119- خالد بن أبي يزيد -د ن-1 أبو عبيد الرحيم الحراني مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ.
رَوَى عَنْ مَكْحُولٍ وَعَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ بَخْتٍ وَأَكْثَرَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ.
رَوَى عَنْهُ ابْنُ أُخْتِهِ مُحَمَّدُ بن سلمة ووكيع وشبابة وحجاج الأعور. وقال أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ.
مَاتَ في سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
120- خُثَيْمُ بْنُ عِرَاكِ بن مالك الغفاري -خ ن-2 المدني.
عن أبيه وسلميان بْنِ يَسَارٍ. وَعَنْهُ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ وَحَمَّادُ بْنُ زيد وحاتم بن إسماعيل والفضل بْنُ مُوسَى وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَعِدَّةٌ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَلَيَّنَهُ بَعْضُهُمْ.
121- الْخَصِيبُ بْنُ جَحْدَرٍ الْبَصْرِيُّ3.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: كُوفِيٌّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ وَابْنِ سِيرِينَ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ. وَعَنْهُ الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ وَالْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ وَجَمَاعَةٌ.
مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَكَانَ مِنَ الْفُقَهَاءِ لَكِنَّهُ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ كَذَّبَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
122- خَلَفُ بْنُ حَوْشَبٍ4، أَبُو بُرَيْدٍ الْكُوفِيُّ.
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَطَلْحَةِ بْنِ مُصَرِّفٍ وَإِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَآخَرُونَ. وَهُوَ صَدُوقٌ صَالِحُ الأَمْرِ.
"حرف الدَّالِ":
123- دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَوْدِيُّ5 -4- الزَّعَافِرِيُّ أَبُو الْعَلاءِ الكوفي.
__________
1 تقريب التهذيب "1/ 218"، والجرح والتعديل "3/ 361".
2 طبقات ابن سعد "5/ 253"، والميزان "1/ 650"، والجرح والتعديل "3/ 388".
3 الضعفاء والمتروكين "37"، والمجروحين "1/ 287"، والجرح والتعديل "3/ 396".
4 التاريخ الكبير "3/ 193"، وتهذيب التهذيب "3/ 149"، والخلاصة "105".
5 ميزان الاعتدال "2/ 10"، والخلاصة "110"، والتهذيب "3/ 191".(9/79)
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَحُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ وَأَبِي وَبَرَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَعَنْهُ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَأَبُو عَوَانَةَ وَوَكِيعٌ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وغيره، وضعفه ابن معين مرة وقواه أُخْرَى وَلا بَأْسَ بِهِ.
124- دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ أَبُو الْجَحَّافِ الْكُوفِيُّ -ت ن ق-1.
من رؤوس الشِّيعَةِ وَمُحَدِّثِيهِمْ. لَهُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ -صاحب لأبي ذر- وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَعَامِرُ بْنُ السِّمْطِ وَتَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ فِي فَضَائِلِ أَهْلِ الْبَيْتِ وَهُوَ عِنْدِي لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: كَانَ مُرْضِيًا. وَوَثَّقَهُ جماعة وفيه شَيْءٌ.
125- دَاوُدُ بْنُ عِيسَى النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ2.
حدث بدمشق عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيِّ مرسلا وعن سعيد بن جبير وعمرو بن دينار وسماك وطائفة. وعنه إسماعيل بن عيّاش وسُوَيْد بن عبد العزيز ويحيى بن حمزة القاضي ولم أر لهم فيه كلاما بتوثيق ولا تليين فهو صالح.
126- داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي3 -ت ق- الكوفي الأعرج.
عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي وَائِلٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَالشَّعْبِيِّ وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُبَيْلٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ أَخِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَالْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ الْمَوْصِلِيُّ وَوَكِيعٌ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وآخرون. ضعفه أحمد.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي. وقال النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثَقَةٍ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لا أروي عنه وكان أبوه ثبتًا. وقال ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ، وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: قَالَ لِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: شُعْبَةُ يَرْوِي عَنْ دَاوُدَ بن يزيد الأودي! قال: تعجبًا منه.
__________
1 تقريب التهذيب "1/ 230"، وطبقات ابن سعد "6/ 327"، والمعرفة والتاريخ "2/ 670، 3/ 97".
2 التاريخ الكبير "3/ 242"، وتهذيب ابن عساكر "5/ 215".
3 تهذيب التهذيب "3/ 205"، والمجروحين "1/ 289"، والجرح والتعديل "3/ 427".(9/80)
127- دَاوُدُ أَبُو الْيَمَانِ.
رَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَحَدَّثَ عَنْ أَبِي أَوْفَى. وَعَنْهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ. صالح الحال.
128- دينار أبو عمر1.
سمع الحسن الْبَصْرِيُّ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَأَبُو أُسَامَةَ وَآخَرُونَ. لا بَأْسَ بِهِ.
"حرف الرَّاءِ":
129- رَاشِدُ بْنُ دَاوُدَ الصَّنْعَانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الْبَرْسَمِيُّ -ن-2.
عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ وَأَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ وَأَبِي صَالِحٍ الأَشْعَرِيِّ. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَالْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ وَأَبُو مُطِيعٍ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى وَآخَرُونَ.
رَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: فِيهِ نَظَرٌ. وقال الدارقطني: ضعيف.
130- راشد بن كيسان3 –ق- أبو فزارة العبسي الكوفي.
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ وَيَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ. وَعَنْهُ جَعْفَرُ بْنُ بَرْقَانَ وَالثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَعَلِيُّ بْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدِيثُهُ لَيْسَ بِصَحِيحٍ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
131- رَاشِدٌ أَبُو سَلَمَةَ الْفَزَارِيُّ4.
عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَالشَّعْبِيِّ وَزَيْدٍ الأَحْمُوسِيِّ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَآخَرُونَ.
صويلح.
__________
1 تهذيب التهذيب "3/ 216"، وميزان الاعتدال "2/ 30"، والجرح والتعديل "3/ 434".
2 التاريخ الكبير "3/ 279"، وتهذيب التهذيب "3/ 225"، والمشاهير "187".
3 المعرفة والتاريخ "3/ 72، 230"، وميزان الاعتدال "2/ 35".
4 التاريخ الكبير "3/ 298"، والجرح والتعديل "3/ 485".(9/81)
132- راشد بن نجيج –ق-1 أبو محمد الحماني البصري.
شيخ مقل من الرواية، ما علمت به بأسًا بل قال بعضهم: صدوق. وروى عَنْ أَنَسٍ وَغَيْرِهِ: وَكَانَ أَحَدَ الَّذِينَ نَظَرُوا فِي الْمَصَاحِفِ زَمَنَ الْحَجَّاجِ. رَوَى عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَشِهَابُ بْنُ شَرْنَفَةَ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَآخَرُونَ.
وَأَمَّا أَحْمَدُ بن أبي خثيمة فَسَمَّاهُ رَاشِدُ بْنُ سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي عُطَارِدٍ فَلَعَلَّهُمَا اثْنَانِ.
133- الرَّبِيعُ بْنُ حَيْظَانِ2 ويُقَالُ ابْنُ حظيان، شيخ بصري.
روى عَنْ عَكْرِمَةَ وَالْحَسَنِ وَمَكْحُولٍ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ وَعَبْدُ الْمَلِكِ الصَّنْعَانِيُّ الدَّمَاشِقَةُ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
134- الرَّبِيعُ بْنُ سَعْدٍ الْجُعْفِيُّ3.
عَنْ عبد الرحمن بن باسط. وَعَنْهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَوَكِيعٌ وَابْنُ نُمَيْرٍ وحسين الجعفي وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
135- رِزَامُ بْنُ سَعِيدٍ الضَّبِّيُّ4.
عَنْ خَوَّاتٍ التَّيْمِيِّ وَأَبِي الْمَعَارِكِ وَوَحْشِيَّةَ بِنْتِ عَمَّارٍ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَالْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ. وَثَّقَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ.
136- رِشْدِينُ بْنُ كُرَيْبٍ –ق-5، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَبُو كُرَيْبٍ الْمَدَنِيُّ.
عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَرَأَى ابْنَ عُمَرَ.
رَوَى عَنْهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَالْمُحَارِبِيُّ وَجَمَاعَةٌ. وَعِدَادُهُ في الضعفاء.
__________
1 تقريب التهذيب "1/ 240"، والخلاصة "113".
2 لسان الميزان "2/ 444"، وميزان الاعتدال "2/ 39".
3 التاريخ الكبير "3/ 275"، والتاريخ لابن معين "2/ 161".
4 تهذيب التهذيب "2/ 272"، والجرح والتعديل "3/ 523".
5 الخلاصة "117"، والتقريب "1/ 246"، علل ابن المديني "113"، والكامل "3/ 149".(9/82)
137- رزين بن حبيب الْكُوفِيُّ الأَنْمَاطِيّ –ت-1.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَسَلْمَى الْبَكْرِيَّةِ. وَعَنْهُ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
138- رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ التَّمِيمِيُّ الرَّاجِزُ2، مِنْ أَعْرَابِ الْبَصْرَةِ.
سَمِعَ أَبَاهُ وَالنَّسَّابَةَ الْبَكْرِيَّ، وَعَنْهُ النَّضْرُ بْنُ جَمِيلٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى وَأَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ لُغَوِيًّا علامة. له وفادة على وِفَادَةٌ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ شَابٌّ ثُمَّ طَالَ عُمْرُهُ إِلَى هَذَا الْوَقْتِ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: حَدَّثَنِي رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجَزِ:
طَافَ الْخَيَالانِ فَهَاجَا سَقَمَا ... خَيَالٌ تُكْنَى وَخَيَالٌ تُكْتَمَا
قَامَتْ تُرِيكَ خِيفَةً أَنْ تُصْرَمَا ... سَاقًا بَخَنْدَاةً وَكَعْبًا أَدْرَمَا
فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: كَانَ يَحْدِي بِنَحْوِ هَذَا ومثل هَذَا رَسُول اللَّه -صَلّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ- ولا يَعِيبُهُ.
وَقَالَ خَلَفٌ الأَحْمَرُ: سَمِعْتُ رُؤْبَةَ يَقُولُ: مَا فِي الْقُرْآنِ أَغْرَبُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} [الحجر: 94] .
وقال النسائي: ليس رؤبة بالقوي. وقال غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ3.
139- رَوْحُ بْنُ جَنَاحٍ الدِّمَشْقِيُّ4 -ت ق- أَخُو مَرْوَانَ بْنِ جَنَاحٍ مَوْلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
__________
1 ميزان الاعتدال "2/ 51"، والجرح والتعديل "3/ 522".
2 عيون الأخبار "2/ 118، 166" خزانة الأدب "1/ 43"، والمؤتلف والمختلف "175"، ونزهة الألباء "48، 144".
3 راجع سير أعلام النبلاء "6/ 399".
4 تهذيب ابن عساكر "5/ 338"، والضعفاء والمتروكين "40"، والجرح والتعديل "3/ 494".(9/83)
رَوَى عَنْ مُجَاهِدٍ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَعَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ وَغَيْرُهُمَا. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ضَعِيفٌ.
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ رَوْحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَا وَعَطَاءٌ وَطَاوُسٌ وَعِكْرِمَةُ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي كلما بلت تبعه الماء الدافق، قلنا يَكُونُ مِنْهُ الْوَلَدُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْنَا: عَلَيْكَ الْغُسْلُ، فَوَلَّى الرَّجُلُ وَهُوَ يُرَجِّعُ. وَعَجَّلَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي صَلاتِهِ فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ مَا أَفْتَيْتُمُوهُ بِهِ عَنْ كِتَابِ اللَّهِ؟ قُلْنَا: لا، قَالَ: فَعَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ؟ قُلْنَا: لا، قَالَ: فَعَمَّنْ؟ قُلْنَا: عَنْ رَأْيِنَا. فَقَالَ: لِذَلِكَ يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "فَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ"1. ثُمَّ قَالَ لَهُ: إِذَا كَانَ هَذَا مِنْكَ تَجِدُ شَهْوَةً فِي قَلْبِكَ؟ قَالَ: لا، قال: فَهَلْ تَجِدُ خَدَرًا فِي جَسَدِكَ؟ قَالَ: لا، قال: إنما هذه ابرده يُجْزِئُكَ مِنْهُ الْوُضُوءُ.
140- رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو غياث2 -خ م د ن ق-. التميمي العنبري البصري.
عَنْ قَتَادَةَ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ وَمَنْصُورٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ يزيد بن زريع فأكثر وَابْنُ إِسْحَاقَ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَوَّاءٍ وعبد الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ وَآخَرُونَ.
مَاتَ فِي الْكُهُولَةِ وَكَانَ أَحَدَ الْحُفَّاظِ الْمُجَوِّدِينَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ. ظَهَرَ لَهُ مِائَةٌ وَخَمْسُونَ حَدِيثًا، وَإِنَّمَا طَلَبَ الْعِلْمَ وَهُوَ كَبِيرٌ.
قَالَ نَصْرُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: قَالَ سُفْيَانُ: لَمْ أَرَ أَحَدًا طَلَبَ الْحَدِيثَ وَهُوَ مُسِنٌّ أَحْفَظُ مِنْ رَوْحِ بْنِ القاسم.
__________
1 "حديث موضوع": أخرجه الترمذي "2681"، وابن ماجه "222"، والطبراني في الكبير "11/ 78"، والديلمي في مسنده "4398"، وراجع تحقيقنا لهذا الحديث في جامع بيان العلم وفضله "89" لابن عبد البر رحمه الله تعالى.
2 التاريخ الكبير "3/ 309"، وتهذيب التهذيب "3/ 289"، والمشاهير "156"، وسير أعلام النبلاء "6/ 538".(9/84)
"حرف الزَّايِ":
141- الزِّبْرِقَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ1، أَبُو بَكْرٍ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ السَّرَّاجُ.
رَوَى عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ. وَعَنْهُ عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو أُسَامَةَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ.
142- الزِّبْرِقَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ2، أَبُو وَرْقَاءَ الْعَبْدِيُّ الْكُوفِيُّ.
عَنِ الضَّحَّاكِ وَكَعْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ وشريك وغيرهم. صالح الأمر، وهو أقدم من السراج.
143- زجلة الدمشقية3.
عن أُمِّ الدَّرْدَاءِ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا. وَعَنْهَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ والوليد بْنُ يَزِيدَ الْمُرِّيُّ. لَمْ يُضَعِّفْهَا أَحَدٌ.
144- زُرْعَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ4.
عَنْ عَطَاءٍ وَخَالِدِ بْنِ اللَّجْلاجِ وَوَضَّاحٍ أَبِي مَرْوَانَ مَوْلَى الْوَلِيدِ.
وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
145- زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زائدة الهمذاني5 –ع- أبو يحيى قَاضِي الْكُوفَةِ.
أَخَذَ عَنِ الشَّعْبِيِّ وَخَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ وَمُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ ابْنُه يَحْيَى وَشُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَوَكِيعٌ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بن موسى وأبو نعيم.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 610".
2 التاريخ الكبير "3/ 435"، وميزان الاعتدال "2/ 66".
3 الجرح والتعديل "2/ 624".
4 لسان الميزان "2/ 475".
5 طبقات ابن سعد "6/ 400"، والمشاهير "170"، وشذرات الذهب "1/ 224".(9/85)
قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ حُلْوُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صُوَيْلِحٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ يُدَلِّسُ. قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
146- زَكَرِيَّا بْنُ سَلامٍ1 أَبُو يَحْيَى الْعُتْبِيُّ الأَصَمُّ نَزِيلُ الرَّيِّ.
عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ وَالسُّدِّيِّ وَالْعَلاءِ بْنِ بَدْرٍ.
وَعَنْهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَهْمِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ الرَّازِيُّونَ وَغَيْرُهُمْ.
هَكَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَهُوَ أَخْبَرُ بِهِ لِأَنَّهُ يُكَذِّبُهُ.
وَأَمَّا أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ فَقَالَ: رَوَى عَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيِّ وَالْعَلاءِ بْنِ بَدْرٍ.
وَعَنْهُ هَارُونُ بْنُ الْمُثَنَّى وَحَكَّامٌ وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ.
قُلْتُ: فَمَا أَحْسَبُهُ لَقِيَ أَبَا وَائِلٍ وَكَذَا فِي نَفْسِي مَنْ لَقِيَ إِسْحَاقَ بْنَ سُلَيْمَانَ لَهُ، صَدُوقٌ.
147- زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْحِمْيَرِيُّ2، الْكِنْدِيُّ الْكُوفِيُّ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَعَنْهُ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ وَأَبُو أُسَامَةَ وَآخَرُونَ. ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ زَكَرِيَّا أَبُو يَحْيَى الْكُوفِيُّ عَنِ الشَّعْبِيِّ: مَنْ زَكَرِيَّا هَذَا! لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَدْ ذَكَرَهُ أَيْضًا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فَقَالَ: زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْبَدِّيُّ وأنه روى عن عكرمة.
روى عنه يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْبَدِّيُّ لَيْسَ بِثِقَةٍ، قال: أحسب أن الحميري والبدي، فالله أعلم.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 423-424"، والجرح والتعديل "3/ 598".
2 الجرح والتعديل "3/ 600".(9/86)
148- زنفل العرفي المكي1.
روى عن أبي ملكية وَنَجِيحِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَرَفِيِّ.
وَعَنْهُ أَبُو دَاوُدَ الدباغ ومحمد بن عمير الْمُعَيْطِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي الْوَزِيرِيِّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ وَغَيْرُهُمْ.
ضَعَّفَهُ غير واحد وقال ابن عدي: لا يتايع عَلَى حَدِيثِهِ.
149- زِيَادُ بْنُ أَبِي حَسَّانٍ النَّبَطِيُّ بَصْرِيٌّ2.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ. وَعَنْهُ ابْنُ عُلَيَّةَ وَعَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ وَقُرَّةُ بْنُ حَبِيبٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: كَانَ شُعْبَةُ يَتَكَلَّمُ فِيهِ. وَقِيلَ: هُوَ وَاسِطِيٌّ.
150- زِيَادُ بْنُ أَبِي زياد الْجَصَّاصِ3 أَبُو مُحَمَّدٍ، بَصْرِيٌّ، وَقِيلَ وَاسِطِيٌّ.
عَنْ أَنَسٍ وَالْحَسَنِ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ. وَعَنْهُ هُشَيْمٌ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ. وَأَمَّا ابْنُ حِبَّانَ فَذَكَرَهُ فِي الثِّقَاتِ.
151- زِيَادُ بْنُ خَيْثَمَةَ الْكُوفِيُّ –م4-.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَسَعْدٍ أَبِي مُجَاهِدٍ الطَّائِيِّ وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ. وَعَنْهُ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَهُشَيْمٌ وَوَكِيعٌ وَأَبُو بَدْرٍ السَّكُونِيُّ. وَثَّقَهُ أبو داود وغيره.
152- زياد بن سعد-ع-5 أبو عبد الرحمن الخراساني.
نَزِيلُ مَكَّةَ وَشَرِيكُ بْنُ جُرَيْجٍ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إلى قرية عك باليمن.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 451"، والضعفاء والمتروكين "43"، والتقريب "1/ 258"، والكامل "2/ 95".
2 التاريخ الكبير "3/ 350"، وتهذيب ابن عساكر "5/ 402"، والجرح والتعديل "3/ 530".
3 تهذيب التهذيب "3/ 368"، وميزان الاعتدال "2/ 89"، والخلاصة "124".
4 التاريخ الكبير "3/ 351"، وتهذيب التهذيب "3/ 364".
5 المعرفة والتاريخ "1/ 643"، ومشاهير علماء الأمصار "146"، والوافي بالوفيات "15، 16 "16".(9/87)
رَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَعَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ الْجُنْدِيِّ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَآخَرُونَ. قَالَ ابن عيينة: كان عالمًا بحديث الزهري. وقال النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ. قُلْتُ: مَاتَ فِي الْكُهُولَةِ.
153- زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ1، بْنِ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَان بْنِ حَرْبٍ الأُمَوِيُّ.
سَجَنَهُ يَزِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ لِقِيَامِهِ مَعَ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ فَلَمَّا اسْتَخْلَفَ مَرْوَانَ أَطْلَقَهُ ثُمَّ حَبَسَهُ ثُمَّ أَطْلَقَهُ.
وَقَدْ خَرَجَ بِقُنَّسْرَيْنِ وَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ وَتَبِعَهُ أُلُوفٌ مِنَ النَّاسِ وَقَالُوا: هُوَ السُّفْيَانِيُّ.
ثُمَّ إِنَّهُ عَسْكَرَ وَحَارَبَ بَنِي الْعَبَّاسِ فِي أَوَّلِ دَوْلَتِهِمْ فَالْتَقَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ فَهَزَمَهُ عَبْدُ اللَّهِ فَتَسَحَّبَ وَاخْتَفَى بالمدينة مدة ثم قتل دَوْلَةِ الْمَنْصُورِ.
154- زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيُّ2. الأَمِيرُ مِنْ أَخْوَالِ السَّفَّاحِ.
وَلِيَ إِمْرَةَ الْمَوْسِمِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ ثُمَّ وَلِيَ إِمْرَةَ الْحَرَمَيْنِ لِلْمَنْصُورِ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: طَلَبَ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ لِيَسْتَعْمِلَهُ فَأَبَى عَلَيْهِ فَحَلَفَ زِيَادٌ لَيُسْتَعْمَلَنَّ فَحَلَفَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ لا يُعْمَلُ. فَأَمَرَ زِيَادٌ بِسَجْنِهِ وَقَالَ: يَا بْنَ الْفَاعِلَةِ فَقَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: وَاللَّهِ مَا مِنْ هَيْبَتِكَ تَرَكْتُ الرَّدَّ عَلَيْكَ وَلَكِنْ لله تعالى، ثم كلموه زِيَادًا فِيهِ فَاسْتَحْيَا وَنَدِمَ، وَأَرَادَ تَطْيِيبَ قَلْبِهِ، وَأَخَذَ يَتَحَيَّلُ فِي رِضَاهُ حَتَّى تَوَصَّلَ وَأَهْدَى لابْنِ أَبِي ذِئْبٍ جَارِيَةً عَلَى يَدِ أَخِيهِ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُ مُحَمَّدٌ فَهِيَ أُمُّ وَلَدِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ.
155- زِيَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ3. أَبُو الْجَارُودِ الثَّقَفِيُّ أَحَدُ الْمَتْرُوكِينَ.
يَرْوِي عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَأَكْبَرُ مَشْيَخَتِهِ أَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ.
رَوَى عَنْهُ عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَآخَرُونَ.
__________
1 معجم بني أمية "42".
2 تهذيب ابن عساكر "5/ 404"، والوافي بالوفيات "15/ 14".
3 التاريخ الكبير "3/ 371"، والضعفاء والمتروكين "45"، والجرح والتعديل "3/ 545".(9/88)
قَالَ أَحَمْدُ: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: رَافِضِيٌّ يَضَعُ الْحَدِيثَ فِي الْمَثَالِبِ وَفِي مَنَاقِبِ أَهْلِ الْبَيْتِ. وَقَالَ الدارقطني وغيره: مَتْرُوكٌ.
156- زَيْدُ بْنُ جَبِيرَةَ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ1 -ت ق-.
عَنْ أَبِيهِ جَبِيرَةَ بْنِ مَحْمُودٍ وَدَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ وَأَبِي طُوَالَةَ.
وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَاللَّيْثُ. وَسُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمُحَمَّدُ بن حمير. تركه أبو حاتم والبخاري. وقال النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
157- زَيْدُ بْنُ رَبَاحٍ الْمَدَنِيُّ2 -خ ت ق-.
عَنْ أَبِي عَبْدِ الله الأغر. وعنه مالك وحده.
سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا أَرَى بِحَدِيثِهِ بَأْسًا.
158- زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ3، بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ.
عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَآخَرُونَ.
زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ الدمشقي4. قد مَرَّ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ.
159- زَيْدٌ أَبُو أُسَامَةَ الْحَجَّامُ –ن-5 مَوْلَى بَنِي ثَوْرٍ، كُوفِيٌّ صَدُوقٌ.
رَوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ. وعنه أبو أسامة وأبو نعيم. وثقه أبو حاتم.
"حرف السين":
160- سابق البربري6 له أشعار مليحة في الزهد.
__________
1 ميزان الاعتدال "2/ 99"، والتقريب "1/ 273".
2 تهذيب التهذيب "3/ 412"، وميزان الاعتدال "2/ 103".
3 التاريخ الكبير "3/ 401"، والضعفاء الصغير "47"، والجرح والتعديل "3/ 567".
4 وراجع مشاهير علماء الأمصار "179 "1420"، والوافي بالوفيات "15/ 46 "56"، وتهذيب ابن عساكر "9/ 38".
5 تهذيب التهذيب "3/ 429"، وتاريخ أبي زرعة "1/ 457".
6 الوافي بالوفيات "15/ 69 "91"، والأغاني "6/ 57".(9/89)
روى عن مكحول وعمر بن عبد العزيز. وعنه موسى بن أعين والمعافى بن عمران وشجاع بن الوليد وغيرهم. وهو من مولي بني أمية، سكن الرقة ويقال: إن سابقا الرقي تأخر.
161- سالم بن عبد الله الخياط1 -ت ق- بصري نزل مكة.
وروى عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وعطاء، وعنه زهير بن محمد وعبيد الله بن موسى وأبو عاصم النبيل.
قال أحمد: ما أرى به بأسا وكذلك قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ، وَضَعَّفَهُ آخَرُونَ.
162- سالم بن عبد الله –ق- هو سالم بن أبي المهاجر الرقي2.
عَنْ مَكْحُولٍ وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ. وَعَنْهُ مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَخَالِدُ بْنُ حَيَّانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بُومَةُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ. قُلْتُ: إِنَّمَا قَدَّمْتُهُ عَنْ طَبَقَتِهِ يَسِيرًا لأُمَيِّزَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْخَيَّاطِ الَّذِي قَبْلَهُ.
163- سَالِمٌ أَبُو غِيَاثٍ الْعَتَكِيُّ3.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالْحَسَنِ وَعَطَاءٍ وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وعنه النضر بن شميل وعبيد بْنُ مُوسَى.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا شَيْءَ.
164- سَالِمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَبُو الْعَلاءِ الْمُرَادِيُّ4 –ت- الكوفي الضرير.
عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ خِرَاشٍ وَعَمْرِو بْنِ هَرَمٍ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَجَمَاعَةٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يَكْتُبُ حَدِيثَهُ.
165- سَالِمُ بْنُ غَيْلانَ التجيبي المصري5 -د ت ن-.
__________
1 الضعفاء والمتروكين "47"، والخلاصة "131".
2 التاريخ الكبير "4/ 117"، والمعرفة والتاريخ "1/ 149".
3 ميزان الاعتدال "2/ 113"، والجرح والتعديل "4/ 190".
4 تقريب التهذيب "1/ 274"، وتاريخ الثقات "174".
5 ميزان الاعتدال "2/ 113"، والجرح والتعديل "4/ 187".(9/90)
عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ التُّجِيبِيِّ وَدَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ. وَعَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَابْنُ وَهْبٍ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ.
166- السَّرِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ1 –ق-.
عَنِ ابْنِ عَمِّهِ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ وَقَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ. وَعَنْهُ جَرِيرٌ الضَّبِيُّ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وآخرون. تركه ابن المبارك.
وقال أَبُو دَاوُدَ: ضَعِيفٌ مَتْرُوكٌ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَلِيَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ.
167- سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ2 -4-.
عَنْ أَبِيهِ وعن عمه عَبْدِ الْمَلِكِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ وَعَمَّتِهِ زَيْنَبِ بِنْتِ كَعْبٍ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَمَالِكٌ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو ضُمْرَةَ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
168- سَعْدُ بْنُ أَوْسٍ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ3 -د ت ن- زَوْجُ ابْنَةِ أَبِي نَضْرَةَ الْعَبْدِيِّ.
رَوَى عَنْ مُصَدِّعٍ وَزِيَادِ بْنِ كُسَيْبٍ وَأَنَسِ بْنِ سِيرِينَ. وَعَنْهُ حُمَيْدُ بْنُ مِهْرَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ الطَّاحِيُّ وَأَبُو عُبَيْدَةَ عَبْدُ الْوَاحِدِ الْحَدَّادُ وَآخَرُونَ.
169- سَعْدُ بْنُ أَوْسٍ أبو الْحَسَنِ الْعَبْسِيُّ4، -4- الْكُوفِيُّ الْكَاتِبُ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَبِلالِ بْنِ يَحْيَى الْعَبْسِيِّ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَأَبُو نُعَيْمٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صالح الحديث وضعفه الأزدي.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 176"، والجرح والتعديل "4/ 282"، وميزان "2/ 117"، والمعرفة والتاريخ "3/ 39".
2 تهذيب التهذيب "3/ 466"، والمشاهير "136".
3 الخلاصة "34"، والتاريخ لابن معين "2/ 190 "1366".
4 تهذيب التهذيب "3/ 467"، والجرح والتعديل "4/ 80".(9/91)
170- سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ1 –م4- أَخُو يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَدِينِيُّ.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَعْدِ بْنِ مُرْجَانَةَ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ وَوَثَّقَهُ غَيْرُهُ.
171- سَعْدُ بْنُ طَارِقِ بْنِ أَشْيَمَ –م4- أبو مالك الأشجعي الكوفي2.
لأبيه صحبة. روى عن أبيه وعن ابن أَبِي أَوْفَى وأنس بن مالك وموسى بن طلحة وأبي حازم الأشجعي وربعي بن خراش.
وعنه الثوري وأبو عوانة وحفص بن غياث وأبو معاوية وخلف بن خليفة ويزيد بن هارون وعبيدة بن حميد وآخرون.
قال النسائي: ليس به بأس، وقد استشهد به البخاري.
172- سعد بن طريف الحنظلي الكوفي الحذاء3 -ت ق-.
عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَالأَصْبَغِ بْنِ نَبَاتَةَ وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ عَلِيُّ بْنُ مُسْهَرٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَابْنِ عُلَيَّةَ وَآخَرُونَ. وَهُوَ شِيعِيٌّ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
رَوَى عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى قَالَ: لا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَرْوِي عَنْهُ: وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عندهم.
173- سعيد بن إياس4 –ع- أبو مسعود الجريري البصري أحد علماء الحديث.
لَهُ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ وَأَبِي نَضْرَةَ وَابْنِ بُرَيْدَةَ وَعَدَدٍ كَثِيرٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَخَلْقٌ آخِرُهُمْ مَمَاتًا مُحَمَّدُ بن عبد الله الأنصاري.
__________
1 المعرفة والتاريخ "3/ 411"، والوافي بالوفيات "15/ 181".
2 ميزان الاعتدال "2/ 122"، والمعرفة والتاريخ "3/ 38".
3 تقريب التهذيب "1/ 280".
4 سير أعلام النبلاء "5/ 184"، وتقريب التهذيب "1/ 279"، والمشاهير "153".(9/92)
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ مُحَدِّثُ الْبَصْرَةِ. وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: هُوَ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: تَغَيَّرَ حِفْظُهُ قَبْلَ مَوْتِهِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ: لا نَكْذِبُ اللَّهَ سَمِعْنَا مِنَ الْجُرَيْرِيِّ وَهُوَ مُخْتَلِطٌ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: سَمِعْتُ مِنَ الْجُرَيْرِيِّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَهِيَ أَوَّلُ دُخُولِي الْبَصْرَةَ وَلَمْ نُنْكِرْ مِنْهُ شَيْئًا، وَكَانَ قِيلَ لَنَا: إِنَّهُ اخْتَلَطَ، وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ بَعْدَنَا.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ لِعِيسَى بْنِ يُونُسَ: سَمِعْتُ مِنَ الْجُرَيْرِيِّ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، لا تَرْوِ عَنْهُ، وَقَالَ أَحَمْدُ: سَأَلْتُ ابْنَ عُلَيَّةَ: أَكَانَ الْجُرَيْرِيُّ اخْتَلَطَ؟ فَقَالَ: لا، كَبُرَ الشَّيْخُ فَرَقَّ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: أتيت الجريري فسمعته يَقُولُ: ثنا ابْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَقَالَ: بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلاةٌ فَلَمَّا خَرَجْتُ قَالَ لِي رَجُلٌ: إِنَّمَا هُوَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ فَقَالَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ.
وَرَوَى ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ كَهْمَسٍ قَالَ: أَنْكَرْنَا الْجُرَيْرِيَّ قَبْلَ الطَّاعُونِ.
174- سَعِيدُ بْنُ حَسَّانٍ الْمَخْزُومِيُّ1 -م د ن ق- قَاضِي مَكَّةَ.
عَنْ مُجَاهِدٍ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ. وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
175- سَعِيدُ بْنُ صَالِحٍ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ الأَشَجُّ2.
عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَالشَّعْبِيِّ وَأَبِي مَعْشَرٍ زِيَادِ بْنِ كُلَيْبٍ. وَعَنْهُ شَرِيكٌ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو نُعَيْمٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
176- سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ3 بْنِ رُقَيْشٍ الأَسَدِيُّ –د- أَسَدُ خُزَيْمَةَ الْمَدَنِيُّ حليف بني عبد شمس.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 464"، والوافي بالوفيات "15/ 208"، والجرح والتعديل "4/ 12".
2 الجرح والتعديل "4/ 34"، والمعرفة والتاريخ "3/ 175".
3 تهذيب التهذيب "4/ 58"، والخلاصة "140".(9/93)
رَوَى عَنْ خَالِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ جَحْشٍ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي الأَسْوَدِ الدَّيْلِيِّ وَشُيُوخٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. وَعَنْهُ مَالِكٌ وَفُلَيْحٌ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ وَخَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: شَيْخٌ ثِقَةٌ.
177- سَعِيدُ بْنُ عبيد الطائي الكوفي1 -سوى ق- أبو الهذيل.
عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَبَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو نَعِيمٍ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ.
178- سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ2. أَبُو الْعَنْبَسِ التَّيْمِيُّ مولى أبي بكر الصديق الْقُرَشِيُّ الْكُوفِيُّ الْمُلائِيُّ.
عَنْ أَبِي عُمَرَ زَاذَانَ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَوَالِدِهِ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهَرٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ ثِقَةٌ. قُلْتُ: لم يخرجوا له في الْكُتُبَ.
179- سُفْيَانُ بْنُ دِينَارٍ الْكُوفِيُّ التَّمَّارُ3 -خ ن-.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ وَمُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ. وَقِيلَ: إِنَّ لَهُ سَمَاعًا مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ.
رَوَى عَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَمَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو زرعة وغيره.
180- سفيان بن زياد الكوفي4 –خ4- أبو الورقاء العصفري.
عَنْ أَبِيهِ وَشُرَيْحٍ الْقَاضِي وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ أَبُو أسامة ومروان بن معاوية وأبو بكر
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 46"، والمعرفة والتاريخ "2/ 774".
2 التاريخ الكبير "3/ 509"، والخلاصة "142".
3 تهذيب التهذيب "4/ 109"، والخلاصة "145"، والجرح والتعديل "4/ 220".
4 ميزان الاعتدال "2/ 169"، وتقريب التهذيب "1/ 302".(9/94)
ابن عَيَّاشٍ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو زُرْعَةَ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: إِنَّ هَذَا وَالَّذِي قَبْلَهُ وَاحِدٌ، فوهم. فأما:
181- سفيان بن زياد فآخر يروي عن أنس. وعنه الأَوْزَاعِيِّ. لَيْسَ بِالْمَعْرُوفِ.
182- وَسُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ الْمَرْوَزِيُّ1 صاحب الْمُبَارَكِ صَدُوقٌ قَدِيمُ الْوَفَاةِ.
183- وَسُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ شَيْخٌ بَصْرِيٌّ.
سَمِعَ مِنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وطبقته. وكان حافظًا، ويعرف بِالرَّأْسِ مَاتَ قَبْلَ الْمِائَتَيْنِ. كَتَبَ عَنْهُ أَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ.
184- وَسُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ الرُّؤَاسِيُّ2.
عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ. أَخَذَ عَنْهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا.
185- وَسُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ الْمَخْرَمِيُّ ثُمَّ الرَّصَافِيُّ3.
عَنْ عيسى بن يونس. وعنه تمام وَعَبَّاسٌ الدُّورِيُّ. ثِقَةٌ.
186- وَسُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ4.
عَنْ فَيَّاضِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيِّ. وَعَنْهُ عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَاذَ فَلَعَلَّهُ الرَّصَافِيُّ.
187- وَسُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ5 شَيْخٌ لابْنِ مَاجَهْ يُقَالُ لَهُ الْعُقَيْلِيُّ الْبَصْرِيُّ.
سَمِعَ أَبَا عَاصِمٍ النَّبِيلَ. وتأخرت وفاته إلى حدود السبعين ومائتين. رَوَى عَنْهُ إِمَامُ الأَئِمَّةِ ابْنُ خُزَيْمَةَ.
188- السَّكَنُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ6، بْنِ زَيْدٍ أَبُو عُثْمَانَ التُّجِيبِيُّ الْمِصْرِيُّ.
عَنْ أُمِّهِ وَحَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ. وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَحْيَوَةُ بن شريح وابن لهيعة وغيرهم.
__________
1 انظر السابق.
2 ميزان الاعتدال "2/ 168".
3 المصدر السابق في ترجمته.
4 تهذيب التهذيب "4/ 111".
5 ميزان الاعتدال "2/ 169".
6 لم أقف له على ترجمة.(9/95)
مَاتَ عَامَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
فَأَمَّا:
189- السَّكَنُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ الْوَاسِطِيُّ1 فشَيْخٌ.
يَرْوِي عَنْ محمد بن عبادة. وعنه وطيع وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُزَنِيُّ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبِ: وَهِمَ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو حَاتِمٍ فَجَعَلاهُمَا وَاحِدًا.
190- سلم ابن الأَمِيرِ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْبَاهِلِيُّ2 الأَمِيرُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْخُرَاسَانِيُّ.
خَدَمَ فِي الدَّوْلَتَيْنِ الأُمَوِيَّةِ وَالْعَبَّاسِيَّةِ، وَوَلِيَ الْبَصْرَةَ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثُمَّ نَفَقَ عَلَى الْمَنْصُورِ وَوَلِيَ لَهُ الْبَصْرَةَ وَكَانَ حَازِمًا عَاقِلا جَوَّادًا مُمَدَّحًا.
وَمِنْ كَلامِهِ قال: لا تتم مرؤة الرَّجُلِ حَتَّى يَصْبِرَ عَلَى مُنَاجَاةِ الشُّيُوخِ.
وَقَدْ روى عن أبيه وعمه وعبد الرحمن ومحمد بن سيرين.
وروى عنه شعبة وأبو عاصم النبيل وغيرهما.
مات بالري سنة تسع وأربعين ومائة وصلى عليه المهدي.
191- سلمة بن نبيط بن شريك –د ن ق- الأشجعي، أبو فراس.
روى عن أبيه عَنْ أَبِيهِ فِيمَا قِيلَ وَعَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ وَالضَّحَّاكِ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَالْخُرَيْبِيُّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَوَكِيعٌ.
وَكَانَ وَكِيعٌ يَفْتَخِرُ بِلَقِيِّهِ وَيُوَثِّقُهُ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يُقَالُ إِنَّهُ اخْتَلَطَ بِآخِرِهِ.
192- سليمان بن سحيم3 -م د ن ق- أبو أيوب المدني.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِعبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ.
وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَابْنُ عيينة والدراوردي.
وثقه النسائي.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 180"، والجرح والتعديل "4/ 288".
2 التاريخ لابن معين "2/ 223 "3507"، وتقريب التهذيب "1/ 305".
3 الجرح والتعديل "4/ 119"، والمشاهير "143"، والمعرفة والتاريخ "2/ 701".(9/96)
193- سليمان بن زيد1، -بخ- أبو آدم الكوفي.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى.
وَعَنْهُ مُعَاوِيَةَ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَوَكِيعٌ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَآخَرُونَ.
رَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: لَيْسَ بِثِقَةٍ كَذَّابٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَرَ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا.
194- سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ أَبُو سَلَمَةَ الْكَلْبِيُّ2 -4- مَوْلاهُمُ الْحِمْصِيُّ قَاضِي حِمْصٍ.
عن عبد الرحمن بن جبير وعمرو بن شعيب وَالزُّهْرِيِّ. وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَبَقِيَّةُ وَمُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ وَأَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
وَيُقَالُ: لَمْ يَكُنْ بِحِمْصٍ أَعْبَدَ مِنْهُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَكَذَا وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وأبو داود.
195- سليمان بن طرخان التيمي -ع-3 أبو المعتمر القيسي البصري أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلامِ وَلَمْ يَكُنْ تَيْمِيًّا بَلْ نَزَلَ فِيهِمْ.
سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَعُثْمَانَ النَّهْدِيَّ وَطَاوُسًا وَالْحَسَنَ وَيَزِيدَ بْنَ الشِّخِّيرِ وَأَبَا نَضْرَةَ وَبَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَطَائِفَةً سِوَاهُمْ. زعنه شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونُ وَالأَنْصَارِيُّ وَهَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ وَخَلْقٌ.
قَالَ شُعْبَةُ: مَا رَأَيْتُ أَصْدَقَ مِنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، كَانَ إِذَا حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَغَيَّرَ لَوْنُهُ. وقال المعتمر بْنُ سُلَيْمَانَ: مَكَثَ أَبِي أَرْبَعِينَ سَنَةً يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا وَيُصَلِّي صَلاةَ الْفَجْرِ بِوُضُوءِ الْعِشَاءِ وَعَاشَ أَبِي سَبْعًا وَتِسْعِينَ سَنَةً.
قُلْتُ: كَانَ عَابِدَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَأَحَدَ الْعُلَمَاءِ بِهَا وَحَدِيثُهُ نَحْوُ الْمِائَتَيْنِ.
قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: مَا رَأَيْتُ أَخْوَفَ لِلَّهِ مِنْهُ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضَّبْعِيُّ: كَانَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ يُسَبِّحُ فِي كل سجدة أو ركعة سبعين تسبيحة.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 14"، والجرح والتعديل "4/ 117".
2 تهذيب تاريخ ابن عساكر "6/ 279", وتاريخ أبي زرعة "1/ 628"، والمشاهير "111".
