو يرتعد. وكان يسكن بيتًا بلا أبواب. وكان مقدَّمًا فِي زمانه فِي الزُّهد والعبادة. قَالَ ابن بَشْكَوال: وقبره يتبرك به3، ويعرف بإجابة الدعوة. جربت ذلك مرارًا. قلت: فروى عَنْهُ عامر بْن مُعَاويَة القاضي، وغيره. تُوُفِيّ سنة ثمانٍ وثلاثين.
463- هارون بْن عَبّاد النَّهْدِيّ المصيصي ثم الأنطاكي -د.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 481"، وميزان الاعتدال للمصنف "4/ 256"، ولسان الميزان للحافظ "6/ 160".
2 انظر علماء الأندلس "2/ 169"، وجذوة المقتبس للحميدي "364".
3 القبور ليست من الأمور التي يتبرك بها وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم.(17/186)
عن: جرير بن عبد الحميد، وأبي بكر بْن عيّاش، وجماعة. وعنه: د. وَمحمد بْن وضّاح القُرْطُبيّ.
464- هارون بن عبد الله بن محمد بْن كثير بْن مَعْن بْن عَبْد الرَّحْمَن عوف الزهري1.
أبو يحيى المكي القاضي نزيل بغداد. روى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وهْب. وتفقّه عَلَى أصحاب مالك كأبي مُصْعَب، والهُدَيريّ. وقيل: إنه إبراهيم سمعَ من مالك. قَالَ أَبُو بَكْر الخطيب: سَمِعَ: مالك بْن أنس، وَالدَّرَاوَرْدِيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن زيد بْن أسلم.
وعنه: يحيى بن عبد الله بن بكير، وعبد السلام الهروي، والزبير بن بكار، ويونس بن عبد الأعلى. وولي قضاء العسكر، ثم ولي قضاء مصر إلى أن عُزِلَ فِي آخر خلافة المعتصم. وقال أَبُو إِسْحَاق الشِّيرازيّ: هُوَ أعلمُ مَنْ صَنَّف الكُتُب فِي مختلف قول مالك. وقال القاضي عيّاض: كَانَ من الفقهاء العُلماء فِي مذهب أهل المدينة، واسع الأدب. وقال أَبُو سَعِيد بْن يونس: تُوُفِيّ بسامرّاء فِي شعبان سنة اثنتين وثلاثين.
465- هارون الواثق بالله2.
أَبُو جَعْفَر، وقيل: أَبُو القاسم. أمير المؤمنين ولد المعتصم بالله أبي إسحاق محمد بْن الرشيد هارون بْن المهديّ محمد بْن المنصور الهاشمي العباسيّ. وأُمُّه روميّة اسمها قراطيس، أدركت دولة ابنها. ولي الأمر بعهد أَبِيهِ. ونقل إِسْمَاعِيل الخطبيّ أنّه وُلِدَ لَعشْرٍ بقين من شَعْبَان سنة ستٍّ وتسعين ومائة. قَالَ يَحْيَى بْن أكثم: ما أحسَنَ أحدٌ إلى آل أَبِي طالب ما أحسن إليهم الواثق.
ما مات وفيهم فقير. وقال حمدون بْن إِسْمَاعِيل: كَانَ الواثق مليح الشِّعْر، وكان يُحبُّ خادمًا أُهْدِيّ لَهُ من مصر، فأغضبه الواثق يومًا، ثُمَّ إنه سمعه يَقُولُ لبعض الخدم: والله إنه إبراهيم لَيَرُوم أن أكلّمه من أمس فما أفعل فقال الواثق:
__________
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 92"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 230"، وتاريخ بغداد للخطيب "14/ 13".
2 انظر أخبار القضاة لوكيع "2/ 175"، وتاريخ الطبري "9/ 12، 17"، وتاريخ بغداد للخطيب "14/ 15"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "10/ 306".(17/187)
يا ذا الَّذِي بعذابي ظلّ مفتخرًا ... ما أنت إلا مليك جار إذ قدر قَدَرا
لولا الهَوَى لَتَجاريْنَا عَلَى قَدَرٍ ... وإنْ أُفِقْ منه يومًا ما فسوف ترى
قَالَ الخطيب: كَانَ أَحْمَد بْن أَبِي دُؤاد قد استولى عَلَى الواثق وحمله عَلَى التشدُّد فِي المحنة. ودعا النّاس إلى القول بِخلْق القرآن. ويُقال: إنّ الواثق رجع عَنْ ذَلِكَ القول قبل موته. وقال عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى: حدثنا إِبْرَاهِيم بْن أسباط بْن السَّكَن قَالَ: حُمِلَ رجلٌ فيمَن حُمِلَ، مُكَبَّلٌ بالحديد من بلاده، فأُدْخِلَ. فقال ابن أَبِي دُؤاد: تقولُ أَوْ أقول؟ قَالَ: هذا أوّل جوركم. أخرجتم النّاس من بلادهم، ودعوتموهم إلى شيء. لا بل أقول. قَالَ: قُلْ. والواثق جالس. فقال: أخبرني عَنْ هذا الرأي الَّذِي دَعْوتُم النّاس إِلَيْهِ، أَعَلِمَهُ رسول اللَّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- فلم يدعُ النَّاس إِلَيْهِ، أم شيء لم يعلمه؟ قال: علمه. قال: فكان يسمعه أن لا يدعو النّاس إِلَيْهِ، وأنتم لا يسعكم، قَالَ: فبُهِتُوا. قَالَ: فاستضحك الواثق، وقام قابضًا عَلَى فمه، ودخل بيتًا ومدَّ رِجْليه وهو يَقُولُ: وَسِعَ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسلم- أن يسكت عنا ولا يسعنا. فأمر أن يعطى ثلاثمائة دينار، وأن يُردّ إلى بلده. وعن طاهر بْن خَلَف: سمعتُ المهتدي بالله بْن الواثق يَقُولُ: كَانَ أَبِي إذا أراد أن يقتل رجلًا أَحْضَرَنا. فأُتِيَ بشيخ مخضوب مقيَّد، وقال أَبِي: ائذنوا لابن أَبِي دُؤاد وأصحابه. وأُدْخِلَ لشيخ فقال: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: لا سلم الله عليك. قال: بئس ما أدَّبك مؤدِّبُك.
قَالَ اللَّه تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء: 86] قلت: هذه حكاية مُنْكرَة، ورُواتُها مَجاهيل، لكن نسوقها. قَالَ: فقال ابن أَبِي دُؤاد: يا أمير المؤمنين الرجل متكلِّم. فقال لَهُ: كلِّمْهُ.
فقال: يا شيخ ما تقولُ فِي القرآن؟ قَالَ: لِمَ تنصفني، ولي السؤال. قَالَ: سَلْ يا شيخ. قَالَ: ما تقولُ فِي القرآن؟ قَالَ: مخلوق. قَالَ: هذا شيء عَلِمَهُ رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأبو بَكْر وعمر والخلفاء، أم شيء لَم يعلموه؟ فقال: شيء لم يعلموه. فقال: سبحان الله، شيء لَم يعلموهُ أَعَلِمْتَه أنت؟ قَالَ: فَخَجِل وقال أقِلْنِي. قَالَ: والمسألةُ بِحالِها؟ قَالَ: نعم. قَالَ: ما تقول في القرآن؟ قال: مخلوق، قال: شيء علمه رسول الله؟ قلت: عَلِمَه. قَالَ: عَلِمَهُ ولَم يدْعُ النّاس إِلَيْهِ؟ قَالَ: نعم. قَالَ: أفلا وسِعَك ما وسِعَه ووسِع الخلفاء بعده. فقام أَبِي الواثق فدخل الخلْوة، واستلقى وهو يَقُولُ: شيء لَم يعلمه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلا أَبُو بَكْرٍ، ولا عمر، ولا عثمان، ولا علي، علمته أنت؟(17/188)
سبحان اللَّه عَلِمُوه ولَم يدْعوا النّاس إِلَيْهِ، أفلا وسِعَك ما وسِعَهم؟ ثُمَّ أمر برفع قيود الشيخ، وأمر له بأربعمائة دينار، وسقطَ ابن أَبِي دُؤاد من عينه، ولَم يمتحن بعدها أحدًا. وروى نحوًا من هذه الواقعة أَحْمَد بْن السِّنْديّ الحداد، عَنْ أَحْمَد بْن الممتنع، عَنْ صالِح بْن عليّ الهاشميّ المنصوريّ، عَنِ المهتدي بالله، رَحِمَهُ اللَّه. قَالَ صالِح: حضرته وقد جلسَ للمتظلّمين، فنظرتُ إلى القَصَص تُقرأ عَلَيْهِ من أولّها إلى آخرها، فيأمر بالتوقيع عليها، ويختمها، فيسُرّني ذَلِكَ. وجعلت أنظر إِلَيْهِ، ففطِنَ، ونظر إليّ، فغضضت عَنْهُ، حتى كَانَ ذَلِكَ منه ومنّي مرارًا.
فقال لي: يا صَالِح فِي نفسك شيء تُحب أن تقوله؟ قلتُ: نعم. فلمّا انفضّ المجلسُ أُدْخِلْتُ مجلسه فقالَ: تَقُولُ ما دار في نفسك أو أقوله أنا؟ فقلتُ يا أمير المؤمنين ما ترى. قَالَ: أقول إنك استحسنتَ ما رأيتَ منّا. فقلت: أيَّ خليفة خليفتنا، إن لَم يكن يَقُولُ القرآن مخلوق. فوردَ عَلَى قلبي أمرٌ عظيم، ثُمَّ قلت: يا نفس هَلْ تموتين قبل أجَلِك؟ فقلتُ: نعم. فأطرق ثم قال: اسمع مني، فو الله لتسمعنّ الحقّ. فسُرّي عنّي وقلت: ومَن أولى بالحقّ منك وأنت خليفة ربّ العالمين، وابن عمّ سيد المرسلين؟ قَالَ: ما زلت أقول أن القرآن مخلوق صَدْرًا من أيام الواثق، حتى أقدَمَ شيخًا من أَذَنة فأُدْخِلَ مقيدًا، وهو جميل حسَن الشَّيْبَة. فرأيتُ الواثق قد استحيا منه ورَقّ لَهُ. فما زال يُدْنيه حتَّى قرُبَ منه وجلسَ، فقال: ناظِر ابنَ أَبِي دُؤاد. فقال: يا أمير المؤمنين إنّه يَضْعُف عَنِ المناظرة. فغضبَ وقال: أبو عبد الله يضعف عَنْ مناظرتِكَ أنتَ؟ قَالَ: هَوِّن عليك، وائذن لي فِي مناظرته. فقال: ما دعوناك إلا لِهذا. فقال: احفظ عليّ وعليه، ثُمَّ قَالَ: يا أَحْمَد أخبرني عَنْ مقالتك هذه، هِيَ مقالة واجبة داخلة فِي عقد الدّين، فلا يكون الدِّين كاملًا حتى يُقال فِيهِ بِما قلت؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فأخبرني عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين بعثه اللَّه، هَلْ سَتَر شيئًا مِمّا أُمِرَ بِهِ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فدَعا إلى مقالتِك هذه؟ فسكت. فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين واحدة. فقال الواثق: واحدة. فقال الشيخ: أخبرني عَنِ اللَّه تعالى حين قَالَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3] أَكَانَ اللَّه هُوَ الصّادق فِي إكْمَال دينه، أو أنتَ الصّادق فِي نُقْصَانه، حتّى يُقال بِمقالتِكَ هذه؟ فسكت. فقال الشيخ: اثنتان. قَالَ الواثق: نعم. وقال: أخبرني عن مقالتك هذه، أعلمها رسول الله أم جهلها؟ قلت: عَلِمَها. قَالَ: فدعا النّاسَ إليْهَا. فسكت. فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين ثلاثة. قَالَ: نعم. قَالَ: فاتسع لرسول اللَّه أنْ عَلِمها أن يُمسك عنها، ولَم يُطالب أمَّتَه بِهَا؟ قَالَ: نعم. قال:(17/189)
واتسع لأبي بَكْر، وعمر، وعثمان، وعليّ ذَلِكَ؟ قَالَ: نعم. فأعرض الشيخ عَنْهُ، وأقبلَ عَلَى الواثق فقال: يا أمير المؤمنين قد قدَّمْتُ القول أنّ أَحْمَد يصبو ويضعُف عَنِ المناظرة. يا أمير المؤمنين إنْ لَمْ يتَّسع لك من الإمساك عَنْ هذه المقالة ما زعم هذا أَنَّهُ اتسع للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، ولأبي بَكْر، وعمر، وعثمان، وعليّ، فلا وسَّع اللَّه عليك. قَالَ الواثق: نعم كذا هُوَ. اقطعوا قيد الشيخ. فلمّا قطعوهُ ضرب الشيخ بيده إلى القيْد فأخذه، فقال الواثق: لِمَ أخَذْتَه؟ فقال: لأنِّي نويتُ أن أتقدَّم إلى مَن أوصي إِلَيْهِ، إذا مت أن يجعله بيني وبين كَفَني، حتى أخاصم بِهِ هذا الظّالِم عِنْدَ اللَّه يوم القيامة وأقول: يا رب لِمَ قيدني وروَّع أهلي؟ ثُمَّ بكى فبكى الواثق وبكينا. ثُمَّ سأله الواثق أن يجعله فِي حِلّ، وأمر لَهُ بصلة فقال: لا حاجة لي بِها. قَالَ المهتدي بالله: فرجعت عَنْ هذه المقالة، وأظنّ أنّ الواثق رجعَ عنها من يومئذ. وقال إِبْرَاهِيم بن نِفْطَوَيْه: حدَّثَنِي حامد بْن العبّاس، عَنْ رَجُل، عَنِ المهتدي بالله، أنّ الواثق مات وقد تاب عَنِ القول بِخلْق القرآن. وكان الواثق وافر الأدب. بَلَغَنَا أنّ جارية غنته بشعر العَرْجيّ:
أَظَلُومُ إنّ مُصَابَكُم رجُلًا ... ردَّ السّلامَ تَحيَّةً ظُلْمُ
فَمِن الحاضرين من صَوَّب نصْبَ رجُلًا، ومنهم من قَالَ: صوابها: رجلٌ. فقالت: هكذا لقَّنني المازنيّ. وطلب المازنيّ، فلمّا مثُل بين يدي الواثق، قَالَ: مِمّن الرجل؟ قَالَ: من بني مازن.
قَالَ: أي الموازن، أمازِن تميم، أم مازن قيس، أم مازن ربيعة؟ قلتُ: مازن ربيعة. فكلّمني حينئذ بلغة قومي فقال: با اسبُك. لأنّهم يقلبون الميم باء والباء ميم فكرهتُ أن أواجهه بِمَكرٍ، فقلتُ: بَكْر يا أمير المؤمنين. ففطِنَ لَها وأعجبته. فقال: ما تقول في هذا البيت. قلت: الوجه النصب.
لأن مُصَابكم مَصْدَر، بِمعنى أصابتكم. فأخذ البريديّ يعارضني، قلتُ: هُوَ بِمنزلة إنّ ضَرْبَك زيدًا ظلم. فلرجل مفعول مُصَابكم، والدليل عَلَيْهِ أن الكلام مُعلق، إلى أن تَقُولُ ظُلْمٌ فيتمّ.
فأُعْجِبَ الواثق، وأعطاني ألف دينار. قَالَ ابن أَبِي الدُّنْيَا: كَانَ الواثق أبيض، تعلوهُ صُفْرة، حسنَ اللحية، فِي عينيه نُكْتة. وقال زُرقان بْن أَبِي دُؤاد: لَمَّا احتضر الواثق جعل يردِّد هذين البيتين:(17/190)
الموتُ فِيهِ جميعُ الخلْقِ مُشْتَركٌ ... لا سُوقَةٌ منهم يبقى ولا ملكُ
ما ضَرَّ أهلَ الدنيا فِي تَنَافُرهم ... وليس يُغْنِي عَنِ الأملاك ما مَلَكوا
ثُمَّ أمر بالبُسُط فطُويت، وألصق خدّه بالأرض، وجعل يَقُولُ: يا من لا يزول ملكه، ارْحَم من قد زَال مُلْكُه. روى أَحْمَد بْن محمد الواثقي أمير البصرة، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كنتُ أحد من مرّض الواثق فِي عِلته، إذ لحقته غشيةٌ، فما شككنا أنه مات. قال بعضنا لبعض تقدموا. فما جَسَر أحدٌ، فتقدَّمت أَنَا، فلمّا صرتُ عِنْدَ رأسه، وأردتُ أن أضعَ يدي عَلَى أنفه، لِحقَتْه إفَاقَةٌ، ففتح عينيه، فكدتُ أموتُ فزِعًا، من أن يراني قد مشيت إلى غير رُتْبتي، فرجعتُ إلى خَلْف، فتعلقت قبيعة سيفي بالعَتَبة، فعثرت عَلَى سيفي فاندقّ، وكاد أن يدخل فِي لحمي. فسلمتُ وخرجتُ، فاستدعيت سيفًا، وجئتُ فوقفتُ ساعة، فتلف الواثق تَلَفًا لم يُشك فِيهِ. فشددت لحيته وغمَّضْتُه وسجَّيْتُه، وجاء الفراشون، فأخذوا ما تحته يردوه إلى الخزائن، لأنه مثبت عليهم، وتُرِكَ وحده فِي البيت.
فقال لي أَحْمَد بْن أَبِي دُؤاد القاضي: إنّا نريد أن نتشاغل بعقد البيعة، وأحب أن تحفظه إلى أن يُدْفن، فأنتَ من أخصّهم بِهِ فِي حياته. فرددت باب المجلس، وجلستُ عِنْدَ الباب، فحَسَسْتُ بعد ساعة بحركة فِي البيت أفزعتني، فدخلت، فإذا بِجرذون قد جاء فاستل عينه فأكلها، فقلت: لا إله إلا اللَّه، هذه العين التي فتحها من ساعة، فاندقّ سيفي هيبة لَهَا. قَالَ: وجاءوا فغسلوه، وأخبرت ابن أَبِي دُؤاد الخبر. قَالَ: والجرذون دابَة أكبر من اليربوع. كانت خلافة الواثق خمس سنين ونصف. ومات بسُرَّ منْ رَأَى، يوم الأربعاء، لست بقين من ذي الحجة، من سنة اثنتين وثلاثين، وبُويع بعده المتوكّل.
466- هارون بْن معروف1 -خ. م. د.
أبو علي المروزي، نزيل بغداد. كَانَ خزّازًا وأضَرّ بأخرة. روى عَنْ: هُشَيْم، ويحيى بْن أَبِي زائدة، وابن عُيَيْنَة، ومروان بْن شجاع، وعَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وعبد اللَّه بْن وهْب، وأبي بَكْر بْن عيّاش، والوليد بْن مُسْلِم، وخلْق كثير من
__________
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 355"، والجرح والتعديل "9/ 96"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 226".(17/191)
العراقيين، والحجازيين، والمصريين، والشاميين، والْجَزَريين. وعنه: م، د، وخ، عَنْ رَجُل، عَنْهُ، وَأَحْمَد بْن حنبل، وَمحمد بْن يحيى الذّهليّ، وصالح جَزَرَة، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد، وَأَحْمَد بْن خيثمة، وموسى بْن هارون، وأبو القاسم البَغَويّ، وطائفة. وثقة ابن أبي حاتِم، وجماعة. قَالَ ابنُ أَبِي حاتِم: سَمِعَ منه أَبِي ببغداد سنة خمس عشرة، بعدما عَمِي، من حفظه. وقال أَبُو داود: سمعتُ الثقة يَقُولُ. قَالَ هارون بْن معروف: رأيتُ فِي المنام قِيلَ لي مَن آثر الحديث عَلَى القرآن عُذِّب. قَالَ: فظننتُ أنّ ذَهاب بصري من ذَلِكَ. وقال هارون الحمّال: سمعتُ هارون بْن معروف يَقُولُ: من زعم أنّ القرآن مخلوق فكأنّما عَبْد اللّات والعُزَّى. وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ هارون بن معروف قال: من زعم أن اللَّه لا يتكلم فهو يعبدُ الأصنام. قلتُ: عاش هارون أربعًا وسبعين سنة، ومات فِي آخر رمضان سنة إحدى وثلاثين. وكان صدوقًا فاضلًا صاحب سنة.
467- هارون بْن أَبِي هارون العَبْديّ1.
حدَّث ببغداد عَنْ: أَبِي الْمُلَيْح الرَّقِيّ، وبقيّة. وعنه: مطين، وعبد الله بن ناجية. وكان صدوقا.
468- هاشم بن الحارث المروذي نزيل2 بغداد.
عَنْ: أَبِي المليح، وعبيد اللَّه بْن عَمْرو الرَّقِّيَّين. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، والبغوي، وأحمد بن الحسن الصوفي الكبير، وغيرهم. وثقه الخطيب وقال: تُوُفِيّ سنة أربع وثلاثين. حديثه بعُلوٍّ فِي جُزءَين.
469- هاشم بْن الوليد3.
أَبُو طالب الهَرَويّ. عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عياش، وحفص بْن غِياث، ويحيى بْن سُلَيْم الطائفيّ.
وعنه: أبو حاتم الرازي، ومحمد بن عبد الرحمن الشّامي، والحسين بن إدريس، وآخرون.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 98"، والثقات لابن حبان "9/ 240"، وتاريخ بغداد للخطيب "14/ 21".
2 انظر الثقات لابن حبان "9/ 244"، وتاريخ بغداد "14/ 66".
3 انظر الجرح والتعديل "9/ 106"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 349"، والثقات لابن حبان "9/ 243".(17/192)
توفي سنة تسع وثلاثين ومائتين.
470- هبيرة بن محمد التمار الأبرش1.
قرأ القرآن عَلَى حفص صاحب عاصم. وتصدّر للإقراء. قرأ عَلَيْهِ: حُسْنُون بْن الهيثم الدُّوَيْريّ، والخَضر بْن الهَيْثَم الطُّوسي، وَأَحْمَد بْن عليّ الخزّاز، وغيرهم. كنيته أَبُو عمر.
471- هدبة بن خالد بن الأسود بن هدبة2 -خ. م. د.
أَبُو خَالِد القَيْسيّ الثَّوْبَانيّ الْبَصْرِيّ، ويُقال لَهُ هداب. صلّى عَلَى شُعْبَة، وسمع من: الحمّادين، وهَمّام بْن يحيى، وجرير بْن حازم، وأبان العطار، وسليمان بْن المغيرة، ومبارك بْن فضالة، وهارون بْن مُوسَى النحوي، وسلام بْن مسكين، وطائفة بصريين. وعنه: خ. م. د. وبقيّ بْن مَخْلَد، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وأبو بكر أحمد بن علي المروزي، وأحمد بن عَمْرو القطرانيّ، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وجعفر الفِرْيَابيّ، والحسن بْن سُفْيَان، وأبو معشر الْحَسَن بْن سفيان الدارميّ، وعبدُ اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، وعَبْدان الأهوازيّ، وأبو القاسم البَغَويّ، وخلْق.
قَالَ عليّ بْنُ الْجُنَيْدِ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أبو حاتم: صدوق. وقال ابن عديّ: لا بأس بِهِ. ولا أعرفُ لَهُ حديثًا مُنْكَرًا فيما يرويه.
وأمّا النسائي فقال: ضعيف. وقال لحسن بْن سُفْيَان: سمعتُ هُدْبَةَ يَقُولُ: صلَّيْتُ عَلَى شُعْبَة، فقيل لَهُ: رَأَيْته؟ فقال: رأيتُ من هُوَ خيرٌ منه، حمّاد بْن سَلَمَةَ وكان سُنِّيًّا، وكان شُعْبَة يرى الإرجاء. وقال عَبْدان الأهوازيّ كنّا لا نُصَلِّي خلف هُدْبة من طول صلاته ويسبح فِي الركوع والسجود نيِّفًا وثلاثين تسبيحة وكان من أشبه خلق اللَّه بِهشام بْن عمّار لحيته ووجهه وكل شيء منه حتّى صلاته. وقال ابن عديّ: سمعتُ أَبَا يَعْلَى، وسُئِلَ عَنْ هُدْبَةَ، وشَيْبان، أيهما أفضل؟ قَالَ: هُدْبَةُ أفضلهما وأوثقهما، وأكثرهما حديثًا. كَانَ حديث حمّاد بْن سَلَمَةَ عِنْدَه نسختين: واحدة عَلَى الشيوخ، وواحدة عَلَى التّصنيف. أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي الأَبَرْقُوهِيُّ، أَنَا الْفَتْحُ بْنُ
__________
1 انظر معرفة القراء الكبار "1/ 205"، وغاية النهاية "2/ 353".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 301"، والجرح التعديل "9/ 114"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 295"، وتهذيب الكمال "3/ 1453".(17/193)
عَبْدِ السَّلامِ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالُوا: أَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَا أَبُو الْفَضْلِ الزُّهْرِيُّ، أَنَا جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ: ثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثَنَا هَمَّامٌ، ثَنَا قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآَنَ كَمَثَلِ الْأُتْرُجَّةِ". وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ أَبُو داود، عَنْ محمد بْن عَبْد الملك: تُوُفِيّ هُدْبة سنة خمس وثلاثين. وقال ابن حبان: مات سنة ست أو سبع وثلاثين ومائتين.
472- هريم بن عبد الأعلى بن الفرات2 -م.
أبو حمزة الأسدي البصري. عَنْ: مُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان، ويزيد بْن زُرَيْع، وخالد بْن الحارث، وجماعة.
وعنه: م، وبَقِيّ بْن مَخْلَد، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وعَبْدان الأهوازيّ، وأبو يعلى الموصلي، وعبد الله أَحْمَد بْن حنبل، وطائفة. حدَّث بإصبهان سنة عشرين ومائتين. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فِي "الثِّقَاتِ": مَاتَ سَنَةَ أربعين أو قبلها أو بعدها بقليل. وقال أَبُو الشيخ: مات بالبصرة سنة خمس وثلاثين ومائتين.
473- هريم بن مسعر3 -ت.
أبو عبد الله الأزدي خادم الفُضَيْل بْن عِياض. روى عَنْ: الفُضَيْل، وعَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدي، وعبد اللَّه بْن وَهْبُ.
وعنه: ت، وجعفر الفِرْيَابيّ، وأحمد بن عبد الله بن مالك. وثقه ابن حبان.
474- هشام بن إسحاق.
أبو ربيعة العامري مولاهم المصري. قَالَ ابن يونس: كَانَ عالِمًا بأخبار مصر. روى عَنْ: اللّيث، ومالك. ومات في ربيع الآخر سنة خمس وثلاثين.
__________
1 "حديث صحيح": أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ "9/ 58"، وَمُسْلِمٌ "797"، وَأَبُو داود "4830"، وَالتِّرْمِذِيُّ "2869"، وَالنَّسَائِيُّ "8/ 124، 125".
2 انظر الثقات لابن حبان "9/ 246"، وأخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 336"، وطبقات المحدثين "2/ 157-159"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1436".
3 انظر الثقات لابن حبان "9/ 245"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1436"، وتهذيب التهذيب "11/ 31".(17/194)
475- الهيثم بن أيوب1 -ن.
أبو عمران الطالقاني. عن: إبراهيم بن سعد، ويحيى ابن أَبِي زائدة، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وجماعة.
وعنه: ن، وجعفر الفِرْيَابيّ، ومحمد بن عبد الله بن يوسف الدوري، وجماعة. وثقه النسائي، وكان إماما كبير القدر. توفي سنة ثمان وثلاثين. بالطالقان من بلاد خراسان.
476- الهيثم بن خالد الجهني الكوفي2 -د.
عَنْ: وكيع، وحسين الجعفي، وعبد الله بن نير، وجماعة.
وعنه: د. وقال: ثقة. كتبت عَنْهُ سنة خمسٍ وثلاثين. لم أجد من روى عَنْهُ غير أَبِي داود. وتُوُفِيّ سنة تسعٍ وثلاثين.
477- الهيثم بْن خَالِد الْكُوفيّ الورّاق3.
مستملي أبي نُعَيْم سيأتي.
478- والهيثم بْن خَالِد المصيصي: حدّث ببغداد بعد الخمسين.
479- والهيثم بْن خَالِد البغداديّ: شيخ من طبقة المصيصيّ.
480- والهيثم بْن خَالِد الْكُوفيّ: عَنْ شَرِيك. شيخ فِيهِ جهالة.
481- الهيثم بْن اليَمَان4.
أَبُو بِشْر الرازيّ. عَنْ: شَرِيك، وأبي الأحوص، وإسماعيل بْن زكريّا، وهُشَيْم.
روى عنه: أَبُو حاتم، وعلى بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد، وغيرهما. وهو صالح الحديث. قاله فيما أرى عبد الرحمن بن أبي حاتم.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 86"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1454"، وتهذيب التهذيب للحافظ "11/ 90".
2 انظر ميزان الاعتدال للمصنف "4/ 321"، والمغني في الضعفاء "2/ 716".
3 ستأتي ترجمته.
4 انظر الجرح والتعديل "9/ 86".(17/195)
"حرف الواو":
482- وثيمة بن موسى بن الفرات الفارسي1.
نزيل مصر. صنف كتاب الردة، وجوده. وكان تاجرا في الوشي. وله معرفة بالأخبار وأيام الناس.
دخل إلى الأندلس وغيرها. روى عنه: ولده عمارة بن وثيمة. ومات في جمادى الآخرة سنة سبع.
يروي عَنْ: سَلَمَةَ بْن الفضل الأبرش، ومالك بْن أنس، وطائفة. قَالَ ابن أَبِي حاتِم: يُحدِّث عَنْ سَلَمَةَ بْن الفضل بأحاديث موضوعة.
- الواثق بالله.
اسمه هارون. مَرّ2.
483- الوليد بْن عَبْد الملك بْن مُسَرَّح3.
أَبُو وَهْب الحرّانيّ. عَنْ: سُلَيْمَان بْن عطاء الحرانيّ، وعبيد اللَّه بْن عديّ بْن عديّ، وَيَعْلَى بْن الأشدق، وغيرهم.
وعنه: جَعْفَر الفِرْيَابيّ، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتِم وقال: صدوق. قلتُ: مات سنة أربعين.
484- الوليد بْن عُتْبَة4 -د.
أبو العباس الأشجعي الدمشقي المقرئ. قرأ على أيّوب بْن تَميم. وسمع من: الوليد بْن مسلم، وبقية، وضمرة بن ربيعة، وجماعة.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 51-53"، والأنساب "12/ 270"، وميزان الاعتدال للمصنف "4/ 331"، ولسان الميزان "6/ 217".
2 تقدم برقم "467".
3 انظر الجرح والتعديل "9/ 10"، والثقات لابن حبان "9/ 227"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 252"، والأنساب "9/ 23".
4 انظر الجرح والتعديل "9/ 12"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 150، 151"، والثقات لابن حبان "9/ 226"، وتهذيب الكمال "3/ 1470".(17/196)
وعنه: د.، وأبو زُرْعَة، وجعفر الفريابي، وَمحمد بْن الْحُسَيْن بْن قُتَيْبَة العسقلاني، وعمر بْن سَعِيد المَنْبِجيّ، وجماعة.
قَالَ أَبُو زُرْعَة الدمشقيّ: كَانَ القُراء بدمشق الذين يُحكمون القراءة. الشاميّة العثمانية ويضبطونَها: هشام، وابن ذَكْوان، والوليد بْن عُتبَة. وقال محمد بْن عَوْف: هُوَ أوثق من صَفْوان بْن صالِح. وُلِدَ سنة ستٍّ وسبعين ومائة. وقال أَبُو زُرْعَة الدمشقيّ: مات فِي جمادى الأولى سنة أربعين.
قلتُ: قرأ عَلَيْهِ أَحْمَد بْن مُضَر بْن شاكر، وأخذ عَنْهُ الحروف أَحْمَد بْن يزيد الحلوانيّ، وفضل بْن محمد الأنطاكيّ.
485- وَهْب بْن بقيّة بْن عثمان بْن سابور1 -م. د.
أبو محمد الواسطي، ويقال له وهبان. عَنْ: هُشَيْم، ويزيد بْن زُرَيْع، وخالد بْن عَبْد اللَّه الطحّان، وطبقتهم.
وعنه: م. د. وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وجعفر الفريابيّ، وأبو العباس السراج، وآخرون. قَالَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ: ثقة لكنه سَمِعَ وهو صغير. قلتُ: وقع لنا حديثه عاليا. وتُوُفيّ سنة تسعٍ وثلاثين.
"حرف الياء":
486- يحيى بْن أيوب2 م. د.
أبو زكريا البغدادي المقابري العابد. عَنْ: شَرِيك، وإسماعيل بْن جَعْفَر، وخَلَف بْن خليفة، وهُشَيْم، ومُصْعَب بْن سلّام، وعبّاد بْن عَبّاد، وعبد اللَّه بْن وَهْب، وخَلْق.
وعنه: م. د. وأبو زُرْعَة، وابن أَبِي الدُّنْيَا، ومحمد بن وضاح القرطبي، والحسين بن فهم، وأحمد بن علي المروزي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسن
__________
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 28"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 41"، والثقات لابن حبان "9/ 229"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1477".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 357"، والجرح والتعديل "9/ 128"، وتاريخ بغداد للخطيب "14/ 188"، والكامل في التاريخ "7/ 45".(17/197)
الصوفي، وأبو القاسم البغوي، ومحمد بن إبراهيم السراج، وحامد بن شعيب البلخي، وخلق.
قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: رجلٌ صالِح، صاحب سُكُون ودعة. وقال عليّ بْن الْمَدِينِيّ: صدوق.
وقال أَبُو شُعَيْب الحرانيّ: ثنا يحيى بْن أيّوب، وكان من خيار عِباد اللَّه. وقال محمد بْن مَخْلَد: نا الْعَبَّاس بْن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الأشْهَليّ: حدَّثَنِي أَبِي قَالَ: مررتُ بِمقابِر، فسمعتُ همهمةً، فاتبعتُ الأثر، فإذا يحيى بْن أيّوب فِي حُفْرة من تِلْكَ الحُفَر، وإذا هُوَ يدعو يبكي ويقول: يا قُرّة عين المطيعين، ويا قُرَّةَ عين العاصين، ولِمَ لا تكون قُرّة عين العاصين، وأنت سترت عليهم الذّنوب. ولِمَ لا تكون قرة عين المطيعين، وأنت مثبت عليهم بالطاعة. قَالَ: ويعاود البكاء. فغلبني البكاء، ففطنَ بي وقال: تعال، لعلّ اللَّه إنَّما بعث بك لخير.
وقال الْحُسَيْن بْن فَهْم: كَانَ يحيى بْن أيّوب ثقة، وَرِعًا، مسلمًا، يَقُولُ بالسنة، ويَعيب من يَقُولُ بقول جَهْم وبخلاف السنة. قال: توفي يوم الأحد لاثنتي عشرة خَلَت من ربيع الأول سنة أربع وثلاثين. وأمّا مُوسَى بْن هارون فقال: ليلة الأحد لعشرٍ مَضَيْن من ربيع الأول.
وأخبرني أَنَّهُ ولد سنة سبعٍ وخمسين ومائة.
487- يحيى بْن بِشْر البلْخِيّ الفلاس العابد1 -خ.
عن: سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، ووَكِيع، وشبابة، وطبقتهم. وعنه: خ. وَأَحْمَد بْن سيار المروزي، وعبد الله الدارمي، وعبد الله بن حميد، وآخرون. قَالَ الْبُخَاريّ: تُوُفِيّ فِي خامس المحرم سنة اثنتين وثلاثين، رحمه اللَّه.
488- يحيى بْن أَبِي عُبَيْدة رجاء بْن عَبْد اللَّه2.
أَبُو محمد الواديّ الحرانيّ. سَمِعَ: زهير بن معاوية، وأبا يوسف بن يعقوب بن إبراهيم.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 131"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 263"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1491".
2 انظر الثقات لابن حبان "9/ 264".(17/198)
وعنه: أَبُو عَرُوبة الحرّانيّ، ورّخه وقال: سمعتُ منه وكان لا يخضب. مات فِي جُمَادَى الأولى سنة أربعين ومائتين.
489- يحيى بْن سُلَيْمَان بْن يحيى بْن سَعِيد بن مسلم بن عبيد1 -خ. ت.
أبو سعيد الجعفي الكوفي المقرئ. نزيل مصر. سَمِعَ حروف عاصم من: أَبِي بَكْر بْن عياش.
أخذها منه: أَحْمَد بْن محمد بْن رشدين. وسمع: عَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وأبا خَالِد الأحمر، وعبد الرَّحْمَن المحاربيّ، وأبا بَكْر بْن عياش، ووكيعًا، وعبد اللَّه بن وهب، وطائفة.
وعنه: ح، وت، عَنْ رجُلٍ، عَنْهُ، وَمحمد بْن يحيى الذُّهَلِيّ، وَمحمد بْن عَوْف الطائيّ، والحسين بْن إسحاق التستري، والحسن بن سفيان، وأبو طاهر محمد بْن أَحْمَد بْن عثمان الْمَدِينِيّ، والحسن بْن غُلَيب الْمَصْرِيّ، وآخرون. قَالَ النسائي: لَيْسَ بثقة. وقال غيره بتوثيقه. قَالَ أبو حاتم: شيخ. وقال ابن حبان فِي كتاب الثقات: ربَّما أَغْرَب. وقال ابن يونس: تُوُفِيّ سنة سبع وثلاثين.
وقال فِي مكان آخر: سنة ثمان.
490- يحيى بْن سُلَيْمَان الْجُفْريّ الإفريقيّ2.
أَبُو زكريا. روى عن: أبي معمر بْن عَبْد الصمد، وغيره. وعنه: حَبْرُون بْن عيسى البَلَويّ.
قِيلَ: تُوُفِيّ سنة سبعٍ أيضًا.
491- يحيى بْن طلحة اليربوعي الكوفي3.
عَنْ: شَرِيك، وفُضَيْل بْن عياض. وعنه: علي بن الحسين بن الجنيد الرازي، وغيره.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 154"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 280"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1503".
2 انظر ميزان الاعتدال للمصنف "4/ 383"، والمغني في الضعفاء "2/ 737".
3 انظر الجرح والتعديل "9/ 160"، والثقات لابن حبان "9/ 264"، وتاريخ الطبري "1/ 324"، وميزان الاعتدال للمصنف "4/ 387".(17/199)
492- يحيى بن عبد الله بن بُكَيْر المخزوميّ1 -خ. م. ق.
مولاهم الْمَصْرِيّ الحافظ أَبُو زكريّا. ولد سنة أربع وخمسين ومائة. وأخذ عَنْ: مالك، واللَّيْث، وابن لَهِيعة، وحماد بن زيد، والمغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، ويعقوب بن عبد الرحمن القاري، وبكر بن مضر، ومفضل بن فضالة، وابن وهب، وخلق سواهم. وعنه: خ. وم. وق، عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، وبَقِيّ بْن مَخْلَد، وحَرْمَلة بْن يحيى، وَمحمد بْن يحيى الذُّهَليّ، وأبو زُرْعَة، وَمحمد بْن إِسْحَاق الصَّاغانيّ، وَمحمد بْن إبراهيم الوسنجي، ويحيى بن أيوب العلاف، ويحيى بن عثمان بْن صالِح السهمي، وَأَحْمَد بْن محمد بْن الحجّاج بْن رشدين، وخير بْن موفّق، وأبو الزنباع روح بن الفرج وأبو علي الحسن بن فرج الغزّيّ، وآخرون كثيرون. قَالَ أبو حاتم: كَانَ يفهم هذا الشأن، يُكْتَب حديثه، ولا يُحْتَج بِهِ. قلتُ: قد احتج بِهِ صاحبا "الصحيحين". وكان غزير العلم عارفًا بالحديث وأيّام الناس، بصيرًا بالفتوى. قَالَ عُبَيْد بْن رجال: سمعتُ يحيى بْن بُكَيْر يَقُولُ لأبي زُرْعة: لَيْسَ ذا ليس ذا زغرغة عَنْ زوبعة، إنّما ترفع السِّتْر، تنظر إلى بنيك وأصحابه بين يديه، مالك، عن ابن عمر، عن نافع. وقد قَالَ فِيهِ النسائيّ: ضعيف. وقال فِي موضع آخر: لَيْسَ بثقة. ولَم يقبل النّاس من النسائي إطلاق هذه العبارة فِي هذا، ما فِي الْجُعْفِيّ المتقدم فيما قبله، كما لَم يقبلوا منه ذَلِكَ فِي أَحْمَد بْن صالح الْمَصْرِيّ. قَالَ أسلم بْن عَبْد العزيز الأندلسي: حَدَّثَنَا بَقِيّ بْن مَخْلد أنّ يحيى بْن بكير سَمِعَ الْمُوَطَّأَ مِنْ مَالِكٍ سَبْعَ عَشْرَةَ مَرَّةً. قلت: ومن جلالته عِنْدَ الْبُخَاريّ روى محمد بْن عَبْد اللَّه، وهو الذهليّ، عَنْ يحيى بْن بكير. أَخْبَرَنَا محمد بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ الْعَصْرُونِيُّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، عَنِ الْمُؤَيَّدِ الطُّوسِيِّ، وَغَيْرِهِ قَالَ الْمُؤَيِّدُ: أَنَا محمد بْنُ الْفَضْلِ الْفَزَارِيُّ، أَنَا عُمَرُ بْنُ مَسْرُورٍ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُمَيْرٍ، ثَنَا محمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوسَنْجِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، حدثني عن اللَّيْثُ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ وَبُطُونِ الأَقْدَامِ مِنَ النَّارِ" 2. تُوُفِيّ فِي النصف من صفر سنة إحدى وثلاثين.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 165"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 285"، وتاريخ الطبري "3/ 429، 431"، والثقات لابن حبان "9/ 262".
2 "حديث صحيح": أخرجه الترمذي "41"، وأحمد "4/ 191"، والبيهقي "1/ 70"، وصححه العلامة أحمد شاكر في تعليقه على الترمذي.(17/200)
493- يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن زياد الأسلميّ الخراساني خاقان1 -خ.
المروزي، ويقال البلخي. أخوه جمعة وزنجويه. ويكنى أبا سهل، وقيل: وأبو اللَّيْث. روى عَنْ: ابن المبارك، ونوح بْن أَبِي مريم، وحفص بْن غياث، والوليد بْن مُسْلِم، وجماعة. وعنه: خ. وحاشد بْن إِسْمَاعِيل، وعبيد اللَّه بْن شريح، وجماعة آخرهم أَبُو الْعَبَّاس محمد بْن إِسْحَاق السّراج. وكانت أمه جارية من أهل تُبَّت.
494- يحيى بْن عثمان2.
أَبُو زكريّا الحربيّ. عَنْ: أَبِي الْمُلَيْح الرَّقيّ، وإسماعيل بْن عيّاش، والهِقَل بْن زياد، وبقيّة، وطائفة. وأصله من سجستان. وكان عابدًا صالِحًا قانتًا لله. روى عن: ابن أَبِي الدُّنْيَا، وعلي بْن الْحُسَيْن بْن حبّان، وَمحمد بْن عبْدُوس بْن كامل، وأبو زُرْعة الرازيّ، والبَغَويّ، والسّراج. وثّقه أَبُو زُرْعَة. وقال ابن معين: ليس به بأس، وقال البَغَويّ: تُوُفِيّ سنة ثمانٍ وثلاثين.
495- يَحْيَى بْن مَعِينٍ بْن عَوْن بْن زياد بْن بِسْطَام3 -ع.
وقيل: غِيَاث بدل عَوْن. الْإِمَام العالِم أَبُو زكريّا المُرّيّ، مُرّة بْن غَطَفان، مولاهم البغداديّ. أصله من الأنبار، ونشأ ببغداد، وسمع بِهَا، وبالحجاز، والشّام، ومصر، والنَّواحي. وكان مولده فِي سنة ثمانٍ وخمسين ومائة، فهو أسنّ من عليّ بْن الْمَدِينِيّ، وَأَحْمَد بْن حنبل، وأبي بَكْر بْن أَبِي شيبة، وإسحاق بْن راهويه. كانوا يتأدَّبون معه ويعرفونَ لَهُ فضله. وكان أبوهُ كاتبًا لعبد اللَّه بْن مالك، فخلف ليحيى ألف ألف درهم فيما قِيلَ. سَمِعَ: عَبْد الله بن المبارك، وهشيم بن بشر، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، وجرير بْن عَبْد الحميد، وإسماعيل بْن مجالد، ويحيى بْن أَبِي زائدة، ويحيى بْن عَبْد اللَّه الأنيسي المدنيّ، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبا حفص الأبّار، وحفص بْن غِياث، وعَبّاد بْن العَوّام، وعمر بْن عُبَيْد الطَّنافسي، وعيسى بْن يونس، ويحيى بْن سَعِيد القطان، ووكيعًا، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وخلْقًا من طبقتِهم ومن بعدهم. ورحل إلى اليمن
__________
1 انظر تهذيب الكمال للمزي "3/ 150"، وتهذيب التهذيب للحافظ "1/ 239".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 351"، والجرح والتعديل "9/ 174"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1511".
3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 354"، والجرح والتعديل "9/ 292"، وأخبار القضاة لوكيع "1/ 145"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 156-159"، وسير أعلام النبلاء "11/ 71-96".(17/201)
عَبْد الرزاق. وعنه: خ. م. د. وخ. ت. ن. ق، عن رجل، عنه، وأحمد بْن حنبل، وَمحمد بْن سعد، وأبو خَيْثَمة، وهناد وطائفة من أقرانه. وعباس الدروي، وأبو بَكْر الصَّاغانِيّ، وَأَحْمَد بْن أَبِي خيثمة، ومعاوية بْن صالِح الأشعري، وعثمان بْن سَعِيد الدارميّ، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتِم، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه بْن الْجُنَيْد، وإسحاق الكَوْسَج، وحنبل بن إسحاق، وصالح جزرة وخلق من هذا الطبقة.
وموسى بْن هارون، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وأحمد بن الحسين بن عبد الجبّار الصُّوفيّ، وعبد الله أَحْمَد بْن حنبل، وجعفر الفريابي، وَمحمد بْن إِبْرَاهِيم البغداديّ مربّع، وَمحمد بْن صالِح كَيْلَجَة، وعليّ بْن الْحَسَن بْن عَبْد الصمد ما غَمَّة، والحسين بْن محمد عُبيد العِجْل، الحُفاظ -ويُقال إنّهم من تلامذة يَحْيَى بْن مَعِينٍ، وإنه لقبهم- وآخرون. ووقع لنا حديثه عاليًا. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بِمِصْرَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، وَالْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: أَنَا أبو الفضل محمود بن عمر الأرموي، وَأَنَا أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْمُعِزِّ الْهَرَوِيِّ: أَنْبَا يُوسُفُ بْنُ أَيُّوبَ الزَّاهِدُ.
قَالَا: أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ سنة سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ: ثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ بِهِ مِنْ نِعَمِهِ، وَأَحِبُّونِي لِحُبِّ اللَّهِ، وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي لِحُبِّي"1. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي كِتَابِ الْمَنَاقِبِ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ. وَبِالْإِسْنَادِ إِلَى ابْنِ مَعِينٍ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَتِيقٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ بِوَضْعِ الجوائح، وَنَهَى عَنْ بَيْعِ السِّنِينَ"2، وَبِالْإِسْنَادِ: ثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَقَالَ مُسْلِمًا عَثْرَتَهُ، أَقَالَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" 3. أَخْرَجَهُمَا أَبُو داود، عن يحيى بن معين.
__________
1 "حديث ضعيف": أخرجه الترمذي "3789"، والحاكم "3/ 149"، والطبراني "3/ 39"، وأبو نعيم في الحلية "3/ 211"، والخطيب في التاريخ "4/ 160"، والحديث في ضعيف الجامع.
2 "حديث صحيح": أخرجه أبو داود "3374"، والنسائي "7/ 294"، وابن ماجه "8/ 22"، وأحمد "3/ 309".
3 "حديث صحيح": أخرجه أبو داود "3460"، والحاكم "2/ 45".(17/202)
وَهَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي مُسْنَدِ وَالِدِهِ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ، وَهُوَ مِمَّا قِيلَ: إِنَّ ابْنَ مَعِينٍ تَفَرَّدَ بِهِ. وقال ابن عدي: سمعت عبدان بن الأَهْوَازِيَّ: سَمِعْتُ حُسَيْنَ بْنَ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ يَتَكَلَّمُ فِي ابْنِ مَعِينٍ وَيَقُولُ: مِنْ أَيْنَ لَهُ حَدِيثُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: "مَنْ أَقَالَ مُسْلِمًا"؟ هُوَ ذَا كُتُبُ حَفْصٍ عِنْدَنَا. وَهُوَ هَذَا كُتُبُ ابْنِهِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ عِنْدَنَا، وَلَيْسَ فِيهِ مِنْ هَذَا شَيْءٌ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يحيى أوثق أو أجل مِنْ أَنْ يُنْسَبَ إِلَيْهِ شَيْءٌ كَذَلِكَ. وَالْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدٍ مُتَّهَمٌ فِي هَذِهِ الْحِكَايَةِ. وَقَدْ حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبُو عَوْفٍ الْبُزُورِيُّ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ. قَالَ أَحْمَد بْن زُهَير: وُلِدَ يَحْيَى سنة ثمانٍ وخمسين ومائة. وقال أَبُو حاتِم: يَحْيَى بْن مَعِينٍ إمام. وقال النسائي: هُوَ أَبُو زكريا الثقة المأمون، أحد الأئمة فِي الحديث. وقال عليّ بْن الْمَدِينِيّ: لا نعلمُ أحدًا من لدُن آدم كتب من الحديث ما كتب يَحْيَى بْن مَعِينٍ. وقال عبّاس الدوريّ: سمعتُ ابن معين يَقُولُ: لو لَم نسمع الحديث خمسين مرة ما عرفناهُ. وعن يَحْيَى بْن مَعِينٍ، قَالَ: كتبتُ بيدي ألف ألف حديث. وقال صالِح بْن محمد جَزَرَة: ذُكِرَ لي أن يَحْيَى بْن مَعِينٍ خلّف من الكتب ثلاثين، قمطرًا وعشرين جُعْبًا. طلب يحيى بن أكثم كتبه بمائتي ألف دينار، فلم يدع أَبُو خَيْثَمة أن تُباع. وقال عباس الدوري، فينا رواهُ عَنْهُ الأصم: سمعتُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ يقول: كنت إذ كُنَّا فِي قرية بِمصر ولم يكن معنا شيء ولا ثَمّ شيئًا نشتريه فلما أصبحنا إذا نحن بزنبيل مليء سمك مشويّ وليس عنده أحد فسألوني عَنْهُ فقلتُ اقتسموهُ فكُلُوه قَالَ يحيى: أظنّ أَنَّهُ رزقُ رزقهم اللَّه وسمعتُ يحيى مِرارًا يَقُولُ القرآنُ كلامُ اللَّه وَلَيْسَ بِمخلوق، والإيمان قولٌ وعملٌ يزيد وينقص.
عبّاس الدوريّ: سمعتُ ابن معين يقول: كنت إذا دخلت بيتي في الليل قرأتُ آية الكرسي عَلَى داري وعيالي خمس مرات، فبينما أَنَا أقرأ، إذا شيء يُكلمني: كم تقرأ هذا، كأن لَيْسَ إنسان يُحسن يقرأ غيرك. فقلتُ: فأرى هذا يَسُوءك، والله لأزيدنّك. فصرتُ أقرأها فِي الليلة خمسين ستّين مرة. قَالَ عَبَّاس الدوري: قِيلَ ليحيى بْن معين: ما تقولُ فِي الرجل يقوّم للرجل حديثه، يعني ينزع منه اللّحن؟ فقال: لا بأس بِهِ. وقال عَبَّاس: سمعتُ يحيى يَقُولُ: لو لَم أكتب الحديث من ثلاثين وجْهًا ما عقِلْنَاهُ. وقال مجاهد بْن مُوسَى: سمعتُ ابن معين يَقُولُ: كتبنا عَنِ الكذّابين وسَجرنا بِهِ التنور، وأخرجنا خبزًا نضيجًا. قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: ما الدُّنْيَا إلا كحُلْم. والله ما ضرّ رجلًا اتَّقَى اللَّه عَلَى ما أصبح وأمسى.(17/203)
لقد حججتُ وأنا ابن أربعٍ وعشرين سنة، خرجتُ راجلًا من بغداد إلى مكة، هذا منذ خمسين سنة كأنّما كَانَ أمس. فقلتُ ليحيى بْن معين: ترى أن ينظر الرجل فِي الرأي، رأي الشافعيّ وأبي حنيفة؟ قَالَ: ما أرى لِمسلم أن ينظر فِي رأي الشافعي. ينظر فِي رأي أَبِي حنيفة أحبّ إليّ.
قلتُ: إنّما يَقُولُ هذا يحيى لأنه كَانَ حنفيًّا، وفيه انحرافٌ معروف عَنِ الشافعي والإنصاف عزيز. قَالَ ابن الجنيد: سمعتُ يحيى يَقُولُ: تَحريمُ النبيذ صحيح، وأقفُ عنده لا أحرِّمه. قد شربه قومٌ صالِحون بأحاديث صِحاح. وحرّمه قومٌ صالِحون بأحاديث صِحاح. أَنَا سمعتُ يَحْيَى بْن سَعِيد يَقُولُ: حديث الطِّلاء، وحديث عُتْبَة بْن فرقد جميعًا صحيحان. وقال عليّ بْن الْمَدِينِيّ: انتهى علمُ الناس إلى يَحْيَى بْن مَعِينٍ. وقال القواريري: قَالَ لي يحيى بن القطّان: ما قَدِمَ علينا مثل هذين الرجلين أحمد بْن حنبل، ويحيى بْن مَعِين. وقال أَحْمَد بْن حنبل: كَانَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ أعلمنا بالرجال. وعن أَبِي سَعِيد الحدّاد قَالَ: النّاس عِيال فِي الحديث عَلَى يَحْيَى بْن مَعِينٍ. وقال محمد بْن هارون الفلاس: إذا رأيت الرجل يبغضُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ فاعلم أَنَّهُ كذّاب. وعن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: كل حديث لا يعرفه يَحْيَى بْن مَعِينٍ فهو كذب، أو ليس هو بِحديث.
وقال جَعْفَر بْن أَبِي عثمان الطيالسي: كُنَّا عِنْدَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ، فجاء رجلٌ مستعجل وقال: يا أَبَا زكريّا حدِّثْنِي بشيء أذكرك بِهِ. فقال يَحْيَى: أذكر أنك سألتني أن أحدِّثك، فلم أفعل. وقال أَبُو داود: سمعت ابن معين يقول: أكلنا عجنة خبزٍ وأنا ناقهٌ مِنَ علّة. وقال الْحُسَيْن بْن فَهْم: سمعتُ ابن معين يَقُولُ: كنت بِمصر فرأيتُ جارية بيعت بألف دينار ما رأيتُ أحسن منها صَلَّى اللَّه عليها.
فقلتُ: يا أَبَا زكريّا مثلك يَقُولُ هذا؟ قَالَ: نعم. صَلَّى اللَّه عليها وعلى كل مليح. وقال عَبَّاس الدوري: رأيتُ أَحْمَد بْن حنبل فِي مجلس رَوْح بْن عُبَادة يسألُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ عَنْ أشياء، يَقُولُ: يا أَبَا زكريّا، كيف حديث كذا، وكيف حديث كذا؟ يستثبته فِي أحاديث سمعوها. وَأَحْمَد يكتب ما يَقُولُ. وقلّ ما سَمِعْتُ أَحْمَد يسمّيه، إنّما كَانَ يَقُولُ: قَالَ أَبُو زكريّا. وقَالَ أَبُو عُبَيْد الآجُرّيّ: سألتُ أَبَا دَاوُد أيّما أعلم بالرجال: عليّ بْن الْمَدِينِيّ، أو ابن معين؟ قال يحيى عالم بالرجال، وليس عندي من خبر أهل الشّام شيء. وقال عبّاس الدوري: نا ابن معين قَالَ: حضرتُ نُعَيْم(17/204)
ابن حمّاد بِمصر، فجعل يقرأ كتابًا صنَّفه فقال: نا ابن المبارك، عَنِ ابْن عَوْن، وذكر أحاديث. فقلتُ: لَيْسَ هذا عَنِ ابْن المبارك. فغضب وقال: تَرُدُّ عليّ. قلتُ: أي والله أريد دينك. فأبى أن يرجع. فلمّا رَأَيْته لا يرجع قلت: لا والله ما سمعتُ هذه من ابن المبارك، ولا سمعها هُوَ من ابن عَوْن قط. فغضب وغضب مَنْ عنده، وقام فدخل البيت، فأخرج صحائف وجعل يَقُولُ وهي بيده: أين الذين يزعمون أن يَحْيَى بْن مَعِينٍ لَيْسَ بأمير المؤمنين فِي الحديث. نعم يا أَبَا زكريّا غلطت، وإنّما روى هذه الأحاديث عَنِ ابْن عَوْن غير ابن المبارك. قَالَ الْحُسَيْن بْن حبّان: قَالَ ابن معين: دفع إليّ ابن وَهْب كتابًا عن معاوية بن صالح خمسمائة حديث أو أكثر، فانتقيتُ منها شرارها. لَم يكن لي يومئذ معرفة. قلت: أسمعتها من أحد قبل ابن وهْب؟ قَالَ: لا قلتُ: يعني أنه مبتدئًا لا يحسن الانتخاب، فعلنا نحو هذا وندمنا بعد. قَالَ أَبُو زُرْعَة: لم ينتفَع بيحيى لأنه كَانَ يتكلمُ فِي النّاس. وكان أحمد بن حنبل لا يرى الكتابة عن أبي نصر التمار، ولا عن يحيى بن مَعِينٍ، ولا عَنْ أحدٍ ممن امتُحن فأجاب. قلتُ: كَانَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ لَهُ أُبَّهة وجلالة. وله بَزّة حَسنة. وكان يركبُ البَغْلَة ويتجمّل. فأجاب فِي المحنة خوفًا عَلَى نفسه. قَالَ حُبَيْش بْن مبشّر الفقيه: كَانَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ يحج، فآخر حجة حجها ورجع وصل إلى المدينة، أقام بِهَا يومين ثلاثة. ثُمَّ خرج حتى نزل المنزل مَعَ رُفقائه، فباتوا. فرأى فِي النّوم هاتِفًا يهتف بِهِ: يا أَبَا زكريّا أترغبُ عَنْ جواري، مرّتين؟ فلمّا أصبح قال لرفقائه: امضوا ورجع بها فأقام بِهَا ثلاثًا، ثُمَّ مات، فحُمِلَ عَلَى أعواد النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وصلّى عَلَيْهِ النّاس، وجعلوا يقولون: هذا الذّابَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الكذب. قَالَ الخطيب: الصحيح أَنَّهُ مات فِي ذَهابه قبل أن يحج. وقال محمد بْن جرير الطبري: خرج يحيى حاجًا وكان أَكُولًا. فحدثني أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن شاه أَنَّهُ كَانَ فِي الرفقة التي فيها يَحْيَى بْن مَعِينٍ. فلمّا صاروا بفَيْد أُهْدِيَ إلى يَحْيَى بْن مَعِينٍ فالوذج ولَم ينضج، فقلنا: يا أَبَا زكريّا لا تأكله، فإنا نخافه عليك. فلم يعبأ بكلامنا وأكله. فلما استقرّ فِي معدته حتى شكا وجع بطنِه، واستطلق بطنه، إلى أن وصلنا إلى المدينة ولا نهوض بِهِ. وتفاوضنا فِي أمره، ولَم يكن لنا سبيل إلى المقام عَلَيْهِ لأجل الحج. ولَم ندر ما نعمل فِي أمره. فعزم بعضنا عَلَى القيام عَلَيْهِ وترك الحج. وبتنا ليلتنا فلم نصبح حتى مضى ومات، فغسّلناهُ ودفناهُ. وقالَ مُهيب بْن سُليم الْبُخَاريّ: ثنا محمد بْن يوسف الْبُخَاريّ قَالَ: كُنَّا فِي الحج مَعَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ، فدخلنا المدينة ليلة الجمعة، ومات من ليلته. فلما(17/205)
أصبحنا تسامَع الناس بقدوم يحيى وبِموته، فاجتمع العامة، وجاءت بنو هاشم فقالوا: نُخْرج لَهُ الأعواد التي غُسِلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فكره العامة ذَلِكَ، وكثُر الكلام. فقالت بنو هاشم: نحنُ أَوْلَى بالنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- منكم، وهو أهلٌ أن يُغسل عليها.
ودُفِنَ يوم الجمعة فِي ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين. قَالَ مهيب بْن سُليم: وفيها وُلْدتُ. قَالَ عبّاس الدوري: مات قبل أن يحجّ، وصلّى عَلَيْهِ والي المدينة. وكلّم الحزامي الوالي، فأخرجوا لَهُ سرير النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فحُمِلَ عَلَيْهِ. وقال أحمد بن خيثمة: مات لسبعٍ بقين من ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين. وقد استوفى خمسًا وسبعين سنة ودخل فِي السِّت. ودُفن بالبقيع. وقال حُبَيْش بْن مبشر، وهو ثقة: رأيتُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ فِي النَّوم فقلتْ: ما فعلَ اللَّه بك؟ قال: أعطاني وحباني وزوجني ثلاثمائة حوراء، ومهد لي بين البابين. رأيت رواية غريبةً، وهي أنّ أَبَا عَبْد الرَّحْمَن السلمي روى عَنِ الدَّارَقُطْنِيّ قَالَ: مات يَحْيَى بْن مَعِينٍ قبل أَبِيهِ بعشرة أشهر. قَالَ ابن خلكان: رأيتُ في الإرشاد للخليلي أن ابن معين مات بسبع بقين من ذي الحجة. قَالَ: فعلى هذا تكون وفاته بعد أن حجّ. قلتُ: بل الصحيح أَنَّهُ فِي ذي القعدة كما مرّ، وما حجّ تِلْكَ السنة. والله أعلم.
496- يحيى بن موسى بن عبد ربه المحدث1 -خ. د. ت. ن.
أَبُو زكريّا الحُدّانيّ الْكُوفيّ، ثُمَّ البلْخيّ، ولَقَبُه خت. رَحّال جَوّال. سَمِعَ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، والوليد بْن مُسْلِم، وَمحمد بْن فُضَيْل، وعبد اللَّه بْن نمير، وعبد الرزاق، وطبقتهم. وأكثر وأطْنَب. وعن: خ. د. ت. ن. وعبد اللَّه الدارمي، وجعفر الفريابي، وأبو الْعَبَّاس السراج، وطائفة. وثّقه أَبُو زُرْعة، وغيره. ومات فِي رمضان سنة تسعٍ وثلاثين.
497- يحيى بْن يحيى بْن كثير بْن وَسْلاس بْن شِملال بْن مَنْعايا2 الْإِمَام أَبُو محمد البربريّ المَصْمُوديّ الليثيّ، مولى بني ليث الأندلسي القرطبي الفقيه. دخل جده
__________
1 انظر التاريخ الكبير للبخاري "8/ 307"، والجرح والتعديل "9/ 188"، والثقات لابن حبان "9/ 267"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1522".
2 انظر وفيات الأعيان "6/ 413"، وسير أعلام النبلاء "10/ 519-525"، والعبر "1/ 419"، والبداية والنهاية "10/ 312".(17/206)
أَبُو عيسى كثير بْن وسلاس إلى الأندلس، وتولّى بني ليث. ووُلِدَ يحيى بْن يحيى سنة اثنتين وخمسين ومائة، وسمع الموطأ من: زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن شَبْطون. وسمع من: يحيى بْن مُضَر، وغيرُ واحد. ثُمَّ رحل إلى المشرق وهو ابن بضع وعشرين سنة، فِي آخر أيام مالك رَحِمَهُ اللَّه. فسمع من مالك "الموطأ" غير أبواب من الاعتكاف، شك فِي سماعها، فرواها عَنْ زياد، عَنْ مالك. وسمع: الليث بْن سعد، وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وابن وهب، وحمل عنه موطأه، وعن ابن القاسم مسائله. وحمل عَنِ ابْن القاسم من رأيه عشرة كُتب، أكثرها سؤاله وسماعه من مالك. ثُمَّ رجع إلى المدينة يسمع ذَلِكَ من مالك، فوجده عليلًا، فأقام بالمدينة إلى أن توفيّ مالك رَحِمَهُ اللَّه، وحضر جنازته.
وسمع أيضًا: من القاسم بْن عَبْد اللَّه العُمَريّ، وأنس بْن عياض الليثي، وطائفة. وقيل: إنه سمع من نافع من أَبِي نُعَيْم قارئ المدينة، وما أحسبه أدركه. روى عَنْهُ خلق من علماء الأندلس، وانتفعوا به وبعلمه وبفضله. ونال من الرئاسة والحُرْمة الوافرة ما لم ينله غيره. حمل عَنْهُ: ولده أَبُو مروان عُبَيْد اللَّه، وَمحمد بْن الْعَبَّاس بْن الوليد، وَمحمد بْن وضّاح، وبقيّ بْن مخلد، وصباح بْن عَبْد الرَّحْمَن العتقي، وآخرون. وكان أَحْمَد بْن خَالِد بْن الحباب يَقُولُ: لم يُعْط أحد من أهل العلم بالأندلس من الحظوة وعِظم القدر وجلالة الذكر ما أعطيه يحيى بْن يحيى. ويذكر أن يحيى بْن يحيى كَانَ عَنْد مالك، فخطر الفيل عَلَى باب مالك، فخر كل من كَانَ فِي مجلسه لرؤيته سوى يحيى. فأعجب ذَلِكَ مالكًا، وسأله: من أنتَ وأين بلدك؟ ولَم يزل مُكْرمًا عنده.
وعن يحيى بن يحيى قال: أخذت الليث، فأراد غلامه أن يمنعني، فقال الليث: دعه. ثُمّ قَالَ لي: قد خدمك العلم. فلم تزل بي الأيام حتى رأيت ذَلِكَ. وقيل: إن عَبْد الرَّحْمَن بْن الحكم أمير الأندلس نظر إلى جارية فِي رمضان، فلّم يملك نفسه أن واقعها. فندم وطلب الفقهاء. فحضروا، فسألهم عَنْ توبته، فقال يحيى: صم شهرين متتابعين. فسكتوا. فلمّا خرجوا قَالُوا ليحيى: ما لك لم تُفْته بمذهبنا عَنْ مالك، أنّه يُخَيَّرُ بين العِتْق والصوم والإطعام؟ فقال: لو فتحنا لَهُ هذا الباب لسَهُل عَلَيْهِ أن يطأ كل يوم، ويعتق رقبة. فحملته عَلَى أصعب الأمور لئلا يعود. وقال ابن عَبْد البَرّ: قدم يحيى بْن يحيى إلى الأندلس بعلم كثير، فعادت فُتْيا الأندلس بعد(17/207)
عيسى بْن دينار عَلَيْهِ، وانتهى السلطان والعامة إلى رَأَيْه. وكان فقيهًا حسن الرأي، لا يرى القُنوت فِي الصبح، ولا فِي سائر الصلوات. ويقول: سمعتُ الليث بْن سعد يَقُولُ: سمعتُ يحيى بْن سَعِيد الْأنْصَارِيّ يَقُولُ: إنّما قنت رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَحْوَ أربعين يومًا يدعو عَلَى قوم، ويدعو لآخرين.
قَالَ: وكان الليث لا يقنت. قَالَ ابن عَبْد البر: وخَالَفَ يحيى مالكًا فِي اليمين مَعَ الشاهد، ولم يرَ القضاء بِهِ ولا الحكم، وأخذ بقول الليث فِي ذَلِكَ. وكان يرى كِراء الأرض بجزء مما يؤخذ منها على مذهب الليث وقال: هِيَ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَيْبَر. وقضى بدار أبين إذا لَم يوجد فِي أهل الزوجين حكمان يصلحان لذلك. وقال ابن عَبْد البر أيضًا: كَانَ يحيى بْن يحيى بن إمام أهل بلده، والمقتدى بِهِ منهم، والمنظور إِلَيْهِ، والمعول. وكان ثقة عاقلًا حسن الرأي والسمت، يشبه فِي سمته بسمت مالك. ولم يكن لَهُ بَصرٌ بالحديث. وقال ابن الفَرضيّ: كَانَ يُفْتي برأي مالك، وكان إمام وقته وواحد بلده. وكان رجلًا عاقلًا. قَالَ محمد بْن عُمَرَ بْن لُبابة: فقيه الأندلس عيسى بْن دينار، وعالمها عَبْد الملك بْن حبيب، وعاقلها يحيى بن يحيى. وقال ابن الفرضيّ: وكان يحيى ممن اتهم ببعض الأمر فِي الهَيْج، فهربَ إلى طُلَيْطِلة ثُمَّ استأمن، فكتب لَهُ الأمير الحكم أمانًا وردّه إلى قُرْطبة. وقَالَ عَبْد اللَّه بْن محمد بْن جَعْفَر: رأيتُ يحيى بْن يحيى نازلًا عَنْ دابته، ماشيًا إلى الجامع يوم جمعة وعليه عمامة ورداء متين، وأنا أحبس دابة أَبِي.
وقال أَبُو القاسم بْن بَشْكَوال: كَانَ يحيى بْن يحيى مُجاب الدعوة، قد أخذ فِي نفسه وهيبته ومقعده هيئة مالك رَحِمَهُ اللَّه.
قلتُ: وبه ظهر مذهب الْإِمَام مالك بالأندلس. فإنه عرض عَلَيْهِ القضاء فامتنع. فكان أمير الأندلس لا يولّي القضاء بمدائن الأندلس إلا من يشير بِهِ يحيى بْن يحيى، فكثر تلامذة يحيى لذلك، وأقبلوا عَلَى فقه مالك، ونبذوا ما سواه. قَالَ غير واحد: تُوُفِيّ فِي رجب سنة أربع وثلاثين ومائتين: وقيل: سنة ثلاث.
498- يزداد بْن مُوسَى بْن جميل1.
حدّث ببغداد عَنْ: أَبِي جَعْفَر الرازيّ، وإسرائيل بن يونس. وتفرد بالرواية
__________
1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "14/ 355".(17/208)
عَنْهُمَا. وعاش بضعًا وتسعين سنة. روى عَنْهُ: عُمَرَ بْن أيوب السقطي، وعبد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، وعبد اللَّه بْن ناجية، وغيرهم.
499- يزيد بْن خَالِد بْن يزيد بْن عَبْد اللَّه بْن مَوْهب1.
أَبُو خَالِد الرمليّ الزاهد. شيخ الرملة ومُسْندها. روى عَنْ: الليث بْن سعد، ومفضل بْن فَضَالَةَ، ويحيى بْن زكريّا بْن أَبِي زائدة، ويحيى بْن حمزة، وعيسى بْن يونس، وبكر بْن مُضَر، وابن وَهْب، وجماعة.
وعنه: د. ون. ق. عَنْ رَجُل، عَنْهُ، وأبو حاتِم، وَأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم البُسْريّ، وجعفر بْن محمد الفريابيّ، وَمحمد بْن الْحَسَن بن قتيبة العسقلاني، والآخرون. وقال أَحْمَد بْن محمد السجزيّ: ما رأيتُ محدِّثًا أخشع لله من يزيد الرمليّ.
قلتُ: وقع لي حديثه فِي السماء عُلُوًّا. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا الْفَتْحُ بْنُ عَبْد اللَّه، أَنَا محمد بْن عليّ، والقاضي الأيوبيّ، ومحمد بن أحمد بن الداية، قَالُوا: أَنَا أَبُو جَعْفَر بْن المُسْلِمة، أَنَا أَبُو الفضل الزُّهريّ: ثنا جَعْفَر الفِرْيابيّ، ثنا يزيد بْن خَالِد بْن موهب بالرملة سنة اثنتين وثلاثين، ثنا الليث، عَنْ عُقَيْل، عَنِ ابْن شهاب، أنّ أَبَا إدريس الخولانيّ أخبره، أنّ يزيد بْن عُمَيْرة، وكان من أصحاب مُعَاذ بْن جَبَل، قَالَ: كَانَ مُعَاذ لا يجلسُ مجلسًا إلا قَالَ حين يجلس: اللَّه حكم قسط، تبارك اسمه، هلك المرتابون. وذكر الحديث.
قَالَ أَبُو القاسم بْن عساكر: تُوُفِيّ سنة اثنتين، ويُقال: سنة ثلاث وثلاثين؛ ويقال: سنة سبعٍ وثلاثين ومائتين.
500- يزيد بْن عَبْد اللَّه بْن يزيد ين ميمون بن مهران2.
أبو محمد اليمامي، نزيل مكة. شيخ معمّر، تفرَّد بالرواية عَنْ عِكْرِمة بْن عمّار. وعنه: ق. ويعقوب الفَسَوي، ومحمد بن عبد الله مطين، وموسى بن هارون، وجماعة. توفي سنة ثلاث أو أربع وثلاثين ومائتين.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 259"، والثقات لابن حبان "9/ 276"، وحلية الأولياء "6/ 168"، وتهذيب الكمال "3/ 1532".
2 انظر الثقات لابن حبان "7/ 620"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1537"، وتهذيب التهذيب للحافظ "11/ 343".(17/209)
501- يزيد بن مخلد1.
أبو خداش الواسطي. عَنْ: هشيم، وبشر بْن ميسر. وعنه: إِبْرَاهِيم بْن يوسف الهِسِنْجَانيّ، وعليّ بْن الْحُسَيْن بْن الجنيد.
502- يعقوب بْن عيسى بْن ماهان الْمَرْوَزِيّ2.
ثُمَّ البغداديّ، المؤدِّب. حدّث عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن سعد. وعنه: أحمد بن حنبل، وابنه عبد الله بْن أَحْمَد، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ.
503- يعقوب بْن القاسم3.
أَبُو يوسف الطّلْحيّ التَّيْميّ. عَنْ: الدَّرَاوَرْدِيّ، وابن المبارك، وابن عيينة، وجماعة. وعنه: الحارث بن أبي أسامة، وعبد الله بن أبي سعد الوراق. وهو ثقة.
504- يعقوب بن كعب الأنطاكي الحلبي4 -د.
أَبُو حامد وأبو يوسف. عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وهْب، وبقية بْن الوليد، وعيسى بْن يونس، والوليد بْن مُسْلِم، وَمحمد بْن سَلَمَةَ الحرّانيّ، وأبي معاوية الضرير، وخلق كثير. وعنه: د. وَأَحْمَد بْن سَيّار الْمَرْوَزِيّ، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو بكر بن أبي عاصم، وآخرون. قَالَ أبو حاتم: ثقة. وقال أَحْمَد العجليّ: ثقة، رجلٌ صالِح صاحب سنة.
505- يوسف بن عدي5 -خ. ن.
أبو يعقوب الكوفي، مولى تَيْم اللَّه. أخو زكريّا بْن عديّ. حدّث عَنْ: مالك بْن أنس، وشَرِيك، وعُبَيد الله بن عمرو الرقي، وجماعة.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 291".
2 انظر تاريخ بغداد "14/ 271".
3 انظر الجرح والتعديل "9/ 213"، وأخبار القضاة "1/ 190"، والثقات لابن حبان "9/ 283"، وتاريخ بغداد "14/ 272".
4 انظر الجرح والتعديل "9/ 213، 214"، والثقات لابن حبان "9/ 284"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1553".
5 انظر الجرح والتعديل "9/ 227"، والثقات لابن حبان "9/ 280"، وتهذيب الكمال للمزي "10/ 484-487".(17/210)
وعنه: خ، ون، عَنْ رَجُل، عَنْهُ، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتِم، ويعقوب الْفَسَوَِيُّ، وَمحمد بْن إِبْرَاهِيم البُوسنْجيّ، والحسن بْن الفرج الغزّيّ، وَمحمد بْن وضّاح، وطائفة من المصريين، وغيرهم. قَالَ أبو زُرْعة: ثقة. ذهب إلى مصر للتجارة فسكنها.
وقال غيره: تُوُفِيّ فِي ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. وأضرّ قبل موته بيسير.
506- يوسف بْن عَمْرو بْن يسار1.
الْإِمَام أَبُو يعقوب الْمَدَنِيّ ثُمَّ الْمَصْرِيّ، المقرئ المعروف بالأزرق. لَزِمَ وَرْشًا مدة طويلة وأتقن عَلَيْهِ القراءة، وتصدر للإقراء. وانفرد عن روش بتغليظ اللامات وترقيق الراءات، وغير ذَلِكَ. قرأ عَلَيْهِ خلق منهم: أَبُو الْحَسَن إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه النحّاس، وقَوَّاس المقرئ، وأبو بَكْر عَبْد اللَّه بْن مالك بْن سيف. قَالَ أَبُو عديّ عَبْد العزيز: سمعتُ أَبَا بَكْر بْن سيف يَقُولُ: سمعتُ أَبَا يعقوب الأزرق يَقُولُ: إن وَرْشًا لمّا تعمّق فِي النحو اتخذ لنفسه مقرأ يُسمّى مقرأ وَرْش. فلما جئت لأقرأ عَلَيْهِ قلت لَهُ: يا أَبَا سَعِيد إني أحب أن تُقرئني مقرأ نافع خالصًا، وتَدَعني مما استحسنت لنفسك. قَالَ: فقلدته مقرأ نافع. وكنتُ نازلًا مَعَ ورش فِي الدار، فقرأتُ عَلَيْهِ عشرين ختمة بين حَدْر وتحقيق. فأمّا التحقيق، فكنتُ أقرأ عَلَيْهِ فِي الدار التي كُنَّا نسكنها فِي بيت عَبْد اللَّه. وأمّا الحَدْر، فكنت أقرأ عَلَيْهِ إذا رابطت معه بالإسكندرية. قَالَ أَبُو الفضل الخُزَاعيّ: أدركتُ أهل مصر والمغرب عَلَى رواية أبي يعقوب الأزرق عَنْ وَرْش لا يعرفون غيرها.
507- يوسف بْن يحيى2.
الْإِمَام أَبُو يعقوب الْمَصْرِيّ البُوَيْطيّ الفقيه، صاحب الشافعيّ. روى عَنْ: ابن وَهْب، والشافعي، وغيرهما. وعنه: الربيع المراديّ رفيقه، وإبراهيم الحربيّ، وَمحمد بْن إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ، وأبو حاتِم وقال: صدوق، وَأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن فيل، والقاسم بْن هاشم السِّمْسَار، وآخرون. كان صالحا عابدا متهجدا، دائم الذكر
__________
1 انظر معرفة القراء الكبار "1/ 181"، وحسن المحاضرة "1/ 486".
2 انظر الجرح والتعديل "9/ 235"، والكامل في التاريخ "7/ 26"، وسير أعلام النبلاء "12/ 58-63".(17/211)
والتشاغل بالعلم. بلغنا أن الشافعي قَالَ: لَيْسَ فِي أصحابي أعلمُ من البويطي. قَالَ إمام الأئمة ابن خُزَيْمة: كَانَ ابن عَبْد الحكم أعلم من رأيت بِمذهب مالك، فوقعت بينه وبين البويطي وحشة عِنْدَ موت الشافعي، فحدثني أَبُو جَعْفَر السُّكري قَالَ: تَنَازعَ ابن عَبْد الحكم والبويطي مجلس الشّافعيّ، فقال البُوَيْطيّ: أَنَا أحقُّ بِهِ منك. وقال الآخر كذلك.
فجاء الحميدي، وكان تِلْكَ الأيام بِمصر، فقال: قَالَ الشّافعيّ: لَيْسَ أحدٌ أحقّ بمجلسي من يوسف، وليس أحد من أصحابي أعلمُ منه. فقال لَهُ ابن عَبْد الحكم: كذبتَ. قَالَ: كذبت أنت وأبوك وأُمُّك. وغضب ابنُ عَبْد الحكم، وجلس البويطي فِي مجلس الشافعيّ، وجلس ابن الحكم فِي الطاق الثالث. قَالَ زكريّا بْن أَحْمَد البلخي: نا أَبُو جَعْفَر محمد بْن أَحْمَد التِّرْمِذِيّ: ثنا الربيع بْن سُلَيْمَان قَالَ: كَانَ البويطي حين مرض الشافعيّ بمصر هُوَ وابن عَبْد الحكم، والمزني، فاختلفوا فِي الحلقة أيُّهم يقعدُ فيها؟ فبلغ الشافعيّ فقال: الحلقة للبويطي فلهذا اعتزل ابن عبد الحكم وأصحابه. وكانت أعظمُ حلقة فِي المسجد، والناس إِلَيْهِ فِي الفُتْيَا والسُّلطان إِلَيْهِ. فكان أَبُو يعقوب البويطي يصوم ويقرأ القرآن، ولا يكاد يمر يوم وليلة إلا وختم. مَعَ صنائع المعروف إلى النّاس. قَالَ: فسَعَى بِهِ، وكان أَبُو بَكْر الأصمّ من سَعى بِهِ، لَيْسَ هُوَ بابن كَيْسَان الأصمّ.
وكان أصحاب ابن أَبِي دُؤاد وابن الشافعيّ ممن سعى بِهِ، حتى كتب فِيهِ ابن أَبِي دُؤاد إلى والي مِصْرَ، فامتحنه، فلم يُجِب. وكان الوالي حَسَن الرأي فِيهِ. فقال: قل فيما بيني وبينك. قال: إنه يفتدى بي مائة ألف، ولا يدرون المعنى. قَالَ: وكان قد أُمر أن يُحمل إلى بغداد فِي أربعين رطل حديد. قَالَ الربيع: وكان المزنيّ ممن سَعَى بِهِ، وحَرْمَلة. قَالَ أَبُو جَعْفَر التِّرْمِذِيّ: فحدثني الثقة عَنِ البويطي أَنَّهُ قال: بريء الناسُ من دمي إلا ثلاثة: حَرْمَلَةُ، والمزني، وآخر. وقال الربيع: كَانَ البويطي أبدًا يحرك شفتيه بذكر اللَّه. ما أبصرتُ أحدًا أنْزَعَ لِحُجَّةٍ من كتاب اللَّه من البويطيّ. ولقد رَأَيْته عَلَى بَغْلٍ فِي عُنقه غِلّ، وفي رجليه قَيْد. وبين الغل والقيد سلسلة حديد، وهو يَقُولُ: إنّما خَلَق اللَّه الخلق بِكُنَّ. فإذا كانت مخلوقة، فكأن مخلوقًا خُلِقَ بِمخلوق. ولئن أدخلت عَلَيْهِ لأصدِّقَنه، يعني الواثق، ولأموتَنّ فِي حديدي هذا، حتى يأتي قومٌ يعلمون أَنَّهُ قد مات فِي هذا الشأن قومٌ فِي حديدهم. وقال الربيع أيضًا: كتب إلى(17/212)
البويطي أن اصبر نفسك للغرباء، وحسّن خُلُقَك لأهل حلقتك، فإني لَم أزل أسمع الشافعيّ رَحِمَهُ اللَّه يُكثر أن يتمثل بِهذا البيت:
أهين لَهُمْ نفسي لكي يكرمونَها ... ولن تُكرم النفس التي لا تهينها
قلت: ولَمّا تُوُفِيّ الشافعيّ جلس فِي حلقته بعده أَبُو يعقوب البُوَيْطيّ، ثُمَّ إنه حُمِلَ فِي أيّام المحنة إلى العراق مقيدًا، فسُجِنَ إلى أن مات فِي سنة إحدى وثلاثين ومائتين فِي رجب -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
قَالَ أَبُو عمرو المستملي: حضرنا مجلس محمد بْن يحيى الذُّهلي، فقرأ علينا كتاب البُوَيْطيّ إِلَيْهِ، وإذا فِيهِ: والذي أسألُكَ أن تعرض حالي عَلَى إخواننا أهل الحديث، لعل اللَّه يخلصني بدعائهم، فإني والحديد، وقد عجزت عَنْ أداء الفرائض الطهارة والصلاة. فضجّ الناس بالبكاء والدُّعَاء لَهُ. ومن محاسن البويطي، قال أبو بكر الأثرم: كنا في مجلس البويطي، فقرأ علينا الشافعيّ أن التيمُّم ضربتان. فقلتُ لَهُ: حديث عمّار، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّ التيُّمم ضربة واحدة1. فحكّ من كتابه ضربتان، وصيّره ضربة على حديث عمّار. ثُمَّ قَالَ: قَالَ الشافعيّ: إذا رأيتم عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ألبست فاضربوا عَلَى قولي: وخذوا بالحديث فإنّه قولي. قَالَ ابن الصلاح: روى هذا الحافظ أَبُو بَكْر بْن مَرْدَوَيْه، القول الَّذِي حكى عَنِ القديم أن التَّيُّمم للوجه والكف فحسْب.
508- يوسف بْن يعقوب الْكُوفيّ الصّفار2 -خ. م.
عَنْ: عَبْد الله بن إدريس، وأبي بكر بن عياش، وجماعة. وعنه: خ. م. وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، والحسن بْن سُفْيَان، وَمحمد بْن عَبْد اللَّه الحضرمي مُطَيّن، وجماعة. وثّقه أَبُو حاتِم.
تُوُفِيّ سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
509- يونس عبد الرحيم العسقلاني3.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "1/ 347"، ومسلم "الحيض/ 110".
2 انظر الجرح والتعديل "9/ 234"، والثقات لابن حبان "9/ 281"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1665".
3 انظر الجرح والتعديل "9/ 241"، وميزان الاعتدال للمصنف "4/ 482"، ولسان الميزان للحافظ "6/ 332".(17/213)
سَمِعَ: ابن وهب، وضمرة بْن ربيعة. وعنه: حنبل، وأبو بَكْر بْن أَبِي الدُّنْيَا، ويعقوب الفسوي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. قَالَ أبو حاتم: لَيْسَ بالقويّ.
"الكِنى":
510- أَبُو بَكْر بْن مروان بْن الحَكَم الأَسيْديّ البصْريّ1.
تُوُفِيّ سنة أربع وثلاثين. حدَّث عَنْ: جُوَيْرية بْن أسماء، وحمّاد بْن زيد. وعنه: عُمَرَ بْن شَبَّة، والْمَعْمَريّ. قَالَ أبو حاتم: كتبتُ عنهُ وليس بِهِ بأس.
511- أَبُو عُبَيْدَة بْن الفضل بْن عِيَاض المكيّ.
قَدِمَ مصر فِي وكالة توكّلَها، فحدّث عَنْ والده رَحِمَهُ اللَّه، ثُمَّ رجع إلى مكة وبها تُوُفِيّ سنة ست وثلاثين فِي صفر، قاله ابن يونس.
512- أَبُو يوسف الغسُّولي الزّاهد2.
نزيل ثغر طَرَسُوس. رأى إِبْرَاهِيم بْن أدهم. وطال عُمره، ولقي كبار الصالحين. وتوفي سنة أربعين ومائتين بطَرْسُوس.
513- ماني المُوَسْوس3.
هُوَ أَبُو الْحَسَن محمد بْن القاسم الْمَصْرِيّ، الأديب الشاعر، نزيل بغداد. لَهُ نظمٌ بديع، وكان يسكن مزاجه فِي بعض الأوقات. كان في دولة المتوكل. قَالَ ابن المرزُبان: أنشدتُ لِماني:
سلي عائداتي كيفَ أَبْصَرْنَ حالتي ... فإن قلت قد حابَيْنَني فاسْألي النّاسا
فإنْ لَم يقولوا مات وهو مَيِّتٌ ... فزيدي إذًا قلبي جُنونًا ووِسْواسا
وقال أَبُو هفّان الشاعر: أنشدني أَبُو الْحَسَن ماني لنفسه:
ما ساءني إعراضها ... عنّي ولكنْ سرَّني
سألتناها عِوَضٌ ... من كلّ وجهٍ حسن
__________
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 345"، والثقات لابن حبان "9/ 293".
2 انظر الزهد الكبير للبيهقي "80"، وصفة الصفوة لابن الجوزي "4/ 277".
3 انظر تاريخ بغداد "3/ 169"، والأغاني للأصبهاني "23/ 181-187".(17/214)
وأنشد المبرد لماني:
هيف الحضور قَواصدُ النَّبْلِ ... قَتَّلْنَنا بالأَعْين النُّجْلِ
كحّل الجمالُ جُفونَ أعْيُنها ... فغَنين عَنْ كَحَلٍ بلا كُحْلِ
وكَأنَّهُنَّ إذا أردنَ خُطًا ... يَقْلَعْنَ أرْجُلّهنَّ مِن وَحْلِ
وقال أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه: أنشدني ماني الموسوس قَالَ: أنشدنا العُدَيّا الحنفيّ لنفسه:
ما أنصفتك الْجُفُونَ لم تَكِفِ ... وقد رأينَ الحبيبَ لم يقفِ
فابكِ ديارًا دبّ الزمانُ لَها ... فباعَ فيها الْجَفَاء باللُّطْفِ
ثُمَّ استعارت مسامعًا كسُدَ اللـ ... ـوم عليها من عاشق كلف
كأنها إذْ تقنّعت بِبِلًى ... شَمْطَاء ما تستقلُّ من خَرَفِ
514- أَحْمَد بْن يحيى بْن عَبْد العزيز أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الأشعري نَسَبًا1.
ويُعرف بأبي عَبْد الرَّحْمَن الشافعيّ. واشتهر بالكنية والنسبة لكونه تفقّه بالشافعي، وغَلَبَ عَلَيْهِ الجدل والمناظرة والكلام. وأخذ عَنْهُ: داود بْن عليّ الإصبهانيّ عِلْم الاختلاف. قاله أَبُو عُبَيْد بْن حربويه. وقال الخطيب: حدّث عَنْ: الوليد بْن مُسْلِم، والشافعيّ. روى عَنْهُ: محمد بْن إِبْرَاهِيم القوهستاني، ومطين. ثم ساق الخطيب له حديثًا. قال الدراقطني: كَانَ من كبار أصحاب الشافعيّ، ثُمَّ صار من أصحاب ابن أَبِي دؤاد، واتَّبعهُ عَلَى رأيه.
515- ابن كلاب2.
هو أبو محمد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن كُلّاب المتكلم الْبَصْرِيّ. كَانَ يرُدُّ عَلَى المعتزلة وربَما وافقهم. ذكر أَبُو طاهر الذُّهلي أن الْإِمَام داود بْن علي الإصبهاني أخذ الكلام والْجَدَل عَنْ عَبْد اللَّه بْن كُلّاب. وفي ترجمة الحارث بْن أسد المحاسبي للخطيب أَنَّهُ تخرج بأبي محمد عَبْد اللَّه بْن سَعِيد القطّان الملقب، فيما حكاه هو،
__________
1 انظر تاريخ بغداد للخطيب "5/ 200"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "10/ 555".
2 انظر طبقات الشافعية الكبرى للسبكي "2/ 299، 300"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "11/ 174-176"، ولسان الميزان للحافظ "3/ 290، 291".(17/215)
كُلابًا. وأصحابه كُلابية. لأنه كَانَ يجر الخصوم إلى نفسه بفضل بيانه، كأنه كُلاب. قَالَ شيخنا ابن تَيْمية: كَانَ لَهُ فضل وعِلْم ودين، وكان ممن انتُدِبَ للردّ عَلَى الجهْميّة. ومن قَالَ عَنْهُ إنه ابتدعَ ما ابتدعه ليظهر دين النصارى على المسلمين كما يذكر طائفة، ويذكرون أَنَّهُ أرضى أخته بذلك، فهذا كذب عَلَيْهِ، افتراهُ عَلَيْهِ المعتزلة والجهمية الذين رد عليهم. فإنّهم يزعمون أن من أثبت فقد قَالَ بقول النَّصَارى. قَالَ شيخنا: وهو أقربُ إلى السنة من خصومه بكثير، فلمّا أظهروا القول بخلْق القرآن، وقال أئمة السنة بل هُوَ كلامُ اللَّه غير مخلوق، فأحدث ابن كُلاب القول بأنه كلامٌ قائمٌ بذات الربّ، بلا قدرة ولا مشيئة. فهذا لَم يكن يتصوّره عاقل، ولا خطرَ ببال الجمهور، حتى أحدث القول بِهِ ابن كُلاب. وقد صنّف كُتُبًا كثيرة فِي التوحيد والصفات، وبيّن فيها أدلة عقلية عَلَى فساد قول الجهمية. وبيّن أن علو اللَّه تعالى عَلَى عرشه ومباينته لخلقه معلومٌ بالفِطرة والأدلة العقلية، كما دلّ عَلَى ذَلِكَ الكتاب والسنة.
وكذلك ذكرها الحارث المحاسبي فِي كتاب "فَهْم القرآن".
516- أَبُو دِعَامة القَيْسيّ1:
إخباريّ مشهور اسمه عَلِيّ بْن بُرَيْد، تصغير بَرْد. روى عَنْ: أبي نواس، وأبي العتاهية، وغيرهما. ولم يرو غير الحكايات والأدب. روى عنه: أحمد بن أبي طاهر، ويزيد بن محمد المهلبي، وعون بن محمد الكندي، وغيرهم. ذكره ابن ماكولا في بريد. والله سبحانه وتعالى أعلم.
__________
1 انظر تاريخ الطبري "8/ 73"، وتاريخ بغداد "11/ 353"، والإكمال لابن ماكولا "1/ 229".(17/216)
الفهرس العام للكتاب:
رقم الصفحة الموضوع
الطبقة الرابعة والعشرون
"سنة إحدى وثلاثين ومائتين"
3 المتوفون هذه السنة
3 الواثق يأمر بامتحان خلق القرآن
3 رفع المتوكل للمحنة
3 خبر الفداء بين المسلمين والروم
4 دخول المجوس إشبيلية
"سنة اثنتين وثلاثين ومائتين"
4 المتوفون هذه السنة
4 الحرب بين بُغا الكبير وبني نُمير
4 خبر العطش بالحجاز
5 الزلازل بالشام
"سنة ثلاث وثلاثين ومائتين"
5 المتوفون هذه السنة
5 الزلزلة بدمشق
6 إصابة ابن أبي دؤاد بالفالج
"سنة أربع وثلاثين ومائتين"
6 المتوفون هذه السنة
6 خبر هبوب الريح بالعراق
6 الحج هذا الموسم
6 إظهار المتوكل للسنة
7 خروج البُعيث عن الطاعة
"سنة خمس وثلاثين ومائتين"
7 المتوفون هذه السنة(17/217)
7 إلزام النصارى بلباس العسلي
"سنة ست وثلاثين ومائتين"
8 المتوفون هذه السنة
8 إرسال المتوكل القضاة لأخذ البيعة لأولاده
8 حوادث دمشق
9 هدم قبر الحسين
9 غزوة علي بن يحيى الصائفة
9 الحج هذا الموسم
"سنة سبع وثلاثين ومائتين"
9 المتوفون هذه السنة
10 ذكر وثوب أهل أرمينية بعاملهم يوسف بْن محمد
10 المتوكّل يأمر بِحلق لحية قاضي القضاة بِمصر
10 ولاية الحارث بن مسكين القضاء
11 قدوم ابن طاهر على المتوكل
11 مصادرة المتوكل لابن أبي دؤاد
11 ولاية ابن أكثم القضاء
11 إطلاق المتوكل للمساجين
11 ظهور النار بعسقلان
11 بناء قصر العروس بسامراء
12 طلب المتوكل لأحمد بن حنبل
"ومن سنة ثمان وثلاثين ومائتين"
12 المتوفون هذه السنة
12 حصار بُغا تفليس
12 غزوة الروم دمياط بالمراكب
"سنة تسع وثلاثين ومائتين"
13 المتوفون هذه السنة
13 نفي المتوكل لابن الجهم
13 غزوة علي بن يحيى بلاد الروم(17/218)
13 عزل ابن أكثم عن القضاء
"سنة أربعين ومائتين"
13 المتوفون هذه السنة
13 وثوب أهل حمص علي أبي المغيث
13 الصيحة في خلاط
13 وقوع البرد بالعراق
13 وقوع خسف بالمغرب(17/219)
"رجال هَذِهِ الطبقة على المعجم":
"حرف الألف"
14 1- أحمد بن إبراهيم بن خالد
15 - أحمد بن أبي أحمد الجرجرائي
15 2- أحمد بن أسد بن عاصم
15 3- أحمد بن أيوب بن راشد
15 4- أحمد بن بحر العسكري
15 5- أحمد بن جعفر بن ميسرة
16 6- أحمد بن جواس
16 - أحمد بن جواس الأستوائي
16 7- أحمد بن حاتم النحوي
16 8- أحمد بن حاتم البغدادي
16 9- أحمد بْن حاجّ بْن قاسم بْن قُطبة
16 10- أحمد بن حرب بن فيروز
18 11- أحمد بن حماد الذهلي
18 12- أحمد بن حماد الواسطي
18 13- أحمد بن خضرويه البلخي
19 14- أحمد بن أبي دؤاد بن حريز
23 15- أحمد بن أبي رجاء الهروي
23 - أحمد بن سريج
23 16- أحمد بن سنان القشيري
24 17- أحمد بن عبد الله بن أبي شعيب مسلم
24 18- أحمد بن عبد الله بن قيس الأسلمي
24 19- أحمد بن عبد الصمد بن علي الزرقي
24 20- أحمد بن عمار بن شادي الوزير
25 21- أحمد بن عمران بن عيسى المري
25 22- أحمد بْن عمر بْن حفص بْن جَهْم بن واقد
26 23- أحمد بن محمد بن موسى السمسار(17/220)
26 24- أحمد بن معاوية الباهلي
26 25- أحمد بن المعذل بن غيلان
28 26- أحمد بْن نصر بْن مالك بْن الهيثم
30 27- أحمد بن أبي نافع المزي الموصلي
31 28- أحمد بن أبي أحمد الجرجاني
31 29- إبراهيم بن أيوب الحوراني الزاهد
31 30- إبراهيم بن بشار الخراساني
32 31- إبراهيم بن الحجاج بن زيد السامي
32 32- إبراهيم بن الحجاج النيلي
32 33- إبراهيم بن الحسن بن نجيح الباهلي
33 34- إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان
34 35- إبراهيم بن دينار التمار
34 36- إبراهيم بن العلاء بن الضحاك
34 37- إبراهيم بن محمد بن سليمان الشامي
35 38- إبراهيم بْن محمد بْن العبّاس بْن عثمان
35 39- إبراهيم بن محمد بن خازم الضرير
35 40- إبراهيم بن محمد البختري
35 41- إبراهيم بن محمد بن عرعرة بن البرند
36 42- إبراهيم بن مخلد الطالقاني
36 43- إبراهيم بن المنذر بن عبد الله الحزامي
37 44- إبراهيم بن موسى الوردولي
37 45- إبراهيم بن مهران المروزي
37 46- إبراهيم بن أبي الليث نصر
39 47- إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني
40 48- إبراهيم بْن يوسف بْن ميمون بْن قُدامة
40 49- إدريس بْن سليمان بْن يحيى بْن أبي حفصة
41 50- أزداد بن جميل بن السبال
41 51- إسحاق بن إبراهيم بن مخلد(17/221)
46 52- إسحاق بْن إبراهيم بْن العلاء بْن الضّحّاك
47 53- إسحاق بْن إبراهيم بْن مُصْعَب الخُزاعي الأمير
48 54- إسحاق بن إبراهيم بن ميمون النديم
50 55- إسحاق بن إبراهيم الهروي
50 56- إسحاق بْن إبراهيم بْن أبي كامل الحنفيّ
51 57- إسحاق بن إبراهيم بن صالح العقيلي
51 58- إسحاق بن سعيد بن إبراهيم الجُمحي
51 59- إسحاق بْن يحيى بْن مُعاذ بْن مُسلم الختلي
51 60- إسماعيل بن إبراهيم بن بسام
52 61- إسماعيل بن إبراهيم بن معمر القطيعي
52 62- إسماعيل بن إبراهيم بن هود
53 63- إسماعيل بن سالم الصائغ
53 64- إسماعيل بن سيف البصري
53 65- إسماعيل بْن عُبيد بْن عمر بْن أبي كريمة
53 66- إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الطلحي
54 67- إسماعيل بن محمد بن جبلة
54 68- إسماعيل بن أبي الحكم بن محمد الثقفي
54 69- أمية بن بسطام بن المنتشر
54 70- إيتاخ التركي العباسي الأمير
55 71- أيوب بن يونس الصفار
"حرف الباء"
55 72- بَجيْر بْن النّضْر بْن سعد البخاري
55 73- بسام بن يزيد النقال الكيال
55 74- بِشْر بْن الحَكَم بْن حبيب بْن مِهْران
56 75- بشر بن عُبيس بن مرحوم
56 76- بشر بن عمار القهستاني
56 77- بشر بن الوليد بن خالد الكندي
57 78- بكار بن الحسن بن عثمان العنبري(17/222)
57 79- بكر بن خلف البصري
57 80- بكر بن سعيد بن عبد الله الخولاني
57 81- بُهلول بن صالح بن عمر بن عبيدة
"حرف الثاء"
58 82- ثور بن عمرو القيسراني
"حرف الجيم"
58 83- جعفر بن حميد الكوفي
58 84- جعفر بن حرب الهمداني
58 85- جعفر بن مبشر المعتزلي
58 86- جعفر بن مهران السباك
59 87- جمعة بن عبد الله بن زياد البلخي
59 88- جميل بن عزيز التيمي الموصلي الزاهد
"حرف الحاء"
59 89- حاتم الأصم البلخي
60 90- الحارث بن أفلح
60 91- الحارث بن أفلح
60 92- الحارث بن سريج
61 93- الحارث بْن عبد اللَّه بْن إسماعيل بْن عقيل
61 94- حامد بن عمر بن حفص بن عبيد الله البكراوي
61 95- حبان بن موسى بن سوار الكشميهني
62 - حبان بن موسى الكلابي الدمشقي
62 96- حبيب بْن أوس بْن الحارث بْن قيس
64 97- الحُتات بن يحيى اللخمي المصري
64 98- الحسن بن حماد الضبي
65 - الحسن بن حماد الحضرمي سجادة
65 99- الحسن بن سهل الوزير
66 100- الحسن بن علي بن راشد الواسطي
66 101- الحسن بن عمر بن شقيق(17/223)
66 102- الحسن بن عيسى بن ماسرجس
68 103- الحسن بن هارون بن عقار
68 104- الحسن بن يوسف بن أبي المنتاب
68 105- الحسن بن أبي الحسن يزيد المؤذن
68 106- الحسين بن الحسن الشيلماني
69 107- الحسين بن حبان
69 108- الحسين بن الضحاك القُرشي
69 109- الحسين بن عبيد الله العجلي
69 110- الحسين بن الفرج
70 111- الحسين بن محمد بن السعدي
70 112- الحسين بن المتوكل العسقلاني
70 113- الحسين بن منصور بن جعفر
71 114- حفص بن عبد الله الحلواني
71 115- حفص بن النضر التميمي
71 116- الحكم بن موسى القنطري
72 117- حكيم بن سيف الرقي
72 118- حمزة بن سعيد المروزي
72 119- حوثرة بن أشرس
73 120- حيان بن بشر القاضي
"حرف الخاء"
73 121- خالد بْن عابد بْن يحيى الزوفي
73 122- خالد بن مرداس السراج
73 123- خديحة بنت محمد
74 124- خلف بن سالم السندي
74 125- خلف بن قُديد الأزدي
74 126- خليفة بن خياط بن خليفة
"حرف الدال"
75 127- داهر بن نوح الأهوازي(17/224)
75 128- داود بن أمية الأزدي
75 129- داود بن حماد البلخي
76 130- داود بن رُشيد
76 131- داود بن صغير البخاري
77 132- داود بن مِخراق الفريابي
77 133- داود بن مصحح العسقلاني
77 134- داود بن مُعاذ العتكي
77 135- دينار
"حرف الراء"
78 136- الربيع بن ثعلب المروزي
78 137- رفاعة بن الهيثم الواسطي
78 138- روح بن صلاح بن سيابة
79 139- روح بن عبد الجبار بن نضر
79 140- روح بن عبد المؤمن
79 141- روح بن قرة المقرئ
79 142- رويم بن يزيد المقرئ
80 143- رياح بن الفرج الدمشقي
"حرف الزاي"
80 144- زكريّا بْن يحيى الواسطيّ الأحمر
80 145- زكريا بن يحيى بن صُبيح اليشكري
80 146- زهير بن حرب بن شداد
81 147- زهير بن عُباد الرؤاسي
81 148- زيد بن يزيد الثقفي
"حرف السين"
81 149- سالم بن حامد الأمير
82 - سحنون
82 150- سريج بن يونس بن إبراهيم
82 151- سعيد بن ذؤيب(17/225)
83 152- سعيد بن سليمان التميمي
83 153- سعيد بن إدريس الواسطي
83 154- سعيد بن حسان القرطبي
83 155- سعيد بْن حفص بْن عَمْرو بْن نُفَيل
84 156- سعيد بن عبد الجبار الكرابيسي
84 157- سعيد بن عبد الجبار بن وائل
84 158- سعيد بن عبد الجبار الزبيدي
84 159- سعيد بن عبد الجبار
84 160- سعيد بن نصير الواسطي
84 - سعيد بن نُصير نزيل الرقة
85 161- سعيد بن النضر البغدادي
85 162- سفيان بن بشر الكوفي
85 163- سلمة بن عاصم النحوي
85 164- سلمة بن حفص السعدي
85 165- سليمان بن أحمد بن محمد الجرشي
86 166- سليمان بن أيوب البصري
86 167- سليمان بن داود بن بشر الشاذكوني
88 168- سليمان بن داود الأزدي العتكي
89 169- سليمان بْن داود بْن محمد بْن شُعْبة
89 170- سليمان بن داود بن رشيد
89 171- سليمان بن داود المباركي
89 172- سليمان بن سلم المصاحفي
90 173- سليمان بن عبد الله بن علي العباسي
90 174- سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى
91 175- سليمان بن منصور البلخي الذهبي
91 176- سُليم بن منصور بن عمار
91 177- سهل بن بشير بن القاسم
91 178- سهل بن زنجلة(17/226)
92 179- سهل بن عثمان العسكري
92 180- سويد بن سعيد الحدثاني
94 181- سويد بن نصر المروزي
"حرف الشين"
94 182- شجاع بن مخلد
95 183- شعيب بن يوسف النسائي
95 184- شيبان بن أبي شيبة فروخ
"حرف الصاد"
96 185- صالح بْن حاتم بْن وردان
96 186- صالح بن سهل النخعي
96 187- صالح بن عبد الله بن ذكوان
96 188- صالح بن محمد الترمذي
97 189- صالح بن مالك الخوارزمي
97 190- صفوان بن صالح بن صفوان
98 191- صقر بن عبد الرحمن الكوفي
98 192- الصلت بن مسعود
"حرف الطاء"
98 193- طالوت بن عباد الصيرفي
99 194- طاهر بْن أبي أحمد محمد بْن عبد الله
99 195- الطيب بن إسماعيل
"حرف العين"
99 196- عاصم بْن عمر بْن عليّ بن مقدم
100 197- عاصم بن النضر
100 198- عبادة بن زياد الأسدي
100 199- عباس بن الحسين القنطري
101 200- العباس بن عبد الله البغدادي
101 201- العباس بن عبد الرحمن القُرشي
101 202- عباس بن عثمان بن محمد البجلي(17/227)
101 203- العباس بن غالب البغدادي
102 204- العباس بن الوليد بن نصر
102 205- عبد الله بن براد بن يوسف
102 206- عبد الله بن بكار
103 207- عبد الله بن الجراح بن سعيد
103 208- عبد الله بن جعفر بن يحيى البرمكي
103 209- عبد الله بن حرب الليثي
104 210- عبد الله بن خُليد
104 211- عبد الله بن سالم المفلوج
104 212- عبد الله بن سعد بن إبراهيم الزهري
104 213- عبد الله بن سلام الشاشي
105 214- عبد الله بن سليمان البعلبكي
105 215- عبد الله بن عامر بن زرارة
105 216- عبد الله بن عبد الجبار الخبائري
106 217- عَبْد اللَّه بْن عُمَرَ بْن عَبْد الرَّحْمَن الخطابي
106 218- عبد الله بن عمر بن الرماح
107 219- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ مَشْكِدَانَةَ
107 220- عبد الله بن عمرو الرومي اليمامي
107 221- عَبْد اللَّه بْن عِمْرَان بْن أَبِي عليّ الأسدي
108 222- عبد الله بن عون الهلالي
108 223- عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي
109 224- عبد الله بن محمد بن إسحاق الفهمي
109 225- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ نفيل
110 226- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أَبِي شَيْبَة
111 227- عبد الله بن محمد بن هاني النحوي
111 228- عبد الله بن محمد الكناني
112 229- عبد الله بن مروان بن معاوية الفزاري
112 230- عبد الله بن مسلم بن رُشيد(17/228)
112 231- عبد الله بن مطيع بن راشد
112 232- عبد الله بن موسى بن شيبة
113 233- عبد الله بن يزيد بن راشد
113 234- عَبْد اللَّه بْن أَبِي بَكْر بْن عليّ المقدمي
113 235- عبد الأعلى بن حماد بن حماد
114 236- عبد الجبار بن عاصم النسائي
114 237- عَبْد الْحَكَم بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحكم
115 238- عبد الرحمن بن إسحاق الضبي
115 239- عبد الرحمن بن الحكم بن هشام
116 240- عبد الرحمن بن سلام بن عبيد الله
116 241- عبد الرحمن بن صالح الأزدي العتكي
117 242- عبد الرحمن بن عفان الصوفي
117 243- عبد الرحمن بن عمرو البجلي الحرّانيّ
117 244- عبد الرحمن بن أبي الغمر عمر
118 245- عبد الرحمن بن نافع
118 246- عبد الرحيم بن عبد العزيز الزُريقي
118 247- عبد الرحيم بن مطرف بن أنيس
118 248- عبد السلام بن رغبان، ديك الجن
120 249- عبد السلام بن سعيد بن حبيب
121 250- عبد السلام بن صالح بن سليمان
123 251- عبد السلام بن عاصم الهسنجاني
123 252- عبد السلام بن محمد الحضرمي
123 253- عبد الصمد بن أبي خداش
123 254- عبد الصمد بن الفقيه عبد الرحمن المصري
123 255- عبد الصمد بن المعذل العبدي
124 256- عبد الصمد بن يزيد الصائغ
124 257- عبد العزيز بن بحر المروزي
124 258- عبد العزيز بن عمران الخزاعي(17/229)
125 259- عبد العزيز بن يحيى بن يوسف البكائي
125 260- عبد العزيز بن يحيى بن سليمان الهاشمي
125 261- عبد العزيز بن يحيى بن مسلم الكناني
126 262- عبد الملك بن حبيب بن سليمان السُلمي
129 263- عبد الملك بن حبيب المصيصي
129 264- عبد الملك بن الحسن بن محمد الأندلسي
129 265- عبد الملك بن زونان
129 266- عبد الواحد بن غياث
130 267- عبد الوارث بن عبيد الله العتكي
130 268- عبد الوهاب بن نجدة
130 269- عبيد الله بن عمر بن يزيد الزهري
130 270- عبيد الله بن عمر بن ميسرة
131 271- عُبيد الله بن فضالة بن إبراهيم
131 272- عبيد الله بن معاذ بن معاذ
132 273- عبيد بن الصباح بن صبيح
132 274- عبدة بن سليمان المروزي
132 275- عثمان بن صخر العقيلي
132 276- عثمان بن طالوت بن عباد
132 277- عثمان بن عبد الله الأموي
133 278- عثمان بْن عَبْد الوهّاب بْن عَبْد المجيد الثقفي
133 279- عثمان بن أبي شيبة العبسي
133 280- عثمان بن محمد بن سعيد الدشتكي
134 281- عصام بن الحكم الشيباني
134 282- عصام بن مكرم الضبي
134 283- علكدة بن نوح الأندلسي
134 284- علي بن بحر بن موسى
134 285- علي بن بشر الأصبهاني
135 286- علي بن بريد القيسي(17/230)
135 287- علي بن حبيب البلخي علويه
135 288- علي بن الحسن بن سليمان الواسطي
135 289- علي بن حكيم بن ذبيان الأودي
136 290- علي بن حكيم بن زاهر السمرقندي
136 291- علي بن حمزة بن سوار العكي
136 292- علي بن المديني
139 293- علي بن عيسى المخرمي
139 294- علي بن قرين بن بيهس
139 295- علي بن محمد بن إسحاق الطنافسي
140 296- علي بن هاشم بن مرزوق الرازي
140 297- علي بن المغيرة الأثرم
140 298- عمر بن فرج الرخجي الكاتب
140 299- عمر بن موسى الحادي
141 300- عمر بن هشام النسوي
141 301- عمار بن زربي
141 302- عمرو بن حفص البزاز
141 303- عمرو بن الحصين العُقيلي
142 304- عمرو بن رافع بن الفرات
142 305- عمرو بن زرارة بن واقد الكلابي
142 306- عَمْرُو بْن زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن ثوبان
143 307- عمرو بن العباس الباهلي
143 308- عمرو بن قُسط السلمي
143 309- عمرو بن عمرو بن يزيد الغافقي
143 310- عَمرو بْن محمد بْن بُكير بْن سابور
144 311- عِمْران بْن يزيد بْن أَبِي جميل الدمشقي
144 312- عون بن يوسف الخزاعي المغربي
144 313- عياش بن الوليد الأزرق
144 314- عياض بن عبد الملك المرادي(17/231)
144 315- عيسى بن سالم الشاشي
"حرف الغين"
145 316- غزيل بن سنان الموصلي
"حرف الفاء"
145 317- الفتح بن هشام الترجماني
145 318- الفرات بن نصر القهندزي
145 319- الفرج بن سهيل بن الفرج القضاعي
145 320- الفضل بن زياد الطستي
146 321- الفضل بن غانم المروزي
146 322- الفضل بن مقاتل الأزدي البلخي
146 323- فضيل بن الحسين بن طلحة الجحدري
146 324- فطر بن حماد بن واقد الصفار
"حرف القاف"
147 325- القاسم بن أمية العبدي
147 326- القاسم بن محمد بن أبي شيبة
147 327- القاسم بن هلال القرطبي
147 328- قُتَيْبَة بْن سَعِيد بْن جميل بْن طريف
148 329- قطن بن نسير
"حرف الكاف"
149 330- كامل بن طلحة الجحدري
149 331- كثير بن يحيى بن كثير
149 332- كعب بن سعيد العامري
"حرف اللام"
149 333- ليث بن حماد الصفار
150 334- الليث بن خالد البغدادي
"حرف الميم"
150 335- مالك بن حويص الهروي
150 336- مالك بن سليمان الألهاني(17/232)
150 337- محمد بن أبان بن عمران الواسطي
151 338- محمد بن إبراهيم بن إسحاق العنبسي
151 339- محمد بْن القاضي أَحْمَد بْن أَبِي دُؤاد
151 340- محمد بن إسحاق بن محمد المخزومي
152 341- محمد بن إسحاق بن هاشم الرافعي
152 342- محمد بن أسد الحوشي الحافظ
152 343- محمد بن أبي العتاهية إسماعيل
153 344- محمد بن بشير بن مروان الكندي
153 345- محمد بن بكار بن الريان الهاشمي
153 346- محمد بن بكار بن الزبير العيشي
153 347- محمد بن أبي بكر بن علي المقدمي
154 348- محمد بن ثعلبة بن سواء السدوسي
154 349- محمد بن جامع البصري العطار
154 350- محمد بن جعفر بن مؤاتية الكلبي
154 351- محمد بن حاتم بن ميمون المروزي
155 352- محمد بن حاتم المصيصي
155 353- محمد بن حاتم الزمي
155 354- محمد بن حاتم بن بزيع
155 355- محمد بن حاتم بن نعيم المصيصي
155 356- محمد بن الحارث بن راشد المصري
155 357- محمد بن حبيب الجارودي
156 358- محمد بن حبيب الشموني
156 359- محمد بن الحسين بن أبي شيخ
156 360- محمد بن حفص البصري القطان
156 361- محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي
157 362- محمد بْن خَالِد بْن العبّاس بْن زمل البتلهي
157 363- محمد بن خلاد بن كثير الباهلي
157 364- محمد بن خلاد بن هلال(17/233)
157 365- محمد بن زياد بن الأعرابي
158 366- محمد بن أبي ركيز يحيى بن إسماعيل
158 367- محمد بن سعدان النحوي المقرئ
158 368- محمد بن سعيد بن أبي مريم
159 369- محمد بن سعيد بن زياد الكريزي
159 370- محمد بن سلام بن عبيد الله الجمحي
159 371- محمد بن أبي داود سليمان الأنباري
159 372- محمد بن سليم بن مسلم
160 373- محمد بن سماعة بن عبيد الله التيمي
160 374- محمد بن سماعة القرشي الرملي
160 375- محمد بن الصباح بن سفيان
161 376- محمد بن محمد بن الضريس الصلصال
161 377- محمد بن عائذ الدمشقي
161 378- محمد بن عباد بن الزبرقان المكي
162 379- محمد بْن عبّاد بْن مُوسَى الكوفيّ سندولا
162 380- محمد بن العباس صاحب الشامة
162 381- محمد بن عبد الله بن نمير
163 382- محمد بن عبد الله البصري الرزي
163 383- محمد بن عبد الله بن بكار
163 384- محمد بن عبد الأعلى بن موسى المرادي
163 385- محمد بن عبد الجبار الهمذاني
164 386- محمد بن عبد الرحمن بن عبد الصمد العنبري
164 387- محمد بن عبد المجيد التميمي المفروج
164 388- محمد بن عبد الملك بن أبان الزيات
164 389- محمد بن عبيد بن حساب الغبري
165 390- محمد بن عبيد بن ميمون التبان
165 391- محمد بن أبي عتاب الأعين
165 392- محمد بن عمر بن حفص القصبي(17/234)
165 393- محمد بن عمرو الرومي الإخباري النديم
165 394- محمد بن عمرو بن عباد العتكي
166 395- محمد بن عمرو بن بكر التميمي العدوي
166 396- محمد بن عمرو البلخي السواق
166 397- محمد بن عمرو الغزي الزاهد
167 398- محمد بن غزير بن الوليد الزهري
167 399- محمد بن الفرج بن عبد الوارث
167 400- محمد بن قُدامة اللؤلؤي
167 401- محمد بن قُدامة المصيصي
168 402- محمد بن قدامة
168 403- محمد بن قدامة بن إسماعيل
168 404- محمد بن كامل المروزي
168 405- محمد بن كوثر البخاري
168 406- محمد بن المتوكل اللؤلؤي
169 407- محمد بن أبي السري العسقلاني
169 408- محمد بن معاوية العتكي
170 409- محمد بن المغيرة بن سلم الإصبهاني
170 410- محمد بن مقاتل العباداني
170 411- محمد بن المنذر البغدادي
170 412- محمد بن المنهال التميمي المجاشعي
171 413- محمد بن المنهال البصري العطار
171 414- محمد بن مهران الرازي الجمال
172 415- محمد بن ناصح البغدادي
172 416- محمد بن النضر بن مساور
172 417- محمد بْن الهُذيل بْن عَبْد اللَّه البَصْرِيّ
172 418- محمد بن يحيى بن حمزة البتلهي
173 419- محمد بْن يَحْيَى بْن سَعِيد بْن فَرُّوخ
173 420- محمد بن يحيى بن أبي سمينة(17/235)
173 - محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة
174 421- محمد بن يحيى بن نجيح المكي
174 422- محمد بن أبي زكير يحيى بن إسماعيل
174 423- محمد بن يوسف البيكندي
174 424- محمد بن يوسف بن الصباح الغضيضي
174 425- مالك بن حويص الهروي
175 426- محفوظ بن الفضل بن أبي توبة
175 427- محمود بن سليمان بن أبي مطر
175 428- محمود بن غيلان العدوي
176 429- محرز بن سلمة العدني
176 430- محرز بن عون البغدادي الخزاز
177 431- مخارق المغني
177 432- مخلد بن خالد الشعيري
178 433- مخلد بن الحسن الحراني
178 434- مخلد بن خداش البصري
178 435- مروان بن جعفر بن سعد السمري
178 436- مسروق بن المرزبان الكندي
179 437- مسلم بن أبي مسلم البغدادي
179 438- مصرف بن عمرو الإيامي
179 439- مُصعب بن سعيد الحراني المصيصي
179 440- مصعب بن عبد الله بن مصعب
181 441- المعافى بن سليمان الرسعني
181 442- معلل بن نفيل الهندي
181 443- معلى بن مهدي بن رستم
181 444- معمر بن مخلد الجزري السروجي
181 445- منجاب بن الحارث التميمي
182 446- منصور بن المهدي الهاشمي
182 447- منصور بن أبي مزاحم التركي(17/236)
182 448- مهرجان النيسابوري الزاهد
183 449- موسى بن أيوب النصيبي
183 450- مُوسَى بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الأسلع
183 451- موسى بن مروان الرقي
183 452- موسى بن محمد بن حيان
183 453- موسى بن معاوية بن صمادح
184 454- موسى بن أبي الجارود المكي
"حرف النون"
184 455- نصر بن الحريش
184 456- نصر بن الحكم الياسري
184 457- نصر بن عاصم الأنطاكي
185 458- نصر بن زياد النيسابوري
185 459- نصر بن فضالة النيسابوري
185 460- نُصير بن يوسف بن أبي الرازي
186 461- النضر بن سعيد بن النضر الحارثي
"حرف الهاء"
186 462- هارون بن سالم القُرطبي
186 463- هارون بن عباد النهدي المصيصي
187 464- هارون بن عبد الله بن محمد الزهري
187 465- هارون الواثق بالله
191 466- هارون بن معروف المروزي
192 467- هارون بن أبي هارون العبدي
192 468- هاشم بن الحارث المروذي
192 469- هاشم بن الوليد الهروي
193 470- هبيرة بن محمد التمار الأبرش
193 471- هدبة بن خالد بن الأسود
194 472- هريم بن عبد الأعلى بن الفرات
194 473- هريم بن مسعر الترمذي(17/237)
194 474- هشام بن إسحاق العامري
195 475- الهيثم بن أيوب الطالقاني
195 476- الهيثم بن خالد الجهني
195 477- الهيثم بن خالد الكوفي الوراق
195 478- الهيثم بن خالد المصيصي
195 479- الهيثم بن خالد البغدادي
195 480- الهيثم بن خالد الكوفي
195 481- الهيثم بن اليمان
"حرف الواو"
196 482- وثيمة بن موسى بن الفرات الفارسي
196 - الواثق بالله
196 483- الوليد بن عبد الله بن مسرح
196 484- الوليد بن عتبة الأشجعي
197 485- وهب بن بقية بن عثمان
"حرف الياء"
197 486- يحيى بن أيوب المقابري
198 487- يحيى بن بشر البلخي الفلاس
198 488- يحيى بن أبي عبيدة رجاء
199 489- يحيى بن سليمان بن يحيى الجعفي
199 490- يحيى بن سليمان الجعفري الإفريقي
199 491- يحيى بن طلحة اليربوعي
200 492- يحيى بن عبد الله بن بُكَيْر المخزوميّ
201 493- يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن زياد الأسلميّ
201 494- يحيى بن عثمان الحربي
201 495- يحيى بن معين
206 496- يحيى بن موسى بن عبد ربه
206 497- يحيى بْن يحيى بْن كثير بْن وَسْلاس
208 498- يزداد بن موسى بن جميل(17/238)
209 499- يزيد بن خالد بن يزيد الرملي
209 500- يزيد بن عبد الله بن يزيد اليمامي
210 501- يزيد بن مخلد الواسطي
210 502- يعقوب بن عيسى بن ماهان
210 503- يعقوب بن القاسم الطلحي
210 504- يعقوب بن كعب الأنطاكي
210 505- يوسف بن عدي الكوفي
211 506- يوسف بن عمرو بن يسار
211 507- يوسف بن يحيى البويطي
213 508- يوسف بن يعقوب الكوفي الصفار
213 509- يونس بن عبد الرحيم العسقلاني
"الكِنى"
214 510- أَبُو بَكْر بْن مروان بْن الحَكَم
214 511- أبو عبيدة بن الفُضيل بن عياض
214 512- أبو يوسف الغسولي الزاهد
214 513- ماني الموسوس
215 514- أحمد بن يحيى بن عبد العزيز الأشعري
215 515- ابن كلاب المتكلم
216 516- أبو دعامة القيسي
217 فهرس الموضوعات(17/239)
المجلد الثامن عشر
الطبقة الخامسة والعشرون
أحداث سنة إحدى وأربعين ومائتين
...
بسم الله الرحمن الرحيم
حسبنا الله ونعم الوكيل
الطبقة الخامسة والعشرون:
أحداث سنة إحدى وأربعين ومائتينِ:
فيها تُوفّي: الإمام أحمد بْن حنبل، وجُبَارة بن المُغِّلس، والحَسَن بن حمّاد سَجَّادة، وأبو تَوْبة الربيع بن نافع الحلبيّ، وعبد الله بن منير المَرْوَزِيّ، وأبو قدامة عبيد الله بن سعيد السرخسي، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، وأبو مروان محمد بن عثمان العثمانيّ، ومحمد بن عيسى التيمي المقرئ، وهُدْبة بن عبد الوهاب المَرْوَزِيّ، ويعقوب بن حُمَيْد بن كاسب.
وثوب أهل حمص علي واليهم:
وفيها: وثب أهل حمص بواليهم محمد بن عَبْدَوَيْه، وأعانهم النَّصارى، فقاتلهم، وأنجده صالح أمير دمشق1.
تناثُر الكواكب:
وفي جُمَادَى الآخرة ماجت النّجوم في السّماء، وتناثرت الكواكب كالجراد أكثر الليل؛ وكان أمرًا مزعجًا لم يُعْهَد مثلُه.
غارة الروم على عين زربة:
وفيها: أغارت الروم على من بعين زَرَبَة.
غارة البُجاة 2 في مصر:
وأغارت البُجاة على ناحيةٍ من مصر، فسار إليهم القُمّي، وتبِعَه خلق من المطوعة
__________
1 "خبر صحيح": ذكره الطبري في تاريخ "9/ 199، 200"، وابن كثير في البداية والنهاية "10/ 323"، وتاريخ حلب للعظيمي "257"، ونهاية الأرب "22/ 286، 287"، وشذرات "2/ 96".
2 البجاة: هم طائفة من سودان بلاد النوبة والمغرب.(18/3)
من الصّعيد، فكان في عشرين ألفًا بين فارس وراجل. وحُمِل إليه في بحر القُلْزُم عدّة مراكب، فيها أقوات، ولجّجوا بها في البحر حتّى يلاقوا بها ساحل البُجاة. وحشد له ملك البُجاة عساكر يقاتلون على الإبِل بالحِراب، فتناوشوا أيّامًا من غير مصَافٍّ، وقصد البجاة ذلك ليفنى زاد المسلمين. ثمّ التقوا، فحملوا على البُجاة، فنفرتِ إِبلُهم من الأجراس، ونفرت في الجبال، والأودية، ومزَّقت جمعهم. فأُسِرَ وقُتِل خَلْقٌ منهم، وساقَ وراءهم، فهرب الملك وأخذ تاجه وخزائنه.
ثمّ أرسل الملك يطلب الأمان وهو يؤدّي الخراج. وسار معهم إلى باب المتوكّل في سبعين من خواصه، واستناب ولده، وكان يعبد الأصنام1.
__________
1 راجع: تاريخ الطبري "9/ 203-206"، وتجارب الأمم "6/ 548-551"، والبداية "10/ 324، 325".(18/4)
أحداث سنة اثنتين وأربعين ومائتين:
فيها تُوُفّي: أبو مُصْعَب الزُّهْريّ، والحَسَن بن عليّ الحُلْوانيّ، وابن ذَكْوان المقرئ، وزكريّا بن يحيى كاتب العُمريّ، ومحمد بن أسلم الطُّوسيّ، ومحمد بن رُمح التُّجَيْبيّ، ومحمد بن عبد الله بن عمّار، ويحيى بن أكثم.
خبر زلازل عدة 1:
ويقال: فيها كانت زلزلة عظيمة بقومس وأعمالها، هلك منها خلق تحت الهدْم، قيل: بلغت عُدَّتهم خمسةً وأربعين ألفًا.
وكان معظم ذلك بالدّامَغَان2، حتّى قيل: سقط نصفها.
وزُلْزلت الرِّيّ، وجُرْجَان، ونَيْسابور، وطَبَرِسْتان.
ورُجمت قرية السّويدا بناحية مُضَر، ووقع منها حجر على خيمة أعراب.
ووُزن حجر منها، فكان عشرة أرطال3.
__________
1 انظر تاريخ الطبري "9/ 207"، والكامل في التاريخ "7/ 81"، والبداية والنهاية "10/ 343".
2 انظر تاريخ اليعقوبي "2/ 491"، وتاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء "145".
3 نهاية الأرب "22/ 290"، وتاريخ الخلفاء "348"، ومآثر الإناقة "1/ 233".(18/4)
مسير جبل باليمن:
وسار جبل باليمن عليه مزارع لأهله حتّى أتى مزارع آخرين.
صياح الطائر بحلب:
ووقع بحلب على دُلْبة طائرٌ أبيض دون الرخمة في رمضان، فصاح: يا معاشر النّاس، اتقوا الله الله الله، فصاح أربعين صوتًا، ثمّ طار.
وجاء مِن الغد، ففعل كذلك. وكتب البريد بذلك وأشهد خمسمائة إنسان سمعوه1.
خرج الروم إلى آمِد والجزيرة:
وفيها حشدت الروم، وخرجوا من ناحية شِمْشاط إلى آمد والجزيرة، فقتلوا وسَبَوْا نحو عشرة آلاف، ورجعوا2.
الحجّ هذا الموسم:
وحجّ بالنّاس والي مكّة عبد الصمد بن موسى بن محمد الهاشميّ.
وحجّ من البصرة إبراهيم بن مطهِّر الكاتب على عجلة تجرّها الإبِل، وتعجّب النّاس من ذلك.
__________
1 نهاية الأرب "22/ 290"، والأعلاق والخطيرة "2/ 307".
2 تاريخ الطبري "9/ 207"، والبداية والنهاية "10/ 343"، والنجوم الزاهرة "2/ 307".(18/5)
أحداث سنة ثلاثٍ وأربعين ومائتين:
تُوُفيّ فيها: أحمد بن سعيد الرباطيّ، وأحمد بن عيسى المصريّ، وإبراهيم بن العبّاس الصُّوليّ، والحارث المُحَاسبِيّ، وحَرْمَلَة، ومحمد بن يحيى العَدَنيّ، وهارون الحمّال.
عزم المتوكل السكنى بدمشق:
وفي آخرها قدِم المتوكّل إلى دمشق، فأعجبته، وبنى له القصر بدارَيّا، وَعَزَمَ على(18/5)
سُكْنَاهَا، فعمل يزيد بن محمد المُهَلّبيّ:
أظنُّ الشّام تشمَتُ بالعراقِ ... إذا عزم الإمامُ على انْطلاقِ
فإنْ تَدَعِ العِراقَ وساكنيه ... فقد تُبْلى المليحةُ بالطّلاقِ1
فبدا له ورجع بعد شهرين أو ثلاثة، في سنة أربعٍ2.
الحجّ هذا الموسم:
وحجّ بالنّاس عبد الصّمد بن موسى، وسار بالموكب من العراق جعفر بن دينار. والله أعلم3.
__________
1 تاريخ الطبري "9/ 209"، مروج الذهب "4/ 114".
2 تاريخ اليعقوبي "2/ 491"، وتجارب الأمم "6/ 552".
3 وراجع: تاريخ الطبري "9/ 209"، والبداية "10/ 344-346".(18/6)
أحداث سنة أربع وأربعين ومائتين:
فيها تُوَفيّ: أحمد بن منيع، وإبراهيم بن عبد الله الهَرَوِيّ، وإسحاق بن موسى الخَطْميّ، والحَسَن بن شُجاع البلْخيّ الحافظ، وأبو عمّار الحسين بن حُرَيْث، وحُمَيْد بن مَسْعَدَة، وعبد الحميد بن بيان الواسطيّ، وعليّ بن حُجْر، وعُقْبة بن عبد الله المَرْوَزِيّ، ومحمد بن أبان المستمليّ، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشَّوارب، ويعقوب بن السكيت.
فتح حصن للروم:
وفيها افتتح بُغَا حصنًا من الروم يقال له صُمُلَّة1.
نفي طبيب المتوكل:
وفيها سخط المتوكّل على طبيبه بَخْتَيْشُوع، ونفاه إلى البحرين.
__________
1 "خبر صحيح": ذكره الطبري في تاريخه "9/ 207-211"، وتاريخ حلب للعظيمي "258"، والبداية "10/ 345"، وانظر صحيح التوثيق "6/ 230".(18/6)
اتفاق الأعياد:
فيها: اتّفق عيد الأضحى، وفَطِير اليهود، وعيد الشّعانين للنصارى في يوم واحد1.
__________
1 التاريخ للطبري "9/ 211"، والبداية "10/ 346"، والنجوم الزاهرة "2/ 318".(18/7)
أحداث سنة خمسٍ وأربعين ومائتين:
فيها تُوُفيّ: أحمد بن عَبْدة الضَّبّيّ، وإسحاق بن إسرائيل، وإسماعيل بن موسى السُّدّيّ، وذو النُّون المصريّ، وسَوّار بن عبد الله العنْبريّ، وعبد الله بن عِمران العابديّ، ودُحَيْم، وأبو تُراب النَّخْشَبيّ، ومحمد بن رافع، وهشام بن عمّار.
عموم الزلازل في البلاد:
ويقال: فيها عمّت الزلازل الدُّنيا، فأخربت القلاع والمدن والقناطر، وهلك خلق بالعراق والمغرب. وسقطت من أنطاكية نيِّفٌ وتسعون برجًا. وتقطّع جبلها الأقرع وسقط في البحر. وسُمِع من السّماء أصوات هائلة، وهلك أكثر أهل اللاذقّية تحتّ الردْم. وذهبت جَبَلةُ بأهلها، وهُدِمت بالِس وغيرها. وامتدّت إلى خُراسان، ومات خلائق منها.
وأمر المتوكل بثلاثة آلاف ألف درهم للذين أصيبوا بمنازلهم1.
وزلزلت مصر. وسمعَ أهل بُلْبِيس من ناحية مصر ضجّة هائلة، فمات خلق من أهل بُلْبِيس.
وغارت عيون مكّة2.
بناء الماحوزة:
وفيها: أمر المتوكّل ببناء الماحوزة، وسماها الجعفريّ. وأقطع الأمراء بُنَاها، وأنفق بعد ذلك عليها أكثر من ألفَيْ ألف دينار. وبنى قصرًا سمّاه اللؤلؤة، لم ير مثله في
__________
1 "خبر صحيح": ذكره الطبري في تاريخه "9/ 212، 213"، واليعقوبي في تاريخه "2/ 491"، وتاريخ الخلفاء "349".
2 تاريخ الطبري "9/ 213"، والبداية "10/ 346".(18/7)
عُلُوِّه وارتفاعه. وحفر للماحوزة نهرًا كان يعمل فيه اثنا عشر ألف رجل، فقُتِل المتوكّل وهم يعملون فيه، فبطُل عمله، وخربت الماحوزة، ونُقِض القصر1.
غارة الروم على سُميساط:
وفيها: أغارت الروم على سميساط فقتلوا خمسمائة، وسَبَوْا، فغزا عليّ بن يحيى، فلم يظفر بهم.
__________
1 وراجع تاريخ الطبري "9/ 212"، وتاريخ اليعقوب "2/ 492"، والنجوم الزاهرة "2/ 320".(18/8)
أحداث سنة ستٍّ وأربعين ومائتين:
فيها تُوُفيّ: أحمد بن إبراهيم الدَّوْرقيّ، وأحمد بن أبي الحواريّ، وأبو عَمْرو الدُّوريّ المقرئ، ودِعْبِل الشّاعر، ولُوَيْن، ومحمد بن مُصَفَّى، والمسيِّب بن واضح.
غزو المسلمين الروم:
وفيها: غزا المسلمون الرومَ، فسبوا، واستنقذوا خلائق من الأسرى1.
تحوُّل المتوكّل إلى الماحوزة:
ويوم عاشوراء تحوّل المتوكّل إلى الماحوزة مدينته التي أمر ببنائها، وفرَّق في الصُّنَّاع والعمّال عليها مبلغًا عظيمًا2.
المطر ببلخ:
وفيها: مُطِرَت بناحية بلْخ مطرًا دمًا عبيطًا3.
الحجّ هذا الموسم:
وحجّ بالرَّكْب العراقيّ محمد بن عبد الله بن طاهر، فولي أعمال الموسم، وأخذ
__________
1 "خبر صحيح": ذكره الطبري في تاريخه "9/ 219"، ونهاية الأرب "22/ 392".
2 "خبر صحيح": أورده الطبري "9/ 219"، والبداية "10/ 347".
3 راجع: نهاية الأرب "22/ 293"، والنجوم الزاهرة "2/ 322".(18/8)
معه ثلاثمائة ألف دينار لأهل مكة، ومائة ألف لأهل المدينة، ومائة ألف لإجراء الماء من عَرَفَات إلى مكة1.
__________
1 تاريخ الطبري "9/ 221"، والبداية والنهاية "10/ 347".(18/9)
أحداث سنة سبْعٍ وأربعين ومائتين:
فيها تُوُفّي: إبراهيم بن سعد الْجَوْهريّ، وأبو عثمان المازنيّ، والمتوكّل على الله، وَسَلَمَةُ بن شبيب، وسُفْيان بن وكيع، والفتح بن خاقان الوزير.
بيعة المنتصر بالله:
وفي رابع شوّال بُويع بالخلافة بعد قتل المتوكّل ابنُه المنتصر بالله محمد.
فولَّى المظالم أبا عَمْرة أحمد بن سعيد مولى بني هاشم1.
__________
1 تاريخ الطبري "9/ 239".(18/9)
أحداث سنة ثمانٍ وأربعين ومائتين:
فيها تُوُفيّ: أحمد بن صالح المصريّ، والحسين الكرابيسيّ، وطاهر بن عبد الله الأمير، وعبد الجبار بْن العلاء، وعبد الملك بْن شعيب بن الليث، وعيسى بن حمّاد زُغْبة، والقاسم بن عثمان الْجَوْعيّ، ومحمد بن حُمَيْد الرّازيّ، والمنتصر بالله محمد، ومحمد بن زُنْبُور المكّيّ، وأبو كُرَيْب محمد بن العلاء، ومحمد بن موسى الحَرَشِيّ، وأبو هشام الرفاعيّ.
وقوع الوحشة بين وصيف التركي والوزير:
وفيها: وقع بين الوزير أحمد بن الخصيب وبين وصيف التُّرْكيّ وحْشَةٌ، فأشار الوزير على المنتصر أن يُبْعِدَ عنه وَصِيفًا، وخوَّفه منه. فأرسل إليه: إنّ طاغية الروم أقبل يريد الإسلام، فسِرْ إليه. فاعتذر، فأحضره وَقَالَ: إِمَّا أَنْ تَخْرُجَ أَنْتَ أَوْ أَخْرُجَ.
فقال: لا، بل أخرج أنا.
فانتخب المنتصر معه عشرة آلاف، وأنفق فيهم الأموال، وساروا. ثمّ بعث المنتصر إلى وصيف يأمره بالمقام بالثغر أربع سنين1.
__________
1 تاريخ الطبري "9/ 240-244"، والنجوم الزاهرة "2/ 326".(18/9)
خلع المعتزّ والمؤيّد من العهد:
وفي صفر خلع المعتز والمؤيد أنفسهما من المعهد مُكْرَهَيْن.
لمّا استقامت الأمور للمنتصر ألحّ عليه أحمد بن الخصيب، ووصيف، وبغا في خلعهما خوفًا من موته قبل المعتزّ، فيهلكهم المعتزّ. وكان المنتصر مكرِمًا للمعتزّ والمؤيد إلى أربعين يومًا من خلافته، ثمّ جعلهما في حُجْرة، فقال المعتزّ لأخيه: أحضرنا يا شقيّ هنا للخلْع.
قال: ما أظنّه يفعل.
فجاءتهم الرُّسُل بالخَلْع، فأجاب المؤيّد، وامتنع المعتزّ وقال: إن كنتم تريدون قتْلي فافعلوا.
فمضوا وعادوا فحبسوه في بيتٍ، وأغلظوا له، ثمّ دخل عليه أخوه المؤيّد وقال: يا جاهل قد رأيت ما جرى على أبينا، وأنت أقربُ إلى القتل، اخلَعْ، ويلك، فإن كان في عِلْم الله أنّك تلي لَتَلِيَنَّ.
فخلع نفسه، وكتبا على أنفسهما أنّهما عاجزان، وقصْدنا أن لا يأثَم المتوكّل بسببنا، إذ لم نكن له موضعا. واعترافا بذلك في مجلس العامّة بحضرة جعفر بن عبد الواحد الهاشميّ، ووَصِيف، وبُغا، ومحمد بن عبد الله بن طاهر، وبُغا الصّغير، وأعيان بني عمّهما.
فقال لهما المنتصر: أَتَرَياني خلعتكما طمعًا في أن أعيش بعدكما حتّى يكبر ولدي عبد الوهَّاب وأُبايع له؟ والله ما طمعت في ذلك. ووالله لأن يلي بنو أبي أحبّ إليَّ من أن يلي بنو عمّي، ولكنّ هؤلاء -وأومأ إلى الأمراء- ألحّوا عليَّ في خلْعكما، فخفت عليكما من القتْل إن لم أفعل، فما كنت أصنعُ؟ أقتلهم؟ فوالله ما تفي دماؤهم كلُّهم بدم بعضكما.
فأكبّا عليه فقبّلا يده وضَمَّهُما إليه وانصرفا1.
مقتل محمد الخارجي:
وفيها حكم محمد بن عمر الخارجيّ بناحية المَوْصِل؛ ومال إليه خلق.
__________
1 تاريخ الطبري "9/ 244"، وتجارب الأمم "6/ 558-560"، والبداية والنهاية "10/ 353".(18/10)
وسار لحربه إسحاق بن ثابت الفَرَغانيّ، فالتقوا، فقُتِل جماعة من الفريقين، ثمّ أسِر محمد وجماعة، فقتِلوا وصُلبوا إلى جانب خشبة بابَك1.
استيلاء الصفّار على خراسان:
وفيها: قويت شوكة يعقوب بن اللَّيْث الصَّفّار، واستولى على مُعْظم إقليم خُراسان؛ وسار من سِجِسْتان ونزل هراة، وفرّق في هذه الأموال2.
مقتل المنتصر بالله:
وفيها: قُتِل المنتصر بالله بالذَّبْحة، وهي الخوانيق، وقيل: إنه سُمَّ3.
بيعة المستعين بالله:
وبُويع بعده المستعين بالله أبو العباس أحمد بن المعتصم. وأمّه أمّ ولد، اسمها مُخَارِق.
وكان مليحا أبيض، بوجهه أثر جُدَرِيّ، وكان أَلْثَغ.
ولمّا هلك المنتصر اجتمع القُوّاد وتشاوروا، وذلك برأي ابن الخصيب، فقال لهم أُوتَامِش: متى وليْتم أحدًا من ولد المتوكّل لا يُبقي منّا باقية.
فقالوا: ما لها إلا أحمد بن المعتصم ولَد أُستاذنا.
فقال محمد بن موسى المنجّم سرّا: أَتُوَلُّون رجلا عنده أنُّه أحقّ بالخلافة من المتوكّل وأنتم دفعتموه عنها؟ ولكن اصطَنِعوا إنسانًا يعرف ذلك لكم.
فلم يقبلوا منه، وبايعوا أحمد المستعين وله ثمانٍ وعشرون سنة.
فاستكتب أحمد بن الخصيب، واستوزر أوتامِش. فبينا هو قد دخل دار العامة في دَسْت الخلافة، إذا جماعة من الشّاكريّة والغَوْغاء وبعض الْجُنْد، وهم نحو ألف، قد شهروا السلاح وصاحوا: المعتز يا منصور4.
__________
1 وراجع: النجوم الزاهرة "2/ 326".
2 النجوم الزاهرة "2/ 326".
3 تاريخ الطبري "9/ 251"، تاريخ مختصر الدول "146".
4 تاريخ الطبري "9/ 257"، والبداية والنهاية "11/ 2".(18/11)
فتنة الغوغاء:
ونشبت الحرب بين الفريقين، وقُتل جماعة. فخرج المستعين عن دار العامّة وأتى إلى القصر الهارونيّ، فبات به.
ودخل الغَوْغاء دار العامّة، فنهبوا خزائن السّلاح، ونهبوا دُورًا عديدة. وكثُرت الأسلحة واللامَة1 عليهم، فأجلاهم بُغَا الصَّغير عن دار العامّة، وكثُرت القتلى بينهم. فوضع المستعين العطاء فسكنوا. وبعث بكتاب البَيْعة إلى محمد بن عبد الله بن طاهر إلى بغداد، فبايع النّاس. وأعطى المستعين أحمد بن الخصيب أموالا عظيمة2.
نفي ابن الخصيب إلى أقريطش:
ثمّ في هذه السنة، في رجب أو قبله، نفاه إلى أقْرِيطش، ونهب أمواله بعد المحبّة الزائدة3.
وذلك بتدبير أوتامش، وحطّه عليه عند المستعين.
تولية ابن طاهر العراق:
وفيها: عقد المستعين لمحمد بن عبد الله بن طاهر على العراق والحَرَمَيْن والشّرطة4.
وفاة طاهر بن عبد الله:
وتُوُفّي أخوه طاهر بن عبد الله بُخراسان، فعقد المستعين لابنه محمد بن طاهر على خُراسان5.
موت بُغا الكبير:
ومات بُغا الكبير في جُمَادَى الآخرة، فعقد المستعين لابنه موسى بن بغا على
__________
1 اللامة: هو الخوذة التي تقي رأي الفارس.
2 وراجع: تاريخ الطبري "9/ 256-258"، ونهاية الأرب "22/ 302"، والبداية والنهاية "11/ 2".
3 تاريخ الطبري "9/ 259"، والنجوم الزاهرة "2/ 328".
4 تاريخ الطبري "9/ 258"، وشذرات الذهب "2/ 117، 118"، وتاريخ سني ملوك الأرض "146".
5 مرآة الجنان "2/ 155"، تاريخ اليعقوبي "2/ 494، 495".(18/12)
أعمال أبيه1.
حبْس المعتزّ والمؤيّد:
وفيها: حبس المستعين المعتزّ والمؤيّد، وضيّق عليهما، واشترى أكثر أملاكهما كُرْهًا. وجعل لهما في السنة نحو ثلاثة وعشرين ألف دينار2.
الفتنة بين أهل حمص وعاملهم:
وفيها: أخرج أهل حمص عاملهم، فراسلهم وخدعهم حتى دخلها، فقتل منهم طائفة، وحمل من أعيانهم مائة إلى العراق، وهدم سور حمص3.
العقد لأوتامش على مصر والمغرب:
فيها: عقد المستعين لأوتامش على مصر والمغرب مع الوزارة، ففرق في الْجُنْد ألفي ألف دينار4.
غزوة الصائفة:
وفيها: غزا وصيف الصّائفة5.
نفْي ابن خاقان:
وفيها: نفي المستعين عُبَيْد الله بن يحيى بن خاقان إلى بَرْقَةَ، والله أعلم6.
أحداث سنة تسعٍ وأربعين ومائتين:
فيها تُوُفيّ: عبد بن حميد، وأبو حفص الفلاس.
__________
1 تاريخ الطبري "9/ 258"، وتاريخ ابن خلدون "3/ 283"، والنجوم الزاهرة "2/ 327".
2 مروج الذهب "4/ 162"، والتاريخ للطبري "9/ 258".
3 وراجع: تاريخ اليعقوبي "2/ 495"، وتاريخ ابن خلدون "3/ 283".
4 تاريخ الطبري "9/ 260"، نهاية الأرب "22/ 303".
5 تاريخ ابن خلدون "3/ 283، 284"، وتجارب الأمم "6/ 557".
6 تاريخ الطبري "9/ 258"، والنجوم الزاهرة "2/ 327".(18/13)
شغب الْجُنْد ببغداد:
وفي صَفَر، شغب الْجُنْد ببغداد عند مقتل عمر بن عُبَيْد الله الأقطع، وعلي بن يحيى الأرمني أمير الغُزاة ببلاد الروم مجاهدين، وعند استيلاء التُّرْك على بغداد، وَقَتْلِهِم المتوكّل وغيره، وتَمَكُّنِهِم من الخلفاء وأذِيّتهم للنّاس. ففتح الْجُند والشّاكريّة السُّجون، وأحرقوا الجسر، وانتهبوا الدَّواوين، ثمّ خرج نحو ذلك بسُرَّ من رأى. فركب بُغا وأُوتامِش، وقتلوا من العامّة جماعة. فحمل عليهم العامّة، ففتكت من الأتراك جماعة. وشُجّ وَصِيف بحجر، فأمر بإحراق الأسواق1.
مقتل أوتامش:
وفي ربيع الآخر قُتِل أُوتامِش وكاتبه شجاع، فاستوزر المستعين أبا صالح عبد الله بن محمد بن يزداد2.
عزْل جعفر بن عبد الواحد عن القضاء:
وفيها عُزِل عن القضاء جعفر بن عبد الواحد وولاه جعفر بن محمد بن عمّار البُرْجُميّ الكوفيّ3.
خبر الزلزلة في الرّيّ:
وجاءت زلزلة هلك فيها خلقٌ تحت الهدْم في الري4.
__________
1 مختصر تاريخ الدول "146"، والبداية والنهاية "11/ 3".
2 تاريخ الطبري "9/ 264"، وخلاصة الذهب المسبوك "229" للإربلي.
3 تاريخ الطبري "9/ 265"، والنجوم الزاهرة "2/ 330".
4 البداية والنهاية "11/ 4"، والنجوم الزاهرة "2/ 330".(18/14)
أحداث سنة خمسين ومائتين:
فيها تُوُفيّ: أبو الطّاهر أحمد بن السَّرْح، وأبو الحسين البزّيّ مُقرئ مكّة، والحارث بن مسكين، وأبو حاتم السِّجِسْتانيّ، وعبّاد بن يعقوب الرّواجنيّ شيعيّ، وعَمْرو بن عثمان الحمصيّ، والجاحظ، وكُثَيِّر بن عُبَيْد الحمصيّ، ونصر بن علي الجهمضي.
مقتل يحيى بن عمر في المصافّ بالكوفة:
وفيها: ظهر يحيى بن عمر بن يحيى بن حسين بن زيد بن علي بن الحسين بالكوفة. وقُتِل في المصافّ بينه وبين جيش محمد بن عبد الله بن طاهر بناحية الكوفة، ومحمود بن خالد، وهشام بن خالد الأزرق1.
استيلاء الحسن بن زيد على آمل:
ثمّ في رمضان، خرج الحَسَن بن زيد بن محمد الحَسنيّ بطَبَرسْتان واستولى على آمُل، وجبى الخَرَاج، وامتدَّ سلطانه إلى الرِّيِّ، وهمذان، والتجأ إليه كلّ من يريد الفتنة والنَّهْب. وانهزم عسكر ابن طاهر بين يديه مرَّتين. فبعث المستعين جيشًا إلى همدان2.
العقد للعباس على العراق:
وفيها: عقد المستعين لابنه العَبّاس على العراق والحَرَمَيْن3.
نفي جعفر بن عبد الواحد:
وفيها: نُفي جعفر بن عبد الواحد إلى البصرة لأنّه عُزِل عن القضاء، وبعث إلى الشّاكريَّة، فأفسدهم4.
وثوب أهل حمص بعاملهم:
وفيها: وثب أهل حمص بعاملها الفضل بن قارن، فقتلوه في رجب، فسار إليهم موسى بن بُغا، فالتقوا عند الرَّسْتَن، فهَزَمهم، وافتتح حمص، وقتل فيها مقتلة عظيمة. وأحرق فيها وأسر من رءوسها5.
__________
1 "خبر صحيح": تاريخ الطبري "9/ 266-271"، والبداية "11/ 5، 6"، وتاريخ اليعقوبي "2/ 497"، وتاريخ ابن خلدون "3/ 285"، وشرح شافية أبي فراس "177".
2 "خبر صحيح": تاريخ الطبري "9/ 271-276"، والبداية والنهاية "11/ 6"، وسني ملوك الأرض "170".
3 "خبر صحيح": مروج الذهب "4/ 154"، والنجوم الزاهرة "2/ 331"، وصحيح التوثيق "6/ 245".
4 الكامل في التاريخ "7/ 134"، والنجوم الزاهرة "2/ 331".
5 تاريخ الطبري "9/ 276"، والأعلاق الخطيرة "1/ 73"، وصحيح التوثيق "6/ 245".(18/15)
تراجم رجال هَذِهِ الطبقة:
"حرف الألف":
1- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بن كثير1 -م. د. ت. ق- أبو عبد الله العبدي النُّكْريّ البغداديّ الدَّوْرقيّ. أخو يعقوب الدَّوْرقيّ، وهي نسبة إلى عمل القَلانِس الدَّوْرَقيّة. وكان أبوه صالحا ناسكا. فقيل: إنّه كان مَن تنسَّك في ذلك الزَّمان سُمّي دَوْرقيا.
وقيل: كانوا يَلْبَسون القلانِس الطّويلة الدَّوْرَقيّة.
