قال يحيى بن مَعِين: ثقة.
وقال عيّاش بن الوليد الرقام: ثنا عبد الأعلى أبو محمد وأبو هَمّام، يعني له كُنْيتان.
قلت: احتجّوا به في الكُتُب، وهو صَدُوق، لكن رُمي بالقَدَر.
وقال محمد بن سعد: لم يكن بالقويّ.
تُوُفّي في شعبان سنة تسعٍ وثمانين ومائة.
201- عبد الجبّار بن سليمان اليَحْصُبيّ المصريّ1:
يُكَنّى أبا سُليمان.
روى عن: حَيَوة بن شُرَيْح، وغيره.
وعنه: ابن وهْب مع تقدُّمه، ويحيى بن بكير، وأبو الطاهر بن السرح.
ذكره ابن يونس وقال في ترجمته إنّه قال: أدركت مِصْرَ وليس فيها إلا سائل واحد، ثمّ طرق إلينا سائل آخر.
قلت: لو كان هذا في قريةٍ لقضي منه العَجَب، فكيف في مثل عَظَمة مصر.
مات عبد الجبّار سنة تسعين ومائة.
202- عبد الحميد بن عَدِيّ، أبو سِنان الْجُهَنّي الدّمشقيّ2.
عن: الأوزاعيّ، وهشام بن الغاز، وجماعة.
وعنه: الهيثم بن خارجة، وهشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
203- عبد الحميد بن أبي العِشرين الدّمشقيّ3.
أبو سعيد، كاتب الأوزاعيّ.
__________
1 أورد السيوطي في "حسن المحاضرة".
2 انظر: الجرح والتعديل "6/ 16".
3 الجرح والتعديل "6/ 11"، والتهذيب "6/ 112، 113".(12/141)
روى عن الأوزاعي فقط.
وعنه: أبو الجماهير، ومحمد بن عثمان، وهشام بن عمّار، وجنادة بن محمد المُرّيّ.
وثقه أحمد، وأبو حاتم.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال ابن معين: ليس به بأس.
وقال الدارقطني: ثقة.
وقال ابن عَدِيّ: يغرب عن الأوزاعيّ بأحاديث، وهو ممّن يُكْتَب حديثه.
وقال أبو حاتم: لم يكن بصاحب حديث، كان كاتب ديوان.
وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه: "في سوق الجنة"1 لا أصل له في حديث أبي هريرة، ولا ابن المسيب ولا حسّان بن عطيّة، وقد تَابَعَه عليه سُوَيْد بن عبد العزيز.
204- عبد الرحمن بن بشير، أبو أحمد الدّمشقيّ الشَّيْبانيّ2.
عن: محمد بن إسحاق، وعمّار بن إسحاق.
وعنه: زْهير بن عباد، ودحيم، وسليمان ابن بنت شُرَحْبيل.
وثقه دُحَيْم.
وقال أبو حاتم: مُنْكَر الحديث.
205- عبد الرحمن بن الحارث السَّلاميّ3:
عن: الزُّهْريّ، وعُمْير بن هانئ، ومحمد بن المُنْكَدر، وربيعة الرأي وغيرهم.
وعنه: هشام بن عمّار، والحَكَم بن موسى.
قال أبو حاتم: حديثه مقارب.
__________
1 حديث ضعيف: وأخرجه الترمذي "2673"، وقال: حديث غريب.
2 الجرح والتعديل "5/ 215"، والميزان "2/ 550".
3 الجرح والتعديل "5/ 225"، والميزان "2/ 554".(12/142)
206- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ الْعَدَوِيُّ الْعُمَرِيُّ الْمَدَنِيُّ1 ت. ق:
مَوْلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَابْنِ حَازِمٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَأَبُو مُصْعَبٍ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ الطُّوسِيُّ، وَخَلْقٌ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ: يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ.
ضعفه أحمد، وغيره.
وهو صاحب حَدِيثِ: "أُحِلَّتْ لَنَا مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ" 2. يَرْوِيهِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ. وَعَنْهُ إِسْحَاقُ بْنُ الطَّبَّاعِ، بِهَذَا.
قال الشّافعيّ: ذكر لمالك حديث منقطع فقال: اذهب إلى عبد الرحمن بن زيد يحدثك عن أبيه، عن نوح عليه السلام.
وقال البخاريّ: عبد الرحمن بن زيد ضعّفه عليّ جدًا.
قلت: أخواه أقوى منه وأحسن حالا، عبد الله، وأسامه.
تُوُفّي عبد الرحمن سنة اثنتين وثمانين ومائة.
207- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ3 ت:
أبو القاسم العمري المدني، أخو قاسم.
عن: أبيه، وعُبَيْد الله، وسُهيل بن أبي صالح، وهشام بن عروة.
وعنه: شُرَيْح بن يونس، وأبو الربيع الزَّهْرانيّ، ومحمد بن الصّبّاح الْجَرْجَرائيّ، والحَسَن بن عَرَفَة، وجماعة.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 233، 234"، والسير "8/ 309".
2 حديث حسن: أخرجه أحمد "2/ 97"، وابن ماجه "3218"، والشافعي "1734"، والبيهقي "1/ 254"، "9/ 257"، في سننه الكبرى.
3 انظر: الجرح والتعديل "5/ 253"، والتهذيب "6/ 213، 214".(12/143)
مُتَّفَقٌ على وَهْنه، مَزّق أحمد ما سمع منه.
وقال أبو زُرْعة: متروك.
وقال أبو داود: ليس بثقة.
قيل: مات في صَفَر سنة ستٍّ وثمانين ومائة.
208- عبد الرحمن بن عبد الملك بن سعيد بن حِبّان بن أبجر الهَمَدانيّ الكوفيّ1 م. ن:
عنه: أبيه، وسُفْيان الثَّوْريّ.
وعنه: سعيد بن محمد الجرميّ، وشُرَيْح بن يونس، والوليد بن شُجاع السَّكُونيّ، وابن مهديّ، وجماعة.
وكان عبدًا صالحًا، أمّ النّاس في الصلاة على الثَّوْريّ، ما أعلم فيه مَغْمزًا.
مات سنة إحدى وثمانين ومائة.
قال ابن مَعِين: صالح الحديث.
وذكره ابن حِبّان في الثقات.
وأخرج له مسلم حديثين عن أبيه.
209- عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب الحاطبيّ المدنيّ2.
له عن: أبيه عن ابن عَمْر، وعن عمّه.
وعنه: سَعْدُوَيْه الواسطيّ، وأبو مَعْمر القَطِيعيّ، وزكريّا بن يحيى بن صُبَيْح، وعثمان بن أبي شَيْبَة.
قال أبو حاتم: ضعيف الحديث يهولني كثرة ما يُسْند.
210- عبد الرحمن بن مالك بن مغول البجلي الكوفي3.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 258، 259"، التهذيب "6/ 221".
2 انظر: الجرح والتعديل "5/ 264"، والثقات لابن حبان "8/ 372".
3 الجرح والتعديل "5/ 286"، والميزان "2/584".(12/144)
عن: أبيه، وهشام بن عُرْوة، والأعمش، ونحوهم.
وعنه: أبو إبراهيم التَّرْجُمانيّ، وعَمْرو الناقد، ومحمد بن معاوية بن مَالَج، بفتح اللام.
قال الدَّارَقُطْنيّ،، وغيره: متروك.
وقال أبو داود: كان يضع الحديث.
وقال أحمد بن حنبل: خرقنا حديثه من بعد.
وقال ابن مَعِين: رأيته، وليس بثقة.
211- عبد الرحمن بن القُطاميّ1:
بصريّ، له عن: أبي المُهَزّم، ومحمد بن زياد الْجُمَحّي، وعلي بن جدعان.
وعنه: عبد الجبار بن العلاء، وعمر بن شبة، وعبد الرحمن بن معبد، وآخرون.
قال الفلاس: لقيته وكان كذابا.
وذكره ابن حبان ووهاه، لكن غلط في قوله: روى عن أنس، إنّما يروي عن أصحاب أنس.
وأورد ابن عَدِيّ له أحاديث وقال: لعلّ الضَّعْف فيها من قِبَل أبي المُهَزّم، وابن جُدْعان.
212- عبد الرحمن بن أبي الرجال2 ع:
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن حارثة بن النعمان بن نافع الأنصاريّ النجاري المدني.
عن: أبيه، وعُمارة بن غَرِيّة، وعمر مولى عَفْرة، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، ويعقوب بن محمد بن طحلاء، وجماعة.
وعنه: أبو نُعَيم، وقُتَيْبة، وهشام بن عمّار، ويحيى الوحاظيّ، وسُوَيْد بن سعيد، والحكم بن موسى.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 279"، والميزان "2/ 582".
2 الجرح والتعديل "5/ 281، 282"، والتهذيب "6/ 169".(12/145)
وكان قد نزل بثغر الشام.
وثَّقه ابن مَعِين، وغيره.
وليَّنه أبو حاتم قليلا.
213- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه العَرْزميّ1.
عن: أبيه، وجابر الْجُعْفيّ، وعبد الملك بن أبي سُليمان، وجُوَيْبر، وغيرهم.
وعنه: ابنه محمد، وعليّ بن جعفر الأحمر، وعبد الرحمن بن صالح الأزْديّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ضعيف.
214- عبد الرحمن بن مُسْهِر2.
أبو الهيثم الكوفيّ، قاضي جَبُّل، وهو أخو عليّ بن مُسْهِر.
روى عن: هشام بن عروة، وعمرو بن شمر، وأشعث بن سَوّار.
وعنه: يحيى بن أيوب العابد، وعبد الله المخزومي، والحسين بن أبي زيد الدباغ، وغيرهم.
قال النسائي: متروك.
هو الذي ولاه أبو يوسف القاضي قضاء جبل، وأنّ الرشيد انحدر مرّة إلى البصرة، قال عبد الرحمن: فسألت أهل جَبُّلَ أن يُثْنوا عليّ، فوعدني ذلك. فلمّا قرُب إلينا الرشيد وأبو يوسف معه في الحرّاقة، فقلت: يا أمير المؤمنين نِعم القاضي قاضي جَبُّلَ، قد عَدَلَ، وَفَعَلَ وَفَعَلَ، وجعلتُ أُثني، فعرفني أبو يوسف فضحِك، ثمّ أخبر الرشيدَ، فضحك حتّى فحص برِجْلَية، ثمّ قال: هذا شيخ قليل العقل فاعزلْه، فعزلني.
قلت: ومن نقص عقله كونه يحكي هذه الورطة عن نفسه.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "5/ 282"، الميزان "2/ 585".
2 الجرح والتعديل "5/ 291"، والميزان "2/ 590، 591".(12/146)
قال ابن مَعِين: ليس بشيء.
215- عبد الرحمن بن ميسرة، أبو ميسرة الحضّرميّ المصريّ الفقيه1.
من كبار علماء المصريين وقُرّائهم.
وُلد سنة عشر ومائة، وكان أوّل من أقرأ بمصر بحرف نافع، وكان من شُهود القاضي العُمريّ.
تُوُفّي سنة ثمان وثمانين ومائة.
216- عبد الرحيم بن زيد بن الحواري العمي البصري2 ق:
أبو زيد.
روى: عن أبيه، ومالك بن دينار.
وعنه: سويد بن سعيد، ويحيى الحماني، والمسيب بن واضح، ومحمد بن يحيى العدني، وجماعة.
قال البخاري: تركوه.
وقال أبو حاتم: ترك حديثه، منكر الحديث، كان يفسد أباه، يحدّث عنه بالطّامّات.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو داود: ضعيف.
وقال النَّسائيّ: متروك الحديث.
مات سنة أربعٍ وثمانين ومائة.
217- عبد الرحيم بن سليمان الرازي3 ع. د. م:
أبو علي، نزيل الكوفة.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "5/ 285"، والثقات لابن حبان "5/ 109".
2 الجرح والتعديل "5/ 339، 340"، والسير "8/ 317".
3 الجرح والتعديل "5/ 339"، والسير "8/ 317".(12/147)
عن: عاصم الأحول، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَأَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، وسُليمان الأعمش، وطائفة.
وعنه: أبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وأبو كُرَيِب، وهنّاد، وأبو سعيد الأشجّ، وعدّة.
وهو رفيق حفص بن غِياث في طلب العلم، وله تصانيف.
وثقه يحيى بن مَعِين، وغيره.
تُوُفّي في آخر سنة سبعٍ وثمانين ومائة. ويقال: سنة أربعٍ وثمانين.
قال أبو حاتم: صالح الحديث، صنف الكتب.
218- عبد الرزاق بن عَمْر، أبو بكر الدّمشقيّ1:
عن: الزُّهْريّ، وإسماعيل بن أبي المهاجر.
وعنه: حفيده إسحاق بن عَقِيل، وأبو مُسْهِر، وأبو الْجَمَاهر محمد بن عثمان، ويسيرة بن صَفْوان، والحَكَم بن موسى، وجماعة.
قال البخاريّ: مُنْكَر الحديث.
وقال النَّسائيّ: ليس بثقة.
وقال الحَسَن بن عليّ: سألت هُشَيْمًا، عن عبد الرّزّاق بن عَمْر فقال: ذَهَبَتْ كُتُبه. خرج إلى بيت المقدس فجعل كُتبَه في خُرجٍ جديد وثيابة في خرج خَلِق، فجاء اللصوص فأخذوا الخرج الجديد، فذهبت كُتُبه.
فكان بعدُ إذا سمع حديثًا للزهري قال: هذا مما سمعت.
وروى عباس، عن ابن معين: ليس بشيء.
219- عبد السلام بن حرب الملائي2 خ. ع:
كوفيّ أصله من البصرة. وكان شريكًا لأبي نُعَيم في بيع الْمُلاءِ، وكان حافظًا معمِّرًا.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 39"، والتهذيب "6/ 309".
2 الجرح والتعديل "6/ 47"، والسير "8/ 297، 298".(12/148)
روى عن: أيّوب السّخْتيانيّ، وإسحاق بن أبي فَروة، وعطاء بن السائب، وخالد الحذّاء، وطائفة.
وعنه: أبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وهناد، وأبو سعيد الأشجّ، والحسن بن عَرَفَة، وخلْق سواهم.
ومن الكبار: ابن إسحاق، وقيس بن الربيع، وهما أكبر منه.
قال يعقوب بن شَيْبَة: ثقة، وفي حديثه لِين.
وقال التِّرْمِذيّ: ثقة حافظ.
قال ابن شَيْبَة: وكان عَسِرًا في الحديث: سمعتُ ابن المَدِينيّ يقول: كان يجلس في كلّ عام مرّة مجلسًا للعامّة. فقلت لعليّ: أكْثَرْتَ عنه؟ قال: نعم، حضرت له مجلسَ العامّة، وقد كنتُ استنكرت بعضَ حديثه حتّى نظرت في حديث من يُكْثر عنه فإذا حديثه مُقارب عن مغيرة والناس. وذلك أنّه كان عسِرًا، فكانوا يجمعون عن أبيه في مواضع، وكنت أنظر إليها مجموعةً فاستنكرْتُها.
قال ابن مَعِين: هو ثقة، والكوفيّون يُوَثّقونه.
وقال القواريريّ: أتيت عبد السلام بن حرب، قلت: حدِّثني فإنّي رجلٌ غريب من البصْرة.
فقال لي: كأنّك تقول جئت من السماء، ولم يحدّثْني.
وقال غيره: وُلد سنة إحدى وتسعين، ومات سنة سبعٍ وثمانين ومائة.
220- عبد السلام بن مَكْلَبة1:
الفقيه البيروتيّ صاحب الأوزاعي.
روى عن: جريح، والأوزاعيّ، وأبي أُميّة الشّعبانيّ يُحمد.
وعنه: الوليد بن مسلم، والوليد بن مزيد، وأبو مسهر، وآخرون.
قال مروان بن محمد: أعلم النّاس بحديث الأوزاعي وفُتْياه عشرةٌ منهم: عبد السلام بن مكلبة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 47، 48".(12/149)
221- عبد الصّمد بْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْد المطّلب1.
الأمير أبو محمد الهاشمي.
روى عن: أبيه.
عنه: المهديّ، ومات قبله بدهر.
وقد ورد أنّه تُوُفّي بأسنانه التي وُلد بها، وكانت ملتصقة، وكان عظيم الخلْق، ضخمًا، ذا قُعْدُد في النَّسب، وقد خرج عند موت السّفاح مع أخيه عبد الله بن عليّ، وحارب أبا مسلم، ثمّ تقلَّبت به الأيّام، وبَقِيّ إلى هذا الوقت.
وكان الرشيد يحترمه ويُجلُّه لأنّه عمّ جدّه المنصور.
مَولدُه بالحمية من أرض البلْقاء، وقد وُلّي إمرة دمشق، ثمّ وُلّي إمرة البصْرة، فكان في هذا العصر عبد الصّمد ولد عليّ، والفضل بن جعفر بن العبّاس بن موسى بن عيسى بن محمد ولد عليّ. وهذا من غريب الاتفاق.
قال ابن عساكر: وحدَّث عنه إسماعيل ابنه، وعبد الواحد، ويعقوب ابنا جعفر بن سُليمان.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ مَعْرُوفٍ الْقَاضِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بَهْتَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُجِيبٍ الرَّقَّاقُ، وَعُثْمَانُ بْنُ مَنْتَابٍ، وَابْنُ الصَّلْتِ الْمُجَبَّرُ: ثناهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، نا أَبِي، نا عَمِّي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَكْرِمُوا الشُّهُودَ، فَإِنَّ اللَّهَ يَسْتَخْرِجُ بِهِمُ الْحُقُوقَ وَيَدْفَعُ بِهِمُ الظُّلْمَ"2. أَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي مُحْيِي الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ، وابن عمه أيوب، والتقي بْنُ مُؤْمِنٍ، وَابْنُ الْفَرَّاءِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فَضْلٍ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَبِيبَرْسُ التُّرْكِيُّ قَالُوا: أَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ، أنا عَلِيُّ بْنُ تَاجِ الْقُرَّاءِ، وَابْنُ الْبَطِّيِّ ح، وَأنا سُنْقُرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ يُوسُفَ، وَعَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَنْجَبُ الْحَمَّامِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْفَخَّارِ، وَابْنُ السَّمَّاكِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَابْنُ بُغَا قَالُوا: أنا ابْنُ الْبَطِّيِّ ح، وَأنا أَبُو الْمَعَالِي الزَّاهِدُ، أنا مُحَمَّدُ بن معالي،
__________
1 انظر: وفيات الأعيان "3/ 195، 196"، والسير "129-131".
2 حديث منكر: أخرجه العقيلي "1/ 65"، "3/ 84"، في الضعفاء الكبير، والخطيب "5/ 94"، "6/ 138"، "10/ 300"، في تاريخه، وابن الجوزي "2/ 275"، في العلل المتناهية.(12/150)
وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْخَطِيبُ، وَعُمَرُ بْنُ بَرَكَةَ، وَالأَنْجَبُ الْحَمَّامِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ يَاسِينَ، وَصَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالُوا: أنا ابْنُ الْبَطِّيِّ: قال هود ابن تَاجِ الْقُرَّاءِ: أنا مَالِكٌ الْبَانيَاسِيُّ، أنا ابْنُ الصَّلْتِ، وَذَكَرَهُ.
قال العُقَيْليّ: الحديث غير محفوظ، انفرد به عبد الصّمد.
قلت: ولا يروى عنه إلا بهذا الإسناد وعبد الصّمد بن موسى.
قال الخطيب: قد ضعفوه.
قال نِفْطَوَيْه: كان عبد الصّمد بن عليّ أقعد أهل دهره نَسَبًا، فبينه وبين عبد مَناف كما بين يزيد بن معاوية وبين عبد مَناف. قال: وكان أسنان عبد الصّمد وأضراسه قطعة واحدة.
وقال أحمد بن كامل القاضي: كان في القعدد يناسب سعيد بن زيد أحد العشرة، وكان عمّ جدّه الخليفة الهادي. وعاش بعد الهادي دهرًا، وهو أعرق النّاس في الْعَمَى، فإنّه عمي بآخره. فهو أعمى ابن أعمى ابن أعمى. كان طُرح ببيتٍ فيه ريش، فطارت ريشه فسقطت في عينه.
قال ثعلب: أخبرني عافية بن شبيب أن عبد الصمت مات بأسنانه التي وُلد بها.
وأمّه هي كثيرة التي كان عبد الله بن قيس الرُّقَيّات يشبِّب بها في قوله:
عَادَ لَهُ مِنْ كَثِيرَةَ الطَّرَبُ ... فَعَيْنُهُ بِالدُّمُوعِ تنسكبُ
قال جعفر الفِرْيابيّ: ثنا محمد بن سعيد الفِرْيابيّ: سمعتُ سيف بن محمد ابن أخت الثَّوْريّ يقول: مرض خالي سُفيان، فَعَاده عبد الصّمد بن عليّ، وكان سيّدَ بني هاشم، فقال لنا سُفيان: لا تأذَنُوا له. قلنا: لا يمكن ذلك. فحوّل وجهه إلى الحائط. ودخل فسلّم، فلم يردّ عليه، وجلس مَلِيًّا وقال: يا سيف، كأن أبا عبد الله نائم؟ فقلت: أحسب ذاك، أصلحك الله.
فقال سُفيان: لا تكذب، لستُ بنايم.
وقال عبد الصّمد: يا أبا عبد الله، ألَكَ حاجة؟
قال: نعم، لا تعود إلي، ولا تشهد جنازتي، ولا تترحّم علي.
فخجل عبد الصمد وخرج، وقال: هممتُ ألا أخرج إلا ورأسُهُ معي.(12/151)
قلت: سيف تالف.
مات عبد الصّمد بالبصّرة سنة خمسٍ وثمانين ومائة، عن ثمانين سنة.
222- عبد الصمد بن معقل بن منبه اليماني1:
روى عن عمه وهب، وعن: طاوس، وعِكْرِمة.
وعنه: ابناه يحيى، ويونس، وابن أخته إسماعيل بن عبد الكريم، وعبد الرزاق، ومحمد بن خالد الصّنْعانيّون.
قال أحمد بن حنبل: كان قد عُمِّر وأظنُّه مات أيّام هُشَيم، وهو ثقة.
وكذا وثَقه يحيى بن مَعِين.
قال أحمد بن علي الأبَّار وغيره: مات عبد الصّمد بن معقل سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة.
قال الأبَّار: حدَّثني بعض ولده أنّه عاش خمسًا وتسعين سنة.
223- عبد العزيز بن أبي حازم2 ع:
واسم أبيه سَلَمة بن دينار، الفقيه أبو تمّام المدنيّ.
روى: عن أبيه، وزيد بن أسلم، والعلاء بن عبد الرحمن، وسهيل بن أبي صالح، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وهشام بن عُرْوَة، وموسى بن عُقبة، وعدّة.
وعنه: الحُمَيْديّ، وأبو مصعب، وعلي بن حجر، وعمرو الناقد، ويعقوب الدورقي، ويحيى بن أكثم، وخلْق سواهم.
وكان إمامًا كبير الشأن.
قال يحيى بن مَعِين: صدوق.
وقال أحمد بن أبي خَيْثَمَة: قيل لمصعب بن عبد الله: ابن أبي حازم ضعيف في حديث أبيه. فقال: أَوَقَد قالوها؟ أمّا ابن أبي حازم فسمع مع سُليمان بن بلال، فلمّا مات سُليمان أوصى إليه بكُتُبه، فكانت عنده، فقال: بال عليها الفأر فذهب بعضها.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 50"، والتهذيب "6/ 328".
2 انظر: الجرح والتعديل "5/ 382، 383"، والسير"8/ 321-323".(12/152)
فكان يقرأ ما استبان، يدع ما لا يعرف منها. أما حديث أبيه فكان يحفظ.
قال أحمد بن حنبل: لم يكن بالمدينة بعد مالك أفقه من عبد العزيز بن أبي حازم.
وقال أبو حاتم: هو أفقه من الدّراورديّ.
وقال أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِين يقول: ابن أبي حازم ليس بثقة في حديث أبيه. كذا قال.
قلت: بل هو حجة في أبيه وغير أبيه.
وقال أحمد بن حنبل: يرون أنه سمع من أبيه، وأمّا هذه الكُتُب التي عن غير أبيه فيقولون إنّ كُتُب سُليمان بن بلال صارت إليه.
وقال أحمد بن حنبل مرّة: لم يكن يعرف بطلب الحديث، إلا كُتُب أبيه، فيقولون: سمعها.
وقال ابن سعد: وُلد سنة سبعٍ ومائة، وتُوُفّي ساجدًا في سنة أربع وثمانين ومائة.
224- عبد العزيز بن خالد التِّرْمِذيّ1 ن:
روى عن: أبيه خالد بن زياد، عن حَجّاج بن أرطأة، وطلحة بن عَمْرو المكّي، وابن جريج، وأبي قتيبة، وغيرهم.
وعنه: أحمد بن يعقوب، وداود بن حماد، والفضل بن مقاتل، ومحمد بن عصمة، ويحيى بن موسى البلخيون، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة.
قال أبو حاتم: شيخ.
225- عبد العزيز بن عبد الصمد العمي البصري2 ع:
أبو عبد الصمد. أحد الثقات الحفاظ.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "5/ 380، 381"، التهذيب "6/ 334".
2 الجرح والتعديل "5/ 388، 389"، والسير "8/ 327، 328".(12/153)
روى عن: أبي عِمران الْجُونيّ، ومنصور بن المعتمر، ومطر الورّاق، وحصين بن عبد الرحمن.
وعنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق، والفلاس، وبندار، وزياد بن يحيى الحساني، والحسن بن عرفة، وخلق.
وثقه أحمد بن حنبل، وغيره.
وقال القواريري: نا عبد العزيز العمي، وكان حافظًا.
وقال الفلاس: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول يوم مات عبد العزيز بن عبد الصمد: ما مات لكم شيخ منذ ثلاثين سنة مثله.
قلت: توفي سنة سبع وثمانين ومائة.
226- عبد العزيز الدراوردي بن محمد بن عبيد1 م. خ. ق. ن:
الإمام أبو محمد الْجُهَنّي مولاهم المَدنيّ، أصله من دَرَاوَرْد، قرية بخُراسان فيما قيل.
وقال الطّبرانيّ: ثنا أحمد بن رِشْدِين: سمعتُ أحمد بن صالح يقول: كان الدَّرَاوَرْدِيّ من أهل إصبهان، ترك المدينة، وكان يقول للرجل إذا أراد أن يدخل: أنْدَرُون، فلقّبه أهل المدينة الدَّرَاوَرْدِيّ.
روى عن: صَفْوان بن سليم، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وأبي طُوَالَةَ عبد الله بن عبد الرحمن، وثور بن زيد، وأبي حازم، وجعفر بن محمد، وشريك بن أبي نَمِر، والعلاء بن عبد الرحمن، وعَمْرو بن أبي عَمْرو، وسهيل بن أبي صالح، وعدّة.
وعنه: سُفيان، وشُعبة، وهما أكبر منه، وإسحاق بن راهَوَيْه، وعليّ بن خَشْرَم، وأحمد بن عَبْدة، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، وأبو حُذافة السّهْميّ، وخلْق سواهم.
قال معن بن عيسى: يصلح أن يكون أميرَ المؤمنين.
وقال يحيى بن مَعِين: هو أثبت من فُلَيح بن سُليمان.
وقال أبو زرعة: هو سيئ الحفظ.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "5/ 395"، والتهذيب "6/ 353-355".(12/154)
وقال الفلاس: كان عبد الرحمن بن مهديّ يحدّث عن الرجل بالحديث والشيء، لا يحدّث بحديثه كلّه: وأنّه حدَّث عن الدَّرَاوَرْدِيّ بحديث.
وَقَالَ الأَثْرَمُ: قِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الدَّرَاوَرْدِيِّ: تَرْوِي عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يُرْخِي عِمَامَتَهُ مِنْ خَلْفِهِ1.
فتبسّم وأنكره. وقال: إنّما هذا موقوف.
وعن أحمد قال: إذا حدَّث من حفْظه يَهِمّ، ليس هو بشيء، وإذا حدَّث من كتابه فنَعَم.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
قلت: أخرج له الأئمة السّتّ، لكن قذفه البخاريّ بآخر.
مات سنة سبعٍ وثمانين ومائة.
227- عبد العزيز بن يعقوب بن أبي سَلَمة ميمون2:
ويعقوب هو الماجشُون، أخو يوسف التَّيْميّ مولى آل المُنْكَدر، أحد العلماء بالمدينة.
وهو ابن عمّ عبد العزيز بن عبد الله الماجشُون، يُقال: لُقِّب يعقوب بالماجشُون لحُمرة خَدَّيْه.
يروى عن: ابن عَمْر، وعن الأعرج.
روى عبد العزيز عن أبيه، ومحمد بن المُنْكَدر.
وعنه: أحمد، ومحمود بن خُداش، وشُرَيْح بن يونس، والزَّعْفرانيّ، وعليّ بن هاشم الرّازيّ.
كنيته أبو الأصبغ، بقي إلى حدود سنة تسعين ومائة.
ويوسف أخوه أكبر منه وأشهر، وهو صدُوق، مُقِلّ.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
__________
1 حديث ضعيف: أخرجه العقيلي "3/ 21" في الضعفاء الكبير.
2 انظر: الجرح والتعديل "5/ 399"، والثقات لابن حبان "7/ 115".(12/155)
228- عبد القاهر بن السري1 د. ق:
أبو رفاعة السلمي البصري.
عن: أبيه، وحميد الطّويل، وعبد الله بن كِنانة بن عبّاس بن مِرداس، وغيرهم.
وعنه: عيسى البرمكي، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، والفلاس، والجهضمي، وغيره.
سُئل عنه يحيى بن مَعِين فقال: صالح.
229- عبد الغنيّ بن سَمُرة الرُّعَيْنيّ البصْريّ2:
عن: أبيه، وابن عَوْن، وهشام بن حسّان.
وعنه: زيد بن أخزم، ونصر بن عليّ، ويزيد بن سنان القزّاز.
230- عبد القُدُّوس بن بكر بن خنس3 ت. ق:
أبو الجهم الكوفي، أخو خُنَيْس، وزيد.
روى عن: أبيه، وحبيب بن سُلَيم، وحجاج بن أرطأة.
وعنه: أحمد بن منيع، وصالح بن الهيثم الواسطي.
وهو قليل الرواية. ما رأيت لأحد فيه كلاما.
231- عبد الكريم بن يعفور الجعفي4:
أبو يعفور، شيخ كوفي من أجلاد الشيعة.
له عن: جابر الْجُعْفيّ، ومُشَمْرِخ.
وعنه: قُتَيْبة، وإسحاق بن موسى الأنصاريّ.
قال أبو حاتم: كان من عتقي الشيعة، وكان قزازًا.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 57"، والتهذيب "6/ 368".
2 لم نقف عليه.
3 الجرح والتعديل "6/ 56"، والتهذيب "6/ 369".
4 انظر: الجرح والتعديل "6/ 61"، والميزان "2/ 647".(12/156)
232- عبد المؤمن بن عبد الله بن خالد1.
أبو الحسن العبْسيّ الكوفيّ.
عن: داود بن أبي هند، والأعمش.
وعنه: قُتَيْبة، وأحمد بن حنبل.
قال أبو حاتم: مجهول.
233- عُبَيْد الله بن شُمَيْط2 ت:
ابن عجلان البصري.
عن: أبيه، وعمّه الأخضر بن عَجْلان، وأيّوب السَّخْتيانيّ.
وعنه: سُليمان بن حرب، وعَبَدان بن عثمان، ومحمد بن أبي بكر المقدَّميّ، وحُمَيْد بن مَسْعَدة، وطائفة.
وثقه ابن مَعِين، وغيره.
يقال: تُوُفّي سنة إحدى وثمانين ومائة.
234- عُبَيْد الله بن عُبَيْد الرحمن الأشجعيّ الكوفيّ3 خ. م. ت. ن. ق:
أحد الأئمة يُكَنَّى أبا عبد الرحمن.
روى عن: إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وهشام بن عُرْوة، والطبقة. وصحِب الثَّوْريّ، وقال: سمعتُ منه ثلاثين ألف حديث.
قال يحيى بن مَعِين: ما بالكوفة أعلم بسفيان من عُبَيْد الله الأشجعيّ.
روى عنه: يحيى بن آدم، وهاشم بن القاسم، ويحيى بن مَعِين، وأبو خَيْثَمَة، وأبو كُرَيِب، وعثمان بن أبي شَيْبَة، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، وآخرون.
قال قبيصة: لمّا مات سُفيان الثَّوْريّ قعد الأشجعيُّ موضِعَه.
قلت: نزل بغداد، ومات سنة اثنتين وثمانين ومائة.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 66"، والميزان "2/ 670".
2 الجرح والتعديل "5/ 319"، والثقات لابن حبان "8/ 403".
3 الجرح والتعديل "5/ 390، 391"، والتهذيب "7/ 34، 35".(12/157)
235- عُبَيْد الله بن عَمْرو1:
شيخ الرَّقَّةِ، وقد مرّ.
236- عُبَيْد الله بن مالك الفِهْريّ2:
أبو الأشعث، قاضي قُرْطُبة في أواخر دولة عبد الرحمن بن معاوية الداخل. وقد وُلّي أيضًا قضاء إشبيلية.
مات في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين.
237- عبدُ رَبِّهِ بنُ بارق الحنفيّ، ثمّ اليَماميّ الكوفيّ الكوْسَج3 ت:
عن: جدّه لأمه أبي زُميل سِماك الحنفيّ.
وعنه: عليّ بن المديني، وزياد بن يحيى الحساني، وبِشْر بن الحَكَم بن الحَكَم، والفلاس، ونصر بن عليّ، وجماعة.
قال أحمد: ما به بأس.
وقال ابن مَعِين: ضعيف.
وقال النَّسائيّ: ليس بالقويّ.
238- عبدُ ربِّه بن صالح القُرَشيّ الدّمشقيّ4:
عن: مكحول، وعُرْوَة بن رُوَيْم، ومحمد بن عبد الرحمن صاحب واثلة.
وعنه: الوليد بن مسلم، ومروان بن محمد، وسُليمان بن عبد الرحمن، وغيرهم.
239- عبدُ ربِّه بنُ ميمون5:
أبو عبد الملك الأشعريّ النّحّاس، قاضي دمشق.
__________
1 سبق الترجمة له.
2 من مشاهير القضاة بديار الأندلس.
3 انظر: الجرح والتعديل "6/ 43"، والتهذيب "6/ 125".
4 الجرح والتعديل "6/ 440"، والثقات لابن حبان "7/ 155".
5 انظر: الجرح والتعديل "6/ 44"، الثقات لابن حبان "8/ 422".(12/158)
عن: يونس بن مَيْسَرة، والعلاء بن الحارث، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، وزُرْعة بن إبراهيم، وعدّة.
وعنه: أبو مُسْهِر، والهيثم بن خارجة، وهشام بْن عمّار، وسليمان ابن بِنْت شُرَحْبيل.
وثقه أبو زُرْعة الدّمشقيّ.
240- عبدة بن سليمان1 ع:
أبو محمد الكلابي الكوفي.
عن: عاصم الأحول، هشام بن عُرْوة، وإسماعيل بن أبي خالد، وعدّة.
وعنه: ابن راهَوَيْه، وأبو خَيْثَمَة، وأبو كُرَيِب، وأبو سعيد الأشجّ، وآخرون.
قال أحمد بن حنبل: ثقة، ثقة وزيادة مع صلاح وشدّة. فقير، عليه فَرْوَةٌ خلِقه لا تساوي كبير شيء.
قلت: تُوُفّي سنة ثمان وثمانين في ثالث رجب، وصلى عليه محمد بن ربيعة الكِلابيّ.
وقال العِجْليّ: ثقة، صالح، صاحب قرآن، يُقرئ.
241- عُبَيْدة بن الأسود الهَمَدانيّ الكوفيّ2 ت. ق:
عن: أبي إسحاق السبيعيّ، ومجالد بن سعيد، والقاسم بن الوليد الهَمَدانيّ.
وعنه: عثمان بن أبي شَيْبَة، ويوسف بن عَدِيّ، وعبد الله بن عُمر مُشْكَدَانَة، وآخرون.
قال أبو حاتم: ما بحديثه بأس.
242- عُبَيْدة بن حُمَيْد بن صهيب3 خ. ع:
أبو عبد الرحمن الكوفي الحذاء النحوي.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 89"، السير "8/ 449".
2 الجرح والتعديل "6/ 94، 95"، والتهذيب "7/ 86".
3 الجرح والتعديل "6/ 92"، والتهذيب "7/ 81، 82".(12/159)
روى عن: الأسود بن قيس، وسعد بن طارق الأشجعيّ، وعبد العزيز بن رفيع، وعبد الملك بن عُمَيْر، ومنصور، والأعمش، وطائفة سواهم.
وعنه: سُفيان الثَّوْريّ مع تقدمه وجلالته، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، والحسن بن الصباح البزار، والحسن بن محمد الصّبّاح الزَّعْفرانيّ، وعمرو الناقد، ومحمد بن سعيد بن غالب العطّار، وآخرون.
وثقه أحمد، ويحيى.
وكان حُجّة، ثبتًا، عالمًا، صاحب حديث ونحوٍ وعربية وقرآن. أدب محمدا الأمين.
قال أحمد: أتيته أنا وابن مَعِين فأملى علينا، ثمّ كثُر عليه النّاس حتّى غلبونا، وكثُر الزحام.
ثمّ قال: وهو أحب إليّ من زياد البكّائيّ وأصلح حديثًا.
وقال الأثرم: أحْسَنَ أبو عبد الله الثَّناء على عبيدة ورفع أمره.
وقال: ما أدري ما للناس وله. وكان قليل السقط.
وروى عثمان الدّارميّ، عن يحيى قال: ما به المسكين بأس، ليس له بَخْت، عابوه بأنّه يعقد عند أصحاب الكُتُب.
وقال عبد الله بن علي بن المَدِينيّ، عن أبيه: أحاديثه صِحاح، وما رويت عنه شيئًا، وضعّفه.
وقال في موضع آخر: ما رأيت أصحّ حديثًا منه.
وقال يعقوب بن شَيْبَة: لم يكن من الحفاظ المتقنين.
وقال زكريّا الساجيّ: ليس بالقويّ في الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ هارون بن حاتم: سألت عبيد بن حُمَيْد: متى وُلدتَ؟ قال: سنة سبعٍ ومائة.
ومات سنة تسعين.(12/160)
قلت: مات سنة تسعين ومائة، ومولده قبل العشْر ومائة.
243- عَتّاب بن أعْيَن:
أبو القاسم الكوفي1، سكن الري.
وروى عن: الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، ومسعر، وأبي العميس، وطائفة.
وعنه: جرير بن عبد الحميد وهو أكبر منه، وهشام بن عبيد الله، وعبد الصمد بن عبد العزيز المقرئ، ومحمد بن حميد، وآخرون.
وثقه أبو حاتم.
ولا شيء له في الكتب.
244- عتاب بن بشير الأموي، مولاهم الحراني2 خ. د. ت. ن:
عن: خُصَيْف بن عبد الرحمن، وثابت بن عَجْلان، وعُبَيْد الله بن أبي زِناد القداح، وغيرهم.
وعنه: أبو جعفر النُّفَيليّ، وإسحاق، وعليّ بن حُجْر، ومحمد بن سلام البَيْكَنْديّ، وأبو نُعَيم الحلبيّ، وجماعة.
قال أحمد: أرجو أن لا يكون به بأس، أتى عن خُصَيْف بمناكير أراها من قِبل خُصَيف.
وقال يحيى بن مَعِين: ثقة.
وقال مرّة: ضعيف.
وقال عثمان الدّارميّ: سمعتُ عليّ بن المَدِينيّ يقول: ضربنا على حديث عَتَّاب بن بشير. قلت: قواه غير واحد، وفيه شيء.
مات سنة ثمان وثمانين ومائة. وقيل سنة تسعين.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "7/ 12"، والميزان "3/ 27".
2 الجرح والتعديل "7/ 12، 13"، والميزان "3/ 27".(12/161)
245- عتّاب بن محمد بن شَوْذَب البلخي1:
عن: هشام بن عروة، وعاصم الأحول، وأبي حنيفة، وجماعة.
وعنه: يحيى بن موسى خت، ويونس بن يوسف البلخيّان.
ما اعرفه.
246- عثمان بن حصن بن علاق القُرَشيّ الدّمشقيّ2 ن:
عن: عُرْوَة بن رُوَيْم، وموسى بن يسار، وثور بن زيد، وجماعة.
وعنه: هشام بن عمّار، وعليّ بن حُجْر، والحكم بن موسى، وأبو نُعَيم الحلبيّ.
قال أبو زُرْعة الرّازيّ: لا بأس به.
وقال أبو مُسْهِر: ثقة، من طلبة العلم.
وفي التهذيب قيل: هو عثمان بن حفص بن عبيدة بن علاق، وقيل: عثمان بن عبد الرحمن بن علاق، وقيل غير ذلك.
247- عثمان بن زائد المقرئ3:
نزيل الرَّيّ، يُكَنَّى أبا محمد.
عرضَ القرآن على حَمزة.
وسمع: الزُّبَير بن عَدِيّ، وعطاء بن السائب، وعِمارة بن القَعْقَاع.
روى عنه القراءة: عبد الصّمد بن عبد العزيز الرّازيّ. وحدَّث عنه غير واحد منهم: عيسى بن أبي فاطمة، وأبو الوليد الطّيالسيّ، وإسحاق بن سُليمان، وعيسى بن جعفر القاضي، وموسى بن داود قاضي طَرَسُوس، وغيرهم.
قال أبو حاتم: عثمان بن زائدة من أفضل المسلمين.
وقال بعض الحفاظ: ما رأينا أورع منه.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 13"، والثقات لابن حبان "7/ 295".
2 انظر: الجرح والتعديل "6/ 157"، والتهذيب "7/ 110".
3 الجرح والتعديل "7/ 150، 151" والتهذيب "7/ 115".(12/162)
وعن ابن عيينة قال: ما جاءنا أحد أفضل من عثمان بن زائدة.
وقال أبو الوليد: ما رأيت رجلا أفضل منه.
وقال العِجْليّ: هو ثقة، رجل صالح.
248- عثمان بن عبد الرحمن الْجُمحيّ البصْريّ1 ت. ق:
عن: محمد بن زياد الْجُمحيّ صاحب أبي هريرة، وعن نُعَيم المُجْمِر، وأيّوب، وعدّة.
وعنه: عليّ بن المَدِينيّ، وأحمد بن عَبْدة الضّبيّ، وِبشْر بن الحَكَم، ونصر بن علي، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: لا يُحْتَجّ بِهِ.
249- عثمان بن عثمان، أبو عَمْرو الغَطَفانيّ2 م. د. ن:
قاضي البصرة.
عن: زيد بن أسلم، وسُليمان بن خَرَّبوذ، وعليّ بن زيد بن جُدْعان، وعمر بن نافع العُمريّ، وهشام بن عُرْوة.
وعنه: أبو بكر بن أبي شَيْبَة، وعلي بن المَدِينيّ، ومحمد بن المثنَّى ونصر بن عليّ الْجَهْضَميّ، وجماعة.
وكان رجلا صلحًا، حَسَن الحديث، فيه شيء.
قال البخاريّ: مُضْطَرب الحديث.
وقال العُقَيْليّ: في حديثه نظر.
250- عثمان بن كنانة:
الفقيه، أبو عمرو المدني3، مولى آل عثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
قال يحيى بن بُكَير: لم يكن في حلْقة مالك أضبط ولا أدرس من ابن كنانة،
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 158"، والتهذيب "7/ 135، 136".
2 انظر: الجرح والتعديل "6/ 159، 160"، السير "9/ 428".
3 من فقهاء المالكية كما في ترتيب المدارك للقاضي عياض.(12/163)
وكان ممّن يخصّه مالك بالإذن عند اجتماع النّاس عليه على بابه.
وقال ابن عبد البر: كان من الفقهاء، وليس له في الحديث ذِكْر.
قال ابن مفرّج القُرْطُبيّ: تُوُفّي سنة ثلاث وثمانين ومائة.
وقال أبو إسحاق الشّيرازيّ: تُوُفّي بعد مالك بسنتين.
وهو عثمان بن عيسى بن كِنانة.
وقال يحيى بن بُكَيْر: تُوُفّي بمكة بعد مالك بعشر سِنين.
251- عدي بن أبي عمارة البصري الذارع القسّام1:
عن: معاوية بن قُرَّةَ، وقَتَادة، وزياد النُّمَيْريّ، وعليّ بن جُدْعان.
وعنه: ابن المَدِينيّ، وإبراهيم بن موسى، وابنه.
قال أبو حاتم: ليس به بأس.
252- عُرابي بن معاوية الحضْرميّ2:
يكنى أبا زمعه.
روى عن: أبي قَبِيلٍ المَعَافِريّ، وعبد الله بن هبيرة.
وعنه جماعة من أهل مصر.
مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين ومائة.
253- عطاء بن مسلم الخفاف3 ن. ق:
محدِّث كوفي، سكن حلب.
وروى عن: الأعمش، والمسيب بن رافع، وجعفر بن برقان، ومحمد بن سُوقه.
وعنه: ابن المبارك، وأبو نُعَيم الحلبيّ، ومحمد بن مِهران الجمّال، وموسى بن أيّوب النَّصيبيّ، وأبو هَمَّام السكوني، وجماعة.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 4"، والميزان "3/ 62".
2 انظر: الجرح والتعديل "7/ 45".
3 الجرح والتعديل "6/ 336"، والتهذيب "/ 211، 212".(12/164)
قال أبو حاتم: كان شيخًا صالحًا يشبه يوسف بن أسباط، يعني في الخير.
قال: وكان قد دفنَ كُتُبَه.
وقال أبو زُرْعة: كان يَهِمّ.
وقال أبو داود: ضعيف.
قلت: مات سنة تسعين ومائة.
254- عطْوان بن مُشْكان التّميميّ الخيّاط1:
عن مولاته جَمْرة اليَرْبُوعيّة، ولها صحبة.
وحدث عنه: يحيى الحماني، وأبو معمر إسماعيل الهُذْليّ، وَمُعَلَّى بن منصور الرّازيّ، وبكر بن الأسود الكوفيّ.
قال ابن أبي حاتم: شيخ وليس بمنكر الحديث.
قلت: وقع لنا من حديثه عاليًا فيما قرب سنده لأبي قاسم بن السَّمَرْقَنديّ.
255- عفان بن سَيَّار الباهلي الجرجاني2 ن:
أبو سعيد قاضي جُرْجان.
روى عن: أبي إسحاق، وعَنْبَسة بن الأزهر، وأبي حنيفة، ومسعر بن كدام، وخارجة بن مُصْعَب.
وعنه: أحمد بن أبي طيبة الْجُرْجانيّ، والحسين بن عيسى البسْطاميّ، وعبّاد بن يعقوب الرواجنيّ، وعبد الجبّار بن عاصم النَّسائيّ، وغيرهم.
تُوُفّي سنة إحدى وثمانين ومائة.
قال أبو زُرْعة الرّازيّ: وسئل عنه أبو حاتم فقال: شيخ.
256- عفيف بن سالم:
أبو عمرو البجلي، مولاهم الموصلي الفقيه3:
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 41".
2 انظر: الجرح والتعديل "7/ 30، 31"، والتهذيب "7/ 229، 230".
3 الجرح والتعديل "7/ 29، 30"، والتهذيب "7/ 235، 236".(12/165)
رحل وطوف وروى عن: الأوزاعي، وعبد الله بن طاوس، وموسى بن عبيدة، ويونس بن أبي إسحاق، وقرة بن خالد، وفطر بن خليفة، وشعبة وطائفة.
وعنه: إسحاق بن أبي إسرائيل، وحرب بن محمد الطائي، وداود بن رشيد، وعلي بن حجر، ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، وسعدان بن نصر.
وثقه أبو حاتم، وغيره.
وقال ابن عمار: كان أحفظ من المعافى بن عمران.
قلت: كان أحد علماء الموصل، مات كهلا سنة ثلاث أو أربع وثمانين، هكذا وجدت تاريخَ وفاته، ولم يلْحَقْه عليّ بن حرب.
وذكره الدَّارَقُطْنيّ فقال: ربّما أخطأ ولا يُترك.
257- عقبة بن إسحاق السّلوليّ الكوفيّ1:
عن: إسماعيل بن أبي خالد، وليث بن أبي سُليم، وأبي شراعة.
وعنه: إسحاق بن إدريس، وأبو نعيم، وإسحاق بن منصور السلولي.
قاله أبو حاتم ولم يُضعَّف.
258- عقبة بن خال السكوني2 ع:
أبو مسعود الكوفي.
عن: هشام بن عُرْوة، وإسماعيل بن أبي خالد، وأبي سعد البقّال سعيد، وعُبَيْد الله بن عَمْر، وجماعة.
وعنه: أحمد، وإسحاق، وأبو بكر بن أبي شَيْبَة، وابن نُمير، وأبو سعيد الأشجّ.
قَالَ أبو حاتم: لا بأس بِهِ.
وقال التِّرْمِذيّ: تُوُفّي سنة ثمان وثمانين ومائة.
259- عكرمة بن سليمان3:
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 308"، والثقات لابن حبان "7/ 247".
2 الجرح والتعديل "6/ 310"، والتهذيب "7/ 239، 240".
3 انظر: طبقات القراء الكبار "1/ 146، 147"، للذهبي.(12/166)
شيخ القراء بمكة.
هو عِكْرِمة بن سُليمان بن كثير بن عامر مولى آل شَيْبَة العَبْدريّ الحَجَبيّ المكّيّ المقرئ، أبو القاسم.
قرأ القرآن وجوده على: شِبل بن عبّاد، ومعروف بْن مِشْكَان، وإِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه بن قُسْطَنْطِين.
تلا عليه أبو الحسن أحمد بن موسى بن محمد البزّيّ، وغيره.
260- عليّ بن ثابت الجزري1 د. ت:
أبو أحمد نزيل بغداد.
عن: جعفر بن بَرْقان، وبُكَير بن مِسْمار، وابن عَوْن، وطائفة.
وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو عُبَيْد، وابن عَرَفَة، وحُمَيْد بن الربيع، والحسين بن الحسن المَرْوَزِيّ.
وقال أحمد: ثقة صدُوق، يحدّث ببعض الحديث ثمّ يقطعه ويجيء بآخر.
وقال ابن مَعِين: ثقة.
وقال الأزْديّ: ضعيف.
261- عليّ بن حمزة بن عبد الله بن بِهْمَن بن فيروز، مولى بني أسد، أبو الحَسَن الأسَديّ الكوفيّ2 الكِسائيّ:
شيخ القراء والنُّحاة، نزل بغداد وأدّب الرشيد، ثمّ ولده الأمين.
قرأ القرآن على حمزة الزّيّات أربع مرّات، وقرأ أيضًا على مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عرْضا.
وروى عن: جعفر الصادق، والأعمش، وسليمان بن أرقم، وأبي بكر بن عيّاش. وتلا أيضًا على عيسى بن عمر الهمداني.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 177"، والتهذيب "7/ 288، 289".
2 الجرح والتعديل "6/ 182"، السير "9/ 131-134".(12/167)
واختار لنفسه قراءة صارت إحدى القراءات السَّبْع، وتعلّم النَّحْوَ على كِبَر سنّه، وخرج إلى البصْرة، وجالّس الخليلَ فقال له: من أين أخذت؟ قال: ببَوَادي الحجاز، ونجْد، وتِهامَة.
فخرج الكسائيّ إلى أرض الحجاز، وغاب مدةً، ثمّ قدم وقد أنفذَ خمسَ عشرةَ قَنّينة حِبْر في الكتابة عن العرب سوى ما حفظ في قلبه. ورجع والخليل قد مات، وجلس يونس بعده، فمرّت بين الكسائيّ وبين يونس مسائل أقرّ له فيها يونس.
قال عبد الرحيم بن موسى: سألته لِم سُمِّيت الكِسائيّ؟ قال: لأنّي أحْرَمْتُ في كِساء.
وقال الشّافعيّ: من أراد أن يتبحر في النَّحْو فهو عَيَّالٌ على الكِسائي.
قال أبو بكر بن الأنباريّ: اجتمع في الكِسائيّ أمورٌ: كان أعلم النّاس بالنَّحْو، وواحَدَهم في الغريب. وكان أوحد النّاس في القرآن، وكانوا يكثرون عليه حتّى لا يضبط عليهم، فكان يجمعهم ويجلس على كرسيّ ويتلو القرآن من أوّله إلى آخره وهم يسمعون، ويضبطون عنه حتّى المقاطع والمبادئ.
قال إسحاق بن إبراهيم: سمعتُ الكِسائيّ يقرأ القرآن على النّاس مرتين.
وعن خَلَف بن هشام قال: كنت أحضر بين يدي الكِسائيّ وهو يقرأ على النّاس، وينقّطون مَصَاحفَهم على قراءته.
قلت: وتلا على الكِسائيّ أبو عَمْر الدُّوريّ، وأبو الحارث اللَّيث بْن خالد، ونصير بن يوسف الرّازيّ، وقُتَيْبة بن مهران الأصبهانيّ، وأبو جعفر أحمد بن أبي سريج، وأحمد بن جبير الأنطاكيّ، وأبو حمدون الطّيّب بن إسماعيل، وأبو موسى عيسى بن سليمان الشيزري.
وروى عَنْهُ: أبو عُبَيْد القاسم بْن سلّام، ويحيى الفرّاء، وخَلَف البزار، وعدة.
قال خَلَف: أولَمْتُ وليمةً فدعوت الكِسائيّ واليَزِيديّ، فقال اليَزِيديّ: يا أبا الحَسَن، أمورٌ تبلُغُنا عنك ننكر بعضها. فقال الكسائي: أومثلي يخاطَبُ بهذا؟ وهل مع العالم إلا فَضْلُ بُصاقي في العربية. ثمّ بَصَق، فسكت اليَزِيديّ.
وللكِسائيّ كُتُب مصنَّفة، منها: كتاب معاني القرآن، ومختصر في النَّحْو، وكتاب في القراءات، وكتاب النوادر الكبير، وتصانيف أُخر.(12/168)
وقيل: إنّما عُرف بالكِسائيّ لأنّه أيّام قراءته على حمزة كان يلْتَفّ في كساء، فلقَّبه أصحاب حمزة بالكِسائيّ.
أبو العبّاس بن مسروق: نا سَلَمة بن عاصم قال: قال الكِسائيّ: صلَّيْتُ بهارون الرشيد، فأعجبتني قراءتي فغلطت في آيةٍ ما أخطأ فيها صبيٌّ قط، أردت أن أقول: {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} ، فقلت: "يرجعين"، فوالله ما اجترأ الرشيد أن يقول: أخطأت، لكنّه لما سلّم قال: أيُّ لغةٍ هذه؟ قلت: يا أمير المؤمنين قد يعثُرُ الجواد. قال: أمّا هذه فنعم.
وعن سَلَمة: سمعتُ الفرّاء: سمعتُ الكِسائيّ يقول: ربّما سبقني لساني باللَّحْن فلا يمكنني أن أرد لساني.
وذكر ابن الدَّوْرَقيّ قال: اجتمع الكِسائيّ واليزيديّ عند الرشيد، فحضرت العشاء فقدّموا الكِسائيّ، فارتج عليه قراءة {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} فقال اليزيدي: قراءة هذه السورة ترتجّ على قارئ أهل الكوفة! قال: فحضرت صلاة فقدموا اليزيدي فارتج عليه في الحمد؛ فلمّا سلم، قال:
احْفَظْ لسانك لا يقول فتُبْلَى
إنّ البلاء مُوكل بالمنطِق1
وعن خَلَف قال: كان الكِسائيّ يقرأ لنا على المنبر، فقرأ يومًا: {أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا} [الكهف: 34] . فسألوه عن العِلَّة، فثُرْت في وُجوههم، فَمَحَوْه من كُتُبهم، ثمّ قال لي: يا خَلَف، يكون أحدٌ من بعدي يَسْلَم من اللَّحْن.
قال الفرّاء: ناظرت الكِسائيّ يومًا وزدت، فكأنيّ كنت طائرًا يشرب من بحر.
وعن الفرّاء قال: إنما تعلّم الكِسائيّ النَّحْو على كِبَر، لأنّه جاء إلى قوم وقد أعيا، فقال: قد عَيَّيْتُ. فقالوا له: تُجالِسُنا وأنت تَلْحن؟ قال: وكيف؟ قالوا: إنّ أردت من التعب فقل أعَيَّيْتُ، وإنّ انقطعت الحيلةُ في الأمر فقل عَيِيت.
فأنِفَ من هذا وقام وسأل عمَّن يعلّم النَّحْو، فأُرشِد إلى مُعاذ الهرّاء، فلزِمَه حتّى أنفد ما عنده، ثمّ خرج إلى الخليل.
قلت: وقد كان للكِسائيّ عند الرشيد منزلة رفيعة، وسار معه إلى الرَّيّ، فمرض ومات بقرية رَنْبَوَيْه، فلمّا اعتل تمثّل وقال.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 408".(12/169)
قَدَرٌ أَحَلَّك ذا النخيل وقد رأى ... وأبي ومالك ذو النخيل بدارِ
ألا كداركم بذي بقر الحمى ... هيهات ذو بقرٍ من المزوارِ1
ومات ومعه محمد بن الحسن الفقيه، فقال الرشيد لمّا رجع إلى العراق: دفنتُ الفقه والنَّحْو برَنْبَوَيْه.
وقال نُصير بن يوسف: دخلت على الكِسائيّ في مرض موته فأنشأ يقول: قَدَرٌ أَحَلَّك.
وذكر البيتين، فقلت: كلا، ويُمتع الله الجميع بك.
فقال: أين قلتَ ذاك؟ لقد كنت أُقرئ في مسجد دمشق، فأغفيت في المحراب، فرأيتُ النّبيّ صلى الله عليه وسلم داخلا من باب المسجد، فقام إليه رجلٌ، فقال: بحرف من نقرأ؟ فأومأ إلي.
قال الدوري: توفي الكسائي بقرية رنبويه، وكذا سماها أحمد بن جبير، وزاد فقال: في سنة تسعٍ وثمانين ومائة. وكذا أرخه جماعة.
وقيل: إنه عاش سبعين سنة.
وفي وفاته أقوال واهية، سنة إحدى وثمانين، وسنة اثنتين، وسنة ثلاثٍ وسنة خمسٍ وثمانين.
وقيل: سنة ثلاثٍ وتسعين، والأول أصحّ.
262- عليّ بن زياد التُّونسيّ الفقيه2:
أبو الحَسَن العبسيّ، شيخ المغرب.
أصله من بلاد العجم، ومولده بأطرابلس، وكان إمامًا ثقة متعبدًا، بارعًا في العلم.
رَحَلَ وسمع من: سُفيان الثَّوْريّ، ومالك، واللَّيْث، وطبقتهم.
وسمع قبل أن يرحل من قاضي إفريقيا خالد بن أبي عِمران، فهو أكبر شيخ له.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 414".
2 انظر: ترتيب المدارك "1/ 326".(12/170)
وصنّف في الفقه كتابًا سمّاه "خيرًا من زِنَته"، يشتمل على البيوع والأنكِحَة.
قال أسد بن الفرات: كان عليّ بن زياد من أكابر أصحاب مالك.
روى عنه: بُهْلُولُ بن راشد، وسَمُرة التونسيّ، وسَحْنُون، وأسد بن الفرات.
وسنذكر في الطبقة الآتية، إنّ شاء الله، عليّ بن زياد الإسكندريّ.
263- عليّ بْن عُبَيْد اللَّه بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الهاشِمِيّ العَلوَيّ المدنيّ1 الطبيب.
قال أبو حاتم الرّازيّ: سمعتُ داود بن عبد الله الجعفريّ يقول: قال لي عليّ بن عُبَيْد الله بن محمد، وكان أبصرَ النّاس في الطب. وذكر حكاية.
264- علي بن غراب2 ن. ق:
أبو الحَسَن، ويقال: أبو الوليد الفَزَاريّ الكوفيّ القاضي.
روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وأحوص بن حكيم، وهشام بن عُرْوَة، وعمر مولى عَفْرَة.
وعنه: أحمد بن حنبل، وزياد بن أيّوب، والحسين بن الحَسَن المَرْوَزِيّ، ومحمد بن عبد الله بن عمارة، وعدة.
قال ابن مَعِين: صدوق.
وضعّفه أبو داود.
وقال ابن حِبّان: كان غاليًا في التشيُّع، كثير الخطأ.
وقال الجوزجانيّ: ساقط.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: ثقة.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ أَبُو الشَّعْثَاءِ، نا عَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ أَبِي بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: "نَهَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ يُسَمَّى كَلْبٌ وَكُلَيْبٌ"3.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 194".
2 الجرح والتعديل "6/ 200"، التهذيب "7/ 371-373".
3 حديث منكر: أخرجه العقيلي "3/ 248"، والخطيب "12/ 46" في تاريخه.(12/171)
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: سَمِعْتُ منه مجلسًا.
265- علي ين مجاهد الكِنْديّ الكابُليّ الرّازيّ1 ت:
عن: ابن إسحاق، وموسى بن عُبَيْدة، ومِسْعَر، وجماعة.
وعنه: أحمد بن حنبل، وزياد بن أيّوب، ومحمد بن حُمَيْد الرّازيّ، وجماعة.
ووُلّي قضاء الرَّيّ.
رماه بالكذِب يحيى بن الضُّرَيس، ومحمد بن مِهران الجمّال.
ووثقه ابن حِبّان فالله أعلم.
266- علي بن مسهر ع:
أبو الحسن القرشي مولاهم الكوفيّ2 الحافظ، قاضي المَوْصل.
وهو أخو عبد الرحمن قاضي جبل.
روى عن: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هند، وعاصم الأحول، وزكريا بن أبي زائدة، وأبي مالك الأشجعيّ، وخلْق من هذه الطبقة.
وعنه: بِشْر بن آدم، وسويد بن سعيد، وابنا أبي شَيْبَة، وعليّ بن حُجْر، وهناد بن السَّرِيّ، وآخرون.
قال أحمد: هو أثبت من أبي معاوية في الحديث.
وقال أحمد بْن عَبْد اللَّه العِجْليّ: كان ممّن جمع الفقه، والحديث، ثقة.
وروى عبّاس، عن ابن مَعِين: كان ثبتًا.
وُلّي قضاء أرمينية، فلمّا قدِمَها اشتكى عينَه، فجعل يختلف إليه متطبّب، فقال قاضٍ كان بأرمينية للكحّال: أكحلْه بما يُذهب عينه حتّى أعطيك مالا. ففعل، فذهبت عينُه. فرجع عليّ بن مسهر إلى الكوفة أعمى.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 205"، التهذيب "7/ 377، 378".
2 انظر: الجرح والتعديل "6/ 204"، السير "8/ 426-429".(12/172)
وقال ابن نُمير: دفنَ عليّ بن مُسْهِر كُتُبَه.
قلت: تُوُفّي سنة تسعٍ وثمانين ومائة.
267- علي بن نصر بن علي بن صُهْبان1 ع:
أبو الحسن الجهضمي البصري والد الحافظ نصر بن عليّ.
روى عن: حمزة الزّيّات، وقُرّة بن خالد، وهشام الدُّسْتَوائيّ، وشعبة، والخليل بن أحمد، وعدّة.
وعنه: ولده، وأبو نُعَيم، وَمُعَلَّى بن أسد.
خرج الستة عن ولده نصْر، عن أبيه.
وقد روى القراءات عن: أبي عَمْرو بن العلاء، وأبان بن يزيد العطّار، وهارون بن موسى، وشبل بن عباد.
حمل عنه ولده نصر بن علي، وكان من كبار أصحاب الخليل بن أحمد في العربية، وكان صديقا لسيبويه.
مات سنة سبع وثمانين ومائة وهو في عشر السبعين.
268- علي بن هاشم بن البريد2 م. ع:
أبو الحسن القرشي، مولاهم الخزّاز الكوفيّ.
عن: هشام بن عُرْوة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وابن أبي ليلى، وطبقتهم.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وابن أَبِي شَيْبَة، وأخوه عثمان، وأحمد بن مَنِيع، والحسن بن حمّاد سَجَّادة، وعبد الله مُشْكَدَانَة، وجماعة.
وثقه ابن معين، وغيره.
وكان شيعيًا بغيضًا.
قال أبو داود: ثَبْتٌ يتشيَّع.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 207"، والتهذيب "7/ 390، 391".
2 الجرح والتعديل "6/ 207، 208"، والميزان "3/ 160".(12/173)
وقال أحمد بن حنبل: سمعتُ منه مجلسًا واحدًا.
وقال ابن حبان: روى المناكير عن المشاهير.
قلت: مات سنة إحدى وثمانين ومائة.
269- عمّار بن محمد، أبو اليقظان الثَّوْريّ1 م. ت. ق:
أخو سيف، كوفي سكن بغداد.
وروى عن: الصَّلْت بن مؤيد، ومنصور بن المُعْتمِر، وليث، والأعمش.
وعنه: أحمد بن حنبل، وعمْرو النّاقد، وزياد بن أيّوب، والحسن بن عَرَفَة، ومحمد بن حاتم المؤدِّب.
قال ابن عرفة: كان لا يضحك، وكنّا لا نشك أنّه من الأبدال.
وقال أبو حاتم، وغيره: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال عليّ بن حُجْر: كان ثبتًا، حُجَّة.
وروى عن سُفيان الثَّوْريّ قال: إنّ نجا أحد من أهل بيتي فَعمّار.
وقال ابن حِبّان: كان ممّن فحش خلافة، وكثُر وضْعُه حتّى استحقّ التَّرْك.
قلت: هو ابن أخت سُفيان. وقع لنا من عواليه في جزء ابن عَرَفَة.
مات في المحرَّم سنة اثنتين وثمانين ومائة.
270- عَمْر بن أيّوب العبدي الموصلي2 م. د. ن. ق:
أبو حفص.
عن: جعفر بن بَرْقان، وابن أبي ليلى، وأفلح بن حُمَيْد، وإبراهيم بن نافع المكيّ.
وعنه: أحمد بن حنبل، وداود بن رُشَيد، وأبو سعيد الأشجّ، وأيّوب الوزّان، وعليّ بن حرب، وجماعة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 393"، والتهذيب "7/ 405، 406".
2 الجرح والتعديل "6/ 98، 99"، والتهذيب "7/ 428، 429".(12/174)
قال يحيى بن معين: ثقة مأمون.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ: ما رأيته يذكر الدُّنيا، وكان من أشد الناس حَياء.
وذكره أحمد بن حنبل فقال: كانت له هيئة، وجعل يُطْريه.
قيل: مات سنة ثمانٍ وثمانين ومائة.
271- عَمْر بن أبي خليفة حجاج بن عتاب العبدي البصري1 ن:
أبو حفص.
عن: أبيه، ومحمد بن زياد الْجُمَحّي، وأبي غالب حزوَّر، وعليّ بن زيد، وعدّة.
وعنه: خليفة بن خَيّاط، وعمرو بن عليّ، وابن مثنى، وبندار، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، وجماعة.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
وقال العُقَيْليّ: مُنْكَر الحديث.
رَوَى عَنْ: هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "آخِرُ كَلامٍ فِي الْقَدَرِ لِشِرَارِ أُمَّتِي"2.
ويُرْوَى مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، لَيِّنٍ أَيْضًا.
تُوُفّي سنة تسعٍ وثمانين.
272- عُمر بن الدِّرَفْس الغَسَّانيّ الدّمشقيّ3 ق:
من رؤساء البلد.
عن: عبد الرحمن بن أبي قُسَيْمة، وزُرْعة بن إبراهيم.
وعنه: ابنه الوليد، والوليد بن مسلم، وأبو مُسْهِر، وهشام، وابن بنت شرحبيل، وغيرهم.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 106"، والتهذيب "7/ 443".
2 حديث ضعيف: أخرجه ابن أبي عاصم "1/ 155" في السنن، والعقيلي "3/ 366" في الضعفاء، والحاكم "2/ 473"، وانظر لسان الميزان "4/ 842، 1155".
3 انظر: الجرح والتعديل "6/ 107"، والتهذيب "7/ 443، 444".(12/175)
قال أبو حاتم: صالح ما في حديثه إنكار.
273- عمر بن عبد الرحمن الأبّار1:
يأتي بكنيته.
274- عَمْر بن عُبَيْد الطّنَافسيّ الكوفيّ2 الحافظ ع:
أخو يَعْلَى، ومحمد، وإبراهيم، وهو أسنّ إخوته.
روى عن: آدم بن عليّ، ومنصور، وسِمَاك، وعبد الملك بن عُمَيْر، وجماعة.
وعنه: أخواه يَعْلَى، وإبراهيم، وأحمد بن حنبل، وإسحاق، وزياد بن أيّوب، والحسن بن عَرَفَة، وجماعة.
وُثّق.
وقال أبو حاتم: محلُّه الصَّدْق.
قلت: تُوُفّي سنة خمسٍ وثمانين ومائة، وهو أكبر شيخ لقيه محمد بن عبد الله بن نُمير.
275- عمر بن عُبَيْد الخَزَّاز:
أبو حفص البصري السابري بياع الخمر3.
نزل مكة وجاوز.
وحدث عن سُهيل بن أبي صالح.
وعنه: أبو عبيد الرحمن المقرئ، والحميدي، وغيرهما.
ضعفه أبو حاتم.
وقال العُقَيْليّ: في حديثه اضطّراب.
276- عمر بن علي بن عطاء بن مقدَّم4 ع:
__________
1 يأتي ذكره في الكنى.
2 انظر: الجرح والتعديل "6/ 123"، والتهذيب "7/ 480، 481".
3 الجرح والتعديل "6/ 177"، والميزان "3/ 212"، الخمر جمع خمار، وهو ما تلبسه المرأة.
4 الجرح والتعديل "6/ 124"، والتهذيب "7/ 485، 486".(12/176)
أبو حفص المقدمي، مولى بني ثقيف، بصْريّ حافظ.
وهو والد محمد، وعاصم، وعمّ محمد بن أبي بكر الحافظ.
روى عن: إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وهشام بن عُرْوة، وأبي حازم الأعرج، وخالد الحذّاء، وطبقتهم.
وعنه: أحمد بن عَبَدة، وأحمد بن المقدام، وخليفة بن خيّاط، وحفص الرباليّ، وبندار، وعمرو الفلاس، وطائفة.
قال ابن مَعِين: ما به بأس.
وقال ابن سعد: ثقة. كان يدلّس تدليسًا شديدًا، يقول: سمعتُ، وثنا، ثمّ يسكت ساعةً، ثمّ يقول: هشام بن عُرْوة، والأعمش.
قلت: قد أهمل تدليسَه النّاسُ واحتجوا به في الكتب الستة، مع أَنَّ أَبَا حَاتِمٍ قَالَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى سنة تسعين ومائة.
277- عمرو بن جُمَيْع، أبو المنذر1:
قاضي حُلوان.
عن: ليث بن أبي سُلَيم، والأعمش، وجُوَيْبر، وابن جُرَيْج.
وعنه: الحَكَم بن سُليمان، وشُرَيْح بن يونس، والربيع بن ثعلب، وأبو إبراهيم الترجمانيّ، وآخرون.
مُتَّفَقٌ على تركه.
قال يحيى بن مَعِين: كان كذابًا خبيثًا.
وقال ابن عَدِيّ: يتهم بوضع الحديث.
278- عمرو بن صالح بن المختار الزُّهْريّ2 الفقيه:
قاضي رامهرمز.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 224"، والميزان "3/ 251".
2 الجرح والتعديل "6/ 240"، الميزان "3/ 269".(12/177)
سمع: أبا مالك الأشْجَعيّ، وعُبَيْد الله بن عَمْر.
وعنه: محمد بن المثنَّى، وإسماعيل بن عبد الله بن زرارة.
وثقه يحيى بن معين.
عمرو بن قاسم بن حبيب.
279- أبو عليّ التّمّار الكوفيّ1:
مُنْكَر الحديث.
روى عن: منصور، ويزيد بن أبي زياد.
وعنه: إسماعيل بن موسى الفزاري، ومحمد بن مروان، وعباد بن يعقوب الرواجني، وآخرون.
ضعفه ابن عدي.
280- عمرو بن قيس بن بشير الكوفي2:
عن أبيه.
وعنه: أبو نعيم، وإبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن مهران الجمال، وأبو سعيد الأشج.
وثقه أبو حاتم.
وقال ابن معين: لا شيء.
281- عمرو بن النُّعمان بن جَبَلَة الباهليّ البصْريّ3 ق:
عن: عليّ بن الحزور، وعُبَيْد الله بن أبي زياد، وسُليمان التَّيْميّ، وجماعة.
وعنه: زيد بن الحُباب، وعيسى بن إبراهيم البركيّ، وحُمَيْد بن مَسْعَدة، وأحمد بن عَبْدة.
قال أبو حاتم: صدوق لَا بأس به.
__________
1 الميزان "3/ 284".
2 انظر: الجرح والتعديل "6/ 255"، الميزان "3/ 284".
3 الجرح والتعديل "6/"، التهذيب "8/ 110".(12/178)
282- عِمران بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ليلى1 ن. ق:
عن والده.
وعنه: ابنه محمد، وعثمان بن أبي شَيْبَة، وسَهْل بن عثمان.
ذكره ابن حِبّان في الثقات.
283- عنبسة بن عبد الواحد بن أُميّة بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن العاص، أبو خالد الأمويّ الكوفيّ2 الأعور. د:
عن: عبد الملك بن عُمَيْر، وبيان بن بِشْر، وهشام بن عُرْوة، وطائفة. وعنه: شُرَيْح بن يونس، وعبد الله بْن عُمَر بْن أبان، وأبو عُبَيْد، القاسم، وإبراهيم بن موسى الرّازيّ، وأبو هَمَّام السَّكُونيّ.
وثقه أبو حاتم وغيره.
284- عُوَيْدُ بن أبي عمران الجوني3:
روى عن أبيه.
وعنه: أحمد بن أيّوب بن راشد، ومحمد بن المثنَّى، ونصر الْجَهْضَميّ.
قال ابن معين: ليس بشيء.
وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث.
وقال النَّسائيّ: متروك الحديث.
285- عيسى بن حنيفة، أبو عَمْرو الكِنْديّ4:
عن: مالك بن دينار، ومحمد بن واسع، ويزيد الرَّقاشيّ، وفرقد السَّبْخيّ، وحُمَيْد الطّويل.
وعنه: الحسين بن عمرو العنقزي، وأبو سعيد الأشج.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 305"، التهذيب "8/ 137".
2 الجرح والتعديل "6/ 401"، والتهذيب "8/ 161، 162".
3 انظر: الجرح والتعديل "7/ 45"، الميزان "3/ 304".
4 الجرح والتعديل "6/ 274".(12/179)
ذكره أبو حاتم وما تكلّم فيه، وكأن محلَّه الصَّدْق.
286- عيسى بن سَوَادة بن الجعْد النخعي الكوفيّ1:
نزيل الرَّيّ.
عن: الزُّهْريّ، ومحمد بن المُنْكَدر، وعمرو بن دينار، وليث بن أبي سُلَيم، وجماعة.
وعنه: هشام بن عُبَيْد الله، وزُنَيج، وأبو سعيد الأشجّ، وعمرو بن رافع، ويوسف بن واقد، وآخرون.
ضعفه أبو حاتم.
287- عيسى بن موسى2 ق:
أبو أحمد البخاريّ الأزرق الحافظ، ولقّبوه غُنْجارًا لحُمرة وجهه.
سمع: أبا حمزة السُّكَّريّ، وسفيان الثوري، وعيسى بن عبيد الكندي، وورقاء بن عَمْر، وخلقًا.
وعنه: بُجَيْر بن النَّضْر، ومحمد بن أُميّة السّاويّ، ومحمد بن سلام البِيكَنْدِيّ، وإسحاق بن حمزة البخاريّ، وآخرون.
قال الحاكم: هو إمام عصره. طلب العلم على كِبَر سنِّه، ورحل، وهو في نفسه صدُوق. تتبَّعْتُ رواياته عن الثقات فوجدتُها مستقيمة.
قال: وروى عن أكثر من مائة شيخ من المجهولين.
قُلْتُ: فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ فِي أَوَّلِ بَدْءِ الْخَلْقِ عَقِيبَ حَدِيثِ: "كَانَ اللَّهُ وَلا شَيْءَ غَيْرُهُ" 3.
وروى عيسى، عن رَقَبَة، عن قيس بن مسلم، عن طارق: سمعتُ عمرًا، كذا في الصحيح. وقد سقط بين عيسى وبين رَقَبَة رجلٌ وهو أبو حمزة السُّكَّريّ، وبهذا
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 277"، والميزان "3/ 312".
2 الجرح والتعديل "6/ 285، 286"، التهذيب "8/ 232-234".
3 حديث صحيح: أخرجه البخاري "4/ 73"، "4/ 129"، والطبراني "18/ 203" في الكبير، والطبري "1/ 38"، في تاريخه، وغيرهم.(12/180)
الإسناد نسخة عند غُنْجار، ولم يَلْقَ رَقَبَة.
مات غُنْجار في آخر سنة ستٍ وثمانين ومائة، وله نسخة عند ابن طَبَرْزَد ليست بالعالية.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: عيسى غُنْجار لا شيء.
288- عيسى بن يونس بْن أَبِي إسحاق عَمْرو بْن عَبْد الله السبيعي1 ع:
أبو عمر الكوفي الحافظ، أحد الأئمة الأعلام، وشيخ الإسلام.
نزل الثغر بالحديث مُرابطًا في سبيل الله، وهو أصغر من أخيه إسرائيل.
رأى جدّه، وسمع: أباه، وهشام بن عُرْوة، وحُسينًا المعلم، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، والْجُرَيريّ، ومُجالدًا، وزكريا بن أبي زائدة، وعمرو بن سعيد بن أبي حسين، وعمرو مولى عَفْرَة، وخلْقًا سواهم.
وعنه: حمّاد بن سَلَمة أحد شيوخه، وإسحاق بن راهَوَيْه، وأحمد، وإبراهيم بْن موسى الفرّاء، وأبو بكر بْن أبي شَيْبَة، وسُفيان بن وكيع، وعليّ بن حُجْر، وعليّ بن خَشْرَم، ونصر بن عليّ، والحسن بن عَرَفَة، وأُمم.
سُئِلَ عنه ابن المَدِينيّ فقال: بخٍ بخٍ، ثقة مأمون.
وقال يعقوب السَّدُوسيّ: نا إبراهيم بن هاشم: سمعتُ بِشْر بن الحارث يقول: كان عيسى بن يونس يعجبُه خطّي، ويأخذ القِرْطاس فيقرأه.
فكتبت من نسخة قوم شيئًا كان ليس من حديثه، فكأنّهم لمّا رأوا إكرامه أدخلوا عليه أحاديث، فجعل يقرأ عليّ ويضرب على تلك الأحاديث، فغمني ذلك. فقال: لا يغمك، لو كان وَاوًا ما قدروا أن يدخلوا هذا عليّ.
وقال أحمد بن داود الحرّانيّ: سمعتُ عيسى بن يونس يقول: لم يكن في أسناني أحد أبصر بالنَّحْو منّي. فدخلني منه نخْوَة فتركته.
قال أحمد بن حنبل: الذي كنّا نخبر أنّ عيسى بن يونس كان سنةً في الغزو وسنةً في الحجّ، وقد قدِم بغداد في شيءٍ من أمر الحصون، فأمر له بمال، فأبى أن يقبله.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 291، 292"، والسير "8/ 430-435".(12/181)
وقال أحمد بن جَناب: غزا عيسى بن يونس خَمْسًا وأربعين غزوة، وحجّ خمسًا وأربعين حجّة.
وقال جعفر البرمكيّ: ما رأيت في القُرّاء مثل عيسى بن يونس.
وذُكر أنه عُرض عليه مائة ألف درهم فقال: والله لا يتحدّث أهل العلم أنّي أكلتُ للسُّنّة ثمنًا.
قال الوليد بن مسلم: ما أبالي من خالفني في الأوزاعيّ، ما خلا عيسى بن يونس، فإنّي رأيت أخذه أخذًا مُحكمًا.
وقال ابن مَعِين: رأيتُ عيسى بن يونس وعليه قِباءٌ محشُوّ وخُفّان أحْمَران، يعني أنّه كان بلباس الأجناد.
قال الوليد بن مسلم: أفضل مَن بَقِيّ من علماء العرب أبو إسحاق الفَزَاريّ، وعيسى بن يونس، ومَخْلَد بن الحسين.
وقال محمد بن عُبَيْد الطَّنَافِسِيّ: يا أصحاب الحديث، ألا تكونون مثل عيسى بن يونس، كان إذا جاء إلى الأعمش ينظرون إلى هَدْيه وسَمْتَه.
قال وكيع: وذكر عيسى: ذاك رجلٌ قد قهر العِلْم.
وقال أبو زُرْعة: حافظ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ: حُجّة، هو أثبت من أخيه إسرائيل.
وقال ابن سعد: ثِقة ثَبت.
وسُئل أحمد بن حنبل عن عيسى بن يونس فقال: عيسى يُسأل عنه؟ قال محمد بن المنذر الكِنْديّ إنّ المأمون جاء إلى عيسى بن يونس فسمع منه، وأعطاه عشرة آلاف دِرهم، فردها وقال: ولا شُربة ماء عَلَى حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال أحمد بن جَنَاب: مات عيسى سنة سبعٍ وثمانين ومائة، وكذا أرّخه سُليمان بن عَمْر الرَّقّيّ، وعليّ بن بحر، وعبد الله بن جعفر.
وقال محمد بن مُصَفَّى: مات في نصف شعبان سنة ثمان وثمانين ومائة، وفيها أرّخه المدائنيّ، ومحمد بن المثنَّى، وأبو داود.
وقال ابن سعد، وغيره: مات سنة إحدى وتسعين ومائة.(12/182)
"حرف الغين":
289- غسان بن مُضَر الأزْديّ النَّمِريّ البصْريّ المكفوف1 س:
عن: أبي سَلَمة سعيد بن يزيد ليس إلا.
وعنه: أحمد، وشباب، والفلاس، ومحمد بن المثنَّى، ونصر بن عليّ، وعدّة.
قال: أحمد: ثقة، ثقة.
وقال: كان شيخًا عسِرًا.
وقال أبو حاتم: لا بأس بِهِ، صالح الحديث.
قيل: مات سنة أربعٍ وثمانين ومائة.
خرّج له "س": "الصلاة في النعلين" 2.
"حرف الفاء":
290- الفرج بن سعيد، وأبو رَوْح المأربيّ3:
عن: عمّه ثابت، وعن خالد بن عَمْرو بن سعيد الأشدق.
وعنه: محبوب بن موسى الفرا، والحُمَيْدِيّ، وغيرهما.
291- فَضَالَةُ بن حُصَين الضّبيّ4، أبو معاوية:
شيخ بصْريّ.
له عن: حُمَيْد الطويل، ويزيد بن نَعَامة، ويونس بن عُبَيْد.
وعنه: نُعَيم بن حمّاد، ومحمد بن أبي بكر المُقَدميّ، وإبراهيم بن موسى.
قال أبو حاتم: مضطرب الحديث؛ وكذا قال البخاري.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "7/ 51"، والتهذيب "8/ 247".
2 حديث صحيح: أخرجه النسائي "2/ 74".
3 الجرح والتعديل "7/ 86"، والتهذيب "8/ 260".
4 انظر: الجرح والتعديل "7/ 125"، والميزان "3/ 348".(12/183)
292- الفضل بن عثمان، أبو محمد المُراديّ الكوفيّ الصَّيرفيّ1:
عن: الزُّهْريّ، وأبي الزُّبَير.
وعنه: أبو كُرَيِب، ومحمد بن عُبَيْد المحاربيّ.
ما يكاد يعرف.
293- فضيل بن سليمان النميري2 ع:
أبو سليمان البصري.
روى عن: أبي حازم الأعرج، وعمرو بن أبي عَمْرو، وموسى بن عُقْبة، وخَيْثم بن عراك، وطبقتهم.
وعنه: علي بن المديني، وخليفة بن خيّاط، وأحمد بن عَبْدة، وأحمد بن المقدام، ونصر الْجَهْضَميّ، والفلاس، ومحمد بن موسى الحَرَشيّ، وآخرون.
قال أبو حاتم: ليس بالقوي.
وقال ابن معين: ليس بثقة؛ رواه عبّاس الدُّوريّ، عنه.
وقال أبو زُرْعة: لين.
وقال النَّسائيّ: بصري، ليس بالقويّ.
قلت: قد احتجّ به الجماعة.
مات سنة إحدى أو اثنتين وثمانين، وقيل سنة ستٍّ وثمانين ومائة.
294- فُضَيْلُ بن عياض بن مسعود3 الأستاذ الإمام خ. م. د. ن:
شيخ الإسلام، أو عليّ التّميميّ، ثمّ اليَرْبُوعيّ المَرْوَزِيّ، الزّاهد.
عن: منصور، وبيان بن بِشْر، وأبان بن أبي عيّاش، وحُصَيّن بن عبد الرحمن، ويزيد بن أبي زياد، وعطاء بن السائب، وعُبَيْد الله بن عَمْر، وهشام بن حسّان، وصَفْوان بن سليم، وأبي هارون العبدي، والأعمش.
__________
1 يعمل بالصيرافة، وهي تجارة العملة، ولم نقف عليه.
2 الجرح والتعديل "7/ 72"، والتهذيب "8/ 291، 292".
3 الجرح والتعديل "7/ 73"، والسير "8/ 372-390".(12/184)
وعنه: سفيان الثوري، وهو أكبر منه، وابن عُيَيْنَة، وابن المبارك، ويحيى القطّان، وحسين الْجُعْفيّ، وابن مهديّ، والشيزريّ، ومُسَدَّد، وقُتَيْبة، ويحيى بن يحيى، وبشر الحافي، والقعنبيّ، ويحيى بن أيّوب، وأحمد بن المقدام العِجْليّ، وخلْق سواهم.
وكان إمامًا، ثقة، حُجّةً، زاهدًا، عابدًا، نبيهًا، صمدانيًا، كبير الشأن.
قال ابن سعد: وُلد الْفُضَيْلُ بخراسان بكورة أبيورد، وقدِم الكوفةَ وهو كبير، فسمع من منصور، وغيره: ثمّ تعبَّد ونزل مكّة، وكان ثقة نبيلا، فاضلا، عابدًا، كثير الحديث.
وقال إبراهيم بن الأشعث وغيره: سمعناه فُضَيْلا يقول: وُلدت بسمرقَنْد.
وقال أبو عبد الرحمن السُّلميّ: أنا أبو بكر محمد بن جعفر: نا الحسين بن عبد العزيز العسكريّ، كذا قال وصوابه ابن عبد الله العسكريّ، قال: ثنا ابن أخي أبي زُرْعة، ثنا محمد بن إسحاق بن راهَوَيْه، نا أبو عمّار، عن الفضل بن موسى قال: كان الفُضَيّل بن عِياض شاطرًا يقطع الطريق بين أبِيوَرْد وسَرْخَس، وكان سبب توبته أنّه عشق جارية، فبينا هو يرتقي الْجُدران إليها سمع رجلا يتلو: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [الحديد: 16] فقال: يا ربّ قد آن، فرجع.
فآواه الليل إلى خربة، فإذا فيها رفقة، فقال بعضهم: ترتجل؟ وقال قوم: حتى نُصْبح، فإنّ فُضَيْلا على الطريق يقطع علينا. فتاب الْفُضَيْلُ وأمّنهم. وجاور بالحَرَم حتّى مات1.
إبراهيم بن اللَّيْث النَّخْشبيّ: نا عليّ بن خَشْرم: أخبرني رجل من جيران الْفُضَيْلِ من أبِيوَرْد قال: كان الْفُضَيْلُ يقطع الطريق وحده، فبينا هو ذات لَيْلَةٍ وقد انتهت إليه القافلة، فقال بعضهم: اعدِلوا بنا إلى هذه القرية، فإن الفُضَيْل يقطع الطريق، فسمع ذلك وأرعد، فقال: يا قوم جُوزوا، والله لأجتهدن أن لا أعصي الله.
وجاء نحوها من وجهٍ آخر فيه جَهْضَم، وهو ساقط.
وبالجملة فالشِّرْك أعظم من كل إفْك، وقد أسلَم خلقٌ صاروا أفضل هذه الأمَّة، نسأل الله أن يأخذ بنواصينا إلى طاعته، فإنّ قلوب العباد بيده يصرفها كيف يشاء.
__________
1 وفيات الأعيان "4/ 47".(12/185)
قال ابن عيينة، والعجلي، وغيرهما: فضيل ثقة.
وقال أبو حاتم: صدُوق.
وقال إبراهيم بن شمّاس: قال ابن المبارك: ما بَقِيّ على ظهر الأرض عندي أفضل من الْفُضَيْلِ بن عِياض.
وقال أحمد بن عبّاد التّميميّ المَرْوَزِيّ: سمعتُ النَّضْر بن شُمَيْلٍ: سمعتُ هارون الرشيد يقول: ما رأيت في العلماء أهْيَبَ من مالك، ولا أورع من الْفُضَيْلِ.
وقال إبراهيم بن سعيد: قال لي المأمون: قال لي الرشيد: ما رأت عيناي مثل فُضَيْلِ بن عِياض. دخلْت عليه فقال لي: يا أمير المؤمنين، فرّغ قلبَك للحزن والخوف حتّى يسكناه، فيقطعاك عن المعاصي، ويُباعداك من النّار1.
عن ابن أبي عَمْر العنسي قال: ما رأيت بعد الْفُضَيْلِ أعْبَدَ من وكيع2. وعن شريك قال: إنّ فُضَيْلَ بن عِياض حُجّة لأهل زمانه.
وقال الهيثم بن جميل نحوه.
قال إبراهيم بن الأشعث: رأيت سُفيان بن عُيَيْنَة يُقبل يد الْفُضَيْلِ بن عِياض مرّتين.
وقال مَرْدَوَيْه الصّائغ: قال لي ابن المبارك: إنّ الْفُضَيْلَ صَدَق الله فأجرى الحكمة على لسانه، وهو ممّن نفعه الله بعِلمه.
وقال مَرْدَوَيْه: وقال لي رَباح بن خالد: إنّ ابن المبارك قال له: إذا نظرتُ إلى فُضَيْلِ بن عِياض جدّد لي الحزنَ ومَقَتُّ نفسي. ثم بكى3.
وعن ابن المبارك قال: إذا مات الْفُضَيْلُ ارتفع الحُزْن.
وقال أبو بكر الصُّوفيّ: سمعتُ وَكِيعًا يقول يوم مات الْفُضَيْلُ: ذهب الحُزْن اليوم من الأرض4.
وقال يحيى بن أيّوب: دخلت مع زافر بن سُليمان على الْفُضَيْلِ بن عِياض بالكوفة، فإذا الْفُضَيْلُ وشيخ معه، فدخل زافر، وأقعدني على الباب.
__________
1، 2 السير "8/ 387".
3، 4 السابق.(12/186)
قال زافر: فجعل الْفُضَيْلُ ينظر إلي، ثمّ قال: يا أبا سُليمان هؤلاء المُحَدِّثين يُعجبهم قُربُ الإسناد، ألا أخبرك بإسنادٍ لا شكّ فِيهِ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ جِبْرِيلَ، عَنِ الله تعالى: {نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ} [التحريم: 6] فأنا وأنتَ يا أبا سُليمان من النّاس.
قال: ثمّ غشي عليه وعلى الشّيخ، وجعل زافر ينظر إليهما، ثمّ تحرّج الْفُضَيْلُ فقمنا، والشيخ مغشي عليه1.
إبراهيم بن الأشعث: كنّا إذا خرجنا مع الْفُضَيْلِ في جنازة لا يزال يعِظ ويُذكِّر ويبكي لَكَأَنّه مُوَدِّعٌ أصحابَه، ذاهبٌ إلى الآخرة، حتّى يبلغ المقابر، فيجلس فَكَأَنّه بين الموتى في الحُزْن والبكاء.
قال سهل بن راهَوَيْه: قلت لسفيان بن عُيَيْنَة: ألا ترى إلى أبي عليّ، يعني فُضَيْلا، لا تكاد تجفّ له دمعه. قال سُفيان: إذا قَرح القلب نَدِيَت العَيْنان، ثمّ تّنهد سُفيان2.
قال عبد الصّمد مَرْدَوَيْه الصائغ: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: إذا علم الله من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له وإنْ قَلّ عملُه.
وقال: إنّ الله يَزْوي عن عبده الدنيا ويُمرّرها عليه، مرةً يجوع، ومرة يعرى، كما تصنع الوالدة بولدها، مرَّة صبرًا، ومرّة بُغضًا، ومرّة مراعاة له، وبذلك ما هو خيرٌ له.
وفي المجالسة للدِّيَنَوَرِيّ: نا يحيى بن المختار: سمعتُ بِشْر بن الحارث يقول: كنتُ بمكة مع الْفُضَيْلِ بن عِياض، فجلس معنا إلى نصف الليل ثمّ قام يطوف إلى أن قلت: يا أبا عليّ، ألا تنام؟ قال: ويْحك، وهل أحدُ يسمع بذِكر النّار تطِيب نفسُه أن ينام.
وقال الأصمعي: نظرت الفضيل بن عياش أن رجلا يشكوا إلى رجل فقال: تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك3.
__________
1 السير "8/ 387".
2 السير "8/ 387".
3 السير "8/ 387".(12/187)
وقيل سُئل الْفُضَيْلُ: متى يبلغ المرء غاية حب الله؟ قال: إذا كان عطاؤك إيّاه ومنه سواء.
وعنه قال: تَرْك العمل من أجل النّاس رِياء، والعمل من أجل النّاس شِرْك، والإخلاص أن تُعَافَى منهما1.
وقال يونس بن محمد المكّيّ: قال فُضَيْلٌ لرجل: لَأعلمنَّك كلمةً خير لك من الدنيا وما فيها.
والله لئن علِم الله منك إخراجكَ الأدميّين من قلبك حتّى لا يبقى في قلبك مكان لغيره، ثم تسأله شيئًا إلا أعطاك.
وعن فضيل قال: ما أدري ما أنا، أكذّابٌ أم مُرائي.
وروى عليّ بن عثام: قال الْفُضَيْلُ: ما دخلت على أحدٍ إلا خفتُ أن أتصنّع له، أو يتصنّع لي.
قال أحمد بن أبي الحواريّ: ثنا محمد بن إسحاق قال: أتينا الفضيل بن عِياض نسمع منه، قال: لقد تعوّذتُ بالله من شرِّكم. قلنا: ولم يا أبا عليّ؟ قال: أكره أن تزيّنوا لي وأتزيّن لكم.
قال ابن أبي الحواريّ، ونا أبو عبد الله الأنطاكيّ قال: اجتمع فُضَيْلٌ، والثَّوْريّ فتذاكروا، فرق سُفيان وبكى، ثمّ قال لِفُضَيْلٍ: أرجو أن يكون هذا المجمع علينا رحمة وبركة. فقال له الْفُضَيْلُ: لكنّي يا أبا عبد الله أخاف أن يكون أضرّ علينا من غيره. ألستَ تخلّصت إلى أحسن حديثك، وتخلَّصتُ أنا إلى أحسن حديثي، فتزيّنتُ لك، وتزيّنتُ لي. فبكى سُفيان وقال: أحْييتني أحياك الله2.
وقال الفَيض بن إسحاق: قال لي الْفُضَيْلُ: لو قيل لك يا مُرائي غضبتَ وَشُقَّ عليك وعسى ما قيل لك حقّ، تزيّنت للدنيا، وتصنّعت لها، وقصَّرت ثيابك، وحسّنتَ سمتك، وكففت أذاك حتّى يقولوا: أبو زيد عابد، ما أحسن سَمْتَه، فيُكرمونك، وينظرونك، ويُهدون إليك مثل الدِّرْهم السُّتُّوق، لا يعرفه كل أحد، فإذا
__________
1 السير "8/ 377".
2 السير "8/ 387".(12/188)
قشروا، قشروا عن نحاس، ويْحك، ما تدري في أي الأصناف تُدْعَى غدًا1.
ابن مسروق: سمعتُ السَّريّ بن المُغَلّس: سمعتُ الْفُضَيْلَ بن عِياض يقول: من خاف الله لم يضره شيء، ومن خاف غير الله لم ينفعْه أحد.
الفَيْض بن إسحاق الرَّقّي: سمعتُ الْفُضَيْلَ. وسُئل: ما الخلاص؟ قال: أخبرني، من أطاع الله هل تَهُمُّه مَعْصية أحد؟ قال: لا. قال: فمن يعصي الله تنفعه طاعة أحد؟ قال: لا. قال: هذا الخلاص2.
قال إبراهيم بن الأشعث: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: بلغني أن العلماء فيما مضى كانوا إذا تعلّموا عمِلوا، وإذا عمِلوا شُغِلُوا، وإذا شُغِلُوا فُقِدوا، وإذا فُقِدوا طُلبوا فإذا طُلِبوا هربوا3.
وقال مَرْدَوَيْه: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: رحم الله امرأً أخطأ وبكي على خطيئته قبل أن يرزق بعلمه.
وقال الفَيض بن إسحاق: قال الْفُضَيْلَ: أخلاق الدنيا والآخرة أن تصلَ مَن قَطَعَك، وتُعطي من حَرَمك، وتعفُوَ عمَّن ظلمك.
وعنه قال: ما أجدُ راحة ولا لذّة إذا خَلَوْتُ.
وعنه قال: كفى بلله محبًا، وبالقرآن مؤانسًا، بالموت، واعظًا، اتّخذ الله صاحبًا، ودَع النّاسَ جانبًا. كفى بخشية الله عِلْمًا، وبالاعتذار جهلا.
رهبةُ المؤمن الله على قدر علْمه بالله، وزهادتُه في الدنيا، على قَدْر شَوقه إلى الجنّة.
قال إبراهيم بن الأشعث خادم الْفُضَيْلِ: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: لو أنّ الدنيا عرضت عليّ حلالا أحاسَب عليها لَكُنْتُ أتقذَّرُها كما يتقذر أحدكم الجيفة.
وسمعته يقول: من ساء شان دِينه، وحَسَبُه، ومروءته.
وقال: لن يهلك عبد حتى يؤثر بشهوته على دينه.
__________
1 السير "8/ 387، 388" مختصرًا.
2 الحلية "8/ 89".
3 الحلية "8/ 88".(12/189)
خِصْلتان تقسّيان القلب: كثرة الكلام، وكثرة الأكل.
أكذب الناس العائد في ذنبه، وأجهل الناس الْمُدِلُّ بحَسَناته، وأعلم النّاس بالله أخْوَفُهُم منه.
وعنه قال: أمْس مَثَلٌ، واليوم عَمَلٌ، وغدًا أمَلٌ.
قال فيض بن إسحاق الرَّقّيّ: قال الْفُضَيْلُ: ما يَسُرُّني أن أعرف الأمرَ حقّ معرفته إذا طاش عقلي.
إبراهيم بن الأشعث: سمعتُ الْفُضَيْلَ، وقال له رجل: كيف أمسيت، وكيف حالُك؟ قال له: عن أيّ حال تسأل؟ حال الدنيا، أو حال الآخرة؟ أمّا الدنيا فإنّها مالت بنا، وذهبت كلَّ مَذْهب، والآخرة، فكيف ترى حال من كثرت ذنوبه، وضعُف عملُه، وفني عُمره، ولم يتزوّد لِمَعَاده1.
الفيْض بن إسحاق. سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: إذا أراد الله أن يُتْحفَ العبدَ سلَّط عليه من يظلمه.
الأصمعيّ: قال الْفُضَيْلُ: إذا قيل لك: أَتخاف الله؟ فاسكُتْ. فإنك إنّ قلت لا، أتيتَ بأمرٍ عظيم، وإنّ قلت: نعم، فالخائف لا يكون على ما أنت عليه.
وعن الْفُضَيْلِ: يا مسكين، أنت مُسيء، وترى أنّك محسِن، وأنت جاهل، وترى أنك عالِم، وأنت بخيل، وترى أنّك كريم، وأنت أحمق، وترى أنّك عاقل، وأجلُك قصير، وأمَلُك طويل.
قلت: صدق الله.
وأنت ظالم، وترى أنّك مظلوم، وأنت فاسق، وترى أنك عادل، وأنت آكل للحرام، وترى أنّك متورِّع.
محرز بن عَوْن: أتيت الْفُضَيْلَ وسلمت عليه، فقال: وأنت أيضًا من أصحاب الحديث؟ ما فعل القرآن؟ والله لو نزل حرف باليمن لكَان ينبغي أن تذهب حتّى تَسمعه؛ والله لأن تكون راعي الحُمُر وأنت طائع، خيرٌ لك من أن تطوف بالبيت وأنت عاص.
__________
1 الحلية "8/ 85، 86".(12/190)
إسحاق بن إبراهيم الطّبريّ: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: لو طلبت منّي الدنانير كان أيْسَرَ من أن تطلب منّي الأحاديث.
فقلت: لو حدّثتني بأحاديث كان أحبّ إلي من عِدّتها دنانير.
قال: أنت مفتون: أما والله لو عملتَ بما سمعت لكان لك في ذلك مُنْشَغلٌ عمّا لم تسمع، سمعتُ سُليمان بن مهران يقول: إذا كان بين يديك طعام فتأخذ اللُّقْمة وترمي بها خلفَ ظهرك، فمتى تشبع؟
عبّاس الدُّوريّ: ثنا محمد بن عبد الله الأنباريّ: سمعتُ فُضَيْلا يقول: لما قدِم هارون الرشيد إلى مكّة، قعد في الحِجْر هو وولده وقومٌ من الهاشميّين، وأحضروا المشايخ. فبعثوا إليَّ، فأردت أن لا أذهب، واستشرت جاري فقال: اذهب، لعله يريد أن تحدّثه أو تَعِظه. فدخلت المسجدَ فلمّا صرت إلى الحِجْر قلت لأدناهم إلي: أيُّكم أميرُ المؤمنين؟ فأشار إليه، فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فردّ علي وقال: أقعد. ثمّ قال: إنّما دعوناك لتحدثنا بشيءٍ وتعِظنا.
قال: فأقبلت عليه وقلت: يا حَسَن الوجه، حِسَابُ الخلق كلّهم عليك.
قال: فجعل يبكي ويشْهق، فرددت عليه وهو يبكي، حتّى جاء الخادم، فحملوني وأخرجوني، وقالوا: اذهب بسلام1.
وقال محرز بن عَوْن: كنت عند الْفُضَيْلِ، وأتى هارون، ويحيى بن خالد، وولده جعفر، فقال له يحيى: هذا أمير المؤمنين يا أبا عليّ يُسلّم عليك. قال: أيُّكم هو؟ قالوا: هذا قال: يا حسَن الوجه، لقد طُوِّقْتَ أمرًا عظيمًا؛ وكررها. ثمّ قال: حدَّثني عُبَيْد المكتّب، عن مجاهد في قوله تعالى: {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} [البقرة: 199] قال: الأوصال التي كانت في الدنيا، وأَوْمَأ بيده إليهم.
قال مَرْدَوَيْه: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: لو كانت لي دعوة مُسْتَجابة ما صيّرتها إلا في الإمام، لو صيرتُها في نفسي لم تُنْجِدْني، ومتى صيّرتها في الإمام إصلاح العباد والبلاد.
وعنه قال: لو كان دخولي على الخليفة كلّ يوم لكَلَّمُته في عُلماء السّوء، أقول:
__________
1 السير "8/ 388، 389".(12/191)
يا أمير المؤمنين لا بدّ للناس من راع، ولا بدّ للراعي من عالِم يشاوره، ولا بدّ له من قاضٍ ينظر في أحكام المسلمين، وإذا كان لا بد من هذين فلا يأتِك عالِمٌ ولا قاضٍ إلا على حمال بأَكافٍ، فبالْحَرِيّ، أن يؤدّوا إلى الرّاعي النّصيحة. يا أمير المؤمنين متى تطمع العلماء والقضاة أن يؤدُّوا إليك النصيحة ومركب أحدِهم كذا وكذا.
قال فُضَيْلُ بن عبد الوهّاب: سمعتُ الْفُضَيْلَ بمكة يقول لهم: لا تُؤذوني ما خرجت إليكم. حتّى بال نحوًا من ستّين مرة.
قال محمد بن زنبور المكّي وغيره: أُحصِر بَوْلُ الْفُضَيْلِ، فرفع يديه وقال: الَّلهُمّ بحبي لك إلا ما أطلقته، فما رُحْنا حتّى بال1.
قال عبد الله بن خُبَيْق: قال الْفُضَيْلُ: تباعدْ من القُرّاء، فإنّهم إنّ أحبّوك مدحوك بما ليس فيك، وإنّ غضِبوا شهِدوا عليك وَقُبِلَ منهم.
قال قُطْبة بن العلاء: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: آفة القُرّاء الْعُجْبُ.
قال إبراهيم بن الأشعث: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: أكذب النّاس العائد في ذنبه، وأجهل الناس المدل بحسناته، وأعلم النّاس أخْوَفُهم من الله.
قال مَرْدَوَيْه: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: إذا علم الله من رجلٍ أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له وإنْ قلّ عملُه.
من جلس مع مُبتدع لم يُعط الحكمة.
قال المفضّل الْجَنَدِيّ: نا إسحاق بن إبراهيم الطّبريّ: ما رأيت أحدًا كان أخْوَف على نفسه ولا أرجى للناس من الفضيل.
كانت قراءته حزينة، شبهة، بطيئة، مترسلة، كأنه يخاطب إنسانًا، إذا مرّ بآية فيها ذِكْر الجنّة، تردّد فيها وسأل، وكانت صلاته باللّيل، أكثر ذلك قاعدّا، يُلقى له حصير، فيصلّي من أول الليل ساعة، ثمّ تغلبه عينُه، فينام قليلا ثمّ يقوم، فإذا غلبه النومُ نام، ثم يقوم، هكذا حتّى يصبح2.
وكان دأبُه إذا نعس أن ينام، وكان شديد الهيبة للحديث إذا حدّث، وكان يثقل عليه الحديث جدًا.
__________
1 الحلية "8/ 109".
2 الحلية "8/ 86".(12/192)
وعن فضيل قال: لو خيرت بني أن أُبعث فأدخل الجنّة وبين أن لا أُبعث لاخترت أن لا أُبعث.
قال أبو الشّيخ: نا أبو يحيى الداريّ، نا محمد بن عليّ بن شقيق، نا أبو إسحاق قال: قال الْفُضَيْلُ بن عِياض: لو خُيِّرتُ بين أن أكون كلبًا ولا أرى يوم القيامة، لاخترتُ ذلك1.
إبراهيم بن الأشعث: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: الخوف أفضل من الرجاء ما دام الرجل صحيحًا، فإذا نزل به الموت، فالرجاء أفضل.
وقال: من استوحش من الوحدة وأنِس بالناس لم يَسلم من الرّياء.
وقال الفَيْض: سمعته يقول: لا حَجّ ولا جهاد أشدّ من حبْس اللسان، وليس أحد أشدّ غمًّا ممّن سجنه لسانه.
قلت: لِلْفُضَيْلِ ترجمة في "تاريخ دمشق" وفي "الحلية". وكان يعيش من صلة ابن المبارك ونحوه من الإخوان، ويمتنع عن جوائز السلطان.
وعن هشام بن عمّار قال: تُوُفّي الْفُضَيْلُ رحِمه الله يوم عاشوراء سنة سبْعٍ وثمانين ومائة. وفيها أرّخه يحيى بن المَدِينيّ، وجماعة.
وعن رجلٍ قال: كنّا جُلُوسًا مع فُضَيْلِ بن عِياض، فقلنا له: كم سِنُّك؟ فقال:
بلغت الثمانين أو جُزْتُها ... فماذا أُؤَمِّلُ أو أنتظر
علَّتْني السِّنُون فأبلينني ... فدقّ العظْم وَكَلَّ البصَرْ2
295- فُضَيْلُ بن عِياض الصَّدفيّ المصريّ3:
من طبقة الأعمش، وإنّما ذكرته هنا للتمييز.
حَدّث عن: أبي سَلَمَةَ بن عبد الرحمن.
روى عنه: حَيْوَة بن شُرَيْح، وعبد الله بن لهيعة، وغيرهما.
__________
1 الحلية "8/ 84".
2 صفة الصفوة "2/ 239".
3 انظر: الميزان "3/ 362"، والتهذيب "8/ 297".(12/193)
"حرف القاف":
296- قدامة بن شهاب المازنيّ البصْريّ1 ن:
عن: بُرْد بن سِنان، ويحيى البكّاء، وأمّ داود الوابشيّة التي رأت عليًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وعن جماعة.
وعنه: محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب، ويوسف بن موسى، والحسن بن عَرَفَة، وآخرون.
قَالَ أَبُو زُرْعة: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
297- قُرّان بن تمّام الأسَديّ الكوفيّ2 د. ت. ن:
حدَّث عن: جميل بن أبي صالح، وهشام بن عُرْوة، وموسى بن عُبَيْدة وجماعة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن مَنيع، وعليّ بن حُجْر، وسعيد بن محمد الجرميّ، والحسن بن عَرَفَة.
وثقه أحمد.
وكان يبيع الدّوابّ.
تُوُفّي سنة إحدى وثمانين ومائة.
"حرف الكاف":
298- كثير بن مروان الفِهْريّ3:
عن: إبراهيم بن أبي عَبْلَة، والحسن بن عُمارة.
وعنه: النفيليّ، وأحمد بن حنبل، والحسن بن عَرَفَة، ويعقوب الدَّوْرَقيّ.
كذّبه يحيى بْن مَعِين، وقال مرّة: لَيْسَ بشيء.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 128"، والتهذيب "8/ 363، 364".
2 الجرح والتعديل "7/ 144"، التهذيب "8/ 367".
3 انظر: المجروحين "2/ 225"، لابن حبان، والميزان "3/ 409، 410".(12/194)
"حرف اللام":
299- الليث بن عاصم بن العلاء الخَوْلانيّ المصريّ1:
عن: الحَسَن بن ثَوْبان.
وعنه: ابن وهْب، وعبد الرحمن بن أبي السَّمْح.
مات سنة اثنتين وثمانين ومائة.
300- اللّيث بن نصر بن سَيّار2:
أبو هشام الكِنانيّ، أمير بُخارَى.
سمع: عبد الله بن عَوْن، وابن إسحاق، وسعيد بن أبي عَروبة.
وعنه: عَمْرو بن مُصْعَب، وغيره.
وكان صدُوقًا.
"حرف الميم":
301- الماضي بن محمد ق:
أبو مسعود الغافقي المصري3.
عن: ليث بن أبي سُلَيم، وهشام بن عروة، وجويبر بن سعيد.
روى عنه ابن وهْب وحده.
وكان ورّاقًا نَسَخ المصاحف.
قال ابن عَدِيّ: هو مُنْكَر الحديث.
وقال ابن يونس، مات سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة.
302- مبارك بن سُحَيْم4:
__________
1 الثقات لابن حبان "9/ 29"، والتهذيب "8/ 469".
2 أمير بلدة بخارى، وكان حريصًا على طلب العلم.
3 الجرح والتعديل "8/ 442"، والميزان "3/ 424".
4 سبق الترجمة له.(12/195)
قد تقدّم، وكونه هنا، أوْلَى.
303- مُبَشَّر بن عبد الله بن1 رزين ن:
أبو بكر الشمندري النيسابوري، أخو عمر، ومسعود، وكان مبشّر أكبرهم، ولم يرحل من نَيْسابور.
روى عن: حَجّاج بن أرطأة، وابن إسحاق، وإبراهيم بن طَهْمان، وسُفيان بن حسين.
وعنه: أخوه عمر، وعلي بن سلمة اللبقي، وعلي بن الحسن الذهلي، وقال: ثقة، وبِشْر بن الحَكَم.
مات سنة تسعٍ وثمانين ومائة.
304- محبوب بن محرز التّميميّ الكوفيّ القواريريّ2:
عن: داود بن يزيد الأوديّ، وأسامة بن زيد، وكامل أبي العلاء، وجماعة.
وعنه: شُرَيْح بن يونس، ومحمد بن عبد الله بن نُمَيْر، وأبو سعيد الأشجّ، وأبن عَرَفَة، وغيرهم.
قال أبو حاتم، يكتب حديثه.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: ضعيف.
305- محمد بن إبراهيم بن دينار المدني3:
مولى جهينة، أبو عبد الله الفقيه، صاحب مالك.
روى عن: يزيد بن أبي عُبَيْد الأكْوَعيّ، وموسى بن عُقْبة، وابن أبي ذئب، وعدّة.
وعنه: ابن وهْب، ويعقوب بن محمد الزُّهْريّ، وذُؤَيب بن عمارة، وأبو مُصْعَب، وآخرون.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 344"، التهذيب "10/ 32".
2 الجرح والتعديل "8/ 344"، والتهذيب "10/ 32".
3 الجرح والتعديل "7/ 184"، والتهذيب "9/ 7، 8".(12/196)
قال أشهب: ما رأيت في أصحاب مالك أفْقَهَ من ابن دينار.
وقال ابن مَعِين: ثقة.
وقال القاضي عِياض: تُوُفّي سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وقال ابن عبد البر: كان مفتي أهل المدينة مع مالك.
قلت: روى له البخاريّ حديثًا واحدًا.
306- محمد بن الإمام إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّه بن عباس العبّاسيّ1 الأمير:
وُلّي دمشق للمهديّ، وللرشيد، ووُلّي مكّة والموسم.
وكان كبير القدْر، معظَّمًا.
روى عن: جعفر بن محمد، وعن المنصور.
وعنه: ابنه موسى، وحفيده عبد الصمد بن موسى الهاشمي، وغيرهما وهو صاحب حَدِيثِ: "أََكْرِمُوا الشُّهُودَ".
مات ببغداد سنة خمسٍ وثمانين ومائة وله: ثلاثٌ وستّون سنة.
307- محمد بن القاضي أبي شَيْبَة إبراهيم بن عثمان العبّسيّ الكوفيّ2 ت:
عن: أبيه، والأعمش، ومحمد بن عمرو بن علقمة.
وعنه: ابناه الحافظان أبو بكر، وعثمان، ويزيد بن هارون.
ووُلّي قضاء بعض مملكة فارس وتُوُفّي هناك، وقد جاوز سبعين سنة، في سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وثقه يحيى بن مَعِين.
له حديث ينفرد بروايته في ذكر الموت.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "1/ 384-387"، السير "9/ 88/ 89".
2 الجرح والتعديل "7/ 185"، والتهذيب "9/ 12".(12/197)
308- محمد بن إبراهيم بن المطّلب بن السّايب بن أبي وداعة السَّهْميّ المدنيّ1:
أبو عبد الله.
عن: زهرة بن عَمْرو، وعبد الله بن موسى التَّيْميّ، وابنه.
وعنه: ابن أخته إبراهيم بن المنذر، وعبد الرحمن بن شَيْبَة الحرَاميّان.
309- محمد بن إسحاق:
هو ابن محصَن2، يأتي.
310- محمد بن أنس الكوفيّ3 د:
نزيل الدِّيَنَور.
عن: حُصَين بن عبد الرحمن، وسُهيل بن أبي صالح، والأعمش.
وعنه: علي بن يحيى، وإبراهيم بن موسى الفرّا.
وثقه أبو زُرْعة.
311- محمد بن الحَجَّاج بن يوسف الدّمشقيّ4:
عن: ربيعة بن يزيد، وإسماعيل بن عبيد الله، ويونس بن مَيْسَرة، والتابعين.
وعنه: بقية، والهيثم بن خارجة، وسُليمان بن عبد الرحمن.
قال أبو حاتم: شيخ.
312- محمد بن الحَسَن بن فرقد الشَّيْبانيّ5 مولاهم الكوفيّ:
الفقيه العلامة، مفتي العراقين، أبو عبد الله، أحد الأعلام.
قيل: أصله من حَرَسْتا من غُوطة دمشق، ومولده بواسط، ثم إنه نشأ بالكوفة.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 185، 186"، والتهذيب "9/ 17".
2 ستأتي ترجمته.
3 انظر: الجرح والتعديل "7/ 207"، التهذيب "9/ 68".
4 الجرح والتعديل "7/ 235".
5 انظر: الجرح والتعديل "7/ 227"، والسير "9/ 134-136".(12/198)
سمع أبا حنيفة وأخذ عنه بعضَ كُتُب الفقْه، وسمع: مسْعرًا، ومالك بن مِغْوَلٍ، والأوزاعيّ، ومالك بن أنس، ولزِم القاضي أبا يوسف وتفقه به.
أخذ عنه: الشافعي، وأبو عبيد، وهشام بن عبيد الله، وعلي بن مسلم الطوسي، وعمرو بن أبي عمرو الحراني، وأحمد بن حفص البخاري، وخلق سواهم.
وقد أفردت له ترجمة حسنة في جزء.
قال ابن سعد: أصله من الجزيرة، وسكن أبوه الشام، ثم قدم واسطا فولد له بها محمد في سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وسمع الكثير ونظر في الرأي وغلب عليه، وسكن بغداد، واختلف النّاس إليه فسمعوا منه.
وقال آخر: وُلّي محمد بن الحَسَن القضاء للرشيد بعد القاضي أبي يوسف، وكان إمامًا مجتهدًا من الأذكياء الفُصَحاء.
قال أبو عُبَيْد: ما رأيت أعلم بكتاب الله منه.
وقال الشافعي: لو أشاء أن أقول: نزل القرآن بلغة محمد بن الحَسَن لقلتُ لفصاحتِه. وقد حملتُ عنه وقْر بُخْتِيّ كُتُبًا.
وعن الشّافعيّ قال: ما ناظرتُ سمينًا أذكى من محمد. وناظرتُه مرّةً فاشتدّت مناظرتي له، فجعلتْ أوداجُه تنتفخ وأزراره تتقطّع زِرًّا زِرًّا.
قال الشّافعيّ: قال محمد بن الحَسَن: أقمتُ عند مالك ثلاث سنين وكسْرًا، وسمعت من لفظه سبعمائة حديث.
وقال يحيى بن مَعِين: كتبت "الجامع الصغير" عن محمد بن الحَسَن.
وقال: إبراهيم الحربيّ: قلت لأحمد بن حنبل: من أين لك هذه المسائل الدّقاق؟ قال: من كُتُب محمد بن الحَسَن.
وقال عَمرو بن أبي عَمْرو الحرّانيّ: قال محمد بن الحَسَن: خلّف أبي ثلاثين ألف دِرهم، فأنفقت على النَّحْو والشّعر خمسة عشرَ ألفًا، وأنفقت على الحديث والفِقه خمسة عشر ألفًا.
وقال ابن عَدِيّ في "كامله": سمع محمد الموطأ من مالك.(12/199)
وقال إسماعيل بن حمّاد: قال محمد بن الحَسَن: بلغني أن داود الطّائيّ كان يسأل عنّي وعن حالي، ويقول: إنْ عاش فسيكون له شأن.
وعن الشّافعيّ قال: ما ناظرتُ أحدًا إلا تغيّر وجهه، ما خلا محمد بن الحَسَن1.
قال بن أبي سُرَيْج: سمعتُ الشّافعيّ يقول: أنفقتُ عَلَى كُتُب محمد بْن الحَسَن ستين دينارًا، ثمّ تدبرتُها فوضعت إلى جَنْب كلّ مسألة حديثًا.
وقال محمد بن الحَسَن فيما سمعه منه محمد بن سَمَاعة: هذا الكتاب، يعني كتاب "الجيل"، ليس من كُتُبنا، إنما أُلقي فيها.
قال أحمد بن أبي عِمران: إنّما وضعه إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة.
الطّحاويّ: نا يونس قال: قال الشّافعيّ: كان محمد بن الحَسَن إذا قعد للمناظرة والفِقه أقعدَ حَكَمًا بينه وبين مَن يناظره، فيقول لهذا: زِدْتَ ولهذا: أنقصتَ.
أبو حازم القاضي، عن بكر بن محمد العَمّيّ، عن محمد بن سَمَاعة قال: كان سبب مخالطة محمد بن الحَسَن السلطانَ أنّ يوسف القاضي شوور في رجل يُولّي قضاء الرَّقَّةِ، فقال: يصلحُ محمد بن الحَسَن. فأشخصوه، فلمّا قدِم جاء إلى أبي يوسف، فدخل به على يحيى بن خالد، فولّوه قضاء الرَّقَّةِ.
قلت: قد احتجّ بمحمدٍ أبو عبد الله الشّافعيّ.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: لا يستحق محمد عندي التَّرْكَ.
وقال النَّسائيّ: حديثه ضعيف، يعني من قبل حِفْظه.
وقال حنبل: سمعتُ أحمد بن حنبل يقول: كان أبو يوسف منصفًا في الحديث، وأما محمد فكان مخالفًا للأثر، يعني يخالف الأحاديث ويأخذ بعموم القرآن.
وكان رحمه الله تعالى آية في الذكاء، ذا عقلٍ تامّ، وسُؤدُد، وكَثْرة تلاوة للقرآن.
وحكى أحمد بن أبي عمران قاضي مصر، عن بعض أصحاب محمد بن الحَسَن: أنّ محمدًا كان حزبه في كل يوم وليلة ثمن القرآن.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 177".(12/200)
وقال أبو حازم القاضي: سمعتُ بكرًا العمّيّ يقول: إنما أخذ ابن سَمَاعة، وعيسى بن أبان حُسَن الصّلاة من محمد بن الحَسَن.
وقال عليّ بن سعيد: حدَّثني الرجل الرّازيّ الذي مات محمد بن الحَسَن في بيته قال: حضرتُهُ وهو يموت، فبكى. فقلت له: أتبكي مع العلم؟ فقال لي: أرأيت إنّ أوقفني الله تعالى وقال: يا محمد ما أقدمك إلي؟ الجهاد في سبيلي، أم لابتغاء مرضاتي؟ ماذا أقول؟ وقال أحمد بن محمد بن أبي رجاء: سمعتُ أبي يقول: رأيت محمد بن الحَسَن في النوم، فقلت: إلى ما صرْتَ؟ قال: غُفِر لي.
قلتُ: بم؟ قال: قيل لي لم نجعل هذا العلم فيك وإلا نحن نغفر لك1.
قلت: تُوُفّي إلى رضوان الله في سنة تسعٍ وثمانين ومائة.
313- محمد بن الحَجَّاج اللَّخْميّ الواسطيّ2:
حدَّث ببغداد عَنْ: عَبْد المُلْك بْن عُمير، ومُجالد.
وعنه: يحيى بن أيّوب، وشُرَيْح بن يونس.
قال الدَّارَقُطْنيّ: كذّاب.
وقال ابن عَدِيّ: هو وضع حديث الهريسة3.
وقال البخاريّ: مُنْكَر الحديث.
قلت: مات سنة إحدى وثمانين ومائة.
314- محمد بن حُمران:
أبو عبد الله القيسي البصْريّ4.
عن: داود بن أبي هند، وخالد الحذّاء، والْجُرَيْريّ.
وعنه: حُمَيْد بن مَسْعَدة، وخليفة بن خيّاط، ونصر بن علي، والقواريري.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 182".
2 انظر: الجرح والتعديل "7/ 234"، والميزان "3/ 509".
3 الجرح والتعديل "7/ 239"، التهذيب "9/ 126".
4 الجرح والتعديل "7/ 239"، التهذيب "9/ 126".(12/201)
قال أبو حاتم: صالح.
وقال أبو زُرْعة: محلُّه الصِّدْق.
وقال النَّسائيّ: ليس بالقويّ.
315- محمد بن زائد:
أبو هشام التّميميّ1.
عن: ليث بن أبي سُليم، ورَقَبَة بن مَصْقَلَة، وداود بن يزيد.
وعنه: أبو سعيد الأشجّ، وإسحاق بن موسى الخطْميّ.
316- محمد بن سُليمان بن الأصبهانيّ، أبو عليّ، الكوفيّ2. ت. ن. ق:
عمّ محمد بن سعيد بن الأصبهاني.
روى عن: أبيه، وسهيل بن أبي صالح، وعطاء بن السّائب، وأبي إسحاق الشَّيْبانيّ، وطائفة.
وعنه: ابنا أبي شَيْبَة، وقُتَيْبة بن سعيد، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، ويحيى بن يحيى، ولوين، وآخرون.
قال أبو حاتم: لا يحتج به.
قال ابن عَدِيّ: هو قليل الحديث، أخطأ في غير شيء.
قلت: مات سنة إحدى وثمانين.
317- محمد بن سعدان بن عبد الله بن حيّان القُرَشيّ العامريّ3:
عن: أبيه، ويزيد بن أبي عُبَيْد، وابن عجلان.
وعنه: معن بن عيسى، والحُمَيْدِيّ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وآخرون.
قال أبو حاتم: شيخ.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 260"، والتهذيب "9/ 166".
2 الجرح والتعديل "7/ 267، 268".
3 انظر: الجرح والتعديل "7/ 282"، والثقات لابن حبان "7/ 410".(12/202)
318- محمد بن سُليمان بن مَسْمول المخزومي المكّيّ1.
عن: نافع، وحزام بن هشام، وجعفر بن محمد بن عبّاد.
وعنه: محمد بن القاسم سُحَيم، وأبو جعفر النُّفَيْليّ، ومحمد بن عَبّاد المكّيّ، وآخرون.
ضعَّفه أبو حاتم.
وقال الحُمَيْدِيّ: يُتكلَّم فيه.
319- محمد بن سُليم القُرَشيّ البلْخيّ ثمّ المكّيّ2:
عن: الضحّاك، وابن أبي مُلَيْكة، وقَتَادة.
عُمِّر دهرًا.
روى عنه: وكيع، وأبو عاصم، ومحمد بن عيسى بن الطّبّاع، ومنصور بن أبي مزاحم، وإبراهيم بن موسى الفرّا.
وكان ابن عُيَيْنَة يُكْرِمُه.
وروى الكَوْسَج، عن ابن مَعِين توثيقة.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
320- محمد بن سهل الأسَديّ الكوفيّ المُقعَد3:
عن: عاصم بن بَهْدَلَة، وأبي حُصَين الأسَديّ.
وعنه: عليّ بن حمزة الكِسائيّ، ومنْجاب بن الحارث، وغيرهما.
321- محمد بن سواء بن عنبر السدوسي4 خ. م. د. ن. ق:
أبو الخطاب البصري المكفوف.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 267"، والميزان "5/ 185، 186".
2 الجرح والتعديل "7/ 274"، الثقات لابن حبان "9/ 48".
3 الجرح والتعديل "7/ 277"، والثقات لابن حبان "9/ 51".
4 الجرح والتعديل "7/ 282"، والتهذيب "9/ 208".(12/203)
روى عن: حسين المعلّم، وسعيد بن أبي عَرُوبة، وابن عَوْن، وطبقتهم. وأكثر عن سعيد.
روى عنه: ابن أخيه محمد بن ثَعْلبة، وإسحاق بن راهَوَيْه، وأحمد بن المقدام، وخليفة، وأبو حفص الفلاس، وجماعة.
وكان ثقة، نبيلا، صاحب حديث.
أرّخ موته الفلاس سنة سبْعٍ وثمانين ومائة.
322- ابن السمّاك:
هو محمد بن صَبيح أبو العبّاس العِجْليّ1، مولاهم الكوفيّ الواعظ الزّاهد، أحد الأعيان.
سمع هشام بن عُرْوة، وسُليمان الأعمش، ويزيد بن أبي زياد، ونحوهم.
وعنه: يحيى بن يحيى، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن أيّوب المقابريّ، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وآخرون.
وقال ابن نمير: كان صدوقًا.
قال الخطيب: قدِم بغداد فمكث فيها مدّة ثمّ رجع.
وعنه قال: كم من شيء إذا لم ينفع لم يضرّ، ولكنّ العِلْم إذا لم ينفع ضرّ.
وعن مُغيرة بن شُعيب قال: حضرتُ يحيى بن خالد البرمكيّ يقول لابن السّماك، إذا دخلت على أمير المؤمنين فأوجِزْ ولا تُكثِر عليه.
قال: فلمّا دخل عليه قال: يا أمير المؤمنين إنّ لك بين يدي الله مقامًا، وإنّ لك من مقامك منصرفًا. فأنظر إلى أين مُنْصرفك، إلى الجنّة أم إلى النّار؟ فبكى الرشيد حتى كاد أن يموت.
وقال عبد الله بن صالح العِجْليّ: سمعتُ ابن السّمّاك يقول: كتب إلي رجل من إخواني من أهل بغداد: صِفْ لي الدَّنيا. فكتبت إليه: أمّا بعد، فإنّه حَفّها بالشَّهَوات، وملأها بالآفات، ومزج حلالها بالمئونات، وحرامها بالتبعات.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 290"، والسير "8/ 291-293".(12/204)
حلالُها حساب، وحرامها عذاب، والسلام.
وعنه قال: همّة العاقل في النجاة والهرب، وهمّة الأحمق في الّلهْو والطَّرب.
عَجَبًا لعَيْن تلذّ بالرُّقاد ومَلَك الموت معه على الوسادة.
حتّى متى يبلّغنا الواعظون أعلامَ الآخرة، حتّى كأن نفوسَنا عليها واقفة، وكأن العيون إليها ناظرة، ألا منتبه من نومته، أو مستيقظ من غَفْلَته، ومُفيق من سكرته، وخائف من صرعته كَدْحًا للدنيا كدحًا، أما تجعل للآخرة منك حَظًّا1.
أُقسم بالله لو قد رأيت القيامة تخفق بزلزال أهوالها، والنّارُ قد عَلَتْ مُشْرفة على أهلها، وقد وضع الكتاب، ونُصب الميزان، وجيء بالنبيين والشُّهداء، لسَرَّك أن تكون لك في ذلك الجمع منزلة. أبَعْدَ الدنيا دار محتمل، أم إلى غير الآخرة مُنتقل؟ هيهات، كلا واللهِ. ولكن صُمَّت الآذان عن المواعظ، وذهلت القلوب عن المَنَافِع، فلا الواعظ ينتفع، ولا السامع ينتفع.
وعنه قال: هَبِ الدُّنيا كلّها في يديك، ودنيا أخرى مثلها ضُمّت إليك، وهَب المشرقَ والمغربَ يجيء إليك، فإذا جاءك الموت فماذا بين يديك؟
ألا مَن امتطى الصَّبر، قوي على العبادة، ومن أجْمع اليأس استغفر عن النّاس، ومَن أهَمَّتْه نفسُه لم يولّ مرمّتها غيره، ومن أحبّ الخير وُفِّقَ له، ومَن كرِه الشرّ جُنِّبه.
ألا متأهّبٌ فيما يوصف أمامه، ألا مستعدُّ ليوم فَقْره وفاقَته، ألا شيخٌ مبادر انقضاء مدّته، وفناء أجَله.
ما ينتظر مَن ابيضَّتْ وفْرته بعد سَوَادها، وتكرّش وجهُه بعد انبساطه، وتقوَّس ظهره بعد انتصابه، وَكَلَّ بصرُه، وضعُف ركْنُه، وقَلّ نومه، وَبَلِيَ منه شيء بعد شيء في حياته، فرحم الله امرأً عَقَلَ الأمر، وأحْسَنَ النظر، واغتنم أيّامه.
قال عبد الحميد بن صالح: نا ابن السماك، عن سُفيان الثَّوْريّ قال: احتاجت امرأة العزيز فلبست ثيابها، فقال لها أهلها: إلى أين؟ قالت: أريد أسأل يوسف. قالوا: نخافه عليك. قالت: كلا، إنّه يخاف الله ولست أخاف ممّن يخاف الله.
__________
1 الحلية "8/ 204، 205".(12/205)
قال: فجلَست على طريقه، وقامت إليه لما أقبل، فقالت: الحمد لله الذي جعل العبيد بطاعته ملوكًا، وجعل الملوك بمعصيته عبيدًا، أصَابتنا حاجةٌ.
قال: فأمر لها بما يُصلحها.
قال ابن ثعلب: نا ابن الأعرابي قال: كان ابن السماك يتمثل بهذا الشعر:
إذا خلا في القبور ذو خطرٍ ... فزُرْه يومًا وانظرْ إلى خَطَره
أبرزه الدهرُ من مساكنه ... ومن مقاصيره ومن حجره1
وعن ابن السّمّاك قال: الدُّنيا كلّها قليل، والذي بَقِيّ منها في جنب ما مضى قليل، والذي لك من الباقي قليل، ولم يبق من قليلك إلا قليل، وقد أصبحت في دار الفناء والعزاء، وغدًا تصير إلى دار الجزاء، فاشترِ نفسك لعلك تنجو من عذاب ربك.
تُوُفّي ابن السّمّاك رحِمه الله سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة وقد شاخ.
323- محمد بن عبد الرحمن بن رداد المدنيّ2:
من ولد ابن أمّ مكتوم.
روى عن: عبد الله بن دينار، وسُهيل بن أبي صالح، ويحيى بن سعيد.
وعنه: بِشْر بن مُعاذ، ويعقوب بن كاسب.
قال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ.
وقال المؤلّف في كتابه "المغني": ضعفوه.
وقال أبو حاتم: ليس بقويّ.
324- محمد بن عبد الرحمن بن عَمْرو، أبو عبد الله بن الإمام أبي عمرو الأوزاعي3.
كان رجلا صالحًا عابدًا.
__________
1 الحلية "8/ 210".
2 الجرح والتعديل "7/ 315"، والميزان "3/ 623".
3 انظر: الجرح والتعديل "7/ 318"، والثقات لابن حبان "9/ 49".(12/206)
روى عن أبيه.
وعنه: أبو مُسْهِر، ومغيره بن تميم، وجماعة من أهل بيروت.
وقال العباس بن الوليد البيروتي: وأدركت زمانَه.
وكانوا لا يشكون أنه من الأبدال.
325- محمد بن عبد الرحمن السَّهميّ الباهليّ1:
يُكَنَّى: أبا عبد الرحمن.
روى عن: حُصَين بن عبد الرحمن، وغيره.
وعنه: نصر بن عليّ، ومحمد بن المثنى الغفري.
قال البخاري: لا يُتابع على حديثه.
قلت: له حديث واحد في الدعاء، مضطّرب الإسناد.
326- محمد بن عبد الرحمن القُشَيريّ المَقْدسيّ2:
عن: حُمَيْد الطويل، وجعفر بن محمد، وخالد الحذّاء، وطبقتهم.
وعنه: بقيّة، وأبو بدر السكُونيّ، وسليمان ابن بنت شُرَحْبيل.
قال أبو حاتم: كان يكذب ويفتعل الحديث.
327- محمد بن عبد الرحمن الطفاوي3 خ. د. ت. ق:
أبو المنذر البصري.
سمع: أيّوب السّخْتيانيّ، وهشام بن عُرْوة، والأعمش.
وعنه: أحمد، وابن المَدِينيّ، وعمرو الناقد، وأحمد بن المقدام.
قال ابن معين: ما به بأس.
ووثقه غير واحد.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 326"، والميزان "3/ 618".
2 الجرح والتعديل "7/ 325"، والميزان "3/ 623، 624".
3 الجرح والتعديل "7/ 324"، والتهذيب "9/ 309، 310".(12/207)
وقال أبو زُرْعة: مُنْكَر الحديث.
وقاله أبو حاتم.
مات سنة سبْعٍ وثمانين ومائة.
328- محمد بن عبد الملك الأنصاريّ1.
أبو عبد الله.
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَنَافِعٍ، وَابْنِ المُنْكَدر، وسالم بن عبد الله، والزُّهْريّ، وغيرهم.
وعنه: عامر بن سيار، ويحيى بن صالح الوحاظيّ، ويحيى بن سعيد العطّار، وأبو المغيرة عبد القُدُّوس، وأخرون.
وهو مدني سكن حمص، وما بَقِيّ إلى هذا الوقت، كأنه مات قبل السبعين ومائة، نعمْ، ثمّ وجدت أنّ الإمام أحمد قال: قد رأيته وكان أعمى، وكان يضع الحديث ويكذب.
وقال النسائي: متروك.
ومن بلاياه: يحيى الوحاظي، عنه، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: نَهَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ يُتَخَلَّلَ بِالْقَصَبِ وَالآسِ، وَقَالَ "إِنَّهُمَا يَسْقِيَانِ عِرْقَ الْجُذَامِ"2.
يَزِيدُ بْنُ مَرْوَانَ الْخَلالُ، عَنْهُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا: "مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ"3.
329- محمد بن عثمان بن صفوان الجمحي المكي4 ق:
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 4"، والميزان "3/ 631".
2 حديث موضوع: أخرجه العقيلي "4/ 103"، في الضعفاء الكبير، وابن عدي "6/ 2166" في الكامل، والخطيب "2/ 341" في تاريخه، وابن الجوزي "3/ 38" في الموضوعات.
3 حديث موضوع: أخرجه الطبراني "12/ 353" في الكبير، وابن عدي "6/ 2167"، وابن الجوزي "2/ 173"، وأبو نعيم "3/ 158" في الحلية، وانظر: الفوائد المجموعة "76"، وتنزيه الشريعة "2/ 138".
4 انظر: الجرح والتعديل "8/ 24، 25"، والميزان "3/ 641"، والتهذيب "9/ 337".(12/208)
عن: حُمَيْد بن قيس الأعرج، وهشام بن عُرْوة، والحَكَم بن أبان.
وعنه: الحُمَيْدِيّ، وأحمد بن حنبل، وشُرَيْح بن يونس، وأحمد بن محمد بن عون النبال. قال أبو حاتم: مُنْكَر الحديث، ضعيف.
330- محمد بن عَمْر الطّائي المحرّي الحمصيّ1:
أبو خالد.
عن: ثابت بن سعد الطّائيّ، وعبد الله بن بسر الحبراني، وأبي الزناد، وابن عبد ربّه الزّاهد.
وعنه: بقيّة، ويحيى الوحاظيّ، وخطّاب الفوريّ، وسُليمان ابن بنت شُرَحْبيل.
قال أبو حاتم: ما به بأس.
331- محمد بن عمر بن صالح الكَلاعيّ الحمصيّ ثمّ الحَمَويّ2:
وحماه قريش من أعمال حمص ذاك الوقت، واليوم هي في قدْر حمص مرَّتين.
روى عن: الحَسَن، ومحمد بن سيرين، وقتادة، وإسحاق بن يزيد صاحب البراء.
وعنه: سُوَيْد بن سعيد، والمسيب بن وضّاح.
قال ابن عَدِيّ: مُنْكَر الحديث، ثمّ ساق له حديثًا باطلا عن قَتَادة، عن أنس.
وقد وقع لي من عواليه.
332- محمد بن الفُرات3 ق:
أبو علي الكوفي.
عن: الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، ومحارب بن دِثار.
وعنه: أبو توبة الحلبيّ، وقُتَيْبة، وسُوَيْد بن سعيد، وشُرَيْح بن يونس، ومحمد بن عبيد المحاربي.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 18"، والتهذيب "9/ 369".
2 انظر: الميزان "3/ 666، 667".
3 انظر: الجرح والتعديل "8/ 59، 60"، والتهذيب "9/ 396، 397".(12/209)
وهو واهٍ بالاتفاق، عُمِّرَ دهرًا، وجاوز المائة.
كذّبه أحمد، وابن أبي شَيْبَة.
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْمُعِزِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أنا مُحَلِّمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الضَّبِّيُّ، أنا الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، نا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُرَاتِ، سَمِعْتُ مُحَارِبَ بْنَ دِثَارٍ، سَمِعْتُ ابْنُ عُمَرُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "شَاهِدُ الزُّورِ لا تَزُولُ قدماه حتى يؤمر به إلى النار"1.
أخرجه ابن ماجه، عن سويد عن محمد.
333- محمد بن الفضل بن عطية العبسي مولاهم الكوفي2 ت. ق:
أبو عبد الله، نزيل بُخارَى.
وقد حدَّث في آخر أيّامه بالعراق عن: أبيه، وزياد بن علاقة، وعَمْرو بن دينار، وعاصم بن بَهْدَلَة، ومنصور بن المُعْتَمِر، وجماعة.
وعنه: بقية، وأسد بن موسى، وعبّاد بن يعقوب، ويحيى بن يحيى، ومحمد بن عيسى بن حبان المدائني، وآخرون.
قال أحمد: حديثه حديث أهل الكذِب.
وقال يحيى بن مَعِين: لا يُكْتَب حديثه.
وقال غير واحد: متروك الحديث.
وقيل: إنّه حجّ بضعًا وثلاثين حَجَّة.
وقال محمد بن الفضل: كنت ابن خمس سنين حيث كان يذهب بي والدي إلى الفُقهاء.
قلت: مات سنة إحدى وثمانين أو بعدها أو قبلها، وقع لنا من عواليه.
__________
1 حديث ضعيف جدًّا: إن لم يكن موضوعًا، أخرجه ابن ماجه "2373"، والحاكم "4/ 98"، والعقيلي "4/ 122"، وابن عدي "6/ 2149"، وابن عبد البر "5/ 73"، في التمهيد، والبيهقي "10/ 122"، في سننه الكبرى، وأبو نعيم "4/ 264" في الحلية.
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 56، 57"، والتهذيب "9/ 401، 402".(12/210)
334- محمد بن كثير، أبو إسحاق القُرَشيّ الكوفيّ1:
نزيل بغداد.
عَنْ: ليث بْن أَبِي سُلَيْم، وعَمْرو بْن قيس المُلائي، والأعمش.
وعنه: يحيى بن مَعِين، وقُتَيْبة، ومحمد بن الصّبّاح الجرجرائي، والحسن بن عَرَفَة.
كان ابن مَعِين حسن الرأي فيه، وقال: لم يكن به بأس.
وقال أبو حاتم: ضعيف.
وقال البخاريّ: مُنْكَر الحديث.
335- محمد بن كثير البصْريّ القصّاب2:
له عن: عبد الله بن طاوس، ويونس بن عُبَيْد.
وعنه: نُعَيم بن حمّاد، وعثمان بن أبي شَيْبَة.
قال أبو حاتم: منكر الحديث، ضعيف.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ.
وَقَالَ الفلاس: ذاهب الحديث.
336- محمد بن مُجيب الثقفيّ الكوفيّ الصّائغ3:
عن: ليث بن أبي سليم، وجعفر بن محمد.
وعنه: محمود بن خداش، وجمهور بن منصور، ومحمد بن إسحاق البلْخيّ، ومحمد بن عبد الله الأزريّ، ومحمد بْن حسّان الأزرق.
قال أبو حاتم: ذاهب الْحَدِيثِ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: عدُّو الله كذاب.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 68، 69"، والميزان "4/ 17، 18".
2 الجرح والتعديل "8/ 70"، والميزان "4/ 17".
3 انظر: الجرح والتعديل "8/ 96"، والميزان "4/ 24، 25".(12/211)
337- محمد بن مِحْصَن العُكّاشيّ1:
وهو محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عكاشة بن محصن الأسدي.
روى عن: إبراهيم بن أبي عَبْلَةَ، والأوزاعيّ، وجماعة.
وعنه: محمد بن أبي خراش الموصلي، ومعلل بن نفيل، وجماعة.
قال البخاريّ: يقال له الأندلسيّ، مُنْكَر الحديث.
وقال ابن مَعِين: كذّاب.
338- محمد بن مروان السُّدّيّ الصغير2:
هو محمد بن مروان بن عبد اللَّه بن إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدّيّ الكوفيّ.
روى عن: الكَلْبيّ في تفسيره، وعن يحيى بن سعيد الأنصاريّ، والأعمش، وجُوَيْبر.
وعنه: الأصمعيّ، ومحمد بن عُبَيْد المُحاربيّ، وأبو عَمْر الدّوريّ، والحسن بن عَرَفَة.
تركوا حديثه، وقد اتُّهم.
قال البخاريّ: سكتوا عنه.
وقال ابن مَعِين: ليس بثقة.
وقال عبد الله بن نُمير: كذّاب.
وقال أحمد بن حنبل: أدركته قد كبُر فتركْتُه.
339- محمد بن مسروق بن مَعْدان الكِنْديّ الكوفيّ3:
الفقيه، أبو عبد الرحمن، من أصحاب الرّازيّ.
روى عن: محمد بن عمرو، ومسعر، وسفيان الثوري.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 194"، والتهذيب "9/ 430".
2 الجرح والتعديل "8/ 86"، والتهذيب "9/ 436، 437".
3 انظر: الجرح والتعديل "8/ 104، 105"، والثقات لابن حبان "9/ 68، 77".(12/212)
وعنه: ابن وهب، وسعيد بن أبي مريم، وهشام بن عمار، وآخرون.
وولي قضاء مصر ثمانية أعوام في دولة الرشيد، وصرف سنة خمس وثمانين ومائة.
وكان قد ولي بعد مفضل بن فضالة، وكان عجبا في التيه والصلف والتكبر.
قال سعيد بن عفير: قدم علينا قاضيا وكان متجبرا، فاعتدى على العمال وأنصف منهم.
أرسل إليه الأمير عبد الله بن المسيب يأمره يحضر مجلسه، فقال لرسوله: لو كنتُ تقدّمت إليه في هذا لفعلت به وفعلت، فانقطع ذلك عن القضاء بعده.
قال سعيد: ولما قدِم مصرَ اتّخذ قومًا للشهادة، وأوقف سائر الشهود، فوثبوا به وشتموه وشتمهم، وكانت منه هَنات إلى أشرافهم.
وقال يحيى بن بُكَيْر: ما كان بأحكامه بأس، لكنه كان من أعظم النّاس تكبُّرًا.
340- محمد بن الْمُعَلَّى اليامي الكوفي1ت:
هو ابن أخي زَبيد بن الحارث.
روى عن: زياد بن خَيْثَمَة، وزكريّا بن أبي زائدة، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، وأشعث بن سوار.
واستوطن الرَّيّ.
روى عنه: محمد بن عمرو زنيج، ومحمد بن مِهران، ومحمد بن حُمَيْد، وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم: صدُوق.
341- محمد بْن يزيد الواسطي الزاهد2 د. ت. ن:
أبو سعيد.
ويقال: أبو إسحاق الخولاني مولاهم، أصله شامي.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 101"، والتهذيب "9/ 466".
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 126"، والسير "9/ 202، 203".(12/213)
روى عن: أيّوب أبي العلاء القصّاب، وإسماعيل بن أبي خالد، وعاصم بن رجاء بن حَيْوَة، والعوّام بن حَوْشَب، ومُجَالد بن سعيد، وطبقتهم.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وإِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وبشر بن مطر، وأبو عمارة الحَسَن بن حُرَيْث، ومحمد بن وزير، وشُرَيْح بن يونس، ويحيى بن معين، وآخرون.
قال وكيع: إنْ كان أحدُ من الأبدال1 فهو محمد بن يزيد.
وقال أحمد: كان ثَبْتًا في الحديث.
وقال ابن مَعِين، وأبو داود، والنّسائيّ: ثقة.
وقال محمد بن وزير: مات سنة تسعين ومائة.
وقيل: مات سنة ثمانٍ وثمانين ومائة.
وقال مُطَيِّن: سنة إحدى وتسعين.
342- محمد بن يوسف بن مَعْدان2:
أبو عبد الله الأصبهانيّ الزّاهد، ويُلقّب بعَرُوس الزُّهّاد.
روى عن: الأعمش، ويونس بن عُبَيْد، وسفيان الثَّوْريّ، والحمَّادَين آثارًا ومقاطيع.
حدَّث عنه: عبد الرحمن بن مهديّ، ويحيى القطّان، وابن المبارك، وسُليمان الشاذكوني، وزهير بن عباد، وعصام بن جبر، وصالح بن مِهران، وطائفة.
قال أبو الشيخ: لما أره روى حديثًا مُسْندًا، إلا حديثًا واحدًا.
قلت: وهو حديث مُنْكَر.
قال الحَسَن بن عَمْرو مولى ابن المبارك: ما رأيت ابن المبارك أعجبه أحدٌ ممّن كان يأتيه إعجابَه لمحمد بن يوسف الأصبهاني؛ كان كالعاشق له.
قلت: هو من أجداد الحافظ أبي نعيم لأمه، وقد استوفى ترجمته.
__________
1 هذا من المصطلحات التي لا أصل لها في القرآن الكريم، ولا السنة النبوية المطهرة.
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 121"، والسير "9/ 125، 126".(12/214)
قال يحيى بن سعيد: ما رأيت رجلا خيرًا من محمد بن يوسف. فقال له: محمد بن حنبل: ولا الثَّوْريّ؟ فقال: كان الثَّوْريّ شيئًا ومحمد بن يوسف شيئًا.
عُبَيْد بن جناد: نا عطاء بن سلم الحلبيّ قال: كان محمد بن يوسف الأصبهانيّ يختلف إلي عشرين سنة لم أعرفه. يجيء إلى الباب فيقول: رجلُ غريب يسأل. ثمّ يخرج، حتّى رأيته يومًا في المسجد، فقيل لي: هذا محمد بن يوسف، فقلت: هذا يختلف إليّ منذ عشرين سنة لم أعرفه.
قلت: كان يرابط بالمصِّيصة مدّة.
قال أحمد بن عصام الأصبهانيّ: بلغني أنّ ابن المبارك كان يسميّ محمد بن يوسف عروس الزُّهاد.
وقال أحمد الدَّوْرَقيّ: حدّثني حكيم الخُراسانيّ قال: كان محمد بن يوسف الأصبهاني يأتيه من عند أهله في كل سنة سبعون دينارًا أو نحوها، فيأخذ على الساحل فيأتي مكّة، ثمّ يرجع إلى الثغر.
وقال عبيد الله بن جناد: قال محمد بن يوسف: أرُوني قبرَ أبي إسحاق الفَزَاريّ، فأرَيتُه إيّاه.
فقال: إنّ متّ فادفنوني إلى جَنْبه1.
وقال عبد الرحمن بن مهديّ: بايَنْتُ محمد بن يوسف في الشتاء والصيف، فلم يكن يضع جنْبه، وأما ليالي الشتاء، فكان حين يطلع الفجر يتمدّد وهو جالس، ثمّ يقوم ويتمسح2.
قلت: لعله بقي إلى المائتين.
343- مَخْلَد بن خِداش الكوفيّ3:
عن: الأعمش، وأبان بن ثعلب.
وعنه: أبو الصلت عبد السلام الهَرَويّ، وأبو سعيد الأشجّ.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
__________
1، 2 الحلية "8/ 228، 229"، "8/ 234".
3 انظر: الجرح والتعديل "8/ 348"، والتهذيب "10/ 74".(12/215)
344- مُخَيّس بن تميم، أبو بكر الأشجعيّ1:
عن: بهز بن حكيم، وحازم بن عطاء البَجَليّ، وجعفر بن عَمْر.
وعنه: هشام بن عمّار، وأحمد بن الضّحّاك إمام جامع دمشق، وهو شاميُّ مُقِلّ.
قال العُقَيْليّ: لا يتابع على حديثه.
345- مدرك بن أبي سعد الفَزَاريّ الدّمشقيّ2:
أبو سعد.
عن: يونس بن مَيْسرة بن حَلْبَس، وإسماعيل بن أبي المهاجر، وحيّان بن أبي النضر.
وقرأ القرآن على يحيى بن الحارث.
قرأ عليه هشام بن عمار.
وروى عنه: هشام، وعليّ بن حُجْر، وسعيد بن منصور، وسُليمان بن عبد الرحمن، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
346- مرحوم بن عبد العزيز البصْريّ العطّار3 ع:
عن: أبي عمران الْجَوْنيّ، وثابت البُنانيّ، ومالك بن دينار، وحبيب المعلّم، وأبي نَعَامة السَّعْديّ.
وعنه: ابنه عيسى، وحفيده بِشْر بن عبيس بن مرحوم، وإسحاق بْن راهَوَيْه، وأبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وبُنْدار، ومحمد بن المثنَّى، ومسدّد، وبكر بن خَلَف، والفلاس، ونصر بن عليّ.
قال الخُريبي: ما رأيت بصريًا أفضل منه، ومن سليمان بن المغيرة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 442"، والميزان "4/ 85".
2 الجرح والتعديل "8/ 328"، والتهذيب "10/ 79، 80".
3 الجرح والتعديل "8/ 436"، السير "8/ 293، 294".(12/216)
ووثقه أحمد وغيره.
مات سنة سبعٍ وثمانين.
وقيل: سنة ثمانٍ وثمانين ومائة.
وروى البخاريّ عن حفيده بِشْر أنّ مولده سنة ثلاثٍ ومائة.
347- مروان بن أبي حفصة سُليمان بْن يحيى بْن أبي حفصة يزيد بن عبد الله الأمويّ1.
مولاهم الشاعر الشهير: يكنى أبا السِّمْط، ويقال: أبو الهِنْدام.
وولاؤه لمروان بن الحَكَم، مدح الخلفاء والأمراء، وسائر شِعرِه سائرٌ لحُسْنِه وفُحُولته، واشتهر اسمه.
حكى عنه خَلَف الأحمر، والأصمعيّ.
وقيل: كان مُولدًا، قليل الخبرة باللُّغة.
وقد أجازه المهدي على قصيدة واحدة مائة ألف، وكذا أجازه الرشيد مرّةً بستّين ألف دِرهم.
وكان بخيلا مقتّرًا على نفسه، خرج مرّةً بجائزة المهديّ ثمانين ألف درهم، فسأله مسكين فأعطاه ثُلُثَيْ دِرهم، وقال: لو كان حصل له مائة ألف لكملت لك درهمًا.
وقيل: إنّه كان لا يُسْرِج عليه، ولا حكايات في الْبُخْلِ.
وما أحلى قوله يمدح بني مطر:
هُمُ الْقَوْمُ إنْ قالوا أصابوا وإن دُعُوا ... أجابوا وإنْ أَعْطَوْا أطابوا وأَجْزَلُوا
هُمُ يمنعون الجارَ حتّى كأنَّهم ... لِجارِهمُ بين السِّماكَيْنِ مَنْزلُ2
وعن الفضل بن بزيع قال: رأيت مروان بن أبي حفصه دخل على المهديّ بعد موت مَعْن بن زائدة، فأنشده. فقال: من أنت؟ قال: شاعرك مروان. قال: ألست القائل:
__________
1 انظر: الشعر والشعراء "2/ 649-651"، والسير "8/ 422، 423".
2 الشعر والشعراء "2/ 651"، السير "8/ 423"، العقد الفريد "1/ 356".(12/217)
وقلنا أين نَرْحَلُ بعد مَعْن ... وقد ذهب النَّوَالُ فلا نَوَالا
وقد جئتَ تطلب نَوَالا، خذوا برِجْلِه.
فلمّا كان بعد عام، تلطّف حتّى دخل مع الشعراء، وإنّما كانت الشعراء تدخل على الخُلفاء في العام مرّةً، فأنشده:
طرقَتْكَ زائرةٌ فحيِّ خيالَها ... بيضاءُ تخلِط بالحياء دلالها
قادت فؤادك فاستقادو وقبْلها ... قاد القلوبَ إلى الصِّبا وأمالها
منها:
هل يطلبون من السماء نُجُومَها ... بأكُفِّهم أو يَسْتُرُون هلالَها
أو تدفعُون مقالةً عن ربّكم ... جبريلُ بلغها النّبيّ فقالها
شهِدَتْ من الأنفال آخرُ آيةٍ ... ببراءتهم فأردتم إبطالها1
يعني بني العبّاس وبني عليّ، فرأيت المهديّ وقد زحف من صدر مُصلاه حتّى صار على البساط إعجابًا، وقال: كم أبياتها؟ قال: مائة. فأمر له بمائة ألف درهم.
وروى عليّ بن محمد النَّوْفَليّ، عن أبيه قال: كان مروان بن أبي حفصه لا يأكل اللَّحْمُ بُخْلا حتّى يُقَدَّم إليه، فإذا قُدِّم بعث غلامه فاشترى له رأسًا فأكله. فقيل له: لا نراك تأكل في الصيف والشتاء إلا الرءوس. قال: نعم لإني أعرف سِعْرَه فآمَنُ خيانة الغلام. وإنْ مس عينه أو خدّه وقفت على ذلك، وَآكُلُ منه ألوانًا، وأُكفي مئونة الطبْخ.
وقال جَهْم بن خَلَف: أتينا اليمامة، فنزلنا على مروان بن أبي حفصة، فأطعمنا تمرًا، وأرسل غلامه بَفْلس وسُكُرُّجَة2 يشتري به زيتًا. فلمّا جاءه بالزيت قال: خُنْتَني. قال: من فَلْس كيف أخونك?.
قال: أخذت الفَلْس واستوهبت زيتًا.
__________
1 الأغاني "10/ 81، 82".
2 سكرجة: الصحفة من آنية الطعام.(12/218)
قال الفَسَويّ: مات مروان سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وقيل: مولده سنة خمسٍ ومائة.
348- مروان بن سالم الشّاميّ ثمّ الْجَزريّ1 ق:
عن: صَفْوان بن سُلَيم، والأعمش، وعبد الملك بْن أَبِي سُليمان، وجماعة.
وعنه: الوليد بن مسلم، ونُعَيم بن حمّاد، وأبو هَمّام السَّكُونيّ، وغيرهم.
تركه غير واحدٍ لأنّ عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يُتَابِعُ عَلَيْهِ.
قَالَ أحمد بْن حنبل: لَيْسَ بثقة.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال النَّسائيّ: متروك.
349- مروان بن شُجاع الْجَزَريّ الحَرّانيّ2 خ. د. ت. ق:
أبو عمرو مولى بني أُميّة.
حدَّث ببغداد عن خُصَيف فأكثر، وعن: عبد الكريم بن مالك، وسالم الأفطس.
وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن مَنِيع، وشُرَيْح بن يونس، وزياد بن أيّوب، ويحيى بن مَعِين، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، والحسن بن عَرَفَة.
قال أحمد: لا بأس به.
وقال غيره: صدُوق.
وقال أبو حاتم: ليس بحُجَّه.
وقال ابن حِبّان: يروي المقلوبات عَنِ الثَّقات.
قلت: مات سنة أربعٍ وثمانين ومائة.
350- مَرْوان، أبو عبد الملك الرمادي3.
__________
1 الأغاني "1/ 78".
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 273، 274"، والسير "9/ 34".
3 من القراء المشهورين بدمشق في الدولة العباسية.(12/219)
دمشقيٌّ من أعيان قُرّاء البلد.
قرأ على: يحيى الرَّماديّ، وزيد بن واقد، وحدَّث عنهما، ووُليّ قضاء دمشق.
روى عنه: مروان بن محمد، وسُليمان ابن بنت شُرَحْبيل، ومحمد بن حسّان الأسديّ.
ما علِمْتُ فيه جَرْحًا.
351- مَسْلَمَة بن علْقمة المازنيّ1:
قد مرّ، فيحوّل إلى هنا، وإلا فقد نبَّهنا على طبقته.
352- مَسْلَمَة بن عليّ بن خَلَف الخشنيّ الدّمشقيّ الغُوطيّ البلاطي2 ق:
والبلاط قرية على فرسخ من البلد، يُكَنّى: أبا سعيد.
روى عن: يحيى الذِّماريّ، والأعمش، وابن عجلان، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وابن جريج، وطائفة.
وعنه: بقية بن الوليد، وابن وهْب، وأبو توبة الحلبيّ، ومحمد بن رُمْح، وهشام بن عمّار، وآخرون.
قال البخاريّ: مُنْكَر الحديث.
وقال أبو حاتم: هو في حدّ التَّرْك.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: متروك الحديث.
وسُئل ابن مَعِين عنه وعن الحَسَن بن يحيى الخشنيّ فقال: ليسا بشيء، والحسن أحبّهما إليّ.
قُلْتُ: وَمِنْ مَفَارِيدِهِ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ قَالَ: حَضَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْعِلْمِ قَبْلَ ذَهَابِهِ. فَقِيلَ: كَيْفَ يَذْهَبُ وَقَدْ تعلمنا وَعَلَّمْنَاهُ أَبْنَاءَنَا؟ فَغَضِبَ وَقَالَ: "أَوَلَيْسَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنْجِيلُ فِي يَدِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَمَا أَغْنَيَا عَنْهُمْ"3.
__________
1 سبق الترجمة له.
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 268"، والتهذيب "10/ 146، 147".
3 حديث ضعيف: أخرجه الطبراني "7398" في الكبير، وضعفه الهيثمي في المجمع "1/ 201".(12/220)
وَلِمُسْلِمَةَ أَحَادِيثُ عِدَّةٌ مُنْكَرَةٌ.
مَاتَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ.
353- المُسيب بن شَرِيك1:
أبو سعيد التّميميّ الشَّقرِيّ الكوفيّ.
عن: هشام بن عُرْوة، والأعمش.
وعنه: يحيى بن مَعِين، وأحمد بن منيع، وأحمد بن حنبل وقال: هو أوّل من كتبتُ عنه الحديث.
قال مسلم، والدَّارَقُطْنيّ: متروك الحديث.
قال ابن سعد: وُلّي بيت المال للرشيد.
مات سنة ستٍّ وثمانين ومائة.
354- مُصْعَب بن الزُّبَير العُذْريّ المصريّ2:
مؤذّن جامع الفُسطاط.
عن: يزيد بن أبي حبيب.
وعنه: ابنه عُذْرة، ويوسف بن عَدِيّ.
مات في صفر سنة أربعٍ وثمانين ومائة، قاله ابن يونس.
355- مُصْعَب بن سلام التّميميّ الكوفيّ3 ق:
عن: زبرقان السّرّاج، ومحمد بن سوقة، وعبد الله بن شُبْرُمَة.
وعنه: إسحاق بن موسى الأسديّ، وزياد بن أيّوب.
قال ابن حِبّان: كثير الغَلَط، لا يُحْتَجّ به.
وقال ابن عَدِيّ: أرجو أنه لا بأس به، له غلط.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 294"، والميزان "4/ 114، 115".
2 من مشاهير مؤذني جامع الفسطاط بالديار المصرية.
3 انظر: الجرح والتعديل "8/ 307، 308"، والتهذيب "10/ 161".(12/221)
وقال أبو حاتم: محلُّه الصِّدْق.
وضعّفه عليّ بن المَدِينيّ.
وروى عنه أيضًا أحمد، والأشجّ.
356- مُصْعَب بن ماهان المَرْوَزِيّ ثمّ العسْقلانيّ1:
عن سُفيان الثَّوْريّ، وعباد بن كثير.
وعنه: أبو توبة الربيع بن نافع، وزُهير بن عبّاد، وسعيد بن نضير، وإبراهيم بن شماس والسمرقندي، وآخرون.
وكان عبدًا صالحًا، وكان أُمّيًّا لا يكتب.
قَالَ أبو حاتم: شيخ.
قِيلَ: مات سنة إحدى وثماني ومائة.
357 مطر بن العلاء الفَزَاريّ الدّمشقيّ2:
شيخ قليل الحديث.
روى عن: أبي سُليمان الحَرسْتانيّ، وعبد الملك بن يسار الثَّقَفيّ، وروح بن القاسم.
وعنه: ختنة يحيى بن الغمر، وسليمان بن عبد الرحمن، وعلي بن حجر.
قال أبو حاتم: شيخ.
قَالَ سُلَيْمَانُ: نا مَطَرُ بْنُ الْعَلاءِ، نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَسَارٍ، نا أَبُو أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيُّ، وَكَانَ جَاهِلِيًّا: حَدَّثَنِي مُعَاذٌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ثَلاثُونَ سَنَةً نُبُوَّةٌ وَخِلافَةٌ، وَثَلاثُونَ سَنَةً نُبُوَّةٌ وَمُلْكٌ، وَثَلاثُونَ سَنَةً مُلْكٌ وَتَجَبُّرٌ، وَمَا وَرَاءَ ذَلِكَ فَلا خَيْرَ فِيهِ"3.
رَوَاهُ يعقوب الفسوي، والطبراني. وفي السند مجهولان.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 308، 309"، والميزان "4/ 121".
2 الجرح والتعديل "8/ 298"، والثقات لابن حبان "9/ 189".
3 حديث ضعيف: أخرجه الطبراني كما في المجمع "5/ 1901".(12/222)
358- المطّلب بن زياد الكوفيّ1 ق:
عن: زياد بن علاقة، وزيد بن عليّ بن الحسين، وعبد الملك بن عُمَيْر، وإسماعيل السُّدّيّ، وأبي إسحاق السَّبِيعيّ.
وعنه: أحمد، وإسحاق، وسعيد بْن محمد الْجَرميّ، وشُرَيْح بن يونس، وابن نُمير، ويحيى بن مَعِين، وسُفيان بن وكيع، وعدّة.
وثقه أحمد، ويحيى.
وقال أبو حاتم: لا يُحْتَجّ به.
وقال أبو داود: هو عندي صالح.
وقال ابن سعد: ضعيف.
وقال أحمد: لم ألقَ بالكوفة أحدًا أسَنَّ منه.
قلت: تُوُفّي سنة خمسٍ وثمانين ومائة.
359- مُعاذ بن مسلم النحوي الكوفيّ2:
الهرّاء، لأنّه كان يتّجر في الثياب الهَرَويّة.
روى عن: عطاء بن السّائب، وجعفر بن محمد، وغيرهما.
وصنّف في النَّحْو في دولة بني أُميّة, وعُمِّر دهرًا طويلا.
روى عنه: عبد الرحمن المحاربيّ، والحسن بن الحسين الكوفيّ.
وقال عثمان بن أبي شَيْبَة: رأيته يشدّ أسنانه بالذَّهب.
وأخذ عنه الكسائي جملة من النحو.
وفيه يقول سهل بن أبي غالب تِيك الأبيات السائرة:
إنّ مُعاذَ بنَ مسلم رجُلٌ ... ليس لِميقات عُمْره أَمَدُ
قد شاب رأسُ الزَّمان واكتهل ... الدهر وأثواب عمره جدد
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 360"، والتهذيب "10/ 177"، السير "8/ 295، 296".
2 انظر: تاريخ الطبري "8/ 29، 197، 300"، والسير "8/ 424-426".(12/223)
يا بِكْرَ حَوّاءَ كم تَعيشُ وكَمْ ... تَسْحَبُ ذَيْلَ الحياة يا لُبَدُ1
الأبيات.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وثمانين ومائة.
وقيل: سنة تسعين، وعاش تسعين سنة.
ذكره ابن البخار مختصرًا، وقال: هو مولى محمد بن كعب القُرظِيّ، ووُلد في دولة يزيد بن عبد الملك، وكان من أعيان النُّحاة، وكان له أولاد وأحفاد فماتوا وهو باقٍ، وله شِعرٌ جيّد.
360- الْمُعَافَى بن عِمران بن نُفَيْلِ بن جابر بن جبلة2 خ. د. ن:
أبو مسعود الأزدي، الموصلي، الحافظ، القدوة، شيخ أهل الموصل وعالمهم وزاهدهم.
مولده بعد العشرين ومائة.
سمع: ثور بن يزيد، وهشام بن حسّان، وابن جُرَيْج، وجعفر بْن بُرْقان، وحنظلة بْن أبي سُفيان، وسيف بن سُليمان، وأفلح بن حُمَيْد، وموسى بن عُبَيْدة، ومِسْعَر، والأوزاعيّ، وعبد الحميد بن جعفر، وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، وَيُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وسفيان الثَّوْريّ، وطبقتهم.
وعنه: بقيّة، وابن المبارك ووَكِيع، وموسى بن أعْيَن، وهم من أقرانه، وبِشْر الحافي، والحسن بن بِشْر، وإبراهيم بن عبد الله الهَرَويّ، ومحمد بن جعفر الوَرْكانيّ، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وعبد الله بن أبي خُداش، وآخرون.
وله ترجمة في تاريخ يزيد بن محمد الأزْديّ في بضع وعشرين ورقة.
وقال: ثنا موسى بن هارون الزّيّات: نا أحمد بن عثمان: سمعتُ محمد بن داود الحرّانيّ: نا عيسى بن يونس قال: خرج علينا الأوزاعيّ ونحن ببيروت أنا والمُعَافَى بن عِمران، وموسى بن أَعْيَن، ومعه كتاب السُّنَن لأبي حنيفة. فقال: لو كان هذا الخطأ في أمة لأوسعه خطأ.
__________
1 العقد الفريد "1/ 323".
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 399، 400"، والسير "9/ 80-86".(12/224)
قال الأزْديّ: صنّف الْمُعَافَى في الزُّهد، والسُّنَن، والفِتَن، والأدب وغير ذلك.
وقال أحمد بن يونس: كان سُفيان الثَّوْريّ يقول: الْمُعَافَى بن عِمران ياقوتة العلماء.
وقال بِشْر بن الحارث: إني لأذْكر الْمُعَافَى اليوم فأنتفع بذِكره، وأذكر رؤيته فأنتفع.
وقال وكيع: نا المعافى وكان من الثقات.
وعن بشر الحافي قال: كان ابن المبارك يقول: حدَّثني الرجل الصالح، يعني الْمُعَافَى.
أحمد بن عبد الله بن يونس، عن الثَّوْريّ قال: امتحنوا أهل الموصل المعافى.
وَرُوِيَ عن الأوزاعيّ قال: لا أقدّم على المَوْصليّ أحدًا.
قال ابن سعد: كان الْمُعَافَى ثقة، خيرًا، فاضلا، صاحب سُنَّةٍ.
بِشْر بن الحارث. سمعتُ الْمُعَافَى: سمعتُ الثَّوْريّ يقول: إذا لم يكن لله في العبد حاجة نبذة إلى السلطان.
قال بِشْر: كان الْمُعَافَى يحفظ الحديث والمسائل، سألته عن الرجل يقول للرجل، أقعدْ هنا ولا تَبْرَح، قال: يجلس حتّى يأتي وقت الصلاة ثمّ يقوم.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ: سمعتُ الْمُعَافَى ولم أرَ أفضل منه، يُسأل عن تجصيص القبور فكرهه.
وقال عليّ بن مضاء: نا هشام بن بِهرام: سمعتُ الْمُعَافَى يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق.
قال الهيثم بن خارجة: ما رأيت أأدب من الْمُعَافَى.
وورد أن الْمُعَافَى كان أحد الأسخياء الموصوفين، أفنى ماله الجود والحقوق، كان إذا جاءه مغلة، أرسل إلى أصحابه ما يكفيهم سنة، وكانوا أربعة وثلاثين رجلا.
قال بِشْر: كان الْمُعَافَى في الفرح والحُزن واحدًا، قتلت الخوارج له ولدين فما تبيّن(12/225)
عليه شيء؛ وجمع أصحابه وأطعمهم، ثمّ قال لهم: آجركم الله في فلان وفلان1، رواها جماعة.
عن بِشْر: قَالَ محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عمّار: كنتُ عند عيسى بن يونس فقال: أسمعت من الْمُعَافَى؟ قلت: نعم. قال: ما أحسب أحدًا رأى الْمُعَافَى وسمع من غيره يريد بعِلمه الله.
قال بِشْر: سمعتُ الْمُعَافَى يقول: أجمع العلماء على كراهة السُّكْنَى، يعني ببغداد.
وقيل لبشر الحافي: نراك تعشق الْمُعَافَى بن عِمران. فقال: وما لي لا أعشقه وقد كان سُفيان يسمّيه الياقوتة؟
قال عليّ بن حرب: رأيت الْمُعَافَى أبيض الرأس واللّحية، عليه قميص غليظ، وكُمّه تَبِين منه أطراف أصابعه.
وقال يحيى بن معين: ثقة.
وقال بشر: كان المعافى صاحب دنيا واسعة وضياع كثيرة.
قال رجلٌ: ما أشدُّ البرد اليوم، فالتفت إليه الْمُعَافَى وقال: استدفأت الآن؟ لو سكتَّ لكان خيرًا لك.
قُلْتُ: وَقَدْ وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِي الْمُعَافَى حَدِيثٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْعَلَوِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَطِيعِيِّ، أَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الزَّاغُونِيِّ ح، وَأنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّهْرَوَرْدِيُّ، أنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْقَصَّارُ قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ، أَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، ثنا مُحَمَّدٌ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي سَمِينَةَ، نا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "كُنْتُ أَسْكُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضُوءَهُ عَنْ جَمِيعِ أَزْوَاجِهِ فِي اللَّيْلَةِ الْوَاحِدَةِ"2. تَابَعَهُ وَكِيعٌ، عَنْ صَالِحٍ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ مِنْ طَرِيقِ وَكِيعٍ، وَهُوَ غريب.
__________
1 صفة الصفة "4/ 180".
2 حديث ضعيف: أخرجه ابن ماجه "589".(12/226)
قال عليّ بن حسين الخوّاصّ، وغيره: مات الْمُعَافَى بن عِمران سنة أربع وثمانين ومائة.
وقال ابن عمّار، وَسَلَمَةُ بن أبي نافع: مات سنة خمسٍ وثمانين.
وقال الهيثم بن خارجة وغيره: سنة ست.
وللمعافى تريجمة في "حلية الأولياء".
361- مُعْتَمِر بن سُليمان بن طَرْخان1 ع:
الإمام أبو محمد التَّيميّ البصْريّ، وإنّما ولاؤه لبَني مُرَّة.
وقيل له: التَّيميّ لنُزوله في بني تَيْم بالبصْرة.
روى عن: أبيه، وعن: عبد الملك بن عُمَيْر، ومنصور بن المعتمر، وأيوب السختياني، وعمرو بن دينار القهرمان، والدُّكَيْن بن الربيع، وليث بن أبي سُليم، وحُمَيْد الطويل، وخلْق.
وقد روى عمن هو أصغر منه.
روى عن: عبد الرّزّاق، وعاشَرَ أصحاب عبد الرّزّاق بعد معُتْمَر مائة سنة.
روى عنه: ابن المهديّ، وأحمد، وإسحاق، وابن مَعِين، والفلاس، وأبو كُرَيِب، وخليفة، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، والحَسَن بن عَرَفَة، وخلْق.
وكان إمامًا حُجّةً، زاهدًا، عابدًا، كبير القدْر.
قال قُرَّةُ بن خالد: ما مُعْتَمِر عندنا بدون والده وسُليمان التّيميّ.
وقال محمد بن سعد: أنا أحمد بن إبراهيم العبْديّ، حدَّثني عبّاس البصْريّ، حدَّثني الأصمعيّ، حدَّثني مُعْتَمِر بن سُليمان قال: قال أبي عُدّ لنفسك من سنة ستٍّ ومائة.
وقال سعيد بن عيسى الكُرَيزيّ: مات مُعْتَمِر يوم قتل زبّان الطّليقيّ، وكان النّاس يقولون: مات اليوم أعبدُ النّاس، وقيل: أشطر النّاس.
قلت: تُوُفّي مُعْتَمِر في صَفَر سنة سبْعٍ وثمانين ومائة عن إحدى وثمانين سنة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 402، 403"، السير "8/ 420-422".(12/227)
362- مَعَدَّى بن سُليمان البصْريّ1 ت. ق:
صاحب الطعام.
روى عن: عليّ بن زيد بن جدعان، وعمران القصير، ومحمد بن عجلان.
وعنه: بدلُ بن المحبَّر، وبُنْدار، ومحمد بن المثنَّى، ونصر بن عليّ الْجَهْضَميّ، وغيرهم.
قال سُليمان الشّاذكُونيّ: كان يُعدُّ من الأبدال، وكان من أفضل النّاس.
وَرَوَى عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ السَّيَّارِيُّ، عَنْهُ قَالَ: مَرَرْتُ بِوَادِي الْقُرَى فَإِذَا بِهَا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ شُعَيْبُ بْنُ مُطَيْرٍ، فَقُلْنَا لَهُ: أَدْخِلْنَا عَلَى أَبِيكَ. فَأَدْخَلَنَا وَقَالَ: يَا أَبَة حَدِّثْ هَؤُلاءِ بِحَدِيثِ ذِي الْيَدَيْنِ. قَالَ: وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا فَأَبَى وَقَالَ: اذْكُرْهُ أَنْتَ يَا بُنَيَّ. فَقَالَ: حَدَّثْتَنَا يَا أَبَهْ أَنَّكَ مَرَرْتَ بِذِي خُشُبٍ، فَلَقِيتَ ذَا الْيَدَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَحَدَّثَكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلَّمَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ2. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
مَعْدِيّ: ضعفه النَّسائيّ.
وقال ابن حِبّان: لا يجوز الاحتجاج به.
363- مُعَلَّى بْنُ رَاشِدٍ، أَبُو الْيَمَانِ الْبَصْرِيُّ3 ق:
الْقَوَّاسُ، النَّبَّالُ.
عَنِ: الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَمَيْمُونِ بْنِ سِيَاهٍ، وَجَدَّتِهِ أُمِّ عَاصِمٍ، رَوَتْ لَهُ، عَنْ نُبَيْشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَثُرَ مَضْغُهُ اسْتَغْفَرْتُ لَهُ"4.
رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرَ الْقَوَارِيرِيُّ، وَرَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، وَنَصْرٌ الْجَهْضَمِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
لَمْ أَرَ فِيهِ مقالا بجرح ولا توثيق. وهو شيخ.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 438"، والتهذيب "10/ 229".
2 حديث حسن لغيره: أخرجه عبد الله بن أحمد "4/ 77" في زوائد المسند، والطبراني "4224" في الكبير، وله شاهد من حديث أبي هريرة، متفق عليه في الصحيحين.
3 انظر: الجرح والتعديل "8/ 333"، والتهذيب "10/ 237".
4 حديث ضعيف: أخرجه الترمذي "1864"، وابن ماجه "3271"، "2372"، وأحمد "5/ 76".(12/228)
364- الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة1 خ. د. ت. ق:
واسم أَبِي رَبِيعَةَ عَمْرُو بْن المُغِيرة بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن مخزوم، الإمام أبو هاشم المخزوميّ المدنيّ الفقيه.
سمع: هشام بن عُرْوة، ويزيد بن عُبَيْد، وابن عَجْلان، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وغيرهم.
وكان أحد الفقهاء الأعلام، وثّقه ابن مَعِين.
قال الزُّبَير بن بكّار: عَرض عليه الرشيد قضاء المدينة فامتنع، فأعفاه ووصله بألفَيْ دينار.
قال: وكان فقيه المدينة بعد مالك.
وقال محمد بن سَلَمَةَ المخزوميّ: قال المغيرة بن عبد الرحمن: نحن أعلم النّاس بالقرآن وأجهلهم به، صيّرنا العِلم بعظيم قدرِه إلى الجهل بكثير من معانيه.
وقال ابنه عيّاش: مات أبي في سابع صفر سنة ستِّ وثمانين ومائة.
قلت: عاش اثنتين وستين سنة، وقد وثّقه جماعة، وضعفه أبو داود وحده.
365- المغيرة بن أبي المغيرة، أبو هارون الرَّبَعِيّ الرمليّ2:
عن: أبي زُرْعة يحيى السّيبانيّ، وعُرْوة بن رويم، وجماعة.
وعنه: أبو مسهر، ومحمد بن عائذ، وهشام بن عمّار وجماعة.
قال أبو حاتم الرّازيّ: لا بأس به.
366- المغيرة بن موسى، أبو عثمان البصري3:
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 225"، والتهذيب "10/ 264".
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 230".
3 الجرح والتعديل "8/ 230"، والميزان "4/ 166".(12/229)
مولى عائذ بن عَمْرو المُزَنّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
سمع: هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، وغيرهما.
وحدّث ببلد خوارِزْم.
روى عنه: يعقوب بن الجراح الخوارزميّ، وبكير بن جعفر الْجُرْجانيّ، وعمّار بن عيسى النَّسَويّ.
قال البخاريّ: مُنْكَر الحديث.
وقال ابن عَدِيّ: ثقة، لا أعلم له حديثًا مُنْكَرًا.
367- المفضَّل بن عبد الله الكوفيّ1 ق:
عن: أبي إسحاق السَّبِيعيّ، وجابر الْجُعْفيّ.
وعنه: سُوَيْد بن سعيد، ومحمد بن أبي السري العسقلاني.
ضعفه أبو حاتم.
وقواه ابن حِبّان.
368- المفضَّل بن فَضَالَةَ القتباني المصري2. ع:
القاضي أبو معاوية، أحد الأعلام.
روى عن: عيّاش بن عبّاس القِتْبانيّ، ويزيد بن أبي حبيب، وعبد الله بن سليمان الطويل؛ ويونس، وَعُقَيْلٍ الأَيْلِيّين، وطائفة.
وعنه: حسّان بن عبد الله الواسطيّ ثمّ المصريّ، وأبو صالح الكاتب، وزكريّا بن يحيى كاتب العُمريّ، ومحمد بن رُمْح، ويزيد بن مَوهب الرَّمْليّ، وآخرون.
وثّقه ابن مَعِين، وغيره.
وشذَّ ابن سعْد فقال: مُنْكَر الحديث.
قال ابن يونس في تاريخه: كان من أهل الدين والورع والفضل.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 319".
2 الجرح والتعديل "8/ 317"، والسير "8/ 153، 154".(12/230)
وقال أبو داود: كان مُجاب الدَّعوة.
لم يحدّث عنه ابن وهْب لأنّه قضى عليه بقضية.
وروى عَبْد الرحمن بْن عَبْد الله بْن عبد الحَكَم، عن بعض مشائخه أنّ رجلا لقى الْمُفَضَّلَ بن فَضَالَةَ بعدما عُزل من القضاء فقال: قضيت عليّ بالباطل، وفعلتَ وفعلتَ. فقال له: ولكنّ الذي قضيت له يُطيبُ الثناء عليّ.
وقال عيسى بن حمّاد: كان الْمُفَضَّلُ قاضيًا علينا، وكان مُجاب الدَّعوة، وكان مع ضعف بدنه طويل القيام رحمه الله.
وقال يحيى بن مَعِين: كان مصريًا وَرَجُلَ صِدْق، كان إذا جاءه من انكسرت يده أو رِجْله جَبَرها.
وكان يصنع الأرحية.
وقال لَهِيعة بن عيسى: كان الْمُفَضَّلُ قد دعا الله تعالى أن يُذِهب عنه الأملَ، فأذهبه الله عنه، فكاد أن يختلس عقله ولم يهنّه شيء من الدنيا، فدعا الله أن يرد إليه الأمل فرده، فرجع إلى حاله1.
قال ابن يونس: وُلد سنة سبْعٍ ومائة، وتُوُفّي سنة إحدى وثمانين ومائة.
وقد مر المفضل بن فضالة البصري أخو مبارك.
369- مُلازم بن عَمْرو الحنفيّ اليَماميّ2 ع:
عن: موسى بن نجدة، وعن جدّه عبد الله بن بدر اليماميّ، وعبد الله بن النُّعمان السُّحَيْميّ، وغيرهم.
ولم أجد له شيئًا عن يحيى بن أبي كثير.
روى عنه: عليّ بْن المَدِينيّ، ومُسَدَّد، ويحيى بْن مَعِين، وهنّاد، وأحمد بن المقدام، وجماعة.
وثقه ابن مَعِين، وغيره.
__________
1 الحلية "8/ 321".
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 435"، والميزان "4/ 180".(12/231)
وما علمتُ فيه مقالا.
له في مسّ الذَّكَر.
370- المِنْهال بن بحر، أبو سَلَمة القُشَيريّ العُقَيْليّ1:
عن: ابن عَوْن، وهشام بن حسّان، وابن أبي عِرُوبة، وَقُرَّةَ بن خالد، وعدّة.
وعنه: أبو الوليد، وعليّ بن المَدِينيّ، وأبو حفص الفلاس، وآخرون.
وثقه أبو حاتم.
ولا شيء له في الكُتُب.
371- مهران بن أبي عَمْر الرّازيّ العطار2 ق:
عَنْ: أبي حيّان يحيى بْن سَعِيد التَّيْميّ، وإسماعيل بن أبي خالد، وسعيد بن سنان، وسعيد بن أبي عَرُوبة.
وعنه: عبد الله بن الجرّاح القَهَسّتانيّ، ومحمد بن عَمْرو زنيج، ويحيى بن مَعِين، ويحيى بن أكثم، ويوسف بن موسى القطّان، وغيرهم.
قال أبو حاتم: ثقة صالح الحديث.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال ابن معين: كتبتُ عنه وعنده غلط كثير في حديث سُفيان الثَّوْريّ.
وقال البخاريّ: في حديثه اضطراب.
372- موسى الكاظم3 ت. ق:
هو الإمام أبو الحسن موسى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْعَلَوِيُّ الحُسَينيّ، والد عليّ بن موسى الرِّضا.
وببغداد مشهد موسى، والجواد.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 357، 358".
2 الجرح والتعديل "8/ 301"، الميزان "4/ 196".
3 انظر: الجرح والتعديل "8/ 139"، والميزان "4/ 201، 202".(12/232)
روى عن: أبيه، وعن: عبد الملك بن قُدامة الْجُمَحيّ.
روى عنه: بنوه: عليّ، وإبراهيم، وإسماعيل، وحسين. وأخوَاه: محمد، وعليّ ابنا جعفر.
مولده كان في سنة ثمان وعشرين ومائة.
قال أبو حاتم: ثقة إمام.
وقال غيره: حجّ الرشيد فحمل معه موسى من المدينة إلى بغداد وحبسه إلى أن تُوُفّي غير مُضَيَّق عليه.
وكان صالحًا، عالمًا، عابدًا، متألِّهًا.
بلغنا أنّه بعث إلى الرشيد برسالة يقول: إنه لن ينقضي عنّي يَوْمٌ من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء، حتّى نقضي جميعًا إلى يومٍ ليس له انقضاء يخسر فيه المُبْطِلُون1.
قال عبد الرحمن بن صالح الأزْديّ: زار الرشيد قبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا رسول الله! يابن عم! يفتخر بذلك. فتقدم موسى بن جعفر فقال: السلام عليك يا أبَه.
فتغير وجه الرشيد وقال: هذا الفخر حقًا يا أبا حسن.
وقال النسّابة يحيى بن جعفر العلوي المدني، وكان موجودًا بعد الثلاثمائة: كان موسى يُدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده، وكان سخيًّا، يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث إليه بصُرّة فيها الألف دينار، وكان يُصَرِّر الصُّرَرَ مائتي دينار وأكثر ويرسل بها، فمن جاءته صُرّة استغنى.
قلت: هذا يدلّ على كثرة إعطاء الخلفاء العباسيين له، ولعلّ الرشيد ما حبسه إلا لقولته تلك: السلام عليك يا أبَهْ. فإن الخلفاء لا يحتملون مثل هذا.
روى الفضل بن الربيع، عن أبيه: أنّ المهديّ حبس موسى بن جعفر، فرأى في المنام عليًّا وهو يقول: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محمد: 22] .
__________
1 تاريخ بغداد "13/ 32".(12/233)
قال: فأرسل إلي ليلا، فراعني ذلك، وقال: عليّ بموسى. فجئته به، فَعَانَقَهُ وقصّ عليه الرؤيا، وقال: تُؤَمِّنَني أن تخرج عليّ أو على ولدي.
فقال: والله لا فعلت ذاك، ولا هو من شأني. قال: صدقت، وأعطاه ثلاثة آلاف دينار وجهّزه إلى المدينة.
عبد الله بن أبي سَعْد الورّاق: حدَّثني محمد بن الحسين الكِنانيّ: حدَّثني عيسى بن مغيث القُرَظيّ قال: زرعتُ بِطّيخًا وقِثّاءً في موضع بالجوّانيّة على بئر، فلمّا استوى بيَّتَه الجرادُ فأتى عليه كلَّه، وكنتُ عرضت عليه مائة وعشرين دينارًا، فبينما أنا جالس إذ طلع موسى بن جعفر فسلّم ثمّ قال: أيْش حالُك؟ فقلت: أصبحت كالعديم، بيّتني الجراد. فقال: يا عَرَفَة، غُلامهُ، زِنْ له مائة وخمسين دينارًا. ثمّ دعا لي فيها، فبعت منها بعشرة آلاف درهم1.
مات موسى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في شهر رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة.
وقيل: سنة ستِّ، والأول أصحّ.
وعاش بعضًا وخمسين سنة كأبيه، وجدّه، وجدّ أبيه، وجدّ جدّه، ما في الخمسة مَن بلغ الستّين.
373- موسى بن شَيْبَة بن عَمْرو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ السُّلميّ2:
الأنصاريّ المدنيّ.
عن: عمومة أبيه: خارجة، ونعمان، وعُمَيرة بني عبد الله.
وعنه: الحُمَيْدِيّ، وأبو مُصْعَب، وإبراهيم بن حمزة الزُّبَيْديّ.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
374- موسى بن ربيعة، أبو الحَكَم الْجُمَحيّ مولاهم المصريّ3:
الزّاهد، العابد، أحد الأولياء.
__________
1 تاريخ بغداد "13/ 29".
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 146، 147"، والميزان "4/ 207".
3 انظر: الجرح والتعديل "8/ 142، 143".(12/234)
قال أبو الطاهر بن السَّرْح: كان إذا قدِم الإسكندريَّة يُصلّي اللَّيْلَ أجمع، ويصوم النهار، ويُكثر الذِّكر.
وكانت الأساقفة يسمّونه "راهب المسلمين".
وقال غيره: كان وصي الإمام عَمرو بن الحارث.
روى عن: يزيد بن الهاد، ويحيى بن سعيد، وجماعة.
روى عنه: موسى بن أَعْيَن، ويحيى بن بُكَير، وسعيد بن عُفَيْر، وأحمد بن عَمْرو بن السَّرْح، وسعيد بن أبي مريم.
قال أبو زُرْعة الرّازيّ: كان ثقة.
وقال أحمد بن السَّرْح: مات في آخر سنة تسعٍ وثمانين ومائة.
وقيل: مات سنة تسعين ومائة.
وعاش ثمانين سنة رحمه الله.
375- موسى بن عيسى البستي الكوفي1 م:
القارئ.
روى عن: زائدة وغيره.
وعنه: إسحاق بن راهَوَيْه، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمير، وسُفْيَان بن وكيع.
وثّقه مُطَيِّن.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة كَهْلا.
وَلَهُ فِي الصَّحِيحِ حَدِيثٌ واحد أَخْبَرَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ تَاجِ الأُمَنَاءِ، عَنْ زَيْنَبَ الشعرية، وَالْقَاسِمِ الصَّفَّارِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عُثْمَانَ قَالُوا: أنا وجيه الشامي، وأنا أَبُو الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَنْطَرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا مُوسَى الْقَارِئُ، ثنا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ: وَضَعْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ماء
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 143".(12/235)
وَسَتَرْتُهُ فَاغْتَسَلَ1. وَسَاقَ الْحَدِيثَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ.
376- موسى بن منصور بن هشام بن أبي رقبة اللَّخْمي البصْريّ2:
أبو العلاء.
عن: أبيه.
وعنه: ابنه العلاء، وابن وهْب، والقاسم بن هانئ، وغيرهم.
قال ابن يونس: مُنْكَر الحديث.
يقال: مات سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة.
377- مُؤَمَّل بن أَمْيَلَ المُحاربيّ الكوفيّ3:
كان شاعرًا مُحسنًا، مدح المهديّ مرَّةً فأجازه بألف دينار.
ذكره الخطيب.
378- المؤمّل بن أبي حفصة الشاعر4:
هو ابن عمّ مروان بن أبي حفصة.
كان من أعيان شعراء المهديّ.
379- ميمون بن يحيى بن مسلم بن الأشجّ5:
أبو أُميّة المدنيّ.
حدَّث بمصر عن مَخْرمَة بن بُكَير.
وعنه: يحيى بن بُكَير، وأحمد بن سعيد الهمداني، وغيرهما.
__________
1 حديث صحيح: أخرجه البخاري "249"، "257"، ومسلم "317"، وأحمد "6/ 329، 330"، وأبو داود "242"، والترمذي "103"، والنسائي "1/ 137"، وابن ماجه "573"، والبيهقي "1/ 174" في سننه الكبرى.
2 لم نقف عليه.
3 انظر: تاريخ بغداد "13/ 177-180".
4 تاريخ بغداد "13/ 180".