3 تقريب التهذيب "1/ 315"، وتاريخ الدوري "2/ 232".(9/97)
وَعَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: مَا أَتَيْنَا سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ فِي سَاعَةٍ يُطَاعُ اللَّهُ فِيهَا إِلا وَجَدْنَاهُ مُطِيعًا فَكُنَّا نَرَى أَنَّهُ لا يحسن يعصي الله تَعَالَى.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ: زَعَمَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ أَنَّ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ لَمْ تَمُرَّ سَاعَةٌ قَطُّ إِلا تَصَدَّقَ بِشَيْءٍ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ: حَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ قَالَ: كَانَ عَامَّةُ دَهْرِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ يُصَلِّي الْعِشَاءَ وَالصُّبْحَ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ وَكَانَ يُسَبِّحُ بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَى الْمَغْرِبِ وَيَصُومُ الدَّهْرَ.
روى عباس ين الْوَلِيدِ عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ قَالَ: خَرَجَ سُلَيْمَانُ إِلَى مَكَّةَ فَكَانَ يُصَلِّي الصُّبْحَ بِوُضُوءِ عِشَاءِ الآخِرَةِ.
وَقَالَ الْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ أَوْ غَيْرِهِ إِنَّ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ أَقَامَ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِمَامَ جَامِعِ الْبَصْرَةِ يُصَلِّي الْعِشَاءَ وَالصُّبْحَ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ.
وَعَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: لَمْ يَضَعْ جَنْبَهُ بِالأَرْضِ عِشْرِينَ سَنَةً.
وَقَالَ الْقَطَّانُ: كَانَ الثَّوْرِيُّ لا يُقَدِّمُ عَلَى سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ أَحَدًا مِنَ الْبَصْرِيِّينَ.
وَرَوَى مِرْدَوَيْهِ الصَّائِغُ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ قَالَ: قِيلَ لِسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ: أَنْتَ أَنْتَ وَمَنْ مِثْلُكَ؟ فَقَالَ: لا أَدْرِي مَا يَبْدُو لِي مِنْ رَبِّي إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} [الزمر: 47] .
قَالَ ضُمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ: مَا رُؤِيَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ مُنْصَرِفًا مِنْ صَلاةٍ قَطُّ.
قَالَ ضُمْرَةُ عَنْ صَدَقَةٍ: سَمِعْتُ التَّيْمِيَّ يَقُولُ: لَوْ سُئِلْتُ أَيْنَ عَرْشُ اللَّهِ لَقُلْتُ فِي السَّمَاءِ، فَلَوْ قِيلَ: فَأَيْنَ كَانَ عَرْشُهُ قَبْلَ السَّمَاءِ؟ قُلْتُ: عَلَى الْمَاءِ، فَإِنْ قِيلَ لِي: أَيْنَ كَانَ عَرْشُهُ قَبْلَ الْمَاءِ؟ قُلْتُ: لا أَدْرِي.
وَقَالَ غَسَّانُ بْنُ الْمُفَضَّلِ الْغِلابِيُّ: حَدَّثَنِي ثِقَةٌ قَالَ: كَانَ بَيْنَ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ وَبَيْنَ رَجُلٍ خِصَامٌ فَتَنَاوَلَ الرَّجُلُ سُلَيْمَانَ فَغَمَزَ بَطْنَهُ فَجَفَّتْ يَدُ الرَّجُلِ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ مَائِلا إِلَى عَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَرَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ وَجَرِيرُ عَنْ رَقَبَةَ بْنِ مُصْقَلَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَبَّ الْعِزَّةِ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ: وَعِزَّتِي وَجَلالِي لَأُكْرِمَنَّ مَثْوَى سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ.
وَرَوَى سَعِيد الْكُرَيْزِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: مَرِضَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ فَبَكَى(9/98)
فَقِيلَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى قَدَرِي فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَأَخَافُ الْحِسَابَ عَلَيْهِ.
وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: رَأَيْتُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ شَيْخًا كَبِيرًا فِي كُمِّهِ صُحُفٌ يَطْلُبُ الْعِلْمَ فَأَخْبَرُونِي أَنَّهُ كَانَ مِنَ المصلين وكانت له درجة ثمانين مرقاة فكان يَصْعَدُهَا فَإِذَا انْتَهَى يَقِفُ يُصَلِّي قَبْلَ أَنْ يَقْعُدَ.
وَعَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَنْعَمَ عَلَى النَّاسِ عَلَى قَدْرِهِ وَطَلَبَ مِنْهُمُ الشُّكْرَ عَلَى قَدْرِهِمْ.
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثنا مُعْتَمِرٌ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: فَضْلُ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِسَبْعِينَ مَنْقَبَةٍ لَمْ يُشَارِكْهُ فِيهَا أَحَدٌ.
مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السَّكَنِ: ثنا مُثَنَّى بْنُ مُعَاذٍ ثنا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ يَقُولُ: أَتَيْتُ الْكُوفَةَ فَأَتَيْتُ مَجْلِسَ الأَعْمَشِ فَقَالُوا لَهُ: هَذَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ سَمِعَ مِنْ أَنَسٍ، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: أَنْتَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: مَا أَعْجَبَكَ، سَمِعْتَ مِنْ خَادِمُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ تَجِيءُ تَجْلِسُ إِلَيَّ، كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَجْلِسَ فِي أَقْصَى الْكُوفَةِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا آتِيكَ، هَاتِ حَدِّثْنِي عَنْ أَنَسٍ، فَقَلْتُ فِي نَفْسِي: لَأُحَدِّثَنَّكَ بِمَا تَكْرَهُ فَقُلْتُ: ثنا أَنَسٌ قَالَ: كُنْتُ قَائِمًا عَلَى عُمُومَتِي أَسْقِيهِمْ، فَقَالَ: لا أُرِيدُ هَذَا فأعدته ثَانِيًا ثُمَّ حَدَّثْتُهُ، رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
الأَصْمَعِيُّ: ثنا مُعْتَمِرٌ قَالَ: كَانَ عَلَى أَبِي دَيْنٌ وَكَانَ يَدْعُو بِالْمَغْفِرَةِ فَقُلْتُ: لَوْ أَنَّكَ دَعَوْتَ اللَّهَ أَنْ يَقْضِيَ عَنْكَ دَيْنَكَ، قَالَ: إِذَا غُفِرَ لِي قَضَى دَيْنِي.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ أَنَا يُوسُفُ بْنُ خَلِيلٍ ثنا اللَّبَّانُ أَنَا الْحَدَّادُ أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثنا أَبُو الشَّيْخِ ثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ ثنا سَعِيدُ بْنُ عِيسَى سَمِعْتُ مَهْدِيَّ بْنَ هِلالٍ يَقُولُ: أَتَيْتُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ فَوَجَدْتُ عِنْدَهُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ وَيَزِيدَ بْنَ زُرَيْعٍ وَبِشْرَ بْنَ الْمُفَضَّلِ وَأَصْحَابَنَا الْبَصْرِيِّينَ فَكَانَ لا يُحَدِّثُ أَحَدًا حَتَّى يَمْتَحِنَهُ فَيَقُولُ لَهُ: الزِّنَا بِقَدَرٍ؟ فَإِنْ قَالَ نَعَمْ اسْتَحْلَفَهُ أن هذا دينك فإن حلف حدثه أَحَادِيثَ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
196- سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدٍ السُّلَمِيُّ1. بصري مقبول.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 25" والجرح والتعديل "4/ 129".(9/99)
رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ وَعَنْ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
197- سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاس1 –ق- بن عبد المطلب العباسي.
أَحَدُ أَعْمَامِ الْمَنْصُورِ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَعِكْرِمَةَ. وعنه ابنه جعفر بن سليمان وعافية القاضي وسلام بن أبي عمرة ومحمد بن راشد المكحولي الأصمعي وآخرون، منهم ابنته زينب.
وكان شريفا كبيرا جوادا ممدحا، وقيل: إنه كان يعتق في عشية عرفة مائة مملوك، وبلغت صلاته مرة في الموسم خمسة آلاف ألف درهم.
ولي البصرة للمنصور، ويقال: إنه سَمِعَ مِنْ سَطْحِ دَارِهِ نِسْوَةً يَغْزِلْنَ يَقُلْنَ: لَيْتَ الأَمِيرَ اطَّلَعَ عَلَيْنَا فَأَغْنَانَا، فَرَمَى إِلَيْهِنَّ جَوْهَرًا له قيمة ودهبًا.
مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
198- سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو عُكَاشَةَ الرِّبْعِيُّ الْبَصْرِيُّ2 -م ن ق-.
عَنْ أَنَسٍ وَأَبِي الْجَوْزَاءِ أَوْسٍ الرَّبَعِيِّ وَأَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ. وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَوَكِيعٌ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
199- سُلَيْمَانُ بْنُ فيروز –ع-3.
وَيُقَالُ ابْنُ خَاقَانَ، وَهُوَ سُلَيْمَان بْنُ أَبِي سليمان أبو إسحاق الشيباني مولاهم الكوفي أحد العلماء الثِّقَاتِ.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَزِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ وَعَامِرٍ الشَّعْبِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ وَعِكْرِمَةَ وَأَبِي بُرْدَةَ وَعِدَّةٍ. وعنه شعبة وسفيان وَالسُّفْيَانَانِ وَجَرِيرٌ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهَرٍ وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ وَهُشَيْمٌ وَأَبُو عَوَانَةَ وجعفر بن عون وخلق.
__________
1 تهذيب التهذيب "4/ 211"، وتهذيب ابن عساكر "6/ 283"، فوات الوفيات "2/ 70 "177"، المعارف "164".
2 الجرح والتعديل "4/ 131"، والخلاصة "154".
3 المعرفة والتاريخ "3/ 75"، وطبقات خليفة "165"، وتذكرة الحفاظ "1/ 153".(9/100)
اتَّفَقُوا عَلَى ثِقَتِهِ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ الْفَلاسُ وَالتِّرْمِذِيُّ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَغَيْرُهُمْ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ وَهُوَ مِنْ طَبَقَةِ الأَعْمَشِ.
200- سُلَيْمَانُ بْنُ الْقَاسِمِ الثَّقَفِيُّ1 كُوفِيٌّ صَدُوقٌ.
رَوَى عَنْ أُمِّهِ زَيْنَبَ وَعَنِ الشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَوَكِيعٌ وَالْخُرَيْبِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ وَأَبُو نُعَيْمٍ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بن معين.
201- سليمان بن مهران، -ع-2.
الأعمش الإمام أبو محمد الأسدي مَوْلاهُمُ الْكَاهِلِيُّ الْكُوفِيُّ الْحَافِظُ الْمُقْرِئُ أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلامِ.
يُقَالُ وُلِدَ بِقَرْيَةٍ مِنْ عَمَلِ طَبَرِسْتَانَ يُقَالُ لَهَا أَمَهٌ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ، وَقَدْ رَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَرَآهُ يُصَلِّي وَلَمْ يَثْبُتْ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ مَعَ أَنَّ أَنَسًا لَمَّا تُوُفِّيَ كَانَ لِلأَعْمَشِ نَيِّفٌ وَثَلاثُونَ سَنَةً، وَكَانَ يُمْكِنُهُ السَّمَاعُ مِنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ.
وَقَدْ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَأَبِي وَائِلٍ وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَأَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ وَخَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ وَمُجَاهِدٍ وَأَبِي صَالِحٍ وَسَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ وَأَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ وَالشَّعْبِيِّ وَهِلالِ بْنِ يَسَافٍ وَيَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ وَأَبِي الضُّحَى وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَخَلْقٍ كَثِيرٍ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ.
حَدَّثَ عَنْهُ أُمَمٌ لا يُحْصَوْنَ مِنْهُمُ الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ -وهما من شيوخه- وشعبة والسفيانان وجرير وشعبة وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَزَائِدَةُ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَأَبُو أُسَامَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ وَالْخُرَيْبِيُّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَعَبْدُ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 137".
2 التاريخ الكبير "4/ 37"، وتهذيب التهذيب "4/ 222"، والحلية "5/ 46"، والوافي بالوفيات "15/ 429".(9/101)
وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَيَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَأَبُو نعيم.
قال ابن المديني: له نحو من ألف وثلاثمائة حديث1.
وقال ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ الأَعْمَشُ أَقْرَأَهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ وَأَحْفَظَهُمْ لِلْحَدِيثِ وَأَعْلَمَهُمْ بِالْفَرَائِضِ.
وَقَالَ أَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ: كَانَ يُسَمَّى الْمُصَحِّفُ مِنْ صِدْقِهِ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: هُوَ عَلامَةُ الإِسْلامِ.
وَقَالَ وَكِيعٌ: بَقِيَ الأَعْمَشُ قَرِيبًا مِنْ سَبْعِينَ سَنَةً لَمْ تَفُتْهُ التَّكْبِيرَةُ الأُولَى.
وَقَالَ الْخُرَيْبِيُّ: مَا خَلَفَ الأَعْمَشُ أَعْبَدَ مِنْهُ، وَكَانَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- صَاحِبَ سُنَّةٍ.
وَقَدْ قَرَأَ الأَعْمَشُ الْقُرْآنَ عَلَى يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ.
قَرَأَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ.
وَكَانَ مَعَ جَلالَتِهِ فِي الْعِلْمِ وَالْفَضْلِ صَاحِبَ مُلَحٍ وَمُزَاحٍ، قِيلَ: إِنَّهُ جَاءَهُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ يَوْمًا فَخَرَجَ فَقَالَ: لَوْلا أَنَّ فِي مَنْزِلِي مَنْ هُوَ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْكُمْ مَا خَرَجْتُ إِلَيْكُمْ. رَوَاهَا وَكِيعٌ عَنْهُ.
وَقَدْ سَأَلَهُ دَاوُدُ الْحَائِكُ: مَا تَقُولُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ فِي الصَّلاةِ خَلْفَ الْحَائِكِ؟ فَقَالَ: لا بَأْسَ بها على غير وضوء، قيل: فم شَهَادَةِ الْحَائِكِ؟ قَالَ: تُقْبَلُ مَعَ عَدْلَيْنِ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: سَبَقَ الأَعْمَشُ أَصْحَابَهُ بِخِصَالٍ: كَانَ أَقْرَأَهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ وَأَحْفَظَهُمْ لِلْحَدِيثِ وَأَعْلَمَهُمْ بِالْفَرَائِضِ.
وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان ثِقَةً ثَبْتًا كَانَ مُحَدِّثَ الْكُوفَةِ فِي زَمَانِهِ، ويقال: ظهر له أربعة آلاف حديث، لم يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ وَكَانَ يُقْرِئُ الْقُرْآنَ رَأْسًا فِيهِ وَكَانَ فَصِيحًا وَكَانَ أَبُوهُ مِهْرَانُ مِنْ سبي الديلم. قال: وكان الأعمش عسرًا سيئ الْخُلُقِ وَكَانَ لا يَلْحَنُ حَرْفًا وَكَانَ عَالِمًا بِالْفَرَائِضِ. قَالَ: وَكَانَ فِيهِ تَشَيُّعٌ. كَذَا قَالَ، وليس هذا بصحيح عنه بلى، كان صاحب سنة.
__________
1 سير أعلام النبلاء "6/ 420".(9/102)
قَالَ: وَلَمْ يَخْتِمْ عَلَيْهِ إِلا ثَلاثَةُ أَنْفُسٍ طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ -وَكَانَ أَسَنَّ مِنْهُ وَأَفْضَلَ- وَأَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ مَعْنٍ. قُلْتُ: وَقَرَأَ عَلَيْهِ كَمَا ذَكَرْنَا الزَّيَّاتُ.
وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: لَمْ نَرَ نَحْنُ مِثْلَ الأَعْمَشِ، وَمَا رَأَيْتُ الأَغْنِيَاءَ أَحْقَرَ مِنْهُمْ عِنْدَهُ مع فقره وحاجته.
وروى علي بن عثمان عن أبيه قال: قيل للأعمش أَلا تَمُوتُ فَنُحَدِّثُ عَنْكَ، فَقَالَ: كَمْ مِنْ حُبِّ أَصْبَهَانِيٍّ قَدِ انْكَسَرَ عَلَى رَأْسِهِ كِيزَانٌ كَثِيرَةٌ، وَقَدْ جَاءَ أَنَّ الأَعْمَشَ قَرَأَ عَلَى زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَزِرٍّ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَأَنَّهُ عَرَضَ أَيْضًا عَلَى أَبِي الْعَالِيَةِ وَجَمَاعَةٍ.
وَأَخْبَرَنَا بِيبَرْسُ التُّرْكِيُّ بِحَلَبٍ وَأَيُّوبُ الأَسَدِيُّ بِدِمَشْقَ قَالا: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ بِبَغْدَادَ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُقَرِّبِ أَنَا طَرَّارٌ أَنَا عَلِيٌّ الْعِيسَوِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ ثنا الْعُطَارِدِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ بَالَ فَغَسَلَ ذَكَرَهُ غُسْلا شَدِيدًا ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ فَصَلَّى بِنَا وَحَدَّثَنَا فَجَاءَ بَيْتَهُ. هَذَا حَدِيثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ1.
وَرَوَى أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ قَالَ: أَعْطَيْتُ امْرَأَةَ الأَعْمَشِ، خِمَارًا فَكُنْتُ إِذَا جِئْتُ أَخَذْتُ بِيَدِهِ فَأَخْرَجْتُهُ إِلَيَّ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، قَالَ: مَا هِيَ؟ قُلْتُ: إِنْ لَمْ تَقْضِهَا فَلا تَغْضَبْ عَلَيَّ، قَالَ: لَيْسَ قَلْبِي فِي يَدِي، قُلْتُ: أَمْلِ عَلَيَّ، قَالَ: لا أَفْعَلُ.
وَقَالَ عَلَيُّ بْنُ سَعِيدٍ النَّسَوِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: مَنْصُورٌ أَثْبَتُ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَفِي حديث الأعمش اضطرب كَثِيرٌ2.
وَذَكَرَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْبَاغَنْدِيِّ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النّوم فقلت: يا رسول اللَّه أيّما أَثْبَتُ فِي الْحَدِيثِ مَنْصُورٌ أَوِ الأَعْمَشُ؟ فَقَالَ: مَنْصُورٌ مَنْصُورٌ.
وَقَالَ وَكِيعٌ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُ: لَوْلا الشُّهْرَةَ لَصَلَّيْتُ الْفَجْرَ ثُمَّ تَسَحَّرْتُ.
قُلْتُ: هَذَا كَانَ مَذْهَبُ الأَعْمَشِ وَهُوَ عَلَى الَّذِي روى النسائي في حَدِيثِ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: تَسَحَّرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَكَانَ هُوَ النَّهَارُ إِلا أَنَّ الشَّمْسَ لم تطلع.
__________
1 أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه "9/ 4"، وانظر سير أعلام النبلاء "6/ 4".
2 راجع سير أعلام النبلاء "6/ 426".(9/103)
وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: أَرْسَلَ عِيسَى بْنُ موسى الْهَاشِمِيُّ أَمِيرُ الْكُوفَةِ إِلَى الأَعْمَشِ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ وَصَحِيفَةٍ لِيَكْتُبَ لَهُ فِيهَا حَدِيثًا فَكَتَبَ فِيهَا: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اللَّهُ الصَّمَدُ" إِلَى آخرها ثم وجه بها فَبَعَثَ إِلَيْهِ: يَا بْنَ الْفَاعِلَةِ أَظَنَنْتَ أَنِّي لا أُحْسِنُ كِتَابَ اللَّهِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ: وَظَنَنْتَ أَنِّي أَبِيعُ الْحَدِيثَ! 1.
وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: أَتَى الأَعْمَشَ أَضْيَافٌ فَأَخْرَجَ إِلَيْهِمْ رَغِيفَيْنِ فَأَكَلُوهُمَا فَدَخَلَ فَأَخْرَجَ لَهُمْ نِصْفَ حَبْلٍ مِنْ قَتٍّ عَلَى الْخُوَانِ وَقَالَ: أَكَلْتُمْ قُوتُنَا فَهَذَا قُوتُ شَاتِي فَكُلُوهُ.
قَالَ عِيسَى: وَخَرَجْنَا فِي جِنَازَةٍ وَرَجُلٌ يَقُود الأَعْمَشُ فَلَمَّا رَجَعْنَا عَدَلَ بِهِ فَلَمَّا أَصْحَرَ بِهِ قَالَ: أَتَدْرِي أَيْنَ أَنْتَ في جبانة كذا وكذا ولا أراك حَتَّى تَمْلأَ أَلْوَاحِي حَدِيثًا، قَالَ: اكْتُبْ، فَلَمَّا مَلأَ الأَلْوَاحَ رَدَّهُ، فَلَمَّا دَخَلَ الْكُوفَةَ دَفَعَ أَلْوَاحَهُ لِإِنْسَانٍ، فَلَمَّا انْتَهَى الأَعْمَشُ إِلَى بَابِهِ تَعَلَّقَ بِهِ وَقَالَ: خُذُوا الأَلْوَاحَ مِنَ الْفَاسِقِ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَدْ فَاتَ، فَلَمَّا أَيِسَ مِنْهُ قَالَ: كُلُّ مَا حَدَّثْتُكَ بِهِ كَذِبٌ، قَالَ: أَنْتَ أَعْلَمُ بِاللَّهِ مِنْ أَنْ تَكْذِبَ2.
وَقَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: قُلْتُ لِلأَعْمَشِ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا يَمْنَعُكَ مِنْ أَخْذِ شَعْرِكَ؟ قَالَ: كَثْرَةُ فُضُولِ الْحَجَّامِينَ قُلْتُ: فَإِنِّي أَجِيئُكَ بِحَجَّامٍ لا يُكَلِّمُكَ حَتَّى يَفْرُغَ، قَالَ: فَأَتَيْتُ جُنَيْدًا الْحَجَّامَ وَكَانَ مُحَدِّثًا فَأَوْصَيْتُهُ فَقَالَ: نَعَمْ فَلَمَّا أَخَذَ نِصْفَ شَعْرِهِ قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ كَيْفَ حَدِيثُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ فِي الْمُسْتَحَاضَةِ؟ قَالَ: فَصَاحَ الأَعْمَشُ صَيْحَةً وَقَامَ يَعْدُو وَبَقِيَ نِصْفُ شَعْرِهِ أَيَّامًا غَيْرَ مَجْزُوزٍ، رَوَاهَا عَلِيُّ بْنُ خُشْرُمٍ عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ.
وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: خَرَجَ الأَعْمَشُ فَإِذَا بِجُنْدِيٍّ فَسَخَّرَهُ لِيَعْبُرَ بِهِ نَهْرًا فَلَمَّا رَكِبَ الأَعْمَشُ قَالَ: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} [الزخرف: 13] فَلَمَّا تَوَسَّطَ بِهِ الأَعْمَشُ فِي الْمَاءِ قَالَ: {وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ} [المؤمنون: 29] ثُمَّ رَمَى بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: رَأَيْتُ الأَعَمَشَ لَبِسَ فَرْوًا مَقْلُوبًا وَبَتًّا تَسِيلُ خُيُوطُهُ عَلَى رِجْلَيْهِ فَقَالَ: لَوْلا أَنِّي تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ مَا كَانَ يَأْتِينِي أَحَدٌ وَلَوْ كُنْتُ بَقَّالا كان يقذرني الناس أن يشتروا مني.
__________
1 انظر المصدر السابق.
2 سير أعلام النبلاء "6/ 427".(9/104)
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ: جَاءَ رَجُلٌ نَبِيلٌ كَبِيرُ اللِّحْيَةِ إِلَى الأَعْمَشِ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ خَفِيفَةٍ مِنَ الصَّلاةِ فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا الأَعْمَشُ فقال: انظروا إليه لحيته تحتمل حفظ أربعة آلاف حديث ومسألته صِبْيَانِ الْكُتَّابِ.
قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: كَانَ الأَعْمَشُ مِنَ النُّسَّاكِ وَكَانَ مُحَافِظًا عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ.
وَقَالَ عِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُ: كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ يَمُرُّ بِي طَرَفي النَّهَارِ فَأَقُولُ: لا أَسْمَعُ مِنْكَ حَدِيثًا خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ جِئْتُ إِلَى الْحَجَّاجِ حَتَّى وَلاكَ، قَالَ: ثُمَّ نَدِمْتُ فَصِرْتُ أَرْوِي عَنْ رَجُلٍ عنه، رَوَاهَا أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ1.
وَقَدْ ذَكَرْنَا بِالإِسْنَادِ أَنَّهُ صَلَّى خَلَفَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَدَخَلَ إِلَيْهِ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ: سَمِعَ الأعمش من عبد الله بن أبي أَوْفَى وَأَنَسٍ.
وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ثنا الأَعْمَشُ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسًا يُصَلِّي في المسجد الحرام إذا رفع مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَ صُلْبَهُ حَتَّى يَسْتَوِي بَطْنُهُ.
دَاوُدُ بْنُ مِخْرَاقٍ وَمُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ قَالا: ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى أَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ فَمَرَّ عَلَى شَجَرَةٍ يَابِسَةٍ فَضَرَبَهَا بِعَصًا فَتَنَاثَرَ الْوَرَقُ فَقَالَ: إِنَّ "سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ" يُسَاقِطْنَ الذُّنُوبَ كَمَا تُسَاقِطُ هَذِهِ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا2.
وَلِلأَعْمَشِ عَنْ أَنَسٍ أَحَادِيثَ سَاقَهَا صَاحِبُ الْحِلْيَةِ، لَكِنَّ الأَعْمَشَ مُدَلِّسٌ فَقَالَ فِيهَا عَنْ فَلا تُحْمَلُ عَلَى الاتِّصَالِ.
وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ الأَعْمَشَ وُلِدَ بِطَبَرِسْتَانَ وَقَدِمَتْ بِهِ أُمُّهُ طِفْلا وَيُقَالُ حَمْلا إِلَى الْكُوفَةِ، وَمَاتَ بِهَا فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَلَهُ سَبْعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً. وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيهِ بِإِجَازَةٍ.
202- سُلَيْمَانُ بْنُ يسير أبو الصباح الكوفي3 –ق-.
__________
1 راجع حلية الأولياء "5/ 46 وما بعدها".
2 "صحيح": أخرجه الترمذي "3544"، وأبو نعيم في الحلية "6339"، ورواه أحمد ورجاله رجال الصحيح كما قال الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" "2239".
3 تهذيب التهذيب "4/ 230"، وميزان الاعتدال "2/ 228".(9/105)
عَنْ مَوْلاهُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَهَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ وَقَيْسِ بْنِ رُومِيٍّ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْمَتْرُوكِ. وَضَعَّفَهُ أَبُو زُرْعَةَ.
203- سُلَيْمَانُ النَّاجِيُّ الْبَصْرِيُّ الأَسْوَدُ1 -د ت-.
عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَوُهَيْبٌ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَالأَنْصَارِيُّ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ ابن معين.
204- سهيل بن حسان أبو السمحاء الْكِلابِيُّ الْمِصْرِيُّ2، الزَّاهِدُ.
عَنْ أَبِي قَبِيلٍ الْمُعَافِرِيِّ وَكَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ. وَعَنْهُ اللَّيْثُ وَضَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَابْنُ وَهْبٍ وَخَالِدِ بْنِ حُمَيْدٍ وَآخَرُونَ.
وعظ مرة أمير الاسكندرية. وَكَانَ كَبِيرَ الْقَدْرِ مُتَأَلِّهًا.
قَالَ النَّضْرُ بْنُ عبد الجبار: ثنا ضمام عن أب السمحاء قَالَ: نَزَلْتُ بِشِعْبٍ مِنْ مَنَاهِلِ الْحِجَازِ فَإِذَا صاحب المنهل قد أتى بهدية إلى فُسْطَاطٍ فِيهِ الأَوْزَاعِيُّ وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ صَاحِبُ خَاتَمِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَأَتَيْتُهُمَا فَقُلْتُ لَهُمَا: أَلَيْسَ تَعْرِفَانِ لِمَنْ كَانَ هَذَا الْمَالُ، وَإِلَى مَنْ صَارَ؟ قَالا: بَلَى، قُلْتُ: فِلَمَ فبلتما وَالنَّاسُ قَدْ نَظَرُوا إِلَيْكُمَا! فَقَالا: لَوْ رَدَدْنَاهَا كَانَ أَعْظَمَ مِمَّا تُرِيدُ، قَالَ ضَمَّامٌ: قَبِلاهَا خَوْفًا عَلَى أَنْفُسِهِمَا وَهُمَا يَكْرَهَانِ ذَلِكَ.
وَقَالَ ابن يونس: يقال: مات أبو السمحاء سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ رَحِمَهُ اللَّهُ.
205- سُهَيْلُ بْنُ ذَكْوَانَ3، أَبُو السِّنْدِيِّ الْمَكِّيُّ.
عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ. وَعَنْهُ هُشَيْمٌ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ: سَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ الْعَوَّامِ يَرْمِيهِ بِبَلاءٍ، قَالَ الْهَرَوِيُّ كَانَ بِوَاسِطَ وكان كذابًا.
__________
1 لم أقف له ترجمة فيما تحت يدي من مصادر.
2 التاريخ لابن معين "2/ 241"، والجرح والتعديل "4/ 248".
3 الجرح والتعديل "4/ 246"، والتاريخ لابن معين "2/ 242 "2486".(9/106)
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: كَذَّابٌ، وَالنَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ تَرَكَاهُ. وَمِمَّا نُقِمَ عَلَيْهِ قَوْلُهُ: رَأَيْتُ عَائِشَةَ وكانت سوداء مشربة حمرة.
206- بْنُ نَجِيحٍ أَبُو قَطْبَةَ1.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَكَانَ جَارًا لِلأَعْمَشِ.
207- سَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَخْزُومِيُّ2، -سِوَى ت- مَوْلاهُمُ الْمَكِّيُّ.
سَمِعَ مُجَاهِدًا وَقَيْسَ بْنَ سَعْدٍ وَعَمْرَو بْنَ دِينَارٍ وَجَمَاعَةً. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَأَبُو عَاصِمٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ. وَكَانَ ثِقَةً فِي نَفْسِهِ إِلا أَنَّ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ رَمَاهُ بِالْقَدَرِ. قُلْتُ: بَقِيَ إِلَى سَنَةِ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ. وَفِيهَا أَرَّخَ ابْنُ سَعْدٍ مَوْتَهُ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ.
208- سَيْفُ بْنُ وَهْبٍ، أَبُو وَهْبٍ3.
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ وَأَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَرِبْعِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَارُودِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ وَأَبُو عَاصِمٍ وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
"حرف الشِّينِ":
209- شِبْلُ بْنُ عباد المكي4 -خ د ن- القارئ صَاحِبُ ابْنِ كَثِيرٍ.
حَدَّثَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وعمرو بن دينار وعدة، وتلا على ابن كثير.
__________
1 المعرفة والتاريخ "3/ 176"، والجرح والتعديل "4/ 236".
2 التاريخ الكبير "4/ 171"، والصغير "2/ 113"، وطبقات خليفة "283"، ومشاهير علماء الأمصار "147".
3 الجرح والتعديل "4/ 275".
4 تقريب التهذيب "1/ 333"، والعلل "1/ 68"، والثقات "8/ 312".(9/107)
وتصدر للإقراء فقرأ عليه إسماعيل القسط وعكرمة بن سليمان وابنه داود بن شبل وأبو الإخريط وهب وغيرهم.
وحدث عنه ابن عيينة وأبو أسامة وروح بن عبادة ويحيى بن أبي كثير وأبو حذيفة النهدي وعدد كثير.
بلغني أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَمَا أَحْسَبُهُ صَحِيحًا فَإِنَّ أَبَا حُذَيْفَةَ إِنَّمَا سَمِعَ الْحَدِيثَ سَنَةَ بِضْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. وَشِبْلٌ قَدْ وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ.
قَالَ ابْنُ مُجَاهِدٍ: كَانَتْ رِيَاسَةُ الإِقْرَاءِ بَعْدَ وَفَاةِ ابْنِ كَثِيرٍ لِشِبْلِ بْنِ عَبَّادٍ وَقَدْ عَرَضَ الْقُرْآنَ أَيْضًا عَلَى ابْنِ مُحَيْصِنٍ.
210- شَبِيبُ بْنُ بِشْرٍ الْبَجَلِيُّ1 -ت ق- بَصْرِيٌّ.
لَهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعِكْرِمَةَ. وعنه أحمد بن بشير وإسرائيل وعنبسة بن عبد الرحمن وأبو عاصم. وقال أبو عاصم: لين الحديث. وقال ابن مهدي: ثقة.
211- شبيل بن عزرة2 –د- أبو عمرو البصري الضبعي. أَحَدُ عُلَمَاءِ الْعَرَبِيَّةِ.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ. وَعَنْهُ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَشُعْبَةُ. وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضَّبْعِيُّ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابن معين ويقال: كَانَ مِنَ الْخَوَارِجِ.
212- شَدَّادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْخَوْلانِيُّ3، الدِّمَشْقِيُّ الضَّرِيرُ أَبُو مُحَمَّدُ. وَيُقَالُ أَبُو هِنْدَ وَيُعْرَفُ بِابْنِ الأَحْنَفِ.
أَرْسَلَ عَنْ أَبِي الدرداء، وروى عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الخَولاني وأَبِي سَلامٍ مَمْطُورٍ.
وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ بن شابور وآخرون. وكان صدوقا.
213- شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ المدني4 -خ م د ن ق-.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 231"، وتهذيب التهذيب "4/ 306".
2 الجرح والتعديل "4/ 381"، والخلاصة "163".
3 تهذيب ابن عساكر "6/ 294".
4 تهذيب التهذيب "4/ 337"، وميزان الاعتدال "2/ 269"، والمشاهير "81"، تاريخ خليفة "419".(9/108)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَكُرَيْبٍ وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ مَالِكٌ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَر وَغَيْرُهُمْ.
وَجَاءَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْهُ. وَذَلِكَ فِي رِوَايَةِ الْكِبَارِ عَنِ الصِّغَارِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَالنَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهُمَا لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَذَكَرَهُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ فَوَهَّاهُ وَاتَّهَمَهُ بِالْوَضْعِ. وَهَذَا جَهْلٌ مِنِ ابْنِ حَزْمٍ، فَإِنَّ هَذَا الشَّيْخَ مِمَّنِ اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى الاحْتِجَاجِ بِهِ، نَعَمْ غَيْرُهُ أَوْثَقُ مِنْهُ وَأَثْبَتُ، وَهُوَ رَاوِي حَدِيثَ الْمِعْرَاجِ وَانْفَرَدَ فِيهِ بِأَلْفَاظٍ غَرِيبَةٍ مِنْهَا "وَدَنَا الْجَبَّارُ فَتَدَلَّى حَتَّى كَانَ مِنْهُ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى".
214- شَقِيقُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ شَيْخٌ كُوفِيٌّ1.
لَهُ حَدِيثٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَرْفَطَهَ.
وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَوَكِيعٌ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَآخَرُونَ. وَهُوَ صَدُوقٌ.
215- شُمَيْطُ بْنُ عَجْلانَ الْبَصْرِيُّ الْعَابِدُ2. أَحَدُ زُهَّادِ الْبَصْرَةِ وَهُوَ أَخُو خِضْرِ بْنِ عجلان الشيباني.
أسند شيئًا يسيرًا عن التابعين وله مواعظ نافعة وقصص، وفروى سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُمَيْطٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ: عَجَبًا لابْنِ آدَمَ بَيْنَمَا قَلْبُهُ فِي الآخِرَةِ إِذْ حَلَّهُ بَرْغُوثٌ أَوْ قَمْلَةٌ فَنَسِيَ الآخِرَةَ.
وَعَنْ شُمَيْطٍ قَالَ: الْمُنَافِقُ يَبْكِي مِنْ رَأْسِهِ فَأَمَّا مِنْ قَلْبِهِ فَلا.
وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ شُمَيْطًا يَقُولُ: رَأْسُ مَالِ الْمُؤْمِنِ دِينُهُ، لا يُفَارِقُهُ وَلا يَخْلُفُهُ فِي الرِّحَالِ وَلا يَأْتَمِنُ عَلَيْهِ الرِّجَالُ.
وَعَنْ شُمَيْطٍ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ وَسَمَ الدُّنْيَا بِالْوَحْشَةِ لِيَكُونَ أُنْسُ الْمُنْقَطِعِينَ بِهِ.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 372".
2 المشاهير "153".(9/109)
وَعَنْهُ قَالَ: حَمَلْتُ عَلَى قَلْبِكَ هَمَّ السِّنِينَ وَالْغَلاءَ وَالرُّخْصَ وَالشِّتَاءَ وَالْحَرَّ قَبْلَ مَجِيئِهِ فَمَاذَا أبقيت من قبلك الضعيف لِآخِرَتِكَ؟.
سُئِلَ أَبُو حَاتِمٍ عَنْ شُمَيْطِ بْنِ عَجْلانَ فَقَالَ: لا بَأْسَ بِهِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
216- شَيْبَةُ بْنُ نَعَامَةَ1. أَبُو نَعَامَةَ الضَّبِيُّ الْكُوفِيُّ.
عن سعيد جبير بن موسى بْنِ طَلْحَةَ وَفَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وشريك وهشيم وجرير وإبراهيم ابن الْمُخْتَارِ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
"حرف الصَّادِ":
217- صَاعِدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَبُو الْعَلاءِ الْيَشْكُرِيُّ2، كُوفِيٌّ وَاهٍ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِغْرَاءَ وَغَيْرُهُمْ.
وَهُوَ مِنْ مَوَالِي الشَّعْبِيِّ قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو زُرْعَةَ وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
218- صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ الْقُرَشِيُّ الْكُوفِيُّ3.
عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ وَعُرْوَةَ وَمَسْعُودِ بْنِ مَالِكٍ. وَعَنْهُ عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَأَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي وَأَبُو أُسَامَةَ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَطَائِفَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
قُلْتُ: مَالَهُ فِي الْكُتُبِ شَيْءٌ وَلَهُ حَدِيثٌ فِي قَتْلِ مَنْ سَبَّ نَبِيًّا.
219- صَالِحُ بْنُ دِرْهَمٍ أَبُو الأَزْهَرِ الْبَاهِلِيُّ4، شيخ بصري.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 242"، وميزان الاعتدال "2/ 286"، والتاريخ لابن معين "2/ 268".
2 التاريخ الكبير "4/ 334"، وميزان الاعتدال "2/ 287".
3 الجرح والتعديل "4/ 398"، والمعرفة والتاريخ "3/ 218".
4 الخلاصة "170"، والتقريب "1/ 344".(9/110)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ وَأَبِي سَعِيدٍ وَابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَوَلَدُهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ صَالِحٍ وَمُسْلِمَةُ بْنُ صَالِحٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَهُوَ آخِرُ شَيْخٍ لَقِيَهُ الْقَطَّانُ.
هَكَذَا ذَكَرَ تَرْجَمَتَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ.
220- صَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ الثوري –ع-1 الهمذاني الكوفي. أَحَدُ الثِّقَاتِ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ وَعَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ وغيرهم. وعنه ولداه الحسن وعلي وشعبة السفيانان وَهُشَيْمٌ وَابْنُ الْمُبَارَكِ.
وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَكَثِيرًا مَا يَقُولُونَ: صَالِحُ بْنُ حُيَيٍّ، يَنْسُبُونَهُ إِلَى جَدِّهِ حُيَيٍّ وَاسْمُهُ حَيَّانُ.
وَقِيلَ: هُوَ صَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ حَيَّانَ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثنا صَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حيي، كان خَيْرًا مِنِ ابْنَيْهِ.
وَرَوَى حَرْبُ الْكِرْمَانِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ.
221- صَالِحُ بن كيسان المدني2 –ع- المؤدب، أَدَّبَ أَوْلادَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ زَمَانَ إِمْرَتِهِ عَلَى الْمَدِينَةِ.
رَأَى ابْنَ عُمَرَ وَسَمِعَ عُرْوَةَ وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَنَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ وَسَالِمًا وَنَافِعًا مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ والأعرج والزهري وطائفة.
وعنه ابن جُرَيْجٍ وَمَعْمَرٌ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَأَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ وَمَالِكٌ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَخَلْقٌ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ عَاشَ مِائَةَ سَنَةٍ وَإِنَّمَا طَلَبَ الْعِلْمَ كَهْلا. سُئِلَ عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فَقَالَ: بَخٍ بَخٍ. وَكَنَّاهُ بَعْضُهُمْ أَبَا مُحَمَّدٍ وَبَعْضُهُمْ أَبَا الْحَارِثِ، وَوَلاؤُهُ لِدَوْسٍ.
قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ صَالِحٌ جَامِعًا بَيْنَ الْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ وَالْمُرُوءَةِ. وَقَالَ يَحْيَى بن معين: كان أسن من الزهري.
__________
1 تاريخ أبي زرعة "1/ 660"، والتهذيب "4/ 393".
2 تقريب التهذيب "1/ 346"، وتاريخ الثقات "226".(9/111)
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: كَانَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ مُؤَدِّبُ ابْنَ شِهَابٍ فَرُبَّمَا ذَكَرَ صَالِحٌ الشَّيْءَ فَيَرُدُّ عَلَيْهِ ابْنُ شِهَابٍ وَيَحْتَجُّ بِالأَحَادِيثِ فَيَقُولُ لَهُ صَالِحٌ: تُكَلِّمُنِي وَأَنَا أَقَمْتُ أَوَدَ لِسَانِكَ!.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: تُوُفِّيَ صَالِحٌ بَعْدَ الأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: قُلْتُ لِأَبِي: كَيْفَ رِوَايَةُ صَالِحٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ؟ قَالَ: هُوَ أَكْبَرُ مِنَ الزُّهْرِيِّ قَدْ رَأَى ابْنَ عُمَرَ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ قَدْ سَمِعَ مِنِ ابْنِ عُمَرَ. وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: صَالِحٌ ثِقَةٌ ثَبْتٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عُقَيْلٍ لِأَنَّهُ حِجَازِيٌّ وَهُوَ أَسَنُّ يُعَدُّ فِي التَّابِعِينَ1.
قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: مَاتَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَنَيِّفٍ وَسِتِّينَ سَنَةً.
قُلْتُ: هَذَا غَلَطٌ لا رَيْبَ فِيهِ. وَعَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ كَانَ يُذْكَرُ مَعَ الصَّحَابَةِ.
قَالَ: وَتَلَقَّنَ الْعِلْمَ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَهُوَ ابْنُ تِسْعِينَ سَنَةً. وَكَذَا وَهِمَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ فِي قَوْلِهِ: مَاتَ فِي زَمَنِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ. قُلْتُ: قَدْ رُمِيَ صَالِحٌ بِالْقَدَرِ وَلَمْ يَصِحَّ عَنْهُ.
222- صَالِحُ بن محمد بن زائدة2 -د ت ق- أبو واقد الليثي المدني.
رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَابْنِ أَرْوَى الدَّوْسِيُّ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَالِمٍ وَابْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ وَوُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ تَرَكَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا أَرَى بِهِ بَأْسًا.
قِيلَ: مَاتَ بَعْدَ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
223- صَبَّاحُ بن ثابت البجلي3.
__________
1 وانظر سير أعلام النبلاء "6/ 235".
2 تهذيب التهذيب "4/ 401"، والضعفاء الصغير "58"، والجرح والتعديل "4/ 411".
3 التاريخ الكبير "4/ 313".(9/112)
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ. وَثَّقَهُ يحيى ابن مَعِينٍ.
224- صُبَيْحُ بْنُ قَاسِمٍ أَبُو الْجَهْمِ الْكُوفِيُّ1.
عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو عَوَانَةَ وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
225- صَدَقَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْحَنَفِيُّ وَالِدُ الْمُفَضَّلِ2.
يَرْوِي عَنْ جَمِيعِ بْنِ عُمَيْرٍ وَمُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ. وعنه زَائِدَةُ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَأَبُو بكر بن عياش وأيوب بن جابر. قال أبو حاتم: شيخ.
226- صدقة بن عبد الله بن كثير3، الداري المكي. قَرَأَ عَلَى وَالِدِهِ.
أَخَذَ عَنْهُ الْحُرُوفُ مُطَرِّفُ بْنُ مَعْقِلٍ وَالْحَارِثُ بْنُ قُدَامَةَ، وَحَدَّثَ عَنْهُ سُفْيَانُ بْنُ عيينة.
قال ابن أبي حاتم: هو صَاحِبُ حُرُوفِ مُجَاهِدٍ يُكْنَى أَبَا الْهُذَيْلِ. قُلْتُ: وذكر الداني أنه سمع من الزهري.
227- صداقة بْنُ أَبِي عِمْرَانَ الْكُوفِيُّ4 -م ق- قَاضِي الأَهْوَازِ.
عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ وَعَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ وَعَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبُرَيْدِ وَأَبُو أُسَامَةَ وَسَعِيدُ بْنُ يَحْيَى اللَّخْمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْبُرْسَانِيِّ وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ صَالِحٌ.
228- صَدَقَةُ بن المثنى5 -د ن ق- بن رباح بن الحارث النخعي الكوفي.
عن جده رباح عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ فِي ذِكْرِ الْعَشَرَةِ. وَعَنْهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَأَبُو أُسَامَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ وَطَائِفَةٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو داود.
__________
1 المعرفة والتاريخ "2/ 642".
2 ميزان الاعتدال "2/ 310".
3 الجرح والتعديل "4/ 433".
4 تقريب التهذيب "1/ 349"، والخلاصة "173".
5 ميزان الاعتدال "2/ 312"، والتهذيب "4/ 417".(9/113)
229- الصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامٍ1، أَبُو هَاشِمٍ الْكُوفِيُّ.
عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَالشَّعْبِيِّ وَالنَّخَعِيِّ. وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَأَبُو أُسَامَةَ وَالْخُرَيْبِيُّ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ أَصْدَقَ أَهْلِ الْكُوفَةِ.
230- الصلت بن دينار2، أبو شعيب المجنون الأزدي الْبَصْرِيُّ.
عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ وَابْنِ سِيرِينَ وَأَبِي نَضْرَةَ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَشُعْبَةُ وَمُعْتَمِرٌ وَوَكِيعٌ وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَطَائِفَةٌ آخِرُهُمْ مَوْتًا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. ضَعَّفُوهُ.
"حرف الضَّادِ":
231- ضُبَارَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مالك3 -د ن ق- بْنُ أَبِي السَّلِيكِ الْحَضْرَمِيُّ وَيُقَالُ: الأَلْهَانِيُّ الْحِمْصِيُّ نَزِيلُ اللاذِقِيَّةِ.
عَنْ أَبِيهِ وَدُوَيْدِ بْنِ نَافِعٍ وَأَبِي الصَّلْتِ السَّامِيِّ.
ومنهم من نسبه إلى جَدّه الأعلى، ومنهم من جعلهم ثلاثة.
رَوَى عَنْهُ بَقِيَّةُ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَوَلَدُهُ مُحَمَّدُ بْنُ ضُبَارَةَ.
ذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي كَامِلِهِ وَسَاقَ لَهُ أَحَادِيثَ تُنْكَرُ. وَقَالَ الْجُوزْجَانِيُّ: رَوَى حَدِيثًا مُعْضِلا. وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يُعْتَبَرُ حَدِيثُهُ مِنْ رِوَايَةِ الثِّقَاتِ عَنْهُ.
232- الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ الرحمن بن أبي حوشب4 –ن- أو ابن حوشب أبو زرعة الأنصاري الدمشقي.
وقيل: يكنى أبا بشر.
رَأَى وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ مَخْضُوبًا بِالْحِنَّاءِ، وَرَوَى عَنْ مَكْحُولٍ وَمُسْلِمِ بْنِ مُشْكَمٍ وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ وغيرهم. وعنه الوليد بن مسلم والوليد بن مزيد وابن شابور وعيسى بن يونس.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 438"، تهذيب ابن عساكر "4/ 446".
2 التهذيب "4/ 434"، وطبقات ابن سعد "7/ 279".
3 ميزان الاعتدال "2/ 322".
4 ميزان الاعتدال "2/ 324"، والوافي بالوفيات "16/ 354"، وتهذيب التهذثيب "4/ 446".(9/114)
قال أبو حاتم: هو من أجل أهل الشام. وقال دحيم: ثقة ثبت. قلت: روى له النسائي حديثا عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ عمر قال لصهيب: ما لي أَرَى عَلَيْكَ خَاتَمَ الذَّهَبِ! قَالَ: قَدْ رَآهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: وَهَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ.
233- ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ أَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ الْكُوفِيُّ1 -م د ت ن-.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي صَالِحٍ وَالضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ وَمُحَارِبِ بْنِ دَثَّارٍ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَهُشَيْمٌ وَوَكِيعٌ وَعِدَّةٌ, وَكَانَ مِنَ الْعَبَّادِ الْبَكَّائِينَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كُوفِيٌّ ثَبْتٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ ثَلاثِينَ حَدِيثًا، وَكَانَ ضِرَارٌ صَدِيقًا لِمُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ.
"حرف الطَّاءِ":
234- طَارِقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَجَلِيُّ الْكُوفِيُّ2 –ع-.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَقَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ وَالشَّعْبِيِّ وَجَمَاعَةٍ. وَقِيلَ: أَنَّهُ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى. وَعَنْهُ الأَعْمَشُ مَعَ أَنَّهُ مِنْ أَقْرَانِهِ وَسُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَأَبُو الأَحْوَصِ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: وَغَيْرُهُ لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِذَاكَ. وَقَالَ الْقَطَّانُ: هُوَ عِنْدِي كإبراهيم بن مهاجر.
235- طريف بن شهاب3 -ت ق- وَقِيلَ: ابْنُ سَعْدٍ، وَقِيلَ: ابْنُ سُفْيَانَ أَبُو سفيان السعدي ابن الأشل.
عَنِ الْحَسَنِ وَأَبِي نَضْرَةَ وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَابْنُ فُضَيْلٍ وجماعة.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 339"، وتهذيب التهذيب "4/ 457".
2 الجرح والتعديل "4/ 485"، والمعرفة والتاريخ "3/ 90".
3 تقريب التهذيب "1/ 359"، والعلل "1/ 181".(9/115)
قال أحمد: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُمَا: ضَعِيفٌ.
236- طَلْحَةُ بْنُ الأَعْلَمِ أَبُو الْهَيْثَمِ الْحَنَفِيُّ الْكُوفِيُّ1.
عَنِ الشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَجَرِيرُ الضَّبِيُّ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ نَزَلَ الرَّيَّ.
237- طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الأيلي2 –خ4- عن القاسم بن محمد وزريق بْنِ حَكِيمٍ الأَيْلِيِّ. وَعَنْهُ وَلَدُ أَخِيهِ الْقَاسِمُ بْنُ مَبْرُورٍ الأَيْلِيُّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ -وهو من أقرانه- وَمَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ.
238- طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طلحة3 –م4- بن عبيد الله القرشي التيمي الكوفي.
عَنْ عَمِّهِ إِسْحَاقَ وَعَائِشَةَ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الله وعروة بْنِ الزُّبَيْرِ وَمُجَاهِدٍ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو أُسَامَةَ وَالْخُرَيْبِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: حَسَنُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
أَبُو نُعَيْمٍ: ثنا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دُعِيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى جِنَازَةِ غُلامٍ مِنَ الأَنْصَارِ لِيُصَلِّي عَلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ طُوبَى لَهُ عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ فَقَالَ: يَا عَائِشَةَ أَوْ غَيْرُ هَذَا. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ والنَّسائي مِنْ وُجُوهٍ عَنْ طَلْحَةَ تَفَرَّدَ بِهِ.
تُوُفِّيَ طَلْحَةُ فِي سنة سبع، وقيل: سنة ثمان وأربعين ومائة.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 349"، والجرح والتعديل "3/ 482".
2 التاريخ لابن معين "2/ 278"، وتارخ أبي زرعة "1/ 503".
3 تهذيب التهذيب "5/ 27"، وطبقات ابن سعد "6/ 251".(9/116)
"حرف الْعَيْنِ":
239- عَاصِمُ بْنُ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ الْكِنْدِيُّ الْفِلَسْطِينِيُّ1 -د ت ق-.
عَنْ أَبِيهِ وَمَكْحُولٍ وَوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ وَدَاوُدَ بْنِ جَمِيلٍ. وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَالْخُرَيْبِيُّ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.
240- عاصم بن سليمان الأحول2 –ع- الحافظ أبو عبد الرحمن البصري قَاضِي الْمَدَائِنِ.
رَوى عَنْ عَبْد اللَّه بْن سَرْجِس وَأَنَسٍ وَأَبِي الْعَالِيَةِ وَسُعَادَةَ الْعَدَوِيَّةِ وعكرمة وجماعة.
وعنه شعبة وابن المبارك وابن عيينة وأبو معاوية وابن علية ويزيد بن هارون وخلق سواهم.
ولي حسبة الكوفة مدة وولي قضاء المدائن وكان من أئمة العلم.
روى علي بن مسهر عَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ: حُفَّاظُ النَّاسِ أَرْبَعَةٌ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ3 وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، قُلْتُ: الثَّوْرِيُّ وَالأَعْمَشُ؟ فَأَبَى أَنْ يَحْفَظَهُ مَعَهُمْ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ لا يُحَدِّثُ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ يَسْتَضْعِفُهُ. وَقَالَ عَفَّانُ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ عُمَرَ نَهَى أَنْ يُجْعَلَ فِي الْخَاتَمِ فَصٌّ مِنْ غَيْرِهِ، قَالَ عَاصِمٌ: فَلَمَّا أَخْبَرَنِي كَانَ فِي يَدِي فَصٌّ فَقَلَعْتُهُ، قَالَ حَمَّادٌ: فَقُلْتُ لِحُمَيْدٍ: حَدَّثَنِي عَاصِمٌ عَنْكَ بِكَذَا وَكَذَا فَلَمْ يَعْرِفْ ذَلِكَ.
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِدْرِيسَ يَقُولُ: رَأَيْتُ عَاصِمًا الأَحْوَلَ وَالِي السُّوقِ وَهُوَ يَقُولُ: اضْرِبُوا رَأْسَ هَذَا النَّبَطِيِّ لا أَرْوِي عَنْهُ شَيْئًا.
وَرَوَى ابْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: لَمْ يَكُنْ عَاصِمٌ الأَحْوَلُ بِالْحَافِظِ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَقَدْ وَثَّقَهُ النَّاسُ وَاحْتَجُّوا به في صحاحهم.
__________
1 التهذيب "5/ 41"، وميزان الاعتدال "2/ 350"، والمشاهير "183".
2 تهذيب التهذيب "5/ 42"، والجرح والتعديل "6/ 474"، وتذكرة الحفاظ "1/ 149"، خلاصة تذهيب الكمال "182".
3 وانظر: سير أعلام النبلاء "6/ 263".(9/117)
* عَامِرٌ الأَحْوَلُ1. قَدِيمُ الْمَوْتِ. قَدْ ذُكِرَ.
241- عَامِرُ بن عبيد الْبَاهِلِيُّ الْبَصْرِيُّ2 –خَتٌّ- قَاضِي الْبَصْرَةِ.
رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي الْمُلَيْحِ الْهُذَلِيِّ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَيَزِيدُ بْنُ مُغَلِّسٍ وَأَبُو أُسَامَةَ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَعَلَّقَ لَهُ الْبُخَارِيُّ.
242- عَبَّادُ بْنُ الرَّيَّان3 أَبُو طُرْفَةَ اللَّخْمِيُّ الْحِمْصِيُّ.
سَمِعَ الْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي كَرِبَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وَمَكْحُولا وَعُرْوَةَ بْنَ رُوَيْمٍ. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ اللَّخْمِيُّ مَا عَلِمْتُ فِيهِ جُرْحًا فَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
243- عَبْدُ الأعلى بن الحجاج السفلي4.
عَنْ أَخِيهِ قَيْسٍ. وَعَنْهُ ابْنُ وَهْبٍ وَسَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَافِرِيُّ وَمُوسَى بْنُ سَلَمَةَ.
تُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
244- عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ السَّمْحِ أَبُو الْخَطَّابِ الْمُعَافِرِيُّ5.
مَوْلاهُمُ الْفَقِيهُ رَأْسُ الإِبَاضِيَّةِ. وَهُمْ صِنْفٌ مِنَ الْخَوَارِجِ خَرَجُوا بِالْمَغْرِبِ، وَدُعِيَ لَهُ بِالْخِلافَةِ فِي هَذَا الْعَصْرِ وَاسْتَفْحَلَ أَمْرُهُ وَكَانَ لَهُ شَأْنٌ، فَنَدَبَ الْمَنْصُورُ لِحَرْبِهِ مُحَمَّدُ بْنُ الأَشْعَثِ الْخُزَاعِيُّ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فَوَقَعَ بَيْنَهُمْ حَرْبٌ شَدِيدَةٌ. وَفِي آخِرِ الأَمْرِ قُتِلَ عَبْدُ الأَعْلَى، وَكَانَتْ أَيَّامُهُ أَرْبَعَ سِنِينَ.
245- عَبْد الأَعْلَى بْنُ مَيْمُونَ بْنِ مِهْران6.
عَن أَبِيهِ وَعِكْرِمَةَ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ. وَعَنْهُ جَعْفَرُ بْنُ برقان وعمرو بن الحارث
__________
1 وراجع: تهذيب التهذيب "5/ 77"، وميزان الاعتدال "2/ 362".
2 التاريخ الكبير "6/ 455"، وتهذيب التهذيب "5/ 79".
3 تهذيب ابن عساكر "7/ 219".
4 التاريخ الكبير "6/ 73"، والجرح والتعديل "6/ 28".
5 النجوم الزاهرة "1/ 386".
6 الجرح والتعديل "6/ 27"، وتارخ أبي زرعة "1/ 623".(9/118)
وَغَيْرُهُمَا. وَكَثِيرًا مَا يُرْسِلُ.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وأربعين ومائة.
246- عبد الله بن حسن1 -4- ابن السيد الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ الْعَلَوِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ.
أَبُو مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ اللَّذَيْنِ خَرَجَا عَلَى الْمَنْصُورِ، وَأُمُّهُ هِيَ فَاطِمَةُ ابْنَةُ الْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ.
يَرْوِي عَنْ أَبَوَيْهِ. وعن عبد الله بن جعفر -وله صحبة- وعن إبراهيم بْنِ طَلْحَةَ وَهُوَ عَمُّهُ لِلأُمِّ وَعَنِ الأَعْرَجِ وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَرَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ وَمَالِكٌ وَآخَرُونَ.
قَالَ الْوَاحِدِيُّ: كَانَ مِنَ الْعُبَّادِ وَكَانَ لَهُ شَرَفٌ وَعَارِضَةٌ وَهَيْبَةٌ وَلِسَانٌ شَدِيدٌ، وَفَدَ عَلَى السَّفَّاحِ بِالأَنْبَارِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: كَانَ ذَا مَنْزِلَةٍ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلافَتِهِ ثُمَّ أَكْرَمَهُ السَّفَّاحُ وَوَهَبَ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَالنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: عَاشَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً. وَقَالَ الْحَاكِمُ: سُمَّ بِبَابِ الْقَادِسِيَّةِ وَهُوَ بِهَا مَدْفُونٌ وَلَهُ بِهَا آيَاتٌ تُذْكَرُ. وَقَالَ الْوَاقِدِيّ: أَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ عُمَرَ أَنَّ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ قَدِمَ عَلَى السَّفَّاحِ فَبَالَغَ فِي إِكْرَامِهِ وَدَعَا بِسِفْطِ جَوْهَرٍ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا وَصَلَ إِلَيَّ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ فَأَعْطَاهُ نِصْفَهُ.
وَقَدْ مَرَّ فِي الْحَوَادِثِ أَنَّ الْمَنْصُورَ آذَاهُ وَسَجَنَهُ مِنْ أَجْلِ وَلَدَيْهِ. وَمَاتَ فِي أَوَاخِرِ سنة أربع وأربعين ومائة.
247- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ2 –ع- الفزاري مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ أَبُو بَكْرٍ.
عَنْ أَبِيهِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ وَالأَعْرَجِ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَغُنْدَرٌ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعَبْدُ الرَّزَّاقُ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: صَالِحُ الْحَدِيثِ يُعْرَفُ وَيُنْكَرُ. وَضَعَّفَهُ أبو حاتم والعمل على الاحتجاج به.
__________
1 المشاهير "127"، وتهذيب التهذيب "5/ 186".
2 التهذيب "5/ 239"، والجرح والتعديل "5/ 70".(9/119)
مَاتَ نَحْوًا مِنْ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ.
248- عَبْدُ اللَّهِ بن سعيد بن أبي سعيد كيسان1 -ت ق- المقبري المديني أبو عباد.
عَنْ أَبِيهِ وَجَدِّهِ. وَعَنْهُ أَخُوهُ سَعْدٌ وَهُشَيْمٌ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ. وَأَبُو ضُمْرَةَ وصفوان ابن عيسى وآخرون. متفق على ضعفه. وقال الْبُخَارِيُّ: تَرَكُوهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا يُكْتَبُ حديثه.
249- عبد الله بن شبرمة2 -م د ن ق- ابن الطُّفَيْلِ بْنُ حَسَّانٍ أَبُو شُبْرُمَةَ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ.
الفقيه عالم أهل الكوفة مَعَ الإِمَامُ أَبِي حَنِيفَةَ. وَهُوَ عَمُّ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ وَعُمَارَةُ أسن منه وأوثق.
روى ابن شبرمة عَنْ أَنَسٍ وَأَبِي وَائِلٍ وَعَبْدِ الله وبن شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ وَأَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةِ وَأَبِي زُرْعَةَ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَالشَّعْبِيِّ وَخَلْقٍ.
وعنه شعبة والسفيانان وشريك وهشيم حماد بْنُ زَيْدٍ وَأَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ وَشُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حنبل وغيره.
قال أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: كَانَ عَفِيفًا صَارِمًا عَاقِلا يُشْبِهُ النُّسَّاكَ، وَكَانَ شَاعِرًا جَوَّادًا كَرِيمًا وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ لَهُ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِينَ حَدِيثًا3.
قَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ يَقُولُ: كُنْتُ إذا اجتمعت أنا والحارث العلكي على مسألة لم نبال من خالفنا.
قال عبد الوارث: ما رأيت أحدا أسرع جوابا من ابن شبرمة.
قال معمر: رأيت ابن شبرمة إذا قَالَ لَهُ الرَّجُلُ جُعِلْتُ فِدَاكَ، يَغْضَبُ وَيَقُولُ: قُلْ غَفَرَ الله لك.
وقال محمد بن السماك على ابْنِ شُبْرُمَةَ قَالَ: مَنْ بَالَغَ فِي الْخُصُومَةِ أثم ومن
__________
1 الضعفاء والمتروكين "65"، وميزان الاعتدال "2/ 429".
2 تقريب التهذيب "1/ 399"، والعلل "1/ 59".
3 راجع سير أعلام النبلاء "6/ 500".(9/120)
قَصَّرَ فِيهَا خَصِمَ، وَلا يَطِيقُ الحق مَنْ بالى على من دار الأمر1.
قال ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ قَالَ: عَجِبْتُ لِلنَّاسِ يَحْتَمُونَ مِنَ الطَّعَامِ مَخَافَةَ الدَّاءِ وَلا يَحْتَمُونَ مِنَ الذُّنُوبِ مَخَافَةَ النَّارِ2.
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: كَانَ عِيسَى بْنُ مُوسَى لا يَقْطَعُ أَمْرًا دُونَ ابْنِ شُبْرُمَةَ فَبَعَثَ أَبُو جَعْفَرٍ إِلَى عِيسَى بِعَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ لِيَحْبِسَهُ ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ: اقْتُلْهُ فَاسْتَشَارَ ابْنَ شُبْرُمَةَ فَقَالَ لَهُ: لَمْ يُرِدِ الْمَنْصُورُ غَيْرَكَ.
وكان عيسى ولي عهد الْمَنْصُورِ، فَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ احْبِسْهُ وَاكْتُبْ إِلَيْهِ أَنَّكَ قَتَلْتَهُ، فَفَعَلَ فَجَاءَ إِخْوَتُهُ إِلَى عِيسَى فَقَالَ لَهُمْ: كَتَبَ إِلَيَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ أَقْتُلَهُ وَقَدْ قَتَلْتُهُ، فَرَجَعُوا إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ، فقال: كذب أقيدنه بِهِ، فَارْتَفَعُوا إِلَى الْقَاضِي، فَلَمَّا حَقَّقُوا عَلَيْهِ طَرَحَهُ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: قَتَلَنِي اللَّهُ إن لم أقتل الأعرابي فإن عيسى لا يعرف هذا، فمازال ابْنُ شُبْرُمَةَ مُخْتَفِيًا حَتَّى مَاتَ بِخُرَاسَانَ، سَيَّرَهُ إِلَيْهَا عِيسَى بْنُ مُوسَى3.
وَرَوَى ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ ابْنُ شُبْرُمَةَ وَمُغِيرَةُ والحارث العتكي يَسْهَرُونَ فِي الْفِقْهِ فَرُبَّمَا لَمْ يَقُومُوا حَتَّى يُنَادَى بِالْفَجْرِ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وَالْمَدَائِنِيُّ: مَاتَ ابْنُ شُبْرُمَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
250- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَصَمِّ. عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ4.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَعَبَدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
251- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ الْبَصْرِيُّ. أَخُو خَالِدِ بن أبي عثمان.
حدث ع ابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَمُحَمَّدُ بن عبد الله الأنصاري وغيرهم.
__________
1 انظر المصدر السابق.
2 انظر السابق.
3 انظر السابق.
4 تهذيب التهذيب "5/ 280"، والجرح والتعديل "5/ 91".(9/121)
قال أبو حاتم: صدوق لَا بأس به.
252- عَبْدُ اللَّهُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو أَيُّوبَ الأَفْرِيقِيُّ1 –ت- ثم الكوفي الأزرق.
عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ وَالزُّهْرِيِّ وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَأَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي وَغَيْرُهُمْ. لَيَّنَهُ أَبُو زُرْعَةَ.
253- عَبْدُ اللَّهِ بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس2، بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيُّ عَمُّ الْمَنْصُورِ وَالسَّفَّاحِ.
أَحَدُ دُهَاةِ الرِّجَالِ وَمِنَ الشُّجْعَانِ الأَبْطَالِ. وَهُوَ الَّذِي انْتُدِبَ لِمُلْتَقَى مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ فَهَزَمَ مروان ولج في طلبه وطوى الممالك حَتَّى نَازَلَ دِمَشْقَ وَحَاصَرَهَا وَتَمَلَّكَهَا وَافْتَتَحَهَا بِالسَّيْفِ، وَعَمِلَ كَمَا تَعْمَلُ التَّتَارُ، وَأَسْرَفَ فِي قَتْلِ بَنِي أُمَيَّةَ وَلَمْ يَرْقُبْ فِيهِمْ إِلا وَلا ذِمَّةً، وَلا رَعَى فِيهِمْ رَحْمَةً وَلا قَرَابَةً. ثم جهز أخاه داود إِلَى دِيَارِ مِصْرَ فِي طَلَبِ مَرْوَانَ فَأَدْرَكَهُ بِبُوصِيرَ فَبَيَّتَهُ وَقَتَلَهُ وَلَمَّا مَاتَ السَّفَّاحُ وَهَذَا بِالشَّامِ دَعَا إِلَى نَفْسِهِ وَزَعَمَ أَنَّ عَلَى مِثْلِ هَذَا بَايَعَ ابْنُ أَخِيهِ، فَبَايَعَهُ أَهْلُ الشَّامِ بِالْخِلافَةِ وَبَايَعَ النَّاسُ الْمَنْصُورَ بِعَهْدٍ مِنْ أَخِيهِ، فَجَهَّزَ الْمَنْصُورُ لِحَرْبِ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ صَاحِبِ الدَّعْوَةً أَبَا مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيَّ، فَسَارَ كُلٌّ مِنْهُمَا يَقْصِدُ الآخَرَ، فَكَانَ الْمَصَافُّ بَيْنَهُمَا بِنَصِيبِينَ، فَعَظُمَ الْقِتَالُ وَاشْتَدَّ الْبَلاءُ، ثُمَّ انْهَزَمَ جَيْشُ عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ الظَّفَرُ لِأَبِي مُسْلِمٍ، فَسَاقَ عَبْدَ اللَّهِ فِي طَائِفَةٍ مِنْ مَوَالِيهِ وقصد البصرة، وبها أخوه، فأخفاه عنده مدة، ثم لم نزل المنصور بِهِ حَتَّى بعثه إِلَيْهِ فَسَجَنَهُ، ثُمَّ عَمِلَ عَلَى قَتْلِهِ سِرًّا. فَقِيلَ: إِنَّهُ حَفَرَ أَسَاسَ الْحَبْسِ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِ الْمَاءَ فَوَقَعَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ وَذَلِكَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ ومائة. وقد مَرَّ مِنْ أَخْبَارِهِ فِي الْحَوَادِثِ3.
254- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ4 -د ت ق- ابْنُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَبُو مُحَمَّدَ الهاشمي الطالبي المدني.
أمه هِيَ زَيْنَبُ الصُّغْرَى بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب.
__________
1 تهذيب التهذيب "5/ 325".
2 تاريخ بغداد "10/ 8"، والمحبر "485"، مروج الذهب "4/ 138"، وتاريخ الطبري "3/ 92".
3 وانظر سير أعلام النبلاء "6/ 373 وما بعدها".
4 ترجم له الذهبي "6/ 403" كما في السير، وفي ميزان الاعتدال "2/ 484"، والكاشف "2/ 113"، والمغني في الضعفاء "1/ 354".(9/122)
رَوَى عَنْ جَابِرٍ وَابْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وَالطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَخَالِهِ محمد بن الحنيفة وَالرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ وَسَعِيدِ بْنِ المسيب.
وعنه زائدة وفليح بْنُ سَلَمَةَ وَالسُّفْيَانَانِ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَعُبَيْدُ اللَّهُ بْنُ عَمْرٍو وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَآخَرُونَ.
احْتَجَّ بِهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ. وَضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا أَحْتَجُّ بِهِ لِسُوءِ حِفْظِهِ. وَقَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ: سَمِعْتُ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: كَانَ أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ وَالْحُمَيْدِيُّ يَحْتَجُّونَ بِحَدِيثِهِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: هُوَ مُقَارِبُ الحديث. وقال بعقوب التَّيْمِيُّ: ثنا ابْنُ عُقَيْلٍ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي جابر بن عبد الله فنسأله عن سُنَن رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَنَكْتُبُهَا.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَخَلِيفَةُ: مَاتَ بَعْدَ الأَرْبَعِينَ ومائة.
255- عبد الله بن المستور1 أَبُو ضُمْرَةَ الْمَدَنِيُّ مَوْلَى الأَنْصَارِ.
رَأَى أَنَسًا وروى عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لبينة.
وعنه مجمع بن يعقوب وأبو أسامة ومحمد بن عبيد الطنافسي وغيرهم.
قال ابن معين: صالح.
256- عبد الله بن مسلم بن هرمز المكي2 –ق- عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ وَمُجَاهِدٍ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَأَبُو عَاصِمٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو حاتم: ليس بالقوي يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَكَنَّاهُ شَبَّابٌ الْعُصْفُرِيُّ: أَبَا الْعَجْفَاءِ.
257- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُقَفَّعِ3: أَحَدُ الْمَشْهُورِينَ بِالْكِتَابَةِ والبلاغة والترسل
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 170".
2 التاريخ الكبير "5/ 190"، والجرح والتعديل "5/ 164"، والمجروحين "2/ 32".
3 سير أعلام النبلاء "6/ 406"، والفهرست "118"، والوزراء والكتاب "109"، وأخبار الحكماء "148"، والبداية والنهاية "10/ 96".(9/123)
والبراعة. وكان فارسيًا فَأَسْلَمَ عَلَى يَدِ عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ عَمِّ السَّفَّاحِ وَهُوَ كَهْلٌ، ثُمَّ كَتَبَ لَهُ وَاخْتَصَّ به.
ومن كلام ابن المثفع قَالَ: شَرِبْتُ مِنَ الْخُطَبِ رَيًّا وَلَمْ أَضْبُطْ لَهَا رَوِيًّا فَغَاضَتْ ثُمَّ فَاضَتْ، فَلا هِيَ هِيَ نِظَامًا، وَلا هِيَ غَيْرُهَا كَلامًا.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: صَنَّفَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ "الدُّرَّةَ الْيَتِيمَةَ" الَّتِي لَمْ يُصَنَّفْ مِثْلُهَا فِي فَنِّهَا، وَقَدْ سُئِلَ: مَنْ أَدَّبَكَ؟ قَالَ: نَفْسِي، كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ مِنْ غَيْرِي حُسْنًا أَتَيْتُهُ، وَإِذَا رَأَيْتُ قَبِيحًا أَبَيْتُهُ.
وَيُقَالُ: كَانَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ عِلْمُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَقْلِهِ. وَهُوَ الَّذِي وَضَعَ كِتَابَ "كَلِيلَةَ وَدِمْنَةَ" فِيمَا قِيلَ، وَالأَصَحُّ أَنَّهُ هُوَ الَّذِي عَرَّبَهُ مِنَ الْفَارِسِيَّةِ.
قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: جَاءَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ إِلَى عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ فقال: أريد أن أسلم على يديك، فَقَالَ: لِيَكُنْ ذَلِكَ بِمَحْضَرٍ مِنْ وُجُوهِ النَّاسِ غَدًا، ثُمَّ جَلَسَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ وَهُوَ يَأْكُلُ وَيُزَمْزِمُ عَلَى دِينِ الْمَجُوسِيَّةِ فَقَالَ لَهُ عِيسَى: أَتُزَمْزِمُ وَأَنْتَ تُرِيدُ أَنْ تُسْلِمَ قَالَ: أَكْرَهُ أَنْ أَبِيتَ عَلَى غَيْرِ دِينٍ. وَكَانَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ يُتَّهَمُ بِالزَّنْدَقَةِ1.
وَعَنِ الْمَهْدِيِّ قَالَ: مَا وَجَدْتُ كِتَابَ زَنْدَقَةٍ إِلا وَأَصْلُهُ ابْنُ الْمُقَفَّعِ.
وَقِيلَ: إِنَّ ابْنَ الْمُقَفَّعِ كَانَ يَنَالُ مِنْ مُتَوَلِّي الْبَصْرَةِ سُفْيَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ وَيُسَمِّيهِ ابْنَ الْمُغْتَلِمَةِ، فَحَنَقَ عَلَيْهِ وَقَتَلَهُ بِإِذْنِ الْمَنْصُورِ، وَلِكَوْنِهِ كَتَبَ فِي تَوَثُّقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ مِنَ الْمَنْصُورِ يَقُولُ: وَمَتَى غَدَرَ بِعَمِّهِ فَنِسَاؤُهُ طَوَالِقُ، وَعَبِيدُهُ أَحْرَارٌ، وَدَوَابُّهُ حُبُسٌ، وَالْمُسْلِمُونَ فِي حِلٍّ مِنْ بَيْعَتِهِ. فَلَمَّا وَقَفَ الْمَنْصُورُ عَلَى ذَلِكَ عَظُمَ عَلَيْهِ وَكَتَبَ إِلَى سُفْيَانَ يَأْمُرُهُ بِقَتْلِهِ.
وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: دَخَلَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ عَلَى سُفْيَانَ وَقَالَ: أَتَذْكُرُ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي أُمِّي؟ قَالَ: أُنْشِدُكَ اللَّهَ أَيُّهَا الأَمِيرُ فِي نَفْسِي، فَأَمَرَ لَهُ بتنور فَسُجِّرَ ثُمَّ قَطَّعَ أَرْبَعَتَهُ ثُمَّ سَائِرَ أَعْضَائِهِ وَأَلْقَاهَا فِي التَّنُّورِ، وَهُوَ يَنْظُرُ، وَقَالَ: لَيْسَ عَلَيَّ فِي الْمُثْلَةِ بِكَ حَرَجٌ لِأَنَّكَ زِنْدِيقٌ قَدْ أَفْسَدْتَ النَّاسَ، فَسَأَلَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ وَعِيسَى عَنْهُ فَقِيلَ: إِنَّهُ دَخَلَ دَارَ سُفْيَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ سَلِيمًا وَلَمْ يَخْرُجْ، فَخَاصَمَاهُ إِلَى الْمَنْصُورِ وَأَحْضَرَاهُ مُقَيَّدًا فَشَهِدَ شُهُودٌ بِالْحَالِ فَقَالَ الْمَنْصُورُ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ قَتَلْتُ سُفْيَانَ، فَخَرَجَ ابْنُ المقفع من هذا المجلس
__________
1 انظر سير أعلام النبلاء "6/ 406".(9/124)
أَأَقْتُلُكُمْ بِسُفْيَانَ؟ فَنَكَلُوا عَنِ الشَّهَادَةِ كُلُّهُمْ وَعَلِمُوا أنه بِرِضَا الْمَنْصُورِ.
وَيُقَالُ: إِنَّ ابْنَ الْمُقَفَّعِ عَاشَ سِتًّا وَثَلاثِينَ سَنَةً. وَحَكَى الْبَلاذْرِيُّ أَنَّ سُفْيَانَ ألقاه في بئر. قيل: أَدْخَلَهُ حَمَّامًا وَأَغْلَقَهُ عَلَيْهِ. وَقِيلَ: إِنَّ قَتْلَهُ كَانَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ: فِي نَحْوِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ.
وَكَانَ اسْمُ أَبِيهِ دَاذَوَيْهِ، وَكَانَ كَاتِبًا، وَلِيَ لِلْحَجَّاجِ خَرَاجَ فَارِسٍ فَخَانَ وَأَخَذَ مِنَ الأَمْوَالِ فَعَذَّبَهُ الْحَجَّاجُ فَتَقَفَّعَتْ يَدُهُ فَلُقِّبَ الْمُقَفَّعَ. وَقِيلَ: بَلِ الَّذِي عَذَّبَهُ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ الأَمِيرُ.
وَالْمُقَفَّعُ: بِفَتْحِ الْفَاءِ، الصَّحِيحُ.
وَقَالَ ابْنُ مَكِّيٍّ فِي كِتَابِ تَثْقِيفِ اللِّسَانِ: يَقُولُونَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ، وَالصَّوَابُ بِكَسْرِ الْفَاءِ لِأَنَّهُ كَانَ يَعْمَلُ الْقِفَاعَ وَيَبِيعُهَا وَهِيَ قِفَافُ الْخُوصِ.
258- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْسَرَةَ1 –ق- أَبُو عَبْدِ الْجَلِيلِ. وَيُقَالُ: أَبُو إِسْحَاقَ. وَيُقَالُ: أبو ليلى.
وقال أبو أحمد الحاكم: روى عَنْ مُجَاهِدٍ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حُرَّةَ. وَعَنْهُ هُشَيْمٌ وَحُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ الْوَاسِطِيُّ وَوَكِيعٌ. ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
259- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بن فنطس الهذلي2. مدني مقل.
له عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ. وعنه ابن أبي ذئب والثوري وحاتم بن إسماعيل وعلي ابن ثابت. قال ابن معين: صالح.
260- عبد الله بن يزيد بن آدم الدمشقي3.
عَنْ أَبِي أُمَامة وواثلة بْن الأسقع وأنس بن مالك وَحَدَّثَ بِالْجَزِيرَةِ.
رَوَى عَنْهُ فَيَّاضُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيُّ وَكَثِيرُ بْنُ مَرْوَانَ وَطَلْحَةُ بْنُ يَزِيدَ الرَّقِّيُّ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَحَادِيثُهُ مَوْضُوعَةٌ. قدم بغداد أيام المنصور.
__________
1 تهذيب التهذيب "6/ 48"، والجرح والتعديل "5/ 178"، والمجروحين "2/ 32"، والمتروكين "66".
2 لسان الميزان "6/ 485"، والجرح "5/ 197".
3 ميزان الاعتدال "2/ 526".(9/125)
261- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ الثَّقَفِيُّ1.
عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَسَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيَّانِ.
262- عَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ حُمَيْدٍ أَبُو مَالِكٍ الْيَحْصُبِيُّ2 –ن- المصري.
عَنِ الزُّهْرِيِّ وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ. وَعَنْهُ ابْنُ عَجْلانَ -وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ وَابْنُ وَهْبٍ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسَ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
263- عَبْدُ الْجَلِيلِ بن عطية أبو صالح القيسي البصري3 -د ن- عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَابْنِ بُرَيْدَةَ وَجَعْفَرِ بْنِ مَيْمُونَ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَجَمَاعَةٌ. وَسَيَأْتِي فِي الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ.
264- عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ وَاصِلٍ أَبُو وَاصِلٍ الْبَاهِلِيُّ4.
أَرْسَلَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وله عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ عَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ -مَعَ تَقَدُّمِهِ- وَشُعْبَةُ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ وَعَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ. قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
265- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الله بن الحارث القرشي5 –م4- العامري المدني.
نَزِيلُ الْبَصْرَةِ. يُقَالُ لَهُ: عَبَّادٌ. وَقِيلَ: بَلْ هُمَا أَخَوَانِ.
رَوَى عَنِ الْحَسَنِ وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وعبد الله بن يزيد مولى المنبعث وأبي عبيدة بن محمد بن عمار. وعنه يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وابن علية وعبد الله بن رجاء المكي لا الْغُدَانِيُّ.
__________
1 التاريخ الكبير "5/ 232".
2 تقريب التهذيب "1/ 435"، والثقات "8/ 421".
3 ميزان الاعتدال "2/ 535"، والجرح والتعديل "6/ 33" والتاريخ لابن معين "2/ 341".
4 التاريخ الكبير "6/ 45"، والجرح والتعديل "6/ 45".
5 تهذيب التهذيب "6/ 137"، والتاريخ لابن معين "2/ 344".(9/126)
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وقال أبو داود: هو عباد.
وقال ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ آخَرُ: كَانَ كَثِيرَ الْعِلْمِ وَالرِّوَايَةِ شَاعِرًا فَصِيحًا مُفَوَّهًا.
وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ قَدَرِيًّا فَنَفَاهُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ.
266- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الله بن عياش1 -4- بن أبي ربيعة المخزومي وَأَبُو الْحَارِثِ الْمَدَنِيُّ.
وَهُوَ وَالِدُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفَقِيهُ.
عَنْ طَاوُسٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَزَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَالزُّهْرِيِّ. وَعَنْهُ ابْنُهُ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَابْنُ وَهْبٍ وَجَمَاعَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شيخ.
267- عبد الرحمن بن حرملة2 –م4- بن عمرو وَأَبُو حَرْمَلَةَ الأَسْلَمِيُّ.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَحَنْظَلَةَ بْنِ عَلِيٍّ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ. وَعَنْهُ مَالِكٌ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَخَلْقٌ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَبُو حاتم: لا يحتج به. وضعفه يَحْيَى الْقَطَّانُ وَلَيَّنَهُ الْبُخَارِيُّ.
مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
268- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ الْجَيْشَانِيُّ3، أَبُو سَلَمَةَ.
وَلِيَ قَضَاءَ مِصْرَ وَالْقِصَصَ ثُمَّ عُزِلَ وَوَلِيَ دِيوَانَ الْجُنْدِ. وَجَدُّهُ مِنْ فُضُلاءِ الْمِصْرِيِّينَ اسْمُهُ سُفْيَانُ بْنُ هَانِئٍ الْمُعَافِرِيُّ حَلِيفُ بَنِي جَيْشَانَ.
مَاتَ عَبْدُ الرحمن في سنة ثلاث وأربعين ومائة.
__________
1 التهذيب "6/ 155"، وميزان الاعتدال "2/ 554".
2 الضعفاء الصغير "70"، والمشاهير "137".
3 انظر: كتاب "الولاة والقضاة" "ص/ 353".(9/127)
* عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نِسْطَاسٍ الثَّعْلَبِيُّ الْعَامِرِيُّ1، أَبُو يَعْفُورٍ، يَأْتِي فِي الْكُنَى.
269- عَبْدُ الرحمن بن عطية المدني2 –د- صَاحِبُ الشَّارِعَةِ أَرْضٌ بِالْمَدِينَةِ.
رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ. وَعَنْهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. وَهُوَ مُقِلٌّ.
مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
270- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ الْعَتَكِيُّ3، أَبُو رَوْحٍ. بَصْرِيٌّ.
عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهِكٍ وَيَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ. وَعَنْهُ صَالِحٌ أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ مَهْدِيٍّ.
271- عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَبُو أُمَيَّةَ السِّنْدِيُّ4. مَوْلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الملك وكاتب عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وَسَكَنَ فِلَسْطِينَ بِنَابُلْسَ.
رَوَى عَنْهُ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ وَسَوَّارُ بْنُ عُمَارَةَ الرَّمْلِيَّانُ وَعِرَاكُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
272- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ الدِّمَشْقِيُّ5.
عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَنَافِعٍ وَغَيْرِهِمْ. وعنه سعيد بن أبي أيوب والهيثم بن حُمَيْدٍ. لا أَعْلَمُ بِهِ بَأْسًا.
273- عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مَيْمُونٍ6 -د ت ق- مِنْ مَوَالِي أهل المدينة. سكن مصر. ويقال: اسمه يحيى.