سمع: هُشَيْما، وجرير بن عبد الحميد، وحفص بن غِياث، ويزيد بن زُرَيْع، وإسماعيل بن عُلَيَّة، وطائفة.
وعنه: م. د. ت. ق، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، وأحمد بن منصور الرَّماديّ، والهيثم بن خَلَف الدُّوريّ، ومحمد بن محمد بن بدْر الباهليّ، وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
وقال ابْن عساكر: تُوُفّي لِسَبْعٍ بقين من شعبان سنة ستٍّ وأربعين.
قلت: كمّل ثمانين سنة، وقد جَمَعَ وصَنَّفَ، وكان حافظا فَهما.
2- أحمد بن أبان القُرَشيّ2.
سمع: الدَّراوَرْديّ.
وعنه: أبو بكر البزّار في مُسْنَدِه.
3- أحمد بن إبراهيم بن مهران3.
أبو الفضل البُوشَنْجيّ.
عن: سُفْيان بن عُيَيْنة، وأنس بن عياض.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 6"، والصغير "236"، والجرح "2/ 39"، وتاريخ بغداد "4/ 776"، والمعجم المشتمل لابن عساكر "37"، وتذكرة الحفاظ "2/ 505".
2 الثقات لابن حبان "8/ 32".
3 تاريخ بغداد "4/ 8"، وميزان الاعتدال "1/ 79، 278".(18/16)
وعنه: الحسين المَحَامليّ، ومحمد بن مَخْلَد.
ولعلّه بقي إلى بعد الخمسين.
4- أحمد بن إدريس1.
أبو حُمَيْد الجلاب.
بغداديّ، روى عن: هُشَيْم.
وعنه: الحسين المَحَامليّ، وغيره.
5- أحمد بن إسحاق بن الحُصَيْن2 -خ- أبو إسحاق السلمي البخاري المعروف بالسرماري، وسُرْماريا مِن قرى بُخَارى.
سمع: يَعْلَى بن عُبَيْد، وعثمان بن عمر بن فارس، وطبقتهما.
وعنه: خ، وإسحاق ابنه، وإدريس بن عبدك، وطائفة.
وكان ثقة زاهدا مجاهدا فارسا مشهورا، يضرب بشجاعته المثل.
قال إبراهيم بن عفان البزاز: كنا عند أبي عبد الله البخاري، فجرى ذكر أبي إسحاق السرماري فقال: ما نعلم في الإسلام مثله.
فخرجت من عنده، فإذا أجد رئيس المطوعة، فأخبرته، فغضب ودخل على البخاري فسأله، فقال: ما كذا قلت. ولكن ما بَلَغَنا أنّه كان في الإسلام ولا في الجاهليّة مثله.
رواها إسحاق بن أحمد بن خَلَف، عن إبراهيم هذا.
وقال أبو صَفْوان إسحاق: دخلتُ على أبي يومًا، وهو في البستان يأكل وحده، فرأيتُ في مائدته عُصْفُورًا يأكل معه، فلمّا رآني العصفور طار.
وعن أحمد بن إسحاق السّرْماريّ قال: ينبغي لقائد الغُزاة عشْر خِصال: أن يكون في قلب الأسد لا يجبُن، وفي كبر النِّمر لا يتواضع، وفي شجاعة الدُّبّ يقتل
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 38، 39، 1645".
2 رجال صحيح البخاري "1/ 25، 26"، للكلاباذي، والجمع بين رجال الصحيحين "1/ 8، 10" لابن القيسراني، والتقريب "1/ 10".(18/17)
بجوارحه كلّها، وفي حملة الخنزير لا يُولّي دُبُرَه، وفي إغارة الذّئب إذا آيس من وجه أغار من وجه؛ وفي حمل السّلاح كالنّملة تحمل أكثر من وزنها، وفي الثَّبات كالصَّخْر، وفي الصّبر كالحمار، وفي وقاحة الكلب لو دخل صيده النّار لَدَخَل خلْفه، وفي التماس الفُرصة كالدّيك.
أخبرني أبو عليّ بْن الخلّال، أَنَا جعفر الهمدانيّ، أنا أبو طاهر السِّلَفّي، أنا المبارك بن الطُّيُوريّ، وأبو عليّ البَردانيّ قالا: أنا هَنّاد النَّسَفيّ، أنا محمد بن أحمد غُنْجار: سمعتُ أبا بكر محمد بن خالد المُطِّوَعيّ: سمعتُ أبا الحَسَن محمد بن إدريس المطّوّعّيّ البخاريّ: سمعتُ إبراهيم بن شمّاس يقول: كنت أكاتب أحمد بن إسحاق السُّرْماريّ، فكتب إليّ: إذا أردتّ الخروج إلى بلاد الغُزّية في شراء الأسرى فاكتب إليّ. فكتبت إليه فقدم إلى سمرقند فخرجنا.
فلما علم جَبْغَويه استقبلنا في عدّة من جيوشه، فأقمنا عنده، إلى أن فرغنا من شراء الأسرى. فركب يومًا وعرض جيشه فجاء رجلٌ فعظَّمه وبجَّله وخلع عليه، فسألني السُّرْماريّ عن الرجل، فقلت: هذا رجل مبارز يُعَدُّ بألف فارس، لا يولّي من ألف.
فقال: أنا أبارزه.
فلم التفتْ إلى قوله، فسمع جبغويْه ذلك، فقال لي: ما يقول هذا؟ قلت: يقول كذا وكذا.
فقال: لعلّ هذا الرجل سكران لا يشعر، ولكنْ غدًا نركب.
فلمّا كان الغد ركب، وركب هذا المبارز، وركب أحمد السُّرْماريّ ومعه عامود في كُمّه، فقام بإزائه، فدنا منه المبارز، فهزَم أحمد نفسه منه حتّى باعَدَه من الجيش، ثمّ ضربه بالعامود قتله، وتبع إبراهيم بن شمّاس لأنّه كان سبقه بالخروج إلى بلاد المسلمين فلحِقَه. وعلم جَبْغويه فبعث في طلبه خمسين فارسًا من خيار جيشه، فلحِقوا أحمد. فوقف تحت تلّ مختفيًا حتّى مرّوا كلّهم، ثمّ خرج، فجعل يضرب بالعامود واحدًا بعد واحد، ولا يشعر مَن كان بالمقدمة حتى قتل تسعة وأربعين نفسا، وأخذ واحدًا منهم فقطع أنفه وأُذُنَيه وأطلقه.(18/18)
فذهب إلى جَبْغويْه فأخبره، فلمّا كان بعد عامين وتُوُفّي أحمد ذهب إبراهيم بن شمّاس في الفداء، فقال له جبْغويْه: من كان ذاك الّذي قتل فرساننا؟ قال: ذاك أحمد السُّرْماريّ.
قال: فلِمَ لم تحمله معك؟ قلت: إِنّه تُوُفِّيَ.
فصكِّ وجهه وصكِّ في وجهي وقال: لو أعلمتني أنه هو لكُنْت أصرفه من عندي مع خمسمائة بِرْذَوْن وعشرة آلاف غَنَم.
وبه إلى غُنْجار: ثنا أَبُو عَمْرو أَحْمَد بْن محمد المقرئ: سمعت بكر بن منير يقول: رأيت أحمد السُّرْماريّ، وكان ضخمًا، أبيض الرأس واللّحية.
ومات بقريته سرماري، فبلغ كِراء الدّابّة من المدينة إليها عشرة دراهم.
وخلّف ديونًا كثيرة، فكان غرماؤه ربّما يشترون من ماله حزمة القصب من خمسين درهمًا إلى مائة درهم حُبّا له.
فما رجعوا حتّى قضوا ديونه.
وبه: سمعت أبا نصر أحمد بن أبي حامد الباهليّ: سمعت أبا موسى عِمران بن محمد المّطّوعيّ: سمعت أبي يقول: كان عامود السُّرْماريّ ثمانية عشر مَنّا. فلمّا شاخ جعله اثني عشر منا. وكان يقاتل بالعامود.
وبه: سمعت محمد بن خالد، وأحمد بن محمد قالا: سمعنا عبد الرحمن بن محمد بن جرير: سمعت عُبَيْد بن واصل: سمعت السُّرْماريّ يقول، وأخرج سيفه فقال: اعلم يقينًا أنّي قتلتُ به ألفَي تركي، وإنْ عشت قتلت به ألفًا أخرى. ولولا أنّي أخاف أن تكون بِدْعةً لأمرتُ أن يُدفن معي.
ذكر محمود بن سهل الكاتب، وذُكِر السّرماريّ، فقال: كانوا في بعض الحروب وقد حاصروا مكانًا ورئيس العدوّ قاعد على صفّة، فأخرج السُّرماريّ سهمًا فَغَرَزَه في الصّفّة فأومأ الرئيس لينتزعه، فرماه بسهمٍ آخر خاط يده، فتطاول الكافر لينزع ما في يده، فرماه بسهمٍ في نَحْره قتله، وانهزم العدوّ، وكان الفتح.
تُوُفيّ سنة اثنتين وأربعين.(18/19)
6- أحمد بن إسحاق الأهوازي البزاز1 -د. ن- عن: أبي أحمد الزُّبَيديّ، وأبي عبد الرحمن المقرئ.
وعنه: د. ن، وعَبْدان، ومحمد بن جرير الطَّبريّ، وجماعة.
وقال النسائي: صالح.
توفي سنة خمسين.
7- أحمد بن أسد بن سامان2.
الأمير أبو إسماعيل والد الملوك السامانية أمراء ما وراء النهر.
وهو أخو الأمير نوح بن أسد الدين. افتتح اسبيجاب، إحدى مدائن الترك، في أيام المعتصم.
توفي أحمد بفرغانة سنة خمسين.
8- أحمد بن بجير.
أبو عبد الله البزاز.
شيخ عراقي.
روى عن: إسماعيل بن عُلَيَّة، ومُعاذ بن مُعاذ، وإسحاق الأزرق.
وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا.
9- أحمد بن بكار بن أبي ميمونة3 -ن- أبو عبد الرحمن الحراني، مولى بني أميّة.
سمع: محمد بن سَلَمَةَ، وأبا معاوية الضّرير.
وعنه: ن. وقال: لَا بأس بِهِ، وأبو عَرُوبة، ومحمد بن الباغَنْديّ.
مات في صفر سنة أربعٍ وأربعين بحرّان.
__________
1 تهذيب التهذيب "1/ 14، 15"، وخلاصة تذهيب التهذيب "4"، والكاشف "1/ 12، 13، 7".
2 تاريخ اليعقوبي "2/ 397"، والكامل في التاريخ "7/ 279، 280"، ووفيات الأعيان "5/ 161".
3 تهذيب الكمال "1/ 277"، والتقريب "1/ 12".(18/20)
10- أحمد بن ثابت1 -ق.
أبو بكر الجحدري البصري.
عن: سُفيان بن عُيَيْنَة، وغُنْدر، وعبد الوهْاب الثّقفيّ، ووكيع، ويحيى القطّان، وخلق.
وعنه: ق، وابن أبي داود، وأبو عروبة الحراني، وعمر بن بجير، وأبو بكر بن خزيمة، وآخرون.
عاش إلى سنة خمسين.
11- أحمد بن ثابت2.
أبو يحيى الرازي الحافظ فرخويه.
سمع: عبد الرزاق، وعفان، وأقرانهما.
وعنه: محمد بن أيّوب الرّازي، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني.
وكان غير ثقة.
12- أحمد بن الحسن بن جنيدب3 -خ. ت- أبو الحسن الترمذي الحافظ.
سمع: أبا النّضر، ويَعْلَى بن عُبَيْد الله بن موسى، وأبا نُعَيْم، وسعيد بن أبي مريم، وأبا صالح كاتب اللَّيْث، وخلقا كثيرا بالعراق، ومصر، وخُراسان.
وعنه: خ. ت، وأبو بكر بن محمد بن إسحاق بن خُزَيْمة، وأهل خُراسان.
وسألوه عن العِلل والْجَرْح والتّعديل والفقه. وكان من تلامذة أحمد بن حنبل.
روى عنه خ. حديثا عن أحمد بن حنبل في المغازي.
وقدِمَ نَيْسَابور سنة إحدى وأربعين. ولا تاريخ لموته.
13- أحمد بن الحسن بن خراش4 -م. ت- أبو جعفر البغدادي.
__________
1 التهذيب "1/ 21"، والمعجم المشتمل "40 رقم 13" لابن عساكر.
2 ميزان الاعتدال "1/ 314"، والجرح والتعديل "2/ 44، 21".
3 سير أعلام النبلاء "12/ 156، 157"، والتقريب "1/ 13".
4 تاريخ بغداد "4/ 78-80"، والكاشف "1/ 15، 16".(18/21)
عن: عبد الرحمن بن مهديّ، وشَبّابة، ووهْب بن جرير.
وعنه: م. ت، ومحمد بن هارون المجدّر، وأبو العباس السراج، وآخرون.
توفي سنة اثنين وأربعين.
14- أحمد بن الحسن الكندي البغدادي1.
حدث بالري عن أبي عُبَيدة اللُّغَويّ، وحَجّاج بن نُصَيْر.
وعنه: الفضل بن شاذان المقرئ، والحسن بن الليث الرازيان.
ذكره ابن أبي حاتم.
15- أحمد بن حميد2.
أبو زرعة الجرجاني الصيدلاني الحافظ نزيل مكة.
صحب يحيى القطان. وكان عارفا بالعلل.
روى عنه: موسى بن هارون.
16- أحمد بن حميد3.
أبو طالب الفقيه صاحب أحمد بن حنبل.
فقير صالح، خيرَّ، عالم، له مسائل.
روى عنه: أبو محمد فَوْزان، وزكريّا بن يحيى.
تُوُفّي سنة أربع وأربعين.
17- أحمد بن خالد4 -ت. ن- أبو جعفر البغدادي الخلال.
قاضي الثَّغْر.
سمع: ابن عُيَيْنَة، وإسحاق الأزرق.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 47، 35".
2 تاريخ جرجان للسهمي "61 رقم 2".
3 الجرح "2/ 48، 37"، وتاريخ بغداد "4/ 123".
4 تاريخ بغداد "4/ 126-128"، وطبقات الحنابلة "1/ 42" لابن أبي يعلى، والتقريب "1/ 14".(18/22)
وعنه: ت. ن، وجعفر الفِريابيّ، وأحمد الأبار، وجماعة.
قال أبو حاتم: ثقة خير.
وتوفي سنة ست وأربعين أو سنة سبع.
18- أحمد بن الخصيب الجرجرائي الكاتب1.
كاتب المنتصر قبل الخلافة. فلما استخلف وزر له، فظهر منه جهل وحمق وتيه.
قال له المنتصر يوما: أريد أن أقطع السيّدة، يعني أمَّه، ضياع شجاع والدة المتوكّل.
قال: وما قلت للفاجرة؟ فقال المنتصر: قتلني الله إن لم أقتلك.
وكان سيئ الخُلق متكبّرًا، استغاث به مظلوم يومًا، فأخرج رِجْله من الرّكاب ورَفسه على فؤاده، فسقط ميتًا. فعزِّ ذلك على المنتصر، وأراد قتله، فمات قبل أن يتفرَّغ له.
وقيل: إنّه رُفعت له قَصص بني هاشم، فكتب عليها: هشَّم الله وجوههم.
وكتب على قصةٍ للأنصار: لا نَصَرَهم الله.
ولمّا ولي المستعين همَّ به، فأرضاه بالأموال، فيقال إنّه أعطى المستعين ألف ألف دِرهم؛ وغضب عليه، ونفاه إلى جزيرة أقريطش.
19- أحمد بن الخليل2 -ن- أبو علي البغدادي البزّاز، نزيل نَيْسابور.
عن: علي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وحَجّاج بن محمد الأعور، وأبي النَّضْر، وطبقتهم.
وعنه: ن. وقال: ثقة، وعبدان الأهوازيّ، وابن خزيمة، وآخرون.
مات لثلاث بقين من ربيع الأول سنة ثمان وأربعين.
__________
1 تاريخ الطبري "9/ 75، 125، 128"، والعقد الفريد "3/ 10"، والتنبيه والإشراف "314"، وسير أعلام النبلاء "12/ 553".
2 التاريخ الصغير "236" للبخاري، وتاريخ بغداد "4/ 129"، والتهذيب "1/ 27".(18/23)
20- أحمد بن سعيد بن إبراهيم الحافظ1 -خ. م. د. ت. ن- أبو عبد الله الرباطي الأشقر. نزيل نَيْسابور.
سمع: وَكِيعا، وعبد الرّزّاق، وإسحاق بن منصور السَّلُوليّ، ووهْب بن جرير، وسعيد بن عامر، وطائفة.
وعنه: الجماعة سوى ق، وإبراهيم بْن أبي طَالِب، والحسين بْن محمد القبّانيّ، وابن خُزَيْمة، وأبو العبّاس السّرّاج، وعدّة.
وعنه قال: جئت إلى أحمد بن حنبل، فجعل لا يرفع رأسه إليّ، فقلت: يا أبا عبد الله إنّه يُكتب الحديث عنّي بخُراسان، فإنْ عاملتني بهذا رموا بحديثي.
فقال أحمد: هل بُدَّ أن يقال يوم القيامة: أين عبد الله بن طاهر وأتباعه؟ فانظر أين تكون منه.
قلت: إنما ولاني أمر الرّباط، فلذلك دخلت معه.
فجعل يكرِّر قولَهُ عليّ.
تُوُفيّ سنة ثلاثٍ وأربعين، وقيل: سنة خمسٍ وأربعين.
وكان يحفظ ويفهم.
21- أحمد بن سعيد بن يعقوب الكِنْديّ الحمصيّ2.
أبو العبّاس.
عن: بقيّة، وعثمان بن سعيد بن كثير.
وعنه: ن. وقال: لا بأس به، وسعيد بن عَمْرو البرذعيّ.
وأجاز لابن أبي حاتم.
22- أحمد بن صاعد الصُّوريّ الزّاهد3.
له مواعظ وكلام نافع.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 6"، وعمل اليوم والليلة "265" للنسائي، والتهذيب "1/ 30".
2 التقريب "1/ 15"، والجرح والتعديل "2/ 53"، والكاشف "1/ 18".
3 الأنساب "8/ 105"، والجرح والتعديل "2/ 56".(18/24)
حكى عنه: أحمد بن أبي الحواري، وسعد بن محمد البّيْروتيّ، ومحمد بن الحَسَن الْجَوْهريّ، وآخرون.
ذكره ابن أبي حاتم.
23- أحمد بن صالح1 -خ. د- أبو جعفر الطبري. أبوه المصريّ الحافظ أحد أركان العِلْم والحِفْظ.
قال أبو سعيد بن يونس: كان أبوه جُنْدِيًّا من جنود طَبَرِسْتان، فوُلِد له أحمد بمصر سنة سبعين ومائة.
قلت: سمع: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وعبد الله بن وهْب، وحَرَمِيّ بن عُمارَة، وعَنْبَسَة بن سعيد، وابن أبي فُدَيْك، وعبد الرزاق، وعبد الله بن نافع، وطائفة.
وعنه: خ. د، ثم خ. عن رجلٍ عنه، وعَمْرو النّاقد، والذُّهْليّ، ومحمد بن عبد الله بن نُمّيْر، ومحمود بن غَيْلان، وأبو زُرْعة الدّمشقيّ، وصالح جَزَرَة، وأبو إسماعيل التِّرْمِذيّ، وخلق كثير آخرهم أبو بكر بن أبي داود.
وقدِم بغداد سنة اثنتي عشرة ومائتين، فسمع من عفّان، وجالَسَ أحمد بن حنبل وناظَرَه.
قال أبو زُرْعة: سألني أحمد بن حنبل: مَن بمصر؟ قلت له: أحمد بن صالح.
فسُرَّ بذِكره ودعا له2.
وقال صالح بن محمد: قال أحمد بن صالح: كان عند ابن وهْب مائة ألف حديث، كتبتُ عنه خمسين ألف حديث3.
قال صالح: لم يكن بمصر أحد يُحسن الحديثَ غير أحمد بن صالح.
وكان رجلا جامعًا، يعرف الفِقْه والحديث والنَّحْو، ويتكلَّم في حديث الثَّوريّ وشعبة وأهل العراق؛ يعني يذاكر به.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 6"، الصغير "236"، والجرح "2/ 56، 73"، وتذكرة الحفاظ "2/ 495"، وتاريخ بغداد "4/ 202"، ومروج الذهب "3067" وغيره.
2 تاريخ بغداد "4/ 196"، والكامل لابن عدي "1/ 184".
3 تاريخ بغداد "4/ 200".(18/25)
قال: وكان يذاكر بحديث الزُّهْريّ ويحفظه.
وقال عليّ بن الحسين بن الْجُنَيْد: سمعت ابن نُمَيْر يقول: ثنا أحمد بن صالح، وإذا جاوزت الفُرات فليس أحد مثله.
وَسُئِلَ عنه أبو حاتم فقال: ثقة كتبت عنه بمصر، ودمشق، وأنطاكية1.
وقال البخاريّ: هو ثقة صدوق، ما رأيت أحدا يتكلم فيه بحُجَّة.
وقال يعقوب الفسوي: كتبت عن ألف شيخ وَكَسْرٍ، حجتي فيما بيني وبين الله رجلان: أحمد بن حنبل، وأحمد بن صالح2.
وقال أحمد بن عبد الله العجلي: أحمد بن صالح ثقة، صاحب سنة3.
وقال أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيّ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُولُ: كتب أحمد بن صالح المصريّ عن سلامة بن رَوْح، وكان لا يُحَدِّث عنه. وكتبَ عن ابن زبالة خمسين ألف حديث، وكان لا يحدث عنه4.
وقال ابن وارة الحافظ: أحمد بن حنبل ببغداد، وأحمد بن صالح بمصر، والنُّفَيْليّ بحَرّان، وابن نُمَيْر بالكوفة؛ هؤلاء أركان الدِّين.
وَقَالَ الْبَغَوِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا بكر زَنْجَوَيْهِ يَقُولُ: قَدِمْتُ مِصْرَ فَأَتَيْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ، فَسَأَلَنِي: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ بَغْدَادَ.
قَالَ: تَكْتُبُ لِي مَوْضِعَ مَنْزِلِكَ، فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُوَافِي الْعِرَاقَ، حَتَّى تَجْمَعَ بَيْنِي وبين أحمد بن حنبل.
قال: فقدم، فذهب بِهِ إِلَى أَحْمَدَ، فَقَامَ إِلَيْهِ وَرَحَّبَ بِهِ وَقَرَّبَهُ وَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ جَمَعْتَ حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ، فتعال نَذْكُرَ مَا رَوَى عَنِ الصَّحَابَةِ.
فَتَذَاكَرَا، وَلَمْ يُغْرِبْ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ. ثُمَّ تَذَاكَرَا مَا رُوِيَ عَنْ أَنْبَاءِ الصَّحَابَةِ، إِلَى أَنْ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: عِنْدَكَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أبيه، عن
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 56".
2 تاريخ بغداد "4/ 200".
3 تاريخ الثقات "48".
4 طبقات الحنابلة "1/ 48".(18/26)
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي حُمُرَ النَّعَمِ وَأَنِّي لَمْ أَشْهَدْ حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ" 1. فَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: أَنْتَ الأُسْتَاذُ وتذكر مثل هذا؟ فجعل أحمد يبتسم وَيَقُولُ: رَوَاهُ عَنْهُ رَجُلٌ مَقْبُولٌ، أَوْ صَالِحٌ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ. فَقَالَ: مَنْ رَوَاهُ عَنْهُ.
قَالَ: ثناهُ رَجُلَانِ ثِقَتَانِ: ابْنُ عُلَيَّةَ، وبشر بن المفضل.
فقال: سألتك بالله إِلَّا مَا أَمْلَيْتَهُ عَلَيَّ.
فَقَالَ: مِنَ الْكِتَابِ.
ثُمَّ قَامَ وَأَخْرَجَ الْكِتَابَ وَأَمْلَاهُ. فَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: لَوْ لَمْ أَسْتَفِدْ مِنَ الْعِرَاقِ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ كَانَ كَثِيرًا. ثُمَّ وَدَّعَهُ وَخَرَجَ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صالح قال: حدَّثت أحمد بن حنبل بحديث زيد بن ثابت في بيع الثّمار، فأعجبه، واستزادني مثلَه، فقلتُ: ومن أين مثله؟ 2
وعن أبي نُعَيْم قال: ما قدم علينا أحد أعلم بحديث أهل الحجاز من هذا الفتى، يعني أحمد بن صالح3.
وقال عَبْدان: سمعت أبو داود يقول: أحمد بن صالح ليس هو كما يتوهمه الناس.
وقال صالح جزرة: حضرت مجلس أحمد بن صالح فقال: حرج على كل مبتدع وماجن أن يحضر مجلسي.
فقلت: أمّا الماجن فأنا هو.
وذاك أنّه قيل له: إنّ صالحًا الماجِن قد حضَر مجلسك.
قال أبو بكر الخطيب: يقال كان آفة أحمد بن صالح الكِبْر وشراسة الخلق4.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه أحمد بنحوه "1/ 193"، وذكره ابن هشام في السيرة "134"، وابن سعد في الطبقات "1/ 129".
2 تاريخ بغداد "4/ 198".
3 انظر المصدر السابق.
4 انظر المصدر السابق.(18/27)
ونال النَّسائيّ منه جفاءٌ في مجلسه، فذلك الّذي أفسد بينهما.
قال ابن عديّ: سمعت محمد بن هارون البَرْقيّ يقول: حضرت مجلسَ أحمد بن صالح وَطَرَد النَّسائي من مجلسه، فحمله على أن تكلَّم فيه.
قال النَّسائيّ في الكنى: أبو جعفر أحمد بن صالح ليس بثقة ولا مأمون، تركه محمد بن يحيى، ورماه يحيى بن مَعِين بالكذِب، ثناه معاوية بن صالح عن يحيى قال: أحمد بن صالح كذّابٌ يتفلسف.
وقال ابن عديّ: سمعتُ محمد بن سعد السعْدي: سمعت النَّسائيّ: سمعت معاوية بن صالح يقول: سألت ابن مَعِين، عن أحمد بن صالح فقال: رأيته كذّابًا يَخْطُر في جامع مصر.
وروى الحاكم، عن أبي حامد السّيّاريّ: ثنا أبو بكر محمد بن داود الرّازيّ يقول: ارتحلت إلى أحمد بن صالح، فدخلت فتذَاكَرْنا إلى أن ضاق الوقت، ثمّ أخرجتُ من كُمّي أطرافًا فيها أحاديث سألته عنها. فقال لي: تعود. فعُدت من الغد مع أصحاب الحديث، فأخرجت الأطراف وسألته عنها، فقال: تعود.
فقلت: أليسَ قلت لي بالأمس تعود؟ ما عندك ما يُكتب أو ردّ عليّ مُسْنَدًا أو مُرْسَلا أو حَرْفًا ممّا أستفيد، فإنْ لم أورد لك عمّن هو أَوْثق منك فلست بأبي زُرْعة.
ثم قمتُ وقلت لأصحابنا: مَن ههُنا ممّن يُكتب عنه؟ قالوا: يحيى بن بُكَيْر.
فذهبتُ إليه.
وروى أبو عَمْرو الدّاني، عن مَسْلَمَة بن القاسم الأندلسيّ قال: النّاس مُجْمعون على ثقة أحمد بن صالح1.
وقال. وكان سبب تضعيف النَّسائي له أنّه كان لا يحدِّث أحدًا حتّى يشهد عنده رجلان أنّه من أهلِ الخير والعدالة، كما كان يفعل زائدة. فدخل النِّسائيّ بلا إذْنٍ ولم يأته بمن يشهد له، فلمّا رآه أنكره وأمرَ بإخراجه2.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ النَّسَائِيُّ يُنْكِرُ عَلَيْهِ أَحَادِيثَ مِنْهَا: عَنِ ابْنِ وهب، عن
__________
1 سير أعلام النبلاء "10/ 131".
2 انظر المصدر السابق.(18/28)
مالك، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "الدين النصيحة" 1.
والحديث فقد رواه يونس بْن عَبْد الأعلى، عَنِ ابن وهْب.
قال: وقد كان سمع في كُتُب حَرْمَلَة، فمنعه حَرْمَلَة، ولم يدفع إليه إلا نصف الكُتُب. فكان أحمد بن صالح ينكر كلَّ من بدأ بحَرْمَلَة إذا وافى مصر، لم يحدِّثه أحمد2.
وسمعت بعض مشايخنا يقول: قال أحمد بن صالح: صنَّف ابن وهْب مائة ألف وعشرين ألف حديث، فعند بعض النّاس منها الكُلّ، يعني حَرْمَلَة، وعند بعض النّاس النّصف، يعني نفسه.
قال: وسمعت القاسم بن مهديّ يقول: كان أحمد بن صالح يستعير منّي كلّ جُمعة الحمار، فيركبه إلى الصّلاة. وكنتُ جالسًا عند حَرْمَلَة في الجامع، فجاء أحمد على باب الجامع، فنظر إلينا وإلى حَرْمَلَة ولم يسلِّم، فقال حرملة: أنظر إلى هذا، بالأمس يحمل دواتي، واليوم يمرُّ بي فلا يُسَلِّم!.
قال القاسم: ولم يحدِّثني أحمد لأني كنت جالسًا عند حَرْمَلَة.
قال: وسمعت عبد الله بن محمد بن سَلْم المقدسي يقول: قدمِتُ مصرَ، فبدأت بحَرْمَلَة، فكتبتُ عنه كتاب عَمْرو بن الحارث، ويونس بن يزيد، والفوائد. ثم ذهبت إلى ابن صالح، فلم يحدِّثني.
فحملت كتاب يونس فحرّقته بين يديه لأُرْضيه، وليتني لم أحرقْه، فلم يرض، ولم يحدِّثني.
قال ابن عديّ: وأحمد من حفّاظ الحديث. وكلام ابن مَعِين فيه تحامُل وأما سوءُ ثناءِ النَّسائيّ عليه فلِما تَقَدَّم. إلى أن قال: ولولا أنّي شرطت أن أذكر في كتابي كلّ من تكلَّم فيه متكلِّم لكنت أُجِلُّ أحمد بن صالح أن أذكره3.
وقال ابن يونس: مات في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه الترمذي "1932"، والنسائي "7/ 157"، وأحمد في مسنده "4/ 257"، وأبو نعيم في الحلية "8534، 10515".
2 الكامل "1/ 186".
3 الكامل "1/ 187".(18/29)
قال: ولم يكن عندنا بحمد الله كما قال النَّسائيّ، ولم تكن له آفة غير الكبر.
قلت: وقع لي حديثه عاليًا في جزء ابن الطّلاية وغيره.
24- أحمد بن صالح المكّيّ السوّاق1.
يقال له السَّمُوميّ.
عن: مؤمّل بن إسماعيل، ونُعَيْم بن حمّاد، وطبقتهما.
وعنه: الحسن بن اللَّيْث الرّازيّ.
قال أبو زُرْعَة: صدوق، لكنّه يحِّدث عن الضُّعَفاء والمجهولين.
وقال ابن أبي حاتم: روى عن مؤمّل أحاديث في الفِتَن تدلّ على توهين أمره.
25- أحمد بن عبد الله بن الحكم2 -م. ت. ن- أبو الحسين ابن الكردي الهاشمي مولاهم البصْريّ.
عن: مروان بن معاوية، وغندر، وجماعة.
وعنه: م. ت. ن، والبزّار في مُسْنَده، وقاسم بن زكريّا المطرِّز، وآخرون.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وأربعين.
أحمد بن عاصم الأنطاكيّ الزّاهد.
قد تقدمَّ.
26- أحمد بن أبي الحواري عبد الله بن ميمون3 -د. ق- أبو الحسن الثعلبي الغطفاني الدمشقي الزاهد. أحد الأئمة.
أصله من الكوفة.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 202"، والثقات "8/ 25، 26".
2 رجال صحيح مسلم "1/ 36، 22" لابن منجويه، والتهذيب "1/ 47"، والمعجم المشتمل "49" لابن عساكر.
3 الجرح والتعديل "2/ 47، 56"، والمراسيل لأبي داود "25، 219"، والفقيه والمتفقه "2/ 168" للخطيب، وحلية الأولياء "10/ 5-33"، والكاشف "1/ 21، 50"، ومعجم البلدان "5/ 134، 237".(18/30)
سمع: ابن عُيَيْنة، والوليد بن مسلم، وحفص بن غِيَاث، وعبد الله بن إدريس، وأبا معاوية، وعبد الله بن نُمَيْر، وعبد الله بن وهْب، وأبا الحسن الكِسائيّ، وخلْقا.
وصِحب أبا سليمان الدّارانيّ.
وأخذ بدمشق عن: أبي مُسْهر، وجماعة.
وعنه: د. ق، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتم، وسعيد بن عبد العزيز الحلبيّ، ومحمد بن خزيم، ومحمد بن المعافي الصيداوي، وأبو الجهم المشغراني، ومحمد بن محمد الباغندي، وخلق كثير.
قال هارون بن سعيد، عن يحيى بن معِين، وذُكِر أحمد بن أبي الحواري، فقال: أهل الشّام به يُمطَرون.
رواها ابن أبي حاتم، عن محمد بن يحيى بن مَنْدَه، عنه.
وقال محمود بن خالد، وذُكِر أحمد بن أبي الحواري، فقال: ما أظنّ بقي على وجه الأرض مثله.
وعن الْجُنَيد قال: أحمد بن أبي الحواري رَيْحانة الشّام.
وقال أبو زُرْعة: حدَّثني أحمد بن أبي الحواري قال: قلتُ لشيخ دخل مسجد النبيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دُلَّني على مجلس إبراهيم بن أبي يحيى. فما كلّمني. فإذا هو عبد العزيز الدَّرَاوَرْديّ.
وقال أحمد بن عطاء الرُّوَذباريّ: سمعتُ عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن أبي الحواريّ قال: كنّا نسمع بكاء أبي باللَّيل حتّى نقول: قد مات. ثمّ نسمع ضَحِكَه حتّى نقول: قد جُنّ.
وقال محمد بن عَوْف الحمصيّ: رأيت أحمد بن أبي الحواري عندنا بطَرَسُوس، فلمّا صلّى العَتْمَة قام يصلّي، فاستفتح بالحمد إلى قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 4] ، فطُفْتُ الحائطَ كلّه ثمّ رجعت، فإذا هو لا يجاوز {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 4] . ثم نمتُ، ومَرَرْتُ به سحرا وهو يقرأ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ، فلم يزل يردَّدُها إلى الصُّبْح.
وقال سعيد بن عبد العزيز: سمعتُ أحمد بن أبي الحواري يقول: مَن عمل بلا(18/31)
اتّباع سنة فعَمَلُه باطل1.
وقال: مَن نظر إلى الدّنيا نَظَرَ إرادةٍ وحُبّ، أخرج الله نورَ اليقين والزُّهْد من قلبه2.
قلت: ولأحمد قدم ثابت في العلم والحديث والزُّهْد والمواظبة.
ومن مناقبه: قال أبو الدَّحْداح الدّمشقيّ: نا الحسين بن حامد أنّ كتاب المأمون وردَ على إسحاق بن يحيى بن مُعاذ أمير دمشق، أن أحْضِر المحدِّثين بدمشق فامْتَحِنْهُم. فأحضر هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن ذَكْوان، وأحمد بن أبي الحواري، فامْتَحَنَهُم امتحانًا ليس بالشّديد، فأجابوا، خلا أحمد بن أبي الحواري، فجعل يرفق به ويقول: أليس السَّماوات مخلوقة؟ أليست الأرض مخلوقة؟ وأحمد يأبى أن يُطيعه. فسجنه في دار الحجارة، ثمّ أجاب بعدُ، فأطلقه.
وقال أحمد بن أبي الحواري: قال لي أحمد بن حنبل: متى مَوْلدُك؟ قلت: سنة أربعٍ وستّين ومائة3.
قال: هي مولدي.
وقد ذكر السُّلَميّ في مِحَن الصُّوفيّة أحمدَ بنَ أبي الحواري فقال: شهد عليه قوم أنّه يُفَضِّل الأولياء على الأنبياء، وبذلوا الخطوط عليه. فهربَ من دمشق إلى مكّة، وجاورَ حتّى كتب إليه السّلطان يسأله الرجوع، فرجع.
قلت: هذا من الكذِب على أحمد، رحمه الله، فإنّه كان أعلم بالله من أن يقع في ذلك، وما يقع في هذا إلا ضالٌّ جاهل.
وقال السُّلَميّ في تاريخ الصُّوفيّة: سمعتُ محمد بن جعفر بن مطر: سمعت إبراهيم بن يوسف الهَسَنْجانيّ يقول: رمى أحمد بن أبي الحواري بكُتُبه في البحر وقال: نِعْم الدّليل كنت. والاشتغال بعد الوصول مُحَال.
ثم قَالَ السُّلَميّ: سمعتُ محمد بْن عَبْد الله الطِّبَريّ: سمعت يوسف بن الحسين
__________
1 طبقات الصوفية للسلمي "101" رقم "4".
2 حلية الأولياء "10/ 6"، والزهد للبيهقي "134".
3 راجع: تهذيب الكمال "1/ 374".(18/32)
يقول: طلب أحمد بن أبي الحواري العلم ثلاثين سنة، ثمّ حمل كُتُبه كلّها إلى البحر فغرّقها، وقال: يا عِلْم لم أفعلْ هذا بك استخفافًا، ولكنْ لمّا أهتديتُ بك استغنيت عنك.
ثم روى السُّلَميَ وفاة ابن أبي الحواري سنة ثلاثين ومائتين، وهذا غلط1.
حكاية عجيبة لا أعلم صحّتها:
روي السُّلَميّ، عن محمد بْن عَبْد اللَّه، وأبي عَبْد اللَّه بْن بالَويَهْ، عن أبي بكر الغارميّ: سمعا أبا بكر السّبّاك، سمعتُ يوسف بن الحسين يقول: كان بين أبي سليمان الدّارانيّ، وأحمد بن أبي الحواري عقْد لا يخالفه في أمر.
فجاءه يومًا وهو يتكلَّم في مجلسه فقال: إنَّ التّنُّور قد سُجِرِ. فلم يُجِبْه.
فقال: إنَّ التّنُّور قد سُجِر، فما تأمر؟ فلم يُجِبْه. فأعاد الثّالثة فقال: اذهب فاقْعُدْ فيه. كأنّه ضاقَ به. وتغافل أبو سليمان ساعةً، ثمّ ذكر فقال: اطلبوا أحمد، فإنّه في التّنّور؛ لأنه على عقْدٍ أن لا يخالفني.
فنظروا فإذا هو في التّنُّورِ لم يحترق منه شَعْرة.
قال عَمْرو بن دُحَيْم: تُوُفّي لثلاثٍ بقين من جُمَادَى الآخرة سنة ستٍّ وأربعين.
27- أحمد بن عبد الله بن خالد بن موسى2.
أبو عليّ الشَّيْبانيّ الْجُوباريّ، ويقال: الْجُوَيْباريّ الهَرَوِيّ، المعروف بسَتّوق.
وجُوبار: من أعمال هراة.
روى عن: جرير، وابن عُيَيْنَة، والفضل بن موسى السّينانيّ، ووَكِيع، وغيرهم أحاديث وضَعَها عليهم.
وعنه: محمد بن كرّام السّجِسْتانيّ شيخ الكرّاميّة، وأحمد بن بهرام، وآحاد الناس.
__________
1 صفة الصفوة "4/ 238".
2 ميزان الاعتدال "1/ 106-108"، وأحوال الرجال "206" للجوزجاني.(18/33)
قال ابن عَدِيّ: له أحاديث كثيرة وضعها1.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: كذاب2.
وقال الحاكم أبو عبد الله: لا يَحِلّ كَتْبُ حديثه بوجهٍ.
قُلْتُ: وَمِنْ مَوْضُوعَاتِهِ: رُوِي عَنْ أَبِي يَحْيَى الْمُعَلِّمِ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ يَرْفَعُهُ قَالَ: "يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ يُكْنَى أَبَا حَنِيفَةَ، يُجَدِّدُ اللَّهُ سُنَّتِي عَلَى يَدَيْهِ".
تُوُفيّ في رجب سنة سبع وأربعين.
28- أحمد بن عبد الرحمن بن بكّار بن عبد الملك بن الوليد بن بُسْر بن أرطأة3. -ت. ن. ق- أبو الوليد القرشي العامري البسري الدمشقي، نزيل بغداد.
سمع: الوليد بن مسلم، وعِراك بن خالد، ومروان بن معاوية.
وعنه: ت. ن. ق، وأبو محمد الدّارِميّ، وعبد الله بن ناجية، وأبو القاسم البَغَويّ، وأبو حامد الحضرمي، وحاجب الفرعاني، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: صالح. مات في رمضان سنة ثمان وأربعين.
وقال الباغَنْديّ: نا إسماعيل بن عبد الله اليَشْكُريّ قال: لم يسمع أبو الوليد مِنَ الوليد بن مسلم شيئًا. وكنت أعرفه شبه قاصّ. وكان يحلّل النّساء للرّجال، ويُعطي السَّبْي، سامحه الله.
29- أحمد بن عَبْدَة بن موسى الضبي4 -م. ع- أبو عبد الله البصري.
سمع: حمّاد بن زيد، وعبد الواحد بن زياد، وحفص بن جُمَيْع، وطائفة.
وعنه: م. ع، وزكريا السّاجيّ، وأبو بكر بن خزيمة، وخلق كثير.
__________
1 راجع الكامل في الضعفاء "1/ 181".
2 في الضعفاء والمتروكين "37".
3 سير أعلام النبلاء "12/ 114"، والتهذيب "1/ 52".
4 التاريخ الصغير "236"، وتاريخ الطبري "1/ 296"، والجرح والتعديل "2/ 62".(18/34)
وكان ثقة نبيلا.
توفي في شوال سنة خمس وأربعين.
30- أحمد بن عثمان بن عبد النور1 -م. ت. ن- أبو عثمان النَّوْفَليّ البصْريّ، المعروف بأبي الْجَوْزاء عن: أبي داود الطَّيالِسيّ، وقريش بن أنس، وأزهر السّمّان، وغيرهم.
وعنه: م. ت. ن. وأبو بَكْر بْن أبي عاصم، وآخرون.
وكان من نُسّاك أهل البصرة وثقاتهم.
تُوُفّي سنة ستٍّ وأربعين ومائتين.
31- أحمد بن عَمْرو بن عبد الله بن عُمَرو بن السرح2 -م. د. ن. ق- أبو الطاهر الأموي، مولاهم المصريّ الفقيه.
عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وابن وهْب، وسعيد الآدم.
وعنه: م. د. ن. ق، وطائفة آخرهم أبو بكر بن أبي داود.
وكان من جِلّة العلماء، شرح موطأ ابن وهب.
وتوفي لأربع عشرة خلت من ذي القعدة سنة خمسين.
وتفرَّد عن ابن وهْب بحديث.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: ثناه أَبُو الْعَلاءِ الْكُوفِيُّ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ محمد، وَمحمد بْنُ زِيَادِ بْنِ حَبِيبٍ، وَغَيْرُهُمْ قَالُوا: ثنا أَبُو طَاهِرِ بْنُ السَّرْحِ، نا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كُلُّ بَنِي آدَمَ سَيِّدٌ، الرَّجُلُ سَيِّدُ أَهْلِهِ، وَالْمَرْأَةُ سَيِّدَةُ بَيْتِهَا". هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ3.
32- أحمد بن عيسى بن حسّان4 -خ. م. د. ن. ق-
__________
1 رجال صحيح مسلم "1/ 34" لابن منجويه، والتهذيب "1/ 61".
2 عمل اليوم والليلة "385"، والمراسيل لأبي داود "في أكثر من موضع"، والجرح والتعديل "2/ 15".
3 أخرجه ابن عدي من طريق ابن السرح به كما في الكامل "4/ 204".
4 التاريخ الكبير "2/ 6"، والصغير له "235"، والتهذيب "1/ 65".(18/35)
أبو عبد الله المصريّ المعروف بابن التُّسْتَريّ.
سمع: ضِمام بن إسماعيل، ومفضَّل بن فَضَالَةَ، وابن وهْب، وبِشْر بن بكر، وأزهر السَّمّان، وغيرهم.
وعنه: الجماعة سوى ت، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، وإبراهيم الحربيّ، ويوسف القاضي، وأبو القاسم البَغَويّ، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وآخرون.
قال: أبو داود: سألت ابن مَعِين عنه فحلفَ بالله أنّه كذّاب.
وقال أبو زُرْعة لمّا نظر في صحيح مسلم: يروي عن أحمد بن عيسى في الصّحيح، وما رأيتُ أهل مصر يشكّون في أنّه. وأشارَ إلى لسانه.
وأمّا النَّسائيّ فقال: ليس به بأس.
وقال الخطيب: ما رأيتُ لمن ترك الاحتجاج بحديثه حُجّة.
مات بسامرّاء في صفر سنة ثلاث وأربعين ومائتين. وكان أبوه يّتَّجِر إلى تُسْتَر، فَعُرِف بالتُّسْتَريّ، وهي شُشْتَر.
33- أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ بن الشّهيد الحُسَين الحُسَينيّ1.
سيّد العلويّة وشيخهم. حَبَسه الرشيد عند الفضل بن الربيع مدةً، فهرب وتنقّل واختفى دهرا طويلا، وكبر وضعُف بصَرُه.
مات بالبصرة سنة سبْعٍ وأربعين في رمضان.
34- أحمد بن عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَر ابن الإمام عليّ بن أبي طالب2.
أبو طاهر العلويّ المدنيّ.
عن: أبيه، وابن أبي فُدّيْك.
وعنه: محمد بن منصور بن يزيد الكوفيّ، وأبو يونس المدني، وغيرهما.
__________
1 سير أعلام النبلاء "12/ 72"، وتاريخ الطبري "8/ 275".
2 ميزان الاعتدال "1/ 126، 127"، والجرح والتعديل "2/ 65".(18/36)
ذكره ابن أبي حاتم، وأبو أحمد الحاكم، ولم يضعّفاه.
له غرائب.
35- الإمام أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيَّان بن عبد الله بن أَنَس بن عَوْف بن قاسط بن مازن بن شَيْبان بن ذُهْل بن ثعلبة بن عُكابة بْن صَعْب بْن عليّ بْن بَكْر بْن وائل1.
الإمام أبو عبد الله الشَّيْبانيّ. هكذا نسَبه ولده عبد الله واعتمده أبو بكر الخطيب، وغيره.
وقال ابن أبي حاتم: ثنا صالح بْن أَحْمَد قَالَ: وجدتُ في كتاب أَبِي نسبَهُ؛ فَسَاقه إلى مازن، ثم قال: ابن هُذَيْل بن شيبان بن ثعلبة بن عُكابة.
قلت: قال فيه هُذَيْل بن شَيْبان كما ترى، وهو غَلَط.
وقال البَغَويّ: نا صالح بن أحمد فقال فيه: ذُهْل، بدل: هُذَيْل.
وكذا نقل إبراهيم بن إسحاق الغَسيل، عن صالح. فدلَّ على أنّ الوهْم من ابن أبي حاتم.
وأما قَول عبّاس الدُّوريّ، وأبي بكر بن أبي داود أنّ الإمام أحمد كان من بني ذُهل بن شيبان، فغلَّطهما الخطيب.
وقال: إنّما كان من بني شيبان بن ذُهَل بن ثَعْلَبَة.
قال: وذُهْل بن ثعلبة هو عمّ ذُهْل بن شيبان بن ثعلبة. فينبغي أن يقال فيه: أحمد بن حنبل الذُّهْليّ على الإطلاق.
وقد نسبه البخاري إليهما معًا فقال: الشَّيْبانيّ الذُّهْليّ2.
وأمّا "ابن ماكولا" مع بَصَره بالأنساب فَوَهِم، وقال في سياق نَسَبه: مازن بن ذُهْل بن شَيْبان بن ذهل بن ثعلبة. ولم يتابع عليه.
__________
1 الطبقات لابن سعد "7/ 354"، وتاريخ الطبري "2/ 292"، والثقات "8/ 18"، وتهذيب الكمال "1/ 437-470".
2 راجع التاريخ الكبير "2/ 5".(18/37)
وقال صالح بن أحمد: قال لي أبي: وُلِدْتُ في ربيع الأول سنة أربع وستّين ومائة1.
قال صالح: وجيء بأبي حُمِل من مرو، فتوفي أبوه محمد شابا ابن ثلاثين سنة، فوليت أبي أمه2.
قال أبي: وكانت قد ثقبت أذني، فكانت أمي تصير فيهما لؤلؤتين. فلما ترعرعت نزعتهما، فكانتا عندها، فدفعتهما إلي، فبعتهما بنحو من ثلاثين درهما3.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وأحمد بن أبي خيثمة إنه ولد في ربيع الآخر.
وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: طلبتُ الحديث سنة تسعٍ وسبعين، وجاءنا رجل وأنا في مجلس هُشَيْم فقال: مات حمّاد بن زيد4.
فمن شيوخه: هُشَيْم، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وإبراهيم بن سعد، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى القطّان، والوليد بن مسلم، وإسماعيل بن عُلَية، وعليّ بن هاشم بن البريد، ومعتمر بن سليمان، وعمّار بن محمد ابن أخت الثَّوريّ، ويحيى بن سُلَيْم الطّائفيّ، وغُنْدر، وبِشْر بن المفضّل، وزياد البكّائيّ، وأبو بكر بن عيّاش، وأبو خالد الأحمر، وعبّاد بن عبّاد المُهَلّبيّ، وعَبّاد بن العوّام، وعبد العزيز بن عبد الصّمد العمِّيّ، وعمر بن عُبَيْد الطّنَافِسِيّ، والمطَّلِب بن زياد، ويحيى بن أبي زائدة، والقاضي أبو يوسف، ووَكِيع، وابن نُمَيْر، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وعبد الرّزَاق، والشافعيّ، وخلْق كثير.
وممّن روى عنه: خ. م. د، ومَنْ بَقي بواسطة؛ وخ. د. أيضا بواسطة، وابناه صالح، وعبد الله، وشيوخه: عبد الرّزّاق، والحَسَن بن موسى الأشيب، والشّافعيّ لكنه قال: الثقة. ولم يُسَمَّه5.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 415".
2 تاريخ دمشق "7/ 222".
3 حلية الأولياء "9/ 163".
4 تاريخ دمشق "7/ 228".
5 تاريخ دمشق "7/ 256".(18/38)
وأقرانه: عليّ بن المَدِينيّ، ويحيى بن مَعِين، ودُحْيم الشّاميّ، وأحمد بن أبي الحواري، وأحمد بن صالح المصريّ.
ومِنَ القدماء: محمد بن يحيى الذُّهْليّ، وأبَو زُرْعَة، وعبّاس الدُّوريّ، وأبو حاتم، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وإبراهيم الحربيّ، وأبو بكر الأثرم، وأبو بكر المّرْوَزيّ، وحرب الكِرمْانيّ، وموسى بن هارون، ومُطَيَّن، وخلْق آخرهم أبو القاسم البَغَويّ.
وقال أبو جعفر بن ذَرِيح العكبري: طلبت أحمد بن حنبل لأسأله عن مسألة، فسلّمت عليه، وكان شيخًا مخضوبًا، طُوالا، أسمر شديد السُّمرة1.
وقال الخطيب: وُلِد أبو عبد الله ببغداد ونشأ بها، وطلب العلم بها، ثمّ رحل إلى الكوفة، والبصْرة، ومكّة، والمدينة، واليمن، والشّام، والجزيرة.
وقال أحمد: مات هُشَيْمٍ سنة ثلاثٍ وثمانين، وخرجت إلى الكوفة في تلك الأيّام، ودخلت البصرة سنة ستٍّ وثمانين. ثمّ دخلتها سنة تسعين، وسمعت من عليّ بن هاشم سنة تسع وسبعين. ثمّ عدت إليه المجلسَ الآخر وقد مات.
وهي السنة الّتي مات فيها مالك2.
وقال: قدِمْنا مكة سنة سبْعٍ وثمانين، وقد مات الفُضَيْل، وفي سنة إحدى وتسعين، وفي سنة ستٍّ. وأقمتُ بمكة سنة سبُعٍ، وخرجنا سنة ثمانٍ. وأقمت سنة تسعٍ وتسعين عند عبد الرّزّاق، وحججت خمس حِجَج، منها ثلاث راجلا.
وأنفقت في إحدى هذه الحجج ثلاثين درهمًا. ولو كان عندي خمسون دِرْهمًا لخرجتُ إلى جرير بن عبد الحميد3.
وقال: رأيت ابن وهْب بمكّة، ولم أكتب عنه.
وقال محمد بن حاتم: ولي جد الإمام أحمد بن حنبل بن هلال: سَرْخَس، وكان من أبناء الدّعوة. فحُدّثت أنّه ضربه المسيب بن زُهير الضبي ببخارى، لكونه شغب الجند4.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 412".
2 حلية الأولياء "9/ 162".
3 تاريخ دمشق "7/ 229، 230".
4 راجع تاريخ بغداد "4/ 415".(18/39)
وعن عبّاس النَّحْويّ قال: رأيت أحمد بن حنبل حسن الوجه، رَبْعَه، يَخْضِب بالحِنّاء خضابا ليس بالقاني. وفي لحيته شَعِرات سُود. ورأيت ثيابه غلاظا، إلا أنّها بِيض. ورأيتهُ مُعْتَمّا وعليه إزار1.
وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: ذهبتُ لأسمع من ابن المبارك فلم أُدْرِكْه. وكان قد قدِم فخرج إلى الثَّغر، فلم أسمع منه ولا رأيته.
وقال عارم أبو النُّعْمان: وضع أحمد عندي نَفَقَتَه، فكان يجيء فيأخذ منها حاجته، فقلت له يومًا: يا أبا عبد الله بَلَغَني أنَّك من العرب.
فقال: يا أبا النُّعْمان نحن قوم مساكين.
فلم يزل يدافعني حتّى خرج ولم يقل لي شيئًا2.
وقال صالح: عزم أبي على الخروج إلى مكّة. ورافق يحيى بن معين، فقال أبي: نجح ونمضي إلى الصنعاء إلى عبد الرزاق فمضينا حتّى دخلنا مكّة، فإذا عبد الرّزّاق في الطَّواف، وكان يحيى يعرفه، فطفْنا، ثمّ جئنا إلى عبد الرّزّاق، فسلَّم عليه يحيى وقال: هذا أخوك أحمد بن حنبل.
فقال: حيّاه الله، إنّه لَيَبْلُغُني عنه كلام أُسَرُّ بِهِ. ثبّته الله على ذلك.
ثمّ قام لينصرف، فقال يحيى: ألا نأخذ عليه الموعد.
فأبى أحمد وقال: لم أغير النية في رحلتي إليه. أو كما قال.
ثمّ سافر إلى اليمن لأجله، وسمع منه الكُتُب، وأَكْثَرَ عنه3.
فصل في إقباله على العلم واشتغاله وحِفْظه:
قال الخلال: أنا المَرُّوذِيّ أنّ أبا عبد الله قال له: ما تزوّجت إلا بعد الأربعين.
وعن أحمد الدَّوْرَقيّ، عن أبي عبد الله قال: نحن كتبنا الحديث من ستّة وُجوه وسبعة وُجوه، لم نضبطه، فكيف يضبطه من كتبه من وجه واحد.
__________
1 راجع تاريخ دمشق "7/ 225".
2 انظر المصدر السابق.
3 انظر المصدر السابق.(18/40)
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: سمعت أبا زُرْعَة يقول: كان أبوك يحفظ ألف ألف حديث.
فقيل له: وما يُدْريك؟ قال: ذاكَرْتُه فأخذت عليه الأبواب1.
وقال جُنَيْد: سمعت أبا عبد الله يقول: حفظت كلّ شيء سمعته من هُشَيْم، وهُشَيْم حيّ2.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: قال سعيد بن عَمْرو البَرْدَعيّ: يا أبا زُرْعَة، أنت أحفظ أَمّ أحمد بن حنبل؟ فقال: بل أحمد3.
قلت: وكيف علمت؟ قال: وجدتُ كُتُبَه ليس في أوائل الأجزاء ترجمة أسماء المحدِّثين الذين سمع منهم. فكان يحفظ كلّ جزء ممّن سمعه، وأنا لا أقدر على هذا.
وعن أبي زرعة قال: حرز كُتُب أحمد يوم مات، فبلغت اثنى عشر حملا وعدلا، وما كان ظهر كتابٍ منها: حديث فلان؛ ولا: ثنا فلان.
وكلّ ذلك كان يحفظه عن ظهر قلبه.
وقال الحَسَن بن منبّه: سمعت أبا زُرْعة قال: أخرج إليَّ أبو عبد الله أجزاء كلّها: سُفيان، سُفيان، ليس على حديثٍ منها: ثنا فلان. فظننتها عن رجلٍ واحدٍ، فانتخبْتُ منها. فلمّا قرأ عليّ جعل يقول: ثنا وكيع، ويحيى، وثنا فلان.
فعجبت من ذلك، وجهدت أن أقدر على شيءٍ من هذا، فلم أقدر.
قال المَرُّوذيّ: سمعت أبا عبد الله يقول: كنت أذاكر وَكِيعًا بحديث الثَّوريّ، وكان إذا صلى العِشاء الآخرة خرج من المسجد إلى منزله. فكنت أُذَاكره، فربّما ذكر تسعة عشرة أحاديث، فأحفظها. فإذا دخل قال لي أصحاب الحديث: أَمْلِ علينا. فأُمْلِها عليهم.
وقال الخلال: ثنا أبو إسماعيل التِّرْمِذيّ: سمعت قُتَيْبة بن سعيد يقول: كان وَكِيع إذا كانت العَتْمَة ينصرف معه أحمد بن حنبل، فيقف على الباب فيُذَاكره. فأخذ وَكِيع
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 419، 420".
2 راجع: تقدمة المعرفة "595".
3 انظر المصدر السابق.(18/41)
ليلةً بعضادتي الباب ثمّ قال: يا أبا عبد الله، أريد أن ألقي عليك حديث سُفْيان.
قال: هات.
قال: تحفظ عن سُفْيان، عن سَلَمَةَ بن كُهَيْل كذا؟ قال: نعم. ثنا يحيى.
فيقول: سَلَمَةُ كذا وكذا، فيقول: ثنا عبد الرحمن. فيقول: وعن سَلَمَةَ كذا كذا. فيقول: أنت حدَّثتنا. حتّى يفرغ من سَلَمَةَ، فيقول أحمد: فتحفظ عن سَلَمَةَ كذا وكذا؟ فيقول وكيع: لا. ثمّ يأخذ في حديث شيخ، شيخ.
فلم يزل قائمًا حتّى جاءت الجارية فقالت: قد طلع الكوكب. أو قالت الزُّهْرة. وقال عبد الله: قال لي أبي: خُذْ أيَّ كتاب شئت من كُتُب وَكِيع. فإنْ شئت أن تسألني عن الكلام حتّى أخبرك بالإسناد، وإن شئت بالإسناد، حتّى أخبرك عن الكلام.
وقال الخلال: سمعتُ أبا القاسم بن الخُتَّليّ -وكفاك به- يقول: أكثر النّاس يظنّون أنّ أحمد إذا سُئِل كان عِلْم الدُّنيا بين عينيه.
وقال إبراهيم الحربيّ: رأيت أحمد كأنّ الله جمع له عِلْم الأوّلين والآخرين.
وعن أحمد بن سعيد الرّازيّ قال: ما رأيت أسود أحفَظَ لَحَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولا أعْلَم بِفقْهه ومعانيه من أحمد بن حنبل1.
وقال ابن أبي حاتم: ثنا أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كنت أجالس بالعراق أحمد بن حنبل، ويحيى بن مَعين، وأصحابَنَا. وكنا نتذاكر الحديث من طريقين وثلاثة. فيقول يحيى من بينهم: وطريق كذا.
فأقول: أليس قد صحّ هذا بإجماعٍ منّا؟ فيقولون: نعم.
فأقول: ما تفسيره؟ ما فِقْهُهُ؟ فيقفون كلّهم، إلا أحمد بن حنبل2.
وقال الخلال: كان أحمد قد كَتَبَ الرَّأي وحفِظها، ثمّ لم يلتفت إليها.
وقال أحمد بن سِنان: ما رأيت يزيد بن هارون لأحدٍ أشدَّ تعظيمًا منه لأحمد بن حنبل. لا رأيته أكْرَمَ أحدًا مثله. وكان يُقْعده إلى جنبه ويوقره ولا يمازحه.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 419".
2 انظر المصدر السابق.(18/42)
وقال عبد الرّزّاق: ما رأيت أفقه من أحمد بن حنبل ولا أروع.
وقال إبراهيم بن شماس: سمعت وَكِيعًا يقول: ما قدِم الكوفةَ مثل ذاك الفتى -يعني أحمد؛ وسمعت حفص بن غيَاث يقول ذلك.
وَعَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: مَا نظرتُ إلى أحمد بن حنبل إلا تذكّرت به سُفْيان الثَّوريّ1.
وقال القواريريّ: قال لي يحيى القطّان: ما قدِم عليَّ مثل أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن مَعِين2.
وقال أبو اليَمَان: كنت أشبّه أحمد بن حنبل بأرطأة بن المُنْذر.
وقال الهيثم بن جميل: إنْ عاش هذا الفتى سيكون حُجَّة زمانه، يعني أحمد.
وقال قُتَيْبة: خير أهل زماننا ابن المبارك، ثمّ هذا الشّابّ، يعني أحمد بن حنبل.
وقال أبو داود: سمعتُ قُتَيْبة يقول: إذا رأيت الرجل يحبّ أحمد فاعلم أنّه صاحب سنة.
وقال عبد الله بن أحمد بن شَبَّويْه، عن قُتَيْبة: لو أدرك أحمد عصر الثَّوريّ، والأوزاعيّ، ومالك، واللّيث، لكان هو المقدَّم.
فقلت: لقُتَيْبة: تضمُّ أحمدَ إلى التّابعين؟ فقال: إلى كبار التّابعين3.
وسمعت قُتَيْبة يقول: لولا الثَّوريّ لَمَاتَ الورع، ولولا أحمد بن حنبل لأحْدَثوا في الدّين4.
وقال أحمد بن سَلَمَةَ: سمعتُ قُتَيْبَة يقول: أحمد بن حنبل إمام الدّنيا.
وقال العبّاس بن الوليد البَيْروتيّ: ثنا الحارث بن عبّاس قال: قلت لأبي مُسْهِر: هل تعرفُ أحدًا يحفظ على هذه الأمّة أمر دِينها؟ قال: لا أعلمه إلا شاب في ناحية
__________
1 راجع: حلية الأولياء "9/ 169".
2 حلية الأولياء "9/ 165".
3 الجرح والتعديل "2/ 69"، وتاريخ دمشق "7/ 238".
4 تاريخ بغداد "4/ 417".(18/43)
الشّرق، يعني أحمد بن حنبل1.
وقال المُزَنيّ: قال لي الشّافعيّ: رأيتُ ببغداد شابًا إذا قال: حدَّثنا، قال النّاس كلّهم: صَدَق.
قلت: من هو؟ قال: أحمد بن حنبل.
وقال حَرْمَلَة: سمعت الشّافعيّ يقول: خرجت من بغداد، فما خلَّفت بها رجلا أفضل ولا أعلم ولا أفقه ولا أتقى من أحمد بن حنبل2.
وقال الزَّعْفُرانيّ: قال لي الشّافعيّ: ما رأيت أَعْقَل من أحمد بن حنبل، وسليمان بن داود الهاشمي.
وقال محمد بن إسحاق بن راهَوَيْه: سمعتُ أبي يقول: قال لي أحمد بن حنبل: تعالَ حتّى أُرِيكَ رجلا لم تَرَ مثله.
فذهبَ بي إلى الشّافعيّ.
قال أبي: وما رأى الشافعي مثل أحمد بن حنبل. لولا أحمد وبذْل نفسِهِ لِمَا بذلَها له لذهب الإسلام.
وعن إسحاق قال: أحمد حُجّة بين الله وبين خَلْقه3.
وقال محمد بن عَبْدَوَيْه: سمعت عليَّ بن المَدِينيّ وذكر أحمد بن حنبل فقال: هو أفضل عندي من سعيد بن جُبَيْر في زمانه. لأنّ سعيدًا كان له نُظرَاء، وإنّ هذا ليس له نظير. أو كما قال.
وقال عليّ بن المَدينيّ: إن الله أعَزَّ هذا الدين بأبي بكر الصِّدّيق يوم الرِّدَّةِ، وبأحمد بن حنبل يوم المِحْنَة4.
وقال أبو عُبَيْد: انتهى العِلم إلى أربعة: أحمد بن حنبل وهو أفقههم، وذكر الحكاية.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 68".
2 تاريخ دمشق "7/ 235".
3 راجع تاريخ دمشق "7/ 235".
4 راجع تاريخ بغداد "4/ 418".(18/44)
وقال محمد بن نصر الفرّاء: سمعت أبا عُبَيْد يقول: أحمد بن حنبل إمامنا، إنّي لأتزَّين بذِكره.
وقال أبو بكر الأثرم، عن أبي عُبَيْد: ما رأيت رجلا أعلم بالسنة من أحمد.
وقال أحمد بن الحَسَن التِّرْمِذيّ: سمعت الحَسَن بن الربيع يقول: ما شبَّهت أحمد بن حنبل إلا بابن المبارك في سَمْتِه وهيئته.
وقال الطَّبَرانيّ: ثنا محمد بن الحسين الأنماطيّ قال: كنّا في مجلسٍ فيه يحيى بن مَعِين، وأبو خيثمة، وجماعة، فجعلوا يُثْنُون على أحمد بن حنبل فقال رجل: لا تُكثِروا بعض هذا.
فقال يحيى بن مَعِين: وكَثْرة الثّناء على أحمد تُسْتَنْكَر؟ لو جلسنا مجالسنا بالثنّاء عليه ما ذكرنا فضائله بكمالها.
وقال عبّاس، عن ابن مَعِين: ما رأيت مثل أحمد.
وقال جعفر النُّفَيْليّ: كان أحمد من أعلام الدّين1.
وقال المَرُّوذيّ: حضرتُ أبا ثوْر سُئِل عن مسألة فقال: قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل شيخنا وإمامُنا فيها كذا وكذا.
وقال إبراهيم الحربيّ: قال ابن مَعِين: ما رأيتُ أحدًا يُحَدِّثُ لله إلا ثلاثة: يَعْلَى بن عُبَيْد، والقَعْنَبيّ، وأحمد بن حنبل.
وقال عبّاس الدُّوريّ: سمعت ابن مَعِين يقول: أرادوا أن أكون مثل أحمد، والله لا أكون مثله أبدًا.
وقال أبو خَيْثَمَة: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل، ولا أشدّ قلْبًا منه.
وقال عليّ بن خَشْرَم: سمعت بشْر بن الحارث، وَسُئِلَ عن أحمد بن حنبل فقال: أنا أُسْأل عن أحمد؟ إنّ أحمد أدخل الكِيرَ فخرج ذَهَبًا أحمر2.
رواها جماعة، عن ابن خشرم.
__________
1 تقدمة المعرفة "295".
2 حلية الأولياء "9/ 170"، بنحوه وفيه: "فخرج ذهبة حمراء".(18/45)
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قال أصحاب بِشْر بن الحارث حين ضُرب أحمد في المحنة: يا أبا نصر لو أنّك خرجتَ، فقلت: إنّي على قول أحمد بن حنبل.
فقال بِشْر: أتريدون أن أقومَ مقام الأنبياء1؟.
رُوِيَتْ من وجهين عن بِشْر، وزاد أحدهما: قال بِشْر: حفظ الله أحمد من بين يديه ومِن خلفه.
وقال القاسم بن محمد الصّايغ: سمعتُ المَرُّوذيّ يقول: دخلت على ذي النُّون السّجنَ ونحن بالعسكر، فقال: أيّ شيء حال سيّدنا؟، يعني أحمد بن حنبل. وقال إسحاق بن أحمد: سمعتُ أبا زُرْعة يقول: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل في فنون العِلم. وما قام أحدٌ مثل ما قام أحمد به.
وقال ابن أبي حاتم: قالوا لأبي زُرْعة: فإسحاق بن راهَوَيْه؟ قال: أحمد بن حنبل أكبر من إسحاق وأَفْقَه. قد رأيت الشيوخ، فما رأيتُ أحدًا أكمل منه. اجتمع فيه زُهْدٌ وفضلٌ وفقهٌ وأشياءٌ كثيرة.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عليّ بن المَدِينيّ وأحمد بن حنبل أيُّهما أحفظ؟ فقال: كانا في الحِفْظ متقاربَيْن وكان أحمد أفقه.
وقال أبي: إذا رأيت الرجل يحبّ أحمد فاعلم أنّه صاحب سنة2.
وسمعت أبي يقول: رأيت قُتَيْبَة بمكة فقلت لأصحاب الحديث: كيف تغفلون عنه وقد رأيت أحمد بن حنبل في مجلسه؟ فلمّا سمعوا هذا أخذوا نحوه وكتبوا عنه.
وقال محمد بن حمّاد الطِّهْرانيّ: سمعتُ أبا ثَوْر يقول: أحمد بن حنبل أعلم أو أفقه من الثَّوريّ3.
وقال محمد بن يحيى الذُّهْليّ: جعلتُ أَحْمَد بْن حنبل إمامًا فيما بيني وبين الله.
وقال نصر بن عليّ الْجَهْضميّ: كان أحمد أفضل أهل زمانه.
وقال عَمْرو النّاقد: إذا وافَقَني أحمد على حديثٍ لا أبالي من خالفني.
__________
1 انظر المصدر السابق.
2 وانظر تقدمة المعرفة "308".
3 تقدمة المعرفة "299".(18/46)
وقال محمد بن مِهران الجمّال وذُكِر له أحمد بن حنبل فقال: ما بقى غيره.
وقال الخلال: ثنا صالح بن عليّ الحلبيّ: سمعتُ أبا همّام السَّكُونيّ يقول: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل، ولا رأي أحمد مثلَه1.
وقال محمد بن إسحاق بن خُزَيْمة: سمعت محمد بن سَخْتَوَيْه البَرْذَعيّ يقول: سمعتُ أبا عُمَيْر عيسى بن محمد الرمليّ، وذكر أحمد بن حنبل فقال: رحمه الله، عن الدّنيا ما كان أمُره، وبالماضين ما كان أشبَههُ، وبالصّالحين ما كان أَلْحَقَه. عُرِضَت له الدَنيا فأباها، والبِدَع فنفاها2.
وقال أبو حاتم الرازيّ: كان أبو عُمَيْر بن النّحّاس الرمليّ من عُبّاد المسلمين، فقال لي: كتبتّ عن أحمد بن حنبل شيئًا؟ قلت: نعم.
قال: فأملّ عليَّ.
فأمليتُ عليه شيئًا3.
عن حَجّاج بن الشّاعر قال: ما كنت أحبّ أن أُقتل في سبيل الله ولم أُصَلِّ على أحمد بن حنبل.
وعنه قال: قبَّلتُ يومًا ما بين عينَيْ أحمد بن حنبل وقلت: يا أبا عبد الله بلغتَ مبلغ سُفيان، ومالِك، ولم أظنّ في نفسي أنّي بقيتْ لي غاية. فبلغَ والله في الإمامة أكثر من مبلغهما.
وعن حَجّاج بن الشّاعر قال: ما رأت عيناي روحًا في جسد أفضل من أحمد بن حنبل.
وعن محمد بن نصر المَرْوَزِيّ قال: اجتمعتُ بأحمد بن حنبل وسألته عن مسائل، وكان أكثر حديثًا من إسحاق بن راهَوَيْه وأفقه منه.
وعن محمد بن إبراهيم البُوسَنْجيّ قال: ما رأيت أجمع في كلّ شيءٍ من أحمد بن حنبل ولا أعقل.
__________
1 تاريخ دمشق "7/ 251".
2 تاريخ دمشق "7/ 252".
3 تقدمة المعرفة "298".(18/47)
وقال محمد بن مسلم بن وَارَةَ: كان أحمد صاحب فِقه، وصاحب حِفْظ، وصاحب معرفة.
وقال أبو عبد الرحمن النَّسائيّ: جمع أحمد بن حنبل المعرفة بالحديث، والفقه، والورع، والزُّهد، والصّبر.
وَقَالَ خَطَّابُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ الْحَكَمِ الْوَرَّاقِ: لَمَّا قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَرُدُّوهُ إِلَى عَالِمِهِ". رَدَدْنَاهُ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ. وَكَانَ أَعْلَمَ أَهْلِ زَمَانِهِ1.
وقال أبو داود: كانت مجالس أحمد مجالس الآخرة، لا يُذكر فيها شيءٌ من أمر الدّنيا. ما رأيته ذكر الدّنيا قطّ2.
وقال صالح جَزَرَة: أفقه من أدركت في الحديث أحمد بن حنبل.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيهِ، وذُكِر الشّافعي عنده، فقال: ما استفادَ منّا أكثر ممّا استفدنا منه3.
قال عبد الله: كلّ شيء في كتاب الشّافعيّ: أنا الثقة؛ فهو عن أبي.
وقال الخلال: ثنا أبو بكر المَرُّوذيّ قال: قدِم رجل من الزّهّاد، فأدخلته على أبي عبد الله، وعليه فرو خَلِقٌ، وخُرَيْقَة على رأسه، وهو حافٍ في بردٍ شديد، فسلَّم وقال: يا أبا عبد الله قد جئت من موضعٍ بعيد، وما أردتُ إلا السّلام عليك، وأريد عَبّادان، وأريد إنْ أنا رجعتُ أن أمرَّ بك وأسلّم عليك.
فقال: إن قُدِّر.
فقام الرجلُ وأبو عبد الله قاعد.
قال المَرُّوذيّ: ما رأيت أحدًا قطّ قام من عند أبي عبد الله حتّى يقوم أبو عبد الله له، إلا هذا الرجل.
فقال لي أبو عبد الله: ما ترى ما أشبَهه بالأبدال. أو قال: إنّي لأذكر به الأبدال.
__________
1 راجع تاريخ بغداد "5/ 21"، وتاريخ دمشق "7/ 251".
2 تاريخ دمشق "7/ 252".
3 انظر المصدر السابق.(18/48)
فأخرج إليه أبو عبد الله أربعة أَرْغِفة مشطورة بكامِخ وقال: لو كان عندنا شيء لَوَاسيناك.
قال الخلال: وأنا المَرُّوذيّ: قلت لأبي عبد الله: ما أكثر الدّاعي لك.
قال: أخاف أن يكون هذا استدراجًا بأيّ شيء هذا.
وقلت لأبي عبد الله: إنّ رجلا قدم من طَرَسُوس وقال لي: إنّا كنّا في بلاد الروم في الغزو، وإذا هدأ اللَّيْلُ ورفعوا أصواتهم بالدّعاء: ادعوا لأبي عبد الله، وكنّا نمدّ المنجنيق ونرمي عنه. ولقد رُمي عنه الحجر والعِلْج1 على الخصن مُتَتَرس بدَرَقَة، فذهبَ برأسه وبالدَّرَقَة. فَتَغَّير وجهه وقال: ليته لا يكون استدراجًا.
فقلتُ: كلا.
قال الخلال: وأخبرني أحمد بن حسين قال: سمعتُ رجلا من خُراسان يقول: عندنا أحمد بن حنبل، يرون أنّه لا يُشبه البَشَر، يظنّون أنّه من الملائكة.
وقال لي رجل: نظرةٌ عندنا من أحمد تَعْدِل عبادةَ سنة.
قال الخلال: وقال المَرُّوذيّ: رأيتُ بعض النّصارى الأطّباء قد خرج من عند أبي عبد الله ومعه راهب، فسمعت الطّبيب يقول: إنّه سألني أن يجيء معي حتى ينظر إلى أبي عبد الله.
وقال المَرُّوذيّ: وأدخلت نصرانيًا على أبي عبد الله يعالجه فقال: يا أبا عبد الله إنّي لأشتهي أن أراك منذ ستّين سنة. ما بقاؤك صلاحُ الإسلام وحدهم، بل للخلْق جميعًا، وليس من أصحابنا أحد إلا وقد رضي بك.
قال المَرُّوذيّ: فقلت لأبي عبد الله: إنّي لأرجو أن يكون يُدعى لك في جميع الأمصار.
فقال: يا أبا بكر، إذا عرف الرجلُ نفسه فما ينفعه كلام النّاس.
وقال عبد الله بن أحمد: خرج أبي إلى طرسوس ساشيا، وحجّ حَجَّتين أو ثلاثًا ماشيًا، وكان أصبر الناس على الوحدة.
__________
1 والعِلْجُ: هو كل جافٍ شديد من الرجال "ج" علوج، وأعلاج.(18/49)
وبِشْر فيما كان فيه لم يكن يصبر على الوحدة، كان يخرج إلى ذا وإلى ذاك1.
وقال عبّاس الدُّوريّ: حدَّثني علي بن أبي فَزَارَة جارنا قال: كانت أميّ مُقْعَدَة من نحو عشرين سنة، فقالت لي يومًا: اذهب إلى أحمد بن حنبل، فَسَلْهُ أن يدعو لي.
فأتيتُ فدققت عليه وهو في دِهْليزه، فلم يفتح لي وقال: مَن هذا؟ قلت: أنا رجلٌ سألتني أمّي، وهي مُقْعَدَة، أن أسألك أن تدعُوَ الله لها.
فسمعتُ كلامَهُ كلام رجل مُغْضَب فقال: نحن أحوج أن تدعُوَ الله لنا.
فوَّليْت منصرفًا، فخرجتْ عجوزٌ فقالت: إنّي قد تركته يدعو لها.
فجئت إلى بيتنا دققتُ الباب، فخرجت أميّ على رِجْلَيها تمشي وقالت: قد وهبَ الله ليَ العافية2.
رواها ثقتان، عن عبّاس.
وقال عبد الله بن أحمد: كان أبي يُصلّي في كل يوم وليلة ثلاثمائة رَكْعة، فلمّا مرض من تلك الأسواط أضْعَفَتْه، فكان يصلّي كلّ يومٍ وليلة مائة وخمسين رَكْعة3.
وقال عبد الله بن أحمد: ثنا عليّ بن الْجَهْم قال: كان لنا جارٌ فأخرج إلينا كتابًا فقال: أتعرفون هذا الخطّ؟ قلنا: هذا خطّ أحمد بن حنبل، فكيف كتب لك؟ قال: كنا بمكة مقيمين عند سُفْيان بن عُيَيْنَة، ففقدْنا أحمد أيّامًا، ثمّ جِئنا لنسأل عنه، فإذا الباب مردودٌ عليه، وعليه خِلْقان. فقلت: ما خَبَرُك؟ قال: سُرِقت ثيابي.
فقلت له: معي دنانير، فإن شئت صِلةً، وإن شئت قَرْضًا.
فأبى. فقلت: تكتب لي بأجرة؟ قال: نعم.
فأخرجت دينارًا فقال: اشترِ لي ثوبًا واقطعه نصفَين، يعني إزارًا ورداء، وجئني ببقيّة الدينار.
ففعلتُ وجئت بورق، فكتب لي هذا4.
__________
1 حلية الأولياء "9/ 183"، وتاريخ دمشق "7/ 258".
2 حلية الأولياء "9/ 186"، وتاريخ دمشق "7/ 259".
3 حلية الأولياء "9/ 179-181".
4 حلية الأولياء "9/ 177".(18/50)
وبِشْر فيما كان فيه لم يكن يصبر على الوحدة، كان يخرج إلى ذا وإلى ذاك1.
وقال عبّاس الدُّوريّ: حدَّثني علي بن أبي فَزَارَة جارنا قال: كانت أميّ مُقْعَدَة من نحو عشرين سنة، فقالت لي يومًا: اذهب إلى أحمد بن حنبل، فَسَلْهُ أن يدعو لي.
فأتيتُ فدققت عليه وهو في دِهْليزه، فلم يفتح لي وقال: مَن هذا؟ قلت: أنا رجلٌ سألتني أمّي، وهي مُقْعَدَة، أن أسألك أن تدعُوَ الله لها.
فسمعتُ كلامَهُ كلام رجل مُغْضَب فقال: نحن أحوج أن تدعُوَ الله لنا.
فوَّليْت منصرفًا، فخرجتْ عجوزٌ فقالت: إنّي قد تركته يدعو لها.
فجئت إلى بيتنا دققتُ الباب، فخرجت أميّ على رِجْلَيها تمشي وقالت: قد وهبَ الله ليَ العافية2.
رواها ثقتان، عن عبّاس.
وقال عبد الله بن أحمد: كان أبي يُصلّي في كل يوم وليلة ثلاثمائة رَكْعة، فلمّا مرض من تلك الأسواط أضْعَفَتْه، فكان يصلّي كلّ يومٍ وليلة مائة وخمسين رَكْعة3.
وقال عبد الله بن أحمد: ثنا عليّ بن الْجَهْم قال: كان لنا جارٌ فأخرج إلينا كتابًا فقال: أتعرفون هذا الخطّ؟ قلنا: هذا خطّ أحمد بن حنبل، فكيف كتب لك؟ قال: كنا بمكة مقيمين عند سُفْيان بن عُيَيْنَة، ففقدْنا أحمد أيّامًا، ثمّ جِئنا لنسأل عنه، فإذا الباب مردودٌ عليه، وعليه خِلْقان. فقلت: ما خَبَرُك؟ قال: سُرِقت ثيابي.
فقلت له: معي دنانير، فإن شئت صِلةً، وإن شئت قَرْضًا.
فأبى. فقلت: تكتب لي بأجرة؟ قال: نعم.
فأخرجت دينارًا فقال: اشترِ لي ثوبًا واقطعه نصفَين، يعني إزارًا ورداء، وجئني ببقيّة الدينار.
ففعلتُ وجئت بورق، فكتب لي هذا4.
__________
1 حلية الأولياء "9/ 183"، وتاريخ دمشق "7/ 258".
2 حلية الأولياء "9/ 186"، وتاريخ دمشق "7/ 259".
3 حلية الأولياء "9/ 179-181".
4 حلية الأولياء "9/ 177".(18/51)
حنبل، فدخل رجلٌ فقال: مَن منكم أحمد بن حنبل؟ فسكتنا، فقال أحمد: هأنذا.
قال: جئت من أربعمائة فَرْسخ بَرّا وبحرًا. كنت ليلة جمعة نائمًا فأتاني آتٍ، فقال لي: تعرف أحمد بن حنبل؟ قلتُ: لا.
قال: فائْتِ بغداد وسَلْ عنه، فإذا رأيته فقل إنّ الخَضِر يقرئُكَ السّلام ويقول: إنّ ساكن السّماء الّذي على عرشه راضٍ عنك، والملائكة راضون عنك بما صبرت نفسك لله.
فصل في آدابه:
قال عبد الله بن أحمد: رأيت أبي يأخذ شعرةٌ مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيضعها على فيه يُقبّلها، وأحسب أنّي رأيته يضعها على عينه ويغمسها في الماء ويشربه يستشفى به. ورأيته قد أخذ قَصْعَة النبيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فغسّلها في جُبّ الماء، ثمّ شرب فيها. ورأيته يشرب ماء زمزم، يستشفي به، ويمسح به يديه ووجهه1.
وقال أحمد بن سعيد الدّارمِيّ: كتب إليِّ أحمد بن حنبل: لأبي جعفر أكرمه الله، من أحمد بن حنبل.
وعن سعيد بن يعقوب قال: كتب إليِّ أحمد: من أحمد بن محمد إلى سعيد بن يعقوب، أمّا بعد، فإنّ الّدنيا داء والسّلطان داء، والعالِم طبيب. فإذا رأيتَ الطبيب يجرُ الدّاء إلى نفسه فآحذره، السلام عليك.
وقال عُبَيْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْريّ: حدَّثني أبي قال: مضى عمّي أبو إبراهيم أحمد بن سعْد إِلَى أَحْمَد بْن حنبل، فسلَّم عليه. فَلَمَّا رآه وثب قائمًا وأكرمه.
قال المَرُّوذِيُّ: قَالَ لِي أَحْمَدُ: مَا كَتَبْتُ حَدِيثًا إِلَّا وَقَدْ عَمِلْتُ بِهِ، حَتَّى مَرَّ بِي "أَنّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- احْتَجَمَ وَأَعْطَى أَبَا طَيْبَةَ دِينَارًا"2، فَأَعْطَيْتُ الْحَجَّامَ دِينَارًا حِينَ احْتَجَمْتُ.
وقال ابن أبي حاتم: ذكر عبد الله بن أبي عمر البكْريّ قال: سمعت عبد الملك الميمونيّ يقول: ما أعلم أنّي رأيت أحدًا أنظف ثوبًا ولا أشد تعاهد لنفسه في شاربه
__________
1 وراجع: حلية الأولياء: 9/ 183، 184".
2 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "2102"، ومسلم "1577"، ومالك في موطئه "2/ 974".(18/52)
وشَعر رأسه وشَعر بَدَنه، ولا أنقى ثوبًا وشدّة بياض من أحمد بن حنبل.
وقال الخلال: أخبرني محمد بن الْجُنَيْد أنّ المَرُّوذيّ حدَّثهم قال: كان أبو عبد الله لا يدخل الحمّام. وكان إذا احتاج إلى النَّورة تَنَوّر في البيت1.
وأصلحت له غير مرّة النّورة، واشتريت له جلْدًا ليدِهِ يُدْخِل يَدَه فيه ويتنوَّر.
وقال حنبل: رأيت أبا عبد الله إذا أراد القيام قال لجُلَسائه: إذا شئتم2.
وقال المَرُّوذيّ: رأيت أبا عبد الله قد ألقى لختَّانٍ دِرهَمين في الطّسْت3.
وقال موسى بن هارون: سئل أحمد بن حنبل فقيل له: أين نطلب البُدَلاء؟ فسكت حتّى ظننّا أنّه لا يجيب، ثمّ قال: إنْ لم يكن من أصحاب الحديث فلا أدري.
وقال المَرُّوذيّ: كان الإمام أحمد إذا ذكر الموت خنقَتْه العبرة. وكان يقول: الخوف يمنعني أكْلَ الطّعام والشّراب.
وقال: إذا ذكرتُ الموت هان عليَّ كلُّ شيءٍ من أمرِ الدّنيا. وإنّما هو طعام دون طعام، ولباس دون لباس، وإنّها أيام قلائل. ما أعدِلُ بالفقر شيئًا.
وقال: لو وجدتُ السّبيل لخرجت حتّى لا يكون لي ذِكْر.
وقال: أريد أن أكون في بعض تلك الشِّعاب بمكّة، حتى لا أُعْرَف. قد بُليت بالشُّهْرة. إنّي لأتمنّى الموت صباحًا ومساءً.
وقال المَرُّوذيّ: ذُكِر لأحمد أنّ رجلا يريد لقاءه، فقال: أليس قد كره بعضُهم اللّقاء. يتزيَّن لي وأتزيَّن له.
وقال: لقد استرحت. ما جاءني الفرح إلا منذ حلفت أن لا أُحَدِّث، وليتنا نُتْرَك.
الطّريق ما كان عليه بِشْرُ بن الحارث.
وقال المَرُّوذيّ: قلت لأبي عبد الله: إنّ فلانًا قال: لم يزهد أبو عبد الله في الدّراهم وحدها، قد زهد في النّاس.
__________
1 راجع سير أعلام النبلاء "9/ 457".
2 انظر المصدر السابق.
3 انظر المصدر السابق.(18/53)
فقال: ومَن أنا حتّى أزهد في النّاس؟ النّاسُ يريدون أن يزهدوا فيَّ.
وسمعت أبا عبد الله يكره للرجل أن ينام بعد العصر، يخاف على عقله.
وسمعته يقول: لا يفلح مشن تعاطى الكلام، ولا يخلو من أن يتجهَّم.
وَسُئِلَ عن القراءة بالألحان فقال: هذه بدعةٌ لا تُسْمع.
وكان قد قارب الثمانين، رحمه الله.
فصل في قوله في أُصول الدين:
قَالَ أَبُو داود: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يقول: الإيمان قولٌ وعمل، يزيد وينقص.
البر كله من الإيمان، والمعاصي تنقص من الإيمان.
وقال إسحاق بن إبراهيم البَغَويّ: سمعتُ أحمد بن حنبل، وَسُئِلَ عمّن يقول: القرآن مخلوق، فقال: كافر.
وقال سَلَمَةُ بن شبيب: سمعت أحمد يقول: من قال القرآن مخلوق فهو كافر.
وقال أبو إسماعيل التِّرْمِذيّ: سمعت أحمد بن حنبل يقول: من قال القرآن مخلوق فهو كافر.
وقال إسماعيل بن الحسن السّرّاج: سألت أحمد عمّن يقول: القرآن مخلوق.
فقال: كافر.
وعمن يقول: لفْظي بالقرآن مخلوق.
فقال: جَهْميّ.
وقال صالح بن أحمد: تناهى إلى أبي أن طالب يحكي أنه يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق. فأخبرت أبي بذلك، فقال: مَن أخبرك؟ قلت: فلان. فقال: ابعث إلى أبي طالب. فَوَجَّهْتُ إليه، فجاء وجاء فوزان، فقال له أبي: أنا قلت لفظي بالقرآن غير مخلوق؟ وغضب وجعل يرعد، فقال: قرأت عليك قُلْ هو الله أحد فقلت لي: ليس هذا بمخلوق.
فقال: فَلِمَ حكيت عنّي أنّي قلت لك: لفْظي بالقرآن غير مخلوق؟ وبَلَغَني أنّكَ وَضَعْتَ ذلك في كتاب، وكتبتَ به إلى قومٍ. فامْحه، واكتبْ إلى القوم أنّي لم أقُلْه(18/54)
لك. فجعل فَوْزان يعتذر إليه، وانصرف من عنده وهو مرعوب، فعاد أبو طالب، فذكر أنّه قد حَكَّ ذلك من كتابه، وأنّه كتب إلى القوم يخبرهم أنّه وهِمَ على أبي.
قلتُ: الَّذي استقرّ عليه قول أبي عبد الله: أنَّ مَن قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جَهْميّ، ومَن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق، فهو مبتدع.
وقال أحمد بن زَنْجَوَيْه: سمعت أحمد بن حنبل يقول: اللّفظيّة شرٌّ من الْجَهْميّة1.
وقال صالح بن أحمد: سمعت أبي يقول: افترقت الْجَهْميّة على ثلاث فِرَق: فرقة قالوا: القرآن مخلوق.
وفرقة قالوا: القرآن كلام الله تعالى، وسكتوا.
وفرقة قالوا: لفْظُنا بالقرآن مخلوق.
وقال أبي: لا يُصلِّي خلف واقِفيّ، ولا خلْف لفْظيّ.
وقال المَرُّوذيّ: أخبرتُ أبا عبد الله أنّ أبا شُعيب السُّوسيّ الذي كان بالرَّقَّة فرَّق بين ابنتهِ وزوجها لما وقف بالقرآن. فقال: أحسَن، عافاه الله. وَجَعَل يدعو له.
وقد كان أبو شُعيب شاور النُّفَيْليّ، فأمره أن يفرِّق بينهما.
قال المَرُّوذيّ: ولمّا أظهر يعقوب بن شيبة الوقف حذَّر أبو عبد الله عنه، وأمَرَ بهجرانه وهجران من كلّمه.
قلت: ولأبي عبد الله في مسألة اللَّفظ نصوصٌ متعددَة.
وأولَ مَن أظهر اللّفظ الحسين بن عليّ الكرابيسيّ2، وذلك في سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين.
وكان الكرابيسيّ من كبار الفقهاء.
__________
1 الجهمية: هم إحدى الفرق الكلامية التي تنسب إلى الإسلام، وهي ذات مفاهيم وآراء عقدية كانت لها آراء خاطئة في مفهوم الإيمان وفي صفات الله تعالى وأسمائه.
2 وراجع ترجمته في الكامل في الضعفاء لابن عدي "2/ 775-777"، وميزان الاعتدال "1/ 544"، والبداية "11/ 2".(18/55)
وقال المَرُّوذيّ في كتاب "القَصَص": عزم حَسن بن البزّاز، وأبو نصر بن عبد المجيد، وغيرهما على أن يجيئوا بكتاب المدلّسين الّذي وضعه الكرابيسيّ يطعن فيه على الأعمش، وسليمان التَّيْميّ. فمضيتُ إليه في سنة أربعٍ وثلاثينِ فقلت: إنّ كتابك يريدُ قومٌ أن يعرضوه على عبد الله، فأظْهِر أنّك قد ندِمتَ عليه.
فقال: إنّ أبا عبد الله رجلٌ صالح، مثله يوفَّق لإصابة الحقّ. قد رضيتُ أن يُعرض عليه. لقد سألني أبو ثور أنْ أمحوه، فأبيت.
فجيء بالكتاب إلى عبد الله، وهو لا يعلم لمن هو، فعلَّموا على مُسْتَبْشَعات من الكتاب، وموضعٍ فيه وضْع على الأعمش، وفيه: إنْ زعمتم أنّ الحَسَن بن صالح كان يرى السّيف فهذا ابن الزُّبَير قد خَرَج.
فقال أبو عبد الله: هذا أراد نُصْرة الحَسَن بن صالح، فوضع عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد جمع للرّوافض1 أحاديثَ في هذا الكتاب.
فقال أبو نصْر: إنّ فتياننا يختلفون إلى صاحب هذا الكتاب.
فقال: حذروا عنه.
ثم انكشف أمره، فبلغ الكرابيسيّ، فبلغني أنّه قال: سمعت حُسَيْنًا الصّايغ يقول: قال الكرابيسيّ: لأقولنَّ مقالة حتّى يقول أحمد بن حنبل بخلافها فيكفر، فقال: لفْظي بالقرآن مخلوق.
فقلت لأبي عبد الله: إنّ الكرابيسيّ قال: لفْظي بالقرآن مخلوق. وقال أيضًا: أقول: إنّ القرآن كلام الله غير مخلوق من كلّ الجهات، إلا أنّ لفظي بالقرآن مخلوق. ومن لم يقل إنّ لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر.
فقال أبو عبد الله: بل هو الكافر، قاتَلَه الله، وأيُّ شيءٍ قالت الْجَهْميّة إلا هذا؟ قالوا كلام الله، ثمّ قالوا: مخلوق. وما ينفعه وقد نقضَ كلامه إلا خيرُ كلامه الأوّل حين قال: لفظي بالقرآن مخلوق.
ثمّ قال أحمد: ما كان الله لَيدَعَه وهو يقصد إلى التّابعين مثل سليمان الأعمش، وغيره، يتكلَّم فيهم. ماتَ بشر المَرِيسيّ، وخَلفَه حُسين الكرابيسي.
__________
1 الروافض: فرقة من الشيعة تجيز الطعن في الصحابة.(18/56)
ثم قال: أيش خبر أبي ثَوْر؟ وافقَه على هذا؟ قلت: قد هجره.
قال: قد أحسن.
قلت: إنّي سألت أبا ثَوْر عمن قال: لفْظي بالقرآن مخلوق، فقال: مبتدع.
فغضبَ أبو عبد الله وقال: أيْش مبتدِع؟! هذا كلام جَهْمٍ بعينه. ليس يُفْلح أصحاب الكلام.
وقال عبد الله بن حنبل: سُئِل أبي وأنا أسمع عن اللّفظيّة والواقفة فقال: من كان منهم يُحسن الكلام فهو جَهْميّ.
وقال الحَكَم بن مَعْبَد: حدَّثني أحمد أبو عبد الله الدّوْرقيّ قال: قلت لأحمد بن حنبل: ما تقول في هؤلاء الذين يقولون: لفْظي بالقرآن مخلوق؟.
فرأيته استوى واجتمع وقال: هذا شرّ من قول الْجَهْميّة. مَن زعم هذا فقد زعم أنّ جبريل تكلَّم بمخلوق، وجاء إلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بمخلوق.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: ثنا عبد الله بن محمد بن الفضل الأَسَدِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا طَالِبٍ أَحْمَدَ بْنَ حُمَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ لأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قَدْ جَاءَتْ جَهْمِيَّةٌ رَابِعَةٌ.
فَقَالَ: وَمَا هِيَ؟ قُلْتُ: قَالَ إِنْسَانٌ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ فِي صَدْرِهِ الْقُرْآنَ، فَقَدْ زَعَمَ أَنَّ فِي صَدْرِهِ مِنَ الإِلَهِيَّةِ شيء.
فقال: من قال هذا فقد قَالَ مِثْلَ قَوْلِ النَّصَارَى فِي عِيسَى أَنَّ كَلِمَةَ اللَّهِ فِيهِ. مَا سَمِعْتُ بِمِثْلِ هَذَا قَطُّ.
قُلْتُ: أَهَذِهِ الْجَهْمِيَّةُ.
قَالَ: أَكْبَرُ مِنَ الْجَهْمِيَّةِ.
ثُمَّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يُنْزَعُ الْقُرْآنُ مِنْ صُدُورِكُمْ". قلتُ: الملفوظ كلام الله، وهو غير مخلوق، والتّلفُّظ مخلوق لأنّ التُّلفُّظ من كسْب القارئ، وهو الحركة، والصّوت، وإخراج الحروف، فإنّ ذلك ممّا أحدثه القارئ، ولم يُحْدِث حروف القرآن ولا معانيه، وإنّما أحدث نُطْقُهُ به.(18/57)
فاللّفظ قَدر مشتَرك بين هذا وهذا، ولذلك لم يجوّز الإمام أحمد: لفْظي بالقرآن مخلوق ولا غير مخلوق؛ إذ كلّ واحدٍ من الإطلاقيْن مُوهِمٌ. والله أعلم.
وقال أبو بكر الخلال: أخبرني أحمد بن محمد بن مَطَر، وزكريّا بن أبي يحيى، أنّ أبا طالب حدَّثهم أنّه قال لأبي عبد الله: جاءني كتاب من طرسوس أنّ سَرِيّا السَّقَطيّ قال: لمّا خلق الله الحروف سَجَدَتْ إلا الألِف فإنّه قال: لا أسجد حتّى أُومر.
فقال: هذا كُفْر.
فرحم الله الإمام أحمد ما عنده في الدّين محاباة.
قال الخلال: أنبأ محمد بن هارون أنّ إسحاق بن إبراهيم حدَّثهم قال: حضرت رجلا سأل أبا عبد الله فقال: يا أبا عبد الله إجماع المسلمين على الإيمان بالقَدَر خيره وشرّه؟ قال أبو عبد الله: نعم.
قال: ولا نكفّر أحدًا بذنب؟
فقال أبو عبد الله: أسكُتْ، من ترك الصّلاة فقد كفَر، ومَن قَالَ: القرآن مخلوق فهو كافر.
وَقَالَ الْخَلالُ: أَخْبَرَنِي محمد بْنُ سُلَيْمَانَ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا عَبْدُوسُ بْنُ مَالِكٍ الْعَطَّارُ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: أُصُولُ السنة عِنْدَنَا التَّمَسُّكُ بِمَا كَانَ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ، وَتَرْكُ الْبِدَعِ وَتَرْكُ الْخُصُومَاتِ، وَالْجُلُوسِ مَعَ أَصْحَابِ الأَهْوَاءِ، وَتَرْكُ الْمِرَاءَ وَالْجَدَلِ. وَلَيْسَ فِي السنة قِيَاسٌ، وَلا يُضْرَبُ لَهَا الأَمْثَالُ، وَلا تُدْرَكُ بِالْعُقُولِ، وَالْقُرْآَنُ كَلامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَإِنَّهُ مِنَ اللَّهِ لَيْسَ بِبَائِنٍ مِنْهُ. وَإِيَّاكَ وَمُنَاظَرَةَ مَنْ أَحْدَثَ فِيهِ، وَمَنْ قَالَ بِاللَّفْظِ وَغَيْرِهِ، وَمَنْ وَقَفَ فِيهِ فَقَالَ: لا أَدْرِي، مَخْلُوقٌ أَوْ لَيْسَ مَخْلُوقٍ، وَإِنَّمَا هُوَ كَلامُ اللَّهِ؛ فَهُوَ صَاحِبُ بِدْعَةٍ. وَالإِيمَانُ بِالرُّؤْيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَإِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأَى رَبَّهُ1؛ فَإِنَّهُ مَأْثُورٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَوَاهُ قَتَادَةُ وَالْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَالْحَدِيثُ عِنْدَنَا عَلَى ظَاهِرِهِ عَلَى مَا جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْكَلامُ فِيهِ بِدْعَةٌ. وَلَكِنْ نُؤَمِّنُ عَلَى مَا جَاءَ عَلَى ظَاهِرِهِ. وَإِنَّ اللَّهَ يُكَلِّمُ الْعِبَادَ يوم القيامة، ليس بينهم وبينه ترجمان2.
__________
1 رواه مسلم بنحوه "176".
2 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "6539"، وأحمد في مسنده "4/ 256-377"، والترمذي "2529"، وابن ماجه "185"، "1843"، وابن أبي عاصم "1/ 269"، والطبراني في الكبير "17/ 82، 83" وغيره.(18/58)
قال حنبل بن إسحاق: قلت لأبي عبد الله: ما معنى قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ} ، و {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: 7] .
قال: عِلمُه عِلمُه.
وسمعته يقول: ربُّنا تبارك وتعالى على العرش بلا حَدٍّ ولا صفة.
قلت: معنى قوله بلا صفة أي بلا كيفيّة ولا وصْف.
وقال أبو بكر المَرُّوذيّ: حدَّثني محمد بن إبراهيم القيسيّ قال: قلت لأحمد بن حنبل: يُحكى عن ابن المبارك أنّه قيل له: كيف نعرف ربَّنا؟ قال: في السّماء السّابعة على عرشه.
قال أحمد: هكذا هو عندنا.
وقال صالح بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: من زعم أن أسماء الله مخلوقة فقد كفر.
وقال عبد الله بن أحمد في كتاب الرّدّ على الْجَهْميّة تأليفه: سألت أبي عن قومٍ يقولون: لمّا كلَّم الله موسى لم يتكلَّم بصوت.
فقال أبي: بلى تكلَّم -جلَّ ثناؤه- بصوت. هذه الأحاديث ترويها كما جاءت.
وقال أبي: حديث ابن مسعود: إذا تكلَّم الله سُمِع له صوت كمرِّ السلسلة على الصفوان.
قال: هذه الْجَهْميَّة تنكره، وهؤلاء كُفّار يريدون أن يموّهوا على النّاس.
ثُمَّ قَالَ: ثنا الْمُحَارِبِيُّ: عَنِ الأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالْوَحْيِ سَمِعَ صوته أهل السماء فيخرن سُجَّدًا.
وقال عبد الله. وجدت بخطّ أبي ممّا يُحْتَجّ به على الْجَهْميّة من القرآن: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ} ، {إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ} [يس: 82] ، {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ} [آل عمران: 45] ، {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} [الأنعام: 115] ، {يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا(18/59)
اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [النمل: 9] ، {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54] ، {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88] ، {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} [الرحمن: 27] ، {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه: 38] ، {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164] ، {يَا مُوسَى، إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} [طه: 11] ، {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: 67] ، {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: 64] . قلت: وذكر آيات كثيرة في الصّفات، أنا تركت كتابتها هنا.
وقال يعقوب بن إسحاق المطّوّعيّ: سمعت أحمد بن حنبل، وَسُئِلَ عن التفضيل فقال: على حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أبو بكر، وعمر، وعثمان.
وقال صالح بن أحمد: سُئِل أبي، وأنا شاهد، عمّن يُقَدّم عليًا على عثمان يبدع؟ فقال: هذا أهل أن يبع. أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قدَّموا عثمان.
وقال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: قُلْتُ لِأَبِي: مَنْ الرافضيّ؟ قال: الّذي يشتم رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أو يتعرَّض لهم ما أراه على الإسلام.
وقال أبو بكر المَرُّوذيّ: قيل لأبي عبد الله ونحن بالعسكر، وقد جاء بعض رسُل الخليفة فقال: يا أبا عبد الله ما تقول فيما كان بين عليّ ومعاوية؟ قال: ما أقول فيهم إلا الحُسنَى.
وكلام الإمام أحمد كثير طيّب في أصول الدّين، لا يتّسع هذا الباب لسياقِهِ قد جمعه الخلال في مصَّنفٍ سماه كتاب السنة عن أحمد بن حنبل في ثلاث مجلَّدات، فممّا فيه: أنبا المَرُّوذيّ: سمعتُ أبا عبد الله يقول: مَن تعاطى الكلام لا يُفْلح، من تعاطى الكلام لم يَخْلُ من أن يتجهَّم.
وسمعتُ أبا عبد الله يقول: لست أتكلَّم إلا ما كان من كتاب أو سنة، أو عن الصّحابة والتّابعين. وأمّا غير ذلك فالكلام فيه غير محمود.
وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: مَن أحبّ الكلام لم يفلح، لا يؤول أمرُهم إلى خير.
وسمعته يقول: عليكم بالسنة والحديث وإيّاكم والخوض والجدال والمِراء، فإنّه لا يُفْلح من أحبّ الكلام.(18/60)
وقال لي: لا تجالِسْهم، ولا تكلّم أحدًا منهم.
ثم قال: أدركنا الناس وما يعرفون هذا، ويجانبون أهلَ الكلام.
وسمعته يقول: ما رأيتُ أحدًا طلب الكلام واشتهاه فأفلح لأنه يخرجه إلى أمر عظيم. لقد تكلّموا يومئذٍ بكلام، واحْتَجّوا بشيءٍ ما يَقْوَى قلبي ولا ينطلق لساني أنْ أحكيه.
قال الخلال: أخبرني محمد بن أبي هارون، ثنا أبو الحارث: سمعت أبا عبد الله يقول: قال أيّوب: إذا تمرّق أحدكم لم يَعد.
وقال الخلال: أنا أحمد بن أصرم المُزَنيّ قال: حضرتُ أحمد بن حنبل قال له العبّاس الهَمْدانيّ: إنّي رُبّما رَدَدْت عليهم.
قال أحمد: لا ينبغي الجدال.
ودخل أحمد المسجد وصلّى، فلمّا انفتل قال: أنت عبّاس؟ قال: نعم.
قال: اتقِ الله، ولا ينبغي أن تَنْصب نفسك، وتشتهر بالكلام ولا بوضْع الكُتُب. لو كان هذا خيرًا لتقدَّمنا فيه الصّحابة. لم أرَ شيئًا من هذه في الكُتُب، وهذه كلّها بدعة.
قال: مقبولٌ منك يا أبا عبد الله، استغفر الله وأتوبُ إليه، إنّي لست أطلبهم، ولا أدُقُّ أبوابهم؛ لكنْ أسمعهم يتكلّمون بالكلام، وليس أحدٌ يردّ عليهم فأَغْتَمّ، ولا أصبر حتّى أرُدّ عليهم.
قال: إن جاءك مسترشدٌ فأرشِدْه. قالها مِرارًا.
قال الخلال: أنا محمد بن هارون، ومحمد بن جعفر، أنّ أبا الحارث حدَّثهم قال: سألت أبا عبد الله قلت: إنّ ههُنا مَن يُناظر الْجَهْميَّة يبين خطأهم، ويُدقّق عليهم المسائل، فما ترى؟ قال: لستُ أرى الكلام في شيء من هذه الأهواء، ولا أرى لأحد أن يُنَاظرهم. أليس قال معاوية بن قُرَّةَ: الخصومات تحبط الأعمال. والكلام رديء لا يدعو إلى خير. تجنَّبوا أهل الجدال والكلام، وعليك بالسُّنَن، وما كان عليه أهل العلم قبلكم، فإنّهم كانوا يكرهون الكلام والخوض مع أهل البِدَع. وإنّما السّلامة في تَرْك هذا. لم نؤمر بالجدال والخصومات.(18/61)
وقال: إذا رأيتم من يحبّ الكلام فاحْذروه.
قال ابن أبي داود: ثنا موسى بن عمران الأصبهانيّ: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا تجالس أصحاب الكلام، وإنْ ذَبُّوا عن السنة.
وَقَالَ الْمَيْمُونِيّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: ما زال الكلام عند أهل الخير مذمومًا.
قلت: ذمّ الكلام وتعلّمه قد جاء من طُرُقٍ كثيرة عن الإمام أحمد، وغيره.
فصل في سيرته:
قال الخلال: قلت لزُهَير بن صالح بن أحمد: هل رأيت جدّك؟ قال: نعم، مات وقد دخلت في عشر سنْين. كنّا ندخل إليه كلّ يوم جمعة أنا وإخواتي، وكان بيننا وبينه باب. وكان يكتب لكلّ واحدٍ منا حبَّتين حبَّتين من فِضّةٍ في رقْعة إلى فاميّ1 يعامله، فنأخذ منه الحبَّتين، وتأخذ الأخَوات.
وكان ربّما مررت به وهو قاعد في الشّمس، وظهره مكشوف، وأثر الضَّرْب بَيِّنٌ في ظهره.
وكان لي أخٌ أصغر منّي اسمه عليّ، فأراد أبي أن يختنه، فاتّخذ له طعامًا كثيرًا، ودعا قومًا، فلمّا أراد أن يختنه وجّه إليه جدّي فقال له: بَلَغَني ما أحدَثْته لهذا الأمر، وقد بلغني أنّك أسرفتُ، فابدأ بالفقراء والضُّعفاء فأطْعمْهم.
فلمّا كان من الغد، وحضر الحَجّام2، وحضر أهلنا، فجاء جدّي حتّى جلس في الموضع الّذي فيه الصّبيّ، وأخرج صُرَيْرَة دفعها إلى الحَجّام، وصُرَيْرةً دفعها إلى الصبّيّ، وقام فدخل منزله. فنظر الحَجّام في الصُّرَيْرة فإذا درهم واحدٌ.
وكنّا قد رفعنا كثيرًا مما افْتُرِش، وكان الصبّيّ على مَصْطَبَة مرتفعة على شيء من الثّياب الملوّنة، فلم يُنْكِر ذلك.
وقدِم علينا من خُراسان ابن خالة جدّي، فنزل على أبي، وكان يُكنَّى بأبي أحمد، فدخلت معه إلى جدّي، فجاءت الجارية بطبق خلاف، وعليه خبز وبقل وخل
__________
1 الفامي: هو الصائغ.
2 الحجام: وهو الذي يقوم بعمل الحجامة، والحجامة: هي امتصاص الدم بالمحجم بعد تشريط الجلد.(18/62)
وملْح. ثم جَاءت بغضارة فوضعتها بين أيدينا، فيها مَصلية، فيها لحم وسَلْق كثير، فجعلنا نأكل وهو يأكل معنا، ويسأل أبا أحمد عمّن بقي من أهلهم بخُراسان في خلال ما يأكل، فربّما استعجم الشّيء على أبي أحمد، فيكلّمه جدّي بالفارسيّة، ويضع القطعة اللّحم بين يديه وبين يديّ. ثمّ رفع الغِضارة1 بيده، فوضعها ناحيةً، ثمّ أخذ طَبَقًا إلى جنْبه، فوضعَه بين أيدينا، فإذا تمرٌ برّيّ، وجوز مُكَسَّر. وجعل يأكل، وفي خلال ذلك يناول أبا أحمد.
وقال عبد الملك الميمونيّ: كثيرا ما كنت أسأل أبا عبد الله عن الشّيء فيقول: لبَّيْك لبَّيْك.
وعن المَرُّوذيّ قال: لم أر الفقير في مجلس أعزَّ منه في مجلس أبي عبد الله. كان مائلا اليهم، مُقْصِرًا عن أهل الدّنيا. وكان فيه حلمٌ، ولم يكن بالعَجُول. وكان كثير التّواضع، تَعْلوه السّكينة والوَقار. إذا جلس في مجلس بعد العصر لا يتكلّم حتى يُسأل. وإذا خرج إلى مسجده لم يتصدّر. يقعد حيث انتهى به المجلس.
وقال الطِّبَرانيّ: ثنا موسى بن هارون: سمعت إسحاق بن راهَوَيْه يقول: لمّا خرج أحمد بن حنبل إلى عبد الرّزّاق انقطعت به النَّفَقَة، فأكرى نفسه من جمّالين إلى أن جاء صنعاء، وعرض عليه أصحابه المواساة، فلم يقبل.
قال الفقيه عليّ بن محمد بن عمر الرّازّي: سمعتُ أبا عمر غلام ثعلب: سمعتُ أَبَا القاسم بْن بشّار الأنْماطيّ: سَمِعْتُ المُزَنيّ: سمعت الشّافعيّ يقول: رأيت ببغداد ثلاث أُعجوبات: رأيت فيها نَبَطيّا يتنحّى عليَّ حتّى كأنّه عربيّ.
ورأيت أعرابيًّا يَلْحن حتّى كأنه نَبَطيّ، ورأيت شابّا وخَطَه الشَّيْب، فإذا قال: حدَّثنا. قال النّاس كلُّهم: صَدَق.
قال المُزَنيّ: فسألته، فقال: الأول الزَّعْفرانيّ والثّاني أبو ثَوْر الكلبيّ وكان لحّانًا، وأمّا الشّابّ فأحمد بن حنبل.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: رأيت أبي حرّج على النَّمل أن يخرج النّمْل من داره. ثم رأيت النَّمْل قد خرجن بعد ذلك نَمْلا سودًا، فلم أرهم بعد ذلك.
__________
1 الغضارة: غضارة العيش: السعة والنعمة.(18/63)
رواها أحمد بن محمد اللُّنْبانيّ، عنه.
قال أبو الفَرَج بن الْجَوزيّ: لما وقع الغَرَق سنة أربع وخمسين وخمسمائة، غرقت كتبي، وسلِم لي مجلد، فيه ورقتان بخط الإمام أحمد.
ومن نهي أبي عبد الله عن الكلام، قال المَرُّوذيّ: أُخْبِرت قبل موت أبي عبد الله بسنتين أن رجلا كتب كتابًا إلى أبي عبد الله يشاوره في أن يضع كتابًا يشرح فيه الرّدّ على أهل البِدَع، فكتب إليه أبو عبد الله.
قال الخلال: وأخبرني عليّ بن عيسى أنّ حنبلا حدّثهم قال: كتب رجل إلى أبي عبد الله.
قال: وأخبرني محمد بن عليّ الورّاق ثنا صالح بن أحمد قال: كتب رجلٌ إلى أبي يسأله عن مناظرة أهل الكلام والْجُلُوس معهم، فأملى عليّ أبي جواب كتابه: أحسنَ الله عاقبتك، الّذي كنّا نسمع عليه من أدركنا أنّهم كانوا يكرهون الكلام والْجُلُوس مع أهل الزَّيْغ، وإنّما الأمر في التّسليم والانتهاء إلى ما في كتاب الله، لا تَعْدُ ذلك. ولم يزل النّاس يكرهون كلّ مُحْدَث، من وضْعِ كتابٍ، وجلوسٍ مع مبتدع، ليُورد عليه بعض ما يُلْبس عليه في دينه.
وقال المَرُّوذيّ: بَلَغَني أنّ أبا عبد الله أنكر علي وليد الكرابيسيّ مناظرته لأهلِ البِدَعِ.
وقال المَرُّوذيّ: قلت لأبي عبد الله: قد جاءوا بكلام فلان ليُعْرَض عليك.
وأعطيته الرقعة، فكان فيها: والإيمان يزيد وينقص فهو مخلوق، وإنّما قلت إنّه مخلوق على الحركة والفعل لا على القول، فمن قال: الإيمان مخلوق، وأراد القول، فهو كافر.
فلمّا قرأها أحمد وانتهى إلى قوله: الحركة والفعل، غضب، فرمى بها وقال: هذا مثل قول الكرابيسيّ1؛ وإنّما أراد الحركات مخلوقة، إذا قال الإيمان مخلوق، وأي شيء بقي؟ يُفلح أصحابُ الكلام.
قلت: إنّما حطّ عليه أحمد بن حنبل لكونه خاض وأفتى وقسَّم، وفي هذا عبرة وزاجر، والله أعلم. فقد زجر الإمام أحمد كما ترى في قصّة الرقعة التي في الإيمان،
__________
1 تقدمت مصادر ترجمته قريبا.(18/64)
وهي والله بحثٌ صحيح، وتقسيمٌ مليح. وبعد هذا فقد ذَمّ من أطلق الخَلْق على الإيمان، باعتبار قول العبد لا باعتبار مَقُوله؛ لأنّ ذلك نوعٌ من الكلام، وهو كان يذمّ الكلام وأهله، وإنْ أصابوا، ونهى عن تدقيق النَّظر في أسماء الله وصفاته، مع أن محمد بن نصر المروزي قد سمع إسحاق بن رَاهوَيْه يقول: خلق الله الإيمان والكفر، والخيرَ والشّرّ.
فصل في زوجاته وأولاده:
قال زهير بن صالح بن أحمد: تزوّج جدي بأمّ أبي عبّاسة بنت الفضل من العرب من الرَّبَض، لم يولد له منها غير أبي. ثمّ ماتت.
قال المَرُّوذيّ: سمعتُ أبا عبد الله يقول: أقامت معي أمّ صالح ثلاثين سنة، فما اختلفتُ أنا وهي في كلمة.
وقال زهير: لمّا ماتت عبّاسة تزوّج جدّي بعدها امرأة من العرب، يقال لها رَيْحانة، فولدت له عبد الله وحده.
وقال أبو بكر الخلال: ثنا أحمد بن محمد بن خلف البراثيّ: أخبرني أحمد بن عَبْثَر قال: لمّا ماتت أمّ صالح قال أحمد لامرأة عندهم: اذهبي إلى فلانة ابنة عمّي فاخطبيها لي من نفسها.
قالت: فأتيتها فأجابته.
فلما رَجَعَتْ إليه قال: كانت أختها تسمع كلامك؟ قال: وكانت بعينٍ واحدة.
فقالت له: نعم.
قال: فاذهبي فاخطبي تلك التي بعينٍ واحدة.
فأتتها فأجابته. وهي أم عبد الله ابنه. فأقام معها سبْعًا ثم قالت له: كيف رأيت يابن عمّي؟ أنكرت شيئًا؟ قال: لا، إلا أَنَّ نَعْلِك هذه تصرّ.
فيما تقدّم وهْم من أحمد، رحمه الله، تزوّج بهذه بعد موت أم صالح، وذلك لا يستقيم؛ لأنّ عبد الله وُلد لأحمد، ولأحمد خمسون سنة غير أشهرُ، وكان صالح أكبر من عبد الله بسنوات؛ لأنّه سمع من عفّان، وأبي الوليد.(18/65)
وذكر أبو يعقوب الهَرَويّ، وغيره أنّ صالحًا ولد سنة ثلاثٍ ومائتين، ولأبيه إذ ذاك تسعٌ وثلاثون سنة. فصالح أكبر من عبد الله بعشر سِنين والله أعلم.
وقال الخلال: حدَّثني محمد بن العبّاس: نا محمد بن عليّ: حدَّثني أبو بكر بن يحيى قال: قال أبو يوسف بن بْختان: لمّا أمرنا عبد الله أن نشتري له الجارية مضيت أنا وفوزان، فتبِعني أبو عبد الله فقال لي: يا أبا يوسف، ويكون لها لحم.
قال زُهير بن صالح: لمّا تُوَفّيت أمّ عبد الله اشترى حُسْن، فولدت منه زينب، ثم الحسن، والحسين توءما، وماتا بالقُرب من ولادتها، ثمّ ولدت الحسن، محمدا، فعاش، ثمّ حَتَّى صارا من السّنّ إلى نحوٍ من الأربعين سنة.
ثمّ ولدت بعدهما سعيدًا.
قال الخلال: وثنا محمد بن عليّ بن يحيى: سمعت حُسْن، أمّ ولد أبي عبد الله تقول: قلت لمولاي: يا مولاي اصرفْ.
فَرْدَ خلْخالي.
قال: وتَطيب نفسك؟ قلت: نعم.
قال: الحمد لله الذي وفَّقك لهذا.
قالت: فأعطيته أبا الحسن بن صالح، فباعه بثمانية دنانير ونصف، وفرَّقها وقت حَمْلي. فلما ولدتُ حَسَنًا أعطى مولاتي كرّامة درهمًا، وهي امرأة كبيرة كانت تخدمهم، وقال لها: اذهبي إلى شجاع القصّاب يشتري لك بهذا رأسًا. فاشتري لنا رأسا، وجاءت به، فأكلنا.
فقال لي: يا حُسْن، ما أملك غير هذا الدِّرهم، وما لكِ عندي غير هذا اليوم.
قالت: وكان إذا لم يكن عند مولاي شيء فرحَ يومَه ذلك. فدخل يومًا فقال لي: أريد أن أحتجم اليوم وليس معي شيء. فجئتُ إلى جَرّة لي فيها غزْل، فبعته بأربعة دراهم، فاشتريت لحمًا بنصف درهم، وأعطى الحجّام درهمًا، واشتريت طِيبًا بِدِرهم.
ولمّا خرج إلى سُرّ مَنْ رأى كنتُ قد غزلت غزْلا ليّنًا، وعملت ثوبًا حسنًا، فلمّا قدِم أخرجته إليه، قال: ما أريده.(18/66)
فدفعته إلى فَوْزان، فباعه باثنتين وأربعين درهمًا، واشتريت منه قطنًا، فغزلته ثوبًا كبيرًا، فلمّا أعلمته قال: لا تقطعيه دعيه. فكان كَفَنه كفن فيه.
وأخرجت الغليظ فقطعته.
وعن أحمد بن جعفر بن المنادى أنّ أبا عبد الله اشترى جاريةً بثمنٍ يسير، سمّاها رَيْحانة ليتسرّى بها. لم يُتَابع ابن المنادي على هذا.
قال حنبل: وُلد سعيد قبل موت أحمد بنحوٍ من خمسين يومًا.
وقال بعض النّاس: ولي سعيد قضاء الكوفة، ومات سنة ثلاث وثلاثمائة.
وهذا لا يصحّ. فإنّ سعيدًا ولد قبل موت أبيه، ومات قبل موت أخيه عبد الله بدهْر. لأنّ إبراهيم الحربيّ عَزّى عبد الله بأخيه سعيد.
وأمّا الحسن، ومحمد. قال ابن الْجَوْزيّ: فلا نعرف من أخبارهما شيئًا.
وأمّا زينب فكبرت وتزَّوجت. وله بنت اسمها فاطمة، إن صحّ ذلك.
ذِكْرُ المِحْنَة:
ما زال المسلمون على قانون السَّلَف من أنّ القرآن كلام الله تعالى ووحْيه وتنزيله غير مخلوق، حَتَّى نبغت المعتزلة والْجَهْميّة، فقالوا بخلق القرآن، متستّرين بذلك في دولة الرشيد. فروى أحمد بن إبراهيم الدَّورقيّ، عن محمد بن نوح، أنّ هارون الرشيد قال: بَلَغَني أنّ بِشْر بن غياث يقول: القرآن مخلوق. لله عليَّ إنْ أظفرني به لأقتلنّه.
قال الدَّورقيّ: وكان بِشْر مُتَواريًا أيّام الرشيد، فلمّا مات ظهر بِشْر ودعى إلى الضَّلالَةِ.
قلت: ثمّ إن المأمون نظر في الكلام، وباحث المعتزلة، وبقي يقدِّم رِجْلا ويؤخِّر أخرى في دعاء النَّاس إلى القول بخلق القرآن، إلى أنُ قوي عزمه على ذلك في السنة التي مات فيها، كما سُقْناه.
قال صالح بن أحمد بن حنبل: حُمِل أبي، ومحمد بن نوح مقَّيدين، فصرنا معهما إلى الأنبار، فسأل أبو بكر الأحوال أبي فقال: يا أبا عبد الله، إن عُرِضت على السيف تجيب؟.(18/67)
قال: لا.
ثمّ سُيِّرا، فسمعت أبي يقول: صرنا إلى الرّحْبَة ودخلنا فيها، وذلك في جوف اللّيل، فعَرَض لنا رجلٌ فقال: أيّكم أحمد بن حنبل؟ فقيل له: هذا.
فقال للجمّال: على رسْلك. ثمّ قال: يا هذا، ما عليك أن تُقتل ههُنا وتدخل الجنّة. ثم قال: أسْتَوْدعُك الله، ومضى.
قال أبي: فسألت عنه، فقيل: هذا رجل من العرب من ربيعة يعمل الشِّعْر في البادية، يقال له جابر بن عامر، يُذكر بخير.
وروى أحمد بن أبي الحواري: ثنا إبراهيم بن عبد الله قال: قال أحمد بن حنبل: ما سمعتُ كلمة منذ وقعت في هذا الأمر أقوى من كلمة أعرابيّ كلَّمني بها في رَحْبة طَوْق، قال: يا أحمد، إن يَقْتُلُكَ الحقُّ مُتَّ شَهِيدًا، وإن عشْت عشت حميدًا. فقوي قلبي.
قال صالح بن أحمد: قال أبي: صرنا إلى أذنة، ورحلنا منها في جوف الليل، وفتح لنا بابها، فإذا رجل قد دخل فقال: البشرى، قد مات الرجل، يعني المأمون.
قال أبي: وكنت أدعو الله أن لا أراه.
وقال محمد بن إبراهيم البُوَشْنجيّ: سمعت أحمد بن حنبل يقول: تبيّنت الإجابة في دعوتين: دعوتُ الله أن لا يجمع بيني وبين المأمون، ودعوته أن لا أرى المتوكّل. فلم أر المأمون ومات بالبَذَنْدُون1 وهو نهر الرّوم، وأحمد محبوس بالرَّقَة حتى بويع المعتصم بالروم، ورجَع فردَّ أحمد إلى بغداد.
وأمّا المتوكّل فإنّه لمّا أحضر أحمد دار الخلافة ليحدِّث ولده، قَعَد لَهُ المتوكّل في خَوْخةٍ2 حَتَّى نظر إلى أحمد، ولم يره أحمد.
قال صالح: لما صدر أبي ومحمد بن نوح إلى طرسوس رُدّا في أقيادهما، فلمّا صارا إلى الرّقّة حُملا في سفينة، فلمّا وصلا إلى عانات تُوَفّي محمد، فأطلق عنه قيده، وصلى عليه أبي.
__________
1 البذندون: هي قرية بينها وبين طرسوس يوم من بلاد الثغر: "معجم البلدان 1/ 361، 362".
2 الخوخة: كوة في البيت تُؤدي إليه الضوء. وباب صغير وسط باب كبير نُصب حاجزا بين دارين.(18/68)
وقال حنبل: قال أبو عبد الله: ما رأيتُ أحدًا على حداثة سِنّهِ وقدر عِلْمه أَقْوَم بأمر الله من محمد بن نوح. وإنّي لأرجو أن يكون قد خُتِم له بخير. قال لي ذات يوم: يا أبا عبد الله، الله، الله، إنّك لستَ مثلي، أنت رجل يُقْتَدى بك، قد مَدَّ الخلْق أعناقهم إليك لما يكون منك. فاتَّقِ الله واثْبت لأمرِ الله. أو نحو هذا.
فمات وصلَّيت عليه ودفنته. أظنّه قال: بعانة.
قال صالح: وصار أبي إلى بغداد مقيَّدًا، فمكث بالياسريّة أيّامًا، ثمّ حُبِس في دارٍ اكْتُرِيَتْ عند دار عُمارة. ثمّ نُقِل بعد ذلك إلى حبْس العامّة في درب المَوْصِليّة، فقال أبي: كنتُ أصلّي بأهل السّجن وأنا مقيّد. فلمّا كان في رمضان سنة تسع عشرة1 حُوِّلْتُ إلى دار إسحاق بن إبراهيم.
وأمّا حنبل بن إسحاق فقال: حُبس أبو عبد الله في دار عُمارة ببغداد في إسطبلٍ لمحمد بن إبراهيم أخي إسحاق بن إبراهيم، وكان في حبْسٍ ضيّق؛ ومرِض في رمضان، فحُبِس في ذلك الحبْس قليلا، ثم حُوِّل إلى سجن العامّة، فمكث في السّجن نحوًا من ثلاثين شهرًا، فكنّا نأتيه. وقرأ عليَّ كتاب الإرجاء وغيره في الحبْس، فرأيته يصلّي بأهل الحبْس وعليه القيد، فكان يُخْرج رِجْله من حلقة القيد وقت الصّلاة والنّوم.
رَجَعْنَا إِلَى مَا حَكَاهُ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيهِ: لَمَّا حُوِّلَ إِلَى دَارِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ فَكَانَ يُوجَّهُ إِلَيَّ كُلَّ يَوْمٍ بِرَجُلَيْنِ، أَحَدُهُمَا يُقَالُ لَهُ أَحْمَدُ بْنُ رَبَاحٍ، وَالْآخَرُ أَبُو شُعَيْبٍ الْحَجَّامُ، فَلَا يَزَالانِ يُنَاظِرَانِي حَتَّى إِذَا أَرَادَا الانْصِرَافَ دُعِيَ بِقَيدٍ، فَزِيدَ فِي قُيُودِي.
قَالَ: فَصَارَ فِي رِجْلِهِ أَرْبَعَةُ أَقْيَادٍ.
قَالَ أَبِي: فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ دَخَلَ عَلَيَّ أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ فَنَاظَرَنِي، فَقُلْتُ لَهُ: مَا تَقُولُ فِي عِلْمِ اللَّهِ؟ قَالَ: إِنَّهُ مَخْلُوقٌ.
فَقُلْتُ لَهُ: كَفَرْتَ.
فَقَالَ الرَّسُولُ الَّذِي كَانَ يَحْضُرُ مِنْ قِبَلِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: إِنَّ هذا رسول أمير المؤمنين.
__________
1 راجع: حلية الأولياء "9/ 197".(18/69)
فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ هَذَا قَدْ كَفَرَ.
فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَةِ الرَّابِعَةِ وَجَّهَ، يَعْنِي الْمُعْتَصَمِ، بِبُغَا الَّذِي كَانَ يُقَالُ لَهُ الْكَبِيرُ، إِلَى إِسْحَاقَ، فَأَمَرَهُ بِحَمْلِي إِلَيْهِ.
فَأَدُخِلْتُ عَلَى إِسْحَاقَ فَقَالَ: يَا أَحَمْدُ، إِنَّهَا وَاللَّهِ نَفْسُكَ، إِنَّهُ لَا يَقْتُلُكَ بِالسَّيْفِ. إِنَّهُ قَدْ آلَى بِأَنْ لَمْ تُجِبْهُ أَنْ يَضْرِبَكَ ضَرْبًا بَعْدَ ضَرْبٍ، وَأَنْ يَقْتُلَكَ فِي مَوْضِعٍ لَا يُرَى فِيهِ شَمْسٌ وَلَا قَمَرٌ1. أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عز وجل: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} [الزخرف: 3] .
أَفَيَكُونُ مَجْعُولًا إِلَّا مَخْلُوقًا؟ فَقُلْتُ: قَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} [الفيل: 5] أَفَخَلَقَهُمْ؟ قَالَ: فَسَكَتَ فَلَمَّا صِرْنَا إِلَى الْمَوْضِعِ الْمَعْرُوفِ بِبَابِ الْبُسْتَانِ أُخْرِجْتُ وَجِيءَ بِدَابَّةٍ، فَحُمِلْتُ عَلَيْهَا وَعَلَيَّ الْأَقْيَادُ، مَا مَعِي أَحَدٌ يُمْسِكُنِي. فَكِدْتُ غَيْرَ مَرَّةٍ أَنْ أَخِرَّ عَلَى وَجْهِي لِثِقَلِ الْقُيُودِ. فَجِيءَ بِي إِلَى دَارِ الْمُعْتَصِمِ، فَأُدْخِلْتُ حُجْرَةً، وَأُدْخِلْتُ إِلَى الْبَيْتِ، وَأُقْفِلَ الْبَابُ عَلَيَّ، وَذَلِكَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، وَلَيْسَ فِي الْبَيْتِ سِرَاجٌ. فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَمَسَّحَ لِلصَّلَاةِ، فَمَدَدْتُ يَدَيَّ، فَإِذَا أَنَا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ وَطَسْتٌ مَوْضُوعٌ، فَتَوَضَّأْتُ وَصَلَّيْتُ. فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَخْرَجْتُ تَكَّتِي مِنْ سَرَاوِيلِي، وَشَدَدْتُ بِهَا الْأَقْيَادَ أَحْمِلُهَا، وَعَطَفْتُ سَرَاوِيلِي. فَجَاءَ رَسُولُ الْمُعْتَصَمِ فَقَالَ: أَجِبْ.
فَأَخَذَ بِيَدِي وَأَدْخَلَنِي عَلَيْهِ، وَالتَّكَّةُ فِي يَدِي أَحْمِلُ بِهَا الْأَقْيَادَ. وَإِذَا هُوَ جَالِسٌ، وَابْنُ أَبِي دُؤَادٍ حَاضِرٌ، وَقَدْ جَمَعَ خَلْقًا كَثِيرًا مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ لِي، يَعْنِي الْمُعْتَصِمَ: ادْنُهُ، ادْنُهُ. فَلَمْ يَزَلْ يُدْنِينِي حَتَّى قَرُبْتُ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ لِي: اجْلِسْ. فَجَلَسْتُ وَقَدْ أَثْقَلَتْنِي الْأَقْيَادُ، فَمَكَثْتُ قَلِيلًا ثُمَّ قُلْتُ: أَتَأْذَنُ لِي فِي الْكَلَامِ؟ فَقَالَ: تَكَلَّمْ.
فَقُلْتُ: إِلَى مَا دَعَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟ فَسَكَتَ هُنَيَّةً ثُمَّ قَالَ: إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.
فَقُلْتُ: فَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. ثُمَّ قُلْتُ: إِنَّ جَدَّكَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لَمَّا قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَأَلُوهُ عَنِ الْإِيمَانِ فَقَالَ: "أَتَدْرُونَ مَا الإيمان؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم.
__________
1 في حلية الأولياء "9/ 197"، "وآن يلقيك".(18/70)
قَالَ: "شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ محمدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامَةَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ، وَأَنْ تُعْطُوا الْخُمْسَ مِنَ الْمَغْنَمِ" 1.
قَالَ أَبِي: قَالَ -يَعْنِي الْمُعْتَصِمَ- لَوْلَا أَنِّي وَجَدْتُكَ فِي يَدِ مَنْ كَانَ قَبْلِي مَا عَرَضْتُ لَكَ.
ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنَ إِسْحَاقَ، أَلَمْ آمُرْكَ بِرَفْعِ الْمِحْنَةِ؟ فَقُلْتُ: اللَّهُ أَكْبَرُ إِنَّ فِي هَذَا لَفَرَجًا لِلْمُسْلِمِينَ.
ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: نَاظِرُوهُ، كَلِّمْهُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ كَلِّمْهُ.
فَقَالَ لِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ: مَا تَقُولُ فِي الْقُرْآنِ؟ قُلْتُ لَهُ: مَا تقول في عِلْمِ اللَّهِ؟ فَسَكَتَ.
فَقَالَ لِي بَعْضُهُمْ: أَلَيْسَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الرعد: 16] وَالْقُرْآنُ أَلَيْسَ هُوَ شَيْءٌ؟ فَقُلْتُ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا} [الأحقاف: 25] فَدَمَّرَتْ إِلَّا مَا أَرَادَ اللَّهُ.
فَقَالَ بَعْضُهُمْ: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} [الأنبياء: 2] أَفَيَكُونُ مُحْدَثٌ إِلَّا مَخْلُوقًا؟
فقلت: قال الله: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} [ص: 1] فَالذِّكْرُ هُوَ الْقُرْآنُ. وَتِلْكَ لَيْسَ فِيهَا أَلِفٌ وَلَامٌ.
وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ حَدِيثَ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ الذِّكْرَ.
فَقُلْتُ: هَذَا خَطَأٌ، حَدَّثَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ: "إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الذِّكْرَ" 2.
وَاحْتَجُّوا بِحَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: "مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ جَنَّةٍ وَلَا نَارٍ وَلَا سَمَاءٍ وَلَا أَرْضٍ أَعْظَمَ مِنْ آيَةِ الْكُرْسِيِّ"3.
فَقُلْتُ: إِنَّمَا وَقَع الْخَلْقُ عَلَى الْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالسَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَلَمْ يَقَعْ على القرآن.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "53، 87"، ومسلم "13/ 17"، بنحوه مطولا، وأبو داود "4677"، والترمذي "2611"، وغيرهم.
2 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "3191"، "7418".
3 "إسناده منقطع": أخرجه الترمذي "2884"، وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء "9/ 478".(18/71)
فَقَالَ بَعْضُهُمْ: حَدِيثُ خَبَّابٍ: يَا هَنَتَاهْ، تَقَرَّبَ إلى الله بما استطعت فإنك لن تتقرب إِلَيْهِ بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ كَلَامِهِ.
قُلْتُ: هَكَذَا هُوَ.
قال صالح بن أحمد: فجعل أحمد بن أبي دُؤَاد ينظر إلى أبي كالمُغْضَب، قال أبي: وكان يتكلَّم هذا، فأردّ عليه، ويتكلَّم هذا، فأردّ عليه، فإذا انقطع الرجل منهم اعترض ابن أبي دُؤاد فيقول: يا أمير المؤمنين هو والله ضالّ مُضِلّ مُبْتَدِع.
فيقول: كلِّموه، ناظروه.
فيكلّمني هذا، فأّرد عليه، ويكلّمني هذا، فأردّ عليه، فإذا انقطعوا يقول لي المعتصم: ويْحك يا أحمد ما تقول؟ فأقول: يا أمير المؤمنين، أعطُوني شيئًا من كتاب الله أو سنة رسول الله حتى أقول به.
فيقول ابن دؤاد: أنت لا تقول إلا ما في كتاب الله أو سنة رسول الله؟ فقلت له: تأوّلت تأويلا، فأنتَ أعلم، وما تأوّلتَ ما يُحْبَس عليه وما يُقَيَّد عليه1.
قال حنبل: قال أبو عبد الله: ولقد احتجّوا عليَّ بشيء ما يقوى قلبي ولا ينطلق لساني أنْ أحكيه. أنكروا الآثار، وما ظننتهم على هذا حتّى سمعتُ مقالتهم، وجعلوا يدعون، يقول الخصم: وكذا وكذا. فاحتججت عليهم بالقرآن بقوله: {يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا} [مريم: 42] فذمَّ إبراهيم أباه أنْ عبد ما لا يسمع ولا يُبَصر، أَفَهَذا مُنْكَرٌ عندكم؟.
فقالوا: شبَّه يا أمير المؤمنين، شبَّه يا أمير المؤمنين2.
وقال محمد بن إبراهيم البُوشنْجيّ: حَدَّثَنِي بعض أصحابنا أن ابن أبي دؤاد يقول: يا أمير المؤمنين، والله لئن أجابك لَهُو أحب إليَّ من مائة ألف دينار، ومائة ألف دينار، ويَعُدّ من ذلك ما شاء الله أن يَعُدّ.
فقال المعتصم: والله لئن أجابني لأطلقنّ عنه بيدي، ولأركبنّ إليه بجندي، ولأطأن عقبه3.
__________
1 حلية الأولياء "9/ 197-199".
2 سير أعلام النبلاء "9/ 479".
3 سير أعلام النبلاء "9/ 479"، حلية الأولياء "9/ 201".(18/72)
ثمّ قال: يا أحمد، والله إنّي عليك لشَفيق، وإنّي لأشفق عليك كشفقتي على هارون ابني. ما تقول؟ فأقول: أعطُوني شيئًا من كتاب الله أو سنة رسوله. فلمّا طال المجلس ضجر وقال: قوموا. وحبسني، يعني عنده، وعبد الرَّحْمَن بْن إسحاق يكلّمني.
فقال المعتصم: ويْحك أجِبْني. وقال: ما أعرفك، ألم تكن تأتينا؟ فقال له عبد الرَّحْمَن بْن إسحاق: يا أمير المؤمنين أعرفه منذ ثلاثين سنة يرى طاعتك والجهاد والحجّ معك.
قال: فيقول: والله إنّه لعالم، وإنّه لَفَقيه، وما يسوءني أن يكون معي يردّ عنّى أهل المِلَل.
ثُمَّ قال لي: ما كنت تعرف صالحًا الرّشيديّ؟ قلت: قد سمعت باسمه.
قال: كان مؤدبي، وكان فِي ذلك الموضع جالسًا، وأشار إلى ناحيةٍ من الدّار، فسألته عن القرآن فخالفني، فأمرت به فوطئ وسُحب.
ثُمَّ قال: يا أحمد أجِبْني إلى شيءٍ لك فِيه أدني مخرج حتّى أطلق عنك بيدي.
قلت: أعطُوني شيئًا من كتاب اللَّه وسنة رسوله.
فطال المجلس وقام، ورُددت إلى الموضع الَّذِي كنتُ فِيهِ، فلمّا كان بعد المغرب وجّه1 إليّ رجلين من أصحاب ابن أبي دؤاد يبيتان عندي ويناظراني ويقيمان معي، حَتَّى إذا كان وقت الإفطار جيء بالطعام، ويجتهدان بي أن أُفِطر، فلا أفعل2.
ووجّه إليَّ المعتصم ابن أبي دؤاد فِي بعض اللّيالي فقال: يقول لك أمير المؤمنين: ما تقول؟ فأردّ عليه نحوًا مما كنت أرد.
فقال ابن أبي دؤاد: والله لقد كتبت اسَمك فِي السَّبْعة، يحيى بْن مَعِين، وغيره، فمحوته. ولقد ساءني أخْذُهم إيّاك. ثُمَّ يقول: إنّ أمير المؤمنين قد حلف أن يضربك ضربًا بعد ضرب، وأن يُلْقيك فِي موضعٍ لا ترى فِيهِ الشّمس، ويقول: إن أجابني جئت إليه حَتَّى أطلق عنه بيدي3.
__________
1 يعني المعتصم.
2 حلية الأولياء "9/ 200"، سير أعلام النبلاء "9/ 479، 480".
3 حلية الأولياء "9/ 201".(18/73)
وانصرفت، فلمّا أصبح جاء رسوله فأخذ بيدي حَتَّى ذهب بي إليه، فقال لهم: ناظروه وكلَّموه.
فجعلوا يناظرونني، فأردّ عليهم، فإذا جاءوا بشيء من الكلام ممّا ليس فِي الكتاب والسنة قلت: ما أدري ما هذا.
قال: يقولون: يا أمير المؤمنين إذا توهُّمَتْ له الحُجّة علينا ثبت. وإذا كلّمناه بشيءٍ يقول لا أدري ما هذا1.
فقال: ناظروه.
فقال رَجُل: يا أحمد أراك تذكر الحديث وتنتحله.
قلت: فما تقول فِي {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} [النساء: 11] قال: خصّ اللَّه بها المؤمنين.
قلت: ما تقول إن كان قاتلا أو عبدًا؟ فسكت. وإنّما احتججت عليهم بهذا لأنّهم كانوا يحتجّون بظاهر القرآن، وحيث قال لي: أراك تنتحل الحديث احتججت بالقرآن، يعني. فلم يزالوا كذلك إلى قرب الزّوال فلمّا ضجر قال لهم: قوموا؛ وخلا بي وبعبد الرحمن بْن إسحاق. فلم يزل يكلّمني.
ثُمَّ قال أبي: فقام ودخل، ورُددت إلى الموضع2.
قال: فلمّا كان فِي اللّيلة الثالثة قلت: خليقٌ أن يحدُث غدًا من أمري شيء، فقلت لبعض من كان معي الموكَّل بي: ارتَدْ3 لي خيطًا. فجاءني بخيط، فشددتُ به الأقياد، ورددتُ التّكّة إلى سراويلي مخافةَ أن يحدث من أمري شيء فأتعرّى.
فلمّا كان من الغد فِي اليوم الثّالث وجَّه إليَّ، فأُدْخلت، فإذا الدَّار غاصّة، فجعلت أدخل من موضعٍ إلى موضع، وقوم معهم السّيوف، وقوم معهم السّياط، وغير ذلك. ولم يكن فِي اليومين الماضيين كبيرٌ أحدٍ من هؤلاء. فلمّا انتهيت إليه
__________
1 المصدر السابق.
2 حلية الأولياء "9/ 200، 201".
3 وفي الحلية "9/ 901" "أريد".(18/74)
قال: اقعد. ثُمَّ قال: ناظِروه، كلِّموه1.
فجعلوا يناظرونني، ويتكلم هذا فأردّ عليه، ويتكلَّم هذا فأردّ عليه، وجعل صوتي يعلو أصواتهم، فجعل بعض مَن على رأسه قائم يوميء إليَّ بيده، فلمّا طال المجلس نحّاني، ثُمَّ خلا بهم. ثُمَّ نحّاهم وردّني إلى عنده فقال: ويْحك يا أحمد، أجبني حَتَّى أطلق عنك بيدي. فرددت عليه نحوًا ممّا كنت أرد، فقال لي: عليك، وذكر اللَّعْن.
وقال: خذوه واسْحبوه واخلعوه.
قال: فَسُحِبْتُ ثُمَّ خلعتُ2.
قال: وقد كان صار إليّ شعرٌ3 مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي كُمّ قميصي، فوجّه إليّ إسحاق بْن إبراهيم: ما هذا المصرور فِي كُمّ قميصك؟ قلت: شَعرٌ مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ: وسعى بعض القوم إلى القميص ليخرّقه4 عليّ، فقال لهم، يعني المعتصم: لا تخرقوه.
فنزع القميص عنّي.
قال: وظننت أنّه إنما درئ عن القميص الخرقَ بسبب الشَّعْر الَّذِي كان فِيهِ.
قال: وجلس المعتصم على كرسيّ ثُمَّ قال: العُقابين والسِّياط.
فجيء بالعقابين، فَمُدَّت يداي، فقال بعض من حضَر خلفي: خُذْ أي الخشبتين بيديك وشُدّ عليهما. فلم أفهم ما قال، فتخلّعت يداي5.
وقال محمد بْن إبراهيم البُوشَنْجيّ: ذكروا أنّ المعتصم لان فِي أمر أحمد لما عُلّق فِي العُقابين، ورأى ثُبوته وتصميمه وصلابته فِي أمره، حَتَّى أغراه ابن أبي دُؤاد وقال له: إن تركْتَه قيل إنك تركت مذهب المأمون وسخطت قوله.
__________
1 انظر المصدر السابق.
2 راجع: حلية الأولياء "9/ 201".
3 وفي حلية الأولياء "9/ 202": "صار إلي شعرتان ... ".
4 لعله يعني: "ليحرقه".
5 راجع حلية الأولياء "9/ 202".(18/75)
فهاجه ذلك على ضربه.
قال صالح: قال أبي: لمّا جيء بالسّياط نظرَ إليها المعتصم وقال: ائتوني بغيرها.
ثُمَّ قال للجلادين: تقدَّموا.
فجعل يتقدَّم إليَّ الرجل منهم فيضربني سوطين، فيقول له: شدّ، قطع اللَّه يدك.
ثُمَّ يتنحّى، فيقْدَم الآخر فيضربني سَوْطين وهو يقول فِي كلّ ذلك: شدّ، قطع اللَّه يدك.
فلمّا ضُربتُ تسع عشر سوطًا قام إليَّ، يعني المعتصم، وقال: يا أحمد، علامَ تقتل نفسك؟ إنّي والله عليك لَشَفيق.
قال: فجعل عُجَيْف1 ينْخسني بقائمة سيفه وقال: أتريد أن تغلب هؤلاء كلَّهم.
وجعل بعضهم يقول: ويْلك، الخليفة على رأسك قائم.
وقال بعضهم: يا أميرَ المؤمنين دَمُهُ فِي عُنُقي، اقتُلْه2.
وجعلوا يقولون: يا أمير المؤمنين أنت صائم وأنت فِي الشّمس قائم.
فقال لي: ويْحك يا أحمد ما تقول؟ فأقول: أعطوني شيئًا من كتاب الله أو سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أقول به.
فرجع وجلس، وقال للجلاد: تقدَّم وأوجع، قطع اللَّه يدك.
ثُمَّ قام الثانية فجعل يقول: ويْحك يا أحمد أجِبْني.
فجعلوا يُقْبلون عليَّ ويقولون: يا أحمد إمامك على رأسك قائم.
وجعل عبد الرحمن يقول: مَن صنع مِن أصحابك فِي هذا الأمر ما تصنع؟ وجعل المعتصم يقول: ويْحك أجِبْني إلى شيءٍ لك فِيهِ أدنى فرج حَتَّى أطلق عنك بيدي.
فقلت: يا أمير المؤمنين، أعطوني شيئا من كتاب الله فيرجع.
وقال للجلادين: تقدموا.
__________
1 وفي حلية الأولياء "9/ 202": "وجعل يعجب وينخسني".
2 انظر المصدر السابق.(18/76)
فجعل الجلاد يتقدَّم ويضربني سَوْطين ويتنحّى، وهو في خلال ذلك يقول: شُدّ، قطع اللَّه يدك.
قال أبي: فذهب عقلي، فأفقت بعد ذلك، فإذا الأقياد قد أُطلقت عنّي.
وقال لي رَجُل ممّن حضر: إنّا كَبَبْناك على وجهك، وطرحنا على ظهرك بارية ودُسْناك1.
قال أبي: فما شعرت بذلك، وأتوني بسَوِيق فقالوا لي: اشرب وتقيأ.
فقلت: لا أُفْطر.
ثُمَّ جيء بي إلى إسحاق بْن إبراهيم، فحضرت صلاة الظُّهر، فتقدَّم ابن سماعة فصلّى، فلمّا انفتل من الصّلاة قال لي: صلّيتَ والدّم يسيل فِي ثوبك؟! 2.
فقلت: قد صلّى عُمَر وجرحه يَثْعَب دمًا.
قال صالح: ثُمَّ خلي عَنْهُ، فصار إلى منزله. وكان مَكْثه فِي السّجن منذ أُخِذ وحُمِل إلى ضُرِب وخُلّي عَنْهُ ثمانية وعشرين شهرًا. ولقد أخبرني أحد الرجلين اللذين كانا معه قال: يابن أخي، رحمة اللَّه على أَبِي عبد الله، والله ما رَأَيْت أحدا يُشْبهه. ولقد جعلت أقول له فِي وقت ما يوجّه إلينا بالطّعام: يا أَبَا عبد الله، أنت صائم وأنت فِي موضع تقيّة3.
ولقد عطش، فقال لصاحب الشراب: ناولني. فناوله قدحًا فِيهِ ماء وثلج، فأخذه ونظر إليه هُنيّة ثُمَّ رده ولم يشرب، فجعلت أعجب من صبره على الجوع والعطش وهو فيما هُوَ فِيهِ من الهَول4.
قال صالح: كنتُ ألتمس وأحتال أن أُوصِل إليه طعامًا أو رغيفًا فِي تلك الأيام، فلم أقدر. وأخبرني رَجُلٌ حضره أنّه تفقّده فِي هذه الأيام الثّلاثة وهم يناظرونه، فما لَحَن فِي كلمة.
__________
1 وفي حلية الأولياء "9/ 203": "وسارية".
2 وفي حلية الأولياء "9/ 203": "والدم يسيل من ضربك".
3 راجع مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي "407".
4 حلية الأولياء "9/ 203".(18/77)
قال: وما ظننت أنّ أحدًا يكون فِي مثل شجاعته وشدّة قلبه1.
وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: ذهبَ عقلي مرارًا، فكان إذا رُفِع عنّي الضَّرب رجعتُ إلى نفسي. وإذا استرخيت وسقطتُ رُفع الضَّرب. أصابني ذلك مرارا، ورأيته، يعني المعتصم، قاعدًا فِي الشمس بغير مِظَلّة، فسمعته وقد أَفَقْتُ يقول لابن دؤاد: لقد ارتكبتَ فِي أمر هذا الرجل.
فقال: يا أمير المؤمنين إنّه والله كافر مشرك، قد أشرك من غير وجه. فلا يزال به حَتَّى يصرفه عمّا يريد. وقد كان أراد تخليتي بغير ضرب، فلم يدعْه ولا إسحاق بن إبراهيم، عزم حينئذٍ على ضرْبي.
قال حنبل: وبلغني أنّ المعتصم قال لابن أبي دؤاد بعدما ضُرِب أبو عبد الله: كم ضُرِبَ؟ فقال ابن أبي دُؤاد: نيّف وثلاثين أو أربعة وثلاثين سوطًا2.
وقال أبو عبد الله: قال لي إنسان ممّن كان: ثُمَّ ألقينا على صدرك بارية.
أكببناك على وجهك ودُسْناك3.
قال أبو الفضل عُبَيْد الله الزُّهْريّ: قال المَرُّوذيّ: قلت وأحمد بين الهنبادين: يا أستاذ، قال الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} [النساء: 29] . قال: يا مَرُّوذيّ، أخرج انظُر.
فخرجت إلى رَحْبة دار الخليفة، فرأيت خَلْقًا لا يُحصيهم إلا الله تعالى، والصُّحُف في أيديهم، والأقلام والمحابر. فقال لهم المَرُّوذيّ: أيّ شيء تعملون؟ قالوا: ننتظر ما يقول أحمد فنكتبه.
فدخل إلى أحمد فأخبره، فقال: يا مَرُّوذيّ أضلّ هؤلاء كلُّهم؟ قلت: هذه حكاية منقطعة لا تصحّ4.
قال ابن أبي حاتم: ثنا عبد الله بن محمد بن الفضل الأسدي قال: لما حمل
__________
1 سير أعلام النبلاء "9/ 482".
2 انظر المصدر السابق.
3 حلية الأولياء "9/ 203".