5 الجرح والتعديل "8/ 239".(12/236)
مات سنة تسعين ومائة.
380- ميمون بن زيد1:
أبو إبراهيم البصْريّ السّقّاء2.
عن: ليث بن أبي سُليم، والحسن بن ذكوان.
وعنه: شُرَيْح بن النُّعمان وعمرو الفلاس، ونصر بن عليّ، وغيرهم.
قال أبو حاتم: ليِّن الحديث.
"حرف النون":
381- نُصَيْر بن زياد الطّائيّ الكوفيّ3:
عن: أبي اليقظان عثمان بن عُمَيْر، وأبي هارون العبْديّ، وصلْت الدَّهّان.
وعنه: حسين الأشقر، ومعاوية بن هشام، وإسماعيل بن أبان الورّاق، ويحيى الحِمانيّ، وأبو سعيد الأشجّ.
ذكره بصادٍ مِهملة البخاريّ، ومُطَيِّن، وابن أبي حاتم.
وأمّا الدَّارَقُطْنيّ فقال: هذا وهم، بل هو بمعجمة "نُضَيْر".
قال الأزْديّ: مُنْكَر الحديث.
382- النَّضْر بن إسماعيل ت. ن:
أبو المغيرة البجلي الكوفي القاص4، إمام جامع الكوفة.
عن: الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، ومحمد بن سُوقة، وجماعة.
وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو عُبَيْد، وأحمد بن منيع، وزياد بن أيّوب، والحسن بن عَرَفَة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 239، 240".
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 239، 240".
3 الجرح والتعديل "8/ 492"، الميزان "4/ 264".
4 الجرح والتعديل "8/ 474"، الميزان "4/ 255".(12/237)
ضعّفه ابن مَعِين.
وقال البخاريّ، وأحمد: لم يكن يحفظ الإسناد.
وقال ابن عَدِيّ: أرجو أنه لا بأس به.
383- النَّضْر بن محمد المروزي1 ن:
أبو عبد الله مولى بني عامر.
روى عن: محمد بن المُنْكَدر، وعبد العزيز بن رفيع، ويزيد بن أبي زياد، والعلاء بن المسيب، وأبي حنيفة.
وعنه: إسحاق بن راهويه، والحسن بن عيسى بن ماسرجس.
وثقه النسائي.
مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.
384- النضر بن منصور الكوفي2 ت:
عن: أبي الْجَنُوب، عن عليّ، وعن سهل الفَزَاريّ.
وعنه: أبو هشام الرفاعيّ، وأبو كُرَيِب، وأبو سعيد الأشجّ، وآخرون ضعّفه النَّسائيّ، وغيره.
385- النُّعمان بن عبد السَّلام بن حبيب التَّيْميّ:
تَيْمُ الله بنُ ثعلبة، أبو المنذر الأصبهانيّ الفقيه، شيخ أصبهان وعالمها. وأصله نيسابوريّ.
قدِم أصبهانَ في فتنة ظهور أبي مسلم الخُراسانيّ وهو صغير مع أبيه، ثمّ رحل وطلب العلم، وكان من كبار الزُّهّاد الورِعين، وله تصانيف نافعة.
روى عن: جُرَيْح، وأبي حنيفة، ومِسْعَر، وشُعْبة، والثَّوْريّ، وطبقتهم.
وعنه: ابن مهديّ، وعفّان، وعامر بن إبراهيم، وصالح بن مهران، ومحمد بن
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 474"، التهذيب "10/ 434، 435".
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 478"، التهذيب "10/ 444".(12/238)
المغيرة الأصبهانيان، ومحمد بن مبارك، ومحمد بن المِنْهال، وسُليمان بن داود الشاذكُونيّ.
قال أبو حاتم: محلُّه الصِّدْق.
وقال أبو نُعَيم الحافظ: كان أحد العُبّاد والزّهاد. زَهد في ضياع أبيه لمُلامسته للسلطان، وكان يتفقّه على مذهب سُفيان، وجالس أبا حنيفة.
قال: وتوفي سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة.
386- نُعَيم بن المُوَرّع بن توبة العنبري البصري1:
عن: هشام بن عروة، والأعمش، وابن جريج.
وعنه: إبراهيم بن عبد الله بن يسار الواسطيّ، ومحمد بن أيّوب البجليّ.
قال س: ليس بثقه.
وقال ابن عَدِيّ: يسرق الحديث.
387- نوح بن دارج2:
أبو محمد النخعي، مولاهم الكوفيّ الفقيه، أحد المجتهدين.
تفقه وبرع على الإمام أبي حنيفة، وعلى عبد الله بن شُبْرُمَة؛ وروى عنهما، وعن: الأعمش، وابن أبي ليلى.
وعنه: سعيد بن منصور، وأبو نُعَيم ضِرار بن صُرَدَ، وعليّ بن حُجْر، ومحمد بن الصّبّاح الْجَرْجرائيّ، وآخرون.
وُلّي قضاء الكوفية مدّة، ثمّ وُلّي قضاء الجانب الشرقيّ ببغداد.
ضعّفه في الحديث النَّسائيّ، وغيره.
وكان من كبار أصحاب أبي حنيفة.
يُقال: إنه أضرَّ، وبَقِيّ يحكم نحْوًا من ثلاث سنين حتّى فطِنوا به.
وقد كذبه يحيى بن معين.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 464"، والميزان "4/ 271".
2 الجرح والتعديل "8/ 484، 485"، التهذيب "10/ 482-484".(12/239)
وقال ابن حِبّان: روى موضوعات.
مات سنة اثنتين وثمانين ومائة.
388- نوح بن قيس الحُدّانيّ الطاحي البصري1 م. ع:
أبو روح.
روى عن: محمد بن زياد الْجُمَحيّ فيما قيل، وعن: أبي هارون عمارة بن جُوَين العبْديّ، وأيّوب السّخْتيانيّ، ومحمد بن واسع، ويزيد الرَّقاشيّ، ويزيد بن كعب، وجماعة.
وهو أخو خالد بن قيس.
روى عنه خليفة بن خيّاط، وقُتَيْبة، وحُمَيْد بن مَسْعَدة، وأحمد بن المقداد، وزياد الحسّاني، ونصر الْجَهْضَميّ، وخلْق سواهم.
روى عثمان الدارمي، وعن ابن مَعِين: ثقة.
وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بِهِ باس.
قلت: تُوُفّي سنة ثلاثٍ أو أربعٍ وثمانين ومائة، رحمه الله.
389- نوح بن أبي مريم الجامع2:
وقد ذُكر في الطبقة الماضية، والله أعلم.
"حرف الهاء":
390- هارون بن مسلم بن هُرْمُز3:
أبو الحَسَن صاحب الحِنّاء.
روى عن: أبيه، وعُبَيْد الله بن الأخنس، ودَفّاع، والقاسم بن عبد الرحمن.
وعنه: عبد العزيز بن المغيرة، وقتيبة، وسويد، ونصر بن علي الجهضمي، وعبد السلام بن مظهر.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 483"، والتهذيب "10/ 485، 486".
2 سبق الترجمة له.
3 انظر: الجرح والتعديل "9/ 94"، والميزان "4/ 286".(12/240)
قال أبو حاتم: لين.
وقال الحاتم: ثقة. وخرج له في مستدركه، وهو بصري.
391- هارون بن المغيرة البجلي الرازي الحافظ1 د. ت:
عن: عُبَيْد الله بن عَمْر، وحَجّاج بْن أرطأة، وعَمْرو بْن أَبِي قيس الرّازيّ، وغيرهم.
وعنه: ابنه إبراهيم، ويحيى بن مَعِين، وإبراهيم بْن مُوسَى الفرّاء، ومحمد بْن حُمَيْد، وزُنَيْج، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
392- هزال بن سعيد السَّبأيّ2:
أبو مروان المصريّ.
عن: يزيد بن أبي حبيب، وخير بن نُعَيم، وبكر بن عَمْرو.
وعنه: حَجّاج بن ريّان، وسعيد بن عُفَير، وغيرهما.
وكان ضريرًا، مات سنة إحدى وثمانين ومائة.
وقد سمع هزال من أم الصَّعْبة قالت: ثنا أبو الدرداء.
393- هشام بن لاحق المدائنيّ3:
عن: عاصم الأحول، وغيره.
وعنه: أحمد بن حنبل، وهشام بن بهرام.
قال النَّسائيّ: ليس به بأس.
394- هُشَيم بن بشير بن أبي خازم قاسم بن دينار4 ع:
الحافظ، أبو معاوية السلمي الواسطي، أحد الأعلام.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 95، 96"، الميزان "4/ 287".
2 لم نقف عليه.
3 انظر: الجرح والتعديل "8/ 69، 70"، والميزان "4/ 306".
4 الجرح والتعديل "9/ 115، 116"، السير "8/ 255-261".(12/241)
عن: الزُّهْريّ، وعَمْرو بن دينار، وأيّوب، وأبي بِشْر، وحُصَيّن بن عبد الرحمن، ومنصور بن زاذان، وخلْق سواهم.
وعنه: شعبة مع تقدُّمه، وابن المبارك، ويحيى القطّان، وعبد الرحمن بن مهديّ، وقُتَيْبة، وأحمد بن حنبل، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، والحسن بن عَرَفَة، وزياد بن أيّوب، وإبراهيم بن مُجَشَّر، وخلْق كثير.
سكن بغداد، وانتهت إليه مَشْيَخة العِلم ببغداد في زمانه.
مولده سنة أربعٍ ومائة.
قال عَمْرو بن عَوْن: كان هُشيم قد سمع من الزُّهْريّ، وعَمْرو بن دينار، وابن الزُّبَير بمكة أيام الحجّ.
وقال يعقوب الدَّوْرَقيّ: كان عند هُشيم عشرون ألف حديث.
وقال أحمد: لم يسمع هُشَيم من يزيد بن أبي زياد ولا من الحَسَن بن عُبَيْد الله، ولا من أبي خالد ولا من سيّار، ولا من موسى الْجُهَنيّ، ولا من عليّ بن زيد، ثمّ سمّى طائفة كبيرة، يعني حدَّث عنهم بصيغة عن.
وكان من كبار المدلِّسين مع حِفْظه وصِدْقه.
قال إبراهيم الحربيّ: كان والد هُشيم صاحب صِحْناة1 وكامُخٍ2، وكان يمنع هُشَيْمًا من الطَّلَب، فكتب العِلم حتّى جالس أبا شَيْبَة القاضي وناظره في الفقه.
قال: فمرض هُشَيم، فجاء أبو شَيْبَة يعوده، فمضى رجل إلى بشير، قال: الحق ابنك، فقد جاء القاضي يعوده، فجاء، فوجد القاضي في داره، فقال: متى أمَّلْتُ أنا هذا؟ قد كنت أمنعك، أمّا اليوم فلا بقيت أمنعُك3.
قال وهْب بن جرير: قلنا لشُعْبة: تكتب عن هُشَيم؟ قال: نعم، ولو حدَّثكم عن ابن عَمْر فصدّقوه.
وقال أحمد بن حنبل: لزِمْت هُشَيْمًا أربع سنين، ما سألته عن شيء إلا مرتين
__________
1 الصحناة: نوع من الطعام يعد من الأسماك.
2 كامخ: هي ما يعرف بالمخللات.
3 تاريخ بغداد "14/ 87".(12/242)
هيبةً له، وكان كثير التسبيح بين الحديث، يقول بين ذلك: لا إله إلا الله، يمد بها صوته.
وعن عبد الرحمن بن مهديّ قال: كان هُشَيم أحفظ للحديث من سُفيان الثَّوْريّ.
وقال يزيد بن هارون: ما رأيت أحدا أحفظ للحديث من هُشَيم إلا سُفيان إنّ شاء الله.
قال أحمد العِجْليّ: هُشَيم ثقة. يُعَدّ من الحفاظ، وكان يدلّس.
وقال ابن أبي الدنيا: حدَّثني من سمع عَمْرو بن عَوْن يقول: مكث هُشَيم يصلّى الفجر بوضوء العشاء قبل أن يموت عشر سنين1.
وعن حمّاد بن زيد قال: ما رأيت في المحدثين أنبل من هُشَيم، سمعها عَمْرو بن عَوْن، منه.
وَسُئِلَ أبو حاتم الرّازيّ، عن هُشَيم فقال: لا يُسأل عنه في صِدقه وأمانته وصلاحه.
وقال ابن المبارك: من غيَّر الدهرُ حِفظه، فلم يغيّر حِفْظَ هُشَيم.
وقال يحيى بن أيّوب العابد: سمعتُ نصرَ بن بسّام وغيره من أصحابنا قالوا: أتينا معروفًا الكَرْخيّ فَقَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام وهو يقول لهُشَيم: "جزاك الله عن أمَّتي خيرًا"2.
فقلت لمعروف: أنت رأيت؟ قال: نعم، هُشَيم خير مما تظنّ.
قال أحمد بن أبي خَيْثَمَة: نا سُليمان بن أبي شيخ، نا أبو سُفيان الحُمَيْدِيّ، عن هُشَيم قال: قدِم الزُّبَير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الكوفة في خلافة عثمان، وعلى الكوفة سعيد بن العاص، فبعث إليه بسبعمائة ألف وقال: لو كان في بيت المال أكثر من هذا لبعثت به إليك: فقبلها الزُّبَير. قال أحمد: فحدَّثت بهذا مُصْعَب بن عبد الله، فقال: ما كان الذي بعث به إليه عندنا إلا الوليد بن عُقْبة، وكنا نشكرها لهم. وهشيم أعلم.
__________
1 السابق "14/ 93".
2 تاريخ بغداد "14/ 88".(12/243)
قال أبو سُفيان: سألت هُشَيْمًا عن التفسير: كيف صار فيه اختلاف؟ فقال: قالوا برأيهم فاختلفوا.
قال إبراهيم بن عبد الرحمن الهَرَويّ: سمع هُشَيم، وابن عُيَيْنَة من الزُّهْريّ سنة ثلاثٍ وعشرين في ذي الحِجّة.
قال سُفيان: أقام عندنا إلى عمرة المحرم، ثم خرج إلى الجعرانة فاعتمر منها، ثمّ نَفَر ومات من سنته.
قال إبراهيم بن عبد الله: كتبت حديثًا لم يسمعه هُشَيم من الزُّهْريّ، ولم يروى عنه سوى أربعة أحاديث سماعًا. منها: حديث السقيفة1، وحديث المضامين2 والملاقيح3، وحديث ما استيسر من الهدي، وحديث اعتكف، فأتته صفيّة.
قال أحمد بن حنبل: ليس أحد أصح حديثًا من هُشَيم، عن حُصَين.
وقال ابن مهديّ: حِفْظُ هُشَيم عندي أثبت من حفْظ أبي عَوَانه، وكتاب أبي عوانة أثبت.
قال عبد الله بن أحمد: سمعتُ أبي يقول: الذين رأيتهم يَخْضِبون: هُشَيم، مُعْتَمر، يحيى بن سعيد، مُعاذ بن مُعَاذ، ابن إدريس، ابن مهديّ، إسماعيل بن إبراهيم، عبد الوهّاب الثَّقفيّ، يزيد بن هارون، أبو معاوية، خِضابٌ جَيّدٌ قانٍ.
حفص بن غياث، عبّاد بن العوّام إلى السَّواد، جرير بن نُمير، ابن فُضَيْلٍ، غُنْدَر البُرسانيّ، عبد الرّزّاق، عباد بن عباد بن أبي زائدة، الوليد بن مسلم خِضابًا خفيفًا، مرحوم العطّار، حَجّاج، سعد ويعقوب ابنا إبراهيم، أبو داود، أبو النَّضْر، أبو نُعَيم، خِضابًا خفيفًا.
محمد وَيَعْلَى ابنا عُبَيْد، أخوهما عَمْر، خِضابّا خفيفًا.
أبو قَطَن، أبو المغيرة، عليّ بن عيّاش، أبو اليَمَان، عصام بن خالد، بِشْر بن شُعيب القُرَشيّ، يحيى بن أبي بُكَيْر، غنّام بن عليّ، مروان بن شُجاع، شجاع بن
__________
1 السقيفة: المراد سقيفة بني ساعدة.
2 المضامين: هو بيع ما في بطون الإناث من الإبل، وقد نهى الإسلام عن ذلك.
3 الملاقيح: بيع ما على ظهور الجمال بدون تمييز، وقد نهى الإسلام عن ذلك.(12/244)
الوليد، حميد الرؤاسي، إبراهيم بن خالد، رأيت هؤلاء يخضِبون.
وحديث هُشَيم من أعلاه يقع اليوم: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْخَيْرِ، وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَصْرُونٍ، وَالْخَضِرُ بْنُ حَمُّوَيْهِ فِي كِتَابِهِمْ، عَنِ ابْنِ كُلَيْبٍ، أنا ابْنُ بَيَانٍ، أنا ابن مَخْلَدٍ، أنا الصَّفَّارُ، نا ابْنُ عَرَفَةَ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِنْ كُنْتُ لأَجِدُهُ فِي ثَوْبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَحُتُّهُ عَنْهُ1.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ هُشَيْمٍ، فَوَقَعَ بَدَلا عَالِيًا بِدَرَجَتَيْنِ.
قالوا: تُوُفّي في شعبان سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة.
قلت: كان من أبناء الثمانين، وكتب عن الزُّهْريّ نسخة كبيرة فضاعت. علّق على وَهْنَه منها.
395- هُشَيم بن أبي ساسان2:
أبو عليّ الكوفيّ.
إسم أبي ساسان: هشام.
عن: أمي الصيرفي، وابن جُرَيْح، وعُبَيْد الله بن عَمْر.
وعنه: إبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن خلاد الباهليّ، وقُتَيْبة، وأبو سعيد الأشجّ، وأحمد بن حنبل.
سُئِل أبو حاتم عنه فقال: صالح الحديث.
وقال أبو داود: لا بأس به.
396- الهيثم بن حُمَيْد الغسّانيّ3 ع:
مولاهم أبو أحمد، ويقال: أبو الحارث.
روى عن: العلاء بن الحارث، وتميم بن عطية، وأبي وهْب الكلاعي، وثور بن
__________
1 حديث صحيح: أخرجه مسلم "288".
2 انظر: الجرح والتعديل "9/ 116"، والثقات لابن حبان "7/ 587".
3 الجرح والتعديل "9/ 82"، والسير "8/ 312، 313".(12/245)
يزيد، ومُطْعِم بن المِقْدام، وزيد بن واقد، والأوزاعيّ، ويحيى الذّماريّ، وداود بن أبي هند.
وعنه: الوليد بن مسلم، وعبد الله بن يوسف، وهشام بن عمار، وعلي بن حجر، ومحمد بن عائذ، وعدة.
قال دحيم: كان أعلم الأولين والآخرين، بقول مكحول.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو داود: قدري ثقة.
"حرف الواو":
397- وكيع بن محرز الناجي السامي البصري1 ق:
عن: زيد العمّيّ، وعثمان بن الْجَهْم، وعباد بن منصور.
وعنه: محمد بن أبي بكر المُقَدَّميّ، ونصر الْجَهْضَميّ، والعبّاس بن يزيد البحرانيّ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وقال البخاريّ: عنده عجائب.
398- الوليد بن بكير التميمي الطهوي2 ق:
أبو خباب الكوفي.
عن: الأعمش، وعَمْر بن نافع الثقفي، وسلام الخراز.
وعنه: سعيد بْن سُليمان، ومحمد بْن عَبْد الله بْن نمير، وعبيد بن يعيش، والحَسَن بن عَرَفَة، والحسن بن محمد الطّنافسيّ.
قال أبو حاتم: شيخ.
399- الوليد بن محمد الموقري البلقاوي3 ت. ق:
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "9/ 37"، الميزان "4/ 336".
2 الجرح والتعديل "9/ 2"، والتهذيب "11/ 131، 132".
3 الجرح والتعديل "9/ 15"، الميزان "4/ 346".(12/246)
أبو بشير، مولى بني أُميّة.
عن: الزُّهْريّ، وعطاء الخُراسانيّ.
وعنه: أبو مُسْهر، وسُوَيْد بن سعيد، وصاحب بن الوليد، والحَكَم بن موسى، وعليّ بن حُجْر، ومحمد بن عائذ.
قال أبو حاتم: ضعيف الحديث.
وقال ابن المَدِينيّ: لا يُكْتَب حديثه.
وقال ابن خُزَيْمَة: لَا أحتجّ به.
وقال ابن مَعِين: يكذِب.
وقال النَّسائيّ: ليس بثقة.
سليمان ابن بنت شُرَحْبيل: استحسنت الوليد المُوَقَّريّ في كُتُب الزُّهْريّ فقال: أنت تريد أن تأخذ في مجلسٍ ما قد أقمت أنا فيه مع الزُّهْريّ عشرَ سِنين!
وقال أبو زُرْعة الدّمشقيّ: لم يزل حديث الوليد بن محمد مقاربًا حتّى ظهر أبو طاهر المقدّسي لا جُزي خيرًا. فقال له سُليمان بن عبد الملك: ويْحك، أهلكت علينا الوليد بن محمد.
قال أبو زُرْعة: وظهرت له بحمص أحاديث أُنكرت أيضًا. وظهرت أحاديث بخُراسان يُستَوْحش منها.
قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: المُوَقَّريّ يروي العجائب عن الزُّهْريّ.
فقال: آهٍ ليس ذاك بشيء.
وقال أبو حاتم: سألت ابن المَدِينيّ، عن المُوَقَّريّ، فقال: يروي عنه أهلُ الشام، أرى كُتُبه من نُسَخ الزُّهْريّ من الديوان.
وقال أبو زُرْعة: ليِّن في الحديث.
قال محمد بن مُصَفَّى: تُوُفّي سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وقيل: مات سنة إحدى.(12/247)
400- وهْب بن إسماعيل الأسَديّ الكوفيّ1 ق:
عن: جده محمود بن قيس، وعَمْر بن ذر، والأوزاعيّ.
وعنه: أحمد بن حنبل، وابن نُمير، وأبو سَعِيد الأشجّ.
قَالَ أحمد: له مناكير.
401- وهْب بن راشد الرَّقّيّ2:
ويقال: بصْريّ.
عن: ثابت، وفرقد السَّبخيّ، ومالك بن دينار، وهشام الدُّسْتَوائيّ.
وعنه: سُليمان بن عُمَر، وعليّ بن سعيد بن شداد، وداود بن رشيد، وغيرهم.
قال ابن عَدِيّ: ليس بالمستقيم.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: متروك.
402- وهْب بن واضح3:
أبو الإخريط المكّيّ، شيخ القرّاء، ويُكنى أبا القاسم، من موالي عبد العزيز بن أبي روّاد.
قرأ على إسماعيل بن عبد الله القِسْط، وعلى: شِبْلِ بن عبّاد، ومعروف بن مُشْكان.
وتصدّر للإقراء.
وأخذ عنه جماعة منهم: أبو الحَسَن أحمد بن محمد النبال، وأبو الحسن البزي، وغيرهم.
مات سنة تسعين ومائة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "9/ 27"، والتهذيب "11/ 158، 159".
2 انظر: الجرح والتعديل "9/ 27"، والميزان "4/ 351، 352".
3 معرفة كبار القراء "1/ 146".(12/248)
"حرف الياء":
403- يحيى بن بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ1:
ابن أبي موسى الأشعريّ.
عن: أبيه، وإسماعيل بن أبي خالد.
وعنه العلاء بن عَمْرو، وعُبَيْد الله القواريريّ.
وسمع منه يحيى بن مَعِين وضعّفه.
404- يحيى بن حمزة بن واقد الحضْرَميّ2 ع:
مولاهم السُّلميّ الدّمشقيّ أبو عبد الرحمن الفقيه قاضي دمشق.
وُلد سنة ثلاث ومائة. قاله أبو مُسِّهر.
وقال مُفَضَّلٌ الغُلابيّ: سنة ثمانٍ ومائة.
قرأ القرآن على يحيى الذّماريّ.
وروى عن: عُرْوَة بن رُوَيْم، وعَمْرو بن مهاجر، وعطاء الخُراسانيّ، وأبي وهب عبيد الله الكلاعي، ومحمد بن يزيد، والزبيدي، ويزيد بن أبي بكير وعدة.
قرأ عليه: الربيع بن ثعلب، وحدَّث عنه: أبو مُسْهِر، وولده محمد بن يحيى، وعبد الرحمن بن مهديّ، ومحمد بن عائذ، ومحمد بن المبارك الصُّوريّ، وهشام بن عمّار، وعليّ بن حُجْر، والحكم بن موسى.
قال دُحَيْم: ثقة عالم.
وقال أحمد: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: عاش ثمانين سنة.
وقال عبّاس، عن ابن مَعِين: يُرمَى بالقَدَر.
وقال مرّةً: كان قدريًا.
وقال أبو زُرْعة الدّمشقيّ: وُلّي يحيى بعد سَلَمة بن عَمْرو، فحدّثني أحمد بن
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 131، 132"، والميزان "4/ 365".
2 انظر: الجرح والتعديل "9/ 136، 137"، السير "8/ 314، 315".(12/249)
أبي الحواريّ، عن مروان قال: لما قدِم المنصور دمشق سنة ثلاثٍ وخمسين ومائة استعمل يحيى بن حمزة على القضاء، وقال له: يا شابّ، أرى أهل بلدك قد أجمعوا عليك، فإيّاك والهديّة؛ فلم يزل قاضيًا حتّى مات.
قال أبو زُرْعة: وأعلم النّاس مكحول، والهيثم بن حُمَيْد، ويحيى بن حمزة.
قال دحيم، وجماعة: مات يحيى سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة.
405- يحيى البرمكيّ1:
هو الوزير يحيى بن خالد بن برمك، أبو عليّ.
كان المهديّ قد ضمّ إليه هارون الرشيد وجعله في حُجْره، فأحسن سياسته وأدّبه، فلمّا استُخْلِف نوّه بذِكره ورفع محلَّه، فكان يقول: قال أبي: وردّ إصدار الأمور وإيرادها إليه، فلمّا قَتل ابنه جعفرًا خلّد يحيى في السجن.
قال الأصمعيّ: سمعته يقول: الدنيا دُوَلٌ، والمال عارية، ولنا بمن قبلنا أسْوَة، ولِمَن بعدنا عبرة.
قال إسحاق المَوْصليّ: كانت صِلات يحيى إذا ركب لمن تعرّض له مائتي درهم.
وقال المَوْصليّ: قال أبي: أتيت يحيى بن خالد فشكوتُ ضيقه، فقال: ما أصنع لك؟ ليس عندي شيء، ولكن أدلك على أمر فكن فيه رجلا.
قد جاءني خليفة صاحب مصر يسألني أن أستهدي صاحبه شيئًا، وقد أبيت فألَح؛ وقد بلغني أنك أعطيت بجاريتك ثلاثة آلاف دينار. فهوذا، استهديه إياها، وإيّاك أن تُنقصها عن ثلاثين ألف دينار شيئًا، وانظر كيف تكون.
قال: فوالله ما شعرت بالرجل إلا وقد وافاني، فساومني بالجارية، فلم يزل حتّى بذل لي عشرين ألفًا. فلمّا سمعتها ضعُف قلبي عن ردّها، فبِعْتُها، فلمّا صرت إلى يحيى قال: إنّك لخسيس. كنتَ صبرت، وهذا خليفة صاحب فارس قد جاءني في مثل هذا. فخذ جاريتك، فإذا ساومك لا تُنقصها عن خمسين ألف دينار.
قال: فجاءني فبعتها بثلاثين ألف دينار.
__________
1 وفيات الأعيان "6/ 219-229" والسير "9/ 89-91".(12/250)
ولما صرت إلى يحيى قال: ألم نؤدّبْكَ؟ خُذْ جاريتك إليك.
فقلت: جارية قد أفدت بها خمسين ألف دينار ثمّ تعود إلى؟ أشهدك أنها حرة، وأني قد تزوّجتها1.
وقيل إن ولد يحيى قال له وهم في السجن والقيود: يا أبَهْ، بعد الأمر والنَّهيْ والأحوال صرنا إلى هذا؟ فقال: يا بُنيّ، دعوة مظلوم غفِلْنا عنها، لم يغفل الله عنها2.
مات يحيي سنة تسعين ومائة في حبس الرقة، وله سبعون سنة.
406- يحيى بن أبي زائدة3 ع:
هو يحيى بن زكريًا بن أبي زائدة، أبو سعيد الهمداني الوادعي، مولاهم الكوفيّ، الفقيه، أحد الأئمّة والأعلام.
روى عن: أبيه، وعاصم الأحوال، وداود بن أبي هند، وهشام بن عُرْوة، وعُبَيْد الله بن عَمْرو، وأبي مالك الأشجعيّ، وليث بن أبي سُليم، وطائفة كبيرة.
وتفقه بأبي حنيفة، ولزمه مدّة حتّى برع في الرأي، وصار من أكبر أصحابه، مع الحِفْظ للحديث والإتقان له.
روى عنه: أحمد بن حنبل، وإبراهيم بن موسى، وأبو كُرَيِب، وابن مَعِين، وهَنّاد، ويحيى بن يحيى، وأحمد بن مَنِيع، وابن المَدِينيّ، وابنا أبي شيبة، وعلي بن مُسلم الطوسيّ، وزياد بن أيّوب، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، والحسن بن عَرَفَة، وخلْق كثير.
قال علي بن المديني: لم يكن بالكوفة بعد الثوري أثبت منه.
وقال ابن المَدِينيّ أيضًا: انتهى العلم إلى يحيى بن زكريّا في زمانه.
قلت: وُلّي قضاء المدائن.
وقال عَمْرو الناقد: سمعتُ ابن عُيَيْنَة يقول: منا قدِم علينا أحدٌ يُشبه هذين الرجلين: ابن المبارك، وابن أبي زائدة.
__________
1، 2 تاريخ بغداد "14/ 131، 132".
3 انظر: الجرح والتعديل "8/ 144، 145"، والسير"8/ 299-302".(12/251)
وقال يحيى القطّان: ما بالكوفة أحد يخالفني أشدّ عليّ من ابن أبي زائدة.
وقال: إنه ما غلط قطّ.
وأمّا قول أبي نُعَيم الملائيّ: ما هو بأهلٍ أن أحدّث عنه، فما ذَكَر مستندَ ذلك فلا يُلتفت إلى ذلك، ولا إلى كثيرٍ من كلام الأقران بعضهم في بعض.
قال ابن نُمير: كان ابن أبي زائدة في الإتقان أكبر من ابن إدريس.
وقال النَّسائيّ: ثقة، ثبت.
وقال العجلي: كان من الحفاظ، مُفْتيًا، ثبتًا، صاحب سُنّة، ووكيع إنما صنف كتبه على كتب يحيى.
وقال عباس، عن يحيى: ما أعلم يحيى بن أبي زائدة أخطأ إلا في حديث واحد.
وقال إسماعيل بن حمّاد: يحيى بن زكريّا في الحديث مثل العَروس العطرة.
وقال زياد بن أيّوب: كان يحيى بن أبي زائدة يحدّث من حِفْظه.
ويقال: إنّ يحيى أوّل من صنّف الكُتُب بالكوفة.
مرّ أنّه مات بالمدائن سنة اثنتين وثمانين ومائة.
ويقال: سنة ثلاثٍ وثمانين، وله ثلاثٌ وستون سنة.
407- يحيى بن راشد المازني البصري1 ق:
البراء.
عن: أبي الزُّبَير المكّيّ، وخالد الحذّاء، وداود بن أبي هند، وجماعة.
وعنه: نُعَيم بن حمّاد، ومحمد بن أبي بكر المُقَدَّميّ، وأبو حفص الفلاس.
ضعّفه أبو حاتم.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِين: ليس بشيء.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "9/ 142، 143"، والميزان "4/ 373"، والتهذيب "11/ 206".(12/252)
قلت: سكن مصر وحدَّث بها.
408- يحيى بن أبي زكريا الغساني الواسطي1 خ:
أبو مروان، أصله شاميّ.
روى عن: هشام بن عُرْوة، وعبد الله بن عثمان بن خُثَيم، ويونس بن عُبَيْد.
وعنه: عبد الوهّاب بن عيسى التّمّار، ومحمد بن حرب النَّسائيّ، وغيرهما ضعّفه أبو داود.
وقال أبو حاتم: شيخ.
قلت: قد خرّج له البخاريّ حديثًا واحدًا.
409- يحيى بن سابق المدنيّ2:
عن: أبي حازم، وزيد بن أسلم.
وعنه: قُتَيْبة، وعليّ بن حُجْر، وحُجَين بن المثنَّى.
فيه ليِّن.
وقال أبو حاتم: ليس بقويّ.
410- يحيى بْن عُبْد الله بْن حسن بْن الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ الحسني3.
أخو اللَّذَين خرجا على المنصور، وهما محمد بالمدينة، وإبراهيم بالبصرة، ولمّا هلكا إلى عفو الله ورحمته هرب هذا إلى جبال الدَّيْلم في نحوٍ من سبعين رجلا.
ثمّ إنّ الرشيد أمّنه بعد، وأشهد عليه بذلك، ووصله بمائة ألف دينار.
ثمّ خاف من غائلته4 فحبسه إلى أن مات في سنة بضعٍ وثمانين ومائة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "9/ 146"، والتهذيب "11/ 211".
2 الجرح والتعديل "9/ 153، 154"، والميزان "4/ 377".
3 انظر: تاريخ بغداد "14/ 110-112"، والكامل "6/ 90، 122، 125".
4 غائلته: خيانته وغدره.(12/253)
411- يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْد اللَّه بن أُنَيْس، أبو زكريّا الأنصاريّ المدنيّ1.
عن: طلحة بن خِراش، وعبد الرحمن ومحمد ابنا جابر بن عبد الله، وعيسى بن سبرة.
وعنه: أبو جعفر النُّفَيليّ، وإبراهيم بن عبد الله الهَرَويّ، ويحيى بن مَعِين، وعمرو بن رافع، وجماعة.
قال ابن مَعِين: لم يكن به بأس.
412- يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غُنْيَةٍ، أبو زكريّا الخُزاعيّ الكوفيّ2 م. ت. ن. مد. خ. ق.
عن: أبيه، والعلاء بن المسيّب، وهشام بن عُرْوة، وطبقتهم.
وعنه: أحمد، وإسحاق، وأبو سعيد الأشجّ، وزياد بن أيّوب، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، وجماعة.
قال أحمد: هو رجل صالح، له هيئة.
وقال أبو داود: ثقة.
وقال أحمد العِجْليّ: قيل له: إنّ دواء عينيك تَرْكُ البكاء، قال: فما جَبْرُهما إذّن؟!
قلت: خرّج له البخاريّ مقرونًا بآخر، وهو قليل الحديث.
مات سنة ثمانٍ وثمانين ومائة.
413- يحيى بن عُبَيْد الله الْجُرَشِيّ3.
شيخ بصْريّ.
عن: أبيه، وزاجر بن الهيثم.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 163"، والتهذيب "11/ 342، 343".
2 الجرح والتعديل "9/ 171"، والتهذيب "11/ 252".
3 الجرح والتعديل "9/ 168"، الثقات لابن حبان "9/ 254".(12/254)
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ومحمد بن سعيد الخزاعي، ومحمد بن المثنَّى.
414- يحيى بن عُقْبة بن أبي العيزار، أبو القاسم الكوفيّ1.
عن: ابن أبي ليلى، ومحمد بن جحادة، وإدريس الأودي، وهشام بن عُرْوة.
وعنه: محمد بن بكّار بن الرّيّان، والربيع بن ثعلب.
قال البخاريّ: مُنْكَر الحديث.
وكذّبه ابن مَعِين.
وقال النَّسائيّ: ليس بثقة.
415- يحيى بن مُضَر، أبو زكريّا القَيْسيّ الشاميّ، ثمّ القُرْطُبيّ2.
سمع من سُفيان الثَّوْريّ، ومالك يسيرًا.
وروى عليه مالك أيضًا شيئًا، وعبد الله بن وهْب، ويحيى بن يحيى الأندلُسيّ، وكان فقيهًا، مُفْتيًا.
وروى عن عبد الملك بن حبيب الفقيه قال: صُلِب يحيى بن مُضَر وأصحابه سنة تسع وثمانين ومائة، كانوا أرادوا خَلْعَ الحَكَم صاحب الأندلس، فحدّثني محمد بن عيسى أن الجذوع التي للمصلوبين مائة وأربعين جذعًا.
416- يحيى بن ميمون التمّار3 د.
نزيل بغداد.
عن: ليث بن أبي سليم، وغيره.
وعنه: الحسن بن الصباح البزار، وعليّ بن مسلم الطُّوسيّ.
ترَكه الدَّارَقُطْنيّ، وغيره.
وقال أحمد: حذفنا حديثه.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "9/ 179"، والميزان "4/ 397".
2 من أئمة المالكية كما في ترتيب المدارك للقاضي عياض.
3 الجرح والتعديل "9/ 188"، والتهذيب "11/ 290، 291".(12/255)
417- يحيى بن يَعْلَى الأسلميّ القَطَوانيّ الكوفيّ1:
عن: حميد بن عطاء الأعرج، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، ويونس بن خبّاب، وناجح المحلمي.
وعنه: قُتَيْبة، وأبو بَكْر بْن أبي شَيْبَة، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وأحمد بن إشُكاب، وأبو هشام الرفاعيّ.
قال المحاربيّ: مضطّرب الحديث.
وقال أبو حاتم: ضعيف.
وأمّا: يحيى بن يعلى، أبو المحيّاه التَّيْميّ فقد ذُكر.
418- يحيى بن اليَمَان العِجْليّ الكوفيّ، أبو زكريّا الحافظ2 د. م:
عن: هشام بن عُرْوة، وإسماعيل بن أبي خالد، والمِنْهال بن خليفة، وسفيان الثَّوْريّ، وجماعة.
وقرأ القرآن على حمزة، وكان من العلماء العاملين.
روى عنه: ابنه داود بن يحيى، وبِشْر الحافي، وأبو كُرَيِب، وسُفيان بن وكيع، والحسن بن عَرَفَة، وعليّ بن حرب، وطائفة.
قال أحمد: ليس بحُجّة.
وقال ابن المَدِينيّ: هو صَدُوق، فُلِج فتغيّر حِفظه.
وذكره أبو بكر بن عيّاش فقال: ذاك راهبٌ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَافِظِ بْنُ بَدْرَانَ، نا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ، أَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ، نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ، نا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، نا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ خَمْسِينَ مَرَّةً يَخْرُجُ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ"3.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 196"، التهذيب"11/ 304".
2 انظر: الجرح والتعديل "9/ 199"، والسير "8/ 315".
3 حديث ضعيف: أخرجه الترمذي "867".(12/256)
رَوَاهُ التِّرْمِذيُّ، عَنِ ابْنِ وَكِيعٍ.
وعن وكيع قال: ما كان أحدٌ من أصحابنا أحفظ للحديث من يحيى بن يمان.
كان يحفظ في المجلس خمسمائة حديث، ثمّ نسي.
وقال يحيى بن مَعِين: أرجو أن يكون صدوقًا.
وقال مرةً: ليس به بأس.
وقال مرةً: ضعيف.
وقال النَّسائيّ: ليس بالقويّ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: كان سريع الحِفْظ سريع النِّسْيان.
وقال يعقوب بن شَيْبَة: كان يُعدّ في الكثرة عن سُفيان مع الأشجعيّ؛ وإنّما أنكروا عليه كثرة الغلط.
قيل مات سنة تسعٍ وثمانين ومائة.
وقيل سنة ثمانٍ.
419- يزيد بن زُرَيْع1 ع:
الإمام، أبو معاوية العيْشيّ البصْريّ الحافظ.
عن: أيّوب، وحبيب المعلّم، وحسين المعلّم، والْجُرَيْريّ، وخالد الحذّاء، ويونس، وابن أبي عَرُوبة، وخلْق.
وعنه: عليّ بن المَدِينيّ، وبَهْز بن أسد، والقَعْنَبيّ، وعفّان.
وقال بعضهم: كان أبوه زريع والي الأبلة، مات عن خمسمائة ألف ما أخذ منها يزيد حبة. قاله ابن حبان.
توفي يزيد سنة اثنتين وثماني ومائة، ومولده سنة إحدى ومائة.
قال أحمد بن أبي خَيْثَمَة: نا أحمد بن محمد الصّفّار: سمعتُ يزيد بن زُرَيع وَسُئِلَ عن التدليس فقال: التدليس كذب.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "9/ 263-266"، والسير "8/ 263-266".(12/257)
وقال: ثنا عفان، نا يزيد بن زُرَيع قال: أملى عليّ سعيد هذه المسائل من كتابه، يعني مسائل الحَكَم، وحمّاد.
وعن القطّان: أنّه كان لا يُقّدم على يزيد بن زَرِيع أحدًا في سعيد.
قلت: لم يرحل في الحديث، وكان من بحور العلم.
قال ابن المَدِينيّ: لم يزل مشتغلا بإتقان الحديث.
قلت: أقدم شيوخه أيّوب، وعمْرو الفلاس، وقُتَيْبة، ومُسَدَّد، ويحيى بن يحيى، وبُنْدار، وأُميّة بن بِسطام، ومحمد بن المِنْهال الضَّرير، ومحمد بن المنهال أخو حجاج، وأحمد بن المِقْدام، ونصر بن عليّ، وأحمد بن عَبْدَة، وخلْق كثير.
قال أحمد بن حنبل: كان رَيْحانة البصرة، ما أتقنه وما أحفظه.
وقال أبو حاتم: ثقة، إمام.
وقال أبو عَوَانة: صحِبت يزيد بن زَرِيع أربعين سنةً يزداد في كلّ سنة خيرًا.
وقال بِشْر الحافي: كان يزيد بن زَرِيع مُتْقِنًا حافظًا، ما أعلم أنّي رأيت مثله ومثل صحّة حديثه، رحمه الله.
وقال يحيى القطّان: لم يكن ههنا أحدٌ أثبت منه.
وقال نصر الْجَهْضَميّ: رأيتُ يزيد بن زَرِيع فِي النَّوم، فقلتْ: ما فعل اللَّه بك؟ قال: دخلت الجنة. قلت: بماذا؟ قال: بكثرة الصلاة.
420- يزيد بن عبد الله، أبو خالد القُرَشيّ1.
ويُقال له: البَيْسَريّ، قيّده ابن نُقْطة بموحَّدة وبسين مهمَلَة.
روى عن: ابن جُرَيْج، وأبي مالك الأشجعيّ، وإبراهيم الخوزيّ، وعَمْر بن محمد العُمريّ.
وعنه: عليّ بن أبي هاشم الطبراني، وقَطَن بن نُسَير، وغيرهما، والقواريريّ، وأبو كامل الجحدريّ.
وَبَقِيَ إلى بعد الثمانين ومائة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "9/ 276"، والميزان "4/ 431، 432".(12/258)
قال ابن عدي: ليس بالمنكر الحديث.
قلت: تُكلِّم فيه ولم يُتْرَك.
421- يزيد بن مَزيد بن زايدة1:
الأمير، أبو خالد الشَّيْبانيّ، أحد الأبطال المذكورين، والأجواد المُمَدَّحين، وهو ابن أخت معن بن زائدة.
وُلّي إمرةَ اليمن للرشيد، وولي أرمينية وأذْرَبَيْجان مَعًا للرشيد سنة ثلاثٍ وثمانين.
ولصريع الغواني قصيدةٌ فيه يقول فيها:
قد عوَّد الطَّيْرَ عاداتٍ وثِقْنَ بها ... فهنَّ يتْبَعْنَه في كلّ مُرْتَحَلِ2
يعني وقائعة، وأنّ الطَّير تفترس أشلاء القتلَى.
قال: فأمر يزيد حاجبه أن يبيع ضيعةً له، ويعطي الشاعر خمسين ألفًا، فبلغ ذلك الرشيد، فأرسل إليه بمال عظيم، وقال: زده خمسين ألفًا.
وقيل: إنّ سَلْمًا الخاسر هجاه فقال:
فليت الأمير أبا خالد ... يزيد يزيد كما ينتقصُ
فحلف ليقتُلُنَّه، فمدحه بقوله:
إنّ لله في البرية سيفيـ ... ـن يزيدًا وخالدَ بنَ الوليد
ذاك سيف الرسول في سالف الدَّهر ... وهذا سيف الإمام الرشيدِ3
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 334-337"، السير "9/ 71-73".
2 تاريخ بغداد "14/ 334".
3 تاريخ بغداد "14/ 336".(12/259)
قال خليفة: مات يزيد سنة خمسٍ وثمانين ومائة.
وله ابنان، أحدهما خالد ممدوح أبي تمّام الطائي، والآخر محمد أحد الأجواد.
ومن كامل المبرِّد: أنّ يزيد بن مزيد نظر إلى لحية عظيمة مخضوبة، فقال لصاحبها: أما أنّك من لحيتك في مئونة. فقال: أجل، ولذلك أقول:
لها درهمُ للدهنِ في كلّ لَيْلَةٍ ... وآخر للحنّاء يبتدرانِ
ولولا نوال من يزيد بن مَزْيد ... لصوّت في حافاتها الْجَلَمانِ1
وفي الأغاني أن يزيد بن مَزْيد أهديِت له جارية، فلمّا رفع يده من طعامه وطئها، فلم ينزل عنها إلا ميتًا، وذلك ببلد بَرْذَعَة، وكان عنده مسلم بن الوليد صريع الغواني فرثاه، وقال:
قبرٌ ببَرْذَعَة استَسَرَّ ضريحُهُ ... خَطَرًا تقاصَرَ دُوَنُه الأخطار
أبقى الزَّمانُ على ربيعة بعده ... حُزْنًا لَعْمر اللَّهِ ليس يُعارُ
سلكت بك العرب السبيل إلى العلى ... حتى إذا استبقى الردى بك صاروا
نَفَضَتْ بك الإفلاسَ آمالُ الغنى ... واسترجعت زُوَّارَها الأمصارُ
فاذهبْ كما ذَهَبَتْ غوادي مُزْنَةٍ ... أثْنَى عليها السَّهْلُ والأمر عارُ2
وقيل: إنّما رثى مسلم بهذا يزيد بن أحمد السُّلميّ، فالله أعلم.
وعن عَمْر بن المتوكل، عن أمّه قالت: كان ذو الفقار مع محمد بن عبد الله بن حسن يوم قُتِل بالمدينة، فلمّا أحسّ بالموت دفع "ذا الفقار" إلى رجُلٍ معه كان له عليه أربعمائة دينار، وقال: خُذْه فإنّك لا تلقى طالبيًا إلا أخذه منك وأعطاك حقّك3.
فلمّا ولي جعفر بن سُليمان العبّاسيّ المدينةَ واليمن دعا الرجل وأخذ منه السيف، وأعطاه أربعمائة دينار، فلم يزل عنده حتّى ولي المهديّ، فبلغه خبرُه، فأخذه منه، ثمّ صار إلى الرشيد.
__________
1 انظر: وفيات الأعيان "6/ 336"، والجلمان: المقص.
2 وفيات الأعيان "6/ 339".
3 وفيات الأعيان "6/ 330".(12/260)
وقال الأصمعيّ: رأيت الرشيد مُتَّقلِدًا سَيْفًا، فَقَالَ: أَلا أُرِيكَ ذَا الْفَقَارِ؟ قلت: بلى. فقال: استّل سيفي.
قال: فاستلَلْتُه، فرأيت فيه ثماني عشرة فقارة.
ولمنصور بن سَلَمة النَّمريّ:
لو لم يكن لبني شيبانَ من حَسَب ... سوى يزيد لفاتوا الناسَ بالحَسَب
ما أعْرفَ النّاس أنّ الجودَ مَدْفَعَةً ... للذَّمّ لكنّه يأتي على النَّشَبِ1
وهو الذي ظفر بالوليد بن طريف رأس الخوارج.
وكان يزيد مع كمال شجاعته من دهاة العرب، ما زال يُقابل ابن طريف بالجيوش ويقاتله إلى أن أهلكه بعد أن بارزه بنفسه، وبقيت مبارزتهما نحو ساعتين من النهار أو أكثر، حتّى تعجب منهما الْجَمْعان، ثمّ أمكنت يزيدَ الفرصةُ فضرب رِجْلَ ابن طريف فسقط، وكان من بني شيبان أيضًا، فلمّا قدِم يزيد على الرشيد، قال: يا يزيد ما أكثر أمراء المؤمنين في قومك. قال: نعم، إلا أن منابرهم الْجُذُوع2.
وقيل فيما حكاه ابن خلّكان: أنّ الرشيد لما جهّزه إلى حرب ابن طريف الشَّيْبانيّ أعطاه ذا الفقار سيف النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وقال: خُذْه فإنك ستُنصر به.
وفي ذلك يقول مسلم بن الوليد:
أذكرتَ سيفَ رسول الله سنته ... وبأس أوَّلَ من صلَّى ومن صاما
ويُريد بأْسَ عليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
422- يزيد بن يحيى، أبو خالد القُرَشيّ الدّمشقيّ3.
عن: يحيى بن يحيى الغسّانيّ، وثور بن يزيد، وموسى بن سيّار، وعمْرو بن مهاجر.
وعنه: هشام بن عمّار، والهيثم بن خارجة، وسُليمان بن عبد الرحمن، وغيرهم.
__________
1 النشب: المال أو العقار.
2 وفيات الأعيان "6/ 329".
3 الثقات لابن حبان "9/ 271".(12/261)
ما ذكره البخاريّ، ولا ابنُ أبي حاتم.
423- اليسع بن طلحة بن أبزوذ المكّيّ1.
عن: طاوس، ومجالد، وعطاء.
وعنه: سبطه عبد الوهّاب بن فليح، وفيض الرقي، ونُعَيم بن حمّاد، والوليد بن عطاء بن الأغرَّ.
قال أبو حاتم: ليس بقوي، منكر الحديث.
وقال ابن عَدِيّ: أحاديثه غير محفوظة.
قلت: وقع لنا من عواليه في المخلصات.
424- يعقوب بن داود2.
وزير المهديّ.
مرّت أخباره في حوادث سنة ستٍّ وستين ومائة، وَبَقِيَ إلى هذا الوقت معزولا مجاورًا مكّة.
مات سنة اثنتين وثمانين ومائة.
425- يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد القاري المدنيّ الزُّهْريّ3، حليفهم. س. ق.
نزل في الآخر الإسكندرية.
وحدَّث عن: زيد بن أسلم، وسُهيل بن أبي صالح، وعَمرو بن أبي عَمْرو، وأبي حازم.
وعنه: يحيى بن يحيى، وسعيد بن منصور، ويحيى بن بُكَير، وقُتَيْبة، وأبو شَرِيك يحيى بن يزيد المُراديّ، وطائفة.
وهو ثقة، عالم.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 309"، والميزان "4/ 445، 446".
2 انظر: تاريخ بغداد "14/ 262-265"، السير "8/ 306، 309".
3 الجرح والتعديل "9/ 210"، والتهذيب "11/ 391، 392".(12/262)
مات سنة إحدى وثمانين ومائة.
426- يعقوب بن الوليد، أبو يوسف الأزْديّ المدنيّ1.
عن: أبي حازم، وهشام بن عُرْوة، وجعفر الصادق.
وعنه: محمد بن الصّبّاح الجرجرائيّ، ويحيى المَقَابِريّ، ومحمود بن خِداش، وأحمد بن مَنِيع، والحسن بن عَرَفَة.
قال أحمد بن حنبل: حرقنا حديثه.
وكذّبه أبو حاتم.
وقال النَّسائيّ، وغيره: متروك.
427- يَعلى بن الأشدق العُقَيْليّ2.
أحد المتروكين، أصله من بادية الطائف.
روى عن: عبد الله بن جراد، وزِياد بن ربيعة، وكُليب بن جُريّ، وزعم أنّ لهم صحبة وسكن الرَّقَّةَ.
وعنه: داود بن رشيد، وإسماعيل بن عبد الله الرقي، وأيوب بن محمد الوازن، وطائفة.
وحدث بحران، وطال عمره، وصار يسأل الناس.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ ابْنُ حِبّان: لا تحل الرواية عنه.
وقال ابن عَدِيّ: بلغني عن أبي مُسْهِر قال: قلت لِيَعْلَى بن الأشدق: ما سمع عَمُّك عبدُ الله بنُ جراد مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: "جامع" سفيان، و"موطأ" مالك3.
وَسُئِلَ عنه أبو زُرْعة فقال: لا يُصَدَّق.
قلت: لا ينبغي التشاغل بتخريج عواليه فإنها مما لا يفرح به.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "9/ 216، 217"، الميزان "4/ 455".
2 الجرح والتعديل "9/ 303، 304"، والسير "8/ 241، 242".
3 إسناده ضعيف: الكامل "7/ 2743" لابن عدي، وفيه انقطاع.(12/263)
428- يَعْلَى بن شبيب المكّيّ1 ت. ق.
مولى آل الزُّبَير.
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، وهشام بن عُرْوة.
وعنه: الحُمَيْدِيّ، وقُتَيْبة، وإبراهيم بن بشار الرّماديّ.
روى اليسير، ومحلُّه الصِّدْق.
429- يَغْنَم بن سالم بن قَنْبَر البصْريّ2.
له نسخه عن أنس بن مالك كأنّها موضوعة.
حدَّث بمصر.
روى عنه: عبد الغني بن سعيد، وعبد الغني بن رفاعة المصريان، وإبراهيم بن صدقة العامريّ، ومحمد بن مَخْلَد الرُّعَينيّ، وعيسى بن مُساور، وأبو مسلم عبد الرحمن بن واقد، وغيرهم.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْمَعَالِي أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ: أَخْبَرَكُمُ الْمُبَارَكُ بْنُ أَبِي الْجُودِ بِبَغْدَادَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي غَالِبٍ الزَّاهِدُ، أَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ، أنا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا عِيسَى بْنُ مُسَاوِرٍ، ثنا يَغْنَمُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: قَالَ لِي أَنَسٌ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً لَمْ تَمَسَّ وَجْهَهُ النَّارُ"3.
يَغْنَمُ مُجْمَعٌ عَلَى تَرْكِهِ فَلا يُفْرَحُ بِعَوَالِيهِ.
قال أبو سعيد بن يونس: روى عن أنس فكُذِّب.
وقال أبو حاتم: هو مجهول، ضعيف الحديث.
وقال ابن عَدِيّ: عامّة ما يرويه غير محفوظ.
قال الطَّحاويّ: سمعتُ يونس بن عبد الأعلى يقول: قدِم علينا يَغْنَم بن سالم مصر، فجئته فسمعته يقول: تزوّجت امرأةً من الجن. فلم أرجع إليه.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 304"، والتهذيب "11/ 401، 402".
2 انظر: الجرح والتعديل "9/ 304"، والتهذيب "11/ 401، 402".
3 حديث موضوع: وأخرجه ابن عدي "7/ 2739"، وسبق تخريجه.(12/264)
وقال ابن حِبّان: كان يضع الحديث على أنس.
قلت: بَقِيَ إلى حدود التسعين ومائة.
430- يوسف بن خالد بن عُمَيْر السّمتي البصْريّ1ق.
الفقيه.
عن: عاصم الأحول، ويونس بن عُبَيْد، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، ومحمد بْن عَمْرو، ولزِم أبا حنيفة الإمام حتّى برع وصار من نُجباء أصحابه.
روى عنه: ابنه خالد بن يوسف، وداهر بن نوح، وزيد بن الحُرَيش, وخليفة بن خيّاط، ومحمد بن أبي يعقوب الكِرْمانيّ، ونصر بن عليّ الْجَهْضَميّ.
رماه ابن مَعِين بالكذب.
وقال أبو حاتم: رأيت له كتابًا ألفه في التجهُّم يُنكر فيه الميزان والقيامة.
وقال ابن سعد: كان بصيرًا بالفتوى ضعيفًا.
وقال النَّسائيّ: ليس بثقه.
قلت: مات في رجب سنة تسعٍ وثمانين ومائة.
خرّج له ق حديثًا.
431- يوسف بن عطيّة بن ثابت الصّفّار2.
أبو سهل السَّعْديّ ثمّ الأنصاريّ، مولاهم البصْريّ.
رأى ابنَ سيرين، وروى عن: قَتَادة، وثابت، ومحمد بن واسع، وفرقد السبخيّ، وجماعة.
وعنه: إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وأحمد بْن منيع، وعبد الله بن عون الخراز، وزياد بن يحيى، وعَمْر بن شبّة، والحسن بن محمد الزَّعْفرانيّ، وغيرهم.
قال البخاريّ: مُنْكَر الحديث.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 211، 222"، والتهذيب "11/ 411-413".
2 انظر: الجرح والتعديل "9/ 227"، والميزان "4/ 468، 469".(12/265)
وقال أبو حاتم والدَّارَقُطْنيّ: ضعيف الحديث.
وقال أبو داود: ليس بشيء.
وقال الفلاس: كان يَهِمّ، وما علمته يكذِب.
وقال النَّسائيّ: متروك.
قلت: روى له ابن ماجة في تفسيره، ومات سنة سبعٍ وثمانين ومائة.
432- يوسف بن عطيّة الباهليّ، أبو المنذر الكوفيّ الورّاق1.
صاحب مناكير.
روى عن: عمْرو بن شمير، وغير واحد.
وعنه: عَمْرو بن عليّ، وزيد بن مَوهب الرَّمْليّ، وغيرهما.
قال الفلاس: هو أكذب من الصّفّار.
وقال الدَّارَقُطْنيّ وغيره: ضعيف.
433- يوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي بن صهيب بن سنان الرومي المدني2.
روى عن ابن عمّه عبد الحميد بن زياد، وعن أبيه.
وعنه: هشام بن عمّار، وإبراهيم بن المنذر الحزاميّ، وجماعة.
قال البخاريّ: فيه نظر.
وقال أبو حاتم: لا بأس به.
434- يوسف بن يعقوب بن أبي سَلَمة الماجشون المدني3.
أبو سَلَمة، مولى آل المُنْكَدر التَّيْميّ.
عن: أبيه، والزُّهْريّ، ومحمد بن المُنْكَدر، وصالح بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 227"، والميزان "4/ 470".
2 انظر: الجرح والتعديل "9/ 228، 229"، والميزان "4/ 473".
3 الجرح والتعديل "9/ 234"، والسير "8/ 330، 331".(12/266)
وعنه: أبو مُصْعَب، وأحمد بن حنبل، وعليّ بن المَدِينيّ، وشُرَيْح بن يونس، ومحمد بن أبي بكر المُقَدَّميّ، وعليّ بن مسلم الطُّوسيّ، وخلْق سواهم.
وثقه يحيى بن مَعِين، وأبو داود.
وقال يحيى بن أيّوب المقابريّ: سمعتُ يوسف بن الماجشون يقول: وُلدتُ في عهد سُليمان بن عبد الملك ففرض لي في المقاتلة، فلمّا قام عَمْر بن عبد العزيز مَرَّ باسمي، وكان بنا عارفًا، فقال: ما أعرَفَني بمولد هذا الغلام، فنحّاني من المقاتلة وردّني عَيِّلا.
قال يحيى بن مَعِين: كنّا نأتي يوسفَ بنَ الماجشون يحدّثنا وجواريه في بيت آخر يَضْرِبنَ بالمعزفة.
قلت: أهل المدينة معروفون بالترخص في الغناء.
تُوُفّي يوسف بن الماجشون سنة خمسٍ وثمانين ومائة، وله ثمان وثمانون سنة.
435- يونس بن حبيب1:
العلامة، أبو عبد الرحمن الضّبيّ مولاهم البصْريّ.
إمام أهل النَّحْو.
أخذ عن: أبي عَمْرو بن العلاء، وحمّاد بن سلمة، وغيرهما.
أخذ عنه: الكسائي، وسيبويه، والفراء.
وله مصنفات في العربية، وطال عمره، وعاش ثلاثا وثمانين سنة.
قال خليفة بن خياط: مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.
الكنى:
436- أبو إسحاق الفزاري2 ع:
هو إبراهيم بن محمد.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 237"، والسير "8/ 171".
2 سبق الترجمة له.(12/267)
437- أبو إسماعيل المؤدب1 ق:
هو إبراهيم بن سُليمان بن رَزِين البغداديّ مؤدّب أولاد الوزير أبي عُبَيْد الله.
له عن: عطيّة العَوْفيّ، وعاصم بن بَهْدَلَة، وعبد الملك بن عمر، وعاصم الأحول، وطائفة.
وعنه: يحيى بن مَعِين، وعثمانٍ بن أبي شَيْبَة، وأخوه وأبو بكر، ومحمد بن الصّبّاح الدُّولابيّ، وأبو عَمْر الدُّوريّ، والحسن بن عَرَفَة، وآخرون.
وثقه يحيى بن مَعِين.
وقال مَرّة: ضعيف.
وقال مَرة ليس به بأس.
وكذا قال أحمد.
وقال أبو داود: ثقة. رأيتُ ابن حنبل يكثر أحاديثه بنزول.
وقال النَّسائيّ: ليس به بأس.
قيل: مات قريبًا من سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة.
438- أبو أُميّة بن يَعْلَى الثّقفيّ2:
يقال اسمه إسماعيل.
مدنيّ، معمِّر.
له عن: نافع، وسعيد المَقْبُريّ، وأبي الزناد، وهشام بن عروة.
وحضر جنازة سالم بن عبد الله.
روى عنه: زيد بن الحباب، ومحمد بن أبان، ومحمد بن عقبة السدوسي، وشيبان بن فروخ، وداهر بن نوح، والقواريري، وسعيد بن هبيرة.
قال البخاري: سكتوا عنه.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 102، 103"، والتهذيب "1/ 125، 126".
2 الجرح والتعديل "2/ 203"، والميزان "1/ 254، 255".(12/268)
وقال الدارقطني: بصري متروك.
وكذا تركه النسائي.
وقال ابن عدي بعد أن ساق له أحاديث: هو ممّن يُكْتَب حديثه.
وقال أبو أحمد الحاكم: لَيْسَ بالقويّ.
وقال ابن مَعِين: لَيْسَ بشيء.
وقال شُعبة: اكتبوا عنه فإنّه شريف لا يكذب.
439- أبو بحر البكراوي1 د. ت:
هو عَبْد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن أُميّة بن عبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفيّ البصري.
عن: حسين المعلم، وَدَاوُد بن أَبِي هند، وَمُحَمَّد بن عَمرو، وجماعة.
وعنه: أحمد بن عبدة، وحفص الربالي، وخليفة بن خيّاط، وبُنْدار، وعدّة.
ضعّفه ابن مَعِين.
وقال أبو حاتم: يُكْتَب حديثه.
ونقل بن الجوزيّ أنّ أحمد بن حنبل قال: طرحَ الناسُ حديثه.
مات سنة خمسٍ وتسعين ومائة.
440- أبو حفص الأبار2 د. ن. ق:
هو عَمْر بن عبد الرحمن بن قيس.
كوفيّ ثقة.
نزل بغداد وروى عن: منصور، وليث بن أبي سُلَيم، والأعمش، وعمّار الدُّهْنيّ، وعدة.
__________
1 انظر الجرح والتعديل "5/ 264، 265"، والميزان "2/ 578".
2 الجرح والتعديل "6/ 121، 122"، والتهذيب "7/ 473، 474".(12/269)
وعنه: يحيى بن مَعِين، وداود بْن رشيد، وعثمان بْن أَبِي شَيْبَة، وشُرَيْح بن يونس، والحسن بن عَرَفَة، وآخرون.
وكان له غلمان يحملون الإبَر وهو معلِّمُهم.
أضرَّ بآخِرِه.
وثقه ابن معين، وغيره.
441- أبو خالد الأحمر1 ع.
هو سليمان بن حيان، مر.
442- أبو داود النخعي2.
هو سُليمان بن عَمْرو، وهو ابن عمّ شريك القاضي.
روى عن: أبي طُوالَةَ، وعبد الملك بن عُمَيْر، وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، والمختار بن فُلْفُلٍ، وغيرهم.
وعنه: آدم بن أبي إياس، ويحيى بن أيّوب المقابريّ، وعبّاد بن يعقوب، والمسيّب بن وضّاح، وطائفة.
قال أبو مَعْمَر الهُذَليّ: كان بِشْر المريسي قد أخذ رأي جهْم من أبي داود النخعي، وكان أبو داود كذّابًا.
قلت: كان وقِحًا، جريئًا، قَدَريًا من الخير بريئًا.
قال عليّ بن المَدِينيّ: كان من الدّجّالين.
وقال يحيى بن مَعِين: هو كذّاب النَّخَع.
وقال البخاريّ: معروف بالكذِب. قاله قُتَيْبة، وإسحاق.
وقال أحمد بن حنبل: كذاب.
وروى عباس، عن يحيى قال: أبو داود النخعي رجل سَوْء كذّاب، خبيث، قَدَريّ. لم يكن ببغداد رجل إلا وهو خير من النخعي, كان يضع الحديث.
__________
1 سبق الترجمة له.
2 الجرح والتعديل "4/ 132، 133"، والميزان "2/ 216-218".(12/270)
سمعته يقول: سمعتُ خصيف وخصّاف ومخصّف، وكان من أكذب النّاس.
443- أبو رُويم:
هو طلاب بن حَوْشَب الرَّبَعِيّ1، أخو العّوَّام بن حَوْشَب.
عُمِّر دهرًا، وحدّث عن: مُجالد، وإسماعيل بن أبي خالد.
وعنه: موسى بن عبد الرحمن المسروقي، والحسين بن علي الصدائي.
لا يدرى من ذا.
444- أبو سفيان المعمري2 م. ن. ق:
اسمه محمد بن حميد، شيخ بصْريّ ثَبْت، سكن بغداد.
وإنّما لُقّب بالمعمري لرحلته إلى مَعْمَر باليمن، وكان من الصُّلَحاء العُبّاد.
روى عن: مَعْمَر، وهشام بن حسّان، وسفيان الثَّوْريّ، وغيرهم.
وعنه: شُرَيْح بن يونس، وأبو خَيْثَمَة، وأبو سعيد الأشجّ، وَالنُّفَيْليُّ، وابن نُمير، وعَمرو الناقد، وسُفيان بن وكيع، وحُمَيْد بن الربيع.
وثقه يحيى بن مَعِين، وأبو داود.
ولم يُخرّج له البخاريّ، بل خرّج لأبي سُفيان الحِمْيَريّ، وفيه شيء.
قال الخطيب: محمد بن حُمَيْد البكْريّ المعمري، كان مذكورًا بالصلاح والعبادة.
وقال ابن مَعِين أيضًا: عبد الرزّاق أحبّ إليّ منه.
قال ابن قانع: مات سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وسيأتي أبو سُفيان الحِمّيَريّ بعدُ.
445- أبو سليمان الداراني الكبير3 ق:
وما هو بالزاهد الشهير، اسم الكبير عَبْد الرَّحْمَن بْن سُليمان بْن أبي الْجَوْن العنسي، بنون، الدمشقي.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "4/ 502".
2 الجرح والتعديل "7/ 231"، والميزان "9/ 131، 132".
3 الجرح والتعديل "5/ 240"، والتهذيب "6/ 188".(12/271)
له رحلة في الحديث.
روى عن: الأعمش، وليث بْن أبي سُلَيم، وإسماعيل بْن أَبِي خالد، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، وعمرو بن شراحيل الدَّارانيّ، وجماعة.
روى عنه: إسماعيل بن عيّاش وهو أكبر منه، وعبد الله بن يوسف التَّنَّيسيّ، وأبو تَوبة الحلبيّ، ومحمد بن عائذ، وصَفْوان بن صالح، وهشام بن عمّار، وعدة.
وثقه دحيم.
وقال أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عدي: أرجو أنه لا بأس به.
قلت: بَقِيَ إلى قريب التسعين ومائة.
446- أبو عاصم العباداني1 ق.
اسمه عبد الله، وقيل عُبَيْد الله بن عبيد.
شيخ بصْريّ الأصل.
روى عن: عليّ بن زيد بن جدعان، والفضل بن عيسى الرَّقاشيّ، وفايد أبي الورقاء، وغيرهم.
وعنه: سويد بن سعيد، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن المديني، والفلاس، وغيرهم.
قَالَ أبو حاتم وغيره: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال العقيلي: منكر الحديث.
447- أبو عبد الرحمن الزاهد2.
اسمه عبد الله بن محمد.
روى عن: الأعمش، وأبي عقال، وخلاد بن زيد، وإبراهيم بن أدهم.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "5/ 100، 101"، والميزان "2/ 458"، التهذيب "12/ 142".
2 الجرح والتعديل "5/ 157".(12/272)
وعنه: أسود بن سالم، وسَعْدُوَيْه الواسطيّ، ومهديّ بن جعفر، وداود بن مِهران، وهشام بن عمّار، ويحيى بن أيّوب الزّاهد.
لم أرَ لهم فيه كلامًا.
448- أبو عبد الرحمن الفرّاء1.
من أفضل مشايخ المَوْصل.
اسمه سعيد، وقيل نوح.
حدث عن: عوف الأعرابيّ، وسعيد بن أبي عَرُوبه، وهشام بن حسّان.
وعنه: القاسم بن يزيد الْجَرْميّ، وَمُعَلَّى بن مهديّ.
قال يزيد الأزْديّ: مات سنة ستٍّ وثمانين ومائة.
449- أبو عُبَيْدة الحداد2 خ. د. ت. ن:
هو عبد الواحد بن واصل السدوسي، مولاهم البصْريّ.
نزيل بغداد.
روى عن: بَهْز بن حكيم، وعوف، ويونس بن إسحاق، وعثمان بن أبي رَوّاد، وطبقتهم.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وابن مَعِين، وزهير بن حرب، وعمرو الناقد، وزياد بن أيوب.
وثقه أبو داود.
وقال أحمد: لم يكن صاحب حِفْظ، إلا أنّ كتابه كان صحيحًا.
وقال عليّ بن الحسين بن حِبّان: وجدتُ بخطّ أبي: ذكر ابن مَعِين أبا عُبَيْدة الحدّاد فقال: كان متثبتًا، ما أعلم أنّا أخذنا عليه خطًأ البَتّة، جيد القراءة لكتابه.
وقال أبو قلابة الرقاشي: مات سنة تسعين ومائة.
__________
1 من عباد الموصل ومشايخهم.
2 انظر: الميزان "3/ 677"، والتهذيب "6/ 440".(12/273)
450- أبو عُبَيْدة العُصْفُريّ1.
بصريٌّ فاضل، اسمه إسماعيل بن سِنان.
له عن: عِكْرِمة بن عمّار، وغيره.
وعنه: علي بن المديني، وخليفة بن خياط.
451- أبو علقمة القروي2 م. د. ن.
هو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي فروة المدني.
عن: عمه إسحاق بن أبي فروة، وعن: صَفْوان بن سليم، ومحمد بن المُنْكَدر، ويزيد بن خُصَيفة.
ورأى سعيد المَقْبُريّ.
روى عنه: إسحاق بن رَاهَوَيْه، وإبراهيم بن المنذر، وأحمد بن عَبْدة الضّبيّ، ويحيى بن يحيى التّميميّ، وآخرون.
وقال ابن سعد: إنّه لقي نافعًا، وسعيد المَقْبُريّ، والصلت بن زُبيد، وروى عنهم. وعُمّر حتّى لقيناه في سنة تسعٍ وثمانين ومائة، وكان ثقة.
وقال يحيى بن مَعِين: ثقة.
قلت: ما أدري لِمَ لَمْ يُخَرِّج البخاريّ له.
مات في المحرَّم سنة تسعين ومائة.
452- أبو المليح الرقي3 د. ت.
اسمه الحَسَن بن عَمْر، ويقال: الحسن بن عمرو.
حجّ ورأى عطاء بن أبي رباح.
وروى عن: ميمون بن مِهران، والزُّهْريّ، وزياد بن بيان الرَّقّيّ، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وغيرهم.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 176"، والثقات لابن حبان "6/ 39".
2 انظر: الجرح والتعديل "5/ 155، 156"، التهذيب "6/ 10، 11".
3 الجرح والتعديل "3/ 24، 25"، والتهذيب "2/ 309، 310".(12/274)
وعنه: عبد الله بن جعفر الرقي، وعمرو بن خالد الحراني، وإبراهيم بن مهدي المصيصي، وأبو جعفر النفيلي، وأبو نعيم عبيد بن هشام، وعبد الجبار بن عاصم، وآخرون.
وثقه أحمد بن حنبل، وأبو زرعة.
مات في عشر المائة في سنة إحدى وثمانين ومائة.
وقع لي من عوالية.
453- أبو الْهَوْلِ الحِمْيَريّ1.
الشاعر المشهور.
اسمه عامر بن عبد الرحمن، كان آية في الهجاء المُقْذِع.
وله مدائح في المهديّ والرشيد.
454- أبو الهَيْذام المُرّيّ2.
أمير عرب الشام، وزعيم قيس وفارسها الشهير. وهو قائد العرب المُضَريّة في الفتنة العظمى الكائنة بدمشق بين القيسيّة واليمانية في دولة الرشيد، حتّى تفاقم الأمر وكثر القتل.
وله شِعرٌ جيد مشهور.
وقد خرج على الرشيد لكونه قتل أخاه، ثمّ ظُفِر بأبي الهيذام، وحُمل مقيّدًا إلى الرشيد.
فلما مثل بين يديه أنشده أبياتًا يستعطفه، فمنّ عليه وعفا عنه.
اسمه عامر بن عمارة بن خُرَيْم، وهو والد المحدّث موسى بن عامر صاحب الوليد بن مسلم، وراوي كُتُبه.
قال المَرْزُبانيّ: قتل عامِل الرشيد بسجستان أخًا لأبي الهَيذام، فخرج أبو الهيذام بالشام، وجمع جمعًا عظيمًا، ورثى أخاه، وغلُظ أمره، وأعْيَت الرشيد الحيلةُ فيه، فاحتال عليه بأخٍ له أرغبه، فشدّ على أبي الهيذام وقيده، وسار به إلى الرشيد.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "12/ 237، 238"، وفيات الأعيان "4/ 29، 30".
2 الأمالي للقالي "1/ 267"، الشعر والشعراء "2/ 731".(12/275)
وهو القائل:
فأحسنْ أمير المؤمنين فإنّه ... أبي الله إلا أنْ يكون لك الفضلُ
فمنّ عليه وأطلقه.
أنشد الزُّبَير بن بكّار لأبي الهيذام:
سأبكيكَ بالبِيض الرِّقاق وبالقَنَا ... فإنّ بها ما يطلُب الماجدُ الوِترا
ولستُ كمن يبكي أخاه بَعْبَرةٍ ... يُعصِّرها في جَفْن مُقْلَتِه عَصْرا
وإنا أُناسٌ ما تَفِيضُ دُموعُنا ... على هالكٍ منّا وإنْ قَصَم الظَّهَرا1
قيل: تُوُفّي سنة اثنتين وثمانين ومائة.
455- القاضي أبو يوسف2.
هو يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن حُبَيْش بن سعد بن بُجَيْر بن معاوية الأنصاريّ.
وسعد بن بُجَيْر هو سعد بن قُتَيْبة، وحَبْتَهُ أمُّهُ ابنةُ خوَّات بن جُبَير.
شهد سعد الخندق، ونسبُهُ في بُجَيلة، وإنّما حالف الأنصار.
وُلد أبو يوسف بالكوفة سنة ثلاث عشرة ومائة، وطلب العلم سنة ثلاثٍ وثلاثين.
وسمع من: هشام بن عروة، وعطاء بن السائب، ويحيى بن سعيد، ويزيد بن أبي زياد، والأعمش، وأبي إسحاق الشَّيْبانيّ، وحَجّاج بن أرطأة، وعُبَيْد الله بن عمر، وطائفة.
وتفقه بالإمام أبي حنيفة حتّى صار المقدَّم في تلامذته.
تفقه به: محمد بن الحَسَن، وهلال الرائيّ، ومعلى بن منصور، وعدد كثير.
وروى عنه: ابن سماعة، ويحيى بن مَعِين، وأحمد بن حنبل، وعليّ بن الجعد، وأحمد بن منَيِع، وعليّ بن مسلم الطوسيّ، وإبراهيم بن الجرّاح، وأسد بن الفُرات،
__________
1 الأمالي "1/ 267" للقالي.
2 انظر: الجرح والتعديل "9/ 201، 202" والسير "8/ 470-473".(12/276)
وعمرو بن أبي عمرو الحراني، وعمرو الناقد، وخلْق سواهم.
وكان والده إبراهيم فقيرًا، فكان أبو حنيفة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يتعاهد أبا يوسف بالمائة دِرهم بعد المائة، يُعينه على طلب العلم.
فروى عليّ بن حَرْمَلَة، عن أبي يوسف قال: كنت أطلب الحديث والفقه وأنا مُقِلّ. فجاء أبي يومًا وأنا عند أبي حنيفة، فقال: لا تَمُدَّنّ يا بُنيّ رِجْلك مع أبي حنيفة فأنت محتاجٌ إلى المعاش.
فآثرت طاعة أبي، فتفقدني أبو حنيفة، فجعلتُ أتعاهده، فدفعَ لي مائة درهم وقال لي: الْزَم الحَلْقة، فإذا نفذت هذه فأَعْلِمْني. ثمّ أعطاني بعد أيام مائة أخرى، وكان يتعاهدني1.
ويُقال: إنّ أمَّه هي التي لامته، وأنّ أباه مات وأبو يوسف صغير، فأسلمته عند قصار. فالله أعلم.
قال محمد بن الحسن: مرض أبو يوسف، فعاده أبو حنيفة، فلما خرج قال: إنْ يَمُتْ هذا الفتى فهو أعلمُ مَن عليها. وأومأ إلى الأرض.
قال عبّاس الدَّوْرَقيّ: سمعتُ أحمد بن حنبل يقول: أول ما كتبتُ الحديث اختلفت إلى أبي يوسف فكتبت عنه، ثمّ اختلفتُ بعدُ إلى النّاس.
وكان أبو يوسف أَمْيَلَ إلى المحدثين من أبي حنيفة ومحمد.
إبراهيم بن أبي داود البُرُلُّسيّ: سمعتُ ابن مَعِين يقول: ما رأيتُ في أصحاب الرأي أثبت في الحديث، ولا أحفظ، ولا أصح رواية من أبي يوسف.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: أَبُو يوسف صاحب حديث، صاحب سُنّة.
محمد بن سَمَاعة، عن يحيى بن خالد البرمكيّ قال: قدِم علينا أبو يوسف وأقلّ ما فيه الفقه، وقد ملأ بفقهه ما بين الخافقين.
وقال الخُريبيّ: كان أبو يوسف قد أطلع الفِقه والعِلم إطلاعًا، يتناوله كيف شاء.
قال عَمْرو النّاقد: كان أبو يوسف صاحب سُنّةٍ.
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 244".(12/277)
قال أحمد: كان أبو يوسف منصفًا في الحديث.
بِشْر بن غِياث: سمعتُ أبا يوسف يقول: صحِبت أبا حنيفة سبْعَ عشرةَ سنة، ثمّ رتعتُ في الدنيا تسع عشرة سنة، وأظنُّ أجَلي قد قَرُب، فما نجد إلا يسيرًا حتّى مات.
وروى بُكَير العمّيّ، عن هلال الرائي قال: كان أبو يوسف يحفظ التفسير، والمغازي، وأيّام العرب، وكان أحد علومه الفقه.
وروى أحمد بن عطيّة، عن محمد بن سَمَاعة قال: كان أبو يوسف، بعدما وُلّي القضاء يُصلّى كلّ يوم مائتي ركعة1.
وقال عليّ بن المَدِينيّ: ما أُخذ على أبي يوسف إلا حديثه في الحَجْر، عن هشام بن عُرْوة، وكان صدوقًا.
وقال يحيى بن يحيى التّميميّ: سمعتُ أبا يوسف يقول عند وفاته: كل ما أفنيت به فقد رجعت عنه، إلا ما وافق الكتاب والسُّنَّة.
وفي لفظٍ: إلا ما في القرآن واجتمع عليه المسلمون.
وقال بِشْر بن الوليد: سمعتُ أبا يوسف يقول: مَن تتَّبع غريب الحديث كُذِّب، ومن طلب المال بالكيمياء أفلس، ومن طلب الدِّين بالكلام تَزَنْدَق2.
وقال محمد بن سَمَاعة: سمعتُ أبا يوسف في اليوم الذي مات فيه يقول: الَّلهُمّ إنك تعلم إنّي لم أجُر في حُكْمٍ حكمت به، ولقد اجتهدت في الحُكم بما وافق كتابَك وسُنَّة نبيك.
قال الفلاس: أبو يوسف صدوق، كثير الغلط.
وقال ابن عَدِيّ: لا بأس بِهِ.
وقال أبو حاتم: يُكْتَب حديثه.
قلت: وأبو يوسف هو أوّل من لُقّب قاضي القضاة، وكان عظيم الرُّتبة عند هارون الرشيد.
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 255".
2 العقد الفريد "2/ 208".(12/278)
قال الطّحاويّ: نا بكّار بن قُتَيْبة: سمعتُ أبا الوليد الطّيالسيّ يقول: لمّا قدِم أبو يوسف البصرةَ مع الرشيد، اجتمع أصحاب الرأي وأصحاب الحديث على بابه. فأشرف عليهم ولم يأذن لفريق منهم؛ وقال: أنا من الفريقين جميعًا. ولا أُقَدَّم فرقة على فِرقة. لكنّي أسأل عن مسألة، فمن أصاب دخلوا. ثمّ قال: رجلٌ مضغ خاتمي هذا حتّى هشمه، ما لي عليه؟
فاختلف أصحاب الحديث، فلم يُعجبه قولهم.
وقال فقيه: عليه قيمته صحيحًا، ويأخذ الفضة المهشومة إلا أن يشأ صاحب الخاتم أن يمسكه لنفسه، ولا شيء على هاشمه. فقال أبو يوسف: يدخل أصحاب هذا القول، فدخلت معهم. فسأله المستملي، فأملى حديثًا، عن الحَسَن بن صالح.
وقال: ما أخاف على رجل من شيء خوفي عليه من كلامه في الحَسَن بن صالح. فوقع لي أنّه أراد شُعبة، فقمت وقلت: لا أجلس في مجلس يُعرَّض فيه بأبي بِسطام. ثمّ خرجت، فرجعت إلى نفسي، فقلت: هذا قاضي الأفاق، ووزير أمير المؤمنين، وزميله في حجَّهِ، وما يضُرُّه غضبي؛ فرجعتُ وجلست حتّى فرغ المجلس. فأقبل عليّ إقبالَ رجُلٍ ما كان له همٌّ غيري، فقال: يا هشام، وإذا هو يُثنيني لأني كنت عنده ببغداد، والله ما أردت بأبي بسطام سوءًا. وله في قلبي أكبر منه في قلبك فيما أرى. ولكنْ، لا أعلم أني رأيت رجلا مثل الحَسَن بن صالح.
قال بكّار: فذكرت هذا لهلال الرائي فقال: أنا والله أجبت أبا يوسف عن مسألة الخاتم.
محمد بن شجاع: سمعت الحَسَن بن أبي مالك: سمعتُ أبا يوسف يقول: القرآن كلام الله، مَن قال كيف؟ ولِمَ؟ تعاطى مِرَاءً ومجادلةً استوجبت الحبّس وَالضَّرْبَ المُبْرح. ولا يفلح من استحلى شيئًا من الكلام. ولا يُصَليّ خَلَف من قال: القرآن مخلوق.
أبو حازم القاضي: نا الحَسَن بن موسى قاضي هَمَذان، ثنا بِشْر بن الوليد قال: كان أبو يوسف يقول: إذا ذُكر محمد بن الحسن: أيّ سيف هو، غير أنّ فيه صَدَأ يحتاج إلى جلاء. وإذا ذُكر الحَسَن بن زياد اللؤلؤيّ يقول: هو عندي الصَّيْدلانيّ إذا سأله رجلٌ أن يعطيه ما يُسْهِله أعطاه ما يمسكه.(12/279)
وإذا ذكر بِشْرًا يقول: هو كإبرة الرَّفَّاء، طرفها دقيق، ومدخلها لطيف، وهي سريعة الانكسار.
وإذا ذكر الحَسَن بن أبي مالك قال: هو كجمل حمل حملا في يوم مَطِير، فتذهب يدُه مَرّةً هكذا، ومرة هكذا، ثمّ يسلم.
أبو سُليمان الْجَوْزجانيّ: سمعتُ أبا يوسف يقول: مَن طلب المال بالكيمياء أفلس، ومن طلب العلم بالكلام تَزَنْدق.
محمد بن سَعْدان: سمعتُ أبا سُليمان الْجَوْزجانيّ: سمعتُ أبا يوسف يقول: دخلتُ على الرشيد وفي يده دُرَّتان يقلِّبهما، فقال: هل رأيت أحسن منهما؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين!
قال: وما هو؟ قلت: الوعاء الذي هما فيه. فرمى بهما إلي وقال: شأنك بهما.
قال المؤلّف: قد أفردتُ سيرة القاضي أبي يوسف -رحمه الله- في جُزء.
قال بِشْر بن الوليد: مات أبو يوسف يوم الخميس لخمس خلون من ربيع الأوّل سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وقال غيره: في ربيع الآخر.
وعاش سبعين سنة إلا سنة.
وقد قال عبّاد بن العوّام يوم جنازته: ينبغي لأهل الإسلام أن يُعزّي بعضهم بعضًا بأبي يوسف رحمه الله.(12/280)
الفهرس العام للكتاب:
الموضوع. رقم الصفحة
"الطبقة التاسعة عشرة".
"سنة إحدى وثمانين ومائة".
3 الوفيات في هذه السنة.
3 فتح حصن الصفصاف.
3 مَسِيرُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ صَالِحٍ إِلَى أَنْقَرَةَ.
3 الحج هذا الموسم.
3 استعفاء يحيى بن خالد بن برمك.
4 تولية العكي على المغرب.
"سنة اثنتين وثمانين ومائة".
4 المتوفون في هذه السنة.
4 الرشيد يأخذ البيعة لابنه المأمون.
4 تملك ريني على الروم.
5 الحج هذا الموسم.
"سنة ثلاث وثمانين ومائة".
5 المتوفون في هذه السنة.
5 خروج الخزر وإيقاعهم بالمسلمين.
6 الحج هذا الموسم.
6 تمرد العكي بالمغرب.
"سنة أربع وثمانين ومائة".
6 المتوفون في هذه السنة.
6 خروج الشاري بشهرزور.
7 ولاية البربري والمهلبي وابن الأغلب والرازي.(12/281)
7 أمان ابن عيسى لأبي الخصيب.
7 غارة الشيباني إلى الروم.
7 مسير ابن بيهس للفداء.
"سنة خمس وثمانين ومائة".
7 المتوفون في هذه السنة.
7 وثوب أهل طبرستان على متوليهم.
8 وثوب ابن عيسى على الشاري.
8 خروج أبي الخطيب واستفحال أمره.
8 ظهور ابن عيسى وطول اختفائه.
"سنة ست وثمانين ومائة".
8 المتوفون في هذه السنة.
8 مقتل أبي الخصيب.
9 سجن ثمامة بن أشرس.
9 بيعة الرشيد لولده المؤتمن.
"سنة سبع وثمانين ومائة".
9 المتوفون في هذه السنة.
10 مقتل جعفر البرمكي.
12 مقتل أنس بن أبي شيخ.
12 حكاية ابن الصابئ عن جعفر البرمكي.
14 ترجمة جعفر عند ابن خلكان.
16 هياج القيسية واليمانية بالشام.
16 القاسم يغزو الصائفة.
17 الرشيد يعتقل عبد الملك بن صالح.
17 نِقْفُورُ يَتَمَلَّكُ عَلَى الرُّومِ وَيَنْقُضُ صُلْحَ الْمُسْلِمِينَ.
17 كتاب نقفور إلى الرشيد والرد عليه.(12/282)
18 مسير الرشيد إلى هرقلة.
18 الرشيد يأمر بقتل ابن نهيك.
18 وقعة المضرية واليمانية بدمشق.
"سنة ثمان وثمانين ومائة".
19 التوفون في هذه السنة.
19 غزوة درب الصفصاف.
"سنة تسع وثمانين ومائة".
19 المتوفون في هذه السنة.
19 مسير الرشيد إلى الري.
20 فداء أسرى المسلمين.
"سنة تسعين ومائة".
20 المتوفون في هذه السنة.
20 رافع بن الليث يخلع الطاعة.
20 إسلام الفضل بن سهل.
21 فتح الرشيد هرقلة.
21 فتح حصن الصقالبة.
21 غزوة حميد بن معيوف إلى قبرس.
21 اتخاذ الرشيد قلنسوة.
21 بعث نقفور بالخراج إلى الرشيد.
22 كتاب نقفور إلى الرشيد.
22 انتقاض أهل قبرس.(12/283)
"تَرَاجِمُ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ"
"حَرْفُ الأَلِفِ"
22 1- إِبْرَاهِيمُ بْنُ إسحاق الواسطي السواق.
22 2- إبراهيم بن أعين الشيباني.
23 3- إبراهيم بن أبي بكر بن المنكدر.
23 4- إبراهيم بن جعفر بن محمد الأنصاري.
24 5- إبراهيم بن أبي حية المكي.
26 6- إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
26 7- إبراهيم بن عطية الثقفي.
30 8- أبو إسحاق الفزاري"إبراهيم بن محمد".
31 9- إبراهيم بن ماهان بن بهمن الموصلي.
32 10- إبراهيم بن محمد بن ثابت العبدري.
32 11- إبراهيم بن محمد بن مالك الهمداني.
32 12- إبراهيم بن المختار الرازي"حبوي".
32 13- إبراهيم بن مهاجر بن مسمار المدني.
33 14- إبراهيم بن يحيى الفقيه المدني.
35 15- إسحاق بن عبد الرحمن بن المغيرة الزهري.
35 16- أسد بن عمرو البجلي الكوفي.
36 17- إسماعيل بن صالح بن علي الهاشمي.
36 18- إسماعيل بن عبد الله بن سماعة.
37 19- إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين.
37 20- إسماعيل بن عياش بن سليم الحمصي.
41 21- إسماعيل بن مجالد بن سعيد.
42 22- إسماعيل بن يعلى"أبو أمية".
42 23- أغلب بن تميم المسعودي.(12/284)
42 24- أيوب بن جابر اليمامي الحنفي.
42 25- أيوب بن مدرك بن العلاء.
43 26- أيوب بن النجار بن زياد الحنفي.
"حرف الباء".
43 27- بختيشوع بن جرجس النصراني.
44 28- بزيع بن عبد الله اللحام.
45 29- بشر بن عمارة الخثعمي المؤدب.
45 30- بشر بن المفضل بن لاحق الحافظ.
45 31- بشير بن ميمون الواسطي.
46 32- بكار بن سُقير المازني.
46 33- بكار بن محمد بن الجارست.
46 34- بكر بن بشر السلمي الترمذي.
46 35- البهلول بن راشد المغربي القيرواني.
47 36- بهلول بن عبيد الكندي.
48 37- البهلول المجنون.
49 38- بهلول بن مؤرق.
"حرف الثَّاءِ".
49 39- ثَابِتُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الله بن جُميع.
"حرف الْجِيمِ".
49 40- جَابِرُ بْنُ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيُّ الْمَدَنِيُّ.
50 41- جابر بن نوح الحماني.
50 42- جرير بن عبد الحميد الحافظ.
53 43- جعفر البرمكي.
57 44- جرول بن حنفل النميري.
58 45- جُميع بن عمر العجلي.(12/285)
58 46- جنادة بن سلم بن خالد السوائي.
58 47- جنيد بن عبد الله الحجام.
"حرف الحاء".
59 48- حاتم بن إسماعيل المدني.
59 49- حاتم بن وردان السعدي.
60 50- الحارث بن عبيدة المصري.
60 51- الحارث بن موسى الطائي.
60 52- الحارث بن وجيه الراسبي.
60 53- حبيب بن خالد الأسدي الكاهلي.
61 54- حبيب بن حبيب الكوفي.
61 55- حجر بن الحارث الغساني.
61 56- حجوة بن مدرك الغساني.
62 57- حرب بن ميمون صاحب الأغمية.
62 58- حزام بن هشام بن حُبيش الخزاعي.
63 59- حسان بن إبراهيم الكرماني.
64 60- حسان بن سياه البصري الأزرق.
64 61- الحسن بن ثابت التغلبي الأحول.
64 62- الحسن بن قحطبة بن شبيب الطائي.
65 63- الحسن بن يزيد الأصم.
65 64- الحسن بن الحكم بن طهمان الحنفي.
65 65- الحسن بن علي بن الحسن المديني البراد.
66 66- الحسين بن الحسن بن يسار البصري.
66 67- الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ.
66 68- الحسين بن عيسى الكوفي.
67 69- حصين بن جعفر الفزاري الدمشقي.(12/286)
67 70- حصين بن عمر الأحمسي الكوفي.
67 71- حصين بن نمير الواسطي الضرير.
68 72- حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ أَبِي السائب.
68 73- حفص بن عمر بن أبي العطاف.
68 74- حفص بن عمر بن راشد المجاشعي.
69 75- حفص بن عمر قاضي حلب.
69 76- حفص بن ميسرة العقيلي الصنعاني.
69 77- حفص بن النضر السلمي.
70 78- حكام بن سلم الكناني الرازي.
70 79- الحكم بن سنان الباهلي البصري القربي.
70 80- الحكم بن هشام الثقفي الكوفي.
71 81- الحكم بن يعلى بن عطاء المحاربي.
71 82- حكيم بن خذام الأزدي البصري.
71 83- حماد بن شعيب الحماني.
71 84- حماد بن عبد الرحمن الكلبي الظاميء.
72 85- حماد بن عمرو بن سلمة النصيبي.
72 86- حماد بن سعيد الخزاعي.
72 87- حميد بن الأسود الكرابيسي.
73 88- حميد بن عبد الرحمن بن حميد الرؤآسي.
73 89- حنظلة بن عمرو بن حنظلة الزرقي.
73 90- حيان بن عبد الله الدارمي.
"حرف الخاء".
74 91- خالد بنالحارث بن عبيد الهجيمي.
74 92- خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ الأُمويّ.
75 93- خالد بن عبد الله الطحان المزني.(12/287)
76 94- خالد بن مهران الكوفي.
76 95- خالد بن نافع الأشعري الكوفي.
76 96- خالد بن يزيد بن عبد الرحمن الهمداني.
77 97- خالد بن يزيد الهدادي البصري.
77 98- خطاب بن القاسم قاضي حران.
77 99- خلف بن خليفة بن صاعد.
79 100- الخليل بن موسى الباهلي.
79 101- خنيس بن عامر بن يحيى المعافري.
"حرف الدَّالِ".
79 102- دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ الرَّقَاشِيُّ الْبَصْرِيُّ.
80 103- داود بن عبد الجبار الكوفي المؤذن.
80 104- داود بن عطاء المزني.
81 105- درست بن زياد البصري القزاز.
"حرف الراء".
81 106- رباح بن زيد الصنعاني.
82 107- الربيع بن زياد الضبي.
82 108- الربيع بن سهل بن الركين الفزاري.
82 109- رِشْدِينُ بْنُ سَعْدِ بْنِ مُفْلِحِ بْنِ هِلالٍ.
83 110- رفاعة بن إياس بن نذير الضبي.
83 111- رفدة بن قُضاعة الغساني.
83 112- روح بن المسيب الكلبي.
"حرف الزاي".
84 113- زافر بن سليمان الإيادي.
84 114- الزبير بن خُبيب بن ثابت.
84 115- زكريا بن عبد الله بن يزيد النخعي.(12/288)
85 116- زكريا بن منظور بن ثعلبة.
85 117- زكريا بن يحيى بن عمارة الذراع.
85 118- زياد بن راشد المديني.
86 119- زياد بن الربيع اليحمدي.
86 120- زياد بن سيار الكناني.
86 121- زياد البكائي.
88 122- زياد أبو السكن الباهلي.
123- زياد أبو سفيان الزهري. 88
88 124- زياد بن المغيرة بن زياد العجلي.
89 125- زياد أبو عبد الله بن حميد الأنصاري.
89 126- زين بن شعيب المعافري المصري.
"حرف السِّينِ".
89 127- سَابِقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَوْصِلِيُّ.
90 128- سالم الدورقي.
90 129- سحبل"عبد الله بن محمد".
90 130- سعدان بن يحيى بن صالح اللخمي.
91 131- سعيد بن خُثيم الهلالي الكوفي.
91 132- سعيد بن عبد الجبار الزبيدي.
91 133- سعيد بن الفضل القرشي.
92 134- سفيان بن حبيب البصري البزاز.
92 135- سفيان بن موسى البصري.
92 136- سلمة بن بشر بن صيفي الدمشقي.
93 137- سلمة بن رجاء التميمي الكوفي.
93 138- سلمة بن صالح الأحمر.
93 139- أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ الأَزْدِيُّ.(12/289)
94 140- سليمان بن سالم القرشي.
95 141- سليمان بن عتبة بن ثور الداراني.
95 142- سليمان بن داود بن قيس الفرا.
95 143- سليمان بن عمرو النخعي.
96 144- سليمان بن مسلم الخزاعي.
96 145- سليم بن عامر الحنفي.
96 146- سنان بن هارون البرجمي.
97 147- سهل بن أسهل العدوي البصري.
97 148- سيبويه.
97 149- سيف بن محمد الثوري الكوفي.
98 150- سيف بن هارون البرجمي.
"حرف الشين".
98 151- شبيب بن سعيد الحبطي.
98 152- شجاع بن أبي نصر البلخي.
99 153- شعيب بن إسحاق بن عبد الرحمن.
99 154- شعيب بن حازم.
99 155- شقران بن علي.
"حرف الصاد".
100 156- صالح بن عمر الواسطي.
100 157- صالح بن قدامة بن إبراهيم المدني.
100 158- صالح بن موسى بن إسحاق الطلحي.
101 159- الصباح بن محارب التيمي الكوفي.
102 160- صدقة بن بشير المدني.
102 161- صدقة بن عبيد الله المازني.
102 162- الصلت بن عبد الرحمن الزبيدي.(12/290)
"حرف الضَّادِ".
102 163- ضِرَارُ بْنُ عَمْرٍو الْغَطَفَانِيُّ الْمُعْتَزِلِيُّ.
103 164- ضمام بن إسماعيل.
103 165- ضيغم بن مالك.
"حرف الطاء".
104 166- طلحة بن زيد.
104 167- طلحة بن يحيى.
104 168- طلحة بن سنان بن الحارث اليامي.
"حرف الْعَيْنِ".
105 169- عَاصِمُ بْنُ سُوَيْدٍ الأَوْسِيُّ الْمَدَنِيُّ.
105 170- عاصم بن هلال البارقي العنبري.
105 171- عائذ بن حبيب الكوفي.
106 172- عائشة بنت الزبير بن حبيب بن المهلب.
106 173- عَبَّادُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْمُهَلَّبِ.
107 174- عباد بن عباد الرملي الأرسوفي.
107 175- عباد بن العوام بن عمر الكلابي.
108 176- عباد بن قيس القيسي البصري الكرابيسي.
108 177- العباس بن الفضل بن عمرو بن عبيد.
109 178- الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأمير.
110 179- عبد الله بن أبي جعفر الرازي.
110 180- عبد الله بن الحارث الجمحي الحاطبي.
110 181- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِك المخزومي.
111 182- عبد الله بن حفص الأرطباني البصري.
111 183- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنُ مَعْبَدٍ الْبَاهِلِيُّ.
111 184- عبد الله بن سعد الدشتكي.(12/291)
111 185- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بن مروان.
112 186- عبد الله بن سنان الكوفي.
112 187- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ حَيَّانَ الْحَمْرَاوِيُّ.
112 188- عَبْدُ اللَّهِ بْن صالح بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْد الله الأمير.
113 189- عَبْد اللَّهِ بْنُ عَبْد الرَّحْمَن بْنِ يَزِيدَ بن جابر الأزدي.
113 190- عبد الله بن العُمري الزاهد.
118 191- عبد الله بن عبد القُدّوس التّميميّ السَّعديّ.
118 192- عبد الله بن عمر بن غانم الرُّعَيْنيّ.
119 193- عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظليّ.
137 194- عبد الله بن محمد أبو علقمة الفَرَويّ.
138 195- عبد الله بن مراد السلماني المرادي.
138 196- عَبْد اللَّه بْن مُصْعَب بْن ثابت بْن عبد الله.
139 197- عبد الله بن معاوية الزبيري.
140 198- عبد الله بن المنيب الأنصاري الحارثي.
140 199- عبد الله بن موسى بن إبراهيم التيمي الطلحي.
140 200- عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي.
141 201- عبد الجبار بن سليمان اليحصبي المصري.
141 202- عبد الحميد بن عدي الجهني الدمشقي.
141 203- عبد الحميد بن أبي العشرين الدمشقي.
142 204- عبد الرحمن بن بشير الدمشقي الشيباني.
142 205- عبد الرحمن بن الحارث السلامي.
143 206- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ الْعَدَوِيُّ.
143 207- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ.
144 208- عبد الرحمن بن عبد الملك بن سعيد بن حبان.
144 209- عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم الحاطبي.(12/292)
144 210- عبد الرحمن بن مالك بن مغول البجلي.
145 211- عبد الرحمن بن القطامي.
145 212- عبد الرحمن بن أبي الرجال.
146 213- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه العرزمي.
146 214- عبد الرحمن بن مسهر.
147 215- عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي.
147 216- عبد الرحيم بن زيد بن الحواريّ العِمّي.
147 217- عبد الرحيم بن سليمان الرازي.
148 218- عبد الرزاق بن عمر الدمشقي.
148 219- عَبْد السلام بْن حرب الملائي.
149 220- عَبْد السلام بن مَكْلَبَة.
150 221- عبد الصّمد بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ.
152 222- عبد الصمد بن معقل بن منبه اليماني.
152 223- عبد العزيز بن أبي حازم.
153 224- عبد العزيز بن خالد الترمذي.
153 225- عبد العزيز بن عبد الصمد العمي.
154 226- عبد العزيز الدراوردي بن محمد الجهني.
155 227- عبد العزيز بن يعقوب بن أبي سَلَمة.
156 228- عبد القاهر بن السري.
156 229- عبد الغني بن سمرة الرعيني.
156 230- عبد القدوس بن بكر بن خُنيس.
156 231- عبد الكريم بن يعفور الجعفي.
157 232- عبد المؤمن بن عبد الله بن خالد العبسي.
157 233- عُبَيْد الله بن شُميط بن عَجْلان البصْريّ.
157 234- عُبَيْد الله بن عُبَيْد الرحمن الأشجعيّ الكوفيّ.(12/293)
158 235- عبيد الله بن عمرو.
158 236- عبيد الله بن مالك الفهري.
158 237- عبد ربه بن بارق الحنفي اليمامي الكوسج.
158 238- عبد ربه بن صالح القرشي الدمشقي.
158 239- عبد ربه بن ميمون الأشعري.
159 240- عبدة بن سليمان الكلابي.
159 241- عبيدة بن الأسود الهمداني الكوفي.
159 242- عبيدة بن حميد بن صُهيب.
161 243- عتاب بن أعين الكوفي.
161 244- عتاب بن بشير الأموي الحراني.
162 245- عتاب بن محمد بن شوذب البلخي.
162 246- عثمان بن حصن بن علاق القرشي.
162 247- عثمان بن زائدة المقرئ.
163 248- عثمان بن عبد الرحمن الجمحي.
163 249- عثمان بن عثمان الغطفاني.
163 250- عثمان بن كنانة المدني.
164 251- عدي بن أبي عمارة الذراع.
164 252- عُرابي بن معاوية الحضرمي.
164 253- عطاء بن مسلم الخفاف.
165 254- عطوان بن مشكان التميمي الخياط.
165 255- عفان بن سيار الباهلي الجرجاني.
165 256- عفيف بن سالم البجلي.
166 257- عقبة بن إسحاق السلولي الكوفي.
166 258- عقبة بن خالد السكوني.
166 259- عكرمة بن سليمان شيخ القراء.(12/294)
167 260- علي بن ثابت الجزري.
167 261- علي بن حمزة بن عبد الله الكسائي.
170 262- علي بن زياد التنوسي الفقيه.
171 263- علي بن عبيد الله بن عمر العلوي الطبيب.
171 264- علي بن غراب الفزاري الكوفي.
172 265- علي بن مجاهد الكندي الكابلي الرازي.
172 266- علي بن مسهر القرشي قاضي الموصل.
173 267- علي بن نصر بن علي بن صُهْبان.
173 268- علي بن هاشم بن البريد.
174 269- عمار بن محمد أبو اليقظان الثوري.
174 270- عمر بن أيوب العبدي الموصلي.
175 271- عَمْر بن أبي خليفة حَجّاج بن عتّاب.
175 272- عمر بن الدرفس الغساني الدمشقي.
176 273- عمر بن عبد الرحمن الآبار.
176 274- عمر بن عبيد الطنافسي الكوفي.
176 275- عمر بن عبيد الخزار السابري.
176 276- عمر بن علي بن عطاء بن مقدَّم.
177 277- عمرو بن جميع قاضي حلوان.
177 278- عمرو بن صالح بن المختار الزهري.
178 279- عمرو بن قاسم بن حبيب التمار.
178 280- عمرو بن قيس بن بشير الكوفي.
178 281- عمرو بن النعمان بن جبلة الباهلي.
179 282- عِمران بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ليلى.
179 283- عنبسة بن عبد الواحد بن أمية الأعور.
179 284- عويد بن أبي عمران الجوني.(12/295)
179 285- عيسى بن حنيفة الكندي.
180 286- عيسى بن سوادة بن الجعر النخعي.
180 287- عيسى بن موسى البخاري غنجار.
181 288- عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
"حرف الغين".
183 289- غسان بن مُضَر الأزْديّ النَّمِريّ المكفوف.
"حرف الفاء".
183 290- الفرج بن سعيد أبو رَوْح المأربي.
183 291- فضالة بن حصين الضبي.
184 292- الفضل بن عثمان المرادي الصيرفي.
184 293- فضيل بن سليمان النميري.
184 294- فضيل بن عياض بن مسعود.
193 295- فضيل بن عياض الصدفي المصري.
"حرف القاف".
194 296- قدامة بن شهاب المازنيّ البصْريّ.
194 297- قران بن تمام الأسدي الكوفي.
"حرف الكاف".
194 298- الليث بن عاصم بن العلاء الخولاني.
"حرف اللام".
195 299- الليث بن عاصم بن العلاء الخولاني.
195 300- الليث بن نصر بن سيار الكناني.
"حرف الميم".
195 301- الماضي بن محمد الغافقي المصري.
195 302- مبارك بن سحيم.
196 303- مبشر بن عبد الله بن رزين.(12/296)
196 304- محبوب بن محرز التميمي القواريري.
196 305- محمد بن إبراهيم بن دينار المدني.
197 306- محمد بن الإمام إبراهيم بن محمد بن علي الأمير.
197 307- محمد بن القاضي أبي شيبة إبراهيم العبسي.
198 308- محمد بن إبراهيم بن المطّلب بن السّايب.
198 309- محمد بن إسحاق بن محصن.
198 310- محمد بن أنس الكوفي.
198 311- محمد بن الحجاج بن يوسف الدمشقي.
198 312- محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني.
201 313- محمد بن الحجاج اللخمي الواسطي.
21 314- محمد بن حُمران القيسي.
202 315- محمد بن زائدة التميمي.
202 316- محمد بن سليمان بن الأصبهاني الكوفي.
202 317- محمد بن سعدان بن عبد الله بن حيان.
203 318- محمد بن سليمان بن مسمول.
203 319- محمد بن سليم القرشي البلخي المكي.
203 320- محمد بن سهل الأسدي الكوفي المقعد.
203 321- محمد بن سواء بن عنبر السدوسي.
204 322- ابن السماك محمد بن صبيح العجلي.
206 323- محمد بن عبد الرحمن بن رداد المدنيّ.
206 324- محمد بن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي.
207 325- محمد بن عبد الرحمن السهمي الباهلي.
207 326- محمد بن عبد الرحمن القشيري المقدسي.
207 327- محمد بن عبد الرحمن الطفاوي.
208 328- محمد بن عبد الملك الأنصاري.(12/297)
208 329- محمد بن عثمان بن صفوان الجمحي.
209 330- محمد بن عمر الطائي المحري الحمصي.
209 331- محمد بن عمر بن صالح الكَلاعيّ الحمصيّ الحموي.
209 332- محمد بن الفرات الكوفي.
210 333- محمد بن الفضل بن عطية العبسي.
211 334- محمد بن كثير القرشي الكوفي.
211 335- محمد بن كثير البصري القصاب.
211 336- محمد بن مجيب الثقفي الصائغ.
212 337- محمد بن محصن العكاشي.
212 338- محمد بن مروان السدي الصغير.
212 339- محمد بن مسروق بن معدان الكندي.
213 340- محمد بن المعلى اليامي الكوفي.
213 341- محمد بن يزيد الواسطي الزاهد.
214 342- محمد بن يوسف بن معدان.
215 343- مخلد بن خداش الكوفي.
216 344- مخيس بن تميم الأشجعي.
216 345- مدرك بن أبي سعد الفزاري.
216 346- مرحوم بن عبد العزيز البصري العطار.
217 347- مروان بن أبي حفصة سليمان الأموي.
219 348- مروان بن سالم الشامي الجزري.
219 349- مروان بن شجاع الجزري الحراني.
219 350- مروان أبو عبد الملك الرمادي.
220 351- مسلمة بن علقمة المارني.
220 352- مسلمة بن علي بن خلف الخشني.
221 353- المسيب بن شريك.(12/298)
221 354- مصعب بن الزبير العذري.
221 355- مصعب بن سلام التميمي الكوفي.
222 356- مصعب بن ماهان المروزي.
222 357- مطر بن العلاء الفزاري الدمشقي.
223 358- المطلب بن زياد الكوفي.
223 359- معاذ بن مسلم النحوي الكوفي.
224 360- المعافي بن عمران بن نفيل الموصلي.
227 361- معتمر بن سليمان بن طرخان.
228 362- معدى بن سليمان البصري.
228 363- معلى بن راشد البصري القواس النبال.
229 364- المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث.
229 365- المغيرة بن أبي المغيرة الربعي الرملي.
229 366- المغيرة بن موسى البصري.
230 367- المفضل بن عبد الله الكوفي.
230 368- المفضل بن فضالة القتباني المصري.
231 369- ملازم بن عمرو الحنفي اليمامي.
232 370- المنهال بن بحر القشيري العقيلي.
232 371- مهران بن أبي عمر الرازي العطار.
232 372- موسى الكاظم بن جعفر بن محمد.
234 373- موسى بن شيبة بن عمرو السلمي.
234 374- موسى بن ربيعة الجمحي المصري.
235 375- موسى بن عيسى البستي الكوفي.
236 376- موسى بن منصور بن هشام اللخمي.
236 377- مؤمل بن أميل المحاربي الكوفي.
236 378- المؤمل بن أبي حفصة الشاعر.(12/299)
236 379- ميمون بن يحيى بن مسلم بن الأشجّ.
237 380- ميمون بن زيد البصري السقاء.
"حرف النون".
237 381- نُصَيْر بن زياد الطّائيّ الكوفيّ.
237 382- النضر بن إسماعيل البجلي القاص.
238 383- النضر بن محمد المروزي.
238 384- النضر بن منصور الكوفي.
238 385- النعمان بن عبد السلام التيمي.
239 386- نعيم بن المورع بن توبة العنبري.
239 387- نوح بن دراج النخعي.
240 388- نوح بن قيس الحداني الطاحي.
240 389- نوح بن أبي مريم الجامع.
"حرف الهاء".
240 390- هارون بن مسلم بن هُرْمُز.
241 391- هارون بن المغيرة البجلي الرازي.
241 392- هزال بن سعيد السبأي.
241 393- هشام بن لاحق المدائني.
241 394- هشيم بن بشير بن أبي خازم.
245 395- هشيم بن أبي ساسان الكوفي.
245 396- الهيثم بن حميد الغساني.
"حرف الواو".
246 397- وكيع بن محرز الناجي السامي.
246 398- الوليد بن بكير التميمي الطهوي.
246 399- الوليد بن محمد الموقري البلقاوي.
248 400- وهب بن إسماعيل الأسدي.(12/300)
248 401- وهب بن راشد الرقي.
248 402- وهب بن واضح بن الإخريط المكي.
"حرف الياء".
249 403- يحيى بن بُريد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ.
249 404- يحيى بن حمزة بن واقد الحضرمي.
250 405- يحيى البرمكي.
251 406- يحيى بن أبي زائدة الوادعي.
252 407- يحيى بن راشد المازني البصري البراء.
253 408- يحيى بن أبي زكريا الغساني الواسطي.
253 409- يحيى بن سابق المدني.
253 410- يحيى بن عبد الله بن حسن الهاشمي.
254 411- يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْد اللَّه.
254 412- يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غُنْيَةٍ الخزاعي.
254 413- يحيى بن عبيد الله الجرشي.
255 414- يحيى بن عقبة بن أبي العيزار.
255 415- يحيى بن مضر القيسي القرطبي.
255 416- يحيى بن ميمون التمار.
256 417- يحيى بن يعلى الأسلمي القطواني.
256 418- يحيى بن اليمان العجلي الكوفي.
257 419- يزيد بن زريع.
258 420- يزيد بن عبد الله القرشي البيسري.
259 421- يزيد بن مزيد بن زايدة.
261 422- يزيد بن يحيى القرشي الدمشقي.
262 423- اليسع بن طلحة بن أبزوذ المكي.
262 424- يعقوب بن داود الوزير.(12/301)
262 425- يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد القارئ الزهري.
263 426- يعقوب بن الوليد الأزدي المدني.
263 427- يعلى بن الأشدق العقيلي.
264 428- يعلى بن شبيب المكي.
264 429- يغنم بن سالم بن قنبر البصري.
265 430- يوسف بن خالد بن عمير السمتي.
265 431- يوسف بن عطية بن ثابت الصفار.
266 432- يوسف بن عطية الباهلي الوراق.
266 433- يوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي الرومي.
266 434- يوسف بن يعقوب بن أبي سَلَمة الماجشون.
267 435- يونس بن حبيب النحوي.
"الكنى".
267 436- أبو إسحاق الفزاري.
268 437- أبو إسماعيل المؤدب.
268 438- أبو أمية بن يعلى الثقفي.
269 439- أبو بحر البكراوي.
269 440- أبو حفص الآبار.
270 441- أبو خالد الأحمر"سليمان بن حيان".
270 442- أبو داود النخعي.
271 443- أبو رويم"طلاب بن حوشب".
271 444- أبو سفيان المعمري.
271 445- أبو سليمان الداراني الكبير.
272 446- أبو عاصم العباداني.
272 447- أبو عبد الرحمن الزاهد.
273 448- أبو عبد الرحمن الفراء.(12/302)
273 449- أبو عبيدة الحداد.
274 450- أبو عبيدة العصفري.
274 451- أبو علقمة الفروي.
274 452- أبو المليح الرقي.
275 453- أبو الهول الحميري.
275 454- أبو الهيذام المري.
276 455- القاضي أبو يوسف.
281 فهرس الموضوعات.(12/303)
المجلد الثالث عشر
الطبقة العشرون
أحداث سنة إحدى وتسعين ومائة
...
بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة العشرون:
أحداث سنة إحدى وتسعين ومائة:
من توفي في هذه السنة:
خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ الرَّقِّيُّ الْخَرَّازُ، سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ الأَبْرَشُ، بِالرَّيِّ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ، عِيسَى بْنُ يُونُسَ، فِي قَوْلِ خَلِيفَةَ، وَابْنِ سَعْدٍ، الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ الْمَرْوَزِيُّ، مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ الْفَقِيهُ، مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُهَلَّبِيُّ، بِالْمِصِّيصَةِ، مُطَرِّفُ بْنُ مَازِنٍ، قَاضِي صَنْعَاءَ، مُعَمَّرُ بْنُ سُلَيْمَانَ النَّخَعِيُّ الرَّقِّيُّ.
وَتُوُفِّيَ فِيهَا جَمَاعَةٌ مُخْتَلَفٌ فِيهِمْ، وَسَيُذْكَرُونَ.
خُرُوجُ ثَرْوَانَ بْنِ سَيْفٍ بَحَوْلايَا:
وَفِيهَا خَرَجَ ثَرْوَانُ بْنُ سَيْفٍ بَحَوْلايَا، فَسَارَ إِلَيْهِ طَوْقُ بْنُ مَالِكٍ؛ فَهَزَمَهُ طَوْقٌ وَقَتَلَ أَصْحَابَهُ، وَهَرَبَ مَجْرُوحًا.
خُرُوجُ أَبِي النِّدَاءِ بِالشَّامِ:
وَفِيهَا خَرَجَ أَبُو النِّدَاءِ بِالشَّامِ، فَتَوَجَّهَ لِقِتَالِهِ يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ.
استغلاظ أمر رافع بن الليث عِيسَى مِنْ وَلَدِ عَلِيٍّ:
وَفِيهَا غَلُظَ أَمْرُ رَافِعِ بْنِ اللَّيْثِ بِسَمَرْقَنْدَ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَهْلُ نَسَفَ بِالطَّاعَةِ، وَأَنْ يُوَجِّهَ إِلَيْهِمْ مَنْ يُعِينُهُمْ عَلَى قِتَالِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى بْنِ مَاهَانَ. فَوَجَّهَ صَاحِبَ الشَّاشِ فِي أَتْرَاكِهِ وَقَائِدًا مِنْ قُوَّادِهِ، فَأَحْدَقُوا بِعِيسَى وَلَدِ عَلِيٍّ وَقَتَلُوهُ فِي ذِي الْقِعْدَةِ.
وِلايَةُ حَمُّوَيْهِ بَرِيدَ خُرَاسَانَ:
وَفِيهَا وَلَّى الرَّشِيدُ حَمُّوَيْهِ الْخَادِمَ بَرِيدَ خُرَاسَانَ.(13/3)
غَزْوَةُ يَزِيدَ بْنِ مَخْلَدٍ الرُّومَ:
وَفِيهَا غَزَا بْنُ مَخْلَدٍ الرُّومَ فِي عَشَرَةِ آلافٍ، فَأَخَذَتِ الرُّومُ عَلَيْهِ الْمَضِيقَ، فَقُتِلَ بِقُرْبِ طَرَسُوسَ، وَقُتِلَ مَعَهُ سَبْعُونَ رَجُلا.
تَوْلِيَةُ هَرْثَمَةَ بْنِ أَعْيَنَ الصَّائِفَةَ:
فَوَلَّى الرَّشِيدُ غَزْوَ الصَّائِفَةِ هَرْثَمَةَ بْنَ أَعْيَنَ، وَضَمَّ إِلَيْهِ ثَلاثِينَ أَلْفًا مِنْ جُنْدِ خُرَاسَانَ وَمَعَهُ مَسْرُورٌ الْخَادِمُ إِلَيْهِ النَّفَقَاتُ وَجَمِيعُ الأَمْرِ خَلا الرِّئَاسَةِ.
مُضِيُّ الرَّشِيدِ إِلَى دَرْبِ الْحَدَثِ:
وَمَضَى الرَّشِيدُ إِلَى دَرْبِ الْحَدَثِ فَرَتَّبَ الأُمُورَ، ثُمَّ انْصَرَفَ بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي رَمَضَانَ، فَنَزَلَ الرَّقَّةَ، وَأَمَرَ بِهَدْمِ الْكَنَائِسِ فِي الثُّغُورِ.
عَزْلُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى:
وَعَزَلَ عَلِيَّ بن عيسى بن مَاهَانَ عَنْ خُرَاسَانَ بَهَرْثَمَةَ بْنِ أَعْيَنَ.
وَقَدْ ذَكَرْنَا سَبَبَ هَلاكِ وَلَدِهِ عِيسَى، فَلَمَّا قُتِلَ وَلَدُهُ خَرَجَ عَنْ بَلْخَ فَأَتَى مَرْوَ خَوْفًا مِنْ رَافِعٍ أَنْ يَأْتِيَ مَرْوَ فَيَمْلِكُهَا.
وَكَانَ ابْنُهُ دَفَنَ فِي بُسْتَانِ دَارِهِ أَمْوَالا، نَحْوَ ثَلاثِينَ أَلْفَ أَلْفٍ، وَلَمْ يَدْرِ بِهَا عَلِيٌّ. فَأَعْلَمَتْ جَارِيَةٌ لِعِيسَى بَعْضَ الْخَدَمِ، وَتَحَدَّثَ بِهِ النَّاسُ، فَاجْتَمَعَ أَعْيَانُ الْبَلَدِ وَانْتَهَبُوا الْمَالَ هُمْ وَالعَامَّةُ. فَعَلِمَ الرَّشِيدُ فَغَضِبَ، وَعَزَلَهُ وَأَخَذَ أَمْوَالَهُ، فَبَلَغَتْ ثَمَانِينَ أَلْفَ أَلْفٍ.
وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى قَدْ عَتَا1 وَتَجَبَّرَ عَلَى الْقُوَّادِ، وَكَانَتْ كُتُبٌ قَدْ وَرَدَتْ عَلَى الرَّشِيدِ أَنَّ رَافِقًا لَمْ يَخْلَعْ، وَلا نَزَعَ السَّوَادَ، وَلا مَنْ شَايَعَهُ، وَأَنَّ غَايَتَهُمْ عَزْلُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الَّذِي قَدْ سَامَهُمُ2 الْمَكْرُوهَ.
حَجُّ هَذَا الْعَامِ:
وَحَجَّ بِالنَّاسِ أَمِيرُ مَكَّةَ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ.
امْتِنَاعُ الصَّائِفَةِ:
وَلَمْ يكن للمسلمين بعد هذا السَّنَةِ صَائِفَةٌ إِلَى سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ3.
__________
1 عتا: تكبر.
2 سامهم: أذاقهم.
3 انظر: تاريخ خليفة "ص/ 350"، وتاريخ الطبري "8/ 341"، والكامل "6/ 119-122"، والبداية "10/ 212-213".(13/4)
أحداث سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ:
تُوُفِّيَ فِيهَا: صَعْصَعَةُ بْنُ سَلامٍ خَطِيبُ قُرْطُبَةَ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ الأَوْدِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمِصْرِيُّ، عَرْعَرَةُ بْنُ الْبَرْنَدِ الشَّامِيُّ الْبَصْرِيُّ، عَلِيُّ بْنُ ظَبْيَانَ الْعَبْسِيُّ الْكُوفِيُّ، الْفَضْلُ بْنُ يَحْيَى الْبَرْمَكِيُّ، تُوُفِّيَ مَسْجُونًا، يَحْيَى بْنُ كريب الرعيني المصري، يوسف ابن الْقَاضِي أَبِي يُوسُفَ.
شُخُوصُ هَرْثَمَةَ إِلَى خُرَاسَانَ:
وَفِيهَا شَخَصَ هَرْثَمَةُ إِلَى خُرَاسَانَ، وَوَجَّهَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ عِيسَى فِي الظَّاهِرِ أَمْوَالا وَخُلَعًا وَسِلاحًا. فَلَمَّا نَزَلَ نَيْسَابُورَ جَمَعَ وُجُوهَ أَصْحَابِهِ فَخَلا بِكُلٍّ مِنْهُمْ وَأَخَذَ عَلَيْهِ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ أَنْ يَكْتُمَ أَمْرَهُ، وَوَلَّى كُلَّ رَجُلٍ بَلَدًا وَدَفَعَ إِلَيْهِ عَهْدَهُ وَجَهَّزَهُ سِرًّا إِلَى بَلَدِهِ. فَعَلَ هَذَا خَوْفًا مِنْ ثَوْرَةِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى.
ثُمَّ سَارَ، فَلَمَّا كَانَ عَلَى مَرْحَلَةٍ مِنْ مَرْوَ دَعَا ثِقَاتِ أَصْحَابِهِ وَكَتَبَ أَسْمَاءَ وَلَدِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَدَفَع إِلَى كُلِّ رَجُلٍ رُقْعَةً بِاسْمِ مَنْ وَكَّلَهُ بِحِفْظِهِ إِذَا دَخَلَ مَرْوَ.
ثُمَّ وَجَّهَ إِلَى عَلِيٍّ: إِنْ أَحَبَّ الأَمِيرُ أَنْ يُوَجِّهَ ثِقَاتِهِ لِقَبْضِ مَا مَعِي فَعَلَ، فَإِنَّهُ إِذَا تَقَدَّمَتِ الأَمْوَالُ أَمَامَ دُخُولِي كَانَ أَقْوَى لِلأَمِيرِ وَأَفَتَّ فِي عَضُدِ أَعْدَائِهِ. فَوَجَّهَ عَلِيٌّ جَمَاعَةً لِقَبْضِ الأموال؛ فقل هَرْثَمَةُ: اشْغِلُوهُمُ اللَّيْلَةَ. فَفَعَلُوا.
ثُمَّ سَارَ إِلَى مَرْوَ، فَلَمَّا صَارَ مِنْهَا عَلَى مِيلَيْنِ تَلَقَّاهُ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى وَوَلَدُهُ وَقُوَّادُهُ؛ فَلَمَّا وَقَعَتْ عَيْنُ هَرْثَمَةَ عَلَيْهِ ثَنَى رِجْلَهُ لِيَنْزِلَ، فَصَاحَ عَلِيٌّ: وَاللَّهِ لَئِنْ نَزَلْتَ لأَنْزِلَنَّ.(13/5)
فثبت ودنا، فاعتنقا، ثم سارا إِلَى قَنْطَرَةٍ لا يَجُوزُهَا إِلا فَارِسٌ. فَحَبَسَ هَرْثَمَةُ لِجَامَ الْفَرَسِ وَقَالَ لِعَلِيٍّ: سِرْ، فَقَالَ: لا وَاللَّهِ. فَقَالَ هَرْثَمَةُ: لا وَاللَّهِ، أَنْتَ أَمِيرُنَا. ثُمَّ نَزَلَ بِمَنْزِلِ عَلِيٍّ، وَأَكَلا مِنَ السِّمَاطِ. ثُمَّ دَفَعَ الْخَادِمُ كِتَابَ الرَّشِيدِ إِلَى عَلِيٍّ، فَلَمَّا رَأَى أَوَّلَ حرف مِنْهُ سُقِطَ مِنْ يَدِهِ. ثُمَّ أَمَرَ هَرْثَمَةُ بِتَقْيِيدِهِ وَتَقْيِيدِ وَلَدِهِ وَعُمَّالِهِ. ثُمَّ صَارَ إِلَى الْجَامِعِ فَخَطَبَ وَبَسَطَ مِنْ آمَالِ النَّاسِ، وَأَخْبَرَ أَنَّ الرَّشِيدَ وَلاهُ ثُغُورَهُمْ بِمَا بَلَغَهُ مِنْ سُوءِ سِيرَةِ الْفَاسِقِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى، وَإِنِّي مُنْصِفُكُمْ مِنْهُ.
فَأَظْهَرُوا السُّرُورَ وَضَجُّوا بِالدُّعَاءِ. ثُمَّ انْصَرَفَ وَدَعَا بِعَلِيٍّ وَآلِهِ فَقَالَ: أَعْفُونِي مِنَ الإِقْدَامِ بِالْمَكْرُوهِ عَلَيْكُمْ. وَنُودِيَ بِبَرَاءَةِ الذِّمَّةِ مِنْ رَجُلٍ عِنْدَهُ لِعَلِيٍّ وَدِيعَةٌ فَأَخْفَاهَا. فَأَحْضَرَ النَّاسُ شَيْئًا كَثِيرًا إِلا رَجُلٌ وَاحِدٌ. وَاسْتَصْفَى هَرْثَمَةُ حَتَّى حُلِيِّ النِّسَاءِ وَالثِّيَابِ، وَبَالَغَ فِي ذَلِكَ. ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ أَقَامَهُمْ لِمَظَالِمِ النَّاسِ وَشَدَّدَ عَلَيْهِمْ. ثُمَّ حَمَلَ عَلِيًّا إِلَى الرَّشِيدِ.
تَوَجُّهُ الرَّشِيدِ لِحَرْبِ رَافِعٍ:
وَفِيهَا تَوَجَّهَ الرَّشِيدُ نَحْوَ خُرَاسَانَ لِحَرْبِ رَافِعٍ. فَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الطَّبَرِيُّ أَنَّ أَبَاهُ شَيَّعَ الرَّشِيدَ إِلَى النَّهْرَوَانِ، فَجَعَلَ يُحَادِثُهُ فِي الطَّرِيقِ إِلَى أَنْ قَالَ: يَا صَبَّاحُ، لا أَحْسَبُكَ تَرَانِي بَعْدَهَا. فَقُلْتُ: بَلْ يَرُدُّكَ اللَّهُ سَالِمًا. ثُمَّ قَالَ: وَلا أَحْسَبُكَ تَدْرِي ما أجد. فقلت: لا والله. فقال: تعالى حَتَّى أُرِيَكَ. وَانْحَرَفَ عَنِ الطَّرِيقِ، وَأَوْمَأَ إِلَى الْخَوَاصِّ فَتَنَحَّوْا، ثُمَّ قَالَ: أَمَانَةَ اللَّهِ يَا صَبَّاحُ أَنْ تَكْتُمَ عَلَيَّ. وَكَشَفَ عَنْ بَطْنِهِ، فَإِذَا عُصَابَةُ حَرِيرٍ حَوْلَ بَطْنِهِ، فَقَالَ: هَذِهِ عِلَّةٌ أَكْتُمُهَا النَّاسَ كُلَّهُمْ.
وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ وَلَدِي عَلَيَّ رَقِيبٌ، فَمَسْرُورٌ رَقِيبُ الْمَأْمُونِ، وَجِبْرِيلُ بْنُ بَخْتَيْشُوعَ رَقِيبُ الأَمِينِ وَنَسِيتُ الثَّالِثَ، مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلا وَهُوَ يُحْصِي أَنْفَاسِي وَيَعُدُّ أَيَّامِي وَيَسْتَطِيلُ دَهْرِي. فَإِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ ذَلِكَ فَالسَّاعَةَ أَدْعُو بِبِرْذَوْنَ، فَيَجِيئُونَ بِهِ أعْجَفَ ليزيد في علتي. ثم دعا ببرذون، فجاؤوا بِهِ كَمَا وَصَفَ، فَنَظَرَ إِلَيَّ ثُمَّ رَكِبَهُ وَانْصَرَفَ.
تَحَرُّكُ الْخُرَّمِيَّةِ:
وَفِيهَا تَحَرُّكُ الْخُرَّمِيَّةِ بِبِلادِ أَذْرَبَيْجَانَ، فَسَارَ لِحَرْبِهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكٍ فِي عَشَرَةِ آلافٍ، فَأَسَرَ وَسَبَى.(13/6)
قَتْلُ أَبِي النِّدَاءِ:
وَفِيهَا قَدِمَ يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ عَلَى الرَّشِيدِ وَمَعَهُ أَبُو النِّدَاءِ، فَقَتَلَهُ.
تَحَرُّكُ ثَرْوَانَ الْحَرُورِيِّ 1:
وَفِيهَا تَحَرُّكُ ثَرْوَانَ الْحَرُورِيِّ فَقَتَلَ عَامِلَ الطَّفِّ.
حَبْسُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى:
وَقُدِمَ بِعَلِيِّ بْنِ عِيسَى بَغْدَادَ، فَحُبِسَ فِي دَارِهِ.
وَقَتَلَ فِيهَا الرَّشِيدُ هَيْثَمًا الْيَمَانِيَّ، وَكَانَ قد خرج. والله أعلم2.
__________
1 الحروري: نسبة إلى حرواء بالعراق، وهي منشأ الخوارج.
2 انظر: تاريخ خليفة "ص/ 305"، تاريخ الطبري "8/ 341"، الكامل "6/ 119-122"، البداية "10/ 212-213"، صحيح التوثيق "6/ 109".(13/7)
أحداث سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ:
تُوُفِّيَ فِيهَا: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، أَبُو بِشْرٍ الْبَصْرِيُّ، زِيَادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ شَبَطُونُ، سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ، الْعَبَّاسُ بْنُ الأَحْنَفِ الشَّاعِرُ الْمَشْهُورُ، الْعَبَّاسُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ الشَّاعِرُ، الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ بْنُ الرَّبِيعِ الْحَاجِبُ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كُلَيْبٍ الْمُرَادِيُّ، بِمِصْرَ، عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَسْعُودِيُّ، مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَصْرِيُّ، غُنْدَرٌ، مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ الْحَرَّانِيُّ، مَرْوَانُ بْنُ مَعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، نَزِيلُ دِمَشْقَ، أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ الْمُقْرِئُ، بِالْكُوفَةِ.
مُوَافَاةُ الرَّشِيدِ جُرْجَانَ:
وَفِيهَا وَافَى الرَّشِيدُ جُرْجَانَ، فَأَتَتْهُ بِهَا خَزَائِنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى عَلَى أَلْفٍ وَخَمْسِمِائَةِ بَعِيرٍ، ثُمَّ رَحَلَ مِنْهَا فِي صَفَرٍ وَهُوَ عَلِيلٌ3 إِلَى طُوسَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ.
الْوَقْعَةُ بَيْنَ هَرْثَمَةَ وَأَصْحَابِ رَافِعِ بْنِ اللَّيْثِ:
وَفِيهَا كَانَتْ وَقْعَةٌ بَيْنَ هَرْثَمَةَ وَأَصْحَابِ رَافِعِ بْنِ اللَّيْثِ، فانتصر هرثمة وأسر أخا
__________
1 الحروري: نسبة إلى حرواء بالعراق، وهي منشأ الخوارج.
2 انظر: تاريخ خليفة "ص/ 305"، تاريخ الطبري "8/ 341"، الكامل "6/ 119-122"، البداية "10/ 212-213"، صحيح التوثيق "6/ 109".
3 عليل: مريض.(13/7)
رَافِعٍ، وَمَلَكَ بُخَارَى، وَقَدِمَ بِأَخِي رَافِعٍ عَلَى الرَّشِيدِ، فَسَبَّهُ، وَدَعَا بِقَصَّابٍ1 وَقَالَ: فَصِّلْ أَعْضَاءَهُ، ففصله.
غلط بن جبريل بن بختيشوع وتطبيب الرَّشِيدِ:
وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنَّ جِبْرِيلَ بْنَ بَخْتَيْشُوعَ غَلِطَ عَلَى الرَّشِيدِ فِي عِلَّتِهِ فِي عِلاجٍ عَالَجَهُ بِهِ كَانَ سَبَبَ مَنِيَّتِهِ، فَهَمَّ الرَّشِيدُ بِأَنْ يُفَصِّلَهُ كَمَا فَعَلَ بِأَخِي رَافِعٍ، وَدَعَا بِهِ فَقَالَ: انْتَظِرْ إِلَى غَدٍ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّكَ تُصْبِحُ فِي عَافِيَةٍ، فَمَاتَ ذَلِكَ الْيَوْمَ.
وَقِيلَ إِنَّ الرَّشِيدَ رَأَى مَنَامًا أَنَّهُ يَؤُمُّ بِطُوسَ، فَبَكَى وَقَالَ: احْفُرُوا لِي قَبْرًا. فحفروا له، ثُمَّ حُمِلَ فِي قُبَّةٍ عَلَى جَمَلٍ وَسِيقَ به حتى نظر إلى القبر فقال: يا ابن آدَمَ تَصِيرُ إِلَى هَذَا. وَأَمَرَ قَوْمًا فَنَزَلُوا فَخَتَمُوا فِيهِ خَتْمَةً، وَهُوَ فِي مِحَفَّةٍ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ.
الرَّشِيدُ يَقْتَفِي أَخْلاقَ الْمَنْصُورِ:
قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: وَكَانَ يَقْتَفِي أَخْلاقَ الْمَنْصُورِ، وَيَطْلُبُ الْعَمَلَ بِهَا. إِلا فِي بَذْلِ الْمَالِ، فَإِنَّهُ لَمْ يُرَ خَلِيفَةٌ قَبْلَهُ أَعْطَى مِنْهُ لِلْمَالِ. وَكَانَ يُحِبُّ الشِّعْرَ، وَيَمِيلُ إِلَى أَهْلِ الأَدَبِ وَالْفِقْهِ، وَيَكْرَهُ الْمِرَاءَ فِي الدِّينِ، وَيَقُولُ: هُوَ شَيْءٌ، لا نَتِيجَةَ لَهُ، وَبِالْحَرِيِّ أَنْ لا يَكُونَ فِيهِ ثَوَابٌ. وَكَانَ يُحِبُّ الْمَدِيحَ وَيَشْتَرِيهِ بأغلى ثمن.
إجازرة الرَّشِيدِ مَرْوَانَ بْنَ أَبِي حَفْصَةَ:
أَجَازَ مَرَّةً مَرْوَانَ بْنَ أَبِي حَفْصَةَ عَلَى قَصِيدَةٍ خَمْسَةَ آلافِ دِينَارٍ، وَخُلْعَةً، وَعَشَرَةً مِنْ رَقِيقِ الرُّومِ، وَفَرَسًا مِنْ مَرَاكِبِهِ.
صُحْبَةُ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْمِضْحَاكِ لِلرَّشِيدِ:
وَقِيلَ إِنَّهُ كَانَ مَعَ الرَّشِيدِ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْمَدَنِيُّ، وَكَانَ مُضْحِكًا فَكِهًا إِخْبَارِيًّا، فَكَانَ الرَّشِيدُ لا يَصْبِرُ عَنْهُ وَلا يمل منه لحسن نوادره ومجونه.
__________
1 قصاب: جزار.(13/8)
مَوْعِظَةُ ابْنِ السَّمَّاكِ لِلرَّشِيدِ:
وَرُوِيَ أَنَّ ابْنَ السَّمَّاكِ دَخَلَ عَلَى الرَّشِيدِ يَوْمًا فَاسْتَسْقَى، فَأُتِيَ بِكُوزٍ، فَلَمَّا أَخَذَهُ قَالَ: عَلَى رِسْلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ مُنِعْتَ هَذِهِ الشَّرْبَةَ بِكَمْ كُنْتَ تَشْتَرِيهَا؟ قَالَ: بِنِصْفِ مُلْكِي. قَالَ: اشْرَبْ هَنَّاكَ اللَّهُ. فَلَمَّا شَرِبَهَا قَالَ: أَسْأَلُكَ لَوْ مُنِعْتَ خُرُوجَهَا مِنْ بَدَنِكَ، بِمَاذَا كُنْتَ تَشْتَرِي خُرُوجَهَا؟ قَالَ: بِجَمِيعِ مُلْكِي. فَقَالَ: إِنَّ مُلْكًا قِيمَتُهُ شَرْبَةُ مَاءٍ لَجَدِيرٌ أَنْ لا يُنافَسَ فِيهِ. قَالَ: فَبَكَى هَارُونُ.
وَقَدْ ذَكَرْتُ الرَّشِيدَ فِي الأَسْمَاءِ أَيْضًا.
الْبَيْعَةُ لِلأَمِينِ:
وَبُويِعَ لابْنِهِ الأَمِينِ مُحَمَّدٍ فِي الْعَسْكَرِ صَبِيحَةَ اللَّيْلَةِ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا الرَّشِيدُ. وَكَانَ الْمَأْمُونُ حِينَئِذٍ بِمَرْوَ، وَالأَمِينُ بِبَغْدَادَ. فَأَتَاهُ الْخَبَرُ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ الْجُمُعَةَ وَخَطَبَ، وَنَعَى الرَّشِيدَ إِلَى النَّاسِ وَبَايَعَهُ النَّاسُ؛ وَأَمَرَ لِلْجُنْدِ بِرِزْقِ سَنَتَيْنِ.
مَسِيرُ رَجَاءٍ الْخَادِمِ بِالْخَلْعِ إِلَى الأَمِينِ:
وَأَخَذَ رَجَاءٌ الْخَادِمُ الْبُرْدَ والقضيب والخاتم. وسار عَلَى الْبَرِيدِ فِي اثْنَى عَشَرَ يَوْمًا مِنْ مرو حتى قدم بغداد فِي نِصْفِ جُمَادَى الآخِرَةِ، فَدَفَعَ ذَلِكَ إِلَى الأَمِينِ.
وَبَلَغَ الْخَبَرُ الْمَأْمُونَ فَبَايَعَ لِأَخِيهِ ثُمَّ لِنَفْسِهِ، وَأَعْطَى الْجُنْدَ عَطَاءَ سَنَةٍ، وَأَخَذَ يَتَأَلَّفُ أُمَرَاءَهُ وَقُوَّادَهُ وَيُظْهِرُ الْعَدْلَ، فَأَحَبُّوا الْمَأْمُونَ.
بِنَاءُ الأَمِينِ لِمَيْدَانِ الْكُرَةِ:
أَمَّا الأَمِينُ فَإِنَّهُ بَعْدَ بَيْعَتِهِ بِيَوْمٍ أَمَرَ بِبِنَاءِ مَيْدَانٍ جِوَارَ قَصْرِ الْمَنْصُورِ لِلَعِبِ الْكُرَةِ. ثُمَّ قَدِمَتْ أُمُّ جَعْفَرٍ زُبَيْدَةُ فِي شَعْبَانَ، فَتَلَقَّاهَا ابْنُهَا الأَمِينُ.
قَدِمَتْ مِنَ الرَّقَّةِ وَمَعَهَا جَمِيعُ الْخَزَائِنِ.
الْمَأْمُونُ يُهْدِي الأَمِينَ التُّحَفَ:
وَأَقَامَ الْمَأْمُونُ عَلَى خُرَاسَانَ وَإِمْرَتِهَا، وَأَهْدَى لِلأَمِينِ تُحَفًا وَنَفَائِسَ.(13/9)
دُخُولُ هَرْثَمَةَ سَمَرْقَنْدَ:
وَفِيهَا دَخَلَ هَرْثَمَةُ حَائِطَ سَمَرْقَنْدَ، فَلَجَأَ رَافِعٌ إِلَى الْمَدِينَةِ الدَّاخِلَةِ. وَرَاسَلَ رَافِعٌ التُّرْكَ فَوَافَوْهُ، فَصَارَ هَرْثَمَةُ فِي الْوَسَطِ. ثُمَّ لَطَفَ اللَّهُ بِهِ وَرَدَّ التُّرْكَ، فَضَعُفَ أَمْرُ رَافِعٍ.
مَقْتَلُ نِقْفُورَ مَلِكِ الرُّومِ:
وَفِيهَا قُتِلَ نِقْفُورُ مَلِكُ الرُّومِ فِي حَرْبِ بُرْجَانَ، وَبَقِيَ فِي الْمَمْلَكَةِ تِسْعَ سِنِينَ، وَمَلَكَ بَعْدَهُ ابْنُهُ إِسْتَبْرَاقُ شَهْرَيْنِ وَهَلَكَ، فَمَلَكَ مِيخَائِيلُ بْنُ جرجس زوج أخته1.
__________
1 انظر: تاريخ الطبري "8/ 350-360"، البداية "10/ 218-222".(13/10)
أحداث سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ:
تُوُفِّيَ فِيهَا: حَفْصُ بْنُ عُثْمَانَ النَّخَعِيُّ، فِي آخِرِهَا، الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، سَلْمُ بْنُ سَالِمٍ الْبَلْخِيُّ الْعَابِدُ، ضَعِيفٌ، سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَاضِي بَعْلَبَكَّ.
شَقِيقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَلْخِيُّ الزَّاهِدُ، عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ، عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمَهْدِيِّ مُحَمَّدُ بْنُ الْمَنْصُورِ، عُمَرُ بْنُ هَارُونَ الْبَلْخِيُّ، أَبُو حَفْصٍ، مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْخَوْلانِيُّ الأَبْرَشُ، مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبَانٍ الأُمَوِيُّ الْكُوفِيُّ، مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ، يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبَانٍ الأُمَوِيُّ، أَخُو مُحَمَّدٍ، الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ الْجَرْمِيُّ.
ثَوْرَةُ أَهْلِ حِمْصَ بِعَامِلِهِمْ:
وَفِيهَا ثَارَ أَهْلُ حِمْصَ بِعَامِلِهِمْ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ، فَخَرَجَ إِلَى سَلَمْيَةَ، فَوَلَّى عَلَيْهِمُ الأَمِينَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعِيدٍ الْحَرَشِيَّ، فَحَبَسَ عِدَّةً مِنْ وُجُوهِهِمْ وَقَتَلَ عِدَّةً، وَضَرَبَ النَّارَ فِي نَوَاحِي حِمْصَ، فَسَأَلُوهُ الأَمَانَ فَأَمَّنَهُمْ. وَسَكَنُوا ثُمَّ هَاجُوا فَقَتَلَ طَائِفَةً مِنْهُمْ.
عَزْلُ الأَمِينِ لِأَخِيهِ الْقَاسِمِ عَنِ الْوِلايَاتِ:
وَفِيهَا عَزَلَ الأَمِينُ أَخَاهُ الْقَاسِمَ عَنْ مَا كَانَ الرَّشِيدُ وَلاهُ، وَذَلِكَ إِمْرَةُ الشَّامِ وَقِنَّسْرِينَ وَالثُّغُورِ، وَوَلَّى مَكَانَهُ خُزَيْمَةَ بْنَ خَازِمٍ.(13/10)
الأَمْرُ بِالدُّعَاءِ لِمُوسَى ابْنِ الأَمِينِ:
وَفِيهَا أَمَرَ الأَمِينُ بِالدُّعَاءِ لابْنِهِ مُوسَى عَلَى الْمَنَابِرِ بِالإِمْرَةِ، بَعْدَ ذِكْرِ الْمَأْمُونِ وَالْقَاسِمِ.
تَنَكُّرُ الأَمِينِ لِلْمَأْمُونِ:
وَتَنَكَّرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الأَمِينِ وَالْمَأْمُونِ لِصَاحِبِهِ، وظهر الفساد بينهما.
الفضل بن الربيع والأمين عَلَى الْمَأْمُونِ:
وَقِيلَ إِنَّ الْفَضْلَ بْنَ الرَّبِيعِ عَلِمَ أَنَّ الْخِلافَةَ إِذَا أَفْضَتْ إِلَى الْمَأْمُونِ لَمْ يُبْقِ عَلَيْهِ، فَأَعْدَى الأَمِينُ بِهِ، وَحَثَّهُ عَلَى خَلْعِهِ، وَأَنْ يُوَلِّيَ الْعَهْدَ لابْنِهِ مُوسَى. وَأَعَانَهُ عَلَى رَأْيِهِ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ مَاهَانَ، وَالسِّنْدِيُّ.
وَلَمَّا بَلَغَ الْمَأْمُونُ عَزْلُ أَخِيهِ الْقَاسِمِ عَنِ الشَّامِ قَطَعَ الْبَرِيدِيَّةَ عَنِ الأَمِينِ، وَأَسْقَطَ اسْمَهُ مِنَ الطَّرْزِ وَالضَّرْبِ.
الْتِحَاقُ رَافِعِ بْنِ اللَّيْثِ بِالْمَأْمُونِ:
وَكَانَ رَافِعُ بْنُ اللَّيْثِ بْنِ نَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ لَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِ حُسْنُ سِيرَةِ الْمَأْمُونِ فِي عَمَلِهِ وَإِحْسَانِهِ إِلَى الْجَيْشِ، بَعَثَ فِي طَلَبِ الْمَأْمُونِ لِنَفْسِهِ، فَسَارَعَ إِلَى ذَلِكَ هَرْثَمَةُ، وَلَحِقَ رَافِعٌ بِالْمَأْمُونِ فَأَكْرَمَهُ.
قُدُومُ هَرْثَمَةَ عَلَى الْمَأْمُونِ:
وَقَدِمَ هَرْثَمَةُ بِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْجُيُوشِ مِنْ سَمَرْقَنْدَ عَلَى الْمَأْمُونِ. وَكَانَ مَعَهُ طَاهِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ، فَتَلَقَّاهُ الْمَأْمُونُ وَوَلاهُ حَرَسَهُ.
إِرْسَالُ الأَمِينِ وُجُوهًا إِلَى الْمَأْمُونِ:
ثُمَّ إِنَّ الأَمِينَ أَرْسَلَ وُجُوهًا إِلَى الأَمِينِ يَطْلُبُ مِنْهُ أَنْ يُقَدِّمَ مُوسَى عَلَى نَفْسِهِ، وَيَذْكُرَ أَنَّهُ قَدْ سَمَّاهُ النَّاطِقَ بِالْحَقِّ، فَردَّ الْمَأْمُونُ ذَلِكَ وَأَبَاهُ.(13/11)
مُبَايَعَةُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُوسَى الْمَأْمُونَ سِرًّا:
وَكَانَ الرَّسُولُ إِلَيْهِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى، فَبَايَعَ الْمَأْمُونَ بِالْخِلافَةِ سِرًّا، ثُمَّ كَانَ يَكْتُبُ إِلَيْهِ بِالأَخْبَارِ وَيُنَاصِحُهُ مِنَ الْعِرَاقِ.
إِسْقَاطُ اسْمِ الْمَأْمُونِ مِنْ وِلايَةِ الْعَهْدِ:
وَرَجَعَ وَأَخْبَرَ الأَمِينَ بِامْتِنَاعِ الْمَأْمُونِ. فَأَسْقَطَ اسْمَهُ مِنْ وِلايَةِ الْعَهْدِ، وَطَلَبَ الْكِتَابَ الَّذِي كَتَبَهُ الرَّشِيدُ وَجَعَلَهُ بِالْكَعْبَةِ لِعَبْدِ اللَّهِ الْمَأْمُونِ عَلَى الأَمِينِ، فأحضره فمزقه وقويت الوحشة.
إرسال المأمون بِالْبَقَاءِ عَلَى عَهْدِهِ لِلأَمِينِ:
وَأَحْضَرَ الْمَأْمُونُ رُسُلَ الأَمِينِ إِلَيْهِ وَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَتَبَ إِلَيَّ فِي أَمْرٍ كَتَبْتُ إِلَيْهِ جَوَابَهُ، فَأَبْلِغُوهُ بِالْكِتَابِ، وَاعْلَمُوا أَنِّي لا أَزَالُ عَلَى طَاعَتِهِ حَتَّى يَضْطَرَّنِي بِتَرْكِ الْحَقِّ الْوَاجِبِ إِلَى مُخَالَفَتِهِ. فَخَرَجُوا وَقَدْ رَأَوْا جِدًّا غَيْرَ مَشُوبٍ بِهَزْلٍ.
نَصَائِحُ أُولِي الرَّأْيِ لِلأَمِينِ:
وَنَصَحَ الأَمِينَ أُولُو الرَّأْيِ فَلَمْ يَنْتَصِحْ، وَأَخَذَ يَسْتَمِيلُ1 الْقُوَّادَ بِالْعَطَاءِ. وَقَالَ لَهُ خَازِمُ بْنُ خُزَيْمَةَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَنْ يَنْصَحَكَ مَنْ كَذَبَكَ، وَلَنْ يَغُشُّكَ مَنْ صَدَقَكَ. لا تُجَرِّئِ الْقُوَّادَ عَلَى الْخَلْعِ فَيَخْلَعُوكَ، وَلا تَحْمِلْهُمْ عَلَى نَكْثِ الْعَهْدِ فَيَنْكُثُوا بَيْعَتَكَ وَعَهْدَكَ، فَإِنَّ الْغَادِرَ مَغْلُولٌ، وَالنَّاكِثَ مَخْذُولٌ.
بَيْعَةُ الأَمِينِ لابْنِهِ مُوسَى بِوِلايَةِ الْعَهْدِ:
وَفِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ بَايَعَ الأَمِينُ بِوِلايَةِ الْعَهْدِ لابْنِهِ مُوسَى، وَلَقَّبَهُ النَّاطِقَ بِالْحَقِّ، وَجَعَلَ وَزِيرَهُ عَلِيَّ بْنَ عِيسَى بْنِ مَاهَانَ.
وُثُوبُ الرُّومِ عَلَى مَلِكِهِمْ:
وَفِيهَا وَثَبَ الرُّومُ عَلَى مِيخَائِيلَ صَاحِبِ الرُّومِ فَهَرَبَ وَتَرَهَّبَ، وَكَانَ مُلْكُهُ سَنَتَيْنِ، فَمَلَّكُوا عليهم ليون القائد2.
__________
1 يستميل: يستطيب.
2 انظر: تاريخ خليفة "ص/ 308"، تاريخ الطبري "8/ 374"، الكامل "6/ 227".(13/12)
أحداث سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ:
تُوُفِّيَ فِيهَا: إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ، وَاسِطِيٌّ، بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ الْوَاعِظُ، بِمَكَّةَ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ الْكُوفِيُّ، عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمَهْدِيِّ، فِيهَا فِي قَوْلٍ، غَنَّامُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُوفِيُّ، وَقِيلَ سَنَةَ أَرْبَعٍ، مُؤَرِّجُ بْنُ عَمْرٍو السَّدُوسِيُّ النَّحْوِيُّ، مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ.
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، فِي أَوَّلِهَا بِذِي الْمَرْوَةِ، يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، بِمَكَّةَ، أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ.
بَعْضُ الشِّعْرِ الَّذِي قِيلَ فِي وِلايَةِ الْعَهْدِ لِمُوسَى:
وَفِيهَا قَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ فِيمَا جَرَى مِنْ وِلايَةِ الْعَهْدِ لِمُوسَى وَهُوَ طِفْلٌ، وَذَلِكَ بِرَأْيِ الْفَضْلِ كَمَا تَقَدَّمَ، وَرَأْيِ بَكْرِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ.
أَضَاعَ الْخِلافَةَ غِشُّ الْوَزِيرِ ... وَفِسْقُ الأَمِيرِ وَجَهْلُ الْمُشِيرْ
فَفَضْلٌ وَزِيرٌ وَبَكْرٌ مُشِيرٌ ... يُرِيدَانِ مَا فِيهِ حَتْفُ الأَمِيرْ
لِوَاطُ الْخَلِيفَةِ أُعْجُوبَةٌ ... وَأَعْجَبُ مِنْهُ خِلاقُ الْوَزِيرْ
فَهَذَا يَدُوسُ وَهَذَا يُدَاسُ ... وَهَذَا لَعَمْرِي خِلافُ الأُمُورْ
وَلَوْ يَسْتَعِينَانِ هَذَا بِذَاكَ ... لَكَانَا بِعُرْضَةِ آمْرٍ سَتِيرْ
وأعجب بمن ذَا وَذَا أَنَّنَا ... نُبَايِعُ لِلطِّفْلِ فِينَا الصَّغِيرْ
وَمَنْ لَمْ يُحْسِنْ غَسْلَ أَسْتِهِ ... وَمَنْ لَمْ يَخْلُ مِنْ بَوْلِهِ حِجْرُ ظِيرْ
تَسْمِيَةُ الْمَأْمُونِ بِإِمَامِ الْمُؤْمِنِينَ:
وَلَمَّا تَيَقَّنَ الْمَأْمُونُ خَلْعَهُ تَسَمَّى بِإِمَامِ الْمُؤْمِنِينَ، وَكُوتِبَ بِذَلِكَ.(13/13)
عَقْدُ الأَمِينِ الْوِلايَاتِ لِعَلِيِّ بْنِ عِيسَى:
وَفِي رَبِيعٍ الآخَرِ عَقَدَ الأَمِينُ لِعَلِيِّ بْنِ عِيسَى بْنِ مَاهَانَ عَلَى بَلَدِ الْجِبَالِ: هَمْدَانَ، وَنَهَاوَنْدَ، وقم، وأصبهان، وأقر له فِيمَا قِيلَ بِمِائَتَيْ أَلْفِ دِينَارٍ، وَأَعْطَى لِجُنْدِهِ مَالا عَظِيمًا.
جَمْعُ الأَمِينِ أَهْلَ بَغْدَادَ لِقِرَاءَةِ الْعَهْدِ لابْنِهِ:
وَلَمَّا جَمَعَ الأَمِينُ الْمَلأَ لِقِرَاءَةِ الْعَهْدِ عَلَى ابْنِهِ مُوسَى قَالَ:
يَا مَعْشَرَ خُرَاسَانَ، يَعْنِي الَّذِينَ بِبَغْدَادَ، إِنَّ الأَمِيرَ مُوسَى قَدْ أَمَرَ لَكُمْ مِنْ صُلْبِ مَالِهِ بِثَلاثَةِ آلافِ أَلْفِ دِرْهَمٍ.
شُخُوصُ 1 عَلِيِّ بْنِ عِيسَى لِلْقَبْضِ عَلَى الْمَأْمُونِ:
وَشَخَصَ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى فِي نِصْفِ جُمَادَى الآخِرَةِ مِنْ بَغْدَادَ، وَأَخَذَ مَعَهُ قَيْدَ فِضَّةٍ لِيُقَيِّدَ بِهِ الْمَأْمُونَ بِزَعْمِهِ. وَسَارَ مَعَهُ الأَمِينُ إِلَى النَّهْرَوَانِ، فَعَرَضَ بِهَا الْجُنْدَ الَّذِينَ جَهَّزَهُمْ مَعَ عَلِيٍّ.
اسْتِعْمَالُ ابْنِ حُمَيْدٍ عَلَى هَمْدَانَ:
وَسَارَ حَتَّى نَزَلَ هَمْدَانَ، فَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُمَيْدِ بْنِ قحطبة.
لقاء عَلِيِّ بْنِ عِيسَى بِجَيْشِ طَاهِرِ بْنِ الْحُسَيْنِ:
ثُمَّ شَخَصَ عَلِيٌّ مِنْهَا حَتَّى بَلَغَ الرَّيَّ وَهُوَ عَلَى أُهْبَةِ الْحَرْبِ2 فَلَقِيَهُ طَاهِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ وَهُوَ فِي أَقَلَّ مِنْ أَرْبَعَةِ آلافٍ، وَكَانَ قَدْ جَهَّزَهُ الْمَأْمُونُ، فَأَشْرَفَ عَلَى جَيْشِ عَلِيٍّ وَهُمْ يَلْبَسُونَ السِّلاحَ، وامتلأت بهم الصحراء بياضا وصفرة من السلاح المذهب. فَقَالَ طَاهِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ: هَذَا مَا لا قِبَلَ لَنَا بِهِ، وَلَكِنْ نَجْعَلُهَا خَارِجِيَّةً، نَقْصِدُ الْقَلْبَ.
فَهَيَّأَ سبعمائة من الخوارزمية.
__________
1 شخوص: يقال: أشخص فلانًا إليه: والشخوص: الذهاب، المعجم الوجيز "ص8/ 337".
2 أهبة الحرب: استعدادها.(13/14)
رَفْعُ نُسْخَةِ الْبَيْعَةِ عَلَى الرُّمْحِ:
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ هِشَامٍ الأَمِيرُ: فَقُلْنَا لِطَاهِرٍ: نُذَكِّرُ عَلِيَّ بْنَ عِيسَى الْبَيْعَةَ الَّتِي كَانَتْ، وَالْبَيْعَةَ الَّتِي أَخَذَهَا هُوَ لِلْمَأْمُونِ عَلَيْنَا مَعْشَرَ أَهْلِ خُرَاسَانَ. قَالَ: نَعَمْ. فَعَلَّقْنَاهُمَا عَلَى رُمْحَيْنِ، وَقُمْتُ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ، فَقُلْتُ: الأَمَانَ، ثُمَّ قُلْتُ: يَا عَلِيُّ بْنَ عِيسَى أَلا تَتَّقِي اللَّهَ؟ أَلَيْسَ هَذِهِ نُسْخَةَ الْبَيْعَةِ الَّتِي أَخَذْتَهَا أَنْتَ خَاصَّةً؟ اتَّقِ اللَّهَ، فَقَدْ بَلَغْتَ بَابَ قَبْرِكَ.
قَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَحْمَدُ بْنُ هِشَامٍ! وَكَانَ عَلِيٌّ ضَرَبَهُ أَرْبَعَمِائَةِ سَوْطٍ. فَصَاحَ عَلِيٌّ: يَا أَهْلَ خُرَاسَانَ، مَنْ جَاءَ بِهِ فَلَهُ أَلْفُ دِرْهَمٍ.
وَكَانَ مَعَنَا قَوْمُ بُخَارِيَّةَ، فَرَمَوْهُ وَزَنَّدَهُ وَقَالُوا: نَقْتُلُكَ وَنَأْخُذُ مَالَكَ.
مَقْتَلُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى:
وَخَرَجَ مِنْ عَسْكَرِ عَلِيٍّ الْعَبَّاسُ بْنُ اللَّيْثِ ورجل آخر، فشد عليه طاهر فضربه قتله، وشد داوود سِيَاهٌ عَلَى عَلِيِّ بْنِ عِيسَى فَصَرَعَهُ وَهُوَ لا يعرفه. فقال طاهر بن الناجي: أَعَلِيُّ بْنُ عِيسَى أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ! وَظَنَّ أَنَّهُ يُهَابُ فَلا يَقْدِمُ عَلَيْهِ أَحَدٌ. فشَدَّ عَلَيْهِ وَذَبَحَهُ بِالسَّيْفِ، ثُمَّ انْهَزَمَ جَيْشُهُ.
انْهِزَامُ الْبُخَارِيَّةِ:
قَالَ أَحْمَدُ: فَتَبِعْنَاهُمْ فَرْسَخَيْنِ، وَأَوْقَفُونَا اثْنَتَيْ عشر مَرَّةً؛ كُلُّ ذَلِكَ نَهْزِمُهُمْ. فَلَحِقَنِي طَاهِرُ بْنُ التَّاجِيِّ وَمَعَهُ رَأْسُ عَلِيٍّ، فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ شُكْرًا. وَوَجَدْنَا فِي عَسْكَرِهِ سَبْعَمِائَةِ كِيسٍ، فِي كُلِّ كِيسٍ أَلْفُ دِرْهَمٍ. وَوَجَدْنَا عِدَّةَ بِغَالٍ عَلَيْهَا له خَمْرٌ سَوَادِيٌّ. فَظَنَّتِ الْبُخَارِيَّةُ أَنَّهُ مَالٌ، فَكَسَرُوا تِلْكَ الصَّنَادِيقَ فَرَأَوْهُ خَمْرًا، فَضَحِكُوا وَقَالُوا: عَمِلْنَا الْعَمَلَ حَتَّى نَشْرَبَ.
التَّسْلِيمُ بِالْخِلافَةِ لِلْمَأْمُونِ:
وَأَعْتَقَ طَاهِرٌ مَنْ كَانَ بِحَضْرَتِهِ مِنْ غِلْمَانِهِ شُكْرًا. فَلَمَّا وَصَلَ الْبَرِيدُ إِلَى الْمَأْمُونِ سَلَّمُوا عَلَيْهِ بِالْخِلافَةِ، وَطِيفَ بِالرَّأْسِ فِي خُرَاسَانَ.(13/15)
انْشِغَالُ الأَمِينِ بِصَيْدِ السَّمَكِ:
وَجَاءَ الْخَبَرُ بِقَتْلِهِ إِلَى الأَمِينِ وَهُوَ يَتَصَيَّدُ السَّمَكَ، فَقَالَ لِلَّذِي أَخْبَرَهُ وَيْلَكَ دَعْنِي، فَإِنَّ كَوْثَرًا قَدْ صَادَ سَمَكَتَيْنِ وَأَنَا مَا صِدْتُ شَيْئًا بَعْدُ.
شِعْرٌ فِي مَقْتَلِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى:
وَقَالَ شاعر من أصحاب علي:
لَقِينَا اللَّيْثَ مُفْتَرِشًا يَدَيْهِ ... وَكُنَّا مَا يُنَهْنِهُنَا اللِّقَاءُ
نَخُوضُ الْمَوْتَ وَالْغَمَرَاتِ قِدْمًا ... إِذَا مَا كَرَّ لَيْسَ بِهِ خَفَاءُ
فَضَعْضَعَ رُكْنَنَا لَمَّا الْتَقَيْنَا ... وَرَاحَ الْمَوْتُ وَانْكَشَفَ الْغِطَاءُ
وَأَوْدَى كَبْشَنَا وَالرَّأْسَ مِنَّا ... كَأَنَّ بِكَفِّهِ كَانَ الْقَضَاءُ
تَوْجِيهُ الأَمِينِ لِلأَبْنَاوِيِّ:
ثُمَّ وَجَّهَ الأَمِينُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جَبَلَةَ الأَبْنَاوِيَّ وَأَمِيرَ الدِّينَوَرِ بِالْعُدَّةِ وَالْقُوَّةِ، فَسَارَ حَتَّى نَزَلَ هَمْدَانَ.
قِلَّةُ تَدْبِيرِ الأَمِينِ مَعَ كَثْرَةِ الْجَيْشِ:
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَازِمٍ أَنَّهُ قَالَ: يُرِيدُ مُحَمَّدُ إِزَالَةَ الْجِبَالِ وَفَلَّ الْعَسَاكِرِ بِالْفَضْلِ وَتَدْبِيرِهِ، وَهَيْهَاتَ. وَهُوَ وَاللَّهِ كَمَا قِيلَ:
قَدْ ضَيَّعَ اللَّهُ ذَوْدًا أَنْتَ رَاعِيهَا
وَقِيلَ إِنَّ الْجَيْشَ الَّذِي كَانُوا مَعَ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى أَرْبَعُونَ أَلْفًا فِي حَمِيَّةٍ لَمْ يُرَ مِثْلُهَا.
مَقْتَلُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى بِسَهْمٍ:
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُجَالِدٍ أَنَّ الْوَقْعَةَ اشْتَدَّ فِيهَا الْقِتَالُ، وَأَنَّ عَلِيَّ بْنَ عِيسَى قُتِلَ بِسَهْمٍ جَاءَهُ. وأن طاهرًا بعث بالأسرى والرؤوس إلى المأمون.(13/16)
شَغَبُ الْجُنْدِ بِبَغْدَادَ عَلَى الأَمِينِ:
وَذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْجَرْمِيُّ أَنَّ عَلِيًّا لَمَّا قُتِلَ أَرْجَفَ النَّاسُ بِبَغْدَادَ إِرْجَافًا شَدِيدًا. وَنَدِمَ مُحَمَّدٌ عَلَى خَلْعِهِ أَخَاهُ. وَطَمِعَ الأُمَرَاءُ فِيهِ، وَشَغَّبُوا جُنْدَهُمْ بِطَلَبِ الأَرْزَاقِ مِنَ الأَمِينِ، وَازْدَحَمُوا عَلَى الْجِسْرِ يَطْلُبُونَ الأَرْزَاقَ وَالْجَوَائِزَ؛ فَرَكِبَ إِلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَازِمٍ فِي طَائِفَةٍ مِنْ قُوَّادِ الأَعْرَابِ فَتَرَامَوْا بِالنِّشَابِ وَاقْتَتَلُوا. فَسَمِعَ الأَمِينُ الضَّجَّةَ، وَأَرْسَلَ يَأْمُرُ ابْنَ خَازِمٍ بِالانْصِرَافِ، وَأَنْزَلَهُمْ بِأَرْزَاقِ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ وَزَادَ فِي عَطَائِهِمْ، وَأَمَر لِلْقُوَّادِ بِالْجَوَائِزِ.
اسْتِعْدَادُ الأَبْنَاوِيِّ لِمُحَارَبَةِ طَاهِرٍ:
وَجَهَّزَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الأَبْنَاوِيُّ فِي عِشْرِينَ أَلْفًا، فَسَارَ إلى همدان وضبط طرقها، وحصن سورهان وَجَمَعَ فِيهَا الأَقْوَاتَ، وَاسْتَعَدَّ لِمُحَارَبَةِ طَاهِرٍ.
حَبْسُ يَحْيَى بْنِ عَلِيٍّ لِلْمُنْكَسِرِينَ مِنْ جَيْشِ أَبِيهِ:
وَقَدْ كَانَ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى لَمَّا قُتِلَ أَبُوهُ أَقَامَ بَيْنَ الرَّيِّ وَهَمْدَانَ، فَكَانَ لا يَمُرُّ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الْمُنْكَسِرِينَ إِلا حَبَسَهُ عِنْدَهُ بِنَاءً مِنْهُ أَنَّ الأَمِينَ يُوَلِّيهِ مَكَانَ أَبِيهِ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ الأَمِينُ يَأْمُرُهُ بِالْمُقَامِ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَبْنَاوِيِّ. فَلَمَّا سَارَ يَحْيَى إِلَى قُرْبِ هَمْدَانَ تَفَرَّقَ أَكْثَرُ أَصْحَابِهِ.
تَرَاجُعُ الأَبْنَاءِ أَمَامَ طَاهِرِ بْنِ الْحُسَيْنِ:
وَأَمَّا طَاهِرٌ فَقَصَدَ مَدِينَةَ هَمْدَانَ وَأَشْرَفَ عَلَيْهِا. فَالْتَقَى الْجَيْشَانِ وَصَبرَ الْفَرِيقَانِ وَكَثُرَتِ الْقَتْلَى. ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الأَبْنَاوِيَّ تَقَهْقَرَ وَدَخَلَ مَدِينَةَ هَمْدَانَ فَأَقَامَ بِهَا يَلُمُّ شَعَثَ أَصْحَابِهِ.
حِصَارُ طَاهِرٍ لِهَمْدَانَ:
ثُمَّ زَحَفَ إِلَى طَاهِرٍ، وَقَدْ خَنْدَقَ طَاهِرٌ عَلَى عَسْكَرٍ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالا شَدِيدًا. وَجَعَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُحَرِّضُ أَصْحَابَهُ، وَيُقَاتِلُ بِيَدِهِ، وَحَمَلَ حَمَلاتٍ مُنْكَرَةً مَا مِنْهَا حَمْلَةٌ إِلا وَهُوَ يُكْثِرُ الْقَتْلَ فِي أَصْحَابِ طَاهِرٍ. فَشَدَّ رَجُلٌ عَلَى صَاحِبِ عَلَمٍ عَبْدَ(13/17)
الرَّحْمَنِ فَقَتَلَهُ. وَحَمَلَ أَصْحَابُ طَاهِرٍ حَمْلَةً صَادِقَةً حَتَّى أَلْجَأُوهُمْ إِلَى مَدِينَةِ هَمْدَانَ، وَنَزَلَ طَاهِرٌ مُحَاصِرًا لَهَا.
طَاهِرٌ يُؤَمِّنُ الأَبْنَاوِيَّ:
وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَخْرُجُ كُلَّ يَوْمٍ فَيُقَاتِلُ عَلَى بَابِ الْمَدِينَةِ. وَتَضَرَّرَ بِهِمْ أَهْلُ الْبَلَدِ وَجُهِدُوا، فَطَلَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِنْ طَاهِرٍ الأَمَانَ فَأَمَّنَهُ وَوَفَى لَهُ.
ظُهُورُ أَبِي الْعُمَيْطِرِ السُّفْيَانِيِّ بِدِمَشْقَ:
وَفِيهَا ظَهَرَ بِدِمَشْقَ السُّفْيَانِيُّ أَبُو الْعُمَيْطِرِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ، وَطَرَدَ عَنْهَا سُلَيْمَانَ بْنَ أَبِي جَعْفَرٍ بَعْدَ حَصْرِهِ إِيَّاهُ بِالْبَلَدِ. وَكَانَ عَامِلَ الأَمِينِ، فَلَمْ يُفْلِتْ مِنْهُ إِلا بَعْدَ الْيَأْسِ. فَوَجَّهَ الأَمِينُ لِحَرْبِهِ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى بْنِ مَاهَانَ فَلَمْ يَنْفُذْ إِلَيْهِ، وَلَكِنَّهُ وَصَلَ إِلَى الرَّقَّةِ فَأَقَامَ بِهَا.
أَبُو الْعُمَيْطِرِ يَضْبِطُ دِمَشْقَ وَمَا حَوْلَهَا حَتَّى السَّاحِلِ:
وَعَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ بَيْهَسٍ قَالَ: ضَبَطَ أَبُو الْعُمَيْطِرِ دِمَشْقَ وَانْضَمَّتْ إِلَيْهِ الْيَمَانِيَّةُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ، وَبَايَعَهُ أَهْلُ الْغُوطَةِ وَالسَّاحِلِ وَحِمْصَ وَقِنَّسْرِينَ، وَاسْتَقَامَ لَهُ الأَمْرُ؛ إِلا أَنَّ قَيْسًا لَمْ تُبَايِعْهُ وَهَرَبُوا مِنْ دِمَشْقَ.
وَجَاءَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ أَنَّهُ لَمَّا قَدِمَ دِمَشْقَ قَالَ لِمُحَمَّدِ بْنِ حَنْظَلَةَ: عِنْدَكَ مِنْ عِظَامِ أَبِي الْعُمَيْطِرِ شَيْءٌ؟ قَالَ: هُوَ أَقَلُّ عِنْدَنَا مِنْ هَذَا. وَلَكِنْ هَرَبَ إِلَيْنَا وَخَلَعَ نَفْسَهُ فَسَتَرْنَاهُ.
غَلَبَةُ طَاهِرٍ عَلَى كُوَرِ الْجِبَالِ:
وَغَلَبَ طَاهِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَى قَزْوِينَ وَطَرَدَ عَنْهَا عَامِلَ الأَمِينِ وَغَلَبَ عَلَى سَائِرِ كُوَرِ الْجِبَالِ.
غَدْرُ الأَبْنَاوِيِّ بِجُنُودِ طَاهِرٍ:
وَذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ أَنَّ الأَمِينَ لَمَّا وَجَّهَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الأَبْنَاوِيَّ إِلَى هَمْدَانَ أَتْبَعَهُ بِعَبْدِ اللَّهِ وَأَحْمَدَ ابْنَيِ الْحَرَشِيِّ فِي جَيْشٍ مَدَدًا لَهُ. فَلَمَّا خَرَجَ بالأمان هو(13/18)
وَأَصْحَابُهُ، أَقَامَ يُرِي طَاهِرًا وَجُنْدَهُ أَنَّهُ لَهُمْ مُسَالِمٌ رَاضٍ بِعُهُودِهِمْ، ثُمَّ اغْتَرَّهُمْ وَهُمْ آمِنُونَ فَرَكِبَ فِي أَصْحَابِهِ، وَلَمْ يَشْعُرْ طَاهِرٌ وَأَصْحَابُهُ بِهِمْ إِلا وَقَدْ هَجَمُوا عَلَيْهِمْ فَوَضَعُوا فِيهِمُ السَّيْفَ. وَرَدَّتْ عَنْهُمْ بِالأَثَرِ سُوءُ حَالَتِهِمْ حَتَّى أَخَذَتِ الْفُرْسَانَ عُدَّتَهَا وَصَدَقُوهُمُ الْقِتَالَ حَتَّى تَقَطَّعَتِ السُّيُوفُ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ.
مَقْتَلُ الأَبْنَاوِيِّ:
ثُمَّ هَرَبَ أَصْحَابُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَتَرَجَّلَ هُوَ وَجَمَاعَةٌ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. وَوَصَلَ الْمُنْهَزِمَةُ إِلَى عَسْكَرِ ابْنَيِ الْحَرَشِيِّ، فَدَاخَلَهُمُ الرُّعْبُ فَوَلَّوْا مُنْهَزِمِينَ مِنْ غَيْرِ قِتَالٍ حَتَّى أَتَوْا بَغْدَادَ.
طَاهِرٌ يُخُنْدِقُ عَلَى جُنْدِهِ قُرْبَ حُلْوَانَ:
وَسَارَ طَاهِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ وَقَدْ خَلَتْ لَهُ الْبِلادُ حَتَّى قَارَبَ حُلْوَانَ فعسكر بها وخندق على جنده1.
__________
1 انظر: تاريخ خليفة "ص/ 309"، وتاريخ الطبري "8/ 389"، والكامل "6/ 247"، والبداية "10/ 226"، وصحيح التوثيق "6/ 128".(13/19)
أحداث سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ:
تُوُفِّيَ فِيهَا: الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى، قُتِلَ كَمَا يَأْتِي، سَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ، قَاضِي شِيرَازَ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرٍ الطَّوِيلُ الدِّمَشْقِيُّ، عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ الأَمِيرُ، عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ الْجَزَرِيُّ، فِي قَوْلٍ، مُخَلَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، فِي قَوْلٍ، وَكِلاهُمَا مَرَّ، مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ الْقَاضِي، الْوَلِيدُ بْنُ خَالِدٍ بِالشَّامِ، قَالَهُ ابْنُ قَانِعٍ، أَبُو نُوَاسٍ الشَّاعِرُ، هُوَ الْحَسَنُ بْنُ هَانِئٍ.
الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ يَحُثُّ أَسَدَ بْنَ يَزِيدَ عَلَى نُصْرَةِ الأَمِينِ:
وَفِيهَا رُوِيَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَثَّابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَسَدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَزْيَدٍ، أَنَّ الْفَضْلَ بْنَ الرَّبِيعِ الْحَاجِبَ بَعَثَ إِلَيْهِ بَعْدَ مَقْتَلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَبْنَاوِيِّ قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُ مُغْضَبًا، فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَارِثِ أَنَا وَإِيَّاكَ نَجْرِي إِلَى غَايَةٍ إِنْ قَصَّرْنَا عَنْهَا ذُمِمْنَا، وَإِنِ اجْتَهَدْنَا فِي بُلُوغِهَا انْقَطَعْنَا. وَإِنَّمَا نَحْنُ شَعْرَةٌ مِنْ أَصْلٍ، إِنْ قَوِيَ قَوِينَا، وَإِنْ(13/19)
ضَعُفَ ضَعُفْنَا، إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ، يَعْنِي الأَمِينَ، قَدْ أَلْقَى بِيَدِهِ إِلَى الأُمَّةِ الْوَكْعَاءَ، يُشَاوِرُ النِّسَاءَ وَيَعْتَرِضُ عَلَى الرُّؤَسَاءِ، وَقَدْ أَمْكَنَ مَسَامِعَهُ مِنَ اللَّهْوِ وَالْجَسَارَةِ فَهُمْ يُكَبِّدُونَهُ الظَّفَرَ. وَالْهَلاكُ أَسْرَعُ إِلَيْهِ مِنَ السَّيْلِ إِلَى قِيعَانِ الرَّمْلِ، وَقَدْ خَشِيتُ وَاللَّهِ أَنْ نَهْلِكَ بِهَلاكِهِ، وَنَعْطَبُ بِعَطَبِهِ، وَأَنْتَ فَارِسُ الْعَرَبِ وَابْنُ فَارِسِهَا، قَدْ فَزِعَ إِلَيْكَ فِي لِقَاءِ هَذَا الرَّجُلِ، وَأَطْمَعَهُ فِيمَا قَبْلَكَ أَمْرَانِ. أَمَّا أَحَدَهُمَا فَصِدْقُ طَاعَتِكَ وَفَضْلُ نَصِيحَتِكَ، وَالثَّانِي يُمْنُ نَقِيبَتِكَ وَشِدَّةُ بَأْسِكَ. وَقَدْ أَمَرَنِي بِإِزَاحَةِ عِلَّتِكَ وَبَسْطِ يَدِكَ فِيمَا أَحْبَبْتَ، فَعَجِّلِ الْمُبَادَرَةَ إِلَى عَدُوِّكَ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُوَلِّيَكَ اللَّهُ تَعَالَى شَرَفَ هَذَا الْفَتْحِ، ويلم بك شَعَثَ هَذِهِ الْخِلافَةِ.
أَسَدُ بْنُ يَزِيدَ يَطْلُبُ نَفَقَةَ سَنَةٍ لِجُنْدِهِ:
فَقُلْتُ: أَنَا لِطَاعَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مُقْدِمٌ، وَلِكُلِّ مَا أَدْخَلَ الْوَهَنَ وَالذُّلَّ عَلَى عَدُوِّهِ حَرِيصٌ. غَيْرَ أَنَّ الْمُحَارِبَ لا يَعْمَلُ بِالْغَدْرِ، وَلا يَفْتَتِحُ أَمْرَهُ بِالتَّقْصِيرِ وَالْخَلَلِ. وَإِنَّمَا مِلاكُ الْمُحَارِبِ الْجُنُودُ، وَمِلاكُ الْجُنُودِ الْمَالُ. وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَقَدْ مَلأَ فِي أَيْدِي مَنْ عِنْدَهُ مِنَ الْعَسْكَرِ، وَتَابَعَ عَلَيْهِمْ بِالأَرْزَاقِ وَالصِّلاتِ. فَإِنْ سِرْتُ بِأَصْحَابِي وَقُلُوبُهُمْ مُتَطَلِّعَةٌ إِلَى مَنْ خَلْفِهِمْ مِنْ إِخْوَانِهِمْ لَمْ أَنْتَفِعْ بِهِمْ فِي لِقَاءٍ. وَقَدْ فَضُلَ أَهْلُ السِّلْمِ عَلَى أَهْلِ الْحَرْبِ. وَالَّذِي أَسْأَلُهُ أَنْ يُؤْمَرَ لِأَصْحَابِي بِرِزْقِ سَنَةٍ، وَيُحْمَلَ مَعَهُمْ أَرْزَاقُ سَنَةٍ، وَلا أُسْأَلُ عَنْ مُحَاسَبَةِ مَا افْتَتَحْتُ مِنَ الْمُدُنِ.
فَقَالَ: قد اشتططت1، ولا بد مِنْ مَنَاظَرَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ.
حبْس الأمين لأسد بْن يزيد:
ثمّ ركب معي إِلَيْهِ فدخلتُ، فما دار بيني وبينه إلا كلمتان حتّى غضب وأمر بحبسي.
اختيار أحْمَد بْن مَزْيد لقتال طاهر بْن الحسين:
وذكر زياد بْن عليّ قَالَ: ثمّ قَالَ الأمين: هَلْ في أهل بيت هذا مِن يقوم مقامه؟ فأنا أكره أن أستفسدهم مع سابقتهم وطاعتهم.
__________
1 شط: شططًا: بعد في الأمر، وأمعن وجاوز الحد، واشتط في حكمه: جار، المعجم الوجيز "ص/ 343".(13/20)
قالوا: نعم، فيهم أحمد بن زيد عَمُّهُ؛ وأثنوا عَلَيْهِ، فاستقدمه عَلَى البريد.
قَالَ أحمد: فبدأت بالفضل بْن الربيع، فإذا عنده عَبْد الله بْن حُمَيْد بْن قَحْطبة، وهو يريده عَلَى الشخوص إلى طاهر بْن الحسين؛ وعبد الله يشتطّ في طلب المال والإكثار مِن الرجال. فلمّا رآني رحّب بي وصيّرني معه إلى صدر المجلس، فكلّمني ثمّ قام معي حتّى دخلنا عَلَى الأمين، فلم يزل يأمرني بالدنو حتى كدت أُلاصقه، فقال: إنّه قد كثُر عليّ تخليط ابن أخيك وتنكُّره، وطالَ خِلافهُ. وقد وُصفتَ لي بخير، وأحببت أن أرفع قدرك وأُعْلي منزلتك. وأنّ أُوَلّيك جهاد هذه الفئة الباغية.
فقلت: سأبذل في طاعتكم مهجتي.
وصيّة الأمين لأحمد بْن مزيد:
قَالَ: وانتخبت الرجال، فبلغ عدّة مِن صحّحتُ اسمَه ألف رَجُل، ثمّ سرت بهم إلى حُلْوان. ودخلت عَلَيْهِ قبل ذَلِكَ وقلت: أوصِني. قَالَ: إيّاك والبغي، فإنه عِقال النصر. ولا تُقدّم رجلا إلا بالاستخارة، ولا تُشْهر سيفًا إلا بعد إعذار، ومهما قدرت عَلَيْهِ باللّين فلا تتعدّه بالحرب، في كلام طويل. وأطلق لَهُ ابن أخيه أسدًا.
احتيال طاهر عَلَى جيوش الأمين حتى تقاتلوا وتفرّقوا:
وذكر يزيد بْن الحارث أنّ الأمين وجّه معه عشرين ألفًا مِن الأعراب، ومع عَبْد الله بْن حُمَيْد عشرين ألفًا مِن الأبناء، وأمرهم أن ينزلوا حُلْوان ويدفعوا طاهرًا عَنْهَا، وينصبا لَهُ الحرب. فنزلا في خانِقين، فدَسّ طاهر العيون إلى عسكرهما، فكانوا يأتون الجيش بالأراجيف ويخبرونهما أنّ الأمين قد وضَع العطاء لأصحابه، وقد أمر لهم بالأرزاق. ولم يزل يحتال في وقوع الاختلاف والشغْب بينهم حتى اختلفوا، وانتفض أمرهم وقاتلوا بعضهم بعضًا، ورجعوا.
تسليم ما احتواه طاهر إلى هَرْثَمَة بْن أَعْيَن:
ثمّ دخل طاهر حُلوان، وأتاه هَرْثَمَة بْن أَعْيَن بكتابي المأمون والفضل بْن سهل يأمرانه بتسليم ما حوى مِن المدن إلى هَرْثَمَة، والتَّوجُّه إلى الأهواز.
فسلّم ذَلِكَ إِلَيْهِ، وأقام هَرْثَمَة بحُلْوان فحصّنها وأحكم أموره. ومضى طاهر إلى الأهواز.(13/21)
تولية المأمون للفضل بْن سهل عَلَى جميع المشرق:
ودعا المأمون الفضل بْن سهل فولاه عَلَى جميع المشرق مِن هَمَدان إلى جَبَل سِقْينان والتَّبت طولا، ومن بحر فارس والهند إلى بحر الدَّيْلم وجُرجان عرضًا، وقرّر لَهُ عُمالة ثلاثة آلاف ألف درهم، ولقّبه ذا الرياستين.
تولية الحَسَن بْن سهل ديوان الخراج:
ثمّ ولّى أخاه الحَسَن بْن سهل ديوان الخراج.
إطلاق عَبْد المُلْك بْن صالح مِن الحبس:
وكان في حبْس الرشيد عَبْد المُلْك بْن صالح بْن عليّ، فأطلقه الأمين وقرّبه، فدخل عَلَيْهِ أحد الأيام وقال: يا أمير المؤمنين إنّي أرى الناس قد طمعوا فيك، وقد بذلت سماحتك، فإنْ بقيت عَلَى أمرك أبطَرْتهم، وإنْ كَفَفْت عَنِ البذْل سخطْتَهم، ومع هذا فإنّ جُنْدك قد داخَلَهم الرعبُ وأضْعَفَتْهُمُ الوقائع، وهابوا عدوَّهم. فإنْ سيّرتهم إلى طاهر غلب بقليلِ مَنْ معه كثيَرهم.
وأهل الشام قوم قد مرّستهم الحرب وأَدَّبَتْهم الشدائد، وجُلُّهم مُنْقادُ إليّ، مُسارعٌ إلى طاعتي. فإنْ وجّهتني أتّخذت لك منهم جُنْدًا تعظُم نكايته في عدوّه. فولاه الشام والجزيرة واستحثّه عَلَى الخروج.
فلمّا بلغ الرَّقّة أقام بها، وأنفذ رُسُلَه وكُتُبَه إلى رؤساء الأجناد بجمع الأمداد والرجال والزواقيل1 والأعراب مِن كلّ فَجّ، وخلع عليهم. ثمّ إنّ بعض جُنْده الخُراسانيّة نظر إلى فرسٍ كانت أُخِذت منه في وقعة سليمان بْن أَبِي جعفر بالشام تحت بعض الزَّواقيل. فتعلق بها، فتنازعا الفَرسَ، واجتمع الناس وتأهّبوا، وأعان كلٌ منهم صاحبه، وتضاربوا بالأيدي. فاجتمعت بعض الأبناء إلى محمد بْن أَبِي خَالِد الحربيّ وقالوا: أنت شيخنا، وقد ركب الزواقيلُ منّا ما سَمِعْتُ، فاجمع أمرنا وإلا استذلّونا، فقال: ما كنت لأدخل في شَغْب، ولا أشاهدكم عَلَى مثل هذه الحال. فاستعد الأبناء وأتوا الزواقيل وهم غارون، فوضعوا فيهم السيف، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة. فتنادى الزواقيل ولبسوا لأمَة الحرب. ونشبت الحرب بينهم، فوجه عبد الملك رسولًا يأمرهم
__________
1 هم قوم بناحية الجزيرة وما وراءها.(13/22)
بالكَفّ. فرموه بالحجارة. وكان عَبْد المُلْك مريضًا مُدْنَفًا، وقال: واذُلاه! تُستضام العربُ في دُورها وبلادها وتُقتل. فغضب مِن كَانَ أَمْسك عَنِ الشرّ مِن الأبناء، وتفاقم الأمرُ. وقام بأمر الأبناء الحسين بْن عليّ بْن عيسى بْن ماهان، وأصبح الزواقيل وقد جَيَّشوا بالرَّقّة، واجتمع الأبناء والخُراسانيّة بالرافقة. وقام رجلٌ مِن أهل حمص فقال: يا أهل حمص، الهربُ أهون مِن العَطب، والموت أهْوَن مِن الذُّلّ، النفير النفير قبل أن ينقطع الشمل ويعسر المهرب.
ثمّ قام نمر بْن كلب فقال نحو ذَلِكَ، فسار معه عامّة أهل الشام ورحلوا.
وأقبل نصر بْن شبت في الزّواقيل، وهو يَقُولُ:
فرسانَ قيسٍ اصبري للموت ... لا تُرْهِبُنّي عن لقاء الفَوْت
دعي التَّمنّي بعسى وليت
ثمّ حمل هو وأصحابه، فقاتل قتالا شديدًا، وكثُر القتل والبلاء في الزّواقيل وحملت الأبناء فانهزمت الزّواقيل.
وفاة عَبْد المُلْك وعودة الرجّالة:
ثمّ تُوُفّي عَبْد المُلْك في هذه الأيام. فنادى الحسين بْن عليّ بْن عيسى في الْجُنْد، وصَيّر الرَّجَّالَةَ في السفن، والفُرسان عَلَى الظَّهْر، ووصّلهم حتى أخرجهم مِن بلاد الجزيرة في رجب، ودخل بغداد.
فلما كان في جوف الليل طلبه الأمين، فقال للرسول: ما أَنَا مُغَنّ ولا مُسامِر ولا مُضْحك، ولا وُلِّيتُ لَهُ عملا، فلأيّ شيءٍ يريدني؟ انصرف فَمِن الغد آتيه.
خطبة الحسين بْن عليّ في الأبناء:
قَالَ: فأصبح الحسين فوافى باب الجسر، واجتمع إِلَيْهِ النّاس، فأمر بإغلاق الباب الَّذِي يخرج منه إلى عُبَيْد الله بْن عليّ وباب سوق يحيى، وقال: يا معشر الأبناء، إنّ خلافة الله لا تُجاوَر بالبَطر، وَنِعْمَةٌ لا تُسْتَصْحب بالتجبُّر، وإن محمدًا يريد أن يزيغ أديانكم، وينكث بيعتكم، ويفرق أمركم. وتالله إنّ طالت يده، وراجعه مِن أمره قوّة، ليَرجعّن وَبَالُ ذَلِكَ عليكم، ولتعرفّن ضرره. فاقْطعوا أثَره قبل أن يقطع آثاركم، وَضَعُوا عزّه قبل أن يضع عزكم.(13/23)
بيعة الحسين المأمون وخلعه الأمين:
ثمّ أمر الناس بعبور الجسر، فعبروا حتى صاروا إلى سكّة باب خُراسان، واجتمعت الحربيّة وأهلُ الأرباض ممّا يلي بابَ الشام، فتسرّعت خيولٌ مِن خيول الأمين مِن الأعراب وغيرهم إلى الحسين، فاقتتلوا قتالًا شديدًا، ثمّ استظهر عليهم الحسين وتَفَرّقوا. فخلع الحسينُ محمدًا لإحدى عشرة لَيْلَةً خَلَت مِن رجب، وبايع المأمونَ مِن الغد، ثمّ غدا إلى محمد.
حبس الأمين وأمّه في قصر المنصور:
فوثب العبّاس بْن موسى بْن عيسى الهاشميّ فدخل قصر الخُلْد وأخرج منه محمدًا إلى قصر المنصور، فحبسه هناك إلى الظهر. وأخرج أمّه، أمّ جعفر، بعد أنْ أبت، وقنعها بالسَّوط وسَبَّها، وأُدخلت إلى قصر المنصور.