__________
1 التهذيب "6/ 225".
2 الجرح والتعديل "5/ 272".
3 التاريخ الكبير "5/ 339"، والجرح والتعديل "5/ 378".
4 الجرح والتعديل "5/ 305".
5 تهذيب التهذيب "6/ 268".
6 ميزان الاعتدال "2/ 607".(9/128)
رَوَى عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ الْجُهَنِيِّ وَعَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ. وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ زَاهِدًا عَابِدًا مُجَابَ الدَّعْوَةِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
274- عَبْدُ السَّلامِ بْنُ أَبِي الْجَنُوبِ الْمَدَنِيّ1 –ق-.
عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَابْنِ شِهَابٍ. وَعَنْهُ ابْنُ إِسْحَاقَ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ وَأَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ضَعِيفٌ.
275- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْن عَبْد اللَّه بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ2، الْعَدَوِيُّ الْعُمَرِيُّ الْمَدَنِيُّ.
وَالِدُ الزَّاهِدِ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِّ. رَوَى عَنْ عَمِّهِ سالم وأبي بكر بن حزم. وعن ابْنُهُ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَابْنُ الْمُبَارَكِ.
وَكَانَ أَحَدَ مَنْ قَامَ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، فَلَمَّا قُتِلَ مُحَمَّدٌ أَتَوْا بِهَذَا مُقَيَّدًا إِلَى الْمَنْصُورِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صِلْ رَحِمِي وَاعْفُ عَنِّي وَاحْفَظْ فِيَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَعَفَا عَنْهُ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: كَانَ نَبِيهًا وَجِيهًا مِنْ أَحْسَنِ الرِّجَالِ وَأَبْرَعَهُمْ جَمَالا.
276- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بن عبد العزيز3 –ع- بن مروان الأموي أبو محمد.
حَدَّثَ بِالْكُوفَةِ عَنْ أَبِيهِ وَمُجَاهِدٍ وَمَكْحُولٍ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَخَلْقٌ. وَكَانَ مِنْ ثِقَاتِ الْعُلَمَاءِ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ عَلَى الصَّحِيحِ.
277- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ قَرِيرٍ4 الْعَبْدِيُّ البصري –بخ- أخو عبد الملك له عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وعطاء. وعنه الثوري ورواد بن الجراح وضمرة.
__________
1 تهذيب التهذيب "6/ 351"، والتاريخ لابن معين "2/ 364".
2 الجرح والتعديل "5/ 386"، وتهذيب التهذيب "6/ 344".
3 التاريخ الكبير "6/ 21"، وتاريخ أبي زرعة "6/ 569".
4 التاريخ الكبير "6/ 18"، والجرح والتعديل "5/ 392"، والخلاصة "241".(9/129)
قال ربيعة وآخرون: وثقه النسائي. وكان بعسقلان. ووثقه أيضا ابن معين. وقال أبو حاتم: كانوا يظنون قديما أَنَّ رِوَايَةَ مَالِكِ بْنِ عبد الملك بن قرير وَهْمٌ وَإِنَّمَا سَمِعَ مِنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَرِيرٍ الْبَصْرِيِّ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: رَوَى مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قَرِيرٍ وَإِنَّمَا هو ابن قريب.
قال الأصمعي: سمع من مالك، ولما سمع هذا يَحْيَى بْنَ بُكَيْرٍ قَالَ: غَلَطَ ابْنُ مَعِينٍ.
278- عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ وَهْبٍ1 -4- وَهُوَ عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي بُرَيْدٍ الْعُقَيْلِيُّ الْعَامِلِيُّ أَبُو عَمْرٍو.
عَنِ الْعَدَّاءِ بْنِ خَالِدٍ الصَّحَابِيِّ. وَعَنْهُ عَبَّادُ بن ليث الراسي وَوَكِيعٌ وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
279- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَشِيرٍ الْبَصْرِيُّ2 -د ت ن- نَزَلَ الْمَدَائِنَ.
رَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسَاوِرٍ وَحْفَصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ. وعنه الثوري وزهير بن معاوية وعبد الرحمن المحاربي وجماعة وثقوه.
280- عبد الملك بن سعيد بن حيان3 -م د ن- بن أبجر الهمذاني الكوفي.
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ بْنِ وَاثِلَةَ وَالشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ الأَشْجَعِيُّ وجماعة. كان ثِقَةً صَالِحًا خِيَارًا لَهُ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا، بَلَغَنَا أَنَّ رَجُلا قَالَ لَهُ: أَشْتَهِي أن أمرض، فقال: كل سمكًا مالحًا وَاشْرَبْ نَبِيذًا مَرِيًّا وَاقْعُدْ فِي الشَّمْسِ وَاسْتَمْرِضِ اللَّهَ تَعَالَى. إِسْنَادُهَا صَحِيحٌ.
وَهُوَ وَالِدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
قَالَ زهير بن معاوية قَالَ لي ابن أبجر: إِذَا أكلت الجزر نيئا أكلك ولم تأكله، وَإِذَا أكلته مطبوخا لم تأكله ولم يأكلك، وَإِذَا أكلته مشويا أكلته ولم يأكلك.
__________
1 تهذيب التهذيب "6/ 383"، والجرح والتعديل "6/ 63".
2 المعرفة والتاريخ "2/ 638"، والجرح والتعديل "5/ 344".
3 التاريخ الكبير "5/ 416"، والتهذيب "6/ 394".(9/130)
281- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ1 –م4- وَاسْمُ أَبِيهِ مَيْسَرَةُ الْعَرْزَمِيُّ الْكُوفِيُّ، أَحَدُ الْحُفَّاظِ.
رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ شُعْبَةُ يُعْجَبُ مِنْ حِفْظِ عَبْدِ الْمَلِكِ بن أبي سليمان.
وقال أحمد والنسائي: ثقة. واستشهد به البخاري. وقد أنكر عليه شُعْبَةُ حَدِيثَهُ فِي الشُّفْعَةِ وَهُوَ حَدِيثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ2.
تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ إِلا أَنَّهُ رَفَعَ أَحَادِيثَ عَنْ عَطَاءٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: حَدِيثُهُ فِي الشُّفْعَةِ أَنْكَرَهُ عَلَيْهِ النَّاسُ ولكنه ثِقَةٌ لا يُرَدُّ عَلَى مِثْلِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ.
وَقَالَ أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ: قُلْتُ لِشُعْبَةَ: مَالَكَ لا تُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ؟ قَالَ: تَرَكْتُ حَدِيثَهُ، قُلْتُ: تُحَدِّثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيِّ وَتَدَعُهُ وَقَدْ كَانَ حَسَنَ الْحَدِيثِ! قَالَ: مِنْ حُسْنِهَا فَرَرْتُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ أَيْضًا: كَانَ ثِقَةً.
282- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ -ع- أبو الوليد وأبو خالد الرومي، مولى بني أمية وعالم أَهْلِ مَكَّةَ. وَكَانَ أَحَدَ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ. وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ التَّصَانِيفَ فِي الْحَدِيثِ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَمُجَاهِدٍ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وطاوس وعمرو بن شعيب ونافع
__________
1 تهذيب التهذيب "6/ 396"، وميزان الاعتدال "2/ 256"، وتاريخ خليفة "423"، والمجروحين "1/ 290".
2 قلت: وهو حديث "الجار أحق بشفعة جاره، ينتظر بها وإن كان غائبًا، إذا كان طريقهما واحدًا".
وهو حديث صحيح: أخرجه أبو داود "8/ 35"، والترمذي "1369"، وابن ماجه "2494".(9/131)
وَالزُّهْرِيِّ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ وَالْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ وَابْنِ طَاوُسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسَافِعٍ وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ وَالْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ وَنَافِعٍ وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ وَعَبَدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ وَابْنِ أَبِي مكية وَخَلْقٍ مِنَ التَّابِعِينَ وَأَتْبَاعِهِمْ.
وَكَانَ مَوْلِدُهُ بَعْدَ سنة سبعين. وعنه السُّفْيَانَانِ وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَوَكِيعٌ وَأَبُو أُسَامَةَ وَابْنُ وَهْبٍ وَحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو عَاصِمٍ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ وَخَلْقٌ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ جُرَيْجٌ أَحَدَ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ.
قَالَ أَبُو غَسَّانَ رُبَيْحٌ: سَمِعْتُ جَرِيرًا يَقُولُ: كَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ يَرَى الْمُتْعَةَ، تَزَوَّجَ بِسِتِّينَ امْرَأَةً.
وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هَمَّامٍ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: كُنْتُ أَتَتَبَّعُ الأَشْعَارَ الْعَرَبِيَّةَ وَالأَنْسَابَ، فَقِيلَ لِي: لَوْ لَزِمْتَ عَطَاءً، قَالَ: فَلَزِمْتُهُ ثمانية عشر عامًا.
قال يَحْيَى الْقَطَّانُ: لَمْ يَكُنِ ابْنُ جُرَيْجٍ عِنْدِي بِدُونِ مَالِكٍ فِي نَافِعٍ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَمْ يَكُنْ فِي الأَرْضِ أَعْلَمَ بِعَطَاءٍ مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. وَبَلَغَنَا أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ مَا سَمِعَ مِنَ الزُّهْرِيِّ شَيْئًا إِنَّمَا أَخَذَ عَنْهُ مُنَاوَلَةً وَإِجَازَةً. قُلْتُ: وَسَمِعَ مِنْ مُجَاهِدٍ حَرْفَيْنِ مِنَ الْقِرَاءَاتِ وَسَمِعَ مِنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ لا مِنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَلَى أَنَّ أَبَا عِيسَى التِّرْمِذِيَّ رَوَى حَدِيثًا مِنْ طَرِيقِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عِكْرِمَةَ فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ صَلاةً مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ الْعَيْشِيّ: ثنا بَكْرُ بْنُ كُلْثُومٍ السُّلَمِيُّ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا ابْنُ جُرَيْجٍ الْبَصْرَةَ فَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ فَحَدَّثَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ بِحَدِيثٍ فَأَنْكَرَهُ عَلَيْهِ النَّاسُ فَقَالَ: مَا تُنْكِرُونَ عَلَيَّ فِيهِ لَزِمْتُ عَطَاءً عِشْرِينَ سَنَةً فَرُبَّمَا حَدَّثَنِي عَنْهُ الرَّجُلُ بِالشَّيْءِ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ.
قَالَ الْعَيْشِيُّ: سُمِّيَ ابْنُ جُرَيْجٍ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ غَنْدَرًا فَإِنَّهُ بَقِيَ يُكْثِرُ الشَّغَبَ عَلَيْهِ فَقَالَ: اسْكُتْ يَا غُنْدَرُ، وَأَهْلُ الْحِجَازِ يسمون المشغب غندرًا.
قال ابْنُ مَعِينٍ: لَمْ يَلْقَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ: لَمْ يَسْمَعْ مِنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ وَلا سَمِعَ مِنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ زَكَاةَ مَالِ الْيَتِيمِ. قُلْتُ: مَعَ اتِّفَاقِهِمْ عَلَى ثِقَةِ ابْنِ جُرَيْجٍ كَانَ رُبَّمَا دَلَّسَ. وَكَانَ صَاحِبَ تَعَبُّدٍ وَخَيْرٍ، وَمَا زَالَ يَطْلُبُ الْعِلْمَ حَتَّى شَاخَ. وَقِيلَ: إِنَّهُ جَاوَزَ الْمِائَةَ، وَلَمْ يَصِحَّ ذَلِكَ بَلْ وَلا جَاوَزَ الثمانين.(9/132)
قَالَ خَالِدُ بْنُ نَزَارٍ الأَيْلِيُّ: خَرَجْتُ بِكُتُبِ ابْنِ جُرَيْجٍ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ فَوَجَدْتُهُ قَدْ مَاتَ.
قُلْتُ: فِيهَا أَرَّخَ مَوْتَهُ الْوَاقِدِيُّ وَزَادَ فَقَالَ: فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ مِنْهَا. وَكَذَا أَرَّخَهُ فِيهَا جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ: أَبُو نُعَيْمٍ وَسَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ وَابْنُ سَعْدٍ وَخَلِيفَةُ. وَأَمَّا ابْنُ الْمَدِينِيِّ فَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ، وَهَذَا وَهْمٌ.
283- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ1 -د ت ن- بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَبُو نَوْفَلٍ القرشي العامري المدني.
عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وَأَبِي عِصَامٍ الْمُزَنِيِّ. وَعَنْهُ أَبُو مِخْنَفٍ لُوطُ بْنُ يَحْيَى وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيُّ صَاحِبُ الْفُتُوحِ وَغَيْرُهُمْ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ.
284- عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ المكي2 -خ م ن- مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَأَبِي بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ. وَعَنْهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَوَكِيعٌ وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى. وَأَبُو نُعَيْمٍ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
285- عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ الْقُرَشِيُّ3 -م ت ن-.
عَنْ عَمِّهِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَهُوَ أكبر منه وَعَبْدُ الْعَزِيزِ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ وَغَيْرُهُمَا. صَدُوقٌ مُقِلٌّ.
286- عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَبِي عَوْنٍ الْمَدَنِيُّ4 –ق4-.
عَنْ ذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وسعد بن إبراهيم. وعنه عبد العزيز
__________
1 تهذيب التهذيب "6/ 428"، والجرح والتعديل "5/ 372".
2 تهذيب التهذيب "6/ 433"، والمعرفة والتاريخ "1/ 543-544".
3 تهذيب التهذيب "6/ 434"، والجرح والتعديل "6/ 20".
4 تقريب التهذيب "1/ 487"، وتاريخ بغداد "11/ 5".(9/133)
ابن الماجشون والراوردي وَغَيْرُهُمَا. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. لَهُ أَحَادِيثُ قَلِيلَةٌ.
287- عُبَيْدُ الله بن الأخنس1 –ع- أبو مالك النخعي الكوفي الجزار.
عن ابن بريدة وابن ملكية وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَنَافِعٍ. وَعَنْهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ وروح بن عبادة بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
288- عُبَيْدُ الله بن عمر بن حَفْصُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ2.
الإِمَامُ الثَّبْتُ أَبُو عُثْمَانَ الْعَدَوِيُّ الْعُمَرِيُّ الْمَدَنِيُّ أَحَدُ عُلَمَاءِ الْمَدِينَةِ. وَهُوَ أَخُو عَبْدِ اللَّهِ وَعَاصِمٍ وَأَبِي بَكْرٍ.
روى عن أم خالد بنت سَعِيدٍ الصَّحَابِيَّةِ، وَعَنِ الْقَاسِمِ وَسَالِمٍ وَعَطَاءٍ وَالْمَقْبُرِيِّ ونافع والزهري ووهب بن كيسان وطائفة. عنه شُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَالسُّفْيَانَانِ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَأَبُو أُسَامَةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَكَانَ سَيِّدًا شَرِيفًا، صَالِحًا، متعبدًا، ثِقَةً، حُجَّةً بِالإِجْمَاعِ، وَاسِعَ الْعِلْمِ. اعْتَزَلَ فِتْنَةَ ابن حَسَنٍ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: عُبَيْدُ اللَّهِ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ الذَّهَبُ الْمُشَبَّكُ بِالدُّرِّ.
قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
289- عُبَيْدُ اللَّهِ بن أبي زياد المكي3 -د ت ق- القداح أبو الحصين.
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٍ وَشَهْرٍ وَالْقَاسِمِ وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو عَاصِمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبَرْسَانِيُّ وَآخَرُونَ.
قَالَ أحمد: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: صالح. ولينه بعضهم.
__________
1 التاريخ الكبير "5/ 373"، والمعرفة والتاريخ "3/ 36".
2 تاريخ أبي زرعة "1/ 182"، ومشاهير علماء الأمصار "132"، وتذكرة الحفاظ "1/ 160".
3 ميزان الاعتدال "3/ 8"، وتقريب التهذيب "1/ 533".(9/134)
وقال ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَرَ بِهِ شَيْئًا مُنْكَرًا.
قَالَ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الْفَلاسُ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
290- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَيْزَارِ الْمَازِنِيُّ1. بَصْرِيٌّ صَدُوقٌ.
لَهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ومعاذ الْعَدَوِيَّةِ والقاسم بن محمد. وعنه يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ويحيى القطان. وثقه غير واحد.
291- عبيد الله بن الوليد الوصافي2 -ت ق- إسماعيل الكوفي.
أَحَدُ الْمَتْرُوكِينَ. رَوَى عَنْ طَاوُسٍ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَطِيَّةَ. وَعَنْهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ وَالْمُحَارِبِيُّ وَوَكِيعٌ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ مَتْرُوكٌ.
292- عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، الْهَاشِمِيُّ3.
أَخُو عُمَرَ وعبد الله وجعفر وَأُمُّ كُلْثُومٍ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَخَالَيْهِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ.
وَعَنْهُ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو يُوسُفَ وَآخَرُونَ. وَلَهُ عِدَّةُ أَوْلادٍ.
وَمَا عَلِمْتُ فِيهِ جُرْحَةً. وَلا رِوَايَةً لَهُ فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ.
293- عُبَيْدُ بْنُ أبي أمية الطنافسي4 –ت- الكوفي اللحام أبو الفضل.
وَالِدُ الْمُحَدِّثِينَ عُمَرَ وَمُحَمَّدٍ وَيَعْلَى وَإِبْرَاهِيمَ وَإِدْرِيسَ.
يروي عن الشعبي وأبي بردة وأبي بكر ابني أبي موسى وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ ابْنَاهُ عُمَرُ وَيَعْلَى وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِغْرَاءَ.
قال أبو زرعة: ليس به بأس.
__________
1 التاريخ الكبير "5/ 394"، والجرح والتعديل "5/ 330".
2 التهذيب "7/ 55"، والجرح والتعديل "5/ 336".
3 تقريب التهذيب "1/ 500"، والثقات "7/ 151".
4 التاريخ الكبير "5/ 441"، والتهذيب "7/ 59".(9/135)
294- عبيدة بن معتب الضبي الكوفي1 -د ت ق-.
عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَالشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَوَكِيعٌ وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ. ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَالنَّسَائِيُّ. وَلَمْ يُتْرَكْ.
295- عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ2 الْهَمْدَانِيُّ -4- أَبُو الْعَبَّاسِ الأُرْدُنِيُّ الطَّبَرَانِيُّ.
سَمِعَ مَكْحُولا وَعُبَادَةُ بْنُ نَسِيٍّ وَقَتَادَةُ، سَمِعَ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى فَلَعَلَّهُمَا اثْنَانِ.
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَبَقِيَّةُ وَابْنُ شَابُورٍ وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ مِنْ أَهْلِ الأُرْدُنِ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ وَآخَرُ عَنِ ابْنِ معين: ثقة. وروى ابن أبي خثيمة عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ وَالنَّسَائِيُّ. وَقَالَ دُحَيْمٌ: لا أَعْلَمُهُ إِلا مُسْتَقِيمَ الْحَدِيثِ.
وَعَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ لَيَّنَهُ.
296- عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب3، بْنِ الْحَارِثِ الْقُرَشِيُّ الْجُمَحِيُّ.
مَدَنِيٌّ نَزَلَ الْكُوفَةَ. رَأَى ابْنَ عُمَرَ يحفي شاربه وَأَجْلَسَهُ ابْنُ عُمَرَ فِي حِجْرِهِ.
رَوَى عَنْ جَدِّهِ وَعَنْ أُمِّهِ عَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ. وَعَنْهُ يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، قَدْ رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَحَادِيثُ مُنْكَرَةٌ.
297- عُثْمَانُ بن الأسود الجمحي4 –ع- مَوْلاهُمُ الْمَكِّيُّ.
عَنْ مُجَاهِدٍ وَطَاوُسٍ وَعَطَاءٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَطَبَقَتِهِمْ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَابْنُ المبارك
__________
1 التقريب "1/ 510"، وتاريخ الدوري "2/ 388"، وأبو زرعة الرازي "680"، والكامل "5/ 353".
2 التقريب "2/ 6"، أحوال الرجال "309"، والثقات "7/ 271"، وتاريخ الدوري "2/ 389".
3 التاريخ الكبير "6/ 212"، ميزان الاعتدال "3/ 30".
4 ميزان الاعتدال "3/ 59"، خلاصة تذهيب الكمال "262"، شذارت الذهب "1/ 230".(9/136)
وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو عَاصِمٍ وَالْخُرَيْبِيُّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَخَلْقٌ. وَثَّقَهُ الْقَطَّانُ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوَ عِشْرِينَ حَدِيثًا. قَالَ خَلِيفَةُ: مات سنة وَأَرْبَعِينَ. وَقِيلَ: سنة خمسين ومائة.
298- عُثْمَانُ بْنُ عمر بن موسى1 -د ق- بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ.
عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ وَخَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ وسالم مولى ابن مطيع والقاسم بن مُحَمَّد.
وَعَنْهُ ابنه عُمَر وَعَبْد الواحد بن زياد وَمُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ الْمَكْحُولِيِّ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ.
وَوَلِيَ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ مَرْوَانَ، ثُمَّ وَلاهُ الْمَنْصُورُ قَضَاءَهُ فَكَانَ مَعَهُ حَتَّى مَاتَ بِالْحِيرَةِ قَبْلَ أَنْ تُبْنَى بَغْدَادُ، وَكَانَ صَدُوقًا.
299- عُثْمَانُ بْنُ عُمَيْرٍ2 -د ت ق- أبو اليقظان الكوفي الأعمى.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي وَائِلٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَأَبِي عُمَرَ زَاذَانَ وَعَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ.
وعن الأَعْمَشُ وَسُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ وَشَرِيكٌ وَغَيْرُهُمْ، وَهُوَ ضَعِيفٌ بِاتِّفَاقٍ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: رَدِيءُ الْمَذْهَبِ غَالٍ فِي التَّشَيُّعِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ بَقِيَ إِلَى بَعْدِ الأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَأَنَا أَسْتَبْعِدُ ذَلِكَ لِأَنَّهُ لَوْ تَأَخَّرَ لَحَمَلَ عَنْهُ مِثْلُ وَكِيعٍ وَأَبِي مُعَاوِيَةَ.
300- عَدِيُّ بْنُ حَنْظَلَةَ3، أَبُو طَلْقٍ الزُّهْرِيُّ الأَعْمَى.
عَنْ جَدَّتِهِ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ والخريبي وآخرون.
__________
1 التقريب "2/ 16"، والجرح والتعديل "6/ 159".
2 المجروحين "2/ 95"، والميزان "3/ 50"، والجرح والتعديل "6/ 161".
3 التاريخ الكبير "7/ 45"، والجرح "7/ 3".(9/137)
301- عَرِيفُ بْنُ دِرْهَمٍ أَبُو هُرَيْرَةَ1، الْكُوفِيُّ النَّبَّالُ.
عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَجَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ. وَعَنْهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ لَيْسَ بِالْمَتِينِ عِنْدَهُمْ.
302- عُزْرَةُ بْنُ قَيْسٍ2، شَيْخٌ بَصْرِيٌّ.
رَوَى عَنْ أُمِّ الْفَيْضِ أَنَّهَا سَأَلْتِ ابْنَ مَسْعُودٍ. رَوَى عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا شَيْءَ.
303- عسل بن سفيان3 -د ت- أبو قرة اليربوعي البصري.
عَنْ عَطَاءٍ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ. وَعَنْهُ الْحَمَّادَانِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ.
قَالَ النِّسَائِيُّ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
304- عِصَامُ بْنُ بَشِيرٍ الْكَعْبِيُّ الْحَارِثِيُّ4، أَبُو الْغَلْبَاءِ الْجَزَرِيُّ.
عَنْ أَنَسٍ وَعَنْ وَالِدِهِ. وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ مَرْوَانَ الرَّهَاوِيُّ وَعُمَيْرَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الرَّهَاوِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: بَلَغَ عَشْرًا وَمِائَةَ سنة، وذكره ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ.
وَقِيلَ: بَلَغَ مِائَةً وَسِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً. لَهُ حَدِيثٌ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ.
305- عَطِيَّةُ بْنُ الْحَارِثِ أَبُو رَوْقٍ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ5 -د ن ق.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَالشَّعْبِيِّ وَالضَّحَّاكِ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَسَيْفٌ التَّمِيمِيُّ وَأَبُو أُسَامَةَ وَطَائِفَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ: لَيْسَ به بأس.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 44".
2 ميزان الاعتدال "3/ 65".
3 تهذيب التهذيب "7/ 193".
4 التاريخ الكبير "7/ 70"، وتقريب التهذيب "2/ 24"، والجرح "7/ 25".
5 تهذيب التهذيب "7/ 224".(9/138)
306- عُقْبَةُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ الْكُوفِيُّ1.
عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ. وَعَنْهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَأَبُو نُعَيْمٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
307- عُقَيْلُ بن خالد بن عقيل الإيلي2 –ع- أبو خالد مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.
عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّهِ زِيَادٍ وَعِرَاكِ بْنِ خَالِدٍ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَعِكْرِمَةَ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. سَأَلَهُمْ مَسَائِلَ.
وَرَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ فَأَجَادَ وَعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ وَابْنُ أَخِيهِ سَلامَةُ بْنُ رَوْحٍ وَاللَّيْثُ وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ الْمِصْرِيُّونَ.
كَانَ إِمَامًا حَافِظًا ثَبْتًا ثِقَةً لازَمَ الزُّهْرِيَّ حَضَرًا وَسَفَرًا زَمِيلا لَهُ فِي الْمَحْمَلِ.
قَالَ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الأَيْلِيُّ: مَا أَحَدٌ أَعْلَمُ بِحَدِيثِ الزُّهْرِيِّ مِنْ عُقَيْلٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: عُقَيْلٌ أَقَلُّ خَطَأً مِنْ يُونُسَ. وقال ابْنُ مَعِينٍ: عُقَيْلٌ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: قَالَ لِي الْمَاجِشُونُ: عُقَيْلٌ كَانَ جِلْوَاذًا. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ذُكِرَ عِنْدَ يَحْيَى الْقَطَّانِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ وَعُقَيْلٌ فَجَعَلَ كَأَنَّهُ يَضَعُهُمَا.
قال أحمد: أيش ينفع هذا هَؤُلاءِ ثِقَاتٌ لَمْ يُخْبِرُهُمَا يَحْيَى. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: عُقَيْلٌ لَمْ يَكُنْ بِالْحَافِظِ كَانَ صَاحِبَ كِتَابٍ مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
308- عَقِيلٌ –بالفتح- بن معقل بن منبه اليماني3 -د.
عَنْ عَمَّيْهِ وَهْبٍ وَهَمَّامٍ. وَعَنْهُ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ وَابْنُ أَخِيهِ يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ وَهِشَامُ بْنُ يُوسُفَ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ. وَكَانَ قَدْ قَرَأَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَأَحْمَدُ وهو قليل الحديث.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 312".
2 المشاهير "183"، وطبقات خليفة "295"، وشذرات الذهب "1/ 216".
3 التاريخ الكبير "7/ 53"، وتهذيب التهذيب "7/ 255"، والمشاهير "192".(9/139)
309- الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ1، أَبُو عَوْنٍ الْيَامِيُّ الْكُوفِيُّ الزَّاهِدُ.
عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ وَمُجَاهِدٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشَرِيكٌ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو حَاتِمٍ. وَهُوَ قَلِيلُ الرِّوَايَةِ، وَكَانَ مِنَ الْخَائِفِينَ.
قِيلَ لَهُ مَرَّةً: مَا هُوَ إِلا عَفْوُ اللَّهِ أَوِ النَّارِ، فَصَاحَ وَسَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ.
يُقَالُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
310- الْعَلاءُ بْنُ كَثِيرٍ الْقُرَشِيُّ2، مَوْلاهُمُ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ الْمِصْرِيُّ الزَّاهِدُ.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ اللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَضَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ.
عَمِلَ اللَّيْثُ لِلْمَنْصُورِ فَهَجَرَهُ حَتَّى تَابَ.
وَرَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْمَهْدِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُطَّلِبٍ وَغَيْرِهِ أَنَّ الْعَلاءَ بْنَ كَثِيرٍ كَانَ لا يَلْقَى أَحَدًا إِذَا قَدِمَ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ غَيْرَ اللَّيْثِ، فَبَلَغَ الْعَلاءَ أَنَّهُ وَلِيَ وَإِنَّمَا وَلِيَ مَصْلَحَةً للمسلمين، فلما قدم يَتَلَقَّهُ وَمَنَعَ أَصْحَابَهُ. قَالَ فَدَخَلَ اللَّيْثُ الْمَسْجِدَ فَلَمْ يَقُمْ لَهُ أَحَدٌ، فَجَلَسَ إِلَى الْعَلاءِ فَقَالَ: يَا لَيْثُ وُلِّيتَ! فَقَالَ خِفْتُ عَلَى دَمِي، فَقَالَ: لَسَحَرَةُ فِرْعَوْنَ كَانُوا أَقْرَبَ عَهْدًا بِالْكُفْرِ مِنْكَ، وَلَهُمْ كَانُوا أَعْلَمَ بِاللَّهِ مِنْكَ حِينَ قَالُوا: اقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ، قَالَ: فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ، فَقَالَ الْعَلاءُ لِإِخْوَانِهِ: خُذُوا بِيَدِ أَخِيكُمْ.
قُلْتُ: وَقَدْ وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَلا شَيْءَ لَهُ فِي الْكُتُبِ. وَأَصْلُهُ فَارِسِيٌّ وَهُوَ مِنْ مَوَالِي بَنِي سَهْمٍ.
قَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: قَالَ الْعَلاءُ بْنُ كَثِيرٍ: لو أن الدُّنْيَا وضعتني درجة لأحببت أن أبادرها إلى درجة أخرى.
قال علي بن مطلب: كَانَ العلاء بن كثير حَسَنُ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ، فَإِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ اسْتَيْقَظَ لَهُ الْجِيرَانُ لِحُسْنِ صَوْتِهِ، فَخَافَ الْفِتْنَةَ، فَدَعَا اللَّهَ، فَذَهَبَ صَوْتُهُ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ الْعَلاءُ بْنُ كثير بالإسكندرية سنة أربع وأربعين ومائة.
__________
1 التاريخ لابن معين "2/ 415"، والمعرفة والتاريخ "3/ 93".
2 تهذيب التهذيب "8/ 190".(9/140)
311- الْعَلاءُ بْنُ كَثِيرٍ الدِّمَشْقِيُّ1.
مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ. نزل الكوفة وحدث عن مكحول. وعنه يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَمُصْعَبُ بْنُ سَلامٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هَانِئٍ النَّخَعِيُّ وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
312- الْعَلاءُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ2 -ع.
عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ. وَعُبَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَابْنُ فُضَيْلٍ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
313- عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ3 بْنِ عَلِيِّ بْن أبي طالب، الْعَلَوِيُّ.
الْمُلَقَّبُ بِالسَّجَّادِ لِفَضْلِهِ وَاجْتِهَادِهِ وَتَعَبُّدِهِ. وَهُوَ وَالِدُ حُسَيْنٍ الْمَقْتُولُ بِفَخٍّ وَإِخْوَتُهُ، وَكَانَ يُقَالُ: لَيْسَ بِالْمَدِينَةِ زَوْجَانِ أَعْبَدَ مِنْهُ وَمِنْ زَوْجَتِهِ، وَهِيَ بِنْتُ عَمِّهِ زَيْنَبُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ.
تُوُفِّيَ عَلِيٌّ فِي سَجْنِ الْمَنْصُورِ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
314- عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ سَالِمُ بْنُ مُخَارِقٍ4 -م د ن ق- مَوْلَى الْعَبَّاسِ، أَبُو الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ الْجَزَرِيُّ نَزِيلُ حِمْصٍ.
رَوَى عَنْ مُجَاهِدٍ وَأَبِي الْوَدَاكِ جَبْرِ بْنِ نَوْفٍ وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ.
وعنه الثوري ومعاوية بن صالح وفرج بن فضالة وطائفة.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَبُو داود: كان له رأي سوء كان يرى السيف.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 520"، الضعفاء الصغير "91"، وتهذيب التهذيب "8/ 191".
2 ميزان الاعتدال "3/ 105"، وطبقات ابن سعد "6/ 243".
3 التاريخ الكبير "6/ 269"، والجرح والتعديل "6/ 179".
4 تاريخ بغداد "11/ 429"، والمشاهير "182"، وميزان الاعتدال "3/ 134".(9/141)
قلت: فقد روى مُعَاوِيَة بْن صالح عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ نَفْسِهِ فَذَكَرَ تَفْسِيرًا فِي جُزْءٍ كَبِيرٍ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: رَوَى التَّفْسِيرَ عَنِ ابْنِ عباس ولم يره.
قال أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: كُنْيَتُهُ أَبُو الْحَسَنِ، وَقِيلَ: أَبُو طَلْحَةَ، لَيْسَ مِمَّنْ يُعْتَمَدُ عَلَى تَفْسِيرِهِ الذي يروى عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْهُ.
315- عَلِيُّ بْنُ عبد الأعلى بن عامر الثعلبي1 –ع- الكوفي الأحول أبو الحسن.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَكَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ. وعنه إبراهيم بن طهمان وهشيم وحكام بن سلم وشجاع بن الوليد.
قال أحمد: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بقوي.
316- علي بن عروة القرشي2 –ق- الدمشقي.
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَالْمَقْبُرِيِّ وَعَاصِمِ بْنِ قَتَادَةَ. وَعَنْهُ خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ الرَّقِّيُّ وَمُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّرَائِفِيُّ وَغَيْرُهُمْ.
تَرَكُوهُ حَتَّى إِنَّ صَالِحَ بْنَ مُحَمَّدٍ جَزَرَةً قَالَ: حَدِيثُهُ كَذِبٌ كُلُّهُ.
317- عَمَّارُ بن سعد المرادي3 –د- وقيل: التجيبي المصري.
عن أبي صالح الغفاري عن علي. وله حَدِيثٌ أَرْسَلَهُ عَنْ عُمَرَ. وَعَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شريح ويحيى وأيوب وابن لهيعة وجماعة. وكان الْعُلَمَاءِ بِمِصْرَ فِي زَمَانِهِ.
مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
318- عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ4 -م د ت ق- بن الخطاب العمري المدني.
عَنْ عَمِّهِ سَالِمٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ. وَعَنْهُ مَرْوَانُ بْنُ
__________
1 التاريخ الكبر "6/ 286".
2 ميزان الاعتدال "3/ 154"، والجرح والتعديل "6/ 198".
3 التاريخ الكبير "7/ 27"، وتهذيب التهذيب "7/ 401".
4 المشاهير "136"، والميزان "3/ 192".(9/142)
مُعَاوِيَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ. وَهُوَ صالح الحديث وقد احتج به مسلم.
قال النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.
319- عُمَرُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ غَيْلانَ الثقفي1 –د- وقيل: العجلي.
عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ وَسَلامَةَ بْنِ سَهْمٍ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَأَبُو أُسَامَةَ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَآخَرُونَ. وَهُوَ صَدُوقٌ مُوَثَّقٌ.
320- عُمَرُ بْنُ سُوَيْدٍ الْعِجْلِيُّ الْكُوفِيُّ2.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ. وَعَنْهُ مُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ ووكيع وأبو نعيم. فرق بينهما بعض الحفاظ وهو إن شاء الله الذي قبله.
321- عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ3 -د ت- مولى غفرة.
أدرك ابن عباس وقد حدث عَنْهُ فَمَا أَدْرِي سَمَاعًا أَمْ لا. وَلَهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي الأَسْوَدِ الدَّيْلِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ ابْنُ لَهِيعَةَ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَعَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ بْنِ شَابُورٍ وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حنبل: ليس به بأس لكن أكثر حديثه مراسيل.
قال ابن سعد: كثير الحديث ثقة لا يَكَادُ يُسْنَدُ، كَانَ يُرْسِلُ حَدِيثَهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَلَهُ حَدِيثٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَذَاكَ مُرْسَلٌ.
وَهُوَ ابْنُ خَالَةِ رَبِيعَةَ الرائي.
322- عمر بن محمد بن زيد4 -خ م د ن ق- بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ العدوي العمري المدني نَزِيلُ عَسْقَلانَ.
عَنْ جَدِّهِ وَحَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ ونافع وجماعة. وعنه شعبة والسفيانان وابن
__________
1 تهذيب التهذيب "7/ 458".
2 التاريخ الكبير "6/ 162"، وتهذيب التهذيب "7/ 458"، والجرح والتعديل "6/ 113".
3 الضعفاء والمتروكين "81"، والمعرفة والتاريخ "3/ 379".
4 ميزان الاعتدال "3/ 220"، التاريخ لابن معين "2/ 434"، والجرح والتعديل "6/ 131".(9/143)
وَهْبٍ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الدِّمَشْقِيُّ وَأَبُو عَاصِمٍ وَآخَرُونَ. وَلَهُ عِدَّةُ إِخْوَةٍ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً وَلَمْ يُعَقِّبْ. وَقَالَ عَبْدُ الله بن داود الْخُرَيْبِيِّ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا قَطُّ أَطْوَلَ مِنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَبَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ يَلْبَسُ دِرْعَ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَكَانَ يَسْحَبُهَا.
قُلْتُ: كَانَ الْعَبَّاسُ وَقَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ مِنْ بَابَةِ عُمَرَ فِي الطُّولِ الْمُفْرِطِ.
قَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ: كَانَ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِنْ أَفْضَلِ أَهْلِ زَمَانِهِ قَدْرًا وَجَلالَةً، قَدِمَ بَغْدَادَ وَالْكُوفَةَ وَحَدَّثَ عَنِ ابْنِ عَدِيٍّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ بَعْدَ أَخِيهِ أَبِي بَكْرٍ بِقَلِيلٍ.
قُلْتُ: إِخْوَتُهُ أَبُو بَكْرٍ وَعَاصِمٌ وَزَيْدٌ وَوَاقِدٌ. وَالْخَمْسَةُ قَدْ رَوَوُا الْحَدِيثَ.
323- عُمَرُ بْنُ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ1 -سِوَى ت.
سَمِعَ أَبَاهُ وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ. وَعَنْهُ مَالِكٌ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثَبْتٌ قَلِيلُ الْحَدِيثِ، وَلا يَحْتَجُّونَ بِهِ.
324- عُمَرُ بْنُ نَافِعٍ الثَّقَفِيُّ2.
عَنْ أَنَسٍ وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَأَبُو عَوَانَةَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَأَبُو خَبَّابٍ الْوَلِيدُ بْنُ بُكَيْرٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.
325- عُمَرُ بْنُ نُبَيْهٍ الْكَعْبِيُّ3 -م ن.
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَاظِ وَجَمْهَانَ الأَسْلَمِيِّ. وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَأَبُو ضُمْرَةَ.
قَالَ الْقَطَّانُ: لَمْ يكن به بأس.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 199"، والمشاهير "138"، والمعرفة والتاريخ "1/ 647".
2 تهذيب التهذيب "7/ 500".
3 تقريب التهذيب "2/ 70"، وعلل ابن المديني "268".(9/144)
326- عُمَرُ بْنُ نَبْهَانٍ الْغُبَرِيُّ1.
عَنِ الْحَسَنِ وَسَلامِ وأبي عِيسَى وَقَتَادَةَ. وَعَنْهُ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَأَبُو قُتَيْبَةَ وَأَبُو سُفْيَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ. وَغَيْرُهُ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
327- عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ الشَّنِّيُّ، أَبُو سَلَمَةَ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ2.
عَنْ عِكْرِمَةَ وَشِهَابِ بْنِ عَبَّادٍ الْبَصْرِيِّ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ. قال الفلاس لم يحدثنا عَنْهُ يحيى القطان. وقال أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ. وَكَذَا قَالَ أَبُو حاتم وغيره. قلت: عامة حديثه عَنْ عِكْرِمَةَ مَقَاطِيعُ.
328- عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ النَّصْرِيُّ3.
دِمَشْقِيٌّ رَوَى عَنْ أَبِي سَلامٍ الأَسْوَدِ وَالزُّهْرِيِّ وَعَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ وَنُمَيْرِ بْنِ أَوْسٍ.
وَعَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ وَالْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ. وَثَّقَهُ دُحَيْمٌ.
قال الْعُقَيْلِيُّ: يُخَالِفُ فِي حَدِيثِهِ.
329- عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ4 -م د ت ن- أبو عبيدة السدوسي البصري. لَهُ عشرة أحاديث.
قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: كَانَ أَصْدَقَ النَّاسِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: عمران بخ بخ ثقة. وروى شعبة عَنْ عِمْرَانَ قَالَ: مَا دَخَلْتُ الْحَمَّامَ مُنْذُ ثَلاثِينَ سَنَةٍ وَلا ادَّهَنْتُ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: قَالَ أَبُو قَطَنٍ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
قُلْتُ: سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَقِيقٍ وَأَبَا عثمان النهدي وأبا مجلز وجماعة.
__________
1 ميزان الاعتدال "3/ 227"، والتهذيب "7/ 500".
2 التاريخ الكبير "6/ 203"، والجرح والتعديل "6/ 139".
3 المجروحين "2/ 88"، وتاريخ أبي زرعة "1/ 72".
4 التاريخ الكبير "6/ 425"، تهذيب التهذيب "8/ 125".(9/145)
وَعَنْهُ الْحَمَّادَانِ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَوَكِيعٌ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ. ثِقَةٌ.
330- عِمْرَانُ بْنُ مُسْلِمٍ الْفَزَارِيُّ الْكُوفِيُّ1.
عَنْ مُجَاهِدٍ وَالشَّعْبِيِّ وَجَعْفَرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حُرَيْثٍ. وَعَنْهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَجَمَاعَةٌ.
* فَأَمَّا: عِمْرَانُ بْنُ مسلم القصير2، فسيأتي في الطبقة الآتية.
أما هَذَا فَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ: رَافِضِيٌّ كَأَنَّهُ جَرْوُ كَلْبٍ.
331- عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ3، الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ أخُو أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى. رَوَى عَنْ مَكْحُولٍ وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ.
وعنه ابن جريج وابن علية وزيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي. وثقه الحاكم.
332- عمرو بن الحارث بن يعقوب4 -ع.
مَوْلَى قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ الْخَزْرَجِيُّ الأَنْصَارِيُّ أَبُو أُمَيَّةَ الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلامِ.
رَوَى عَنْ أَبِي يُونُسَ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وابن مُلَيْكَةَ وَأَبِي عَشَانَةَ الْمُعَافِرِيِّ وَقَتَادَةَ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ مَالِكٌ وَاللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وبكر بن مضر وابن وهب وخلق. وَوَثَّقَهُ النَّاسُ.