4 راجع سير أعلام النبلاء "9/ 483"، ومناقب أحمد لابن الجوزي "329، 230".(18/78)
أحمد ليُضْرَب جاءوا إلى بِشْر بن الحارث فقالوا: قد حُمِل أحمد بن حنبل وحُمِلت السِّياط، وقد وَجَبَ عليك أن تتكلَّم.
فقال: تريدون منّي مقام الأنبياء؟ ليس ذا عندي. حفظ الله أحمد من بين يديه ومن خلفه1.
وقال الحسن بن محمد بن عثمان الفَسَويّ: حدَّثني داود بن عَرَفة: ثنا ميمون بن الأصْبغ قال: كنت ببغداد، فسمعتُ ضجّة، فقلت: ما هذا؟ قالوا: أحمد يُمتحن.
فأخذت مالاش له خطر، فذهبت به إلى من يُدْخلني إلى المجلس، فأدخلوني، وإذا بالسّيوف قد جُرِّدت، وبالرماح قد رُكِّزت، وبالتِّراس قد صُفِّفت، وبالسِّياط قد طُرِحت2، فألبسوني قِباءً أسود ومنطقة وسيفًا، ووقّفوني حيث أسمع الكلام. فأتى أمير المؤمنين، فجلس على كرسيّ، وأُتِيَ بأحمد بن حنبل، فقال له: وقرابتي من رَسُول اللَّه -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأضربنّك بالسّياط، أو تقول كما أقول.
ثم التفت إلى جلاد فقال: خُذْهُ إليك. فأخذه، فلمّا ضُرِب سوطًا قال: بسم الله. فلمّا ضُرِب الثّاني قَالَ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ. فلمّا ضُرِب الثّالث قال: القرآن كلام الله غير مخلوق. فلما ضرب الرابع قال: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} [التوبة: 51] . فضربه تسعة وعشرين سوطًا. وكانت تكّة أحمد حاشية ثوب، فانقطعت، فنزل السّراويل إلى عانَتِه، فقلت: السّاعة ينهتك.
فرمى بطرْفه إلى السّماء، وحرّك شفتيه، فما كان بأسرع من أن بقي السّراويل لم ينزل. فدخلت عليه بعد سبعة أيّام، فقلت: يا أبا عبد الله رأيتك وقد انحلّ سراويلك، فرفعت رأسك أو أطرافك إلى السّماء، فما قلت؟ قال: قلت: اللهم إنّي أسألك باسمَك الّذي ملأت به العرش إنْ كنت تعلم أنّي علي الصّواب، فلا تَهْتِكْ لي ستْرًا3.
وقال جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهانيّ: ثنا أحمد بن أبي عُبَيْد الله قال: قال أحمد بن الفَرَج: حضرت أحمد بن حنبل لمّا ضُرِب، فتقدّم أبو الدن فضربه بضعة
__________
1 راجع المصدر السابق.
2 وفي سير أعلام النبلاء "9/ 483" " ... وبالسياط قد وضعت ... ".
3 "حكاية منكرة": وقاله الذهبي في السير "9/ 484" ولفظه: "هذه حكاية منكرة، أخاف أن يكون داود وضعها".(18/79)
عشر سَوطًا، فأقبل الدّم من أكتافه، وكان عليه سراويل، فانقطع خيطه، فنزل السراويل، فَلَحظْتُه وقد حرَّك شفتيه، فعاد السّراويل كما كان، فسألته عن ذلك فقال: قلت: إلهي وسيدي، وقفتني هذا الموقف، فتهتكني على رءوس الخَلائِقِ! هذه حكاية لا تصحّ1. ولقد ساق فيها أبو نُعَيْم الحافظ من الخُرافات والكذِب ما يُسْتحى من ذكره.
وأضعف منها ما رواه أبو نُعَيْم في الحلية2: ثنا الحسين بن محمد، نا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم القاضي: حَدَّثَنِي أبو عبد الله الجوهري: حَدَّثَنِي يوسف بن يعقوب: سمعت عليّ بن محمد القُرَشيّ قال: لما قُدِّمَ أحمد ليُضْرب وجُرِّد وبقي في سراويله، فبينا هو يُضرب انحلّ سراويله، فجعل يحرّك شفتيه بشيءٍ، فرأيت يدين خرجتا من تحته وهو يُضرب، فشدَّتا السّراويل. فلمّا فرغوا من الضَّرب قلنا له: ما كنتَ تقول؟ قال: قلت: يا من لا يعلم العرش منه أين هو إلا هو، إن كنتُ على الحق فلا تُبْدِ عورتي.
قلت: هذه مكذوبة ذكرتها للمعرفة. ذكرها البيهقيّ، وما جسر على تضعيفها.
ثُمَّ روى بعدها حكاية في المحنة، عن أبي مسعود البَجَليّ إجازةً، عن ابن جَهْضَم، وهو كَذُوب، عن النّجّاد، عن ابن أبي العوّام الرّياحيّ، فيها من الرَّكاكة والخَرْط ما لا يروج إلا على الْجُهّال. وفيها أنّ مئزره اضطّرب، فحرَّك شفتيه، فما استتمّ الدّعاء حتى رأيت كفّا من ذهب قد خرج من تحت مئزره بقُدرة الله، فصاحت العامّة.
وقال محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة: سمعتُ شاباص التّائب يقول: لقد ضربت أحمد بن حنبل ثمانين سوطًا، لو ضربتُه فيلا لَهَدَّتُه.
قال ابن أبي حاتم: نا أبي قال: قال إبراهيم بن الحارث العُباديّ: قال أبو محمد الطُّفاويّ لأحمد: يا أبا عبد الله، أَخْبِرْنِي عما صَنَعوا بك.
قال: لمّا ضُرِبت جاء ذاك الطّويل اللّحية، يعني عُجَيفًا، فضربني بقائم سيفه فقلت: جاء الفرجشن يُضرب عنقي وأستريح. فقال ابن سماعة: يا أمير المؤمنين اضرب عُنقه، ودَمُهُ في رقبتي.
__________
1 "حكاية لا تصح": وقاله الذهبي في السير "9/ 484"، وانظر حلية الأولياء "9/ 206".
2 حلية الأولياء "9/ 195، 196".(18/80)
قال ابن أبي دُؤاد: لا يا أمير المؤمنين، لا تفعل، فإنّه إن قُتِل أو مات في دارك قال النّاس: صبر حتّى قتل، واتّخذوه إمامًا، وثبتوا على ما هم عليه. ولكن أطِلْقه لساعة، فإنْ مات خارجًا من منزلك شك الناس بأمره1.
قال ابن أبي حاتم: وسمعت أبا زُرْعة يقول: دعي المعتصم بعمّ أحمد بن حنبل ثم قال للنّاس: تعرفونه؟ قالوا: نعم، وهو أحمد بن حنبل.
قال: فانظروا إليه أليس هو صحيح البدن؟ قالوا: نعم.
ولولا أنّه فعل ذلك لكنتُ أخاف أن يقع شيء لا يُقام له.
قال: فلمّا قال: قد سلّمته إليكم صحيح البَدَن. هَدأ النّاس وسكنوا.
قال صالح: صار أبي إلى المنزل ووجّه إليه من السِّحَر من يُبْصر الضَّرْب والجراحات ويعالج منها. فنظر إليه وقال: أنا والله لقد رأيت مَن ضُرِب ألف سوط، ما رأيت ضربًا أشدّ من هذا. لقد جرّ عليه من خلفه ومن قُدّامه.
ثُمَّ أدخل ميلا في بعض تلك الجراحات وقال: لم ينضب. فجعل يأتيه ويعالجه، وكان قد أصاب وجهه غير ضربة؛ ثم مكث يعالجه ما شاء الله. ثم قال: إنّ ههنا شيئًا أريد أن أقطعه. فجاء بحديدة، فجعل يعلق اللّحم بها ويقطعه بسكّين، وهو صابر بحمد الله، فبرئ. ولم يزل يتوجّع من مواضع منه.
وكان أثر الضرب بيّنا في ظهره إلى أن تُوُفّي.
وسمعت أبي يقول: والله لقد أعطيتُ المجهود من نفسي، وودِدْتُ أنّي أنجو مِنْ هَذَا الأَمْرِ كَفَافًا لا عَلَيَّ وَلا لي.
ودخلت على أبي يومًا فقلت له: بَلَغَني أنّ رجلا جاء إلى فضل الأنْماطيّ فقال له: اجعلني في جل إذ لم أقم بنُصْرتك.
فقال فضل: لا جعلت أحدًا في حِلّ.
فتبسّم أبي وسكت. فلمّا كان بعد أيّام قال: مررت بهذه الآية: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [الشورى: 40] فنظرت في تفسيرها، فإذا هو ما حَدَّثَنِي أبو
__________
1 راجع سير أعلام النبلاء في الموضع السابق.(18/81)
النُّضْر: ثنا ابن فَضَالَةَ المبارك: حَدَّثَنِي من سمع الحسن يقول: إذا جئت الأُمم بين يدي ربّ العالمين نودوا: ليقُم من أجرُه على الله. فلا يقوم إلا من عفا في الدّنيا.
قال أبي: فجعلت الميت في جل من ضربه إيايّ.
ثُمَّ جعل يقول: وما علي رجل ألا يعذّب الله بسببه أحدًا1.
وقال حنبل بن إسحاق: لمّا أمر المعتصم بتخلية أبي عبد الله خلع عليه مُبطّنة وقميصًا وطيلسانًا وخُفًّا وقَلَنْسُوَة، فبينا نحن على باب الدّار والنّاس في الميدان والدُّرُوب وغيرها، وأُغلقت الأسواق، إذ خرج أبو عبد الله على دابة من دار أبي إسحاق المعتصم، وعليه تلك الثّياب، وابن أبي دُؤاد عن يمينه، وإسحاق بن إبراهيم، يعني نائب بغداد، عن يساره، فلمّا صار في دِهْليز المعتصم قبل أن يخرج قال لهم ابن أبي دُؤاد: اكشفوا رأسه. فكشفوه، يعني الطَّيلسان2 فقط، وذهبوا يأخذون به ناحية الميدان نحو طريق الحبْس. فقال لهم إسحاق: خذوا به ههنا، يريد دِجْلة. فَذُهب به إلى الزَّورق، وحُمِل إلى دار إسحاق، وأقام عنده إلى أن صُلِّيت الظُّهْر. وبعث إلى أبي وإلى جيراننا ومشايخ المحالّ، فجُمِعوا وأدخِلوا عليه، فقال لهم: هذا أحمد بن حنبل إن كان فيكم من يَعرفه، وإلا فلْيعرفه.
وقال ابن سماعة حين دخل للجماعة: هذا أحمد بن حنبل، فإنّ أمير المؤمنين ناظَرَه في أمره، وقد خلّي سبيله، وها هو ذا.
فأُخرج على دابّة لإسحاق بن إبراهيم عند غروب الشّمس، فصار إلى منزله ومعه السّلطان والنّاس، وهو منحني.
فلمّا ذهب لينزل احتضنْتُه ولم أعلم، فوقعت يدي على موضع الضَّرْب فصاح، فنحّيت يدي، فنزل متوكِّئا عليّ، وأغلق الباب ودخلنا معه، ورمى بنفسه على وجهه لا يقدر يتحرّك إلا بجهد، وخلع ما كان عليه، فأمر به فبِيع، وأخذ ثمنه فتصدَّق به. وكان المعتصم أمر إسحاق بن إبراهيم أن لا يقطع عنه خبره، وذلك أنّه تُرِك فيما حُكي لنا عند الإياس منه. وبَلَغَنا أن المعتصم ندم وأُسقط في يده حتى صح. فكان
__________
1 سير أعلام النبلاء "9/ 485".
2 الطيلسان: ضرب من الأوشجة يلبس على الكتف أو يحيط بالبدن، خال من التفصيل والخياطة، أو هو ما يعرف في العامية المصرية بالشال "ج" طيالس وطيالسة.(18/82)
صاحب خبر إسحاق يأتينا كل يوم يتعرّف خبره حتّى صحّ، وبقَيتْ إبهاماه متخلعَتين تضربان عليه في البرد حتّى يُسَخّن له الماء.
ولمّا أردنا علاجه خِفنا أن يدسّ ابن دُؤاد سُمًّا إلى المعالج، فعملنا الدّواء والمراهم في منزلنا. وسمعته يقول: كلّ من ذكرني في حِلّ إلا مبتدع.
وقد جعلت أبا إسحاق، يعني المعتصم، في حِلّ. ورأيت الله تعالى يقول: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: 22] وَأَمَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبَا بكر بالعفو في قصّة مِسْطح1.
قال أبو عبد الله: العفو أفضل، وما ينفعك أن يعذب أخوك المسلم في سبيلك2.
فصل في محنته من الواثق:
قال حنبل: ولم يزل أبو عبد الله بعد أن برئ من مرضه يحضر الجمعة والجماعة ويفتي ويحدِّث حتّى مات المعتصم، وولى ابنه الواثق، فأظهر ما أظهر من المحنة والميل إلى ابن أبي دؤاد وأصحابه. فلما اشتد الأمر على أهل بغداد، وأظهرت القُضاة المحنة، وفُرّق بين فضل الأنماطيّ وامرأته، وبين أبي صالح وامرأته، كان أبو عبد الله يشهد الجمعة ويعيد الصّلاة إذا رجع ويقول: الجمعة تؤتي لفضلها، والصّلاة تُعاد خلف من قال بهذه المقالة3.
وجاء نفر إلى أبي عبد الله وقالوا: هذا الأمر قد فشا وتفاقم، ونحن نخافه على أكثر من هذا. وذكروا أنّ ابن أبي دُؤاد أراد أن يأمر المعلّمين بتعليم الصّبيان في الكُتّاب مع القرآن كذا وكذا. فنحن لا نرضى بإمارته.
فمنعهم من ذلك وناظَرَهم. وحكى حنبل قصْده في مناظرتهم وأمرهم بالصَّبْر.
فبينا نحن في أيّام الواثق إذ جاء يعقوب ليلا برسالة إسحاق بن إبراهيم إلى أبي
__________
1 وهو مِسْطَح بْن أُثَاثَة بْن عَبَّاد بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافَ بْنِ قُصَيٍّ الْقُرَشِيُّ الْمُطَّلِبِيُّ، ابن خالة أبي بكر الصديق. وكان مسطح ممن خاض في الإفك على عائشة.
2 سير أعلام النبلاء "9/ 487".
3 سير أعلام النبلاء "9/ 489".(18/83)
عبد الله: يقول لك الأمير إنّ أمير المؤمنين قد ذكرك، فلا يجتمعنّ إليك أحد، ولا تُسَاكنّي بأرضٍ ولا مدينة أنا فيها. فاذهب حيث شئت من أرض الله.
فاختفى أبو عبد الله بقيّة حياة الواثق. وكانت تلك الفتنة، وقُتل أحمد بن نصر، فلم يزل أبو عبد الله مختفيا في منزله في القرب. ثمّ عاد إلى منزله بعد أشُهر أو سنة لمّا طغى خبره. ولم يزل في البيت مختفيًا لا يخرج إلى الصّلاة ولا غيرها حتّى هلك الواثق.
وعن إبراهيم بن هانئ قال: اختفى أحمد بن حنبل عندي ثلاثة أيام ثم قال: اطلب لي موضعا.
قلت: لا آمن عليك.
قال: افعل. فإذا فعلت أفدتك.
فطلبت له موضعًا، فلمّا خرج قال لي: اختفى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الغار ثلاثة أيّام، ثم تحوّل1.
قلت: أنا أتعجَّب من الحافظ أبي القاسم كيف لم يَسُقِ المحنة ولا شيئًا منها في تاريخ دمشق مع فرط استقصائه، ومع صحّة أسانيدها، ولعلّ له نيّة في تَرْكها.
فصل في حال أبي عبد الله أيّام المتوكّل:
قال حنبل: ولي جعفر المتوكّل فأظهر الله السنة وفرّج عن النّاس، وكان أبو عبد الله يحدِّثنا ويحدِّث أصحابه في أيّام المتوكّل، وسمعته يقول: ما كان النّاس إلى الحديث والعلم أحوج منهم في زماننا2.
ثمّ إنّ المتوكّل ذكره وكتب إلى إسحاق بن إبراهيم في إخراجه إليه. فجاء رسول إسحاق إلى أبي عبد الله يأمره بالحضور، فمضى أبو عبد الله ثم رجع فسأله أبي عمّا دُعِيَ له فقال: قرأ عليَّ كتاب جعفر يأمرني بالخروج إلى العساكر3.
__________
1 سير أعلام النبلاء "9/ 489".
2 سير أعلام النبلاء "9/ 490".
3 انظر المصدر السابق.(18/84)
قال: وقال لي إسحاق بن إبراهيم: ما تقول في القرآن؟ فقلت: إنّ أمير المؤمنين قد نهى عن هذا.
فقال: لا تُعِلْم أحدًا أنّي سألتك.
فقلت له: مسألة مسترشد أو مسألة متعنّت؟ قال: بل مسألة مسترشد.
فقلت له: القرآن كلام الله ليس مخلوق، وقد نهى أمير المؤمنين عن هذا.
وخرج إسحاق إلى العساكر، وقدِم ابنه خليفةً له ببغداد، ولم يكن عند أبي عبد الله ما يتجمّل به وينفقه، وكانت عندي مائة درهم، فأتيتْ بها أبي، فذهب بها إليه، فأخذها وأصلح بها ما احتاج إليه، واكْتَرى منها، وخرج ولم يلق محمد بن إسحاق بن إبراهيم، ولا سلَّم عليه. فكتب بذلك محمد إلي أبيه، فحقدها إسحاق عليه، فقال للمتوكّل: يا أمير المؤمنين إنّ أحمد بن حنبل خرج من بغداد ولم يأت محمدا مولاك.
فقال المتوكّل: يرد ولو وطئ بساطي.
وكان أبو عبد الله قد بلغ بُصْرَى، فوجّه إليه رسولا يأمره بالرجوع، فرجع وامتنع من الحديث إلا لولده ولنا. وربّما قرأ علينا في منزلنا.
ثمّ إنّ رافعًا رفع إلى المتوكّل أن أحمد بن حنبل رَبَّصَ علويّا في منزله، وأنّه يريد أن يُخرجه ويُبايع عليه، ولم يكن عندنا عِلْم، فبينا نحن ذات ليلة نيام في الصَّيف سمعنا الْجَلَبة، ورأينا النّيران في دار أبي عبد الله، فأسرعنا، وإذا أبو عبد الله قاعدٌ في إزار، ومظفَّر بن الكلبيّ صاحب الخبر وجماعة معهم. فقرأ صاحب الخبر كتاب المتوكل: وَرَدَ على أمير المؤمنين أنّ عندكم علويًا ربصته لتُبايع عليه وتُظهره. في كلامٍ طويل.
ثمّ قال له مظفَّر: ما تقول؟ قال: ما أعرف من هذا شيئًا، وإنّي لأرى له السَّمع والطّاعة في عُسْرِي ومَنْشَطِي ومكرهي، وآثره لأدعو الله له بالتّسديد والتّوفيق في اللّيل والنّهار. في كلامٍ كثير غير هذا.
وقال ابن الكلبيّ: قد أمرني أمير المؤمنين أن أُحَلِّفك.
قال: فاحلفه بالطّلاق ثلاثًا أن ما عنده طلْبه أمير المؤمنين.(18/85)
قال: وفتَّشوا منزل أبي عبد الله والسَّرَب والغُرَف والسُّطُوح، وفتُشوا تابوت الكُتُب، وفتّشوا النّساء والمنازل، فلم يروا شيئًا ولم يحسّوا بشيء، وردّ الله الّذين كفروا بغيظهم.
فكتب بذلك إلى المتوكّل، فوقع منه موقعًا حسنًا وعلم أنّ أبا عبد الله مكذوبٌ عليه.
وكان الّذي دس عليه رجل من أهل البِدَع، ولم يَمُتْ حتّى بيَّن الله أمرَهُ للمسلمين، وهو ابن الثَّلجيّ. فلمّا كان بعد أيّام بينا نحن جلوسٌ بباب الدّار إذا يعقوب أحد حُجّاب المتوكّل قد جاء، فاستأذن على أبي عبد الله، فدخل ودخل أبي وأنا، ومع بعض غلمانه بدْرةٌ، على بغْلٍ، ومعه كتاب المتوكّل، فقرأه على أبي عبد الله: إنّه قد صحّ عند أمير المؤمنين برآءة ساحتك، وقد وجّه إليك بهذا المال تستعين به. فأبى أن يقبله وقال: ما لي إليه حاجة.
فقال: يا أبا عبد الله، اقبل من أمير المؤمنين ما أمرك به فإنّ هذا خير لك عنده، فاقبل ولا تردّه. فإنّك إنْ رددته خفت أن يظنّ بك ظَنّ سَوْء.
فحينئذ قبِلَها.
فلمّا خرج قال: يا أَبَا عليّ.
قلت: لبِّيك.
قال: ارفع هذه الإجانة وضعها، يعني البدْرة، تحتها.
فوضعتها وخرجنا. فلما كان اللَّيْلُ إذا أمّ ولد أبي عبد الله تدقّ علينا الحائط، فقلت لها: ما لكِ؟ قالت: مولاي يدعو عمَّه.
فأعلمت أبي، وخرجنا فدخلنا على أبي عبد الله، وذلك في جوف اللّيل.
فقال: يا عمّ، ما أخذني النّوم هذه اللّيلة.
فقال له أبي: ولِمَ؟ قال: لهذا المال.
وجعل يتوجّع لأخْذه، وجعل أبي يُسَكِّنه ويُسَهِّل عليه، وقال: حتّى تُصبح وترى فيه رأيك، فإنّ هذا ليل والنّاس في منازلهم.
فأمسك، وخرجنا. فلمّا كان في السِّحَر وجَّه إلى عَبْدُوس بن مالك، والحَسَن بن(18/86)
البزّار، فحضرا، وحضر جماعة منهم: هارون الحمّال، وأحمد بن مَنِيع، وابن الدَّوْرقيّ، وأنا، وأبي، وصالح، وعبد الله فجعلنا نكتب من يذكرونه من أهل السنة والصّلاح ببغداد والكوفة، فوجّه منها إلى أبي سعيد الأشجّ، والى أبي كُرَيْب، وإلى من ذُكِر أنّه من أهل العلم والسنة ممّن يعلمون أنّه محتاج.
ففرِّقها كلّها ما بين الخمسين إلى المائة والمائتين، فما في الكيس دِرهم.
ثمّ تصدَّق بالكيس على مسكين.
فلما كان بعد ذلك مات إسحاق بن إبراهيم وابنه محمد، وولي بغداد عبد الله بن إسحاق، فجاء رسوله إلى عبد الله، فذهب إليه، فقرأ عليه كتابَ المتوكّل فقال له: يأمرك بالخروج.
فقال: أنا شيخ ضعيف عليل.
فكتب عبد الله بما ردّ عليه، فورد جواب الكتاب بأنّ أمير المؤمنين يأمره بالخروج. فوجّه عبد الله جنوده، فباتوا على بابنا أيّاما حتّى تهيّأ أبو عبد الله للخروج، فخرج وخرج صالح، وعبد الله، وأبو رُمَيْلة.
قال صالح: كان حُمل أبي إلى المتوكّل سنة سبْعٍ وثلاثين ومائتين، ثم عاش إلى سنة إحدى وأربعين، فكان قلّ يوم يمضي إلا ورسول المتوكًل يأتيه.
قال حنبل في حديثه: وقال أبي ارجع. فرجعت، فأخبرني أبي قال: لما دخلنا إلى العساكر إذا نحن بموكب عظيم مقبل، فلمّا حاذى بنا قالوا: هذا وَصيف. واذا فارس قد أقبل، فقال لأحمد: الأمير وصيف يُقْرئك السلام، ويقول لك: إنّ الله قد أمكنك من عدوّك، يعني ابن أبي دُؤاد، وأمير المؤمنين يقبل منك، فلا تدع شيئًا إلا تكلَّمت به.
فما رد عليه أبو عبد الله شيئًا. وجعلت أنا أدعو لأمير المؤمنين، ودعوتُ لوَصِيف، ومضينا فأنزلنا في دار التّيّاح، ولم يعلم أبو عبد الله، فسأل بعد ذلك: لمن هذه الدار؟ قالوا: هذه دار التّيّاح.
فقال: حوّلوني، اكْتَروا لي.
فلم نزل حتّى اكترينا له دارًا. وكانت تأتينا في كل يوم مائدة فيها ألوان يأمر بها(18/87)
المتوكّل، والفاكهة والثّلج، وغير ذلك. فما نظر إليها أبو عبد الله، ولا ذاق منها شيئًا. وكانت نفقة المائدة كلّ يوم مائة وعشرين درهمًا.
وكان يحيى بن خاقان، وابنه عُبَيْد الله، وعليّ بن الْجَهْم يأتون أبا عبد الله ويختلفون إليه برسالة المتوكل.
ودامت العِلّةُ بأبي عبد الله وضعُف ضعفًا شديدًا. وكان يواصل، فمكث ثمانية أيّام ولا يأكل ولا يشرب. فلمّا كان في اليوم الثّامن دخلت عليه، وقد كاد أن يُطْفأ، فقلت: يا أبا عبد الله، ابْن الزُّبَيْر كان يواصل سبعة أيّام، وهذا لك اليوم ثمانية أيام.
قال: إنّي مُطِيق.
قلت: بحقّي عليك.
قال: فإنّي أفعل.
فأتيته بسَويق فشرب؛ ووجّه إليه المتوكّل بمالٍ عظيم فردَّه، فقال له عُبَيْد الله بن يحيى: فانّ أمير المؤمنين يأمرك أن تدفعها إلى ولدك وأهلك.
قال: هم مستعفون فردّها عليه.
فأخذها عُبَيْد الله فقسّمها على ولده وأهله.
ثُمَّ أجرى المتوكّل على أهله وولده أربعة آلاف في كلّ شهر، فبعث إليه أبو عبد الله: إنّهم في كفاية، وليست بهم حاجة.
فبعث إليه المتوكل: إنما هذا لوالدك، ما لكَ ولهذا؟ فأمسك أبو عبد الله. فلم يزل يُجْري علينا حتّى مات المتوكّل1.
وجرى بين أبي عبد الله وبين أبي في ذلك كلام كثير، وقال: يا عمُّ، ما بقي من أعمارنا؟ كأنّك بالأمر قد نزل بنا، فالله الله فإنّ أولادنا إنّما يريدون يتأكّلون بنا، وإنّما هي أيام قلائل. لو كُشِفَ للعبد عمّا قد حُجِب عنه لعَرف ما هو عليه من خيرٍ أو شرّ، صبرٌ قليل وثوابٌ طويل، وإنّما هذه فتنة.
قال أبي: فقلت: أرجو أن يؤمنك الله مما تحذر.
__________
1 سير أعلام النبلاء "9/ 493".(18/88)
قال: فكيف وأنتم لا تتركون طعامهم ولا جوائزهم، لو تركتموها لتركوكم.
وقال: ما ننتظر؟ إنّما هو الموت، فإمّا إلى جنة وإمّا إلى نار؛ فطوبى لمن قدِم على خير.
قال أبي: فقلت له: أليس قد أمرت، ما جاءك من هذا المال من غير مسألة ولا إشراف نفس أن تأخذه.
قال: قد أخذت مرَّةً بلا إشراف نفسي فالثانية والثالثة؛ فما بال نفسك ألم تستشرف؟ فقلت: ألم يأخذ ابن عُمر وابن عبّاس؟ فقال: ما هذا وذاك؟ وقال: لو أعلم أنّ هذا المال يؤخذ من وجهه ولا يكون فيه ظُلم ولا حيف لم أُبَالِ1.
قال حنبل: فلمّا طالت علّة أبي عبد الله كان المتوكّل يبعث بابن ماسَوَيْه المتطبّب فيصف له الأدوية، فلا يتعالج، ودخل المطبّب على المتوكّل فقال: يا أمير المؤمنين، أحمد ليست به عِلّة في بدنه، إنّما هو من قلّة الطّعام والصّيام والعبادة.
فسكت المتوكّل2.
وبلغ أمَّ المتوكّل خبرُ أبي عبد الله، فقالت لابنها: أشتهي أن أرى هذا الرجل.
فوجّه المتوكّل إلى أبي عبد الله يسأله أن يدخل على ابنه المُعَتَزّ ويُسَلِّمَ عليه ويدعو له ويجعله فِي حُجْره. فامتنع أبو عبد الله من ذلك، ثُمَّ أجابَ رجاء أن يُطْلق وينحدر إلى بغداد.
فوجّه إليه المتوكّل خلعة، وأتوه بدابّة يركبها إلى المعتزّ، فامتنع، وكانت عليها مثيرة نُمُور. فقُدِّم إليه بَغْل لرجل من التّجّار فركبه، وجلس المتوكّل مع أمّه فِي مجلسٍ من المكان، وعلى المجلس سَترٌ رقيق. فدخل أبو عبد الله على المعتزّ، ونظر إليه المتوكّل وأمّه، فلمّا رأته قَالَتْ: يا بُنيّ، اللَّه اللَّه فِي هذا الرجل، فليسَ هذا ممّن يريد ما عندكم، ولا المصلحة أن تحبسه عن منزله، فَأذَن له فليذْهب3.
فدخل أبو عبد الله على المعتزّ فقال: السّلام عليكم، وجلسَ ولم يسلّم عليه بالإمرة.
__________
1 انظر المصدر السابق.
2 انظر المصدر السابق.
3 سير أعلام النبلاء "9/ 495".(18/89)
قال: فسمعت أَبَا عبد الله بعد ذلك ببغداد يقول: لمّا دخلت عليه وجلست قال مؤدِّب الصّبيّ: أصلح اللَّه الأمير، هذا الَّذِي أمَره أميرُ المؤمنين يؤدِّبك ويعلّمك.
فردَّ عليه الغلام وقال: إن علَّمني شيئًا تعلَّمته.
قال أبو عبد الله: فعجبتُ من ذكائه وجوابه على صِغَره. وكان صغيرًا.
قال: ودامت عِلّةُ1 أبي عبد الله وبلغ الخليفة ما هُوَ فِيهِ، وكلَّمه يحيى بْن خاقان أيضًا وأخبره أنّه رَجُل لا يريد الدّنيا. فأذِن له بالانصراف. فجاء عُبَيْد اللَّه ابن يحيى وقت العصر فقال: إنّ أمير المؤمنين قد أذِن لك، وأمرَ أن تُفرش لك حَرّاقة2 تنحدر فيها.
فقال أبو عبد الله: اطلبوا لي زَوْرقًا فأنحدر فِيهِ السّاعة.
فطلبوا له زورقًا فانحدرَ فِيهِ من ساعتِه3.
قال حنبل: فما عِلمْنا بقدومه حَتَّى قيل لي إنّه قد وافى، فاستقبلته بناحية القطيعة، وقد خرج من الزَّورق، فمشيت معه فقال لي: تقدَّم لا يراك النّاس فيعرفوني.
فتقدَّمت بين يديه حَتَّى وصل إلى المنزل، فلمّا دخل ألقى نفسه على قفاه من التعب والعياء. وكان فِي حياته ربما استعار الشّيء من منزلنا ومنزل ولده4.
فلمّا صار إلينا من مال السّلطان ما صار امتنع من ذلك، حَتَّى لقد وُصف له فِي عِلّته قَرْعةٌ تُشْوَى ويؤخذ ماؤها. فلمّا جاءوا بالقَرْعة قال بعض من حضر: اجعلوها فِي تنّور، يعني فِي دار صالح، فإنّهم قد خبزوا. فقال بيده: لا. ومثل هذا كثير5.
وقد ذكر صالح بْن أحمد قصّة خروج أَبِيهِ إلى العساكر ورجوعه، وتفتيش بيوتهم
__________
1 يعني بقوله: "ودامت علة أبي ... " يقصد مرضه.
2 الحراقة: ضرب من السفن فيها مرامي نيران، والحراقة أيضا سفينة خفيفة المر "المعجم الوسيط ص/ 168".
3 سير أعلام النبلاء "9/ 494".
4 سير أعلام النبلاء "9/ 495".
5 انظر المصدر السابق.(18/90)
على العلويّ، ثُمَّ ورود يعقوب قَرْقَرَة ومعه العشرة آلاف، وأنّ بعضها كان مائتي دينار والباقي دراهم.
قال: فجئت بأجّانة خضراء، فأكببتها1 على البدْرة، فلمّا كان عند المغرب قال: يا صالح خذ هذا صيّرْه عندك.
فصيّرته عند رأسي فوق البيت. فلمّا كان سَحَر إذا هُوَ ينادي: يا صالح.
فقمت وصعدت إليه، فقال: ما نمت. قلت: لِمَ يا أبه؟ فجعل يبكي وقال: سِلمتُ من هؤلاء، حَتَّى إذا كان فِي آخر عمري بُليتُ بهم. وقد عزمتُ عليك أن تفرّق هذا الشيء إذا أصبحت.
فقلت: ذاك إليك.
فلما أصبح جاءه الْحَسَن2 بْن البزّار فقال: جئني يا صالح بميزان. وجِّهوا إلى أبناء المهاجرين والأنصار. ثُمَّ وجِّهْ إلى فلانٍ حَتَّى يفرّق فِي ناحيته، وإلى فلان، حَتَّى فرّقها كلّها، ونحن فِي حالةٍ اللَّه بها عليم.
فجاءني ابنٌ لي فقال: يا أبَه أعطني درهمًا.
فأخرجت قطعةً فأعطيته.
وكتب صاحب البريد إنّه تصدّق بالدّراهم فِي يومه، حَتَّى تصدَّق بالكيس.
قال عليّ بْن الْجَهْم: فقلت: يا أمير المؤمنين قد تصدَّق بها. وعلم النّاس أنّه قد قبلَ منك.
ما يصنع أحمد بالمال وإنّما قُوتُه رغيف؟! قال: فقال لي: صدقت يا عليّ3.
قال صالح: ثُمَّ أُخرج أبي ليلا، ومعنا حُرّاس معهم النّفّاطات، فلمّا أصبح وأضاء الفجر قال لي: صالحُ معك دراهم؟ قلت: نعم.
قال: أعطهم.
__________
1 وفي حلية الأولياء "9/ 207" "فأكفأتها".
2 وفي حلية الأولياء "9/ 207" "الحسين".
3 سير أعلام النبلاء "9/ 495".(18/91)
فلمّا أصبحنا جعل يعقوب يسير معه، فقال له: يا أَبَا عبد الله1، ابن الثّلجي بَلَغَني أنّه كان يذكرك.
فقال له: يا أَبَا يوسف سلِ اللَّه العافية.
فقال له: يا أَبَا عبد الله تريد أن نؤدّي عنك رسالةً إلى أمير المؤمنين؟ فسكت.
فقال: إنّ عبد الله بْن إسحاق أخبرني أنّ الوابصيّ قال له إنّي أشهد عليه أنّه قال: إنّ أحمد يعبُد ماني.
فقال: يا أَبَا يوسف يكفي اللَّه.
فغضب يعقوب والتفتَ إليَّ فقال: ما رَأَيْت أعجب ممّا نَحْنُ فِيهِ، أسأله أن يطلق لي كلمةً أخبر أمير المؤمنين، فلا يفعل.
قال: ووجّه يعقوب إلى المتوكّل بما عمل، ودخلنا العسكر وأبي منكِّس الرأس، ورأسه مُغَطّى، فقال له يعقوب: اكشف رأسك يا أَبَا عبد الله، فكشفه.
ثُمَّ جاء وصيف يريد الدّار، ووجّه إليه بعدما جاز بيحيى بْن هَرْثَمَة فقال: يُقرئك أمير المؤمنين السّلام ويقول: الحمد لله الَّذِي لم يُشْمت بك أهل البِدَع. قد علمتَ ما كان من حال ابن أبي دُؤاد، فينبغي أن تتكلَّم بما يحبّ اللَّه. ومضى يحيى وأنزل أبي دار إيتاخ. فجاء عليّ بْن الْجَهْم وقال: قد أمرَ لكم أمير المؤمنين بعشرة آلاف مكان تلك الّتي فرَّقتها، وأمرَ أن لا يُعلم شيخكم بذلك فيغتَمّ. ثُمَّ جاءه محمد بْن معاوية فقال: إنّ أمير المؤمنين يُكثر من ذِكْرِك ويقول: يقيم ههنا يُحَدِّث.
فقال: أَنَا ضعيف2.
ثُمَّ صار إليه يحيى بْن خاقان فقال: يا أَبَا عبد الله قد أمر أمير المؤمنين أن أصير إليك لتركب إلى ابنه أبي عبد الله، يعني المعتز3.
__________
1 راجع حلية الأولياء "9/ 208".
2 حلية الأولياء "9/ 208".
3 راجع: سير أعلام النبلاء "9/ 496".(18/92)
ثُمَّ قال لي: قد أمرني أمير المؤمنين أن يُجْرى عليك وعلى قراباتك أربعة آلاف درهم، ففرقها عليهم.
ثم دعا يحيى من الغد فقال: يا أَبَا عبد الله تركب؟ فقال: ذاك إليكم.
ولبس إزاره وخُفّه. وكان خفه له عنده نحو من خمسة عشر عامًا، قد رُقّع برقاع عدّة. فأشار يحيى أن يلبس قَلَنْسُوَة.
قلت: ما له قَلَنْسُوَة.
إلى أن قال: فدخل دار المعتزّ، وكان قاعدًا على دُكّان فِي الدّار، فلمّا صعِد الدُّكّان قعد فقال له يحيى: يا أَبَا عبد الله إنّ أمير المؤمنين جاء بك ليُسرّ بقربك، ويُصيّر أَبَا عبد الله ابنه فِي حُجْرك. فأخبرني بعضُ الخدم أنّ المتوكّل كان قاعدًا وراء سترٍ. فلمّا دخل أبي الدّار قال لأمه: يا أمَه نارت الدّار.
ثُمَّ جاء خادم بمنديل، فأخذ يحيى المنديل، وذكر قصّةً فِي إلباسه القميص والطَّيْلسان والقَلَنْسُوَة وهو لا يحرّك يده. ثُمَّ انصرف1. وكانوا قد تحدّثوا أنّه يخلع عليه سوادًا. فلمّا صار إلى الدّار نزع الثّياب، ثُمَّ جعل يبكي وقال: سلمت من هؤلاء منذ ستّين سنة، حَتَّى إذا كان فِي آخر عمري بُليتُ بهم. ما أحسبني سلمتُ من دخولي على هذا الغلام، فكيف بمن يجب عليَّ نُصْحه من وقت تقع عيني عليه، إلى أن أخرج من عنده. يا صالح وجّه بهذه الثّياب إلى بغداد تباع ويُتصدَّق بثمنها، ولا يشتري أحد منكم منها شيئًا.
فوجَهتُ بها إلى يعقوب بْن بُخْتان2، فباعها وصرف ثمنها، وبقيت عندي القَلَنْسُوة. قال: ومكث خمسة عشر يوما يفطر في ثلاثةٍ على تمر سَويق، ثُمَّ جعل بعد ذلك يُفطر ليلةً على رغيف، وليلة لا يُفْطر. وكان إذا جيء بالمائدة توضع بالدِّهْليز لئلا يراها، فيأكل مَن حَضَر. فكان إذا أجهده الحَرُّ بَلَّ خرقةً فيضعها على صدره. وفي كلّ يوم يوجّه إليه بابن ماسَوَيْه فينظر إليه ويقول: يا أَبَا عبد الله أَنَا أميل إليك وإلى أصحابك، وما بك علة إلا الضعف وقلة الزاد3.
__________
1 سير أعلام النبلاء "9/ 496".
2 وفي حلية الأولياء "9/ 210" "التختكان".
3 وفي حلية الأولياء "9/ 210" "وقلة البر".(18/93)
إلى أن قال: وجعل يعقوب وغِياث يصيران إليه ويقولان له: يقول لك أمير المؤمنين: ما تقول فِي ابن أبي دُؤاد وفي حاله؟ فلا يجيب فِي ذلك بشيء.
وجعل يعقوب ويحيى يخبراه بما يحدث فِي أمر ابن أبي دُؤاد فِي كلّ يوم، ثُمَّ أحْدِر إلى بغداد بعدما أشهد عليه ببيع ضياعه1.
وكان ربّما صار إليه يحيى بْن خاقان وهو يصلّي، فيجلس فِي الدِّهْليز حَتَّى يفرغ2.
وأمر المتوكل أن يشترى لنا دار فقال: أَبَا صالح. قلت: لبَّيْك. قال: لئن أقررت لهم بشراء دار لتكوننّ القطيعة بيني وبينكم. إنّما يريدون أن يصيّروا هذا البلد لي مأوى ومسكنًا.
فلم نزل ندفع بشراء الدّار حتّى اندفع3.
وجَعَلَتْ رُسُل المتوكّل تأتيه يسألونه عَنْ خبره، ويصيرون إليه فيقولون: هُوَ ضعيف. وفي خلال ذلك يقولون: يا أَبَا عبد الله لا بدّ من أن يراك4.
وجاءه يعقوب فقال: يا أَبَا عبد الله، أمير المؤمنين مشتاق إليك ويقول: أنظر يومًا تصير فِيهِ أيّ يوم هُوَ حَتَّى أعرفه.
فقال: ذاك إليكم.
فقال: يوم الأربعاء يوم خال.
وخرج يعقوب، فلمّا كان من الغد جاء يعقوب فقال: البُشْرَى يا أَبَا عبد الله، أميرُ المؤمنين يقرأ عليك السّلام ويقول: قد أعفيتك عن لبس السّواد والرُّكُوب إلى وُلاة العهود وإلى الدّار. فإنْ شئت فالْبس القُطْن، وإن شئت فالْبس الصّوف.
فجعل يحمد اللَّه على ذلك.
__________
1 حلية الأولياء "9/ 210".
2 وفي سير أعلام النبلاء "9/ 211" "حتى يفرغ من الصلاة".
3 حلية الأولياء "9/ 210، 211".
4 انظر المصدر السابق.(18/94)
ثُمَّ قال يعقوب: إنّ لي ابنًا وأنا به مُعْجَب، وإنّ له من قلبي موقعًا، فأحبّ أن تحدّثه بأحاديث.
فسكت، فلمّا خرج قال: أتراه لا يرى ما أَنَا فِيهِ1؟! وكان يختم من جمعة إلى جمعة. فإذا ختم دعا فيدعو ونُؤَمِّن، فلمّا كان غداة الجمعة وجَّه إليَّ والى أخي، فلما ختم جعل يدعو ونحن نُؤَمِّن، فلمّا فرغ جعل يقول: أستخير اللَّه مرّات. فجعلت أقول ما يريد. ثُمَّ قال: إنّي أعطي اللَّه عهدًا، إن عهده كان مسئولا. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة: 1] إنّي لا أحدّث حديث تمامٍ أبدًا حَتَّى ألقى اللَّه، ولا أستثني منكم أحدًا.
فخرجنا وجاء عليّ بْن الْجَهْم، فأخبرناه فقال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
وأخبر المتوكّل بذلك وقال: إنّما يريدون أن أُحدِّث ويكون هذا البلد حبْسي. وإنما كان سبب الَّذِين أقاموا بهذا البلد لما أُعطوا فقبلوا وأُمِروا فحدَّثوا2.
وجعل أبي يقول: والله لقد تمنّيت الموت فِي الأمرِ الَّذِي كان، وإنّي لأتمنّى الموت فِي هذا، وذلك أن هذا، وذلك أن فتنة الدّنيا، وذاك كان فتنة الدّين.
ثُمَّ جعل يضمّ أصابعه ويقول: لو كان نفسي فِي يدي لأرسلتها. ثُمَّ يفتح أصابعه3.
وكان المتوكّل كلّ يوم يوجّه فِي كلّ وقت "من" يسأله عن حاله، وكان فِي خلال ذلك يأمر لنا بالمال ويقول: يوصل إليهم، ولا يُعلم شيخهم فيغتمّ. ما يريد منهم إن كان هُوَ لا يريد الدّنيا، فلِمَ يمنعهم؟ وقالوا للمتوكّل: إنّه لا يأكل من طعامك، ولا يجلس على فراشك، ويحرّم الَّذِي تشرب. فقال لهم: لو نشر المعتصم وقال فِيهِ شيئًا لم أقبلْ منه4.
قال صالح: ثُمَّ انحدرتُ إلى بغداد، وخلَّفتُ عبد الله عنده، فإذا عبد الله قد قدِم، وجاء بثيابي الّتي كانت عنده. فقلت: ما جاء بك؟ فقال: قال لي: انحدر،
__________
1 سير أعلام النبلاء "9/ 497".
2 حلية الأولياء "9/ 211".
3 سير أعلام النبلاء "9/ 497".
4 حلية الأولياء "9/ 212".(18/95)
وقل لصالح لا يخرج، فأنتم كنتم آفتي. والله، لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا أخرجت واحدا منكم معي. لولاكم لمن كانت توضع هذه المائدة؟ ولمن كان تُفرش هذه الفُرُش ويجري هذا الإجراء؟ فكتبت إليه أُعْلِمُه ما قال لي عبد الله، فكتب إليَّ بخطه: أحسنَ اللَّه عاقبتك، ودفع عنك كلّ مكروه ومحذور، الَّذِي حملني على الكتاب إليك الَّذِي قلت لعبد اللَّه: لا يأتيني منكم أحدٌ رجاء أن ينقطع ذِكْري ويَخْمُل. إذا كنتم هنا فشا ذِكْري. وكان يجتمع إليكم قوم ينقلون أخبارنا، ولم يكن إلا خيرًا1. فإن أقمتَ فلم تأتني أنتَ ولا أخوك فهو رضائي، ولا تجعل فِي نفسك إلا خيرًا، والسّلام عليك ورحمة اللَّه2.
قال: ولمّا خرجنا من العساكر رُفعت المائدة والفرش وكلّ ما أقيم لنا.
ثُمَّ ذكر صالح كتاب وصيّته ثُمَّ قال: وبعث إليه المتوكّل بألف دينار ليقسمها، فجاء عليّ بْن الْجَهْم فِي جوف اللّيل، فأخبره أنه يهيّئ له حرّاقة لينحدر فيها. ثُمَّ جاء عُبَيْد اللَّه ومعه ألف دينار وقال: إنّ أمير المؤمنين قد أذِن لك، وقد أمر لك بهذه.
قال: قد أعفاني أمير المؤمنين ممّا أكره، فردّها.
وقال: أَنَا رقيق على البرد، والظّهر أرفق بي. فكتب له جواز، وكتب إلى محمد بْن عبد الله فِي برِّه وتَعَاهُده، فقدِم علينا3.
ثُمَّ قال بعد قليل: يا صالح. قلت: لبَّيْك.
قال: أحبّ أن تدع هذا الرزق، فإنّما تأخذونه بسببي.
فسكتُّ، فقال: ما لك؟ قلت: أكره أن أعطيك بلساني وأخالف إلى غيره، وليس في القوم أكثر عيالا مني ولا أعذر. وقد كنت أشكو إليك وتقول. أمرك منعقد بأمري، ولعلّ اللَّه أن يحلّ عنّي هذه العُقْدة. وقد كنت تدعو لي. فأرجو أن يكون اللَّه قد استجاب لك.
فقال: والله لا تفعل.
فقلت: لا.
__________
1 راجع حلية الأولياء "9/ 212".
2 سير أعلام النبلاء "9/ 498".
3 حلية الأولياء "9/ 213".(18/96)
فقال: لِمَ فعل اللَّه بك وفعل؟ 1 ثُمَّ ذكر قصّة فِي دخول عبد الله، وقوله له وجوابه له، ثُمَّ دخول عمّه عليه وإنكاره الأخذ، إلى أن قال: فهجَرنا وسدَّ بيننا وبينه، وتحامي منازلنا أن يدخل منّا إلى منزله شيء. ثُمَّ أُخْبِرَ بأخذ عمّه فقال: نافقني، وكذَبَني. ثُمَّ هجره وترك الصّلاة فِي المسجدٍ، وخرج إلى مسجد خارج يصلّي فِيهِ2.
ثُمَّ ذكر قصّة دعائه صالحًا ومعاقبته فِي ذِكْره، ثُمَّ فِي كتابته إلى يحيى بْن خاقان ليترك معاوية وأولاده. وبلغ الخبر إلى المتوكّل، فأمر بحمل ما اجتمع لهم فِي عشرة أشهر، وهو أربعون ألف درهم إليهم. وإنه أُخْبِر بذلك، فسكت قليلا وضرب بذقنه على صدره، ثُمَّ رفع رأسه فقال: ما حيلتي إن أردت أمرًا وأراد اللَّه أمرا؟!.
قال أبو الفضل صالح: كان رسول المتوكّل يأتي أبي يبلّغه السّلام، ويسأله عن حاله، نفضة حَتَّى نُدَثّره، ثُمَّ يقول: والله، لو أنّ نفْسي بيدي لأرسلتها وجاء رسول المتوكّل إلى أبي يقول: لو سلم أحد من النّاس سلمتَ.
رَفَع رَجُلٌ إليَّ أن علويّا قدِم من خُراسان، وأنّك وجَّهت إليه من يلقاه، وقد حبست الرجل وأردتُ ضربه فكرهتُ أن تغتمّ فَمُرْ فِيهِ.
قال: هذا باطل، يُخْلى سبيله3.
ثُمَّ ذكر قصّة فِي قُدوم المتوكّل بغداد، وإشارته على صالح بأن لا يذهب إليهم، ثُمَّ فِي مجيء يحيى بْن خاقان من عند المتوكّل، وما كان من احترامه ومجيئه بألف دينار ليفرّقها، وقوله: قد أعفاني أمير المؤمنين من كلّ ما أكره4.
وفي توجيه محمد بْن عبد الله بْن طاهر ليحضره وامتناعه من حضوره وقوله: أَنَا رَجُل لم أخالط السلطان، وقد أعفاني أمير المؤمنين ممّا أكره. وهذا ممّا أكره.
قال: وكان قد أدمن الصّوم لما قدم، وجعل لا يأكل الدَّسِم. وكان قبل ذلك يُشْتَري له الشحم بدرهم، فيأكل منه شهرًا، فترك أكل الشحم وأدمن الصوم والعمل،
__________
1 حلية الأولياء "9/ 213".
2 حلية الأولياء "9/ 214"، وسير أعلام النبلاء "9/ 498".
3 حلية الأولياء "9/ 215"، وسير أعلام النبلاء "499".
4 سير أعلام النبلاء "9/ 499".(18/97)
فتوهّمت أنّه قد كان جعل على نفسه إن سلم أن يفعل ذلك.
وقال الخلال أبو بكر: حَدَّثَنِي محمد بْن الْحُسَيْن أن أَبَا بَكْر المَرُّوذيّ حَدَّثَهم: كان أبو عبد الله بالعساكر يقول: أنظر هَلْ تجد لي ماء الباقِلاء1.
فكنت ربّما بللت خبزه بالماء فيأكله بالملح. وربّما أنّه منذ دخلنا العساكر إلى أن خرجنا ما ذاق طبخًا ولا دَسَمًا.
وعن المَرُّوذيّ قال: أنبهني أبو عبد الله ذات ليلة وكان قد واصل، فإذا هو قاعد فقال: هوذا يُدَارُ بي من الجوع، فأطعمني شيئًا، فجئته بأقلّ من رغيف، فأكله وقال: لولا أنّي أخاف العون على نفسي ما أكلت.
وكان يقوم من فراشه إلى المخرج، فيقعد يستريح من الضَّعف من الجوع حَتَّى أنْ كنت لأبلّ الخرقة فيلقِها على وجهه لترجع إليه نَفْسُه، حَتَّى وأوصى من الضعف من غير مرض، فسمعته يقول عند وصيّته ونحن بالعساكر، وأشهد على وصيّته: هذا ما أوصى به أحمد بْن محمد، أوصى أنّه يشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له، وأنّ محمدا عبده ورسوله، وذكر ما يأتي2.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: مكث أبي بالعسكر عند الخليفة ستّة عشر يومًا، ما ذاق شيئًا إلا مقدار رُبع سَوِيق، ورأيت ما فِي عينيه قد دخلا فِي حَدَقتيه3.
وقال صالح بْن أحمد: وأوصى أبي بالعساكر هذه الوصيّة: بسم اللَّه الرَّحْمَن الرحيم هذا ما أوصى به أحمد بْن محمد بْن حنبل: أوصي أنه يشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له، وأنّ محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودِين الحقّ ليظهره على الدّين كلّه ولو كره المشركون.
وأوصى مَن أطاعه من أهله وقرابته أن يعبدوا اللَّه فِي العابدين، ويحمدوه فِي الحامدين، وأن ينصحوا لجماعة المسلمين. وأوصي أنّي قد رضيتُ بالله ربّا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيّا. وأوصي أن لعبد اللَّه بْن محمد المعروف بفوزان علي نحوا من
__________
1 وفي السير "9/ 499": "هل تجد ماء باقلي".
والباقلي: يعني بها الفول.
2 سير أعلام النبلاء "9/ 499".
3 حلية الأولياء "9/ 179" بنحوه.(18/98)
خمسين دينارا، وهو مصدّق فيما قال، فَيُقْضَى ما له عليَّ مِن غلّة الدّار إن شاء اللَّه، فإذا استوفى أُعطِيَ ولدُ صالح وعبد اللَّه ابني أحمد بْن محمد بْن حنبل، كلَّ ذَكَرٍ وأنثى عشرة دراهم بعد وفاء مال أبي محمد.
شهد أبو يوسف، وصالح، وعبد الله بْن أحمد.
أُنْبِئْتُ عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا عَلِيٍّ الْحَدَّادَ، أنا أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ1، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: كَتَبَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى إِلَى أَبِي يُخْبِرُهُ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرَنِي أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكَ فَأَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرِ الْقُرْآنِ، لَا مَسْأَلَةَ امْتِحَانٍ، وَلَكِنْ مَسْأَلَةَ مَعْرِفَةٍ وَتَبْصِرَةٍ.
فَأَمْلَى عَلَيَّ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهِ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى وَحْدِي مَا مَعِي أَحَدٌ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أَحْسَنَ اللَّهُ عَاقِبَتَكَ أَبَا الْحَسَنِ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، وَدَفَعَ عَنْكَ مَكَارِهَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ بِرَحْمَتِهِ. قَدْ كَتَبْتُ إِلَيْكَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ بِالَّذِي سَأَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِأَمْرِ الْقُرْآنِ بِمَا حَضَرَنِي. وَإِنِّي أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُدِيمَ تَوْفِيقَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَدْ كَانَ النَّاسُ فِي خَوْضٍ مِنَ الْبَاطِلِ وَاخْتِلافٍ شَدِيدٍ يَنْغَمِسُونَ فِيهِ، حَتَّى أَفْضَتِ الْخِلافَةُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَنَفَى الله بأمير الْمُؤْمِنِينَ كُلَّ بِدْعَةٍ، وَانْجَلَى عَنِ النَّاسِ مَا كَانُوا فِيهِ مِنَ الذُّلِّ وَضِيقِ الْمَجَالِسِ، فَصَرَفَ اللَّهُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَذَهَبَ بِهِ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَوَقَعَ ذَلِكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَوْقِعًا عَظِيمًا، وَدَعُوا اللَّهَ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْ يَزِيدَ فِي نِيَّتِهِ، وَأَنْ يُعِينَهُ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ. فَقَدْ ذُكِرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: لا تَضْرِبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُوقِعُ الشَّكَّ فِي قُلُوبِكُمْ.
وَذُكِرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ نَفَرًا كَانُوا جُلُوسًا بِبَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ كَذَا؟ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ كَذَا؟ فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ كأنما فقئ في وجهه حَبُّ الرُّمَّانِ وَقَالَ: "أَبِهَذَا أُمِرْتُمْ أَنْ تَضْرِبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ؟ إِنَّمَا ضَلَّتِ الأُمَمُ قَبْلَكُمْ فِي مِثْلِ هَذَا. إِنَّكُمْ لَسْتُمْ مِمَّا ههنا في شيء. انظروا الذي أمرتم فَاعْمَلُوا بِهِ، وَانْظُرُوا الَّذِي نُهِيتُمْ عَنْهُ، فَانْتَهُوا عنه" 2.
__________
1 أبو نعيم في حلية الأولياء "9/ 216-219".
2 أخرجه أحمد في مسنده "2/ 118"، وابن ماجه "85"، وقال البوصيري في الزوائد: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات.(18/99)
وَرُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مِرَاءٌ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ" 1.
وَرُوِيَ عَنْ أَبِي جَهْمٍ، رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا تُمَارُوا فِي الْقُرْآنِ؛ فَإِنَّ مِرَاءً فِيهِ كُفرٌ" 2. وقال ابن عَبَّاس: قدِم على عُمَر بْن الخطاب رجل، فجعل عُمَر يسأله عن النّاس، فقال: يا أمير المؤمنين قد قرأ القرآن منهم كذا وكذا.
فقال ابن عَبَّاس: فقلتُ: والله ما أحبّ أن يتسارعوا يومهم هذا فِي القرآن هذه المسارعة.
قال: فَزَبَرَني عُمَر وقال: مَهْ.
فانطلقت إلى منزلي مكتئبًا حزينًا، فبينا أَنَا كذلك إذ أتاني رَجُل فقال: أجِبْ أمير المؤمنين. فخرجت فإذا هُوَ بالباب ينتظرني، فأخذ بيدي، فخلا بي وقال: ما الَّذِي كرهت؟ قلت: يا أمير المؤمنين متى يتسارعوا هذه المسارعة يحتقُوا، ومتى ما يحتقوا يختصموا، ومتى ما يختصموا يختلفوا، ومتى ما يختلفوا يقتتلوا.
قال: لله أبوك، والله إن كنتُ لأكتُمها النّاس حَتَّى جئتَ بها3.
وَرُوِيَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى النَّاسِ بِالْمَوْقِفِ فَيَقُولُ: "هَلْ مِنْ رَجُلٍ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ، فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلَامَ رَبِّي" 4. وَرُوِيَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّكُمْ لَنْ تَرْجِعُوا إِلَى اللَّهِ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِمَّا خَرَجَ مِنْهُ، يَعْنِي الْقُرْآنَ"5. وَرُوِيَ عن ابن مَسْعُود أنّه قال: جرّدوا القرآن ولا تكتبوا فِيهِ شيئًا إلا كلام الله عز وجل6.
__________
1 "صحيح": أخرجه أحمد في مسنده "2/ 286"، وأبو داود "4603"، والحاكم في مستدركه "2/ 223"، وصححه ووافقه الذهبي، وانظر صحيح الجامع الصغير وزيادته "6687" للألباني.
2 "إسناده صحيح": أخرجه أحمد في المسند "4/ 170".
3 سير أعلام النبلاء "9/ 501".
4 "صحيح": أخرجه أبو داود "7434"، والترمذي "2926"، وابن ماجه "201".
5 "ضعيف": أخرجه الترمذي "2912".
6 سير أعلام النبلاء "9/ 501".(18/100)
وَرُوِيَ عن عُمَر بْن الخطّاب أنّه قال: إنّ هذا القرآن كلام اللَّه، فضعوه مواضعه1.
وقال رجل للحسن الْبَصْرِيّ: يا أَبَا سَعِيد، إنّي إذا قرأت كتاب اللَّه وتدبّرته كدت أن آيس، وينقطع رجائي.
فقال: إنّ القرآن كلام اللَّه، وأعمال ابن آدم إلى الضَّعف والتّقصير، فاعمل وأَبْشِر2.
وقال فَرْوة بْن نَوْفل الأشجعيّ: كنتُ جارا لخَبّاب، وهو مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فخرجتُ معه يومًا من المسجد وهو آخذ بيدي فقال: يا هَنَاه، تقرَّب إلى الله بما استطعت، فإنك لن تتقرب إليه بشيء أحبُّ إليه من كلامه3.
وقال رَجُل للحَكَم بْن عُتَيْبَةَ: ما يحمل أهل الأهواء على هذا؟ قال: الخصومات4.
وقال معاوية بن قرد -وكان أَبُوهُ ممّن أتى النَّبِيّ -صلى اللَّه عليه وسلم: إيّاكم وهذه الخصومات فإنّما تُحبط الأعمال5.
وقال أبو قِلابة -وكان قد أدرك غيرَ واحدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تُجالسوا أهل الأهواء، وقال: أصحاب الخصومات، فَإِنِّي لا آمَنُ أَنْ يَغْمِسُوكُمْ فِي ضَلالَتِهِمْ، ويُلْبِسوا عليكم بعضَ ما تعرفون6.
ودخل رجلان من أصحاب الأهواء على محمد بْن سِيرِينَ فقالا: يا أَبَا بَكْر نحدّثك بحديث؟ قال: لا.
قالا: فنقرأ عليك آية؟ قال: لا، لَتَقومان عنّي أو لأقومَنّهُ. فقاما.
فقال بعض القوم: يا أَبَا بَكْر، وما عليك أن يقرأا عليك آية؟ قال: إني خشيت
__________
1 انظر السابق.
2 انظر السابق.
3 انظر السابق.
4 سير أعلام النبلاء "9/ 501".
5 انظر المصدر السابق.
6 ومن قول أبي قلابة ذكره في سير أعلام النبلاء "9/ 502".(18/101)
أن يقرأا عليّ آية فَيُحَرِّفانها، فيقرّ ذلك فِي قلبي، ولو أعلم أنّي أكون مثلي السّاعة لتركتهما1.
وقال رَجُل من أهل البِدَع لأيوب السّختيانيّ: يا أَبَا بَكْر أسألك عن كلمةٍ، فولى وهو يقول بيده: ولا نصف كلمة.
وقال ابن طاوس لابن له يكلمه رَجُل من أهل البدع: يا بني، أدخل إصبعيك فِي أذنيك حَتَّى لا تسمع ما يقول. ثم اشدد اشدد.
وقال عمر بْن عبد العزيز: من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل.
وقال إبراهيم النخعي: إن القوم لم يدخر عنهم شيء خبئ لكم لفضل عندكم.
وكان الْحَسَن رحمه اللَّه يقول: شر داء خالط قلبا، يعني: الأهواء.
وقال حذيفة بْن اليمان: اتقوا اللَّه، وخذوا طريق من كان قبلكم، والله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا، ولئن تركتموه يمينا وشمالا فقد ضللتم ضلالا بعيدا، أو قال: مبينا2.
قال أبي: وإنما تركت ذكر الأسانيد لما تقدم من اليمين التي قد حلفت بها مما قد علمه أمير المؤمنين. لولا ذاك ذكرتها بأسانيدها. وقد قال اللَّه تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة: 6] . وقال: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54] ، فأخبر بالخلق.
ثم قال: {وَالْأَمْرُ} فأخبر أن الأمر غير الخلق.
وقال عز وجل: {الرَّحْمَنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} [الرحمن: 1-4] فأخبر أن القرآن من علمه.
وقال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} [البقرة: 120] . ووقال: {وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا
__________
1 حلية الأولياء "9/ 218".
2 سير أعلام النبلاء "9/ 502".(18/102)
جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ} [البقرة: 145] . وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ} [الرعد: 37] . فالقرآن من علم اللَّه. وفي هذه الآيات دليل على الَّذِي جاءه هُوَ القرآن، لقوله: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} [البقرة: 145] .
وقد رُوِيَ عن غيرِ واحد ممّن مضى من سَلَفنا أنّهم كانوا يقولون: القرآن كلام اللَّه غير مخلوق. وهو الَّذِي أذهب إليه. لستُ بصاحب كلام، ولا أرى الكلام فِي شيء من هذا، إلا ما كان فِي كتاب اللَّه، أو فِي حَدِيثٌ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو عن أصحابه، أو عن التابعين. فأما غير ذلك فإن الكلام فيه غير محمود1.
قلت: رُواة هذه الرسالة عن أحمد أئمة أثبات، أشهدُ بالله أنّه أملاها على ولده. وأمّا غيرها من الرسائل المنسوبة إليه كرسالة الإصْطَخريّ ففيها نَظَر. والله أعلم2.
ذكر مرضه رحمه اللَّه:
قال ابنه عبد الله: سَمِعتُ أبي يقول: استكملت سَبْعا وسبعين سنة، فَحُمَّ من ليلته، ومات يوم العاشر.
وقال صالح: لمّا كان فِي أوّل يوم من ربيع الأوّل من سنة إحدى وأربعين ومائتين. حُمَّ أبي ليلة الأربعاء، وبات وهو محموم يتنفّس نَفَسًا شديدًا، وكنتُ قد عرفتُ علته. وكنتُ أمرّضُه إذا اعتلّ. فقلت له: يا أبه، على ما أفطرتَ البارحة؟ قال: على ماء باقلاء3.
ثُمَّ أراد القيام فقال: خُذْ بيدي. فأخذت بيده، فلمّا صار إلى الخلاء ضعفت رِجلاه حَتَّى توكّأ علي. وكان يختلف إليه غير متطبب، كلهم مسلمون، فوصف له متطبّب قَرْعة تُشْوى ويُسقى ماؤها، وهذا يوم الثلاثاء وتُوُفّي يوم الجمعة، فقال: يا صالح. قلت: لَبَّيْك.
قال: لا تُشْوى فِي منزلك ولا في منزل أخيك.
__________
1 حلية الأولياء "9/ 219".
2 طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى "1/ 24-36".
3 حلية الأولياء "9/ 220".(18/103)
وصار الفتح بْن سهل إلى الباب ليَعُوده فحجبه، وأتى ابن علي بْن الجعد فحجبه، وكثُر النّاس، فقال: أي شيء ترى؟ قلت: تأذن لهم فيدعون لك1.
قال: أستخير اللَّه تعالى.
فجعلوا يدخون عليه أفواجًا حَتَّى تمتلئ الدّار، فيسألونه ويدعون له ثُمَّ يخرجون، ويدخل فوج آخر. وكثُر الناس، فامتلأ الشارع، وأغلقنا الباب الزقاق، وجاء رَجُل من جيراننا قد خضب، فقال أبي: إني لأرى الرجل يحيى شيئا من السنة فأفرح به2.
وكان له فِي خُرَيْقة قُطَيْعات، فإذا أراد الشّيء أعطينا مَن يشتري له.
وقال لي يوم الثّلاثاء: أنظر في خريقتي شيء.
فنظرت، فإذ فيها درهم، فقال: وجّه اقتضِ بعض السُّكّان.
فوجّهتُ فأعطيت شيئًا، فقال وجّه فاشتر تمرًا وكفّر عنّي كفّارة يمين، وبقي ثلاثة دراهم أو نحو ذلك، فأخبرته فقال: الحمد لله. وقال: اقرأ عليّ الوصيّة.
فقرأتها عليه فأقَرَّها. وكنتُ أنام إلى جنْبه، فإذا أراد حاجة حرّكني فأناوله.
وجعل يحرّك لسانَه ولم يئن إلا فِي اللّيلة التي تُوُفّي فيها. ولم يزل يصلّي قائمًا، أَمْسكه فيركع ويسجد، وأرفعه فِي ركوعه3.
واجتَمَعَتْ عليه أوجاع الحصْر وغير ذلك، ولم يزل عقله ثابتًا، فلمّا كان يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلةً خَلَت من ربيع الأوّل لساعتين من النّهار تُوُفّي4.
وقال المَرُّوذيّ: مرض أبو عبد الله ليلة الأربعاء لليلتين خَلَتا من ربيع الأول، مرض تسعة أيّام، وكان رُبّما أذن للنّاس، فيدخلون عليه أفواجا يسلمون عليه، ويرد عليهم بيده.
__________
1 سير أعلام النبلاء "9/ 533".
2 المصدر السابق.
3 انظر السابق.
4 انظر السابق.(18/104)
وتَسَامَعَ الناس وكثروا، وسمع السلطان بكثرة الناس، فوكل السلطان ببابه وبباب الزُّقاق الرابطة وأصحاب الأخبار. ثُمَّ أغلق باب الزقاق، فكان النّاس فِي الشّوارع والمساجد، حَتَّى تعطل بعض الباعة، وحيل بينهم وبين الباعة والشراء1.
وكان الرجل إذا أراد أن يدخل إليه ربّما دخل من بعض الدُّور وطُرُز الحاكة، وربّما تسلّق.
وجاء أصحاب الأخبار فقعدوا على الأبواب.
وجاءه حاجب ابن طاهر فقال: إنّ الأمير يُقرئك السّلام وهو يشتهي أن يراك. فقال: هذا ممّا أكره، وأمير المؤمنين أعفاني مما أكره2.
وأصحاب الخير يكتبون بخبره إلى العساكر، والبُرُدُ3 تختلف كلّ يوم.
وجاء بنو هاشم فدخلوا عليه وجعلوا يبكون عليه؛ وجاء قوم من الفضاة وغيرهم، فلم يؤذن لهم.
ودخل عليه شيخ فقال: أذكُرْ وقوفك بين يدي اللَّه. فشهق أبو عبد الله وسالت دموعه على خديه.
فلمّا كان قبل وفاته بيوم أو بيومين قال: ادعوا لي الصّبيان بلسانٍ ثقيل.
فجعلوا ينضمّون إليه، وجعل يشمّهم ويمسح بيده على رءوسهم وعينه تدمع.
وأدخلت الطّسْت تحته، فرأيت بَوْلَهُ دمًا عبيطًا ليس فِيهِ بول، فقلت للطّبيب فقال: هذا رَجُل قد فتَّت الحُزْن والغَمُّ جَوْفَه4.
واشتدّت علته يوم الخميس ووضّأته فقال: خلال الأصابع. فلما كانت ليلة الجمعة، ثقل، وقبض صدرا، فصاح الناس، وعلت الأصوات بالبكاء، حَتَّى كأن الدنيا قد ارتجت، وامتلأت السكك والشوارع5.
__________
1 سير أعلام النبلاء "9/ 533".
2 وانظر المصدر السابق.
3 البرد: مفردها بريد.
4 سير أعلام النبلاء "9/ 534".
5 انظر السابق.(18/105)
وقال أبو بَكْر الخلال: أخبرني عصمة بْن عصام: ثنا حنبل قال: أعطى ولد الفضل بْن إبراهيم أَبَا عبد الله وهو فِي الحبس ثلاث شعرات وقال: هذه مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأوصى عند موته أن يجعل على كل عين شعرة، وشعرة على لسانه1.
ففعل به ذلك عند موته.
وقال حنبل: تُوُفّي يوم الجمعة في ربيع الأوّل.
وقال مُطّيَّن: في ثاني عشر ربيع الأوّل.
وكذلك قال عبد الله بن أحمد، وعبّاس الدُّوريّ.
وقال البخاريّ: مرض أحمد بن حنبل لليلتين خَلَتَا من ربيع الأوّل، ومات يوم الجمعة لاثنتي عشرة خَلَت من ربيع الأوّل.
قلت: غلِط ابنُ قانع، وغيره، فقالوا في ربيع الآخر، فلُيعرف ذلك.
وقال الخلال: ثنا المَرُّوذيّ قال: أُخرجت الجنازة بعد منصرف النّاس من الجمعة2.
قُلْتُ: وَقَدْ رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ: ثنا أَبُو عَامِرٍ، ثنا هشام بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ" 3. وقال صالح: وجه ابن طاهر، يعني نائب بغداد، بحاجبه مظفّر، ومَعه غلامين معهما مناديل، فيها ثياب وطيب فقالوا: الأمير يُقرئك السّلام ويقول: قد فعلتُ ما لو كان أمير المؤمنين حاضره كان يفعل ذلك.
فقلت: أقرِئ الأمير السّلام وقل له: إنّ أمير المؤمنين قد كان أعفاه فِي حياته مِمَّا كان يكره، ولا أحبّ أن أُتْبعه بعد موته بما كان يكره فِي حياته. فعاد.
وقال: يكون شعاره، فأعدت عليه مثل ذلك4.
__________
1 انظر السابق.
2 سير أعلام النبلاء "9/ 434".
3 "صحيح": أخرجه أحمد في المسند "6593"، والترمذي "1074".
4 سير أعلام النبلاء "9/ 534".(18/106)
وقد كان غَزَلت له الجارية ثوبًا عشاريًا قُوّم بثمانية وعشرين درهمًا ليقطع منه قميصين، فقطعنا له لفافتين، وأخذ منه فوزان لُفافَة أخرى، فأدرجناه فِي ثلاث لفائف، واشترينا له حَنُوطًا، وفُرغ من غسله، وكفّناه. وحضر نحوَ مائة من بني هاشم ونحن نكفنه، وجعلوا يقبّلون جبهته حَتَّى رفعناه على السّرير.
وقال عبد الله بْن أحمد: صلّى على أَبِي مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْنُ عَبْد اللَّه بْن طاهر، غَلبنا على الصّلاة عليه. وقد كُنَّا صلّينا عليه نَحْنُ والهاشميّون فِي الدّار.
وقال صالح: وجّه ابن طاهر: مَن يصلّي عليه؟ قلت: أَنَا.
فلمّا صرنا إلى الصّحراء إذا ابن طاهر واقف، فخطا إلينا خطوات وعزَّانا ووضع السّرير. فلمّا انتظرت هُنَيَّةً تقدّمتُ وجعلتُ أسوّى صفوفَ النّاس، فجاءني ابن طاهر فقبض هذا على يدي، ومحمد بْن نصر على يدي وقالوا: الأمير.
فما نعتهم فَنَحِّيَاني وصلّى، ولم يعلم النّاسُ بذلك. فلمّا كان من الغد علم النّاسُ، فجعلوا يجيئون ويصلُّون على القبر. ومكث النّاسُ ما شاء اللَّه يأتون فيصلُّون على القبر1.
وقال عُبَيْد اللَّه بْن يحيى بْن خاقان: سمعت المتوكل يقول لمحمد بْن عبد الله: طوبى لك يا محمد، صليت على أحمد بْن حنبل، رحمة اللَّه عليه2.
وقال أبو بَكْر الخلال: سمعتُ عَبْد الوهّاب الورّاق يقول: ما بَلَغَنَا أن جَمْعًا فِي الجاهليّة والإسلام مثله، حَتَّى بَلَغَنَا أنّ الموضع مُسح وحُزِر على الصّحيح، فإذا هُوَ نحوٌ من ألف ألف، وحزرنا على القُبُور نحوًا من ستّين ألف امْرَأَة.
وفتح النّاسُ أبواب المنازل فِي الشّوارع والدُّرُوب ينادون: مَن أراد الوضوء؟.
وروي عبد الله بْن إسحاق البَغَويّ أَنْ بنَان بْن أحمد القَصَبانيّ أخبره أنّه حضر جنازة أحمد، فكانت الصُّفوف من الميدان إلى قنطرة باب القطيعة، وحزر من حضرها من الرجال ثمانمائة ألف، ومن النساء ألف امْرَأَة.
ونظروا فيمن صلّى العصر فِي مسجد الرصافة فكانوا نيفا وعشرين ألفا.
__________
1 سير أعلام النبلاء "9/ 535".
2 انظر المصدر السابق.(18/107)
وقال مُوسَى بْن هارون الحافظ: يقال إنّ أحمد لما مات، مُسِحت الأمكنة المبسوطة الّتي وقف النّاسُ للصّلاة عليها، فحُزر مقادير النّاس بالمساحة على التقدير ستّمائة ألف وأكثر، سوى ما كان فِي الأطراف والحوالي والسُّطُوح والمواضع المتفرّقة أكثر من ألف ألف.
وقال جَعْفَر بْن محمد بْن الْحُسَيْن النَّيْسابوريّ: حَدَّثَنِي فتح بْن الحَجّاج قال: سمعتُ فِي دار الأمير محمد بْن عَبْد الله بْن طاهر أنّ الأمير بعث عشرين رجلا يحزروا كم صلّى على أحمد بْن حنبل، فحُزروا فبلغ ألف ألف وثمانين ألفًا، سوى من كان فِي السُّفُن فِي الماء1.
ورواها خشنام بْن سَعِيد فقال: بلغوا ألف ألف وثلاثمائة ألف.
وقال ابن حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: بلغني أن المتوكّل أمَر أن يُمسح الموضع الَّذِي وقف عليه الناس حيث صَلَّى على أحمد، فبلغ مقام ألفي ألف وخمسمائة ألف2.
وقال البيهقيّ: بَلَغَني عن البَغَوَيّ أنّ محمد بْن عبد الله بْن طاهر أمر أن تُحْزَر الخلق الَّذِي فِي جنازة أحمد، فاتفقوا على سبعمائة ألف.
وقال أبو هَمّام الوليد بْن شجاع: حضرت جنازة شَرِيك، وجنازة أبي بَكْر بْن عيّاش، ورأيت حضور النّاس، فما رَأَيْتُ جمعًا قط يشبه هذا. يعني في جنازة أحمد.
وقال أبو عبد الرحمن السُّلَميّ: حضرت جنازة أبي الفتح القوّاس مع الدّارّقُطْنيّ، فلمّا نظر إلى الْجَمْع قال: سمعتُ أَبَا سهل بْن زياد: سمعتُ عبد الله بْن أحمد بْن حنبل: سمعت أبي يقول: قولوا لأهل البِدَع: بيننا وبينكم الجنائز.
وقال ابن أبي حاتم: حَدَّثَنِي أبو بَكْر محمد بْن الْعَبَّاس الْمَكِّيّ: سمعت الوَرْكانيّ جار أحمد بْن حنبل يقول: يوم مات أحمد بْن حنبل وقع المأتم والنَّوْح فِي أربعة أصناف: المسلمين واليهود والنّصارى والمجوس. وأسَلَمَ يوم مات عشرون ألفًا من اليهود والنصارى والمجوس3.
__________
1 انظر سير أعلام النبلاء "9/ 536".
2 تقدمة المعرفة "312".
3 تاريخ بغداد "4/ 423"، وحلية الأولياء "9/ 180".(18/108)
وفي لفظٍ عن ابن أبي حاتم: عشرة آلاف1.
وهي حكاية مُنْكَرَة لا أعلم رواها أحد إلا هذا الوَرْكانيّ، ولا عَنْهُ إلا محمد بْن الْعَبَّاس، تفرّد بها ابن أبي حاتم، والعقل يحيل أن يقع مثل هذا الحادث فِي بغداد ولا يرويه جماعة تتوفّر هِمَمُهُم، ودَوَاعيهم على نقل ما هُوَ دون ذلك بكثير. وكيف يقع مثل هذا الأمر الكبير ولا يذكره المَرُّوذيّ، ولا صالح بْن أحمد، ولا عبد الله بْن أحمد بْن حنبل الّذين حكوا من أخبار أبي عبد الله جُزَيْئات كثيرة لا حاجة إلى ذكرها. فوالله لو أسلم يوم موته عشرة أَنَفسٍ لكان عظيمًا، ولكان ينبغي أن يرويه نحو من عشرة أنفس.
وقد تركت كثيرًا من الحكايات، إمّا لضَعْفها، وإمّا لعدم الحاجة إليها، وإما لطولها.
ثُمَّ انكشف لي كذب الحكاية بأنّ أَبَا زُرعة قال: كان الوَرْكانيّ، يعني محمد بْن جَعْفَر، جار أحمد بْن حنبل وكان يرضاه2.
وقال ابنُ سعد، وعبد اللَّه بْن أحمد، وموسى بْن هارون، مات الوَرْكانيّ فِي رمضان سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين. فظهر لك بهذا أنّه مات قبل أحمد بدهرٍ، وكيف يحكى يوم جنازة أحمد، رحمه اللَّه؟ قال صالح بْن أحمد: جاء كتاب المتوكّل بعد أيّام من موت أَبِي إلى ابن طاهر يأمره بتعزيتنا، ويأمر بحمل الكُتُب. فحملتها وقلتُ: إنّها لنا سماع، فتكون فِي أيدينا وتُنَسَخ عندنا.
فقال: أقول لأمير المؤمنين.
فلم نزل ندافع الأمير، ولم تخرج عن أيدينا، والحمد لله.
وقد جمع مناقب أبي عبد الله غير واحد، منهم أبو بَكْر البَيْهقيّ فِي مجلّد، ومنهم أبو إسماعيل الْأَنْصَارِيّ فِي مُجَيْلد، ومنهم أبو الفَرَج بْن الْجَوْزيّ فِي مجلد، والله تعالى يرضى عنه ويرحمه.
__________
1 انظر الحلية في الموضع السابق.
2 سير أعلام النبلاء "9/ 537".(18/109)
36- أحمد بن الزُّبَيْر الأطرابُلُسيّ1.
عَنْ: زيد بْن يحيى بْن عُبّيْد، ومؤمّل بن إسماعيل.
وعنه: ابن زياد النَّيْسابوريّ، ومحمد أخو خَيْثَمَة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق.
37- أَحْمَد بن عَبْد اللَّه بن عَبْد الصَّمَد بن عليّ الهاشميّ العبّاسيّ.
أبو العَبَر الشاعر المُفْلِق.......
قيل إنّه هجا آل أبي طالب فقتله رجل كوفيّ بكلام استحلّ به دمه.
وله شِعْر فائق من عهد الأمين وإلى أَيام المتوكّل. ثمّ أخذ في الحمق والمجون. وكان من أذكياء العالم، حتّى قيل: لم يكن في الدنيا صناعة إلا وهو يعلمها ويعلمها بيده.
قُتِل سنة خمسين.
38- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن القاسم بن نافع بن أبي بَزّة2.
أبو الحسن المخزوميّ مولاهم البَزّي المكّيّ المقرئ. مؤذن المسجد الحرام أربعين سنة.
والبزّة: بالشَّدّة.
قال الْبُخَارِيّ: اسم أبي بَزّة بشّار مَوْلَى عبد الله بْن السّائب المخزومي، أصله من همذان. أسلم على يد السّائب بن صَيْفيّ.
قلت: وُلد سنة سبعين ومائة، وقرأ على: عِكْرمة بْن سُلَيْمَان مَوْلَى بني شَيبة، وأبي الإخريط وهُب بْن واضح: وأحمد مَوْلَى عبد العزيز بْن أبي، وعبد اللَّه بْن زياد مَوْلَى عُبَيْد بْن عُمَير الَّليْثيّ، عن أحدهم، عن إسماعيل القِسط، وغيره، عن ابن كثير إمام أهل مكّة نفسِه، قرأ عليه بعد أن أتقن القرآن على صاحبَيْه شِبْل بْن عَبّاد، ومعروف بن مشكان.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 50، 81".
2 ميزان الاعتدال "1/ 144، 145"، والبداية "11/ 86".(18/110)
كذا رُوِيَ عَنْهُ أبو الإخريط.
قرأ عليه: أبو ربيعة محمد بْن إسحاق الرَّبعيّ، وإسحاق بْن أحمد الخزاعي، وأحمد بْن فَرَج، والحَسَن بْن الْحُبَابِ، وغيرهم.
وكان شيخ الحرم وقارئه فِي زمانه، مع الدّين والورع والعبادة. وقد تفرَّد بحديثٍ مسَلَسَلٍ فِي التّكبير من {وَالضُّحَى} [الضحى: 1] .
رَوَاهُ عَنْهُ: الحسن بْن مَخْلَد، ومحمد بْن يوسف بْن مُوسَى، والحسن بْن الْعَبَّاس الرّازيّ، ويحيى بْن محمد بْن صاعد، وجماعة.
وقع لي عاليًا، وهو حديث مُنْكر.
قال أبو حاتم: لا أُحَدِّث عَنْهُ، فإنّه روى عن عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ حديثًا منكرًا؛ وهو ضعيف الحديث. قلت: وذكره أبو جَعْفَر العُقَيْليّ فِي كتاب الضّعفاء فقال: مُنْكر الحديث، يوصل الأحاديث1.
ثنا خَالِدُ بْنُ مَنْصُورٍ: نا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ: ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم: ثنا الربيع بْنُ صَبِيحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الدِّيكُ الأَبْيَضُ الأَفْرَقُ حَبِيبِي وَحَبِيبُ حَبِيبِي جِبْرِيلُ، يَحْرُسُ سِتَّةَ عَشَرَ بَيْتًا"2. قُلْتُ: مَا هَذَا الْحَدِيثُ بِبَعِيدٍ عَنِ الْوَضْعِ.
وعاش ثمانين سنة. وتُوُفّي بمكة خمسين ومائتين.
وقد روى عَنْهُ الْبُخَارِيّ فِي تاريخه، وآخرون.
سمع من: مالك بْن سَعِيد، ومؤمّل بْن إسماعيل، وسليمان بْن حرب، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى.
39- أحمد بن محمد بن علقمة بن رافع بن عمر بن صبح بن عون3.
__________
1 الضعفاء للعقيلي "2/ 127، 155".
2 موضوع: وانظر الضعفاء الكبير للعقيلي، والموضوعات لابن الجوزي "3/ 6"، القيسراني في التذكرة "1057".
3 تهذيب الكمال "1/ 482، 483"، ومعرفة القراء الكبار "1/ 178، 179"، والتهذيب "1/ 79".(18/111)
أبو الحَسَن المكّيّ المقرئ النّبّال القوّاس.
سمع من: مسلم بن خالد الزَّنْجيّ، وغيره.
وقرأ القرآن على أبي الإخريط وهْب بن واضح.
قرأ عليه: قُنْبُل، وأحمد بن يزيد الحُلْوانيّ، وغير واحد.
وحدَّث عنه: بَقِيّ بن مَخْلَد، ومحمد بن عليّ الصّائغ، ومُطَيَّن، وعليّ بن أحمد بن بِسطام، وغيرهم.
تُوُفّي سنة خمسٍ وأربعين بمكة.
قال ابن مجاهد: قال لي قَنْبَل: قال لي القوّاس: إِلْقَ هذا الرجل البَزّيّ فَقُلْ له: ليس هذا الحرف من قراءتنا، يعني {وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ} [إبراهيم: 17] مخفَّفًا.
قال: فلقيته فأخبرته فقال: قد رجعت. ثُمَّ أتى إليه من الغد.
قال قنبل: سمعت القواس يقول: نَحْنُ نقف حيث انقطع البعض، إلا في ثلاث نتعمد الوقف عليها: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران: 7] ، {وَمَا يُشْعِرُكُمْ} [الأنعام: 109] في الأنعام، {إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} [النحل: 103] .
قال الدّانيّ: تُوُفّي القُواس سنة أربعين ومائتين، فُيحَرَّر.
40- أحمد بن محمد بن عيسى1.
أبو جعفر السَّكُونيّ البغداديّ.
عن: أبي بكر بن عيّاش، وأبي يوسف القاضي.
روى عنه: محمد بن مَخْلَد، وغيره.
وهو من الضُّعَفاء.
41- أحمد بن محمد بن نيزك2 -ت- أبو جعفر البغدادي المعروف بالطوسي.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 59"، وميزان الاعتدال "1/ 148".
2 تاريخ بغداد "5/ 108"، والمعجم المشتمل "59"، وميزان الاعتدال "1/ 151".(18/112)
عن: رَوْح بن عُبادة، والأسود شاذان، وغيرهما.
وعنه: ت، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، وأبو حامد الحضرمي.
توفي سنة ثمان وأربعين.
42- أحمد بْن محمد بْن يحيى بْن الْمُبَارَك1.
أبو جعفر العدوي اليزيدي المقرئ.
من كبار ندماء المأمون وشعرائه.
سمع: أبا زيد الأنصاري صاحب العربيّة، وأباه.
وقرأ على جدّه فيما أظنّ.
روى عنه: أخواه الفضل وعُبَيد الله، وابن أخيه محمد بن العبّاس، وعَوْن بن محمد الكِنْديّ، ومحمد بن عبد الملك الزّيّات.
له ذِكْرٌ في تاريخ دمشق.
43- أحمد بن مُصَرِّف بن عَمْرو الياميّ2 -ن- كوفي محدث.
روى عن: أبي أُسامة، ومحمد بن بشير، وزيد بن الحُباب، وطبقتهم.
وعنه: ن. في السُّنَن، والحكيم التِّرْمِذيّ محمد بن عليّ، ومحمد بن عمر بن يوسف النَّسائيّ، وغيرهم.
قال ابن حِبّان في كتاب الثّقات: مستقيم الحديث.
44- أحمد بن منيع بن عبد الرحمن3 -ع- أبو جعفر البغوي الحافظ الأصم المروروذي الأصل نزيل بغداد؛ وصاحب المُسْنَد المشهور.
سمع: هُشَيْما، وعَبّاد بن العوّام، وابن عُيَيْنَة، ومروان بن شجاع، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد الله بن المبارك، وطبقتهم.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 117"، وبغية الوعاة "1/ 169".
2 التهذيب "1/ 80"، وخلاصة تذهيب التهذيب "12".
3 التاريخ الكبير للبخاري "2/ 6"، والصغير له "235"، والجرح "2/ 77"، والتهذيب "1/ 84".(18/113)
وعنه: الجماعة، لكن خ. بواسطة، وسِبْطه أبو القاسم البَغَويّ، وعبد الله بن ناجية، وابن صاعد، وخلق.
قال البَغَويّ: أُخْبِرتُ عن أحمد بْن منيع أنّه قال: أَنَا من نحو أربعين سنة أختم فِي كل ثلاث.
قال صالح جَزَرَة، وغيره: ثقة.
وقال البَغَويّ: تُوُفّي جدّي في شَوَّال سنة أربعٍ وأربعينٍ، وكان مولده هُوَ وأبو خَيْثَمة سنة ستين ومائة.
45- أحمد بن ناصح1 -ن- أبو عبد الله، نزيل الثَّغْر.
عن: عبد العزيز الدَّراوَرْديّ، وأبي بكر بن عيّاش.
وعنه: ن، ومحمد بن سُفْيان المُصِّيصيّ الصفار، وغيره.
لم يذكره ابن أبي حاتم.
46- أحمد بن نصر بن زياد2.
أبو عبد الله القرشي النيسابوري المقرئ الزاهد.
عن: عبد الله بن نمير، وابن أبي فديك، وأبي أسامة، والنضر بن شميل، وجماعة.
سمع منه: أبو نعيم أحد شيوخه.
وحدث عنه: ت. ن، وسلمة بن شَبِيب، وابن خزيمة، وأبو عروبة الحراني، وخلق.
وكان كثير الرحلة إلى الشام، والعراق، ومصر.
ورحل إلى أبي عبيد على كبر السن متفقها، فأخذ عنه، وكان يفتي على مذهبه، وعليه تفقه ابن خزيمة قبل أن يرحل. وكان ثقة نبيلا مأمونا صاحب سنة.
__________
1 التهذيب "1/ 85"، والكاشف "1/ 29".
2 التهذيب "1/ 85"، وطبقات الحفاظ "237".(18/114)
تُوُفّي سنة خمس وأربعين1.
قال الحاكم: كان فقيه أهل الحديث في عصره، كثير الحديث والرحلة، رحمه الله.
47- أحمد بن نصر2.
أبو بكر العتكي السَّمَرْقَنْديّ.
ذكره ابن حِبّان في الثقات وقال: كان رجلا صالحا مجتهدا في العبادة، قمع أهلَ البِدَع في أيّام المحنة، وقام بما ينبغي.
يروى عن: ابن عُيَيْنَة، وأبي ضمرة.
وعنه: عبد الله بن عبد الرحمن الدَّارِميّ، وأهل سَمَرْقَنْد.
تُوُفّي سنة خمس وأربعين.
48- أحمد بن هشام بن بِهْرام المدائنيّ3.
عن: أبي معاوية، ووَكِيع.
وعنه: ابن صاعد، وأبو بَكْر بْن أَبِي داود.
وكان ثقة، قاله الخطيب.
49- أحمد بن يحيى بن إسحاق.
أبو الحسين الرَّاوَنْديّ.
قال المسعوديّ: تُوُفّي سنة خمسين ومائتين، عن أربعين سنة.
قال: وله من الكُتُب مائة وأربعة عشر كتابا.
قلت: غلط المسعودي، بل بقي إلى قريب الثلاثمائة.
50- أحمد بن يحيى بن وزير بن سليمان بن مهاجر4 -ن- أبو عبد الله
__________
1 المعجم المشتمل "61/ رقم 91".
2 الثقات لابن حبان "8/ 22"، والأنساب "8/ 390" لابن السمعاني.
3 تاريخ بغداد "5/ 197، 198"، ورسالة الغفران "461".
4 المعرفة والتاريخ "1/ 536، 2/ 625"، والتهذيب "1/ 89"، وخلاصة تذهيب التهذيب "14".(18/115)
التجيبي، مولاهم المصريّ الحافظ النَّحْويّ، أحد الأئمّة.
روى عن: عَبْد الله بْن وهْب، وشُعَيب بْن اللَّيْث، وأَصْبَغ بن الفَرجَ، وخلْق سواهم.
وعنه: ن. وقال ثقة، والحسين بن يعقوب المصريّ، وأبو بكر بن أبي داود، وآخرون.
وُلِد سنة إحدى وسبعين ومائة.
قال أبو عمر الكِنْديّ: كان فقيها من أصحاب ابن وهْب. كان أعلم أهل زمانه بالشِّعْر والغريب وأيّام النّاس. وكان يتقبّل، فانكسر عليه خَراجٌ، فسجنه أحمد بن محمد بن مدبّر، فمات في حبّسه في شوّال سنة خمسين، رحمه الله.
51- أحمد بن يعقوب بن صالح البلْخيّ1.
عن: أبي مقاتل حفص بن سَلْم.
تُوُفيّ في رمضان سنة سْبعٍ وأربعين.
52- أحمد بن أبي بكر القاسم بن الحارث2 بن زُرَارَةُ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ -ع- الفقيه أبو مصعب الزهري العوفي، قاضي المدينة.
وُلِد سنة خمسين ومائة، ولزِم مالكا وتفقَّه عليه، وسمع منه الموطّأ.
وسمع من: العُطّاف بن خالد، ويوسف بن الماجشون، وإبراهيم بن سعد، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْديّ، ومحمد بن إبراهيم بن دينار، وطائفة.
وعنه: الجماعة، لكن ن. بواسطة، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وأبو زُرْعة الرّازيّ، ومُطَيَّن، وخلْق آخرهم موتا إبراهيم بن عبد الصَّمد الهاشميّ.
ذكره الزُّبَير بن بكّار فقال: هو فقيه أهل المدينة غير مدافَع.
تُوُفّي في رمضان سنة اثنتين وأربعين على القضاء، وله اثنتان وتسعون سنة.
__________
1 لسان الميزان "1/ 327"، والمغني في الضعفاء "1/ 63".
2 الجرح والتعديل "2/ 43"، والعبر "1/ 436"، والتهذيب "1/ 20، 21".(18/116)
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: ثنا عبد الله بْن محمد بْن الفضل الصَّيْداويّ قال: أتى قوم أَبَا مُصْعَب الزُّهْرِيّ فقالوا: إنّ قِبَلَنا ببغداد رَجُلٌ يقول: لفظه بالقرآن مخلوق. فقال: هذا كلامُ خبيثٍ نبَطَيّ.
وقال أبو محمد بْن حزم: آخر ما رُوِيَ عن مالك موطأ أبي مصعب وموطأ أبي حذافة. وفي هذين الموطأين نحوٌ من مائة حديث زائدة، وهي آخر ما روى عن مالك. فهذا دليل على أنه كان يزيد فِي الموطأ أحاديث بلغته فيما بعد، أو كان أغفلها ثُمَّ أَثْبَتَها. وهكذا يكون العُلماء رحمهم اللَّه.
قلت: أمّا أبو حُذافة فهو أحمد بْن إسماعيل السَّهْميّ الْمَدَنِيّ، سيأتي فِي الطبقة الآتية. وقد سمعتُ مُوَطّأ أبي مُصَعَب على ابن عساكر، بإجازته من المؤيد، وبين المؤَيَّد، وبين أبي مُصْعَب أربعةُ أنفس، وهذا فِي غاية العُلُوّ، ولله الحمد.
قال الدارقطني: أبو مصعب ثقة فِي الموطأ. وقدمه علي يحيى بْن بكير.
وقال أبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ: قال الزُّبَيْر بْن بكار: كان أبو مُصْعَب على شَرِطة عُبَيْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن عبد الله الهاشميّ عامل المأمون على المدينة، وولي القضاء. ومات وهو فقيه أهل المدينة غير مدافَع.
قال أبو زُرْعة، وأبو حاتم: صدوق.
قال ابن عَبْد البَرّ: مات سنة إحدى وأربعين ومائتين.
قلت: ما علمتُ فِيهِ جرحةً، ولا ذكر إلا فِي الثّقات.
لكنْ قال أحمد بْن أبي خيثمة: لا تكتب عن مُصْعَب، واكتب عمَّن شئت.
قال ابن الذَّهَبيّ: أراه نهاه عن الأخْذ عَنْهُ، لكونه على القضاء، والله أعلم.
وقد ذكره ابن عساكر فِي النُّبْل فقال فِيهِ: أحمد بْن أبي بكر زرارة.
فقد أَخْبَرَنَا ابْنُ عَسَاكِرَ، عَنْ أَبِي رَوْح: أَنَا زاهر، أَنَا الكَنْجَروديّ، أَنَا أبو أحمد الحاكم، أَنَا أَبُو عَبْد اللَّه محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن زياد الطَّيَالِسِيُّ: ثنا أبو مصعب أحمد بْن أبي بَكْر الزُّهْرِيّ، وسألناه عن اسم أبيه فقال: لا نعرف له اسمًا.
53- أحمد بن أبي سُرَيج الصّبّاح النَّهْشَليّ1 -خ. د. ن- وقيل أحمد بن
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 56"، وتاريخ بغداد "4/ 205"، والتهذيب "1/ 44".(18/117)
عمر بن الصّبّاح، أبو جعفر الرّازيّ البغدادي.
قرأ القرآن على أبي الحَسَن الكِسائيّ، وأقرأه.
وسمع: شُعَيب بن حرب، وأبا معاوية الضّرير، وابن عُلَيّة، ووَكِيعا، وجماعة.
وعنه: خ. د. ن، وأبو بكر بن أبي داود، وأهل الرِّيّ.
وقرأ عليه: العبّاس بن الفضل الرّازيّ.
وقال النَّسائيّ: ثقة.
وروى عنه أيضا: أبو زُرْعة، وأبو حاتم.
وقال أبو حاتم: صدوق.
54- أحمد بن أبي عبيد الله السليمي البصري الوراق1 -ت. ن- اسم أبيه بِشْر.
عن: يزيد بن زريع، وسلم بن قتيبة، وعمر المقدمي.
وعنه: ت. ن، وقال: ن. ثقة؛ والحسن بن عُلَيْل.
55- إبراهيم بن الحارث الأنصاريّ2.
أبو إسحاق العُباديّ. ومن ولد عُباده بن الصّامت.
بغداديُّ جليل نزل طَرَسُوس مُرابِطا.
كان الإمام أحمد بن حنبل يحترمه ويعظّمه، وكان هو يُفْتي بحضرة أبي عبد الله فيُعجبه ويقول: جزاك الله يا أبا إسحاق خيرا.
روى عن: مُصْعَب الزُّبَيْريّ، وجماعة.
وأكبر شيخ له عليّ بن عاصم.
روى عنه: أبو بكر الأثرم، وحرب بْن إِسْمَاعِيل الكرماني، وأبو بَكْر بْن أبي داود.
__________
1 التهذيب "1/ 60"، وخلاصة التذهيب "9".
2 تاريخ بغداد "6/ 55، 56"، وتهذيب التهذيب "1/ 113".(18/118)
56- إبراهيم بن الحسين بن خالد1.
الفقيه أبو إسحاق الأندلسيّ القُرْطُبيّ المالكيّ.
رحل وحجّ ولقي مُطَرِّف بن عبد الله، وعليّ بن مَعْبَد، وعبد الله بن هشام، وغيرهم.
وصنَّف تفسيرا للقرآن، وكان بصيرا بالفقه.
ولي أحكام الشرطة ببلده.
ومات في رمضان سنة تسعٍ وأربعين.
57- إبراهيم بن حمزة الرَّمْليّ البّزاز2 -د- عن: ضمرة بن ربيعة، وزيد بن أبي الزّرقاء.
وعنه: د، وعَبْدان الأهوازيّ، وأبو بكر بن أبي داود.
58- إبراهيم بن خالد المروزي الجرميهني3.
الحافظ المعروف بالبطيطي.
بلغنا عن بُنْدار أنه قال: حُفّاظ الدّنيا أربعة، وكلُّهم غلماني: إبراهيم الجرميهني، وأبو زرعة، والدّارميّ.
مات سنة خمسين.
59- إبراهيم بن زياد البغداديّ الصّائغ4.
عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وابن عُلَيَّة.
وعنه: أبو حاتم الرازيّ، وابن صاعد، وداود بن سليمان، وغيرهم.
وكان ثقة.
__________
1 وتاريخ علماء الأندلس "1/ 8" لابن الفرضي، وجذوة المقتبس "153" للحميدي.
2 تهذيب الكمال "2/ 76"، والتهذيب "1/ 34".
3 الجرح والتعديل "2/ 97"، واللباب لابن الأثير "1/ 273".
4 الجرح والتعديل "2/ 100".(18/119)
أمّا:
60- إبراهيم بن زياد البغداديّ الخيّاط1.
عن شريك، وجماعة، فشيخ أقدام من هذا. كتب عنه أبو حاتم أيضا.
61- إبراهيم بن سعد الجوهري2 -د. ت. ن. ق- أبو إسحاق البغدادي. طبريّ الأصل، صاحب حديث.
سمع: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وعبد الوهّاب الثّقفيّ، وابن فُضَيْل، ووَكِيعا، وأبا ضَمْرة، وأبا أُسامة، وأبا معاوية، وطائفة.
وعنه: الجماعة سوى البخاريّ، وأبو الْجَهْم المَشْغَرانيّ، وابن جَوْصا، وأبو طاهر الحسن بن فِيل، وأبو عَرُوبة الحَرَّانيّ، ومحمد بن عليّ الحكيم التِّرْمِذيّ ويحيى بن صاعد، وخلق.
وروى النَّسائيّ في كتاب، خصائص علي -رضي الله عنه، عن زكريّا السِّجْزِيّ، عنه، وقال: هو ثقة.
وقال عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن خاقان السُّلَميّ: سَأَلت إبراهيم بْن سَعِيد الْجُوهريّ، عن حديث لأبي بكر الصديق فقال لجاريته: أخرجي لي الجزء الثالث والعشرين من مسند أبي بكر.
فقالت له: لا يصحّ لأبي بَكْر خمسون حديثًا، من أَيْنَ ثلاثة وعشرون جزءًا؟ فقال: كلّ حديث لا يكون عندي من مائة وجهٍ، فأنا فِيهِ يتيم.
قال الخطيب: كان مكثرًا ثقة ثبتًا، صنَّف المُسْنَد.
وقال إبراهيم الهَرَويّ: كان أبوه ثقة محتشمًا نبيلا، حجّ مرةً، فحجّ معه أربعمائة نفس، منهم هُشَيْمٌ، وإسماعيل بْن عيّاش، وكنتُ أنا منهم.
اختلف في موت إبراهيم، فقيل: سنة أربع، وقيل سنة سبْعٍ، وقيل: سنة تسعٍ وأربعين، وقيل: سنة ثلاثٍ وخمسين.
مات بعَيْن زَرْبَة مُرابَطا، رحمه الله. وكان حَجّاج بن الشّاعر يليّنه بلا حُجّة.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 76"، والجرح والتعديل "2/ 101".
2 الجرح والتعديل "2/ 104"، وتهذيب تاريخ دمشق "2/ 213"، والتهذيب "1/ 123-125".(18/120)
62- إبراهيم بن سفيان الزبادي1.
اللُّغَويّ النَّحْويّ، أحد أئمّة العربيّة بالعراق.
أخذ عن: الأصمعيّ، وغيره.
وهو من ولد زياد بن أبيه أمير الكوفة. ذكره يعقوب بن السكّيت فقال: هو نسيج وحده.
قلت: وقد ذكره الوزير ابن القفطي في تاريخ النُّحاة.
63- إبراهيم بْن سلام2.
أبو إسحاق الْمَكِّيّ، مَوْلَى بْني هاشم.
روى عن: الدَّرَاوَرْديّ، والفُضَيل، وسعيد بن سالم القدّاح، ويحيى بن سليم.
وعنه: أبو الأحوص العكبري، وابن صاعد، وابن خزيمة.
قال أبو أحمد الحاكم: ربما روى ما لا أصل له.
64- إبراهيم بن العبّاس بن محمد بن صُول3.
مولى يزيد بن المهلَّب بن أبي صُفْرة، أبو إسحاق الصُّوليّ البغداديّ الأديب، أحد الشّعراء المشهورين والكُتّاب المذكورين.
له ديوان مشهور؛ وكان جدّه صول المجوسيّ ملك جُرْجان، فأسلم على يد يزيد.
سمع الصُّوليّ من: عليّ بن موسى الرضا.
روى عنه: أبو العبّاس ثعلب، وغيره.
وكان موصوفا بالبلاغة والبراعة والنَّظْم والشِّعْر.
قال دِعْبِل الخُزاعيّ: لو تكسّب إبراهيم بْن الْعَبَّاس بالشِّعْر لَتَرَكَنَا فِي غير شيء.
ومن نثْره عن الخليفة: أما بعد، فإن أمير المؤمنين.
__________
1 كشف الظنون "501، 1427، 1467"، والفهرس "58"، وبغية الوعاة "181".
2 ميزان الاعتدال "1/ 36"، ولسان الميزان "1/ 64".
3 تاريخ بغداد "6/ 117، 118"، مرآة الجنان "2/ 143".(18/121)
أناةً فإنْ لم تُغْن أعقَب بعدها ... وعبدًا فإن لم يُغْن أغنت عزائمه
والسلام.
تُوُفّي في شَعْبان سنة ثلاث وأربعين بسامَرّاء.
65- إبراهيم بن عبد الله المَرْوَزِيّ الخلال1 -ن.
عن: عبد الله بن المبارك.
وعنه: ن، والحَسَن بْن سُفْيان، وعبد اللَّه بْن محمد المَرْوَزيّ.
وثقة ابن حبان.
وتوفي سنة إحدى وأربعين.
66- إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي2 -ت. ق.
أبو إسحاق الحافظ، نزيل بغداد.
سمع: إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّناد، وهُشَيما وعبد العزيز الدَّرَاوَرْديّ، وطبقتهم.
وعنه: ت. ق، وابن أَبِي الدُّنيا، وجعفر الفريابي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن فرج المقرئ، وأحمد بن الحسين الصوفي، وموسى بن هارون، وخلق سواهم.
وكان صالحا زاهدا متعففا دائم الصيام، إلا أن يدعوه أحد فيُفْطِر.
وكان من أعلم النّاس بحديث هُشَيْم، وأثبتهم فيه.
قَالَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ نا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الْعَلاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لا عَدْوَى وَلا هَامَةَ وَلا نَوَّ وَلا صَفَرَ" 3 نَوٌّ: مِنَ الأَنْوَاءِ.
__________
1 التهذيب "1/ 132"، والكاشف "1/ 39"، والثقات "8/ 75".
2 تاريخ بغداد "6/ 118-120"، وميزان الاعتدال "1/ 39".
3 "صحيح": أخرجه مسلم "2220"، وأبو داود "3912".(18/122)
قال صالح جَزَرَة عَنْهُ: ما مِن حديث هُشَيْمٌ إلا وقد سمعه عشرين مرّة وأكثر، وكنت أُوقفه. كنت سمعت منه مع سَعِيد الجوهريّ والد إبراهيم.
قال صالح: أعلم الناس بحديث هُشَيْمٌ: عَمْرو بْن عون، وإبراهيم بن عبد الله الهَرَويّ.
وقال ابن مَعِين: أصحاب هُشَيْمٌ محمد بْن الصّبّاح الدُّولابيّ، وإبراهيم الهَرَويّ، وإبراهيم أحسنهما.
وقال أبو دَاوُد: إبراهيم بْن عبد الله الهَرَويّ ضعيف.
وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بالقويّ.
تُوُفّي فِي رمضان سنة أربعٍ وأربعين، عن بضع وتسعين سنة.
67- إبراهيم بن عبد الله بن خالد المِصِّيصيّ1.
عن: وَكِيع بن الجرّاح، والحارث بن عطيّة، وحَجّاج الأعور.
وعنه: عُبَيْد بن الهيثم الحلبيّ، وعلي بن موسى الرَّبعيّ.
ضعّفه ابن حِبّان، وغيره. وله عجائب.
68- إبراهيم بن عبد الله بن صَفْوان النَّصْريّ الدّمشقيّ الحمّاد2.
عمّ الحافظ أبي زُرْعة.
روى عن: ابن وهْب، وضَمْرة بن ربيعة، والهيثم بن عِمران.
روى عنه: أبو زُرْعة، وولده محمود بن أبي زُرْعة، وسليمان بن محمد الخُزاعيّ، وآخرون.
69- إبراهيم بن عبد الله بن المُنذر الباهليّ الصَّنْعانيّ3 -ت- روى عن: وَكِيع، وَيَعْلَى بن عُبَيْد، والمقرئ، وعبد الرّزّاق.
وعنه: ت، ومحمد بن إسماعيل السلمي الترمذي.
__________
1 ميزان الاعتدال "1/ 40"، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي "1/ 40"، ولسان الميزان "1/ 71".
2 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 226".
3 التهذيب "1/ 137"، والكاشف "1/ 41".(18/123)
70- إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي الفياض1.
أبو إسحاق البرقي الفقيه.
يروى عن: ابن وهْب، وأشهب.
أخذ النّاس عنه بمصر.
ومات سنة خمس وأربعين.
قال ابن يونس: له مناكير.
71- إبراهيم بن عَوْن بن راشد2.
أبو إسحاق السَّعديّ الأصبهانيّ المَدِينيّ.
سمع: ابن عُيَيْنَة، وَوَكِيعا، وعُبَيْد الله بن موسى.
وعنه: محمد بن أحمد الأبْهَريّ، ومحمد بن أحمد بن يزيد.
قال أبو نُعَيْم الحافظ: كان من خيار النّاس.
72- إبراهيم بن عيسى الأصبهانيّ الزّاهد3.
صاحب معروف الكَرْخيّ.
روى عن: شَبّابة بن سَوّار، وأبي داود الطَّيالِسيّ.
وعنه: أحمد بن محمد البزّاز.
قال أبو الشّيخ: كان خيرا عابدا فاضلا، لم يكن بإصبهان في زمانه مثله.
ومن دعائه: اللهم إنْ كُنت مُدْخِلي النار فعظم خلقي فيها حتى لا يكون لأمّة محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّمَ- فيها موضعًا.
ومن الرُّواة عَنْهُ: النَّضْر بن هشام.
توفي سنة سبع وأربعين.
__________
1 لسان الميزان "1/ 76"، والأنساب لابن السمعاني "2/ 159".
2 ذكر في طبقات المحدثين بإصبهان لأبي الشيخ "2/ 277-279".
3 الجرح والتعديل "2/ 117"، وحلية الأولياء "10/ 393".(18/124)
وقيل: إن أَبَا الْعَبَّاس بْن مسروق رَأَى هذا يمشى على الماء.
73- إبراهيم بن محمد بن الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب التَّميميّ1.
أمير القيروان، وابن أمرائها؛ أبو أحمد.
كان حسن السّيرة، كثير العطاء، ميمون الطَّلْعة.
بنى بإفريقيّة حصونا كثيرة منيعة، واشترى العبيد والسّلاح. وأمِنت البلاد في أيّامه.
مات في ذي القعدة سنة تسعٍ وأربعين. وبعده ولي زيادة الله ابنه.
74- إبرهيم بن محمد بن عبد الله2 -د. ن- أبو إسحاق التيمي المعمري. قاضي البصْرة.
ثقة.
عن: ابن عُيَيْنَة، ويحيى القطّان، وابن داود الخُرَيْبيّ.
وعنه: د. ن، وأبو حامد الحضرميّ، وابن دُرَيْد، وأبو رَوْق الهِزّانيّ.
تُوُفّي في ذي الحجّة سنة خمسين.
وكان من كبار العلماء.
75- إبراهيم بن محمد بن يوسف بن سرج الفريابي3 -ق- نزيل القدس. ما هو بابن صاحب الثَّوريّ.
سمع: الوليد بن مسلم، وضّمرة بن ربيعة، وأيّوب بن سُوَيْد.
وعنه: ق، وأبو بكر بن أبي عاصم، والفِرْيابيّ، وابن قُتَيْبة العسقلانيّ، وبِقَيّ بْن مَخْلَد، وخلْق.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
__________
1 الوافي بالوفيات "6/ 104، 2535".
2 التقريب "1/ 56"، وتاريخ بغداد "6/ 151"، والثقات "4/ 5".
3 الجرح والتعديل "2/ 131"، والمعجم المشتمل "69" لابن عساكر.(18/125)
76- إبراهيم بن المستمرّ1.
أبو إسحاق البصْريّ العُرُوقيّ.
عن: أبيه، وأبي داود، وأبي عامر العَقَديّ، وجماعة.
وعنه: د. ن. ق، وأبو عيسى التِّرْمِذيّ في الشّمائل، وأبو بكر بن خُزَيْمة، وخلق كثير.
وكان أحد الثّقات.
77- إبراهيم بن مكتوم المَصَاحِفيّ2.
حدَّث بالبصرة في هذا الوقت عن: أبي داود الطَّيالِسيّ، وعبد الصّمد بْن عَبْد الوارث.
وعنه: ابن صاعد، وأبو رَوْق الهِزّانيّ.
وكان صدوقا.
78- إبراهيم بن هارون البلخي العابد3 -ن- عن: حامد بن إسماعيل، وداود بن الجّراح.
وعنه: ن، والتِّرْمِذيّ في شمائله، ومحمد بن عليّ التِّرْمِذيّ الحكيم، ومحمد بن عليّ بن طرْخان.
79- إبراهيم بن هاشم بن عُبَيْد الله.
أبو إسحاق بن أبي صالح الثَّقفيّ المَرْوَزيّ، قاضي نَيْسابور.
عن: النَّضْر بن شُمَيْل، ورَوْح بن عُبادة.
وكان قَدَريّا.
روى عنه جماعة.
مات سنة ست وأربعين.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 2/ 140"، والتهذيب "1/ 164".
2 الجرح والتعديل "2/ 139"، والثقات "8/ 84".
3 التهذيب "1/ 176"، وخلاصة تذهيب "23".(18/126)
80- إبراهيم بن الإمام يحيى بن المبارك اليَزِيديّ1.
العلامة أبو إسحاق. بصْريّ نزل بغداد. وكان رأسا في الأدب.
سمع من: الأنصاريّ، والأصمعيّ.
وله مصنَّف يَفتخر به اليزيديّون، وهو ما اختلف معناه واتفق لفظه، نحو من سبعمائة ورقة.
يرويه عنه: عبد الرحمن بن عبد المؤمن، وجماعة.
81- إبراهيم بن يوسف الحضْرميّ الكِنْديّ الكوفيّ الصَّيْرفيّ2.
عن: حفص بن غِياث، وأبي بكر بن عيّاش.
وعنه: ابن صاعد، وقاسم المطِّرز، وعليّ التّابعيّ.
وثّقة ابن حِبّان.
مات سنة تسعٍ وأربعين.
82- أزهر بن مروان الرَّقاشيّ البصري النواء3 -ت. ق- يلقب فريخ.
عن: حمّاد بن زيد، وعبد الوارث، والحارث بن نبهان، ومحمد بن سواء.
وعنه: ت. ق، وعبدان، وأبو بكر بن أبي عاصم، وموسى بن هارون.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وأربعين.
83- إسحاق بن أبي إسرائيل إبراهيم بن كامَجْر المَرْوَزِيّ4 -د. ن- نزيل بغداد أبو يعقوب الحافظ.
عن: شَرِيك، وحمّاد بن زيد، وكثير بن عبد الله الأيْليّ، وخلْق.
ورأى زائدة.
وعنه: د، ون. بواسطة، وهارون الحمّال، والبخاريّ في كتاب الأدب، وابن
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 209، 210"، الأغاني "18/ 17".
2 الجرح والتعديل "2/ 148"، وميزان الاعتدال "1/ 76"، وخلاصة تذهيب التهذيب "24".
3 أخبار القضاة "1/ 68" لوكيع، والتهذيب "1/ 205".
4 الطبقات لابن سعد "7/ 353"، والجرح والتعديل "2/ 210"، والتهذيب "1/ 223".(18/127)
ناجية، وأبو بكر أحمد بن عليّ المَرْوَزيّ، وأبو يَعْلَى المَوْصليّ، وأحمد بن القاسم أخو أبي اللّيث الفرائضيّ، وأبو العبّاس السّرّاج، وخلْق.
وروى قراءة عليّ بن ضمرة الكِسائيّ، عنه. وقرأه ابن عامر، عن الوليد بن مَسْلَمَة، عن الذّماريّ، عنه.
قَالَ أحمد بن زُهير، عن ابن مَعِين: ثقة1.
وقال عثمان الدّارِميّ، عن ابن مَعِين: ثقة2.
ثُمَّ قال عثمان: لم يكن عثمان أظهر الوقف حين سَأَلت ابن مَعِين عَنْهُ.
وقال أبو القاسم البَغَويّ: كان ثقة مأمونًا، إلا أنّه كان قليل العقل.
وقال صالح جَزَرَة: صدوق، إلا أنّه كان يقول: القرآن كلام اللَّه، ويقف3.
وقال السّرّاج: سمعتُ إسحاق بْن أَبِي إسرائيل يقول: هؤلاء الصِّبيان يقولون: كلام اللَّه غير مخلوق. ألا قَالُوا كلام اللَّه وسكتوا. ويشير إلى دار أحمد بْن حنبل.
قال إسحاق بْن دَاوُد: قال أحمد بْن حنبل: تجَّهمَ ابن أبي إسرائيل بعد تسعين سنة. فقال محمد بْن يحيى الْمَكِّيّ: ذكرتُ لأبي عبد الله إسحاقَ بْنَ أبي إسرائيل فقال: ذاك أحمق.
وقال إسحاق بْن إبراهيم بْن هانئ: سمعتُ أَبَا عبد الله أحمد بْن حنبل، ذَكَر ابن أبي إسرائيل فقال: بعد طلبه للحديث وَكَثْرة سماعه شكَّ، فصار ضالا شكَّاكًا.
وقال أبو حاتم الرّازّي4: كتبتُ عَنْهُ فوقفَ فِي القرآن، فوقفنا عَنْ حديثه.
وقد تركه النّاس حَتَّى كنت أمُرُّ بمسجده وهو وحيد لا يقربه أحد، بعد أن كان النّاس إليه عُنقًا واحدا.
قال شاهين بْن السَّمِيدَع العَبْديّ: سمعت أحمد بن جنبل يقول: إسحاق بن أبي
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 358".
2 انظر المصدر السابق.
3 تاريخ بغداد "6/ 360".
4 الجرح والتعديل "2/ 210".(18/128)
إسرائيل واقفي مشئوم، إلا أنّه صاحب حديثٍ كيس1.
وقال زكريا الساجي: وتركوا إسحاق بن أبي إسرائيل لموضع الوقف، كان صدوقًا.
وقال الْحُسَيْن بْن إسماعيل الفارسيّ: سَأَلت عَبْدُوس بْن عبد الله النَّيسابوريّ عن إسحاق بْن أبي إسرائيل فقال: كان حافظًا جدًا ولم يكن مثله فِي الحفظ والورع.
فقلت: كان يُتَّهم بالوقف؟ قال: نعم.
وقال أحمد بْن أبي خيثمة: قال لي مُصْعَب الزُّبَيريّ: نَاظَرَني إسحاق بْن أبي إسرائيل فقال: لا أقول كذا ولا أقول غير ذا، يعني فِي القرآن. فناظَرْتُه فقال: لم أقل فِي الشّك ولكنّي أسكت كما سكت القومُ قبلي.
وقال مُوسَى بْن هارون: مولده سنة خمسين ومائة.
وقال الْبُخَارِيّ، وأحمد بْن عُبَيْد اللَّه الثقفي، وابن قانع: مات سنة خمسٍ وأربعين ومائتين2.
زاد ابن قانع: فِي شعبان.
وقال البَغَويّ، وعليّ بن أحمد بن النَّضْر: مات سنة ست.
زاد البَغَويّ: في شَعْبان بسامرّاء.
وقع لي من عوالي ابن أبي إسرائيل.
84- إسحاق بن إبراهيم بن داود البصْريّ السَّوّاق3 -ق- عن: يحيى القطّان، وعبد الرحمن بن مهديّ، وأبي عاصم.
وعنه: ق، والفضل بن الحسن الأهوازيّ، وعبد الرحمن بن محمد بن حماد الطهراني.
85- إسحاق بن الأخيل الحلبي4.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 359، 360".
2 الثقات لابن حبان "8/ 117".
3 تهذيب التهذيب "1/ 213"، والمعجم المشتمل "73".
4 الجرح والتعديل "2/ 213".(18/129)
عن: مبشر بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّرَائِفِيُّ، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن أبي داود.
86- إسحاق بْن مُوسَى بْن عَبْد اللَّه بْن مُوسَى بْن عَبْد الله بن يزيد الأنصاري الخطمي1 -د. ت. ن. ق.
أبو موسى المدني الفقيه، نزيل سامرّاء. ثمّ قاضي نيسابور.
سمع: ابن عُيَيْنَة، وعبد السّلام بن حرب، ومعن بن عيسى، وجماعة.
وكان فاضلا صاحب سنة.
ذكره أبو حاتم الرازيّ وأطنبَ في الثّناء عليه وروى عنه، وبَقِيّ بن مَخْلَد، والفِرْيابيّ، وابن خُزَيْمة، وابنه موسى بن إسحاق الخطْميّ.
قيل: إنّه تُوُفيّ بجوسية مِن أعمال حمص سنة أربع وأربعين.
وثّقه النَّسائيّ.
وكثيرًا ما يقول التِّرْمِذيّ: ثنا الْأَنْصَارِيّ. وهو هذا.
وقد تفرد بحديث رواه عنه النسائي، وابن ناجية، وطائفة. قال: ثنا معن، نا مالك، عن عبد الله بْن إدريس، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أبيه: قال: بعث عُمَر إلى عبد الله بْن مَسْعُود، وإلى أبي الدَّرْداء، وإلى أبي مَسْعُود فقال: ما هذا الحديث الَّذِي تُكْثِرون عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فحبسهم فِي المدينة حَتَّى استُشْهِد.
87- إسحاق بن يوسف الْجُرْجانيّ الدَّيْلَمانيّ2.
سمع: ابن عُيَيْنَة، وحفص بن عمر العَدَنيّ.
وعنه: ابنه عبد الله، وعقيل بن يحيى.
وثّقة أبو نُعَيْم الأصبهانيّ.
ومات سنة خمسٍ وأربعين.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 235"، والتهذيب "1/ 251"، والبداية والنهاية "1/ 251".
2 أخبار إصبهان لأبي نعيم "1/ 216".(18/130)
88- إسماعيل بن بَهْرام الوشّاء الخزّاز الخَبْذَعيّ1 الكوفيّ.
سمع: عبد العزيز الدراوردي، ومعلَّى بن هلال، وعبيد الله الأشجعي.
وعنه: ق، وبقيّ بن مَخْلَد، وأبو داود السجستاني، ومطَيَّن، والحسن بن سفيان.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال غيره: مات سنة إحدى وأربعين.
89- إسماعيل بن تَوْبة الثَّقَفيّ الرّازيّ2.
نزيل قزوين، أحد الثِّقات الرّحّالة.
سمع: فُضَيْل بن عِياض، وإسماعيل بن جعفر، وخلف بن خليفة، وهشيم بن بشير.
وعنه: ق، والحسن بن إسحاق التُّسْتَريّ، وعبد الله بن وهب الدينوري، وأهل قزوين.
قال أبو حاتم: صدوق.
توفي سنة سبع وأربعين.
90- إسماعيل بن حفص3.
أبو بكر الأبلي البصري القطان.
سمع: معتمر بن سليمان، وأبا بكر عياش، وطبقتهما.
وعنه: ن. ق، وأبو بكر بن عاصم، وعَبْدان، وابن خُزَيْمَة، وجماعة.
91- إسماعيل بن خزيمة بن المغيرة السلمي النيسابوري.
سمع من: عبد الرزاق، وغيره.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 161"، وتاريخ جرجان للسهمي "367"، وميزان الاعتدال "1/ 224".
2 الجرح والتعديل "2/ 162"، والتهذيب "1/ 286".
3 تهذيب الكمال "3/ 62، 63"، وميزان الاعتدال "1/ 227".(18/131)
وعنه: ابن أخيه أبو بكر بن إسحاق، ومحمد بن ياسين بن النضر.
وكان ثقة.
92- إسماعيل بن زياد البلخي الأزدي1.
عن: ضمرة بن ربيعة، وغيره.
مات سنة ست وأربعين.
93- إسماعيل بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ2.
أبو عبد الله، وأبو الحسن القرشي العبدري الرقي الفقيه المعروف بالسكري. قاضي دمشق.
روى عن: عُبَيْد الله بن عَمْرو، وأبي المَلِيح الحَسَن بن عمر، وَيَعْلَى بن الأشدق، وابن المبارك، وأبي إسحاق الفزاري، وبقية، وعيسى بن يونس، وجماعة.
وعنه: ق، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، ومحمد بن هشام بن ملاس، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ، وآخرون.
وثقة الدَّارَقُطْنيّ.
وقال أبو حاتم: صدوق.
قال ابن الفَيْض الدّمشقيّ: ولّي أحمد بْن أبي دؤاد على قضاء دمشق إسماعيل بْن عبد الله السكري في سنة ثلاث وثلاثين، فأقام قاضيا إلى أن وَلِيَ القضاء للمتوكّل يحيى بْن أكثم، فعزل إسماعيل محمد بْن هاشم بْن ميسرة3.
قلت: لم يذكره ابن عساكر فِي شيوخ النُّبْل، وذكر بدله سميّه: إسماعيل بْن عبد الله بْن زرارة الرقي، وقال: رُوِيَ عَنْهُ ق، وروي ن. عن رجلٍ، عَنْهُ.
قال لنا الحافظ أبو الحجاج: رُوِيَ ق. خمسة أحاديث قال فيها: ثنا إسماعيل بْن عبد الله الرقي، وإنما هُوَ السكري لا ابن زرارة. لأن ابن زرارة مات سنة تسع
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 355"، وميزان الاعتدال "1/ 231".
2 الجرح والتعديل "2/ 181"، والتهذيب "1/ 307"، والميزان "1/ 136".
3 تهذيب الكمال "3/ 116".(18/132)
وعشرين، وإنما رحل بعد الثلاثين1.
قال إبراهيم بْن أيّوب الحَوْرانيّ: قلت لإسماعيل بْن عبد الله القاضي: بَلَغَني أنّك كنت صوفيّا، مَن أَكَلَ من جُرابك كِسْرةً افتخر بها.
فقال: حَسْبُنا اللَّه ونِعْمَ الوكيل2.
وقال أبو الحَسَن علي بن الحسن بن علاة الحرّانيّ: مات إسماعيل بن عبد الله السُّكّريّ بعد الأربعين، وكان يُرمَى بالتّجهُّم.
94- إسماعيل بن عَمرو.
أبو محمد المصريّ الفقيه، صاحب أشهب.
يروى عن: ابن وهْب، وعبد الملك بن الماجِشُون، وغيرهما.
وروى عنه جماعة آخرهم عبد الحَكَم بن أحمد الصّدَفيّ.
تُوُفّي في رجب سنة ثمان وأربعين، قاله ابن يونس.
95- إسماعيل بن الفضل3.
أبو إبراهيم الشّالَنْجيّ، قاضي جُرْجان.
روى عن: إسماعيل بن جعفر، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وجماعة.
وعنه: أحمد بن مُعَاذ السُّلَميّ، وابن مُجَاشِع السّخْتيانيّ، وأهل جُرجان.
تُوُفّي سنة ست وأربعين.
96- إسماعيل بن مسعود4 -ن- أخو الصَّلْت بن مسعود الْجَحْدَرِيّ البصْريّ.
عن: يزيد بن زُرَيْع، ومعتمر بن سليمان التَّيْميّ، وبشْر بن المفضّل.
وعنه: ن، والفِرْيابيّ، ومحمد بن جرير، وجماعة.
__________
1 انظر المصدر السابق.
2 تهذيب تاريخ دمشق "3/ 26".
3 الأنساب لابن السمعاني "7/ 260".
4 الجرح والتعديل "2/ 200"، والتهذيب "1/ 331".(18/133)
قال النَّسائيّ: ثقة.
وتُوُفّي سنة ثمانٍ وأربعين.
97- إسماعيل بن موسى الفَزَاريّ1 -د. ت. ق- ابنُ ابنةِ إسماعيل السُّدّيّ. أبو محمد، وقيل: أبو إسحاق.
كوفيّ، ثقة، شيعيّ متوالي.
سمع: عمر بن شاكر، ومالك بن أنس، وشَرِيك بن عَبْد الله، وعبد الرَّحْمَن بن أَبِي الزّناد، وجماعة.
وعنه: د. ت. ق، وأبو عَرُوبة الحرّانيّ، وابن خُزَيْمَة، وطائفة كبيرة وأما ابن أبي حاتم فقال: سمعتُ أبي يقول: سَأَلْتُهُ عن قرابته من السُّدّيّ، فأنكر أن يكون ابن ابنته، وإذا قرابته منه بعيدة2.
قال أبو حاتم: صدوق. سمعته يقول: سمَّتني أمّي باسم السُّديّ.
قلت: توفي سنة خمس وأربعين، وشيخه عُمَر بْن شاكر يروي عن أنس بن مالك. وقبل: إنّه كان يغلو ويسُبّ.
قال عَبْدان الأهوازيّ: أنكر علينا أبو بَكْر بْن أبي شَيبة أو هناد ذهابنا إلى إسماعيل بن موسى. وقال: أيش عملتم عند هذا الفاسق الَّذِي يشتم السَّلَف؟ رواها ابن عديّ عَنْهُ وقال: أوصَلَ عن مالك حديثين، وتفرَّد عن شَريك بأحاديث. وإنَّما أنكر غُلُوَّه فِي التَّشَيُّع.
وقال عليّ بْن محمد بْن كاس الحنفيّ القاضي، وهو ثقة: ثنا عليّ بْن جَعْفَر الرُّمانيّ، نا إسماعيل ابن بِنْت السُّدّيّ قال: كنتُ فِي مجلس مالك، فَسُئِلَ عن فريضةٍ، فأجاب بقول زيد. فقلت: ما قال فيها علي وابن مَسْعُود.
فأومأ إلى الحجبة، فلما هموا بي عدوت وأعجزتهم، فقالوا: ما نصنع بكتبه ومحبرته؟ قال: اطلبوه برفق.
__________
1 التهذيب "1/ 335"، والجرح "2/ 196".
2 الجرح "2/ 196".(18/134)
فجاءوا إلي، فجئت معهم، فقال مالك: من أين أنت؟ قلت: كوفي.
قال: فأين خلفت الأدب؟ قلت: إنما ذاكرتك لأستفيد.
فقال: إن عليا وعبد الله لا يُنْكَر فضلُهُما، وأهل بلدنا على قول زَيْدُ بْن ثابت. وإذا كنتَ بين قومٍ فلا تبدأهم بما لا يعرفون، فيبدو لك منهم ما تركه.
98- إسماعيل بن يوسف1.
أبو عليّ الدَّيْلميّ الزّاهد الحافظ.
روى شيئا عن: مجاهد بن موسى.
وأخذ عن: أحمد بن حنبل.
وكان شابا يتوقَّد ذكاءً، لم يشتهر لموته صغيرا.
قال الدّارَقُطْنيّ: هو بغداديّ، زاهد ورِع، فاضل، ثقة.
قلت: وكان يسهر في طاحون بثلاث دراهم.
كتب عَنْهُ: الْحَسَن بْن أبي العنبر، والعبّاس بْن يوسف الشَّكليّ.
قال أبو الحُسَين بن المنادي: ذُكِر لي أنّه كان يحفظ أربعين ألف حديث، وكان مشهورا بالزُّهد. وكان مَكْسَبُه من المُساهَرَة في الأَرْحاء، رحمه الله.
وقد رآه محمد بن مخلد العطار.
99- أصْبَغُ بنُ دِحْية الصَّدفيّ المصريّ2.
عن: رِشْدين بن سعد، وعبد الله بن وهْب.
وعنه: ابنه جَرْوَل.
تُوُفّي سنة خمس وأربعين ومائتين.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 274-276"، وطبقات الحنابلة "1/ 107، 108" لأبي يعلى، والوافي بالوفيات "9/ 245".
2 ميزان الاعتدال "1/ 270"، والمغني في الضعفاء "1/ 92".(18/135)
100- أيوب بن محمد ب أيوب الهاشمي البصري1 -ق- المعروف بالقلب.
عن: عبد الواحد بن زياد، وعبد القاهر بن السَّرِيّ، وأبي عَوَانة.
وعنه: ق، وابن أبي الدُّنيا، والحسن بن سفيان، وزكريا الساجي، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي.
101- أيوب بن عافية بن أيوب البصري.
يروي عن: ابن وهْب، ووالده عافية.
تُوُفّي في شَعْبان سنة ستٍ وأربعين. قاله ابن يونس.
102- أيّوب بن عليّ بن الهيصم بن أيّوب بن مسلم2.
الكِنانيّ الفلسطينيّ.
سمع: زياد بن سيّار.
وعنه: سليمان بن محمد بن الفضل، وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن جوصا، وآخرون.
قال أبو حاتم: شيخ.
وجده الأعلى مُسْلِم هُوَ أخو أبي قُرْصافة من أبيه.
103- أيّوب بن محمد بن زياد بن فروخ3 -د. ن- أبو سليمان الرقي الوازن. مولى بني هاشم.
سمع: أبا إسحاق الفَزَاريّ، ومعّمر بن سليمان، ومروان بن معاوية، وابن عُلَيَّة.
وعنه: د. ن، وأبو عَرُوبة، وأبو بكر بن أبي داود، وأهل الجزيرة.
وكان يزن القطن.
وثقه النسائي، وغيره.
مات في ذي القعدة سنة تسعٍ وأربعين ومائتين.
__________
1 تهذيب الكمال "3/ 489"، والتهذيب "1/ 410".
2 الجرح والتعديل "2/ 252".
3 المعرفة والتاريخ "2/ 457"، ومروج الذهب "3067"، والتهذيب "1/ 411".(18/136)
"حرف الباء":
104- بَرَكَةُ بن محمد الحلبيّ1.
أبو سعيد الأنصاريّ.
عن: مروان بن معاوية، ويوسف بن أسباط، وعليّ بن بكّار، ومبشّر بن إسماعيل.
وعنه: أبو نَشِيط محمد بن هارون، وأبو الحسين عَبْد اللَّه بْن محمد بْن يونس السّمْنانيّ، وموسى بن محمد الأنطاكيّ، وأحمد بن زكريّا البصْريّ شاذان، وعمر بن محمد الهمدانيّ، وآخرون.
قال الدَّارَقُطْنيّ: كذّاب يضع الحديث.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أَبَا الْحُسَيْن السّمْنانيّ يقول: نظر صالح بْن الأشرس فِي بعض حديثي، عن بركة فقال: ليس هذا بركة، هذا عقوبة.
105- بِسْطام بن جعفر الأزْديّ المَوْصِليّ2.
عن: مالك، وحمّاد بن زيد، وإبراهيم بن أبي يحيى.
وعنه: أحمد بن حمدون، وإبراهيم بن عليّ المَوْصِليّان.
تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين.
106- بِشْر بن بشّار البغداديّ3.
عن: يزيد بن هارون، وداود بن المحبّر.
وعنه: ابن أبي الدُّنيا، والحسن بن الحُباب، وأبو العبّاس السراج، وغيرهم.
107- بشر بن معاذ العقدي4 -ت. ن. ق- أبو سهل البصري الضرير.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 433"، والميزان "1/ 303".
2 الثقات لابن حبان "8/ 155".
3 تاريخ بغداد "7/ 84" "3519".
4 الجرح والتعديل "2/ 368"، والتهذيب "1/ 458".(18/137)
عن: إبْرَاهِيم بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد الملك بْن أبي محذورة الْجُمَحيّ، وأبي عَوَانة، ومرحوم بن عبد العزيز العطّار، وعبد الواحد بن زياد، وحمّاد بن زيد، وهُشَيْم، ومعتمر، وطائفة.
وعنه: ت. ن. ق، وأبو بكر البزّار، وعمر بن محمد بن بُجَير، والقاسم المطرِّز، وابن خزيمة، وآخرون.
وثقة ابن حبان وقال: مات سنة خمس وأربعين أو في حدودها.
قلت: كان من أبناء التسعين.
108- بشر بن هلال1 -م. ع- أبو محمد النميري البصري الصواف.
عن: جعفر بن سليمان الضُّبَعيّ، وعبد الوارث، ويزيد بن زُرَيْع، وعليّ بن مُسْهِر، وداود بن الزِّبْرَقان.
وعنه: ع. سوى البخاريّ، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وإسحاق المَنْجنيقيّ، وعَبْدان الأهوازيّ، ومحمد بن عليّ الحكيم، وابن خُزَيْمَة، وآخرون.
قال أبو حاتم: محلُّه الصِّدق. وكان أيقظ من بِشْر بن مُعَاذ.
وقال ابن أبي عاصم: مات سنة سبعٍ وأربعين.
109- بُغا الكبير2.
أبو موسى التّركيّ، أحد قُوّاد المتوكّل وأكبرهم.
كان موصوفا بالشّجاعة والإقدام، وله همّة عالية وهيبَة، وَوَقْعٌ في النُّفوس.
وله فتوحات ووقعات.
وكان مملوكا للحَسَن بن سهل الوزير. وكان يحمق ويجهل في رأيه، وقد باشر عدّة حروب وما جُرح قطّ. وكان فيه دِين وإسلام.
طال عمره وعاش نحوا من ستّين سنة، وتوفي سنة ثمان وأربعين.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 369"، ورجال صحيح مسلم "1/ 87" لابن منجويه، والتهذيب "1/ 462".
2 تاريخ الطبري "8/ 609"، دول الإسلام "1/ 149".(18/138)
110- بكْر بن محمد بن عديّ بن حبيب1.
أبو عثمان المازنيّ البصْريّ النَّحْويّ، وهو بكنيته أشهر.
أخذ عن: أبي عبيدة، والأصمعي.
وصنف التصانيف المشهورة في العربية والتصريف.
روى عنه: الحارث بن أبي أسامة، وأبو عمران موسى بن سهل الجوني، وأبو العباس محمد بن يزيد المبرد.
ولزمه المبرد وأكثر عنه.
وقد دخل على الواثق فوصله بجملة.
توفي سنة سبع، أو ثمان وأربعين.
وكان المبرد يقول: لم يكن بعد سيبويه أعلم بالنحو من أبي عثمان الْمَازِنِيِّ.
قال المبرّد: قال أبو عثمان الْمَازِنِيِّ: قرأ علي رَجُل كتاب سيبويه فِي مدة طويلة، فلما بلغ أخره قال: أما إنّي ما فهمتُ منه حرفًا، وأمّا أنت فجزاك اللَّه خيرًا.
وقال الْمَازِنِيِّ: قرأت القرآن على يعقوب، فلما ختمت رمى إلي بخاتمه وقال: خذه، ليس لك مثل.
وكان الْمَازِنِيِّ ذا دينٍ وورع. قيل: إنّ يهوديًا أتاه ليقرأ عليه كتاب سِيبَوَيْه وبذل له مائة دينار، فامتنع وقال: هذا الكتاب يشتمل على ثلاثمائة آية ونيّف، ولستُ أمكِّنُ منه ذِمِّيّا.
وقال بكّار بْن قُتَيْبَةَ القاضي: ما رَأَيْت، نحْويّا يشبه الفقهاء إلا حبان بن هلال، والمازني.
وقال المبرّد: كان الْمَازِنِيِّ إذا ناظر أهل الكلام لم يستعِن بشيء من النَّحْو، وإذا ناظَره النُّحاة لم يستعن بشيءٍ من الكلام.
وعن الْمَازِنِيّ قال: حضرت مجلس المتوكّل، وحضر يعقوب بْن السِّكّيت، فقال: تكلَّما فِي مسألة.
__________
1 مشاهير علماء الأمصار "153"، ومعجم الأدباء "2/ 380"، والبداية "10/ 302"، والتهذيب "12/ 178".(18/139)
فقلت: تكلَّما فِي مسألة.
فقلت ليعقوب: ما وزن نَكْتَل؟ فقال: نفعل.
قلت: اتَّئِدْ.
ففكّر وقال: نفتعل.
قلت: نكتل أربعة أحرف، ونفتعل خمسة.
فسكت.
فقال المتوكّل: ما الجواب؟ قلت: وزنها فِي الأصل نفتعِل لأنّها نكتيل، فلمّا تحرّك حرف العِلَّة، وانفتح ما قبله، وقُلِب ألفا، فصارت نكتال، ثُمَّ حُذِفت الألف للجزْم، فبقيت نَكْتَلْ.
فقال المتوكلْ: هذا هُوَ الحقّ.
فلمّا خرجنا قال يعقوب: بَالغْتَ اليوم فِي أذاي.
قلت: لم أقصدك بسوء1.
وقيل: إن جاريةً غنَّت الواثق:
أَظَلُومٌ إنّ مُصابكم رجلا ... أهدى السّلام تحيّةً ظلْمٌ
فقال بعض الحاضرين: رجل، بالرفع.
فقالت: هكذا لقنني الْمَازِنِيِّ.
فطلبه الواثق فقال: إن معناه إن إصابتكم رجلا كقوله إن ضربك زَيْدا فالرجل مفعول، وظلم هُوَ الخبر.
قال: فأعطاني الواثق ألف دينار.
111- بكر بن النّطّاح2.
من أعيان الشعراء. كان في هذا الزمان.
__________
1 وفيات الأعيان "6/ 397، 398" في ترجمة "ابن السكيت".
2 الأغاني "19/ 39-52"، وحياة الحيوان "3/ 196"، وتاريخ بغداد "7/ 90، 91"، وفوات الوفيات "1/ 146-148".(18/140)
"حرف التاء":
112- تميم بن المنتصر بن تميم بن الصلت1 -د. ن. ق- أبو عبد الله الهاشمي مولى ابن عبّاس، أبو عبد الله الواسطيّ.
عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وإسحاق الأزرق، ومحمد بن يزيد الواسطيّ، وأبي هَمّام بن الزّبْرقان، ويزيد بن هارون، وطائفة.
وعنه: سِبْطاه: أسْلَم بن سهل الحافظ بَحْشَل، وخليل بن أبي دانة، ود. ن. ق، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وجعفر الفِرْيابيّ، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمود بن محمد الواسطي، وآخرون.
وكان محدثا ثقة.
مات سنة أربع وأربعين.
"حرف الجيم":
113- جابر بن كردي الواسطي2.
عن: يزيد بْن هارون، وسعيد بْن عامر الضُّبَعيّ.
وعنه: محمد بن جرير، وابن صاعد.
قال النسائي: لا بأس به.
114- الجارود بن معاذ السلمي الترمذي3 -ت. ن- أبو معاذ، وأبو داود.
عَنْ: جرير بْن عَبْد الحميد، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبي خالد الأحمر، والفضل بن موسى السِّينانيّ، والوليد بن مسلم، ووَكِيع، و ... وطائفة.
وعنه: ت. ن، وابنه محمد بن الجارود، ومحمد بن عليّ الحكيم التِّرْمِذيّ، وأحمد بن عليّ الأبّار، ومحمود بن محمد المَرْوَزِيّ، وطائفة.
قال النسائي: ثقة.
__________
1 تاريخ الطبري "1/ 15، 16"، والتهذيب "1/ 514".
2 تاريخ بغداد "7/ 238"، والتهذيب "2/ 44".
3 التهذيب "2/ 53"، والثقات "8/ 166".(18/141)
قال ابن عساكر: مات سنة أربع وأربعين.
115- جبارة بن المغلس1 -ق- أبو محمد الحماني الكوفي.
عن: شبيب بن شبّة، وأبي بكر النَّهْشَليّ، وأبي شَيْبة إبراهيم بن عثمان العبْسيّ، وعبد الأعلى بن أبي المُسَاوِر، وعُبَيْد بن وسيم الجمّال، وقيس بن الربيع، وأبي عَوَانَة، وطائفة.
وعنه: ق، وابن أخيه أحمد بن الصلت الحِمّانيّ، وبَقِيّ بن مَخْلَد، والحسين بن إدريس الهَرَويّ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومطين، ومحمد بْن عثمان بْن أَبِي شيبة، والحَسَن بن سُفْيان، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، والحسين بن بحر البَيْرُوذِيّ، وعَبْدان، وطائفة.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: عرضت على أبي أحاديث سمعتها من جبارة فأنكر بعضها وقال: هذه موضوعة.
وقال البخاريّ: مضطّرب الحديث.
وقال أبو معين الحسين بن الحسن الرازي عن ابن مَعِين: كذّاب.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: ما هو ممّن يكذب. كان يوضع له الحديث فيُحدّث به.
قال البخاريّ: مات بالكوفة سنة إحدى وأربعين.
وقال مُوسَى بْن هارون: وقد قارب الأربعين.
116- الجرّاح بن عبد الله بن الفَرَج التُّجَيْبيّ2.
مولاهم المصريّ.
سمع من: ابن وهْب مع يونس بن عبد الأعلى.
قَالَ ابن يونس: تُوُفِّيَ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ.
__________
1 الطبقات لابن سعد "6/ 415"، والنجوم الزاهرة "2/ 306"، وشذرات الذهب "2/ 98".
2 المعرفة والتاريخ "1/ 593" للفسوي.(18/142)
117- الجرّاح بن مَخْلَد العِجْليّ البصْريّ القزّاز1 -ت- عن: مُعّاذ بن هشام، ورَوْح بن عُبَادة، وأبي داود الطَّيالِسيّ، ووهْب بن جرير، وسَلْم بن قُتَيْبَة، وجماعة.
وعنه: ت، وأبو داود في كتاب القَدر، والبخاريّ في التاريخ، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو بكر بن أبي داود، وابن صاعد، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وأبو عروبة، وعبدان، وآخرون.
وكان ثقة.
118- جعفر المتوكّل على الله2.
أمير المؤمنين أبو الفضل بْن المعتصم بالله أَبِي إِسْحَاق محمد بْن هارون الرشيد القرشي العبّاسيّ البغداديّ.
وُلِدَ سنة خمسٍ ومائتين، وبُويع فِي ذي الحجّة سنة اثنتين وثلاثين بعد الواثق. وقيل: بل وُلِدَ سنة سبْعٍ ومائتين.
حكي عن: أبيه، ويحيى بْن أكثم.
وعنه: علي بن الجهم الشاعر، وغيره.
وكان أسمر، مليح العينين، نحيف الجسم، خفيف العارضين، إلى القصر أقرب3. وأمه أمّ ولد اسمها: شُجاع.
قال خليفة: استخلف المتوكّل، فأظهر السنة، وعمل بها فِي مجلسه، وكتب إلى الآفاق برفع المحنة وإظهار السنة، وَبَسَطَها ونصر أهلها، يعني محنة خلْق القرآن. وقد قدِم دمشق فِي صفر سنة أربعٍ وأربعين وعزم على المُقام بها وأعجبته، ونقل دواوين المُلْك إليها. وأمر بالبناء بها. وأمر للأتراك بما أرضاهم من الأموال، وبنى قصرا كبيرًا بدَارَيّا من جهة المزة.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 524"، والثقات "8/ 164".
2 المعارف "393" لابن قتيبة، وتاريخ بغداد "7/ 165-172"، والروض المعطار للحميري "17، 112"، ومرآة الجنان "2/ 154"، وذم الهوى "268" لابن الجوزي.
3 راجع تاريخ بغداد "7/ 172".(18/143)
قال عليّ بْن الْجَهْم: كانت للمتوكّل جُمّة إلى شحمة أُذُنَيه كأبيه وعمّه.
وقال ابن أبي الدّنيا: أمّ المتوكّل أم ولد اسمُها شجاع1.
وقال الفَسَويّ: بُويع له لستٍّ بقين من ذي الحجّة. خرج من دمشق المتوكّل بعد إقامة شهرين وأيّام، ورجع إلى سامرّاء دار ملكه على طريق الفُرات، وعرّج من الأنبار.
وقيل: إنّ إسرائيل بْن زكريّا الطبيب نعتَ له دمشق، وأنها توافق مزاجَه وتُذْهِبُ عَنْهُ العِلَل التي تَعْرِض له فِي الصَّيْف بالعراق.
وقال خليفة: حجّ المتوكّل بالنّاس قبل الخلافة فِي سنة سبْعٍ وعشرين.
وكان إبراهيم بْن محمد التيَّمِيُّ قاضي البصرة يقول: الخلفاء ثلاثة: أبو بكر الصديق يوم الردة، وعمر بْن عبد العزيز فِي ردّ مظالم بني أُميّة، والمتوكّل فِي مَحْو البِدَع وإظهار السنة2.
وقال يزيد بْن محمد المهلَّبيّ: قال لي المتوكّل: يا مُهَلَّبيّ، إنّ الخلفاء كانت تتصعَّب على النّاس ليطيعوهم، وأنا ألين لهم ليحبّوني ويُطيعوني3.
وحكى الأعسم أنّ عليّ بْن الْجَهْم دخل على المتوكّل وبيده دِرَّتان يقلِّبهما، فأنشده قصيدةً له يقول فِيها:
وإذا مررت ببئر عر ... وة فاسْقني من مائها
قال: فَدَحَا إليَّ بالدرّة، فقلَّبتها، فقال: تستنقص بها! وهي والله خيرٌ من مائة ألف.
قلت: لا والله، ولكنّي فكّرت فِي أبياتٍ أعملها آخذ بها الأخرى.
فقال: قُلْ.
فقلت:
بِسُرّ مَن رَأَى إمامٌ عدل ... تغرف من بحره البحار
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 166".
2 تاريخ بغداد "7/ 170".
3 الإنباء في تاريخ الخلفاء "117"، وتاريخ الخلفاء للسيوطي "352".(18/144)
يُرْجَى ويُخْشَى لكلّ خَطْب ... كأنّه جنّةٌ ونارُ
المُلْكُ فِيهِ وفي بنيه ... ما اختلف اللّيل والنهارُ
يداه فِي الْجُود صرّتان ... عليه كِلتاهما تغارُ
لم تأتِ منه اليمينُ شيئًا ... إلا أتت مثلَها اليسارُ1
قال: فدحا التي فِي يساره وقال: خُذْها، لَا بارَكَ اللَّه لك فِيها.
قَالَ الخطيب أبو بَكْر: ورُويت هذه الأبيات للبُحْتَريّ فِي المتوكّل2.
وعن مروان بْن أبي الْجَنُوب أنّه مدح المتوكّل، فأمر له بمائة ألفٍ وعشرين ألفًا، وبخمسين ثوبًا.
وقال علي بْن الْجَهْم: كان المتوكّل مشغوفًا بقبيحةٍ لا يصبر عَنْها، فوقفت له يومًا وقد كَتَبَتْ على خدّها بالغالية جَعْفَر. فتأمّلها ثُمَّ أنشأ يقول:
وكاتبةٍ فِي الخد بالمِسْك جعفرًا ... بنفسي مَحَطُّ المِسْكِ من حيثُ أثَّرا
لَئِنْ أَوْدَعَتْ سطرًا من المِسْك خدَّها ... لقد أَوْدَعَتْ قلبي من الحبّ أَسْطُرا3
قد ورد عن المتوكّل شيء من الحديث.
ويقال: إنّه سلَّم عليه بالخلافة ثمانيةٌ كلّ واحدٍ منهم أَبُوهُ خليفة: مَنْصُورٌ بْن المهديّ، والعبّاس بْن الهادي، وأبو أحمد بْن الرشيد، وعبد اللَّه بْن الأمين، وموسى بْن المأمون، وأحمد بْن المعتصم، ومحمد بْن الواثق، وابنه المنتصر ابن المتوكّل.
وكان جوادًا ممدحًا؛ ويقال: ما أعطى خليفةٌ شاعرًا ما أعطى المتوكّل.
وفيه يقول مروان بن أبي الجنوب:
فأمْسِك نَدَى كفّيك عنّي ولا تزد ... فقد خفت أن أطعنى وأن أتجبّرا
فقال: لا أُمْسِك حَتَّى يُغرقك جودي.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 167".
2 انظر السابق.
3 راجع الأغاني "19/ 311"، والنجوم الزاهرة "2/ 325".(18/145)
وقد بايع بولاية العهد ولَده المنتصر، ثُمَّ إنّه أراد أن يعزله ويولّي المعتزّ أخاه لمحبّته لأمّه قبيحة، فسأل المنتصر أن ينزل عن العهد، فأبى. وكان يُحضِره مجالس العامّة، ويحطّ منزلته ويتهدّده، ويشتمه ويتوعَّده.
واتّفق أن التُّرْك انحرفوا عن المتوكّل لكونه صادَر وصِيفًا وبُغا، وجرت أمور، فاتّفق الأتراك مع المنتصر على قتل أَبِيهِ. فدخل عليه خمسةٌ فِي جوف اللّيل وهو فِي مجلس لَهْوه فِي خامس شوّال، فقتلوه سنة سبَعٍ وأربعين.
وورد أنّ بعضهم رآه فِي النّومِ، فَقَالَ لَهُ: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غُفِر لي بقليل من السنة أَحْيَيَتُها1.
وقد كان المتوكّل منهمكًا فِي اللَّذّات والشُّرْب، فلعلّه رُحِمَ بالسنة، ولم يصحّ عَنْهُ النَّصْب2.