خطبة محمد بْن أبي خَالِد لاعتزال الحسين بْن عليّ:
فلمّا أصبح الناسُ مِن الغد طلبوا مِن الحسين بْن عليّ بْن عيسى بْن ماهان الأرزاق، وقد ماج الناس بعضهم في بعض. وقام محمد بْن أَبِي خَالِد كبير الأبناء بباب الشام فقال: أيّها الناس، والله ما أدري بأيّ سبب تَأمّر الحسين علينا؟ والله ما هُو بأكبرنا سنّا، ولا أكرمنا حسبًا، ولا أعظمنا منزلة وغَناء. وإنّ فينا مِن لا يرضي بالدَّنَيَّةِ، ولا ينقاد بالمخالفة، وإني أوّلكُم نقض عهده، وأنكر فِعله، فمن كَانَ رأيُه رأيي فلْيعتزلْ معي.
وقام أسد الحربيّ فقال نحو مقالته.
خطبة الشَّيْخ الكوفي وإخراج الأمين مِن حبسه:
وأقبل شيخ كبير مِن أبناء الكوفة فصاح: اسكتوا أيّها النّاس؛ فسكتوا لَهُ، فقال: هَلْ تعتدون عَلَى محمدٍ بقطع أرزاقكم؟ قَالُوا: لا! قَالَ: فهل قصّر بأحدٍ مِن أعيانكم؟ قَالُوا: ما عِلمْنا! قال: فهل عُزِل أحدًا مِن قُوّادكم؟ قَالُوا: لا! قَالَ: فما بالكم خذلتموه وأَعَنْتُم عدوّه عَلَى اضطّهاده وأسْره؟ والله ما قتل قوم خليفتهم إلا سلَّط الله عليهم السيف. انهضوا إلى خليفتكم فادفعوا عَنْهُ، وقاتِلوا مِن أراد خلعه. فنهضت الحربيّة، ونهض معهم عامّة أهل الأرباض، فقاتلوا الحسين وأصحابه قتالا(13/24)
شديدًا، وأكثروا في أصحابه الجراح، وأُسِر الحسين. فدخل أسد الحربيّ عَلَى الأمين، فكسر قيودَه وأقعده في مجلس الخلافة. فنظر محمد إلى قومٍ لَيْسَ عليهم لباس الْجُنْد، ولا عليهم سلاح، فأمرهم فأخذوا مِن الخزائن حاجتهم مِن السلاح، ووعدهم ومَنّاهم.
الصفح عَنِ الحسين بْن عليّ:
وأحضروا الحسين، فلامَه عَلَى خِلافه وقال: ألم أقدّم أباك عَلَى الناس، وأُشرّف أقداركم؟ قَالَ: بلى!.
قَالَ: فما الَّذِي استحققتُ بِهِ منك أن تخلع طاعتي، وتؤلّب النّاس عَلَى قتالي؟ قَالَ: الثّقة بعفو أمير المؤمنين وحُسْن الظّنّ بصفحه. قَالَ: فإنّي قد فعلت ذَلِكَ، وولَّيْتُك الطلب بثأر أبيك. ثمّ خلع عَلَيْهِ وأمرَه بالمسير إلى حُلوان، فخرج.
هرب الحسين بْن عليّ وقتله:
فلمّا خفَّ النّاس قطع الجسر، وهرب في نفر مِن حَشَمه ومواليه. فنادى الأمين في الناس فركبوا وأدركوه. فلما بُصر بالخَّيل نزل فصلّي ركعتين ثمّ تهيّأ، فلقِيهم وحمل عليهم حملات في محلّها يهزمهم، ثمّ عثر بِهِ فرسه فسقط فابتدره الناس فقتلوه، وذلك عَلَى فرسخ مِن بغداد لستّ من رجب. وأتوا برأسه.
وقيل إنّ الأمين لما عفى عَنْهُ استوزره ودفع إِلَيْهِ خاتمه.
تجديد البيعة للأمين:
وصبيحة قتله جدّد الْجُنْد البيعة للأمين.
هرب الفضل بْن الربيع:
وليلة قتله هرب الفضل بن الربيع.
مسير طاهر بن الحسين يقتال بْن يزيد المهلّبي:
ولما سار طاهر إلى الأهواز بلغه أنّ محمد بْن يزيد بْن حاتم المهلَّبيّ عامل الأمين عليها قد توجّه في جمع عازمًا النزول بجنديسابور وهو ما بين حَدّ الأهواز، والجبل،(13/25)
ليحمي الأهواز مِن أصحاب طاهر، فدعا طاهر عدّة أمراء مِن جُنْده بأن يكمّشوا السير.
ثمّ سارت عساكره حتى أشرفوا عَلَى عسكر مُكْرَم، وبه محمد بْن يزيد، فرجع ودخل الأهواز. ثمّ عبّى أصحابه عَلَى بابها والتقوا، وطال الحرب بينهم.
مصرع محمد بْن يزيد وما قِيلَ في رثائه:
ثمّ نزل محمد بن يزيد هو وغلمانه عن خيلهم وعرقبوهم، وقاتل حتى طعنه رَجُل برمح. وذكر بعضهم مصرعه ورثاه فقال:
سن ذاق طعم الرُّقاد مِن فرحٍ ... فإنّي قد أَضَرَّ بي سَهَري
وليّ فتى الرُّشْد فافتقدتُ بِهِ ... قلبي وسمعي وغرَّني بصْريّ
كَانَ غِياثًا لدى الْمُحُولِ فقد ... ولّي غمامُ الرّبيع والمطرِ
تولية طاهر العمال عَلَى البحرين وأخذ الطاعة مِن الكوفة والموصل وغيرها:
وأقام طاهر بالأهواز، وولّي عمّاله عَلَى اليَمامة والبحرين. ثمّ أخذ عَلَى طريق البَرّ متوجهًا إلى واسط، وبها يومئذٍ السّنْدي بْن يحيى الحَرَشيّ. وجعلت المسالح كلّما قُرب طاهر من واحدة هرب مِن يحفظها. فجمع السّنْديّ والهيثم بْن شُعبة أصحابهما وهَمّا بالقتال، ثمّ هربا عَنْ واسط، فدخلها طاهر، ووجّه إلى الكوفة أحمد بْن المهلّب القائد، وعليها يومئذٍ العبّاس بْن موسى الهادي، فبلغه الخبر، فخلع الأمين، وكتب بالطّاعة إلى طاهر. ونزلت خيله واسط ثمّ فم النيل، وكتب عاملُ البصرة، منصور بْن المهدي، إلى طاهر بالطّاعة. ثمّ نزل طاهر جرجرايا وخندق عَلَيْهِ.
وكتب بالطّاعة أمير الموصل المطّلب بْن عَبْد الله بْن مالك للمأمون. كلّ ذَلِكَ في رجب.
إقرار العمّال عَلَى أعمالهم:
ولمّا كتب هَؤلاءِ إلى طاهر بالطّاعة، أقرّهم عَلَى أعمالهم، واستعمل على مكة والمدينة داوود بْن عيسى بْن موسى الهاشميّ، وعلي اليمن يزيد بْن جرير القسْريّ.(13/26)
هزيمة محمد البربريّ عند جسر صرصر:
ثمّ غلب طاهر عَلَى المدائن، ثمّ صار منها إلى نهر صَرْصَرٍ، فعقد عَلَيْهِ جسرًا، فوجّه الأمين محمد بْن سليمان القائد، ومحمد بْن حمّاد البربريّ ليُبيّتا يَزَكَ طاهر، فكانت بينهم وقعة شديدة، فانهزم محمد القائد.
انهزام الفضل بْن موسى عَنِ الكوفة:
ووجّه الأمين عَلَى الكوفة الفضل بْن موسى بْن عيسى الهاشميّ وولاه عليها، فالتقاه محمد بْن العلاء ببعض قوّاد طاهر، فاقتتلوا وانهزم أصحاب فضل، وهمّ في أقفيتهم قتلا وأسرًا، فأسروا إسماعيل بْن محمد الْقُرَشِيّ وجمهور النّجّاريّ.
إدبار أمر الأمين:
وبقي أمرُ الأمين كلّ يوم في إدبار، والناس معذورون في خلعه، لكون نكث وخلع أخويه المأمون والمؤتمن. وأقام بَدَلَهما ابنه طفلا رضيعًا، مَعَ ما هُوَ فيه مِن الانهماك عَلَى اللَّهو والجهل.
ذكر خبر خلع داوود بن عيسى الأمين:
وأما داوود بْن عيسى الهاشميّ فإنه كَانَ عَلَى الحرمين، فأسرع في خلع الأمين. وبايع للمأمون وجوهُ أهل الحرمين، فاستخلف عليهما ولده سليمان، وسار في حظيرة مِن أقاربه يريد المأمون بمَرْو. فلمّا قدِم عَلَيْهِ تيمّن1 المأمون ببركة مكّة والمدينة، إذ كانوا أوّل مِن بايعه بعد خراسان.
ووصل داوود بخمسمائة ألف درهم، ثمّ رجع مسرعًا ليقيم موسم الحجّ، ومعه ابن أخيه الْعَبَّاسُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، فمرّا بالعراق عَلَى طاهر، فبالغ في إكرامهما، ووجّه معهما يزيد بْن جرير بْن يَزِيدَ بْنَ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقِسْرِيَّ، وقد عقد لَهُ طاهر عَلَى ولاية اليمن.
__________
1 تيمن: تفاءل، واستبشر.(13/27)
إقامة الموسم:
وأقام الموسم العبّاس بْن موسى المذكور.
وأحسن يزيد السيرة باليمن.
انهزام عليّ بن نهيك أمام هَرْثَمَة:
وفي شَعْبان عقد الأمين لعليّ بْن محمد بْن عيسى بْن نهيك الإمرة على نحو أربعمائة قائد، وأمرَه بالمسير إلى هَرْثَمَة. فساروا بحُلوان في رمضان، فهزمهم هَرْثَمَة وأسر أمير الجيش عليّ بْن محمد، وبعث بِهِ إلى المأمون. وزحف هَرْثَمَة فنزل النهروان.
شغب الْجُنْد عَلَى طاهر وقتالهم لَهُ:
وأقام طاهر عَلَى نهر صَرْصَرٍ، فكان لا يأتيه جيش مِن جهة الأمين إلا هزمه.
وأخذ الأمين يدسّ الجواسيس إلى قوّاد طاهر يعدهم ويمنّيهم، فشغبوا عَلَى طاهر، واستأمَن خلقٌ إلى الأمين فأسنى عطاياهم، ثمّ كرّوا إلى صَرْصَرٍ لحرب طاهر. فالتقوا ودام القتال.
تفريق الأمين الخزائن والذخائر عَلَى الناس:
ثمّ انهزم جيش بغداد، وانتهَب أصحاب طاهر أثقالهم وأموالهم. فبلغ الأمينَ الخبرُ، فأخرج خزائنه وذخائره، وفرّق الصلات، وجمَع أهل الأرباض. واعترض الناس عَلَى عينه، فكان لا يرى أحدًا وسيمًا حسن الرّواء إلا خلع عَلَيْهِ وأمّره، وغلّف لحيته بالغالية، فسُمّوا قوّاد الغالية.
وأعطى كل واحد خمسمائة درهم وقارورة غالية.
مكاتبة طاهر لقوّاد الأمين واستمالتهم:
ثمّ كاتب طاهرُ قوّادَ الأمين فاستمالهم، فشغبوا على الأمين، وذلك لست خلون مِن ذي الحجّة. فشاور قوّاده، فقيل لَهُ: تدارك أمرهم. فبذل فيهم بالعطا وأسرف. ونزل معسكرًا بالبستان، ففتح أهل السجونِ السجونَ وخرجوا، ووثب على العامّة السواد، وساءت حال الناس وعظم الشر، وتواكل الفريقان1.
__________
1 انظر: تاريخ خليفة "ص/ 311"، وتاريخ الطبري "8/ 391"، والكامل "6/ 250"، والبداية "10/ 228".(13/28)
أحداث سنة سبَع وتسعين ومائة:
تُوُفّي فيها: أحمد بْن بشير، أبو بَكْر الكوفيّ، بقيّة بْن الوليد، أبو يُحْمد الكلاعيّ، إبراهيم بْن عُيَيْنة، أخو سُفْيان، بهز بْن أسد، مصريّ ثقة، ربعيّ بْن عُلَيّة، أبو الحَسَن أخو إسماعيل، الحَسَن بْن حبيب بْن نَدْبه، بصْريّ، زيد بْن أَبِي الزرقاء المَوْصِليّ، سلامة بْن رَوْح الأيليّ، عَنْ عُقيل، شُعَيْب بن حرب المدائني الزاهد، عبد الله بن وهب، أبو محمد، بمصر، عَبْد العزيز بْن حمران الزُّهْرِيّ الْمَدَنِيّ، الفضل بْن عَنْبَسَةَ الواسطيّ، ثقة، القاسم بْن يحيى بْن عطاء بْن مقدّم، حدّث فيها، محمد بْن فُلَيْح بْن سليمان المدنيّ، هشام بْن يوسف الصّنْعانيّ الفقيه، ورش المقرئ، واسمه عثمان بْن سَعِيد، وكيع بْن الجرّاح الرّؤاسيّ الإمام، أبو سَعِيد مولى هاشم، هُوَ عَبْد الرَّحْمَن.
التحاق المؤتمن ومنصور بالمأمون:
وفيها لحِق القاسم الملقّب بالمؤتمن، وهو أخو الأمين، ومنصور بْن المهديّ بالمأمون.
شكوى المسلمين مِن أعمال زهير بْن المسيبّ:
وفيها نزل زُهير بْن المسيّب الضّبيّ بكَلْواذي، ونصب المجانيق، واحتفر الخندق.
وجعل يخرج في الأوقات عند اشتغال الْجُنْد بحرب طاهر، فيرمي بالمجانيق والعرّادات مِن أقبل وأدبر، ويعشّر أموال التّجار. وجعل يرمي المسلمين، فأتوا طاهرًا يشكون منه. وبلغ ذَلِكَ هرثمة من أَعْيَن، فأمدّه بالجنود.
اشتداد الحصار عَلَى الأمين ببغداد:
ثمّ نزل هَرْثَمَة نهر بين وبنى عَلَيْهِ حائطًا وخندقًا، وأعدّ المجانيق، وأنزل عُبَيْد الله بْن الوضّاح الشمّاسيّة. ونزل طاهر بْن الحسين البستان الَّذِي بباب الأبناء، فضاق(13/29)
الأمين ذَرْعًا، وتفرّق ما كَانَ في يده مِن الأموال العظيمة. فأمر ببيع ما في الخزائن مِن الأمتعة، وضربَ آنية الذهب والفضّة دنانير ودراهم لينفقها.
دَرْس 1 محاسن بغداد:
ثمّ أمر برمي الحربيّة بالنَّفط والمجانيق، وهلك جماعة، وكثُر الخراب والهدْم حتّى دُرست محاسن بغداد، وعُمِلت فيها المراثي.
تسلُّم طاهر لقصر صالح:
ولم يزل طاهر مُصابرًا للأمين وجنده، حتَّى مل أهل بَغْدَاد قتاله، فاستأمن إلى طاهر الموكلون للأمين بقصر صالح، وسلّموا إِلَيْهِ القصر بجميع ما فيه في جُمَادَى الآخرة في منتصفه. ثمّ استأمن إلى طاهر صاحب شُرَطة الأمين محمد بْن عيسى. فضعُف ركن الأمين واستسلم.
مقتل جماعة في قصر صالح:
وقُتِل داخل قصر صالح: أبو العبّاس يوسف بْن يعقوب الباذغيسي وجماعة من القوّاد، وقُتِل خلْق مِن أصحاب طاهر.
التحاق جماعة مِن القادة والعباسيين بطاهر:
ثمّ لحِق بطاهر عَبْد الله بْن حُمَيْد الطّائيّ، وإخوته، وابن الحَسَن بْن قَحْطَبة، ويحيى بْن عليّ بْن ماهان، ومحمد بْن أَبِي العبّاس الطّائيّ. وكاتَبهُ قوم في السّرّ مِن العباسيين.
إقبال الأمين على اللهو والشرب وسوء حال أهل بغداد:
ولما كانت وقعة يوم قصر صالح أقبل محمد عَلَى اللهو والشرب، ووكّل الأمر إلى محمد بْن عيسى بْن نَهيك وإلى الهِرْش. فأقبل أصحاب الهِرْش يؤذون الرعيّة وينهبونهم، فلجأ خلْق ولاذوا إلى طاهر، فرأوا مِن أصحابه الأمن والخير. وبقي الناس في بغداد بأسوأ حال، وطال الأمر.
__________
1 درس ذهب.(13/30)
ولبعضهم:
بكيتُ دمًا عَلَى بغداد لمّا ... فقدتُ غضارة العيش الأنيقِ
أصابتها مِن الحسّاد عينٌ ... فأفْنَتْ أهلها بالمنجنيق1
وهي طويلة.
قتال الغوغاء والعياريين والحرافيش عَنِ الأمين وما قِيلَ فيهم:
وبقي يقاتل عَنِ الأمين غوغاء بغداد والعيّارون والحرافشة وأنكوا في أصحاب طاهر. وكانوا يقاتلون بلا سلاح، فقال بعض الشعراء:
خرّجت هذه الحروب رجالا ... لا لقحطانها ولا لنزارِ
مَعْشَرًا في جواشن الصوف يغدو ... ن إلى الحرب كالأُسود الضَّواري
وعليهمْ مَغٍافرُ الْخُوصِ تجزيـ ... ـهم عَنِ البِيض والتَّراسُ الْبَوَارِي
لَيْسَ يدرون ما الفرار إذا الأبـ ... ـطال عاذوا مِن القَنا بالفرارِ
واحدٌ منهم يُشدّ على ألـ ... ـفين عُرْيَانُ ما لَهُ مِن إزارِ
كم شريفٍ قد أخملِتْهُ وكم قد ... رفعتْ مِن مُقامرٍ عيّارِ
وقال آخر في غوغاء البغاددة:
إذا حضروا قَالُوا بما يعرفونه ... وإن لم يروا شيئًا قبيحًا تخّرصوا
ترى البطلَ المشهورَ في كلّ بلدةٍ ... إذا ما رَأَى العريان يومًا يُبَصْبِصُ
وقعة درب الحجارة:
ثمّ كانت بينهم وقعة درب الحجارة، وكانت لأصحاب محمد الأمين عَلَى أصحاب طاهر، فقُتل فيها خلْق كثير.
وقعة باب الشّماسية:
ثمّ كانت وقعة باب الشّماسيّة، وأُسِر فيها هَرْثَمَة، وانتصر فيها أصحاب محمد.
__________
1 المنجنيق: يشبه آلة المدفع اليوم.(13/31)
وَأُسَرَ هَرْثَمَة رجلٌ مِن العُراة، ولم يعرفه، فحمل بعض أصحاب هَرْثَمَة عَلَى الرجل فقطع يده وخلّصه، فمرّ منهزمًا، وبلغ خبرهُ أهلَ عسكره فتقوضّ بما فيه، وهرب أهله نحو حُلوان. وكان عَلَى العُراة حاتم بْن الصّقْر.
وقعة العُراة وما قِيلَ فيهم:
ثمّ نَجَدَ هَرْثَمَة وأصحابَه طاهرُ بنُ الحسين وأصحابُه، وقتلوا مِن العُراة خلائق، فأيقن محمد بالهلاك، وهرب مِن عنده عَبْد الله بْن خازم بْن خُزَيمة إلى المدائن في السُّفن بعياله.
وقيل في قتل العُراة:
كم قتيلٍ قد رأينا ... ما سألنا لأيش
دارعًا تلقاه وعريا ... ن بجهل وطيش
حبشيًّا يقتل النا ... س عَلَى قطعة خَيْش
مُرتدٍ بالشمس راضٍ ... بالمُنَى من كل عيش
يحمل الحملة لا يقـ ... ـتل إلا رأس الجيش
احذر الرمية يا طا ... هر من كف الجيش
ودام حصار بغداد خمسة عشر شهرًا، هكذا، فلا قّوة إلا بالله.
ظهور السفيانيّ بالشام:
وفيها أوفى السفياني بالشام، واستولى عَلَى سائرها باليَمانية، وهربت القيسيّة مِن الغوطة.
حصار ابن بَيْهس لدمشق:
ثمّ إنّه توثّب عَلَيْهِ مسلمة بْن يعقوب الأموي المروانيّ، وقبض عَلَيْهِ في أثناء السَّنَةِ، وقيده. واستبدّ بالأمر وبايع لنفسه، فلم يبلع رِيقَه حتى حاصره ابن بَيْهَس بدمشق أيامًا، ثمّ نصب عَلَى السور السلالم، كما يأتي1.
__________
1 انظر: تاريخ خليفة "ص/ 313"، وتاريخ الطبري "8/ 400"، وصحيح التوثيق "6/ 134-136".(13/32)
أحداث سنة ثمانٍ وتسعين ومائة:
تُوُفّي فيها: إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، أيّوب بْن تميم التّميميّ المقرئ، بدمشق، سُفْيان بْن عُيَيْنَة، أبو محمد الهلالّي، صَفْوان بْن عيسى الزُّهْرِيّ، والأصحّ بعد ذَلِكَ، عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ، أبو سَعِيد، عُمَر بْن حفص العبديّ، في قَوْل، عَمْرو بْن الهيثم، أبو قطن، بصْريّ ثِقة، عَنْبَسة بْن خَالِد الأَيْليّ، مالك بْن سُعير بْن الخمس الكوفيّ، محمد بْن شعيب بْن شابور، في قَوْل، محمد بْن معن الغِفَاريّ المدنيّ، تقريبًا، مسكين بْن بُكَيْر الحرّانيّ الحدّاد، محمد بْن هارون الأمين الخليفة، قُتِل، معن بْن عيسى القزاز المدنيّ، يحيى بْن سَعِيد القطّان، يحيى بْن عبّاد الضُّبَعيّ البصْريّ، ببغداد.
ذكر استيلاء طاهر عَلَى بغداد:
وفيها الحصار كما هُوَ عَلَى بغداد، ففارق محمدًا خُزَيْمَة بْن خازم مِن كبار قوّاده.
وقفز إلى طاهر بْن الحسين هُوَ ومحمد بْن عليّ بْن عيسى بْن ماهان، فوثبا عَلَى جسر دِجلة في ثامن المحرَّم فقطعاه، وركّزا أعلامهما، وخلعا الأمين، ودعيا للمأمون. فأصبح طاهر بْن الحسين وألحّ في القتال عَلَى أصحاب محمد الأمين، وقاتل بنفسه. فانهزم أصحاب محمد، ودخل طاهر قسْرًا بالسيف، ونادي مناديه: مِن لَزِم بيته فهو آمن.
ثمّ أحاط بمدينة المنصور، وبقصر زُبيدة، وقصر الخُلْد، فثبت عَلَى قتال طاهر حاتم بْن الصَّقْر والهِرْش والأفارقة. فنصب المجانيق خَلَف السّور وعلى القصرين ورماهم. فخرج محمد بأمّه وأهله مِن القصر إلى مدينة المنصور، وتفرّق عامة جُنْده وغلمانه، وقلّ عليهم القُوت والماء، وفنيت خزائنه عَلَى كثْرتها.
ذِكر غناء الجارية ضَعْف:
وذُكِر عَنْ محمد بْن راشد: أخبرني إبراهيم بْن المهديّ أنّه كَانَ مَعَ محمد بمدينة المنصور في قصر باب الذهب، فخرج لَيْلَةً مِن القصر مِن الضَّيق والضَّنك، فصار إلى قصر القرار فطلبني، فأتيتُ، فقال: ما ترى طِيبَ هذه الليلة، وحُسن القمر، وضوءه في الماء، هَلْ لك في الشراب؟ قلت: شأنك.(13/33)
فدع برطلٍ مِن نبيذ فشرِبه، ثمّ سُقيتُ مثله، وابتدأتُ أُغنّيه مِن غير أن يسألني، لِعِلمي بسوء خُلُقهِ، فغنّيت. فقال: ما تَقُولُ فيمن يضرب عليك؟ فقلت: ما أحْوَجني إلى ذَلِكَ.
فدعا بجاريةٍ اسمها ضَعْف، فتطيّرت مِن اسمها. ثمّ غَنَّتْ بشِعر النّابغة الْجَعْديّ:
كُلَيْبٌ لَعَمْري كَانَ أكثَرَ ناصرًا ... وأيْسَرَ ذَنبًا منك ضُرّج بالدَّم
فتطيّر مِن ذَلِكَ، وقال: غنّي غيرَ هذا، فغنّت:
أبكَى فِراقُهُمُ عينيِ فأرّقها ... إنّ التفرُّقَ للأحباب بَكّاءُ
ما زال يعدو عليهم رَيْبُ دهرهُم ... حتى تفانَوْا وريْبُ الدَّهْر عَدَّاءُ
فاليوم أبكيهمُ جَهْدي وأندُبهم ... حتى أأوب وما في مُقلتي ماءُ
فقال لها: لعنكِ الله، أما تعرفين غير هذا؟ فقالت: ظننتُ أنّك تحبّ هذا! ثمّ غنّت:
أما وَرَبّ السُّكُون والحَرَكِ ... إنّ المنايا كثيرةُ الشَّركِ
ما اختلف اللَّيْلُ والنهار ولا ... وارت نجومُ السماء في الفلكِ
إلا لنقل السلطان عَنْ ملْكٍ ... قد زال سلطانه إلى مَلَكِ
وَمُلْكُ ذيِ العرش دائمٌ أبدًا ... لَيْسَ بفانٍ ولا بمشتَركِ1
فقال لها: قومي لعنك الله. فقامت فَتَعثّرت في قدح بِلَّور لَهُ قيمة فكسرته، فقال: ويحْك يا إبراهيم، أما ترى، والله ما أظنّ أمري إلا وقد قرُب. فقلت: بل يُطيل الله عُمرك، ويُعز مُلكَك. فسمعتُ صوتًا مِن دجلة: {قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ} [يوسف: 41] . فوثب محمد مغتمّا، ورجع إلى موضعه بالمدينة، وقُتِل بعد لَيْلَةٍ أو ليلتين.
حكاية المسعودي عَنْ مقرطة الأمين:
وحكى المسعودي في المروج قَالَ: ذكر إبراهيم بْن المهديّ قَالَ: استأذنتُ على
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 477"، والبداية والنهاية "10/ 240".(13/34)
الأمين في شدّة الحصار، فإذا هُوَ قد قطع دِجلة بالشِباك، وكان في القصرِ برْكة عظيمة، يدخُل مِن دجلة إليها الماءُ في شُبّاك حديد. فسلّمتُ وهو مقيم عَلَى الماء، والخَدَم قد انتشروا في تفتيش الماء، وهو كالوَالِه1، فقال: لا تؤذيني يا عمّ، فإنّ مقْرطتي قد ذهبت مِن البركة إلى دجلة، والمقرطة سمكة كانت قد صيدت لَهُ، وهي صغيرة، فقرطها بحلقتي ذَهَب، فيها جوهرتان، وقيل ياقوتتان، فخرجت وأنا آيس مِن فَلاحه.
شدّة بطش الأمين:
وكان محمد فيما نقل المسعوديّ، في نهاية الشدّة والبطْش والحُسْن، إلا أنّه كَانَ مَهينًا، عاجز الرأي، ضعيف التدبير.
وحُكى أنّه اصطبح يومًا، فأتي بسبْعٍ هائلٍ عَلَى جمل في قفص، فوُضع بباب القصر، فقال: افتحوا القفص وخّلوه.
فقيل: يا أمير المؤمنين، إنّه سبعٌ هائل أسود كالثور، كثير الشّعْر.
قَالَ: خلّوا عَنْهُ.
ففعلوا، فخرج فزأر وضرب بذَنَبه الأرضَ، فتهارب الناس، وأغلقت الأبواب، وبقي الأمين وحده غير مكترِث. فأتاه الأسد وقصَده ورفع يده، فجذبه الأمين وقبض عَلَى ذنبه، وغمزه وهزّه ورماه إلى الخلف، فوقع السَّبْع عَلَى عجزه ميتًا. وجلس الأمين كأنّه لم يعمل شيئًا. وإذا أصابعه قد تخلّعت. فشقّوا بطن الأسد فإذا مرارته قد انشقّت عَلَى كبده.
الإشارة عَلَى الأمين بالخروج إلى الجزيرة والشام:
وعن محمد بْن عيسى الْجُلُودي قَالَ: دخل على محمد بْن زُبيدة: حاتمُ بْن صقْر، ومحمد بْن الأغلب الإفريقيّ، وقوّاده، فقالوا: قد آلت حالُنا إلى ما ترى، وقد رأينا أن تختار سبعة آلافِ رجلٍ مِن الْجُنْد فتحملهم عَلَى هذه السبعة آلاف فَرَس التي عندك، وتخرج ليلا، فإنّ الّليل لأهله، فتلحق بالجزيرة والشام، وتصير في مملكة
__________
1 الواله: المجنون.(13/35)
واسعة يتسارع إليك الناس. فعزم عَلَى ذَلِكَ، فبلغ الخبر إلى طاهر، فكتب إلى سليمان بْن المنصور، والى محمد بْن عيسى بْن نَهِيك، والسّنْديّ بْن شاهك: لئن لم تَرُدُّوه عَنْ هذا الرأي لا تركتُ لكم ضيعة. فدخلوا عَلَى محمد، وخوّفوه مِن الذين أشاروا عَلَيْهِ أنّهم يأخذونه أسيرًا، ويتقرّبون بِهِ إلى المأمون. وضربوا لَهُ الأمثال، فخاف ورجع إلى قبول ما يبذلونه لَهُ مِن الأَيْمان، ويخرج إلى هَرْثَمَة.
النصح للأمين بالاستسلام لهَرْثَمَة:
وعن عليّ بْن يزيد قَالَ: وفارق محمدًا: سليمان بْن المنصور، وإبراهيم بْن المهديّ ولحِق بعسكر المهديّ. وقوي الحصار عَلَى محمد يوم الخميس والجمعة والسبت، وأشار عَلَيْهِ السّنْديّ بأنّه لَيْسَ لَهُ فرج إلا عند هَرْثَمَة. فقال: وكيف لي بهَرْثَمَة وقد أحاط الموتُ بي مِن كلّ جانب؟ فلمّا همّ بالخروج إِلَيْهِ مِن دون طاهر، اشتدّ ذَلِكَ عَلَى طاهر وقال: هُوَ في جُنْدي، وأنا أخرجته بالحرب، ولا أرضي أن يخرج إلى هَرْثَمَة دوني.
فقالوا لَهُ: هُوَ خائف منك، ولكن يدفع إليك الخاتم والقضيب والبُردة، فلا يفسُد هذا الأمر. فرضي بذلك.
وقوع الأمين في الأسر:
ثمّ إنّ الهِرْش لمّا علم بذلك أراد التقرُّب إلى قلب طاهر، فقال في كتاب إِلَيْهِ: الَّذِي قالوه لك مَكْرٌ، ولا يدفعون إليك شيئًا. فاغتاظ وكَمَن حول قصر أمّ جعفر في السلاح والرجال، وذلك لخمسٍ بقين مِن المحرّم. فلمّا خرج محمد وصار في الحرّاقة رموه بالنّشّاب والحجارة، فانكفأت الحرّاقة، وغرِق محمد وهَرْثَمَة، ومن كَانَ بها. فسبح محمد حتى صار إلى بستان موسى، فعرفه محمد بْن حُمَيْد الطّاهريّ، فصاح بأصحابه، فنزلوا ليأخذوه، فبادر محمد الماء، فأُخذ برجْله وَحُمِلَ عَلَى برْذَوْن، وخلْفه مِن يُمسكه كالأسير.
ما رُوِيَ حول أسر الأمين:
وعن خطّاب بْن زياد أنّ محمدًا وهَرْثَمَة لما غِرقا أتانا محمد بْن حُمَيْد، فأسَرَّ إلى طاهر أنّه أسر محمدًا. فدعا بمولاه قريش الدَّنْدانيّ، وأمره بقتل محمد.(13/36)
وأمّا المدائنيّ فروى عَنْ محمد بْن عيسى الْجُلُوديّ: أنّ محمدًا دعا بعد العِشاء بفَرَس أدهم كَانَ يسمّيه الزُّهَيريّ، وقبّل وَلَدَيْه، ودمعت عيناه. ثم ركب وخرجنا بن يديه، فرِكْبنا دوابَّنا، وبين يديه شمعة، وأنا أقِيه بيدي خوفًا مِن أن تَجيئه ضربةُ سيف بغَتةً. ففُتح لنا باب خُراسان، وخرجنا إلى المُشْرَعَة، فإذا حرّاقة هَرْثَمَة، فنزلنا ورجعنا بالفَرَس وغلّقنا باب المدينة، ثمّ سمعنا الضّجّة، فصعدنا إلى أعلى الباب.
وذُكِر عَنْ أحمد بْن سلام صاحب المظالم قَالَ: كنت فيمن كان مع هرثمة من القُوّاد في الحرّاقة، فلمّا دخل محمد الحرّاقة قمنا لَهُ، وجثا هَرْثَمَة عَلَى رُكبتيه فقال: يا سيّدي، لم أقدر عَلَى القيام لمكان النَّقْرس. ثمّ قّبل يديه ورِجْلَيه، وجعل يَقُولُ: يا سيّدي ومولاي، وابن مولاي. وجعل يتصفَّح وجوهنا، ونظر إلى عُبَيْد الله بْن الوضّاح، فقال: أيُّهم أنت؟ قَالَ: عُبَيْد الله. قَالَ: جزال الله خيرًا، فلما أشكرني لِمَا كَانَ منك في أمر الثلج.
فشدّ علينا أصحاب طاهر في الزواريق والحرّاقات، وصَبّحوا، وتعلّق بعضهم بالحرّاقة، وبعضهم يسوقها، وبعضهم يرمي بالآجُرّ والنّشّاب، فنُقبت الحرّاقة، ودخلها الماء وغرِقت. فعلِق الملاح بشعر هَرْثَمَة، فأخرجه وخرجنا. وشقّ محمد عَنْهُ ثيابه ورمى بنفسه. فطلعتُ فعلِق بي رجلٌ مِن أصحاب طاهر، وذهب بي إليه، فقال: ما فعل محمد؟ قلت: قد رَأَيْته حين شقّ ثيابَه وقذف بنفسه. فركِب، وأُخذتُ معهم وفي عنقي حبل، وأنا أعدو، فتعبتُ. فقال الَّذِي يجنُبني: هذا لَيْسَ يُصَاد. فقال: انزل فجُزَّ رأسه.
فقلت: جُعلتُ فِداك، وَلِمَ؟ وأنا رجلٌ مِن الله في نعمة، ولم أقدر عَلَى الْعَدْوِ، وأنا أفدي نفسي بعشرة آلاف درهم.
فقال: وأين هِيَ؟
فقلت: حتى نُصبح أَنَا أرسلُ مِن ترى أنتَ إلى وكيلي في منزلتي بعسكر المهديّ، فإنْ لم يأتِكَ بالعشرة آلاف فاقتلني.
فأمر بحملي فحُملت رِدفًا، وردّوني إلى منزلتهم. وبعد هُويّ مِن اللَّيْلِ إذا نَحْنُ بحركة الْخَيْلِ، ثمّ دخلوا وهم يقولون: يُسَر زُبيدة. فأُدخِل عليّ رجلٌ عُريان عَليْهِ سراويل وعمامة ملثَّم بها، وعلى كِتَفْيه خرقة خَلقة، وصيّروه معي، ووكّلوا بنا. فلمّا(13/37)
حسَر العمامة عَنْ وجهة إذا هُوَ محمد. فاستعبرتُ واسترجعت في نفسي. ثمّ قَالَ: مِن أنت؟ قلت: أَنَا مولاك أحمد بْن سلام.
فقال: أعرفكَ كنتَ تأتيني بالرَّقَّة.
قلت: نعم.
قَالَ: كنت تأتيني وتُلْطفني كثيرًا، لستَ مولاي بل أنتَ أخي ومنّي. أُدْنُ مِنّي، فإنّي أجدُ وحشةً شديدة.
فضممته إليّ، ثمّ قَالَ: يا أحمد، ما فعل أخي؟ قلت: هُوَ حيّ.
قَالَ: قبّح الله صاحب البريد ما أكذبه، كَانَ يَقُولُ لي قد مات.
قلت: بل قبّح الله وزراءك.
قَالَ: لا تقُل، فما لَهُم ذنب، ولست أول مِن طلب أمرًا فلم يقدر عَلَيْهِ.
ثمّ قَالَ: ما تراهم يصنعون بي؟ يقتلوني أو يَفُون لي بأمانهم؟ قلت: بل يَفُون لك يا سيّدي.
وجعل يمسك الخِرْقة بعضُدَيْه، فنزعتُ مبطَّنةً عليّ وقلت: أَلْقِها.
فقال: ويْحك! دعني، فهذا مِن الله لي في هذا الموضع خير كثير.
ذكر خبر قتل الأمين:
ثمّ قمت أوتِر، فلمّا انتصف اللَّيْلُ دخل الدار قوم مِن العجم بالسيوف، فقام وقال: إنّا لله وإنّا إِلَيْهِ راجعون، ذَهَبَتْ والله نفسي في سبيل الله، أما مِن حيلةٍ، أما مِن مُغيث. فأحجموا عَنِ التقدُّم، وجعل بعضهم يَقُولُ لبعض: تقدَّم، ويدفع بعضُهم بعضًا، فقمت وصرتُ وراء الحُصُر المُلَفَّفة.
وأخذ محمدٌ بيده وسادة وقال: ويحكم إني ابن عم رسول الله، أَنَا ابن هارون، أَنَا أخو المأمون، الله الله في دَمي. فوثب عَلَيْهِ خمارويه، غلام لقريش الدنْدانيّ، فضربه بالسيف عَلَى مقدَّم رأسه، فضربه محمد بالوسادة واتّكى عَلَيْهِ ليأخذ السيف مِن يده. فصاح خمارويه: قتلني قتلني، فتكاثروا عَلَيْهِ فذبحوه مِن قفاه، وذهبوا برأسه إلى طاهر.(13/38)
وذُكِر عَنْ أحمد بْن سلام في هذه القصّة قَالَ: فلقَّنْته لما حدَّثته ذِكَر الله والاستغفارَ، فجعل يستغفر.
قَالَ: ونُصِب رأسه عَلَى حائط بستان. وأقبل طاهر يَقُولُ: هذا رأس المخلوع محمد. ثمّ بعث بِهِ مَعَ البُرْد والقضيب والمصلّي، وهو مِن سَعَفٍ مُبطّن، مَعَ ابن عمّه محمد بْن مُصْعَب، فأمر لَهُ بألف درهم. ولما رَأَى المأمون الرأس سَجد.
رثاء إبراهيم بْن المهديّ للأمين:
ولما بلغ إبراهيم بن المهدب قتْلُ محمد، وأنّ جثته جُرَّت بحبلٍ بكى طويلا، ثمّ قَالَ:
عُوجا بمغْنَى طلل داثرٍ ... بالخُلْد ذات الصخر والأجُرِ
والمَرْمَر المسنونِ يُطلَى بِهِ ... والبابِ باب الذَّهَب الناضرِ
وأبلِغا عنِّي مقالًا إلى الـ ... ـمولى عَنِ المأمور وَالآمِرِ
قولا لَهُ: يا ابنَ وليّ الهُدى ... طهّر بلاد الله مِن طاهرِ
لم يكفه أن جَزَّ أوداجَه ... ذَبْحَ الهدَايا بمُدَى الجازرِ
حتى أتى تُسحبُ أوصاله ... في شَطَنٍ يُفْني بِهِ السّائِرِ
قد برد الموتُ عَلَى جفنه ... فطرفُه منكسِرُ الناظرِ1
وبلغ ذَلِكَ المأمونَ فاشتدّ عَلَيْهِ.
وثوب الْجُنْد بطاهر:
ثمّ إنّ طاهرًا صلّي بالناس يوم الجمعة، وخطبهم خطبةً بليغة. ثمّ إنّ الْجُنْد وثبوا بِهِ للأرزاق، ولم يكن في يديه مال، وضاق بِهِ أمره، فخشي وهرب مِن البُستان، وانتهبوا بعض متاعه، وأحرق الْجُنْد باب الأنبار، وحملوا السلاح يومهم. ومن الغد نادوا: موسى يا منصور. ثمّ تعبّى طاهر ومَن معه لقتالهم، فأتاه الوجوه، واعتذروا بأنّ ما جرى مِن فعل السُّفَهاء الأحداث، فأمر لهم برزق أربعة أشهر، ووصل البريد
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 488"، والكامل "6/ 287".(13/39)
إلى المأمون في ستّة عشر يومًا وهو بمَرْو.
ما قِيلَ في رثاء الأمين:
وممّا قِيلَ في الأمين:
لِمَ نُبَكّيك لماذا لِلطَّربْ ... يا أبا موسى وترْويج اللُّعَبْ
ولِتَرْك الخَمْس في أوقاتها ... حرصًا مِنك عَلَى ماء الْعِنَبْ
وشنَيفٍ أَنَا لا أبكى لَهُ ... وعلى كوثَر لا أخشى الْعَطَبْ
لم تكن تصلُح للمُلْك ولم ... تُعْطكَ الطّاعة بالمُلك الْعَرَبْ
لِمَ نُبَكّيك لما عرَّضْتَنا ... للمجانيق وَطَوْرًا للسَّلَبْ1
وساق ابن جرير عدّة قصائد في مراثيه.
ولخُزَيْمَة بْن الحَسَن عَلَى لسان أمّ جعفر قصيدة يَقُولُ فيها:
أتى طاهرٌ لا طهّر الله طاهرًا ... فما طاهرٌ فيما أتى بمُطهَّرِ
قد خرّجني مَكشوفَةَ الوجه حاسرًا ... وأَنْهَبَ أموالي وأحرق آدُري
يَعُزُّ عَلَى هارون ما قد لِقيتُهُ ... وما مرّ بي مِن ناقص الخلق أعور
تَذَكَّرْ أميرَ المؤمنينَ قَرابتي ... فَدَيْتُكَ مِن ذي حُرمةٍ مُتذكّرِ2
ذكر إسراف الأمين في اللهو والإنفاق:
قَالَ ابن جرير: ذُكِر عَنْ حُمَيْد بْن سَعِيد بْن بحر قَالَ: لما ملك محمد، ابتاع الخِصْيان، وغالى بهم وصيّرهم لخلْوته، ورفض النّساء والجواري.
وقال حُمَيْد: لما ملك وجَّه إلى البلدان في طل المُلهين، وأجرى لهم الأرزاق، واقتني الوحوش والسباع والطيور، واحتجب عَنْ أهل بيته وأمرائه، واستخفّ بهم. ومَحَقَ ما في بيوت الأموال، وضيّع الجواهر والنفائس. وبنى عدّة قصور لِلَّهْوِ في
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 500".
2 السابق "8/ 506".(13/40)
أماكن. وعمل خمس حرّاقات عَلَى خِلْقة الأسد والفيل والعُقاب والحيّة والفَرَس، وأنفق في عملها أموالا. فقال أبو نُواس:
سَخَّر الله للأمين مطايا ... لم تُسخَّر لصاحب المحرابِ
فإذا ما رِكابُه سِرْنَ برًّا ... سار في الماء راكبًا ليث غابِ
أسدًا باسِطًا ذراعيه يهوي ... أهْرَتَ الشَّدْق1 كالحَ الأنيابِ
وعن الحسين بْن الضّحّاك قَالَ: ابتنى الأمين سقيفةً عظيمة، أنفق في عملها نحو ثلاثة آلاف ألف درهم.
وعن أحمد بْن محمد البرمكيّ، أنّ إبراهيم بْن المهديّ غنّي محمد بْن زُبيدة:
هجرتُكِ حتى قلتِ: لا يعرف الهوى ... وزُرْتك حتى قِيلَ: لَيْسَ لَهُ صبرُ
فطرِب محمد وقال: أوقِروا لَهُ زَورقه ذَهَبًا.
وجاء عَنْهُ أخبار في مثل هذا، وكان كثير الأكل.
رجاء ابن حنبل الرحمة للأمين:
قَالَ أحْمَد بْن حنبل: إنّي لأرجو أن يرحم الله الأمين بإنكاره عَلَى إسماعيل بن عُلَيَّة، فإنّه أُدخل عَلَيْهِ فقال لَهُ: يا ابنَ الفاعلة، أنت الَّذِي تَقُولُ: كلام الله مخلوق؟!.
استيلاء ابن بَيْهَس عَلَى دمشق:
وفيها قوي محمد بْن صالح بْن بَيْهَس الكلابيّ، وظهر عَلَى السُّفيانيّ الَّذِي خرج بدمشق، وحاصرها، ثمّ نصب عليها السلالم وتسوّرها2 أصحابه.
وكان قد تغلّب عَلَى دمشق مَسْلَمة بْن يعقوب الأُمويّ، فهربَ وعمد إلى أَبِي العُمَيْطِر، وكان في حبْسه، ففكّ قيده، ثمّ خرجا بزيّ النّساء في السرّ إلى المِزَّة. واستولى ابن بَيْهَس عَلَى البلد. ثمّ جرى بينه وبين أهل المزرة ودَارَيّا حرب. وبقي حاكمًا عَلَى دمشق مدّة مِن جهة المأمون إلى سنة ثمانٍ ومائتين.
__________
1 الشدق: جانب الفم مما تحت الخد، وكانت العرب تمتدح رحابة الشدقين، لدلالتها على جهارة الصوت. المعجم الوجيز "ص/ 338".
2 تسورها: علاها وتسلقها.(13/41)
ذكر خروج ابن الهِرش في سِفْلة الناس:
وفي ذي الحجّة خرج الحَسَن الهِرش في سِفْلة الناس وخلْق مِن الأعراب يدعو إلى الرضا مِن آل محمد. وأتى النّيل، وجبى الخراج، وصادر التّجّار، ونهب القرى والمواشي.
استعمال المأمون للحسن بْن سهل عَلَى جميع البلاد المفتوحة:
وفيها استعمل المأمون الحَسَن بْن سهل أخا الفضل عَلَى جميع ما افتتحه طاهر بْن الحسين مِن كُوَر الجبال والعراق والحجاز واليمن.
ولاية طاهر الجزيرة والشام ومصر والمغرب:
وكتب إلى طاهر أن يسير إلى الرَّقَّةِ لحرب نصر بْن شبث، وولاه الجزيرة والشام ومصر والمغرب.
وأمر هَرْثَمَة أن يردّ إلى خُراسان.
ذِكر ثورة أهل قُرْطُبَة:
وفي رمضان ثار أهل قُرْطُبَة بأميرهم الحَكَم بْن هشام الأمويّ وحاربوه لجوره وفسْقه، وتُسمّى وقعة الرَّبَض. وخرج عَلَيْهِ أهل رَبَض البلد، وشهروا السلاح، وأحاطوا بالقصر، واشتدّ القتال، وعظُم الخطْب، واستظهروا عَلَى أهل القصر. فأمر الحَكَم أمراءه فحملوا عليهم، وأمر طائفةً فَنَقبوا السُّور، وخرج منه عسكر، فأتوا القوم مِن وراء ظهورهم، وقتلوا منهم مقتلةً عظيمة، ونهبوا الدُّور، وأسَروا وعملوا كلّ قبيح، ثمّ لقوا الحَكَم، فانتقى مِن الأسرى ثلاثمائة مِن وجوه البلد، فصُلبوا عَلَى النهر مُنَكَّسِين. وبقي النَّهْب والسَّلْب والحريق في أرباض1 قُرْطُبَة ثلاثة أيام ثمّ أمّنهم، فهجّ أهل قُرْطُبَة وتفرّقوا أيادي سبأ في الطُّرُق، ومضى خلْق منهم إلى الإسكندرية فسكنها2.
__________
1 أنحاء أو أرجاء.
2 انظر: تاريخ خليفة "ص/ 311"، تاريخ الطبري "8/ 527"، البداية "10/ 240-261"، النجوم الزاهرة "2/ 231"، صحيح التوثيق "6/ 160".(13/42)
أحداث سنة تسعٍ وتسعين ومائة:
تُوُفّي فيها: إِسْحَاق بْن سليمان الرّازيّ، أبو يحيى، إبراهيم بْن عُيَيْنَة، في قَوْل، وقد مّر، حفص بْن عبد الرَّحْمَن قاضي نَيْسابور، الحَكَم بْن عَبْد الله، أَبُو مطيع البلْخيّ، سليمان بْن المنصور أَبِي جعفر، في صَفَر، سيّار بْن حاتم، شُعيب بْن اللَّيْثُ بْن سعْد، في صَفَر، عَبْد الله بْن نُمَيْر الخارفي الكوفيّ، عُمَر بْن حفص العبْديّ، بصْريّ، عَمْرو بْن محمد العنقزيّ الكوفي، محمد بْن شُعيب بْن شابور، ببيروت، الهيثم بْن مروان العنْسيّ الدّمشقيّ، يونس بْن بُكَيْر الكوفيّ، راوي المغازي.
وفيها قِدم الحَسَن بْن سهل مِن عند المأمون إلى بغداد، ففرّق عماله في البلاد.
وجهّز أزهر بْن زهير بْن المسيّب إلى الهِرش في المحرَّم فقتل الهِرش.
خروج ابن طباطبا بالكوفة:
وفي جُمَادَى الآخرة خرج بالكوفة محمد بْن إبراهيم بْن طباطبا واسمه إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب يدعو إلى الرضا مِن آل محمد، والعمل بالكتاب والسُّنَّة. وكان القائم بأمره أبو السرايا سريّ بْن منصور الشَّيْبانيّ. فهاجت الفِتَن، وتسرّع الناس إلى ابن طباطبا، واستوسقت1 لَهُ الكوفة. وأتاه الأعراب وأهل النواحي، فجهّز الحَسَن بْن سهل لحربه زهير بْن المسيّب في عشرة آلاف، فالتقوا، فَهُزِم زُهير واستباحوا عسكره، وغنِموا السلاح والخيل، وقووا في ذَلِكَ في سلخ جُمَادَى الآخرة.
ذكر أمر أَبِي السرايا:
فلمّا كَانَ مِن الغد أصبح محمد بن إبراهيم بن طباطبا ميتًا فجأة. وقيل أنّ أبا السرايا سمّه لكون ابن طباطبا أحرز الغنيمة ولم يُحسن جائزة أَبِي السرايا، أو لغير ذَلِكَ.
وأقام أبو السرايا في الحال مكانه شابا أمرد اسمه محمد بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب.
__________
1 استوسقت: وقعت تحت سيطرته.(13/43)
ثمّ جهّز الحَسَن بْن سهل جيشًا، عليهم عَبْدُوس بْن محمد المَرْوَرُوذيّ لحرب أَبِي السرايا. فالتقوا في رجب، فقُتِل عَبْدُوس، وأُسِر عمّه هارون بْن أَبِي خَالِد، وقُتِل أكثر جيشه وأُسِروا. وقوي الطالبيّون، وضربَ أبو السرايا عَلَى الدراهم: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا} [الصف: 4] . الآية.
ثمّ سار أبو السرايا قُدُمًا حتى نزل بقصر ابن هُبَيرة، وجهّز جيوشًا إلى البصرة وإلى واسط فدخلوها، وأوقعوا أمير واسط مِن جهة الحَسَن بْن سهل فهزمه، وانحاز إلى بغداد، وعظُم ذَلِكَ عَلَى الحَسَن، فبعث بردّ هَرْثَمَة بْن أَعْيَن مِن حلوان لحرب أَبِي السرايا، فامتنع، فأرسل إِلَيْهِ ثانيًا يلاطفه، فرجع هَرْثَمَة، وعقد لَهُ الحَسَن بْن سهل عَلَى حرب أَبِي السرايا، وجهّز معه منصور بْن المهديّ. فَعَسكر بنهر صَرْصَرٍ بإزاء أَبِي السرايا، والنهر بينهما. ثمّ تقهقر أبو السرايا فطلبه هَرْثَمَة، وقتل مِن تطرّف مِن جُنْده.
وقعة قصر ابن هبيرة:
ثمّ كانت وقعة عند قصر ابن هبيرة، قُتِل فيها خلْق مِن أصحاب أَبِي السرايا، فتحيّز إلى الكوفة، وعمد محمد بْن محمد والطالبيّون إلى دُور العباسيّين بالكوفة وضياعهم، فأحرقوا ونهبوا أموالهم، وأخرجوهم مِن الكوفة.
توجيه أَبِي السرايا عمّاله عَلَى المدينة ومكة:
ثمّ وجّه أبو السرايا عَلَى المدينة محمد بن سليمان بن داوود بْن الحَسَن بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فدخلها ولم يقاتلْه أحد. ووجّه عَلَى مكّة والموسم حُسين بْن حسن الأفطس بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب، فلمّا قرُب توقّف عَنْ مكّة هيبة لمن فيها، وأميرها داوود بْن عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ العباسي، فلما بلغ أميرها داوود ذَلِكَ، جمع موالي بني العباسي وعبيد حوائطهم.
ذكر خروج داوود بْن عيسى مِن مكّة:
وكان مسرور الخادم قد حجّ في تِلْكَ السُّنَّةِ في مائتي فارس، فقال لداوود: أقِم لي شخصك أو شخص بعض ولدك، وأنا أكفيك قتالهم.
فقال داوود: لا أستحلٌ القتال في الحرم، ولئن دخلوا مِن هذا الفجّ لأخرجنّ مِن(13/44)
الفجّ الآخر. فقال: تُسلَّم مكّة وولايتك إلى عدوك؟ فقال داوود: أيّ حال لي؟ والله لقد أقمت معكم حتى شختُ، فما وُلِّيتُ ولايةً؛ حتى كبرتُ وفني عُمري، فولّوني مِن الحجاز ما فيه القوت. وإنّما هذا المُلْك لك ولأشباهك، فقاتلْ عليه أو دع.
ثم انحاز داوود إلى جهة المُشاش بأثقاله، فوجّه بها عَلَى درب العراق، وافتعل كتابًا مِن المأمون بتولية ابنه محمد بن داوود عَلَى صلاة الموسم؛ وقال لَهُ: أخرج فَصَلّ بالناس بمِنى الظُّهر والعصر والمغرب والعشاء، وبتْ بمنى، وصلَّ الصبح، ثمّ اركب دوابّك فانزل طريق عَرَفَة، وخُذ عَلَى يسارك في شِعْب عَمْرو حتى تأخذ طريق المُشاش، حتى تلحقني ببستان ابن عامر.
ففعل ذَلِكَ، فخاف مسرور وخرج في أثر داوود راجعًا إلى العراق، وبقي الوفد بعرفة. فما زالت الشمس حضرت الصلاة، فتدافعها قوم مِن أهل مكّة، فقال أحمد بْن محمد بْن الوليد الأزرقيّ، وهو المؤذّن وقاصُّ الجماعة: إذا لم تحضر الوُلاة يا أهل مكّة، فليُصَلِ قاضي مكّة محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن المخزومي، ولْيخُطبْ بهم.
قَالَ: فلمن أدعو، وقد هرب هَؤلاءِ، وأطلّ هَؤلاءِ عَلَى الدخول؟ قَالَ: لا تَدْعُ لأحد.
قَالَ: بل تقدّم أنت.
دخول حسين بْن حسن مكّة وظُلم أهلها:
فأبي الأزرقيّ، حتى قدّموا رجلا فصلّي الصلاة بلا خطبة، ثمّ مضوا فوقفوا بعَرَفَة. ثمّ دفعوا بلا إمام. وحسين بْن حسن متوقّف بسَرف، فبلغه خلو مكة، وهروب داوود، فدخلها قبل المغرب في نحو عشرة، فطافوا وَسَعَوْا، ومضوا بعد المغرب فأتوا عَرَفَة ليلا، فوقفوا ساعة، وأتى مُزْدلفة فصلّي بالناس الفجر.
ثمّ إنه أقام بمكة وعسَف1 وظلم وصادر التجار، وكانت أعوانه تهاجم بيوت التجار لأجل الودائع، فيتهمون البريء ويعذّبونه؛ وأخذ ما في خزائن الكعبة مِن مال.
__________
1 عسف: تعامل بالعنف والقوة.(13/45)
ذكر انهزام أَبِي السرايا:
وأما هَرْثَمَة فواقَع أبا السرايا ثانيًا فانكسر، ثمّ ثبت وانهزم أصحاب أَبِي السرايا، ثمّ أخذ هَرْثَمَة يكاتب رؤساء الكوفة.
وثوب عليّ بْن محمد بالبصرة:
وفيها وثب عليّ بْن محمد بْن جعفر الصّادق بالبصرة، واستولى عليها مِن غير حرب.
ظهور إبراهيم بْن عليّ باليمن:
وظهر باليمن إبراهيم بْن عليّ بْن موسى الرضا، فنفى عاملها عَنْهَا، وسبي، وأخذ الأموال.
وكان يقال لَهُ الجزّار لكثرة ما قتل. والله أعلم1.
__________
1 انظر: تاريخ خليفة "ص/ 313"، وتاريخ الطبري "8/ 597"، والكامل "6/ 304".(13/46)
أحداث سنة مائتين:
تُوُفّي فيها: أسباط بْن محمد الكوفيّ، في المحرَّم، أُمَيَّة بْن خَالِد البصْريّ، أخو هدْبة، أيّوب بْن المتوكّل البصْريّ المقرئ، أنس بن عِياض، أبو حمزة اللَّيْثي، سَلْم بْن قُتَيْبة الخُراسانيّ، بالبصرة، سيّار بْن حاتم العَقديّ، فيها بخُلْف، صَفْوان بْن عيسى الزُّهْرِيّ البصْريّ، عُمَر بْن عَبْد الواحد السُّلَميّ الدّمشقيّ، عَبْد المُلْك بْن الصّبّاح المسمعيّ، بصْريّ، عِمارة بْن بِشْر، فيها، حدّث بدمشق، قَتَادة بْن الفضيل الرَّهاوي، مبشّر بْن إسماعيل الحلبيّ، محمد بْن إسماعيل بْن أَبِي فُدَيْك المدنيّ، محمد بْن الحَسَن الأسديّ ابن التَّلّ، محمد بْن حُمَيْد السُّليحيّ الحمصيّ، محمد بْن شُعيب بْن شابور، قاله دُحَيْم، مُعَاذ بْن هشام الدَّسْتُوائيّ، معروف الكرْخيّ العابد، عَلَى الأصحّ، المغيرة بْن سَلَمَةَ المخزوميّ، بصْريّ، أبو البَخْتَرِيّ القاضي وهْب بْن وهْب.
مقتل أَبِي السرايا:
وفيها هرب أبو السرايا والطالبيّون مِن الكوفة في المحرَّم إلى القادسيّة، فدخلها(13/46)
هَرْثَمَة ومنصور بْن المهديّ وأمّنوا أهلها. ثمّ أتى أبو السرايا إلى ناحية واسط، ثمّ مضى حتى أتى السُّوس وأنفق الأموال. فجاءهم الحَسَن بْن عليّ الباذغيسيّ فأرسل إليهم: اذهبوا حيث شئتم، فلا حاجة لي في قتالكم، ولست بتابعكم. فأتى أبو السرايا إلى قتاله، فالتقوا، فهزمهم الحَسَن واستباح عسكرهم، وجُرح أبو السرايا، وهرب هُوَ ومحمد بْن محمد، وأبو الشوك، وطلبوا رأس العين والجزيرة. فلمّا انتهوا إلى جَلُولا عثر بهم حمّاد الكُنْدُغُوش فأخذهم، وجاء بهم إلى الحَسَن بْن سهل وهو بالنهْروان، فقتل أبا السرايا في عاشر ربيع الأوّل، وبعث محمد بْن زيد بْن عليّ إلى مَرْو إلى المأمون.
افتتاح البصرة واختفاء الطالبيين:
وسار عليّ بْن أبي سَعِيد إلى البصرة فافتتحها، وكان بها زيد بْن موسى بْن جعفر أخو عليّ بْن موسى الرضا، وهو الَّذِي يقال لَهُ زيد النار، لكثرة ما حرّق من دُور العباسيّين بالبصرة. وكان يأتي بالرجل مِن المُسَوَّدَة فيحرّقه بالنار. وانتهب تُجّار البصرة، فأسره عليّ بْن أَبِي سَعِيد، واختفى الطالبيّون.
ذكر ما فعله الأفطس بمكة:
وأما حُسين بْن حسن الأفطس فبدّع بمكة حتى تردّه طائفة مِن أهلها، فهدم دُورهم، وأخذ أبناءهم، وجعل أصحابه يَحلّون ما عَلَى الأساطين مِن الذَّهَب اليسير، ويقلعون الشبابيك. فبلغهم قتْلُ أَبِي السرايا، فأتى حسين إلى محمد بْن جعفر الصّادق، وكان شيخًا فاضلا مُحبّبًا إلى الناس، تاركًا للخروج، قد روى العلم عَنْ أَبِيهِ، فقال: قد تعلم ما لك في الناس، فابرز نبايعك بالخلافة، فلا يختلف عليك اثنان، فأبى ذَلِكَ. فلم يزل بِهِ ابنه عليّ وحسين بْن حسن حتى غلبا عَلَى رأيه، وأقاموه يوم الجمعة في ربيع الآخر، فبايعوه، وحشروا الناسَ لمبايعته طَوْعًا وكرهًا. فأقام كذلك أشهرًا.
ووثب حُسين عَلَى امرَأَة قُرَشِيّة بارعة الحُسن، فأخذها قهرًا مِن بيت زوجها، وبقيت عنده أيامًا، ثمّ هربت.
ووثب علي بن محمد عليّ أمْرَدٍ بديع الجمال، فأخذه مِن دارهم، وأركبه فَرَسه في السَّرْج، وركب عَلَى الكفل، وذهب بِهِ في السّوق حتى خرج بِهِ إلى بئر ميمون(13/47)
في طريق مِنى. فاجتمع أهل مكّة والمجاورون، وأغلقت الأسواق، وأتوا محمد بْن جعفر وقالوا: والله لنخلعنّك، ولنقتلنّك، أو لُتردنّ هذا الغلام الَّذِي أخذه ابنك جهرةً.
فقال: والله ما علمتُ.
وأمَرَ حُسَيْنًا أن يذهب إلى ابنه، فقال: إنّك والله لَتَعلم أنّي لا أقوى عَلَى ابنك، وأخاف محاربته.
فقال محمد بْن جعفر لأهل مكّة: أمّنوني حتى أركب إِلَيْهِ، فأمنوه، فركب حتى صار إلى ابنه وأخذ الغلام، فسلّمه إلى أهله.
وبعد قليل أقبل إِسْحَاق بْن موسى بْن عيسى بْن موسى بْن محمد العبّاسيّ فارًا عَنِ اليمن، لِتَغَلُّب إبراهيم بْن موسى بْن جعفر عليها، فنزل المُشَاش؛ فاجتمع العلويّون إلى محمد بْن جعفر فقالوا: قد رأينا أن نُخَنْدِق علينا بأعلي مكّة. ثمّ حشدوا الأعراب، فقاتلهم إِسْحَاق أيامًا، ثمّ كرِه الحربَ وطلب العراق. فلقِيه ورقاء بْن جميل في جُنْدٍ، فقال: ارجعْ بنا إلى مكّة، فرجع.
واجتمع إلى محمد غَوْغاءَ أهل مكّة، وسُودان أهل المياه والأعراب، فعَبّأهم ببئر ميمون، وأقبل ورقاء وإسحاق بْن موسى بمن معهم مِن القُوّاد والْجُنْد فالتقوا وقُتِل جماعة. ثمّ تحاجزوا؛ ثمّ التقوا مِن الغد، فانهزم محمد وأهل مكّة. وطلب محمد الأمان، فأجابوه إِلَيْهِ، ثمّ نزح عَنْ مكّة، ودخلها إِسْحَاق ورقاء في جُمَادَى الآخرة.
ذكر تفرُّق الطالبيّين عَنْ مكّة:
وتفرّق الطالبيّون عَنْ مكّة كلّ قوم ناحية، فأخذ محمد ناحية جُدّة، ثمّ طلب الْجُحْفة. فخرج عَليْهِ محمد بْن حكيم مِن موالي آل العباس. وفد كَانَ الطالبيّون انتهبوا داره بمكة، وبالغوا في عذابه. فجمع عبيدًا ولحِق محمدًا بقرب عُسفان، فانتهب جميع ما معه حتى بقي في وسط سروايل. وهمّ بقتله، ثمّ رحِمَه وطرح عَليْهِ ثوبًا وعمامة، وأعطاه دُريهمات. فمضى وتوصّل إلى بلاد جُهَينة عَلَى الساحل، فأقام هناك أشهرًا يجمع الْجُمُوع، فكان بينه وبين والى المدينة هارون بْن المسيّب وقعات عند الشجرة وغيرها. فهُزم محمد، وفُقئت عينه بسهم، وقُتِل خلْق مِن أصحابه، ورُدّ إلى موضعه. ثمّ طلب الأمان مِن الْجُلُوديّ، ومن ابن عمّ الفضل بْن سهم رجاء، ورُدّ إلى(13/48)
مكّة في آخر السَّنَةِ. فصعد عيسى بْن يزيد الْجُلُوديّ المنبرَ بمكة، وصعِد دونه محمد بْن جعفر، عَليْهِ قِباء أسود؛ فخلع نفسه، واعتذر عَنْ خروجه بأنّه بلغه موت المأمون. وقد صحّ عنده الآن أنّه حيّ، وخلع نفسه، واستغفر مِن فِعْله.
ثمّ خرج بِهِ عيسى الْجُلُوديّ إلى العراق، واستخلف عَلَى مكة ابنه محمد بْن عيسى.
فبعث الحَسَن بْن سهل بمحمد إلى المأمون.
ذكر الحج هذا العام:
وأقام الحجّ أبو إِسْحَاق المعتصم بْن الرشيد.
مقتل هَرْثَمَة:
وأما هَرْثَمَة، فلمّا فرغ مِن حرب أَبِي السرايا سار نحو خُرَاسان، فأتته الكتب مِن المأمون أن يرجع فيلي الشام أو الحجاز. فقال: لا أرجع حتى آتي أمير المؤمنين. إدلالا منه عَليْهِ، وليُشافِهه بمصالح، وليؤذي الفضل بْن سهل بأنّه لَيْسَ بناصح لَهُ. ففهم الفضل مُراده، فقال للمأمون: إنّ هَرْثَمَة قد ظاهَرَ عليك عدوّك، وعادي وليك، وخالف كتبك. وإن خلّيته كَانَ ذَلِكَ مفسدةً لغيره. فتوحّشَ عَليْهِ.
وأبطأ هَرْثَمَة، ثمّ قِدم في أواخر السَّنَةِ، فقال لَهُ المأمون: مالأتَ علينا العلويّين، وداهَنْتَ، وحسّنت في السّرّ لأبي السرايا الخروج؟ فذهب هَرْثَمَة ليتكلّم ويدفع عَنْ نفسه، فلم يُقبل منه. وأُمِر بِهِ، فَوُجِئ عَلَى أنفه، ودِيس بطْنُه، وسُحِب وحُبس. ودسّ الفضل إلى الأعوان الغِلْظَة عَليْهِ، ثمّ قتلوه، وقيل مات.
ذكر فتنة الْجُنْد ببغداد:
وفيها هاج الْجُنْد ببغداد، لكون الحسن بن سهل ولم ينصفهم في العطاء، وبقيت الفتنة أيامًا.
رجاء بْن أَبِي الضحّاك لإشخاص عليّ الرضا:
وفيها وجّه المأمون رجاء بْن أبي الضحّاك، وهو الذي قِدم عَليْهِ محمد بْن جعفر ومعه قرناس الخادم، لإشخاص عَلَى بْن موسى الرضا.(13/49)
ذكر إحصاء ولد العبّاس:
وفيها أُحْصي وَلَدُ العبّاس، فبلغوا ثلاثة وثلاثين ألفًا ما بين ذكرٍ وأنثى.
ذكر قتل الروم ملكهم اليون:
وفيها قتلت الروم ملكها اليون، وكان قد تملك عليهم سبْعٍ سنين ونصفًا. ثمّ ملّكوا عليهم ميخائيل بْن جورجس ثانية.
ذكر قتل يحيى بْن عامر:
وفيها قتل المأمون يحيى بْن عامر بْن إسماعيل، لكونه أغلظ لَهُ وقال له: يا أمير الكافرين1.
__________
1 انظر: تاريخ خليفة "ص/ 311-312"، تاريخ الطبري "8/ 534-545"، الكامل "6/ 320"، النجوم الزاهرة "1672"، صحيح التوثيق "6/ 151".(13/50)
تراجم الأعيان في هذا العَشْر:
"حرف الألِف":
1- أحمد بن بشير الكوفي1.
أبو بكر مَوْلَى بني مخزوم عَنْ: هاشم بْن هاشم الزُّهْرِيّ، والأعمش، وعبد الله بْن شُبْرُمة، ومجالد، وغيرهم.
وعنه: محمد بْن سلام البيكَنْديّ، وسلْم بْن جُنادة، والحسن بْن عَرَفَة، وغيرهم.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
2- أحمد بْن موسى بْن أَبِي مريم2.
أبو بَكْر، وقيل أبو عبد الله الخزاعي البصري اللّؤلؤيّ المقرئ.
سَمِعَ: ابن عَوَانة، وأبان بْن تغلب، وعامر الجحدري.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 42"، والميزان "1/ 85".
2 الجرح والتعديل "2/ 75"، الثقات لابن حبان "6/ 3".(13/50)
وروى القراءة عَنْ: عيسى بْن عَمْرو، وعاصم الْجُحْدُريّ، وأبي عَمْرو بْن العلاء، وإسماعيل القسْط.
وروى عَنْهُ: رَوْح بْن عَبْد المؤمن، ومحمد بْن يحيى القطعيّ، وخليفة بْن خيّاط، ونصر الجهضمي، ومحمد بن المثنى، وطائفة.
قال أبو زرعة الرازي: صدوق قدري.
وكنّاه مُسْلِم: أبا بَكْر.
3- إبراهيم بْن الأغلب بْن سالم التّميميّ القيرواني الشهيد أمير المغرب1.
كَانَ مِن وجوه جنْد مصر، فوثب، بعد موت أبيه، هُوَ واثنا عشر رجلا بمصر، فأخذوا مِن بيت المال مقدار أرزاقهم، لم يزيدوا عَلَى ذَلِكَ، وهربوا فلحقوا بالزّاب مِن نواحي قيروان. فاعتقد إبراهيم بْن الأغلب عَلَى مِن كَانَ في تِلْكَ الناحية مِن الْجُنْد وغيرهم الرياسة. وأقبل بُهدي إلى هَرْثَمَة بْن أَعْيَن أمير القيروان يومئذٍ ويُلاطفه، ويُعلمه أنّي عَلَى الطاعة، وأنّني ما دعاني إلا الحاجة ومطل الديون لي. فاستعمله هَرْثَمَة عَلَى ناحية الزّاب، فكفاه أمرَها وضبطها.
وقِدم عَلَى المغرب محمد بْن مقاتل العكّي، فأساء إلى الناس وَظَلَمَ، فقاموا عَليْهِ، فَنَجَدَه ابنُ الأغلب وأعاده إلى القيروان بعد أن طردوه منها. ثمّ كاتبوا الرشيد يستقيلونه مِن ابن مقاتل. فاستعمل عليهم ابن الأغلب لمّا رَأَى نهضته وحُسْن طاعته وانقيادَ اهل القيروان لَهُ.
وكان فقيهًا، دينًا، خطيبًا، شاعرًا، ذا رأي وحزم وبأس ونجدة، وسياسة، وحُسن سيرة. قَلّ أنْ ولي أفريقيةَ أحدٌ مثله في العدل والسياسة.
وقد طلب العلم وأخذ عَنْ: اللَّيْثُ بْن سعْد، وغيره. وكان اللَّيْثُ يكرمه، وأعطاه جارية حسناء هي أمّ ابنه زيادة الله.
وكان لَهُ بمصر أخ اسمه عَبْد الله، محتشم نبيل. وأرسل أولاده إلى عند عمّهم إبراهيم.
وكان مما رفع منزلة إبراهيم بْن الأغلب عند الرشيد ظَفَرُهُ بإدريس بن عبد الله بن
__________
1 وفيات الأعيان "2/ 193-194"، والسير "9/ 128-129".(13/51)
حسن الحَسَنيّ نزيل المغرب وقتْله. وأشار هَرْثَمَة بْن أَعْيَن عَلَى الرشيد أيضًا بتوليته. وبالغ في وصفه، فولاه في أثناء سنة أربعٍ وثمانين ومائة.
وردّ محمد العَكّي إلى المشرق، وانقمع1 الشرّ بالمغرب، وحسُنت حال إفريقية. وبني مدينة سمّاها العباسية. وكان يتولّى الصلاة بنفسه في جامع القَيروان.
وكان عالمًا عاملا بعِلْمه، عَثَر يومًا في حصيرة المسجد، فدخل وقال لرؤساء الدّولة: استنكهوني. ففعلوا. فقال: إنّي خشيت أن يقع لأحدكم أنّي سَكْران.
وخرج عَليْهِ بتونس حمديس بْن عبد الرَّحْمَن الكِنْديّ، فحاربه وظفر بِهِ، وقتل عشرة آلاف مِن عسكر حمديس في سنة ستٌّ وثمانين، وبعث برأس حمديس إلى الرشيد.
وكان قائد جيوشه عِمران بْن مَخْلَد، وكان نازلا عنده في قصره، ثمّ خرج عَلَى ابن الأغلب وحشد، واستولى عَلَى أكثر بلاد إفريقية. وخَنْدَق إبراهيم عَلَى نفسه. وأقامت الحرب بينهما سنة، وهما كفَرسَي رهان، فأمدّه الرشيد بخزانة مالٍ مَعَ جماعة قُوّاد. فقوي ابن الأغلب، وتقلّل الْجُنْد عَنِ ابن مَخْلَد، والتفوا عَلَى ابن الأغلب لأخْذ أُعطياتهم.
تُوُفّي ابن الأغلب عَلَى إمرة المغرب لثمان بقين مِن شوّال سنة ستٌّ وتسعين ومائة. وله ستٌّ وخمسون سنة. وولي بعده ابنه عَبْد الله، فأمّن عِمران وأكرمه وصيّره معه في قصره. ثم خاف غائلته2 فقتله.
واشتغل الأمين والمأمون بأنفسهما واختبط أمر المغرب وغيرهما.
4- أبان بن عَبْد الحميد الرّقاشيّ3.
مولاهم البصْريّ الشّاعر الشهير.
مقدّم في الشّعْر والأدب، وله بَصَرٌ بالعِلم والفِقه. وكان ديّنًا خيَّرًا متألهًا، متهجدًا.
__________
1 انقمع: انتهى أو توقف.
2 غائلته: غدره وخيانته.
3 انظر: تاريخ بغداد "7/ 44-45"، تاريخ الطبري "8/ 242".(13/52)
نظم للبرامكة كتاب "كليلة ودِمْنَة" أُرجوزة في أربعة آلاف بيت، فأجازه الوزير يحيى بْن خَالِد بعشرة آلاف دينار، فتصدّق بنصفها.
أثنى عَليْهِ الخطيب، وذكره في تاريخه.
5- إبراهيم بْن صدقة.
أبو عامر الأنصاريّ1، بصْريّ، قليل الرواية.
سَمِعَ: قيس بْن عُبَيْد، وسُفْيان بْن حسين.
وعنه: محمد بْن الْمُثَنَّى العنْبريّ، وأحمد بْن نصر المقرئ.
6- إبْرَاهِيم بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي محذورة الْجُمَحيّ الْمَكَّيّ2 عخ، ت، س. عَنْ: جَدّه، وأبيه.
وعنه: الشافعي، والحميدي، وجماعة.
7- إبراهيم بْن عُيَيْنَة بْن أَبِي عِمران الهلالّي3 -د. س. ق.
مولاهم الكوفيّ، أخو سُفْيان، وعِمران، وآدم، ومحمد. يُكَنَّى أبا إِسْحَاق.
روى عَنْ: أبي حيّان يحيى بْن سَعِيد التَّيميّ، ومِسْعر بْن كَدَام، وعَمرو بْن منصور الهمَدانيّ.
وعنه: أحمد بْن بُديل، ويحيى بْن مَعِين، وعليّ بْن محمد الطَّنَافسيّ، والحسن بْن عليّ بْن عفّان العامريّ، وهو آخر أصحابه.
وتوفي سنة سبْعٍ وتسعين أيضًا.
قَالَ النَّسَائيّ: لَيْسَ بالقويّ.
8- إبراهيم بْن هُدْبة، أبو هُدْبة البصْريّ4.
يحدث عن أنس بالبواطيل.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 106"، والتهذيب "1/ 128".
2 الجرح والتعديل "2/ 113"، والتهذيب "1/ 141".
3 الجرح والتعديل "2/ 118-119"، والتهذيب "1/ 149".
4 الجرح والتعديل "2/ 143-144"، والميزان "1/ 71-72".(13/53)
روى عَنْهُ: حُمَيْد بْن الربيع، ومحمد بْن عُبَيْد الله بْن المنادي، وسَعْدان بن نصرة، والخضر بْن أبان، وله عَنْهُ نسخة، ورُسْتَة.
قَالَ أبو نُعَيْم الحافظ: قِدم أصبهان فحدّث عَلَى المنبر، عَنْ أنس، فرُفع ذَلِكَ إلى جرير بن عبد الحميد، فصدقه.
قال: وكن المأمون أيضًا يُصدّقه فيها.
وتصديقهما لا ينفعه، فإنّه ذاهب الحديث، مُتهمٌ عندَ الحُفّاظ بالكِذب.
ولمحمد بْن سُلَيْم المقرئ عَنْهُ نسخة.
قَالَ عَبَّاسٌ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: قِدم أبو هُدْبة، فاجتمع عَليْهِ الناس وقالوا لَهُ: اخْرِجْ رِجْلَك. خافوا أن تكون رِجْلُه رجلَ حمار أو شيطان. وقال أحمد بْن سيّار القطّان: سَمِعْتُ محمد بْن بلال الكِنْديّ يَقُولُ: كان أبو هدبة عدو الله يحفل1 النغم عندنا بواسط.
وقال أبو حاتم الرّازيّ: كذّاب.
قلت: بقي إلى سنة مائتين.
9- إبراهيم بْن يزيد بْن مَرْدانبَة الكوفيّ2.
مولى عَمْرو بْن حُرَيْث.
عَنْ: رَقَبَة بْن مَصْقَلَة، وإسماعيل بْن أَبِي هالة.
وعنه: أبو كُرَيْب، وأبو سَعِيد الأشجّ، ومحمد بْن الْمُثَنَّى، وجماعة.
10- إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إسحاق عَمْرو بن عبد الله الهمجاني السَّبِيعيّ الكوفيّ3 -س. ت. ق.
عَنْ: أَبِيه وجده.
__________
1 حفل: اللبن في الضرع حفولًا: اجتمع، وحفل الشيء: جلاه، وأظهر حسنه. المعجم الوجيز "ص/ 161".
2 انظر: الجرح والتعديل "2/ 145"، والتهذيب "1/ 179".
3 الجرح والتعديل "2/ 148"، والتهذيب "1/ 183-184".(13/54)
وعنه: أبو كُرَيْب، وإسحاق بْن منصُور السَّلُوليّ، وأبو عُبَيْدة بن أَبِي السَّفَر.
ضعّفه ابن مَعين.
وقال أبو حاتم: حسن الحديث.
وقال النَّسَائيّ: لَيْسَ بالقويّ.
قلت: حديثه في الصحيحْين.
وتُوُفّي في سنة ثمانٍ وتسعين.
11- أسامة بْن حفص المدنيّ1.
عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، ويحيى بْن سَعِيد.
وعنه: أبو ثابت محمد بْن عُبَيْد الله المدنيّ، وإبراهيم بْن حمزة الزُّبَيْريّ، وغيرهما.
روى لَهُ الْبُخَارِيّ حديثًا، وأغفله في تاريخه، وكذا ابن أَبِي حاتم.
12- أسباط بْن محمد، أبو محمد بْن أَبِي عَمرو الكوفيّ2 -ع.
والد عُبَيْد بْن أسباط.
عَنْ: الأعمش، وأبي إسحاق الشيباني، وعمرو بْن قيس المُلائيّ، وزكريّا بْن أَبِي زائدة.
وعنه: أحمد، وإسحاق، والحسن الزَّعْفرانيّ، والحسن بْن عليّ بْن عفّان.
وثقه ابن مَعِين.
تُوُفّي سنة مائتين في المحرَّم.
قَالَ ابن عمّار المَوْصِليّ: قَالَ لنا وكيع: إنّ لأسباط بْن محمد الْقُرَشِيّ ألف حديث، فاسمعوا منه.
__________
1 انظر: الميزان "1/ 174"، التهذيب "1/ 206-207".
2 الجرح والتعديل "2/ 332-333"، والتهذيب "1/ 211".(13/55)
13- إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ بْن الحسين الهاشميّ الحُسَينيّ الْمَدَنِيُّ1 -ت. ق.
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جعفر المَخْرميّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر المليكيّ.
وعنه: إبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، ويعقوب بْن حميد.
قَالَ ابن مَعِين: ما أراه إلا كَانَ صادقًا.
14- إسحاق بْن إسماعيل.
أبو يزيد الرّازيّ حيَّوَيْه2.
عَنْ: عَمْرو بن أبي قُبَيس، ونُعَيْم بْن مَيْسَرة، ونافع بْن عمر الْجُمَحيّ.
وعنه: محمد بْن سَعِيد بْن الأصبهاني، وإبراهيم بْن موسى الفرّاء، وأبو بكر بْن أبي شَيْبة، وأخوه عثمان، وآخرون.
قَالَ ابن مَعِين: أرجو أن يكون صادقًا.
15- إسحاق بْن الربيع العُصْفُري الكوفيّ3.
عَنْ: الأعمش، وداوود بْن أَبِي هند، ومِسْعَر، وأبي مالك النَّخَعيّ.
وعنه: محمد بن عمر بن الوليد الكندي، وأحمد بْن بُدَيْل، ومحمد بْن إسماعيل الأحْمُسيّ، وغيرهما.
ولا جَرْح فيه.
16- إِسْحَاق بْن سليمان الرازي4 -ع.
أبو يحيى الكوفي. نزل الرَّيّ.
عَنْ: حنظلة بْن أَبِي سُفْيان، وابن أَبِي ذيب، وحَرِيز بْن عثمان، وطبقتهم.
وعنه: محمد، وأحمد، ومحمد بْن رافع، وإسحاق الكوسج، وأحمد بن
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 215"، والتهذيب "1/ 229".
2 انظر: الجرح والتعديل "2/ 212"، والثقات لابن حبان "8/ 110".
3 الجرح والتعديل "2/ 220"، والتهذيب "1/ 232".
4 الجرح والتعديل "2/ 223-224"، التهذيب "1/ 235".(13/56)
الأزهر، وخِلْق آخرهم الحَسَن بْن مُكْرَم البزّاز.
وكان سيّدًا صالحًا خاشعًا ثقة حُجّة.
قَالَ أحمد بْن الفُرات: رَأَيْته يروي حديثًا. فضحك غلام فأخرجه.
قَالَ: ويقال إنّه كَانَ مِن الأبدال.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين، وقيل سنة مائتين.
قَالَ إسحاق الكَوْسج: ما كَانَ أَبْيَنَ خشوعه. كَانَ يبكي كلّ ساعة.
17- إسحاق بن عيسى البغدادي1.
أبو هاشم سبط داوود بْن أبي هند.
سَمِعَ: الأعمش، وابن أَبِي ذيب، والثوري.
وعنه: الحسن بن الصباح البزار، وإسحاق بْن بُهْلُولٍ التّنُوخيّ.
قَالَ الخطيب: وكان ثقة. جاور بمكة.
18- إسحاق بْن نَجِيح المَلَطيّ2.
أبو صالح نزيل بغداد.
عَنْ: هشام بْن حسّان، وابن جُريْج، وجماعة.
وعنه: سُوَيد بْن سَعِيد، وعليّ بْن حجر.
قَالَ ابن مَعِين: كذّاب عدوّ الله.
وقال أبو حاتم بْن حيان: هُوَ دجّال مِن الدَّجاجلة.
وقال الفلاس: يضع الحديث.
19- إسحاق بن يوسف بن مرداس3 -ع.
أبو محمد القرشي الواسطي الأزرق الحافظ.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 230"، والتهذيب "1/ 245".
2 انظر: الجرح والتعديل "2/ 235، 236"، والميزان "1/ 200-202".
3 الجرح والتعديل "2/ 238"، والسير "9/ 171، 172".(13/57)
عَنِ: الأعمش: وابن عَوْن، وفُضَيْل بْن غَزْوان، ومِسْعَر.
وعنه: أحمد، وابن مَعِين، وأحمد بْن مَنِيع، ومحمد بْن الْمُثَنَّى، وسَعْدان بْن نصر، وآخرون.
وكان ثقة ثَبْتًا مِن العابدين.
ولد سنة بضْعَ عشرة ومائة.
وقيل: إنّه مكث عشرين سنة لم يرفع رأسه إلى السماء.
تُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين.
وكان أعلم الناس بشرِيك.
وقد قرأ القرآن عَلَى حمزة، وسمع الحروف مِن أَبِي بَكْر بْن عيّاش، وله اختيار في القراءة يروي عَنْ جملة.
عَنْهُ: إسماعيل بْن هُود الواسطيّ، وعبد الله بْن هانس، وغيرهما.
20- إسماعيل بْن إبراهيم بْن مِقْسَم1 -ع.
أبو بشر الأسدي، مولاهم البصْريّ، الإِمَام ابن عُلَيّة، وهي أمّه.
أصله كوفيّ.
سَمِعَ: أيّوب السّخْتيانيّ، وإسحاق بْن سُوَيد العَدويّ، وحُمَيْد الطويل، وعليّ بْن زيد، وعطاء بْن السّائب، ومحمد بْن المُنْكَدِر، وعبد الله بْن أبي نَجِيح، ويونس بْن عُبَيْد، وسُهيل بْن أَبِي صالح، والْجُريريّ، وأبا التّيّاح الضُّبعيّ، وعبد العزيز بْن صُهَيب، وليث بْن أَبِي سُلَيْم، وابن عَوْن، وطائفة.
وعنه: شُعبة، وابن جُرَيج، وحمّاد بْن زيد وهم أكبر منه. وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وأحمد، وإسحاق، وابن مَعِين، وعليّ بْن المَدِينيّ، وبُنْدار، وخلْق كثير آخرهم موسى بْن سهل الوشّاء.
وكان حُجّة حافظًا فقيهًا.
ولد سنة عشرٍ ومائة.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 153-155"، والسير "9/ 107-120".(13/58)
وكان يَقُولُ: مَن قَالَ ابن عُلَيّة فقد اغتابني.
قَالَ مؤمّل بْن هشام: سمعته يَقُولُ: لقيت محمد بْن المُنْكَدِر، وسَمِعْتُ منه أربعة أحاديث. فَقُلْتُ: ذا شيخ. فلمّا قدمت البصرة إذا أيّوب يَقُولُ: ثنا محمد بْن المُنْكَدِر.
وقال غُنْدَر: نشأت في الحديث يوم نشأن وليس أحدٌ يُقَدَّم في الحديث عَلَى ابن علية.
وقال أبو داوود: ما أحدٌ مِن المحدّثين إلا أخطأ، إلا ابن عُلَيَّة، وبِشْر بْن الْمُفَضَّلِ، وقال ابن مَعِين: كَانَ ابن عُلَيَّة ثقة ورِعًا تقيًا.
وقال يُونُس بْن بُكَيْر: سَمِعْت شُعْبَة يَقُولُ: ابْن علية سيد المحدثين.
وقال عمرو بْن زُرارة: صحِبْتُ ابنَ عُلَيَّة أربَعَ عشرةَ سنة فما رَأَيْته تبسّم فيها.
قَالَ عفّان: نا خَالِد بْن الحارث قَالَ: كنّا نُشبّه ابن عُلَيَّة بيونس بْن عُبَيْد.
وقال إبراهيم بْن عَبْد الله الهروي: سَمِعْتُ يزيد بْن هارون يَقُولُ: دخلت البصرة وما بها خلقٌ يفضل عَلَى ابن عُلَيَّة في الحديث.
وقال زياد بْن أيوب: ما رأيتُ لابن عُلَيَّة كتابًا قطّ.
وكان يُقال ابنُ عُلَيَّة يَعُدّ الحروف.
وقال حَمّاد بْن سَلَمََةَ: ما كُنَّا نُشبّه شمائل إسماعيل إلا بشمائل يونس بْن عُبَيْد، حتى دخل فيما دخل فيه.
قلت: وقد ولي القضاء ولعث إِلَيْهِ ابن المبارك يُعنّفه بأبياتٍ حسنة لدخوله في الصَّدَقات.
وروى الخطيب في تاريخه: إنّ الحديث الَّذِي أُخِذ عَليْهِ شيء يتعلّق بالكلام في القرآن.
دخل عَلَى محمد بْن هارون الأمين فشتمه، فقال: أخطأت.
وكان حدَّث بهذا: تجيء البقرة وآل عِمران كأنّهما غمامتان يُحَاجّان عَنْ صاحبهما. فقيل لابن عُلَيَّة: أَلَهُما لسان؟ قَالَ: نعم.(13/59)
فقالوا: إنّه يَقُولُ القرآن مخلوق؛ وإنّما غلط.
وقال الفضل بْن زياد: سَأَلت أحمد بْن حنبل عَنْ وُهيب وابن عُلَيَّة: أيُّهما أحبّ إليك إذا اختلفا؟ قَالَ: وُهيب، ما زال إسماعيل وضيعًا مِن الكلام الَّذِي تكلّم فيه إلى أن مات. قلتُ: أليس قد رجع وتاب على رؤوس الناس؟ قَالَ: بلى، ولكنْ ما زال لأهل الحديث. بعد كلامه ذَلِكَ مبغضًا وكان لا ينصف في الحديث كان يحدّث بالشفاعات1.
وكان معنا رجلٌ مِن الأنصار يختلف إلى الشيوخ فأدخلني عَليْهِ، فلمّا رآني غضب، وقال: مَن أدخل هذا عليَّ؟
قَالَ أحمد: وبلغني أنّه أُدخِل عَلَى الأمين، فلمّا رآه زحف إليه وقال: يا ابن -يا ابن تتكلَّم في القرآن؟ وجعل إسماعيل يَقُولُ: جعلني الله فِداك، زَلَّةٌ مِن عالم.
ثمّ قَالَ أحمد: إنّ يغفر الله لَهُ فيها، يعني الأمين.
ثمّ قَالَ: وإسماعيل ثَبْت.
وقال الفضل بْن زياد: قلت يا أبا عَبْد الله إنّ عَبْد الوهاب قَالَ: لا يحبّ قلبي إسماعيل أبدًا. لقد رَأَيْته في المنام وكان وجهه أسود.
فقال: عافي الله عَبْد الوهاب.
ثمّ قَالَ أحمد: لقد لزِمتُ إسماعيل عشرَ سِنين إلا أن أُغيب. ثمّ جعل يحرّك رأسه كأنه يتلهَّف، ثمّ قَالَ: وكان لا يُنْصِف في التحديث، ويحدّث بالشفاعات.
قَالَ المؤلّف: لا ينبغي إلا تعظيم ابن عُلَيَّة، فقد كانت منه هفوة ثمّ تاب منها.
فكان ماذا؟ مات ابن عُلَيَّة في ذي القِعْدة سنة ثلاثٍ وتسعين.
وحديثه بعُلُوّ درجتين في الغيلانيّات.
21- إسماعيل بْن إبراهيم الكرابيسيّ البصْريّ2 -ق. صاحب القُوهيّ.
عَنْ: ابن عَوْن، وسُلَيْم القاصّ.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 239".
2 انظر: الميزان "1/ 214"، والتهذيب "1/ 280، 281".(13/60)
وعنه: محمد بْن عَبْد الله بْن حفص الأنصاري، وحفص بن عمرو الربالي، ومُثَنَّى بْن مُعَاذ.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين.
وثّقه حد.
22- إسماعيل بْن إبراهيم، أبو يحيى التَّيْميّ الكوفيّ الأحْوَل1 -ت. ن.
عَنْ: عطاء بن السائب، والأعمش، ومخارق الأحمسيّ، ومطر، وطائفة.
وعنه: أبو سَعِيد الأشجّ، وأبو كُرَيْب، ومحمد بْن عُبَيْد المحاربيّ، وآخرون.
ضعّفه ن، وغيره.
وقال ابن نُمَير: ضعيف جدّا.
23- إسماعيل بْن حكيم.
صاحب الزيّاديّ. بصْريّ2.
روى عن: محمد بن المنكدر، والفضل بن عيسى الرقاشي، والْجُرَيريّ، وجماعة.
وعنه: عٌقبة بْن مُكْرَم، وأزهر بْن جميل، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر رسْتة. كذا ذكره ابن أَبِي حاتم ولم يُضعّفْه.
24- إسماعيل بن زياد -ت.
أو ابن زياد السكوني قاضي المَوْصِل3.
عَنْ: ثور بْن يزيد، وابن جُرِيج، والثَّوْريّ، وشُعْبَة.
وعنه: مسعود بْن جُوَيْرية، ونائل بْن نَجيح، ومحمد بْن الحسين البُرْجُلانيّ، وآخرون.
قال ابن عدي: منكر الحديث.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 155"، والتهذيب "1/ 281".
2 الجرح والتعديل "2/ 165".
3 انظر: الميزان "1/ 230"، والتهذيب "1/ 298-301".(13/61)
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَحِلُّ ذِكْرُهُ فِي الكُتُب إلا عَلَى سبيل القدْح فيه.
25- إِسْمَاعِيلَ بْنِ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْن ثابت، أبو مُصْعَب الأنصاريّ1 نافلة كاتب الوحي -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
روى عَنْ: أَبِيه، وأبي حازم الأعرج.
وعنه: إبراهيم بْن حمزة الزُّبَيْريّ، وأبو بَكْر عَبْد الرحمن بْن شَيبة الحزاميّ.
قَالَ أبو حاتم: مدنيّ ضعيف الحديث.
وقال غيره: إنّه عُمّر إحدى وتسعين سنة.
26- إسماعيل بْن محمد بْن جُحادة الكوفيّ العطّار الضّرير2.
عن: أبيه، وداوود بْن أَبِي هند، وأبي مالك الأشجعيّ، وغيرهم.
وعنه: الأشجّ، وسُفْيان بْن وكيع، ونصر الْجَهْضَميّ، وأحمد بْن بُدَيْل، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: صَدُوق.
27- إسماعيل بْن يحيى بْن عُبَيْد الله التَّيميّ البكْريّ الكوفيّ3. أبو عليّ.
عَنْ: إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وأبي حنيفة، وغيرهما.
وعنه: محمد بْن حرب النَّسَائيّ، وسَعْدان بْن نصر.
قَالَ صالح جزرة وغيره: كان يضع الحديث.
وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه، ولا الاحتجاج بِهِ بحال.
وقال: يروي عَنْ مِسْعَر، وفِطْر بْن خليفة أيضا.
28- أشجع بن عمرو السلمي4.
الشاعر، بصري.
__________
1 المجروحين "1/ 127"، والميزان "1/ 245".
2 الجرح والتعديل "2/ 195"، والميزان "1/ 246".
3 الجرح والتعديل "2/ 203"، والميزان "1/ 253".
4 انظر: تاريخ بغداد "7/ 45"، وفيات الأعيان "1/ 221-222".(13/62)
له نظم بديع، مدح الرشيد وغيره؛ وكان جعفر البرمكي يجري عليه في الجمعة مائة دينار.
29- أشعث بن عبد الرحمن بن زبيد اليامي الكوفي1 -ت.
عن: مجالد، وعبيد الله بن عمر.
وعنه: أحمد بن منيع، وأبو سعيد الأشج، والحسن بن عرفة.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ أَبُو حاتم: محله الصدق.
30- أشعث بن عبد الله الخراساني السجستاني2 -د.
نزيل البصرة.
عَنْ: إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وعوف، وشُعْبَة.
وعنه: محمد بْن أَبِي بَكْر المُقَدَّميّ، ومحمد بْن عُمَر المُقَدَّميّ، ونصر بن علي الجهضمي، والفلاس.
وثقه أبو داوود.
روى له حديثًا.
31- أشعث بن شعبة -د.
أبو أحمد المصيصي3.
أصله خُرَاسانيّ، سكن الثَّغْر.
روى عَنْ: إبراهيم بن أدهم، وأرطأة بن المنذر، والمنهال بن خليفة، وورقاء بن عمر.
وعنه: محمد بن عيسى بن الطباع، والمسيب بن وضاح، وأبو الطاهر بن السرح، ويعقوب بن كعب الأنطاكي.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 274"، التهذيب "1/ 356".
2 الجرح والتعديل "2/ 274"، والتهذيب "1/ 356".
3 الجرح والتعديل "2/ 272، 273"، التهذيب "1/ 354".(13/63)
قال أبو زرعة: لين.
وذكره ابن حبان في الثقات.
32- أمية بن خالد القيسي1 -م. د. ن.
أبو عبد الله، أخو هدبة. بصري، ثبت.
روى عن: شُعْبَة، والثَّوْريّ، وأبي الجارية العبْديّ، وطائفة.
وعنه: أبو حفص الفلاس، وبُنْدار، ومحمد بْن مُثَنَّى، وطبقتهم.
وثّقه أبو حاتم.
مات في آخر سنة مائتين عَلَى الصحيح.
قَالَ الأثرم: سَمِعْتُ أبا عَبْد الله يُسأل عَنْ أُمَيَّة بْن خَالِد فلم أره يحمده في الحديث وقال: إنّما كَانَ يحدَّث مِن حِفْظه ولا يُخْرِج.
33- أنس بن عياض الليثي2 -ع.
أبو ضمرة المدني، بقيّة المُسْنِدين الثَّقات.
ولد سنة أربعٍ ومائة.
وروى عَنْ: شَريك بْن أَبِي نَمِر، وَسُهَيْلِ بْن أَبِي صالح، وهشام بْن عُرْوة، وأبي خازم الأعرج، وربيعة الرأي، وصَفْوان بْن سُلَيْم، وطبقتهم مِن صغار التّابعين.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وابن المَدِينيّ، وأحمد بْن صالح، ومحمد بْن عَبْد الله بْن عَبْد الحَكَم، وخلْق كثير.
وروى عَنْهُ مِن أقرانه بقيّة بْن الوليد.
قَالَ أبو زُرعة، والنَّسَائيّ: لا بأس بِهِ.
وقَالَ يُونُس بْن عَبْد الأعلى: ما رَأَيْت أحدًا أحسنَ خُلُقًا من أَبِي ضَمْرة، ولا أسمح بِعلْمه منه. قَالَ لنا: والله لو تهيّأ لي أن أحدّثكم بكلّ ما عندي في مجلس لفعلت.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 302"، والتهذيب "1/ 370".
2 الجرح والتعديل "2/ 289"، والتهذيب "9/ 375، 376".(13/64)
قلت: مات سنة مائتين، وله ستٌّ وتسعون سنة.
34- أوس بْن عَبْد الله بْن بُريدة بْن الحُصَيْب الأسلميّ المَرْوَزِيّ1.
روى عَنْ: أخيه سهيل، والحسين بْن واقد. ولم يدرك أَبَاهُ، لعلّه مات وأوس حَمْل.
روى عَنْهُ: سليمان بْن عُبَيْد الله، ومحمد بْن مقاتل، والحسين بْن حُرَيْث المَرْوَزِيُّون.
قَالَ أبو حاتم: سألنا المَرَاوِزة عَنْهُ فعرفوه وقالوا: تَقَادَمَ موتُه.
35- أوس بْن عَبْد الله السَّلُوليّ البصْريّ2.
عَنْ: بُرَيْد بْن أَبِي مريم.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، ومُسَدّد، وغيرهم.
وهو قديم الوفاة.
36- أيّوب بْن تميم، أبو سليمان التّميميّ الدّمشقيّ3.
مقرئ أهل الشام.
قرأ عَلَى: يحيى الذَّماريّ، وأبي عَبْد المُلْك الذَّماريّ.
تلا عَليْهِ: ابن ذَكْوان، والوليد بْن عُتْبة.
وحمل عَنْهُ الحروف: أبو مُسْهٍر، وهشام بْن عمّار.
وقد روى الحديث عَنْ: الأوزاعيّ، وعثمان بْن أَبِي العاتكة، وغيرهما.
حدَّث عَنْه: هشام، ودُحَيْم، وآخرون.
وهو ثقة، في الحديث والقراءة.
مات بعد التّسعين ومائة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 305، 306"، والميزان "1/ 278".
2 الجرح والتعديل "2/ 350"، والثقات لابن حبان "6/ 73".
3 الجرح والتعديل "1/ 205"، والثقات لابن حبان "6/ 59".(13/65)
37- أيّوب بْن حسّان الْجُرشيّ الدّمشقيّ1.
أبو حسّان.
عَنْ: هشام بْن عُرْوة، ويونس بْن يزيد، والأوزاعي، وثور بْن يزيد، وطائفة.
وعنه: هشام بْن عمّار، ودُحَيْم، وسليمان الشُّرَحْبيليّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعة الدّمشقيّ: مقارِب.
38- أيّوب بْن المتوكّل البصْريّ الصَّيْدلانيّ2.
المقرئ الإِمَام.
سَمِعَ: فَضَيْلَ بْن سليمان، وطبقته.
وتلا عَلَى: الكِسائيّ، وعلى: سلام الطّويل، وحُسين الْجُعْفيّ. واختار لنفسه مَقْرءًا.
روى عَنْهُ: عليّ بْن المَدِينيّ، ويحيى بْن مَعِين، ومحمد بْن يحيى القُطَعيّ.
وَأَجَلُّ مِن تلا عَليْهِ القُطَعيّ.
قَالَ ابن المَدِينيّ: نا أيّوب بْن المتوكّل، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ قَالَ: لا يكون إمامًا مِن أخذ بالشاذّ مِن العِلْم، ولا مِن روى عَنْ كلّ أحد، ولا مِن روى كلّ ما سمِع.
ويقال: إنّ يعقوبَ الحضرميّ وقف عَلَى قبر أيّوب لما دُفِن، وقال: يرحمك الله يا أيّوب، ما تركتَ خَلَفًا أعلم بكتاب الله منك.
وعن أيّوب قَالَ: ما غلبتُ يعقوبَ إلا بالأثر.
وقال إسحاق بْن إبراهيم الشهيديّ: دخلت الكوفة فأتيتُ ابنَ إدريس الأَوْديّ، فأوّل ما سألني عَنْ أيّوب، ما فعل أيّوب؟ قلت: بخير، قَالَ: يُقرئ؟ قلت: نعم! قال: ذاك أقرأ الناس.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 244".
2 انظر: الجرح والتعديل "2/ 459"، وتاريخ بغداد "7/ 7، 8".(13/66)
وقال أحمد بْن سِنان القطّان: سَمِعْتُ أيّوب بْن المتوكّل يَقُولُ: قرأت عَلَى يحيى القطّان، وطلب منّي كتاب الحروف، فسمِعه منه.
قَالَ أبو حاتم السّجسْتانيّ: أيّوب بْن المتوكّل مِن أقرأ القرّاء وأرواهم للآثار في القرآن.
قلت: وثّقه ابن المَدِينيّ.
ومات سنة مائتين كهْلا.
39- أيّوب بْن واصل البصْريّ1.
سَمِعَ: ابن عَوْن.
وعنه: إبراهيم بن المنذر، وعَبْد اللَّه بْن محمد المسِنديّ، ومحمد بْن أسد الخشنيّ، وجماعة.
وهو قليل الحديث.
قَالَ أبو حاتم: يكتب حديثه.
40- أيوب بن واقد الكوفي2 -ت.
أبو الحسن، ويقال أبو سهل.
سكن البصرة وحدَّث عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، وعثمان بْن حكيم.
وعنه: بِشْر بْن مُعَاذ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَدَاهِرُ بْنُ نوح، وجماعة.
قَالَ أحمد: ضعيف الحديث.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يُتابع عَليْهِ.
"حرف الباء":
41- بشّار بْن قيراط.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 261"، والميزان "1/ 259".
2 الجرح والتعديل "2/ 260"، والميزان "1/ 259".(13/67)
أبو نُعَيْم النَّيْسابوريّ نزيل الرَّيّ1. وهو أخو حمّاد بْن قيراط.
روى عَنْ: هشام بْن حسّان، وابن جُرَيج، وبكر بن معروف، والثوري، وجعفر بن محمد، وشعبة، وطبقتهم.
وعنه: عبد الله بن الوليد بن مهران، وعمرو بن رافع القزويني، ونوح بن أنس.
قال أبو حاتم: لا يُحْتَجّ بِهِ.
وقال أبو زُرعة: يكذب، وأخوه حمّاد صَدُوق.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ إِلَى الضَّعْفِ أَقْرَبُ.
42- بَزِيع بْن حسّان.
أبو الخليل البصْريّ الخصّاف2.
عَنْ: الأعمش، وهشام بْن عُرْوة، وثابت البُنانيّ.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن المبارك، وأزهر بْن جميل، ومحمد بْن بكّار، ويحيى بْن سَعِيد العطّار، ومحمد بْن صدران.
وهو متروك، اتهمه ابن حيان، وغيره، أتى بعجائب لا تُحتَمل.
34- بِشْر بْن إبراهيم الأنصاريّ المفلوج3.
عَنْ: ثور بْن يزيد، والأوزاعي، وأبي مُرَّة الرّقاشيّ، ومبارك بْن فَضَالَةَ.
وعنه: داهر بْن نوح، وعبد الله بْن يوسف الْجُبيريّ، ويوسف بْن بحر، ومحمد بْن عبد الله بن بزيع، وجماعة.
ضعفه أبو حاتم، وغيره، وقال ابن عَدِيّ: هُوَ عندي ممّن يضع الحديث.
44- بِشْر بْن الحَسَن -ن.
أبو مالك البصري4، أخو حسين بن الحسن.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 417"، والميزان "1/ 310".
2 انظر: الجرح والتعديل "2/ 421"، والميزان "1/ 306".
3 الجرح والتعديل "2/ 351"، والميزان "1/ 311".
4 الجرح والتعديل "2/ 355"، والتهذيب "1/ 447".(13/68)
عَنْ: ابن عَوْن، وأشعث بْن سوار، وابن جرَيْج.
وعنه: عُمَر بْن شُعْبَة، وهارون الحمّال، وعثمان بْن أَبِي صفْوان، ومحمد بْن عَبْد الله المخرميّ.
قَالَ هارون الحمّال: ثقة ثقة.
وقيل: كَانَ يحافظ عَلَى الصّفّ الأوّل خمسين سنة بجامع البصرة.
45- بشر بن السري -ع.
أبو عمرو البصري الواعظ العابد الملقَّب بالأَفْوَه1.
نزيل مكّة، سَمِعَ: مِسْعَرا، والثَّوْريّ، وزائدة، ومالكًا، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وطائفة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وابن المَدِينيّ، والفلاس.
قَالَ أحمد بْن حنبل: كَانَ متقنًا للحديث عَجَبًا.
وقال أبو حاتم: ثَبْتُ صالح.
وقال يحيى بْن مَعِين: ثقة.
وقال ابن عدي: يقع في حديثه ما ينكر، وهو في نفسه لا بأس بِهِ.
وقال العُقَيْليّ: هُوَ في الحديث مستقيم.
حَدَّثَنَا أحمد الأبّار، نا عوّام قَالَ: قَالَ الحُمَيْديّ: كَانَ بِشْر بْن السَّريّ جَهْميًا2، لا يحلّ أن يُكْتَب حديثه.
قلت: قد صحّ رجوعه عَنِ التجهُّم.
حَدَّثَنَا جعفر الفِرْيابيّ، ثنا أحمد بْن محمد المقدمي، ثنا سليمان بْن حرب قَالَ: سَأَلَ بِشْر بْن السَّريّ حمّادَ بْن زيد فقال: الحديث الَّذِي جاء أنّ الله ينزل إلى سماء الدنيا يتجوّل مِن مكان إلى مكان؛ فسكت حمّاد ثمّ قَالَ: هُوَ في مكانه يقربُ مِن خلقة كيف شاء.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 358"، والتهذيب "1/ 450".
2 الجهمية: إحدى الفرق الضالة وهي تنفي صفات الله تعالى.(13/69)
قلت: كَانَ مِن حمّاد أن يزجر السائل ويقول: الله ورسولُه أعلم، فإنّ الخوض في هذا لا ينبغي، بل تمرّ الأحاديث كما جاءت ولا يُعترض عليها.
وقال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: بِشْر بْن السَّريّ تكلّم بمكّة بشيء، فوثب عَليْهِ ابن الحارث بْن عُمَير، يعني حمزة؛ فلقد ذُلّ بمكّة حتى جاء فجلس إلينا ممّا أصابه مِن الذُّلِّ.
قَالَ عَبْد الله: يعني تكلّم في القرآن.
ثمّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كَانَ الثَّوْريّ يستقله. قلتُ: لِمَ؟ قَالَ: سأله عَنْ شيء، يعني عَنْ أطفال المشركين، فقال لَهُ سُفْيان: ما أنت وذا يا صَبي؟ قلت: مات في سنة خمسٍ وتسعين ومائة، أو سنة ستٌّ.
46- بِشْر بْن سَلْم بْن المسيّب البَجَليّ1.
كوفيّ، روى عَنْ: إسماعيل بْن خَالِد، ومِسْعَر.
وعنه: ابنه الحسن، وأحمد بن إبراهيم الدورقي.
قال أحمد بن حنبل: قد رأيته ولم أسمع منه.
47- بشر بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مروان الأموي2.
روى عَنْ: عمّه عَبْد العزيز بْن عُمَر.
وعنه: محمد بْن معاوية الأنماطيّ، ويحيى بْن مَعِين.
وقال يحيى: لا بأس بِهِ.
48- بقيّة بْن الوليد بْن صائد3 -م. أ.
الحافظ، أبو يُحْمِد الكَلاعيّ الحِمْيَريّ الميْتميّ الحمصيّ. أحد أعلام الحديث.
روى عَنْ: محمد بْن زياد الأَلْهانيّ، وبَحير بْن سعْد، وثور بْن يزيد، وعبد الله بْن عُمَر، والزُّبَيْديّ، والأوزاعيّ، وابن جُرَيج، وصَفوان بْن عَمرو، ويونس بْن
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 358"، وتاريخ بغداد "7/ 54".
2 انظر: التاريخ الكبير "2/ 77"، والجرح والتعديل "2/ 361".
3 الجرح والتعديل "2/ 434-436"، والسير "8/ 455، 469".(13/70)
يزيد، وخلْق لا يُحصَون، تسعة أعشارهم عامّة مجهولون.
وعنه: مِن شيوخه: الأوزاعي، وشُعْبَة.
ومن أقرانه: ابن المبارك، والوليد بْن مُسْلِم، وإسماعيل بْن عيّاش، وطائفة.
وأبو مُسْهٍر، وحَيوة بْن شُرَيْح، وهشام بْن عمّار، ومحمد بْن مُصَفَّى، وداوود بْن رُشَيْد، وكثير بْن عُبَيْد، وعَمْرو بْن عفّان، وأبو عُتبة أحمد بْن الفَرَج الحجازيّ، وخلْق، فالحجازي آخرُهم موتًا.
قَالَ يحيى بْن مَعِين، وأبو زُرْعة، وغيرها: إذا روى عَنْ ثقة فهو ثقة حُجّة.
وقال ابن المبارك: أعياني بقيّة، يسمّي الكَنى ويكنّي الأسامي.
وقال أبو حاتم: سَأَلت أبا مُسْهٍر عَنْ حديثٍ لبقيّة فقال:
احذَرْ حديثَ بقيّةْ
...
وكن منها عَلَى تقيّهْ
فإنّها غير نقيّهْ
وقال النَّسَائيّ: إذا قَالَ: ثنا وحَدَّثَنَا فهو ثقة، وإن قَالَ: عَنْ، فلا. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ الصَّفَّارِ، أَنَا هِبَةُ الرَّحْمَنِ القشيري، أنا عبد الحميد البحتري، نَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ، نَا أَبُو عَوَانَةَ، ثَنَا عَطِيَّةُ بْنُ بَقِيَّةَ، وَسَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو السَّكُونِيُّ، وَأَبُو عُتْبَةَ قَالُوا: ثَنَا بَقِيَّةُ، نا الزُّبَيْدِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "مَنْ دُعِيَ إِلَى عُرْسٍ أَوْ نَحْوِهِ فَلْيُجِبْ" 1. خرجه مُسْلِمٌ، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ عِيسَى بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ بَقِيَّةَ، وَلَيْسَ لَهُ فِي الصَّحِيحِ عَنْ بَقِيَّةَ سِوَاهُ.
قَالَ يزيد بْن عَبْد ربّه: سَمِعْتُ بقيّة يَقُولُ: وُلدت سنة عشر ومائة.
قَالَ ابن مَعِين: كَانَ شُعْبَة مبجَّلا لبقيّة حيث قِدم عَليْهِ.
وقال حَيوة بْن شُرَيْح: سَمِعْتُ بقيّة يَقُولُ: لما قرأت عليّ شُعْبَة نسخة بَحير بْن سعْد، قَالَ لي: يا أبا يُحْمِد، لو لم أسمع هذا منك لطرْت.
وقال زكريّا بْن عَدِيّ: قَالَ لنا أبو إِسْحَاق الفَزَاريّ: خُذوا عَنْ بقيّة ما حدَّث عَنِ الثَّقات، ولا تأخذوا عَنْ إسماعيل بْن عيّاش ما حدَّث عَنِ الثقات وغير الثقات.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه مسلم "1429"، وابن عساكر "3/ 276"، "3/ 288"، "10/ 196"، كما في تهذيب تاريخ دمشق.(13/71)
إبراهيم بْن موسى الفرّاء، عَنْ رباح، عَنِ ابن المبارك، قَالَ: إذا اجتمع بقيّة وإسماعيل بْن عيّاش فبقيّة أحبّ إليّ.
ورواه سُفْيان بْن عَبْد المُلْك، عَنِ ابن المبارك، وقال: كَانَ صدوق الّلسان، ولكن يأخذ عمّن أقبل وأدبر.
وعن ابن المبارك: نعم الرجل بقيّة، لولا أنّه يُكنيّ الأسامي ويُسميّ الكنَى. كَانَ دهْرًا يحدّثنا عَنْ أَبِي سَعِيد الوحاظيّ فنظرنا فإذا هُوَ عَبْد القُدُّوس.
وقال أحمد بْن حنبل: بقية أحبّ إليّ مِن إسماعيل، وإذا حدّث عَنِ المجهولين فلا تقبلوه.
وقال أحمد، روى بقيّة عَنْ عُبَيْد الله مناكير.
عثمان الدارميّ، عَنِ ابن مَعِين: بقيّة ثقة. قلت لَهُ: هُوَ أحبّ إليك أو محمد بْن حرب؟ فقال: ثقة وثقة.
وقال أحمد العِجليّ، ويعقوب بْن شَيْبة: بقيّة ثقة عَنِ المعروفين.
وقال أبو إسحاق الجوزجاني: رحم اله بقيّة، ما كَانَ يبالي إذا وجد خُرافة عمّن يأخذه. فإذا حدَّث عن الثقات فلا بأس.
قلت: شرط أن يصرّح بالإخبار ولا يَقُولُ: عَنْ فلان. فإنّه قد دلّس عَنِ ابن جُرَيج، وعن الأوزاعي بطامّات.
وقال ابن عَدِيّ: ولبقيّة حديث صالح، وفي بعض رواياته يخالف الثقات. وإذا روى عَنْ أهل الشام فهو ثَبْت، وإذا روى عَنْ غيرهم خلّط كإسماعيل بْن عيّاش.
وقال أحمد بْن الحَسَن التَّرْمِذيّ، عَنْ أحمد بْن حنبل: لبقيّة مناكير عَنِ الثقات.
وقال حجّاج بْن الشّاعر: سُئِل ابن عُيَيْنَة عَنْ حديثٍ مِن هذه المُلَح، فقال: أبو العَجَب: أَنَا، أبَقيّةُ بنُ الوليد أَنَا!؟.
وقال ابن خُزَيْمَة: لا احتجّ ببقيّة.
قلت: وكان في بقيّة دُعابه وحُسن خلق.
قال أبو التقي اليزني: سمعت بقية ما يَقُولُ: ما أرحمني ليوم الثلاثاء ما يصومه أحد.(13/72)
وقال بركة بْن محمد الحلبي: كنّا عند بقيّة في غُرْفة، فسمع الناس يقولون: لا لا، فأخرج رأسه مِن الطاقة وجعل يصيح معهم: لا لا؛ فقلنا: يا أبا يُحمد، سبحان الله أنت إمام يُقتدَى بك.
قَالَ: أُسْكُتْ هذه سُنّة بلدنا.
وعن قَثَم بْن أَبِي قَتَادة قَالَ: سَمِعْتُ مِن يسأل بقيّة: كيف يُقال للعروس إذا دخلت عَلَى زوجها؟ قَالَ: ما زلنا نسمع عجائز الحيّ يقُلْن: ادخلي رجْلَك اليمني عَلَى المال والبنين.
وقال عطيّة بْن بقيّة: قَالَ أَبِي: دخلت على الرشيد، فقال لي: يا بقيّة إنّي لأُحبّك؛ فقلت: ولأهل بلدي؟ قَالَ: لا، إنهم جُنْد سَوْءٍ، لهم كذا وكذا غَدْرَة. ثمّ قَالَ: حَدَّثَنِي، فَقُلْتُ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَا سَابِقُ الْعَرَبِ إِلَى الْجَنَّةِ، وَسَلْمَانُ سَابِقُ الْفُرْسِ، وَصُهَيْبٌ سَابِقُ الرُّومِ، وَبِلالٌ سَابِقُ الْحَبَشَةِ"1.
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ مَرْفُوعًا: "وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا، مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعِينَ أَلْفًا، وَثَلاثَ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِ رَبِّي" 2.
قَالَ: فامتلأ مِن ذَلِكَ فرحًا وقال: يا غلام ناولني الدَّوَاة. وكان القيّم بأمره الفضل بْن الربيع ومرتبته بُعَيْدَة، فناداني وقال: يا بقيّة ناوِلْ أمير المؤمنين الدَّواة بجانبك.
قلت: ناوِلْه أنت يا هامان.
فقال: سَمِعْتُ ما قَالَ لي يا أمير المؤمنين؟ قَالَ: اسكتْ، فما كنت عنده هامان حتّى أكون عنده فرعون.
__________
1 "حديث ضعيف": أخرجه الطبراني "8/ 131" في الكبير، و"1/ 104" في الصغير، وعبد الرزاق "20432" في مصنفه، والطبري "22/ 66"، في تفسيره، وابن سعد "1/ 1/ 2"، في الطبقات الكبرى، وأبو نعيم "1/ 49" في تاريخ أصفهان.
2 "حديث صحيح": أخرجه الترمذي "2437"، وابن ماجه "4286"، وابن أبي شيبة "11/ 471"، وابن أبي عاصم "1/ 261"، والطبراني "7250" في الكبير.(13/73)
قَالَ يعقوب الفَسَويّ: بقيّة يّذْكَر بحِفْظ، إلا أنه يشتهي الملح والطرائف فيروي عن الضفعاء.
وروى عَبْد الرَّحْمَن بن الحَكَم بْن بشير، عَنْ وكيع قَالَ: ما سَمِعْتُ أحدًا أجرأ عَلَى أَنْ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِن بقيّة.
قُلْتُ: قَدْ خَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ حَدِيثًا تُوبِعَ فِيهِ، وَاسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ، وَلَهُ نُسْخَةٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْهَا: "تَرِّبُوا الْكِتَابَ"1.
وَمِنْهَا: "مَنْ أَدْمَنَ عَلَى حَاجِبِهِ الْمُشْطَ عوفي من الوباء"2.
ومنها: "إذ جَامَعَ أَحَدُكُمْ زَوْجَتَهُ فَلا يَنْظُرْ إِلَى فَرْجِهَا، فَإِنَّهُ يُورِثُ الْعَمَى"3.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَهَذِهِ النسخة كلها موضوعة. يشبه أن يكطون بَقِيَّةُ سَمعِهَا مِنْ إِنْسَانٍ ضَعِيفٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فَدَلَّسَ عَنْهُ.
وقال أبو حاتم: لا يُحْتَجّ ببقيّة.
قَالَ يزيد بْن عَبْد ربّه، وأحمد، وأبو عُبَيْد، وخليفة، وابن مُصَفَّى، وابن سعْد: تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين ومائة.
وقال الوليد بن عبتة: سنة ستٌّ، وقيل: سنة ثمانٍ.
49- بكّار بْن عَبْد اللَّه بْن مُصْعَب بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْن العوّام الأسَديّ4.
الأمير أبو بَكْر، وُلّي المدينةَ للرشيد اثنتي عشرة سنة وأشهُرًا.
وكان بِهِ مُعْجَبًا وعنده وجيهًا. أخرج عَلَى يديه أعطية جليلة ضخمة لأهل المدينة في ثلاث مرّات، مجموع ذَلِكَ ألف ألف دينار ومائتا ألف دينار.
وكان يكتب إليه: من عبد الله بن هارون، إلى أَبِي بَكْر بْن عبد الله. ذكر هذا ولده الزبير بن بكار.
__________
1 "حديث ضعيف": أخرجه ابن ماجه "3774"، وابن أبي شيبة "9/ 33"، و"9/ 34" في مصنفه.
2 "حديث موضوع": أخرجه ابن الجوزي "3/ 54" في الموضوعات، وابن حبان "1/ 202" في المجروحين.
3 "حديث موضوع": أخرجه ابن عدي "2/ 507"، وابن حبان "1/ 202" في المجروحين.
4 انظر: وفيات الأعيان "6/ 37".(13/74)
ثم قال: وكن جوادًا ممدّحًا. قويّ الولاية، متفقَّدًا لمصالح العوامّ، شديدا عَلَى المُبْتَدعَة. أمِنَت أعمالُ المدينة في أيامه.
مات سنة خمسٍ وتسعين ومائة.
وقد طَوّل الزُّبَيْر ترجمة أَبِيه وبالَغَ فيه.
50- بكّار بْن عَبْد الله بْن عُبَيْدة الرَّبَذيّ1.
عَنْ: عمّه موسى بْن عُبَيْدة.
وعنه: أبو جعفر بْن نُفَيْلٍ، ومحمد بْن مِهْران الحمّال، وحفص بْن عُمَر الْجَنَدِيّ، وأبو حُصَين الرّازيّ.
ذكره ابن أَبِي حاتم.
51- بَكْر بْن سليمان. أبو يحيى البصْريّ2.
عَنْ: ابن إسحاق، وغيره.
وعنه: خليفة بْن خيّاط، وشهاب بْن معمّر، ومحمد بْن عبّاد الْهُذَلِيِّ.
قَالَ الْبُخَارِيّ: معروف.
وقال أبو حاتم: مجهول.
52- بَكْر بْن سُلَيْم الصّوافّ الطّائفيّ ثمّ المدنيّ3 -ق.
عَنْ: زيد بْن أسلم، وربيعة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن، وأبي طَوَالة، وسُهيل، وابن المُنْكَدِر، وأبي صخر حُمَيْد بْن زياد.
وعنه: إسحاق الخَطْميّ، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وأبو الطّاهر أحمد بْن السرْح، وآخرون.
وعُمَّر دهرًا.
قَالَ أبو حاتم: يُكَتب حديثه.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 409"، والميزان "1/ 341".
2 الجرح والتعديل "2/ 387"، والميزان "1/ 345".
3 الجرح والتعديل "2/ 386"، والميزان "1/ 345".(13/75)
وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال ابن عدي: ضعيف ينفرد بما لا يتباع عَليْهِ.
53- بَكْر بْن الشَّرُود.
وهو بَكْر بْن عَبْد الله بْن الشَّرُود الصّنعانيّ1.
عَنْ: مَعْمَر، وسفيان الثوري، ومالك، وعبد الله بن عمرو العُمريّ، ويحيى بْن مالك بْن أنس، وغيرهم.
وعنه: محمد بن السري العسقلاني، وميون بْن الحَكَم، ومحمد بْن يحيى بْن جَميل، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ النسائي، وغيره: ضعيف.
وقال ابن حِبّان: يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل.
54- بَكْر بْن يزيد الحمصيّ الطّويل2.
سكن بغداد، وحدّث عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وأبي بَكْر بْن أَبِي مريم.
وعنه: عليّ بْن المَدِينيّ، وأحمد بْن حنبل، وأبو سَعِيد الأشج. صالح الحديث.
55- بَكْر بْن النّطّاح.
أبو وائل الحنفيّ البصْريّ3.
شاعر بديع القول، مدح الرشيد، وغيره.
ولما تُوُفّي رثاه أبو العَتَاهية بأبيات.
56- بَكْر بْن يونس بْن بُكَير بن واصل الشيباني الكوفي4 -ت. ق.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 388"، والميزان "1/ 346".
2 الجرح والتعديل "2/ 394"، والثقات لابن حبان "8/ 146".
3 تاريخ بغداد "7/ 90"، معجم الأدباء "3/ 92".
4 الجرح والتعديل "2/ 393"، والتهذيب "1/ 488".(13/76)
عَنْ: موسى بْن عليّ بْن رباح، وعبد الله بْن لَهِيعة.
وعنه: أبو كُرَيْب، وعُبَيْد بْن يَعِيش.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يُتابع عَليْهِ.
57- بَهْز بْن أسد -ع.
أبو الأسود العمي البصري، أخو مُعَلَّى بْن أسد.
ثقة مشهور.
يروى عَنْ: شُعْبَة، ويزيد بْن إبراهيم التُّسْتَرِيّ، وأبي بَكْر بْن النَّسَائيّ.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وبُنْدار، وأحمد بْن سِنان، وعبد الرَّحْمَن بْن هاشم الطُّوسيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن بِشْر العبْديّ، وآخرون.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر: ما رَأَيْت رجلا خيرًا منه.
يقال: مات سنة سبع وتسعين ومائة.
"حرف التاء":
85- تَلِيد بْن سليمان المُحَاربيّ الكوفي2 -ن.
عن: أبي الجحاف داوود، وعبد المُلْك بْن عُمَير، وعطاء بْن السّائب، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وإسحاق بْن موسى، وابن نُمير، وأبو سَعِيد الأشجّ. قَالَ: أحمد بْن حنبل: كَانَ مذهبه التشيّع، ولم نر به بأسًا.
وقال داوود وغيره: رافضي خبيث.
وقال يحيى بْن مَعِين: قَعَد مَعَ مولى لعثمان -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فتذاكروا أمر عثمان، فتناوله تَلِيد، فقام إليه المولى فرماه مِن أعلى سطحٍ، فانكسرت رِجْلُه، فكان يمشي عَلَى عصا.
وكان مقيمًا ببغداد. سَمِعْتُ منه وليس بشيء.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 431"، والميزان "1/ 353".
2 انظر: الجرح والتعديل "2/ 447"، والميزان "1/ 358".(13/77)
وكذا ضعّفه ابن عَدِيّ.
وكذّبه الْجَوْزَجانيّ.
"حرف الجيم":
59- الجراج بن مليح ن. ت.
أبو عبد الرحمن البهراني الحمصي1.
عن: الزبيدي، وحجاد بْن أرطأة، وبكر بْن زُرْعة، وغيرهم.
وعنه: الحَسَن بْن خُمَير الحَرازيّ، وهشام بْن عمّار، وسليمان ابن بِنْت شُرَحْبِيل، وموسى بْن أيّوب النَّصيبيّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابن مَعِين: لا أعرفه.
وقوّاه النَّسَائيّ.
"حرف الحاء":
60- الحارث بْن مرّة بْن مُجّاعة الحنفي اليماني2 -د.
أبو مرة.
قدِم بغداد، وحدَّث عَنْ: كُلَيْب بْن منفعة، ويزيد الرقاشيّ، وجماعة فيهم نَكارة وجَهَالة.
وعنه: ابن المَدِينيّ، وأحمد، ونصر بْن عليّ، ويعقوب الدَّوْرقيّ، ويحيى بْن أكثم، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قلت: روى لَهُ أبو داود حديثًا عَنْ كُلَيب، عَنْ جَدّه.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 523، 524"، والميزان "1/ 390".
2 انظر: الجرح والتعديل "3/ 90"، والتهذيب "2/ 156".(13/78)
61- الحارث بْن عُبَيْدة.
أبو وهْب الكَلاعيّ الحمصيّ1، قاضي حمص.
روى عَنْ: هشام بْن عُرْوة، ومحمد بْن الوليد الزُّبَيْديّ، وسعيد بن غزوان، والعلاء بن عتبة، وإسنماعيل بن رافع، وغيرهم.
وعنه: يزيد بن عبد ربه، وعبد الله بن الجبار الخبايري، وعمرو بن عثمان، وآخرون.
وَقِيلَ أَنَّهُ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ. وقد فرق بينه وبين صاحب ابن خثيم أبو عَبْد الله الْبُخَارِيّ.
وقال أبو حاتم: هما واحد.
قَالَ: وليس بالقويّ.
وقال الدّارَقُطْنيّ: ضعيف.
62- حَجَّاج بْن سليمان الرُّعَيْنيّ2.
أبو الأزهر الْمَصْرِيّ. ويُعرف بابن القَمْريّ.
روى عَنْ: حَرْملة بْن عِمران، وَاللَّيْثِ، ومالك، وابن لَهِيعَة.
وعنه: محمد بن سلمة المرادي، وغيره.
قال ابن يونس: في حديثه خطأ ومناكير.
توفي فجأة على حماره سنة سبع وتسعين ومائة.
63- حجاج بن سليمان الحضرمي المصري3.
أبو الأسود.
روى أيضا عَنْ: اللَّيْثُ، ومالك، وغيرهما.
وعنه: ابنه محمد.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 81، 82"، والميزان "1/ 438".
2 انظر: الجرح والتعديل "3/ 162"، والميزان "1/ 462، 463".
3 من علماء مصر الأفاضل، انظر "حسن المحاضرة" للسيوطي.(13/79)
64- حُذيفة المَرْعشيّ1.
الزّاهد القُدْوَة، صاحب سُفْيان الثَّوْريّ.
سيأتي بعد المائتين.
65- الحسن بن حيب بن ندبة2 -ن.
أبو سعد البصري.
عَنْ: زكريّا بْن أَبِي زائدة، وأبي خَلْدة خَالِد بْن دينار، وهشام بْن عُروة، وجماعة.
وعنه: يعقوب الدَّوْرقيّ، ومحمد بْن الْمُثَنَّى، وعليّ بْن الحسين الدَّرْهميّ، وجماعة.
قَالَ أحمد: ما بِهِ بأس.
قلت: تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين ومائة.
66- الحَسَن بْن عليّ بْن عاصم بْن صُهَيْب الواسطيّ3.
مات قبل والده، وقد أدرك التّابعين.
وروى عَنْ: أيمن بْن نابل، وعن الأوزاعيّ.
روى عنه: أخوه عاصم بن علي، وأحمد بن حنبل.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ.
67- الحَسَن بْن محمد البلْخيّ4.
الفقيه أبو محمد، قاضي مَرْو.
متروك الحديث.
روى عَنْ: حُمَيْد الطويل، وعوف الأعرابيّ، وهشام بن حسان.
__________
1 ستأتي الترجمة له.
2 الجرح والتعديل "3/ 8"، والميزان "1/ 261".
3 تاريخ بغداد "7/ 363"، والميزان "1/ 504".
4 انظر: الجرح والتعديل "3/ 35"، والميزان "1/ 519، 520".(13/80)
وعنه: وراث بن الفضل، وإبراهيم بْن مهديّ، وأحمد بْن عَبْد الله الفِرْيانانيّ. وغيرهم.
قَالَ ابن عَدِيّ: كل أحاديثه مناكير.
- الحَسَن بْن هانئ.
أبو نُوَاس، في الكنى.
68- الحَسَن بْن يحيى الخُشَنيّ الدّمشقيّ الغُوطيّ البَلاطيّ1.
أبو عبد المُلْك.
عَنْ: زيد بْن واقد وهشام بْن عُرْوة، وابن جُرَيج، وعمر بْن قيس، والأوزاعي، وغيرهم.
وعنه: سليمان بن عَبْد الرَّحْمَن، وهشام بْن عمّار، والحكم بْن موسى، وهشام بْن خَالِد الأزرق، وآخرون.
قَالَ دُحَيْم: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ سيء الحِفْظ.
وقال النَّسَائيّ وغيره: لَيْسَ بثقة.
وقال الدّارَقُطْنيّ: متروك.
وقال ابن مَعِين: لَيْسَ بشيء.
قَالَ الْفِرْيَابِيُّ: نَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا الحسن بن يحيى، نا بِشْرُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ: أَقْبَلَ وَاثِلَةُ بْنُ الأَسْقَعِ حَتَّى وقَفَ عَلَيْنَا، وَنَحْنُ نَبْنِي مَسْجِدَنَا هذا، يعني مسجد البلاط، فَقَالَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ له بيتًا في الجنة أفضل منه" 2.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 44"، والميزان "1/ 524".
2 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "1/ 122"، ومسلم "2984"، والترمذي "318"، وابن ماجه "736".(13/81)
69- الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب1 -ق.
أبو عبد الله العلوي الكوفي، أحد الأشراف النبلاء.
روى عَنْ: أَبِيه، وعن عمّه أَبِي جعفر الباقر، وإسماعيل بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وابن جُرَيج، وجعفر بْن محمد.
وعنه: أبو مُصْعَب الزُّهْرِيّ، ونُعَيْم بْن حمّاد، وإسحاق بْن موسى الخَطْميّ، وعبّاد بْن يعقوب، وسعيد بْن عَبْد الرَّحْمَن المخزومي.
قَالَ ابن عَدِيّ: وجدت في حديثه بعض النّكْرة، وأرجو أنّه لا بأس بِهِ.
قلت: كَانَ شيخ الطالبيّة في عصره.
أحسبه عاش بضعًا وثمانين سنة.
70- حفص بْن نُبَيْلٍ المرْهبيّ الهمَدانيّ2 -د.
روى عَنْ: الثَّوْريّ، وزائدة، وداوود الطّائيّ.
وعنه: أبو كريب، وأحمد بن بديل، وجماعة.
محله الصدق.
71- حفص بن عبد الرحمن -ن.
الإمام أبو عمر البلخي الفقيه المشهور بالنَّيْسابوريّ3.
أحد الأعلام.
روى عَنْ: عاصم الأحول، وداوود بْن أَبِي هند، وابن عَوْن، وأبي حنيفة، وابن أَبِي عَرُوبة، وسُفْيان الثَّوْريّ، وعيسى بْن طهمان، وإسرائيل، وطائفة.
وعنه: الحسين بْن منصور، ومحمد بْن رافع القُشَيْريّ، وَسَلَمَةُ بْن شبيب، ومحمد بْن عقيل الخُزاعيّ، ومحمد بْن يزيد السُّلَميّ، وإبراهيم بْن عَبْد الله السَّعْديّ، وإسحاق بْن عَبْد الله بْن رَزِين، وعلي بْن الحسن الذهلي، وخلق.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "3/ 53"، والتهذيب "2/ 339".
2 لم نقف عليه.
3 الجرح والتعديل "3/ 176"، والتهذيب "2/ 404، 405".(13/82)
قَالَ الحاكم: كَانَ أَبُوهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن عمر بْن فَرُّوخ بْن فَضَالَةَ البلْخيّ قد وُلّي قضاء نَيْسابور في أيام قُتَيْبة بْن مُسْلِم الباهليّ الأمير، وهو في الكوفة.
وحفص هذا أفقه أصحاب أَبِي حنيفة الخُراسانيّة. وكان ولي القضاء ثمّ ندم وأقبل عَلَى العبادة.
وكان ابن المبارك يزوره.
وقال فيه ابن المبارك: هذا اجتمع فيه الفقه، والوقار، والورع.
قَالَ الحاكم: سكّة حفص بنَيْسابور منسوبة إليه.
وكان أبو عبد الله الْبُخَارِيّ إذا قدِم نَيْسابور يحدّث في مسجده.
قلت: ثمّ ساق لَهُ الحاكم عدّة أحاديث غرائب وأفراد.
وقد احتجّ بِهِ النَّسَائيّ.
وقال أبو حاتم: مضطّرب الحديث.
قَالَ إبراهيم بْن حفص: مات أَبِي في ذي القعدة سنة تسعٍ وتسعين ومائة.
72- حفص بْن عمر.
الإمام أبو عِمران الرّازيّ الواسطيّ1، نزيل البصرة.
عَنْ: العَوّام بْن حَوْشَب، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وعبد الحميد بْن جعفر، وابن المبارك.
وعنه: حفص الرَّبَاليّ، والعلاء بْن سالم الطبري.
قال أبو حاتم والدارقطني: ضعيف.
وقال الْبُخَارِيّ: يتكلّمون فيه.
قَالَ ابن عَدِيّ: لَيْسَ بِهِ حديث مُنْكَر المتن.
ومنهم مِن يفرّق بين الرّازيّ وبين الواسطي، ولا فرق.
73- حفص بن غياث بن طلق2 -ع.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 180، 181"، والتهذيب "2/ 413، 414".
2 انظر: الميزان "1/ 567، 568"، السير "9/ 22، 34".(13/83)
الإمام أبو عمر النخعي القاضي. أحد الأعلام.
مولده سنة سبْعَ عشرة ومائة.
وروى عَنْ: جَدّه طَلْق بْن معاوية، وعن عاصم الأحول، وليث بْن أَبِي سُلَيْم، وهشام بن عروة، والأعمش، وداوود بْن أَبِي هند، وأبي إِسْحَاق الشَّيْبانيّ، وأبن أَبِي خَالِد، وعُبَيْد الله بْن عُمَر، وخلْق سواهم.
وعنه: ابنه عُمَر بْن حفص، وأحْمَد بْن حنبل، وإسحاق، وابن المَدِينيّ، والحسن بْن حمّاد سَجّادة، وأبو بَكْر بْن أَبِي شيبة، وأخوه عثمان، وعَمُرو الناقد، ومحمد بْن مُثَنَّى، ويعقوب الدَّوْرقيّ، ويحيى بْن مَعِين، والحسن بْن عَرَفَة، وأحمد العُطارديّ، وخلْق.
وقد وُلّي قضاء الجانب الشرقيّ ببغداد، ثمّ بُعِث عَلَى قضاء الكوفة بعد شَرِيك.
روى عَبَّاس، عَنِ ابن مَعِين: حفص أثبت مِن عَبْد الواحد بْن زياد، وهو أثبت مِن عَبْد الله بْن إدريس.
وقال العِجْليّ، وغيره: ثقة، مأمون، فقيه.
وقال داوود بْن رُشَيد: حفص كثير الغلط.
وقال يعقوب بْن شَيْبة: هُوَ ثَبْتٌ إذا حدَّث مِن كتابه ويُتَّقَى بعض حِفْظه.
وقال ابن عمّار: عِسرٌ في الحديث جدًّا.
روى سَعِيد بْن سعيد الجاري، عن طلْق بْن غنّام قَالَ: خرجت مَعَ حفص بْن غِياث في زُقاق. فأتت امرَأَة حسناء. فقالت: أيها القاضي زوّجني فإنّ إخوتي يضرّون بي. فالتفت إليّ فقال: يا طلْق اذهب فزوَّجْها إنّ كَانَ الَّذِي يخطبها كَفُؤًا، فإن كَانَ يسكر مِن النّبيذ أو رافضيًا فلا تزوّجْه. فإن الَّذِي يسكر يطلّق وهو لا يدري، والرافضي فالطلاق عنده واحدة1.
وقيل: إنّ أبا يوسف القاضي قَالَ لأصحابه: تعالَوا نكتب نوادر حفص بْن غياث في القضاء.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 193، 194".(13/84)
فلمّا وردت أحكامُه عَلَى أَبِي يوسف قِيلَ لَهُ: فأين النوادر التي زعمت؟ قَالَ: ويْحكم، إنّ حَفْصًا أراد الله فوفّقه.
وقال أحمد بن زهير: نا محمد بْن زيد: سَمِعْتُ حفص بْن غياث قَالَ: كُنَّا ببغداد يجيئنا أصحاب الحديث، فيقول لهم ابن إدريس: عليكم بالشِّعْر والعربيّة. فقلت: ألا تتّقي الله؟ قوم يطلبون آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تأمرهم يطلبون هذا. لئن عُدت لأسوءَنَّك1.
قَالَ بِشْر الحافي: قَالَ حفص بْن غِياث: لو رَأَيْت أني أُسُرٌ بما أَنَا فيه لهلكت.
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، نَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ عُمَر بْن حفص قَالَ: لما احتضر أَبِي بكيت، فقال: ما يُبكيك؟ قلت: لفراقك ولد خولك في هذا الأمر.
قَالَ: لا تبكِ، فما حللت سراويلي عَلَى حرام، ولا جلس إليّ خصمان فباليت مِن توجّه لَهُ الحَكَم2.
قَالَ حفص: مرض أبي خمسة عشر يومًا، فردّ معي مائة درهم إلى العامل وقال: هذه لا حظّ لي فيها، لم أحكم هذه الأيام.
قَالَ يحيى القطّان: هُوَ أوثق أصحاب الأعمش.
وقال ابن مَعِين: جميع ما حدَّث بِهِ حفص بْن غياث ببغداد وبالكوفة إنّما هُوَ مِن حفظه، ولم يُخْرج كتابًا.
كتبوا عَنْه ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف حديث.
وقال إبراهيم بْن مهديّ: سَمِعْتُ حفْصًا يَقُولُ لرجل يسأله عَنْ مسائل القضاء: لعلك تريد أن تكون قاضيًا. لأن يُدخل الرجلُ إصبَعه فيقلع عينه خيرٌ مِن أن يكون قاضيًا3.
قال أبو جعفر المسنديّ: كَانَ حفص بْن غياث مِن أسخى العرب.
وكان يَقُولُ: مِن لم يأكل طعامي لا أحدّثه.
وإذا كَانَ لَهُ يوم ضيافة لا يبقى رأس في الرواسين.
__________
1، 2 تاريخ بغداد "8/ 190".
2 السابق.(13/85)
قَالَ الحَسَن سَجّادة: كَانَ يُقال: ختم القُضاةَ حفصُ بْنُ غياث.
وقال حفص: والله مَا وُلِّيتُ الْقَضَاءَ حَتَّى حَلَّتْ لِيَ الْمَيْتَةُ.
ومات وعليه تسعمائة درهم.
قَالَ أحْمَد بْن حنبل: رَأَيْت مقدَّم فم حفص، مضبَّبة أسنانُه بذَهَب.
أَخْبَرَنَا المؤمّل البالِسيّ إجازة: أَنَا الكِنْديّ، أَنَا القزّاز، أَنَا أَبُو بَكْر الخطيب، أَنَا العشامي، أَنَا عليّ بْن عُمَر، أَنَا ابن مَخْلَد: سَمِعْتُ عَبْد الله بْن أحمد، سَمِعْتُ أبا مَعْمَر يَقُولُ: لما جيء بحفص بْن غِياث وابن إدريس ووكيع إلى القضاء طرّي حفصُ خضابَه حين قُرب إلى بغداد، فالتفت ابن إدريس إلى وكيع: أمّا هذا فقد قَبِلَ.
قَالَ ابن أَبِي شيبة: ولي القضاء ببغداد سنتين، وولي بالكوفة ثلاث عشرة سنة.
قال أبو داوود: كَانَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ لا يقدّم بعد الكِبار مِن أصحاب الأعمش غير حفص بْن غِياث، وقال حفص.
قلت: مات في آخر سنة أربعٍ وتسعين ومائة. وفي هذا العام أرّخه أحمد بْن عَبْد الجبّار، وجماعة.
قَالَ سَلْم بْن جنادة: سنة خمسٍ وتسعين، وقيل سنة ستٌّ، والأوّل الصحيح.
74- الحَكَم بْن أيّوب العبْديّ1.
مولاهم الأصبهاني الفقيه، أبو محمد، مِن كبار أهل بلده.
روى عَنْ: سَعِيد بن أبي عروبة، والثوري، زفر بْن الهّذَيل، وإسرائيل بْن يونس.
روى عَنْهُ: محمد بْن المغيرة، وغيره.
وحفيده هُوَ محمد بْن أحمد بْن الحَكَم الأصبهاني مِن مشيخة أبي الشَّيْخ.
75- الحَكَم بْن بشير2 -ت. ق.
حدَّث عَنْ: أَبِيه، وعمرو بْن قيس المُلائي، وخلاد بن عيسى الصفار.
__________
1 تاريخ أصبهان "1/ 297".
2 الجرح والتعديل "3/ 114"، والتهذيب "2/ 424".(13/86)
وعنه: إبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن زُنَيْج، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَمُوسَى بْنُ نَصْرٍ الرَّازِيُّونَ.
وكان مِن علماء الرَّيّ.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
76- أبو مطيع البلْخيّ، هُوَ الحَكَم بْن عبد الله الفقيه1.
صاحب كتاب الفقه الأكبر. تفقَّه بأبي حنيفة وروى عَنْهُ.
وعن: ابن عَوْن، وهشام بْن حسّان، وعُبَيْد الله بْن عُمَر، وعبد الرَّحْمَن بْن حَرْمَلَة، وأبي الأشهب جعفر العُطارِديّ، وإبراهيم بْن طهمان، والحسن بْن دينار، وطبقتهم.
وتفقه بِهِ أهل خُرَاسان، وولى قضاء بلخ، وكان بصيرًا بالرأي، حافظًا للمسائل.
كَانَ ابن المبارك يعظّمه ويُجلُّه.
روى عَنْهُ: أحمد بْن منيع، وأيّوب بْن الحَسَن الفقيه، وعقيق بْن محمد، وعليّ بْن الحسين الذُّهْليّ، ونصر بْن زياد، والخُراسانيّون.
وقدِم بغدادَ مرّات.
قَالَ محمد بْن الفُضَيْل البلْخيّ: سَمِعْتُ حاتمًا السَّقَطيّ: سَمِعْتُ ابن المبارك يَقُولُ: أبو مطيع لَهُ المنّة عَلَى جميع أهل الدنيا.
قلتُ: حاتم لا يُعرف، وما اعتقد في ابن المبارك أنّه يُطلق مثل هذه العبارة.
قَالَ محمد بْن الفُضَيْل البلْخيّ: وقال حاتم: قَالَ مالك بْن أنس لرجل: مِن أَيْنَ أنت؟ قَالَ: مِن بلْخ.
قَالَ: قاضيكم أبو مطيع إنّه قام مقام الأنبياء2.
قَالَ محمد بْن الفُضَيْل: سَمِعْتُ عَبْد الله بْن محمد العابد يَقُولُ: جاء كتابٌ، يعني مِن الخلافة، وفيه لوليّ العهد: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} [مريم: 12] ليقرأ على الناس.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "3/ 121، 122"، والميزان "1/ 574".
2 تاريخ بغداد "8/ 224".(13/87)
فسمع أبو مطيع فدخل عَلَى الوالي وقال: بلغ مِن خطر الدنيا أنّا نكفر بسببها. وكرّر هذا مرارًا حتى أبكى الأمير وقال له: إني معك ولكن لا أجتريء بالكلام، فتكلّم وكنْ منّي آمنًا1.
وكان أبو مطيع قاضيًا فذهب الناس إلى الجمعة. وذهب أبو مُعَاذ متقلَّدًا سيفًا. وآخّر يوم الجمعة، فارتقى أبو مجيع المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ أخذ لحيته وبكى وقال: يا معشر المسلمين بلغ مِن خطر الدنيا أن تجرّ إلى الْكُفْرِ. من قال: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} لغير يحيى بْن زكريّا فهو كافر.
قَالَ: فرجّ أهل المسجد بالبكاء وهرب اللّذان أتيا بالكتاب.
وعن النضر بْن شُمَيْلٍ: قَالَ أبو مطيع: نزل الإيمان والإسلام في القرآن عَلَى وجهين، وهو عندي عَلَى وجهٍ واحد. فقلت لَهُ: ممّن ترى الغلط منك، أم مِن الرَّسُول عَليْهِ السلام، أو مِن جبريل، أو مِن الله تعالى؟ فبقي باهتًا2.
وقد كَانَ أبو مطيع فيما نقل الخطيب من رؤوس المُرْجِئة.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ أَبِي مطيع فقال: لا ينبغي أن يُروى عَنْهُ. ذكروا عَنْهُ أنّه كَانَ يَقُولُ: الجنّة والنّار خُلِقتا وسَتَفْنَيان، وهذا كلام جَهْم3.
وقال ابن مَعِين: هُوَ ضعيف.
وقال أبو داوود: تركوا حديثه، كَانَ جَهْميًا.
قلت: وممّن روى عنه: محمد بن القاسم البلخي، وخلاد بْن أسلم الصَّفّار، ومحمد بْن يزيد السُّلَميّ.
ومات سنة تسعٍ وتسعين ومائة، وله أربعٌ وثمانون سنة.
77- الحَكَم بْن عَبْد الله -خ. م. ت. ن- أبو النعمان البصري4.
عن: سعيد بن أبي عروبة، وشعبة.
__________
1 نفس المصدر السابق.
2 تاريخ بغداد "8/ 225".
3 يعني: الضال المضل جهم بن صفوان قبحه الله.
4 انظر: الجرح والتعديل "3/ 122"، والتهذيب "2/ 429".(13/88)
وعنه: أحمد بْن محمد البزّي، ومحمد بْن المِنْهال، ومحمد بْن الْمُثَنَّى، وأبو قُدامة السَّرْخَسيّ، وغيرهم.
وكان ثِقةً من الحُفاظ.
مات سنة أربعٍ وتسعين ومائة.
78- الْحَكَمُ بنُ مروان الكوفيّ1. أبو محمد.
قَالَ الخطيب: حدَّث عَنْ: كامل أبي العلاء، وأزهر بْن سِنان، وفُرات بْن السّائب، وزُهير بْن معاوية.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وعبد الله بن محمد بْن أيّوب المخرميّ، والعبّاس بْن الفضل، ورُشَيد الطَّبَريّ.
قَالَ أبو حاتم: لا بأس بِهِ.
وقال ابن مَعِين: ضرير لَيْسَ بِهِ بأس.
79- حَمَّاد بن خَالِد الخَيَّاط2 الْمَدَنِيّ -م. ع.
عن: ابن أَبِي ذئب، ومعاوية بن صالح، وأفلح بن حُمَيْد.
وَعَنْهُ: ابن معين، وَأَحْمَد بن حنبل، والحسن الزعفراني، وإسحاق بن بهلول. وكان أميًا، لا يكتب، بل كَانَ يتحفظ. وَهُوَ صدوق.
قَالَ أحمد: كَانَ حافظا.
80- حَمَّاد بن دليل المدائني3 -د- قاضي المدائن.
نزل مَكَّة وترك القضاء وصار يتجر.
رَوَى عن: أَبِي حنيفة، وَالحَسَن بن عمارة، وسفيان الثوري.
وعنه: الحميدي، وأسد بن موسى، وأحمد بن أبي الحواري.
وثقه يحيى بن معين.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 129"، والميزان "1/ 579".
2 انظر: الجرح والتعديل "3/ 136"، والتهذيب "3/ 7".
3 الجرح والتعديل "3/ 136"، والتهذيب "3/ 8".(13/89)
81- حماد بن واقد الصفار1 -ت- شيخ بصري.
عن: ثابت البناني، وابن التياح، وأبان بن أَبِي عَيَّاش، وَعَبْد العزيز بن صهيب.
وَعَنْهُ: أحمد بن المقدام، وَبِشْر بن معاذ، وَعُمَر بن شبه، وحفص الربالي، وَعَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتة، وَمُحَمَّد بْن عَبْد الله الأرزي، وابنه فطر بن حَمَّاد الصَّفَّار.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ معين: ضعيف.
82- حميد بن حماد بن خوار2 -د.
ويقال: ابن أبي الخُوَار، أبو الْجَهْم الكوفيّ.
عَنْ: حمّاد بْن أبي سليمان الفقيه، وسماك بْن حرب، والأعمش، وجماعة.
وعنه: زيد بْن الحُباب، وَأَبُو كُرَيْب، ومحمد بْن مَعْمَر البَحْرانيّ، ومحمود بن غيلان.
ضعفه أبو داوود.
وقال أبو حاتم: يُكَتب حديثه.
83- حنان بْن سَدِير الصَّيْرفيّ3.
عَنْ: جعفر بْن محمد، وأُمَيّ الصَّيْرفيّ، وعَمْرو بْن قيس المُلائيّ، ومحمد بْن طلحة بْن مُصَرَّف.
وعنه: العلاء بْن عَمْرو الحنفيّ، وعلي بْن محمد الطّنافسيّ، ومحمد بْن ثواب الهبَّاريّ، وعيسى بْن سَعِيد الرّازيّ، ومحمد بن الجنيد العابد.
وثقه ابن حبان.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 150"، والتهذيب "3/ 21".
2 الجرح والتعديل "3/ 220"، والتهذيب "3/ 37".
3 انظر: الجرح والتعديل "3/ 299"، ولسان الميزان "2/ 367".(13/90)
"حرف الخاء":
84- خالد بن حيان الرقي1 -ن.
أبو يزيد الكندي مولاهم الخراز. مُهْمَل الأوسط.
عَنْ: سالم بْن أَبِي المهاجر، وعليّ بْن عُرْوة الدّمشقيّ، وجعفر بْن بُرْقان.
وعنه: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو كُرَيْب، وابن عَرَفَة.
قَالَ النَّسَائيّ: لَيْسَ بِهِ بأس.
مات بالرَّقَّة في ذي القِعْدة سنة إحدى وتسعين.
وقال أحمد: لم يكن به بأس. كتبت عنه غرائب.
ووثقه ابن معين.
وأما الفلاس فقال: ضعيف.
85- خَالِد بْن سليمان.
أبو مُعَاذ البلْخيّ2، فقيه أهل بلْخ.
مات سنة تسع وتسعين ومائة. كذا وجدته.
86- خَالِد بْن عَمْرو الْقُرَشِيّ الأمويّ الكوفيّ3.
أبو سَعِيد. أحد المتروكين.
عَنْ: هشام الدَّسْتُوائيّ، وسُفْيان الثَّوْريّ.
وعنه: يوسف بْن عَدِيّ، وأبو عُبَيْد القاسم.
قَالَ أحمد: متروك الحديث.
وقال صالح جَزْرَة: كَانَ يضع الحديث.
وقال ابن مَعِين: لَيْسَ بشيء.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 326"، والميزان "1/ 629"، والتهذيب "3/ 84، 85".
2 انظر: الجرح والتعديل "3/ 335"، والميزان "1/ 631".
3 الجرح والتعديل "3/ 343"، والميزان "1/ 635، 636".(13/91)
وقال الْبُخَارِيّ: مُنْكَر الحديث.
وهو مذكور أيضًا بعد المائتين.
87- خَالِد بْن يزيد العَتَكّي.
أبو يزيد البصْريّ اللُّؤلؤيّ1.
عَنْ: أَبِي جعفر الرّازيّ، وورقاء اليشْكُريّ.
وعنه: أبو حفص الفلاس، ونصر الْجَهْضَميّ.
قَالَ أبو زُرْعَة: لَيْسَ بِهِ بأس.
88- خلف بن أيوب العامري البلخي2 -ت.
أبو سعيد. مِن علماء أهل بلْخ.
روى عَنْ: عوف الأعرابيّ، ومَعْمَر بْن راشد، وإسرائيل، وقيس بْن الربيع.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وزكريّا بْن يحيى اللؤلؤيّ، وأبو كُرَيْب، ومحمد بْن مقاتل المَرْوَزِيّ، وطائفة.
ذكره ابن حِبّان في الثقات وقال: كَانَ مُرْجِئًا غاليًا يبغض مِن ينتحل السُّنَن.
وقال ابن مَعِين: ضعيف.
قلت: هُوَ معَادٌ في طبقة مكّيّ بْن إبراهيم البلْخيّ. والذي تحر لي أنّه يُحّول مِن هناك ومن هنا فيُقرَّر في طبقة الشّافعيّ رحمه الله.
89- الخليل بْن أحمد بْن بِشْر بْن المستنير السُّلَميّ البصْريّ3.
قليل الرؤية.
سَمِعَ: المستنير بْن أخضر بن معاوية بن قرة.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 361"، والسير "9/ 415".
2 الجرح والتعديل "3/ 370"، والتهذيب "3/ 147، 148".
3 انظر: الجرح والتعديل "3/ 380"، والتهذيب "3/ 164-166".(13/92)
وعنه: محمد بْن أَبِي سمينة، وإبراهيم بْن محمد بْن عَرْعَرَة، والعبّاس العنبريّ، وعبد الله بْن محمد الْجُعْفيّ.
وثّقه ابن حِبّان.
90- خيران بْن العلاء الكَيْسانيّ الأصمّ1.
عَنْ: الأوزاعي، وحمّاد بْن سَلَمَةَ.
وعنه: عَبْد العزيز الأويْسيّ، وعليّ بْن حُجْر، وأحمد بْن عيسى التُّسْتَرِيّ.
سكن مصر وروى اليسير.
"حرف الراء":
91- رِبْعيّ بْن إبراهيم الأسَديّ.
أبو الحَسَن البصْريّ2، أخو الإمام إسماعيل بن علية لأبويه.
عن: داوود بْن أَبِي هند، وسعيد بْن مسروق، ويونس بْن عُبَيْد، وعوف الأعرابيّ.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن إبراهيم الدَّوْرقيّ، ومحمد بْن الْمُثَنَّى، وعبد الرَّحْمَن بْن بِشْر النَّيْسابوريّ، والحسن الزَّعْفرانيّ، وآخرون.
وحدَّث عَنْهُ مِن القدماء عَبْد الرحمن بْن مهديّ. وقال: كنّا نَعُدُّه مِن بقايا شيوخنا.
وقال أحمد الدَّوْرقيّ: كَانَ يفضَّل عَلَى أخيه إسماعيل.
وقال يحيى بْن مَعِين: ثقة مأمون.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَرَّاءِ وَغَيْرُهُ قَالُوا: أَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْكَاتِبُ، أَنَا ابْنُ رِفَاعَةَ، أَنَا الْخُلَعِيُّ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَعْرَابِيِّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، نا ربعي بن علية، عن داوود بن أبي هند، عن عامر،
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 405"، والميزان "1/ 669.
2 الجرح والتعديل "3/ 409، 410"، والتهذيب "3/ 336".(13/93)
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: جَاءَ بِي أَبِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يا رسول الله اشهد إِنِّي قَدْ نَحَلْتُ النُّعْمَانَ مِنْ مَالِي كَذَا وَكَذَا. قَالَ: "كُلُّ بَنِيكَ نَحَلْتَ مِثْلَ الَّذِي نَحَلْتَ النُّعْمَانَ"؟ قَالَ: لا.
قَالَ: "فَأَشْهِدْ عَلَى هَذَا غَيْرِي، أَلَيْسَ يَسُرُّكَ أَنْ يَكُونُوا إِلَيْكَ فِي الْبِرِّ سَوَاءً"؟ قَالَ: بَلَى! قَالَ: "فَلا إِذًا"1.
هَذَا حَدِيثٌ مُخَرَّجٌ فِي الصِّحَاحِ، مِنْ طريق حصين، وداوود بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَجَمَاعَةٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ.
مات رِبْعيّ سنة سبْعٍ وتسعين ومائة.
92- ريْحان بْن سَعِيد بْن الْمُثَنَّى الشاميّ2.
شيخ بصْريّ.
عَنْ: عبّاد بْن منصور.
وعنه: أبو خَيْثَمَة، وأبو بَكْر بْن أبي شيبة، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ.
قَالَ يحيى بْن مَعِين: ما أرى بِهِ بأسًا.
"حرف الزاي":
93- زاجر بْن الصَّلْت الطاحي النَّمِريّ3.
عَنْ: الحارث بْن مالك، وجماعة.
وعنه: أبو حفص الفلاس، ومحمد بْن مهران الجمال، وعثمن بْن أَبِي شَيبة، ومحمد بْن مرزوق الْبَاهِلِيَّ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه مالك "752"، في الموطأ، والبخاري "3/ 206"، ومسلم "1623"، والترمذي "2586"، وابن ماجه "2376"، وأحمد "4/ 271-273".
2 الجرح والتعديل "3/ 517"، والميزان "2/ 62".
3 انظر: الجرح والتعديل "3/ 620، 621"، والثقات لابن حبان "4/ 269".(13/94)
94- زياد بْن الحَسَن بْن الفُرات التّميميّ الكوفيّ القزّاز1 -ت.
روى عَنْ: جدّه فُرات القزّاز، وأبان بن تَغْلِب، ومِسْعَر.
وعنه: أبو سَعِيد الأشجّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَعَبْدُ الله بْن بَرَّاد الأشعريّ، وجماعة.
ذكره ابن حِبّان في الثَّقات.
95- زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زهير بْن ناشرة1.
الفقيه الأندلسيّ شَبَطُون اللَّخْميّ، عالم الأندلس، وتلميذ مالك.
كَانَ أول مِن أدخل مذهب مالك إلى الجزيرة الأندلُسيّة. وقبل ذَلِكَ كانوا يتفقّهون للأوزاعي، وغيره.
قَالَ ابن القاسم الفقيه: سمعتُ زيادًا فقيه الأندلس يسأل مالكًا.
قلت: وعليه تفقّه يحيى بْن يحيى اللَّيْثي قبل أن يرحل.
وسمع زيادًا مِن معاوية بْن صالح وتزوّج بابنته، وحدث عنه، وعن: مالك، والليث، وسليمان بْن بلال، ويحيى بْن أيّوب، وموسى بْن عليّ بْن رباح، وأبي مَعْشَر السّنْديّ، وطبقتهم.
وكان أحد النُّسّاك الوَرِعين. أراده هشام صاحب الأندلس عَلَى القضاء فأبى وهرب.
وكان هشام يُكْرمه ويحترمه ويسأله.
قَالَ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَبِيبٍ: كُنَّا جُلُوسًا عَنْدَ زِيَادٍ، إِذْ جَاءَ كِتَابٌ مِنْ بَعْضِ الْمُلُوكِ، فَكَتَبَ فِيهِ وَخَتَمَهُ، فَذَهَبَ بِهِ الرَّسُولُ. فَقَالَ لَنَا زِيَادٌ: أتدرون عما يسأل هذا؟ سأل عَنْ كِفَّتَيِ الْمِيزَانِ، أَمِنْ ذَهَبٍ هِيَ أَمْ مِنْ فِضَّةٍ؟ فَكَتَبْتُ إِلَيْهِ هَذَا الْحَدِيثَ: ثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يعنيه" 3.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 529"، والتهذيب "3/ 362".
2 انظر: وفيات الأعيان "6/ 143، 144".
3 "حديث صحيح": أخرجه مالك "1629"، والترمذي "9/ 24"، وابن ماجه "3976".(13/95)
وكان الأمير هشام
يَقُولُ: صحبتُ الناس وبَلَوْتُهُم، فما رَأَيْت رجلا يُسِرّ الزُّهْد أكثر ممّا يُظْهِر إلا زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن.
قَالَ ابن يونس: كنية زياد أبو عَبْد الله.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة.
قَالَ: وقيل مات سنة تسعٍ وتسعين ومائة.
96- زيد بْن الحسن القرشي الكوفي1 -ت.
أبو الحسين صاحب الأنماط.
روى: عَنْ جعفر بْن محمد، وعليّ بْن المبارك الهُنائيّ، ومعروف بْن خَرَّبُوذ.
وعنه: عليّ بْن المَدِينيّ، وابن رَاهَوَيْه، ونصر الوشّاء، وسَعْدُوَيْه.
قَالَ أبو حاتم: مُنْكَر الحديث.
وذكره ابن حِبّان في الثَّقات.
97- زيد بْن أبي الزرقاء الموصلي2 -د. ن.
أبو محمد.
روى عَنْ: جعفر بن بُرْقان، وعيسى بْن طَهْمان، وشُعْبَة، وعدّة.
وعنه: عليّ بْن سهل، وأبو عُمَير عيسى الرَّمليّان، ومحمد بْن عَبْد الله بْن عمّار، وسعيد بن أسد بْن موسى، وابنه هارون بْن زيد.
قَالَ ابن مَعِين: لَيْسَ بِهِ بأس. كَانَ عنده جامع سفيان عنه.
قلت: سكن الرملة قبل موتع سنة. وكان أحد العُبّاد والنسّاك مِن أصدقاء الُمَعافَى بْن عِمران.
ويُقال: إنّه غزا فأُسر ومات في الأسر.
مات سنة سبْعٍ وتسعين ومائة. وقيل مات سنة أربعٍ وتسعين ومائة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "3/ 560"، والتهذيب "3/ 406".
2 الجرح والتعديل "3/ 575"، والسير "9/ 316، 317".(13/96)
وقال ابن حِبّان في الثَّقات: يُغرب.
وقال ابن عمّار: لم أر في الفضل مثل زيد، والمعافى، وقاسم الجرمي.
وروى بِشْر الحافي، عَنْ زيد قَالَ: ما سألتُ إنسانًا شيئًا منذ خمسين سنة.
وسمعتُ زيد بْن أَبِي الزَّرقاء يَقُولُ: إذا كَانَ للرجل عَيَّالٌ وخاف عَلَى دينه فليهرُب.
وروى زيد، عَنِ اللَّيْثُ، عَنْ عَبْد الله بْن أبي جعفر قَالَ: خير النّاس مِن كَانَ مِن نفسه في عَناء، والناسُ منه في راحة.
"حرف السين":
98- سالم بْن نوح العطّار البصْريّ1.
أبو سَعِيد.
عَنْ: يونس بْن عبيد، وسعيد الْجُرَيريّ، وعبد الله بْن عُمَر، وعمر بْن عامر، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبة.
وعنه: بَكْر بْن خَلَف، ومحمد بْن بشّار، وابن مُثَنَّى، وإسحاق بْن إبراهيم الصّوافّ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا أَرَى بِهِ بأسًا، وقد كتبت عَنْهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلا يُحْتَجُّ به.
وقال أبو زُرْعة: صدُوق ثقة.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْس بِشَيْءٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ليس بالقوي.
وقال الدارَقُطْنيّ: فيه شيء.
99- سَبْرة بْن عَبْد العزيز بْن الربيع بْن سَبْرة الْجُهَني2 -د.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "4/ 188"، والسير "9/ 325".
2 الجرح والتعديل "4/ 296"، والتهذيب "3/ 452، 453".(13/97)
أخو حَرْمَلَة بْن عَبْد العزيز.
يروى عَنْ: أَبِيه، وعمّه عبد الملك.
وعنه: ابن وهب، وهشام بن عمار، ويعقوب بن كاسب، والحكم بن موسى، وآخرون.
وثق.
100- سعد بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ كَيْسَانَ الْمَقْبُرِيُّ المدني1 -ق.
عَنْ: أخيه عَبْد الله، ولم يدرك أَبَاهُ.
وعنه: الحُمَيْديّ، وإبراهيم بْن المنذر، وإسحاق بْن موسى، والزُّبَيْر بْن بكّار.
عداده في الضعفاء، وقد رُمي بالقَدر.
101- سعْد بْن الصَّلْت بْن بُرْد بْن أسلم البَجَليّ الكوفيّ2.
الفقيه قاضي شيراز.
ولاؤه لجرير بْن عَبْد الله البَجَليّ. سكن شيراز مدّة.
وروى عَنْ: هشام بْن عُرْوة، وأبان بْن تغلِب، ومُطَرَّف بْن طريف، وطبقتهم.
وعنه: محمد بْن عَبْد الله الأنصاريّ، ويحيى الحِمّانيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي شيبة، وسبْطه إِسْحَاق بْن إبراهيم شاذان الفارسيّ.
سَأَلَ عَنْهُ سُفْيان الثَّوْريّ فقال: ما فعل سعْد؟
قَالُوا: وُلّي قضاء شيراز.
قَالَ: دُرّة وقعت في الحُشّ.
قلت: ما رَأَيْت لأحدٍ فيه جرحًا فمحله الصدق.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَحْمُودِيُّ، أَنَا أَبُو طَاهِرٍ السَّلَفِيُّ، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْبُرْجِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بن
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 85"، والتهذيب "3/ 469، 470".
2 انظر: الجرح والتعديل "4/ 86"، السير "9/ 317-319.(13/98)
حَفْصٍ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ شَاذَانُ، نَا سعيد بن الصلت، نا عِيسَى بْنُ عُمَرَ، نَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رياح، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ حَجَّ عَنْ أَبَوَيْهِ وَلَمْ يَحُجَّا جَزَأَ عَنْهُمَا وَعَنْهُ، وَنُشِرَتْ أَرْوَاحُهُمَا فِي السَّمَاءِ وَكُتِبَ عَنْدَ اللَّهِ بَرًّا"1.
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ فَرْدٌ، لا نَعْرِفُهُ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَقَدْ حَدَّثَ بِهِ أَبُو الشَّيْخِ الْحَافِظُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، وَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا.
وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ هُوَ الْكُوفِيُّ الْمُقْرِئُ، صَدُوقٌ.
مات سعْد بْن الصَّلْت سنة ستٌّ وتسعين ومائة.
102- سَعِيد بْن زكريّا القرشي المدائني2 -ت. ن.
أبو عثمان.
عَنْ: الزُّبَيْر بْن سَعِيد الهاشميّ، وحمزة الزيات، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، والزَّعْفرانيّ، ومحمد بْن سَعِيد بْن غالب العطّار، وطائفة.
وثّقه صالح جزْرة، وغيره.
وقد لُيّن.
103- سَعِيد بْن سالم القدّاح الْمَكَّيّ3.
أبو عثمان.
عَنْ: ابن جريج، وعبيد الله بْن عُمَر، ويونس بْن إسحاق، وسُفْيان الثَّوْريّ.
وعنه: الحسين بْن حُرَيث، وأسد بْن موسى، وعليّ بْن حرب الطّائيّ.
وحدّث عَنْهُ مِن الكبار: بقيّة بْن الوليد، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة، والشافعيّ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وقال عثمان بْن سَعِيد الدّارميّ: ليس بذاك.
__________
1 "حديث ضعيف": أخرجه الطبراني "5083"، في الكبير، وفيه أحد المجهولين.
2 الجرح والتعديل "4/ 23"، والتهذيب "4/ 30، 31".
3 انظر: الجرح والتعديل "4/ 31"، والسير "9/ 319، 320".(13/99)
وقال محمد بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن المقرئ: قد كتبت عَنْهُ. وكان مُرْجِئًا.
وقال الحُمَيْديّ: ثنا يحيى بْن سُلَيْم قَالَ: قَالَ سَعِيد بْن سالم لابن عَجْلان: أرأيتَ إنّ أَنَا لم أرفع الأذى عَنِ الطريق أكون ناقص الإيمان؟ فقَالَ ابن عَجْلان: مِن يعرف هذا؟ هذا مرجيء.
قَالَ يحيى: فلمّا قمنا عاتبته، فردّ عليّ القول. فقلت لَهُ: هَلْ لك أن أقف أَنَا وأنت عَلَى الطَّواف، فتقول أنت: يا أهل الطَّواف إنّ طوافكم لَيْسَ مِن الإيمان. وأقول أَنَا: طوافكم مِن الإيمان، فننظر ما يصنعون؟ قَالَ: تُريدُ أن تُشَهَّرني؟ فقلت: ما تريدُ إلى قولٍ إذا أنت أظهرته شهَّرك1.
104- سعيد بن سلمة بن عطية2 -ن.
عَنْ: مَعْمَر.
وعنه: محمد بْن عثمان بْن أَبِي صَفْوان.
وقال: كَانَ خير أهل زمانه.
قلت: خرّج لَهُ النَّسَائيّ في الاستعاذة.
105- سَعِيد بْن عبد الله بْن سعْد3.
الفقيه؛ مِن علماء المصريّين.
تفقَّه عَليْهِ: ابن وهب، وابن القاسم بمصر.
وكان معدودًا مِن زُهّاد الفقهاء.
قَالَ ابنُ شَعْبان: هُوَ الَّذِي أعان ابن وهب عَلَى تأليفه.
مات بالإسكندرية سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة.
106- سعيد بن عمرو الزبيري4.
__________
1 الضعفاء الكبير "2/ 108"، للعقيلي.
2 أحد الضعفاء، كما في سنن الترمذي "8/ 258".
3 الجرح والتعديل "4/ 50، 51"، والثقات لابن حبان "8/ 264".(13/100)
روى عَنْ: أَبِي الزَّناد.
وعنه: ابن أخيه محمد بن الوليد، وأحمد بن عبدة الضبي، وإبراهيم بن المنذر، والزبير بن بكار.
قاله ابن أبي حاتم.
107- سعيد بن محمد الثقفي الوراق1 -ت. ق.
أبو الحسن الكوفي، نزيل بغداد.
روى عن: يحيى بْن سَعِيد، وموسى الْجُهَنيّ، وفضيل بن غزوان، وبسام الصيرفي، وغيرهم.
وعنه: أحمد بن حنبل، وابن عرفة، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وعلي بن حرب، وآخرون.
ضعفه جماعة.
وقال الدارقطني: متروك.
108- سفيان بن عبد الملك المروزي2 -د. ت.
صاحب ابن المبارك وتلميذه.
روى عَنْهُ: إسحاق بْن راهَوَيْه، وعَبْدان بْن عثمان مَعَ تقدّمه، ووهْب بْن زمعة، وحِبّان بْن موسى المَرْوَزِيُّونَ.
قَالَ الْبُخَارِيّ: مات قبل المائتين.
109- سُفْيان بْن عُيَيْنَة بْن أَبِي عِمران3 -ع.
واسم أبي عِمران ميمون مولى محمد بْن مُزاحم الهلاليّ أخي الضحّاك المفسّر. أبو محمد الكوفيّ ثمّ الْمَكَّيّ. الإمام شيخ الإسلام.
مولده سنة سبْعٍ ومائة، في نصف شعبان.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 58، 59"، والتهذيب "4/ 77".
2 الجرح والتعديل "4/ 230"، والتهذيب "4/ 116".
3 الحلية "7/ 270-318"، والسير "8/ 400-418".(13/101)
وقيل: هُوَ مولى عَبْد الله بْن رُوَيْبة الهلاليّ.
طلب الحديث وهو غلام. لقي الكبار، وسمع مِن: قاسم الرحّال في سنة عشرين ومائة.
وسمع مِن: الزُّهْرِيّ، وعمرو بْن دينار، وزياد بْن علاقة، والأسود بْن قيس، وعاصم بْن أَبِي النَّجُود، وأبي إسحاق، وزيد بْن أسلم، وعبد الله بْن أَبِي نَجِيح، وسالم أَبِي النَّصْر، وعَبْدة بْن أَبِي لُبابة، وعبد الله بْن دينار، ومنصور بْن المُعْتمر، وسُهيل بْن أَبِي صالح، وخلْق كثير.
وانفرد بالرواية عَنْ أكثرهم. وَرُحِلَ إليه مِن الآفاق.
روى عَنْهُ: الأعمش، وابن جُرَيج، وشُعْبَة، وهم مِن شيوخه، وابن المبارك، وابن مَهديّ، والشّافعيّ، وابن المَدِينيّ، والحُمَيْديّ، وسعيد بْن منصور، ويحيى بْن مَعِين، وأحمد، وإسحاق، وأحمد بْن صالح، وإسحاق الكَوْسَج، وأحمد بْن مَنِيع، وأبو خَيْثَمَة، وأبو بكر بن أبي شَيْبَة، وابن نُمير، وأبو كُرَيْب، ويحيى بْن يحيى، والنُّفَيْليّ، ومحمد بْن يحيى العَدنيّ، وعَمْرو النّاقد، والفلاس، وأحمد بْن شيبان، وبِشْر بْن مطر، وزكريّا بْن يحيى المَرْوَزِيّ، وسَعْدان بْن نصر، وعليّ بْن حرب، وعبد الرَّحْمَن بْن بِشْر، ومحمد بْن عاصم الثَّقَفيّ، ومحمد بْن عيسى المدائني، والزَّعْفرانيّ، والزُّبَيْر بْن بكّار، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وأُمَم سواهم.
وقد كَانَ طلبة العِلْم يحجّون وما همّهم إلا لُقيّ سُفْيان، فيزدحمون عَليْهِ في الموسم ازدحامًا عظيمًا إلى الغاية لإمامته وعُلُوّ إسناده وحِفْظه، كَانَ مِن بُحور العِلْم.
قَالَ الشّافعيّ: لولا مالك وسُفْيان بْن عُيَيْنَة لذهب عِلم الحجاز.
وعنه قَالَ: تطلّبت أحاديث الأحكام، فوجدتها كلّها سوى ثلاثين حديثًا عند مالك، ووجدتها كلّها سوى ستّة أحاديث عند ابن عُيَيْنَة.
وقال عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ: كَانَ ابن عُيَيْنَة مِن أعلم الناس بحديث الحجاز.
وقال التَّرْمِذيّ: سمعتُ محمدًا، يعني الْبُخَارِيّ، يَقُولُ: ابن عُيَيْنَة أحفظ مِن حمّاد بْن زيد.(13/102)
وقال حَرْمَلَة: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: ما رَأَيْت أحدًا فيه مِن آله العِلْم ما في سُفْيان. وما رَأَيْت أكفّ عَنِ الفُتيا منه. وما رأيتُ أحدًا أحسن لتفسير الحديث منه.
وقال ابن وهْب: لا أعلم أحدًا أعلم بالتفسير مِن ابن عُيَيْنَة.
وقال أحمد: ما رَأَيْت أعلم بالسُّنَن منه.
قَالَ وكيع: كتبنا عَنِ ابن عُيَيْنَة أيّام الأعمش.
وقال ابن المَدِينيّ: ما في أصحاب الزُّهْرِيّ أتقن مِن سُفْيان.
قَالَ أحْمَد بْن حنبل: دخل سُفْيان بْن عُيَيْنَة عَلَى معن بْن زائدة باليمن، ولم يكن سُفْيان تلطّخ بشيء بعدُ مِن أمر السلطان، فجعل يعِظُه.
وقال سُفْيان بْن عُيَيْنَة: حجّ بي أَبِي وعطاء حيّ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: كَانَ ابن عُيَيْنَة ثبْتًا في الحديث، وكان حديثه نحوًا مِن سبعة آلاف، ولم يكن لَهُ كتب.
وقال بَهْز بْن أسد: ما رأيت مثل سُفْيان بْن عُيَيْنَة. فقيل لَهُ: ولا شُعْبَة؟ قَالَ: ولا شُعْبَة.
وقال ابن مَعِين: هُوَ أثبت الناس في عَمْرو بْن دينار.
وقال ابن مهديّ: عند ابن عيينة مِن معرفته بالقرآن وتفسير الحديث ما لم يكن عند سُفْيان الثَّوْريّ.
وقال عليّ بْن حرب الطّائيّ: سمعت أبي يَقُولُ: كنت أحبّ أن تكون لي جارية في غُنْج ابن عُيَيْنَة إذا حدَّث.
وقال رباح بْن خَالِد، كوفيّ ثقة، إنّه سَأَلَ ابن عُيَيْنَة: يا أبا محمد، أبو معاوية يحدّث عنك بشيء لَيْسَ تحفظ اليوم، وكذلك وكيع.
فقال: صدَّقْهم، فإنّي كنت قبل اليوم أحفَظَ منّي اليوم.
قَالَ محمد بْن المُثَنَّى: سَمِعْتُ ابن عُيَيْنَة يَقُولُ ذَلِكَ لرباح في سنة إحدى وتسعين ومائة.
وقال حامد البلْخيّ: سَمِعْتُ ابن عُيَيْنَة يَقُولُ: رأيتُ كأنّ أسناني سقطت،(13/103)
فذكرتُ ذَلِكَ للزُّهْرِيّ، فقال: تموت أسنانك وتبقى أنت، فمات أسناني وبقيتُ أَنَا. فجعل الله كلّ عُدُولي محدثًا1.
قال غياث بن جعفر: سمع ابن عُيَيْنَة يَقُولُ: أول مِن أسندني إلى أسطوانة مِسْعَر. فقلت: إنّي حَدَث. قَالَ: إنّ عندك الزُّهْرِيّ، وعَمْرو بْن دينار.
وقال الرّامَهُرْمُزِيّ: نا موسى بْن زكريّا، نا زياد بْن عُبَيْد الله بْن خُزاعي: سَمِعْتُ سفيان يَقُولُ: كَانَ أَبِي صيرفيًا بالكوفة، فركبَه الدَّين، فحَمَلَنَا إلى مكّة، فصرتُ إلى المسجد، فإذا عَمْرو بْن دينار، فحدَّثني بثمانية أحاديث. فأمسكتُ لَهُ حماره حتّى صلّي وخرج، فعرضت الأحاديث عَليْهِ. فقال: بارك الله فيك.
وقال مجاهد بْن موسى: سَمِعْتُ ابن عُيَيْنَة يَقُولُ: ما كتبتُ شيئًا إلا حفِظته قبل أن أكتبه.
قَالَ أحمد بْن حنبل: ما رَأَيْت أحدًا أعلم بالسُّنَن مِن سُفْيان بْن عُيَيْنَة. رواها صالح، عَنْ أَبِيه.
وقال ابن المبارك: سُئل الثَّوْريّ، عَنْ سُفْيان بْن عُيَيْنَة فقال: ذاك أحد الأَحَدين ما أغربه.
وقال ابن المَدِينيّ: قَالَ لي القطّان: ما بقي مِن مُعَلَّميَّ أحدٌ غير سُفْيان بْن عُيَيْنَة. سُفْيان إمامٌ منذ أربعين سنة.
وقال ابن المديني: سمعت بشر بن المفضل يقول: ما بقي على وجه الأرض أحد يشبه ابن عيينة.
وذكر حَرْمَلَة بْن يحيى أنّ ابن عُيَيْنَة قَالَ لَهُ وأراه خبز شعير: هذا طعامي منذ ستين سنة2.
الحميدي: سَمِعْتُ سُفْيان يَقُولُ: لا تدخل هذه المحابرُ بيت رجلٍ إلا أشقى أهلَه وولَده.
وقال سُفْيان لرجل: ما حاجتك؟ قَالَ: طلب الحديث! قال: بشر أهلك بالإفلاس.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 178".
2 الحلية "7/ 272".(13/104)
قَالَ أبو مسلم المُسْتَملي، عَنْهُ: سَمِعْتُ مِن عُمَرو بْن دينار ما لبث نوح في قومه.
وقال علي بْن الْجَعْد: سَمِعْتُ ابن عُيَيْنَة يَقُولُ: مِن زيد في عَقْله نقص مِن رزقه.
وروى سَعِيد بْن داود، عَنِ ابن عيينة قال: من كانت معصيته في الشهوة فأرجِ لَهُ، ومن كانت معصيته في الكِبْر فأخش عَليْهِ. فإنّ آدم عصا مشتهيًا فغُفر لَهُ، وإبليس عصا متكبّرًا فلُعن.
وقال ابن عُيَيْنَة: الزُّهْد: الصبر وارتقاب الموت.
وقال: العِلْم إذا لم ينفعك ضرّك.
قَالَ عثمان بْن زائدة: قلت للثَّوْريّ: ممّن أسمع؟ قَالَ: عليك زائدة بْن قُدامة، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة.
وقال ابن المبارك: سُئِل الثَّوْريّ، عَنِ ابن عُيَيْنَة، فقال: ذاك أحد الأحَدَيْن يَقُولُ: لَيْسَ لَهُ نظير.
قَالَ نُعَيْم بن حماد: ما رأيت أحدًا أجمع لمُتَفَرَّقٍ مِن ابن عُيَيْنَة.
وقال عليّ بن نصر الجهضمي: نا شُعْبَة قَالَ: رَأَيْت ابن عُيَيْنَة غلامًا معه ألواح طويلة عند عَمْرو بْن دينار، وفي أُذُنه قِرْط، أو قَالَ: شَنْف1.
ابن المَدِينيّ: سَمِعْتُ سُفْيان يَقُولُ: جالست عَبْد الكريم الْجَزَريّ سنتين وكان يَقُولُ لأهل بلده: أُنظروا إلى هذا الغلام يسألني وأنتم لا تسألوني.
وقال ذؤيب السَّهْميّ: سَأَلت ابن عُيَيْنَة: أسمعتَ مِن صالح مولى التوءمة؟ قَالَ: نعم! هكذا وهكذا. وأشار بيديه، يعني كثرة.
وسمعتُ منه ولُعابه يسيل.
قَالَ أبو محمد بْن أَبِي حاتم: ولا نعلمه روى عَنْهُ شيئًا.
كَانَ منتقدًا للرُّواة.
قَالَ ابن المَدِينيّ: سَمِعْتُ سُفْيان يَقُولُ: كَانَ عَمْرو بْن دينار أكبر مِن الزُّهْرِيّ، سَمِعَ مِن جَابِر، والزهري لم يسمع منه.
__________
1 شنف: ما يعلق في الأذن من الحلي.(13/105)
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ النَّيْسَابُورِيُّ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مَطَرٍ قَالَ: كُنَّا عَلَى بَابِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ فَاسْتأْذَنَّا عَلَيْهِ، فَلَمْ يَأْذَنْ لَنَا. فَقُلْنَا: ادْخُلُوا حَتَّى نَهْجِمَ عَلَيْهِ.
قَالَ: فَكَسَرْنَا بَابَهُ وَدَخَلْنَا، وَهُوَ جَالِسٌ، فَنَظَرَ إِلَيْنَا فَقَالَ: سبحان الله، دخلتم داري بغي إِذْنِي، وَقَدْ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَهْلٍ أَنَّ رَجُلا اطَّلَعَ فِي حُجْرٍ مِنْ بَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِدْرَعًا يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ، فَقَالَ: "لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَنْظُرُنِي لَطَعَنْتُ بِهَا فِي عَيْنِكَ. إِنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ النَّظَرِ" 1.
قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: ندمْنَا يَا أَبَا مُحَمَّدٍ. فَقَالَ: ندمْتُمْ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ، عَنْ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "النَّدَمُ تَوْبَةٌ"2. أخرجوا فقد أخذتم رأس مال ابن عُيَيْنَة.
سليمان هُوَ أخو قتادة بْن مطر صدوق إنّ شاء الله.
وزياد هُوَ ابن أَبِي مريم.
قَالَ الفِريابيّ: كنت أمشي مَعَ سُفْيان بْن عُيَيْنَة، فقال لي: يا أبا محمد ما يزهدني فيك إلا طلبُك الحديث.
قلت: أنت يا أبا محمد أيّ شيء كنتَ تعمل إلا طلب الحديث؟ قَالَ: كنت إذْ ذاك صبيًا لا أعقِل.
قَالَ عَبْد الكريم بْن يونس: نا ابن عُيَيْنَة قَالَ: أول ما جالست عَبْد الكريم أبو أمية، جالسته وأنا بن خمس عشرة سنة.
قَالَ: وقرأت القرآن وأنا ابن أربع عشرة سنة.
قَالَ يحيى بْن آدم: ما رأيتُ أحدًا يختصر الحديث إلا وهو يخطئ، إلا سفيان بن عيينة.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "8/ 66"، "9/ 13"، ومسلم "2156"، والحميدي "924"، وعبد الرزاق "19431"، والترمذي "2709"، والنسائي "القسامة/ 47"، وأحمد "5/ 330"، وابن أبي شيبة "8/ 569".
2 "حديث حسن": أخرجه ابن ماجه "4252"، وأحمد "1/ 376، 423"، والحاكم في "4/ 243"، والحميدي "105"، والطبراني "1/ 33"، في الصغير، والطحاوي "4/ 291" في شرح المعاني.(13/106)
قَالَ أحمد بْن خَيْثَمَة: ثنا الحَسَن بْن حماد الحضرمي، نا سفيان قَالَ: قَالَ حمّاد، يعني ابن أَبِي سليمان، ولم نسمعه منه، إذا قَالَ لامرأته: أنتِ طالِق، أنتِ طالقِ، أنتِ طالِق، بانت الأولى، وبطُلَت الاثنتين.
قَالَ ابن عُيَيْنَة: رَأَيْت حمّاد بن أَبِي سليمان جاء إلى طبيب عَلَى فَرَس.
قَالَ إبراهيم بْن محمد الشّافعيّ: ربّما سَمِعْتُ ابن عُيَيْنَة وقد بلغ إحدى وتسعين سنة، ولم أر فقيهًا أكثر تمثلا بالشِعّر منه، ينشد:
سَئِمتُ تكاليفَ الحياةِ ومَن يعشْ ... ثمانينَ عامًا لا أبًا لك يَسْأمِ
وقال أبو قدامة السَّرْخَسِيّ: سَمِعْتُ ابن عُيَيْنَة كثيرًا ما يَقُولُ:
ذهبَ الزّمان فُسدْتُ غير مُسَوَّد ... ومن العناء تفرّدي بالسؤددِ
قَالَ أبو حاتم: ابن عُيَيْنَة إمام ثقة. وكان أعلم بحديث عَمْرو بْن دينار مِن شُعْبَة. وأثبت أصحاب الزُّهْرِيّ: مالك، وابن عُيَيْنَة.
وقال عَبْد الرزّاق: ما رَأَيْت بعد ابن جُرَيج مثل ابن عيينة في حسن المنطق.
ورى الكَوْسج، عَنِ ابن مَعِين: ثقة.
وقال يحيى بْن سَعِيد القطّان: اشهدوا أنّ ابن عُيَيْنَة اختلط سنة سبْعٍ وتسعين ومائة. فمن سَمِعَ منه في هذه السَّنَةِ فسَماعه لا شيء.
قلت: أَنَا أستبعد صحّة هذا القول. فإنّ القطّان مات في صَفَر سنة ثمانٍ وتسعين بُعَيد قدوم الحَجّاج بقليل. فمن الَّذِي أخبره باختلاط سُفْيان؟ ومتى لحق يَقُولُ هذا القول؟ فسُفيان حُجّة مطلقًا بالإجماع مِن أرباب الصَّحاح.
وقد حجّ سُفْيان سبعين حَجّة، وكان يَقُولُ ليلة الموقف: اللهمّ لا تجعله آخر العهد منك. فلمّا كَانَ عام موته لم يَقُلْ ذَلِكَ، وقال: قد استحييت مِن الله تعالى.
وروى سليمان بْن أيوب، عَنْ سُفْيان قَالَ: سمعته يَقُولُ: شهدت ثمانين موقفًا.
قلت: هذا أشبه.
قَالَ أحمد بْن عَبْدة الضّبّيّ: سَمِعْتُ ابن عُيَيْنَة يَقُولُ: الزُّهْد في الدنيا هُوَ الصبر وارتقاب الموت.(13/107)
وعن ابن عُيَيْنَة قَالَ: الورع طلب العِلْم الَّذِي يُعرف بِهِ الورع.
وكان لَهُ تسعة إخوة، حدَّث منهم أربعة: عِمران، ومحمد، وآدم، وإبراهيم.
قَالَ عليّ بْن المَدِينيّ: كَانَ سُفْيان لا يكاد يَقُولُ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيّ.
قلتُ: ابن عُيَيْنَة معروف بالتدليس، لكنّه لا يدلّس إلا عَنْ ثقة.
وقد وقع لنا مِن عواليه جملة وافرة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَافِظِ بْنُ بَدْرَانَ، وَيُوسُفُ بْنُ غَالِيَةَ قَالا: أَنَا أَبُو نَصْرٍ مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ، أَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخْلِصُ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ البغوي، نا عثمان بن أبي شيبة، نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ يَقُولُ: "إنكم ملاقوا اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلا" 1. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
تُوُفّي سُفْيان في جُمَادَى الآخرة، وقيل في شهر رجب سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.
قَالَ الواقدي: في أول رجب، رحمه الله.
110- سُقلاب بْن شُنَيْنَة.