قَالَ يَعْقُوبُ السَّدُوسِيُّ: كَانَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ يُوَثِّقُهُ جِدًّا.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: كَانَ قَدْ جَعَلَ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ يَحْفَظَ كُلَّ يَوْمٍ ثَلاثَةَ أَحَادِيثَ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ: لَيْسَ فِيهِمْ أَصَحُّ حَدِيثًا مِنَ اللَّيْثِ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ يُقَارِبُهُ. وَقَالَ الأْثَرْمُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ: قَدْ كَانَ عِنْدِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ثُمَّ رَأَيْتُ لَهُ أَشْيَاءَ مناكير.
__________
1 ميزان الاعتدال "3/ 242"، وتقريب التهذيب "2/ 85".
2 التاريخ لابن معين "2/ 439"، والمعرفة والتاريخ "3/ 76".
3 الجرح والتعديل "6/ 305"، وميزان "3/ 243".
4 تهذيب التهذيب "8/ 14"، وتذكرة الحفاظ "1/ 133"، خلاصة تذهيب الكمال "287"، وحسن المحاضرة "1/ 300".(9/146)
قال فِي مَوْضِعٍ آخَرَ عَنْ أَحَمْدَ: عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ حَمَلَ عَلَيْهِ حَمْلا شَدِيدًا وَقَالَ: يَرْوِي عَنْ قَتَادَةَ أَحَادِيثَ يَضْطَرِبُ فِيهَا وَيُخْطِئُ1. قُلْتُ: قَدْ وَثَّقَهُ مُطْلَقًا ابْنُ مَعِينٍ وَالْعِجْلِيُّ وَأَبُو زُرْعَةَ وَآخَرُونَ. قَالَ النَّسَائِيُّ: هُوَ أَحْفَظُ مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ.
وَرَوَى سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ خَالِهِ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ يَخْرُجُ مِنْ مَنْزِلِهِ فَيَجِدُ النَّاسَ صُفُوفًا يَسْأَلُونَهُ عَنِ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ وَالشِّعْرِ وَالْعَرَبِيَّةِ وَالْحِسَابِ، وَكَانَ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ قَدْ جَعَلَ عَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ يُؤَدِّبُ ابْنَهُ الْفَضْلَ فَنَالَ حِشْمَةً بِذَلِكَ2.
قُلْتُ: عُلُومُهُ الْمَذْكُورَةُ هِيَ عُلُومُ الإِسْلامِ ذَلِكَ الْوَقْتِ مَا كَانَ الْقَوْمُ يَخُوضُونَ فِي سِوَى ذَلِكَ وَلا يَعْرِفُونَهُ، فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ عَمِلُوا أَصُولَ الدِّينِ وَالْكَلامً وَالْمَنْطِقِ وَخَاضُوا كَمَا خَاضَتِ الْحُكَمَاءُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: كَانَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَحْفَظَ النَّاسِ فِي زَمَانِهِ لَمْ يَكُنْ لَهُ نَظِيرٌ فِي الْحِفْظِ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ3.
قُلْتُ: يَقُولُ ابْنُ وَهْبٍ: مِثْلَ هَذَا الْقَوْلِ وَقَدْ رَأَى مَالِكًا وَاللَّيْثَ وابن جريج.
روى حَرْمَلَةُ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ: اهْتَدَيْنَا بِاثْنَيْنِ بِمِصْرَ: عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ وَاللَّيْثِ وَبِاثْنَيْنِ بِالْمَدِينَةِ مَالِكٍ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمَاجُشُونَ لَوْلا هَؤُلاءِ لَكُنَّا ضَالِّينَ.
وَقَالَ: وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ وَزِيرٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ: لَوْ بَقِيَ لَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ مَا احْتَجْنَا إِلَى مَالِكٍ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: كَانَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَخْطَبَ النَّاسِ وَأَبْلَغَهُمْ وَأَرْوَاهُمْ لِلشِّعْرِ.
وَقَالَ اللَّيْثُ: كُنْتُ أَرَى عَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ عَلَيْهِ أَثْوَابٌ بِدِينَارٍ فَلَمْ تَمْضِ اللَّيَالِي حتى رزيته يَجُرُّ الْوَشْيَ وَالْخَزَّ فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: لَمْ يَكُنْ بَعْدَ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بِمِصْرَ مِثْلُ اللَّيْثِ بن سعد.
__________
1 راجع سير أعلام النبلاء "6/ 502".
2 المرجع السابق.
3 انظر السابق.(9/147)
ورورى ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كَانَ رَبِيعَةُ يَقُولُ: لا يَزَالُ بِالْمَغْرِبِ فِقْهٌ مَا دَامَ فِيهِمْ ذَاكَ الْقَصِيرُ، يَعْنِي عَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: مَاتَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ رَحِمَهُ اللَّهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَزَادَ غَيْرُهُ: فِي شَوَّالٍ مِنَ السَّنَةِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: وُلِدَ عَمْرُو سَنَةَ تِسْعِينَ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: عَاشَ ثَمَانِيًا وَخَمْسِينَ سَنَةً. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: لَمْ يَكُنْ بِمِصْرَ بَعْدَ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ مِثْلُ اللَّيْثِ.
333- عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الْجُمَحِيُّ1 -د ت ن- أَخُو حَنْظَلَةَ. مَكِّيٌّ.
عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَعَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ. وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَجَمَاعَةٌ. ثِقَةٌ.
334- عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ أَبُو بَكْرٍ الأَوْزَاعِيُّ2.
عن أبي سلام ممطور ومغيث بن سمي وَنَوْفٍ الْبِكَالِيِّ. وَعَنْهُ وَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ وَغَيْرُهُمَا.
335- عَمْرُو بْنُ شُرَاحِيلَ3، أَبُو المغيرة. ويقال: أَبُو الْجَهْمِ الْعَنْسِيِّ الدَّارَانِيُّ.
عَنْ بِلالِ بْنِ سَعْدٍ وَعُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ وَحَيَّانَ بْنِ وَبَرَةَ وجماعة. وعنه يزيد بن مصعب وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْجَوْنِ وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ. لَهُ فِي نُسْخَةِ أَبِي مُسْهِرٍ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَكَانَ قَدَرِيًّا.
336- عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وهب4 -ن ق- أبو معاوية النخعي والكوفي.
والد سليمان بن عمرو.
__________
1 تهذيب التهذيب "8/ 41"، والجرح والتعديل "6/ 234".
2 الجرح والتعديل "6/ 236".
3 التاريخ الكبير "6/ 342"، والجرح والتعديل "6/ 240".
4 تهذيب التهذيب "8/ 17"، والتقريب "2/ 74"، والجرح "6/ 243".(9/148)
لَهُ عَنْ أَبِي عَمْرِو الشَّيْبَانِيِّ وَالشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَوَكِيعٌ وَحُسَيْنُ الْجُعْفِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ. وَأَمَّا ابْنُهُ فَكَذَّابٌ.
ومن آخر من روى عن عمرو وزيد بْنِ الْحُبَابِ.
تُوُفِّيَ فِي حُدُودِ الْخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
337- عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ الْمُعْتَزِلِيُّ1، بْنُ بَابٍ أَبُو عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ الزَّاهِدُ الْعَابِدُ رَأْسُ الْمُعْتَزِلَةِ.
رَوَى عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ وَأَبِي قِلابَةَ وَالْحَسَنِ. وعنه الحمادان وابن عيينة وعبد الوارث ويحيى بن سعيد القطان وعلي بن عاصم وعبد الوهاب الثقفي وقريش بن أنس وغيرهم.
قال الفلاس: كان يحيى يحدثنا عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ ثُمَّ تَرَكَهُ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ: أَبُو حُنَيْفَةَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ مِثْلَ عَمْرٍو. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: عَمْرٌو لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ: مَا لَقِيتُ أَحَدًا أَزْهَدَ مِنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ وَانْتَحَلَ مَا انْتَحَلَ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: كَانَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ يَدْعُو إِلَى الْقَدَرِ فَتَرَكُوهُ.
وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: سَمِعْتُ عُمَرًا يَقُولُ: إِنْ كَانَ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1] في اللوح المحفوظ فمالله عَلَى ابْنِ آدَمَ حُجَّةٌ. قَالَ: وَسَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ يَقُولُ وَذُكِرَ حَدِيثُ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ فَقَالَ: لَوْ سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُ هَذَا لَكَذَّبْتُهُ، وَلَوْ سَمِعْتُهُ مِنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ لَمَا صَدَّقْتُهُ، أَوْ قَالَ: لَمَا أَحْبَبْتُهُ، وَلَوْ سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُهُ مَا قَبِلْتُهُ، وَلَوْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ هذا لردتته2، وَلَوْ سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ لَقُلْتُ لَهُ: لَيْسَ على هذا أخذت ميثاقنا.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 352"، ميزان الاعتدال "3/ 273"، وتاريخ بغداد "12/ 166-188"، وأمالي المرتضي "1/ 164، 171"، وتهذيب التهذيب "8/ 30".
2 سير أعلام النبلاء "6/ 330"، والميزان "3/ 276"، ولفظه "فما لله على العباد حجه....".(9/149)
قال ابن عبد الحكيم: سمعت الشافعي ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ سَمِعَ الْحَسَنَ وَأَنَا أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِنْ كَانَ سَمِعَ الْحَسَنَ.
سُئِلَ عَمْرٌو عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَ فِيهَا وقال: هذا مِنْ رَأْيِ الْحَسَنِ، فَقِيلَ: إِنَّهُمْ يَرْوُونَ عَنِ الحسن خلاف هذا، قال: إِنَّمَا قُلْتُ هَذَا مِنْ رَأْيِ الْحَسَنِ يُرِيدُ نَفْسَهُ.
وَقَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عبيد الله فِي النَّوْمِ وَفِي حِجْرِهِ مُصْحَفٌ وَهُوَ يَحُكُّ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، فَقُلْتُ: مَا تَصْنَعُ! قَالَ: أُبَدِّلُ مَكَانَهَا خَيْرًا مِنْهَا. رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الزَّمِنُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ ثَابِتٍ وَرَوَاهُ الْحَسَنُ بن محمد الحارثي عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْهُ.
وَقَالَ حَزْمٌ الْقَطِيعِيّ: ثنا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى قَتَادَةَ فَذَكَرَ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ فَوَقَعَ فِيهِ، فَقُلْتُ: أَلا أَرَى الْعُلَمَاءَ يَقَعُ بَعْضُهُمْ فِي بعض؟ فقال: يا أحول، أو ما تَدْرِي أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا ابْتَدَعَ بِدْعَةً فَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نُذَكِّرَهُ حَتَّى يَحْذَرَ، فَجِئْتُ مِنْ عِنْدَ قَتَادَةَ وَأَنَا مُغْتَمٌّ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ نُسُكِ عَمْرٍو وَهَدْيِهِ، فَنِمْتُ فَرَأَيْتُهُ وَالْمُصْحَفُ فِي حِجْرِهِ وَهُوَ يَحُكُّ آيَةً، فَقُلْتُ لَهُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! تَحُكُّ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ! قَالَ: إني سوف أعيدها. فتركه حَتَّى حَكَّهَا، فَقُلْتُ: أَعِدْهَا، قَالَ: لا أَسْتَطِيعُ. ورواها ثِقَتَانِ عَنْ حَزْمٍ.
وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجّ: ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَقِيهُ الْجَامِعِ نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَيُّوبَ وَيُونُسَ وَابْنِ عَوْنٍ فَمَرَّ بِهِمْ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ وَوَقَفَ وَقْفَةً فَلَمْ يَرُدُّوا -عَلَيْهِ السَّلامَ.
وَقَالَ سُلَيْمَان بْن حَرْب: ثنا حَمَّادُ بْن زَيْدٍ قَالَ: قِيلَ لِأَيُّوبَ: إِنَّ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ يَرْوِي عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ عَلَى مِنْبَرِي. فَاقْتُلُوهُ"1.
قال: كذاب.
وَعَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ عَمْرٍو قَالَ: لا جُمْعَةَ بَعْدَ عُثْمَانَ.
وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ: مَرَرْتُ بِعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ وَهُوَ وَحْدَهُ فقلت: مالك تركوك! فقال: نهى ابن عون الناس عنا فانتهوا.
__________
1 "ضعيف": أخرجه بهذا اللفظ الذهبي في الميزان "3/ 277"، وابن حجر في لسان الميزان "2/ 1037"، وابن عدي في الكامل في الضعفاء "6/ 2416"، وذكره الذهب في السير "6/ 331".(9/150)
وعن عمرو بْنِ النَّضْرِ قَالَ: سُئِلَ عَمْرُو عَنْ مَسْأَلَةٍ وَأَنَا عِنْدَهُ فَأَجَابَ فَقُلْتُ: لَيْسَ هَكَذَا يَقُولُ أَصْحَابُنَا، قَالَ: وَمَنْ أَصْحَابُكَ لا أَبَا لَكَ! فقلت: أَيُّوبُ وَيُونُسُ وَابْنُ عَوْنٍ وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، قَالَ: وأولئك أَرْجَاسٌ1 أَنْجَاسٌ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ. رَوَاهَا يَحْيَى بْنُ حُمَيْدٍ الطَّوِيلُ عَنْ عُمَرَ بْنِ النَّضْرِ.
وَقَالَ سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: ثنا الأَصْمَعِيُّ أن عمرو بن عبيد الله أَتَى أَبَا عَمْرَو بْنَ الْعَلاءِ فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْرٍو اللَّهُ يُخْلِفُ وَعْدَهُ؟ فَقَالَ: لا، فَقَالَ عَمْرٌو: فَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [آل عمران: 90] فَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: مِنَ الْعُجْمَةِ أَتَيْتُ الْوَعْدَ غَيْرَ الإِيعَادِ ثُمَّ أَنْشَدَ:
وَإِنِّي إِنْ أَوْعَدْتُهُ أَوْ وَعَدْتُهُ ... لَمُخْلِفٌ مِيعَادِي وَمُنْجِزٌ مَوْعِدِي
وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ وَنَصْرُ بْنُ مَرْزُوقٍ: ثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمَةَ الْقَعْنَبِيُّ، رَأَيْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي جَعْفَرٍ فِي الْمَنَامِ بَعْدَمَا مَاتَ فَقَالَ لِي: أَيُّوبُ وَيُونُسُ وَابْنُ عَوْنٍ فِي الْجَنَّةِ، فَقُلْتُ: فَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ؟ قَالَ: فِي النَّارِ. ثُمَّ رَأَيْتُهُ اللَّيْلَةَ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ فِي اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَقَالَ: كَمْ أَقُولُ لَكَ.
وَقَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ: أَوَّلُ مَنَ تَكَلَّمَ فِي الاعْتِزَالِ وَاصِلُ بْنُ عَطَاءٍ الْغَزَّالُ، فَدَخَلَ مَعَهُ فِي ذَلِكَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ، فَأُعْجِبَ بِهِ وَزَوَّجَهُ أُخْتَهُ، وَقَالَ لَهَا: زَوَّجْتُكِ بِرَجُلٍ مَا يَصْلُحُ إِلا أَنْ يَكُونَ خَلِيفَةً.
وَقَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: قِيلَ لابْنِ الْمُبَارَكِ: لِمَ رَوَيْتَ عَنْ سَعِيدٍ وَهِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ وَتَرَكْتَ حَدِيثَ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ وَرَأْيُهُمْ وَاحِدٌ؟ قَالَ: كَانَ عَمْرٌو يَدْعُو إِلَى رَأْيِهِ وَكَانَا سَاكِتَيْنِ.
وَقَالَ مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: رَأَيْتُ هَمَّامَ بْنَ يَحْيَى فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: مَا صَنَعَ اللَّهُ لَكَ؟ قَالَ غَفَرَ لِي وَأَدْخَلَنِي الْجَنَّةَ، وَأَمَرَ بِعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ إِلَى النَّارِ، وَقِيلَ لَهُ: تَقُولُ عَلَى اللَّهِ كَذَا وَكَذَا وَتُكَذِّبُ بِمَشِيئَتِهِ وَتُمَنِّ بِرَكْعَتَيْنِ تُصَلِّيهِمَا.
وَرُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ الْقَاضِي أَنَّهُ رأى عمرو بْنَ عُبَيْدٍ فِي الْمَنَامِ قَدْ مُسِخَ قِرْدًا قَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَانَ عَمْرٌو بِالْبَصْرَةِ يُجَالِسُ الحسن مدة، ثم أزاله واصل
__________
1 أرجاس: يعني أقذار.(9/151)
عَنْ مَذْهَبِ السُّنَّةِ فَقَالَ بِالْقَدَرِ، وَدَعَا إِلَيْهِ وَاعْتَزَلَ أَصْحَابَ الْحَسَنِ، وَكَانَ لَهُ سَمْتٌ وَإِظْهَارُ زُهْدٍ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ1: كَانَ عَمْرٌو نَسَّاجًا ثُمَّ تَحَوَّلَ شُرْطِيًّا لِلْحَجَّاجِ، يَعْنِي فِي صِبَاهُ.
وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: نِعْمَ الْفَتَى عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ إِنْ لَمْ يُحَدِّثْ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ: أَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي أَحْمَدَ الْعَسَّالُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ مُسَبِّحَ بْنَ حَاتِمٍ الْبَصْرِيَّ، سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مُعَاذٍ، سَمِعْتُ أَبِي سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ يَقُولُ، وَذَكَرَ حَدِيثَ الصَّادِقِ، فَقَالَ: لَوْ سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُهُ لَكَذَّبْتُهُ فَذَكَرَ الْقِصَّةَ كَمَا تَقَدَّمَ.
وَقَالَ مَعْمَرٌ: كَانَ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ إِذَا ذَكَرَ عَمَرًا قَالَ: مَا فَعَلَ الْمَقِيتُ.
وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ: مَا جَالَسْتُ عُمَرًا إِلا مَرَّةً فَتَكَلَّمَ وَطَوَّلَ، ثُمَّ قَالَ: لَوْ نَزَلَ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ مَا زَادَكُمْ عَلَى هَذَا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: حَجَّ أَيُّوبُ وَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ فطاف أيوب حتى أصبح وخاصم عمر وحتى أَصْبَحَ.
وَعَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: مَا عَدَدْتُ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ عَاقِلا قَطُّ.
وَقَالَ الْخَطِيبُ2: مَاتَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ بِطَرِيقِ مَكَّةَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَقِيلَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ.
قُلْتُ: قَدْ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ يُعَظِّمُ عَمْرَو بْنَ عبيد ويثني عليه ويقول.
كلكم يمشي رويدكلكم يطلب صيد غير عمرو بن عبيد3.
قال مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: أَخْبَرَنِي الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ: أَيُّ رَجُلٍ كَانَ فِيكُمْ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ لَوْلا مَا خَالَفَ فِيهِ الْجَمَاعَةَ، كَانَ رَجُلُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. قُلْتُ: إِيْ وَاللَّهِ وَرَجُلُ أَهْلِ الدنيا.
__________
1 في المعرفة والتاريخ "1/ 180".
2 في تاريخ بغداد "12/ 186".
3 الخبر مع الرجز في سير أعلام النبلاء "6/ 331"، وميزان الاعتدال "3/ 279" بنحوه.(9/152)
قال ابن خَيْثَمَةَ فِي تَارِيخِهِ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: كان عمرو بن عييد من الدهرية، قلت: وما الدَّهْرِيَّةُ؟ قَالَ: الَّذِينَ يَقُولُونَ النَّاسُ مِثْلُ الزَّرْعِ، وَكَانَ يَرَى السَّيْفَ.
وَقَالَ سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ: لأَنَا لِلْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ أَرْجَى مِنِّي لعمرو بن عبيد.
وقال الْمَدَائِنِيُّ وَابْنُ نُعَيْمٍ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ. وَذَكَرَ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي الْمَعَارِفِ1 أَنَّ الْمَنْصُورَ رَثَى عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ وَلَمْ يُسْمَعْ بِخَلِيفَةٍ رثى من دونه سواه، فَقَالَ:
صَلَّى الإِلَهُ عَلَيْكَ مِنْ مُتَوَسِّدٍ ... قَبْرًا مَرَرْتُ بِهِ عَلَى مَرَّانِ
قَبْرًا تَضَمَّنَ مُؤْمِنًا مُتَحَنِّفًا ... صَدَقَ الإِلَهُ وَدَانَ بِالْقُرْآنِ
فَلَوْ أَنَّ الدَّهْرَ أَبْقَى صَالِحًا ... أَبْقَى لَنَا حَقًّا أَبَا عثمان
338- عمرو بن قيس الكوفي2 –م- الملائي البزاز.
عَنْ عِكْرِمَةَ وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَأَبِي إِسْحَاقَ وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ وَالْمُحَارِبِيُّ وَعُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ، وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ وَجَمَاعَةٌ.
وَكَانَ وَرِعًا عابدًا حَافِظًا لِحَدِيثِهِ.
قَالَ الثَّوْرِيُّ وَذَكَرَهُ فَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَكَانَ يَتَبَرَّكُ بِهِ لِزُهْدِهِ وَفَضْلِهِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: مَاتَ بِسِجِسْتَانِ وَكُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ.
339- عَمْرُو بْنُ مَرْوَانَ أَبُو الْعَنْبَسِ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيَّ3.
عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ وَلَهُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ. وَعَنْهُ حفص بن غياث ووكيع وغيرهما. شيخ.
__________
1 في المعارف "483".
2 تهذيب التهذيب "8/ 92"، وميزان الاعتدال "3/ 284".
3 التاريخ الكبير "6/ 375"، والجرح والتعديل "6/ 261".(9/153)
340- عمرو بن ميمون بن مهران1 –ع- أبو عبد الله الجزري. أحد الأئمة الفقهاء.
روى عَنْ أَبِيهِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمَكْحُولٍ.
وعنه الثوري وعباد بن العوام وابن المبارك وأبو معاوية وبشر بن المفضل ويزيد بن هارون ومحمد بن بشر العبدي وغيرهم.
وكان يَقُولُ: لَوْ عَلِمْتُ أَنَّهُ بَقِيَ عَلَيَّ حرف مِنَ السُّنَّةِ بِالْيَمَنِ لأَتَيْتُهَا.
وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْمَيْمُونِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: لَمَّا رَأَيْتُ قَدْرَ عَمِّي عَمْرَوِ بْنِ مَيْمُونَ عِنْدَ الْمَنْصُورِ قُلْتُ لَهُ: لَوْ سَأَلْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُقْطِعَكَ قَطِيعَةً، فَسَكَتَ، فَأَلَحَحْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ إِنَّكَ لَتَسْأَلُنِي أَنْ أَسْأَلَهُ شَيْئًا قَدِ ابْتَدَأَنِي هُوَ بِهِ غَيْرَ مَرَّةٍ فَلَمْ أَفْعَلْ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ. وَقَالَ الْمَيْمُونِيُّ: سَمِعْتُ أَبِي يَصِفُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونَ بِالْقُرْآنِ وَالنَّحْوِ، وَقَالَ: لَمْ أَرَهُ يَغْتَابُ أَحَدًا.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خمس وأربعين، وقيل: سنة تسع وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ: مَاتَ بِالرِّقَّةِ وَكَانَ يُؤَدِّبُ بِحِصْنٍ مُسْلِمَةَ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ وَخَلِيفَةُ وَأَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ.
341- عَنْبَسَةُ بْنُ عَمَّارٍ2. نَزَلَ الْكُوفَةَ، وَحْدَث أَنَّهُ رَأَى ابْنَ عُمَرَ يُسَلِّمُ عَلَى صِبْيَانِ الْمُكْتِبِ.
وَروى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَخِيهِ حُمَيْدٍ. وَعَنْهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَمَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ. وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَقَدْ رَوَى له البخاري في كتاب المسمى بـ "الأدب".
342- عَنْبَسَةُ بْنُ مِهْرَانَ الْحَدَّادُ3. عَنِ الزُّهْرِيِّ وَمَكْحُولٍ. وَعَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
قَالَ أَبُو حاتم: منكر الحديث.
__________
1 التقريب "2/ 80"، وتاريخ خليفة "423"، وتذكرة الحفاظ "1/ 60".
2 التقريب "2/ 89"، والجرح والتعديل "6/ 402".
3 ميزان الاعتدال "3/ 302"، والمجروحين "2/ 177".(9/154)
343- العوام بن حمزة المازني1. بصري. عن عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَأَبِي نَضْرَةَ وَبَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ قَتَّةَ.
وَعَنْهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَغُنْدَرٌ وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ رَاهَوَيْهِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.
344- الْعَوَّامُ بن حوشب2 –ع- بْنُ يَزِيدَ الشَّيْبَانِيُّ الرِّبْعِيُّ الْوَاسِطِيُّ أَبُو عِيسَى.
لَهُ عِدَّةُ إِخْوَةٍ مِنْهُمْ خِرَاشٌ وَالِدُ شِهَابِ بْنِ خِرَاشٍ أَسْلَمَ جَدُّهُمْ يَزِيدُ عَلَى يَدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ فَجَعَلَهُ عَلَى شُرْطَتِهِ.
رَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَمُجَاهِدٍ وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ وسلمة بن كهيل وطائفة.
وعنه ابنه سَلَمَةَ وَابْنُ أَخِيهِ شِهَابٍ وَشُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَأَهْلُ بَلَدِهِ.
قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: كَانَ صَاحِبَ أَمْرٍ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيٍ عَنِ الْمُنْكَرِ.
وَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
345- عوف الأعرابي3 –ع- ابن أبي جميلة، أبو سهل البصري الأعرابي، وَلَمْ يَكُنْ بِأَعْرَابِيٍّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: كَانَ عَوْفٌ فِي بَنِي حِمَّانَ بْنِ كَعْبٍ وَلَمْ يَكُنْ أَعْرَابِيًّا كَانَ فَارِسِيًّا.
وَقَالَ أحمد بن أبي خثيمة: ثنا هَوْذَةُ ثنا عَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ مِنْ بَنِي سَعْدٍ، ثُمّ قَالَ أَحْمَدُ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ يقول: هوذة عن عوف ضعيف وفي اسم أبيه أقوال أحدها بندويه.
__________
1 تهذيب التهذيب "8/ 163"، والجرح والتعديل "7/ 22"، خلاصة تذهيب الكمال "295".
2 التاريخ الكبير "7/ 67"، وتهذيب التهذيب "8/ 163"، وشذرات الذهب "1/ 244".
3 التاريخ لابن معين "2/ 460"، وتاريخ خليفة "266"، تذكرة الحفاظ "1/ 137".(9/155)
رَوَى عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ وَزُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى وَخِلاسٍ الْهَجَرِيِّ وَأَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَغُنْدَرٌ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ وَهَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ وَعُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَكَانَ أَحَدُ عُلَمَاءِ الْبَصْرَةِ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: عَوْفٌ الصَّدُوقُ، وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ وَاحْتَجَّ بِهِ أَصْحَابُ الصِّحَاحِ، وَقِيلَ: كَانَ يَتَشَيَّعُ.
وَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: قَالَ لِي عَوْفٌ: سَمِعْتُ مِنَ الْحَسَنِ قَبْلَ وَقْعَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ1.
قُلْتُ: وَكَانَ قَدَرِيًّا فَرَوَى بُنْدَارٌ وَغَيْرُهُ عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ قَالَ: سَمِعْتُ عَوْفًا الأَعْرَابِيَّ وَحَدَّثَ بِحَدِيثِ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ، فَقَالَ: كَذَبَ عَبْدُ اللَّهِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: مَا رَضِيَ عَوْفٌ بِبِدْعَةٍ حَتَّى كَانَ فِيهِ بِدْعَتَانِ: قَدَرِيٌّ شِيعِيٌّ.
وَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: رَأَيْتُ دَاوُدَ بْنَ أَبِي هِنْدَ يَضْرِبُ عَوْفًا وَيَقُولُ: وَيْلَكَ يَا قَدَرِيُّ.
وَقَالَ بُنْدَارٌ: يَقُولُونَ عَوْفٌ فَوَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ عَوْفٌ قَدَرِيًّا رَافِضِيًّا.
مَاتَ عَوْفٌ سَنَةَ سِتٍّ، وَقِيلَ: سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيهِ.
346- عِيسَى بن سنان2 -ت ق- أبو سنان القسملي الحنفي الفلسطيني نَزِيلُ الْبَصْرَةِ.
رَوَى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ الْمَقْدِسِيِّ وَيَعْلَى بْنِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ وَوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ وَرَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ الْحَمَّادَانِ وَأَبُو أُسَامَةَ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَيُوسُفَ بْنُ يَعْقُوبَ السَّدُوسِيُّ.
ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ وَلَمْ يَتْرُكْ. هُوَ جَائِزُ الْحَدِيثِ.
347- عِيسَى بْنُ أَبِي عَطَاءٍ الْكَاتِبُ الشَّامِيُّ3.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَعَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ سليمان بن أبي السائب
__________
1 وانظر: سير أعلام النبلاء "6/ 525".
2 التاريخ الكبير "6/ 396"، وتهذيب التهذيب "8/ 211".
3 انظر: كتاب الولاة والقضاة "ص83، 86، 354".(9/156)
والوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب وجماعة. وقد ولي خراج ديار مصر لمروان بن محمد، وما علمت به بأسا.
348- عيسى بن عمرو البصري1. صاحب النحو.
ذكر ابن خلكان أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَقَدْ ذَكَرْتُهُ فِي الطَّبَقَةِ الْمُقْبِلَةِ.
"حَرْفُ الْغَيْنِ":
349- غَالِبٌ الْقَطَّانُ2 -ع-.
من علماء البصريين، يُكْنَى أَبَا سَلَمَةَ بْنَ أَبِي غَيْلانَ خَطَّافٍ. واختلف في ضم خطاف وفتحه.
وهو على الأشهر مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ الْقُرَشِيُّ الأَمِيرُ.
سَمِعَ غَالِبٌ مِنَ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وَبَكْرٍ الْمُزَنِيِّ. وَعَنْهُ بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَحَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ.
قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ. وَأَمَّا ابْنُ مَعِينٍ فَقَالَ: لا أَعْرِفُهُ.
"حرف الفاء":
350- فايد بن كيسان3 -د ق- أبو العوام الباهلي الجزار القصاب.
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَابْنِ بُرَيْدَةَ. وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
351- الْفَضْلُ بْنُ دَلْهَمٍ الْقَصَّابُ4 -د ت ق- وَاسِطِيٌّ.
عَنِ الْحَسَنِ وابن سيرين وقتادة. وعنه ابن الْمُبَارَكُ وَوَكِيعٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ وَيَزِيدُ بن هارون.
__________
1 تهذيب التهذيب "8/ 223"، ونور القيس "46"، وفيات الأعيان "3/ 486".
2 التاريخ الكبير "7/ 99"، المشاهير "156"، وخلاصة تذهيب الكمال "306".
3 التقريب "2/ 107"، والمعرفة والتاريخ "3/ 67".
4 تهذيب التهذيب "8/ 276"، والجرح والتعديل "7/ 61".(9/157)
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: كَانَ الْفَضْلُ بْنُ دَلْهَمٍ عِنْدَنَا قَصَّابًا شَاعِرًا مُعْتَزِلِيًّا وَكُنْتُ أُصَلِّي مَعَهُ فِي الْمَسْجِدِ ولا أسمع ذاك منه. وقال أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحٌ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ وَلا الْحَافِظِ.
352- الْفَضْلُ بْنُ عِيسَى بْنِ أبان الرقاشي1 –ق- أبو عيسى البصري الْوَاعِظُ.
رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَأَبُو عَاصِمٍ الْعَبَّادَانِيُّ وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ وَغَيْرُهُمْ. ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: رجل سوء قدري.
353- الفضل بن مبشر2 –ق- أبو بكر الأنصاري المدني.
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَلَعَلَّهُ آخِرُ من روى عَنْ جَابِرٍ، وَرَوَى عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ زِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِغْرَاءَ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُمْ.
وَهُوَ بِكُنْيَتِهِ أَشْهَرُ، يَقَعُ حَدِيثُهُ عَالِيًا فِي مُسْنَدِ عَبْدِ اللَّهِ. ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
354- الْفَضْلُ بْنُ يَزِيدَ الثُّمَالِيُّ الْكُوفِيُّ3 -ت-.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ.
355- فُضَيْلُ بْنُ غزوان4 –ع- بن جرير. مَوْلَى بَنِي ضَبَّةَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ.
عَنْ أَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ وَأَبِي زُرْعَةَ وَعِكْرِمَةَ وَسَالِمٍ وجماعة. وعن ابنه محمد
__________
1 المجروحين "2/ 210"، والمتروكين "87"، والميزان "3/ 356".
2 التاريخ لابن معين "2/ 475"، والجرح والتعديل "7/ 66".
3 التاريخ الكبير "7/ 116"، والتهذيب "8/ 288".
4 خلاصة تذهيب الكمال "310"، وتهذيب التهذيب "8/ 297".(9/158)
وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
356- الْفُضَيْلُ بن ميسرة الأزدي1 -ن ق- العقيلي أبو معاذ البصري.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَطَاوُسٍ وَأَبِي حُرَيْزٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ قَاضِي سِجِسْتَانَ.
وَعَنْهُ مُعْتَمِرٌ وَشُعْبَةُ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَغَيْرُهُمْ.
357- فَيَّاضُ بْنُ غَزْوَانَ الضَّبِيُّ الْكُوفِيُّ2. أَحْسَبُهُ أَخَا فُضَيْلِ بن غزوان.
قرأ القرآن على طلحة بن مصرف وَحَدَّثَ عَنْ زُبَيْدٍ الْيَامِيِّ وَمَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ نُعَيْمُ بْنُ مَيْسَرَةَ وَحَكَّامُ بْنُ مُسْلِمٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَأَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
"حرف الفاء":
358- قابوس بن أبي ظبيان3 -د ت ق- حصين ابن جندب الجنبي الكوفي.
عَنْ أَبِيهِ لَيْسَ إِلا. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وُزَهْيُر بْنُ مُعَاوِيَةَ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَأَبُو بَدْرٍ السَّكُونِيُّ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ هُوَ بِذَاكَ. وَقَالَ جَرِيرٌ: لَمْ يَكُنْ مِنَ النَّقْدِ الْجَيِّدِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
359- القاسم بن عبد الواحد بن أيمن المكي4 -ت ن ق- قدم مر أبوه آنفًا.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 75"، والتاريخ لابن معين "2/ 476".
2 ميزان الاعتدال "3/ 366".
3 طبقات ابن سعد "6/ 237"، وطبقات الفقهاء "79"، والتقريب "2/ 115".
4 تهذيب التهذيب "8/ 324"، والمشاهير "148".(9/159)
وَهَذَا رَوَى شَيْئًا يَسِيرًا عَنْ أَبِي حَازِمٍ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ.
وعنه همام بن يحيى وعبد الوارث بن سعيد وداود بن عبد الرحمن العطار.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه. قلت: موته قريب من موت أبيه.
360- القاسم بن الوليد الوليد الهمداني الكوفي1 –ق- الخبذعي. وَخِبْذَعٌ بَطْنٌ مِنْ هَمْدَانَ.
رَوَى عَنْ مُجَاهِدٍ وَالشَّعْبِيِّ وَالْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ وَوَلَدُهُ الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ وَصَاحِبُ "فُتُوحِ الشَّامِ" أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ وَالْوَلِيدُ بْنُ الْفَضْلِ الْعَنْزِيُّ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ بَعْدَ ذَلِكَ.
361- قُدَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ, أَبُو روح العامري -ن ق- الذهلي. يقال: هو فليت العامري.
روى عن جسرة بنت دجاجة. وعن ابن المبارك, ووكيع، ويحيى القطان، ويعلى بن عبيد، وآخرون. له حديثان.
362- قدامة بن حماطة الضبي الكوفي.
روى عن عمر بن عبد العزيز، وأبي بردة بن أبي موسى. وعنه سفيان الثوري وجرير بن عبد الحميد، وسوار الشقري.
363- قُدَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو رَوْحٍ الْعَامِرِيُّ2 –ن ق- الذهلي. يقال: هو فليت العامري.
رَوَى عَنْ جَسَرَةَ بِنْتِ دَجَاجَةَ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَوَكِيعٌ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ. صدوق.
__________
1 التاريخ الكبير "7/ 167"، والتهذيب "8/ 340".
2 تهذيب التهذيب "8/ 364"، والجرح والتعديل "7/ 128".(9/160)
364- قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل1 –م4- مقرونًا- ابن ناشرة المعافري المصري.
عن أبيه قَبِيلٍ وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ الزُّهْرِيِّ. وَعَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ- وَهُوَ من أقرانه- وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ وَهْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ وَجَمَاعَةٌ. ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ليس بالقوي.
قَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ: سَمِعْتُ شُيُوخَ مِصْرَ يَقُولُونَ: لَمَّا عَمِلَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ صَاعَهُ وَمُدَّهُ أَرْسَلَ بِهِمَا إِلَى مِصْرَ فَأَدْخَلَ الصَّاعَ الْمَسْجِدَ فداروا بِهِ عَلَى حَلَقِ الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا انتهوا به إلى حيوئيل ضَرَبَ بِهِ الأَرْضَ فرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى هِشَامٍ فَقَالَ: اسْكُتُوا، فَلَمَّا كَانَ دَوْلَةُ بَنِي عَبَّاسٍ خَرَجَ وَفْدُ مِصْرَ وَفِيهِمْ قُرَّةٌ، فَقِيلَ: هَذَا قُرَّةُ كَاسِرُ الصَّاعِ، فَقَالَ الْمَنْصُورُ: هَلْ لَكَ أَنْ تَكْسِرَ لَنَا مُدًا؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ بُعِثَ مَوْتَانَا كَسَرْتُ الْمَخْتُومَ وَالصَّاعَ2.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
365- قَطَنُ بْنُ كَعْبٍ الْقُطَعِيُّ الْبَصْرِيُّ3 -خ ن.
عَنِ ابْنِ سِيرِينَ وَأَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبَرْسَانِيُّ. وَهُوَ ثِقَةٌ يُكْنَى أَبَا الْهَيْثَمِ.
366- قَنَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّهْمِيُّ الْكُوفِيُّ4.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ. وَعَنْهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ ثم قال: و"قنان بْنُ عَبْدِ اللَّهِ" آخِرُ مِصْرِيٍّ. رَوَى عَنْهُ ابْنُ لَهِيعَةَ.
قُلْتُ: رَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي كتاب "الأدب".
__________
1 تقريب التهذيب "2/ 125"، والمشاهير "190"، والجرح والتعديل "7/ 131".
2 وانظر: المعرفة والتاريخ للفسوي "1/ 410، 640".
3 تهذيب التهذيب "8/ 381"، والجرح والتعديل "7/ 138".
4 التاريخ الكبير "7/ 201"، والمتروكين "89"، وميزان الاعتدال "3/ 392".(9/161)
"حرف الكاف":
367- كثير بن يسار الطفاري1. أَبُو الْفَضْلِ الْبَصْرِيُّ.
عَنْ يُوسُفَ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ وَالشَّعْبِيِّ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ. وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَأَبُو عَاصِمٍ وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ وَجَمَاعَةٌ لَمْ يُضَعِّفْ.
368- كهمس بن الحسن2 –ع- أبو الحسن التيمي الحنفي البصري الْعَابِدُ أَحَدُ الثِّقَاتِ الأَعْلامِ.
رَوَى عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ وَأَبِي السُّلَيْلِ ضُرَيْبِ بْنِ نُفَيْرٍ وَيَزِيدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ وَابْنِ بُرَيْدة والحسن. وعنه ابن المبارك ويحيى القطان ومعتمر وَوَكيع ومُعاذ بْن مُعاذ وعبد الرحمن بْن حماد وأبو عبد الرحمن المقرئ وخلق3.
قال أحمد بن حنبل: ثقة وزيادة. وقال أحمد بن إبراهيم الدروقي: حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ. قَالَ: كهمس يصلي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ أَلْفَ رَكْعَةٍ، فَإِذَا مَلَّ قَالَ: قُومِي يَا مَأْوَى كُلِّ سُوءٍ فَوَاللَّهِ مَا رضيتك لله ساعة.
قيل: إِنَّ كَهْمَسَ سَقَطَ مِنْهُ دِينَارٌ فَفَتَّشَ عَلَيْهِ فَلَقِيَهُ فَلَمْ يَأْخُذْهُ وَقَالَ: لَعَلَّهُ غَيْرُهُ.
وَكَانَ -رَحِمَهُ اللَّهُ- بَارًّا بِأُمِّهِ، فَلَمَّا مَاتَتْ حَجَّ وَأَقَامَ بِمَكَّةَ حَتَّى مَاتَ. وَكَانَ يَعْمَلُ فِي الْجِصِّ وَكَانَ يُؤَذِّنُ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْبَصْرِيُّ: اشْتَرَى كَهْمَسٌ دَقِيقًا بِدِرْهَمٍ فَأَكَلَ مِنْهُ فَلَمَّا طَالَ عَلَيْهِ كَالَهُ فَإِذَا هُوَ كَمَا وضعه.
توفي كهمس سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.
"حرف اللامِ":
9- لَبَطَةُ بْنُ الْفَرَزْدَقِ4. وَاسْمُ الْفَرَزْدَقِ هَمَّامُ بن غالب البصري أبو غالب.
__________
1 التاريخ الكبير "7/ 213"، والتهذيب "8/ 430".
2 تقريب التهذيب "2/ 137"، وتذكرة الحفاظ "1/ 174"، خلاصة تذهيب الكمال "322".
3 سير أعلام النبلاء "6/ 480".
4 التاريخ لابن معين "2/ 499"، والجرح والتعديل "7/ 183".(9/162)
رَوَى عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْمُثَنَّى وَوَلَدُهُ أَعْيَنُ.
خَرَجَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ فَقُتِلَ مَعَهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
370- لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ الْكُوفِيّ1 –4م- مقرونا مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ مِنْ عُلَمَاءِ الْكُوفَةِ.
عَنْ طَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ وَعِكْرِمَةَ وَأَبِي بُرْدَةَ وَجَمَاعَةٍ سِوَاهُمْ. وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بن عياش وشعبة وسفيان وَمُعْتَمِرٌ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَأَبُو بَدْرٍ السَّكُوَنِيُّ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: كَانَ أَعْلَمَ أَهْلِ الْكُوفَةِ بِالْمَنَاسِكِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ إِنَّمَا أَنْكَرُوا عَلَيْهِ الْجَمْعَ فِي غَيْرِ حَدِيثٍ بَيْنَ عَطَاءٍ وَطَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ حَسْبُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَغَيُرُهُ: لَيِّنٌ لا تَقُومُ بِهِ الْحُجَّةُ. وَقَالَ عَبْدُ الْوَارِثِ: كَانَ لَيْثٌ من أوعية العلم. وقال أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: كَانَ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ صَلاةً وَصِيَامًا فَإِذَا وَقَعَ عَلَى شَيْءٍ لَمْ يَرُدُّهُ.