قال المسعوديّ: ثنا ابن عَرَفَة النَّحْويّ، ثنا المبرّد قال: قال المتوكّل لأبي الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُوسَى بْن جَعْفَر الصّادق: ما يقول ولدُ أبيك فِي الْعَبَّاس؟ قال: ما تقولُ يا أمير المؤمنين فِي رَجُلٍ فَرَض اللَّه طاعة نبيّه على خلُقه، وافترض طاعته على نبيّه.
وكان قد سُعي بأبي الْحَسَن إلى المتوكًل، وإنّ فِي منزله سلاحًا وكتبًا من أهل قُمّ، ومِن نيّته التَّوَثُّب. فكبس بيته ليلا، فوُجِد فِي بيتٍ عليه مدرّعة صوف، متوجّه إلى ربّه يقوم بآيات. فَأُخِذ كهيئته إلى المتوكل وهو يشرب، فأعظمه وأجلسه إلى جانبه وناوله الكأس فقال: ما خامر لحمي ودمي قطّ، فاعفِني منه.
فأعفاه وقال: أنشِدْني شِعْرًا. فأنشده.
باتوا على قُلَل الأجبالَ تحرسهم ... غُلْبُ الرجال ولم تنفعهم الْقُللُ3
الأبيات.
فبكى لله المتوكّل طويلا، وأمَر برفع الشّراب، وقال: يا أَبَا الْحَسَن لقد ليَّنت هنا
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 170".
2 النصب: مصطلح يعرف به الجماعة الذين تعصبوا على الإمام علي -رضي الله عنه- يعني بهم من انتصبوا لعداوة الإمام علي وشيعته.
3 الشاهد في مروج الذهب "4/ 94" بنحوه.(18/146)
قلوبًا قاسية. أعليك دَيْنٌ؟ قال: نعم، أربعة آلاف دينار.
فأمر له وردّه مكرَّمًا.
وحكى المسعوديّ أنّ بُغا الصّغير دعا بباغِر التُّركيّ، وكان باغر أهوج مِقْدامًا، فكلَّمه واختبره فِي أشياء، فوجده مُسارِعًا إليها، فقال: يا باغر هذا المنتصر قد صحّ عندي أنّه عامِلٌ على قتْلي، وأريد أن تقتله، فكيف قلبك؟ ففكّر طويلا ثُمَّ قال: هذا لا شيء، كيف نقتله وأبوه، يعني المتوكّل، باقٍ، إذا يقتلكم أَبُوهُ.
قال: فما الرأي عندك؟ قال: نبدأ بالأب.
قال: ويْحك، وتفعل؟ قال: نعم، وهو الصّواب.
قال: انظر ما تقول.
وردّد عليه، فوجده ثابتًا، ثُمَّ قال له: فادخل أنت على أثري فإن قتلتُه وإلا فاقتُلْني وضَعْ سيفَك عليَّ وقُلْ: أراد أن يقتل مولاه.
فتمّ التّدبير لبُغا فِي قتل المتوكّل.
حدَّث البُحْتُريّ قال: اجتمعنا فِي مجلس المتوكّل، فَذُكِر له سيف هِنْديّ، فبعث إلى اليمن فاشْتُرَى له بعشرة آلاف وأُتي به فأعجبه، ثُمَّ قال للفتح: ابغِني غلامًا أدفع إليه هذا السّيف لا يفارقْني به.
فأقبل باغر التُّرْكيّ، فقال الفتح بْن خاقان: هذا موصوف بالشّجاعة والبسالة فدفع المتوكّل إليه السِّيف وزاد فِي أرزاقه، فوالله ما انتضى ذلك السّيف إلى ليلة ضَرَبَه بها باغر. فلقد رَأَيْت من المتوكّل فِي اللّيلة التي قُتِل فيها عَجَبًا.
تذاكَرْنا الكِبْر، فأخذ يذمُّه ويتبرّأ منه. ثُمَّ سجد وعفَّر وجهه بالتّراب، ونثر من التّراب على رأسه ولِحْيَته وقال: إنّما أَنَا عَبْدٌ.
فتطيّرت له من التّراب. ثُمَّ جلس للشُّرْب، وعمل فِيهِ النّبيذ، وَغَنَّى صوتًا أعجبّه فبكى، فتطيّرت من بكائه. فإنّا فِي ذلك إذ بَعَثَتْ إليه قبيحة بخلُعة استَعْمَلَتْها له دُرَاعة حمراء خَزّ، ومُطْرَف خَزّ، فلبِسها، ثُمَّ جذب المطرف فخرقه من طرفه إلى طرفه وقلعه وقال: اذهبوا ليكون كَفَني.
فقلت: إنّا لله، انقضت والله المدّة، وسكر المتوكّل سكرًا شديدًا، ومضى من(18/147)
اللّيل ثلاثُ ساعات، إذ أقبلَ باغر ومعه عشرة نفر من الأتراك تبرق أسيافهم فهجموا علينا، وقصدوا المتوكّل. وصعِد منهم واحدٌ إلى السّرير، فصاح الفتح: ويلكم مولاكم. وتهارب الغلْمان والْجُلَساء والنُّدَماء على وجوههم، وبقي الفتح وحده، فما رَأَيْت أقوى نَفْسًا منه، بقي يمانعهم، فسمعتُ صيحة المتوكّل وقد ضربه باغَر بالسّيف المذكور على عاتقه، فَقَدَّه إلى خاصِرته، وضربه آخرٌ بالسّيف، فأخرجه من ظهره، وهو صابر لا يزول، ثُمَّ طرح نفسه على المتوكّل، فماتا فلُفّا فِي بساطٍ، وطُرِحا ناحية، فلم يزالا فِي ليلتهما وعامّة النهار، ثُمَّ دُفِنا معًا.
وكان بُغا الصغير قد استوحش من المتوكّل لكلامٍ لَحِقَه منه. وكان المنتصر يتألف الأتراك لا سيّما مَن يبعده أَبُوهُ1.
قال المسعوديّ: ونُقِل فِي قِتْلته غير ما ذكرنا.
قال: وأنفق المتوكّل على الهارونيّ والْجَوْسَق والْجَعْفَريّ أكثر من مائتي ألف ألف دِرهم.
ويقال: إنه كان له أربعة آلاف سرية وطئ الجميع؛ ومات وفي بيت المال أربعة آلاف ألف دينار، وسبعة آلاف دِرهم. ولا يُعلمُ أحدٌ متقدّم فِي جِدٍّ أو هَزْل إلا وقد حظي بدولته، ووصل إليه نصيب وافرٌ مِن المال2.
ذكر محمد بْن أبي عَوْن قال: حضرت مجلس المتوكّل وعنده محمد بْن عبد الله بْن طاهر، فغمز المتوكّل مملوكًا مليحًا أن يسقى الْحُسَيْن بْن الضّحّاك الخليع كأسًا ويحييه بتُفّاحة عنبر. فأنشأ الخليع يقول:
وكالدرة البيضاء حيا بعنبر ... من الورد يسعى قرائط كالوردِ
له عَبَثاتٌ عند كلّ تحيّة ... بعينيه تستدعي الخَليَّ إلى الوجْدِ
تمّنيتُ أن أُسْقَى بكفّيه شُرْبةً ... تُذَكّرُني ما قد نسِيتُ من العهد
سقى اللَّه دَهْرًا لم أبِتْ فِيهِ ساعةً ... من الدَّهْرِ إلا من حبيبٍ على وعد
__________
1 ورد هذا الخبر في مروج الذهب "4/ 118-121".
2 مروج الذهب "4/ 122" وما بعدها.(18/148)
فقال المتوكل: أحسنت والله؛ يعطى لكل بيت ألف دينار1.
ولما قتل رثته الشعراء، فمن ذلك قول يزيد المهلبي:
جاءت مَنيته والعينُ هاجعة ... هلا أَتَتْهُ المَنَايا والقنا قِصَدُ
خليفة لم يَنَلْ ما ناله أحدٌ ... ولم يُصَغْ مثله روحٌ ولا جَسَدٌ2
قال علي بْن الجهم: أهدى ابن طاهر إلى المتوكل وصائف عدة فيها محبوبة، وكانت عالمة بصنوف من العلم عوادة، فحلت من المتوكل محلا يفوق الوصف. فلما قتل ضمت إلى بغا الكبير، فدخلت عليه يوما للمنادمة، فأمر بهتك الستر، وأمر القيان، فأقبلن يرفلن فِي الحلى والحلل. وأقبلت محبوبة فِي ثياب بيض، فجلست منكسرة، فقال: غن. فاعتلت. فأقسم عليها. وأمر بالعود فوضع فِي حجرها، فغنت ارتجالا على العود:
أي عيش عيلذ لي ... لا أرى فِيهِ جعفرا
ملِك قد رَأَيُتُه ... فِي نجيعٍ معُفرا
كل مَن كان ذا خبـ ... ـال وسُقْمٍ فقد بَرَا
غير محبوبة التي ... لو ترى الموتُ يُشترا
لاشترته بما حَوَتْهُ يداها لتُقْبرا
فغضب وأمر بها فسحبت، فكان آخر العهد بها3.
وبويع المنتصر بالله ابن المتوكل صبيحتئذ بالقصر الجعفري، وسنه ثلاث وعشرون سنة.
119- الجمّاز اسمه محمد بن عَمْرو الشّاعر النّديم4. من أهل البصرة.
__________
1 انظر المصدر السابق.
2 مروج الذهب "4/ 124".
3 مروج الذهب "4/ 127".
4 تاريخ الطبري "9/ 189"، والأذكياء لابن الجوزي "134، 141، 152"، ووفيات الأعيان "2/ 351".(18/149)
عُمِّر دهرا، وكان يقول: أَنَا أسنُّ من أبي نُوَاس1.
طلبه المتوكلّ، فلمّا حضر قال: إني أريد أن استبرئك.
فقال: بحَيْضةٍ يا أمير المؤمنين أم بحَيْضَتَين؟ ثُمَّ عبث به ابن خاقان، فقال: إنّ أميرَ المؤمنين قد عزم على أن يولّيك جزيرةَ القرود.
قال: أَفَعَلَيْكَ سمعٌ وطاعة2؟.
ومرَّ مع رفيقٍ له المغرب، فرآهما إمامٌ فشرعَ يقيم الصّلاة، فقال: اصبر، أما نَهْيِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ تلّقي الْجَلب3.
وحضر عند أمير سِماطًا، فبقي يحوّل إليه زبادي فارغة وناقصة فقال: أيّها الأمير نَحْنُ اليومُ عصبة ربّما فضل لنا شيء، وربّما حوّله أهلُ السّهام.
"حرف الحاء":
120- الحارث بن أسد المُحَاسِبيّ4.
أبو عبد الله البغداديّ الصّوفيّ الزّاهد، العارف، صاحب المصنَّفات في أحوال القوم.
روى عن: يزيد بن هارون، وغيره5.
وعنه: أبو العبّاس بن مسروق، وأحمد بن القاسم أخو أبي اللَّيْث، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصُّوفيّ، والْجُنيد رحمه الله، وإسماعيل بن إسحاق السّرّاج، وأبو عليّ بن خيْران الفقيه واسمه حسين.
قال الخطيب: وله كُتُب كثيرة فِي الزُّهد، وأصول الديانة، والرد على المعتزلة والرافضة6.
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 125".
2 انظر المصدر السابق.
3 انظر المصدر السابق.
4 تاريخ بغداد "8/ 211-216"، والزهد للبيهقي "149"، والأعلام "2/ 153".
5 سير أعلام النبلاء "10/ 100".
6 انظر المصدر السابق.(18/150)
قال الْجُنَيْد: مات والدُ الحارث يوم مات، وإنّ الحارث لَمُحْتَاجٌ إلى دانِق، وخلّف مالا كثيرا، فما أخذ منه الحارث حبة وقال: أهلُ ملَّتين لا يتوارثان. وكان أَبُوهُ واقفيّا1، يعني يقف في القرآن لا يقول: مخلوق، ولا غير مخلوق2.
وقال أبو الْحَسَن بْن مُقْسِم: سمعت أَبَا عليّ بْن خيران الفقيه يقول: رَأَيْت الحارث بْن أسد بباب الطّاق متعلّقا بأبيه، والنّاس قد اجتمعوا عليه يقول له: طلّق أمي، فإنّك على دينٍ وهي على غيره3.
وقال أبو نُعَيّم: أنبأنا الخلدي: سمعت الجندي يقول: كان الحارث يجيء إلى منزلنا فيقول: اخرج معنا نُصْحِر.
فأقول: تُخْرجني من عُزْلتي وأمْني على نفسي إلى الطُّرُقات والآفات ورؤية الشَّهَوات؟ فيقول: أخرج معي ولا خوف عليك.
فأخرج معه. فكأنّ الطريق فارغ من كلّ شيء، لا نرى شيئًا نكرهه. فإذا حصلتُ معه فِي المكان الَّذِي يجلس فِيهِ يقول: سَلْني.
فأقول: ما عندي سؤال.
ثُمَّ تَنْثَالُ عليَّ السؤالات، فأسأله فيجيبني للوقت، ثُمَّ يمضي فيعملها كُتُبًا.
وكان يقول لي: كم تقول عُزْلتي أُنسي، لو أنّ نصف الخلق تقرّبوا منّي ما وجدتُ بهم أُنْسًا، ولو أنّ النّصف الآخر نأى عنّي ما استوحشت لبُعْدِهم.
واجتاز بي الحارث يومًا، وكان كثير الضّرّ، فرأيتُ على وجهه زيادة الضّرّ من الجوع. فقلت: يا عمُّ، لو دخَلْتَ إلينا؟ قال: أوَ تَفعَل؟
قلت: نعم، وتَسُرّني بذلك.
فدخلتُ بين يديه، وعمدت إلى بيت عمّي، وكان لا يخلو من أطْعِمة فاخرة، فجئت بأنواع من الطّعام، فأخذ لُقْمةً، فرأيته يلوكها ولا يَزْدَرِدها. فوثب وخرج وما كلَّمني. فلمّا كان من الغد لقيته فقلت: يا عمّ، سَرَرْتني، ثم نغصت علي. قال: يا
__________
1 "الواقفية": هم الذين يقفون في مسألة خلق القرآن، فلا يقولون مخلوق ولا غير مخلوق.
2 سير أعلام النبلاء "10/ 100".
3 انظر المصدر السابق.(18/151)
بُنيّ أمّا الفاقة فكانت شديدة، وقد اجتهدتُ أن أنال من الطّعام، ولكن بيني وبين اللَّه علامة، إذا لم يكن الطّعام رَضيّا ارتفع إلى أنفي منه زَفْرة1، فلم تقبلْه نفسي؛ فقد رميت بتلك اللُّقْمة فِي دِهْليزكم2.
وقال ابن مسروق: قال حارث المحاسبيّ: لكلّ شيء جوهر، وجوهر الإنسان العقل، وجوهر العقل التَّوفيق.
قال: وسمعت الحارث يقول: ثلاثة أشياء عزيزة: حُسن الوجه مع الصيانة، وحُسن الخَلْق مع الدِّيانة، وحُسن الإخاءِ مع الأمانة3.
ومن كلامه: تَرْكُ الدُّنيا مع ذِكرها صفة الزّاهدين. وتَرْكها مع نسيانها صفة العارفين4.
وقد كان الحارث كبير الشّأن قليل المِثْل، لكنّه دخل في شيء يسير من الكلام، فنقموه عليه.
قال أحمد بْن إسحاق الصِبْغيّ الفقيه: سمعت إسماعيل بْن إسحاق السّرّاج يقول: قال لي أحمد بْن حنبل:
يبلغني أنّ الحارث هذا يُكِثر الكَوْن عندك، فلو أحضرتَه منزلَكَ وأجلستني من حيث لا يراني، فأَسْمَع كلامَهُ.
فقصدت الحارث، وسألته أن يحضرنا تلك اللّيلة، وأن يُحضِر أصحابَه.
فقال: فيهم كثرة، فلا تُزِدْهم على الكُسْبِ والتَّمر.
فأتيت أَبَا عبد الله فأعلمته، فحضر إلى غرفةٍ واجتهد فِي وِرْده، وحضر الحارث وأصحابه فأكلوا، ثُمَّ صلُّوا العتمة، ولم يصلُّوا بعدها، وقعدوا بين يدي الحارث لا ينطقون إلى قرب نصف اللّيل. ثُمَّ ابتدأ رَجُل منهم، فسأل عن مسألة، فأخذ الحارث فِي الكلام، وأصحابه يستمعون وكأن على رءوسهم الطَّير، فمنهم مَن يبكي، ومنهم مَن يحنّ، ومنهم من يزعق، وهو في كلامه.
__________
1 وفي تهذيب الكمال "5/ 211": "زفورة".
2 حلية الأولياء "10/ 74"، و"صفة الصفوة" "2/ 368".
3 صفة الصفوة "2/ 367".
4 الزهد الكبير "149، 312" للبيهقي.(18/152)
فصعدتُ الغرفة لأتعرَّف حال أبي عبد الله، فوجدته قد بكى حَتَّى غُشِي عليه، فانصرفتُ إليهم. ولم تزل تلك حالهم حَتَّى أصبحوا فقاموا وتفرّقوا، فصعدت إلى أَبِي عبد الله وهو متغيّر الحال، فقلت: كيف رَأَيْت هؤلاء يا أَبَا عبد الله؟ فقال: ما أعلم أنّي رَأَيْت مثل هؤلاء القوم، ولا سمعت فِي علم الحقائق مثل كلام هذا الرجل، ومع هذا فلا أرى لك صُحْبتهم. ثُمَّ قام وخرج.
رواها أبو عبد الله الحاكم، عن الصِبْغيّ1.
وقال سَعِيد بْن عمرو البَرْدعيّ: شهدتُ أَبَا زُرْعة، وَسُئِلَ عن الحارث المُحَاسبيّ وكُتُبه، فقالَّ: إيّاك وهذه الكُتُب، هذه كُتُب بِدَعٍ وضَلالات. عليك بالأثر، فإنّك تجد فِيهِ ما يُغْنيك عن هذه الكُتُب.
قيل له: هذه الكُتْب عِبْرة.
قال: مَن لم يكن له فِي كتاب اللَّه عِبْرة، فليس له فِي هذه الكُتُب عِبْرة.
بَلَغَكم أنّ مالكًا، والثَّوريّ، والأوزاعيّ، صنَّفوا هذه الكُتُب فِي الخطرات والوساوس؟ ما أسرع النّاس للبِدَع2.
وقال أبو سَعِيد بْن الأعرابيّ فِي طبقات النُّسّاك: كان الحارث قد كتب الحديث وتفقّه، وعرف مذاهب النُّسّاك وآثارهم وأخبارهم. وكان من العلم بموضع، لولا أنّه تكلَّم فِي مسألة اللَّفْظ ومسألة الْإِيمَان، صحِبَه جماعة، وكان الْحَسَن المسوحيّ مِن أسنِّهم3.
وقال أبو القاسم النَّصْراباذيّ: بَلَغَني أنّ الحارث تكلَّم فِي شيءٍ من الكلام، فهجَره أحمد بن حنبل، فاختفى في الدار ببغداد ومات فيها. ولم يُصَلِّ عليه إلا أربعةُ نَفَر. ومات سنة ثلاثٍ وأربعين.
قال الْحُسَيْن بْن عبد الله الخِرَقيّ: سَأَلت المَرُّوذيّ عن ما أنكَر أبو عبد الله على المُحَاسبيّ فقال: قلت لأبي عبد الله: قد خرج المُحاسبيّ إلى الكوفة فكتب الحديث وقال: أَنَا أتوب مِن جميع ما أنكر عليّ أبو عبد الله.
__________
1 طبقات الشافعية الكبرى "2/ 39، 40"، للسبكي.
2 تاريخ بغداد "8/ 215".
3 وفيات الأعيان "2/ 58".(18/153)
فقال: ليس لحارث توبة. يشهدون عليه بالشّيء ويجحد؛ إنّما التَّوبة لمن اعترف. فأمّا من شُهِد عليه وجَحَد فليس له توبة.
ثُمَّ قال: احذروا عن حارث بالآفة إلا.....
فقلت: إنّ أَبَا بَكْر بْن حَمَّاد قال لي إنّ الحارث مرَّ به ومعه أبو حفص الخصّاف.
قال: فقلت له: يا أَبَا عبد الله، تقول إنّ كلام اللَّه بصوت.
فقال لأبي حفص: أجِبْه.
فقال أبو حفص: مَتَى قلت بصوتٍ احتجتَ أن تقول بكذا وكذا.
فقلت للحارث: إيش تقول أنت؟ قال: قد أجابك أبو حفص.
فقال: أبو عبد الله أحمد بْن حنبل: أَنَا من اليوم أُحذّر عن حارث.
حَدَّثَنَي الْمُحَارِبِيُّ، عَنِ الأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالْوَحْيِ سَمِعَ صَوْتَهُ أَهْلُ السَّمَاءِ.
قلت: وبعد هذا فرحِم اللَّه الحارث، وأين مثل الحارث؟
الحارث بْن أسد الهْمداني الْمَصْرِيّ.
يأتي فِي الطبقة الآتية.
121- الحارث بن أسد بن عبد الله1.
قاضي سِنْجار.
روى عن: مروان بن محمد.
وعنه: إبراهيم بن رحمون، وطلحة بن بكر السّنْجاريّان.
ذكره شيخنا المزّي للتمييز، ولا أعلم متى كان.
وقد مر:
الحارث بْن أسد العَتَكيّ فِي عشَرٍ ومائتين.
__________
1 تهذيب التهذيب "2/ 136"، وخلاصة تذهيب التهذيب "67".(18/154)
والحارث بْن أسد الإفريقيّ الفقيه صاحب مالك، سنة ثمانٍ ومائتين.
122- الحارث بن مسكين بن محمد بن يوسف1 -د. ن- قاضي الدّيار المصرية أبو عَمْرو الفقيه، مولى زبّان بن عبد العزيز بن مروان الأُمويّ.
سأل اللَّيْث بن سعد عن مسألة، وتفقَّه بابن وهْب، وابن القاسم، وروى عنهما.
وعن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وأشهب، ويوسف بن عَمْرو الفارسيّ، وبِشْر بن عمر الزهراني، وجماعة.
وعنه: د. ن، وابنه أحمد بن الحارث، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يعلى المَوْصِليّ، وعليّ بن الحَسَن بن قُديد، ومحمد بن زبّان بن حبيب، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن محمد بن يونس السّمْنانيّ، وآخرون.
سُئِل عنه أحمد بن حنبل فقال فيه قولا جميلا2.
وقال ابن مَعِين: لا بأس به3.
ونقل عليّ بْن الحسين بن حبان، عن أبيه قال: قال أبو زكريّا: الحارثُ بْن مِسكين خيرٌ من أصْبغ بْن الفَرَج وأفضل.
وقال النَّسائيّ: ثقة مأمون4.
وقال أبو بَكْر الخطيب: كان فقيهًا ثبتًا؛ حمله المأمون إلى بغداد وسجنه فِي المحنة، فلم يُجِبْ. فلم يزل محبوسًا ببغداد إلى أن وليَ المتوكّل فأطلقه، فحدَّث ببغداد ورجع إلى مصر. وكتب إليه المتوكّل بقضاء مصر. فلم يزل يتولاه من سنة سبْعٍ وثلاثين إلى أن استعفى من القضاء، فَصُرِف عَنْهُ سنة خمسٍ وأربعين ومائتين.
قال بحر بْن نصر: عرفتُ الحارث أيّام ابن وهْب على طريقة زهادة وورع وصدق حتى مات.
__________
1 التاريخ الصغير "537" للبخاري، طبقات الفقهاء "154" للشيرازي، وتذكرة الحفاظ "2/ 514"، والتهذيب "2/ 156-158"، والبداية "11/ 7".
2 تاريخ بغداد "8/ 216، 217".
3 انظر المصدر السابق.
4 انظر المصدر السابق.(18/155)
قلت: كان مع تبحُّره فِي العلم، قَوَّالا بالحق، عديم النّظير.
قال يوسف بْن يزيد القراطيسيّ: قدِم المأمون مصر وبها مَن يتظلَّم من إبراهيم بْن تميم، وأحمد بْن أسباط عاملَيْ مصر، فجلس الفضل بْن مروان فِي الجامع، واجتمع الأعيان: فأُحْضِر الحارث بْن مِسكين ليولِّي القضاء، فبينا الفضل يكلِّمه إذْ قال المتظلِّم: سَلْهُ أصلحكَ اللَّه عن ابن تميم وابن أسباط.
فقال: ليس لِذا حضَر.
قال: أصلحك اللَّه سَلْهُ.
فقال له الفضل: ما تقول فيهما؟ قال: ظالمين غاشمين.
فاضطرب المسجد، فقام الفضل فأعلم المأمون وقال: خفت على نفسي من ثورة النّاس مع الحارث.
فطلبَه المأمون، فابتدأه بالأمثال، ثُمَّ قال: ما تقول فِي هذين الرجُلَين.
قال: ظالِمَيْن غاشِمَيْن.
قال: هَلْ ظلماك بشيء؟ قال: لا.
قال: فعاملتها؟ قال: لا.
قال: فكيف شهدت عليهما؟ قال: كما شهدت أنّك أمير المؤمنين، ولم أرك إلا السّاعة.
قال: اخرج من هذه البلاد، وبعْ قليلك وكثيرك.
وحبسه فِي خيمة، ثُمَّ انحدر إلى البَشَرُود فأحْدَرَه معه، فلمّا فتح البَشَرُود أحضر الحارث، ثُمَّ سأله عن المسألةِ الّتي سأله عَنْهَا بمصر، فردَّ الجواب بعينه.
قال: فما تقول فِي خروجنا هذا؟ قال: أخبرني ابن القاسم، عن مالك أنّ الرشيد كتب إليه يسأله عن قتالهم.
فقال: إنْ كانوا خرجوا عن ظُلْمٍ من السّلطان فلا يحلّ قتالهم، وإن كانوا إنّما شقّوا العَصَا فقِتالهم حلال.(18/156)
فقال له: أنت تَيْس، ومالك أتَيْس منك. ارحل عن مصر.
فقال: يا أمير المؤمنين إلى الثُّغُور؟ قال: الحق بمدينة السّلام1.
وروي دَاوُد بْن أبي صالح الحرّانيّ، عن أبيه قال: لما أُحضِر الحارث مجلس المأمون جعل المأمون يقول: يا ساعي. يردِّدُها.
قال: يا أمير المؤمنين إن أذنتَ لي فِي الكلام تكلَّمت.
قال: تكلَّم.
قال: والله ما أَنَا بساعي، ولكنّي أُحْضِرْتُ فسمعتُ، وأطعتُ حين دُعيت، ثُمَّ سُئِلتُ عن أمرٍ فاستعفيتُ، فلم أُعْفَ ثلاثًا، فكان الحقُّ آثرُ عندي من غيره.
فقال المأمون: هذا رَجُلٌ أراد أن يُرفع له عَلَمٌ ببلده، خذه إليك2.
وقال أحمد بْن المؤدِّب: خرج المأمون وأخرج بالحارث سنة سبع عشرة ومائتين. وخرجت امْرَأَةُ الحارث فحجَّت وذهبت إليه إلى العراق3.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ: قال لي أبي دُؤاد: يا أَبَا عبد الله لقد مكرَ حارثكم لله عزّ وجلّ وحَلَّ مقامَ الأنبياء.
وكان ابن أبي دُؤاد إذا ذكره أعظمه جدّا.
قال القراطيسيّ: فأقام الحارث ببغداد ستّة عشرة سنة، وأطلقه الواثق فِي أخر أيّامه، فنزل إلى مصر.
قال ابن قُدْيد: أتاه فِي سنة سبْعٍ وثلاثين كتاب ولاية القضاء وهو بالإسكندريّة فامتنع، فلم يزل به إخوانه حَتَّى قبِل وقدِم مصر. فجلس للحكم، وأخرج أصحاب أبي حنيفة، والشّافعيّ مِن المسجد وأمَرَ بنزع حُصْرهم من العُمد، وقطعَ عامّة المؤذّنين من الأذان، وأصلح سقف المسجد، وبنى السقاية، ولا عن بين رجل وامرأته، ومنع
__________
1 سير أعلام النبلاء "10/ 66".
2 سير أعلام النبلاء "10/ 66".
3 انظر المصدر السابق.(18/157)
النّداء على الجنائز، وضربَ الحدّ فِي سبّ عَائِشَةَ رضي الله عَنْهَا، وقتل ساحرين1.
رُوِيَ عن الْحَسَن بْن عبد العزيز الْجَرَويّ أن رجلا كان مُسْرفًا على نفسه، فمات، فرُئي فِي النّوم، فقال: إن اللَّه تعالى غفر لي بحضور الحارث بْن مسكين جنازتي، وإنه استشفع لي عند ربّي2.
وُلِد الحارث سنة أربعٍ وخمسين ومائة، وتُوُفّي لثلاثٍ بقين مِن ربيع الأول سنة خمسين.
123- حامد بن المساور الأصبهانيّ شاذة3.
مؤذن الجامع.
سمع: أزهر السّمّان، وسليمان بن حرب.
وعنه: أحمد بن محمود بن صبيح، وغيره.
تُوُفّي سنة خمسين.
124- حامد بن يحيى بن هاني4 -د- أبو عبد الله البلخي، نزيل طَرَسُوس.
عن: أيّوب بن النّجّار، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، ومروان الفَزَاريّ، وأبي النَّضْر، ومحمد بن مَعْن الغِفاريّ، وغيرهم.
وعنه: د، وأحمد بن العبّاس بن الوليد بن مَزْيد البيروتيّ، وأحمد بن يحيى بن الوزير المصري، وجعفر الفريابي، ومحمد بن يزيد الدمشقي، وجماعة.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال مطين: توفي سنة اثنتين وأربعين.
__________
1 انظر المصدر السابق.
2 انظر المصدر السابق.
3 ذكر أخبار إصبهان لأبي نعيم "1/ 293".
4 التهذيب "2/ 169، 170"، والجرح والتعديل "3/ 301".(18/158)
125- حجاج بن يوسف بن مروان الموصلي المقرئ.
وليس بابن الشاعر. ذاك يأتي في الطبقة الأخرى.
سمع: جَعْفَر بْن عون، وَيَعْلَى بْن عُبَيْد.
وعنه: حسين بن عبد الحميد الموصلي.
ومات سنة خمس وأربعين.
126- حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران1 -م. ق. ن.
أبو حفص التجيبي، مولى بني رُمَيلة المصريّ الحافظ، صاحب الشافعيّ.
كان مِن أروى الناس عن ابن وهْب.
وروى عن: الشّافعيّ، وأيّوب بْن سُوَيْد الرَّمْليّ، وبشر بْن بَكْر التِّنِّيسيّ، وسعيد بن أبي مريم، وجماعة.
وعنه: م. ق. ون، عن أحمد بن الهيثم، عنه، وحفيده أحمد بن طاهر، وأبو عبد الرحمن أحمد بن عثمان النَّسائيّ.
وأبو يعقوب إسحاق بن موسى النَّيْسابوريّ، وبَقِيّ بن مَخْلَد، والحَسَن بن سُفْيان، ومحمد بن أحمد بن عثمان المَدِينيّ، ومحمد بن الحسن بن قُتَيْبَة العسقلانيّ، وخلْق.
قال أبو حاتم: لا يُحْتَجّ به.
وقال عَبَّاس، عن يحيى بْن مَعِين: قال: شيخٌ بمصر يقال له حَرْمَلَة، كان أعلَمَ النّاس بابن وهْب.
وقال ابن عديّ: سَأَلت عبد الله بْن محمد بْن إبراهيم الفَرْهَاذاني فقال: حَرْمَلَة ضعيف2.
وقال أبو عُمَر الكِنْديّ: كان فقيهًا؛ لم يكن بمصر أحد أكتب عن ابن وهب منه.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 69"، والجرح "3/ 274"، ومعجم البلدان "3/ 888"، والميزان "6/ 226".
2 الكامل في الضعفاء "2/ 263" لابن عدي.(18/159)
وذلك لأنّ ابن وهْب أقام فِي منزلهم سنة وأشهر مُستخفيًا من عبّاد، إذْ طلبه ليولّيه القضاء بمصر.
أخبرني بذلك يحيى بْن أبي معاوية.
وأخبرني أبو سَلَمة، وأبو دُجَانَة قالا: سمعنا حرملة يقول: عادني ابن وهْب من الرَّمَد وقال: يا أَبَا حفص، إنّه لا يُعاد من الرَّمَد، ولكنّك من أهلي.
وعن أحمد بْن صالح الْمَصْرِيّ قال: صنَّف ابن وهب مائة ألف وعشرين ألف حديث، عند بعض الناس منها النصف -يعني نفس- وعند بعض الناس الكل، يعني حرملة1.
وقال محمد بْن مُوسَى: وحديث ابن وهْب كلّه عند حرملة، إلا حديثين.
قال ابن عديّ: وقد تبحّرت حديث حرملة وفتّشته الكثير، فلم أجد في حديثه ما يجب أن يُضَعَّف من أجله. ورجلٌ تَوَارَى ابنُ وهْب عندهم ويكون حديثه كلّه عنده، فليس ببعيدٍ أن يُغرب على غيره2.
وقال هارون بن سعيد أشهب ونظر إلى حرملة فقال: هذا خيرُ أهلِ المسجد.
وقال ابن يونس: وُلِد سنة ست وستين ومائة، ومات لتسعٍ بقين من شوال سنة ثلاث وأربعين.
قال: وكان أملى النّاس بما حدَّث به ابن وهْب.
قلت: لم يرحل حرملة، ولا عنده عن أحدٍ من الحجازيّين.
127- الحسن بن أحمد بن أبي شُعيب عبد الله بن مسلم3 -م. ت- أبو مسلم الحراني مولى بني أُميّة. كان جدُّه مسلم مولى عُمَر بْن عَبْد العزيز.
رَوى عَنْ جدَّه، ومحمد بن سلمة، ومسكين بن بكير.
__________
1 انظر المصدر السابق.
2 انظر المصدر السابق.
3 الجرح "3/ 2، 4"، والمراسيل "358" لأبي داود، وتاريخ بغداد "7/ 266"، والتهذيب "2/ 254".(18/160)
وعنه: م. ت، وأبو داود في المراسيل، وابنه أبو شُعَيب عبد الله بن الحسن، والدَّارميّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ويحيى بْن صاعد، وأبو العباس السراج، ومحمد بن الحسين بن مُكْرَم، وآخرون.
وثّقة ابن حِبّان، وغيره.
وقال موسى بن هارون: مات بِسُرّ من رأى سنة خمسين ومائتين.
128- الحسن بن إسحاق1 -خ. ن- أبو علي الليثي مولاهم المَرْوَزِيّ الشّاعر حَسْنَوَيْه.
عن: النَّضْر بن شُمَيْل، ورَوْح بن عُبادة، وأبي عاصم، وجماعة.
وعنه: خ. ن، وأبو الدَّرْداء عبد العزيز بن منيب، وعَبْدان الأهوازيّ.
قال النسائي: شاعر ثقة.
وقال البخاري: مات يوم النحر سنة إحدى وأربعين.
129- الحسن بن إسماعيل بن سليمان بن مجالد2 -ن- أبو سعيد الكلبي المجالدي المصيصي.
عن: إبراهيم بن سَعْد، وهُشَيْم، وفُضّيْل بن عِياض، وعبد الله بن إدريس، والمطَّلِب بن زياد، وجماعة.
وعنه: ن، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومحمد بن هارون الحضْرميّ، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ.
قال النَّسائيّ: ثقة.
130- الحسن بن أيّوب المدائنيّ3.
عن: عبد الوهاب الثّقفيّ، وأبي عبد الصّمد العمّيّ.
وعنه: أبو عبد الله المحاملي.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 285"، والتهذيب "2/ 255".
2 تهذيب الكمال "6/ 56-58"، والتهذيب "2/ 255".
3 تاريخ بغداد "7/ 286، 287، 3787".(18/161)
131- الحسن بن بِشْر بن القاسم1.
أبو عليّ السُّلَميّ النَّيْسابوريّ الفقيه، قاضي نَيْسابور ومفتي أهل الرأي ببلده.
رحل وسمع: سُفْيان بن عُيَيْنَة، ووَكِيعا، وأبا معاوية.
ودخل الديار المصرية بعد ذلك فسمع من: عبد الله بن صالح، وسعيد بن عُفَير.
روى عنه: أَبُو يحيى البزاز، وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن سُفْيان، وجماعة.
قال إبراهيم بْن محمد بن مزيد: سمعت الْحَسَن بْن بِشْر يذكر أحمد بْن حنبل فقال: لقد أعجبني مذهبه وحيّرني قوله للحديث.
تُوُفّي سنة أربعٍ وأربعين.
132- الحَسَن بن بكر المروزي2 -ت- أبو علي، نزيل مكّة.
عن: إسحاق بن منصور السَّلُوليّ، وَمُعَلَّى بن منصور، والنَّضْر بن شُمَيْل، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد.
وعنه: ت، وأحمد بن محمد بن عبّاد الجوهريّ البغدادي، وزكريا بن يحيى المقدسي، وجماعة.
133- الحسن بن الجنيد البلخي ثم البغدادي3.
عن: عيسى بن يونس، ووكيع، وجماعة.
وعنه: ابن أبي الدنيا، وقاسم المطرز، وسعيد أخو زبير الحافظ.
توفي سنة سبع وأربعين.
134- الحسن بن حماد بن كسيب4 -د. ن. ق- أبو علي الحضرمي البغدادي، سجادة.
__________
1 تهذيب التهذيب "2/ 256، 257"، والتقريب "1/ 165".
2 الجرح والتعديل "3/ 3"، والتهذيب "2/ 257"، والكاشف "1/ 159".
3 تاريخ الطبري "7/ 466"، والجرح والتعديل "3/ 4".
4 التهذيب "2/ 272"، والنجوم الزاهرة "2/ 306"، ومعجم البلدان "1/ 534"، وتاريخ بغداد "7/ 295".(18/162)
عَنْ أَبِي بَكْر بْن عَيَّاش، وعبد الرَّحْمَن المُحَاربيّ، ومحمد بن فُضَيْل، وحفص بن غِياث، وأبي خالد الأحمر، وعليّ بن هاشم بن البريد، وطائفة.
وعنه: د. ق، ون. بواسطة، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسين الصُّوفيّ، وأبو القاسم البَغَويّ، وعليّ بن زاطِيا، وأبو لَبِيد السَّرْخسيّ، ويحيى بن صاعد، وخلْق سواهم.
قال الْحَسَن بْن الصّبّاح البزّاز: قيل لأحمد بْن حنبل إنّ سجّادة سُئِل عن رَجُلٍ قال لامرأته: أنتِ طالق ثلاثًا إن كلَّمتُ زنديقًا، فكلم رجلا يقول القرآن مخلوق، فقال سجّادة: طلقت امرأته.
فقال أحمد: ما أبعد1.
وقال علي بْن فيروز: سَأَلت سجّادة عن رَجُلٍ حلف بالطّلاق لا يكلِّم كافرًا، فكلَّم مَن يقول القرآن مخلوق، قال: طلقت امرأته.
وقال أبو عليّ عبد الرحمن بْن يحيى بْن خاقان: سَأَلتُ أحمد بْن حنبل عن سجّادة فقال: صاحبُ سنة وما بلغني عَنْهُ إلا خير.
أخبرونا عن الفتح، عن ابن أبي شريك، وأن ابن النَّقُّور أخبرهم، نا أبو القاسم ابن الوزير، أَنَا ابن صاعد، ثنا الْحَسَن بْن حماد سجادة وعبد الله بن الوضاح اللؤلؤي قالا: ثنا أبو مالك الْجَنْبيّ، فذكر حديثًا فِي الحدود. رَوَاهُ النَّسائيّ، عن عثمان بْن خُرّزَاد، عن سجّادة.
تُوُفّي في رجب سنة إحدى وأربعين، وكان مِن جِلّة العلماء ببغداد.
135- الحَسَن بن خَلَف بن شاذان بن زياد2 -خ- أبو علي الواسطي البزاز، وقد نُسِب إلى جدَّه.
حدَّث ببغداد عن: إسحاق الأزرق، ويحيى القطّان، وابن مهديّ، وعبد الوهّاب الثّقفيّ، وأبي معاوية، وغيرهم.
وعنه: خ. حديثا، وأحمد بن عَمْرو البزّار، وعلي بن العباس المقانعي، وعمر
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 296".
2 الكنى والأسماء "74" لمسلم، والميزان "1/ 486".(18/163)
ابن محمد بن بُجَيْر، وابن صاعد، والقاسم بن المَحَامِليّ، وآخرون.
وثقة الخطيب، وغيره.
تُوُفّي سنة ستٍّ وأربعين.
136- الحسن بن داود بن محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير1 -ن. ق- أبو محمد التيمي المنكدري.
عن: عبد الرّزاق، وابن عُيَيْنَة، وأبي ضَمْرة، ومحمد بن أبي فُدَيك.
وعنه: ن. ق. وأبو عَرُوبة الحرّانيّ، وزكريّا السّاجيّ، وابن صاعد، وأبو حامد محمد بن هارون، وجماعة.
وقال محمد بن عبد الرحيم البزاز: جلس إلينا المنكدري، فسألته في أي سنة كتب عن المعتمر، فقال: فِي سنة كذا.
فنظرنا فإذا هُوَ قد كتب عن المعتمر ابن خمسٍ سنين.
قال البخاريّ: يتكلّمون فيه.
وقال ابن عديّ: أرجو أنّه لا بأس به.
وقال ابن حِبّان: إنّه من الثّقات.
قال البخاريّ: مات سنة سبعٍ وأربعين.
137- الحَسَن بنُ رجاء بن أبي الضّحّاك2.
الأديب أبو عليّ الجرجرائيّ الكاتب البليغ والشّاعر المُفْلِق.
أخذ عن: أبي محلّمٍ، وبكر بن النّطّاح.
روى عنه المبرّد كثيرا.
قلّده المأمون كُوَر الجبل، وضمّ إليه الأمير أَبَا دُلَف.
قال الْحَسَن بْن رجاء: قال المأمون: النّاس على أربعة أقْسَام: زراعة، وصناعة، وتجارة، وإمارة، فمن خرج عن هذه الأشياء فهو كل علينا.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 12"، والتهذيب "2/ 274"، والميزان "1/ 486".
2 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 175-179"، ومروج الذهب "2838"، ووفيات البحتري "30".(18/164)
قال المبرد: أنشدني ابن رجاء لنفسه:
قد يصبر الحُرُّ على السَّيْف ... ولا يرى الصَّبرَ على الحَيْف
ويُؤثرُ الموتَ على حالةٍ ... يَعْجَزُ فيها عن قِرى الضَّيْف
قيل: كان ابن رجاء جوادا شاعرًا، يذهب بنفسه، ويُفْرط فِي الصَّلَف.
مات على حرب فارس وغيرها سنة أربعٍ وأربعين ومائتين.
138- الحَسَن بن زُرَيْق1.
أبو عليّ الطُّهَويّ.
عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عَيَّاش، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة.
وعنه: موسى بن إسحاق الأنصاريّ، ومُطَيِّن، ويعقوب الفَسَويّ، وعبد الله بن ريعان البَجَليّ.
محلُّه الصدق.
139- الحَسَن بن شبيب بن راشد2.
أبو عليّ البغداديّ المؤدب.
عن: شَرِيك بن عبد الله، وهُشَيْم، وخَلَف بن خليفة، وأبي يوسف القاضي.
وعنه: أبو يَعْلَى المَوْصِليّ، والهَيْثَم بن خَلَف، ويحيى بن صاعد، والقاضي المَحَامِليّ، وآخرون.
قال ابن عديّ: حدَّث بالبواطيل، وأوصل أحاديث مُرْسَلَة.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقويّ، وهو إخباريّ يُعْتَبَر به.
140- الحَسَن بن شجاع بن رجاء3 -ت- أبو علي البلخي الحافظ، أحد الأئمة.
__________
1 المجروحين "1/ 240"، والميزان "1/ 491"، والجرح والتعديل "3/ 15".
2 الثقات "8/ 172"، والميزان "1/ 495-496"، وتاريخ بغداد "7/ 328".
3 التهذيب "2/ 282"، وشذرات الذهب "2/ 104"، والثقات "8/ 178".(18/165)
سمع: مكّيّ بن إبراهيم، وعُبَيْد الله بن موسى، وأبا نُعَيْم، ومحمد بن الصَّلْت، وأبا مُسْهِر، وسعيد بن أبي مريم، ويحيى بن يحيى النَّيْسابوريّ، وأبا الوليد، وخلْقا بالشّام، والعراق، وخُراسان، ومصر، والنّواحي.
ومات كهلا.
رَوَى عَنْهُ: أبو زُرْعة الرّازيّ، والبخاريّ وهو رفيقه. وقد روى فِي الصّحيح1 فقال: ثنا الْحَسَن بْن إسماعيل بْن الخليل، فقيل إنّه هُوَ.
وروى التِّرْمِذيّ2، عن رَجُلٍ، عَنْهُ، وأحمد بْن عليّ الأبّار، ومحمد بْن إسحاق الثّقفيّ، ومحمد بْن زكريّا البَلْخيّ.
قال الْحَسَن بْن حَمَّاد الصَّغانيّ: سمعت قُتَيْبَةَ يقول: فُرسان خُراسان أربعة، فَذَكر هذا، والبخاريّ، والدّارميّ، وزكريّا بْن يحيى اللُّؤلُؤيّ.
رواها أيضًا نصر بْن زكريّا، عن قُتَيْبَةَ.
وكان الْحَسَن بْن شجاع إمامًا عارفًا بالأبواب لا يُجارى.
قال محمد بْن عُمَر بْن الأشعث البَيْكَنْديّ: سمعتُ عبد الله بْن أحمد بْن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: انتهى الحفظ إلى أربعة من خُراسان: أبو زُرْعة، والبخاريّ، وعبد اللَّه بْن عبد الرحمن السَّمَرْقَنْديّ، والحَسَن بْن شجاع البلْخيّ.
قال البَيْكَنْديّ: فقلتُ لمحمد بْن عَقِيل: لِمَ لَمْ يشتهر الْحَسَن كما اشتهر هؤلاء؟ قال: لأنّه لم يُمَتّع بالعُمْر.
وقال محمد بن جعفر البلْخيّ: مات لنصف شوّال سنة أربعٍ وأربعين وله إخْوة: محمد، وهو أكبرهم، وأبو رجاء أحمد، وأبو شيخ، رحمهم اللَّه.
وعاش الحَسَن تسْعًا وأربعين سنة.
قلت: وهو من قال تُوَفّي سنة ستٍّ وستّين ومائتين.
141- الحسن بن الصباح بن محمد3 -خ. د. ت.
__________
1 في تفسير سورة الزمر، الجمع بين رجال الصحيحين "1/ 84".
2 في تفسير سورة الزمر "3240" كما في السنن.
3 التاريخ الكبير "2/ 295"، والمعرفة والتاريخ "2/ 789، 3/ 393"، والتهذيب "2/ 289".(18/166)
أبو علي الواسطي، ثم البغدادي البزار، أحد الأئّمة.
عن: إسحاق الأزرق، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، ومبشّر بن إسماعيل، وأبي معاوية، وشَبابة بن سَوّار، ومَعْن بن عيسى، وشُعَيب بن حرب، وحَجّاج الأعور، وخلْق.
وعنه: خ. د. ت، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى، والفريابي، الحسن بن سُفْيان، وعمر بن بحر، وابن صاعد، وخلْق آخرهم المَحَامِليّ.
قال أبو حاتم: صدوق. وكانت له جلالة عجيبة ببغداد. كان أحمد بن حنبل يرفع من قدره ويُجِلّه.
وقال ابن الإمام أحمد، عن أبيه: ما يأتي على ابن البزّار يومٌ إلا وهو يعمل خيرًا. ولقد كُنَّا نختلف إلى فُلان، فكنّا نقعد نتذاكر إلى خروج الشَّيْخ، وابن البزّار قائم يصلّي1.
وقال أبو الْعَبَّاس السرّاجّ: سمعتُ الْحَسَن بْن الصّبّاح يقول: أدخِلتُ على المأمون ثلاث مرّات. رُفع إليه أول مرّةٍ أنّه يأمر بالمعروف، وكان المأمون يَنْهَى أن يأمر أحدٌ بمعروفٍ، فأخذتُ فأُدْخِلْتُ عليه، فقال لي: أنت الْحَسَن البزّار؟ قلت: نعم.
قال: وتأمر بالمعروف؟ قلت: لا، ولكني أنْهَى عن المُنْكر.
قال: فرفعني على ظهر رَجُل، وضربني خمس دِرَر، وخلّى سبيلي.
وأُدْخِلتُ عليه المرّة الثانية، رُفِع إليه أنّي أشتم عليّا -رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، فأُدْخِلْتُ، فقال: تشتم عليّا؟ فقلت: صلّى اللَّه على مولاي وسيّدي عليّ، يا أمير المؤمنين أَنَا لا أشتم يزيد لأنّه ابن عمّك، فكيف أشتم مولاي وسيّدي؟! قال: خلّوا سبيله.
وذهبتُ مرّةً إلى أرض الروم إلى بذندون، فدفعت إل أَشْناس، فلمّا مات خلّى سبيلي.
مات في ربيع الآخر سنة تسعٍ وأربعين.
وعند ابن اللّتّي حديثٌ عالٍ من روايته موافقة للبخاريّ.
142- الحسن بن عثمان بن حماد2.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 331".
2 الجرح والتعديل "3/ 25"، والبداية "1/ 344"، والعبر "1/ 437".(18/167)
أبو حسان الزّياديّ البغداديّ القاضي.
ولى قضاء الشّرقيّة في إمرة المتوكّل. وكان رئيسا محتشما جوادا.
سمع: إبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن جعفر، وهُشَيْما، وجرير بن عبد الحميد، وشُعَيب بن صَفْوان، ويحيى بن أبي زائدة، والوليد بن مسلم، والواقديّ، وطائفة.
وعنه: ابن أبي الدُّنيا، وإسحاق الحربيّ، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ، وأحمد بن الحسين الصُّوفيّ، وسليمان بن داود الطُّوسيّ، وغيرهم.
قال سُلَيْمَان الطوسي: سمعتُ أَبَا حسّان يقول: أَنَا أعمل فِي التّاريخ من ستّين سنة1.
وسُئل أحمد بْن حنبل، عن أبي حسّان فقال: كان مع ابن أبي دُؤاد، وكان من خاصّته، ولا أعرف رأيه اليوم.
وعن إسحاق الحربيّ قال: حدَّثني أبو حسّان الزّياديّ أنّه رَأَى ربّ العِزّة فِي النّوم فقال: رأيتُ نورا عظيما لا أُحْسِن أصِفَه. ورأيتُ شخصًا خُيِّل إليِّ أنّه النّبي -صلى اللَّه عليه وسلَّم- وكأنّه يشفع إلى ربّه فِي رجلٍ من أمَّتِهِ، وسمعتُ قائلا يقول: ألم يكفك أني أنزلت عليك في سورة الرَّعْد {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ} [الرعد: 6] . ثُمَّ انتبهت2.
قلت: والزّيادي نَسَبه إلى أحد أجداده؛ لكونه تزوّج من أمّ ولد لزياد بْن أَبِيهِ.
قال الخطيب: كان أبو حسّان أحد العلماء الأفاضل الثّقات. ولي قضاء الشرقّية، وكان كريما مفضالا.
قال يوسف بْن البُهْلُول الأزرق: حَدَّثَنِي يعقوب بْن شَيْبة قال: أَظَلَّ العيدُ رجلا وعنده مائة دينار، لا يملك سواها، فكتب إليه أخ من إخوانه يستدعي منه نفقةً، فأنفذ إليه المائة دينار. فلم تلبث الصُّرَّة عنده إلا يسيرًا حَتَّى وردت عليه رُقْعة مِن بعض إخوانه يذكر فيها إضاقة فِي هذا العيد، فوجّه إليه بالصرة بعينها.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 357".
2 تاريخ بغداد "7/ 357، 358".(18/168)
فبقى الأوّل لا شيء عنده، فاَتفَقَ أنّه كتب إلى الثّالث، وهو صديقه، يذكر حاله، فأرسل إليه الصُّرّة بخَتْمها، فَعَرَفها وركب إليه وقال: ما شأن هذه؟ فأخبره الخبر.
فركِب إلى الَّذِي أرسلها، وشرحوا القصّة، ثُمَّ فتحوها واقتسموها. قال ابن البُهْلُول: الثلاثة: يعقوب بْن شَيْبة، وأبو حسّان الزّياديّ، وآخر نَسَبه الراوي. إسنادها صحيح1.
تُوُفّي أبو حسّان في رجب سنة اثنتين وأربعين، وكان مِن كبار أصحاب الواقديّ، وعاش تسعا وثمانين سنة2.
143- الحَسَن بن عليّ بن الْجَعْد بن عُبَيْد الجوهريّ3.
قاضي مدينة المنصور.
كان سَرِيّا محتشما، ذا مُروءة. ولي القضاء فِي حياة أبيه سنة ثمانٍ وعشرين.
سئل الإمام أحمد عنه فقال: بلغني أنه رجع عن التهجم.
قال طلحة بن محمد الشّاهد: تُوُفّي هو وأبو حسّان الزياديّ في وقتٍ واحد، وكلُّ واحد منهما، قاضٍ، أحدهما على المدينة، والآخر على الشّرقيّة في سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
وفي ذلك يقول ابن أبي حكيم:
سُرَّ بالكرْخ والمدينة قومٌ ... مات فِي جُمعةٍ لهم قاضيان
لَهْفَ نفْسي على الزّيادي منهم ... ثُمَّ لهفي على فَتَى الفِتْيانِ
144- الحَسَن بن عليّ بن محمد الهذلي الحلواني الخلال الريحاني4 -ع. سوى ن- أبو محمد الحافظ نزيل مكّة.
عن: وَكِيع، وأبي معاوية، ومُعّاذ بن هشام، وأزهر السّمّان، وأبي أسامة، وزيد
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 196".
2 وراجع: تاريخ بغداد "7/ 361".
3 الكامل في التاريخ "7/ 82"، والبداية "10/ 343".
4 المعارف لابن قتيبة "456"، والتهذيب "2/ 302-304"، والجرح والتعديل "3/ 21".(18/169)
ابن الحُباب، وعبد الرّزّاق، وعبد الصّمد بن عبد الوارث، ويزيد بن هارون، وخلق.
ولم يلحق ابن عُيَيْنَة.
وعنه: ع. إلا النَّسائيّ، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن صالح البخاريّ، ومُطَيَّن، ومحمد بن إسحاق السّرّاج، ومحمد بن المجدَّر، ويحيى بن الحَسَن النّسّابة العَلَويّ، وآخرون.
قال يعقوب بن شَيْبة: كان ثبتا ثقة متقنا.
وقال أبو داود: كان عالما بالرجال، ولا يَستعمل علمَه.
تُوُفّي الحُلْوانيّ في ذي الحجّة سنة اثنتين وأربعين.
قال إبراهيم بْن أورمة الحافظ: بقي اليوم فِي الدّنيا ثلاثة: محمد بْن يحيى بخُراسان، وابن الفُرات بإصبهان، والحَسَن بْن عليّ الحُلوانيّ بمكّة.
145- الْحَسَنُ بن قَزَعَة بن عُبَيْد1 -د. ن. ق- مولى بني هاشم، وأبو عليّ، ويقال أبو محمد البصْريّ الحلقانيّ.
عن: معتمر بن سليمان، وفُضَيْل بن عِياض، وعبّاد بن عبّاد، وفُضَيْل بن سليمان، ومَسَلَمَة بن علْقمة، وخالد بن الحارث، وحُصَيْن بن نُمَيْر.
وعنه: د. ن. ق، وأحمد بن عمرو البزّار، وأبو يعلى، وبقي بن مخلد، وزكريا الساجي، وعمر بن محمد بن بُجَيْر، وابن خُزَيْمَة، ومحمد بن جرير، وخلق سواهم.
قال أبو حاتم: صدوق.
ووثقه ابن حبان.
توفي قريبا من سنة خمسين.
146- الحسن بن مدرك2 -خ. ن. ق- أبو علي البصري الطحان الحافظ.
عن: عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، ويحيى بن حماد.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 34"، والتهذيب "2/ 316".
2 التهذيب "2/ 321، 322"، وهدي الساري "397"، والميزان "1/ 522"، والجرح والتعديل "3/ 38، 39".(18/170)
وعنه: خ. ن. ق. وبَقِيّ بن مَخْلَد، ومحمد بن هارون الرّويانيّ، ويحيى بن صاعد، وابن أبي داود، وآخرون.
ومات كَهْلا.
147- الحَسَن بن يحيى بن كثير العنَبريّ1.
عن: عبد الرزاق، ومحمد بن كثير المصيصي، ووالده.
وعنه: ن. في النُّبْل.
وأمّا المِزّيّ فقال: لم أقف على روايته عَنْهُ.
وابن أبي الدّنيا، وأبو بَكْر بْن أبي دَاوُد.
148- الحَسَن بن يحيى بن هشام الرزي البصري2 -د- أبو علي.
عن: النَّضْر بن شُمَيْل، والخُرَيْبيّ، ويحيى بن حمّاد، وَيَعْلَى بن عُمَيْر، وبِشْر بن عُمَر الزّهْرانيّ، وطائفة.
وعنه: د، وأحمد بن عَمْرو البزّار، وأبو عروبة الحراني، ومحمد بن هارون الرماني، وطائفة.
وكان ثقة حافظا.
149- الحسين بن بشر بن القاسم بن حماد3.
أبو محمد السلمي النيسابوري الفقيه، مفتي البلد، وأخو القاضي أبي علي.
سمع: ... ، وأبا أسامة، ويزيد بن هارون، وحفص بن عبد الرحمن، وطائفة.
وعنه: ابنا ياسين، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، وجعفر بن سهل.
توفي سنة أربع وأربعين.
150- الحسين بن حريث بن الحسن بن ثابت بن قطبة4 -ع. إلا ق-
__________
1 تهذيب التهذيب "2/ 325"، والميزان "1/ 525".
2 التهذيب "2/ 325"، وخلاصة تذهيب "81".
3 الجرح والتعديل "3/ 48".
4 التاريخ الكبير "2/ 393"، والتهذيب "2/ 333"، والنجوم الزاهرة "2/ 31"، والكاشف "1/ 169".(18/171)
أبو عمّار المَرْوَزِيّ، مولى عِمران بن حُصَين الخُزاعيّ. كذا نَسَبَه جماعة.
وقال ابن حِبّان: الْحُسَيْن بْن حرَيْث مَوْلَى الحَسَنِ بْن ثابت بْن قُطْبة، مَوْلَى عِمْرَانَ بْن حُصَيْن.
سمع: ابن المبارك، والفضل بن موسى السِّينانيّ، وفُضَيْل بن عِياض، وجرير بن عبد الحميد، وابن عُيَيْنَة، وعبد العزيز بن أبي خازم، والدَّرَاوَرْدِيّ، وطائفة.
وعنه: ع. إلا ابن ماجة، وأبو زُرْعة الرّازيّ، وأبو القاسم البَغَويّ، والحَسَن بن سُفْيان، ومحمد بن هارون الحضرميّ، وابن صاعد، وإبراهيم بن محمد بن مَتُّوَيه، وابن خُزَيْمَة، وخلْق.
وثقة النَّسائيّ.
قال أبو بَكْر بْن خزيمة: رَأَيْته فِي المنام بعد وفاته عَلَى مِنْبَرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعليه ثياب بيض وعمامة خضراء، وهو يقرأ: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} [الزخرف: 80] فأجابه مجيبٌ من موضع القبر: حقّا قلت يا زينَ أركان الْجِنان.
تُوُفّي بقَرمِيسين منصرِفا من الحجّ سنة أربعٍ وأربعين.
151- الحسين بن الحَسَن بن حرب1 -ت. ق- أبو عبد الله السلمي المروزي، صاحب ابن المبارك.
جاور بمكّة.
وروى عن: ابن المبارك، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، والفضل بن موسى السِّينانيّ، ومعتمر بن سليمان، ويزيد بن زريع، وهشيم، والوليد بن مسلم، وطائفة.
وعنه: ت. ق، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وداود الظّاهريّ، وعمر بن بجير، ويحيى بن صاعد، وجعفر بن أحمد بن فارس، وخلق آخرهم إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
وقال ابْن حِبّان: مات سنة ست وأربعين.
__________
1 تهذيب التهذيب "2/ 334"، ومعجم البلدان "2/ 638".(18/172)
152- الحسين بن سلمة الأزدي اليحمدي البصري الطحان1 -ت. ق- عن: عبد الرحمن بن مهديّ، وسَلْم بن قُتَيْبَة، ويوسف بن يعقوب السَّدُوسيّ، وجماعة.
وعنه: ت. ق، ومحمد بن يحيى بن منده، وعبدان الأهوازي، وابن أبي دؤاد، وابن خزيمة، وابن صاعد، وجماعة.
قال الدارقطني: ثقة.
153- الحسين بن الضحاك2.
أبو علي البصري الشاعر المعروف بالخليع.
أقام ببغداد مدة ينادم الخلفاء. وله مع أبي نواس أخبار معروفة.
وكان ظريفا ماجنا خفيف الروح. له يد طولى في فنون الشعر، وبلغ سنا عالية وعمر.
ورأى العز والحشمة، وسمي الخليع لكثرة مجونه في شعره.
توفي سنة خمسين ومائتين، عن بضعٍ وتسعين سنة.
ومن شعره قوله:
إنَّ عطف الأديب فِي بلد الغُربة ... جودٌ على ذوي الآداب
أَنَا فِي ذِمّة السّحاب وأظمأ ... إنّ هذا لوَصْمَةٌ فِي السَّحاب
154- الحسين بن عبد الرحمن3.
أبو عبد الله الاحتياطيّ المقرئ.
قرأ القرآن على أبي بكر بن عيّاش. وطال عُمره، وتصدَّر للإقراء.
قرأ عليه: عليّ بن أحمد المكّيّ، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الكِلابيّ.
وطريقه فِي المصباح والكامل.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 54"، والتهذيب "2/ 340"، والكاشف "1/ 170".
2 الأغاني "7/ 146-226"، ومعجم الأدباء "10/ 2305"، والنجوم الزاهرة "2/ 233".
3 الكامل في الضعفاء "2/ 746، 747" لابن عدي، وميزان الاعتدال "1/ 502".(18/173)
كنّاه أبو أحمد الحاكم: أَبَا عليّ، وقال: سمع: سفيان بن عيينة، وابن وهب.
روى عنه: القاسم بن يحيى بن نصر المخرمي، وأبو عروبة الحراني، وجعفر بن محمد الخصيبن وغيرهم.
لم أر فيه جرحا.
وَقَدْ تَفَرَّدَ الْخَصِيبُ الْمَذْكُورُ عَنْهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ الأَوْدِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "زَيِّنُوا مَجَالِسَكُمْ بِالصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- وَبِذِكْرِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ".
هذا غريب موقوف1.
155- الحسين بن عليّ بن يزيد.
أبو عليّ الكرابيسيّ البغداديّ الفقيه2.
سمع: إسحاق الأزرق، ومَعْن بن عيسى، ويعقوب بن إبراهيم، والشّافعيّ وتفقَّهَ به، ويزيد بن هارون.
وعنه: عُبَيْد بن محمد بن خلف البزاز، ومحمد بن عليّ فُسْتُقَة.
وكان فقيها فصيحا ذكيّا صاحب تصَّانيف في الفِقْه والأصول تدلَّ على تبحُّره.
قال الخطيب أبو بَكْر: حديث الكرابيسيّ يعزّ جدا. وذلك أن أحمد بْن حنبل كان يتكلم فِيهِ بسبب مسألة اللفظ. وكان هُوَ أيضًا يتكلم فِي أحمد، فتجنب الناس الأخذ عَنْهُ لهذا السبب. ولما بلغ يحيى بْن مَعِين أنه يتكلم فِي أحمد قال: ما أحوجه إلى أن يضرب. ثُمَّ لعنه.
قال أبو الطيب الماوردي، فيما رَوَاهُ أبو بَكْر بْن شاذان، عن عبد الله بْن إسماعيل بْن برهان عَنْهُ، قال: جاء رَجُل إلى الْحُسَيْن الكرابيسيّ فقال: ما تقول فِي القرآن؟ قال: كلام اللَّه غير مخلوق.
قال الرجل: فما تقول فِي لفظي بالقرآن؟ قال حسين: لفظك به مخلوق.
__________
1 وأورده ابن القيم في جلاء الأفهام "ص/ 248"، والهندي في الكنز وعزاه لابن عساكر.
2 وفيات الأعيان "6/ 393"، والعبر "1/ 450"، وخلاصة تذهيب التهذيب "84".(18/174)
فمضى الرجل إلى أحمد بْن حنبل فعرّفه ذلك، فأنكره وقال: هذه بدعة.
فرجع إلى حُسَيْنِ فعرَّفه إنكار أبي عبد الله، فقال له حُسَيْنِ: تَلَفُّظُك بالقرآن غير مخلوق.
فرجع إلى أحمد فعرُّفه رجوع حُسَيْنِ وأنّه قال: تَلَفُّظُك بالقرآن غير مخلوق. فأنكر أحمد ذلك أيضًا وقال: هذا أيضًا بدعة.
فرجع إلى حُسَيْنِ فعرَّفه إنكار أبي عبد الله أيضًا فقال: إيش نعمل بهذا الصبي؟ إن قُلْنَا مخلوق، قال: بدعة، وإنْ قُلْنَا: غير مخلوق، قال: بدعة؟ فبلغ ذلك أَبَا عبد الله، فغضب له أصحابُه، فتكلّموا فِي حُسَيْنِ الكرابيسيّ1.
وقال الفضل بْن زياد: سَأَلت أَبَا عبد الله، عن الكرابيسيّ، وما أظهر، فَكَلَح وجهه ثُمَّ أطرق، ثُمَّ قال: هذا قد أظهر رأي جَهْم. قال اللَّه تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة: 6] فممّن يسمع؟ إنّما جاء بلاؤهم من هذه الكُتُب التي وضعوها. تركوا آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْحَابُهُ، وأقبلوا على هذه الكتب2.
وقال ابن عديّ: سمعت محمد بْن عبد الله الصَّيرفيّ الشّافعيّ يقول لهم، يعني التّلامذة: اعتبِروا بهذين: حُسَيْنِ الكرابيسيّ، وأبو ثور. فالحسين فِي علمه وحِفْظه، وأبو ثور لا يعشُرُه فِي علمه، فتكلَّم فِيهِ أحمد بْن حنبل فِي باب اللّفظ فسقط، وأثنى على أَبِي ثور، فارتفع للزومه السنة.
تُوُفّي سنة ثمانٍ، وقيل: سنة خمسٍ وأربعين ومائتين.
وقال أبو جَعْفَر محمد بْن الْحُسَيْن بْن هارون المَوْصِليّ: سَأَلت أَبَا عبد الله أحمد بْن حنبل. قلت: أَنَا رَجُل من أهلِ المَوْصلِ، والغالب على بلدنا الْجَهْميّة، وقد وقعت مسألة الكرابيسيّ نُطْقي بالقرآن مخلوق. فقال: إيّاك وهذا الكرابيسيّ، لا تكلِّمْهُ، ولا تكلم من يكلمه.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 65".
2 تاريخ بغداد "8/ 66".(18/175)
قلتُ: وهذا القول وما يتشعّب منه يرجع إلى قول جَهْم؟ قال: هذا كلّه من قول جَهْم1.
156- الحسين بن عليّ بن جعفر بن زياد الأحمر الكوفيّ2 -د- عن: جدَّه جعفر الأحمر، ويحيى بن زكريّا بن أبي زائدة، وداود بن الربيع.
وعنه: د، وأحمد بن محمد بن الهيثم الدَّوريّ الدقاق، وأحمد بن عمرو البزاز، وعبد الله بن أحمد بن سوادة.
وسمع منه النسائي، وما أظنه روى عنه شيئا.
157- الحسين بن علي بن يزيد الصدائي الأكفاني3 -ت- البغدادي.
عن: أبيه، ووَكِيع، وعبد الله بن نُمَيْر، والوليد بن القاسم بن الوليد الهمْدانيّ، وعليّ بن عاصم، وجماعة.
وعنه: ت، وأبو بكر بن أبي عاصم، والنَّسائيّ في اليوم واللّيلة، وعبد الله بن ناجية، وعَبْدان، ومحمد بن جرير، وابن صاعد، والمَحَامِليّ، وآخرون.
وكان عبدا صالحا نبيلا.
قال عبد الرحمن بن خِراش: عدل، ثقة4.
كان حجّاج بن الشاعر يمدحه يقول: هو من الأبدال.
وقال البَغَويّ: مات في رمضان سنة ستّ.
158- الحسين بن عيسى بن حمران5 -خ. م. د. ن- أبو علي الطائي البسطامي الدامغاني نزيل نَيْسابور.
سمع: ابن عُيَيْنَة، ووَكِيعا، وأبا أسامة، وابن أبي فُدَيْك، ومَعْن بن عيسى، ويزيد بن هارون، وجماعة.
__________
1 الكامل في الضعفاء "2/ 775" لابن عدي.
2 المصدر السابق "2/ 776".
3 الجرح والتعديل "3/ 56"، والتهذيب "2/ 359".
4 تاريخ بغداد "8/ 67، 68".
5 التاريخ الكبير "2/ 393"، والجرح والتعديل "3/ 60"، والتهذيب "2/ 363".(18/176)
الفهرس العام للكتاب:
الموضوع رقم الصفحة
الطبقة الخامسة والعشرون:
"أحداث سنة إحدى وأربعين ومائتين":
3 الوفيات في هذه السنة.
3 وثوب أهل حمص على واليهم.
3 تناثر الكواكب.
3 غارة الروم على عين زربة.
3 غارة البجاة في مصر.
"أحداث سنة اثنتين وأربعين ومائتين":
4 المتوفون هذه السنة.
4 خبر زلازل عدة.
5 مسير جبل باليمن.
5 صياح الطائر بحلب.
5 خروج الروم إلى آمد والجزيرة.
5 الحج هذا الموسم.
"أحداث سنة ثلاث وأربعين ومائتين":
5 المتوفون هذه السنة.
5 عزم المتوكل كل السكنى بدمشق.
6 الحج هذا الموسم.
"أحداث سنة أربع وأربعين ومائتين":
6 المتوفون هذه السنة.
6 فتح حصن للروم.
6 نفي طبيب المتوكل.
7 اتفاق الأعياد.(18/381)
"أحداث سنة خمس وأربعين ومائتين":
7 المتوفون هذه السنة.
7 عموم الزلازل في البلاد.
7 بناء الماحوزة.
8 غارة الروم على سميساط.
"أحداث سنة ست وأربعين ومائتين":
8 المتوفون هذه السنة.
8 غزو المسلمين الروم.
8 تحول المتوكل إلى الماحوزة.
8 المطر ببلخ.
8 الحج هذا الموسم.
"أحداث سنة سبع وأربعين ومائتين":
9 المتوفون هذه السنة.
9 بيعة المنتصر بالله.
"أحداث سنة ثمان وأربعين ومائتين":
9 المتوفون هذه السنة.
9 وقوع الوحشة بين وصيف التركي والوزير.
10 خلع المعتز والمؤيد من العهد.
10 مقتل محمد الخارجي.
11 استيلاء الصفار على خُراسان.
11 مقتل المنتصر بالله.
11 بيعة المستعين بالله.
12 فتنة الغوغاء.
12 نفي ابن الخصيب إلى أقريطش.
12 تولية ابن طاهر العراق.
12 وفاة طاهر بن عبد الله.
12 موت بُغا الكبير.
13 حبس المعتز والمؤيد.(18/382)
13 الفتنة بين أهل حمص وعاملهم.
13 العقد لأوتامش على مصر والمغرب.
13 غزوة الصائفة.
13 نفي ابن خاقان.
"أحداث سنة تسع وأربعين ومائتين":
13 المتوفون هذه السنة.
14 شغب الجند ببغداد.
14 مقتل أوتامش.
14 عزْل جعفر بن عبد الواحد عن القضاء.
14 خبر الزلزلة في الري.
"أحداث سنة خمسين ومائتين":
14 المتوفون هذه السنة.
15 مقتل يحيى بن عمر في المصافّ بالكوفة.
15 استيلاء الحسن بن زيد على آمل.
15 العقد للعباس على العراق.
15 نفي جعفر بن عبد الواحد.
15 وثوب أهل حمص بعاملهم.(18/383)
تراجم رجال هَذِهِ الطبقة:
"حرف الألف":
16 1- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بن كثير الدورقي.
16 2- أحمد بن أبان القرشي.
16 3- أحمد بن إبراهيم بن مهران البوشجني.
17 4- أحمد بن إدريس الجلاب.
17 5- أحمد بن إسحاق بن الحصين.
20 6- أحمد بن إسحاق الأهوازي البزاز.
20 7- أحمد بن أسد بن سامان.
20 8- أحمد بن بجير البزاز.
20 9- أحمد بن بكار بن أبي ميمونة.
21 10- أحمد بن ثابت الجحدري.
21 11- أحمد بن ثابت الرازي.
21 12- أحمد بن الحسن بن جنيدب.
21 13- أحمد بن الحسن بن خراش.
22 14- أحمد بن الحسن الكندي البغدادي.
22 15- أحمد بن حميد الجرجاني.
22 16- أحمد بن حميد الفقيه.
22 17- أحمد بن خالد البغدادي الخلال.
23 18- أحمد بن الخصيب الجرجرائي الكاتب.
23 19- أحمد بن الخليل البغدادي البزاز.
24 20- أحمد بن سعيد بن إبراهيم الحافظ.
24 21- أحمد بن سعيد بن يعقوب الكندي.
24 22- أحمد بن صاعد الصوري الزاهد.
25 23- أحمد بن صالح الطبري.
30 24- أحمد بن صالح المكي.
30 25- أحمد بن عبد الله بن الحكم.
30 - أحمد بن عاصم الأنطاكي.(18/384)
30 26- أحمد بن أبي الحواري عبد الله بن ميمون.
33 - حكاية عجيبة لا أعلم صحتها.
33 27- أحمد بن عبد الله بن خالد بن موسى.
34 28- أحمد بن عبد الرحمن بن بكّار بن عبد الملك.
34 29- أحمد بن عبدة بن موسى الضبي.
35 30- أحمد بن عثمان بن عبد النور.
35 31- أحمد بن عَمْرو بن عبد الله بن عُمَرو بن السرح.
35 32- أحمد بن عيسى بن حسان.
36 33- أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ بن الشهيد.
36 34- أحمد بن عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَر.
37 35- الإمام أحمد بن محمد بن حنبل.
40 - فصل في إقباله على العلم واشتغاله به.
52 - فصل في آدابه.
54 - فصل في قوله في أصول الدين.
62 - فصل في سيرته.
65 - فصل في زوجاته وأولاده.
67 - ذكر المحنة.
83 - فصل في محنته من الواثق.
84 - فصل في حال أبي عبد الله أيّام المتوكل.
103 - ذكر مرضه رحمه الله.
110 36- أحمد بن الزبير الأطرابلسي.
110 37- أَحْمَد بن عَبْد اللَّه بن عَبْد الصَّمَد الهاشمي.
110 38- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن القاسم.
111 39- أحمد بن محمد بن علقمة النبال.
112 40- أحمد بن محمد بن عيسى السكوني.
112 41- أحمد بن محمد بن نيزك.
113 42- أحمد بن محمد بن يحيى بن المبارك.
113 43- أحمد بن مصرف بن عمرو اليامي.(18/385)
113 44- أحمد بن منيع بن عبد الرحمن البغوي.
114 45- أحمد بن ناصر.
114 46- أحمد بن نصر بن زياد.
115 47- أحمد بن نصر العتكي.
115 48- أحمد بن هشام بن بهرام.
115 49- أحمد بن يحيى بن إسحاق الراوندي.
115 50- أحمد بن يحيى بن وزير التجيبي.
116 51- أحمد بن يعقوب بن صالح البلخي.
116 52- أحمد بن أبي بكر القاسم بن الحارث.
117 53- أحمد بن أبي سريج الصباح.
118 54- أحمد بن أبي عبيد الله السليمي.
118 55- إبراهيم بن الحارث الأنصاري.
119 56- إبراهيم بن الحسين بن خالد.
119 57- إبراهيم بن حمزة الرملي.
119 58- إبراهيم بن خالد المروزي.
119 59- إبراهيم بن زياد البغدادي الصائغ.
120 60- إبراهيم بن زياد البغدادي الخياط.
120 61- إبراهيم بن سعيد الجوهري.
121 62- إبراهيم بن سفيان الزيادي.
121 63- إبراهيم بن سلام المكي.
121 64- إبراهيم بن العبّاس بن محمد بن صُول.
122 65- إبراهيم بن عبد الله المروزي الخلال.
122 66- إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي.
123 67- إبراهيم بن عبد الله بن خالد المِصِّيصيّ.
123 68- إبراهيم بن عبد الله بن صَفْوان النَّصْريّ.
123 69- إبراهيم بن عبد الله بن المُنذر الباهليّ.
124 70- إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي الفياض.
124 71- إبراهيم بن عون بن راشد.(18/386)
124 72- إبراهيم بن عيسى الأصبهاني.
125 73- إبراهيم بن محمد بن الأغلب.
125 74- إبراهيم بن محمد بن عبد الله المعمري.
125 75- إبراهيم بن محمد بن يوسف بن سرج.
126 76- إبراهيم بن المستمر العروقي.
126 77- إبراهيم بن مكتوم المصاحفي.
126 78- إبراهيم بن هارون البلخي العابد.
126 79- إبراهيم بن هاشم بن عبيد الله.
127 80- إبراهيم بن الإمام يحيى بن المبارك.
127 81- إبراهيم بن يوسف الحضرمي الكندي.
127 82- أزهر بن مروان الرقاشي النواء.
127 83- إسحاق بن إبراهيم بن داود البصْريّ السَّوّاق.
129 84- إسحاق بن الأخيل الحلبي.
129 85- إسحاق بن موسى بن عبد الله الخطمي.
130 86- إسحاق بن يوسف الجرجاني الديلماني.
130 87- إسماعيل بن بهرام الوشاء الخزار.
131 88- إسماعيل بن توبة الثقفي.
131 89- إسماعيل بن حفص الأبلي.
131 90- إسماعيل بن خزيمة بن المغيرة.
131 91- إسماعيل بن زياد البلخي الأزدي.
132 92- إسماعيل بن عبد الله بن خالد العبدري.
132 93- إسماعيل بن عمرو المصري.
133 94- إسماعيل بن الفضل الشالنجي.
133 95- إسماعيل بن مسعود الجحدري.
133 96- إسماعيل بن موسى الفزاري.
134 97- إسماعيل بن يوسف الديلمي.
135 98- أصبغ بن دحية الصدفي.(18/387)
136 100- أيوب بن محمد بن أيوب الهاشمي.
136 101- أيوب بن عافية بن أيوب البصري.
136 102- أيوب بن علي بن الهيصم.
136 103- أيّوب بن محمد بن زياد بن فرُّوخ.
"حرف الباء":
137 104- بركة بن محمد الحلبي.
137 105- بسطام بن جعفر الأزدري الموصلي.
137 106- بشر بن بشار البغدادي.
137 107- بشر بن معاذ العقدي.
138 108- بشر بن هلال النميري.
138 109- بغا الكبير.
139 110- بكْر بن محمد بن عديّ بن حبيب.
140 111- بكر بن النطاح.
"حرف الثاء":
141 112- تميم بن المنتصر بن تميم.
"حرف الجيم":
141 113- جابر بن كردي الواسطي.
141 114- الجارود بن معاذ السلمي.
142 115- جبارة بن المغلس.
142 116- الجراح بن عبد الله بن الفرج.
143 117- الجراح بن مخلد العجلي.
143 118- جعفر المتوكل على الله.
149 119- الجماز.
"حرف الحاء":
150 120- الحارث بن أسد المحاسبي.
154 - الحارث بن أسد الهمداني.
154 121- الحارث بن أسد بن عبد الله.
154 - الحارث بن أسد العتكي.(18/388)
155 - الحارث بن أسد الإفريقي.
155 122- الحارث بن مسكين بن محمد.
158 123- حامد بن المساور الإصبهاني "شاذة".
158 124- حامد بن يحيى بن هاني.
159 125- حجاج بن يوسف بن مروان الموصلي.
159 126- حرملة بن يحيى بن عبد الله.
160 127- الحسن بن أحمد بن أبي شعيب.
161 128- الحسن بن إسحاق الليثي.
161 129- الحسن بن إسماعيل بن سليمان المجالدي.
161 130- الحسن بن أيوب المدائني.
162 131- الحسن بن بشر بن القاسم.
162 132- الحسن بن بكر المروزي.
162 133- الحسن بن الجنيد البلخي.
162 134- الحسن بن حماد بن كسيب.
163 135- الحسن بن خلف بن شاذان.
164 136- الحسن بن داود بن محمد بن المنكدر.
164 137- الحسن بن رجاء بن أبي الضحاك.
165 138- الحسن بن الحسن بن زريق الطهوي.
165 139- الحسن بن الحسن بن شبيب بن راشد.
165 140- الحسن بن شجاع بن رجاء البلخي.
166 141- الحسن بن الصباح بن محمد.
167 142- الحسن بن عثمان بن حماد الزيادي.
169 143- الحسن بن علي بن الجعد.
169 144- الحسن بن علي بن محمد الهُذلي.
170 145- الحسن بن قزعة بن عُبيد.
170 146- الحسن بن مدرك الطحان.
171 147- الحسن بن يحيى بن كثير.
171 148- الحسن بن يحيى بن هشام الرازي.(18/389)
171 149- الحسين بن بشر بن القاسم بن حماد.
171 150- الحسين بن حريث بن الحسن بن ثابت.
172 151- الحسين بن الحسن بن حرب.
173 152- الحسين بن سلمة الأزدي.
173 153- الحسين بن الضحاك الشاعر "الخليع".
173 154- الحسين بن عبد الرحمن الاحتياطي.
174 155- الحسين بن علي بن يزيد الكرابيسي.
176 156- الحسين بن عليّ بن جعفر بن زياد الأحمر.
176 157- الحسين بن علي بن يزيد الصدائي.
176 158- الحسين بن عيسى بن حمران.
17 159- الحسين بن الفضل بن أبي حديرة.
177 160- الحسين بن المبارك الطبراني.
177 161- الحسين بن محمد بن أيوب السعدي.
178 162- الحسين بن محمد بن جعفر البلخي.
178 163- الحسين بن معاذ البصري.
178 164- الحسين بن عدي الأيلي.
178 165- الحسين بن يزيد الكوفي الطحان.
179 166- حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهيب.
180 167- حفص بن عمر المهرقاني.
180 168- حماد بن إسماعيل بن علية.
181 169- حميد بن مسعدة الباهلي.
181 170- حُمَيْد بن هشام بن حُمَيْد بن خليفة.
"حرف الخاء":
181 171- خالد بن عبد السلام بن خالد.
182 172- خالد بن عقبة بن خالد السكوني.
182 173- خالد بن يوسف بن خالد بن عمر.
183 174- خازم بن خزيمة البخاري.
183 175- الخضر بن زياد بن المغيرة الموصلي.(18/390)
183 176- خلاد بن أسلم البغدادي.
183 177- الخليل بن عمرو البغوي.
"حرف الدال":
184 178- دعيل بن علي بن رزين الشاعر.
188 179- دهثم بن خلف الرملي.
"حرف الذال":
188 180- ذو النون المصري الزاهد.
"حرف الراء":
192 181- راشد بن سعيد المقدسي.
193 182- رباح بن جراح العبدي.
193 183- الربيع بن نافع الحلبي.
194 184- رجاء بن محمد العذري.
194 185- رجاء بن مرجى.
195 186- روح بن حاتم البغدادي.
195 187- روح بن عصام بن يزيد.
"حرف الزاي":
195 188- زكريّا بن يحيى بن صالح.
196 189- زياد بن عبد الرحمن النيسابوري.
196 190- زياد الله بن إبراهيم بن محمد.
196 191- زيد بن بشر بن زيد.
197 192- زيد بن الحريش الأهوازي.
197 193- زيد بن سنان الأسدي.
197 194- زيد بن أبي موسى المروزي.
"حرف السين":
198 195- سختويه بن الجنيد.
198 196- سعيد بن العباس الرازي.
198 197- سعيد بن عبد الرحمن المخزومي.
198 198- سعيد بن عثمان الكريزي.(18/391)
199 199- سعيد بن الفرج البلخي.
199 200- سعيد بن وهب الأصبهاني.
199 201- سعيد بن يحيى بن الأزهر.
199 202- سعيد بن يحيى بن سعيد بن أبان.
200 203- سعيد بن يعقوب الطالقاني.
200 204- سفيان بن زياد الرصافي.
200 205- سفيان بن محمد المصيصي.
201 206- سفيان وكيع بن الجراح.
201 207- سلمة بن لكلاعي.
202 208- سلمة بن شبيب المسمعي.
202 209- سليمان بن أبي شيخ.
203 210- سليمان بن عُبيد الله بن عَمْرو الغَيْلانيّ.
203 211- سليمان بن عمر بن خالد بن الأقطع.
203 212- سليمان بن يوسف بن صالح العقيلي.
204 213- سهل بن صالح الأنطاكي.
204 214- سوار بن عبد الله بن سوار.
"حرف الشين":
205 215- شجاع فتاة المعتصم.
205 216- شعيب بن سهل الرازي.
206 217- شيبة بن الوليد بن سعيد.
"حرف الصاد":
206 218- صالح بن حرب.
206 219- صالح بن مسمار السلمي.
206 220- صالح بن عدي النميري.
207 221- صالح بن محمد بن يحيى القطان.
207 222- صُهيب بن عاصم القيسي.
"حرف الضاد":
207 223- الضحاك بن حجوة المنبجي.(18/392)
"حرف الطّاء":
208 224- طاهر بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر المصعبي.
208 225- الطيب بن إسماعيل الذهلي.
"حرف العين":
209 226- عامر بن أسيد بن واضح.
209 227- عامر بن سيار.
209 228- عامر بن عمر الموصلي.
210 229- عباد بن زياد الأسدي.
210 230- عباد بن يعقوب الرواجني.
212 231- عبادة المخنث.
212 232- العباس بن عبد العظيم بن إسماعيل.
213 233- العباس بن الوليد بن صبح.
213 234- عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان.
215 235- عبد الله بن أحمد بن حَرب البغداديّ.
216 236- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن يونس.
216 237- عبد الله بن جابر الأموي.
216 238- عبد الله بن خالد اللؤلؤي.
216 239- عبد الله بن خالد الأزدي البخاري.
217 240- عبد الله بن ذؤاب الموصلي.
217 241- عبد الله بن سليمان بن يوسف البعلبكي.
217 242- عبد الله بن الصباح الهاشمي.
218 243- عبد الله بن عامر بن براد.
218 244- عبد الله بن عبد الجبّار بن نُضَيْر.
218 245- عبد الله بن عمران العابدي المخزومي.
218 246- عبد الله بن عمران الأسدي.
219 247- عبد الله بن محمد بن إسحاق الأذرمي.
219 248- عبد الله بن محمد بن رُمح بن المهاجر.
220 249- عبد الله بن محمد بن يحيى الخشاب الرملي.(18/393)
220 250- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى الطرطوسي.
220 251- عبد الله بن محمد بن داود الأصبهاني.
220 252- عبد الله بن مسلم بن رُشيد.
221 253- عبد الله بن معاوية بن موسى الجُمحي.
222 254- عبد الله بن منير المروزي.
222 255- عبد الله بن نصر الأصم.
223 256- عبد الله بن الوضاح بن سعيد الأودي.
223 257- عبد الله بن يحيى بن سعد المُراديّ.
223 258- عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى بن هلال.
224 259- عبد الأول بن موسى بن إسماعيل.
224 260- عبد الجبّار بن العلاء بن عبد الجبّار.
224 261- عبد الحميد بن بيان الواسطي العطار.
225 262- عبد الحميد بن صُبيح العنبري.
225 263- عبد الخالق بن منصور القشيري.
225 264- عبد الرحمن بن إبراهيم بن عَمْرو بن ميمون.
226 265- عبد الرحمن بن أيوب بن سعيد السكوني.
227 266- عبد الرحمن بن الأسود الهاشمي.
227 267- عبد الرحمن بن زبان.
228 268- عبد الرحمن بن برد التجيبي.
228 269- عبد الرحمن بن عبد الوهاب العمي.
228 270- عبد الرحمن بن عُبَيْد الله بن حكيم الأسدي.
228 271- عبد الرحمن بن عمر بن يزيد الزهري.
229 272- عبد الرحمن بن محمد بن سلام الطرسوسي.
230 273- عبد الرحمن بن مسروق.
230 274- عبد الرحمن بن واقد بن مسلم.
231 275- عبد الرحمن بن يونس بن محمد السّرّاج.
231 276- عبد السّلام بن عبد الحميد بن سُوَيْد.(18/394)
231 278- عبد السّلام بن عبد الرحمن بن صَخْر.
232 279- عبد الصّمد بن سليمان بن أبي مطر.
232 280- عبد الصمد بن الفضل بن خالد.
232 281- عبد الصمد بن موسى بن محمد الهاشميّ.
233 282- عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير.
233 283- عبد الكريم بن الحارث بن مسكين.
233 284- عبد الملك بن شُعيب بن الليث.
234 285- عبد الملك بن عبد ربه الطائي.
234 286- عبد الملك بن مروان بن قارظ.
234 287- عبد الواحد بن يحيى بن خالد الغافقي المعروف بسوادة.
235 288- عبد الوهاب بن زكريا الأصبهاني.
235 289- عبد الوهاب بن الضحاك العرضي.
235 290- عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي.
236 291- عبد الوهاب بن فليح المكي.
237 292- عبد بن حميد بن مضر.
238 293- عبد ربه بن خالد النميري.
238 294- عبدة بن عبد الرحيم المروزي.
239 295- عبيد الله بن إدريس النرسي.
239 296- عبيد الله بن الجهم البصري الأنماطي.
239 297- عبيد الله بن حفص بن عمر.
240 298- عبيد الله بن سعيد بن يحيى.
240 299- عُبَيْد الله بن عبد الله بن المُنْكَدِر.
240 300- عبيد بن أسباط بن محمد القرشي.
241 301- عبيد بن إسماعيل القرشي.
241 302- عبيد بن هشام الحلبي.
242 303- عبدوس بن مالك العطار.
242 304- عُتْبة بن عبد الله بن عُتْبة اليَحْمَديّ.
242 305- عتاب بن ورقاء الشاعر.(18/395)
243 306- عثمان بن إسماعيل بن عمران.
243 307- عثمان بن أيوب بن أبي الصلت القُرطبي.
243 308- عذرة بن مصعب القدري.
244 309- عسكرين الحصين النخشبي.
245 310- عصابة الجرجرئي.
246 311- عصمة بن الفضل النميري.
246 312- عقبة بن قبيصة بن عقبة.
246 313- عقبة بن مكرم العمي.
247 314- علكدة بن نوح بن اليسع الرعيني.
247 315- علي بن الأزهر بن عبد ربه.
247 316- علي بن بكار بن هارون المصيصي.
247 317- علي بن جميل الرقي.
248 318- علي بن الجهم بن بدر.
249 319- علي بن حجر السعدي.
251 320- علي بن الحسن الكوفي اللائي.
251 321- علي بن الحسن الكوفي.
251 322- علي بن الحسن بن السماك.
251 323- علي بن سعيد بن مسروق.
252 324- علي بن عيسى بن يزيد الكراجكي.
252 325- علي بن الفضل القيسي الكرابيسي.
252 326- علي بن ميمون الرقي.
253 327- عليّ بن نصر بن عليّ بن نصر الجهضمي.
253 328- علي بن الهيثم البغدادي.
253 329- علي بن يونس بن أبان الأصبهاني.
254 330- علي بن أبي علي الأنصاري.
254 331- عمار بن الحسن بن بشير.
254 332- عمار بن طالوت بن عباد.
254 333- عمارة بن عقيل.(18/396)
255 334- عمران بن خالد بن يزيد.
255 335- عمران بن محمد المولي الخيزراني.
255 336- عمران بن موسى الليثي القزاز.
256 337- عمران بن موسى الطرسوسي.
256 338- عمر بن إسماعيل بن مجالد الهمذاني.
256 339- عمر بن حفص بن صبيح الشيباني.
257 340- عمر بن حفص بن عمر بن سعد الحمصي.
257 341- عمر بن حفص الدمشقي الخياط.
257 342- عمر بن محمد بن الحسن بن التل.
258 343- عمر بن يزيد السياري.
258 344- عمرو بن بحر بن محبوب الجاحظ.
261 345- عمرو بن سواد بن الأسود العامري.
262 346- عمرو بن سهل الرازي.
262 347- عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد.
262 348- عمرو بن علي بن بحر بن كنيز.
264 349- عمرو بن عيسى الضُبعي.
264 350- عمرو بن قتيبة.
264 351- عمرو بن مالك الراسبي.
265 - النكري.
265 352- عمرو بن محمد بن عمرو بن ربيعة.
265 353- عمرو بن منصور النسائي.
265 354- عمرو بن هشام بن بزين.
266 355- عمرو بن يزيد الجرمي.
266 356- عنبسة بن إسحاق بن شمر الضبي.
266 357- العلاء بن مسلمة البغدادي.
266 358- عيسى بن حماد بن رغبة.
267 359- عيسى بن شاذان البصري القطان.
267 360- عيسى بن صبيح.(18/397)
268 361- عيسى بن أبي عيسى السليحي.
268 362- عيسى بن المساور البغدادي.
268 363- عيسى بن مهران الرازي.
268 364- عيسى بن يوسف بن عيسى بن الطّبّاع.
"حرف الغين":
269 365- غياث بن جعفر الرحبي.
"حرف الفاء":
269 366- الفتح بن خاقان الأمير.
271 367- فتح بن عمرو التميمي.
271 368- فرج بن مرزوق.
271 369- فضالة بن الفضل الكوفي الطهوي.
272 370- الفضل بن إسحاق الدوري.
272 371- الفضل بن أبي حسان البكائي.
272 372- الفضل بن السكين القطيعي.
272 373- الفضل بن الصباح.
273 374- الفضل البكائي.
273 375- الفضل بن مروان الوزير.
"حرف القاف":
274 376- القاسم بن بِشْر بن معروف البغدادي.
274 377- القاسم بن زكريا بن دينار.
274 378- القاسم بن عثمان الجوعي.
276 379- القاسم بن عيسى الطائي.
"حرف الكاف":
276 380- كثير بن عُبيد المذحجي.
"حرف اللام":
277 381- اللَّيث بن سعد بن نَجِيح المصري.
"حرف الميم":
277 382- محمد بن آدم بن سليمان المصيصي.(18/398)
278 383- محمد بن أبان بن وزير البلخي.
278 384- محمد بن إبراهيم بن حدران.
278 385- محمد بن إبراهيم بن سليمان الأسباطي.
279 386- محمد بن إبراهيم بن العلاء الدمشي.
279 387- محمد بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي.
279 388- محمد بن إبراهيم بن يحيى بن أبي سكينة.
280 389- محمد بن أحمد بن الجراح الجوزجاني.
280 390- محمد بن أحمد بن الحجاج الرقي.
280 391- محمد بن أحمد بن نافع العبدي.
281 392- محمد بن أبي يعقوب إسحاق بن منصور.
281 393- محمد بن أسد بن أبي الحارث.
285 394- محمد بن أسلم بن سالم الطوسي.
286 395- محمد بن إسماعيل الرماني.
286 396- محمد بن إسماعيل بن أبي ضرار.
286 397- محمد بن الأغلب بن إبراهيم.
286 398- محمد بن " ... " بن مساور.
286 399- محمد بن بشر بن النجم.
286 400- محمد بن بكر بن خالد.
287 401- محمد بن المنتصر بالله.
287 402- محمد بن المنتصر بالله.
289 403- محمد بن جعفر السمناني.
290 404- محمد بن حاتم بن سليمان الزمي.
290 - محمد بن حاتم السمين.
290 405- محمد بن حاتم بن بزيع البصري.
290 406- محمد بن الحارث بن راشد "صدرة".
291 407- محمد بن الحارث الرافقي البزاز.
291 408- محمد بن الحارث الليثي.
291 409- محمد بن أبي الليث الحارث بن عبد الله.(18/399)
291 410- محمد بن حبيب.
292 411- محمد بن الحجاج بن رشدين.
292 412- محمد بن " ... " ميسرة.
292 413- محمد بن حماد الأبيوردي.
293 414- محمد بن حميد بن حيان.
294 415- محمد بن خالد بن خداش.
294 416- محمد بن خلف بن طارق.
295 417- محمد بن خليفة البصري.
295 418- محمد بن الخليل البلاطي.
295 419- محمد بن أبي خُنيس الخولاني.
295 420- محمد بن داود بن صبيح.
295 421- محمد بن داود بن سفيان المصيصي.
296 422- محمد بن رافع بن أبي زيد سابور.
298 423- محمد بن الربيع.
298 424- محمد بن رجاء بن السندي.
298 425- محمد بن رزق الله الكلوذاني.
298 426- محمد بن رمح بن المهاجر.
299 427- محمد بن روح بن عمران.
299 428- محمد بن زاهر بن حرب النسائي.
299 429- محمد بن زنبور المكي.
300 430- محمد بن أبي السري.
300 431- محمد بن سعيد بن حماد.
300 432- محمد بن سعيد بن كثير بن عُفير.
301 433- محمد بن سعيد بن يزيد التستري.
301 434- محمد بن سعيد بن عبد الملك بن أبي قفيز.
301 435- محمد بن سُفْيان بن أبي الزّرد الأُبُلّيّ.
301 436- محمد بن سلمة المرادي.
302 437- محمد بن سليمان بن حبيب.(18/400)
303 438- محمد بن سوار الأزدي.
303 439- محمد بن شجاع.
303 440- محمد بن صدقة الحمصي.
303 441- محمد بن طريف البجلي.
304 442- محمد بن عباد بن موسى البغدادي.
304 443- محمد بن عباد بن آدم الهذلي.
304 444- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ الْمَوْصِلِيُّ.
305 445- محمد بن عبد الله بن بَزِيع البصْريّ.
305 446- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرحيم بْن سعيه.
306 447- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عقيل.
306 448- محمد بن عبد الله بن بكر الخُزَاعيّ.
307 449- محمد بن عبد الله بن حفص بن هشام.
307 450- محمد بن عبد الله بن أبي حُماد الطرسوسي.
307 451- محمد بن عبد الله بن حسن الجرجاني.
307 452- محمد بن عبد الأعلى الصنعاني.
308 453- محمد بن عبد الرحمن بن حكيم بن سهم.
308 454- محمد بن عبد الصمد بن داود الحراني.
308 455- محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة.
309 456- محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب.
309 457- محمد بن عُبَيْد بن محمد بن واقد المحاربي.
310 458- محمد بن عُبَيْد بن محمد بن ثَعْلَبَة.
310 - محمد بن عبيد المدني.
310 459- محمد بن عبيد بن عبد الملك الأسدي.
311 460- محمد بن عثمان بن خالد العثماني.
311 461- محمد بن عثمان بن بحر.
311 462- محمد بن عصام بن يزيد بن عجلان.
312 463- محمد بن عُقبة بن هرم السدوسي.
312 464- محمد بن عُكاشة الكرماني.(18/401)
313 465- محمد بن العلاء بن كريب.
314 466- محمد بن عليّ بن الحَسَن بن شقيق.
315 467- محمد بن علي بن حمزة المروزي.
315 468- محمد بن علي بن حمزة العلوي.
315 469- محمد بن علي بن حمزة الأنصاري.
315 470- محمد بن علي بن حمزة الأنطاكي.
315 471- محمد بن عمران بن أيوب الأصبهاني.
316 472- محمد بن عمران بن زياد الضبي.
316 473- محمد بن عمر بن علي بن عطاء المقدمي.
316 474- محمد بن عمر بن حرب بن سنان القرشي.
317 475- محمد بن عمرو بن العباس الباهلي.
317 476- محمد بن عمرو بن الحكم الهروي.
317 477- محمد بن " ... ".
317 478- محمد بن أبي عون البغدادي.
318 479- محمد بن عيسى بن زياد.
318 480- محمد بن أبي غالب القومسي.
318 481- محمد بن أبي غالب صاحب هشيم.
319 482- محمد بن فراس البصري.
319 483- محمد بن قُدامة بن أعين.
319 484- محمد بن الإمام بن أبي عبد الله محمد بن إدريس.
320 485- محمد بن محمد بن مرزوق الباهلي.
320 486- محمد بن محمد بن النُّعْمان بن شِبْل.
320 487- محمد بن مرداس الأنصاري.
320 488- محمد بن مرداس الأنصاري "آخر".
321 489- محمد بن مرزوق الباهلي.
321 490- محمد بن مسعدة البزاز.
321 491- محمد بن مسعود بن يوسف العجمي.
322 492- محمد بن مسكين اليمامي.(18/402)
322 493- محمد بن مصفى بن بهلول.
323 494- محمد بن معروف القرشي.
323 495- محمد بن مقاتل الرازي.
323 - محمد بن مقاتل المروزي.
324 496- محمد بن موسى بن نُقيع.
324 497- محمد بن موسى بن عمران.
324 498- محمد بن أبي معشر نجيح السندي.
325 499- محمد بن النضر الزبيري.
325 500- محمد بن النعمان بن عبد السلام.
326 501- محمد بن هارون الرشيد.
326 502- محمد بن هارون الوراق.
327 503- محمد بن هشام بن عوف السعدي.
327 504- محمد بن الهيثم بن خالد البجلي.
328 505- محمد بن الهيثم الكوفي المقرئ.
328 506- محمد بن الوزير المصري.
329 507- محمد بن الوزير بن الحكم.
329 - محمد بن وزير الواسطي.
329 508- محمد بن الوليد الأموي.
329 509- محمد بن وهب بن أبي كريمة.
330 510- محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني.
330 511- محمد بن يحيى بن عبدويه.
331 512- محمد بن يحيى بن فياض.
331 513- محمد بن يزيد البغدادي الأدمي.
311 514- محمد بن يزيد بن سابق الهروي.
332 515- محمد بن يزيد بن محمد العجلي.
333 516- محمد بن يزيد الواسطي.
333 517- محمد بن يعقوب الأسدي.
333 518- محمد بن يونس المخزومي.(18/403)
334 519- مالك بن سعد بن عُبادة.
334 520- مجاهد بن موسى بن فروخ.
335 521- محمود بن خالد بن يزيد السلمي.
335 522- محمود بن خداش الطالقاني.
336 523- مخارق بن ميسرة.
336 524- مخلد بن عمرو بن لبيد.
336 525- مخلد بن مالك بن جابر الرازي.
337 526- مخلد بن مالك بن شيبان.
337 527- مخلد بن محمد الزهراني.
337 528- مروان بن أبي الجنوب.
338 529- مسعود بن جويرية بن داود.
338 530- المسيب بن واضح بن سرحان.
339 531- مشرف بن أبان البغدادي.
339 532- مصعب بن عبد الله بن مصعب.
339 533- معاوية بن عبد الرحمن الرحبي.
340 534- معلى بن سلام الدمشقي الرفاء.
340 535- المغيرة بن عبد الرحمن الأسدي.
340 536- المفضل بن غسان الغلابي.
341 537- مقدم بن يحيى بن عطاء المقدمي.
341 538- مكي بن عبد الله بن مهاجر الرعيني.
341 539- منخل بن منصور الجهني.
342 540- المنذر بن الوليد بن عبد الرحمن.
342 541- موسى بن حزام الترمذي.
342 542- موسى بن عبد الملك الأصبهاني.
342 543- موسى بن قريش التميمي.
343 544- محمد بن سعيد بن حيان.
343 545- موسى بن عبد الرحمن بن القاسم الضَّبّيّ.
343 546- موسى بن علي الهمداني البخاري.(18/404)
343 547- موسى بن مروان البغدادي.
344 548- موسى بن ناصح البغدادي.
"حرف النّون":
344 549- نجاح بن سَلَمَةَ بن نجاح الوزير.
344 550- نصر بن الحسين بن صالح بن غَزْوان.
344 551- نصر بن خزيمة بن علقمة.
345 552- نصر بن عبد الرحمن بن بكّار الكوفيّ.
345 553- نصر بن عليّ بن نصر بن عليّ بن صُهبان.
347 554- نصر بن محمد بن سليمان الحمصي.
347 555- نُصير بن الفرج الأسلمي.
347 556- نُصير بن يزيد الحنفي.
348 557- النضر بن طاهر.
348 558- نهار بن عثمان.
348 559- نوح بن حبيب القُومسي.
"حرف الهاء":
349 560- هارون بن حاتم الكوفي.
350 561- هارون بن زيد بن أبي الزرقاء.
350 562- هارون بن سفيان المستملي.
350 563- هارون بن عبد الله بن مروان "الحمال".
351 564- هارون بن عيسى الكوفي.
351 565- هارون بن فراس السجستاني.
351 566- هارون بن محمد بن بكار بن بلال.
351 567- هارون بن موسى بن حيان التميمي.
352 568- هاشم بن محمد بن يزيد بن يَعْلَى.
352 569- هاشم بن ناجية السلماني.
352 570- هاني بن المتوكل بن إسحاق.
353 571- هاني بن النضر الأزدي.
353 572- هدية بن عبد الوهاب.(18/405)
353 573- هشام بن خالد الدمشقي.
354 574- هشام بن عبيد الله الكلبي.
354 575- هشام بن عمار بن نصير.
359 576- هلال بن بشر المزني.
360 577- هلال بن يحيى البصري.
360 578- هناد بن السرى بن مُصعب.
361 579- الهيثم بن مروان بن الهيثم.
"حرف الواو":
362 580- واصل بن عبد الأعلى الكوفي.
362 581- الوليد بن شجاع بن الوليد.
363 582- الوليد بن عمرو بن السُكين.
363 583- وهب بن بيان الواسطي.
363 584- وهب الله بن رزق المصري.
363 585- وهب بن حفص البجلي.
"حرف الياء":
364 586- يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن.
370 587- يحيى بن جعفر بن أعين البيكندي.
370 588- يحيى بن الحارث الإخميمي.
370 589- يحيى بن حبيب بن عربي.
371 590- يحيى بن حكم الأندلسي.
371 591- يحيى بن خلف الباهلي.
371 592- يحيى بن داود الواسطي.
372 593- يحيى بن درست بن زياد.
372 594- يحيى بن سليمان بن نضلة.
372 595- يحيى بن طلحة اليربوعي.
372 596- يحيى بن عبد الرحيم بن محمد الخشرمي.
373 597- يحيى بن عبد الغفار الكتبي.
373 598- يحيى بن محمد بن قيس الأنصاري.(18/406)
373 599- يحيى بن مخلد المقسمي.
373 600- يحيى بن واقد الطائي.
374 601- يحيى بن يزيد بن ضماد.
374 602- يزيد بن سعيد الإسكندراني.
374 603- يزيد بن عبد الله بن رزيق.
375 604- يعقوب بن إسحاق بن السكيت.
376 605- يعقوب بن إسماعيل بن حماد.
377 606- يعقوب بن حميد بن كاسب المدني.
377 607- يعقوب بن ماهان البناء.
377 608- يمان بن عيسى.
378 609- يوسف بن إبراهيم بن شبيب الفرساني.
378 610- يوسف بن حماد المعنى.
378 611- يوسف بن حماد الإستراباذي.
379 612- يوسف بن سلمان الباهلي.
379 613- عيسى بن دينار المروزي.
379 - يوسف بن عيسى بن ماهان.
"الكنى":
379 614- أبو أيوب الخياط.
379 615- أبو بكر بن نافع البصري.
380 616- أبو بكر بن النضر بن أبي النضر هاشم.
380 - أبو تراب النخشبي.
380 617- أبو حُصَيْن بْن يحيى بْن سُلَيْمَان الرّازيّ.
380 - أبو هفان الشاعر.
380 - أبو زيد البسطامي.
381 فهرس الموضوعات.(18/407)
المجلد التاسع عشر
الطبقة السادسة والعشرون
أحداث سنة إحدى وخمسين ومائتين
...
بسم الله الرحمن الرحيم:
الطبقة السادسة والعشرون:
أحداث سنة إحدى وخمسين ومائتين:
فيها تُوُفّي: إِسْحَاق بْن منصور الكوَسج، وحُمَيْد بْن زَنْجَوَيْه، وعمرو بْن عثمان الحمصيّ، ومحمد بْن سهل بْن عسكر، وأبو البقاء هشام بْن عَبْد الملك الحمصيّ.
"خروج الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بقزوين":
وفيها خرج الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن الأرقط عَبْد اللَّه بْن زين العابدين على بْن الْحُسَيْن بقزوين، فغلب عليها فِي أيّام فتنة المستعين.
"خروج أَحْمَد بْن عيسى العلويّ بالريّ":
وقد كَانَ هُوَ وأحمد بْن عيسى العلويّ اجتمعا عَلَى أهل الرِّيّ، وقتلَا بها خلْقًا كبيرًا، وأفسدوا وعاثوا. وسار لقتالهما جيش، فأسِر أحدُهما وقُتِل الآخر.
"إفساد إِسْمَاعِيل بْن يوسف موسم الحجّ":
وفيها خرج إِسْمَاعِيل بْن يوسف بْن إبْرَاهِيم بن موسى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ الحسنيّ بالحجاز، وهو شابٌ لَهُ عشرون سنة. وتَبِعه خلْقُ مِنَ العرب، فعاث فِي الحَرَمَيْن، وأفسد موسم الحجّ. وقتل مِنَ الحجيج أكثر من ألف رَجُل، واستحل الحُرُمات بأفاعيله الخبيثة. وبقي يقطع المِيرة عَنِ الحرمين حتى هَلكَ أهل الحجاز، وجاعوا. ونزل الوباء فهلك فِي الطاعون هُوَ وعامّة أصحابه فِي السنة الآتية.
وفيها فتنة المستعين أَحْمَد كما هو مذكور في ترجمته1.
__________
1 انظر: تاريخ الطبري "9/ 278-347"، والبداية "11/ 9، 10"، والنجوم الزاهرة "2/ 397-399"، صحيح التوثيق "6/ 244-246".(19/3)
أحداث سنة اثنتين وخمسين ومائتين:
تُوُفّي فيها: أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن سُوَيْد بْن مَنْجُوف، والمستعين بالله أَحْمَد بْن المعتصم، قتلوه، وإسحاق بْن بُهْلُولٍ الحافظ، وأَشْناس الأمير، وزياد بْن أيّوب، وعبد الوارث بْن عَبْد الصمد بْن عَبْد الوارث، ومحمد بْن بشار بُنْدار، وأبو موسى محمد بْن المُثَنَّى العَنَزيّ، ومحمد بْن منصور الجوّاز، ويعقوب الدَّوْرَقيّ.
"خلْع المستعين وبيعة المعتزّ":
وفيها خُلِع المستعين، ثمّ حُبِس وقُتِل. وبويع المعتز بالله فأمر التُّرك ببيعته، وخلع عَلَى محمد بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر خلْعة المُلْك، وقلّده سَيْفَيْن. فأقام بُغَا ووَصيف الأميران ببغداد عَلَى وجَلٍ مِنَ ابن طاهر، ثمّ رضي المعتزّ عَنْهُمَا، وردهما إلى مرتبتهما.
ونُقِل المستعين إلى قصر المخرَّم هُوَ وعياله، ووكَّلوا بِهِ أميرًا. وكان عنده خاتم مِنَ الجوهر، فأخذه ابن طاهر فبعثَ بِهِ إلى المعتزّ.
"تتويج المعتزّ لأخيه أَبِي أَحْمَد":
وفيها خلع المعتزّ عَلَى أخيه أَبِي أَحْمَد خلعة المُلْك وتوّجه بتاجٍ من ذَهَبٍ، وقَلَنْسُوَةٍ مُجَوْهَرَة، ووِشاحَيْن مُجَوْهَرَيْن. وقلَّده سَيْفَيْن.
"خلْع المؤيَّد مِنَ العهد":
وفي رجب خلع المعتز بالله أخاه المؤيّد مِن العهد وقيّده وضَرَبه.
"ولَاية ابن أَبِي الشوارب قضاء القضاة":
وفيها ولي قضاء القُضاة الْحَسَن بْن محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب.
"حساب الخراج":
وفيها حُسِبَتْ أرزاقُ الأتراك والمغاربة والشّاكريّه ببغداد، وغيرها، فجاءت فِي العام الواحد مائتي ألف ألف دينار. وذلك خراج المملكة سنتين.
"نفي أَبِي أَحْمَد إلى واسط":
وفيها قبض المعتزّ عَلَى أخيه أَبِي أَحْمَد، ثمّ نفاه إلى واسط. ثمّ قاموا معه فَرُدّ إلى بغداد.
"إبعاد ابن المعتصم":
وأُبعْدَ عَلِيّ بْن المعتصم عَنِ الحضرة.
"ولَاية ابن خاقان مصر":
وولي مزاحم بْن خاقان إمرة مصر1.
__________
1 انظر: تاريخ الطبري "9/ 348-349"، الكامل "7/ 167"، والبداية "11/ 10"، وصحيح التوثيق "6/ 246".(19/4)
أحداث سنة ثلَاثٍ وخمسينٍ ومائتين:
وفيها تُوُفّي: أحمد بْن سعَيِد الهَمَدانيّ المصريّ، وسَرِيٌّ السَّقَطيّ الزّاهد، وعلي بْن شُعَيب السَّمسار، وعلي بْن مُسلْمِ الطُّوسيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر الأمير، ومحمد بن عيسى بن رزين التيمي مقرئ الرِّيّ، ومحمد بْن يحيى بْن أَبِي حَزْم القطعيَ، وهارون بْن سعَيِد الأيْليّ، والأمير وصيف التُّرْكيّ، ويوسف بْن مُوسَى القطّان، وأبو الْعَبَّاس القَلوَّريّ.
"أَخْذُ هَرَاة":
وفيها قصد يعقوب بْن اللَّيث الصّفّار هَرَاة فِي جمعٍ، فأخذ هراة من نواب ابن طاهر، وقيّدهم وحبسهم.
"هزيمة ابن أبي دلف":
وفيها سار الأمير موسى بن بغا، فالتقى هو وعسكر عَبْد العزيز ابن الأمير أَبِي دُلَف العِجْليّ، فهزمهم وساق وراءهم إلى الكَرْج، وتحصن منه عَبْد العزيز، وأُسرَتْ والدة عَبْد العزيز.
وبُعِث إلى سامرّاء بتسعين حِمْلا من رؤوس القتلى.
"خِلْعة المعتزّ عَلَى بُغا":
وفي رمضان خلع المعتزّ بالله عَلَى بُغَا الشَّرابيّ، وألبسه تاج المُلْك.
"مقتل وصيف":
وفي شوّال قُتِل وصِيف التُّرْكيّ.
"كسوف القمر":
وفي ذي القعدة كُسِف القمر.
"غَزْو ابن مُعَاذ بلَاد الروم":
وغزا محمد بْن مُعَاذ بلَاد الروم، ودخل بالعسكر من جهة مَلَطْية، فأُسِرَ وقُتِل خَلْقٌ من أصحابه.
"هزيمة الكوكبيّ":
وفي ذي القعدة التقى موسى بن بغا الكوكبي بأرض قزوين، فانهزم الكوكبي ولحق بالديلم.
"وفاة ابن خاقان":
وفيها مات مُزاحِم بْن خاقان أخو الفتح بمصر. والله أعلم1.
__________
1 انظر: تاريخ الطبري "9/ 373-378"، والكامل "7/ 183-190"، والبداية "10/ 12"، النجوم الزاهرة "2/ 405-407"، صحيح التوثيق "6/ 248".(19/5)
أحداث سنة أربعٍ وخمسين ومائتين:
فيها تُوُفّي: أَحْمَد بْن عَبْد الواحد بْن عبُّود الدّمشقيّ، وإبراهيم بْن مجشّر الكاتب، وبُغَا الصَّغير الشَّرابيّ، وزياد بْن يحيى الحسّانيّ، وسَلْم بْن جُنَادَةَ، والدّارِميّ، وعلي بْن محمد بْن عَلِيّ بْن مُوسَى الرِّضا أَبو الْحَسَن العسكريّ مِن الاثني عشرية، ومحمد بن عبد الله المخرَميّ الحافظ، ومحمد بْن منصور الطُّوسيّ العابد، ومحمد بْن هاشم البَعْلَبَكّيّ، والمَرّار بْن حَمُّوَيْه الهمداني الفقيه.
ولم يجر فيها من الحوادث ما له صورة1.
__________
1 انظر: تاريخ الطبري "9/ 373-378"، البداية "11/ 14".(19/6)
أحداث سنة خمسٍ وخمسين ومائتين:
فيها تُوُفّي: عَبْد اللَّه بْن أَبِي زياد القَطَوانيّ، وعبد اللَّه الدّارِميّ، بخُلْف، وعبد اللَّه بْن هاشم الطوسي، وعبد الغنيّ بْن رفاعة المصريّ، وعِتيق بْن محمد النَّيسابوري، والجاحظ، وأبو حاتم بخُلْفٍ فيهما وقد مرّا سنة خمسين، والمعتز بالله محمد بْن المتوكلّ، قتلوه، ومحمد بْن حرب النَّسائيّ، ومحمد بْن عَبْد الرحيم أَبُو يحيى صاعقة، ومحمد بن كرام الوصفي شيخ الكرامية، وموسى بْن عامر المُرِّيّ.
"فتنة الزَّنج بالبصرة":
وفيها فتنه الزَّنْج، وخروج قائد الزنج العلوي بالبصرة، خرج وعكسر، وانتسب إلى زيد بْن عَلِيّ، وزعم أنّه عَلَى بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عيسى بْن زيد بْن عَلِيّ، وهذا نَسَب لم يصحّ. وكان مبدأ ظهوره فِي هذه السنة، والتف عَلَيْهِ عبيد أهل البصرة مِنَ الزنج، وغيرهم.
وعظُم أمره وفعل بالمسلمين الأفاعيل، وهزم الجيوش، وامتدّت أيّامه، وتمادى فِي غيّه إلى أن قُتِل إلى غير رحمة الله في سنة سبعين، على يد أَحْمَد بْن الموفَّق.
"دخول مفلح طبرستان وآمُل":
وفيها دخل مُفْلح طَبرستان، فهدم دُورَ الْحَسَن بْن زيد العلويّ، فلحق بالديلم، ودخل مفلح آمُل، فهدم دُورَ الْحَسَن بْن زيد، وساق فِي طلبه.
"الوقعة بين ابن الليث وابن المغلس":
وفيها كَانَ بين يعقوب بْن الليث وطوق بْن المغلَّس وقْعهٌ كبيرة بظاهر كِرْمان، فانتصر يعقوب وأسر طَوْقًا. وكان يعقوب قد خرج عَنِ الطّاعة وجبى الخَرَاج لنفسه.
"خروج ابن قُرَيش عَنِ الطاعة":
وفيها خرج عَنِ الطّاعة علي بْن الْحَسين بْن قُرَيش، وكتب إلى المعتزّ بالله يسأله أنْ يولّيه خراسان، ويقول إن آل طاهرقد ضعُفُوا عَنْ مقاومه يعقوب بْن الليث. وأراد أنْ يغري بينهما؛ ليشتغل كلُّ منهما بصاحبه، وتسقط عنه مؤونة الهالك منهما. فسار يعقوب يريد كِرْمان، وبعث ابن قُرَيش المذكور طوق بن المغلس، فسبق يعقوب إلى(19/7)
كرمان فدخلها، ونزل يعقوب على مرحلة منها، فأقام نحْوًا من شهرين. فلّما طال عَلَيْهِ أظهر الرحيل نحو سجستان، وسار مرحلةً. فوضع طوق عنه السلاح، وأحضر الملَاهي والشّراب، وجاءت الأخبار إلى يعقوب، فأسرع الرجعة وأحاط بطَوْق، فأسره واستولى عَلَى كرمان وعلي سجِستْان، ثمّ سار إلى فارس فتملك شيراز، وحارب ابن قُرَيش وظفر بِهِ وأسرهُ. وبعث إلى المعتزّ بالله بتقادُمَ وتحفٍ سَنِيّة، واستفحل أمرُه.
"أخْذُ ابن وصيف لكُتّاب المعتزّ":
وفيها أخذ صالح بْن وصيف: أَحْمَد بْن إسرائيل، والحسن بْن مَخْلَد، وأبا نوح عيسى بْن إبْرَاهِيم، فقيدّهم، وهم خاصّة المعتز وكُتّابه.
وقد كَانَ ابن وصيف قَالَ: يا أمير المؤمنين لَيْسَ للجُنْد عطاء، وليس فِي بيت المال مال. وقد استولى هؤلَاء عَلَى أموال الدنيا. فقال له أحمدبن إسرائيل: يا عاصي يا ابن العاصي.
وتراجعَا الكلَام والخصام، حتى احتدّ ابن وصيف، وغشي عَلَيْهِ وأصحابه بالباب، فبلغهم.
فصاحوا وسلّوا سيوفهم وهجموا. فقام المعتزّ ودخل إلى عند نسائه فأخذ ابن وصيف أَحْمَد والجماعة.
قَالَ: فقال لَهُ المعتزّ: هبْ لي أَحْمَد، فقد ربّاني. فلم يفعل، وضربهم بداره حتى تكسّرت أسنان أَحْمَد، وأخذ خُطوطهم بمالٍ جليلٍ وقيدهم.
"ظهور عيسى وعلي العلوييّن":
وفيها ظهر عيسى بْن جعْفَر، وعلي بْن زيد العلويان الحَسَنيّان، فقتلَا عَبْد اللَّه بْن محمد بْن دَاوُد الهاشمي الأمير.
"خلْع المعتزّ وقتْله":
وفي رجبُ خلِع المعتزّ بالله مِنَ الخلَافة ثمّ قُتِل. فاختفت أمّه قبيحة، ثمّ ظهرت فِي رمضان، وأعطت صالح بْن وصيف مالَا عظيمًا، ثمّ نفاها بعدما استصفاها إلى مكة، فحبست بها. وظهر لها من الذهب ألف ألف وثلاثمائة ألئف دينار، وسفط فِيهِ مكوك زُمُرُّد، وسفط فِيهِ مكُّوك لؤلؤ، فِيهِ حَبُّ كِبار عديمُ المِثْل، وكيلجة ياقوت أحمر، وغيره.
فقومت الأسفاط بألفي ألف دينار، وحمل الجميع إلى ابن وصيف. فلمّا رآه قَالَ: قبحها اللَّه، عرضت ابنها للقتْل لأجل خمسين ألف دينار وعندها هذا. فأخذ الكُلَّ ونفاها.
"مقتل أَبِي نوح وابن إسرائيل":
وفي رمضان قَتَل ابنُ وصيف: أَبَا نوح، وأحمد بْن إسرائيل:
"بيعة المهتدي":
وبويع المهتدي بالله محمد بالأمر1.
__________
1 انظر: تاريخ الطبري "9/ 382-390"، والكامل "7/ 193-205" البداية "11/ 15-17".(19/8)
أحداث سنة ستٍّ وخمسين ومائتين:
تُوُفّي فيها: الربيع بْن سُليمان الجيزيّ، والزُّبَير بْن بكّار، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن شَبَّويْه المَرْوزِيّ الحافظ، وعبد اللَّه بْن محمد الزُّهْريّ المخرّميّ، وعلي بن المنذر الطريقي، وأبو عبد الله البخاريئ ليلة عَيد الفِطْر، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَمُحَمَّدُ بْن عثمان بْن كرامة، والمهتدي بالله محمد بْن الواثق.
"مقتل صالح بْن وصيف":
"وفيها" قدِم الأمير مُوسَى بْن بُغَا وعبى جيشه ميمنةً وميسرة وشَهَرُوا السّلَاح، ودخلوا سامرّاء مجتمعين عَلَى قتل صالح بْن وصيف بدم المعتزّ، يقولون: قتل أمير المؤمنين المعتزّ، وأخذ أموال أمّه قبيحة وأموال الكُتّاب. وصاحت العامّة والغوغاء عَلَى ابن وصيف: "يا فرعون قد جاءك موسى". فطلب موسى من بُغَا الإذن عَلَى المهتدي بالله، فلم يؤذن لَهُ، فهجم بمن معه عَلَيْهِ وهو جالس فِي دار العدْل، فأقاموه وحملوه عَلَى فَرَس ضعيف، وانتهبوا القصر. فلمّا وصلوا إلى دار ناحور أدخلوا المهتدي إليها وهو يَقُولُ: يا مُوسَى اتقِ اللَّه، ويْحَك ما تريد؟ قَالَ لَهُ: والله ما نريد إلَا خيرًا.(19/9)
وحَلَفَ لَهُ: لَا نالك سوء. ثمّ حَلَّفوه أن لَا يمالئ صالح بْن وصيف، فحلَف لهم. فبايعوه حينئذ.
ثمّ طلبوا صالحًا لكي يناظروه عَلَى أفعاله، فاختفى. ورُد المهتدي بالله إلى داره.
ثمّ قُتِل صالح بْن وصيف بعد شهرٍ شرَّ قتْلة.
"كتاب وصيف بْن صالح":
وفي أواخر المحرم من سنة ستٍّ وخمسين أظهر كتابٌ ذكر أن سِيما الشَّرابيّ زعم أنّ امرأةً جاءت بِهِ، وفيه نصيحة لأمير المؤمنين، وإنْ طلبتموني فأنا فِي مكان كذا. فلمّا وقف عَلَيْهِ المهتدي طلبها فِي المكان فلم يوجد لها أثر. فدعا مُوسَى بن بغا، وسليمان بن وهب، وفلحًا، وبايكباك، وناحور، ودفَع الكتاب إلى سُلَيْمَان فقال: أتعرف هذا الخط؟ قَالَ: نعم خطّ صالح بْن وصيف.
ثمّ قرأه عَلَيْهِم، وفيه يذكر أنّه مُسْتَخْفٍ بسامراء، وإنّما استتر خوفًا مِنَ الفِتَن. وأنّ الأموال كلها عَنْد الْحَسَن بْن مَخْلَد.
وكان كتابه يدلّ عَلَى قوة نفسه. فندب المهتدي إلى الصّلح، فاتهمه مُوسَى وذويه بأنّه يدري أين صالح. فكان بينهم فِي هذا كلَام. ثمّ مِنَ الغد تكلموا فِي خلْعه، فقال: بايكباك: ويْحَكُم، قتلتم ابن المتوكلّ وتريدون قتل هذا وهو مسلم ويصوم ويصلي ولا يشرب؟ والله لئِنْ فعلتم لأصيرنّ إلى خُراسان ولأشيعنّ أمركم هناك.
"كلَام المهتدي":
ثمّ خرج الَمهتدي إلى مجلسه وعليه ثياب بيض، مقلَّدًا سيفًا، ثمّ أمر بإدخالهم إِلَيْهِ، فقال: قد بلغني شأنكُم، ولست كمن تقدَّمني مثل المستعين والمعتز. والله ما خرجت إليكم إلَا وأنا متحنّط وقد أوصيت، وهذا سيفي، والله لأضربن بِهِ ما استمسكْتُ قائمته بيدي. أما دِين! أما حَيَاء! إمَا رِعة! كم يكون الخلَاف عَلَى الخلفاء والْجُرأة عَلَى اللَّه؟! ثمّ قَالَ: ما أعلم عِلم صالح.
قَالُوا: فاحِلفْ لنا.
قَالَ: إذا كَانَ يوم الجمعة، وصلَّيت الجمعة، حلفتٌ لكم. فرضوا وانفصلوا عَلَى هذا.(19/10)
"ثورة العامّة والقوّاد عَلَى الأتراك":
ثمّ ورد إذْ ذاك مالٌ مِن فارس نحوٌ من عشرة آلاف ألف درهم، فانتشر فِي العامة أنّ الأتراك عَلَى خلْع المهتدي، فثار العامّة والقُوّاد، وكتبوا رقاعًا ألقوها فِي المساجد: يا معشر المسلمين، ادعوا لخيلفتكم العدْل الرّضا المضاهي1 لعمر بْن عَبْد العزيز أنْ ينصره اللَّه عَلَى عدوّه. وراسل أهل الكَرْخ والدُّور المهتدي بالله فِي الوثوب عَلَى مُوسَى بْن بُغَا والأتراك، فجزاهم خيرًا ووعدهم بالخير.
"اقتراب الزنج من البصرة":
وفيها تحول الزَّنج وقربوا مِنَ البصرة، وأخذوا مراكب كثيرة بأموالها؛ فتهبا سعَيِد الحاجب لحربهم.
"قتل بايكباك":
وفي أول جُمَادَى الآخرة رحل مُوسَى بْن بُغَا وبايكباك فِي طلب مساور. وكان المهتدي قد استمال بايكباك وجماعته مِن الأتراك، فكتب إلى بايكباك أنْ يقتل مُوسَى ومُفْلحًا أو يمسكهما، ويكون هُوَ الأمير عَلَى الأتراك كلهم. فأوقف بايكباك مُوسَى عَلَى كتابه وقال: إنيّ لست أفرح بهذا، وإنما هذا يعمل علينا كلنا. فأجمعوا عَلَى أنْ يسير بايكباك إلى سامرّاء، فإنّ المهتدي يطمئن إِلَيْهِ، ثمّ يقتله.
فسار إلى سامرّاء ودخل عَلَى المهتدي فغضب وقال: أمرتك أن تقتل مُوسَى ومفلح فَدَاهنْت.
قَالَ: كيف كنت أقدر عليها وجيشهما أعظم من جيشي، ولكن قَدْ قدِمت بجيشي ومن أطاعني لأنصُرك عليهما. فأمر المهتدي بأخذْ سلَاحه، فقال: أذهب إلى منزلي وأعود، فليس مثلي من يفعُل بِهِ هذا. فأخذ سلاحه وحبسه. ولمّا أبطأ خبره عَلَى أصحابه قال لهما أَحْمَد بْن خاقان الحاجب: اطلبوا صاحبكم قبل أنْ يفْرُط بِهِ أمرٌ. فأحاطوا بالْجَوْسق، فقال المهتدي لصالح بْن عَلِيّ بْن يعقوب بْن المنصور: ما ترى؟ فقال: قد كَانَ أَبُو مُسلْمِ أعظم شأنًا من هذا العبد، وأنت أشجع من المنصور، فاقتله.
__________
1 المضاهي: المساوي أو المماثل.(19/11)
فأمر بضرب عنقه، وألقى رأسه إليهم، فجاشوا، وأرسل المهتدي إلى الفَرَاغِنة، والمغاربة، والأشَّروسَنيّة، فجاءوا واقتتلوا، فقُتِل مِنَ الأتراك أربعة آلاف، وقيل: ألفان، وقيل: ألف فِي ثالث عشر رجب يوم السبت. وحجز بينهُمُ الليل، ثمّ أصبحوا على القتال ومعهم أخو بايكباك وحاجبه بْن خاقان فِي زُهاء عشرة آلاف.
"مقتل المهتدي":
وخرج المهتدي بالله ومعه صالح بْن عَلِيّ والمصحف فِي عُنقه، وهو يَقُولُ: أيُّها النّاس انصروا خليفتكم. وحمل عَلَيْهِ طغوبا أخو بايكباك في خمسمائة. فمال الأتراك الذين مَعَ الخليفة إلى طغوبا، والتحم الحرب، فانهزم جمْع الخليفة وكثُر فِيهِمُ القتْل، فولّى منهزمًا والسيف فِي يده، وهو ينادي: أيها الناس انصروا خليفتكم.
ثمّ دخل دار صالح بْن محمد بْن يزداد ورمى بسلَاحه ولبس البياض ليهرب مِنَ الأسطحة.
وجاء أَحْمَد حاجب بايكباك فأخبر بِهِ، فتبعه، فهرب، فرماه بعضهم بسهمٍ ونفجَه بالسيف، ثمّ حُمِل إلى أَحْمَد، فأركبوه بغلًا، وركبوا خلفه سائسًا، وأتوا به إلى دار أحمد بْن خاقان، وجعلوا يضربونه ويقولون: أَيْنَ الذَّهَب.
فأقرَّ لهم بستّمائة ألف دينار مودعة ببغداد، أودعها الكُرْجيّ. فأخذوا خطّه إلى خشف الواضحية المُغَنّية بستمائة ألف دينار، ودفعوه إلى رجلٍ، فعصر عَليْ خصيتيه فمات.
وقيل: كانت بِهِ طعنه فحملوه عَلَى بِرْذَون.
وقيل: أرادوه بدار أَحْمَد عَلِيّ الخلْع، فأبي واستسلم للقتل، فقتلوه.
"بيعة أَحْمَد بْن المتوكل":
وبايعوا أَحْمَد بْن المتوكل ولقّبوه المعتمد عَلَى اللَّه، وكنيته أَبُو الْعَبَّاس، وقيل: أَبُو جعْفَر, فِي سادس عشر رجب.
وقدِم مُوسَى بْن بُغَا إلى سامرّاء بعد أربعة أيام، وخمدت الفتنة، وكان المعتمد محبوسًا في الجوسق فأخرجوه.(19/12)
"مقتل ابن بُغَا":
وقَتَلَ المهتدي مَعَ بايكباك أَبَا نصر محمد بْن بُغَا أخا مُوسَى.
"لهْوُ المعتمد وكراهية الناس لَهُ":
وضيّق المعتمد عَلَى عيِال المهتدي بالله، ثمّ استعمل المعتمد أخاه الموفق طلحة عَلَى المشرق، وصيّر أبنه جعفرًا ولي عهده، وولَاه مصر والمغرب، ولقّبه المفوض إلى اللَّه. وانهمك المعتمد فِي اللَّهْو واللذات، واشتغل عَنِ الرّعيّة، فكرهه النّاس وأحبوا أخاه طلحة.
"دخول الزّنج البصرة":
وفي العشرين من رجب دخلت الزَّنج البصرة، فقتلوا وفتكوا، وفعلوا بالأهواز والأُبلةَ أكثر مما فعلوا بالبصرة.
"ظهور الطالبيّ بالكوفة":
وفيها ظهر بالكوفة عَلِيّ بْن زيد الطالبيّ، فبعث إِلَيْهِ المعتمد جيشًا هزمهُمُ الطالبي.
"غلبة الطالبي على الري":
وفيها غلب الْحَسَن بْن زيد الطالبيّ عَلَى الرِّيّ، فجهز إليه المعتمد مُوسَى بْن بُغَا، وخرج معه مُشيِّعا لَهُ.
"الحجّ هذا الموسم":
وفيها حجّ بالنّاس محمد بْن أَحْمَد بْن عيسى بْن المنصور أَبِي جعْفَر الْعَبَّاسي.
"قتْلُ صالح بْن وصيف":
وأما صالح بْن وصيف، فكان قد استطال عَلَى الخلفاء وقتل المعتزّ، وأقام المهتدي، وحكم عَلَيْهِ، وذكرنا استتاره فِي أيّام المهتدي. قَالَ: فنادى عَلَيْهِ مُوسَى بْن بُغَا: من جاء بِهِ فله عشرة آلاف دينار. فلم يظفر به أحد.(19/13)
واتفق أنّ بعض الغلْمان دخل زقاقًا1 وقت الحر، فرأ بابًا مفتوحًا فدخل، فمشى فِي دِهْليز مظلمٍ، فرأى صالحًا نائمًا، فعرفه وليس عنده أَحْد. فجاء إلى مُوسَى فأخبره، فبعث جماعةً فأخذوه، ثمّ ذهبوا بِهِ مكشوف الرأس إلى الْجَوْسَق فبادره بعض أصحاب مُفْلح، فضربه من ورائه، واحتزُّوا رأسه وطافوا بِهِ. وتألًم المهتدي فِي الباطن لقتْله، وقال: رحِم اللَّه صالحًا، فلقد كَانَ ناصحًا.
وأمّا الصُّوليّ فقال: عذَّبوه فِي الحمّام كما كَانَ يفعل بالمعتزّ، حتى أقرّ بالأموال ثم خنقوه. والله أعلم2.
__________
1 الزقاق: هو الطريق الضيق نافذًا أو غير نافذ، والجمع: أزقة. المعجم الوجيز "ص/ 289".
2 انظر: تاريخ الطبري "9/ 447-454"، الكامل "7/ 236-239"، البداية "11/ 24".(19/14)
أحداث سنة سبعٍ وخمسين ومائتين:
تُوُفّي فيها: أحمد بْن منصور زاج، وإسحاق بْن إبْرَاهِيم بْن حبيب بْن الشّهيد، والحسن بْن عَبْد العزيز الْجَرَوِيّ، والحسن بْن عَرَفَة، وزُهَير بْن محمد المروزي، وزيد ابن أخرم، وسليمان بْن مَعْبَد السنجيّ، وأبو الفضل الرياشي عَبَّاس, وأبو سعَيِد الأشَجّ، وعلي بْن خَشْرَم، ومحمد بْن حسان الأزرق، ومحمد بْن عَمْرو بْن حنان الحمصيّ، ومحمد بْن زيد الواسطيّ.
"خراب البصرة":
وفيها دخلت الزَّنج البصرة، وبذلوا السيف واستباحوا. وقتلوا بالأُبلّة نَحْوًا من ثلَاثين ألفًا وأحرقوها فحاربهم سعَيِد الحاجب. واستخلص منهم كثيرًا ممّا أخذوه، ثمّ استظهروا عَلَيْهِ، وقتلوا من جنده مقتلةً عظيمة، ودخلوا البصرة، فيقال: إنهم قتلوا بها أنثي عشرة ألفًا، وخرّبوا الجامع، وهرب من سلم فِي البلدان، وخربت البصرة، وجرت بين الزنج وبين عساكر الخليفة عدة وقعات.
"مقتل ملك الروم":
وقيل: قُتِل ميخائيل بْن توفيل ملك الروم. قتله بسيل الصَّقْلبيّ. وكان بسيل من أبناء الملوك. وتملّك ميخائيل عَلَى دين النصرانية أربعًا وعشرين سنة1.
__________
1 انظر: تاريخ الطبري "9/ 476-489"، البداية "11/ 28-30"، صحيح التوثيق "6/ 263".(19/14)
أحداث سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين:
تُوُفّي فيها: أَحْمَد بْن بُدَيْل قاضي همدان، وأحمد بْن حفص النَّيسابوري، وأحمد بْن سنان القطّان، وأبو عُبَيْدة بْن أَبِي السّفْرَ واسمه أَحْمَد، وأحمد بْن الفُرات الرّازيّ الحافظ، وأحمد بْن يحيى القطّان، وأحمد بْن عُمَر، يعرف بحمدان البزاز الحميري البغداديّ، وإسماعيل بْن أَبِي الحارث، وجعفر بْن عَبْد الواحد الهاشميّ القاضي، وحفص بْن عَمْرو الرباليّ، والعباس بْن زيد البْحرانيّ، وعَبده بْن عَبْد اللَّه الصَّفّار، وعلي بْن حرب الْجُنْدَيْسابوريّ، وعلي بْن محمد بْن أَبِي الخصيب، والفضل بْن يعقوب الرخاميّ، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل الحسّانيّ، ومحمد بْن سِنْجر الحافظ، ومحمد بْن عَبْد الملك بن زَنْجَوَيْه الحافظ، ومحمد بْن عُمَر بْن أَبِي مذعور، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وهارون بْن إِسْحَاق الهَمَدانيّ، ويحيى بْن مُعَاذ الرازي الصوفي.
"حرب الموفق للزنج":
وفيها عقد المعتمد على الله لأخيه الموفئق أبي أَحْمَد عَلَى الشّام ومصر، ثمّ جهّزه ومُفْلحًا إلى حرب الخبيث رأس الزنج. فكانت فِي هذه السنة وقعة بين الزنج وبين منصور بْن جعْفَر بْن دينار، فانهزم عَنْ منصور عسكره، وساق وراءه زنجيُّ فضرب عُنقه. واستباحت الزنج عسكره.
وعرض أَبُو أَحْمَد ومُفْلح فِي جيش لم يخرج مثله فِي دَهْر فِي العدد والفُرسان والأموال والخزائن. فلمّا وصل الموفق أَبُو أَحْمَد إلى دير معقل انهزم جيش الخبيث مرعوبين، فلحقوا بِهِ، لعنه اللَّه، وقالوا: هذا جيش هائل لم يأتنا مثله. فجهّز عسكرًا كبيرًا، فالتقوا هُمْ ومُفْلح، فاقتتلوا أشدّ قتال، وظهر مُفلح، ثمّ جاءه سهم غرب فِي صدره، فمات مِنَ الغد، وأنهزم النّاس وركبتهُمُ الزَّنج واستباحوهم. وتحيز الموفق إلى الأُبّلة وتراجع إِلَيْهِ "العسكر" ونزل نهر أَبِي الأسد، ثمّ بعث جيشًا، فالتقوا هُمْ وقائد الزنج يحيى. فنصره اللَّه تعالي، وأسر طاغيتهم يحيى، وقُتِل عامّة أصحابه. وبعث بِهِ إلى المعتمد فضربه، ثمّ طوّف بِهِ، ثمّ ذبحه وأحرق جُثَّته. وسار الموفق إلى واسط.
"الوباء بالعراق":
ووقع الوباء الَّذِي لَا يكاد يتخلف عَنِ الملَاحم بالعراق، ومات خلق، لا يحصون(19/15)
كثيرة. ومات خلقٌ من عسكر الموفَّق. ثمّ تجمعت الزنج، فالتقاهُمُ الموفّق، فقُتِل خلْقٌ من جنده وانهزموا، وتفرَّق عَنْهُ عامة جنده، ثمّ تحيز وسلِم.
وعظُم البلَاء بالخبيث وأصحابه.
"ذِكر الزلَازل":
وفيها كانت هدّات عظيمة بالصَّيْمَرة وزلَازل سقطت منها المنازل، ومات تحت الرَّدْم ألوف مِنَ النّاس.
"ادّعاء زعيم الزنج عِلْم الغَيْب":
وكان هذا الخبيث المذكور كذّابًا وممخرقًا1 يدّعي أنّه أُرسل إلى الخَلْق. فردّ كل مسألة. وكان يُوهم أصحابه أنّه يطلع عَلَى المُغَيبَّات، ويفعل ما ليس في قدرة البشرة.
"مقتل البحرانيّ":
وكان يحيى بْن محمد البحرانيّ الأزرق قائد جيوش الخبيث، فقُتل بسامرّاء بعد أن قُطِعت أربعتُه، كما ذكرنا.
ثمّ كَانت وقعات بين الخبيث والموفّق كانوا فيها متكافِئيْن2.
__________
1 الممخرق: هو مدعي الغيب.
2 انظر: تاريخ الطبري "9/ 490-501"، والكامل "7/ 253-255"، البداية "11/ 30، 31"، والنجوم الزاهرة "3/ 29"، صحيح التوثيق "6/ 264".(19/16)
أحداث سنة تسع وخمسين ومائتين:
تُوُفّي فيها: أَبُو إِسْحَاق الجوزجانيّ الحافظ، وإسحاق بْن وهْب العلَاف، وإسحاق البَغَوِيّ لؤلؤ، وأحمد بْن إِسْمَاعِيل السَّهْميّ، وبشر بْن مطر السامريّ، وحجاج بْن الشّاعر، وعلي بْن مَعْبَد نزيل مصر، ومحمد بْن يزيد السُّلَميّ النَّيسابوري، ومحمود بْن سميع الدّمشقيّ، ومحمد بْن آدم المَرْوزِيّ.
"مواصلة الحرب مَعَ الزنج":
وفيها عرض الموفق عسكره بواسط. وجاءته النجدة، وهيّأ السُّفن ليدخل إلى الخبيث رأس الزنج، وكان قد نزل البطيحة وبثق حوله الأنهار وتحصن. فهجم عَلَيْهِ الموفّق، فأحرق أكواخه، وقتل من أصحابه مقتلةً كبيرة. واستنقذ مِنَ النُّسوان جمْعًا كبيرًا. وردّ إلى بغداد. واستخلف عَلَى حرب الخبيث محمد بْن المولّد. فسار الخبيث إلى الأهواز، وقتل خمسين ألفًا، وسبى أربعين ألفًا، وأهلك الأمّة. فسار لحربه مُوسَى بْن بُغَا، فأقام يحاربه بضعة عشر شهرًا، وقُتِل خلْق مِن الطائفتين.
"مقتل أمير الكوفة":
وفيها قُتِل كنجور، وكان عَلَى إمرة الكوفة، فانصرف منها يريد سامرّاء بغير إذْن المعتمد، فأرسل إِلَيْهِ يأمره بالرجوع، فامتنع. فبعث إِلَيْهِ مالَا ليفرّقه فِي أصحابه، فلم يقنع بِهِ، وقويت نفسه. فجهّز المعتمد لحربه ساتكين، وعبد الرَّحْمَن بْن مُفْلح، وموسى بْن أتامش، وجماعة مِنَ الأمراء، وأحاطوا بِهِ، وأنزلوه عَنْ فرسه وذبحوه.
"هزيمة الروم ومقتل مقدَّمهم":
وفيها نزلت الروم -لعنهُمُ اللَّه- عَلِيّ ملطية وسُمَيْساط، فخرج أَحْمَد بْن محمد القابوس بأهل ملَطية، فهزموا الرّوم وقُتِل مقدّمهُمُ الأقرِيطشيّ، وفتح اللَّه ونَصَر.
"ملك ابن الليث نَيْسابور وخُراسان":
وفي شوال ملك يعقوب بْن الليث الصّفّار نَيْسابور، فركب إلى خدمته محمد بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر، فأخذ يعقوب يوبّخه ويعنّفه عَلَى تفريطه فِي البلَاد، حتى غلب عليها العدوّ. ثمّ اعتقله ورسم عَلَيْهِ وعلى أهل بيته. فبعث المعتمد ينُكْر عَلَى يعقوب ويأمره بالانصراف إلى ولَايته، فلم يقبل، واستولى عَلَى خُراسان، واستفحل أمرُه وشره1.
__________
1 انظر: تاريخ الطبري "9/ 502-506"، والكامل "7/ 240-262".(19/17)
أحداث سنة ستين ومائتين:
فيها تُوُفّي: أَحْمَد بْن عثمان بْن حكيم الأودي، وأيوب بْن إِسْحَاق بْن سافري، وحَجّاج بْن يوسف بْن قُتَيْبة الأصبهاني، والحسن بْن محمد بْن الصّبّاح الزَّعْفَرانيّ، والحسين بْن عَلِيّ بْن محمد بْن الرّضا عَلِيّ بْن مُوسَى العَلَويّ الحسينيّ أحد الاثْنَيْ عشر، وعبد الرَّحْمَن بْن بِشْر بْن الحَكَم، وعُبَيْد اللَّه بْن سعد الزُّهْريّ، ومالك بْن طَوْق التَّغْلبيّ صاحب الرّحْبة.
"الوقعة بين ابن الليث والحسن العلويّ":
وفيها سار يعقوب بْن الليث فواقَعَ الْحَسَن بْن زيد العَلَويّ فهزمه، ودخل طبرستان والدَّيْلم. ورآه، فصعد الْحَسَن فِي جبال الديلم، ونزل الَثلج والأمطار عَلَى أصحاب يعقوب، فتِلف منهم خلْق واندَعكوا. ورجع يعقوب بأسوأ حال، وقد عُدِم من أصحابه أربعون ألفًا، وذهب عامّة خيله.
"الغلَاء بالحجاز والعراق":
وفيها كَانَ الغلَاء المُفْرِط فِي الحجاز والعراق، وبلغ كَرُّ الحِنطَة ببغداد مائةً وخمسين دينارًا.
"إغارة العرب عَلَى حمص":
وفيها أغارت الأعراب عَلَى حمص، فخرج لحربهم منجور التُّرْكيّ أميرُها، فقتلوه، فجاء عَلَى إمرتها بُكْتُمر التُّرْكيّ المعتمديّ.
"استيلَاء الروم عَلى لؤلؤة":
وفيها أخذت الرّوم بلدة لؤلؤة.
"شعر لرئيس الزَّنج":
وفيها وقعت وقعات عديدة للمسلمين مَعَ الخبيث. وفي بعضها يَقُولُ الخبيث:
مَن لم ير الأتراك فِي جَمْعهم ... قد واقفوا جيشًا مِنَ الزَّنْجِ1
وكلُّهم تصرف أنيابه ... حيوان يرجو ظفرَ العلجِ
كأنَّهم إذا وقفت تركهم ... وزنجنا رقعة شطرنج
__________
1 انظر: تاريخ الطبري "9/ 508-511"، الكامل "7/ 240-267".(19/18)
رجال هذة الطبقة عَلَى ترتيب المعجم:
"حرف الألف":
1- أَحْمَد بْن إبراهيم بْن مِهْران البُوشَنْجيّ1:
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبي ضمرة.
وعنه: المخاملي، ومحمد بْن مَخْلَد.
قَالَ الدّارَقُطْنيّ: لَا بأس بِهِ.
2- أَحْمَد بْن آدم:
أَبُو جعْفَر الخَلَنْجيّ غُنْدَر الحافظ2.
رُوِيَ عَنْ: عَبْد الرّزّاق، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وأبي نُعَيْم، وعثمان بْن عَبْد الحميد، وجماعة كثيرة.
وعنه: عِمران بْن مُوسَى بْن مُجاشِع، والحسن بْن سُفْيَان، وأبو جعْفَر الْجُرْجانيّ المقرئ، وآخرون.
وثقَّه حمزة السَّهْميّ.
3- أَحْمَد بْن إسرائيل بْن حسين:
أَبُو جعْفَر الكاتب3.
وزير المعتزّ بالله، الأنباريّ، ولي ديوان الخراج للمتوكلّ وللمنتصر، ثمّ ولي كتابه المعتزّ قبل خلَافته. فلمّا ولي الخلَافة استوزره، وكان يحبّه ويَركن إِلَيْهِ فِي الأمور، فخلع عَلَيْهِ للوزارة فِي شعبان سنة اثنتين وخمسين.
وكان أَحْمَد بْن إسرائيل من أذكياء العالم لَا يسمع شيئًا إلَا حفِظَه. وكان "إِلَيْهِ المنتهى" فِي حساب الديوان. وأوّل من قدمه وأظهره محمد بن عبد الملك الزيات.
__________
1 سبقت الترجمة له.
2 تاريخ جرجان "ص/ 69، 70".
3 انظر: العقد الفريد "4/ 166"، والسير "12/ 332".(19/19)
قَالَ الصُّوليّ: حدثني الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الباقطائيّ قال: لنا أَحْمَد بْن إسرائيل: كنت فِي الدّيوان "أيام محمد الأمين" فما كَانَ أحدٌ من أهل الدّيوان أصغر منيّ. ولقد كنت أنسخ الكتاب، فئلا أَفْرَغُهُ حتى أحفَظ ما فِيهِ حرفًا حرفًا. فعْلتُ هذا مرّاتٍ كثيرة. وسمعت أَحْمَد بْن إسرائيل ينشد:
لَا يكون السّرِيّ مثل الدَّنيّ ... لَا ولا ذُو الذَّكاء مثل الغبيّ
قيمةُ المرءِ مثل ما يحُسن المرء ... قضاء مِنَ الْإمَام عَلِيّ
قَالَ الصُّوليّ: لم يزل أَحْمَد بْن إسرائيل وزيرًا للمعتز إلى سنة خمسٍ وخمسين. وكانت وزارته دون ثلَاث سنين. قتله صالح بْن وصيف بالضَّرْب في المصادرة، فهلك تحت الضَّرْب فِي سنة خمسٍ وخمسين ومائتين.
4- أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن نُبيْه1 -ق- أبو حذاقة السهمي القرشي المدني، نزيل بغداد. حدَّث عَنْ: مالك، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزَّناد، ومسلم بْن خَالِد الزَّنْجيّ، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدي، وحاتم بْن إِسْمَاعِيل وهو آخر من حدث عَنْهُمْ. ولعلّه عاش مائة سنة.
روى عَنْهُ: ق، وابن صاعد، وعبد الوهاب بن أبي عصمة، وإسماعيل بن العباس الوراق، والمحاملي، وابن مخلد. وآخرون.
قال المحاملي: سمعتُ أَبِي يَقُولُ: سَأَلت أَبَا مُصْعَب، عَنْ أَبِي حُذَافة السَّهْميّ فقال: كَانَ يحضر معنا العَرْض عَلَى مالك، وقال الدّارَقُطْنيّ: هُوَ قوي السمَّاع عَنْ مالك.
وقال البرقاني: كان الدارقطني حسن الرأس في أبي حذاقة، وأمرني أن أخرّج حديثه فِي الصحيح.
قَالَ الخطيب: وقرأت بخطّ الدّارَقُطْنيّ: أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل أَبُو حُذَافة ضعيف الحديث، كَانَ مغفَّلَا. روى "الموطّأ" عَنْ مالك مستقيمًا، فأدخلت عَلَيْهِ أحاديث عَنْ مالك فِي غير "الموطّأ" فقبِلَها. لَا يُحْتَجّ بِهِ.
وقال ابن عديّ: حدَّث عَنْ مالك بالموطّأ. وحدَّث عَنْهُ وعن غيره بالبواطيل.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 22-24"، السير "12/ 24-27".(19/20)
وَقَالَ الْخَطِيبُ: لَمْ يَكُنْ مِمَّنْ يَتَعَمَّدُ الْبَاطِلَ.
قُلْتُ: مِمَّا نُقِمَ عَلَى أَبِي حُذَافَةَ رِوَايَتُهُ عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ حَدِيثُ: "أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ" 1.