أبو سَعِيد الْمَصْرِيّ المقرئ2.
قرأ عَلَى: نافع بْن أَبِي نُعَيْم.
أخذ عَنْهُ: يونس بْن عَبْد الأعلى، وغيره.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين ومائة.
وشُنَيْنَة: بشين معجمة.
11- السَّكَن بْن إسماعيل البصْريّ الأصمّ3.
عَنْ: يونس بْن عُبَيْد، وهشام بْن حسّان، وحُمَيْد الطويل، وطائفة.
وعنه: عليّ بْن المَدِينيّ، ومُسَدَّد، ويحيى بن مَعِين، وعمرو الناقد.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "7/ 194"، ومسلم "2860"، وأحمد "1/ 220".
2 معرفة كبار القراء "1/ 160".
3 انظر: الجرح والتعديل "4/ 287، 288"، التهذيب "4/ 125، 126".(13/108)
وثّقة أبو داود، ولم يُخرَّجوا لَهُ شيئًا.
112- سلامة بْن رَوْح الأَيْليّ -ن. ق.
روى عَنْ: عمّه عُقَيْلِ بْن خَالِد الأَيْليّ كتابه عَنِ الزُّهْرِيّ.
وحدَّث عَنْهُ: أحمد بْن صالح، وأبو الطّاهر بْن السَّرْح، ويونس بْن عَبْد الأعرى، ومحمد بن عُزَيزي الأَيْليّ، وغيرهم.
ضعّفه أبو زرعة وقال: مُنْكَر الحديث.
وقال أبو حاتم: لَيْسَ بالقويّ. محلّه عندي محلّ الغَفْلة.
وقال أحمد بْن صالح: أخبرني ثقة بأيْلَة أنّ سلامة لم يسمع مِن عُقيل بل حدّث عَنْ كتب عقيل.
له حديث منكر تفرد به.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُسَيْنٍ الْقُرَشِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، أَنَا ابْنُ رِفَاعَةَ، أَنَا الْخُلَعِيُّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَاجِّ، نَا أحمد بن محمد بن السندي إملاء، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُزَيْزٍ، نَا سَلامَةُ، نَا عُقَيْلٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَكْثَرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْبُلْهُ"2. رَوَاهُ عَدَدٌ كَثِيرٌ، مِنْهُمُ ابْنُ عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلامَةَ.
ثُمَّ رَوَاهُ ابْنُ عَدِيٍّ عَنِ اثْنَيْنِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الأَيْلِيِّ أَحَدِ مَشْيَخَةِ النَّسَائِيِّ، عَنْ سَلامَةَ.
وَلِسَلامَةَ أَحَادِيثُ مَنَاكِيرُ مِنْهَا عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "امْلِكُوا الْعَجِينَ فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِلْبَرَكَةِ"3.
وَبِهِ إِنَّ جِبْرِيلَ قَالَ: "بَشِّرْ أُمَّتَكَ أَنَّ مَنْ قَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ"4.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "4/ 301"، والميزان "2/ 183".
2 "حديث منكر": أخرجه ابن عدي "3/ 1160"، وابن الجوزي "2/ 452"، في العلل المتناهية، وانظر المجمع "8/ 79"، "10/ 264".
3 "حديث منكر": أخرجه ابن عدي "3/ 1160"، وانظر الميزان "3361".
4 "حديث حسن لغيره": أخرجه ابن عدي "3/ 1161"، وله شواهد، انظر: السلسلة الصحيحة "2/ 338"، للألباني، والتمهيد "5/ 126"، لابن عبد البر.(13/109)
وَبِهِ: "إِنِّي وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ"1.
113- سلام بْن أبي خُبزة البصْريّ2.
عن: ثابت البُناني، وابن جدْعان، ويونس بْن عُبَيْد، ومحمد بْن المُنْكَدِر، وعاصم القارئ، وجماعة.
وعنه: صالح بْن حرب، وإسحاق بْن أَبِي إسرائيل، وسعيد بْن محمد الْجَرْميّ، وأبو كامل الجحدريّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عُبَيْد الله الحلبيّ، وآخرون.
وهو والد سَعِيد بْن سلام العطّار.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: متروك الحديث.
وقال الْبُخَارِيّ: سلام بْن أبي خُبزة أبو سَعِيد ضعّفه قُتَيْبة.
وقال ابن عَدِيّ: عامّة ما يرويه لَيْسَ يُتَابع عَليْهِ.
114- سَلَمَةُ بْن عَقَّار البغداديّ3.
عَنْ: حمّاد بْن زيد، وفضيل بْن عِياض.
وعنه: سَعْدان بْن يزيد، وأحمد وهو الدَّوْرقيّ.
وثّقه ابن مَعِين.
115- سَلَمَةُ بْن سليمان المَرْوَزِيّ4 -خ. م. س.
المؤدَّب أحد الأئمّة، وصاحب ابن المبارك.
أخذ عَنْهُ: ابن راهَوَيْه، ومحمد بْن عبد الله بن قهزاد، وجماعة.
وثقه النسائي.
__________
1 "حديث حسن لغيره": أخرجه ابن عدي "3/ 116"، وله شاهد أخرجه البخاري "8/ 131"، ومسلم "الفتن/ 135"، والترمذي "2214"، والنسائي "3/ 189"، وابن ماجه "4040"، وأحمد "3/ 124".
2 الجرح والتعديل "4/ 260، 261"، والميزان "2/ 174".
3 انظر: الجرح والتعديل "4/ 167"، وتاريخ بغداد "9/ 134".
4 الجرح والتعديل "4/ 163"، والسير "9/ 433".(13/110)
قِيلَ: تُوُفّي سنة ستٌّ وتسعين ومائة.
116- سَلَمَةُ بن الفضل الأبرش الرازي1 -د. ت.
أبو عبد الله قاضي الريّ.
روى المغازي عَنِ: ابن إِسْحَاق.
وروى عَنْ: أَعْيَن بْن نابِل، وحَجّاج بْن أرطأة، وعَمْرو بْن أَبِي قيس، وسُفْيان الثَّوْريّ، وغيرهم.
وعنه: عَبْد الله بْن محمد المُسْنَديّ، وعثمان بْن أَبِي شَيبة، ويحيى بْن مَعِين، ويوسف بْن موسى القطّان، وابن حُمَيْد، وعدّة.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يحتج بِهِ.
وقال الْبُخَارِيّ: عنده مناكير.
وضعّفه النَّسَائيّ.
وقال أبو زُرْعة: كَانَ أهل الرَّيّ لا يرغبون فيه لسوء رأيه وَظُلْمٍ فيه.
وقال ابن مَعِين: كَانَ يتشيّع، وكان معلّم كُتّاب.
وقال أبو حاتم أيضًا: محلّه الصَّدْق. في حديثه إنكار لا يمكن أن أُطلق لساني فيه بأكثر مِن هذا.
وقال محمد بْن سعْد: ثقة.
كَانَ يقال: إنّه مِن أخشع الناس في صلاته.
قلت: وورد عَنْهُ أنّه مِن الحُفّاظ الذين يحفظون الشيء عَلَى البديهة.
وقال عليّ بْن المَدِينيّ: ما خرجنا مِن الرَّيّ حتى رَمَينا بحديث سَلَمَةَ الأبرش.
قلت: كَانَ قويًا في ابن إسحاق.
أتى عَليْهِ مائة وعشر سنين.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 168-170"، والسير "7/ 49، 50".(13/111)
قلت: إنْ صحّ هذا فكان يمكنه لقاء الصحابة وكبار التّابعين.
مات سَلَمَةَ بْن الفضل سنة إحدى وتسعين ومائة.
117- سَلْم بْن جعفر البكراوي الأعمى1 -د. ت.
روى عن: الْجُرَيْريّ، والحَكَم بْن أبان.
وعنه: يحيى بْن كثير العنْبريّ، ونُعَيْم بْن حمّاد.
ذكره ابن حِبّان في تاريخ الثَّقات.
118- سَلْم بْن سالم البلْخيّ2.
أبو محمد الزّاهد العابد.
حدَّث ببغداد عَنْ: عُبَيْد الله بْن عُمَر، وحُمَيْد الطويل، وابن جُرَيج، وسُفْيان.
وعنه: أحمد بْن منيع، والحسن بْن عَرَفَة، وسَعْدان بْن نصر، وعليّ بْن محمد الطّنافسيّ، وإبراهيم بْن موسى الفرّاء، وغيرهم.
وقال أبو مقاتل السَّمَرْقَنْديّ: سَلْم في زماننا كعمر بْن عَبْد العزيز في زمانه.
وقال ابن سعْد: كَانَ أمّارًا بالمعروف، وكان مطاعًا، فأقدمه الرشيد وحبسه، حتى مات الرشيد فأطلقوه.
قَالَ: وكان مُرْجِئًا ضعيفًا.
قَالَ الخطيب: كَانَ مذكورًا بالعبادة والزُّهْد، ويذهب إلى الإرجاء.
وقال يحيى بْن ماهان: سَمِعْتُ محمد بْن إسحاق اللّؤلؤيّ يَقُولُ: رَأَيْت سَلْم بْن سالم مكث أربعين سنةً لم يرفع رأسه إلى السماء، ولم يُر لَهُ فراش، ولم يُر مُفْطرًا إلا في العيد3.
وقيل: إنّ الرشيد إنّما حبسه لأنّه قَالَ: لو شئت أن أضرب الرشيد بمائة ألف سيف لفعلت.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "4/ 265"، والميزان "2/ 184".
2 الجرح والتعديل "4/ 266"، والميزان "2/ 184".
3 تاريخ بغداد "9/ 141".(13/112)
وعن سَلْم قَالَ: ما يَسُرّني أن ألقي الله بعمل مِن مضى، وأن أقول: الإيمان قول وعمل.
وقال ابن المَدِينيّ: أخبرني أبو يحيى قَالَ: صحِبْت سَلْم بْن سالم في طريق مكّة، فما رَأَيْته وضع جبينه في المحمل، إلا مرّة مدّ رِجْلَه وجلس.
وقال أبو معاوية: دعاني الرشيد لأحدّثه، فقلت: سَلْم هَبةُ لي. فعرفت منه الغضب، وقال: إنّ سَلْمًا لَيْسَ عَلَى رأيك ورأي أصحابك في الإرجاء، وقد جلس في مكّة وقال: لو شئت أن أضرب أمير المؤمنين بمائة ألف سيفٍ لَفَعَلْت.
قَالَ: فكلّمته فيه، فخفّف عَنْهُ مِن قيوده1.
وقال أحمد بْن حنبل: رأيته أتى أبا معاوية، وكان صديقًا لَهُ، وكان عبدًا صالحًا ولم أكتب عَنْهُ. كَانَ لا يحفظ ويخطئ.
وقال النَّسَائيّ: ضعيف.
وقال ابن مَعِين: لَيْسَ بشيء.
أَخْبَرَنَا غَنَّامُ بْنُ مَحَاسِنَ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْقَاضِي سَنَةَ عِشْرِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، أَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ الْهَاشِمِيُّ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ، أنا عبد الله بن يحيى السكري، أن إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، نَا سَعْدَانُ، نَا سَلْمُ بْنُ سَالِمٍ الْبَلْخِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُرْوَةَ الدِّمَشْقِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ"2.
قُلْتُ: اتُّهِمَ بِهِ ابْنُ عُرْوَةَ.
ومات سَلْم سنة أربعٍ وتسعين ومائة.
119- سَلْم بْن قتيبة الخراساني الفريابي الشعيري3. -خ. ع.
أبو قتيبة نزيل البصرة.
__________
1 السابق "9/ 142".
2 سبق تخريجه.
3 انظر: الجرح والتعديل "4/ 266"، والتهذيب "4/ 133".(13/113)
روى عَنْ: يونس بْن أَبِي إسحاق، وعيسى بْن طَهْمان، وعِكْرمة بْن عمّار، وشُعبة، وطبقتهم.
وعنه: زيد بْن أَخْرم، وأبو حفص الفلاس، وبُنْدار، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وهارون بْن سليمان الأصبهاني، وآخرون.
وثّقه أبو دَاوُد.
تُوُفّي سنة مائتين.
120- سليمان بْن الخليفة أَبِي جعفر عبد الله بن محمد بن علي العباسي1.
أبو أيّوب. نائب دمشق للرشيد وللأمين. وقد وُلّي أيضًا البصْرة.
روى عن: أَبِيه.
وعنه: ابنته زينب، وابن أخيه إبراهيم بْن عيسى.
مات في صَفَر سنة تسعٍ وتسعين ومائة، وله خمسون سنة.
ذكره ابن عساكر مختصرًا.
121- سليمان بْن عامر الكِنْديّ المَرْوَزِيّ2.
عَنِ الربيع بْن أنس فقط.
وعنه: إسحاق بْن راهَوَيْه، وعَمْرو بْن رافع القَزْوينيّ، ومحمد بْن يحيى بْن أيّوب الثَّقَفيّ، وغيرهم.
قَالَ أبو حاتم: صَدُوق حسن الحديث.
- سُلَيْم: هُوَ صاحب حمزة الزّيّات.
122- سُلَيْم بْن عيسى بْن سُلَيْم بْن عامر بْن غالب3.
أبو عيسى الحنفي، مولاهم الكوفيّ المقرئ، أحد الأعلام، وأخصّ تلامذة حمزة به، والمقدم في الحذق بحروفه.
__________
1 وفيان الأعيان "3/ 195".
2 الجرح والتعديل "4/ 133، والتهذيب "4/ 203".
3 انظر: الجرح والتعديل "4/ 215"، والميزان "2/ 231".(13/114)
مولده سنة ثلاثين ومائة، ومات سنة مائتين. هكذا أرّخه محمد بْن سعْد.
وأما خَلَف القزّاز فقال: ولد سنة تسع عشرة ومائة، ومات سنة ثمانٍ وثمانين ومائة. وهذا أشبه كما تقدّم.
123- سُلَيْم بْن مُسْلِم الجمحي الْمَكَّيّ الخشّاب1.
روى عَنْ: النَّضر بْن عربي، وابن أَبِي ليلى، وابن جُرَيج، ويونس بْن يزيد الأَيْليّ، وموسى بْن عُبَيْدة.
وعنه: يحيى بْن حكيم المقدّم، وابن راهَوَيْه، ومحمد بْن مِهران الجمّال، ويعقوب بْن كاسب، وجعفر بْن مِهْران، والمسيّب بْن واضح، ومحمد بْن بحر البصْريّ.
قَالَ يحيى بْن مَعِين: جهْميٌ خبيث.
وقال النَّسَائيّ: متروك الحديث.
وقال أَبُو حاتم: ضعيف مُنْكَر الحديث.
124- سهل بْن زياد البصْريّ الطّحّان2.
عَنْ: سليمان التَّيميّ، وداود بْن أَبِي هند، وشَرِيك.
وعنه: أحمد بْن حنبل، ونُعَيْم بْن حمّاد، وحفص الرَّباليّ، وبِشْر بْن يوسف. صَدُوق.
قَالَ أبو حاتم: تُكِلّم فيه، وما رأينا إلا خيرًا.
125- سهل بْن هاشم بْن بلال الحبشيّ الواسطيّ ثمّ البَيْروتيّ3 -ن.
عَنْ: الأوزاعيّ، وشُعْبَة، وسُفْيان، وجماعة.
وَعَنْهُ: مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عمّار، ودُحَيْم، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وجماعة.
__________
1 الكامل "3/ 1165"، لابن عدي، والميزان "2/ 322".
2 الجرح والتعديل "4/ 197"، والميزان "2/ 237".
3 انظر: الجرح والتعديل "4/ 205"، والميزان "2/ 241".(13/115)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
126- سهل بْن يوسف البصْريّ الأنماطيّ1 -خ. 4.
عَنْ: حُمَيْد الطَّوِيلِ، وعَوْف، والعَوَّام بْن حَوْشَب، وعدّة.
وعنه: أحمد، والفلاس، وبُنْدار، ونصر بْن عليّ.
قَالَ النَّسَائيّ: ثقة.
127- سُوَيْد بْن عَبْد العزيز بْن نمير -ت. ق.
أبو محمد السلمي، مولاهم الدّمشقيّ القاضي. وُلّي قضاء بَعْلَبَكّ، وشارك في قضاء دمشق يحيى بْن حمزة في وقت.
وكان مِن كبار العلماء، قرأ القرآن عَلَى يحيى الذَّماريّ، وغيره.
أخذ عَنْهُ: أبو مُسْهٍر، وهشام، والربيع بْن ثعلب القراءة.
وقد روى الحديث عَنْ: أيّوب، وأبي الزُّبَيْر، وحسين بْن عَبْد الرَّحْمَن، وثابت بْن عَجْلان، وعاصم الأحْوَل، وحميد الطويل، وطائفة.
وقرأ أيضا على الحسن بن عمران تلميذ عطية بن قيس، وقد قرأ عطيّة عَلَى أمّ الدَّرْداء.
روى عَنْهُ: دُحَيْم، ومحمد بْن عائذ، وداود بْن رشيد، وابن ذَكْوان، ومحمد بْن أَبِي السَّريّ، وعدة.
قال: أبو نعيم الحلبي: نا سُوَيْدٌ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "نَهَى عَنْ بَيْعِ السُّنْبُلِ حَتَّى يَيْبَسَ"3.
رَوَى دُحَيْمٌ، عَنْ سويد قال: ولدت سنة ثمان ومائة.
وقال ابْنُ مَعِينٍ: سُوَيْدٌ وَاسِطِيٌّ، انْتَقَلَ إِلَى دِمَشْقَ. لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ، كَانَ يَقْضِي بَيْنَ النَّصَارَى.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 205"، والتهذيب "4/ 205"، والتهذيب "4/ 259، 260".
2 الجرح والتعديل "4/ 238"، والسير "9/ 18".
3 "حديث حسن": أخرجه الترمذي "1227"، وله شاهد عند مسلم "1535"، وأبي داود "3368"، والترمذي "1245"، من حديث ابن عمر -رضي الله عنه.(13/116)
وروى محمد بْن عوف، عنِ ابن مَعِين قَالَ: سُوَيْد لا يجوز في الضحايا.
وقال أحمد: متروك.
وقال الْبُخَارِيّ: في حديثه نظر لا يُحتَمَل.
وقال النَّسَائيّ: لَيْسَ بثقة.
وقال أبو حاتم: لَيْسَ بالقويّ.
وقال الدّارَقُطْنيّ: يُعْتَبَر بِهِ.
قَالَ عليّ بْن حُجْر: قُلت لهُشَيْم: شيخ مِن أهل واسط بدمشق يُقال لَهُ سُوَيْدة فأثني عَليْهِ.
وقال ابْن سعْد: أَنَا أبو عَبْد الله الشاميّ قَالَ: وُلّي سُوَيْد قضاء بَعْلَبَكّ، وكان محتاجًا، فلقيه داود بْن أبي شَيْبان فقال: يا أبا محمد وُلَّيت القضاء بعد العِلم والحديث؟ قَالَ: نعم، نَشَدْتُكَ بالله أَتَحْت جُبّتك شِعار؟
فقال داود: نعم! فرفع سُوَيْد جُبّته فإنّما تحتها ثوب.
ثمّ قَالَ: أنْشُدُك الله هَلْ هذا الطَّيْلسان لك؟ قَالَ: نعم! قَالَ: فوالله ما هذا الطَّيْلسان لي، أفلا ألي القضاء؟ فوالله لو وُلَّيت بيتَ المال لوليته.
قلت: قد روى عَنْهُ من البعالكة: إبراهيم بْن النَّضْر، وعبد الحميد بْن حمّاد الْقُرَشِيّ، وأبو سُلَيْم عَبْد الرَّحْمَن بْن ضحّاك، ومحمد بْن هاشم.
وقد وثّقه دُحَيْم وحده.
مات سنة أربعٍ وتسعين ومائة.
128- سيّار بْن حاتم1 -ت. ن. ق.
أبو سلمة البصري العنزي العابد.
روى عَنْ: جعفر بْن سُليمان، وصَحِبه مُدة، وعن: الحارث بْن نَبْهان، وعبد الواحد بن زياد، وطائفة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "4/ 257"، والتهذيب "4/ 290".(13/117)
ويغلب على حديثه القصص والرقاق.
روى عَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وهارون الحمّال، وعليّ بْن مُسْلِم الطُّوسيّ، ومؤمَّل بْن إهاب، وعبد الله بْن الحَكَم القَطَوانيّ، وآخرون.
ذكره ابن حِبّان في الثَّقات.
وقيل: كَانَ مِن الصُّلَحاء السَّليمي الباطن.
قَالَ أبو داود: سَأَلت القواريريّ عَنْهُ فقال: لم يكن لَهُ عقل. كَانَ معي في الدُّكّان. قلت: أيتهم بكَذِب؟ قَالَ: لا!.
وقال الحاكم: كَانَ عابد عصره. أكَثْرَ عَنْهُ أحمد بْن حنبل.
وقال الأزديّ: عنده مناكير.
قِيلَ: مات سنة تسعٍ وتسعين ومائة.
وقيل: سنة مائتين.
"حرف الشين":
129- شبيب بْن سُلَيْم الأُسَيديّ البصْريّ1.
رَأَى الحَسَن البصْريّ سَلْم واحدةً.
وروى عَنْ: مِقْسَم، وعن أَبِي هانئ.
وعنه: إبراهيم بْن مهديّ، والفلاس، ومحمد بْن المُثَنَّى، ونُعَيْم بْن حمّاد، ورُسْتَه، ضعّفه الفلاس، والدارقطني.
130- شعيب بن حرب2 -خ. د. ن.
أبو صالح المدائني البغدادي الزّاهد العابد، نزيل مكّة.
روى عَنْ: عِكْرمة بْن عمّار، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وشُعْبَة، وجماعة.
وعنه: أحمد بن حنبل، والحسن بن الصباح البزار، ويعقوب الدورقي، ومحمد
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "4/ 359"، والميزان "21/ 262".
2 الجرح والتعديل "4/ 342"، والسير "9/ 188-191".(13/118)
ابن عيسى المدائني، وطائفة سواهم.
وثقه أبو حاتم، وغيره.
وكان منعوتا بالعبادة والورع، أمارا بالمعروف.
أثنى عليه سري السقطي.
وقال أحمد: شعيب حمل على نفسه في الورع.
وقال عبد الله بن خبيق: سَمِعْتُ شعيب بْن حرب يَقُولُ: أكلتُ في عشرة أيام أكلة.
وقال أبو حمدون الطَّيّب بْن إسماعيل: ذهبنا إلى شُعيب إلى المدائن وقد بنى لَهُ كوخًا، وعنده خبز يابس يبلّه، وهو جلْد وعظْم.
وقد كان قرأ القرآن غير مرّة على حمزة الزّيّات وصحِبَه.
قال عَبْد الله بْن أيوب المخرميّ: قَالَ شُعيب بْن حرب: مِن طلب الرئاسة ناطَحَتْه الكِباش. ومن رضي أن يكون ذَنَبًا أبى الله إلا أن يجعله رأسًا1.
قلت: تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين ومائة.
131- شُعَيْب بن العلاء الرازي2.
أَبُو مُحَمَّد السَّرَّاج، ولقبه أَبُو هُرَيْرَةَ.
رَوَى عن: حجاج بن أرطأة، وابن جريج، وجويبر، وسفيان الثوري.
وعنه: عمرو بن رافع، ومحمد بن عمرو زنيج.
صدوق.
132- شعيب بن الليث بن سعد الفهمي3 -م. د. ن.
مولاهم المصري.
__________
1 صفة الصفوة "3/ 10".
2 انظر: الجرح والتعديل "4/ 350"، والثقات لابن حبان "4/ 357".
3 الجرح والتعديل "4/ 351"، التهذيب "4/ 355".(13/119)
عَنْ: أَبِيه، وموسى بْن عليّ بْن رباح.
وعنه: ولده عَبْد المُلْك، ويونس بْن عَبْد الأعلى، والربيع بْن سُليمان، ومحمد بْن عَبْد الله بْن عَبْد الحَكَم، وغيرهم.
وكان إمامًا مُفْتيًا ثقة.
قَالَ ابن وهْب: ما رَأَيْت ابنًا لعالم أفضل مِن شُعيب بْن اللَّيْثُ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ تسعٍ وتسعين ومائة، وله أربعٌ وستّون سنة.
133- شقيق البلْخيّ.
هُوَ أبو عليّ شقيق بْن إبراهيم الأزديّ الزّاهد1، أحد الأعلام، صاحب إبراهيم بْن أدهم.
حدَّث عَنْ: إسرائيل، وعبّاد بْن كثير، وكثير بْن عَبْد الله الأَيْليّ.
وعنه: حاتم الأصم، وعبد الصمد بن يزيد مردويه، ومحمد بن أبان المستملي، والحسين بن داود البلخي، وغيرهم.
عن علي بن محمد بن شقيق البلخي قال: كانت لجدي ثلاثمائة قرية، ثمّ مات بلا كفن. وسيفه إلى الساعة يتبرّكون بِهِ.
وخرج إلى التُّرْك تاجرًا، فدخل عَلَى عَبَدة الأوثان، فرأى عالِمهم قد حلق لِحْيته، فقال: هذا باطل، ولكم خالق وصانع قادر عَلَى كلّ شيء.
فقال لَهُ: لَيْسَ يوافق قولك فِعلك.
قَالَ: وكيف؟ قَالَ: زعمت أنّه قادر عَلَى كلّ شيء، وقد تعنّيت إلى هنا تطلب الرزق، فلو كَانَ كما تَقُولُ، كَانَ الَّذِي يرزقك هنا يرزقك هناك وتريح العناء.
قَالَ: فكان هذا سبب زهدي2.
وعن شقيق قَالَ: كنتُ شاعرًا فرزقني الله التوبة. وخرجت من ثلاثمائة ألف
__________
1 انظر: الحلية "8/ 58-73"، والسير "9/ 313".
2 الحلية "8/ 59".(13/120)
درهم، وكنتُ مُرابيًا. لبستُ الصُّوف عشرين سنة وأنا لا أدري، حتى لقيت عَبْد العزيز بْن أَبِي رَواد فقال: لَيْسَ الشأن في أكل الشعير ولبس الصوف. الشأن أن تعرف الله بقلبك لا تُشْرِك بِهِ شيئًا.
والثانية: الرضى عَنِ الله، والثالثة: تكون بما في يدي الله أوثق منك بما في أيدي الناس.
وعن شقيق قَالَ: عملت في القرآن عشرين سنة حتى ميّزت بين الدنيا والآخرة، فأصبته في حرفين. قوله تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الشورى: 46] ، {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [القصص: 60] .
وعن حاتم الأصمّ، عَنْ شقيق قَالَ: لو أن رجلا عاش مائتي سنة لا يعرف هذه والأربعة لم يَنْجُ: أوّلها معرفة الله تعالى، الثاني: معرفة النفس، الثالث: معرفة أمر الله ونهيه، الرابع معرفة عدّو الله وعدّو النفس.
قَالَ أبو عقيد الرَّصافيّ: نا أحمد بْن عَبْد الله الزّاهد: سَمِعْتُ شقيق بْن إبراهيم يَقُولُ: ثلاث خِصال هِيَ نتاج الزُّهْد: الأولى: أن تميل عَنِ الهوى.
الثانية: تنقطع إلى الزُّهْد بقلب.
الثالث: أن يذكر إذا خلا كيف مدخله ومخرجه، كيف يدخل قبره؟ ويذكر الجوع، والعطش والحساب والصراط والعري والفضيحة وطول القيام.
وقد ذُكِر عَنْ شقيق مَعَ انقطاعه وزُهده أنّه من كبار المجاهدين في سبيل الله. وكذا فلْيكن زُهد الأولياء -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم.
روى محمد بْن عِمران، عَنْ حاتم الأصمّ قَالَ: كنّا مَعَ شقيق ونحن مُصافُّوا العدّو وَالتُّرْكَ، في يوم لا أرى فيه إلا رؤوسًا تندر، وسيوفًا تُقطع، ورِماحًا تُقصف. فقال لي: كيف ترى نفسك؟ هِيَ مثل الليلة التي زُفّت فيها إليك امرأتك؟ قلت: لا والله! قَالَ: ولكنّي أرى نفسي كذلك. ثمّ نام بين الصَّفَّيْن ودَرَقَتُه تحت رأسه حَتَّى سمعت غطيطُه. فأخذني يومئذ تركيّ وأضجعني للذَّبْح. فبينا هُوَ يطلب السَّكّين مِن خُفّه إذ جاء. سهمٌ عائر، فذبحه وألقاه عني1.
__________
1 الحلية "8/ 64".(13/121)
وعن حاتم، عَنْ شقيق قَالَ: مَثَلُ المؤمن مثل رجلٍ غرس نخلةً فخاف أن تحمل شوكًا، ومثل المنفاق كَمَثل رجلٍ زرع شوكًا يطمع أن يحمل تمرًا.. هيهات.
وعن شقيق قَالَ: لَيْسَ شيء أحبّ إلي مِن الضَّعيف لأنّ رُزْقه عَلَى الله، وأجره لي.
وقال الحسين بْن داود: نا شقيق: الزّاهد في الدنيا الراغب في الآخرة، المداوم عَلَى العبادة قَالَ: ثنا أبو هاشم الأَيْليّ فذكر حديثًا.
وعن شقيق قَالَ: لقِيت سُفْيان الثَّوْريّ فأخذت منه لباسَ الدون، رَأَيْت لَهُ إزارًا ثمنه أربعة دراهم إذا جلس متربّعًا أو مدَّ رِجْلَيه يخاف أن تبدو عورته.
وأخذت الخشوع مِن إسرائيل.
وقال محمد بْن أبان المستمليّ: سَمِعْتُ شقيقًا يَقُولُ: أخذت العبادة من عباد بن كثير، والفِقْه مِن زُفَر.
قَالَ ابن أَبِي الدنيا: ثنا محمد بْن الحسين قَالَ: سُئِل شقيق: ما علامة التوبة؟ قَالَ: إدمان البكاء عَلَى ما سلف مِن الذَّنوب، والخوف المُقْلِق مِن الوقوع فيها، وهجران إخوان السُّوء، وملازمة أهل الخير1.
وقال ابن أَبِي الدنيا: نا أحمد بْن سَعِيد: قِيلَ لشقيق: ما علامة العبد المباعَد المطرود؟ قَالَ: إذا رَأَيْته قد ضيّع الطاعة، واستوحش قلبه منها؛ وحَلَتْ لَهُ المعصية، واستأنس بها؛ ورغِب في الدنيا وزهِد في الآخرة2.
وعن شقيق قَالَ: ما للعبد صاحب خير مِن الخوف والهمّ فيما مضى مِن ذنوبه وما ينزل بِهِ.
وعنه قَالَ: مِن شكا مصيبة نزلت بِهِ إلى غير الله، لم يجد حلاوة الطاعة أبدًا.
قَالَ الحاكم في تاريخه: قِدم شقيق نَيْسابور عند خروجه راجلًا، في ثلاثمائة مِن زُهّاد خُراسان معه، أيّام المأمون، يعني أيّام ولايته خُراسان.
قَالَ: فطلب المأمون الاجتماع به، فامتنع حتى تشفع إليه المأمون.
__________
1، 2 طبقات الأولياء "ص/ 13" لابن الملقن.(13/122)
روى عَنْهُ مِن أهل نَيْسابور: أيّوب بْن الحَسَن الزّاهد، وعليّ بْن الحَسَن الأفطس، وغيرهما.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا يَحْيَى بْنُ ثَابِتٍ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عُمَرَ البزاز عرف بابن الخال، أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَحَامِلِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ دَاوُدَ الْبَلْخِيُّ، نَا شَقِيقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَلْخِيُّ، نَا أَبُو هَاشِمٍ الأَيْلِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا ابْنَ آدَمَ لا تَزُولُ قَدَمَاكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى تُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عُمْرُكَ فِيمَا أَفْنَيْتَهُ، وَجَسَدُكَ فِيمَا أَبْلَيْتَهُ، وَمَالُكَ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبْتَهُ وَأَيْنَ أَنْفَقْتَهُ"1. إِسْنَادُهُ وَاهٍ، وَمَعْنَاهُ صَحِيحٌ.
ذكر يعقوب القرّاب أنّ شقيق بْن إبراهيم رحِمه الله تعالى قُتِل في غزوة كُولان سنة أربعٍ وتسعين ومائة.
"حرف الصاد":
134- صالح بْن بَيان الثَّقَفيّ2.
ويُقال العبْديّ، قاضي بلد سِيراف مِن أعمال فارس.
ويُعرف بالسّاحليّ.
حكى عَنْ: شعبة، وسفيان، وفُرات بْن السّائب.
وعنه: محمد بْن إسماعيل بْن أَبِي سمينة، وأحمد بْن مطهّر، وغيرهما.
قَالَ الدّارَقُطْنيّ: متروك الحديث.
135- صالح بْن مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيميّ الطَّلْحيّ3 الكوفيّ -ت. ق.
عَنْ: عَبْدِ الْعَزِيزِ بْن رُفيع، وَسُهَيْلِ بْن أَبِي صالح، ومعاوية بْن إِسْحَاق، وهشام بن عروة.
__________
1 "حديث صحيح لغيره": أخرجه الترمذي "2417"، والدارمي "1/ 135"، والطبراني "11/ 102" في الكبير.
2 انظر: تاريخ بغداد "9/ 310"، والميزان "2/ 290".
3 الجرح والتعديل "4/ 415"، والسير "8/ 161".(13/123)
وعنه: داود بن عمرو الضبي، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ.
قَالَ الْبُخَارِيّ: مُنْكَر الحديث.
وقال س: متروك الحديث.
136- صَعْصَعَةُ بنُ سلام.
ويقال ابن عَبْد الله الدّمشقيّ1.
روى عَنِ: الأَوْزَاعِيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمَالِكِ. ثمّ دخل الأندلس وصار عالِمها ومُفتيها، وولي خطابة قُرْطُبَة.
حدَّث عَنْهُ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَبِيبٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أيّوب القُرْطُبيّ، وموسى بْن ربيعة.
قال ابن يونس: كنْيته أبو عَبْد الله. وكان أول مِن أدخل الحديث الأندلس.
قال: وتوفي سنة اثنتين وتسعين ومائة.
وقيل سنة ثمانين ومائة.
137- صُغْديُّ بْن سِنان.
أبو معاوية البصْريّ2.
عَنْ: يونس بْن عُبَيْد، وابن جُرَيج، وجعفر بْن الزُّبَيْر، ومحمد بْن مضاء.
وعنه: محمد بْن صالح البغداديّ، وزيد بْن الحُرَيْش، والوليد بن عمرو بْن سُكَين، ومحمد بْن هشام بْن أبي خيرة السُّدُوسيّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ غيره: ضعيف.
138- صَفْوان بْن عيسى، أبو محمد الزُّهْرِيّ البصْريّ القسّام3 -م. ع.
عَنْ: ثور بْن زيد، وابن عجلان، ويزيد بن أبي عبيد، ومعمر، وجماعة.
__________
1 الوافي بالوفيات "16/ 308، 309"، وشذرات الذهب "1/ 332".
2 انظر: الجرح والتعديل "4/ 453"، والميزان "2/ 316".
3 الجرح والتعديل "4/ 425"، السير "9/ 309".(13/124)
وعنه: أحمد، وإسحاق، والفلاس، وأبو قُدامة السَّرْخَسِيّ، ومحمد بن يحيى، وطائفة.
قَالَ ابن سعْد: كَانَ ثقة صالحًا.
وقال البخاريّ: مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.
وقيل: سنة مائتين.
139- صِلةُ بنُ سليمان الواسطيّ العطّار1.
نزل بغداد وحدّث عَنْ: ابن جُرَيج، وهشام بْن حسّان، وأشعث بْن عَبْد المُلْك.
وعنه: محمد بْن حرب النَّسَائيّ، وسليمان بن أحمد الواسطيّ، وصمدون بْن عَبْد الله الطّحّان.
كذّبه ابْن مَعِين.
وقال أبو حاتم: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِذَاكَ الْقَوِيِّ.
قَالَ سُلَيْمَانُ بن أحمد: نا صلة العطار، أنا ابن جريج، عن عطاء، عن جابر بن مُعَاذٍ، سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ أَمَّنَ رَجُلا ثُمَّ قَتَلَهُ وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، وَإِنْ كَانَ الْمَقْتُولُ كَافِرًا"2.
وَيَرْوِي عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ بِإِسْنَادٍ صَالِحٍ.
140- صَيْفيّ بْن رِبْعيّ الأنصاريّ3.
كوفيّ.
عَنْ: أبيه، وابن أبي ذئب، وشعبة، وطبقتهم.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 447"، والميزان "2/ 320".
2 "حديث حسن لغيره": أخرجه العقيلي "2/ 215"، في الضعفاء الكبير، وأخرجه أحمد "5/ 223، 224، 437" وغيره عن عمرو بن الحمق -رضي الله عنه.
3 انظر: الجرح والتعديل "4/ 448"، والتهذيب "4/ 440، 441".(13/125)
وعنه: أبو كُرَيْب، ومحمد بْن منصور العِجْلي، والحسين بْن يزيد الطّحّان، وغيرهم.
قَالَ أبو حاتم: صالح الحديث ما أرى بحديثه بأسًا.
قلت: لَهُ حديث مُنْكر في التَّرْمِذيّ، عَنْ عَبْد الله بْن عُمَر العُمريّ.
"حرف الضاد":
- ضمرة بْن ربيعة1.
شيخ الرملة.
سيأتي بعد المائتين.
"حرف العين":
141- عاصم بْن حُمَيْد الكوفيّ الحنّاط2.
عَنْ: سِماك بْن حرب، وأبي حمزة ثابت الثُّماليّ.
وعنه: يحيى بْن عبد الحميد، وابن نُمَيْر، ومحمد بْن مِهْران الْجَمَّالُ.
وثّقه أبو زُرْعة.
142- عاصم بْن سليمان.
أبو محمد العبْديّ، ثمّ الكُوزيّ الحذّاء3.
شيخ بصْريّ، ضعيف.
عَنْ: عاصم الأحول، وداود بْن أَبِي هند، وهشام بْن حسّان.
وعنه: محمد بْن موسى الحَرشيّ، ومحمد بْن عيسى بْن الطّبّاع، والحَسَن بن عرفة.
كذبه الفلاس.
__________
1 ستأتي الرجمة له.
2 انظر: الجرح والتعديل "6/ 342"، والتهذيب "5/ 41".
3 الجرح والتعديل "6/ 344"، والميزان "2/ 350".(13/126)
وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الأَثْبَاتِ.
ابْنِ الطَّبَّاعِ: ثنا عَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جابر: {وَمَقَامٍ كَرِيمٍ} [الدخان: 26] قَالَ: الْمَنَابِرُ1.
143- عاصم بْن عَبْد العزيز الأشجعيّ2 -ت. ق.
المدنيّ، أبو عَبْد الرَّحْمَن.
عَنْ: الحارث بْن عبد الركم بْن أَبِي دياب، وهشام بْن عُرْوة، وسعد بْن إِسْحَاق.
وعنه: إبراهيم بْن المنذر، وإسحاق بْن موسى الخطميّ، ومحمد بْن المُثَنَّى وقال: هُوَ ثقة.
وقال النَّسَائيّ، والدارَقُطْنيّ: لَيْسَ بالقوي.
144- عامر بْن صالح بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ الأسَديّ المدنيّ3 -ت.
نزل بغداد، وحدّث عَنْ عمّ أبيه هشام بْن عُرْوة، وابن أَبِي ذئب، ويونس بْن يزيد.
وعنه: أحمد بْن حنبل، والصَّلْت الْجَحْدَريّ، ويعقوب الدَّوْرقيّ، ومحمد بْن حاتم الزَّمِّيَّ.
وكان فقيهًا إخباريًا علامة لكنّه واهٍ.
قَالَ أبو داود: قِيلَ ليحيى بْن مَعِين: إنّ أحمد بْن حنبل حدَّث عَنْ عامر بْن صالح.
فقال: ما لهُ، جُنّ؟.
وضعّفه غير واحد.
وقال الدارقطني: يترك عندي.
__________
1 "خبر موضوع": وأخرجه العقيلي "3/ 337" في الضعفاء الكبير.
2 انظر: الجرح والتعديل "6/ 348"، والميزان "2/ 353".
3 الجرح والتعديل "6/ 324"، والتهذيب "5/ 70".(13/127)
وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: كَانَ كذّابًا يروي عَنْ هشام كلّ حديث سمعه.
وقال أحمد بْن محمد بْن محرز، عن ابن معين: كذاب، عدو الله.
قَالَ لي حَجّاج: إنّ هذا أتاه، فكتب عَنْهُ حديث هشام بْن عُرْوة، حدّثه بِهِ عَنِ اللَّيْثُ بْن سعْد، وابن لَهِيعَة، عنه.
وقال س: لَيْسَ بثقة.
وقال ابن عَدِيّ: عامّة حديثه مسروق مِن الثَّقات.
145- عامر بْن صالح بن رستم الخزاز1 -ت.
أبو بكر البصري.
وهو عامر بن أبي عامر.
روى عن: أَبِيه، ويونس بْن عُبَيْد، وأيّوب بْن موسى.
وعنه: عُبَيْد الله القواريريّ، وخَلَف البزَّار، ومحمد بْن أَبِي بَكْر المُقَدَّمّي، والفلاس، وابن مُثَنَّى، ونصر بْن عليّ، وعدّة.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيّ: لم أر لَهُ حديثًا مُنكرًا.
146- عامر بْن عبد الله.
أبو وهْب الْمَصْرِيّ2.
عَنْ: عَمْرو بْن شراحيل المَعَافِريّ.
وعنه: سَعِيد بْن عُفَير، وأحمد بْن سَعِيد الهمَدانيّ.
مات سنة مائتين.
147- العبّاس بْن الأحنف.
شاعر زمانه، لَهُ أخبار كثيرة مَعَ الرشيد وغيره.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 324"، والتهذيب "5/ 70".
2 معجم الأدباء "12/ 40، 41"، وشذرات الذهب "1/ 334".(13/128)
وكان طريفًا كيسًا حلو النادرة مجيدًا في الغزل.
ومن شِعْره:
يا أيها الرجل المعذَّب نفسَهُ ... أقصِرْ فأنّ شفاءك الإقصارُ
نَزَف البكاءُ دموعَ عينك فاستَعٍرْ ... عينًا يُعينك دمعُها المِدرار
مِن ذا يُعيرك عينهُ تبكي بها ... أرأيت عينًا للبكاء تُعارُ1
ومن شِعْره:
وحدَّثْتني يا سعد عَنْهَا فزِدْتَني ... جُنُونًا فزِدْني مِن حديثك يا سَعْد
هواها هويً لم يعرف القلبُ غيرَه ... فليس لَهُ قبلٌ وليس لَهُ بعدُ2
ومن شعره:
قد سحب الناسر أذيالِ الظُّنُون بنا ... وفرّق الناسُ فينا قولَهم فِرقا
فكاذبٌ قد رمى في الحبّ غيركم ... وصادق لَيْسَ يَدْري أَنَّهُ صَدَقا3
مات العبّاس بْن الأحنف سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة.
وقيل: مات سنة اثنتين وتسعين ومائة، قبل أَبِي نواس.
148- العبّاس بْن الحسين بْن عُبَيْد الله بن عباس ابْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
أبو الفضل العلويّ المدنيّ4.
قِدم بغدادَ في دولة الرشيد، وبقي في صحبته، ثمّ صحِب بعده ولدَه المأمون. وكان شاعرًا بليغًا مفوّهًا حتّى قِيلَ إنّه أشعر آل أبي طَالِب كلّهم.
149- العبّاس بْن الفضل بْن الربيع بن يونس5.
__________
1 وفيات الأعيان "3/ 20".
2 وفيات الأعيان "3/ 21".
3 السابق "3/ 24"، تاريخ بغداد "12/ 129".
4 انظر: تاريخ بغداد "12/ 126، 127".
5 الوافي بالوفيات "6/ 151".(13/129)
مولى المنصور.
من كبار الأمراء، ولي حجاجة الأمين، وكان مِن الشعراء والفصحاء.
تُوُفّي في حياة أَبِيهِ.
150- عَبْد الله بْن الأجلح الكِنْديّ الكوفي1 -ت. ق.
أبو محمد.
روى عنه: أَبِيهِ، ومنصور بْن المعتمر، ويزيد بْن أبي زياد، وعاصم الأحول، وعطاء بن السائب، والأعمش.
وعنه: أبو كريب، ويحيى بن جعفر البيكندي، وعبد الله بن عامر بن زرارة.
قال أَبُو حاتم: لا بأس بِهِ.
151- عَبْد اللَّه بْن إدريس بْن يزيد بْن عَبْد الرَّحْمَن3 -ع.
أبو محمد الأودي الكوفي.
أحد الأئمّة الأعلام. مولده سنة عشرين ومائة.
وروى عَنْ: أَبِيهِ، وسهيل بْن أَبِي صالح، وأبي إسحاق الشَّيْبانيّ، وحُصين بْن عَبْد الرَّحْمَن، وهو أقدم شيخ لِقَيه، وهشام بْن عُرْوة، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، والأعمش، وابن جُرَيج، وطائفة.
وكان مِن جلّة المقرئين. قرأ عَلَى الأعمش، وعلى نافع.
وأقرأ القرآن.
روى عَنْهُ: مالك مَعَ تقدّمه، وابن المبارك، وأحمد، وإسحاق، وابن مَعِين، وابنا أبي شَيبة، والحسن بْن عَرَفَة، وأحمد بْن عَبْد الجبّار العُطارِديّ، وخلْق.
وقد أقدمه الرشيد ليُوَلّيه قضاء الكوفة فامتنع.
قَالَ بِشْر الحافي: ما شرب أحد ماء الفرات فَسَلِم إلا عَبْد الله بن إدريس وقال أحمد بْن حنبل: كَانَ نسيج وحده.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 10"، والتهذيب "5/ 139، 140".
2 الجرح والتعديل "5/ 8، 9"، والسير "9/ 42، 48".(13/130)
وقال يعقوب بْن شيبة: كَانَ عابدًا فاضلا. كَانَ يسلك في كثير من فتاياه ومذاهبه مسلك أهل المدينة. يخالف الكوفيّين، وكان بينه وبين مالك صداقة.
ثمَّ قَالَ: إنّ جميع ما يرويه مالك في الموطَّأ بلغني عَنْ عليّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فيرسلها أنّه سمعها مِن ابن إدريس.
قَالَ أبو حاتم الرّازيّ: هُوَ إمام مِن أَئمّة المسلمين، حُجّة.
وقيل: لم يكن بالكوفة أعبد لله مِنه.
قَالَ الحسن بن عرقة: لم أر بالكوفة أفضل منه.
وروى أبو داود، عَنْ إسحاق بْن إبراهيم، عَنِ الكِسائيّ قَالَ: قَالَ لي الرشيد: مِن أقرأ الناس؟
قلت: عَبْد الله بْن إدريس!.
قَالَ: ثمّ مِن؟ قَالَ: قلتُ: حسين الْجُعْفيّ!.
قَالَ: ثمّ مَن؟ قلت: رَجُل آخر!.
وعن حسين العَنْقزيّ قَالَ: لما نزل بابن إدريس الموت بَكَت ابنتُه فقال: لا تبكي يا بُنّية، فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف ختمة1.
قَالَ ابن عمّار: كَانَ ابن إدريس إذا لَحَن أحدٌ في كلامه لم يحدّثه.
وقال ابن مَعِين: سَمِعْتُ ابن إدريس يَقُولُ: عندي قَوْصَرَّة ملكاية، وراوية مِن حوض الرّبّابين، ودبة زيت، ما أحد أغنيى منّي.
وكان ابن إدريس يحرّم النبيذ.
وقال: قلت لحفص بْن غِياث: اترك الجلوس في المسجد.
فقال: أنتَ قد تركتَ ذَلِكَ ولم تُتْرك.
قلتُ: يأتيني البلاء وأنا فارّ، أحبّ إلي من أن يأتيني وأنا متعرّض لَهُ.
قَالَ أبو خَيْثَمَة: سَمِعْتُ ابن إدريس يَقُولُ: كلّ شرابٍ مُسْكِرٍ كثيرُهُ فإنّه محرم يسيره، إني لكم منه نذير.
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 421".(13/131)
أبو بَكْر بْن أَبِي شيبة: سَمِعْتُ ابن إدريس قَالَ: كتبت حديث أَبِي الحوراء، فخفتُ أن يتصحّف بأبي الجوراء، فكتبت تحته: حورٌ عين.
وقال يعقوب السَّدُوسيّ: ثنا عُبَيْد بْن نعيم، ثنا الحسن بن الربيع الثوراني قَالَ: قُرئ كتاب الخليفة إلى ابن إدريس وأنا حاضرٌ: مِن عَبْد الله هارون أمير المؤمنين إلى عَبْد الله بْن إدريس.
قَالَ: فشهق ابن إدريس شهقة، وسقط بعد الظهر، فقمنا إلى العصر وهو عَلَى حاله، وانتبه قُبَيْلَ المغرب، وقد صَبَبنا عَليْهِ الماء، فلا شيء.
قال: إنها لله وإنّا إِلَيْهِ راجعون، صار يعرفني حتّى يكتب إليّ. أيّ ذَنْبٍ بلغ بي هذا؟ قلت: وقد وثّقه ابن مَعِين، وعبد الرَّحْمَن بْن خراش، والناس.
وقيل: بل ولد سنة خمس عشرة ومائة.
ووقع لي مِن عالي حديثه.
تُوُفّي في شهر ذي الحجّة سنة اثنتين وتسعين ومائة بالكوفة.
152- عَبْد الله بْن إسماعيل بْن خَالِد الكوفيّ1 -ت. ق.
عَنْ: أَبِيهِ، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبة، ومُجالد.
وعنه: أبو كُرَيْب.
153- عَبْد الله بْن خِراش الشَّيْبانيّ الكوفيّ2 -ق.
أخو شهاب بْن خِراش.
عَنْ: عمّه العَوّام، وموسى بْن عُقْبَة.
وعنه: أبو سَعِيد الأشجّ، وزيد بْن الحُرَيش، والحَسَن بْن قَزَعَة، وأحمد بْن المِقْدام، وقيس بْن حفص الدّلاميّ، وآخرون.
ضعّفوه.
قَالَ الْبُخَارِيّ: مُنْكَر الحديث.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 3"، والتهذيب "5/ 148".
2 انظر: الجرح والتعديل "5/ 45"، والميزان "2/ 413".(13/132)
وقال الدّارَقُطْنيّ: ضعيف.
154- عَبْد الله بْن داود التمار1 -ت.
أبو محمد الواسطي.
عَنْ: ابن جُرَيج، وحَنْظلة بْن أَبِي سُفْيان، والحمَّادَيْن.
وعنه: محمد بْن المُثَنَّى، وأحمد بْن سِنان القطّان، وهارون بْن سليمان الأصبهاني، وآخرون.
وكان صاحب سُنّة.
قَالَ أبو أحمد الحاكم: لَيْسَ بالمتين.
وقال الْبُخَارِيّ: فيه نظر.
قلت: روى أحاديث موضوعة فكأنّه آفَتها.
155- عَبْد الله بْن رجاء الْمَكَّيّ2 -م. د. ن. ق.
بصْريّ الأصل.
عَنْ: أيّوب السّخْتيانيّ، وإسماعيل بْن أُمَيَّة، وعُبَيْد الله بْن عُمَر، وابن عَجْلان، وعبد الله بْن عثمان بْن خيثم، وموسى بْن عُقْبة، وابن جُرَيج.
وما في هَؤلاءِ أحد أدركهم، عَبْد الله بْن رجاء الغُدّانيّ.
وعنه: أحمد، وإسحاق، وشُرَيح بْن يونس، والحسن بْن الصّبّاح البزّار، وابن مَعِين، وبُنْدار، وعَمْرو النّاقد.
كنْيته أبو عِمران.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
156- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبي رِفاعة راشد3.
أبو عَبْد الرَّحْمَن الخَوْلانيّ، مولاهم الْمَصْرِيّ الزّاهد القدوة.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 48"، والتهذيب "5/ 200، 201".
2 الجرح والتعديل "5/ 54، 55"، والسير "10/ 379، 380".
3 انظر "حسن المحاضرة" للسيوطي تراجم "حرف العين".(13/133)
كَانَ يقال هُوَ أجلٌ أهل الإسكندرية.
مات سنة مائتين، وعاش ثمانيًا وستّين سنة.
ذكره ابن يونس مختصرًا.
157- عَبْد الله بْن سَعِيد -خ.
أبو بكير النخعي الكوفي1.
روى عَنْ العلاء بْن المسيّب، وأجلح بْن عَبْد الله، وحَجّاج بْن أرطأة.
وعنه: ابن راهَوَيْه، وَأَبُو سَعِيد الأشجّ.
لم يذكره ابن أَبِي حاتم.
158- عَبْد الله بْن سُفْيان بْن عُقْبة اللَّيْثي2.
مولاهم المدنيّ، أبو سُفْيان.
عَنْ: جَدّه عُقْبة بْن أبي عَائِشَةَ، وأبي طُوَالَةَ، وغَنْم بْن نِسْطاس، وجماعة.
وعنه: نُعَيْم بْن حمّاد، وإبراهيم بْن المنذر الحزامي، وأبو مُصْعَب، وإسحاق بْن موسى.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
159- عَبْدُ الله بْن سَلَمَةَ.
أبو عَبْد الرحمن البصْريّ الأفطس3.
عَنْ: الأعمش، وفُضَيْل بْن غَزْوان، وابن أبي ليلى، وموسى بْن عُقْبة.
وعنه: الفلاس، وأبو كامل الْجَحْدَريّ، وعمر بْن شَبَّة، وآخرون.
قَالَ يحيى القطّان: لَيْسَ بثقة.
وقال أحمد بْن حنبل: تركوا حديثه.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 72"، والثقات لابن حبان "8/ 338".
2 الجرح والتعديل "5/ 66، 67"، والثقات لابن حبان "7/ 338".
3 الجرح والتعديل "5/ 69"، والميزان "2/ 431".(13/134)
وقال ابن عدي: يكتب حديثه مع ضعفه.
قلت: كَانَ يستخف بالأئمّة، قَالَ: يكذِب سُفْيان. وتكلّم في غُنْدَر.
وقال عَنِ القطّان: ذاك الأحول. وكذا سُنّة الله في كلّ مِن ازدرى العلماء بقي حقيرًا.
160- عَبْد الله بْن عَبْد القُدُّوس الكوفيّ ثمّ الرّازيّ1.
عَنْ: الأعمش، وغيره.
وعنه: محمد بْن حُمَيْد، وعبد الله بْن داهر، وعَبَّاد بْن يعقوب الرَّواجنيّ.
قَالَ ابن مَعِين: لَيْسَ بشيء، رافضيّ خبيث.
وقال غير واحد: ضعيف.
161- عَبْد الله بْن عَبْد الله بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الهُذْليّ المسعوديّ الكوفيّ2.
أبو عَبْد الرَّحْمَن.
عَنْ: الحارث بْن حصيرة، والأعمش.
وعنه: أحمد بْن يعقوب، وهارون بْن حاتم، وآخرون.
لَمْ أَرَ بِهِ بَأْسًا.
162- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عيسى الخزاز3 -ت.
أبو خلف البصري الحريري.
روى عن: يحيى البكّاء، ويونس بْن عُبَيْد، وداود بْن أَبِي هند.
وعنه: عُقْبة بْن مُكْرَم، وعُمر بْن شَبَّة، وغيرهم.
لَهُ في جامع أبي عيسى حديث واحد.
وهو ضعيف عندهم.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "5/ 104"، والتهذيب "5/ 303، 304".
2 الجرح والتعديل "5/ 105"، والميزان "2/ 457".
3 الجرح والتعديل "5/ 127"، والميزان "2/ 470".(13/135)
163- عَبْد الله بْن كثير الدّمشقيّ الطّويل1.
المقرئ، إمام جامع دمشق.
روى عَنْ: الأوزاعيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، وشَيبان النَّحْويّ، وغيرهم.
وعنه: هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، ومحمود بن خالد، والعباس بن الوليد الخلال.
قال محمد بن الفيض: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: صلّي بنا عَبْد الله بْن كثير القارئ فقرأ {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ} [الزخرف: 26] فقَالَ: إبراهام. فبعث إِليْهِ والى دمشق نصر بْن حمزة فخفقه بالدَّرَّة وعزله عَنِ الصَّلاة.
قَالَ أبو زُرْعة الدّمشقيّ: كَانَ لا بأس بِهِ.
وقال أبو حفص بْن شاهين: تُوُفّي سنة ستٌّ وتسعين ومائة، روى بدمشق.
164- عَبْد الله بْن قُبَيْصة.
أبو قُبَيْصة الفَزَاريّ، كوفيّ2.
روى عَن: الأعمش، وهشام بْن عُرْوة، وغيرهما.
وعنه: أبو سَعِيد الأشجّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخ.
165- عَبْد اللَّه بْن كُلَيْب بْن كَيْسان المُراديّ الْمَصْرِيّ3.
أبو عَبْد المُلْك.
ولد سنة مائة، وعُمَّر دهرًا.
تفقه على ربيعة الرأي، وروى عن: يزيد بن أبي حبيب، وقيس بن الحجاج.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "5/ 144"، التهذيب "5/ 368".
2 الجرح والتعديل "5/ 142".
3 الجرح والتعديل "5/ 143، 144"، والتهذيب "5/ 370".(13/136)
روى عَنْهُ: أبو صالح، ويحيى بْن بُكَيْر، وعَمْرو بْن سَوّاد، ومحمد بْن سَلَمَةَ المراديّ، وأحمد بْن السَّرْح.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
قُلْتُ: مات سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة.
166- عَبْد الله بْن مُعَاذ بْن نَشيط الصّنْعَانيّ1 -ت. ق.
نزيل مكّة.
عن: يونس بْن يزيد، ومَعْمَر بْن راشد.
وعنه: إبراهيم بْن المنذر، وأبو خَيْثَمَة، ومحمد بْن أَبِي عُمر العَدَنيّ، والزُّبَيْر بْن بكّار، وجماعة.
وثّقه مُسْلِم، وغيره، حتى يحيى بْن مَعِين، وأمّا عَبْد الرّزّاق فكان يكذَّبه.
قَالَ أبو حاتم: هُوَ أوثق مِن عَبْد الرّزّاق.
167- عَبْد الله بْن موسى بْن إبراهيم بْن طلحة التَّيْميّ الطَّلْحيّ المدنيّ2 -ق.
عَنْ: صَفْوان بْن سُلَيم، وأسامة بْن زيد اللَّيْثي، وجماعة.
وعنه: إبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وأثنى عَليْهِ، ويعقوب بْن محمد، ويعقوب بْن كاسب، وجماعة.
قَالَ ابن مَعِين: صَدُوق، كثير الخطأ.
وقال بعض الحُفّاظ: لَيْسَ بحُجَّة.
168- عَبْد الله بْن ميمون بْن داود القداح المخزومي3 -ت.
مولاهم المكي.
عن: يحيى بْن الأنصاريّ، وجعفر الصّادق، وعُبَيْد الله بن عمر.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "5/ 173"، والميزان "2/ 506".
2 الجرح والتعديل "5/ 166، 167"، والميزان "2/ 508".
3 الجرح والتعديل "5/ 206"، والميزان "2/ 512".(13/137)
وعنه: إبراهيم الحزاميّ ومُؤمَّل بْن إهاب، وأحمد بْن شَيْبان الرَّمْليّ، وأحمد بْن الأزهر، وعبد الوهّاب بْن فُلَيح.
قَالَ الْبُخَارِيّ: ذاهب الحديث.
وقال أبو زُرْعة: واهي الحديث.
وقال أبو حاتم: متروك.
قلت: مات في حدود المائتين.
169- عبد الله بن نمير -ع.
أبو هشام الهمداني ثم الخارفي الكوفي الحافظ1.
روى عَنْ: هشام بْن عروة، والأعمش، وأشعث بْن سوار، وابن أَبِي خَالِد، وزكريا بن أبي زائدة، وإبراهيم بن الفضل المخزومي، وعبيد الله بن عمر، ويزيد بن أبي زياد، وطائفة كبيرة.
وعنه: أحمد، وابن معين، وإسحاق الكوسج، وأحمد بن الفرات، وعلي بن حرب، والحسن بن علي بن عفان، وأبو عبيدة بن أبي السفر، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
وَكَانَ مولده في سنة خمس عشرة ومائة. ومات سنة تسع وتسعين ومائة.
وقع لنا من عواليه.
170- عبد الله بن وهب بن مسلم2 -ع.
الإمام أبو محمد الفهري، مولاهم الْمَصْرِيّ. أحد الأعلام، وعالم الديّار المصريّة.
قَالَ أبو سَعِيد بْن يونس: ولد سنة خمس وعشرين ومائة.
قَالَ: وقيل إنّه مِن موالي الأنصار.
طلب العِلْم وله سبْعٍ عشرة سنة، فعن ابن وهْب قَالَ: دعوت يونس بن يزيد لوليمة عرسي.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "5/ 186"، والسير "9/ 244، 245".
2 الجرح والتعديل "5/ 189، 190"، والسير "9/ 223، 234".(13/138)
قلت: روى عَنْ: يونس، وابن جُرَيج، وحبي بن عبد الله المعافري، وحنظلة بن أبي سفيان، وعمرو بن الحارث، وأسامة بن زيد الليثي، وعمر بن محمد العمري، وعبد الحميد بن جعفر، وأبي صخر حميد بن زياد، وعبد الله بن عامر الأسلمي، وموسى بن علي، والليث، ومالك، وخلائق.
وتفقه: بمالك، والليث.
وعنه قَالَ: رأيتُ عُبَيْد الله بْن عُمَر قد عَمي وقطع الحديث.
ورأيت هشام بْن عُرْوة جالسًا فِي مسجد النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت: آخذ عَنِ ابن سمعان وأصير إلى ابن هشام، فلما فرغت قمتُ إلى منزل هشام فقالوا: قد نام. فقلت: أحجّ وأرجع، فرجعتُ فوجدته قد مات.
قَالَ محمد بْن سَلَمَةَ: سَمِعْتُ ابن القاسم يَقُولُ: لو مات ابن عُيَيْنَة لَضُرِبَت إلى ابن وهْب أكباد الإبل. ما دَوَّن العِلْم أحدٌ تدوينهَ.
قَالَ يونس بْن عَبْد الأعلى، عَنِ ابن وهْب قَالَ: أقرأني نافع بْن أَبِي نُعَيْم.
وقال أبو زُرْعة: نظرتُ في نحو ثلاثين ألف حديث لابن وهْب لا أعلم أنّي رَأَيْت لَهُ حديثًا لا أصل لَهُ. وهو ثقة. وقد سَمِعْتُ يحيى بْن بُكَيْر. يَقُولُ: هُوَ أفقه مِن عَبْد الرَّحْمَن بْن القاسم.
قلت: وله مُوَطَّأ كبير إلى الغاية، وله كتاب "الجامع"، وكتاب "الْبَيْعَةِ"، وكتاب "المناسك"، وكتاب "المغازي"، وكتاب "الرّدّة"، وكتاب "تفسير غريب الموطّأ"، وغير ذَلِكَ.
روى عَنْهُ: اللَّيْثُ بْن سعْد، وأصبغ بْن الفَرَج، وأبو صالح، وأحمد بْن صالح، وحَرْمَلَة، والحارث بْن مِسْكين، ويحيى بْن أيّوب المقابريّ، وبحر بْن نصر الخَوْلانيّ والربيع بْن سليمان المُراديّ، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وأبو الماهر بْن السَّرْح، وبحر بْن نصر، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن رُمْح، وعلي بن خشرم، وعمرو بْن سَوَّاد، وعيسى بْن مَثْرُود، ومحمد بْن عبد الله بن عبد الحكم، وهارون بن سعيد الأَيْليّ، وعبد المُلْك بْن شُعيب بْن اللَّيْثُ، وعيسى بْن أحمد العسقلاني، وأحمد بْن عيسى التستري، وإبراهيم بن منقذ الخولاني، وسحنون بْن سعْد القَيْروانيّ، وأحمد بْن عَبْد الرحمن بْن وهْب ابن أخيه، وأَمَم سواهم.(13/139)
وكان ثقة ثْبتًا مِن كبار الزُّهاد.
قَالَ أحمد بْن صالح: حدَّث ابن وهْب بمائة ألف حديث، ما رَأَيْت أحدًا أكثر حديثًا منه. وقد وقع عندنا عَنْهُ سبعون ألف حديث.
وقال يحيى بْن بُكَيْر: ابن وهْب أفقه مِن ابن القاسم.
وقال عليّ بْن الجنيد: سمعت أبا مصعت يعظَّم ابنَ وهْب ويقول: مسائله عَنْ مالك صحيحة.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث، صدوق.
وقال ابن عَدِيّ في كامله: ابن وهْب مِن الثَّقات. لا أعلم لَهُ حديثًا مُنْكَرا.
إذا حدَّث عَنْهُ ثقة.
وروى أبو طَالِب، عَنْ أحمد بْن حنبل: ابن وهْب يفصل السَّماعَ مِن العرْض. ما أصحّ حديثه وأثبته. وقد كَانَ يُسيء الأخذ، لكن ما رواه وحدّثه صحيحًا.
وقال ابن مَعِين: ثقة.
قَالَ خَالِد بْن خِداش: قُرئ عَلَى ابن وهْب كتاب "أهوال يوم القيامة" -تأليفه- فخرّ مَغشيا عَليْهِ. فلم يتكلّم بكلمةٍ، حتى مات بعد أيّام، رحمه الله.
وعن سُحْنُون قَالَ: كَانَ ابن وهْب قد قسّم دَهره أثلاثًا: ثُلُثًا في المَرَابط، وَثُلُثًا يُعلّم الناس بمصر، وَثُلُثًا في الحجّ.
وقيل إنّه حجّ ستٌّا وثلاثين حجَّة.
وكان مالك يكتب إِلَيْهِ: إلى عَبْد الله بْن وهْب مفتي أهل مصر، ولم يفعل هذا مَعَ غيره.
وقد ذُكر ابن وهْب وابن القاسم عند مالك، فقال مالك: ابن وهب عالم، وابن القاسم فقيه.
وقال أحمد بْن سَعِيد الهمَدانيّ: دخل ابن وهْب الحمّام، فسمع قارئًا يقرأ: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ} [غافر: 47] ، فغُشي عَليْهِ.
قَالَ أبو زيد بْن أَبِي الغَمْر: كنّا نسمّي ابنَ وهْب: ديوان العِلْم.(13/140)
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يَقُولُ: نظرت في حديث ابن وهْب نحو ثمانين ألف حديث.
قلت: مرّ هذا. وقال: ثلاثين ألف حديث. فالله أعلم.
قَالَ أبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ: جَدُّ ابن وهْب هُوَ مُسْلم مولى رَيْحانة مولاة عَبْد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن أنس الفِهْريّ.
وقال ابن أخي ابن وهْب: طلب عبّاد بْن محمد الأمير عمّي ليولّيه القضاء، فتغّيب، فهدم عبّاد بعض دارنا. فقال الصّبّاحي لعبّاد: مَتَى طمع هذا الكذا وكذا أن يلي القضاء؟ فبلغ ذلك عمي، فدع عَليْهِ بالعَمَى، فعَمي بعد جمعة.
وقال حَجّاج بْن رِشْدِين: سَمِعْتُ ابن وهْب يتذمّر ويصيح، فأشرفت عَليْهِ مِن غرفتي، فقلت: ما شأنك يا أبا محمد؟ قَالَ: يا أبا الحَسَن، بينما أَنَا أرجو أن أُحشر في زُمْرة العلماء أحشرُ في زُمْرة القُضاة. فتغّيب في يومه، فطلبوه1.
قَالَ ابن الطّاهر بْن عَمْرو: جاء نَعي ابن وهْب، ونحن في مجلس سُفْيان، فقال: إنّا لله وإنّا إِلَيْهِ راجعون، أُصيبَ المسلمون بِهِ عامّة، وأُصِبتُ بِهِ خاصّة.
وقال النَّسَائيّ: ابن وهْب ثقة، ما أعلمه روى عَنِ الثَّقات حديثًا مُنْكَرا.
قلت: بعض الأئمّة تَمَعْقَل عَلَى ابن وهْب في أخْذه للحديث، وأنه كَانَ يترخّص في الأخْذ. وابن وهْب فحُجّة باتفاق. يكفيه قولُ الإمامين أَبِي زُرْعة والنَّسَائيّ فيه.
وما مَن يروي مائة ألف حديث ولا يستلحق عَليْهِ في شيء إلا وهو ثَبْت حافظ. والله لو غلط في المائة ألف في مائتي حديث لما أثر ذَلِكَ في ثقته.
قَالَ أحمد بْن صالح: كَانَ ابن وهْب يتساهل في المشايخ، ولو أخذ مأخذ مالك في ذَلِكَ لكان خيرًا لَهُ.
قَالَ يونس بْن عَبْد الأعلى: مات في شَعْبان سنة سبْعٍ وتسعين ومائة.
قَالَ: وكانوا أرادوه عَلَى القضاء فتغيّب.
قلت: وقع لي جملة مِن عواليه.
__________
1 الانتقاء "ص/ 48" لابن عبد البر.(13/141)
171- عَبْد الحكيم بْن منصور الخزاعيّ الواسطيّ1 -ت.
عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَعَطَاءِ بْنِ السّائب.
وعنه: عَبْد الله بْن عَون الخرّاز، وإسحاق بْن شاهين، ومحمد بْن عَبْد الله بْن بَزيع، ومحمد بْن حرب النَّشَاسْتجيّ، وآخرون.
وليس هُوَ بقويّ.
كذّبه يحيى بْن مَعِين، وقال مرةً: ليس حديثه بشيء.
وقال أبو داود: ضعيف.
وقال النَّسائيّ، وغيره: متروك الحديث.
172- عبد الخالق بْن زيد بْن واقد الدّمشقيّ2.
عَنْ: أَبِيهِ، والوضين بْن عطاء، وغيرهما.
وعنه: نُعَيْم بْن حمّاد، وصَفْوان بْن صالح، وسُليمان ابن بِنْت شُرَحْبيل.
قَالَ الدّارَقُطْنيّ: متروك الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
173- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن سعْد بْن عمّار3.
ابن مؤذَّن النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سعْد القَرِظ، أبو محمد الْقُرَشِيّ المخزومي المَدِينيّ المؤذّن.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وأعمامه، وعن: صَفْوان بْن سُلَيْم، وأبي الزَّناد، وغيرهم.
وعنه: إسحاق بن راهويه، وهشام بن عمار، والحميدي، ويعقوب بْن كاسب، وإبراهيم بْن المنذر، وجماعة.
ضعّفه يحيى بْن مَعِين، وغيره، وصلّحه بعضهم.
174- عبد الرحمن بن سعيد الخزاعي4.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 35"، والميزان "2/ 537".
2 انظر: الجرح والتعديل "6/ 37"، والميزان "2/ 543".
3 الجرح والتعديل "5/ 237"، والتهذيب "6/ 183".
4 من علماء المالكية وأفاضلهم.(13/142)
مولاهم الْمَصْرِيّ، أبو سعْد.
عَنْ: نافع بْن يزيد، ومالك، وَاللَّيْثِ.
مات كهْلا.
روى عَنْهُ: يحيى بْن بُكَيْر، ويونس بْن عَبْد الأعلى.
مات سنة تسعٍ وتسعين ومائة.
175- عَبْد الرَّحْمَن بْن سُليمان بْن أبي الْجَوْن العَنْسي الدّارانيّ الدّمشقيّ1 -ق.
عَنْ: إسماعيل بْن أبي خَالِد، ويحيى بْن سَعِيد الأنصاريّ، ولَيث بْن أَبِي سُلَيْم، ومحمد بْن صالح الْمَدَنِيّ، والأعمش، وراشد بْن سعْد المقرئيِ.
وعنه: إسماعيل بْن عيّاش وهو أكبر منه، ومحمد بْن عائذ، وهشام بْن عمّار، وصفوان بْن صالح، وعدّة.
قَالَ دُحَيْم: لا أعلمه إلا ثقة.
وذكره ابن حِبّان في "الثَّقات".
وَقَالَ أَبُو حاتم: لا يُحْتَج بِهِ.
قلت: هذا أكبر مِن زاهد الشام أبي سليمان الدّارانيّ.
176- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله.
أَبُو سَعِيد، مولى بني هاشم2.
سيأتي بكنيته.
177- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الحميد المَهْريّ3 -د. ن.
مولاهم الْمَصْرِيّ، أبو رجاء المكفوف.
من فضلاء المصريين.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 240"، والتهذيب "6/ 188، 189".
2 انظر: أبا سعيد الهاشمي في الكنى.
3 الجرح والتعديل "5/ 261"، والتهذيب "6/ 219".(13/143)
روى عن: عُقَيْل بْن خَالِد، وبكر بْن عَمْرو المَعَافِريّ، وغيرهما.
وعنه: ابن أخته أبو الطّاهر بْن السَّرْح، وعبد الله بْن وهْب مَعَ تقدَّمه، ويونس بْن عَبْد الأعلى.
وثقة أبو داود.
مات سنة اثنتين وتسعين ومائة.
187- عَبْد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن أُميّة بن عَبْد الرَّحْمَن بن أبي بكرة. -د. ن. ق.
أبو يحيى، الثقفي البكراوي البصري1.
رَوَى عن: حُمَيْد الطويل، وحسين المعلم، وَدَاوُد بن أَبِي هند، وَمُحَمَّد بن عَمْرو، وَمُحَمَّد بن السائب الكلبي، وطائفة.
وعنه: أبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وبُنْدار، ومحمد بْن المُثَنَّى، ويحيى بْن حكيم، والفلاس، وخلْق كثير.
قَالَ ابن المَدِينيّ: كَانَ يحيى بْن سَعِيد حسن الرأي فيه. وحدَّث عَنْهُ وأنا فلا أحدث عنه.
وقال ابن معين: ضعيف.
وقال: أحمد بن حنبل: طرح الناس حديثه. هكذا راويه عبد الله، عَنْ أَبِيهِ.
وأمّا أبو داود فقال: سَمِعْتُ أحمد يَقُولُ: لا بأس بِهِ.
وقال النَّسَائيّ: ضعيف.
قَالَ الجرّاح بْن مَخْلَد: تُوُفّي في صَفَر أو المحرَّم سنة خمسٍ وتسعين ومائة.
وقال ابن المَدِينيّ أيضًا: ذهبَ حديثه.
179- عَبْد الرحمن بْن القاسم بْن خَالِد بن جنادة2.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 264"، والميزان "2/ 578".
2 انظر: الجرح والتعديل "5/ 279"، والسير "9/ 120-125".(13/144)
الإمام أبو عبد الله العتقي. مولاهم الْمَصْرِيّ الفقيه. أحد الأعلام، وأكبر أصحاب مالك القائمين بمذهبه. سَمِعَ منه ومن: نافع بْن أَبِي نُعَيْم، وعبد الرحمن بْن شُرَيح، وبكر بْن مُضَر، وجماعة.
وعنه: أصْبَغ بْن الفَرَج، وأبو الطّاهر بْن السّرْح، والحارث بْن مسكين، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم، وعيسى بْن مَثْرُود، وآخرون.
وقد أنفق أموالا جمَّه في طلب العِلْم.
قَالَ النَّسَائيّ: ثقة مأمون. أحد الفقهاء.
وعن مالك أنّه ذُكر عنده ابن القاسم فقال: عافاة الله، مثله كمثل جراب مملوءٍ مِسكًا.
وقيل إنّ مالكًا سُئل عَنِ ابن القاسم، وابن وهْب فقال: ابن وهْب رَجُل علم، وابن القاسم فقيه.
وعن أسد بْن الفُرات قَالَ: كَانَ ابن الْقَاسِم يختم كل يوم وليلة ختمتين، فنزل لي حين جئت إِلَيْهِ عن ختمة رغبة في إحياء العلم.
وبلغنا عن ابن الْقَاسِم أَنَّهُ قَالَ: خرجت إلى الحجاز اثنتى عشرة مرة، أنفقت كل مرة ألف دينار.
وَرُوِيَ عن ابن الْقَاسِم أَنَّهُ كَانَ لا يقبل جوائز السُّلْطَان.
وكان يَقُولُ: لَيْسَ في قُرب الوُلاة ولا الدُّنُوَّ منهم خير.
قَالَ أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن وهْب: سَمِعْتُ عمّي يَقُولُ: خرجت أَنَا وعبد الرَّحْمَن بْن القاسم بِضع عشرة سنة إلى مالك. سنةً أسأل أَنَا مالكًا، وسنةً ابن القاسم.
فما سألت أَنَا، كَانَ عند ابن القاسم: سَمِعْتُ مالكًا. وما سأل هو، كان عندي: سمعت مالكًا. إلا أن ابن القاسم ترك من قوله ما خالف الأصل، وتركته أَنَا عَلَى حاله، أو كما قَالَ.
وقال الحارث بْن مسكين: أخبرني أَبِي قَالَ: كَانَ ابن القاسم وهو حَدَث في العبادة أشهر منه في العلم.(13/145)
قَالَ الحارث: كَانَ في ابن القاسم: العبادة والسّخاء والشجاعة والعلم والورع والزُّهْد.
قَالَ ابن وضّاح: أخبرني ثقة ثقة.
عَنْ عليّ بْن مَعْبَد قَالَ: رَأَيْت ابن القاسم في النَّوم، فقلت: كيف وجدت المسائل؟ فقال: أفٍ أُفٍ: قلت: فما أحسَنَ ما وجدتَ؟ قَالَ: الرَّباط بالإسكندرية.
قَالَ: ورأيت ابن وهْب أحسن حالا منه.
وقد حدث سحنون أنّه رَأَى ابن القاسم فِي النَّوم، فَقَالَ: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: وجدت عنده ما أحببت! قَالَ: فأيّ عمل وجدت أفضل؟.
قَالَ: تلاوة القرآن!.
قَالَ: قلتُ: فالمسائل؟ فكان يُشِير بإصبعه يُكشّيها.
قَالَ: فكنتُ أسأله عَنِ ابن وهْب، فيقول: هُوَ في عِلَّيّين.
قَالَ أبو جعفر الطَّحاويّ: بَلَغَني عَنِ ابن القاسم أنّه قَالَ: ما أعلم في فلان عَيْبًا إلا دخوله إلى الحُكّام، ألا اشتغل بنفسه؟.
قَالَ الحارث بْن مسكين: سَمِعْتُ ابن القاسم يَقُولُ في دعائه: الّلهم امنع الدنيا منّي، وامنعني منها.
قَالَ الحارث: فكان في الورع والزُّهْد شيئًا عَجَبًا.
قَالَ أبو سَعِيد بْن يونس: ولد ابن القاسم سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وتوفي في صَفَر سنة إحدى وتسعين ومائة.
أَخْبَرَنَا يوسف بن أبي نصر، وجماعة، قالوا: أنا ابْنُ الزُّبَيْدِيِّ، أَنَا أَبُو الْوَقْتِ السِّجْزِيُّ، أَنَا الداوودي، أَنَا ابْنُ حَمُّوَيْهِ، أَنَا الْفَرَبْرِيُّ، ثنا الْبُخَارِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ، نا ابْنُ الْقَاسِمِ عَنْ بُكَيْرِ بْنُ مُضَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ ح.
وَأنا أَحْمَدُ بْنُ الْعمَادِ عَالِيًا، وَهَذَا لَفْظُهُ: أَنَا ابْنُ قُدَامَةَ، أَنَا ابْنُ الْبَطَّيِّ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، نا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، نا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ(13/146)
اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ الْكَرِيمَ ابْنَ الْكَرِيمِ يُوسُفَ بْنَ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ". وَقَالَ: لَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ مِثْلَ مَا لَبِثَهُ يُوسُفُ، ثُمَّ جَاءَنِي الدَّاعِي لأَجَبْتُهُ". وَقَالَ: "رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى لُوطٍ إِنْ كَانَ لَيَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ، فَمَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا بَعْدُ إِلا فِي ثَرْوَةِ قَوْمِهِ"1.
لَمْ يَذْكُرِ الْبُخَارِيُّ الْفَصْلَ الأَوَّلَ مِنْهُ، وَهُوَ: إِنَّ الْكَرِيمَ. وَقَدْ رَوَاهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا.
وَمِنْ حَيْثُ الْعَدَدِ إِلَى أَبِي سَلَمَةَ، كَأَنَّ شَيْخًا لَقِيَ الْفِرَبْرِيَّ، وَسَمِعَهُ مِنْهُ.
- عَبْد الرحمن بْن محمد المُحَاربيّ2 -ع.
ذُكر بنسبته.
180- عَبْد الرَّحْمَن بْن مسعود بْن أشرس الإفريقيّ.
مولى الأنصار.
روى عَنْ: مالك، وعبد الله بْن عُمَر.
وعنه: ابن وهب، وسعيد بن تليد، ومهدي بن جعفر، وعمران بن هارون.
لقوه بمصر.
181- عبد الرحمن بن مغراء3 -ع.
أبو زهير الدوسي الرازي.
عَنْ: إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، والأعمش، وجماعة.
وعنه: محمد بْن عائذ الكاتب، وسليمان بْن عَبْد الرَّحْمَن، ومحمد بْن حُمَيْد، وزُنَيْج، ويوسف بْن موسى القطّان، وإسحاق بْن الفَيْض الأصبهاني، وعدّة.
وولي في أواخر عمره قضاء الأردنّ.
قال أبو زرعة: صدوق.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "4/ 179، 183"، ومسلم "238"، وأحمد "2/ 326، 350"، وابن ماجه "4026"، وأبو عوانة "1/ 79، 80".
2 سبق ذكره.
3 انظر: الجرح والتعديل "5/ 290، 291"، والسير "9/ 30، 31".(13/147)
وضعّفه ابن عَدِيّ.
وفي حديثه عَنِ الأعمش مناكير.
وكان طلابةً للعِلْم، حسن الحديث.
مات قبل المائتين.
182- عبد الرحمن بن مهدي1 -ع.
ابن حسان بن عبد الرحمن العنبري، مولاهم.
وقيل مولى الأزد، أبو سَعِيد البصْريّ الّلؤلؤيّ الحافظ، أحد الأئمّةِ الأعلام.
وُلِدَ سنة خمسٍ وثلاثين ومائة. قاله أحمد.
سمع: أيمن بْن نابل، وعمر بْن أَبِي زائدة، وهشام بْن أَبِي عَبْد الله، ومعاوية بْن صالح، وإسماعيل بْن مسلم العبْديّ قاضي جزيرة قيس، وعبد الله بْن بُدَيل الْمَكَّيّ، وعبد الجليل بْن عطيّة، وأبا خَلْدة خَالِد بْن دينار السعّديّ، وشُعْبَة، وسُفْيان، والمسعوديّ، وخلقًا كثيرًا.
وعنه: ابن المبارك، وابن وهْب، وأحمد، وإسحاق، وعليّ، ويحيى، وابن أبي شَيبة، وأبو خَيْثَمَة، وبُنْدار، وأحمد بْن سِنان، وعبد الرَّحْمَن رُسْتَة، والقَوَاريريّ، وأبو ثور، وأبو عُبَيد، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن مَنْصُور الحارثيّ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وأُمم سواهم.
قَالَ أحمد بْن حنبل: هُوَ أفقه مِن يحيى بْن سَعِيد.
وقال: إذا اختلف هُوَ ووكيع، فابن مهديّ أثبت، لأنّه أقرب عْهدًا بالكتاب.
واختلفا في نحو خمسين حديثًا للثَّوْريّ، فنظرنا، فإذا عامَّةُ الصَّواب في يد عَبْد الرَّحْمَن.
وقال أيّوب بْن المتوكّل: كنّا إذا أردنا أن ننظر إلى الدُّنيا والدَّين ذهبنا إلى دار عبد الرحمن بن مهدي.
__________
1 وفيات الأعيان "2/ 387"، والسير "9/ 192-209".(13/148)
قَالَ إسماعيل القاضي: سَمِعْتُ ابن المَدِينيّ يَقُولُ: أعلم الناس بالحديث عَبْد الرحمن بْن مهديّ.
قلت لَهُ: قد كنتَ كتبت حديث الأعمش، وكنتُ عند نفسي أنّي قد بلغت فيها. فقلتُ: ومَن يفيدني عَنِ الأعمش؟.
قَالَ: فقال لي: مَن يفيدك عَنِ الأعمش؟ قلت: نعم! فأطرق، ثمّ ذكر ثلاثين حديثًا ليست عندي. تتبّع أحاديث الشيوخ الذين لم ألقهم أَنَا لم أكتب حديثهم نازلا.
قَالَ إسماعيل القاضي: أحفظ أنّ ممّن ذكره منصور بْن أَبِي الأسود.
وقال محمد بْن أبي بَكْر المُقَدَّميّ: ما رَأَيْت أحدًا أتقن لِما سَمِعَ، ولما لم يسمع، ولحديث الناس مِن عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ. إمام ثَبْت، أثبت مِن يحيى بْن سَعِيد، وأتْقن مِن وَكيع.
كَانَ عرض حديثه عَلَى سُفْيان.
قَالَ القواريريّ: أملي عليّ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ عشرين ألف حديث حفظًا.
وقال عبيد الله بن سعيد: سَمِعْتُ ابن مهديّ يَقُولُ: لا يجوز أن يكون الرجل إمامًا حتى يعلم ما يصحّ مما لا يصحّ.
وقال ابن المَدِينيّ: كَانَ عِلم عبد الرحمن بن مهدي في الحديث كالسَّحْر.
وقال أبو عُبَيْد: سمعت عَبْد الرَّحْمَن يَقُولُ: ما تركت حديث رَجُل إلا دعوت الله لَهُ وأُسمّيه.
وقال إبراهيم بْن زياد سبلان: قلت لعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ: ما تَقُولُ فيمن يَقُولُ القرآن مخلوق؟ فقال: لو كان لي سلطان لقمت عَلَى الجسر، فلا يمرّ بي أحد إلا سَأَلْتُهُ، فإذا قَالَ: مخلوق ضربت عُنُقُه وألْقيته في الماء1.
وقال أبو داود السّخْتيانيّ: التقى وكيع وعبد الرَّحْمَن في الحَرَم بعد العشاء، فتواقفا حتى سمعا أذان الصبح.
__________
1 الحلية "9/ 7".(13/149)
وعن ابن مهديّ قَالَ: لولا أنّي أكره أن يُعْصَى الله تعالى لَتَمنَّيت أن لا يبقى أحدٌ في المِصر إلا اغتابني. وأيّ شيء أهنأ حَسَنَةً يجدها الرجل في صحيفته لم يعمل بها1.
وعنه قَالَ: كنت أجلس يوم الجمعة، فإذا كثر الخلق، فرحت، وإذا قَلُّوا حزِنْت. فسألت بِشْر بْن منصور، فقال: هذا مجلس سوءٍ، فلا تعُد إليه، فما عدت إِليْهِ.
قَالَ رُسْتَة: نا يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ أنّ أَبَاهُ قام ليلةً، وكان يُحيي اللَّيْلَ كلّه. قَالَ: فلمّا طلع الفجر رمى بنفسه عَلَى الفراش حتّى طلعت الشمس، ولم يُصلَّ الصُّبْحَ، فجعل عَلَى نفسه أن لا يجعل بينه وبين الأرض شيئًا شهرين، فقرّح فخذاه جميعًا2.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة: سَمِعْتُ ابن مهديّ يَقُولُ لفتى مِن ولد الأمير جعفر بن سليمان: بلغني أنك تتكلم في الرب وتصفه وتشبهه؟ قَالَ: نعم، نظرنا فلم نر مِن خلْق الله شيْئًا أحسن مِن الإنْسَان. وأخذ يتكلّم في الصفة والقامة، فقال: رُوَيْدك يا بُنَيَّ حتّى تتكلّم أول شيء في المخلوق، وإنّ عجزنا عَنْهُ، فنحن عَنِ الخالق أعجز. أخبرني عمّا حدَّثني شُعْبَة، عَنِ الشَّيْبانيّ، عَنْ سَعِيد بْن جُبير، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: 18] ؟ قَالَ: "رَأَى جبريل لَهُ ستّمائة جَناح"3.
ثمّ قَالَ عَبْد الرَّحْمَن: فصِفْ لي مخلوقًا لَهُ ستّمائة جناح؟ فبقي الغلام ينظر، فقال: أَنَا أهون عليك، صِفْ لي خلْقًا بثلاثة أجنحة، وركِب الجناحُ الثالث منه موضعًا حتّى أعلم؟
قَالَ: يا أبا سَعِيد، عجزنا عَنْ صفة المخلوق، فأشهِدُك أنّي قد عجزت ورجعت.
قَالَ أبو حاتم: سُئل أحمد بْن حنبل عَنْ يحيى، وعبد الرَّحْمَن، فقال: عبد الرحمن أكثر حديثًا.
__________
1 الحلية "9/ 11".
2 الحلية "9/ 12".
3 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "4856"، ومسلم "280"، "281"، والترمذي "3277".(13/150)
قال أحمد بن عبد الله العجلي: شرب عبد الرحمن بن مهدي البلاذر، وكذا الطيالسي، فبرص عبد الرحمن، وجذم الآخر.
قال: وقال رَجُل لعبد الرَّحْمَن: لو قِيلَ لك: يُغفر لك ذنب أو تحفظ حديثًا، أيّما أحبُّ إليك؟ قَالَ: أحفَظُ حديثًا!.
قَالَ أبو الربيع الزَّهْرانيّ: سَمِعْتُ جريرًا الرّازيّ يَقُولُ: ما رَأَيْت مثل عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ، ووصف بصره بالحديث وحِفْظه.
وقال نُعَيْم بْن حمّاد: قلت لابن مهديّ: كيف تعرف الكذّاب؟ قَالَ: كما يعرف الطبيب المجنون!.
قَالَ أبو حاتم: ثنا محمد بْن أبي صَفْوان: سَمِعْتُ عليّ بْن المَدِينيّ يَقُولُ: لو أُخذتُ فِأحلفتُ بين الركن والمقام لحَلفْت بالله أنّي لم أر أحدًا قط أعلم بالحديث مِن عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ.
قَالَ ابن المَدِينيّ: ثمّ كَانَ بعد مالك عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ يذهب مذهب تابعي أهل المدينة، ويقتدي بطريقتهم.
وقال: نظرت فإذا الإسناد يدور عَلَى ستّة، ثمّ صار عِلمهم إلى اثني عشر، ثمّ صار عِلْمهم إلى ستّة: يحيى بْن سَعِيد، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ، ويحيى بْن زكريّا بْن أَبِي زائدة، ووكيع، وابن المبارك، ويحيى بْن آدم.
وقال عليّ: أوثق أصحاب سُفْيان يحيى القطّان، وعبد الرَّحْمَن.
وقال أحمد بْن حنبل: ابن مهديّ ثقة، خيار، مِن معادن الصَّدق، صالح، مُسْلِم.
وقال ابن مهديّ: أبو الأسود يتيم عُرْوة، أخٌ لهشام بْن عُرْوة مِن الرّضاعة.
وقد قَالَ هشام بْن عُرْوة: حدَّثني أخي عَبْد الرَّحْمَن بْن نوفل، عَنْ أَبِي قَالَ: لَمْ يَزَلْ أَمْرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُعْتَدِلا حتى نشأ فيهم أبناء سبايا الأمم. فقالوا فيهم بالرأي، فضلّوا وأضلّوا.
قَالَ أيّوب بْن المتوكّل: كَانَ حمّاد بْن زيد إذا نظر إلى عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ في مجلسه تهلَّل وجهه.(13/151)
قَالَ صدقة بْن الفضل المَرْوَزِيّ: أتيت يحيى بْن سَعِيد أسأله، فقال لي: الْزَم عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وأفادني عَنْهُ أحاديث. فسألت عَبْد الرَّحْمَن عَنْهَا، فحدَّثني بها.
أحمد بْن سنان قَالَ: سَمِعْتُ مهديّ بْن حسّان قَالَ: كَانَ عَبْد الرَّحْمَن يكون عند سُفْيان عشرة أيام وخمسة عشر يومًا بالليل والنّهار، فإذا جاءنا ساعةً جاء رسول سُفْيان في أثره يطلبه، فَيَدَعُنا ويذهب إليه.
قَالَ أحمد بْن سنان: وسمعت ابن مهديّ يَقُولُ: أفتى سُفْيان في مسألة، فرأى كأنّي أنكرتُ فُتْياه، فقال: أنت ما تَقُولُ؟ قلت: كذا وكذا، خلاف قوله، فسكت.
عليّ بْن المَدِينيّ: ثنا عَبْد الرَّحْمَن. قَالَ: قَالَ لي سُفْيان: لو أنّ عندي كُتُبي لأفدتك علمًا.
قَالَ أحمد بْن سِنان: كَانَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ لا يُتحدَّث في مجلسه، ولا يُبرا قلم، ولا يُتبسّم، ولا يقوم أحد قائمًا كأن على رؤوسهم الطّير، وكأنهم في صلاة. فإذا رَأَى أحدًا منهم تبسّم أو تحدّث، لبس نَعْله وخرج.
قَالَ أحمد بْن سِنان: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن يَقُولُ: عندي عَنِ المغيرة بْن شُعْبَة في المسح على الخُفَّين ثلاثة عشر حديثًا.
وقال بندار: سمعت ابن مهدي: لو استقبلت مِن أمري ما استدبرت كتبتُ تفسيرَ الحديث إلى جنبه، وَلأَتيتُ المدينةَ، حتّى أنظر في كتب قومٍ سَمِعْتُ منهم.
قَالَ صاعقة: سَمِعْتُ عليّا يَقُولُ: وذكر الفقهاء السبعة فقال: كَانَ أعلم الناس بقولهم وحديثهم ابن شهاب، ثمّ بعده مالك. ثمّ بعد مالك عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ.
وقال أحمد بْن حنبل: إذا حدَّث عَبْد الرَّحْمَن عَنْ رَجُل فهو ثقة.
وقال عليّ: كَانَ وِرْد عَبْد الرَّحْمَن كلّ ليلة نصف القرآن.
وقال محمد بْن يحيى الذُّهْليّ: ما رَأَيْت في يد عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ كتابًا قط.
وقال رُسْتَة: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ يَقُولُ: كَانَ يقال إذا لقى الرجلُ الرجلَ فوقه في العِلْم كَانَ يوم غنيمة، وإذا لقي مَن هو مثله دارسَهُ وتعلَّم منه، وإذا لقي مِن هُوَ دونه تواضع لَهُ وعلّمه. ولا يكون إمامًا في العِلْم مِن حدَّث بكلّ ما(13/152)
سَمِعَ، ولا يكون إمامًا مِن حدَّث عَنْ كلّ أحد، ولا مِن يحدّث بالشّاذّ. والحفظ الإتقان.
وقال ابن نُمَير: قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ: معرفة الحديث إلهامٌ.
قَالَ يوسف بن الضحاك: سَمِعْتُ القواريريّ يَقُولُ: كَانَ ابن مهديّ يعرف حديثه وحديث غيره.
وكان يحيى القطّان يعرف حديثُه.
وسمعت حمّاد بْن زيد يَقُولُ: إنْ عاش عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ ليُخرجن رَجُل مِن أهل البصرة.
أبو بَكْر بْن أبي الأسود: سَمِعْتُ ابن مهديّ يَقُولُ ويحيى القطّان جالس وذكر الْجَهْميّة فقال: ما كنت لأُناكِحهم ولا أصلّي خلفهم.
وقال عَبْد الرَّحْمَن رُسْتَة: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ يَقُولُ: الْجَهْميّة يريدون أن ينفوا عَنِ الله الكلام، وأن يكون القرآن كلام الله، وأنّ الله كلّم موسى، وقد وكده الله فقال: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164] .
قَالَ رُسْتَة: سَأَلت ابن مهديّ عَنِ الرجل يبني بأهله، يترك الجماعة أيامًا؟ قَالَ: لا، ولا صلاة واحدة.
وحضرت ابن مهديّ صبيحة بنى على ابنيه، فخرج فأذّن، ثمّ مشى إلى بابهما، وقال للجارية: قولي لهما يخرجان إلى الصلاة. فخرج النّساء والجواري فقلن: سُبحان الله، أيّ شيء هذا؟ فقال: لا أبرح حتّى يخرجا إلى الصلاة، فخرجا بعدَ ما صلّي، فبعث بهما إلى مسجد خارج مِن الدَّرْب.
قلت: هكذا كَانَ السلف -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ.
قَالَ رُسْتَة: وكان عَبْد الرَّحْمَن يحجّ كلّ عام، فمات أَبُوهُ وأوصى إِليْهِ، فأقام عَلَى أيتامه، فسمعته يَقُولُ: ابتُليت بهؤلاء الأيتام، فاستقرضت من يحيى بن سعيد أربعمائة دينار احتجت إليها في مصلحة أرضهم1.
وقد طوّل أبو نُعَيْم الحافظ ترجمة عَبْد الرَّحْمَن في "الحلية"، بحيث أنه روى فيها
__________
1 الحلية "9/ 14".(13/153)
مائتين وثمانين حديثًا ونيّفًا. وقال: أدرك مِن التّابعين عدَّة منهم: المُثَنَّى بْن سَعِيد، وَأَبُو خلدة، ويزيد بْن أَبِي صالح، وداود بْن قيس، وصالح بْن دِرهم، وجرير بْن حازم.
قلت: كَانَ قد ذهب إلى أصبهان في آخر عمره وحدّث بها.
تُوُفّي بالبصرة في شهر جُمَادَى الآخرة سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.
183- عَبْد السّلام بْن عَبْد القُدُّوس بْن حبيب الوحاظي الشامي1 -ن.
أبو محمد.
عَنْ: هشام بْن عُرْوة، وثَوْر بْن يزيد، وإبراهيم بْن أبي عبلة.
وعنه: كثير بْن عُبَيْد، وأبو التَّقيّ هشام اليَزَنيّ، والعبّاس بْن الخلال، وجماعة.
وهو ضعيف كأبيه.
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لا يُتابع عَلَى شيء مِن حديثه.
وقال ابن حِبّان: يروي الموضوعات.
184- عَبْد العزيز بْن عِمران بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن بْن عوف الزُّهْرِيّ2 الأعرج -ت.
عَنْ: جعفر بْن محمد، وأفلح بْن سَعِيد، وعبد الله بن جعفر المخرمي، وجماعة.
وعنه: أبو مُصْعَب، وإبراهيم بْن المنذر الخزاميّ، وأحمد بْن إسماعيل السَّهْميّ، وآخرون.
وكان شاعرًا نَسابة.
وهو عَبْد العزيز بْن أبي ثابت.
اتّفقوا عَلَى تضعيفه.
وقال النَّسَائيّ: متروك الحديث.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 48"، والميزان "2/ 617".
2 انظر: الجرح والتعديل "5/ 390، 391"، والتهذيب "6/ 623".(13/154)
وقال الْبُخَارِيّ: لا يُكْتب حديثه، مُنْكَر الحديث.
وقال ابن مَعِين: لم يكن صاحب حديث، كَانَ نسّابة لم يكن بثقة.
وقال الخطيب: قِدم بغداد، واتّصل بصُحبة يحيى البرمكيّ، وكان ذا برٍ وإفضال.
قلت: تُوُفّي سنة سبعٍ وتسعين ومائة.
185- عَبْد العزيز بْن أَبِي عثمان الكوفيّ1.
خَتَنُ عثمان بْن زائدة.
يروي عَنْ: موسى بْن عُبَيْدة، وسُفْيان الثَّوْريّ، وجماعة.
وعنه: زهير بن عباد، وعلي بن ميسرة، وهارون بن إسحاق الهمداني أبو هشام الرفاعي.
وكان كبير الشأن.
قال الرفاعي: قَالَ لنا وكيع: اذهبوا فاسمعوا منه، فهو أثبت مِن بقي في جامع سُفْيان.
وقال عَبْد الرَّحْمَن بْن الحكم بن بشير: ثنا عَبْد العزيز بن أَبِي عثمان، ولم أر مثله.
وقال أبو حاتم: كَانَ ثقة.
186- عَبْد الكريم بْن محمد الْجُرجانيّ2.
الفقيه أبو سهل.
رَوَى عن: أَبِي حنيفة، والصَّلْت بْن دينار، وزُهير بْن محمد، وقيس بن الربيع، وسليمان بْن هَوْذه، وجماعة.
وعنه: أبو يوسف القاضي مَعَ تقدّمه، والشافعيّ، وقُتَيْبة بْن سَعِيد. وُلّي قضاء جُرْجان، ثمّ كرِه القضاء وتركه. وحج وجاور بمكة.
ذكره حمزة السَّهميّ في "تاريخه" ولم يذكر وفاةً.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 389، 390"، والثقات لابن حبان "8/ 395".
2 انظر: تاريخ جرجان "389" للجرجاني.(13/155)
187- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس بْن عَبْد المطّلب.
الأمير أبو عَبْد الرَّحْمَن الهاشميّ العباسيّ1.
وُلّي المدينة والصّوائف للرشيد. ثمّ ولي الشام والجزيرة للأمين.
وحدث عَنْ: أَبِيهِ، ومالك بْن أنس.
روى عَنْهُ: ابنه عليّ، والأصمعيّ، وفُلَيح بْن إسماعيل، وغيرهم حكايات.
وقد كَانَ الرشيد بلغه أنّ عَبْد المُلْك عَلَى نيّة الخروج عَليْهِ، فخاف منه وطلبه ثمّ حبسه. ثمّ لاح لَهُ بُطْلان ذَلِكَ، فأطلقه وأنعم عَليْهِ.
وعن عَبْد الرَّحْمَن مؤدّب أولاد عَبْد المُلْك بْن صالح قَالَ: قَالَ عَبْد الملك: لا تُطْريني في وجهي، فأنا أعلم بنفسي منك، ولا تعينني على ما يقبح، ودع: كيف أصبح الأمير؟ وكيف أمسى؟. واجعل مكان التعريض لي صواب الاستماع منيّ.
روى أسحاق بْن إبراهيم النّديم، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كنت بين يدي الرشيد، والناسُ يعزُّونه في طفل، ويهنّونه بمولودٍ ولد تِلْكَ الليلة، فقال عَبْد المُلْك بْن صالح: يا أمير المؤمنين آجَرَك الله فيما ساءك. ولا ساءك فيما سرّك. وجعل هذه بهذه جزاءً للشاكر، وثوابًا للصابر.
الرياشيّ: ثنا الأصمعي قَالَ: كنتُ عند الرشيد، فأُتي بعبد المُلْك بْن صالح يرفُل في قُيُوده، فلمّا مثُل بين يدي الرشيد، التفت الرشيد يحدّث يحيى بْن خَالِد، وتمثّل ببيت عَمْرو بْن مَعْدِيّ كرب:
أريدُ حياتَه ويُريدُ قَتْلِي ... عَذيِرَكَ مِن خليك مِن مُراد
ثم قَالَ: يا عَبْد المُلْك، لَكأنّي، والله، أنظر إلى شُؤبُوبها قد هَمَع، وإلى عارضها قد لمع، وكأنّي بالوعيد قد أوري نارًا، فأبرز عن براجم بلا معاصم. ورؤوس بلا غلاصم، فمهلًا مهلًا بني هاشم بي. والله، سَهُل لكم الوَعر، وصفا لكم الكدر، وألقت إليكم الأمور أزِمَّتَها، فيه اربدادٌ لكم مِن حُلول داهية، أو خَبُوط باليد والرّجِل.
فقال: أتكلّم يا أمير المؤمنين؟ قال: قل!.
__________
1 انظر: وفيات الأعيان "1/ 330، 331"، "7/ 54، 55".(13/156)
قَالَ: اتّقِ الله فيما ولاك، واحفظْه في رعاياك الّتي استرعاك، ولا تجعل الكفرَ بموضع الشُّكر، والعقابَ بموضع الثواب. فقد، والله، سهلت لك الوعور، وجُمعت عَلَى خوفك ورجائك الصُّدُور.
وشددت أَوَاخي مُلكك بأوثق مِن رُكني يَلَمْلَم.
فأعاده إلى محبسه، ثمّ أقبل علينا وقال: والله لقد نظرت إلى موضع السيف مِن عُنقه مرارًا، فمنعني مِن قتله إبقائي عَلَى مثله.
قَالَ: فأراد يحيى بْن خَالِد أن يضع مِن عَبْد المُلْك إرضاءً للرشيد، فقال لَهُ: يا عَبْد المُلْك بلغني أنّك حقود. قَالَ: أيُّها الوزير إنْ كَانَ الحِقْد هُوَ بقاء الخير والشّرّ، إنّهما لَبَاقيان في قلبي.
فقال الرشيد: ما رَأَيْت أحدًا أقبحَ للحقد بأحسن من هذا.
ويقال إنه إنما حبسه لمّا رآه نظيرًا لَهُ في أشياء مِن النُّبل والفصاحة.
مات بالرَّقَّة سنة ستٍ وتسعين ومائة. قاله خليفة بْن خيّاط.
188- عَبْد المُلْك بْن الصّبّاح المسْمعيّ الصَّنْعانيّ ثمّ البصْريّ -خ. م. ن. ت- أبو محمد.
عَنْ: ثور بْن يزيد، وابن عَون، وهشام بْن حسّان، وشُعْبَة، وجماعة.
وعنه: إسحاق بْن راهَوَيْه، وبُنْدار، ورُسْتَة، ومحمد بْن المُثَنَّى، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وآخرون.
مات سنة مائتين.
قَالَ أبو حاتم: صالح الحديث.
189- عَبْد المُلْك بْن عَبْد الرَّحْمَن الصَّنْعانيّ الذَّماريّ1 -د. ن.
وذِمار من قُرى صنعاء.
روى عَنْ: إبراهيم بن أبي عبلة، وسفيان بْن سَعِيد، والأوزاعي، ومحمد بن جابر السُّحَيْميّ.
__________
1 انظر: الميزان "2/ 657"، والتهذيب "6/ 400-402".(13/157)
وعنه: أحمد، وإسحاق، وأحمد بْن صالح، والفلاس، ونوح بْن حبيب القومسيّ.
وثّقه الفلاس.
وقال أبو حاتم. لَيْسَ بالقويّ.
وقال أبو داود: ضُربت عُنق عَبْد المُلْك الذَّماريَّ صَبْرًا. قَضَى بقودٍ، فدخلت الخوارج فقتلته.
وقال ابن عديّ: كَانَ قد نزل البصرة.
وقال الْبُخَارِيّ: هُوَ شاميّ نزل البصْرة.
وأمّا إبراهيم بْن محمد بْن عَرْعَرَة، ونوح بْن حبيب فسَمَّياه عَبْد المُلْك بن هشام، فلعلّهما اثنان.
190- عَبْد المُلْك بْن محمد البَرْسَميّ الصَّنْعانيّ الدّمشقيّ1 -د. ن. ق.
عَنْ: ثابت بْن عَجْلان، ويحيى بْن سَعِيد الأنصاريّ، ومَعْمَر بْن راشد، والأوزاعيّ، وأبي سَلَمَةَ العامليّ، وعدّة.
وعنه: زيد بْن المبارك الصَّنْعانيّ، وهشام بْن عمّار، وعَمرو بْن عثمان الحمصيّ، وداود بْن رشيد، وسليمان بْن عَبْد الرَّحْمَن، وجماعة.
وثّقه سليمان بْن عَبْد الرَّحْمَن، وابنه دُحَيْم.
وقال أبو حاتم: يُكَتب حديثه.
191- عَبْد المُلْك بْن مهْران.
أبو هاشم الرفاعيّ المَوْصِليّ المَغَازِليّ2.
روى عَنْ: عَمْرو بْن دينار، وَسُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وجماعة.
وعنه: بقيّة، وأحمد بْن أَبِي الحَواريّ، وسُلَيمان بْن عَبْد الرَّحْمَن، وموسى بْن أيّوب النصيبي.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 369"، والميزان "2/ 663".
2 الجرح والتعديل "5/ 370"، والميزان "2/ 665".(13/158)
قال العقيلي: صاحب مناكير.
وقال ابن عَدِيّ: مجهول.
قلت: كذا ذكره أبو القاسم بْن عساكر.
192- عَبْد المنعم بْن نُعَيْم الأَسْواريّ البصْريّ1.
أبو سَعِيد صاحب السقاء.
عن: الجريري، ويحيى بْن مُسْلِم البَكَّاء.
وعنه: يونس بْن محمد المؤدَّب، ومحمد بْن أبي بَكْر المُقَدَّميّ، وعُقْبة بْن مُكْرَم العمّي، وغيرهم.
قَالَ الْبُخَارِيّ: مُنْكَر الحديث.
وقال الدّارَقُطْنيّ: ضعيف.
193- عَبْد الواحد بْن سليمان الأزْديّ البصْريّ البرّاء2.
عَنْ: ابن عَوْن، وحُمَيْد الطّويل.
وعنه: مُسْلِم بْن إبراهيم، وعبد الصَّمد، ومحمد بْن جعفر المدائنيّ، وإبراهيم بن عبد الله بن خَالِد المصَّيصيّ، والحسن بْن محمد الزَّعْفرانيّ، وغيرهم.
محلُّه الصَّدْق.
قَالَ أبو حاتم: مجهول.
194- عَبْد الوهاب بْن حُمَيْد اليَحْصُبيّ3.
عَنْ: طلحة بْن عُمَر، وعبد الجليل بْن حُمَيْد.
وعنه: عِمران الصُّوفيّ، وأحمد بْن السَّرْح.
تُوُفّي قريبًا مِن سنة خمٍ وتسعين ومائة بمصر.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 67"، والميزان "2/ 669".
2 الجرح والتعديل "6/ 21"، والثقات لابن حبان "8/ 425".
3 من علماء مصر كما في "حسن المحاضرة".(13/159)
195- عبد الوهاب الثقفي -ع.
هُوَ ابن عَبْد المجيد بْن الصَّلْت بْن عُبَيْد الله بْن الحَكَم بْن أبي العاص.
أبو محمد البصري الحافظ1، أحد الأئمة.
روى عن: أيّوب السّخْتياني، وخالد الحذّاء، ومالك بْن دينار، وحُمَيْد الطّويل، وطبقتهم.
وعنه: أحمد بْن حنبل، والشّافعيّ، وَأَبُو حفص الفلاس، وبُنْدار، وحفص الرَّباليّ، والحسن بْن عَرَفة، وخلْق كثير.
رُوِيَ عَنِ الفلاس قَالَ: كانت غلّة عَبْد الوهاب الثَّقَفيّ في السُّنَّةِ نحو أربعين ألفًا، يُنفقها كلّها عَلَى أصحاب الحديث.
وقال الحافظ: ذُكر عَبْد الوهاب الثَّقَفيّ عند النَّظّام فقال: هُوَ والله أحلى مِن أمنٍ بعد خوف، وبرءٍ بعد سَقَم، وخِصْب بعد جَدْب، وغِنى بعد فَقْر، ومن طاعة المحبوب، وفرج المكروب.
وقال عليّ بْن المَدِينيّ، وابن مَعين: ثقة.
وقال قُتَيْبة: ما رَأَيْت مثل هَؤلاءِ الفقهاء الأربعة. مالك، وَاللَّيْثُ، وعبّاد بن عبّاد، وعبد الوهاب الثَّقَفيّ.
وقال ابن المَدِينيّ: لَيْسَ في الدُّنيا كتاب عَنْ يحيى بْن سَعِيد أصحّ مِن كتاب عَبْد الوهّاب الثَّقَفيّ.
وقال أحمد العِجْليّ: ثقة.
وقال العُقَيْليّ: نا محمد بْن زكريّا، ثنا عُقْبة بْن مُكْرَم قَالَ: كَانَ عَبْد الوهّاب الثَّقَفيّ قد اختلط قبل موته بثلاث سِنين أو أربع.
قَالَ: وثنا الحسين بْن عَبْد الله الذارع، نا أَبُو دَاوُدَ. قَالَ: جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَعَبْدُ الوهاب الثَّقَفيّ تغيرا، فحجب الناس عنهم.
الْحُمَيْدِيُّ: نا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ: أن
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 71"، السير "9/ 237-240".(13/160)
رسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ1.
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: قَالَ مَالِكٌ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَأَبُو ضَمْرَةَ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، مُرْسَلا:
قُلْتُ: عَبْدُ الْوَهَّابِ ثِقَةٌ. وَالثِّقَةُ يَهِمُ فِي الشَّيْءِ بَعْدَ الشَّيْءِ. وَأَمَّا اخْتِلاطُهُ فَمَا ضَرَّ حديثه، لأنه حجب، فبقي بمنزلة من مات.
وكان مولده في سنة عشر ومائة، ومات في سنة أربعٍ وتسعين ومائة.
196- عُبَيْد الله بْن المهديّ بْن المنصور العباسيّ2.
وأُمّه رائطة بِنْت السّفّاح.
مات سنة أربعٍ أو خمسٍ وتسعين ومائة. وله عَقِب.
وكان عظيم الجلالة في دولة أخيه الرشيد.
197- عُبَيْد الله بْن سُهيل بْن صخر الغُدّانيّ3.
أبو صخر.
عَنْ: عُقْبة بْن أَبِي جُبيرة، وغيره.
وعنه: ابنه أحمد، وعليّ بْن المَدِينيّ، ومحمد بن يحيى القطعي. قاله ابن أبي حاتم.
198- عُبَيْد بْن سَعِيد بْن أبَان.
أبو محمد الْقُرَشِيّ الأمويّ الكوفيّ4، أخو يحيى، وعَنْبَسَة، ومحمد، وعبد الله.
حدَّث عَنْ: الأعمش، وكامل أبي العلاء، وسفيان، وشعبة.
__________
1 "حديث صحيح لغيره": أخرجه أحمد "3/ 305"، والترمذي "1359"، وابن ماجه "2369" وله، شواهد كثيرة.
2 انظر: تاريخ بغداد "10/ 311"، وتاريخ الطبري "8/ 236".
3 الجرح والتعديل "5/ 318"، والثقات لابن حبان "8/ 404".
4 انظر: الجرح والتعديل "5/ 407"، والتهذيب "7/ 66".(13/161)
وعنه: ابن راهويه، وابنا أبي شيبة، وأبو كريب، وعلي بن محمد الطنافسي.
وثقه أبو حاتم.
وقال ابن حبان: مات سنة مائتين.
199- عبيد بن القاسم الأسدي الكوفي1 -ن.
عَنْ: هشام بن عروة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خَالِد.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وابن مَعِين، وداود بْن رشيد، وأحمد بْن المقدام.
قَالَ ابن حِبّان: حدَّث عَنْ هشام بنسخة موضوعة.
وقال الْبُخَارِيّ: لَيْسَ بشيء، لا يُعرف.
ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ، نَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، نَا عُبَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ، نَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَأْكُلُ مِنْ كُلِّ طعامٍ مِمَّا يَلِيهِ. فَإِذَا أُتِيَ بِالتَّمْرِ جَالَتْ يَدُهُ"2.
قَالَ يحيى بْن مَعِين: سمعنا منه، وكان كذّابًا.
200- عُبَيْد بْن واقد القَيْسيّ3 -ت.
بصْريّ، يقال اسمه عبّاد.
حدَّث عَنْ: سَعِيد بْن عطيّة اللَّيْثي، وزَربيّ أَبِي يحيى، وجماعة مِن الغرباء الذين لا يكادون يُعرفون.
وعنه: نصر بْن عليّ، وابن مُثَنَّى، وعَمْرو بْن شَبَّة، وعبد الله بْن عُمَر الأصبهاني أخو رُسْتَة.
ضعّفه أبو حاتم.
201- عُتْبَة بْن حمّاد -ق.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 412"، والتهذيب 7/ 72، 73".
2 "حديث موضوع": وأخرجه ابن عدي "5/ 1987" في الكامل للضعفاء.
3 الجرح والتعديل "6/ 5"، والتهذيب "7/ 77، 78".(13/162)
أبو خليد الحكمي الدمشقي القارئ1. إمام جامع دمشق.
حدَّث عَنْ: الزُّبَيْديّ، والأوزاعيّ، وابن ثَوْبان، والوضين بْن عطاء، وسعيد بْن عَبْد العزيز، ومنيب بْن مُدْرك.
وعنه: ابنه خُلَيْد، وسليمان بْن أحمد الواسطي، ومحمد بْن وهْب بْن عطيّة.
وثّقه أبو عليّ النَّيْسابوريّ، وأبو بَكْر الخطيب.
وقال أبو حاتم: شيخ.
202- عَثَّام بْن عليّ بْن هُجَيْر الكلابيّ العامري الكوفي2 -خ. 4.
والد عليّ بْن عَثّام.
روى عَنْ: هشام بْن عُرْوة، والأعمش، وغيرهما.
وعنه: ابنه، وأبو سَعِيد الأشجّ، وأحمد بْن بُدَيْل، وخليفة بْن خيّاط، وعليّ بْن حرب، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
وقَالَ غيره: مات سنة خمس وتسعين ومائة.
وقيل سنة أربع.
203- عثمان بن فرقد البصري العطار3 -خ- ت.
عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
وعنه: ابن المَدِينيّ، وزيد بْن أخْزَم، ومحمد بْن المُثَنَّى، ومحمد شيخ الْبُخَارِيّ. وكنيته أبو مُعَاذ.
وُثَّق، وقد ليَّنَه بعضهم يسيرًا.
204- عِراك بْن خَالِد بْن يزيد بْن صالح بْن قبيح المري4.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 370"، والتهذيب "7/ 95، 96".
2 انظر: الجرح والتعديل "7/ 44"، والتهذيب "7/ 105، 106".
3 الجرح والتعديل "6/ 164"، والتهذيب "3/ 52".
4 الجرح والتعديل "7/ 38"، والتهذيب "7/ 171، 172".(13/163)
أبو الضّحّاك، الدّمشقيّ المقرئ.
قرأ عَلَى يحيى الذَّماريّ.
وحدَّث عَنْ: أبيه، وإبراهيم بْن أبي عَبْلَةَ، وعثمان بْن عطاء الخُراسانيّ، وغيرهم.
وأقرأ النّاس مدّةً، فقرأ عَليْهِ: هشام بْن عمّار، والربيع بْن ثعلب.
وحدَّث عَنْهُ: ابن ذَكْوان، ومحمد بْن وهْب، وموسى بْن عامر المُرَّيّ، وطائفة.
قَالَ الدّارَقُطْنيّ: لا بأس بِهِ.
وقال أبو حاتم: مُضْطَرب بالحديث.
قلت: روى لَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي كِتَابِ الْقَدَرِ لَهُ.
205- عَرْعَرَة بن البرند بن النعمان بن علجة1 -ن.
أبو محمد القرشي السامي الناجي البصري، والد محمد، وسليمان، وإسماعيل.
روى عَنْ: خاله عبّاد بْن منصور، وهشام بْن عُروة، وابن عَوْن، ومحمد بْن عَمرو بْن عَلْقمة.
وعنه: حفيده إبراهيم بْن محمد بْن عَرْعَرَة، وإسحاق بْن راهَوَيْه، والفلاس، ومحمد بْن المُثَنَّى، وحُمَيْد بْن الربيع.
ضعّفه ابن المَدِينيّ، وقوّاه ابن حِبّان، وغيره.
مات سنة اثنتين وتسعين ومائة.
206- عِصمةُ بنُ محمد بْن فَضَالَةَ بْن عُبَيْد الأنصاريّ المدنيّ2.
عَنْ: موسى بْن عُقْبة، وسُهيل بْن أَبِي صالح، وهشام بْن عُرْوة، ويحيى بْن سَعِيد الأنصاريّ، وجماعة.
وعنه: سَعِيد بْن سَلَمَةَ الأنصاريّ، ومحمد بن سعْد، وعبد الله بن إبراهيم الغفاري، والسري بن عاصم.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 46"، والتهذيب "7/ 175، 176".
2 الجرح والتعديل "7/ 120"، والميزان "2/ 68".(13/164)
قَالَ ابْن مَعِين: كذّاب.
وقال العُقَيْليّ: يحدّث بالبواطيل.
قُلْتُ: لَهُ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: "كُلُوا التَّمْرَ عَلَى الرَّيقِ فَإِنَّهُ يَقْتُلُ الدُّودَ"1. هَذَا مَوْضُوعٌ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
207- عطاء بْن جَبَلَة الفَزَاريّ2.
شيخ بغدادي واهٍ، لَهُ عَنْ: عبّاد بْن منصور، والأعمش، وليث بْن أَبِي سُلَيْم، وابن جُرَيج.
وعنه: محمد بْن الصّبّاح الجرجرائيّ، وإبراهيم بْن موسى الفرّاء، وجماعة.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حاتم: لَيْسَ بالقويّ.
208- عليّ بْن أبي بكر الرازي الأسفذني3 -ت. ق.
وأسْفَذْن بذال مُعْجَمَةٍ.
لَهُ عَنْ: فُضَيْل بْن مرزوق، ومحمد بْن إِسْحَاق، ومهديّ بْن ميمون، وسُفْيان الثَّوْريّ.
وعنه: مخلد بن مالك الحمال، ومحمد بن حميد، ومحمد بن عبيد الهمداني، وغيرهم.
وكان رجلا صالحا ورعًا.
وثقه أبو حاتم.
__________
1 "حديث موضوع": وأخرجه ابن عدي "5/ 2009"، في الكامل، والعقيلي "3/ 340"، في الضعفاء الكبير، وابن الجوزي "3/ 25"، في الموضوعات، وانظر: الفوائد المجموعة "180"، وتنزيه الشريعة "2/ 240".
2 انظر: الجرح والتعديل "6/ 331"، والميزان "3/ 69".
3 الجرح والتعديل "6/ 176"، والتهذيب "7/ 287".(13/165)
وقال مخلد الحمال: ما رأيت أحدا أورع منه.
وقال القاسم بن زكريا: كان عند محمد بن حميد الرازي، عَنْ عليّ بْن أَبِي بَكْر عشرة آلاف حديث.
وقيل كَانَ مِن الأبدال.
209- عليّ بْن حَرْمَلَة التَّيْميّ1.
تيم الرّباب. وُلّي قضاء القُضاة بعد محمد بْن الحَسَن. وكان مِن جِلّة أصحاب أَبِي حنيفة، وأبي يوسف.
ذكره الخطيب.
210- عليّ بْن زياد.
الفقيه أبو الحَسَن السَّهْميّ مولاهم الإسكندرانيّ2، يُعرف بالمحتسب.
روى عَنْ: مالك وغيره.
وعنه: سَعِيد بْن أبي مريم، ويونس بْن عَبْد الأعلى.
وكان زاهدًا عابدًا.
قَالَ ابن عَبْد الحَكَم: قام عليُّ بْن زياد إلى الرشيد وهو يخطب الناس بمكة، فقال: {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 3] ، فأمر بِهِ، فضُرب مائة سَوْط. فكان في البيت يتأوّه ويقول: الموت الموت. ثمّ أرسل إِليْهِ الرشيد يطلب أن يُحالِلَه، فأَحَلّه.
وعن ابن وهْب قَالَ: ما تشبّه عليّ بْن زياد إلا بنوحٍ عَليْهِ السلام في قومه، لا يَمَلّ ولا يَفْتَر مِن الموعظة والأمر بالمعروف والنهي عَنِ المُنْكَر.
مات سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة، رحمه الله تعالى.
211- عليّ بْن ظبيان أبو الحسن العبسي الكوفي3 -ق.
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 415".
2 من كبار علماء الديار المصرية كما في "حسن المحاضرة".
3 الجرح والتعديل "6/ 191"، والتهذيب "7/ 341-343".(13/166)
قاضي القُضاة للرشيد.
يقال وُلّي بعد موت محمد بْن الحَسَن، وقبل ذَلِكَ كَانَ عَلَى قضاء الجانب الشرقيّ ببغداد.
روى عَنْ: إسماعيل بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وأبي حنيفة، وعدّة.
وعنه: عليّ بْن المَدِينيّ، وداود بْن رشيد، وعثمان بْن أَبِي شَيْبَة، وعليّ بْن مُسْلِم الطّوسيّ، ومحمد بْن قُدامة المَصَّيصيّ، ومحمد بْن قُدامة الجوهريّ، وجماعة.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ليس بثقة.
وقال الخطيب: كَانَ جليلا دينًا متواضعًا فقيهًا مِن أصحاب الإمام أبي حنيفة، محمود الأحكام.
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين، ومائة بقَرْمِيسين.
قَالَ الْبُخَارِيّ: مُنْكَر الحديث.
وَمِمَّا انْفَرَدَ بِهِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا قَالَ: "الْمُدَبَّرُ مِنَ الثُّلُثِ"1. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْهُ: وَقَالَ: لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ.
وَقَدْ رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ ظِبْيَانَ، فَلَمْ يَرْفَعْهُ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ ابْنُ ظِبْيَانَ: كُنْتُ أَرْفَعُهُ، فَقَالَ أَصْحَابُنَا: لَيْسَ بِمَرْفُوعٍ، فَوَقَفْتُهُ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هُوَ وَاهِي الْحَدِيثِ جِدًّا.
وَرَوَى أَحْمَدُ بن محمد بن محرز، عن ابن معين قَالَ: كَذَّابٌ خَبِيثٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: الضَّعْفُ عَلَى رِوَايَاتِهِ بَيِّنٌ.
وَأَمَّا الْحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ فَقَالَ: لا بَأْسَ بِهِ.
212- عليّ بْن عيسى بن ماهان2.
__________
1 "حديث ضعيف جدًا": وأخرجه ابن ماجه "2514"، والخطيب "11/ 445"، في تاريخه.
2 وفيات الأعيان "2/ 517، 518، 522".(13/167)
الأمير، مِن كبار قُوّاد الدّولة، وهو الَّذِي أشار عَلَى الأمين بخلع أخيه المأمون مِن ولاية العهد، فأمّره الأمين عَلَى أصبهان والجبال، فسار في جيش لَجْبٍ، وقدّم جيش المأمون عليهم طاهرَ بْن الحسين، فالتقى الجمعان، فكان عليّ بْن عيسى أول قتيل. وذلك في سنة خمسٍ وتسعين ومائة. وكان قد شاخ. وكان مقتله بظاهر الرَّيّ.
213- عليّ بْن القاسم الكِنْديّ الكوفيّ1.
عَنْ: عاصم الأحول، وعاصم بْن رجاء بْن حَيْوَة، ومعروف بْن خَرَّبُوذ.
وعنه: سَعِيد بْن محمد الْجَرْميّ، وأبو سَعِيد الأشجّ، وعبيد بْن إسحاق العطّار.
قَالَ أبو حاتم: لَيْسَ بالقويّ.
214- عليّ بْن المبارك الأحمر2.
شيخ العربيّة وتلميذ الكِسائيّ.
كَانَ مؤدّب الأمين بتعيين الكِسائيّ لَهُ.
جرت بينه وبين سِيَبَويْه مناظرة.
قَالَ ثعلب: كَانَ الأحمر يحفظ سوى ما يحفظ أربعين ألفَ بيتٍ مِن الشعر. شاهدًا في النّحو.
وقال الأحمر: قعدتُ ساعة، فوصل إليّ فيها ثلاثمائة ألف درهم.
وَقِيلَ إِنَّهُ كَانَ في أَوَّل أمره من رجالة النوبة بباب الخلافة، وكان يتوقَّد ذكاء. فرأى الكِسائيّ يغدو ويروح، فأحبّ العربيّة، ولزِم الكِسائيّ إلى أن برع، وصيّره الكِسائيّ يعلم أولاد الرشيد عوضا عَنْ نفسه.
وللحمر عدّة تلامذة.
أخذ عَنْهُ: إسحاق النّديم، وَسَلَمَةُ بْن عاصم.
وقيل: إنّ محمد بْن الْجَهْم أدركه، فقال: كنّا إذا أتينا الأحمر تلقّانا الْخَدَمُ، فندخل قصرًا مِن قصور الملوك، ثمّ يخرج لنا، عَليْهِ ثياب الملوك، ينفح مِنه المسك
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 201"، والميزان "3/ 151".
2 تاريخ بغداد "12/ 104"، السير "9/ 92، 93".(13/168)
وهو يبتسم. ونصير إلى الفَرّاء، فيخرج إلينا مُعَّبسًا، فيجلس عَلَى بابه، ونجلس عَلَى الأرض بين يديه، فيكون أحلى عندنا مِن الأحمر.
وقال سَلَمَةُ بْن عاصم: كَانَ الفرّاء بينه وبين الأحمر متباعدًا. فمات الأحمر بطريق مكّة، فاسترجع الفرّاء وتوجّع لَهُ.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين ومائة.
ويقال: اسمه عليّ بْن الحَسَن، فالله أعلم.
215- عُمارةُ بْن بِشْر الدّمشقيّ1 -ن.
عن: الأوزاعي، وعبد الرحمن بن يزيد بن جَابِر.
وعنه: عليّ بْن سهل الرمليّ، ونُصَير بْن الفرج.
ويوسف بْن سَعِيد بْن مُسْلِم.
حدَّث عام مائتين.
216- عُمر بْن حفص العبْديّ البصْريّ2.
عَنْ: ثابت البُنانيّ، ومالك بْن دينار، ومطر الورّاق.
وعنه: العلاء بْن سالم، وأحمد بْن بشّار.
ضعّفه مُسْلِم، وغيره.
مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة. وقيل سنة تسعٍ وتسعين.
217- عُمَر بْن حفص بْن عُمَر بْن ثابت الأنصاريّ3.
أبو سعْد.
عَنْ: أَبِيهِ، وأبي حُمَيْد السّاعديّ.
وعنه: يعقوب بْن كعب الحلبيّ، وداود بْن رشيد، وهشام بْن عمّار. كنّاه الحاكم.
__________
1 انظر: الميزان "3/ 173"، والتهذيب "7/ 411، 412".
2 الجرح والتعديل "6/ 103"، والميزان "3/ 189، 190".
3 انظر: الجرح والتعديل "6/ 102"، والثقات لابن حبان "8/ 439".(13/169)
218- عُمَر بْن حفص المعيطيّ1.
عَنْ: أَبِي حَيّان التَّيْميّ، وهشام بْن عُرْوة، وعبد المُلْك بْن أَبِي سليمان.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وَغَيْرِهِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
219- عُمَر بْن زُرْعة الخارَفيّ2.
عن: محمد بْن سالم، وعيسى بْن عُمَر.
وعنه: قُتَيْبة، وأبو بَكْر بْن أبي شَيْبَة، وابن نُمَير، وأبو سَعِيد الأشجّ.
220- عُمَر بْن صالح بْن أبي الزّاهرية الأزْديّ البصْريّ الأوقص3.
نزيل دمشق.
عَنْ: أَبِي جَمْرَة الضُّبَعيّ، وأيّوب السّخْتيانيّ، ومالك بْن دينار.
وعنه: داود بْن رشيد، وسليمان بْن عَبْد الرَّحْمَن، ومحمد بْن مُصَفَّى، وموسى بْن عامر.
قَالَ أبو حاتم: ضعيف.
وقال النَّسَائيّ: متروك.
221- عمر بن عبد الواحد بن قيس -د. ن. ق.
أبو حفص السلمي الدمشقي4.
عَنْ: يحيى بْن الحارث الذَّماريَّ وتلا عَليْهِ كتاب الله.
وروى عَنْ: الأوزاعي، وعمر بْن محمد العُمريّ، وعبد الرحمن بن ثوبان، والنعمان بن المنذر، وجماعة.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 103".
2 الجرح والتعديل "6/ 110".
3 الجرح والتعديل "6/ 116"، والميزان "3/ 205".
4 الجرح والتعديل "6/ 126"، والتهذيب "7/ 479".(13/170)
قرأ عليه هشام بن عمار، وروى عنه: هو، ودحيم، وإسحاق بن راهويه، ومحمود بن خالد، وموسى بن عامر، وأبو عتبة الحجازي، وعدة.
وثقه أحمد العجلي، وغيره.
ولد سنة ثمان عشرة ومائة، وتوفي سنة مائتين.
ولم يلحق الأخذ عَنْ والده، مات قديمًا.
222- عُمَر بن هارون البلخي1 -ت. ق.
أبو حفص الثقفي مولاهم.
عَنْ: جعفر بْن محمد، وابن جُرَيج، وأسامة بْن زيد، وأيمن بْن نَابِلٍ، وطائفة.
وعنه: قُتَيْبة، وعثمان بْن أَبِي شَيبة، وأبو سَعِيد الأشجّ، وشُرَيْح بْن يونس، ومحمد بْن حُمَيْد الرّازيّ، وأحمد بْن حنبل، ويحيى بْن موسى، ونصر بْن عليّ الْجَهْضميّ، وجماعة سواهم.
وكان قد جاور بمكة، وتزوّج ابن جُرَيج بأخْته فيما قِيلَ.
ضعّفه ابن مَعِين، والنّاس.
وقال النَّسَائيّ، وجماعة: متروك؛ وبعضهم كذَّبَه.
قَالَ محمد بْن عَمْرو زُنَيْج: قَالَ عُمَر بْن هارون: ألقيتُ مِن حديثي سبعين ألفًا لأبي جُزْءٍ عشرين ألفًا، ولعثمان البُرَّيّ كذا وكذا.
فسئل زُنَيْج عَنْهُ فقال: قَالَ بَهْز: لدى يحيى بْن سَعِيد القطّان خسارة. قَالَ: أكثر عَنِ ابن جُرَيج، مِن يلازم رجلا اثنتي عشرة سنة لا يريد أن يُكثر عَنْهُ؟.
قَالَ زُنَيْج: وبلغني أنّ أُمّه كانت تُعينه عَلَى الكتاب.
قلت: قد طوّل شيخنا أبو الحجاج ترجمته، وهو مَعَ ضَعفه حافظ وإمام مُقرئ مُكْثِر.
قَالَ فيه قُتَيْبة: كَانَ شديدًا عَلَى المُرْجِئَة؛ مِن أعلم الناس بالقراءات.
وقال غيره: مات ببلْخ في أوّل يومٍ مِن رمضان سنة أربع وتسعين ومائة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 140، 141"، والسير "9/ 267-276".(13/171)
وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ: قَالَ هَنَّادٌ السَّرِيُّ: نَا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كَانَ يَأْخُذُ مِنْ لِحْيَتِهِ مِنْ طُولِهَا وَعَرْضِهَا"1. فَهَذَا لا يُعْرَفُ إِلا بِهِ.
وَيُخَالِفُهُ مَا ثَبَتَ من قوله -صلى الله عليه وسلم: "أَعْفُوا اللِّحَى" 2.
قَالَ ابن سعْد: كتب عَنْهُ الناس كثيرًا وتركوا حديثه.
وقال أحمد بْن سيار: كَانَ أبو رجاء، يعني قُتَيْبة، يُطْريه ويُوثَّقه ويقول: كَانَ شديدًا عَلَى المُرْجِئَة، وكان مِن أعلم الناس بالقراءات. كَانَ القرّاء يقرأون عَليْهِ ويختلفون إِليْهِ في الحروف، فسألت عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ عَنْهُ وقلت: قد أكثر عَنْهُ، وبلغنا أنّك تذكره. فقال: أعوذ بالله ما قلت فيه إلا خيرًا. ما هو عندنا بمتهم.
وقال ابن الجنيد: سمعت ابن مَعِين يَقُولُ: كذّاب، قدِم مكّة وقد مات جعفر بْن محمد، فحدّث عَنْهُ.
223- عِمران بْن عُيَيْنَة بْن أَبِي عِمران.
أبو الحَسَن الهلاليّ الكوفيّ3، أخو سُفْيان الإمام.
روى عَنْ: حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَطَاءِ بْنِ السّائب، وأبي إسحاق السَّبِيعيّ، وعبد المُلْك بْن عُمَير.
وعنه: زيد بْن الحراش، وعبده بْن عَبْد الرحيم المَرْوَزِيّ، وأبو سَعِيد الأشجّ، وعَمرو بْن عليّ الباهليّ، وآخرون.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أبو حاتم: لا يُحْتَجّ بِهِ، يأتي بالمناكير.
وقال العُقَيْليّ: لَهُ وهْم وخطأ.
وضعفه أبو زرعة، وقواه غيره.
__________
1 "حديث ضعيف جدًا": أخرجه الترمذي "2762"، وأبو الشيخ "282"، في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم.
2 "حديث صحيح": أخرجه مسلم "52"، وأبو داود "4199"، والترمذي "2763".
3 انظر: الجرح والتعديل "6/ 302"، والتهذيب "8/ 136، 137".(13/172)
224- عَمْرو بْن بَكْر السَّكْسَكيّ الشاميّ1.
عَنْ: إبراهيم بْن أَبِي عَبْلَةَ، وابن جُرَيج، وثور بْن يزيد.
وعنه: إبراهيم بْن محمد الفِرْيابيّ، وأبو الدرداء هاشم بْن محمد المَقْدِسيّان.
اتهمه ابن حِبّان بالوضع.
225- عَمْرو بْن حُمران2.
شيخ بصْريّ نزل الرَّيّ.
لَهُ عَنْ: عوف، وهشام بْن حسّان، وابن عَوْن.
وعنه: يوسف بن موسى القطان، ومحمد بن عيسى الدامغاني، وآخرون.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
226- عمرو بن خليفة البكراوي3.
أخو هوذة، يكنى أبا عثمان. شيخ بصري صدوق.
روى عَنْ: محمد بْن عَمْرو، وأشعث الحُمْرانيّ.
وعنه: محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، وغيرهما.
227- عمرو بن مجمع الكوفي4.
عن: إسماعيل بن أبي خالد، ويونس بن خباب، وغيرهما.
وعنه: أحمد بن أبي شريح، وأبو كريب، ومحمد بن هشام المروزي، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ الدارقطني: ضعيف.
228- عمرو بن محمد العنقزي5 -م. 4.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 222"، والميزان "3/ 247".
2 الجرح والتعديل "6/ 227".
3 الثقات لابن حبان "7/ 229".
4 الجرح والتعديل "6/ 265"، والميزان "3/ 286".
5 الجرح والتعديل "6/ 262"، والتهذيب "8/ 98، 99".(13/173)
أبو سعيد الكوفي.
محدّث مشهور، والعَنْقَز: هُوَ المرْزَنْجوشَ.
حدَّث عَنْ: ابن جُرَيج، وأبي حنيفة، وحنظلة بْن أبي سُفْيان، وعيسى بْن طهمان، والثَّوْريّ، وإسرائيل.
وعنه: قُتَيْبة، وابن راهَوَيْه، وأبو سَعِيد الأشجّ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وجماعة.
وثّقه أحمد بْن حنبل، وغيره.
مات سنة تسعٍ وتسعين ومائة.
229- عمرو بن هاشم الجنبي1 -د. ن.
أبو مالك الكوفي.
عن: هشام بن عُرْوة، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَأَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، وابن إِسْحَاق، وطبقتهم.
وعنه: يحيى بْن مَعِين، وإسحاق بْن موسى الحَكَميّ، والحسن بْن حمّاد، والحضْرميّ، وعبد الله بْن الوضّاح، ومحمد بْن أَبِي السَّريّ، ويعقوب الدَّوْرقيّ.
قَالَ ابن عَدِيّ: هُوَ صَدُوق إنّ شاء الله.
وقال ابن حِبّان: كَانَ ممّن يقلب الأخبار. لا يجوز الاحتجاج بِهِ.
وقال أحمد: صدوق.
وقال النَّسَائيّ: لَيْسَ بالقويّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي الأَبَرْقُوهِيُّ، أَنَا الْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، أَنَا هِبةَ اللَّهِ الْحَاسِبَ، أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ، نَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، إِمْلاءً قَالَ: قُرِئَ عَلَى يَحْيَى بْنِ صَاعِدٍ وَأَنَا أَسْمَعُ: حَدَّثَكُمُ الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ سَجَّادَةٌ، وعبد الله بن الوضاح اللؤلؤي قالا: ثنا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ أَبُو مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَتِ امْرَأَةٌ تَأْتِي قَوْمًا فَتَسْتَعِيرُ مِنْهُمُ الْحُلِيَّ، ثُمَّ تُمْسِكُهُ، فَرُفِعَ ذَلِكَ إلى النبي
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 267"، والتهذيب "8/ 111، 112".(13/174)
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "لِتَتُبْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ وَتَرُدُّ عَلَى النَّاسِ مَتَاعَهُمْ، قُمْ يَا فُلانُ فَاقْطَعْ يَدَهَا"1.
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنَ الْعَوَالِي أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، عن عثمان بن عبد الله بن خرزاذ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمَّادٍ، فَوَقَعَ بَدَلا عَالِيًا بِدَرَجَتَيْنِ.
- عَمْرو بْن الهيثم2 -م. 4.
أبو قَطَن. يأتي بالكنية.
230- عُمير بْن عَبْد المجيد.
أبو المغيرة الحنفيّ3- هُوَ أخو أَبِي بَكْر الحنفيّ.
روى عَنْ: عَبْد الحميد بْن جعفر.
وعنه: أبو خَيْثَمَة، وبُنْدار، ومحمد بْن مَعْمَر، وَآخَرُونَ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
231- عَنْبَسة بنُ خَالِد بْن يزيد الأَيْليّ4 -د. خ مقرونًا.
عَنْ: عمّه يونس، وابن جُرَيج، ورجاء بْن جميل.
يُكنيّ أبا عثمان.
روى عَنْهُ: ابن وهْب مَعَ تقدَّمه، ومحمد بْن مهديّ الأصمعيّ، وأحمد بْن صالح الْمَصْرِيّ.
قَالَ أبو داود: عَنْبَسة أحبُّ إلينا مِن اللَّيْثُ، كأنّه يعني في يونس بْن يزيد خاصّة.
قلت: غمزه يحيى بْن بُكَيْر، وقال: ما كَانَ أهلا للأخذ عَنْهُ.
وقال أبو حاتم: كَانَ على الخراج، فكان يعلق النساء بالثدي.
__________
1 "حديث حسن": أخرجه النسائي "8/ 71"، والخطيب "4/ 326" في تاريخ بغداد.
2 ستأني ترجمته.
3 انظر: الجرح والتعديل "6/ 377"، والثقات لابن حبان "8/ 509".
4 الجرح والتعديل "6/ 402"، والتهذيب "8/ 154".(13/175)
مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.
232- عَوْن بْن عَبْد الله بْن عَوْن بْن عُتْبَة بْن مسعود الهُذْليّ الكوفيّ1.
وُلّي القضاء ببغداد في أيّام المهديّ، ويقال في أيّام الرشيد.
أخذ عن: الأعمش، وغيره.
ولا يُحفظ عَنْهُ شيء مُسْنَد.
قَالَ الخطيب: مات سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة.
233- عَوْن بن كَهْمَس بْن الحَسَن البصْريّ التَّيْميّ2.
عَنْ: أَبِيهِ، وسليمان التَّيْميّ، وهشام بْن حسّان.
وعنه: خَلَف بْن خليفة، ومحمد بْن بشّار، وأحمد، وعبد الله بْن ميمون، وآخرون.
قَالَ أبو داود: لم يبلغني إلا خير.
234- العلاء بن الحصين الكوفي الوضين3.
الفقيه، قاضي الري.
روى عَنْ: عائذ بْن شُرَيْح، والثَّوْريّ، وَاللَّيْثُ، وخالد بْن إياس، وطائفة.
وعنه: عَبْد الله بْن الْجَهْم، ويوسف بْن واقد، ومحمد بْن الحَسَن بْن المختار، ومحمد بْن حُمَيْد الحافظ.
وكان يقضي بحصن الأردان.
قَالَ أبو حاتم: كوفيّ، صالح الحديث.
235- عيسى بْن شُعيب4.
أبو الفضل البصري النحوي الضرير.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 384"، والتهذيب "8/ 171".
2 انظر: الجرح والتعديل "6/ 388"، والتهذيب "8/ 173، 174".
3 الجرح والتعديل "6/ 354"، والثقات لابن حبان "8/ 503".
4 الجرح والتعديل "6/ 278"، والتهذيب "8/ 213".(13/176)
عَنْ: مطر الورّاق، وسعيد بْن أبي عَرُوبة، وأبو مُرَّة واصل، ورَوْح بْن القاسم.
وعنه: عَمْرو الفلاس، ومحمد بْن المُثَنَّى، ومحمد بْن موسى الحَرَشيّ، وعبّاس بْن يزيد البحْرانيّ، وآخرون.
صدَّقه الفلاس، وتركه غيره.
قَالَ ابن حِبّان: فَحُشَ خطؤه فاستحقّ التَّرْك.
قلت: وممّا نقموا عَلَى عيسى بْن شُعيب حديث: "قُدّس الْعَدَسُ عَلَى لسان سبعين نبيًا" وهذا باطل1. سمعه منه عُبَيْد بْن سَعِيد.
ولم أجد لَهُ ذِكرًا في كثير مِن كُتُب المجروحين. وما ذكره العُقَيْليّ بل ذكر آخر، قَالَ:
236- عيسى بْن شعيب بْن ثَوْبان المدنيّ2.
عَنْ: فُلَيْح، لا يُتَابع عَلَى حديثه.
رواه عَنْهُ إبراهيم بْن المنذر الخزاميّ، ثمّ ساق لَهُ العُقَيْليّ خبرًا منكرًا.
"حرف الغين":
237- الغازي بْن قيس3.
أبو محمد الأندلسيّ، أحد الأئمّة المشاهير. ارتحل إلى المشرق، وروى عَنْ: ابن جُرَيج، والأوزاعي، ومالك وأخذ عَنْهُ الموطّأ وحفِظه.
وكان كبير الشأن، مُجاب الدَّعوة. وكان يَقُولُ: ما كذبت منذ احتلمت.
روى عَنْهُ: عَبْد المُلْك بْن حبيب صاحب "الواضحة".
وقال القاضي عِياض: كَانَ مِن أفقه أهل إفريقيّة. قرأ القرآن عَلَى نافع.
حدَّث عَنْهُ: عثمان بْن أيّوب، وأَصْبغ بن خليل، وغيرهما.
__________
1 "حديث باطل": أخرجه ابن حبان "2/ 120"، في المجروحين، وابن الجوزي "2/ 295" في الموضوعات، وانظر: الفوائد المجموعة "161".
2 انظر: الجرح والتعديل "6/ 278"، التهذيب "8/ 214، 215".
3 ترتيب المدارك "1/ 347"، وبغية الوعاة "2/ 240".(13/177)
وعن أصْبَغ قَالَ: سَمِعْتُ الغازي يَقُولُ: والله ما كذبتُ كِذبةً قطّ منذ اغتسلت، ولولا أنّ عُمَر بْن عَبْد العزيز رحِمه الله قاله ما قلته.
قَالَ أبو عُمَرو الدالي: الغازي بْن قيس الأمويّ القُرْطُبيّ، قرأ عَلَى نافع وضبط عَنْهُ اختياره، وسمع مِن ابن أبي ذئب، وهو أول مِن أدخل قراءة نافع وموطّأ مالك الأندلس.
وعنه قَالَ: عرضت مُصْحَفي هذا، مُصْحَف نافع بْن أبي نُعَيْم ثلاث عشرة مرّة.
روى عَنِ الغازي القراءة: ابنُه عَبْد الله.
وكان صالحًا عابدًا كثير التهجُّد بالليل، رحمه الله.
مات الغازي سنة تسعٍ وتسعين ومائة.
238- غالب بْن فائد الأسديّ الكوفيّ المقرئ1.
عرض عَلَى حمزة.
وسمع مِن: سُفْيان، وإسرائيل.
وعنه: أبو سَعِيد الأشجّ، وسهل بْن عثمان، وغيرهما.
قَالَ أبو حاتم: لَيْسَ بِهِ بأس.
239- غسّان بْن عُبَيْد المَوْصِليّ الأزْديّ2.
عَنْ: ابن أَبِي ذئب، وعِكْرِمة بْن عمّار، وغيرهما.
وعنه: عَبْد الجبّار بْن عاصم، وسعدان بْن نصر، وغيرهما.
ضعّفه أحمد.
واختلف قول ابن مَعِين فيه.
وقال الدارَقُطْنيّ: صالح.
وقال ابن عمّار: كَانَ يعالج الكيمياء.
قلت: هذا يدل على قلة ورعه.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 49".
2 انظر: الجرح والتعديل "7/ 51"، والميزان "3/ 334".(13/178)
240- غسّان بْن مُضَر الأزْديّ البصْريّ1 -ن.
سَمِعَ مِن: سعيد بْن يزيد حديثًا واحدًا.
رواه عَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وخليفة بْن خيّاط، وأبو حفص الفلاس، ومحمد بْن يحيى القطعيّ.
وثّقوه.
"حرف الفاء":
241- الفُراتُ بْن خالد الرّازيّ2 -ع.
والد الحافظ أحمد.
روى عَنْ: أسامة بْن زيد اللَّيْثي، ومِسْعَر بْن كُدام، ومالك بْن مِعْوَلٍ، ويونس بْن أبي إسحاق.
وعنه: إبراهيم بْن موسى الفرّاء، ومحمد بْن حُمَيْد.
وثّقه أبو حاتم. وما أحسب ابنه أدرك الأخذ عَنْهُ.
242- فرج بْن سَعِيد بْن عَلْقَمة3 -د. ن.
أبو روح المأربي السبأي اليماني.
عَنْ: عمّ أَبِيهِ ثابت بْن سَعِيد بْن أبيض بن جمال، وخالد بْن سَعِيد الأُمويّ.
وعنه: الحُمَيْديّ، ومحمد بْن يحيى العدنيّ، وسهل بْن عاصم.
قَالَ أبو زُرْعة: لا بأس بِهِ.
243- الفضل بْن حبيب المدائني السَّرَّاج4.
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ، وجماعة.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 51"، والميزان "3/ 335".
2 الجرح والتعديل "7/ 80"، والتهذيب "8/ 258".
3 الجرح والتعديل "7/ 86"، والتهذيب "8/ 260".
4 انظر: الجرح والتعديل "7/ 60".(13/179)
وعنه: ابن مَعِين، ويزيد بْن عُمَر المدائنيّ.
قال ابن مَعِين: لم يكن به بأس.
244- الفضل بْن عَبْد الصّمد الرّقاشيّ البصْريّ1.
مِن فُحُولِ الشُّعَراء، مدح الخلفاء الكِبار، وكان بينه وبين أبي نواس مهاجات ومباسطات.
245- الفضل بن العلاء -ن. خ. مقرونًا.
أبو العباس الكوفي2، نزيل البصرة.
عَنْ: لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّة، وأشعث بْن سَوّار، وجماعة.
وعنه: أحمد بن حنبل، وخليفة بْن خيّاط، والفلاس، ومحمد بْن عَبْد الله الرُّزّيّ، وجماعة.
أخرج لَهُ الْبُخَارِيّ مقرونًا بآخر.
وقال النَّسَائيّ: لَيْسَ بِهِ بأس.
246- الفضلُ بْن عنبسة الواسطي الخزاز3 -خ. س.
أبو الحسن.
عن: شُعْبَة، ويزيد بْن إبراهيم، وهُشَيْم.
وعنه: عليّ بْن المَدِينيّ، وأحمد بْن سِنان القطّان، ومحمد بْن عَبْد الله المخرميّ، وجماعة.
قرنه الْبُخَارِيّ بآخر.
وقال فيه أحمد بْن حنبل: ثقة مِن كبار أصحاب الحديث.
قلت: مات سنة سبعٍ وتسعين ومائة.
وقيل سنة ثلاثٍ ومائتين.
__________
1 الشعر والشعراء "2/ 695"، تاريخ بغداد "12/ 345".
2 الجرح والتعديل "7/ 65"، والتهذيب "8/ 282، 283".
3 الجرح والتعديل "7/ 65"، والتهذيب "8/ 281".(13/180)
247- الفضل بْن مساور البصْريّ1 -خ.
خَتَن أَبِي عَوَانة.
روى عَنْ: أَبِي عوانة، وعوف الأعرابيّ، وحجاج بن أرطأة.
وعنه: محمد بن المثنى، وبندار، وجماعة.
صدوق.
248- الفضل بن موسى -ع.
أبو عبد الله السيناني المروزي2، أحد الأئمة الأعلام.
وسينان: من قرى مرو.
رحل وسمع من: هشام بن عروة، وخثيم بْن عِراك، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، ومحمد بْن عَمْرو بْن عَلْقَمة، وحسين المعلّم، ومَعْمَر بْن راشد، وآخرين.
وعنه: إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وعليّ بْن حُجْر، ويحيى بْن أكثم، والحسين بْن حُرَيْث، وعليّ بْن خَشْرم، ومحمود بْن غَيْلان، ومحمود بْن آدم، وطائفة سواهم.
قَالَ أبو نُعَيْم: هُوَ أثبت مِن ابن المبارك.
وقال وكيع: أعرفه ثقة، صاحب سُنّة.
وقال الأبّار: ثنا عليّ بْن خشرم، نا الفضل بْن موسى قَالَ: كَانَ علينا عامل بمَرْو، وكان نَسَّاء، فقال: اشتروا لي غلامًا وسمّوه بحضرتي حتى لا أنسى اسمه. وقال: ما سمَّيتموه؟ قَالُوا: واقد.
قَالَ: فَهَلا اسْمًا لا أنساه أبدًا، قم يا فرقد.
قَالَ الحسين بْن حُرَيْث: سَمِعْتُ السَّينَانيّ يَقُولُ: طلبُ الحديث حِرْفةُ المَفَاليس. ما رَأَيْتُ أذلَّ مِن أصحاب الحديث.
قَالَ إِسْحَاق بْن راهَوَيْه: كتبتُ العِلْم، فلم أكتب لأحدٍ أوثق في نفسي مِن هذين: الفضل بْن موسى، ويحيى بْن يحيى.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "7/ 68"، والتهذيب "8/ 285".
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 68، 69"، والسير "9/ 103-105".(13/181)
قَالَ غيره: مولد الفضل سنة خمس عشرة ومائة.
وقال محمد بْن حَمْدَوَيْه المَرْوَزِيّ: مات ليلة دخل هَرْثَمَة بْن أَعْيَن واليًا عَلَى خُراسان، لإحدى عشرة ليلة مِن ربيع الأوّل سنة اثنتين وتسعين ومائة.
249- الفضل البَرْمَكيّ1.
هُوَ الفضل بْن يحيى بْن خَالِد بْن برمك البغداديّ الوزير. أحد رجال الدّهر سُؤْدُدًا وحزْمًا وعزمًا وخبرةً ورأيًا. وُلّي الأعمال الجليلة مِن الوزارة والإمارة بخُراسان وغيرها لهارون الرشيد. فلمّا قتل أخاه جعفر بْن يحيى سجن هذا وأباه حتّى تُوُفِّيَا في الحبْس.
قِيلَ: إنّ الفضل بْن يحيى كَانَ أندى كفّا، وأسمح مِن جعفر، لكنّه كَانَ ذا كبرٍ مُفْرِط، وتيهٍ زائد.
رُوِيَ أنّه مر بعَمْرو بْن جميل التَّيْميّ وهو يُطعم الناسَ، فلمّا نزل قَالَ: ينبغي أن نعين عَمْرًا عَلَى مروءته، فبعث إِليْهِ بألف درهم. فعطايا هذا الرجل كانت مِن هذا النَّحو.
وكان أخًا للرشيد مِن الرَّضاعة.
مولده سنة سبعٍ وأربعين ومائة، وأُمُّه بربريةّ اسمُها زُبَيدة، مِن مولّدات المدينة النبويّة.
مات في آخر سنة اثنتين وتسعين ومائة.
250- فَيَّاض بْن محمد الرَّقَّيّ2.
عَنْ: جعفر بْن بُرقان، وأبي جنَاب الكلبيّ، ومحمد بْن إِسْحَاق.
وعنه: أحْمَد بْن حنبل، وأبو يوسف محمد بْن أحمد بْن الحجاج الرقي، وغيرهما.
__________
1 انظر: وفيات الأعيان "4/ 27-36"، تاريخ بغداد "12/ 334-339".
2 الجرح والتعديل "7/ 87"، والثقات لابن حبان "9/ 11".(13/182)
فأمّا.
- فيّاض بْن محمد البصْريّ الرّاوي1.
عَنْ يحيى بْن أبي كثير، ففيه جَهَالة.
"حرف القاف":
251- القاسم بن مالك المزني2 -خ. م. ت. ن. ق.
أبو جعفر الكوفي.
عَنْ: حُصَين بْن عَبْد الرَّحْمَن، وعاصم بْن كُلَيب، والمختار بْن فلفل، وأيّوب بْن عائذ.
وعنه: أحمد، وأبو خَيْثَمَة، وعَمْرو النّاقد، وسعيد الْجَرْميّ، ويعقوب الدَّوْرقيّ، والحسن بْن عَرَفَة، وجماعة.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَج بِهِ.
وضعّفه السّاجيّ.
252- القاسم بْن يحيى بن عطاء بن مقدم3 -خ.
أبو محمد الهلالي المقدمي الواسطي.
روى عَنْ: أيّوب بْن خُوط، وعن: داود بْن أَبِي هند، وسُليمان الأعمش، وعُبَيْد الله بْن عُمر.
وعنه: ابن أخيه مقدَّم بْن محمد، ومحمد بْن موسى الدُّولابيّ.
حدَّث في سنة سبعٍ وتسعين.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "7/ 87"، والميزان "3/ 366".
2 الجرح والتعديل "7/ 121"، والسير "9/ 324".
3 التهذيب "8/ 340، 341".(13/183)
253- القاسم بْن يزيد الجرمي الموصلي1 -ن.
العابد الزّاهد، أحد العلماء.
روى عَنْ: أفلح بْن حُمَيْد، وابن أبي ذئب، وثور بْن يزيد، وإبراهيم بْن نافع، وجرير بْن عثمان، وَشِبْلِ بْن عَبَّاد، وسُفيان الثَّوْريّ.
وعنه: صالح وعبد الله ابنا عَبْد الصّمد بْن أَبِي خِداش، وأحمد وعليّ ابنا حرب الطّائيّ، ومحمد بْن عَبْد الله بْن عمّار المَوَاصِلَة.
وثّقه أبو حاتم.
وقال يزيد بْن محمد الأزديّ في تاريخه: كنيته أبو يزيد.
قال: وكان زاهدًا ورعًا مِن أصحاب سُفْيان. رحل وكتبَ عمّن لحِق مِن الحجازييّن والكوفييّن والبصْريّين والشاميّين والمَوَاصلَة.
وكان حافظًا للحديث متفقّهًا.
قَالَ بِشْر بْن الحارث: كَانَ يقال إنّ قاسمًا الْجَرْميّ مِن الأبدال، كانَ لا يشبههم في الزّيّ، يعني أنّ لباسه وحاله دون حال الُمَعافَى بْن عِمْران، وزيد بْن أبي الزَّرقاء.
قَالَ عليّ بْن حرب: دخلت منزل قاسم بْن يزيد، فرأيتُ خَرْنُوبًا في زاوية البيت كَانَ يتقوَّت منه، وسيفًا وَمُصْحَفًا.
قَالَ: ورأى قاسمُ الْجَرْميّ في النَّوم كأنّ المَوْصِل عَلَى كتفه، قد أخذها مِن عَلَى كِتف فتح المَوْصِليّ، ففسّرها قاسم عَلَى رجلٍ فقال: المَوْصِل تقوم بفتح فيموت، وتقوم بك بعد.
قَالَ بِشْر الحافي: كان قاسم يحفظ المسائل والحديث. قَالَ لنا المعافى: اسمعوا منه فإنّه الأمين المأمون.
وقال يزيد الأزْديّ: نا عَبْد الله بْن المغيرة مولى بني هاشم، عن بِشْر الحافي، أنّه ذُكر عنده أصحاب سُفْيان، فأجمعوا عَلَى تفضيل المعافى. فقال بِشْر: رُزق المعافى شهرةً، وما رأت عيناي مثل قاسم الْجَرْميّ، رحمه الله.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 123"، السير "9/ 281-283".(13/184)
وقال هشام بْن بَهْرام: سمعتُ قاسمًا الْجَرْميّ يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق.
وقال: عليّ الخوّاصّ: تُوُفّي قاسم الْجَرْميّ سنة أربعٍ وتسعين ومائة. ولم أشهد جنازته.
قلت: وقع لنا مِن عَوَاليه.
254- قبيصة بْن اللَّيْثُ الأَسَديّ1 -ت.
أبو عيسى الكوفي.
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي زياد، ومطَرَّف بْن طريف، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وغيرهم.
وعنه: عثمان بْن أبي شَيبة، وسعيد بْن محمد الْجَرْميّ، وأبو كُرَيْب، ومحمد بْن عُبَيْد المُحَاربيّ.
قَالَ أبو حاتم: شيخ محلُّه الصَّدق.
قلت: لَهُ في الجامع فرْدُ حديث.
255- قَتَادة بْن الفُضَيْل الرُّهاويّ2.
أبو حُمَيْد.
عَنْ: الأعمش، وثور بْن يزيد، وإبراهيم بْن أَبِي عبلة.
وعنه: عليّ بْن بحر القطّان، وأحمد بْن سليمان الرُّهَاوِيُّ.
قَالَ أبو حاتم: شيخ.
قِيلَ: مات سنة مائتين.
وذكره ابن حبان في الثقات.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "7/ 126"، والتهذيب "8/ 349، 350".
2 انظر: الجرح والتعديل "7/ 135"، والتهذيب "8/ 356".(13/185)
"حرف الكاف":
256- كُرَيْد بْن رَوَاحة القَيْسيّ1.
شيخ بصْريّ.
عن: شُعْبَة، وأبي هِلالٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ.
وعنه: حسّان بْن إبراهيم، والهيثم بْن المهلّب البلديّ والد إبراهيم، وعبد الغفّار بْن عَبْد الله شيخ أَبِي يَعْلَى.
قَالَ ابن عَدِيّ: في أحاديثه غرائب إفرادات. ثمّ ساق لَهُ عَنْ شُعْبَة، عَنْ قتادة، عَنْ عِكْرمة قَالَ: كَانَ ابن عَبَّاس يَحدُر سَوْرَة البقرة وهو جُنُب يَقُولُ: القرآن في جوفي. رواه حسّان بْن إبراهيم، عَنْهُ.
"حرف الميم":
257- مالكُ بنُ سُعَيْر بْن الخِمْس التّميميّ الكوفيّ2 -ت. ن. ق.
عَنْ: هشام بْن عُرْوة، وابن أَبِي ليلى، والأعمش.
وعنه: زياد بْن الأزهر، وعبد الرحمن بْن بِشْر العبْديّ، وآخرون.
قَالَ أبو زُرْعة: صدوق.
قلت: خرّج لَهُ الْبُخَارِيّ متابعةً.
وضعّفه أبو داود.
مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.
258- مبشر بن إسماعيل الحلبي3 -م. 4. خ مقرونًا.
أبو إسماعيل مولى بني كلب.
__________
1 الميزان "3/ 411".
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 209، 210"، والتهذيب "10/ 17".
3 الجرح والتعديل "8/ 343"، والسير "9/ 301، 302".(13/186)
عَنْ: جعفر بْن بَرْقان، وتمّام بْن نَجِيح، وحسّان بْن نوح، والأوزاعيّ، وحريز بْن عثمان.
روى عَنْهُ: أحمد بْن حنبل، والحسن بْن الصّبّاح البزّار، ودُحَيْم، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بن سلام، وطائفة.
قال ابن سعد: كان ثقة مأمونًا.
قَالَ: ومات سنة مائتين.
قلت: تكلّم فيه بعضهم بلا حُجّة.
259- محرزُ بْن الوضّاح المَرْوَزِيّ1 -ن.
عَنْ: إسماعيل بْن أُمَيَّة، ومحمد بْن ثابت قاضي مَرْو.
وعنه: محمد بْن عليّ بْن حرب المَرْوَزِيّ، ومحمد بْن يحيى بْن أيّوب، ومحمود بْن غَيْلان المَرَاوِزة.
وَثَّقَهُ ابن حبان.
260- محمد بْن إسماعيل بْن مسلم بْن أَبِي فُدَيْك دينار الدّيليّ2 -ع.
مولاهم المدنيّ الحافظ، أبو إسماعيل.
عَنْ: سَلَمَةَ بْن ورْدان، وابن أبي ذئب، والضحّاك بْن عثمان، وإبراهيم بْن الفضل المخزومي، وجماعة.
وعنه: إبراهيم بْن المنذر، وأحمد بْن الأزهر، وَسَلَمَةَ بْن شبيب، وعبد بْن حُمَيْد، وأبو عُتْبَة أحمد بْن الفَرَج، ومحمد بْن عَبْد الله بْن الحَكَم، وهارون بْن عَبْد الله الحمّال، والحسين بْن عيسى البسْطاميّ، ومحمد بْن مُصَفَّى. وخلْق سواهم.
وكان ثقة صاحب حديث، لكنّه لا رحلة لَهُ.
قَالَ أبو داود: قد سَمِعَ مِن محمد بْن عَمْرو بْن عَلْقَمة حديثًا واحدًا.
قال ابن سعد وحده: ليس بحجة.
__________
1 التهذيب "10/ 58".
2 السير "9/ 486"، التهذيب "9/ 61".(13/187)
قال: وتوفي سنة تسعٍ وتسعين ومائة.
وقال الْبُخَارِيّ: تُوُفّي سنة مائتين.
261- محمد بْن إِسْحَاق بْن إبراهيم الأَسَديّ العُكاشيّ1.
عَنْ: يحيى بْن سَعِيد الأنصاريّ، وإبراهيم بْن أَبِي عَبْلَةَ، والأوزاعي، وجعفر بْن بُرقان، وابن زياد الإفريقيّ.
وعنه: هاشم بْن القاسم الحَرّانيّ، وسليمان بْن سَلَمَةَ الخبايريّ، وغيرهما.
كذّبه أبو حاتم، وغيره.
لَهُ أحاديث بواطيل.
262- محمد بن ثور الصنعاني2 -د. ت.
أبو عبد الله العابد.
عَنْ: عوف الأعرابيّ، ومَعْمَر، وابن جُرَيج.
وعنه: نُعَيْم بْن حمّاد، ومحمد بْن عَبْد الأعلى، ومحمد بْن عُبَيْد المُحَاربيّ، ومحمد بْن عُبَيْد بْن حساب، وطائفة.
وثّقه ابن مَعِين، وغيره.
وكان صوّامًا قوّامًا قانتًا لله.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فَقَالَ: الفضلُ والعبادة والصّدق، رحمه الله.
263- محمد بْن جعفر -ع.
أبو عبد الله بن غندر البصري التّاجر الكرابيسيّ الطّيالسيّ الحُجّة الثَّبْت، مولى هذيل، أحد الحُفّاظ الأعلام.
سَمِعَ: حُسَيْنًا المعلّم، وابن أَبِي عَرُوبة، وعبد الله بْن سَعِيد بْن أَبِي هند، وعوفًا الأعرابيّ، ومعمر بْن راشد، وابن جريج، وشعبة، فأكثر عنه.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "7/ 194"، والتهذيب "9/ 430".
2 الجرح والتعديل "7/ 217، 218"، والسير "9/ 302".
3 انظر: الجرح والتعديل "7/ 221، 222"، والسير "9/ 98، 102".(13/188)
روى عَنْهُ: أحمد، وابن المَدِينيّ، وإسحاق، وابن مَعِين، وَأَبُو خَيْثَمَة، والفلاس، وابن شَيبة، وبُنْدار، ومحمد بْن المُثَنَّى، ومحمد بْن الوليد البُسْريّ، وخلْق سواهم.
قَالَ يحيى بْن مَعِين: كَانَ أصحّ الناس كتابًا.
وأراد بعض الناس أن يُخَطِّئَ غُنْدَرا فلم يقدر.
وقال أحمد بْن حنبل: قَالَ غُنْدَر: لزِمتُ شُعْبَة عشرين سنة.
قلت: وابن جُرَيج هُوَ الَّذِي سمّاه غُنْدَرًا لكونه شغب عَلَى ابن جُرَيج أهل الحجاز. وذلك لأنّ ابن جُرَيج تعنّت في الأخذ.
قَالَ ابن مَعِين؛ أخرج إلينا غُنْدَر ذات يوم جُرابًا فيه كُتُب وقال: اجْهدوا أن تُخْرجوا فيه خطأ. فما وجدنا فيه شيئًا.
وكان يصوم يومًا ويُفطر يومًا منذ خمسين سنة.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ: كنّا نستفيد مِن كتب غُنْدَر في حياة شُعْبَة.
قلت: وكان يتّجِر في الطَّيالسة والكرابيس، وكان مِن خيار المحدّثين، عَلَى تغفلٍ فيه في غير العِلم.
قَالَ الحسين بْن منصور النَّيْسابوريّ: سَمِعْتُ عليّ بْن هشام يَقُولُ: أتيت غُنْدَرًا فذُكر من فضله وعِلمه بحديث شُعْبَة. فقال: هاتِ كتابك، فأبيت إلا أن يُخرج كتابه، فأخرج وقال: يزعم النّاس أنّي اشتريت سمكًا فأكلوه ولطّخوا بِهِ يدي وأنا نائم، فلمّا استيقظت طلبته، فقالوا: أكلت فشُمّ يدك. أفما كان يدلني بطني؟.
قَالَ ابن عَثّام: وكان مغفَّلا.
وقال ابن المَدِينيّ: هُوَ أحبّ إليّ في شُعْبَة مِن ابن مهديّ.
وقال ابن مهديّ: غُنْدَر في شُعْبَة أثبت منّي.
وروى سَلَمَةُ بْن سليمان، عَنِ ابن المبارك قَالَ: إذا اختلف الناس في شُعْبَة فكتاب غُنْدَر حكم بينهم.
وقال أبو حاتم: كان غُنْدَر صَدُوقًا مؤدّبًا، وفي حديث شُعْبَة ثقة.
وقال: في غير حديث شُعْبَة، يُكْتَب حديثه ولا يُحْتَجّ بِهِ.(13/189)
وقال عَبَّاس، عَنِ ابن مَعِين: كَانَ غُنْدَر يجلس عَلَى رأس المنارة يفرّق زكاته.
فقيل لَهُ: لِمَ تفعل هذا؟ قَالَ: أُرَغّبّ الناسَ في إخراج الزّكاة.
واشترى سمكًا وقال لأهله: أصْلِحُوه، ونام، فأكل عياله السّمك ولطَّخوا يده. فلمّا انتبه قَالَ: هاتوا السّمّك. قَالُوا: قد أكلت! قَالَ: لا.
قَالُوا: فشٌمّ يدك. ففعل ثمّ قَالَ: صدقتم ولكنْ ما شبِعت.
وقال الدَّيَنَوريّ: ثنا جعفر بْن أَبِي عثمان: سَمِعْتُ يحيى بْن مَعِين يَقُولُ: دخلنا عَلَى غُنْدَر فقال: لا أحدّثكم بشيء حتى تجيئوا معي إلى السّوق، فيراكم الناس فيُكرِموني.
قَالَ: فمشينا خلفه إلى السّوق، فجعل الناس يقولون: مِن هَؤلاءِ يا أبا عَبْد الله؟ فيقول: هَؤلاءِ أصحاب الحديث جاءوني مِن بغداد يكتبون عنّي.
قَالَ يحيى بْن مَعِين: والتفت يومًا إليّ فقال: اعلم أنّي منذ خمسين سنة أصوم يومًا وأُفطِر يومًا.
قلت: تُوُفّي رحمه الله في ذي القِعْدة سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة في عَشْر الثمانين.
264- محمد بْن الحارث بْن زياد الحارث1 -ت.
شيخ بصْريّ.
روى عَنْ: أَبِي الزَّناد، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن البيلمانيّ.
وعنه: عفان، وسويد بن سعيد، وعمر بن شبة، وبندار.
قال أبو زرعة: متروك.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ ابْنُ عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ.
265- محمد بن حرب الخولاني الحمصي الأبرش -ع.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "7/ 231"، والتهذيب "9/ 105".(13/190)
كاتب الزُّبَيْديّ، يُكَنَّى أبا عَبْد الله.
حدّث عَنْ: الزُّبَيْديّ، وبُجَيْر بْن سعْد، ومحمد بْن زياد الألهانيّ، وعمر بن روبة، والأوزاعي، وصفوان بن عمرو، وعدة.
وعنه: أبو مسهر، ومحمد بن وهب بن عطية، وإسحاق بن راهويه، وكثير بن عبيد، ومحمد بن مصفى، وأبو التقي هشام بن عبد الملك، وأبو عتبة أحمد بن الفرج، وخلق.
ذكر ابن سعد أنّه وُلّي قضاء دمشق.
وثّقه ابن مَعِين، وغيره.
قَالَ يزيد بْن عَبْد ربّه: مات سنة أربعٍ وتسعين ومائة.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
266- مُحَمَّدُ بْنُ الحسن بن الزبير الأسدي الكوفي1 -خ. ن. ق.
ويقال له ابن التل، بمُثَنَّاة.
عَنْ: أبان بْن عَبْد الله البَجَليّ، ومَطَر بْن خليفة، وسُفْيان، وإبراهيم بْن طَهْمان، وطائفة.
وعنه: ابنه عُمَر، وأبو بَكْر، وعثمان ابنا أبي شَيبة، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: شيخ.
وذكره ابن عَدِيّ في "الكامل" وقال: لم أر بحديثه بأسًا.
وقال العقيلي: لا يُتَابع عَلَى حديثه.
وروى عبّاس، عَنْ يحيى قَالَ: قد أدركته وحدّثنا، وليس بشيء.
وقال الْبُخَارِيّ: مات سنة مائتين أو نحوها.
قلت:
267- ومحمد بن الحسن الأسدي2.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 225"، والتهذيب "9/ 117، 118".
2 تاريخ ابن معين "2/ 511".(13/191)
عَنِ الأعمش، وعنه: داود بْن عَمْرو الضّبّيّ.
قال فيه ابن معين أيضًا: ليس بشيءٍ.
268- محمد بْن الحَسَن بْن أَبِي سارة1.
أبو جعفر الرؤاسي الكوفي المقرئ.
روى عَنْ: أَبِي عَمْرو حروفه، وله في القراءات اختيار.
وسمع مِن: الأعمش، وغيره.
أخذ عَنْهُ: الكسائي، ويحيى الفراء، وخلاد بْن خَالِد، وعليّ بْن محمد الكِنْديّ.
ذكره أبو عَمْرو الدّانيّ في طبقات المقرئين.
ولم يذكره ابن أَبِي حاتم؛ وهو شيخ.
269- محمد بْن الحَسَن بْن عِمران المزني الواسطي2 -خ. ت. ق.
قاضي واسط.
روى عَنْ: إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، والعوَّام بْن حَوْشَب، وفُضَيْل بْن غَزْوان، وعوف الأعرابيّ، وجماعة.
وعنه: أحمد، ومحمد بْن سلام البِيكَنْديّ، وزيد بْن الْحُرَيْشِ، ومحمد بْن إسماعيل الأَحمسيّ، ومحمد بْن إسماعيل الحسّانيّ، وآخرون.
وثّقه ابن مَعِين.
270- محمد بْن الحَسَن بْن أبي يزيد الهمَدانيّ الكوفيّ3 -ت.
نزيل واسط.
عَنْ: الأعمش، وثور بْن يزيد، وجعفر بْن محمد، وعمرو بْن قيس الملائيّ.
وعنه: أحمد بْن منيع، وشُرَيْح بْن يونس، والحسن بْن حمّاد، وعمرو بْن زُرارة، وجماعة.
__________
1 الوافي بالوفيات "2/ 334".
2 الجرح والتعديل "7/ 226"، والسير "9/ 303، 304".
3 الجرح والتعديل "7/ 225"، والتهذيب "9/ 120، 121".(13/192)
قَالَ النَّسَائيّ، وغيره: متروك.
وقال ابن مَعِين: كَانَ يكذب.
وقال غير واحد: ضعيف.
271- محمد بْن حمزة.
أبو وهْب الأسَديّ الرَّقَّيّ1، وَيُعْرَفُ بختن حبيب بن أبي مرزوق.
حدث عَنْ: الخليل بْن مُرّة، وجعفر بْن بُرْقان، وزيد بْن رُفَيع، والثَّوْريّ.
وعنه: بقيّة وهو مِن أقرانه، وداود بْن رُشيد، وسليمان بْن عُمَر الأقطع، وسعيد بْن يحيى الأمويّ، وموسى بْن أيّوب، وآخرون.
قَالَ أبو عَبْد الله بْن مَنْدَه: في حديثه مناكير.
272- محمد بْن حِمْيَر بْن أنيس السليحي الحمصي2 -خ. ن. ق.
وسليح بطن مِن قُضَاعة. يُكَنّى أبا عَبْد الله. وقيل: كنيته أبو عَبْد الحميد.
روى عَنْ: محمد بْن زياد الألهانيّ، وثابت بْن عَجْلان، وعَمْرو بْن قيس الكِنْديّ، والزُّبَيْديّ، إبراهيم بْن أَبِي عبلة، وطائفة.
وعنه: حطّان بْن عثمان، ومحمد بْن مُصَفَّى، وهشام بْن عمّار، وكثير بْن عُبَيْد، وأحمد بْن الفَرَج، وطائفة.
وقد حدَّث عَنْهُ مِن شيوخه عَبْد الله بْن لَهِيعة.
وثّقه دُحَيْم، ويحيى بْن مَعِين.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو حاتم: لا يُحْتَجّ بِهِ. بقيّة أحبُ إليّ منه.
وقال يعقوب الفَسَويّ: لَيْسَ بالقويّ.
قُلْتُ: انْفَرَدَ بِحَدِيثِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "7/ 236"، والميزان "3/ 529".
2 الجرح والتعديل "7/ 239"، والسير "9/ 234، 235".(13/193)
قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلا أَنْ يَمُوتَ" 1.
رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
قلت: مات في صَفَر سنة مائتين.
- محمد بْن خازم -ع- أبو معاوية2. سيأتي.
273- محمد بْن خَالِد بْن محمد الوَهْبيّ الكِنْديّ الحمصيّ3 -د. ت.
أخو أحمد بْن خَالِد.
روى عَنْ: إسماعيل بْن أبي خَالِد، وابن جُرَيج، وأبي حنيفة، وعبد العزيز بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز، وطائفة.
وعنه: محمد بْن مُصَفَّى، وعَمْرو بْن عثمان، وكثير بن عبيد، وعمر بْن أيّوب الحمصيّون.
قِيلَ: إنّه مات قبل بقيّة بقليل.
قَالَ أبو داود: لا بأس بِهِ.
274- محمد بْن خَالِد الْجَنَديّ الصَّنْعانيّ4 -ق.
مؤذّن الْجَنَد.
روى عَنْ: أبان بْن صالح، وعبد الصّمد بْن معقل، وشبل بْن عبّاد المكي.
وعنه: الشافعي، وزيد بن السكن، ومنصور بن البلخي العابد.
قال أبو الفتح الأزدي: منكر الحديث.
وقال الحاكم: مجهول.
قلت: هو صاحب ذاك الحديث المنكر: "لا مهديّ إلا عيسى بن مريم"5.
__________
1 "حديث حسن": أخرجه الطبراني "8/ 134"، في الكبير، وابن السني "120" في عمل اليوم والليلة.
2 ستأتي ترجمته في "الكنى".
3 انظر: الجرح والتعديل "7/ 243"، والتهذيب "9/ 143".
4 الميزان "3/ 535"، التهذيب "9/ 143-145".
5 "حديث باطل": أخرجه الحاكم "4/ 441"، والخطيب "4/ 221"، في تاريخ بغداد، وانظر الفوائد
المجموعة "51".(13/194)
275- محمد بْن ربيعة الكلابيّ الرّؤاسيّ الكوفيّ1 -4.
أبو عَبْد الله ابن عمّ وكيع.
روى عَنْ: الأعمش، وهشام بْن عُرْوة، وابن أَبِي خَالِد، وكامل أبي العلاء.
وعنه: أحمد بن حنبل، وابن معين، وزياد بن أيوب، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وأحمد بن حرب الطائي، والحسين بن محمد بن أبي معشر.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
276- مُحَمَّدُ بْنُ الزبرقان -خ. م. د. ن.
أبو همام الأهوازي2.
طوّف الأقاليم ولقي الكبار.
وحدّث عن: سليمان التَّيْميّ، وابن عَوْن، وموسى بْن عُقْبة، وثور بْن يزيد.
وعنه: زُهير بْن حرب، وخلاد بْن أسلم، وزيد بْن الحُرَيْش، وعبد الله بن محمد المسندي، وبندار، ومحمد بن المثنى، وآخرون.
وهو ثقة.
277- محمد بْن سعْد الأنصاريّ الأشهليّ الْمَدَنِيّ3.
نزل بغداد.
عَنْ: ابن عَجْلان، وغيره.
وعنه: محمد بْن عَبْد الله المخرميّ.
وثّقه ابن مَعِين.
وقال الْبُخَارِيّ: مات قبل المائتين.
279- محمد بن سعد المقدسي4.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "7/ 252"، والميزان "3/ 545".
2 انظر: الجرح والتعديل "7/ 260"، والتهذيب "9/ 166".
3 الجرح والتعديل "7/ 261"، والتهذيب "9/ 184".
4 الجرح والتعديل "7/ 262"، والميزان "3/ 560".(13/195)
عَنْ: ابن لَهِيعة، ورُديح بْن عطيّة.
وعنه: صَفْوان بْن صالح.
قَالَ أبو حاتم: مجهول.
قلت: لَيْسَ ذِكر هذا مِن شرط كتابنا.
279- مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبَانٍ الأُمَوِيُّ الْكُوفِيُّ1.
حدَّث ببغداد عَنْ: عَبْد المُلْك بْن عُمير، وأبي إِسْحَاق الشيباني؛ وكان مصاحبًا للدولة، فَقَلّ مِن كتب عَنْهُ.
روى عَنْهُ: ابن أخيه سَعِيد بْن يحيى، وله عدّة إخوة.
قَالَ يحيى بْن سَعِيد، وغيره: مات سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة عَنْ إحدى وثمانين سنة.
280- محمد بْن سَلَمَةَ الحراني2 -ت. م.
أبو عبد الله محدّث حَرَّان.
روى عَنْ: خاله أَبِي عَبْد الرحيم خَالِد بْن أبي يزيد، وعن ابن عَجْلان، وابن إِسْحَاق، وخصيف، وهشام بْن حسّان.
وعنه: النُّفَيْليّ، وأحمد بْن حنبل، ومحمد بْن الصّبّاح الْجَرجرائيّ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةٌ، فاضلا.
تُوُفّي في آخر سنة إحدى وتسعين.
وقال النُّفَيْليّ: مات في أول سنة اثنتين وتسعين ومائة.
281- محمدُ بنُ شُجاع بْن نَبْهان المَرُّوذِيّ3.
عَنْ: حسن المعلّم، وزيد العَمّيّ، وأبي هارون العبْديّ.
وعنه: عيسى غُنْجار، ونُعَيْم بْن حماد، وهدبة بن عبد الوهاب، وغيرهم.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 264"، والثقات لابن حبان "7/ 426".
2 انظر: الجرح والتعديل "7/ 276"، السير "9/ 49".
3 الجرح والتعديل "7/ 286"، التهذيب "9/ 219".(13/196)
قَالَ الْبُخَارِيّ: سكتوا عَنْهُ.
وقال ابن المبارك: لَيْسَ بشيء.
وقال غير واحد: متروك.
288- محمد بْن شُعيب بْن شابور1. 4.
أبو عَبْد الله الدّمشقيّ، أحد علماء الحديث؛ مِن موالي بْني أُمَيَّة.
سكن بيروت.
روى عَنْ: عُرْوة بْن رُوَيْم، ويحيى بْن الحارث الذَّماريَّ، ويحيى بْن أبي عمرو السيباني، وعثمان بْن أَبِي العاتكة، والأوزاعي، وعبد الرَّحْمَن بْن حسّان الكِنانيّ، وشَيْبان النَّحْويّ، وعمر مولى عَفْرة، ويزيد بْن أَبِي مريم السّاميّ، وَقُرَّةَ بْن جبريل، وعَمرو بْن الحارث الْمَصْرِيّ، وطائفة.
وعنه: سليمان ابن بِنْت شُرَحْبيل، ودُحَيْم، وكثير بْن عُبَيْد، ومحمد بْن مُصَفَّى، ومحمد بْن هاشم البعليّ، ومحمود بْن خَالِد السُّلَميّ، وخلْق سواهم.
وثَّقه دُحَيْم.
وقال أحمد: ما أرى بِهِ بأسًا. كَانَ رجلا عاقلا.
وقال أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَرْضًا عَنْ يحيى الذَّماريَّ، وكان يفتي في مجلس الأوزاعيّ.
قَالَ ابن مُصَفَّى: مات سنة تسعٍ وتسعين ومائة.
وقال هشام بْن عمّار: سنة ثمانٍ.
وقال دُحَيْم: سنة مائتين.
283- محمد بْن طلحة بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن طلحة التَّيْميّ الْقُرَشِيّ المدنيّ2.
أبو عَبْد الله، ويقال لَهُ ابن الطَّوِيلِ.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 286"، السير "9/ 376-378".
2 انظر: الجرح والتعديل "7/ 292"، والتهذيب "9/ 237".(13/197)
يروي عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن ساعدة، وأبي شُمَيْلٍ نافع بْن مالك، وعبد الله بْن مُسْلِم بْن جندب.
وعنه: الحُمَيْديّ، وعليّ بْن المَدِينيّ، ودُحَيْم، وأحمد بْن صالح الْمَصْرِيّ.
قَالَ أبو حاتم: محلُّه الصَّدق يُحْتَجّ بِهِ.
وذكره ابن حِبّان في "الثَّقات"، ولكنّه غلط في تاريخ موته حيث قَالَ: تُوُفّي سنة ثمانين ومائة.
284- محمد بْن عَبْد الله الكوفيّ1.
المقرئ. لقبُه داهرْ.
سكن الرَّيّ، وحدَّث عَنْ: ليث بْن أَبِي سُلَيْم، وعَمْرو بْن شَمِر، والأعمش.
وعنه: ابنه عَبْد الله بْن داهر، ومحمد بْن عَمْرو زُنَيْج، ومحمد بْن حُمَيْد.
لَهُ مناكير. تكلّم فيه أبو حاتم.
285- محمد بْن عَبْد الله بْن رزين2.
الشّاعر المشهور، الملقَّب بأبي الشّيص، وهو ابن عمّ دِعْبِل الخُزَاعيّ الشّاعر.
وهو صاحب تيك القصيدة التي أوّلها:
أبقى الزمانُ بِهِ نُدوبَ عِضَاضِ ... ورمى سوادَ قرونهِ ببياضِ
286- محمد بْن عيسى المَرْوَزِيّ3.
رحل وسمع مِن: ثور بْن يزيد، وهمّام بْن يحيى، وابن عَوْن، وشعبة، وعبد الملك بن أبي سليمان، وطبقتهم.
وعنه: حامد بْن آدم، ومحمد بْن عَبْدُوَيْه، ومحمد بْن تميم، وغيرهم.
ذكره محمد بْن حمدويه.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 310"، الميزان "3/ 603".
2 انظر: وفيات الأعيان "6/ 207"، الوافي بالوفيات "3/ 302".
3 أحد علماء مرو المستورون.(13/198)
287- محمد بْن عثمان بْن صَفْوان الْجُمَحيّ1 -ق.
عَنْ: حُمَيْد الأعرج، وهشام بْن عُرْوة.
وعنه: الحُمَيْديّ، ونُعَيْم بْن حمّاد، ومحمد بْن مقاتل المروزي، ومحمد بن مهران الحمال.
ضعّفه أبو حاتم.
288- محمد بْن أَبِي عَدِيّ السُّلَميّ2 -ع.
مولاهم البصْريّ الحافظ. يُكَنَّى أبا عَمْرو.
وقيل: هُوَ محمد بْن إبراهيم بْن أَبِي عَدِيّ، وقيل: أبو عَدِيّ هُوَ إبراهيم.
روى عن: حُمَيْد الطّويل، وابن عَوْن، وداود بْن أَبِي هند، وعوف الأعرابيّ، وحُسين المعلّم، وعدّة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، والفلاس، والحسن بن محمد الزعفراني، وبندار، ومحمد بْن المُثَنَّى، وجماعة.
وثّقه أبو حاتم، وغيره.
مات سنة أربعٍ وتسعين ومائة.
289- محمد بن عيسى بن القاسم ابن سُميع الأُمويّ3 -د. ن. ق.
مولاهم الدّمشقيّ المحدَّث.
عَنْ: حُمَيْد الطّويل، وهشام بْن عُرْوة، والأوزاعي، وغيرهم.
وعنه: هشام بْن عمّار ووثّقه، وهارون بْن محمد بْن بكّار، والعبّاس بْن الوليد الخلال، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: لا يُحْتَجّ بِهِ.
وذكره ابن عَدِيّ في الكامل وقال: لا بأس به.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 24، 25"، والتهذيب "9/ 337".
2 الجرح والتعديل "7/ 186"، والسير "9/ 220، 221".
3 انظر: الميزان "3/ 677"، والتهذيب "2/ 198".(13/199)
290- محمد بْن عيسى الوابشيّ1.
عَنْ: شَرِيك القاضي، وابن الأحْوَص، ووالده.
وعنه: يزيد بْن عَبْد الرَّحْمَن المفتي، وشهاب بْن عبّاد، وأحمد بْن إبراهيم الدَّوْرقيّ، وآخرون.
صُوَيْلح.
- محمد بْن الفضل بْن عطيّة.
قد ذُكِر.
291- محمد بْن فُضَيْل بن غزوان2 -ع.
أبو عبد الرحمن الضبي، مولاهم الكوفيّ الحافظ.
عَنْ: أَبِيهِ، وإبراهيم الهَجَريّ، وبيان بن بشر، وحبيب بْن أَبِي عَمْرة، وعاصم الأحول، وحُصين بْن عبد الرَّحْمَن، وعمارة بْن القَعْقاع، وخلْق كثير.
وعنه: أحمد، وإسحاق، وأحمد بْن بُدَيل، وعليّ بْن حرب، وأخوه أحمد بْن حرب، وأحمد بن سنان القطان، والحسن بْن عَرَفَة، والأشجّ، وأبو كُرَيْب، وأبو حفص الفلاس، وأحمد بْن عَبْد الجبّار العُطَارِديّ، وخلْق كثير.
وكان مِن أجلاس3 الحديث.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعيِنٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: حسن الحديث شيعيّ.
وقال أبو داود: كَانَ شيعيًا منحرفًا.
قلت: إنّما كَانَ متواليًا فقط، مبجِلا للشيخين، وقد قرأ القرآن عَلَى حمزة. ودخل عَلَى منصور بْن المعتمر فوجده مريضًا، فسماعاته مِن هذا الوقت.
قَالَ ابن سعْد: بعضهم لا يحتج به.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 37".
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 57، 58"، السير "9/ 173-175".
3 أجلاس: المرتفع من كل شيءٍ.(13/200)
وكان أبو الأحوص يَقُولُ: أنشدُ الله رجلا يجالس محمد بْن فُضَيْل، وعَمْرو بْن ثابت أن يُجالسنا.
وقال يحيى الحِمّانيّ: سَمِعْتُ فُضَيْل أو حدّثت عَنْهُ، قَالَ: ضربتُ أَبِي البارحَة إلى الصّبّاح أن يترحَّم عَلَى عثمان -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فأبى عليّ.
وقال الحَسَن بْن عيسى بْن ماسرجس: سألتُ ابن المبارك عَنْ أسباط وابن فُضَيْل، فسكت. فلما كان بعد ثلاثة أيام قَالَ: يا حسن صاحبيك لا أرى أصحابنا يرضونهما.
قلتُ: مات سنة خمسٍ وتسعين ومائة.
وقيل: سنة أربعٍ.
292- محمد بْن فليح بن سليمان1 -خ. ن. ق.
أبو عبد الله المدني.
عَنْ: أَبِيهِ، وموسى بْن عُقْبة، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وجماعة.
وعنه: إبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وهارون بْن موسى الفرّاء، ومحمد بْن إِسْحَاق المسْلي.
قَالَ أبو حاتم: ما بِهِ بأس، لَيْسَ بذاك القويّ.