وَرَوَى ابْنُ شَوْذَبٍ عَنْ لَيْثٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ الشِّيعَةَ الأُوَلَ بِالْكُوفَةِ وَمَا يُفَضِّلُونَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ أَحَدًا، يَعْنِي إِنَّمَا كَانُوا يَتَكَلَّمُونَ فِي عُثْمَانَ وَفِي مَنْ قَاتَلَ عَلِيًّا.
قُلْتُ: أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ مَقْرُونًا بِغَيْرِهِ؟ وَمَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
"حرف الْمِيمِ":
371- مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ الْكُوفِيّ2 -م د ن.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلالٍ الْعَبْسِيِّ وَأَبِي الضُّحَى.
وَعَنْهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَأَبُو أُسَامَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وآخرون.
__________
1 ميزان الاعتدال "3/ 420"، والمتروكين "90"، والمجروحين "2/ 231"، خلاصة تذهيب الكمال "323".
2 تهذيب التهذيب "9/ 64"، وطبقات ابن سعد "6/ 146".(9/163)
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَلَهُ أَخَوَانِ عُمَرُ وَإِسْمَاعِيلُ وَاسْمُ أَبِيهِمْ رَاشِدٌ.
وَرَوَى يَحْيَى بْنُ آدَمَ عن شريك قال: أرأيت أَوْلادَ أَبِي إِسْمَاعِيلَ أَرْبَعَةً وُلِدُوا فِي بَطْنٍ وَاحِدٍ وَعَاشُوا. قُلْتُ: تُوُفِّيَ مُحَمَّدٌ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
372- مُحَمَّدُ بْنُ الأَشْعَثِ بْنِ يَحْيَى الْخُزَاعِيُّ1. الْخُرَاسَانِيُّ.
الأَمِيرُ أَحَدُ قُوَّادُ بَنِي عَبَّاسٍ. وَلِيَ دِمَشْقَ لِلْمَنْصُورِ بَعْدَ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ العباسي ثم ولاه إمرة الديار المص2رية وَدَخَلَ الْقَيْرَوَانِ لِحَرْبِ الإِبَاضِيَّةِ. وَكَانَ شُجَاعًا حازما مَهِيبًا، هَزَمَ أَبَا الْخَطَّابِ عَبْدَ الأَعْلَى رَأْسَ الْخَوَارِجِ ثُمَّ ظَفَرَ بِهِ وَقَتَلَهُ.
وَمَاتَ ابْنُ الأشعث هذا سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
373- مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ2.
رَوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ كَرِهَ شِرَاءَ تُرَابِ الصَّاغَةِ بِالْوَرَقِ.
وَيُقَالُ: هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ الْجَعْدِ الْبَصْرِيُّ.
لَهُ عَنْ عَطَاءٍ وَالزُّهْرِيِّ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ، وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: مُحَمَّدُ بْنُ الْجَعْدِ مَتْرُوكٌ.
374- قُلْتُ: وَمُحَمَّدُ بْنُ الْجَعْدِ3.
حَدَّثَ عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، كَأَنَّهُ آخَرُ.
375- مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ4 -خ م ن- أبو سلمة البصري.
عَنِ الزُّهْرِيِّ وَقَتَادَةَ وَأَبِي حَمْزَةَ الضَّبْعِيِّ. وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَجَمَاعَةٌ. ثِقَةٌ مَشْهُورٌ، غَيْرُهُ أَثْبَتُ مِنْهُ.
__________
1 الوافي "2/ 228".
2 الميزان "3/ 502"، والجرح والتعديل "7/ 223".
3 تهذيب التهذيب "9/ 93"، والتقريب "2/ 159"، والجرح والتعديل "7/ 223".
4 تهذيب التهذيب "9/ 123"، والجرح والتعديل "7/ 241".(9/164)
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: قُلْتُ لِيَحْيَى: حَمَلْتُ عَنْ أَبِي حَفْصَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ حَدِيثَهُ كُلَّهُ ثُمَّ رَمَيْتُ بِهِ، ثُمَّ قَالَ: هُوَ نَحْوُ صَالِحِ بن أبي الأخضر. وقال ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ مَرَّةً لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ فِي "الضُّعَفَاءِ": مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ وَهُوَ ابْنُ مَيْسَرَةَ، ضَعِيفٌ.
376- مُحَمَّدُ بْنُ خالد الضبي الكوفي1 -ت-.
الملقب سؤر الأسد أبو يحيى. ويقال: أبو حي، وَكَانَ قد افترسه الأسد ثُمَّ نجا وعاش بعد. سمع سعيد بن حبير وَعَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ.
ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ وما علمت أحدًا ضعفه بل قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وقد رَوَى أَيْضًا عَنْ أَنَسٍ. وَعَنْهُ أَيْضًا جَرِيٌر وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَسَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ. وَظَفِرْتُ بِقَوْلِ أَبِي الْفَتْحِ الأزدي بِأُخْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: مُنْكَرُ الحديث.
377- محمد بن ذكوان الطاحي2 –ق- الأزدي مولاهم البصري حمو حماد ابن زَيْدٍ.
رَوَى عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَابْنِ سِيرِينَ ويعلى بن حكيم وابن أبي مليكة ورجاء بن حيوة.
وعنه شعبة وابن جرير وإبراهيم بن طهمان وعبد الله بن بكر السهمي وحجاج بن نضير وعبد الصمد بن عبد الوارث وآخرون.
قال شعبة: كان كخير الرجال. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: على قلة روايته يروي المعضلات عَنِ الثِّقَاتِ. وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ: وَهُوَ ضَعِيفٌ.
ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ حَدَّثَنِي يَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا "مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ". وَسُلَيْمَانُ لا يُدْرَى من هو3.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 241"، وميزان الاعتدال "3/ 536"، والمعرفة والتاريخ "3/ 114".
2 تقريب التهذيب "2/ 160"، والمعرفة والتاريخ "2/ 514".
3 "ضعيف جدًا": أخرجه الطبراني في الكبير "10/ 94"، وذكر صاحب كشف الخفا "2832"، والدرر "397"، والموضوعات "2/ 203"، والفوائد للشوكاني "98"، وتنزيه الشريعة "2/ 157"، وتمييز الطيب من الخبيث "ص275"، وضعيف الجامع الصغير وزيادته "5873".(9/165)
ابْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أُبَيٍّ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي آدَمَ أَنَّهُ اشْتَهَى ثِمَارًا من ثمار الْجَنَّةَ وَلَمَّا مَاتَ غَسَّلَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَصَلَّتْ عَلَيْهِ وكبرت عليه أربعًا.
ورواه يعلى عن ابن إِسْحَاقَ فَقَالَ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونَ. وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ أبي قوله1.
378- محمد بن الزبير التميمي2 –ن- الحنظلي البصري.
عَنْ أَبِيهِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَبِلالِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ وَالْحَسَنِ وَمَكْحُولٍ.
وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زُبَيْرٍ وَمُعْتَمِرٌ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ وَعِدَّةٌ.
وَرَوَى عَنْهُ مِنْ أَقْرَانِهِ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ. ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ وَأَخْرَجَ لَهُ حَدِيثًا وَلَمْ يُقَوِّهِ.
وَقَالَ البخاري: منكر الحديث. قلت: هو راوي حديث عن الحسن عن عمران مرفوعًا "لا نذر في غضب وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ"3.
379- مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ أَبُو سَهْلٍ الْكُوفِيُّ4.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ وَأَبِي إِسْحَاقَ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَجَرِيرٌ الضَّبِّيُّ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَغَيْرُهُمْ. مُتَّفَقٌ عَلَى ضعفه.
قال أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: شِبْهُ مَتْرُوكٍ. وَقَالَ ابْنُ عدي: الضعف بين على روايته.
__________
1 "خبر ضعيف": أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند "5/ 136"، وفي السند عنعنة الحسن وهو معروف بالتدليس، وابن ضمرة أيضًا هو في عداد المجهولين كما في الجرح "7/ 41"، وأخرجه الطبري في تاريخه "1/ 160" من طريق ابن إسحاق عن الحسن بن ذكوان عن الحسن البصري عن أبي به مرفوعًا. وهو ضعيف. لأجل ابن ذكوان وهو يخطئ ويدلس، وقد عنعنه وفيه ابن إسحاق يدلس والحسن البصري، وقد رواه كلاهما بالعنعنة.
2 ميزان الاعتدال "3/ 547"، والمجروحين "2/ 259".
3 "حديث صعيف": أخرجه النسائي "3851، 3852، 3853"، وأحمد في مسنده "4/ 433"، والبيهقي في السنن "10/ 70"، وذكره ابن عدي في الكامل "6/ 2210"، وانظر ضعيف الجامع الصغير وزيادته.
4 تهذيب التهذيب "9/ 176"، وطبقات ابن سعد "6/ 360"، وميزان الاعتدال "3/ 556".(9/166)
وقال الْبُخَارِيُّ: هُوَ صَاحِبُ الْفَرَائِضِ كَانَ ابْنُ الْمُبَارَكِ ينهى عنه.
380- محمد بن السائب الكلبي1 –ت- بن بشير بن عمرو وأبو النضر الكلبي الكوفي الأَخْبَارِيُّ الْعَلامَةُ صَاحِبُ التَّفْسِيرِ.
رَوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ وَأَبِي صَالِحِ بَاذَامٍ وَأَصْبَغَ بْنِ نَبَاتَةَ وَطَائِفَةٍ.
وعنه ابنه هشام بن الكلبي صاحب النسب وَشُعْبَةُ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ وَطَائِفَةٌ سِوَاهُمْ.
وَقَدِ اتُّهِمَ بِالأَخَوَيْنِ: الْكَذِبُ وَالرَّفْضُ، وَهُوَ آيَةٌ فِي التَّفْسِيرِ وَاسِعُ الْعِلْمِ عَلَى ضَعْفِهِ.
قال زيد بن الحريس: سمعت أبا معاوية الْكَلْبِيَّ يَقُولُ: حَفِظْتُ مَا لَمْ يَحْفَظْ أَحَدٌ وَنَسِيتُ مَا لَمْ يَنْسَ أَحَدٌ. حَفِظْتُ الْقُرْآنَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ أَوْ سَبْعَةٍ وَقَبَضْتُ عَلَى لِحْيَتِي لِآخُذَ مِنْهَا مَا دُونَ الْقَبْضَةِ فَأَخَذْتُ فَوْقَ الْقَبْضَةِ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: قَالَ لِي الْكَلْبِيُّ: مَا حَفِظْتُ شَيْئًا فَنَسِيتُهُ، وَحَضَرَ الْحَجَّامُ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ خُذْ مِنْ هَاهُنَا فَقُلْتُ: خَذْ مِنْ هَاهُنَا، فَأَخَذَ من فوق القبضة.
قال ابْنُ عَدِيٍّ: لَيْسَ لِأَحَدٍ تَفْسِيرٌ أَطْوَلُ مِنْ تَفْسِيرِ الْكَلْبِيِّ.
قُلْتُ: يَعْنِي مِنَ الَّذِينَ فَسَّرُوا القرآن في المائة الثانية، ومن الذين لَيْسَ فِي تَفْسِيرِهِمْ سِوَى قَوْلِهِمْ.
ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لِشُهْرَتِهِ بَيْنَ الضُّعَفَاءِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: أَجْمَعُوا عَلَى تَرْكِ حَدِيثِهِ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: جُوَبْيِرٌ أَمْثَلُ مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ: سَمِعْتُ الْكَلْبِيَّ يَتَكَلَّمُ بِشَيْءٍ مَنْ تَكَلَّمَ بِهِ كَفَرَ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 101"، وتهذيب التهذيب "9/ 178"، ووفيات الأعيان "4/ 309"، والعبر "1/ 207"، وطبقات المفسرين "2/ 144" وغيره.(9/167)
زُرَيْعٍ: رَأَيْتُ الْكَلْبِيَّ يَضْرِبُ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ وَيَقُولُ أَنَا سَبَائِيٌّ أَنَا سَبَائِيٌّ1.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: سَمِعْتُ أَبَا جُزْءٍ يَقُولُ: قَالَ الْكَلْبِيُّ: كَانَ جِبْرِيلُ يُوحِي إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَامَ لِحَاجَةٍ وَجَلَسَ عَلَيَّ فَأَوْحَى جِبْرِيلُ إِلَى عَلِيٍّ. وَقَدْ رَوَى نَحْوَ هَذَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْكَلْبِيِّ.
وَقَالَ حَجَّاجٌ الأَعْوَرُ: سَمِعْتُ الْكَلْبِيَّ يَقُولُ: حَفِظْتُ الْقُرْآنَ فِي سَبْعَةِ أَيَّامٍ. رَوَاهَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بن سلام عن الحجاج. وقال الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: كَانَ الْكَلْبِيُّ كَذَّابًا.
قُلْتُ: أَنَا أَتَعَجَّبُ مِنْ شُعْبَةَ وَتَحَرِّيهِ كَيْفَ يَرْوِي عَنْ مِثْلِ هَذَا التَّالِفِ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى: سَمِعْتُ زَائِدَةَ يَقُولُ: اطْرَحُوا حَدِيثَ أَرْبَعَةٍ: حجاج وجابر وحميد صاحب مجاهد الكلبي، فَأَمَّا الْكَلْبِيُّ فَصَمْتًا إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: نَسِيتُ عِلْمِي فَأَتَيْتُ آلَ مُحَمَّدٍ فَسَقَوْنِي عَسَلا فَامْتَلَأْتُ عِلْمًا". أَفَتَأْمُرُونِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ رَجُلٍ يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وروى عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى قَالَ: الْكَلْبِيُّ لَيْسَ بِشَيْءٍ.
قُلْتُ: مَوْتُ الْكَلْبِيِّ عَلَى رَأْسِ الْخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَقَدْ مَرَّ فِي الْحَوَادِثِ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
381- مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ حسان المصلوب2 -ت ق.
وهو محمد بن أبي قيس وهو محمد بن الطبري وهو القرشي وهو الأزدي وهو الدمشقي وهو ابن الطبري.
وَقَدْ دَلَّسُوهُ أَلْوَانًا كَثِيرَةً لِئَلا يُعْرَفَ لِسُقُوطِهِ.
رَوَى عَنْ مَكْحُولٍ وَعُبَادَةَ وَرَافِعٍ وَالزُّهْرِيِّ وَرَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ وَطَبَقَتِهِمْ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَبَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَالْمُحَارِبِيُّ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَطَائِفَةٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ: قَتَلَهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ فِي الزَّنْدَقَةِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: صُلِبَ فِي الزَّنْدَقَةِ وَكَنَّاهُ أبا عبد الرحمن. وقال ابن حاتم: يقال فيه: محمد بن
__________
1 والسبئية: أتباع عبد الله بن سبأ.
2 التقريب "2/ 164"، والمجروحين "2/ 247"، والميزان "3/ 561"، والمعرفة والتاريخ "1/ 700".(9/168)
حسان ومحمد بن أبي حسان. وقال سعيد بن أبي أيوب عن ابن عجلان عن محمد بن سعيد بن حسان بن قيس فذكر حديثًا.
قال الْعُقَيْلِيُّ: يَقُولُونَ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زَيْنَبَ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ.
وَيَقُولُونَ: مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: وَرُبَّمَا قَالُوا فِيهِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعَبْدُ الْكَرِيمِ وَغَيْرُ ذَلِكَ عَلَى مَعْنَى التَّعْبِيدِ لِلَّهِ، وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ اسْمَهُ قُلِبَ عَلَى نَحْوِ مِائَةِ لَوْنٍ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: هُوَ غَيْرُ ثِقَةٍ وَلا مأمون. وقال مَرَّةً: كَذَّابٌ. وَسَمَّاهُ بَعْضُهُمْ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أبي شميلة. وقال أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: لا بَأْسَ إِذَا كَانَ كَلامًا حَسَنًا أَنْ يَضَعَ لَهُ إِسْنَادًا.
الصَّوَابُ مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ الأَزْرَقُ. وَرَوَاهَا دُحَيْمٌ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ.
وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: دَخَلَ الثَّوْرِيُّ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ الأُرْدُنِيِّ فَاحْتَبَسَ عِنْدَهُ سَاعَةً ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا فَقَالَ: هُوَ كَذَّابٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ: كَانَ كَذَّابًا.
وَرَوَى الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ عَنِ النَّسَائِيِّ قَالَ: الْكَذَّابُونَ الْمَعْرُوفُونَ بِوَضْعِ الْحَدِيثِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَرْبَعَةٌ: ابْنُ أَبِي يَحْيَى بِالْمَدِينَةِ، وَالْوَاقِدِيُّ بِبَغْدَادَ، وَمُقَاتِلٌ بِخُرَاسَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ بِالشَّامِ، يُعْرَفُ بِالْمَصْلُوبِ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ. قُلْتُ: وَبِإِخْرِاجِ التِّرْمِذِيِّ لِحَدِيثِ الْمَصْلُوبِ وَالْكَلْبِيِّ وأمثالهما انْحَطَّتْ رُتْبَةٌ جَامِعَةٌ عَنْ رُتْبَةِ سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ وَالنَّسَائِيِّ. وَكَانَ صُلْبُ هَذَا الرَّجُلِ فِي حدود سنة خمسين ومائة.
382- محمد بن سواقة1 –ع- أبو بكر الغنوي الكوفي العابد الصَّالِحُ.
رَوَى عَنْ أَنَسٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وسعيد بن جبير وأبي صالح السمان ومنذر الثوري وجماعة.
__________
1 تهذيب التهذيب "9/ 209"، وطبقات ابن سعد "6/ 237"، وحلية الأولياء "5/ 3-14"، صفة الصفوة "3/ 65".(9/169)
وعنه السفيانان والمحاربي وأبو معاوية وعلي بن عاصم ويعلى بن عبيد وجماعة.
وكان أحد الثقات، يقال: إنه أنفق في أبواب الخير مائة ألف درهم.
قال ابن عيينة: كان محمد بن سوقة لا يُحْسِنُ أَنْ يعصي الله تعالى.
وقال النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ مَرْضِيٌّ.
383- مُحَمَّدُ بْنُ شَيْبَةَ بْنِ نَعَامَةَ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ1 -م-.
عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةٍ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَغَيْرُهُمْ.
384- مُحَمَّدُ بْنُ طَحْلاءِ2 -د ن-.
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالأَعْرَجِ وَمِحْصَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْفَهِيمِيِّ. وَعَنْهُ ابْنَاهُ يَعْقُوبُ وَيْحَيى، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ وَغَيُرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
385- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب3 -د ت ن-.
الهاشمي الحسني المدني.
عَنْ نَافِعٍ وَأَبِي الزِّنَادِ. وَعَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِيُّ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ. وقد وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَابْنُ حِبَّانٍ. وَمَرَّ فِي الْحَوَادِثِ خُرُوجُهُ وَخُرُوجُ أَخَيه إِبْرَاهِيمَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَنَّهُمَا قتلًا.
فائدة: قال أبو أحمد بْنُ حَزْمٍ: ذَهَبَتْ طَائِفَةٌ مِنَ الْجَارُودِيَّةِ وَهُمْ غلاة الرافضة إِلَى أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ الْقَائِمِ بِالْمَدِينَةِ حَيٌّ لَمْ يُقْتَلُ، وَأَنَّهُ لا يَمُوتُ حَتَّى تُمْلَأُ الأَرْضُ عَدْلا، يَعْنِي كَمَا مُلِئَتْ جُورًا.
وَقَدْ خَلَفَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مِنَ الأَوْلادِ عَبْدَ اللَّهِ الَّذِي قتله هشام بن عمرو في
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 112"، وميزان الاعتدال "3/ 581".
2 تقريب التهذيب "2/ 172"
3 التهذيب "9/ 252"، والجرح والتعديل "7/ 295"، والوافي بالوفيات "3/ 279" وغيره.(9/170)
مَصَافٍّ كَانَ بَيْنَهُمَا بِنَاحِيَةِ بِلادِ الْقَشْمِيرِ، وَخَلَّفَ عَلِيًّا وَمَاتَ فِي السَّجْنِ، وَحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الَّذِي خَرَجَ وَقُتِلَ فِي وَقْعَةِ فَخٍّ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ زَوْجَةُ ابْنِ عَمِّهَا الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَزَيْنَبُ الَّتِي دَخَلَ بها محمد بن أبي العباس السفاح لَيْلَةَ قُتِلَ أَبُوهَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: إِبْرَاهِيمُ وَمُحَمَّدُ خَارِجِيَّانِ.
ثُمّ قَالَ أَبُو دَاوُدَ: بِئْسَ مَا قَالَ.
وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: قَالَ هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْعِجْلِيُّ الشِّيعِيُّ يَعِيبُ خُرُوجَهُ.
يا أيها ذا الذي له كان ذو ال ... نية مِنَّا فِي الدِّينِ مُتَّبِعَا
أَبَيْنَمَا أَنْتَ مُنْتَهَى أمل ال ... أمة إذ قيل صارمبتدعا
يَا لَهْفَ نَفْسِي عَلَى تَفَرُّقِ مَا ... قَدْ كَانَ مِنْهَا عَلَيْكَ مُجْتَمِعَا
386- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ1 –ق- أبو عبد الله الأموي العثماني الملقب بالديباج لِحُسْنِهِ. كَانَ سَمْحًا جَوَّادًا سَرِيًّا ذَا مُرُوءَةٍ وَسُؤْدُدٍ.
رَوَى عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ ابْنَةِ الْحُسَيْنِ بن علي ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تُدِيمُوا النَّظَرَ إِلَى الْمُجَذَّمِينَ" 2. وَرَوَى عَنْ نَافِعٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ وَأَبِي الزِّنَادِ.
وَعَنْهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَغَيْرُهُ. لَيَّنَهُ الْبُخَارِيُّ. وَرَوَى عَنْهُ أَيْضًا الدَّرَاوَرْدِيُّ ومُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ الْغِفَارِيُّ وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ وَابْنُ أَبِي الزِّنَادِ. وَقَدِمَ الشَّامَ مَرَّاتٍ. وَهُوَ أَخُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ وَالِدُ الأَخَوَيْنِ مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ لأُمِّهِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ أَبُوهُ يُدْعَى الْمُطَرِّفُ لِجَمَالِهِ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَ محمد
__________
1 تهذيب التهذيب "9/ 268"، والجرح والتعديل "7/ 301"، وميزان الاعتدال "3/ 593".
2 "حديث صحيح": وأخرجه الطبراني في الكبير "11193"، وقال الهيثمي في المجمع "5/ 101"، وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات. ورواه الطبراني في موضع آخر "2897"، وقال الهيثمي في المجمع "5/ 101"، رواه أبو يعلى والطبراني وفي إسناد أبي يعلى الفرج بن فضالة وثقه أحمد وغيره وضعفه النسائي وغيره وبقية رجاله ثقات، وفي إسناد الطبراني يحيى الحماني وهو ضعيف وبقية رجاله ثقات. ورواه ابن عساكر في تراجم النساء "ص272، 273".
ورواه ابن ماجه "3543"، وقال في الزوائد: رجال إسناده ثقات، وقال الألباني في الصحيحة "1064"، وبالجملة: فالحديث بمجموع طرقه وشواهده صحيح.(9/171)
الديباج أَصْغَرَ وَلَدِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، وَكَانَ إِخْوَتُهُ مِنْ أُمِّهِ يَرِقُّونَ عَلَيْهِ وَيُحِبُّونَهُ، وَكَانَ لا يُفَارِقُهُمْ، فَكَانَ مِمَّنْ أَخَذَ مَعَ إِخْوَتِهِ بَنِي الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ فَضَرَبَهُ الْمَنْصُورُ مِنْ بَيْنَ إخوته مائة سوط وسجنه بِالْهَاشِمِيَّةِ فَمَاتَ فِي حَبْسِهِ. قَالَ: وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ عَالِمًا.
وَقَالَ مُسْلِمٌ: كَانَ مُنْكَرَ الْحَدِيثِ. وَكَنَّاهُ النَّسَائِيُّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَقَالَ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حَدِيثُهُ قَلِيلٌ وَمِقْدَارُ مَالَهُ يُكْتَبُ. وَقَالَ دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ أَتَى أَخَاهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَوَجَدَهُ نَائِمًا فَأَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ وَلَمْ يُوقِظْهُ.
وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي السَّائِبِ قَالَ: احْتَجْتُ إِلَى لَقْحَةٍ فَكَتَبْتُ إِلَى مُحَمَّدٍ الدِّيبَاجِ أَسْأَلُهُ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيَّ بِلَقْحَةٍ، فَإِنِّي لَعَلَى بَابِي إِذَا أَنَا بِزَاجِرٍ يَزْجُرُ إِبِلا وَإِذَا هُوَ عَبْدٌ يَزْجُرُهَا، فقلت: يا هذا ليس ها هنا الطَّرِيقُ. قَالَ: أَرَدْتُ دَارَ أَبِي السَّائِبِ، فَقُلْتُ: أَنَا هُوَ، فَدَفَعَ إِلَيَّ كِتَابَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَإِذَا فِيهِ: أَتَانِي كِتَابُكَ تَطْلُبُ لَقْحَةً وَقَدْ جَمَعْتُ مَا كَانَ بِحَضْرَتِنَا مِنْهَا وَهِيَ تِسْعَ عَشْرَةَ لَقْحَةً وَبَعَثْتُ مَعَهَا بِعَبْدٍ يَرْعَاهَا. قَالَ فَبَعَت مِنْهَا بِثَلاثِمِائَةِ دِينَارٍ سِوَى مَا حُبِسَتْ.
وَرَوَى الزُّبَيْرُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْعَبَّاسِ السَّعْدِيِّ يَمْدَحُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو:
وَجَدْنَا الْمَحْضَ الأَبْيَضَ مِنْ قُرَيْشٍ ... فَتًى بَيْنَ الْخَلِيفَةِ وَالرَّسُولِ
أَتَاكَ الْمَجْدُ مِنْ هَذَا وَهَذَا ... وَكُنْتَ لَهُ بِمُعْتَلِجِ السُّيُولِ
فَمَا للمجد رونك مِنْ مَبِيتٍ ... وَمَا لِلْمَجْدِ دُونَكَ مِنْ مُقِيلِ
قَالَ الزُّبَيْرُ: قُتِلَ مُحَمَّدٌ الدِّيبَاجُ أَوْ مَاتَ فِي حَبْسِ الْمَنْصُورِ فِي أَمْرِ مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: أُخِذَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَزَعَمُوا أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ قَتَلَهُ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي: أُحْضِرَت فسلمت عَلَى الْمَنْصُورِ، فَقَالَ: لا سَلَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ ابْنَ الْفَاسِقِينَ يَعْنِي مُحَمَّدًا وَإِبْرَاهِيمَ، قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، امْرَأَتِي طَالِقٌ وَعَلَيَّ وَعَليَّ إِنْ كُنْتُ مَكَانَهُمَا، فَقَالَ: السِّيَاطُ، فَضُرِبْتُ أَرْبَعَمِائَةِ سَوْطٍ، فَمَا عَقِلْتُ بِهَا حَتَّى رَفَعَ عَنِّي، وَذَكَرَ الْقِصَّةَ إِلَى أَنْ قَالَ: ثُمَّ مَاتَ(9/172)
مُحَمَّدٌ الدِّيبَاجُ فَقُطِعَ رَأْسُهُ فَبُعِثَ بِهِ إِلَى خُرَاسَانَ وَطَافُوا بِهِ، وَجَعَلُوا يَحْلِفُونَ أَنَّهُ رَأْسُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- يوهمون أَنَّهُ رَأْسُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ الَّذِي كَانُوا يَجِدُونَ فِي الرِّوَايَةِ خُرُوجَهُ عَلَى الْمَنْصُورِ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: ثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: زَعَمُوا أَنَّ الْمَنْصُورَ قتل محمد الدِّيبَاجَ لَيْلَةَ جَاءَهُ خُرُوجُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ بِالْمَدِينَةِ.
387- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْخُزَاعِيُّ مَوْلاهُمْ1.
رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ. وَعَنْهُ مَالِكٌ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَيْحَيَى الْقَطَّانُ وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
388- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى2 -4- أَبُو عَبْدِ الرحمن الأنصاري الكوفي وفقيهها وَمُقْرِئُهَا فِي زَمَانِهِ.
رَوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَالْحَكَمِ وَنَافِعٍ وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَعَمْرِو بْنِ مَرَّةَ وَغَيْرِهِمْ وَلَمْ يُدْرِكِ السَّمَاعَ من أَبِيهِ.
رَوَى عَنْهُ الشعبي وَالسُّفْيَانَانِ وَزَائِدَةُ وَوَكِيعٌ وَالْخُرَيْبِيُّ وَابْنُهُ عِمْرَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ وَغَيْرُهُ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: كان أفقه أهل الدنيا. وقال أحمد العجيلي: كَانَ فَقِيهًا صَدُوقًا صَاحِبَ سُنَّةٍ جَائِزَ الْحَدِيثِ قارئًا عالمًا بالقرآن. وقال أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ هُوَ بِأَقْوَمِ مَا يَكُونُ. وقال أَحْمَدُ: مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ: مِنْ جَلالَتِهِ أَنَّهُ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى عَشَرَةِ شُيُوخٍ.
قُلْتُ: قَرَأَ عَلَى الشَّعْبِيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ، وَقَرَأَ عَلَى أَخِيهِ عِيسَى عَنْ وَالِدِهِمَا، وَقَرَأَ عَلَى الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَكَانَ حَمْزَةُ يَقُولُ: يُعْلِنُهَا جَوْدَةُ الْقِرَاءَةِ عِنْدَهُ. وَكَانَ مِنْ أَحْسَبِ النَّاسِ، وأحسنهم خطًا ونقطًا للمصحف، وأجملهم وأنبلهم.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 139"، والجرح والتعديل "7/ 306".
2 التاريخ الكبير "1/ 162"، والمجروحين "2/ 243"، وميزان الاعتدال "3/ 613"، وتاريخ أبي زرعة الرازي "1/ 297"، وطبقات الفقهاء "84"، وخلاصة تذهيب الكمال "348" وغيره.(9/173)
وَرَوَى أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَطَاءٍ فَجَعَلَ يَسْأَلُنِي، فَكَانَ أَصْحَابُهُ أَنْكَرُوا ذَلِكَ وَقَالَ: تَسْأَلُهُ؟ قَالَ: وَمَا تُنْكِرُونَ هُوَ أَعْلَمُ مِنِّي.
وَقَالَ بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ: سَمِعْتُ أَبَا يُوسُفَ الْقَاضِي يَقُولُ: مَا وَلِيَ الْقَضَاءَ أَحَدٌ أَفْقَهُ فِي دِينِ اللَّهِ وَلا أَقْرَأُ لِكِتَابِ اللَّهِ، وَلا أَقْوَلُ حَقًّا بِاللَّهِ وَلا أَعَفُّ مِنِ ابْنِ أَبِي ليلى.
وقال ابن معن: كان يحيى بن سعيد لا يحدث عن ابْنِ أَبِي لَيْلَى مَا رَوَى عَنْ عَطَاءٍ.
وقال أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ سَيِّئُ الحفظ. وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضعيف وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي. وقال الدراقطني: رديء الحفظ كثير الوهم. وقال أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: عَامَّةُ أَحَادِيثِهِ مَقْلُوبَةٌ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الْمُحَارِبِيُّ: طَرَحَ زَائِدَةُ حَدِيثَ ابْنِ أَبِي لَيْلَى.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: سألت زائدة عن ابن أَبِي لَيْلَى فَقَالَ: ذَاكَ أَفْقَهُ النَّاسِ.
وَقَالَ عائذ بْنُ حَبِيبٍ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يَقُولُ: مَا أَقْرَعَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فهو أحق، وما لم يقرع فَهُوَ قِمَارٌ1.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الأَزْهَرِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ: سَأَلْتُ جَرِيرًا قُلْتُ: مَنْ رَأَيْتَ مِنَ الْمَشَايِخِ يُسْتَثْنَى فِي إِيمَانِهِ؟ قَالَ: كَانَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى مَنْ أَشَدِّهِمْ فِي ذَلِكَ.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ سَافِرِينَ: سَأَلْتُ مَنْصُورًا مَنْ أَفْقَهُ أَهْلِ الْكُوفَةِ؟ قَالَ: قَاضِيهَا، يَعْنِي ابْنَ أَبِي لَيْلَى.
وَقَالَ الْخُرَيْبِيُّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: فُقَهَاؤُنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى وَابْنُ شُبْرُمَةَ.
وَقَالَ ابن عيينة: كان رزق ابن أَبِي لَيْلَى قَاضِي الْكُوفَةِ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ.
أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ وَحْيٌ قُلْتُ: نَذِيرُ قَوْمٍ قَدْ هَلَكُوا أَوْ صَبَّحَهُمُ الْعَذَابُ فَإِذَا سُرِّيَ عَنْهُ فَأَطْيَبُ النَّاسِ نَفْسًا وَأَطْلَقَهُمْ وَجْهًا وَأَكْثَرُهُمْ ضَحِكًا أَوْ قَالَ: تَبَسُّمًا2.
__________
1 وانظر سير أعلام النبلاء "6/ 479".
2 "هذا حديث منكر" قاله الذهبي في سير أعلام النبلاء "6/ 479"، ورواه ابن عدي في الكامل في الضعفاء "6/ 187".(9/174)
أَبُو شِهَابٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَصْبَهَانِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَيْسَ عَلَى الْفِطْرَةِ مَنْ قَرَأَ خَلْفَ الإِمَامِ.
تُوُفِّيَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
389- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيُّ1 –م4- مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ. كُوفِيٌّ ثِقَةٌ.
رَوَى عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَكُرَيْبٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ.
وعنه مسعر وشعبة والسفيانان وشريك وإسرائيل وسعد بن الصلت. وقال ابن عيينة: كان أعلم من عندنا بالعربية. وقال ابن معين: ثقة.
390- محمد بن عبد العزيز الراسبي البصري2 -م ت-.
عَنْ أَبِي الْوَازِعِ جَابِرِ بْنِ عَمْرٍو وَأَبِي الشَّعْثَاءِ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ.
صَالِحُ الْحَدِيثِ مُقِلٌّ استشهد به مسلم. وقال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ: أَرَاهُ يَضْطَرِبُ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ كُوفِيٌّ يُعْرَفُ بِالْجَرْمِيِّ، وَقِيلَ: بَلِ الْكُوفِيُّ آخَرُ.
391- مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ3 –ق- مَوْلَى آلِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَخُو عَوْنٍ وَعَبْدِ اللَّهِ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَدَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ ابْنَاهُ مَعْمَرٌ وَمُغِيرَةُ، وَعَبْدُ الله ابن لَهِيعَةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَعَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ فِي عِدَادِ شِيعَةِ الْكُوفَةِ يَرْوِي أَشْيَاءَ مِنَ الْفَضَائِلِ لا يُتَابَعُ عَلَيْهَا.
وقَالَ البخاري: منكر الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء ولا ابنه معمر.
__________
1 تقريب التهذيب "2/ 184"، وميزان الاعتدال "3/ 620".
2 الجرح والتعديل "8/ 7"، وميزان الاعتدال "3/ 629".
3 المجروحين "2/ 249"، والتقريب "2/ 187".(9/175)
حيان بْنُ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ مَرْفُوعًا: إِذَا طَنَّتْ أُذْنُ أَحَدِكُمْ فَلْيَذْكُرْنِي وَلْيُصَلِّ عَلَيَّ وَلْيَقُلْ ذَكَرَ اللَّهُ مَنْ ذَكَرَنِي بِخَيْرٍ1، وَبِهِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَتَلَ عَقْرَبًا وَهُوَ يُصَلِّي2. وَبِهِ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَ يَكْتَحِلُ وَهُوَ صَائِمٌ3.
عَبَّادٌ الرَّوَاجِنِيُّ: أَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أُوصِي مَنْ آمَنَ بِي بِوَلائِهِ لِعَلِيٍّ، فَمَنْ تَوَلاهُ وَتَوَلانِي تَوَلَّى اللَّهَ4.
392- مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدٍ بْنِ يَرْبُوعٍ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ5 -د-.
عَنْ جَدِّهِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ. وَعَنْهُ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ وَصَفْوَانُ بْنُ عِيسَى. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
393- مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ6 –م- متابعة.
مَوْلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ الْقُرَشِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ الْفَقِيهُ أَحَدُ الأَعْلامِ.
رَوَى عَنْ أَنَسِ بن مالك شيئًا وعن أبيه وَنَافِعٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ وسعيد المقبري وعمرو بن شعيب وغيرهم.
وعنه السفيانان وبكر بن مضر وبشر بن المفضل وعبد الله بن إدريس ويحيى القطان وأبو عاصم والواقدي وخلق سواهم.
__________
1 "حديث ضعيف": أخرجه ابن السني "166"، وابن قيم الجوزية في جلاء الأفهام "ص/ 61، 278"، وذكره الحكيم الترمذي في نوادر الأصول "2/ 611" وغيره.
2 وذكره الهندي في الكنز "40265".
3 وأورده الزبيدي في إتحاف السادة المتقين "4/ 208"، وابن حجر في المطالب العلية "987".
4 "ضعيف": "أورده الهندي في الكنز "32953" وعزاه الطبراني وابن عساكر -عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ ياسر عن أبيه عن جده" وذكره ابن عدي في الكامل في الضعفاء "6/ 2126".
5 التهذيب "9/ 338"، والجرح والتعديل "8/ 33".
6 تهذيب التهذيب "9/ 341"، وميزان الاعتدال "3/ 644"، وطبقات خليفة "270"، وخلاصة تذهيب الكمال "351"، وغيره.(9/176)
وثقه ابن عيينة وغيره، وكان أحد من جمع بين العلم والعمل، وكان له حلقة فِي مسجد النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ خَرَجَ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ فَهَمَّ وَالِي الْمَدِينَةِ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْهَاشِمِيُّ أَنْ يَجْلِدَهُ، فَقَالُوا لَهُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، لَوْ رَأَيْتَ الحْسَنَ الْبَصْرِيُّ فَعَلَ مِثْلَ هَذَا كُنْتَ تَضْرِبُهُ؟ قَالَ: لا، قِيلَ: فَابْنُ عَجْلانَ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِثْلُ الْحَسَنِ فِي أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَعَفَا عَنْهُ1.
وَرَوَى عَبَّاسُ بْنُ نضر الْبَغْدَادِيُّ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عِيسَى قَالَ: مَكَثَ ابْنُ عَجْلانَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ ثَلاثَ سِنِينَ فَشُقَّ بَطْنُهَا فَأُخْرِجَ وَقَدْ نَبَتَتْ أَسْنَانُهُ. سَمِعَهَا عبد العزيز بن أحمد الغافقي مِنْ عَبَّاسٍ2.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ فِي مُسْنَدِ عَلِيٍّ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِمَالِكٍ: إِنِّي حَدَّثْتُ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: لا تَحْمِلُ الْمَرْأَةُ فَوْقَ سَنَتَيْنِ قَدْرَ ظَلِّ مَغْزَلٍ، فَقَالَ: مَنْ يَقُولُ هَذَا؟ هَذِهِ امْرَأَةُ ابْنِ عَجْلانَ جَارُتَنَا امْرَأَةُ صِدْقٍ وَلَدَتْ ثَلاثَةَ أَوْلادٍ في اثنتي عَشَرَةَ سَنَةٍ تَحْمِلُ أَرْبَعَ سِنِينَ قَبْلَ أَنْ تَلِدَ3.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ دَاوُدَ الزُّبَيْرِيُّ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ يَقُولُ: حُمِلَ بِأَبِي أَكْثَرَ مِنْ ثَلاثِ سِنِينَ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَسَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: قَدْ يَكُونُ الْحَمْلُ سَنَتَيْنِ وَأَكْثَرَ أَعْرِفُ مَنْ حُمِلَ بِهِ كَذَلِكَ، يَعْنِي نَفْسَهُ.
وَرَوَى أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ عَنْ شَيْخٍ لَهُ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: لَمْ يَكُنْ بِالْمَدِينَةِ أَحَدٌ أَشَبْهَ بِأَهْلِ الْعِلْمِ مِنِ ابْنِ عَجْلانَ كُنْتُ أُشَبِّهُهُ بِالْيَاقُوتَهِ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ4.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: ذَكَرَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ مُحَمَّدَ بْنَ عَجْلانَ فَقَالَ: كَانَ لَهُ قَدْرٌ وَفَضْلٌ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَ مُحَمَّدٍ فَأَرَادَ جَعَفْرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَطْعَ يَدِهِ فَسَمِعَ ضَجَّةً، وَكَانَ عِنْدَهُ الأَكَابِرُ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذِهِ ضَجَّةُ أَهْلِ المدينة يدعون لابن
__________
1 سير أعلام النبلاء "6/ 481-482".
2 السابق.
3 وانظر السابق.
4 وفي سير أعلام النبلاء "6/ 482"، بدل "عن شيخ له" "عن رجل..".(9/177)
عَجْلانَ فَلَوْ عَفَوْتَ عَنْهُ، وَإِنَّمَا غَرَّ وَأَخْطَأَ فِي الرِّوَايَةِ ظَنَّ أَنَّهُ الْمَهْدِيُّ، فَعَفَا عَنْهُ وَأَطْلَقَهُ.
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلادٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: كَانَ ابْنُ عَجْلانَ مُضْطَرِبَ الْحَدِيثِ فِي حَدِيثِ نَافِعٍ1.
وَقَالَ الْفَلاسُ: سَأَلْتُ يَحْيَى عَنْ حَدِيثِ ابْنِ عَجْلَانَ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلا قَالَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" فَأَبَى أَنْ يُحَدِّثَنِي فَقُلْتُ لَهُ: خَالَفَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ، وَقَالَ: أَحَدَّثَ بِهِ! أَحَدَّثَ بِهِ! كَانَ يَعْجَبُ2.
وَقَالَ أَبُو زَيْدِ بْنُ أَبِي الْغَمْرِ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: قِيلَ لِمَالِكٍ إِنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يُحَدِّثُونَ، فَقَالَ: مَنْ هُمْ؟ قِيلَ: ابْنُ عَجْلانَ، فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ ابْنُ عَجْلانَ هَذِهِ الأَشْيَاءَ وَلَمْ يَكُنْ عَالِمًا.