وَرَوَى بِالإِسْنَادِ حَدِيثَ: "قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ" 2. وَهَذَانِ مَوْضُوعَا الإِسْنَادِ.
مات يوم عيد الفطر سنة تسع وخمسين.
5- أَحْمَد بْن الأسود:
أَبُو عَلِيّ الحنفيّ البصْريّ3، قاضي قرقيسيا.
روى عَنْ: سعَيِد بن سلام العطار، وفهر بن حبان.
وعنه: أَبُو عروبة الحرّانيّ، وأبو الْعَبَّاس إبْرَاهِيم بْن محمد بْن الحارث، وأبو زُرْعَة محمد بْن نفيس المصَّيصيّ.
6- أَحْمَد بْن أيّوب:
أَبُو ذَرّ النَّيسابوري العطّار4.
عَنْ: حفص بْن عَبْد الرَّحْمَن، وعلي بْن الْحَسَن بْن شقيق.
وعنه: إبْرَاهِيم بْن محمد بْن سُفْيَان الفقيه، وغيره.
توفي سنة ثمانٍ وخمسين.
7- أَحْمَد بْن أَبِي أيّوب البخاري5.
واسم أبيه هناد.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه أبو داود "2367"، "2369"، والترمذي "774"، وابن ماجه "1679"، وأحمد "2/ 364"، "3/ 474"، والدارمي "2/ 14، 15"، والشافعي "680"، والطيالسي "890".
2 حديث صحيح: أخرجه الترمذي "1344"، وابن ماجه "2368"، وأبو داود "3619" بنحوه.
3 الثقات لابن حبان "8/ 46".
4 لم نقف له على ترجمة.
5 الإكمال "7/ 404"، لابن ماكولا.(19/21)
رحل وسمع: أبا أسامة، وزيد ين الحُباب، وأبا أَحْمَد الزُّبَيْريّ.
وعنه: خَالِد بْن إبْرَاهِيم الذُّهْليّ، وسهل بْن شاذُوَيْه.
قَالَ ابن ماكولَا: تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين ومائتين.
8- أَحْمَد بن بديل بن قريش1 - ت. ق. - أبو جعفر اليامي الكوفي. قاضي الكوفة ثمّ قاضي همذان ومُسْنِدُها ومحدثها.
عن: أبي بكر بن عياش، وأبي معاوية، ومحمد بْن فُضَيْل، وعبد اللَّه بْن إدريس، وحفص بْن غِيَاث، ووكيع، وعبد الرَّحْمَن المُحَاربيّ، وعبد اللَّه بْن نُمَيْر، وطائفة.
وعنه: ت. ق. وإبراهيم بْن عَمْرُوس، وابن صاعد، وأحمد بن الحسن بن عزون، ومحمد بن عبد الله بلبل، ومحمد بن عبيد الله بن العلاء الكاتب، وطائفة.
قال النسائي: لَا بأس به.
وقال الدارقطيني: فِيهِ لين.
وكان يُسَمّى راهب الكوفة، فلمّا تولّي القضاء قَالَ: خُذِلْتُ عَلَى كِبَر السِّنّ. مَعَ عِفَّتِه وصيانته.
قَالَ سِيَامُرْد النَّهَاوَنْديّ: كتبتُ عَنْ ألف شيخ الحُجّةَ فيما بيني وبين اللَّه شيخان: أَحْمَد بْن بُدَيْل؛ وسمي رجلَا أخر.
ونقل شِيرُوَيُه فِي تاريخه أن أَبَا بَكْر بْن لال قَالَ: حكي لنا أنّ أَحْمَد بْن بُدَيْل الأياميّ كَانَت له بِنْت عابدة بالكوفة فكتبت إِلَيْهِ: يا أبه لَا حشرك اللَّه مَحْشَرَ القُضاة.
فَعَزل نفسه وخرج فِي أمانةٍ لَابن هارون، فقيل لَهُ: اخترت الأمانة عَلَى القضاء؟ فقال: نعم، اخترتُ الأمانة عَلَى الخيانة.
قَالَ الحافظ صالح بْن أَحْمَد الهمداني: ثنا إبْرَاهِيم بْن عَمْروس إمْلَاء: سمعتُ أَحْمَد بْن بُدَيْل قَالَ: بعث إليَّ المعتزّ بالله رسولَا بعد رسول، فلبست كَمّتي، ولبست نَعْلَ طاق، فأتيت بابَه، فقال الحاجب: يا شيخ، نعليك. فلم ألتفت إليه، ودخلت
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 43"، والسير "12/ 331، 332".(19/22)
الباب الثاني، فقال الحاجب: نَعْلَيْك. فلم ألتفِت، ودخلت إلى الباب الثالث، فقال: يا شيخ نَعلَيك. فقلت: أبِالوادِ المقدَّس أَنَا فأخلع نَعْلَيَّ!؟.
فدخلت بنعلي، فرفع مجلسي فجلست عَلَى مُصَلَاه، فقال: أتعبناك أَبَا جعْفَر.
فقلت: أتْعَبْتني وذعَّرْتَني، فكيف بك إذا سُئلتَ عنيّ؟ فقال: ما أردنا إلَا الخير، أردنا أن نسمع العِلْم.
فقلت: وتسمع العِلْم أيضًا؟ ألَا جئتني؟ فإنّ العلم يؤتي ولا يأتي.
قَالَ: تعبت أبا جعفر؟
فقلت له: خلبتني بحُسْن أدبك، أكتُب.
قَالَ: فأخذ القِرْطاسَ والدَّواة، فقلت: أتكتب حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قِرطاس بمدادٍ؟
قال: فيما يكتب؟
قلت: في رق بحبر.
فجاؤا بَرقٍّ وحِبْر، فأخذ الكاتب يريد أنْ يكتب فقلت: أكتُب بخطّك. فأوما إليَّ أَنَّهُ لَا يكتب.
فأمليت عَلَيْهِ حديثين أسخن اللَّه بهما عينيه. فسأله أبن البَنّا أو ابن النُّعْمان: أي حديثين؟ فَقَالَ حَدِيثَ: "مَنِ اسْتُرْعِيَ رَعِيَّةً فَلَمْ يُحِطْهَا بِالنَّصِيحَةِ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ"1. وَالثَّانِي: "مَا مِنْ أَمِيرِ عَشْرَةٍ إِلا يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولا" 2.
تُوُفِّيَ سنة ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ.
9- أَحْمَد بْن جُبير الأنطاكيّ3. أَبُو جعْفَر المقرئ.
__________
1 "حديث ضعيف": أخرجه أحمد "5/ 27"، وابن سعد "1/ 2/ 19"، في الطبقات الكبرى، وانظر المغني "2/ 341" للعراقي.
2 "حديث صحيح": أخرجه أحمد "2/ 431"، "5/ 285"، والدارمي "2/ 240"، وابن أبي شيبة "12/ 219"، في مصنفه، والطبراني "6/ 27"، في الكبير، و "11/ 411"، والبيهقي "3/ 129"، "10/ 95، 96"، في سننه الكبرى عن أبي هريرة، وسعد بن عبادة، وابن عباس رضي الله عنهم أجمعين.
3 معرفة القراء "1/ 207، 208".(19/23)
إمامٌ كبير، عراقيّ نزل أنطاكيَة.
قرأ القرآن عَلَى سُليَم، وعلى الكِسّائيّ، وعلى أَبِي يوسف الأعشى؛ وعلى: والده جُبَيْر بْن محمد بْن جُبَيْر الكوفيّ، وأبي محمد اليَزِيديّ.
وسمع مِنَ حجاج بْن محمد الأعور قراءة حمزة.
وسأل أَبَا بَكْر بْن عَيَّاش عَنْ حروف.
ذكره أَبُو عمرو الداني وقال: هو إمام جليل ثقة ضابط. أقرأ النّاس إلى أن مات.
روى القراءة عَنْهُ عَرْضًا وسماعًا: عُبّيْد اللَّه بْن صَدَقَة، ومحمد بْن الْعَبَّاس بْن شُعْبَة، ومحمد بْن علَان، وشهاب بْن طَالِب، والفضل بْن زكريّا، وخلْق سمّاهم.
قَالَ الهُذَليّ: تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين.
10- أَحْمَد بن جعفر.
أبو الحسن المعقري اليمني1.
حدث فِي سنة خمسٍ وخمسين عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الكريم، والنضر بْن محمد الحَرَثيّ.
وعنه: م، والمفضَّل الجنديّ، ومحمد بن أحمد بن زهير الطوسي. وكان بزازا بمكة.
11- أحمد بن الجهم.
أبو علي الكوفي، ثم الرازي2.
عن: أبي غسان النهدي، وأحمد بن المفضل.
وعنه: علي بن الجنيد، ومحمد بن علي بن حمزة العلوي.
وقال أبو حاتم: صدوق.
قال ابنه عبد الرحمن: أدركته فلم أكتب عنه.
__________
1 الأنساب "11/ 402" لابن السمعاني.
2 الجرح والتعديل "2/ 45".(19/24)
12- أحمد بن جواد التميمي النيسابوري1.
روى عن: القعنبي، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وغيرهما.
روى عَنْهُ: مكّي بْن عَبْدان، وابن الشَّرْقيّ، وغيرهما.
تُوُفّي سنة ستين ومائتين.
13- أَحْمَد بْن الحارث البغداديّ.
أَبُو جعْفَر الخرّاز2.
شيخ صدوق حمل عَنْ: أبي الْحَسَن المدائنيّ تصانيفه.
روى عَنْهُ: أبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن محمد بن أبي شيبة، وجماعة. وكان من أهل الفهم والمعرفة.
توفي سنة ثمان وخمسين.
14- أحمد بن الحسين بن عباد النسائي البغدادي.
السمسار بيان3.
سمع: أبا نعيم، وعفان.
وعنه: ابن صاعد، وابن مخلد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم.
قال الدارقطني: ثقة.
15- أحمد بن حفص بن عبد الله بن راشد السلمي4 -خ. د. ن.
أبو علي النيسابوري قاضي نَيْسابور.
ثقة مشهور كبير القدْر.
سَمِعَ: أباه، والحسين بن الوليد.
__________
1 ينظر في "تاريخ نيسابور" للحافظ الحاكم.
2 تاريخ بغداد "14/ 122، 123".
3 انظر: الجرح والتعديل "2/ 48".
4 الجرح والتعديل "2/ 48"، والسير "12/ 383، 384".(19/25)
ولم يرحل من بلده.
روى عَنْهُ: خ. د. ن.، وأبو حامد مدين الشرقي الحافظ، وأبو حامد بن بلال، والنَّيسابوريون.
مات سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين.
16- أَحْمَد بْن خلَاد البصْريّ العطّار1:
عَنْ: أَبِي دَاوُد الطَّيالِسِيّ، وغيره.
تُوُفّي سنة أربعٍ وخمسين.
17- أَحْمَد بْن دَاوُد الفحّام2:
عَنْ: أَبِي أَحْمَد الزُّبَيْري، وغيره.
تُوُفّي سنة ستّين.
18- أَحْمَد بْن سعد بْن أَبِي مريم -د. ن-:
أبو جعفر الجمحي المصري3
سَمِعَ من: عمّه سعَيِد بْن أَبِي مريم، وأبي اليَمَان، وأسد بْن مُوسَى السنة، ونُعَيْم بْن حمّاد.
وعنه: د. ن.، وعمر بْن بجُيْر، ومحمد بْن محمد الباغَنْديّ، وعلي بن أحمد بن علان.
توفي يوم عرفة سنة ثلاث وخمسين.
صدوق.
19- أحمد بن سعيد بن بشر -د. ن.
أبو جعفر الهمداني المصري4.
__________
1 من تلاميذ الطيالسي، ينظر في "مسند الطيالسي".
2 لم نقف له على ترجمة.
3 السير "12/ 311"، التهذيب "10/ 29، 30".
4 السير "12/ 232"، التهذيب "1/ 31".(19/26)
عَنْ: ابن وهْب، وبشر بْن بَكْر التِّنِّيسيّ، والشافعي.
وعنه: د. ن. وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وعليّ بْن أَحْمَد علَان.
قَالَ النَّسائيّ: لَيْسَ بالقويّ.
تُوُفّي فِي رمضان سنة ثلَاث وخمسين.
20- أَحْمَد بْن سعَيِد بْن صَخْر بن سليمان -ع. سوى ن- أبو جعفر الدارمي السرخسي الحافظ1:
سَمِعَ: النّضْر بْن شُمَيْل، وعبد الصمد بْن عَبْد الوارث، وجعفر بْن عَوْن، وأبا عاصم، وحِبّان بْن هلَال، وأَحْمَد بْن إِسْحَاق الحضْرميّ، وخلْقًا.
وعنه: ع. سوى ن. وروى ت. أيضًا، عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، وأحمد بْن سَلَمَةَ، ومحمد بْن خُزَيْمَة.
وروى عَنْهُ مِنَ القُدماء: أَبُو مُوسَى محمد بْن المُثَنَّى.
وكان من العلماء الكبار أولي الرحلة والإتقان. أقدمه الأمير ابنُ طاهر إلى نَيْسابور ليحدّث بها. وأقام بها مَليّا. ثمّ ولي قضاء سَرْخَس. ثمّ رجع إلى نَيْسابور، وبها تُوُفّي.
وقال أَبُو عَمْرو المستملي: دخلنا عَلَيْهِ فِي مرضه فأوصي بعشرة آلاف دِرهم وبغْلة يتصدّق بها، وقال: إنْ مِتُّ فرقيقي: عنبر، وفتْح، وحَمْدان، وعلَان أحرار لوجه اللَّه.
تُوُفّي الحافظ أَبُو جعْفَر سنة ثلَاثٍ وخمسين.
وقد قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: ما قدِم علينا خُراسان أفقه بدنًا منه.
21- أَحْمَد بْن سعَيِد:
أبو عبد الله الرباطي الأشقر الحافظ2.
وقد مر.
__________
1 السير "12/ 233"، والتهذيب "10/ 31".
2 سبقت الترجمة له.(19/27)
22- أحمد بن سعيد بن يعقوب -ن.
أبو العباس الكندي الحمصي1.
عَنْ: بقيّة، وعثمان بْن سعد بْن كثير.
وعنه: ن.، وسعيد البرذعي.
وأجاز للحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم.
وقال النَّسائيّ: لَا بأس بِهِ.
ومّمن روى عَنْهُ: ابن جَوْصا.
23- أَحْمَد بْن سٍنان بْن أسد بْن حبان -خ. م. د. ق- أبو جعفر الواسطي القطان2 الحافظ.
سمع: أبا معاوية، ووكيعًا، وعبد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وهذه الطبقة.
وعنه: ع. سوى ت. ن، ويحيى بْن صاعد، وابن خُزَيْمَة، وابنه جعفر بن أحمد بن سنان، وعلي بن عبد الله بن مبشر، وعبد الرحمن بن أبي حاتم.
وقال فيه بن أبي حاتم: هو إمام أهل زمانه.
وقال أبوه أبو حاتم: ثقة صدوق.
قال جعفر بن أحمد بن سنان: سمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ فِي الدُّنيا مبتدع إلَا يبغض أصحاب الحديث، وإذا ابتدع رَجُل نُزِعَ حلَاوة الحديث من قلبه.
قَالَ أَبُو القاسم بْن عساكر: تُوُفِيّ سنة ستٍ ويقال: سنة ثمانٍ، ويقال: سنة تسعٍ وخمسين ومائتين.
24- أَحْمَد بْن سِنان.
أبو عبد الله القُشَيْريّ النَّيسابوري المعروف بالحَرْقَنيّ3، وحرقن من قرى نيسابور.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 53"، والتهذيب "10/ 32".
2 السير "12/ 244"، التهذيب "1/ 34، 35".
3 ينظر في "تاريخ نيسابور" للحاكم.(19/28)
سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، ووَكِيعًا، وأبا معاوية.
وعنه: إبْرَاهِيم بْن عَلِيّ، وأبو يحيى الخفّاف، وإسحاق بْن حمدان البلْخيّ، وآخرون.
وقد مرّ أنّه مات سنة تسعٍ وثلَاثين.
25- أَحْمَد بْن الضّحاك البغداديّ1.
الخشّاب، أَبُو بَكْر.
عَنْ: رَوْح بْن عُبادة.
وعنه: محمد بْن مَخْلَد، وغيره.
26- أَحْمَد بْن الْعَبَّاس بْن الهَيْثَم.
أَبُو الطَّيْب البُوسَنْجيّ2.
قُتِل شهيدًا فِي المعركة يوم أوقع يعقوب بْن اللّيْث الصّفّار بأهل بوسْنج، وذلك فِي شوّال سنة ثلَاثٍ وخمسين.
27- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن سُوَيد بْن مَنْجُوف -خ. د. ن- أبو بكر السدوسي البصري3.
سمع: يحيى القطان، ورَوْح بْن عُبَادة، وأبا دَاوُد الطَّيَالِسيّ، وجماعة.
وعنه: خ. د. ن.، وابن خُزَيْمَة، ومحمد البصلاني.
وللبصلاني عنه جزء مشهور عند الفخر بن البخاري بعلو.
توفي سنة اثنتين وخمسين.
وكان ثقة.
28- أحمد بن عبد الله بن حكيم الفرياناني المروزي4. أبو عبد الرحمن.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "4/ 210، 211".
2 لم نقف عليه.
3 انظر: الجرح والتعديل "2/ 58"، والتهذيب "1/ 48".
4 الأنساب "9/ 293"، لابن السمعاني، والميزان "1/ 108".(19/29)
عن: أبي ضمرة أنس بن عياض، وأبي عاصم.
وعن: الحسن بن محمد البلخي، عَنْ حُمَيْد الطّويل.
وعنه: الْحَسَن بْن سُفْيان، وعبد اللَّه بْن محمد المَرْوَزيّ، وغيرهما. لَهُ مناكير عَنِ الثّقات، وضعّفه الدّارَقُطْنيّ.
وقال النسائي: ليس بثقة.
قلت: مات سنة ثمان وخمسين.
وفي "الضعفاء" للبخاري: حدثني أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن حكيم: أَنَا عُمَر بْن عُبّيْد الطّنَافسيّ، فذكر حديثًا.
29- أَحْمَد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن أَبِي السَّفَر سعيد بن يحمد - ت. ن. ق - أَبُو عُبّيْدة بْن أَبِي السَّفْر الهَمَدانيّ الكوفيّ1.
عن: عبد الله بن نمير، وأبي أسامة، وطبقتهما.
وعنه: ت. ن. ق.، وأبو حاتم الرازي، وأبو عبد الله المحاملي، وطائفة.
وقال أبو حاتم: شيخ.
قال ابن عساكر: توفي سنة ثمان وخمسين.
قال: ووقع لي مِن موافقاته.
30- أَحْمَد بْن عَبْد المؤمن.
أَبُو جعْفَر المصريّ الصُّوفيّ2.
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن وهْب.
ومات بالفَيَّوم فِي ربيع الأوّل سنة تسعٍ وخمسين. وفي لُقَيِّه لَابن وهْب نَظَر.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: روى عَنْ: إدريس بْن يحيى، ورَوّاد بْن الجرّاح.
روى عنه: علي بْن الحسين بْن الجنيد.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 57، 58"، والتهذيب "10/ 48، 49".
2 الجرح والتعديل "2/ 61".(19/30)
قلت: وعلي بن سعيد الرازي.
ترجمه ابن يونس، وقال: كَانَ رجلَا صالحًا، رفع أحاديث موقوفة، وقد خرج إلى العراق، وكتب بها.
31- أَحْمَد بْن عَبْد الواحد بن عبود -د. ن- أبو الحسن التميمي الدمشقي1.
سَمِعَ: محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وعمرو بْن أَبِي سَلَمَةَ التِّنِّيسيّ، وأبا مُسْهِر، وجماعة.
وعنه: د. ن. , وإبراهيم بْن دُحَيْم، وأحمد بْن الْمُعَلَّى، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وعَبْدان، وأبي بِشْر الدُّولَابيّ، وجماعة.
تُوُفّي فِي شوّال سنة أربعٍ وخمسين.
32- أَحْمَد بْن عَبْد الواحد:
أَبُو جعْفَر الرّماديّ2.
عَنِ: الهَيْثَم بْن جميل، ومحمد بْن الصنعاني، وجماعة.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: كتبنا عَنْهُ بالرملة، ومحلُّه الصِّدْق.
33- أَحْمَد بْن عثمان بن حكيم -خ. م. ن. ق- أبو عبد الله الأودي الكوفي3.
عَنْ: عَمْرو بْن محمد العنقزي، وجعفر بْن عَوْن، وجماعة.
وعنه: خ. م. ن. ق. وقال ن: ثقة؛ والمَحَامِليّ، ومحمد بْن مَخْلَد، وآخرون.
تُوُفّي سنة ستّين فِي المحرَّم، وقِيل: سنة إحدى.
34- أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عمران الْجُرْجانيّ4:
سَمِعَ: عَبْد الرّزّاق، وأبا نُعَيْم، وأبا عبد الرحمن المقرئ.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 61"، والتهذيب "1/ 57، 58".
2 انظر: الجرح والتعديل "2/ 61".
3 الجرح والتعديل "2/ 63"، والتهذيب "10/ 61".
4 تاريخ جرجان "ص/ 62، 63".(19/31)
وعنه: أَحْمَد بْن محمد الوزان، وأحمد بْن سعَيِد الطَّبَريّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد المؤمن، ومحمد بْن عَقِيل البلْخيّ، وآخرون.
تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين ومائتين.
35- أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد:
أَبُو عَبْد الله العَمّيّ البصْريّ1، نزيل سامرّاء.
روى عَنْ: هُشَيْم، وعمر بْن حبيب، وشُعيب بْن بيان.
وعنه: محمد بن زكريا، وعلي بن الفتح العسكري، ويوسف بن يعقوب الأزرق.
وثقة الدارقطني.
36- أحمد بن عمرو بن ربيعة الحرشي النيسابوري2:
ابن عم فتح بْن حَجّاج.
سَمِعَ: عَبْد الصّمد بْن حسّان، وعَبْدان، وجماعة.
وعنه: أَبُو حامد بْن الشَّرْقيّ، وأبو عثمان البصْريّ.
37- أَحْمَد بْن عِمران بْن سلَامة:
أبو عبد الله البصْريّ الأخفش، مصنفّ"غريب الموطّأ" وهو جزءان سمعناه.
حدَّث عَنْ: وَكِيع، وزيد بْن الحُبَاب، وجماعة.
وجاور بمكّة مدّةً.
روى عَنْهُ: يحيى بْن عُمَر الأندلسيّ، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن محمود المَرْوزِيّ.
وكان يُعرف بالَألْهانيّ.
38- أَحْمَد بْن الفرات بن خالد -د- أبو مسعود الرازي الحافظ3:
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 302".
2 ينظر في "تاريخ نيسابور" للحاكم.
3 انظر: الجرح والتعديل "2/ 67"، والسير "12/ 480".(19/32)
مُحَدَّث أصبهان وعالمها. طَوَّف البلَاد.
وسمع: عَبْد الله بْن نُمَيْر، وأبا أسامة، وحسين بْن علي الجعفي، وجعفر بن عون، ويحيى ين آدم، ويزيد بْن هارون، وشبابة، وعبد الرّزّاق، وابن أَبِي فُدَيْك، والفِرْيابيّ، وعبد الرحمن بْن يحيى بْن مَنْدَه، ومحمد بْن الْحَسَن بْن المهلَّب، وخلْق أخرهم عَبْد اللَّه بْن جعْفَر بْن فارس.
قَالَ إبْرَاهِيم بْن محمد الطّحان: سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُود يَقُولُ: كتبت عَنْ ألف وسبعمائة شيخ، أدخلت في تصنيفي ثلاثمائة وعشرة، وعطّلت سائر ذَلِكَ. وكتبتُ ألف ألف حديث وخمسمائة ألف، فأخذت من ذلك خمسمائة ألف حديث فِي التّفاسير والأحكام والفوائد وغيره.
وقال حُمَيْد بْن الربيع: قدِم أَبُو مَسْعُود الإصبهاني مصر، فاستلقى على قفاه وقال لنا: خذوا حديث مصر.
قَالَ: فجعل يقرأ شيخًا شيخًا من قبل أنْ يلقاهم.
وعن أَبِي مَسْعُود قَالَ: كنّا نتذاكر الأبواب، فخاضوا فِي باب، فجاؤوا بخمسة أحاديث، فجئت بسادس، فنخس أَحْمَد بْن حنبل فِي صدري لإعجابه.
وقال يزيد بْن عَبْد اللَّه الأصبهاني، عَنْ أَحْمَد بْن دَلَّويْه قَالَ: دخلتُ عَلَى أَحْمَد بْن حنبل فقال: مَن فيكم قَالَ؟ قلت: محمد بْن النُّعْمان بْن عَبْد السلَام. فلم يعرفه، فذكرت لَهُ أقوامًا فلم يعرفهم. فقال: أَفيكم أَبُو مَسْعُود؟ قلت: نعم.
قَالَ: ما أعرف اليوم، أظنّه قَالَ: أسود الرأس، أَعْرف بمُسْندات رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ.
وقال أَبُو عَرُوبة الحرّانيّ: أَبُو مَسْعُود الأصبهاني فِي عداد أَبِي بكر بْن أَبِي شَيْبة فِي الحِفْظ، وأحمد بْن سُلَيْمَان الرّهَاويّ فِي الثَّبْت.
وورَدَ أنّ أَبَا مَسْعُود قدِم أصبْهان ولم يكن معه كتاب، فأملى كذا كذا ألف حديث من حِفْظه.
فلمّا وصلت كُتُبه قُوِبلت بما أملى، فلم تختلف إلَا فِي مواضع يسيرة.(19/33)
وعن أَحْمَد بْن محمود بْن صَبيح قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُود الرّازيّ يَقُولُ: وَدِدْتُ أنّي أُقْتَلَ فِي حُبّ أَبِي بَكْر وعمر.
قَالَ الخطيب: كَانَ أَبُو مَسْعُود أحد الحُفّاظ. سافر الكثير وجمع فِي الرحلة بين البصْرة، والكوفة، والحجاز، واليمن، والشّام، ومصر، والجزيرة. وقدِم بغداد، وذاكر حُفّاظها بحضرة أَحْمَد بْن حنبل، وكان أَحْمَد يقدّمه.
قال ابن عديّ: لَا أعلم لأبي مَسْعُود رواية مُنْكَرة، وهو من أهل الصِّدْق والحِفْظ.
قَالَ أَبُو عمِران الطَّرَسُوسيّ: سَمِعْتُ الأثرم يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن حنبل يَقُولُ: ما تحت السّماء أحفظ لأخبار رسول اللَّه من أَبِي مَسْعُود الرّازيّ.
وقال أَبُو الشَّيْخ: سَمِعْتُ ابن الأصفر يقول: جالست أَحْمَد وأثني عَلَى ابن أَبِي شَيْبة وذكر عدّة، فما رَأَيْت رجلَا أحفظ لما ليس عنده من أَبِي مَسْعُود.
ونقل القاضي أَبُو الْحُسَيْن بْن الفرّاء فِي طبقات أصحاب أَحْمَد فِي ترجمة أَبِي مَسْعُود أنّه نَقَلَ عَنْ أَحْمَد بْن حنبل أنّه قَالَ: مَن دَلَّ عَلَى صاحب رأيٍ لنفسه فقد أعان عَلَى هدْم الْإِسلَام.
وعن أَبِي مَسْعُود قَالَ: كتبتُ الحديث وأنا ابن اثنتي عشرة سنة.
قلت: بكرَّ بالعلم لأنّ أَبَاهُ كَانَ محدّثًا.
وعنه قَالَ: ذُكِرتُ بالحفظ وأنا ابن ثمان عشرة سنة، وسُمّيتُ الرُّوَيْزيّ الحافظ.
وقال أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الجارود: سَمِعْتُ إبراهيم بْن أُورْمَة الحافظ يَقُولُ: ما بقي أحدٌ مثل أَبِي مَسْعُود الرّازيّ، ومحمد بْن يحيى الذُّهليّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرّميّ. وليس فيهم أحفظ من أَبِي مَسْعُود.
وسُئل أَبُو بَكْر الْأعْيَن: أيَّما أحفظ: أَبُو مَسْعُود، أو سُلَيْمَان الشّاذَكُونيّ؟ فقال: أمّا المُسْنَد فأبو مَسْعُود، وأمّا المُنْقطِع فالشّاذَكُونيّ.
قلت: مات أَبُو مَسْعُود فِي شَعْبان سنة ثمانٍ وخمسين، وغسّله محمد بْن عاصم الثَّقفيّ، وعاش بعده مدة.(19/34)
39- أحمد بن فضالة بن إبراهيم -ن- أبو المنذر النسائي1. أخو عُبّيْد اللَّه:
رحل وسمع: عَبْد الرّزّاق، وأبا عاصم.
وعنه: ن. وقال: لَا بأس بِهِ.
تُوُفّي سنة تسعٍ وخمسين.
40- أَحْمَد بْن الفضل العسْقلَانيّ2.
أَبُو جعْفَر الصّائغ.
روى عَنْ: بِشْر بْن بَكْر التِّنِّيسيّ، ورَوّاد بْن الجرّاح.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: كتبتُ عَنْهُ.
41- أَحْمَد بْن فُضَيْل بْن سالم الرمليّ3.
سَمِعَ: ضَمْرَةَ بْن ربيعة.
ومات سنة ستّين ومائتين.
42- أَحْمَد المستعين بالله.
أبو الْعَبَّاس بْن المعتصم بالله أَبِي إِسْحَاق محمد بْن الرّشيد هارون بْن المهديّ. أخو المتوكلّ عَلَى اللَّه4.
وُلِد سنة إحدى وعشرين ومائتين، وبُويع فِي ربيع الآخر سنة إحدى وخمسين، فتنكّر لَهُ الأتراك، فخاف وانحدر من سامرّاء إلى بغداد، فنزل عَلَى الأمير محمد بْن عَبْد الله بْن طاهر بالجانب الغربيّ. فاجتمع الأتراك بسامرّاء، ثمّ وجّهوا يعتذرون ويخضعون لَهُ ويسألونه الرجوع، فامتنع. فقصدوا الحبْس، وأخرجوا المعتزّ بالله، فبايعوه وخلعوا المستعين.
وبنوا على شبهة، وهي أن المتوكل بايع لَابنه المعتزّ بعد المنتصر. وأخرجوا من
__________
1 انظر: التهذيب "1/ 69".
2 الجرح والتعديل "2/ 67".
3 لم نقف عليه.
4 انظر: السير "12/ 46-50"، وتاريخ الخلفاء "ص/ 358، 359".(19/35)
الحبْس المؤيَّد بالله إبْرَاهِيم بْن المتوكّل وليّ العهد أيضًا بعد المعتزّ. ثمّ جهّز المعتزّ أخاه أَبَا أَحْمَد لمحاربة المستعين فِي جيشٍ كثيف فاستعدّ المستعين وابن طاهر للحصار ولبناءِ سور بغداد وتحصينها.
ونَازَلها أَبُو أَحْمَد، وتجرَّد أهل بغداد للقتال، ونُصِبَتِ المجانيق، ووقع الجدّ واستفحل الشَّرّ، ودام القتال أشْهُرًا.
وكثُر القتْل، وغَلَت الأسعار ببغداد، وعظُم البلَاء، وجَهِدَهُمُ الغلَاء، وصاحوا: الجوع. وجرت بين الطائفتين عدّة وقعات حتّى قُتِل فِي بعض الأيام ألفان من جند المعتز، وفي بعض الأيام ثلاثمائة, إلى أنْ ضَعُف أهل بغداد وذلُّوا مِنَ الجوع والْجَهْد، وقوي أمر أولئك. فكاتب ابن طاهر المعتزّ سرًّا، فانحلّ أمر المستعين.
وإنّما كَانَ قوام أمْره بابن طاهر.
وعلم أهل بغداد بالمكاتبة، فصاحوا بابن طاهر وكاشفوه، فانتقل المستعين من عنده إلى الرّصافة. ثمّ سَعَوْا فِي الصُّلْح عَلَى خلع المستعين. وقام فِي ذَلِكَ إِسْمَاعِيل القاضي وغيره بشروط مؤكّدة.
فخلع المستعين نفسَه فِي أوّل سنة اثنتين وخمسين، وأشهدَ عَلَيْهِ القُضَاة وغيرهم. وأُحْدِر بعد خلْعه إلى واسط تحت الحَوْطة، فأقام بها تسعة أشهر محبوسًا. ثمّ رُدَّ إلى سامرّاء، فقُتِل -رحمه اللَّه- بقادسية سامرّاء فِي ثالث شوّال مِنَ السنة.
وقيل: قُتِل ليومين بقيا من رمضان، وله إحدى وثلَاثون سنة وأيّام. بعث إِلَيْهِ المعتز سعيد بْن صالح الحاجب، فلمّا رآه المستعين تيقَّن التَّلَف وقال: ذهَبَت والله نفسي.
فلمّا قَرُب منه سعَيِد أخذ يقنعه بسَوْطه، ثمّ اتَّكأه فقعد عَلَى صدره وقطع رأسه.
ومن حلْيته كَانَ مربوع القامة، أحمر الوجه، خفيف العارضين، بمقدم رأسه طُول، وكان حَسَن الوجه والجسم، بوجهه أثر جُدَرِيّ. وكان يلْثَغ بالّسين نحو الثّاء. وأمّه أمّ وُلِد.
وكان مسرفًا مبّذرًا للخزائن، يفرّق الجواهر والثّياب والنَّفائس.
قَالَ الصُّوليّ: بعث المعتزّ بالله أَحْمَد بْن طولون إلى واسط وأمره أنْ يقتل(19/36)
المستعين فقال: والله لَا أقتل أولَاد الخلفاء. فندبّ لَهُ سعَيِد الحاجب فقتله. وما مُتِّع المعتزّ بالله خُلِعَ وقُتِلَ كما سيأتي.
وكان المستعين استوزر أَبَا مُوسَى أوتامُش بإشارة شجاع بْن القاسم الكاتب ثمّ قتلهما واستوزر أَحْمَد بْن صالح بْن شيرزاد. فلمّا قَتَلَ وَصِيف وبُغَا باغرًا التُّرْكيّ الَّذِي فتك بالمتوكّل تعصَّبت الموالي، ولا أمرَ كَانَ للمستعين مَعَ وصَيف وبُغَا.
وكان إخبارّيًا فاضلَا أديبًا.
43- أَحْمَد بْن محمد بْن سعَيِد الوزّان1:
عَنْ: زيد بْن الحُبَاب، ومحمد بْن كثير الْقُرَشِيّ.
وعنه: ابن مسروق، وأحمد بْن محمد بْن الأزهر النَّيسابوري.
44- أَحْمَد بْن محمد بْن أنس:
أَبُو الْعَبَّاس بْن القِرْبيطيّ البغداديّ الحافظ2.
عَنْ: إبْرَاهِيم بْن زياد سَبَلَان، وأبي حفص الفلَاس.
وعنه: أَبُو حاتم الرّازيّ، ومحمد بْن سعْد وهما أكبر منه، ومحمد بْن مَخْلَد، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم.
لَهُ ذِكْر فِي "السّابق والّلَاحق"3.
بقي إلى حدود السّتّين ومائتين.
45- أَحْمَد بْن محمد بْن أَبِي بَكْر المُقَدَّميّ4:
سَمِعَ: أَبَاهُ، ومسلم بْن إبْرَاهِيم، وأبا هَمّام محمد بْن محبَّب.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وقال: صدوق، لقيته بمكة.
__________
1 كان يعمل بوزن الأشياء، وينظر في "تاريخ نيسابور".
2 انظر: الجرح والتعديل "2/ 74".
3 مؤلفه الخطيب البغدادي.
4 انظر: الجرح والتعديل "2/ 73".(19/37)
46- أَحْمَد بْن محمد بْن الزُّبَيْر الأطْرَابُلُسيّ الشّاميّ1:
عَنْ: زيد بْن يحيى بْن عُبّيْد، ومؤمّل بْن إِسْمَاعِيل.
وعنه: أَبُو بَكْر بْن زياد النَّيسابوري، وابن أَبِي حاتم، ومحمد أخو خَيْثَمَة بْن سُلَيْمَان.
قَالَ ابن أَبِي حاتم، صدوق.
47- أَحْمَد بْن محمد بْن سعَيِد بْن جَبَلَة.
أبو عبد الله الصَّيْرفيّ. بغداديّ2.
سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، ومَعْن بْن عيسى، والشّافعيّ.
وعنه: أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الوكيل، وأبو عُبّيْد المَحَامِليّ، وجماعة.
مستور.
48- أَحْمَد بْن محمد بْن عُمَر بْن يونس اليَمَاميّ3:
نزيل بغداد، أَبُو سهل.
حدث عن: جدِّه؛ وعن: عَبْد الرّزّاق.
وعنه: أَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وقاسم المطرّز، والباغَنْديّ، وعبد اللَّه بْن محمد بْن سَلْم المقدسيّ، وطائفة.
قَالَ ابن عديّ: حدَّث بمناكير وعجائب.
وقال عُبّيْد الكَشْوِريّ: هُوَ فينا كالواقديّ فيكم.
تُوُفّي سنة ستين ببغداد.
وقال الدّارَقُطْنيّ: متروك.
وقال أبو حاتم: كذاب.
__________
1 سبقت الترجمة له.
2 تاريخ بغداد "5/ 11".
3 الجرح والتعديل "2/ 71"، تاريخ بغداد "5/ 65، 66".(19/38)
49- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى السَّكُونيّ1.
عَنْ: أَبِي يوسف القاضي، وأبي بَكْر بْن عَيَّاش.
وعنه: محمد بْن مَخْلَد.
قَالَ الدّارَقُطْنيّ: بغداديّ متروك.
50- أَحْمَد بْن مرحوم الرّازيّ2.
عَنْ: ضَمْرَةَ بن ربيعة، ومؤمل بن إسماعيل.
وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: كَانَ أَبِي يوثَّقه.
51- أَحْمَد بْن المُعَافَى بْن يزيد العِجْليّ المَوْصِليّ الرّفّاء3.
روى عَنْ: القَعْنَبيّ، ومسلم بْن إبْرَاهِيم، وأهل المَوْصِل.
وعنه: أبو يعلى الموصلي، والوليد بن مضاء.
وأثنى عليه أبو يعلي، وسمع منه "مُوَطّأ القَعْنَبيّ".
مات بعد الخمسين.
52- أَحْمَد بْن المِقْدام بْن سُلَيْمَان بن الأشعث4 -خ. ت. ن. ق- أبو الأشعث العجلي البصري، مُسْند العراق فِي وقته. سَمِعَ: حماد بْن زيد، وحزم بْن أَبِي حَزْم، وعبد اللَّه بن جعفر المديني، ومُعْتمر بْن سُلَيْمَان، وعثّام بْن عَلِيّ، وفضيْل بْن عِياض، ويزيد بْن زُرَيْع، وخالد بْن الحارث، وطائفة.
وعنه: خ. ت. ن. ق. وقال ن.: ثقة؛ والبَغَوِيّ، وابن صاعد، وابن أبي داود، والمحاملي، وأحمد بن علي الحماني، والحسين بْن يحيى بْن عَيَّاش القطّان، وخلْق كثير.
قال ابن خُزَيْمَة: كَانَ صاحب حديث.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 59، 60".
2 الجرح والتعديل "2/ 78، 79".
3 الرفاء: من ترفئة الثياب، وهو إعادة إصلاحها.
4 الجرح والتعديل "2/ 78"، والسير "12/ 219- 221".(19/39)
وقال أَبُو الأشعث: وُلِدت قبل موت المنصور بسنتين.
وقال أَبُو حاتم: محلُّه الصِّدْق.
مات أَبُو الأشعث فِي صَفَر سنة ثلَاثٍ وخمسين.
وحديثه بعلو في "الثقفيات"، و"جزء الحفّار".
قَالَ أَبُو دَاوُد: لَا أحدِّثُ عَنْهُ؛ لأنّه كَانَ يُعلّم المجون. وذكَرَ حكاية صُرَر الزُّجاج.
53- أَحْمَد بْن منصور بْن سَلَمَةَ الخُزاعيّ1.
عن: أبيه.
وعنه: محمد بْن مَخْلَد؛ وقال: قُتِلَ بصَرْصَر سنة سبْعٍ وخمسين.
54- أَحْمَد بْن منصور بْن راشد2.
أَبُو صالح المَرْوزِيّ، زاج صاحب النّضْر بْن شُمَيْل.
كَانَ أحد العلماء المشهورين.
روى عَنْ: النّضْر، وحسين الْجُعْفيّ، وعمر بن يونس اليمامي، وروح بن عبادة.
وعنه: ابن خزيمة، وابن صاعد، والبغوي، ومحمد بْن مَخْلَد، والمَحَامِليّ، وطائفة.
مِنَ القدماء: مُسلْمِ في غير "الصّحيح".
قَالَ أَبُو حاتِم: صدوق.
قلت: مات فِي آخر سنة سبْعٍ وخمسين.
55- أَحْمَد بْن وزير بْن بسّام:
أبو علي قاضي إصبهان3.
__________
1لم نقف عليه.
2 الجرح والتعديل "2/ 78"، والتهذيب "1/ 82، 83".
3 ذكر أخبار إصبهان "1/ 82" لأبي نعيم.(19/40)
قَالَ أَبُو نُعَيْم الحافظ: كَانَ حسَن السّيرة، وكان أول قاض بأصبهان. ولي زمِنَ المتوكّل، وذلك لأن أحمد بن أبي دؤاد عزل القضاة عَنِ البُلْدان بضع عشرة سنة، وولى عَلَى القضاء أصحاب المَظَالم.
حدَّث هذا عَنْ: جعفر بْن عَوْن، وأبي دَاوُد، وبِشْر بْن عُمَر الزّهْرانيّ.
روى عنه: محمد بن عيسى، ويعقوب بن إسماعيل، وغيرها.
وهو من هذه الطبقة، لكن قَالَ أَبُو نُعَيْم إنّه تُوُفّي سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين.
56- أَحْمَد بْن الوليد بْن أبان الكرابيسيّ1:
عَنْ: عُبّيْد اللَّه بْن مُوسَى، وغيره.
وعنه: ابن صاعد، وابن مَخْلَد العطّار، والمَحَامِليّ.
وكان صدوقًا.
تُوُفّي سنة تسعٍ وخمسين.
57- أَحْمَد بْن يحيى بْن عطاء البغداديّ الجلَاب2:
عَنْ: إِسْحَاق الأزرق، وشَبَابة بْن سوّار.
وعنه: يعقوب الْجِرَاب، ومحمد بْن نَيْروز الأنماطيّ، وغيرهما.
تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين ومائتين.
لا بأس به.
58- أَحْمَد بْن يحيى الْجُرْجانيّ3:
بَيّاع السِّابَرِيّ.
عَنْ: أحمد بن أبي طيبة، وأبي عاصم النبّيل.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد المؤمن، وعبد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ الزُّهَيْريُّ، وعمران بْن هارون، وغيرهم.
__________
1 أخبار القضاة "3/ 272".
2 تاريخ بغداد "5/ 201".
3 تاريخ جرجان "ص/ 68، 69".(19/41)
توفي سنة أربع وخمسين.
59- أَحْمَد بْن يحيى بْن الْإمَام مالك بْن أنس الْأصْبَحيَ1.
تُوُفّي بمصر سنة ستٍّ وخمسين ومائتين.
60- أحمد بن يحيى بن قاضي البصرة أَبِي يوسف الفقيه الحنفيّ2.
قَالَ نفْطَوَيْه: ولي قضاء مدينة المنصور فِي سنة أربعٍ وخمسين ومائتين.
وكان متوسّطًا فِي أمره محبًا للدنيا، صالح الفقه. ثم عزل، ثم استقصي، ثمّ عُزِلَ وولي الأهواز.
ثمّ وُجّهَ بِهِ إلى خُراسان فمات بالرِّيّ.
61- أَحْمَد بْن يزيد.
أَبُو الْحَسَن الحُلْوانيّ المقرئ3. أحد الأئمّة.
قرأ عَلَى قالون، وعلى: هشام بْن عمّار، وخَلَف بن هشام.
وسمع من: أبي نعيم، وأبي حذيفة الهندي، وأبي صالح كاتب اللَّيْث.
وكان كثير الأسفار.
قرأ عَلَيْهِ: الْحَسَن بْن الْعَبَّاس بْن أبي مِهْران، والفضل بْن شاذان الرّازيّان، وجعفر بْن محمد بْن الهَيْثَم، وأبو عَوْن محمد بْن عَمْرو بْن عَوْن الواسطي، ومحمد بْن بسّام، وحّيون المزوِّق، ومحمد بْن أَحْمَد بْن عَبْدان.
وكان عارفًا بالقراءات، مجوّدًا لرواية قالون.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْهُ فلم يرضه فِي الحديث.
قلت: تُوُفّي سنة نيفٍ وخمسين ومائتين.
وقد رحل إلى هشام ثلَاث رحلَات، وإلى قالون مرتين.
وبرع فِي القراءات، واشتهر ذكره.
__________
1 حفيد مالك، وانظر: ترتيب المدارك للقاضي عياض.
2 تاريخ بغداد "5/ 201، 202".
3 انظر: الجرح والتعديل "2/ 82"، الميزان "1/ 164".(19/42)
62- أَحْمَد بْن يزداد بْن حمزة الخيّاط1:
عَنْ: عثمان بْن عُمَر بْن فارس، وعَمْرو بْن عَبْد الغفّار.
وعنه: ابن صاعد، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد.
تُوُفّي بالكوفة سنة خمسٍ وخمسين، أرّخه مُطَيَّن.
63- أبان بْن أَبِي الخصيب:
أَبُو أَحْمَد الأصبهاني2.
عَنْ: الْحُسَيْن بْن حفص، وأبي عَبْد الرَّحْمَن المقرئ، ويحيى بْن بكُيْر، وأحمد بْن يزيد الحرّانيّ.
وعنه: أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الْأَنْصَارِيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن يزيد الزُّهْريّ، وأحمد بْن محمود بْن صَبِيح.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.
64- إبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن يعيش3:
أَبُو إِسْحَاق البغداديّ. نزيل هَمَذان ومحدّثها. ثقة حافظ.
سَمِعَ: يزيد بْن هارون، وعبد الوهاب الخفاف، وأبا داود الحيري، ومحد بْن عُبّيْد، وأبا النّضْر هاشم بْن القاسم، وطائفة. وصنَّف المُسْنَد.
وعنه: أَبُو قُرَيش محمد بْن جمعة الحافظ، ومحمد بْن نصر القطّان، ومحمد بن عبد اللَّه بُلْبُل، وأحمد بْن أوْس، وعَبْدُوس بْن إِسْحَاق المدانيون.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: كَانَ صدوقًا، مَرَرْنا بِهِ ولم نكتب عَنْهُ. وانصرفنا فِي سنة سبْعٍ وخمسين وقد تُوُفّي.
رُوِيَ أنّ ابن يعيش أنفق عَلَى باب يزيد بْن هارون عشرة آلاف درهم.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 228، 229".
2 ذكر اخبار إصبهان "1/ 229، 230".
3 انظر: الجرح والتعديل "2/ 88".(19/43)
65- إبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن يحيى بْن سَلَمَة بن كهيل1 -ث- أبو إسحاق الحضرمي الكوفي:
يروى عَنْ: أَبِيهِ، عَنْ جدِّه.
وعنه: ت. وعبد اللَّه بْن زيدان العِجْليّ، وابن صاعد، وأبو الْعَبَّاس السّرّاج، وغيرهم.
ضعّفه أَبُو زُرْعَة، وتوفي سنة ثمانٍ وخمسين.
66- إبْرَاهِيم بْن جَابرِ المَرْوزِيّ2.
ويُعرف بالبُحّ.
عَنْ: عَبْد الرحيم بْن هارون" الغسّاني"، وموسى بْن دَاوُد الضَّبّيّ.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد، والباغَنْديّ، وأحمد بْن الْحُسَيْن الصُّوفيّ.
وثقَّه الصُّوفيّ.
67- إبْرَاهِيم بْن المتوكّلُ عَلَى اللَّه جعْفَر بْن المُعْتَصمِ3.
المؤيَّد بالله. عَقَدَ لَهُ أخوه المعتزّ بالله بالأمر مِن بعده، وجعله وليّ عهده، ودعوا لَهُ عَلَى المنابر. ثمّ بلغ المعتزّ عَنْهُ أمرٌ فضربَه وخلعه مِنَ العهد، وحبسه يومًا ثمّ أُخرْجِ ميتًا. وذلك فِي رجب سنة اثنتين وخمسين.
وقيل: إنّه أُقْعِدَ فِي الثّلج حتى مات برْدًا4.
وقيل: لُفّ فِي لحاف وغُمَّ. ولمّا رأته أمّه بعثت إلى قبيحة أمّ المعتزّ: عَنْ قريب تَرَيْنَ أبنك هكذا.
قُلْتُ: فلم يُمْهلْه اللَّه.
68- إبراهيم بْن الْحَسَن بْن الهَيْثَم المصيصي -د. ن. - المعروف بالمقسمي5:
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 84"، والتهذيب "1/ 106".
2 تاريخ بغداد "7/ 52".
3 تاريخ بغداد "7/ 50"، السير "12/ 333".
4 انظر: تاريخ الطبري "9/ 362".
5 الجرح والتعديل "2/ 93"، التهذيب "1/ 114، 115".(19/44)
عَنْ: حَجّاج الأعور، والحارث بْن عطيّة.
وعنه: د. ن. وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بْن محمد بْن وهْب، وجماعة.
قَالَ ن: ثقة.
69- إبْرَاهِيم بْن سعْد العَلَويّ الْحَسَني البغداديّ1:
أحد الزُّهْاد والأولياء.
ذكره السُّلَميّ فِي تاريخه، وقال: كَانَ يقال لَهُ الشّريف الزاهد، وكان أستاذ أَبِي الحارث الْأوْلَاسيّ.
حكى عَنْهُ أَبُو الحارث أنّه قَالَ: كنت معه فِي البحر، فبسط كساءَه عَلَى الماء وصلّى عَلَيْهِ.
وسمعت منصور بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الأصبهاني: سَمِعْتُ محمد بْن أَحْمَد بْن اللَّيْث: سَمِعْتُ أَبَا الحارث الْأوْلَاسيّ يَقُولُ: كَانَ سبب رؤيتي إبراهيم بْن سعْد أنّي خرجت من أَوْلَاس إلى مكّه فِي غير أيّام الموسم، فرافقت عَلَيْهِ ثلَاثة نفر، ثمّ تفرَّقنا، فبقيت أَنَا وآخر. فقصدنا الشّام ثمّ تفرقنا، وكان إبْرَاهِيم العَلَويّ.
ولمّا فارق العَلَويّ أَبَا الحارث قَالَ لَهُ: اللَّه خليفتي عليك.
فقلت: ادْعُ لي.
قَالَ: قد فعلتُ، فاحفظ حدود اللَّه وارحم خَلْقَه إلَا مَن عاندَ.
قلت: وهذا الرجل لَا يكاد يُعرف.
70- إبْرَاهِيم بْن سعَيِد الجوهريّ الحافظ2.
قِيلَ: تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين.
وقد تقدَّم.
71- إبْرَاهِيم بْن سَنْدُولة الهَمَدانيّ3.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 86".
2 سبقت الترجمة له.
3 الجرح والتعديل "2/ 104".(19/45)
عن: عبد الله بن نمير، ويونس بن بكير.
قَالَ ابن أبي حاتم: كتبت عنه، وهو صدوق.
72- إبْرَاهِيم بْن عامر بْن إبْرَاهِيم بْن واقد:
أَبُو إِسْحَاق الأشعريّ المدنيّ الأصبهاني المؤذّن.
سَمِعَ: أَبَاهُ، ومسدَّدًا.
وعنه: ابناه عامر ومحمد، وعبد الله بن جعفر بن فارس.
توفي سنة ستّين.
قَالَ أَبُو بَكْر بْن أَبِي عاصم: قدِمتُ أصبهان، فسألت أَحْمَد بْن الفُرات عمنَّ أكتب؟ فسمّى لي أربعةً أحدهم إبْرَاهِيم بْن عامر.
وعنه: محمد بْن عُمَر بْن حفص الجورجيريّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن يزيد الزُّهْريّ.
قَالَ أَبُو الشَّيْخ: كَانَ صدوقًا، نزل إصبهان.
73- إبْرَاهِيم بْن عُمَر بْن حفص بْن مَعْدان الْجُرْواءانيّ الأصبهاني الحافظ1:
عَنْ: بَكْر بْن بكّار، والحسين بْن حفص، وسليمان بْن حرب، وجماعة.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن أُسَيْد، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري، ومحمد بْن يحيى بْن مَنْدَه.
تُوُفّي سنة إحدى وخمسين ومائتين.
74- إبراهيم بن محمد الزهري -ق- الحلبي2، نزيل البصْرة:
عَنْ: أَبِي داود الطَّيَالِسيّ، وعبد الله الخريبي، ويحيى بْن الحارث الشّيرازيّ.
وعنه: ق.، وعبد اللَّه بْن ناجية، وأبو عَروُبة، وغيرهم.
75- إبْرَاهِيم بْن مجشر بن معدان3:
__________
1 ذكر أخبار إصبهان "1/ 81".
2 التهذيب "1/ 161، 162".
3 انظر: تاريخ بغداد "7/ 184، 185"، والميزان "1/ 55".(19/46)
أَبُو إسحاق البغداديّ الكاتب.
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن المبارك، وأبا بَكْر بْن عَيَّاش، وعَبّاد بْن العَوّام.
وعنه: ابن ناجية، وابن عَيَّاش القطان، والمحاملي.
قال أبو العباس السراج: سمعت الفضل بن سهم يتكلّم فِي إبْرَاهِيم بْن مُجَشِّر ويُكَذِّبه.
وقال ابن عقدة: في نظر.
وقال ابن عديّ: ضعيف يسرق الحديث.
وأمّا ابن حِبّان فذكره فِي "الثقات".
قَالَ الخطيب: مات فِي جُمَادَى الآخرة سنة أربعٍ وخمسين.
76- إبْرَاهِيم بْن مروان بْن محمد الطّاطَريّ الدّمشقيّ1 -د- عَنْ: أَبِيهِ.
وعنه: د.، وأبو زرعة الرازي، وأبو حاتم، وابن جوصا، وأبو بكر بن أبي داود.
وهو صدوق.
77- إبراهيم بن ناصح المدني الأصبهاني2:
قال أبو نعيم: متروك الحديث.
أَنْبَأَنَيِ يَحْيَى بْنُ الصَّيْرَفِيِّ، أَنَا عَبْدُ الْقَادِرِ، أَنَا مَسْعُودٌ، أَنَا عَمْرُو بْنُ مَنْدَهْ، أَنَا أَبِي، أَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حُمَيْدٍ الْمَدِينِيُّ، ثَنَا أَبُو بِشْرٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَاصِحٍ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ قَالَ: "الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَحْيَانًا بَعْدَمَا أماتنا، وإليه النشور" 3.
__________
1الجرح والتعديل "2/ 140"، والتهذيب "1/ 164".
2 الميزان "1/ 69".
3 حديث صحيح: أخرجه البخاري"8/ 85، 88"، "9/ 146"، ومسلم "2711"، وأبو داود "الأدب/ 106"، وابن أبي شيبة "9/ 71، 72"، وابن ماجه "3880"، والدارمي "2/ 291"، والترمذي "137"، في الشمائل، وأبو الشيخ "166"، "167"، في أخلاق النبي.(19/47)
وَبِهِ إِلَى ابْنِ مَنْدَهْ، ثنا محمد بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَاصِحٍ، ثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، فَذَكَرَ حَدِيثًا مُنْكَرًا.
وَقَالَ ابْنُ مَنْدَهْ: أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْفَيْضِ، أَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ نَاصِحٍ، فَذَكَرَ حَدِيثًا.
78- إبراهيم بن يعقوب -د. ت. ن- أبو إسحاق السعدي الجوزجاني الحافظ1.
صاحب الجرح والتَّعديل.
سَمِعَ: الْحُسَيْن الْجُعْفيّ، وعبد الصّمد بْن عبد الوارث، وشَبَابَة، ويزيد بْن هارون، وأبا مُسْهِر، وجعفر بْن عَوْن، وسعيد بْن أَبِي مريم، وخلْقًا كثيرًا.
وتفقّه عَلَى أَحْمَد بْن حنبل وسأله مسائل مشهورة.
وعنه: د. ت. ن.، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتم، وعَمْرو وإبراهيم ابنا دُحَيْم، ومحمد" القُنَّبيطيّ"، وأبو بِشْر الدُّولَابيّ، وابن جَوْصا، وأحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نصر السُّلَميّ، وآخرون.
وثقة النَّسائيّ.
وقال ابن عديّ: سكن دمشق فكان يُحدَّثَ عَلَى المنبر، ويكاتبه أَحْمَد بْن حنبل فيتقوى بذلك، ويقرأ كتابه عَلَى المنبر. وكان شديد المَيْل إلى أهل دمشق فِي التحامل عَلَى عليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ2.
وقال فيه الدّارَقُطْنيّ: كَانَ مِنَ الحفّاظ المصنفين الثقات. أقام بمكّة مدّةً وبالرملة مدّةً وبالبصرة مدّةً، لكنّه كَانَ فِيه انحراف عَنْ عَلِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
اجتمع عَلَى بابه أصحاب الحديث، فخرج إِلَيْهم، فأخرجت جارية لَهُ فَرُّوجًا لُيذّبح، فلم تجد أحدًا يذبحها، فقال: سبحان اللَّه لَا يوجد من يذبحها وقد ذَبح عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب فِي ضحْوةٍ نيفًا وعشرين ألفًا.
قلت: ورواها إبْرَاهِيم بْن محمد الرُّعَيْنيّ، عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عدس قَالَ: كنا عند الجوزاني، فذكر نحوها، لكنّه قَالَ: قتل سبعين ألفًا.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 148، 149"، والتهذيب "1/ 181-183".
2 الكامل (1/ 305) للضعفاء لابن عدي.(19/48)
قَالَ ابن زَبْر: سَمِعْتُ أَبَا الدَّحْداح يَقُولُ: إنّه مات فِي أوّل ذي القِعْدة سنة تسعٍ وخمسين.
وقال غيره: سنة ستٍّ.
79- إبْرَاهِيم بن أيّوب عيسى المصريّ1.
أَبُو إِسْحَاق الطَّحَاويّ.
عَنْ: ابن وهْب، والشّافعيّ.
وعنه: ابنه أَحْمَد.
قَالَ ابن يونس: مات فِي المحرَّم. وكان كاتب الحارث بْن مسكين، وكتب أيضًا لعيسى بْن المُنْكَدِر، وهارون الزُّهَيْريُّ قُضاة مصر. وكان ابنه من أهل الأدب.
80- إبْرَاهِيم بْن أَبِي خَالِد الْأرغِيانيّ الهَرَويّ2:
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن نافع الصّائغ، والحُمَيْديّ.
تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين.
81- إدريس بْن جعْفَر بْن إدريس العُتْبيّ المَوْصِليّ الزّاهد3:
كُتُب الحديث والرقائق، وتعبّد. وجاور بمكّة هُوَ وأخوه الفضل، وكانا عَلَى قدم مِنَ العبادة والخشوع.
تُوُفّي إدريس سنة ثلَاثٍ أو أربعٍ وخمسين.
وتوفي بعده أخوه.
82- إدريس بْن حاتم بن أحمد الواسطي4:
سَمِعَ: إِسْمَاعِيل بْن عَلَيْهِ، ومحمد بْن يزيد الواسطيّ، وأزهر السّمّان، وجماعة.
قَالَ ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وهو صدوق.
__________
1 لم نقف عليه.
2 من حراة ضمن بلاد خراسان.
3 أحد عباد وزهاد الموصل.
4 الجرح والتعديل "2/ 266".(19/49)
83- إدريس بْن الحَكَم العَنَزِيّ1:
عَنْ: خَلَف بْن خليفة، ويوسف بْن عطيّة الصّفّار، وعليّ بْن عراب.
وعنه: المَحَامِليّ، وأخوه أَبُو عُبّيْد القاسم، وغيرهما.
ذكره الخطيب فِي تاريخه.
84- إدريس بْن سُلَيْمَان بْن أَبِي الرّباب2.
أَبُو محمد الرَّمْليّ، شيخ مُعَمِّر.
سَمِعَ: شهاب بْن خداش، ومُصْعَب بن ماهان.
وعنه: محمد بْن المُسَيَّب الأرْغِيانيّ، وأحمد بْن جَوْصا، وعَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْمَاعِيل الكوفيّ.
نزيل دمشق، لم يذكره ابن أَبِي حاتم.
85- إدريس بْن عيسى المُخَرّميّ القطّان3:
عَنْ: أَبِي دَاوُد الجفْريّ، وزيد بْن الحُبَاب.
وعنه: ابن صاعد، وأبي ذَرّ بْن الباغَنْديّ.
تُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين ومائتين.
86- أزهر بن جميل -خ. ن. - أبو محمد البصري الشطي4:
مولى بني هاشم.
سَمِعَ: معتمر بْن سُلَيْمَان، وعبد الوهّاب الثَّقفيّ، وخالد بْن الحارث، وطائفة.
وعنه: خ. ن.، وأبو عَروْبة، وابن صاعد، وعبدان، وابن أبي داود، وآخرون.
توفي سنة إحدى وخمسين.
__________
1 تاريخ بغداد "3477".
2 الثقات لابن حبان "8/ 133".
3 أخبار القضاة "3/ 38".
4 الجرح والتعديل "2/ 315"، والتهذيب "1/ 200، 201".(19/50)
87- إسحاق بن إبراهيم بن محمد الباهلي -خ. د- أبو يعقوب البصري الصّوّاف1:
عَنْ: مُعَاذ بْن هشام، ويوسف بْن يعقوب السَّدُوسيّ، وجماعة.
وعنه: خ. د.، وأبو عَرُوبة، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وجماعة.
تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين.
88- إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم بن يعقوب المصري الخفاف2.
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وهْب، وإدريس بْن يحيى الزّاهد.
وعنه: ". . . "3.
قال ابن يونس: توفي سنة ست وخمسين.
89- اسحاق بن ابراهيم بن عبد الرحمن -خ- أبو يعقوب البغوي ثم البغدادي لؤلؤ4، ابن عمّ أَبِي جعْفَر أَحْمَد بْن مَنِيع.
سَمِعَ: وكيعًا، وابن عَلَيْهِ، وإسحاق الأزرق، وطائفة.
وعنه: خ.، وإسماعيل الورّاق، ويعقوب الجصاص، ومحمد بن مخلد، وابن أبي حاتم، وقال: ثقة.
مات في شعبان سنة تسع وخمسين.
وقيل: لقبه" بلؤلؤ" باسم طائر.
90- إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم بْن مُوسَى5.
أَبُو يعقوب الْجُرْجانيّ الوزدُوليّ القصّار الحافظ، صاحب" المسند".
__________
1 التهذيب "1/ 216".
2 لم نقف عليه.
3 بياض في الأصل.
4 انظر: الجرح والتعديل "2/ 211"، والتهذيب "1/ 214".
5 السير "12/ 507"، التذكرة "2/ 562" للذهبي.(19/51)
رحل وسمع: عُبّيْد اللَّه بْن مُوسَى، ومسلم بْن إبْرَاهِيم، وآدم، وجماعة.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد المؤمن، وإبراهيم بْن مُوسَى الْجُرجَانّيان، ومحمد بْن جعْفَر البصْريّ.
وكان ثقة.
تُوُفّي سنة تسعٍ وخمسين.
91- إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم بْن حبيب بن الشهيد -ت. ن. ق- أبو يعقوب الشهيدي1 البصري:
سَمِعَ: حفص بْن غَياث، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، ومحمد بْن سَلَمَةَ الحرّانيّ، وخلْقًا كثيرًا.
وعنه: ت. ن. ق. وابن صاعد، والفريابي، وابن خزيمة، وأبو عروبة الحراني، وعبد الله بن عروة الهروي.
وكان أحد الثقات المتقنين.
توفي سنة سبع، في جمادى الأولى.
92- إسحاق بن إبراهيم بن الغمرِ:
الغساني المصري2.
عن: ابن صاعد سماعا.
توفي سنة سبع وخمسين.
93- إسحاق بن إسماعيل بن العلاء - ن. ق:
أبو يعقوب الأيلي3.
توفي بأيلة في ذي الحجة سن ثمانٍ وخمسين.
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وسلَامة بن روح الأيلي.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 211"، وتاريخ بغداد "6/ 370".
2 لم نقف عليه.
3 الجرح والتعديل "2/ 212"، والتهذيب "1/ 226-229".(19/52)
وعنه: ن. ق. ومكحول البيروتيّ، ومحمد بْن الأشعث، وعبد الجبار بن أحمد السمرقندي، وعبيد الله بْن الصّنام، وأبو الحُرَيْش أَحْمَد بْن عيسى وآخرون.
94- إِسْحَاق بْن بُهْلُولِ بْن حسّان:
أَبُو يعقوب التَّنُوخيّ الأنباريّ الحافظ1.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وأبا معاوية، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وإسحاق الأزرق، ووَكيعًا، وشُعَيب بْن حَرْب، ويحيى القطّان، وابن المهدي، وأبا ضَمْرَةَ، وإسماعيل بْن عَلَيْهِ، ويحيى بْن آدم، وخلْقًا.
وعنه: إبْرَاهِيم الحربيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، والفِرْيابيّ، وابن صاعد، وحفيده يوسف بْن يعقوب الأزرق، وأبو عبد الله المَحَامِليّ، وآخرون.
وكان من كبار الأئّمة.
قَالَ الخطيب: صنَّف كتابًا فِي الفقه، وله مذاهب اختارها. وصنَّف كتابًا فِي القراءات، وصنَّف "المُسْنَد". وكان ثقة2.
قال ابنه البُهْلُول: استدعى المتوكّلُ أبي إلى "سُرّ من رَأَى" حتّى سَمِعَ منه. ثمّ أَمَرَ فَنُصِبَ لَهُ منبر، وحدَّث فِي الجامع، وأقطعه إقطاعًا مُغَلُّه فِي السنة اثنا عشر ألفًا، ووصله بخمسة آلاف دِرْهم فِي السنة فكان يأخذها. وأقام إلى أن قدِم المستعين بغداد، فخاف أبي من الأتراك أن يكسبوا الأنبار، فانحدر إلى بغداد ولم يحمل معه كُتُبَه، فطالبه محمد بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر أنْ يحدَّثَ ببغداد من حِفْظه بخمسين ألف حديث، لم يخطئ فِي شيءٍ منها3:
رواها أَحْمَد بْن يوسف الأزرق، عَنْ عمّه إِسْمَاعِيل بْن يعقوب، عَنْ عمّه البُهْلُول.
وقال أَبُو طَالِب أَحْمَد بْن محمد بْن إِسْحَاق بْن البُهْلُول: تذاكرت أَنَا وابن صاعد ما حدَّث بِهِ جدّي ببغداد، فقلت لَهُ: قَالَ لي أنيس المستملي: إنّه حدَّث مِن حفظه بأربعين ألف حديث.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 214"، والسير "10/ 335" طبعة التوفيقية.
2، 3 السير "10/ 335".(19/53)
فقال ابن صاعد: لَا يدري أنيس ما قَالَ. حدَّث إسحاق بن بهلول مِن حفظه ببغداد بأكثر من خمسين ألفَ حديث.
وُلِد إسحاق بالأنبار سنة أربع ومائة، وبها مات فِي ذي الحجّة سنة اثنتين وخمسين ومائتين1.
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ الحاكم بْنِ بَدْرَانَ: أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ سنة خَمْسِ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَةٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، أَنَا عَلِيُّ بْنُ محمد بْنِ محمد الأَنْبَارِيُّ، ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْفَرَضِيُّ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ، ثَنَا جَدِّي، أَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ أبي سِيرِينَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ: نَهَانِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَبِيعَ مَا لَيْسَ عِنْدِي"2.
رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، لَكِنْ لَمْ يَسْمَعْهُ ابْنُ سِيرِينَ مِنْ حَكِيمٍ.
95- إِسْحَاق بْن حاتم بْن بيان المدائنيّ العلَاف3.
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويحيى بْن سُلَيم الطّائفيّ.
وعنه: ابن صاعد، والمَحَامِليّ، وغيرهما.
وكان ثقة.
تُوُفّي ببغداد فِي رجب, أو شعبان سنة اثنتين وخمسين.
96- إِسْحَاق بْن حنبل بْن هلَال بْن أسد4.
أَبُو يعقوب الذُّهْليّ الشَّيْبانيّ المَرْوزِيّ ثمّ البغداديّ.
عمّ الْإمَام أَحْمَد.
روى عَنْ: يزيد بْن هارون، والحسين بْن محمد المَرُّوذيّ.
__________
1 السير "10/ 336".
2 حديث صحيح: أخرجه أبو داود "3503"، والترمذي "1236"، "1237"، "1239"، والنسائي "7/ 289"، وابن ماجه "2187"، وأحمد "3/ 402، 434"، وفي الباب عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه.
3 انظر: الجرح والتعديل "2/ 218"، وتاريخ بغداد "6/ 365".
4 تاريخ بغداد "6/ 369".(19/54)
وعنه: ابنه حنبل بن إسحاق، ومحمد بن يوسف الجوهري، وغيرهما.
قال الخطيب: كان ثقة.
وقال حنبل: توفي أبي سنة ثلاث وخمسين، ومولده قبل الإمام أحمد بثلاث سنين.
قلت: إنما سَمِعَ وهو كَهْل، وعاش اثنتين وتسعين سنة.
97- إِسْحَاق بْن دَاوُد بْن ميمون السَّمرْقَنْديّ1:
أحد علماء سَمَرْقند.
تُوُفّي سنة أربعٍ وخمسين، وصلّى عَلَيْهِ أَبُو محمد الدّارِميّ.
98- إِسْحَاق بْن سُوَيد الرمْليّ2 -د. ن. - عَنْ: عَلِيّ بْن عَيَّاش، وسعيد بْن أَبِي مريم وجماعة:
كَانَ يفهم ويحفظ.
وثّقه النَّسائيّ، وغيره.
وعنه: د. ن.، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومحمد بْن المسّيب الأرغِيانيّ، وآخرون.
تُوُفّي سنة أربعٍ وخمسين.
99- إسحاق بن شاهين -خ. ن. - أبو بشر الواسطي3:
شيخ مسند معمر، من أبناء المائة. وقيل: بل جاوزها.
روى عَنْ: خالد بن عبد الله الطحان، وهشيم، وعبد الحكيم بْن منصور، وجماعة.
وعنه: خ. ن.، أيضًا، عَنْ رَجُلٍ، عَنْهُ، ومحمد بْن حامد بْن السّرِيّ، ومحمد بْن هارون الرُّويانيّ، ومحمد بْن المُسَيَّب الأرغِيانيّ، وطائفة.
قَالَ النَّسائيّ: لَا بأس به.
__________
1 لم نقف عليه.
2 التهذيب "1/ 214".
3 انظر: التهذيب "1/ 236، 237".(19/55)
وقال بَحْشَل: جاوز المائة.
وقال غيره: كَانَ مِن الدَّهاقين.
100- إِسْحَاق بْن صالح بْن عطاء الواسطيّ1:
أَبُو يعقوب المقرئ الوزّان.
نزيل سامرّاء.
روى عَنْهُ: يزيد بْن هارون، ويعقوب الحضْرميّ، ورَيْحان بْن سعَيِد.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وهو صدوق.
قلت: وهو والد أَحْمَد بْن إِسْحَاق الوزّان.
101- إِسْحَاق بْن الضَّيْف الباهليّ العسكريّ البصْريّ2.
نزيل مصر، وقيل: هُوَ إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم بْن الضَّيف.
لَهُ رحلة واسعة.
روى عَنْ: عَبْد الرّزّاق، والنَّضْر بْن شُمَيْل، وحجاج الأعور.
وعنه: أبو حاتم وقال: صدوق؛ وعمر البُجَيْريّ، وأحمد بن وكيل أبي صخرة، ومحد بن نيروز الأنماطي، وآخرون.
وكان يجالس بشرا الحافي.
قال أبو زرعة: صدوق.
102- إسحاق بن عباد بن موسى الختلي3.
أبو يعقوب البغدادي.
حدث عَنْ: أَبِيهِ، وعبد اللَّه بْن بَكْر السَّهْميّ، وهوذة بن خليفة.
وعنه: إبراهيم بن دحيم، وأحمد بن جوصا، وأبو الدحداح أحمد بن محمد.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 225".
2 انظر: الجرح والتعديل "2/ 210"، والتهذيب "1/ 238".
3 تاريخ بغداد "6/ 374".(19/56)
توفي سنة إحدى وخمسين.
103- إسحاق بن الفيض بن سليمان:
أبو يعقوب الثقفي الأصبهاني1.
وقال أبو نعيم: هو مولى عتاب بن أسيد بن أبي العيص.
قلتُ: وقع لنا جزء مِن حديثه عَنْ: الوليد بْن مُسلْمِ، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعبد الرَّحْمَن بْن مَغْراء، وغيرهم.
وقيل: إنّه سَمِعَ مِنَ ابن مَغْراء ثلَاثين ألف حديث.
روى عَنْهُ: محمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، ومحمد بْن عُمَر الجورجيريّ، وإسحاق بن إبراهيم بن جميل، ومحمد بن جعفر الأشعري، وأخرون.
وثقه بعضهم.
104- إِسْحَاق بْن منصور بن بهرام -ع. سوى د- الحافظ بن يعقوب المروزي، الكوسج2، الفقيه، نزيل نَيْسابور:
سَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويحيى بْن سعَيِد القطّان، وعبد اللَّه بْن نُمَيْر، ووَكيعًا، وعبد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وأبا أسامة، وعبد الرزاق، والفِرْيابيّ، وخلْقًا.
وعنه: الجماعة سوى د.، وأبو زرعة، وأبو العباس السراج، وابن خُزَيْمَة، ومؤمل بن الحسن الماسرجسي، وأحمد بن حمدون الأعمشي، ومحمد بن أحمد بن زهير، وخلق كثير.
وقال أبو الحسين مسلم: ثقة مأمون.
وقال النسائي: ثقة ثبت.
وقال الخطيب: هو الذي دون عَنْ أَحْمَد، وإسحاق بْن راهَوَيْه المسائل في الفقه.
قال أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه: سَمِعْتُ مشايخنا يذكرون أنّ إِسْحَاق بْن منصور بلغه أنّ أَحْمَد بْن حنبل رجع عَنْ بعض تلك المسائل، فحملها في جراب على
__________
1 طبقات المحدثين "2/ 262"، لأبي الشيخ، صاحب كتاب "العظمة" بتحقيقي.
2 الجرح والتعديل "2/ 234"، والتهذيب "1/ 249، 250".(19/57)
ظهره، وخرج راجلَا إلى بغداد، وعرض خطوط أَحْمَد عَلَيْهِ فِي كلّ مسألة استفتاه عَنْها، فأقَرَّ لَهُ بها ثانيًا وَأُعْجِبَ بِهِ1.
قلت: وروى ت. عَنْ رَجُل، عَنْهُ.
وتوفي فِي تاسع عشر جُمَادَى الأولى سنة إحدى وخمسين.
105- إِسْحَاق بْن وهْب بْن زياد الواسطيّ العلَاف -خ. ق. - أبو يعقوب2:
سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، وعمر بْن يونس، وأبا دَاوُد الطَّيَالِسيّ.
وعنه: خ. ق. وابن أَبِي داود، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ووالده أبو حاتم وقال: هُوَ صدوق.
تُوُفّي سنة تسعٍ وخمسين.
106- إِسْحَاق بْن وَهْبُ بْن عَبْد اللَّه.
أَبُو يعقوب الطُّهُرْمُسيّ المصريّ الْجِيزيّ3.
روى عَنْ عَبْد اللَّه بْن وَهْبُ أحاديث كَانَ ابن وَهْبُ أتقى لله من أنْ يحدَّثَ بها. ولم يكن من أهلِ الحديث.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر سنة تسعٍ وخمسين أيضًا.
وَلَهُ: عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَفَعَهُ: "لَرَدُّ دَانِقٍ مِنْ حَرَامٍ يَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ سَبْعِينَ أَلْفِ حَجَّةٍ". وَهَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ بِيَقِينٍ. رَوَاهُ ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ: ثنا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْجَوْهَرِيُّ، وَعِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ فَضَالَةَ، وَغَيْرُهُمَا قَالُوا: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ وَهْبٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، فَذَكَرَهُ.
107 - أسد بْن سعَيِد بْن كثير بْن عُفَيْر4:
أَبُو الحارث المصريّ.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 364".
2 الجرح والتعديل "2/ 236"، التهذيب "1/ 253، 254".
3 الميزان "1/ 203".
4 من علماء مصر، انظر ترجمته في "حسن المحاضرة" للسيوطي.(19/58)
سَمِعَ: أَبَاهُ، وعبد اللَّه بْن وَهْبُ، والشّافعيّ.
وعنه: جَبَلَة بْن محمد، وعَلِيّ بْن الْحَسَن بْن قُدَيْد، والمصريُّون.
تُوُفّي فِي صفر سنة ستين. قاله ابن يونس.
108- أسد بْن عمار بْن أسد أَبُو الخير التّميميّ الأعرج1:
عَنْ: حسين الْجُعْفيّ، ويزيد، ورَوْح، وطائفة.
وعنه: ابن أَبِي الدُّنيا، ومُطَيَّن، وأبو حامد الحضْرميّ.
محلُّه الصِّدْق.
109- إِسْمَاعِيل بْن إبْرَاهِيم الحمدونيّ2.
شاعر محسن كَانَ فِي هذا الزمان، قبله بيسير أو بعده.
وله فِي طَيْلسان أهداه لَهُ أحمد بْن حَرْب أربعين مقطوعًا، ولا يخلو واحد منها من معنى نادرٍ ومَثلٍ سائر.
فمنها قوله:
يا ابن حَرْب كَسَوْتني طيلسانًا ... مَلَّ من صُحْبَة الزمان وصدًا
طال تَرْدَادُهُ إلى الرَّفْوِ حتي ... لو بعثناه وَحْدَهُ لَتَهَدَّا
وله في شاه سعيد بن أحمد بن حوسيندار:
أَبَا سعَيِد لنا فِي شاتِك الْعِبَرُ ... جاءت وما إنْ لها بَوْلٌ ولا بَعَرُ
وكيف تبعر شاةٌ عندكم مَكَثَتْ ... طعامها الْأبْيَضان الشَّمسُ والقمرُ
لو أنّها أبصرت فِي نومها عَلَفًا ... غَنَّت لَهُ ودموع العين تنحدرُ
يا مانعي لذّة الدُّنيا وزَهْرتها ... إنيّ لَيُقْنعني مِن وجهك النَّظَرُ
110- إِسْمَاعِيل بْن بِشْر بْن منصور السُّلَيميّ البصْريّ3 -د. ق. - عن: أبيه،
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 19".
2 الأغاني "13/ 237".
3 انظر: التهذيب "1/ 284، 285".(19/59)
وعُمَر بْن عَلِيّ بْن مقدَّم، وعبد الأعلى بْن عَبْد الأعلى، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ.
وعنه: د. ق.، وأحمد بْن حمدون الأعمشيّ، وابن وهب الدينوري، وأبو بكر بن خزيمة، وآخرون.
توفي سنة خمس وخمسين ومائتين، وكان ثقة.
111- إسماعيل بن حبان بن واقد - ق- أبو إسحاق الثقفي الواسطي القطان1:
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن عاصم الحِمّانيّ، وعُمَر بْن يونس اليَمَاميّ، وغيرهما.
وعنه: ق.، وأحمد بْن يحيى التُّسْتَرِيّ، وعمر بن محمد بن بجير في مسنده، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي.
حبان بحاء مكسورة ثم باء موحدة.
112- إسماعيل بن أبي الحارث أسد بن شاهين2 -د. ت-:
أبو إسحاق البغدادي.
عَنْ: أَبِي بدر شجاع بْن الوليد، وحَجّاج الأعور، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، وشَبَابة.
وعنه: د. ت.، وأحمد بْن محمد بْن الْحَسَن الذَّهبيّ، والحسين بن يحيى بن عياش، والمحاملي، وابن مخلد، وابن أبي حاتم، وآخرون.
وكان ثقة ورعا صالحا خيارا، رحمه الله.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال الدارقطني: ثقة صدوق، ورع، فاضل.
توفي في رابع عشر جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين.
113- إسماعيل بن عمرو بن سعيد السكوني3:
__________
1 التهذيب "1/ 288".
2 الجرح والتعديل "2/ 161"، والتهذيب "1/ 282، 283".
3 انظر: الجرح والتعديل "2/ 190".(19/60)
أبو عامر الحمصي المقرئ.
عن: علي بن عياش، والربيع بن روح، والوحاظي.
قال ابن أبي حاتم: سمعت منه، وهو صدوق.
114- إسماعيل بن المتوكل:
أبو هشام الحمصيّ1.
عَنْ: أَبِي المغيرة، والْحَسَن بْن الربيع البُورانيّ.
وعنه: النَّسائيّ فِي "الكُنَى"، وابن صاعد، ومحمد بْن مَتُّوَيْه، وابن جَوْصا.
115- إِسْمَاعِيل بْن يوسف2.
أَبُو عَلِيّ الدَّيْلَميّ العابد الحافظ.
جالس أَحْمَد بْن حنبل.
وحدث عَنْ: مجاهد بْن مُوسَى.
116- إِسْمَاعِيل بْن يزيد الأصبهاني القطّان3:
وَيُكْنَى أَبَا أَحْمَد.
مُحَدَّث رحَّال، عَالِيّ الإسناد. صنَّف كتاب "اللّباس"، وغير ذَلِكَ.
وسمع من: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ووَكِيع، وأبي ضَمْرَةَ، والوليد بْن مُسلْمِ، ومَعْن، وطبقتهم.
وبقي إلى نيَّفٍ وخمسين.
روى عَنْهُ: أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن أَبِي هُرَيْرَةَ، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد مَنْدَوَيْه، وعبد الله بْن محمد البنّاء، ومحمد بْن القاسم بْن كوفيّ، وأَحْمَد بْن الْحُسَيْن الْأَنْصَارِيّ.
وحدَّث عَنْه مِنَ الكبار محمد بْن حُمَيْد الرّازيّ، وهو أقدم منه.
__________
1 التهذيب "1/ 327".
2 من الحنابلة، وعباد الديلم.
3 طبقات المحدثين "2/ 259، 260".(19/61)
قَالَ أَبُو نُعَيْم: صنَّف "المُسْنَد"، "والتَّفْسير"، وكان يُذْكَر بالزُّهْد والعبادة؛ حسن الحديث. اختلط عَلَيْهِ بعض حديثه فِي آخر أيّامه.
مات سنة ستين أو قبلها بقليل.
117- أشناس التُّرْكيّ1:
كَانَ أحد الشّجعان المذكورين. وجَّههُ المأمون غازيًا إلى حصن سندس فأتاه بصاحبه. وكان مقدَّم جيش المعتصم حين فتح عَمُّورية. ثمّ ولي إمرة الجزيرة والشّام ومصر للواثق. ونظروا فِي أُعْطيات المعتصم لأشناس فبلغت أربعين ألف ألف درهم. وكان يتعانى المُسْكِر. ولمّا مات فِي سنة اثنتين وخمسين ومائتين خلَّف مائة ألف دينار، فأخذها المعتز بالله.
118- أيوب بن حسان -ق- "أبو سليمان" الدّقّاق2:
عَنْ: أبن عُيَيْنَة، وأبي معاوية، والوليد بْن مُسلْمِ، ويحيى بْن سُلَيم الطّائفيّ.
وعنه: ق.، وأسلم بْن سُهَيل، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وعلي بن عبد الله بن مبشر، وأحمد بن عبد الله وكيل "صاحب أَبِي صخرة".
وثقَّه ابن حِبّان.
119- أيّوب بْن الْحَسَن النَّيسابوري3:
تفقّه عَلَى ". . . "4 الْحَسَن.
وسمع من: النَّضْر بْن شُمَيْل، وَيَعْلَى بْن عُبّيْد، وعَبْد العزيز بْن أَبِي رزْمة، ونصر بْن باب، وحفص بْن عَبْد الرَّحْمَن، وأبي مطيع البلْخيّ، وطائفة.
وعنه: محمد بْن زياد الفقيه، وإبراهيم بْن محمد بْن سُفْيَان.
تُوُفّي فِي ذي القِعْدة سنة إحدى وخمسين ومائتين.
وكان كبير الشأن ببلده.
__________
1 انظر: وفيات الأعيان "2/ 415"، "3/ 89".
2 الجرح والتعديل "2/ 244"، والتهذيب "1/ 400".
3 ينظر: "تاريخ نيسابور" للحاكم.
4 بياض في الأصل.(19/62)
120- أيّوب بْن الوليد البغداديّ الضّرير1:
عَنْ: أَبِي معاوية، وإسحاق الأزرق.
وعنه: ابن صاعد، والمَحَامِليّ، وجماعة.
تُوُفّي فِي المحرَّم سنة ستّين ومائتين.
121- أيّوب الحمّال2:
أَبُو سُلَيْمَان.
من كبار الزُهّاد فِي عصره ببغداد.
كَانَ صاحب أحوال وكرامات.
قَالَ الخطيب: حكى عَنْهُ: أَبُو الْعَبَّاس بْن مسروق، وسهل بْن عَبْد اللَّه، وغيرهما.
سَمِعْتُ أبا نعيم يَقُولُ: هُوَ مِن العبّاد المجتهدين، لَهُ كرامات عجيبة.
قَالَ السُّلَميّ: هُوَ من أقران سَريّ السَّقَطيّ.
عَنْ محمد بْن خَالِد الآجُرِّيّ: قلت لأيّوب الحمّال: تخطر فِي نفسي مسألة فأوّد أن أراك.
قَالَ: إذا أردتني فحرِّك شفتيك.
قَالَ: فكنتُ إذا أردته حرّكت شفتي، فأراه يدخل عَلَى كتفه كارته فأسأله.
"حرف الباء":
122- بُخْتيشوع بْن جبريل3:
النَّصْرانيّ الطّبيب صاحب التّصانيف. خَدَم المأمون ومن بعده الخلفاء، ونكبه المتوكّلُ مرة، ونفاه، ثم رده إلى المُطْبَق وقُيِّد وغُلَّ بمائة رطل بالبغداديّ. وله كتاب "التذكرة" في الطب.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 10".
2 الحلية "10/ 313، 314".
3 الفهرست "1/ 296" لابن النديم.(19/63)
وقيل: إنه طَبَّ الرَّشيدّ وليس بشيء، إنّما طبَّه جدِّه بختيشوع بْن جورجس الَّذِي أقدمه الهادي من جُنْدَيْسابور.
هَلَكَ بختيشوع هذا سنة ستٍّ وخمسين.
123- بِشْر بْن آدم بْن يزيد -4- أَبُو عَبْد الرَّحْمَن البصْريّ1:
عَنْ: جدِّه لأُمّه ازهر السَّمّان، وعبد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وزيد بْن الحُبَاب، وخلْق.
وعنه: 4، ويحيى بْن صاعد، وآخرون.
تُوُفّي سنة أربعٍ وخمسين ومائتين.
وهو بِشْر بْن آدم الصَّغير؛ وأما الكبير فقديم تفرَّد بِلُقيّه الْبُخَارِيّ.
124- بِشْر بْن خَالِد العسكري الفَرَائضيّ2 -خ. م. د. ن- نزيل البصْرة:
عَنْ: غُنْدَر، وأبي أسامة، وشَبَابة.
وعنه: خ. م. د. ن.، وابن خُزَيْمَة، وأبو بكر بن أبي داود.
وكان ثقة مأمونا.
توفي سنة ثلاث وخمسين.
قال ابن أبي حاتم: حافظ لحديث الثوري.
125- بشر بن عبد الوهاب3:
أبو الحسن الدمشقي مولى بني أمية. ويقال له بشير.
شيخ زاهد جليل.
روى عَنْ: الوليد بْن مُسلْمِ، ووَكِيع، ومروان بْن معاوية، وضَمْرَة، ومحمد بن شعيب، ومحمد بن بشر العبدي.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 351"، والتهذيب "1/ 442".
2 انظر: الجرح والتعديل "2/ 356"، والتهذيب "1/ 448".
3 انظر: تهذيب تاريخ دمشق "2/ 247"، لابن بدران.(19/64)
وعنه: أبنه أحمد، ومحمد بن الفيض الغساني، وأبو بشر الدولابي، وابن جوصا، وطائفة.
توفي في رجب سنة أربع وخمسين.
لم يضعفه أحد، فهو حسن الحديث. وهو الذي تفرد عَنْ وَكِيع بمسلسل العيدَيْن. رَوَاهُ عَنْهُ أَحْمَد بْن محمد ابْن أخت سُلَيْمَان بْن حَرْب، وأحمد بْن عُبّيْد اللَّه الفراسيّ، وقيل: بل هذا الفراسي هُوَ ابن أخت سُلَيْمَان، وكنيته أَبُو عُبّيْد اللَّه. وهذا الصحيح من اسمه أنّه أَحْمَد بْن محمد بْن فرِاس بْن الهَيْثَم، وتفرَّد بالحديث.
126- بِشْر بْن مطر بْن ثابت1:
أَبُو أَحْمَد الواسطيّ نزيل سامرّاء.
سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، وإسحاق الأزرق.
وعنه: ابن صاعد، ومحمد بْن مَخْلَد، وأبو الْعَبَّاس الأثرم، ومحمد بن جعفر المَطِيريّ، وغيرهم.
قَالَ ابن قانع: تُوُفّي سنة تسعٍ وخمسين.
وقال الدّارَقُطْنيّ: ثقة.
وقال أَبُو حاتم: صدوق.
وقيل: مات سنة اثنتين وستين.
127- بُغَا التُّرْكيّ الصّغير2:
المعروف بالشَّرابيّ الأمير.
من كبار قُوّاد المتوكّلُ، وهو أحد من دخل عَلَى المتوكّلُ وفتك بِهِ.
ذكر المسعوديّ أنّ بُغَا هذا دعا باغَر التُّرْكيّ، وكان أَهْوَجَ مِقْدامًا، فقال: تعلم محبَّتي لك وإحساني إليك، وأريد منك أن تقتل ابني فارس فقد آذاني. قال: نعم، فلا تجد علي.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 368"، وتاريخ بغداد "7/ 84، 85".
2 انظر: التذكرة الحمدونية "1/ 439، 440" لابن حمدون.(19/65)
وجعل بينهما إشارة فلم يفعلها بُغَا. ثمّ تركه أيّامًا وطلب منه أنْ يقتل أخاه وَصِيفًا، فرآه مبادرا.
ثم انتدبه لقتل المنتصر ولي العهد فقال: كيف أقتله وأبوه باق؟ لكني أبدأ بالمتوكل. فتمت الحيلة وكملت المكيدة.
وقد غلب على المستعين هو ووصيف الأمير حتى قيل:
خليفة في قفص ... بين وصيف وبغا
يقول ما قالَا لَهُ ... كما تَقُولُ الببغا
خرج بُغَا عَلي المعتزّ ونهبَ مِنَ الخزائن مائتي ألف دينار، وسار إلى السّن عازمًا عَلَى الشّرّ، فاختلف عَلَيْهِ أصحابه، فكتب يطلب أمانًا، وفارقه عسكره فانْحَدر فِي زَوْرق فأخذته المغاربة، فأخذه الوليد المغربيّ وأتي برأسه، فَنُصِبَ ببغداد، وَأُعْطِيَ قاتلُهُ عشرة آلاف دينار وكان مقتله1 سنة أربعٍ وخمسين، وكفي اللَّه شرّه.
128- بكّار بْن عَبْد اللَّه بْن بُسْر2.
أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الْقُرَشِيّ البُسْريّ الدّمشقيّ.
عَنْ: عَبْد الملك بْن عَبْد العزيز بْن الماجِشُون، وأسد بن موسى، وجماعة.
وعنه: أبوا زُرْعَة، وبَقيّ بْن مَخْلَد، وابن جَوْصا، وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
129-بَكْر بْن عَبْد الوهاب المدني3 - ق-:
عن: خاله الواقدي، ومحمد بْن فُلَيْح، وعبد اللَّه بْن نافع الصّائغ، وغيرهم.
وعنه: ق.، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وابن صاعد، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
__________
1 زيادة من تاريخ الطبري "9/ 380".
2 انظر: الجرح والتعديل "2/ 410".
3 الجرح والتعديل "2/ 389"، والتهذيب "1/ 485".(19/66)
"حرف الجيم":
130- جابر بْن كُرْديّ بْن جَابرِ:
أَبُو الْعَبَّاس الواسطيّ البزّاز1.
عَنْ: يزيد بْن هارون، وَوَهْبُ بْن جرير، وشَبَابة، وجماعة.
وعنه: النَّسائيّ فيما قِيلَ، وأبو زُرْعَة الرّازيّ، وعلي بْن الْعَبَّاس المَقَانِعيّ، ومحمد بْن جرير، وابن صاعد، وعلي بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر.
وثقه ابن حِبّان.
131- جعْفَر بْن أَحْمَد بْن عوَسْجَة السّامرّيّ2:
عَنْ: رَوْح بْن عُبَادة، وكثير بْن هشام.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: كتبت عَنْهُ بسامرّاء مَعَ أَبي، وقال أَبِي: صدوق.
132- جعْفَر بْن عَبْد الواحد بْن جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاس3:
العباسي الهاشمي قاضي القضاة.
عن: روح بن عبادة، ومحمد بن البرساني، وأبي عاصم، وغيرهم.
وعنه: يعقوب الفسوي، والباغندي، وأبو عوانة الإسفراييني، وأحمد بن هارون البردنجي، وعلي بن سراج المصري.
قال ابن عدي: متهم بوضع الحديث.
وقال الدارقطني: متروك.
وقال الخطيب: عزله المستعين عن القضاء، ونَفَاهُ إلى البصرة لأمرٍ بلغه عَنْهُ.
وتوفي سنة ثمان وخمسين.
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 238".
2 الجرح والتعديل "2/ 474".
3 انظر: الجرح والتعديل "2/ 483"، والميزان "1/ 412، 413".(19/67)
قَالَ أَبُو حاتم: وَصَلَ جعْفَر بْن عَبْد الواحد حديثًا للقَعْنَبيّ فزاد فِيهِ: عَنْ أنس. فَدَعا عَلَيْهِ القَعْنبي فافْتُضِح.
وقال أَبُو زُرْعَة: أخاف أن تكون دعوة الشَّيْخ الصّالح أدركته.
قَالَ سعَيِد البَرْذَعيّ: قلتُ: أيّ شيخ؟ قَالَ: القَعْنَبيّ.
وقال نفْطَوَيْه: كَانَ من حُفاظ الحديث، وله بلَاغة ولسان.
وقال غيره: كَانَ بخيلَا.
133- جعْفَر بْن محمد بْن جعْفَر المدائنيّ1:
عَنْ: هُشَيْم، وعَبّاد بْن العوام.
وعنه: تَمْتَام، والعلَاء بْن أيّوب المَوْصِليّ.
وسكن المَوْصِل، فروى عَنْهُ أهلها.
وقد روى" المغازي" عَنْ زياد البّكائيّ. وتأخَّر إلى بعد الخمسين.
قَالَ الخطيب: بلغني أنّه مات سنة تسعٍ وخمسين ومائتين.
134- جعْفَر بْن محمد بْن رَبال البغداديّ2:
عَنْ: سعَيِد بْن عامر الضُّبَعيّ، وأبي عاصم.
وعنه: أَبُو عُبّيْد القاسم، وأبو عبد الله الْحُسَيْن ابنا المَحَامِليّ.
135- جعفر بن محمد بن عامر السامري البزاز3:
عن: أبي نعيم، وعفان، وأبي غسان الهندي.
قال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أَبِي، وهو صدوق.
136- جعْفَر بْن محمد بْن فضيل الرسعني4 -ت- أبو الفضل الحافظ:
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 474".
2 تاريخ بغداد "7/ 238، 239"، التهذيب "2/ 44".
3 انظر: الجرح والتعديل "2/ 487".
4 الميزان "1/ 415"، التهذيب "2/ 105".(19/68)
روى عَنْ: محمد بْن حُمَيْد، وأبي المغيرة، وعلي بن عياش الحمصيين، وعبد الملك بْن الماجُشون، وسعيد بْن أَبِي مريم، وعبد الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، ومؤمل بن إسماعيل، وجماعة.
وعنه: ت، وأبو يَعْلَى، والباغَنْديّ، ومحمد بْن الرّمّاح الباهليّ، ويعقوب البزاز، ويوسف بن يعقوب التنوخي الأزرق، وخلق.
قال النسائي: ليس بالقوي.
ووثقه غيره.
137- جعفر بن مسافر -د. ق. ن- أبو صالح الهذلي التنيسي1.
سَمِعَ: ابن أَبِي فُدَيْك، وعلي بْن عاصم، وبِشْر بْن بَكْر التِّنِّيسيّ.
وعنه: د. ق. ن. ووثقّه، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وعلي بْن أَحْمَد بْن علَان، وآخرون.
تُوُفّي سنة أربع وخمسين ومائتين.
138- جعفر بن منبر المدائنيّ القطّان2.
نزيل الرِّيّ.
عَنْ يزيد بْن هارون، وأبي بدر، وعبد الوهّاب بْن عطاء، وطبقتهم.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: سمعتُ منه بالرّيّ، وهو صدوق.
139- جعْفَر بْن النَّضْر الواسطيّ الضّرير3:
عَنْ: إِسْحَاق الأزرق، وعلي بْن عاصم، وجماعة.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: سَمِعْتُ منه مَعَ أَبِي، وهو صدوق.
140- جميل بْن الْحَسَن -ق- أبو الحسن الأزدي الجهضمي البصري4، نزيل الأهواز:
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 491"، والتهذيب "2/ 106-108".
2 الجرح والتعديل "2/ 491".
3 الجرح والتعديل "2/ 492".
4 انظر: الجرح والتعديل "2/ 520"، التهذيب "2/ 113، 114".(19/69)
عَنْ: ابن عُيَيْنَة، وعبد الوهّاب الثَّقفيّ، وأبي هَمّام محمد بْن الزَّبْرِقان.
وعنه: ق.، وأبو عَرُوبة، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وابن خُزَيْمَة، وآخرون.
قَالَ ابن أبي حاتم: أدركناه ولم نكتب عَنْهُ.
وقال عَبْدان: كَانَ فاسقًا كذابًا.
قلت: أما حديثه فقال ابن عدي: لَا أعلم لَهُ حديثًا مُنْكَرًا، وهو صالح فِي باب الرواية، وعنده كُتُب سعَيِد بْن أَبِي عَرُوبة.
"حرف الحاء":
141- حاتم بْن بَكْر الضّبّيّ الصَّيْرفيّ البصْريّ1 -ق- عَنْ: أَبِي عامر العَقَدِيّ، وعبد الصّمد بْن عَبْد الوارث، ومحمد بْن بَكْر البُرْسانيّ، وجماعة.
وعنه: ق.، وابن خُزَيْمَة، وأبو عروبة، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، وآخرون.
142- الحارث بن أسد بن معقل الهمداني المصري2:
أبو الأسد.
عن: بشر بن بكر التنيسي، وغيره.
آخر ما حدَّث عَنْهُ بمصر إبْرَاهِيم بْن ميمون الصّوّاف.
مات فِي ربيع الأوّل سنة ستٍّ وخمسين ومائتين.
143- حامد بْن دَاوُد الشّاشيّ3.
عَنْ: محمد بن عبد الله الْأَنْصَارِيّ، وأبي نُعَيْم.
ووثقه ابن حِبَان.
- حَبْتر. هو عبد الملك. يأتي.
__________
1 التهذيب "2/ 129".
2 التهذيب "2/ 134".
3 الثقات لابن حبان "8/ 218".(19/70)
144- حبيش بن مبشر -ق- أبو عبد الله الطوسي الثقفي الفقيه1.
نزيل بغداد. أخو جعفر بْن مبشر المتكلَّم.
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن بَكْر السَّهْميّ، وَوَهْبُ بْن جرير، ويونس بْن محمد.
وعنه: ق. وإسحاق بْن إبْرَاهِيم البُسْتيّ، والباغندي، وابن صاعد، ومحمد بن مخلد، وآخرون.
قال الخطيب: كان فاضلا، يعد من فضلاء البغداديين.
ووثقه الدارقطني.
أنا الْمُسْلِمُ2 بْنُ محمد وَغَيْرُهُ قَالُوا: أَنَا أَبُو الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ، أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الشَّيْباني، أنا أبو بكر الحافظ، أنا ابن المهدي، أنا محمد بْنُ مَخْلَدٍ، ثَنَا حُبَيْشُ بْنُ مُبَشِّرٍ، أَنَا مُبَشِّرُ بْنُ محمد، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَعْتَقَ صَفِيَّةَ وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا وَتَزَوَّجَهَا"3.
تُوُفّي حُبَيْش فِي تاسع رمضان سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين.
145- حَجّاج بْن حمزة العِجْليّ الرّازيّ4:
أَبُو يوسف.
سمع: ابن نمير، وأبا أسامة، وابن أبي فُدَيْك.
وعنه: أَبُو زُرْعَة، وأبو حاتم، وابنه.
وَسُئِلَ عَنْهُ أَبُو زُرْعَة فقال: شيخٌ مُسلْمِ صدوق.
146- حجاج بن يوسف بن حجاج5 -م. د- أبو محمد بن الشاعر أبي
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "8/ 272".
2 سقط تم إثباته من تهذيب الكمال "5/ 416".
3 حديث صحيح: أخرجه عبد الرزاق "13107"، "13140"، في مصنفه، والبخاري "5586"، "5169"، ومسلم "1365"، وأحمد "6/ 99، 165، 170، 239"، والترمذي "1123"، كلهم من حديث أنس، وأخرجه الطبراني "24/ 73"، في الكبير من حديث صفية رضي الله عنها.
4 الجرح والتعديل "3/ 158".
5 الجرح والتعديل "3/ 168"، والسير "12/ 301".(19/71)
يعقوب الثقفي البغدادي. وكان أَبُوه يُلَقَّب لِقْوَة، نشأ بالكوفة وقال الشِّعْر وصحِب أَبَا نُوَاس، فنشأ ابنه حَجّاج ببغداد وطلب العلم.
وحمل عَنْ: أَبِي النَّضْر، ويعقوب بْن إبْرَاهِيم بْن سعد، وأبي أَحْمَد الزبيري، وأبي داود الطيالسي، وأبي عامر العقدي، وحجاج الأعور، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وخلق.
وعنه: م. د. فأكثر عَنْهُ مُسلْمِ، وبَقِيّ بْن مَخْلَد، وأبو يَعْلَى، وموسى بْن هارون، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وأبو عبد الله المَحَامِليّ، وآخرون.
وقال ابن أبي حاتم: ثقة حافظ.
وقال أَبُو دَاوُد: هُوَ خير من مائة مثل الرمادي.
وقال صلح جَزَرَة: سمعته يَقُولُ: جَمَعت لي أميّ مائة رغيف، فجعلتها فِي جراب وانحدرتُ إلى شَبَابة بالمدائن، فأقمت ببابه مائة يوم. كلّ يوم أجيّء برغيف أُغمَّسُه في دجلة وآكله، فلما نفذ خرجت.
وقال ابن قانع: مات فِي رجب سنة تسع وخمسين.
147- حَجّاج بْن يوسف بْن قتيبة1:
أَبُو محمد الهَمَدانيّ الأزرق المؤدَّب.
حدَّث بأصبهان عَنْ: النُّعْمان بْن عَبْد السّلَام، وأبي الحسن علي بن حمزة الكسائي، وبشر بن الحسين.
وتفرد في الدنيا عنهم، وقيل: أَنَّهُ عاش مائة وعشرين سَنَة.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن يحيى بن منده، وأحمد بن محمد بن صبيح، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري، ومحمد بن عمر الجورجيري، وغيرهم.
يقع حديثه عاليا في" الثقفيات".
توفي سنة ستين. أرخ موته وعمره أبو نعيم وقال: كَانَ فِي مكتبه أكثر من مائة صبي.
__________
1 ذكر أخبار إصبهان "1/ 301".(19/72)
148- الْحَسَن بْن إبْرَاهِيم البياضي1:
المجاور بمكة.
عَنْ: هاشم بْن القاسم، والأسود بْن عامر، وجماعة.
سَمِعْتُ منه وهو صدوق، قاله ابن أَبِي حاتم.
149- الْحَسَن بْن دَاوُد بْن مِهْران2. أَبُو بَكْر الْأَزْدِيّ البغداديّ المؤدّب.
سَمِعَ: أَبَا بدر شجاع بن الوليد، وشبابة، وغيرهما.
وعنه: محمد بن مخلدن وأبو الْعَبَّاس الأثرم.
وكان صدوقًا.
تُوُفّي قبل السّتّين ومائتين.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: صدوق، كتبتُ عَنْهُ.
150- الْحَسَن بْن سُميط3، بمهمَلَة مضمومة:
أَبُو عَلِيّ الْبُخَارِيّ الحافظ.
أحد الرّحّالة.
عَنْ: النَّضْر بْن شُمَيْل، وعلي بْن شقيق، وسَلْم بْن إبْرَاهِيم، وقُبَيْصة، وآدم، وخلْق.
وعنه: سهل بْن شاذُوَيْه، وسيف بْن حفص البخاريّان.
151- الْحَسَن بْن طازاد المَوْصِليّ4:
كان نصرانيًّا فرأى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النّوم فأسلم، وحفظ القرآن والعلم. وأفتى بالموصل.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 2"، تاريخ بغداد "7/ 281".
2 الجرح والتعديل "3/ 12، 13".
3 المشتبه في أسماء الرجال "2/ 401" للذهبي.
4 أحد عباد وزهاد الموصل.(19/73)
أسَلمَ سنة ثمان عشرة ومائتين.
وروى عَنْ: غسان ابن الربيع، وأَحْمَد بْن يونس، ومسدّد، وأبي جعْفَر النُّفَيْليّ.
ورحل وحصَّل وتزهّد، وخرج من كلّ شيء بقي لَهُ، وبقي يأكُل مِنَ النَسْخ. وكان يقوم نصف اللّيل وينام نصفه. ثمّ فِي الآخر صار يحيى اللّيل كلّه وينام بالنّهار.
وكان زاهدًا عابدًا كبير القدْر.
تُوُفّي بعد الخمسين ومائتين.
روى عَنْهُ ابنه محمد.
152- الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن منصور1:
أَبُو علي الأنطاكي البالسي.
عن: الهيثم بن جميل، ومحمد بن كثير الصَّنْعانيّ.
وعنه: ابن خُزَيْمَة، ومكحول البيروتيّ، وأبو الْجَهْمُ المَشْغرانيّ، وآخرون.
153- الْحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن:
أبو علي المستملي2.
عَنْ: مكّيّ بْن إبْرَاهِيم، ويحيى بْن يحيى.
واستملى عَلَى إِسْحَاق بْن راهَوَيْه.
روى عَنْهُ: زَنْجَويْه، وغيره.
وتوفي سنة خمسٍ وخمسين3، فِي خامس شعبان نَيْسابور.
154- الْحَسَن بْن عَبْد العزيز بن ضابيء بن مالك -خ- أبو علي الجذامي الجروي المصري4.
نزيل بغداد.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 192" لابن بدران.
2 لم نقف عليه.
3 كذا بالأصل، ولعل المراد بالرقم المائتين.
4 الجرح والتعديل "3/ 24"، والسير "10/ 235".(19/74)
ولجدّهم عديّ بْن حمْرس صُحْبة. فمالك هُوَ ابن عامر بْن عديّ بْن حِمْرَس بْن ثغر بن نصر بن عدي بن القطع بْن جُرَيّ بْن عوف بْن أسود بْن تزّود بْن جشم بْن جذام.
قَالَ الخطيب أبو بَكْر: هكذا ساقَ نسبَه محمد ولده. وقال الخطيب: قَالَ غيره: جذام اسمه عَمْرو بْن عديّ بْن الحارث بْن مُرَّة بْن أُدَد بْن زيد بْن يشجب بْن عَريب بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلانَ بْنِ سَبَأِ بْنِ يشجب بْن يَعْرب بْن قَحْطان.
قلت: سَمِعَ: أيّوب بْن سُوَيْد الرَّمْليّ، وبشر بْن بَكْر التِّنِّيسيّ، وعبد اللَّه بْن يحيى البُرُلُّسيّ، ويحيى بْن حسّان التِّنِّيسيّ، وعَمْرو بْن أَبِي سَلَمَةَ التِّنِّيسيّ، وأبا مُسْهِر، وغيرهم.
وأجازَ لَهُ ضَمْرَةُ بْن ربيعة.
وعنه: خ. وإبراهيم الحربيّ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو العباس السراج، وابن صاعد، والقاضي المحاملي، وابن أبي حاتم، وحفيده جعفر بن محمد بن الحسن الجروي، وجماعة.
قال أبو حاتم: ثقة.
وقال الدّارَقُطْنيّ: فوق الثّقة، لم يُرَ مثله فضلَا وزُهدًا.
وقال الخطيب: كَانَ من أهل الدَّين والفضل، مذكورا بالورع والثّقة، موصوفًا بالعبادة.
وقال جعْفَر بْن محمد: سَمِعْتُ جدّي الْحَسَن بْن عَبْد العزيز يَقُولُ: من لم يردعْه القرآن والموتُ، ثمّ تَنَاطَحَت الجبال بين يديه لم يرتدع1.
وقال أَبُو سعَيِد بْن يونس: حُمِل الْحَسَن من مصر إلى العراق بعد قَتْلِ أخيه عَلِيّ، فلم ينزل فِي العراق إلى أن تُوُفّي بها سنة سبْعٍ وخمسين ومائتين. وكانت لَهُ عُبَادة وفضل، وكان من أهل الثقة والورع قَالَ صالح بْن أَحْمَد، وغيره: حُمِل إلى الْحَسَن الْجَرَوِيّ ميراثه من مصر مائة ألف دينار، فحمل إلى أَحْمَد بْن حنبل ثلَاثة آلاف دينار منها، فقال: يا أَبَا عَبْد اللَّه هذه مِن ميراث حلَال. فلم يقبلها2
__________
1، 2 السير "10/ 236".(19/75)
وقال بعض العلماء: الْجَرَوِيّة قرية بتنيس.
قلت: يجوز أن تكون القرية نسبت إلى آبائه، ويجوز أنْ يكون هُوَ نُسِبَ إليها أيضًا. وقد ذكرنا فِي نسبة جُرَيّ بْن عوف.
155- الحسن بن عرفة بن يزيد -ت. ق- أبو علي العبدي، مولَاهُمُ البغداديّ1 المؤدب، مسنَد وقته.
وُلِد سنة خمسين ومائة.
وسمع: إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش، وخَلَف بْن خليفة، وعبد اللَّه بن المبارك، والمبارك بن سعيد الثوري، وعمار بن محمد الثَّوْريّ، ومرحوم بْن عَبْد العزيز العطّار، وولده عيسى، ومروان بْن شجاع الْجَزَرِيّ، وهُشَيْم بْن بشير، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، وأبا بَكْر بْن عَيَّاش، وجرير بْن عَبْد الحميد، وإِبْرَاهِيم بْن يحيى المدنيّ الفقيه، وزياد بْن عَبْد اللَّه البكّائيّ، وعباد بْن العوّام، وعباد بْن عباد، وعلي بْن ثابت الْجَزَرِيّ، وقران بْن تمّام الأَسَدِيّ، وأبا حفص الأبّار، وخلْقًا سواهم. وتفرد فِي الدُّنيا عَنْ جماعة منهم.
وعنه: ت. ق. والنَّسائيّ فِي غير "السُّنَن" بواسطه، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد الصّمد الهاشميّ، وإسماعيل بْن الْعَبَّاس الوزان، والْحَسَن بْن أَحْمَد بْن الربيع الأنْماطيّ، وزكريّا خياط السنة، والْحُسَيْن بْن يحيى بْن عَيَّاش، والقاضي المَحَامِليّ، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ومحمد بْن أَحْمَد الأثْرم، وعَلِيّ بْن الفضل السُّتُوريّ، ومحمد بْن مَخْلَد العطّار، وأُمَمٌ آخرهم وفاةً مِن الثقات الصّفّار. وبقي بعده من تُكلمِ فِيهِ مثل محمد بْن هميان الوكيل، تُوُفّي بعد الصّفّار بشهرين.
والسُّتُوريّ المذكور تُوُفّي بعده بسنتين.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قَالَ لي يحيى بْن مَعِين: كتَبتَ عَنْ ذَلِكَ الشَّيْخ المعلّم فِي "تِلْكَ" المربَّعة؟ قلت: نعم، أَهُوَ الْحَسَن بْن عرفة؟ قال: نعم، عن مبارك بْن سعيد، "وهو ثقة قَالَ عَبْد اللَّه: وكان يختلف إلى أَبِي"2.
وقال عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الدَّوْرَقيّ: جاءنا يحيى بْن مَعِين إلى منزلنا فقال لي:
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "3/ 31"، والسير "10/ 26-28".
2 السير "10/ 27، 28".(19/76)
ذهب إلى هذا الشَّيْخ المعلّم الْحَسَن بْن عَرَفَة، ينزل حوض هَيْلَانة، عنده عَنْ مبارك بْن سعَيِد، لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال محمد بْن المُسَيَّب: سَمِعْتُ الْحَسَن بْن عَرَفَة يَقُولُ: قد كُتُب عنّي خمسة قرون.
قلت: كتبّ عَنْهُ ابن مَعِين، وغيره؛ ثمّ كتَب عَنْهُ "محمد" إِسْحَاق الصَّغانيّ وطبقته، ثمّ كَتب عَنْهُ صالح جَزَرَة وطبقته؛ ثمّ كَتب عَنْهُ ابن صاعد وطبقته؛ ثم كتب عنه عبد الرحمن بن أبي حاتم، وطبقته فهذه الخمسة قرون التي عَنى.
أنبأني المسلَّمُ بْن علَان، وغيره، أَنَا الكنديّ، أَنَا القزّاز، أَنَا الخطيب أَبُو بكر: أجاز لي محمد بم مكّيّ المصريّ، وحدثني عَنْهُ نصر بْن إِبْرَاهِيم الفقيه: أنا أحمد بن عبد الله بن رُزَيْق، ثنا الْحَسَن بْن رشيق، ثنا أَحْمَد بْن محمد بْن حكيم الصَّدَفيّ: سَمِعْتُ الْحَسَن بْن عَرَفَة وَسُئِلَ كم تعدّ مِنَ السّنين؟ فقال: مائة سنة وعشر سِنين، لم يبلغ أحدٌ من أهل العلم هذا السّنّ غيري1.
وقال عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم: عاش السن بْن عَرَفَة مائة وعشر سنين، وكان له عشرة أولاد سماهم بأسامي الصحابة العشر.
وقال أبو الفتح الأزدي: حدثني مُوسَى بْن محمد الْأَزْدِيّ: سَمِعْتُ الْحَسَن بْن عَرَفَة يَقُولُ: حدثني وكيع بأحاديث، فلمّا أصبحت سَأَلْتُهُ عَنْها فقال: ألم أحدّثك بها أمس؟ قلتُ: بلى، ولكنّي شَككْت.
قَالَ: لَا تشك فإن الشك من الشيطان.
قال النَّسائيّ: لَا بأس بِهِ.
تُوُفّي الْحَسَن بْن عَرَفَة سنة سبْعٍ وخمسين بسامرّاء، قاله أَبُو القاسم البَغَوِيّ.
وقيل: مات فِي ذي الحجّة لأربعٍ بقين منه.
وقيل: فِي سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين.
156- الْحَسَن بْن عطاء بْن يزيد الإصبهاني شاذويه2:
__________
1 تقدم تخريجه.
2 ذكر أخبار إصبهان "1/ 256، 257".(19/77)
وقيِل: شاذان. شيعيّ معروف.
عَنْ: أَبِي دَاوُد الطَّيَالِسيّ، وبكر بْن بكّار، وعامر بْن إِبْرَاهِيم.
وعنه: محمد بن أحمد بن يزيد الزُّهْريّ، وأحمد بْن الْحُسَيْن الْأَنْصَارِيّ.
157- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن حَرْب بْن محمد:
أَبُو محمد الطّائيّ المَوْصِليّ1.
عَنْ: يَعْلَى بْن عُبَيْد، وعُبَيْد اللَّه بن مُوسَى، وجماعة.
روى عَنْهُ والده حديثًا واحدًا.
وُلِد سنة خمس وتسعين ومائة. وكان بارًّا بأبيه فَفْجِعّ بِهِ، وعاش ستين سنة. وولي مَرَاغَة، فكان يحدثهم أوَّل النّهار وينظر فِي أمورهم فِي وسطه، ويقضي بينهم فِي آخره.
تُوُفّي قبل الستين ومائتين.
158- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن عيسى:
أَبُو عَبْد الغنيّ البَلْقاويّ المُعَافَى2.
روى عَنْ: عَبْد الرّزّاق.
روى عَنْهُ: محمد بْن خريم، وسعيد بْن عَبْد العزيز الحلبيّ، وعمر بْن سعَيِد المَنْبِجيّ.
لَيْسَ ثقة.
رَوَى حَدِيثًا مَوْضُوعًا بِإِسْنَادِ الصَّحِيحَيْنِ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ غُفِرَ لِلْحَاجِّ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ منى غفر للحمالين"3.
__________
1 الكامل "7/ 267" لابن الأثير.
2 أحد الكذابين الوضاعين.
3 حديث موضوع: أخرجه ابن عبد البر "1/ 127" في التمهيد، وابن الجوزي "2/ 215"، في الموضوعات، وابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "4/ 233"، لابن بدران.
وانظر: الميزان "1896"، واللسان "2/ 981"، واللآلي المصنوعة "2/ 69".(19/78)
159- الْحَسَن بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الرِّضا بْن مُوسَى بْن جعْفَر الصّادق1:
أَبُو محمد الهاشميّ الْحُسَيْنيّ أحد أئمّة الشَيعة الذين تدَّعى الشِّيعة عِصْمَتهم. ويقال لَهُ: الْحَسَن العسكريّ لكونه سكن سامرّاء، فإنها يقال لها: العسكر.
وهو والد منتظَر الرّافضة.
تُوُفّي إلى رضوان اللَّه بسامرّاء فِي ثامن ربيع الأول سنة ستّين، وله تسعٌ وعشرون سنة.
ودُفِن إلى جانب والده. وأُمُّهُ أَمَةٌ.
وأمّا ابنه محمد بْن الْحَسَن الَّذِي يدعوه الرّافضة القائم الخَلَف الحُجّة، فولد سنة ثمانٍ وخمسين، وقيل: سنة ستٍّ وخمسين. عاشَ بعد أَبِيهِ سنتين ثمّ عُدِم، ولم يُعلَم كيف مات. وأمُّهُ أمّ وُلِد.
وهم يدَّعون بقاءه فِي السِّرْداب من أربعمائة وخمسين سنة، وأنّه صاحب الزّمان، وأنّه حيّ يعلم علم الأولين والآخرين، ويعترفون أن أحد لم يَرَه أبدًا، فنسأل اللَّه أنْ يثَبِّت علينا عقولنا وإيماننا.
160- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مِهْران المتوثيّ2:
نزيل الرِّيّ.
عَنِ: الْحَسَن بْن مُوسَى الأشْيَب، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وطائفة.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: سمعنا منه، وكان صدوقًا.
161- الحسن بن المبارك:
أبو القاسم الأنماطي بن اليتيم3.
بغداديّ مقرئ.
قرأ عَلَى: عَمْرو بْن الصباح.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "7/ 366"، ووفيات الأعيان "2/ 94، 95".
2 الجرح والتعديل "3/ 21".
3 تاريخ بغداد "7/ 430".(19/79)
قرأ عَلَيْهِ: أَحْمَد بْن سهل الأشْنانيّ، والْحَسَن بْن أَبِي الْجَهْم، ووُهيبْ المَرُّوذِيّ، وقاسم بْن داود البغداي، وغيرهم.
162- الْحَسَن بْن محمد بْن بكّار بْن بلَال العامليّ الدّمشقيّ1:
سَمِعَ: أَبَاهُ، ومحمد بْن شُعَيب، وأبا مُسْهِر.
وعنه: ابن جَوْصا، وابن ملَاس.
وله تاريخ فِي معرفه الرجال.
163- الْحَسَن بن محمد بن الصباح2 -ع. سوى م- أبو علي الزعفراني. كَانَ يسكن درب الزَّعْفَرانيّ ببغداد فَنُسِبَ إِلَيْهِ:
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبي معاوية، وابن عَلَيْهِ، وعُبّيْدة بْن حُمَيْد، وحجاج الأعور، وعبد الوهّاب الثَّقفيّ، ومحمد بْن أَبِي عَديّ، ويزيد بْن هارون، وخَلْق.
وروى عَنِ الشّافعيّ كتابه القديم.
وعنه: ع. سوى م.، وأبو القاسم البَغَوِيّ، وابن صاعد، وزكريا الساجي، ومحمد بن إسحاق، وابن خزيمة، وأبو عوانة، ومحمد بن مخلد، و" القاضي المحاملي و" ابن الأعرابي، وطائفة.
وقال ابن حبان: كان أحمد بن "حنبل" وأبو ثور يحضران عند الشافعي، وكان الحسن الزعفراني هو الذي يتولى القراءة.
وقال زكريا الساجي: سَمِعْتُ الزَّعْفَرانيّ يَقُولُ: قدِم علينا الشّافعيّ واجتمعنا إِلَيْهِ فقال: التمسوا مَن يقرأ لكم. فلم يجترأ أحد يقرأ عَلَيْهِ غيرى. وكنتُ أَحْدَثُ القوم سِنًّا، ما كَانَ فِي وجهي شَعْرة؛ وإنيّ لَأتعجبُ اليوم من انطلَاق لساني بين يدي الشّافعيّ، وأتعجَّبُ من جَسَارتي يومئذ.
فقرأت عَلَيْهِ الكُتُب كلَّها إلَا كتابين، فإنه قرأهما علينا: كتاب المناسك، وكتاب الصلاة3.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 155، 156".
2 انظر: الجرح والتعديل "3/ 36"، والسير "10/ 191".
3 السير "10/ 192".(19/80)
وقال أحمد بن محمد بن الجراح: سَمِعْتُ الْحَسَن الزَّعْفَرانيّ يَقُولُ: لمّا قرأتُ كتاب" الرّسالة" عَلَى الشّافعيّ قَالَ لي: مِن أيّ العرب أنتَ؟ قلت: ما أَنَا بعربيّ، وما أَنَا إلَا من قريَة يقال لها الزعفرانية.
قَالَ: فأنت سيّد هذه القرية.
وكان الزَّعْفَرانيّ فصيحًا بليغًا.
قَالَ عَلَى بْن محمد بْن عُمَر الفقيه بالرِّيّ: ثنا أَبُو عُمَر الزّاهد: سمعتُ أَبَا القاسم بْن بشّار الأنْماطيّ: سَمِعْتُ المُزَنيّ: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: رَأَيْتُ ببغداد نَبَطيًّا يتنحّى علي كأنه عربي وأنا نبطي.
فقبل لَهُ: مَن هُوَ؟ قَالَ: الزَّعْفَرانيّ.
مات الزَّعْفَرانيّ فِي سلْخ شَعبان سنة ستين، وكان من كبار الفقهاء والمحدثين ببغداد.
164- الْحَسَن بْن مُدْرك -خ. ن. ق- أبو علي السدوسي1، مولَاهُمُ البصري الطّحّان. أحد الحفاظ المذكورين.
سَمِعَ: يحيى بْن حَمّاد، وعبد العزيز الْأوَيْسيّ.
وعنه: خ. ن. ق. وعمر بْن بُجَيْر، وابن صاعد.
رماه أبو داود بالكذب.
165- الحسن بن منصور -خ- ويقال الحسين بن منصور.
أبو علي البغدادي الشطوي الصوفي2. ويعرف بأبي علوية.
عَنْ: أَيوب بْن النّجّار، وابن عُيَيْنَة، ووَكِيع، وعبد اللَّه بْن نُمَيْر، وحَجّاج الأعور، وجماعة.
وعنه: خ.، وأحمد بن حمدون بن عمارة الحافظ، وابن صاعد، ويعقوب الجصاص، وأبو عبيد محمد بن أحمد بن المؤمل، ومحمد بن مخلد، وآخرون.
وكان ثقة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "3/ 38، 39"، والتهذيب "2/ 321، 322".
2 التهذيب "2/ 322".(19/81)
ولم يسمه الحسين إلا ابن مخلد العطار.
166- الحسن بن أبي يحيى الأصم1:
أبو علي البصري, ثم الرملي الشامي. ويقال: الحسن بن يحيى بن السكن.
سمع: أبا داود الطيالسي، ويزيد بن هارون، وعدة.
وعنه: محمد بن أحمد بن شيبان الرملي شيخ ابن جميع، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: محلُّه الصِّدق.
قلت: مات سنة سبْعٍ وخمسين ومائتين.
167- الْحُسَيْن بْن بيان الشُّلَاثائيّ البصْريّ2:
عَنْ: سيف بْن محمد الثَّوْريّ.
وعنه: أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن محمد بْن عُمَر البصْريّ الحرابيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن حمّاد الطّهْرانيّ، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن فهد بْن حكيم السّاجيّ.
مات سنة سبْعٍ وخمسين.
168- الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد الدّامغانيّ السّمنانيّ3 -د. ق- عَنْ: جعْفَر بْن عَوْن، وأبي أسامة، وعَتّاب بْن زياد المَرْوزِيّ:
وعنه: د. ق. وأبو عَلِيّ أَحْمَد بْن محمد رزين الباشاني، وغيرهم.
قَالَ النَّسائيّ: لَا بأسّ بِهِ.
169- الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن مِهْران الأصبهاني4:
الحنّاط المكتِّب.
عن: أبي داود الطيالسي، وبكر بن بكار.
وحج وجاور.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 44".
2 انظر: التهذيب "2/ 331، 332".
3 التهذيب "3/ 332".
4 الثقات "8/ 193"، لابن حبان.(19/82)
وقرأ القرآن على أبي عبد الحمن المقرئ.
قَالَ أَبُو نُعَيْم الحافظ: تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين.
وكان صاحب غرائب.
170- الْحُسَيْن بْن سعَيِد المُخَرّميّ1:
عَنْ: ابن عَلَيْهِ، وأبي بدر السَّكُونيّ.
وعنه: السّرّاج، ومحمد بْن مَخْلَد.
وهو أخو الْحَسَن.
171- الْحُسَيْن بْن السِّكَن البصْريّ2:
حدَّث ببغداد عَنْ: عَبّاد بْن صُهَيْب، وعبد اللَّه بْن رحاء الغُدانيّ.
وعنه: أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، ومُطَيَّن، ومحمد بْن مَخْلَد، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.
قَالَ أَبُو حاتم: شيخ.
172- الْحُسَيْن بْن سَيّار:
أَبُو عَلِيّ البغداديّ3، نزيل حَرّان.
عَنْ: إبراهيم بن سعْد، وعبد العزيز بن أبي حازم.
وعنه: محمد بْن "المُسَيَّب" الْأرْغِيانيّ، وأبو عَرُوبة الحرّانيّ، وجماعة.
وكان ضعيفًا.
ومات سنة إحدى وخمسين ومائتين.
173- الحسين بن عبد الرحمن -د. ن. ق- أبو علي الجرجرائي4:
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 16".
2 انظر: الجرح والتعديل "3/ 54"، وتاريخ بغداد "8/ 50".
3 تاريخ بغداد "8/ 49".
4 التهذيب "2/ 342".(19/83)
عَنْ: الوليد بْن مُسلْمِ، وعبد اللَّه بْن نُمَيْر، ووَكِيع، وطَلْق بْن غنّام.
وعنه: د. ن. ق.، وجعفر الفِرْيابيّ، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، وأبو العباس السراج، وآخرون.
وكان ثقة.
توفي سنة ثلاث وخمسين.
174- الحسين بن عبد الله بن محمد الواسطي1:
إمام مسجد العوام بن حوشب.
روى عَنْ: النَّضْر بْن شُمَيْلٍ، وعبد الرّزّاق.
قال ابن أبي حاتم: سَمِعْتُ منه مَعَ أَبِي، وكان صدوقًا.
175- الْحُسَيْن بْن عَبْد السّلَام المصريّ2:
الشّاعر الملقّب: بالجمل.
لَهُ شعرٌ بديع. وتوفي سنة ثمانٍ وخمسين وله تسعون سنة.
وكان وَسِخًا زَرِيًّا.
176- الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن الأسود العِجْليّ الكوفيّ3 -د. ت- نزيل بغداد، أبو عبد الله:
عَنْ: وَكِيع، وحسين الْجُعْفيّ، ويحيى بْن آدم، وابن فُضَيْل، وأبي أسامة.
وعنه: د. ت. وحاجب بن أركين، وعمر بْن بُجَيْر، والقاضي المَحَامِليّ، وطائفة كبيرة.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
وذكره ابن حِبّان في" الثقات" وقال: ربما أخطأ.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 58".
2 من شعراء مصر، انظر: "حسن المحاضرة" للسيوطي.
3 الجرح والتعديل "3/ 56"، والتهذيب "2/ 343".(19/84)
وأما ابن عديّ فقال: يسرق الحديث، وأحاديثه لَا يُتابَع عليها.
وقال أَبُو الفتح الْأَزْدِيّ: ضعيف جدًّا.
قلت: تُوُفّي سنة أربعٍ وخمسين.
177- الْحُسَيْن بْن محمد بْن شَنَبة الواسطي البزاز1 -ق. - عَنْ: يزيد بْن هارون، والعلَاء بْن عَبْد الجبّار المكّيّ، وجعفر بْن عَوْن، وأبي أَحْمَد الزُّبَيْريّ:
وعنه: ق.، وأسلم بْن سَهل الواسطيّ، ومطين، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبوه وقال: صدوق.
178- الحسين بن أبي زيد:
أبو علي الدباغ2.
حدَّث ببغداد عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عَيَّاش، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة.
وعنه: الباغندي، وأبو العباس السراج، والقاضي المحاملي، وأخوه أبو عبيد القاسم، وآخرون.
توفي سنة: أربع وخمسين. أصله من الصغد، واسم أبيه منصور. لا أعلم به بأسًا.
179- حفص بن عمر بن ربال بن إبراهيم بن عجلان -ق- أبو عمر الرقاشي الربالي البصري3.
عَنْ: عَبْد الوهّاب الثَّقفيّ، ويحيى القطّان، ومحمد بْن أَبِي عديّ، وجماعة.
وعنه: ق.، ويحيى بْن صاعد، وابن مَخْلَد، والمحاملي، وابن عياش القطان، وطائفة.
قال الدارقطني: ثقة مأمون.
قلت: توفي سنة ثمان وخمسين ببغداد.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 65، 66"، والتهذيب "2/ 369".
2 تاريخ بغداد "8/ 110، 111".
3 انظر: الجرح والتعديل "3/ 185"، والتهذيب "2/ 414".(19/85)
180- حمدان بن سهل:
الحافظ أبي بكر البلخي1.
سمع: مكي بن إبراهيم، وأبا عبيد القاسم، وعدة.
وعنه: أبو بكر محمد بن عمر بن الفضل الترمذي، وأبو علي البلخي الحافظ.
أورده أبو الفضل السليماني.
181- حمدان بن عمر -خ- أبو جعفر البغدادي السمسار2:
سَمِعَ: رَوْح بْن عُبَادة، وأبا النَّضْر، وجماعة.
وعنه: خ.، وابن صاعد، والمحاملي، ومحمد بن مخلد، وآخرون.
وقيل: اسمه أحمد، ولقبه حمدان.
توفي سنة ثمان وخمسين ومائتين.
182- حمزة بن العباس:
أبو علي المروزي3.
حج، وحدَّث ببغداد عَنْ: عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن شقيق، وعَبْدان عَبْد اللَّه بْن عثمان.
وعنه: ابن صاعد، ومحمد بْن مَخْلَد.
وكان ثقة.
تُوُفّي سنة ستين.
183- حمزة بْن عَوْن:
أَبُو يَعْلَى المسعوديّ الكوفي4.
__________
1 الثقات لابن حبان "8/ 220".
2 التهذيب "1/ 63".
3 تاريخ بغداد "8/ 179، 180".
4 الثقات لابن حبان "8/ 210".(19/86)
سَمِعَ: يحيى بْن آدم، ومحمد بْن القاسم الأَسَدِيّ، وطبقتهما.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن زيدان البَجَليّ، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومحمد بن المسيب الأرغياني.
لم يذكره بن أَبِي حاتم.
كنّاه الحاكم.
184- حمزة بن نصير -د- أبو عبد الله المصري العسال1:
عَنْ: يحيى بْن حسّان التِّنِّيسيّ، وسعيد بْن أَبِي مريم.
وعنه: د.، وعلي بْن أَحْمَد بْن الصَّيْقَل، ومحمد بْن أَحْمَد بْن راشد بْن مَعْدان الأصبهاني.
وكان صدوقا.
توفي سنة خمس وخمسين.
185- حميد بن الربيع بن مالك:
أبو الحسن اللخمي الكوفي الخزاز2.
قدم بغداد، وحدَّث عَنْ: هُشَيْم، وأبي خَالِد الأحمر، وحفص بْن عَيَّاش، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعبد اللَّه بْن إدريس، ونحوهم.
وعنه: الباغَنْديّ، والقاضي المَحَامِليّ، وابن مَخْلَد، ويوسف بْن يعقوب الأزرق، وأبو الْعَبَّاس محمد الأثْرم، وطائفة سواهم.
قَالَ محمد بْن عثمان بْن أَبِي شَيْبة: قَالَ أَبِي: أَنَا أعلم بحميد بْن الربيع، هُوَ ثقة ولكنّه شرِه يُدلّس.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: كَانَ أَبِي يُحسن القول فِي حُمَيْد الخزّاز.
وقال الدّارَقُطْنيّ: تكلّموا فِيهِ.
وقال البَرْقانيّ: رأيتُ عامّة شيوخنا يقولون: ذاهب الحديث.
__________
1 التهذيب "3/ 34، 35".
2 تاريخ بغداد "8/ 162-165".(19/87)
قلت: كَانَ واسع الرّواية إخبارّيًا.
تُوُفّي سنة ثمان وخمسين.
186- حميد بن زنجويه -د. ن-:
الحافظ أبو أحمد الأزدي النسائي1.
واسم زَنْجَوَيْه: مَخْلَد بْن قُتَيْبة.
سَمِعَ: النَّضْر بْن شُمَيْل، وسعيد بْن عامر الضُّبَعيّ، ويزيد بْن هارون، وجعْفَر بْن عَوْن، ووَهْبُ بْن جرير، وطبقتهم.
وعنه: د. ن.، وإِبْرَاهِيم الحربيّ، وابن صاعد، ومحمد بن خريم المري، وعبد الله بن عتاب الزفتي، وأبو العباس السراج، ومحمد بن جرير، والقاضي المحاملي، ومحمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني، وآخرون.
وكان ثقة ثبتا إماما كبير القدر.
قال النسائي: ثقة.
وقال أبو حاتم بن حبان: هو الذي أظهر السنة بنسا.
ثم قَالَ: مات سنة سبْع وأربعين ومائتين.
قَالَ أَبُو عُبَيْد: ما قدِم علَينا خُراسانَ مثل ابن زَنْجَوَيْه وأحمد بْن شَبَوَيْه.
قلت: سافر فِي آخر عمره إلى مصر، ثمّ خرج منها فِي سنة إحدى وخمسين فأدركه أجَلُه، رحمه اللَّه.
187- حم بْن نوح بْن محمد:
أَبُو محمد الْأَنْصَارِيّ البلْخيّ2.
عَنْ: أَبِي مُعَاذ خَالِد بْن سُلَيْمَان، وعمر بْن هارون البِلْخيَّينْ، وجماعة.
وعنه: عَبْدان الأهْوازيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وجماعة.
توفي سنة ستين ومائتين.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "3/ 223"، التهذيب "3/ 48، 49".
2 الجرح والتعديل "3/ 319".(19/88)
188- حُنين بْن إِسْحَاق:
أَبُو زيد العِباديّ النَّصْرانيّ الشَّقِيّ1. شيخ الطب بالعراق فِي زمانه.
كَانَ بصيرًا باللغة اليونانية فعرّب كُتُبًا عديدة فِي الطبيعيّ والرياضيّ. وكان المأمون ذا غرام بتعريبها ومعرفتها.
ولُحنْين مصنَّفات مشهورة فِي الطبّ والمسائل وغيرها.
وكان ذا ثروة ورَفاهية وتنعُّم. وله أموال وغلمان.
طبَّ غيرَ واحدٍ مِنَ الخلفاء، وانقلع فِي سنة ستّين ومائتين.
189- حَوْثرة بْن محمد المنقري -ق- أبو الأزهر البصري الورّاق2:
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويحيى القطّان، وأبي أُسامة، وطائفة.
وعنه: ق.، وابن خُزَيْمَة، وأبو عروبة الحراني، وأبو محمد بن صاعد، وآخرون.
وكان صدوقًا.
توفي سنة ستين وخمسين.
190- حيدرة بن إبراهيم:
أبو عمرو البغدادي3.
عن: أسباط بن محمد، وابن نمير، وأبي أسامة.
وعنه: موسى بن هارون، وعثمان بن جعفر اللبان، والقاضي المحاملي، وابن صاعد.
قال الدارقطني: ثقة.
__________
1 انظر: وفيات الأعيان "2/ 217، 218"، السير "10/ 337".
2 الجرح والتعديل "3/ 283"، والتهذيب "3/ 65".
3 تاريخ بغداد "8/ 272، 273".(19/89)
"حرف الخاء":
191- خشيش بن أصرم -د ن- أبو عاصم النسائي الحافظ1، مصنَّف كتاب
"الَاستقامة" فِي الرّدّ عَلَى أهل البِدَع:
سَمِعَ: عَبْد الرّزّاق، وعبد اللَّه بْن بَكْر السَّهْميّ، ورَوْح بْن عُبَادة، وطبقتهم.
وعنه: د. ن. وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن عبد الوارث العسّال، وعَلِيّ بْن أحمد علَان، ومحمد بْن أَحْمَد بْن سُلَيْمَان الهَرَويّ، وجماعة.
وثقَّه النَّسائيّ. وله رحلة إلى مصر، والشّام، والعراق، واليمن.
تُوُفّي فِي رمضان سنة ثلَاثٍ وخمسين بمصر.
"حرف الدال":
192- داود بن سليمان -ن. ق- أبو سهل العسكري، بنان2:
سَمِعَ: أَبَا معاوية، والْحُسَيْن الْجُعْفيّ، ومحمد بن أبي خداش الموصلي، وجماعة.
وعنه: ن. ق. وأبو حاتم، وابنه عبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق؛ ومحمد بْن جعْفَر الخرائطيّ، وآخرون.
توفي بسامراء.
193- داود بن عبد الغفار بن داود بن مهران الحراني3:
ولد بمصر، وروى عَنْ: الفِرْيابيّ، وبِشْر بْن بكر التنيسي، وأيّوب بْن سويد، وطبقتهم.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن عمر التّميميّ شيخ لَابن يونس.
مات فِي ربيع الأول سنة أربع وخمسين.
__________
1 انظر: السير "12/ 250"، والتهذيب "3/ 142".
2 الجرح والتعديل "3/ 414"، والتهذيب "3/ 186".
3 ينظر: "تاريخ علماء مصر" لابن يونس.(19/90)
194- دَاوُد بْن قاسم بْن إِسْحَاق بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ:
أَبُو هاشم الْجَعْفَريّ الهاشميّ1.
قَالَ المسعوديّ: كَانَ بينه وبين جعفر ثلاثة آباء؛ ولم يكن يعرف في ذَلِكَ الوقت، يعني: سنة خمسين ومائتين، أقعد نسبًا في الهاشميين منه. وكان ذا زهد ونسك وعلم، صحيح العقل، سليم الحواسّ، منتصب القامة. وخبَرُهُ ببغداد مشهور.
دخلَ عَلَى محمد بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر فعنَّفه عَلَى قتْل يحيى بْن عُمَر العَلَويّ.
195- دَاوُد بْن يحيى الصُّوفيّ الإفريقيّ2:
عَنْ: عَبْد الملك بْن أَبِي كريمة، وعبد اللَّه بْن عُمَر بْن غانم.
قَالَ ابن يونس: لَيْسَ بشيء. أحاديثه موضوعة.
مات سنة إحدى وخمسين.
"حرف الراء":
196- الربيع بْن سُلَيْمَان الجيزي -د. ن- أبو محمد الأزدي، مولَاهُمُ الأعرج3:
سَمِعَ: ابن وَهْبُ، والشّافعيّ، وإِسْحَاق بْن بَكْر، وعَبْد اللَّه بْن يوسف.
وعنه: د. ن.، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو جعْفَر الطَّحاويّ، وجماعة.
وكان حَسَن الحديث صدوقًا.
تُوُفّي فِي ذي الحجّة سنة ستٍّ وخمسين ومائتين، قبل الربيع المُراديّ بأربع عشرة سنة.
197- رجاء بْن الجارود:
أَبُو المنذر البغدادي الزيات4.
__________
1 تاريخ الطبري "9/ 370، 371".
2 أحد الكذابين الوضاعين.
3 انظر: الجرح والتعديل "3/ 464"، السير "12/ 591".
4 الجرح والتعديل "3/ 54".(19/91)
سَمِعَ: جعْفَر بْن عَوْن، والواقديّ، وغيرهما.
وعنه: المَحَامِليّ، ومحمد بن مَخْلَد، وابن أَبِي حاتم.
تُوُفّي سنة ستّين ومائتين.
198- رجاء بْن سهل:
أَبُو نصر الصاغاني1.
عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عَلَيْهِ، وأبي قَطَن عَمْرو بْن الهَيْثَم، وحمّاد بْن خَالِد الخيّاط.
وعنه: أَبُو عُبَيْد بْن المؤمل، والمَحَامِليّ، وابن مَخْلَد.
وثقَّه الخطيب.
199- رجاء بْن صُهَيْب:
أَبُو غسّان الأصبهاني الْجَرْوانيّ2.
ذكره أَبُو الشَّيْخ فقال: يقال إنّه لم يكن بأصبهان أفضل منه.
وإنّه كَانَ مُجاب الدَّعوة.
يروي عَنْ: رَوْح بْن عُبَادة، وسعيد بْن عامر، وبكر بْن بكّار.
وعنه: محمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، وعَبْد اللَّه بْن مَنْدَه، ومحمد بْن جعْفَر الأشعريّ.
تُوُفّي سنة إحدى وخمسين ومائتين.
200- رجاء بْن عَبْد الرحيم:
أَبُو المضاء الْقُرَشِيّ الهَرَويّ3.
عَنْ: أَبِي نُعَيْم، وأبي مُسْهِر، وسعيد بْن أَبِي مريم، وطبقتهم.
حدَّث بَنْيسابور، وكان من علماء الحديث.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 411، 412".
2 انظر: طبقات المحدثين "2/ 273، 274".
3 أحد العلماء المستورين، ولا بأس به.(19/92)
روى عَنْه: إِبْرَاهِيم بْن محمد بن سُفْيَان، وزكريّا بْن دَاوُد الخفّاف، ومحمد بْن سُلَيْمَان بْن فارس، ومحمد بْن عَلَى المذكِّر، وآخرون.
201- رجاء بن عيسى الْجَوْهريّ الكوفيّ1:
أبو المستنير. أحد القرّاء الكبار.
قرأ عَلِيّ: تُرْك الحذّاء، ويحيى الجزّار، وعَبْد الرَّحْمَن بْن قَلُوقا.
وقرأ عَلَيْهِ: سُلَيْمَان بْن يحيى الضَّبِّيّ وهو أجلّ أصحابة.
202- رزق اللَّه بن موسى -ن. ق- أبو بكر الناجي، ويقال: أبو الفضل الإسكافيّ الكلْوَذانيّ2:
عَنْ: يحيى بْن سعَيِد القطّان، وابن مَهْديّ، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وشَبَابة، وجماعة.
وعنه: ن. ق. وعبد اللَّه بْن ناجية، وابن خُزَيْمَة، وابن صاعد، والمحاملي، ومحمد بن إبراهيم بن نيروز، وجماعة.
وكان ثقة.
تُوُفّي فِي ذي القعدة سنة ست وخمسين ومائتين.
203- رشدين بن عبد العزيز المخزومي3:
مولاهم. شيخ معمر مصري.
توفي سنة تسع وخمسين في ذي القعدة.
قال الطحاوي: سمعته يَقُولُ: حضرت مَعَ أَبِي جنازة اللَّيْث بْن سعد فقام منصور بْن عمّار فقصَّ فِي جنازته.
204- رَوْح بن عبد الرحمن البوشنجي4:
نزيل بغداد.
__________
1 غاية النهاية "1/ 273".
2 الميزان "2/ 48"، والتهذيب "3/ 272".
3 ينظر في "حسن المحاضرة" للسيوطي.
4 تاريخ بغداد "8/ 407، 408".(19/93)
سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، ومعاذ بْن هشام، وعبد الصّمد بْن عَبْد الوارث.
وعنه: مُوسَى بْن هارون وقال: ثقة؛ ومحمد بْن خَلَف وَكِيع، ومحمد بْن مَخْلَد.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.
205- روح بن الفرج -ق- أبو الحسن البزاز1:
عَنْ: مولَاه محمد بْن سابق، وقُبَيْصة بْن عُقْبة، وشَبَابة، وكثير بْن هشام، وجماعة.
وعنه: ق.، ويحيى بْن صاعد، ومحمد بْن المُسَيَّب الْأرْغِيانيّ، وأبو عبيد بن المؤمل، ومحمد بن مخلد، والمحاملي، وجماعة.
توفي في رجب سنة ثمان أيضا.
"حرف الزاي":
206- زاهر بن خالد السمرقندي2:
أبو الأزهر الوراق. شيخ موثق.
يروي عن: محمد بن عبد الله الأنصاري، وغيره.
تُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين.
207- الزُّبَيْر بْن بكّار بْن عَبْد الله بْن مُصْعَب بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بن العوام -ق- قاضي مَكَّةَ أبو عبد الله الأَسَدِيّ الزُّبَيْريّ المدنيّ3:
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبي ضَمْرَةَ، والنَّضْر بْن شُمَيْل، وذؤيْب بْن عِمامة، وعبد اللَّه بْن نافع الصّائغ، وعبد المجيد بْن أَبِي رَوّاد، وعَلِيّ بْن محمد المدائنيّ، ومحمد بْن الْحُسَن بْن رَبَالة، ومحمد بْن الضحاك الحزامي، وعمه مصعب الزبيري، وخلق.
__________
1 التهذيب "3/ 296".
2 الثقات لابن حبان "8/ 259".
3 انظر: تاريخ بغداد "8/ 467-471"، السير "10/ 221".(19/94)
وعنه: ق. وأبو حاتم، وابن أَبِي الدُّنيا، وعبد اللَّه بْن شبيب، وحَرَميّ بْن أَبِي العلَاء وهو أبو عبد الله أَحْمَد بْن محمد المكي، وإسماعيل بْن الْعَبَّاس الورّاق، والقاضي المَحَامِليّ، ومحمد بْن أَبِي الأزهر، ويوسف بْن يعقوب الأزرق، وخلْق.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: رَأَيْته ولم أكتب عنه.
وقال الدّارَقُطْنيّ: ثقة.
وعن السّرِيّ بْن يحيى التّميميّ قَالَ: لقي الزُّبَيْر بْن بكّار إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم المَوْصِليّ، فقال لَهُ إِسْحَاق: يا أبا عَبْد اللَّه، عملت كتابًا سميته" كتاب النَّسب"، وهو كتاب الأخبار!.
قَالَ: وأنت يا أبا محمد عملت كتاب سميّته كتاب" الأغاني" وهو كتاب المغاني.
قَالَ الْحُسَيْن بْن القاسم الكوكبي: لمّا قدِم الزُّبَيْر بغداد قَالَ أَبُو حامد المستملي عَلَيْهِ: " من" ذكرت يا ابْنِ حَوَارِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ.
قَالَ: فأعجبه1.
وقال محمد بن عبد الملك التاريخي: أنشدني ابن طاهر لنفسه فِي الزُّبَيْر بْن بكّار:
ما قَالَ لَا إلَا فِي تَشَهُّده ... ولا جري لفْظُه إلَا عَلَى نعم
بين الحواريّ والصِّديق نسْبَتُهُ ... وقد جري ورسول اللَّه فِي رَحِم
وقال الكوكبيّ: ثنا محمد بْن مُوسَى المارِسْتانيّ: ثنا الزُّبَيْر بْن بكّار قَالَ: قَالَتِ ابْنة أختي لأهلنا: خالي خيْر رجل لأهله، لَا يتخذ ضرة ولا سَرِيَّةً قَالَ: تَقُولُ المرأة: والله هذه الكُتُب أشدّ عَلَى مِن ثلَاث ضرائر.
وقال محمد بن إسحاق الصيرفي: سَأَلت الزبير: منذ كم زوجتُك معك؟ قَالَ: لَا تسألني، لَيْسَ يَرِدُ القيامة أكثر كباشًا منها، ضحيّت عنها بسبعين كَبْشًا.
وقال الخطيب: كَانَ الزُّبَيْر ثقة ثَبْتًا، عالمًا بالنّسب وأخبار المتقدمين. له مصنف في"نسب قريش".
__________
1 السير "10/ 222".(19/95)
قلت: وقع هذا الكتاب عاليًا لَابْن طَبَرْزَد.
وقال أَحْمَد بْن سُلَيْمَان الطُّوسيّ صاحب الزُّبَيْر: تُوُفّي لتسع بقين من ذي القِعْدة سنة ست وخمسين، وقد بلغ أربع وثمانين سنة، بمكة. وصلّى عَلَيْهِ ابنه مُصْعَب.
وكان سبب وفاته أنّه وقع من فوق سطْحه، فمكث يومين لَا يتكلّم، ومات. وتُوُفّي بعد فراغنا من قراءة كتاب" النَّسب" عَلَيْهِ بثلَاثة أيّام1.
قَالَ السُّلَيْماني: مُنْكَر الحديث.
- الزُّبَيْر بن جعْفَر.
هُوَ المعتزّ بالله. سيأتي.
208- زكريّا بْن يحيى بْن الحارث بْن ميمون البصْريّ2:
عُرف بشرِيك السّرِيّ.
عَنْ: مُعَاذ بْن هشام، ووَهْبُ بْن جرير.
وعنه: ابن صاعد، وابن مَخْلَد.
وكان ثقة.
تُوُفّي سنة ستّين.
وعند التّاج الكنديّ جزء عالٍ من حديثه معروف.
209- زكريّا بْن يحيى بْن زكريّا بْن أَبِي زائدة3:
يروي عَنْ: أَبِيهِ، وغيره.
وثقَّه مُطَيَّن وقال: تُوُفّي سنة اثنتين وخمسين.
210- زكريّا بْن يحيى بن عمر -خ- أبو السكين الطائي الكوفي4:
__________
1 السير "10/ 223".
2 تاريخ جرجان "ص/ 310".
3 الجرح والتعديل "3/ 601".
4 انظر: الجرح والتعديل "3/ 595"، والتهذيب "3/ 337، 338".(19/96)
حدَّث ببغداد عن: أبي بكر بن عياش، وعبد الرَّحْمَن المحاربيّ، وابن نمير، وأبي أسامة، والهيثم بن عدي، وغيرهم.
وعنه: خ.، وابن أبي الدنيا، وعبدان الأهوازي، وأحمد بن عمر البزاز، وأبو عبيد على بن حربويه، وابن صاعد، وآخرون.
وهو من أولاد أوس بن حارثة بن لام الطائي.
وثقة الخطيب وغيره.
ومات سنة إحدى وخمسين.
211- زكريا بن يحيى المصري العبدري:
أبو يحيى المعروف بالوقار1.
يروي عَنْ: ابن القاسم، وابن عُيَيْنَة، وابن وهب، وسعيد الآدم.
وعنه: أبو حاتم الرازي، ومحمد بن معافى البيروتي، ومحمد بن إسماعيل المهدي، والحسن بن سفيان، والحسن بن علي بن قديد، وطائفة.
وكان من كبار الفقهاء المالكية وصلحائهم.
نزح عَنْ مصر أيّام محنه القرآن واستوطن بطرابلس الغرب. وليس هُوَ بالقويّ فِي الحديث.
ضعّفه أَبُو سعَيِد بْن يونس وقال: تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة سنة أربعٍ وخمسين.
وقال أَبُو عُمَر الكنديّ: كَانَ فقيهًا وكان صاحب عجائب، لم يُحمد.
وقال ابن عَديّ: كَانَ يضع الحديث.
وقال صالح جَزَرَة: ثنا أبو يحيى الوقار وكان مِنَ الكذابين الكبار.
وقال ابن يونس: كان فقيهًا صاحب حلقة. عاش ثمانين سنة.
212- زكريّا بْن يحيى:
الزّاهد الكبير أَبُو يحيى الكرديّ الهَرَويّ2.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 606"، والميزان "2/ 77، 78".