وروى مُعَاوِيَة بْن صالح، عَن يحيى بْن مَعِين قَالَ: لَيْسَ بثقة ولا ابنه.
وقال العُقَيْليّ: لا يُتَابع عَلَى بعض حديثه.
قلت: كثير مِن الثَّقات قد تفردوا، فيصحّ أن يقال فيهم: لا يُتابَعُون عَلَى بعض حديثهم.
قَالَ الْبُخَارِيّ: مات سنة سبعٍ وتسعين ومائة.
293- محمد بْن القاسم الأسَديّ الكوفيّ2 -ت.
عَنْ: ثور بْن يزيد، وجعفر بْن محمد بْن برقان، وموسى بن عبيدة، والأوزاعي.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 59"، والتهذيب "9/ 406، 407".
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 65"، والتهذيب "9/ 407، 408".(13/201)
وعنه: إبراهيم بْن موسى الفرّاء، والحسين بْن عيسى البَسْطاميّ، وعُبَيْد بْن يَعِيش، ومحمد بْن مَعْمَر البحرانيّ، وجماعة.
ضعّفه أحمد، وابن عديّ.
وكنّاه العُقَيْليّ أبا إبراهيم وقال: لا يتابع عَلَى حديثه.
وقال أحمد أيضًا: أحاديثه أحاديث سوءٍ، موضوعة.
وقال الْبُخَارِيّ: مات سنة سبعٍ ومائتين، يُعَرف ويُنْكر.
294- محمد بْن مروان العُقَيْليّ1 -ت.
أبو بكر.
شيخ بصْريّ يُعرف بالعِجْليّ.
لَهُ عَنْ: سَعِيد المَقْبُريّ إنْ صحّ، وعن: داود بْن أَبِي هند، وعَمْرو بْن قيس المُلائيّ، وهشام بْن حسّان.
وعنه: يعقوب، وأحمد ابنا الدَّوْرقيّ، والفلاس، ونصر بْن عليّ، ويحيى بْن مَعِين، وطائفة.
صدوق.
295- محمد بْن معن الغِفاريّ المدنيّ2 -خ. د. ت. ق.
عَنْ: جَدّه محمد بْن معن بْن نضلة، وعن أَبِيهِ، وربيعة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن، ويحيى بْن سَعِيد، وداود بْن خالد.
وعنه: ابن المَدِينيّ، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وأبو مُصْعَب، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وجماعة.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 85، 86"، والتهذيب "9/ 435".
2 الجرح والتعديل "8/ 99، 100"، والتهذيب "9/ 468".(13/202)
296- محمد بْن ميمون الزَّعْفرانيّ الكوفيّ المفلوج1 -د.
عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وحنظلة بْن أَبِي سُفْيان.
وعنه: إبراهيم بْن موسى الفرّاء، وأبو كُرَيْب، ويعقوب الدَّوْرقيّ.
وثّقه أبو داود، وغيره.
ووهّاه ابن حِبّان.
297- محمد الأمين2.
أمير المؤمنين، أبو عبد الله بْن الرشيد هارون بْنُ الْمَهْدِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَنْصُورِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيُّ العباسيّ البغداديّ.
كَانَ وُلّي عهد أَبِيهِ، فولي الخلافة بعد موت أَبِيهِ. وكان مِن أحسن الشباب صورة، أبيض، طويلا، جميلا، ذا قوّة مُفْرِطة وبطْش وشجاعة معروفة، وفصاحة، وأدب، وفضيلة، وبلاغًا.
لكن كَانَ يسيء التدبير، كثير التبذير، ضعيف الرأي، أرعن، لا يصلُح للإمارة.
ومن شدّته قِيلَ إنّه قتل مرّةً أسدًا بيديه، وهذا شيء عجيب.
وَوَرَد أنّه كتب بخطّهِ رُقعة إلى طاهر بْن الحسين فيها: يا طاهر، ما قام لنا منذ قمنا قائم بحقّنا، فكان جزاؤه عندنا إلا السيف، فانظر لنفسك أو دَعْ.
قَالَ: فلم يزل طاهر يتبيّن موقع الرُّقعة منه.
قلت: وكان طاهر قد انتُدب لحربه مِن جهة أخيه المأمون، فكتب لَهُ هذه الورقة، وهي غاية في التخذيل، لأنه لوّح فيها بأبي مُسْلِم وأمثاله الذين بذلوا نفوسهم في النُّصْحِ، فكان مآلُهُم إلى القتل.
قَالَ المسعوديّ: إلى وقتنا هذا، ما وُلّي الخلافة هاشميّ ابن هاشميّة، سوى عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب -رَضِيَ اللَّهُ عَنْه- ومحمد بن زبيدة، يعني الأمين.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 80، 81"، والتهذيب "9/ 485".
2 تاريخ بغداد "3/ 336، 342"، السير "9/ 334، 339".(13/203)
وقد مرّ في الحديث دولة الأمين وحروبه وما صار إِليْهِ.
وكنّاه بعضهم أبا موسى.
عاش سبْعًا وعشرين سنة. وآخر أمره خُلِع ثمّ أُسِر وقُتِل صبرًا في المحرَّم سنة ثمانٍ وتسعين ومائة بظاهر بغداد، وطيف برأسه.
الصُّوليّ: ثنا أبو العَيناء: حدَّثني محمد بْن عَمْرو الرُّوميّ قَالَ: خرج كوثر خادم الأمين ليرى الحرب فأصابته رجمة في وجهه، فجلس يبكي، وجعل الأمين يمسح الدم عَنْ وجهه ثمّ قَالَ:
ضربوا قُرَّةَ عيني ... مِن أجلي ضربوه
أخذ الله لقلبي ... مِن أناسٍ احرقوه
قَالَ: ولم يؤاته طبعه لزيادة، فأحضر عَبْد الله بْن أيّوب التَّيْميّ الشّاعر، وقال لَهُ: قلَّ عليهما. فقال:
ما لمن أهوى شَبيهُ ... فَبِهِ الدنيا تتيهُ
وَصْلُهُ حلوٌ ولكن ... هجرهُ مرٌّ كريهُ
مَنْ رَأَى الناسُ لَهُ ... فضلا عليهم حسدوه
مثل ما حسد القا ... ئم بالمُلْك أَخُوهُ
فقال الأمين: أحسنَت والله. بحياتي يا عبّاسيّ، أنظر، فإنْ كَانَ جاء عَلَى ظهرٍ فأوقره لَهُ، وإن كَانَ جاء في زورق فأوقره له.
قال: فأوقر له ثلاثة أبغال دراهم.
وقيل: إنّ سليمان بْن منصور رفع إلى الأمين أنّ أبا نواس هجاه، فقال: يا عمّ، أأقتله بعد قوله:
أهدي الثَّناء إلى الأمينِ محمدٍ ... ما بعده بتجارةٍ متربَّصُ
صَدَقَ الثَّناءُ عَلَى الأمين محمدٍ ... ومِن الثناء تكذّبٌ وتخرُّصُ
قد يَنْقُصُ البدرُ المنيرُ إذا اسْتَوَى ... وبهاءُ نورِ محمدٍ ما ينقُصُ
وإذا بُنوا المنصورِ عُدّ حَصَاهُم ... فمحمدٌ ياقوتُها المتخلّص(13/204)
فغضب سليمان، فقال الأمين: فكيف يا عمّ أعمل بقوله، ثمّ أنشده أبياتًا أخَر، ثمّ أبياتًا، ثمّ أرضى سليمان بحبْس أَبِي نُواس.
وكانت خلافته أربع سنين وأيامًا.
298- مَخْلَد بْن الحسين1 -ن. م. س.
أبو محمد الأزدي المهلبي البصري، نزيل المصَّيصة. وكان أحد أوعية العِلْم.
روى عَنْ: موسى بْن عُقْبة، وهشام بْن حسّان، ويونس الأَيْليّ، والأوزاعي، وعدة.
وعنه: حجاج الأعور، والحسن بن الربيع البوراني، وأبو صالح محبوب الفراء، والمسيب بن واضح، وموسى بن أيوب النصيبي، وجماعة.
قال أحمد العجلي: ثقة، رجل صالح عاقل.
وقال أبو داود: كان أعقل أهل زمانه.
وروي أنّ هارون الرشيد قَالَ لَهُ: ما قرابة بينك وبين هشام بْن حسّان؟ قَالَ: هُوَ والد إخوتي، يعني لم يَقُلْ زوج أمّي.
قَالَ سُنيد بْن داود: سَمِعْتُ مَخْلَد بْن الحسين يَقُولُ: ما ندب الله العباد إلى شيء إلا اعترض فيه إبليس بأمرين، ما يبالي بأيّهما أُظْفِر: إمّا غُلُوٌّ فيه، وإمّا تقصيرٌ عَنْهُ.
مات مَخْلَد سنة إحدى وتسعين ومائة.
وعن بعضهم أنّه تُوُفّي سنة ستٌّ وتسعين ومائة.
299- مَخْلَد بْن يزيد الحراني2 -خ. م. د. ن. ق.
عَنْ: يحيى بْن سَعِيد الأنصاريّ، وابن جُرَيْج، وجعفر بْن بُرْقان، وحنظلة بْن أبي سُفْيان، والأوزاعي.
وعنه: أحمد، وإسحاق، وابنا أَبِي شَيبة، وابن نُمَير، ومحمد بْن سلام البيكندي، وآخرون.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 347"، السير "9/ 236".
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 347"، والتهذيب "10/ 77".(13/205)
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
قلت: مُجْمَعٌ عَلَى ثقته.
مات سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة.
300- مُرَجّي بن وداع الراسبيّ البصْريّ1.
عَنْ: عطاء السُّلَميّ الزّاهد، وغالب القطّان، وأيّوب بْن وائل، وجماعة.
وعنه: سيَّار بْن حاتم، وعارم، وأحمد بْن حنبل، وعليّ بْن الحسين الدَّرهميّ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وقال ابن مَعِين: ضعيف.
301- مروان بْن معاوية بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسْمَاءَ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ عُيَيْنَة بْن حصن الفَزَاري2 الحافظ -ع.
أبو عبد الله الكوفي نزيل مكّة، ثمّ دمشق. وهو ابن عم الإمام أَبِي إِسْحَاق الفَزَاريّ.
روى عَنْ: حُمَيْد الطّويل، وعاصم الأحول، وابن أَبِي خَالِد، وأبي مالك سعْد بْن طارق الأشجعيّ، ومحمد بْن سُوقة، وموسى الْجُهَنّي، وخلْق كثير فيهم عدد من المجاهيل، فإنه كان طلابة للحديث، يكتب عَنْ كل واحد.
روى عَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وإسحاق، وابن خَيْثَمَة، والحسين بْن حُرَيْث، والحسن بْن عَرَفَة، ودُحَيْم، وأبو كُرَيْب، ومحمد بْن هشام بْن ملاس، وأُمم سواهم.
قَالَ أحْمَد بْن حنبل: ثَبْت حافظ، كَانَ يحفظ حديثه كله.
وقال ابن المديني: ثقة فيما روى عن المعروفين.
وقال غيره: أكثر عَنِ المجهولين، فينبغي أن يُتَأمّل حال شيوخه، وهو في نفسه ثقة.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 412، 413"، والميزان "7/ 87".
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 272، 273"، والسير "9/ 51-53".(13/206)
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: كَانَ يلتقط الشيوخ مِن السَّكك.
وقال يحيى بْن مَعِين: وجدت عند مروان بخطّه: وكيع رافضيّ. فقلت لَهُ: وكيع خيرٌ منك. فسبَّني.
وقيل: كَانَ مروان فقيرًا مُعِيلا، كَانَ الناس يَبُرُّونه.
قِيلَ: مات فجأة في عشر ذي الحجّة سنة ثلاث وتسعين ومائة.
302- مُزاحم بْن زُفَر التَّيْميّ الكوفيّ1.
أخو عثمان بْن زُفَر.
روى عَنْ: فِطْر بْن خليفة، وشُعْبَة، وأيّوب بْن خُوط.
وعنه: أبو مُسْهِر، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وهارون بْن موسى، وأبو الربيع الزّهْرانيّ.
وكان من أشراف أهل الكوفة.
حدَّث بدمشق، ولا رواية لَهُ في الكُتُب السّتّة.
وقد وثّقه ابن حِبّان.
وله سَميٌّ وهو: مزاحم بْن زُفَر.
مِن طبقة صغار التابعين، قد ذُكِر.
303- مَسْعَدة بْن اليَسَع الباهليّ البصْريّ2.
أحد الضعفاء.
عَنْ: بَهْز بْن حكيم، وجعفر بْن محمد، ومحمد بْن حُمَيْد.
وعنه: عُمَر بْن حفص، والحسن بْن عَرَفَة، وأحمد بْن أَبِي الحواريّ، ومُغيرة بْن أحمد، ومحمد بْن وزير الواسطيّ.
قَالَ أحْمَد بْن حنبل: خرقنا حديثه مِن دهرٍ.
__________
1 التهذيب "10/ 100، 101".
2 الجرح والتعديل "8/ 370، 371"، والميزان "4/ 98، 99".(13/207)
روى ذَلِكَ الْبُخَارِيّ عَنْ أحمد.
وقال أبو حاتم: يكذب عَلَى جعفر بْن محمد.
وكذا كذّبه أبو داود، ومحمد بْن وزير.
نَا مَسْعَدَةُ بْنُ الْيَسَعَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَسَا عَلِيًّا عِمَامَةً يُقَالُ لَهَا السَّحَابُ، فَأَقْبَلَ وَهِيَ عَلَيْهِ، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلامُ: "هَا عَلِيٌّ قَدْ أَقْبَلَ فِي السَّحَابِ"1. قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: قَالَ أَبِي: فَحَرَّفَهَا هَؤُلاءِ وَقَالُوا: عَلِيٌّ فِي السَّحَابِ.
304- مسكين بْن بكير الحراني الحذاء -ع.
أبو عبد الرحمن.
عَنْ: ثابت بْن عَجْلان، وأرطأة بْن المنذر، وجعفر بْن بُرْقان، والأوزاعيّ، وشُعْبَة.
وعنه: العُقَيْليّ، وأحمد بْن حنبل، وأحمد بْن شُعيب الحرّانيّ، وولده الحَسَن بْن أحمد، ومحمد بْن وهْب بْن أبي كريمة، وموسى بْن أيّوب النَّصيبيّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ، صالح الحديث.
وقال غير واحد: صدوق.
وقيل: لَهُ عَنْ شُعْبَة ما يُنكر.
وقال أبو أحمد الحاكم: لَهُ مناكير كثيرة، كذا قَالَ.
قِيلَ: مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.
305- مُسْلِم بْن الوليد.
صريع الغّواني3، شاعر.
مولى الأنصار أبو الوليد. أحد فُحُولِ الشُّعَراء. مدح الرشيد وآل برمك، وسار شعره.
__________
1 "حديث موضوع": أخرجه ابن عدي "6/ 2386" في الكامل للضعفاء.
2 الجرح والتعديل "8/ 329"، والسير "9/ 209".
3 انظر: الأغاني "19/ 31-72"، السير "9/ 323، 324".(13/208)
ويُقال إنّ الرشيد هُوَ الَّذِي لقّبه بصريع الغواني لقوله:
أديرا عليّ الكأسَ لا تَشْربا قبلي ... ولا تَطْلُبا مِن عند قاتلتي ذَحْلي
هَلِ العيشُ إلا أن تَرُوح مَعَ الصَّبا ... وَتَغْدُو صريعَ الكأس والأَعْيُنِ النُّجْلِ1
وهو القائل:
أرادو لِيُخْفُوا قبره عَنْ عدوّهِ ... فطِيبُ تُرابِ القبرِ دلّ عَلَى القبرِ2
ومن هجائه ما قَزَع:
أمّا الهجاءُ فَدَقَّ عِرضك دونَه ... والمدحُ فيك كما علمتَ قليلُ
فاذْهَبْ فأنت طليقُ عِرْضك إنّه ... عرضُ عَزَزْتَ بِهِ وأنت ذليلُ
قَالَ الخطيب: ومسلم بْن الوليد كوفيّ نزل بغداد، وكان مدّاحًا مفوَّهًا بليغًا.
قَالَ بعضهم: لمسلم ثلاثة أبيات: أرثَى بيت، وأمدح بيت، وأهجي بيت.
فالأول: أرادوا ليُخْفُوا قبَره.
والبيت الثاني، وهو أمدح بيت، قوله:
يجود بالنَّفسِ إذ ضنّ البخيلُ بها ... والْجُودُ بالنَّفس أقصى غايةِ الْجُود
والثالث قوله:
قَبُحَتْ مَنَاظِرُهُ، فحِين خبْرتُهُ ... حُسنَتْ مَنَاظِرُهُ لقُبْح المُخبرِ
وله في الشّيب:
أكره شَيْبيْ وآسَى أن يُزَايِلَني ... أعجبُ بشيءٍ عَلَى البغضاء مودودِ
وله يمدح يزيد بْن مَزْيَد الشَّيْبانيّ مِن قصيدة:
يكسو السُّيُوفَ نفوس النّاكثين بها ... ويجعل الهام تِيجان القنا الُّذبُل
إذا انتضى سيفَه كانت مسالكُهُ ... مسالكَ الموت في الأبدان والقلل
__________
1 تاريخ بغداد "13/ 97".
2 السابق.(13/209)
كالّليث إنْ هجَّهُ فالموتُ راحتُهُ ... لا يستريح إلى الأيّام والدُّوَلِ
قد عوَّد الطَّيْرَ عاداتٍ وثِقْنَ بها ... فهنَّ يَصْحَبْنَه في كلّ مُرْتحَلِ
لله مِن هاشمٍ في أرضه جبلُ ... وأنت وابنُك رُكْنا ذَلِكَ الجبلِ1
وله في جعفر البرمكيّ:
كأنّه قمر أو ضيغمٌ هصرٌ ... أو حيّةٌ ذكرٌ أو عارضٌ هَطِلُ
لا يضحك الدَّهر إلا حين تسألُه ... ولا يُعبَّسُ إلا حين لا يُسَلُ
306- مسروح. أبو شهاب الكوفيّ2.
عَنْ: الحَسَن بْن عُمارة، وسُفيان الثَّوْريّ، وعَمْرو بْن خَالِد.
وعنه: يزيد بْن مَوْهب الرَّمليّ، وعمر بْن زُرَارة الحَدَثيّ.
قَالَ أبو أحمد الحاكم: لَيْسَ حديثه بالقائم.
307- مَسْلَمة بْن يعقوب بْن مَسْلَمة بْن عَبْد المُلْك بْن مروان الأُمويّ3.
أحد أشراف الشاميّين. كَانَ أحد مِن خرج عَلَى الدّولة العباسية.
وذلك أنّ أبا العُميطر الأُمويّ السُّفْيانيّ لمّا ظهر وغلب عَلَى دمشق في سنة خمسٍ وتسعين ومائة، وبعدها تمكّن مَسْلَمة هذا مِن الأمور، وعمل عَلَى أَبِي العُميطر وقبض عَليْهِ، لأنّ أبا العُميطر كَانَ شيخًا كبيرًا، فقيّده ودعا لنفسه وبايعوه. ثمّ قام عَليْهِ محمد بْن صالح بْن بَيْهس الكلابيّ أمير العرب، فأخذ منه دمشق. فبادر مَسْلَمة وفَكّ قيد أَبِي العُميطر، وخرجا هاربَيْن بزيّ النَّساء إلى المِزّة.
ثمّ إنّ مسلمة جاءه الموت بالمِزّة، فصلّي عَليْهِ أبو العُميطر، ثمّ مات بعده بقليل، وعَمّوا قبَره لئلا يُنبش، وذلك في حدود المائتين.
308- مُسْهِر بْن عَبْد المُلْك بْن سَلَع الهمَدانيّ الكوفيّ4.
__________
1 الأغاني "19/ 35-40".
2 لم نقف عليه.
3 انظر: الجرح والتعديل "8/ 410"، والتهذيب "10/ 149".(13/210)
روى عَنْ: أَبِيهِ، وعن: الأعمش، وعيسى بْن عُمَر القارئ.
وعنه: إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، والحسن بْن عليّ الحلوانيّ، ومحمد بْن عَبْد الله المخرميّ، وجماعة.
قَالَ الْبُخَارِيّ: فيه بعض النظر.
309- مطرف بن مازن1.
قاضي صنعاء.
روى عَنْ: ابن جُرَيج، ومَعْمَر.
وعنه: الشافعيّ، وداود بْن رشيد.
وكان من الأخيار الصُّلحاء، لكنّه واهٍ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كذاب.
وأسقطه ابن حِبّان، وضعّفه آخرون.
وأما أبو أحمد بْن عَدِيّ فقال: لم أر لَهُ شيئًا مُنْكَرا.
وسمعتُ عُمَر بْن سِنان: نا حاجب بْن سليمان قَالَ: كَانَ مطرَّف بْن مازن قاضي صنعاء، وكان رجلا صالحًا، فأتاه رجلٌ وقال: حلفتُ بطلاق امرأتي ثلاثًا أنّي أخرا عَلَى رأسك. فقام ودخل ووضع عَلَى رأسه منديلا، ثمّ قَالَ للرجل: اصعد واقلل، أو كما قَالَ.
310- مُطَهَّرُ بنُ الهيثم الطّائيّ البصْريّ2 -ق.
روى عَنْ: عَلْقَمة بْن أَبِي حمزة الضُّبَعيّ، وموسى بْن عليّ بْن رباح.
وعنه: عَبّاد بْن الوليد الغُبْريّ، ومحمد بْن المُثَنَّى، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بن منصور كزبران، وجماعة.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 314"، والميزان "4/ 125، 126".
2 الجرح والتعديل "8/ 396"، والميزان "4/ 129".(13/211)
قَالَ ابن حِبّان: مُنْكَر الحديث.
وقال ابن يونس: متروك.
311- مُعَاذ بْن مُعَاذ بْن نصر بن حسان -ع.
الإمام أبو المثنى العنبري التيمي البصري الحافظ، قاضي البصرة1.
روى عَنْ: حُمَيْد، وسليمان التَّيْميّ، وابن عَوْن، وبَهْز بْن حكيم، وعوف، ومحمد بْن عَمْرو، وشُعْبَة، وآخرون.
وعنه: ابناه عُبَيْد الله والمثني، وأحمد، وإسحاق، وبُنْدار، وإسحاق بْن موسى، وعبد الله بْن هاشم الطّوسيّ، وسَعدان بْن نصر، وخلْق كثير.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: إِلَيْهِ الْمُنْتَهَى فِي التَّثَبُّت بالبصرة. ما رأينا أحدًا أعقل منه.
وقال يحيى بْن سَعِيد القطّان: ما بالبصرة ولا بالكوفة ولا بالحجاز أثبت مِن مُعَاذ بْن مُعَاذ.
قلت: كَانَ مِن أقران القطّان.
قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ، وأبو حاتم: ثقة.
قلت: يحيى القطّان أسنّ منه بشهرين.
قَالَ أحمد بْن حنبل: ولد مُعَاذ بْن مُعَاذ سنة ستٌّ عشرة ومائة.
وقال المدائني: كان جده نصر واليًا لخالد القسر بإصْطَخْر، ومُعَاذ بْن نصر مات في حياة نصر سنة تسع عشرة ومائة.
قلت: مات مُعَاذ بْن مُعَاذ في ربيع الآخر سنة ستٌّ وتسعين ومائة.
312- مُعَاذ بْن هشام بْن أبي عبد الله الدستوائي2 -ع.
البصري الحافظ.
__________
1 انظر: تاريخ بغداد "3/ 131، 134"، السير "9/ 54-57".
2 الجرح والتعديل "8/ 294، 250"، والسير "9/ 372-374".(13/212)
عَنْ: أَبِيهِ، وابن عَوْن، وأشعث بْن عَبْد المُلْك، وغيرهم.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وإسحاق، وبُنْدار، وابن المَدِينيّ، ومحمد بْن إسماعيل بْن أَبِي سُمَينة، وعمرو الفلاس، وأبو سَعِيد الأشجّ، ومحمد بْن المُثَنَّى، وإسحاق الكَوْسج، ويزيد بْن سِنان البصْريّ، وجماعة.
قَالَ ابن عَدِيّ: ربّما يغلط وأرجو أنّه صدوق.
وروى عبّاس، عَنِ ابن مَعِين: صَدُوق، وليس بحجّة.
وقال عَبَّاس بْن عَبْد العظيم الحافظ: كَانَ عنده، عَنْ أَبِيه، عشرة آلاف حديث.
قلت: وفاته في ربيع الآخر سنة مائتين.
313- معروف الكَرْخيّ1.
هُوَ زاهد العراق، وشيخ الوقت.
أبو محفوظ معروف بْن الفَيْرزان، وقيل ابن فَيْروز، مِن أهل كرْخ بغداد.
وقيل: كنيته أبو الحَسَن.
وكان أَبُوهُ مِن أعمال واسط مِن الصّابئة.
وعن أَبِي عليّ الدّقّاق قَالَ: كَانَ أبواه نَصْرانيّين فاسلماه إلى مؤدّب نَصرانيّ، فكان يَقُولُ لَهُ: قل ثالث ثلاثة، فيقول معروف: بل هُوَ الواحد. فيضربه. فهرب، فكان أبواه يقولان: ليته رجع. ثمّ أسلم أبواه2.
وذكر السُّلَميّ أن معرومًا داود الطّائيّ ولم يصحّ.
أَنْبَأَنَا الْمُسْلِمُ بْنُ عِلانَ، وَمُؤَمَّلٌ الْبَالِسِيُّ قَالا: أَنَا الْكِنْدِيُّ، أَنَا الشَّيْبَانِيُّ، أَنَا الْخَطِيبُ، أَنَا ابْنُ رِزْقٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أَنَا مَعْرُوفٌ الْكَرْخِيُّ: حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَوْ أَدْرَكْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا سَأَلْتُ اللَّهَ إِلا العفو والعافية3.
__________
1 انظر: الحلية "8/ 360"، والسير "9/ 339-345".
2 صفة الصفوة "2/ 318، 319".
3 "صحيح مرفوع، ضعيف موقوف": أخرجه الترمذي "3743" وابن ماجه "3850"، وأحمد "6/ 183"، والحاكم "1/ 530" مرفوعًا، وهو صحيح.
وأخرجه الخطيب "3/ 199" موقوفًا، وسنده ضعيف، فيه عنعنة الحسن البصري، وهو من المدلسين، وابن صبيح من الضعفاء.(13/213)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ، أَنَا الْبَهَاءُ عَبْد الرَّحْمَن بْن إبراهيم، أنا تجنّي الوَهْبانيّة، أنا الحسين بْن طلحة، أَنَا أبو الحَسَن بْن رزقوْية، أَنَا إسماعيل الصَّفّار، نا زكريّا بْن يحيى بْن أسد المَرْوَزِيّ، ثنا معروف الكَرْخيّ قَالَ: قَالَ بَكْر بْن خُنَيْس: إن في جهنم لواديا تتعوذ جهنم من ذَلِكَ الوادي كل يوم سبع مرات. وإنّ في الوادي لَجُبًّا يتعوّذ الوادي وجهنّمُ مِن ذَلِكَ الْجُبّ كلّ يوم سبْع مرّات. وإن في الجب لحية يتعوذ الجب والوادي وجهنم من تِلْكَ الحية كل يوم سبع مرات. يُبدأ بِفَسَقة حَمَلَة القرآن، فيقولون: أيْ ربّ بُديء بنا قبل عَبَدَة الأوثان؟! قِيلَ لهم: لَيْسَ من يعلم كمن لا يعلم.
وقد روى معروف عَنْ بَكْر بْن خُنَيْس، وابن السّمّاك شيئًا يسيرًا، وعن: الربيع بْن صُبَيْح.
روى عَنْهُ: خَلَف البزّار، وزكريّا بْن يحيى المَرْوَزِيّ، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، وغيرهم.
وقد ذُكِر معروف عند أحمد بْن حنبل فقالوا: قصير العِلْم. فقال للقائل: أمسِكْ، وهل يُراد مِن العِلْم إلا ما وصل إليه معروف؟.
قَالَ إسماعيل بْن شدّاد: قَالَ لنا سُفْيان بْن عُيَيْنَة: ما فعل ذَلِكَ الْحَبْرُ الَّذِي فيكم ببغداد؟.
قُلْنَا: مَن هُوَ؟.
قَالَ: أبو محفوظ، معروف!.
قلنا: بخير.
قَالَ: لا يزال أهل تِلْكَ المدينة بخيرٍ ما بقي فيهم.
وقال السَّرَّاج، أَنَا أبو بَكْر بْن أَبِي طَالِب قَالَ: دخلت مسجد معروف، فخرج وقال: حيّاكم الله بالسّلام، ونَعِمْنا وإيّاكم بالأحزان. ثمّ أذّن، فارتعد ووقف شِعْره، وانحنى حتّى كاد يسقط.(13/214)
وعن معروف قَالَ: إذا أراد الله بعبدٍ شرًا أغلق عَنْهُ باب العمل، وفتح عَليْهِ باب الجدل.
وقال جُشَم بْن عيسى: سَمِعْتُ عمّي معروف بْن الفيرُزان يَقُولُ: سَمِعْتُ بَكْر بْن خُنَيْس يَقُولُ: كيف تتّقي وأنت لا تدري ما تتّقي؟
رواها أحمد الدَّوْرقيّ عَنْ معروف قَالَ: ثمّ يَقُولُ معروف: إذا كنت لا تُحسن تتّقي أكلت الرَّبا، ولقيت المرأة فلم تغَضّ طَرْفَك، ووضعت سيفك عَلَى عاتقك، إلى أن قَالَ: ومجلسي هذا ينبغي أن يُتّقى، ومجيئكم معي مِن المسجد ينبغي لنا أن نتّقيه، فإنّه فتنةٌ للمتبوع، وذلةٌ للتابع1.
وعن معروف، وبعث إليه رَجُل بعشرة دنانير فلم يأخذها. ومرّ سائل فأعطاها لَهُ.
وقيل: كَانَ يبكي ثمّ يَقُولُ: يا نفس كم تبكين، أَخْلِصي تَخْلُصي.
وقيل: سأله رَجُل: يا أبا محفوظ كيف تصوم؟ فبقي يغالطه ويقول: صوم نبينا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ كذا، وصوم داود كَانَ كذا. فألحّ عَليْهِ فقال: أصبح دهري صائمًا، فمن دعاني أكلت، ولم أقل إنّي صائم.
وقيل: قصّ إنسان شاربَ معروف وهو يُسبَّح فقال: كيف أقصّ وأنت تسبّح؟ فقال: أنت تعمل وأنا أعمل.
وقال رَجُل: حضرتُ معروفًا، فاغتاب رجلٌ رجلا عنده، فقال: أذكر القُطْن إذا وُضع عَلَى عَيْنَيْك.
وعنه قَالَ: ما أكثر الصالحين، وما أقلّ الصّادقين.
وعنه قَالَ: مِن كابر الله صَرَعه، ومن نازعه قَمَعه، ومن ماكَرَه خَدَعه، ومن توكَّل عَليْهِ مَنَعه، ومن تواضَعَ لَهُ رَفَعه وعنه: كلام العبد فيما لا يعنيه خِذْلان مِن الله.
وقيل جاءه ملهوف وقال: ادع لي أن يرد الله علي كيسي، سرق منه ألف دينار.
__________
1 الحلية "8/ 365".(13/215)
فقال: ماذا أدعو ما زَوَيْتَه عَنْ أنبيائك وأوليائك، فردّه عَليْهِ.
وقيل: إنّه أنشد مرّة في السَّحَر:
ما يضرّ الذُّنوب لو اعتقتني ... رحمةً لي، فقد علاني المَشِيب1
وعنه قَالَ: مَن لعن إمامَهُ حُرِمَ عَدْلَهُ.
وعن محمد بْن منصور الطّوسيّ قَالَ: قعدت مرّة إلى جنب معروف، فلعلّه قَالَ: وَاغَوْثاه بالله عشرة آلاف مرّة. وتلا: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} [الأنفال: 9] .
وعن ابن شِيرَوَيْه: قلت لمعروف: بلغني أنّك تمشي عَلَى الماء. قَالَ: ما وقع هذا، ولكنْ إذا هَممتُ بالعُبور جُمع لي طرفًا النَّهر فأتخَطَاه.
أبو العبّاس بْن مسروق: نا محمد بْن منصور الطّوسيّ قَالَ: كنت عند معروف، ثمّ جئت وفي وجهه أثر. فسأله رجلٌ عَنِ الأثر فقال: سلْ عمّا يعنيك عافاك الله. فألحّ عَليْهِ وأقسم عَليْهِ، فتغيّر ثمّ قَالَ: صلَّيت البارحة هنا، واشتهيت أن أطوف بالبيت، فمضيت إلى مكّة فطفتُ، وجئت لأشرب مِن زمزم، فزلقتُ، فأصاب وجهي هذا2.
وقال ابن مسروق: نا يعقوب ابن أخي معروف قَالَ: قَالُوا لمعروف: استسقِ لنا، وكان يومًا حارًا، فقال: ارفعوا ثيابكم. قَالَ: فما استتمُّوا رفْعَ ثيابهم حتّى مُطِروا. وقد استجاب الله لمعروف في غير ما قضية.
وقد أفرد ابن الجوزيّ كتابًا في مناقبه.
وقال عُبَيْد بْن محمد الورّاق: مرّ معروف وهو صائم بسقّاء يَقُولُ: رحم الله مِن شرب، فشربَ رجاء الرحمة.
وقد حكى السلمي شيئًا منكرًا، وهو أنّ معروفًا كَانَ يحجب عليّ بْن موسى الرّضا، قَالَ: فكسروا ضلْع معروفٍ فمات.
فهذا إنْ صحّ، يكون حاجبٌ اسمُهُ باسم معروف.
__________
1 صفة الصفوة "2/ 321".
2 تاريخ بغداد "13/ 201".(13/216)
وعن إبراهيم الحربيّ قَالَ: قبر معروف التّرياق المجرَّب.
يُريد الدّعاء عنده، لأن البقاع المباركة يستجاب فيها الدعاء. كما أن الدعاء في المساجد وفي السَّحَر أفضل. ودعاء المُضطَّر مجابٌ في كلّ مكان.
قَالَ محمد بْن عُبَيْد الله بْن المنادي، وثعلب: مات معروف سنة مائتين.
وقال عَبْد الرّزّاق بْن منصور: سنة إحدى ومائتين.
وشدّ يحيى بْن أَبِي طَالِب فقال: مات سنة أربعٍ ومائتين.
وقال أبو بَكْر الخطيب: الصحيح سنة مائتين، رحمه الله ورضي عنه.
314- معمر بن سليمان الرقي1 -د. ت. ن. ق.
أبو عبد الله النخعي.
عَنْ: خُصَيف، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وحَجّاج بْن أرطأة، وزيد بْن حبان الرَّقَّيّ، وطائفة.
وعنه: أبو عُبَيْد، وأحمد بْن حنبل، وأبو بَكْر بْن أَبِي شَيبة، وعليّ بْن حُجْر، وَأَبُو سَعِيد الأشجّ، وسَعدان بْن نصر، وجماعة.
وثّقه ابن مَعِين.
وذكره أحمد فذكر مِن فضله وهيبته.
وقال أبو عُبَيْد: كَانَ مِن خير من رَأَيْت.
قلت: مات في شَعْبان سنة إحدى وتسعين ومائة.
وقع لي مِن عواليه.
315- معن بْن عيسى بْن يحيى بْن دينار بْن عَبْد الله الأشجعيّ2 -ع.
مولاهم الْمَدَنِيّ القزّاز الحافظ أبو يحيى، أحد الأعلام.
كَانَ صاحب حانوت وأُجَراء ينسجون لَهُ الْقَزَّ.
__________
1 انظر: الميزان "4/ 156"، والسير "9/ 210".
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 277، 278"، والسير "9/ 304-306".(13/217)
روى عَنْ: ابن أَبِي ذئب، ومالك، وأُبَيّ بْن عَبَّاس بْن سهل، وأبي الغصن ثابت بْن قيس، وزُهير بْن محمد، وسعيد بْن السّائب الطّائفيّ، وهشام بْن سعْد، ومعاوية بْن صالح، وموسى بْن عليّ، وإبراهيم بن طَهْمان، وطبقتهم.
ولزِم مالكًا زمانًا، وكان مِن خيار أصحابه ومتقنيهم ومُفتيهم.
روى عَنْهُ: أحمد بْن خالد، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وأبو خَيْثَمَة، وهارون الحمّال، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وخلْق سواهم.
قَالَ أبو حاتم: هُوَ أوثق أصحاب مالك وأثبتهم.
وقال ابن سعْد: كَانَ يعالج القزّ بالمدينة، وله غلمان حاكة.
وقيل: كَانَ مالك يتّكيء عَلَى يده في خروجه إلى المسجد، حتّى كان يقال لَهُ: عصا مالك.
وقال أبو حاتم أيضا: هو أحب إلي مِن ابن وهْب.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، وَالْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْعَاصِي، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا مَعْنٌ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يَكُنْ يُصَافِحُ امْرَأَةً قَطُّ"1. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي كِتَابِ مَالِكٍ مِنْ تَأْلِيفِهِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ. فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا جِدًّا.
تُوُفّي معن في شوّال سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.
316- المغيرة بن سلمة -م. د. ن. ق.
أبو هشام المخزومي البصري2.
عَنْ: أبان العطّار، ونافع بْن عمر، والقاسم بن المفضل الحداني.
__________
1 "حديث صحيح": وأخرجه بنحوه ابن سعد "1/ 8" في طبقاته، وأحمد "2/ 213"، وانظر: السلسلة الصحيحة "530" للألباني.
2 الجرح والتعديل "8/ 223"، والتهذيب "10/ 261".(13/218)
وعنه: إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وإسحاق الكَوْسج، وبُنْدار، وعلي بن المديني، ومحمد بن عبد الله المخرمي.
قَالَ ابن المَدِينيّ: ما رَأَيْت قُرَشيًا أفضل منه، ولا أشدّ تَوَاضُعًا. أخبرني بعض جيرانه: كَانَ يصلّي طول اللَّيْلِ، -رَضِيَ اللهُ عنه.
قلت: مات سنة مائتين.
أرخه البخاري، واستشهد به في "الصحيج".
وقال يعقوب بن شيبة: كان ثقة ثبتا.
317- المفضّل بْن صالح الكوفيّ1.
أبو جميلة الدّلال النّخّاس.
عَنْ: زياد بْن عِلاقة، وابن المنكدر، وعمرو بْن دينار، وجماعة.
وعنه: محمد بْن عُمَر بْن الوليد الكِنْديّ، ومحمد بْن إسماعيل الأحمسيّ، وأحمد بْن بُديل، ومحمد بْن عُبَيْد المُحَاربيّ، وآخرون.
وعُمَّر دهرًا.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يروي المقلوبات عَنِ الثَّقات حتى يتّهمه القلبُ.
وقال التَّرْمِذيّ: لَيْسَ بذاك الحافظ.
318- منصور بْن عَبْد الحميد بْن راشد2.
أبو رياح.
عَنْ: أنس بْن مالك، وابن عمر، وأبي أمامة.
وعن: طاووس اليَمَانيّ، وعدّة.
حدَّث بمَرْو عَنْهُمْ قُبَيْلَ المائتين.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 316، 317"، والتهذيب "10/ 271، 272".
2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 175".(13/219)
وعنه: مُعَاذ بْن أسد، وسلمة بْن سليمان المَرْوَزِيّان، ويحيى بْن خالد البلْخيّ، وعبد الله بْن مُثَنَّى الحلميّ، وغيرهم.
لَيْسَ بثقة. وهّاه ابن حِبّان.
وقال ابن عساكر في سُباعيّاته: ذكر هبة الله بن فاخر السحزي هذا، وأنّ الرواية لا تحلّ عَنْهُ.
319- منصور بْن عمّار بْن كثير.
أبو السَّريّ السُّلَميّ الخُراساني1.
ويُقال إنّه بصْريّ.
كَانَ زاهدًا، واعظًا، كبير الشأن.
روى عَنْ: اللَّيْثُ، وابن لهيعة، والمنكدر بن محمد، ومعروف الخياط، والهقل بن زياد، وبشير بن طلحة، وآخرين.
وعنه: ابناه سليم، وداود، وزهير بن عباد الرؤاسي، ومحمد بن جعفر الأحول، وأحمد بن منيع، وعلي بن خشرم، ومنصور بن الحارث، وعبد الرحمن بن يونس الرقي، وغيرهم.
وكان إليه المنتهى في بلاغة الموعظة وتحريك القلوب إلى الله.
أقام ببغداد مدة، ووعظ بها وبالشام ومصر. وسار ذكره وبعد صيته.
قال أبو حاتم: صاحب مواعظ لَيْسَ بالقويّ.
وقال ابن عَدِيّ: مُنْكَر الحديث.
وقال الدّارَقُطْنيّ: لَهُ أحاديث لا يُتَابع عليها.
قَالَ ابن يونس: قصّ بمصر عَلَى النّاس، وسمعه اللَّيْثُ فأعجبه ووصله بألف دينار.
وقد حدّث عَنْهُ أيضًا: يحيى بْن بُكَيْر، وسعيد بْن عُفَير.
ما قصّ عَلَى الناس أحدٌ مثله.
__________
1 الحلية "9/ 325"، والسير "9/ 93-98".(13/220)
أبو شُعيب الحرّانيّ: نا عليّ بْن خشرم: قَالَ منصور بْن عمّار: لما قدِمتُ مصر كانوا في قَحْط، فلمّا صلّوا الجمعة ضجّوا بالبكاء والدعاء. فحضرتني نيةٌ، فصرت إلى الصح وقلت: يا قوم تقرَّبوا إلى الله بالصَّدَقة، فما تُقرَّب إليه بأفضل منها. ثمّ رميت بكِسائي وَقُلْتُ: الّلهمّ هذا كسائيِ وهو جَهْدي. فتصدّقوا حتى جعلت المرأة تُلقي خُرْصَها، حتى فاض الكِساء مِن أطرافه، ثمّ هطلت السماء ومُطِرنا. فخرج الناس في الطّين والمطر، فَدُفِعَت، يعني الصدقات، إلى الليث وابن لهيعة، فنظرا إلى كثرة المال فقال أحدهما لصاحبه: لا يُحَرَّك. ووكّلوا بِهِ الثَّقات حتى أصبحوا. فرحتُ أَنَا إلى الإسكندريّة، فبينا أَنَا أطوف عَلَى حصنها إلى رجلٌ يرمقني، فقلت: ما لك؟ قَالَ: أنت المتكلّم يوم الجمعة؟ قلت: نعم! قَالَ: إنّك صرت فتنة. قَالُوا: ذاك الخَضِر دعا، فاستُجيب لَهُ.
قلت: بل أَنَا العبد الخاطئ. فقدِمتُ مصر، فلقيت اللَّيْثُ فلمّا نظر إلى قَالَ: أنت المتكلّم يوم الجمعة؟ قلت: نعم!.
فأقطعني خمسة عشر فَدَّانًا، وصرت إلى ابن لهيعة فأقطعني خمسة فدادين1.
عليّ بْن خَشْرم: نا منصور ح وأبو داود، عَنْ قُتَيْبة، عَنْ منصور قَالَ: قدِمت مصر وبها قحط، فتكلّمتُ، فبذلوا صدقات كثيرة. فأُتيّ بي إلى اللَّيْثُ فقال: ما حملك على أن تكلّمت ببلدنا بغير أمرنا.
قلتُ: أصلحك الله، أعرضُ عليك، فإن كَانَ مكروهًا نهيتني.
قَالَ: تكلّم. فتكلَّمت، فقال: قم، لا يحلّ أن أسمع هذا وحدي.
قَالَ: وأخرج إليّ بعد هذا حلية قيمتها ثلاثمائة دينار.
ثمّ لمّا خرج النّاس ناولني كيسًا فيه ألف دينار، وقال: لا تُعْلِم بِهِ ابني فتهون عَليْهِ2.
وقال أبو حاتم: نا سُلَيْم بْن منصور، نا أَبِي قَالَ: أعطاني اللَّيْثُ ألف دينار.
قَالَ عليّ بْن خَشْرَم: سمعت منصورًا يَقُولُ: المتكلّمون ثلاثة: الحَسَن البصْريّ، وعمر بْن عَبْد العزيز، وعون بْن عَبْد الله. قلت: فأنت الرابع.
__________
1 تاريخ بغداد "13/ 72، 73".
2 السابق "13/ 73، 74".(13/221)
وقيل: إنّ الرشيد لمّا سَمِعَ وعظه قَالَ: مِن أَيْنَ تعلّمت هذا؟ قَالَ: تَفَلَ في فيَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ وقال: "يا منصور قُلْ"1.
السَّرَّاج: نا أحمد بن موسى الأنصاري قَالَ: قَالَ منصور بْن عمّار: حججتُ فَبِتّ بالكوفة، فخرجت في الظَّلْماء فإذا بصارخٍ يَقُولُ: إلهي وعزّتك ما أردتُ بمعصيتي مخالفتك، ولقد عصيتك وما أَنَا بنَكالِك جاهل، ولكنْ خطيئة عرضت أعانني عليها شقائي، وغرّني سَتْرُك، والآن مِن ينقذني؟ فتلوت هذه الآية {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: 6] فسمعت دكدكةً، فلمّا كَانَ مِن الغد مررتُ هناك، فإذا بجنازةٍ، وإذا عجوز تَقُولُ: مرّ البارحة رجلٌ فَتَلا آية، فتفطّرت مرارته، فوقع مَيْتًا2.
قَالَ أبو بَكْر، وعثمان ابنا أبي شَيبة: كنا عند ابن عُيَيْنَة فجاء منصور بْن عمار فسأله عَنِ القرآن، فزبره وأشار بالعكاز إليه. وانتهره. فقيل: يا أبا محمد إنّه عابد.
قَالَ: ما أرى إلا شيطانًا.
قَالَ منصور: دخلت عَلَى سُفْيان بْن عُيَيْنَة، فحدَّثني ووعظته، فلمّا أثارت الأحزان دموعه رفع رأسه وردها في عينيه، فقلت: هلا أسبلتها إسبالا، وتركتها تجري سجالا.
قَالَ: إنّ الدمعة إذا بقيت كَانَ أبقى للحزن في الجوف.
قَالَ سُلَيْم بْن منصور: كتب بِشْر المريْسي إلى أَبِي: أخبرني عَنِ القرآن. فكتب إليه: عافانا الله وإيّاك، وجعلنا مِن أهل السُّنَّةِ، فإن يفعل فأعظم بها منّه، وإلا فهي الهلكة. نَحْنُ نرى أنّ الكلام في القرآن بدعة تشارك فيها السّائل والمجيب. تعاطى السائل ما ليس له، وتكلف المجيب ما لَيْسَ عَليْهِ. وما أعرفُ خالقًا إلا الله، وما دونه مخلوق، والقرآن كلام الله. فانْتَهِ بنفسك وبالمختلفين فيه معك إلى أسمائه الّتي سمّاه الله بها، ولا تُسَمَّ القرآن باسمٍ مِن عندك، فتكون مِن الضّالّين3.
رواها أبو الحسن الميمونيّ، وغيره، عَنْ سُلَيْم.
__________
1 السابق.
2 الحلية "1/ 328، 329".
3 الحلية "9/ 326".(13/222)
أبو عليّ الكوكبيّ: نا حريز بْن أحمد بْن أَبِي داود: حدَّثني سلمويه بْن عاصم قَالَ: كتب بِشْر إلى منصور بْن عمار يسأله عَنْ قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] كَيْفَ اسْتَوَى؟.
فكتب إليه: استواؤه غير محدود، والجواب فيه تكلف، مساءلتك عَنْهُ بدعة، والإيمان بجملة ذَلِكَ واجب.
عَنْ عَبْدَك العابد قَالَ: قِيلَ لمنصور بْن عمّار: تتكلّم بهذا الكلام، ونرى منك أشياء؟ قَالَ: احسبوني دُرّة وجدتموها عَلَى كناسة.
وعن بِشْر الحافي أنّه كتب إلى منصور بْن عمّار أنِ اكتب إليَّ بما منَّ الله علينا.
فكتب إليه: يا أخي، قد أصبحنا في نعمٍ لا نُحصيها في كثرة ما نعصي. فلا أدري كيف أشكره بجميل ما نَشَرَ، أو قبيح ما سَتَر.
قلت: ساق ابن عَدِيّ لمنصور تسعة أحاديث منكرة.
وَرُوِيَ أنّه رُئي بعد موته فَقِيلَ: ما فعل اللَّه بك؟.
قَالَ: غُفِر لي وقال: يا منصور قد غفرتُ لك عَلَى تخليطك، إلا أنّك تحوش1 الناس إلى ذكري2.
وقيل هذا لأبي العتاهية:
إنّ يومَ الحسابِ يومٌ عسيرٌ ... لَيْسَ للظّالمين فيه مجير
فاتّخذ عدّةً لمطلع القبـ ... ـر وَهَوْلِ الصَّراط يا منصور3
320- منصور بن وردان الأسدي الكوفي4.
عَنْ: أبان بْن تَغْلِب، وعليّ بْن عَبْد الأعلى الثعلبي.
__________
1 تحوش: تجمع.
2 الحلية "9/ 325، 326".
3 تاريخ بغداد "13/ 76".
4 الجرح والتعديل "8/ 180"، والتهذيب "10/ 316".(13/223)
وعنه: أحمد بْن حنبل، وعليّ بْن محمد الطّنافسيّ، وابن نُمَير، والحسن بْن محمد الزَّعْفرانيّ.
وثقه أحمد.
وله سَمِيّ في طبقة منصور بْن المعتمر.
وقال بعض الحُفَّاظ: إنّ صاحب الترجمة لا يُحْتَجّ بِهِ، بل هُوَ صُوَيْلح.
321- مؤرَّجُ بْن عَمْرو السَّدُوسيّ البصْريّ النَّحْويّ1.
أبو فَيْد، أحد أئمّة العربية واللُّغة.
أخذ عَنْ: أَبِي عَمْرو بْن العلاء، وشُعْبَة، والخليل بْن أحمد.
وسكن نَيْسابور وبثّ بها علومه، وأخذ عَنْهُ أهلُها، وصنّف غريب القرآن.
أخذ عَنْ: أحمد بْن خَالِد الذُّهْليّ، وخليل بْن أسد، وغيرهما.
وكان يَقُولُ: اسمي وكنيتي غريبان. تَقُولُ العرب: أرّتّ بين القوم، إذا حَرّشت بينهم.
والفَيْد وَرْدُ الزَّعْفران، وفاد الرجل فَيْدًا: مات.
تُوُفّي أبو فَيْد سنة خمسٍ وتسعين ومائة.
322- موسى بْن إبراهيم بْن كثير الأنصاريّ الحزامي المدني2 -ت. ق.
عَنْ: طلحة بن خِراش، ويحيى بْن عَبْد الله بْن أبي قَتَادة.
وعنه: إبراهيم بْن المنذر الحَزاميّ، وعَبده بْن عَبْد اللَّه الصَّفّار، وعلي بْن المَدِينيّ، ودُحَيْم، ويحيى بْن حبيب بْن عربيّ.
صدوق، مُقِلّ.
323- موسى بن طارق -ن.
أبو قرة الزبيدي3، قاضي زبيد وعالمها.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 443"، والسير "9/ 309، 310".
2 تاريخ بغداد "3/ 258".
3 التهذيب "10/ 349، 350"، والسير "9/ 346".(13/224)
روى عَنْ: عُبَيْد الله بْن عُمَير، وموسى بْن عُقْبة، وابن جُرَيج، وأيمن بن نابل، وأخذ القراءة عن: نافع بن أبي نعيم.
وصنّف السُّنَن.
روى عَنْهُ: أحمد، وإسحاق، وصامت بْن مُعَاذ، وأبو جُمّة محمد بْن يوسف الزُّبَيْديّ.
قَالَ أبو حاتم: محلُّه الصَّدْق.
324- موسى بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب.
أبو الحَسَن الهاشميّ العلويّ المدنيّ1.
أخو محمد وإبراهيم اللّذين حاربا المنصور.
روى عن: أبيه.
وعنه: عَبْد العزيز الدَّرَاوَرْديّ مَعَ تقدُّمه، ومروان بْن محمد الطَّاطَريّ، وإبراهيم بْن عَبْد الله الهَرَويّ، وَسَلَمَةُ بْن بِشْر، وولده عَبْد الله بْن موسى.
اختفى مدّةً بالبصْرة بعد قتل أخَوَيه، ثمّ أُخِذَ فَحُمِلَ إلى المنصور، فضربه سبعين سَوْطًا، ثمّ عفا عَنْهُ.
قَالَ أبو بَكْر الخطيب: روى شيئًا كثيرًا عَنْ أبيه.
وقال يحيى بْن مَعِين: قد رَأَيْته وهو ثقة.
وقال الْبُخَارِيّ: فيه نظر.
وقيل: إنّه امتنع مِن التحديث، وله شِعْر حسنٌ سائر.
325- موسى بْن يحيى بْن خَالِد بْن بَرْمَك2.
مِن كبار أمراء الدّولة، ولاه الرشيد إمرة الشام في أيام فتنة أَبِي الهيذام، فقدِم وأصلح بين القيسية واليمانية.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 150"، والميزان "4/ 211".
2 وفيات الأعيان "6/ 220-222".(13/225)
وكان شابًا شجاعًا كافيًا ذا دَهاء ورأي. عزم المأمون أن يولّيه ثغر السَّند لشجاعته.
حكى عَنْهُ: ابنه هارون، والأصمعيّ، وعليّ بْن المَدِينيّ.
ولا أعلم مَتَى تُوُفّي.
326- مؤمّل بْن عبد الرَّحْمَن بْن العبّاس البصْريّ1.
أبو العبّاس.
حدَّث بمصر عَنْ: حُمَيْد الطّويل، وعَوْن، وابن عَجْلان، وأبي أُمَيَّة بْن يَعْلَى.
وعنه: أبو يحيي الوتّار، وعبد الغني بْن عبد العزيز العسّال، وعمرو بْن سَوّار، ومحمد بْن عَبْد الله بْن ميمون، وآخرون.
عِداده في الضًّعفاء.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عامّة حديثه غير محفوظ.
327- مَيْسَرةُ بنُ عَبْد ربّه التُّسْتَرِيّ2.
عَنْ: سُفْيان الثَّوْريّ، وموسى بْن عُبَيْدة، وابن جُرَيج.
وعنه: يحيى بْن يزيد الخوّاص، وعمر بْن مطر السَّكسكيّ.
قَالَ الْبُخَارِيّ: يُرمى بالكِذب.
وقال النَّسَائيّ: متروك الحديث قلت: هُوَ واضع كتاب العقل، وقد تقدّم ذِكره أيضًا.
"حرف النون":
328- نَصْر بْن باب.
أبو سهل الخراساني3.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 374، 375"، والتهذيب "10/ 382".
2 الجرح والتعديل "8/ 254"، والميزان "4/ 230-232".
3 الجرح والتعديل "8/ 469"، والميزان "4/ 250".(13/226)
سَمِعَ: أبا إِسْحَاق السَّبِيعيّ، وإسماعيل بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ.
وعنه: عليّ بْن المَدِينيّ، وأحْمَد بْن حنبل، ومحمد بْن رافع، ومحمد بْن يزيد السُّلَميّ، وعليّ بْن سَلَمَةَ، وأهل نَيْسابور.
وثّقه أحمد.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ ابْنُ حِبّان: لا يُحْتَجّ بِهِ.
وقال الْبُخَارِيّ: يرمونه بالكذب.
وقال غير واحد: متروك.
329- النضر بن كثير -د. ن.
أبو سهل البصري العابد1.
عَنْ: عَبْد الله بْن طاوس، وداود بْن أَبِي هند، ويحيى بْن سَعِيد، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وعُقبة بْن مُكْرَم، وأحمد بْن إبراهيم الدَّوْرقيّ، وعمر بْن شَبَّه.
وقال الفلاس: كَانَ يُعَدّ مِن الأبدال.
وقال أحْمَد: ضعيف الحديث.
وقال الْبُخَارِيّ: عنده مناكير.
"حرف الهاء":
330- هارون بْن أَبِي عيسى2 -ن.
روى السّيرة النَّبويَّة عَنِ ابن إسحاق.
قَالَ الْبُخَارِيّ: يخطئ عَنْ غير ابن إسحاق.
قلت: حدَّث عَنْهُ ابنه عَبْد الله، وَمُعَلَّى بْن أسد.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 478"، التهذيب "10/ 443".
2 الجرح والتعديل "9/ 93"، الميزان "4/ 285".(13/227)
331- هارون الرشيد1.
أمير المؤمنين أبو جعفر بْن محمد المهديّ بن المنصور أَبِي جعفر عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عبد الله بْن عباس العبّاسيّ البغداديّ.
استُخْلِف بعهدٍ مِن أبيه سنة سبعين ومائة عند موت أخيه الهادي.
حدَّث عَنْ: أَبِيهِ، وجدّه المنصور، ومبارك بن فضالة.
روى عنه: ابنه المأمون، وغيره.
وكان من أميز الخلفاء، وأجل ملوك الدنيا.
وكان كثير الغزو والحج كما قيل فيه:
فمن يطلب لقاك أو يرده ... فبالحرمين أو أقصى الثغور
مولده بالري حين كان أبوه أميرا عليها وعلى خراسان، في سنة ثمانٍ وأربعين ومائة. وأمه أُمّ ولد اسمها الخَيْزُران.
وكان أبيض طويلا جميلا مليحًا، مُسمَّنًا، فصيحًا، لَهُ نظر في العِلْم والآداب، وقد وَخَطَه الشَّيْب.
أغزاه والده أرضَ الروم وهو ابن خمس عشرة سنة.
وبلغني أنّه كَانَ يصلّي في خلافته في اليوم مائة ركعة إلى أن مات. ويتصدّق كلَّ يوم مِن صُلْب ماله بألف درهم، فالله أعلم.
وكان يحبّ العِلْم وأهله، ويُعظَّم حُرُمات الإسلام، ويبغض المِراء في الدّين، والكلام في معارضة النَّصّ.
وكان يبكي عَلَى نفسه وعلى إسرافه وذنوبه، سيّما إذا وُعِظ.
وكان يحبّ المديح ويُجيز عَليْهِ الأموال الجزيلة الجليلة.
وله: شعرٌ يروق.
دخل عَليْهِ مرّةً ابن السّمّاك الواعظ، فبالَغَ في احترامه، فقال لَهُ ابن السّمّاك: تواضُعك في شرفك أشرفُ مِن شَرَفك. ثمّ وعظه فأبكاه.
__________
1 الحلية "8/ 105-108"، السير "9/ 286-295".(13/228)
وقد وعظه الفُضَيْل بْن عياض حتى جعل يشهق بالبكاء. وكان هُوَ أتى بنفسه إلى بيت الفُضَيْل.
ومن محاسنه أنّه لمّا بلغه موتُ ابن المبارك جلس للعزاء، وأمر الأعيان أن يُعَزُّوه في ابن المبارك.
قَالَ نِفْطَوَيْه في تاريخه: حكى بعض أصحاب الرّشيد أنّ الرشيد كَانَ يصلّي في اليوم مائة ركعة، لم يتركها إلا لِعلّة. وكان يقتفي آثار جدّه أَبِي جعفر، إلا في الحرْص وَالْبُخْلِ.
قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ: مَا ذَكَرْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَ يَدَيِ الرَّشِيدِ إِلا قَالَ: صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِي. وَحَدَّثْتُهُ بِحَدِيثِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَدِدْتُ أَنِّي أُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلُ ثُمَّ أَحْيَى ثُمَّ أُقْتَلُ، فَبَكَى حَتَّى انْتَحَبَ1.
وعن خُرَّزاذ القائد قَالَ: كنت عند الرشيد، فدخل أبو معاوية الضّرير، وعنده رَجُل مِن وجوه قريش، فذكر أبو معاوية حديث: "احتجّ آدمُ وموسى" 2، فقال الْقُرَشِيّ: فأين لِقيه؟ فغضب الرشيد وقال: النَّطْع والسيّف، زنديق يطعن في حديث النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فما زال أبو معاوية يُسَكَّنه ويقول: يا أمير المؤمنين كانت منه بادرة، حتّى سكن3.
وعن أَبِي معاوية قَالَ: أكلت مَعَ الرشيد يومًا، ثمّ صَبَّ عَلَى يديّ رجلٌ لا أعرفه. ثمّ قَالَ الرشيد: تدري مِن يصبّ عليك؟ قلت: لا!.
قَالَ: أَنَا، إجلالا للعِلم.
وقال منصور بْن عمّار: ما رَأَيْت أغزر دمعًا عَنِ الذّكِر مِن ثلاثة: الفُضَيْل بْن عِياض، والرشيد، وآخر.
وقال عُبَيْد الله القَواريريّ: لمّا لقي الرشيد فضيلا قَالَ لَهُ: يا حَسَن الوجه، أنت المسؤول عن هذه الأمة.
__________
1 "حديث صحيح": متفق عليه.
2 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "8/ 157"، ومسلم "2652"، وأبو داود "4701"، وأحمد "2/ 268، 269".
3 تاريخ بغداد "14/ 7، 8".(13/229)
ثنا ليث، عَنْ مجاهد: {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} [البقرة: 199] قَالَ: الْوُصَلُ التي كانت بينهم في الدنيا. فجعل هارون يبكي ويشهق.
قَالَ الأصمعيّ: قَالَ لي الرشيد: يا أصمعيّ، ما أغفلك عنّا، وأجفاك لنا؟
قلت: والله يا أمير المؤمنين، ما ألاقَتْني بلادٌ بعدك حتّى أتيتك. فسكتَ، فلمّا تفرّق الناسُ قَالَ: اجلس، فلم يبق سوى الغِلمان، ما ألاقتني؟.
فقال الأصمعيّ:
كفاك كفّ ما تُليق بدرهم ... جودًا وأخرى تُعْطِ بالسّيف الدّما
فقال: أحسنتَ، وهكذا فكنْ، وقَّرْنا في المَلأ، وعَلَّمْنا في الخلاء. وأمر لي، بخمسة آلاف دينار. رواها أبو حاتم عَنْهُ.
قَالَ الثعالبيّ في كتاب لطائف المعارف: قَالَ الصُّوليّ: خَلَف الرشيد مائة ألف ألف دينار.
قَالَ الثعالبيّ: وحكى غيره أنّ الرشيد خَلَف مِن الأثاث والعَين والوَرِق والجواهر والدّوابّ ما قيمته مائة ألف ألف دينار وخمسة وعشرون ألف دينار.
وفي مروج المسعوديّ قَالَ: رام الرشيد أن يوصل ما بين بحر الروم وبحر القُلْزُم ممّا يلي الفَرَما، فقال لَهُ يحيى بْن خَالِد البرمكيّ: كَانَ يختطف الرومُ الناسَ مِن المسجد الحرام وتدخل مراكبهم إلى الحجاز، فتركه.
وَرُوِيَ عَنْ إسحاق المَوْصِليّ أنّ الرشيد أجازه مرّة بمائتي ألف درهم.
وعن العبّاس بْن الأحنف أنّ الرشيد قَالَ في خطية لَهُ مِن أشعاره:
أَمَا يَكْفِيكِ أَنَّكِ تَمْلِكِينِي ... وَأَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ عَبِيدِي
وَأَنَّكِ لَوْ قَطَعْتِ يَدِي وَرِجْلِي ... لَقُلْتُ مِن الهوى أحسنت زِيدي1
قَالَ عَبْد الرّزّاق بْن همّام: كنتُ مَعَ الفُضَيْل بمكّة، فمرّ هارون، فقال فُضَيْل: النّاسُ يكرهون هذا، وما في الأرض أعزّ عليّ منه، لو مات لرأيت أمورًا عظامًا.
قَالَ الجاحظ: اجتمع للرشيد ما لم يجتمع لغيره: وزراؤه البرامكة، وقاضيه أبو
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 12".(13/230)
يوسف، وشاعره مروان بْن أَبِي حفصة، ونديمه العبّاس بْن محمد عمّ أَبِيهِ، وحاجبه الفضل بْن الربيع أَتْيَه الناسِ وأعظمهم، ومغّنيه إبراهيم المَوْصِليّ، وزوجته زُبَيدة1.
ويُروَى أنّ الرشيد أعطى سُفْيان بْن عُيَيْنَة مرّة مائة ألف. وأخبارُ الرشيد يطول شرحها. ومحاسنها جَمَّة، وله أخبار في الّلهْو واللَّذّات المحظورة والغناء، والله يسامحه.
قَالَ أبو محمد بْن حزم: أُراه كَانَ لا يشرب النّبيذ المختلف فيه إلا الخمر المتَّفق عَلَى تحريمها، ثمّ جاهر بها جهارًا قبيحًا.
قلت: تُوُفّي في الغزو بمدينة طُوس مِن خُراسان في ثالث شهر جُمَادَى الآخرة سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة، وصلّي عَليْهِ ابنه صالح، ودُفِن بطوس، رحمه الله.
عاش خمسًا وأربعين سنة.
332- هاشم بْن أَبِي بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن الْقُرَشِيّ التَّيْميّ البكْريّ2.
أبو بَكْر المدنيّ الفقيه.
وُلّي قضاء مصر، فقدِمَها بعد انفصال العُمريّ عَنْهَا.
ولاه الأمين في سنة أربع وتسعين ومائة.
وكان قد تفقَّه بالكوفة عَلَى مذهب أَبِي حنيفة، وكان يتناول النّبيذ ولم تطل ولايته.
ومات في المحرَّم سنة ستٍ وتسعين ومائة.
333- هاشم بْن القاسم التَّيْميّ الكوفيّ3.
روى عَنِ: الأعمش.
وعنه: حُمَيْد بْن الربيع، والعباس بن يزيد البحراني.
__________
1 السابق "14/ 11".
2 الولاة والقضاة "417" للكندي.
3 لم نقف عليه.(13/231)
334- هُذَيْلُ بْن ميمون الْجُعْفيّ الكوفيّ1.
عَنْ: يحيى بْن أبي أنيسه، ومطرح الشّاميّ.
وعنه: محمد بْن الصّبّاح الجرجرائيّ، وأحمد بْن حنبل.
335- هشام بْن سليمان بْن عِكرمة بْن خَالِد المخزوميّ الْمَكَّيّ -م. ق.
عَنْ: هشام بْن عُرْوة، وابن جُرَيج، ويونس بْن يزيد الأَيْليّ.
وعنه: إبراهيم بْن المنذر، وسعيد بْن عَبْد الرَّحْمَن المخزومي، وسُوَيد بْن سَعِيد، ومحمد العَدَنيّ.
صَدْوق فيه أدنى شيء، وله أثر في البيوع مِن الْبُخَارِيّ.
336- هشام بْن عَبْد الله بْن عِكْرمة بْن خالد المخزوميّ الْمَكَّيّ1.
ابن عم الَّذِي قبله من نبلاء الشرفاء.
صحب هشام بن عُرْوَة، وَكَانَ من خاصته، فأكثر عَنْهُ، إلا أَنَّهُ لم يحدث.
وَكَانَ جليل القدر يحتسب، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر. ذكر هَذَا ابن سَعْد، ثُمَّ قَالَ: دخل على الرشيد، فدعا لَهُ، -وكلمه بكلامٍ أعجبه، ووعظه، فولاه قضاء المدينة، وأجازه بأربعة آلاف دينار.
وَكَانَ سخيا، وصولا لرحمه.
قُلْتُ: كنيته أَبُو الوليد. وقد غمزه ابن حبان لأجل الحديث الذي أخبرناه أحمد بن محمد الْحَافِظُ، وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَنَا أَبُو الْمُنَجَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ. ح، وَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُؤَيَّدِ، أَنَا زَكَرِيَّا الْعُلِيُّ قَالا: أَنَا أَبُو الْوَقْتِ، أَنَا يُبْنَى الْهَرْثَمِيَّةُ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي شُرَيْحٍ، ثَنَا الْبَغَوِيُّ، نا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِمْلاءً سَنَةَ ثمانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 113".
2 الطبقات الكبرى "5/ 442"، والميزان "4/ 300".(13/232)
عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الْتَمِسُوا الرِّزْقَ فِي خَبَايَا الأَرْضِ"1. هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، تَفَرَّدَ بِهِ مُصْعَبٌ، عَنْ هِشَامٍ.
قَالَ عَبْد الملك بن حبيب الفقيه: قَالَ لي مُطَرِّف بن عَبْد الله: أتى هشام بن عَبْد الله وَهُوَ قاضي المدينة، ومن صالح قضاتها برجلٍ خبيثٍ معروف باتباع الصبيان، قد لصق بصبي في زحمةٍ حَتَّى أفضى. فجلده أربعمائة سوط وسجنه، فما لبث أن مات.
337- هشام بن يوسف الصنعاني الفقيه2 -خ. 4.
أبو عبد الرحمن قاضي صنعاء وعالمها.
روى عَنْ: ابن جُرَيج، ومَعْمَر، والثَّوْريّ، والقاسم بْن فياض، وجماعة.
وعنه: ابن المَدِينيّ، وإبراهيم بْن موسى الفرّاء، وإسحاق بْن راهَوَيْه، وابن مَعِين، وعبد الله بْن محمد المُسنْديّ، وجماعة.
قَالَ ابن مَعِين: هُوَ أثبت من عبد الرزاق في ابن جُرَيج.
وقال أبو حاتم: ثقة متقنّ.
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ بعض أصحابنا قَالَ مرةً: قَالَ يحيى بْن مَعِين: كتب لي عَبْد الرّزّاق إلى هشام قَالَ: إنّك تأتي رجلا إنّ كَانَ غيّره السلطان، فإنّه لم يغيّر حديثه.
وقال يحيى: مكثنا عَلَى باب هشام بْن يوسف خمسين يومًا، لا يحدّثنا بحديث، نذهب معه إلى باب الأمير.
وقال أحمد: سَمِعْتُ عَبْد الرّزّاق قَالَ: أتاه، يعني يحيى، فأجزره شاةً، وفعل به وفعل.
قال أحمد: هشام ألأم مِن أن يُذْبَح لَهُ.
قلت: توفي سنة سبعٍ وتسعين ومائة.
__________
1 "حديث منكر": أخرجه ابن حبان "3/ 91"، في المجروحين، وانظر: كشف الخفاء "1/ 202، 361".
2 انظر: الجرح والتعديل "7/ 70، 71"، والسير "9/ 580-582".(13/233)
قَالَ إبراهيم بْن موسى الفرّاء: سَمِعْتُ هشام بْن يوسف يَقُولُ: قدِم الثَّوْريّ اليمنَ، فقال: اطلبوا لي كاتبًا سريع الخطّ. فارتادوني، فكنت أكتب.
قَالَ أبو زُرْعة: هشام أصحّ اليَمانيّين كتابًا.
وقال عبد الرّزّاق: إنْ حدّثكم القاضي فلا عليكم أن لا تكتبوا عَنْ غيره.
338- الهيثم بْن مروان العَنْسيّ1.
أبو الحَكَم الدّمشقيّ.
عَنْ: يونس بْن مَيْسَرة.
وعنه: هشام بْن عمّار، ومحمود بْن خَالِد، وأبو همام السكوني، وجماعة.
وعمر دهرًا، لم أرد لأحدٍ فيه كلامًا.
محلُّه الصَّدْق.
مات سنة تسعٍ وتسعين ومائة.
"حرف الواو":
339- والبة بْن الحُباب.
أبو أسامة الكوفيّ2.
شاعر مشهور، مُحِسن النَّعْت للغزل والخمر عَلَى منهاج الشُّعَراء.
وكان بينه وبين أَبِي العَتَاهية مُهَاجاة. وكان أبو نُواس يُثْني عَلَى شِعْره.
ولما مات والبة رثاه أبو نُواس.
340- وَرْش المقرئ3.
عثمان بْن سَعِيد بْن عَبْد الله بْن عَمْرو بْن سليمان.
__________
1 انظر: التهذيب "11/ 99".
2 وفيان الأعيان "2/ 95، 96".
3 الجرح والتعديل "6/ 153"، والسير "9/ 295-299".(13/234)
وقيل: عثمان بْن سَعِيد بْن عَدِيّ بْن غَزْوان بْن داود بْن سابق القبطيّ الْمَصْرِيّ المقرئ.
إمام القراء أبو سعيد، ويقال: أو عمرو، ويقال: أبو القاسم.
أصله مِن القَيْروان، وعِدادُه في مَوَالِي آل الزُّبَيْر بْن العوّام. ويقال لَهُ الرّآس.
وشيخه نافع هُوَ الَّذِي لقّبه بِورْش لشدّة بياضه.
والوَرْش: شيء يُصنع مِن اللَّبن.
وقيل: بل لقبه وَرْشان، باسم طائر معروف. فكان يُعجبه هذا الَّلقب ويقول: أستاذي نافع سمّاني بِهِ. ويفتخر بذلك.
وكان في حداثته رأسًا في ما قِيلَ، ثمّ اشتغل وبرع في التلاوة، وانتهت إليه رئاسة الإقراء بالدّيار المصرية.
وكان بصيرًا بالعربية. وكان أبيض أشقر أزرق، سمينًا مربوعًا، يلبس ثيابًا، قصارًا.
مولده سنة عشر ومائة، وكذا أرّخه الأهوازي. وكانت قراءته عَلَى نافع في سنة خمسٍ وخمسين ومائة.
قَالَ أبو عَمْرو الدّانيّ: تلا عَلَى نافع ختْمات كثيرة، ثمّ رجع إلى مصر.
قلتُ: قرأ عَليْهِ: أبو يعقوب الأزرق، وأحمد بْن صالح، وداود بْن أَبِي طيْبة، وأبو الأزهر عبد الصمد بْن عَبْد الرَّحْمَن العتَقيّ، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وطائفة سواهم.
وقد وقع لي إسناد القرآن العظيم مِن طريقه في غاية العُلُوّ: تلوتُ كتابَ الله عَلَى سُحْنُون الفقيه، عَنْ قراءته عَلَى ابن الصَّفْراويّ، عَنِ ابن عطية، عَنِ ابن الفحّام، عَنِ ابن نفيس، عَنْ أَبِي عَدِيّ، عَنْ أَبِي بَكْر بْن سيف، عَنِ الأزرق، عَنْ وَرْش، عَنْ نافع، عَنْ خمسةٍ مِن أصحاب أُبيّ بْن كعب، وزيد، عَنِ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقد استوفيت أخبار وَرْش في "طبقات القرّاء".
وهو ثَبْت حُجّة في القراءة.
مات بمصر في سنة وتسعين ومائة؛ ولا أعلمه روى حديثًا.(13/235)
341- وكيع بن الجراح بن مليح1 -ع.
الإمام أبو سفيان الرؤاسي الأعور الكوفي.
أحد الأعلام. ورُؤاس بطنٌ مِن قيس عَيْلان.
ولد سنة تسعِ وعشرين ومائة، وأصله مِن خُراسان.
سَمِعَ مِن: الأعمش، وهشام بْن عُرْوة، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وابن عَوْن، وابن جُرَيج، وداود بْن يزيد الأوْديّ، وأسود بْن شيبان، ويونس بن أبي إسحاق، وهشام بْن الغاز، والأوزاعي، وشُعْبَة، والثَّوْريّ، وإسرائيل، وجعفر بن برقان، وحنظلة بْن أَبِي سُفيان، وزكريا بْن أَبِي زائدة، وطلحة بْن عَمْرو الْمَكَّيّ، وطلحة بْن يحيى التَّيْميّ، وفضيل بْن غزوان، وموسى بْن عليّ، وهشام الدَّسْتُوائيّ، وأبي جِناب الكلبيّ، وخلْق.
وعنه: ابن المبارك وهو أكبر منه، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ، ويحيى بْن آدم، والحُمَيْديّ، ومُسددَّ، وأحمد بْن حنبل، وإسحاق، وابن المَدِينيّ، وابن مَعِين، وأبو خَيْثَمَة، وابنا أَبِي شَيبة، وأبو كُرَيْب، وعبد الله بْن هاشم الطّوسيّ، وإبراهيم بْن عَبْد الله القصّار، وأُمَم سواهم.
وكان رأسًا في العِلْم والعمل.
وكان أَبُوهُ الجرّاح بن مليح بن عدي بن فرس بن جُمجمة ناظرًا عَلَى بيت المال بالكوفة.
وقد أراد الرشيد أن يُوليّ وكيعًا القضاءَ فامتنع.
قال يحيى بن يمان: لما مات الثوري، جلس وكيع موضعه.
قال القعنبي: كنا عند حماد بن زيد، فلما خرج وكيع قَالُوا: هذا راوية سُفْيان.
فقال حمّاد: إنّ شئتم قلت: أرجح مِن سُفْيان.
وعن يحيى بْن أيّوب المَقَابِريّ قَالَ: ورث وكيع مِن أمّه مائة ألف درهم.
وقال الفضل بْن محمد الشّعرانيّ: سَمِعْتُ يحيى بْن أكثم يَقُولُ: صحِبْت وكيعًا في الحَضَر والسَّفَر، وكان يصوم الدَّهر، ويختم القرآن كل ليلة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "90/ 37-39"، والسير "9/ 140-168".(13/236)
قَالَ يحيى بْن مَعِين: وكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه.
وقال أحمد بْن حنبل: ما رَأَيْت أوعى للعِلم ولا أحفظ مِن وكيع.
وقال أحمد بْن سهل بْن بحر النَّيْسابوريّ الحافظ: دخلت عَلَى أحمد بْن حنبل بعد المحنة، فسمعته يَقُولُ: كَانَ وكيع إمام المسلمين في وقته.
وروى نوح بْن حبيب، عَنْ عَبْد الرّزّاق قال: رأيت الثوري ومَعْمَرا ومالكًا، فما رأت عيناي مثل وكيع قط.
وقال ابن معين: ما رأيت أفضل من وكيع. كان يحفظ حديثه، ويقوم الليل، ويسرد الصوم، ويفتي بقول أبي حنيفة.
وكان يحيى القطان يفتي بقول أبي حنيفة أيضًا.
وقال قتيبة: سَمِعْتُ جريرًا يَقُولُ: جاءني ابن المبارك.
فقلت: مِن رَجُل الكوفة اليوم؟ فسكت عنّي ثمّ قَالَ: رَجُل المصْرَين ابن الجرّاح، يعني وكيعًا.
قَالَ سَلْم بْن جُنادة: جالستُ وكيعًا سبْعٍ سنين، فما رَأَيْته بَزَق، ولا مسّ حَصاةً، ولا جلس مجلسًا فتحرّك. ولا رَأَيْته إلا استقبل القِبلة، وما رَأَيْته يحلف بالله.
وقد روى غير واحدٍ أنّ وكيعًا كَانَ يترخّص في شُرب النَّبيذ.
قَالَ إسحاق بْن بُهْلُولٍ الحافظ: قِدم علينا وكيع، يعني الأنبارَ، فنزل في المسجد عَلَى الفُرات.
فصِرت إِليْهِ لأسمع منه. فطلب منّي نبيذًا، فجئته بِهِ، فأقبل يشرب وأنا أقرأ عَليْهِ. فلمّا نفذ أطفأ السراج، فقلت: ما هذا؟.
قال: لو زدتنا لزدناك!.
وقال أبو سَعِيد الأشجّ: كنّا عند وكيع، فجاءه رَجُل يدعوه، إلى عُرْسٍ فقال: أثَمَّ نبيذ؟ قَالَ: لا! قَالَ: لا نحضُر عرسًا لَيْسَ فيه نبيذ.
قَالَ: فإنيّ آتيكم بِهِ. فقام.
قَالَ ابن مَعِين: سال رَجُل وكيعًا أنّه شربَ نبيذًا، فرأى في النّوم كأن رجلا يقول(13/237)
له: إنّك شربت خمرًا. فقال وكيع: ذاك الشيطان1.
وقال نُعَيْم بْن حمّاد: سمعتُ وكيعًا يَقُولُ: هُوَ عندي أحلّ مِن ماء الفُرات.
ويُروى عَنْ وكيع أنّ رجلا أغلظ لَهُ، فدخل بيتًا فعقر وجهه ثمّ خرج إلى الرجل وقال: زد وكيعًا بذنْبه. فلولاه ما سُلَّطت عَليْهِ.
وقال إبراهيم بْن شِمَاس: لو تمنّيت كنت أتمني عقل ابن المبارك وورعه، وزُهد فُضَيْل ورِقَّته، وعِبادة وكيع وحِفظه، وخشوع عيسى بْن يونس، وصبر حُسين الْجُعْفيّ.
وقال نصر بْن المغيرة البخاريّ: سَمِعْتُ إبراهيم بْن شِماس يَقُولُ: رَأَيْت أفقه الناس وكيعًا، وأحفظ الناس ابن المبارك، وأورع الناس فُضَيْل بْن عِياض.
وقال مروان بن محمد الطّاطَريّ: ما رأيتُ فيمن رَأَيْت أخشع مِن وكيع. وما وُصفَ لي أحدٌ قطّ إلا رَأَيْته دون الصّفة، إلا وكيعًا، فإنّي رَأَيْته فوق ما وُصِفَ لي.
قَالَ سَعِيد بْن منصور: قِدم وكيع مكّة، وكان سمينًا، فقال له الفضيل بن عياض: ما هذال السُّمْن وأنت راهبُ العراق؟.
قَالَ: هذا مِن فرحي بالإسلام! فأفحمه.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ: ما كان بالكوفة في زمان وكيع أفقه ولا أعلم بالحديث منه.
وقال أبو داود: ما رُؤي لوكيع كتاب قط، ولا لهُشَيم، ولا لحمّاد، ولا لمَعْمَر.
قَالَ أحمد بْن حنبل: ما رأت عيني مثل وكيع قطّ. يحفظ الحديث، ويذاكر بالفقه، فيحسن مع ورع واجتهاد. ولا يتكلّم في أحد.
قَالَ حمّاد بْن مَسْعَدة: قد رَأَيْت سُفْيان الثَّوْريّ، فما كَانَ مثل وكيع.
وقال أحمد أيضًا: ما رَأَيْت أوعى للعلم مِن وكيع. كَانَ حافظًا.
وقال ابن أَبِي خَيْثَمَة، وغيره: سمعنا يحيى بْن مَعِين يَقُولُ: مِن فضّلَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ على وكيع فعليه، وذكر اللعنة2.
__________
1 تاريخ بغداد "13/ 472".
2 تاريخ بغداد "13/ 478".(13/238)
قلت: ما أدري ما عُذر يحيى في هذا اللعن.
وقال أبو حاتم: وكيع أحفظ مِن ابن المبارك.
وقال أحمد بْن حنبل: عليكم بمُصَنَّفات وكيع.
وقال عليّ بْن المَدِينيّ: كان وكيع يلحن، ولو حَدّثت عَنْهُ بألفاظه لكان عجبًا.
كَانَ يَقُولُ: عَنْ عَيْثة.
وروى أبو هشام الرفاعيّ، وغيره، عَنْ وكيع قَالَ: مَن زعم أنّ القرآن مخلوق فقد كفر.
قَالَ وكيع: الجهر بالبسملة بِدْعة. سمعها أبو سَعِيد الأشجّ منه.
قَالَ أحمد بْن زُهير: نا محمد بْن يزيد: حدَّثني حُسين أخو زيدان قَالَ: كنتُ مَعَ وكيع، فأقبلنا جميعًا مِن المصَّيصة أو طَرَسُوس فأتينا الشامَ. فما أتينا بلدًا، إلا استقبلنا واليها، وشهدْنا الجمعة بدمشق. فلمّا سلّم الإمام أطافوا بوكيع، فما انصرف إلى أهله. فحدّثت بِهِ مليحًا ولدهُ فقال: رأيتُ في جسده آثارًا خضراء مما زُحِم.
قَالَ الفضل بْن عَنْبَسة: ما رَأَيْت مثل وكيع مِن ثلاثين سنة.
محمود بْن غَيْلان: سمعتُ وكيعًا يَقُولُ: اختلفتُ إلى الأعمش سنتين.
قَالَ ابن راهَوَيْه: حِفْظي وحِفْظ ابن المبارك تكلُّف. وحفظ وكيع أصلي. قام وكيع واستند وحدث بسبعمائة حديث حفظًا.
وقال محمود بْن آدم: تذاكر بِشْر بْن السَّريّ ووكيع ليلة وأنا أراهما مِن العشاء، إلى أن نُودي بالصبُّح. فقلت لبِشْر: كيف رَأَيْته؟.
قَالَ: ما رأيت أحفظ منه.
وكذا قَالَ سهل بْن عثمان: ما رأيت أحفظ مِن وكيع.
وقال عَبْد الله بْن أحمد: سمعتُ أَبِي يَقُولُ: وكيع مطبوع الحفظ، كان حافظًا حافظًا، كَانَ أحفظ مِن عَبْد الرَّحْمَن بكثير.
وقال ابن نُمَير: كانوا إذا رأوا وكيعًا سكتوا. يعني في الحِفظ والإجلال.(13/239)
وقال أبو حاتم: سُئِل أحمد عَنْ وكيع، ويحيى، وابن مهديّ فقال: كَانَ وكيع أسردهم.
قَالَ أبو زُرعة الرّازيّ: سَمِعْتُ أبا جعفر الجمّال يَقُولُ: أتينا وكيعًا، فخرج بعد ساعة وعليه ثياب مغسولة، فلمّا بصُرنا بِهِ فزعنا مِن النّور الَّذِي رأينا يتلألأ مِن وجهه. فقال رجل بجنبي: أهذا مَلَك؟ فتعجّبنا مِن ذَلِكَ النّور.
قَالَ أحمد بْن سِنان القطّان: رأيتُ وكيعًا إذا قام في الصلاة لَيْسَ يتحرّك منه شيء، لا يزول ولا يميل عَلَى رِجلٍ دون الأخرى.
وقال أحمد بْن أَبِي الحواريّ: سمعتُ وكيعًا يَقُولُ: ما نعيش إلا في سُترة، ولو كُشِف الغطاء لكُشِف عَنْ أمرٍ عظيم.
وسَمِعْتُهُ يَقُولُ: الصَّدْق النِّيّة.
قَالَ صالح بْن أحمد: قلت لأبي: أيهُّما أصلح، وكيع أو يزيد؟.
فقال: ما منهما والحمد لله إلا كلّ، ولكنّ وكيع لم يختلط بالسلطان.
قَالَ الفلاس: ما سَمِعْتُ وكيعًا ذاكرًا أحدًا بسوءٍ قط.
وقال ابن عمّار: أحْرَمَ وكيع مِن بيت المقدس.
وقال ابن سعْد: كَانَ وكيع ثقة مأمونًا رفيعًا كثير الحديث حُجّة.
وقال محمد بْن خَلَف التَّيْميّ: أَنَا وكيع قَالَ: أتيتُ الأعمش فقلت: حدَّثني.
قَالَ: ما اسمك؟.
قلت: وكيع!.
قَالَ: اسمٌ نبيل، وما أحسب إلا سيكون لك نبأ. أَيْنَ تنزل مِن الكوفة؟.
قلت: في بني رؤاس!.
قال: ابن من منزل الجراح؟.
قلت: هو أبي. وكان عَلَى بيت المال.
قَالَ: اذهب فجئني بعطائي، وتعال حتى أحدثك بخمسة أحاديث.(13/240)
فجئت أب فقال: خذ نصف العطاء واذهب. فإذا حدّثك بالخمسة فخذ النصف الآخر، حتّى تكون عشرة. فأتيته بذلك، فأملي عليّ حديثين، فقلت: وعدتني خمسة. قَالَ: فأين الدراهم كلّها؟ أحسب أن أباك درّبك بهذا ولم يدرِ أنّ الأعمش مدرَّب قد شهد الوقائع.
قَالَ: فكنت إذا جئته بالعطاء في كلّ شهر حدَّثني بخمسة.
قَالَ قاسم الحَرَميّ: كَانَ سُفْيان يتعجبّ مِن حفظ وكيع ويقول: تعال يا رُؤاسي، ويتبسَّم1.
قَالَ ابن عمّار: سمعتُ وكيعًا يَقُولُ: ما نظرت في كتابٍ منذ خمس عشرة سنة، إلا في صحيفة يومًا.
فقلت لَهُ: عَدّوا عليك بالبصرة أربعة أحاديث غلطت فيها.
قَالَ: وحدثتهم بعبادان بنحو من ألف وخمسمائة حديث. أربعة ما هِيَ كثيرة في ذَلِكَ.
قَالَ ابن مَعِين: سمعتُ وكيعًا يَقُولُ: ما كتبتُ عَنِ الثَّوْريّ: حَدَّثَنَا قطّ. إنّما كنت أحفظ، فإذا رجعتُ كتبتها.
قَالَ يحيى بْن يَمَان: نظر سُفيان في عينيّ وكيع فقال: لا يموت هذا حتى يكون لَهُ شأن. فمات سُفْيان وجلس وكيع مكانه.
قَالَ سليمان الشاذكونيّ: قَالَ لنا أبو نُعَيْم: ما دام هَذَا التَّنَّين حيًا ما يُفلح أحدٌ معه. يعني وكيعًا.
وقال يحيى بْن أيّوب العابد: حدَّثني صاحب لوكيع أنّ وكيعًا كَانَ لا ينام حتّى يقرأ ثُلُث القرآن، ثمّ يقوم في آخر اللَّيْلِ فيقرأ المفصَّل، يجلس فيأخذ في الاستغفار حتى يطلع الفجر.
قَالَ إبراهيم بْن وكيع: كَانَ أَبِي يصلّي اللَّيْلَ، فلا يبقي في دارنا أحدٌ إلا صلّي، حتى جارية لنا سوداء.
ابن مَعِين: سمعتُ وكيعًا يقول: أي يوم لنا من الموت.
__________
1 تاريخ بغداد "13/ 475".(13/241)
وأخذ وكيعًا في قراءة كتاب الزُّهْد، فلمّا بلغ حديثًا منه قام فلم يحدّث، وكذا فعل مِن الغد. وهو حديث: "كن في الدنيا كأنّك غريب" 1.
الدّارَقُطْنيّ: نا القاضي أبو الحَسَن محمد بْن علي بْن أمّ شيبان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَبْد الرَّحْمَن بْن سُفيان، عَنْ وكيع، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ أَبِي يجلس لأصحاب الحديث مِن بكرة إلى ارتفاع النهار، ثمّ ينصرف فيقبل، ثمّ يصلّي الظهر، ويقصد طريق المشرعة التي يصعد منها أصحاب الزوايا، فيريحون نواضحهم، فيعلّمهم مِن القرآن ما يؤدّون بِهِ الْفَرْضَ إلى حدود العصر، ثمّ يرجع إلى مسجده، فيصلّي العصر، ثمّ يجلس يتلو ويذكر الله إلى آخر النهار. ثمّ يدخل منزله فيُفْطر عَلَى نحو عشرة أرطال نبيذ، فيشرب منها، ثمّ يصلّي وِرده، كلّما صلّي ركعتين شرب منها حتّى ينفذها ثمّ ينام2.
قَالَ نُعَيْم بْن حمّاد: تعشَّينا عند وكيع، فقال: أيّ شيء تريدون أجيئكم بنبيذ الشيوخ أو نبيذ الفتيان؟ فقلت: تتكلّم بهذا؟!.
قَالَ: هُوَ عندي أحلّ مِن ماء الفُرات.
قلت: ماء الفرات لم يُختلف فيه، وقد اختُلف في هذا.
وقال الفسَويّ: قد سُئل أحمد إذا اختلف وكيع وعبد الرَّحْمَن فقال: عَبْد الرَّحْمَن يوافق أكثر خاصّة في سُفْيان. وعبد الرَّحْمَن كَانَ يسلّم عَليْهِ السَّلَف ويجتنب المسكِر، ولا يرى أن يزرع في أرض الفرات.
وقال عَبَّاس: قلت لابن مَعِين: إذا اختلف وكيع وأبو معاوية في حديث الأعمش، قالَ: يوقف حتى يجيء مِن يتابع أحدهما.
ثمّ قَالَ: كانت الرحلة إلى وكيع في زمانه.
قَالَ ابن مَعِين: لقيت عند مروان بْن معاوية لوحًا فيه: فلان رافضيّ، وفلان كذا، ووكيع رافضيّ، فقلت لمروان: وكيع خيرٌ منك. فبلغ وكيعًا ذَلِكَ، فقال: يحيى صاحبنا. وكان بعد ذَلِكَ يعرف لي ويُرَحَّب.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "8/ 110"، والترمذي "2333"، وابن ماجه "4114"، والطبراني "1/ 30" في الصغير.
2 تاريخ بغداد "13/ 471".(13/242)
قَالَ أحمد بن سنان: كَانَ وكيع يكونون في مجلسه كأنّهم في صلاة. فإن أنكر مِن أحدٍ شيئًا قام.
وكان عَبْد الله بْن نُمَير يغضب ويصيح، وإذا رَأَى مِن يبري قلمًا تغيّر وجهه غضبًا.
قَالَ تميم بْن محمد الطّوسيّ: سَمِعْتُ أحمد يَقُولُ: عليكم بمُصَنَفَّات وكيع.
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيهِ قال: أخطأ وكيع في خمسمائة حديث.
قَالَ أبو هشام الرفاعيّ: سمعتُ وكيعًا يَقُولُ: مَن زعم أنّ القرآن مخلوق فقد زعم أنّه مُحدَث، ومن زعم أنّ القرآن مُحدَث فقد كفر.
فيقول: احتجّ بعض المبتدعة بقول الله تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ} [الأنبياء: 2] مُحْدَث، وبقوله تعالى: {لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} [الطلاق: 1] ، وهذا قَالَ فيه علماء السلف معنا، وأنّه أحدث إنزاله إلينا، وكذا في الحديث الصحيح: "إنّ الله يُحدِث مِن أمره ما شاء" 1. وإنّ ممّا أحدث أن لا تكلّموا في الصلاة.
فالقرآن العظيم كلام الله ووحيه وتنزيله، وهو غير مخلوق.
قَالَ أحمد بْن الحواري: ذكرت لابن مَعِين وكيعًا، فقال: وكيع عندنا ثَبْت.
وقال عَبْد الرَّحْمَن بْن الحَكَم بْن بشير: وكيع، عَنْ سُفْيان غاية الإسناد، لَيْسَ بعده شيء. ما أعدل بوكيع أحدًا.
فقيل لَهُ: أبو معاوية، فنفَر مِن ذَلِكَ.
نوح بْن حبيب: نا وكيع، ثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ قَالَ: حضرت موت سُفْيان، فكان عامّة كلامه: ما أشدّ الموت.
قَالَ نوح: فأتيتُ ابن مهديّ وقلتُ: حَدَّثَنَا وكيع عنك، وحَكيت لَهُ الكلام، وكان متَّكئًا فقعد وقال: أَنَا حدّثت أبا سُفْيان؟ جزى الله أبا سُفْيان خيرًا، ومن مثل أَبِي سُفْيان، وما يقال لمثل أبي سفيان.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "9/ 187"، أبو داود "924"، والنسائي "3/ 19"، والطيالسي "485"، وأحمد "1/ 463".(13/243)
عليّ بْن خَشْرم: نا وكيع، عَنْ إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، عَنْ عَبْد الله البهيّ، أنّ أبا بَكْر الصديق جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعد وفاته، فأكبّ عَليْهِ فقبّله وقال: بأبي أنت وأميّ، ما أطيب حياتك ومماتك1.
ثمّ قَالَ البهيّ: وكان النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تُرِك يومًا وليلة حتى ربَا بطنُه، وأنثنت خِنْصراه.
قَالَ ابن خشرم: فلمّا حدّث وكيع بهذا بمكة اجتمعت قريش وأرادوا صَلْبه، ونصبوا خشبة ليصلبوه، فجاء ابن عُيَيْنَة، فقال لهم: الله، هذا فقيه أهل العراق وابن فقيهه، وهذا حديث معروف.
قَالَ: ولم أكن سمعته، إلا أنّي أردت تخليص وكيع.
قَالَ ابن خشرم: سمعته مِن وكيع بعدما أرادوا صلبه. فتعجّبت مِن جسارته.
وأُخْبِرتُ أنّ وكيعًا احتجّ فقال: إنّ عِدّةً مِن الصحابة منهم عُمَر قَالُوا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يمت، فأحبّ الله أن يُريهم آية الموت.
رواها أحمد بْن محمد بْن عليّ بْن رَزِين الباشانيّ، عَنْ عليّ بْن خشرم.
ورواها قُتَيْبة، عَنْ وكيع.
وَهَذِهِ هفوة مِن وكيع، كادت تَذهب فيها نفسه. فما لَهُ ولرواية هذا الخبر المنكرَ المنقطع؛ وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ"2.
ولولا أنّ الحافظ ابن عساكر وغيره ساقوا القصّة في تواريخهم لتركتها وَلَمَا ذكرتها، ولكنْ فيها عِبرة.
قَالَ الفَسويّ في تاريخه: وفي هذه السَّنَةِ حدَّث وكيع بمكة عَنْ إسماعيل، عَنِ البهيّ، وذكر الحديث.
قَالَ: فرُفِع إلى العثماني فحبَسه، وعزم عَلَى قتله، ونُصِبت خشبته خارج الحرم. وبلغ وكيعًا وهو محبوس.
قَالَ الحارث بْن صِدّيق: فدخلت عَليْهِ لمّا بلغني، وقد سَبقَ إليه الخبر.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "1341"، "1342"، والنسائي "4/ 11"، وأحمد "6/ 220".
2 "حديث صحيح": وأخرجه مسلم "المقدمة/ 5"، وابن أبي شيبة "8/ 408"، وأبو داود "4992".(13/244)
قَالَ: وكان بينه وبين سُفْيان بْن عُيَيْنَة يومئذ تَبَاعد فقال: ما أرانا إلا قد اضطُّررنا إلى هذا الرجل واحتجْنا إليه، يعني سُفْيان.
فقلت: دعْ هذا عنك، فإنْ لم يُدرك قُتِلْتَ.
فأرسل إليه وفزع إليه. فدخل سُفْيان عَلَى العثمانيّ فكلّمه فيه. والعثماني يأبى عَليْهِ، فقال لَهُ سُفْيان: إنّي لك ناصحُ. إنّ هذا رجل مِن أهل العِلْم، وله عشيرة، وولده بباب أمير المؤمنين، فَتُشخَص لمناظرتهم.
قَالَ: فعمل فيه كلام سُفْيان، وأمر بإطلاقه. فرجِعتُ إلى وكيع فأخبرته. وأُخرِجَ، فركب حمارًا، وحملناه ومتاعه، فسافر.
فدخلت عَلَى العثمانيّ مِن الغد وقلت: الحمد لله الَّذِي لم تُبْلَ بهذا الرجل، وسلَّمك الله.
قَالَ: يا حارث ما ندمت على شيء ندامتي على تخيلته. خطر ببالي هذه الليلة حديث جَابِر بْن عبد الله قَالَ: حوّلت أَبِي والشهداء بعد أربعين سنة فوجدناهم رِطابًا يُثبتون، لم يتغيّر منهم شيء1.
قَالَ الفسويّ: فسمعت سَعِيد بْن منصور يَقُولُ: كنّا بالمدينة، فكتب أهل مكّة، إلى أهل المدينة بالذي كَانَ مِن وكيع، وقالوا: إذا قِدم عليكم فلا تتّكلوا عَلَى الوالي، وارجموه حتى تقتلوه.
قَالَ: ففرضوا عليَّ ذَلِكَ، وبلَغنا الَّذِي هُمْ عَليْهِ. فبعثنا بريدًا إلى وكيع أن لا يأتي المدينة، ويمضي عَنْ طريق الرَّبَذَة، وكان قد جاور مفرق الطريقين. فلمّا أتاه البريد ردَّ ومضى إلى الكوفة.
وقد ساق ابن عدي هذه الواقعة في ترجمة عَبْد المجيد بن أَبِي روّاد، ونقل أَنَّهُ هُوَ الَّذِي أفتى بقتل وكيع.
وقال: أَخْبَرَنَا محمد بْن عيسى المَرْوَزِيّ فيما كتب إليّ، ثنا أبو عيسى محمد، نا العبّاس بنُ مُصْعَب، نا قُتَيْبة، نا وكيع، نا ابن أَبِي خَالِد، فساق الحديث.
ثمّ قَالَ قُتَيْبة: حدَّث وكيع بهذا سنة حجّ الرشيد، فقدموه إليه، فدعا الرشيد
__________
1 المعرفة "1/ 175، 176" للفسوي.(13/245)
سُفْيان بْن عُيَيْنَة وعَبْد المجيد. فأمّا عَبْد المجيد فإنّه قَالَ: يجب أن يُقْتَلَ، فإنّه لم يروِ هذا إلا مِن في قلبه غشٌّ للنَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال سُفْيان: لا قتْلَ عَليْهِ، رجلٌ سَمِعَ حديثًا فرواه. المدينة شديدة الحرّ. تُوُفّي النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَتُرِك ليلتين لأنّ القوم كانوا في إصلاح أمر الأمّة. واختلفت قريش والأنصار، فمن ذَلِكَ تغيَّر.
قَالَ قُتَيْبة: فكان وكيع إذا ذَكَر فعل عَبْد المجيد قَالَ: ذاك جاهلٌ سمعَ حديثًا لم يَعرف وجهه، فتكلَّم بما تكلّم.
عَنْ مليح، عَنْ وكيع قَالَ: لما نزل بأبي الموت أخرج يديه وقال: يا بُنيّ ترى يديى ما ضربتُ بها شيئًا قطّ.
قَالَ مليح: فحدَّثني داود بْن يحيى بْن يَمَان قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوم، فَقُلْتُ: يَا رسول الله مِن الأبدال؟.
قَالَ: الذين لا يضربون بأيديهم شيئًا، وإنّ وكيعًا منهم قلتُ: بل مَن ضربَ بيديه في سبيل الله فهو أفضل1.
قال عليّ بْن عَثّام: مرض وكيع فدخلنا عَليْهِ، فقال: إنّ سُفْيان أتاني فبشّرني بجواره، فأنا مبادرٌ إِليْهِ.
غُنْجار في تاريخه: نا أحمد بْن سهل: سمعتُ قيس بْن أنيف: سَمِعَت يحيى بْن جعفر: سَمِعْتُ عَبْد الرّزّاق يَقُولُ: يا أهل خُرَاسان، إنّه نُعِيَ لي إمام خُرَاسان، يعني وكيعًا.
قَالَ: فاهتممنا لذلك. ثمّ قَالَ: بُعْدًا لكم يا معشر الكلاب، إذا سمعتم مِن أحدٍ شيئًا اشتهيتم موته.
قُلْتُ: ومن جسارة وكيع كونه حج بعد تيك المحنة.
قال أبو هشام الرفاعيّ: مات وكيع سنة سبْعٍ وتسعين ومائة يوم عاشوراء وَدُفِنَ بفَيْد، يعني راجعًا مِن الحجّ.
وقال أحمد: حجّ وكيع سنة ستٌّ وتسعين ومائة، ومات بفيد.
__________
1 الحلية "8/ 371".(13/246)
342- الوليد بْن عُقْبة بْن المغيرة الشَّيْبانيّ الطّحّان الكوفيّ1 -د.
أخو محمد.
روى عَنْ: حنظلة بْن أَبِي سُفْيان، وحمزة الزّيّات، وزائدة.
وعنه: أحمد، وإسحاق، وعليّ بْن محمد الطنافسيّ، ومحمد بْن رافع، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: صَدُوق.
وقَالَ أبو داود: لَيْسَ بِهِ بأس.
343- الوليد بْن كثير المُزَنّي المدنيّ2 -ن.
نزيل الكوفة.
روى عَنْ: ربيعة الرأي، وعُبَيْد الله بْن عُمَر، والضّحّاك بْن عثمان.
وعنه: أبو سَعِيد الأشجّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عمّار، ويوسف بْن عَدِيّ، وأخوه زكريّا.
قَالَ أبو حاتم. يكتب حديثه.
344- الوليد بن مسلم3 -ع.
الإمام أبو العبّاس الأُموي، مولاهم الدّمشقيّ، أحد الأعلام.
قرأ القرآن عَلَى يحيى الذَّماريَّ، وحدَّث عَنْهُ، وعن: ثور بْن يزيد، وابن جُرَيج، وابن عَجْلان، وَالْمُثَنَّى بْن الصّبّاح، ويزيد بْن أبي مريم، وصَفْوان بْن عَمْرو، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ، وَالأَوْزَاعِيُّ، والثَّوْريّ، ومالك، والليث، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، وأبي بَكْر بْن مريم، وعُفَير بْن مَعْدان، ومروان بْن جَناح، وعثمان بْن أَبِي العاتكة، وخلْق.
وعنه: اللَّيْثُ بْن سعْد شيخه، وبقيّة، وابن وهب، وأحمد بن حنبل، ودحيم،
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "9/ 12"، والتهذيب "11/ 144".
2 الجرح والتعديل "9/ 14"، التهذيب "11/ 147".
3 الجرح والتعديل "9/ 16، 17"، والسير "9/ 211، 220".(13/247)
وأبو خَيْثَمَة، وعليّ بْن محمد الطّنافسيّ، وإسحاق بْن موسى الخطْميّ، وموسى بْن عامر المُرّيّ، ومحمد بْن مُصَفَّى، ومحمود بْن غَيْلان، وعَمرو بْن عثمان، وخلْق كثير.
وصنّف التصانيف.
قَالَ محمد بْن سعْد: كَانَ الوليد ثقة كثير الحديث والعلم. حجّ سنة أربعٍ وتسعين ومائة، ثمّ رجع فمات بالطريق.
وقال دُحَيْم: مولده سنة تسع عشرة ومائة.
قَالَ ابن عساكر: قرأ عَليْهِ: هشام بْن عمّار، والربيع بْن ثعلب.
وقال الفسويّ: سَأَلت هشام بْن عمّار عَنِ الوليد، فأقبل يصف عِلمَه وورعه وتواضُعه. وقال: كَانَ أَبُوهُ مِن رقيق الإمارة، وتفرّقوا عَلَى أنهم أحرار.
وكان للوليد أخ جلِف متكبّر يركب الخيل، ويركب معه غلمان كثير ويتصَيَّد. وقد حُمَّلَ الوليد دِيةً فأدى ذَلِكَ في بيت المال، أَخْرَجَهُ عَنْ نفسه إذ اشتبه عَليْهِ أمرُ أَبِيهِ. قَالَ: فوقع بينه وبين أخيه في ذَلِكَ شغب وجفاء وقطيعة. وقال: فضحتنا، ما كَانَ حاجَتُك إلى ما فعلت؟.
وقال أبو التُّقَى الحمصيّ، ثنا سَعِيد بْن مَسْلَمة الْقُرَشِيّ قَالَ: أَنَا أعتقتُ الوليد بْن مسلم، كَانَ عبدي.
وقال ابن سعْد، عَنْ رجلٍ إنّ الوليد كَانَ مِن الأخماس فصار لآل مَسْلَمة بْن عَبْد المُلْك، فلمّا قِدم بنو هاشم في دولتهم قبضوا رقيق الأخماس وغيره، فصار الوليد وأهل بيته لصالح بْن عليّ، فوهبهم لابنه الفضل فأعتقهم.
ثمّ إنّ الوليد اشترى نفسه منهم، فأخبرني سَعِيد بْن مَسْلَمة قَالَ: جاءني الوليد فأقرّ لي بالرّقّ، فأعتقته.
وكان للوليد أخ اسمه جَبَلَة، كَانَ لَهُ قَدْرٌ وجاه.
قَالَ أحمد: لَيْسَ أحد أروى لحديث الشاميّين مِن الوليد، وإسماعيل بْن عيّاش.
إبراهيم بْن المنذر: قدِمتُ البصرة، فجاءني عليّ بْن المَدِينيّ فقال: أول شيء أطلب، أخرجْ إليَّ حديث الوليد بْن مُسلم.(13/248)
فقلت: يا ابنَ أُمّ، سُبحان الله، وأين سماعي مِن سماعك؟ فجعلتُ أأبى ويُلِحّ، فقلتُ لَهُ: أخبرني عَنْ إلحاحك ما هُوَ؟.
قَالَ: أُخْبِرك؛ الْوَلِيدُ رجلُ أهل الشام، وعنده علم كثير، ولم أستمكن منه، وقد حدّثكم بالمدينة في المواسم، ورفع عندكم الفوائد، لأنّ الحُجّاج يجتمعون بالمدينة مِن الآفاق، فيكون مَعَ هذا بعض فوائده، ومع هذا شيء.
قَالَ: فأخرجت إِليْهِ، فتعجب مِن كتابه، كاد أن يكتبه عليّ.
...."؟ " سمعنا1 الْفَسَوِيَّ بْن إبراهيم: قَالَ أبو اليَمان: ما رَأَيْتُ مثل الوليد بْن مُسْلِم.
وقيل لأبي زُرْعة: الوليد أفقه أم وكيع؟ فقال: الوليد بأمر المغازي، ووكيع بحديث العراقيّين.
وقال أبو مُسْهِر: كَانَ الوليد مِن حُفّاظ أصحابنا.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
وقال أبو محمد بْن عَدِيّ: الثَّقات مِن أهل الشام مثل الوليد بْن مُسْلِم.
وقال ابن مؤمن: لم نزل فسمع أنّه مِن كتب مصنّفات الوليد صَلُح أن يلي القضاء.
ومصنّفاته سبعون كتابًا.
قلت: الكتاب منها جزء صغير، وجزء كبير، ونحو ذَلِكَ.
الفَسَويّ: سمعتُ الحُمَيْديّ يَقُولُ: خرجتُ يوم القَدَر والوليد في مسجد مِنى وعليه زِحام كثير.
وجئت في آخر الناس فوقفت بالبُعد، وعليّ بْن المَدِينيّ بجنْبه، فجعلوا يسألونه ويحدّثهم ولا أفهم. فجمعتُ جماعةً مِن المكّيّين وقلت لهم: جلّبوا وأفسِدوا عَلَى من بالقرب منه. فجعلوا يصيحون ويقولون: لا نسمع.
وجعل ابن المَدِينيّ يَقُولُ: اسكتوا نُسمعكم. فاعترضتُ وَصِحْتُ، ولم أكن بعد
__________
1 هكذا بالأصل.(13/249)
حَلَقْتُ، فنظر ابن المَدِينيّ إليّ ولم يثبتني وقال: لو كَانَ فيك خير لم يكن شعرك على ما رأى.
قَالَ: فتفرّقوا ولم يحدّثهم بشيء.
قلت: وكان الوليد مَعَ حفظه وثقته قبيح التدليس. يحملُ عن أناس كذابين وتلفى عَنِ ابن جُرَيج، وغيره، ثمّ يُسْقِط الَّذِي سمع منه ويقول: عَنِ ابن جُرَيج. قَالَ أبو مُسْهِر: كَانَ الوليد يأخذ مِن ابن أَبِي السَّفَر حديث الأوزاعيّ، وكان ابن أَبِي السفر كذّابًا، وهو يَقُولُ فيها: قَالَ الأوزاعيّ.
قَالَ صالح جَزرة: سَمِعْتُ الهيثم بْن خارجة يَقُولُ: قلت للوليد: قد أفسدتَ حديث الأوزاعيّ.
قَالَ: وكيف؟ قلت: تروي عَنِ الأوزاعي، عَنْ نافع، وعن الأوزاعيّ، عَنِ الزُّهْرِيّ، وعنه، عَنْ يحيى. وغيرك يُدخل بين الأوزاعيّ، ونافع، عَبْد الله بْن عامر الأسلميّ، وبينه وبين الزُّهْرِيّ مرّة وغيره. فما يحملك عَلَى هذا؟.
قَالَ: أُنْبلُ الأوزاعيّ أن يروي عَنْ مثل هَؤلاءِ.
قلت: فإذا روى الأوزاعيّ عَنْ هَؤلاءِ الضُّعفاء مناكير، فأسقطتهم أنتَ وصيّرتها مِن رواية الأوزاعيّ عَنِ الثَّقات ضعّفت الأوزاعيّ؛ فلم يلتفت إلى قولي.
قَالَ أحمد بْن حنبل: ما رَأَيْت في الشّاميّين أعقل مِن الوليد.
وقال ابن المَدِينيّ: ما رَأَيْت في الشّاميّين مثل الوليد. وقد أغرب أحاديث صحيحة لم يَشْرُكْه فيها أحد.
وقال صدقة بن الفضل المَرْوَزِيّ: ما رَأَيْت رجلا أحفظ للحديث الطويل وأحاديث الملاحم من الوليد بن مسلم. وكان يحفظ الأبواب.
وقال أبو مُسْهِر: ربّما دَلّسَ الوليد عَنِ الكذّابين.
قلت: إذا قَالَ: حَدَّثَنَا، فهو ثقة. وصاحبا الصحيح ينقّبان حديثه إذا أخرجا لَهُ.
قَالَ حَرْمَلَة بْن عبد العزيز الْجُهَنّي: نزل عليَّ الوليد بْن مُسْلِم بِذِي المَرْوَة قافلا مِن الحجّ، فمات عندي بِذِي المَرْوَة.(13/250)
قَالَ محمد بْن مُصَفَّى، وغيره: تُوُفّي في المحرَّم سنة خمسٍ وتسعين ومائة، رحمه الله.
345- وَهْبُ بنُ عثمان المخزوميّ المدنيّ1.
عَنْ: أَبِي حازم الأعرج، وموسى بن عقبة.
وعنه: إبراهيم بْن حمزة، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، ويعقوب بْن كاسب.
وهو صَدُوق مُقِل.
استشهد بِهِ الْبُخَارِيّ.
"حرف الياء":
346- يحيى بْن زكريّا بْن إبراهيم بْن سُوَيْد النَّخَعيّ2.
عَنْ: عَبْد المُلْك بْن أبي سليمان، والحسن بْن الحَكَم النَّخَعيّ.
وعنه: عثمان بْن أبي شَيبة، وموسى بْن عَبْد الرَّحْمَن المسروقيّ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بأس.
347- يحيى بن سعيد الأموي3 -ع.
هُوَ ابن سَعِيدُ بْنُ أَبَانِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْن عَبْد شمس. أبو أيّوب الْقُرَشِيّ الأمويّ الكوفيّ الحافظ. وله عدة إخوة.
روى عَنْ: بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، ويحيى بْن سَعِيد الأنصاريّ، وهشام بْن عُرْوة، والأعمش، وابن أَبِي خَالِد، والثَّوْريّ، وخلْق.
وحمل المغازي عن ابن إسحاق.
حدَّث عَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وشُرَيْح بْن يونس، وحُمَيْد بْن الربيع، وابنه سَعِيد بْن يحيى، وجماعة كثيرة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "9/ 28"، والتهذيب "11/ 165".
2 الجرح والتعديل "9/ 145"، والثقات لابن حبان "9/ 256".
3 الجرح والتعديل "9/ 151، 152"، والسير "9/ 139".(13/251)
قَالَ أحمد بْن حنبل: عنده عَنِ الأعمش غرائب، وليس بِهِ بأس.
وكذا قَالَ غير واحد: إنه لا بأس بِهِ.
وروى أحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة، عَنِ ابن مَعِين: ثقة.
قلت: سكن بغداد، وكانوا يلقّبونه جَمَلايا.
مات سنة أربعٍ وتسعين ومائة وهو في عشر الثمانين.
ومات أخوه محمد بْن سَعِيد قبله بعام.
وأخوهما عُبَيْد بْن سَعِيد، يروي عَنْ: إسرائيل، وعدّة.
وأخوهم عَبْد الله بْن سَعِيد فَعَالِم باللُّغة والشّعْر.
وأخوهم الخامس عَنْبَسة بْن سَعِيد روى عَنْ: ابن المبارك، وطائفة، وهو أصغرهم ولهم أخ سادس سَمِعَ: زهير بْن معاوية، ومفضّل بن صدقة.
ذكرهم الدارقطني.
348- يحيى القطان -ع.
هو يحيى بن سعيد بن فروخ، مولى بني تميم1.
الحافظ العِلْم أبو سَعِيد البصْريّ القطّان الأحول.
أحد الأئمّة الكبار. مولده في أول سنة عشرين ومائة.
روى عَنْ: سليمان التَّيْميّ، وهشام بْن عُرْوة، وعطاء بْن السائب، وحُسين المعلّم، وخيثم بْن عِراك، وحُميد الطويل، ويحيى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، والأعمش، وعُبَيْد الله بْن عُمَر، وسُفْيان، وشُعْبَة، وخلْق كثير.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وعفّان، ومسدّد، وأحمد، وإسحاق، وابن المَدِينيّ، ويحيى بْن مَعِين، وأبو حفص الفلاس، وبُنْدار، وإسحاق الكَوْسج، ويعقوب الدَّوْرقيّ، ومحمد بْن شدّاد المُسْمِعيّ، وأمم سواهم.
وكان يقول: لزمت شعبة عشرين سنة.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "9/ 150، 151"، والسير "9/ 175".(13/252)
قَالَ ابن عمّار: روى عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ في تصانيفه ألفي حديث عَنْ يحيى القطّان، فحدّث بها عَنْهُ ويحيى حيٌّ.
قَالَ أحمد بْن حنبل: ما رَأَيْت بعيني مثل يحيى بْن سعيد القطّان.
وقال ابن المَدِينيّ: ما رأيتُ أحدًا أعلم بالرجال مِن يحيى بْن سَعِيد.
وقال بُنْدار: ثنا يحيى بْن سَعِيد إمام أهل زمانه.
وقال أحمد بْن الحَسَن التَّرْمِذيّ: سمعتُ أحمد، وَسُئِلَ عَنْ يحيى بْن سَعِيد ووكيع فقال: ما رأيت بعيني مثل يحيى.
وقال ابن عمار: كنت إذا نظرت إلى يحيى القطان ظننت أنّه لا يُحسن شيئًا بزيّ التّجّار، فإذا تكلّم أنصتَ لَهُ الفقهاء.
وقال أحْمَد بْن محمد بْن يحيى القطّان: لم يكن جدّي يمزح ولا يضحك إلا تَبَسُّمًا، ولا دخل حمّامًا. وكان يَخْضِب.
وقال يحيى بْن مَعِين: أقام يحيى بْن سَعِيد عشرين سنةً يختم القرآن في كلّ ليلة.
وعن عليّ بْن المَدِينيّ: كَانَ يحيى يختم كلّ ليلة.
وقال بُنْدار: اختلفتُ إليه عشرين سنةً، فما أظنّ أنّه عصى الله قطّ.
قَالَ عليّ بْن المَدِينيّ: كنّا عند يحيى بْن سَعِيد، فقرأ رَجُل سَوْرَة الدُّخان، فَصُعِقَ يحيى وغُشيَ عَليْهِ.
قَالَ أحمد بْن حنبل: لو قدر أحدٌ أن يدفع هذا عن نفسه لدفعه يحيى، يعني الصَّعق.
قَالَ أحمد بْن محمد بْن يحيى بْن سَعِيد القطّان: ما أعلم أنّ جدّي قهقه قطّ، ولا دخل حمّامًا قطّ، ولا اكتحل ولا ادَّهنَ. وكان يخضبُ خضابًا حَسَنًا.
وروى عَبَّاس، عَنْ يحيى بْن مَعِين قَالَ: كَانَ يحيى القطّان إذا قُرئ عنده القرآن سقط حتى يصيب وجهه الأرض.
وقال: ما دخلتُ كنيفًا قطّ إلا ومعي امرَأَة، يعني مِن ضعف قلبه.(13/253)
قَالَ ابن مَعِين: وجعل جارٌ لَهُ يشتمه ويقع فيه ويقول: هذا الخوزيّ، ونحنُ في المسجد. قَالَ: فجعل يحيى يبكي ويقول: صَدق، ومَن أَنَا وما أَنَا.
قَالَ ابن مَعِين: كَانَ يحيى يجيء معه بمسباح، فيدخل يده في ثيابه فيُسبّح.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ: اختلفوا يومًا عند شُعْبَة فقالوا: اجعل بيننا وبينك حكمًا.
قَالَ: قد رضيت بالأحول، يعني القطّان. فجاء فقضى عَلَى شُعْبَة.
فقال شُعْبَة: ومن يطيق نقدَك أصول.
وقال ابن سعْد: كَانَ ثقة مأمونًا رفيعًا حُجّة.
وقال النَّسَائيّ: أُمناء الله عَلَى حديث رسوله: شُعْبَة، ومالك، ويحيى القطّان.
وقال محمد بْن بُنْدار الْجُرْجانيّ: قلت لابن المَدِينيّ: مَن أنفع مِن رَأَيْت للإسلام وأهله؟.
قَالَ: يحيى بْن سَعِيد القطّان.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة: سمعتُ عليّ بْن عَبْد الله يَقُولُ: كُنَّا عند يحيى بْن سَعِيد، فلمّا خرج مِن المسجد خرجنا معه، فلمّا صار بباب داره قام وقمنا معه، فانتهى إليه الروبيّ، فقال يحيى لما رآه: ادخلوا. فدخلنا.
فقال للروبيّ: اقرأ. فَلَمَّا أخذ في القراءة نظرتُ إلى يحيى يتغيّر حتى بلغ: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ} [الدخان: 40] صُعِق يحيى وغُشي عَليْهِ، وارتفع صوته. وكان ببابٍ منه، فانقلب فأصاب الباب فقِار ظهره وسال الدَّم. فصرخ النّساء وخرجنا، ووقفنا بالباب حتّى أفاق بعد كذا وكذا. ثمّ دخلنا عَليْهِ، فإذا هُوَ نائم عَلَى فراشه، وهو يقول: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ} . فما زالت به بتلك القُرْحة حتى مات1.
وروى أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن العَنْبريّ، عَنْ زُهير البابيّ قَالَ: رَأَيْت يحيى بْن سَعِيد في النَّوم، عَليْهِ قميص بين كتفَيه مكتوب: بسم الله الرَّحْمَن الرحيم، كتابٌ مِن الله العزيز العليم ببراءة ليحيى بن سعيد القطان من النار2.
__________
1 الحلية "8/ 382".
2 تاريخ بغداد "14/ 142".(13/254)
وَرَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلادٍ الْبَاهِلِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ قَالَ: كُنْتُ إِذَا أَخْطَأْتُ قَالَ لِي سُفْيَانُ: أَخْطَأْتَ يَا يَحْيَى. فَرَوَى يَوْمًا عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جهنم" 1.
فقلت: أخطأت يا با عَبْدِ اللَّهِ.
قَالَ: وَكَيْفَ هُوَ؟.
قُلْتُ: عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!.
فَقَالَ لي: صدقت يا يحيى، اعرض عليّ كُتُبَك.
قلت: تريد أن ألقى مثل ما لقي زائدة؟.
قَالَ: وما لقي زائدة؟ أصلحت لَهُ كتبَه وذكَرته حديثه.
وقال أحمد: إلى يحيى القطّان المنتهى في الثبت.
قَالَ محمد بْن أَبِي صَفْوان: كَانَ يحيى القطّان نفقته مِن غلّته. إنْ دخل مِن غلّته حنطة أكل حنطة، وإن دخل شعير أكل شعيرًا، وإن دخل تمر أكل تمرًا.
قَالَ ابن معين: إنّ يحيى بْن سَعِيد لم يَفُتْه الزوال في المسجد أربعين سنة.
وقال عفّان: رَأَى رَجُل ليحيى بْن سعيد قبل موته: أنْ بِشْر يحيى بْن سَعِيد بأمانٍ مِن الله يوم القيامة.
وقال أحمد: ما رَأَيْت أحدًا أقلَّ خطأ مِن يحيى بْن سَعِيد. ولقد أخطأ في أحاديث.
ثمّ قَالَ: ومَن يُعَرَّى مِن الخطأ والتصحيف؟.
قَالَ أحمد العِجْلي: كَانَ يحيى بْن سَعِيد نقيّ الحديث، لا يحدّث إلا عَنْ ثقة.
قَالَ أبو قُدامة السَّرْخَسِيّ: سَمِعْتُ يحيى بْن سَعِيد يَقُولُ: أدركت الأئمة يقولون: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه مسلم "2065"، وابن ماجه "3413".(13/255)
وسَمِعْتُهُ يَقُولُ: أخافُ أن يضيق عَلَى الناس تتّبع الألفاظ، لأنّ القرآن أعظم حُرمةً، وَوَسِعَ أن يُقرأ عَلَى وجوه إذا كَانَ المعنى واحدًا.
قَالَ شاذي بْن يحيى: قَالَ يحيى بْن سعيد: مَن قَالَ: أنْ قُلْ هُوَ الله أحد، مخلوق، فهو زِنديق والله الَّذِي لا إله إلا هُوَ.
قَالَ الفلاس: كَانَ هجير يحيى بْن سَعِيد إذا سكت ثمّ تكلّم يَقُولُ: يحيي ويميت إليه المصير.
وقلتُ لَهُ في مرضه: يعافيك الله إنّ شاء الله.
فقال: أحبُّه إليَّ أحبُّه إلى الله.
وقال أبو حاتم: إذا اختلف ابن المبارك والقطّان وابن عُيَيْنَة في حديث، أُخِذَ بقول يحيى بْن سَعِيد.
ابن المديني: سألتُ يحيى بْن سَعِيد، عَنْ أحاديث عِكرِمة بْن عمّار، عَنْ يحيى بْن أبي كثير، فقال: ليست بصحاح.
الفلاس: سَمِعْتُ يحيى يَقُولُ: كنتُ أَنَا وخالد بْن الحارث، ومعاذ بْن مُعَاذ، وما تقدّماني في شيء -يعني مِن العِلْم- كنتُ أذهب معهما إلى ابن عون، فيقعدان ويكتبان، وأجيء أَنَا فأكتبها في البيت.
قَالَ محمد بْن يحيى بْن سَعِيد: قَالَ أَبِي: كنتُ أخرج مِن البيت أطلب الحديث، فلا أرجع إلا بعد العتمة.
قَالَ عَبْد الله بْن قَحْطبة: نا عبّاس العنبريّ: سمعتُ ابن مهديّ يَقُولُ: لما قِدم سُفْيان الثَّوْريّ البصرة قَالَ لي: جئني بمَن أُذاكره، فأتيته بيحيى بْن سَعِيد. فلمّا خرج قَالَ: قلتُ لك جئني بإنسان جئتني بشيطان!
وقال ابن مَعِين: قَالَ لي يحيى بْن سَعِيد: لو لم أروِ إلا عمّن أرضى، ما رويت إلا عَنْ خمسة.
قَالَ ابن مَعِين: وروى يحيى عَنِ الأوزاعيّ حديثًا واحدًا.
قلت: تفقَّه يحيى بْن سَعِيد في هذا الشأن بشُعْبَة، وسُفْيان. ولزِم شُعْبَة دهْرًا. وأخصّ أصحاب يحيى بْن سَعِيد بِهِ عليّ بْن المديني. وإذا وثَّق يحيى بْن سَعِيد شيخًا(13/256)
فَتَمَسَّك بِهِ، أمّا إذا ليّن أحدًا فتأنَّ في أمره، فإنّ الرجل متعنَّت جدًا. وقد ليّن مثل إسرائيل، وغيره مِن رجال الصّحيح. ولم أقِف عَلَى كتابه في الضُّعفاء، لكن يقع مِن كلامه في أسئلة ابن المَدِينيّ، والفلاس، وابن مَعِين أشياء نافعة.
وكان رأسًا في معرفة الْعِلَلِ. أخذ ذَلِكَ عَنْهُ ابن المديني، وأخذ ذَلِكَ عَنِ ابن المَدِينيّ أبو عَبْد الله الْبُخَارِيّ.
قَالَ عُتْبَة: وأخذ عَنِ الْبُخَارِيّ التَّرْمِذيّ عِلله الكبرى.
وَأَعْلَى شَيْءٍ يَقَعُ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى مَا وَقَعَ فِي الْغَيْلانِيَّاتِ، أَنْبَأْنَاهُ جَمَاعَةٌ: أَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ، أَنَا ابْنُ غَيْلانَ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَدَّادٍ، نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "لا رَحِمَ اللَّهُ مَنْ لا يَرْحَمُ النَّاسَ" 1.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدَةَ الْعَنْقَزِيُّ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ خَالِدَ بْنَ الْحَارِثِ فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟.
قَالَ: غُفر لي عَلَى أنّ الأمر شديد.
قلت: فما فعل يحيى القطّان.
قَالَ: نراه كما يُرى الكوكب الدُّرّي في أُفق السماء.
قلت: قَالُوا مات يحيى بْن سَعِيد في صَفَر سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.
قبل موت ابن عُيَيْنَة وابن مهديّ بأربعة أشهر، رحمهم الله.
349- يحيى بْن سَعِيد الأنصاريّ الحمصيّ العطّار2.
أبو زكريّا المحدّث.
روى عَنْ: يونس بْن يزيد الأَيْليّ، وحَرِيز بْن عثمان، ويحيى بْن أيّوب الْمَصْرِيّ، وفُضَيْل بْن مرزوق، والمسعوديّ، ومحمد بْن عبد الرَّحْمَن بْن عرق اليَحْصُبيّ، وأبي غسّان محمد بْن مطرَّف، وطائفة كبيرة بالحجاز والشام والعراق ومصر.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "8/ 9، 12"، ومسلم "2318"، وأحمد "2/ 241، 514"، وأبو داود "الأدب/ 157"، وابن أبي شيبة "3/ 392، 393".
2 انظر: الجرح والتعديل "9/ 152"، والتهذيب "11/ 220".(13/257)
وعنه: عَبْد الوهاب بْن نجدة، والوليد بْن شجاع، ومحمد بْن مصفى، وَأَبُو تقيّ هشام بْن عَبْد المُلْك، ومحمد بْن عَمْرو بْن حِبّان، وجماعة.
وثّقه ابن مُصَفَّى وحده.
وضعّفه ابن مَعِين، والدّارَقُطْنيّ، وغيرهما.
وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ ابن عدي. له مصنّف في حفظ اللّسان.
وهو بيّن الضعف.
قلت: بقي إلى حدود المائتين، وسيُعاد بعد المائتين.
350- يحيى بْن سَعِيد السعيديّ البصْريّ1.
عَنِ: ابن جُرَيج.
وعنه: الحسن بْن عَرَفَة، ومحمد بْن غالب تمتام، وجماعة.
واهٍ، وهو الأمويّ، والعبْشَميّ.
قَالَ ابن حِبّان: يروي المقلوبات والمُلْزَقات، لا يجوز الاحتجاج بِهِ إذا انفرد.
وهو غير:
351- يحيى بْن سَعِيد التّميميّ المدنيّ2.
وغير:
352- يحيى بْن سَعِيد قاضي شيراز3، وقيل التّميميّ هُوَ قاضي شيراز.
أحد الضُّعفاء.
353- يحيى بْن سلام البصري4.
عن: فطر بن خليفة، وشعبة، والمسعودي، وابن أبي عروبة، والثوري.
__________
1 انظر: المجروحين "3/ 129"، لابن حبان.
2 الجرح والتعديل "9/ 152"، والميزان "4/ 378".
3 المجروحين "3/ 118".
4 الجرح والتعديل "9/ 155".(13/258)
وعنه: بحر بْن نصر، ومحمد بْن عبد الله بن عبد الحكم.
قال أبو حاتم: صدوق.
قلت: سيُعاد بعد المائتين. ثمّ ظفِرت بموته في صَفَر سنة مائتين.
نزل إفريقية ونشر بها العِلْم.
354- يحيى بْن سُلَيْم الْقُرَشِيّ الطائفي الخرّاز الحذّاء1 -ع.
نَزِيلُ مَكَّةَ.
روى عن: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عثمان بن خيثم، وعُبَيْد الله بْن عُمَر، وإسماعيل بْن أُمَيَّة الْقُرَشِيّ، وموسى بن عقبة، وابن جريج.
وعنه: الشافعي، وإسحاق، والحسن الزعفراني، والحسن بن عرفة، وكثير بن عبيد، ومحمد بن يحيى العدني، وآخرون.
روى أحمد بن حنبل عنه حديثا واحدا.
قال ابن سعد: ثقة كثير الحديث.
وعن الشافعي قَالَ: كَانَ رجلا فاضلا، وكنّا نُعدّه مِن الأبدال. وكان إذا ركب حمارًا أو دابةً لا يقول له أُغْدُ إنّما يَقُولُ: لا إله إلا الله.
وقال النَّسَائيّ: لَيْسَ بالقويّ.
وقال أحمد: رَأَيْته يخلط في الأحاديث فتركته.
وقال ابن مَعِين: ثقة.
وقال البزّي المقرئ: مات يحيى بْن سُلَيْم سنة خمسٍ وتسعين ومائة.
355- يحيى بْن الضريس بن يسار2 -م. ت.
أبو زكريّا البَجَليّ، مولاهم الرّازيّ الحافظ، قاضي الرَّيّ.
عَنْ: ابن جُرَيج، وابن إِسْحَاق، وعكرمة بْن عمّار، والثَّوْريّ، وأبي جعفر الرّازيّ، وزائدة، وجماعة.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 156"، السير "9/ 307، 308".
2 الجرح والتعديل "9/ 158، 159"، والسير "9/ 449، 500".(13/259)
وعنه: ابن مَعِين، وإسحاق، ومحمد بْن حُمَيْد، وأبو غسّان زُنَيْج، وإسحاق بْن الفيض، وجماعة.
وكان محدّث الرَّيّ في زمانه.
وثّقه ابن مَعِين.
وقال أبو حاتم: كَانَ عنده عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَشَرَةُ آلافِ حَدِيثٍ.
وَقَالَ وكيع: يحيى بْن ضُرَيْس مِن حفّاظ الناس، لولا أنّه خلط في حديثين.
وقال إبراهيم بْن موسى الفرّاء: تعلّمنا علم الحديث مِن يحيى بْن ضُرَيْس.
356- يحيى بْن عَبَّاد الضُّبَعيّ البصري1 -خ. م. ت. ن.
أبو عباد، نزيل بغداد.
روى عَنْ: هشام الدَّسْتُوائيّ، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وشُعْبَة، والحَمَّادَيْن، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وأبو ثَور، ومحمد بْن حاتم السّمين، والحسن بْن محمد الزَّعْفرانيّ، وهارون بْن سليمان الأصبهاني، وآخرون.
قَالَ ابن مَعِين: لم يكن بذاك، وكان صدوقًا.
وضعّفه زكريّا السّاجيّ، لكن احتجّ بِهِ الشيخان.
مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.
357- يحيى بْن كثير.
صاحب البصْريّ. يُكَنَّى أبا النَّضْر2.
مذكور في "تهذيب الكمال": إنّه روى عَنْ: عطاء بْن أَبِي رباح، وهذا بعيد، وأحسبه سقط مِن بينها.
وروى عَنْ: أيّوب، وعطاء بْن السّائب، وعاصم الأحول، ومحمد بن عمرو، ويزيد الرقاشي، وسليمان التيمي، والجريري.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 173"، والتهذيب "11/ 235، 236".
2 انظر: الجرح والتعديل "9/ 182، 183"، والتهذيب "11/ 276".(13/260)
وعنه: شيبان بن فروخ، وحشيش بن أصرم، ومحمد بن يحيى القطعي، وعباس بن أبي طالب، وولده أبو مالك كثير بن يحيى صاحب البصْريّ.
قَالَ أبو زُرْعة، وغيره: ضعيف الحديث.
وقال الدّارَقُطْنيّ: متروك.
358- يحيى بْن المتوكّل الباهليّ1.
عَنِ: ابن جُرَيج، وعن: عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد.
وعنه: سليمان الشّاذْكُونيّ، ومحمد بْن حرب النَّسَائيّ، ويعقوب بْن كعب الحلبيّ، ومحمد بْن سَعِيد بْن غالب العطّار، والحسن بْن الصّبّاح البزّار، وطائفة.
ما علمت بِهِ بأسًا.
وهو أصغر مِن أَبِي عقيل يحيى بْن المتوكّل صاحب بهيّة.
359- يحيى بْن محمد بن قيس3 -ت. ن. ق. م.
أبو زكير المدني ثم البصري.
مؤدَّب جعفر بْن سليمان الأمير.
طال عُمره وعَمي.
حدّث عَنْ: زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَصَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، والعلاء بْن عَبْد الرَّحْمَن، وأبي حازم، وهشام بْن عُرْوة، وطائفة.
وعنه: عليّ بْن المَدِينيّ، والفلاس، وبُنْدار، وحفص الرباليّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة، وآخرون.
قَالَ أبو حاتم: يُكتب حديثه. لَهُ حديث مُنْكَر في أكل البلح.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ. لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ غيره: صدوق.
وروى الكَوْسج، عَنْ يحيى: ضعيف.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 190"، والتهذيب "11/ 271".
2 انظر: الجرح والتعديل "9/ 184"، والتهذيب "11/ 274".(13/261)
وقال الفلاس: لَيْسَ بمتروك.
قُلْتُ: تَفَرَّدَ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: "كُلُوا الْبَلَحَ بِالتَّمْرِ"1، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
وَرَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَنَسٍ سَمِعَهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَسْتُ مِنْ ددٍ وَلا الدَّدُ مِنِّي".
قُلْتُ: خَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ مُتَابَعَةً.
360- يحيى بْن محمد بْن عبّاد بْن هاني الشجريّ المدنيّ2.
عَنْ: ابن إِسْحَاق، وابن أخي الزُّهْرِيّ، وموسى بْن يعقوب الزّمعيّ.
وعنه: ابنه إبراهيم، ومحمد بْن عَبْد الله بْن سَعِيد المساحقيّ، ومحمد بْن منذر القابوسيّ. قَالَ أبو حاتم: ضعيف الحديث.
- يحيى بْن واضح.
أبو تُميلة.
سيأتي بكنيته.
361- يحيى بْن يَزِيدُ بْنُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ الحارث بْن عَبْد المطَّلب الهاشميّ النَّوفليّ المدنيّ3.
روى عَنْ: أَبِيهِ.
روى عَنْهُ: أحمد بْن حنبل، والهيثم بْن خارجة، ودُحَيْم، ومحمد بْن إِسْحَاق المسيبيّ، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ، وغيرهم.
قَالَ أبو حاتم: مُنْكَر الحديث.
وقال ابن عَدِيّ: ضعيف.
قلت: أبوه يروي عن سعيد المقبري.
__________
1 سبق تخريجه.
2 انظر: الجرح والتعديل "9/ 185"، والتهذيب "11/ 273".
3 انظر: الجرح والتعديل "9/ 198"، والميزان "4/ 414".(13/262)
362- يزيد بْن سَمْرة الرّهاويّ1.
أبو هِزّان.
يروي عَنْ: عطاء الخُراساني، وأبي زُرْعة، ويحيى السّيبانيّ.
روى عَنْهُ: أبو مُسْهِر، ومحمد بْن عائذ، ويحيى بْن بُكَير.
قَالَ أبو سَعِيد بْن يونس: لم يذكروه بجرْح.
قلت: ويُحتمل أن يُصيَّر في رجال الطبقة الماضية.
363- يعقوب بْن إسحاق2.
أبو عُمارة.
بصْريّ نزل الرَّيّ.
عَنْ: يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وابن عَوْن.
وعنه: عَمْرو بْن رافع، وعيسى بْن إبراهيم البركيّ، ومحمد بْن حُمَيْد، والحسن بْن عَرَفَة.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا أَرَى بِحَدِيثِهِ بَأْسًا.
وقال ابن عَدِيّ: روى ما لا يُتابع عَليْهِ.
364- يعقوب بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ3.
روى القراءة عَنْ: نافع بْن أَبِي نُعَيْم.
وعنه: حمزة بْن القاسم، ومحمد بْن سَعْدَان، وأبو عَمرو الدوريّ، وغيرهم.
365- يَمَان بْن عَدِيّ الحضرمي الحمصي4.
عَنْ: الزبيدي، وبردة بن سنان، وسفيان الثوري.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 268"، واللسان "6/ 288".
2 الجرح والتعديل "9/ 203"، والكامل "7/ 2609".
3 غاية النهاية "2/ 389".
3 الجرح والتعديل "9/ 311"، والتهذيب "11/ 406".(13/263)
وعنه: إبراهيم بْن موسى الفرّاء، وعمرو بْن عثمان الحمصيّ، وأخوه يحيى بْن عثمان، وموسى بْن أيّوب، وآخرون.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
وضعّفه أحمد، والدارَقُطْنيّ.
366- يوسف بْن أسباط الزّاهد1.
أحد مشايخ القوم لَهُ مواعظ وحِكَم.
روى عَنْ: مُحِلّ بْن خليفة، وسُفْيان الثَّوْريّ، وزائدة، وطائفة سواهم.
روى عنه: المسيب بن وضاح، وعبد الله بن خبيق الأنطاكي، وغيرهما.
وكان مرابطا بالثغور الشامية.
قال المسيب: سألته عَنِ الزُّهْد فقال: أن تزهد في الحلال، فأمّا ما حرّم الله فإنِ ارتكبته عذَّبَك.
وقال تميم بْن سَلَمَةَ: سالت يوسف بْن أسباط: ما غاية التواضع؟ قَالَ: أن تخرج مِن بيتك فلا تلقى أحدًا إلا رَأَيْت لَهُ الفضل عليك.
وقال ابن خُبيق: قَالَ يوسف: خرجت مِن فأتيتُ المصَّيصةَ وجرابي عَلَى عُنقي، فقام ذا مِن حانوته يسلّم عليّ، وقام ذا يسلّم عليّ، فدخلت المسجد أركع، فأحدقوا بي، فتطلّع رَجُل في وجهي، فقلت في نفسي: كم بقاء قلبي عَلَى هذا؟ فرجعتُ بِعَرَقي إلى، فما رجع إلى قلبي إلى سنتين2.
وقال يوسف بْن أسباط: للصّادق ثلاث خصال: الحلاوة، والملاحة، والمهابة.
وعنه قَالَ: خلْق الله القلوبَ مساكن للذَّكْر، فصارت مساكن للشَّهَوات، لا يمحوا الشهوات مِن القلوب إلا خوف مزعج، أو شوق مُغْلِق.
وعنه قَالَ: الزُّهْد في الرئاسة أشدّ مِن الزُّهْد في الدنيا.
وقال ابن خُبَيق: قلت ليوسف: مالك لم تأذن لابن المبارك يسلم عليك؟.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 218"، والسير "9/ 169-171".
2 الحلية "8/ 244".(13/264)
قَالَ: خشيت أن لا أقوم بحقّه وأنا أحبّه.
وقال لي: إنّي أخاف أن يعذّب الله الناس بذنوب العلماء.
قَالَ: ونظر يومًا إلى رَجُل في يده كتاب، فقال: تزيّنوا بما شئتم، فلن يزيدكم الله إلا اتّضاعًا.
وقال أحمد بْن يوسف بْن أسباط: قلت لأبي: أكان مَعَ حذيفة المَرْعَشيّ علمٌ؟.
قَالَ: كَانَ معه العِلْم الأكبر: خشية الله.
وقال يوسف: سَمِعْتُ الثَّوْريّ يَقُولُ: لم يفقه من لم يعُدّ البلاء نعمة، والرخاء مصيبة.
وعن يوسف: إذا رَأَيْت الرجل قد أشِر وبطِر فلا تَعِظْه، فليس للعِظة فيه موضع.
وعن يوسف قَالَ: لي أربعون سنة، ما حلّ في صدري شيء إلا تركته.
قَالَ شُعيب بْن حرب: ما أقدّم على يوسف بْن أسباط أحدًا.
وقال سهل أبو الحَسَن: سَمِعْتُ يوسف بْن أسباط يَقُولُ: يُجزي قليل الورع مِن كثير العمل، وقليل التواضع مِن كثير الاجتهاد.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ: أَنَا ابْنُ خَلِيلٍ، أَنَا اللَّبَّانُ، عَنِ الْحَدَّادِ: أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ، نَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْمَرْوَحِيُّ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُبَيْقٍ، نَا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: ثَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: "إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً" 1. وذكر الحديث.
قلت: يوسف وثَّقه يحيى بْن مَعِين.
وقَالَ أَبُو حاتم: لا يحتج بِهِ.
وقال الْبُخَارِيّ: كَانَ قد دَفَنَ كُتُبه، فكان لا يجيء حديثُه كما ينبغي.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "4/ 161"، "9/ 165"، ومسلم "القدر/ 1"، وعبد الرزاق "20093".(13/265)
367- يوسف بْن السَّفْر بْن الفَيْض1.
أبو الفيض الدّمشقيّ، كاتب الأوزاعي.
روى عَنْهُ: الأوزاعيّ، وبكر بْن خُنَيْس، ومالك بْن أنس.
وعنه: هشام بْن عمّار، وموسى بْن أيّوب، ومحمد بْن وزير، ومحمد بْن مُصَفَّى، والعبّاس بْن الوليد البيروتيّ، وعدّة.
وحدّث عَنْهُ: بقيّة وهو أكبر منه.
قَالَ النَّسَائيّ: لَيْسَ بثقة.
وقال الدّارَقُطْنيّ: متروك يكذب.
وقال ابن عديّ: روى أحاديث بواطيل.
وقال البَيْهَقيّ: هُوَ في عِداد مِن يضع الحديث.
وقال أبو بِشْر الدُّولابيّ: كذّاب.
وقال يحيى بْن مَعِين، قَالَ أبو مُسْهِر: كَانَ ابن أبي السَّفْر كذّابًا: قُلْتُ: وَمِنْ بَلايَاهُ، وَسَمِعَهُ مِنْهُ أَبُو هَمَّامٍ السَّكُونِيُّ، وَغَيْرُهُ: عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: "مَا جُبِلَ وليٌ لِلَّهِ إِلا عَلَى السَّخَاءِ وَحُسْنِ الْخُلُقِ"2.
368- يوسف بْن الغَرِق بْن لُمازة3.
قاضي الأهواز.
عَنْ: سُكَين بْن أَبِي سراح، وأبي شَيبة إبراهيم بْن عثمان العبْسيّ، وعثمان التَّيْميّ، والدَّسْتُوائيّ.
وعنه: مروان الرَّقَّيّ، ومحمود بْن خِداش، وأحمد بْن أَبِي سُرَيْج. ذكره ابن عدي، وما رأيته ضعفه.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "9/ 223"، والميزان "4/ 466".
2 "حديث موضوع": أخرجه ابن عدي "11/ 191"، وابن الجوزي "2/ 179"، في الموضوعات: وانظر: الفوائد المجموعة "76"، والسلسلة الضعيفة "622".
3 انظر: الجرح والتعديل "9/ 227"، والميزان "4/ 471".(13/266)
وبلغني عَنْ بعضهم تكذيبه، ولا أحقّق الآن مِن هُوَ.
وأمّا أبو حاتم فقال: لَيْسَ بالقويّ.
369- يوسف بْن قاضي القضاة أَبِي يوسف يعقوب بْن إبراهيم الفقيه1.
وُلّي القضاء بالجانب الغربيّ مِن بغداد في أيّام والده، وروى عَنْ: يوسف بْن أَبِي إِسْحَاق، وغيره.
وعنه: أحمد بْن منيع، والحسن بْن شبيب.
مات سنة اثنتين وتسعين ومائة.
370- يونس بْن بُكَيْر بن واصل2 -م. ع. ت. د. ق.
الحافظ أبو بكر الشيباني الكوفي الحمال، صاحب المغازي.
روى عَنْ: الأعمش، وابن إِسْحَاق، وهشام بْن عُرْوة، وكَهْمَس، وعمر بْن ذَرّ الهمَدانيّ، وأقرانهم.
وعنه: ولده عبد الله، ويحيى بن معين، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ومحمد بن عثمان بن كرامة، وأحمد بن عبد الجبار، وطائفة.
قال ابن معين: صدوق.
وقال أو حاتم: محله الصدق.
وسئل أبو زرعة عنه فقال: أما في الحديث فلا أعلم، فما ينكر عليه.
وقال أبو داود: ليس بحجة عندي. سَمِعَ وهو وزياد البكّائيّ من ابن إسحاق بالري.
قلت: ومما ينقم عليه التشيع.
ورواية مسلم له، ففي الشواهد لا في الأُصُولِ.
وقال يحيى بْن مَعِين: هُوَ ثقة، إلا أنه مرجيء.
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 296".
2 الجرح والتعديل "9/ 236"، السير "9/ 245-248".(13/267)
وقال النَّسَائيّ. لَيْسَ بالقويّ.
وقال أحمد العِجْلي: ضعيف الحديث عند بعضهم.
وقال النَّسَائيّ في مكان آخر: ضعيف.
قلت: وقد استشهد الْبُخَارِيّ بِهِ.
وأرّخ مُطَيَّن موته في سنة تسعٍ وتسعين ومائة.
"الْكُنَى":
371- أبو البَخْتَرِيّ.
القاضي وهْب بْن وهْب بْن كثير بْن عَبْد الله الْقُرَشِيّ المدنيّ الفقيه1.
روى عَنْ: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وجعفر بْن محمد، وجماعة.
وعنه: جابر بن سهل الصنعاني، ونوح بن هيثم، والربيع بن ثعلب، والمعافي بن سليمان بن واضح، وعبد الله بن محمد الأدرمي، وآخرون.
سكن بغداد، وولاه هارون الرشيد القضاء بعسكر المهدي، ثم عزله.
ليس بثقة، وقد مدحه شاعرٌ مرةً، فوصلة بخمسمائة دينار.
قال يحيى بن معين: كان عدو الله، يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال عثمان بْن أَبِي شَيبة: أرى أنّه يُبعث يوم القيامة دجّالا.
وَهُوَ الَّذِي رَوَى حَدِيثَ: "لا سَبْقَ إِلا فِي خفٍ أَوْ حَافِرٍ" 2. فَزَادَ فِيهِ: أَوْ جَنَاحٍ، لِيُسَرَّ بِذَلِكَ الْخَلِيفَةُ.
عَنْ أَبِي سَعِيد العُقَيْليّ قَالَ: لما قِدم الرشيد المدينة أعظم أن يَرْقى منبر النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في قِباء أسود ومِنْطَقة، فقال أبو البَخْتَرِيّ: ثنا جعفر بْن محمد، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نزل جبريل عَلَى النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في قباء أسود، ومنطقة، مُحتَجزًا، فيها خنجر. فقال المعافى التيمي:
__________
1 تاريخ بغداد "13/ 451-457"، السير "9/ 374، 375".
2 "حديث صحيح": أخرجه أحمد "2/ 256، 358"، وأبو داود "2574"، والترمذي "22"، والنسائي "6/ 227"، وابن ماجه "2878"، وابن أبي شيبة "12/ 502"، والشافعي "349".(13/268)
ويلٌ وعولٌ لأبي البَخْتَرِيّ ... إذا تَوَافَى الناسُ للمحشرِ
مِن قوله الزُّور وإعلانه ... بالكذِب في الناس عَلَى جعفرِ
والله ما جالسَه ساعةً ... للفِقه في بدوٍ ولا مَحْضَرِ
يزعم أنّ المصطفى أحمدًا ... أتاه جبريل التّقيّ السَّريّ
عَليْهِ خفٌّ وقِبا أسود ... مُمَنْطَقًا في الْحَقْو بالخنجرِ1
عمر بن الحسن الأشناني -وليس بثقة: ثنا جعفر الطَّيالسيّ، عَنْ يحيى بْن مَعِين أنّه وقف عَلَى حلقة أَبِي البَخْتَرِيّ، فإذا هُوَ يحدّث بهذا الحديث، فقال لَهُ: كذْبت يا عدو الله. فأخذني الشُّرَط، فقلت لهم: هذا يزعم أنّ رسول ربّ العالمين جبريل نزل عَلَى النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وعليه قِباء. فقالوا لي: هذا والله قاضٍ كذّاب. وأفرجوا عنّي.
قَالَ أحْمَد بْن حنبل: سَمِعْتُ أبا عَبْد الله يَقُولُ: ما أشكّ في كذب أَبِي البَخْتَرِيّ. إنّه يضع الحديث.
وقال الكَوْسج: قَالَ أحمد بْن حنبل: أبو البَخْتَرِيّ أكذب الناس. وقال أبو زُرْعة، وغيره: كذّاب وقال الْبُخَارِيّ: سكتوا عَنْهُ.
قَالَ ابن عساكر: هو وهْب بْن وهْب بْن كثير بْن عَبْد اللَّه بْن زَمْعةَ بْن الأسود بْن المطَّلب بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ بْن كلاب الأسَديّ.
وقال ابن سعْد: تحوّل مِن المدينة إلى الشام، ثمّ قِدم بغداد فوُلي القضاء بعسكر المهديّ. ثمّ وُلّي المدينة بعد والد الزُّبَيْر بْن بكار. ثمّ عُزل وقدم بغداد، فسكنها حتى مات سنة مائتين.
قَالَ المبَّرد: روى لنا رَجُل باد الهيئة، ودخل عَلَى قوم يشربون فحطّوا مرتبته في الشراب، فقال:
نبيذان في مجلسٍ واحدٍ ... لإيثار مثرٍ عَلَى مُقْتِرِ
ولو كنت تفعل ذا في الطعام ... لزِمت قياسَك في المسكر
__________
1 تاريخ بغداد "13/(13/269)
ولو كنتً تفعلُ فعل الكرامِ ... سلكتَ سبيلَ أَبِي البَخْتَرِيّ
تتبَّعَ أصحابَه في البلاد ... فأغْنَى المقلّ عن المكثر1
قال: فبعث إليه أبو البَخْتَرِيّ بألف دينار.
372- أبو بَكْر بْن عيّاش بن سالم الأسدي الحناط2، بالنون. -خ. م.
الكوفيّ، المقرئ، العابد، أحد الأئمّة الكبار.
مولى واصل الأحدب.
في اسمه عدّة أقوال أشهرها: شعبة.
قال: أنا هشام الرفاعيّ، وحسين بْن عَبْد الأوّل سألاه عَنِ اسمه فقال: شُعْبَة. وسأله يحيى بْن آدم وغيره فقال: اسمي كنيتي.
وقال النَّسَائيّ: اسمه محمد؛ وقيل: مُطَرَّف؛ وقيل: رُؤبة، وعتيق، وسالم، وغير ذَلِكَ.
وقال هارون بْن حاتم: سَأَلْتُهُ عَنْ مولده، فقال: سنة خمسٍ وتسعين.
قلت: هُوَ أنبل أصحاب عاصم. قرأ القرآن عَلَى عاصم ثلاث مرات، وسمع منه، ومن: إسماعيل السُّدّيّ، وأبي إِسْحَاق، وأبي حُصين عثمان بْن عاصم، وَحُصَيْنَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمير، وصالح بْن أَبِي صالح مولى عَمْرو بْن حُرَيْث حدّثه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
ونقل أبو عمرو الدّانيّ أنّ أبا بَكْر عرض القرآن أيضًا عَلَى: عطاء بْن السّائب، وأسلم المنقريّ.
وقرأ عطاء، عَلَى أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ. ولكنْ ما رأينا مِن يُسٍند قراءة أبي بَكْر في مصنَّفات القراءات إلا عَنْ عاصم لَيْسَ إلا.
قرأ عَليْهِ: الكِسائيّ، ويحيى العُليميّ، ويعقوب الأعشى.
وحدّث عَنْهُ: ابن المبارك، وأبو داود الطَّيَالِسيّ، وأحمد، وإسحاق، وابن نمير،
__________
1 تاريخ بغداد "13/ 452".
2 الحلية "8/ 303-313" السير "8/ 435-446".(13/270)
وَأَبُو كُرَيْب، والحسن بْن عَرَفَة، وعليّ بْن محمد الطّنافسيّ، وأبو هشام الرّفاعيّ، وأحمد بْن عَبْد الجبّار العُطَارِديّ، وبَشَر كثير. فإنّه عُمّر دهرًا حتّى قارب المائة. وساء حِفظه قليلا ولم يختلط.
قال أحمد بْن حنبل: ثقة، ربما غلط. وهو صاحب قرآن وخير.
وقال ابن المبارك: ما رَأَيْت احدًا أسرع إلى السُّنَّةِ مِن أَبِي بَكْر بْن عيّاش.
وقال عثمان بْن أَبِي شَيبة: أحضر الرشيد أبا بَكْر مِن الكوفة ومعه وكيع، فدخل وكيع يقوده لضعف بصره، فأدناه الرشيد وقال لَهُ: يا أبا بَكْر، أدركت أيام بني أُمَيَّة وأيامنا، فأينا خير؟ قَالَ: أولئك كانوا أنفع للناس، وأنتم أقْوَم بالصلاة.
قَالَ: فصرفه الرشيد، وأجازه بستّة آلاف دينار. وأجاز وكيعًا بثلاثة آلاف دينار. رواها محمد بْن عثمان، عنْ أَبِيهِ.
وعن أَبِي بَكْر بْن عياش قال: الدخول في هذا الأمير يسير، والخروج منه إلى الله شديد. رواها أيّوب بْن الأصبهاني الحافظ، عَنْهُ.
قَالَ أبو هشام الرّفاعيّ: سَمِعْتُ أبا بَكْر يَقُولُ: أَبُو بَكْر الصِّدِّيق خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي القرآن. لأن الله يَقُولُ: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ} ، إلى قوله، {أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحشر: 8] . فمن سماه الله صادقًا ليس يكذب. وهم قالوا: يا خليفة رسول الله، يعني أنّهم اتّفقوا عَلَى خطابه بذلك.
قَالَ يعقوب بْن شَيبة: كَانَ أبو بَكْر بْن عيّاش معروفًا بالصّلاح البارع. وكان لَهُ فِقْه وعلم بالأخبار. في حديثه اضّطراب.
وقال أبو نُعَيْم: لم يكن في شيوخنا أكثر غلطًا مِن أَبِي بَكْر.
وأمّا أبو داود فقال: ثقة.
وقال يزيد بْن هارون: كَانَ أبو بَكْر خيَّرًا فاضلا، لم يضع جنْبه إلى الأرض أربعين سنة.
وقال يحيى بْن مَعِين: لم يُفرش لَهُ فراش خمسين سنة.
وقال يحيى الحِمّانيّ: حدَّثني أبو بَكْر بْن عيّاش قَالَ: جئتُ ليلةً إلى زمزم، فاستقيت منها دلْوًا لبنًا وعسلا.(13/271)
وقد جاء مِن غير وجه، عَنْ أَبِي بَكْر أنّه مكث أربعين عامًا يختم القرآن في كلّ يوم وليلة مرّة1.
قَالَ أبو العبّاس بْن مسروق: نا يحيى الحماني قَالَ: لما حضرت أبا بَكْر الوفاةُ بكت أخته، فقال لها: ما يُبكيك؟ أنظري إلى تِلْكَ الزّاوية، ختمت فيها ثماني عشرة ألف ختمة2.
وروى بِشْر بْن الوليد عَنْهُ أنّه استقى دلْوًا فطلع فيه عسل ولبن.
وقال يحيى الحمّانيّ: سمعته يَقُولُ: الخلْق أربعة: معذور، ومخبور، ومجبور، ومثبور، فالمعذور: البهائم. والمخبور: ابن آدم.
والمجبور: الملائكة. والمثبور: إبليس.
وعن أَبِي بَكْر قَالَ: أدني نفع السكوت السلامة، وكفى بها عافية.
وأدنى ضر المنطق الشهرة، وكفى بها بليّة.
وقال أبو بَكْر: القرآن كلام الله، غير مخلوق.
وقال أبو داود: ثنا حمزة بْن سَعِيد المَرْوَزِيّ قَالَ: سَأَلت أبا بَكْر بْن عيّاش عَنِ القرآن فقال: مِن زعم أنّ القرآن مخلوق فهو عندنا كافر زِنْديق.
وعن أَبِي بَكْر قَالَ: إمامُنا يَهْمِز: مؤصدة فأشتهي أن أسُدّ أذني إذا هَمَزَها.
أحمد بْن يونس: قلت لأبي بَكْر بْن عيّاش: لي جار رافضيّ قد مرض. قَالَ: عُدْهُ مثلما تعود اليهوديّ والنصْرانيَّ، لا تنوي فيه الأجر.
وقال يوسف بْن يعقوب الصَّفّار: سَمِعْتُ أبا بَكْر يَقُولُ: وُلدت سنة سبعٍ وتسعين، وأخذت رزق عُمَر بْن عَبْد العزيز، ومكثت خمسة أشهر ما شربت ماء، ما أشرب إلا النّبيذ.
وقال يوسف: ومات في جُمَادَى الأولى سنة ثلاثٍ وتسعون ومائة.
قلت: مناقبه كثيرة، وقد سُقْتُ منها في "طبقات القراء".
وكان قد قطع الإقراء قبل موته بنحو عشرين سنة، لكنه كان يروي الحروف.
__________
1، 2 الحلية "8/ 303، 304".(13/272)
وأثبت مِن حمل عَنْهُ قراءاته: يحيى بْن آدم. وعليه دارت قراءاته، مَعَ أنها سماع للحروف فقط، تلا بها عَلَى يحيى شعيب الصّريفيّ، وغيره.
وأعلى ما يقع حديثه اليوم فِي جزء ابن عَرَفَة، والله أعلم.
قَالَ يعقوب بْن شَيبة: سَمِعْتُ أبا عَبْد الله المُعيطيّ يَقُولُ: رَأَيْت أبا بَكْر بْن عيّاش بمكة، فأتاه ابن عُيَيْنَة وبرك بين يدي أبي بَكْر، فجعل يَقُولُ: يا سُفْيان كيف أنت، وكيف عائلة أبيك؟ فجاء رَجُل سَأَلَ سُفْيان عَنْ حديث فقال: لا تسألني ما دام هذا الشيخ قاعدًا.
373- أبو تميلة -ع.
يحيى بن واضح المروزي الحافظ1.
حدَّث عَنْ: موسى بْن عُبَيْدة، ومحمد بْن إسحاق، وأبي طيبة عَبْد الله بْن مُسْلِم، وحسين بْن واقد، والأوزاعيّ، وطبقتهم.
وعنه: أحمد، وإسحاق، وسعيد بْن محمد الْجَرميّ، وزياد بْن أيّوب، ومحمد بْن عَمْرو زُنَيْج، والحسن بْن عَرَفَة، وعدد كثير.
قَالَ أحمد: لَيْسَ بِهِ بأس إن شاء الله، كتبنا عَنْهُ عَلَى باب هُشَيم.
وقال ابن مَعِين: ثقة.
وقال ابن الجوزيّ في الضُّعفاء لَهُ: قد أدخله البخاري في كتاب الضعفاء.
قلت: لا، ما هُوَ في الضعفاء، فعندي كتابا الْبُخَارِيّ في الضعفاء وما هُوَ فيهما.
وأيضًا فقد احتجّ بِهِ الْبُخَارِيّ في صحيحه.
وقيل: كان أديبًا شاعرًا أيضًا نعمْ. وكذا وهم أبو حاتم حيث حكى أنّ الْبُخَارِيّ تكلّم في أَبِي تُمَيلة.
374- أبو سَعِيد -خ. ن. ق.
مولى بني هاشم.
__________
1 انظر: الجرح والتعديل "9/ 194"، السير "9/ 210".(13/273)
هُوَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله. شيخ بصْريّ حافظ1.
جاور بمكة.
سَمِعَ: قُرّة بْن خَالِد، وشُعْبَة، وزائدة، وصخر بْن جُوَيْرية، وأبان بْن وهب.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وعليّ بْن محمد الطّنافسيّ، وأبو قُدامة عُبَيْد الله بْن سَعِيد، ومحمد بْن يحيى العَدَنيّ، وآخرون.
وثّقه أحمد، وغيره.
مات في سنة سبعٍ وتسعين ومائة.
375- أمّ عُمَر.
بِنْت أَبِي الغُصْن حسّان بن زيد الثَّقفيّة2.
عَنْ: أبيها، عَنْ عليّ. وعن: زوجها سعيد بْن يحيى بْن قيس الثقفي.
وعنها: أحمد بْن حنبل، ومحمد بْن الصّبّاح الجرجرائيّ، وأبو إبراهيم التّرجمانيّ، وإبراهيم بْن عبد الله الهَرَويّ، وعليّ بْن مُسْلِم الطّوسيّ.
قَالَ أحمد: عجوز صدوق.
وروى أحمد بْن محمد بْن محرز، عَنِ ابن مَعِين قَالَ: قد سَمِعْتُ منها وليست بشيء.
وكناها محمد بن الصّبّاح أمّ عَمْرو، والأول أصحّ.
376- أبو العُمَيْطر.
هُوَ الأمير عليّ بْن خَالِد بْن الخليفة يزيد بْن معاوية بْن أَبِي سُفْيَان الأمويّ3 السُّفيانيّ.
وأُمُّه هِيَ نفيسة بِنْت عُبَيْد الله بن عباس ابْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. ولذلك كَانَ يفتخر ويقول: أَنَا ابن شَيْخَيْ صِفّين. أَنَا ابن العِير والنَّفير.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 254"، التهذيب "6/ 309، 210".
2 الميزان "4/ 613".
3 انظر: البداية "10/ 227".(13/274)
وكان يسكن قرية المِزّة. وداره بدمشق غَربيّ الرَّحبة.
خرج بالمِزّة طالبًا المُلْك، وقد كبُر وشاخ، فبُويع بالخلافة، وغلب عَلَى دمشق في دولة الأمين، وتخلخلها في سنة خمسٍ وتسعين ومائة.
وكان خيّرًا في نفسه، دينًا، محمود الطريقة، معتزلا للدولة. وقد كتب العِلْم فأفسدوه. وما زالوا به حتّى خرج.
وكان الَّذِي نهض بأعباء دولته خَطَّاب بْن وَجْه الفَلْس الدّمشقيّ، والقُرَشيّون والعرب اليَمَانية.
وكاد أن يتم لَهُ الأَمر. وبقي مُديدة، فانتُدب لحربه محمد بْن صالح بْن بَيْهس الكلابيّ الأمير في المُضَريّة، وحاصروا دمشق في آخر سنة سبعٍ وتسعين ومائة. ثمّ تسوّروا البلد وهجموه، وتخاذل الناسُ عَنْ نصر أَبِي العُميطر السُّفيانيّ، فبادر ولبس زيّ امرَأَة، وخرج بين الحُرمُ مِن الخضراء، وذهب إلى المِزّة.
ثمّ جرت بينه وبين ابن بَيْهس حروب، وقام معه المِزّيّون وغيرهم.
ومات في حدود المائتين، وقد جاوز الثمانين.
قَالَ موسى بْن عامر: سَمِعْتُ الوليد بْن مُسْلِم غير مرّة يَقُولُ: لو لم يبق مِن سنة خمسٍ وتسعين ومائة إلا يوم لخرج السُّفيانيّ.
قَالَ موسى: فخرج أبو العُميطر فيها.
ورواه هشام بْن عمّار عَنِ الوليد.
وكان الوليد رأسًا في الملاحم ومعرفتها. ولعلّه ظفر بأثر في ذَلِكَ.
وعن أحمد بْن حنبل أنّه قَالَ للهيثم بْن خارجة: كيف كَانَ مُخَرَّج السُّفيانيّ؟ فوصفه بهيئة جميلة واعتزالٍ للشرّ، ثمّ وصفه حين خرج بالظُّلم، وقال: أرادوه عَلَى الخروج مِرارًا ويأبى، فحفرَ لَهُ خَطَّاب سَرَبًا تحت الأرض إلى تحت بيته. ثمّ دخلوا ونادوه في اللَّيْلِ: أخرج فقد آن لك.
فقال: هذا شيطان.
ثمّ أتوه ثاني ليلة، فوقع في نفسه.(13/275)
وأتوه ثالث ليلة فخرج.
فقال الإمام أحمد: أفسدوه.
قَالَ أحمد بْن تبوك بْن خَالِد السُّلَميّ: نا أَبِي قَالَ: خرج أبو العُميطر إلى قرية الْجُرجُلّة فأحرقها، وقتل في بني سُلَيْم. ثمّ كَانَ القُرَشيّون في أصحابه واليَمانية يمرّون بالدّار مِن دُور دمشق فتقول: ريح قيسي تشم من ههنا، فيضربونها بالنّار.
377- أبو القاسم بْن أَبِي الزناد1 -ق.
عبد الله بن ذكوان المدني.
لم يلحق أَبَاهُ، فربّاه أخوه عَبْد الرَّحْمَن.
يروي عَنْ سَلَمَةَ بْن وردان، ونوح بْن نُمَير، وإسحاق بن خازم.
وعنه: أحمد بْن حنبل، ويعقوب بْن محمد الزُّهْرِيّ، وإبراهيم بْن المنذر، وعبد الرَّحْمَن بْن يونس الرَّقَّيّ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قَالَ سعيد بن يحيى الأموي: سألته عَنْ أسمه فقال: اسمي كنيتي.
378- أبو قَطَن عَمْرو بْن الهيثم القُطَعيّ2 -م. ع.
شيخ بصْريّ.
لَهُ عَنْ: حمزة الزيّات، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وأبو حُرّة واصل، وشُعْبَة، وطائفة.
وعنه: أحمد، وأبو ثور، وبندار، وأحمد بْن سِنان القطّان، ونصر الوشّاء.
قَالَ أبو حاتم: صدوق، صالح الحديث.
وقال ابن معين: ثقة.
قِيلَ: مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.
379- أبو مسعود الزجاج3.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 427"، والتهذيب "2/ 203".
2 الجرح والتعديل "6/ 268"، والتهذيب "8/ 114، 115".
3 انظر: الجرح والتعديل "5/ 227"، والميزان "2/ 556".(13/276)
هُوَ عَبْد الرَّحْمَن بْن حسن التّميميّ المَوْصِليّ.
روى عن: معمر، وأبي سعد البقّال، وسُفْيان الثَّوْريّ.
وعنه: يحيى بْن آدم، ويحيى الحمّانيّ، وعبد الله بْن عُمَر بْن أبان، وأبو هاشم محمد بْن أَبِي خِداش، وابن عمّار، وعليّ بْن حرب، وإسحاق بْن راهويه، وغيرهم.
صالح الأمر، وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
380- أبو معاوية -ع.
هو محمد بن خازم الكوفي الضرير الحافظ1. أحد أئمة الأثر.
روى عَنْ: هشام بْن عُرْوة، والأعمش، وليث بْن أَبِي سُلَيْم، وأبي إِسْحَاق الشَّيْبانيّ، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وعاصم الأحول، وطبقتهم.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وابن مَعِين، وأبو خَيْثَمَة، والحسن بْن عَرَفَة، وأحمد بْن أبي الحواريّ، ويعقوب الدَّوْرقيّ، وسَعْدان بْن نَصْر، والحَسَن بْن محمد الزَّعْفرانيّ، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وخلق كثير.
مولده سنة ثلاث عشرة ومائة.
قَالَ أبو نعيم: سَمِعْتُ الأعمش يَقُولُ لأبي معاوية: أمّا أنتَ فقد ربطت رأس كيسَك.
وكان شُعْبَة إذا حدَّث بحضرة أَبِي معاوية يراجعه في حديث الأعمش ويقول: أليس كذا، أليس كذا؟.
وقال أبو نُعَيْم: لزِم أبو معاوية الأعمش عشرين سنة؛ كذا قَالَ أبو نُعَيْم، ولعلّه أراد عشر سنين.
قَالَ أحمد: كَانَ أبو معاوية إذا سئل عَنْ حديث الأعمش يَقُولُ: قد صار في فمي علْقمًا.
قَالَ أحمد: وكان والله حافظًا للقرآن، وكان يضطّرب في غير الأعمش.
قَالَ ابن المَدِينيّ: كتبنا عَنْ أَبِي معاوية، عن الأعمش ألفًا وخمسمائة حديث.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 242-245"، السير "9/ 73-78".(13/277)
وقال جرير بْن عَبْد الحميد: كنّا نرفع الحديث عند الأعمش، ثم نخرج، فلا يكون أحفظ منّا لَهُ مِن أبي معاوية.
وكان الرشيد يُبَجَّل أبا معاوية ويُحضره فيسمع منه.
أَخْبَرَنَا المؤمّل بْن محمد في كتابه: أَنَا الكِنْديّ، أَنَا أبو منصور القزّاز، أَنَا الخطيب، أَنَا ابن رزق، أَنَا الصّوافّ: نا عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: كَانَ أبو معاوية إذا سئل عَنْ حديث الأعمش يقول: قد صار في فمي علقما، لكثرة ما يُرددّ عَليْهِ1.
قَالَ يحيى بْن مَعِين: كَانَ عند أَبِي معاوية عَنِ الأعمش ألف ومائتان.
وَرَوَى أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: وأبو معاوية إذا جاز حديث الأعمش كثر خطأه. يخطيء عَلَى هشام بْن عُرْوة، وعلى إسماعيل، وعُبَيْد الله بْن عمر.
وكذا قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن يوسف بْن خِراش.
وروى عَبَّاس، عنِ ابن مَعِين قَالَ: روى عَنْ عُبَيْد الله مناكير.
وقال أحمد بْن داود الحدّانيّ: سمعتُ أبا معاوية يَقُولُ: البُصَراء كانوا عليّ عيالا عند الأعمش.
وقال أحمد بْن الحسن السُّكّريّ: أبو معاوية أعرف مِن سُفْيان ومن شُعْبَة بالأعمش.
وقال عليّ بْن حسن: قَالَ لي وكيع: إنْ تركتَ أبا معاوية ذهب علم الأعمش، على أنه مرجيء.
فقلت: قد دعاني إلى الإرجاء.
وعن ابن المبارك: أبو معاوية مرجيء كبير.
وقال يعقوب بْن شَيبة: أبو معاوية مِن الثَّقات، وربّما دلّس، وكان يرى الإرجاء.
قَالَ: فيقال إنّ وكيعًا ما حضر جنازته لذلك.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 245".(13/278)
قَالَ الجماعة: مات سنة خمسٍ وتسعين ومائة؛ وقيل: سنة أربع.
381- أبو معاوية الأسود1.
أحد الزهّاد، صحِب إبراهيم بْن أدهم والثَّوْريّ، وكان منقطعًا إلى العبادة.
حكى عَنْهُ: أحْمَد بْن أَبِي الحواريّ، وقاسم الجوعيّ، ومحمد بْن إِسْحَاق العكّاويّ، وغيرهم.
قَالَ قاسم الجوعيّ: اسمه يَمَان.
وقال يحيى بْن يحيى النَّيْسابوريّ: إنّ كَانَ بقي أحد مِن الأبدال فحُسين الْجُعْفيّ، وأبو معاوية الأسود. وكان بطَرَسُوس.
وقال ابن مَعِين: رأيته يلتقط الخرق ويغسلها ويلبسها.
وأغلظ لَهُ رَجُل فقال: أستغفر الله مِن ذنبٍ سلّطَكَ بِهِ عليّ.
قلت: ومن قول الفقراء: مِن جُنيَ عَليْهِ فليستغفر.
وفي الكرامات للالكائي أن أبا معاوية الأسود ذهبَ بصره، فكان إذا أراد أن يقرأ في المصحف ردّ الله عَليْهِ بصره2.
قَالَ ابن أَبِي الحواري: جاء جماعة إلى أَبِي معاوية الأسود فقالوا: ادْعُ لنا.
فقال: اللهم ارحمني بهم ولا تجرمهم بي.
عَبْد الرَّحْمَن بْن عفّان: سَمِعْتُ أبا معاوية يَقُولُ: مِن كانت الدنيا همّه طال في القيامة غمّه؛ ومن خاف الوعيد لها عَنِ الدنيا عمّا يريد؛ إنّ كنتَ تريد لنفسك الجزيل فلا تنم بالليل ولا تُقيل؛ بادِرْ بادر قبل أن ينزل بك ما تحاذر؛ أوه مِن يومٍ يتغّير فيه لوني، ويتلجلج فيه لساني، ويقلّ فيه زادي3.
382- أبو نُواس4.
هُوَ شاعر العصر أبو عليّ الحَسَن بْن هانئ، وقيل الحَسَن بْن وهْب الحكمي.
__________
1 انظر: الحلية "8/ 271-273"، والسير "9/ 78-79".
2 صفة الصفوة "4/ 272".
3 الحلية "8/ 272، 273".
4 انظر: الأغاني "20/ 61-73"، السير "9/ 279-281".(13/279)
مولده بالأهواز، ونشأ بالبصرة.
وسمع مِن: حمّاد بْن زيد، وعبد الواحد بْن زياد. وعرض القرآن عَلَى يعقوب الحضرميّ.
وأخذ اللُّغة عَنْ أَبِي زيد الأنصاريّ، وأبي عُبَيْدة، ثم سكن بغداد فمدح الخلفاء والوزراء.
وكان رأسا في اللغة، وشعره في الذروة.
قال شيخه أبو عبيدة: أبو نواس للمحدثين مثل امريء القيس للمتقدمين.
وعن محمد بن مسعر قَالَ: كنّا عند سُفْيان بْن عُيَيْنَة، فتذاكروا شِعْر أَبِي نُواس، فقال ابن عُيَيْنَة: أنشدوني لَهُ. فأنشدوه.
ما هوًى إلا لهُ سببُ ... يبتدي منه وينشعبُ
فَتَنَتْ قلبي محبّتهُ ... وجهُها بالحُسْنِ مُنْتِقِبُ
تُركت والحُسنُ تأخذه ... تنتقي منه وتنتخِبُ
فاكتستْ منه طرائِفه ... واستزادتْ بعضَ ما تهبُ1
فقال ابن عُيَيْنَة. آمنت بالذي خلقها.
ولقب أبو نواس بهذا لذؤابتين كانتا تنوس عَلَى عاتقيه، أي تضطّرب.
وهو مِن موالي الجرّاح بْن عَبْد الله الحَكَميّ الأمير.
ومن شِعْره:
خلّ حبيبك لرامي ... وامضِ عَنْهُ بسلام
مت بداء الصمت خيـ ... ـر لك مِن داء الكلام
إنّما العاقل مِن ... ألجَمَ فاهُ بلجام
شبْتَ يا هذا وما ... تترك أخلاقَ الغلام
والمنايا آكلاتٌ ... شاربات للأنام2
__________
1 تاريخ بغداد "7/ 438".
2 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 276".(13/280)
ومن شِعْره:
سبحان ذي الملكوت أيَّةُ ليلةٍ ... مَخَضَت صبيحتُها بيوم الموقفِ
لو أنّ عينًا وَهَّمتْها نفسُها ... ما في المعاد مُحَصَّلا لم تَطْرفِ1
قَالَ الجمّاز: كَانَ أبو نواس نجلس معه في حلقة يونس، فينتصف منّا في النحو.
وقال أبو عمرو الشيباني: لولا أنّ أبا نواس أفسدَ شِعره بهذه الأقذار، يعني الخمور، لاحتججنا بِهِ في كُتُبنا.
ومن شِعْر أَبِي نواس:
يا قمرًا أبْصَرتُ في مأتمٍ ... يَنْدُب شَجْوًا بين أترابِ
تبكي فتُذْري الدُّرَّ مِن نرجسٍ ... وتلطم الوردَ بعُنّابِ
فقلت: لا تبكي عَلَى هالكٍ ... وآبكِ قتيلا لكِ بالبابِ
لا زال موتًا دأب أحبابه ... ولم تزل رؤيته دأبي2
ومن شِعْره في عليّ بْن موسى الرضا -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
قِيلَ أنت أشعرُ الناسِ طُرّا ... في رويٍّ تأتي بِهِ وبَدِيهِ
فلماذا تركتَ مدحَ ابنِ موسَى ... والخلال التي تجمّعن فيه
قلت: لا أهتدي لمدح إمامٍ ... كَانَ جبريل خادمًا لأبيه
وله:
ألا كلّ حيّ هالكُ، وابنُ هالكٍ ... وذو نَسَب في الهالكين عريقِ
إذا امتحنَ الدُّنيا لبيب تكشَّفَت ... لَهُ عَنْ عدوٍّ في ثياب صديقِ3
وله:
فتًى يشتري الثناء بماله ... ويعلم أنّ الدائرات تدور
__________
1 السابق "4/ 278".
2 الأغاني "20/ 68، 69".
3 تاريخ بغداد "7/ 443".(13/281)
فما جزاه جودٌ ولا حلٌّ دونه ... ولكن يصيرُ الجودُ حيثُ يصير1
مات أبو نُواس سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.
وقيل: سنة ستٍ؛ وقيل: سنة خمس.
وترجمته سبْعٍ ورقات في تاريخ بغداد.
وأفرد لَهُ أبو العبّاس بْن شاهين جزءًا في أخباره.
383- المحاربي -ع.
عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن زياد2.
أبو محمد الكوفي الحافظ.
عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَلَيْثِ بْنِ أبي سُلَيْم، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وفُضَيْل بْن غَزْوان، وطبقتهم.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وأبو كُرَيْب، وهنّاد، والحسن بْن عَرَفَة، والأشجّ، وعليّ بْن حرب، وخلْق.
قَالَ وكيع: ما كَانَ أحفظه للطوال.
وقال ابْن معين: ثقة.
وقال أَبُو حاتم: صدوق.
وقال أبو داود: ابنه عبد الرحيم المُحَاربيّ أحفظ منه.
وقال أبو نُعَيْم: كنّا نكون عند الثَّوْريّ، فإذا مرّ حديث مِن أحاديث الزُّهْد قَالَ: أَيْنَ المُحَاربيّ؟ خُذ إليك هذا مِن بَابتِك.
وقال أبو حاتم أيضًا: يروي عَنِ المجهولين.
وقال العُقَيْليّ: نا عَبْد الله بْن أحمد قَالَ: بَلَغَنا أنّ المُحَاربيّ كَانَ يدلّس، ولا نعلم أنّه سَمِعَ مِن مَعْمَر شيئًا. وأنكر أَبِي روايته عَنْ مَعْمَر.
__________
1 ديوان أبي نواس "ص/ 481".
2 الجرح والتعديل "5/ 282"، والسير "9/ 136-138".(13/282)
قَالَ: قِيلَ لأبي إنّ المُحَاربيّ روى عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ جَرِيرٍ حديث: "تُبنى مدينة بين دجلة ودجيل"1. فقال أبي: كَانَ المُحَاربيّ جليسًا لسيف بْن محمد ابن أخت الثَّوْريّ، وكان سيف كذّابًا. وأظنّ المُحَاربيّ سَمِعَ هذا منه.
قلت: ما بين عبد الله وبين المُحَاربيّ منقطع، فما صحّ عَنِ المُحَاربيّ هذا.
وقد مات المُحَاربيّ رحمه الله سنة خمسٍ وتسعين ومائة.
__________
1 سبق تخريجه.(13/283)
الفهرس العام للكتاب:
الطبقة العشرون:
"سنة إحدى وتسعين ومائة":
الصفحة الموضوع
3 الوفيات هذه السنة.
3 خروج ثروان بن سيف بحولايا.
3 خروج أبي النداء بالشام.
3 استغلاظ أمر رافع بن الليث عيسى من ولد علي.
3 ولاية حمويه بَرِيدَ خُرَاسَانَ.
4 غَزْوَةُ يَزِيدَ بْنِ مَخْلَدٍ الرُّومَ.
4 تولية هرثمة بن أعين الصائفة.
4 مضي الرشيد إلى درب الحدث.
4 عزل علي بن عيسى.
5 حج هذا العام.
5 امتناع الصائفة.
"سنة اثنتين وتسعين ومائة":
5 المتوفون هذه السنة.
5 شخوص هرثمة إلى خراسان.
6 توجه الرشيد لحرب رافع.
6 تحرك الخرمية.
7 قتل أبي النداء.
7 تحرك ثروان الحروري.
7 حبس علي بن عيسى.
"سنة ثلاث وتسعين ومائة":
7 المتوفون هذه السنة.
7 موافاة الرشيد جرجان.
7 الْوَقْعَةُ بَيْنَ هَرْثَمَةَ وَأَصْحَابِ رَافِعِ بْنِ اللَّيْثِ.
8 غلط جبريل بن بختيشوع وتطبيب الرشيد.(13/285)
الصفحة الموضوع
8 الرشيد يقتفي أخلاق المنصور.
8 إجازة الرشيد ومروان بن أبي حفصة.
8 صحبة ابن أبي مريم المضحاك للرشيد.
9 موعظة ابن السماك للرشيد.
9 البيعة للأمين.
9 مسير رجاء الخادم بالخلع إلى الأمين.
9 بناء الأمين لميدان الكرة.
9 المأمون يهدي الأمين التحف.
10 ذدخول هرثمة سمرقند.
10 مقتل نقفور ملك الروم.
"سنة أربع وتسعين ومائة":
10 المتوفون هذه السنة.
10 ثورة أهل حمص بعاملهم.
10 عزل الأمين لأخيه القاسم عن الولايات.
11 الأمر بالدعاء لموسى ابن الأمين.
11 تنكر الأمين للمأمون.
11 الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ يُؤَلِّبُ الأَمِينَ عَلَى الْمَأْمُونِ.
11 التحاق رافع بن الليث بالمأمون.
11 قدوم هرثمة على المأمون.
11 إرسال الأمين وجوهًا إلى المأمون.
12 مبايعة العباس بن موسى المأمون سرًا.
12 إسقاط اسم المأمون من ولاية العهد.
12 إِرْسَالُ الْمَأْمُونِ الرَّسُولَ بِالْبَقَاءِ عَلَى عَهْدِهِ لِلأَمِينِ.
12 نصائح أولي الرأي للأمين.
12 بيعة الأمين لابنه موسى بولاية العهد.
12 وثوب الروم على ملكهم.
"سنة خمس وتسعين ومائة":
13 المتوفون هذه السنة.
13 بَعْضُ الشِّعْرِ الَّذِي قِيلَ فِي وِلايَةِ الْعَهْدِ لموسى.
13 تسمية المأمون بإمام المؤمنين.
14 عقد الأمين الولايات لعلي بن عيسى.(13/286)
الصفحة الموضوع
14 جَمْعُ الأَمِينِ أَهْلَ بَغْدَادَ لِقِرَاءَةِ الْعَهْدِ لابْنِهِ.
14 شُخُوصُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى لِلْقَبْضِ عَلَى الْمَأْمُونِ.
14 استعمال ابن حُمَيد على همدان.
14 لِقَاءُ جَيْشِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى بِجَيْشِ طَاهِرِ بن الحسين.
15 رفع نسخة البيعة على الرمح.
15 مقتل علي بن عيسى.
15 انهزام البخارية.
15 التسليم بالخلافة للمأمون.
16 انشغال الأمين بصيد السمك.
16 شعر في مقتل علي بن عيسى.
16 توجيه الأمين للأبناوي.
16 قلة تدبير الأمين مع كثرة الجيش.
16 مقتل علي بن عيسى بسهم.
17 شغب الجند ببغداد على الأمين.
17 حَبْسُ يَحْيَى بْنِ عَلِيٍّ لِلْمُنْكَسِرِينَ مِنْ جَيْشِ أبيه.
17 تراجع الأبناء أمام طاهر بن الحسين.
17 حصار طاهر لهمدان.
18 طاهر يؤمن الأبناوي.
18 ظهور أبي العميطر السفياني بدمشق.
18 أَبُو الْعُمَيْطِرِ يَضْبِطُ دِمَشْقَ وَمَا حَوْلَهَا حَتَّى الساحل.
18 غلبة طاهر على كور الجبال.
18 غدر الأبناوي بجنود طاهر.
19 مقتل الأبناوي.
19 طاهر يخندق على جنده قرب حلوان.
"سنة ست وتسعين ومائة":
19 المتوفون هذه السنة.
19 الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ يَحُثُّ أَسَدَ بْنَ يَزِيدَ على نصرة الأمين.
20 أَسَدُ بْنُ يَزِيدَ يَطْلُبُ نَفَقَةَ سَنَةٍ لِجُنْدِهِ.
20 حبس الأمين لأسد بن يزيد.
20 اختيار أحْمَد بْن مَزْيد لقتال طاهر بْن الحسين.
21 وصية الأمين لأحمد بن مزيد.(13/287)
الصفحة الموضوع
21 احتيال طاهر عَلَى جيوش الأمين حتى تقاتلوا.
21 تسليم ما احتواه طاهر إلى هَرْثَمَة بْن أعين.
22 تولية المأمون للفضل بْن سهل عَلَى جميع المشرق.
22 تولية الحَسَن بْن سهل ديوان الخراج.
22 إطلاق عَبْد الملك بن صالح من الحبس.
23 وفاة عبد الملك وعودة الرجالة.
23 خطبة الحسين بن علي في الأبناء.
24 بيعة الحسين المأمون وخلعه الأمين.
24 حبس الأمين وأمه في قصر المنصور.
24 خطبة محمد بْن أبي خَالِد لاعتزال الحسين بن علي.
24 خطبة الشَّيْخ الكوفي وإخراج الأمين مِن حبسه.
25 الصفح عن الحسين بن علي.
25 هرب الحسين بن علي وقتله.
25 تجديد البيعة للأمين.
25 هرب الفضل بْن الربيع.
25 مسير طاهر بْن الحسين لقتال محمد بن يزيد المهلبي.
26 مصرع محمد بْن يزيد وما قِيلَ في رثائه.
26 تولية طاهر العمال على البحرين.
26 إقرار العمال على أعمالهم.
27 هزيمة محمد البربري عند جسر صرصر.
27 انهزام الفضل بن موسى عن الكوفة.
27 إدبار أمر الأمين.
27 ذكر خبر خلع دَاوُد بْن عيسى الأمين.
28 إقامة الموسم للحج.
28 انهزام علي بن نهيك أمام هرثمة.
28 شغب الجند على طاهر وقتالهم له.
28 تفريق الأمين الخزائن والذخائر على الناس.
28 مكاتبة طاهر لقواد الأمين واستمالتهم.
"سنة سبع وتسعين ومائة":
29 المتوفون هذه السنة.
29 التحاق المؤتمن ومنصور بالمأمون.(13/288)
الصفحة الموضوع
29 شكوى المسلمين مِن أعمال زهير بْن المسيبّ.
29 اشتداد الحصار على الأمين ببغداد.
30 درس محاسن بغداد.
30 تسلم طاهر لقصر صالح.
30 مقتل جماعة في قصر صالح.
30 التحاق جماعة من القادة والعباسيين بطاهر.
30 إقبال الأمين على اللهو والشرب وسوء حال أهل بغداد.
31 قتال الغوغاء والعيارين والحرافيش عن الأمين.
31 وقعة درب الحجارة.
31 وقعة باب الشماسية.
32 وقعة العراة وما قيل فيهم.
32 ظهور السفياني بالشام.
32 حصار ابن بيهس لدمشق.
"سنة ثمان وتسعين ومائة":
33 المتوفون هذه السنة.
33 ذكر استيلاء طاهر على بغداد.
33 ذكر غناء الجارية ضعف.
34 حكاية المسعودي عن مقرطة الأمين.
35 شدة بطش الأمين.
35 الإشارة عَلَى الأمين بالخروج إلى الجزيرة والشام.
36 النصح للأمين بالإستسلام لهرثمة.
36 وقوع الأمين في الأسر.
36 ما روي حول أسر الأمين.
38 ذكر خبر قتل الأمين.
39 رثاء إبراهيم بن المهدي للأمين.
39 وثوب الجند بطاهر.
40 ما قيل في رثاء الأمين.
40 ذكر إسراف الأمين في اللهو والإنفاق.
41 رجاء ابن حنبل الرحمة للأمين.
41 استيلاء ابن بيهس على دمشق.
42 ذكر خروج ابن الهِرش في سِفْلة الناس.(13/289)
الصفحة الموضوع
42 استعمال المأمون للحسن بن سهل.
42 ولاية طاهر الجزيرة والشام ومصر والمغرب.
42 ذكر ثورة أهل قرطبة.
"سنة تسع وتسعين ومائة":
43 المتوفون هذه السنة.
43 خروج ابن طباطبا بالكوفة.
43 ذكر أمر أبي السرايا.
44 وقعة قصر ابن هبيرة.
44 توجيه أَبِي السرايا عمّاله عَلَى المدينة ومكة.
44 ذكر خروج داود بْن عيسى مِن مكّة.
45 دخول حسين بْن حسن مكّة وظُلم أهلها.
46 ذكر انهزام أبي السرايا.
46 وثوب علي بن محمد بالبصرة.
46 ظهور إبراهيم بن علي باليمين.