قُلْتُ: هَذَا قَالَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ لَمَّا بَلَغَهُ أَنَّ ابْنَ عَجْلانَ رَوَى حَدِيثَ "خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ" 3، وَالْحَدِيثُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ ابْنِ عَجْلانَ، وَلَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ ابْنُ عَجْلانَ، وَقَدْ وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ وَحَدَّثَ عَنْهُ شُعْبَةُ وَمَالِكٌ، وَغَيْرُ ابْنِ عَجْلانَ أَقْوَى مِنْهُ.
قَالَ الْحَاكِمُ: أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ فِي كِتَابِهِ ثَلاثَةَ عَشَرَ حَدِيثًا كُلُّهَا فِي الشَّوَاهِدِ، وَقَدْ تَكَلَّمَ الْمُتَأَخِّرُونَ مِنْ أَئِمَّتِنَا فِي سُوءِ حِفْظِهِ. قُلْتُ: وَقَلَّمَا رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ وَمَالِكٌ. وَحَدِيثُهُ مِنْ قَبِيلِ الْحَسَنِ.
مَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
394- مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ أَبُو عَتَّابٍ السُّلَمِيُّ4.
رَوَى عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ. وَعَنْهُ هُشَيْمٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وجماعة. وكان شيعيًا عراقيًا، وثقه ابن معين. وقال أبو حاتم:
__________
1 انظر المصدر السابق.
2 انظر السابق.
3 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "6227"، ومسلم "284" وغيرهما.
4 الجرح والتعديل "8/ 26"، والتاريخ لابن معين "3010".(9/178)
لا بَأْسَ بِهِ. قُلْتُ: لَمْ يُخْرِجُوا لَهُ.
395- محمد بن عمرو بن علقمة1 -م خ- مقرونًا ابن وقاص أبو الحسن الليثي المدني أَحَدُ عُلَمَاءِ الْحَدِيثِ.
أَكْثَرَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَعَمْرٍو وَالِدِهِ وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ مَالِكٌ وَسُفْيَانُ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ وَأَبُو أُسَامَةَ وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ وَيَزِيدُ بن هارون ومحمد بن أبي عدي وخلق كَثِيرٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ وَسُئِلَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ وَالْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ وَعَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ فَقَالَ: لَيْسَ حَدِيثُهُمْ بِحُجَّةٍ. قِيلَ لَهُ: فَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو؟ قَالَ: مُحَمَّدُ فَوْقَهُمْ. قُلْتُ: خَرَّجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ مَقْرُونًا بِغَيْرِهِ وَرَوَى لَهُ مُسْلِمٌ مُتَابَعَةً وَرَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: ابْنُ عَجْلانَ أوثق مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنِ ابْنِ إِسْحَاقَ.
وَعَنِ ابْنِ الْمَدِينِيِّ أَنَّهُ سَأَلَ يحيى بن سعيد بن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو فَقَالَ: تُرِيدُ الْعَفْوَ أَوْ نُشَدِّدُ؟ قُلْتُ: بَلْ شَدِّدْ، قَالَ: لَيْسَ هُوَ مِمَّنْ تُرِيدُ، قُلْتُ: صَدَقَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ليس هو مثل يحيى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ وَحَدِيثُهُ صَالِحٌ.
مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
396- مُحَمَّدُ بْنُ عَوْنٍ الْخُرَاسَانِيُّ –ق-.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ وَالضَّحَّاكِ وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا وَسَيْفُ بْنُ عُمَرَ وَيَعْلَى بن عبيد وغيره.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ وأَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: هُوَ صَاحِبُ حَدِيثِ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ- اسْتَلَمَ الْحَجَرَ وَوَضَعَ
__________
1 ميزان الاعتدال "3/ 673"، ومشاهير علماء الأمصار "133".(9/179)
شَفَتَهُ عَلَيْهِ يَبْكِي طَوِيلا ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: "يَا عُمَرُ هَاهُنَا تُسْكَبُ الْعَبَرَاتُ"1.
سمعته مِنْهُ يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ.
397- مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي القاسم الطَّوِيلُ2 -خت د ت.
لَهُ عَنْ أَبِيهِ وَعِكْرِمَةَ وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْهُ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَأَبُو سَلَمَةَ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وغيره.
398- محمد بن قيس الأسدي3 -خ م د ن- الْوَالِبِيُّ. أَبُو نَصْرٍ وَيُقَال أَبُو قُدَامَةَ وأَبُو الحكم.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ الْوَالِبِيِّ وَبِشْرِ بْنِ يَسَارٍ وَالْحَكَمِ وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَحَفِيدُهُ وَهْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ لا يُشَكُّ فِيهِ، وَكِيعٌ أَرْوَى النَّاسِ عَنْهُ. وقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ وَيَحْيَى وَجَمَاعَةٌ: ثِقَةٌ.
* مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْحَارِثِيُّ4.
الْعَابِدُ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ تَعَالَى إِنْ شَاءَ اللَّهُ. يَأْتِي فِي طَبَقَةِ شَرِيكٍ الْقَاضِي.
399- مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ5 ع سوى ت- الحمصي القاضي أبو الهذيل أَحَدُ الأَئِمَّةِ الثِّقَاتِ.
رَوَى عَنْ أَزْهَرَ بْنِ سعيد الحراني وراشد بن سعد المقري وَمَكْحُولٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ والزهري وعمرو بن شعيب وخلق سواهم.
__________
1 "حديث ضعيف جدًا": أخرجه ابن ماجه في سننه "2945"، والحاكم في مستدركه "1/ 454"، وانظر ضعيف الجامع "6090"، وضعيف ابن ماجه "639".
2 تهذيب التهذيب "9/ 408"، وميزان الاعتدال "4/ 14".
3 تقريب التهذيب "2/ 202"، وميزان الاعتدال "4/ 16"، والجرح والتعديل "8/ 61".
4 التاريخ الكبير "2/ 252"، والجرح والتعديل "8/ 110".
5 تهذيب التهذيب "9/ 502" وطبقات ابن سعد "7/ 465"، ومشاهير علماء الأمصار "182"، وتذكرة الحفاظ "1/ 162".(9/180)
وَعَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ وَمُنَبِّهُ بْنُ عُثْمَانَ ومحمد بن عيسى بن سميع وخلق، وآخرهم وَفَاةً يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ أَعْلَمَ أَهْلِ الشَّامِ بِالْفَتْوَى وَالْحَدِيثِ. قَالَ الزُّبَيْدِيُّ: أَقَمْتُ مَعَ الزُّهْرِيِّ بِالرَّصَافَةِ عَشْرَ سِنِينَ. وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: مَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ أَثْبَتُ مِنَ الزُّبَيْدِيِّ. وَقَدْ قَالَ الزُّهْرِيُّ مَرَّةً: قَدِ احْتَوَى هَذَا الزُّبَيْدِيُّ عَلَى مَا بَيْنَ جَنْبِي من العلم. وقال أبو داود: ليس في حديثه خطأ.
وقال النَّسَائِيُّ: حِمْصِيٌّ ثِقَةٌ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ: كَانَ الزُّبَيْدِيُّ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ وَكَانَ الزُّهْرِيُّ بِهِ مُعْجَبًا يُقَدِّمُهُ عَلَى جَمِيعِ أَهْلِ حِمْصٍ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: الزُّبَيْدِيُّ أَثْبَتُ مِنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ فِي الزُّهْرِيِّ.
تُوُفِّيَ الزُّبَيْدِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: فِي الْمَحْرَمِ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَعَاشَ سَبْعِينَ سَنَةً.
400- مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ1.
عَنْ أَبِيهِ وَعِكْرِمَةَ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَعَنْهُ ابْنَاهُ إِبْرَاهِيمُ وَعَبْدُ اللَّهِ وَابْنُ وَهْبٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وأبو ضمرة. وثقه أبو داواد وَغَيْرُهُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
401- مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ الثَّقَفِيُّ الْفِلَسْطِينِيُّ2 -د ت ق-.
يُقَالُ: أَصْلُهُ كُوفِيٌّ، سَكَنَ مصر مدة، ومن مَوَالِي الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَهُوَ صَاحِبُ حَدِيثِ الصُّوَرِ.
لَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ ونافع وكعب بن علقمة وعبادة بن نسي وَأَيُّوبَ بْنِ قَطَنٍ.
وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ وَمَعْقِلُ الْجَزَرِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ وَغَيْرُهُمْ.
وَقَدْ صَحَّحَ لَهُ التِّرْمِذِيُّ وَتَوَقَّفَ فِيهِ غَيْرُهُ.
__________
1 تقريب التهذيب "2/ 218".
2 تهذيب التهذيب "9/ 524"، وميزان الاعتدال "4/ 67".(9/181)
402- مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكِنْدِيُّ1. الْمَدَنِيُّ الأَعْرَجُ.
عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ. وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَالِكٌ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ.
403- الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ الْيَمَانِيُّ2 -د ت ق- مِنْ أَبْنَاءِ الْفُرْسِ، نَزَلَ مَكَّةَ.
رَوَى عَنْ طَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ وَالْمُحَرِّرِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَابْنِ أَبِي مليكة.
وعنه ابْنُ الْمُبَارَكِ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمَعْقِلُ بْنُ زِيَادٍ وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وعبد الرزاق، وآخر مَنْ رَوَى عَنْهُ عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ وَأَحْسَبُهُ لَقِيَهُ فِي الْحَجِّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لين الحديث. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ دَاوُدُ الْعَطَّارُ: لَمْ أُدْرِكْ فِي الْحَرَمِ أَعْبَدَ منه. وقال: مَاتَ آخِرَ سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
404- مُجَالِدُ بن سعيد3 –م4- مقرونًا. ابن عمير بن بسطام الهمذاني الكوفي.
رَوَى عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ وَمُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ وَالشَّعْبِيِّ وَأَبِي الْوَدَّاكِ وَأَمْثَالِهِمْ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو أُسَامَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ وَطَائِفَةٌ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: وَغَيْرُهُ لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: يُرْفَعُ كَثِيرًا مِمَّا لا يَرْفَعُ النَّاسُ، لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ليس بالقوي. وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ: ذَكَرَ رَجُلٌ عُثْمَانَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عِنْدَ مُجَالِدٍ فَقَالَ لِغُلامِهِ: جُرَّهُ وَاطْرَحْهُ فِي الْبِئْرِ. قُلْتُ: هَذِهِ حِكَايَةٌ مُرْسَلَةٌ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ: عَاشَ أَبِي سِتًّا وَتِسْعِينَ سَنَةً. قُلْتُ: أَدْرَكَ جَمَاعَةً مِنَ الصحابة لكن ليس له عنهم شيء.
__________
1 التقريب "2/ 221"، والمعرفة والتاريخ "1/ 309".
2 التاريخ الكبير "7/ 419"، والمجروحين "3/ 20"، والتهذيب "10/ 35".
3 تقريب التهذيب "2/ 229"، والجرح والتعديل "8/ 361".(9/182)
تُوُفِّيَ مُجَالِدٌ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
405- مُجْمَعُ بن يحيى1 -م ن- بن يزيد بن جارية الأنصاري الكوفي.
عن أبي أمامة بن سهل بْنِ أَبِي بُرْدَةَ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَحُسَيْنُ الْجُعْفِيُّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ الأَشْجَعِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ. وَهُوَ ثِقَةٌ.
406- مُحْرِزُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو رَجَاءٍ2.
شَامِيٌّ وَيُقَالُ جَزَرِيٌّ. عَنْ مَكْحُولٍ وَبُرْدُ بْنُ سِنَانٍ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ وَجَمَاعَةٌ.
407- مُخَوَّلُ بْنُ رَاشِدٍ الْكُوفِيُّ3 -ع-.
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ وَمُسْلِمٍ الْبَطِينِ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَشَرِيكٌ وَأَبُو عَوَانَةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَمَاتَ فِي دَوْلَةِ الْمَنْصُورِ.
408- مَرْوَانُ بْنُ جَنَاحٍ الأُمَوِيُّ4 -د ق- مَوْلاهُمُ الدِّمَشْقِيُّ أَخُو رَوْحِ بْنِ جَنَاحٍ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَبُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمُجَاهِدٍ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَابْنُ شَابُورٍ. قَالَ الدارقطني: لا بَأْسَ بِهِ.
409- مُسَافِرٌ التَّمِيمِيُّ الْجَصَّاصُ5.
عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَفُضَيْلٍ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَغَيْرُهُمَا.
410- مُسَافِرٌ الْوَرَّاقُ الْكُوفِيُّ6 –م4-.
عَنْ جعفر بن عمرو بن حريث وابن حُصَيْنٍ الأَسَدِيِّ وَشُعَيْبِ بْنِ يَسَارٍ. وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو أُسَامَةَ وَوَكِيعٌ وَطَائِفَةٌ. وَلَهُ شِعْرٌ جَيِّدٌ وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَلَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ في
__________
1 تهذيب التهذيب "10/ 47"، والجرح والتعديل "8/ 295".
2 تقريب التهذيب "2/ 131".
3 تهذيب التهذيب "10/ 79".
4 ميزان الاعتدال "4/ 90"، تقريب التهذيب "2/ 238".
5 الجرح والتعديل "8/ 411".
6 لم أجد له ترجمة فيما تحت يدي من مصادر.(9/183)
الْكُتُبِ، وَهُوَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَطَبَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ.
411- مُسْلِمُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ1 -4- الْوَاسِطِيُّ الْعَابِدُ.
رَوَى عَنْ خَالِهِ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ وَرُمَيْحٍ الْجُذَامِيِّ وَحَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَعَنْهُ حِبَّانُ وَمِنْدَلٌ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
وَحَكَى يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ أَنَّهُ بَقِيَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لا يَضَعُ جَنْبَهُ إِلَى الأَرْضِ، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَمْ أشرب الماء منذ خمسة وأربعين ويومًا.
412- مِسْحَاجُ بْنُ مُوسَى الضَّبِيُّ الْكُوفِيُّ2 -د-.
عَنْ أنس. وعنه مُعَاوِيَةَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِغْرَاءَ وَمَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. لَهُ حَدِيثٌ في السنن.
413- مسعر بن حبيب3 -د-. أبو الحارث الجرمي. بَصْرِيٌّ.
عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ الْجَرْمِيِّ. وَعَنْهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَوَكِيعٌ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
414- مُسْلِمُ بْنُ صَاعِدٍ النَّحَّاتُ4.
أَرْسَلَ عَنْ عَلِيٍّ وَرَوَى عَنْ مُجَاهِدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْدَانَ. وَعَنْهُ مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
415- مُشْمَعِلُّ بْنُ إِيَاسٍ5 –ق- وقيل: ابن عمر، بَصْرِيٌّ. عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ.
وَعَنْهُ الْقَطَّانُ وَابْنُ مَهْدِيٍّ وَعَبْدُ الصَّمَدِ التَّنُّورِيُّ. وَثَّقَهُ ابْنُ معين.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 184".
2 التهذيب "10/ 107"، وميزان الاعتدال "4/ 96".
3 التقريب "2/ 249"، والثقات "5/ 451".
4 الجرح والتعديل "8/ 186"، وميزان الاعتدال "4/ 104".
5 تقريب التهذيب "2/ 257"، وابن الجنيد "229".(9/184)
416- مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ1. أَكْبَرُ شَيْخٍ لابْنِ الْمُبَارَكِ.
حَدَّثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ. فِيهِ جَهَالَةٌ.
417- مُصْعَبُ بْنُ سُلَيْمٍ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ2 -م د ن- وَكَانَ عَرِيفَ بَنِي زُهْرَةَ بِالْكُوفَةِ.
رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى. وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَوَكِيعٌ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَأَبُو نعيم. وثقه النسائي.
418- مطرف بن طريف3 –ع- الحارثي الكوفي الْعَابِدُ أَحَدُ الأَثْبَاتِ الْمُجَوِّدِينَ.
رَوَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَالشَّعْبِيِّ وَالْحَكَمِ وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَعَبْثَرَ بْنِ الْقَاسِمِ وَخَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَمُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ وَعَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ وَعَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ وَآخَرُونَ. وثقه سفيان بن عيينة وكان معجبًا به.
وقال دَاوُدُ بْنُ عُلَيَّةَ: مَا أَعْرِفُ عَرَبِيًّا وَلا أَعْجَمِيًّا أَفْضَلَ مِنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
419- الْمُطْعِمُ بْنُ المقدام بن غنيم4 –د- الصنعاني الشامي.
عَنِ الْحَسَنِ وَعَطَاءٍ وَمُجَاهِدٍ وَابْنِ سِيرِينَ. وَعَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَالْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
420- مُطِيعٌ أَبُو الْحَسَنِ الْغَزَّالِ الْكُوفِيُّ5 -ن-.
عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي عُمَرَ الْبَهْرَانِيِّ وَالشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ معين.
__________
1 ميزان الاعتدال "4/ 118"، والجرح والتعديل "8/ 304".
2 تقريب التهذيب "2/ 258"، وثقات ابن شاهين "1371".
3 تقريب التهذيب "2/ 260"، والعلل "1/ 135" لابن حاتم الرازي.
4 تهذيب التهذيب "10/ 176"، والجرح والتعديل "8/ 411".
5 التاريخ الكبير "8/ 47"، والتهذيب "10/ 182".(9/185)
421- مُظَاهِرُ بْنُ أَسْلَمَ الْمَخْزُومِيُّ1 -د ت ق- مَدَنِيٌّ ضَعِيفٌ لَهُ فِي الطَّلاقِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَالثَّوْرِيُّ وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ. ضَعَّفَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ.
422- مُعَاوِيَةُ بْنُ مُسْلِمَةَ النَّصْرِيّ2 –ق- كُوفِيٌّ نَزَلَ دِمَشْقَ.
سَمِعَ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ وَالْحَكَمَ وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيَّ. وَعَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَسَلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَشَنِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ سُمَيْعٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ ثِقَةٌ.
423- مُعَاوِيَةُ بْنُ عُمَرَو بْنِ غَلابٍ الْبَصْرِيّ3 -م د ن- جَدُّ الْمُفَضَّلِ الْغَلابِيِّ.
رَوَى عَنِ الْحَسَنِ وَالْحَكَمِ بْنِ الأَعْرَجِ. وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَمُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بن معين.
424- معاوية بن أبي مزرد المدني4 -خ م ن-.
عَنْ عَمِّهِ أَبِي الْحُبَابِ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ وَوَالِدِهِ أَبِي مُزْرَدٍ وَيَزِيدَ بْنِ رُومَانَ.
وَعَنْهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَوَكِيعٌ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَالْوَاقِدِيُّ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
425- مُعَلَّى بْنُ جَابِرِ بْنِ مُسْلِمٍ5.
عَنْ عُدَيْسَةَ بِنْتِ أَهْبَانَ وَالأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ وَمُوسَى بْنِ أَنَسٍ. وَعَنْهُ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ -وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْ مُعَلَّى- وَيَزِيدُ بن زريع ووكيع ومعتمر بن سليمان. قال أَبُو حَاتِمٍ.
426- مُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ الْقُرْدُوسِيُّ الْبَصْرِيُّ6 –م4- والقراديس بطن من الأزد.
__________
1 التهذيب "10/ 183"، والميزان "4/ 130".
2 التقريب "2/ 262"، والتاريخ لابن معين "2/ 573".
3 الجرح والتعديل "8/ 385"، والمعرفة والتاريخ "2/ 188".
4 التاريخ الكبير "7/ 335"، وتهذيب التهذيب "10/ 217".
5 الجرح والتعديل "8/ 330".
6 ميزان الاعتدال "4/ 148"، والمعرفة والتاريخ "2/ 85".(9/186)
عَنِ الْحَسَنِ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ وَحَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ. وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضَّبْعِيُّ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
427- مَعْمَرُ بن يحيى بن سام1 –أخ- وَيُقَال: مُعَمَّرٌ بِالتَّثْقِيلِ، الضَّبِيُّ الْكُوفِيُّ.
عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَأَبُو أُسَامَةَ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ.
428- مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ2 –م4- أَبُو بَسْطَامٍ النَّبَطِيُّ الْبَلْخِيُّ الْخَرَّازُ وَهُوَ ابْنُ داول دوز وَهُوَ بِالْفَارِسِيِّ الْخَرَّازِ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَالضَّحَّاكِ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَعِكْرِمَةَ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ومجاهد وابن بُرَيْدَةَ وَمُسْلِمِ بْنِ هَيْصَمٍ وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ وَبَكْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَعُمَرُ بْنُ الرَّمَّاحِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ المحاربي ومسلمة بن علي الخشني وعيسى غنجار وَخَلْقٌ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ عَلْقَمَةُ بْنُ مرثد وذلك فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ. وَكَانَ خَيِّرًا نَاسِكًا كَبِيرَ الْقَدْرِ صَاحِبَ سُنَّةٍ.
هَرَبَ مِنْ خُرَاسَانَ أَيَّامَ أَبِي مُسْلِمٍ صَاحِبِ الدَّوْلَةِ إِلَى بِلادِ كَابُلٍ فَدَعَا هُنَاكَ خَلْقًا إِلَى الإِسْلامِ فَأَسْلَمُوا عَلَى يَدِهِ. وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو دَاوُدَ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرٍ: لَهُ وِفَادَةٌ عَلَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ: مُقَاتِلٌ وَحَسَنٌ وَمُصْعَبٌ وَيَزِيدُ أَخُوهُ خُطَّتُهُمْ بِمَرْوَ وَتُعْرَفُ بِسِكَّةِ حَيَّانَ، وَكَانَ حَيَّانُ مِنْ مَوَالِي بَنِي شَيْبَانَ، وَكَانَ ذَا مَنْزِلَةٍ عِنْدَ قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، هَرَبَ ابْنُهُ مُقَاتِلٌ إِلَى كَابُلٍ فَأَسْلَمَ بِهِ خلق.
__________
1 تقريب التهذيب "2/ 271"، والثقات "7/ 485".
2 التاريخ الكبير "8/ 13"، والصغير "2/ 11"، ومشاهير علماء الأمصار "195"، وتذكرة الحفاظ "1/ 174".(9/187)
قَالَ عَبْدُ الْغَنِيِّ: وَالْخَرَّازُ بِرَاءٍ ثُمَّ زَايٍ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا أَحْتَجُّ بِهِ.
وَرَوَى الْكَوْسَجُ عَنْ يَحْيَى: ثِقَةٌ. وَكَذَا وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ.
قُلْتُ: مَاتَ فِي حُدُودِ الْخَمْسِينَ وَمِائَةٍ قَبْلَ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ بِمُدَّةٍ.
* مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُفَسِّرُ فِي الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ.
429- مَنْصُورُ بْنُ دِينَارٍ التَّمِيمِيُّ1.
عَنْ نَافِعٍ وَالزُّهْرِيِّ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو فَضْلٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَالِحٌ.
430- مَنْصُورُ بْنُ النُّعْمَانِ2، أَبُو حَفْصٍ الْيَشْكُرِيُّ.
بَصْرِيٌّ، نَزَلَ مَرْوَ وَرَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ وَأَبِي مِجْلَزٍ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رُزْمَةَ وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانٍ وَعَلَّقَ لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الأَنْبِيَاءِ.
431- مُوسَى بْنُ دِينَارٍ، أَبُو الْحَسَنِ الْمَكِّيُّ3.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ. وَعَنْهُ يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ السَّمْتِيُّ والحسن بن حبيب التميمي، وَسَمِعَ مِنْهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَلَمْ يُحَدِّثَا عَنْهُ لِضَعْفِهِ.
كَذَّبَهُ حَفْصٌ.
432- مُوسَى بن عبد الله بن إسحاق4 –ع- طلحة التيمي الطلحي.
عَنْ عَمِّ أَبِيهِ مُوسَى وَأُخْتِهِ عَائِشَةَ ابْنَيْ طَلْحَةَ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَأَبُو أُسَامَةَ، وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانٍ. لَهُ فِي الأَدَبِ.
433- مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيُّ الكُوفِيّ5 -م ت ن ق-.
__________
1 ميزان الاعتدال "4/ 184"، والجرح والتعديل "8/ 171".
2 تقريب التهذيب "2/ 282"، والثقات "7/ 477".
3 المجروحين "2/ 237"، والجرح والتعديل "8/ 142".
4 تقريب التهذيب "2/ 289"، والجرح والتعديل "8/ 150".
5 التقريب "2/ 289"، والمعجم المشتمل "1069".(9/188)
عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَمُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَمُحَمَّدُ وَيَعْلَى ابْنَا عبيد. يكنى عَبْدِ اللَّهِ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ، وَمَا عَلِمْتُ فِيهِ لِينًا فَلِمَاذَا لَمْ يُخَرِّجْ لَهُ الْبُخَارِيُّ؟ وَكَانَ صَالِحًا مُتَأَلِّهًا.
قَالَ مِسْعَرٌ: مَا رَأَيْتُهُ إِلا وَهُوَ فِي الْيَوْمِ الْجَائِي خَيْرٌ مِنْهُ فِي الْيَوْمِ الْمَاضِي.
وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: دَخَلْنَا عَلَيْهِ نَعُودُهُ فَرَأَيْنَا مُصَلاهُ مِثْلَ مَبْرَكِ الْبَعِيرِ كَانَ صَالِحًا خَيِّرًا.
قَالَ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ وَكَانَ مِنَ الْعُبَّادِ إِنَّمَا كان له خص من قصب، وكان إن مَرِضَ إِنْسَانٌ عَادَهُ وَإِنْ مَاتَ شَهِدَهُ وَإِلا قَامَ يُصَلِّي رَحِمَهُ اللَّهُ.
434- مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ1 –ع- بن أبي عياش المدني مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ بْنُ الْعَوَّامِ.
أَدْرَكَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ وَحَدَّثَ عَنْ أُمِّ خَالِدِ بِنْتِ خالد وعن عروة وَكُرَيْبٍ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالأَعْرَجِ وَحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَالزُّهْرِيِّ وَخَلْقٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَالِكٌ وَابْنُ الْمُبَارَكِ -لقيه في سنة موته- وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو ضُمْرَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ وَأَبُو بَدْرٍ السَّكُونِيُّ وَعَدَدٌ كَثِيرٌ، وَكَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ الثِّقَاتِ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَ فَقِيهًا مفتيًا. وقال أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: عَلَيْكُمْ بِمَغَازِي مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ فَإِنَّهُ ثِقَةٌ.
قُلْتُ: سَمِعْنَا مَغَازِيهِ وَهُوَ مُجَلَّدٌ صَغِيرٌ. وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ لَهُ هَيْئَةٌ وَعِلْمٌ.
وَقَالَ مَعْنُ بْنُ عِيسَى: كَانَ مَالِكٌ إِذَا سُئِلَ عَنِ الْمَغَازِي قَالَ: عَلَيْكَ بِمَغَازِي الرَّجُلِ الصَّالِحِ مُوسَى.
وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: غَزَوْتُ الرُّومَ فِي خِلافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ مَعَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
__________
1 تقريب التهذيب "2/ 290"، وتاريخ الدوري "2/ 594"، تاريخ الثقات "444".(9/189)
قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.
وَقَالَ أَحَمْدُ فِي مُسْنَدِهِ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ سَمِعَ أُمَّ خَالِدٍ قَالَ: وَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غَيْرَهَا، قَالَ: "سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ"1. وَقَدْ وَثَّقَهُ ابن معين وأحمد وأبو حاتم.
وروى عنه ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: إِنَّمَا كُنْتُ أَجِيءُ إِلَى الْمَدِينَةِ مِنْ أَجْلِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ فَلَمَّا مَاتَ تَرَكْتُ الْمَدِينَةَ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ مُؤَاخِيًا لَهُ. قُلْتُ: وَإِنَّمَا طَلَبَ مُوسَى الْعِلْمَ وَهُوَ كَهْلٌ.
رَوَى أَحْمَدُ بن صالح: ثنا يحي بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَارِي عَنْ مَالِكٍ قَالَ: جَاءَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ إِلَى الزُّهْرِيِّ يَطْلُبَانِ الْعِلْمَ فَقَالَ: حُبِسْتُمَا حَتَّى إِذَا صِرْتُمَا كَالشَّنَّانِ لا تُمْسِكَانِ مَاءً جِئْتُمَا تَطْلُبَانِ الْعِلْمَ.
435- مُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ التَّمِيمِيُّ الْكُوفِيُّ2 -ن-.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَعَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. قُلْتُ:
436- وَمُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ الْقُرَشِيُّ الْجَعْدِيُّ3.
عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَغَيْرِهِ. عِدَادُهُ فِي الضُّعَفَاءِ.
437- مُوسَى بن أبي عيسى الحناط4 -م د ق- أبو هارون المدني الطحان.
أَخُو عِيسَى وَاسْمُ أَبِيهِمَا مَيْسَرَةُ.
رَوَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَاظِ دِينَارٍ وَمُوسَى بْنِ أَنَسٍ وَعَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ اللَّيْثُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَغَيْرُهُمْ. صَدُوقٌ.
قَالَ النَّسَائِيُّ. ثقة.
__________
1 "حديث صحيح" أخرجه البخاري "6364"، "1376" وغيره.
2 التاريخ الكبير "7/ 288"، وتقريب التهذيب "2/ 291"، وتاريخ بغداد "13/ 21"، والكنى "2/ 171".
3 التقريب "2/ 291"، وتاريخ الدوري "2/ 595".
4 التقريب "2/ 291"، والجرح والتعديل "8/ 156".(9/190)
438- مُوسَى بْنُ كَعْبٍ التَّمِيمِيُّ الْمَرْوَزِيُّ1.
الأَمِيرُ، أَحَدُ النُّقَبَاءِ الاثْنَيْ عَشَرَ الْقَائِمِينَ بِظُهُورِ دَوْلَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ. وَلاهُ الْمَنْصُورُ إِمْرَةَ مِصْرَ فَوَلِيَهَا سَبْعَةَ أَشْهُرٍ وَمَاتَ. وَكَانَ الْمَنْصُورُ يُعَظِّمُهُ وَيُجِلُّهُ لِمَا يَرَى مِنْ طَاعَتِهِ وَنُصْحِهِ لَهُ.
رِوَايَتُهُ عَنْ أَبِيهِ كَعْبِ بْنِ عُيَيْنَةَ. رَوَى عَنْهُ سَعْدُ بْنُ سَلْمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الْبَاهِلِيُّ.
وَوَفَاتُهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
439- مُوسَى بْنُ مُسْلِمٍ الطَّحَّانُ2 -د ق- كُوفِيٌّ صَدُوقٌ.
عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَكَانَ يُعْرَفُ بِمُوسَى الصَّغِيرِ.
قَالَ مُسَدَّدٌ: سَمِعْتُ يَحْيَى الْقَطَّانَ يَقُولُ: كَانَ مُوسَى الصَّغِيرُ يُصَلِّي فِي الْحِجْرِ فَدَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَقَبَضَ رَوْحَهُ وَهُوَ ساجد. ويكنى أَبَا عِيسَى.
440- مُوسَى بْنُ الْمُسَيِّبِ الْكُوفِيُّ الْبَزَّازُ3 -ن ق-.
عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ. وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ وَعَبَدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَجَمَاعَةٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
441- مُهَنَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَتَكِيُّ4. بَصْرِيٌّ.
لَهُ عَنْ طَاوُسٍ وَعَطَاءٍ وَمُجَاهِدٍ. وعنه شعبة والخليل بن أحمد صَاحِبُ الْعَرُوضِ وَمَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
442- مَيْمُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ5، أَبُو مَنْصُورٍ الْجُهَنِيُّ.
عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ. وعنه سعد بن عمرو الرازي ومالك بن
__________
1 راجع كتاب "الولاة والقضاة" "ص/ 106-108".
2 ميزان الاعتدال "4/ 222"، والتهذيب "10/ 372".
3 التهذيب "10/ 372"، وميزان الاعتدال "4/ 223"، وتقريب التهذيب "2/ 293".
4 التاريخ الكبير "8/ 64".
5 التهذيب "10/ 390"، والميزان "4/ 233".(9/191)
مغول وسفيان وعبدة وابن فضيل ومروان بْنُ مُعَاوِيَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
"حرف النُّونِ":
443- نصر بن أوس الطائي أبو المنهال1.
شيخ كوفي، روى عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو نُعَيْمٍ. قَالَ أَبُو حاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
قُلْتُ: هذا القول من أبو حَاتِمٍ دَالٌّ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ بِحُجَّةٍ مَعَ أَنِّي لَمْ أُودِعْ فِي كِتَابَيَّ اللَّذَيْنِ فِي الضُّعَفَاءِ شَيْئًا مِنْ هَذَا النَّمَطِ، تَبَعْتُ فِي التُّرْكِ أبا الْفَرَجِ بْنَ الْجَوْزِيِّ وَغَيْرَهُ.
444- نَصْرُ بن حاجب الخراساني2.
عن صفوان بن سيلم وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ عَنْبَسَةُ قَاضِي الرَّيِّ وَيَزِيدُ بْنُ هارون.
قال أبو داود: ليس بشيء. وقال أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.
قُلْتُ: مَاتَ بِالْمَدَائِنِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
445- النَّضْرُ بن عبد الرحمن3 –ت- أبو عمر الخزاز.
عَنْ عِكْرِمَةَ وَعُثْمَانَ بْنِ وَاقِدٍ. وَعَنْهُ إِسْرَائِيلُ وَوَكِيعٌ وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ وَالْمُحَارِبِيُّ.
ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ. وقَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَحَادِيثُهُ بَوَاطِيلُ.
ورَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ يَحِلُّ لِأَحَدٍ أن يروي عنه.
446- النعمان بن ثابت4 –تم. ن- بن زوطى الإِمَامُ الْعَلَمُ أَبُو حَنِيفَةَ الْكُوفِيُّ الْفَقِيهُ مَوْلَى بني تيم الله بن ثعلبة.
__________
1 المعرفة والتاريخ "3/ 237".
2 الجرح والتعديل "8/ 466"، والميزان "4/ 250".
3 التاريخ الكبير "8/ 91"، والتهذيب "10/ 441".
4 تذكرة الحفاظ "1/ 158"، وطبقات الفقهاء "86"، ومعجم البلدان "1/ 417"، والبداية والنهاية "10/ 107"، وخلاصة تذهيب الكمال "402".(9/192)
وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِينَ، وَرَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ غَيْرَ مَرَّةٍ بِالْكُوفَةِ إِذْ قَدِمَهَا أَنَسٌ.
قَالَهُ ابْنُ سَعْدٍ فَقَالَ: ثنا سَيْفُ بْنُ جَابِرٍ أنه سمع أبا حنيفة يقوله.
رورى أَبُو حَنِيفَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَقَالَ: مَا رَأَيْتُ أَفْضَلَ مِنْهُ.
وَعَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَنَافِعٍ وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ وَعَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ وَقَتَادَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزٍ الأَعْرَجِ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَمَنْصُورٍ وأبي الزبير وحماد بن أبي سُلَيْمَانَ وَعَدَدٍ كَثِيرٍ.
وَتَفَقَّهَ بِحَمَّادٍ وَغَيْرِهِ فَبَرَعَ فِي الرَّأْيِ، وَسَادَ أَهْلَ زَمَانِهِ فِي التَّفَقُّهِ وَتَفْرِيعِ الْمَسَائِلِ، وَتَصَدَّرَ لِلإِشْغَالِ وَتَخَرَّجَ بِهِ الأَصْحَابُ. فَمِنْ تَلامِذَتِهِ: زُفَرُ بْنُ الْهُذَيْلِ الْعَنْبَرِيُّ، والقاضي أَبُو يوسف يعقوب بْن إِبْرَاهِيم الأنصاري قاضي القضاة، ونوح بْن أَبِي مريم الْمَرْوَزِيُّ، وَأَبُو مُطِيعٍ الْحَكِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ اللُّؤْلُؤِيُّ، وَأَسَدُ بْنُ عَمْرٍو، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، وَحَمَّادُ بْنُ أَبِي حَنِيفَةَ وَخَلْقٌ.
وروى عنه معيرة بْنُ مِقْسَمٍ وَمِسْعَرٌ وَسُفْيَانُ وَزَائِدَةُ وَشَرِيكٌ وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ وَعَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ وَأَبُو عَاصِمٍ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَالأَنْصَارِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَهَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ1. وَكَانَ خَزَّازًا يُنْفِقُ مِنْ كَسْبِهِ وَلا يَقْبَلُ جَوَائِزَ السُّلْطَانِ تَوَرُّعًا، ولهار وَصُنَّاعٌ وَمَعَاشٌ مُتَّسِعٌ، وَكَانَ مَعْدُودًا فِي الأَجْوَادِ الأَسْخِيَاءِ وَالأَوْلِيَاءِ الأَذْكِيَاءِ، مَعَ الدِّينِ وَالْعِبَادَةِ وَالتَّهَجُّدِ وَكَثْرَةِ التِّلاوَةِ وَقِيَامِ اللَّيْلِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
قَالَ ضِرَارُ بْنُ صُرْدٍ: سُئِلَ يَزِيدُ بْنُ هارون: أيما أفقه: أبو حنيفة أو الثَّوْرِيُّ؟ فَقَالَ: أَبُو حَنِيفَةَ أَفْقَهُ وَسُفْيَانُ أَحْفَظُ لِلْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: أَبُو حَنِيفَةَ أَفْقَهُ النَّاسِ. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: النَّاسُ فِي الْفِقْهِ عِيَالٌ عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَوْرَعَ وَلا أَعْقَلَ مِنْ أَبِي حَنِيفَةَ. وَقَالَ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةُ وَغَيْرُهُ: سَمِعْنَا ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: أَبُو حَنِيفَةَ ثقة.
وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحْرِزٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: لا بأس به، لم يهم بِالْكَذِبِ، لَقَدْ ضَرَبَهُ يَزِيدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ عَلَى الْقَضَاءِ فَأَبَى أَنْ يَكُونَ قَاضِيًا.
__________
1 انظر سير أعلام النبلاء "6/ 530".(9/193)
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَحِمَ اللَّهُ مَالِكًا، كَانَ إِمَامًا، رَحِمَ اللَّهُ الشَّافِعِيَّ، كَانَ إِمَامًا، رَحِمَ اللَّهُ أَبَا حَنِيفَةَ، كَانَ إِمَامًا، سَمِعَ هَذَا ابن داسة منه.
قال أبو يوسف: قال أبو جنيفة: عِلْمُنَا هَذَا رَأْيٌ وَهُوَ أَحْسَنُ مَا قَدِرْنَا عَلَيْهِ فَمَنْ جَاءَنَا بِأَحْسَنِ مِنْهُ قَبِلْنَاهُ. وَعَنْ أَسَدِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ أَبَا حَنِيفَةَ صَلَّى الْعِشَاءَ وَالصُّبْحَ بِوُضُوءِ أَرْبَعِينَ سَنَةً.
وَرَوَى بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِي يُوسُفَ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي مَعَ أَبِي حَنِيفَةَ إِذْ سَمِعْتُ رَجُلا يَقُولُ لِآخَرَ: هَذَا أَبُو حَنِيفَةَ لا يَنَامُ اللَّيْلَ، فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: وَاللَّهِ لا يَتَحَدَّثُ عَنِّي بِمَا لَمْ أَفْعَلْ فَكَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ صَلاةً وَدُعَاءً وَتَضَرُّعًا، وَقَدْ رُوِيَ مِنْ وَجْهَيْنِ أَنَّهُ خَتَمَ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ1.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ: رَأَيْتُ أَبَا حَنِيفَةَ شَيْخًا يُفْتِي النَّاسَ بِمَسْجِدِ الْكُوفَةِ عليه قلنسوة سوداء طويلة، وعن النَّضْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ جَمِيلَ الْوَجْهِ سَرِيُّ الثَّوْبِ عَطِرًا، أَتَيْتُهُ فِي حَاجَةٍ وَعَلَيَّ كِسَاءٌ قَوْمِسِيٌّ، فَأَمَرَ بِإِسْرَاجِ بَغْلَتِهِ وَقَالَ: أَعْطِنِي كِسَاءَكَ وَخُذْ كِسَائِي، فَفَعَلْتُ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ لِي: يَا نَضْرُ، أَخْجَلْتَنِي بِكِسَائِكَ، قُلْتُ: وَمَا أَنْكَرْتَ مِنْهُ؟ قَالَ: هُوَ غَلِيظٌ. قَالَ النَّضْرُ: وَكُنْتُ اشْتَرَيْتُهُ بِخَمْسَةِ دَنَانِيرَ وَأَنَا بِهِ مُعْجَبٌ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ مَرَّةً وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ قَوَّمْتُهُ بِثَلاثِينَ دِينَارًا.
وَعَنْ أَبِي يُوسُفَ قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ رَبْعَةً، مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ صُورَةً وَأَبْلَغَهُمْ نُطْقًا، وَأَعْذَبَهُمْ نَغَمَةً، وَأَبْيَنَهُمْ عَمَّا في نفسه، وعنت حَمَّادِ بْنِ أَبِي حَنِيفَةَ قَالَ: كَانَ أَبِي جَمِيلا تَعْلُوهُ سُمْرَةً، حَسَنَ الْهَيْئَةِ، كَثِيرَ الْعِطْرِ، هَيُوبًا، لا يَتَكَلَّمُ إِلا جَوَابًا، وَلا يَخُوضُ فِيمَا لا يَعْنِيهِ.
وَعَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَوْقَرَ فِي مَجْلِسِهِ وَلا أَحْسَنَ سَمْتًا وَحِلْمًا مِنْ أَبِي حَنِيفَةَ.
وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ رَجَاءٍ قَالَ: جَعَلَ أَبُو حَنِيفَةَ عَلَى نَفْسِهِ إِنْ حَلَفَ بِاللَّهِ صَادِقًا أَنْ يَتَصَدَّقَ بِدِينَارٍ وَكَانَ إِذَا أَنْفَقَ عَلَى عِيَالِهِ نَفَقَةً تَصَدَّقَ بمثلها.
__________
1 سير أعلام النبلاء "6/ 534"(9/194)
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: لَقِيَ أَبُو حَنِيفَةَ مِنَ النَّاسِ عَنَتًا لِقَلَّةِ مُخَالَطَتِهِ، فَكَانُوا يَرَوْنَهُ مِنْ زَهْوٍ فِيهِ وَإِنَّمَا كَانَ غَرِيزَةً.
وَقَالَ جَبَّارَةُ بْنُ مُغَلِّسٍ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ الرَّبِيعِ يَقُولُ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ وَرِعًا تَقِيًّا على إخوته.