2 أحد الزهاد العباد من أهل هراة.(19/97)
من كبار مشايخهم ووَرعِيهم.
ذكره السُّلَميّ فِي "تاريخ الصُّوفيّة" فقال: إنّه مُجاب الدَّعْوة وأنّ الملَائكة تسلّم عَلَيْهِ.
وقال: أَحْمَد بْن محمد بْن ياسين: سَمِعْتُ أَبَا سعَيِد العابد يَقُولُ: كَانَ أَحْمَد بْن حنبل يرفع من محلّ أَبِي يحيى الكُرْديّ ويقول هُوَ مِن الأبدال.
قَالَ ابن ياسين: مات فِي رَجَب، وكان فقيهًا مُفْتيًا حافظًا للحديث.
213- زكريّا بْن يحيى بْن أيّوب1. أبو علي المدائنيّ المكفوف:
عَنْ: زياد بْن عَبْد اللَّه البكّائيّ، وشَبَابة بْن سوار.
وعنه: محمد بْن غالب تَمْتَام، وابن صاعد، والقاضي المَحَامِليّ، وآخرون.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وخمسين ومائتين.
محلّه الصِّدق.
214- زكريّا بْن يحيى بْن زكريّا2:
عن: يحيى بْن سعَيِد القطّان، وأبي دَاوُد الطَّيَالِسيّ، وغيرهما.
وعنه: أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن بُجَيْر القاضي، والقاضي المَحَامِليّ.
وثقَّه الخطيب.
215- زكريّا بْن يحيى بْن خلَاد:
أَبُو يَعْلَى المِنْقَريّ السّاجيّ البصْريّ3
حدَّث ببغداد عَنْ: الأصمعيّ، والحكم بْن مروان الضرير.
وهو مكثر عَنِ الأصمعي.
وعنه: عُبَيْد اللَّه السُّكّريّ، والقاضي المَحَامِليّ، ومحمد بن مخلد، وغيرهم.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "8/ 457، 458".
2 تاريخ بغداد "8/ 458، 459".
3 تاريخ بغداد "8/ 459، 460".(19/98)
216- زكريّا بْن يحيى بْن أسد المَرْوزِيّ1:
صاحب ابن عُيَيْنَة.
يأتي سنة سبعين.
وقد مرَّ.
- زكريّا بْن يحيى كاتب العمريّ. شيخ مُسلْمِ.
- وزكريّا بْن يحيى البلْخيّ اللُّؤْلُؤيّ الحافظ.
وسيأتي أيضًا.
- زكريّا بْن يحيى السّجْزيّ، شيخ النَّسائيّ.
217- زياد بن أيوب - خ. د. ت. ن. - أبو هاشم الطوسي، ثم البغدادي، الحافظ، دَلُّوَيْه2:
ويقال لَهُ أيضًا: شُعْبَة الصغير لإتقانه ومعرفته.
سَمِعَ: هُشَيْمًا، وأبا بَكْر بْن عَيَّاش، وعبد اللَّه بْن إدريس، وابن عَلَيْهِ، وزياد بْن عَبْد اللَّه البكّائيّ، وعباد بْن العوام، وعلي بْن غراب، ومروان بْن شجاع الْجَزَرِيّ، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، وخلْقًا.
وعنه: خ. د. ت. ن. وأَحْمَد بْن أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد البغوي، وأبوه، وأحمد بن علي الجوزجاني، وأبو بكر بن أبي داود، وعمر بن بجير، وابن خزيمة، وابن صاعد، ومحمد بن المسيب، والمحاملي. ومن القدماء أحمد بن حنبل.
قال أبو إسحاق الأصبهاني، وهو إن شاء الله بن أورمة: ليسعلى بسيط الأرض أحد أوثق من زياد بن أيوب.
وقال أبو حاتم: صدوق.
قال الإمام أحمد: اكتبوا عنه، فإنه شعبة الصغير.
__________
1 تأت الترجمة له.
2 انظر: الجرح والتعديل "3/ 525"، والتهذيب "3/ 355".(19/99)
وقال السراج: سمعته يَقُولُ: مولدي سنة ستٍّ وستّين ومائة. وطلبتُ الحديث سنة إحدى وثمانين.
قلت: مات فِي ربيع الأوّل سنة اثنتين وخمسين ومائتين. وبين سِبْط السِّلَفيّ وبينه أربعة أنفس.
وقد عاش بعده أربعمائة سنة، وهذا نهاية العُلُوِّ.
218- زُهَير بْن محمد بن قمير بن شعبة -ق- أَبُو محمد المَرْوزِيّ1، ويقال: أَبُو عَبْد الرَّحْمَن نزيل بغداد، وأحد الثقات العُبَّاد:
سَمِعَ: أَبَا النَّضْر، ورَوْح بْن عُبَادة، وعبد الرّزّاق، وسُنَيْد بْن دَاوُد، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، وخلْقًا.
وعنه: ق.، وأحمد بن عمرو البزاز، وعمر بن بجير، وابن صاعد، والمحاملي، والحسين بن يحيى بن عياش القطان، وآخرون.
قال محمد بن إسحاق السراج: ثقة مأمون.
وقال الخطيب: كان ثقة، صادقا ورعا زاهدا. انتقل في آخر عمرة من بغداد إلى طرسوس فرابط بها إلى أن مات2.
وقال أَبُو القاسم البَغَوِيّ: ما رَأَيْت بعد أَحْمَد بْن حنبل أفضل من زُهَير بْن قُمَيْر. سمعته يَقُولُ: أشتهي لحمًا من أربعين سنة ولا أكله حتى أدخل الرّوم. فأكله من مغانم الرُّوم.
قَالَ: وحدثني ولده محمد بْن زُهَير قَالَ: كَانَ أَبِي يجمعنا فِي وقت ختْمه القرآن فِي شهر رمضان فِي كلّ يومٍ وليلة ثلاث مرات، تسعين ختْمة فِي شهر رمضان فِي كل يوم وليلة3.
مات في سنة ثمان وخمسين.
وقيل: مات في آخر سنة سبع وخمسين ومائتين.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 591، 592".
2 السير "10/ 252".
3 السابق.(19/100)
219- زياد بْن يحيى بْن زياد بْن حسّان -ع-:
أَبُو الخطّاب الحسّانيّ النُّكْريّ العَدنيُّ، ثمّ البصْريّ1.
عَنْ: مُعْتمر بْن سُلَيْمَان، وعبد الوهّاب الثَّقفيّ، ومحمد بْن سَواء، ونوح بْن قيس، وحاتم بْن وردان، وجماعة.
وعنه: السِّتّة، وابن أَبِي عاصم، وزكريّا السّاجيّ، وأبو عَرُوبة، وابن جرير، وابن خُزَيْمَة، وخلْق آخرهم أَبُو رَوْق الهِزّانيّ.
وثقَّه جماعة.
تُوُفّي سنة أربعٍ وخمسين.
220- زيد بن أخزم -ع سوى م- أبو طالب الطائي البصري الحافظ2:
سَمِعَ: يحيى بْن سعَيِد القطان، ومُعَاذ بْن هشام، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وطبقتهم.
وعنه: ع سوى مُسلْمِ، وأبو عَرُوبة الحرّانيّ، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، وأبو القاسم البَغَوِيّ، وابن صاعد، والمَحَامِليّ وخلْق.
وثقَّه النَّسائيّ.
وذبحته الزَّنْج لمّا هجموا البصرة، وقتلوا أهلها سنة سبْعٍ وخمسين ومائتين، رحمه اللَّه3.
221- زيد بْن خَرَشَة بْن زيد:
أَبُو الْحَسَن الذُّهْليّ الأصبهاني4، الفقيه الَّذِي تولّى مناظرة أَبِي الوليد الكِنانيّ فِي مجلس عَبْد العزيز بْن دُلَف.
سَمِعَ: مُسلْمِ بْن إِبْرَاهِيم، والقَعْنَبيّ، والحميدي، وجماعة.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 549"، والتهذيب "3/ 388".
2 انظر: الجرح والتعديل "3/ 556، 557"، التهذيب "3/ 393".
3 تاريخ بغداد "8/ 447".
4 ذكر أخبار إصبهان "1/ 320".(19/101)
وعنه: أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الْأَنْصَارِيّ، وأبو بَكْر الجاروديّ، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن سالم الأصبهانيون.
"حرف السين":
222- سختويه بْن مازيار1:
أَبُو عَلِيّ النَّيسابوري.
كَانَ مَجُوسيًا فأسلم عَلِيّ يد المأمون وهو شاب. وسمع الكثير، وعني بالعلم، وحجّ، وسمع بالحجاز، والعراق، وخُراسان.
حدَّث عَنْ: النَّضْر بْن شُمَيْل، ووَكِيع، ومالك بْن سُعَيْر، وجعْفَر بْن عَوْن، ومسلم بْن قُتَيْبة، وعبد المجيد بْن أَبِي رَوّاد، وطائفة.
وعنه: إمام الأئمة ابن خزيمة، وأبو حامد بن الشَّرْقيّ، ومكّيّ بْن عَبْدان، وأبو حامد بْن بلَال، وآخرون.
ذكره أبو عبد الله الحاكم فقال: مُحَدَّث، كبيرٌ سنُّه، مفيد، صدوق.
تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين ومائتين. وله غرائب.
223- السّرِيّ بْن عاصم:
أَبُو شهاب الهَمَدانيّ الكوفيّ2.
أحد الضعفاء.
سَمِعَ: عيسى بْن يونس، وحفص بْن غِياث.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن خِراش وقال: كذّاب؛ والقاضي المَحَامِليّ.
توفي سنة ثمان وخمسين.
224- السري بن المغلس.
أبو الحسن السقطي البغدادي الزاهد3.
__________
1 الثقات لابن حبان "8/ 307".
2 انظر: تاريخ بغداد "9/ 192"، الميزان "2/ 117".
3 الحلية "10/ 116-128"، السير "10/ 142".(19/102)
علم الأولياء في زمانه. صحب معروفا الكرخي.
وحدث عَنْ: الفُضَيْل بْن عَياض، وهُشَيْم، وأبي بَكْر بْن عَيَّاش، وعلي بْن غراب، ويزيد بْن هارون.
وعنه: أَبُو الْعَبَّاس بْن مسروق، والْجُنَيْد بْن محمد، وأبو الْحَسَن النُّوريّ، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه المُخَرّميّ.
قَالَ عَبْد اللَّه بن شاكر عَنْ سَرِيّ السَّقَطيّ قَالَ: صلَّيت وِرْدي ليلةً ومددتُ رِجْلي فِي المحراب، فنوديتُ: يا سَرِيّ كذا تُجالس الملوك. فضَممتُ رِجْلي ثم قلتُ: وعزَّتك لَا مددتها.
وقال أَبُو بَكْر الحربيّ: سَمِعْتُ السّرِيّ يَقُولُ: حمدتُ اللَّه مرّةً، فأنا أستغفر اللَّه من ذلك الحمد منذ ثلَاثين سنة.
قِيلَ: وكيف ذاك؟ قَالَ: كَانَ لي دُكّان فِيهِ مَتَاع، فاحترق السُّوق، فلقيَني رَجُل فقال: أبشر، دُكّانُك سَلِمَتْ. فقلت: الحمد لله. ثمّ إني فكّرت فرأيتها خطيئة1.
وقيل: إنّ السري رَأَى جاريةً سقط مِن يدها إناءٌ فانكسر، فأخذ من دُكّانه إناءً، فأعطاها عِوَض المكسور. فرآه معروف فقال: بغض اللَّه إليك الدُّنيا2.
قَالَ سَرِيّ: هذا الَّذِي أَنَا فيه من بركات معروف.
قال الْجُنَيْد: سَمِعْتُ سَرِيًّا يَقُولُ: أشتهي منذ ثلَاثين سنة جَزَرَة أَغْمِسُها فِي دِبْس وآكلها، فما تصحّ لي.
وسمعت السّرِيّ يَقُولُ: أحبّ أن آكل أكلةً لَيْسَ لله عَليَّ فيها تَبِعَة، ولا لمخلوقٍ فيها مِنَّةٌ، فما أجد إلى ذَلِكَ سبيلَا.
ودخلتُ عَلَيْهِ وهو يجود بنفسه، فقلت: أَوْصِني.
قَالَ: لَا تصحب الأشرار، ولا تُشْغلَنّ عَنِ اللَّه بمجالسة الأخيار.
وقال الفرجاني: سمعتُ الْجُنَيْد يَقُولُ: ما رَأَيْت أعبد لله من السري، أتت عليه ثمان وتسعون سنة ما رُئيَ مُضْطَجِعًا إلَا فِي علّة الموت.
__________
1، 2 السير "10/ 142، 143".(19/103)
وقال الْجُنَيْد: سَمِعْتُ السّرِيّ يَقُولُ: إنيّ لأنظر إلى أنفى كل يومٍ مرارًا مخافة أنْ يكون وجهي قد أسودّ.
وسمعته يَقُولُ: ما أحبّ أن أموت حيث أُعْرَف. أخاف أن لَا تقبلني الأرض فأفتَضِح.
وسمعته يَقُولُ: فاتني جزء مِن وِرْدي لَا يمكنني أن أقضيه أبدًا.
يعني: ما لهُ وقتٌ قطّ لقضائه لَاستغراق أوقاته.
قَالَ السُّلَميّ: السّرِيّ أوّل من أظهر ببغداد لسان التّوحيد، " وتكلّم" فِي علوم الحقائق. وهو إمام البغدادّيين فِي الإشارات1.
قلت: ومن أصحابه: "الْعَبَّاس" بْن يوسف الشَّكَليّ، ومحمد بْن الفضل بْن جَابرِ السَّقَطيّ، والْجُنَيْد، وآخرون.
تُوُفّي فِي رمضان سنة ثلَاثٍ وخمسين؛ وقيل: سنة إحدى؛ وقيل: سنة سبْعٍ وخمسين.
225- السّرِيّ بْن مِهْران:
أَبُو سهل الرّازيّ2. نزيل زَنْجان.
عَنْ: حسين الْجُعْفيّ، ومحمد بْن عُبَيْد، وجماعة.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: وأبوه كَانَ صدوقًا.
226- سعْد بْن مُعَاذ:
أَبُو عصْمَة المَرْوزِيّ3.
تُوُفّي بَمْرو سنة ثلَاثٍ وخمسين فِي ذي الحجّة.
سَمِعَ: عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن شقيق، وعبد العزيز بْن أَبِي رزْمة.
روى عَنْهُ: أَبُو رجاء محمد بن حمدويه، وأهل مرو.
__________
1 السير "10/ 143".
2 الحلية "10/ 124".
3 أخبار القضاة "2/ 42" لوكيع الملقب بخلف.(19/104)
227- سعَيِد بْن أيّوب بْن مُوسَى الهَمَدانيّ الْبُخَارِيّ1:
عَنْ: أَبِي معاوية، ووَكِيع، وأسباط بْن محمد، وطائفة.
وعنه: إِسْحَاق بْن أَحْمَد بْن خَلَف، وحفيده محمد بْن حمدان بْن سعَيِد.
تُوُفّي فِي رجب سنة إحدى وخمسين ومائتين ببُخَارَى.
228- سعَيِد بْن بحر القَرَاطِيسيّ البغداديّ2:
ثقة، مُسنْد.
سَمِعَ: عَبِيدَة بْن حُمَيْد، والْحُسَيْن الْجُعْفيّ، وجماعة.
وعنه: ابن صاعد، والمَحَامِليّ.
تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين.
229- سعَيِد بْن رحمة بْن نُعَيْم المصِّيصيّ3:
أَبُو عثمان.
راوي كتاب الجهاد عَنِ ابن المبارك.
روى عَنْ: ابن المبارك، وأبي إِسْحَاق الفَزَاريّ، ومحمد بْن حِمْيَر الحمصيّ، وغيرهم.
وعنه: محمد بن سفيان المصيصي الصفار، ومحمد بن المسيب الإسفنجي الأرغياني، وأحمد بن جوصا.
قال ابن حبان: يروي ما لم يتابع عليه. لَا يجوز الاحتجاج بِهِ.
230- سعَيِد بْن عَبْد اللَّه:
أبو صالح الهَمَدانيّ السَّوّاق4. الرّجل الصالح، أحد حفاظ الحديث.
__________
1 من علماء بخارى، في عداد المستورين.
2 تاريخ بغداد "9/ 93".
3 الميزان "2/ 135، 136".
4 أحد العلماء الأثبات، صدوق.(19/105)
رحل وطوّف، وسمع: يزيد بْن هارون، وعبد الرزاق، والفريابي، وعبد الله بن جعفر الرقي، ومحمد بن عبيد الطنافسي، وخلقا.
وعنه: محمد بن هارون الروياني، وعبد العزيز بن محمد الحارثي، وجماعة.
231- سعيد بن عبد الرحمن -ن- أبو عثمان البغدادي1، نزيل أنطاكية:
عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أُوَيْس، ومحبوب بْن مُوسَى الفرّاء.
وعنه: ن.، وميمون بْن أَحْمَد المؤدّب، وحاجب بن أركين الفرغاني.
232- سعيد بن عيسى الكريزي البصري2:
عن: معتمر بن سليمان، ويحيى القطان، وجماعة.
وعنه: الحسن بن محمد بن شعبة، وأبو عبيد القاسم المحاملي.
قال الدارقطني: ضعيف.
233- سعيد بن مروان -خ. ق- أبو عثمان البغدادي3:
سَمِعَ: أَبَا نُعَيْم، والقَعْنَبيّ، وجماعة.
وسكن نَيْسابور.
روى عَنْهُ: خ. ق.، ومحمد بْن إِسْحَاق بن خزيمة، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وزكريّا بْن دَاوُد الخفّاف، ومحمد بْن سُلَيْمَان بن فارس، وأبو علي محمد بن علي بن عمر المذكر.
توفي في نصف شعبان سنة اثنتين وخمسين.
روى البخاري عنه حديثا مقرونا بغيرة، عَنْ محمد بْن عَبْد العزيز بْن أَبِي رزْمة.
وروى عَنْهُ ق. حديثًا عَنْ أَحْمَد بْن يونس.
234- سعَيِد بْن محمد بن ثواب البصري4:
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 93"، والتهذيب "4/ 57".
2 تاريخ بغداد "9/ 94"، والميزان "2/ 154".
3 تاريخ بغداد "9/ 91"، والتهذيب "4/ 80".
4 تاريخ بغداد "9/ 94، 95".(19/106)
عَنْ: أزهر السَّمَّان، ومؤمّل بْن إِسْمَاعِيل، وجماعة.
وعنه: يحيى بْن محمد بْن صاعد، والمَحَامِليّ، وعَبْد اللَّه بْن ناجية، ومحمد بْن المُسَيَّب الأرغياني.
235- سعيد بن نصير -د- أبو عثمان البغدادي الوراق1، نزيل الثَّغر والرَّقَّة:
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ووَكِيع، وجماعة.
وعنه: د.، وأبو شُعَيب الحرّانيّ، والحسن بْن أَحْمَد بْن فيل، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم البوسنجيّ، وأبو عَبْد الرَّحْمَن النَّسائيّ فِي غير سُنَنِه، وأبو عَبْد الملك أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم البُسْريّ، ومحمد بْن يحيى بْن كثير الحرّانيّ، وقد روى هُوَ عَنْهُ.
ومن شيوخه: مبشّر بْن إِسْمَاعِيل الحلبيّ، وأبو أسامة، ورَوْح بْن عُبَادة.
وله: كتاب "البكاء" وكتاب "العوابد". وغير ذَلِكَ فِي الرقائق. وبقي إلى الخمسين ومائتين.
236- سعيد بن هاشم الكاغدي السمرقندي2:
عن: عمرو بن عاصم الكلابي، وقُبَيْصَة، وأبي الوليد الطَّيَالِسيّ.
تُوُفّي سنة تسعٍ وخمسين.
237- سعَيِد بْن يزيد بْن معيوف الحجُوريّ3:
عَنْ: عَمْرو بْن هاشم البَيْروتيّ، وعَلِيّ بْن عياش.
وعنه: ابن جوصا، ومحمد بن عباس الدَّرَفْس، وجعفر بْن دَرَسْتَوَيه وقال: كَانَ ثقة، مِن الأبدال.
238- سعيد بْن يزيد:
أَبُو عثمان التيمي4.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 92"، والتهذيب "4/ 92".
2 الثقات لابن حبان "8/ 272".
3 تهذيب تاريخ دمشق "6/ 181".
4 لم نقف عليه.(19/107)
عَنْ: عيسى بْن يونس، وابن عَلَيْهِ، والوليد بْن مُسلْمِ.
روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن إِسْمَاعِيل الرّازيّ.
شيخٌ مُعَمِّر لِقيَه الحاكم.
لم أرَه فِي كتاب ابن أَبِي حاتم.
239- سَلَمَةُ بْن أَحْمَد بْن أَبِي نافع:
أَبُو طَالِب المُرِّيّ المَوْصِليّ الفقيه المفتي1.
يروي عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أُوَيْس، وأَحْمَد بْن يونس، وسعيد بْن منصور، وعلي بْن الجعد.
روى عَنْهُ: محمد بْن جامع الصّائغ، وغيره مِنَ المَوَاصِلَة.
ومات بعد الخمسين ومائتين.
240- سَلَمَةُ بْن مكمّل المُدْلِجِيّ المصريّ2:
من: شيوخ مصر.
تُوُفّي فِي رجب سنة خمسٍ وخمسين.
آخر مِن حدَّث عَنْهُ أَحْمَد بْن محمد بْن يحيى بْن جرير.
241- سَلْم بْن جُنَادَةُ بْنُ سَلْمِ بْنِ خَالِدِ بْنِ جَابِرِ بْن سَمُرَة.
أَبُو السّائب العامريّ السُّوائيّ الكوفيّ3.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وعبد اللَّه بْن إدريس، وحفص بْن غِيَاث، وجماعة.
وعنه: ن. ق.، ومحمد بْن جرير، والقاضي المَحَامِليّ، وأبي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومُحَمَّد بْن مخلد، وجماعة.
قال النسائي: كوفي صالح.
__________
1 لم نقف عليه.
2 ينظر "حسن المحاضرة" للسيوطي.
3 الجرح والتعديل "4/ 269"، والتهذيب "4/ 128".(19/108)
وقال البرقاني: ثقة.
وقال السراج: قَالَ لي: وُلدتُ سنة أربعٍ وسبعين ومائة. وعاش ثمانين سنة.
242- السَّلْم بْن يحيى:
أَبُو سعَيِد الطّائيّ الحجراوي1.
عن: مروان بن معاوية الفزازي، وسُوَيْد بْن عَبْد العزيز.
وكان عَالِيّ الإسناد.
روى عَنْهُ: محمد بْن خُرَيْم المُرِّيّ، وابن جوصا، وأبو الدحداح أحمد بن محمد، وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
وروي أنّ النّاس كانوا يتلَقَّونه يوم الجمعة إذا دخل البلد إلى باب جيرون يحترمونه ويُبَجِّلونه ويدخلون بِهِ الجامع.
243- سُلَيْمَان بْن بَشار الخُرَاسانيّ2:
أَبُو أيّوب.
حدَّث بمصر عَنْ: هُشَيْم، وابن المبارك، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة.
وعنه: جماعة آخرهم عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الرشديني.
توفي في شعبان سنة تسع وخمسين ومائتين، وهو آخر من حدَّث عَنْ هُشَيْم بالدّيار المصرية.
ولم يذكره بن أبي حاتم، ولا الحاكم أَبُو أَحْمَد، ولا الحاكم أبو عبد الله. وعِدادهُ فِي الضُّعَفاء.
244- سليمان بن داود بن حماد أخو رشدين ابني سعد -د. ن- أبو الربيع المهري المصري3.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 269".
2 الميزان "2/ 197، 198".
3 الجرح والتعديل "4/ 114"، والتهذيب "/ 186، 187".(19/109)
عن: عبد الله بن وهب، وإدريس بن يحيى الزّاهد، وأشْهب الفقيه، وعبد الملك بْن الماجِشُون، وعبد اللَّه بْن نافع.
وعنه: د. ن. ووثقه، وعمر البُجَيْريّ، وإبراهيم بن متويه، ومحمد بن زبان، وآخرون.
وقرأ القرآن على ورش.
قرأ عليه: أبو بكر محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني، وغيره.
وكان من جلة المقرئين وعبادهم ومسندهم، لكن لم نشهد طريقه.
توفي سنة ثلاث وخمسين في أول ذي القعدة، قاله ابن يونس.
وقال: كان زاهدا، وكان فقيها على مذهب مالك. ولد سنة ثمان وسبعين ومائة.
وقال أبو داود السختياني: قَلَّ من رَأَيْت فِي فضله.
245- سُلَيْمَان بْن دَاوُد.
أَبُو أَحْمَد الثَّقفيّ الرّازيّ القزاز1.
سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، وابن نُمَيْر، ومعن بْن عيسى.
وعنه: أبو حاتم، وابنه عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم وقال: ثقة؛ وأبو نُعَيْم عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن عدِيّ، وأحمد بْن محمد بْن مُصْعَب الكاغِديّ، وهو آخر من حدَّث عَنْهُ.
246- سُلَيْمَان بْن عَبْد الجبار بْن زُرَيْق السّامرّي2 -ت- عن: سعيد بْن عامر الضبعي، وعثمان بْن عُمَر بْن فارس.
وعنه: ت.، وعبد اللَّه بْن ناجية، وابن صاعد، وجماعة.
وقال أبو حاتم: سَمِعْتُ حَجّاج بْن الشاعر يبالغ فِي الثنَّاء عَلَيْهِ.
247- سُلَيْمَان بْن عَبْد الرحمن بْن حماد -د- أبو داود التيمي الطلحي الكوفي التمار3.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "4/ 115"، والثقات لابن حبان "8/ 280".
2 الجرح والتعديل "4/ 130"، والتهذيب "4/ 205".
3 الجرح والتعديل "4/ 129"، والتهذيب "4/ 206".(19/110)
عَنْ: أَبِيهِ، وعَمْرو بْن حمّاد القتّاد.
وعنه: د.، وأبو زُرْعَة، وابن أَبِي حاتم، وغيرهم.
مات فِي ذي القِعْدة سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
248- سُلَيْمَان بْن محمد بْن سُلَيْمَان.
أَبُو أيّوب الرُّعَيْنيّ الحمصيّ1.
سَمِعَ: بقيّة بْن الوليد.
وعنه: سعَيِد بْن عَمْرو البَرْذَعيّ.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: تُوُفّي قبل قدومي حمص بدون سنة.
249- سليمان بن معبد -م. ن- أبو داود السنجي المروزي2. وسَنْج من قُرَى مَرْو:
سَمِعَ النَّضْر بْن شُمَيْل، وعبد الرّزّاق، وعبد اللَّه بْن يوسف التِّنِّيسيّ، وطائفة.
وعنه: م. ن. وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومحمد بْن حَمْدَوَيْه المَرْوزِيّ، وخلْق.
وكان محدثًا حافظًا نَحْويًّا فصيحًا.
تُوُفّي بَمْرو فِي سنة سبْعٍ وخمسين فِي ذي الحجة.
250- سُلَيْمَان بْن نصر:
أَبُو أيّوب المُرِّيّ الغَطَفَانيّ الأندلسيّ3.
روى عَنْ: يحيى بْن يحيى، وسعيد بْن حسّان، وعبد الملك بْن حبيب، وأَبِي مُصْعَب الزُّهْريّ، وطائفة.
مات بالأندلس.
251- سُلَيْم بن مجاهد بن يعيش ". . . "4:
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 140".
2 تاريخ بغداد "9/ 51"، والتهذيب "4/ 219".
3 انظر: جذوة المقتبس "226"، للحميدي.
4 بياض في الأصل.(19/111)
يشتبه بيعيش أَبُو عُمَر الْبُخَارِيّ.
رحل وسمع من: أَبِي عَبْد الرَّحْمَن المقرئ وعبد اللَّه بْن رجاء الغُدّانيّ، والقَعْنَبيّ.
وعنه: ابنه المحدث مهيب بْن سُلَيْم.
تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين ومائتين.
252- سهل بن محمد -د. ن:
أبو حاتم السجستاني المقرئ اللُّغَويّ الإمام1. إمام جامع البصرة.
صاحب المصنفات.
أخذ عَنْ: عُبَيْدة، وأبي زيد الْأَنْصَارِيّ، والأصمعيّ، ووَهْبُ بْن جرير، ويزيد بْن هارون، وأبي عامر العقدي.
وقرأ القرآن على يعقوب الحضرمي.
وحمل الناس عنه القرآن والحديث والعربية.
روى عنه: د. ن.، والبزّاز فِي "مُسْنَدة"، ويحيى بْن صاعد، ومحمد بن هارون الروياني، وابن خزيمة.
وتخرّج بِهِ محمد بْن يزيد المبرد، وأبو بكر بن دريد.
وحدث عن حفّاظ، وخلْق أخرهم أَبُو رَوْق الهزانيّ.
وكان جمّاعةً للكُتُب يتبحر فيها. وله يد طُولَى في اللغة والشعر العروض، واستخراج المُعَمَّى. ولم يكن حاذقًا فِي النَّحْو.
قَالَ أَبُو حاتم السِّجِسْتانيّ: كنت عند الأخفش وعنده التُّوَّزيّ فقال: ما صنعت فِي كتاب "المذكّر والمؤنثّ"؟
قلت: قد عملتُ فِي ذَلِكَ.
قَالَ: فما تقول في الفردوس؟
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 204"، والتهذيب "4/ 257".(19/112)
قلت: ذَكَر.
قَالَ: فإنّ اللَّه يَقُولُ: {الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُون} [المؤمنون: 11] .
قلت: ذهبَ إلى الجنة.
فقال التوزي: يا غافل، أما تسمعهم يقولون: إنّ لك الفِرْدوس الأعلى؟
فقلت: يا نائم، الأعلى هاهنا افعلْ. وليس بفَعْلي.
ولأبي حاتم كتاب "إعراب القرآن"، وكتاب" ما تَلْحن فِيهِ العامّة"، وكتاب "المقصور والممدود"، وكتاب "المقاطع والمبادئ"، وكتاب "القراءات"، وكتاب" الفصاحة"، وكتاب "الوحوش"، وكتاب "اختلَاف المصاحف"، وغير ذَلِكَ1.
وكان كثير التصانيف.
تُوُفّي سنة خمسين.
وقيل: فِي آخر سنة خمسٍ وخمسين، وله ثلَاثٌ وثمانون سنة.
قَالَ: قرأت كتاب سِيبَوَيْه عَلَى الأخفش مرَتين.
وقد كَانَ فِي أَبِي حاتم دُعابة الأدباء.
"حرف الشين":
253- شجاع بن الوليد -خ- أبو الليث البخاري2. مؤدِّب الأمير حسن بْن العلَاء السَّعْديّ.
رحل وسمع: عَبْد الرّزّاق، والنَّضْر بْن محمد، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، وجماعة.
وعنه: خ.، وأحمد بْن عَبْده الآمُليّ، وسهل بن شاذويه البخاري.
254- شعيب بن عبد الحميد بن بسطام الواسطي الطحان.
عن: سعيد بن عامر، ويزيد بن هارون، ومؤمل بن إسماعيل.
وعنه: أسلم بن سهل، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق.
__________
1 السير: "10/ 195".
2 انظر: التهذيب "4س/ 314".(19/113)
255- شُفَيع بْن إِسْحَاق، بالضّمّ:
أَبُو صالح الْبُخَارِيّ المحتسب1.
روى عَنْ: خاقان، وأبي حفص أَحْمَد بن حفص، ومحمد بْن سلَام، وحَيّان بْن مُوسَى.
وعنه: أَحْمَد بْن عَبْد الواحد بْن رُفَيد، وعَبْدان بْن يوسف، وخَلَف بْن مُهَيْل.
مات سنة سبْعٍ وخمسين ومائتين.
مِنَ "الإكمال".
256- شمر بن حمدويه2:
أبو عمر اللُّغَويّ أديب خُراسان.
كَانَ رأسًا فِي العربية والآداب.
قِيلَ: أَنَّهُ صنَّف كتاب "غريب الحديث" فِي قدْر "غريب الحديث" الّذي لأبي عُبَيْد مرّات.
وكان كاتب الحُكم لأحمد بْن حُرَيْش القاضي بَهَراة.
وكان مِن أئمّة السنة والجماعة.
روى عَنْ: عَبْد الصّمد بْن حسّان، والنَّضْر بن شميل، وابن الأعرابي، وغيره.
روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن محمود بْن مقاتل.
وتُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين، أو سنة خمسٍ.
"حرف الصاد":
257- صالح بْن أَبِي صالح عَبْد اللَّه بْن صالح المصريّ3:
عَنْ: أَبِيهِ، وابن وَهْبُ، وعبد الرحمن بن القاسم، وعمر بن راشد.
__________
1 المشتبه "1/ 398" للذهبي.
2 معجم الأدباء "11/ 274، 275".
3 انظر: "حسن المحاضرة".(19/114)
وعنه: إِبْرَاهِيم بْن محمد بْن مَتُّوَيه، وعلي بن أحمد علان المصري، وآخرون.
258- صُرَد بْن حمّاد:
أَبُو سهل الصَّيْرفيّ1.
عَنْ: أَبِي قَطَن، وبكر بْن بكّار، وغيرهما.
حدَّث ببغداد.
روى عَنْهُ: إِسْمَاعِيل الوراق، ومحمد بْن مَخْلَد.
قَالَ الخطيب: ما علمت من حاله إلا خيرًا.
259- صالح بن الهيثم الواسطي -ق- أبو شعيب الصَّيْرفيّ الطّحّان2:
عَنْ: فُضَيْل بْن عياض، وعَبْد القُدُّوس بْن بَكْر بْن خُنَيْس، وشاذّ بْن فَيّاض، وإِبْرَاهِيم بْن رُسْتُم المَرْوزِيّ.
وعنه: ق. حديثًا، وعلي بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد وقال: صدوق؛ ومحمد بْن حمزة بْن عُمارة الأصبهاني، وعبد الله بن أحمد شوذب.
260- صفوان بن عمرو الحمصي3 -ن- عَنْ: أَحْمَد بْن خَالِد الوهْبيّ، وأبي المغيرة، وعلي بْن عَيَّاش، وجماعة:
وعنه: ن.، ومحمد بْن أَحْمَد بْن راشد بْن مَعْدان الأصبهاني، ومحمد بن عبد الله مكحول البيروتي.
قال النسائي: لَا بأس بِهِ.
"حرف الطاء":
261- طاهر بْن خَالِد بْن نزار الْأيْليّ4:
أَبُو الطَّيْب، نزيل سامرّاء.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 343".
2 الجرح والتعديل "4/ 419"، والتهذيب "4/ 407".
3 التهذيب "4/ 429".
4 تاريخ بغداد "9/ 355".(19/115)
سَمِعَ: أَبَاهُ وآدم بْن أَبِي إياس.
وعنه: ابن صاعد، وإسماعيل الوراق، ومحمد بْن مَخْلَد، ومحمد بْن جعْفَر المَطِيريّ.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: صدوق.
قلت: تُوُفّي سنة ستين. وقيل سنة ثلَاثٍ وستين.
وحديثه يقع عاليًا فِي "جزء ابن مَخْلَد" الَّذِي عند ابن اللُّتيّ.
262- طليق بن محمد بن السكن -ن- أبو سهل الواسطي البزاز1:
عَنْ: أَبِي معاوية، وعَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، ويزيد بْن هارون.
وعنه: ن.، وابن خُزَيْمَة، وعمر البجيري، وأحمد بن عمرو البزار، وعلي بن عبد الله بن مبشر، ومحمد بن المسيب الأرغياني.
ذكره ابن حبان فِي "الثقات".
"حرف العين":
263- عامر بن شعيب الأرغياني الإسفنجي2:
عن: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعيسى بْن يونس أحاديث ساقطة.
وعنه: أبو عوانة الإسفراييني، ومحمد بْن المُسَيَّب الْأرْغِيانيّ، ومحمد بْن حفص الجوينيّ.
264- الْعَبَّاس بْن أَبِي طَالِب جعْفَر بْن عبد الله بن الزبرقان -ق- أبو محمد البغدادي، مولي آل الْعَبَّاس3:
وله أخَوان: الفضل ويحيى.
سَمِعَ: يحيى بْن بُكْير، وهوذة، والحسن بْن موسى الأشيب، وشبابة والقعنبي، وطائفة.
__________
1 التهذيب "5/ 35".
2 الميزان "2/ 359".
3 الجرح والتعديل "6/ 215"، والسير "12/ 621".(19/116)
وعنه: ق.، وأبو بكر بن أبي داود، وعمر البُجَيْريّ، وابن صاعد، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ومحمد بْن مَخْلَد، وخلْق.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
قلت: مات فِي عاشر جُمَادَى الآخرة سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين.
265- الْعَبَّاس بْن الْحَسَن البلْخيّ, ثمّ البغداديّ1:
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، وعبد اللَّه الخُرَيْبيّ.
وعنه: ابن مَخْلَد العطّار، والقاضي المَحَامِليّ.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.
266- الْعَبَّاس بْن سعَيِد:
أَبُو الفضل المصري الخواص2.
قال ابن يونس: روى عَنِ ابن وَهْب.
ومات سنة تسع وخمسين.
267- العباس بن الفرج -د- أبو الفضل الرياشي البصري النَّحْويّ3، صاحب العربيّة:
أخذ عَنْ: الأصمعيّ، وأبي عبيد بن المثنى، وأبي دَاوُد الطَّيالِسيّ، وعبد الله بْن بَكْر السَّهْميّ، وأبي عاصم النبيل، وطائفة.
وعنه: د.، تفسير لغةٍ، وإِبْرَاهِيم الحربيّ، وابن أَبِي الدُّنيا، ومحمد بْن يزيد المبرّد، وابن دُرَيْد، ومحمد بْن أَبِي الأزهر، وأبو خليفة الجّمَحيّ، وأبو عَرُوبة الحرّانيّ، وإمام الأئمة ابن خُزَيْمَة، وخلْق آخرهم أَبُو رَوْق الهزّانيّ.
وكان مِن الأدب واللُّغة بِمحلٍّ عالٍ. كَانَ يحفظ كُتُب أَبِي زيد الأنصاري وكتب الأصمعي كلها.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "12/ 140، 141"، والتهذيب "5/ 117".
2 لم نقف عليه.
3 تاريخ بغداد "12/ 138"، والتهذيب "5/ 124، 125".(19/117)
وقد قرأ كتاب سِيبَوَيْه عَلَى أَبِي عثمان المازنيّ، فكان المازنيّ يَقُولُ: قرأ عَلِيّ الريّاشيّ الكتاب وهو أعلم بِهِ منيّ.
ذكر الخطيب فِي ترجمته بعد أن وثقَّه أنّ الزَّنْج قتلته بالبصْرة سنة سبْعٍ فيمن قَتَلُوا، وكان قائمًا يصلي الضحى في مسجده، -رحمه اللَّه-، فلم يدُفن إلا بعد زمن.
268- الْعَبَّاس بن يزيد بن أبي حبيب -ق- البصري البحراني1:
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويزيد بْن زُرَيْع، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، وزياد البكّائي، وغُنْدَر، وطائفة.
وعنه: ق.، وابن أَبِي حاتم، والقاضي المَحَامِليّ، ومحمد بْن مَخْلَد، وإِسْمَاعِيل الوراق، وخلْق.
وكان ثقة حافظًا.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.
وكان يُلَقَّب عبّاسُوَيْه. ولي قضاء همدان مدّةً.
269- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن شَبوَيْه:
الحافظ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن المَرْوزِيّ2.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وعَبْدان عَبْد اللَّه بْن عثمان، وعَلِيّ بْن الْحَسَن بْن شقيق، وآدم بْن أَبِي إياس، وأبا اليمان، وخلْقًا سواهم.
وعنه: أبو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، وابن صاعد، وأبو حامد، والحضْرميّ، وزكريّا الغافقيّ، وطائفة.
تُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين، وهو أشبه. وقيل: سنة خمسٍ وسبعين، وهو بعيد.
270- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن زُكَيْر بْن غَزْوان الحنفيّ:
عَنْ: أَسْباط بْن محمد، وجعْفَر بْن عَوْن، وجماعة.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: كتبنا من حديثه سنة ستٍّ وخمسين ولم يقدر لنا السماع منه.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 217"، والتهذيب "5/ 134، 135".
2 انظر: الجرح والتعديل "5/ 6"، وتاريخ بغداد "/ 371".(19/118)
271- عبد الله بن إسحاق -ن- أبو جعفر الواسطي الناقد1:
عَنْ: يزيد بْن هارون، ويحيى السَّيْلَحينيّ، ورَوْح بْن عُبَادة، وأبي عاصم.
وعنه: ن.، ومحمد بْن جرير، وبكر بْن أَحْمَد بْن مُقْبل الحافظ، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ".
272- عَبْدُ اللَّهِ بن إسحاق أبو محمد البصري الجوهري2 الملقب ببدعة؛ مستملي أبي عاصم النبيل.
روى عَنْ: أَبِي عاصم، والْحُسَيْن بْن حفص الأصبهاني.
وعنه: د. ت. ن. ق.، وعُمَر بْن بُجَيْر، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وآخرون.
تُوُفِّيَ سَنَة سبْعٍ وخمسين2.
273- عَبْد اللَّهِ بْن إِسْمَاعِيل بْن يزيد بن حجر:
أبو عمر البَيْروتيّ3، ابن بنت الأوزاعيّ.
روى عَنْ: أَبِيهِ، والوليد بْن مَزْيَد البَيْروتيّ.
وعنه: أبو حاتم الرازي، وأحمد بن إبراهيم البسري، وابن جوصا، وغيرهم.
274- عبد الله بن الحسن بن حفص بن الفضل بن يحيى بن ذكوان:
أبو محمد الهمداني الأصبهاني4. رئيس أصبهان ووجهها. وكان خيرا فاضلا جليلا، كاتب الخلفاء، يكاتبونه ويخاطبونه بمختار البلد.
روى عن: عمه الحسين بْن حفص، وبَكْر بْن بكّار.
روى عَنْهُ: ابناه، عُمَر ومحمد.
ومات سنة أربعٍ وخمسين.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 6".
2 التهذيب "5/ 147".
3 انظر: الجرح والتعديل "5/ 4".
4 طبقات المحدثين"2/ 297، 298".(19/119)
275- عَبْد اللَّه بْن الحَكَم بْن أَبِي زياد القطواني الكوفي الدهقان1 -د. ت. ق- أبو عبد الرحمن.
سمع: ابن عيينة، وزيد بن الحباب، وأبا داود الطيالسي، وطائفة.
وعنه: د. ت. ق.، وعُمَر بْن بُجَيْر، وابن خُزَيْمَة، وآخرون.
تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
276- عَبْد اللَّه بْن حمزة الزُّبَيْريّ2:
أخو إِبْرَاهِيم بْن حمزة. مدنيّ وليس بمشهور.
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن نافع الصّائغ، وموسى بْن إِبْرَاهِيم الحزاميّ، وغيرهما.
وعنه: محمد بْن إِسْحَاق بْن راهَوَيْه.
تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: تُوُفّي قبل قدومنا المدينة بأشهر.
277- عَبْد اللَّه بْن خُبيق الأنطاكيّ الزّاهد3:
صاحب يوسف بْن أسباط.
لَهُ كلَام حسن فِي التَّصَوُّف والمعاملة. عُمَر زمانًا.
وروى عَنْ: شُعَيب بْن حَرْب، وحُذَيْفَة المَرْعَشيّ، ويوسف بن أسباط، والهيثم بن جميل، وحجاج الأعور.
وروى عنه: أبو طالب بن سوادة، وجعفر بن سوار، وأحمد بن محمد بن أبي موسى الأنطاكي، ومحمد بن عبد الله، ومطين، وغيرهم.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 38"، والتهذيب "5/ 190".
2 الجرح والتعديل "5/ 39".
3 الجرح والتعديل "5/ 46".(19/120)
وَقَدْ رَوَى عَنْ يُوسُفَ، عَنِ الثَّوريّ، عَنِ ابْنِ المّنْكَدِر، عَنْ جَابِرٍ، رَفَعَهُ قَالَ: "مُدَارَاةُ النَّاسِ صَدَقَةٌ"1.
قَالَ الطَّبَرانيّ: لم يروه عَنِ الثَّوْريّ إلَا يوسف. تفرد بِهِ ابنُ خُبَيْق.
وروى ابن خُبَيْق، عَنْ يوسف بْن أسباط قَالَ: من أراد العز ومنازل الشهداء يوم القيامة فلْيُبْغِضْ حَمْدَ النّاس.
قَالَ ابن قانع: تُوُفّي سنة ستّين ومائتين.
وقلت: آخر أصحابة أَحْمَد بْن جَوْصا.
278- عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر بْن محمد بْن الزُّبَيْر:
أَبُو القاسم الأُمَويّ الرّهاويّ2.
عَنْ: أَبِيهِ، وإِبْرَاهِيم بْن يزيد المكتب.
وعنه: الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه القطّان، وعَلِيّ بْن سراج المصريّ، وغيرهما.
279- عَبْد اللَّه بْن سعيد بن حصين - ع. - أبو سعيد الكندي الكوفي الأشج3. مُحَدَّث الكوفة ومُفتيها فِي عصره، ومُسْنَد وقته:
لَهُ التفسير والتصانيف.
روى عَنْ: هُشَيْم، وعبد اللَّه بْن إدريس، وحفص بْن غِيَاث، وإبراهيم بْن أَعْين الشَّيْبانيّ، وأبي بَكْر بْن عَيَّاش، وعُقْبة بْن خَالِد السَّكُونيّ، ووَكِيع، وخلْق كثير.
وعنه: السّتّة فِي كُتُبهم، وابن خُزَيْمَة، وأَبُو يَعْلَى، وابن أَبِي دَاوُد، وعمر بْن محمد بْن بُجَيْر، وهنّاد بْن السّرِيّ الصغير، وزكريّا السّاجيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم.
قَالَ أَبُو حاتم الرّازيّ: هو إمامُ أهلِ زمانه.
__________
1 حديث ضعيف: أخرجه الطبراني كما في المجمع "8/ 17"، وابن حبان "2075"، وأبو نعيم "8/ 246" في الحلية، وابن السني "320"، في عمل اليوم والليلة، والخطابي "99" في العزلة.
وانظر: العلل "2359" لابن أبي حاتم، وكشف الخفاء "2/ 280".
2 في عداد العلماء المستورين، لا بأس به.
3 الجرح والتعديل "5/ 73"، والسير "12/ 182-185".(19/121)
وقال محمد بْن أَحْمَد بْن بلَال الشَّطَويّ: ما رَأَيْت أحفظ منه.
قلت: تُوُفّي فِي ربيع الأوّل سنة سَبْعٍ وخمسين، وقد نيَّفٍ عَلَى التسعين. وقعَ لي مِن عواليه.
280- عَبْد اللَّه بْن شبيب الرَّبعيّ:
مولَاهُمُ المدنيّ الإخباريّ1، أَبُو سعَيِد.
روى عَنْ: عَبْد العزيز الْأوَيْسيّ، وإِسْحَاق الفَرَويّ، وأبي جَابرِ محمد بْن عَبْد الملك، وإسماعيل بْن أَبِي أُوَيْس، وأيّوب بْن سُلَيْمَان بْن بلَال، وغيرهم.
وعنه: الزُّبَيْر بْن بكّار وهو أكبر منه، وأَبُو زُرْعَة، وإِبْرَاهِيم الحربيّ وهما من أقرانه، وابن صاعد، ومحمد بْن مَخْلَد، والمَحَامِليّ، وجماعة آخرهم موتًا أَبُو رَوْق الهزاني.
وكان غير ثقة.
قَالَ فَضْلك الرّازيّ: يحلّ ضربُ عُنُقه.
وقال أَبُو أَحْمَد الحاكم: ذاهب الحديث.
قُلْتُ: كَانَ إخباريًا علَامة. حدَّث ببغداد وتُوُفّي بمكّة. ولم أظفر بتاريخ موته.
281- عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الفضل بن بهرام بن عبد الصمد2 -م. د. ت- أبو محمد التميمي الدارمي السمرقندي الْإمَام صاحب "المُسْنَد". وُلِد عام موت عَبْد اللَّه بْن المبارك. وكان مِن أوعيه العلم، يجتهد ولا يُقَلَّد.
سَمِعَ: النَّضْر بْن شُمَيْل، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ، وأبا النضر هاشم بن القاسم، ومحمد بن يوسف الفريابي، وجعفر بن عون، ووهب بن جرير، وزيد ين يحيى بن عبيد "الدمشقي" الغساني، وعثمان بن عمر بن فارس، وخلقًا كثيرًا بخراسان، والشام، والعراق، ومصر.
وعنه: م. د. ت.، ومحمد بْن بشّار، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ وهما أكبر منه، والبخاري، وأبو زُرْعَة، والنَّسائيّ، وصالح جَزَرَة، وعَبْد الله بن أحمد، وجعفر
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "5/ 83، 84"، وتاريخ بغداد "9/ 474".
2 تاريخ بغداد "10/ 29"، والسير "10/ 168-170".(19/122)
الفِرْيابيّ، ومُطَيَّن، وعيسى بْن عُمَر السَّمرْقَنْديّ، وجعْفَر بْن أَحْمَد بْن فارس الأصبهاني، وعُمَر البُجَيْريّ، ومكّيّ بْن محمد البلْخيّ الحافظ، والنَّسائيّ خارج كتابه، وخلْق من أهل بلده.
ورحل إِلَيْهِ الحُفَّاظ مِنَ النواحي.
قَالَ أبو بَكْر الخطيب: هُوَ من بني دارم بْن مالك، كَانَ أحد الرحالين والحفاظ، موصوفًا بالثّقة والزُّهْد والورع.
قَالَ: واستُقْضيّ عَلَى سَمَرْقند فقضي قضيّة واحدة، ثمّ استعفي فأُعْفي. قَالَ: وكان عَلَى غاية العقل، وفي نهاية الفضل. يُضْرب بِهِ المَثَلُ فِي الدّيانة والحِلْم والاجتهاد والعبادة والتقلل.
صنف "المسند"، و "التفسير"، وكتاب "الجامع".
وقال أَبُو حاتم: ثقة، صدوق1.
وعن محمد بْن إِبْرَاهِيم الفقيه السَّمرْقَنْديّ: كنتُ عند أَحْمَد بْن حنبل فذكر الدّارِميّ فقال: ذاك السيد، عرض علي الكفر فلم أقبل، وَعُرِضَتْ عَلَيْهِ الدُّنيا فلم يقبل2.
وقال أَحْمَد بْن حامد السَّمرْقَنْديّ: سَمِعْتُ رجاء بْن مُرَّجا يَقُولُ: رَأَيْتُ أَحْمَد، وإِسْحَاق، والشّاذَكُونيّ، وعَلِيّ بْن المَدينيّ، فما رَأَيْت أحفظ من عَبْد اللَّه الدّارِميّ.
وعن رجاء بْن مُرَجّا قَالَ: ما رأيت أحد أعلم بحديث رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ.
وقال عبد الصمد بْن سُلَيْمَان البلْخيّ: سَأَلت أَحْمَد بْن حنبل عن يحيى اليماني فقال: تركناه لِقَوْلِ عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن السَّمرْقَنْديّ، لأنّه إمام.
وعن محمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر قَالَ: غَلبنا عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بالحفظ والورع.
__________
1 السير "10/ 180".
2 السابق.(19/123)
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن إمام "أهل" زمانه1.
وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ محمد بْنِ خَلَفٍ الْبُخَارِيُّ: كُنَّا عِنْدَ محمد بْنِ إِسْمَاعِيلَ، فَوَرَدَ عَلَيْهِ نَعِيُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَنَكَّسَ رَأْسَهُ ثُمَّ اسَتَرْجَعَ وَسَالَتْ دُمُوعُهُ عَلَى خَدَّيْهِ، ثُمَّ قَالَ مُتَمَثِّلا:
إِنْ تَبْقَ تُفْجَعْ بِالأَحِبَّةِ كُلِّهِمْ ... وَفَنَاءُ نَفْسِكَ لا أَبَا لَكَ أَفْجَعُ2
وَرَوَى عَنِ الدَّارَمِيِّ قَالَ: كَانَ يُقْرَعُ بَابِي بِبَغْدَادَ، فَأَقُولُ: مَنْ ذَا؟ فَيَقُولُونَ: يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ، " نِعْمَ الإِدَامُ الْخَلُّ "3.
قُلْتُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ تَفَرَّدَ بِهِ الدَّارَمِيِّ عَنْ يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ.
رَوَاهُ محمد بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَأَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ، وَالنَّاسُ عَنْهُ. وَقَعَ لَنَا عَالِيًا فِي مُسْنَدِهِ.
قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الَوَرَّاقُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيٍد الأَشَجَّ يَقُولُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِمَامُنَا.
قلت: مناقبه كثيرة.
تُوُفّي فيما قَالَ أحمد بن سبار المَرْوزِيّ يوم التَّرْوِيَة سنة خمسٍ وخمسين.
وقيل: يوم عَرَفَة سنة خمسٍ، ورخه جماعة.
وقال أبو قاسم بْن عساكر: ويُقال تُوُفِّيَ سَنَة أربعٍ وخمسين.
282- عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الصَّمد بْن أَبِي خداش الموصلي4 -ن-:
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 32".
2 السير "10/ 181".
3 حديث صحيح: أخرجه مسلم "2052"، والترمذي "1889"، "1890"، وأحمد "3/ 301، 304، 353، 364"، والدارمي "2049"، من حديث عائشة، وفي الباب عن جابر وغيره.
4 انظر: التهذيب "5/ 300، 301".(19/124)
عن: المعافى بنت عِمْران، وهو آخر أصحابه؛ وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعيسى بْن يونس، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، ومَخْلَد بْن يزيد، وجماعة.
وعنه: ن. وقال: لَا بأس بِهِ؛ وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، ومحمد بْن محمد الباغَنْديّ، وأحمد بْن عَبْد اللَّه وكيل أَبِي صَخْرة، وعبد اللَّه بْن أَبِي سُفْيَان شيخ لابن جُمَيْع، وآخرون.
تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين أيضًا.
283- عَبْد اللَّه بْن أَبِي رومان عَبْد الملك بْن يحيى الإسكَنْدرانيّ1:
روى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وهْب.
وهو ضعيف.
تُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين.
قَالَ ابن يونس: روى مناكير.
284- عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن يزيد:
أَبُو محمد الزُّهْريّ الأصبهاني2؛ أخو رُسْتَة.
سَمِعَ: يحيى بْن سعَيِد القطّان، ومحمد بْن جعْفَر، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وحمّاد بْن مسعدة.
قَالَ أَبُو الشَّيْخ: لَهُ مصنفات كثيرة. خرج قاضيًا عَلَى الكرْخ، فمات بها سنة اثنتين وخمسين.
قلت: روى عنه: محمد بن يحيى بن منده، وأحمد بْن عَبْد الكريم الزَّعْفَرانيّ، وسلْم بْن عصام، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وعبد اللَّه بْن محمد بْن عِمران. وله أفراد وغرائب.
285- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أَبِي يزيد الخلنجي3:
__________
1 الميزان "2/ 422".
2 طبقات المحدثين "2/ 293".
3 تاريخ بغداد "10/ 73، 74".(19/125)
قاضي الكرْخ. وقيل ولي قضاء دمشق. وكان جهْميًا، من رؤوس أصحاب ابن أَبِي دُؤاد.
قَالَ الخطيب: كَانَ مِنَ المجرّدين للقول بخلْق القرآن.
وقال طلحة بْن محمد بْن جعفر: كَانَ حاذقًا بفقه أَبِي حنيفة، واسع العلم. ولي قضاء الشّرقيّة فظهرت منه عِفّة وديانة. وكان فِيهِ كِبْر شديد.
قَالَ نفْطَوَيْه: حدثني عَلِيُّ بْن محمد بْن الفُرات قَالَ: لمّا ولي الخَلَنْجيّ قضاء الشرقية كثر من يطالبه بفك الحجر، فدعا بالأمناء وقال: مَن كَانَ لَهُ عندكم مالٌ فليشترَ لَهُ منه مرًّا وزبيلَا1 وليُدَّخرَ لَهُ. فإن أتلفَ ماله عمل بالمر والزّبيل.
وقال محمد بْن خَلَف وكِيع: كَانَ الخَلَنْجيّ ابن أخت عَلُّويَه المُغَنيّ. وكان تَيّاهًا2 صَلْفًا3. ولي القضاء فكان يجلس إلى أصطوانة4 بالمسجد يستند إليها فلَا يتحرك، فإذا تقدم الخصمان أقبل عليهما بجميع جسده وترك الاستناد. فعمد ماجن إلى الأصطوانة فطلَاها بدَبَق، فجاء فجلس واستند، فالتصقت دَنِيَّتُه وتمكّنت، فلمّا تقدّم إِلَيْهِ الخصوم وأقبل عليهم ببدنه انكشف رأسه، وبقيت الدّنيّة مصلوبةً، فقام مُغْضبًا وغطّى رأسه بطَيْلسانه، وعلِم أنّها حيلة. وترك الدنية ملصقة، فعملوا فيها أبياتًا.
قَالَ ابن كامل: تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين.
قلت: الدنية مشتقة من الدن، شبهوها بِهِ وهي طول نصف ذراع أو أكثر، وفيها شَبَه بالشَّرَبُوش. وكان يلبسها القُضاة والوُلَاة وغيرهم. وتُعْمَل مِن ورقٍ عَلَى قُضبان دِقاق، وتُسميّ الطّويلة أيضًا.
وكان أَبُو جعْفَر المنصور أخرجها، وأخرج لها المناطق، وهي الحياصة، فيها السّيف.
وقد لبس أَبُو دُلَامة هذا الزِّيّ فقيل لَهُ: كيف حالك؟ فقال: ما حال من وجهه
__________
1 المر: الحبل، والزبيل: الفقه، وانظر الخبر في تاريخ بغداد "10/ 74".
2 تيأهًا: معجبًا بنفسه.
3 صلفًا: متكبرًا.
4 وتكتب: اسطوانة، وفي الجدار، أو العمود، أو السارية.(19/126)
إلى نصفه وسيفه عند أستِه، وقد نَبَذَ كلَام اللَّه وراء ظهره!.
قلت: كانوا يعملون الطراز فِيهِ: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 137] ويصنعونه مِنَ الكتف إلى الكتِف كعادة كرز الرُّومِيين.
وقيل: بل كَانَ طول الدّنيّة ذراع وباطِنُها خلْو.
286- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن الحجاج بْن أبي عثمان الصواف - ت. - أبو يحيى البصري1:
سَمِعَ: عَبْد الوهّاب الثَّقفيّ، ومُعَاذ بْن هشام، وأبا عامر العقدي.
وعنه: ت.، وأبو بكر بن خُزَيْمَة، وأبو عروبه الحرّانيّ، وابن صاعد، ومحمد بْن هارون الحضْرميّ، وآخرون.
تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين. وكان صدوقًا.
287- عبد الله محمد بْن عَبْد اللَّه بْن هلَال المصريّ المقرئ2:
أَبُو سعَيِد.
روى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وَهْبُ.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن يوسف بْن كامل المقرئ، وغيره.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة سنة ستٍّ وخمسين ومائتين.
288- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الزُّهْرِيُّ المخرمي البصري3 -م. ع- سَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وغُنْدَرًا، وعبد الوهّاب الثَّقفيّ، وطائفة:
وعنه: م. ع.، وأبو عَرُبة، وإمام الأئمة ابن خُزَيْمَة، ومحمد بْن هارون الرُّويانيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي داود، وطائفة.
قال أبو حاتم: صدوق.
__________
1 انظر: التهذيب "6/ 7، 8".
2 غاية النهاية "1/ 452" لابن الجزري.
3 انظر: الجرح والتعديل "5/ 163"، والتهذيب "6/ 11-13".(19/127)
وقال النَّسائيّ: ثقة.
قلت: مات سنة ستٍّ وخمسين ومائتين.
289- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن المهاجر:
أَبُو محمد البغداديّ الفقية فوزان1. صاحب الْإمَام أَحْمَد.
وكان أَحْمَد يأنس بِهِ ويقدِّمه، ويستقرض منه.
روى عَنْ: شُعَيب بْن حَرْب، وأبي معاوية، ووكيع.
وعنه: عبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بن هارون، وابن صاعد، وآخرون.
قال أبو بكر الخلال: مات أبو عبد الله ولفوزان عنده خمسون دينارا، فأوصى أنْ يعُطى من غلَّته، فلم يأخذها وأَحَلَّه منها.
وأخبرني محمد بْن عَلِيٍّ أنهّ سمعه يَقُولُ: كَانَ أبو عبد الله يُكرمني حتى إنه بعث إلى يومًا فقال: وُلِد لنا ولدٌ إيش تري أن نسميّه؟ قَالَ الخطيب: مات فِي رجب سنة ستٍّ وخمسين2.
290- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن سَوْرة البلْخيّ3 مَتّ:
سكن بغداد، وروى عَنْ: عَبْد الصَّمد بْن حسّان، ومكّيّ بْن إبْرَاهِيم وغيرهما.
وعنه: مُوسَى بْن هارون، ومحمد بْن مَخْلَد، وجماعة.
وثقَّه الخطيب.
وتوفي سنة ثمانٍ وخمسين.
291- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى بْن أَبِي بكُيْر4:
عَنْ: جدِّه قاضي كِرْمان.
وعنه: ابن صاعد، وابن مَخْلَد محمد.
وثقه الخطيب.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 164"، وتاريخ "10/ 79، 80".
2 يعني مائتين.
3 تاريخ بغداد "10/ 80".
4 انظر: تاريخ بغداد "10/ 80".(19/128)
292- عبد الله بن محمد بن عمرو -د- أبو العباس الغزي1.
عَنْ: أَبِيهِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إياس، وسعيد بْن أَبِي مريم، وطائفة.
وعنه: د.، وابن جوصا، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وآخرون.
وكان ثقة.
293- عبد الله بن محمد:
أبو محمد التوزي البصري، مولي قريش2. من كبار أئمة العربية:
أخذ عَنْ: الأصمعيّ، وأبي عُبَيْدة.
وقرأ كتاب سِيبَوَيْه عَلى أَبيْ عمر الْجَرْميّ.
ورأس فِي الأدب، وصنَّف كتبًا كثيرة منها: كتاب "الأمثال"، وكتاب "الأضداد"، وكتاب "الخيل"، وكتاب "النوادر"، وكتاب "فعلت وأفعلت".
قَالَ المبرّد: ما رَأَيْت أَعْلَم بالشِّعْر منه؛ كَانَ أعلم من المازني والرياشي.
قلت تَوَّز من بلَاد فارس.
294- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن خلَاد3:
أَبُو أُمّية العراقيّ. أراه مِن أهل واسط؛ قاله أَبُو أَحْمَد فِي الكني.
سَمِعَ: وَهْبُ بْن جرير، ويعقوب بْن محمد.
وعنه: جعفر الفريابي، ومحمد بن المسيب الأرغياني.
295- عبد الله بن مخلد التميمي النيسابوري النحوي4 -د- أبو محمد، تلميذ أبي عبيد.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 162، 163"، والتهذيب "6/ 18".
2 الفهرست "57، 58".
3 الثقات لابن حبان "8/ 368".
4 انظر: التهذيب "6/ 24".(19/129)
سمع: مكي بن إبرهيم، وأبا نُعَيْم. وعبدان المَرْوزِيّ، وجماعة.
وعنه: د.، وابن خُزَيْمَة، ومكي بن عبدان، وأبو بكر بن أبي داود، وطائفة.
وكان مكثرا عَنْ أَبِي عُبَيْد.
تُوُفّي سنة ستين ومائتين.
296- عَبْد اللَّه بْن أَبي المورة الأنباري1:
عَنْ: يَعْلَى بْن عَبْيد، وغيره.
وعنه: محمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن عبدوس.
توفي سنة ثمان وخمسين.
- عبد الله بن هارون:
أبو علقمة الفروي.
في الطبقة الآتية.
297- عبد الله بن هاشم بن حيان -م- أبو عبد الرحمن الطوسي2. رحل وعُني بالحديث.
وسمع: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وخالد بْن الحارث، ويحيى بْن سعَيِد القطّان، وأبا معاوية، وابن مَهْديّ، وعبد اللَّه بْن نُمَيْر، ووَكِيع بْن الجراح، وطائفة.
وعنه: م.، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومكي بْن عَبْدان، وابنا الشَّرْقيّ، وآخرون.
قَالَ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي طَالِب الحافظ: عَبْد اللَّه بْن هاشم مجوّد فِي حديث يحيى، وعبد الرَّحْمَن.
وقال الحاكم: توفي في ذي الحجة سنة خمس وخمسين.
وقال صالح جزرة: ثقة.
__________
1 لم نقف عليه.
2 الجرح والتعديل "5/ 196"، والسير "12/ 378".(19/130)
وقيل: تُوُفّي سنة ثمانٍ؛ وقيل: سنة تسعٍ وخمسين. والأول الصحيح. وقد وقع لي من عواليه جزء جَمَعَه زاهر بْن طاهر.
298- عَبْد الجبّار بْن خَالِد بْن عِمران الفقيه:
أَبُو حفص المقرئ المالكيّ1، صاحب سَحْنُون.
من كبار العُلماء بالقيروان.
تفقّه عَلَيْهِ طائفة.
وتوفي سنة إحدى وخمسين2.
299- عَبْد الحميد بْن حمّاد:
أَبُو الوليد البَعْلَبَكّيّ2.
يروى عَنْ: سُوَيْد بْن عَبْد العزيز قاضي بَعْلَبَكّ.
وعنه: صاعد البرّاد شيخ عَبْد الوهّاب الكِلَابيّ، ومحمد بْن المُسَيَّب الْأرْغِيانيّ، وابن جَوْصا، وغيرهم.
300- عَبْد الحميد بْن عصام الْجُرْجانيّ3:
أبو عبد الله نزيل همدان.
سَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويزيد بْن هارون، وعبد المجيد بْن أَبِي رَوّاد، وجماعة.
وعنه: يحيى بْن عَبْد اللَّه الكرابيسيّ، وأحمد بْن محمد بْن أَوْس، وجماعة.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
وعَنِ المرّار بْن حَمُّوَيْه قَالَ: ما رَأَيْت مثل عَبْد الحميد بْن عصام.
وله ذريّة محتشمون وأكابر بَهَمدان.
تُوُفّي سنة ست وخمسين.
__________
1 انظر: "ترتيب المدارك" للقاضي عياض.
2 تاريخ دمشق "22/ 190" لابن عساكر.
3 الجرح والتعديل "6/ 16، 17".(19/131)
قَالَ ابن أَبِي حاتِم: سَمِعَ منه أَبِي، وقدِمْت همدان وهو حي ولم أسمع منه. ومحلُّه الصدق.
301- عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم بْن عيسى بْن يحيى بْن نُفَيْر1:
الإمام أَبُو زيد القُرْطُبيّ المالكيّ، مولي بْنى أُميّة.
حجَّ وسمع من: عَبْد الملك بْن الماجِشُون، وأبي عَبْد الرَّحْمَن المقرئ، ومطرف بْن عَبْد اللَّه.
وتفقه عَلَى أصحاب مالك.
روى عَنْهُ: محمد بْن عُمَر بْن نُبَاته، وسعيد بْن عثمان الأعناقيّ، ومحمد بْن فُطَيْس، وجماعة.
تُوُفّي سنة تسعٍ وخمسين فِي جُمَادَى الأولي، وقيل: سنة ثمان. وكان رأسًا فِي المذهب والفتوى بقُرْطُبة.
302- عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر بْن الحَكَم بْن حبيب بْن مِهْران -خ. م. د. ق- أبو محمد العبدي النيسابوري2:
سَمِعَ: أَبَاهُ، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويحيى القطّان، ووَكِيعًا، ومَعْن بْن عيسى، وحفص بْن عَبْد الرَّحْمَن، وحفص بْن عَبْد اللَّه السُّلَميّ، وخلْقًا.
وارْتحل إلى اليمن فأكثر عَنْ عَبْد الرّزّاق.
وعنه: خ. م. د. ق.، ومكّيّ بْن عَبْدان، وابن أَبِي دَاوُد، وأبو عوانة، وابن صاعد، وابن الشرقي، وابن خزيمة.
وكان موصوفا بطيب الصوت.
قال مكي بن عبدان: كان عبد الله بن طاهر يحضر بالليل متنكرا إلى مسجد عبد الرحمن ليسمع قراءته.
وقال عبد الرحمن: أقامني يحيى بن سعيد في مجلسه فقال: ما حدَّثكم عنيّ هذا الصّبيّ فصدقوه، فإنه كيس.
__________
1 السير "12/ 336".
2 انظر: الجرح والتعديل "5/ 215"، والتهذيب "6/ 144، 145".(19/132)
قلت: رحل بِهِ أَبُوهُ سنة ستٍّ وتسعين ومائة وهو شبه المحتلم، لَهُ نيَّفٍ عشرة سنة.
قَالَ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي طَالِب: سمعته يَقُولُ: حملني أَبِي عَلَى عاتقه فِي مجلس سُفْيَان بْن عُيَيْنَة فقال: يا معشر أصحاب الحديث أَنَا بِشْر بْن الحَكَم، سَمِعَ أَبِي من سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وسمعت أَنَا منه، وهذا ابني قد سَمِعَ منه.
وقال عَبْد الرَّحْمَن: احتلمت باليمن مَعَ أَبِي.
وقال: كنّا نسمع من عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ وأبوه يلعب بالحمام.
قلت: آخر من روى عَنْهُ عَلَى الإطلَاق محمد بْن عَلِيّ المذكّر شيخ ضعيف للحاكم. وقد وقع لنا ما جمع زاهر الشّحّاميّ من عواليه وعوالي عَبْد اللَّه بْن هاشم المذكور. وآخر ثقة روى عَنْهُ أبو حامد أحمد بْن يحيى بْن بلَال البزاز.
وقال أَبُو حامد بْن الشَّرْقيّ: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر يَقُولُ: احتلمتُ فدعا أَبِي عَبْد الرّزّاق وأصحاب الحديث الغُرباء، فلمّا فرغوا مِنَ الطّعام قَالَ: اشهدوا أنّ ابني قد احتلم، وهو ذا يسمع من عَبْد الرّزّاق وقد سَمِعَ مِنَ ابن عُيَيْنَة.
ورُوِيَ أنّ الأمير عَبْد اللَّه بْن طاهر قَالَ: ما بخُراسان رَجُل أحسنُ عَقْلا من عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر.
وقال مسدَّد بْن قَطَن: لمّا تُوُفّي محمد بْن يحيى عقد مُسلْمِ مجلسًا لخالي عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر، فكان يحضر أَحْمَد بْن سَلَمَةَ، وينتقي لَهُ مُسلْمِ بشرطه فِي" الصَّحيح"، ويُمْليه عَبْد الرَّحْمَن. ولم يكن لَهُ مجلس إملَاء قَبْلها.
وقال أَبُو بَكْر الجاروديّ: كَانَ يحيى القطّان يحلّ عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر محلَّ الولد لمكان أَبِيهِ.
وقال أَبُو عَمْرو بن أبي جعفر الزاهد: أن أَبِي قَالَ: أمَر عَبْد اللَّه بْن طاهر الأمير أن تُكَتب أسامي الأعيان بَنْيسابور. فكتبوا مائة نفس. ثمّ قَالَ: يُختار مِنَ المائة عشرة. فكتبوا أسماء عشرة. ثمّ قَالَ: يخُتار منهم أربعة: فكان من الأربعة عبد الحمن بْن بِشْر. ومات رحمه اللَّه فِي ثامن عشر ربيع الآخر سنة ستين ومائتين.
303- عَبْد الرحمن بن الحسن السلمي الحوراني1:
__________
1 انظر: تاريخ دمشق "22/ 478".(19/133)
روى عَنْ: الوليد بْن مُسلْمِ، ومروان بْن معاوية.
وعنه: ابن جوصا، وأبو بشر الدولابي، والقاسم بن عيسى العصار، وغيرهم.
304- عبد الرحمن بن الحسين الحنفي الهروي1 -د- رحل وسمع: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وكِنانة بْن جبلة السُّلَميّ الهروي صاحب الأعمش، وجماعة.
وعنه: د.، وابنه أَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وداود بْن وسيم البوسنجيّ، ومحمد بْن المنذر سُكّر، وأَبُو عَلِيٍّ أَحْمَد بْن محمد بْن رَزٍين الباشانيّ، وأَبُو جعْفَر محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن السّاميّ، وغيرهم.
تُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين.
305- عَبْد الرَّحْمَن بن خالد بن يزيد - د. ت. - أبو بكر الرقي القطان2:
رحل وسمع: وكيعًا، ويزيد بْن هارون، وزيد بْن الحُباب، وطائفة.
وعنه: د. ن.، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وأبو عَرُوبة، وعبد اللَّه بْن أَبِي دَاوُد، وآخرون.
قَالَ النَّسائيّ: لَا بَأْسَ بِهِ.
قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وخمسين.
306- عَبْد الرَّحْمَن بْن خَلَف بْن عَبْد الرحمن بن الضحاك -ن- أبو معاوية البصري الحمصي3.
عَنْ: أبيه، ومحمد بْن شُعَيب بْن شابور، وشعيب بْن اللَّيْث بْن سعَد، وغيرهم.
وعنه: ن.، وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن مَتُّوَيْه الأصبهاني، وأحمد بن محمد بن عيسى الحمصي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم.
307- عَبْد الرحمن بْن عَبْد الله بْن عبد الحكم بن أعين4 -ن- أبو القاسم المصري الإخباري، صاحب "تاريخ مصر"، وأخو فقيه مصر، وسعد، وعبد الحكم.
__________
1 التهذيب "6/ 163، 164".
2 انظر: الجرح والتعديل "5/ 229، 230"، والتهذيب "6/ 166".
3 الجرح والتعديل "5/ 231".
3 انظر: الجرح والتعديل "5/ 257"، والتهذيب "6/ 308".(19/134)
سَمِعَ: أَبَاهُ، وشعيب بْن اللَّيْث، وإِسْحَاق بْن بَكْر بْن مُضَر، وأشهب الفقيه، وإدريس بْن يحيى.
وعنه: ن. وقال: لَا بأس بِهِ، وأبو بكر بن أبي داود، وعلي بن أَحْمَد عِلَان، ومكحول البَيْروتيّ، وعَلِيّ بْن قُدَيْد.
توفي في المحرم سنة سبعين ومائتين.
308- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الغفّار بْن دَاوُد الحرّانيّ1:
أَبُو القاسم.
نزل بغداد، وكان يمتنع مِن التحدّيث.
تُوُفّي سنة اثنتين وخمسين.
سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، وابن وَهْبُ.
309- عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن هشام بْن زَبْر الدّمشقيّ2:
عَنْ: الوليد بْن مُسلْمِ، وأبي النَّضْر الفراديسيّ، وغيرهما.
وعنه: إِبْرَاهِيم بْن مروان، وابن جَوْصا، وجماعة.
تُوُفّي فِي رمضان سنة ثلَاثٍ وخمسين، ونيف عَلَى التسعين.
310- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن:
أَبُو سَبْرَة المدنيّ3.
حدَّث بالكوفة عَنْ: مُطَرِّف بْن عَبْد اللَّه، وإسماعيل بْن أَبِي أُوَيْس، وإسحاق الفروي.
وعنه: محمد بن الحسين الخثعمي، وإبراهيم بن محمد العمري، وأحمد بن جعفر بن أصرم البجلي، وآخرون.
له أحاديث مناكير كأنه وهم فيها.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 270، 271".
2 انظر: الجرح والتعديل "5/ 265".
3 الميزان "2/ 587".(19/135)
311- عبد الرحمن بن الوليد الجرجاني1:
يروي عَنْ: أَحْمَد بْن أَبِي طيبة الْجُرْجانيّ، وعَوْن بْن عُمارة، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، وطائفة.
وعنه: محمد بْن جرير الطَّبَريّ، ومحمد بْن الفضل الآملي النجار، وغيرهما.
312- عبد الرحيم بْن مُنيب الأسعرديّ:
روى عَنْ: سُفْيَان بْن عيينة، وطبقته.
روى عنه: ابن أبي حاتم وقال: كَانَ صدوقًا؛ وحاجب الطُّوسيّ.
313- عَبْد السّلَام بْن إسماعيل العثماني الدمشقي الحداد2:
عَنْ: الوليد بْن مُسْلِم، وسُوَيْد بْن عَبْد العزيز.
وعنه: ابن جَوْصا، ومحمد بْن جعْفَر بْن ملَاس، وجماعة.
314- عبد السلام بن عتيق -د- أبو هشام الدمشقي3:
عَنْ: بقيّة بْن الوليد، وأبي مُسْهِر، وجماعة.
وعنه: د.، وابن جَوْصا، وأبو الدحداح أحمد بن محمد، وأخرون.
قال النسائي: لَا بأس بِهِ.
قلت: تُوُفّي سنة سبْعٍ وخمسين. وقد روى عَنْهُ: النَّسائيّ فِي غير السُّنَن.
315- عَبْد الغني بن رفاعة -د-:
وهو عَبْد الغنيّ بْن أَبِي عُقَيْل بْن عَبْد الملك. أَبُو جعْفَر اللَّخْميّ المصريّ الفقيه الفَرَضيّ4.
"رَأَى اللَّيْث" بْن سعد، وحدَّث عَنْ بَكْر بْن مُضَر، وهو آخر أصحابه.
وعن: مفضل بن فضالة، و "عبد الله" بن وهب، وجماعة.
__________
1 تاريخ جرجان "ص253".
2 تاريخ دمشق "24/ 110".
3 انظر: الجرح والتعديل "6/ 49"، والتهذيب "6/ 324".
4 التهذيب "6/ 366".(19/136)
وعنه: د.، وأبو جعْفَر الطَّحَاويّ، وهو أقدم شيخ لَهُ، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وعلَان بْن الصَّيْقَل، وآخرون.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر سنة خمسٍ وخمسين، وقد جاوز التّسعين بسنتين.
316- عَبْد الغني بْن عَبْد العزيز بْن سلام -ن-:
أبو محمد المصري العسال1.
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وابن وَهْبُ، وجماعة.
وعنه: ن. قال: لَا بأس بِهِ، وإِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم المَنْجَنيِقّي، وعبد اللَّه بْن محمد بن يونس السمناني، وغيرهم.
تُوُفّي فِي ثالث المحرَّم سنة أربعٍ وخمسين.
317- عَبْد القُدُّوس بْن محمد بْن عَبْد الكبير بن شعيب بن الحبحاب1 -خ. ت. ن. ق- أبو بكر الأزدي المعولي البصري العطّار.
عَنْ: عَبْد الصَّمد بْن عَبْد الوارث، وبشر بن عمر الزهراني، وعبد الله بن أَبِي دَاوُد الخُرَيْبيّ، وجماعة.
وعنه: خ. ت. ن. ق.، وعمر البُجَيْريّ، وأبو عروبة، ومحمد بن هارون الروياني، وعبد الله بن أبي داود، وآخرون.
318- عبد الملك بن أصبغ:
أبو الوليد القرشي3، مولى عثمان رضي الله عنه.
حراني نزل بعلبك، وحدَّث عَنْ: الوليد بْن مُسلْمِ، ومنبّه بْن عثمان، وجماعة.
وعنه: أَبُو زُرْعَة الدّمشقيّ ووثقه، وعمر بْن سعد المَنْبِجيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وآخرون.
تُوُفّي بعد الخمسين.
__________
1 التهذيب "6/ 317".
2 الجرح والتعديل "6/ 57"، والتهذيب "6/ 370".
3 انظر: الميزان "2/ 651"، اللسان "4/ 57".(19/137)
319- عَبْد الملك بْن قَطَن:
أَبُو الوليد المَهْريّ القَيْروانيّ النَّحْويّ اللُّغَويّ1.
شيخ أهل الأدب بالمغرب. كَانَ أحفظ أهل زمانه لأنساب العرب وأشعارهم ووقائعهم.
أخذ عَنْ: ابن الطَرِمّاح الأعرابيّ، وأبي المنيع، وغيرهما.
أخذ عَنْهُ: أهل القيروان. وله كتاب" تفسير مغازي الواقديّ"، وكتاب" اشتقاق الأسماء" ذَيَّل بِهِ عَلِيٌّ قُطرُب.
وكان شاعرًا خطيبًا بليغًا مُفَوَّهًا، قام بخُطبةٍ طويلَةٍ بين يدَيْ صاحب إفريقيّة زيادة اللَّه. وعمر دهرًا.
ومات فِي رمضان سنة ستٍّ وخمسين ومائتين.
والمَهْريّة بُلَيْدة من إفريقية.
320- عَبْد الوارث بْن عَبْد الصَّمد بْن عَبْد الوارث بْن سَعِيد التَّنُّوريّ2 -م. ت. ن. ق. - أبو عبيدة المصري:
عَنْ: أَبِيهِ، وأبي خَالِد الأحمر، وأبي عاصم النَّبيل، وأبي مُعَمِّر المُقْعَد، وغيرهم.
وعنه: م. ت. ن. ق.، وأَبُو عَرُوبة، وابن خُزَيْمَة، وعمر بن بجير، ومحمد بن يحيى بن منده، وجماعة.
توفي سنة اثنتين وخمسين ومائتين في رمضان.
321- عبد الوارث بن الحسن بن عمرو بن الترجمان القرشي البيساني3:
عن: الفريابي، وأبي اليمان، وآدم بن أبي إياس، وعدة. وله رحلة واسعة.
روى عنه: عامر بن خريم، وابن ملاس، وأبو الدحداح أحمد بن محمد.
__________
1 بغية الرعاة "2/ 114".
2 التهذيب "6/ 443، 444".
3 تاريخ دمشق "25/ 122".(19/138)
322- عبد الوهاب بن عبد الحكم بن نافع -د. ت. ن- أبو الحسن الوراق، النَّسائيّ الأصل، البغداديّ العابد1:
سَمِعَ: يحيى بْن سُلَيم، ويحيى بْن سعَيِد الأُمَويّ، ومُعَاذ بْن مُعَاذ، وأنس بْن عِياض، وغيرهم.
وعنه: د. ت. ن. وقال: ثقة؛ وابن صاعد، والبغوي، والقاضي المحاملي، وآخرون.
وكان إماما ثقة زاهدا ورعا.
قال المروذي: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن حنبل يَقُولُ: عَبْد الوهّاب الوراق رجلٌ صالح، مثله يوفَّق لإصابة الحق.
وقال أَبُو مُزَاحم الخاقانيّ: حدثني الْحَسَن بْن عَبْد الوهّاب الورّاق قَالَ: ما رَأَيْت أَبِي ضاحكًا قطّ إلَا تبسُّمًا، وما رَأَيْته مازحًا قطّ. دعاني مرّةً وأنا أضحك مَعَ أميّ، فجعل يَقُولُ: صاحب قرآن يضحك هذا الضَّحِك! وقال أَحْمَد بْن حنبل: عافاه اللَّه، قلُ أنْ يُرى مثله2.
قلت: كَانَ من خواصّ أَحْمَد.
تُوُفّي عَبْد الوهّاب: فِي ذي القِعْدة سنة إحدى وخمسين.
323- عَبْد الوهّاب بْن سعَيِد القُضَاعيّ3:
مصريّ.
عَنْ: ابن وَهْبُ، وغيره.
مات سنة أربعٍ وخمسين.
- عَبْد الوهّاب الأشجعيّ:
مرّ فِي الطبقة الماضية.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 74"، والتهذيب "6/ 448".
2 السير "10/ 229".
3 ينظر في "حسن المحاضرة".(19/139)
324- عَبْد رَبّ بْن خَالِد بْن عَوْذة التُّجَيْبيّ المصريّ1:
يروي عَنْ: ابن وَهْبُ، وغيره.
تُوُفّي سنة تسع ومائتين فِي جُمَادَى الأولى.
325- عَبْدُوس بْن بِشْر الرّازيّ2:
حدَّث ببغداد.
عَنْ: حمّاد بْن زيد، ويزيد بْن زُرَيْع، وأبي يوسف القاضي.
وعنه: محمد بْن مَخْلَد، ويعقوب الجصّاص، وغيرهما.
قَالَ الدّارَقُطْنيّ: لَا بأس بِهِ، يُعْتبر بِهِ.
326- عَبْدة بن عبد الله بن عبدة الصفار -خ-:
أبو سهل البصري3.
عَنْ: حسين الْجُعْفيّ، ويحيى بْن آدم، وزيد بْن الحُباب، وجماعة.
وعنه: خ.، وزكريّا السّاجيّ، وابن خُزَيْمَة، وابن صاعد, وجماعة.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين بالأهواز.
327- عُبَيْد اللَّه بْن سُرَيْج بْن حُجْر:
الحافظ أَبُو اللَّيْث الشَّيْبانيّ الْبُخَارِيّ الضّرير4.
روى عَنْ: عَبْدان المَرْوزِيّ، وأحمد بْن حفص الفقيه، ومحمد بْن سلَام البِيكَنْديّ، وجماعة.
وعنه: ابنه عَبْد اللَّه، وإِبْرَاهِيم بْن نصر.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين. وكان يحفظ عشرة آلاف حديث.
__________
1 السابق.
2 انظر: تاريخ بغداد "11/ 116".
3 الجرح والتعديل "6/ 90"، والتهذيب "6/ 460، 461".
4 في عداد العلماء المستورين، لا بأس به.(19/140)
328- - عُبَيْد اللَّه بْن سَعْد بْن إِبْرَاهِيم بْن سَعْد -خ. د. ن. ت-:
أبو الفضل الزهري العوفي البغدادي1.
سَمِعَ من: أَبِيهِ، وعمّه يعقوب بْن إِبْرَاهِيم، ورَوْح بْن عُبَادة، ويونس بْن محمد المؤدِّب، ويزيد بْن هارون، وجماعة.
وعنه: خ. د. ن. ت.، وأبو القاسم البَغَوِيّ، وابن صاعد، وابن مخلد، وإسماعيل الوراق، والقاضي المحاملي، وآخرون.
وكان ثقة نبيلا شريفا، ولي قضاء أصبهان فوقع بينه وبين" عبد" الله بن الحسن الهمداني ريس البلد، فعمل في عزله فعزل، ورجع إلى بغداد.
ثم ولي" ثانيا، فعاد إليها" فعزل أيضا عَنْ قريب.
وقد حدَّث بأصبهان.
وذكر عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْد اللَّه الهَمَدانيّ الذّكْوانيّ، عَنْ جده، عَنْ أَبِيهِ عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن حفص قَالَ: ذهب منيّ فِي عزل عُبَيْد اللَّه بْن سعْد ألف ألف درهم. وذلك أَنّه كَانَ بأصبهان مائة مِنَ الشُّهّود، فامتنعوا مِنَ الشّهادة عنده تقرُّبًا إليّ. وكانوا يجتمعون كلّ يوم فِي دار عَبْد اللَّه ستّة أشهر. وكان يُنفق عليهم وعلي غلمانهم ودوابّهم. نقلها أَبُو نُعَيْم فِي تاريخه.
وكان عُبَيْد اللَّه من شيوخ القراءة.
روى قراءة نافع، عَنْ عمّه يعقوب بْن إِبْرَاهِيم، سماعًا من نافع.
روى عَنْهُ الحروف: محمد بْن أَحْمَد المقدَّميّ، وعثمان بْن جعْفَر اللّبّان، والْحَسَن بن محمد بن دكة.
توفي أبو الفضْل فِي مُسْتَهَلّ ذي الحجّة سنة ستيّن ومائتين.
329- عُبَيْد اللَّه بْن محمد بْن يزيد بْن خُنَيْس المخزوميّ المكّيّ -م-:
عَنْ: أَبِيهِ، وإسماعيل بن أبي أويس2.
__________
1 التهذيب "7/ 15، 16".
2 انظر: التهذيب "7/ 47".(19/141)
وعنه: م.، وإسماعيل بْن محمود النَّيسابوري، وعبد الكريم الديرعاقولي، وعبد الله بن محمود خال أبي الشيخ، وأبو العباس السراج وقال: مات سنة اثنتين وخمسين.
330- عبيد اللَّه بْن يوسف -ق- أبو حفص الجبيري البصري1.
سَمِعَ: يحيى القطّان، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، ووَكِيعًا، وطبقتهم.
وعنه: ق.، وابن صاعد، وأبو عروبة، وعبد الله بن عروة الهروي، وجماعة.
وتوفي بعد الخمسين.
وكان ثقة، صاحب حديث.
331- عُبَيْد بْن آدم بْن أَبِي إياس العسْقلَانيّ2.
عَنْ: أَبِيهِ، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ.
وعنه: النَّسائيّ فِي كتاب" اليوم واللَّيْلة"، وأبو حاتم الرّازيّ، والْعَبَّاس بْن محمد بْن الْحَسَن بْن قُتَيْبة.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
قلت مات: فِي شَعْبان سنة ثمانٍ وخمسين.
332- عُبَيْد بْن محمد بْن القاسم النَّيسابوري الوراق3.
عَنْ: هاشم بْن القاسم، والحسن الأشْيَب.
وعنه: المَحَامِليّ، وابن مَخْلَد.
ووثقه الخطيب.
تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين ببغداد.
ويروي أيضًا عَنْ: يعقوب بْن محمد، ومُوسَى بن هلال.
كان صاحب حديث.
__________
1 التهذيب "7/ 57".
2 انظر: الجرح والتعديل "5/ 402".
3 تاريخ بغداد "11/ 97".(19/142)
333- عْنبَس بْن إِسْمَاعِيل القزّاز1:
حدث ببغداد.
عَنْ: شُعَيب بْن حَرْب، وأصرم بْن حَوْشَب.
وعنه: ابن مخلد، وغيره.
وهو جدّ ابن سمعون.
334- عُتيق بْن محمد بْن سعَيِد2:
أَبُو بَكْر الحَرَشيّ النَّيسابوري. شيخ قديم عالي الرّوايه. وهو بضمّ العين. سَمِعَ: عَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدي، وعبد العزيز بْن عَبْد الصَّمد العَمّي، ومروان بْن معاوية، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وزكريّا بْن منظور، وأبا معاوية.
وعنه: محمد بْن النَّضْر الجاروديّ، وابن خُزَيْمَة، وأبو يحيى البزّاز، وغيرهم.
وآخر من حدَّث عَنْهُ محمد بْن علي المذكّر.
تُوُفّي فِي شَعْبان سنة خمسٍ وخمسين.
335- عتيق بْن مَسْلَمَة بْن عتيق بْنُ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْن العوام.
المصريّ الزُّبَيْريّ، مولى محمد بْن بِشْر العُكْبَريّ3.
مات سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
336- عثمان بْن صالح بْن سعَيِد الخلْقانيّ الخيّاط4 -د- بغدادي ثقة.
سَمِعَ: يزيد بْن هارون، وعَلِيّ بْن عاصم، وعَبْد اللَّه بْن بَكْر السَّهْميّ، وجماعة.
وعنه: د.، وابن صاعد، وابن مخلد العطار، والحسين بن يحيى بن عياش، وآخرون.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 318".
2 الثقات لابن حبان "8/ 525".
3 ينظر في "حسن المحاضرة".
4 انظر: تاريخ بغداد "11/ 289"، التهذيب "7/ 121، 122".(19/143)
توفي سنة ست وخمسين.
وثقه ابن صاعد.
وكناه السراج: أبا القاسم.
337- عثمان بن عفان السجستاني1:
توفي في شوال سنة خمس وخمسين.
وكان ذا حرمه ببلدة لفضله وزهده.
338- عريب المغنية2:
قد مرت في حدود الثلاثين ومائتين.
وأحسبها عاشت إلى بعد ذلك، وأنها عمرت ورمت.
وقد روى أبو علي التنوخي في" النشوار": نا أَبُو محمد، نا الفضل بْن عَبْد الرَّحْمَن الكاتب: أخبرني مَن أثق بِهِ أنّ إِبْرَاهِيم بْن المدبرّ الكاتب أخا أَحْمَد بْن المدبّر قَالَ: كنتُ أتعشَّق عَرِيب دهرًا طويلَا، وأُنْفِقُ الأموال عليها. فلمّا قصدني الزّمان وبطلت ولزِمتُ البيت، كانت هِيَ أيضًا قد أسنَّت، وتابت مِن الغناء وزَمِنَتْ، فكنتُ جالسًا يومًا، إذ جاءني بوّابي فقال لي: عَرِيب بالباب. فعجبتُ وارتحتُ إليها، وقمت حتى نزلت، فإذا بها، فقلت: يا ستّي، كيف كَانَ هذا؟ قَالَتْ: اشتقتُ إليك، وطال العهد.
فأُصْعِدت فِي محفّة مَعَ خَدَمها، ثمّ أكلنا وتحدَّثنا وشرِبنا النَّبيذ، وأمرت جواريها بالغناء فَغَنيْن، فقلت: يا ستّي، قد عملت أبياتًا أشتهي أن تعملي لها لحنًا.
فقالت: يا أَبَا إِسْحَاق مَعَ التَّوبة؟ قلت: فاحتالي.
فقالت: حفّظ هاتين الصَّبِيَّتين الشِّعْر، وأشارت إلى بدْعة، وتُحْفَة. ثمّ فكَرت ووقَعت بالمروحة عَلَى الأرض وزمرت مَعَ نفسها، ثم قالت: أصلحا الوتر الفلاني,
__________
1 من أهل سجستان، ولم نقف عليه.
2 انظر: الأغاني "17/ 177-180".(19/144)
على الطريق الفلاني، وافعلا كذا. فامتثلا لذلك وغنَّتا فأجادتا؛ فطربتُ وقمت إلى جَوَاريّ، وجمعت منهنّ ما بين خِلْخال وسِوَار ولؤلؤ ما قيمته ألف دينار وقدَّمته لها برسم الجاريَتيْن: فتمنَّعت، فقلت: لَا بُدّ.
فلمّا أرادت الذَّهاب قَالَتْ: قد ابتاعت فلَانة أمّ ولدك ضيعةً لي شفعتها فأريد أن تنزل عَنْها لي.
فأخذتُ من أمّ ولدي العُهْدة بالضَّيْعة وجئت وقلت: قد وهبتها لك. فشكرتني ومضت. وكان شراء الضَّيْعة ألفَ دينار، فقام عَلِيّ يومها بألفيْ دينار1.
339- "عصام"2 بْن خُون.
أَبُو السّرِيّ الْبُخَارِيّ3.
حدَّث عَنْ: القَعْنَبيّ، وسعيد بْن منصور، وغيرهما.
تُوُفّي فِي ذي الحجّة سنة سبْعٍ وخمسين.
ولهم أَحْمَد بْن خُون الفَرَغانيّ روى الْكُتُبَ عَنِ الرّبيع المراديّ.
340- عقيل بْن يحيى الأسود:
أَبُو صالح الأصبهاني الطّهْرانيّ4.
ثقة، سَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويحيى القطّان، وابن مهدي،، وأبا داود صاحب الطَّيالِسَة، وجماعة.
وعنه: يوسف ين محمد المؤذّن، وأحمد بْن محمود بْن صَبِيح، وعبد الرَّحْمَن بْن يحيى بْن مَنْدَه أخو محمد بْن يحيى، وآخرون.
تُوُفّي فِي رمضان سنة ثمانٍ وخمسين.
وقع لنا مِن عواليه بإجازة.
__________
1 نشوار المحاضرة "1/ 273".
2 استدارك من المشتبه "1/ 192" للذهبي.
3 انظر السابق.
4 الثقات لابن حبان "8/ 525".(19/145)
341- علقمة بن عمرو بن حصين -ق-:
أبو الفضل التميمي الدارمي العطاري الكوفي1.
عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عَيَّاش.
وعنه: ق.، وابن صاعد، وعبد الله بن عروة الهروي، وغيرهم.
توفي سنة ست وخمسين2.
342- العلاء بن سالم -ق- أبو الحسن2:
عَنْ: شُعَيب بْن حَرْب، وأبي معاوية، وجماعة.
وعنه: ق.، وابن صاعد، وإسماعيل الوراق، وابن مخلد.
قال أبو داود: ما به بأس.
قلت: توفي سنة ثمان وخمسين، وله حديث واحد في "سنن ابن ماجة".
343- علي بن أحمد:
أبو الحسن الجواربي الواسطي3.
عن: يزيد بن هارون، وأبي أحمد الزبيري.
وعنه: الباغندي، والقاضي المحاملي.
وثقه الخطيب أبو بكر.
لم يقع لي وفاته. بقي إلى نيَّفٍ وخمسين.
ووقع لي من عواليه.
344- عَلِيّ بْن حرب:
الجنديسابوري4، لا الموصلي.
__________
1 انظر: التهذيب "7/ 276".
2 التهذيب "8/ 183".
3 تاريخ بغداد "11/ 314".
4 الجرح والتعديل "6/ 183"، والتهذيب "7/ 296".(19/146)
سَمِعَ: إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان الرّازيّ، وأشعث بْن عطاف، وغيرهما.
وعنه: أَحْمَد بْن يحيى التُّسْتَرِيّ، وعَبْدان الأهوازي، ومحمد بْن نوح الْجُنْدَيْسَابُوريّ، وأهل فارس.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة سنة ثمانٍ وخمسين.
345- عَلِيّ بْن الْحَسَن الذُّهْليّ الأفطس1.
أَبُو الْحَسَن النَّيسابوري الحافظ، صاحب "المُسْنَد" رحل وسمع: أَبَا خَالِد الأحمر، وابن عُيَيْنَة، والمُحَارِبيّ، وعَبْد اللَّه بْن إدريس، وحفص بْن غِيَاث، وجرير بْن عَبْد الحميد، وابن عَلَيْهِ، وأبا بَكْر بْن عَيَّاش، وأبا مطيع البلْخيّ، وخلْقًا سواهم.
وعنه: أَبُو يحيى البزاز، وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن سُفْيَان، ومحمد بْن سُلَيْمَان بْن فارس، وجماعة.
وقال أَبُو حامد الشَّرْقيّ: هُوَ متروك، يروي عن شيوخ لم يسمع منهم.
كذا أورد فِي ترجمة ". . . " بجرديّ.
ذكره الحاكم فقال: شيخ عصره بَنْيسابور فِي سنة إحدى وخمسين. وتوفي بعدها.
346- عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن بكُيْر بْن واصل الحضْرميّ2.
يروي عَنْ: رَوْح بْن عُبَادة، وحَجّاج الأعور، وطبقتهما.
وعنه: عبد الله بن ناجية، وعبد الله الحامض، ومحمد بن مخلد.
وثقه الخطيب.
347- علي بن الحسن بن عبيد الشيباني3:
أبو الحسن بن الأعرابي.
روى عَنْ: عَلِيّ بْن عمروس، وأبي العتاهية، وغيرهما.
وكان أديبًا إخباريًا.
__________
1 انظر: الميزان "3/ 121"، واللسان "4/ 218".
2 تاريخ بغداد "11/ 373".
3 تاريخ بغداد "1/ 373، 374".(19/147)
روى عنه: عبد الله بن أبي سعد الوراق، والمَحَامِليّ.
348- عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن مطر الدّرْهَميّ البصري1 -د. ن-:
عَنْ: معتمر بْن سُلَيْمَان، وخالد بْن الحارث، وعبد الأعلى بْن عَبْد الأعلى، ووَكِيع.
وعنه: د. ن. وقال: ثقة؛ وزكريّا بْن يحيى السّاجي، وأحمد بن يحيى التستري، وابن أبي داود، وابن خزيمة، وعبدان.
توفي سنة ثلاث وخمسين في جمادى الآخرة.
349- علي بن خرشم بن عبد الله بن عطاء -م. ت. ن-:
أبو الحسن المروزي2 ابن أخت بِشْر الحافي.
سَمِعَ: الفضل بْن مُوسَى السِّينانيّ، وعَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدي، وعبد اللَّه بْن وَهْبُ، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعيسى بْن يونس، وأبا بكر بن عَيَّاش، وهُشَيْم بْن بشير.
وعنه: م. ت. ن. وأبو حامد أَحْمَد بن حمدون الأعمش، وابن خزيمة، وابن أبي داود، ومحمد بن عقيل البلخي، ومحمد بن معاذ الماليني، وأبو علي بن رزين الباشاني، ومحمد بن منذر شكر الهروي، ومحمد بن يوسف الفربري.
قال أبو رجاء محمد بن حمدويه: سمعته يَقُولُ: وُلِدتُ سنة ستّين ومائة، وَصُمْتُ ثمانية وثمانين رمضانًا.
قَالَ: ومات فِي رمضان سنة سبْعٍ وخمسين ومائتين.
350- عَلِيّ بْن زَنْجَلَة الرّازيّ3:
عَنْ: يحيى بْن آدم، وحُسْين الْجُعْفيّ، وأزهر السّمّان، وطبقتهم.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: كَانَ رفيق أَبِي بالبصْرة روى عَنْهُ: أَبِي، وعَلِيّ بْن الحسين بن جنيد. وكان ثقة، لم يُقْضَ لي السَّماعُ منه.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 179"، التهذيب "7/ 307".
2 انظر: الجرح والتعديل "6/ 184"، والتهذيب "7/ 316".
3 الجرح والتعديل "6/ 187".(19/148)
351- علي بن سعيد بن جرير -ن- أبو الحسن النسائي الحافظ1:
عَنْ: أَبِي النَّضْر هاشم بْن القاسم، وجعْفَر بْن عَوْن، ومُحَاضر بْن المورَع، وعبد اللَّه بْن بَكْر، وعبد الصَّمد بْن عَبْد الوارث، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم الزُّهْريّ، وأبي مُسْهِر، وخلْق بالشّام، والعراق، ومصر، وخُراسان.
وعنه: ن. وقال: صدوق؛ وعَبْد اللَّه بْن شِيرُوَيُه، وأَبُو حامد بن الشرقي، وأبو بَكْر بْن خُزَيْمة، وأبو بَكْر بْن زياد، وآخرون.
وثقَّه محمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وقال: اكتبوا عَنْهُ.
وقال أَبُو حامد بْن الشَّرْقيّ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن سعَيِد يَقُولُ: سَأَلت أَحْمَد بن حنبل عن اللفظية، قال: هُمُ الْجَهْميّة.
قلت: بقي إلى سنة ستٍّ وخمسين ومائتين.
352- عَلِيّ بْن سعَيِد بْن شَهْرَيار الرَّقّيّ الجصّاص2:
عَنْ: إِسْحَاق الأزرق، وشَبَابة، وجماعة.
سَمِعَ منة: أَبُو حاتم بالرَّقَّة، وقال: شيخ.
353- عَلِيّ بْن سَلَمَةَ بْن شقيق بْن عُقْبَةَ -ق- أبو الحسن اللبقي النيسابوري3.
سَمِعَ: حفص بْن غِياث، وعَبْد الرَّحْمَن المُحَارِبيّ، وابن فُضَيْل، ومروان بْن معاوية، وابن عَلَيْهِ، وجماعة.
وعنه: ق. ومحمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ، ومسلم، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، وطائفة.
"وروى عنه أبو" علي المذكر.
وثقه مسلم.
وتوفي لثلاث بقين من جمادى الأولي سنة اثنتين وخمسين.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 189"، والتهذيب "7/ 326".
2 الجرح والتعديل "6/ 189".
3 التهذيب "7/ 327".(19/149)
قال البخاري في "صحيحه": ثنا عَلِيّ، ثنا مالك بْن سُعير. فقيل: إنّه عَلِيّ بْن سَلَمَةَ، وإلَا فهو ابن المدينيّ.
قَالَ دَاوُد بْن الْحُسَيْن البَيْهقيّ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن سَلَمَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النوم، فقلت: يا رسول اللَّه ما تقول في القرآن؟ قال: أشهد أن كلَام اللَّه غير مخلوق1.
354- عَلِيّ بْن شُعَيب بن عدي -ن- أبو الحسن البغدادي السِّمْسار2:
عَنْ: هشام، وابن عُيَيْنَة، وعبد الله بن نمير، وجماعة.
وعنه: ن. وقاسم المطرِّز، وابن صاعد، ومحمد بن جرير، والمحاملي، وآخرون.
وثقه النسائي.
وتوفي سنة ثلاث وخمسين في ثامن عشر شوال.
ووهم البغوي فقال: مات سنة إحدى وستين.
أصله من طوس.
355- علي بن عاصم الثقفي:
مولاهم الأصبهاني3. أخو محمد وأسيد.
روى عَنْ: سُلَيْمَان الشّاذَكُونيّ، وغيره.
وكان مِن أولياء اللَّه تعالي.
قَالَ أَبُو الشيخ: كَانَ مِن العابدين الزاهدين. لم يخرج له كثير الحديث.
ومات بعد الخمسين ومائتين.
356- عَلِيّ بْن عَبْد المؤمن الزعفراني الكوفي4. نزيل الري:
__________
1 الثقات لابن حبان "7/ 328".
2 الثقات لابن حبان "8/ 475"، والتهذيب "7/ 331، 332".
3 انظر: طبقات المحدثين "2/ 310، 311".
4 الجرح والتعديل "6/ 196".(19/150)
روى عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عَيَّاش، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد المُحَارِبيّ، وجماعة.
وعنه: القاضي المحاملي، وابن أبي حاتم وقال: صدوق.
357- عَلِيّ بْن عبدة التّميميّ المكتِّب1:
عَنْ: ابن عَلَيْهِ، وغيره.
وعنه: أَبُو حامد الحضْرميّ، والمَحَامِليّ.
ومات سنة سبْعٍ وخمسين.
قَالَ الدّارَقُطْنيّ: كَانَ يضع الحديث.
قلت: وقع لنا حديثه عاليًا فِي" جزء ابْن الطّلَاية" يتجلَّى لأبي بَكْر.
358- عَلِيّ بن عمرو بن الحارث بن سهل -ق- أبو هبيرة الأنصاري البغدادي2.
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبي معاوية، ومحمد بْن أَبِي عديّ، ويحيى بن سعَيِد الأُمَويّ.
وعنه: ق.، وأبو حامد الحضْرميّ، وابن مَخْلَد، ويعقوب الدعاء، وابن أبي حاتم وقال: محلُّه الصِّدق.
قلت: مات سنة ستّين فِي المحرَّم.
وقيل: فِي ذي الحجّة سنة تسعٍ وخمسين.
359- عَلِيّ بْن المُثَنَّى الطُّهَويّ الكوفيّ3 -ن- عَنْ: زيد بْن الحُباب، وسُوَيْد بْن عَمْرو الكلبيّ.
وعنه: ن. حديثًا واحدًا، وعبد اللَّه بْن زيدان، وحاجب" بْن أركين"، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وجماعة.
تُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 19"، الميزان "3/ 120".
2 الجرح والتعديل "6/ 199، 200"، والتهذيب "7/ 397".
3 انظر: التهذيب "7/ 377".(19/151)
ورواية النَّسائيّ عَنْهُ فِي طريق ابن السُّنّيّ وحده. وأمّا فِي رواية ابن حَبَوَيْه النَّيسابوري، عَنِ النَّسائيّ فقال: حدَّثنا محمد بْن المُثَنَّى. وفي نسخة سهل الإسفراييني بخطه: نا ابن المثنى. وكذلك فِي نسُخٍ أُخَر بخطّ غيره.
ولم يذكره ابن عساكر فِي "الشيوخ النُّبْل".
360- عَلِيّ بْن محمد بْن معاوية النَّيسابوري1:
عَنْ: أَبِي ضَمْرَةَ أنس بْن عِياض، وأبي أسامة.
وعنه: المَحَامِليّ، وابن مَخْلَد، ويعقوب الجصّاص، وآخرون.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.
361- عَلِيّ بْن محمد بْن أَبِي الخصيب الكوفيّ الوشاء2 -ق- سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، ووَكِيعًا، وعُمَرو بْن محمد العْنقزيّ.
وعنه: ق. وإِبْرَاهِيم بْن مَتُّوَيْه الأصبهاني، وأبو بكر بن أبي داود، والبردنجي، وابن أبي حاتم, وقال: محله الصدق.
قلت: تُوُفّي سنة ثمانٍ أيضًا.
362- عَلِيّ بْن محمد بن زكريا -ن- أبو المضاء3. نزيل الرَّقَّةِ.
ثقة، حافظ، روى عَنْ: خَلَف البزار، والمعافى بن سُلَيْمَان الرَّسْعَنيّ.
وعنه: ن. وقال: لَا بأس بِهِ؛ وأبو بَكْر محمد بْن حمدون بْن خَالِد، وغيرهما.
363- عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي المضاء4 -ن- قاضي المصِّيصة. وهو ابن عمّ أَحْمَد بْن عَلِيّ.
روى عَنْ: إِسْحَاق بْن الطّبّاع، وأبي اليَمَان، ومحمد بْن كثير المصيصي، وسعيد بن المغيرة، وطائفة.
__________
1 من العلماء المستورين، ولا بأس به.
2 الجرح والتعديل "6/ 202"، والتهذيب "7/ 379".
3 انظر: التهذيب "7/ 380".
4 انظر: التهذيب "7/ 380".(19/152)
وعنه: ن.، وسعيد بْن عَمْرو البردعيّ، ومطين، ومحمد بن المنذر شكر، وجماعة.
قال النسائي: ثقة.
364- علي بْن محمد بْن علي بْن مُوسَى بن جعفر بن محمد بن زيد العابدين1.
السيد الشريف، أبو الحسن العلوي الحسيني الفقيه. أحد الاثني عشر، وتلقبه الإمامية الهادي.
قال الصولي: نا الْحَسَين بْن يحيى, أن المتوكّلُ اعتلَّ فقال: لئِن برأتُ لأتصدَّقنّ بدنانير كثيرة.
فلمّا عُوفي جمع الفقهاء فسألهم عَنْ ذَلِكَ، فاختلفوا. فبعث، يعني إلى أَبِي الْحَسَن العسكري فسأله، فقال: يتصدق بثلاثَةٍ وثمانين دينارًا. فعجب القوم وقالوا: مِن أَيْنَ لَهُ هذا؟ فأرسل إِلَيْهِ، فقال: لأنّ اللَّه يَقُولُ: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ} [التوبة: 25] فروى أهلنا جميعًا أنّ المَوَاطن والسَّرايا كانت ثلَاثة وثمانين موطنًا.
تُوُفّي عَلِيّ، رحمه اللَّه، سنة أربعٍ وخمسين، وله أربعون سنة.
365- عَلِيّ بْن مسلم بن سعيد -خ. د. ن- أبو الحسن الطوسي، ثم البغدادي2.
سَمِعَ: هُشَيْمًا، وجرير بْن عَبْد الحميد، ويحيى بْن أَبِي زائدة، ويوسف بْن يعقوب الماجِشُون، وأبا يوسف القاضي، وابن المبارك، وعبد الرَّحْمَن بْن زيد بْن أسلم، وخلْقًا سواهم.
وعنه: خ. د. ن. وأبو بكر الأثرم، وعبد الله بن أحمد، وابن صاعد، والمحاملي، وابن عياش القطان، وآخرون.
قال النسائي: لَا بأس به. وقد روى عن رجل، عنه.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "12/ 56"، والبداية والنهاية "11/ 14".
2 الجرح والتعديل "6/ 203"، والسير "11/ 525".(19/153)
تُوُفّي لسبْعٍ بقين من جُمَادَى الآخرة سنة ثلَاثٍ وخمسين. وكان مولده سنة ستّين ومائة.
وروى عَنْهُ: ابن معين مَعَ تقدَّمه، وأبو حاتم الرّازيّ.
366- عَلِيّ بْن مَعْبَد بْن نوح -ن- أبو الحسن البغدادي1:
سكن مصر. وروى عَنْ: عَبْد الوهّاب بْن عطاء، وشَبَابة، وأبي النَّضْر، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم، وأبي أحمد الزبيري.
وعنه: ن. وعن رجلٍ عَنْهُ، وأبو بَكْر بْن خُزَيْمَة، وأبو جعْفَر الطَّحَاويّ، وآخرون.
قَالَ أَحْمَد العجلي: ثقة صاحب سنة. ولي أَبُوهُ طرابلس الغرب.
وقال ابن أَبِي حاتم: صدوق.
قلت: مات فِي رجب سنة تسعٍ وخمسين بمصر. وكان قدِمها تاجرًا، فسكنها.
وآخر أصحابه موتًا إِبْرَاهِيم بْن ميمون العسكريّ.
367- عَلِيّ بن المنذر -ت. ن. ق- أبو الحسن الطريقي الأودي الكوفي العلَاف2 الأعور:
عَنْ: ابن عُيَيْنَة، والوليد بْن مُسْلِم، وَمحمد بْن فُضَيْل، وطبقتهم.
وعنه: ت. ن. ق.، وبدْر بْن الهَيْثَم، وأبو بَكْر بن أبي داود، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، ويحيى بْن صاعد، وخلق.
وحجَّ خمسين حجّة.
قَالَ النَّسائيّ: شيعيّ مَحْض.
قلت: تُوُفّي فِي ربيع الأوّل سنة ستٍّ وخمسين.
368- عمّار بْن خَالِد بْن يزيد الواسطيّ التمار3 -ن. ق- عَنْ: جرير بن عبد
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 205"، والتهذيب "7/ 385".
2 الجرح والتعديل "6/ 206"، والتهذيب "7/ 386".
3 الجرح والتعديل "6/ 395"، والتهذيب "7/ 399، 400".(19/154)
الحميد، ومرحوم بْن عَبْد العزيز، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعَبْد الحَكَم بْن منصور، وإِسْحَاق الأزرق.
وعنه: ن. ق. وأبو حاتم الرّازيّ، وأحمد بْن عَلِيّ المَرْوزِيّ، وابن أَبِي دَاوُد، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وابن مبشر الواسطيّ.
وكان ثقة.
تُوُفّي سنة ستّين ومائتين.
369- عِمران بْن قَطَن:
أَبُو مُوسَى الْبُخَارِيّ الفرْخَشيّ1، من قرية فَرْخَشِيّة.
رحّال، لقي عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، والمقريّ، وأبا جَابرِ محمد بْن عبد الملك.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن منيح بْن سيف.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وخمسين. قاله الأمير.
370- عُمَر بْن نصر:
أَبُو حفص النِّهْرَوَانيّ2.
عَنْ: يزيد بن هارون، وعبد الوهاب بن عطاء، وشَبَابة، وغيرهم.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: كتبتُ عَنْه بنِهْروان، وهو صدوق.
371- عَمْرو بْن بحر الجاحظ3:
قِيلَ: تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين.
وقد ذكر.
372- عمرو بن عبد الله الأودي -ق- أبو عثمان الكوفي4:
__________
1 الإكمال "7/ 125"، لابن ماكولا.
2 الجرح والتعديل "6/ 137".
3 سبقت الترجمة له.
4 الجرح والتعديل "6/ 244"، والتهذيب "8/ 62".(19/155)
عن: أبي بكر بن عياش، وأبي معاوية، وابن نُمَيْر، وجماعة.
وعنه: ق.، وحاجب بْن أَركين، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وبدر بن الهيثم، وابن خزيمة.
قال أبو حاتم: صدوق.
373- عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار -د. ن. ق- أبو حفص الحمصي1، مولى قُرَيش:
سَمِعَ: إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش، وبقّية بن الولد، وابن عيينة، والوليد بْن مُسلْمِ، وجماعة.
وعنه: د. ن. ق.، وجعفر الفِرْيابيّ، وأبو عروبة الحراني، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو بكر بن أبي داود، وخلق.
قال أبو زرعة: كان أحفظ من محمد بن مصفى، وأحب إلي منه.
قلت: توفي في رمضان سنة إحدى وخمسين.
وقيل: توفي سنة خمسين ومائتين.
374- عمرو بن معمر:
أبو عثمان العمركي2.
حدث ببغداد عَنْ: أَبِي النَّضْر يَعْلَى بْن عبيد، وعُبَيْد اللَّه بن مُوسَى.
وعنه: الحسن بن محمد بن شعبة، والمحاملي، وأحمد بْن عبد الله وكيل أبي صَخْرة.
وثقه الخطيب.
375- عيسى بن إسحاق النرسي3:
حدث ببغداد عَنْ: يحيى بن آدم، وشبابة.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 249"، والتهذيب "8/ 76، 77".
2 انظر: تاريخ بغداد "12/ 220".
3 تاريخ بغداد "11/ 165".(19/156)
وعنه: موسى بن هارون، ومحمد بن مخلد، وغيرهما.
توفي.
376- عيسى بن عبد الله بن سليمان العسقلاني1:
نزيل بغداد.
عن: الوليد بن مسلم، وضَمْرة بن ربيعة.
وعنه: أبو عمر محمد بن يوسف القاضي، ومحمد بن مخلد، وزيد بن عبد العزيز الموصلي، وتمتام، وجماعة كثيرة.
قال ابن عدي: ضعيف، يسرق الحديث.
377- عيسى بن عثمان النهشلي الكوفي2 -ت-:
عَنْ: عمّه يحيى بْن عيسى الرمليّ.
وعنه: ت.، ومُطَيَّن، ومحمد بْن جرير الطَّبَريّ، ومحمد بن يحيى بن منده، وابن أبي داود.
قال النسائي: صالح.
قلت: توفي سنة إحدى وخمسين.
378- عيسى بن محمد بن إسحاق3 -د. ن-:
أبو عمير بن النحاس الرملي.
مُحَدَّث، ثقة، لم يرحل.
سَمِعَ من: الوليد بْن مُسلْمِ لمّا قدِم الرملة، وضَمْرَة بْن ربيعة، وأيوب بن سويد، وزيد بْن أَبِي الزّرقاء، وجماعة.
وعنه: د. ن. ويحيى بْن معين وهو أكبر منه، وقال: ثقة، من أحفظ الناس
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 165"، والميزان "3/ 317".
2 التهذيب "8/ 220".
3 انظر: الجرح والتعديل "6/ 286"، التهذيب "8/ 228، 229".(19/157)
لحديث ضَمْرَةَ، وأَبُو زُرْعَة، وأبو حاتم، وجعْفَر الفِرْيابيّ، وعُمَر البُجَيْريّ، وابن جَوْصا، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد وخلْق.
قَالَ ابن جَوْصا: سَمِعْتُ أَبَا عُمَيْر يَقُولُ: قدِم علينا الوليد فِي سنة أربعٍ وتسعين ومائة، فاستقرض لَهُ أَبِي دنانير، فحجَّ مِنَ الرملة، فمات منُصْرَفَه مِنَ الحجَّ بِذِي المَرْوة. فمضي أَبِي إلى دمشق حتى أُبيع منزله وقضي دَيْنه.
وقال أبو زرعة: ثنا أبو عمير الرَّمْليّ، وكان ثقة رِضا1.
وقال أَبُو حاتم: كَانَ مِنَ العُبّاد، يطلب العلم وعَلى ظهره خُرَيْقة قدْر ذراع، ويختلف إلى الوليد وضَمْرَة.
وقال عمر بن سهل الدينوري: سَمِعْتُ ابن وَهْبُ الدِّينَوَرِيّ يَقُولُ: لَقَّنْتُ أَبَا عُمَيْر النّحّاس أربعين حديثًا من حديثه، فلمّا بلغتُ واحدًا وأربعين قَالَ لي: أما تستحي، أَتُجَشِّمني أن أشهد عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مجلسٍ واحدٍ أكثر من أربعين شهادة؟
قَالَ ابن زَبْر: تُوُفّي فِي ثامن محرَّم سنة ستٍّ وخمسين.
"حرف الفاء":
379- الفتح بْن الحَجّاج:
أَبُو نوح الحَرَشيّ النَّيسابوري الفقيه2.
سَمِعَ: المقرئ، وحفص بْن عَبْد الرَّحْمَن، وخلَاد بْن يحيى.
وفيه: الْعَبَّاس بْن ضَمْرَةَ، وعبد اللَّه النَّصْراباذيّ، وجماعة.
تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين.
380- الفضل بْن جعْفَر بْن عَبْد اللَّه بْن الزِّبْرِقان البغداديّ3 -ت-:
أخو يحيى بن بي طالب.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 286".
2 من العلماء المستورين، لا بأس به.
3 انظر: الجرح والتعديل "7/ 60"، والسير "12/ 621".(19/158)
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن مُوسَى، وحَجّاج بْن محمد الأعور، ويزيد بْن هارون، وأبا عَلِيّ الحنفي، وطائفة.
وعنه: ت.، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، والقاضي المحاملي.
وكان ثقة.
توفي سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
381- الفضل بن سهل -ع سوى ق- أبو العباس البغدادي الأعرج1 الحافظ. أحد الأثبات.
سمع: الحسين الْجُعْفيّ، وأَبَا النَّضْر بْن القاسم، وشَبَابة بْن سَوّار، وطبقاتهم.
وعنه: ع. سوى ابن ماجة، وأبو القاسم البَغَوِيّ، وابن صاعد، وأبو عبد الله المَحَامِليّ، ومحمد بْن مَخْلَد، وخلْق.
وكان موصوفًا بالذّكاء والمعرفة والإتقان.
توفي فِي صَفَر سنة خمسٍ وخمسين.
قَالَ عَبْدان: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُد يقول: أَنَا لَا أحدِّث عَنْ فضل بْن سهل.
قلت: وَلِمَ؟ قَالَ: لأنّه لَا يفوته حديث جيّد.
قلت: ومع هذا فقد روى عَنْهُ أَبُو دَاوُد كما قدَّمنا.
ووثَّقه النَّسائيّ، والنّاس.
وعاش نيفًا وسبعين سنة.
وقال أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الصُّوفيّ: كَانَ أحد الدّواهي. يعني: في الحفظ.
382- الفضل بن يعقوب -د. ق- أبو العباس البصري، المعروف بالجزري2:
سَمِعَ: عَبْد الأعلى بْن عَبْد الأعلى، ونوح بن قيس الحداني، وسفيان بن عيينة، وجماعة.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 63"، والسير "12/ 209-211".
2 الجرح والتعديل "7/ 70"، والتهذيب "8/ 289".(19/159)
وعنه: د. ق.، وأبو عَرُوبة، وابن خُزَيْمَة، وابن صاعد، ومحمد بن هارون الروياني.
توفي في عاشر شعبان سنة ست وخمسين.
383- الفضل بن يعقوب -خ. ق-:
أبو العباس البغدادي الرخامي1.
سمع: حجاج بن محمد الأعور، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وإدريس بْن يحيى الخَوْلَانيّ العابد، وأسد بْن مُوسَى السنة، وزيد بْن يحيى الدّمشقيّ، ويحيى بْن السَّكَن.
وعنه: خ. ق. وابن صاعد، ومحمد بن هارون الحضرمي، والحسين والقاسم ابنا المحاملي، ومحمد بن مخلد، وابن خزيمة.
قال الدارقطني: ثقة حافظ.
وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وكان ثقة صدوقا.
توفي في أول جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين ومائتين.
384- فضل2:
جارية المتوكل. من مولدات اليمامة.
لم يكن في زمانها امرأة أفصح ولا أشعر منها. أدبها رجل من عبد القيس واشتراها محمد بن الفرج الرخجي، فأهداها للمتوكل.
حكي علي بن الجهم قَالَ: قلتُ:
لاذَ بها يشتكي إليها ... فلم يَجِدْ عندها مَلَاذا
فقال لها المتوكّلُ: أجيزي.
فقالت بَدِيهًا:
ولم يزَلْ ضارعًا إليها ... تَهْطل أجفانُهُ رَذَاذا
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 70"، والتهذيب "8/ 288، 289".
2 الأغاني "18/ 90-101".(19/160)
فعاتبُوه فزادَ عِشْقًا ... فمات وَجْدًا فكان ماذا.
ولها شِعرٌ هكذا أرق مِنَ النسيم وأرْوَق مِنَ النسّيم، ولا أعلم متَى ماتت.
"حرف القاف":
385- القاسم بْن بِشْر البغداديّ1:
أَبُو محمد.
عَنْ: يحيى بْن سُلَيم الطّائفيّ، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة.
وعنه: إمام الأئمّة ابن خُزَيْمَة، والهَيْثَم بْن خلف، وابن صاعد.
وثقَّه الخطيب.
386- القاسم بن سعيد بن المسيب بن شريك التميمي البغدادي2:
عن: يحيى بْن سعيد القطان، ويزيد بْن هارون، والهيثم بن عدي، وجماعة.
وعنه: قاسم المطرّز، والقاضي المَحَامِليّ، وجماعة.
وثقه الخطيب.
ومات سنة أربعٍ وخمسين ومائتين.
387- القاسم بْن الفضل بْن بَزِيع البغداديّ3:
عَنْ: عَمْرو بْن عاصم، وغيره.
وعنه: أَبُو عُبَيْد بْن المؤمّل، ومحمد بْن مَخْلَد، ووثقه.
مات سنة تسعٍ وخمسين.
388- القاسم بْن محمد بْن عبّاد بْن عباد - ق. - أَبُو محمد الْأَزْدِيّ المهلّبيّ4 البصْريّ، ثمّ البغداديّ.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "12/ 427".
2 تاريخ بغداد "12/ 427".
3 تاريخ بغداد "12/ 429".
4 تاريخ بغداد "12/ 431".(19/161)
عَنْ: أَبِيهِ، وأبي عاصم، وبشر بْن عُمَر الزّهْرانيّ، وعبد اللَّه بْن دَاوُد الخريبي.
وعنه: ق.، وابن صاعد، والمحاملي، وابن مخلد.
وثقة الخطيب.
389- القاسم بن هاشم بن سعيد:
أبو محمد البغدادي السمسار1.
عن: أبيه، وأبي مسهر الدمشقي، وعلي بن عياش، وعتبة بن السكن.
وعنه: ابن أبي الدنيا، والمحاملي، وابن مخلد.
وثقه بعضهم.
وقال الخطيب: كان صدوقا.
مات في رمضان سنة تسع وخمسين ومائتين.
390- القاسم بن يزيد بن كليب المقرئ الوزان2:
حدث ببغداد عَنْ: محمد بْن فُضَيْل، ووَكِيع.
وعنه: عبد الله بن أبي سعد الوراق، وغيره.
توفي سنة اثنتين وخمسين.
"حرف اللام":
391- ليث بن الفرج بن راشد البغدادي3:
سمع: ابن عيينة، ووكيعا، وعبد الرحمن بن مهدي.
وعنه: أبو العباس محمد بن أحمد الأثرم، ومحمد بن مخلد, وثقه الخطيب.
ووقع لي حديثه عاليًا فِي "جزء الأكابر" عَنْ مالك.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "12/ 429، 430".
2 تاريخ بغداد "12/ 426".
3 تاريخ بغداد "13/ 16، 17".(19/162)
"حرف الميم":
392- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الجبّار1:
أبو عبد الله الباهليّ المصريّ.
سَمِعَ: أَبَا أَحْمَد الزُّبَيْريّ.
وعنه: عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن قُدَيْد.
تُوُفّي بمصر فِي شَعْبان.
393- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن عُتْبَة بْن حُمَيْد بْن عُتْبَة بْنِ أَبِي سُفْيَان بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ:
الفقيه العُتْبيّ الأندلسيّ القُرْطُبيّ المالكيّ2، صاحب المسائل العُتْبيّة، ومنهم مَن جَعله من موالي عُتْبة بْن أَبِي سُفْيَان.
سمع: يحيى بن يحيى، وسعيد بن حسان، وسَحْنُون بْن سعَيِد، وأَصْبَغ بْن الفَرَج، وغيرهم.
وعنه: محمد بْن عُمَر بْن لُبَابَة، وجماعة مِنَ الأندلسييّن.
وكان مِن كبار الفُقَهاء فِي زمانه.
قَالَ محمد بْن وضّاح: فِي "المُسْتَخْرَجَة" خطأ كثير.
وقال أسلم بْن عَبْد العزيز: قَالَ لي ابن عَبْد الحَكَم: أُتِيتُ بكُتبٍ حَسنة الخطّ تُدْعى
"المُسْتَخْرَجَة" من وضع صاحبكم محمد بْن أَحْمَد العُتْبيّ، "فرأيت جُلَّها" كذوبًا مسائل المُجالِس لَهُ لم يوقف عليها أصحابها، فخشيت أن أموت فُتوجد فِي تَرِكَتي، فوهبت لرجلٍ يقرأ فيها.
فقلت لَهُ: كيف استحللت أن تُعطيها لغيرك، ولم تستحسن أن تكون عندك؟ فسكت.
__________
1 ينظر "حسن المحاضرة".
2 انظر: تاريخ الخلفاء "ص/ 360"، والسير "12/ 335".(19/163)
وقال محمد بْن عُمَر بْن لُبَابَة: لَيْسَ العُتْبيّ نَسَبه، إنّما كَانَ لَهُ جَدُّ يُسمَّى عُتْبة، فَنُسِبَ إِلَيْهِ.
قَالَ ابن الفَرَضيّ: رحل فسمع من سَحْنون، وأَصْبَغ بْن الفَرَج ونُظَرائهما. وكان حافظًا للمسائل جامعًا لها عالمًا بالنّوازل. جمع" المستخرجة" وكثر فيها الرّوايات المطروحة والمسائل الغريبة الشّاذة. وكان يؤتى بالمسألة الغريبة فيقول: أَدخِلوها فِي "المُسْتَخْرَجَة".
تُوُفّي فِي ثامن عشر ربيع الأول سنة خمسٍ وخمسين ومائتين، وقيل: سنة أربع. والأوّل أصحّ، والله أعلم.
وقد مرّ العُتْبيّ الإخباريّ محمد بْن عَبْد اللَّه سنة228.
394- محمد بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بن مدويه -ت- أبو عبد الرحمن القرشي1 الترمذي:
عَنْ: القاسم بْن الحَكَم العُرَنيّ، وأسود بْن عامر، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، وطبقتهم.
وعنه: ت. وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومضاء بْن حاتم النَّسَفيّ، ومحمد بْن المنذر شَكَر.
وثقَّه ابن حِبّان.
395- محمد بْن أَحْمَد بْن يزيد:
الفقيه أَبُو يونس الجّمَحيّ المدنيّ2، مفتي أهل المدينة بعد أَبِي مُصْعَب الزُّهْريّ.
أخذ عَنْ: أصحاب مالك، وروى عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أُوَيْس، وإِسْحَاق الفَرَويّ.
وعنه: زكريّا بْن يحيى الساجي، وأبو العباس السراج، وأبو عوانة الإسْفرايينيّ، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم الدبيلي، ويحيى بْن الْحَسَن العَلَويّ النَّسَّابة، وجماعة.
تُوُفّي قبل السّتّين أو بعدها.
__________
1 التهذيب "9/ 21، 22".
2 انظر: الجرح والتعديل "7/ 183"، التهذيب "9/ 24".(19/164)
396- محمد بْن إِبْرَاهِيم:
أَبُو جعْفَر الأنماطيّ الحافظ1، مُرَبَّع.
سَمِعَ: أَبَا الوليد الطَّيَالِسيّ، وأبا حُذَيْفَة النَّهْديّ، وابن مَعِين، وطبقتهم.
وعنه: القاضي المَحَامِليّ، وابن مَخْلَد، وجماعة.
تُوُفّي كهْلَا سنة ستٍّ وخمسين.
وله "تاريخ في معرفة الرجال". وهو مِن أعيان تلَامذة يحيى بْن مَعِين، وهو الّذي لقَّبه.
397- محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن قحْطَبَة البغدادي المؤدب2:
سمع: معاوية بن عمرو الْأَزْدِيّ، وجماعة.
وعنه: قاسم بْن زكريّا المطرِّز، وابن أَبِي حاتم وقال: صدوق.
398- محمد بْن الأزهر بْن حُرَيْث:
أَبُو جعْفَر السّجْزيّ3.
ثقة، رحال، عالي الرواية.
سَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبا معاوية الضَّرير، وطبقتهما.
وعنه: أَبُو الْعَبَّاس السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، ومحمد بْن عَلِيّ المذكّر شيخ الحاكم.
تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين، أظنّ بَنْيسابور.
399- محمد بْن الأزهر:
أبو عبد الله الفقيه4. من عُلماء الحنفيّة.
قِيلَ: إنّه مات فِي صَفَر سنة إحدى وخمسين بخراسان.
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 388".
2 الجرح والتعديل "7/ 187"، وتاريخ بغداد "1/ 389".
3 لم نقف عليه.
4 الفوائد البهية "160".(19/165)
400- محمد بْن إِسْحَاق الضّبيّ البغداديّ1:
أحد المتروكين.
يروي عَنْ: رَوْح بْن عُبَادة، وأبي النَّضْر.
رَمَوْه بالكذِب.
روى عَنْهُ: ابن أَبِي دَاوُد، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وابن أبي حاتم ثم تركه.
401- الإمام البخاري2:
محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن المغيرة بن بردزبه -ت. ن- الإمام العلم أبو عبد الله الجعفي، مولَاهُمُ الْبُخَارِيّ، صاحب "الصّحيح" والتّصانيف.
وُلِد فِي شوّال سنة أربعٍ وتسعين ومائة.
وأوَّل سماعة سنة خمسٍ ومائتين.
وحفظ تصانيف ابن المبارك، وحُبّبَ إِلَيْهِ العلم مِنَ الصِّغَر. وأَعَانُه عَلَيْهِ ذكاؤه المُفْرط.
ونشأ يتيمًا، وكان أَبُوهُ مِنَ العلماء الورِعين.
قَالَ أبو عبد الله الْبُخَارِيّ: سَمِعَ أَبِي من مالك بْن أنس ورأى حمّاد بْن زيد، وصافح ابن المبارك.
قلت: وحدَّث عَنْ أَبِي معاوية، وجماعة.
روى عَنْه: أحمد بن حفص، و"الحسن" بْن الْحُسَيْن.
قَالَ أَحْمَد بْن حفص: دخلت عَلى أَبِي الْحَسَن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم عند موته فقال: لَا أعلم فِي جميع مالي دِرْهمًا من شُبْهة.
قَالَ أَحْمَد: فتصاغَرَت إليَّ نفسي عند ذلك3.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "7/ 196"، والميزان "3/ 477".
2 تاريخ بغداد "2/ 4-36"، السير "10/ 273".
3 تهذيب الكمال "3/ 170".(19/166)
قلت: وَرَبَّتْ أَبَا عَبْد اللَّه أمُّه. ورحل سنة عشرة ومائتين بعد أن سَمِعَ الكثير ببلده مِن سادةِ وقتهِ: محمد بْن سلَام البِيكَنْديّ، ومحمد بْن يوسف البِيكَنْديّ، وعَبْد اللَّه بْن محمد المُسْنِديّ، ومحمد بْن غُرِير، وهارون بْن الأشعث، وطائفة.
وسمع ببلْخ من: مكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، ويحيى بْن بِشْر الزّاهد، وقُتَيْبة، وجماعة.
وكان مكّيّ أحد مَن حدثه عَنْ ثقات التّابعين.
وسمع بِمَرْوَ من: عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن شقيق، وعَبْدان، ومُعَاذ بْن أسد، وصَدَقَة بْن الفضل، وجماعة.
وسمع بَنْيسابور من: يحيى بن يحيى، وبشر بن الحكم، وإسحاق، وعدّة.
وبالرِّيّ من: إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى الحافظ، وغيره.
وببغداد من: محمد بْن عيسى الطّبّاع، وسُرَيْج بْن النُّعْمان، وعفّان، ومعاوية بْن عَمْرو الْأَزْدِيّ، وطائفة.
وقال: دخلتُ عَلى مُعَلَّى بْن منصور ببغداد سنة عشر.
وسمع بالبصْرة من: أَبِي عاصم النَّبيل، وبدل بْن المحبّر، ومحمد بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن حمّاد الشُّعَيْثيّ، وعُمَرو بْن عاصم الكِلَابيّ، وعَبْد اللَّه بْن رجاء الغُدّانيّ، وطبقتهم.
وبالكوفة من: عبيد اللَّه بْن موسي، وأبي نُعَيْم، وطَلْق بْن غنّام، والحسن بْن عطّية وهما أقدم شيوخه موتًا؛ وخلَاد بْن يحيى، وخالد بْن مَخْلَد، وفروة بْن أَبِي المغراء، وقُبَيْصَة، وطبقتهم.
وبمكّة من: أَبِي عَبْد الرَّحْمَن المقرئ، والحُمَيْديّ، وأحمد بْن محمد الأزْرقيّ، وجماعة.
وبالمدينة من: عَبْد العزيز الْأوَيْسيّ، ومُطَرِّف بْن عَبْد اللَّه، وأبي ثابت محمد بْن عُبَيْد اللَّه، وطائفة.
وبواسط من: عَمْرو بْن عَوْن، وغيره.
وبمصر من: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صالح الكاتب، وسعيد بْن تليد،(19/167)
وعَمْرو بْن الرّبيع بْن طارق، وطبقتهم، وبدمشق من أَبِي مُسْهِر شيئًا يسيرًا؛ ومن أَبِي النَّضْر الفراديسيّ، وجماعة.
وبَقْيسارية من: محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ.
وبعسقلَان: من آدم بْن أَبِي إياس.
وبحمص من: أَبِي المغيرة، وأبي اليَمَان، وعلي بْن عَيَّاش، وأحمد بْن خَالِد الوهَبيّ، ويحيى الوُحاظيّ.
وذُكِر أنّه سَمِعَ من ألف نفس. وقد خرّج عنهم مشيخة وحدث بها، لم نرها.
وحدَّث بالحجاز، والعراق، وخراسان، وما وراء النهر. وكتبوا عَنْهُ وما فِي وجهه شَعْرة.
روى عَنْهُ: أَبُو زُرْعَة، وأبو حاتم قديمًا.
وروى عَنْهُ من أصحاب الكُتُب: ت. ن. عَلِيّ نزاعٍ فِي ن. والأصح: أنّه لم يروِ عَنْهُ شيئًا.
وروى عَنْهُ مُسلْمِ فِي غير "الصحيح"، ومحمد بْن نصر المَرْوزِيّ الفقيه، وصالح بن محمد جَزَرَة الحافظ، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، ومُطَيَّن، وأَبُو الْعَبَّاس السّرّاج، وأبو بَكْر بْن خُزَيْمَة، وأَبُو قُرَيش محمد بْن جُمْعة، ويحيى بْن محمد بْن صاعد، وإِبْرَاهِيم بْن معقل النَّسَفيّ، ومَهيب بْن سُلَيْم، وسهل بْن شاذُوَيْه، ومحمد بْن يوسف الفِرَبْرِيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن دَلُّويه، وعبد اللَّه بْن محمد الأشقر، ومحمد بْن هارون الحضْرميّ، والْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، وأبو علي الحسن بن محمد الدّاركيّ، وأحمد بْن حمدون الأعمش، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومحمود بْن عَنْبر النَّسَفيّ، ومُطَيَّن، وجعْفَر بْن محمد بْن الْحَسَن الْجَرَوِيّ، وأبو حامد بن الشرقي، وأخوه أَبُو محمد عَبْد اللَّه، ومحمد بْن سُلَيْمَان بْن فارس، ومحمد بْن المُسَيَّب الْأرْغِيانيّ، ومحمد بْن هارون الرُّويانيّ، وخلْق1.
وآخر من روى عنه "الجامع الصحيح": منصور بن محمد البزدوي المتوفى سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
__________
1 السير "10/ 275، 276".(19/168)
وآخر من زعم أنّه سَمِعَ مِنَ الْبُخَارِيّ موتًا: أَبُو ظهير عَبْد اللَّه بْن فارس البلخي المتوفى سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
وآخر من رُوِيَ حديثه عاليًا: خطيب المَوْصِل فِي الدّعاء للمَحَامِليّ؛ بينه وبينه ثلَاثة رجال.
وأمّا جامعه الصحيح فأجل كُتب الْإِسلَام وأفضلها بعد كتاب اللَّه تعالي.
وهو أعلى شيء فِي وقتنا إسنادًا للنّاس. ومن ثلَاثين سنة يفرحون بعُلُوّ سماعه، فكيف اليوم؟ فلو رحل الشخص لسماعه من مسيرة ألف فَرْسخ لَمَا ضاعت رحلتهُ. وأنا أدري أنّ طائفة مِنَ الكبار يستقلّون عقلي فِي هذا القول، ولكن:
ما يعرف الشَّوقّ إلَا مَن يُكابده
وَلَا الصَّبَابَة إلَا مَن يُعَانيها
ومَن جهِلَ شيئًا عاداه، ولا قوَّة إلَا بالله.
فصل:
نقل ابنُ عديّ وغيره أنّ مُغيرة بْن بَرْدِزْبَه المجوسيّ جدَّ الْبُخَارِيّ أسلم عَلِيّ يد والي بُخاري يَمَان الْجُعْفيّ جدَّ المحدَّث عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعْفَر بْن يَمَان الْجُعْفيّ المُسْنِديّ. فولَاؤه للجُعْفَيين بهذا الاعتبار.
وقال محمد بْن أَبِي حاتم ورّاق الْبُخَارِيّ: أخرج أبو عبد الله ولدَه بخطّ أبيه بعد صلاة الجمعة لثلاث عشر مَضَتْ من شوّال سنة أربعٍ وتسعين ومائة.
وقال ابن عديّ: سَمِعْتُ الْحَسَن بْن الْحُسَيْن البزّاز يَقُولُ: رأيتُ الْبُخَارِيّ شيخًا نحيفًا، لَيْسَ بالطويل ولا بالقصير1. عاش اثنتين وستين إلَا ثلَاثة عشر يومًا.
وقال أَحْمَد بْن الفضل البلْخيّ: ذَهَبَت عينا محمد فِي صِغْرِه، فرأت أمُّه إِبْرَاهِيم عَليْه السَّلَامُ، فقال: يا هذه قد ردّ اللَّه عَلِيّ ابنك بصرة بكثرة بُكائك أو دعائك.
فأصبح وقد ردّ اللَّه عَلَيْهِ بصره2.
وعن جبريل بْن ميكائيل: سَمِعْتُ الْبُخَارِيّ يَقُولُ: لمّا بلغت خراسان أُصِبتُ
__________
1 وفيات الأعيان "4/ 190".
2 السير "10/ 274".(19/169)
ببصري، فعلّمني رَجُل أن أحلق رأسي وأغلّفه بالخطميّ، ففعلت، فردّ اللَّه عَلِيّ بصَرِيّ. رواها غُنْجَار فِي تاريخه.
وقال أَبُو جعْفَر محمد بْن أَبِي حاتم الورّاق: قلت للبخاريّ: كيف كَانَ بدوّ أمرِك؟ قَالَ: ألْهِمْتُ حِفْظَ الحديث فِي المكتب ولي عشر سنين أو أقلّ. وخرجت مِنَ الكُتّاب بعد العَشْر، فجعلت أختلف إلى الداخليّ وغيره، فقال يومًا فيما يقرأ عَلى الناس: سُفْيَان، عَنْ أَبِي الزُّبَيْر عَنْ إِبْرَاهِيم. فقلت لَهُ: إنّ أبا الزُّبَيْر لم يَرْوِ عَنْ إِبْرَاهِيم. فانتهرني، فقلت لَهُ: ارجع إلى الأصل.
فدخل ثمّ خرج فقال لي: كيف هُوَ يا غلَام؟ قلت: هو الزُّبَيْر بْن عديّ، عَنْ إِبْرَاهِيم.
فأخذ القلم منّي وأصلحّه، وقال: صدقت.
فقال للبخاريّ بعض أصحابه: ابن كم كنت؟ قال: ابن إحدى عشر سنة. فلمّا طعنتُ فِي ستٍّ عشرة سنة حفظت كُتُب ابن المبارك، ووَكِيع، وعرفت كلَام هؤلاء. ثم خرجت مع أبي وأخي أَحْمَد إلى مكّة. فلمّا حَجَجْتُ رجع أخي بها وتخلّفتُ فِي طلب الحديث.
فلمّا طعنت في ثمان عشرة جعلتُ أُصنِّف قضايا الصَّحابة والتّابعين وأقاويلهم، وذلك أيّام عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى. وصّنّفتُ كتاب "التّاريخ" إذ ذاك عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الليلي المُقْمرة. وقلِّ اسم فِي "التّاريخ" إلَا وله عندي قصّة. إلَا أنيّ كرهتُ تطويل الكتاب1.
وقال عَمْرو بْن حفص الأشقر: كنّا مَعَ الْبُخَارِيّ بالبصرة نكتب الحديث، ففقدناه أيّامًا، ثمّ وجدناه في بيت وهو عريان وقد نفذ ما عنده. فجمعنا لَهُ الدّراهم وكَسَوْناه2.
وقال عَبْد الرَّحْمَن "بْن محمد الْبُخَارِيّ": سَمِعْتُ محمد بْن إِسْمَاعِيل يَقُولُ: لقيت أكثر من ألف رجلٍ، أهل الحجاز، والعراق، والشّام، ومصر، وخُراسان، إلى
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 7".
2 تاريخ بغداد "2/ 13".(19/170)
أن قَالَ: فما رأيْتُ واحدًا منهم يختلف فِي هذه الأشياء: إنّ الدّين قولٌ وعمل، وأنّ القرآن كلَام اللَّه1.
وقال محمد بْن أَبِي حاتم: سمعته يَقُولُ: دخلتٌ أصبهان مرّات، كل ذَلِكَ أجالس أَحْمَد بْن حنبل، فقال لي آخر ما ودّعته: يا أَبَا عَبْد اللَّه تترك العِلم والنّاس وتصير إلى خُراسان؟! فأنا الآن أذكر قول أَحْمَد.
وقال أَبُو بَكْر الْأعْيَن: كتبت عَنِ الْبُخَارِيّ عَلَى باب محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ وما فِي وجهه شَعْرة.
وقال محمد بْن أَبِي حاتم ورّاق الْبُخَارِيّ: سَمِعْتُ حاشد بْن إِسْمَاعِيل وآخر يقولَان: كَانَ الْبُخَارِيّ يختلف معنا إلى السَّماع وهو غلَام، فلَا يكتب، حتّى أتى عَلَى ذَلِكَ أيّام. فكنّا نقول لَهُ، فقال: إنّكما قد أكثرتما عليّ، فاعرضا عَلِيّ ما كتبتما.
فأخرجنا إِلَيْهِ ما كَانَ عندنا، فزاد عَلَى خمسة عشر ألف حديث، فقرأها كلّها عَنْ ظهر قلب حتى جعلنا نُحكِم كُتُبَنا من حِفْظِه.
ثمّ قَالَ: أترون أنيّ أختلف هدْرًا وأضيّع أيّامي؟! فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد.
قالا: فكان أهل المعرفة يَعْدُونَ خلفه فِي طلب الحديث وهو شابّ حتى يغلبوه عَلِيّ نفسِه ويجلسوه فِي بعض الطّريق، فيجتمع عَلَيْهِ أُلُوف أكثرهم ممن يكتب عنه، وكان شاب لم يخرج وجهه.
وقال محمد بْن أَبِي حاتم: وسَمِعْتُ سُلَيْم بْن مجاهد يَقُولُ: كنتُ عند محمد بْن سلَام البِيكَنْديّ فقال لي: لو جئت قبل لرأيت صبيا يحفظ سبعين ألف حديث.
قَالَ: فخرجت فِي طلبه وتلقَّيته، فقلتُ: أنتَ الَّذِي تَقُولُ: أَنَا أحفظ سبعين ألف حديث؟ قال: نعم وأكثر، ولا أجيئك بحديث عن الصحابة والتابعين إلا عرفت مولد أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم. ولست أروي حديثًا من حديث الصّحابة أو التّابعين إلَا ولي فِي ذَلِكَ أصلٌ أحفظه حِفْظًا عَنْ كتاب اللَّه وسنة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ2.
قَالَ غُنْجار: ثنا أَبُو عَمْرو أَحْمَد بْن محمد المقرئ، ثنا محمد بْن يعقوب بْن يوسف البِيكَنْديّ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن عاصم البيكندي يقول: قدم علينا
__________
1 السير "12/ 407، 408".
2 تاريخ بغداد "2/ 24، 25".(19/171)
محمد بْن إِسْمَاعِيل، فاجتمعنا عنده ليلةً، فقال بعضنا: سَمِعْتُ إِسْحَاق بْن راهَوَيْه يَقُولُ: كأني أنظر إلى سبعين ألف حديث من كتابي.
فقال محمد: أوتعجب من هذا؟ لعلّ فِي هذا الزمان مَن ينظر إلى مائتي ألف حديث من كتابه.
قَالَ: وإنّما عَنى بِهِ نفسه1.
وقال ابن عدي: حدثني أحمد بن محمد القُومِسيّ: سَمِعْتُ محمد بْن خَمْرَوَيْه يَقُولُ: سَمِعْتُ محمد بْن إِسْمَاعِيل يَقُولُ: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح.
وقال إمام الأئمّة ابن خُزَيْمَة: ما رَأَيْت تحت أديم السّماء أعلم بالحديث من محمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ.
وقال ابن عديّ: سمعت عدة مشايخ يحكمون أنّ الْبُخَارِيّ قدِم بغداد فاجتمع أصحاب الحديث، وعمدوا إلى مائة حديث فقلبوا مُتُونها وأسانيدها، وجعلوا متن هذا الإسناد هذا، وإسناد هذا لمتن هذا، ودفعوا إلى كلّ واحدٍ عشرة أحاديث ليُلْقوها عَلِيّ الْبُخَارِيّ فِي المجلس. فاجتمع النّاس، وانتدبَ أحدهم فقال، وسأله عَنْ حديث من تِلْكَ العشرة، فقال: لَا أعرفه. فسأله عَنْ آخر، فقال: لَا أعرفه. حتى فرغ العشرة. فكان الفقهاء يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون: الرجل فَهْم. ومَن كَانَ لَا يدري قضى عَلَيْهِ بالعجز.
ثمّ انتدبَ آخر ففعل كفِعْل الأوّل، والْبُخَارِيّ يَقُولُ لَا أعرفه. إلى أن فرغ العشرة أنفُس، وهو لَا يزيدهم عَلَى: لَا أعرفه.
فلمّا علم أنّهم قد فرغوا، التفتَ إلى الأوّل فقال: أمّا حديثك الأوّل فإسناده كذا وكذا، والثّاني كذا وكذا، والثّالث ... إلى آخر العشرة. فردّ كلَّ مَتْن إلى إسناده، وفعل بالثّاني مثل ذلك إلى أن فرغ، فأقرَّ لَهُ الناس بالحفظ.
وقال يوسف بن موسى المروروزي: كُنْتُ بِجَامِعِ الْبَصْرَةِ إِذْ سَمِعْتُ مُنَادِيًا يُنَادِي: يَا أَهْلَ الْعِلْمِ، لَقَدْ قَدِمَ محمد بْنُ إسماعيل البخاري.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 25".(19/172)
فَقَامُوا فِي طَلَبِهِ، وَكُنْتُ فِيهِمْ، فَرَأَيْتُ رَجُلا شابًا يصلي خلف الأصطوانة، فَلَمَّا فَرَغَ أَحْدَقُوا بِهِ، وَسَأَلُوهُ أَنْ يَعْقِدَ لَهُمْ مَجْلِسَ الْإِمْلَاءِ، فَأَجَابَهُمْ.
فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ اجْتَمَعَ كَذَا كَذَا أَلْفٍ، فَجَلَسَ لِلإِمْلاءِ وَقَالَ: يَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ أَنَا شَابُّ، وَقَدْ سألتموني أن أحدثكم وسأحدثكم بِأَحَادِيثَ عَنْ أَهْلِ بَلَدِكُمْ تَسْتَفِيدُونَ الْكُلَّ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَة بْنِ أبي رواد بلديكم، ثنا أبي، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَغَيْرِهِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أنَسٍ أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ"1. الْحَدِيثَ. ثُمَّ قَالَ: هَذَا "لَيْسَ" عِنْدَكُمْ، إِنَّمَا عِنْدَكُمْ عَنْ غَيْرِ مَنْصُورٍ. وَأَمْلَى مَجْلِسًا عَلَى هَذَا النَّسَقِ2.
قَالَ يوسف: وكان دخولي البصرة أيّام محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب.
وقال محمد بْن حمدون بْن رُسْتُم: سَمِعْتُ مسلم بن الحجاج يقول للبخاري: دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين وطبيب الحديث فِي عِلَله.
وقال التِّرْمِذيّ: لم أرَ أحدًا بالعراق ولا بخُراسان فِي معنى العِلَل والتّاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بْن إِسْمَاعِيل.
وقال إِسْحَاق بْن أَحْمَد الفارسيّ: سَمِعْتُ أَبَا حاتم يَقُولُ سنة سبْعٍ وأربعين ومائتين: محمد بْن إِسْمَاعِيل أعلم مَن دخل العراق، ومحمد بْن يحيى أعلم مَن بخُراسان اليوم، ومحمد بْن أسلم أورعهم، وعبد اللَّه الدّارِميّ أثبتهم.
وعن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: انتهى الحِفْظ إلى أربعه من أهل خُراسان: أَبُو زُرْعَة، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل، والدّارِميّ، والْحَسَن بْن شُجاع البلْخيّ.
وقال أَبُو أَحْمَد الحاكم: كانَ الْبُخَارِيّ أحد الأئمّة فِي معرفة الحديث وجَمْعه. ولو قلت إنيّ لم أر تصنيفَ أحد يشبه تصنيفه في المبالغة والحسن لرجون أن أكون صادقًا.