"سنة مائتين":
46 المتوفون هذه السنة.
46 مقتل أبي السرايا.
47 افتتاح البصرة واختفاء الطالبيين.
47 ذكر ما فعله الأفطس بمكة.
48 ذكر تفرق الطالبيين عن مكة.
49 ذكر الحج هذا العام.
49 مقتل هرثمة.
49 ذكر فتنة الجند ببغداد.
49 ذكر توجيه رجاء بْن أَبِي الضحّاك لإشخاص علي الرضا.
50 ذكر إحصاء ولد العباس.
50 ذكر قتل الروم ملكهم اليون.
50 ذكر قتل يحيى بن عامر.(13/290)
"تراجم الأعيان في هذا العَشْر":
الصفحة الموضوع
"حرف الألف":
50 1- أحمد بْن بشير الكوفي.
50 2- أحمد بْن موسى بن أبي مريم الخزاعي اللؤلؤي المقرئ.
51 3- إبراهيم بن الأغلب بن سالم القيرواني الأمير.
52 4- أبان بن عبد الحميد الرقاشي البصري الشاعر.
53 5- إبراهيم بن صدقة الأنصاري البصري.
53 6- إبْرَاهِيم بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد الملك الجمحي المكي.
53 7- إبراهيم بْن عُيَيْنَة بْن أَبِي عِمران الهلالّي.
53 8- إبراهيم بن هدبة البصري.
54 9- إبراهيم بن يزيد بن مردانبة الكوفي.
54 10- إبراهيم بن يوسف بن إسحاق السبيعي الكوفي.
55 11- أسامة بن حفص المدني.
55 12- أسباط بن محمد الكوفي.
56 13- إسحاق بن جعفر بن محمد الهاشمي.
56 14- إسحاق بن إسماعيل الرازي حيويه.
56 15- إسحاق بن الربيع العصفري الكوفي.
56 16- إسحاق بن سليمان الرازي.
57 17- إسحاق بن عيسى البغدادي.
57 18- إسحاق بن نجيح الملطي.
57 19- إسحاق بن يوسف بن مرداس الواسطي الأزرق.
58 20 إسماعيل بن إبراهيم بن مِقْسم الأسدي.
60 21- إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي.
61 22- إسماعيل بن إبراهيم التيمي الكوفي.
61 23- إسماعيل بن حكيم صاحب الزيادي.
61 24- إسماعيل بن زياد السكوني قاضي الموصل.
62 25- إِسْمَاعِيلَ بْنِ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ الأنصاري.
62 26- إسماعيل بْن محمد بْن جُحَادة الكوفيّ العطّار.
62 27- إسماعيل بْن يحيى بْن عُبَيْد الله التَّيميّ البكري.
62 28- أشجع بن عمرو السلمي "الشاعر".
63 29- أشعث بن عبد الرحمن بن زُبَيد اليامي الكوفي.(13/291)
الصفحة الموضوع
63 30- أشعث بن عبد الله الخراساني السجستاني.
63 31- أشعث بن شعبة.
64 32- أمية بن خالد القيسي.
64 33- أنس بن عياض الليثي.
65 34- أوس بن عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي.
65 35- أوس بن عبد الله السلولي البصري.
65 36- أيوب بن تميم التميمي الدمشقي.
66 37- أيوب بن حسان الجرشي الدمشقي.
66 38- أيوب بن المتوكل البصري الصيدلاني.
67 39- أيوب بن واصل البصري.
67 40- أيوب بن واقد الكوفي.
"حرف الباء":
67 41- بشار بن قيراط النيسابوري.
68 42- بزيع بن حسان الخصاف.
68 34- بشر بن إبراهيم الأنصاري المفلوج.
68 44- بشر بن الحسن البصري.
69 45- بشر بن السري الواعظ الأفوه.
70 46- بشر بن سلم بن المسيب البجلي.
70 47- بشر بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز الأموي.
70 48- بقية بن الوليد بن صائد الطلاعي الحميري.
74 49- بكّار بْن عَبْد اللَّه بْن مُصْعَب بْن ثابت الأسدي.
75 50- بكّار بْن عَبْد الله بْن عُبَيْدة الرَّبَذيّ.
75 51- بكر بن سليمان البصري.
75 52- بكر بن سليم الصواف الطائفي.
76 53- بكر بن الشرود الصنعاني.
76 54- بكر بن يزيد الحمصي الطويل.
76 55- بكر بن النطاح الحنفي البصري.
76 56- بكر بن يونس بن بكير الشيباني.
77 57- بهز بن أسد العمي.
"حرف التاء":
77 58- تَلِيد بن سليمان المحاربي.(13/292)
الصفحة الموضوع
"حرف الجيم":
78 59- الجراج بن مليح البهراني الحمصي.
"حرف الحاء":
78 60- الحارث بْن مرّة بْن مُجّاعة الحنفي اليماني.
79 61- الحارث بن عبيدة الكلاعي الحمصي.
79 62- حجاج بن سليمان الرعيني "ابن القمري".
79 63- حجاج بن سليمان الحضرمي المصري.
80 64- حذيفة المرعشي "الزاهد".
80 65- الحسن بن حيب بن ندبة البصري.
80 66- الحَسَن بْن عليّ بْن عاصم بْن صُهَيْب الواسطي.
80 67- الحسن بن محمد البلخي الفقيه قاضي مرو.
81 *- الحسن بن هانئ الشاعر أبو نواس.
81 68- الحسن بن يحيى الخشني الغوطي البلاطي.
82 69- الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب.
82 70- حفص بن نبيل المرهبي الهمداني.
82 71- حفص بن عبد الرحمن البلخي الفقيه.
82 72- حفص بن عمر الرازي الواسطي.
83 73- حفص بن غياث بن طلق النخعي القاضي.
83 74- الحكم بن أيوب العبدي الأصفهاني الفقيه.
86 75- الحكم بن بشير.
86 76- الحَكَم بْن عَبْد الله أَبُو مطيع البلْخيّ الفقيه.
87 77- الحكم بن عبد الله أبو النعمان البصري.
88 78- الحكم بن مروان الكوفي.
89 79- حماد بن خالد الخياط المدني.
89 80- حماد بن دُلَيل المدائني.
90 81- حماد بن واقد الصفار.
90 82- حُمَيد بن حماد بن خَوَار الكوفي.
90 83- حنان بن سَدِير الصيرفي.
"حرف الخاء":
91 84- خالد بن حيان الرقي الكِنْدي الخراز.
91 85- خالد بن سليمان البلْخي فقيه بلخ.(13/293)
الصفحة الموضوع
91 86- خالد بن عمرو القرشي الأموي الكوفي.
92 87- خالد بن يزيد العتكي اللؤلؤي.
92 88- خلف بن أيوب العامري البلخي.
92 89- الخليل بْن أحمد بْن بِشْر بْن المستنير السلمي.
93 90- خيران بن العلاء الكيساني الأصم.
"حرف الراء":
93 91- ربعي بن إبراهيم الأسدي.
94 92- ريحان بن سعيد بن المثنى الشامي.
"حرف الزاي":
94 93- زاجر بْن الصَّلْت الطاحي النَّمِريّ.
95 94- زياد بن الحسن بن الفرات التميمي القزاز.
95 95- زياد بن عبد الرحمن بن زياد الفقيه الأندلسي "شبطون اللخمي".
96 96- زيد بن الحسن القرشي الكوفي صاحب الأنماط.
96 97- زيد بن أبي الزرقاء الموصلي.
"حرف السين":
97 98- سالم بْن نوح العطّار البصْريّ.
97 99- سبرة بن عبد العزيز بن الربيع الجهني.
98 100- سعد بن سعيد بن كيسان المقبري.
98 101- سعْد بْن الصَّلْت بْن بُرْد بْن أسلم البجلي قاضي شيراز.
99 102- سعيد بن زكريا القرشي المدائني.
99 103- سعيد بن سالم القداح المكي.
100 104- سعيد بن سلمة بن عطية.
100 105- سَعِيد بْن عبد الله بْن سعْد الفقيه المصري.
100 106- سعيد بن عمرو الزبيري.
101 107- سعيد بن محمد الثقفي الوراق.
101 108- سفيان بن عبد الملك المروزي.
101 109- سفيان بن عيينة بن أبي عمران الهلالي.
108 110- سُقلاب بن شنينة المصري المقرئ.
108 11- السكن بن إسماعيل البصري الأصم.
109 112- سلامة بن روح الأيلي.
110 113- سلام بن أبي خبزة البصري.(13/294)
الصفحة الموضوع
110 114- سلمة بن عقار البغدادي.
110 115- سلمة بن سليمان المروزي.
111 116- سلمة بن الفضل الأبرش الرازي قاضي الري.
112 117- سلم بن جعفر البكراوي الأعمى.
112 118- سلم بن سالم البلخي الزاهد.
113 119- سلم بن قتيبة الخراساني الفريابي الشعيري.
114 120- سليمان بن الخليفة أبي جعفر العباسي نائب دمشق.
114 121- سليمان بن عامر الكندي المروزي.
114 *- سليم صاحب حمزة الزّيّات.
114 122- سُلَيْم بْن عيسى بْن سليم الحنفي المقرئ.
115 123- سليم بن مسلم الجمحي المكي الخشاب.
115 124- سهل بن زياد البصري الطحان.
115 125- سهل بْن هاشم بْن بلال الحبشيّ الواسطيّ البيروتي.
116 126- سهل بن يوسف البصري الأنماطي.
116 127- سويد بن عبد العزيز بن نمير قاضي بعلبك.
117 128- سيار بن حاتم البصري العنزي العابد.
"حرف الشين":
118 129- شبيب بْن سُلَيْم الأُسَيديّ البصْريّ.
118 130- شعيب بن حرب المدائني البغدادي الزاهد.
119 131- شعيب بن العلاء الرازي السراج.
119 132- شعيب بن الليث بن سعد الفهمي المصري.
120 133- شقيق البلخي الزاهد.
"حرف الصاد":
123 134- صالح بن بيان الثقفي العبدي قاضي سيراف.
123 135- صالح بن موسى بن عبد الله التيمي الطلحي الكوفي.
124 136- صعصعة بن سلام الدمشقي.
124 137- صغدي بن سنان البصري.
124 138- صفوان بن عيسى الزهري البصري القسام.
125 139- صلة بن سليمان الواسطي العطار.
125 140- صيفي بن ربعي الأنصاري الكوفي.(13/295)
الصفحة الموضوع
"حرف الضاد":
126 * ضمرة بن ربيعة الرملي.
"حرف العين":
126 141- عاصم بْن حُمَيْد الكوفيّ الحنّاط.
126 142- عاصم بن سليمان العبدي الكوزي الحذاء.
127 143- عاصم بن عبد العزيز الأشجعي المدني.
127 144- عامر بن صالح بن عبد الله الأسدي المدني.
128 145- عامر بن صالح بن رستم الخزاز.
128 146- عامر بن عبد الله المصري.
128 147- العباس بن الأحنف الشاعر.
129 148- العباس بن الحسين بن عبيد الله العلوي المدني.
129 149- العباس بن الفضل بن الربيع الأمير الحاجب الشاعر.
130 150- عبد الله بن الأجلح الكندي الكوفي.
130 151- عبد الله بن إدريس بن يزيد الأودي الكوفي.
132 152- عَبْد الله بْن إسماعيل بْن خَالِد الكوفيّ.
132 153- عبد الله بن خراش الشيباني الكوفي.
133 154- عبد الله بن داود التمار الواسطي.
133 155- عبد الله بن رجاء المكي البصري.
133 156- عبد الله بن أبي رفاعة الخولاني المصري الزاهد.
134 157- عبد الله بن سعيد النخعي الكوفي.
134 158- عَبْد الله بْن سُفْيان بْن عُقْبة اللَّيْثي المدني.
134 159- عبد الله بن سلمة البصري الأفطس.
135 160- عبد الله بن عبد القدوس الكوفي الرازي.
135 161- عبد الله بن عبد الله بن أبي عبيدة الهذلي المسعودي الكوفي.
135 162- عبد الله بن عيسى الخزاز البصري الحريري.
136 163- عَبْد الله بْن كثير الدّمشقيّ الطّويل المقرئ إمام جامع دمشق.
136 164- عبد الله بن قبيصة الفزاري الكوفي.
136 165- عَبْد الله بْن كُلَيْب بْن كَيْسان المُراديّ المصري.
137 166- عَبْد الله بْن مُعَاذ بْن نَشيط الصّنْعَانيّ.
137 167- عبد الله بن موسى بن إبراهيم التيمي الطلحي المدني.
137 168- عبد الله بن ميمون بن داود القداح المخزومي المكي.(13/296)
الصفحة الموضوع
138 169- عبد الله بن نمير الهمداني الخارفي الكوفي.
138 170- عبد الله بن وهب بن مسلم الفهري المصري.
142 171- عبد الحكيم بن منصور الخزاعي الواسطي.
142 172- عبد الخالق بن زيد بن واقد الدمشقي.
142 173- عبد الرحمن بن سعد بن عمار.
142 174- عبد الرحمن بن سعيد الخزاعي المصري.
143 175- عَبْد الرَّحْمَن بْن سُليمان بْن أبي الْجَوْن العنسي الدّارانيّ.
143 176- عَبْد الرَّحْمَن بْن عبد الله أبو سعيد.
143 177- عبد الرحمن بن عبد الحميد المهري المصري المكفوف.
144 178- عَبْد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن أُميّة بن الثقفي البكراوي البصري.
144 179- عبد الرحمن بن القاسم بن خالد العتقي المصري الفقهي.
147 *- عبد الرحمن بن محمد المحاربي.
147 180- عَبْد الرَّحْمَن بْن مسعود بْن أشرس الإفريقيّ.
147 181- عبد الرحمن بن مغراء الدوسي الرازي.
148 182- عبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري.
154 183- عَبْد السّلام بْن عَبْد القُدُّوس بْن حبيب الوحاظي الشامي.
154 184- عَبْد العزيز بْن عِمران بْن عَبْد العزيز الأعرج.
155 185- عبد العزيز بن أبي عثمان الكوفي.
155 186- عبد الكريم بن محمد الجرجاني.
156 187- عبد الملك بن صالح بن علي الهاشمي العباسي الأمير.
157 188- عبد الملك بن الصباح المسمعي الصنعاني البصري.
157 189- عَبْد المُلْك بْن عَبْد الرَّحْمَن الصَّنْعانيّ الذَّماريّ.
158 190- عَبْد المُلْك بْن محمد البَرْسَميّ الصَّنْعانيّ الدّمشقيّ.
158 191- عبد الملك بن مهران الرفاعي الموصلي المغازلي.
159 192- عبد المنعم بن نعيم الأسواري البصري السقاء.
159 193- عَبْد الواحد بْن سليمان الأزْديّ البصْريّ البرّاء.
159 194- عبد الوهاب بن حميد اليحصبي.
160 195- عبد الوهاب الثقفي.
161 196- عُبَيْد الله بْن المهديّ بْن المنصور العباسيّ.
161 197- عُبَيْد الله بْن سُهيل بْن صخر الغُدّانيّ.
161 198- عبيد بن سعيد بن أبان القرشي الأموي.(13/297)
الصفحة الموضوع
162 199- عبيد بن القاسم الأسدي الكوفي.
162 200- عبيد بن واقد القيسي.
162 201- عتبة بن حماد الحكمي الدمشقي القارئ.
163 202- عَثَّام بْن عليّ بْن هُجَيْر الكلابيّ العامري الكوفي.
163 203- عثمان بن فرقد البصري العطار.
163 204- عراك بن خالد بن يزيد المري الدمشقي المقري.
164 205- عرعرة بن البرند بن النعمان القرشي السامي الناجي.
164 206- عصمة بن محمد بن فضالة الأنصاري المدني.
165 207- عطاء بن جبلة الفزاري.
165 208- علي بن أبي بكر الرازي الأسفذني.
166 209- علي بن حرملة التيمي قاضي القضاة.
166 210- علي بن زياد.
166 211- عليّ بْن ظَبْيان أبو الحَسَن العَبْسيّ الكوفيّ القاضي.
167 212- علي بن عيسى بن ماهان الأمير.
168 213- علي بن القاسم الكندي الكوفي.
168 214- علي بن المبارك الأحمر النحوي المؤدب.
169 215- عمارة بن بشر الدمشقي.
169 216- عمر بن حفص العبدي البصري.
169 217- عمر بن حفص بن عمر الأنصاري.
170 218- عمر بن حفص المعيطي.
170 219- عمر بن زرعة الخارفي.
170 220- عُمَر بْن صالح بْن أبي الزّاهرية الأزْديّ البصري الأوقص.
170 221- عمر بن عبد الواحد بن قيس السلمي الدمشقي.
171 222- عمر بن هارون البلخي الثقفي.
172 223- عمران بْنُ عُيَيْنَةَ بْنً أَبِي عِمْرَانَ الْهِلالِيُّ الْكُوفِيُّ.
173 224- عمرو بن بكر السكسكي الشامي.
173 225- عمرو بن حمران البصري.
173 226- عمرو بن خليفة البكراوي.
173 227- عمرو بن مجمع الكوفي.
173 228- عمرو بن محمد العنقزي الكوفي.
174 229- عمرو بن هاشم الجنبي الكوفي.(13/298)
الصفحة الموضوع
175 *- عمرو بن الهيثم أبو قطن.
175 230- عمير بن عبد المجيد الحنفي.
175 231- عنبسة بن خالد بن يزيد الأيلي.
176 232- عون بن عبد الله بن عون الهذلي الكوفي.
176 233- عَوْن بن كَهْمَس بْن الحَسَن البصْريّ التَّيْميّ.
176 234- العلاء بن الحصين الكوفي الوضين.
176 235- عيسى بن شعيب البصري النحوي الضرير.
177 236- عيسى بن شعيب بن ثوبان المدني.
"حرف الغين":
177 237- الغازي بن قيس الأندلسي.
178 238- غالب بن فائد الأسدي الكوفي المقرئ.
178 239- غسان بن عبيد الموصلي الأزدي.
179 240- غسان بن مضر الأزدي البصري.
"حرف الفاء":
179 241- الفرات بن خالد الرازي.
179 242- فرج بن سعيد بن علقمة المأربي السبأي.
179 243- الفضل بن حبيب المدائني السراج.
180 244- الفضل بن عبد الصمد الرقاشي البصري الشاعر.
180 245- الفضل بن العلاء الكوفي.
180 246- الفضل بن عنبسة الواسطي الخزاز.
181 247- الفضل بن مساور البصري.
181 248- الفضل بن موسى السيناني المروزي.
182 249- الفضل بن يحيى بن خالد البرمكي الوزير.
182 250- فياض بن محمد الرقي.
183 *- فياض بن محمد البصري.
"حرف القاف":
183 251- القاسم بن مالك المزني الكوفي.
183 252- القاسم بن يحيى بن عطاء الهلالي المقدمي الواسطي.
184 253- القاسم بن يزيد الجرمي الموصلي الزاهد.
185 254- قبيصة بن الليث الأسدي الكوفي.
185 255- قتادة بن الفضيل الرهاوي.(13/299)
الصفحة الموضوع
"حرف الكاف":
186 256- كريد بن رواحة القيسي البصري.
"حرف الميم":
186 257- مالكُ بنُ سُعَيْر بْن الخِمْس التميمي الكوفي.
186 258- مبشر بن إسماعيل الحلبي.
187 259- محرز بن الوضاح المروزي.
187 260- محمد بن إسماعيل بن مسلم الديلي المدني.
188 261- محمد بْن إِسْحَاق بْن إبراهيم الأَسَديّ العُكاشيّ.
188 262- محمد بن ثور الصنعاني.
188 263- محمد بن جعفر البصري التاجر الكرابيسي الطيالسي.
190 264- محمد بن الحارث بن زياد الحارثي.
190 265- محمد بن حرب الخولاني الحمصي الأبرش الكاتب.
191 266- محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي الكوفي.
191 *- 267- ومحمد بن الحسن الأسدي.
192 268- محمد بن الحسن بن أبي سارة الرؤاسي المقري.
192 269- محمد بْن الحَسَن بْن عِمران المزني الواسطي القاضي.
192 270- محمد بْن الحَسَن بْن أبي يزيد الهمَدانيّ الكوفي.
193 271- محمد بن حمزة الأسدي الرقي.
193 272- محمد بْن حِمْيَر بْن أنيس السليحي الحمصي.
194 *- محمد بن خازم أبو معاوية.
194 273- محمد بْن خَالِد بْن محمد الوَهْبيّ الكِنْديّ الحمصي.
194 274- محمد بن خالد الجندي الصنعاني المؤذن.
195 275- محمد بن ربيعة الكلابي الرؤاسي الكوفي.
195 276- محمد بن الزبرقان الأهوازي.
195 277- محمد بن سعد الأنصاري الأشهلي المدني.
195 279- محمد بن سعد المقدسي.
196 279- مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبَانٍ الأُمَوِيُّ الْكُوفِيُّ.
196 280- محمد بن سلمة الحراني.
196 281- محمد بن شجاع بن نبهان المروذي.
197 288- محمد بن شعيب بن شابور الدمشقي البيروتي.
197 283- محمد بن طلحة بن عبد الرحمن التيمي القرشي المدني.(13/300)
الصفحة الموضوع
198 284- محمد بن عبد الله الكوفي المقرئ "داهر".
198 285- محمد بْن عَبْد الله بْن رزين الشّاعر أبو الشيص.
198 286- محمد بن عيسى المروزي.
199 287- محمد بن عثمان بن صفوان الجمحي.
199 288- محمد بن أبي عدي السلمي البصري.
199 289- محمد بن عيسى بن القاسم الأموي الدمشقي.
200 290- محمد بن عيسى الوابشي.
200 *- محمد بن الفضل بن عطية
200 291- محمد بن فضيل بن غزوان الضبي.
201 292- محمد بن فليح بن سليمان المدني.
201 293- محمد بن القاسم الأسدي الكوفي.
202 294- محمد بن مروان العقيلي العجلي.
202 295- محمد بن معن الغفاري المدني.
203 296- محمد بن ميمون الزعفراني الكوفي المفلوج.
203 297- محمد الأمين بن هارون الرشيد الخليفة.
205 298- مخلد بن الحسين الأزدي المهلبي البصري.
205 299- مخلد بن يزيد الحراني.
206 300- مرجى بن وداع الراسبي البصري.
206 301- مروان بن معاوية بن الحارث الفزاري.
207 302- مزاحم بن زفر التيمي الكوفي.
208 *- مسعدة بن البيسع الباهلي البصري.
208 303- مسكين بن بكير الحراني الحذاء.
208 304- مسلم بن الوليد الشاعر صريع الغواني.
210 305- مسروح الكوفي.
210 306- مسلمة بن يعقوب بن مسلمة الأموي الشريف.
210 307- مُسْهِر بْن عَبْد المُلْك بْن سَلَع الهمَدانيّ.
211 308- مطرف بن مازن قاضي صنعاء.
211 309- مطهر بن الهيثم الطائي البصري.
212 310- معاذ بن معاذ بن نصر العنبري التيمي قاضي البصرة.
212 311- مُعَاذ بْن هشام بْن أَبِي عَبْد الله الدستوائي.
213 312- معروف الكرخي الزاهد.(13/301)
الصفحة الموضوع
217 313- معمر بن سليمان الرقي النخعي.
217 314- معن بن عيسى بن يحيى الأشجعي القزاز.
218 315- المغيرة بن سلمة المخزومي البصري.
219 316- المفضل بن صالح الكوفي الدلال النخاس.
219 317- منصور بن عبد الحميد بن راشد.
220 318- منصور بن عمار بن كثير السلمي الخراساني.
223 319- منصور بن وردان الأسدي الكوفي.
224 320- مؤرج بن عمرو السدوسي البصري النحوي.
224 321- موسى بْن إبراهيم بْن كثير الأنصاريّ الحزامي المدني.
224 322- موسى بن طارق الزبيد قاضي زبيد.
225 323- موسى بن عبد الله بن حسن الهاشمي العلوي.
225 324- موسى بْن يحيى بْن خَالِد بْن بَرْمَك الأمير.
226 325- مؤمّل بْن عبد الرَّحْمَن بْن العبّاس البصْريّ.
226 326- ميسرة بن عبد ربه التستري.
"حرف النون":
226 327- نصر بن باب الخراساني.
227 328- النضر بن كثير البصري العابد.
"حرف الهاء":
227 329- هارون بن أبي عيسى.
228 330- هارون الرشيد الخليفة.
231 331- هاشم بْن أَبِي بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن القرشي البكري الفقيه.
231 332- هاشم بن القاسم التيمي الكوفي.
232 333- هذيل بن ميمون الجعفي الكوفي.
232 334- هشام بن سليمان بن عكرمة المخزومي المكي.
232 335- هشام بن عبد الله بن عكرمة المخزومي.
233 336- هشام بن يوسف الصنعاني الفقيه.
234 337- الهيثم بن مروان العنسي الدمشقي.
"حرف الواو":
234 338- والبة بن الحباب الكوفي.
234 339- وَرْش المقرئ "عثمان بْن سَعِيد بْن عبد الله".
236 340- وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي الأعور.(13/302)
الصفحة الموضوع
247 341- الوليد بْن عُقْبة بْن المغيرة الشَّيْبانيّ الطّحّان.
247 342- الوليد بن كثير المزني المدني.
247 343- الوليد بن مسلم الأموي الدمشقي.
251 344- وهب بن عثمان المخزومي المدني.
"حرف الياء":
251 345- يحيى بْن زكريّا بْن إبراهيم النخعي.
251 346- يحيى بن سعيد الأموي.
252 347- يحيى بن سعيد بن فروخ القطان الأحول.
257 348- يحيى بن سعيد الأنصاري الحمصي العطار.
258 349- يحيى بن سعيد السعيد البصري.
258 350- يحيى بن سعيد التميمي المدني.
258 351- يحيى بن سعيد قاضي شيراز.
258 352- يحيى بن سلام البصري.
259 353- يحيى بْن سُلَيْم الْقُرَشِيّ الطائفي الخرّاز الحذّاء.
259 354- يحيى بن الضريس بن يسار البجلي قاضي الري.
260 355- يحيى بن عباد الضبعي البصري.
260 356- يحيى بن كثير.
261 357- يحيى بن المتوكل الباهلي.
262 358- يحيى بن محمد بن قيس المدني البصري المؤدب.
262 359- يحيى بْن محمد بْن عبّاد بْن هاني الشجري المدني.
262 360- يحيى بن واضح "أبو تميلة".
262 *- يحيى بن يزيد بن عبد الملك الهاشمي النوفلي.
263 361- يزيد بن سمرة الرهاوي.
263 362- يعقوب بن إسحاق.
263 363- يعقوب بْن جعفر بْن أَبِي كثير الأنصاريّ.
263 364- يمان بن عدي الحضرمي الحمصي.
264 365- يوسف بن أسباط الزاهد.
266 366- يوسف بن السفر بن الفيض الدمشقي الكاتب.
266 367- يوسف بْن الغَرِق بْن لُمازة قاضي الأهواز.
267 368- يوسف بن يعقوب بن إبراهيم الفقيه القاضي.
267 369- يونس بْن بُكَير بْن واصل الشَّيْبانيّ الكوفي الحمال.(13/303)
الصفحة الموضوع
"الكنى":
268 370- أبو البختري وهب بن وهب القاضي الفقيه.
270 371- أبو بَكْر بْن عيّاش بْن سالم الأسَديّ الحناط المقرئ العابد.
273 372- أبو تميلة يحيى بن واضح المروزي.
273 373- أبو سعيد "عبد الرحمن بن عبد الله".
274 374- أم عمر الثقفية بنت أبي الغصن.
274 375- أبو العميطر "علي بن خالد" الأمير السفياني.
276 376- أبو القاسم بن أبي الزناد المدني.
276 377- أبو قطن عمرو بن الهيثم القطعي.
276 378- أبو مسعود الزجاج "عبد الرحمن بن حسن التميمي الموصلي".
277 379- أبو معاوية "محمد بن خازم الكوفي الضرير".
279 380- أبو معاوية الأسود الزاهد.
279 381- أبو نواس "الحسن بن هاني" الشاعر.
282 382- المحاربي "عبد الرحمن بن محمد الكوفي".
285 فهرس الموضوعات.(13/304)
المجلد الرابع عشر
الطبقة الحادية والعشرون
أحداث سنة إحدى ومائتين
...
بسم الله الرحمن الرحيم:
الطبقة الحادية والعشرون:
أحداث سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ:
بَيْعَةُ الْمَأْمُونِ لِعَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا بِوِلايَةِ الْعَهْدِ:
فِيهَا: جَعَلَ المأمونُ وَلِيَّ العهد من بعده عليَّ بْن موسى الرِّضا، وخلع أخاه القاسم بْن الرشيد. وأمر بترك السَّواد ولِبْس الخُضْرة في سائر الممالك، وأقام عنده بخراسان. فعظم هذا عَلَى بُنيّ العبّاس، لا سيما في بغداد. وثاروا وخرجوا عَلَى المأمون، وطردوا الحَسَن بْن سهل من بغداد.
وكتب المأمون إلى إسماعيل بْن جعفر بْن سليمان العبّاسيّ أمير البصرة بِلْبس الخُضْرة، فامتنع ولم يبايع بالعهد لعليّ الرِّضا. فبعث المأمون عسكرًا لحربه، فسلّم نفسه بلا قتال، فَحُمِلَ هُوَ وولده إلى خُراسان وبها المأمون، فمات هناك.
خلع المأمون والدعوة لإبراهيم بْن المهدي:
وفيها عسكر منصور بن المهديّ بكَلْوَاذا، ونصّب نفسه نائبًا للمأمون ببغداد، فسمّوه الْمُرْتَضَى، وسلَّموا عَلَيْهِ بالخلافة، فامتنع من ذلك وقال: إنما أنا نائب المأمون. فلمّا ضَعُف عَنْ قبول ذَلِكَ عدلوا عَنْهُ إلى أخيه إبراهيم بْن المهدي فبايعوه. وجرت فتنة كبيرة، واختبط العراق1.
ولاية زيادة اللَّه بْن الأغلب عَلَى المغرب:
وفيها وُلّي المغربَ زيادة اللَّه بْن إبراهيم الأغلب التَّميميّ لبني العبّاسيّ بعد موت أخيه عَبْد اللَّه. وبقي في الإمرة اثنتين وعشرين سنة2.
تحرك بابَكُ الخرمي:
وفيها: تحرك بابك الخرمي3.
__________
1 تاريخ خليفة "470"، تاريخ الطبري "8/ 554"، البداية والنهاية "10/ 247".
2 تاريخ خليفة "470"، تاريخ الطبري "8/ 546"، البداية والنهاية "10/ 247".
3 تاريخ الطبري "8/ 556".(14/3)
أحداث سنة اثنتين ومائتين:
البيعة لإبراهيم بْن المهديّ:
في أولها بايع العباسيون وأهل بغداد إبراهيم بْن المهديّ، وخلعوا المأمون لكونه أخرجهم من الأمر وبايع بولاية العهد لعليّ بْن موسى الرِّضا، وأمرهم والدولة بإلغاء السَّواد ولْبس الخُضْرة.
فلمّا كَانَ يوم الجمعة خامس المحرَّم صعد إبراهيم بْن المهديّ، الملقب بالمبارك، المنبر. فأول من بايعه عُبَيْد اللَّه بْن العبّاس بْن محمد بْن عليّ بْن منصور بن المهديّ أخوه، ثمّ بنو عمّه، ثمّ القُوّاد1.
وكان المطِّلب بْن عَبْد اللَّه بْن مالك الخُزاعيّ هُوَ المتولّي لاجل البَيْعة. وسعى في ذلك، وقام به السِّنْديّ، وصالح صاحب الْمُصَلَّى، ونُصَيْر الوصيف.
خروج مهديّ الحروريّ عَلَى إبراهيم بْن المهديّ:
ثمّ بايع أهل الكوفة والسَّواد. وعسكر بالمدائن، واستعمل عَلَى جانبي بغداد العبّاس بْن موسى الهاشْميّ، وإِسْحَاق بْن موسى الهادي. فخرج عَلَيْهِ مهديّ بْن عُلْوان الحَرُورِيّ محكِّم، فجهّز لقتاله أبا إِسْحَاق بْن الرشيد، وهو المعتصم، فهزم مَهْديًّا2. وقيل: بل وجه لقتاله المطَّلب.
خروج أَبِي السرايا بالكوفة:
وخرج أخو أَبِي السّرايا بالكوفة، فلبس البياض، وتجمّع إِلَيْهِ طائفة، فلقيه غسان
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 557".
2 تاريخ الطبري "8/ 558".(14/4)
بْن أَبِي الفَرَج في رجب فقتله، وبعث برأسه إلى إبراهيم بْن المهديّ1. فولاه إبراهيم الكوفة. وَبَيَّتَ عسكرُ إبراهيم بعض أصحاب الحَسَن بْن سهل.
وخامر حُمَيْد بْن عَبْد الحميد إلى الحَسَن بْن سهل، ثمّ إنّه بعثه إلى الكوفة، فولّى عليها العبّاس بْن موسى، وأمره أنّ يلبس الخُضْرة، وأن يدعو لأخيه عليّ الرِّضا بعد المأمون. وقال لَهُ: قاتِلْ عَنْ أخيك عسكر ابن المهديّ، فإن أهل الكوفة شيعتكم، وأنا معك2. فلمّا كَانَ الليل خرج حُمَيْد وتركه.
ثمّ تواقع بعضُ عسكر ابن المهديّ وأصحاب ابن سهل، فانكسر عسكر ابن سهل، وجرت أمور وحُرُوبٌ بين أهل الكوفة؛ وأهل العراق عند إبراهيم بْن المهديّ3.
ثمّ أمر إبراهيم عيسى بْن محمد بْن أَبِي خَالِد، وهو أكبر قواده، بالمسير إلى ناحية واسط، وبها الحَسَن بْن سهل. وأمر ابن عَائِشَةَ الهاشْميّ، ونُعَيْم بْن خازم أنّ يسيرا، ولحق بهم سَعِيد بْن السّاجور، وأبو البطّ، ومحمد الإفريقيّ، فعسكروا بقُرب واسط، وأمير الكلّ عيسى4.
وأمّا الحَسَن بْن سهل فكان متحصنًا بواسط، ومعه أصحابه، والتقوا في رجب، فاقتتلوا أشدّ قتال. ثمّ انهزم جيش إبراهيم بْن المهديّ، وأخذ أصحاب الحَسَن أثقالهم وأمتعتهم وقووا5.
ظفر إبراهيم بْن المهديّ بسهل بن سلامة:
وفي هذه السنة ظفر إبراهيم بْن المهديّ بسهل بْن سلامة الأَنْصَارِيّ المطَّوِّعيّ، فحبسه وعاقبه. وكان ببغداد يدعو إلى العمل بالكتاب والسُّنَّة، واجتمع لَهُ عامة بغداد. فكانوا ينكرون بأيديهم عَلَى الدولة ويغيرون، ولهم شوكة، وفيهم كثرة، حتّى هَمّ إبراهيم بقتاله.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 558".
2 تاريخ الطبري "8/ 559".
3 تاريخ الطبري "8/ 560".
4 تاريخ الطبري "8/ 561، 562".
5 تاريخ الطبري "8/ 562".(14/5)
فلمّا جاءت الهزيمة أقبل سهل بْن سلامة يَقُولُ لأصحابه: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. فكان كلّ من أجابه لذلك عمل عَلَى باب داره برجًا بآجر وجَصّ، ينصب عَلَيْهِ السّلاح والمصحف. فلمّا وصل عيسى من الهزيمة أتى هُوَ وإخوته وأصحابه نحو سهل؛ لأنّه كَانَ يذكرهم بالفسق ويسبهم، فقاتلوه أيامًا. ثمّ خذله أهل الدُّرُوب؛ لأن عيسى وهبهم حملا من الدراهم، فكفوا. فلمّا وصل القتال إلى دار سهل بْن سلامة ألقى سلاحه واختلط بالنظارة، واختفى ودخل بين النساء. فجعلوا العيون عليه، فأخذوه في الليل من بعض الدُّرُوب، وأتوا بِهِ إِسْحَاق بْن الهادي، وهو وليّ عهد بعد عمّه إبراهيم، وكلمهُ وحاجّهُ وقال: حرضت علينا النّاس وعبتنا! فقال: إنّما كانت دعواي عبّاسيّة؛ وإنّما كنت أدعو إلى الكتاب والسُّنَّة. وأنا عَلَى ما كنت عَلَيْهِ، أدعوكم إِلَيْهِ السّاعة. فلم يقبل منه وقال: أخرج إلى النّاس وقل: ما كنت أدعوكم إِلَيْهِ باطل. فخرج إلى النّاس وقال: يا مَعْشَر النّاس، قد علمتم ما كنت أدعوكم إليه من الكتاب والسنة، وأنا أدعوكم إلى ذَلِكَ السّاعة. فوجأ الأعرابُ في رقبته ولطموه، فنادى: يا مَعْشَر الحربية، المغرور مَن غررتموه.
ثم قيد وبعث إلى المدائن، إلى إبراهيم بْن المهديّ. فجرى بينه وبين إبراهيم كنحو ما جرى بين ابن الهادي وبينه. فأمر بسجنه1.
وكانوا قد أخذوا رجلا من أصحابه، يقال لَهُ: محمد الرواعيّ، فضربه إبراهيم ونتف لحيته وقهره2.
هياج العامة عَلَى بشر المريسي:
واستعمل إبراهيم عَلَى قضاء بغداد قيس بْن زياد الخُراسانيّ الحنفيّ، فهاجت في أيّامه العامّة عَلَى بِشْر الْمَرِيسيّ، وسألوا إبراهيم بن المهدي أن يستتبه، فأمر قيس بذلك.
قَالَ محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الصَّيْرفيّ: شهدتُ جامع الرّصافة وقد اجتمع النّاس، وقُتَيْبة جالس. وأقام بِشْر الْمَرِيسيّ عَلَى صُنْدوق، ومُستَمْلي سُفْيَان بْن عُيَيْنَة أبو مُسْلِم، ومستملي يزيد بْن هارون يذكر أنّ أمير المؤمنين إبراهيم أمر قاضيه أن يستتيب
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 562، 563".
2 تاريخ الطبري "8/ 563".(14/6)
بشرًا من أشياء عدّدها. منها ذِكْر القرآن. فرفع بِشْر صوته يَقُولُ: مَعَاذَ اللَّه لست بتائب.
وكثر النّاس عَلَيْهِ حتّى كادوا يقتلونه، فأُدخل إلى باب الخَدَم.
الحوار بين المأمون والرضا:
وأما المأمون، فذكر أنّ عليّ بْن موسى الرِّضا حدَّثَ المأمون بما فيه النّاس من القتال والفتن منذ قتل الأمين. وبما كَانَ الفضل بْن سهل يستره عَنْهُ من الأخبار. وأن أهل بيته والناس قد نقموا عَلَيْهِ أشياء، وانهم يقولون: إنّك مسحور أو مجنون، وقد بايعوا عمك إبراهيم. فقال: لم يبايعوه بالخلافة. وإنما صيروه أميرًا يقوم بأمرهم. فبين لَهُ أنّ الفضل قد كتمه وغشه.
فقال: من يعلم هذا؟ قَالَ: يحيى بْن مُعَاذ، وعبد العزيز بْن عِمران، وعدة من أمرائك فأدخلهم عَلَيْهِ، فسألهم، فأبوا أنّ يخبروه إلا بأمان من الفضل أنّ لا يعرض لهم. فضمن المأمون ذَلِكَ، وكتب لكل واحدٍ منهم بخطه كتابًا. فأخبروه بما فيه النّاس من البلاء، ومن غضبه أهل بيته وقواده عَلَيْهِ في أشياء كثيرة. وما موه عَلَيْهِ الفضل من أمر هَرْثَمَة. وأن هَرْثَمَة إنّما جاءه لنصحه وهدايته إلى الأمر. وأنّ الفضل دسّ إلى هَرْثَمَة من قتله. وأنّ طاهر بْن الحُسين قد أبلى في طاعتك ما أبلى، وفتح الأمصار، وقاد إليك الخلافة مزمومة، حتّى إذا وطَّأ الأمر أخرج من ذَلِكَ كله، وصير في زاويةٍ من الأرض بالرقة. قد منع من الأموال حَتَّى ضعف أمره، وشغب عليه جنده. وأنه لو كان عَلَى بغداد لضبط الملك بخلاف الْحَسَن بْن سهل. وقد تنوسي طاهر بالرَّقَّة لا يستعان بِهِ في شيء من هذه الحروب1.
خروج المأمون إلى العراق:
ثمّ سألوا المأمون الخروج إلى العراق، فإنّ بني هاشم والقواد لو رأوا غرّتك سكتوا وأذعنوا بالطّاعة. فنادى بالمسير إلى العراق. ولمّا علم الفضل بْن سهل بشأنهم تعنّتهم حتّى ضرب البعض وحبس البعض. فعاود عليّ الرِّضا المأمون في أمرهم، وذكره بضمانه لهم. فذكر المأمون أن يداري ما هو فيه.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 564، 565".(14/7)
ثمّ ارتحل من مَرْو وقدم سرخس، فشد قوم عَلَى الفضل بْن سهل وهو في الحمّام، فضربوه بالسيوف حتّى مات في ثاني شَعْبان. وكانوا أربعةً من حَشَم المأمون: غالب المسعوديّ الأسود، وقسطنطين الرُّوميّ، وفرج الدَّيْلَمّي، وموفق الصّقلبي، فعاش ستين سنة، وهرب هَؤُلاءِ، فجعل المأمون لمن جاء بهم عشرة آلاف دينار. فجاء بهم العبّاس بْن الهَيْثَم الدِّيَنَوَريّ، فقالوا للمأمون: أنت أمرتنا بقتله. فضرب أعناقهم. وقد قِيلَ: إنهم اعترفوا أنّ عليّ ابن أخت الفضل بْن سهل دسّهم.
ثمّ إنّه طلب عَبْد العزيز بْن عِمران، وعليَّ بْن أخت الفضل، وَخَلَفًا الْمَصْرِيّ، ومؤنسًا، فقررهم، فأنكروا. فلم يقبل ذَلِكَ منهم، وضرب أعناقهم أيضًا، وبعث برؤوسهم إلى واسط، إلى الحَسَن بْن سهل، وأعلمه بما دخل عَلَيْهِ من المصيبة بقتل الفضل، وأنه قد صيره مكانه. فتأخّر في المسير ليحصّل مغل واسط. ورحل المأمون نحو العراق1.
وكان عيسى بْن محمد، وأبو البط، وسعيد يواقعون عسكر الحَسَن كل وقت.
دعوة المطلب بْن عَبْد اللَّه للمأمون سرًا:
وأما المطلب بْن عَبْد اللَّه فإنه قدِم من المدائن من عند إبراهيم، واعتل بأنه مريض، وأخذ يدعو في السر للمأمون، عَلَى أنّ يكون منصور بْن المهديّ خليفة المأمون ويخلعون إبراهيم. فأجابه إلى ذَلِكَ منصور بْن المهديّ وخزيمة بْن خازم وطائفة، فكتب إلى حُمَيْد بْن عَبْد الحميد، وعليّ بْن هشام أنّ يتقدما إلى نهر صَرْصَر والنهروان. ففهم إبراهيم بْن المهديّ حركتهم، وبعث إلى المطلب ومنصور وخزيمة ليحضروا. فتعللوا عَلَى الرَّسُول. فبعث إبراهيم إلى عيسى بْن محمد بْن أَبِي خَالِد وإخوته.
فأما منصور وخزيمة فأعطيا بأيديهم. وأمّا المُطَّلب فغافل عَنْهُ أصحابه وعبر منزله حتي كثر عليهم النّاس. وأمر إبراهيم بنهب دياره واختفى هُوَ. ولما بلغ ذَلِكَ حُمَيْدًا وعليّ بْن هشام، بعث حُمَيْد قائدًا إلى المدائن ثمّ نزلاها. فندم إبراهيم عَلَى ما صنع بالمطلب ولم يقع به2.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 565، 566".
2 تاريخ الطبري "8/ 566".(14/8)
أحداث سنة ثلاثٍ ومائتين:
تُوُفّي فيها: الحُسين بْن عليّ الْجُعْفيّ وزيد بْن الحُبَاب.
وعليّ بْن موسى الرِّضا.
وأبو دَاوُد المقرئ.
ومحمد بْن بِشْر العبْديّ.
ويحيى بْن آدم.
والوليد بْن مُزْيَد البَيْروتيّ.
وفاة الرِّضا:
ولمّا وصل المأمون إلى طوس أقام بها عند قبر أَبِيهِ أيامًا؛ ثمّ إنّ عليّ بْن موسى الرِّضا أكل عنبًا فأكثر منه فمات فجأة في آخر صَفَرها. فدفن عند قبر الرشيد، واغتمّ المأمون لموته. ثمّ كتب إلى بغداد يعلمهم إنّما نقموا عَلَيْهِ بيعته لعليّ بْن موسى وها هُوَ قد مات. فجاوبوه بأغلظ جواب.
ولما قدِم المأمون الرّيّ أسقط عَنْهَا ألف ألف درهم.
وفيها مرض الحَسَن بْن سهل مرضًا شديدًا، وأعقبه السوداء، وتغير عقله حتّى رُبِط وحُبِس. وكتب قُوّاده بذلك إلى المأمون، فأتاهم الخبر أنّ يكون عَلَى عسكره دينار بْن عَبْد اللَّه، وها أَنَا قادم إليكم1.
الخلاف بين ابن المهديّ وعيسى بْن محمد:
وأما عيسى بْن محمد بْن أَبِي خَالِد فشرع بمكاتبة حُمَيْد، والحَسَن بْن سهل سرًا. وبقي إبراهيم بْن المهديّ كلّما لحّ عَلَيْهِ في الخروج إلى المدائن لقتال حُمَيْد يعتل عَلَيْهِ بأرزاق الْجُنْد مرة، وحتى يستغلوا مرة. حتّى إذا توثق بما يريد ممّا بينه وبين حميد والحسن فارقهم، وكان قد ناوشهم بعض القتال في الصورة، ثمّ وعدهم أنّ يسلم إليهم إبراهيم بْن المهديّ. فلمّا وصل بغداد قَالَ للناس: إني قد سالمت حميدًا
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 568، 569".(14/9)
وضمنت لَهُ أنّ لا أدخل عمله ولا يدخل عملي. ثم خندق عَلَى باب الجسر وباب الشام. فبلغ إبراهيم ما هُوَ فيه فحذر1.
وقيل: إنّ الّذي نم إِلَيْهِ هارون أخو عيسى، فطلبه إبراهيم، فاعتل عَلَيْهِ عيسى. ثمّ ألح عَلَيْهِ في المجيء، فأتاه، فحبسه بعد معاتبةٍ بينهما، وبعد أنّ ضربه وحبس معه عدة من قواده في آخر شوّال. فمضى بقية أصحابه ومواليه بعضهم إلى بعض، وحرضوا إخوته عَلَى إبراهيم المهديّ، فتجمعوا، وكان رأسهم عَبَّاس نائب عيسى، فطردوا كل عاملٍ لإبراهيم في الكرخ وغيره. ثمّ كثروا عَلَى عامل باب الجسر وطردوه. فدخل إلى إبراهيم وقطع الجسر. ثمّ ظهر الأوباش والشطار2.
وكتب عيسى إلى حُمَيْد يحثه عَلَى المجيء ليتسلم بغداد. ولم يصلوا جمعة بل ظهرًا. فقدم حُمَيْد وخرج للقيه عَبَّاس وقواد أهل بغداد، فوعدهم ومناهم وأن ينجز لهم العطاء عَلَى أنّ يصلوا الجمعة فيدعون للمأمون، ويخلعوا إبراهيم، فأجابوه.
فبلغ إبراهيم بْن المهديّ الخبرٌ، فأخرج عيسى من الحبْس، وسأله أنّ يكفيه أمر حُمَيْد، فأبى عَلَيْهِ.
فلمّا كَانَ يوم الجمعة بعث عَبَّاس إلى محمد بْن أَبِي رجاء الفقيه فصلّى بالناس ودعا للمأمون؛ ووصل حُمَيْد إلى الياسريّة، فعرض بعض الْجُنْد وأعطاهم الخمسين درهمًا التي وعدهم بها، فسألوه أنّ ينقصهم عشرة عشرة؛ لأنهم تشاءموا لما أعطاهم عليّ بْن هشام خمسين خمسين، فغدرهم وقطع العطاء عَنْهُمْ. فقال حُمَيْد: بل أزيدكم عشرة عشرة وأعطيكم ستين.
فدعا إبراهيم عيسى، وسأله أيضًا أنّ يقابل حميدًا فأجابه، فخلى سبيله وضمن عَلَيْهِ. فكلَّم عيسى الْجُنْد أنّ يُعطيهم كعطاء حُمَيْد فأَبَوْا عَلَيْهِ. فعبر إليهم هُوَ وإخوته إلى الجانب الغربيّ. وقال: أزيدكم من عطاء حميد. فسبّوه، وقالوا: لا نريد إبراهيم.
فدخل عيسى وأصحابه المدينة وأغلقوا الأبواب، وصعدوا السور وقاتلوا ساعة. ثمّ انصرفوا إلى ناحية باب خراسان، فركبوا في السفن. وردّ عيسى كأنه يريد مقاتلتهم، ثمّ احتال حتّى صار في أيديهم شبه الأسير، فأخذ بعض قواده فأتى به
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 569".
2 تاريخ الطبري "8/ 569، 570"، البداية والنهاية "10/ 249".(14/10)
منزله، ورجع فرقة إلى إبراهيم فأخبروه بأسر عيسى، فاغتمّ. وكان قد ظفر في هذه الليالي بالمُطَّلِب بْن عَبْد اللَّه وحبسه ثلاثة أيّام، ثمّ إنّه خلّى عَنْهُ1.
وكان النّاس يذكرون أنّ إبراهيم قد قتل سهل بْن سلامة المطَّوِّعيّ، وإنّما هُوَ في حبسه. فأخرجه إبراهيم، فكان يدعو النّاس في مسجد الرصافة إلى إبراهيم بالنّهار. فإذا كَانَ الليل ردّه إلى حبسه. فأتاه أصحابه ليكونوا معه فقال: الزموا بيوتكم فإني أُداري إبراهيم.
ثمّ إنّ إبراهيم خلّى سبيله في أول ذي الحجة، فذهب واختفى. فلمّا رأى إبراهيم تفرق الجيش عَلَيْهِ أخرج جميع من عنده للقتال فالتقوا عَلَى جسر نهر ديالى فاقتتلوا، فهزمهم حُمَيْد. فقطعوا الجسر وراءهم2.
اختفاء إبراهيم بْن المهديّ:
ولما كَانَ يوم الأضحى أمر إبراهيم بْن المهديّ القاضي أنّ يصلّي بالناس في عِيساباذ. فلمّا انصرف النّاس من صلاتهم اختفى الفضل بْن الربيع، ثمّ تحول إلى حُمَيْد، وتبعه عَلَى ذَلِكَ عليّ بْن ريطة، وأخذ الهاشميون والقواد يتسللون إلى حُمَيْد، فاسقط في يد إبراهيم وشُقّ عَلَيْهِ. وبلغه أنّ من بَقِيّ عنده من القواد يعملون عَلَى قبضه. فلمّا جنّه الليل اختفى لثلاث عشرة بقيت من ذي الحجة، وبقي مختفيًا مدة سنتين3.
وأما سهل بْن سلامة فأحضره حُمَيْد بْن عَبْد الحميد وأكرمه، وحمله عَلَى بغل وردّه إلى داره. فلمّا قدِم المأمون أتاه فأجازه ووصله، وأمره أنّ يجلس في منزله4.
وكانت أيّام إبراهيم سنتين إلا بضعة عشر يومًا5.
وصول المأمون إلى همدان:
ووصل المأمون إلى همدان في آخر السنة6.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 570، 571".
2 تاريخ الطبري "8/ 571، 572".
3 تاريخ الطبري "8/ 572".
4 تاريخ الطبري "8/ 572، 573".
5 تاريخ الطبري "8/ 573".
6 تاريخ الطبري "8/ 573".(14/11)
أحداث سنة أربعٍ ومائتين:
وصول المأمون إلى النهروان:
فيها وصل المأمون إلى النهروان، فتلقاه بنو هاشم والقواد.
العودة إلى لبس السواد:
وقدم عَلَيْهِ من الرَّقَّةِ بإذنه طاهر بْن الحُسين، ودخل بغداد في نصف صَفَر. ولباسهم وأعلامهم خُضْر. فنزل الرّصافة، وبعد ثمانية أيّام كلّمه بنو هاشم العباسيون وقالوا لَهُ: يا أمير المؤمنين، تركت لبْس آبائك وأهل دولتك ولبست الخُضْرة. وكاتَبَه قُوّاد خُراسان في ذَلِكَ1.
وقيل: إنّه أمر طاهر بْن الحُسين أنّ يسأله لَهُ حوائجه فقال: أسأل طَرْحَ الخُضْرة، ولبْس السّواد زيّ آبائك2.
ثمّ جلس يومًا وعليه الثياب الخضر، فلمّا اجتمع الملأ دعا بسواد فلبسه، ثمّ دعا بخلعه سوداء فألبسها طاهرًا، ثمّ ألبس عِدَّةَ قُوّاده أقبية وقلانس سوداء. فطرح النّاس الخُضْرة ومزقت. وأسرعوا إلى لبس السَّواد3.
ولاية يحيى بْن مُعَاذ الجزيرة:
وفيها ولّى المأمون يحيى بْن معاذ الجزيرة، فواقع بابَكُ الخُرَّميّ، فلم يظفر واحد منهم بصاحبه.
الولاية عَلَى الكوفة والبصرة:
واستعمل المأمون أبا عيسى، أخاه عَلَى الكوفة. واستعمل صالحًا أخاه أيضًا على البصرة.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 574، 575".
2 تاريخ الطبري "8/ 575".
3 تاريخ خليفة "472"، تاريخ الطبري "8/ 575"، البداية والنهاية "10/ 250".(14/12)
أحداث سنة خمس ومائتين:
استعمال طاهر بْن الحُسين عَلَى خراسان:
فيها استعمل المأمون عَلَى جُمَيْع خُراسان والمشرق طاهر بْن الحُسين1. فسار إلى عمله في ذي القعدة، وأعطاه عشرة آلاف ألف درهم.
ولاية ابن طاهر الجزيرة:
وكان ولده عَبْد اللَّه بْن طاهر قد قدِم عَلَى المأمون من الرَّقَّةِ بعد أَبِيهِ، فولاه الجزيرة2.
ولاية عيسى بْن محمد آذربيجان وأرمينية:
وولّى عَلَى آذَرْبَيْجان وأرمينية عيسى بْن محمد بْن أَبِي خَالِد، وأمره بقتال بابَكُ3.
استعمال بِشْر بْن دَاوُد عَلَى السند:
واستعمل عَلَى السند بِشْر بْن دَاوُد، عَلَى أَنَّهُ يحمل إِلَيْهِ في كل سنة ألف ألف درهم.
استعمال الْجُلُودي لمحاربة الزُّطّ:
واستعمل عَلَى محاربة الزُّطّ عيسى بْن يزيد الْجُلُودي4.
الحج هَذَا الموسم:
وحجّ بالنّاس عُبَيْد اللَّه بْن الْحَسَن العلويّ أمير الحرمين5.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 577".
2 تاريخ الطبري "8/ 580"، البداية والنهاية "10/ 255".
3 تاريخ الطبري "8/ 580".
4 تاريخ الطبري "8/ 580"، البداية والنهاية "10/ 255".
5 تاريخ خليفة "472"، تاريخ الطبري "8/ 580"، البداية والنهاية "10/ 255".(14/13)
أحداث سنة ستٍّ ومائتين:
المدّ يغرق سواد العراق:
فيها: كَانَ المدّ الّذي غرق فيه السَّواد، وذهبت الغلات.
وغرقت قطيعة أمّ جعفر، وقطيعة العبّاس.
تغلُّب بابَكّ عَلَى عيسى بْن محمد:
وفيها: غلب بابَكُ عيسى بْن محمد بْن أَبِي خَالِد وبَيَّته1.
تعيين ابن طاهر لمحاربة نَصْر بْن شبث:
وفيها، ويقال في الّتي قبلها: دعا المأمون عَبْد اللَّه بْن طاهر وقال: أستخير اللَّه منذ شهر، وقد رأيت أنّ الرجل يصف ابنه ليُطْريه ويرفعه. وقد رأيتك فوق ما وضعك أبوك. وقد مات يحيى بْن مُعَاذ واستخلف ابنه أحمد وليس بشيء. وقد رأيت تَوْلِيَتَك مُضَر، ومُحاربةَ نَصْر بْن شَبَث.
فقال: السَّمعُ والطاعة، وأرجو أنّ يجعل اللَّه الخيرة لأمير المؤمنين. فعقد لَهُ لواء مكتوبًا عَلَيْهِ بصُفْرة وزاد فيه المأمون: "يا منصور".
وركب الفضل بْن الربيع إلى داره مَكْرُمةً لَهُ2.
استعمال إِسْحَاق بْن إبراهيم عَلَى بغداد:
وفيها استعمل المأمون عَلَى بغداد إسحاق بن إبراهيم3.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 581"، البداية والنهاية "10/ 255".
2 تاريخ الطبري "8/ 581، 582".
3 تاريخ الطبري "8/ 592".(14/14)
أحداث سنة سبْعٍ ومائتين:
الدَّعوة للرضى في اليمن:
فيها، وقيل: في التي قبلها، خرج عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب ببلاد عَكّ من اليمن يدعو إلى الرّضى مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لأنّ عامل اليمن أساء السّيرة. فبايع عَبْد الرَّحْمَن خلقٌ. فوجّه المأمون لحربه دينارَ بْن عَبْد اللَّه، وكتب معه بأمانه. وحجّ دينار، ثمّ سار إلى اليمن حتّى قرُب من عَبْد الرَّحْمَن، فبعث إِلَيْهِ بأمانه فقبله، وجاء مَعَ دينار إلى المأمون. وعند ظهوره منع المأمون الطّالبيّين من الدخول عَلَيْهِ، وأمرهم بلبْس السَّواد1.
موت طاهر بْن الحُسين:
وفيها: أصابت طاهرَ بْن الحُسين حُمَّى وحرارة فوُجد عَلَى فراشه ميتًا.
وذُكر أنّ عُمَر بْن عليّ بْن مُصْعَب، وحُمَيْد بْن مُصْعَب عاداه وهو يُغَلّس، فقال الخادم: هُوَ نائم. فانتظروا ساعة، فلمّا انبسط الفجر قالا للخادم: أيْقِظْه. قَالَ: لا أجسر2. فدخلا فوجداه ميتًا3.
وقيل: إنّه قطع الدُّعاء يوم الجمعة للمأمون ولم يزد عَلَى: اللهم أصْلِح أُمَّةَ محمد بما أصلحْتَ بِهِ أولياءك، واكْفِها مؤونة مَن بَغَى عليها. وطرح عَنْهُ السَّواد. فعرض لَهُ عارضّ فمات لليلته.
وأتى الخبر إلى المأمون أوّل النّهار من النُّصَحاء، ووافى الخبر بموته ليلا. وقام بعده ابنه طلحة بْن طاهر، فأقره المأمون فأقرّه المأمون، فبقي عَلَى خراسان سبْعٍ سِنين ثم توفي بعده أخوه عَبْد اللَّه بْن طاهر وهو يحارب بابَكُ، فسار إلى خُراسان، وولي حربَ بابك علي بن هشام4.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 593".
2 لا أجسر: لا أجترأ.
3 تاريخ الطبري "8/ 593، 594"، النجوم الزاهرة "2/ 184".
4 تاريخ الطبري "8/ 594، 495".(14/15)
وقيل: لما جاء نعيُ طاهر بْن الحُسين قَالَ المأمون: لليدين وللفم، الحمد لله الّذي قدّمه وأخّرنا1.
وقد كَانَ في نفس المأمون منه شيء لكونه قتل أخاه الأمين لمّا ظفر بِهِ، ولم يبعث بِهِ إلى المأمون ليرى رأيه فيه. ومات طاهر في جُمَادَى الأولى2.
ولاية موسى بْن حفص:
وفيها: وُلّي موسى بْن حفص طَبَرِسْتان، والرُّويان، ودُنْباوَنْد3.
الحجّ هذا الموسم:
وحجّ بالنّاس أبو عيسى أخو المأمون4.
ظهور الصناديقي باليمن وهلاكه:
وفيها: ظهر الصناديقيّ باليمن واستولى عليها وقتل النساء والولدان، وادّعى النُّبُوَّة، وتبعه خلق وارتدّوا عَنِ الإسلام. ثم أهلكه الله بالطاعون.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 595"، البداية والنهاية "10/ 260".
2 تاريخ الطبري "8/ 595".
3 تاريخ الطبري "8/ 596".
4 تاريخ خليفة "472"، تاريخ الطبري "8/ 596"، البداية والنهاية "10/ 261".(14/16)
أحداث سنة ثمان ومائتين:
امتناع الحَسَن بْن الحُسين عَلَى المأمون:
فيها: سار الحَسَن بْن الحُسين أخو طاهر بْن الحُسين من خراسان إلى كرمان ممتنعًا بها، فسار خلفه أحمد بْن أبي خالد حتى أخذه وقدم عَلَى المأمون فعفا عَنْهُ1.
ولاية قضاء عسكر المهديّ:
وفيها: ولي المأمون محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن المخزوميّ قضاءَ عسكر المهديّ2.
ولاية القضاء:
وفيها: استعفى محمد بْن سماعة من القضاء فأعفي، ووُلّي مكانه إسماعيل بْن حمّاد بْن أَبِي حنيفة، ثمّ عزل المخزومي عَنِ القضاء، ووُلّي بِشْر بْن الوليد الكِنْديّ3.
الحج هذا الموسم:
وفيها: حجّ بالنّاس صالح بْن هارون الرشيد4.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 597"، البداية والنهاية "10/ 261".
2 تاريخ الطبري "8/ 597".
3 تاريخ الطبري "8/ 597"، البداية والنهاية "10/ 261".
4 تاريخ خليفة "473"، تاريخ الطبري "8/ 597"، البداية والنهاية "10/ 262".(14/16)
أحداث سنة تسعٍ ومائتين:
تقريب المأمون أهل الكلام:
فيها: كَانَ المأمون يقرّب أهل الكلام، ويأمرهم بالمناظرة بحضرته، وينظر ما دلّ عَلَيْهِ العقل. ومجانسة بِشْر بْن غياث الْمَرِيسيّ، وثُمامة بْن أشرس، وهؤلاء الْجُنُوس النُّحُوس.
طلب نَصْر بْن شبث الأمان:
وكان قد طال القتال بين عَبْد اللَّه بْن طاهر، ونصر بْن شَبَث العُقَيْليّ. ثمّ إنّ عَبْد اللَّه استظهر عَلَيْهِ وحصره في حصن لَهُ، وضيّق عَلَيْهِ حتّى طلب الأمان. فقال المأمون لثُمامة بْن أشرس: ألا تدُلُّني عَلَى رجلٍ من اهل الجزيرة لَهُ عقل وبيان يؤدّي عنّي رسالة إلى نَصْر بْن شَبَث.
فقال: بلى يا أمير المؤمنين: جعفر بْن محمد من بُنيّ عامر.
قَالَ جعفر: فأحضرني ثُمامة، فكلّمني المأمون بكلامٍ كثير لأبلّغه نصرًا.
قَالَ: فأتيته وهو بسَرُوج وأبلغته، فأذعن، وشرط أنّ لا يطأ لَهُ بساطًا.
فأتيت المأمون وأخبرته. فقال: لا أجيبه واللَّه حتّى يطأ بساطي. وما باله ينفر منّي؟
قلت: لجُرْمه.(14/17)
قَالَ: أتراه أعظم جُرْمًا عندي من الفضل بْن الربيع، ومن عيسى بْن أَبِي خَالِد؟ أتدري ما صنع الفضل؟ أخذ قُوّادي وأموالي وجنودي وذهب بذلك إلى أخي وتركني وحيدًا، وأفسد عليَّ أخي حتّى جرى ما جرى، وعيسى طرد خليفتي عَنْ بغداد، وذهب بخَراجي وفَيْئي، وأقعد إبراهيم في الخلافة.
قلت: الفضل وعيسى لهم سوابق، ولسلفهم وهم مواليكم. وهذا رَجُل لم يكن لَهُ يد قطّ يحتمل عليها ولا لسَلَفه. وإنّما كانوا جُنْد بُنيّ أُمَيَّةَ.
قَالَ: إنْ كَانَ ذَلِكَ كما تَقُولُ فكيف بالحنْق والغيظ؟.
فأتيت نصرًا وأخبرته بأنه لا بد أنّ يطأ بساطه. فصاح بالخيل صيحة فجالت وقال: ويلي عَلَيْهِ! هُوَ لم يقو عَلَى أربعمائة ضِفْدعٍ تحت جناحه يعني الزُّطّ يقوى عَلَى حَلْبة العرب1.
ثمّ إنّ عَبْد اللَّه بْن طاهر حصره ونال منه فطلب الأمان، وخرج إلى عَبْد اللَّه بْن طاهر، وكتب لَهُ المأمون كتابًا أمانًا. فهدم عَبْد اللَّه كَيْسوم وخرّبها2.
ولاية أرمينية وآذربيجان وحرب بابَكُ:
وفيها: ولى المأمون صدقة عَلَى أرمينية وآذَرْبَيْجان ومحاربة بابَكُ، وأعانه بأحمد بْن الْجُنَيْد الإسكافيّ، فأسره بابَكُ. فولّى إبراهيم بْن ليث آذَرْبَيْجان3.
الحج هذا الموسم:
وحجّ بالناس أمير مكّة صالح بْن العبّاس بْن محمد بْن عليّ4.
موت ملك الروم:
وفيها مات طاغية الروم ميخائيل بْن جورجس، وكان ملْكه تسع سنين، وملك بعده ابنه توفيل5.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 598، 599".
2 تاريخ الطبري "8/ 601".
3 تاريخ الطبري "8/ 601".
4 تاريخ خليفة "473"، تاريخ الطبري "8/ 601"، البداية والنهاية "10/ 263".
5 تاريخ الطبري "8/ 601"، البداية والنهاية "10/ 263".(14/18)
أحداث سنة عشرة ومائتين:
دخول نَصْر بغداد:
فيها: في صَفَر دخل نَصْر بْن شَبَث بغداد، فأنزله المأمون بمدينة أَبِي جعفر وعليه الحَرَس1.
ظهور المأمون بابن عَائِشَةَ ورفاقه:
وفيها: ظهر المأمون عَلَى إبراهيم بْن عَائِشَةَ، وهو إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوهاب بْن إبراهيم الإِمَام، ومحمد بْن إبراهيم الإفريقيّ، وملك بْن شاهي، وفرج البغواريّ، ومن كَانَ معهم ممّن كَانَ يسعى في البيعة لإبراهيم بْن المهديّ ثانيًا. فأَطْلعه عمران القطربلسي، وأرسل إليهم المأمون في صَفَر، وأمر بابن عَائِشَةَ أنّ يُقام ثلاثة أيّام في الشمس عَلَى باب المأمون، ثمّ ضربه بالسِّياط وحبسه في المُطْبَق. وضرب الباقين2.
الظفر بإبراهيم بْن المهديّ:
وفي ربيع الآخر أُخذ إبراهيم بْن المَهديّ وهو منتقب بين امرأتين. أخذه حارس الليل، وقال: أنتنَّ وأين تُرِدْنَ؟.
فاعطاه إبراهيم فيما قِيلَ خاتم ياقوت لَهُ قيمة. فلمّا رأى الخاتم استراب وقال: هذا خاتم من لَهُ شأن، فرفعهنّ إلى صاحب الجسر، فبدت لحية إِبْرَاهِيم فعرفه، وذهب بِهِ إلى المأمون. فلمّا كَانَ في الغد، وحضر الأمراء أقعده والمقنعة في رقبته والملحفة عَلَى جسده يوهنه بذلك.
ثمّ إنّ الحَسَن بْن سهل كلّمه فيه، فرضي عَنْهُ3.
وقيل: إنّ المأمون استشار الملأ في إبراهيم، فقال بعضهم: اقطَعْ أطرافه، وقال بعضهم: اصلبه.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 602".
2 تاريخ الطبري "8/ 602"، البداية والنهاية "10/ 264".
3 تاريخ الطبري "8/ 603"، البداية والنهاية "10/ 264".(14/19)
وقال أحمد بْن أَبِي خَالِد: إنّ قتلته وجدت مثلك قتل مثله كثيرًا، وإنْ عفوت لم تجد مثلك عفا عَنْ مثله. وإنّما أحب إليك. وكان سنّه ثمانية وستين، فصيَّره عند أحمد بْن أَبِي خَالِد في سَعَة، وعنده أُمُّه وعياله. وكان يركب إلى المأمون ومعه قائدان يُحيطانه.
وأمّا إبراهيم بْن عَائِشَةَ ومن معه في الحبس فإنهم همّوا بنقْب السجن، وسدّوا بابه من عندهم. فركب المأمون بنفسه، فدعا بإبراهيم وسأله فأقرّ، وقتلهم صبرًا وصُلْبوا عَلَى الجسر.
زواج المأمون ببوران:
وفيها: في رمضان سار الخليفة المأمون إلى واسط، ودخل بُبوران بنت الحَسَن بْن سهل. وأقام عنده سبعة عشر يومًا. وخلع الحَسَن عَلَى القُوّاد عَلَى مراتبهم. وتكلّف هذه الأيام بكل ما ينوب جيش المأمون، فكان مبلغ النَّفقة عليهم خمسين ألف ألف درهم. ووصله المأمون بعشرة آلاف ألف درهم، وأعطاه مدينة فم الصِّلْح1.
وذكر أحمد بْن الحَسَن بْن سهل قَالَ: كَانَ أهلنا يتحدّثون أنّ الحَسَن كُتُب رقاعًا فيها أسماء ضِياع لَهُ ونثرها عَلَى القُوّاد والعبّاسيّين، فمن وقعت في يده رقعة باسم ضَيْعة تسلَّمهًا. ونثر صينية مَلأَى جواهر بين يدي المأمون عندما زُفَّت إِلَيْهِ2.
شخوص عَبْد اللَّه بْن طاهر إلى مصر:
وفيها: كُتُب المأمون إلى عَبْد اللَّه بْن طاهر بْن الحُسين أنّ يسير إلى مصر. فلمّا قرب منها، وكان بها ابن السَّرِيّ، خندق عليها وتهيّا للحرب. ثمّ التقوا فانهزم ابن السَّرِيّ، وتساقط عامة جُنْده في خندقه. ودخل هُوَ الفُسْطاط وتحصَّن. ثمّ خرج إلى ابن طاهر بالأمان، وبذل لَهُ أموالا3.
فتح ابن طاهر للإسكندرية:
ثمّ فتح عَبْد اللَّه بْن طاهر الإسكندرية، وكان قد تغلب عليها طائفة أتوا من
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 606"، البداية والنهاية "10/ 265".
2 تاريخ الطبري "8/ 607".
3 تاريخ الطبري "8/ 610"، البداية والنهاية "10/ 265".(14/20)
الأندلس في المراكب، وعليهم رَجُل يُكَنَّى أبا حفص. ثمّ إنّهم نزحوا عَنْهَا خوفًا من ابن طاهر، ونزلوا جزيرة أَقْرِيطش فسكنوها، وبها بقايا من أولادهم1.
ظفر عليّ بْن هشام بأهل قمّ:
وفيها: امتنع أهل قُمّ، فوجّه المأمون إليهم عليّ بْن هشام فحاربهم وظفر بهم، وهدم سورها، واستخرج منهم سبعة آلاف ألف درهم2.
والله أعلم.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 613"، حسن المحاضرة "2/ 11".
2 تاريخ الطبري "8/ 614".(14/21)
تراجم رجال هذه الطبقة:
"حرف الألف":
1- أحمد بْن عطاء الهُجَيْميّ الْبَصْرِيّ العابد1. تلميذ عَبْد الواحد بْن زيد.
قَالَ ابن الأَعْرابيّ: برّز في العبادة والاجتهاد، وأخذ المعلوم من القوت. وذكر أنّ الطريق إلى اللَّه تعالى لا تكون إلا من هذه الأبواب: الصوم، والصلاة، والجوع. وكان يميل إلى اكتساب القُوت نهارَه.
ولِزم طريق شيخه في اللُّطْف، فكان قَدَرِيًّا غير مُعْتَزِليّ. وكتب شيئًا من الحديث.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة: مرّ بي عبد الرحمن بن مهدي يوم الجمعة، فرآني جالسًا إلى جنب أحمد بْن عطاء، وكان من اهل البِدَع يتكلّم في القدر، وكان أزهد من رأيت. فأتيت عَبْد الرَّحْمَن أعتذر، فقال: لا تُجالِسْه، فإنّ أَهْوَن ما ينزلُ بك أنّ تسمع منه شيئًا يجب لله عليك أنّ تَقُولُ لَهُ: كَذَبْتَ. ولعلك لم تفعل.
وكان أحمد بْن عطاء قد نصب نفسه للأستاذية، ووقف دارًا في بَلْهُجَيْم للمتعبدين والمُرِيدين والمنقطعين يَقُصّ عليهم في العشيات. وأحسبها أول دار وقفت بالبصرة للعبادة.
__________
1 ميزان الاعتدال "1/ 119"، سير أعلام النبلاء "9/ 408، 409"، لسان الميزان "1/ 221".(14/21)
وقد صحبه جماعة منهم: أحمد بْن غسّان، وجلس بعده، ووقف دارًا لنفسه أيضًا، وأبو بَكْر العَطَشيّ، وأبو عَبْد اللَّه الحمّال.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: أحمد بْن عطاء الهُجَيْميّ يروي عَنْ: خالد العبد وعن الضعفاء، وهو متروك.
قال الساجي: وهو صاحب المضمار، وكان مجتهدًا، يعني في العبادة. وكان مغفَّلا يحدّث بما لم يسمع.
قَالَ ابن المَدِينيّ: أتيته يومًا فوجدت معه دَرَجًا1 يحدِّث بِهِ.
فقلت لَهُ: أَسَمِعْتَ هذا؟.
قَالَ: لا، ولكن اشتريته وفيه أحاديث حِسان أحدِّث بها هَؤُلاءِ.
قلت: أما تخاف اللَّه تقرِّب العباد إلى اللَّه بالكذب عَلَى رسول اللَّه.
2- أحمد بْن أَبِي طيبة عيسى بْن سليمان الدّارميّ الْجُرْجانيّ2.
عَنْ: أَبِيهِ أَبِي طيبة، وحمزة الزّيّات، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وعُمَر بْن ذَرّ الهَمْدانيّ، وإبراهيم بْن طِهْمان، ومالك بْن أنس.
وعنه: الحُسين بْن عيسى البِسْطاميّ، ومحمد بْن يزيد النيسابوري، وعمار بن رجاء الأسترباذي. كَانَ عالمًا زاهدًا نبيلا. ولاه المأمون قضاء جُرجْان، ووثَّقهُ ابن حِبّان. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين بقومس عَلَى قضائها.
3- إبراهيم بْن إِسْحَاق بْن إبراهيم3.
أبو إِسْحَاق القاريّ، حليف بني زُهرة. قاضي مصر. كَانَ رجلا صالحًا.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة سنة "خمس ومائتين".
4- إبراهيم بْن أيّوب العنبري الفرساني4.
__________
1 الدرج: الورق الموصول.
2 الجرح والتعديل "2/ 64"، الثقات لابن حبان "8/ 3"، تهذيب التهذيب "1/ 45".
3 الولاة والقضاة للكندي "427".
4 الجرح والتعديل "2/ 89"، ميزان الاعتدال "1/ 21".(14/22)
عَنْ الثَّوريّ، ومبارك بْن فَضَاله.
وعنه: هذيل بْن معاوية، والنضر بْن معاوية، وأهل أصبهان.
وكان صاحب عبادة وليل. قِيلَ: لم يُعرف لَهُ فراش أربعين سنة.
5- إبراهيم بْن بَكْر1. أبو الأصبغ البَجَليّ الدّمشقيّ. أخو بِشْر بْن بَكْر.
عَنْ: ثور بْن يزيد، وزرعة بْن إبراهيم.
وعنه: أبو بَكْر الرَّقّيّ، وجامع بْن سوار.
تُوُفّي قريبًا من سنة عشر ومائتين.
6- إبراهيم بن بكرالشيباني2.
عَنْ: شُعْبَة.
وعنه: محمد بْن الحُسين البرجلاني، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، وغيرهما.
وهو مُتَّهَمٌ، ساقط الحديث.
قَالَ أحمد بْن حنبل: أحاديثه موضوعه. وقال الدَّارَقُطْنيّ: متروك.
7- إبراهيم بْن حبيب3 بْن الشهيد. أبو إِسْحَاق الْبَصْرِيّ.
عَنْ: أَبِيهِ.
وعنه: ابنه إسحاق، ومحمود بْن غَيْلان، ومحمد بْن عثمان بْن أَبِي صفوان.
وثقه النسائي. توفي سنة ثلاثٍ ومائتين.
8- إبراهيم بْن الحَكَم4 بْن أبان العدني. أبو إسحاق.
عن: أبيه.
__________
1 لسان الميزان "1/ 40".
2 الجرح والتعديل "2/ 90"، الثقات لابن حبان "8/ 64"، ميزان الاعتدال "1/ 24".
3 الطبقات الكبرى "7/ 303"، التاريخ الكبير "1/ 281"، الجرح والتعديل "2/ 95"، تهذيب التهذيب "1/ 113".
4 الطبقات الكبرى "5/ 548"، التاريخ الكبير "1/ 284"، الجرح والتعديل "2/ 94"، تهذيب التهذيب "1/ 115، 116".(14/23)
وعنه: أحمد بْن الأزهر، وأحمد بْن رَاهَوَيْه، وَسَلَمَةُ بْنُ شبيب.
قَالَ الأثرم: سَمِعْتُ أبا عَبْد اللَّه يَقُولُ: في سبيل اللَّه دراهم أنفقناها في الذَّهاب إلى عدن إلى إبراهيم بْن الحَكَم.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْس بِشَيْءٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابع عليه.
9- إبراهيم بْن خَالِد بْن عُبَيْد الصَّنْعانيّ المؤذِّن1.
عَنْ: مَعْمَر، ورباح بْن زيد، وسفيان الثَّوريّ، وأبي وائل القاصّ عَبْد اللَّه بْن بحير، وأمية بن شبل.
وعنه: ثنا أحمد بْن صالح الْمَصْرِيّ، وأحمد بْن حنبل، وبكر بْن خَلَف، وَسَلَمَةُ بْن شبيب، والرَّماديّ.
وثّقه ابن مَعِين، وأحمد. وقال ابن حِبّان: كَانَ مؤذّن مسجد صنعاء سبعين سنة.
10- إبراهيم بْن رُسْتم2. أبو بَكْر المَرْوَزِيّ العَقَبيّ. أحد الأَئِمَّةِ.
سمع: ابن أَبِي ذئب، وشُعْبة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، ويوسف القطان.
وثّقه ابن مَعِين.
وكان نبيلا جليلا، قرّبه المأمون وعرض عَلَيْهِ القضاء فامتنع.
وكان قد تفقّه عَلَى محمد بْن الحَسَن.
تُوُفّي سنة عشر ومائتين.
11- إبراهيم بْن سليمان3. أبو إِسْحَاق البلْخيّ الزّيّات.
عَنْ: سَعِيد، وسُفْيَان، وعبد الحَكَم صاحب أنس.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 284"، الجرح والتعديل "2/ 97"، تهذيب التهذيب "1/ 117، 118".
2 الطبقات الكبرى "7/ 377"، الجرح والتعديل "2/ 99"، ميزان الاعتدال "1/ 30، 31".
3 الكنى والأسماء "1/ 99"، الثقات لابن حبان "8/ 67، 68"، ميزان الاعتدال "1/ 37".(14/24)
وعنه: محمد بن أسلم الطوسي، ومحمد بن أشرس.
12- إبراهيم بْن عَبْد الحميد1. أبو إِسْحَاق الْجُرَشيّ.
عَنْ: شُعْبَة، وسعيد بْن بشير، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وعبد الوهّاب بْن مجاهد.
وعنه: إبراهيم بْن أيّوب الحورانيّ، وموسى بْن عامر المُرِّيّ، ومحمد بْن الحُسين بْن أَبِي الدَّرْداء.
قَالَ أبو زُرْعة الرّازيّ: ما بِهِ بأس.
13- إبراهيم بْن علي بْن حَسَن2 بْن عليّ بْن أَبِي رافع الرافعيّ الْمَدَنِيّ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قدِم بغداد وبها مات.
عَنْ: أَبِيهِ، وعمّه أيّوب، وكثير بْن عَبْد اللَّه بْن عَوْف.
وعنه: إبراهيم بْن المنذر، وأحمد الدَّوْرقيّ، ومحمد بْن إِسْحَاق المسيَّبيّ.
ضعفه الدَّارَقُطْنيّ، وغيره.
14- إبراهيم بْن قرة الأَسَديّ الأصمّ3. من أهل قاشان.
عَنْ: الثَّوريّ، وصحبه.
وله صنف الثَّوريّ كتاب "الجوامع" وقرأه في أُذُنه.
سكن الرّيّ، وسمع منه: عَمْرو بْن بزيع، ومحمد بْن حُمَيْد، وإبراهيم بْن أيّوب.
15- إبراهيم بْن موسى4. أبو يحيى المَوْصِليّ الزّيّات.
رحل وسمع من: إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وهشام بن عُرْوة، وعوف الأَعْرابيّ، والحريري، والأعمش.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 113".
2 التاريخ الكبير "1/ 310"، الجرح والتعديل "1/ 115، 116"، تهذيب التهذيب "1/ 146، 147".
3 طبقات المحدثين لأبي الشيخ "2/ 37-39".
4 التاريخ الكبير "1/ 327"، الجرح والتعديل "2/ 136، 137"، الثقات لابن حبان "8/ 64، 65".(14/25)
وعنه: محمد بْن جامع، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عمّار، ومحمد بن أحمد بن أَبِي المُثَنَّى.
تُوُفّي سنة خمس ومائتين.
16- الأحنف بْن حكيم1. أبو بحر.
حدَّثَ بأصبهان عَنْ: جرير بْن حازم، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وأبي ثعلبة الصابر. قَالَ يونس بْن حبيب: حدّثنا الأحنف، عَنْ حمّاد بْن سلمة: سمع إياس بْن معاوية يَقُولُ: أذكر الليلة التي ولدتُ فيها، وضعت أمّي عَلَى رأسي جفنة.
قَالَ صاحب الأصل: الأحنف مجهول، وبهذه الحكاية تبيَّن كَذِبُه.
17- إدريس بْن محمد الرّازيّ2. أبو أحمد.
عن: الثوري، وعبد العزيز بن أبي رواد، وعثمان بْن زائدة.
وعنه: محمد بْن عَمْرو زُنَيْج، وَسَلَمَةُ بْن شبيب. وثّقه أبو حاتم.
18- أزهر بْن سعْد السّمّان3.
أبو بَكْر الباهليّ، مولاهم الْبَصْرِيّ.
عَنْ: ابن عَون، وسليمان التَّيْميّ، ويونس بْن عُبَيْد.
وعنه: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وعليّ بْن المَدِينيّ، وبُنْدار، ومحمد بْن يحيى، ومحمد بْن المُثَنَّى، وعباس الدُّوريّ، وأحمد بْن الفُرات، والكُدَيْميّ.
ومن الكبار: عَبْد اللَّه بْن المبارك.
وكان ثقة نبيلا، أوصى إِلَيْهِ ابن عَون. وعُمَّر وعاش أربعًا وتسعين سنة.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين.
قِيلَ: إنّه كَانَ صاحبًا لأبي جعفر المنصور قبل أنّ يُسَتَخْلف. فلمّا وُلّي جاء ليهنّيه فقال: أعطوه ألف دينار وقولوا له: لا تعد.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 323"، ميزان الاعتدال "1/ 166".
2 الجرح والتعديل "2/ 266".
3 الطبقات الكبرى "7/ 294"، الجرح والتعديل "2/ 315"، تهذيب التهذيب "1/ 202، 203".(14/26)
فاخذها ثمّ عاد من قابل فحُجِب، ثمّ دخل عَلَيْهِ في مجلسٍ عام، فقال: ما جاء بك؟ قَالَ: سَمِعْتُ أنّك مريض فجئت أعودك.
فقال: أعطوه ألف دينار. قد قضيت حقَّ العيادة، فلا تَعُد فإنّي قليل الأمراض.
قَالَ: فعاد من قابلٍ ودخل في مجلسٍ عامّ. فقال: ما جاء بك؟
قَالَ: دعاءٌ سَمِعْتُهُ منك جئت لأتعلمه.
فقال: يا هذا، إنّه غير مستجاب، أني في كلّ سنة أدعو بِهِ أنّ لا تأتينيّ وأنت تأتيني!
19- أزهر بْن القاسم1. أبو بَكْر الراسبيّ الْبَصْرِيّ. نزيل مكة.
عن: هشام الدَّسْتُوائيّ، وزكريّا بْن إِسْحَاق الْمَكِّيّ.
وعنه: أحمد، وإِسْحَاق، ومحمد بْن رافع، ومحمود بْن غَيْلان، وآخرون وثّقه النَّسائيّ.
20- إِسْحَاق بْن إبراهيم2.
أبو عليّ السَّمَرْقَنْديّ، قاضي سمرقنْد وبلْخ.
عَنْ: ابن جُرَيْج، والحسين بْن واقد.
وعنه، عَبْدة، وأحمد بْن منصور زاج. ذكره ابن أَبِي حاتم.
21- إِسْحَاق بْن إدريس الأُسواريّ الْبَصْرِيّ3.
عَنْ: همام، وسُوَيْد بْن أَبِي حاتم، وأبي معاوية، وطائفة.
وعنه: محمد بْن المُثَنَّى، وعُمَر بْن شَبَّة.
تركه عليّ بْن المَدِينيّ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِين: لَيْسَ بشيء يضع الأحاديث.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 314، 315"، ميزان الاعتدال "1/ 173"، تهذيب التهذيب "1/ 205".
2 التاريخ الكبير "1/ 378"، الجرح والتعديل "2/ 207"، الثقات لابن حبان "8/ 109".
3 التاريخ الكبير "1/ 382"، الجرح والتعديل "2/ 213"، ميزان الاعتدال "1/ 184".(14/27)
وقال الْبُخَارِيّ: تركه النّاس.
22- إِسْحَاق بْن بِشْر بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بْن سالم1.
أبو حذيفة الْبُخَارِيّ، مولى بني هاشم.
صاحب كتاب "المبتدأ".
عَنْ: الأعمش، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وحجّاج بْن أرطأة، وعَبْد اللَّه بْن طاوس، ومحمد بْن إِسْحَاق، وابن جُرَيْج، وجويبر، ومقاتل بْن سليمان.
وعنه: أيّوب بْن الحَسَن، وَسَلَمَةُ بْن شبيب، وأحمد بْن حفص، ومحمد بْن يزيد النَّيْسابوريّ، ومحمد بْن قُدَامة الْبُخَارِيّ، وعليّ بْن حرب النَّيْسابوريّ، وإسماعيل بْن العطّار، وطائفة.
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ عَبْدَانَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الدَّارَبُجُرْدِيُّ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ الْبُخَارِيُّ، ثقة عن ابن جريج، عن أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ فَلْيَسْتَلِمِ الأَرْكَانَ كُلَّهَا"2.
تفرّد الدّاربُجُرْديّ بتوثيق أَبِي حذيفة، وما هُوَ ممّن يُعبأ بتوثيقه. والحديث كما ترى ساقط.
وقال مُسْلِم: أبو حذيفة تركوا حديثه.
وقال علي بن المَدِينيّ: كذاب، كَانَ يحدث عَنِ ابن طاوس، فجاؤوا ابن عُيَيْنَة فأخبروه بسِنِّه، فإذا ابن طاوس قد مات قبل أنّ يُولَد.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: متروك الحديث.
وقال أحمد بْن سيّار المَرْوَزِيّ: كَانَ يروي عمّن لم يدرك، فإذا سُئل عن آخرين دونه يَقُولُ: من أَيْنَ أُدرك أَنَا هَؤُلاءِ. وكانت فيه ختلة مَعَ أَنَّهُ كَانَ يُزَنُّ بحِفْظٍ.
وقال غُنْجار: تُوُفّي في رجب سنة ستٍّ ومائتين ببُخَارَيّ.
قلت: لَهُ عجائب أوردها ابن حِبّان، وابن عديّ، وغير واحد نسأل اللَّه الستر.
__________
1 المجروحين لابن حبان "1/ 135-137"، ميزان الاعتدال "1/ 184-186".
2 "حديث موضوع": أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 435".(14/28)
23- إِسْحَاق بْن عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاس1.
الأمير أبو الحسن الهاشمي.
وُلّي إمرة دمشق للرشيد، ووُلّي البصرة، وغيرها.
وحدَّثَ عَنْ أَبِيهِ، وعن المنصور.
وعنه: إبراهيم بْن المهديّ، وغيره.
وبقي إلى بعد المائتين.
قَالَ خليفة: تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين.
وحكى المدائنيّ قَالَ: تناظر قوم في مجلس إِسْحَاق بْن عيسى الهاشْميّ، فألزم قومٌ دم عُثْمَان عليا وعابوه بذلك، فردَّ قوم عليهم وعابوا عثمان، فتكلّم إِسْحَاق وقال: أعيذ عليًّا باللَّه أنّ يكون قتل عثمان، وأُعيذ عثمان باللَّه أنّ يكون قتله عليّ.
قَالَ: فاستحسنوا كلامه.
24- إسحاق بن عيسى القشيري2 بن بنت دَاوُد بْن أَبِي هند -مد.
رأى جَدّه.
وروى عَنْ: الأعمش، وعبّاد بْن راشد، وجماعة.
وعنه: الحَسَن بْن الصّبّاح البزّار، وأبو كُرَيْب، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ، ورزق اللَّه بْن موسى، وعَبْد اللَّه بْن أَبِي زياد القَطَوانيّ، وآخرون.
25- إِسْحَاق بْن الفُرات المصري الفقيه3 -ن.
قاضي مصر، مولى التُّجَيْبِيّين: كنْيته أبو نُعَيْم. كَانَ من جِلَّةِ أصحاب مالك.
حدَّثَ عَنْ: مالك ويحيى بْن أيّوب، والَّليْث، وحُمَيْد بْن هانئ وهو أكبر شيخ لَهُ. ذكره ابن يونس هنا، وفي ترجمة حُمَيْد. لكن قَالَ ابن وزير: سَمِعْتُ ابن الفُرات يَقُولُ: وُلدت سنة خمس وثلاثين ومائة.
__________
1 تاريخ خليفة "462"، تهذيب تاريخ دمشق "2/ 451، 452".
2 التاريخ الكبير "1/ 399"، الجرح والتعديل "2/ 230"، تهذيب التهذيب "1/ 245".
3 الجرح والتعديل "2/ 231"، ميزان الاعتدال "1/ 195"، تهذيب التهذيب "1/ 426، 427".(14/29)
قلت: وذكر ابن يونس وفاة حُمَيْد بْن هانئ سنة اثنتين وأربعين ومائة، ويبعد أن يكون ابن الفُرات سمع وله سبْعٍ سنين.
وعنه: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، وأبو الطّاهر بْن السَّرْح، وبحر بْن نَصْر، وأحمد ابن أخي ابن وهْب، وطائفة.
روى عَنِ الشّافعيّ قَالَ: ما رأيت بمصر أحدًا أعلم باختلاف العلماء من إِسْحَاق بْن الفُرات.
وقال ابن يونس: تُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين في ثاني ذي الحجّة، وله سبعون سنة.
وقال بحر بْن نَصْر: سَمِعْتُ ابن عُلَيَّة يَقُولُ: ما رأيت ببلدكم أحدًا يُحسن العلم إلا إِسْحَاق بْن الفُرات.
وقال ابن عَبْد الحَكَم: ما رأيت فقيهًا أفضل منه.
وقال أحمد بْن سَعِيد الهمذانيّ: قرا علينا إِسْحَاق بْن الفُرات "مُوَطّأ مالك"، ونحن بين يديه، فما يسقط حرفًا فيما أعلم.
وقال إِسْحَاق: مولدي سنة خمس وثلاثين ومائة، وهو إسحاق بْن الفُرات بْن الْجَعْد بْن سليم مولى معاوية بْن حُدَيْج. ولي قضاءَ مصر نيابة عَنْ محمد بْن مسروق. سُئل أبو حاتم عَنْهُ فقال: شيخ لَيْسَ بالمشهور، يعني لَيْسَ بمشهور الحديث.
26- إِسْحَاق بْن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن المسيب1 -د.
أبو محمد المسيبي المدني المقرئ. صاحب نافع بْن أَبِي نُعَيْم.
قرأ عَلَيْهِ: ولده محمد بْن إِسْحَاق، وخلف بْن هشام، ومحمد بْن سَعْدان، وأبو حمدون الطبيب. وكان إمامًا في القراءة مقبولا. تُوُفّي سنة ستٍّ ومائتين.
وقد روى عَنْ: ابن أَبِي ذئب، ونافع بْن عُمَر.
روى لَهُ: أبو دَاوُد.
27- إِسْحَاق بْن مرار2. أبو عَمْرو الشَّيْبانيّ الكوفي صاحب اللغة.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 401"، الجرح والتعديل "2/ 234"، تهذيب التهذيب "1/ 249".
2 تهذيب التهذيب "12/ 182-184".(14/30)
حدَّثَ عَنْ: ذكن الشاميّ، وغيره.
وأخذ العربية عَنْ جماعة ونزل بغداد، وطال عمره.
وكان موثقًا فيما ينقله.
أخذ عَنْهُ: ابنه عَمْرو، وأحمد بْن حنبل، وأبو عُبَيْد، ومحمد بْن حبيب.
وكان ثعلب يفضّله عَلَى أَبِي عبيدة.
وكان صاحب أمن ونزاهة وصدق.
قال ابنه: لما سمع أَبِي أشعار العرب، كانت نيفًا وثمانين قبيلة، فكان كلمّا عمل منها قبيلةً وأخرجها إلى النّاس كَتَب مُصْحفًا وجعله في مسجد الكوفة، حتّى كَتَب بخطّه نيِّفًا وثمانين مُصْحفًا.
وقال عبد الله بن أحمد: كان أبي يلزم مجالس أَبِي عَمْرو الشَّيْبانيّ ويكتب أماليه.
وقال ثعلب: دخل أبو عَمْرو البادية وأكثر عَنِ العرب. إلا أَنَّهُ كَانَ مستهترًا بشرب النبيذ.
وقال الجاحظ: إنّما قِيلَ لَهُ: الشَّيْبانيّ لانقطاعه إلى أُناسٍ من بني شَيْبان.
وقال الجاحظ: صنف أبو عَمْرو كتاب "الحروف في اللغة" وسمّاه "كتاب الجيم". ولم يذكر لِمَ سمّاه بذلك. ولا علم أحد من العلماء ذَلِكَ. وقد سُئل ابن القطاع عَنْ تسميته بذلك فأبى أن يخبر بذلك إلا بمائة دينار. وله عدة تصانيف في اللغة.
تُوُفّي سنة عشر ومائتين، وله نيف وتسعون سنة.
قِيلَ: بل جاوز المائة.
28- إِسْحَاق بْن منصور1. أبو عَبْد الرَّحْمَن السَّلُوليّ مولاهم الكوفيّ.
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن واقد الهَرَوِيّ، وإسرائيل، وهُرَيْم بْن سُفْيَان.
وعنه: أبو كُرَيْب محمد بْن العلاء، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، وعباس
__________
1 الطبقات الكبرى "6/ 405"، التاريخ الكبير "1/ 403"، الجرح التعديل "2/ 234"، التهذيب "1/ 250، 251".(14/31)
الدُّوريّ، وعَمْرو النّاقد، وجماعة.
وكان أحد الثِّقات الأعلام.
روى عَنْهُ من أقرانه: أبو نُعَيْم الفضل بْن دُكَيْن.
قَالَ ابن مَعِين: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال الْبُخَارِيّ: تُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين. والأصحّ أَنَّهُ تُوُفّي سنة خمسٍ ومائتين.
29- إِسْحَاق بْن منصور بْن حيّان الأَسَديّ الكوفيّ1.
عَنْ: عُقْبة بْن إِسْحَاق السَّلُولِيِّ، وعاصم بْن محمد العُمَريّ.
وعنه: عثمان بْن أَبِي شَيْبة، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمير، وسُفْيَان بْن وكيع.
ذكره "ابن" أَبِي حاتم، وغيره.
قَالَ ابن سعْد: كَانَ خيِّرًا فاضلا.
30- إسماعيل بْن أبان2. أبو إِسْحَاق الغنوي الكوفي الخيّاط.
عن: هشام بن عُرْوة، وإٍسماعيل بن أبي خَالِد، ومحمد بْن عجلان، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن الوليد الفحّام، وأحمد بْن أَبِي غَرَزَة، وأحمد بْن عُبَيْد بْن ناصح.
قَالَ ابن مَعِين: كذاب.
وقال الْبُخَارِيّ، وجماعة: متروك الحديث.
تُوُفّي سنة عشر ومائتين.
وأما:
31- إسماعيل بْن أبان الوراق.
فبعد، سيأتي.
__________
1 الطبقات الكبرى "6/ 406"، التاريخ الكبير "1/ 402، 403"، الجرح والتعديل "2/ 234".
2 التاريخ الكبير "1/ 347"، الجرح والتعديل "2/ 160"، تهذيب التهذيب "1/ 270، 271".(14/32)
32- إسماعيل بْن حكم1.
شيخ بصْريّ من جهالة.
عَنْ: يونس بْن عُبَيْد.
وعنه: محمد بْن يونس الكُدَيْميّ.
33- إسماعيل بْن سَعِيد بْن عُبَيْد اللَّه بْن جُبَيْر2 الثَّقْفيّ الْبَصْرِيّ.
عَنْ: أَبِيهِ.
وعنه: بِشْر بْن آدم الأصغر، وبُنْدار، وسعيد بْن مسعود المَرْوَزِيّ، والكُدَيْميّ.
قَالَ أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عَنْهُ.
34- إسماعيل بْن مرزوق3. أبو يزيد المُرَاديّ الْمَصْرِيّ.
عَنْ: يحيى بْن أيّوب، ونافع بْن يزيد.
وعنه: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ.
35- إسماعيل بْن الوزير4 أبي عُبَيْد الله مُعَاوِيَة بْن عُبَيْد اللَّه الأشعريّ.
أبو الحَسَن. نزيل الرّيّ.
عَنْ: شريك، وابن أَبِي الزناد، وهُشَيْم.
وعنه: عليّ بْن ميسرة. وأدركه أبو حاتم.
قَالَ ابن مَعِين: قد سُمِع، ولكنه كَانَ يشرب الخمر. لَيْسَ بشيء.
36- إسماعيل بْن نَصْر5.
عَنْ: أَبِي بَكْر الهُذليّ، وغيره.
وعنه: زياد بْن أَبِي مسلم، وغيره.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 350"، الجرح والتعديل "2/ 165".
2 التاريخ الكبير "1/ 357"، الجرح التعديل "2/ 173"، تهذيب التهذيب "1/ 303".
3 الثقات لابن حبان "8/ 100".
4 الجرح والتعديل "2/ 201".
5 الجرح والتعديل "2/ 202".(14/33)
قَالَ أبو حاتم: قد رأيته، ولا أرى بحديثه بأسًا.
37- إسماعيل بْن عَبْد الكريم بْن معقل بْن مُنَبِّه1 اليَمَانيّ الصَّنعانيّ.
عَنْ: عمه عَبْد الصَّمد بْن معقل، وابن عمه إبراهيم بْن عَقِيل.
وعنه: أحمد، وإِسْحَاق، وعبد بْن حميد، وأحمد بن الأزهر، والحارث بن أبي أسامة.
قال النسائي: لا بأس بِهِ. مات سنة عشْرٍ ومائتين.
38- إسماعيل بْن عُمَر2. أبو المنذر الواسطيّ ثمّ البغداديّ.
عَنْ: عيسى بْن طِهْمان، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وداود بْن قيس الفرّاء.
وعنه: أحمد، وابن مَعِين، ومحمد بْن رافع، وعبّاس الدُّوريّ.
وكان عبدًا صالحًا.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
وقال أحمد: كَانَ ربما يصلّي حتّى تورم قدماه.
39- الأسود بْن عامر3، شاذان.
شاميّ ثقة نزل بغداد.
عَنْ: هشام بْن حسان، وشُعْبة، وسُفْيَان، وجرير بْن حازم، وطلحة بْن عَمْرو، والحمَّادَيْن، وعبد العزيز الماجِشُون.
وعنه: أحمد، وابن المَدِينيّ، وأبو ثَوْر الكلْبيّ، وأحمد بْن الوليد الفحام، وأحمد بْن الخليل البُرْجُلانيّ، وعَمْرو النّاقد، والحارث بْن أبي أسامة، والدارمي، ويعقوب بن شيبة.
وثقه ابن المديني، وغيره.
__________
1 الطبقات الكبرى "5/ 548"، التاريخ الكبير "1/ 367"، تهذيب التهذيب "1/ 315، 316".
2 الطبقات الكبرى "7/ 324"، التاريخ الكبير "1/ 370"، الجرح والتعديل "2/ 189"، التهذيب "1/ 319".
3 الطبقات الكبرى "7/ 336"، التاريخ الكبير "1/ 448"، الجرح والتعديل "2/ 294"، تهذيب التهذيب "1/ 340".(14/34)
وروى عَنْهُ من القدماء بقية بْن الوليد.
مات في أوّل سنة ثمانٍ ومائتين.
40- أشعثُ بْن عطاف الأَسَديّ الكوفي المقرئ1.
نزيل الرّيّ، أبو النَّضْر.
روى القراءة عَنْ حمزة الزّيّات، والحديث عن الثَّوريّ.
وعنه: محمد بْن عيسى التَّيْميّ، ومحمد بْن مُقَاتِل، ومحمد بْن حُمَيْد الرّازيّ، وإبراهيم بْن موسى.
سُئل عَنْهُ أبو حاتم فقال: صالح الحديث.
وقال أبو زُرْعة: كَانَ شيخًا صالحًا.
41- أشهب بْن عَبْد العزيز2 بْن داود بْن إبراهيم.
أبو عَمْرو القَيْسيّ العامريّ الْمَصْرِيّ الفقيه.
قِيلَ: اسمه سكين، وأشهب لَقَبُه.
سمع: الَّليْث، ومالكًا، ويحيى بْن أيّوب، وسليمان بْن بلال، وداود العطار، وجماعة.
وعنه: الحارث بْن مسكين، وبحر بْن نَصْر، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، ويونس بْن عَبْد الأعلى، ومحمد بْن إبراهيم بْن الموّاز الفقيه، وسَحْنُون بْن سَعِيد، وعبد الملك بْن حبيب، وهارون بْن سَعِيد الأَيْليّ، وغيرهم.
قَالَ الشّافعيّ: ما أخرجتْ مصر أَفْقَهَ من أشهب لولا طَيْش فيه.
وكان أشهب عَلَى خَرَاج مصر، وله أموال وحِشْمة.
وقال سُحْنُون: رحِم اللَّه أشهب ما كَانَ يزيد في سماعه حرفًا واحدًا.
وَقَالَ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: كَانَ فقيهًا حسن الرأي والنظر.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 433"، الجرح والتعديل "2/ 276"، ميزان الاعتدال "1/ 268".
2 التاريخ الكبير "2/ 57"، الجرح والتعديل "2/ 342"، تهذيب التهذيب "1/ 359، 360".(14/35)
فضّله مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ عَلَى ابن القاسم في الرأي. فذُكر ذَلِكَ لمحمد بْن عُمَر بْن لُبَابة الأندلسيّ فقال: إنّما قَالَ ذَلِكَ ابن عَبْد الحَكَم؛ لأنّه لازم أشهب، وكان أخْذُهُ عَنْهُ أكثر. وابن القاسم عندنا أفقه في البيوع وغيرها.
قالَ ابن عَبْد البر: أشهب شيخه، وابن القاسم شيخه، وهو أعلم بهما لكثرة مجالسته لهما وأخذه عَنْهُمَا. قَالَ: ولم يدرك الشّافعيّ حين قدِم مصر أحدًا من أصحاب مالك إلا أشهب، وابن عَبْد الحَكَم.
قَالَ سَعِيد بْن مُعَاذ: سَمِعْتُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ يَقُولُ: أشهب أفقه من ابن القاسم مائة مرة.
وعن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ قَالَ: سَمِعْتُ أشهب في سجوده يدعو على الشافعي بالموت. فذكرت ذَلِكَ للشافعي، فأنشد:
تمنّى رجال أنّ أموت وإن أمت ... فتلك سبيل لست فيها بأوحد
فقل للذي تمنّى خلاف الّذي مضى ... تهيّأ لأُخرى مثلَها، فكأنْ قدِ
قَالَ: فمات الشّافعيّ في رجب سنة أربعٍ ومائتين، ومات بعده أشهب بثمانية عشر يومًا.
واشترى أشهب من تركة الشافعي اسمه فتيان، اشتريته أَنَا من تركه أشهب.
قَالَ ابن يونس: وُلِد أشهب سنة أربعين ومائة لثمانٍ بقين من شَعْبان.
قَالَ صاحب الأصل: وقول ابن عبد البر: أشهب شيخه، وابن القاسم شيخه وَهْمٌ، فإن محمدًا لم يدرك ابن القاسم، وإن الّذي أدركه أَبُوهُ عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم. ولعله أراد عَبْد اللَّه، بدليل ما قَالَ بعد ذَلِكَ: لم يدرك الشّافعيّ حين قدِم مصر أحدًا من أصحاب مالك إلا أشهب وابن عَبْد الحَكَم.
وكان أشهب من كبار أصحاب مالك، وما هُوَ بدون ابن القاسم، وإن كَانَ ابن القاسم أبصر بفقه مالك منه. لكن أشهب أعلم بالحديث من ابن القاسم.
42- أشهل بْن حاتم الْجُمَحيّ1. مولاهم البصري أبو عمرو، وقيل: أبو عمر.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 68"، الجرح والتعديل "2/ 347، 348"، ميزان الاعتدال "1/ 269"، التهذيب "1/ 360، 361".(14/36)
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن عَون، وكَهْمس بْن الحَسَن، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وابن لَهِيعة، وغيرهم.
وعنه: محمد بْن المُثَنَّى، وعبد اللَّه بْن منير المَرْوَزِيّ، ومحمد بْن إِسْحَاق الصّاغانيّ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، والحارث بْن أَبِي أسامة، والكُدَيْميّ.
ومن القدماء: عَبْد اللَّه بْن وهْب. وقال: لا أعلم أحدًا من أهل العلم سُمِّيَ بهذا الأسم غيره. قَالَ أبو زُرْعة: محلُّه الصُّدْق، وليس بقويّ.
مات سنة ثلاثٍ ومائتين.
43- أصْرَمُ بْنُ حَوْشب1. أبو هشام الكِنْديّ الهَمْدانيّ.
أحد المتروكين.
عَنْ: أَبِي جعفر الرّازيّ، وقرة بْن خَالِد، وهشام بْن عُرْوَة، ومالك قِيلَ: وعن الأعمش.
وعنه: أحمد بْن الفُرات، وأبو إِسْحَاق الْجُوزَجَانيّ، وعليّ بْن الحَسَن الذُّهْليّ.
كذبه يحيى بْن مَعِين.
قِيلَ: مات سنة اثنتين ومائة.
44- أصرم بْن غياث2. أبو غياث النَّيْسابوريّ.
عَنْ: عاصم الأحول، وأبي حنيفة، ومقاتل بْن حيان.
وعنه: أحمد بْن حرب الزّاهد، وأيوب بْن الحَسَن، وعليّ بْن الحَسَن الدّارابُجُرْديّ.
وهو متروك عند الجماعة.
45- أُمية بْن خَالِد3 القيسي البصري. أخو هدبة.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 382"، الجرح والتعديل "2/ 336"، ميزان الاعتدال "1/ 272، 273".
2 الكنى الأسماء للدولابي "2/ 78"، الجرح والتعديل "2/ 336"، ميزان الاعتدال "1/ 273".
3 الطبقات الكبرى "7/ 301"، الجرح والتعديل "2/ 302، 303"، ميزان الاعتدال "1/ 275"، التهذيب "1/ 370، 371".(14/37)
عَنْ: إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ الله، وشعبة، والثوري، والمسعودي، وأبو الجارية العبدي.
وعن: أحمد بْن المِقْدام، والفلاس، وبندار، ومحمد بْن عثمان بن أبي صفوان الثقفي، مسدد.
قَالَ أبو زُرْعة: ثقة. وقال الْبُخَارِيّ: مات سنة إحدى ومائتين.
46- أوس بْن عَبْد اللَّه بْن بريدة بْن الحصيب الأسْلَميّ1 المَرْوَزِيّ.
عُمَر دهرًا، ولم يدرك أَبَاهُ.
عَنْ: أخيه سهل، والحسين بْن واقد.
وعنه: محمد بْن مقاتل المَرْوَزِيّ، والحسين بْن حُرَيْث، وسليمان بْن عُبَيْد اللَّه.
قَالَ أبو حاتم الرّازيّ: سألت المراوزة عَنْهُ فعرفوه.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: متروك.
تُوُفّي بعد خروج المأمون من مَرْو.
47- أيّوب بْن خَالِد2. أبو عثمان الْجُهَنيّ الحرّانيّ.
عَنْ: الأوزاعي، وغيره.
وعنه: أحمد بْن الأزهر، وسليمان بْن سيف، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وإبراهيم بْن هانئ النَّيْسابوريّ. ووثَّقهُ.
قَالَ ابن عديّ: حدَّثَ بالمناكير.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: لا يُتَابَعُ عَلَى أكثر حديثه.
48- أيّوب بْن سُوَيد الرَّمْليّ3. أبو مسعود الحِمْيَريّ السيباني.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 17"، الجرح والتعديل "2/ 305، 306"، ميزان الاعتدال "1/ 278".
2 التاريخ الكبير "1/ 412"، تهذيب الكمال "3/ 470، 471"، ميزان الاعتدال "1/ 286"، التهذيب "1/ 401".
3 التاريخ الكبير "1/ 417"، الجرح والتعديل "2/ 249، 250"، ميزان الاعتدال "1/ 287، 288"، التهذيب "1/ 405".(14/38)
عَنْ: ابن جُرَيْج، ويونس الأَيْليّ، وأسامة بْن زيد اللَّيْثيّ، ويحيى بْن أَبِي عَمْرو السَّيبانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، والأوزاعيّ، وطائفة.
وعنه: أبو الطّاهر أحمد بْن السَّرْح، وعبد الرحيم بْن إبراهيم دُحَيْم، وكثير بْن عُبَيْد الحمصيّ، والربيع المُرَاديّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم.
عَنْ أبن مَعِين: لَيْسَ بشيء، يسرق الأحاديث.
وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بثقة.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ عديّ: يُكتَب حديثه في جملة الضُّعفاء.
وذكره ابن حبان في "الثقات"، لكن قال: كَانَ رديء الحِفْظ.
وقال الْبُخَارِيّ: يتكلمون فيه.
وقد روى عَنْهُ من القدماء: بقية، والشافعي، ومحمد بْن أَبِي الجسريّ.
قَالَ ابن أَبِي عاصم: تُوُفّي سنة اثنتين ومائتين.
"حرف الباء":
49- بشر بن بكر التنيسي1 -خ. د. ن. ق- أبو عبد الله البجلي الدمشقي الأصل.
عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وعَبْدَة بنت خَالِد بْن مَعْدان، والأوزاعيّ، وجماعة.
وعنه: ابنه أحمد، والحارث بْن أسد الهَمْدانيّ، ودُحَيْم، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، والربيع المُرَاديّ، وأبو الطّاهر بْن السَّرْح، وخلْق.
ومن القدماء: الشّافعيّ.
وثّقه أبو زرعة، والدارقطني.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 70"، الجرح والتعديل "2/ 352"، ميزان الاعتدال "1/ 314"، التهذيب "1/ 443، 444".(14/39)
وقال محمد بْن وزير: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ولدت سنة أربعٍ وعشرين ومائة.
وقال ابن يونس: كَانَ أكثر مقامه بتِنِّيس ودمياط.
تُوُفّي بدمياط في ذي القعدة سنة خمسٍ ومائتين.
قَالَ الخطيب: حدَّثَ عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن وهْب، وسليمان بْن شُعَيْب الكَيْسانيّ، وبين وفاتيهما ستٌّ وسبعون سنة.
50- بِشْر بْن ثابت الْبَصْرِيّ البزّار1 -د. ق- أبو محمد.
عَنْ: أَبِي خَلَدة خَالِد بْن دينار، وشُعْبة، وموسى بْن عليّ بْن رباح، وعليّ.
وعنه: أبو عبيدة بْن أَبِي السَّفَر، وأبو داود الحرّانيّ، وعبّاس الدُّوريّ، والدّارميّ.
وثّقه ابن حِبّان.
51- بِشْر بْن الحُسين الهلالي الأصبهانيّ2. أبو محمد.
عَنْ: الزُّبَيْر بْن عديّ، عَنْ أَنَس، وعن: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ.
وعنه: يحيى بْن أَبِي بُكَيْر، وهو من أقرانه، ومحمد بْن زياد الكلْبيّ، وأحمد بْن سليمان المَرْوَزِيّ، والحَجّاج بْن يوسف بْن قُتَيْبة، وغيرهم.
قَالَ أبو نُعَيْم الحافظ: تُوُفّي بعد المائتين.
قال: وجاء إلى أبي داود الطيالسي فقال: حدَّثني الزُّبَيْر بْن عديّ، فكذبه أبو داود، وقال: ما نعرف للزُّبَيْر، عَنْ أنس إلا حديثًا واحدًا.
قَالَ ابن حِبّان: روى عَنِ الزُّبَيْر، عَنْ أنس نسخةً موضوعة.
وقال الْبُخَارِيّ: فيه نظر.
52- بِشْر بْن عُمَر الزَّهْرانّي الْبَصْرِيّ3 -ع- أبو محمد.
عَنْ: شُعْبَة، وعكرمة بْن عمّار، وهَمّام، وأبان العطار، وعاصم بن محمد السري، وجماعة.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 352"، ميزان الاعتدال "1/ 314"، تهذيب التهذيب "1/ 444".
2 التاريخ الكبير "2/ 71"، الجرح والتعديل "2/ 355"، ميزان الاعتدال "1/ 315، 316".
3 الطبقات الكبرى "7/ 300"، التاريخ الكبير "2/ 80"، الجرح والتعديل "2/ 361"، تهذيب التهذيب "1/ 455، 456".(14/40)
وعنه: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وبِشْر بْن آدم، وإِسْحَاق الكَوْسَج، ومحمد بْن يحيى، وبَهْز بْن عليّ، ومحمد بْن يحيى القطعي، وآخرون.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
ووثَّقهُ ابن سعْد، وقال: تُوُفّي بالبصرة سنة سبْعٍ.
وقال غيره: تُوُفّي في آخر يوم من سنة ستٍّ.
53- بِشْر بْن مبشّر1. أبو المسيّب الواسطيّ.
عَنْ: شُعْبَة، وأبي الأشهب، ومهديّ بْن ميمون.
وعنه: أحمد بْن سِنان، ومحمد بْن وزير الواسطيان، وأحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، وغيرهم.
54- بِشْر بْن المعتمر. أبو سهل.
شيخ المعتزلة، وصاحب التّصانيف.
تُوُفّي سنة عشرٍ ومائتين.
ورّخه ابن النّجّار.
55- بَكْر بْن بكّار2. أبو عَمْرو القَيْسيّ الْبَصْرِيّ.
عَنْ: ابن عَون، وعَبّاد بْن منصور، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وهشام الدَّسْتُوائيّ، وحمزة الزّيّات، ومِسْعر، وشُعْبة، وغيرهم.
وعنه: أبو داود الطَّيالِسيّ، وهو من طبقته، والحَسَن بْن عليّ الحَلْوانيّ، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وإبراهيم بْن سَعْدان، ومحمد بْن إبراهيم الْجَيْرانيّ، وآخرون.
وثّقه أبو عاصم النّبيل.
وقال أبو حاتم: لَيْسَ بالقويّ.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 316"، التاريخ الكبير "2/ 84"، الجرح والتعديل "2/ 361، 362"، ميزان الاعتدال "1/ 324".
2 التاريخ الكبير "2/ 88"، الجرح والتعديل "382، 383"، ميزان الاعتدال "1/ 343".(14/41)
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ ابْنُ حِبّان: ثقة رُبّما يخطئ.
وقال أبو نُعَيْم الحافظ: قدِم أصبهان سنة ستٍّ ومائتين، وحدَّثَ بها سنة سبع.
56- بكر بن خداش1. د. أبو صالح الكوفيّ.
نزل أصبهان، وحدّث عَنْ: فِطْر بْن خليفة، وعيسى بْن المسيّب البَجَليّ، وحبان بْن عليّ.
وعنه: أبو إِسْحَاق الْجُوزَجَانيّ، وأحمد بْن يونس الضَّبّيّ، وسليمان بْن توبة النَّهْروانيّ، وآخرون. لا أعلم فيه ضَعْفًا.
57- بَكْر بْن الخطيب الرام. أبو يونس الباقلانيّ.
عَنْ: يونس الكُدَيْميّ، والنَّسَويّ.
كنّاه الحاكم، وهو أخو خَالِد بْن الخصيب الّذي رَوَى عَنْهُ أحمد، وخالد. لم أر أحدًا ذكره.
58- بَكْر بْن عيسى الراسبيّ2. أبو بِشْر، صاحب الْبَصْرِيّ.
عَنْ: شُعْبَة بْن الحَجّاج.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وبُنْدار، وجماعة.
تُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين.
59- بَكْر بْن يحيى بْن زبان الْبَصْرِيّ3.
عَنْ: أَبِيهِ، وشعبة، وحِبّان بْن عليّ.
وعنه: عَبّاد بْن الوليد الغُبْريّ، وأبو قلابة الرَّقاشيّ، وأبو أُمَيَّةَ الطرسوسي.
وثقه ابن حبان.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 385"، الثقات لابن حبان "8/ 148".
2 التاريخ الكبير "2/ 92"، الجرح والتعديل "2/ 391"، تهذيب التهذيب "1/ 486".
3 الجرح والتعديل "2/ 394"، تهذيب التهذيب "1/ 107".(14/42)
60- بُكَيْر بْن جعفر السّليميّ1 الْجَرْجَرائيّ الزّاهد. قاضي جُرجْان.
روى عَنْ: سُفْيَان الثَّوريّ، وحسن بْن فَرْقَد، ومغيرة بْن موسى.
وعنه: إبراهيم بْن موسى، وأحمد بْن يحيى السَّابَرِيّ، ومحمد بْن بُنْدار السَّبَّاك، وآخرون.
قَالَ ابن عديّ: حدَّثَ بمناكير عن المعروفين. وأرجو أَنَّهُ لا بأس بِهِ.
ومن قوله: لو كَانَ ما أخطأ فلان جوزًا لاكتفى بِهِ ناسٌ كثير.
61- بهز بْن أسد العَمِّيّ2.
أحد الثقات.
تقدّم سنة سبْعٍ وتسعين.
62- بُهْلُولُ بْن حسّان بْن سِنان3.
أبو الهَيْثَم التَّنُّوريّ الأنباريّ.
عَنْ: سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وابن أَبِي ذئب، وشُعْبَة، وشَيْبان، ووَرْقاء، ومالك، وطائفة.
وعنه: ابنه إِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ الحافظ.
وقد كَانَ أديبًا لُغَوّيًّا إخباريًّا زاهدًا.
تُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين.
63- بُهْلولُ بْن مورق4 الشّاميّ الْبَصْرِيّ. أبو غسان.
عَنْ: ثور بْن يزيد، وموسى بْن عُبَيْدة، والأوزاعيّ.
وعنه: أبو خَيْثَمَة، وإِسْحَاق الكوسج، والفلاس، والكديمي، وأبو قلابة،
__________
1 ميزان الاعتدال "1/ 349"، لسان الميزان "2/ 61".
2 تقدم ترجمته في الجزء السابق من الطبقة الماضية.
3 تاريخ بغداد "7/ 108، 109".
4 الجرح والتعديل "2/ 429، 430"، الثقات لابن حبان "8/ 152"، تهذيب التهذيب "1/ 499، 500".(14/43)
ومحمد بْن أحمد بْن أَبِي العوّام.
قَالَ أبو حاتم: لا بأس بِهِ.
64- بَهيم العِجْليّ1. العابد.
من نُسّاك عَبّادان، وَيُكَنَّى أبا بَكْر.
كَانَ قد غلب عَلَيْهِ الخوف والبكاء والخشوع.
تُوُفّي سنة ستٍّ ومائتين رحمه اللَّه عَلَيْهِ.
وروى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن داود الخُرَيْبيّ، وغيره.
"حرف الثاء":
65- ثابت بْن نَصْر بْن مالك بْن الهَيْثَم2 الخُزاعيّ الأمير.
أخو الشهيد أحمد بْن نَصْر.
وُلِّيَ إمرة الثغور "سبْعٍ عشرة" سنة. ومات بالمصيصة سنة ثمانٍ ومائتين.
قَالَ الخطيب: يُذكر عَنْهُ فضل وصلاح.
"حرف الجيم":
66- الجارود بْن يزيد3. أبو عليّ العامريّ.
وقيل: أبو الضّحّاك الفقيه النَّيْسابوريّ، أحد أصحاب أَبِي حنيفة. وخُطبته بنَيْسابور مشهورة، ومسجده عَلَى رأس السّكّةِ.
روى عَنْ: إسماعيل بْن أَبِي خالد، وسليمان التَّيْميّ، وعُمَر بْن ذَرّ، وشُعْبة، وسُفْيَان، وطائفة.
وعنه: أبو سَلَمَةَ التَّبُوذَكيّ، وأحمد بْن رجاء الهَرَوِيّ، والحسين بْن عَرَفَة، وَسَلَمَةُ بْن شَبِيب، ومحمد بْن عَبْد الملك بْن زنجويه، وطائفة.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 436"، الثقات لابن حبان "8/ 153، 154".
2 تاريخ الطبري "8/ 338"، تاريخ بغداد "7/ 142، 143".
3 التاريخ الكبير "2/ 237"، الجرح والتعديل "2/ 525"، ميزان الاعتدال "1/ 384، 385".(14/44)
قَالَ أبو حاتم: لا يكتب حديثه.
وقال النَّسائيّ: متروك.
مات سنة ثلاث. وقيل: سنة ست.
67- جابر بن نوح1 -ت- أبو بشر الحماني الكوفي.
عَنْ: حُرَيْث بْن السّائب، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، والأعمش، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سليمان.
وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بْن بُدَيْل، ومحمد بْن جعفر الفَيْديّ، وأبو كُرَيْب، ومحمد بْن آدم المصِّيصيّ، ومحمد بْن طريف البَجَليّ.
قَالَ أبو حاتم: ضعيف الحديث.
وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بالقوي.
وقال مطين: مات سنة ثلاث ومائتين.
جَابِر بْن نوح الحمانيّ.
ذكرناه في الطبقة الماضية.
ويُقال: إنّه مات سنة ثلاث ومائتين، فيحول إلى هنا.
68- جعفر بْن عَون بْن جعفر بْن عَمْرو بن حريث2 -ع- أبو عون المخزومي العمري الكوفي، أحد الأبدال. وُلِد سنة نيفٍ وعشرة ومائة.
سمع: الأعمش، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وهشام بْن عُرْوَة، ويحيى بْن سَعِيد، وأبي العُمَيْس عُتْبة بْن عَبْد اللَّه، وأبي حنيفة، وجماعة.
وعنه: ابن رَاهَوَيْه، وأبو إِسْحَاق الْجُوزَجَانيّ، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وأحمد بْن الفُرات، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه القصّار، وعبد بْن حُمَيْد، ومحمد بْن أحمد بن أبي المثنى، وخلق.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 210"، الجرح والتعديل "2/ 500"، ميزان الاعتدال "1/ 379"، التهذيب "2/ 45، 46".
2 الطبقات الكبرى "6/ 396"، التاريخ الكبير "2/ 197"، الجرح والتعديل "2/ 485"، تهذيب التهذيب "2/ 101".(14/45)
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال غيره: توفي في أول السنة راجعًا من الحجّ، وله نيِّفٌ وتسعون سنة.
وقال أحمد: رَجُل صالح لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال محمد بْن عَبْد الوهّاب الفرّاء: قَالَ لي أحمد بْن حنبل: أَيْنَ تريد؟
قلت: الكوفة!
قَالَ: عليك بابن عَون.
قلت: مات في أول سنة سبْعٍ.
وقال الْبُخَارِيّ: مات سنة ستٍّ.
69- جُنَيْد الحجّام1 -ن- عَنْ: أستاذه أَبِي أسامة زيد الحجّام.
عَنْ: عكرمة، وغيره.
وعنه: قُتَيْبة بْن سَعِيد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد الطّنافسيّ، وهارون بْن إِسْحَاق، والحَسَن بْن عليّ بْن عفان العامريّ.
قَالَ أبو زُرْعة: ثقة.
وقال "النَّسائيّ": لَيْسَ بِهِ بأس.
"حرف الحاء":
70- حاتم بْن عَبْد اللَّه2.
أبو عبيدة النُّمَيْريّ الْبَصْرِيّ.
حدَّثَ بأصبهان سنة بضْعٍ ومائتين عَنْ: مبارك بْن فَضَالَةَ، والقاسم بْن الفضل الحُدانيّ، وأبي هلال، وجماعة.
وعنه: عبد الرحمن بن عمر رستة، وإبراهيم بن راشد، وسمويه في فوائده.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 236"، الجرح والتعديل "2/ 528"، ميزان الاعتدال "1/ 425"، التهذيب "2/ 120".
2 الجرح والتعديل "3/ 260، 261"، الثقات لابن حبان "8/ 211".(14/46)
قال أبو نعيم الحافظ: كان من الثقات.
71- الحارث بن أسد العتكي البصري.
مات في ذي القعدة سنة عشر.
72- الحارث بن أسد الإفريقي.
صاحب مالك.
قال ابن يونس: مات سنة ثمان ومائتين.
73- الحارث بن عطية البصري1 -ن- نزيل المصِّيصة.
عَنْ: هشام بْن حسان، وهشام بْن أَبِي عَبْد اللَّه، والأوزاعيّ، وغيرهم.
وعنه: إبراهيم بْن الحُسين الأنطاكيّ، وحاجب بْن سليمان المنبجيّ، والحَسَن بْن الصّبّاح البزّار، وآخرون.
وثّقه ابن مَعِين. وكان من الزُّهّاد المذكورين.
74- الحارث بْن عِمران الجعفريّ الْمَدَنِيّ2 -ق- عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، وجعفر الصّادق، ومحمد بْن سوقة، وغيرهم.
عنه: الأشجّ، وإبراهيم بْن يوسف الصَّيْرفيّ، وعبد اللَّه بْن هاشم الطُّوسيّ، ومحمود بْن غَيْلان، وجماعة. ضعّفه أبو زُرْعة.
75- الحارث بْن مُسْلِم3 المَرْوَزِيّ المقرئ.
عَنِ: الربيع بْن صُبَيْح، وسُفْيان الثَّوريّ، وجماعة.
وعنه: محمد بْن مِهْران الجمّال، ومحمد بْن حمّاد الطّهرانيّ.
نزل الرّيّ. ذكره أبو هاشم وقال: ثقة عابد، صلَّيت خلفه.
76- الحارث بن النعمان بن سالم4.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 490"، الجرح والتعديل "3/ 85"، تهذيب التهذيب "1/ 142".
2 التاريخ الكبير "2/ 278"، الجرح والتعديل "3/ 84"، ميزان الاعتدال "1/ 439".
3 الجرح التعديل "3/ 88".
4 تهذيب الكمال "5/ 292"، ميزان الاعتدال "1/ 445"، تهذيب التهذيب "2/ 160".(14/47)
أبو النَّضْر الطُّوسيّ الأكفاني البزّاز.
مولى بني هاشم. سكن بغداد.
وحدَّثَ عَنْ: سَمِيِّه الحارث بْن النعمان، وسالم اللَّيْثيّ ابن أخت سَعِيد بْن جُبَيْر، وحَرِيز، وعثمان، وشُعْبة، والثَّوْريّ، وشَيْبان.
وعنه: أحمد بْن حنبل، ومحمد بْن حرب النَّسائيّ، والحَسَن بْن الصّبّاح البزّاز، وآخرون.
77- حَجّاج بْن زيان.
أبو محمد السَّهميّ، مولاهم الْمَصْرِيّ.
عبدٌ صالح، مُجاب الدَّعوة، كبير القدْر.
روى عَنْ: عزّان بْن سَعِيد.
وعنه: أبو الطاهر بْن السَّرْح. مات سنة خمس ومائتين.
78- حَجّاجُ بن محمد1. -ع- أبو محمد المصِّيصيّ الأعور. مولى سليمان بْن مُجالد.
تِرْمِذِيّ الأصل، سكن بغداد، ثمّ نزل المصِّيصَة.
سمع: حَريز بْن عثمان، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وابن جُرَيْج، وعُمَر بْن ذَرّ، وشُعْبة، وحمزة الزّيّات، وجماعة.
وعنه: أحمد، وابن مَعِين، وأبو عبيدة بْن أَبِي السَّفَر، وأحمد الرَّماديّ، والحَسَن الزَّعْفرانيّ، وأبو خَيْثَمَة، ومحمد صاعِقَة، وهارون الحَمَّالُ، ويوسف بْن مُسْلِم، وهلال بْن العلاء، وخلْق.
قَالَ الإِمَام أحمد: مَا كَانَ أضْبَطه، وأصحّ حديثه، وأشد تعاهده للحروف، وَرَفَعَ أمرَه جدًّا وقال: كَانَ صاحب عربية.
وكان يَقُولُ: ثنا ابن جُرَيْج، وإنّما قرأ عَلَيْهِ ثمّ ترك ذَلِكَ، فكان يَقُولُ: قَالَ ابن
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 333"، التاريخ الكبير "2/ 380"، الجرح والتعديل "3/ 166"، التهذيب "2/ 205، 206".(14/48)
جريج. قد قرأ الكتب كلها عَلَى ابن جُرَيْج إلا "كتاب التَّفسير"، فإنّه سمعه منه إملاء.
وقال أبو داود: رَحَلَ أحمد ويحيى إلى الحَجّاج الأعور.
قَالَ: وبلغني أنّ يحيى كُتُب عَنْهُ نحوًا مِنْ خمسين ألف حديث.
وقال ابن مَعِين: كَانَ أثبت أصحاب ابن جُرَيْج.
وقال إبراهيم بْن عَبْد اللَّه السُّلَميّ الخُشْك: حَجّاج بن محمد نائمًا، أوثق من عبد الرزاق يقظانًا. وقال ابن سعْد: قدِم حَجّاج بغداد في حاجةٍ، فمات بها في ربيع الأوَّل سنة ستٍّ، وقد تغيّر في آخر عُمره حين رجع إلى بغداد، وكان ثقة إنّ شاء اللَّه.
79- حُجَيْن بْن المُثَنَّى.
في الطبقة الأتية.
80- حُذَيْفة بْن قَتَادة المَرْعَشيّ الزّاهد1.
صاحب سُفْيَان الثَّوْريّ.
قد ذكرناه في الطبقة العشرين، وكان موته سنة سبْعٍ ومائتين، فينقل.
لَهُ قدِم في العبادة وكلام نافع. وهو القائل: إنْ لم تخْشَ أنّ يعذّبك اللَّه عَلَى أفضل عملك فأنت هالك.
قلت: يعني لِمَا يَعتوره من الآفات.
وقال: لو وجدتُ من يبغضني في اللَّه لأوجبت عَلَى نفسي حُبَّه2.
81- حرمي بن عمارة3 بن أبي حفصة -سوى ت.
أبو روح العتكي. مولاهم الْبَصْرِيّ لم يدرك الأخذ عَنْ والده.
__________
1 حلية الأولياء "8/ 267-271"، الزهد الكبير للبيهقي "722"، صفة الصفوة "4/ 268-270".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 267"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "4/ 268".
3 الطبقات الكبرى "7/ 303"، التاريخ الكبير "3/ 122"، الجرح والتعديل "3/ 307، 308"، التهذيب "2/ 232".(14/49)
روى عَنْ: قُرَّةَ بْن خَالِد، وأبي خَلْدة خَالِد بْن دينار، وشُعْبة، وهشام بْن حسّان وهو آخر شيخ لَهُ.
وعنه: عليّ بْن المَدِينيّ، وأبو حفص الفلاس، وبُنْدار، وهارون الحمّال، والرَّماديّ، وطائفة.
قَالَ ابن مَعِين: صدوق.
قلت: تُوُفّي سنة إحدى ومائتين.
82- حَرْمَلَة بْن عَبْد العزيز بْن الربيع بْن سَبْرة1. الْجُهَنيّ الحجازي.
عَنْ: أَبِيهِ، وعمه عَبْد الملك.
وعنه: عليّ بْن حُجْر، ودُحَيْم، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم الفقيه، وأبو عُتْبة أحمد بْن الفَرَج الحمصيّ.
قَالَ ابن مَعِين: لَيْسَ بِهِ بأس. مات سنة أربعٍ ومائتين.
83- الحَسَن بن زياد اللؤلؤي الفقيه2.
أبو عليّ. مولى الأَنْصَار، صاحب أَبِي حنيفة.
أخذ عَنْهُ: محمد بْن شجاع الثَّلْجيّ، وشعيب بن أيوب الصريفيني.
وهو كوفي نزل بغداد.
قال محمد بن شجاع: سمعته يَقُولُ -وقد سأله رَجُل- زُفَرُ قيّاسًا؟
فقال: وما قولك قيّاسًا؟ هذا كلام الْجُهّال. كَانَ عالمًا.
فقال الرجل: أكان زُفَرُ نظرَ في الكلام؟
فقال: ما أسخفك. نقول لأصحابنا: نظروا في الكلام وهم بيوت الفِقْه والعِلم.
إنّما يقال: نظر في الكلام من لا عقل لَهُ، وهؤلاء كانوا أعلم باللَّه وبحدوده من أن يتكلّموا في الكلام الّذي تعني. ما كان همهم إلا الفقه.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 69"، الجرح والتعديل "3/ 274"، تهذيب التهذيب "2/ 288".
2 الكنى والأسماء للدولابي "2/ 30"، الجرح والتعديل "3/ 15"، ميزان الاعتدال "1/ 491".(14/50)
قَالَ محمد بْن شجاع الثَّلْجيّ: سَمِعْتُ الحَسَن بْن أَبِي مالك يَقُولُ: كَانَ الحَسَن بْن زياد إذا جاء إلى أَبِي يوسف أهمّتْ أبا يوسف نفسُه من كثرة سؤالاته.
قَالَ ابن كاس النَّخَعيّ: ثنا أحمد بْن عَبْد الحميد الحارثيّ قَالَ: ما رأيت أحسن خُلُقًا من الحسن بْن زياد، ولا أقرب مأخذًا منه، ولا أسهل جانبًا، مَعَ توفر فقهه وعلمه وزُهده ووَرَعه.
وكان يكسو مماليكه ككسْوهِ نفسَه.
وقال جعفر بْن محمد بْن عُبَيْد الهَمْدانيّ: سَمِعْتُ يحيى بْن آدم يَقُولُ: ما رأيت أفْقه من الحَسَن بْن زياد.
وقال ابن كاس: نا محمد بْن أحمد بْن الحَسَن بْن زياد، عَنْ أَبِيهِ أنّ الحَسَن بْن زياد سُئل عَنْ مسألة فأخطأ فيها. فلمّا ذهب السائل ظهر لَهُ الحقّ، فاكترى مناديًا فنادى: إنّ الحَسَن بْن زياد استُفتي فأخطأ في كذا، فمن كَانَ أفتاه الحَسَن في شيء فلْيرجع إِلَيْهِ. فما زال حتّى وجد صاحب الفتوى وأعلمه بالصواب.
قَالَ زكريّا الساجي: يقال: إنّ اللُّؤلُؤيّ كَانَ عَلَى القضاء، وكان حافظًا لقولهم، يعني أصحاب الرأي. فكان إذا جلس ليحكم ذهب عنه التوفيق حتى يسأل أصحابه عَنِ الحُكْم. فإذا قام عاد إِلَيْهِ حِفْظُه.
قَالَ نِفْطَوَيْه: تُوُفّي حفص بْن غِياث سنة أربعٍ وتسعين ومائة، فولي مكانه الحَسَن بْن زياد اللُّؤلُؤيّ.
قَالَ أحمد بْن يونس: لمّا ولي الحَسَن بْن زياد لم يُوفَّق، وكان حافظًا لقول أصحابه، فبعث إِلَيْهِ البكّائي: إنّك لم تُوَفَّق للقضاء، وأرجو أنّ يكون هذا لخيرةٍ أرادها اللَّه بك، فاستعف. فاستعفى واستراح.
قالَ مُحَمَّد بْن سماعة، سمعتُ الْحَسَن بْن زياد يقول: كتبت عن ابن جريج اثني عشر ألف حديث كلّها يحتاج إليها الفُقَهاء.
وقال أحمد بْن عَبْد الحميد الحارثيّ: ما رأيت أحسن خلقا من الحسن بن زياد، ولا أسهل جانبًا. وكان يكسو مماليكه كما يكسو نفسه.
ضعفه ابن المَدِينيّ. وكان لَهُ كُتُبٌ في المذهب.(14/51)
وقال محمد بْن رافع: كَانَ الحسن اللُّؤلُؤيّ يرفع قبل الإِمَام ويسجد قبله.
قلت: قد ساق في ترجمة هذا أبو بَكْر الخطيب أشياء لا ينبغي ذِكْرها.
وتُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين.
وقد روى القراءة عَنْ عيسى بْن عُمَر، زكريّا بْن سِياه.
روى عَنْهُ الحروف: الوليد بْن حمّاد اللُّؤلُؤيّ.
84- الحَسَن بْن محمد بْن أعين الحراني -خ. م. ق- أبو علي مولى بني أُمَيَّةَ.
عَنْ: عمّه موسى بْن أَعْيَن، وزُهَير بْن معاوية، ومغفّل بْن عُبَيْد اللَّه، وفُلَيْح بْن سليمان، وفضيل بْن غَزْوان، وجماعة.
وعنه: لُوَيْن، وَسَلَمَةُ بْن شُعَيْب، والفضل بْن يعقوب الرُّخَاميّ، ومحمد بْن يحيى بْن كثير، وأحمد بْن سليمان الرُّهاويّ، وسليمان بْن سيف الحرّانيّ وطائفة.
مات سنة عشر. ووثَّقهُ ابن حِبّان.
85- الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي يزيد الْمَكِّيُّ1.
أبو محمد المقرئ.
قرأ عَلَى: شبل بْن عَبّاد. عن ابن كثير، وابن محيصن.
وسمع من: ابن جُرَيْج.
روى عَنْهُ القراءة: حامد بْن يحيى البلْخيّ، واحمد بْن محمد البزّيّ، وغيرهما.
86- الحَسَن بْن موسى الأشيب2.
أبو عليّ البغداديّ. قاضي المَوْصِل مرة، وقاضي حمص، وقاضي طبرستان.
سمع من: ابن أَبِي حبيب، والحَمَّادَيْن، وشُعْبة، وسُفْيَان، وحَرِيز بْن عثمان، وزُهير بْن معاوية، وطائفة.
وعنه: أحمد، وأبو خَيْثَمَة، وأبو إِسْحَاق الْجُوزَجَانيّ، وأحمد بن منيع، وحجاج
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 35"، تهذيب التهذيب "2/ 317".
2 الطبقات الكبرى "7/ 337"، التاريخ الكبير "2/ 306"، الجرح والتعديل "3/ 36"، التهذيب "2/ 323".(14/52)
ابن الشاعر، وعبد بْن حُمَيْد، ومحمد بْن أحمد بْن العوّام، والحارث بْن أَبِي أسامة، وبِشْر بْن موسى، وإِسْحَاق الحَرْبيّ، وخلْق.
وثّقه ابن مَعِين، وغيره.
قَالَ محمد بْن عَبْد اللَّه بن عمار: وكان بالموصل بيعة قد خربت، فاجتمع النَّصارِي عَلَى الحَسَن الأشْيَب، وجمعوا لَهُ مائة ألف درهم، عَلَى أنّ يحكم لهم بها حتّى تُبْنى. فقال: ادفعوا المال إلى بعض الشهود. فلمّا حضروا الجامع قَالَ: اشهدوا عليّ بأنّي قد حكمت بأن لا تُبني. فنفر النصارى وردّ عليهم المال.
قَالَ أبو حاتم: مات بالرِّيّ وحضرت جنازته.
وقال ابن سعْد: ولي قضاء حمص والموصل لهارون الرشيد، ثمّ قدِم بغداد إلى أنّ ولاه المأمون قضاء طَبَرِسْتان، فتوجه إليها، فمات بالرِّيّ في ربيع الأوَّل سنة تسعٍ ومائتين.
87- الحُسين بْن الحَسَن بْن عطية بْن سعْد العَوْفيّ الكوفيّ1.
أبو عَبْد اللَّه. ولي قضاء الشرقية ببغداد. ثمّ ولي قضاء عسكر المهديّ. وحدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، والأعمش، وأبي مالك الأشجعيّ، وعبد الملك بْن أَبِي سليمان.
وعنه: ابنه الحَسَن، وابن أخيه سعْد بْن محمد، وعُمَر بْن شَبَّة، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ، وَبَقِيَّةُ بْن الوليد، وهو أكبر منه.
ضعفه أبو حاتم، وغيره.
قَالَ ابن مَعِين: كَانَ ضعيفًا في القضاء، ضعيفًا في الحديث.
وقال الحارث بْن أَبِي أسامة: حدَّثني بعض أصحابنا قَالَ: جاءت امرأة إلى العَوْفيّ ومعها صبيّ ورجل، فقالت: هذا زوجي وهذا ابني منه.
قال لَهُ: هذه امرأتك؟.
قَالَ: نعم.
قَالَ: وهذا ابنك؟
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 331"، الجرح والتعديل "3/ 48"، ميزان الاعتدال "1/ 532، 533".(14/53)
قَالَ: أصلح اللَّه القاضي أَنَا خَصِيّ.
قَالَ: فألزمه الولد، فأخذه عَلَى رقبته وانصرف، فلقيه صديق لَهُ خصيّ.
فقال: ما هذا؟
قَالَ: القاضي يفرق أولاد الزِّنا عَلَى الخصْيان.
وقال الحُسين بْن فهم: كانت لحية العَوْفيّ تبلغ إلى رُكْبته.
وعن زكريّا السّاجيّ قَالَ: اشترى رَجُل من أصحاب القاضي العَوْفيّ جاريةً، فغَاضَبتْه، فشكا ذَلِكَ إلى العَوْفيّ. فقال: انفِذْها إليّ. وقال لها العَوْفيّ: يا لَعُوب يا عَزُوب، يا ذات الجلاليب، ما هذا التمنُّع المُجانِب للخيرات والاختيار للأخلاق المشْنُوءات؟
قَالَتْ: أيّد اللَّه القاضي، ليست لي فيه حاجة، فمُرْهُ يبيعني.
فقال: يا هُنْيَة كل حكيم وبَحّاث عَنِ اللّطائف عليم. أما علمتِ أنّ فرط الاعتياصات من الموموقات عَلَى طالبي المودات، والباذلين الكرائم المصونات، مؤديات إلى عدم المفهومات؟
فقالت لَهُ: لَيْسَ في الدنيا أصلح لهذه العثنونات المنتشرات عَلَى صدور أهل الركاكات من المَوَاسي الحالقات. وضحكت، فضحك من حضر.
وكان العَوْفيّ عظيم اللّحية.
ولبعضهم:
لحية العَوْفيّ أبدت ... ما اختفي من حَسَن شعري
هِيَ لو كانت شراعًا ... لذوي متجر بحري
جعلوا السير من الص ... ين إليها نصف شهر
قَالَ خليفة: تُوُفّي سنة إحدى ومائتين.
وضعفه النَّسائيّ.
وقيل: مات سنة اثنتين.(14/54)
88- الحسين بن الحسن الأشقر1 -ن.
أبو عبد الله الفزاري الكوفي.
عَنْ: الحَسَن بْن صالح بْن حيّ، وقيس بْن الربيع، وشريك، ورفاعة بْن إياس الضَّبّيّ، وزهير بن معاوية.
وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بْن عَبْدة، والفلاس، والكُدَيْميّ، وطائفة.
قَالَ الْبُخَارِيّ: عنده مناكير.
وقال أبو حاتم: لَيْسَ بقويّ.
واتهمه ابن عديّ.
وقال أبو زُرْعة: مُنكر الحديث.
ومات سنة ثمانٍ ومائتين.
وله حديث في "ن".
89- الحُسين بْن الحَسَن2.
شيخ جليل.
عَنِ: ابْنِ عَوْنٍ.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ونُعَيْم بْن حمّاد، ومحمد بْن بشّار، والحَسَن بْن محمد الزَّعْفرانيّ، وغيرهم.
قَالَ عَبْد اللَّه بْن أحمد، عَن أَبِيهِ: كَانَ من الثقات المأمونين. دلهم عَلَيْهِ ابن مهديّ، وكان حَسَن الهيئة، يحفظ عَنِ ابن عَون. كتبنا عنه.
90- الحسين بن علوان بن قدامة3.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 385"، الجرح والتعديل "3/ 49، 50"، ميزان الاعتدال "1/ 531، 532"، التهذيب "2/ 335".
2 التاريخ الكبير "2/ 385"، الجرح والتعديل "3/ 48، 49"، تهذيب التهذيب "2/ 335".
3 الجرح والتعديل "3/ 61"، ميزان الاعتدال "1/ 542، 543".(14/55)
أبو عليّ الكوفيّ. نزيل بغداد.
عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، والأعمش، وابن عَجْلان، وغيرهم.
وعنه: إسماعيل بْن عيسى العطّار، وزيد بْن إسماعيل الصائغ، وأحمد بْن عُبَيْد بْن ناصح، وغيرهم.
وهو كذاب.
رَوَى عَنْ: هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا دَخَلَ الْغَائِطَ أَدْخُلُ عَلَى أَثَرِهِ فَلا أَرَى شَيْئًا. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: "يَا عَائِشَةُ، أَمَا عَلِمْتِ أَجْسَادُنَا تَنْبُتُ عَلَى أَرْوَاحِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَمَا خَرَجَ مِنَّا مِنْ شَيْءٍ ابْتَلَعَتْهُ الأَرْضُ"1.
سُئِلَ ابْنُ مَعِينٍ عَنْ هَذَا، فَقَالَ: كَذَّابٌ.
وَقَالَ صَالِحٌ جَزْرَةُ: كَانَ يضع الحديث.
قلت: توفي بعد المائتين، لا بل في حدود بضع عشرة ومائتين، فإن أبا حاتم الرازي سمع منه وقال: ضعيف متروك.
وقال ابن أبي حاتم: ثنا عَنْهُ صالح بْن بِشْر الطَّبَرانيّ.
91- الحُسين بْن عليّ بْن الوليد الْجُعْفيّ2 -ع- مولاهم الكوفي المقرئ الزّاهد، أبو عَبْد اللَّه، وأبو محمد.
عَنْ: حمزة الزّيّات، وكان قد قرأ عَلَيْهِ.
وأخذ الحروف عَنْ: أَبِي عَمْرو بْن العلاء، وعن: أَبِي بَكْر بْن عياش.
وسمع الثَّوْريّ، والاعمش، وفضيل بْن مرزوق، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، وزائدة، وجعفر بْن برقان، ومجمع بْن يحيى الأَنْصَارِيّ.
وصحب: الفضيل، وغيره.
__________
1 "حديث موضوع": أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية "1/ 182"، وفيه صاحب الترجمة وهو كذاب وضاع للحديث كما ذكر.
2 الطبقات الكبرى "6/ 396"، التاريخ الكبير "2/ 381"، الجرح والتعديل "3/ 55"، التهذيب "2/ 357-359".(14/56)
وعنه: أحمد، وإِسْحَاق، وابن مَعِين، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وأحمد بْن الفُرات، وأحمد بْن عُمَر الوكيعيّ، وعبد بْن حُمَيْد، وهارون الحمّال، وعباس الدُّوريّ، ومحمد بْن عاصم الثَّقْفيّ، وخلق.
قَالَ أحمد بْن حنبل: ما رأيت أفضل من حسين الْجُعْفيّ.
وقال ابن مَعِين: ثقة.
وقال قُتَيْبة: قِيلَ لسفيان بْن عُيَيْنَة: قدِم حسين الْجُعْفيّ، فوثب قائمًا وقال: قدِم أفضل رجلٍ يكون قطّ.
وقال موسى بْن داود: كنت عند ابن عُيَيْنَة، فجاء حسين الْجُعْفيّ، فقام سُفْيَان وقبّل يده.
وقال يحيى بْن يحيى النَّيْسابوريّ: إنّ بَقِيّ من الأبدال أحد فحُسين الْجُعْفيّ.
وسُئل أبو مسعود أحمد بْن الفُرات: من أفضل من رأيت؟ قَالَ: الحفريّ وحسين الْجُعْفيّ، وذكر آخرين.
وقال محمد بْن رافع: ثنا الحُسين الْجُعْفيّ، وكان راهب أهل الكوفة. وروى أبو هشام الرفاعي، وعن الكسائي قَالَ: قَالَ لي هارون الرشيد: من أقرأ النّاس؟ قلت: حسين بْن عليّ الْجُعْفيّ.
وقال حُمَيْد بْن الربيع: رأى حسين الْجُعْفيّ كأن القيامة قد قامت، وكأن مناديا ينادي: ليقم العلماءُ فيدخلوا الْجَنَّةَ، فقاموا وقمتُ معهم، فقيل لي: اجلس، لست منهم، فأنت لا تحدّث.
قَالَ: فلم يزل يحدّث بعد أنّ لم يكن يحدّث حتّى كتبنا عَنْهُ أكثر من عشرة آلاف حديث.
وقال أحمد بْن عَبْد اللَّه العِجْليّ: هُوَ ثقة. وكان يُقرئ القرآن، رأسًا فيه. وكان رجلا صالحًا، لم أر رجلًا قط أفضل منه.
وروى عنه سُفْيَان بْن عُيَيْنَة حديثين، ولم يره إلا مُقْعدًا.
ويقال: إنّه لم ينحر، ولم يطأ أُنثَى قطّ.
وكان جميلا لباسًا، يخضب إلى الصفرة خضابه. وخلف ثلاثة عشر دينارًا.(14/57)
وكان من أروى النّاس عَنْ زائدة. كَانَ زائدة يختلف إِلَيْهِ إلى منزله يحدثه. وكان سُفْيَان الثَّوْريّ إذا رآه عانقه، وقال: هذا راهب جعفي.
قِيلَ: إنّه وُلِد سنة تسع عشر ومائة، ومات في ذي القعدة سنة ثلاث ومائتين.
92- الحُسين بْن عياش بْن حازم1 -ن- أبو بكر السلمي مولاهم اللغوي الجزري الباجدائي الرَّقّيّ.
عَنْ: جعفر بْن برقان، وحرام بْن عثمان، وزهير بْن معاوية، وغيرهم.
وعنه: عليّ بْن حُمَيْد الرَّقّيّ، وعبد الحميد بْن المستام الحرّانيّ، وهلال بْن العلاء، وهو آخر من روى عَنْهُ.
وثّقه النَّسائيّ. وله مصنف في غريب الحديث.
قَالَ هلال: مات بباجدًا سنة أربع ومائتين.
93- الحُسين بْن الوليد الْقُرَشِيّ2 -ن. خ. ت- مولاهم النَّيْسابوريّ، الفقيه أبو عَبْد اللَّه، وأبو عليّ.
عَنْ: ابن جُرَيْج، وعكرمة بْن عمار، وشُعْبة، والثَّوْريّ، وإبراهيم بْن طِهْمان، وسعيد بْن عَبْد العزيز، وعبد الرَّحْمَن بْن الغسيل، وطائفة.
وعنه: أحمد بْن الأزهر، وأحمد بْن فيض السُّلَميّ، وأحمد بْن حنبل، وحُمَيْد بْن زَنْجَوَيه، وَسَلَمَةُ بن شبيب، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وخلْق.
وثّقه أحمد بْن حنبل وأثنى عَلَيْهِ خيرًا.
وقال آخر: كَانَ يطعم أصحاب الحديث الفالوذَج، وكان يصلهم.
كَانَ كريمًا جوادًا، متموّلا فقيهًا، جليل القدر.
وذكره الحاكم فقال: الثقة المأمون، شيخ بلدنا في عصره.
وكان من أسخى الناس وأورعهم وأقرئهم للقرآن.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 62"، ميزان الاعتدال "1/ 545"، تهذيب التهذيب "2/ 362، 363".
2 الطبقات الكبرى "7/ 377"، التاريخ الكبير "2/ 391"، الجرح والتعديل "3/ 66، 67"، التهذيب "2/ 374، 375".(14/58)
قرأ عَلَى: الكسائي.
وغزا الترك مرات، وحج مرات.
ومات سنة اثنتين ومائتين، قاله محمد بْن عَبْد الوهّاب الفرّاء.
وقال الْبُخَارِيّ: سنة ثلاث.
94- حفص بْن سَلْم1.
أبو مقاتل السَّمَرْقَنْديّ.
عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، ومسعر، وأبي حنيفة، وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَر.
وقيل: روى عَنْ: أيّوب، وله مناكير.
روى، عَنْهُ: عليّ بْن سَلَمَةَ اللَّبَقيّ، وعتيق بْن محمد، وأيوب بْن الحَسَن النَّيْسابوريّ.
سُئل عَنْهُ إبراهيم بْن طِهْمان فقال: خُذوا عَنْهُ عبادته وحَسْبَكَم.
قَالَ الحاكم في تاريخه: قد أفحش القول فيه قُتَيْبة بْن سَعِيد، وغيره. وتُوُفّي سنة ثمان ومائتين.
95- حفص بن عبد الله بن راشد2 -خ. د. ت. ق- أبو عَمْرو السُّلَميّ النَّيْسابوريّ: ويقال: أبو سهل. قاضي نَيْسابور.
عَنْ: إبراهيم بْن طِهْمان وهو مجود عَنْهُ، وابن أَبِي ذئب، وعُمَر بْن ذَرّ، وسفيان، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وجماعة.
وعنه: ابنه أحمد، وقطن بْن إبراهيم، ومحمد بْن عَقِيل الخُزاعيّ، ومحمد بْن عَمْرو قشمرد، ومحمد بْن يزيد محمش، وطائفة من أهل نَيْسابور.
قَالَ محمد بْن عَقِيل: كَانَ قاضيًا عشرين سنة بالأثر، ولا يقضي بالرأي البتة.
وقال النسائي: ليس به بأس.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 174"، المجروحين لابن حبان "1/ 256، 257"، ميزان الاعتدال "1/ 557، 558".
2 التاريخ الكبير "2/ 361"، الجرح والتعديل "3/ 175"، تهذيب التهذيب "2/ 403".(14/59)
وقال ابنه أحمد: تُوُفّي لخمس بقين من شَعْبان سنة تسع ومائتين.
قلت: يقع لنا حديثه بعد.
96- حفص بْن عُمَر.
أبو عُمَر الزبيدي المَوْصِليّ.
سمع: أبا الأحوص، وشريكًا، وعنبر بن القاسم، وجماعة.
روى عَنْهُ: عليّ بْن حرب، وغيره.
مات سنة سبْعٍ ومائتين.
97- حفص بْن عُمَر الحبطي الرَّمْليّ1.
نزيل بغداد.
حدَّثَ عَنْ: ابن جُرَيْج، وأبي زُرْعة يحيى الشَّيْبانيّ.
وعنه: محمد بْن إِسْحَاق الصاغاني، ومحمد بْن الفَرَج الأزرق، وجماعة. قَالَ ابن مَعِين: لَيْسَ بشيء.
وفي أتباع التّابعين:
98- حفص بْن عُمَر الْمَدَنِيّ2 -ق- اسم جَدّه أَبِي العطاف.
منكر الحديث.
روى عَنْ: أَبِي الزناد، وغيره.
خرج لَهُ ابن ماجه في سننه عن إبراهيم بْن المنذر، عَنْهُ.
99- حفص بْن عُمَر الرّازيّ3 -ق- روى عَنِ: ابن المبارك.
قَالَ أبو حاتم: كان يكذب.
__________
1 التاريخ الكبير لابن معين "2/ 121"، الكامل لابن عدي "2/ 795، 796"، ميزان الاعتدال "1/ 562، 563"، لسان الميزان "2/ 235، 236".
2 التاريخ الكبير "2/ 367"، الجرح والتعديل "3/ 177"، ميزان الاعتدال "1/ 560"، التهذيب "2/ 409، 410".
3 الجرح والتعديل "3/ 184"، ميزان الاعتدال "1/ 565".(14/60)
نقل لَهُ ابن ماجه في تفسيره.
100- حفص بْن عُمَر الشامي البزار1.
من طبقة بقية، مجهول.
روى لَهُ ابن ماجة.
101- حفص بْن عُمَر العَدَنيّ المعروف بالفرخ.
يذكر في الطبقة الآتية. وَاهٍ.
102- حفص بْن عُمَر بْن عُبَيْد الطنافسيّ2 -د. ت- مقل، مقبول.
خرج لَهُ التِّرْمِذيّ.
103- حَفْص بْن عُمَر الحوضي.
أبو عُمَر النمري.
ثقة مشهور، سيأتي إنّ شاء اللَّه.
104- حفص بْن عُمَر الضّرير.
أبو عَمْرو الْبَصْرِيّ.
سيأتي أيضًا فيما بعد.
105- حفص بْن عُمَر بْن جابان3.
شيخ مجهول، روى عَنْ: شُعْبَة.
لَهُ ذكر.
106- حفص بْن عُمَر الرفاء4.
يروى أيضًا عن شعبة.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 181"، تهذيب الكمال "7/ 48"، ميزان الاعتدال "1/ 565".
2 الجرح والتعديل "3/ 181"، تهذيب التهذيب "2/ 409".
3 الجرح والتعديل "3/ 182".
4 الجرح والتعديل "3/ 183"، ميزان الاعتدال "1/ 564".(14/61)
قَالَ أبو حاتم: كذاب.
107- حفص بْن عُمَر الواسطيّ1.
النّجّار الإِمَام.
عَنِ: العوام بْن حوشب. ضعفوه.
قَالَ ابن عديّ: روى عَنْ شُعْبَة، وعبد الحميد بْن جعفر. يتكلمون فيه.
وقال أبو أحمد الحاكم: يكنى أبا عمران، ويقال له: الإمام.
روى عنه: أحمد بن سليمان الرهاوي، وعمرو بن رافع القزويني، ووهب بن بيان، وغيرهم.
قال أبو حاتم: ضعيف الحديث.
روى أيضا: عَنْ ثور بْن يزيد، وهمام ين يحيى، وأبان بْن أَبِي سِنان الشَّيْبانيّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعة: لَيْسَ بقوي.
108- حفص بْن عُمَر البغداديّ العَدَويّ.
عَنْ: معاوية بْن سلام، وجماعة.
وعنه: إبراهيم بْن عَبْد اللَّه بْن الجنيد، وعبد اللَّه بْن أَبِي سَعِيد الورّاق. وهو مقل.
109- حفص بْن عُمَر الكفر. روى الأباطيل.
يأتي فيما بعد، وهو كبير.
110- حفص بْن عُمَر2. قاضي حلب. قديم الموت.
روى عَنْ: هشام بْن حسان، ومحمد بْن إِسْحَاق، وصالح بن حسان، والفضل
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 367"، الجرح والتعديل "3/ 180، 181"، ميزان الاعتدال "1/ 564، 565"، لسان الميزان "2/ 327، 238".
2 الجرح والتعديل "3/ 179، 180"، المجروحين لابن حبان "1/ 259"، ميزان الاعتدال "1/ 563، 564".(14/62)
بْن عيسى الرقاشي، وجماعة.
وعنه: يحيى بن صالح الوحاظي، ومحمد بن بكار، وعامر بن سيار الحلبي، وهو منكر الحديث، لم يخرجوا له.
قال أبو حاتم: ضعيف.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ.
111- حفص بْن عُمَر بْن مرة الشني1.
أقدم من هَؤُلاءِ.
روى عَنْهُ: أبو سَلَمَةَ التبوذكي.
وهو صدوق. خرج لَهُ أبو داود، والترمذي، وغيره.
ذكرناه استطرادًا، واللَّه أعلم.
112- حفص بْن عُمَر بْن حفص المخزومي2.
قاضي عمان.
عَنْ: الزُّهْرِيّ، وغيره.
وعنه: الهَيْثَم بْن خارجة، وسليمان ابن بنت شُرَحْبِيل، وهشام بن عمّار.
أحاديثه مستقيمه. قاله ابن عساكر.
113- الحكم بن عبد الله3 -خ. م. ت. ن- أبو النعمان البصري.
عَنْ: سَعِيد بْن أبي عَرُوبَة، وشُعْبة، وأبي عَوَانة.
وعنه: محمد بْن الْمُثَنَّى، وعُقْبة بْن مُكْرَم، وأحمد البزّيّ المقرئ، وأبو قُدَامة عُبَيْد اللَّه بْن سَعِيد السَّرْخَسيّ. وكان ثقة حافظًا.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 365"، الجرح والتعديل "3/ 181"، ميزان الاعتدال "1/ 564"، التهذيب "2/ 410".
2 التاريخ الكبير "2/ 366، 367"، الجرح والتعديل "3/ 182"، الثقات لابن حبان "8/ 198".
3 التاريخ الكبير "2/ 342"، الجرح والتعديل "3/ 122"، ميزان الاعتدال "1/ 575"، التهذيب "2/ 429".(14/63)
قَالَ الْبُخَارِيّ: حديثه معروف، كَانَ يحفظ.
114- الحَكَم بْن مروان الكوفي1.
عَنْ: كامل أَبِي العلاء، وزهير بْن معاوية، وإسرائيل.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وعبد اللَّه المُخَرِّميّ.
قَالَ أبو حاتم: لا بأس بِهِ.
115- الحَكَم بْن هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْن هشام بْن عَبْد الملك بْن مروان2. الأمير أبو العاص الأُمَويّ الأندلسي، ملك الأندلس.
ولي الأمر بعد والده. وامتدت أيامه، وأقام في الإمرة سبعًا وعشرين سنة وشهرًا. ولقب نفسه بالمرتضى. وكان فارسًا شجاعًا فاتكًا جبارًا ذا حَزْم ودهاء. وعاش خمسين سنة.
هو الّذي أوقع بأهل الربض الوقعة المشهورة. وكان الربض محلة متصلة بقصره، فهدمه ومساجده. وفعل بأهل طليطلة أعظم من ذَلِكَ في سنة إحدى وتسعين ومائة.
وتظاهر في صدر ولايته بالخمور والفسق، فقامت الفُقَهاء والكبار فخلعوه في سنة تسع وثمانين. ثمّ أعادوه لما تنصّل وتاب، فقتل طائفة من الكبار.
قِيلَ: بلغوا سبعين نفسًا. وصلبهم بإزاء قصره. وكان يومًا شنيعًا ومنظرًا فظيعًا، فلا قوة إلا باللَّه. فمقتته القلوب وأضمروا لَهُ الشّرّ، وأسمعوه الكلام المُرّ، فتحصّن واستعدّ، وجرت لَهُ أمور يطول شرحُها.
قَالَ الوزير الفقيه أبو محمد بْن حزْم: كَانَ من المجاهرين بالمعاصي، سفّاكًا للدماء. كَانَ يأخذ أولاد النّاس الملاح فيْخصيهم ثمّ يمسكهم لنفسه. وله أشعار.
ولي الأمر بعد ابنهُ أبو المُطَرِّف عَبْد الرَّحْمَن. مات سنة ستٍّ.
116- حمّاد بْن أُسامة بْن زيد الحافظ3.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 129"، ميزان الاعتدال "1/ 579".
2 تاريخ الطبري "6/ 65، 84"، سير أعلام النبلاء "8/ 225-231".
3 الطبقات الكبرى "6/ 394، 395"، التاريخ الكبير "3/ 28"، الجرح والتعديل "3/ 132"، تهذيب التهذيب "3/ 32".(14/64)
أبو أسامة الكوفيّ، مولى بني هاشم.
عَنْ: الأعمش، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وأسامة بْن زيد اللَّيْثيّ، والأجلح الكِنْديّ، وإدريس الأَوْديّ، وبُرَيْد بن عَبْد اللَّه بْن أَبِي بُرْدَة، وحبيب بْن الشَّهيد، وبهز بْن حكيم، وحسين المعلّم، وزكريّا بْن أَبِي زائدة، والْجُرِيريّ، وهشام بْن عُرْوَة، وخلْق.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ مَعَ تقدُّمِهِ ونُبْله، وأحمد، وإِسْحَاق، وابن مَعِين، وَابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وأحمد الدَّوْرقيّ، والحَسَن الحَلْوانيّ، وَسَلَمَةُ بْن شبيب، وعليّ بْن محمد الطنافسي، ومحمد بْن عبد الله بْن نُمَيْر، ومحمد بن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، وأبو كُرَيْب، ومحمود بْن غَيْلان، وأحمد بْن عَبْد الحميد الحارثي، وأحمد بْن عُبَيْد بْن ناصح، والحَسَن بْن عليّ العامريّ، وخلائق.
قَالَ أحمد: أبو أسامة ثقة. كَانَ أعلم النّاس بأمور النّاس وأخبار الكوفة. وما كَانَ أرواه عَنْ هشام بْن عُرْوَة.
وقال أيضًا: كَانَ ثَبْتًا لا يكاد يخطئ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ: سَمِعْتُ أبا أسامة يَقُولُ: كتبتُ بإصْبَعَيَّ هاتين مائة ألف حديث.
وقال ابن الفُرات: كَانَ عنده ستّمائة حديث عَنْ هشام بْن عُرْوَة.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ: كَانَ أبو أسامة في زمن الثَّوْريّ يعد من النُّسّاك.
وروى يحيى بْن اليَمَان: عَنْ سُفْيَان قَالَ: ما بالكوفة شابّ أعقل من أَبِي أسامة.
قَالَ الْبُخَارِيّ: مات في ذي القعدة سنة إحدى ومائتين، وهو ابن ثمانين سنة، فيما قِيلَ.
قَالَ الفَسَويّ: سَمِعْتُ ابن نُمَيْر يوهن أبا أسامة، ثمّ يعجب من أَبِي بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، مَعَ معرفته بأبي أسامة، ثم وهو يحدِّث عَنْهُ.
قَالَ ابن نُمَيْر: وهو الّذي يروي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، نرى بأنّه لَيْسَ بابن جَابِر، بل هُوَ رَجُل تسمى بِهِ.(14/65)
قلت: تلقت الأَئِمَّةُ حديث أَبِي أسامة بالقبول لحفظه ودينه، ولم يُنْصفه ابن نُمَيْر.
قَالَ محمد بْن عثمان بْن كرامة: سَمِعْتُ أبا أسامة يَقُولُ: وضعت بنو أُمَيَّةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أربعةَ آلاف حديث.
قلت: هذه مجازفة من أَبِي أسامة وغُلُوّ. والكوفيّ لا يُسمع قولُه في الأُمويّ.
قَالَ أحمد العِجْليّ: أبو أسامة ثقة "وكان يُعَدّ" من حكماء أصحاب الحديث، شهِدْت جَنَازته في شوّال سنة إحدى ومائتين.
117- حمّاد بْن خالد1 -م. 4- أبو عبد الله القرشي البصري الخياط. نزيل بغداد.
عَنْ: أفلح بْن حُمَيْد، وأفلح بْن سَعِيد، وابن أَبِي ذئب، ومعاوية بْن صالح الحضرميّ، وهشام بْن سعْد، وَعِدَّةٍ.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن مَنِيع، والحَسَن الزَّعْفرانيّ، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ، وعَمْرو النّاقد، وابن نُمَيْر، وجمْعٌ.
قَالَ أحمد: كَانَ حافظًا، وكان يحدّثنا وهو يخيط. كتبت عَنْهُ أَنَا ويحيى بْن مَعِين.
وقال ابن مَعِين: كَانَ أُمِّيًّا لا يكتب، ثقة. كَانَ يقرأ الحديث.
وقال غيره: كان مدنيًّا يخِيط عَلَى باب مالك.
118- حمّاد بْن عيسى بْن عبيدة الْجُهَنيّ الواسطيّ. وقيل: الْبَصْرِيّ2.
عَنْ: جعفر الصادق، وابن جُرَيْج، وموسى بْن عبيدة، وحنظلة بن أبي سفيان وغيرهم.
عنه: عَبْد بْن حُمَيْد، وإبراهيم الْجُوزَجَانيّ، وأبو بَكْر الصاغاني، وعباس الدُّوريّ، والكُدَيْميّ، وآخرون.
قَالَ ابن معين: شيخ صالح.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 26"، الجرح والتعديل "3/ 136"، تهذيب التهذيب "3/ 7".
2 الجرح والتعديل "3/ 145"، تهذيب الكمال "7/ 281-282"، ميزان الاعتدال "1/ 598"، تهذيب التهذيب "3/ 18".(14/66)
وقال أبو حاتم: شيخ ضعيف الحديث.
قلت: يقال لَهُ: غريق الجحفة؛ لأنّه حجّ في سنة ثمانٍ فغرق بوادي الجحفة.
119- حمّاد بْن قيراط1.
أبو عَلَى النَّيْسابوريّ. حدَّثَ بالرِّيّ.
عَنْ: سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وشعبة بْن الحجاج.
وعنه: إبراهيم بْن مُوسَى الفراء، وإِسْحَاق بْن إبراهيم المَرْوَزِيّ.
نزيل الرّيّ، ثمّ خرج إلى الشام وتعبد هناك.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يحتج به.
قلت: تُوُفّي سنة اثنتين ومائتين.
120- حمّاد بْن مَسْعَدَة -ع- أبو سَعِيد التَّميميّ2، ويقال: الباهلي، مولاهم الْبَصْرِيّ.
عَنْ: يزيد بْن أَبِي عبيدة، وهشام بْن عُرْوَة، وابن عَون، وابن جُرَيْج، وعُبَيْد اللَّه بن عمر، وسليمان التيمي.
وعنه: أحمد، وإسحاق، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، وأحمد بْن الفُرات، وطائفة.
وثّقه أبو حاتم.
وتُوُفّي في رجب سنة اثنتين ومائتين.
وقع لنا حديثه بعُلُوٍّ.
121- حمّاد بْن سليمان بْن المَرْزُبان الفقيه.
أبو سليمان النيسابوري، صاحب محمد بْن الحَسَن، ويلقب قيراط.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 145"، الثقات لابن حبان "8/ 206"، ميزان الاعتدال "1/ 599".
2 الطبقات الكبرى "7/ 294"، التاريخ الكبير "3/ 26"، الجرح والتعديل "3/ 148"، التهذيب "3/ 19".(14/67)
عَنْ: شُعْبَة، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وداود بْن أَبِي هند، والثَّوْريّ.
قَالَ الحاكم: لقي جماعةً من التّابعين، وتفقّه عَلَى كِبَر سِنّه عند محمد.
روى عَنْهُ: أحمد بْن الأزهر، ومحمد بْن عَبْد الوهّاب.
122- حمّاد بْن معقل1.
أبو سَلَمَةَ الْبَصْرِيّ.
عَنْ: مالك بْن دينار، وغالب القطّان.
وعنه: عُمَر بْن الصَّلْت، ومَسْلَمَة بْن إبراهيم، وجعفر بْن عليّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
123- حمزة بن الحارث بن عمير2 -ت. ق- أبو عمارة العدوي، مولى آل عُمَر -رضى الله عنه. الْبَصْرِيّ نزيل مَكَّةَ.
روى عَنْ: أَبِيهِ.
وعنه: إبراهيم بْن عَبْد اللَّه الهَرَوِيّ، وأحمد بْن أَبِي شُعَيب الحرّانيّ، وإِسْحَاق بْن أَبِي إسماعيل، وبكر بْن خَلَف خَتَنُ المقّري، ورجاء بْن السِّنْديّ الإسْفَرائينيّ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
124- حمزة بْن زياد بْن سعْد الطُّوسيّ3. أبو مُحَمَّد نزيل بغداد.
حدَّثَ عَنْ: شُعْبَة، والثَّوْريّ، ومالك، وفليح بْن سليمان.
وعنه: ابنه محمد، وموسى بن هارون الطوسي، وأحمد بن زياد السمسار.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ مهنا الشّاميّ: سألت الإِمَام أحمد عنه فقال: لا تكتب عنه الخبيث.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 148"، الكنى والأسماء للدولابي "1/ 191"، الثقات لابن حبان "8/ 204".
2 الطبقات الكبرى "5/ 501"، التاريخ الكبير "3/ 52"، الجرح والتعديل "3/ 210"، تهذيب التهذيب "3/ 26، 27".
3 الجرح والتعديل "3/ 211"، الثقات لابن حبان "8/ 210"، ميزان الاعتدال "1/ 607، 608".(14/68)
125- حمزة بْن القاسم1.
أبو عُمارة الأَزْدِيّ الكوفي الأحول المقرئ.
قرأ عَلَى: حمزة مرتين وروى عَنْهُ.
وعنه: أبو عُمَر الدُّوريّ، وأبو الحارث الَّليْث بْن خَالِد، وعبد الرَّحْمَن بْن واقد.
126- حُمَيْد بْن عَبْد الحميد2. الأمير.
من كبار قوّاد المأمون.
تُوُفّي سنة عشر.
127- حنيفة بْن مرزوق أبو الحَسَن3.
عَنْ: شُعْبَة، وشريك.
وعنه: خلاد بْن أسلم، وعبّاس الدُّوريّ، وعليّ بْن شَيْبة السَّدُوسيّ.
"حرف الخاء":
128- خَالِد بْن إسماعيل4.
أبو الوليد المخزومي، أحد المتروكين.
روى عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، وابن جُرَيْج، وعبيد الله بن عمر، وابن أبي ذئب.
وعنه: الحسين بن الحسن الشيلماني، والعلاء بن مسلمة، وسعدان بن نصر، وأبو سيف محمد بن أحمد الصيدلاني، ومحمد بن المغيرة الشهرزوري.
وقال ابن عدي: يضع الحديث على الثقات.
وقال ابن حبان: لا تجوز الرواية عَنْهُ.
قلت: من موضوعاته، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ {وَإِذْ أَسَرَّ
__________
1 غاية النهاية "1/ 264".
2 الشعر والشعراء "2/ 742-746"، تاريخ الطبري "8/ 609"، الأغاني "18/ 100".
3 الثقات لابن حبان "8/ 217"، تاريخ بغداد "8/ 283".
4 المجروحين لابن حبان "1/ 281، 282"، ميزان الاعتدال "1/ 627".(14/69)
النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} [التحريم: 2] قَالَ: أسرّ إليها أنّ أبا بَكْر خليفتي من بعدي. رواه عَنْهُ سَعْدان.
129- خَالِد بْن الحُسين1.
أبو الْجُنَيْد الضّرير.
كَانَ ببغداد، روى عَنْ: يحيى بْن القاسم، وحمّاد الرَّبَعِيّ، وعثمان بن مقسم، وغيرهم.
وعنه: الحسن بن يزيد الجصاص، وسليمان بن توبة، وأيوب الوزان.
قال ابن معين: ليس بثقة.
ووهى ابن عدي حديثه.
130- خالد بن عبد الرحمن -د. ت- أبو الهيثم الخراساني المروروذي. نزيل دمشق.
عَنْ: ابن أَبِي ذئب، ومالك بْن مغول، وشُعْبة، وطائفة.
سيأتي في الطبقة المقبلة.
131- خَالِد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد بْن سَلَمَةَ المخزوميّ الْمَكِّيّ2.
شيخ.
روى عَنْهُ: أبو يحيى بْن أَبِي مُرَّةَ أيضًا، وأبو الدَّرْدَاء عَبْد العزيز بْن مُنيب، ويحيى بْن عَبْدل القَزْوينيّ، وجماعة.
سمع: مِسْعَرًا، والثَّوْريّ، ووَرْقاء.
قَالَ الْبُخَارِيّ، وأبو حاتم: ذاهب الحديث.
وقد جعله ابن عديّ والذي قبلَه واحدًا، وفرّق بينهما العقيلي، وهو الصواب.
__________
1 الكنى والأسماء للدولابي "1/ 139"، ميزان الاعتدال "1/ 629".
2 الجرح والتعديل "3/ 342"، ميزان الاعتدال "1/ 633"، تهذيب التهذيب "3/ 103، 104".(14/70)
132- خالد بن عَمْرو بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ1 بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ -د. ق- أبو سعيد الأموي الكوفي، ابن عمّ عَبْد العزيز بْن أبان.
عَنْ: هشام الدَّسْتُوائيّ، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وشُعْبَة، وسُفْيان، ومالك بْن مغْوَل، وطائفة كبيرة.
وعنه: الحَسَن بْن عليّ الخلال، والرَّماديّ، وأحمد بْن عُبَيْد بْن ناصح، وأحمد بْن محمد بْن أَبِي الخناجر، ويوسف بْن مُسْلِم، وخلق.
قَالَ أحمد بْن حنبل: لَيْسَ بثقة.
وقال أبو زُرْعة: منكر الحديث.
وقال صالح جَزَرَة: كَانَ يضع الحديث.
133- خَالِد بْن نَجِيح2. أبو يحيى الْمَصْرِيّ، مولى آل الخطّاب.
عَنْ: حيوة بْن شُرَيْح، وموسى بْن عليّ، واللَّيث بْن سعْد، ومالك، وطائفة.
قَالَ ابن يونس: منكر الحديث.
وقال أبو حاتم الرّازيّ: كذّاب، كَانَ يضع الحديث. والأحاديث الّتي أُنكِرت عَلَى عَبْد اللَّه بْن صالح يُتَوَهَّم أنّها فِعْله. كَانَ يصحبه.
تُوُفّي في شوّال سنة أربعٍ ومائتين.
قلت: وهذا غير المدائني، ذاك في الطبقة الآتية.
134- خَالِد بْن يزيد3 بْن الأمير خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أسد القَسْريّ الدّمشقيّ.
عَنْ: هشام بْن عُرْوة، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وأبي حيّان التَّيْميّ، وابن عَون، وجماعة.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 164"، الجرح والتعديل "3/ 343، 344"، ميزان الاعتدال "1/ 635، 636"، تهذيب التهذيب "3/ 109، 110".
2 الجرح والتعديل "3/ 355"، ميزان الاعتدال "1/ 644".
3 الجرح والتعديل "3/ 359"، ميزان الاعتدال "1/ 647".(14/71)
وعنه: الوليد بن مسلم، وهو أكبر منه، ودُحَيْم، وأحمد بْن بَكْر البالِسيّ، وأحمد بْن جناب المصِّيصيّ، وآخرون، قَالَ ابْن عديّ: أحاديثه لا يُتابَع عليها لا إسنادًا ولا مَتْنًا، ولم أرَ لهم فيه قولا. وقال أبو حاتم: لَيْسَ بقويّ.
135- خَالِد بْن أَبِي يزيد1.
ويُقال: ابن يزيد أبو الهَيْثَم الفارسي القَرْنيّ. وَقَرْنُ قرية من ناحية قُطْرُبُلّ.
عَنْ: شُعْبَة، ووَرْقاء، وأبي شهاب الحنّاط، وجماعة.
وعنه: عَبَّاس الدُّوريّ، وأبو بَكْر الصّاغانيّ، وبِشْر بْن موسى، وجماعة.
وعن ابن معين قَالَ: لم يكن بِهِ بأس.
قلت: تُوُفّي قريبًا من سنة عشر.
136- خَالِد بْن يزيد السُّلَميّ الدّمشقيّ2 -د. ق- والد محمود بْن خَالِد، عَنْ: ليث بْن أَبِي سُلَيْم، وعَمْرو بْن قيس المُلائيّ، وابن أَبِي ليلى الفقيه، ومُطْعِم بْن المِقْدام، وجماعة.
وعنه: ابنه، ودُحَيْم، وسُليمان ابن بنت شُرَحْبيل، وأحمد بْن بكرويه البالِسيّ.
وثّقه ابن حِبّان.
137- خُزَيْمة بْن خازم بْن خُزَيْمة الخُراسانيّ الأمير3.
من كبار قُوّاد المأمون، ومن أبناء الدّولة الْعَبَّاسِيَّةِ.
لَهُ ذِكْر في الحروب.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين بعدما عَمي.
وقد روى عَنْ: ابن أَبِي ذئب.
وعنه: يعقوب بن يوسف.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 360"، تهذيب الكمال "8/ 215، 216"، تهذيب التهذيب "3/ 131".
2 الجرح والتعديل "3/ 360"، سير أعلام النبلاء "9/ 415"، تهذيب التهذيب "3/ 130-131".
3 المعرفة والتاريخ "1/ 120"، تاريخ بغداد "8/ 341".(14/72)
138- الخصيب بْن ناصح الحارثيّ الْبَصْرِيّ1. نزيل مصر.
عن: هشام بن حسان، وشعبة، ويزيد ين إبراهيم التُّسْتَريّ، ونافع بْن عُمَر، وهمام بْن يحيى، وجماعة.
وعنه: الربيع المُرَاديّ، وبحر بْن نَصْر الخَوْلانيّ، وعَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الحَكَم، وسليمان بْن شُعَيْب الكَيْسانيّ، وجماعة.
قَالَ أبو زُرْعة: ما بِهِ بأس إنّ شاء اللَّه. لم يخرجوا لَهُ.
قَالَ ابن يونس: تُوُفّي سنة ثمانٍ ومائتين، وقيل: سنة سبْعٍ. وقيل: أصله بلْخيّ.
139- خلاد بْن يزيد الْجُعْفيّ2.
كوفيّ مُقِلّ.
روى عَنْ: يونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وزُهير بْن معاوية، وشَرِيك.
وعنه: أبو كريب، وعبيد بن يعيش، وابن نُمَيْر.
ذكره ابن حِبّان في "الثقات"، وقال: ربما أخطأ.
140- خَلَف بْن تميم بْن أبي عتاب مالك3 -ن. ق- أبو عبد الرحمن الكوفي، نزيل المصيصة.
عَنْ: سُفْيَان، وزائدة، وأبي بَكْر النَّهْشليّ، وإسرائيل، وجماعة.
وعنه: أبو إِسْحَاق الفَزَاريّ مَعَ تقدُّمِهِ، وأحمد بْن الخليل البُرْجُلانيّ، وأحمد بْن بكرويه البالِسيّ، والحَسَن بْن الصّبّاح البزّاز، وعباس التُّرْقُفيّ، وعباس الدُّوريّ، ويعقوب بْن شَيْبة، وخلق.
وقال ابن شَيْبة: ثقة، صدوق، أحد النُّسّاك والمجاهدين، صحب إبراهيم بْن أدهم. وقال أبو حاتم: ثقة.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 397"، الثقات لابن حبان "8/ 232"، تهذيب التهذيب "3/ 143".
2 التاريخ الكبير "3/ 189"، الجرح والتعديل "3/ 366، 367"، ميزان الاعتدال "1/ 657"، التهذيب "3/ 175".
3 الطبقات الكبرى "7/ 491"، التاريخ الكبير "3/ 197"، الجرح والتعديل "3/ 370"، التهذيب "3/ 148".(14/73)
قَالَ ابن سعْد: تُوُفّي سنة ثلاث عشرة بالمصِّيصة.
وقال أبو مُسْلِم المُسْتَمليّ، وغيره: تُوُفّي سنة ستٍّ ومائتين.
141- خَلَف بْن أيّوب الفقيه1.
أبو سَعِيد العامري البلْخيّ الحنفيّ.
مفتي أهل بلْخ وزاهدهم وعابدهم.
أخذ الفقه عَنْ أَبِي يوسف، وقيل: إنّه أدرك مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وتفقّه عَلَيْهِ، وقد سمع منه.
ومن: عَوْف الأَعْرابيّ، ومعمر، وإبراهيم بْن أدهم وصحبة مدة.
روى عَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وابن مَعِين، وأبو كُرَيْب، وعليّ بْن مَسْلَمَة اللَّبَقيّ، وجماعة. وكان من أعلام الأَئِمَّةِ رحمه اللَّه تعالى. وقد ليّنه ابن مَعِين.
وَقَدْ رَوَى لَهُ "ت" حَدِيثًا فِي بَابِ فَضْلِ الْفِقْهِ عَلَى الْعِبَادَةِ: ثَنَا أَبُو ريب، ثَنَا خَلَفُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ ابْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَصْلَتَانِ لا يَجْتَمِعَانِ فِي مُنَافِقٍ: حُسْنُ سَمْتٍ، وَلا فِقْهٌ فِي الدِّينِ" 2.
قَالَ "ت": غريب، تفرّد بِهِ خَلَف. ولا أدري كيف هُوَ.
قَالَ الحاكم في تاريخه: سَمِعْتُ محمد بْن عَبْد العزيز المذِّكر: سَمِعْتُ محمد بْن عليّ البيكَنْديّ الزّاهد يَقُولُ: سَمِعْتُ مشايخنا يذكرون أنّ السبب لثبات مُلْك آل سامان أنّ أسد بْن نوح الأسير الماضي إسماعيل خرج إلى المعتصم، وكان شجاعًا عاقلا، فتعجّبوا من حُسْنه وعقله. فقال لَهُ المعتصم: هَلْ في أهل بيتك أشجع منك؟
قَالَ: لا. قَالَ: فهل في أهل بيتك أعقل وأعلم منك؟ قَالَ: لا.
فما أعجب الخليفة ذَلِكَ. ثمّ بعد ذَلِكَ سأله كذلك فأعاد قوله وقال: هلا قلت ولِمَ ذلك؟
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 375"، التاريخ الكبير "3/ 196"، الجرح والتعديل "3/ 370"، تهذيب التهذيب "3/ 147، 148".
2 "حديث صحيح": أخرجه الترمذي "92684، وابن المبارك في الزهد "459"، والعقيلي في الضعفاء "153"، وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة "278"، وفي صحيح الجامع "3229".(14/74)
قَالَ: ويحك ولِمَ ذَلِكَ؟
قَالَ: لأنّه لَيْسَ في أهل بيتي من وطأ بساط أمير المؤمنين وشاهد طلعته غيري! ثمّ سأل عَنْ علماء بلْخ، فذكروا لَهُ خَلَف بْن أيّوب ووصفوا لَهُ زُهده وعِلْمه. فتحين مجيئه للجمعة وركب إلى ناحيته. فلمّا رآه ترجّل وقصده. فقعد خَلَف وغطّى وجهه.
فقال: السّلام عليكم.
فأجاب ولم يرفع رأسه. فرفع الأمير أسد رأسه إلى السماء، وقال: اللهم إنّ هذا العبد الصالح يبغضنا فيك، ونحن نحبّه فيك. ثمّ ركب ومرَّ، فأخبر بعد ذَلِكَ أنّ خَلَف بْن أيّوب مرض، فعاده وقال: هَلْ لك من حاجة؟ قَالَ: نعم! حاجتي أنّ لا تعود إليّ، وإنْ مِتُّ فلا تُصلِّ عليَّ وعليك السّواد. فلمّا تُوُفّي شهِد أسد جنازته راجلا، ثمّ نزع السَّواد وصلّى عَلَيْهِ، فسمع صوتًا بالليل: بتواضعك وإجلالك لخلف ثبتت الدَّولة في عُنقك.
قَالَ: عَبْد الصَّمد بْن الفضل: تُوُفّي في رمضان سنة خمس عشرة ومائتين. قلت: هذا يوضح لك أنّ وفادة أسد بْن نوح لم تكن عَلَى المعتصم بل على المأمون، إن صحّت الحكاية.
تُوُفّي خَلَف سنة خمس ومائتين في أول رمضان، وله تسع وستون سنة.
142- الخليل بْن زكريّا الْبَصْرِيّ الشَّيْبانيّ العبْديّ1 -ق.
عن: حبيب الشهيد، وابن جريج، ابن عَون، وعَمْرو بْن عُبَيْد، وهشام بْن حسّان، ومُجَالد.
وعنه: محمد بْن عَقِيل النَّيْسابوريّ، وإبراهيم بْن نَصْر الكِنْديّ، والحارث بْن أَبِي أُسامة، وفضل بْن أَبِي طَالِب، وأحمد بْن الخلال التّاجر، وجعفر بْن محمد بْن شاكر، وأحمد بْن الهَيْثَم بْن خَالِد البزّاز.
قَالَ أبو جعفر العُقَيْليّ: يحدث عَنِ الثقات بالبواطيل.
وقال ابن عديّ: عامة حديثه لا يتابع عَلَيْهِ.
__________
1 تهذيب الكمال "8/ 334-337"، ميزان الاعتدال "1/ 667"، تهذيب التهذيب "3/ 166، 167".(14/75)
143- خُنَيْس بْن بَكْر بْن خُنَيْس1.
عَنْ: أَبِيهِ، ومسْعَر، ومالك بْن مِغْوَلٍ، والثَّوْريّ.
وعنه: محمد بْن عَبْد الملك الدَّقيقيّ، وداود بْن سليمان السّامُرّيّ، والحَسَن بْن عَرَفَة، وحمدان الورّاق، وابن الفُرات.
"حرف الدال":
144- داود بْن عيسى بْن عليّ العبّاسيّ2.
أمير الكوفة للرشيد.
روى عَنْ: أَبِيهِ.
وعنه: حفيده محمد بْن عيسى بْن داود، وسعيد بْن عَمْرو، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن المخزوميّ. وقد ولي إمرة الحَرَمين. وأقام الموسم سنة إحدى ومائتين.
قَالَ وكيع: أهل الكوفة اليوم بخير أميرهم داود بْن عيسى، وقاضيهم حفص بْن غياث، ومحتسبهم حفص الدَّوْرقيّ.
145- داود بْن المُحَبَّر بْن قَحْذَم بن سليمان3 -ن. ق- أبو سليمان الطائي، ويقال: الثقفي البصري، نزيل بغداد الذي جمع كتاب "العقل".
يروي عَنْ: شُعْبَة، وهمام، والربيع بْن صبيح، والحمادين، ومقاتل بْن سليمان، والأسود بْن شَيْبان، وطائفة.
وعنه: محمد بن يحيى الأَزْدِيّ، وعليّ بْن إشكاب، وأبو شُعَيْب، وعبد اللَّه بْن أيّوب المُخَرِّميّ، والحسين بْن عيسى البسْطاميّ، وأبو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسيّ، وإسماعيل بْن أَبِي الحارث، ومحمد بْن أحمد بْن العوّام، والحارث بْن أَبِي أسامة، وجماعة.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فضحك، وقال: شبْه لا شيء كَانَ لا يدري ما الحديث.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 394"، الثقات لابن حبان "8/ 233"، ميزان الاعتدال "1/ 669".
2 أخبار القضاة لوكيع "1/ 256"، تهذيب تاريخ دمشق "5/ 210-215".
3 التاريخ الكبير "3/ 244"، الجرح والتعديل "3/ 424"، ميزان الاعتدال "2/ 20"، تهذيب التهذيب "3/ 199-201".(14/76)
وقال عَبَّاس الدُّوريّ: سَمِعْتُ ابن مَعِين، وذكر داود بْن المحبّر. فأحسن الثّناء عَلَيْهِ، وقال: ما زال معروفًا يكتب الحديث، ثمّ ترك ذَلِكَ فصحب قومًا من المعتزلة فأفسدوه. وهو ثقة.
وقال في موضع آخر: كَانَ ثقة، ولكنه جفا الحديث.
"وكان يتنسك، وجالس الصوفيين بعبادان، وكان يعمل الخوص. ثمّ قدِم بغداد. فلمّا أسنّ أتاه أصحاب الحديث فكان يحدثهم، وكان يخطئ كثيرًا ويصحف".
وقال أبو زُرْعة: ضعيف.
وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث.
وقال أبو داود: ثقة، شبه ضعيف.
وقال النَّسائيّ: ضعيف.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: متروك الحديث.
وقال عَبْد الغني بْن سَعِيد، عَنِ الدَّارَقُطْنيّ: كتاب "العقل" وضعه أربعة: أولهم ميسرة بْن عَبْد ربّه، ثمّ سرقه منه داود بْن المحبر فركبه بأسانيد غير ميسرة، وسرقه عَبْد العزيز بْن أَبِي رجاء فركبه بأسانيد أُخَر، ثمّ سرقه سليمان بْن عيسى السِّجْزيّ، فأتى بأسانيد أُخَر. أو كما قَالَ. وقال الخطيب: لو لم يكن لَهُ غير وضعه كتاب "العقل" بأسره لكَان دليلا كافيًا عَلَى ما ذكرته من أَنَّهُ غير ثقة.
قُلْتُ: رَوَى "ق"، عَنْ ثِقَةٍ، عَنْ دَاوُدَ: ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَنْفَتِحُ عَلَيْكُمْ مَدِينَةٌ يُقَالُ لَهَا: قَزْوِينُ، مَنْ رَابَطَ فِيهَا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً كَانَ لَهُ فِي الْجَنَّةِ عَامُودٌ مِنْ ذَهَبٍ وَزُمُرُّدَةٌ خَضْرَاءُ، عَلَى يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مِصْرَاعٍ"1. الْحَدِيثَ. وَهُوَ حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى سنة ستٍّ ومائتين.
146- داود بْن يحيى بْن يمان العجلي الكوفي2.
__________
1 "حديث موضوع": أخرجه ابن ماجه "2780"، وابن الجوزي في الموضوعات "2/ 55"، وذكره الشيخ الألباني في الضعيفة "371"، وقال: موضوع.
2 الجرح والتعديل "3/ 428".(14/77)
ثبت حافظ ماهر.
روى عَنْ: أَبِيهِ.
وكتب في حدود السبعين ومائة وبعدها.
سمع منه: معاوية بْن عَمْرو الأَزْدِيّ.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين شابًا. ولو عاش لكان لَهُ شأن.
147- داود بْن يزيد. أمير السند1.
تُوُفّي سنة خمس ومائتين.
148- دُبَيْس بْن حُمَيْد المُلائيّ2.
عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ، وحمزة الزّيّات، وعبد الحميد بْن حميد الرؤاسي.
وعنه: علي بْن جَعْفَر الأحمر، ومحمد بْن الأصبهانيّ، وعليّ بْن محمد الطنافسي، وعبد المؤمن بْن عليّ الزَّعْفرانيّ. قَالَ أبو حاتم: ضعيف.
"حرف الراء":
149- رَوْح بْن أسلم3 -ت- أبو حاتم الباهلي البصري.
عَنْ: زائدة، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وجماعة.
وعنه: أبو محمد الدّارميّ، وحُمَيْد بْن زَنْجَوَيه، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وآخرون.
قَالَ أبو حاتم: لين الحديث.
وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقال البخاري: يتكلمون فيه.
__________
1 تاريخ خليفة "463، 464، 470"، تاريخ الطبري "8/ 272، 580".
2 الجرح والتعديل "3/ 446"، ميزان الاعتدال "2/ 23".
3 الطبقات الكبرى "7/ 302"، التاريخ الكبير "3/ 310"، الجرح والتعديل "3/ 499".(14/78)
150- رَوْح بْن عبادة بْن العلاء بْن حسان1 -ع- أبو محمد القَيْسيّ البصري الحافظ.
سمع: ابن عَون، وأيمن بْن نابل، وَحُسَيْنًا المعلّم، وحاتم بْن أَبِي صغيرة، وابن جُرَيْج، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وأشعث بْن عَبْد الملك الحمراني، وزكريّا بْن إِسْحَاق، وشُعْبة، وخلقًا.
وعنه: أحمد، وإِسْحَاق، وبُنْدار، وابن نُمَيْر، وهارون الحمّال، وإبراهيم الْجُوزَجَانيّ، وأحمد بْن سَعِيد الرباطي، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وعبد بْن حُمَيْد، والحارث بْن أَبِي أسامة، وبِشْر بْن موسى، ومحمد بْن أحمد بْن أَبِي العوام، والكُدَيْميّ، وأبو قلابة، وخلق كثير.
قَالَ الكُدَيْميّ: سَمِعْتُ ابن المَدِينيّ يَقُولُ: نظرت لرَوْح بْن عبادة في أكثر من مائة ألف حديث، كتبتُ منها عشرة آلاف.
وقال يعقوب بْن شَيْبة: كَانَ رَوْح أحد من يتحمل الحمالات، وكان سَرِيًّا، كثير الحديث جدًّا، سَمِعْتُ عليّ بْن المَدِينيّ يَقُولُ: من المحدثين قوم لم يزالوا في الحديث لم يشغلوا عَنْهُ. نشأوا، فطلبوا، ثم صنفوا، ثمّ حدثوا، منهم رَوْح بْن عبادة.
وقال أبو بَكْر الخطيب: رَوْح بْن عبادة قدم بغداد وحدَّثَ بها مدة، ثمّ انصرف إلى البصرة فمات بها، وكان كثير الحديث. صنف الكتب في السُّنَن، والأحكام، وجمع التفسير. وكان ثقة.
وقال أبو مسعود الرّازيّ: ضعف عَلَى رَوْح بْن عبادة اثنا عشر أو ثلاثة عشر، فلم ينفد قولهم فيه.
قلت: صدقة ابن مَعِين، وغيره. وما تكلَّم فيه أحدٌ بحجة. وتكلم فيه ابن مهدي، ثمّ رجع عَنْ ذَلِكَ.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى سنة خمسٍ ومائتين، وغلط من قَالَ: سنة سبْعٍ. وحديثه في الكتب الستة ومسانيد الإسلام.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 296"، التاريخ الكبير "3/ 309"، الجرح والتعديل "3/ 499، 500"، التهذيب "3/ 293".(14/79)
151 ريحان بن سعيد بن المثنى1 -د. ت- أبو عصمة القرشي السامي الناجي، أخو الْمُثَنَّى، وروح، والمغيرة. كَانَ إمام مسجد عَبّاد بْن منصور بالبصرة.
سمع: عَبّاد بْن منصور، وشُعْبة، وروح بْن القاسم.
وعنه: أحمد، وإِسْحَاق، وإبراهيم الدَّوْرقيّ، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ، ومحمد بْن حسّان الأزرق، وآخرون.
قَالَ النَّسائيّ، وغيره: لَيْسَ بِهِ بأس.
قَالَ ابن سعْد: تُوُفّي سنة ثلاثٍ أو أربعٍ ومائتين.
"حرف الزاي":
152- الزَّحّاف بْن أَبِي الزَّحّاف الأصبهانيّ2.
أبو محمد.
عَنْ: هشام بْن حسان، وابن جُرَيْج، وَالْمُثَنَّى بْن الصّبّاح: وله بأصبهان عَقِب.
وعنه: ابنه جعفر، وعقيل بْن يحيى، وغيرهما.
153- زُحَر بْن حصْن الطّائيّ3.
يروي عَنْ: أَبِيهِ، وعمّه.
وعنه: زكريا بن يحيى الطائي.
توفي سنة أربع ومائتين.
154- زهير بن نعيم البابي الزاهد4.
أبو عبد الرحمن.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 299"، التاريخ الكبير "3/ 330"، الجرح والتعديل "3/ 517"، تهذيب التهذيب "3/ 301".
2 ذكر أخبار أصبهان "1/ 321، 322".
3 التاريخ الكبير "3/ 445"، الجرح والتعديل "3/ 619"، الثقات لابن حبان "8/ 258، 259".
4 حلية الأولياء "10/ 147-150"، تهذيب الكمال "9/ 426-428"، تهذيب التهذيب "3/ 353".(14/80)
نزل البصرة وروى عَنْ: سلام بْن أَبِي مطيع، وبشر بن منصور السليمي.
وعنه: عارم، والفلاس، وأحمد الدَّوْرقيّ، وعبد الرَّحْمَن رُسْتَة، وأحمد بْن عصام الأصبهانيّ، وطائفة.
قَالَ سهل بْن عاصم: سألت زُهَيْر البابيّ: ألَك حاجة؟
قَالَ: نعم، أنّ تتقي اللَّه!
وعنه قَالَ: جالستُ النّاس خمسين سنة، فما رأيت أحدًا إلا وهو يتبع الهوى، حتّى أَنَّهُ ليُخطئ، فيحبّ أنّ النّاس قد أخطأوا.
وعنه: وددت أنّ الخلق أطاعوا اللَّه، وأنّي عُذبت بالمقاريض1.
155- زيد بْن الحباب بْن الريان2.
أبو رومان.
وأبو الحُسين العُكْليّ الخُراسانيّ، ثمّ الكوفيّ.
والحُباب ضرْبٌ من الحيات.
كَانَ حافظًا زاهدًا جوالًا.
روى عن: أسامة ين زيد اللَّيْثيّ، وأسامة بْن زيد بْن أسلم، وأيمن بْن نابل، وسيف بْن سليمان الْمَكِّيّ، وعكرمة بْن عمّار، والضّحّاك بْن عثمان، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وموسى بْن عليّ بْن رباح، وموسى بْن عبيدة، ويحيى بْن أيّوب، ومعاوية بْن صالح، والحسين بْن واقد المَرْوَزِيّ، وخلق.
طلب العلم بعد الخمسين ومائة.
وروى عَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وأبو خَيْثَمَة، ومحمد بْن رافع، وأبو إِسْحَاق الْجُوزَجَانيّ، وأحمد بْن سليمان الرهاوي، والحَسَن بْن عليّ الحَلْوانيّ، وسَلَمَةُ بْن شبيب، وابن نُمَيْر، وأبو كريب، ويحيى بن طالب.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "10/ 150"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "4/ 9".
2 الطبقات الكبرى "6/ 402"، التاريخ الكبير "3/ 391"، الجرح والتعديل "3/ 561"، تهذيب التهذيب "3/ 402-404".(14/81)
ومن القدماء: يزيد بْن هارون، وهو أكبر منه.
وثّقه ابن المَدِينيّ وغيره.
وقال أحمد: كان صاحب حديث كيسًا، قد رحل إلى مصر وخُراسان في الحديث، وما كَانَ أصبره عَلَى الفقر. كتبت عَنْهُ بالكوفة وههُنا. وقد ضرب في الحديث إلى الأندلس. نقله المَرُّوذِيّ، عَنْ أحمد.
قَالَ الخطيب: ظن أحمد أبو عَبْد اللَّه أنّ زيدًا سمع من معاوية بْن صالح بالأندلس، وكان عَلَى قضائها، وهذا وهم. وأحسب أنّ زيدًا سمع منه بِمَكَّةَ، فإن عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي سمع منه بِمَكَّةَ.
وقال الخطيب: روى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن وهْب، ويحيى بْن أَبِي طَالِب وبين وفاتيهما ثمان وسبعون سنة.
وقال مُطِّين، وغيره: تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين.
وقال بعضهم، عَنْ عليّ بْن حرب قَالَ: أتينا زيدًا، فلم يكن لَهُ ثوب يخرج فيه إلينا، فجعل الباب بيننا وبينه حاجزًا، وَحَدَّثَنَا من ورائه.
156- زيد بْن واقد1.
أبو عليّ السَّمتيّ الْبَصْرِيّ. نزيل الرّيّ.
عَنْ: أَبِي هارون العبْديّ، وإسماعيل السُّديّ، وحُمَيْد الطويل.
وعنه: سهل بن زنجلة، وأبو حاتم الرازي وقال: كَانَ شيخًا كبيرًا فانيًا.
وقال أبو زُرْعة: رأيته يحدّث، لَيْسَ بشيء.
قلت: هذا أكبر شيخ لأبي حاتم، وهو آخر من روى فِي الدُّنيا عَنِ السُّدِّيّ.
قَالَ أبو حاتم: هُوَ بصْريّ ثقة.
157- زيد بْن يحيى بن عبيد2 -د. ن. ق- أبو عبد الله الخزاعي الدمشقي.
عَنْ: أَبِي سَعِيد حفص بْن غَيْلان، وخليد بن دعلج، والأوزاعي، وعبد الرحمن
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 574، 575"، ميزان الاعتدال "2/ 106".
2 التاريخ الكبير "3/ 409"، الجرح والتعديل "3/ 575"، تهذيب التهذيب "3/ 428، 429".(14/82)
بْن ثابت بْن ثوبان، وعفير بْن مَعْدان، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن الأزهر، وأيوب بْن محمد الوزان، وشُعَيب بْن شعيب بْن إِسْحَاق، وعباس التُّرْقُفيّ، وأبو محمد الدّارميّ، ويحيى بْن عثمان الحمصيّ، وطائفة. وثّقه أحمد، وغيره.
وشهد جنازته أبو زُرْعة الدّمشقيّ سنة سبْعٍ، ودُفن بباب الصغير.
قَالَ أبو زُرْعة: وكان من أهل الفتوى بدمشق.
وقال ابن مَعِين: كتبت عَنْهُ، وكان صاحب رأي.
158- زينب بنت الأمير سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاس الْعَبَّاسِيَّةُ الْهَاشِمِيَّةُ1.
كانت صغيرة مَعَ أهلها بالحميمة في آخر أيّام بُنيّ أمية. ثمّ نشأت في السعادة والنّعمة، وأدركت عدة خلفاء من بني عمّها، وعاشت إلى هذا الوقت. وإليها ينسب بنو العبّاس الزينبيون أولاد عَبْد اللَّه ولدها ابن محمد بْن إبراهيم الإِمَام.
روت عَنْ: أبيها.
وعنها: عاصم بن علي، وأحمد بن الخيل بْن مالك، ومحمد بْن صالح الْقُرَشِيّ، وعبد الصمد الهاشْميّ والد إبراهيم.
وحكى عَنْهَا المأمون، وكان يحترمها ويجلّها.
ويقال: إنها عاشت بعد المأمون، فالله أعلم. ذكرها ابن عساكر.
"حرف السين":
159- سالم بْن نوح الْبَصْرِيّ العطّار2 -م. د. ت. ق- عَنْ: سَعِيد الْجُرِيريّ، ويونس بْن عُبَيْد، وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَر.
وعنه: قُتَيْبة، وأحمد بْن حنبل، وبُنْدار، وخليفة بْن خياط، وعبد الرحمن بن
__________
1 تاريخ الطبري "7/ 635، 8/ 86، 197، 263"، تاريخ دمشق "تراجم النساء" "114-116".
2 التاريخ الكبير "4/ 120"، الجرح والتعديل "4/ 188"، ميزان الاعتدال "2/ 113"، تهذيب التهذيب "3/ 443".(14/83)
بشر بْن الحَكَم، ومحمد بْن المُثَنَّى، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن حفص الأَنْصَارِيّ، وعُمَر بْن شَبَّة.
قَالَ الْبُخَارِيّ: تُوُفّي بعد المائتين.
ووثَّقهُ أبو زُرْعة.
وقال أبو حاتم: لا يُحْتَجّ بِهِ.
قَالَ أحمد بْن حنبل: كتبنا عَنْهُ حديثًا واحدًا لا بأس بِهِ.
160- سعْد بْن إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ1 -خ. ن- أبو إسحاق، أخو يعقوب، ووالد عَبْد اللَّه، وعُبَيْد اللَّه الزُّهْرِيّ.
سمع: أَبَاهُ، وابن أَبِي ذئب، وعبيدة بْن أَبِي رائطة.
وعنه: ابناه، ومحمد بْن سعْد الكاتب، ومحمد بْن الحُسين البُرْجُلانيّ.
قَالَ أحمد: لم يكن بِهِ بأس. ولكن يعقوب أقرأ للكتب وأحَدّ رأسًا منه.
وقال أحمد العِجْليّ: لا بأس بِهِ، وكان عَلَى قضاء واسط.
وقال غيره: عُزل عَنِ القضاء، فلحق بالحسن بْن سهل، فولاه قضاء عسكر بفم الصِّلْح، ومات بالمبارك سنة إحدى ومائتين. وله ثلاثٌ وستّون سنة.
161- سَعِيد بْن زكريّا الآدم2.
أبو عثمان الْمَصْرِيّ، مولى مروان بْن الحَكَم الأُمَويّ.
سمع: الَّليْث، وشهاب بْن خراش، ومفضل بْن فَضَالَةَ.
وعنه: الحارث بْن مسكين، وأبو الطاهر بْن السَّرْح، وسليمان المهْرِيّ، وسليمان بْن شُعَيْب الكَيْسانيّ.
قَالَ سليمان المهْرِيّ: كَانَ سَعِيد الآدم لو قِيلَ لَهُ: إنّ القيامة تقوم غدًا مَا استطاع أنّ يزداد من العبادة.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 343"، التاريخ الكبير "4/ 52"، الجرح والتعديل "4/ 79، 80"، تهذيب الكمال "10/ 238-240".
2 الجرح والتعديل "4/ 33"، تهذيب الكمال "10/ 434، 435"، تهذيب التهذيب "4/ 30، 31".(14/84)
وقال الحارث بْن مسكين، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن القاسم: رأيتُ كأنّه يُقال لي: إنّ اللَّه يصلّي عليك وعلى سَعِيد بْن زكريّا.
تُوُفّي سنة سبْعٍ ومائتين، وكانت لَهُ عبادة وفضل. تُوُفّي بإخميم. ورّخه ابن يونس.
162- سَعِيد بْن زكريّا المدائني.
مرّ قبل المائتين.
163- سَعِيد بْن سُفْيَان الْجَحْدَرِيّ الْبَصْرِيّ1 -ت- عَنْ: داود بْن أَبِي هند، وابن عَوْن، وكَهْمُس، وشُعْبة، وعبد اللَّه بْن مَعْدان.
وعنه: بُنْدار، وزيد بْن أخرم، ومحمد بْن المُثَنَّى، وعُقْبة بْن مُكْرَم، وغيرهم.
تُوُفّي سنة أربع أو خمس ومائتين.
قَالَ أبو حاتم: محله الصدق.
وقال عليّ بْن المَدِينيّ: سَعِيد بْن سُفْيَان ذهب حديثه.
164- سَعِيد بْن سَلْم بْن قُتَيْبة بْن مُسْلِم2.
الأمير أبو محمد الباهلي الخُراسانيّ.
ولي بعض خُراسان، وكان بصيرًا بالحديث والعربية.
سمع: ابن عَوْن، وأبا يوسف القاضي، وغيرهما.
وعنه: عليّ بْن خَشْرَم، وابن الأَعْرابيّ صاحب العربيّة، ومحمود بْن غَيْلان.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أتيته وكان عنده حديث عَنِ ابن عَوْن، محله الصُّدْق.
165- سَعِيد بْن الصباح.
أبو سعيد النيسابوري الزاهد.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 476"، الجرح والتعديل "4/ 27"، ميزان الاعتدال "2/ 140"، تهذيب التهذيب "4/ 40".
2 تاريخ خليفة "209، 430، 456، 463، 475"، المعارف "407".(14/85)
أخو يحيى بْن الصّبّاح وإليهما ينسب بنَيْسابور محلَّةٌ وخانٌ كبير.
رحل وسمع من: مالك بْن مِغْوَلٍ، ومسعر، وشُعْبة، وسفيان.
وعنه: أحمد بْن يوسف، وأحمد بْن حفص، وعليّ بْن سَلَمَةَ اللَّبَقيّ، وأحمد بْن يحيى بْن الصّبّاح، وآخرون.
قَالَ أحمد بْن حفص: لم أر أعبد ولا أزهد منه.
وقال ابن أَبِي حاتم: ثنا يوسف بْن إِسْحَاق الرّازيّ: ثنا أحمد بْن الوليد، ثنا سَعِيد بْن الصّبّاح: سَمِعْتُ سُفْيَان الثَّوْريّ، وذُكِر عنده رَجُل، فقال: لقد شرع في الدين ما لم يأذن بِهِ اللَّه.
166- سَعِيد بْن عامر1.
أبو محمد الضُّبَعيّ الْبَصْرِيّ الزّاهد، مولى بني عجيف. وأخوالُهُ بنو ضبيعة.
عَنْ: حبيب بْن الشهيد، ومحمد بْن عَمْرو بْن علقمة، وابن أَبِي عَرُوبَة، وحُمَيْد بْن الأسود، ويونس بْن عُبَيْد، وهَمَّام بْن يحيى، وصالح بْن رُسْتم، وجماعة.
وعنه: احمد، وإِسْحَاق، وابن مَعِين، وابن المَدِينيّ، وبُنْدار، وعبد، والدارمي، ومحمود بْن غَيْلان، وعَبْد اللَّه بْن محمد بْن مُضَر الثَّقْفيّ، ومحمد بْن أحمد بْن أَبِي العوّام، وأحمد بْن الفُرات، والحارث بْن أَبِي أُسامة، وخلْق.
قَالَ محمد بْن الوليد البُسْريّ: سَمِعْتُ يحيى بْن سَعِيد يَقُولُ: هُوَ شيخ المصر منذ أربعين سنة.
وقال أبو داود: قَالَ يحيى بْن سَعِيد: إني لأغبط جيران سَعِيد بْن عامر.
وقال زياد بْن أيّوب، وابن الفُرات: ما رأينا بالبصرة مثل سَعِيد بْن عامر.
وقال ابن مَعِين: ثنا سَعِيد بْن عامر الثقة المأمون.
وقال أبو حاتم: كَانَ رجلا صالحًا صدوقًا، في حديثه بعض الغَلَط.
وقال أحمد بْن حنبل: ما رأيت أفضل منه، ومن الحُسين الجعفي.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 269"، التاريخ الكبير "3/ 502"، الجرح والتعديل "4/ 48، 49"، التهذيب "4/ 50، 51".(14/86)
وقال الخطيب: حدَّثَ عَنْهُ ابن المبارك، ومحمد بْن يحيى بْن المنذر القزّاز، وبين وفاتَيْهما مائة وتسع سنين.
وقال ابن حِبّان: مات لأربع بقين من شوّال سنة ثمانٍ ومائتين، وهو ابن ستٍّ وثمانين سنة رحمه اللَّه.
167- سَعِيد بْن هُبَيْرة بْن عديس بْن أنس بْن مالك الكَعْبيّ1.
أبو مالك المَرْوَزِيّ.
عَنْ: حمّاد بْن سَلَمَةَ، وجرير بْن حازم، وجُوَيْريه بْن أسماء، وأبي عَوَانَة، وداود بْن أَبِي الفُرات.
وعنه: أحمد بْن سَعِيد الدّارميّ، وأحمد بْن منصور زاج، ورجاء بْن مُرَجّا، والسِّريّ بْن خُزَيْمة. قَالَ أبو حاتم: لَيْسَ بالقويّ.
168- سَعِيد بْن مَسْلَمَة بْن هشام بْن عَبْد الملك بْن مروان2 -ت. ق- ومنهم من زاد في نسبه أُميَّة بين مَسْلَمَة، وهشام. وكان بالجزيرة.
وروى عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، وإسماعيل بْن أُميَّة، وابن عَجْلان، والاعمش، وجعفر الصادق، وجماعة.
وعنه: محمد بن الصباح الجرجرائي، وأيوب بن محمد الوزان، وعبد الله بن ذكوان القارئ، ودحيم، ومحمد بن مسعود العجمي، ويونس بن بحر قاضي جبلة، وجماعة.
قال البخاري: منكر الحديث، في حديثه نظر.
وضعفه النسائي.
وقال ابن عدي: أرجو أَنَّهُ ممّن لا يترك حديثه.
169- سعيد بن واصل3.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 70، 71"، ميزان الاعتدال "2/ 162"، لسان الميزان "3/ 48، 49".
2 التاريخ الكبير "3/ 516"، الجرح والتعديل "4/ 67"، ميزان الاعتدال "2/ 158"، التهذيب "4/ 83، 84".
3 التاريخ الكبير "3/ 518"، الجرح والتعديل "4/ 70"، ميزان الاعتدال "2/ 162".(14/87)
أبو عُمَر الحَرَشِيّ الْبَصْرِيّ.
عَنْ: شُعْبَة، وجعفر بْن برقان.
وعنه: سَعِيد بْن عَوْن، ومحمد بْن المختار، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وعباس الدُّوريّ، وجماعة.
وقال ابن المَدِينيّ: ذهب حديثه.
وقال النَّسائيّ: متروك.
وقال أبو حاتم: لين الحديث.
170- سَعِيد بْن وهْب1. أبو عثمان السّاميّ مولاهم البصري الشاعر المشهور.
وكان مختصًّا بآل برمك، ثمّ إنّه تنسّك وغسل أشعاره.
تُوُفّي سنة تسعٍ ومائتين.
وهو القائل:
قَدَمَيَّ اعتورا رمل الكثيب
الأبيات.
171- سعيد بن يحيى2 -خ. ت- أبو سفيان الحميري الواسطي.
سمع: معمرًا، والعوام بْن حوشب، وعوفًا الأَعْرابيّ، والضّحّاك بْن حمزة، وجماعة.
وعنه: يعقوب الدَّوْرقيّ، وعَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، ومحمد بْن وزير، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وأحمد بْن سِنان، وجماعة.
وثقة أبو داود، وغيره.
__________
1 الأغاني "24/ 1-3، 15"، تاريخ بغداد "9/ 73، 74".
2 الطبقات الكبرى "7/ 314"، التاريخ الكبير "3/ 521"، الجرح والتعديل "4/ 74"، تهذيب التهذيب "4/ 99".(14/88)
توفي سنة اثنتين وفي شَعْبان، وله تسعون سنة.
وقد ضعفه ابن سعد.
172- سفيان بن حمزة بن عروة الأسلمي1 -ق- المدني، أبو طلحة، عمّ حمزة بْن مالك.
عَنْ: عُرْوَة بْن سُفْيَان، وكثير بْن زيد.
وعنه: إبراهيم بْن حمزة الزبيدي، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: صالح الحديث.
173- سُفْيَان بْن عُقْبة السوائي الكوفي2 -4- أخو قَبِيصَة.
عَنْ: حسين المعلّم، ومسعر، وحمزة الزّيّات، وسفيان.
وعنه: أبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وأبو كُرَيْب، ومحمود بْن غَيْلان، وعَبْد اللَّه بْن محمد بْن شاكر، وطائفة.
قَالَ ابن نُمَيْر: لا بأس بِهِ.
174- سَلْم بْن سلام الواسطيّ3.
عَنْ: شُعْبَة، وشَيْبان، وبكر بْن خُنَيْس.
وعنه: أحمد بْن سِنان، وخلف بْن محمد كُرْدُوس، ومحمد بْن عبد الملك، وعليّ بْن إبراهيم الواسطيّون، وغيرهم.
175- سَلَمَةُ بْن سليمان المَرْوَزِيّ4 -خ. ن- المؤدِّب.
عَنْ: أَبِي حمزة السُّكّريّ، وعَبْد اللَّه بْن المبارك.
وعنه: أحمد بْن أَبِي رجاء الهَرَوِيّ، وأحمد بْن سعيد الرباطي، وعبدة بن عبد
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 90"، الجرح والتعديل "4/ 230"، تهذيب التهذيب "4/ 109".
2 التاريخ الكبير "4/ 95"، الجرح والتعديل "4/ 230"، ميزان الاعتدال "2/ 169"، تهذيب التهذيب "4/ 116، 117".
3 الجرح والتعديل "4/ 268"، تهذيب الكمال "10/ 226، 227"، تهذيب التهذيب "4/ 131".
4 الطبقات الكبرى "7/ 378"، التاريخ الكبير "4/ 84"، الجرح والتعديل "4/ 163"، تهذيب التهذيب "4/ 145، 146".(14/89)
الرَّحْمَن المَرْوَزِيّ، ومحمد بْن أسلم الطُّوسيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن قُهْزَاد، وجماعة. وكان من جلة العلماء.
قَالَ أحمد بْن منصور زاج: حَدَّثَنَا بنحوٍ من عشرة آلاف حديث من حفظه.
وقال النَّسائيّ: ثقة.
قِيلَ: مات سنة ثلاث أو أربع ومائتين.
وأمّا الْبُخَارِيّ فقال: قَالَ محمد بْن الَّليْث: توفي سنة ست وتسعين ومائة.
176- سلمة بن سليمان الأَزْدِيّ المَوْصِليّ1.
عَنْ: عَبْد العزيز بْن أَبِي رَوّاد، وخليل بْن دَعْلَج، وسفيان الثَّوْريّ.
وعنه: عليّ بْن حرب، ومحمد بْن يزيد الرّياحيّ.
لينه ابن عديّ، وأبو الفتح الأَزْدِيّ.
توفي سنة سبع ومائتين.
177- سَلَمَةُ بْن عَبْد الملك العَوْصيّ الحمصيّ2 -ت- شيخ ن، أحد شيوخ الحديث.
سمع: إسرائيل، والحَسَن بْن حيّ وأخاه عليًّا، وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، وعبد العزيز بْن أَبِي رَوّاد.
وعنه: أحمد بْن الفَرَج الحجازيّ، وأحمد بْن أَبِي الحواريّ، وغيرهم.
لَهُ حديث في النَّسائيّ.
ذكره صاحب الأصل في الطبقة الخامسة، وقد تحوّل إلى طبقة الشّافعيّ.
178- سَلَمَةُ بْن عقار3.
وثقه ابن معين.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 178"، ميزان الاعتدال "2/ 191"، تهذيب التهذيب "4/ 149".
2 الجرح والتعديل "4/ 167"، تاريخ بغداد "9/ 134".
3 التاريخ الكبير "4/ 9"، الجرح والتعديل "4/ 107"، ميزان الاعتدال "2/ 199، 200".(14/90)
يروي عَنْ: فضَيْل بْن عِيَاض، وحماد بْن زيد.
وعنه: أحمد بن إبراهيم الدورقي، وسعدان بن يزيد.
179- سليمان بن الحكم بن عوانة الكلبي1.
حدث عَنْ: أَبِيهِ، والعلاء بْن كثير الشامي، والقاسم بْن الوليد الكوفيّ.
وعنه: محمد بْن الصّبّاح الْجَرْجَرائيّ، ومحمد بْن قُدَامة المصِّيصيّ، ومحمد بن أبي العوام الرياحي. متروك.
180- سليمان بْن داود بْن الجارود. أبو داود الْبَصْرِيّ، الفارسي الأصل.
مولى آل الزُّبَيْر الطَّيالِسيّ الحافظ مصنف المسند المشهور.
سمع: هشامًا الدستوائي، ومعروف بْن خَرَّبُوذ، وأَيْمَن بْن نَابِلٍ، وشُعْبة، وسفيان، وبسطام بْن مُسْلِم، وصالح بْن أَبِي الأخضر، وأبو عامر الخزّاز، وطلحة بْن عَمْرو، وخلقًا سواهم.
وعنه: جرير بْن عَبْد الحميد أحد شيوخه، وأبو حفص الفلاس، وعباس الدُّوريّ، ومحمد بْن سعْد الكاتب، وبُنْدار، ويعقوب الدَّوْرقيّ، واخوه أحمد، والكُدَيْميّ، وهارون بْن سليمان، وأحمد بْن الفُرات، ويونس بْن حبيب، وخلق.
قَالَ الفلاس: ما رَأَيْت أحفظ منه.
وقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي: هُوَ أصدق النّاس.
وقال أحمد بْن عَبْد اللَّه العِجْليّ: رحلت إلى أَبِي داود فأصَبْته قد مات قبل قدومي بيوم.
قَالَ: وكان قد شرب البلاذُر فجُذِم.
وقال سليمان بْن حرب: كَانَ شُعْبَة يحدث، فإذا قام قعد أبو داود وأملى من حفظه ما مَرّ في المجلس.
وقال عامر بْن إبراهيم: سمعت أبا داود يقول: كتبت عن ألف شيخ. وجاء عنه
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 298"، التاريخ الكبير "4/ 10"، الجرح والتعديل "4/ 111-113"، التهذيب "4/ 182-186".(14/91)
أَنَّهُ كَانَ يسرد من حِفْظه ثلاثين ألف حديث.
وحدَّثَ عَبْد الرحيم بْن أَبِي حاتم، عن يونس بْن حبيب قَالَ: قَالَ أبو داود: كنّا ببغداد، وكان شُعْبَة وابن إدريس يجتمعان يتذاكرون، فذكروا باب المجذوم فقلت: ثنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَارِجَةَ بْن زَيْدُ قَالَ: كَانَ مُعَيْقيب يحضر طعام عُمَر، فقال لَهُ: يا مُعَيْقيب، كُلْ مما يليك.
فقال شعبة: يا أبا داود لم تجئ بشيء أحسن مما جئت بِهِ.
وقال وكيع: ما بَقِيّ أحد أحفظ لحديث طويل من أَبِي داود.
قَالَ: فذُكر ذَلِكَ لأبي داود، فقال: قُلْ لَهُ: ولا قصير.
وقال عليّ بْن أحمد بْن النَّضْر: سَمِعْتُ ابن المَدِينيّ يَقُولُ: ما رأيت أحفظ من أَبِي داود الطَّيالِسيّ.
وقال عُمَر بْن شَبَّة: كتبوا عَنْ أَبِي داود بأصبهان أربعين ألف حديث، وليس معه كتاب.
وقال حفص بْن عُمَر المِهْرقاني: كَانَ وكيع يَقُولُ: أبو داود جبل العِلم.
وقال إبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ: أخطأ أبو داود في ألف حديث.
قَالَ خليفة وغيره: تُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين.
وآخر من روى عَنْ أَبِي داود محمد بْن أسد المَدِينيّ، سمع منه مجلسًا واحدًا. وقد سمعنا "مُسْنِد أَبِي داود" من أصحاب ابن خليل الآدميّ الحافظ.
وقد تكلَّم فيه مُحَمَّد بن المنهال الضّرير، وقال: كنت أتهمه. قَالَ لي: لم أسمع من ابن عَوْن.
قَالَ: ثمّ سألته بعد ذَلِكَ: أسمعت من ابن عَوْن؟
فقال: نعم، نحو عشرين حديثًا.
181- سليمان بْن صالح1.
أبو صالح اللَّيْثيّ مولاهم المَرْوَزِيّ سلمويه، صاحب ابن المبارك أكثر عنه.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 20"، الجرح والتعديل "4/ 123، 124"، تهذيب التهذيب "4/ 199، 200".(14/92)
وسمع من: أوس بْن عَبْد اللَّه بْن بريدة.
وعنه: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وأحمد بْن شَبّوَيْه، ومحمد بْن عَبْد العزيز بْن أَبِي رزْمة. وعُمِّر دهرًا.
قِيلَ: إنّه عاش نحوًا من مائة سنة.
روى لَهُ خ مقرونًا بغيره، وهو من أكبر أصحاب ابن المبارك.
182- سليمان بْن عيسى السِّجْزيّ1.
يروي عَنْ: ابن عون، وشعبة.
وعنه: أحمد بن يوسف، ومحمد بْن أشرس، ومحمد بْن يزيد السَّلَمِيُّون.
وكان متهمًا بالكذب. لَهُ عدة أحاديث موضوعة، ساقها ابن عديّ وقال: وضّاع.
وذكره الحاكم في تاريخه وقال: يكنى أبا يحيى، ويقال: أبو الربيع، روى عَنْ: عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، وابن عَوْن، وداود بن أبي هند، وأكثر عن الثوري، ومالك.
وروى عنه جماعة من أكابر مشايخ الحديث عَنْ غير معرفة فهم بحاله. إلى أنّ قَالَ: وأكثر تَعَجُّبي من إمام أهل الحديث يحيى بْن يحيى أَنَّهُ روى عَنْهُ، وخفي عَلَيْهِ حاله.
183- سُلَيْم بْن عثمان الفَوْزيّ2. أخو خطّاب، حمصيّ.
زعم أَنَّهُ سمع من محمد بْن زياد الألْهانيّ، فروي عَنْهُ أحاديث مُنْكَرَة.
روى عَنْهُ: محمد بْن عَوْف، وأخوه خطّاب، وأبو حُمَيْد أحمد بْن محمد بْن سيّار العَوْهيّ، وسليمان بْن سَلَمَةَ. قَالَ ابن عَوْف: لم نكن نتّهمه.
قلت: روى ابن عديّ، عَنِ الغسَّانيّ، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن، فذكر حديثًا.
184- السَّمَيْدَعُ بْن واهب بْن سَوَّار الْجَرْميّ الْبَصْرِيّ3 -ت.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 30"، الجرح والتعديل "4/ 134"، ميزان الاعتدال "2/ 218، 219".
2 التاريخ الكبير "4/ 125"، الجرح والتعديل "4/ 216"، ميزان الاعتدال "2/ 230، 231".
3 الجرح والتعديل "4/ 326"، تهذيب الكمال "12/ 143-145"، تهذيب التهذيب "4/ 239، 240".(14/93)
عَنْ: شُعْبَة، ومبارك بْن فَضَالَةَ.
قَالَ أبو حاتم: ما قديمًا، سمع من شُعْبَة سبعة آلاف حديث.
وروى عَنْهُ: صالح بْن عديّ، وعُمَر بْن شَبَّة، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
قلت: لَهُ حديث في الغسَّانيّ يقع بعُلُوّ في الغيلانيّات.
185- السِّنْديّ بْن شاهك1.
الأمير أبو نَصْر، مولى أَبِي جعفر المنصور.
ولي إمرة دمشق للرشيد، ثمّ وليها بعد المائتين. وكان ذميم الخَلْق سِنديًّا كاسْمه.
قَالَ الجاحظ: كَانَ لا يستحلف المكاري ولا الملاح ولا الحائك، بل يجعل القول قول المدعي، ويروى أنّ السِّنْديّ هدم سُور دمشق.
وقد ضرب مَرَّةً رجلا طويل اللّحية، فجعل يَقُولُ: العفو يا ابن عمّ رسول اللَّه؛ فقال: والَك أَهَاشِميٌّ أَنَا؟! فقال: يا سيّدي، تريد لحية وعقلا!
وقال خليفة: تُوُفّي السِّنْديّ سنة أربعٍ ومائتين ببغداد.
186- السِّنْديّ بْن عَبْدُوَيْه الكلْبيّ الرّازيّ2.
أبو الهيثم قاضي قزْوين وهَمَذان. واسمه سُهَيْلُ بْن عَبْد الرَّحْمَن.
روى عَنْ: إبراهيم بْن طِهْمان، وأبي بَكْر النَّهْشَليّ، وجرير بْن حازم، وعمرو بن أبي قيس.
وعنه: أحمد بن الفُرات، ومحمد بْن حمّاد الطِّهْرانيّ، ومحمد بْن عمّار.
ورآه أبو حاتم وسمع كلامه.
وَرُوِيَ أنّ أبا الوليد الطَّيالِسيّ قَالَ: ما رأيت بالريّ أعلم من السِّنْديّ بْن عَبْدُوَيْه، ومن يحيى بْن الضُّرَيْس.
قلت: وقع حديثه بعُلُوٍّ في جزء ابن ثابت، ويقال: اسمه سهل بن عبدويه.
__________
1 عيون الأخبار "1/ 70"، تاريخ الطبري "7/ 519، 523".
2 الجرح والتعديل "4/ 201"، الثقات لابن حبان "8/ 304"، لسان الميزان "3/ 116".(14/94)
187- سَوْرة بْن الحَكَم الكوفيّ1.
الفقيه، نزيل بغداد.
يروي عَنْ: شَيْبان النَّحْويّ، وسليمان بْن أرقم.
وعنه: محمد بْن هارون، وعباس الدُّوريّ، وجماعة.
وكان من كبار الْحَنَفِيَّةِ.
188- سُوَيد بْن عَمْرو2 -م. ت. ن. ق- أبو الوليد الكلبي الكوفي العابد.
روى عَنْ: داود الطّائيّ، وعبد العزيز بْن أَبِي سَلَمَةَ الماجِشُون، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وغيرهم.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وأبو كُرَيْب، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ، وجماعة. وكان ثقة.
189- سهل بْن حسام بْن مِصَكّ3.
عَنْ: شُعْبَة، وغيره.
وعنه: محمد بْن مرزوق.
تُوُفّي سنة اثنتين ومائتين.
190- سهل بْن حمّاد العَنْقَزَيّ4.
أبو عتّاب الدّلال الْبَصْرِيّ.
عَنْ: عَبّاد بْن منصور، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وشُعْبة، وجماعة.
وعنه: الدّارميّ، وأبو إِسْحَاق الْجُوزَجَانيّ، ومحمد بْن يحيى بْن المنذر القزاز، وأبو قلابة الرقاشي، وجماعة.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 327"، تاريخ بغداد "9/ 227، 228".
2 الطبقات الكبرى "6/ 408"، التاريخ الكبير "8/ 148"، الجرح والتعديل "4/ 239"، التهذيب "4/ 277".
3 الجرح والتعديل "4/ 197".
4 التاريخ الكبير "4/ 102"، الجرح والتعديل "4/ 196"، ميزان الاعتدال "2/ 237"، التهذيب "4/ 249، 250".(14/95)
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
قلت: تُوُفّي سنة ثمانٍ، وهو بكنيته أشهر.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
191- سهل بْن المغيرة1.
أبو عليّ البزّاز، إمام مسجد عثمان ببغداد.
حدَّثَ عَنْ: أَبِي مَعْشَر السِّنْديّ، وإسماعيل بْن جعفر، وعبد الرَّحْمَن بْن زيد بْن أسلم، وعَبّاد بْن عَبّاد، وطائفة.
وعنه: ابنه عليّ، ويحيى بْن مُعَلَّى بْن منصور، ومحمد بْن سهل بْن عسكر.
محلُّه الصُّدْق.
192- سيف بن عبيد الله2 -ن- أبو الحسن الجرمي البصري السراج.
عَنْ: شُعْبَة، والأسود بْن شَيْبان، والمسعوديّ، ووَرْقاء، وجماعة.
وعنه: عَمْرو بْن الفلاس، وعُمَر بْن الخطّاب السِّجِسْتانيّ، وحفص بْن عُمَر السَّيّاريّ، وإِسْحَاق بْن يسار النَّصِيبيّ، وآخرون.
قَالَ الفلاس: كَانَ من خِيار الخلْق.
وقال عَمْرو بْن يزيد الْجَرْميّ: ثقة.
"حرف الشين":
193- شَبَابةُ بْن سَوَّار3 -ع- أبو عمرو الفزاري مولاهم المدائني.
عَنْ: ابن أَبِي ذئب، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وشُعْبة، وإسرائيل، وحَريز بْن عثمان، وعَبْد اللَّه بْن العلاء بْن زيد وطائفة.
وعنه: أحمد، وابن رَاهَوَيْه، وابن المَدِينيّ، وابن معين، وأحمد بن الفرات،
__________
1 تاريخ بغداد "9/ 114، 115".
2 التاريخ الكبير "4/ 172"، الثقات لابن حبان "8/ 300"، تهذيب التهذيب "4/ 295".
3 الطبقات الكبرى "7/ 320"، التاريخ الكبير "4/ 270"، الجرح والتعديل "4/ 392"، تهذيب التهذيب "4/ 300، 301".(14/96)
والحَسَن الحَلْوانيّ، وأبو خَيْثَمَة، ومحمد بْن عاصم الثَّقْفيّ، وعبّاس الدُّوريّ، وخلْق.
قَالَ ابن المَدِينيّ، وغيره: كَانَ يرى الإرجاء.
وقال أحمد العِجْليّ: قِيلَ لشَبَابَة: أليس الإيمان قولا وعملا؟
قَالَ: إذا قَالَ فقد عمل.
وقال أبو زُرْعة: رجع شَبَابةُ عَنِ الإرجاء.
وقال أحمد بْن حنبل: كَانَ شُعْبَة يتفقد أصحاب الحديث، فقال يومًا: ما فعل ذاك الغلام الجميل، يعني شَبَابةُ.
وقال ابن قُتَيْبة: خرج إلى مَكَّةَ فمات بها.
وقال جماعة: تُوُفّي سنة ستٍّ ومائتين.
194- شجاع بْن الوليد بْن قيس1.
أبو بدر السَّكُونيّ الكوفيّ العابد، نزيل بغداد.
عَنْ: عطاء بْن السائب، وليث بْن أَبِي سُلَيْم، ومغيرة بْن مُقْسِم، وقابوس بْن أَبِي ظبيان، وخصيف، والأعمش، وموسى بْن عُقْبة، وهشام بْن عُرْوَة، وجماعة.
وعنه: ابنه أبو همّام، والوليد بْن شجاع، وأحمد، وإِسْحَاق، وابن مَعِين، وأبو عُبَيْد، وعلى بْن المَدِينيّ، وأبو بَكْر الصَّنعانيّ، وسَعْدان بْن نَصْر، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، ومحمد بْن المنادي، وعَبْد اللَّه بْن رَوْح، وخلْق.
قَالَ أحمد بْن حنبل: صدوق.
وقال ابن سعْد: كَانَ أبو بدر كثير الصّلاة وَرِعًا.
وقال الثَّوْريّ: لم يكن بالكوفة أعبد منه.
وقال المَرُّوذِيّ: قَالَ أبو عَبْد اللَّه: كنت مَعَ ابن مَعِين، فلقي أبا بدر فقال لَهُ: يا شيخ اتق اللَّه، وانظر هذه الأحاديث لا يكون ابنك يعطيك.
قَالَ أبو عَبْد اللَّه: فاستحييت وتنحيت. فبلغني أَنَّهُ قَالَ: إنّ كنت كاذبًا فعل اللَّه بك وفعل.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 334"، التاريخ الكبير "4/ 261"، الجرح والتعديل "4/ 378، 379"، تهذيب التهذيب "4/ 313، 314".(14/97)
قَالَ أبو عَبْد اللَّه: أرجو أنّ يكون صدوقًا.
ثمّ وثّقه ابن مَعِين وأنصفه.
وروى عَنْهُ توثيقه أحمد بْن زُهير، وغيره.
وَأَمَّا أبو حاتم فقال: ليِّن الحديث، لا يُحْتَجّ بِهِ، إلا أنّ عنده عَنْ محمد بْن عَمْرو أحاديث صِحاح.
قَالَ ابن سعْد، وأبو حسّان الزّياديّ: تُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين.
وقال البخاري: سنة خمس.
195- شريح بن يزيد1 -د. ن- أبو حيوة الحضرمي الحمصي. المقرئ المؤذِّن.
عَنْ: صَفْوان بْن عَمْرو، وسعيد بْن عَبْد العزيز، وأبي البَرّ هُشَيْم حُدَير بْن مَعْدان، وجماعة.
وعنه: ابنه حَيْوَة بْن شُرَيْح، وإِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وأحمد بْن الفَرَج الحجازي، وآخرون.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين.
قرأ عَلَى الكسائي، وله اختيار في القراءة شاذّ.
196- شُعَيْب بْن بَيَان الْبَصْرِيّ الصّفّار2.
عَنْ: أَبِي ظِلالٍ القَسْمَليّ، وشُعْبة، وغيرهما.
وعنه: سليمان بْن سيف الحرّانيّ، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وإبراهيم بْن المُسْتَمرّ العروقي، وجماعة.
تُوُفّي سنة بضعٍ ومائتين.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 334"، الثقات لابن حبان "8/ 313".
2 ميزان الاعتدال "2/ 275"، تهذيب التهذيب "4/ 349، 350".(14/98)
"حرف الصاد":
197- صالح بْن عَبْد الكريم البغداديّ العابد1.
أخذ عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ.
حكى عَنْهُ: عليّ بْن الموفق، ومحمد بْن الحُسين البُرْجُلانيّ.
وكان يَقُولُ: يا أصحاب الحديث ما ينبغي أن يكون أحد أزهد منكم، وإنما تقلّبون دواوين الموتى لَيْسَ بينكم وبين النبي -صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أحدٌ إلا وقد مات.
98- صدقة بْن سابق الكوفيّ2.
سمع: محمد بْن إِسْحَاق.
وعنه: أبو يحيى صاعقة، ومحمد بْن أَبِي عتاب الأعين، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ، وسَعْدان بْن نَصْر، وغيرهم.
وما علمت أحدًا ضعفه.
199- صفوان بن هبيرة3 -ق- أبو عبد الرحمن التيمي العيشي البصري.
عَنْ: أَبِيهِ، وعيسى بْن المسيّب البَجَليّ، وابن جريج، وأبي مكين نوح بْن ربيعة، وغيرهم.
وعنه: الحَسَن بْن عليّ الخلال، ومحمد بْن عُمَر المُقَدَّمّي، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وأبو قِلابة الرَّقَاشيّ، وجماعة. قَالَ أبو حاتم: شيخ.
لَهُ حديث واحد عند ابن ماجة في المريض يشتهي شيئًا4.
200- صلة بْن سليمان5. أبو زيد العطار.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 408"، تاريخ بغداد "9/ 312، 313".
2 التاريخ الكبير "4/ 298"، الجرح والتعديل "4/ 434"، الثقات لابن حبان "8/ 320".
3 الجرح والتعديل "4/ 425"، ميزان الاعتدال "2/ 316"، تهذيب التهذيب "4/ 431".
4 "حديث ضعيف": أخرجه ابن ماجه "3440"، وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف ابن ماجه "3503".
5 التاريخ الكبير "4/ 322"، الجرح والتعديل "4/ 447"، ميزان الاعتدال "2/ 320، 321".(14/99)
عَنْ: محمد بْن عَمْرو، وهشام بْن حَسّان. وعنه: محمد بْن عَبْد الملك الدقيقي، وغيره.
قَالَ أبو داود، وغيره: كذاب، وقد ذكره ابن عديّ، وأورد لَهُ بلايا منها: محمد بْن حرب النَّسائيّ: ثنا صِلَةُ، عَنِ ابْنِ جريج، وعن عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: "مَنْ حَجَّ عَنْ وَالِدَيْهِ أَوْ قَضَى عَنْهُمَا مَغْرَمًا بُعِثَ مَعَ الأَبْرَارِ".
وله عَنْ أشعث الحُدّانيّ، وعنه أيضًا: القاسم بْن عيسى الطّائيّ، وسليمان بْن أحمد الواسطيّ.
وَرَوَى عَبَّاسُ الدُّورِيُّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: كَانَ صلة ببغداد يكذب. ترك النّاس حديثه.
201- صيفي بْن ربعي الأَنْصَارِيّ الكوفي1.
عن: ابن أبي ذئب، وشعبة، والثوري، وجماعة.
وعنه: أبو كُرَيْب، والحسين بْن يزيد الطّحّان، وغيرهما.
قَالَ أبو حاتم: صالح الحديث.
"حرف الضاد":
202- الضّحّاك بْن عثمان بْن الضّحّاك بْن عثمان بْن عَبْد اللَّه الحزاميّ الصغير2.
يروي عَنْ: جَدّه، ومالك. وعنه: ابنه محمد، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وغيرهما.
وكان نسّابةَ قريش، عارفًا بالأخبار وأيام الناس.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 448"، الثقات لابن حبان "6/ 476"، تهذيب التهذيب "4/ 440، 441".
2 الطبقات الكبرى "5/ 422"، ميزان الاعتدال "2/ 324"، تهذيب التهذيب "4/ 447، 448".(14/100)
203- ضَمْرَةُ بْن ربيعة1 -4.
أبو عَبْد اللَّه الْقُرَشِيّ مولاهم الدّمشقيّ. ثمّ الرَّمْليّ.
سمع: عَبْد اللَّه بْن شوذب، ويحيى بْن أَبِي عَمْرو السَّيبانيّ، والأوزاعيّ، ومولاه عليّ بْن أَبِي حملة، ورجاء بْن أَبِي سَلَمَةَ، وإبراهيم بْن أَبِي عَبْلَةَ، وعثمان بْن عطاء الخُراسانيّ، وسُفْيَان الثَّوْريّ، وجماعة.
وعنه: يحيى بْن بُكَيْر، ودُحَيْم، وأبو عُمَيْر عيسى بْن النّحّاس، وعَمْرو بْن عثمان، وهشام بْن عمار، وابن ذَكْوان، ومحمد بْن عَمْرو بْن حنان، وأحمد بْن الفَرَج الحجازيّ، وخلق.
وكان عالمًا نبيلا، لَهُ غلطات، وهو من الثّقات المأمونين.
لم يكن بالشام رَجُل يشبهه.
وفي لفظ عن أحمد بْن حنبل: بقية أحب إليّ منه. والأول أصحّ عند أحمد.
قَالَ ابن مَعِين: ثقة.
قلت: تُوُفّي في رمضان سنة اثنتين ومائتين عَنْ سنٍّ عالية.
وقد روى عَنْهُ من شيوخه: إسماعيل بْن عياش.
وقال فيه آدم بْن أَبِي أياس: ما رأيت أحدًا أعقل لما يخرج من رأسه منه.
وقال ابن سعْد: كَانَ ثقة مأمونًا خيِّرًا. لم يكن هناك أفضل منه.
وقال: مات في أول رمضان سنة اثنتين.
وقال ابن يونس: كَانَ فقيههم في زمانه رحِمَه اللَّه تَعَالَى.
"حرف الطاء":
204- طاهر بْن الحُسين بْن مُصْعَب بن زريق الأمير ذو اليمينين2.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 471"، التاريخ الكبير "4/ 337"، الجرح والتعديل "4/ 467"، التهذيب "4/ 460، 461".
2 تاريخ خليفة "466، 467، 468، 472"، عيون الأخبار "4/ 57"، سير أعلام النبلاء "10/ 108، 109".(14/101)
أبو طلحة الخُزاعيّ. أحد قوّاد المأمون الكِبار، والقائم بأعمال خلافته، فإنّه نَدَبَه، وهو معه بُخراسان، إلى محاربة أخيه الأمين. فسار بالجيوش وظفر بالأمين وقتله.
وكان جوادًا مُمَدَّحًا من أفراد العالم.
روى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن المبارك، وعليّ بْن مُصْعَب عمّه.
وعنه: ابناه: عبد الله أمير خراسان، وطلحة.
وفيه يَقُولُ مقدّس الخلوقيّ الشاعر:
عجبت لحَرَّاقة ابن الحسي ... ن كيف تعوم ولا تغرق؟
وبحران من وفوقها واحدٌ ... وآخر من تحتها مُطبقُ،
وأعجب من ذاك عِيدانُها ... إذا مسّها كفّ لا تورّقُ
وعن بعض الشُّعَراء قَالَ: كَانَ لي ثلاث سنين أتردد إلى باب طاهر بْن الحُسين فلا أصل.
فركب يومًا للعب بالصَّوالجة، فصرتُ إلى الميدان، فإذا الوصول إِلَيْهِ مُتَعَذَّر. وإذا فُرجة من بُستان، فلمّا سَمِعْتُ ضرْبَ الصّوالجة ألقيت نفسي منها، فنظر إليّ وقال: من أنت؟
قلت: أنا باللَّه وبك وإيّاك قصدت، وقد قلت بيتي شِعْر.
قَالَ: هاتِهما.
فأنشدته:
أصبحت بين فصاحة وتجمُّل ... والْحُرُّ بينهما يموت هزيلا
فامْدُدْ إليَّ يدًا تعوّد بطنها ... بذْلَ النّوال وظهرُها التَّقبيلا
فوصله بعشرين ألف درهم.
ويقال: إنّه وقع يومًا بصلات بلغت ألف ألف وسبعمائة ألف درهم.
وكان مَعَ شجاعته وفروسيته خطيبًا بليغًا مُفَوَّهًا أديبًا مهيبًا.
تُوُفّي سنة سبْعٍ ومائتين، وهو في الكهولة.(14/102)
205- طاهر بْن رُشَيْد البزّاز.
أبو عَبْد الرَّحْمَن، قاضي همدان.
عَنْ: سليمان بْن عَمْرو صاحب عَبْد الملك بْن عُمَيْر، وغيره.
وعنه: عَبْدُوَيْه القوّاس، وحمدان بْن المغيرة السَّكُونيّ، وعبد الرحيم بْن يحيى الدَّبِيليّ. ذكره شِيرُوَيْه.
206- طلاب بْن حَوْشب الشَّيْبانيّ1.
أخو العوّام بْن حوشب. يكنى أبا يريم، ويقال: أبو رويم.
روى عن: أخيه، وعاش بعده دهرًا.
عن: جعفر الصادق، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، ومجالد، وغيرهم.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن عُمَر الْقُرَشِيّ، وموسى بْن عَبْد الرَّحْمَن المسروقيّ، ومحمد بْن إسماعيل الأحْمُسيّ، وعباس الدُّوريّ، وهو أكبر شيخٍ لعبّاس.
سُئِلَ عَنْهُ أَبُو حَاتِمٍ، فَقَالَ: صَالِحٌ.
"حرف العين":
207- عابد بْن أَبِي عابد البغداديّ.
أبو بِشْر المقرئ.
قرأ عَلَى: حمزة الزّيّات.
تصدر للإقراء ببغداد زمانًا.
قرأ عَلَيْهِ: خَلَف بْن هشام، وأحمد بْن جُبَيْر، ومحمد بْن الْجَهْم السّمريّ، وغيرهم.
208- عافية بْن أيّوب بْن عَبْد الرحمن2.
مولى دوس. أبو عبيدة المصري.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 502".
2 الجرح والتعديل "7/ 44"، لسان الميزان "3/ 222".(14/103)
روى عَنْ: معاوية بْن صالح، وحيوة بْن شُرَيْح، وسعيد بْن عَبْد العزيز، والمحرز بْن بلال بْن أَبِي هُرَيْرَةَ، وجماعة.
روى عَنْهُ طائفة آخرهم موتًا بحر بْن نَصْر الخَوْلانيّ.
تُوُفّي في شَعْبان سنة أربعٍ ومائتين. قاله ابن يونس.
209- عامر بْن إبراهيم بْن واقد الأشعريّ1.
مولى أَبِي موسى -رضى الله عنه. أبو إبراهيم الأصبهانيّ المؤذِّن.
عَنْ: مبارك بْن فَضَالَةَ، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، ومالك، ويعقوب القُمّيّ، وخطّاب بْن جعفر بْن أَبِي المغيرة، وأبي عُبَيْد اللَّه عذار بْن عُبَيْد اللَّه الأصبهاني، والنعمان بْن عَبْد السّلام، وجماعة.
وعنه: ابناه إبراهيم، ومحمد، وأبو حفص الفلاس، وأسيد بْن عاصم، ويونس بْن حبيب، وحفص بْن عُمَر المهرقانيّ، وآخرون.
قَالَ الفلاس: كَانَ ثقة، من خيار النّاس.
وقال أبو نُعَيْم الحافظ: خرج عامر إلى يعقوب القُمّيّ، فكتب عَنْهُ عامّة كُتُبه. وكان يبيع الخشب.
وقيل لَهُ: لِمَ لَمْ تكتب عَنِ النُّعْمان بْن عَبْد السّلام كُتُبَه؟
قَالَ: كانوا أغنياء، لهم ورّاقون، ولم يكن لي شيء.
تُوُفّي سنة إحدى واثنتين ومائتين.
210- عامر بْن خِداش2. أبو عَمْرو الضَّبّيّ النَّيْسابوريّ. أحد الأئمة والصالحين.
سمع: شريكًا القاضي، وفرج بْن فَضَالَةَ، وعَبّاد بْن العوّام.
وعنه: محمد بْن عَبْد الوهّاب الفراء، والحسين بْن منصور، وغيرهما.
تُوُفّي سنة خمسٍ ومائتين. فيه لين.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 319"، تهذيب الكمال "14/ 11، 12"، تهذيب التهذيب "5/ 61".
2 الثقات لابن حبان "8/ 501"، ميزان الاعتدال "2/ 359".(14/104)
211- عَبّاد بْن يوسف الكِنْديّ الحمصيّ الكرابيسيّ1.
عَنْ: أرطأة بْن المنذر، وصَفْوان بْن عَمْرو، وغيرهما.
وعنه: يزيد بْن عَبْد ربه الْجُرْجُسيّ، وإبراهيم بْن العلاء الزُّبَيْديّ، وعَمْرو بْن عثمان، وغيرهم.
وقد روى عَنْهُ الوليد بْن مُسْلِم، وهو أكبر منه.
وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ"، وَقَالَ: مَاتَ سنة ستٍّ ومائتين.
212- عباءة بْن كليب2 -ق- أبو غسان اللَّيْثيّ الكوفيّ.
عَنْ: مبارك بْن فَضَالَةَ، وحماد بْن سلمة، وداود الطّائيّ العابد، وجُوَيْريه بْن أسماء، وجماعة.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن الوضّاح اللُّؤلُؤيّ، وأبو كُرَيْب عليّ بْن محمد الطّنافسيّ، ومحمد بْن عُمارة الواسطيّ، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ، والحَسَن بْن عليّ بْن عفان، وطائفة.
حدَّثَ بالعراق والريّ.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
وليّنه غيره.
213- عَبْد اللَّه بْن إبراهيم بن عمر بن كيسان3 -د. ن- أبو يزيد الصنعاني.
عن: أبيه، وعميه: حفص، ووهب، ونويس قليل يمانيين.
وعنه: أحمد بن حنببل، وأحمد بْن صالح الْمَصْرِيّ، وعليّ بْن المَدِينيّ، وَسَلَمَةُ بْن شبيب، والرَّماديّ، وطائفة.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بأس.
__________
1 الثقات لابن حبان "8/ 435"، ميزان الاعتدال "2/ 380"، تهذيب التهذيب "5/ 110، 111".
2 الجرح والتعديل "7/ 45"، ميزان الاعتدال "2/ 387".
3 التاريخ الكبير "5/ 41"، الجرح والتعديل "5/ 2، 3"، تهذيب التهذيب "5/ 137".(14/105)
قلت: أخر لَهُ د. ن. هذا الحديث فقط: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مَأنُوسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ صَلاةً بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ هَذَا الْفَتَى، يَعْنِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ1.
قَالَ: فحزرنا في الركوع عشر تسبيحات، وفي السجود عشر تسبيحات.
214- عَبْدِ اللَّه بْنِ إبراهيم بْنِ أَبِي عَمْرو الغِفَارِيّ المدني2 -د. ن- أبو محمد.
عَنْ: أَبِيهِ، وإِسْحَاق بْنُ مُحمد الْأَنْصَارِيّ، ومالك، والمنكدر بْنُ مُحَمَّد وجماعة.
وعنه: سَلَمَةُ بْنُ شَبيب، والْحَسَن بْنُ عَرَفَة، وأبو قلابة الرَّقَاشيّ، ويحيى بْنُ زَكَريّا بْنِ شَيْبان، والكُدَيْميّ، وجماعة.
قَالَ أبو داود، وَغَيْرُهُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابعه عَلَيْهِ الثّقات.
ونسبه ابن حِبّان إلى وضع الحديث.
215- عَبْدُ اللَّه بْنُ إِبْراهيم بْنِ الأغلب التَّميميّ المغربيّ3.
الأمير، ولي إمرة القيروان بعد والده سنة ستٍّ وتسعين ومائة، وأنشأ عدة حصون، وبنى القصر الأبيض بمدينة الْعَبَّاسِيَّةِ الّتي بناها أَبُوهُ. وأنشأ جامعًا عظيمًا بالعباسية طوله مائتا ذراع في مثله. وعمل سقْفه بالآنك وزخرفه.
وَالْعَبَّاسِيَّةُ عَلَى ميلين من القيروان.
مات عَبْدُ اللَّه سنة إحدى ومائتين، وولي بعده أخوه الأمير زيادة اللَّه.
__________
1 "حديث ضعيف": أخرجه أبو داود "888"، والنسائي "1134" مختصرًا، وأحمد في المسند "3/ 162"، وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف سنن أبي داود "888".
2 تهذيب الكمال "14، 274-276"، ميزان الاعتدال "2/ 388، 389"، تهذيب التهذيب "5/ 137، 138".
3 معجم البلدان "1/ 328، 815"، تاريخ ابن خلدون "4/ 197"، النجوم الزاهرة "2/ 169".(14/106)
216- عبد الله بن بكر بن حبيب1 -ع- أبو وهب السهمي الباهلي البصري.
نزيل بغداد. وسمع: أَبَاهُ، وحميدًا الطويل، وابن عون، وهشام بن حسان، وحاتم بن أبي صغيرة، وجماعة.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وعلي بن المديني، وإسحاق الكوسج، وأبو إسحاق الجوزجاني، وعبد الله بن منير المروزي، ومحمود بن غيلان، ومحمد بن الفرج الأزرق، والحارث بن أبي أسامة، وعباس الدوري، ومحمد بن أحمد بن أبي العوم.
وثقه أحمد، وجماعة.
وقال: وسمعتُ من سَعِيد بْنِ أَبِي عَرُوبَة سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة.
تُوُفّي في المحرَّم سنة ثمان ومائتين.
وكان فقيهًا محدثًا. وكان أَبُوهُ رأسًا في العربية.
اختلف أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ في سطر وسطر فحكّما بكْرًا عليهما.
217- عَبْدُ اللَّه بْنُ حُمْرَان بْنِ عَبْدِ اللَّه بْنِ حُمران بْنِ أبان2.
أبو عَبْدِ الرَّحْمَن العُثْمانيّ، مولاهم الْبَصْرِيّ.
عَنْ: ابن عَوْن، وعوف، وعبد الحميد بْنُ جعفر الْأَنْصَارِيّ، وابن أَبِي عَرُوبَة، وجماعة.
وعنه: أحمد بْنُ حَنْبل، وأبو خَيْثَمَة، ومحمد بْنُ المُثَنَّى، وبُنْدار، وبكار بْنُ قُتَيْبة، ويزيد بْنُ سِنان الْبَصْرِيّ، وإبراهيم بْنُ مرزوق الذين سكنوا مصر، وأسيد بْنُ عاصم الأصبهانيّ، وطائفة.
قال أبو حاتم: مستقيم الحديث، صدوق.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 295"، التاريخ الكبير "5/ 52"، الجرح والتعديل "5/ 16"، التهذيب "5/ 162، 163".
2 التاريخ الكبير "5/ 73"، الجرح والتعديل "5/ 41"، تهذيب التهذيب "5/ 191، 192".(14/107)
وقال ابن أَبِي عاصم: مات سنة ستٍّ ومائتين.
218- عَبْدُ اللَّه بْنُ خَلَف الكِلابيّ1.
ويقال: الطُّفَاويّ. أبو محمد الْبَصْرِيّ.
لم يذكره ابن أبي حاتم.
سمع من: هشام بْنِ حسّان، وهو مُقِلّ.
روى عَنْهُ: أَحْمَد بن سَعِيد الدّارميّ، وإبراهيم بْن مرزوق الْمَصْرِيّ، وعثمان، وابن طالوت. له حديث وقد خُولِف فيه.
قَالَ العُقَيْليّ: في حديثه وهم ونكارة.
219- عَبْدُ اللَّه بْنُ سَعِيد الأُمَويّ الكوفيّ2.
أخو يحيى بْنِ سَعِيد.
عَنْ: زياد البكائي.
وكان ثقة علّامة في اللغة وَالْعَرَبِيَّةِ.
حكى عَنْهُ أبو عُبَيْدٍ القاسم كثيرًا.
توفي شابًا بعد سنة ثلاثة مائتين.
وروى عَنْ أَبِيهِ أيضًا.
حدَّثَ عَنْهُ: ابن نُمَيْر، وأحمد بْنُ إبراهيم الدَّوْرقيّ.
220- عَبْدُ اللَّه بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ مُلَيحة النَّيْسابوريّ3.
أبو محمد، مسجده بِسِكَّةِ حرب.
أكثر عَنْ: عكرمة بْنِ عمّار، وشُعْبة، والثَّوْريّ، ونهشل بْنِ سَعِيد.
وعنه: أحمد بن نصر المقرئ، وأحمد بن حرب الزاهد.
__________
1 ميزان الاعتدال "2/ 414"، لسان الميزان "3/ 281، 282".
2 التاريخ الكبير "5/ 104"، الجرح والتعديل "5/ 72".
3 ميزان الاعتدال "2/ 454"، لسان الميزان "3/ 308".(14/108)
قال الحاكم: الغالب على حديثه المناكير.
221- عبد الله بن عثمان بن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص1 -ت- الزهري المدني. كان ذا عدد في النسب إلى سعْد.
روى عَنْ: جَدّه لأُمّه مالك بْنِ حمزة بْنِ أُسَيْدٍ السّاعديّ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
وعنه: إبراهيم بن عبد الله الهروي، وأحمد بن عَبْدِ الرَّحْمَن ابن أخي ابن وهْب، ومحمد بْنُ صالح بْنِ النطاح، والكُدَيْميّ، وغيرهم.
قَالَ ابن مَعِين: لا أعرفه.
وقال أبو حاتم: شيخ.
قلت: لَهُ حديث في فضل العبّاس وبنيه. رواه ابن ماجة.
222- عَبْدُ اللَّه بْنُ عِصْمة البُنانيّ النَّصيبيّ2 -ق- شيخ مُقِلّ.
يروي عَنْ: سَعِيد، عَنْ نافع، وعن: حمّاد بْنِ سَلَمَةَ، وأبي القُطُوف الجراح بْنِ منهال، وأسد بْنِ عَمْرو، ومحمد بْنِ سَلَمَةَ البنائي.
وعنه: عليّ بْنُ الحُسين البزّاز شيخٌ لمُطِّين، ويعقوب بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسب، ومبارك بْنُ عَبْدِ اللَّه السراج، وميمون بن الأصبغ، وغيرهم.
قال العقيلي: يرفع الأحاديث ويزيد فيها.
وقال ابْنُ عديّ: لم أر للمتقدمين فيه كلامًا. ورأيت لَهُ أحاديث أنكرها.
223- عَبْدُ اللَّه بْن عطارد بْن أذينة الطّائيّ الْبَصْرِيّ3.
عَنْ: ثور بْن يزيد، وهشام بْن الغاز، ومسعر بْن كدام، وموسى بْن عليّ بْن رباح.
وعنه: عَبْد الغفار بْن عَبْد اللَّه، والخليل بْن ميمون، وصُهَيْب بْن محمد بن عباد، وإسحاق بن عيسى الأيلي.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 112"، ميزان الاعتدال "2/ 460"، تهذيب التهذيب "5/ 312، 313".
2 تهذيب الكمال "15/ 311"، ميزان الاعتدال "2/ 461"، تهذيب التهذيب "5/ 322".
3 المجروحين لابن حبان "2/ 18، 19"، ميزان الاعتدال "2/ 462".(14/109)
وكان ضعيفًا. قَالَ ابن حِبّان: منكر الحديث جدًا.
وقال ابن عديّ: منكر الحديث.
224- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي أمية المَوْصِليّ1. أحد من عُني بالحديث.
روى الكثير عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ، وشريك القاضي.
روى عَنْهُ: أحمد بْن عليّ السِّمسار، وغيره.
فقد بطريق مَكَّةَ سنة ستٍّ ومائتين، رحمه اللَّه.
ورّخه يزيد بْن محمد الْأَزْدِيّ.
225- عَبْد اللَّه بْن أَبِي جعفر عيسى بْن ماهان الرّازيّ التاجر2 -د- عَنْ: أَبِيهِ أَبِي جعفر، وشُعْبة، وأيوب بْن عُتْبة اليَمَانيّ، وقيس بْن الربيع، وغيرهم.
وعنه: الحَسَن بْن عُمَر بْن شقيق، وعمّار بْن الحَسَن، وعبد الرَّحْمَن بْن زُرَيْق، وشبيب بْن الفضل، ومحمد بْن عَمْرو زُنَيْج، وإبراهيم بْن موسى الفرّاء، وطائفة.
وقال محمد بْن حُمَيْد: كَانَ فاسقًا. سَمِعْتُ منه عشرة آلاف حديث فرميت بها.
وقال ابن عديّ: بعض حديثه لا يُتابَع عَلَيْهِ.
وقال أبو زُرْعة، وأبو حاتم: صدوق.
226- عَبْد اللَّه بْن كثير بْن جعفر بْن أَبِي كثير الْأَنْصَارِيّ3 -ق- مولاهم الْمَدَنِيّ، أبو عُمَر ابن أخي إسماعيل بْن جعفر.
يروي عَنْ: أَبِيهِ، وكثير بْن عَبْد اللَّه الْمَدَنِيّ، وسعد بن سعيد المقبري.
وعنه: عباس العنبري، ويحيى بن أيوب المقابري، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، والزبير بن بكار. وهو مقل.
__________
1 الكامل في التاريخ "4/ 14، 204".
2 الجرح والتعديل "5/ 127"، ميزان الاعتدال "2/ 404"، تهذيب التهذيب "5/ 176، 177".
3 تهذيب الكمال "5/ 461-463"، ميزان الاعتدال "1/ 473"، تهذيب التهذيب "5/ 366".(14/110)
227- عبد الله بن معاذ الصنعاني1 -ت. ق- مولى خَالِد بْن غلّاب.
عَنْ: مَعْمَر، ويونس بْن يزيد.
وعنه: إبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، ومحمد بْن يحيى العَدَنيّ، وعبد العزيز بْن يحيى صاحب "الجيدة"، وأبو خَيْثَمَة، والزُّبَير بْن بكّار، وطائفة.
قَالَ ابن مَعِين: هُوَ ثقة إلا أن عبد الرزاق كَانَ يكذبه.
وقال أبو زُرْعة: أَنَا أقول: هو أوثق من عبد الرزاق.
وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس بِهِ.
228- عَبْد اللَّه بْن ميمون بْن داود القداح المخزومي2 -ت- مولاهم المكي.
عن: يحيى بْن سَعِيد الْأَنْصَارِيّ، وجعفر الصادق، ومحمد بْن أَبِي حُمَيْد، وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، وجماعة.
وعنه: زياد بْن يحيى الحساني، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد المقدسيّ، وأحمد بْن شَيْبان الرَّمْليّ، وأحمد بْن الأزهر النَّيْسابوريّ، ومؤمل بْن إهاب، وعبد الوهّاب بْن فُلَيْح الْمَكِّيّ، وآخرون.
قَالَ الْبُخَارِيّ: ذاهب الحديث.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عَلَيْهِ.
وقال التِّرْمِذيّ: منكر الحديث.
خرج لَهُ في "الجامع" حديثًا في "القدر"3.
__________
1 التاريخ الكبير "5/ 212"، الجرح والتعديل "5/ 173"، ميزان الاعتدال "2/ 506"، تهذيب التهذيب "6/ 37، 38".
2 التاريخ الكبير "5/ 206"، الجرح والتعديل "5/ 172"، ميزان الاعتدال "2/ 512"، تهذيب التهذيب "6/ 49".
3 "حديث صحيح": أخرجه الترمذي "2144"، وابن عدي في الكامل "4/ 1506"، وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة "2439".(14/111)
229- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن المغيرة بْن نشيط1.
أبو الحَسَن، مولى جعدة بْن هُبَيْرة المخزومي. كوفيّ متروك. سكن مصر وروى الطامّات.
عَنْ: مالك بْن مِغْوَلٍ، والثَّوْريّ، ومسعر، وعبد العزيز بْن أَبِي رَوَّاد.
وعنه: محمد بْن عَبْد اللَّه بْن البرقي، ومحمد بْن يوسف بْن أَبِي مَعْمَر، ومقدام بْن داود الرُّعَيْنيّ، ومؤمّل بْن إهاب، وآخرون.
قَالَ النَّسائيّ: روى عن الثوري، ومالك بن مغول أحاديث كانا أتقى لله من أنّ يحدّثا بها.
وقال ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ أَحَادِيثِهِ لا يُتَابَعُ عَلَيْهَا، ومع ضعفه يكتب حديثه.
وقال ابن يونس: مات في خامس رجب سنة عشرٍ ومائتين.
230- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ربيعة بْن قُدَامة بْن مظعون2.
أبو محمد القُداميّ المصِّيصيّ.
عَنْ: مالك، وإبراهيم بْن سعْد، وطائفة.
وعنه: صالح بْن عليّ النَّوْفليّ، ومحمد بْن أبان القلانسيّ، وإبراهيم بْن محمد الصّفّار، وإِسْحَاق بْن إبراهيم بْن سهم، وغيرهم.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَحِلُّ ذِكْرُهُ فِي الْكُتُبِ إلا على سبيل الاعتبار. وقال أبو عَبْد اللَّه الحاكم: يروي عَنْ مالك الموضوعات.
231- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عُمارة3. أبو محمد القداح الْأَنْصَارِيّ الْمَدَنِيّ.
عَنْ: ابن أَبِي ذئب، وسليمان بْن بلال، ومَخْرَمة بْن بُكَيْر، وجماعة.
وعنه: عُمَر بْن شَبَّة، ومحمد بْن سعْد، والفضل بْن سهل، وآخرون.
وكان عالمًا بالنسب، ولم يضعفه أحد. ذكره الخطيب، وغيره.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 158"، لسان الميزان "3/ 332، 333".
2 المجروحين لابن حبان "2/ 39، 40"، ميزان الاعتدال "2/ 488، 489".
3 الجرح والتعديل "5/ 158"، تاريخ بغداد "10/ 62".(14/112)
232- عَبْد اللَّه بْن نافع الصّائغ الْمَدَنِيّ المخزوميّ1 -ن. ء- مولاهم الفقيه.
عَنْ: أسامة بْن زيد اللَّيْثيّ، وابن أَبِي ذئب، وداود بْن قيس الفراء، وسليمان بْن يزيد الكَعْبيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن حَسَن الّذي ثار بالمدينة، ومالك بْن أنس، والليث بْن سعْد، وكثير بْن عَبْد اللَّه بْن عَوْف، وخلق.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وسَحْنُون الفقيه، وأحمد بْن صالح الحافظ، وَسَلَمَةُ بْن شبيب، والحَسَن بْن عليّ الخلّال، ويونس بْن عَبْد الأعلى، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، وأحمد بْن الحَسَن التِّرْمِذيّ، والزُّبَير بْن بكّار، وخلق.
قَالَ أبو طَالِب، عَنْ أحمد بْن حنبل: كَانَ صاحب رأي مالك. وكان يُفتي أهل المدينة. ولم يكن صاحب حديث؛ كَانَ ضيّقًا فيه.
وقال الْبُخَارِيّ: يُعرف وينكر.
وقال أبو حاتم: هُوَ لين في حفظه، وكتابه أصحّ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ عديّ: روى عَنْ مالك غرائب.
لكن لم يرو ابن عديّ في ترجمته إلّا حديثًا واحدًا فوهم فيه وهمًا منكرًا. ذَلِكَ أَنَّهُ روى بإسناده، عَنْ عَبْد الوهّاب بْن بخت، أحد القدماء الذين ماتوا في خلافة هشام بْن عَبْد الملك، وعن عَبْد اللَّه بْن نافع، عَنْ هشام بْن عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، فذكر حديثًا. ثمّ قَالَ: وإذا روى عَنْ عَبْد اللَّه مثل عَبْد الوهّاب بْن بخت يكون ذَلِكَ دليلًا عَلَى جلالته. وهو من رواية الكبار عَنِ الصغار.
قلت: لم يولد صاحب الترجمة إلّا بعد موت عَبْد الوهّاب بدهر. وإنما عَبْد الوهّاب بْن نافع هذا ابن مولى ابن عُمَر قديم الموت. وأما الصائغ فمتأخر.
وقال ابن سعْد: كَانَ قد لزم مالكا لزومًا شديدًا، وهو دون معني. وتُوُفّي في رمضان سنة ست ومائتين.
__________
1 الطبقات الكبرى "5/ 438"، التاريخ الكبير "5/ 213"، الجرح والتعديل "5/ 183، 184"، التهذيب "6/ 51-53".(14/113)
233- عبد الله بن واقد1. أبو عبادة الحرّانيّ. أحد الضعفاء.
عَنْ: ابن جُرَيْج، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وحنظلة بْن أَبِي سُفْيَان، وفايد أَبِي الورقاء.
وعنه: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وإِسْحَاق بْن الصيف، وسَعْدان بْن نَصْر، ومحمد بْن يحيى الحرّانيّ، وغيرهم.
قَالَ الْبُخَارِيّ: تركوه. منكر الحديث.
وقال النَّسائيّ: متروك الحديث.
وأمّا ابن مَعِين فاختلف قولْه فيه.
وقال أحمد: ما بِهِ بأس. يشبه أهل النسك والخير.
قلت: تُوُفّي سنة سبْعٍ ومائتين، وقيل: سنة عشر.
234- عَبْد اللَّه بْن الوليد بْن ميمون العدني2 -د. ت. ن- أبو محمد. مولى عثمان -رضى الله عنه.
وكان يَقُولُ: أَنَا مكّيّ، فلم يقال لي: العَدَنيّ؟
قلت: هُوَ لقب لَهُ.
روى عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ، ومصعب بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وزمعه بْن صالح، وإبراهيم بْن طِهْمان، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن نَصْر النَّيْسابوريّ، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد المقدسي، ومؤمّل بْن إهاب، وجماعة.
قَالَ أحمد بْن حنبل: لم يكن صاحب حديث، وحديثه حديث صحيح.
وقال أبو زُرْعة: صدوق.
قلت: واستشهد به البخاري في "الصحيح".
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 486"، التاريخ الكبير "5/ 219"، الجرح والتعديل "5/ 191، 192"، التهذيب "6/ 66-68".
2 التاريخ الكبير "5/ 217، 218"، الجرح والتعديل "5/ 188"، تهذيب التهذيب "6/ 70".(14/114)
235- عَبْد الأعلى بْن سليمان1.
أبو عَبْد الرَّحْمَن العبْديّ الزرّاد.
سمع: هشام بْن حسان، وهشامًا الدستوائي، وغالبًا القطان.
وعنه: علي بن حرب، والرَّماديّ، ويعقوب السَّدُوسيّ، ومحمد بْن سعْد العَوْفيّ، وجماعة. وهو مستور.
236- عَبْد الحميد بْن أَبِي أُوَيْس عَبْد اللَّه بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ بْنُ أَبِي عامر2.
أبو بَكْر الأصبحيّ الْمَدَنِيّ الأعشى، أخو إسماعيل.
عَنْ: أَبِيهِ، وسليمان بْن بلال، وابن أَبِي ذئب، وسُفْيَان الثَّوْريّ، ومحمد بْن أَبِي حُمَيْد، والربيع بْن مالك عمّ جَدّه، وجماعة.
وقيل: إنّه روى عَنِ ابن عجلان.
وعنه: أخوه، وأيوب بْن سليمان بْن بلال، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وإِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، ومحمد بْن رافع، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، وهو آخر من حدَّثَ عَنْه.
وثّقه ابن مَعِين، وغيره.
ومات سنة اثنتين ومائتين. قاله أخوه.
وقد قرأ القرآن عَلَى نافع.
روى عَنْهُ القراءة: أحمد بْن صالح، وإبراهيم بْن محمد المدنيّ.
237- عبد الحميد بن عبد الرحمن3 -خ. د. ت. ق- أبو يحيى الحماني الكوفي.
ولاؤه لحمان. وهم بطن من تميم. وأصله خوارزمي، ولقبه "بشمين".
__________
1 الكنى والأسماء للدولابي "2/ 67"، تاريخ بغداد "11/ 71".
2 التاريخ الكبير "6/ 50، 51"، الجرح والتعديل "6/ 15"، تهذيب التهذيب "6/ 118".
3 الطبقات الكبرى "6/ 399"، التاريخ الكبير "6/ 45"، الجرح والتعديل "6/ 16"، تهذيب التهذيب "6/ 120".(14/115)
روى عَنْ: الأعمش، وبُرَيْد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي بُرْدَة، والحسن بن عمارة، وأبي حنيفة، وطلحة بن يحيى بن طلحة التيمي، وطلحة بن عمرو المكي، وجماعة.
وعنه: ابنه يحيى، وأحمد بن عمر الوكيعي، وأحمد بن عبد الحميد الحارثيّ، والحسن بن علي الخلال، وعباس الدوري، ومحمد بن عاصم الثقفي، والحسن بن علي بن عفان، وخلق، والبخاري، عَنْ محمد بْن خَلَف، عَنْهُ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وقال أبو داود: كَانَ داعيةً في الإرجاء.
وقال هارون الحمّال: مات سنة اثنتين ومائتين.
238- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بن عطية1.
أبو سليمان الداراني الزّاهد، شيخ أهل الشام في زمانه.
قَالَ أحمد بْن أَبِي الحواري: مات سنة خمس ومائتين.
وقال أبو يعقوب القرّاب، وأبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ: سنة خمس عشرة ومائتين.
ستأتي ترجمته في الطبقة التالية.
239- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حمّاد التَّميميّ الكوفي المقرئ2.
واسم أَبِيهِ شُكيل، يكنى أبا محمد.
قرأ عَلَى حمزة، وكان من جلة أصحابه. ثمّ قرأ عَلَى: أَبِي بَكْر بْن عياش.
وروى الحروف عَنْ: نافع: وشَيْبان النَّحْويّ، وعيسى بن عمر.
وسمع من: إسرائيل بن يونس، ويحيى بن سلمة بن كهيل، وفطر بن خليفة، وطائفة.
روى عنه: الحسن بن جامع، ومحمد بن جنيد، وإسحاق بن الحجاج، ومحمد بن عيسى، وهارون بن حاتم، ومحمد بن الهيثم، وآخرون.
__________
1 سيأتي ترجمته في الطبقة التالية برقم "226".
2 الجرح والتعديل "5/ 244".(14/116)
240- عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الدشتكي1.
أبو محمد الرازي المقرئ. ودشتك محلة بالري.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وعُمَر بْن أَبِي قيس الرّازيّ، وأبي جعفر الرّازيّ، وزهير بْن معاوية، وإبراهيم بْن طِهْمان، وأبي حمزة السُّكّريّ، وجماعة.
وعنه: ابنه أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن، وأحمد بْن سَعِيد الرباطيّ، وأحمد بْن الفُرات، وعبد بْن حُمَيْد، وأحمد بْن الأزهر، وعامة أهل الرّيّ.
وقد رآه أبو حاتم وسمع كلامه. وقال: كَانَ رجلًا صالحًا صدوقًا.
وقال ابن مَعِين: لا بأس بِهِ.
241- عَبْد الرَّحْمَن بْن علقمة2.
أبو يزيد السَّعْديّ المَرْوَزِيّ.
سمع: أبا حمزة السُّكّريّ، وحمّاد بْن زيد، وجماعة.
وكان فقيهًا بصيرًا بالرأي والحديث.
أخذ الفقه عَنْ: محمد بْن الحَسَن.
روى عَنْهُ: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن أبي طَالِب، وجعفر الصائغ، وغيرهم.
أكره عَلَى قضاء سرخس فحكم مدة، ثمّ هرب فرارًا بدينه، رحمه اللَّه.
242- عَبْد الرَّحْمَن بْن غزوان3 -خ. د. ت. ن- أبو نوح الخزاعي، ويقال: الضبي مولاهم الملقب بقراد.
سكن بغداد، وحدَّثَ عَنْ: عَوْف الأَعْرابيّ، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وعكرمة بْن عمار، وشُعْبة، وجرير بْن حازم، وجماعة.
__________
1 التاريخ الكبير "5/ 315"، الجرح والتعديل "5/ 254، 255"، تهذيب التهذيب "6/ 207".
2 الجرح والتعديل "5/ 273"، الثقات لابن حبان "8/ 375".
3 الطبقات الكبرى "7/ 335"، الجرح والتعديل "5/ 274"، ميزان الاعتدال "2/ 581، 582"، التهذيب "6/ 247-249".(14/117)
وعنه: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وإبراهيم بْن يعقوب الْجُوزَجَانيّ، وعباس الدُّوريّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، وعبد اللَّه بْن أَبِي مَسَرّة، ومحمد بْن سعْد العَوْفيّ، ومحمد بن إسحاق الصنعاني، والحارث بن أبي أسامة، وخلق.
وروى عنه من القدماء: أبو مُعَاوِيَة.
قَالَ مجاهد بْن موسى: ما كتبت عَنْ شيخ كَانَ أحرّ رأسًا منه، وإنّما كَانَ يهدر: ثنا شعبة، ثنا شغبة.
وقال ابن المَدِينيّ، وابن نُمَيْر: ثقة.
وقال ابن مَعِين: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال أحمد بْن حنبل: كَانَ عاقلًا من الرجال.
وقال ابن حِبّان: كَانَ يخطئ فيتخالج في القلب منه لروايته عَنِ الَّليْث، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عَائِشَةَ، قصة المماليك وضربهم.
تُوُفّي سنة سبْعٍ.
243- عَبْد الرَّحْمَن بْن قلوقا الكوفيّ القارئ1.
قرأ عَلَى: حَمْزَةَ، ثمّ عَلَى سُلَيْم.
قرأ عَلَيْهِ: رجاء بْن عيسى الجوهريّ، وغيره.
244- عَبْد الرَّحْمَن بْن قيس2.
أبو معاوية الزَّعْفرانيّ الْبَصْرِيّ، ثمّ البغداديّ. نزيل نَيْسابور.
عَنْ: حُمَيْد الطويل، وعبد اللَّه بْن عَوْن، والثَّوْريّ، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن الفُرات، ومحمد بْن إِسْحَاق الصَّنعانيّ، وجماعة.
وهو مجمع عَلَى ضعفه.
روى له الترمذي حديثًا في "الشمائل".
__________
1 غاية النهاية "1/ 376".
2 التاريخ الكبير "5/ 339"، الجرح والتعديل "5/ 278"، تهذيب التهذيب "6/ 258".(14/118)
وقال أبو زُرْعة: كذّاب.
وكذّبه عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ.
أَنْبَأَنِي يَحْيَى الصَّيْرَفِيُّ: أنا عَبْدُ الْقَادِرِ الرَّهَاوِيُّ الْحَافِظُ: أَنَا مَسْعُودٌ الثَّقَفِيُّ، أَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مَنْدَهْ، أَنَا أَبِي، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْعَشْرَاءِ الدَّارِمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الْعَتِيرَةِ فَحَسَّنَهَا1. تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ.
قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ: ثَنَا أَبِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ، فَذَكَرَهُ.
قَالَ أَبِي: ذَكَرْتُهُ لابْنِ حَنْبَلٍ فَاسْتَحْسَنَهُ. وَقَالَ: هَذَا مِنْ حَدِيثِ الْأَعْرَابِ، أَمْلِهِ عَلَيَّ. فَكَتَبَهُ عَنِّي.
245- عَبْد الرَّحْمَن بْن الْمُغِيرَةُ2 بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِد بْن حكيم بْن حزام -خ. د- أبو القاسم الأَسَديّ الحزاميّ الْمَدَنِيّ.
عَنْ: أَبِيهِ، ومالك، وعبد الرَّحْمَن بْن عياش السمعي، والدراوردي، وغيرهم.
وعنه: إبراهيم بْن حمزة الزبيري، وأبو بَكْر عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الملك بْن شَبَّة، والزُّبَير بْن بكّار، وآخرون.
246- عَبْد الرَّحْمَن بْن يوسف بْن مَعْدان الأصبهاني3.
أخو الزّاهد محمد بْن يوسف.
روى عَنْ: عثمان بْن زائدة.
روى عَنْهُ: صالح بْن مِهْران، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتة، ومحمد بْن عاصم الثقفي. توفي سنة عشرين.
__________
1 "حديث موضوع": وفيه صاحب الترجمة وقد كذب كما تقدم.
2 التاريخ الكبير "5/ 354"، الجرح والتعديل "5/ 288"، تهذيب التهذيب "6/ 276".
3 حلية الأولياء "8/ 236".(14/119)
247- عَبْد الرحيم بْن حمّاد الثَّقْفيّ الْبَصْرِيّ1.
عَنِ: الأعمش.
قَالَ العُقَيْليّ: حدَّثَ عَنِ الأعمش ممّا لَيْسَ من حديثه.
وعنه: يزيد بْن محمد العُقَيْليّ. جدّي.
وحدَّثَ عَنْ عَمْرو بْن عُبَيْد أيضًا.
248- عَبْد الرحيم بْن هارون الغسانيّ الواسطيّ2. أبو هشام، نزيل بغداد.
عَنْ: عَبْد اللَّه بْن عَوْن، وعوف، وهشام بْن حسان، وشُعْبة، وعبد العزيز بْن أَبِي رواد.
وعنه: يحيى بْن موسى ختّ، وعبد بْن حُمَيْد، ومحمد بْن عَبْد الملك الدقيقيّ، وأحمد بْن سليمان الرهاويّ.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: متروك الحديث يكذب. وقال أبو حاتم الرّازيّ: لا أعرفه.
وحسّن ت. حديثه.
249- عَبْد السّلام بْن هاشم3.
أبو عثمان الْبَصْرِيّ البزار.
سمع: شُعْبَة، وحنبل بْن عَبْد اللَّه الْبَصْرِيّ، وعثمان بْن سعْد الكاتب، والعلاء بْن المغيرة، وخالد بْن برد، وطائفة.
وعنه: أبو الربيع الزهرنيّ، وعثمان بْن طالوت، ومحمد بْن عُمَر المقدسي، وهلال بْن بِشْر. شهد عَلَيْهِ أبو حفص الفلّاس بالكذب.
250- عَبْد الصَّمد بن حسان4. أبو يحيى المروذي.
__________
1 ميزان الاعتدال "2/ 603، 604"، لسان الميزان "4/ 5".
2 التاريخ الكبير "6/ 103"، الجرح والتعديل "6/ 340"، تهذيب التهذيب "6/ 308، 309".
3 التاريخ الكبير "6/ 66"، الجرح والتعديل "6/ 47"، ميزان الاعتدال "2/ 619".
4 الطبقات الكبرى "7/ 375"، التاريخ الكبير "6/ 105"، الجرح والتعديل "6/ 51"، ميزان الاعتدال "2/ 620".(14/120)
عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ، وزائدة، وإسرائيل، وخارجة بْن مُصْعَب، ومالك بْن أنس.
وعنه: محمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وأحمد بْن يوسف السُّلَميّ، وأحمد بْن مُعَاذ السُّلَميّ، وأيوب بْن الحَسَن الزّاهد، ومحمد بْن عَبْد الوهّاب العبْديّ الفراء.
وكان إمامًا فقيهًا، ولي قضاء هَراة، وغيرها.
وتُوُفّي سنة عشر ومائتين.
لم يخرجوا لَهُ شيئًا في الكتب. وهو من مَرْو الروذ.
قَالَ عليّ بْن قُدَامة: ثنا عَبْد الصَّمد بْن حسان قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْريّ يَقُولُ: مر شيخ فظننته صاحب حديث، فقلت: عندك حديث؟ فقال: ما عندي حديث ولكن عند عتيق. قَالَ: وكان يهوديًا خمّارًا.
روى عَنْ أحمد بْن حنبل أَنَّهُ ترك حديث عَبْد الصَّمد.
وقال السليماني: روى عَنْهُ الْبُخَارِيّ في "المبسوط".
251- عَبْد الصَّمد بْن عَبْد الوارث بْن سعَيِد بن ذكوان1 -ع- أبو سهل التميمي العنبري، مولاهم الْبَصْرِيّ التنوري.
عَنْ: أَبِيهِ، وعكرمة بْن عمار، وهشام الدَّسْتُوائيّ، وهمام بْن يحيى، وأبان العطار، وأبي خلدة خالد بْن دينار، وربيعة بْن كلثوم، وإسماعيل بْن مُسْلِم العبْديّ، وحرب بن شداد، وحرب بْن أبي العالية، وحرب بْن ميمون، وخلق.
وعنه: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، ويحيى بْن مَعِين، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وحجاج بْن الشاعر، وبُنْدار، وهارون بْن عَبْد اللَّه، وعبد بْن حُمَيْد، وابنه عَبْد الوارث بْن عَبْد الصَّمد، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وخلق.
وكان من ثقات البصريين وحفاظهم.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال محمد بن سعد وجماعة: توفي سنة سبع ومائتين.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 300"، التاريخ الكبير "6/ 150"، الجرح والتعديل "6/ 50، 51"، التهذيب "6/ 327، 328".(14/121)
عَبْد الصَّمد بْن النُّعْمان من الطبقة الآتية.
252 - عَبْد العزيز بْن أبان بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن العاص1 بْن أَبِي أحيحة سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ. أَبُو خَالِدٍ الْقُرَشِيّ الأُمَويّ السّعيديّ الكوفيّ. نزيل بغداد. وأحد المتروكين.
عَنْ: هشام الدَّسْتُوائيّ، ومِسْعَر، وفِطْر بْن خليفة، وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، وَيُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وشُعْبة، والثَّوْريّ، وطائفة كبيرة.
وعنه: الحَسَن بْن مُكْرَم، والحارث بْن أَبِي أسامة، ومحمد بْن الْجَهْم السّمريّ، ومحمد بْن أحمد بْن أَبِي العوام الرّياحيّ، وإدريس بْن جعفر العطّار، وجماعة.
قَالَ أحمد بْن حنبل: لما حدَّثَ بحديث المواقيت تركته.
وقال ابن معين: كذاب، حدَّثَ بأحاديث موضوعة.
وقال أبو حاتم: متروك، لا يُكتَب حديثه.
وقال الْبُخَارِيّ: تركوه.
وقال ابن سعْد: وُلّي قضاء واسط، ثمّ عُزل. فقدِم بغداد وبها تُوُفّي في رابع عشر من رجب سنة سبْعٍ ومائتين.
وقال الحارث بن أبي أسامة: كَانَ كثير العيال شديد الفقر.
253- عَبْد العزيز بن أبي رزمة غزوان2 -د. ت- أبو محمد اليشكري مولاهم المَرْوَزِيّ.
عَنْ: شُعْبَة، وإسرائيل، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه المسعودي، وجُوَبْير بْن سَعِيد، وأبي المُنِيب عَبْد اللَّه العَتَكيّ، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وجماعة.
وعنه: ابنه محمد بْن عَبْد العزيز، وأحمد بْن منصور زاج، وعبد بْن حُمَيْد، وأبو وهْب محمد بْن مزاحم، وجماعة من المراوزة.
__________
1 الطبقات الكبرى "6/ 404"، التاريخ الكبير "6/ 30"، الجرح والتعديل "5/ 277، 278"، تهذيب التهذيب "6/ 329".
2 الطبقات الكبرى "7/ 376"، التاريخ الكبير "6/ 29"، الجرح والتعديل "5/ 392"، تهذيب التهذيب "6/ 336، 337".(14/122)
وكان قد حجّ في سنة خمسٍ وخمسين ومائة، وسمع من جماعة.
وُلِد سنة تسعٍ وعشرين ومائة، ومات في المحرَّم سنة ستٍّ ومائتين.
ذكره ابن حِبّان في "الثّقات".
254- عَبْد العزيز بْن النُّعْمان المَوْصِليّ1.
روى عَنْ: شُعْبَة، وكثير بْن سُلَيْم.
وعنه: الْحَسَن بْن محمد الزَّعْفَرانيّ، وعلي بْن حرب. قاله ابن أبي حاتم.
ثم قَالَ: سُئل أَبِي عَنْهُ، فقال: مجهول.
255- عَبْد العزيز بْن الوليد بْن سليمان بْن أَبِي السّائب الْقُرَشِيّ الدّمشقيّ2.
روى عَنْ: أَبِيهِ، والأوزاعي، وأيّوب بْن تميم.
وعنه: بقية، ودُحَيْم، وهشام بْن عمار، ومحمود بْن خَالِد، وأحمد بْن أَبِي الحواري، وأحمد بْن إبراهيم الدَّوْرقيّ، وآخرون.
ويُعرف بعبيد الزّاهد. وكان كبير القدر.
قَالَ هشام بْن عمّار: ما أدركنا أعبد منه.
وقال الوليد بْن عُتْبة: ما أدركنا أفضل منه.
وقال أبو زُرْعة الدّمشقيّ: كَانَ أورع أهل زمانه، وهو الّذي يُعرف بعُبَيْد.
256- عَبْد الغفّار3.
أبو حازم. خُراسانيّ رابط بعكا.
وروى عَنْ: محمد بْن منصور، عَنِ ابن المُنْكِدر.
وروى عَنْ: مالك بْن مِغْوَلٍ، وسُفْيَان الثَّوْريّ، وجماعة من المجاهيل.
وعنه: محمد بن وزير الدمشقي، وأبو الطاهر بن السرح، وإسماعيل بن حصن الجبيلي. قال أبو حاتم: لا بأس به.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 398".
2 التاريخ الكبير "6/ 27"، الجرح والتعديل "5/ 399"، الثقات لابن حبان "8/ 392-396".
3 الجرح والتعديل "6/ 54"، الثقات لابن حبان "8/ 421"، ميزان الاعتدال "2/ 639".(14/123)
257- عبد الكبير بن عبد المجيد1 -ع- أبو بَكْر الحنفي الْبَصْرِيّ. أخو أبو عليّ الحنفيّ.
عَنْ: أسامة بْن زيد اللَّيْثيّ، وخَيْثَم بْن عِراك، وأفلح بْن حُمَيْد، وعبد الحميد بْن جعفر الْأَنْصَارِيّ، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة، والضحاك بْن عثمان، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وابن رَاهَوَيْه، وابن المَدِينيّ، وبُنْدار، ومحمد بْن المُثَنَّى، وإِسْحَاق الكَوْسَج، والذُّهْليّ، وخلْق آخرهم الكُدَيْميّ.
وثّقه أحمد، وغيره.
وقال ابن سعْد: مات سنة أربعٍ ومائتين.
258- عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رواد الأزدي المكي2 -د. م- أبو عبد الحميد، مولى المهلّب بْن أَبِي صُفْرَةَ.
عَنْ: أَبِيهِ، وابن جُرَيْج، ومَعْمَر، وعثمان بْن الأسود، ومروان بْن سالم الجزري، وأيْمن بْن نابل، وجماعة.
وكان أعلم النّاس بحديث ابن جُرَيْج.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وأبو بَكْر الحُمَيْديّ، ومحمد بْن يحيى العَدَنيّ، وحاجب بْن سليمان المَنْبِجيّ، وأحمد بْن شَيْبان الرَّمْليّ، والزُّبَير بْن بكّار، وخلق كثير.
وثّقه ابن مَعِين، وأحمد.
وقال أحمد: كَانَ فيه غُلُوٌّ في الإرجاء، ويقول: هَؤُلَاءِ الشُّكّاك.
وقال ابن مَعِين: كَانَ أعلم النّاس بحديث ابن جُرَيْج، ولكن لم يكن يبذل نفسه للحديث. ثمّ ذكر من نبله وهيئته.
وقال مرّةً: كَانَ صدوقًا، ما كَانَ يرفع رأسه إلى السماء. وكانوا يعظمونه.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 299"، التاريخ الكبير "6/ 126"، الثقات لابن حبان "8/ 420"، التهذيب "6/ 370، 371".
2 الطبقات الكبرى "5/ 500"، التاريخ الكبير "6/ 112"، الجرح والتعديل "6/ 64، 65"، تهذيب التهذيب "6/ 381".(14/124)
وقال عَبْد اللَّه بْن أيّوب المُخَرِّميّ: لو رأيت عَبْد المجيد لرأيتَ رجلًا جليلًا من عبادته.
وقال الحُسين بْن عَبْد اللَّه الرَّقّيّ: ثنا عَبْد المجيد، ولم يرفع رأسه أربعين سنة إلى السماء. وكان أَبُوهُ أعبد منه.
وقال أبو داود: كَانَ رأسًا في الإرجاء.
وقال يعقوب الفَسَويّ: كَانَ مبتدعًا داعية.
وقال سَلَمَةُ بْن شبيب: كنتُ عند عَبْد الرّزاق، فجاءنا موت عَبْد المجيد، وذلك في سنة ستٍّ ومائتين، فقال عَبْد الرّزّاق: الحمد لله الّذي أراح أُمَّةَ محمد من عَبْد المجيد. وقال ابن عديّ: عَامَّةُ ما أُنِكر عَلَيْهِ الإرجاء.
قَالَ هارون الحمّال: ما رأيت أخشع لله من وكيع، وكان عَبْد المجيد أخشع منه.
وقال أبو نُعَيْم: مات سنة سبْعٍ وتسعين ومائة. قلت: هذا غلط.
259- عَبْد الملك بْن إبراهيم1.
أبو عَبْد اللَّه الْقُرَشِيّ الْجُدّيّ الْمَكِّيّ. مولى بُنيّ عَبْد الدّار.
عَنْ: شُعْبَة، ويزيد ين إبراهيم التُّسْتَريّ، والقاسم بْن الفضل الحدّانيّ، وإبراهيم بْن طِهْمان، وسفيان الثَّوْريّ، وجماعة.
وعنه: عَبْد الله بن منير المروزي، ومحمود بن غيلان، وأحمد بْن منصور زاج، وسليمان بْن منصور الحرّانيّ، وأحمد بْن محمد البزّيّ القارئ، وأحمد بْن منصور الرَّماديّ، وخلْق كثير.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ وَقَالَ البزّيّ: ثقة مأمون.
وقال أبو عَبْد الرَّحْمَن المقرئ: هُوَ أحفظ منّي.
قَالَ الْبُخَارِيّ: مات سنة أربعٍ أو خمسٍ ومائتين.
260- عَبْد الملك بْن بزيع2.
__________
1 التاريخ الكبير "5/ 406"، الجرح والتعديل "5/ 342"، تهذيب التهذيب "6/ 384، 385".
2 الجرح والتعديل "5/ 344".(14/125)
أبو مروان الدّمشقيّ. الرجل الصالح نزيل تِنِّيس.
روى عَنْ: يحيى الذِّماريّ، والأوزاعي، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، وجماعة.
وعنه: عَبْد العزيز بْن الوليد، وجعفر بْن مسافر، والحَسَن بْن عَبْد العزيز الجروي، وقال: كَانَ أفضل من رأيته رحمه اللَّه.
261- عَبْد الملك بْن الحَكَم الرَّمْليّ1.
عَنْ: جعفر بْن بُرْقان، وابن ثوبان، طلحة بن زيد، وشُعْبة، وابن لهيعة، وطائفة.
وعنه: موسى بْن سهل الرَّمْليّ، وإبراهيم بْن محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ المَقْدِسيّ.
262- عبد الملك بْن عَمْرو القَيْسيّ2 -ع- أبو عامر العقدي البصري.
عَنْ: زكريّا بْن إِسْحَاق الْمَكِّيّ، وهشام الدَّسْتُوائيّ، ومحمد بْن أَبِي حُمَيْد، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وعُمَر بْن أبي زائدة، وعكرمة بْن عمّار، ورباح بْن أَبِي معروف، وأفلح بْن حُمَيْد، وأفلح بن سعيد، وأيمن بن نابل، شعبة، وإبراهيم بْن طِهْمان، وخلْق.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وإِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وأبو خَيْثَمَة، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وأحمد بْن الفُرات، وعباس الدُّوريّ، ومحمد بْن شداد المِسْمَعيّ. ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، والكُدَيْميّ، وخلْق.
قَالَ النَّسائيّ: ثقة مأمون.
وقال محمد بْن سِنان القزّاز: هُوَ مولى للعقديّين من بُنيّ قيس. وكان لا يَخْضِب.
وقال غيره: كَانَ من حُفّاظ أهل البصرة.
قَالَ ابن سعْد، ونصْر الْجَهْضميّ: مات سنة أربعٍ ومائتين.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 348".
2 الطبقات الكبرى "7/ 299"، التاريخ الكبير "5/ 425"، الجرح والتعديل "5/ 359، 360"، الثقات لابن حبان "8/ 388".(14/126)
قلت: وقع حديثه عاليًا في "الغَيْلانيّات".
263- عَبْد الملك بْن أَبِي كريمة الْأَنْصَارِيّ1 -د- مولاهم المغربي أبو يزيد.
يروي عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن زياد بْن أَنْعُم الإفريقيّ، وعُبَيْد بْن ثُمامة المُرَاديّ، ويقال: عُتْبة بْن ثُمامة، ومالك بْن أنس، وخالد بْن حُمَيْد المهْرِيّ.
وعنه: أبو الطّاهر أحمد بْن السَّرْح: وعبد الرَّحْمَن بْن زياد الرضابيّ، وقاضي تونس أبو زيد شجرة بْن عيسى التونسيّ.
قَالَ ابن السَّرْح: كَانَ من خِيار المسلمين.
وقال ابن يونس: توفي سنة أربع ومائتين.
أنبئت عَنِ الصَّيْدَلانِيِّ أَنَّ فَاطِمَةَ أَخْبَرَتْهُ، أَنَا ابْنُ رَيْدَةَ، أَنَا الطَّبَرَانِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي الطَّاهِرِ بْنِ السَّرْحِ، ثنا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْمَلَكِ بْنُ أَبِي كُرَيْمَةَ الْمَغْرِبِيُّ: حدَّثني عُتْبَةُ بْنُ ثُمَامَةَ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا مِصْرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ جُزْءٍ، فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ فِي مَسْجِدِ مِصْرَ، وَسُئِلَ عَنْ مَا مَسَّتِ النَّارُ، الْحَدِيثِ.
264- عَبْد الوهّاب بْن حبيب بْن مِهْران العبْديّ.
أبو عِصْمة النَّيْسابوريّ الفراء الزّاهد، والد محمد بْن عَبْد الوهّاب.
قَالَ الحاكم في "تاريخه" إمام في الدِّين والفِقْه والأدب والوَرَع، غَزّاء، حَجّاج، صوام، يقاس بعبد اللَّه بْن المبارك في عصره. كنيته أبو عِصْمة المطَّوِّعيّ.
قرأ القرآن عَلَى نافع بْن أَبِي نُعَيْم القارئ، والأدب عَلَى الأصمعيّ، وأخذ الفقه عَنْ مالك، والثَّوْريّ.
وسمع من: ابن أَبِي ذئب، وعبد العزيز الماجِشُون، وزائدة بْن قُدَامة، وذكر جماعة.
وروى عَنْهُ: ابنه، وسَلَمَةُ بْن شيب، وأيوب بْن الحَسَن الزّاهد، وأحمد بْن يوسف السُّلَميّ، وعبد الرَّحْمَن بْن بِشْر بْن الحَكَم، وغيرهم.
قَالَ ابنه أبو أحمد: مات أَبِي في شوّال سنة ستٍّ ومائتين وأنا بالكوفة.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 364، 365"، الكنى والأسماء للدولابي "2/ 162"، تهذيب التهذيب "6/ 418"، الكاشف "2/ 187".(14/127)
265- عَبْد الوهّاب بْن عطاء1.
أبو نَصْر الْبَصْرِيّ الخفاف. مولى بني عجل.
سكن بغداد، وحدَّثَ عَنْ: حُمَيْد الطويل، وسعيد الْجُرِيريّ، وخالد الحذاء، وثور بْن يزيد، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة وكان مكثرًا عَنْهُ، وابن عَوْن، وسليمان التَّيْميّ، ومحمد بْن عَمْرو بْن علقمة.
وروى القراءة عَنْ أَبِي عَمْرو بْن العلاء.
روى عنه الحروف: خلف البزاز، وأحمد بن جبير الأنطاكي.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَعَمْرُو النَّاقِدُ، وَالْحَسَنُ بن محمد الزعفراني، وعباس الدوري، والحارث بن أبي أسامة، وخلق كثير.
قال ابن سعد: كان كثير الحديث. لزم ابن أبي عروبة وعرف بصحبته.
وقال ابن معين: ثقة.
وقال البخاري: ليس بالقوي.
وقال الدارقطني: ثقة.
وقال غيره: كان صالحا "بكاء" رحمه الله.
قلت: مات في آخر سنة أربع ومائتين، وكان قد سمع من سَعِيد تصانيفه.
قَالَ أحمد بْن حنبل: كان عبد الوهاب يقرأ عند ابن أَبِي عَرُوبَة تصانيفه، فكان عَبْد اللَّه الأفطس يَقُولُ: يا عَبْد الوهّاب طَرِّب طَرِّب.
قَالَ: وكان يحيى بْن سَعِيد حَسَن الرأي فيه.
وقال المَرْوَذِيّ: قلت لأحمد: عَبْد الوهّاب ثقة. قَالَ: تدري ما تَقُولُ؟ الثقة يحيى القطّان.
وروى أَثرم، عَنْ أَحْمَد قَالَ: كَانَ عَبْد الوهّاب عالمًا بسعيد.
وقال يحيى بْن أَبِي طَالِب: بلغنا أنّ عَبْد الوهّاب كَانَ مُستَمْلي سعيد، وكان عبد
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 333"، التاريخ الكبير "6/ 98"، الجرح والتعديل "6/ 72"، الثقات لابن حبان "7/ 133".(14/128)
الوهّاب أكثر النّاس بكاء. ما كَانَ يقوم من مجلسه حتّى يبكي.
وقال أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هُوَ أَصْلَحُ مِنْ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ. رَوَى عَنْ ثَوْرٍ حَدِيثَيْنِ لَيْسَا مِنْ حَدِيثِهِ.
قُلْتُ: أَحَدُهُمَا فِي الْعَبَّاسِ: "اللَّهُمَّ اخْلُفْهُ فِي وَلَدِهِ" 1. حَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ.
266- عُبَيْد اللَّه بْن سُفْيَان بْن رَوَاحة الْبَصْرِيّ2.
عَنْ: ابن عَوْن، وسُفْيَان الثَّوْريّ.
وعنه: عَبْد الرحمن بن بِشْر بن الحَكَم، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ.
قَالَ يحيى بْن مَعِين: كذّاب.
وهو أبو سُفْيَان الصُّوفيّ.
267- عُبَيْد اللَّه بْن عبد المجيد3 -ع- أبو علي الحنفي، أخو أبو بَكْر الحنفيّ. ولهما أَخَوَانِ عُمَيْر، وشريك ليسا بالمشهورَيْن.
روى عَنْ: هشام الدَّسْتُوائيّ، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وإسماعيل بْن مُسْلِم العبْديّ، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وعكرمة بْن عمّار، وطبقتهم.
وعنه: محمد بْن بشّار، ومحمد بْن يحيى، وعبد اللَّه الدّارميّ، وإِسْحَاق الكَوْسَج، ونصر بْن عليّ الْجَهْضميّ، وابنه عليّ بْن نَصْر، وسليمان بْن سيف، والكُدَيْميّ، وخلْق.
قَالَ أبو حاتم، وغيره: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال الكُدَيْميّ: مات سنة تسع ومائتين.
__________
1 "حديث حسن": أخرجه الترمذي "3762"، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي "3762".
2 الجرح والتعديل "5/ 318"، ميزان الاعتدال "3/ 9"، المجروحين لابن حبان "2/ 66".
3 الطبقات الكبرى "7/ 299"، التاريخ الكبير "5/ 391"، الجرح والتعديل "5/ 324"، الثقات لابن حبان "8/ 404"، ميزان الاعتدال "3/ 13"، تهذيب التهذيب "7/ 34".(14/129)
ووقع حديثه عاليًا في "القطيعيات".
268- عُبَيْد بْن عَقِيل بْن صُبَيْح.
أبو عَمْرو الهلاليّ الْبَصْرِيّ الضّرير المقرئ المؤدِّب.
عَنْ: أَبِي عَمْرو بْن العلاء، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وهارون بْن موسى الأعور، وسعيد بْن الحَجّاج، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وأبي خلدة خَالِد بْن دينار، وأبان بْن تَوْبة، ومُصْعَب بْن ثابت، وطائفة.
وعنه: حفيده مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَقِيل، ومحمد بْن يحيى القطعي، وأبو قلابة الرَّقَاشيّ، وإبراهيم بْن يعقوب الْجُوزَجَانيّ، ومحمد بْن الْجَهْم السمري، وأبو حاتم السِّجِسْتانيّ، والحارث بن أبي أسامة، وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
وقال ابْن حِبّان: مات في شَعْبان سنة سبْعٍ.
269- عُبَيْد بْن أَبِي قُرَّةَ البغداديّ1.
عَنْ: مالك، والليث، وابن لهيعة، وسليمان بْن بلال، وعبد الجبار بْن الورد، وطبقتهم.
وعنه: أحمد بْن حنبل في مسنده، ومُسدَّد، وأبو خَيْثَمَة، وأحمد بْن محمد بْن يحيى القطّان، وحجاج بْن الشاعر، وآخرون.
قَالَ ابن مَعِين: ما بِهِ بأس.
وقال الْبُخَارِيّ: لا يُتابع عَلَى حديثه في قصة العبّاس.
قلت: الحديث في "المُسْنَد" وهو مُنْكَر.
قَالَ: ثَنَا الَّلَيْثُ، عَنْ أَبِي قُبَيْلٍ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ مَوْلَى الْعَبَّاسِ، عَنِ الْعَبَّاسِ. قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: "انظر". قلت: أرى الثريا.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 324"، التاريخ الكبير "6/ 2"، الثقات لابن حبان "8/ 431"، ميزان الاعتدال "3/ 22".(14/130)
قَالَ: "أَمَا إِنَّهُ يَمْلِكُ هَذِهِ الأُمَّةَ بِعَدَدِهَا مِنْ صُلْبِكَ"1.
270- عثمان بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مسلم الحراني الطرائقي المؤدِّب2.
مولى بُنيّ أُمَيَّةَ، وقيل: هُوَ مولى بُنيّ تميم. وفي كنيته أقوال.
روى عَنْ: عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، وهشام بْن حسان، وجعفر بْن بُرْقان، وابن أَبِي ذئب، وأيمن بْن نابِل، ومعاوية بْن سلّام، وأشعث بْن عَبْد الملك، وطائفة.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وأبو جعفر النُّفَيْليّ، وأبو كُرَيْب، وقُتَيْبة، وعليّ بْن ميمون الرَّقّيّ، وأبو شُعَيْب السُّوسيّ، وأحمد بْن سليمان الرّهَاويّ، وخلْق.
وكان أبيض الرأس واللّحية.
قَالَ ابن مَعِين: صادق.
وقال أبو عَرُوبَة: متعبّد لا بأس به، ويحدث عَنْ قوم مجهولين بالمناكير. وقال ابن عديّ: كنيته أبو عَبْد الرَّحْمَن، عنده عجائب عَنِ المجهولين، وهو في الْجَزَريّين كَبَقِيَّةَ في الشّاميّين.
وقال ابن حاتم: أنكر أَبِي عَلَى الْبُخَارِيّ إدخاله فِي كتاب "الضعفاء" وقال محمد بْن يحيى بْن كثير الحرّانيّ: مات سنة ثلاثٍ ومائتين. وقال غيره: سنة اثنتين.
271- عثمان بْن خَالِد بْن عَمْرو بْن عَبْد اللَّه بْن الوليد بْن الشهيد عثمان بْن عفان3. أبو عفان الأُمَويّ العُثْمانيّ الْمَدَنِيّ.
عَنْ: مالك، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزَّناد، وغيرهما.
وعنه: ابنه أبو مروان محمد بْن عثمان العُثْمانيّ، والحسين بْن أَبِي زيد الدباغ، وإبراهيم بن سعيد الجوهري.
__________
1 "حديث ضعيف": أخرجه أحمد في المسند "1/ 209"، والحاكم في المستدرك "3/ 326"، والبيهقي في دلائل النبوة "6/ 518"، ولم يتابع صاحب الترجمة على هذا الحديث كما قال البخاري.
2 الجرح والتعديل "6/ 157، 158"، المجروحين لابن حبان "2/ 96-98"، تهذيب التهذيب "7/ 134، 135".
3 التاريخ الكبير "6/ 220"، الجرح والتعديل "6/ 149"، المجروحين لابن حبان "3/ 102"، تهذيب التهذيب "7/ 114".(14/131)
قَالَ الْبُخَارِيّ: عنده مناكير.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كلّ أحاديثه غير محفوظة.
272- عثمان بْن عُمَر بْن فارس بْن لقيط بْن قيس العبْديّ الْبَصْرِيّ1.
يُقَالُ: أصله من بُخَارَى. أبو محمد أو أبو عديّ.
عَنْ: هشام بْن حسان، ويونس بْن يزيد، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وأسامة بْن زيد اللَّيْثيّ، وعليّ بْن المبارك الهُنَائيّ، وابن أَبِي ذئب، وشُعْبة، ومالك، وخلْق.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وأبو خَيْثَمَة، والفلّاس، وبُنْدار، وأحمد بْن منصور الرَّماديّ، وعباس الدُّوريّ، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وخلْق.
قَالَ أحمد: رَجُل صالح، ثقة.
وقال العِجْليّ: ثقة ثبت.
وقال يحيى بْن حكيم القوّام: مات ليلة الاحد لثمانٍ بقين من ربيع الأوَّل سنة تسع. وكذا ورّخه الفلّاس. وغلط أبو أُمَيَّةَ فقال: سنة ثمانٍ.
وغلط آخر فقال: سنة سبْعٍ.
273- عثمان بْن كُلَيْب القُضاعيّ الْمَصْرِيّ الحرَسيّ.
والحَرَس قرية من قرى مصر.
روى عَنْ: عَمْرو بْن الحارث، ونافع بْن يزيد.
وعنه: زكريا كاتب العمري، وأبو يحيى الوتار.
قتلته البجه بالحرس سنة سبع.
274- عثمان بن اليمان2.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 296"، التاريخ الكبير "6/ 240"، الجرح والتعديل "6/ 159"، الثقات لابن حبان "8/ 451"، التهذيب "7/ 142".
2 الطبقات الكبرى "5/ 501"، التاريخ الكبير "6/ 256"، الجرح والتعديل "6/ 173"، الثقات "8/ 450"، تهذيب التهذيب "7/ 160".(14/132)
أبو محمد البصري ثم المكي.
سمع: سفيان الثوري، وزمعة بن صالح، وغيرهما.
وعنه: أحمد الدورقي، وأحمد بن الوليد البغدادي.
كناه الحاكم.
275- عصام بن يزيد بن عجلان1.
أبو سعيد جبر الأصبهاني، خادم سفيان الثوري.
يروي عَنْ: سُفْيَان، وشُعْبة، وحمزة الزّيّات، ومالك.
وعنه: ابناه محمد، ورَوْح، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة، وآخرون.
ومن القدماء: النُّعْمان بْن عَبْد السّلام، وهو أكبر منه.
وقيل: إنّ عجلان مولى لمُرَّة الطَّيِّب.
276- عُقْبة بْن علقمة بْن خديج البَيْروتيّ2. أبو عَبْد الرَّحْمَن، ويقال: أبو يوسف، وأبو سَعِيد.
عَنْ: أرطأة بْن المنذر، وإبراهيم بن أبي عبلة، وعثمان بن عطاء الخراساني، ويونس الأَيْليّ، والأوزاعي، وجماعة.
وعنه: أبو مسهر، ونعيم بن حماد، عيسى بْن يونس الفاخوريّ، وعَمْرو بْن عثمان الحمصيّ، وأبو عُتْبة الحجازيّ، والعبّاس بْن الوليد البَيْروتيّ، وخلْق.
وثّقه عَبْد الرَّحْمَن بْن خِراش، وغيره.
وقال ابن عديّ: روى عَنِ الأوزاعي ما لم يوافقه عَلَيْهِ أحد.
وقال عَبَّاس البَيْروتيّ: مات سنة أربع ومائتين.
وممّن روى عَنْهُ ابنه محمد بن عقبة.
__________
1 الثقات لابن حبان "8/ 520".
2 التاريخ الكبير "6/ 443، 444"، الجرح والتعديل "6/ 314"، الثقات لابن حبان "7/ 245"، تهذيب التهذيب "7/ 246، 247".(14/133)
وفي التابعين:
عُقْبة بْن علقمة، أبو الْجَنْوب1.
يروي عَنْ عليّ -رضى الله عنه.
277- عليّ بْن بكّار2.
أبو الحَسَن الْبَصْرِيّ، نزيل المصِّيصة والثُّغور، الزّاهد العارف.
صحب إبراهيم بْن أدهم مُدَّةً.
وَرَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، وابن عَوْن، وهشام بن حسان، والأوزاعي، وحسين المعلم، وجماعة.
وعنه: هناد السري، ويوسف بن مسلمة، والفيض بن إسحاق، وسلمة بن شبيب، وبركة بن محمد الحلبي، وعبد الله بن خبيق الأنطاكي، وآخرون.
قال يوسف بن مسلم: بكى علي بن بكار حتى عمي، وكان قد أثرت الدموع على خديه.
قلت: وكان فارسًا مجاهدا في سبيل الله، مرابطا بالثغور. وبلغنا عنه أَنَّهُ قَالَ: واقعنا العدوّ فانهزم المسلمون وقصّر بي فرسي، فقلت: عليَّ فلانة في علفي. فضمنت أنّ لا يليه غيري.
وعنه قَالَ: لأن أَلْقَى الشيطان أحبّ إليّ من أنْ ألقى حُذَيفة المَرْعَشيّ، أخاف أنّ أتصنع لَهُ فأسقط من عين اللَّه.
وقال موسى بْن طريف: كانت الجارية تفرش لَهُ فتلمسه بيدها وتقول: واللَّه إنك لطيب، واللَّه إنك لَبَارد، واللَّه لأعْلُوَنَّك اللَّيْلَةَ. وكان يصلّي الفجر بوضوء العَتمَة.
قَالَ مُطِّين: مات سنة سبْعٍ ومائتين.
قلت: غلط من قَالَ: إنّه مات سنة تسع وتسعين ومائة.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 313".
2 الطبقات الكبرى "7/ 490"، التاريخ الكبير "6/ 262"، الجرح والتعديل "6/ 176"، الثقات لابن حبان "8/ 463"، التهذيب "7/ 586".(14/134)
أمّا عليّ بْن بكّار المصِّيصيّ الصغير، فيأتي بعد الأربعين.
278- عليّ بْن جعفر الصادق بْن محمد الباقر بْن زين العابدين عليّ بْن الحُسين1 -ت.
العلويّ الحُسَيني أخو موسى، وإسماعيل، وإِسْحَاق، ومحمد، وعبد اللَّه، وعباس، وفاطمة، وأسماء، وأم فَرْوَةَ، وفاطمة الصُّغرى رحمهم الله. وأمه أمّ وُلِد.
روى عَنْ أَبِيهِ شيئًا يسيرًا، وعن: أخيه موسى الكاظم، وسُفْيَان الثَّوْريّ، وغيرهم.
وعنه: ابناه محمد وأحمد، وحفيده عَبْد اللَّه بْن الحَسَن بْن عليّ، وابن ابن أخيه إسماعيل بْن محمد بْن إِسْحَاق، وأحمد البزّيّ صاحب القراءة، وَسَلَمَةُ بْن شبيب، ونصر بْن عليّ الْجَهْضميّ، وجماعة.
روى له الترمذي حديثا في حب آل محمد، عَنْ نَصْر الْجَهْضميّ2، وقع موافقة في جزء العطوف. قَالَ التِّرْمِذيّ: غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
وقال ابن أخيه المذكور: تُوُفّي سنة عشر ومائتين.
279- علي بن حفص المدائني3 -م. د. ت. ن- أبو الحسن.
عَنْ: عكرمة بْن عمّار، وحريز بْن عثمان، وشُعْبة، وورقاء، وسفيان الثَّوْريّ، وطائفة.
وعنه: أحمد بن حنبل، أبو خَيْثَمَة، وأبو بَكْر بْن أبي شيبة، ومحمد بْن إشكاب، ومحمد بْن إِسْحَاق الصَّغانيّ، ومحمد بْن رافع، ويعقوب بْن شَيْبة، وآخرون. وثّقه ابن مَعِين، وغيره.
280- عليّ بْن عاصم بْن صُهَيْب4 -د. ت. ق- مولى قريبة بنت محمد بن
__________
1 ميزان الاعتدال "3/ 117"، تهذيب التهذيب "7/ 293".
2 "حديث صحيح": أخرجه الترمذي "3786"، وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي "3786".
3 التاريخ الكبير "6/ 269"، الجرح والتعديل "6/ 182"، الثقات لابن حبان "8/ 465"، ميزان الاعتدال "3/ 125"، تهذيب التهذيب "7/ 309".
4 الطبقات الكبرى "7/ 313"، الجرح والتعديل "6/ 198، 199"، سير أعلام النبلاء "9/ 249-262"، الميزان "3/ 135-138"، تهذيب التهذيب "7/ 344-248".(14/135)
أَبِي بَكْر الصديق. أبو الحَسَن الواسطيّ، وُلِد سنة خمس ومائة.
روى عَنْ: سهيل بْن أَبِي صالح، وعطاء بْن السائب، ويزيد بْن أَبِي زياد، ويحيى البكاء، وبيان بْن بشر، وحصين بْن عَبْد الرحمن، وعبد اللَّه بْن عُثْمَان بن خيثم، وأبي هارون العبْديّ، وليث بْن أَبِي سُلَيْم، وحُمَيْد الطويل، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن الأزهر، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وعبد بْن حُمَيْد، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، ويعقوب بْن شَيْبة، والحَسَن بْن مُكْرَم البزار، والحارث بْن أَبِي أسامة، وهو آخر من حدَّثَ عَنْهُ.
ومن القدماء: يزيد بْن زريع، وعفان بْن مُسْلِم، وآخرون.
قَالَ يعقوب بْن شَيْبة: كَانَ -رحمة اللَّه عَلَيْهِ- من أهل الدِّين والصلاح والخير البارع. وكان شديد التَّوَقّي. ومنهم من أنكر عَلَيْهِ كثرة الغلط والخطأ. ومنهم من أنكر عَلَيْهِ تماريه في ذَلِكَ وترك الرجوع. ومنهم من تكلّم في سوء حِفْظه.
وعن عَبّاد بْن العوام قَالَ: لَيْسَ يُنْكَر عَلَيْهِ أَنَّهُ لم يسمع. ولكنّه كَانَ رجلًا مُوسِرًا، وكان الورّاقون يكتبون لَهُ. فأتي من كتبه الّتي كتبوها لَهُ.
وقال وكيع: ما زلنا نعرفه بالخير، فخذوا الصِّحاح من حديثه وَدَعُوا الغَلَط.
وقال عفّان: قدمتُ أَنَا وبهز واسط، فدخلنا عَلَى عليّ بن عاصم فقال: ممن أنتما؟ قُلْنَا: من أهل البصرة. فقال: من بَقِيّ؟ فذكرنا حمّاد بْن زيد ومشايخ البصريين. فلا نذكر لَهُ إنسانًا إلّا استصغره، فلمّا خرجنا قَالَ بهز: ما أرى هذا يفلح.
وقال أحمد بْن أعين: سَمِعْتُ عليّ بْن عاصم يَقُولُ: دفع إليّ أَبِي مائة ألف درهم. وقال: اذهب فلا أرى لك وجهًا إلّا بمائة ألف حديث.
وقال وكيع: أدركت النّاس والحلقة لعليّ بْن عاصم بواسط. فقيل لَهُ: إنّه يغلط.
فقال: دعوه وغلطه.
وقال أحمد بْن حنبل: أمّا أَنَا فأحدّث عَنْهُ. كَانَ فيه لَجَاج1 ولم يكن متهمًا.
وقال محمد بْن يحيى: قلت لأحمد بْن حنبل في عليّ بْن عاصم فقال: كَانَ حمّاد بْن سَلَمَةَ يخطئ، وأومأ أحمد بيده، أي كثيرًا، ولم ير بالرواية عنه بأسًا.
__________
1 لجاج: اختلاط.(14/136)
وقال الخطيب في تاريخه: كَانَ يستصغر النّاس وَيَزْدَرِيَهِم.
وقال عَبْد اللَّه بْن عليّ المَدِينيّ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أتيت عليَّ بْن عاصم فنظرت في أثلاث كثيرة، فأخرجت منها مائتي طرف. فذهبت إليه فحدث عن المغيرة، عَنْ إبراهيم في التمتُّع. فقلت: إنّما هذا عَنْ مغيرة رأى حمّاد.
فقال: من حدثكم؟ قلت: جرير.
قَالَ: ذاك الصّبيّ رأيته ما يعقل ما يقال لَهُ.
قَالَ: ومر شيء آخر، فقلت: يخالفونك: قَالَ: مَن؟ قلت: أبو عَوَانة.
قَالَ: وضَّاع ذاك العبد.
قَالَ: ومرّ شيء آخر، فقلت: يخالفونك. قَالَ: مَن؟ قلت: إبراهيم بن إسماعيل.
قَالَ: ما رأيت ذاك يطلب حديثًا قطّ.
قَالَ: وقال لشُعْبة: ذاك المسكين كنت أكلّم لَهُ خَالِد الحذّاء، فيحدثه.
قَالَ الْخَطِيبُ: وَمِمَّا أَنْكَرُوا عَلَيْهِ حَدِيثَ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ.
قُلْتُ: هُوَ الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ الْعُقَيْلِيُّ، وَالْمَخْرَمِيُّ عَنْهُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "من عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ"1.
وَالْحَدِيثُ عَنِ ابْنِ أُبَيٍّ، وَأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ شُعْبَةَ وَسُفْيَانَ، وَإِسْرَائِيلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ.
قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: وَهُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ. يَرَوْنَ أَنَّهُ لَا أَصْلَ لَهُ مُسْنَدًا وَلَا مَوْقُوفًا. وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا أَسْنَدَهُ وَلَا وَقَّفَهُ غَيْرَ عَلِيٍّ. وَهُوَ مِنْ أَعْظَمَ مَا أَنْكَرَهُ النَّاسُ عَلَيْهِ.
وَقَالَ الْمَخْرَمِيُّ: ثَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُ عَنْ هَذَا الحديث فقال: صدق أنا قلته.
__________
1 "حديث ضعيف": أخرجه الترمذي "1073"، وابن ماجه "1602"، والبيهقي في السنن الكبرى "4/ 59"، وضعفه الشيخ الألباني في الإرواء "765"، وفي ضعيف الجامع "5696".(14/137)
وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُعَافَى الْعَابِدُ، وَكَانَ ثِقَةً، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَأَلَهُ: أَهُوَ لَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الزَّمِنَ يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ، وَعُمَرُ عَنْ يَسَارِهِ، وَعُثْمَانُ أَمَامَهُ، وَعَلِيٌّ خَلْفَهُ، حَتَّى جَاؤُوا فَجَلَسُوا عَلَى رَابِيَةٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ؟ أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ؟ فَجِيءَ بِهِ. فَلَمَّا رَآهُ قَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَحْيَيْتَ سُنَّتِي.
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّهُ أَخْطَأَ فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: "مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ"1. فَقَالَ: أَنَا حَدَّثْتُ بِهِ ابْنَ مَسْعُودٍ.
قَالَ الباغَنْدِيُّ: فَجِئْتُ إِلَى عَاصِمِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، فَحَدَّثْتُهُ بِذَلِكَ، فَرَكَبَ إِلَى أَبِي عَلِيٍّ فَسَمِعَهُ مِنْهُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ، وَغَيْرُهُ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: لَقِيتُ عَلِيَّ بْنَ عاصم الواسطي، فأفادني أَشْيَاءَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ. فَأَتَيْتُ خَالِدًا فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا فَأَنْكَرَهَا كُلَّهَا.
وقال الفلّاس: عليّ بْن عاصم فيه ضعف، وكان إنّ شاء اللَّه من أهل الصِّدق.
وقال الَّليْث بْن حَبْرويه: سَمِعْتُ يحيى بْن جعفر البيكَنْديّ يَقُولُ: كَانَ يجتمع عند عليّ بْن عاصم أكثر من ثلاثين ألفًا. وكان يجلس عَلَى سطح. وكان لَهُ ثلاثة مُسْتَمْلِين.
قَالَ هارون بْن حاتم: سألته عَنْ مولده، فقال: سنة خمس ومائة.
وقال تميم بْن المنتصر: وُلِد عليّ بْن عاصم سنة ثمان ومائة.
قال: ومات سنة إحدى ومائتين.
وقال محمد بْن سعْد: وُلِد سنة تسع ومائة.
وقال: تُوُفّي في جُمَادَى الأولى بواسط، وهو ابن اثنتين وتسعين سنة وأشهر.
281- عليُّ بنُ موسى الرِّضا2 -ق. د. ت- أحد الأعلام.
__________
1 "حديث ضعيف": تقدم فيما قبله.
2 سير أعلام النبلاء "9/ 387-393"، ميزان الاعتدال "3/ 158"، البداية والنهاية "10/ 250".(14/138)
هُوَ الْإِمَام أبو الحَسَن بْن موسى الكاظم بْن جعفر الصادق بْن محمد الباقر بْن عليّ زين العابدين بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الهاشْميّ العَلَويّ الحُسَينيّ.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وعُبَيْد اللَّه بْن أرطأة.
وعنه: ابنه أبو جعفر محمد، وأبو عثمان المازني، والمأمون، وعبد السّلام بْن صالح، ودارم بْن قُبَيْصة، وطائفة.
وأمّه أمّ وُلِد. وله عدَّة إخوة كلّهم من أمّهات أولاد وهم: إبراهيم، والعبّاس، والقاسم، وإسماعيل، وجعفر، وهارون، وحسن، وأحمد، ومحمد، وعُبَيْد اللَّه، وحمزة، وزيد، وعبد اللَّه، وإِسْحَاق، وحسين، والفضل، وسليمان. وعدَّة بنات سمّاهم الزُّبَيْر في كتاب "النَّسَب".
وكان سيّد بُنيّ هاشم في زمانه، وأجلّهم وأنبلهم. وكان المأمون يعظّمه ويخضع لَهُ، ويتغالى فيه، حتّى أَنَّهُ جعله وليّ عهده من بعده. وكتب بذلك إلى الآفاق. فثار لذلك بنو العبّاس وتألّموا لإخراج الأمر عَنْهُمْ، كما هُوَ مذكور في الحوادث.
وقيل: إنّ دعبلًا الخُزاعيّ أنشده مديحًا فوصله بستمائة دينار وبجبة خز بذل له فيها أَهْل قم ألف دينار، فامتنع وسافر. فأرسلوا من قطع عَلَيْهِ الطريق وأخذ الْجُبَّة. فردّ إلى قمّ وكلّمهم. فقالوا: لَيْسَ إليها سبيل ولكن هذه ألف دينار. وأعطوه خرقه منها.
وقال المبرّد، عَنْ أَبِي عثمان المازنيّ قَالَ: سُئل عليّ بْن موسى الرِّضا: يكلف اللَّه العباد ما لا يطيقون؟ قَالَ: هُوَ أعدل من ذَلِكَ.
قِيلَ: فيستطيعون أنْ يفعلوا ما يريدون؟ قَالَ: هُمْ أعجز من ذَلِكَ.
ويروى أنَّ المأمون هَمّ مَرَّةً أنْ يخلع نفسه من الأمر ويولّيه عليَّ بْن موسى الرِّضا. ولمّا جعله وليّ عهده نزع السّواد العبّاسيّ وألبس النّاس الخُضْرة. وضُرب اسم الرِّضا عَلَى الدينار والدرهم.
وقيل: إنّه قَالَ يومًا للرّضا: ما يَقُولُ بنو أبيك في جدّنا العبّاس؟ قَالَ: ما يقولون في رجلٍ فرض اللَّه طاعة نبيه عَلَى خلقه، وفرض طاعته عَلَى نبيه. فأمر لَهُ المأمون بألف درهم.(14/139)
وَبَلَغَنَا أَنَّ زَيْدَ بْنَ مُوسَى خَرَجَ بِالْبَصْرَةِ عَلَى الْمَأْمُونِ وَفَتَكَ بِأَهْلِهَا. فَبَعَثَ إِلَيْهِ الْمَأْمُونُ أَخَاهُ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى الرِّضَا يَرُدُّهُ عَنْ ذَلِكَ. فَسَارَ إِلَيْهِ فِيمَا قِيلَ وَحَجَّهُ وَقَالَ لَهُ: وَيْلَكَ يَا زَيْدُ، فَعَلْتَ بِالْمُسْلِمِينَ مَا فَعَلْتَ، وَتَزْعُمُ أَنَّكَ ابْنُ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَاللَّهِ لأَشَدُّ النَّاسِ عَلَيْكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. يَنْبَغِي لِمَنْ أَخَذَ بِرَسُولِ اللَّهِ أَنْ يُعْطِيَ بِهِ.
فَبَلَغَ كَلَامُهُ الْمَأْمُونَ فَبَكَى، وَقَالَ: هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ أَهْلُ بَيْتِ النُّبُوَّةِ.
وَلِأَبِي نُوَاسٍ فِي عَلِيٍّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ:
قِيلَ لِي: أَنْتَ أَحْسَنُ النَّاسِ طُرًّا ... فِي فُنُونٍ مِنَ الْمَقَالِ النَّبِيهِ
لَكَ مِنْ جَيِّدِ الْقَرِيضِ مَدِيحٌ ... يُثْمِرُ الدُّرُّ فِي يَدَيْ مُجْتَنِيهِ
فَعَلامَ تَرَكْتَ مَدْحَ ابْنِ مُوسَى ... وَالْخِصَالَ الَّتِي تَجَمَّعْنَ فِيهِ
قُلْتُ: لَا أَسْتَطِيعُ مَدْحَ إِمَامٍ ... كَانَ جِبْرِيلُ خَادِمًا لِأَبِيهِ
قُلْتُ: هَذَا لَا يَجُوزُ إِطْلاقُهُ مِنْ أَنَّ جِبْرِيلَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- خَادِمٌ لِأَبِيهِ إِلَّا بِنَصٍّ وَالنَّصُّ مَعْدُومٌ فِيهِ.
وَقَدْ كَذَبَتِ الرَّافِضَةُ عَلَى عَلِيٍّ الرِّضَا وَآبَائِهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ- أَحَادِيثَ وَنُسَخًا هُوَ بَرِيءٌ مِنْ عُهْدَتِهَا، وَمُنَزَّهٌ مِنْ قَوْلِهَا.
وَقَدْ ذَكَرُوهُ مِنْ أَجْلِهَا فِي كُتُبِ الرِّجَالِ. مِنْ جُمْلَتِهَا عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- مَرْفُوعًا: "السَّبْتُ لَنَا وَالأَحَدُ لِشِيعَتِنَا، وَالاثْنَيْنُ لِبَنِي أُمَيَّةَ، وَالثُّلاثَاءُ لِشِيعَتِهِمْ، وَالأَرْبِعَاءُ لِبَنِي الْعَبَّاسِ، وَالْخَمِيسُ لِشِيعَتِهِمْ، وَالْجُمُعَةُ لِلنَّاسِ جَمِيعًا"1.
فَانْظُرْ مَا أَسْمَجَ هَذَا الْكَذِبُ، قَبَّحَ اللَّهُ مَنْ وَضَعَهُ.
وَبِالإِسْنَادِ: "لَمَّا أُسْرِيَ بِي سَقَطَ إِلَى الأَرْضِ مِنْ عَرَقِي، فَنَبَتَ مِنْهُ الْوَرْدُ، فَمَنْ أَحَبَّ أن يشم رائحتي فليشم الورد"2.
__________
1 "حديث موضوع": وقد بين المصنف رحمه الله عدم نسبته إلى صاحب الترجمة.
2 "حديث موضوع": انظر تذكرة الموضوعات "626" للقيسراني.(14/140)
وَبِالسَّنَدِ: "ادَّهِنُوا بِالْبَنَفْسَجِ، فَإِنَّهُ بَارِدٌ فِي الصَّيْفِ حَارٌّ فِي الشِّتَاءِ"1.
وَ: "مَنْ أَكَلَ رُمَّانَةً بِقِشْرِهَا أَنَارَ اللَّهُ قَلْبَهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً"2.
وَ: "الْحِنَّاءُ بَعْدَ النَّوْرَةِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ"3.
وَ: كَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذَا عَطَسَ قَالَ عَلِيٌّ لَهُ: رَفَعَ اللَّهُ ذِكْرَكَ. وَإِذَا عَطَسَ عَلِيٌّ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَعْلَى اللَّهُ كَعْبَكَ"4.
فَأَظُنُّ هَذَا مِنْ كَذِبِ الزَّنَادِقَةِ.
نَقَلَ الْقَاضِي شَمْسُ الدِّينِ بْنُ خِلِّكَانَ، أَنَّ سَبَبَ مَوْتِهِ أَنَّهُ أَكَلَ عِنَبًا فَأَكْثَرَ مِنْهُ.
قَالَ: وَقِيلَ: بَلْ كَانَ مَسْمُومًا، فَاعْتَلَّ مِنْهُ، فَمَاتَ.
قُلْتُ: مَاتَ فِي صَفَر سنة ثلاثٍ وَمائتين، عَنْ خمسين سنة بطوس.
ومشهده مقصود بالزيارة، رحمه اللَّه.
282- عليُّ بْن يزيد سُلَيْم الصدائي الكوفي5. صاحب الأكفان.
عَنْ: الأعمش، وهارون بْن عنترة، وفطر بْن خليفة، وزكريّا بْن أَبِي زائدة، وفضيل بْن مرزوق، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن أَبِي شُرَيْح الرّازيّ، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن سلّام الطَّرَسُوسيّ، وعبد اللَّه بْن أيّوب المُخَرِّميّ، ومحمد بْن حرب النَّسائيّ، وهارون الحمّال، وطائفة.
قَالَ الحَسَن: قَالَ أحمد بْن حنبل: ما كَانَ بِهِ بأس.
وقال أبو حاتم: لَيْسَ قويّ، مُنْكَر الحديث.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابع عليه.
__________
1 "حديث موضوع": أخرجه ابن حبان في المجروحين "2/ 106".
2 "حديث موضوع": انظر المجروحين لابن حبان "2/ 106".
3 "حديث موضوع": انظر المجروحين لابن حبان "2/ 106".
4 "حديث موضوع": انظر المجروحين لابن حبان "2/ 106".
5 الجرح والتعديل "6/ 209"، الثقات لابن حبان "8/ 462"، تهذيب التهذيب "7/ 395، 396".(14/141)
قلت: لم يخرجوا لَهُ.
283- عليُّ بْن يونس البلخي1. العابد.
العابد.
روى عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ، وهشام بْن الغاز، وعبد العزيز بْن أَبِي رواد، ومالك بْن أنس، وإسماعيل بْن جعفر، وآخرين.
وعنه: يعقوب بْن عُبَيْد النَّهرتيريّ، وإبراهيم بْن هارون البلْخيّ، وإسحاق بْن عَبْد اللَّه بْن رزين النَّيْسابوريّ.
ذكره ابن أَبِي حاتم، وما رأيت أحدًا ضعفه ولا من ذكره في أصحاب مالك.
أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي الْوَفَاءِ مَحْمُودٍ: أَنَا أَبُو الْخَيْرِ مُحَمَّدٌ، أَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَنْدَهْ، أَنَا أَبِي، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ النَّيْسَابُورِيُّ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُزَيْنٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ يُونُسَ الْبَلْخِيُّ، ثنا مَالِكٌ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: "نَهَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هِبَتِهِ"2.
ثمّ ظفرت بذكره في "الضعفاء" للعقيلي وقال: لا يتابع عَلَى حديثه. ثمّ ساق من رواية الفضل بْن سهل الأعرج، عَنْ عليّ بْن يونس حديثًا، معروف المَتْن، غريب السند.
284- علية بنت أمير المؤمنين المهديّ3.
أخت الرشيد. اشتريت أمها مكنونة للمهدي بمائة ألف درهم، فأولدها علية في سنة ستين ومائة. وكانت عُلَيَّة من أحسن النساء وأظرفهن وأعقلهن، ذات صيانة وأدب بارع.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 209"، الثقات لابن حبان "8/ 459"، ميزان الاعتدال "3/ 163".
2 "حديث صحيح": أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ "2535"، وَمُسْلِمٌ "1506"، وَأَبُو داود "2919"، وَالتِّرْمِذِيُّ "1236"، وَالنَّسَائِيُّ "4671"، وابن ماجه "2747"، وأحمد في المسند "2/ 9، 79، 107"، وعبد الرزاق في المصنف "16138"، وابن حبان في صحيحه "4948، 4949"، والبيهقي في السنن "10/ 292".
3 الأغاني "10/ 158-162"، سير أعلام النبلاء "10/ 187، 188"، النجوم الزاهرة "2/ 191".(14/142)
تزوجها موسى بْن عيسى بْن موسى بْن محمد العبّاسيّ. وكان الرشيد يبالغ في إكرامها واحترامها.
ولها ديوان شعر معروف بين الأدباء. عاشت خمسين سنة، وماتت في حدود العشر ومائتين.
285- عمّار بْن عَبْد الجبار السَّعْديّ المَرْوَزِيّ. أبو الحَسَن.
سمع: ابن أَبِي ذئب، وشُعْبة، وطبقتهما.
وعنه: أحمد بْن سَعِيد الدّارميّ، ومحمد بْن عَقِيل الخُزاعيّ.
وسيعاد.
286- عمار بْن عَبْد الملك المَرْوَزِيّ1.
أبو اليقظان اليربوعي. مولاهم المُسْتَمليّ.
سمع: شُعْبَة، وابن لهيعة.
ذكره هكذا محمد بْن حَمْدَوَيْه في "تاريخ مَرْو"، وقال: مات ببغداد سنة خمس ومائتين.
وقال: وكان سيئ الحِفْظ مغفَّلًا. لَهُ صلاح وعِبادة. ثنا عَنْهُ محمد بْن مَسْعَدَة.
287- عمار بْن مطر العَنْبريّ الرَّهاويّ2.
أحد المتروكين المعنيين بالحديث.
روى عَنْ: ابن أَبِي ذئب، وزهير، وأبي هلال، ومالك بْن أنس.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن سالم، ومبارك بْن عَبْد اللَّه السّرّاج، ومحمد بْن الخضر الرَّقّيّ، وأبو فروة الرَّهَاويّ، وعبد اللَّه بْن سَلَمَةَ البلَديّ، وآخرون.
قَالَ ابن عديّ: متروك الحديث.
288- عمار بن بشر الدمشقي3 -ت.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 393"، ميزان الاعتدال "3/ 165"، تاريخ بغداد "10/ 253، 254".
2 المجروحين لابن حبان "2/ 196"، ميزان الاعتدال "2/ 169، 170".
3 ميزان الاعتدال "3/ 173"، تهذيب التهذيب "7/ 411، 412".(14/143)
عَنْ: الأوزاعي، ومعاوية بْن يحيى الصَّدَفيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، وغيرهم.
وعنه: عليّ بْن سهل الرَّمْليّ، ونصر بْن الفَرَج شيخ النَّسائيّ، ويوسف بْن سَعِيد بْن مُسْلِم.
وحدَّثَ سنة مائتين. تُوُفّي بعد ذَلِكَ.
289- عِمران بْن أَبَان الواسطيّ1. أخو محمد بْن أَبَان.
روى عَنْ: حمزة الزّيّات، وشُعْبة.
وعنه: حُمَيْد بْن زَنْجَوَيه، وسليمان بْن سيف الحرّانيّ، وآخرون.
وهو ضعيف الحديث.
290- عُمَر بْن حبيب العَدَويّ الْبَصْرِيّ القاضي2.
قِيلَ: هُوَ ابن حبيب بْن محمد بن مجالد بْن سليمان، من بُنيّ عديّ بْن عَبْد مَنَاة.
روى عَنْ: حُمَيْد الطويل، وخالد الحذاء، ومحمد بْن عجلان، وهشام بْن عُرْوَة، ويونس بْن عُبَيْد، وطائفة.
وعنه: إِسْحَاق بْن إبراهيم شاذان، وحفص الرُّبَاليّ، وحمّاد بْن الحَسَن بْن عَنْبَسَةَ، وأبو أمية الطَّرَسُوسيّ، ومحمد بْن سِنان القزّاز، وأبو قلابة الرَّقَاشيّ، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وخلق.
قَالَ عَبَّاس، عَنْ يحيى بْن مَعِين: ضعيف يكذب.
وقال الْبُخَارِيّ: يتكلّمون فيه.
وقال النَّسائيّ: ضعيف.
وقال ابن عديّ: حَسَنُ الحديث، يكتب حديثه مع ضعفه.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 409"، الجرح والتعديل "6/ 293"، ميزان الاعتدال "3/ 233".
2 التاريخ الكبير "6/ 148"، الثقات لابن حبان "7/ 172"، الجرح والتعديل "6/ 104، 105"، ميزان الاعتدال "3/ 184"، تهذيب التهذيب "7/ 431-433".(14/144)
قلت: ولي قضاء البصرة، ثمّ ولي قضاء الجانب الشرقيّ ببغداد للمأمون.
وهو جدّ أَبِي رفاعة عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عُمَر العَدَويّ.
ويُروى أَنَّهُ حضر مجلسَ الرشيد، فتنازع الفُقَهاء في الاحتجاج بأبي هُرَيْرَةَ، فقال عُمَر بْن حبيب: هُوَ صَدُوق صحيح النقل. فهمّ الرشيد بقتله لكونه ردّ عَلَيْهِ، وطلبه. ثمّ دفع اللَّه عَنْهُ.
قَالَ غير واحد: تُوُفّي سنة سبْعٍ ومائتين بالبصرة.
291- عُمَر بْن سعْد1 -ع- أبو داود الحفري الكوفي العابد.
والحَفَرِ: مكانٌ بالكوفة. وذِكره بالكنية أولى.
عَنْ: مالك بْن مِغْوَلٍ، ومِسْعَر، وسُفْيَان الثَّوْريّ، وصالح بْن حسّان، وبدر بْن عثمان، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، ومحمود بْن غَيْلان، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وعليّ بْن حرب، ومحمد بْن رافع، وعبد بْن حُمَيْد، وطائفة.
قَالَ عَبَّاس: سَمِعْتُ يحيى بْن مَعِين يقدّمه في حديث سُفْيَان عَلَى محمد بْن يوسف وقبيصه.
وقال وكيع: إن كَانَ يدفع بأحد في زماننا فبأبي داود.
وقال عليّ بْن المَدِينيّ: لا أعلمني رأيت بالكوفة أعبد منه.
وقال أبو حاتم: صدوق، رَجُل صالح.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: كَانَ من الصالحين الثّقات.
حُكي أَنَّهُ أبطأ يومًا في الخروج إليهم، ثمّ خرج فقال: أعتذر إليكم، فإنه لم يكن لي ثوبٌ غيرُ هذا. صلَّيت فيه، ثمّ أعطيتُهُ بناتي حتّى صَلَّيْن فيه، ثمّ أخذته وخرجت إليكم.
قَالَ أبو حمدون المقرئ: دفنا أبا داود الحَفَريّ رحمه اللَّه وتركنا بابه مفتوحًا. ما كَانَ في البيت شيء.
__________
1 الطبقات الكبرى "6/ 403"، التاريخ الكبير "6/ 158"، الجرح والتعديل "6/ 112"، الثقات لابن حبان "7/ 189"، تهذيب التهذيب "7/ 452، 453".(14/145)
قَالَ ابن سعْد: مات في جُمَادَى الأولى سنة ثلاثٍ ومائتين.
292- عُمَر بْن شبيب المُسْليّ1 -ق- أبو حفص المذحجي الكوفي. رأى أبا إِسْحَاق السَّبِيعيّ.
عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْم، وعَمْرو بْن قيس الملائي، وإبراهيم بْن مهاجر، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وطائفة.
وعنه: إبراهيم بْن سعيد الجوهري، وأبو بكر بن أبي شَيْبَة، وعُمَر بْن شَبَّة، ومحمد بْن طريف، والحَسَن بن علي العامري، وسَعْدان بْن نَصْر، وخلق.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعة: لين الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ صدوقًا. ولكنه كَانَ يخطئ كثيرًا عَلَى قلة روايته.
قلت: لَهُ حديث واحد في "سنن ابن ماجة" في الطلاق2.
تُوُفّي سنة اثنتين.
293- عُمَر بْن عَبْد اللَّه بْن رزين3 -م. د- أبو العباس السلمي النيسابوري. أخو مبشر، وجعفر.
رحل وسمع: محمد بْن إِسْحَاق، وسفيان بْن حسين الواسطيّ، وإبراهيم بن طهمان، وسفيان الثوري، وجماعة.
__________
1 الطبقات الكبرى "6/ 388"، الجرح والتعديل "6/ 115"، المجروحين لابن حبان "2/ 90"، تهذيب التهذيب "7/ 461".
2 "حديث ضعيف": أخرجه ابن ماجه "2079"، والبيهقي: في السنن الكبرى "7/ 369"، وضعفه الشيخ الألباني في الإرواء "7/ 150" وقال: قال الدارقطني والبيهقي والصحيح ما رواه سالم ونافع عن ابن عمر موقوفا.
3 سير أعلام النبلاء "9/ 430"، تهذيب التهذيب "7/ 468، 469".(14/146)
وعنه: أحمد بْن الازهر، وأحمد بْن يوسف السُّلَميّ، وسهل بن عمار، وأيوب بن الحسين، وجماعة.
وقال سهل بن عمار: لم يكن بخراسان أنبل منه.
وقال الحاكم: خطتهم أشهر خطة بنيسابور في أيام عبد الله بن عامر بن كريز.
وروى أبو العباس: وفاته في سنة ثلاث ومائتين.
294- عمر بن عبد الواحد1.
قد مر.
وقال بعضهم: تُوُفّي سنة إحدى ومائتين.
295- عُمَر بْن عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُوسَى بْنُ عُبَيْدِ الله بن معمر2 -ت- أبو حفص التيمي المدني.
عَنْ: إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّه، وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، ويونس بْن يزيد، وأبيه.
وعنه: محمد بْن الحَسَن بْن زبالة، وإبراهيم بْن المنذر الحزامي، والزُّبَير بن بكار.
296- عمر بن يونس اليمامي3 -ع- أبو حفص.
عَنْ: عكرمة بْن عمار، وأبيه يونس بْن القاسم الحنفي، وعاصم بْن محمد العُمَريّ، وملازم بْن عَمْرو، وعُمَر بْن أَبِي خثعم، وحباب بْن فَضَالَةَ صاحب أنس، وغيرهم.
وعنه: أبو ثور الفقيه، وأبو خَيْثَمَة، وإِسْحَاق بْن وهْب العلّاف، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة، وعَمْرو النّاقد، وعبد بْن حُمَيْد، وبُنْدار، وخلق. وثّقه ابن معين، والنسائي.
__________
1 تقدم ترجمته في الطبقة السابقة برقم "221".
2 التاريخ الكبير "6/ 178"، الجرح والتعديل "6/ 124"، تهذيب "7/ 482، 483".
3 الطبقات الكبرى "5/ 556"، التاريخ الكبير "6/ 206"، الجرح والتعديل "6/ 142، 143"، تهذيب التهذيب "7/ 506، 507".(14/147)
297- عُمَر بْن أَبِي بَكْر1.
أبو حفص المَوْصِليّ قاضي الأردن.
عَنْ: سليمان بْن بلال، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزناد، وجماعة.
وعنه: إبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، والزُّبَير بْن بكّار، وغيرهما.
ضعفه أَبُو زُرْعة، وغيره.
وقال أَبُو حاتم: ذاهب الحديث.
وقال سَعِيد بْن نُمَيْر البردي: آفة من الآفات.
وَأَمَّا أخوه عَمْرو بْن أَبِي بَكْر المَوْصِليّ أبو بَكْر فولي قضاءَ دمشق للرشيد ثمّ للأمين. وتُوُفّي في حدود المائتين.
298- عَمْرو بْن الأزهر الْبَصْرِيّ العَتَكيّ2.
نزيل واسط ثمّ بغداد.
عَنْ: حُمَيْد الطويل، وهشام بْن عُرْوَة، وبهز بْن حكيم، وغيرهم.
وعنه: حسان بن سيّار، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله الحلبي، وخالد بن عمرو.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: متروك.
وكذبه بعضهم.
299- عَمْرو بْن خَالِد3.
أبو حفص الأعشى. ويقال: أبو يوسف. كوفي واهٍ.
روى عَنْ: عاصم، وهشام بْن عُرْوَة، والأعمش، ومحل الضَّبّيّ.
وعنه: عمرو بن عبد الله الأودي، وأحمد بن حازم بن أبي عزرة، وجماعة.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 100"، ميزان الاعتدال "3/ 184".
2 التاريخ الكبير "6/ 316"، الجرح والتعديل "6/ 221"، ميزان الاعتدال "3/ 245، 246".
3 المجروحين لابن حبان "2/ 79"، ميزان الاعتدال "3/ 256، 257".(14/148)
قال ابن عدي: منكر الحديث.
وقال ابن حبان: لا تحلّ الرواية عَنْهُ.
300- عَمْرو بْن محمد بْن أَبِي رزين1.
أبو عثمان الخُزاعيّ الْبَصْرِيّ.
عَنْ: ثور بْن يزيد، وهشام بْن حسان، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وشُعْبة، والثَّوْريّ.
وعنه: رجاء بْن محمد العُذْريّ، ويحيى بْن مَعِين، ومحمد بْن سِنان القزّاز، ومحمد بْن بشّار، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وطائفة.
وذكره ابن حِبّان في "الثّقات" فقال: ربّما أخطأ.
وحدَّثَ سنة ستٍّ ومائتين.
301- عَمْرو بْن محمد العَنْقَزَيّ الْبَصْرِيّ.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين، وقيل: سنة تسعٍ وتسعين ومائة.
302- عَمْرو بْن عَبْد الغفار الفقيمي الكوفي2.
حدث عنه: عمه الحَسَن بْن عَمْرو الفقيميّ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى.
وعنه: قُتَيْبة، وأحمد بْن الفُرات، والحَسَن بْن مُكْرَم، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، وآخرون.
قَالَ عليّ بْن المَدِينيّ: رميت بحديثه، وكان رافضيًا.
وقال أحمد العجلي: متروك.
ومشاه بعضهم.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 375"، الجرح والتعديل "6/ 262"، الثقات لابن حبان "8/ 482"، تهذيب التهذيب "8/ 97، 98".
2 التاريخ الكبير "6/ 352"، الجرح والتعديل "6/ 246"، الثقات لابن حبان "8/ 478"، ميزان الاعتدال "3/ 272".(14/149)
تُوُفّي سنة اثنتين ومائتين.
303- عِمران بْن أبان بْن عِمران بْن زياد1.
أبو موسى الواسطيّ الطّحّان.
عَنْ: حريز بْن عثمان، وحمزة الزّيّات، وشُعْبة، وشريك، وجماعة.
وعنه: الحَسَن بْن عليّ الخلّال، والحسين بْن عيسى البسطاميّ، وحُمَيْد بْن زَنْجَوَيه، وسليمان بْن سيف الحرّانيّ، وعبد اللَّه بْن الحَكَم القَطَوانيّ.
قَالَ أبو داود: خرج مَعَ أَبِي السّرايا وقذف قومًا.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لا أرى بحديثه بأسًا.
قَالَ ابن حِبّان: مات سنة خمسٍ ومائتين.
لم يُخَرِّجوا لَهُ.
304- عَنْبَسَةُ بْن سَعِيد بْن أبان الأُمَويّ الكوفيّ2.
أبو خَالِد: أخو يحيى، وعُبَيْد اللَّه، ومحمد، وعبد اللَّه، وأبان.
روى عَنِ: ابْن المبارك.
وعنه: ابن أخيه سَعِيد بْن يحيى، ومحمد بْن حسان الأزرقي.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ، وغيره.
مات شابًا قبل أخيه عُبَيْد اللَّه المتوفيّ سنة ثلاثٍ ومائتين.
وقد ولي قضاء الرّيّ.
305- عَوْف بْن محمد3.
__________
1 تقدمت ترجمته برقم "289".
2 الطبقات الكبرى "6/ 407، 7/ 345"، التاريخ الكبير "7/ 36"، الجرح والتعديل "6/ 400"، الثقات لابن حبان "7/ 290".
3 الجرح والتعديل "6/ 16"، الكنى والأسماء للدولابي "2/ 76"، الثقات لابن حبان "8/ 521-523".(14/150)
أبو غسان المراديّ الْبَصْرِيّ.
عَنْ: يوسف بْن عبدة العتكي، ومحمد بن مسلم الطائفي.
عنه: أبو حفص الفلّاس، وعَبْدة بْن عَبْد اللَّه الصّفّار، وبُنْدار، وغيرهم.
306- العلاء بْن عصيم1.
أبو عبد الله الجعفي. مؤذي مسجد حسين الْجُعْفيّ.
عَنْ: زُهَيْر بْن معاوية، وأبي الأحوص سلّام، وعنترة بْن القاسم.
وعنه: أحمد بْن سَعِيد الرباطيّ، وأبو بَكْر بْن أبي شَيْبَة، وعليّ بْن المَدِينيّ، وعبد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الدّارميّ، وآخرون.
قَالَ مُطِّين: تُوُفّي سنة ثمانٍ ومائتين.
307- عيسى بْن إبراهيم الْقُرَشِيّ الهاشْميّ2.
أحد الضعفاء. قد دار أكثر أقاليم الإسلام.
وروى عَنْ: موسى بْن أَبِي حبيب، شيخ تابعي، غير حديثٍ مُنْكَر.
وروى عَنْ: زُهَيْر بْن محمد.
روى عَنْهُ: بقيَّة بْن الوليد، وبِشْر بْن القاسم، والحسين بْن منصور السُّلَميّ، وعليّ بْن الحَسَن الذُّهْليّ، وجماعة من النيسابوريين.
تركه غير واحد.
وقال الحاكم: واهي الحديث بمرَّة.
روى عَنْهُ من القدماء: كثير بْن هشام، وبقية.
308- عيسى بْن خَالِد3.
أبو عبد الله اليمامي.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 518"، الجرح والتعديل "6/ 359"، تهذيب التهذيب "8/ 189".
2 التاريخ الكبير "6/ 407"، المجروحين لابن حبان "2/ 121"، ميزان الاعتدال "3/ 308، 309".
3 الجرح والتعديل "6/ 275"، الثقات لابن حبان "8/ 491".(14/151)
قدِم دمشق، وحدَّثَ عَنْ: شُعْبَة، وزهير بْن معاوية، ومبارك بن فضالة، والليث بن سعد، وجماعة. وعنه. محمود بْن خَالِد، ودُحَيْم، وأحمد بْن أَبِي الحواري، وعبد الوهّاب بْن عَبْد الرحيم الأشجعي، وموسى بْن عامر، وعدَّة.
قَالَ أبو حاتم: لا بأس بحديثه.
309- عُيَيْنَة بْن عَبْد الرَّحْمَن1.
أبو المنهال المهلّبيّ اللُّغَويّ النَّحْويّ. صاحب الخليل بْن أحمد، ومؤدب الأمير عبد الله بن الطاهر.
روى عَنْ: داود بْن أَبِي هند، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة.
وعنه: عليّ بْن الحَسَن الهلالي، ومحمد بْن عَبْد الوهّاب الفرّاء، وأهل نَيْسابور.
وكان من كبار أئمَّة العربية.
"حرف الغين":
310- غالبُ بْن فَرْقَد الأصبهانيّ2.
عَنْ: مبارك بْن فَضَالَةَ، وكثير بْن مُسْلِم، وعُمَر بْن الصبح.
وعنه: إسماعيل بْن زيد القطّان، وعقيل بْن يحيى، وروح بْن جبر.
"حرف الفاء":
311- فتيان بْن أَبِي السَّمْح عَبْد اللَّه بْن السَّمْح3.
أبو الخيار الْمَصْرِيّ الفقيه.
وُلِد سنة خمسين ومائة أو إحدى. وكان من أعيان أصحاب مالك.
قَالَ محمد بْن وزير: كَانَ فتيان من أشغب النّاس في البحث. وكان بينه وبين الشّافعيّ مناظرة. فكان فتيان يَقُولُ: لا يباع الحر في الدين.
__________
1 معجم الأدباء "16/ 165-167".
2 طبقات المحدثين بأصبهان لأبي الشيخ "1/ 102، 103"، ذكر أخبار أصبهان "2/ 149".
3 كتاب الولاة والقضاة "362".(14/152)
وقال الشّافعيّ: إنّ ثَبَتَّ عَلَى القول بعدُ أفعل بك كَيْتَ وكَيْت.
وكان الشّافعيّ حليمًا.
وقال ابن عَبْد الحَكَم: كَانَ في فتيان عجلة، فأغلظ مرة للشافعي، فانتصر للشافعي سريُّ بْن الحَكَم وضرب فتيان وطوق بِهِ.
وقال محمد بْن وزير: حضرت الشّافعيّ وفتيان يتناظران، وجري بينهما الكلام، إلى أنْ قَالَ فتيان: سَمِعْتُ مالكًا يَقُولُ: إنّ الإمام لا يكون إمامًا إلّا عَلَى شرط أَبِي بَكْر فإنه قَالَ: وليتكم ولستُ بخيركم، فإن زغتُ فَقَوَّموني.
فاحتج الشّافعيّ بأشياء. فبلغ السَّرِيّ ذَلِكَ، فضرب فتيان، ثمّ وثب أهل المسجد بالشافعي، فدخل منزله فلم يخرج منه إلى أنْ مات.
قَالَ يونس بْن عَبْد الأعلى: قَالَ السَّرِيّ: لو شهد عندي آخر مثل الشّافعيّ لضربت عُنُقه.
وسمعتُ الشّافعيّ يَقُولُ: واللَّه ما شهدتُ على فتيان قط. ولقد سمعت منه ما لو شهدت بِهِ عَلَيْهِ لحلّ دَمُه.
وقال ابن أخي فتيان: سَمِعْتُ عمي يَقُولُ: اللَّه بيني وبين الشّافعيّ. أو لا حَلَّلَ اللَّه الشّافعيّ.
وتُوُفّي سنة خمسٍ ومائتين. ذكره ابن عُمَر الكِنْديّ في "الموالي".
312- الفرّاء1.
وهو أبو زكريّا يحيى بْن زياد بْن عَبْد اللَّه بْن منظور الأَسَديّ. مولاهم الكوفي النَّحْويّ، صاحب التّصانيف.
سكن بغداد وأملى بها كتاب "معاني القرآن" وغير ذَلِكَ.
وحدَّثَ عَنْ: قيس بْن الربيع، ومندل بْن عليّ، وأبي الأحوص سلام بْن سُلَيْم، وأبي الحَسَن الكسائي، وأبي بَكْر بْن عياش.
وعنه: مَسْلَمَة بْن عاصم، ومحمد بن الجهم السمري، وغيرهما.
وكان ثقة.
__________
1 أخبار القضاة لوكيع "3/ 92"، سير أعلام النبلاء "10/ 118-121"، البداية والنهاية "10/ 261".(14/153)
وقد روى عَنْ ثعلب أَنَّهُ قال: لولا الفَرَّاء لما كانت عربيَّة ولَسَقَطَت؛ لأنّه خلصها؛ ولأنها كانت تُتَنَازَع ويدّعيها كلُّ أَحَد.
وذكر أبو بُدَيْل الوضّاحيّ قَالَ: أمر المأمون الفرّاء أنْ يؤلّف ما يجمع بِهِ أصول النَّحْو. وأمر أنْ يُفرد في حُجرة، ووكّل بِهِ خدمًا وجواري يقمن بما يحتاج إِلَيْهِ. وصيَّر لَهُ الورّاقين. فكان عَلَى ذَلِكَ سنين.
قَالَ: ولما أملى كتاب "المعاني" اجتمع لَهُ الخلق، فلم يضبط إلّا القضاة، وكانوا ثمانين قاضيًا، وأملّ "الحمد" في مائة ورقة.
قَالَ: وكان المأمون قد وكّل بالفرّاء ابنيه يلقّنهما النَّحْو. فأراد يومًا النُّهُوض فابتدرا إلى نَعْله فتنازعا أيُّهما يقدمه. ثمّ اصطلحا أنْ يقدم كل واحد فردة. فبلغ المأمون فقال: لَيْسَ يكبر الرجل عَنْ تواضعه لسلطان ووالده ومعلّمه العِلْم.
وقال ابن الأنباريّ: لو لم يكن لأهل بغداد والكوفة من علماء العربيَّة إلّا الكسائي، والفراء لكان لهم بهما الافتخار عَلَى النّاس.
قَالَ: وكان يقال للفرّاء: أمير المؤمنين في النَّحْو.
وعن هنّاد بْن السَّرِيّ قَالَ: كَانَ الفرّاء يطوف معنا عَلَى الشيوخ فما رأيناه أثبت سوداء في بيضاء. فظننا أَنَّهُ كَانَ يحفظ ما يحتاج إِلَيْهِ.
قِيلَ: إنّما سُمّي بالفرّاء؛ لأنّه كَانَ يفري الكلام.
قَالَ سلمة بْن عاصم: إني لأعجب من الفرّاء كيف يعظم الكسائي وهو أعلم منه بالنحو.
تُوُفّي بطريق مكَّة سنة سبْعٍ ومائتين، وله ثلاث وستون سنة.
313- الفضل بْن الربيع بْن يونس1. حاجب الرشيد، وابن حاجب المنصور.
كَانَ من رجال الدّهر رأيًا وحزْمًا ودَهاء ورياسة. وهو الّذي قام بخلافة الأمين، وساق إِلَيْهِ الخزائن بعد موت والده، وسلّم إِلَيْهِ القضيب والخاتم. وأتاه بذلك من طوس. وكان هُوَ الكلّ لاشتغال الأمين باللعب واللهو. ولمّا تداعت دولة الأمين ولاح عليها الإدبار اختفى الفضل مدة طويلة.
__________
1 سير أعلام النبلاء "10/ 109، 110"، البداية والنهاية "10/ 263".(14/154)
ولمّا بويع إبراهيم بْن المهديّ ظهر الفضل، وساس نفسه، فلم يدخل معهم في شيء، ولهذا عفا عَنْهُ المأمون.
تُوُفّي سنة ثمان ومائتين وهو في عشر السبعين.
314- الفضل بْن عَبْد الحميد المَوْصِليّ1.
شيخ مسن، رحل وسمع من: الأعمش، وعَمْرو بْن قيس المُلائيّ، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد. وجماعة.
روى عَنْهُ: سَعِيد ين المغيرة، وإِسْحَاق بْن إبراهيم لؤلؤ، وعُبَيْد بْن حفص، وطائفة آخرهم موتًا محمد بْن أحمد بْن أبي المُثَنَّى.
وما علمت أحدًا ضعفه.
قَالَ الْأَزْدِيّ: تُوُفّي سنة تسع ومائتين.
"حرف القاف":
315- القاسم بْن الحَكَم بْن كثير بْن جُنْدب العُرَنيّ الكوفيّ2 -ت- القاضي أبو أحمد قاضي همدان.
عَنْ: زكريّا بْن أَبِي زائدة، وأبي حنيفة، والقاسم بْن معن المسعودي، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وعُبَيْد اللَّه بْن الوليد الرّصافيّ، ومِسْعَر، والثَّوْريّ، وطائفة.
وعنه: إِسْحَاق بْن الفيض، وأحمد بْن محمد بْن سَعِيد بْن أبان التبعي، وزكريا بن يحيى البلْخيّ، ومحمد بْن المغيرة الضَّبّيّ، وعَمْرو بْن رافع القَزْوينيّ، ومحمد بْن حسّان الأزرق، والمستمرّ بْن الصَّلْت، وخلْق.
وقد كَانَ أحمد بْن حنبل عزم عَلَى الرحلة إِلَيْهِ.
وثّقه غير واحد. وقال أبو زُرْعة: صدوق.
وقال أبو عليّ الرفّاء، عَنْ محمد بْن صالح الأشجّ: مات القاسم بن الحكم سنة
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 65"، الكامل في التاريخ "6/ 390".
2 التاريخ الكبير "7/ 171"، الجرح والتعديل "7/ 109"، الثقات لابن حبان "9/ 16"، التهذيب "8/ 311، 312".(14/155)
ثمان ومائتين وحضرت جنازته. وولد سنة ثلاث عشر ومائة.
316- القاسم بْن الحَكَم بْن أوس الْأَنْصَارِيّ الْبَصْرِيّ1.
عَنْ: مَعْمَر بْن راشد، وغيره.
وعنه: عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر القواريري، ومحمد بْن المُثَنَّى العنزيّ.
قَالَ أبو حاتم: مجهول.
317- القاسم بْن هارون بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ العبّاسيّ2 المؤتمن بْن الرشيد.
كَانَ أَبُوهُ قد جعله وَلِيَّ العهد بعد الأمين والمأمون. وشرط للمأمون إنْ شاء أنْ يُقِرّه أقره، وإن شاء أنْ يخلعه خلعه. فخلعه سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.
وتُوُفّي سنة ثمانٍ ومائتين وله خمس وثلاثون سنة.
318- قُدَامة بْن محمد بْن خَشْرَم الخشرميّ الْمَدَنِيّ3.
عَنْ: أَبِيهِ، وأبوه مجهول، وعن: مَخْرَمة بْن بُكَيْر.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن هارون بْن موسى الفَرَوِيّ، وسعد بن عبد الله بن عبد الحكم.
قَالَ ابن حِبّان: روى المقلوبات الّتي لا يُشَارَك فيها. لا يجوز الاحتجاج بِهِ.
قلت: وروى أيضًا عَنْ: داود بْن المغيرة.
وعنه: ابن نُمَيْر، وابن شَيْبة الحزاميّ.
قَالَ أبو حاتم: لَيْسَ بِهِ بأس.
قراد. أبو نوح. اسمه عبد الرحمن. تقدم ذكره.
__________
1 التاريخ الكبير "7/ 171"، الجرح والتعديل "7/ 109"، الثقات لابن حبان "7/ 338"، التهذيب "8/ 318".
2 تاريخ خليفة "458، 470، 473"، الكامل في التاريخ "6/ 387".
3 التاريخ الكبير "7/ 179"، الجرح والتعديل "7/ 129"، المجروحين لابن حبان "2/ 219، 220"، ميزان الاعتدال "3/ 386".(14/156)
319- قُرَيش بْن إبراهيم الصَّيْدلانيّ1.
بغداديّ ثبت حافظ. مات قبل الشيخوخة.
روى عن: عبد العزيز الدراوردي، ومعتمر بن سليمان.
روى عَنْهُ رفيقاه أحمد بْن حنبل، وسُرَيْج بن يونس.
قال يعقوب بن شيبة: كَانَ من عُلَيَّة أصحاب الحديث.
مات قبل أنْ يُكتب عَنْهُ.
320- قُرَيش بْن أنس الْبَصْرِيّ2 -خ. م. د. ت. ن- عَنْ: حُمَيْد الطويل، وابن عَوْن، وحبيب بْن الشهيد، وعوف الدارمي، وجماعة.
وعنه: علي بن المدني، وبُنْدار، وبكّار بْن قُتَيْبَة، والكُدَيْميّ، ومحمد بْن أَبِي العوّام، وخلْق.
قَالَ النَّسائيّ: ثقة إلّا أَنَّهُ تغيّر.
وقال عليّ بْن المَدِينيّ: كَانَ ثقة.
وقال الْبُخَارِيّ، عَنْ إِسْحَاق بْن إبراهيم بْن حبيب: مات سنة تسع ومائتين.
قَالَ: وكان قد اختلط ستٍّ سنين في البيت.
وقال أبو داود، عَنْ محمد بْن عُمَر المُقَدَّمّي: مات في رمضان سنة ثمان.
321- قُطّرب3. تلميذ سِيبَوَيْه.
هُوَ أبو عليّ محمد بْن المستنير الْبَصْرِيّ النَّحْويّ، صاحب التّصانيف.
كَانَ يؤدب أولاد الأمير أَبِي دُلَف العِجْليّ. وكان أيّام اشتغاله يبكّر في تحصيل النَّوْبة عَلَى سِيبَوَيْه. فقال لَهُ: ما أنت إلّا قطرب ليل.
فلزمه هذا اللقب.
__________
1 الثقات لابن حبان "9/ 25"، تاريخ بغداد "2/ 470، 471".
2 التاريخ الكبير "7/ 195"، الجرح والتعديل "7/ 142"، ميزان الاعتدال "3/ 389"، تهذيب التهذيب "8/ 374، 375".
3 معجم الأدباء "19/ 53، 54"، البداية والنهاية "10/ 259".(14/157)
روى عَنْهُ: محمد بْن الْجَهْم السمري، وغيره.
وكان موثقًا فيما ينقله.
تُوُفّي سنة ستٍّ ومائتين.
"حرف الكاف":
322- كثير بْن هشام1. أبو سهل الكِلابيّ الرَّقّيّ. نزيل بغداد.
روى الكثير عَنْ: جعفر بْن بُرْقان.
وحدَّثَ أيضًا عَنْ: شُعْبَة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وإِسْحَاق، وعَمْرو النّاقد، ومحمد بْن المُثَنَّى، وعباس الدُّوريّ، والحارث بْن أَبِي أسامة، وجماعة.
وثّقه ابن مَعِين، وأبو داود.
تُوُفّي في شَعْبان سنة سبْعٍ. ولمّا مات قَالُوا: اليوم مات جعفر بْن بُرْقان.
وقيل: إنّه روى عَنْ جعفر الصادق.
قَالَ عَبَّاس الدُّوريّ: ثنا كثير بْن هُشَيْم وكان من خيار المسلمين.
"حرف الميم":
323- محمد بْن إدريس بْن العبّاس بْن عثمان بْن شافع بن السائب بن عبيد بْنِ عَبْدِ يَزِيدَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافَ بْنِ قُصَيٍّ2.
الْإِمَام العَلَم أبو عَبْد اللَّه الشّافعيّ الْمَكِّيّ المطَّلبيّ الفقيه، نسيب رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وُلِدَ بغرة سنة خمسين ومائة. وحُمِلَ إلى مكَّة وهو ابن سنتين فنشأ بها، وأقبل عَلَى الأدب والعربيَّة والشِّعْر، فبرع في ذَلِكَ. وحُبِّب إِلَيْهِ الرمي حتّى فاق الأقران وصار يصيب من العشرة تسعة. ثم كتب العلم.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 334"، التاريخ الكبير "7/ 218"، الجرح والتعديل "7/ 158"، الثقات لابن حبان "9/ 26"، التهذيب "8/ 429".
2 التاريخ الكبير "1/ 42"، الجرح والتعديل "7/ 201"، الثقات لابن حبان "9/ 30"، حلية الأولياء "9/ 63-161"، الزهد الكبير للبيهقي "172"، تهذيب التهذيب "9/ 25-31".(14/158)
وروى عَنْ: سَلْم بْن خَالِد الزنجي فقيه مكة، وداود بْن عَبْد الرَّحْمَن العطّار، وعبد العزيز بْن أَبِي سلمة الماجِشُون، وعمّه محمد بْن عليّ بْن شافع، ومالك بْن أنس، وعرض عَلَيْهِ "المُوَطّأ" حِفظًا، وعطاف بْن خَالِد، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وإبراهيم بْن سعْد، وإبراهيم بْن أَبِي يحيى الأسْلَميّ الفقيه، وإسماعيل بْن جعفر، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُلَيْكِيُّ، وَعَبْدُ العزيز الدَّراوَرْديّ، ومحمد بْن عليّ الْجَنَديّ، ومحمد بْن الحَسَن الفقيه، وإسماعيل بْن عُلَيَّة، ومُطَرِّف بْن مازن قاضي صنعاء، وخلْق سواهم.
وعنه: أبو بَكْر الحُمَيْديّ، وأبو عُبَيْد القاسم بْن سلّام، وأحمد بْن حنبل، وأبو ثور إبراهيم بْن خَالِد الكلبي، وأبو يعقوب يوسف بن يحيى البُوَيْطيّ، وحَرْمَلَة بْن يحيى، وأبو إبراهيم إسماعيل بْن يحيى المُزَنيّ، والحسين بْن عليّ الكرابيسي، والحَسَن بْن محمد الزَّعْفرانيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، والربيع بْن سليمان المُرَاديّ، وموسي بْن أَبِي الجارود الْمَكِّيّ، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وأحمد بْن سِنان القطّان، وأبو الطّاهر أحمد بْن عمرو بْن السَّرْح، وبحر بْن نَصْر الخَوْلانيّ، وعبد العزيز الْمَكِّيّ صاحب "الحيدة" وخلق سواهم.
وممن روى عَنِ الشّافعيّ: أحمد بْن محمد الأزرقيّ شيخ الْبُخَارِيّ، وأحمد بْن محمد بْن سَعِيد الصَّيْرفيّ البغداديّ، وأحمد بْن سَعِيد الهَمْدانيّ، وأحمد بْن أَبِي سُرَيْح الرّازيّ، وأحمد بْن خَالِد البغداديّ الخلّال، وأحمد بْن يحيى بْن وزير الْمَصْرِيّ، وأحمد بن عبد الرحمن ابن أخي ابن وهب، وأحمد بْن صالح، وإبراهيم بْن محمد الشّافعيّ، وإبراهيم بْن المنذر، وإِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ، وأحمد بْن يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن الشّافعيّ المتكلّم، والحَسَن بْن عَبْد العزيز الحروي، والحارث بن شريح البقال، وداود ين يحيى البلْخيّ، وسليمان بْن داود الْمَصْرِيّ، وسليمان بْن داود الهاشْميّ، والأصمعيّ، وعبد الغني بْن عَبْد الغني الْمَصْرِيّ العسّال، وعبد العزيز بْن عِمران بْن مقلاص، وعليّ بْن سَعِيد الرَّقّيّ، وعليّ بْن سَلَمَةَ الحنفيّ اللَّبَقيّ، وأبو حنيفة قَحْزَم بْن عَبْد اللَّه الأَسْوانيّ، ومحمد بْن يحيى العَدَنيّ، ومحمد بْن سَعِيد بْن خالد العطّار، ومسعود بْن سهل الْمَصْرِيّ الأسود، وهارون بْن سَعِيد الأَيْليّ، ويحيى بْن عَبْد اللَّه، وغيرهم.
وهذا التاريخ يضيق عَنْ ذكر شمائل الْإِمَام الشّافعيّ رحمه اللَّه تعالى، وقد أفرد(14/159)
لَهُ غير واحد من العلماء ترجمة في مجلد تامّ. ولكنّا نذكر إنّ شاء اللَّه تعالى لَهُ ترجمة حسنة فنقول: كَانَ السائب بْن عُبَيْد المطَّلبيّ أحد من أسِر يوم بدر من المشركين، وكان يُشَبَّه بالنبي -صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأمه هِيَ الشّفاء بنت أرقم بْن نَضْلَة أخي عَبْد المطلب ابنَيْ هاشم.
ويقال: إنّه أسلم بعد أنْ فَدَى نفسه. ولابنه شافع رؤية.
وعثمان بْن شافع معدود من التابعين. وكانت أمّ الشّافعيّ أزْدِيّةَ. فعن ابن عَبْد الحَكَم قَالَ: لمّا حملت أم الشّافعيّ بِهِ رأت كأن المشتري خرج من فرجها حتّى انقض بمصر، ثمّ وقع في كل بلدٍ منه شظية. فتأول المعتبرون أَنَّهُ يخرج منها عالم يخص عِلْمُه أهل مصر، ثمّ يتفرق في سائر البلدان.
وعن الشّافعيّ قَالَ: لم يكن لي مال، فكنت أطلب العلم في الحداثة أذهب إلى الديوان استوهب الظُّهُور أكتب فيها1.
وقال عمرو بْن سواد: قَالَ لي الشّافعيّ: كانت نهمتي في شيئين: في الرمي وطلب العِلْم. فنلت من الرَّمْيِ حتّى كنت أصيب عشرة من عشرة. وسكت عَنِ العلم. فقلت لَهُ: أنت واللَّه في العلم أكبر منك في الرمي2.
قَالَ: وولدت بعسقلان فلمّا أتت عليّ سنتان حملتني أمي إلى مكة. هذه رواية صحيحة.
وقال: قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: ثنا أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن ابن أخي ابن وهْب: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: ولدت باليمن فخافت أمي عليَّ الضَّيْعة وقالت: الْحَق أهلك فتكون مثلهم.
فجهزتني إلى مَكَّةَ فقدمتها وأنا ابن عشر. فصرت إلى قريبٍ لي وجعلت أطلب العلم فيقول لي: لا تشتغل بهذا وأقبل علي ما ينفعك. فجعلت لذتي في هذا العلم وطلبته حتّى رزق اللَّه منه ما رزق.
كذا قَالَ: إنّه وُلِد باليمن، وهذا غلط، أو لعله أراد باليمن القبيلة.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 77"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "2/ 248".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 77".(14/160)
وقال أحمد بْن إبراهيم الطّائيّ الأوقع، وهو مجهول: ثنا المُزَنيّ، سمع الشّافعيّ يقول: حَفِظْتُ القرآن وأنا ابن سبْعِ سنين، وحفظت "المُوَطّأ" وأنا ابن عشر سنين.
وقال أَبُو بَكْر محمد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الصَّمد بْن أحمد المطلبي الشّافعيّ الْمَكِّيّ، شيخ لابن جُمَيْع: قَالَ أَبِي معاوية الأَيْليّ قَالَ: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: أقمت في بطون العرب عشرين سنة آخذ أشعارها ولغاتها، وحفظت القرآن، فما علمت أَنَّهُ مر بي حرف إلّا وقد علمت المعنى فيه، ما خلا حرفين، احدَيْهما: دَسّاها1.
وعن حَرْمَلَة: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: أتيت مالكًا وأنا ابن ثلاث عشر سنة، وكان ابن عَمٍّ لي والي المدينة، فكلّم لي مالكًا فأتيته. فقال: اطلب من يقرأ لك. فقلت: أَنَا أقرأ2. فقرأت عَلَيْهِ. فكان ربما قَالَ لي لشيءٍ مرّ: أَعْده. فأعيده حفظًا. وكأنه أعجبه. ثمّ سألته عَنْ مسألة فأجابني، ثمّ أخرى فقال: انت تحبّ أنْ تكون قاضيًا3.
وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْحَكِم: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: قرأت عَلَى إسماعيل بْن قسطنطين.
وقال: قرأت عَلَى شِبْلٍ. وقال: قرات عَلَى عَبْد اللَّه بْن كثير، وهو عَلَى مجاهد، "وأخبر" مجاهد أَنَّهُ قرأ عَلَى ابن عَبَّاس.
قَالَ: وكان إسماعيل يَقُولُ: القرآن اسمٌ وليس بمهموز. ولم يُؤخذ من "قرأت" ولو أُخذ من "قرأت" كَانَ كلّ ما قُرئ قرآنًا. ولكنّه اسم للقرآن مثل التّوراة والإنجيل.
وقال محمد بْن إسماعيل، أظنه السُّلَميّ: حدَّثني حسين الكرابيسي قَالَ: بتّ مَعَ الشّافعيّ غير ليلة، وكان يصلي نحو ثُلُثُ اللَّيْلِ، فما رأيته يزيد عَلَى خمسين آية فإذا أكثر فمائة. وكان لا يمر بآية رحمةٍ إلّا سأل اللَّه، ولا بآية عذابٍ إلّا تَعَوَّذ منها.
وقال إبراهيم بْن محمد بْن الحَسَن الأصبهاني: ثنا الربيع قَالَ: كَانَ الشّافعيّ يختم القرآن ستين مرّة في رمضان.
وكان من أحسن النّاس قراءة. فروى الزُّبَيْر، عَنْ عَبْد الواحد الأستراباذي، قال:
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 104".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 69".
3 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "1/ 101"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 69".(14/161)
سَمِعْتُ عَبَّاس بْن الحُسين: سَمِعْتُ بحر بْن نَصْر يَقُولُ: كنّا إذا أردنا أنْ نبكي قُلْنَا بعضنا لبعض: قوموا بنا إلى هذا الفتى المطلبي يقرأ القرآن. فإذا أتيناه استفتح القرآن حتّى يتساقط النّاس، ويكثر عجيجهم بالبكاء من حَسَن صوته. فإذا رأى ذَلِكَ أمسك عَنِ القراءة.
وقال أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الجارود، وهو كذّاب: سَمِعْتُ الربيع يَقُولُ: كَانَ الشّافعيّ يفتي وله خمس عشرة سنة. وكان يحيى الليل إلى أنْ مات.
وقال محمد بْن محمد الباغَنْديّ: حدَّثني الربيع بْن سليمان قَالَ: ثنا الحُمَيْديّ قَالَ: قَالَ مُسْلِم بْن خَالِد الزنجي وقد مر عَلَى الشّافعيّ فقال: يا أبا عبد الله أفتِ فقد آن لك أنْ تفتي.