قرأتُ عَلَى عُمَر بْن القَوّاس: أخبركم أَبُو القاسم بْن الحّرَسْتانيّ حُضُورًا، أَنَا جَمَالُ الْإِسلَام، أَنَا ابن طلَاب، أَنَا ابن جُمَيْع: حدثني أَحْمَد بْن محمد بْن آدم:
__________
1 حديث صحيح: أخرجه البخاري "6171"، ومسلم "2639"، وأبو داود "5127"، والترمذي "2392"، ويروى عن عدة من الصحابة.
2 تاريخ بغداد "2/ 16"، السير "10/ 284".(19/173)
حدثني محمد بْن يوسف الْبُخَارِيّ قَالَ: كنتُ عند محمد بْن إِسْمَاعِيل بمنزله ذات ليلة، فأحصيت عَلَيْهِ أنّه قام وأسرجَ يستذكر أشياء يُعلّقها فِي لَيْلَةٍ ثمان عشرة مرّة1.
وقال محمد بْن أَبِي حاتم الورّاق: كَانَ أبو عبد الله إذا كنتُ معه فِي سفر يجمعنا بيتٌ واحدٌ إلَا فِي القَيْظ أحيانًا. فكنت أراه يقوم فِي لَيْلَةٍ واحدةٍ خمس عشرة مرّة إلى عشرين مرّة، فِي كلّ ذَلِكَ يأخذ القُدّاحة فيُوري نارًا ويُسرج، ثمّ يُخرج أحاديث فيُعلِّم عليها، ثمّ يضع رأسه. وكان يُصلّي وقت السَّحَر ثلَاث عشرة ركعة. وكان لَا يوقظني فِي كلّ ما يقوم، فقلتُ لَهُ: إنّك تحمل عَلى نفسك فِي كلّ هذا ولا تُوقظني! قَالَ: أنتَ شابّ ولا أحب أن أفسد عليك نومك.
وقال الفربري: قال لي محمد بن إسماعيل، ما وضعتُ فِي" الصّحيح: حديثًا إلَا اغتسلت قبل ذَلِكَ وصلّيْت رَكْعَتين. يعني ما جلست لأضع فِي تصنيفه شيئًا إلَا وفعلت ذَلِكَ، لَا إنّه يفعل ذلك لكّل حديث2.
وقال إِبْرَاهِيم بْن مَعْقِلٍ: سمعته يَقُولُ: كنتُ عند إِسْحَاق بن" راهويه"، فقال الرجل: لو جمعتم كتابًا مختصرًا للسُّنن.
فوقَعَ ذَلِكَ فِي قلبي، فأخذت فِي جمع هذا الكتاب.
وعَنِ الْبُخَارِيّ قَالَ: أخرجتُ هذا الكتاب من نحو ستّمائة ألف حديث، وصنَّفته ستٍّ عشرة سنة. وجعلته حُجّةً فيما بيني وبين اللَّه. رُوِيَتْ من وجهين ثابتين، عَنْهُ.
وقال إِبْرَاهِيم بْن مَعْقِلٍ: سمعته يَقُولُ: ما أدخلت فِي "الجامع" إلَا ما صحّ، وتركت مِنَ الصّحاح لأجل الطُّولِ, وقال محمد بْن أَبِي حاتم: قلت لأبي عَبْد اللَّه: تحفظ جميع ما فِي المصنَّف؟ قَالَ: لَا يُخفي علي جميع ما فيه، ولو نشر بعض أساتذي هؤلَاء لم يفهموا كتاب التّاريخ ولا عرفوه.
ثم قال: صنفته ثلاث مرات.
وقد أخذه ابن راهَوَيْه فادخله عَلَى عَبْد اللَّه بْن طاهر فقال: أيُّها الأمير ألَا أريك سِحْرًا. فنظرّ فِيهِ عَبْد اللَّه، فتعجَّب منه وقال: لست أفهم تصنيفه3.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 14".
2 تاريخ بغداد "2/ 9".
3 السابق "2/ 7"، السير "12/ 403".(19/174)
وقال الفِرَبْريّ: حدَّثني نَجْم بْن الفضل، وكان من أهل الفَهم، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النوم خرج من قريَة ومحمد بْن إِسْمَاعِيل خلفَه، فإذا خطا خطوة يخطو محمد ويضع قدَمه عَلَى قدمِه ويتبع أثره.
وقال خَلَف الخيّام: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرو بْن نصر الخفاف يَقُولُ: محمد بْن إِسْمَاعِيل أعلم فِي الحديث من أَحْمَد وإِسْحَاق بعشرين درجة، ومَن قَالَ فِيهِ شيء فمِنّي عَلَيْهِ ألف لعنة. ولو دخل من هذا الباب لملئت منه رعبًا.
وقال أبو عيسى التِّرْمِذيّ: كَانَ محمد بْن إِسْمَاعِيل عند عَبْد اللَّه بْن منير، فلمّا قام من عنده قَالَ لَهُ: يا أَبَا عَبْد اللَّه جعلك اللَّه زَيْن هذه الأمّة.
قَالَ أَبُو عيسى: استُجِيبَ لَهُ فِيهِ.
وقال جعْفَر بْن محمد المُسْتغفريّ فِي" تاريخ نَسْف"، وذكر الْبُخَارِيّ: لو جاز لي لفضلته عَلِيّ مَن لقي مِن مشايخه، ولقلتُ: ما رَأَى بعينه مثل نفسه. دخل نَسْف سنة ستٍّ وخمسين وحدَّث بها بجامعة الصّحيح، وخرج إلى سَمَرْقند لعَشرٍ بقين من رمضان، ومات بقرية خَرْتَنْك ليلة الفِطْر.
وقال الحاكم: أوّل ما ورد الْبُخَارِيّ نَيْسابور سنة تسعٍ ومائتين، ووردها فِي الأخير سنة خمسين ومائتين، فأقام بها خمس سِنين يُحدَّثَ عَلَى الدّوام.
قَالَ محمد بْن أَبِي حاتم: بلغني أنّ أَبَا عَبْد اللَّه شربَ البلَاذُرَ للحِفْظ، فقلت لَهُ: هَلْ من دواء يشربه الرجل للحِفْظ؟ فقال: لَا أعلم. ثمّ أقبل علي وقال: لا أعلم شيئًا أنفع لحفظ من نَهْمة الرجل ومداومة النَّظر. وذلك أني كنت بَنْيسابور مقيمًا، فكان يرد إلي من بخارى كُتُب، وكَنّ قرابات لي يُقْرئْن سلَامهنّ في الكتب، فكنت أكتب إلى بخارى، وأردتُ أنْ أقْرِئهن سلَامي، فذهبَ عَلِيّ أساميهنّ حين كتبتُ كتابي، ولم أُقْرِئهنّ سلَامي.
وما أقل ما يذهب عني في العِلْم، يعني ما أقلّ ما يذهب عَنْهُ مِنَ العلم لمداومة النَّظر والَاشتغال، وهذه قراباته قد نسي أسماءهنّ. وغالب النّاس بخلَاف ذَلِكَ؛ فتراهم يحفظون أسماء أقاربهم ومعارفهم ولا يحفظون إلَا اليسير مِن العلم.
قَالَ محمد بْن أبي حاتم: وسمعته يقول: لم يكن كتابي للحديث كما يكتب(19/175)
هؤلَاء. كنتُ إذا كتبتُ عَنْ رَجُل سألته عَنِ اسْمه وكنيته ونَسَبة وعلّة الحديث إن كَانَ فَهِمًا، فإن لم يكن فهْمًا سَأَلْتُهُ أنْ يخرج إلي أصله ونُسخته. فأمّا الآخرون فإنهم لَا يبالون ما يكتبون وكيف يكتبون.
وسَمِعْتُ الْعَبَّاس الدُّوريّ يَقُولُ: ما رَأَيْت أحدًا يُحسن طلب الحديث مثل محمد بْن إِسْمَاعِيل. كَانَ لَا يَدَع أصلَا أو فرعًا إلَا قَلَعَه.
ثمّ قَالَ لنا عَبَّاس: لَا تَدَعوا شيئًا من كلَامه إلَا كتبتموه.
سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم الخّواص مستملي صَدَقَة يَقُولُ: رأيت أَبَا زُرْعَة كالصّبيّ جالسًا بين يدي محمد بْن إِسْمَاعِيل يسأله عَنْ عِلَل الحديث.
فصل فِي ذكائه وسعة علمه:
قَالَ جعْفَر بْن محمد القطان إمام كرمينية فيما رَوَاهُ عَنْهُ مهيب بْن سُلَيْم أنّه سَمِعَ محمد بْن إِسْمَاعِيل يَقُولُ: كتبتُ عَنْ ألف شيخ أو أكثر، عَنْ كلّ واحدٍ منهم عشرة آلاف وأكثر، ما عندي حديث إلَا أذكر إسناده1.
وقال محمد بْن أَبِي حاتم: قرأ علينا أبو عبد الله كتاب الهِبَة فقال: لَيْسَ فِي هِبَة وكيع إلَا حديثان مُسْنَدان أو ثلَاثة، وفي كتاب عَبْد اللَّه بْن المبارك خمسة أو نحوها، وفي كتابي هذا خمسمائة حديث أو أكثر.
وسَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه يَقُولُ: ما قدِمتُ عَلَى أحدٍ إلَا كَانَ انتفاعه بي أكثر مِنَ انتفاعي بِهِ.
قَالَ محمد بْن أَبِي حاتم: سَمِعْتُ سُلَيْم بْن مجاهد يقولَ: سَمِعْتُ أَبَا الأزهر يَقُولُ: كَانَ بسمرقند أربعمائة مما يطلبون الحديث، فاجتمعوا سبعة أيّام وأحبّوا مغالطة محمد بْن إِسْمَاعِيل، فأدخلوا إسناد الشّام فِي إسناد العراق، وإسناد اليمن فِي إسناد الحَرَمَيْن، فما تعلقوا منه بسقْطة لَا فِي الإسناد ولا فِي المَتْن2.
وقد ذكرت حكاية البغداديين في مثل هذا.
__________
1 السير "12/ 406".
2 السير "12/ 406".(19/176)
وقال الفِرَبْريّ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه يَقُولُ: ما استصغرتُ نفسي عِنْدَ أحدٍ إلَا عند عَلِيّ بْن المديني، ورُبما كنت أغْرب عَلَيْهِ.
وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت أبا عَبْد اللَّه يَقُولُ: " ما نمت البارحة حتّى عددت" كم أدخلتُ فِي مصنفاتي مِنَ الحديث، فإذا نحو مائتي ألف حديث مُسْنَدة.
وسمعته يَقُولُ: ما كتبتُ حكايةً قط كنت أتحفّظها. وسمعته يَقُولُ: لَا أعلم شيئًا يُحتاج إِلَيْهِ إلَا وهو فِي الكتاب والسنة.
فقلت لَهُ: يمكن معرفة ذَلِكَ كلّه؟ قَالَ: نعم.
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: كُنْتُ فِي مَجْلِسِ الْفِرْيَابِيِّ فَقَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ، عَنْ أَنَسٍ" أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَانَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ فِي غُسْلٍ واحد"1.
فلم يعرف أحد في المجالس أَبَا عُرْوَة، ولا أَبَا الْخَطَّاب.
قَالَ: أمّا أَبُو عُرْوَة فمَعْمَر، وأبو الخطّاب قَتَادة.
قَالَ: وكان الثَّوْريّ فَعُولا، لهذا يُكنيّ المشهورين.
قَالَ محمد بْن أَبِي حاتم: قدِم رجاء الحافظ فقال لأبي عَبْد الله: ما أعددتَ لقُدوميّ حيث بلغك، وفي أيّ شيء نظرت؟ قَالَ: ما أحدثتُ نظرًا ولم أستعدّ لذلك، فإنّ أحببت أن تسألني عَنْ شيء فافعل.
فجعل يناظره فِي أشياء فبقي رجاء لَا يدري، ثمّ قَالَ لَهُ أبو عبد الله: هَلْ لك فِي الزّيادة؟
فقال استحياءً وخَجَلَا منه: نعم.
قَالَ: سَلْ إنْ شئت.
فأخذ فِي أسامي أيّوب، فعدّ نحوًا من ثلاثة عشر، وأبو عبد الله ساكت، فظنّ رجاء أنْ قد صنع شيئًا فقال: يا أَبَا عَبْد اللَّه فاتك خير كثير.
فزيف عبد الله في أولئك سبع، وأغرب عَلَيْهِ نحو أكثر من ستين رجلَا.
__________
1حديث صحيح: أخرجه البخاري "9/ 98"، ومسلم "309"، وأحمد "6/ 8، 9"، وأبو داود "218"، والترمذي "140"، والنسائي "1/ 143"، وابن ماجه "588".(19/177)
ثمّ قَالَ لَهُ رجاء: كم رويت فِي العمامة السوداء؟ قال: هات كم رويت أنت؟ قَالَ الْبُخَارِيّ: نروي نحوًا من أربعين حديثًا.
فخجل رجاء ويَبس رِيُقه.
وسَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه يَقُولُ: دخلتُ بَلْخَ، فسألوني أن أُمْلِيَ عَلَيْهم لكلّ من كتبتُ عَنْهُ، فأمليت ألف حديث عَنْ ألف شيخ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَرَّاقُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ أبو عبد الله: سُئِلَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَمَّنْ طَلَّقَ نَاسِيًا، فَسَكَتَ. فَقُلْتُ: قَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ بِهِ أَوْ تَكَلَّمْ" 1. وَإِنَّمَا يُرَادُ مُبَاشَرَةُ هَذِهِ الثَّلاثِ: الْعَمَلِ، وَالْقَلْبِ، أَوِ الْكَلامِ وَالْقَلْبِ، وَهَذَا لَمْ يَعْتَقِدْ بِقَلْبِهِ.
فقال إِسْحَاق: قوّيتني. وأفتى بِهِ.
قَالَ: وسَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه الْبُخَارِيّ يَقُولُ: ما جلستُ للحديث حتّى عرفتُ الصَّحيح مِنَ السَقيم، وحتى نظرتُ فِي عامّة كُتُب الرأي، وحتّى دخلت البصرة خمس مرّات أو نحوها، فما تركت بها حديثًا صحيحًا إلَا كتبته، إلَا ما لم يظهر لي.
وسَمِعْتُ بعض أصحابي يَقُولُ: كنت عند محمد بْن سلَام البِيكَنْديّ، فدخل محمد بْن إِسْمَاعِيل، فلمّا خرج قَالَ محمد بْن سلَام: كلّما دخل عَلَى هذا الصَّبيّ تحيرت والتبس علي أمر الحديث، ول أزال خائفًا منه ما لم يخرج2.
فصل فِي ثناء الأئمّة عَلى الْبُخَارِيّ:
قلت: فارقّ الْبُخَارِيّ بخاري وله خمس عشرة سنة، ولم يره محمد بْن سلَام بعد ذَلِكَ، فقال سُلَيْم بْن مجاهد: كنتُ عند محمد بْن سلَام البِيكَنْديّ فقال: لو جئت قبلُ لرأيت صبيًّا يحفظ سبعين ألف حديث.
فخرجت حتى لحِقْتُه فقلتُ: أنت تحفظ سبعين ألف حديث؟ قال: نعم وأكثر، ولا أجيئك بحديث عن الصحابة والتابعين إلا عرفت مولد أكثرهم ووفاتهم
__________
1 "حديث صحيح": أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ "9/ 345"، وَمُسْلِمٌ "127"، وَأَبُو داود "2209"، وَالتِّرْمِذِيُّ "1183" وَالنَّسَائِيُّ "6/ 156، 157"، وابن ماجه "2540".
2 السير "10/ 289".(19/178)
ومساكنهم، ولست أروي حديثًا من حديث الصحابة والتّابعين إلَا ولي من ذَلِكَ أصلٌ أحفظه حِفْظًا عَنْ كتاب أو سنة1.
وقال محمد بْن أَبِي حاتم: سَمِعْتُ يحيى بْن جعْفَر البِيكَنْديّ يَقُولُ: لو قدرتُ أن أزيد فِي عُمَر محمد بْن إِسْمَاعِيل من عمُري لَفَعَلْت؛ فإنّ موتي يكون موت رجلٍ واحد، وموته ذَهَاب العِلْم.
وسمعته يَقُولُ لمحمد بْن إِسْمَاعِيل: لولا أنت ما أستطبت العَيْش ببخارى2.
وسَمِعْتُ محمد بْن يوسف يَقُولُ: كنتُ عند أَبِي رجاء، يعني: قُتَيْبة، فسُئِل عَنْ طلَاق السَّكْران فقال: هذا أَحْمَد بْن حنبل، وابن المَدِينيّ، وابن راهَوَيْه قد ساقهُمُ اللَّه إليك. وأشار إلى محمد بْن إِسْمَاعِيل.
وكان مذهب محمد: أنّه إذا كَانَ مغلوبَ العقل لَا يذكر ما يُحدَّثَ فِي سُكْره أنّه لَا يجوز عَلَيْهِ مِن أمره شيء.
وسَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن سعَيِد يَقُولُ: لمّا مات أَحْمَد بْن حَرْب النَّيسابوري ركب محمد وإِسْحَاق يُشيّعان جنازته، فكنتُ أسمع أهلَ المعرفة بَنْيسابور ينظرون ويقولون: محمد أفْقهَ مِن إِسْحَاق.
سَمِعْتُ عُمَر بْن حفص الأشقر يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدان يَقُولُ: ما رأيت بعيني شابًا أبصر من هذا. وأشار بيده إلى محمد بْن إِسْمَاعِيل.
سَمِعْتُ صالح بْن مِسْمار يَقُولُ: سَمِعْتُ نُعَيْم بْن حمّاد يَقُولُ: محمد بْن إِسْمَاعِيل فقيه هذه الأمّة.
وقال إِسْحَاق بْن أَحْمَد بْن خَلَف: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن عَبْد السّلَام يَقُولُ: ذكرنا قول الْبُخَارِيّ لعليّ بْن المدينيّ، يعني ما استصغرتُ نفسي إلَا بين يدي عَلِيّ بْن المَدِينيّ، فقال عَلِيّ: دَعُوا هذا فإنّ محمد بْن إِسْمَاعِيل لم يَر مثل نفسه3.
وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت أبا عبد الله يقول: ذاكرني أصحاب عمرو بن
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 24، 25".
2 السير "10/ 289".
3 تاريخ بغداد "2/ 18".(19/179)
عَلِيّ الفّلَاس بحديث، " فقلت: لَا أعرفه، فسُرّوا بذلك" وأخبروا عَمْروًا. فقال: حديث لَا يعرفه محمد بْن إِسْمَاعِيل لَيْسَ بحديث.
قال: وسَمِعْتُ حاشد بْن عَبْد اللَّه يَقُولُ: قَالَ لي أَبُو مُصْعَب الزُّهْريّ: محمد بْن إِسْمَاعِيل أَفُقه عندنا وأبصر من أَحْمَد بْن حنبل.
فقيل لَهُ: جاوزتَ الحَدّ.
فقال للرجل: لو أدركتَ مالكًا ونظرتَ إلى وجهه ووجه محمد بْن إِسْمَاعِيل لقلت كلَاهما واحدٌ فِي الفِقْه والحديثِ1.
وسمعت عَلِيّ بْن حُجْر يَقُولُ: أخرجت خُراسان ثلَاثَةً: أَبُو زُرْعَةَ، ومحمد بْن إِسْمَاعِيلَ، وعبدَ اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن الدّارِميّ. ومحمد عندي أبصرهم وأعلمهم وأفقهُهُم.
وقال أَحْمَد بْن الضَّوِّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر يقولَان: ما رأينا مثل محمد بْن إِسْمَاعِيل.
وروي عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ما أخرجَتْ خُراسان مثل محمد بْن إسماعيل.
وقال حاشد بن إسماعيل: كنت في البصرة فقِدم محمد بْن إِسْمَاعِيل فقال بُنْدار: اليوم دخل سيّد الفقهاء.
وقال حاشد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الواحد: سَمِعْتُ يعقوب الدَّوْرَقيّ يَقُولُ: محمد بْن إِسْمَاعِيل فقيه هذه الأمّة.
وجاء من غير وجٍه عَنْ عَبْد اللَّه الدّارِميّ قَالَ: محمد بْن إِسْمَاعِيل أبصرُ مني.
وقال حاشد بْن إِسْمَاعِيل الحافظ: سَمِعْتُ أحمد بْن حنبل يَقُولُ: لم يجئنا من خُراسان مثل محمد بن إسماعيل.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 28"، السير "10/ 291".(19/180)
وقال محمد بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمَة: ما رأيتُ تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وأحفظ لَهُ من محمد بْن إِسْمَاعِيل.
وقال مُسَبِّحُ بْن سعَيِد الْبُخَارِيّ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن يَقُولُ: قد رأيتُ العلماء بالحجاز والعِرَاقَين، فما رأيتُ فيهم أجمع من محمد بْن إِسْمَاعِيل.
وقال محمد بْن حمدون الأعمشُ: سَمِعْتُ مسلم بن الحجاج يقول للبخاري: دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين، وسيد المحدثين، وطبيب الحديث فِي عِلَله.
وقال أَبُو عيسى التِّرْمِذيّ: لم أرَ بالعراق ولا بخُراسان فِي معنى العِلَل والتّاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بْن إِسْمَاعِيل.
وقال صالح بْن محمد جَزَرَة: كَانَ محمد بْن إِسْمَاعِيل يجلس ببغداد، وكنت أستملي لَهُ، ويجتمع فِي مجلسه أكثر من عشرين ألفًا.
وقال إِسْحَاق بْن زَبْرك: سَمِعْتُ أَبَا حاتم فِي سنة سبْعٍ وأربعين ومائتين يقول: يقدم عليكم رجلٌ من خُراسان لم يخرج منها أحفظ منه. ولا قدِم العراق أعلم منه. فقِدم علينا الْبُخَارِيّ.
وقال أَبُو بَكْر الخطيب: سُئل الْعَبَّاس بْن الفضل الرّازيّ الصائغ: أيُّهما أحفظ، أَبُو زُرْعَة أو الْبُخَارِيّ؟ فقال: لقيت الْبُخَارِيّ بين حُلْوان وبغداد، فرحلت معه مرحلةً وجَهدْت أن أجيء بحديث لَا يعرفه فما أمكنَ، وأنا أَغْرَب عَلَى أَبِي زُرْعَة عَدَدَ شَعْري.
وقال خَلَف الخَيَّام: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرو أَحْمَد بن نصر الخفاف يقول: محمد بن إسماعيل أعلم بالحديث من إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وأَحْمَد بْن حنبل وغيرهما بعشرين درجة. ومَن قَالَ فِيهِ شيئًا فمِنِي عَلَيْهِ ألف لعنة.
ثمّ قَالَ: ثنا محمد بْن إِسْمَاعِيل التّقّي النَّقيّ العالم الَّذِي لم أرَ مثله.
وقال عَبْد اللَّه بْن حمّاد الآمليّ: ودِدْت أنيّ شعَرَةٌ فِي صدر محمد بْن إِسْمَاعِيل.
وقال محمد بن يعقوب بْن الأخرم: سمعت أصحابنا يقولون: لمّا قدِم الْبُخَارِيّ نَيْسابور استقبله أربعة آلاف رَجُل عَلَى الخَيْل، سوى من ركب بَغْلا أو حمارًا، وسوى الرّجالة.(19/181)
وقال أَبُو أَحْمَد الحاكم فِي "الكُنَى": عَبْد اللَّه بْن الدَّيْلَميّ أَبُو بسر، وقال الْبُخَارِيّ ومسلم فِيهِ أَبُو بِشْر، بشين مُعْجَمَةٍ.
قَالَ الحاكم: وكلاهما أخطأ، في علمي إنما هو أبو بسر، وخليق أنْ يكون محمد بْن إِسْمَاعِيل مَعَ جلَالته ومعرفته بالحديث اشتبه عليه، فلما نقاه مسلم من كتابه تابَعَه عَلِيّ زَلّته. ومن تأمّل كتاب مسلم فِي الأسماء والكنى علم أَنّه منقول من كتاب محمد بْن إِسْمَاعِيل حَذْو القذّة بالقذّة، حتى لَا يزيد عَلَيْهِ فِيهِ إلَا ما يَسْهُل عنده. وتجلّد فِي نقْله حق الجلَادة، إذ لم ينسبه إلى قائله.
وكتاب محمد بْن إِسْمَاعِيل فِي التاريخ كتابٌ لم يُسْبَق إِلَيْهِ. منهم من نَسَبَه إلى نفسه مثل أَبِي زُرْعَة، وأبي حاتم، ومُسلْمِ. ومنهُمُ من حكاه عَنْهُ. فالله يرحمه، فإنّه الّذي أصّل الأصُول.
وذكر الحَكَم أَبُو أَحْمَد كلَامًا سوى هذا.
فصل فِي ديانته وصلَاحه:
قَالَ مسّبح بْن سعَيِد: كَانَ الْبُخَارِيّ يختم فِي رمضان كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليال بختمة.
وقال أبو بَكْر بْن منير: سَمِعْتُ أبا عَبْد اللَّه الْبُخَارِيّ يَقُولُ: أرجو أن ألقى اللَّه ولا يحاسبني أني اغتبت أحدًا1.
قلت: يشهد لهذه المقالة كلَامَه، رحِمَه اللَّه، فِي التّجريح والتَّضعيف، فإنه أبلغ منّا. يَقُولُ فِي الرجل المتروك أو السّاقط: "فِيهِ نَظَر" أو. "سكتوا عَنْهُ"، ولا يكاد يَقُولُ: "فُلَان كذاب"، ولا "فُلَان يضع الحديث". وهذا مِن شدّة ورَعِه.
وقال محمد بْن أَبِي حاتم: سَمِعْتُ محمد بْن إِسْمَاعِيل يَقُولُ: ما أغتبتُ أحدًا قطّ منذ علِمت أنّ الغيبة تضّر أهلَها.
قال: وكان أبو عبد الله يصلّي فِي وقت السَّحَر ثلَاث عشرة ركعة، وكان لَا يوقظني فِي كل ما يقوم، فقلت: أراك تحمل عَلَى نفسك فلو توقظني.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 12"، السير "10/ 302".(19/182)
قال: أنت شاب، ولا أحب أن أفسد عليك نومك1.
وقال غُنْجار: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرو أَحْمَد بْن محمد المقرئ: سَمِعْتُ بَكْر بن منير يَقُولُ: كَانَ محمد بْن إِسْمَاعِيل يصّلي ذات لَيْلَةٍ، فَلَسَعَه الزُّنْبُور سبْعٍ عشرة مرّة، فلمّا قضي الصّلَاة قَالَ: انظروا إيش آذاني.
وقال محمد بْن أَبِي حاتم: دُعي محمد بْن إِسْمَاعِيل إلى بستان، فلمّا صلّى بهمُ الظُّهْر قام يتطوّع. فلمّا فرغ من صلَاته رفع ذيل قميصه وقال لبعض من معه: أنظر هَلْ ترى تحت القميص شيئًا؟ فإذا زنبور قد أَبَرَهُ فِي ستة عشر أو سبعة عشر موضعًا، وقد تورَّم من ذَلِكَ عشرة، فقال لَهُ بعض القوم: كيف لم تخرج مِنَ الصّلَاة أوّل ما أَبَرك؟ قَالَ: كنت فِي سورة فأحببت أن أُتِمَّها2.
وقال محمد بْن أَبِي حاتم: رَأَيْت أَبَا عَبْد اللَّه استلقى عَلَى قفاه يومًا ونحن بِفرَبْر فِي تصنيف كتاب" التّفسير" وأتعب نفسه يومئذ، فقلت لَهُ: إنّي أراك تَقُولُ إني ما أتيت شيئًا بغير علم قطّ منذ عَقَلْت، فما الفائدة فِي الاستلقاء؟ قَالَ: أتعْبنا أنفُسنا اليوم، وهذا ثغر مِنَ الثغور، وخشيت أنْ يحدَّثَ حَدَثٌ من أمر العَدُوّ، وأحببت أن أستريح وآخُذ أهْبة، فإنْ غافَصَنا العدوّ كَانَ منّا حَرَاك.
وكان يركب إلى الرَّمي كثيرًا، فما أعْلُمني رَأَيْته فِي طُول ما صحِبْتُه أخطأ سُهمُه الهدفَ إلَا مرَّتين، فكان يصيب الهدف فِي كلّ ذَلِكَ. وكان لَا يُسبق.
وسمعته يَقُولُ: ما أكلت كُرّاتًا قطّ ولا القَنَابَرَى3.
قلت: ولِمَ ذاك؟ قَالَ: كرِهت أن أُؤذِي مَن معي مِن نَتَنِها.
قلت: فكذلك البصل النيء؟ قَالَ: نعم.
وسمعته يَقُولُ: ما أردت أن أتكلّم بكلَامٍ فِيهِ ذِكْر الدُّنيا إلَا بدأت بحمد اللَّه والثناء عَلَيْهِ4.
وقال لَهُ بعض أصحابه: يقولون إنّك تناولت فُلَانًا.
__________
1 السير "10/ 303".
2 السابق.
3 القنابري: بقلة تؤكل مطبوخة.
4 السير "10/ 305، 306".(19/183)
قَالَ: سبحان اللَّه، ما ذكرت أحدًا بسوء، إلَا أن أقول ساهيًا قَالَ: وكان لأبي عَبْد اللَّه غريم قطع عَلَيْهِ مالاُ كثيرًا. فبلغه أنه قدم آمل ونحن بِفَربْر، فقلنا لَهُ: ينبغي أن تعبر وتأخذه بمالِك.
فقال: لَيْسَ لنا أن نردعه.
ثمّ بلغ غريمه فخرج إلى خوارِزْم، فقلنا: ينبغي أن تَقُولُ لأبي سَلَمَةَ الكِسائيّ عامل آمُل ليكتب إلى خوارِزُم فِي أخْذه.
فقال: إنْ أخذت منهم كتابًا طمعوا فِي كتاب، ولست أبيع دِيني بدُنياي. فجهدْنا، فلم يأخُذْ حتّى كلّمنا السُّلطان عَنْ غير أمْرِه، فكتب إلى والي خوارِزْم. فلما بلغ أَبَا عَبْد اللَّه ذَلِكَ وَجَدَ وجْدًا شديدًا، وقال: لَا تكونوا أشفق عليَّ مِن نفسي. وكتبَ كتابًا وأردف تِلْكَ الكُتُب بكُتُب. وكتب إلى بعض أصحابه بخوارزم أن لا يتعرض لغريمه، وقصدنا غريمه وقصدنا ناحية مَرْو، فاجتمع التّجّار، وأُخبِر السّلطان، فأراد التّشديد عَلَى الغريم، فكره ذَلِكَ أبو عبد الله فصالح غريمه عَلَى أنْ يعطيه كلّ سنة عشرة دراهم شيئًا يسيرًا. وكان المال خمسة وعشرين ألفًا. ولم يصل من ذَلِكَ إلى درهم، ولا إلى أكثر منه1.
وسمعت أَبَا عَبْد اللَّه يَقُولُ: ما توليت شراء شيء قطّ ولا بَيْعه.
قلت: فمن يتولى أمركفي أسفارك؟ قَالَ: كنتُ أُكْفَى ذَلِكَ.
وقال لي يومًا بِفَربْر: بلغني أنّ نَخّاسًا قدِم بجواري، فتصير معي؟ قلت: نعم.
فصرنا إِلَيْهِ، فأخرج جواري حِسَانًا صِباحًا، ثمّ أخرج من خلَالهنّ جارية خَزَريّة دميمة، فمس ذقنها وقال: اشتر لنا هذه.
فقلت: هذه دميمة قبيحة لَا تصلُح. واللَاتي نظرنا إليهنّ يمكن شراءهنّ بثمن هذه.
فقال: اشترها، فإنيّ مسست ذَقْنها، ولا أحبّ أن أمسّ جاريةً ثمّ لَا أشتريها. فاشتراها بغلاء خمسمائة دِرهَم عَلَى ما قَالَ أهل المعرفة، ثم لم تزل عنده حتّى أخرجها مَعَه إلى نيسابور.
__________
1 السير "10/ 306".(19/184)
وروي بَكْر بْن منير، وابن أَبِي حاتم، واللفظ لبكر، قَالَ: حُمِل إلى الْبُخَارِيّ بضاعة أنفذها إِلَيْهِ ابنه أَحْمَد. فاجتمع بِهِ بعض التّجّار وطلبوها بربح خمسة آلاف دِرْهم.
فقال: انصرفوا اللّيلة.
فجاءه مِنَ الغد تجّار آخرون فطلبوها منه بربح عشرة آلاف درهم، فقال: أنّي نَوَيْت البارحةَ بَيْعَها للّذين أتوا البارحة.
وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت أبا عَبْد اللَّه يَقُولُ: ما ينبغي للمسلم أنْ يكون بحالةٍ إذا دعا لم يُستَجَبْ لَهُ.
فقالت لَهُ امْرَأَة أخيه بحضرتي: فهل تبيَّنت ذَلِكَ أيّها الشّيخ من نفسك أو جرّبت؟ قَالَ: نعم دعوت ربّي عزّ وجلّ مرَّتين، فاستجاب لي، فلن أدعو بعد ذَلِكَ، فلعلّه يُنْقِص من حسناتي أو يعجّل لي فِي الدُّنيا.
ثمّ قَالَ: ما حاجة المسلم إلى البُخْل والكذِب؟ وسمعته يَقُولُ: خرجت إلى آدم بْن أَبِي إياس، فتخلَّفت عنّي نفقتي حتّى جعلتُ أتناول الحشيش ولا أُخبر بذلك أحدًا. فلمّا كَانَ اليوم الثالث أتاني آتٍ لم أعرفه، فناولني صُرّة دنانير، وقال: أنفق عَلَى نفسك1.
وسمعت سُلَيْم بْن مجاهد يَقُولُ: ما رأيتُ بعيني منذ ستين سنة أَفْقَه ولا أروع ولا أزهَد فِي الدُّنيا من محمد بْن إِسْمَاعِيل، رحمه اللَّه.
فصل فِي صفته وكرمه:
قَالَ ابن عديّ: سَمِعْتُ الْحَسَن بْن الْحُسَيْن يَقُولُ: رَأَيْت محمد بْن إِسْمَاعِيل شيخًا نحيف الجسم لَيْسَ بالطّويل ولا بالقصير.
وقال محمد بْن أَبِي حاتم: دخل أبو عبد الله الحمّام بِفَربْر، وكنتُ أَنَا فِي مَسْلَخ الحمام أعاهد ثيابه. فلمّا خرج ناولْتُهُ ثيابه فلبسها، ثمّ ناولته الْخُفَّ، فقال: مسستَ شيئًا فِيهِ شَعْر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. فقلت: فِي أيّ موضع هُوَ مِنَ الْخُفَّ؟ فلم يخبرني، فتوهّمت أنّه فِي ساقه بين الظِّهارة والبِطانة2.
__________
1 السير "10/ 308".
2 السير "10/ 308، 309".(19/185)
وكانت لأبي عَبْد اللَّه قطعة أرض يُكْريها كل سنة بسبعمائة درهم. وكان ذَلِكَ المكتري ربّما حَمَلَ منها إلى أبي عبد الله قثاة أو قثاتين، لأنّه كَانَ مُعْجَبًا بالِقثّاء النَّضِيج، وكان يؤثِرهُ عَلَى البّطيخ أحيانًا؛ فكان يَهَب للرجل مائة دِرْهمٍ كل سنة لحمْله القِثّاء إِلَيْهِ أحيانًا1.
وسمعته يقول: كنت أستغل كل شهر خمسمائة دِرهم، فأنفقت كلّ ذَلِكَ فِي طلب العلم.
فقلت: كم بين مثل مَن ينفق عَلَى هذا الوجه، وبين مَن كَانَ خِلْوًا مِنَ المال، فجمع وكسب العلم؟
وكنّا بِفَربْر، وكان أبو عبد الله يبني رَباطًا ممّا يلي بُخَاري. فاجتمع بَشَرٌ كثير يُعينُونه عَلَى ذَلِكَ. وكان ينقل اللَّبنَ، فكنت أقول: إنّك تُكْفى. فيقول: هذا الَّذِي ينفعنا.
ثمّ أخذنا ننقل الزَّنْبرات معه، وكان ذبح لهم بقرة، فلما أدرك القُدُور دعا النّاس إلى الطّعام، وكان بها مائة نفْس أو أكثر، ولم يكن علِم أنّه اجتمع ما اجتمع. وكنّا أخرجنا معه من فِرَبْر خُبزًا بثلَاثة دراهم أو أقلّ، فألقينا بين أيديهم، فأكل جميعُ مَن حضَر، وفضلت أرغِفة صالحة.
وكان الخُبز إذ ذاك خمسة أَمْنَاء2 بدِرهم3.
وقال لي مرةً: أحتاج فِي السنة إلى أربعة آلاف أو خمسة آلاف درهم. وكان يتصدَّق بالكثير.
يناول الفقير من أصحاب الحديث ما بين العشرين إلى الثّلَاثين، وأقلّ وأكثر من غير أنْ يشعر بذلك أحد. وكان لَا يفارقه كيسه.
ورأيته ناول رجلًا صرة فيها ثلاثمائة درهم. وكنت اشتريت منزلًا بتسعمائة وعشرين درهمًا.
__________
1 السير "10/ 308".
2 أمناء: جمع من، وهو أحد أنواع المكاييل أو الموازين السابقة.
3 السير "10/ 309".(19/186)
فقال لي: ينبغي أن تصير إلى نوح الصَّيْرفيّ وتأخذ منه ألف درهم وتُحْضَرها. ففعلت، فقال: خذها واصرفها فِي ثمِنَ البيت.
فقلت: قد قبلتُ منك. وشكرته. وأقبلنا عَلَى الكتابة.
وكنّا فِي تصنيف "الجامع". فلمّا كَانَ بعد ساعةٍ، قلت: عرضت لي حاجة لَا أجترئ رفْعَها إليك.
فظنَّ أنّي طمعت فِي الزّيادة، فقال: لَا تحتشمني وأخبرني بما تحتاج فإنيّ أخاف أن أكون مأخوذًا بسببك.
قلت لَهُ: كيف؟ قَالَ: لأنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخَى بَيْنَ أصحابه، فذكر حديث سعد وعبد الرَّحْمَن.
فقلت: قد جعلتك فِي حِلٍّ من كلّ ما تَقُولُ، ووهبتُك المال الَّذِي عرضته عَلِيّ، عنيتُ المناصفة، وذلك أنّه قَالَ: لي جوارٍ وامرأة وأنت أعَزَبٌ، فالذي يجب عَلِيّ أنْ أُناصفك لنستوي فِي المال وغيره، وأربح عليك فِي ذَلِكَ.
فقلت لَهُ: قد فعلت، رحمك اللَّه، أكثر من ذَلِكَ، إذْ أنزلتني من نفسك ما لم تُنزِلْ أحدًا، وصلتُ منك محلّ الولد.
ثمّ حفظ عَلِيّ حديثي الأوّل، وقال: ما حاجتك؟ قلت: تقضيها؟
قَالَ: نعم وَأُسَرُّ بذلك.
قلت: هذه الألف تأمر بقبوله وتصرفه فِي بعض ما تحتاج إِلَيْهِ فقبله، وذلك إنّه ضمن إجابة قضاء حاجتي.
ثمّ جلسنا بعد ذَلِكَ بيومين لتصنيف" الجامع" وكتبنا منه ذَلِكَ اليوم شيئًا كثيرًا إلى الظُّهْر. ثمّ صلّينا الظُّهْر، وأقبلنا عَلَى الكتابة من غير أن نكون أكلنا شيئًا. فرآني لمّا كَانَ العصر شِبْه القلِق المستوحش، فتوهَّم فيَّ مَلَالَا؛ وإنّما كَانَ بي الحَصْر، غير أنّي لم أقدر عَلَى القيام، فكنتُ أَتَلَوَّى اهتمامًا بالحَصْر. فدخل أبو عبد الله المنزلَ، وأخرج إليّ، كاغدة فيها ثلاثمائة درهم، وقال: أما إذا لم تقبل ثمِنَ المنزل فينبغي أن تصرف هذا فِي بعض حوائجك.
فجهد بي، فلم أقبل، ثمّ كَانَ بعد أيّام كتبنا إلى الظُّهْر أيضًا، فناولني عشرين(19/187)
درهمًا وقال: أصرِفها فِي شري الحُصر. فاشتريتُ بها ما كنت أعلم أنّه يلَائمه، وبعثتُ بِهِ إِلَيْهِ، وأتيتُ فقال: بيّض اللَّه وجهك لَيْسَ فيك حيلة. فلَا ينبغي أن نُعَنيّ أنفُسنا.
فقلت: إنك قد جمعتَ خير الدُّنيا والآخرة فأيّ رَجُل يَبَر خادمه بما تبرُّني1؟
قصته مَعَ الذُّهْليّ:
قَالَ الْحَسَن بْن محمد بْن جَابرِ: قَالَ لنا محمد بْن يحيى الذُّهْليّ لمّا وردَ الْبُخَارِيّ نَيْسابور: اذهبوا إلى هذا الرجل الصالح فاسمعوا منه. فذهبَ النّاس إِلَيْهِ، وأقبلوا عَلَى السماع منه حتى ظهر الْخَلَلُ فِي مجلس الذُّهْليّ، فحسده بعد ذَلِكَ وتكلَّم فِيهِ.
وقال أَبُو أَحْمَد بْن عديّ: ذكر لي جماعة مِنَ المشايخ أنّ محمد بن إسماعيل لما ورد نيسابور واجتمعوا إليه، حسده بعض المشايخ فقال لأصحاب الحديث: إنّ محمد بْن إِسْمَاعِيل يَقُولُ: اللفظ بالقرآن مخلوق، فامتحِنوه.
فلمّا حضر النّاس قام إِلَيْهِ رَجُل وقال: يا أَبَا عَبْد الله، ما تَقُولُ فِي اللفظ بالقرآن، مخلوقٌ هُوَ أم غير مخلوق؟ فأعرض عَنْهُ ولم يجِبه. فأعاد السُّؤال، فأعرضّ عَنْهُ: ثمّ أعاد، فالتفت إِلَيْهِ الْبُخَارِيّ وقال: القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة، والَامتحان بِدْعة.
فَشَغَبَ الرَّجُلُ وَشَغَبَ النَّاسُ، وَتَفَرَّقُوا عَنْهُ. وَقَعَدَ الْبُخَارِيُّ فِي مَنْزِلِهِ2.
قَالَ محمد بْنُ يُوسُفَ الْفَرَبْرِيُّ: سَمِعْتُ محمد بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: أَمَّا أَفْعَالُ الْعِبَادِ فَمَخْلُوقَةٌ، فقد ثنا علي بن عبد الله، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثَنَا أَبُو مَالِكٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ يَصْنَعُ كُلَّ صَانِعٍ وَصَنْعَتَهُ" 3.
وسَمِعْتُ عُبَيْد اللَّه بْن سعَيِد: سَمِعْتُ يحيى بْن سعَيِد يَقُولُ: ما زلت أسمع أصحابنا يقولون: إنّ أفعال العباد مخلوقة.
قَالَ الْبُخَارِيّ: حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة. فأما القرآن
__________
1 السير "10/ 310، 311".
2 السير "10/ 312".
3 حديث صحيح: أخرجه الحاكم "1/ 31، 32"، والبيهقي "ص/ 388"، في الأسماء والصفات.(19/188)
المتلوا المُثْبَت فِي "المصاحف، المسطور"1 المكتوب المُوعَى فِي القلوب، فهو كلَام اللَّه لَيْسَ بمخلوق. قَالَ اللَّه تعالي: {هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْم} [العنكبوت: 49] .
وقال: يقال فُلَان حَسَن القراءة ورديء القراءة. ولا يقال: حَسَن القرآن، ولا رديء القرآن.
وإنّما يُنسب إلى العباد القراءة؛ لأنّ القرآن كلَام الرّبّ، والقراءة فعل العَبْد. وليس لأحدٍ أنْ يشرع فِي أمر اللَّه بغير علم، كما زعم بعضهم أنّ القرآن بألفاظنا وألفاظنا به شيء واحد.
والتّلَاوة هِيَ المَتْلُوّ، والقراءة هِيَ المقرئ.
فقيل لَهُ: إنّ القراءة فعل القارئ وعمل التالي.
فرجع وقال: ظننتهما مصدَرْين. فقيل لَهُ: هلَا أمسكت كما أمسك كثيرًا مِن أصحابك؟ ولو بعثتَ إلى من كَتَب عنك واسترددت ما أثْبَتَّ وضربتَ عَلَيْهِ.
فزعم أنْ كيف يمكن هذا؟ وقال: قلتُ ومضى قولي.
فقيل لَهُ: كيف جاز لك أن تَقُولُ فِي اللَّه شيئًا لَا تقوم بِهِ شرحًا وبيانًا؟ إذ لم تميّز بين التّلَاوة والمَتْلُوّ.
فسكت إذ لم يكن عنده جواب.
وقال أَبُو حامد الأعمش: رأيتُ الْبُخَارِيّ فِي جنازة سعَيِد بْن مروان، والذُّهْليّ يسأله عَنِ الأسماء والكُنَى والعلل، ويمرّ فِيهِ الْبُخَارِيّ مثل السَّهم، فما أتى عَلَى هذا شهر حتّى قَالَ الذُّهْليّ: إلَا من يختلف إلى مجلسه فلَا يأتِنا. فإنّهم كتبوا إلينا مِن بغداد أنه تكلم في اللفظ، ونهيناه فلم ينتهي فلَا تقربوه.
فأقام الْبُخَارِيّ مدّةً وخرج إلى بُخَارى2.
قَالَ أَبُو حامد بْن الشَّرْقيّ: سمعت محمد بْن يحيى الذُّهْليّ يَقُولُ: القرآن كلَام اللَّه غير مخلوق من جميع جهاته وحيث تصرَّف. فمن لزم هذا استغنى عَنِ اللفظ.
__________
1 بياض في الأصل، وتم الإكمال من السير "10/ 312".
2 السير "10/ 313".(19/189)
مَن زعم أنّ القرآن مخلوق فقد كفر وبانَتْ منه امرأته. يسُتتاب، فإنْ تاب وإلَا قُتِل، وجُعِل مالُه فَيْئًا.
ومَن وَقَفَ فقد ضاهى الكُفْر. ومَن زعم أنّ لفظي بالقرآن مخلوق فهذا مبتدِع لَا يُجالس ولا يُكَلَّم. ومَن ذهبَ بعد هذا إلى محمد بْن إِسْمَاعِيل فاتَّهِمُوه، فإنّه لَا يحضر مجلسَه إلَا مَن كَانَ عَلِيّ مذهبه1.
وقال الفِرَبْري: سَمِعْتُ الْبُخَارِيّ يَقُولُ: إنّي لأستجهل مَن لَا يُكفّر الْجَهْميّة.
قَالَ الحاكم: ثنا طاهر بْن محمد الوراق: سَمِعْتُ محمد بْن شاذِل يَقُولُ: دخلُت عَلَى الْبُخَارِيّ فقلت: إيش الحيلة لنا فيما بينك وبين محمد بْن يحيى كلّ من يختلف إليك يُطرد.
فقال: وكم يعتري2 محمد بْن يحيى الحَسَدُ فِي الْعِلْمِ، وَالْعِلْمُ رزْقُ اللَّه يعطيه من يشاء.
فقلت: هذه المسألة التي تحكى عنك؟ قال: يا بني، هذه المسألة مشؤومة. رَأَيْت أَحْمَد بْن حنبل وما ناله فِي هذه المسألة، وجعلت عَلَى نفسي أن لَا أتكلّم فيها. عَنَى مسألة اللفظ.
وقال أَبُو عَمْرو أَحْمَد بْن نصر الخفّاف: كنّا يومًا عند أَبِي إِسْحَاق القَيْسيّ ومعنا محمد بْن نصر المَرْوزِيّ، فجرى ذِكر محمد بْن إِسْمَاعِيل، فقال محمد بْن نصر: سمعته يَقُولُ: مَن زعم أنيّ قلت لفْظي بالقرآن مخلوق فهو كذّاب فإنيّ لم أقُلْه.
فقلت لَهُ: يا أَبَا عَبْد اللَّه قد خاض النّاس فِي هذا وأكثروا فِيهِ.
فقال: لَيْسَ إلَا ما أقول.
قَالَ أَبُو عَمْرو الخفّاف: فأتيتُ الْبُخَارِيّ فناظرتُهُ فِي شيء مِنَ الأحاديث حتّى طابت نفسُه، فقلت: يا أَبَا عبد الله ههنا أحدٌ يحكي عنك أنّك قلتَ هذه المقالة.
فقال: يا أَبَا عَمْرو أحفظ ما أقول لك: مَن زعم مِن أهل نَيْسابور، وقومس، والرّيّ، وهمدان، وبغداد، والكوفة، والبصرة، ومكّة، والمدينة، أني قلت لفظي
__________
1 السير: "10/ 313".
2 يعتري: يصيب.(19/190)
بالقرآن مخلوق فهو كذّاب، فإنيّ لم أقُلْه. إلَا إني قلت: أفعال العباد مخلوقة1.
وقال حاتم بْن أَحْمَد الكنديّ: سَمِعْتُ مسلم بْن الحَجّاج يَقُولُ: لمّا قدِم محمد بْن إِسْمَاعِيل نَيْسابور ما رَأَيْت والياُ ولا عالمًا فَعَل بِهِ أهل نَيْسابور ما فعلوا بِهِ. أستقبلوه مرحلتين وثلَاثة. فقال محمد بْن يحيى: مَن أراد أنْ يستقبل محمد بْن إِسْمَاعِيل غدًا فلْيستقبلْه. فاستقبله محمد بْن يحيى وعامّة العُلَماء، فقال لنا الذُّهْليّ: لَا تسألوه عَنْ شيء مِن الكلَام، فإنّه إنّ أجاب بخلَاف ما نَحْنُ عَلَيْهِ وقع بيننا وبينه، ثمّ شمتَ بنا كلُّ حَرُورِيٍّ2، وكلُّ رافضيٍّ3 وكلُّ جَهْميٍّ4، وكلُّ مُرْجئٍ5 بخُراسان.
قَالَ: فازدحم النّاس عَلَى محمد بن إسماعيل حتى امتلأ السَّطْح والدّار فلمّا كَانَ اليوم الثاني أو الثالث قام إليه رَجُل، فسأله عَنِ اللفظ بالقرآن، فقال: أفعالنا مخلوقة، وألفاظنا من أفعالنا. فوقع بينهُمُ اختلَاف، فقال بعض النّاس: قَالَ لفْظي بالقرآن مخلوق. وقال بعضهم: لمَ يقل. حتّى تواثبوا، فاجتمع أهلُ الدّار وأخرجوهم. وكان قد نزل فِي دار البخاريّين6.
وقال أَحْمَد بْن سَلَمَةَ: دخلتُ عَلى الْبُخَارِيّ فقلت: يا أَبَا عَبْد اللَّه، هذا رجلٌ مقبول، خصوصًا في هذه المدينة، وقد لَجَّ فِي هذا الحديث حتّى لَا يقدر أحد منا أنْ يكلمّه، فما ترى؟ فقبضَ عَلِيّ لحيته ثمّ قَالَ: فأُفَوِّض أمري إلى اللَّه، إنّ اللَّه بصير بالعباد. اللهمّ إنّك تعلم أنيّ لم أَرِدِ المقام بَنْيسابور أَشَرًا ولا بَطَرًا ولا طلبًا للرّئاسة. وإنما أَبَتْ عَلَيّ نفسي فِي الرُّجُوع إلى وطني لِغَلَبَةِ المخالفين. وقد قصدني هذا الرّجل حسَدًا لِما آتاني اللَّه لَا غير. يا أَحْمَد إنيّ خارج غدًا ليتخلصوا من "حديثه لأجلي"7.
قال: فأخبرتُ أصحابنا، فوالله ما شيّعه غيري. كنت معه حين خرج من البلد
__________
1 السير "10/ 314".
2 حروري: هم الخوارج، إحدى الفرق الضالة.
3 رافضي: الرافضة هم الشيعة.
4 جهمي: الجهمية، إحدى الفرق الضالة.
5 مرجئ: المرجئة، إحدى الفرق الضالة.
6 السير "10/ 314".
7 زيادة من السير.(19/191)
وأقام بباب البلد ثلَاثة أيّام لإصلَاح أمره1.
وقال محمد بْن يعقوب بْن الأخرم: لمّا استوطن البخاري نيسابور أكثر مسلم الاختلاف إليه، فلما وقَع بين الذُّهْليّ وبين الْبُخَارِيّ ما وقع ونادى عَلَيْهِ ومَنعَ الناس عَنْهُ انقطع أكثرُهُم غير مُسلْمِ.
فَقَالَ الذُّهْلِيُّ يَوْمًا: ألَا من قال بالفظ لَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَحْضُرَ مَجْلِسَنَا. فَأَخَذَ مسلم الرداء فوق عمامته وقام على رؤوس النَّاسِ. وَبَعَثَ إِلَى الذُّهْلِيِّ بِمَا كَتَبَ عَنْهُ عَلَى ظَهْرِ حَمَّالٍ. وَتَبِعَهُ فِي الْقِيَامِ أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ.
قَالَ محمد بْنُ أَبِي حَاتِمٍ: أَتَى رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا يُكَفِّرُكَ فَقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: "إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا" 2.
وقال عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتِم فِي كتاب "الجرح والتعديل": قدم محمد بْن إِسْمَاعِيل الرِّيّ سنة خمسين ومائتين، وسمع منه: أَبِي، وأبو زُرْعَة؛ وتركا حديثه عندما كُتُب إليهما محمد بْن يحيى أنه أظهر عندهم أنّ لفظه بالقرآن مخلوق.
وقال أَحْمَد بْن منصور الشّيرازيّ الحافظ: سمعتُ بعض أصحابنا يَقُولُ: لمّا قدم الْبُخَارِيّ بُخَاري نُصب لَهُ القباب عَلَى فرَسْخ مِنَ البلد، واستقبله عامّة أهل البلد ونُثِر عَلَيْهِ الدّنانير والدَّراهم والسُّكَّر الكثير، فبقي أيامًا، فكتب محمد بْن يحيى الذُّهْليّ إلى أمير بُخَاري خَالِد بْن أَحْمَد الذُّهْليّ: إن هذا الرجل قد أظهر خلَاف السنة. فقرأ كتابه عَلَى أهل بُخاري، فقالوا: لَا نفارقه. فأمره الأمير بالخروج مِنَ البلد، فخرج3.
قَالَ أَحْمَد بْن منصور: فحدثني بعض أصحابنا عَنْ إِبْرَاهِيم بْن معقل النَّسَفيّ قَالَ: رَأَيْت محمد بْن إِسْمَاعِيل فِي اليوم الَّذِي أُخرج فِيهِ مِن بُخَارى، فقلت: يا أَبَا عَبْد اللَّه كيف ترى هذا اليوم من يوم دخولك؟ فقال: لَا أبالي إذا سلم ديني.
__________
1 السير "10/ 315".
2 حديث صحيح: أخرجه البخاري "6104"، ومسلم "60"، وأبو داود "4687"، والترمذي "2646"، وأحمد "2/ 18، 44، 47، 112".
3 السير "10/ 317، 318".(19/192)
فخرج إلى بِيكْند، فسار الناس معه حزْبين: حزبٌ لَهُ وحزبٌ عَلَيْهِ، إلى أن كتب إِلَيْهِ أهل سَمَرْقند، فسألوه أنْ يقدم عليهم، فقدِم إلى أن وصل بعض قري سَمَرْقند، فوقع بين أهل سَمَرْقند فتنةٌ بسببه. قومٌ يريدون إدخالَه البلد، وقومٌ يأبون، إلى أن اتفقوا عَلَى دخوله. فاتصل بِهِ ما وقع بينهم، فخرج يريد أنْ يركب، فلمّا استوى على دابته قال: اللهم خر لي، ثلَاثًا، فسقط ميتًا.
وحضره أهل سَمَرْقند بأجمعهم1.
هذه حكاية منقطعة شاذة.
وقال بَكْر بْن منير بْن خُلَيْد الْبُخَارِيّ: بعث الأمير خَالِد بْن أَحْمَد الذُّهْليّ متولّي بُخَارى إلى محمد بْن إِسْمَاعِيل أن أحمل إلى كتاب "الجامع"، "والتاريخ"، وغيرهما لأسمع منك.
فقال لرسوله: أَنَا لَا أُذلُّ العِلْم، ولا أحمله إلى أبواب النّاس، فإنْ كانت لَهُ إلى شيءٍ منه حاجة فليحضر إلى مسجدي أو فِي داري. فإنْ لم يُعْجِبْه هذا فإنّه سلطان، فلْيمنعني مِن الجلوس ليكون لي عند اللَّه يوم القيامة، لأنيّ لَا أكتم العِلم. فكان هذا سبب الوحشة بينهما2.
وقال أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَمْرو الْبُخَارِيّ: كَانَ سبب منافرة الْبُخَارِيّ أنّ خَالِد بْن أحمد خليقة الظاهرية ببخارى سأله أن يحضر مجلسه فيقرأ "الجامع"، "والتاريخ" عَلَى أولَاده، فامتنع، فراسله بأن يعقد مجلسًا خاصًا لهم، فامتنع، وقال: لَا أخصّ أحدًا.
فاستعان عَلَيْهِ بحريث بْن أَبِي الورقاء وغيره، حتى تكلموا فِي مذهبه ونفاه مِنَ البلد، فدعا عليهم. فلم يأت إلَا شهر حتى ورد أمر الظاهرية بأن ينادى على خالد من البلد. فنوديَ عَلَيْهِ عَلَى أتان. وأمّا حريث فابتُلي بأهله، ورأى فيها ما يجلّ عَنِ الوصفْ، وأمّا فلَان فابتلي بأولَاده3.
رَوَاها الحاكم عَنْ محمد بْن الْعَبَّاس الضّبيّ عَنْ أَبِي بَكْر هذا.
قُلْتُ: كَانَ حريث من كبار فقهاء الرأي ببخارى.
__________
1 السير "10/ 318".
2 السير "10/ 318".
3 السير "10/ 319".(19/193)
قَالَ محمد بْن واصل البِيكَنْديّ: مَنّ اللَّه علينا بخروج أَبِي عَبْد اللَّه ومُقامه عندنا حتّى سمعنا منه هذه الكتب، وإلَا مَن كَانَ يصل إِلَيْهِ؟ وبمُقّامِه فِي فِرَبْر وبِيكَنْد بقيت هذه الأمالي وتخّرج النّاس بِهِ.
قَالَ ابن عديّ: سَمِعْتُ عَبْد القدوس بْن عَبْد الجّبار يَقُولُ: جاء الْبُخَارِيّ إلى قرية خَرْتَنْك عَلَى فرسخَيْن من سَمَرْقند، وكان لَهُ بها أقرباء فنزل عندهم، فسمعته ليلةً يدعو وقد فرغ من صلَاة اللّيل: اللهُمّ قد ضاقت عَلِيّ الأرض بما رَحُبَت، فاقْبضْني إليك. فما تمّ الشَّهْر حتى مات، وقبره بَخْرتَنْك1.
وقال محمد بْن أَبِي حاتم: سَمِعْتُ غالب بْن جبريل، وهو الَّذِي نزل عَلَيْهِ أبو عبد الله، يَقُولُ: أقام أبو عبد الله عندنا أيّامًا فمرض، واشتدَّ بِهِ المرض حتّى وجه رسولَا إلى سَمَرْقند فِي إخراج محمد. فلمّا وافى تهيأ للركوب، فلبس خُفَّيْه وتعمَّم، فلمّا مشى قدر عشرين خُطْوَة أو نحوها وأنا آخذ بعضده، ورجل آخر معي يقود الدّابّة ليركبها، فقال رحمه اللَّه، أرسلُوني فقد ضَعُفْت. ودعا بدَعَوَات، ثمّ اضطّجع، فقضى رحمه اللَّه، فَسَال منه مِن العرق شيء لَا يوصف. فما سكن منه العَرَق إلى أن أدرْجناه فِي ثيابه. وكان فيما قَالَ لنا وأوصى إلينا أن: كفنوني في ثلاثة أثواب بِيض لَيْسَ فيها قميص ولا عِمامة. ففعلنا ذَلِكَ. فلمّا دفّناه فاحَ مِن تراب قبره رائحة غالية أطيب مِنَ المِسْك، فدام ذلك أيامًا. قم علت سواري بيض في السماء مستطيلة بحذاء قبره، فجعل الناس يختلفون ويتعجّبون. وأمّا التُّراب فإنهم كانوا يرفعون عَنِ القبر، ولم نكن نقدر عَلَى حفْظ القبر بالحرّاس، وغُلِبْنا عَلَى أنفُسنا، فَنصبنا عَلَى القبر خَشَبًا مُشَبَّكًا لم يكن أحد يقِدر عَلَى الوُصُول إلى القبر.
وأمّا ريح الطَّيب فإنّه تداوم أيّامًا كثيرة، حتى تحدث أهل البلدة وتعجبوا مِن ذَلِكَ. وظهر عند مخالفيه أمرُهُ بعد وفاته. وخرج بعض مُخالفيه إلى قبره، وأظهروا التَّوبة والنَّدامة2.
قَالَ محمد: ولم يَعِشْ غالبُ بعده إلَا القليل ودفن جانبه وقال خَلَف الخيام: سَمِعْتُ مَهيب بْن سُلَيْم يَقُولُ: مات عندنا أبو عبد الله ليلة الفطر سنة ست وخمسين. كان فِي بيتٍ وحده. فوجدناه لمّا أصبح وهو ميت3.
__________
1 السير "10/ 320".
2 السير "10/ 320، 321".
3 السابق.(19/194)
وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت أبا ذَرّ يَقُولُ: رَأَيْت فِي المنام محمد بْن حاتم الخَلْقَانيّ، فسألته، وأنا أعرف أنّه ميت، عَنْ شيخي: هَلْ رأيته؟ قَالَ: نعم.
ثمّ سَأَلْتُهُ عَنْ محمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ فقال: رَأَيْته. وأشار إلى السّماء إشارةً كاد أنْ يسقط منها لعُلُوّ ما يُشير.
وقال أَبُو عَلِيّ الغسانيّ الحافظ: ثنا أَبُو الفتح نصر بْن الْحَسَن التُنْكُتيّ السَّمرْقَنْديّ: قدِم علينا بَلَنْسَية عام أربعة وستين وأربعمائة قَالَ: قُحِطَ المطر عندنا بسَمَرْقَنْد فِي بعض الأعوام، فاستسقى النّاس مرارًا، فلم يُسْقوا، فأتي رجلٌ صالح معروف بالصّلَاح إلى قاضي سَمَرْقند فقال لَهُ: إنيّ قد رَأَيْت رأيًا أعرضه عليك.
قال: وما هُوَ؟ قَالَ: أرى أن تخرج وتخرج النّاس معك إلى قبر الْإمَام محمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ ونستسقي عنده، فعسى اللَّه أنْ يسقينا.
فقال القاضي: نِعَم ما رَأَيْت.
فخرج القاضي والنّاس معَه واستسقى القاضي بالنّاس وبكى النّاسُ عند القبر وتشفَّعوا بصاحبه، فأرسل اللَّه تعالي السَّماء بماء عظيم غزير، أقام النّاس من أجله سبعة أيّام أو نحوها، لَا يستطيع أحدٌ الوصول إلى سَمَرْقند من كَثْرة المطر وغزارته. وبين سَمَرْقند وخَرتنك نحو ثلَاثة أميال1.
ومناقب أَبِي عَبْد اللَّه رضي اللَّه عَنْهُ كثيرة، وقد أفردتها فِي مصنَّف وفيها زيادات كثيرة هناك، واللَّه أعلم.
402- محمد بْن إِسْمَاعِيل بن البختري2 -ت. ق- أبو عبد الله الحساني الواسطي الضرير.
عن: ابن معاوية، ووَكِيع، ومحمد بْن الْحَسَن الواسطيّ، وعبد اللَّه بْن نُمَيْر وجماعة.
وعنه: ت. ق. وبقيّ بْن مَخْلَد، وأبو القاسم البَغَوِيّ، وابن صاعد، ومحمد بن مخلد، والمحاملي، وآخرون.
__________
1 السير "10/ 321".
2 انظر: تاريخ بغداد "2/ 36، 37"، التهذيب "9/ 56، 57".(19/195)
قَالَ محمد بْن محمد الباغَنْديّ: كَانَ خيرًا، مرضيا، ً صدوقًا.
وقال الدّارَقُطْنيّ: ثقة.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.
403- محمد بن إسماعيل بن سمرة -ت. ن. ق- أبو جعفر الأحمسي الكوفي1 السراج:
عَنْ: أسباط بْن محمد، ومحمد بْن فضيل، وأبي معاوية، ووَكِيع، وابن عُيَيْنَة، وطبقتهم.
وعنه: ت. ن. ق.، وحاجب بْن أَرْكِين، وعمر البُجَيْريّ، وابن خزيمة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وآخرون.
قال النسائي: ثقة.
وقال ابن عساكر: مات في جمادى الأولى سنة ستين.
ويقال: سنة ثمان وخمسين.
404- محمد بن أشعث السجستاني2:
أخو الإمام أبي داود.
كان أسن من أبي داود، وأقدم سماعا.
روى عَنْ: أَبِي نُعَيْم، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وطبقتهما.
روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد.
405- محمد بْن بزيع النَّيسابوري3:
عَنْ: إِسْحَاق الأزرق، وشَبَابة.
وعنه: محمد بْن شادل، ومكيّ بْن عَبْدان، وجماعة.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر سنة أربعٍ وخمسين ومائتين.
__________
1 التهذيب "9/ 58، 59".
2 من العلماء المستورين، لا بأس به.
3 انظر التعليق السابق.(19/196)
406- محمد بْن بشّار بْن دَاوُد بْن كَيْسان الحائك الحافظ - ع. - أبو بكر العبدي1 البصري، بندار:
والبُنْدار فِي الاصطلَاح هُوَ الحافظ.
وكان بُنْدار عارفًا مُتْقِنًا بصيرًا بحديث البصْرة، لم يرحل برًا بأمه، واقتنع بحديث بلده.
سَمِعَ: معتمر بْن سُلَيْمَان، وعبد العزيز بْن عَبْد الصَّمد العمي، ومرحوم بْن عَبْد العزيز العطّار، وعَبْد الأعلى بْن عَبْد الأعلى، وعمر بْن عَلِي بْن مقدم، ومحمد بن جعفر غُنْدر, ومحمد بن أبي عديّ، ويحيى القطّان، وعبد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وأبا عاصم، ووَكِيعًا، ويزيد بْن هارون.
وكأنه رحل بأخرة.
وعنه: ع.، وابن أَبِي الدُّنيا، وأبو زرعة، والبغوي، وابن خزيمة، وأبو العباس السراج، وزكريا الساجي، وابن صاعد، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وأبو بكر بن أبي داود، وخلق.
قال الأرغياني: سمعته يقول: كتب عني خمسة قرون، وسألوني الحديث وأنا ابن ثمان عشرة، فأخرجتهم إلى البستان وأطعمتهم الرطب وحدثتهم.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
وقال العِجْليّ: ثقة، كثير الحديث، حائك.
وقال عَبْد اللَّه بْن محمد بْن يونس السّمْنانيّ: كَانَ أهل البصرة يقُدِّمون أَبَا مُوسَى عَلَى بُنْدار، وكان الغُرباء يُقدِّمون بندارًا.
وقال عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن خاقان المَرْوزِيّ: سَمِعْتُ بُنْدارًا يَقُولُ: أردت الخروج، فمنعتني أميّ فأطعتها. فبورك لي فِيهِ، يعني الحديث2.
وقال ابن خُزَيْمَة: سَمِعْتُ بندارًا يَقُولُ: اختلفت إلى يحيى بْن سعَيِد ذكر كثر من عشرين سنة3.
__________
1 السير "10/ 115-118"، التهذيب "9/ 70-73".
2، 3 السير "10/ 116".(19/197)
وقال أَبُو دَاوُد: كتبتُ عَنْ بندار نحوًا من خمسين ألف حديث، وكتبتُ عَنْ أَبِي مُوسَى شيئًا، وهو أثبت من بُنْدار، ولولَا سلَامة فِي بُنْدار ترُك حديثه.
وقال إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم القزاز: كنّا عند بُنْدار، فقال في حديث عن عائشة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فقال رَجُل يمزح بأُعِيُذك باللَّه ما أفصحك.
فقال: كنّا إذا خرجنا من عند رَوْح ودخلنا عَلَى أَبِي عُبَيْدة فقال: بان عليك ذلك1.
وقال ابن خزيمة: سمعت بندارًا يَقُولُ: ما جلست مجلسي هذا حتّى حفظت جميع ما خرّجته.
وقال ابن خُزَيْمَة مرّة: ثنا الْإمَام محمد بْن بشّار بُنْدار.
وَقَالَ فِي كِتَابِ "التَّوْحِيدِ": ثَنَا إِمَامُ أَهْلِ زَمَانِهِ فِي الْعِلْمِ وَالأَخْبَارِ محمد بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ: ثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي ذَرٍّ: لَوْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ سَأَلْتُهُ هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: قَدْ سَأَلْتُهُ فَقَالَ: "رَأَيْتُ نُورًا" 2.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّه بْن أَحْمَدَ الدَّوْرَقيّ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ مَعِينٍ وَجَرَى ذِكْرُ بُنْدَارٍ، فَرَأَيْتُ يَحْيَى لا يَعْبَأُ بِهِ وَيَسْتَضْعِفُهُ.
وَقَالَ محمد بْنُ الْمُسَيَّبِ: لَمَّا مَاتَ بُنْدَارٌ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي مُوسَى الزَّمِنِ فَقَالَ: يَا أَبَا مُوسَى البُشْرَى مَاتَ بُنْدَارٌ.
قَالَ: جِئْتَ تبشرني بموته؟ علي ثلاثين حُجَّةً إِنْ حَدَّثْتُ أَبَدًا بِحَدِيثٍ.
فَبَقِيَ بَعْدَهُ تِسْعِينَ يَوْمًا، وَمَاتَ وَلَمْ يُحَدِّثْ بِحَدِيثٍ3.
وَقَالَ بُنْدَارٌ: وُلِدْتُ فِي السنة الَّتِي مَاتَ فِيهَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وُلِدَ هُوَ وَأَبُو مُوسَى فِي سنة وَاحِدَةٍ، وَمَاتَ في رجب سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 103".
2 حديث صحيح: أخرجه مسلم "292"، وابن أبي عاصم "1/ 192" في السنة.
3 تاريخ بغداد "2/ 104".(19/198)
وَقَالَ ابْنُ سَيَّارٍ الْفِرْهِيَانِيُّ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ علي الفلاس يحلف أن بندار يكذب فيما روى عن يحيى القطان.
قال الْفِرْهِيَانِيُّ: بُنْدَارٌ ثِقَةٌ. وَكَانَ أَبُو مُوسَى أَرْجَحَ مِنْهُ لأَنَّهُ كَانَ لا يَقْرَأُ إِلا مِنْ كِتَابِهِ، وَكَانَ بُنْدَارٌ مِنْ كُلِّ كِتَابٍ يَقْرَأُ.
407- محمد بْن بَكْر بْن مدّكر:
أَبُو جعْفَر الضَّرير1، أحْد الحُفّاظ.
نزل بخاري، وحدَّث عَنْ: حسين الجعفي، وأبي أسامة، وجماعة.
وكان موصوفًا بالمعرفة والصَّلَاح والديانة.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.
روى عَنْهُ البخاريون، منهم: إِسْحَاق بْن أَحْمَد بْن خَلَف.
408- محمد بْن بور بْن هانئ الْقُرَشِيّ المَرْوزِيّ2:
نزيل بُخاري.
عَنْ: عبدان بن عثمان، وخلاد بن يحيى، وعبد اللَّه بْن مُوسَى، ويحيى بْن نصر بْن حاجب، وطائفة.
وعنه: سهل بْن شاذُوَيْه، وإِبْرَاهِيم بْن محمد الأَسَدِيّ، وإِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن عَبْد الواحد المَرْوزِيّ، وآخرون.
وبعضهم قَالَ: "فور"، والأصح أنّها بين الباء والفاء.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وخمسين.
قَالَ ابن ماكولَا: يضعَّف فِي الحديث، ويروي المناكير.
409- محمد بْن تميم العنبريّ3:
حدث بالقيروان عَنْ: ابن وَهْبُ، وأنس بْن عيِاض، وطال عمره.
توفي سنة ستين.
__________
1 لم نقف عليه.
2 المشتبه "1/ 124".
3 المنتظم "5/ 21"، لابن الجوزي.(19/199)
وأما ابن يونس فقال: توفي سنة تسع وخمسين بِقَفْصَة.
410- محمد بْن ثواب بْن سعَيِد الهياري1 -ق- أبو عبد الله الكوفي:
عن: عبد الله بن نمير، ويونس بن بُكَيْر، وأبي أسامة، وطائفة.
وعنه: ق.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو نعيم عبد الملك بْن عديّ، وأبو عَوَانَة، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ومحمد بْن نوح الْجُنْدَيْسَابُوريّ، وآخرون.
وكان ثقة.
قَالَ مُطَيَّن: تُوُفّي سنة ستين أيضًا.
411- محمد بْن جَابرِ بْن بُجَيْر بن عقبة - ق. - أبو بجير المحاربي الكوفي2:
عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن المُحَارِبيّ، ووَكِيع، وابن نُمَيْر، وأبي أسامة.
وعنه: ق.، وابن خُزَيْمَة، وابن صاعد، وأبو بكر بن" أبي"3 داود، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق.
قَالَ مُطَيَّن: مات فِي ربيع الآخر سنة ستًّ وخمسين ومائتين.
412- محمد بْن أَبِي الثّلج عَبْد الله بن إسماعبل الرازي4 -خ. ت- ثم البغدادي:
عن: عبد الصمد بن عبد الوارث، وأبي الخضر هاشم، ورَوْح بْن عُبَادة، ويزيد بن هارون، وطبقتهم.
وعنه: خ. ت. وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وأبو قُرَيش محمد بْن جُمْعة، وابن خزيمة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وآخرون.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: كتبت عَنْهُ فِي سنة أربعٍ وخمسين مَعَ أَبِي، وهو صدوق.
وقال ابن قانع: تُوُفّي سنة سبْعٍ وخمسين ومائتين.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 218"، والتهذيب "9/ 86، 87".
2 الجرح والتعديل "7/ 220"، والتهذيب "9/ 88".
3 زيادة من كتب الرجال.
4 انظر: الجرح والتعديل "7/ 294"، والتهذيب "9/ 247".(19/200)
413- محمد المعتزّ بالله1:
أمير المؤمنين أبو عبد الله. وقيل: اسمه الزبير بن المتوكّلُ عَلَى اللَّه جعْفَر بن المُعْتَصمِ بالله محمد بْن الرّشيد بالله هارون الهاشميّ العباسي.
ولد سنة اثنتين ومائتين، ولم يَلِ الخلَافة قبله أحد أصغر منه.
وكان أبيض جميلَا مُشْربًا بالحُمْرة، حَسَن الجسم، بديع الحُسْن قَالَ عَلِيّ بْن حَرْب الطّائيّ، وهو أحد شيوخ المعتزّ باللَّه فِي الحديث: دخلت على المعتز فما رأيت خليقة أحسن منه. وأُمُّه أم وُلِد رومية. بويع عند عزل المستعين سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وهو ابن تسع عشرة سنة، فِي أول السنة. فلمّا كَانَ فِي رجب خلع أخاه المؤيدّ بالله من ولَاية العهد، وكتب بذلك إلى الآفاق. فلم يلبث إلَا أيّامًا حتى مات. وخشي المعتزّ باللَّه أنْ يتحدث عَنْهُ أنّه قتله أو احتال عَلَيْهِ، فأحضر القُضاة حتى شاهدوه وليس بِهِ أثر. والله أعلم.
وأمّا نفْطَوَيْه فقال: كَانَت خلَافته أربعٍ سنين وستة أشهر وأربعة عشر يومًا، منها بعد خلْع المستعين ثلَاث سنين وستة أشهر وثلَاثة وعشرين يومًا.
ومات عَنْ أربعٍ وعشرين سنة.
وقال غيره: مات عَنْ ثلَاثٍ وعشرين سنة.
وكان المعتزّ باللَّه مستَضْعَفًا مَعَ الأتراك، فاتفق أنّ جماعة مِن كبارهم أتوْه وقالوا: يا أمير المؤمنين أَعْطِنا أرزاقنا لنقتل صالح بْن وصيف. وكان المعتزّ يخافه، فطلب من أمّه مالَا لينفقه فيهم، فأبتْ عَلَيْهِ وشحَّت. ولم يكن بقي فِي بيت الأموال شيء، فاجتمع الأتراك حينئذ واتفقوا عَلَى خلعه، ووافقهم صالح بْن وصِيف وبابك ومحمد بْن بُغَا، فلبسوا السّلَاح وجاءوا إلى دار الخلَافة، فبعثوا إلى الخليفة أنْ أخرج إلينا، فبعث يَقُولُ: قد شربت دواء وأنا ضعيف. فهجم عَلَيْهِ جماعة فجرّوا برِجْله وضربوه بالدبابيس، وأقاموه فِي الشمس فِي يوم صائف، فبقي المسكين يرفع قدمًا ويضع أخرى، وهم يلطمون وجهه ويقولون: اخلع نفسك.
ثمّ أحضروا القاضي ابن أَبِي الشّوارب والشُّهود، وخلعوه.
__________
1 السير "12/ 532-535"، وشذرات الذهب "2/ 130".(19/201)
ثمّ أحضروا من بغداد إلى دار الخلَافة، وهي يومئذ سامرّاء، محمد بْن الواثق، وكان المعتز بالله قد أبعده إلى بغداد. فسلم المعتزّ إِلَيْهِ بالخلَافة وبايعه، ولقبوه المهتدي باللَّه، رحمه اللَّه، فلقد كَانَ من خيار الخلَايف، ولكنّه لم يتمكّن أيضًا مِن الأمر. ثمّ إنّ الملأ أخذوا المعتزّ باللَّه بعد خمس ليالٍ من خلْعه، فأدخلوه الحمّام، فلمّا تغسل عطش وطلب الماء، فمنعوه حتى هلك وهو يطلب ماء. ثمّ أُخرج وهو ميت عطشًا، فسقوه ماءً بثلج، فشربه وسقط ميتًا.
وذلك فِي شَعْبان سنة خمس وخمسين ومائتين.
414- محمد بْن الْجُنَيْد الإسفرايينيّ الزّاهد1:
رحل: وسمع: عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، وأبا مُسْهِر الدّمشقيّ، وطبقتهما. ورابط بالثُّغور مدّة.
وعنه: أَبُو حامد بْن الشَّرْقيّ، وأبو عوانة، وجماعة.
415- محمد بن حرب بن حربان2 -خ. م. د-
أبو عبد الله الواسطيّ النشائيّ، ويقال أيضًا النشاستجي.
عَنْ: إِسْحَاق الأزرق، وإِسْمَاعِيل بْن عَلَيْهِ، وأبي معاوية، وعلي بْن عاصم، ويزيد بْن هارون، وخلْق.
وعنه: خ. م. د.، وبقيّ بْن مَخْلَد، وجعفر الفِرَيابيّ، وأحمد بن يحيى التستري، وعبدان، وأبو عروبة، ومحمد بن هارون الروياني، وخلق.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال ابن عساكر: تُوُفّي سنة خمس وخمسين.
416- محمد بن حزابة المروزي ثم البغدادي -د-:
الخياط العابد أبو عبد الله3.
__________
1 أحد العلماء المستورين، وهو لا بأس به.
2 انظر: الجرح والتعديل "7/ 237"، والتهذيب "9/ 108، 109".
3 انظر: تاريخ بغداد "2/ 295"، والتهذيب "9/ 110، 111".(19/202)
عَنْ: أَبِي النَّضْر، وعبد الصَّمد بْن عَبْد الوارث، وإِسْحَاق بْن منصور السَّلُوليّ، والوليد بْن القاسم الهَمَدانيّ.
وعنه: د.، ومحمد بْن محمد الباغَنْديّ، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وأحمد بن علي الجوزجاني، ومحمد بن سليمان بن فارس صاحب الْبُخَارِيّ، وآخرون.
وثقَّه الخطيب.
417- محمد بْن حسان بن فيروز الأزرق - ق- أبو جعفر الشيباني الواسطي1 البغدادي، مولى معن بْن زائدة:
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويحيى القطان، ووَكِيع، وعبد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وحسين الْجُعْفيّ، وطائفة.
وعنه: ق. حديثًا واحدًا، وإسماعيل القاضي، وابن أَبِي الدُّنيا، وإسماعيل الوراق، والحسين المَحَامِليّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ومحمد بْن مَخْلَد، وخلْق.
وثقَّه الدّارَقُطْنيّ، وغيره، تُوُفّي سنة سبْعٍ وخمسين.
418- محمد بْن الحسن بن تسنيم -د- أبو عبد الله الأزدكي العتكي البصري2، نزيل الكوفة:
عَنْ: محمد بْن بَكْر البُرْسانيّ، وحجاج الأعور، ورَوْح بْن عُبَادة.
وعنه: د. وعَبْدان الأهوازيّ، وعبد اللَّه بْن زيدان، ومحمد بْن الْحُسَيْن بْن مَكْرَم، وابن خُزَيْمَة، وجماعة.
مات فِي رجب سنة ستٍّ وخمسين ومائتين.
419- محمد بْن الْحَسَن بْن جعْفَر الْبُخَارِيّ3:
عَنْ: يزيد بْن هارون، وعن: سعَيِد بْن عامر الضُّبَعيّ، وهذه الطبقة.
وعنه: محمد القواس، وغيره.
توفي سنة سبع وخمسين.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 238، 239"، التهذيب "9/ 112".
2 التهذيب "9/ 114، 115".
3 من العلماء المستورين، لا بأس به.(19/203)
420- أبو عبد الله النَّيسابوري1:
سَمِعَ: أَبَا نُعَيْم، وعفان، ومحمد بْن سابق، وعبد اللَّه بْن نافع الصّائغ.
وعنه: ابن خُزَيْمَة، وأبو حامد بْن سابق، ومكّيّ بْن عَبْدان، وآخرون.
تُوُفّي سنة ستّين.
421- محمد بْن حفص بْن عُمَر الدُّوريّ2:
أَبُو بَكْر.
عَنْ: حَجّاج الأعور، ومحمد بن مصعب الفرقساني، وغيرهما.
وعنه: والده المقرئ أَبُو عَمْر، وعبد الله بن إسحاق المدائني، محمد بْن مَخْلَد العطّار.
تُوُفّي سنة تسعٍ وخمسين ومائتين.
422- محمد بْن خَالِد:
أَبُو بَكْر الصَّوْمعيّ الطَّبَريّ. الزّاهد الفقيه3.
رحل وسمع: عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، ووَكِيعًا، وأبا أسامة، ووُهَيْب بْن جرير، ورَوْح بْن عُبَادة، وطبقتهم.
وعنه: ابن خُزَيْمَة، وأبو حامد وعبد اللَّه ابنا الشَّرْقيّ.
تُوُفّي بَنْيسابور سنة أربعٍ وخمسين.
423- محمد بْن خَالِد4:
أَبُو هارون الرّازيّ الخراز.
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن الْجَهْم، وإِسْحَاق بْن سُلَيْمَان، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وجماعة.
وعنه: أَبُو زُرْعَة، وأبو حاتم، وابن الْجُنَيْد، وابنه عَبْد الرَّحْمَن، وآخرون.
__________
1 انظر التعليق السابق.
2 الجرح والتعديل "7/ 236، 237".
3 التهذيب "9/ 147".
4 الجرح والتعديل "7/ 245".(19/204)
وكان صدوقًا صالحًا يختم القرآن كلّ لَيْلَةٍ ويوم.
424- محمد بْن خَالِد1 -خ-:
عَنْ: محمد بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ، ومحمد بْن مُوسَى بْن أَعْيَن، ومحمد بْن وَهْبُ بْن عطيّة.
وعنه: خ.
قَالَ الكَلَاباذيّ، والحاكم أبو عبد الله، وأبو مَسْعُود الدّمشقيّ، وأبو الحَجّاج الكلبيّ: إنّه محمد بْن يحيى بْن عَبْد اللَّه بن خالد الذهلي.
425- محمد بن حشيش الْجُعْفيّ2:
عَنْ: ابن فُضَيْل، وأبي أسامة، وجماعة.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم: صدوق، قد أدركته وكتبت من حديثه، ولم يتهيَّا لي أن أسمع منه.
426- محمد بْن خطّاب:
أَبُو جعْفَر المَوْصِليّ الزّاهد3.
كَانَ كبير القدر، يتآلف النّاس عَلَى طاعة اللَّه تعالي، ولا يكاد يدّخر شيئا.
روى عَنْ: مالك بْن سُعَيْر بْن الخِمْس، ومؤمّل بْن إِسْمَاعِيل، وأبي عبد الرحمن المقرئ.
وصنف سننا.
وعنه: العلاء بن أيوب، ومحمد بن حامد الصائغ، والمواصلة.
وكان أحد الأجواد، له أخبار في الكرم مع الفقر، رحمة الله عليه.
توفي سنة سبع وخمسين ومائتين.
__________
1 الثقات لابن حبان "9/ 144".
2 انظر: الجرح والتعديل "7/ 248".
3 الثقات لابن حبان "9/ 139".(19/205)
427- محمد بن خلف بن عمار العسقلاني1 -ن. ق- عَنْ: ضَمْرَةَ بْن ربيعة، وعُبَيْد اللَّه بن موسى، وأبو علي الحنفي، طائفة:
وعنه: ن. ق.، وأبو بكر بن أبي دَاوُد، وأبو الْحَسَن بْن جَوْصَا، وآخرون.
وكان مِن أئمة العلم.
تُوُفّي سنة ستّين.
428- محمد بن داود بن أبي ناجية -د- أبو عبد الله الإسكندراني2:
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعبد اللَّه بْن وَهْبُ، وضَمْرَة بْن ربيعة، وطبقتهم.
وعنه: د.، وأبو بكر بن أبي داود، وعمر بن محمد بْن بُجَيْر، وإِبْرَاهِيم بْن يوسف الهِسنْجانيّ، وجماعة.
وكَان صدوقًا.
تُوُفّي سنة إحدى وخمسين فِي شوّال بالإسكندرية.
429- محمد بْن دَاوُد التّميميّ القَنْطريّ البغداديّ3:
أخو عَلِيّ بْن دَاوُد.
عَنْ: آدم بْن أَبِي إياس، وسعيد بْن أَبِي مريم، وجماعة.
وعنه: يحيى بْن صاعد، وأبو عبد الله المَحَامِليّ، وآخرون.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين.
430- محمد بْن دَيْسَم:
أَبُو عَلِيّ التِّرْمِذيّ الدّقّاق4:
نزيل سامرّاء.
عَنْ: أَبِي نُعَيْم، وعفان، وموسى بن إسماعيل.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 145"، والتهذيب "9/ 149".
2 انظر: الجرح والتعديل "7/ 250"، التهذيب "9/ 153، 154".
3 تاريخ بغداد "5/ 252".
4 السابق "5/ 269".(19/206)
وعنه: أَبُو بَكْر الخرائطيّ، ومحمد بْن أَحْمَد الأثرم، وابن أَبِي حاتم وقال: كتبت عَنْهُ مَعَ أَبِي، وهو صدوق.
431- محمد بْن زكريّا1:
أَبُو جعْفَر، والد ميمون الحافظ.
سَمِعَ: حَجّاج بْن محمد الأعور، ومَخْلَد بْن الْحُسَيْن الزّاهد.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن ناجية، والمَحَامِليّ.
وثقَّه الخطيب.
432- محمد بْن زكريّا القُضَاعيّ المصريّ2:
عَنْ: محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ.
تُوُفّي سنة أربعٍ وخمسين.
قَالَ ابن يونس: كَانَ يفهم ويحفظ الحديث. وكان رجلَا صالحًا.
433- محمد بْن زَنْجَوَيْه:
أَبُو جعْفَر البصْريّ المؤذّن3.
حدَّث ببغداد عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ومالك بْن سعَيِد، ومسلم بْن قُتَيْبة.
روى عَنْهُ: الْحُسَيْن والقاسم ابنا المحاملي، وجماعة.
توفي سنة سبْعٍ وخمسين فِي رمضان.
434- محمد بْن زياد بْن معروف الرّازيّ4.
سكن جرجان، وحدَّث عَنْ: إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان الرّازيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه الدشْتكيّ، والسِّنْديّ بْن عَبْدوَيْه.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ بْن زُهَير النَّرْسيّ، وعاصم بن سعيد.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 286".
2 ينظر في "حسن المحاضرة".
3 انظر: تاريخ بغداد "5/ 289".
4 الثقات لابن حبان "9/ 120".(19/207)
وكان من رؤساء جُرْجان.
تُوُفّي سنة سبعٍ وخمسين.
435- محمد بْن زياد بْن عُبَيْد اللَّه بن ربيع بن زياد -خ. ق- ويقال ابن أَبِي سُفْيَان عُبَيْد اللَّه الزّياديّ البصري1:
ويقال له اليؤيؤ.
سَمِعَ: حماد بْن زيد، وفُضَيْل بْن عيِاض، وعبد الوارث، ويزيد بْن زُرَيْع، وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن أَبِي يحيى المدني، وفضيل بْن سُلَيْمَان، ومُسلْمِ بْن خَالِد الزَّنْجيّ، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، وطائفة.
وعنه: خ. ق. وعبد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائنيّ، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن هارون الروياني، وابن خزيمة، ومحمد بن حصن الألوسي، ومحمد بن أحمد بن سليمان الهروي، وأبو عروبة، ومحمد بن هارون الحضرمي، وعبد الله بن عروة الهروي، وخلق.
ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: ربّما أخطأ.
وروى عَنْهُ الْبُخَارِيّ حديثًا واحدًا كالمقرون بغيره، عَنْ غُنْدَر. وكان مُعَمَّرًا من أبناء التّسعين.
وقع لنا حديثه بعُلُوّ من طريق المخلّص. وبقي إلى بعد الخمسين ومائتين فيما أظنّ.
436- محمد بْن سعد:
أبو عبد الله النَّيسابوري الجلَاب2.
أخو خُشْنام.
سَمِعَ: حفص بْن عَبْد الرَّحْمَن، ورَوْح عُبَادة.
وعنه: دَاوُد بْن الْحُسَيْن البَيْهقيّ بْن محمد التُّرْك.
ومات فِي ذي الحجّة سنة ست وخمسين.
__________
1 الثقات لابن حبان "9/ 114"، والتهذيب "9/ 168، 169".
2 من العلماء المستورين، لا بأس به.(19/208)
437- محمد بْن سعَيِد الْأيْليّ1:
أخو هارون بْن سعَيِد.
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن وَهْبُ، وغيره.
وتوفي سنة ثمانٍ وخمسين.
438- محمد بْن سعَيِد بن حسان بن الأندلسيّ الصّائغ2:
مولي بني أُميّة.
روى عَنْ: أشهب بْن عَبْد العزيز، وعبد اللَّه بْن نافع.
توفي سنة ستين بالأندلس.
439- محمد بن سلمة:
أبو عامر التجيبي، مولاهم المصري3.
حدث عَنْ: ابن وَهْبُ.
تُوُفّي سنة تسعٍ وخمسين ومائتين. قاله ابن يونس.
440- محمد بْن سهل بن عسكر -م. ت. ن- أبو بكر التميمي، مولَاهُمُ الْبُخَارِيّ4 نزيل بغداد.
طوّف البلَاد، وسمع: عَبْد الرّزّاق، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، ووهب بن جرير، وعبيد الله بن موسى، ويحيى بن حسان التنيسي، وسعيد بن أبي مريم، وأبا اليمان، وجماعة كبيرة.
وعنه: م. ت. ن. وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو القاسم البَغَوِيّ، وابن صاعد، ومحمد بْن جريج، ومحمد بْن هارون الحضْرميّ، وخلْق.
قَالَ النَّسائيّ: ثقة.
__________
1 في عداد المجهولين.
2 جذوة المقتبس "29-32" للحميدي.
3 ينظر في كتاب "حسن المحاضرة".
4 انظر: الجرح والتعديل "7/ 277"، والتهذيب "9/ 207".(19/209)
وقال أَبُو الْعَبَّاس السّرّاج: تُوُفّي فِي شَعْبان سنة إحدى وخمسين.
441- محمد بْن سهل بْن نوح.
أبو عبد الله التّميميّ النَّيسابوري1:
سَمِعَ: وَكِيعًا، والنَّضْر بْن شُمَيْل.
وَعَنْهُ: ابن خُزَيْمَة، ومحمد بْن أَحْمَد بْن زُهَير، وغيرهما.
مات قبل السّتّين.
442- محمد بْن سهل بْن زَنْجَلَة الرّازيّ2.
أَبُو جعْفَر، مُحَدَّث جوّال.
عَنْ: محمد بْن سابق، وأبي صالح كاتب اللَّيْث، وأبي الوليد الطَّيَالِسيّ، وطبقتهم.
وعنه: ابن أَبِي حاتم، وصَدَقه.
443- محمد بْن سلَام بْن السَّكَن البِيكَنْديّ الصغير3:
يروي عن: الحسن بْن سوار البَغَوِيّ، وعَلِيّ بْن الْجَعْد.
وعنه: عُبَيْد اللَّه بْن واصل الْبُخَارِيّ، وغيره.
يقال إنّه تُوُفّي بمصر.
444- محمد بْن شُعَيب الأَسَدِيّ النَّيسابوري4:
سَمِعَ: حفص بْن عَبْد الرَّحْمَن، وعلي بن الحسن بن شقيق.
وعند: محمد بْن نُعَيْم، وإِبْرَاهِيم السُّكّريّ، وغيرهما مِنَ النيسابوريين.
توفي سنة ستين.
__________
1 من العلماء المستورين، لا بأس به.
2 الجرح والتعديل "7/ 277".
3 التهذيب "9/ 213، 214".
4 من العلماء المستورين، وينظر في "تاريخ نيسابور" للحاكم.(19/210)
445- محمد بْن صالح بْن عَبْد اللَّه بْن مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنُ بْنُ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ1:
أَبُو عَبْدِ الله العَلَويّ الحسني الحجازي الشاعر.
مدح المتوكّلُ والمنتصر بمدائح كثيرة.
وكان من فُحُول الشعراء، يلبس زيّ الأعْراب. وكان ظريفًا حُلْو المعاشرة.
تُوُفّي سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
446- محمد بْن صالح بْن مِهْران بْن النّطّاح البصْريّ الإخباريّ2:
المعروف بالنّطّاح.
لَهُ تصانيف فِي أخبار الدُّول، وغير ذَلِكَ.
حدث عن: معتمر بْن سُلَيْمَان، ويحيى بْن زكريّا بْن أَبِي زائدة، والواقديّ، وأبي عُبَيْدة مُعَمِّر بْن المُثَنَّى، ويوسف بْن عطيّة، وجماعة.
وعنه: بِشْر بْن مُوسَى الأَسَدِيّ، والهيثم بْن خَلَف الدُّوريّ.
تُوُفّي سنة اثنتين وخمسين. وآخر من روى عَنْهُ أَبُو حامد الحضرمي ببغداد، وأبو روق الهزاني بالبصرة.
وقد روى ابن ماجة فِي تفسيره، عَنِ الْعَبَّاس بْن أَبِي طَالِب، عَنْهُ.
447- محمد بْن عامر الأندلسي3:
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وَهْبُ المصريّ.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وخمسين ومائتين. قاله ابن يونس.
448- محمد بْن عامر الرازي القزاز4:
__________
1 الفرج بعد الشدة "4/ 354" للتنوخي.
2 الميزان "3/ 74"، التهذيب "9/ 227".
3 جذوة المقتبس "117".
4 الجرح والتعديل "8/ 44".(19/211)
رحل وسمع: سعَيِد بْن أَبِي مريم، ومحمد بن عيسى الطباع، ومحمد بن سنان العوقي، وحيوة بْن شُرَيْح.
قَالَ ابن أَبِي حاتِم: سَمِعَ منه أَبِي، ولم يتفق لي السماع منة، وكان صدوقًا.
449- محمد بن عبادة الواسطي1 -خ. د. ق- أبو عبد الله:
عن: إسحاق الأزرق، بْن هارون، وأبي أُسامة، وطبقتهم.
وعنه: خ. د. ق.، وعمر بْن محمد بْن بُجَيْر، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وابن خزيمة، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق. صاحب نَحْوٍ وأدب. كنيته أَبُو جعْفَر.
450- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر بْن الْحُسَيْن بْن مُصْعَب الخُزاعيّ الخُرَاسانيّ2:
الأمير أَبُو الْعَبَّاس.
كَانَ رئيسًا محتشمًا، جوادًا، ممدوحًا، أديبًا شاعرًا، مَأْلَفًا لأهل الفضل والأدب، من بيت الإمرة والتَّقَدم.
ولَاه المتوكّلُ عَلَى اللَّه إمرة بغداد، وعظُم سلطانه فِي دولة المعتزّ بالله إلى أن مرض بالخوانيق، فمات في سنة ثلاث وخمسين.
ولم احتضر استخلف عَلَى بغداد أخاه عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه، فأقرّه عليها المعتزّ. وصلى عَلَى محمد ولدُه طاهر بْن محمد.
451- محمد بن عبد الله "بن المبارك"3 -خ. د. ن-:
الحافظ أبو جعفر القرشي، مولَاهُمُ المخرميّ4، قاضي حُلْوان.
سَمِعَ: وَكِيعًا، ومُعَاذ بْن هشام، ويحيى بْن سعَيِد القطان، وعبد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وإِسْحَاق الأزرق، وأبا أسامة، ويحيى "بْن يوسف الزّمّيّ"، ويزيد بْن هارون، وأبا معاوية، وخلقًا.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 17"، والتهذيب "6/ 246، 247".
2 تاريخ بغداد "5/ 412-422".
3 بياض في الأصل، وأثبت من السير "12/ 265".
4 الجرح والتعديل "7/ 305"، والتهذيب "9/ 272".(19/212)
وعنه: خ. د. ن.، ون. أيضا عَنْ أَحْمَد بْن عَلِيّ المَرْوزِيّ عَنْهُ، وابن خُزَيْمَة، وابن بُجَيْر، ويحيى بْن صاعد، والمَحَامِليّ، وخلْق.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قَالَ لِي أَبِي: كَتَبْتَ حَدِيثَ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: كُنَّا نَغْسِلُ، مِنَّا مَنْ يَغْتَسِلُ، وَمِنَّا مَنْ لا يَغْتَسِلُ؟ قُلْتُ: لا.
قَالَ: فِي جانب المخرّم شابّ يقال لَهُ محمد بْن عَبْد اللَّه فاكتبه عَنْهُ.
قَالَ الباغَنْديّ: كَانَ حافظًا متقنًا.
وقال النَّسائيّ، وغيره: ثقة.
ووصفه بالحفظ غير واحد مِنَ الأئمة.
قَالَ عُبَيْد اللَّه بْن محمد بْن سَيَّار الفرهيانيّ: سمعتهم يقولون: قدِم عَلِيّ بْن المَدينيّ بغداد، واجتمع إِلَيْهِ النّاس، فلمّا تفرَّقوا قِيلَ لَهُ: مَن وجدتُ أكْيس القوم؟ قَالَ: هذا الغلَام المُخَرّميّ.
تُوُفّي سنة أربعٍ وخمسين2.
قَالَ الخطيب: كَانَ من أحفظ النّاس للأثر.
وقال السُّلَميّ: نا الدّارَقُطْنيّ نا الْجِعَابيّ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن وَهْبُ الدِّينَوَرِيّ يَقُولُ: قدِم علينا المُخَرّميّ الدِّينَوَرَ قاضيًا عليها، فمرّ بي يومًا عَلَى حُمَيِّر، ومعي مُحَدَّث أُذَاكِره، فلمّا رَأَى المحبرة والكتاب سلّم وقال: ما الَّذِي أنتم فِيهِ؟
قُلْنَا: نتذاكر حديث إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد.
فقال للغلَام: امسِك عَلِيّ.
فنزل وجلس إلينا، وذكر نحو ثمانمائة حديثٍ مِن مقطوع ومُسْنَد لإسماعيل.
452- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن سنجر1.
أبو عبد الله الجرجاني الحافظ، صاحب "المسند".
طوف البلاد.
__________
1 ترتيب المدارك "1/ 223".(19/213)
وسمع: محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وأبا المغيرة، ويزيد بْن هارون، وعبد اللَّه بْن نُمَيْر، وَيَعْلَى بْن عُبَيْد، وأبا نُعَيْم، وخالد بْن مَخْلَد، وأبا بَكْر الحُمَيْديّ، وطبقتهم.
وعنه: محمد بْن المُسَيَّب الأرْغِيانيّ، وأحمد بْن عَمْرو الألْبيريّ الحافظ، وعبد الجبّار بْن أَحْمَد السَّمرْقَنْديّ بمصر، وعبد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن محمد بْن رشْدين، ومحمد بْن دليل، وعيسى بْن مِسْكين، وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن الضّحاك، وجماعة مِنَ الرحالين.
قال ابن سنجر: خرجت إلى الرّحله ومعي إِسْحَاق الكَوْسَج، وكان معي تسعة آلاف دينار.
وكان إِسْحَاق يورّق لي ويتزوّج فِي كلّ بلد، وأؤدّي عَنْهُ المهر.
وثقَّه ابن أَبِي حاتم، وغيره.
وكان قد سكن بلَاد مصر، فتوفي فِي ربيع الأوّل سنة ثمان وخمسين بقرية قطابة. وكان قد سكنها فِي آخر عُمره.
453- محمد بْن عبد الله بن يزيد -ن. ق- أبو يحيى بن المقرئ أبي عبد الرحمن المكي1:
سَمِعَ: أَبَاهُ، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأيوب بْن النّجّار اليَمَاميّ، وسعيد بْن سالم القدّاح.
وعنه: ن. ق. وأبو الْحَسَن بْن جَوْصا، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وَحَفِيدُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد، وآخرون.
وثقه النسائي.
وتوفي سنة ست وخمسين في شعبان.
وقع لنا حديثه عاليا في "جزء البانياسي"، وغيره.
454- محمد بن عبد الرحمن الهروي.
أبو عبد الرحمن. عراقي حافظ.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "7/ 307"، والتهذيب "9/ 284".(19/214)
نزل الري، وحدَّث عَنْ: حسين الْجُعْفيّ، ويزيد بْن هارون، وابن أَبِي فُدَيْك، وطبقتهم1.
وعنه: عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد، وابن أَبِي حاتم، وقال: حافظ لحديث الزُّهْريّ، ومالك. صدوق.
455- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَسَن بْن علي -ق- أبو بكر الجعفي2:
عَنْ: عمّ أَبِيهِ حسين بْن عَلِيّ الْجُعْفيّ، وأبي أُسامة، وزيد بْن الحُباب، وأسباط بْن محمد، وأبي يحيى الحِمّانيّ، ومحمد بْن بِشْر العَبْديّ، وعمر بْن شبيب المُسْليّ، وطائفة.
وعنه: ق. وأبو دَاوُد فِي كتاب "القدَر" لَهُ، وابنه أَبُو بَكْر، وأَبُو عَرُوبة، ومحمد بْن جعْفَر بْن ملَاس، وأحمد بْن عُمَر بْن جَوْصا، وأَبُو الْجَهْم بْن طلَاب المَشْغَرانيّ، وأَبُو الفضل أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن هلَال السُّلَميّ، وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم: سَأَلت أَبَا بَكْر بْن أَبِي شَيْبة عَنْهُ فقال: كَانَ يحفظ الحديث، كَانَ جيّد الحفظ للمُسْنَد والمُنْقَطِع.
وقال أَبُو زُرْعَة: التقيتُ معه وحفظت منه أشياء.
وقال ابن يونس: قدِم مصر وكتبتُ عَنْهُ، وخرج إلى دمشق.
وتُوُفّي يوم الإثنين لأربع عشرة ليلة خَلَت من جُمَادَى الآخرة سنة ستين ومائتين.
456- محمد بْن أَبِي نوح عَبْد الرَّحْمَن بْن غَزْوان البغداديّ3:
ويدعى أَبُوه: قراد.
حدث عن: مالك بْن أَنَس، وشَرِيك القاضي، والمنكدر بن محمد، وإبراهيم بن سعد، وحماد بن زيد.
وعنه: أحمد بن عبد الله بن سابور، وعبد الله بن محمد بن ياسين، والمحاملي.
قال الدارقطني: متروك.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 326، 327".
2 الجرح والتعديل 7/ 313"، والتهذيب"9/ 296".
3 تاريخ بغداد "2/ 311"، والميزان "3/ 625".(19/215)
وقال ابن عدي: هو ممن يتهم بوضع الحديث، يروي عَنِ الثّقات بواطيل.
وقال ابْن حِبّان، وذكر لَهُ مناكير: سَأَلت ابن خُزَيْمَة مرارًا مرارا عَنْ هذه الأحاديث، ثمّ قرأت عَلَيْهِ، فلمّا قلت: حدَّثكم محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن غَزْوان، أدخل إصبعيه فِي أُذُنَيْه فِي أوّل شيءٍ ثمّ قَالَ: نعم، وأنا خائف أنّه كذّاب.
457- محمد بْن عَبْد الرحيم بن أبي زهير الحافظ -خ. د. ت. ن- أبو يحيى العدوي، مولى عمرو رضي اللَّه عَنْهُ الفارسيّ ثمّ البغداديّ، صاعقة1.
طوّف، وسمع: يزيد بْن هارون، وشَبَابة بْن سَوّار، وأبا أحمد الزُّبَيْريّ، وَمُعَلَّى بْن منصور، ورَوْح بْن عُبَادة، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد، وطبقتهم. وعنه: خ. د. ت. ن.، وزكريّا خيّاط السنة، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ويحيى بْن صاعد، والحسين المحاملي، وطائفة.
وثقة النسائي، وغيره.
وقال أبو بكر الخطيب: كان متقنا ضابطا عالما حافظا.
وقال محمد بن محمد بن داود الكرجي: سمي صاعقة لأنه كان جيد الحفظ، وكان بزازا.
قال السراج قَالَ لي: وُلِدتُ سنة خمسٍ وثمانين ومائة؛ ومات فِي شَعْبان سنة خمسٍ وخمسين ومائتين.
458- محمد بْن عَبْد الملك بْن زَنْجَوَيْه2 أَبُو بَكْر البغداديّ الغزّال. صاحب الْإمَام أَحْمَد وجاره. طوّف الكثير، وسمع: عَبْد الرّزّاق، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، ويزيد بْن هارون، وزيد بْن الحُبَاب، وأبا المغيرة الحمصيّ، وجعفر بْن عَوْن، وطبقتهم.
وعنه:، وإِبْرَاهِيم الحربيّ، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وأَبُو القاسم البَغَوِيّ، وابن صاعد، وعبد اللَّه بْن عُرْوَة الهَرَويّ، وخلْق. وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، والحسين والقاسم ابنا المَحَامِليّ.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 9"، والتهذيب "9/ 311، 312".
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 5"، التهذيب "9/ 315، 316".(19/216)
وثقَّه النَّسائيّ، وغيره.
وكان من أجلَاس الحديث.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين.
459- محمد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَمْرو الرَّقّيّ1:
كَانَ يَخْضِب، وله عقِب بالرَّقَّة.
بقي إلى سنة سبْعٍ وخمسين، ولا أعلم لَهُ رواية.
460- محمد بن عبيد الله بن العظيم - ن. - أبو عبد القرشي الكريزي الكندي البصري الفقيه2:
قاضي الدّيار الْمِصْريّة.
روى عَنْ: الْحَسَن بْن بِشْر البَجَليّ، وأَبِي عاصم النّبيل، وإِبْرَاهِيم بْن زياد سَبَلَان، وعَلِيّ بْن المَدينيّ، وجماعة.
وعنه: ن.، وأبو عروبة الحراني، ومحمد بن عَبْد اللَّه بْن محمد الدّمشقيّ سلجويه.
قال النسائي: لَا بأس بِهِ.
قَالَ أَبُو عَلِيّ الحرّانيّ: مات بالرَّقَّة سنة ستين.
461- محمد بْن عثمان بْن أَبِي صفوان بْن مروان:
أبو عبد الله البغداديّ الثَّقفيّ3.
عَنْ: يحيى القطّان، ومعاذ بن هشام، ووهب بن جرير، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأُميَّةُ بْنُ خَالِدٍ، وطائفة.
وعنه: د. ن.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو بكر أحمد بن محمد بن عمر
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 3".
2 التهذيب "9/ 324".
3 انظر: الجرح والتعديل "8/ 25".(19/217)
البصْريّ الحرّانيّ، وأَبُو عَرُوبة الحرّانيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وابن خُزَيْمَة، وابن صاعد، وأبو حامد الحضرمي، وخلق.
قَالَ أَبُو حامد: ثقة.
وقال ابن أَبِي عاصم: مات سنة اثنتين وخمسين.
462- محمد بْن عثمان بن كرامة1 -خ. د. ت. ق-:
أَبُو جعْفَر، وقيل: أبو عبد الله العجِليّ. مولَاهُمُ الْكوفيّ، نزيل بغداد.
كَانَ وراق عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، فسمع منه، ومن: عبد اللَّه بْن نُمَيْر، وأبي أُسامة، ومحمد بْن بِشْر، وحُسَين الْجُعْفيّ، ومحمد، وَيَعْلَى ابني عُبَيْد، وجماعة.
وعنه: خ. د. ت. ق.، وابن أَبِي الدُّنيا، وابن أبي داود، وابن صاعد، ومحمد بن مخلد، وآخرون.
قال أبو حاتم، وغيره: كان صدوقا.
وقال مطين: مات في رجب سنة ست وخمسين.
قال: وقع لنا حديثة عاليا، أخبرناه أَبُو المعالي الهَمَدانيّ، عَنْ أَبِي بَكْر بْن شابور، عَنْ عَبْد العزيز الشّيرازيّ" ح. " وأنبأناه أَبُو المُرْهَف القَيْسيّ: أَنَا ابن الحُصَريّ، أَنَا ابن الْبَطِّيِّ قالَا: أَنَا رِزْقُ اللَّه، أَنَا ابن مَهْديّ، أَنَا ابن مَخْلَد، عَنْهُ.
وعند ابن اللِّتّيّ عدّة أحاديث عالية لَهُ.
463- محمد بْن عُقْبة بْن عَلْقَمَةَ البَيْروتيّ2:
عَنْ: أَبِيهِ، وخالد بْن يزيد.
وعنه: محمد بْن محمد الباغَنْديّ، وأحمد بْن جَوْصا.
قال أبو حاتم: صَدُوق.
وقال ابن أبي حاتم: كُتُب إليَّ من بيروت ببعض حديثه.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 25"، والتهذيب "9/ 338".
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 36"، واللسان "5/ 285".(19/218)
464- محمد بن عقيل بن خويلد -ن. ق-:
أبو عبد الله الخزاعي النيسابوري1، الرّجلُ الصّالح.
روى عَنْ: حفص بْن عَبْد الرَّحْمَن، وحفص بْن عَبْد اللَّه، وجعفر بْن عَوْن، وعلي بْن الْحُسَيْن بْن واقد، وأبي عاصم، وجماعة.
وعنه: ن. ق. وأَبُو دَاوُد فِي كتاب "النّاسخ والمنسوخ"، وأبو بَكْر بْن زياد، وأَبُو عَوَانَة، وابن خُزَيْمَة، وأَبُو الْعَبَّاس السّرّاج، وجماعة آخرهم محمد بْن عَلِيّ المذكِّر شيخ الحاكم.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وخمسين.
قَالَ النَّسائيّ: ثِقةً.
قُلْتُ: لَهُ عدّة أولَاد رَوَوْا.
465- محمد بْن عَلِيّ بْن ". . . "2:
عَنْ: عَبْد الوهّاب بْن عطاء، وغيره.
وحدَّث بالمَوْصِل.
تُوُفّي سنة ست.
466- محمد بن ". . . "3:
أبو جعفر.
روى عَنْ: أَبِيهِ. وسمع من أَبِي عُبَيْد "غريب الحديث".
روى عَنْهُ: ". . . "4 بْن أَبِي سعد الورّاق.
وثقه الدارقطني.
__________
1 التهذيب "9/ 347، 348".
2 بياض في الأصل، وهو في عداد المجهولين.
3 بياض في الأصل.
4 بياض في الأصل.(19/219)
467- محمد بْن خَلَف الكوفيّ1:
عَنْ: "يحيى بْن"2 هاشم السِّمْسار، وعَمْرو بْن عَبْد الغفّار.
وعنه: أَبُو ذَرّ أَحْمَد بْن الباغَنْديّ.
468- محمد بْن عُمَر بْن هيّاج الصّائديّ الكوفيّ3:
عَنْ: إِسْمَاعِيل بْنُ صُبَيْحٍ الْيَشْكُرِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى.
وعنه: ت. س. ق.، وأبو طاهر الْحَسَن بْن فِيل، وابن خُزَيْمَة، وابن أبي داود، وجماعة.
توفي سنة خمس وخمسين.
469- محمد بن عمر بن الوليد -ت. ق-:
أبو جعفر الكندي الكوفي4.
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، ومحمد بْن فُضَيْل.
وعنه: ت. ق. أيضًا، وعمر بْن محمد بْن بُجَيْر، ويحيى بْن صاعد، وبدر بْن الهَيْثَم، وآخرون.
تُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين:
470- محمد بْن عُمَر بْن أَبِي مذعور5:
أَبُو جعْفَر البغداديّ.
عَنْ: رَوْح بْن عُبَادة، وحَرَميّ بْن عمارة، وجماعة.
وعنه: أَحْمَد بْن محمد الْأدَميّ، ومحمد بْن مَخْلَد العطّار.
تُوُفّي فِي ذي الحجة سنة ثمان وخمسين.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 235".
2 بياض في الأصل، وأثبته من "تاريخ بغداد".
3 الجرح والتعديل "8/ 32".
4 الجرح والتعديل "8/ 32"، والتهذيب "9/ 368".
5 الجرح والتعديل "3/ 24".(19/220)
471- محمد بْن عَمْرو بْن أَبِي مذعور1:
أبو عبد الله البغداديّ ابن عمّ محمد بْن عُمَر المذكور قبله، وهُوَ الأسنّ.
سَمِعَ: عَبْد العزيز بن أبي حازم، والوليد بن مسلم، وجماعة.
تُوُفّي بعد الخمسين ومائتين.
472- محمد بْن عَمْرو بْن يونس2:
أَبُو جعْفَر التَّغْلِبيّ الكوفيّ. ويُعرف بالسُّوسيّ.
حدَّث بدمشق ومصر عَنْ: أَبِي معاوية الضّرير، وابن نُمَيْر.
وعنه: أبو الجهم بن طلاب، وابن جوصا، وجماعة.
توفي سنة تسع وخمسين.
473- محمد بن عمرو بن عون:
أبو عون الواسطي3. سمع أباه ومحمد بن أبان الواسطي.
وعنه: الباغندي، وابن مخلد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: ثقة.
474- محمد بْن عَمْرو بْن حَنَان الكَلبيّ الحمصيّ4 -ن-:
حدَّث ببغداد عَنْ: بقية بْن الوليد، وضَمْرَة بْن ربيعة، ويحيى بْن سعَيِد العطّار، وجماعة.
وعنه: ن. وابن جَوْصا، والقاضي المحاملي، وآخرون.
وثقة الخطيب ومات سنة سبع وخمسين ومائتين.
وكان مولده سنة أربع وسبعين ومائة.
__________
1 أخبار القضاة "2/ 395".
2 من العلماء المستورين، ولا بأس به.
3 الجرح والتعديل "8/ 34".
4 انظر: تاريخ بغداد "3/ 128"، والتهذيب "9/ 372".(19/221)
475- محمد بن عيسى بن رزين التيمي الرازي1:
ثم الأصبهاني المقرئ. أحد أعلام القرآن العظيم.
قرأ علي: نصير، وعلى: خلاد بن خالد، وجماعة.
قرأ عليه: الحسن بن العباس الرازي، وأبو سهل حمدان، وجماعة.
وروى الحديث أيضا عَنْ: إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، وعبد الرحمن الدشتكي، وجماعة.
وصنف كتاب "الجامع في القراءات". وكان رأسا في العربية، وصنف في العدد والرسم وغير ذلك.
قال أبو نعيم: ما أعلم أحدا أعلم منه في فنه، يعني القراءات.
نقله أبو نعيم عَنْ أَبِي زُرْعَة الرّازيّ.
وله اختيار حَسَن فِي القراءات. وكان شيخ تِلْكَ الدّيار، رحمه الله تعالى.
وقال الداني: أجل أصحابه الفضل بن شاذان.
وممن قرأ عليه: محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني، وموسى بْن عَبْد الرَّحْمَن.
تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين.
وقيل: تُوُفّي سنة إحدى وأربعين، والأوّل أشبه. قَالَ أَبُو حاتم: صدوق
476- محمد بْن عيسى. أبو عبد الله الأصبهاني الزّجّاج، إمام جامع إصبهان:
رحل وكتب الكثير، روى عَنْ: أَبِي عاصم النبّيل، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، والحسين بْن حفص.
وعنه: محمد بن علي بن الجارود، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزُّهْريّ، وغيرهما.
477- محمد بن غالب:
أبو جعفر الأنماطي البغدادي المقرئ2.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 39".
2 تاريخ بغداد "3/ 143".(19/222)
أخذ القراءة عرضا عَنْ شجاع بْن أَبِي نصر، وهو أضبط أصحابة، عَنْ أَبِي عَمْرو.
وقرأ عليه: أحمد بن إبراهيم القصباني، والحسن بن الحباب، ونصر بن القاسم الفرائضي، ومحمد بن معلى الشونيزي، وغيرهم. وكان مع حذقه بالقرآن أميًا لَا يكتب.
قَالَ النّقّاش: وكان ينادي فيكسب فِي اليوم القيراط وأكثر. وكان رجلَا صالحًا ورِعًا.
وقال عَبْيد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم: مات أستاذي محمد بْن غالب سنة أربعٍ وخمسين ببغداد.
وممّن قرأ عَلَيْهِ: الْحَسَن بْن الْحَسَن الصّوّاف، وأحمد بْن مَرْدُوَيْه القصَبَانيّ، والعباس بْن الفضل الرّازيّ.
478- محمد بْن الفضل:
أَبُو جعْفَر الجرجائي الكاتب1.
ولي وزارة المتوكّلُ عندما نُكِبَ ابن الزّيّات، ثمّ عزله عَنْ قريب، ثمّ وزر قليلَا للمستعين.
وكان بين موته وموت الفضل بْن مروان الوزير أيّامٌ يسيرة.
479- محمد بْن الفضل بْن خدِاش الْبُخَارِيّ ثمّ البلْخيّ2:
سَمِعَ: المقرئ وَيَعْلَى بْن عُبَيْد, وأبا جَابرِ, ومحمد بْن عَبْد الملك, ومحمد بْن سلَام البِيكَنْديّ, ترجمه السُّليمانيّ وقال: روى عَنْهُ شيوخنا.
480- محمد بْن الفُضَيْل البلْخيّ الزّاهد3، حجّ، وسمع: عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، وأبا ضَمْرَةَ، وأبا أُسامة.
__________
1 الفرج بعد الشدة "4/ 419، 420".
2 من العلماء المستروين، لا بأس به.
3 لم نقف عليه.(19/223)
وعنه: أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن محمد الذَّهَبيّ، وعَلِيّ بْن أَحْمَد البلْخِيان.
وكان صدوقًا.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.
481- محمد بْن قُدامة الطُّوسيّ1:
عَنْ: جرير بْن عَبْد الحميد.
وعنه: محمد بْن مَخْلَد العطّار.
مجهول الحال.
482- محمد بْن كرّام بْن عِرَاق بْن حُزَابَة بْن البَرَاء2:
الشَّيْخ الضّالّ المجسّم أبو عبد الله السِّجِسْتانيّ، شيخ الكراميين.
حدث عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن يوسف البلْخيّ، وعبد اللَّه بْن مالك بْن سُلَيْمَان الهَرَويّ، وأحمد بْن" عَبْد اللَّه" الْجُوَيْباريّ، وجماعة. وعنه محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن سُفْيَان وعبد اللَّه القيراطيّ وإِبْرَاهِيم بْن حَجّاج النَّيسابوريون.
قَالَ الحاكم: وُلِد بقريَةٍ من قرى "زرنج" بسِجسْتان، ثمّ دخل خراسان وأكثر الَاختلَاف إلى أَحْمَد بْن حَرْب الزّاهد.
سَمِعَ اليسير من: عَلِيّ بْن إِسْحَاق السَّمرْقَنْديّ، عَنْ محمد بْن مروان، عَنِ الكْلبيّ.
وسمع ". . . "3.
قَالَ: وأكثر عَنْ أَحْمَد الْجُويْبَاريّ، ومحمد بْن تميم الفاريابيّ. ولو عرفهما لأمسكَ عَنِ الرّواية عَنْهُمَا.
ولمّا ورد نَيْسابور بعد المجاورة بمكّة خمسَ سنين وانصرف إلى سجسْتان، وباع بها ما كَانَ يملكه، وجاء إلى نيسابور، حبسه محمد بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر، وطالت
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 190".
2 الميزان "5/ 21، 22"، السير "11/ 523".
3 بياض في الأصل.(19/224)
مِحْنَتُه، فكان يغتسل كلّ يوم جمعة، ويتأهَّب للخروج إلى الجامع، ثمّ يَقُولُ للسّجان: أتأْذَنُ ليَ فِي الخروج؟ فيقول: لَا.
فيقول: اللهمّ إنيّ بذلت مجهودي، والمَنْعُ مِن غيري.
قَالَ: وبلغني أَنَّهُ كَانَ معه جماعة مِنَ الفقراء، وكان لباسُه مَسْكُ ضَأن مدبوغ غير مخيط، وعلى رأسه قَلَنْسُوَة بيضاء. وقد نُصِب لَهُ دُكّان لَبِن. وكان يُطَرح لَهُ قطعة فَرْو فيجلس عليها ويعِظ ويُذَكِّر ويحدِّث.
قَالَ: وقد أثْنى عَلَيْهِ، فيما بلغني، ابن خُزَيْمَة، واجتمع بِهِ غير مرّة. وكذلك أَبُو سعَيِد عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحُسَيْن الحاكم، وهما إماما الفريقين.
وحدثني محمد بْن حمدون المذكِّر: ثنا أَبُو الفضل محمد بْن الْحُسَيْن الصّفّار: سَمِعْتُ ابن كَرّام الزّاهد يَقُولُ: خمسة أشياء من حياة القلب: الجوع، وقراءة القرآن، وقيام الليل، والتِّضَرُّع عند الصُّبْح، ومجالسة الصّالحين.
وقال عَبْد اللَّه بْن محمد بْن سَلْم المقدسي: سَمِعْتُ محمد بْن كَرّام يَقُولُ: قَدَرُ فَرْعَوْن أنْ يؤمِن ولكن لم يؤمن.
قلت: هذا كلَامٌ يقوله المعتزليّ والسُّنّيّ، وكلّ واحدٍ منهما يقصد بِهِ شيئًا.
وعن يحيى بْن مُعَاذ الرّازيّ قَالَ: الفقر بساط الزُّهّاد، وابن كَرّام عَلَى بساط الزاهدين.
وقال محمد بْن الْحُسَيْن الصّفّار: سَمِعْتُ ابن كَرّام يَقُولُ: الخوف يمنع عَنِ الذنوب، والحُزْن يمنع عَنِ الطّعام، والرّجاء يقوّي عَلَى الطّاعة، وذِكْر الموت يُزْهِد فِي الفُضُول.
وقال أبو إسحاق أحمد بن محمد بن يونس الهَرَويّ: سَمِعْتُ عثمان الدّارِميّ يَقُولُ: حضرت مجلس أمير سجِسْتان إِبْرَاهِيم بْن الحُصَيْن يوم أُخرج محمد بْن كَرّام من سجِسْتان، وحضر عثمان بْن عفّان السِّجِسْتانيّ وأهل العلم، فدُعي محمد بْن كَرّام، فقال لَهُ الأمير: ما هذا العلم الَّذِي جئتَ بِهِ؟ ممّن تعلّمت ومَن جالست؟ قَالَ: إلْحَامٌ أَلْحَمْنيه اللَّه تعالى، بالحاء.
فقال لَهُ: هَلْ تُحْسِن التشهد؟(19/225)
قَالَ: نعم، الطَّلَوَات للَّه؛ بالطّاء، حتى بلغ إلى قوله: السّلَام عليك أيُّها النَّبِيّ. فأشار إلى إِبْرَاهِيم بْن الحُصَين، فقال لَهُ: قطع اللَّه يدك. وأمرَ بِهِ فصُفِع وأُخْرج.
وقال ابن حِبّان: محمد بْن كَرّام كَانَ قد خُذِل حتّى التقط مِن المذاهب أردأها، ومِن الأحاديث أوهاها. ثمّ جالس الْجُويْبَاريّ، ومحمد بْن تميم السَّعْديّ، ولعلّهما قد وضعا عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ والصّحابة والتابعين مائة ألف حديث. ثمّ جالس أَحْمَد بْن حَرْب، وأخذ عنه التقشف.
ولم يكن يُحْسِن العِلم. وأكثر كُتُبه المصنَّفة صنّفها لَهُ مأمون بْن أَحْمَد السُّلَميّ.
وحدثني محمد بْن المنذر، سمعَ عثمان بْن سعَيِد الدّارِميّ يَقُولُ: كنتُ عند إِبْرَاهِيم بْن الحُصَين، إذ دخل علينا رجلٌ طُوالٌ عَلَيْهِ رقاع، فقيل: هذا ابن كَرّام.
فقال لَهُ إِبْرَاهِيم: هَلِ اختلفت إلى أحد العلماء؟ قَالَ: لَا.
قَالَ: "لقيتَ" عثمان بْن عفّان السِّجِسْتانيّ؟ قَالَ: لَا.
قَالَ: فهذا العلم الَّذِي تقوله، من أَيْنَ لك؟ قَالَ: هذا نورٌ جعله اللَّه فِي بطني.
قَالَ: تُحْسِن التشهد؟ قال: نعم، التهيات له والصلوات والتيبات. السام أَلَيْنا وأَلَى إبادِ اللَّه الصّالحين، أَشْحدُ أنّ لا إله إلا الله وأشحد أن مُهَمَّدًا أَبْدُكَ ورسُولُك.
قَالَ: قُمْ، لَعَنَك اللَّه. ونفاه من سجستان.
قال ابن حِبْان: هذا حاله فِي ابتداء أمره، ثمّ لمّا أخذ فِي العِلم أحبّ أنْ ينشئ مذاهب لتُعْرف بِهِ. جعلَ الْإِيمَان قولَا بلَا معرفة قلب، فلزِمه أنّ المنافقين لَعَنَهُمُ اللَّه مؤمنون.
قَالَ: وكان يزعم أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يكن حُجّة اللَّه عَلَى خلقه؛ إنّ الحُجَّة لَا تَنْدرس ولا تموت. وكان يزعم أنّ الاستطاعة قبل الفِعْلِ. وكان يُجسّم الرّبّ جلّ وعلَا، وكان داعيةً إلى البِدَع؛ يجب ترك حديثه فكيف إذا اجتمع إلى بِدْعته القَدْح فِي السُّنن وَالطَّعْنُ فِي مُنْتحليها.
قلت: ونظيره فِي زُهده وضلَاله عَمْرو بْن عَبْيد. نسأل اللَّه السّلَامة.
وأخبث مقالَاته: أنّ الْإِيمَان قَوْل بلَا معرفة قلْب، كما حكاه عنه ابن حبان1.
__________
1 الفرق بين الفرق "ص/ 223"، للبغدادي بتحقيقي.(19/226)
وقال أَبُو محمد بْن حزم: غُلَاة المُرْجئة طائفتان، قَالَتْ إحداهما: الْإِيمَان قول باللّسان وإن اعتقد الكفر بقلبه فهو مؤمن ولي الله، من أهل الجنّة. وهو قول محمد بْن كَرّام السِّجِسْتانيّ وأصحابه. وقالت الأخرى: الْإِيمَان "للمُقِرّ بالشهادتين"1 وإنْ أعلنَ الكُفر بلسانه.
وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجِ: شَهِدْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ" الْبُخَارِيَّ، وَدُفِعَ" إِلَيْهِ كِتَابٌ مِنْ محمد بْنِ كَرَّامٍ يَسْأَلُهُ عَنْ أَحَادِيثَ مِنْهَا: الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، رَفَعَهُ: "الْإِيمَانُ لَا يَزِيدُ وَلَا يَنْقُصُ".
فَكَتَبَ عَلَى ظَهْرِ كِتَابِهِ: مَنْ حَدَّثَ بها استوجب الضرب الشديد و "الحبس" الطَّوِيلَ.
قَالَ الْحَاكِمُ: وَحَدَّثَنِي الثِّقَةُ قَالَ: أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ محمد قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ محمد الدَّهَّانُ: خَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَرَّامٍ الزَّاهِدُ مِنْ نَيْسَابُورَ فِي سنة إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَمَاتَ بِالشَّامِ فِي صَفَرٍ سنة خَمْسٍ وَخَمْسِينَ.
وَمَكَثَ فِي سِجْنِ نَيْسَابُورَ ثَمَانِ سِنِينَ.
قَالُوا: وَتُوُفِّيَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ مِنَ اللَّيْلِ. فَحُمِلَ بِالْغَدِ، وَلَمْ يَعْلَمْ بِمَوْتِهِ إِلا خَاصَّتُهُ، وَدُفِنَ فِي مَقَابِرِ الأَنْبِيَاءِ بِقُرْبِ زَكَرِيَّا وَيَحْيَى عَلَيْهِمَا السَّلامُ. قَالَ: وَتُوُفِّيَ وَأَصْحَابُهُ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ نَحْوَ عِشْرِينَ أَلْفًا.
قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ كُرْدُوسٌ: سَمِعْتُ محمد بْنَ أَسْلَمَ الطُّوسِيَّ يَقُولُ: لَمْ يَعْرُجْ إِلَى السَّمَاءِ كَلِمَةٌ أَعْظَمُ وَأَخْبَثُ مِنْ ثلاثٍ: قَوْلُ فِرْعَوْنَ: أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى. وَقَوْلُ بِشْرٍ المُرِّيسِيِّ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ. وَقَوْلُ محمد بْنِ كَرَّامٍ: الْمَعْرِفَةُ لَيْسَتْ مِنَ الإِيمَانِ.
قال الحسن بن إبراهيم الجوزقاني الهمذاني فِي كِتَابِ "الْمَوْضُوعَاتِ" لَهُ: كَانَ ابْنُ كَرَّامٍ يَتَعَبَّدُ وَيَتَقَشَّفُ، وَأَكْثَرُ ظُهُورِ أَصْحَابِهِ بِنَيْسَابُورَ وَأَعْمَالِهَا، وبيت المقدس. ومنهم طَائِفَةٌ قَدْ عَكَفُوا عَلَى قَبْرِهِ، مَالَ إِلَيْهِمْ كَثِيرٌ مِنَ الْعَامَّةِ لاجْتِهَادِهِمْ وَظَلَفِ عَيْشِهِمْ. وَكَانَ يَقُولُ: الإِيمَانُ لا يَزِيدُ وَلا يَنْقُصُ، وَهُوَ قَوْلٌ بِاللِّسَانِ مُجَرَّدٌ عَنْ عَقْدِ الْقَلْبِ، وَعَمَلِ الأَرْكَانِ. فَمَنْ أَقَرَّ بِلِسَانِهِ بِكَلِمَةِ التَّوْحِيدِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ حَقًّا، وَإِنِ اعْتَقَدَ الْكُفْرَ بِقَلْبِهِ، وَالتَثْلِيثَ، وَأَتَى كُلَّ فَاحِشَةٍ وَكَبِيرَةٍ، إِلا أَنَّهُ مُقِرٌّ بلسانه، فهو موحد ولي الله
__________
1 سقط، انظر المرجع السابق.(19/227)
من أهل الجنة لا تضره سيئة. فلزمهم مِنْ هَذَا الْقَوْلِ أَنَّ الْمُنَافِقِينَ مُؤْمِنُونَ حَقًّا1.
قُلْتُ: كَأَنَّهُ تَمَسَّكَ بِظَاهِرِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ: "مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ" 2.
قَالَ الْجَوْزَقَانِيُّ: وَطَائِفَةٌ مِنْهُمْ تُسَمَّى الْمُهَاجِرِيَّةَ، تَقُولُ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جِسْمٌ لا كَالأَجْسَامِ، وَأَنَّ الأَنْبِيَاءَ تَجُوزُ مِنْهُمُ الْكَبَائِرُ إِلا الْكَذِبَ فِي الْبَلاغِ. وَقَدْ نَفَاهُ صَاحِبُ سِجِسْتَانَ وَهَابَ قَتْلَهُ لَمَّا رَآهُ زَاهِدًا بِزِيِّ الْعُبَّادِ، فَقَدِمَ نَيْسَابُورَ، وَافْتُتِنَ بِهِ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِهَا، فنفاه متولي نيسابور، فخرج معه خلق كير مِنْ أَعْيَانِ النَّاسِ. وَامْتَدَّ عَلَى حَالِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَسَكَنَ هُنَاكَ.
وَقَالَ الْمُشْرِفُ بْنُ مُرَجَّا الْمَقْدِسِيُّ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ كَرَّامٍ دَخَلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَتَكَلَّمَ، فَجَاءَهُ غَرِيبٌ بَعْدَ مَا سَمِعَ مِنْهُ أَهْلُ الأَنْدَلُسِ حَدِيثًا كَثِيرًا، فَسَأَلَهُ عَنِ الإِيمَانِ، فَقَالَ: قَوْلٌ؛ بَعْدَ أَنْ أَمْسَكَ عَنْ جَوَابِهِ غَيْرَ مَرَّةٍ. فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْهُ حَرَّقُوا مَا كَتَبُوا عَنْهُ، وَنُفِيَ إِلَى زُغَرَ وَمَاتَ بِهَا، فَحُمِلَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ.
483- محمد بْن كَيْسان بْن يزيد.
أبو عبد الله التّميميّ النَّيسابوري3. ويعرف بأبي عَبْد اللَّه المَحَامِليّ.
سَمِعَ: "عَلِيّ"4 بْن عَيَّاش، ووَكِيعًا، والنضر بْن شُمَيْل، وعبد الرَّحْمَن بْن مغْراء، وهارون بْن المغيرة، وجماعة.
وعنه: إِبْرَاهِيم بْن أَبِي طَالِب، وابن خُزَيْمَة، وآخرون.
قَالَ الْحُسَيْن القبّانيّ: تُوُفّي سنة أربعٍ وخمسين2.
484- محمد بْن محمد بْن خلَاد الباهلي5.
أَبُو عَمْر.
عَنْ: مَعْن بْن عيسى، ومسدد.
__________
1 الفرق بين الفرق "ص/ 223".
2 سبق تخريجه.
3 من العلماء المستورين، لا بأس به.
4 بياض في الأصل، والاستدراك من كتب الرجال.
5 التهذيب "9/ 431".(19/228)
روى "أبو داود عنه"1 رواية.
وروى عنه: أبو روق الهزاني، وأحمد بن الخيل الحريري.
وكان من قتله "الزنج صبرا"2 قال أبو داود: رأيته فِي النَّوم فقلتْ: ما فعل اللَّه بك؟ "فقال: أدخلني الجنة"3 قَالَ: ما ضرك "الوقف"4: توفي سنة سبع وخمسين ومائتين.
485- محمد بن محمد بن عقبة بْن السَّكن5:
أَبُو الفضل الأَسَدِيّ الْبُخَارِيّ الزاهد.
عَنْ: معلي بْن عُبَيْد، وعُبَيْد اللَّه بْن عبد المجيد، وأبي نُعَيْم.
وعنه: إِسْحَاق بْن أَحْمَد بْن خَلَف، ويوسف بْن رَيْحان، وسهل بْن شاذُوَيْه.
ذكره ابن ماكولَا. واسم جدّه الثامن "أَحْبش"6، بمْوَحَّدة.
486- محمد بْن المُثَنَّى بْن عُبَيْد بْن قيس الحافظ -ع- أبو موسى العنزي البصري الزَّمن7:
وُلِد سنة مات حمّاد بْن سَلَمَةَ.
وسمع: يزيد بْن زُرَيْع، ومُعْتَمر بْن سُلَيْمَان، ومحمد بْن جعْفَر غُنْدَر، ويحيى القطّان، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وطبقتهم.
وعنه: ع.، ون أيضًا، عَنْ رَجُل، عَنْهُ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وأبو حاتم الرّازيّ، وابن صاعد، وابن خُزَيْمَة، وأبو عَرُوبة، وخلْق سواهم كثير، آخرهم أبو عبد الله المَحَامِليّ.
وكان أرجح من بُنْدار وأحفظ، لأنّه رحل، وبندار لم يرحل.
قَالَ أَبُو عَرُوبة: ما رَأَيْتُ بالبصرة أثبت من أبي موسى، ويحيى بن حكيم. مات
__________
1، 2، 3، 4 بياض في الأصل، وأثبتناه من تهذيب الكمال "3/ 1265".
5 الإكمال "1/ 41".
6سقط في الأصل.
7 انظر: الجرح والتعديل "8/ 95"، السير "12/ 123".(19/229)
سنة اثنتين وخمسين بعد بُنْدار بثلَاثة أشهر، فاتّفقا فِي المولد والوفاة، وطلبا العلم ولهما خمس عشرة سنة أو نحوها. وكان نظيرين فِي الحِفْظ والإتقان. واتفّق الأئمّة السّتّة عَلَى الرّواية عَنْهُمَا.
قَالَ صالح جَزَرَة: كَانَ محمد بْن المُثَنَّى فِي عقله شيء، وكنت أقدّمه عَلَى بُنْدار.
ويُروى عَنْ أَبِي مُوسَى أنّه قَالَ: نَحْنُ قومٌ لنا شَرفَ، صلّى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إلينا.
يريد أنّه صلّى إلى عَنَزَة، فما أدري هَلْ فِهم معكوسًا أو أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ مزاحًا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ: أَنَا محمد بْنُ وهبة اللَّهِ الْمَرَاتِبِيُّ: أَنَا عَمِّي أَبُو بَكْرٍ محمد بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ سنة تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ: أَنَا عَاصِمُ بْنُ الْحَسَنِ، أَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمد: ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي إِمْلاءً: ثَنَا محمد بْنُ الْمُثَنَّى، ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا جَاءَ إِلَى مَكَّةَ دَخَلَهَا مِنْ أَعْلاهَا وَخَرَجَ مِنْ أَسْفَلِهَا"1.
وَأَنْبَأَنَاهُ أَبُو الغنائم بن عِلَّانُ، وَالْمُؤَمَّلُ بْنُ محمد، وَآَخَرُونَ، قَالُوا: أَنَا أَبُو الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ، أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ، أَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، فَذَكَرَهُ.
وَأَنَا أَحْمَدَ بْنَ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ الْهَرَوِيِّ: أَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ، أَنَا أَبُو سعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا محمد بْنُ الْفَضْلِ، أَنَا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ محمد بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ: ثَنَا مُوسَى، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ قَالا: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَخَلَ مَكَّةَ دَخَلَهَا مِنْ أَعْلاهَا وَخَرَجَ مِنْ أَسْفَلِهَا".
لَفْظُ أَبِي مُوسَى أَخْرَجَهُ الْجَمَاعَةُ، سِوَى ابْنِ مَاجَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الزَّمِنِ، فَوَقَعَ مُوَافَقَةً عَالِيَةً.
وَآَخِرُ مَنْ رَوَى حَدِيثَ أَبِي مُوسَى عَالِيًا أَبُو الْفَضْلِ الطُّوسِيُّ بِالمَوْصِلِ.
487- محمد بْن المثنى بْن زياد.
أَبُو جعْفَر السِّمْسار2 شيخ بغداديّ زاهد معروف، صحِب بِشْر بْن الحارث مدة، وروى عنه، وعن عفان.
__________
1 حديث صحيح: أخرجه الخباري "1579"، ومسلم "1258"، وأبو داود "1868"، والترمذي "854"، وأحمد "6/ 40".
2 تاريخ بغداد "3/ 286".(19/230)
وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بْن مَخْلَد، وغيرهما.
قَالَ أَبُو بَكْر الخطيب: هُوَ صدوق.
تُوُفّي سنة ستّين2.
488- محمد بْن مُسلْمِ:
أَبُو بَكْر البغداديّ القَنْطَريّ الزّاهد1، أحد الأولياء.
قَالَ أَبُو الْحُسَيْن بْن المنادي: كَانَ ينزل قنطرة بردان، وكان يُشَبَّه ببِشْر الحافي فِي الورع وتَرْك الدُّنيا، يتقوَّت باليسير.
أُخبِرتُ أنه كان ينسخ "جامع سفيان" ببضعة عشر درهمًا منها قُوتُه.
وقيل: كَانَ مُجاب الدَّعوة. وكان الجنيد يزروه.
وقال ابن مَخْلَد: مات فِي ذي الحجّة سنة ستين ومائتين.
489- محمد بن معاوية ين يزيد بن مالج -ن-:
أبو جعفر البغدادي2.
عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن جعْفَر المَدَنيّ، وإِبْرَاهِيم بْن سعْد، وخَلَف بْن خليفة، وغيرهم.
وعنه: ن.، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن حامد السني، وابن صاعد، والمحاملي، وجماعة.
وكان يتجر في الأنماط.
قال النسائي: لا بأس به.
490- محمد بن مَعْدان بْن عيسى الحرّانيّ3 -ن-:
عَنْ: الْحَسَن بن محمد بن أعين، وعبد الله بن يزيد المقرئ.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "3/ 256".
2 تاريخ بغداد "3/ 274"، والتهذيب "9/ 463".
3 الجرح والتعديل "8/ 102"، والتهذيب "9/ 465".(19/231)
وعنه: ن.، وأبو عروبة الحراني، ومحمد بن المُسَيَّب الأرْغِيانيّ، وجماعة.
وثقة النسائي.
توفي سنة ستين2.
491- محمد بن معمر بن ربعي1 -ع-:
أبو عبد الله القيسي البصري البحراني الحافظ.
عَنْ: أَبِي أسامة، وحَرَميّ بْن عُمارة، ورَوْح بْن عُبَادة، وجماعة كثيرة. وكان مِن كبار المحدثين وأثباتهم.
روى عَنْهُ: ع.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو بكر بن أَبِي الدُّنيا دَاوُد، وأَبُو بَكْر بْن خُزَيْمَة، وخلْق.
تُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين ومائتين.
492- محمد بْن المغيرة الشَّهَرزُوريّ2:
عَنْ: أيّوب بْن سُوَيْد الرَّمْليّ، ويحيى بْن الْحَسَن المدائنيّ، وغيرهما.
وعنه: محمد بْن هارون بْن المجدّر، وعمر بْن سعَيِد بْن سِنان.
قَالَ ابن عَدِيّ: هُوَ عندي ممّن يضع الحديث.
493- محمد بْن منخّل بْن عَبْد اللَّه بْن حمّاد:
أبو عبد الله النَّيسابوري.
سَمِعَ فِي الرّحلة: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبا ضَمْرَةَ أَنَس بْن عِياض، وجماعة.
وعنه: ابن خُزَيْمَة، وأبو حامد بْن الشَّرْقيّ، ومكّيّ بْن عَبْدان، وجماعة.
وكان صدوقًا.
تُوُفّي سنة ثمان وخمسين.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 105"، والتهذيب "9/ 466".
2 انظر: الميزان "4/ 46" واللسان "5/ 386".(19/232)
قَالَ الْحَسَن بْن محمد بْن جَابرِ: ثنا محمد بن منخل بن عبد الله بن حمّاد بْن سهْم بْن عَبْد اللَّه و ". . . "1 بْن سمُرَة.
قَالَ الْحَسَن: وكان قد جلس بعد موت محمد بن يحيى، واجتمع عَلَيْهِ خلق عظيم.
مات فِي آخر سنة ثمانٍ وخمسين.
وقال الحاكم: أدرك الجماعة، ولم يُدْركهم محمد بْن يحيى. سَمِعَ من عَمْرو السَّدُوسيّ، والنضر بْن شُمَيْل، وسُفْيَان، وابن أَبِي فُدَيْك.
494- محمد بْن منصور بْن عَبْد الرَّحْمَن.
أبو عبد الله السُّلَميّ النَّيسابوري2.
لم يرحل. وسمع: الحفصيْن، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وعَبْد الرَّحْمَن بْن قيس الزَّعْفَرانيّ، والجارود بن يزيد.
وعنه: جعفر بن أحمد الشاماتي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وجماعة.
توفي سنة ثمان أيضا.
495- محمد بن منصور بن داود بن إبراهيم -د. ن- أبو جعفر الطوسي العابد3. نزيل بغداد:
سَمِعَ: سُفْيان بْن عُيَيْنَة، ومُعاذ بْن مُعاذ، وإِسْمَاعِيل بْن عَلَيْهِ، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم الزُّهْريّ، وجماعة.
وعنه: د. ن. ومُطَيَّن، وابن صاعد، ومحمد بن هارون الحضرمي، وأبو عبد الله المحاملي، وآخرون.
قال المروذي: سألت أبا عبد الله، عَنْ محمد بْن منصور، فقال: لَا أعلم إلَا خيرًا، صاحب صلَاة.
وقال النسائي: ثقة.
__________
1 بياض في الأصل.
2 انظر: تاريخ بغداد "3/ 24"، والتهذيب "9/ 472، 473".
3 انظر: الجرح والتعديل "8/ 94"، والتهذيب "9/ 472".(19/233)
وقال ابن شاهين: ثنا أَحْمَد بْن محمد المؤذن: سمعت محمد بن منصور الطوسي وحَوَاليه قوم فقالوا: يا أَبَا جعفر إيش اليوم عندك، قد شكّ النّاسُ فِيهِ يوم عرفة هو أوغيره؟ فقال: اصبِرُوا. ودخل البيت، ثمّ خرج فقال: هو يوم عرفة. فاستحوا أنْ يقولوا لَهُ من أَيْنَ ذاك.
فعدّوا الأيّام فكان كما قَالَ. فَسَمِعْتُ أَبَا بَكْر بْن سلَام الوراق يَقُولُ لَهُ: من أَيْنَ علمت؟ قَالَ: دخلتُ فسألت ربيّ، فأراني الناس فِي الموقف1.
وقال: أَبُو سعَيِد النّقّاش: محمد بْن منصور الطُّوسيّ أستاذ أَبِي الْعَبَّاس بْن مسروق، وأَبِي سعَيِد الخرّاز، كتبّ الحديث ورواه.
ثمّ قَالَ: أنبا أَبُو نصر عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ السّراج: حدَّثني أَحْمَد بْن محمد البَرْذَعيّ: سَمِعْتُ أَبَا الفضل الوَرْثانيّ: سَمِعْتُ أَبَا سعَيِد الخرّاز يَقُولُ: سَأَلتُ محمد بْن منصور الطُّوسيّ عَنْ حقيقة الفَقْر، فقال: السُّكُون عند كلّ عدَم والْبَذْل عند كل وُجود.
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر الرّازيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْد العزيز الطَّيْفُوريّ يَقُولُ: سُئِل محمد بْن منصور: إذا أكلت وشبعتَ ما شُكْرُ تِلْكَ النعمة؟ قَالَ: أن تُصلّي حتى لَا يبقى فِي جوفك منه شيء.
وقال الْحَسَين بْن مُصْعَب: ثنا محمد بْن منصور الطُّوسيّ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النوم، فقلت: مُرْني بشيء حتّى ألتزمه.
قَالَ: عَلِيّك باليقين.
وعنه قَالَ: يُعرف الجاهل بالغضب فِي كل شيء، وإفشاء السر، والثقة بكل واحد، والعِظة فِي غير موضعها.
تُوُفّي فِي شوّال سنة أربعٍ وخمسين ومائتين. وعاش ثمانيًا وثمانين سنة، رحمه اللَّه.
496- محمد بْن مُوسَى بْن شاكر2:
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 249".
2 انظر: وفيات الأعيان "5/ 161-163"، السير "12/ 338".(19/234)
أحد الإخوة الثلاثة، هو وأحمد وحسن، الّذين تُنْسَب إليهم حِيَل بني مُوسَى. عنوا بكتب الأوائل، وبذلوا فِي طلبها الأموال، وبَرعوا فِي علم الهندسة والموسيقى، ولهم عجائب في الحيل.
كانوا من شياطين العالم، استعان بهمُ المأمون فِي عمل الرَّصْد.
وطال عمُر محمد بْن مُوسَى واشتهر ذِكره.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل سنة تسعٍ وخمسين ومائتين. ذكره ابن خلكّان وغيره.
497- محمد بْن المؤمّل القيّسيّ البغداديّ1 -ق- البصْريّ الأصل.
روى عَنْ: أَبِي هَمّام محمد بْن محبّب الدّلَال، وبَدَلِ بْن المحبّر وغيرهما.
وعنه: ق.، وأَبُو عَرُوبة، وعَبْد الله بْن محمد بن وهب الدينوري.
498- محمد بن ميمون -ت. ن. ق- أبو عبد الله المكي الخياط2.
عن: سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، وشعيب بن حرب، وجماعة.
وعنه: ت. ن. ق.، وابن خُزَيْمَة، وحرمي بن أبي العلاء، ويحيى بن صاعد، وآخرون.
قال أبو حاتم: كان أميا مغفلا.
وقال غيره: توفي سنة اثنتين وخمسين.
وقال النَّسائيّ فِي سُنَنه الكبير: لَيْسَ بالقويّ.
499- محمد بْن أَبِي ميمون القَيْروانيّ3:
شيخ مُسِنّ.
روى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وهْب.
ومات فِي ربيع الآخر سنة أربع وخمسين.
__________
1 التهذيب "9/ 483".
2 الجرح والتعديل "8/ 81"، والتهذيب "9/ 485".
3 في عداد المجهولين.(19/235)
500- محمد بْن نَجِيح بْن بُرد:
أَبُو عامر المصريّ1.
روى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وَهْبُ أيضًا.
تُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين ومائتين.
501- محمد بن نصر بن عبد الخَرْجانيّ2:
عَنْ: يحيى بْن أَبِي بكُيْر الكرْمانيّ، وداود بْن إِبْرَاهِيم الواسطيّ.
وعنه: ابنه، وأحمد بْن عَبْدان، ومحمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، وأهل أصبهان.
وثقَّه أَبُو نُعَيْم الحافظ.
وتُوُفّي سنة اثنتين وخمسين.
502- محمد بْن نصر النَّيسابوري الفرّاء3 -ن-:
عَنْ: أَبِي عُبَيْد القاسم بْن سلَام، وأيّوب بْن سُلَيْمَان بْن بلَال، وسُلَيْمَان بْن حَرْب، وعَلِيّ بْن المَدِينيّ، وخلْق.
وعنه: ن. ووثقه، وأحمد بْن محمد بْن الأزهر، وحرب الكرمانيّ، وأَحْمَد بْن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن السّاميّ، وغيرهم.
503- محمد المهتدي بالله4:
الخليفة الصّالح أمير المؤمنين أَبُو إِسْحَاق، وقيل: أبو عبد الله بْن الواثق بالله محمد بْن هارون بْن المعتصم بالله أَبِي إِسْحَاق محمد بْن الرشيد الهاشميّ العبّاسيّ.
وُلِد فِي خلَافة جدِّه سنة بضع عشرة ومائتين، وبُويع بالخلَافة لِلَيْلَةٍ بقيت مِن رجب سنة خمسٍ وخمسين، وله بضعٌ وثلَاثون سنة.
وما قبِلَ بيعة أحدٍ حتّى أُتِيَ بالمعتز بالله، فلمّا رآه قام له وسلم على المعتز
__________
1 انظر السابق.
2 ذكر أخبار إصبهان "2/ 199".
3 التهذيب "9/ 489".
4 السير "12/ 535"، شذرات الذهب "2/ 132".(19/236)
بالخلَافة، وجلس بين يديه. فجيء بالشُّهُود، فشهدوا عَلِيّ المعتزّ أنّه عاجز عَنِ الخلَافة، فاعترفَ بذلك ومدَّ يدَه فبايع المهتدي بالله، وهو ابن عمه، فارتفع حينئذ المهتدي إلى صدر المجلس وقال: لَا يجتمع سيفان فِي غَمْد.
وتمثَّل بقول أَبِي ذُؤيب:
تريدين كَيْمَا تجمعيني وخالدا ... وهل يُجمع السَّيفان وَيْحكِ فِي غَمْد؟
وكان المهتدي بالله أسمر رقيقًا، مليح الوجْه، ورِعًا، متعبّدًا، عادلَا، قويًّا فِي أمر اللَّه، رجلَا شجاعًا، لكنّه لم يجد ناصرًا ولا مُعينًا عَلَى الخير.
قَالَ أَبُو بَكْر الخطيب: قَالَ أَبُو مُوسَى العبّاسيّ: لم يزل صائمًا منذ ولي إلى إن قُتِل.
قَالَ أَبُو الْعَبَّاس هاشم بْن القاسم: كنتُ بحضرة المهتدي عشيّةً فِي رمضان، فوثبت لأنصرف، فقال لي: اجلس فجلست. فتقدَّم فصلّى بنا، ودعا بالطّعام. فأُحضر طبق خلَاف1 وعليه مِنَ الخُبْز النّقيّ، وفيه آنية فيها ملح وخلّ وزيت. فدعاني إلى الأكل، فابتدأتُ آكل ظانًا أنّه سيوفي بطعام. فنظر إليّ وقال: ألم تكن صائمًا؟ قلت: بلي. قَالَ: أَفَلَسْت عازمًا عَلَى الصَّوم؟ قلت: بلى، كيف لَا وهو رمضان. قَالَ: فكُلْ واستْوفِ، فليس هاهنا مِنَ الطعام غير ما ترى.
فعجِبْتُ ثمّ قلت: ولِمَ يا أمير المؤمنين؟ قد أسبغ اللَّه نعمته عليك. فقال: إنّ الأمر لَعَلَى ما وصفت، ولكني فكّرتُ فِي أنّه كَانَ فِي بني أُمّية عُمَر بْن عَبْد العزيز، وكان مِنَ التَّقلُّل والتَّقَشُّف عَلَى ما بلغك. فغرتُ عَلَى بني هاشم، فأخذت نفسي بما رَأَيْت2.
وقال ابن أَبِي الدُّنيا: ثنا أَبُو النَّضْر المَرْوزِيّ: قَالَ لي جعْفَر بْن عَبْد الواحد: ذاكرتُ "المهتدي"3 بشيء، فقلت لَهُ: كَانَ أَحْمَد بْن حنبل يَقُولُ بِهِ، ولكنّه كَانَ يُخَالَف. كأني أشرتُ إلى "من مضى"4 من آبائه.
فقال: رحم اللَّه أَحْمَد بْن حنبل، والله لو جازَ لي أن أتبرأ من أَبِي لتبرّأت منه. ثمّ قَالَ لي: تكلَّم بالحقّ وقُلْ بِهِ، فإنّ الرجل ليتكلم بالحق فينبل في عيني.
__________
1 خلاف: هو نوع من الأطباق يصنع من عيدان الصفصاف.
2 تاريخ بغداد "3/ 350".
3، 4 بياض في الأصل، وأثبت من تاريخ الخلفاء "ص/ 361" للسيوطي.(19/237)
وقال ابن عَمْرو النَّحْويّ: حدَّثني بعض الهاشميين أَنَّهُ وجد للمهتدي سفَطٌ فِيهِ جُبّة صُوف وكِساء كَانَ يلبسه باللّيل ويصلّي فِيهِ. وكان قد اطَّرَح الملَاهي، وحرَّم الغناء. وحَسَمَ أصحاب السُّلْطان عَنِ الظُّلْم. وكان شديد الإشراف عَلَى أمر الدّواوين. يجلس بنفسه، ويجلس الكُتّاب بين يديه فيعملون الحساب. وكان لَا يخل بالجلوس الخميس والاثنين. وقد ضرب جماعة مِنَ الرؤساء. ونفى جعْفَر بْن محمود إلى بغداد، وكرِه مكانه لأنّه؛ نُسِبَ عنده إلى الرّفْض.
وأقبل مُوسَى بْن بُغَا مِنَ الرِّيّ يريد سامرّاء، فكرِه المهتدي مكانَه، وبعثَ إِلَيْهِ بعبد الصَّمد بْن مُوسَى الهاشميّ يأمره بالرجوع، فلم يفعل.
وحبس المهتدي الْحَسَن بْن محمد بْن أَبِي الشوارب، وولّى عَبْد الرَّحْمَن بْن نائل البصْريّ قضاء القُضاة، وانتهب منزل الكَرْخيّ.
وحجّ بالنّاس فِي خلَافته عَلَى بْن الْحَسَين بْن إِسْمَاعِيل الهاشميّ.
قلت: ذكرنا فِي الحوادث خروج الأتراك عَلَى المهتدي بالله، وكيف حاربهم بنفسه وجُرح. ثمّ أسروه وخلعوه، ثمّ قتلوه إلى رحمة اللَّه فِي رجب سنة ستٍّ وخمسين ومائتين. وكانت خلَافته سنة إلَا خمسة عشر يومًا. وقام بعده المعتمد عَلَى اللَّه.
504- محمد بْن هارون:
أَبُو نَشِيط المَرْوزِيّ المقرئ1. صاحب عيسى بْن مينا قالون المدنيّ.
قرأ عَلَيْهِ: أَبُو حسّان أَحْمَد بْن محمد بْن أَبِي الأشعث العَنَزِيّ.
ودارت قراءة أَبِي نشيط عَلَى أَبِي حسّان. واشتهرت عَنْهُ، وقرأت بها القرآن من طريق
"التيسير"، وغيره.
وعليها اعتمد أبو عمر الدّانيّ.
505- محمد بْن هارون:
أَبُو نَشِيط الرَّبَعيّ البغداديّ الحافظ. يُلَقَّب أَبَا نشيط، وأمّا كُنْيته فأبو جعفر2.
__________
1 انظر: السير "12/ 324"، والتهذيب "9/ 494".
2 الجرح والتعديل "8/ 117"، والتهذيب "9/ 493".(19/238)
سَمِعَ: رَوْح بْن عُبَادة، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وأبا المغيرة الحمصيّ، ويحيى بْن أَبِي بكُيْر، وطبقتهم.
وعنه: أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، وابن ماجة فِي" تفسيره"، وابن صاعد، والمَحَامِليّ، وابن أَبِي حاتم وقال: صدوق.
وقال محمد بْن مَخْلَد العطّار: كَانَ حافظًا.
قلت تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين فِي شوّال. وأمّا أَبُو عَمْرو الدّانيّ فَوِهَم ونقل أنّه تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وستين. وإنّما ذاك محمد بْن أَحْمَد بْن هارون شِيطا.
وجعل أَبُو عَمْرو أنه صاحب القراءة، وأنه البغدادي. وأحسبه وَهِمَ أيضًا، فإن ذاك مَرْوَزِيّ وهذا بغدادي، أو لعلّه مَرْوَزِيّ ثمّ بغداديّ.
ثمّ قَالَ الدّانيّ: كتبتُ من خطّ أَبِي أَحْمَد بْن أبي مسلم المقرئ. وحدثني عن صاحبنا قَالَ: قرأت عَلَى ابن بُويان، أَنَّهُ قرأ عَلَى ابن الأشعث، وأنّه قرأ عَلَى أَبِي نَشِيط، عَنْ قالون، عَنْ نافع. وذلك بجزْم الميم من عليهْم، وإليهمْ، وَلَديْهمْ، وأشباهه فِي جميع القرآن.
قَالَ الدّانيّ: خالفه إِبْرَاهِيم بْن عُمَر، عَنِ ابن بُويان، فروى ضم الميم فِي جميع القرآن.
وفي السَّبْعة لَابن مجاهد: نا ابن أَبِي مِهْران، نا أَحْمَد بْن قالون، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نافع، أنّه كَانَ لَا يَعِيب رفْع الميم فِي نحو {أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُم} [البقرة: 6] وشِبْهِه.
506- محمد بْن هاشم القرشي -ن-:
أبو عبد الله البَعْلَبَكّيّ1.
عَنْ: بقّية بْن الوليد، وسُوَيْد بْن عَبْد العزيز، والوليد بْن مُسلْمِ، وغيرهم.
وعنه: ن.، ومكحول البَيْروتيّ، وابن جوصا، وأبو الدحداح أحمد بن محمد، وطائفة.
توفي سنة أربع وخمسين، وما علمت فيه قدحًا؛ بل هو صدوق محتج به.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 116"، التهذيب "9/ 494".(19/239)
507- محمد بن هشام بن أبي خيرة السدوسي البصري1 -د. ن- أبو عبد الله:
حدَّث بمصر عَنْ: بِشْر بْن المفضَّل، وعثّام بْن عَلِيّ، والقطّان، وجماعة.
وعنه: د. ن.، وعلي بْن أَحْمَد عِلَان، وابن أَبِي دَاوُد، ومحمد بن رزيق بْن جامع المصريّ، وآخرون.
قال أبو حاتم: صَدُوق.
قلت: تُوُفّي سنة إحدى وخمسين ومائتين، وله مُسْنَد مَرْوِيّ.
508- محمد بْن هشام بن عيسى -خ. د. ن- أبو عبد الله المروذي القصير2:
جار الْإمَام أَحْمَد.
سَمِعَ: هُشَيْم بْن بشير، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وحفص بْن غِياث، وأبا معاوية، وطبقتهم.
سَمِعَ منه: يحيى بْن مَعِين مَعَ تقدُّمه.
وروى عَنْهُ: خ. د. ن.، وعبد اللَّه بْن ناجية، ويحيى بْن صاعد، ومحمد بْن هارون الحضْرميّ، وآخرون.
وكان ثقة، ولد سنة إحدى وستين ومائة، وتوفي سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
509- محمد بن وزير بن قيس -ت- أبو عبد الله الواسطي3:
عَنْ: نوح بْن قيس الحُدّانيّ، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، ويحيى القطّان، وإِسْحَاق الأزرق، وطائفة.
وعنه: ت.، وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن مَتُّوَيْه، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وجماعة.
وثقه أبو حاتم الرازي.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 117"، والتهذيب "9/ 496".
2 انظر: تاريخ بغداد "3/ 360"، والتهذيب "9/ 496".
3 الجرح والتعديل "8/ 115"، والتهذيب "9/ 501".(19/240)
وتوفي سنة سبع وخمسين.
510- محمد بن الوليد -خ. م. ن. ق- أبو عبد الله البُسْريّ الْقُرَشِيّ البصْريّ1. ولقبه حمدان:
حدَّث عَنْ: عَبْد الأعلى بْن عَبْد الأعلى، وعبد الوهّاب الثَّقفيّ، وغندر، ومروان بن معاوية، وطائفة.
وعنه: خ. م. ن. ق.، وابن صاعد، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، والمحاملي، وأبو روق الهزاني، ومحمد "بن مخلد"، وآخرون.
وثقه النسائي، وغيره.
511- محمد بن الوليد بن أبان.
أبو جعفر المخرمي2 الـ "قلانسي"3.
عن روح بن عبادة، ومكي بن إبراهيم، وأبي عاصم.
وعنه: محمد بن مخلد.
قال أبو حاتم: لم يكن بصدوق.
وقال ابن عدي: يضع للحديث ويسرقه. وثنا عَنْهُ رَوْح بْن عَبْد المجيد، وزيد بْن عَبْد العزيز بْن حيّان، وعبد الرَّحْمَن بْن سُلَيْمَان الْجُرْجانيّ، ويحيى بْن أخي حَرْمَلَة، ومحمد بْن سَلْمان الصَرَفَنْديّ، وإِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل الغافِقيّ.
قُلْتُ: رَوَى لَهُ عِدَّةَ أَحَادِيثَ مِنْهَا بِإِسْنَادٍ نَظِيفٍ: "مَا مِنْ رُمَّانَةٍ إِلا وَتُلَقَّحُ بِحَبَّةٍ مِنْ رُمَّانِ الْجَنَّةِ"4.
رَوَاهُ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 113"، والتهذيب "9/ 503".
2 الجرح والتعديل "8/ 113"، والميزان "4/ 59، 60"، تاريخ بغداد "3/ 331".
3 بياض في الأصل، وأثبت من تاريخ بغداد.
4 حديث موضوع: أخرجه ابن الجوزي "2/ 285"، في الموضوعات، وابن عدي "6/ 2287"، وانظر: كشف الخفاء "2/ 270"، "2/ 576"، والأسرار المرفوعة "429".(19/241)
512- محمد بن الوليد الفحّام -ن- أخو أَحْمَد. بغداديّ1، صدوق:
سَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعبد الوهاب بْن عطاء، وجماعة.
وعنه: ن.، والباغَنْديّ، والمَحَامِليّ، وآخرون.
تُوُفّي سنة اثنتين وخمسين.
قَالَ النَّسائيّ: لَا بأس بِهِ.
513- محمد بْن يحيى بْن حيّوك الهَرَويّ2:
روى عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وغيره.
ومات سنة إحدى وخمسين.
514- محمد بْن يحيى بْن عبد الكريم3 -ت. ق- أبو عبد الله الأزدي البصري، نزيل بغداد.
عَنْ: يزيد بْن هارون، وأبي عاصم النّبيل، وعبد الله بْن دَاوُد الخُرَيْبيّ، وطبقتهم.
وعنه: ت. ق.، وابن أَبِي الدُّنيا، وإبراهيم الحربي، وابن صاعد، والمحاملي، وآخرون.
وثقه الدارقطني.
وكان نسابة علامة.
توفي سنة اثنتين وخمسين.
515- محمد بن يحيى بن عبد العزيز -خ. م. ن- أبو علي اليشكري المروزي الصائغ4.
سَمِعَ: عَبْدان بْن عثمان، وأخاه عَبْد العزيز شاذان.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "3/ 329"، والتهذيب "9/ 504".
2 في عداد المجهولين.
3 تاريخ بغداد "3/ 414"، والتهذيب "9/ 517".
4 انظر: التهذيب "9/ 516".(19/242)
وعنه: خ. م. ن.، ومحمد بْن عَلِيّ التِّرْمِذيّ الحكيم، وغيرهم.
توفي سنة اثنتين أيضا.
516- محمد بن يحيى بن أبي حزم مهران القطعي البصري - م4. - أبو عبد الله المقرئ1:
قرأ عَلَى: أيّوب بْن المتوكل وهو أجَلّ أصحابه.
وروى الحروف عَنْ أَبِي زيد الْأَنْصَارِيّ.
وروى عَنْ: عَبْد الأعلى بْن عبد الأعلى، وغسّان بْن مُضَر، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الطّفاويّ، وطبقتهم.
وعنه: م.4، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وابن خُزَيْمَة، ومحمد بْن هارون الرُّويانيّ، وابن صاعد، وأَبُو عَرُوبة، وخلْق.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
مات سنة ثلَاثٍ وخمسين.
517- محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس -خ.4- الإمام أبو عبد الله الذهلي، مولَاهُمُ النَّيسابوري الحافظ2.
وُلِد سنة نيَّفٍ وسبعين ومائة.
وسمع من: الحَفْصَيْن، ثمّ ترك الرواية عَنْهُمَا.
وسمع من: الْحَسَين بْن الوليد، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وجماعة.
ثمّ رحل أوّلَا إلى أصبهان، فلقي بها عبد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ وأكثر عَنْهُ.
وسمع بالرّيّ من: يحيى بْن الضُّرَيْس، وطبقته.
وبالبصرة من: محمد بْن بَكْر البُرْسانيّ، وأَبِي دَاوُد الطَّيَالِسيّ، وسعيد بْن عامر، وأَبِي عَلِيّ الحنفيّ، ووهْب بْن جرير، وخلْق.
__________
1 التهذيب "9/ 508".
2 تاريخ بغداد "3/ 415"، والسير "12/ 273".(19/243)
وبالكوفة من: يَعْلَى ومحمد ابني عُبَيْد، وأسباط بْن محمد، وعَمْرو بْن محمد العَنْقَزِيّ، وجعفر بْن عَوْن، وخلْق.
وباليمن من: عَبْد الرّزّاق، ويزيد بن حليم، وإِبْرَاهِيم بْن الحَكَم بْن أبان، وجماعة.
وبالحجاز من: أَبِي عَبْد الرَّحْمَن المقرئ، وجماعة.
وبمصر من: يحيى بن الحسان، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صالح، وجماعة.
وبالشّام مِن: محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وأبي مُسْهِر، وأَبِي اليَمَان، وجماعة.
وببغداد من: أَبِي النَّضْر هاشم بْن القاسم، وطبقته.
وبواسط: من عَلِيّ بْن عاصم, ويزيد بْن هارون. وجماعة.
وبالجزيرة من: أَبِي جعْفَر النُّفَيْليّ، وجماعة.
وبالمدينة من: عَبْد الملك الماجِشُون، وجماعة.
وعنه: خ4.
ومن شيوخه: سعيد بْن أَبِي مريم، وسعيد بْن منصور، وأبو جعْفَر النُّفَيْليّ، وعبد اللَّه بْن صالح.
ومن أقرانه: محمود بْن غَيْلَان، وأبو زُرْعَة، وعباس الدُّوريّ؛ ومِنَ الأئمة والحُفّاظ عدد كثير منهم: أَبُو الْعَبَّاس السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، وأبو بَكْر بْن زياد النَّيسابوري، وأَبُو حامد بْن الشَّرْقيّ، وأَبُو جعْفَر أَحْمَد بْن حَمْدان الزّاهد، وأبو حامد أَحْمَد بْن محمد بْن بلَال، وأبو بكر محمد بن الحسين القطان، وأبو العباس الدغولي، وأبو عَلِيّ بْن مَعْقِلٍ المَيْدانيّ، ومكّيّ بْن عَبْدان، وحاجب بْن أَحْمَد الطُّوسيّ.
وانتهت إِلَيْهِ مشيخة العِلْم بخُراسان.
قَالَ محمد بْن سهل بن عسكر: كنا عند الإمام محمد، فدخل محمد بْن يحيى الذُّهْليّ، فقام إِلَيْهِ أَحْمَد، وتعجَّب النّاس منه. ثمّ قال لبنيه وأصحابه: اذهبوا إلى أَبِي عَبْد الله واكتُبُوا عنه.(19/244)
وقال محمد بْن دَاوُد المصِّيصيّ: كنّا عند أَحْمَد بْن حنبل، فذكرَ محمد بْن يحيى حديثًا فيه ضعف، فقال له أحمد: لَا تذكر مثل هذا.
فكأنه خَجِلَ، فقال لَهُ أَحْمَد: إنّما قلتُ هذا إجلَالَا لك يا أَبَا عَبْد اللَّه. وقال محمد بْن أحمد الْجَوْزَجانيّ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن حنبل يَقُولُ: الزَمْ محمد بْن يحيى، فإنيّ ما رأيت خُراسانيًا، أو قَالَ: أحدًا، أعلم بحديث الزُّهْريّ منه، ولا أصحّ كتابًا منه.
قلت: وكان قد جمع حديث الزُّهْريّ فِي كتاب حافل.
قَالَ أَبُو بَكْر بْن زياد: سمعته يَقُولُ: قَالَ لي عَلِيّ بْن المديني: أنتَ وارث الزُّهْريّ.
وعَنِ ابن المديني أيضًا قَالَ: كفانا محمد بْن يحيى جمْعَ حديث الزُّهْريّ.
وقال أَبُو حاتم الرّازيّ: محمد بْن يحيى إمام أهل زمانه.
وقال أبو بكر بن دَاوُد: ثنا محمد بْن يحيى النَّيسابوري، وكان أميرَ المؤمنين فِي الحديث.
قَالَ أبو عبد الله الحاكم: سَمِعْتُ أبا إِسْحَاق المُزكّيّ: سَمِعْتُ أبا الْعَبَّاس الدُّغُوليّ يَقُولُ: سَمِعْتُ محمد بْن يحيى يَقُولُ: لمّا رحلتُ إلى العراق بأبي زكريّا، يعني ابنه، صحِبني جماعة فسألوني: أيّ حديث عَنْ أَحْمَد بْن حنبل أغرب؟ فكنت أقول: إذا دخلنا عَلَيْهِ سَأَلْتُهُ عَنْ حديث تستفيدونه.
فلمّا دخلنا عَلَيْهِ سَأَلْتُهُ عَنْ حديث يحيى بْن سعَيِد، عَنْ عثمان بْن غِياث، عَنِ ابن بريدة، عَنْ يحيى بْن يَعْمَر، حديث الْإِيمَان.
قَالَ: وقد كُنت سمعته منه قديمًا وذكرته عَنْهُ، فقال أَحْمَد: يا أَبَا عَبْد اللَّه لَيْسَ هذا الحديث عندي، عَنْ يحيى بن سعيد. فخجِلْتُ وسكتُّ. فلمّا قمنا أخذ أصحابنا يقولون: إنّه ذكر هذا الحديث غير مرّة، ثمّ لم يعرفه أحمد. وأنا ساكت لم أُجيبهم بشيء. ثمّ قدِمنْا بغداد، يعني بعد رجوعهم مِنَ البصرة، فدخلنا عَلَى أَحْمَد، فرحَّب بنا وسأل عنّا، ثمّ قَالَ: أخبرْني يا أَبَا عَبْد اللَّه أيَّ حديثٍ استفدْت عَنْ مُسَدّد، من حديث يحيى بْن سعَيِد؟ فقلت: حديث عثمان بْن غِياث فِي الْإِيمَان.(19/245)
فقال أَحْمَد: ثناه يحيى بْن سعَيِد، عَنْ عثمان بْن غِياث. ثمّ أخرج كتابَه فأملى علينا. فسكتَ محمد بْن يحيى ولم يقل: إنّا سألناك عَنْهُ. وتَعجَّب أصحاب محمد بْن يحيى مِن صبره عَلَيْهِ.
قَالَ: فَأخْبرَ أَحْمَد أَنَّهُ كَانَ سأله عَنِ الحديث قبل خروجه إلى البصرة، فكان أَحْمَد إذا ذكره يَقُولُ: محمد بْن يحيى العاقل.
قَالَ الحاكم: وحدثني أَبُو سعَيِد المؤذّن: سَمِعْتُ زَنْجَوَيْه بْن محمد: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرو المُسْتمليّ يَقُولُ: أتيتُ أَحْمَد بْن حنبل فقال لي: مِن أَيْنَ أنت؟ قلتُ: من نَيْسابور.
فقال أبو عبد الله: محمد بْن يحيى لَهُ مجلس؟
قلتُ: نعم.
قَالَ: لو إنّه عندنا لَجَعَلْناه إمامًا فِي الحديث.
وحدثني أَبُو سعَيِد: سَمِعْتُ زَنْجَوَيْه يَقُولُ: كنتُ أسمع مشايخنا يقولون: الحديث الَّذِي لَا يعرفه محمد بْن يحيى لَا يُعْبأُ بِهِ.
وقال أَبُو قُرَيش الحافظ: كنتُ عند أَبِي زُرْعَة، فجاء مُسلْمِ فسلّم عَلَيْهِ وتذاكرا: فلمّا أن قام قلتُ لأبي زُرْعَة: هذا جمع أربعة آلاف حديث فِي "الصّحيح".
قَالَ: فَلِمَن ترك الباقي؟ لَيْسَ لهذا عقل، لو داري محمد بْن يحيى لصار رجلَا.
وقال زَنْجَوَيْه: سَمِعْتُ محمد بْن يحيى يَقُولُ: "قد جعلتُ" أَحْمَد بْن حنبل إمامًا فيما بيني وبين ربّي.
وقال محمد بْن يحيى: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه ". . . "1 عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ يَقُولُ: مَن برَّأ نفسَه مِنَ الكذِب فهو مجنون.
قَالَ محمد بْن "صالح"2 بن هاني: نا أبو بكر الجاردي قَالَ: بلغني أنّ محمد بْن يحيى كَانَ يكتب فِي مجلس يحيى بْن يحيى، فنظر عَلِيّ بْن سَلَمَةَ اللَّبَقيّ إلى حُسْن خطّه وتقييده، فقال: يا بُنَيّ ألَا أنصحك؛ إنّ أبا زكريا يجذبك عن سفيان وهو
__________
1 بياض في الأصل.
2 بياض في الأصل، وأثبت من "السير".(19/246)
حيّ بمكّة، وعن وكيع وهو حيّ بالكوفة، وعن يحيى القطّان وهو حي بالبصرة، فاخرج فِي طلب العلم. فعمل فِيهِ قوله وتأهّب للخروج عَلَى أصبهان، فلمّا قدِمَها أقام بها أيّامًا يسيرة، وسمع من عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، والْحُسَيْن بْن حفص. ثمّ خرج إلى البصْرة، وقد مات يحيى بْن سعَيِد، فكتبَ عَنْ أَبِي دَاوُد، وأكثر المُقام بها حتى مات ابن عُيَيْنَة، فدخل اليمن ولقي عَبْد الرّزّاق.
وقال الْحُسَيْن بْن الْحَسَن: سَمِعْتُ محمد بْن يحيى يَقُولُ: ارتحلتُ ثلَاث رحلَات. وأنفقت عَلَى العِلْم مائة وخمسين ألفًا. ولمّا دخلت البصرة استقبلتْني جنازة يحيى القطّان عَلَى باب البلد.
وقال ابن خُزَيْمَة: ثنا محمد بْن يحيى الذُّهْليّ إمام عصره، أسكنه اللَّه جنّته معَ محبّيه.
وقال صالح جَزَرَة: ما فِي الدُّنيا أحمق ممّن يسأل عَنْ محمد بْن يحيى.
وقال النَّسائيّ: ثقة مأمون.
وقال السُّلَميّ: سألتُ الدّارَقُطْنيّ: مَن تُقَدَّم محمد بْن يحيى, أو عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن السَّمرْقَنْديّ؟ قَالَ: محمد بْن يحيى. ومَن أحبَّ أنْ يعرف قُصُور عِلْمه عَنْ عِلم السَّلف، فلْينظُرْ فِي عِلَل حديث الزُّهْريّ لمحمد بْن يحيى.
وقال أَبُو نصر الكَلَاباذيّ: روى عَنْهُ الْبُخَارِيّ فقال مرّة: ثنا محمد.
وقال مرّة: ثنا محمد بن عبد الله، نسبه إلى جده.
وقال مرّة: ثنا محمد بْن خَالِد. ولم يصرّح بِهِ قطّ.
وقال الحاكم: روى عَنْهُ الْبُخَارِيّ نيفًا وأربعين حديثًا.
وقال يحيى بْن منصور القاضي: سَأَلت محمد بْن محمد بْن رجاء بْن السِّنْديّ قلت: محمد بْن يحيى صليبيّةً كَانَ أو مَوْلًى؟
قَالَ: لَا صليبيّه ولا مولى. كان جده جدِّه فارس لآل مُعَاذ بْن مُسلْمِ بْن رجاء. وكان رجاء رهينةً عند معاوية بْن أَبِي سُفْيَان، رهنه عنده أَبُوه ذو الآذان ملك تِلْكَ النّاحية. فارتدّ، فأراد معاوية قتل ابنه رجاء، وكان عنده القعقاع بن شور الذهلي، فاستوهبه معاوية، فوهبه لَهُ فأطلقه: فكان هذا النَّسَب.(19/247)
وقال ابن خُزَيْمَة: سَمِعْتُ محمد بْن يحيى يَقُولُ: لم يَرْوِ أحد عَنِ الزُّهْريّ إلَا أخطأ فِي حديثه، إلَا أَنَس بْن مالك.
قَالَ الْحَاكِمُ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ محمد بْنُ يَعْقُوبَ: نَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي بِأَنْطَاكِيَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، ثنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أَخْبَرَنِي محمد بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ فَاطِمَةَ وَالْعَبَّاسَ أَتَيَا أَبَا بَكْرٍ يَطْلُبَانِ أَرْضَهُ مِنْ فَدَكٍ مِنْ سَهْمِهِ مِنْ خَيْبَرَ، يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "لا نورث ما تركناه صَدَقَةٌ" 1.
وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن الفضل الشّعْرانيّ: نا جدّي، نا أَبُو صالح كاتب الليث: حدَّثني محمد بْن يحيى النَّيسابوري: ثنا عَبْد الرّزّاق، فذكر حديثًا فِي الوضوء مرة.
قَالَ أَبُو حامد بْن الشَّرْقيّ، وغيره: تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.
وقال محمد بْن مُوسَى الباشاني: مات يوم الثلاثاء لثلاث بقين من ربيع الآخر.
وقال يعقوب الصَّيْدلَانيّ: مات يوم الإثنين لأربعٍ بقين من ربيع الأوّل.
قَالَ أَبُو عَمْرو أَحْمَد بْن نصر الخفّاف، رحمه اللَّه: رَأَيْت محمد بْن يحيى فقلت: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غُفِر لي.
قلت: فما فعل بحديثك؟ قَالَ: كُتب بماء الذهب، ورفع في عليين.
قلت: وقع لبسط السِّلفيّ حديث الذُّهْليّ فِي السّماء عُلُوًّا.
518- محمد بْن يحيى بْن موسى:
أبو عبد الله الإسْفَرايينيّ الحافظ حَيّوَيْه2.
رحل وأكثر عَنْ: أَبِي النَّضْر هاشم بْن القاسم، وسعيد بْن عامر الضُّبَعيّ، وأَبِي عاصم، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، وأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وأَبِي صالح الكاتب، وعَبْدان بْن عثمان، وأبي مسهر الغساني، وخلق كثير.
__________
1 حديث صحيح: أخرجه البخاري "3092"، "4240"، "4241"، ومسلم "1759"، وابن سعد "8/ 28"، في طبقاته، وأبو داود "2968"، "2969"، وأحمد "6/ 145".
2 انظر: السير "12/ 360".(19/248)
وعنه: أَبُو الْعَبَّاس السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، ومحمد بن محمد بن رجاء، وأبو عَوَانَة، وجماعة.
وكان أَبُو عَوَانَة يَقُولُ: محمد بْن يحيانا ومحمد بْن يحياكم، يقابله بالذُّهْليّ.
قلت: وحَيّوَيْه فِي الحقيقة لقب أَبِيهِ يحيى. وكان ابن خزيمة كثير ما يَقُولُ: ثنا محمد بْن أَبِي زكريّا وهو حَيّوَيْه.
قَالَ أَبُو عَمْرو المستملي: كَانَ لَهُ دار بَنْيسابور يسكنها إذا وَرَد. فورَد مرّةً، فمرِض واشتدّ مرضه، فحُمِل وهو عليل إلى وطنه بإسفرايين، فمات فِي الطّريق. ودُفِن بإسفرايين لثمانٍ خَلَوْن من ذي الحجّة سنة تسعٍ وخمسين ومائتين.
519- محمد بْن يحيى بْن أبان العْنبريّ الأصبهاني1:
أحد الرؤساء الأجواد.
روى عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة.
وعنه: الفضل بْن الخصيب.
قَالَ أَبُو نُعَيْم الحافظ: كَانَ سخيًا يخرج إلى الصلَاة, وقد تعمَّم بعمائم وقد لبس جِبابًا وأَقْمِصة، فما يرجع إلَا فِي قميص واحد، رحمه اللَّه.
520- محمد بْن يحيى بْن عُمَر الواسطيّ2:
حدَّث ببغداد عَنْ: يزيد بْن هارون، وغيره.
وعنه: ابن أَبِي حاتم الرّازيّ، ووالده، ووثَّقاه.
521- محمد بْن يحيى:
أبو عبد الله بن ولد بن النُّعْمان بْن سعد3.
سَمِعَ: أَبَا معاوية، والوليد بن القاسم الهمداني.
__________
1 ذكر أخبار إصبهان "2/ 178".
2 تاريخ بغداد "3/ 420".
3 في عداد العلماء المستورين، لا بأس به.(19/249)
وعنه: ابن أَبِي دَاوُد، وأَبُو سعَيِد عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحُسَيْن بْن خَالِد القاضي، وأَحْمَد بْن محمد الواسطيّ.
كنّاه أَبُو أَحْمَد الحاكم.
522- محمد بْن يزيد بْن عَبْد اللَّه السُّلَميّ النَّيسابوري1:
الفقيه محمش.
كَانَ شيخ الحنفيّة فِي عصره بَنْيسابور بإزاء محمد بْن يحيى الذُّهْليّ لأهل الحديث.
سَمِعَ: حفص بْن عَبْد اللَّه، وشَبَابة بْن سَوّار، وعلي بْن عاصم، وجعفر بْن عَوْن، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وطائفة كبيرة.
وعنه: ". . . "2 النَّضْر، وابناه أَبُو بَكْر وأَبُو أَحْمَد، وزكريا بن يحيى البزاز، وإبراهيم بن محمد بن سُفْيان، ومحمد بْن ياسين، ومحمد بْن عَلِيّ المذكر، وآخرون.
تُوُفّي فِي صفر سنة تسعٍ وخمسين.
523- محمد بْن يزيد بْن عَبْد الملك البصْريّ الْأسْفاطيّ الأعور3 -ق- عَنْ: أَبِي دَاوُد الطَّيَالِسيّ، ورَوْح بْن عُبَادة، ومُحَاضِر بْن المورّع:
وعنه: ابن أخيه الْعَبَّاس بْن الفضل الْأسفاطيّ، وق.، وأبو عروبة، وعبد الله بن عروة الهروي، وابن وَهْبُ الدِّينَوَرِيّ، وأبو دَاوُد فِي كتاب "القدر"، وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم: صدُوق.
524- محمد بْن يزيد:
أَبُو بَكْر الطَّرَسُوسيّ المستملي4.
عَنْ: يزيد بْن هارون، وأَنَس بْن عِياض، وزيد بن الحباب، ومبشر بن إسماعيل، وغيرهم.
__________
1 انظر: الثقات "9/ 145"، لابن حبان.
2 بياض في الأصل.
3 الجرح والتعديل "8/ 129"، والتهذيب "9/ 525".
4 الجرح والتعديل "8/ 129"، الميزان "4/ 66".(19/250)
وعنه: أَحْمَد بْن محمد بْن عَنْبَسَةَ، وابن قُتَيْبة العسقلَانيّ، وعَلِيّ بْن محمد بْن سُلَيْمَان الحلبيّ ثمّ المصريّ، ومحمد بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز.
قَالَ ابن عديّ: كَانَ يسرق الحديث ويزيد في ويضع. ثمّ سردَ لَهُ ستّة أحاديث مُنْكَرة.
525- محمد أَبُو بكر البغداديّ1:
وقيل اسمه أَحْمَد.
روى عَنْ: حَجّاج الأعور، والأسود بْن عامر، وجماعة.
وعنه: حاجب بْن أركين، ومحمد بْن مَخْلَد، وعَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائنيّ.
تُوُفّي سنة تسع وخمسين
526- مالك بن الخليل-ن-.
أبو غسان الأزدي اليحمدي البصري2:
عَنْ: محمد بْن أَبِي عديّ، وعمرو بْن سُفْيَان القَطَعيّ، وغيرهما.
وعنه: ن.، وأبو عَرُوبَة، وابن خُزَيْمَة، وابن صاعد، وجماعة.
ذكر ابن حِبّان فِي" الثّقات" موته بعد الخمسين.
527- مالك بْن طَوْق التَّغْلبيّ3:
الأمير. أحد الأشراف والفُرسان والأجواد والأعيان.
مدَحه أَبُو تمام الطّائيّ، وغيره. وهو الَّذِي بنى مدينة الرَّحْبة عَلَى الفُرات.
ولي إمرة دمشق للواثق ثمّ للمتوكّل.
تُوُفّي سنة ستين.
روى الْحَسَين بْن السَّفر بْن إِسْمَاعِيل التَّغْلبيّ، عن أبيه، أنه كان يحضر مجلس
__________
1 في عداد العلماء المستورين، لا بأس به.
2 انظر: التهذيب "10/ 14".
3 الكامل "7/ 274"، لابن الأثير، والبداية "11/ 32".(19/251)
مالك بْن طَوْق. وكان فِي رمضان ينادي مُناديه عَلَى باب الخضراء دار الإمارة بعد المغرب: الإفطار رحمكم الله، الإفطار رحمكم الله. والأبواب مفتَّحة. وكان مشهورًا بالسَّخاء.
وفي مالك هذا يَقُولُ بكر بن النّطّاح:
أقول لمُرْتاد النَّدَى عند مالكٍ ... كفي كلّ هذا الخلْق بعضُ عِداتِه
ولو خَذَلَتْ أموالُهُ جودَ كفِّهِ ... لقاسَمَ مَن يرجوه شَطْرَ حياتهِ
ولو لم تجدْ فِي العُمر شيئًا لسائلٍ ... وجاز لَهُ الإعطاءُ من حَسَناتهِ
لَجَادَ بها مِن غَيْرِ كفر بربه ... وأشركناه فِي صَوْمهِ وصلَاتهِ
528- محمود بْن إِبْرَاهِيم بْن محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع1:
الحافظ أَبُو الْحَسَن الدّمشقيّ، مصنّف كتاب "الطّبقات".
سَمِعَ: أَبَا جعْفَر النُّفَيْليّ، وإسماعيل بْن أَبِي أُوَيْس، ويحيى بْن بكُيْر، وصفوان بْن صالح، وطبقتهم.
وعنه: أَبُو حاتم الرّازيّ، وأَبُو زُرْعَة الدّمشقيّ، وأَبُو الْحَسَن بْن جَوْصا.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق، ما رَأَيْت بدمشق أكْيَس منه.
وقال عَمْرو بْن دُحَيْم: تُوُفّي بدمشق فِي انسلاخ جمادى الآخرة سنة تسعٍ وخمسين.
529- محمود بْن آدم المَرْوزِيّ2 - "خ":
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، والفضل السينانيّ، وأَبِي بَكْر بْن عَيَّاش، وأَبِي معاوية، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن أبي داود، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الدُّغُوليّ، وآخر من روى عَنْهُ محمد بْن حَمْدَوَيْه بْن سهل المَرْوزِيّ.
ذكره ابن حِبّان فِي "الثقات"، وقال: مات في غرة رمضان سنة ثمان وخمسين.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 292".
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 290"، والتهذيب "10/ 61".(19/252)
530- محمود بْن محمد:
أَبُو زيد الْأَنْصَارِيّ الظَّفَريّ البغداديّ1.
عَنْ: أيّوب بْن عُتْبة، وأيوب بْن النّجّار اليمامّيين.
وعنه: أَبُو الْعَبَّاس السّرّاج، والْحَسَن بْن محمد بْن شُعْبَة، ويحيى بْن صاعد.
وقع حديثه عاليًا، وتُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين.
قَالَ الدّارَقُطْنيّ: لم يكن بالقويّ.
قلت: هُوَ محمود بْن محمد بْن محمود بْن عديّ بْن ثابت بْن قيس بْن الحطيم، قدِم بغداد فسكنها. وقع لي حديثه عاليًا.
531- المَرَّار بن حمويه بن منصور -ق- أبو أحمد الثقفي الفقيه الهمداني2:
سمع: أبا نعيم، وسعيد بن أبي مريم، والقَعْنَبيّ، وأبا الوليد، وعبد اللَّه بْن صالح الكاتب، وطبقتهم.
وعنه: ق. وموسى بْن هارون، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن حمّاد الطّهْرانيّ، وأبو عروبة، وعبد الله بن محمد بن وَهْبُ الدِّينَوَرِيّ، وجماعة.
وروى ابنُ ماجة عَنْهُ، عَنْ محمد بْن مُصَفَّى الحمصيّ؛ وكان من كبار الأئمّة.
وقد روى الْبُخَارِيّ، عَنْ أَبِي أَحْمَد، عَنْ أَبِي غسّان محمد بْن يحيى الكِنانيّ، فَفَسَّر العلماء أَبَا أَحْمَد بأنّه المَرّار هذا.
وقيل: هُوَ محمد بْن عَبْد الوهّاب الفرّاء، وقيل: هُوَ محمد بْن يوسف البِيكَنْديّ.
قَالَ محمد بْن عيسى الهَمَدانيّ: نا أَبِي، فَضَلَان بْن صالح قَالَ: قلت لأبي زُرْعَة: أنتَ أحفظ أم المَرّار؟ فقال: أَنَا أحفظ والمَرّار أفْقه3.
وعن أَبِي جعْفَر قَالَ: ما أخرجت همدان أفقه من المرار.
__________
1 تاريخ بغداد "13/ 92".
2 السير "12/ 308"، والتهذيب "10/ 80، 81".
3 السير "12/ 310".(19/253)
وقال الحافظ أَبُو شُجاع شِيرُوَيُه الدَّيْلَميّ: نزل عَلَيْهِ أَبُو حاتم الرّازيّ وكتب عَنْهُ، وهو قديم الموت جليل الخطر. سأله جمهور النَّهَاوَنْديّ عَنْ مسائل، وهي مدوّنةٌ عنه، مَن نظر فيها عرف محلّ المَرّار مِنَ العِلْم الواسع والحِفظْ والإتقان والدّيانة.
وقال عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن دَاوُد الدُّحَيْميّ: سَمِعْتُ المَرّار يَقُولُ: اللهُمّ أرزقني الشّهادة؛ وأمرَّ يده عَلَى حلْقه1.
وقيل: لمّا كانت فتنة المعتزّ والمستعين كَانَ على همدان جباخ وجَفْلَان من قِبَلِ المعتزّ، فاستشار أهلُ البلد المرار والجرجاني في محاربتمها، فأمرهما بالقعود بالقعود فِي منازلهم. فلمّا أغار أصحابهما عَلَى دار سَلَمَةَ بْن سهْل وغيرها، ورمَوْا رجلَا بسهم أفتاهم بالحرب، وتقلَّد المَرّار سيفًا، فخرج معهم، فقُتِل بْين الفريقين عدد كثير، ثمّ طلب مُفْلح المَرّار فاعتصم بأهل قُمّ، وهربَ معه إِبْرَاهِيم بْن مَسْعُود. فأمّا إِبْرَاهِيم فهازَلهم وقاربهم فسلم. وأمّا المَرّار فإنه أظهر مخالفتهم فِي التَّشَيُّع، وكاشفهم. فأوقعوا بِهِ وقتلوه2، رحمة الله.
وروى الْحُسَيْن بْن صالح أنّ عمّه المَرّار قُتِل سنة أربعٍ وخمسين، وله أربعٌ وخمسون سنة.
532- مُزْداد بْن جميل3:
أَبُو ثَوْبان البَهْرانيّ الحمصيّ.
سَمِعَ: أَبَا المغيرة عبد القُدُّوس، وعبد الملك الْجُدّيّ، ومحمد بْن مناذر البصْريّ.
وعنه: محمد بْن المُسَيَّب الْأرْغِيانيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه مكحول البَيْروتيّ، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي، وجماعة.
حديثه بعلو في "معجم ابن جميع"، وكان يعد من الأبدال رحمه الله.
قال عبد الغافر: سَمِعْتُ منه مجالس كثيرة، وكان عندهم من الأبدال.
__________
1 المصدر السابق.
2 انظر السابق.
3 تاريخ دمشق "39/ 342".(19/254)
533- مسرور بْن نوح:
أَبُو بشر الذُّهْليّ الإسْفرايينيّ1.
روى عَنْ: عفّان، وغيره.
ومات سنة إحدى وخمسين.
534- مَسْعُود بْن يزيد القطّان:
أَبُو محمد الأصبهاني2.
عَنْ: مكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وعبد الرَّحْمَن بْن مَغراء، وأَبِي دَاوُد الطَّيَالِسيّ، وغيرهم.
وعنه: أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الْأَنْصَارِيّ، ومحمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، ومحمد بْن أَحْمَد بْن يزيد الزُّهْريّ، وعَلِيّ بْن الصّبّاح الأصبهاني، ومحمد بْن عُمَر بْن حفص الجورجيريّ.
وأمّا أَبُو نُعَيْم الحافظ فكنّاه: أَبَا أَحْمَد الزَّمِن.
535- مُسلْمِ بْن حاتم -د. ت- أبو حاتم الأنصاري البصري3 إمام جامع البصرة.
عَنْ: عبد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وإِسْحَاق بْن عيسى ابن بِنْت حبيب بْن الشّهيد، وجماعة.
وعنه: د. ت.، وعُمَر البُجَيْريّ، ومحمد بْن جرير، وابن صاعد، وأَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن شَهْرَيار، وآخرون.
وثقَّه الطَّبَرانيّ، وغيره.
536- مُسلْمِ بْن عَمْرو بْن سابق بن وهب -ت. ن- أبو عمرو المديني4:
__________
1 انظر: تاريخ جرجان "ص/ 455".
2 طبقات المحدثين "2/ 303، 304".
3 التهذيب "10/ 124، 125".
4 التهذيب "10/ 133، 134".(19/255)
عن: عَبْد اللَّه بْن نافع الصّائغ وحده.
وعنه: ت. ن.، وأَبُو حامد محمد بْن أَحْمَد بْن نصر التِّرْمِذيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن زُهَير بْن حَرْب، ويحيى بْن الْحَسَن بْن جعْفَر أَبُو الْحُسَيْن النَّسَّابة، ويحيى بْن صاعد.
وهو ثقة.
537- مُعَلَّى بْن أيّوب1:
أَبُو العلَاء كاتب المتوكّلُ عَلَى اللَّه. وهو ابن خالة الوزير الْحَسَن بْن سَهْل.
حكى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن مُسلْمِ بْن قُتَيْبة، وعلي ". . . "2، وغيرهما.
تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين.
حكى عَنْ: أَبِي العتاهية وعبد اللَّه بْن طاهر.
وكان جليل القدر كثير الأدب، جيد الرّأي، من نُبَلَاء الرجال.
سَمِعَ مِنَ النَّضر بْن شُمَيْل كثيرًا، ولم يُحدَّثَ لدخوله فِي الخدم.
ورخ الصُّوليّ موته كما قُلْنَا، وقال: لما احتضر قال لولده: أَجْروا عَلَى من كنت أُجري عَلَيْهِ. فعدّوهم فإذا هُمْ سبعة آلاف إنسان مِنَ الضُّعفاء وذوي البيوتات. ذكره ابن النّجّار.
وأنشد المبّرد لأبي عَلِيّ السّفْر فِي المُعَليّ هذا:
لَعمْرو أبيك ما نُسِبَ المُعَليّ ... إلى كَرَم وفي الدُّنيا كريم
ولكنَّ البلَادَ إذا اقْشعَرَّتْ ... وُضُوحُ نَبْتِها رَعَى الهَشِيم
538- مَعْن بْن عُمَر بْن مَعْن بْن عُمَر بْن كثير بْن مَعْن بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ3.
أَبُو عمر المصري.
__________
1 الكامل "7/ 215".
2 بياض في الأصل.
3 ينظر في "حسن المحاضرة".(19/256)
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن صالح، وأسد بْن مُوسَى، وخالد بْن نزار.
قَالَ ابن يونس: ثنا عَنْهُ جماعة.
مات في شوّال سنة تسعٍ وخمسين ومائتين.
539- المنذر بْن شاذان:
أَبُو عُمَر الرّازيّ1.
عَنْ: يَعْلَى بْن عُبَيْد، وعُبَيْد الله بْن مُوسَى.
وعنه: ابن أَبِي حاتم، وإِسْحَاق بْن محمد الكَيْسانيّ، وَغَيْرُهُمَا.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَا بَأْسَ بِهِ.
540- منصور بْن طَلْحة بن طاهر بن الحسين بن مُصْعَب2:
الأمير أَبُو الْعَبَّاس الخُزاعيّ. ولي إمرة مَرْو نيابةً عَنْ عمّهِ عَبْد اللَّه بْن طاهر.
وروى عَنْ: شَبَابة بْن سَوّار، وحفص بْن عَبْد الرَّحْمَن النَّيسابوري. وكان عالمًا شاعرًا أديبًا بارعًا، مدح الواثق بالله وغيره.
روى عَنْهُ: الْعَبَّاس بْن مُصْعَب المَرْوزِيّ.
وتُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.
541- مُهَنّأ بْن يحيى:
أبو عبد الله الشّاميّ الفقيه3، صاحب الإمام أحمد.
دمشقي نزل بغداد، وحدَّث عَنْ: بقية بْن الوليد، وضمرة بن ربيعة، ويزيد بن هارون، ورواد بن الجرّاح، وزيد بْن أَبِي الزّرقاء، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وعَبْد الرّزّاق، وبشر الحافي.
وعنه: إِبْرَاهِيم بْن هاني النَّيسابوري، وحَمْدان بْن عَلِيّ الورّاق، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ويحيى بن صاعد، والحسين المحاملي، وجماعة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 244".
2 لم نقف عليه.
3 تاريخ بغداد "13/ 266".(19/257)
قَالَ أَبُو بَكْر الخلَال: مُهنّى من كبار أصحاب أحمد. كان يستجريء عَلَى أَبِي عَبْد اللَّه ويسأله عَنْ كِبار المسائل. ومسائله أكثر من أن تُحدّ. كتبَ عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل بضعة عشر جزءًا مسائل لم تكن عند عَبْد اللَّه، عَنْ أَبِيهِ.
وقال الدّارَقُطْنيّ: مُهَنَّا ثقة نبيل.
قَالَ مُهَنّا: لزِمتُ أَبَا عَبْد اللَّه رحِمَة اللَّه ثلاثاُ وأربعين سنة، ورأيته بمكّة عند ابن عُيَيْنَة.
وَقَالَ الْمَحَامِلِيُّ: نَا مُهَنَّى، نَا بَقِّيَّةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "يُحْشَرُ الْمَكَّارُونَ وَقَتَلةُ الأنْفُسِ إِلَى جَهَنَّمَ فِي دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ".
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ عَجِيبٌ، رُوَاتُهُ ثقات، لكن مكحول لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قَالَ عَبْد الله بن أحمد: كنت أرى مهنى يسأل أَبِي حتّى يُضْجِره، ويكرِّر عَلَيْهِ جدًّا.
وقال غيره: كَانَ الأمام أَحْمَد يحترم مُهَنّا ويُجِلّه لأنّه كَانَ رفيقه إلى عَبْد الرّزّاق.
542- مُوسَى بْن حافظ النَّحْويّ1:
حدَّث ببغداد عَنْ: إِسْحَاق الأزرق، ويزيد بْن هارون.
وعنه: محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن نَيْروز، وأبو عبد الله المَحَامِليّ.
وهو ثقة.
543- مُوسَى بْن عيسى الجصّاص الفقيه2:
مِن قُدماء أصحاب الْإمَام أَحْمَد. كَانَ ذا زُهد وورع وتألُّه.
سَمِعَ: يحيى القطّان، وعَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وأبا سُلَيْمَان الدّارانيّ.
وكان لَا يُحدَّثَ إلَا بمسائل أَبِي عَبْد الله.
__________
1 أحد محدثين بغداد ووثقه الذهبي.
2 تاريخ بغداد "13/ 42".(19/258)
حدَّث عَنْهُ: أَبُو بَكْر المُطّوّعيّ، وأبو بَكْر بْن جناد، والْحَسَن بْن أَحْمَد الوراق.
ذكره أَبُو بَكْر الخطيب.
544- مُوسَى بْن سابق1:
ويقال لَهُ: مُوسَى بْن أَبِي خديجة المصريّ.
عَنْ: ابن وَهْبُ، وبشر بْن عُمَر.
وعنه: عَلِيّ بن أحمد بن علان، وغيره.
ومات سنة أربع وخمسين ومائتين.
545- موسى بن سعيد -ن- أبو بكر الطرسوسي2:
سَمِعَ: أَبَا الوليد الطَّيَالِسيّ، والقَعْنَبيّ، وأبا اليَمَان، وطبقتهم.
وعنه: ن.، وابن صاعد، وأَبُو بِشْر الدُّولَابيّ، ومحمد بْن أيّوب بْن الصَّمُوت.
وقال النَّسائيّ: لَا بأس بِهِ.
546- مُوسَى بْن عامر بن عمارة بن خريم -د- أبو عامر المر "ي" الخريمي الدمشقي3.
وُلِد أمير العرب ابن الهَيْذام.
روى عَنِ الوليد بْن مُسلْمِ تصانيفَه.
وروى عَنْ: ابن عُيَيْنَة، وعِراك بْن خَالِد المُرّيّ، وعَلِيّ بْن عاصم، وجماعة.
وعنه: د.، وإِسْمَاعِيل بْن قيراط، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وأَبُو الْجَهْم بن طلاب، وأبو الدحداح أحمد بن محمد، وابن جَوْصا، وآخرون.
ليّنه أَبُو دَاوُد، وروى عَنْهُ حديثًا أو حديثين.
ذكرِه ابن حِبّان في" الثقات"، وقال: ربما يغرب.
__________
1 من العلماء المستورين، وينظر "حسن المحاضرة".
2 انظر: التهذيب "10/ 345، 346".
3 تهذيب الكمال "3/ 1388"، التهذيب "10/ 351".(19/259)
وقال ابن الفَيْض: كَانَ يُرَبّع بعليّ.
تُوُفّي فِي ذي الحجّة سنة خمسٍ وخمسين2.
547- مُوسَى بْن عَبْد اللَّه بْن مُوسَى الخُزاعيّ البصْريّ1 -ن- عَنْ: النَّضْر بْن كثير، وأَحْمَد بْن إِسْحَاق الحضْرميّ، وجماعة.
وعنه: ن.، ومحمد بْن هارون الرُّويانيّ، وجعْفَر بْن أَحْمَد بْن سِنان، وأحمد بن يحيى التستري، وغيرهم.
قَالَ النَّسائيّ: لَا بأس بِهِ.
548- مُوسَى بْن عيسى بن حماد بن زُغْبَة التُّجَيْبيّ2.
أَبُو هارون المصريّ.
عَنْ: ابن وَهْبُ، وغيره.
مات فِي صفر.
"حرف الهاء":
549- هارون بن إسحاق الهمداني3 -ت. ن. ق- أبو القاسم الكوفي الرجل الصّالح.
عَنْ: المُطَّلب بْن زياد، ومُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وحفص بْن غِياث، وطبقتهم.
وعُمِّر دهرًا.
وعنه: ت. ن. ق.، وابن خُزَيْمَة، وبدر بْن الهَيْثَم، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وخلْق كثير, وثقة النَّسائيّ، وغيره.
وكان محمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر يبجلّه. قاله عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد.
تُوُفّي فِي رجب سنة ثمانٍ وخمسين.
__________
1 تهذيب الكمال "3/ 1388"، التهذيب "10/ 353".
2 في عداد المجهولين.
3 انظر: الجرح والتعديل "9/ 87، 88"، والسير "12/ 126".(19/260)
550- هارون1 بْن "حُمَيْد الواسطيّ" -ن2- عَنْ: يحيى القطّان، وغُنْدَر، والهيثم بن عديّ، وجماعة.
وعنه: الْبُخَارِيّ فِي تاريخه، وأَبُو حاتم، وأَحْمَد بْن عَبْد اللَّه وكيل أَبِي صَخْرة، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وآخرون.
وروى ن. عَنْ زكريّا بْن يحيى، عَنْهُ حديثًا وقع بدلَا عاليًا فِي "فرائد المزّيّ".
551- هارون بْن سعَيِد بن الهيثم -م. د. ن. ق- أبو جعفر الأيلي3، مولي بني سعد بْن بَكْر.
من ثِقات المصريين وفُقَهائهُمُ المشهورين.
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وخالد بْن نزار، وعبد اللَّه بْن وَهْبُ، وجماعة.
وعنه: م. د. ن. ق.، وأَبُو جعفر الطحاوي، وعلي بن أحمد بن علَان، وجماعة.
وثقَّه النَّسائيّ.
ومات فِي ربيع الأوّل سنة ثلَاثٍ وخمسين2.
552- هارون بْن سُفْيَان المُسْتَملي4.
أَبُو سُفْيَان، ويُقال لَهُ الدّيك.
وأمّا سَمِيُّه مكحلة فقد تقدَّم فِي الطبقة الماضية.
روى عَنْ: يزيد بْن هارون، وابن زيد النَّحْويّ، والواقديّ.
وعنه: عُبَيْد العِجْل، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، وجعفر بْن محمد كزال.
تُوُفّي سنة إحدى وخمسين ومائتين.
- هارون بْن محمد بن بكار بن هلال.
تقدم.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 88، 89"، والتهذيب "11/ 4".
2 بياض في الأصل، ثم إثباته من المراجع السابقة.
3 الجرح والتعديل "9/ 91"، والتهذيب "11/ 6، 7".
4 انظر: تاريخ بغداد "14/ 24".(19/261)
553- هارون بْن مُوسَى بْن أَبِي عَلْقَمَةَ الفَرَويّ المدنيّ1 -ت. ن- عَنْ: أَبِيهِ، ومحمد بْن فُلَيْح، وأَبِي ضَمْرَةَ أَنَس بْن عِياض، وغيرهم.
وعنه: ت. ن. وقال: لا بأس به، وابن صاعد، وآخرون.
تُوُفّي سنة اثنتين وخمسين، وقيل: سنة ثلَاثٍ.
كنيته: أَبُو مُوسَى.
وسيأتي ابنه عَلْقَمَةَ عَبْد اللَّه فِي الطبقة الآتية.
قَالَ المَرُّوذِيّ: قلت لأبي مُعَمِّر إِسْمَاعِيل بْن شُجاع: سلْ لي أهل الحرمين عَنْ مسألة اللَّفْظ وجِئني بالجواب.
فقال: سألتُ أَبَا مُوسَى بْن أَبِي علقمة الفَرَويّ بالمدينة فقلتُ: قد ظهر قوم زعموا أنّ ألفاظهم وأصواتهُمُ التي يقرأون بْها القرآن غير مخلوقة، فاكتب لي جواب هذه المسألة.
فقال لي أكتب: المِراء فِي القرآن كُفْرٌ، وكلّ من تكلَّف فِي هذا كلَامًا أو أَلْحَدَ فِيهِ بشيءٍ غير الوجه الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ النّاس، فهو كافرٌ مبتدِع. وَالصَّمْتُ عَنْ هذا كلّه والتّسليم لِما كَانَ عَلَيْهِ النّاس هي السنة والجماعة. ولولَا أنّ العلماء إذا علت البدعة لابد لهم مِن دفْعها لمّا رَأَيْت أن أتكلَّم فيها.
وذكر لي أشياء، إلى أن قَالَ: والله لقد شاب عارضيّ، وما سَمِعْتُ من ذكر القرآن، حتّى كَانَ سنة تسعٍ ومائتين، فسمعتُ الكلَام فِيهِ. فكان الماجِشُون يَقُولُ: لو أخذت المَريسيّ لضربتُ عُنُقه.
وكان أصحابنا جميعًا يكفِّرون من قَالَ القرآن مخلوق.
554- هارون بْن هزاريّ.
أَبُو مُوسَى القَزْوِينيّ الزّاهد2.
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وإِسْحَاق بْن سُلَيْمَان الرّازيّ، وجماعة.
__________
1 التهذيب "11/ 13، 14".
2 من زهاد وعباد قزوين، ووثقه الذهبي.(19/262)
وعنه: محمد بْن مَسْعُود الأَسَدِيّ، وإِسْحَاق بْن محمد الكَيْسانيّ، وعلي بْن محمد بْن مَهْدَوَيْه، وأهل قزوين.
قِيلَ: إنّه تُوُفّي سنة إحدى وخمسين.
وكان ثقة.
555- هاشم بْن خَالِد.
أَبُو مَسْعُود الْقُرَشِيّ الدّمشقيّ1.
عَنْ: الوليد بْن مُسْلِم، وسُوَيْد بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ.
وعنه: إِبْرَاهِيم بْن محمد بْن مَتُّوَيْه، ومحمد بْن المُسَيَّب الْأرْغِيانيّ، وابن جَوْصا.
قَالَ ابن أبي حاتم: كتب إلي ببعض حديثه، ومحلُّهُ الصِّدْق.
556- هاشم بْن القاسم بْن شَيْبة -ق- أبو محمد القرشي2، مولَاهُمُ الحرّانيّ:
عَنْ: يَعْلَى بْن الأشدق، وعيسى بْن يونس، وعتّاب بْن بشير، ومسكين بْن بكُيْر، وعَبْد اللَّه بْن وَهْبُ، وطائفة.
وعنه: ق.، وأَبُو عَرُوبة، والْحَسَن بْن هارون الأصبهاني، وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن مَتُّوَيْه.
قَالَ أَبُو عَرُوبة: كبر وتغّير، وتُوُفّي سنة ستّين فِي ذي الحجّة، وقد جاوز التسعين.
557- الهُذَيْل بْن معاوية بْن الهُذَيْل. أَبُو معاوية الأصبهاني3:
عَنْ: الْحُسَيْن بْن حفص، وإِبْرَاهِيم بْن أيّوب.
وعنه: أَحْمَد بن الحسين الأنصاري.
توفي سنة ستين.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 106".
2 الجرح والتعديل "9/ 106"، والتهذيب "11/ 18".
3 ذكر أخبار إصبهان "2/ 329".(19/263)
558- هشام بن عبد الملك بن عمران - د. ن. ق. - أبو النقي اليزني الحمصي1:
عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش، وبقيّة بْن الوليد، ومحمد بن حرب الأبرش، وجماعة.
وعنه: د. ن. ق.، وحفيده حسين بْن بَقِيّ بْن هشام، وأَبُو عَرُوبة الحرّانيّ، ومحمد بْن محمد الباغَنْديّ، وابن جَوْصا، وخلْق.
قَالَ أَبُو حاتم: كَانَ متقنًا فِي الحديث.
وقال النَّسائيّ: ثقة.
قلت: تُوُفّي سنة إحدى وخمسين.
559- هشام بن يونس ين وابل -ت-:
أبو القاسم النهشلي الكوفي اللؤلؤي2.
عَنْ: عَبْد السّلام بْن حرب، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد الرحمن المُحَارِبيّ، وجماعة.
وعنه: ت.، وعُمَر بْن محمد بْن بُجَيْر، وعَلِيّ بْن الْعَبَّاس المَقَانعيّ، وأَبُو بكر بن أبي داود، وآخرون.
وثقة النسائي.
وتُوُفّي سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
560- الهَيْثَم بْن خَالِد البصْريّ:
ثمّ البغداديّ3.
عَنْ: أَبِي نُعَيْم، والهيثم بْن جميل.
وعنه: أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، والقاسم أخو المَحَامِليّ، وعَلِيّ بْن محمد بن عبيد الحافظ، وآخرون.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 66"، والسير "12/ 303".
2 التهذيب "11/ 58، 59".
3 الثقات "9/ 237"، لابن حبان.(19/264)
561- الهَيْثَم بْن خَالِد المصَّيصيّ:
مولي بْني أُميّة1.
عن: حَجّاج الأعور، وأَبِي اليَمَان، ومحمد بْن عيسى بن الطباع.
وعنه: يحيى بن صاعد، وابن المَحَامِليّ.
562- الهَيْثَم بْن خَالِد الهَرَويّ2:
حدَّث ببغداد عَنْ: حَجّاج الأعور.
وعنه: ابن صاعد، والْحُسَيْن المَحَامِليّ.
563- الهَيْثَم بْن مروان بْن الهَيْثَم بن عمران -ن- أبو الحكم الدمشقي3:
عَنْ: محمد بْن القاسم بْن سميع، وزيد بْن يحيى بْن عُبَيْد، وأَبِي مُسْهِر، وعَلِيّ بْن عَيَّاش، وطائفة.
وعنه: ن.، وأَبُو دَاوُد فِي غير السُّنَن، وابنه أَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومحمد بْن بِشْر الهَرَويّ، ومحمد بْن المُسَيَّب الْأرْغِيانيّ، وابن جَوْصا، وطائفة.
وكان ثقة.
"حرف الواو":
564- وثّاق بْن عَبْد اللَّه بْن وثّاق الْأَزْدِيّ المَوْصِليّ4.
عَنْ: قاسم الْجَرْميّ، وحفص بْن غِياث، وجماعة.
وحَمَل النّاس عَنْهُ بعد الخمسين.
565- وَصِيف التُّرْكيّ5:
القائد من كبار الأمراء. استولى عَلَى المعتزّ وأحجر عَلَيْهِ، واصْطَفَى لنفسه
__________
1 من العلماء المستورين، لا بأس به.
2 تاريخ بغداد "14/ 61".
3 التهذيب "11/ 99".
4 في عداد العلماء المستورين، لا بأس به.
5 وفيات الأعيان "1/ 354".(19/265)
الأموال والذّخائر، فشغبت الفَراغنَةُ والأشَّرُوسَنِيّة وطالبوه والأرزاق. فخرج إليهم وَصِيف وبُغَا وسِيما الشَّرابيّ وجماعة مِنَ الخواصّ، وقال لهم وَصِيف: ما لكم عندنا إلَا التراب، وما عندنا مال.
وقال بُغَا: نسأل أمير المؤمنين لكم.
ثمّ خرج هو وسيما إلى سامراء يستأذن المعتزّ، فبقي وَصِيف فِي طائفةٍ يسيرة، فوثبوا عَلَيْهِ فقتلوه بالدّبابيس، وقطعوا رأسه، ونصبوا الرّأس عَلَى رُمْح.
ولوَصِيف حكاية "معروفة" لمّا دخل إلى قُمّ، فإنّه سَأَلَ عَنْ رجلٍ خامل. فلما أحضر ذكره أنه كان اشتراه ورباه وأحسَن إِلَيْهِ فقال: ما أعرف الأمير أيّده اللَّه إلَا أميرًا.
فأعجبه ذَلِكَ، وبالغ فِي صِلَته، وصيَّره من رؤساء البلد.
قُتِل وَصِيف، سامحه اللَّه، فِي سنة ثلَاثٍ وخمسين، قبل بغا بيسير. وكانا الفاتقة والرّاتقة زمِنَ المتوكّلُ، والمستعين، والمعتزّ.
"حرف الياء":
566 - ياسين بْن النَّضْر:
القاضي أَبُو سعَيِد النَّيسابوري1.
عَنْ: النَّضْر بْن شُمَيْل، وعبد الوهاب بْن عطاء.
وعنه: ابناه أَبُو بَكْر وأَحْمَد، ومحمد بْن زَحْمَوَيْه.
567- يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن محمد بْن أَبِي عُبَيْدة بْنُ مَعْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ:
أبو زكريا الهذلي السعودي الكوفيّ2.
عَنْ: جدِّه محمد، وأبيه، وأَبِي نُعَيْم.
وعنه: مُطَيَّن، ومُوسَى بْن إِسْحَاق الْأَنْصَارِيّ، ومحمد بن جرير، وغيرهم.
__________
1 من العلماء المستورين، لا بأس به.
2 التهذيب "11/ 174، 175".(19/266)
وذكر ابن عساكر فِي" النُّبْل" أنّ النَّسائيّ روى عَنْهُ.
قَالَ شيخنا المِزّيّ: لم أقف عَلَى ذَلِكَ.
568- يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن مُزَيْن القُرْطُبيّ1:
الفقيه. أحد الأعلَام بالأندلس.
روى عَنْ: الغاز بْن القيس، وعيسى بْن دينار، والقَعْنَبيّ، ومُطَرِّف بْن عَبْد اللَّه، وأَصْبَغ بْن الفَرَج، وطائفة لِقَيهم فِي الرحلة.
وكان حافظًا "للموطّأ" قائمًا عَلَيْهِ، فقيهًا مُفْتِيًا مصنِّفًا، لَهُ تواليف منها: "تفسير غريب الموطأ"، و "تفسير علل الموطأ"، و "أسماء رجال الموطّأ"، وكتاب "فضائل القرآن"، وغير ذَلِكَ.
ولم يكن فِي الحديث بذاك الحافظ.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة تسعٍ وخمسين.
569- يحيى بْن حبيب بْن إِسْمَاعِيل بْن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ الأَسَدِيّ.
أَبُو عُقَيْل الكوفيّ الجمّال2، نزيل سامرّاء.
عَنْ: حسين الْجُعْفيّ، وعَبْد الحميد الحِمّانيّ، ويحيى بْن آدم، وأَبِي أسامة، وجماعة.
وعنه: ابن أَبِي الدُّنيا، والْبُخَارِيّ فِي كتاب" الأدب"، ولكن لم يصرّح باسمه فقال: ثنا ابن حبيب بْن أَبِي ثابت، ثنا أَبُو أُسامة؛ وروى عَنْهُ أيضًا أَبُو القاسم البَغَوِيّ، وابن صاعد، وأَحْمَد بْن يحيى التُّسْتَرِيّ، والْحُسَيْن المَحَامِليّ، وأَبُو عبيد بْن المؤمّل، ويعقوب الجصّاص، وآخرون.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: صدوق.
__________
1 جذوة المقتبس "880" للحميدي.
2 تاريخ بغداد "14/ 213".(19/267)
570- يحيى بن حكيم -د. ن. ق- أبو سعيد البصري المقوم1، ويقال المقومي.
عَنْ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وغُنْدَر، ويحيى القطّان، ومحمد بْن أَبِي عديّ، وعَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وخلْق.
وعنه: د. ن. ق.، ون. أيضًا فِي مُسْنَد مالك بْن أنس، عَنْ زكريّا خيّاط السنة، عَنْه، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وأَبُو عَرُوبة، وابن خُزَيْمَة، ومحمد بْن هارون الرُّويانيّ، وعمر بْن محمد بْن بُجَيْر، وجماعة.
قَالَ أَبُو دَاوُد: كَانَ حافظًا متقنًا.
وقال النَّسائيّ: ثقة حافظ.
وقال أَبُو عَرُوبة: ما رَأَيْت أثبت منه ومن أَبِي مُوسَى.
ووصفه أَبُو مُوسَى بالعبادة والورع.
وقال ابن حبّان: كَانَ ممّن جمع وصنِّف.
قَالَ: وتوفي سنة ست وخمسين، رحمه الله.
571- يحيى بن خذام -ق-:
أبو زكريا الغبري البصري السقطي2.
عَنْ: صَفْوان بْن عيسى، ومحمد بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ، ونائل بْن نَجِيح، وغيرهم.
وعنه: ق.، وابن خُزَيْمَة، وعُمَر بْن بُجَيْر، وأَبُو عَرُوبة، وابن صاعد، وآخرون.
ذكره ابن حِبّان فِي "الثقات".
وقال غيره: تُوُفّي بِمنى فِي ذي الحجّة سنة اثنتين وخمسين. ووقع وهْمٌ فِي نسخةٍ متأخرة نقل منها ابن عساكر فقال فِي "النُّبْل": يحيى بْن حزام التِّرْمِذيّ السَّقَطيّ، روى عَنْهُ ق. فكأنّه ظنّ أنّه أخو موسى بن حزام الترمذي فنسبه.
__________
1 السير "12/ 298"، والتهذيب "11/ 198".
2 انظر: تهذيب الكمال "3/ 1495"، والتهذيب "11/ 203".(19/268)
572- يحيى بْن الربيع المكّيّ1:
سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة.
وعنه: أَبُو بَكْر محمد بْن جعْفَر القَصْريّ، وأَبُو حامد بْن بلَال، والبَغَوِيّ.
573- يحيى بْن زُهَير الفِهْريّ البغداديّ2:
سَمِعَ: جرير بْن عبد الحميد، ومحمد بْن ربيعة الكِلَابيّ، وجماعة.
وعنه: أحمد بن محمد الزَّعْفَرانيّ، وإسماعيل الورّاق، ومحمد بْن مَخْلَد.
تُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين.
574- يحيى بْن السّرِيّ بْن يحيى:
أَبُو محمد البغداديّ الضّرير3.
عَنْ: هُشَيْم، وجرير بْن عَبْد الحميد، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة، وأصْرَم بْن حَوْشَب.
وعنه: عُمَر بْن محمد بن شعيب، والقاضي المحاملي، وابن عَيَّاش القطّان، وجماعة.
575- يحيى بْن عثمان بْن سعيد بن كثير الحمصي -د. ن. ق- أبو سليمان، الرجل الصّالح4. أخو عَمْرو بْن عثمان.
سَمِعَ: بقية بْن الوليد، ووَكِيعًا، ومحمد بْن حِمْيَر، والوليد بْن مُسلْمِ، وجماعة.
وعنه: د. ن. ق.، وإِبْرَاهِيم بْن مَتُّوَيْه، وأَبُو عَرُوبة، وأَبُو بِشْر الدُّولَابيّ، وعبد الغافر بْن سلَامة، وآخرون.
ويقال: إنّه كَانَ مِنَ الأبدال.
قال محمد بْن عَوْف: رَأَيْتُ أَحْمَد بْن حنبل يجلّه ويقدمه في الصلاة.
وقال النسائي: ثقة.
__________
1 لم نقف عليه.
2 تاريخ بغداد "14/ 208".
3 السابق "14/ 213".
4 انظر: السير "12/ 306"، والتهذيب "11/ 255".(19/269)
وقال ابن عديّ: هُوَ معروف بالصِّدْق. وسَمِعْتُ أَبُو عَرُوبة يَقُولُ: لَا يَسْوى فِي الحديث نواةً. كَانَ يتلقّن كلِّ شيء.
سَمِعْتُ المُسَيَّب بْن واضح يَقُولُ: رَأَيْتُ فِي النّوم كأنّ آتٍ أتاني، فقال: إنْ كَانَ بقي مِن الأبدال أحدٌ فيحيى بْن عثمان الحمصيّ.
قَالَ ابن عديّ: لم أرَ أحدًا يطعن فِيهِ غير أَبِي عَرُوبة.
قلت: تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين.
576- يحيى بْن الفضل البصْريّ الخِرَقيّ1 -د. ق- عن: عبد الصمد بن عبد الوارث، وأبي عامر العَقَديّ، وجماعة:
وعنه: د. ق.، وأبو عَرُوبة الحرّانيّ، وأَبُو بَكْر بْن خُزَيْمَة، وآخرون.
تُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين.
577- يحيى بْن محمد بْن معاوية المَرْوزِيّ اللُّؤْلُؤيّ2 -م- نزيل بُخَارى:
عَنْ: النَّضْر بْن شُمَيْل.
وعنه: م.، وصُهَيْب بْن سُلَيْم، وعُمَر بْن محمد بْن بُجَيْر.
توفي سنة سبْعٍ وخمسين فِي نصف رجب.
قَالَ السُّلَيْمانيّ: روى عَنْهُ الْبُخَارِيّ فِي "المبسوط"، وعُبَيْد اللَّه بْن واصل.
578- يحيى بْن محمد بْن السَّكَن البصْريّ3 -خ. د. ن- البزّار. سكن بغداد:
وحدث عَنْ: رَوْح بْن عُبَادة، ومحمد بْن جَهْضَم، وأَبِي عامر العَقَدِيّ.
وعنه: خ. د. ن.، وعُمَر البُجَيْريّ، والمَحَامِليّ، وأَحْمَد بْن عَلِيّ الْجَوْزَجانيّ، وآخرون. وكان مِن الثقات.
579- يحيى بن معاذ الرازي4:
__________
1 التهذيب "11/ 264".
2 التهذيب "11/ 275، 276".
3 انظر: تاريخ بغداد "14/ 205"، والتهذيب "11/ 272".
4 السير "13/ 15، 16"، ووفيات الأعيان "6/ 165-168".(19/270)
أَبُو زكريّا الصُّوفيّ، العارف المشهور، صاحب المواعظ.
كَانَ حكيم أهل زمانه، رحمه اللَّه.
سَمِعَ: إسحاق بن سليمان الرازي، ومكي بن إبراهيم، وغيرهما.
وعنه: الفقيه أَبُو نصر بْن سلَام، وأَبُو عثمان الحبريّ الزّاهد، وأَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن محمد الماسَرْجِسيّ، وعَلِيّ بْن محمد القبّانيّ، ويحيى بْن زكريّا المَقَابريّ، ومشايخ الرِّيّ، وهمدان، وبَلْخ، ومَرْو.
ثمّ استوطن نَيْسابور، وبها مات.
قَالَ أَبُو عثمان الحربيّ: سمعته يَقُولُ: يا مَن ذِكره أعزُّ عَلِيّ مِن كلّ شيءٍ، لَا تجعلْني بْين أعدائك غدًا أذلّ من كلّ شيء.
وقال أَبُو بكر الشِّمْشاطيّ: سَمِعْتُ يحيى بْن مُعَاذ يَقُولُ: ما جَفَّتِ الدُّموع إلَا لقساوة القلوب، وما قَسَتِ القلوب إلَا لكثرة الذُّنوب، وما كَثُرَتِ الذُّنُوب إلَا من كثرة العُيُوب.
قلت: وما كَثُرَت العُيُوب إلَا مِنَ الاغترار بعلَام الغُيُوب.
وعن: يحيى بْن مُعَاذ قَالَ: إلهي ما أكرمك إن كانت الطّاعات فأنت اليوم تبذلها وغدًا تقبلها، وإنْ كانت الذّنُوب فأنت اليوم تسترها، وغدًا تغفرها.
وعنه قَالَ: لَا تطلب العِلْم رياءً ولا تتركه حَيَاءً.
وعنه قَالَ: لو لم يكن العفْوُ مِن مُرادِهِ لم يَبْتَلِ بالذِّنْب أكرم عُبَاده.
وعنه قَالَ: الناس يعبدون اللَّه عَلَى أربعٍ: عامل عَلَى العبادة، وراهب عَلَى الرَّهْبة، ومشتاق عَلَى الشِّوْق، ومُحِبّ عَلَى المحبة.
وقال الحسن بن علويه: سمعت يحيى بن معاذ، وقيل لَهُ: فُلَان لو وعظْتَه؛ فقال: قفْل قلبه قد ضاع مفتاحه، ولا حيلة لنا فِيهِ.
وعن يحيى قَالَ: عجِبْتُ لمن يصحب الخلْقَ والخالقُ يستصحبه، وعجبت لمن يمنع والله يستقرضه.
وقال الْحَسَن بْن عَلُّوَيه: سَمِعْتُ يحيى بْن مُعَاذ يَقُولُ: من لم يكن ظاهره من(19/271)
العوّام فضّة، ومع المُرِيدين ذَهَبًا، ومع العارفين" المقرّبين درًّا وياقوتًا"1 فليس من حكماء اللَّه.
وسمعته يَقُولُ: أحسنُ شيء كلَامٌ صحيحٌ مِن لسانٍ فصيحٍ فِي وجهٍ صحيح.
وعنه قَالَ: الْحَسَن حُسْنٌ، وأحسن منه معناه، وأحسن من معناه استعماله، وأحسن مِنَ استعماله ثوابه، وأحسن من ثوابه رِضَى من عُمِل لَهُ.
وعن عَبْد الواحد بْن محمد قَالَ: جاء يحيى بْن مُعَاذ إلى شِيراز وله شَيْبةٌ حَسنة، وقد لبس ثياب سُود، فكان أحسن شيءٍ، فصعَد الْمِنْبَرَ، واجتمع الخلْق. فأوّل ما بدأ بِهِ أن قَالَ:
مواعظُ الواعظ لن تُقْبَلَا ... حتّى يَعِيَها قلبه أولا
يا قوم من أظلم من واعظٍ ... خالَفَ ما قد قاله فِي الملَا؟
أظهر بين النّاس إحسانَهُ ... وبارز الرّحمن لمّا خلَا
ثمّ وقع مِنَ الكُرْسيّ، فلم يتكلَّم يومئذ؛ ثم إنه ملك قلوب أهل شيراز بعدُ، فكان إذا أراد أنْ يضْحكهم أضحكهم، وإذا أراد أنْ يبْكيهم أبكاهم. وأخذ مِنَ البلد سبعة آلاف دينار.
وعن يحيى بْن مُعَاذ قَالَ: لَا تكُن ممّن يفضحه يوم مماته ميراثه، ويوم حسابه ميزانه.
قَالَ الحاكم: قرأت" عَلَى اللّوح فِي قبر يحيى بْن مُعَاذ الرّازيّ": مات حكيم الزّمان يحيى بْن مُعَاذ الرّازيّ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثمانٍ وخمسين.
580- يحيى بن معلى بن منصور الرازي2 -ق- ثم البغدادي، الحافظ:
عَنْ: أَبِيهِ، وأَبِي سَلَمَةَ التَّبُوذَكيّ، وأَبِي اليَمَان، وأَبِي حُذَيْفَة مُوسَى بْن مَسْعُود، وإِسْحَاق الفروي، وعمر بْن مرزوق، وإسماعيل بْن أَبِي أُوَيْس، وطائفة.
وعنه: ق.، وسَلَمَةُ بْن شبيب وهو أكبر منه، وقاسم المطرّز، وأَحْمَد بْن حمدون الأعمشيّ، ويحيى بن صاعد، والمحاملي، وآخرون.
__________
1 بياض في الأصل، وتم إثباته من الحلية "10/ 69".
2 انظر: التهذيب "11/ 280".(19/272)
قَالَ مُسلْمِ: كنيته أَبُو عَوَانَة.
وقال أَبُو عَلَى النَّيسابوري: كَانَ صاحب حديث.
ووثِّقه الخطيب.
581- يحيى بن المغيرة -ت- أبو سلمة المخزومي المدني1:
عَنْ: أَبِي ضمرة أَنَس بْن عِياض، وابن أَبِي فُدَيْك، وجماعة.
وعنه: ت.، ويحيى بْن صاعد، وحَرَميّ بْن أَبِي العلَاء، وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق، ثقة.
قلت: وقع لنا من عواليه، وتُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين ومائتين.
- يحيى بْن واقد:
أَبُو صالح.
قد ذُكِر فِي الطبقة الماضية.
582- يزيد بْن محمد بْن مهلب البصْريّ2:
الشّاعر المشهور، نديم المتوكّل.
حدَّث عَنْ: أَبِي عَلَى الحنفيّ، وغيره.
وعنه: أَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومحمد بْن عَبْد الملك التّاريخيّ.
وما أحسن قوله فِي أبيات:
إنّي لرحال إذا الهم برك ... ". . . "3 وعند ضِيق المُعْتَرَكْ
عُسْري عَلَى نفسي، ويُسْري مُشْتَرَكْ ... لَا تُهْلِكِ النّفسَ عَلَى شيءٍ هَلَكْ.
583- يسار بْن سُمَيْر4. أَبُو عثمان العِجْليّ الأصبهاني، أحد العباد.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "9/ 191"، والتهذيب "11/ 288".
2 تاريخ الطبري "9/ 209"، تاريخ بغداد "14/ 348".
3 بياض في الأصل.
4 بياض في الأصل.(19/273)
حدَّث عَنْ: أَبِي دَاوُد الطَّيَالِسيّ، وسعيد بْن عامر الضُّبَعيّ، ويحيى بْن أَبِي بكُيْر.
وعنه: محمد بْن محمد القبَّاب، و ". . . "1 بَكْر، وأَحْمَد بْن الْحُسَيْن، ومحمد بْن أَحْمَد بْن يزيد الأصبهانيوّن.
584- اليَسَع بْن إِسْمَاعِيل البغداديّ الضّرير2:
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وزيد بْن الحُبَاب.
وعنه: يعقوب بْن محمد الدُّوريّ، والقاضي المَحَامِليّ، ومحمد بْن مَخْلَد.
ضعّفه الدّارَقُطْنيّ.
585- يعقوب بْن إِبْرَاهِيم بن كثير بن زيد بن أفلح - ع. - الحافظ أبو يوسف العبدي الدورقي البغدادي3:
رَأَى اللَّيْث بْن سعْد ببغداد.
وسمع: إِبْرَاهِيم بْن سعْد، وَهُشَيْمًا، وعَبْد العزيز الدَّرَاوَرْديّ، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعيسى بْن يونس، ويحيى القطّان، وابن علية، وخلقًا كثيرًا.
وعنه: ع.، ون. أيضًا، عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، وأَبُو زُرْعَة، والقاسم المطرّز، وابن صاعد، وأبو عبد الله المَحَامِليّ، وابن مَخْلَد العطّار، وخلْق.
وثقَّه النَّسائيّ.
وذكره الخطيب فِي تاريخه.
وكان من أئمّة الحديث.
آخر من روى حديثه عاليًا أَبُو القاسم سِبْط السِّلَفيّ.
تُوُفّي سنة اثنتين وخمسين، وقد قارب التّسعين.
وَرُبَّمَا أَخَذَ عَلَى الرِّوَايَةِ، فَأَنْبَأَنَا "أَحْمَدُ بن الحسن البطي"4 أنا أبا مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: أَنْبَأَ محمد بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ، نَا عُثْمَانُ بن حنيف، نا الباغندي,
__________
1 الميزان "4/ 445".
2 الجرح والتعديل "9/ 202"، السير "12/ 141-144".
3، 4 بياض في الأصل، وتم إثباته من تاريخ بغداد.(19/274)
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَابْنُ الْمُجَدِّرِ، وَابْنُ صَاعِدٍ، وَصَالِحُ بْنُ أَبِي "مُقَاتِلٍ"1 قَالُوا: ثَنَا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، نَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ، عَنْ محمد بْنِ "سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ"2 "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُبَالَ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ وَيُتَوَضَّأَ مِنْهُ"3.
قَالَ عُثْمَانُ: كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلاءِ ذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ يَعْقُوبَ بِثَلاثَةِ دَنَانِيرَ.
عثمان بْن حنيف ثقة.
586- يعقوب بْن إِبْرَاهِيم:
أَبُو الأسباط الكوفيّ4.
روى عَنْ: يحيى بْن آدم، وغيره.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: صدوق، كتبنا فوائده، ولم يُقْضَ لنا السَّماعُ منه.
587- يعقوب بْن إِسْحَاق بْن البُهْلُول بْن حسّان الأنباريّ5:
أحد القرّاء الأئمّة. كَانَ صالحًا زاهدًا قانتًا عالمًا بالعدد والحروف، وغير ذَلِكَ.
روى عَنْ: محمد بْن بكّار الرّيّان، وغيره.
وهو والد يوسف بْن يعقوب الأزرق. مات يعقوب قبل والده، فحزن عَلَيْهِ وتوجَّع لفراقه، مَعَ أنّه عاش أربعًا وستّين سنة.
تُوُفّي سنة إحدى وخمسين.
588- يعيش بْن الجهم6:
أبو الحسن الحديثي.
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وابن نُمَيْر، وأَبِي ضمرة، وأبي أسامة، وطائفة.
__________
1، 2 بياض في الأصل، وتم إثباته من تاريخ بغداد.
3 حديث صحيح: أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ "1/ 65"، وَمُسْلِمٌ "95"، وَأَبُو داود "69"، وَالتِّرْمِذِيُّ "68"، وَالنَّسَائِيُّ "1/ 34"، وابن ماجه "343"، وأحمد "2/ 259-265".
4 الجرح والتعديل "9/ 203".
5 تاريخ بغداد "14/ 276".
6 الميزان "4/ 458".(19/275)
قَالَ ابن أَبِي حاتم: هُوَ ثقة صدوق، كتبتُ عَنْهُ بالحُدَيثة.
قلت: وروى عَنْهُ: الْحَسَن بْن محمد بْن شُعْبَة الْأَنْصَارِيّ، ومحمد بْن هارون الحضْرميّ، وغيرهما.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: رَوَى أَحَادِيثَ غَيْرَ مَحْفُوظَةٍ.
589- يوسف بْن مُوسَى بْن راشد القطان1 -خ. د. ت. ق- أبو يعقوب الكوفي، نزيل بغداد.
روى عَنْ: جرير بْن عَبْد الحميد، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأَبِي خَالِد الأحمر، وحكام بن سلم، وعبد الله بن إدريس، ووَكِيع، وابن نمير، وطائفة.
وعنه: خ. د. ت. ق.، وإِبْرَاهِيم الحربيّ، وقاسم بْن زكريّا المطرّز، والبَغَوِيّ، وابن صاعد، والنَّسائيّ فِي غير سُنَنِه، والحسين بْن إِسْمَاعِيل المَحَامِليّ، وآخرون.
وكتب عَنْهُ يحيى بْن مَعِين، والكبار.
قَالَ النَّسائيّ: لَا بأس بِهِ.
وقال أَبُو سعَيِد السُّكّريّ، عَنْ يحيى بْن مِعِين: ثقة، صدوق.
وقال غيره: كَانَ يَتَّجر إلى الرِّيّ.
قَالَ ابن زُولَاق: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر محمد بْن أَحْمَد بْن الحَدّاد شيخنا يَقُولُ: قرأت عَلَى أَبِي عُبَيْد بْن حَرْبَوَيْه جزءًا عَنْ يوسف بْن مُوسَى القطّان، فلمّا فرغتُ قلتُ: كما قرأتَ عَلَى القاضي؟
فقال: نعم، إلَا الإعراب، فإنك تُعْرِب وما كَانَ يوسف يُعْرِب.
مات فِي صفر سنة ثلَاثٍ وخمسين عَنْ سنٍ عالية، رحمه اللَّه.
590- يوسف بْن مُوسَى:
أَبُو غسّان التُّسْتَرِيّ السُّكّريّ2. نزيل الرِّيّ.
وحدَّث عَنْ: يحيى القطان، ووكيع، وإبراهيم بن عيينة، وجماعة.
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 304"، والتهذيب "11/ 425".
2 انظر: الجرح والتعديل "9/ 331".(19/276)
وعنه: أَبُو حاتم، وعلى بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد، وإِبْرَاهِيم بْن يوسف الهسنْجانيّ، وأهل الرِّيّ.
591- يوسف بن واضح البصري المؤدب1 -ن- روى عَنْ: قُدَامة بْن شِهاب، ومُعْتَمر بْن سُلَيْمَان، وغيرهما.
وعنه: ن.، ثمّ روى عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، وعَبْد اللَّه بْن ناجية، وإمام الأئمّة ابن خُزَيْمَة، وآخرون.
مات سنة إحدى وخمسين.
592- يوسف بْن يعقوب النَّجاحيّ2:
عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة.
وعنه: الهَيْثَم بْن كُلَيْب، وأَبِي عَبْد اللَّه المَحَامِليّ، وإسماعيل الورّاق.
وثقَّه الخطيب.
وكنيته: أَبُو بَكْر.
593- يونس بْن يعقوب:
أَبُو إدريس البغدادي3.
عن: هيثم بْن بشير، وأبي معاوية.
وقال محمد بْن مَخْلَد: ثقة، سمعنا منه.
قلت: حديثه عالٍ عند الكنديّ.
"الكنى":
594- أَبُو أَحْمَد بْن هارون الرشيد4.
كان آخر أولاد أبيه موتًا.
__________
1 التهذيب "11/ 427".
2 تاريخ بغداد "14/ 306".
3 انظر: تاريخ بغداد "14/ 352".
4 تاريخ الطبري "9/ 286".(19/277)
تُوُفّي فِي خلَافة ابن أخيه المعتزّ بالله سنة أربعٍ وخمسين.
595- أَبُو حمزة الخُرَاسانيّ الزّاهد1:
من كبار مشايخ الصوفية.
ذكره أبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ.
تُوُفّي سنة ستين ومائتين، وقيل: سنة تسعين. فَسيُعاد.
596- أَبُو الْعَبَّاس القَلَوَّرِيّ البصْريّ2 -د- فِي اسمه أقوال، أحدها: محمد بْن عَمْرو، وأصحّها: أَحْمَد بْن عَمْرو.
سَمِعَ: سعَيِد بْن عامر الضُّبَعيّ، ويعقوب الحضْرميّ، وجماعة.
وعنه: د.، ومحمد بْن محمد الباغَنْديّ، ومحمد بْن جرير الطَّبَريّ، وجماعة.
تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين.
597- أبو عبيد البسري، بسر حوران3:
الصوفي الزّاهد.
واسمه: محمد بْن حسّان الغسّانيّ.
حدَّث عَنْ: سعَيِد بْن منصور، وآدم بْن أَبِي إياس، وأَبِي الْجَمَاهِر محمد بْن عثمان، وأَحْمَد بْن أَبِي الحواري، وجماعة.
وعنه: ولداه نجيب وعُبَيْد، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مروان، والقاسم بْن عيسى القصّار، وآخرون.
قَالَ ابن الجلَاء: لقيت ستّمائة شيخ ما رَأَيْت مثل أربعة: ذا النُّون المصريّ، وأبا تُراب النَّخْشَبيّ، وأبا عُبَيْد البُسْريّ، ووالدي.
وعن أَبِي عبيد قَالَ: سَأَلت الله تعالى ثلَاثَ حوائج، فقضى لي اثنتين. ومنعني واحدة. سَأَلْتُهُ أنْ يذْهب عنّي شهوة الطّعام، فما أبالي أكلت أم لا، وسألته أن يذهب
__________
1 طبقات السلمي "326".
2 التهذيب "12/ 146".
3 طبقات السلمي "147-192"، وطبقات ابن الملقن "362".(19/278)
عني شهوة النَّوم، فما أبالي نمتُ أم لَا، وسألته أنْ يذهِب عنّيِ شهوة النساء، فما فعل.
وقال السُّلَميّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر البَجَليّ: سَمِعْتُ أَبَا عثمان الأدميّ يَقُولُ: كَانَ أَبُو عُبَيْد البُسْريّ إذا كَانَ أوّل شهر رمضان يدخل البيت ويقول لامرأته: طيني باب بيتي، وألْقِ إليَّ كلّ لَيْلَةٍ مِنَ الطّاقة رغيفًا.
قَالَ: فلمّا كَانَ يوم العيد رَفَست الباب، فوجدتُ ثلَاثين رغيفًا موضوعة فِي الزّاوية، لَا أكل ولا شرِب، ولا تهيّأ للصّلَاة، بقي عَلَى صومٍ واحد إلى آخر الشّهر.
هذه حكاية بعيدة الصّحة، وفيها مخالفة السنة بالوصال، وفيها ترك الْجُمعة للجماعة، وغير ذَلِكَ ذكرتها للفُرْجَة لَا للحُجّة.
وهذه الحكاية أمثل منها: قَالَ أَبُو بَكْر محمد بْن دَاوُد الرَّقّيّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر بْن مُعَمِّر: سَمِعْتُ أَبَا حسّان قَالَ: أتى أَبُو عُبَيْد عكّا هُوَ ووُلده، فأقاموا بها شهر رمضان، يُصلح لَهُ أولَاده كُلّ يوم إفطاره، ثمّ يوجّهون بِهِ إِلَيْهِ مَعَ غلَام أسود. فإذا أتى بِهِ إِلَيْهِ قَالَ لَهُ الشَّيْخ: اجلس فكُلْهُ، ولا تقُلْ لهم شيئًا. ويُفْطر هو عَلَى تمرةٍ واحدة.
قَالَ الرَّقّيّ: وثنا أَبُو بَكْر بْن معمر: سمعت ابن أبي عبيد البسري يحُدّث عَنْ أَبِيهِ أنّه غزا سنة مِنَ السِّنين، فخرج فِي السَّرِيّة، فمات المهْر الَّذِي كَانَ تحته وهو فِي السّريّة.
قَالَ أَبِي: فقلت: يا ربّ "أحْيه"1 حتّى نرجَع إلى بُسْر. فإذا المهر قائم.
فلمّا غَزا ورجع قَالَ: يا بُنَيَّ "ارفع السَّرْج"2 عَنِ المهر. قلت: إنّه عَرِق. فقال: يا بُنَيّ إنّه عارية. فلمّا أخذت السَّرْج خرّ المهر ميّتًا.
وثنا ابن مالَوَيْه، عَنْ عَبْد الواحد بْن بَكْر الوَرثانيّ، عَنِ الرَّقّيّ ". . . "3 يجهل ما لها.
وقد روى لَهُ ابن جَهْضَم حكايات من هذا النمط ". . . "4.
__________
1 بياض في الأصل.
2، 3، بياض في الأصل.
4 انظر السابق.(19/279)
مات سنة ستين ومائتين، رحمه اللَّه ورضي عنه.
- المهري "القيرواني"1.
هو عبد الملك.
__________
1 سبقت الترجمة له.(19/280)
الفهرس العام للكتاب:
الموضوع رقم الصفحة:
الطبقة السادسة والعشرون:
"سنة إحدى وخمسين ومائتين:
3 المتوفون في هذه السنة.
3 خروج الحسين بن أحمد بقزوين.
3 خروج أحمد بن عيسى العلوي بالري.
3 إفساد إسماعيل بن يوسف موسم الحج.
"ثم دخلت سنة اثنتين وخمسين ومائتين".
3 المتوفون هذه السنة.
4 خلع المستعين وبيعة المعتز.
4 تتويج المعتز لأخيه أبي أحمد.
4 ولاية ابن أبي الشوارب قضاء القضاة.
4 نفي أبي أحمد إلى واسط.
5 إبعاد ابن المعتصم.
5 ولاية ابن خاقان مصر.
"سنة ثلاث وخمسين ومائتين".
5 المتوفون هذه السنة.
5 أخذ هراة.
5 هزيمة ابن أبي دلف.
5 خلعة المعتز على بغا.
6 مقتل وصيف.
6 كسوف القمر.
6 غزو ابن معاذ بلاد الروم.
6 هزيمة الكوكبي.
6 وفاة ابن خاقان.
"سنة أربع وخمسين ومائتين".
6 المتوفون هذه السنة.(19/281)
"سنة خمس وخمسين ومائتين".
7 المتوفون هذه السنة.
7 فتنة الزنج بالبصرة.
7 دخول مفلح طبرستان وآمل.
7 الوقعة بين ابن الليث وابن المغلس.
7 خروج ابن قريش عن الطاعة.
7 أخذ ابن وصيف لكتاب المعتز.
8 ظهور عيسى وعلي العلويين.
8 خلع المعتز وقتله.
9 مقتل أبي نوح وابن إسرائيل.
9 بيعة المهتدي.
"سنة ست وخمسين ومائين".
9 المتوفون هذه السنة.
9 مقتل صالح بن وصيف.
10 كتاب وصيف بن صالح.
10 كلام المهتدي.
11 ثورة العامة والقواد على الأتراك.
11 اقتراب الزنج من البصرة.
11 قتل بايكباك.
12 مقتل المهتدي.
12 بيعة أحمد بن المتوكل.
13 مقتل ابن بغا.
13 لهو المعتمد وكراهية الناس له.
13 دخول الزنج البصرة.
13 ظهور الطالبي بالكوفة.
13 غلبة الطالبي على الري.
13 الحج هذا الموسم.
13 قتل صالح بن وصيف.
"سنة سبع وخمسين ومائتين".
14 المتوفون هذه السنة.
14 خراب البصرة.(19/282)
14 مقتل ملك الروم.
"سنة ثمان وخمسين ومائتين".
15 المتوفون هذه السنة.
15 حرب الموفق للزنج.
15 الوباء بالعراق.
16 ذكر الزلازل.
16 إدعاء زعيم الزنج علم الغيب.
16 مقتل البحراني.
"سنة تسع وخمسين ومائتين".
16 المتوفون هذه السنة.
16 مواصلة الحرب مع الزنج.
17 مقتل أمير الكوفة.
17 هزيمة الروم ومقتل مقدمهم.
17 ملك ابن الليث نيسابور وخراسان.
"سنة ستين ومائتين".
17 المتوفون هذه السنة.
18 الوقعة بين ابن الليث والحسن العلوي.
18 الغلاء بالحجاز والعراق.
18 إغارة العرب على حمص.
18 استيلاء الروم على لؤلؤة.
18 شعر لرئيس الزنج.(19/283)
رجال هذه الطبقة على الترتيب الأبجدي "حرف الألف"
19 1- أَحْمَد بْن إبْرَاهِيم بْن مِهْران. البوشنجي
19 2- أحمد بن آدم.
19 3- أحمد بن إسرائيل بن حسين.
20 4- أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن نُبيْه.
21 5- أحمد بن الأسود قاضي قرقيسيا.
21 6- أحمد بن أيوب النيسابوري العطار.
21 7- أحمد بن أبي أيوب البخاري.
22 8- أحمد بن بديل بن قريش قاضي الكوفة.
23 9- أحمد بن جبير الأنطاكي.
24 10- أحمد بن جعفر المعقري اليمني.
24 11- أحمد بن الجهم الكوفي الرازي.
25 12- أحمد بن جواد التميمي النيسابوري.
25 13- أحمد بن الحارث البغدادي.
25 14- أحمد بن الحسين بن عباد النسائي.
25 15- أحمد بن حفص بن عبد الله بن راشد السلمي.
26 16- أحمد بن خلاد البصري العطار.
26 17- أحمد بن داود الفحام.
26 18- أحمد بن سعد بن أبي مريم.
26 19- أحمد بن سعيد بن بشر الهمداني.
27 20- أَحْمَد بْن سعَيِد بْن صَخْر بْن سُلَيْمَان.
27 21- أحمد بن سعيد الرباطي الأشقر.
28 22- أحمد بن سعيد بن يعقوب الكندي.
28 23- أَحْمَد بْن سٍنان بْن أسد بْن حِبّان.
28 24- أحمد بن سنان القشيري الحرقني.
29 25- أحمد بن الضحاك البغدادي الخشاب.
29 26- أحمد بن العباس بن الهيثم البوسنجي.
29 27- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن سويد بن منجوف.
29 28- أحمد بن عبد الله بن حكيم الفرياناني المروزي.
30 29- أَحْمَد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بن أبي السفر.(19/284)
30 30- أحمد بن عبد المؤمن المصري الصوفي.
31 31- أحمد بن عبد الواحد بن عبود التميمي.
31 32- أحمد بن عبد الواحد الرمادي.
31 33- أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي.
31 34- أحمد بن علي بن عمران الجرجاني.
32 35- أحمد بن علي بن محمد العمي البصري.
32 36- أحمد بن عمرو بن ربيعة الحرشي.
32 37- أحمد بن عمران بن سلامة الأخفش.
32 38- أحمد بن الفرات بن خالد.
35 39- أحمد بن فضالة بن إبراهيم.
35 40- أحمد بن الفضل العسقلاني.
35 41- أحمد بن فضيل بن سالم الرملي.
35 42- أحمد المستعين بالله العباسي.
37 43- أحمد بن محمد بن سعيد الوزان.
37 44- أحمد بن محمد بن أنس القربيضي.
37 45- أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي.
38 46- أحمد بن محمد بن الزبير الأطرابلسي.
38 47- أَحْمَد بْن محمد بْن سعَيِد بْن جَبَلَة الصيرفي.
38 48- أَحْمَد بْن محمد بْن عُمَر بْن يونس اليمامي.
39 49- أحمد بن محمد بن عيسى السكوني.
39 50- أحمد بن مرحوم الرازي.
39 51- أَحْمَد بْن المُعَافَى بْن يزيد العِجْليّ المَوْصِليّ.
39 52- أَحْمَد بْن المِقْدام بْن سُلَيْمَان بْن الأشعث.
40 53- أحمد بن منصور بن سلمة الخزاعي.
40 54- أحمد بن منصور بن راشد المروزي.
40 55- أحمد بن وزير بن بسام قاضي إصبهان.
41 56- أحمد بن الوليد بن أبان الكرابيسي.
41 57- أَحْمَد بْن يحيى بْن عطاء البغداديّ الجلَاب.
41 58- أحمد بن يحيى الجرجاني بياع السابري.
42 59- أحمد بن الإمام مالك بن أنس.
42 60- أحمد بن يحيى بن قاضي البصرة أبي يوسف.(19/285)
42 61- أحمد بن يزيد الحلواني المقرئ.
43 62- أحمد بن يزداد بن حمزة الخياط.
43 63- أبان بن أبي الخصيب.
43 64- إبراهيم بن أحمد بن يعيش.
44 65- إبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن يحيى بْن سَلَمَة.
44 66- إبراهيم بن جابر المروزي المعروف بالبح.
44 67- إبْرَاهِيم بْن المتوكّلُ عَلَى اللَّه جعْفَر بْن المُعْتَصمِ.
44 68- إبراهيم بن الحسن بن الهيثم المصيصي.
45 69- إبراهيم بن سعد العلوي الحسني البغدادي.
45 70- إبراهيم بن سعيد الجوهري الحافظ.
45 71- إبراهيم بن سندولة الهمداني.
46 72- إبراهيم بن عامر بن إبراهيم بن واقد.
46 73- إبْرَاهِيم بْن عُمَر بْن حفص بْن مَعْدان.
46 74- إبراهيم بن محمد الزهري.
46 75- إبراهيم بن مجشر بن معدان.
47 76- إبراهيم بن مروان بن محمد الطاطري.
47 77- إبراهيم بن ناصح المدني الإصبهاني.
48 78- إبراهيم بن يعقوب السعدي الجوزجاني.
49 79- إبراهيم بن أيوب عيسى المصري الطحاوي.
49 80- إبراهيم بن أبي خالد الأرغياني الهروي.
49 81- إدريس بن جعفر بن إدريس العتبي الزاهد.
49 82- إدريس بن حاتم بن الأحنف الواسطي.
50 83- إدريس بن الحكم العنزي.
50 84- إدريس بن سليمان بن أبي الرباب.
50 85- إدريس بن عيسى المخرمي القطان.
50 86- أزهر بن جميل البصري الشطي.
51 87- إسحاق بن إبراهيم بن محمد الباهلي.
51 88- إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم بن يعقوب المصري الخفاف.
51 89- اسحاق بن ابراهيم بن عبد الرحمن البغوي.
51 90- إسحاق بن إبراهيم بن موسى الجرجاني.
52 91- إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم بْن حبيب بْن الشهيد.(19/286)
52 92- إسحاق بن إبراهيم بن الغمرِ الغساني.
52 93- إسحاق بن إسماعيل بن العلاء الأيلي.
53 94- إسحاق بن بهلول بن حسان.
54 95- إِسْحَاق بْن حاتم بْن بيان المدائنيّ العلَاف.
54 96- إسحاق بن حنبل بن هلال بن أسد.
55 97- إسحاق بن داود السمرقندي.
55 98- إسحاق بن سويد الرملي.
55 99- إسحاق بن شاهين الواسطي.
56 100- إسحاق بن صالح بن عطاء الواسطي.
56 101- إسحاق بن الضيف الباهلي العسكري.
56 102- إسحاق بن عباد بن موسى الختلي.
57 103- إسحاق بن الفيض بن سليمان.
57 104- إسحاق بن منصور بن بهرام المروزي.
58 105- إِسْحَاق بْن وهْب بْن زياد الواسطيّ العلَاف.
58 106- إسحاق بن وهب بن عبد الله الطهرمسي.
58 107- أسد بْن سعَيِد بْن كثير بْن عُفَيْر.
59 108- أسد بن عمار بن أسد التميمي.
59 109- إسماعيل بن إبراهيم الحمدوني الشاعر.
59 110- إسماعيل بن بشر بن منصور السليمي.
60 111- إسماعيل بن حبان بن واقد الثقفي.
60 112- إسماعيل بن أبي الحارث أسد بن شاهين.
60 113- إسماعيل بن عمرو بن سعيد السكوني.
61 114- إسماعيل بن المتوكل الحمصي.
61 115- إسماعيل بن يوسف الديلمي العابد.
61 116- إسماعيل بن يزيد الإصبهاني القطان.
62 117- أشناس التركي.
62 118- أيوب بن حسان الدقاق.
62 119- أيوب بن الحسن النيسابوري.
63 120- أيوب بن الوليد البغدادي الضرير.
63 121- أيوب الحمال.(19/287)
"حرف الباء".
63 122- بُخْتيشوع بْن جبريل النَّصْرانيّ الطّبيب.
64 123- بشر بن آدم بن يزيد البصري.
64 124- بشر بن خالد العسكري الفرائضي.
64 125- بشر بن عبد الوهاب الدمشقي.
65 126- بشر بن مطر بن ثابت الواسطي.
65 127- بغا التركي الصغير المعروف بالشرابي.
66 128- بكار بن عبد الله بن بسر القرشي.
66 129- بكر بن عبد الوهاب المدني.
"حرف الجيم".
67 130- جابر بْن كُرْديّ بْن جَابرِ الواسطي البزاز.
67 131- جعفر بن أحمد بن عوسجة السامري.
67 132- جعفر بن عبد الواحد بن جعفر الهاشمي قاضي القضاة.
68 133- جعفر بن محمد بن جعفر المدائني.
68 134- جعفر بن محمد بن ربال البغدادي.
68 135- جعفر بن محمد بن عامر السامري البزاز.
68 136- جعفر بن محمد بن الفضيل الرسعني.
69 137- جعفر بن مسافر الهذلي التنيسي.
69 138- جعفر بن منبر المدائني القطان.
69 139- جعفر بن النضر الواسطي الضرير.
69 140- جميل بن الحسن الأزدي الجهضمي.
"حرف الحاء".
70 141- حاتم بْن بَكْر الضّبّيّ الصَّيْرفيّ.
70 142- الحارث بن أسد بن معقل الهمداني.
70 143- حامد بن داود الشاشي.
70 - حبتر، عبد الملك.
71 144- حبيش بن الطوسي الثقفي.
71 145- حجاج بن حمزة العجلي الرازي.
71 146- حجاج بن يوسف بن حجاج.
72 147- حجاج بن يوسف بن قتيبة.
73 148- الحسن بن إبراهيم البياضي.(19/288)
73 149- الحسن بن داود بن مهران الأزدي.
73 150- الحسن بن سميط البخاري.
73 151- الحسن بن طازاد الموصلي.
74 152- الحسن بن عبد الله بن منصور الأنطاكي.
74 153- الحسن بن عبد الرحمن المستملي.
74 154- الحسن بن عبد العزيز بن ضابيء.
76 155- الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي.
77 156- الحسن بن عطاء بن يزيد الإصبهاني.
78 157- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن حَرْب بْن محمد الطائي.
78 158- الحسن بن علي بن عيسى البلقاوي.
79 159- الْحَسَن بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الرضا بن موسى.
79 160- الحسن بن علي بن مهران المتوثي.
79 161- الحسن بن المبارك الأنماطي.
80 162- الْحَسَن بْن محمد بْن بكّار بْن بلَال العاملي.
80 163- الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني.
81 164- الحسن بن مدرك السدوسي.
81 165- الحسن بن منصور البغدادي الشطوي.
82 166- الحسن بن أبي يحيى الأصم البصري.
82 167- الحسين بن بيان الشلاثائي.
82 168- الحسين بن الجنيد الدامغاني.
82 169- الحسين بن الحسن بن مهران الإصبهاني.
83 170- الحسين بن سعيد المخرمي.
83 171- الحسين بن السكن البصري.
83 172- الحسين بن سيار البغدادي.
83 173- الحسين بن عبد الرحمن الجرجرائي.
84 174- الحسين بن عبد الله بن محمد الواسطي.
84 175- الحسين بن عبد السلام المصري.
84 176- الحسين بن علي بن الأسود العجلي.
85 177- الحسين بن محمد بن شنبة الواسطي.
85 178- الحسين بن أبي زيد الدباغ.
85 179- حفص بن عمر بن ربال بن إبراهيم بن عجلان.(19/289)
86 180- حمدان بن سهل البلخي.
86 181- حمدان بن عمر البغدادي السمسار.
86 182- حمزة بن العباس المروزي.
86 183- حمزة بن عون المسعودي الكوفي.
87 184- حمزة بن نصير المصري العسال.
87 185- حميد بن الربيع بن مالك اللخمي الكوفي.
88 186- حميد بن زنجويه.
88 187- حم بن نوح بن محمد الأنصاري.
89 188- حنين بن إسحاق العبادي النصراني.
89 189- حوثرة بن محمد المنقري الوراق.
89 190- حيدرة بن إبراهيم البغدادي.
"حرف الخاء".
90 191- خشيش بن أصرم النسائي.
"حرف الدال".
90 192- داود بن سليمان العسكري.
90 193- داود بن عبد الغفار بن داود الحراني.
91 194- داود بن قاسم بن إسحاق الجعفري.
91 195- داود بن يحيى الصوفي الإفريقي.
"حرف الراء".
91 196- الربيع بن سليمان الجيزي الأعرج.
91 197- رجاء بن الجارود البغدادي الزيات.
92 198- رجاء بن سهل الصاغاني.
92 199- رجاء بن صهيب الإصبهاني الجرواني.
92 200- رجاء بن عبد الرحيم القرشي الهروي.
93 201- رجاء بن عيسى الجوهري الكوفي.
93 202- رزق الله بن موسى الناجي الكلوذاني.
93 203- رشدين بن عبد العزيز المخزومي.
93 204- روح بن عبد الرحمن البوشنجي.
94 205- روح بن الفرج البزاز.
"حرف الزاي".
94 206- زاهر بن خالد السمرقندي.(19/290)
94 207- الزبير بن بكار بن عبد الله.
96 - الزبير بن جعفر "المعتز بالله".
96 208- زكريّا بْن يحيى بْن الحارث بْن ميمون البصري.
96 209- زكريّا بْن يحيى بْن زكريّا بْن أَبِي زائدة.
96 210- زكريا بن يحيى بن عمر الطائي.
97 211- زكريا بن يحيى المصري العبدري.
97 212- زكريا بن يحيى الزاهد الكردي الهروي.
98 213- زكريا بن يحيى بن أيوب المدائني.
98 214- زكريا بن يحيى بن زكريا.
98 215- زكريا بن يحيى بن خلاد المنقري.
99 216- زكريا بن يحيى بن أسد المروزي.
99 - زكريا بن يحيى كاتب العمري.
99 - زكريا بن يحيى البلخي اللؤلؤي.
99 - زكريا بن يحيى السجزي.
99 217- زياد بن أيوب الطوسي.
100 218- زُهَير بْن محمد بْن قُمَيْر بْن شُعْبَة.
101 219- زياد بْن يحيى بْن زياد بْن حسّان.
101 220- زيد بن أخزم الطائي البصري.
101 221- زيد بن خرشة بن زيد الذهلي.
"حرف السين".
102 222- سختويه بن مازيار النيسابوري.
102 223- السري بن عاصم الهمداني.
102 224- السري بن المغلس السقطي.
104 225- السري بن مهران الرازي.
104 226- سعد بن معاذ المروزي.
105 227- سعيد بن أيوب بن موسى الهمداني.
105 228- سعيد بن بحر القراطيسي البغدادي.
105 229- سعيد بن رحمة بن نعيم المصيصي.
105 230- سعيد بن عبد الله الهمداني السواق.
106 231- سعيد بن عبد الرحمن البغدادي.
106 232- سعيد بن عيسى الكريزي البصري.(19/291)
106 233- سعيد بن مروان البغدادي.
106 234- سعيد بن محمد بن ثواب البصري.
107 235- سعيد بن نصير البغدادي الوراق.
107 236- سعيد بن هاشم الكاغدي السمرقندي.
107 237- سعيد بن يزيد بن معيوف الحجوري.
107 238- سعيد بن يزيد التيمي.
108 239- سلمة بن أحمد بن أبي نافع.
108 240- سلمة بن مكمل المدلجي المصري.
108 241- سلم بن جنادة بن سلم العامري.
109 242- السلم بن يحيى الطائي الحجراوي.
109 243- سليمان بن بشار الخراساني.
109 344- سليمان بن داود بن حماد المهري.
110 245- سليمان بن داود الثقفي القزاز.
110 246- سُلَيْمَان بْن عَبْد الجبار بْن زُرَيْق السّامرّي.
110 247- سليمان بن عبد الرحمن بن حماد الطلحي.
111 248- سليمان بن محمد بن سليمان الرعيني.
111 249- سليمان بن معبد السنجي المروزي.
111 250- سليمان بن نصر المري الأندلسي.
111 251- سليم بن مجاهد بن يعيش البخاري.
112 252- سهل بن محمد السجستاني.
"حرف الشين".
113 253- شجاع بن الوليد البخاري.
113 254- شعيب بن عبد الحميد بن بسطام الواسطي.
114 255- شفيع بن إسحاق البخاري المحتسب.
114 256- شمر بن حمدويه اللغوي.
"حرف الصاد".
114 257- صالح بْن أَبِي صالح عَبْد الله بن صالح.
115 258- صرد بن حماد الصيرفي.
115 259- صالح بن الهيثم الواسطي.
115 260- صفوان بن عمرو الحمصي.(19/292)
"حرف الطاء".
115 261- طاهر بْن خَالِد بْن نزار الأيلي.
116 262- طليق بن محمد بن السكن الواسطي.
"حرف العين".
116 263- عامر بْن شُعَيب الْأرْغِيانيّ الإسْفَنْجيّ.
116 264- الْعَبَّاس بْن أَبِي طَالِب جعْفَر بْن عَبْد الله.
117 265- العباس بن الحسن البلخي البغدادي.
117 266- العباس بن سعيد المصري الخواص.
117 267- العباس بن الفرج الرياشي النحوي.
118 268- العباس بن يزيد بن أبي حبيب البحراني.
118 269- عبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي.
118 270- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن زُكَيْر بْن غزوان الحنفي.
119 271- عبد الله بن إسحاق الواسطي الناقد.
119 272- عبد الله بن إسحاق الجوهري "بدعة".
119 273- عَبْد اللَّه بْن إِسْمَاعِيل بْن يزيد بْن حجر.
119 274- عَبْد اللَّه بْن الحَسَن بْن حفص الهَمْدانيّ.
120 275- عَبْد اللَّه بْن الحَكَم بْن أَبِي زياد القطواني.
120 276- عبد الله بن حمزة الزبيري.
120 277- عبد الله بن خبيق الأنطاكي الزاهد.
121 278- عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر بْن محمد بْن الزبير الأموي.
121 279- عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي.
122 280- عبد الله بن شبيب الربعي.
122 281- عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الفضل الدارمي.
124 282- عَبْد اللَّه بْن عَبْد الصَّمد بْن أَبِي خداش الموصلي.
125 283- عَبْد اللَّه بْن أَبِي رومان عَبْد الملك بن يحيى.
125 284- عبد الله بن عمر بن يزيد الزهري الإصبهاني.
125 285- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أَبِي يزيد الخلنجي.
127 286- عبد الله بن محمد بن الحجاج الصواف.
127 287- عبد الله محمد بْن عَبْد اللَّه بْن هلَال المصريّ.
127 288- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن المسور.
128 289- عبد الله بن محمد بن المهاجر الفقيه فوزان.(19/293)
128 290- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن سَوْرة. البلْخيّ "مت"
128 291- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى بن أبي بكير.
129 292- عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي.
129 293- عبد الله بن محمد بن التوزي البصري.
129 294- عبد الله بن محمد بن خلاد العراقي.
129 295- عبد الله بن مخلد التميمي النيسابوري.
130 296- عبد الله بن أبي المورة الأنباري.
130 - عبد الله بن هارون.
130 297- عبد الله بن هاشم بن حيان الطوسي.
131 298- عَبْد الجبّار بْن خَالِد بْن عِمران الفقيه.
131 299- عبد الحميد بن حماد البعلبكي.
131 300- عبد الحميد بن عصام الجرجاني.
132 301- عبد الرحمن بن إبراهيم بن عيسى القرطبي.
132 302- عبد الرحمن بن بشر بن الحكم العبدي.
133 303- عبد الرحمن بن الحسن السلمي.
134 304- عبد الرحمن بن الحسين الحنفي الهروي.
134 305- عبد الرحمن بن خالد بن يزيد الرقي القطان.
134 306- عَبْد الرَّحْمَن بْن خَلَف بْن عَبْد الرَّحْمَن البصري.
134 307- عَبْد الرحمن بْن عَبْد الله بْن عبد الحكم بن أعين.
135 308- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الغفّار بْن دَاوُد الحراني.
135 309- عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن هشام بْن زبر.
135 310- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن المدني.
136 311- عبد الرحمن بن الوليد الجرجاني.
136 312- عبد الرحيم بن منيب الأسعردي.
136 313- عبد السلام بن إسماعيل العثماني الحداد.
136 314- عبد السلام بن عتيق الدمشقي.
136 315- عبد الغني بن رفاعة اللخمي المصري.
137 316- عَبْد الغني بْن عَبْد العزيز بْن سلَام العسال.
137 317- عَبْد القُدُّوس بْن محمد بْن عَبْد الكبير المعولي.
137 318- عبد الملك بن أصبغ القرشي.
138 319- عبد الملك بن قطن المهري.(19/294)
138 320- عبد الوارث بن عبد الصمد التنوري.
138 321- عبد الوارث بن الحسن بن عمرو البيساني.
139 322- عبد الوهاب بن عبد الحكم بن نافع الوراق.
139 323- عبد الوهاب بن سعيد القضاعي.
139 - عبد الوهاب الأشجعي.
140 324- عَبْد رَبّ بْن خَالِد بْن عَوْذة التُّجَيْبيّ.
140 325- عبدوس بن بشر الرازي.
140 326- عَبْدة بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْدة الصّفّار.
140 327- عبيد الله بن سريج بن حجر.
141 328- عُبَيْد اللَّه بْن سَعْد بْن إِبْرَاهِيم بْن سَعْد.
141 329- عُبَيْد اللَّه بْن محمد بْن يزيد بْن خنيس.
142 330- عبيد الله بن يوسف الجبيري.
142 331- عُبَيْد بْن آدم بْن أَبِي إياس العسْقلَانيّ.
142 332- عبيد بن محمد بن القاسم النيسابوري.
143 333- عنبس بن إسماعيل القزاز.
143 334- عتيق بن محمد بن سعيد الحرشي.
143 335- عتيق بن مسلمة بن عتيق المصري.
143 336- عثمان بن صالح بن سعيد الخلقاني.
144 337- عثمان بن عفان السجستاني.
144 338- عريب المغنية.
145 339- عصام بن خون.
145 340- عقيل بن يحيى الأسود الطهراني.
146 341- علقمة بن عمرو بن حصين الدارمي.
146 342- العلاء بن سالم.
146 343- علي بن أحمد الجواربي الواسطي.
146 344- علي بن حرب الجنديسابوري.
147 345- علي بن الحسن الذهلي الأفطس.
147 346- عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن بكُيْر بْن واصل الحضرمي.
147 347- علي بن الحسن بن عبيد الشيباني.
148 348- علي بن الحسين بن مطر الدرهمي.
148 349- علي بن خرشم بن عبد الله المروزي.(19/295)
148 350- علي بن زنجلة الرازي.
149 351- علي بن سعيد بن جرير النسائي.
149 352- علي بن سعيد بن شهريار الرقي.
149 353- عَلِيّ بْن سَلَمَةَ بْن شقيق بْن عُقْبَةَ.
150 354- علي بن شعيب بن عدي السمسار.
150 355- علي بن عاصم الثقفي الإصبهاني.
150 356- علي بن عبد المؤمن الزعفراني.
151 357- علي بن عبدة التميمي المكتب.
151 358- علي بن عمرو بن الحارث الأنصاري.
151 359- علي بن المثنى الطهوي.
152 360- علي بن محمد بن معاوية النيسابوري.
152 361- علي بن محمد بن أبي الخصيب الوشاء.
152 362- علي بن محمد بن زكريا نزيل الرقة.
152 363- عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي المضاء.
153 364- علي بْن محمد بْن علي بْن مُوسَى بن جعفر.
153 365- علي بن مسلم بن سعيد الطوسي.
154 366- علي بن معبد بن نوح البغدادي.
154 367- علي بن المنذر الطريقي الأودي.
154 368- عمّار بْن خَالِد بْن يزيد الواسطيّ التمار.
154 369- عمران بن قطن البخاري الفرخشي.
155 370- عمر بن نصر النهرواني.
155 371- عمرو بن بحر الجاحظ.
155 372- عمرو بن عبد الله الأودي.
155 373- عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير الحمصي.
156 374- عمرو بن معمر العمركي.
156 375- عيسى بن إسحاق النرسي.
156 376- عيسى بن عبد الله بن سليمان العسقلاني.
157 377- عيسى بن عثمان النهشلي الكوفي.
157 378- عيسى بن مح مد بن إسحاق الرملي.
"حرف الفاء".
158 379- الفتح بن الحجاج الحرشي.(19/296)
158 380- الفضل بْن جعْفَر بْن عَبْد اللَّه بْن الزبرقان.
159 381- الفضل بن سهل البغدادي الأعرج.
159 382- الفضل بن يعقوب الجزري.
160 383- الفضل بن يعقوب الرخامي.
160 384- فضل جارية المتوكل.
"حرف القاف".
161 385- القاسم بن بشر البغدادي.
161 386- القاسم بن سعيد بن المسيب التميمي.
161 387- القاسم بن الفضل بن بزيع البغدادي.
161 388- القاسم بْن محمد بْن عبّاد بْن عبّاد المهلبي.
162 389- القاسم بن هاشم بن سعيد السمسار.
162 390- القاسم بن يزيد بن كليب المقرئ الوزان.
"حرف اللام".
162 391- ليث بن الفرج بن راشد البغدادي.
"حرف الميم.
163 392- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الجبار الباهلي.
163 393- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن عتبة الأندلسي.
164 394- محمد بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن مدَّويْه الترمذي.
164 395- محمد بن أحمد بن يزيد الجمحي المدني.
165 396- محمد بن إبراهيم الأنماطي "مربع".
165 397- محمد بن إبراهيم بن قحطبة البغدادي.
165 398- محمد بن الأزهر بن حريث السجزي.
165 399- محمد بن الأزهر الفقيه الحنفي.
166 400- محمد بن إسحاق الضبي البغدادي.
166 401- محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري الإمام.
169 - فصل.
176 - فصل في ذكائه وسعة علمه.
178 - فضل في ثناء الأئمة على البخاري.
182 - فصل في ديانته وصلاحه.
185 - فصل في صفته وكرمه.
188 - قصته في الذهلي.(19/297)
195 402- محمد بن إسماعيل البختري الحساني.
196 403- محمد بن إسماعيل بن سمرة.
196 404- محمد بن الأشعث السجستاني.
196 405- محمد بن بزيع النيسابوري.
197 406- محمد بْن بشّار بْن دَاوُد بْن كَيْسان.
199 407- محمد بن بكر بن مدكر الضرير.
199 408- محمد بن بور بن هانئ القرشي.
199 409- محمد بن تميم العنبري.
200 410- محمد بن ثواب بن سعيد الهباري.
200 411- محمد بن جابر بن عقبة.
200 412- محمد بْن أَبِي الثّلج عَبْد اللَّه بْن إسماعبل الرازي.
201 413- محمد المعتز بالله العباسي الخليفة.
202 414- محمد بن الجنيد الإسفراييني الزاهد.
202 415- محمد بن حرب بن حربان النشائي.
202 416- محمد بن حزابة المروزي الخياط.
203 417- محمد بن حسان بن فيروز الأزرق.
203 418- محمد بن الحسن بن تسنيم العتكي.
203 419- محمد بن الحسن بن جعفر البخاري.
204 420- محمد بن الحسن بن شهريار.
204 421- محمد بن حفص بن عمر الدوري.
204 422- محمد بن خالد الصومعي الطبري.
204 423- محمد بن خالد الرازي الخراز.
205 424- محمد بْن خَالِد الذُّهْليّ.
205 425- محمد بْن خُشَيْش الْجُعْفيّ.
205 426- محمد بن خطاب الموصلي الزاهد.
206 427- محمد بن خلف بن عمار العسقلاني.
206 428- محمد بن داود بن أبي ناجية الإسكندراني.
206 429- محمد بن داود التميمي القنطري.
206 430- محمد بن ديسم الترمذي الدقاق.
207 431- محمد بن زكريا والد ميمون الحافظ.
207 432- محمد بن زكريا القضاعي المصري.(19/298)
207 433- محمد بن زنجويه البصري المؤذن.
207 434- محمد بن زياد بن معروف الرازي.
208 435- محمد بْن زياد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الربيع.
208 436- محمد بن سعد النيسابوري الجلاب.
209 437- محمد بن سعيد الأيلي.
209 438- محمد بن سعيد بن حسان الأندلسي.
209 439- محمد بن سلمة التجيبي.
209 440- محمد بن سهل بن عسكر البخاري.
210 441- محمد بن سهل بن نوح النيسابوري.
210 442- محمد بن سهل بن زنجلة الرازي.
210 443- محمد بن سلام بن السكن البيكندي.
210 444- محمد بن شعيب الأسدي النيسابوري.
211 445- محمد بن صالح بن عبد الله العلوي الحسني الشاعر.
211 446- محمد بْن صالح بْن مِهْران بْن النّطّاح.
211 447- محمد بن عامر الأندلسي.
211 448- محمد بن عامر الرازي القزاز.
212 449- محمد بن عبادة الواسطي.
212 450- محمد بن عبد الله بن طاهر الخزاعي الخراساني.
212 451- محمد بْن عبد الله بْن المبارك المخرّميّ.
213 452- محمد بن عبد الله بن سنجر الجرجاني.
214 453- محمد بن عبد الله بن يزيد المكي.
214 454- محمد بن عبد الرحمن الهروي.
215 455- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَسَن بْن علي الجعفي.
215 456- محمد بْن أَبِي نوح عَبْد الرَّحْمَن بْن غزوان.
216 457- محمد بْن عَبْد الرحيم بْن أَبِي زُهَير العدوي.
216 458- محمد بن عبد الملك بن زنجويه.
216 459- محمد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَمْرو الرَّقّيّ.
217 460- محمد بن عبيد الله بن العظيم الكريزي.
217 461- محمد بْن عثمان بْن أَبِي صفوان بْن مروان الثقفي.
218 462- محمد بن عثمان بن كرامة العجلي.
218 463- محمد بن عقبة بن علقمة البيروتي.(19/299)
219 464- محمد بن عقيل بن خويلد الخزاعي.
219 465- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن.
219 466- مُحَمَّد بْن.
220 467- مُحَمَّد بن خلف الكوفي.
220 468- محمد بن عمر بن هياج الصائدي.
220 469- محمد بن عمر بن الوليد الكندي.
220 470- محمد بن عمر بن أبي مذعور.
221 471- محمد بن عمرو بن أبي مذعور.
221 472- محمد بن عمرو بن يونس التغلبي السوسي.
221 473- محمد بن عمرو بن عون الواسطي.
221 474- محمد بْن عَمْرو بْن حَنَان الكَلبيّ الحمصيّ.
222 475- محمد بن عيسى بن رزين التيمي الرازي.
222 476- أبو عبد الله الإصبهاني الزجاج.
222 477- محمد بن غالب الأنماطي البغدادي.
223 478- محمد بن الفضل الجرجرائي الكاتب.
223 479- محمد بن الفضل بن خداش البخاري.
223 480- محمد بن الفضيل البلخي الزاهد.
224 481- محمد بن قدامة الطوسي.
224 482- محمد بْن كرّام بْن عِرَاق بْن حُزَابَة.
228 483- محمد بن كيسان بن يزيد.
228 484- محمد بن محمد بن خلاد الباهلي.
229 485- محمد بْن محمد بن عقبة بْن السَّكن.
229 486- محمد بْن المُثَنَّى بْن عُبَيْد بْن قيس العنزي.
230 487- محمد بن المثنى بن زياد السمسار.
231 488- محمد بن مسلم القنطري الزاهد.
231 489- محمد بن معاوية ين يزيد بن مالج.
231 490- محمد بن معدان بن عيسى الحراني.
232 491- محمد بن معمر بن ربعي البحراني.
232 492- محمد بن المغيرة الشهرزوري.
232 493- محمد بن منخل بن عبد الله بن حماد النيسابوري.
233 494- محمد بن منصور بن عبد الرحمن السلمي.(19/300)
233 495- محمد بن منصور بن داود بن إبراهيم الطوسي.
234 496- محمد بن موسى بن شاكر المهندس.
235 497- محمد بن المؤمل القيسي.
235 498- محمد بن ميمون المكي الخياط.
235 499- محمد بن أبي ميمون القيرواني.
236 500- محمد بن نجيح بن برد.
236 501- محمد بن نصر بن عبد الخرجاني.
236 502- محمد بن نصر النيسابوري الفراء.
236 503- محمد المهتدي بالله العباسي الخليفة.
238 504- محمد بن هارون المروزي المقرئ.
238 505- محمد بن هارون الربعي البغدادي.
239 506- محمد بن هاشم القرشي البعلبكي.
240 507- محمد بن هشام بن أبي خيرة السدوسي.
240 508- محمد بن هشام بن عيسى المروذي القصير.
240 509- محمد بن وزير بن قيس الواسطي.
241 510- محمد بن الوليد البسري القرشي.
241 511- محمد بن الوليد بن أبان المخرمي القلانسي.
242 512- محمد بن الوليد الفحام البغدادي.
242 513- محمد بن يحيى بن حيوك الهروي.
242 514- محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي.
242 515- محمد بن يحيى بن عبد العزيز اليشكري.
243 516- محمد بن يحيى بن أبي حزم مهران القطعي البصري.
242 517- محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس الذهلي.
248 518- محمد بن يحيى بن موسى الإسفراييني.
249 519- محمد بن يحيى بن أبان العنبري.
249 520- محمد بن يحيى بن عمر الواسطي.
249 521- محمد بن يحيى من ولد النعمان بن سعد.
250 522- محمد بْن يزيد بْن عَبْد اللَّه السُّلَميّ "محمش".
250 523- محمد بن يزيد بن عبد الملك الأسفاطي.
250 524- محمد بن يزيد الطرطوسي المستملي.
251 525- محمد أبو بكر البغدادي.(19/301)
251 526- مالك بن الخليل الأزدي الحمدي.
251 527- مالك بن طوق التغلبي الأمير.
252 528- محمود بن إبراهيم بن محمد بن عيسى الدمشقي.
252 529- محمود بن آدم المروزي.
253 530- محمود بن محمد الأنصاري الظفري.
253 531- المرار بن حمويه بن منصور الثقفي.
254 532- مزداد بن جميل البهراني الحمصي.
255 533- مسرور بن نوح الذهلي.
255 534- مسعود بن يزيد القطان الإصبهاني.
255 535- مسلم بن حاتم الأنصاري البصري.
255 536- مُسلْمِ بْن عَمْرو بْن سابق بْن وَهْبُ.
256 537- معلى بن أيوب المتوكل على الله.
256 538- مَعْن بْن عُمَر بْن مَعْن بْن عُمَر بن كثير بن الزهري.
257 539- المنذر بن شاذان الرازي.
257 540- منصور بن طلحة بن طاهر الأمير الخزاعي.
257 541- مهنأ بن يحيى الشامي الفقيه.
258 542- موسى بن حافظ النحوي.
258 543- موسى بن عيسى الجصاص الفقيه.
259 544- موسى بن سابق بن أبي خديجة المصري.
259 545- موسى بن سعيد الطرسوسي.
259 546- مُوسَى بْن عامر بْن عمارة بْن خُرَيْم المري.
260 547- مُوسَى بْن عَبْد اللَّه بْن مُوسَى الخُزاعيّ.
260 548- موسى بن عيسى بن حماد بن زغبة.
"حرف الهاء".
260 549- هارون بن إسحاق الهمداني.
261 550- هارون بن حميد الواسطي.
261 551- هارون بن سعيد بن الهيثم الأيلي.
261 552- هارون بن سفيان المستملي.
261 - هارون بْن محمد بْن بكّار بْن هلَال.
262 553- هارون بْن مُوسَى بْن أَبِي عَلْقَمَةَ الفَرَويّ.
262 554- هارون بن هزاري القزويني.(19/302)
263 555- هاشم بن خالد القرشي الدمشقي.
263 556- هاشم بن القاسم بن شيبة القرشي.
263 557- الهذيل بن معاوية بن الهذيل الإصبهاني.
264 558- هشام بن عبد الملك بن عمران اليزني.
264 559- هشام بن يونس ين وابل النهشلي.
264 560- الهيثم بن خالد البصري البغدادي.
265 561- الهيثم بن خالد المصيصي.
265 562- الهيثم بن خالد الهروي.
265 563- الهيثم بن مروان بن الهيثم الدمشقي.
"حرف الواو".
265 564- وثّاق بْن عَبْد اللَّه بْن وثاق الأزدي.
265 565- وصيف التركي القائد الأمير.
"حرف الياء".
266 566- ياسين بن النضر القاضي النيسابوري.
266 567- يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن محمد بْن أَبِي عبيدة الهذلي.
267 568- يحيى بن إبراهيم بن مزين القرطبي.
267 569- يحيى بن حبيب بن إسماعيل الأسدي.
268 570- يحيى بن حكيم البصري المقومي.
268 571- يحيى بن خذام الغبري السقطي.
572 269 - يحيى بن الربيع المكي.
269 573- يحيى بن زهير الفهري البغدادي.
269 574- يحيى بن السري بن يحيى الضرير.
269 575- يحيى بْن عثمان بْن سعَيِد بْن كثير الحمصي.
270 576- يحيى بن الفضل البصري الخرقي.
270 577- يحيى بْن محمد بْن معاوية المَرْوزِيّ اللُّؤْلُؤيّ.
270 578- يحيى بن محمد بن السكن البصري.
270 579- يحيى بن معاذ الرازي.
272 580- يحيى بن معلى بن منصور الرازي.
273 581- يحيى بن المغيرة المخزومي.
273 - يحيى بن واقد.
273 582- يزيد بن محمد بن المهلب البصري.(19/303)
273 583- يسار بن سمير العجلي.
274 584- اليسع بن إسماعيل البغدادي الضرير.
274 585- يعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن كثير بْن زيد بن أفلح.
275 586- يعقوب بن إبراهيم الكوفي.
275 587- يعقوب بن إسحاق بن البهلول.
275 588- يعيش بن الجهم الحديثي.
276 589- يوسف بن موسى بن راشد القطان.
276 590- يوسف بن موسى التستري العسكري.
277 591- يوسف بن واضح البصري المؤدب.
277 592- يوسف بن يعقوب النجاحي.
277 593- يونس بن يعقوب البغددي.
"الكنى".
277 594- أبو أحمد بن هارون الرشيد.
278 595- أبو حمزة الخراساني الزاهد.
278 596- أبو العباس القلوري البصري.
278 597- أبو عبيد البسري الزاهد.
280 - المهري القيرواني.
281 فهرس الموضوعات.(19/304)
المجلد العشرون
الطبقة السابعة والعشرون
أحداث سنة إحدي وستين ومائتين
...
بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة السابعة والعشرون:
أحداث سنة إحدى وستين ومائتين:
تُوُفيّ فيها: أَحْمَد بْن سُلَيْمَان الرَّهاويّ الحافظ، وأحمد بْن عَبْد الله بْن صالح العجْليّ الحافظ نزيل طرابلس المغرب، وقاضي القُضاة الحَسَن بْن محمد بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، وشُعيب بْن أيّوب الصَّريفينيّ، وأبو شُعيب السُّوسيّ، وعليّ بْن أشكاب، ومحمد بْن سَعِيد بْن غالب العطّار، ومسلم صاحب الصّحيح، وتمامُ خمسةٍ وخمسين رجلًا ضبطتُ وَفَيَاتهم فِي غير هَذِهِ البُقْعة.
مَيْل الدَّيلم إِلَى الصّفّار:
وفيها مالت الدَّيلم إِلَى يعقوب بْن اللَّيث الصّفّار، وتخلَّت عن الحَسَن بْن زَيْدٍ فأحرق الحَسَن منازلهم وصارَ إِلَى كرْمان.
كتاب المعتمِد لحجّاب خراسان:
وفيها كتب المعتمد كتابًا قُرِئ على من ببغداد من حُجّاج خُراسان والرِّيّ، مضمونه: انّي لم أولِّ يعقوبَ بْن اللَّيْث خُراسان، ويأمرهم بالبراءة منه.
وقعة الزَّنج بالأهواز:
وفيها ولّى المعتمد أبا السّاج الأهواز وحرْب صاحب الزَّنج، فسار إليها، فأقام بها. فبعث إليه قائد الزَّنج عليّ بْن أبان، وبعث إليه أبو السّاج صهره عَبْد الرحمن، فاقتتلوا وكانت وقعة عظيمة، قُتِلَ فيها القائد عَبْد الرَّحْمَن، وانحاز أبو السّاج إِلَى عسكر مكْرم، ودخل الزَّنج الأهواز، فقتلوا وسَبَوا.
ولاية أَحْمَد بْن أسد:
وفيها كتب المعتمد لأحمد بْن أسد بولاية بُخَارى وسَمَرْقَنْد وما وراء النهر.(20/3)
هزيمة ابنُ واصل أمام ابنُ اللَّيْث:
وفيها سار يعقوب بْن اللَّيْث إِلَى فارس، فالتقى هُوَ وابن واصل، فهزمه يعقوب وفَلّ عسكره، وأخذ من قلعة له أربعين ألف ألف درهم فيما بَلَغَنا.
بيعة المعتمد للمفوّض:
وفيها: بايع المعتمد بولاية العهد بعده لابنه المفوّض إِلَى الله، وولّاه المغرب، والشّام، والجزيرة، وأرمينية وضمّ إليه مُوسَى بْن بُغا.
توليه الموفّق العهد:
وولّى أخاه الموفق العهد، بعد ابنه المفوّض جَعْفَر، وولّاه المشرق، والعراق، وبغداد، والحجاز، واليمن، وفارس، وإصبهان، والرِّيّ، وخُراسان، وطَبَرسْتان، وسجِسْتان، والسِّند. وعقد لكلّ واحدٍ منهما لواءين أبيض وأسود، وشرطَ إن حَدَث به حَدَثٌ أنّ الأمر لأخيه إن لم يكن ابنه جَعْفَر قد بلغ. وكتب العهد ونفذه مع قاضي القضاة الحَسَن بن أبي الشّوارب ليعلقه فِي الكعبة، فمات الحَسَن بمكّة بعد الصَّدر.
وَقِيلَ: توفّي ببغداد1.
__________
1 انظر: تاريخ الطبري "9/ 512، 515"، الكامل "7/ 288-290"، البداية والنهاية "11/ 32-35"، النجوم الزاهرة "3/ 42، 44"، صحيح التوثيق "6/ 268".(20/4)
أحداث سنة اثنتين وستّين ومائتين:
فيها تُوُفيّ: حاتم بْن اللَّيث الجوهريّ، وسعَدان بْن يزيد البِزّاز، وعَبّاد بْن الْوَلِيد العَنَزِيّ، وعُمَر بْن شَيْبة النُّميريّ، ومحمد بْن عاصم الثَّقفيّ، ومحمد بْن عَبْد الله بْن بَهْزاد، ومحمد بْن عَبْد الله بْن المستورد البغداديّ، ومحمد بْن عَبْد الله بْن ميمون البغداديّ نزيل الإسكندرية، ويعقوب بْن شَيْبة السَّدوسيّ.
محاربة ابنُ اللَّيْث للمعتمد وهزيمته:
وفيها أعيى الخليفة أمرُ يعقوب بن اللَّيْث، فكتب إليه بولاية خراسان وجُرْجان، فلم يرضَ حَتَّى تَوَافى باب الخليفة، وأضمر فِي نفسه الحكم على الخليفة، والاستيلاء على العراق والبلاد. وعلم المعتمد قصده فارتحل من سرَّ من رَأَى فِي شهر جمادى(20/4)
الآخرة، واستخلف عليها ابنه جعفرًا، وضمّ إليه محمدا المولّد. ثُمَّ نزل المعتمد بالزَّعفرانية.
وسار يعقوب بْن اللَّيْث بجيشٍ لم يُرَ مثله، فَقِيلَ: كانوا سبعين ألفًا، وَقِيلَ: كَانَتْ خُرَّامِيَّة، وثِقَلُه على عشرة آلاف جمل، فدخل واسطًا فِي أواخر شهر جُمَادى الآخرة، فارتحل المعتمد من الزَّعفرانّية إلى سييب بني كوما وإيّاه مسرور البلْخيّ والعسكر. ثُمَّ زحف يعقوب من واسط إِلَى دير العاقول نحو المعتمد. فجهّز المعتمد أخاه الموفّق إِلَى حرب يعقوب، ومعه مُوسَى بْن بُغا ومسرور، فالتقى الجمعان فِي ثالث رجب بقرب دير العاقول، واقتتلوا قتالًا شديدًا، فكانت الهزيمة على الموفّق، ثُمَّ صارت على يعقوب، وولّى أصحابه مُدْبِرين. فَقِيلَ إنّهُ نهِبَ من عسكره عشرة آلاف فرس، ومن الذَّهب ألفا ألف دينار، ومن الدّراهم والأمتعة ما لا يُحصى. وخلّصوا محمد بْن طاهر، وكان مع يعقوب فِي القيود.
ثُمَّ عاد المعتمد إِلَى سامُرّاء، وصار يعقوب إِلَى فارس.
ورد المعتمد على محمد بن طاهر عمله، وأعطاه خمسمائه ألف درهم.
نَهْب الزَّنج للبطيحة:
وفيها بعث الخبيث رأس الزَّنج جيوشه عند اشتغال المعتمد إِلَى البطيحة، فنهبوها وقتلوا وأسروا.
القضاء بسُرّ من رأي:
وفيها ولي قضاء سرَّ مَن رَأَى عليّ بْن محمد بْن أبي الشّوارب.
قضاء بغداد:
وقضاء بغداد إسماعيل بْن إِسْحَاق القاضي.
غَلَبَةُ ابن اللَّيْث على فارس:
وفيها غلب يعقوب بْن اللَّيْث على فارس، وهرب عاملها ابنُ واصل إِلَى الأهواز، وتقوّى يعقوب.(20/5)
وقوع قائد الزَّنج فِي الأسر:
وفيها كَانَتْ وقعة بين الزَّنج وبين الأمير أَحْمَد بْن ليثَويْه صاحب مسرور البلْخيّ، فقتل خلقًا كثيرًا من الزَّنج، وأسر قائدهم الَّذِي يُقَالُ له: الصُّعلوك1.
__________
1 انظر: تاريخ الطبري "9/ 516-529"، الكامل "7/ 292-304"، البداية والنهاية "11/ 35"، النجوم الزاهرة "3/ 44، 45"، صحيح التوثيق "6/ 269".(20/6)
أحداث سنة ثلاثٍ وستين:
تُوُفيّ فيها: أبو الأزهر أَحْمَد بْن الأزهر، وأحمد بْن حرب الطائي، والحسن بْن أبي الرَّبِيع، ومحمد بْن عليّ بن ميمون الرَّقّيّ، ومعاوية بْن صالح الأشعريّ الحافظ.
استيلاء ابنُ اللَّيْث على الأهواز:
وفيها سار يعقوب بْن اللَّيْث إِلَى الأهواز، وأسر الأمير ابنُ واصل، واستولى على الأهواز.
وزارة ابنِ مَخْلد:
وفيها استوزر الْحَسَن بْن مخلد بعد موت عُبَيْد الله بْن يحيى بْن خاقان الوزير.
وزارة ابنِ وهب:
ثُمَّ هرب الْحَسَن إِلَى بغداد خوفًا من مُوسَى بْن بُغا. فاستوزر سُلَيْمَان بْن وهْب.
إخراج ابنُ طاهر من نيسابور:
وفيها غلب أخو شركُب على نيسابور وأخرج عَنْهَا الْحُسَيْن بْن طاهر.
انتصار المسلمين بالأندلس:
وفيها كَانَتْ ملحمة كبيرة بالأندلس، نصر الله فيها الْإِسْلَام، واستشهد طائفة1.
__________
1 انظر: تاريخ الطبري "9/ 530-532"، الكامل "7/ 310"، البداية والنهاية "11/ 35، 36"، النجوم الزاهرة "3/ 46، 47"، صحيح التوثيق "6/ 269".(20/6)
أحداث سنة أربعٍ وستّين:
فيها تُوُفيّ: أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن وهْب، وأحمد بْن يوسف السُّلميّ، وأبو إبراهيم المُرّيّ، ويونس بْن عَبْد الأعلى.
وفاة مُوسَى بْن بُغا:
وَفِي المحرَّم خرج أبو أَحْمَد الموفق، ومعه مُوسَى بْن بُغا إِلَى قُتِلَ الزَّنج. فَلَمَّا نزلا بغداد مات مُوسَى وحُمِل إِلَى سامُرّاء، فَدُفِن بها.
وفاة قبيحة أمِّ المعتزّ:
وَفِي ربيع الأوّل تُوُفيّت قبيحة أمُّ المعتز بالله بسامُرّاء، وكان المعتمد قد أعادها إليها من مكّة وأكرمها.
أسر الروم لعبد الله بْن رشيد بْن كاوس:
وفيها أسرت الروم عَبْد الله بْن رشيد بْن كاوس، وكان قد دخل الروم فِي أربعة آلاف، فأوغلَ فيها وأسرَ وغنِم ورجع، فلمّا نزل البَذَنْدون أقام به ثُمَّ رحل. وتَبِعَتْه البطارقة من كلّ صَوْب وأحْدَقوا به، فنزل جماعة من المسلمين فعرقبوا دوابّهم وقاتلوا إلا خمسمائةٍ من المسلمين انهزموا، وأسر عبد الله بعدما جُرِح جراحات.
الوقعة بين محمد المولدّ والزنّج:
وفيها ولي واسطًا محمد المولّد، فحاربته الزَّنج، فهزمهم محمد، ثُمَّ غلبت الزَّنج ودخلت واسطًا، فهرب أهلُها حُفاةً عراةً، ونهبها الزَّنج وأحرقوها.
غضب المعتمد على الوزير ابنِ وهْب:
وفيها غضب المعتمد على الوزير سُلَيْمَان بْن وهْب وقيّده وانتهب أمواله، واستوزر الْحَسَن بْن مَخْلَد.
عصيان الموفّق:
وفيها أظهر أبو أَحْمَد الموفَّق العصيان، فشخَصَ من بغداد ومعه عَبْد الله بن(20/7)
سُلَيْمَان بْن وهْب، فَلَمَّا قَرُب من سامُرّاء، تحوّل المعتمد إِلَى الجانب الغربيّ، فعسكر به. فنزل أَحْمَد بظاهر سامُراء، ثُمَّ تراسلا واصطلحا فِي آخر السنة، وأطلق سُلَيْمَان بْن وهبْ، وهرب الْحَسَن بْن مَخْلد، وأحمد بْن صالح بن شيرزاد.
محنة الصوفية:
وفيها كانت المحنة على الصُّوفيّة بغلام خليل1.
__________
1 انظر: تاريخ الطبري "9/ 533-541"، الكامل "7/ 316-321"، البداية والنهاية "11/ 36، 37"، النجوم الزاهرة "3/ 47، 48"، صحيح التوثيق "6/ 270".(20/8)
أحداث سنة خمسٍ وستّين:
تُوُفيّ فيها: أَحْمَد بْن مَنْصُورٌ الرّماديّ، وإبراهيم بْن الْحَارِث البغداديّ، وإبراهيم بْن هانئ النَّيسابوريّ، وسَعْدان بْن نصر، وصالح بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد بْن أيّوب المُخرّميّ، وعليّ بْن حرب الطائيّ، وأبو حَفْص النَّيسابوريّ الزّاهد عَمْرو بْن سَلْم، ومحمد بْن الحَسَن العسْكريّ من الأثني عشر، ومحمد بن هارون الفلّاس، وهارون بْن سُلَيْمَان الإصبهانيّ.
إيقاع ابنِ طولون بسيما الطويل فِي أنطاكية:
وفيها خرج أَحْمَد بْن طولون أمير مصر إِلَى الشّام، فحصَر سيما الطّويل بأنطاكيَة إِلَى أن افتتحها وقتل سِيما.
التحاق المولدّ بابن الصّفّار:
وفيها خامر محمد المولّد ولِحق بيعقوب بْن اللَّيْث وصار من خواصّه.
القبض على سُلَيْمَان بْن وهب وابنه:
وفيها قبض المعتمد على سُلَيْمَان بْن وهْب وابنه عُبَيْد الله واصطفى أموالهما، ثُمَّ صُولحا على تسعمائة ألف دينار.
وزارة ابنِ بُلْبُل:
واستوزر إِسْمَاعِيل بن بلبل.(20/8)
وفاة يعقوب بْن اللَّيْث:
وفيها مات يعقوب بْن اللَّيث الصّفّار المتغلّب على خُراسان، وغيرها. تُوُفيّ بالأهواز، فخلفه أخوه عَمْرو بْن اللَّيْث، ودخل فِي الطاعة.
إطلاق ملك الروم لعبد الله بْن كاوس:
وفيها بعث ملك الروم بعبد الله بْن كاوس الَّذِي كان عامل الثغور فأسروه، مع عدّة مصاحف كانوا أخذوها من أَهْل أَذَنَة، إِلَى أحمد بْن طولون.
عصيان الْعَبَّاس على أَبِيهِ أَحْمَد بْن طولون:
ولما خرج أَحْمَد بْن طولون إِلَى الشّام قام ابنه الْعَبَّاس وجماعة من أمرائه فأخذ أموال أَبِيهِ وحَشَمه، وتوجّه نحو بَرْقَةَ إِلَى إفريقية، فنهب وفتك، فانتدب لحربه إلياس بْن مَنْصُورٌ النقرشيّ رأس الإباضيّة فِي اثني عشر ألفًا، وبعث صاحب أفريقية إيراهيم بْن أَحْمَد بن الأغلب جيشًا كثيفًا مع مولاه، فأطبق الجيشان على الْعَبَّاس فباشر الحرب بنفسه، وقُتِلت صناديده، ونُهِبَت خزائنه، وعاد إِلَى بَرْقَةَ. فبعث أَبُوهُ جيشًا فأسروه، وحملوه إِلَى أَبِيهِ، فقيدَّه وحبسه، وقتل جماعة ممّن كان حسَّن له العصْيان.
دخول الزَّنج النُّعمانيّة:
وفيها دخلت الزَّنج النُّعمانيّة، فأحرقوا وسبوا وقتلوا.
استنابة الموفّق لعمرو بْن اللَّيْث على الولايات:
وفيها استناب الموفّق عَمْرو بْن اللَّيْث على خُراسان، وكَرْمان، وفارس، وبغداد، وإصبهان، والسِّند، وسِجِسْتان، وبعث إليه بالتّقليد والخِلَع العظيمة.
وَقِيلَ، إنّ تَرِكَةَ أَخِيهِ يعقوب بْن اللَّيْث بلغت ألف ألف دينار وخمسين ألف ألف درهم ونُقل فَدُفِن بجُنْدَيْسابور وكُتِب على قبره: هَذَا قبر المسكين. وتحته:
أحسَنْتَ ظنَّك بالأيّام إذ حَسُنَتْ ... ولم تَخَفْ سُوء ما يأتي به القَدَر
فسالمَتْك اللّيالي فاغْتَرَرْت بها ... وعند صَفْوِ اللَّيَالِي يحدُث الكدر1
__________
1 انظر: تاريخ الطبري "9/ 542، 543"، والكامل "7/ 316-328"، والبداية والنهاية "11/ 37، 38"، والنجوم "3/ 48، 51"، وصحيح التوثيق "6/ 271".(20/9)