قَالَ أبو بَكْر الخطيب: هكذا ذكر في هذه الحكاية. وليس ذَلِكَ بمستقيم؛ لأن الحُمَيْديّ كَانَ يصغر إذ ذاك عَنِ الشّافعيّ وله تِلْكَ السن. والصواب: ثنا عليّ بْن المحسن، ثنا محمد بْن إِسْحَاق الصّفّار، ثنا عَبْد اللَّه بْن محمد القَزْوينيّ: سَمِعْتُ الربيع بْن سليمان: سَمِعْتُ الحُمَيْديّ يَقُولُ: قَالَ مُسْلِم بْن خَالِد الزنجي للشافعي: أفْتِ، فقد آن لك أنْ تُفتي. وهو ابن دون عشرين سنة.
ورواها أبو نُعَيْم الإسْتِراباذيّ، عَنِ الربيع، عَنِ الحُمَيْديّ قَالَ: قَالَ مُسْلِم الزنجي.
وقال أبو نُعَيْم الحافظ: ثنا عليّ، أَنَا أبو النَّضْر: سَمِعْتُ محمد بْن العبّاس: سَمِعْتُ إبراهيم بْن مراد قَالَ: كَانَ الشّافعيّ طويلًا نبيلًا جسيمًا.
وقال الزَّعْفرانيّ: كان الشافعي يخضب بالحناء، خفيف العارضين.
وقال المُزَنيّ: ما رأيت أحسن وجهًا من الشّافعيّ، وكان ربّما قبض عَلَى لحيته، فلا تفْضُلُ عَنْ قبضته.
قَالَ الربيع المؤذِّن: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: كنت ألزم الرمي حتّى كَانَ الطبيب يَقُولُ لي: أخاف أنْ يصيبك السُّلُّ من كثرة وقوفك في الحر، وكنت أصيب من العشرة تسعة1.
وروى عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم فِي كتاب "مناقب الشّافعيّ" لَهُ بإسنادين، أنَّ الشّافعيّ قَالَ: كنت أكتب في الأكناف والعظام.
__________
1 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 128".(14/162)
وقال الحُمَيْديّ: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: كنت يتيمًا في حَجْر أمّي ولم يكن لها ما تُعطي المعلّم، وكان المعلّم قد رضي منّي أنْ أقوم عَلَى الصبيان إذا غاب، وأخفف عَنْهُ.
وقال الربيع: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: قدمتُ عَلَى مالك وقد حَفِظْتُ "المُوَطّأ" ظاهرًا1.
فقلت: أريد سماعه. فقال: أطلب من يقرأ لك.
فقلت: لا عليك أنْ تسمع قراءتي، فإنْ سهُل عليك قرأت لنفسي.
فقال: اطلب من يقرأ لك، وكرَّرتُ عَلَيْهِ، فلمّا سمع قراءتي قرأت لنفسي.
وقال جعفر ابن أخي أَبِي ثور: سَمِعْتُ عمّي يَقُولُ: كُتُب عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي إلى الشّافعيّ، وهو شاب، أنْ يضع لَهُ كتابًا فيه معاني القرآن، ويجمع الأخبار فيه، وحجة الإجماع، وبيان النّاسخ والمنسوخ من القرآن والسنة، فوضع لَهُ "كتاب الرسالة"2.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي: ما أصلّي صلاةٍ إلّا وأنا أدعو للشافعي فيها. قلت: وكان عَبْد الرَّحْمَن من كبار العلماء. قَالَ فيه أحمد بْن حنبل: عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي إمام.
وروى أبو العبّاس بْن سُرَيْج، عَنْ أَبِي بَكْر بْن الْجُنَيْد قَالَ: حجّ بِشْر الْمَرِيسيّ فرجع. فقال لأصحابه: رأيت شابًا من قُرَيش بمكّة ما أخاف عَلَى مذهبنا إلّا منه، يعني الشّافعيّ.
وقال الزَّعْفرانيّ: حجّ الْمَرِيسيّ، فلمّا قدِم قَالَ: رأيت بالحجاز رجلًا ما رأيت مثله سائلًا ولا مجيبًا، يعني الشافعي.
قال: فقدم علينا، فاجتمع إليه الناس وخفّوا عَنْ بِشْر، فجئت إلى بِشْر.
فقلت: هذا الشّافعيّ الّذي كنت تزعمُ قد قدِم. فقال: إنّه قد تغيّر عمّا كَانَ عَلَيْهِ.
__________
1 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "1/ 92"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 73".
2 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "1/ 101"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 76".(14/163)
قَالَ: فما كَانَ مَثَلُهُ إلّا مَثَل اليهود في أمر عَبْد اللَّه بْن سلّام.
وَقَالَ الْمَيْمُونِيّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: ستّة أدعو لهم سَحَرًا، أحدهم الشّافعيّ.
وقال هارون الزّنْجانيّ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: قلت لأبي: يا أَبَه، أيُّ رجلٍ كَانَ الشافعي؟ فإنّي سمعتك تُكثِر من الدّعاء لَهُ؟ فقال: يا بُنيّ، كَانَ الشّافعيّ كالشمس للدنيا، وكالعافية للنّاس، فهل لهذين من خَلَفَ، أو منهما عِوَض؟ الزّنْجانيّ مجهول.
وقال أبو داود: ما رأيت أحمد يميل إلى أحدٍ مَيْلَه إلى الشّافعيّ.
وقال أبو عُبَيْد: ما رأيت رجلًا أعقل من الشّافعيّ.
وقال قُتَيْبَة: الشّافعيّ إمام.
وقال أبو عليّ الصّوَّاف: حدَّثني أحمد بْن الحَسَن الحمانيّ: سَمِعْتُ أبا عُبَيْد يَقُولُ: رأيت الشّافعيّ عند محمد بْن الحَسَن، وقد دفع إِلَيْهِ خمسين دينارًا، وكان قد دفع إليه قبل ذلك خمسين درهمًا، وقال: إنِ اشتهيت العلم فالزم.
قَالَ أبو عُبَيْد: فسمعت الشّافعيّ يَقُولُ: كتبتُ عَنْ محمد بْن الحَسَن وقر بعير، ولمّا أعطاه محمد قَالَ: لا تحتشم. قَالَ: لو كنت عندي ممن أحتشمك ما قبلت برك. تفرد بها الحماني، وهو مجهول.
لكنّ قول الشّافعيّ: حملت عَنْ محمد بْن الحَسَن وقر بُخْتِيٍّ صحيح، رواه ابن أَبِي حاتم قَالَ: ثنا الربيع قَالَ: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: حملت عَنْ محمد بْن الحَسَن حمل بُخْتِيٍّ، لَيْسَ عَلَيْهِ إلّا سماعي1.
وقال أبو حاتم: ثنا أحمد بْن أبي سريج الرازي: سمعتُ الشّافعيّ يقول: أنفقتُ عَلَى كُتُب محمد بْن الحَسَن ستين دينارًا، ثمّ تدبرتُها، فوضعت إلى جنب كلّ مسألة2 حديثًا.
قلت: وكان الشّافعيّ مَعَ فَرْط ذكائه يستعمل ما يزيده حفظًا وذكاء.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 78".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 78".(14/164)
قَالَ هارون بْن سَعِيد الأَيْليّ: قَالَ لنا الشّافعيّ أخذت الكتّان سنةً للحِفْظ، فأعقبي رمي الدَّم سنةً1.
وقال يونس بْن عَبْد الأعلى: لو جمعت أمة ما وسعهم عقْلُ الشّافعيّ.
وعن يحيى بْن أكثم قَالَ: كُنَّا عند محمد بْن الحَسَن في المناظرة، وكان الشّافعيّ رجلًا قرشي العقل والفهم والذهن، صافي العقل والفهم والدماغ، سريع الإصابة. ولو كَانَ أكثر سماعًا للحديث لاستغنى أُمَّةُ محمد -صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِهِ عَنْ غيره من الفُقَهاء.
رواها أبو جعفر التِّرْمِذيّ: حدَّثني أبو الفضل الوَاشْجِرْدِيّ: سَمِعْتُ أبا عَبْد اللَّه الصّاغانيّ، عَنْ يحيى، فذكرها.
وعن المأمون قَالَ: قد امتحنت محمد بْن إدريس في كلّ شيءٍ فوجدته كاملًا.
وقال أبو يحيى الْمَكِّيّ الزّاهد: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد ابن بنت الشّافعيّ: سَمِعْتُ أَبِي وعمّي يقولان: كَانَ ابن عُيَيْنَة إذا جاءه شيء من التفسير وَالْفُتْيَا التفتَ إلى الشّافعيّ فيقول: سلوا هذا2.
وقال أبو سَعِيد بْن الأَعْرابيّ، عَنْ تميم بْن عَبْد اللَّه: سَمِعْتُ سُوَيد بْن سَعِيد يَقُولُ: كُنَّا عند سُفْيَان، فجاء الشّافعيّ، فروى سُفْيَان حديثًا رقيقًا، فغشي عَلَى الشّافعيّ، فقيل: يا أبا محمد مات محمد بْن إدريس.
فقال: إنّ كَانَ مات فقد مات أفضلُ أهل زمانه.
وقال الدَّارَقُطْنيّ في ذكر من روى عَنِ الشّافعيّ: ثنا أبو بَكْر محمد بْن أحمد بْن سهل النابلسي الشهيد، ثنا أحمد بْن محمد بْن زياد الأَعْرابيّ: سَمِعْتُ تميم بْن عَبْد اللَّه الرّازيّ: سَمِعْتُ أبا زرعة: سمعت قتيبة يقول: مات الثوري ومات الورع، ومات الشافعي فماتت السنن، فيموت أحمد بن حنبل وتظهر البدع3.
وقال الحارث بن سريج البقال: سَمِعْتُ يحيى القطّان يَقُولُ: أَنَا أدعو الله للشافعي أخصه به4.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 136".
2 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 240"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 92".
3 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 250"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 95".
4 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 243"، وبو نعيم في الحلية "9/ 93".(14/165)
وقال أبو بَكْر بْن خلّاد: وأنا أدعو اللَّه في دُبُر صلاتي للشافعيّ.
وقال ... بْن عليّ الظّاهريّ: سَمِعْتُ إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه يَقُولُ: لقيني أحمد بْن حنبل بِمَكَّةَ فقال: تعال حتّى أُرِيك رجلًا لم تر عيناك مثله. قال: قأقامني عَلَى الشّافعيّ1.
وقال أبو ثور: ما رأيت مثل الشّافعيّ، ولا رأى هُوَ مثل نفسه.
وقال أيّوب بْن سُوَيد صاحب الأوزاعي: ما ظننت أني أعيش حتّى أرى مثل الشّافعيّ.
وقال أحمد بْن حنبل، وله طرق عَنْهُ: "إنّ اللَّه يُقيَّض للنّاس في رأس كل مائة سنة من يعلمهم السُّنَن، وينفي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الكذب. فنظرنا، فإذا في رأس المائة عُمَر بْن عَبْد العزيز، وفي رأس المائتين الشّافعيّ"2.
وقال حَرْمَلَة: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: سُمِّيتُ ببغداد: "ناصر الحديث"3.
وقال الفضل بْن زياد: سَمِعْتُ أحمد بْن حنبل يَقُولُ: ما أحدٌ مسّ مَحْبَرَةً ولا قلمًا إلّا وللشافعيّ في عُنقه مِنَّةٌ.
وقال أحمد: كَانَ الشّافعيّ من أفصح النّاس.
وقال إبراهيم الحربيّ: سألت أحمد عَنِ الشافعي فقال: حديثٌ صحيح، ورأيٌ صحيح.
وقال الزَّعْفرانيّ: ما قرأت عَلَى الشّافعيّ حرفًا من هذه الكتب إلّا واحمد حاضر.
وقال إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه: ما تكلَّم أحدٌ بالرأي -وذكر الأوزاعي، والثوري، أبا حنيفة ومالكًا- إلّا والشافعي أكثر اتباعًا وأقل خطأ منه.
الشافعيٌّ إمام.
وقال ابن مَعِين: ليس به بأس.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 97".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 97، 98"، والخطيب في تاريخه "2/ 62".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 107"، والخطيب في تاريخه "2/ 68".(14/166)
وعن أَبِي زُرْعة قَالَ: ما عند الشّافعيّ حديث فيه غلط.
وقال أبو داود: ما أعلم للشافعي حديثًا خطأ.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال الربيع بْن سليمان: لو رأيتم الشّافعيّ لقلتم: إنّ هذه ليست كُتُبه. كَانَ، واللَّه، لسانه أكبر من كُتُبه.
وعن يونس بْن عَبْد الأعلى قَالَ: ما كَانَ الشّافعيّ إلا ساحرًا، وما كنّا ندري ما يَقُولُ إذا قعدنا حوله، وكأن ألفاظه سُكّرٌ.
وعن عَبْد الملك بْن هشام النَّحْويّ قَالَ: طالت مُجالستُنا للشافعي، فما سمعت منه لحنه قط.
وكان ممّن تؤخذ عَنْهُ اللُّغَة.
وقال أحمد بْن أَبِي سُرَيْج الرّازيّ: ما رأيت أحدًا أَفْوَهَ ولا أنطق من الشّافعيّ.
وقال الأصمعي: أخذت شعر هُذَيْلٍ عَنِ الشّافعيّ.
وقال الزُّبَيْر: أخذت شعر هُذَيْلٍ ووقائعها عَنْ عمّي مُصْعَب الزُّبَيْريّ.
وقال: أخذتها عَنِ الشّافعيّ حفظًا.
وقال موسى بن سهل: أحمد بْن صالح قَالَ: قَالَ لي الشّافعيّ: تعبّد من قبل أنْ تَرَأس. فإنّك إنْ ترأست لم تقدر أنْ تتعبد.
قَالَ أحمد: وكان الشّافعيّ إذا تكلَّم كَانَ صوته صوت صَنْجٍ أو جَرَس من حُسْن صوته.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ: ما رأيت الشّافعيّ يناظر أحدًا إلّا ورحمته.
وقال: لو رأيت الشّافعيّ يُناظر لظننت أَنَّهُ سَبْعٌ يأكلك، وهو الّذي علّم النّاس الحُجَج.
وقال الربيع بْن سليمان: سُئل الشّافعيّ في مسألة، فأعجب بنفسه، فأنشأ يَقُولُ:
إذا المشكلات تَصَدَّتْني ... كَشَفْتُ دقائقها بالنَّظَر(14/167)
ولست بإمَّعَةٍ في الرَّجال ... أُسائِل هذا وذا ما الخَبَر
ولكنّي مِدْرَهُ الأَصْغَرين ... فَتَّاحُ خَيْرٍ وفَرَّاجُ شَرّ
وعن هارون بْن سَعِيد الأَيْليّ قَالَ: لو أنّ الشّافعيّ ناظر عَلَى أنّ هذا العمود الحجر خشب لغلب، لاقتداره عَلَى المناظرة.
وقال الزَّعْفرانيّ: قدِم علينا الشّافعيّ بغداد سنة خمس وتسعين، فأقام عندنا سنتين، ثمّ خرج إلى مَكَّةَ. ثمّ قدِم علينا سنة ثمانٍ وتسعين، فأقام عندنا أشهرًا، ثمّ خرج. يعني إلى مصر.
قلت: وقد قدِم قبل ذَلِكَ بغداد قدمته الأولى الّتي لقي فيها محمد بْن الحَسَن.
وقال الربيع: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ في حكاية ذكرها:
لقد أصبحتْ نفسي تتوقُ إلى مصر ... ومن دونها أرضُ المهامه والقفر
فوالله ما أدري أللفوز والغنى ... أساق إليها، أم أُساقُ إلى قبري
فسيق، واللَّه، إليهما جميعًا.
وقال ابن خُزَيْمة، ويوسف بْن عَبْد الأحد الرُّعَيْنيّ، ومحمد بْن أحمد زُغْبة، وأبو القاسم بْن بشّار: سمعنا الربيع يَقُولُ: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: القرآن كلام اللَّه غير مخلوق. رواه ابن خُزَيْمة.
الدَّارَقُطْنِيُّ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، نا فُقَيْرُ بْنُ مُوسَى بْنِ فُقَيْرٍ الأَسْوَانِيُّ، نا أَبُو حَنِيفَةَ قَحْزَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسْوَانِيُّ، ثنا الشافعي، ثنا أَبُو حَنِيفَةَ بْنُ سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ الْخَوْلانِيُّ الشِّهَلِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْكَعْبِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ يَوْمَ الْفَتْحِ: "مَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ: إِنْ أَحَبَّ الْعَقْلَ أَخَذَ، وَإِنْ أَحَبَّ فَلَهُ الْقَوْدُ" 1.
وقال عليّ بْن محمد بْن أبان القاضي: ثنا أبو يحيى الساجي، ثنا المُزَنيّ، قال:
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه أبو داود "4504"، والترمذي "1406"، وأحمد في المسند "6/ 385"، والشافعي في الرسالة "450"، والبيهقي في السنن الكبرى "5/ 52"، والدارقطني في سننه "3/ 95، 96"، وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود "4504"، وفي الباب عن أبي هريرة: أخرجه البخاري "6880"، ومسلم "1355"، وأبو داود "4505".(14/168)
لما وافى الشّافعيّ مصر، قلت في نفسي: إن كَانَ أحدٌ يُخرج ما في ضميري وما تعلق بِهِ خاطري من أمر التوحيد فهو. فصرت إِلَيْهِ وهو في مسجد مصر، فلمّا جَثَوْت بين يديه قلتُ: إنّه هجس في ضميري مسألة في التوحيد، فعلمت أنّ أحدًا لا يعلم علمك، فما الّذي عندك؟ فغضب ثمّ قَالَ: أتدري أَيْنَ أنت؟ قلت: نعم.
قَالَ: هذا الموضع الّذي غرق فيه فرعون. أبلغك أَنَّ رَسُولَ اللَّه -صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أمر بالسؤال عَنْ ذَلِكَ؟ فقلت: لا. فقال: هَلْ تكلّم فيه الصحابة؟ قلت: لا.
قَالَ: تدري كم نجوم السماء؟ قلت: لا.
قَالَ: فكوكبٌ منها تعرف جنسه، طلوعه، أفوله، مِمّ خُلِقَ؟ قلت: لا.
قَالَ: فشيءٌ تراه بعينك من الخلق لست تعرفه، تتكلم في خالقه.
ثمّ سألني عَنْ مسألة في الوضوء، فأخطأت فيها، ففرّعها عَلَى أربعة أوجُهٍ، فلم أُجِبْ في شيء منها.
فقال: شيءٌ تحتاج إِلَيْهِ في اليوم خمس مرات، تدع عِلْمُه، وتتكلف علم الخالق، إذا هجس في ضميرك ذَلِكَ، فارجع إلى اللَّه تعالى، وإلى قوله: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [البقرة: 163] الآية، والآية بعدها. فاسْتدِلّ بالمخلوق عَلَى الخالق، ولا تتكلف عِلْمَ ما لا يبلغه عقلُك. قَالَ: فُتْبتُ.
مدارُها عَلَى أَبِي عليّ بْن حَمَكان، وهو ضعيف.
وقال ابن أَبِي حاتم: في كتابي عَنِ الربيع بْن سليمان قَالَ: حضرت الشّافعيّ، أو حدَّثني أبو شُعَيْب، إلّا أني أعلم أَنَّهُ حضر عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، ويوسف بْن عَمْرو، وحفص الفرد، وكان الشّافعيّ يسميه المُنْفَرد. فسأل حفصٌ عَبْد اللَّه: ما تَقُولُ في القرآن؟ فأبي أنّ يجيبه. فسأل يوسف فلم يجبه، وكلاهما أشار إلى الشّافعيّ. فسأل الشّافعيّ، فاحتج عَلَيْهِ، وطالت المناظرة، فقام الشّافعيّ بالحُجَّة عَلَيْهِ بأن القرآن كلام اللَّه غير مخلوق، وبكفر حفص.
قَالَ الربيع: فلقيت حفصًا في المسجد، فقال: أراد الشّافعيّ قتلي! 1
وقال الربيع: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص.
__________
1 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "1/ 455"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 112".(14/169)
وقال الربيع: قَالَ الشّافعيّ: تجاوز اللَّه عمّا في القلوب، وكتب عَلَى النّاس الأفعال والأقاويل.
وقال المُزَنيّ: قَالَ الشّافعيّ: يُقال لمن ترك الصلاة: لا يعملها. فإنْ صلَّيتَ وإلّا اسْتَتَبْناكَ، فإن تبت وإلّا قتلناك؛ كما تكفر، فنقول: إنْ آمنت وإلّا قتلناك.
وعن الربيع: قَالَ الشّافعيّ: ما أوردت الحُجّةَ، والحقَّ على أحدٍ فقبِله إلّا هِبْتُه واعتقدت مودته، ولا كابرني عَلَى الحق أحدٌ ودافع إلّا سقط من عيني1.
وقال ابن عَبْد الحَكَم، وغيره: قَالَ الشّافعيّ: ما ناظرتُ أحدًا فأحببتُ أنّ يُخطئ.
وقال أحمد بْن حنبل: كَانَ الشّافعيّ إذا ثبت عنده الحديث قلّده وخَبِر خصائله. لم يكن يشتهي الكلام، إنّما همته الفقه.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ الشّافعيّ: أنتم أعلم بالأخبار الصِّحاح منّا، فإذا كَانَ خبرٌ صحيح فأعلمني حتّى أذهب إِلَيْهِ، كوفيًّا كَانَ، أو بصريًا، أو شاميًا.
وقال حَرْمَلَة: قَالَ الشّافعيّ. كلُّ ما قلت فكان من رَسُول اللَّه -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خلاف قولي ممّا صحّ فهو أَوْلَى ولا تقلِّدوني وقال الربيع: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: إذا وجدتم في كتابي خلاف سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقولوا بها، ودعوا ما قلته2.
وقال: سَمِعْتُهُ يَقُولُ، وقال لَهُ رَجُل: يا أبا عَبْد اللَّه، نأخذ بهذا الحديث؟ فقال: مَتَى رويتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حديثًا صحيحًا ولم آخذ بِهِ، فأشهدكم أنّ عقلي قد ذهب3.
وقال الحُمَيْديّ: روى الشّافعيّ يومًا حديثًا، فقلت: أتأخذ بِهِ؟ فقال: رأيتُني خرجتُ من كنيسة، أو عَلَى زُنّار، حتّى إذا سَمِعْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حديثًا لا أقول بِهِ4؟
وقال الشّافعيّ: إذا صح الحديث فهو مذهبي.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 117"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "2/ 251".
2 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "1/ 472، 473"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 106، 107".
3 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "1/ 474"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 106".
4 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "1/ 474"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 106".(14/170)
وقال: إذا صحّ الحديث فاضربوا بقولي الحائط.
وقال الربيع: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أيّ سماءٍ تُظلني، وأيّ أرضٍ تُقلُّني إذا رويت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حديثًا، فلم أقل بِهِ1.
وقال أبو ثور: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كل حديث النَّبِيّ -صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فهو قولي، وإن لم تسمعوه مني.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَكَرِيُّ، وَغَيْرُهُ: ثَنَا الرَّبِيعُ قَالَ: كَانَ الشَّافِعِيُّ قَدْ جَزَّءَ اللَّيْلَ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ: ثُلُثُهُ الْأَوَّلُ يَكْتُبُ، وَالثَّانِي يُصَلِّي، وَالثَّالِثُ يَنَامُ.
قُلْتُ: هَذِهِ حِكَايَةٌ صَحِيحَةٌ، تَدُلُّ عَلَى أَنَّ لَيْلَهُ كُلَّهُ كَانَ عِبَادَةً. فَإِنَّ كِتَابَةَ الْعِلْمِ عِبَادَةٌ، وَالنَّوْمَ لِحَقِّ الْجَسَدِ عِبَادَةٌ. قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: "إِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا" 2.
وَقَالَ مُعَاذٌ: فَاحْتَسَبَ نَوْمَتِي كَمَا احْتَسَبَ قَوْمَتِي.
وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ: ثَنَا الرَّبِيعُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: مَا شَبِعْتُ مُنْذُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً إِلَّا مَرَّةً، فَأَدْخَلْتُ يَدِي فَتَقَيَّأْتُهَا. رَوَاهَا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فَزَادَ بِهَا: لِأَنَّ الشِّبَعَ يُثْقِلُ الْبَدَنَ، وَيُزِيلُ الْفِطْنَةَ، وَيَجْلِبُ النَّوْمَ، وَيُضْعِفُ عَنِ الْعِبَادَةِ3.
وَعَنِ الرَّبِيعِ: قَالَ لِي الشَّافِعِيُّ: عَلَيْكَ بِالزُّهْدِ، فَإِنَّ الزُّهْدَ عَلَى الزَّاهِدِ أَحْسَنُ مِنَ الْحُلِيِّ عَلَى النَّاهِدِ4.
وقال إِبْرَاهِيم بْن الحَسَن الصُّوفيّ: ثنا حَرْمَلَة: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: ما حلفت باللَّه صادقًا ولا كاذبًا5.
وقال أبو ثور: ما كَانَ الشّافعيّ يُمْسِك الشيء من سماحته.
وقال عَمْرو بْن سواد: كَانَ الشافعي أسخر النّاس عَلَى الدنيا والدرهم والطعام. قَالَ لي: أفلست ثلاث مرات، فكنت أبيع قليلي وكثيري حتى حلي ابنتي وزوجتي،
__________
1 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "1/ 475"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 106".
2 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "1974، 1975"، ومسلم "1159"، والنسائي "2390".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 127".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 130".
5 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 164"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 135".(14/171)
ولم أرهن قطّ1.
وقال الربيع: أخذ رَجُل بركاب الشّافعيّ فقال لي: أَعْطِه أربعة دنانير واعذرني عنده2.
وعن المُزَنيّ: إنَّ الشّافعيّ وقف عَلَى رَجُلٍ رآه حَسَن الرمي، فأعطاه ثلاثة دنانير، وقال لَهُ: أحسنت3.
وقال أبو عليّ الحصائري: سَمِعْتُ الربيع يَقُولُ: مر الشّافعيّ عَلَى حمار في الحذائين، فسقط سوطه، فوثب غلامٌ ومسح السوط بكمه وناوله إيّاه، فقال لغلامه: أعطه تِلْكَ الدنانير. قَالَ الربيع: ما أدري كانت تسعة أو سبعة4.
وقال: تزوجت، فسألني الشّافعيّ، كم أصدقتها؟ قلت: ثلاثين دينارًا، عجلّت منها ستّة. فأعطاني أربعة وعشرين دينارًا.
وعن الربيع: أنّ رجلًا ناول الشّافعيّ رقعة فيها: إنّي رَجُل بقال، رأس مالي درهم. وقد تزوجت فأعني.
فقال: يا ربيع، أعطه ثلاثين دينارًا، واعذرني عنده.
فقلت: إنَّ هذا رَجُل تكفيه عشرة دراهم.
فقال: ويْحك أَعْطِه.
وقال ابن أبي حاتم: ثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم: ثنا محمد بْن رَوْح: ثنا الزُّبَيْر بْن سليمان الْقُرَشِيّ، عن الشافعي قال: خرج هرثمة فأقرني سلام أمير المؤمنين هارون وقال: قد أمر لك بخمسة آلاف دينار. قَالَ: فحمل إِلَيْهِ المال، فدعا بحجام فأخذ شعره، فأعطاه خمسين دينارًا. ثمّ أخذ رقاعًا فصرر صررًا، وفرقها في القرشيين، حتّى ما بَقِيّ معه إلّا نحو مائة دينار5.
__________
1 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 222"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 77، 132".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 130".
3 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 223"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 132".
4 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 221".
5 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 226، وأبو نعيم في الحلية "9/ 131، 132".(14/172)
وقال أبو نُعَيْم بْن عديّ، والأصم، والعكري، وآخرون: ثنا الربيع: أخبرني الحُمَيْديّ. قَالَ: قدِم علينا الشّافعيّ صنعاء، فضربت لَهُ الخيمة، ومعه عشرة آلاف دينار، فجاء قومٌ فسألوه، فلمّا قلعت الخيمة ومعه منها شيء1.
وقال ابن عَبْد الحَكَم: كَانَ الشّافعيّ أسخي النّاس بما يجد2.
وقال إِبْرَاهِيم بْن محمود النَّيْسابوريّ: ثنا داود الظّاهريّ، ثنا أبو ثور قَالَ: وكان الشّافعيّ من أسمح النّاس. كَانَ يشتري الجارية الصِّنَّاع الّتي تطبخ وتعمل الحلوى، ويشترط عليها هُوَ أنّ لا يقربها؛ لأنّه كَانَ عليلًا لا يمكنه أنّ يقرب النساء لباسور بِهِ إذ ذاك. فكان يَقُولُ لنا: اشتهوا ما أردتم3.
قلت: هذا أصابه بآخرة، وإلّا فقد تزوّج وجاءته الأولاد.
وقال أبو عليّ بْن حكمان في "كتاب فضائل الشّافعيّ": ثنا إِبْرَاهِيم بْن محمد بْن يحيى المُزَنيّ، ثنا ابن خُزَيْمة، ثنا الربيع قَالَ: أصحاب مالك يفخرون فيقولون: كَانَ يحضر مجلس مالك نحوٌ من ستين مُعَمَّمًا. واللَّه لقد عددت في مجلس الشّافعيّ ثلاثمائة معمم سوى من شذ عني.
وقال الحَسَن بْن سُفْيَان: ثنا أبو ثور: سَمِعْتُ الشّافعيّ، وكان من معادن الفقه، ونقاد المعاني، وجهابذة الألفاظ يَقُولُ: حكم المعاني خلاف حكم الألفاظ؛ لأن المعاني مبسوطة إلى غير غاية، وأسماء المعاني معدودة محدودة، وجميع أصناف الدِّلالات عَلَى المعاني، لفظًا وغير لفظ، خمسة أشياء أوّلها اللّفظ، ثمّ الإشارة، ثمّ العقد، ثمّ الخط، ثمّ الّذي يسمى النصبة؛ والنصبة في الحال الدلالة الّتي تقوم مقام تِلْكَ الأصناف، ولا تقصر عَلَى تِلْكَ الدلالات؛ ولكل واحد من هذه الخمسة صورة بائنة من صورة صاحبتها، وحلية مخالفة لحلية أختها، وهي الّتي تكشف لك عَنْ أعيان المعاني في الجملة، وعن خفائها عَنِ التفسير، وعن أجناسها وأفرادها، وعن خاصها وعامها، وعن طباعها في السار والضار، وعما يكون بهوًا بهرجًا وساقطًا مدحرجًا.
وقال الربيع: كنت أَنَا والمُزَنيّ والبويطي عند الشافعي، فقال لي: أنت نموت في
__________
1 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 220".
2 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 222"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 132".
3 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 222"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 133".(14/173)
الحديث. وقال للمُزنيّ: هذا لو نَاظَرَه الشيطان قَطَعَه وجَدَلَه1. وقال للبُوَيْطيّ: أنت تموت في الحديد. فدخلت عَلَى البُوَيْطيّ أيّام المِحْنة، فرأيته مقيَّدًا مَغْلُولًا2.
وقال أبو بَكْر محمد بْن إدريس ورّاق الحُمَيْديّ: سَمِعْتُ الحُمَيْديّ يَقُولُ: قَالَ الشّافعيّ: خرجت إلى اليمن في طلب كُتُب الفِرَاسة حتّى كتبتها وجمعتها3. وقد رُوِيَ عَنِ الشّافعيّ عدّة إصابات في الفِرَاسَة.
وعن الشّافعيّ قَالَ: أقدرُ الفُقَهاء عَلَى المناظرة مَن عوَّد لسانه الرَّكْضَ في مَيْدان الألفاظ، ولم يتلعثم إذا رَمَقَتْه العيونُ بالألحاظ.
وعنه قَالَ: بئس الزّاد إلى المَعاد العدوانُ عَلَى العِباد.
وعنه قَالَ: العالِم يسأل عمّا يعلم وعمّا لا يعلم، فيثبت ما يعلم ويتعلم ما لا يعلم. والجاهل يأنف من التعليم ويأنف من التَّعلُّم.
وقال يونس: قَالَ لي الشّافعيّ: لَيْسَ إلى السلامة من النّاس سبيلٌ، فانظر الّذي فيه صلاحك فالْزَمْه4.
وعنه قَالَ: ما رفعتُ من أحدٍ فوق منزلته، إلّا وضع منّي بمقدار ما رفعت منه.
وعنه قَالَ: ضياع الجاهل قلة عقله، وضياع العالم أنّ يكون بلا إخوان، وأضيعُ منهما من واخَى من لا عقل لَهُ.
وعنه قَالَ: إذا خفتَ عَلَى عملك العُجْبَ، فاذْكُرْ رِضَى من تطلبُ، وفي أيّ نُعَيْم ترغب، ومن أيّ عقابُ ترهب، فحينئذ يصغر عندك عملك.
وقال: آلات الرّئاسة خمس: صِدْق اللهْجة، وكتمان السر، والوفاءُ بالعهد، وابداء النصيحة، وأداء الأمانة.
وقال: من استغضب ولم يغضب فهو حمار، ومن استُرضي، ولم يَرْضَ فهو شيطان5.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 139".
2 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 136".
3 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 136"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 78".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 122".
5 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 202"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 143".(14/174)
وقال: أيُّما رجالٌ أو أهلُ بيتٍ لم يخرج نساؤهم إلى رجالٍ غيرهم، ورجالُهم إلى نساء غيرِهم، إلّا كَانَ في أولادهم حُمْقٌ1.
وقال الحَسَن بْن سُفْيَان: ثنا حَرْمَلَة قَالَ: سُئل الشّافعيّ عَنْ رجلٍ في فيه تمرة وقال: إن أكلتها فامرأتي طالق، وإن طرحتها فامرأتي طالق.
قَالَ: يأكل نصفها، ويطرح النصف2.
قَالَ حسان بْن محمد الفقيه: سَمِعَ منيّ أَبُو الْعَبَّاس بْن سُرَيْج هذه الحكاية وبنى عليها تفريعات الطّلاق.
قَالَ الربيع: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: إنْ لم يكن الفُقَهاء العاملون أولياء اللَّه فما لله وليّ3.
وقال الشّافعيّ: طلبُ العِلم أفضلُ من صلاة النّافلة4.
وقال: حُكمي في أصحاب الكلام أنّ يُطاف بهم في القبائل، ويُنادَى عليهم: هذا جزاء من ترك الكتاب والسُّنَّة، وأقبل عَلَى الكلام.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ: ما رأيتُ أحدًا أقلّ حبًّا للماء في تمام التطهُّر من الشّافعيّ.
وقال أبو ثور: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: ينبغي للفقيه أنّ يضع التُّرابَ عَلَى رأسه تواضعًا لله، وشكرًا لَهُ.
وقال الأصمّ: سَمِعْتُ الربيع يَقُولُ: سأل رَجُل الشّافعيّ عَنْ قاتل الوَزَغ هَلْ عَلَيْهِ غُسْلُ؟ فقال: هذا فُتْيا العجائز.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ: ما رأت عيني قطّ مثل الشّافعيّ. لقد قدمت المدينة فرأيت أصحاب عَبْد الملك الماجِشُون يَغْلُون بصاحبهم يقولون: صاحبنا الذي قطع الشافعي.
__________
1 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 201"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 125".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 143".
3 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 155".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 119"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "2/ 251".(14/175)
فلقيت عَبْد الملك الماجِشُون، فسألته عَنْ مسألة، فأجابني، فقلت: ما الحُجّة؟ قالَ: لأن مالكا قالَ كذا وكذا. فقلت في نفسي: هيهات أن أسألك عن الحجة فتقول: قالَ معلمي؛ وإنما الحجة عليك وعلى معلّمك. رواها الحَسَن بْن عليّ بْن الأشعث الْمَصْرِيّ، عَنْهُ.
وقال إبراهيم بن أبي طالب: سألت أبا قدامة السَّرْخَسيّ، عَنِ الشّافعيّ، وأحمد، وأبي عُبَيْد، وإِسْحَاق، فقال: الشّافعيّ أفقههم.
وقال يحيى بْن منصور القاضي: سَمِعْتُ محمد بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمة يَقُولُ، وقلت لَهُ: هَلْ تعرف سُنَّةَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الحلال والحرام لم يُودِعْها الشّافعيّ كتابَه؟ قَالَ: لا.
وعن الشّافعيّ قَالَ: إذا رأيتُ رجلًا من أصحاب الحديث فكأنّي رأيت رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جزاهم اللَّه خيرًا. حفظوا لنا الأصل، فلهم علينا الفضل1.
قَالَ أبو نُعَيْم بْن عديّ، وغيره: قَالَ داود بْن سليمان، عَنِ الحُسين بْن عليّ: سمع الشافعي يقول: حكمي في أهل الكلام حُكمُ عُمَر -رضى الله عنه- في صبيغ.
وقال محمد بْن إسماعيل التِّرْمِذيّ: سَمِعْتُ أبا ثور، وحسين بْن عليّ الكرابيسيّ يقولان: سمعنا الشّافعيّ يَقُولُ: حكمي في أصحاب الكلام أنّ يضربوا بالجريد ويُحمَلُوا عَلَى الإبل ويُطاف بهم في العشائر والقبائل؛ قد تقدّم هذا.
وقال البُوَيْطيّ: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: عليكم بأصحاب الحديث، فإنهم أكثرُ النّاس صوابًا.
وقال محمد بْن إسماعيل: سَمِعْتُ الحُسين بْن عليّ يَقُولُ: قَالَ الشّافعيّ: كلّ متكلّم عَلَى الكتاب والسُّنَّة فهو الجدّ، وما سواه فهو هَذَيان.
وقال حَرْمَلَة: قَالَ الشّافعيّ: كنت أُقْري النّاسَ وأنا ابن ثلاث عشرة سنة، وحفِظْت "الموطّأ" قبل أنّ أحتلم. وكان ابن عمّي عَلَى المدينة، فسأل مالكًا أنّ أقرأ عَلَيْهِ "الموطّأ".
وقال حَرْمَلَة أيضًا: قَالَ الشّافعيّ: رحلت إلى مالك وأنا بن ثلاث عشرة سنة،
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 109".(14/176)
فأعجبته قراءتي. رواها دُحَيْم بْن همام، عَنْ حَرْمَلَة.
وقال الحَسَن بْن عليّ الطُّوسيّ: ثنا أبو إسماعيل السُّلَميّ: سَمِعْتُ البُوَيْطيّ يَقُولُ: سُئل الشافعي: كم أطول الأحكام.
قال: خمسمائة.
قِيلَ لَهُ: كم منها عَنْ مالك؟ قَالَ: كلها، إلّا خمسة وثلاثين.
قِيلَ لَهُ: كم منها عَنِ ابن عُيَيْنَة؟ قَالَ: كلّها إلّا خمسة1.
الْأَصَمُّ: نَبَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: لَيْسَ فِيهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي التَّحْلِيلِ وَالتَّحْرِيمِ -يَعْنِي فِي الزَّجْرِ- عَنْ إِتْيَانِ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ، حَدِيثٌ ثَابِتٌ. وَالْقِيَاسُ أَنَّهُ حَلَالٌ. وَقَدْ غَلِطَ سُفْيَانُ فِي حَدِيثِ ابْنِ الْهَادِ.
وَقَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبْدِ الْحَكَمِ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ فِي إِتْيَانِ النِّسَاءِ فِي مَحَاشِّهِنَّ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ.
قَالَ السَّاجِيُّ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلرَّبِيعِ فَقَالَ: كَذِبَ. فِي كِتَابِ الشَّافِعِيِّ مَسْطُورٌ خِلَافَ مَا قَالَ. وَكَانَ الشَّافِعِيُّ يُحَرِّمُ إِتْيَانَ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ.
قُلْتُ: حَدِيثُ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ رَوَاهُ النَّاسُ عَنْهُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ الله لا يستحيي مِنَ الْحَقِّ، لا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ" 2.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: الصَّحِيحُ: ابْنُ الْهَادِ، عَن عُبَيْد الله بْن عَبْد الله بْن الْحُصَيْنِ، عن هرمي بْن عبد اللَّه، عن خزيمة، عن النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قُلْتُ: رَوَاهُ أبو أسامة، عن الْوَلِيد بْن كثير، عَن عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن الحُصَيْن الْخَطْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْخَطْمِيِّ، عَنْ حَرَمِيِّ بْنِ عبد الله، عن خزيمة مثله.
__________
1 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "1/ 519".
2 "حديث صحيح": أخرجه ابن ماجه "1924"، وأحمد في المسند "5/ 213، 214"، والدارمي في سننه "1144"، والطبراني في الكبير "3739، 3740، 3744"، وابن حبان في صحيحه "4198، 4200".(14/177)
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ: ثنا أبو بَكْر بْن أَبِي أُوَيْس: حدَّثني سليمان بْن بلال، عَنْ زيد بْن أسلم، عَنِ ابن عِمران، أنّ رجلًا أتى امرأته، في دُبُرها، فوجد في نفسه من ذَلِكَ وجْدًا شديدًا. فأنزل اللَّه تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] قلت: يعني أتاها في فرْجها وظَهرهَا إِلَيْهِ.
وقال الربيع: قَالَ الشّافعيّ: لأنْ يلقى اللَّه المرءُ بكلّ ذَنْبٍ ما خلا الشِّرْك باللَّه خير له من أن يلقاه بشيء من الأهواء.
وقال: لما تكلّم حفص الفَرد في مناظرته للشافعي: القرآن مخلوق.
قَالَ لَهُ: كفرتَ باللَّه العظيم1.
وقال: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: من حلف باسمٍ من أسماء اللَّه فحنث، فعلية الكَفّارة؛ لأنّ اسم اللَّه غير مخلوق. ومن حلف بالكعبة والصِّفا والمَرْوَة، فليس عليه الكفارة؛ لأنّه مخلوق2.
وقال يُونُسُ بْن عَبْد الأَعْلَى: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: ما صَحَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: لا يقال فيه: لِمَ ولا كيف3.
وقال حَرْمَلَة: سَمِعْتُ الشافعي يَقُولُ: الخلفاء خمس: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْد العزيز4.
وقال ابن عَبْد الحَكَم: كَانَ الشّافعيّ بعد أنّ ناظر حفصَا الفَرْد يكره الكلام.
ويقول: ما شيء أبغض إليّ من الكلام وأهله.
وقال الربيع: دخلت عَلَى الشّافعيّ وهو مريض فقال: وددت أنّ النّاس يعلموا هذه الكتب لا يُنْسَب إليّ منها شيءٌ.
وقال حَرْمَلَة: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: وددت أنّ كلّ علم أعلمه يعلمه الناس
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 113".
2 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "1/ 403"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 112، 113".
3 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 30".
4 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "1/ 448".(14/178)
أؤجر عَلَيْهِ ولا يَحْمَدُوني1.
وقال محمد بْن مُسْلِم بْن وَارَةَ: سألت أحمد بْن حنبل قلت: ما ترى في كُتُب الشّافعيّ الّتي عند العراقيين؟ هِيَ أحبّ إليك أو الّتي بمصر؟ قَالَ: عليك بالكُتُب الّتي وضعها بمصر. فإنّه وضع هذه الكُتُب بالعراق ولم يحكمها. ثمّ رجع إلى مصر فأحكم تِلْكَ2.
وقال ابن وَارَةَ: قلت لأحمد مرّة: ما ترى لي من الكُتُب أنّ أنظر فيه. أرى مالك، أو الثَّوْريّ، أو الأوزاعيّ؟ فقال لي قولًا أَجُلُّهُم أنّ أذكره، وقال: عليك بالشافعي، فإنه أكثرهم صوابًا، وأتْبَعُهُم للآثار.
وقال عَبْد اللَّه بْن ناجيه: سَمِعْتُ ابن وَارَةَ يَقُولُ: لما قدمت من مصر أتيت أحمد بْن حنبل، فقال لي: كتبتُ كُتُب الشّافعيّ؟ قلت: لا.
قلت: فرّطْت، ما عرفنا العموم من الخصوص، وناسخ الحديث من منسوخه حتّى جالسنا الشّافعيّ. فحملني ذَلِكَ عَلَى الرجوع إلى مصر.
وقال محمد بْن يعقوب الفَرَجيّ: سَمِعْتُ عليّ بْن المَدِينيّ يَقُولُ: عليكم بكُتُب الشّافعيّ.
قلت: وكان الشّافعيّ مَعَ عظمته في علم الشريعة وبراعته في العربية بصيرًا في الطّبّ. نقل ذَلِكَ غير واحد.
فعنه قَالَ: عجبًا لمن يدخل الحمّام ثمّ لا يأكل من ساعته، كيف يعيش؟ وعجبًا لمن يحتجم ثمّ يأكل من ساعته، كيف يعيش3؟ وقال حَرْمَلَة عَنْهُ: من أكل الأُتْرُجّ ثمّ نام لم يأمن أن تصيبه ذِبْحَة.
وقال محمد بْن عِصْمة الْجُوزَجَانيّ: سَمِعْتُ الربيع، سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: ثلاثة أشياء دواء من لا دواء له، وأعيت الأطباء مُدَاوَاتَهُ: العنب، ولبنُ التّفاح وقصب السُّكَّر. ولولا قصب السكر ما أقمت ببلدكم4.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 119".
2 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "1/ 263"، وأبو نعيم في حلية الأولياء "9/ 97، 102".
3 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 119"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 143".
4 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 122".(14/179)
وقال: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: كَانَ غلامي أعشى، فلم يكن يبصر باب الدّار، فأخذت لَهُ زيادة الكِبد، فكحّلْتُهُ بها، فأبصر1.
وعنه قَالَ: عجبًا لمن تعشّى البيض المسلوق ثمّ نام عَلَيْهِ كيف لا يموت2؟
وقال: الفول يزيد في الدماغ، والدماغ يزيد في العقل3.
وعن يونس، عَنْهُ قَالَ: لم أر أنفع للوباء من البنفسج، يدهن بِهِ ويشرب4.
وقال صالح جَزْرَة: سَمِعْتُ الربيع: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: لا أعلم عِلْمًا بعد الحلال والحرام أنبل من الطّبّ، إلّا أنّ أهل الكتاب قد غلبونا عَلَيْهِ.
وقال حَرْمَلَة: كَانَ الشّافعيّ يتلهف على ما صنع المسلمون من الطّبّ ويقول: ضيعوا ثُلُث العِلْم، ووكّلوه إلى اليهود والنَّصاري5.
وقيل: إنَّ الشّافعيّ نظر في التنجيم، ثمّ تاب منه وهجره.
وقَالَ أبو الشَّيْخ، ثنا عَمْرو بْن عُثْمَان الْمَكِّيّ، ثنا ابن بنت الشّافعيّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كَانَ الشّافعيّ وهو حَدَث ينظر في النجوم، وما ينظر في شيء إلّا فاق فيه. فجلس يومًا وامرأتُهُ تَطْلُقُ، فحسَب وقال: تَلِدُ جاريةً عوراء، عَلَى فَرْجها خالٌ أسود، تموت إلى كذا وكذا. فولدت وكان كما قَالَ، فجعل عَلَى نفسه أنّ لا ينظر أبدًا. ودفن تِلْكَ الكُتُب6.
وقال فوران: قسمتُ كُتُب أَبِي عَبْد اللَّه أحمد بْن حنبل بين ولديه، فوجدت فيها رسالَتَيِ الشّافعيّ العراقيّ والمصريّ بخطّ أَبِي عَبْد اللَّه.
وقال أبو بَكْر الصَّوْمعيّ: سَمِعْتُ أحمد بْن حنبل يَقُولُ: صاحب حديث لا يشبع من كُتُب الشّافعيّ.
__________
1 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 122".
2 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 118"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 143".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 137، 141".
4 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 118".
5 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 116"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 136، 142".
6 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 126".(14/180)
وقال البَيْهقيّ: أَنَا الحاكم: سَمِعْتُ أبا أحمد عليّ بْن محمد المَرْوَزِيّ: سَمِعْتُ أبا غالب عليّ بْن أحمد بْن النَّضْر الْأَزْدِيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أحمد بْن حنبل، وسُئل عَنِ الشّافعيّ فقال: لقد مَنّ اللَّه علينا بِهِ. لقد كنّا تعلَّمنا كلامَ القوم، وكتبنا كُتُبَهم، حتّى قدِم علينا الشّافعيّ، فلمّا سمعنا كلامه علمنا أَنَّهُ أعلم من غيره، وقد جالسناهُ الأيّامَ واللّيالي، فما رأينا منه إلّا كلّ خير.
وقال لَهُ رَجُل: يا أبا عَبْد اللَّه، فإن يحيى بْن مَعِين، وأبا عُبَيْد لا يرضيانه، يعني في نسبتهما إيّاه إلى التَّشيُّع.
فقال أحمد: ما ندري ما يقولان. واللَّه ما رأينا منه إلّا خيرًا.
وقال ابن عديّ الحافظ: ثنا عَبْد اللَّه بْن محمد بْن جعفر القَزْوينيّ: ثنا صالح بْن أحمد بْن حنبل: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ "الموطّأ" من الشافعي؛ لأني رأيته فيه ثَبْتًا، وقد سَمِعْتُهُ من جماعة قبله.
وقال الحاكم أبو عَبْد اللَّه: سمعت الفقيه أبا بَكْر محمد بْن عليّ الشّاشيّ يَقُولُ: دخلت عَلَى ابن خُزَيْمة وأنا غلام، فقال: يا بُنيّ عَلَى من درسْت الفقه؟ فسمَّيْت لَهُ أبا الَّليْث. فقال: عَلَى من درس؟ قلتُ: عَلَى ابن سُرَيْجٍ، فقال: وهل أَخَذَ ابن سُرَيْجٍ العلم إلا من كتب مستعارة.
وقال بعضهم: أبو الليث هذا مهجورٌ بالشّاش، فإن البلد للحنابلة.
وقال ابن خُزَيْمة: وهل كَانَ ابن حنبل إلّا غُلامًا من غلمان الشّافعيّ؟ وقال أبو داود السِّجِسْتانيّ، وسأله زكريّا السّاجيّ: مَن أصحاب الشّافعيّ؟ فقال: أوّلهم الحُمَيْديّ، وأحمد بْن حنبل، وأبو يعقوب البُوَيْطيّ.
ومن غرائب الاتِّفاق أنّ الْإِمَام أحمد روى عَنْ رجلٍ، عَنِ الشّافعيّ.
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَافِظُ: ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ النَّقَّاشُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ الْحُبُوطِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ "حَ"، وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحُسَيْنِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ غَانِمٍ الْمُقْرِئِ، أَنَا أَبُو مُوسَى الْحَافِظُ أَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، أَنَا أَبُو سَعْدٍ السَّمَّانُ، قَدِمَ عَلَيْنَا: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمد بن محمود بتستر، ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَا: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، ثَنَا الشَّافِعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ(14/181)
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ- "صَلَّى صَلاةَ الْكُسُوفِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ"1 وَاللَّفْظُ لِلنَّقَاشِ.
قَالَ أحمد بْن سَلَمَةَ النَّيْسابوريّ: تزوج إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه بمَرْو بامرأةِ رجلٍ كَانَ عنده كُتُب الشّافعيّ، فتُوُفّي. لم يتزوّجُ بها إلّا لحال الكتب، فوضع "جامع الكبير" عَلَى كتاب الشّافعيّ، ووضع "جامع الصغير" عَلَى "جامع الثَّوْريّ الصغير".
فقدم أبو إسماعيل الترمذي نيسابور، وكان عنده كُتُب الشّافعيّ، عَنِ البُوَيْطيّ.
فقال لَهُ إِسْحَاق: لا تحدّث بكُتُب الشّافعيّ ما دمت هنا. فأجابه، فلم يحدثه بها حتّى خرج.
قلت: تُرَى من كَانَ يكتب عَنْ رجلٍ، عَنْ آخر، عَنِ الشّافعيّ، مع وجود إِسْحَاق، وفي نفسي من صحة ذَلِكَ.
وقال داود الظّاهريّ: سَمِعْتُ إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه يَقُولُ: ما كنت أعلم أنّ الشّافعيّ في هذا المحلّ، ولو علِمْتُ لم أُفَارِقْه.
وقال محمد بْن إِبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ: قَالَ إِسْحَاق: قدمتُ مكّة فقلت للشافعي: ما حالُ جعفر بْن محمد عندكم؟ فقال: ثقة، كتبنا عَنْ إبراهيم بن أبي يحيى، عنه، أربعمائة حديث.
وقال يُونُسُ بْن عَبْد الأَعْلَى: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: ما رأيت أفقه من ابن عُيَيْنَة، أمسكت عَنِ الفتيا منه.
ونقل أبو الشَّيْخ بْن حِبّان وغيره من وجهٍ أنّ الشّافعيّ لمّا دخل مصر أتاه جلّةُ أصحاب مالك، وأقبلوا عَلَيْهِ، فلمّا رأوْه يخالف مالكًا وينقض عَلَيْهِ تنكروا لَهُ وجفوه، فأنشأ يَقُولُ:
أأنثر درًّا بين سارحة النعم؟ ... أأنظم مثورًا لراعية الْغَنَمْ؟
لَعَمْري لَئِنْ ضُيِّعْتُ في شَرِّ بَلْدةٍ ... فلستُ مُضِيعًا بينهم غُرَرَ الْكَلِمْ
فإنْ فَرَّج اللَّهُ اللّطيف بلُطْفِه ... وصادَفْتُ أهلًا للعلوم والحكم
__________
1 "حديث منكر": وفيه يحيى بن سليم وهو منكر الحديث عن عبيد الله بن عمر كما في التهذيب "7842".(14/182)
بثَثْتُ مُفِيدًا واستَفَدْتُ ودَادَهُمْ ... وإلّا فمخزونٌ لديّ ومُكْتَتَمْ
وَمَنْ مَنَح الْجُهَّالَ عِلْمًا أضَاعَهُ ... ومَن مَنَعَ المُسْتَوجِبِينَ فقد ظَلَمْ
وكاتمُ عِلْم الدِّين عمّن يُرِيدُهُ ... يَبُوء بأَوْزارٍ وآثِمٍ إذا كَتَم
وقال الحافظ ابن مَنْدَه: حدَّثَ عَنِ الربيع قَالَ: رأيت أشهب بْن عَبْد العزيز ساجدًا، وهو يَقُولُ في سجوده: اللهم أمت الشّافعيّ ولا تذهب عِلْم مالك.
فبلغ الشّافعيّ ذَلِكَ، فتبسّم وأنشأ يَقُولُ:
تمنّى رجال أنّ أموت وإن أمت ... فتلك سبيل لست فيها بأوحد
فقل للذي يبغي خلاف الّذي مضى ... تهيأ لأُخرى مثلها فكأن قد
وقد علموا لو ينفع العلم عندهم ... لئن مت ما الداعي عليّ بمُخلدِ1
وقال المُبَرِّد: دخل رجلٌ على الشّافعيّ فقال: إنّ أصحاب أَبِي حنيفة لفصحاء، فأنشد الشّافعيّ يَقُولُ:
فلولا الشِّعْرُ بالعُلَماء يُزْري ... لَكُنْتُ الْيَوْمَ أَشْعَرَ من لَبِيدِ
وأَشْجَعَ في الْوَغَى من كلّ لَيْثٍ ... وَآلِ مُهَلَّبٍ وأبي يزيد
ولولا خشيةُ الرَّحْمَن ربّي ... حَسِبْتُ النّاس كُلَّهُمُ عبِيدي2
قَالَ الحاكم: أخبرني الزُّبَيْر بْن عَبْد الواحد الحافظ، أَنَا أبو عُمارة حمزة بْن عليّ الجوهريّ، ثنا الربيع بْن سليمان قَالَ: حَجَجْنا مَعَ الشّافعيّ، فما ارتقى شُرُفًا، ولا هبط واديًا، إلّا وهو يبكي وينشد:
يا راكبًا قفْ بالمُحَصَّبِ من مِنَى ... واهتِفْ بقاعد خِيفِها والنّاهضِ
سَحَرًا إذا فاض الحَجيجُ إلى مِنَى ... فَيْضًا كمُلْتَطَم الفُرات الفائضِ
إنّ كَانَ رفضًا حُبُّ آلِ محمّدٍ ... فلْيَشْهَد الثَّقَلان أنّي رافضي
بهذا الاعتبار قَالَ أحمد بْن عَبْد اللَّه العِجْليّ في الشّافعيّ: كَانَ يتشيع، وهو ثقة.
__________
1 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 73"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 149، 150".
2 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 62".(14/183)
قلت: ومعنى هذا التشيع حب عليّ وبغض النواصب، وأن يتخذه مولَّى، عملًا بما تواتر عَنْ نبيّنا -صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَن كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاه".
أمّا من تعرّض إلى أحدٍ من الصّحابة بسببٍ فهو شيعيّ غال نبرأ منه.
وقال عثمان الصابوني: أنشدني أبو منصور بْن جمشاد قَالَ: أنشدت لأبي عَبْد اللَّه محمد بْن إِبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ في الشّافعيّ -رضى الله عنه:
ومن شُعَب الإيمان حُبُّ ابن شافع ... وفرضٌ أكيدٌ حُبُّهُ لا تَطَوُّعُ
وإنّي حياتي شافعيّ فإنْ أمُتْ ... فتوصيتي بعدي بأن تتشفعوا
قلت: وللشافعي -رحمه اللَّه- أشعار كثيرة.
قَالَ الحافظ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن غانم في "كتاب مناقب الشّافعيّ". وهو مجلد: وقد جمعت ديوان شِعْرَ الشّافعيّ كتابًا عَلَى حِدَة.
ثمّ قَالَ بإسناده إلى ثعلب أَنَّهُ قَالَ: الشّافعيّ إمامٌ في اللغة.
وقال أبو نُعَيْم بْن عديّ: سَمِعْتُ الربيع مِرارًا يَقُولُ: لو رأيت الشّافعيّ وحسن بيانه وفصاحته لعجبت. ولو أَنَّهُ ألّف هذه الكُتُب عَلَى عربيّته التي كَانَ يتكلم بها معنا في المناظرة لم يُقدر عَلَى قراءة كتبه لفصاحته وغرائب ألفاظه. غير أَنَّهُ كَانَ في تأليفه يوضح للعوامّ.
وقال أبو الحَسَن عليّ بْن مهدي الفقيه: ثنا محمد بْن هارون، ثنا هُمَيْم بْن هَمَّام، ثنا حَرْمَلَة: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: ما جهل النّاس، وما اختلفوا إلّا لتركهم كلام العرب، أو قَالَ: لسان العرب، وميلهم إلى أرسطاطاليس.
الأصم: أَنَا الربيع قَالَ: قَالَ الشّافعيّ: المُحْدَثَات من الأمور ضَرْبان.
أحدهما: ما أُحدث يخالف كتابًا أو سنة أو إجماعًا، فهذه البدعة ضلالة.
والثاني: ما أحدث من الخير لا خلاف فيه. لو أحدث هذا فهذه محدثة غير مذمومة. وقد قَالَ عُمَر -رضى الله عنه- في قيام رمضان: نعمت البدعة هذه. يعني أنها محدثة لم تكن. وإذ كانت فليس فيها رد لما مضى1.
__________
1 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "2/ 468، 469"، وأبو نعيم في الحلية "9/ 113".(14/184)
رواه البيهقيّ، عَنِ الصَّيْرفيّ عَنْهُ.
وقال مُصْعَب بْن عَبْد اللَّه: ما رأيت أحدًا أعلم بأيّام النّاس من الشّافعيّ.
وروى أبو العبّاس بْن سُرَيْج، عَنْ بعض النَّسَّابين قَالَ: كَانَ الشّافعيّ من أعلم النّاس بالأنساب.
اجتمعوا معه ليلًا، فذاكرهم بأنساب النّساء إلى الصّبّاح.
وقال: أنساب الرجال يعرفها كلُّ أحد1.
وقال الحَسَن بْن رشيق: أَنَا أحمد بْن عليّ المدائني قَالَ: قَالَ المُزَنيّ: قدِم علينا الشّافعيّ، فأتاه ابن هشام صاحب "المغازي"، فذَاكَره أنسابَ الرجال، فقال لَهُ الشّافعيّ بعد أنّ تذاكرا: دعْ عنك أنساب الرجال فإنها لا تذهب عنّا وعنك، وخذ بنا في أنساب النساء. فلمّا أخذوا فيها بَقِيَ ابن هشام.
وقال يونس بْن عَبْد الأعلى: كَانَ الشّافعيّ إذا أخذ في أيّام النّاس يَقُولُ: هذه صناعته.
وقال أحمد بْن محمد ابن بنت الشّافعيّ: ثنا أَبِي قَالَ: أقام الشّافعيّ عَلَى العربية وأيام النّاس عشرين سنة وقال: ما أردت بهذا إلّا الاستعانة عَلَى الفقه.
وقال أبو حاتم: ثنا يونس بْن عَبْد الأعلى: قَالَ: ما شاهدت أحدًا لقى من السقم ما لقي الشّافعيّ ... فدخلت عَلَيْهِ فقال: اقرأ عليَّ ما بعد العشرين والمائة من آل عِمران، فقرأت ولمّا قمت قَالَ: لا تغفل عنّي فإنّي مكروب.
قَالَ يونس: عَنَى بقراءتي ما بعد العشرين والمائة ما لقي النَّبِيّ -صلَّى اللَّهُ عليه وسلم- وأصحابه أو نحوه.
وقال ابن خُزَيْمة، وغيره: ثنا المُزَنيّ قَالَ: دخلت عَلَى الشّافعيّ في مرضه الّذي مات فيه، فقلت: يا أبا عَبْد اللَّه كيف أصبحت؟ فرفع رأسه وقال: أصبحت من الدّنيا راحلًا، ولأخواني مفارقًا، ولسوء عملي مُلاقيًا، وعلى اللَّه واردًا. ما أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنئها، أو إلى نارٍ فأعزيها. ثمّ بكى وأنشأ يَقُولُ:
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي ... جعلت رجائي دون عفوك سلما
__________
1 أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي "1/ 488، 489".(14/185)
تعاظمت ذَنْبي فلمّا قَرَنْتُهُ ... بعَفْوِك ربّي كَانَ عفْوُكَ أَعْظَما
فما زِلْتَ ذَا عَفْوٍ عَنِ الذَّنْب لم تَزَلْ ... تجودُ وتعفو منّةً وتَكرما
فإنْ تنتقِمْ منِّي فلستُ بآيِسٍ ... ولو دَخَلَتْ نفسي بجُرْمٍ جهنّما
ولولاك لم يُغْوَ بإبليسَ عابدٌ ... فكيف وقد أغوى صَفِيَّكَ آدما
وإنّي لآتي الذَّنْب أعرفُ قَدْرَهُ ... وأعلَمُ أنّ اللَّه يعفو تكرُّما
وقال الأصمّ: ثنا الربيع قَالَ: دخلت عَلَى الشّافعيّ وهو مريض، فسألني عَنْ أصحابنا، فقلت: إنّهم يتكلّمون.
فقال: ما ناظرتُ أحدًا قطّ عَلَى الغَلَبَة. وبِودِّي أنّ جُمَيْع الخلْق تعلَّموا هذا الكتاب، يعني كتبه، عَلَى أن لا ينسب إليَّ فيه شيء1.
قَالَ: هذا يوم الاحد، ومات يوم الخميس، وانصرفنا من جنازته ليلة الجمعة، فرأينا هلالَ شعْبان سنة أربعٍ ومائتين، وله نيِّفٌ وخمسون سنة.
وقال ابن أَبِي حاتم: ثنا الربيع: حدَّثني أبو اللّيث الخفاف، وكان معدِّلًا: حدَّثني العزيزيّ، وكان متعبدًا، قَالَ: رأيت ليلةَ مات الشّافعيّ، كأنّه يُقال: مات النَّبِيّ -صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي هذه اللّيلة، فأصبحت، فَقِيلَ: مات الشّافعيّ رحمه اللَّه2.
قَالَ حَرْمَلَة: قدِم علينا الشّافعيّ مصر سنة تسعٍ وتسعين ومائة.
وقال أبو علي بن حمكان: ثنا الزُّبَيْر بْن عَبْد الواحد، ثنا الحَسَن بْن سُفْيَان، ثنا سفيان بْن وكيع قَالَ: رأيت فيما يرى النائم كأن القيامة قد قامت، والناس في أمر عظيم، إذ بَدَرَ لي أخي، فقلت: ما حالكم؟ قَالَ: عرضنا على ربّنا.
قلت: فما حال أَبِي؟ قَالَ: غُفِر لَهُ، وأُمِر بِهِ إلى الجنّة.
فقلت: ومحمد بْن إدريس؟ قَالَ: حُشِر إلى الرَّحْمَن وَفْدًا، وألبِس حُلَل الكرامة، وتُوِّج بتاج البهاء.
قَالَ زكريّا بْن أحمد البلْخيّ، وغيره: سمعنا أبا جعفر محمد بن أحمد بن نصر
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 118".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 101".(14/186)
التِّرْمِذيّ. يَقُولُ: رأيت في المنام النَّبِيّ -صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في مسجده بالمدينة، كأنّي جئت إِلَيْهِ فسلّمت عَلَيْهِ، وقلت: يا رسول اللَّه أكتب رأي أَبِي حنيفة؟ قَالَ: لا.
فقلت: أكتب رأي مالك؟ قَالَ: لا تكتب منه إلّا ما وافق حديثي.
فقلت: أكتب رأي الشّافعيّ؟.
فقال بيده هكذا، كأنه ينتهرني، وقال: تَقُولُ: رأي الشّافعيّ. إنّه لَيْسَ رأي، ولكنه ردٌّ عَلَى من خالف سُنَّتي1.
وقد رُوِيَ عَنْ جماعة عديدة نحو هذه القصة والتي قبلها بأنّه غُفر لَهُ، وساق جملةً منها الحافظ ابن عساكر في ترجمة الشّافعيّ، رحمه اللَّه تعالى وأسكنه الجنّة ... إنّه سميع مجيب.
324- محمد بْن أبان بْن الحَكَم العَنْبريّ2.
أبو عَبْد الرَّحْمَن الكوفي، نزيل أصبهان.
وهو عمّ محمد بْن يحيى بْن أبان.
حدَّثَ بعد المائتين عَنْ: مِسْعَر بْن كُدَام، وأبي حنيفة، وسفيان، وشُعْبة، وعَمْرو بْن شَمِر، وزفر بْن الْهُذَيْلِ، وجماعة.
وعنه: سهل بْن عثمان، وأحمد بْن معاوية بْن الْهُذَيْلِ، وسليمان بْن سيف العَتَكيّ، ومحمد بْن عُمَر الزُّهْرِيّ أخو رُسْتَة.
وهو مُنْكَر الحديث.
روى أبو نُعَيْم الحافظ في ترجمته أحاديث ضعيفة، ولم أرَ لأحدٍ فيه جَرْحًا.
وهو ضعيف الحديث.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الشَّعَّارُ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عيسى المقرئ، ثنا محمد بن عمر، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ الْحُسَيْنِ، عَنْ أُمِّ سلمة، قالت: قال
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 100".
2 الجرح والتعديل "7/ 200".(14/187)
رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا حَضَرْتَ الْمَيِّتَ فَقُلْ: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} 1 هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، وَرُوَاتُهُ مَعْرُوفُونَ.
325- محمد بْن إسماعيل الفارسيّ2.
أبو إسماعيل، نزيل الكوفة.
روى عَنْ: فطر بْن خليفة، ومالك بْن مِغْوَلٍ.
وعنه: مَعْمَر بْن سهل الأهوازيّ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، والحَسَن بْن عَلَى بْن عفان، وغيرهم.
326- محمد بْن بِشْر بْن الفَرَافِصَة بْن المختار بن رديح العبدي3 -ع- الحافظ، أبو عبد الله الكوفي.
عَنْ: إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وزكريّا بْن زائدة، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وحَجّاج بْن دينار، وحَجّاج بْن أَبِي عثمان، وخلْق.
وعنه: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وعلي بن الْمَدِينِيِّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وابن نُمَيْر، وأحمد بْن الفُرات، وعبد بْن حُمَيْد، ومحمد بْن عاصم الثَّقْفيّ، وخلق.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: سَأَلْتُ أَبَا دَاوُدَ، عَنْ سماع محمد بْن بِشْر، من سَعِيد بْن أبي عَرُوبَة، فقال: هُوَ احفظ من كَانَ بالكوفة.
وقال الكُدَيْميّ، عَنْ أَبِي نُعَيْم قَالَ: لما خرجنا في جنازة مِسْعَر جعلت أتطاول "في المشي"، قلت: يجيئوني فيسألوني عَنْ حديث مِسْعَر، فذاكرني محمد بْن بِشْر بحديث مِسْعَر فأَغْرَب عَلَيَّ سبعين حديثًا، لم يكن عندي منها إلّا حديث واحد.
وثقه ابن معين، وغيره.
__________
1 "حديث منكر": وفيه صاحب الترجمة وهو منكر الحديث.
2 الثقات لابن حبان "9/ 78".
3 الطبقات الكبرى "6/ 394"، التاريخ الكبير "1/ 45"، الجرح والتعديل "7/ 210، 211"، التهذيب "9/ 73، 74".(14/188)
وقال الْبُخَارِيّ: مات سنة ثلاثٍ ومائتين.
327- محمد بن بكر بن عثمان البرساني البصري1 -ع- أبو عبد الله، ويقال: أبو عثمان. وبُرسان من الأزد.
روى عَنْ: ابن جُرَيْج، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وأَيْمن بْن نابل، وهشام بْن حسّان، ويونس بْن يزيد، وعُبَيْد اللَّه بْن أبي زياد القداح، وشُعْبة، وحماد بْن سَلَمَةَ، وطائفة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وابن رَاهَوَيْه، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وبُنْدار، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وهارون الحمّال، وعبد بْن حُمَيْد، وأحمد بْن منصور الرَّماديّ، وعبد اللَّه الدّارميّ، وآخرون.
قال ابن معين: ثنا البرساني، وكان واللَّه ظريفًا صاحب أدب ثقة.
وقال ابن سعْد: كَانَ ثقة.
مات في ذي الحجّة سنة ثلاثٍ ومائتين بالبصرة.
328- محمد بْن جعفر المدائني2 -م. ت- أبو جعفر البزاز.
عَنْ: شُعْبَة، وحمزة الزّيّات، وورّقاء، ومنصور بْن أَبِي الأسود، وبكر بْن خُنَيْس، وجماعة.
وعنه: احمد بْن حنبل، وحجاج بْن الشاعر، وعبّاس الدُّوريّ، والصَّنعانيّ، واحمد بْن يونس الضَّبّيّ، ومحمد بْن أحمد بْن أَبِي العوام، وطائفة.
قَالَ أحمد: لا بأس بِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلا يُحْتَجُّ بِهِ.
قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي "مُسْلِمٍ". أَخْبَرَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ هَاشِمٍ الصَّفَّارِ، أَنَا وَجِيهٌ، أنا أبو القاسم القشيري، أنا الخفاف، ثنا السراج، نا حجاج بن
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 296"، التاريخ الكبير "1/ 48، 49"، الجرح والتعديل "7/ 212"، التهذيب "9/ 77، 78".
2 التاريخ الكبير "1/ 58"، الجرح والتعديل "7/ 222"، الثقات لابن حبان "9/ 56"، التهذيب "9/ 98، 99".(14/189)
الشاعر، ثنا محمد بن جعفر، ثنا وَرْقَاءُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: "كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى مُشْرَعَة، فَقَالَ: "أَلا تُشْرِعُ يَا جَابِرُ"؟ قُلْتُ: بَلَى. فَنَزَلَ فَأشْرَعْتُهُ ثُمَّ ذَهَبَ لِحَاجَتِهِ. فَوَضَعْتُ لَهُ وُضُوءًا، فَجَاءَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، مُخَالِفًا بَيْنَ طَرَفَيْهِ1. رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ حَجَّاجٍ.
وَقَالَ مُطَيَّنٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ.
329- محمد بْن جعفر الصادق بْن محمد الباقر بْن عليّ بْن الحُسين2.
أبو جعفر الهاشْميّ العَلَويّ الحُسَينيّ المَدِينيّ. الملقّب بالديباج.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وهشام بْن عُرْوَة.
وعنه: إبراهيم بن المنذر الحزامي، وَيَعْقُوب بن حُمَيْد بن كاسب، وَمحمد بن يحيى العدني، وجماعة.
وله عدة إخوة، خرج بمكة في أوائل دولة المأمون، ودعا إلى نفسه، فبايعوه سنة مائتين. فحج حينئذ أبو إسحاق المعتصم، وندب عسكرا لقتاله فأخذوه. وقدم في صحبة أبي إسحاق إلى بغداد، فبقي فيها قليلا وتوفي.
وكان بطلا شجاعا عاقلا، يصوم يوما ويفطر يوما.
وكان موته بجرجان في شعبان سنة ثلاث ومائتين، فصلى عليه المأمون ونزل في لحده وقال: هذه رحِمٌ وقطعت من سنين.
وقيل: إنّ سبب موته أَنَّهُ جامع ودخل الحمّام وافتصد في يومٍ واحدٍ، فمات فجأة، رحِمه اللَّه.
330- محمد بْن جَهْضم اليَمَاميّ3.
ويُعرف بالسّاسانيّ. قد أخّرته إلى بعد العشرين؛ لأنّني وجدت عبد الله بن شبيب يروي عنه.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه مسلم "766"، وأحمد في المسند "3/ 351".
2 التاريخ الكبير "1/ 57"، الجرح والتعديل "7/ 220"، سير أعلام النبلاء "10/ 104، 105".
3 التاريخ الكبير "1/ 58"، الجرح والتعديل "7/ 223"، الثقات لابن حبان "9/ 61"، التهذيب "9/ 100".(14/190)
وهو يروي عَنْ محمد بْن طلحة بْن مصرف فأخَّرْتُهُ، وحديثه في الصَّحيحين بواسطة.
331- محمد بْن حرب الْمَكِّيّ1.
عَنْ: مالك، والليث، وابن لهيعة، وجماعة.
وعنه: بَكْر بْن خَلَف، والحسين بْن عيسى البسْطاميّ.
قَالَ أبو حاتم: لَيْسَ بِهِ بأس. أصله بصْريّ.
332- محمد بْن الحَسَن بْن آتش الصنعاني الأبناويّ2.
وقد ينسب إلى جدّه فيقال: محمد بْن آتَش.
عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن عَمْرو الصَّنعانيّ، وأبي بَكْر بْن أَبِي سَبْرَة، وجعفر بْن سليمان الضُّبَعيّ، وجماعة.
وعنه: محمد بْن رافع، ونوح بْن حبيب القُومْسيّ، وأحمد بْن صالح الْمَصْرِيّ، وجماعة.
قَالَ أبو زُرْعة: ثقة.
وأما النَّسائيّ فقال: لَيْسَ بثقة.
قلت: لَهُ حديث في "المراسيل" لأبي داود.
وقد قَالَ ابن أَبِي حاتم في ترجمته: إن روى عَنْ همّام بْن مُنَبِّه.
قلت: لم يلحقه أبدًا.
333- محمد بْن الحَسَن.
لقبه: محبوب.
يأتي بلقبه إن شاء الله.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 79"، الجرح والتعديل "7/ 237".
2 التاريخ الكبير "1/ 68"، الجرح والتعديل "7/ 226"، الثقات لابن حبان "9/ 69، 7/ 228"، ميزان الاعتدال "3/ 513"، تهذيب التهذيب "9/ 113، 114".(14/191)
334- محمد بْن خَالِد1. أبو عَبْد اللَّه الحنظلي الرّازيّ الفقيه ممّوَيْه، ويقال: مَتُّوَيْه.
شيخ أسْتَراباذ وعالمها والّذي بنى الجامع بها. وأوّل من فِقْه النّاس بها.
أخذ عَنْ: أَبِي يوسف.
وروى عَنْ: الجرّاح بْن الضّحّاك الكِنْديّ، وعمران بْن وهْب الطّائيّ صاحب أنس، ومالك بْن أنس.
وعنه: يوسف بْن حمّاد، وإِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الطَّلْقيّ، وعمّار بْن رجاء، وجعفر بْن محمد بْن بِهْرام الإِسْتراباذِيُّون.
ترجَمه أبو سعْد الإدريسي.
335- محمد بْن خَالِد بْن عَثْمة الحنفي البصري2.
وعَثْمَة هي أمّه.
روى عن: مالك، وسليمان بن بلال، وسعيد بن بشير، وجماعة.
وعنه: بندار، ومحمد بن يونس الكديمي، وأبو قلابة الرقاشي، وآخرون.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
ذكره عبد الرحمن بن منده فيمن مات سنة إحدى عشرة ومائتين.
336- محمد بن أبي رجاء الخُراساني الفقيه3.
صاحب محمد أَبِي يوسف.
ولي قضاء بغداد للمأمون.
ومات سنة سبعٍ ومائتين. لا أعرفه.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 244".
2 التاريخ الكبير "1/ 73، 74"، الجرح والتعديل "7/ 243" الثقات "9/ 55، 67"، التهذيب "9/ 42".
3 الثقات لابن حبان "9/ 120"، الكامل في التاريخ "6/ 385".(14/192)
337- محمد بْن صالح بْن بيهس القَيْسيّ الكِلابيّ1.
أمير عرب الشام وفارسها، وفارس قيس وزعيمها وشاعرها، والمقاوم للسُّفْياني أَبِي العُمَيْطر الّذي خرج بدمشق. لم يزل يُجْلِب عَلَى أَبِي العميطر بخيله ورجله، ومحاربه حمية لدولة بني الْعَبَّاس، وهوى عَلَى اليمانية. ولم يبرح حتّى أباده وشتت جموعه، وحكم عَلَى الشام، فولاه المأمون إمرة الشام. تُوُفّي سنة عشر.
338- محمد بْن صالح الواسطيّ2.
أبو إسماعيل البطيخي، سكن بغداد.
وحدَّثَ عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق الواسطيّ، وحجاج بْن دينار، ومالك.
روى عَنْهُ: إِبْرَاهِيم بْن المنذر الحزامي، والحَسَن بْن عَرَفَة، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ. لم يضعّفه أحد. وقد كنّاه مُسْلِم وقال: أصله، واسطيّ سكن بغداد.
339- محمد بْن عَبّاد الهُنَائيّ الْبَصْرِيّ3 -ت. ن. ق.
عَنْ: يونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وشُعْبة، وعليّ بْن المبارك، وجماعة.
وعنه: زيد بْن أصرم، وعليّ بْن نَصْر بْن عليّ الْجَهْضميّ، وعَبّاد بْن الوليد العَنْبريّ، وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم: صدُوق.
340- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر بْن عُمَر بْن درهم4.
أبو أحمد الأَسَديّ الزبيري الكوفيّ الحبّال.
عَنْ: فطر بْن خليفة، ومسعر، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وحمزة الزّيّات، وعيسى بْن طِهْمان، وسفيان، وشَيْبان النحوي، وإسرائيل، وأبي إسرائيل الملائي، وخلق.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 415"، تهذيب تاريخ دمشق "2/ 113"، البداية والنهاية "10/ 227".
2 التاريخ الكبير "1/ 117"، الجرح والتعديل "7/ 288"، الثقات لابن حبان "9/ 55".
3 التاريخ الكبير "1/ 175"، الجرح والتعديل "8/ 14"، تهذيب التهذيب "9/ 246".
4 الطبقات الكبرى "6/ 402"، التاريخ الكبير "1/ 133، 134"، الجرح والتعديل "7/ 297"، الثقات لابن حبان "9/ 58"، ميزان الاعتدال "3/ 595"، تهذيب التهذيب "9/ 254، 255".(14/193)
وأوّل طَلَبه سنة نيفٍ. وخمسين ومائة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن سِنان، وأحمد بْن الفُرات، وأحمد بْن عصام الأصبهاني، وأبو خَيْثَمَة، وأبو بكر بن أَبِي شَيْبة، ومحمد بْن رافع، ومحمود بْن غَيْلان، ونصر بْن عليّ، وخلْق.
قَالَ نَصْر بْن عليّ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ما أبالي أنّ يُسْرَق منّي كتاب سُفْيَان، إنّي أحفظه كلّه.
وقال العِجْليّ: كوفيٌّ ثقة يتشيَّع.
وقال بُنْدار: ما رأيت رجلًا قط أحفظ من أَبِي أحمد الزُّبَيْريّ.
وقال أبو حاتم: حافظ للحديث، عابد، مجتهد لَهُ أوهام.
وقال أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يزيد: كَانَ محمد بْن عَبْد اللَّه الأَسَديّ يصوم الدَّهر. فكان إذا تسحّر برغيفٍ لم يُصدّع، فإذا تسحرّ بنصف رغيف صُدِّع من نصف النّهار إلى آخره. فإن لم يتسحّر صُدِّع يومه أجمع.
قَالَ أحمد بْن حنبل: مات بالأهواز سنة ثلاثٍ ومائتين.
زاد مُطَيِّن: في جُمَادَى الأولى، رحِمَه اللَّه.
341- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن كُناسة1 -ن- واسم كُناسة عَبْد الأعلى بْن عَبْد اللَّه بْن خليفة بْن زُهَيْر بْن نَضْلة أبو يحيى، وأبو عَبْد اللَّه الأَسَديّ الكوفيّ.
وقيل: بل كُناسة لَقَبٌ لأبيه.
وقيل: هُوَ ابن أخت إِبْرَاهِيم بْن أدْهَم العابد.
رَوَى عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْن أَبِي خالد، وعبد الله بن شبرمة، وجعفر بن برقان، ومحمد بن السائب الكلبي، ومسعر، وجماعة.
وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، وأبو بكر بن أبي شَيْبَة، وابن نُمير، وأحمد بن منصور الرمادي، ومؤمل بن إهاب، ومحمد بن إسحاق الصنعاني، ومحمد بن الفرج الأزرق، والحارث بن أبي أسامة، وخلق.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 35"، الجرح والتعديل "7/ 300"، الثقات لابن حبان "7/ 443"، التهذيب "9/ 259".(14/194)
وقال ابن معين، وأبو داود، وعلي بن المديني، والعجلي، وغيرهم: ثقة.
قَالَ أبو حاتم: كَانَ صاحب أخبار، يُكْتَب حديثُهُ ولا يُحْتَجُّ بِهِ.
وقال يعقوب السَّدُوسيّ: ثقة، صالح الحديث، لَهُ علم بالعربية والشِّعْر وأيّام النّاس، وهو ابن أخت إِبْرَاهِيم بْن أدهم.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ بْنِ أَبِي الْمَكَارِمِ اللَّبَّانُ، وَخَلِيلُ الدَّارَانِيُّ قَالَا: أَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلادٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، وَالْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كُنَاسَةَ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَخِيهِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "غيروا الشيب ولا تشبهوا اليهود" 1. تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ كُنَاسَةَ. رَوَاهُ النَّسَائِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ زَنْجَوَيْهِ، عَنْهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: إِنَّمَا هُوَ عَنْ عُرْوَةَ مُرْسَلٌ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ. رَوَاهُ الْحُفَّاظُ مِنْ أَصْحَابِ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ مُرْسَلًا.
وقال زيد بْن الحريش، نا عَبْد اللَّه بْن رجاء، عَنِ الثَّوْريّ، وهشام، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، نحوه.
قَالَ يعقوب بْن شَيْبة: مات بالكوفة لثلاثٍ خَلَوْن من شوّال، سنة سبْعٍ ومائتين.
وقال مُطَيَّن: سنة سبْعٍ.
وقال ابن قانع: سنة تسعٍ، فوهم.
ويقال: إنّه وُلِد سنة ثلاث وعشرين ومائة.
وله كتاب "الأنواء" وكتاب "معاني الشِّعْر"، وكتاب "سرقات الكُتُب من القرآن".
وله يرثي ولده:
وسمّيته يحيى ليحيى، فلم يكن ... إلى ردِّ أمرِ اللَّه عَنْهُ سبيلُ
تفاءَلْتُ لو يُغْني التَّفاؤل باسمه ... وما خِلْتُ فالًا قبل ذاك يفيل
__________
1 "حديث صحيح لغيره: "أخرجه النسائي "5088، 5089" ومن طرق أخرى ففي الباب عن أبي هريرة أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ "3462، 5899"، وَمُسْلِمٌ "2103"، وَأَبُو داود "4203"، وَالتِّرْمِذِيُّ "1752"، وَالنَّسَائِيُّ "5087"، وابن ماجه "3621"، بمعناه.(14/195)
342- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدّيق التَّيْميّ الْمَدَنِيّ1.
عَنْ: أَبِيهِ، وموسى بْن عُقْبة.
وعنه: الزُّبَيْر بْن بكّار، وأبو بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن شَيْبة الحزاميّ.
343- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الباهليّ السَّهميّ الْبَصْرِيّ2.
سمع: حُصَين بْن عَبْد الرَّحْمَن، ولعلّه آخر من حدَّث عَنْهُ.
روى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن المُثَنَّى، ونصر بْن عليّ، وغيرهما.
قَالَ الفلّاس: تُوُفّي سنة سبْعٍ ومائتين.
روى لَهُ ابن عديّ حديثين قال: هُوَ عندي لا بأس بِهِ.
344- محمد بْن عَبْد الوهّاب الكوفيّ السُّكّريّ القَنّاد3 -ت. ن. ق- أحد العباد والصُّلّاح والزُّهّاد.
ورّخه ابن مُطِّين سنة تسعٍ، وورّخه جماعة سنة اثنتي عشرة.
فسيذكر هناك.
345- محمد بْن عُبَيْد بْن أَبِي أمية الطنافسي الكوفيّ الأحدب4. أحد الأخوة.
عَنْ: الأعمش، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، ويزيد بْن كيسان، وإدريس الأَوْديّ، وعُبَيْد اللَّه بْن عمر، والعوام بن حوشب، وطائفة كبيرة.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 130، 131"، الجرح والتعديل "7/ 299"، الثقات لابن حبان "9/ 63".
2 التاريخ الكبير "1/ 162"، الجرح والتعديل "7/ 326"، الثقات لابن حبان "9/ 72"، ميزان الاعتدال "3/ 618".
3 التاريخ الكبير "1/ 168، 169"، الجرح والتعديل "8/ 12"، الثقات لابن حبان "7/ 443"، التهذيب "9/ 320، 321".
4 الطبقات الكبرى "6/ 397"، التاريخ الكبير "1/ 173"، الجرح والتعديل "8/ 10، 11"، الثقات لابن حبان "7/ 441"، ميزان الاعتدال "3/ 639"، سير أعلام النبلاء "9/ 436-438"، تهذيب التهذيب "9/ 327-329".(14/196)
وعنه: أحمد، وإِسْحَاق، وابن مَعِين، وابن نُمَيْر، وابنا أَبِي شَيْبة، وأبو خَيْثَمَة، وأحمد بْن الفُرات، وأحمد بْن سليمان الرُّهَاويّ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وعباس الدُّوريّ، وخلْق.
قَالَ أحمد، وابن مَعِين: عُمَر، ومحمد، وَيَعْلَى بنو عُبَيْد: ثقات.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: يَعْلَى، ومحمد، وعُمَر، وإدريس، وإبراهيم بنو عُبَيْد كلُّهم ثقات.
وكان أبو طالب الحافظ يقول: عبيد بن أبي أمية.
وقال صالح بن أحمد بن حنبل: سمعت أَبِي يَقُولُ: كَانَ محمد بْن عُبَيْد يخطئ ولا يرجع عَنْ خطأه.
وقال ابن سعْد: نزل محمد بْن عُبَيْد بغداد دهرًا، ثمّ رجع إلى الكوفة، فمات قبل يَعْلَى في سنة سبْعٍ ومائتين.
قَالَ: وكان ثقةً كثير الحديث، صاحب سُنّة وجماعة.
قَالَ يعقوب بْن شَيْبة: كَانَ عمّي يقدّم عثمانَ عَلَى عليّ، وقَلّ من يذهب إلى هذا من الكوفيين.
ومات سنة أربعٍ. وقال خليفة، وجماعة: مات سنة خمس.
346- محمد بْن أَبِي عُبَيْدة بْنُ مَعْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ المسعودي الكوفي1 -م. د. ن. ق- واسم أَبِيهِ عَبْد الملك.
روى عَنْ: أَبِيهِ.
وعنه: ابنا أَبِي شَيْبة، وإبراهيم بْن أَبِي شَيْبة، وأبو كُرَيْب، وابن نُمَيْر، وجماعة.
قَالَ ابن أَبِي خَيْثَمَة، عَنِ ابن مَعِين: ثقة.
وقال الْبُخَارِيّ: مات سنة خمس.
قلت: روى الحروف عن حمزة.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 173، 174"، الجرح والتعديل "8/ 17"، الثقات لابن حبان "9/ 46"، تهذيب التهذيب "9/ 334".(14/197)
347- محمد بْن عُمَر بْن واقد الأسلميّ1 -ت- مولاهم الْإِمَام أبو عَبْد اللَّه الْمَدَنِيّ الواقديّ.
عَنْ: محمد بْن عجلان، وابن جُرَيْج، وثور بْن يزيد، وأسامة بْن زيد، ومَعْمَر بْن راشد، وابن أَبِي ذئب، وهشام بْن الغاز، وأبي بَكْر بْن أَبِي سَبْرَة، وسفيان الثَّوْريّ، ومالك، وأبي مَعْشَر، وخلائق.
وَكَتَب ما لا يوصف كثرة، وروى القراءة عَنْ نافع بْن أَبِي نُعَيْم، وعيسى بْن وردان.
وعنه: أبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، ومحمد بْن سعْد، وأبو حسّان الحَسَن بْن عثمان الزِّياديّ، وسليمان الشّاذكونيّ، ومحمد بْن شجاع البلْخيّ، ومحمد بْن يحيى الْأَزْدِيّ، ومحمد بْن إِسْحَاق الصَّنعانيّ، وأحمد بْن عُبَيْد بْن ناصح، وأحمد بْن الخليل البُرْجُلانيّ، والحارث بْن أَبِي أسامة.
وكان من أوعية العلم. ولي قضاء الجانب الشرقي من بغداد، وسارت الرُّكْبان بكُتُبه في المغازي والسِّيَر والفقه أيضًا. وكان أحد الأجواد المذكورين.
وكان جَدّه واقد مولى لعبد اللَّه بْن بريدة الأسْلَميّ.
وُلِد محمد سنة تسع وعشرين ومائة. وهو مَعَ عظمته في العلم ضعيف.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَمْ نَرْفَعْ أَمْرَ الْوَاقِدِيِّ حَتَّى رَوَى عَنْ مَعْمَرٍ، وعن الزُّهْرِيِّ، عَنْ نَبْهَانَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا"2، وفي شَيْءٍ لَا حِيلَةَ فِيهِ. وَهَذَا لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُ يُونُسَ.
قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عَسَاكِرٍ: قَدْ رَوَاهُ عُقَيْلٍ ثُمَّ سَاقَهُ مِنْ طَرِيقِ الذُّهْلِيّ: نَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، نَا نافع بن يزيد، عن عقيل.
__________
1 الطبقات الكبرى "5/ 425، 7/ 334"، التاريخ الكبير "1/ 178"، الجرح والتعديل "8/ 20، 21"، تهذيب التهذيب "9/ 363"، ميزان الاعتدال "3/ 662، 666"، سير أعلام النبلاء "9/ 454، 469".
2 "حديث ضعيف" أخرجه أبو داود "4112"، والترمذي "2778"، وأحمد في المسند "6/ 295، 296"، وابن حبان في صحيحه "5575"، والبيهقي في السنن الكبرى "7/ 91، 92" وضعفه الشيخ الألباني في الإرواء "1806".(14/198)
وَقَالَ ابْنُ الْمُظَفَّرِ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَزْوِينِيُّ: ثَنَا الرَّمَادِيُّ: لَمَّا حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ بِهَذَا الْحَدِيثِ ضَحِكْتُ. قَالَ: مِمَّ تَضْحَكُ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، وكتب إِلَيْهِ أحمد بْن حنبل، يُقَالُ: هذا حديث تفرد به يونس. وأنت قد حدّثت بِهِ عَنْ نافع بْن يزيد، عَنْ عَقِيل.
وقال: إنّ شيوخنا المصريّين لهم عناية بحديث الزُّهْرِيّ.
وقال إِبْرَاهِيم بْن جَابِر: سَمِعْتُ الرَّماديّ يَقُولُ، وقد حدَّثَ بحديث عَقِيل، عَنِ الزُّهْرِيّ: هذا ممّا ظُلِم فيه الواقديّ.
وقال محمد بْن سعْد: ولي الواقديّ القضاء ببغداد للمأمون أربع سنين، وكان عالمًا بالمغازي والسيرة والفِتُوح والأحكام وأخلاق النّاس، وقد فسّر ذَلِكَ في كتب استخرجها ووضعها وحدّث بها.
أخبرني أَنَّهُ وُلِد سنة ثلاثين ومائة، وقدم بغداد سنة ثمانين في دَيْنٍ لحقه، فلم يزل بها.
قَالَ: ولم يزل قاضيًا حتّى مات ببغداد لإحدى عشر ليلةً خلت من ذي الحجّة سنة سبْعٍ ومائتين.
وقال الْبُخَارِيّ: سكتوا عَنْهُ.
وقال ابن نُمَيْر، ومسلم، وأبو زُرْعة: متروك الحديث.
وقال أبو داود: كَانَ أحمد بْن حنبل لا يذكر عَنْهُ كلمة. وأنا لا أكتب حديثه.
وروى غير واحد، عَنْ أحمد قَالَ: كَانَ يقلب الأسانيد، وكان يجمع الأسانيد ويأتي بمتن واحد.
وقال ابن أبي حاتم: ثنا يونس قَالَ: قَالَ لي الشّافعيّ: كُتُب الواقديّ كذِب.
وقال إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه: هُوَ عندي ممّن يضع الحديث.
وقال الْبُخَارِيّ: ما عندي للواقديّ حرف.
قلت: لَهُ تَرْجَمَةٌ طَوِيلَةٌ فِي "تَارِيخِ ابْنِ عَسَاكِرٍ".
وحاصل الأمر أَنَّهُ مُجْمَعٌ عَلَى ضعفه. وأجود الروايات عَنْهُ رواية ابنُ سعْد في "الطبقات"، فإنّه كَانَ يختار من حديثه بعض الشيء.(14/199)
قَالَ أبو بَكْر الخطيب: هُوَ ممّن طبّق شرق الأرض وغربها ذِكرُه.
وقال محمد بْن سلّام الْجُمَحيّ: الواقديّ عالم دهره.
وقال إِبْرَاهِيم الحربيّ: وناهيك بِهِ الواقدي أمين النّاس على أهل الإسلام.
كَانَ أعلم النّاس بأمر الإسلام. فأمّا الجاهلية فلم يعلم فيها شيء.
وقال مُصْعَب بْن عَبْد اللَّه: واللَّه ما رأينا مثل الواقدي قطّ.
وقال يعقوب بْن شَيْبة: ثنا عُبَيْد بْن أَبِي الفَرَج: حدَّثني يعقوب مولى آل أَبِي عُبَيْد اللَّه قَالَ: سَمِعْتُ الدَّراوَرْديّ وذكر الواقدي فقال: ذاك أمير المؤمنين في الحديث.
قَالَ يعقوب: وضعي.
مفضَّل قَالَ: قَالَ الواقديّ: لقد كانت ألواحي تضيع، فأوتي بها من شُهْرتها بالمدينة. يُقال: هذه ألواح ابن واقد.
وعن ابن المبارك قَالَ: كنت أقدم المدينة، فما يفيدني ويدلني عَلَى الشيوخ إلّا الواقديّ.
وقال أبو حاتم: ثنا معاوية بْن صالح الدّمشقيّ: سَمِعْتُ سنيد بْن داود يَقُولُ: كُنَّا عند هُشَيْم، فدخل الواقديّ، فسأله هُشَيْم عَنْ باب ما يحفظ فيه، فقال: ما عندك يا أبا معاوية؟ فذكر خمسة أو ستة أحاديث في الباب.
ثمّ قَالَ للواقدي: ما عندك؟ فذكر فيه ثلاثين حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأصحابه، والتابعين.
ثمّ قَالَ: سألت مالكًا، وسألت ابن أَبِي ذئب، وسألت فلانًا، فرأيت وجه هُشَيْم قد تغير. فلمّا خرج قَالَ هُشَيْم: لئن كَانَ كذابًا فما في الدنيا مثله. وإن كَانَ صادقًا فما في الدنيا مثله.
وقال مجاهد بْن موسى: ما كتبت عَنْ أحدٍ أحْفَظَ من الواقديّ.
وقال محمد بْن جرير الطَّبَريّ: قَالَ محمد بْن سعْد: كَانَ الواقدي يَقُولُ: ما من أحدٍ إلّا وكتبه أكثر من حفظه، وحفظي أكثر من كُتُبي.
وقال يعقوب بن شيبة: لما انتقل الواقديّ من جانب الغربيّ إلى هنا يقال: إنه حمل كتبه على عشرين ومائة وقر.(14/200)
وعن أَبِي حُذافة قَالَ: كَانَ للواقدي ستّمائة قِمَطْر كُتُب.
وقال إِبْرَاهِيم الحربيّ: سَمِعْتُ المُسَيَّبيّ يَقُولُ: رأينا الواقدي يومًا جلس إلي أسطوانةٍ في مجلس المدينة وهو يدرّس، قُلْنَا: أيش تدرّس؟ قَالَ: جزء من المغازي.
وقلنا لَهُ مرّة: هذا الّذي تجمع الرجال تَقُولُ: ثنا فلان وفلان، وتجيء بمتنٍ واحد، لو حدثتنا بحديث كلّ رجلٍ عَلَى حِدَة.
قَالَ: يطول.
قُلْنَا لَهُ: قد رضينا.
فغاب عنّا جمعةً، ثمّ جاءنا بغزوة أُحُد عشرين جلدًا، فقلنا: رُدنا إلى الأمر الأول.
قَالَ أبو بَكْر الخطيب: وكان مَعَ ما ذكرناه من سعة عِلْمُه وكثرة حفظه لا يحفظ القرآن. فأنبأنا الحُسين بْن محمد الرافقيّ: ثنا أحمد بْن كامل: حدَّثني محمد بْن موسى البربريّ قَالَ: قَالَ المأمون للواقديّ: أريد أنّ تصلّي الجمعة غدًا بالناس. فامتنع. فقال: لا بد.
فقال: واللَّه ما أحفظ سَورَة الْجُمُعَةِ.
قَالَ: فأنا أُحَفِّظُك.
فجعل يلقّنه السُّورة حتّى يبلغ النصف منها، فإذا حفظه ابتدأ بالنّصف الثاني، فإذا حفظ النّصف الثّاني نسي الأول. فأتعب المأمون ونعس، فقال: هذا رَجُل يحفظ التّأويل ولا يحفظ التنزيل. اذهبْ فصلِّ بهم وأقرأ أيَّ سُورةٍ شئْت.
قلت: هذه حكاية قوية السند لكنها مرسلة، وأنا أستبعدها. وقد وثّقه غير واحدٍ لكنْ لا عِبْرة بقولهم مَعَ توافر من تركه.
قَالَ إِبْرَاهِيم بْن جَابِر الفقيه: سَمِعْتُ محمد بْن إِسْحَاق الصَّغانيّ يَقُولُ، وذُكر الواقديّ: واللَّه لولا أَنَّهُ عندي ثقة ما حدّثت عَنْهُ.
وقال مُصْعَب بْن عَبْد اللَّه، وسُئل عَنِ الواقدي فقال: ثقة مأمون.
وسُئل معن بْن عيسى عَنْهُ فقال: أَنَا أُسأل عَنِ الواقدي؟ الواقدي يُسأل عنّي.
وقال جَابِر بْن كردي: سَمِعْتُ يزيد بْن هارون يَقُولُ: الواقديّ ثقة.(14/201)
وقال إِبْرَاهِيم الحربيّ: سَمِعْتُ أبا عُبَيْد يَقُولُ: الواقديّ ثقة.
وقال إِبْرَاهِيم الحربيّ: مَن قَالَ: إنّ مسائل مالك وابن أَبِي ذئب تؤخذ عَنْ أوثق من الواقدي فلا يُصَدِّق.
وقال عليّ بْن المَدِينيّ فيما رواه عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّه: عند الواقديّ عشرون ألف حديثٍ لم أسمع بها.
وقد روى أبو بَكْر الأنباري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عكرمة الضَّبّيّ أنّ الواقديّ. قدِم العراق في دين لحقه، فقصد يحيى بْن خَالِد، فوصله بثلاثة آلاف دينار.
وَرُوِيَ نظيرُها من غير وجهٍ أنّ يحيى وصله بمالٍ طائل.
وقال الحَسَن بْن شاذان: قَالَ الواقدي: صار إليّ من السلطان ستّمائة ألف درهم، ما وجبت عليّ فيها زكاة.
وقال أبو عكرمة الضَّبّيّ: ثنا سليمان بن أبي شيخ، ثنا الواقدي.
قال: أضقت مرَّةً وأنا مَعَ يحيى بْن خَالِد، وجاء عيد، فقالت الجارية: لَيْسَ عندنا من آلة العيد شيء. فمضيت إلى تاجر صديق لي ليُقْرِضني، فأخرج إليّ كيسًا مختومًا فيه ألف دينار ومائتا درهم، فاخذته، فلمّا استقررت في منزلي جاءني صديق هاشميّ فشكا إليّ تأخُّر غلَّته وحاجته القَرْض، فدخلت إلى زوجتي فأخبرتها فقالت: عَلَى أيّ شيءٍ عزَمْتَ؟ قلت: على أن أقاسمه الكيس.
قالت: ما صنعت شيئًا. أتيتَ رجلًا سُوقَه فاعطاك ألفًا ومائتي درهم. وجاءك رجلٌ من آلِ رسول اللَّه -صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تعطيه نصف ما أعطاك السُّوقة؟ فأخْرَجَتْ لَهُ الكيس، فمضى بِهِ.
وذهب التّاجر إلى الهاشْميّ ليقترض منه، فأخرج لَهُ الكيس بعينه فعرفه، وجاءني فخبّرني بالأمر. وجاءني رسول يحيى بْن خَالِد يقول: إنما تأخّر رسولي عنك لشُغْلي. فركبتُ إِلَيْهِ وأخبرته خبر الكيس.
فقال: يا غلام هات تِلْكَ الدنانير. فجاء بعشرة آلاف دينار.
فقال: هذه ألفي دينار لك، وألفين للتّاجر، وألفين للهاشمي، وأربعة آلاف لزوجتك، فإنها أكرمكم.(14/202)
وَرُوِيَ نحوها من وجهٍ آخر إلى الواقدي، لكنّه قَالَ: أمر لكلّ واحدٍ من الثلاثة بمائتي دينار.
قَالَ عَبَّاس الدُّوريّ: مات الواقدي وهو عَلَى القضاء، وليس لَهُ كَفَن، فبعث المأمون بأكفانه.
وقد تقدمت وفاته عَنِ ابن سعْد.
روى لَهُ ابن ماجة1 حديثًا واحدًا ولم يسمه، بل قال: ثنا ابن أَبِي شَيْبة، عَنْ شيخ لَهُ، عَنْ عَبْد الحميد بْن جعفر، وذكر حديثًا في التجمل للجُمُعة.
وقد رواه عَبْد بْن حُمَيْد، عَنِ ابن أَبِي شَيْبة، عَنِ الواقديّ.
348- محمد بْن أَبِي الوزير عُمَر بْن مُطَرِّف الهاشْميّ2 -د. ن- مولاهم.
عَنْ: شريك، وعبد اللَّه بْن جعفر المُخَرِّميّ، ومحمد بْن موسى العطريّ.
وعنه: بُنْدار، وبكار بْن قُتَيْبَة القاضي، والكُدَيْميّ، وآخرون.
وكان صدوقًا، تُوُفّي كهلًا.
349- محمد بْن عيسى بْن القاسم بْن سميع3 -ق- مولى معاوية بْن أَبِي سُفْيَان الأموي، أبو سُفْيَان الدّمشقيّ.
عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، والأوزاعيّ، وعبد اللَّه بْن عُمَر، وحُمَيْد الطويل، ومحمد بْن الوليد الزُّبَيْديّ، وابن أَبِي ذئب، وطائفة.
وعنه: هشام بْن عمّار، والعبّاس بْن الوليد الخلّال، والهيثم بْن مروان، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: يكتب حديثه.
__________
1 "حديث صحيح لغيره": أخرجه ابن ماجه "1095"، ومن طرق أخرى أخرجه أبو داود "1078"، والدارمي "1526"، وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود "1078".
2 التاريخ الكبير "1/ 178"، الجرح والتعديل "8/ 20"، الثقات لابن حبان "9/ 75"، تهذيب التهذيب "9/ 362".
3 التاريخ الكبير "1/ 203"، الجرح والتعديل "8/ 37، 38"، الثقات لابن حبان "9/ 43"، تهذيب التهذيب "9/ 390-392".(14/203)
وقال ابن عديّ: لا بأس بِهِ. والذي أُنْكِر عَلَيْهِ حديث مقتل عثمان.
وقال صالح جزرة، ثنا هشام بْن عمّار قَالَ: جهدتُ بِهِ أن يَقُولُ: ثنا ابن أبي ذئب فأبى إلّا أنّ يَقُولُ: عَنِ ابن أَبِي ذئب.
قالَ صالح: قال لي محمود ابن بِنْت مُحَمَّد بْن عِيسَى: هُوَ في كتاب جدي عن إسماعيل بن يحيى، عن ابن أَبِي ذئب.
قَالَ صالح: وإسماعيل هذا يضع الحديث.
وقال ابن جَوْصا: سألت محمود بْن سُمَيْع فقال: رأيت كُتُب جدّي، عَنْ إسماعيل بْن يحيى، عَنِ ابن أَبِي ذئب، فترك إسماعيل ين يحيى.
350- محمد بْن غياث1. أبو لبيد الكِلابيّ السَّرْخَسيّ.
رحل، وسمع من: مالك، وعبد اللَّه بْن المبارك.
وعنه: أبو قُدَامة عُبَيْد اللَّه بْن سعْد السَّرْخَسيّ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ.
351- محمد بن القاسم الأسدي2 -ت- أبو إبراهيم الكوفي. أحد الضُّعَفاء.
يروي عَنْ: الأوزاعيّ، وسعيد بْن عُبَيْد الطّائيّ، وابن جُرَيْج، والربيع بن صبيح، وطائفة.
وعنه: وهب بن حفص الحراني، وأبو معمر القطيعي، وجماعة.
وقال البخاري: يعرف وينكر.
وقال أحمد بن حنبل: يكذب.
وقال النسائي، وغيره: متروك.
قيل: مات في ربيع الأول سنة سبع ومائتين.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 207"، الكنى والأسماء للدولابي "2/ 92"، الجرح والتعديل "8/ 54".
2 الطبقات الكبرى "6/ 401"، التاريخ الكبير "1/ 214"، الجرح والتعديل "8/ 65"، ميزان الاعتدال "4/ 11"، التهذيب "9/ 407، 408".(14/204)
352- محمد بن مزاحم1 -ت- أبو وهب المروزي.
عن: زفر بن الهذيل، وابن المبارك.
وعنه: أحمد بن عبدة الأيلي، وأحمد بن منصور زاج، وعبدة بن عبد الرحيم المروزي.
353- محمد بن مصعب بن صدقة القرقساني2 -ت. ق- رحل إلى الأوزاعيّ فروى عَنْهُ.
وعن: مبارك بْن فضالة، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وأبي الأشهب جعفر بْن حيّان.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وعبّاس الدُّوريّ، والصَّغانيّ، والرمادي، وأحمد بن عبيد بن ناصح، وأحمد بْن عصام الأصبهانيّ، والحَسَن بْن مُكْرَم، وآخرون.
قَالَ صالح بْن محمد جَزَرَة: عامّة أحاديثه عَنِ الأوزاعي مقلوبة.
وقال أبو حاتم: لَيْسَ بالقويّ.
وقال النَّسائيّ: ضعيف.
وقال الخطيب: كَانَ كثير الغلط لتحديثه من حفظه.
ويُذكر عَنْهُ الخير والصلاح.
وقال ابن مَعِين: لَيْسَ بشيء.
وروى سَعِيد بْن رحمة، عَنِ القُرْقُساني: كنتُ آتي الأوزاعيّ فيحدّث ثلاثين حديثًا، فإذا تفرّق النّاس عرضْتُها عَلَيْهِ، فلا أخطئ.
فيقول: ما أتاني أحفظ منك.
وقال أحمد بْن محمد بْن أَبِي الخناجر: ما رأينا لمحمد بْن مصعب كتابًا قط.
قال ابن عدي: عندي ليس برواياته بأس.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 377"، التاريخ الكبير "1/ 228"، الجرح والتعديل "8/ 90"، الثقات "9/ 58"، التهذيب "9/ 437".
2 التاريخ الكبير "1/ 239"، والجرح والتعديل "8/ 102، 103"، والمجروحين لابن حبان "2/ 293، 294"، والتهذيب "9/ 458-460".(14/205)
وقال أبو أمية الطَّرَسُوسيّ: مات سنة ثمان ومائتين.
354- محمد بْن موسى بْن مسكين1. أبو غزية الْمَدَنِيّ الفقيه.
من شيوخ الزُّبَيْر بْن بكار.
توفي سنة سبع ومائتين.
وروى عنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزناد، وفليح بْن سليمان، ومالك بْن أنس، وغيرهم.
وولي قضاء المدينة.
وعنه: يعقوب بْن محمد الزُّهْرِيّ، والنضر بْن سَلَمَةَ، وإبراهيم بْن المنذر الحزامي، والزُّبَير، وآخرون.
قَالَ الْبُخَارِيّ: عنده مناكير.
وقال ابن حِبّان: كَانَ يسرق الحديث ويروي عَنِ الثّقات الموضوعات.
355- محمد بْن مُنَاذِر الْبَصْرِيّ2. الشّاعر أبو ذَرِيح.
روى عَنْ: شُعْبَة.
وغلب عَلَيْهِ اللهو والمجون وإجادة النظم.
روى عَنْهُ: الصَّلْت بْن مسعود، ومحمد بْن ميمون الخيّاط، ومُزْداد بْن جميل.
قَالَ ابن مَعِين: أعرفه صاحب شعر، ولم يكن من أصحاب الحديث.
وكان يتعشق وُلِد عَبْد الوهّاب الثَّقْفيّ ويشبّب بنساء ثقيف، فطردوه من البصرة فخرج إلى مكّة، وكان يرسل العقارب في المسجد الحرام يلْسَعْن النّاس، ويصب المِدَاد باللّيل في مواضع يتوضّأ منها النّاس ليُسَوِّد وجوههم.
لَيْسَ يروي عَنْهُ أحد فيه خير.
__________
1 الطبقات الكبرى "5/ 440"، التاريخ الكبير "1/ 338، 239"، الجرح والتعديل "8/ 83"، ميزان الاعتدال "4/ 94".
2 المجروحين لابن حبان "2/ 271"، ميزان الاعتدال "4/ 47".(14/206)
356- محمد بْن منيب العَدَنيّ1. أبو الحَسَن.
عَنْ: السَّرِيّ بْن يحيى، لَقِيَهُ بعدَن، وقريش بْن حِبّان.
وعنه: محمد بْن رافع، وأحمد بْن الأزهر، وعبد بْن حُمَيْد، وطائفة.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
357- مُحَمَّدُ بْن مُيَسّر2 -ت- أبو سعد الصغاني البلْخيّ الضّرير، نزيل بغداد.
عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، وأبي حنيفة، وابن إِسْحَاق، وأبي جعفر الرّازيّ، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وعتيق بْن محمد، وأبو كُرَيْب، وعبّاس التُّرْقُفيّ وجماعة.
قَالَ يحيى بْن مَعِين: كَانَ جَهْميًّا شيطانًا، لَيْسَ بشيء.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: ضعيف.
358- محمد بْن يحيى3.
أبو غسان الكِنَانيّ الّذي سمع: مالكًا، ومحمد بْن جعفر بْن أَبِي كثير، وجماعة.
وعنه: عبد الله بن شبيب الربعي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وغيرهما.
وكان كاتبا إخباريا. له حديث في "الصحيح".
359- محمد بن يعلى4 -ت. ق- أبو علي السلمي الكوفي، زنبور.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 240"، والجرح والتعديل "8/ 101، 102"، الثقات لابن حبان "9/ 90"، تهذيب التهذيب "9/ 477".
2 الطبقات الكبرى "7/ 338"، التاريخ الكبير "1/ 245"، الجرح والتعديل "8/ 105"، تهذيب التهذيب "9/ 484".
3 التاريخ الكبير "1/ 266"، الجرح والتعديل "8/ 123"، الثقات لابن حبان "9/ 74"، تهذيب التهذيب "9/ 517، 518".
4 التاريخ الكبير "1/ 268"، الجرح والتعديل "8/ 130، 131"، ميزان الاعتدال "4/ 70، 71"، تهذيب التهذيب "9/ 533، 534".(14/207)
روى عنه: أَبِي حنيفة، وموسى بْن عبيدة، وعبد الملك بْن أَبِي سُليمان، وجماعة.
وعنه: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وعليّ بْن حرب، وإبراهيم بْن أَبِي العَنْبس، وأبو بَكْر الصَّغانيّ.
قَالَ الْبُخَارِيّ: ذاهب الحديث.
360- مُجِيبُ بْن موسى الأصبهاني1.
صاحب الثَّوْريّ وخادمه.
قال أحمد بن عصام: سمعته يَقُولُ: كنتُ عديل سُفْيَان الثَّوْريّ إلى مكّة، فكان يكثر البكاء. فقلت لَهُ: بكاؤك هذا خوفًا من الذنوب؟ فأخذ عُودًا من الْمَحْمَلِ فرمى بِهِ وقال: لذُنوبي أهون عليَّ من هذا، ولكنّي أخاف أنّ أُسلب التوحيد.
روى عَنْ مجيب: عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة، وأحمد بْن يزيد، وأحمد بْن عصام.
361- مُحاضِرُ بْن المُوَرِّع الهَمْدانيّ الياميّ2.
ويقال: السَّلُوليّ، الكوفي، أبو المُوَرِّع.
عَنْ: الأعمش، وهشام بْن عُرْوَة، وعاصم الأحول، والأجلح الكِنْديّ، وهشام بْن حسّان، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن سليمان الرهاوي، وحجاج بن الشاعر، وسليمان بْن سيف، وأحمد بْن يوسف الضَّبّيّ، وعباس الدوري، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن إسحاق الصغاني، ويعقوب بن شيبة.
قال أحمد بن حنبل: سَمِعْتُ منه وكان مغفلًا جدًّا. لم يكن من أصحاب الحديث.
وقال أبو زُرْعة: صدوق. وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بِهِ بأس.
__________
1 المجروحين لابن حبان "2/ 167".
2 الطبقات الكبرى "6/ 398"، التاريخ الكبير "8/ 73، 74"، الجرح والتعديل "8/ 437"، الثقات لابن حبان "7/ 513"، تهذيب التهذيب "10/ 51، 52".(14/208)
وقال ابن سعْد: مات سنة ستٍّ ومائتين.
لَهُ حديث واحد في "صحيح مُسْلِم"1.
362- محبوب بن الحسن بن هلال2 -ت. خ. مقرونًا بآخر- أبو جعفر البصري.
قيل: اسمه محمد.
روى عَنْ: خَالِد الحذّاء، وعبد اللَّه بْن عَوْن، ويونس بْن عُبَيْد، وأشعث بْن عَبْد الملك، وجماعة.
وعنه: احمد بْن حنبل، والحَسَن بْن عليّ الحَلْوانيّ، ومحمد بْن سِنان القزّاز وجماعة.
وقد روى حروف القراءة عَنْ إسماعيل بْن مُسْلِم الْمَكِّيّ، عَنِ ابن كثير، وهو ثقة.
363- مروان بْن محمد بن حسان3 -م. ع- أبو بكر الأسدي الدمشقي الطاطري التّاجر.
وقيل: كنيته أبو حفص، وقيل: أبو عَبْد الرَّحْمَن.
روى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ، وسعيد بن بشير، ومالك، واللَّيث، وابن لَهِيعة، وخلق.
وعنه: صفوان بن صالح المؤذن، وعبد الله بن ذكوان المقرىء، وأحمد بن أبي الحواري، وأحمد بن الأزهر، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وأحمد بن عبد الأحد بن عبود، ومحمود بن خالد السلمي، وهارون بن محمد بن بكار، وخلق.
وثقه أبو حاتم، وغيره.
وكان الإمام أحمد يثني عليه ويقول: كان يذهب مذهب أهل العلم.
__________
1 "758" باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه كتاب صلاة المسافرين.
2 الجرح والتعديل "8/ 388"، الثقات لابن حبان "7/ 529"، ميزان الاعتدال "3/ 441، 442"، التهذيب "9/ 119".
3 التاريخ الكبير "7/ 373"، الجرح والتعديل "8/ 275"، الثقات لابن حبان "9/ 179"، التهذيب "10/ 95، 96".(14/209)
وقال أبو زرعة الدمشقي: قَالَ لي أحمد بْن حنبل: كَانَ عندكم ثلاثة أصحاب حديث: مروان الطّاطَريّ، والوليد بْن مُسْلِم، وأبو مُسْهر.
قَالَ أبو زُرْعة: وحدثني عَبْد اللَّه بْن يحيى بْن معاوية الهاشْميّ قَالَ: أدركت ثلاث طبقات، أحدها طبقة سَعِيد بْن عَبْد العزيز، ما رأيت فيهم أخشع من مروان بْن محمد.
وعن أحمد بْن أَبِي الحواري قَالَ: ما رأيت شاميًا خيرًا من مروان بْن محمد.
وقال ابن أَبِي الحواري، عَنْ مروان قَالَ: لا غِنى لصاحب حديثٍ عَنْ ثلاثة: صِدْقه، وحِفْظه، وصحّة كتبه. فإن أخطأ الحفظ لم يضرّه.
وقال أبو سليمان الدّارانيّ: ما رأيت شاميًا خيرًا من مروان بْن محمد.
وقال صَفْوان بْن صالح: سَمِعْتُ مروان بْن محمد وقيل لَهُ: إنهم يقولون: لَيْسَ لله عين ولا يد. فقال: إنما مذهبهم التعطيل. ت: إذا أراد اللَّه تعالى لَيْسَ كمثله شيء في ذاته ولا في صفاته نسيج.
قَالَ الْبُخَارِيّ: إنّما قِيلَ لَهُ: الطّاطَريّ لثياب نُسِب إليها.
وقال الطَّبَرانيّ: كلّ من يبيع الكرابيس بدمشق يُسمّى الطّاطَريّ.
وقال محمد بْن عَوْف: كَانَ مُرجِئًا.
وقال عَبَّاس الدُّوريّ: عَنِ ابن مَعِين: لا بأس بِهِ. وكان مرجئًا.
وأهل دمشق من كَانَ مرجئًا فعليه عمامة، ومن لم يكن مُرجئًا لا يعتّم.
وقال الحَسَن بْن محمد بْن بكّار: مولد مروان عام انتثرت النّجوم سنة سبْعٍ وأربعين ومائة، ومات سنة عشر.
364- مسعود بْن عَبْد اللَّه بْن رزين السُّلَميّ القُهُنْدُزِيّ النَّيْسابوريّ1.
أخو مبشّر وأخوته.
كَانَ عالمًا بالقرآن فاضلًا.
روى عَنْ: إبراهيم بن طهمان، وخارجة بن مصعب.
__________
1 الأنساب لابن السمعاني "10/ 275".(14/210)
روى عنه: أحمد بن معاذ، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وجماعة من أهل نيسابور.
توفي سنة عشر.
365- مسعود بن واصل البصري الأزرق1 -ت. ن- صاحب السَّابَرِيّ.
روى عَنْ: النَّهاس بْن قَهْم، عَنْ قتادة، وله حديث آخر عَنْ غالب التّمّار.
روى عَنْهُ: عُمَر بْن شَبَّة، وأبو بَكْر بْن نافع العبْديّ، وأبو غسان مالك بن عبد الواحد المسمعي. ضعّفه أبو داود الطَّيالِسيّ.
366- المسيّب بْن زُهَيْر الأمير2.
من كبار القوّاد ببغداد؛ وكان من حزب الحَسَن بْن سهل الوزير عند قيام الهاشميّين ببغداد عَلَى المأمون، لمّا زوى الأمر عَنْهُمْ إلى عليّ بْن موسى الرِّضا.
وقد انكسر جيش الحَسَن بْن سهل غير مرّة. فلمّا تُوُفّي ضده والمحارب لَهُ محمد بْن أَبِي خَالِد استظهر وقوي، وانتصر غير مرّةٍ عَلَى العباسيين، وكان القائم بحربهم عيسى بْن مُحَمَّد بْن أَبِي خَالِد. فجمع عيسى جيشًا كثيفًا يَسُدّ الفضاء، فقيل: إنّهم أُحْصُوا فبلغوا مائة ألفٍ وخمسةً وعشرين ألفًا من بين فارس وراجل. وأُعطي الفارس أربعين درهمًا، والراجل عشرين درهمًا. وجرى على الرعية ببغداد منهم ضُرٌّ وبلاء عظيم من النهب والفسق، واخذ الحريم والصبيان علانية. وبقي النّاس غَنَمًا بلا راعٍ. ومال هذا الجيش الذين أقامهم عيسى على قُطْربل فانتهبوها كلها.
ثم قال ببغداد سهل بْن سلامة الْأَنْصَارِيّ ودعا إلى الأمر بالمعروف وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَر، فبايعه خلق من المطوعة، وقمعوا كثيرًا من أهل الفساد؛ ثم آل أمرهم إلى الخروج والقتال.
وأمّا المسيّب هذا فإنه قُتِل. وُلّي ذبحَه أبو زنبيل، وحمل رأسه عَلَى رُمْح، وذلك في ربيع الآخر سنة إحدى ومائتين.
__________
1 التاريخ الكبير "7/ 424"، الجرح والتعديل "8/ 284"، ميزان الاعتدال "4/ 100"، التهذيب "10/ 120".
2 تاريخ بغداد "13/ 137" وهو غيره.(14/211)
367 مُصْعَب بْن ماهان المَرْوَزِيّ1.
روى عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ.
وعنه: زُهَيْر بْن عَبّاد الرُّواسيّ، وعَبْدة بْن سليمان المَرْوَزِيّ، وإبراهيم بن شماس السَّمَرْقَنْديّ، وآخرون.
قَالَ أحمد بْن أَبِي الحواري: كَانَ أمِّيًّا لا يكتب.
قَالَ أبو تَوبة الحلبيّ: أشار عليّ عيسى بْن يونس بالكتابة عَنْ مُصْعَب بْن ماهان، وكان مُصْعَب يلحن.
وقال أحمد بْن حنبل: كَانَ رجلًا صالحًا، وحديثه مُضارِب، فيه شيء من الخطأ.
وقال أبو حاتم: شيخ.
368- مُصْعَب بْن المِقْدام2. أبو عَبْد اللَّه الخَثْعَمِيّ الكوفيّ.
عَنْ: أَبِي حنيفة، ومسعر، وفطر بْن خليفة، وفضيل بْن غزوان، وابن جُرَيْج، وعكرمة بْن عمار، وسفيان الثَّوْريّ، وزائدة، وغيرهم.
وعنه: إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وأبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، ومحمد بْن رافع، وعبد بْن حُمَيْد، والقاسم بْن زكريّا بْن دينار، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، وجماعة.
قَالَ أبو داود: لا بأس بِهِ.
وقال الدَّارَقُطْنيّ، وغيره: ثقة.
قَالَ عليّ بْن حكيم، عَنْهُ قَالَ: كنت أرى رأي الإرجاء، فرأيت في منامي كأنّ في عيني صليبًا، فتركته.
قَالَ مُطَيَّن، وغيره: تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين.
369- مضاء بن عيسى الكلاعي3.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 308، 309"، الثقات لابن حبان "9/ 175"، ميزان الاعتدال "4/ 121"، التهذيب "10/ 164".
2 التاريخ الكبير "7/ 354"، الجرح والتعديل "8/ 308"، والثقات لابن حبان "9/ 175"، التهذيب "10/ 165، 166".
3 تاريخ دمشق "41/ 502".(14/212)
الدّمشقيّ الزّاهد، من أهل قرية راوية قِبْليّ مدينة دمشق.
روى عَنْ: شُعْبَة، وصحب: سَلْمًا الخواص.
حكى عَنْهُ: أحْمَد بْن أَبِي الحواريّ، وقاسم الجوعي، وإبراهيم بن أيوب الحوراني، وعبيد بن عصام.
قال ابن أبي الحواري: سمعته يَقُولُ: لإزالة الجبال أهون من إزالة رئاسة قد ثبتت.
وقال ابن أبي الحواري: زرت مضاء أنا وأبو سليمان الداراني، فجاءنا ببيض وخلاط.
370- مظفر بن مدرك1 -ن- أبو كامل الخراساني، ثم البغدادي الحافظ.
عَنْ: شَيْبان النَّحْويّ، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وزُهَيْر بْن معاوية، وعاصم بْن محمد العُمَريّ، ونافع بْن عُمَر الْجُمَحيّ، وعبد العزيز بْن الماجِشُون، وخلْق.
وعنه: احمد بْن حنبل، ويحيى بْن مَعِين، وأبو خَيْثَمَة، ومحمد بْن أَبِي غالب القُومِسيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، وغيرهم.
وكان أثبت النّاس في زُهَيْر.
قَالَ أحمد بْن حنبل: كَانَ أصحاب الحديث ببغداد: أبو كامل، وأبو سَلَمَةَ الخُزاعيّ، والهيثم، يعني ابن جميل. وكان الهَيْثَم أحفظهم. وكان أبو كامل أتقن للحديث منهم. وكان لَهُ عقل شديد ووقار وهيئة.
وقال ابن مَعِين: كنت آخذ عَنْهُ هذا الشأن، وكان بغداديًا من الأبناء، رجلًا صالحًا قلّ ما رأيت من يشبهه.
وقال أبو خَيْثَمَة: ما كَانَ أبو كامل عندنا بدون وكيع عند الكوفيّين.
وقال أبو داود: ثقة ثقة.
وقال النَّسائيّ: ثقة مأمون.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 337"، التاريخ الكبير "8/ 74"، الجرح والتعديل "8/ 442"، التهذيب "10/ 183، 184".(14/213)
وقال إِبْرَاهِيم الحربيّ: مات سنة سبْعٍ ومائتين.
قلت: هُوَ من أقران عليّ بْن الْجَعْد، ولكنه مات قبله بدهرٍ، فلهذا لم يشتهر.
وقد ذكره ابن عديّ في شيوخ الْبُخَارِيّ، فغلط ووهم.
371- مُعَاذ بْن خَالِد بْن شقيق بن دينار1 -ن- أبو بكر العبدي المروزي، ابن عم عليّ بْن الحَسَن بْن شقيق.
روى عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ، وأبي طيبة عَبْد اللَّه بْن مُسْلِم، وأبي حمزة السُّكّريّ، والحسين بْن واقد، وحماد بن سلمة، وجماعة.
وعنه: إسحاق بن رَاهَوَيْه، وعَبْدان، ووهب بْن زمعة، ومحمد بْن عليّ بْن حرب، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن قُهْزَاد، ومحمد بْن مقاتل المروزيون.
وثّقه ابن حِبّان وقال: مات بعد المائتين.
قَالَ شيخنا أبو الحَجّاج: الأشبه أنّ يكون مات بعد المائتين.
372- مُعَاذ بْن خَالِد العسقلانيّ2.
عَنْ: أيمن بْن نابِل، وزُهَيْر بْن محمد التَّميميّ.
وعنه: حَرْمَلَة بْن يحيى، ومحمد بْن خَلَف العسقلانيّ، والحَسَن بْن عَبْد العزيز الْجَرَوِيُ، وغيرهم.
قَالَ أبو حاتم: شيخ. تشبه أحاديثه عَنْ زُهَيْر أحاديث إِبْرَاهِيم بْن أَبِي يحيى.
قلت: يلينّه بذلك.
373- مُعَاذ بْن هانئ القَيْسيّ3، وقيل: العيشي، وقيل: اليشكري -خ. ع- أبو هانئ البصري.
__________
1 التاريخ الكبير "7 366"، الجرح والتعديل "8/ 250"، الثقات لابن حبان "9/ 177"، التهذيب "10/ 189".
2 الجرح والتعديل "8/ 250"، ميزان الاعتدال "4/ 132"، تهذيب التهذيب "10/ 189، 190".
3 التاريخ الكبير "7/ 367"، الجرح والتعديل "8/ 250"، الثقات لابن حبان "9/ 178"، تهذيب التهذيب "10/ 196".(14/214)
عن: حماد بن سلمة، همام بْن يحيى، وإبراهيم بْن طِهْمان، وحرب بْن شداد، ومحمد بْن مُسْلِم الطائفي، وجماعة.
وعنه: الفلّاس، وبُنْدار، وإبراهيم بْن يعقوب الْجُوزَجَانيّ، وعبد اللَّه الدّارميّ، والكُدَيْميّ، وآخرون.
تُوُفّي سنة تسع.
374- الْمُعَافَى بْن عِمران الحِمْيَريّ الظهري الحمصيّ1.
يروى عَنْ: عَبْد العزيز الماجِشُون، ومالك، وابن لهيعة، وجماعة.
وعنه: محمد بْن مُصَفَّى، وأبو حُمَيْد أحمد بْن المغيرة العوهيّ، وسعيد بْن عَمْرو السَّكُونيّ، وكثير بْن عُبَيْد، وأبو النقاء هشام اليزنيّ، وأبو عُتْبة الحجازي، ومحمد بْن عَوْف الطّائيّ.
قَالَ محمد بْن عَوْف: ما رأيت مثله في عقله وورعه وفضله.
وروى أنّ المعافي هذا كَانَ يحتطب عَلَى ظهره ويتبلّغ بِهِ.
وثّقه ابن حِبّان.
375- معاوية بْن حفص الشَّعْبِيّ2. الكوفي، نزيل حلب.
روى عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن أدهم، وكامل أبي العلاء، وداود الطائي، والسري بن يحيى، والحكم بن هشام، وطائفة.
وعنه: أبو جعفر النفيلي، ومحمد بن مصفى، وأبو حميد أحمد بن محمد العوهي، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 400"، الثقات لابن حبان "9/ 199"، ميزان الاعتدال "4/ 134"، تهذيب التهذيب "10/ 200، 201".
2 التاريخ الكبير "7/ 336"، الجرح والتعديل "8/ 387"، الثقات لابن حبان "9/ 167"، تهذيب التهذيب "10/ 204، 205".(14/215)
376- معاوية بن هشام1 -م. ع- أبو الحسن الأسدي، مولاهم الكوفيّ القصّار.
عَنْ: عليّ بْن صالح بْن حيّ، وحمزة الزّيّات، وشَيْبان، وسفيان، وعمار بْن زُرَيْق، وهشام بْن سعْد، وجماعة.
وعنه: احمد بن حنبل، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، ومحمود بْن غَيْلان، وأحمد بْن سليمان الرهاوي، والحَسَن بْن عليّ بْن عفان، وآخرون.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
وقال يعقوب بْن شَيْبة: كَانَ هُوَ وإِسْحَاق الأزرق من أعلمهم بحديث شريك.
وقال أبو داود: ثقة.
قلت: تُوُفّي سنة أربع أو خمس ومائتين.
377- معبد بْن راشد2. أبو عَبْد الرَّحْمَن.
حدَّثَ ببغداد عَنْ: معاوية بْن عمار الدهني فقط.
وعنه: رويم المقرئ، وموسى بْن داود الضَّبّيّ، والحَسَن بْن الصّبّاح الجزّار.
قَالَ عَبْد اللَّه بْن أحمد: قَالَ أبي: رأيت معبدًا هذا ولم يكن به بأس. وكان يفتي برأي ابن أبي ليلى.
قال ابن معين من رواية ابن أبي خيثمة له: واسطي ضعيف الحديث.
قلت: حديثه عَنْ معاوية أَنَّهُ سأل جعفر بْن محمد الصادق عَنِ الْقُرْآنِ.
فَقَالَ: لَيْسَ بِخَالِقٍ وَلا مَخْلُوقٍ ولكنّه كلام اللَّه.
378- معروف الكَرْخيّ العابد3. رحمه الله.
__________
1 الطبقات الكبرى "6/ 403"، التاريخ الكبير "7/ 337"، الجرح والتعديل "8/ 385"، الثقات لابن حبان "9/ 166"، ميزان الاعتدال "4/ 138"، تهذيب التهذيب "10/ 218، 219".
2 التاريخ الكبير "7/ 400"، الجرح والتعديل "8/ 281"، الثقات لابن حبان "9/ 194"، ميزان الاعتدال "4/ 141"، التهذيب "10/ 223".
3 "قد تقدم في الطبقة الماضية".(14/216)
مرّ سنة مائتين. وقيل: تُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين.
وقد أفرد أبو الفَرَج ابن الْجَوْزيّ أخباره في جزئين. وكان عديم النَّظير زهدًا وعبادة.
379- مُعَلَّى بْن دحية بْن قيس1. أبو دِحْية الْمَصْرِيّ المقرئ.
قرأ القرآن عَلَى نافع.
قرأ عَلَيْهِ: يونس بْن عَبْد الأعلى، وأبو مسعود المَدِينيّ، وعبد القوي بْن كمونه.
وسمع منه: هشام بْن عمّار.
فعن مُعَلَّى قَالَ: خرجت بكتاب الَّليْث بْن سعْد إلى نافع لأقرأ عَلَيْهِ، فوجدته يقرئ الناس بجميع القراءات، فقلت له: يا أبا رُويم ما هذا؟ قَالَ: إذا جاء من يطلب حرفي أقرأته.
380- مُعَلَّى بْن عَبْد الرَّحْمَن الواسطيّ2 -ن- عَنْ: الأعمش، وابن أَبِي ذئب، ومنصور بْن أَبِي الأسود، وعبد الحميد بْن جعفر، وشُعْبة، والثَّوْريّ، وجماعة.
وعنه: الحَسَن بْن عليّ الحَلْوانيّ، وعليّ بْن أحمد الجداريّ، ومحمد بْن إِسْحَاق الصَّاغانيّ، وخلف الواسطيّ كردوس، وإبراهيم بْن دنوقا، وجماعة.
قَالَ أبو داود: سَمِعْتُ يحيى بْن مَعِين -وسُئل عَنِ المعلى بْن عَبْد الرَّحْمَن- فقال: أحسن أحواله عندي أَنَّهُ قِيلَ لَهُ عند موته: ألا تستغفر اللَّه؟ فقال: ألا أرجو أنّ يغفر لي وقد وضعت في فضل عليّ بْن أَبِي طَالِب سبعين حديثًا.
وذهب ابن المَدِينيّ إلى أَنَّهُ كَانَ يكذب.
وقال أبو زُرْعة: ذاهب الحديث.
وقال الدارقطني: كذاب.
__________
1 حسن المحاضرة للسيوطي "1/ 485".
2 الجرح والتعديل "8/ 334"، المجروحين لابن حبان "3/ 17، 18"، ميزان الاعتدال "4/ 148، 149"، التهذيب "10/ 338".(14/217)
وأما ابن عديّ فقال: أرجو أَنَّهُ لا بأس بِهِ.
قلت: لَهُ حديث في "سنن ابن ماجة".
أما مُعَلَّى بْن منصور فثقة، سيأتي ذكره بعد.
381- معمر بن المثنى1 -د- أبو عبيد التيمي البصري النَّحْويّ. صاحب التّصانيف.
يُقَالُ: إنّه وُلِد في الليلة التي تُوُفّي فيها الحَسَن الْبَصْرِيّ.
روى عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، وأبي عَمْرو بْن العلاء، ورُؤْبَة بْن الحَجّاج، وجماعة.
وروى عَنْهُ: أبو عُبَيْد القاسم بْن سلّام، وابن المَدِينيّ، وعليّ بْن المغيرة الأثرم، وأبو عثمان المازني، وعُمَر بْن شَبَّة، وأبو العيناء محمد بْن القاسم وآخرون.
وحدَّثَ ببغداد بأشياء من كتبه.
قَالَ الجاحظ: لم يكن في الأرض خارجيٍ ولا جماعي أعلم بجميع العلوم من أَبِي عبيدة.
وقال يعقوب بن شيبة: سَمِعْتُ عليّ بْن المَدِينيّ ذكر أبا عبيدة فأحسن ذكره وصحّح روايته. وقال: كَانَ لا يحكي عَنِ العرب إلّا الشيء الصّحيح.
وقال ابن مَعِين: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال المبرّد: كَانَ الأصمعيّ وأبو عبيدة متقاربان في النَّحْو، وكان أبو عبيدة أكمل القوم.
وقال ابن قُتَيْبَة: كَانَ الغريب وأخبار العرب وأيامها أغلب عَلَيْهِ، وكان مَعَ معرفته ربما لم يُقِم البيت إذا أنشده حتّى يكسره.
وكان يخطئ إذا قرأ القرآن نظرًا، وكان يبغض العرب. وألف في مثالبها كتبًا. وكان يرى رأي الخوارج.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 259"، الكنى والأسماء "2/ 73"، ميزان الاعتدال "4/ 155"، تهذيب التهذيب "10/ 246-248".(14/218)
وقال غير ابن قُتَيْبَة: إنّ الرشيد أقدم أبا عبيدة وقرأ عَلَيْهِ بعض كتبه.
وكتبه تقارب مائتي تصنيف، منها كتاب "مجاز القرآن"، وكتاب "غريب الحديث" وكتاب "مقتل عثمان"، وكتاب "أخبار الحَجّاج"، وغير ذَلِكَ في اللُّغات والأخبار والأيّام.
وكان أَلْثغ، وسِخ الثياب، بذيء اللّسان.
قَالَ أبو حاتم السِّجِسْتانيّ: كَانَ يُكْرمني بناءً عَلَى أنّي من خوارج سِجِسْتان. ويذكر أَنَّهُ كَانَ يميل إلى الملاح، وفيه يَقُولُ أبو نُوَاس:
صلّى الإله عَلَى لُوطٍ وَشِيعَتِهِ ... أبا عُبَيْدة قُلْ باللَّه: آمِينا
فأنت عندي لا شكّ بقيَّتهم ... منذ احتلمْتَ وقد جاوزتَ تسعينا
تُوُفّي أبا عبيدة سنة عشر ومائتين.
وروى ابن خلّكان أَنَّهُ تُوُفّي سنة تسعٍ.
ويقال: تُوُفّي سنة إحدى عشرة، وكانً من أبناء المائة.
382- المغيرةُ بْن سِقْلاب1. أبو بِشْر قاضي حَرّان.
عَنْ: جعفر بْن بُرْقان، ومحمد بْن إِسْحَاق، ومعقل بْن عُبَيْد اللَّه، وجماعة.
وعنه: الفضل بْن يعقوب الرَّخّاميّ، ويزيد بْن محمد الرُّهاويّ، والمُعَافَى بْن سليمان الرَّسْعَنّي، وآخرون.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ ما يرويه لا يتابع عليه.
وقال أبو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ: لَمْ يَكُنْ مُؤْتَمَنًا عَلَى حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُسَرِّحٍ: ثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ سِقْلابٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يُنَجِّسْهُ شَيْءٌ" 2. وَالْقُلَّةُ أَرْبَعَةُ آصُعٍ.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 223، 224"، المجروحين لابن حبان "3 /8"، ميزان الاعتدال "4/ 163".
2 "حديث صحيح لغيره": أخرجه أبو داود "63، 65"، والترمذي "67"، والنسائي "52"، وابن ماجه "517، 518"، وأحمد في المسند "2/ 12، 23، 27، 28، 107"، وعبد الرزاق في المصنف "1/ 79، 80"، وابن حبان في صحيحه "1249، 1253"، وصححه الشيخ الألباني في الإرواء "1/ 60".(14/219)
وَبِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ مِنْ قلال هجر لم ينجسه شيء"1.
وقال أَبُو عَرُوبَةَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ.
383- المفضل بْن عَبْد اللَّه الحَبَطّي اليَرْبُوعيّ الْبَصْرِيّ2.
عَنْ: داود بْن أَبِي هند، وإسماعيل بْن مُسْلِم، وعُمَر بْن عامر.
وعنه: أبو مَعْمَر القَطِيعيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ الحافظ.
وكان جار عَبْد اللَّه بْن بَكْر السَّهميّ نزيل بغداد.
قَالَ ابن مَعِين: لَيْسَ بشيء. وقال أبو حاتم: محلُّه الصِّدْق.
384- منصور بْن سَلَمَةَ بن عبد العزيز بن صالح3 -خ. م. ن- أبو سلمة الخزاعي البغدادي.
عَنْ: عَبْد العزيز الماجِشُون، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، ومالك بْن أنس، واللَّيث بْن سعْد، وشريك بْن عَبْد اللَّه، ويعقوب القُمّيّ، وسليمان بْن بلال، وطائفة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، ومحمد بن عَبْد الرّحيم صاعقة، ومحمد بْن إِسْحَاق الصَّغانيّ، وعباس الدُّوريّ، وأبو أميّة الطَّرَسُوسيّ، وأحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة، وآخرون.
وثّقه ابن مَعِين، وغيره.
وكان حجة ثبتًا عارفًا.
__________
1 "حديث ضعيف": أخرجه ابن عدي في الكامل "6/ 2358"، وضعفه الشيخ الألباني في الإرواء "1/ 60".
2 التاريخ الكبير "7/ 406"، الجرح والتعديل "8/ 318، 319"، الثقات لابن حبان "9/ 184"، التهذيب "10/ 272، 273".
3 الطبقات الكبرى "7/ 345"، التاريخ الكبير "7/ 348"، الجرح والتعديل "8/ 173"، الثقات لابن حبان "9/ 172"، سير أعلام النبلاء "9/ 560، 562"، تهذيب التهذيب "10/ 308، 309".(14/220)
قال أحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة: قَالَ لي أَبِي وقد رجعنا من عند أَبِي سَلَمَةَ الخُزاعيّ: كتبت اليوم عَنْ كبشٍ نطاح.
وقال الدَّارَقُطْنيّ: أبو سَلَمَةَ أحد الحُفّاظ الرُّفَعاء الذين كانوا يُسألون عَنِ الرجال ويؤخذ بقولهم فيهم. أخذ عَنْهُ أحمد، وابن مَعِين، وغيرهم علم ذلك.
وقال ابن سعد: كان ثقة يتمنع بالحديث، ثم حدَّثَ أيامًا، وخرج إلى الثغور فمات بالمصيصة سنة عشر.
وقال أبو بَكْر الأعين: مات سنة عشر.
وقال مُطَيَّن كذلك.
وقال مرّة: مات سنة تسعٍ.
385- منصور بْن سَلَمَةَ بْن الزّبْرقان1.
وقيل: ابن الزّبْرقان بْن سَلَمَةَ. أبو الفضل النّمريّ الشّاعر.
كَانَ من أهل الجزيرة فقدم بغداد وامتدح الرشيد، وغيره. وجرت بينه وبين العَتّابيّ وَحْشة حتّى تَهَاجَيَا وتناقضا، وسعى كلُّ واحدٍ منهما في هلاك الآخر.
386- منصور بن صقير2. أبو النضر البغدادي الجندي.
روى عنه: حمّاد بْن سَلَمَةَ، ونافع بْن عُمَر الْجُمَحيّ، وثابت بن محمد العبدي، كذا عند ابن ماجة، والصواب محمد بْن ثابت العبْديّ، وعبد اللَّه بْن عرادة، وأبي عَوَانة.
وعنه: سهل بْن أَبِي الصُّفْرِيّ، ويعقوب بْن شَيْبة، وأبو أُميّة، ومحمد أحمد بْن الْجُنَيْد، ومحمد بْن غالب تمتام، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: كَانَ جنديًا وليس بالقويّ.
387- منصور بْن عِكْرِمة3.
__________
1 الأغاني "13/ 147".
2 التاريخ الكبير "7/ 346"، الجرح والتعديل "8/ 172"، المجروحين لابن حبان "3/ 39، 40"، الميزان "4/ 185"، التهذيب "10/ 309".
3 التاريخ الكبير "7/ 349"، الجرح والتعديل "8/ 176"، الثقات لابن حبان "9/ 171، 172".(14/221)
أبو عِكْرِمة الكِلَابيّ.
سمع: ابن عَوْن، وطلحة بْن يحيى التَّيْميّ.
وعنه: أحمد بْن محمد بْن يحيى القطّان، ومحمد بْن سِنان القزّاز، وهو بصري مقل.
388- منصور بن المهاجر1 -ق- أبو الحسن الواسطي، بيّاع القصب.
عَنْ: سعْد بْن طُريف الإسكاف، وشُعَيب بْن ميمون، ومحمد المخرِّم، وأبي حمزة صاحب أنس.
وعنه: إِسْحَاق بْن وهْب العلّاف، وسهم بْن إِسْحَاق، وعليّ بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد المجيد، ومحمد بْن عَبْد الملك الدقيقي، وغيرهم.
روى لَهُ ابن ماجة في تفسيره.
389- مُهَنّي بْن عَبْد الحميد الْبَصْرِيّ2.
عَنْ: حمّاد بْن سَلَمَةَ.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وبُنْدار، ونصر بْن عليّ، وإِسْحَاق الكَوْسَج.
وثّقه عليّ بْن مُسْلِم الطُّوسيّ.
390- موسى بْن عَبْد العزيز3 -د. ق- أبو شعيب القنباري العدني.
والقِنْبار شيء تُجاز بِهِ السُّفن.
ذكر أَنَّهُ سمع من الحَكَم بْن أبان قَالَ: حدَّثني عكرمة، فذكر صلاة التسليم.
روى عَنْهُ: بِشْر بْن الحَكَم، وابنه عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر، وإِسْحَاق بْن أَبِي إسرائيل المَرْوَزِيّ، وزيد بْن المبارك الصَّنعانيّ، ومحمد بْن أسد الخشنيّ.
قَالَ عَبْد اللَّه بْن أحمد، عَنِ ابن مَعِين: لا أرى به بأسًا.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 179"، تهذيب التهذيب "10/ 315".
2 الجرح والتعديل "8/ 440"، ميزان الاعتدال "4/ 197"، تهذيب التهذيب "10/ 330، 331".
3 التاريخ الكبير "7/ 292"، الجرح والتعديل "8/ 151"، الثقات لابن حبان "9/ 159"، الميزان "3/ 212"، التهذيب "10/ 356".(14/222)
وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقع حديثه عاليًا في سبعة مجالس المخلص.
391- موسى بْن عَبْد اللَّه الطّويل1.
أبو عَبْد اللَّه؛ فارسيّ نزل واسط وزعم أَنَّهُ سمع من أنس بْن مالك، فحدّث عَنْهُ بعجائب.
روى عَنْهُ: إسحاق بن شاهين، ومحمد بن مسلمة الواسطيّ.
وقع لنا حديثه عاليًا، ولكنه لَيْسَ بشيء.
فَمِنْ حَدِيثِهِ: ثَنَا مَوْلاي أَنَسٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من أَفْطَرَ عَلَى تَمْرٍ زِيدَ فِي صَلَاتِهِ أَرْبَعُمِائَةَ صِلَاةٍ"2.
392- موسى بْن الأمين محمد بْن الرشيد هارون بْن المهديّ الهاشْميّ العبّاسيّ.
كَانَ شابًا مليح الصُّورة، وهو الّذي خلع أَبُوهُ المأمون لأجله، وجعله وليّ عهده.
تُوُفّي في شَعْبان سنة ثمانٍ ومائتين.
393- موسى بْن هلال العبْديّ الْبَصْرِيّ3.
عَنْ: هشام بْن حسّان، وعبد اللَّه بْن عُمَر العُمَريّ، وغيرهما.
وعنه: محمد بْن إسماعيل الأُحْمُسيّ، وأبو أُميّة الطَّرَسُوسيّ، والفضل بْن سهل الاعرج، وعُبَيْد الورّاق، وأحمد بْن حنبل في كتاب "الزُّهد"، ومحمد بْن جَابِر المحاربيّ، وأحمد بْن حازم بْن أَبِي غَرَزَة.
وكان قلانسيًا.
قال ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فَقَالَ: مَجْهُولٌ.
قُلْتُ: لَمْ أَجِدْ أَحَدًا ذَكَرَهُ بِتَضْعِيفٍ يُسْقِطُهُ فَيَنْكَشِفُ مِنَ "الثِّقَاتِ" لابْنِ حِبَّانَ.
__________
1 الكامل في الضعفاء لابن عدي "6/ 2350".
2 "حديث موضوع": أخرجه ابن عدي في الكامل "6/ 2350"، وابن الجوزي في الموضوعات "2/ 194".
3 الجرح والتعديل "8/ 166"، ميزان الاعتدال "4/ 225".(14/223)
وَهُوَ الَّذِي انْفَرَدَ بِحَدِيثِ: "مَنْ زَارَ قَبْرِي وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي"1.
وَالْحَدِيثُ، وَإِنْ كَانَ غَرِيبًا، فَهُوَ مُطَابِقٌ لِقَوْلِهِ: "أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي مَنْ مَاتَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِهِ" 2.
وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي تَرْجَمَةِ مُوسَى بْنِ هِلَالٍ، وَقَالَ: أَرْجُو أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ.
394- مؤمل بن إسماعيل3 -ت. ن. ق- أبو عبد الرحمن العدوي، مولاهم الْبَصْرِيّ. مولى آل عُمَر -رضى الله عنه.
عَنْ: شُعْبَة، والثَّوْريّ، وعكرمة بْن عمّار، ونافع بْن عُمَر الْجُمَحيّ، وطائفة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وابن رَاهَوَيْه، وبُنْدار، ومؤمل بْن إهاب، ومحمود بْن غَيْلان، ومحمد بْن سهل بْن سهل بْن المهاجر الرَّقّيّ، وغير واحد.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صدوق، شديد في السُّنَّةِ، كثير الخطأ.
وقال الْبُخَارِيّ: مُنْكَر الحديث.
وأمّا أبو داود فعظّمه ورفع من شأنه وقال: إلّا أَنَّهُ يهمّ في الشيء.
قلت: تُوُفّي في رمضان مجاورًا بمكّة سنة ستٍّ ومائتين.
"حرف النون":
395- نائل بن نجيح البغدادي4 -ق- ويقال: البصري.
__________
1 "حديث موضوع": أخرجه الدارقطني في سننه "2/ 278"، وابن عدي في الكامل "6/ 2350"، وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع وقال: موضوع، وفي السلسلة الضعيفة "1/ 64"، والإرواء "1127".
2 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "99، 6570"، وأحمد في المسند "2/ 373".
3 الطبقات الكبرى "5/ 501"، الجرح والتعديل "8/ 374"، الثقات لابن حبان "9/ 187"، تهذيب التهذيب "10/ 380".
4 المجروحين لابن حبان "3/ 61"، ميزان الاعتدال "4/ 244، 245"، تهذيب التهذيب "10/ 415، 416".(14/224)
عَنْ: فطر بْن خليفة، ومسعر بْن كُدَام، وعَمْرو بْن شَمِر.
وعنه: حفص بْن عُمَر الرّباليّ، وعُمَر بْن شَبَّة، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وآخرون.
وحديثه يقع عاليًا في "الغَيْلانيّات".
قَالَ أبو أحمد بْن عديّ: أحاديثه مظلمة.
396- نصر بن حماد1 -ق- أبو الحارث البصري البجلي الوراق الحافظ.
عن: مسعر، وشعبة، ومقاتل بْن سليمان، وعاصم بْن محمد بْن زيد، وإسرائيل، وخلْق.
وعنه: قَعْنَب بْن المحرز، ورَوْح بْن الفَرَج البزّار، ومحمد بْن رافع، ويحيى بن جعفر بن الزبرقان، ومحمد بن إسحاق الصاغاني.
قال أحمد بْن حنبل: كذّاب.
وقال الْبُخَارِيّ: يتكلّمون فيه.
وقال أبو حاتم: متروك.
397- النَّضْر بن شميل بن خرشة2 -ع- أبو الحسن المازني البصري النَّحْويّ اللُّغَويّ الحافظ. نزيل مَرْو.
روى عَنْ: حُمَيْد الطويل، وهشام بْن عُرْوَة، وابن عَوْن، وهشام بْن حسّان، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وطائفة كبيرة.
وعنه: يحيى بْن يحيى، وإِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وأحمد بْن سَعِيد الدّارميّ، ومحمد بْن رافع، وعبد اللَّه بْن منير، ومحمود بْن غَيْلان، وعبد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الدّارميّ، وسعيد بْن مسعود المَرْوَزِيّ، وخلق.
وثقه غير واحد.
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 106"، الجرح والتعديل "8/ 470"، المجروحين لابن حبان "1/ 21"، ميزان الاعتدال "4/ 250، 251".
2 الطبقات الكبرى "7/ 373"، التاريخ الكبير "8/ 90"، الجرح والتعديل "8/ 477، 478"، الثقات لابن حبان "9/ 212"، ميزان الاعتدال "4/ 258"، تهذيب التهذيب "10/ 437، 438".(14/225)
وقال أبو حاتم: ثقة صاحب سُنّة.
وقيل: إنّه عاش ثمانين سنة.
قَالَ العبّاس بْن مُصْعَب: بلغني أنّ عَبْد اللَّه بْن المبارك سُئل عَنِ النَّضْر بْن شُمَيْلٍ فقال: ذاك أحد الأحَدِين. لم يكن أحدٌ من أصحاب الخليل يدانيه.
قَالَ العبّاس: كَانَ إمامًا في العربيّة والحديث. وهو أول من أظهر السُّنّة بمرو وجميع خراسان. وكان أروى النّاس عَنْ شُعْبَة.
أخرج كتبًا كثيرة لم يسبقه إليها أحد، وولي قضاء مَرْو.
وقال أحمد بْن سَعِيد الدّارميّ: سَمِعْتُ النَّضْر بْن شميل يَقُولُ: في كتاب "الحيل" كذا وكذا مسألة كُفْر.
وسمعته يَقُولُ: خرج بي أَبِي من مَرْو الروذ إلى البصرة سنة ثمانٍ وعشرين ومائة وأنا ابن خمس أو ستٍّ سنين. هرب حين كانت الفتنة.
وقال داود بْن مخراق: سَمِعْتُ النَّضْر يَقُولُ: لا يجد الرجل لذة العلم حتّى يجوع وينسى جوعه.
وقال: من أراد شرف الدنيا والآخرة، فليتعلم العلم.
قَالَ أحمد: مات في أول سنة أربعٍ ومائتين.
وقال محمد بْن عَبْد الله بن قهزاد: مات في آخر يوم من ذي الحجة سنة ثلاثٍ، ودفن في أول يوم من المحرَّم.
398- النَّضْر بْن محمد بْن موسى الْجُرَشيّ اليمامي1. -ن- أبو محمد.
عَنْ: عكرمة بْن عمّار، وأبي أُوَيْس، وشُعْبة، وصخر بْن جُوَيْرية.
وعنه: عَبَّاس الْعَنْبريّ، وعبد اللَّه بْن محمد بْن الرُّوميّ، وأحمد بْن جعفر الموقريّ، وأحمد بْن يوسف السُّلَميّ، ومؤمل بْن إهاب. وقال أحمد بْن عَبْد اللَّه
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 89"، الجرح والتعديل "8/ 479"، الثقات لابن حبان "7/ 535"، التهذيب "10/ 444".(14/226)
العِجْليّ: ثقة، روى عَنْ عكرمة بْن عمّار ألف حديث. رحلت إِلَيْهِ فوصلت في خمسة عشر يومًا.
399- النَّضْر بْن محمد بْن مُحَمَّد الْمَرْوَزِيّ. أبو هُشَيْم. تقدّم.
400- نفيسة1.
السيدة الصالحة ابنة الأمير حسن بْنُ زَيْدِ بْنِ السَّيِّدِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بن أبي طالب الهاشمية الحسنية. صاحبة المشهد الّذي بين مصر والقاهرة.
وقد ولي أبوها المدينة للمنصور. ثمّ قبض عَلَيْهِ وحبسه مدّةً، فلمّا اسُتخْلف المهديّ أطلق أباها وردّ عَلَيْهِ كلّ ذهبٍ لَهُ. وحجّ معه، فمات -رحمه اللَّه- بالحاجر. وأمّا هِيَ فتحولت من المدينة إلى مصر مَعَ زوجها إِسْحَاق بْن جعفر الصّادق، فيما قِيلَ. ولم يبلغنا شيء من مناقبها، رحمها اللَّه. تُوُفّيت في شهر رمضان سنة ثمانٍ ومائتين. وللجُهّال فيها اعتقادٌ لا يجوز مثله، وقد بلغ بهم الشِّرْك باللَّه. ويسجدون للقبر، ويطلبون منها المغفرة. وكان أخوها القاسم بْن الحَسَن زاهدًا عابدًا سكن أولاده نيسابور. والسيد العلوي شيخ البيهقي وأولاده.
"حرف الهاء":
401- هارون بن إسماعيل2 -خ. م. ت. ن. ق- أبو الحسن البصري الخزاز.
عَنْ: عليّ بْن المبارك، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وهَمَّام بْن يحيى.
وعنه: إِسْحَاق الكَوْسَج، وعبد بْن حُمَيْد، وأبو إِسْحَاق الْجُوزَجَانيّ، وسليمان بْن سيف، ومحمد بْن عَبْد الملك الدقيقي، والكُدَيْميّ، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: شيخ تاجر محله الصِّدق. عنده كتاب عَنْ عليّ بْن المبارك.
__________
1 وفيات الأعيان "5/ 423، 424"، حسن المحاضرة "1/ 218"، شذرات الذهب "2/ 21".
2 التاريخ الكبير "8/ 226"، الجرح والتعديل "9/ 87"، الثقات لابن حبان "9/ 238"، التهذيب "11/ 3".(14/227)
وقال أبو داود: لا بأس بِهِ.
وقال ابن أَبِي عاصم: تُوُفّي سنة ستٍّ ومائتين.
402- هارون بْن عِمران الْأَنْصَارِيّ المَوْصِليّ1.
عَنْ: فطر بْن خليفة، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وسفيان الثَّوْريّ.
وكان فقيهًا مفتيًا، أريد عَلَى القضاء فامتنع.
روى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عمّار، وعليّ بْن حرب.
وتُوُفّي سنة إحدى ومائتين.
403- هاشم بْن القاسم بْن مُسْلِم بْن مُقْسِم2.
أبو النَّضْر اللَّيْثيّ الخراساني ثمّ البغداديّ قيصر.
روى عَنْ: عكرمة بْن عمار، وشُعْبة، وابن أَبِي ذئب، وحريز بن عثمان، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وورقاء بن عمر، وأبي جعفر الرازي، وأبو عقيل الثقفي، وطائفة.
وعنه: أحمد، وإسحاق، وابن معين، وابن أبي شيبة، ومحمود بن غيلان، وهارون الحمال، وعبد بن حميد، وأحمد بن الفرات، وعباس الدوري، والصاغاني، وخلق.
وأبو بكر بن أبي النضر ولده. وإنما لقب بقيصر؛ لأن نصر بن مالك الخزاعي كان على شرطة الرشيد، فدخل نصر الحمام وقت العصر وقال: لا تقم الصلاة حتّى أخرج. فجاء أبو النَّضْر إلى المسجد، فقال للمؤذن: ما لك لا تقيم؟ قَالَ: أنتظر أبا القاسم.
فقال: أقم.
فأقام الصلاة وصلوا. فلمّا جاء نَصْر لام المؤذن فقال: لم يدعني أبو النضر.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 93"، الثقات لابن حبان "9/ 238".
2 الطبقات الكبرى "7/ 335"، التاريخ الكبير "8/ 235"، الجرح والتعديل "9/ 105، 106"، الثقات لابن حبان "9/ 243"، سير أعلام النبلاء "9/ 545-549"، ميزان الاعتدال "4/ 290"، تهذيب التهذيب "11/ 18، 19".(14/228)
فقال: لَيْسَ هذا هاشم هذا قيصر، يريد ملك الروم، فلزمه ذَلِكَ.
وقال أحمد بْن حنبل: كَانَ أبو النَّضْر شيخنا من الآمرين بالمعروف والنّاهين عَنِ المُنْكَر.
وقال ابن المَدِينيّ، وغيره: ثقة.
وقال العِجْليّ: ثقة صاحب سنة من الأبناء. كان أهل بغداد يفخرون بِهِ.
وعن أَبِي النَّضْر قَالَ: ولدت سنة أربعٍ وثلاثين ومائة.
وقال ابن حِبّان: تُوُفّي في ذي القعدة سنة خمس. وقيل: سنة سبْعٍ.
قلت: إنّما تُوُفّي سنة سبْعٍ بلا شك. قاله مُطَيَّن، والحارث بْن أَبِي أسامة، وغيرهما.
404- هشام بْن محمد بْن السائب بْن بِشْر1.
أبو المنذر الكلْبيّ النّسّابة العلّامة الإخباريّ الحافظ.
روى عَنْ أَبِيهِ، وعن: مجالد، وأبي مِخْنَف لوط بْن يحيى، وغير واحد.
قَالَ أحمد بن حنبل: إنما كان صاحب سَمَر ونَسَب، ما ظننت أحدا يحدّث عَنْهُ.
وقال الدَّارَقُطْنيّ، وغيره: متروك.
روى عَنْهُ: ابنه العبّاس، وخليفة بْن خيّاط، ومحمد بْن سعْد، وأحمد بْن المِقْدام العِجْليّ، وابن أَبِي السَّرِيّ.
وَرُوِيَ عَنْهُ قَالَ: حفظت ما لم يحفظه أحد، ونسيت ما لم ينسه أحد.
كَانَ لي عمّ، فعاتبني عَلَى حفظ القرآن، فحفظته في ثلاثة أيّام. دخلت بيتًا وحلفت أنّي لا أخرج منه حتّى أحفظه، فحفظته في ثلاثة أيّام.
ونظرت في المرآة مرّةً فقبضت لحيتي، وأردت أنّ آخذ ما تحت القبضة فنسيت فأخذت ما فوق القبضة.
ومع فرط ذكاء بن الكلبي لم يكن بثقة، وفيه رفض.
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 200"، المجروحين لابن حبان "3/ 91"، ميزان الاعتدال "4/ 304، 305"، لسان الميزان "6/ 196".(14/229)
وله "كتاب الجمهرة" في النسب، وهو مشهور، وكتاب "حلف الفضول"، و"حلف عبد المطلب وخزاعة"، و"حلف تميم وكلب"، وكتاب "بيوتات قريش"، و"فضائل قيس عيلان"، و"بيوتات ربيعة"، وكتاب "الموردات"، وكتاب "الكنى"، وكتاب "ملوك الطوائف"، وكتاب "ملوك كندة"، ويقال: إنّ تصانيفه تزيد عَلَى مائة وخمسين مصنفًا.
قلت: تُوُفّي ابن الكلْبيّ سنة أربعٍ ومائتين عَلَى الصّحيح. وقيل: بعد ذَلِكَ.
405- هشام بْن معاوية1. الكوفيّ الضّرير. من علماء أئمّة العربية.
صحب الكِسائيّ وأخذ عَنْهُ. وصنّف كُتُبًا في النَّحْو.
تُوُفّي سنة سبْعٍ.
406- هَرْثَمَةُ بْن أعين2.
الأمير. ولي مملكة خُراسان للرشيد. وكان من رجال الدهر ورؤوس الدولة.
تُوُفّي سنة إحدى ومائتين.
407- الهَيْثَم بن الربيع3 -ت-. أبو المُثَنَّى العُقَيْليّ.
عَنْ: الحمَّادَيْن، وسِماك بْن عطية، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وصالح المُرِّيّ.
وعنه: نَصْر بْن عليّ الْجَهْضميّ، وحشيش بْن أصرم، وأبو أُميّة الطَّرَسُوسيّ، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه السَّعْديّ النَّيْسابوريّ، وجماعة.
قَالَ أبو حاتم: شيخ لَيْسَ بالمعروف.
408- الهيثم بْن عَبْد الغفّار الطّائيّ4.
روى عَنْ: همّام بْن يحيى وسعيد بْن بِشْر، وميسرة بْن مَعْبَد.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن ماتع دُرُخْت، وأبو بَكْر محمد بْن خلاد، وغيرهما.
__________
1 الأعلام "8/ 88".
2 تاريخ خليفة "459، 463".
3 الكنى والأسماء للدولابي "2/ 105"، الجرح والتعديل "9/ 83"، ميزان الاعتدال "4/ 322".
4 الجرح والتعديل "9/ 85"، ميزان الاعتدال "4/ 323".(14/230)
قَالَ أحمد بْن حنبل: عرضت عَلَى ابن مهدي أحاديث الهيثم بن عبد الغفار، عَنْ همّام، وغيره فقال: هذا رَجُل كذاب، أو غير ثقة. كَانَ يضع الحديث.
409- الهَيْثَم بْن عديّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زيد بْن أُسَيْد بْن جَابِر1.
أبو عَبْد الرَّحْمَن الطّائيّ الإخباري المؤرخ الكوفي.
عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، ومجالد بْن سَعِيد، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وطائفة.
وعنه: محمد بْن سعْد، وأبو الْجَهْم العلاء بْن موسى، وعليّ بْن عَمْرو الْأَنْصَارِيّ، وأحمد بْن عُبَيْد بْن ناصح، وآخرون.
وله تاريخ صغير. وهو من بابة الواقدي.
قَالَ أبو زُرْعة: لَيْسَ بشيء.
وقال ابن مَعِين، وأبو داود: كذّاب.
وقال النَّسائيّ، وغيره: متروك الحديث.
قَالَ الْبُخَارِيّ: سكتوا عَنْهُ.
ويُرْوَى عَنِ ابن المَدِينيّ: هُوَ عندي أصلح من الواقديّ.
وقال عَبَّاس الدُّوريّ: ثنا بعض أصحابنا قَالَ: قَالَتْ جارية الهَيْثَم بْن عديّ: كَانَ مولاي يقوم عامّة الليل يصلي فإذا أصبح جلس يكذب.
تُوُفّي الهَيْثَم سنة سبْعٍ بفم الصلح، وله ثلاث وتسعون سنة، وقلّ ما روى عَنِ المُسْنَد.
"حرف الواو":
410- ورد بْن عَبْد اللَّه أبو محمد التَّميميّ الطَّبَريّ2 نزيل بغداد.
عَنْ: محمد بْن طلحة بْن مصرف، ومحمد بْن جَابِر الحنفي، وإسماعيل بْن عياش، وجماعة.
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 218"، الجرح والتعديل "9/ 85"، ميزان الاعتدال "4/ 324، 325".
2 الجرح والتعديل "9/ 51"، المجروحين لابن حبان "2/ 187"، تهذيب التهذيب "11/ 112، 113".(14/231)
وعنه: ولداه محمد ويحيى، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، وأحمد بْن مُلاعب.
وثّقه إِبْرَاهِيم بْن يعقوب الْجُوزَجَانيّ.
قلت: مات كهلًا، ولم يخرجوا لَهُ.
411- وسّاجُ بْن عُقْبة بْن وسّاج الْأَزْدِيّ1.
أبو عُقْبة المَقْدِسيّ.
عَنْ: الهقل بْن زياد، وعبد الحميد بْن أَبِي العشرين، والوليد بْن محمد المُوَقّريّ.
وعنه: إِبْرَاهِيم بْن محمد الفِرْيابيّ ثمّ المَقْدِسيّ، وسليمان بْن عَبْد الحميد البَهْرانيّ.
ذكره ابن حِبّان في "الثّقات".
412- الوليد بْن عَبْد الرَّحْمَن العبْديّ الجاروديّ الْبَصْرِيّ2.
عَنْ: شُعْبَة، والحَسَن بْن أَبِي جعفر الجفريّ، وجماعة.
وعنه: ولده المنذر بْن الجارود. تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة سنة اثنتين ومائتين.
413- الوليد بن القاسم بن الوليد3.
ثمّ الخَبْذَعيّ -ت. م- الكوفيّ.
وخبذع بطنٌ من قبائل همدان. قيّده ابن ماكولا بفتح الخاء والذّال، وقيّده غيره بالكَسْر.
روى عَنْ: الأعمش، ومجالد، ويزيد بْن كَيْسان، وأبي حيّان التَّيْميّ، وفُضَيْل بْن غزوان، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بن حنبل، وأحمد الرَّماديّ، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ، والحسين بْن عليّ الصدائي، وعبد بْن حُمَيْد، ومحمد بْن أحمد بْن الْجُنَيْد الدّقّاق، ومحمد بْن أحمد بْن أَبِي العوّام، ومؤمل بْن إهاب، وخلْق. قَالَ ابن الْجُنَيْد: سُئل عَنْهُ أحمد بْن حنبل فقال: ثقة كتبنا عنه. وكان جارًّا
__________
1 الثقات لابن حبان "9/ 231"، تهذيب التهذيب "11/ 116".
2 الثقات لابن حبان "9/ 225"، تهذيب التهذيب "11/ 139".
3 التاريخ الكبير "8/ 152"، الجرح والتعديل "9/ 13".(14/232)
لِيَعْلَى بْن عُبَيْد، فسألت عَنْ يَعْلَى فقال: نعم الرجل، هُوَ جارنا منذ خمسين سنة، ما رأينا منه إلّا خيرًا. قَالَ أحمد بْن حنبل: قد كتبنا عَنْهُ أحاديث حسانًا عَنْ يزيد بْن كيسان فاكتبوا عَنْهُ. وقال ابن عديّ: إذا روى عَنْ ثقة فلا بأس بِهِ. وقال ابْن أَبِي خَيْثَمَة عَن ابْن معين: ضعيف. وقال مطين: مات سنة ثلاث ومائتين.
414- الوليد بن مزيد1 -د. ن- أبو العباس العذري البيروتي.
عن: الأوزاعي، وعثمان ابن أَبِي العاتكة، وعثمان بْن عطاء الخراساني، ومقاتل بْن سليمان بْن بشير، وعبد اللَّه بْن شوذب، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، وطائفة.
وعنه: ابنه العبّاس، وأبو مسهر، ودُحَيْم، وأبو عُمَيْر عيسى بْن النخاس الرَّمْليّ، وأحمد بْن أَبِي الحواري، ومحمد بْن وزير الدّمشقيّ، وجماعة.
قال أبو مسهر: وجدت عند الوليد بْن مُزْيَد علمًا لم يكن عند غيره. وقال يوسف بْن أَبِي السفر: سَمِعْتُ الأوزاعي يَقُولُ: ما عرضت فيما حمل عني أصح من كُتُب الوليد بْن مُزْيَد. وقال أبو مسهر: كَانَ ثقة. ولم يكن يحفظ، وكانت كتبه صحيحة. وقال دُحَيْم: مات سنة سبْعٍ ومائتين.
415- وهْب بْن جرير بْن حازم بْن زيد بْن عَبْد اللَّه بْن شجاع2 -ع- أبو العباس الأزدي البصري.
عَنْ: أبيه، وهشام بْن حسّان، وابن عَوْن، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وهشام الدَّسْتُوائيّ، وشُعْبة، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وعليّ بْن المَدِينيّ، وابن رَاهَوَيْه، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وأبو خَيْثَمَة، وعبد اللَّه المُسْنِديّ، وعَمْرو الفلّاس، وبُنْدار، ومحمد بْن المثنى، وعلي بن نصر الجهضمي، وأبوه، ومحمد بن رافع، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام، وخلق.
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 155"، الجرح والتعديل "9/ 18"، سير أعلام النبلاء "9/ 419، 421"، تهذيب التهذيب "11/ 150".
2 الطبقات الكبرى "7/ 298"، التاريخ الكبير "8/ 169"، الجرح والتعديل "9/ 28"، الثقات لابن حبان "9/ 228"، سير أعلام النبلاء "9/ 442-445"، ميزان الاعتدال "4/ 350"، تهذيب التهذيب "11/ 161، 162".(14/233)
قال عُثْمَانَ الدَّارَمِيِّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةً. وَقَالَ النسائي: ليس به بأس. وقال أحمد العجلي: بَصْريّ ثقة. كَانَ عمّار يتكلّم فيه. قَالَ: مات بالمَنْجَشَانيّة عَلَى ستة أميال من المدينة منصرفًا من الحجّ. فحُمِل ودُفِن بالبصرة. وقال محمد بْن سعْد: مات سنة ستٍّ ومائتين.
"حرف الياء":
416- يحيى بْن آدم بْن سليمان1 -ع- أبو زكريّا الْقُرَشِيّ الكوفيّ الأحْوَل الحافظ، مولى آل أَبِي مُعَيْط.
روى عَنْ: فِطْر بْن خليفة، وفضيل بْن مرزوق، ومسعر، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وعيسى بْن طَهْمان، وسفيان الثَّوْريّ، وإسرائيل، ومفضَّل بْن مهلهل، وورقاء بْن عُمَر، وخلْق. وعنه: أحمد بْن حنبل، وإِسْحَاق بْن راهَوَيْه، ويحيى بْن مَعِين، وأبو كُرَيْب، وهارون الحمّال، وعَبْدة الصّفّار، ومحمد بْن رافع، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، وعبد بْن حُمَيْد، والحَسَن بْن عليّ بْن عفان العامريّ، وخلق.
وكان فقيهًا إمامًا قارئًا غزير العلم. وثّقه ابن مَعِين، والنسائيّ. وسُئل عَنْهُ أبو داود فقال: يحيى واحد النّاس. وقال يعقوب بْن شَيْبة: ثقة، فقيه البدن. سَمِعْتُ ابن المَدِينيّ يَقُولُ: يرحم اللَّه يحيى بْن آدم أي علمٍ كَانَ عنده، وجعل يطريه. وقال أبو أسامة: ما رأيت يحيى بْن آدم قطّ إلّا ذكرت الشَّعْبِيّ، يعني أَنَّهُ كَانَ جامعًا للعلم. قَالَ أبو سَعِيد هشام بْن منصور: سَمِعْتُ أحمد بْن حنبل يَقُولُ: قَالَ لي يحيى بْن آدم: يجيئني الرجل ممّن أبغضه أكره مجيئه، فأقرأ عَلَيْهِ كلّ شيء حتّى أستريح منه ولا أراه. ويجيء الرجل أودّه فأتردّد حتّى يرجع إليْ. قلت: وعلى يحيى مدار قراءة أَبِي بَكْر بْن عياش، فإنّه ضبط الحروف وحرّرها، وراجع فيها أبا بَكْر، ولم يقرأ عَلَيْهِ.
قَالَ عَبْد الواحد بْن أَبِي هاشم: ثنا عليّ بْن أحمد العِجْليّ، نا أبو هشام الرفاعيّ، نا يحيى بْن آدم قَالَ: سألت أبا بَكْر بْن عياش، عَنْ حروف عاصم الّتي في هذه الكراسة أربعين سنة، فحدثني بها كلها، وقرأها عليّ حرفًا حرفًا. قلت: فقرأ عليه شعيب بن أيوب الصريفيني، وغيره.
__________
1 الطبقات الكبرى "6/ 402"، التاريخ الكبير "8/ 261، 262"، الجرح والتعديل "9/ 128، 129"، الثقات لابن حبان "9/ 252"، سير أعلام النبلاء "9/ 522-529"، تهذيب التهذيب "11/ 175، 176".(14/234)
وسمع منه الحروف: أَبُو حَمْدُونَ الطَّيِّبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَخَلَفُ بْنُ هشام البزار، وأبو هشام الرّفاعيّ، وأحمد بْن عُمَر الوكيعي، وآخرون. قَالَ محمود بْن غَيْلان: سَمِعْتُ أبا أسامة يَقُولُ: كَانَ عُمَر -رضى الله عنه- في زمانه رأس الناس، وكان بعده ابن عَبَّاس في زمانه، وكان بعده الشَّعْبِيّ في زمانه، وكان بعد الشَّعْبِيّ الثَّوْريّ في زمانه، وَكَانَ بَعْدَ الثَّوْرِيِّ يَحْيَى بْنِ آدَمَ. وَقَالَ ابن سعْد: تُوُفّي بفم الصِّلْح في النّصف من ربيع الأوَّل سنة ثلاثٍ ومائتين، وصلَّى عَلَيْهِ الحَسَن بْن سهل.
417- يحيى بْن إِسْحَاق1. أبو زكريّا البَجَليّ السَّيْلحينيّ والسّالحينيّ. والسَّالحين قرية من عمل بغداد.
روى عَنْ: أبان بْن يزيد العطّار، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وسعيد بْن عَبْد العزيز التّنُوخيّ، ويحيى بْن أيّوب الْمَصْرِيّ، ويزيد بْن حيان أخي مقاتل، ومحمد بْن سليمان بْن الأصبهاني، وموسى بْن عليّ بْن رباح، وخلْق.
رحل في طلب العلم إلى الحجاز ومصر والشام.
وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وهارون الحمال، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، وأحمد بْن سيّار المَرْوَزِيّ، وأحمد بْن أَبِي غَرَزَة، وأحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة، وبِشْر بْن موسى، والحارث بْن أَبِي أسامة، وأحمد بْن ملاعب، وآخرون.
قَالَ أحمد بْن حنبل: شيخ صالح ثقة، سمع من الشاميين، ومن ابن لهيعة، وهو صدوق. وقال ابن سعْد: كَانَ ثقة حافظًا لحديثه. تُوُفّي ببغداد سنة عشر ومائتين في خلافة المأمون. وقال الْبُخَارِيّ وغيره: تُوُفّي سنة عشر. زاد ابن حِبّان أَنَّهُ تُوُفّي في شَعْبان.
ومن غرائبه: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "نَهَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ أَكْلِ أُذُنَيِ الْقَلْبِ"2. خالفه مسدد، وإِسْحَاق بْن أَبِي إسرائيل، وغيرهما، فرووه عَنْ عَبْد اللَّه، عَنْ أَبِيهِ، فقال: عَنْ رَجُل من الأنصار. ولفظ مسدد: حدَّثني رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نهى. رواه أبو داود في "المراسيل".
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 340"، التاريخ الكبير "9/ 259"، الجرح والتعديل "9/ 126"، الثقات لابن حبان "9/ 260"، تهذيب التهذيب "11/ 176، 177".
2 "حديث ضعيف": أخرجه ابن عدي في الكامل "4/ 531"، وأبو داود في المراسيل "467".(14/235)
418- يحيى بْن أَبِي بُكَيْر بْن نسر بْن أبي أسيد1 -ع- أبو زكريا العبدي القيسي، مولاهم الكوفي، قاضي كِرْمان.
حدَّثَ ببغداد وغيرها عَنْ: أَبِي جعفر الرّازيّ؛ وشُعْبة، وزائدة، وإبراهيم بْن طِهْمان، وإسرائيل، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن سَعِيد الدّارميّ، وعباس الدُّوريّ، وعيسى بْن أَبِي حرب، ومحمد بْن سعْد العَوْفيّ، والحارث بْن أَبِي أسامة، وعليّ بْن سهل، وإبراهيم بْن الحارث البغداديّ، وحفيده عَبْد اللَّه بْن محمد بْن يحيى، وآخرون.
وثّقه ابن مَعِين، وأحمد العِجْليّ. قَالَ محمد بْن المُثَنَّى: تُوُفّي سنة ثمانٍ ومائتين. وقال ابن قانع: سنة تسع. اسم أَبِي بُكَيْر: نسر، وقيل: بِشْر، وقيل: بشير، واللَّه أعلم.
419- يحيى بْن أَبِي الحَجّاج الأهتميّ المِنْقَريّ الْبَصْرِيّ2. أبو أيّوب.
عَنْ: سَعِيد الجريريّ، وابن عَوْن، وحاتم بْن أَبِي صغيرة، وابن جُرَيْج، وجماعة.
وعنه: إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وأحمد بْن الأزهر، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وعيسى بْن أحمد البلْخيّ العسقلاني.
قَالَ أبو حاتم: لَيْسَ بالقوي. قلت: روى عَنْهُ من أقرانه سَعِيد بْن عامر.
420- يحيى بْن الحَجّاج بْن أَبِي الحَجّاج3. أبو أيّوب. إنّ لم يكن الأوَّل، وإلّا فهو مكّي.
روى عَنْ: عَوْف، وابن جُرَيْج، وعبد الله بن مسلم بن هرمز، وسفيان الثوري.
وعنه: محمد بن حسان الأزرق، وعبد الجبار بن العلاء، ويزيد بن سنان، ومحمد بن منصور الجواز، ورزق الله بن موسى، وأحمد بن الأزهر.
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 264"، الجرح والتعديل "9/ 132"، الثقات لابن حبان "9/ 257"، التهذيب "11/ 190".
2 التاريخ الكبير "8/ 269"، الجرح والتعديل "9/ 139"، الثقات لابن حبان "9/ 255"، التهذيب "11/ 196".
3 الكامل في الضعفاء "7/ 2676، 2677"، ميزان الاعتدال "4/ 368".(14/236)
ومن غرائبه: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: "أَنّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى أَنْ تُجَصَّ الْقُبُورُ، وَأَنْ يُبْنَى عَلَيْهَا، وَأَنْ تُوطَأَ، وَأَنْ يُكْتَبَ عَلَى الْقُبُورِ"1. رَوَاهُ عَنْهُ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلاءِ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وليحيى بْن أَبِي الحَجّاج غير ما ذكرت، ولا أرى بحديثه بأسًا.
421- يحيى بن حسان2 -سوى ق- أبو زكريا التنيسي. عَنْ: معاوية بْن سلام الحبشيّ، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وسليمان بْن قرْم، واللَّيث بْن سعْد، ومحمد بْن مهاجر، وجماعة.
وعنه: الشّافعيّ، ودُحَيْم، ويونس بْن عَبْد الأعلى، والربيع بْن سُلَيْمَان المُرَاديّ، وعبد اللَّه الدّارميّ، وبحر بْن نَصْر الخَوْلانيّ، وآخرون. وقع لنا في "مُسْنِد الدّارميّ" ولأولادنا الحديثان اللذان رواهما م. ت. عَنِ الدَّارَمِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: "نِعْمَ الإِدَامُ الْخَلُّ"3. وَالْحَدِيثُ: "لا يَجُوعُ أَهْلُ بَيْتٍ عِنْدَهُمْ تَمْرٌ"4. وهما من أعزّ الموافقات. قَالَ دُحَيْم: وُلِد يحيى بْن حسّان سنة أربعٍ وأربعين ومائة.
وقال ابن يونس: يحيى بْن حسّان البَكْريّ بَصْريّ ثقة، حَسَنُ الحديث، صنف كتبًا وحدّث بها. وتُوُفّي بمصر في رجب سنة ثمانٍ ومائتين.
وقال الشّافعيّ: نبا الثقة يحيى بْن حسان. وقال أحمد بْن حنبل: ثقة، رَجُل صالح، رأيته وما كتبت عَنْهُ. كَانَ يحيى بْن حسان موسرًا محتشمًا. قَالَ الحاكم:
__________
1 "حديث صحيح لغيره": أخرجه مسلم "970"، وأبو داود "3226"، والترمذي "1052"، وابن ماجه "1562"، وأحمد في المسند "3/ 332"، وعبد الرزاق في المصنف "6488"، وابن حبان في صحيحه "3162، 3163، 3164، 3165".
2 التاريخ الكبير "8/ 269"، الجرح والتعديل "9/ 135"، الثقات لابن حبان "9/ 252"، التهذيب "11/ 197".
3 "حديث صحيح": أخرجه مسلم "2051، 2052"، وأبو داود "3820"، والترمذي "1839، 1840"، 1842"، والنسائي "3805"، وابن ماجه "3317، 3318، وأحمد في المسند "3/ 301، 304، 353"، وعبد الرزاق "19569".
4 "حديث صحيح": أخرجه مسلم "2046"، وأبو داود "3831"، والترمذي "1815"، وابن ماجه "3327"، والدارمي "2060، 2061".(14/237)
حدَّثني الوليد بْن بَكْر: ثنا أحمد بْن محمد بْن جَابِر التِّنِّيسيّ، عَنْ شيوخه، أنّ الشّافعيّ لما ورد تنيس نزل عَلَى يحيى.
وكان طباخه لا يعيد اللون في الأسبوع إلّا مرة. فأمر الشّافعيّ الطباخ بإعادة لَوْنٍ استطابه. فلمّا أُحضر تغير يحيى فقال الشّافعيّ: أَنَا أمرته بهذا. فسُرّي عَنْهُ وقال للغلام الطباخ: أنت حرّ لوجه اللَّه شكرًا لانبساط أَبِي عَبْد اللَّه عندنا.
422- يحيى بْن حمّاد1. أبو بَكْر، في الطبقة السابقة.
423- يحيى بْن حُمَيْد الطَّوِيلُ2.
عاش دهرًا وروى عَنْ: أَبِيهِ.
وعنه: أبو علقمة عَبْد اللَّه بْن عيسى الفَرَوِيّ، وسعد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم.
قَالَ ابن عدي: أحاديثه غير مستقيمة.
424- يحيى بْن خليف بْن عُقْبة السَّعْديّ3: عَنْ: ابن عَوْن، وشُعْبة، والثَّوْريّ.
وعنه: إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد الجوهريّ، ومعمر بْن سهل، وأبو أُميّة الطَّرَسُوسيّ. وله حديث مُنْكَر عَنْ سُفْيَان.
وعنه أيضًا: محمد بْن سعْد في "الطبقات". ولم أر للقدماء فيه كلامًا.
425- يحيى بْن زياد الفراء4. تقدم في حرف الفاء: الفرّاء.
426- يحيى بْن زياد الأَسَديّ5. مولاهم الرَّقّيّ، لقبه: فهير. روى عَنْ: ابن جُرَيْج، وموسى بْن وردان، وطلحة بْن زيد الرَّقّيّ.
وعنه: أيّوب بْن محمد الوزان، وشداد بْن رُشَيْد، ومحمد بْن عبد الله بن سابور الرقي.
__________
1 تقدمت ترجمته في الطبقة السابقة.
2 الجرح والتعديل "9/ 138"، الثقات لابن حبان "7/ 614".
3 الثقات لابن حبان "9/ 265"، ميزان الاعتدال "4/ 372"، لسان الميزان "6/ 252".
4 الثقات لابن حبان "9/ 256"، سير أعلام النبلاء "10/ 118-121"، تهذيب التهذيب "11/ 212، 213".
5 الثقات لابن حبان "9/ 255، 256"، تهذيب التهذيب "11/ 211".(14/238)
427- يحيى بْن سَعِيد1. أبو زكريّا الحمصيّ العطّار.
سمع: يونس بْن زيد الأَيْليّ، وحريز بْن عثمان، وبكر بْن خُنَيْس، والسَّرِيّ بْن يحيى، وعبد الرَّحْمَن المسعودي، وأيّوب بْن خوط الْبَصْرِيّ، وسوار بْن مُصْعَب، وفضيل بْن مرزوق، وأبا غسان محمد بْن مُطَرِّف، ومبارك بْن فَضَالَةَ، ويحيى بْن أيّوب الْمَصْرِيّ، وخلقًا بالشام والعراق، ومصر.
وعنه: نُعَيْم بْن حمّاد، وإِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، ومحمد بْن أَبِي السَّرِيّ العسقلاني ومحمد بْن مُصَفَّى، وأبو جميل أحمد محمد بْن المغيرة العَوْهيّ، وآخرون.
ضعفه ابن مَعِين. ووثَّقهُ محمد بْن مُصَفَّى. وقال أبو داود: جائز الحديث. وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ ابن عدي: له مصنف في حفظ اللسان. ثنا بِهِ أحمد بْن محمد بْن عَنْبَسَةَ، عَنْ أَبِي التُّقَى هشام بْن عَبْد الملك، عَنْهُ. وفي الكتاب أحاديث لا يتابع عليها، وهو بين الضعف.
428- يحيى بْن السكن الْبَصْرِيّ2. نزيل الرَّقَّةِ.
عَنْ: شُعْبَة، وعمران القطّان.
وعنه: هلال بْن العلاء، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، ومحمد بْن حسّان الأزرق.
قال أبو حاتم: لَيْسَ بالقويّ. وقال غيره: تُوُفّي سنة اثنتين ومائتين؛ وقيل: سنة مائتين.
429- يحيى بْن سلام البصري3. عن: فطر بن خليفة، وشعبة، والمسعودي، وابن أَبِي عَرُوبَة، والثَّوْريّ، ومالك.
وقال ابن عديّ: يكتب حديثه مَعَ ضعفه. وقال أبو عَمْرو الدّانيّ: يحيى بْن سلّام بْن أَبِي ثعلبة أبو زكريّا الْبَصْرِيّ. روى الحروف عَنْ أصحاب الحَسَن وغيره، وله اختيار في القراءة من طريق الآثار. سكن إفريقيا دَهْرًا، وسمعوا منه كتابه في "تفسير
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 277"، الجرح التعديل "9/ 152"، ميزان الاعتدال "4/ 379، 380"، التهذيب "11/ 220".
2 التاريخ الكبير "8/ 280"، الجرح والتعديل "9/ 155"، الثقات لابن حبان "9/ 253"، ميزان الاعتدال "4/ 380".
3 الجرح والتعديل "9/ 55"، ميزان الاعتدال "4/ 380، 381"، لسان الميزان "6/ 259-261".(14/239)
القرآن"، وليس لأحدٍ من المتقدمين مثله، وكتابه "الجامع". وكان ثقة ثبتًا عالمًا بالكتاب والسنة. وله معرفة باللغة العربية. وُلِد سنة أربعٍ وعشرين ومائة. قَالَ ابن يونس: تُوُفّي بمصر بعد رجوعه من الحج في صَفَر سنة مائتين.
قلت: وروى عَنْهُ: ابنه محمد بْن يحيى، وأحمد بْن موسى.
وسمع منه: عَبْد اللَّه بْن وهْب مَعَ تقدُّمِهِ.
وروى أيضًا عَنْهُ: بحر بْن نَصْر الخَوْلانيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم. قَالَ أبو حاتم: صدوق.
430- يحيى بْن الضُّرَيْس بْن يَسَار1. القاضي أبو زكريّا البَجَليّ مولاهم الرّازيّ، قاضي الرّيّ.
رأى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى. وروى عَنْ: عكرمة بْن عمار، وابن جُرَيْج، وزكريا بْن إِسْحَاق، ومحمد بْن إِسْحَاق بْن يَسَار، وفُضَيْل بْن مرزوق، وإبراهيم بْن طِهْمان، وعَمْرو بْن أَبِي قيس الرّازيّ، وسُفْيَان، وزائدة، وطائفة.
وعنه: إِبْرَاهِيم بْن موسى الفرّاء، ومحمد بْن عَمْرو زُنَيْج، ومحمد بْن حُمَيْد، وعبد اللَّه بْن الْجَهْم، وموسى بْن نَصْر الرازيون، ويحيى بْن مَعِين، ويحيى بْن أكثم، وإِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وإِسْحَاق بْن الفيض الأصبهاني.
وروى عَنْهُ من القدماء: جرير بْن عَبْد الحميد. وكان من حفاظ: الرّيّ، كَانَ جرير معجبًا بِهِ. وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بِهِ بأس. وقال إِبْرَاهِيم بْن موسى: منه تعلَّمْنا الحديث. قَالَ الْبُخَارِيّ، عَنْ يونس بْن موسى: مات في ربيع الأوَّل سنة ثلاث ومائتين.
431- يحيى بْن عَبّاد2. أبو عبّاد الضُّبَعيّ، بَصْريّ صدوق، ربما أغرب.
حدَّثَ ببغداد عَنْ: شُعْبَة، وفليح بْن سليمان، والمسعودي، ويعقوب القمي.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 380"، التاريخ الكبير "2/ 282، 283"، الجرح والتعديل "9/ 158-160"، الثقات "9/ 252"، التهذيب "11/ 332".
2 التاريخ الكبير "8/ 292"، الجرح والتعديل "9/ 173"، الثقات لابن حبان "9/ 256"، تهذيب التهذيب "11/ 235، 236".(14/240)