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ: ثنا الْخُرَيْبِيُّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ فَقَالَ رَجُلٌ لَهُ: إِنِّي وَضَعْتُ كِتَابًا عَلَى خَطِّكَ إِلَى فُلانٍ فَوَهَبَ لِي أَرْبَعَةَ آلافِ دِرْهَمٍ. فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنْ كُنْتُمْ تَنْتَفِعُونَ بِهَذَا فَافْعَلُوهُ.
وَعَنْ شَرِيكٍ قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ طَوِيلَ الصَّمْتِ كَثِيرَ الْعَقْلِ.
قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: حَدَّثَنِي بَكْرٌ، أَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ يُسَمَّى الْوَتَدُ لِكَثْرَةِ صَلاتِهِ. وَرَوَاهَا يُوسُفُ الْقَطَّانُ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ.
وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ السَّمَرْقَنْدِيُّ عَنْ أَبِي يُوسُفَ قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَكْعَةٍ1.
وَرَوَى يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ صَحِبَ أَبَا حَنِيفَةَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ فَمَا رَآهُ صَلَّى الْغَدَاةَ إِلا بِوُضُوءِ عِشَاءِ الآخِرَةِ وَكَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي كل ليلة عند السَّحَرِ2.
وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ كُمَيْتٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلا يَقُولُ لِأَبِي حَنِيفَةَ: اتَّقِ اللَّهَ، فَانْتَفَضَ وَاصْفَرَّ وَأَطْرَقَ وَقَالَ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا مَا أَحْوَجُ النَّاسِ كُلَّ وَقْتٍ إِلَى مَنْ يَقُولُ لَهُمْ مِثْلَ هَذَا3.
وَيُرْوَى أَنَّ أَبَا حَنِيفَةَ خَتَمَ الْقُرْآنَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ سَبْعَةَ آلافِ مَرَّةٍ.
قَالَ مِسْعَرٌ: رَأَيْتُ أَبَا حَنِيفَةَ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ4.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ سَمَّاعَةٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ القاسم بن معن أن أبا حنيفة
__________
1 سير أعلام النبلاء "6/ 535"
2 انظر المصدر السابق
3 انظر السابق.
4 انظر السابق.(9/195)
قَامَ لَيْلَةً يُرَدِّدُ قَوْلَهُ تَعَالَى {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} 1 وَيَبْكِي وَيَتَضَرَّعُ إِلَى الْفَجْرِ.
وَيُرْوَى أَنَّ أَبَا حَنِيفَةَ ضُرِبَ غَيْرَ مَرَّةٍ عَلَى أَنْ يَلِيَ الْقَضَاءَ فَلَمْ يَفْعَلْ2.
وَقِيلَ: إِنَّ إِنْسَانًا اسْتَطَالَ عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وَقَالَ لَهُ: يَا زِنْدِيقُ، فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ هُوَ يَعْلَمُ مِنِّي خِلافَ مَا تَقُولُ.
قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْلَمَ مِنْ أَبِي حَنِيفَةَ3.
وَعَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِذَا ارْتَشَى القاضي فَهُوَ مَعْزُولٌ وَإِنْ لَمْ يُعْزَلْ4.
وَرَوَى نُوحٌ الْجَامِعُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُ: مَا جَاءَ عَنِ الرَّسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَعَلَى الرَّأْسِ وَالْعَيْنِ وَمَا جَاءَ عَنِ الصَّحَابَةِ اخْتَرْنَا وَمَا كَانَ مِنْ غَيْرِ ذَلِكَ فَهُمْ رِجَالٌ وَنَحْنُ رِجَالٌ5.
وَقَال وَكِيعٌ: سَمِعْتُ أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُ: الْبَوْلُ فِي الْمَسْجِدِ أَحْسَنُ مِنْ بَعْضِ الْقِيَاسِ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بن حزم: جميع الحنيفة مُجْمِعُونَ عَلَى أَنَّ مَذْهَبِ أَبِي حَنِيفَةَ أَنَّ ضَعِيفَ الْحَدِيثِ أَوْلَى عِنْدَهُ مِنَ الْقِيَاسِ وَالرَّأْيِ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ يَجْهَرُ فِي أَمْرِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ جَهْرًا شَدِيدًا فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا أَنْتَ بِمُنْتَهٍ حَتَّى تُوضَعَ فِي أَعْنَاقِنَا الْحِبَالُ.
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لا يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يُحَدِّثُ إِلا بِمَا يَحْفَظُهُ مِنْ وَقْتِ مَا سَمِعَهُ.
وَرَوَاهَا أَبُو يوسف عنه. وعنه أَبِي مُعَاوِيَةَ قَالَ: حُبُّ أَبِي حَنِيفَةَ مِنَ السُّنَّةِ وَهُوَ مِنَ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ امتُحِنُوا فِي اللَّهِ.
جَاءَ مَنْ طُرُقٍ مُتَعَدِّدَةٍ أَنَّهُ ضُرِبَ أيامًا ليلي القضاء فأبى.
__________
1 "القمر: 46"، وانظر المصدر السابق.
2 انظر السابق.
3 السابق.
4 انظر المصدر السابق.
5 وانظر المصدر السابق.(9/196)
قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ: عَنْ بِشْرِ بْنِ الْوَلِيدِ الْكِنْدِيِّ قَالَ: طَلَبَ الْمَنْصُورُ أَبَا حنيفة فأراده على القضاء وحلف ليليه فَأَبَى، وَحَلَفَ أَنْ لا يَفْعَلَ، فَقَالَ الرَّبِيعُ حَاجِبُ الْمَنْصُورِ: تَرَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَحْلِفُ وَأَنْتَ تحلف! قال: أمير المؤمنين كَفَّارَةِ يَمِينِهِ أَقْدَرُ مِنِّي. فَأُمِرَ بِهِ إِلَى السجن فمات فيه ببغداد1.
وقيل: دفع صَاحِبِ الشُّرْطَةِ حُمَيْدٌ الطُّوسِيُّ فَقَالَ لَهُ: يَا شَيْخُ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْفَعُ إِلَيَّ الرَّجُلَ فَيَقُولُ لِي: اقْتُلْهُ أَوْ قَطِّعْهُ أَوِ اضْرِبْهُ، وَلا عِلْمَ لِي بِقِصَّتِهِ، فَمَا أَفْعَلُ؟ فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هَلْ يَأْمُرُكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِأَمْرٍ قَدْ وَجَبَ أَوْ بِأَمْرٍ لَمْ يَجِبُ؟ قَالَ: بَلْ بِمَا قَدْ وَجَبَ، قَالَ: فَبَادِرْ إِلَى الْوَاجِبِ2.
وَعَنْ مُغِيثِ بْنِ بُدَيْلٍ قَالَ: دَعَا الْمَنْصُورُ أَبَا حَنِيفَةَ إِلَى الْقَضَاءِ فَامْتَنَعَ، فَقَالَ: أَتَرْغَبُ عَمَّا نَحْنُ فِيهِ! فَقَالَ: لا أَصْلُحُ، قَالَ: كَذَبْتَ، قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: فَقَدْ حَكَمَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيَّ أَنِّي لا أَصْلُحُ، فَإِنْ كُنْتُ كَاذِبًا فَلا أَصْلُحُ، وَإِنْ كُنْتُ صَادِقًا فَقَدْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنِّي لا أَصْلُحُ، فَحَبَسَهُ.
قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ يُونُسَ الْحَاجِبَ يَقُولُ: رَأَيْتُ الْمَنْصُورَ تَنَاوَلَ أَبَا حَنِيفَةَ فِي أَمْرِ الْقَضَاءِ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَنَا بِمَأْمُونِ الرِّضَا، فَكَيْفَ أَكُونُ مَأْمُونَ الْغَضَبِ، فَلا أَصْلُحُ لِذَلِكَ، فَقَالَ: كَذَبْتَ بَلْ تَصْلُحُ، فَقَالَ: كَيْفَ يَحِلُّ لَكَ أَنْ تُوَلِّي مَنْ يكذب3؟ وقال أبو بكر الخطيب: وقيل: إِنَّهُ وَلِيَ الْقَضَاءَ، وَقَضَى قَضِيَّةً وَاحِدَةً وَبَقِيَ يَوْمَيْنِ، ثُمَّ اشْتَكَى سِتَّةَ أَيَّامٍ وَمَاتَ.
وَقَالَ الْفَقِيهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّيَمْرِيُّ: لَمْ يَقْبَلِ الْعَهْدَ بِالْقَضَاءِ فَضُرِبَ وَحُبِسَ وَمَاتَ فِي السَّجْنِ4.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ الصَّبَّاحِ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: قِيلَ لِمَالِكٍ: هَلْ رَأَيْتَ أَبَا حَنِيفَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ رَأَيْتُ رَجُلا لَوْ كَلَّمَكَ فِي هَذِهِ السارية أن يجعلها ذهبًا لقام بحجته.
وَقَالَ حِبَّانُ بْنُ مُوسَى: سُئِلَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: أَمَالِكٌ أَفْقَهُ أَمْ أَبُو حَنِيفَةَ؟ قَالَ: أَبُو حنيفة.
__________
1 وانظر سير أعلام النبلاء "6/ 536"، والانتقاء لابن عبد البر "ص/ 126".
2 انظر المصدر السابق.
3 انظر المصدر السابق.
4 انظر السابق.(9/197)
وَقَالَ الْخُرَيْبِيُّ: مَا يَقَعُ فِي أَبِي حَنِيفَةَ إِلا حَاسِدٌ أَوْ جَاهِلٌ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: لا نَكْذِبُ اللَّهَ مَا سَمِعْنَا أَحْسَنَ مِنْ رَأْيِ أَبِي حَنِيفَةَ، وَقَدْ أَخَذْنَا بِأَكْثَرِ أَقْوَالِهِ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ: لَوْ وُزِنَ عِلْمُ أَبِي حَنِيفَةَ بِعِلْمِ أَهْلِ زَمَانِهِ لَرَجَحَ عَلَيْهِمْ.
وَقَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ: كَلامُ أَبِي حَنِيفَةَ فِي الْفِقْهِ أَدَقُّ مِنَ الشِّعْرِ لا يَعِيبُهُ إِلا جَاهِلٌ.
وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: شَيْئَانِ مَا ظَنَنْتُهُمَا يُجَاوِزَانِ قَنْطَرَةَ الْكُوفَةِ: قِرَاءَةُ حَمْزَةَ، وَفِقْهُ أَبِي حَنِيفَةَ، وَقَدْ بَلَغَا الآفَاقَ.
وَعَنِ الأَعْمَشِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فقال: إنما يحسن هَذَا النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ الْخَزَّازُ، وَأَظُنُّهُ بُورِكَ له في علمه1.
وَقَالَ جَرِيرٌ: قَالَ لِي مِغَيِرَةُ: جَالِسْ أَبَا حَنِيفَةَ تَفْقَهُ فَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ لَوْ كَانَ حَيًّا لَجَالَسَهُ2.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَاصِمٍ يَقُولُ: لَوْ وُزِنَ عَقْلُ أَبِي حَنِيفَةَ بِعَقْلِ نِصْفِ النَّاسِ لَرَجَحَ بِهِمْ.
قُلْتُ: وَأَخْبَارُ أَبِي حَنِيفَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وَمَنَاقِبُهُ لا يَحْتَمِلُهَا هَذَا التَّارِيخُ فَإِنِّي قَدْ أفردت أخباره في جزأين.
وَقِيلَ: إِنَّ الْمَنْصُورَ سَقَاهُ السُّمَّ لقيامه مَعَ إِبْرَاهِيمَ فَعَلَى هَذَا يَكُونُ قَدْ حَصَّلَ الشَّهَادَةَ وَفَازَ بِالسَّعَادَةِ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي: كَانَتْ وَفَاتُهُ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ وَأَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ وَيَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسِينَ، وَيُقَالُ: مَاتَ فِي شَعْبَانَ. وَحَدِيثُهُ يَقَعُ عَالِيًا لابْنِ طَبَرْزَدَ.
447- النعمان ابن المنذر الدمشقي3 -د ن- أبو الوزير.
__________
1 سير أعلام النبلاء "6/ 537".
2 انظر المصدر السابق.
3 ميزان الاعتدال "4/ 266"، والتهذيب "10/ 457".(9/198)
عَنْ طَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ وَمَكْحُولٍ وَعَطَاءٍ وَالزُّهْرِيِّ. وَعَنْهُ يَزِيدُ بْنُ السِّمْطِ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَالْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ وَآخَرُونَ.
أَظُنُّهُ مَرَّ فِي الطَّبَقَةِ الماضية. وثقه دحيم وقال: رمي بالقدر. وقال أَبُو دَاوُدَ: كَانَ دَاعِيَةً إِلَى الْقَدَرِ صَنَّفَ فِيهِ.
448- نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ الْمَدَائِنِيُّ1 -د-.
عَنْ أبي مريم الثقفي. وعنه أبو عوانة وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَشَبَابَةُ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
449- نَفَاعَةُ بْنُ مُسْلِمٍ2، أَبُو الْخَصِيبِ الْجُعْفِيُّ كُوفِيٌّ.
عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَأَبُو نُعَيْمٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ.
450- نَوْفَلُ بْنُ الْفُرَاتِ3. أَبُو الْجَرَّاحِ الْعُقَيْلِيُّ مَوْلاهُمُ الرَّقِّيُّ.
عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَالْقَاسِمِ بن محمد. وعنه الليث بن سعد وَمُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَلَبِيُّ وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ وَقُرَّةُ بْنُ حَبِيبٍ وَآخَرُونَ.
سَكَنَ حَلَبَ ثُمَّ وَلِيَ الْخَرَاجَ بِمِصْرَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ لِلْمَنْصُورِ. وَمَا عَلِمْتُ بِهِ بَأْسًا.
451- نَوْفَلُ بْنُ مَسْعُودٍ السَّهْمِيُّ الْمَدَنِيُّ4.
رَأَى ابْنَ عُمَرَ وَسَمِعَ أَنَسًا وَعَنْهُ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَأَنَسُ بْنُ عياض ويحيى القطان وغيرهم.
وثقه النسائي.
__________
1 تقريب التهذيب "2/ 309"، وطبقات ابن سعد "7/ 320"، والتاريخ لابن معين "2/ 609".
2 التاريخ الكبير "8/ 136"، والجرح والتعديل "8/ 511".
3 المعرفة والتاريخ "1/ 604"، والجرح والتعديل "8/ 488".
4 الجرح والتعديل "8/ 488".(9/199)
"حرف الْهَاءِ":
452- هَارُونُ بْنُ سَعْدٍ الْعِجْلِيُّ الْكُوفِيُّ1 -م-.
عَنْ أَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَأَبِي الضُّحَا وَثُمَامَةَ بْنِ عُقْبَةَ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَالْمَسْعُودِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ وَشَرِيكٌ وَقَيْسُ بن الربيع.
قال أحمد صَالِحٍ: قَدْ رَوَى عَنْهُ النَّاسُ. وَقَالَ ابْنُ معين: ليس به بأس.
وقال أبو حاتم: لا بأس به.
خرج مع إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَلَمَّا هُزِمَ إِبْرَاهِيمُ وَقُتِلَ هَرَبَ هَارُونُ إِلَى وَاسِطٍ فَكَتَبَ عَنْهُ الواسطيون. وقد شذ حِبَّانَ كَعَوَائِدِهِ فَقَالَ: لا تَحِلُّ الرِّوَايَةُ عَنْهُ، كَانَ غَالِيًا فِي الرَّفْضِ، وَهُوَ رَأْسُ الزَّيْدِيَّةِ مِمَّنْ كَانَ يَعْتَكِفُ عِنْدَ خَشَبَةِ زَيْدٍ الَّتِي هُوَ مَصْلُوبٌ عَلَيْهَا وَكَانَ دَاعِيَةً إِلَى مَذْهَبِهِ.
قُلْتُ: لَمْ يَكُنْ غَالِيًا فِي رَفْضِهِ فَإِنَّ الرَّافِضَةَ رَفَضَتْ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ وَفَارَقَتْهُ، وَهَذَا قَدْ رَوَى لَهُ مُسْلِمٌ.
453- هَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ الشَّيْبَانِيُّ الْكُوفِيّ2 -د ن-.
عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ وَأَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَابْنُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هَارُونَ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو زُرْعَةَ. وَكُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَجُوزُ أَنْ يُحْتَجَّ بِهِ.
454- هَاشِمُ بْنُ الْبُرَيْدِ3 -د ن ق-.
عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَمُسْلِمٍ الْبَطِينِ وَحُسَيْنِ بْنِ مَيْمُونَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَالْخُرَيْبِيُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ معين وغيره. وهو شيعي جلد.
__________
1 تقريب التهذيب "2/ 316"، وتاريخ الدارمي "854"، والمجروحين "3/ 94".
2 تقريب التهذيب "2/ 312"، والجرح والتعديل "9/ 29".
3 تهذيب التهذيب "11/ 16".(9/200)
455- هاشم بن هاشم بن هاشم1 –ع- بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيُّ المدني.
سمع سعيد بن المسيب وعامر بن سعد وعبد الله بن وهب بن زمعة. وعنه مالك ومروان بن معاوية وابن نمير وأبو أسامة ومكي بن إبراهيم وجماعة.
وثقه ابن معين. مات قبل الخمسين فإنه حَدَّثَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
456- هَانِئُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْكُلاعِيُّ الْمِصْرِيُّ2.
عَنْ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ الْحَضْرَمِيِّ. وَعَنْهُ ابن لهيعة وعمرو السبائي. وكان أخباريًا علامة بِالأَنْسَابِ وَأَيَّامِ الْعَرَبِ. مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ ومائة.
457- هشام بن حسان3 –ع- أبو عبد الله الأزدي القردوسي مولاهم البصري.
وقيل: هُوَ صَرِيحُ النَّسَبِ. لَهُ عَنْ عِكْرِمَةَ وَابْنِ سيرين والحسن وحميد بن هلال وجماعة وأبي مجلز لقيه بخراسان قاله يحيى بن سعيد القطان.
وعنه السفيانان والحمادان وروح بن عبادة وأبو عاصم ومكي بن إبراهيم والأنصاري وعبد الرزاق وخلق كثير.
قال سفيان بن عيينة: كان أعلم الناس بحديث الحسن، وكان حماد بن سلمة لا يَخْتَارُ عَلَيْهِ أَحَدًا فِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ. وَقِيلَ: كَانَ عِنْدَهُ أَلْفُ حَدِيثٍ.
قَالَ أَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ: كَانَ مِنَ الْبَكَّائِينَ.
وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ: رَأَيْتُ هِشَامَ بْنَ حَسَّانٍ وَذَكَرَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالْجَنَّةَ وَالنَّارَ فَبَكَى حَتَّى سَالَتْ دُمُوعُهُ.
وَعَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ قَالَ: لَيْتَ مَا حَفِظَ عَنِّي مِنَ الْعِلْمِ فِي أَخْبَثِ تَنُّورٍ بِالْبَصْرَةِ وَكَانَ حظي منه لا على ولا لي.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 103"، وطبقات خليفة "126"، مشاهير علماء الأمصار "138"، وخلاصة تذهيب الكمال "408".
2 لم أقف على ترجمة فيما تحت يدي من مصادر.
3 تهذيب التهذيب "11/ 34"، والمشاهير "151"، والجرح والتعديل "9/ 54"، وتذكرة الحفاظ "1/ 163".(9/201)
وَقَالَ مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ هِشَامٍ قَالَ: مَا كَتَبْتُ لِلْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ حَدِيثًا إِلا حَدِيثَ الأَعْمَاقِ لِأَنَّهُ طَالَ عَلَيَّ ثُمَّ مَحَوْتُهُ وَلهِشَامٍ أَوْهَامٌ لا تُخْرِجُهُ عَنِ الاحْتِجَاجِ بِهِ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: كَانَ يَحْيَى وَابْنُ مَهْدِيٍّ فِيمَا حَدَّثَنِي الْفَلاسُ يُحَدِّثَانِ عَنْ هِشَامٍ عَنِ الْحَسَنِ.
وَرَوَى عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: لَمْ يَكُنْ هِشَامٌ بِالْحَافِظِ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: ثنا أَبُو شِهَابٍ قَالَ لِي شُعْبَةُ: عَلَيْكَ بِحَجَّاجٍ وَابْنِ إِسْحَاقَ فَإِنَّهُمَا حَافِظَانِ، وَاكْتُمْ عَلَيَّ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ في خالد يعني الحذاء وهشام. قُلْتُ: بَلْ هَذَيْنِ أَوْثَقُ بِكَثِيرٍ مِنْ حَجَّاجٍ وَابْنِ إِسْحَاقَ وَلَمْ يُتَابِعْ شُعْبَةُ عَلَى هَذِهِ الْقَوْلَةِ أَحَدٌ. وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ: مَا رَأَيْتُ هِشَامَ بْنَ حَسَّانٍ عِنْدَ الْحَسَنِ قَطُّ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يُضَعِّفُ حَدِيثَ هِشَامٍ عَنْ عَطَاءٍ، وَكَانَ أَصْحَابُنَا يُثَبِّتُونَ هِشَامًا.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ: زَعَمَ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: كَانَ شُعْبَةُ يَتَّقِي حَدِيثَ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنْ عَطَاءٍ وَمُحَمَّدٍ وَالْحَسَنِ.
وَقَالَ وُهَيْبٌ: سَأَلَنِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ أَنْ أَفِيدَهُ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ فَقُلْتُ: أَسْتَحِلُّهُ.
قُلْتُ: هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ مِنَ الثِّقَاتِ، احْتَجَّ بِهِ أَهْلُ الصِّحَاحِ.
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: مَاتَ فِي أَوَّلِ صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وقال يحيى القطان: سنة سبع وأربعين. قلت: سنة ثمان أصح.
458- هشام بن عائذ1 –ن- بن نصيب أبو كليب الكوفي.
عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَالشَّعْبِيِّ وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَعُبَيْدُ اللَّهِ وَأَبُو نُعَيْمٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَجَمَاعَةٌ.
459- هشام بن عروة2 –ع- بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ أَبُو المنذر القرشي الأسدي المدني أحد الأئمة الأعلام.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 64"، والتقريب "2/ 319".
2 التهذيب "11/ 48"، والجرح والتعديل "9/ 63"، تهذيب الأسماء "2/ 138"، وطبقات خليفة "267".(9/202)
رَوَى عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَأَبِيهِ وَأَخَوَيْهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ وَزَوْجَتُهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ. وَقَدْ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ابْنُ عُمَرَ وَدَعَا لَهُ حِفْظَ ذَلِكَ.
رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ وَمَالِكٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وأبو ضمرة وَجَرِيرٌ الضَّبِّيُّ وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَالْحَمَّادَانِ وَخَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ وَزَائِدَةُ وَابْنُ إِدْرِيسَ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَابْنُ أَبِي الزِّنَادِ وَابْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وعيس بْنُ يُونُسَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ فُضَيْلٍ وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ وَوَكِيعٌ وَيَحْيَى بْنُ يَمَانٍ وَيَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَالْخُرَيْبِيُّ وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ وُهَيْبٌ: قَدِمَ عَلَيْنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ فَكَانَ مِثْلَ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً ثَبْتًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ حجة. وقال أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ إِمَامٌ فِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِمِائَةِ حَدِيثٍ.
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ عَنْ هِشَامٍ قَالَ: وَضَعَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ وَالِدُ الْمَنْصُورِ وَصِيَّتَهُ عِنْدِي.
وَرَوَى الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ الْمَنْصُورُ لِهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ تَذْكُرُ يَوْمَ دَخَلْتُ عَلَيْكَ أَنَا وَإِخْوَتِي مَعَ أَبِي وَأَنْتَ تَشْرَبُ سُوَيْقًا بِقَصَبَةِ يَرَاعٍ فَلَمَّا خَرَجْنَا قَالَ أَبُونَا: اعْرَفُوا لِهَذَا الشَّيْخِ حَقَّهُ فَإِنَّهُ لا يَزَالُ فِي قَوْمِكُمْ بَقِيَّةٌ مَا بَقِيَ. قَالَ: لا أَذْكُرُ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَلامُوهُ فِي ذَلِكَ، وَقَالَ: لَمْ يُعَوِّدْنِي اللَّهُ فِي الصِّدْقِ إِلا خَيْرًا.
يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عن هشام قال: رأيت ابن عم عُمَرَ لَهُ جُمَّةٌ أَظُنُّهَا تَضْرِبُ أَطْرَافَ مَنْكِبَيْهِ.
وَقَالَ وَكِيعٌ عَنْ هِشَامٍ قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرًا وابن عمر ولكل منها جُمَّةٌ.
عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ هِشَامٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ صَفَّنَا خَلْفَهُ فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ، وَرَأَيْتُهُ يَصْعَدُ الْمِنْبَرَ وَفِي يَدِهِ عَصًا فَيُسَلِّمُ ثُمَّ يَجْلِسُ وَيُؤَذِّنُ الْمُؤَذِّنُونَ فَإِذَا فَرَغُوا قَامَ فَتَوَكَّأَ عَلَى الْعَصَا فخطب.(9/203)
وَرَوَى عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدِّمِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّهُ دَخَل عَلَى الْمَنْصُورِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اقْضِ عَنِّي دَيْنِي، قَالَ: وَكَمْ دَيْنُكَ؟ قَالَ: مِائَةُ أَلْفٍ، قَالَ: وَأَنْتَ فِي فِقْهِكَ وَفَضْلِكَ تَأْخُذُ دَيْنًا مِائَةَ أَلْفٍ لَيْسَ عِنْدَكَ قَضَاؤُهَا! قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، شب فتيان فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُبَوِّئَهُمْ وَخَشِيتُ أَنْ يَنْتَشِرَ عَلَيَّ من أمرهم ما أكره فبوأتهم، واتخذت لهم مَنَازِلَ وَأَوْلَمْتُ عَنْهُمْ ثِقَةً بِاللَّهِ، ثُمَّ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: فَرَدَّدَ عَلَيْهِ مِائَةُ أَلْفٍ!! اسْتِعْظَامًا لَهَا، ثُمَّ قَالَ: قَدْ أَمَرْنَا لَكَ بِعَشَرَةِ آلافٍ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَاعْطِنِي مَا أَعْطَيْتَ وَأَنْتَ طَيِّبَ النَّفْسِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ أَعْطَى عَطِيَّةً وَهُوَ بِهَا طَيِّبُ النَّفْسِ بُورِكَ لِلْمُعْطِي وَالْمُعْطَى "قَالَ: فَإِنِّي بِهَا طَيِّبَ النَّفْسِ. وَهَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ1.
وروي أن هشامًا أهوى إِلَى يَدِ الْمَنْصُورِ يُقَبِّلُهَا فَمَنَعَهُ وَقَالَ: يَا ابن عُرْوَةَ إِنَّا نُكْرِمُكَ عَنْهَا وَنُكْرِمُهَا عَنْ غَيْرِكَ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خِرَاشٍ: بَلَغَنِي أَنَّ مَالِكًا نَقَمَ عَلَى هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ حَدِيثَهُ لِأَهْلِ الْعِرَاقِ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: هِشَامٌ ثَبْتٌ لَمْ يُنْكَرْ عَلَيْهِ إِلا بَعْدَ مَا صَارَ إِلَى الْعِرَاقِ، فَإِنَّهُ انْبَسَطَ فِي الرِّوَايَةِ وَأَرْسَلَ عَنْ أَبِيهِ بِمَا كَانَ سَمِعَهُ مِنْ غير أبيه عن أبيه. وقد قال ابْنُ مَعِينٍ وجَمَاعَةٌ: ثِقَةٌ.
قَالَ جَمَاعَةٌ: مَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَصَلَّى عَلَيْهِ الْمَنْصُورُ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: سَنَةَ سَبْعٍ. وَقِيلَ: سنة خمس.
وَيُقَالُ: عَاشَ سَبْعًا وَثَمَانِينَ سَنَةً. وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ.
460- هِلالِ بْنُ خَبَّابٍ2 -4- أَبُو الْعَلاءِ الْبَصْرِيُّ. مَوْلَى زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ، سَكَنَ الْمَدَائِنَ.
وَرَوَى عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيِّ وَيَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ وَأَبِي عُمَرَ زَاذَانَ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ الأَحْوَلُ وَهُشَيْمٌ وَعَبَّادُ بْنُ العوام.
__________
1 "مرسل": أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد "4/ 39"، وذكره الهندي في كنز العمال "16960"، والذهبي في السير "6/ 686".
2 تقريب التهذيب "2/ 323"، والمجروحين "3/ 87".(9/204)
وثقه ابْنُ مَعِينٍ وَقَدْ مَرَّ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ بِالْمَدَائِنِ فِي آخِرِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ ومائة.
461- هلال بن ميمون الرملي1 –د ن-.
"حرف الْوَاوِ":
462- الْوَازِعُ بْنُ نَافِعٍ الْعُقَيْلِيُّ الْجَزَرِيُّ2.
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَمِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ وَمُغِيرَةُ بْنُ سِقْلابٍ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.
قُلْتُ: وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ حَدِيثُهُ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "تَفَكَّرُوا فِي آلاءِ اللَّهِ وَلا تَفَكَّرُوا فِي اللَّهِ"3.
463- وَاصِلُ بْنُ السَّائِبِ أَبُو يَحْيَى الرَّقَاشِيُّ –ت ق- بَصْرِيٌّ.
عَنْ عطاء بن أبي رباح وأبي سورة ابن أخي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ.
وَعَنْهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَعِيسَى بْنِ يُونُسَ وَوَكِيعٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ وَالْقَاسِمِ بْنِ مَالِكٍ الْمُزَنِيِّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَلَهُ حَدِيثٌ عَنْ أَبِي سَوْرَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَوَضَّأَ فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ. قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ ومائة.
__________
1 التهذيب "11/ 84"، والجرح "9/ 76".
2 التاريخ الكبير "8/ 183"، والمجروحين "3/ 83"، والمتروكين "103".
3 "إسناده ضعيف جدًا، والحديث حسن": أخرجه الطبراني في الأوسط "6456"، والبيهقي في الشعب "1/ 358"، والعظمة لأبي الشيخ "ص/ 29".(9/205)
464- وَائِلُ بْنُ دَاوُدَ التَّيْمِيُّ1 -4-.
عَنِ ابْنِهِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَأَبِي بُرْدَةَ وَالْحَسَنِ وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ شَرِيكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ الأَشْجَعِيُّ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ سَمِعَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ.
465- وَبَرُ بْنُ أَبِي دَلِيلَةَ الطَّائِفِيُّ2 -د ن ق-.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونَ وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَأَبُو عَاصِمٍ. ثِقَةٌ. قَالَهُ ابن معين.
466- الوضين بن عطاء3 -د ق- أبو كنانة لاخزاعي الدمشقي الكفرسوسي.
عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَمَكْحُولٍ وَمَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ الْحَمَّادَانِ وَبَقِيَّةُ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ وَمُنَبِّهُ بْنُ عُثْمَانَ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
قال أبو داود: قدري. وقال ابن سعد: كان ضعيفًا. وقال أَبُو حَاتِمٍ: يُعْرَفُ وَيُنْكَرُ. وَقَالَ آخَرُ: كَانَ خطيبًا بليغًا فَصِيحًا مُفَوَّهًا.
مَاتَ الْوَضِينُ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ ومائة.
467- وقاء بن إياس4 –ن- أبو يزيد الوالبي الكوفي.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ وَمُجَاهِدٍ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَمَالِكٌ وَيَحْيَى، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: لَيْسَ بِالْمَتِينِ عِنْدَهُمْ.
468- الْوَلِيدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ5 -د ق- بَصْرِيٌّ صَدُوقٌ.
__________
1 تهذيب التهذيب "11/ 109"، والميزان "4/ 331".
2 التقريب "2/ 330"، والجرح والتعديل "9/ 44".
3 المشاهير "184"، تاريخ أبي زرعة "2/ 701"، وطبقات ابن سعد "7/ 466".
4 التاريخ الكبير "8/ 188"، والميزان "4/ 335".
5 الجرح والتعديل "9/ 2"، والتقريب "2/ 332".(9/206)
عَنْ أَبِي بُرَيْدَةَ وَالضَّحَّاكِ. وَعَنْهُ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَوَكِيعٌ وَابْنُ نُمَيْرٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
469- الْوَلِيدُ بْنُ عَمْرِو1، بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُسَافِعٍ الْقُرَشِيُّ الْعَامِرِيُّ الْمَدَنِيُّ.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ وَيَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ.
وَعَنْهُ مُوسَى بْنُ هَاشِمٍ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ وَآخَرُونَ.
"حرف الْيَاءِ":
470- يَحْيَى بْنُ أبي أنيسة2 –ت- أبو زيد الجزري الرهاوي.
طَلَبَ الْعِلْمَ مَعَ أَخِيهِ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ وَسَمِعَ نَافِعًا وَعَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ وَابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ وجماعة، وكأنه أسن من أخيه.
حدث عنه أبو إسحاق الفزاري وأبو معاوية ومحمد بن سلمة الحراني وعبد الوارث، وعبد الله بن بكر السهمي.
قال الفلاس: صدوق يهم، وَقَالَ أَيْضًا: قَدْ أَجْمَعُوا عَلَى تَرْكِ حديثه.
وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ: سَمِعْتُ أَوْ قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ: لا تَكْتُبُوا عَنْ أَخِي فَإِنَّهُ يَكْذِبُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ يَحْيَى مِمَّنْ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، قِيلَ: لِمَ يَا أَبَا عبد الله؟ قال: حديثه يدلك عليه. وقال الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِذَاكَ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
471- يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَارِيُّ3 -4- أَبُو عمران الْغَسَّانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ إِمَامُ جَامِعِهَا وَشَيْخُ الْقُرَّاءِ بِهَا، وَذِمَارٌ مِنْ قُرَى الْيَمَنِ.
قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى ابن عامر، وقرأ أيضًا فيما بلغنا على واثلة بن الأسقع، وحدث
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 149"، والجرح والتعديل "9/ 10".
2 التقريب "2/ 343"، والمجروحين "3/ 110"، والتاريخ لابن معين "2/ 640".
3 التهذيب "11/ 193"، وطبقات ابن سعد "7/ 168".(9/207)
عنه وعن سعيد بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَلامٍ مَمْطُورٍ وَأَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَجَمَاعَةٍ سِوَاهُمْ.
قَرَأَ عَلَيْهِ عِرَاكُ بْنُ خَالِدٍ وَأَيُّوبُ بْنُ تَمِيمٍ وَمُدْرِكُ بْنُ أَبِي سَعْدٍ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَحَدَّثُوا أَيْضًا عَنْهُ هُمْ وَالأَوْزَاعِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ وَسُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَصَدَقَةُ السَّمِينُ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ وَخَلْقٌ سواهم.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ عَالِمٌ بِالْقِرَاءَةِ فِي دَهْرِهِ، مات سنة خمس وأربعين ومائة. قال: وكان قليل الحديث. وقال ابْن معين وغيره: ليس بِهِ بأس.
وَرَوَى ابْنُ ذَكْوَانَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ تَمِيمٍ قَالَ: كَبُرَ يَحْيَى الذِّمَارِيُّ وَكَانَتْ قِرَاءَتُهُ قِرَاءَةَ الْجُنْدِ، وَكَانَ يَقِفُ خَلْفَ الأَئِمَّةِ يَرُدُّ عَلَيْهِمْ لا يستطيع أن يؤم من الكبر.
وقال بن أَبِي حَاتِمٍ: عَاشَ تِسْعِينَ سَنَةً.
وَقَالَ سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: سَأَلْتُ يَحْيَى الذِّمَارِيَّ عَنْ عَدَدِ آيِ الْقُرْآنِ فَقَالَ بِيَدِهِ: سَبْعَةُ آلافِ وَمِائَتَانِ وَسِتَّةٌ وَعِشْرُونَ.
472- يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ الْبَكْرِيُّ1 –ن- الفلسطيني الرملي.
عَنْ أَبِي قَرْصَافَةٍ جُنْدَرَةٍ وَرَبِيعَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَأَبِي رَيْحَانَةٍ وَلَهُمْ صُحْبَةٌ. وَعَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَبِلالُ بْنُ كَعْبٍ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: كَانَ شَيْخًا كَبِيرًا حَسَنَ الْفَهْمِ.
قُلْتُ: هَذَا أَكْبَرُ شَيْخٍ لابْنِ المبارك.
473- يحيى بن سعيد بن حيان2 –ع- أبو حيان التيمي تَيْمٌ الرَّبَابُ أَحَدُ ثِقَاتِ الْكُوفِيِّينَ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّهِ يَزِيدَ الشعبي وأبي زرعة البجلي. وعنه شعبة وابن علية والقطان ومحمد بن بشر وخلق كثير.
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 269"، وتهذيب التهذيب "11/ 198".
2 الجرح والتعديل "9/ 149"، والمعرفة والتاريخ "3/ 19-20".(9/208)
قال الخريبي: كان الثوري يعظمه، ويوثقه. وقال أبو حاتم: صالح. وقال العجلي: ثقة مبرز صَاحِبُ سُنَّةٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خمس وأربعين ومائة.
474- يحيى بن سعيد1 –ع- بن قيس بن عمرو. وقيل: ابن مهر بدل عَمْرو الإِمَامُ أَبُو سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ الْقَاضِي أَحَدُ الأَعْلامِ.
سَمِعَ أَنَسًا وَالسَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ وَأُمَامَةَ بْنَ سَهْلٍ وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةَ وَأَبَا سَلَمَةَ وَطَبَقَتَهُمْ.
وَعَنْهُ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ وَالأَوْزَاعِيُّ وَمَالِكٌ وَسُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَهُشَيْمٌ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو أُسَامَةَ وَيَزِيدُ بن هارون وخلق كثير.
قال أيوب السختنياني: ما رأيت بالمدينة أَفْقَهَ مِنْهُ.
وَرَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ يَحْيَى أَنَّهُ قَدِمَ دِمَشْقَ فِي صُحْبَةِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ قَهْدٍ قال المفضل الغلابي: كذا حدثنا يزيد، وإنما هو يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل. وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: آلُ قَهْدٍ أَصْهَارُ حمزةَ عَمّ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ خَلِيفَةُ وَغَيْرُهُ: فِي نَسَبِهِ كَمَا قَالَ يَزِيدُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرٍو. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: قَالَ بَعْضُهُمُ ابْنُ قَهْدٍ وَلَمْ يَصِحَّ، وَزَادَ ابْنُ سَعْدٍ: قَدِمَ يَحْيَى الْكُوفَةَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ وَهُوَ بِالْهَاشِمِيَّةِ فَاسْتَقْضَاهُ عَلَى قَضَائِهِ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ حُجَّةً ثَبْتًا.
قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ. وَقَالَ ابن عيينة: هُوَ وَالزُّهْرِيُّ وَابْنُ جُرَيْجٍ مُحَدِّثُو الْحِجَازِ يَجِيئُونَ بِالْحَدِيثِ عَلَى وَجْهِهِ. قُلْتُ: وَهِمَ مَنْ زَعَمَ أن يحيى ولي فضاء بَغْدَادَ.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِر الْخُزَامِيُّ ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بن بلال قال: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَدْ سَاءَتْ حَالُهُ وَأَصَابَهُ ضِيقٌ شَدِيدٌ وَرَكِبَهُ الدَّيْنُ فَجَاءَ كِتَابُ السَّفَّاحِ يَسْتَقْضِيهِ فَوَكَّلَنِي يَحْيَى بِأَهْلِهِ وَقَالَ لِي: وَاللَّهِ مَا خَرَجْتُ وَأَنَا أَجْهَلُ شَيْئًا، فَلَمَّا قَدِمَ الْعِرَاقَ كَتَبَ إِلَيَّ إِنِّي كُنْتُ قُلْتُ لَكَ ما قلت وأنه والله لأذل خصمين
__________
1 التهذيب "11/ 221"، والمشاهير "80".(9/209)
جَلَسَا بَيْنَ يَدَيَّ فَاقْتَضَيَا شَيْئًا، وَاللَّهِ مَا سَمِعْتُهُ قَطُّ فَإِذَا جَاءَكَ كِتَابِي فَسَلْ رَبِيعَةَ واكتب إِلَيَّ بِمَا يَقُولُ وَلا تَعْلَمُهُ.
ابْنُ وَهْبٍ ثنا مَالِكٌ قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: اكْتُبْ لِي أَحَادِيثَ مِنْ أَحَادِيثَ ابْنِ شِهَابٍ فِي الْقَضَاءِ، فَكَتَبْتُ لَهُ ذَلِكَ فِي صَحِيفَةٍ صَفْرَاءَ، قِيلَ لِمَالِكٍ: أَعَرَضَ عَلَيْكَ؟ قَالَ: هُوَ أَفْقَهُ مِنْ ذَلِكَ.
وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ: مَا رَأَيْتُ شَيْخًا أَنْبَلَ مِنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: كَانَ يَحْيَى أَجَلَّ عِنْدَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنَ الزُّهْرِيِّ، ثُمَّ جَعَلَ الْقَطَّانُ يَصِفُ يَحْيَى وَيُعَظِّمُهُ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يُحَدِّثُنِي بِالْحَدِيثِ كَأَنَّهُ يَنْثُرُ عَلَيَّ اللُّؤْلُؤَ.
وَقَالَ وُهَيْبٌ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا إِلا وَأَنْتَ تَعْرِفُ وَتُنْكِرُ غَيْرَ مَالِكٍ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ الطَّالِقَانِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ أَثْبَتُ النَّاسِ1.
وَقَالَ الواقدي: أنا سليمان بن بلال أن يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ ذَهَبَ إِلَى أَفْرِيقِيَّةَ فِي طَلَبِ مِيرَاثٍ لَهُ فَقَدِمَ بِهِ وَهُوَ خَمْسُمِائَةِ دِينَارٍ فَلَمَّا أَتَاهُ رَبِيعَةُ لِيُسَلِّمَ عَلَيْهِ قَسَّم الْمَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ نِصْفَيْنِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عبيد بن حساب: ثنا حماد بن زيد عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَتْ حَبِيبَةُ بِنْتُ سَهْلٍ إِحْدَى عَمَّاتِي، وَأَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرٍو.
قُلْتُ: حَبِيبَةُ هِيَ الَّتِي قَالَتْ: لا أَنَا وَلا ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ. وَقَيْسُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ صَحَابِيٌّ حَدِيثُهُ فِي السُّنَنِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْفَجْرِ. وَمِمَّنْ نَصَّ عَلَى أَنَّ جَدَّهُ قَيْسُ بْنُ عَمْرٍو: يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَأَحْمَدُ بْنُ حنبل وطائفة.
قال أحمد بن أبي خثيمة: غَلَطَ مُصْعَبُ الزُّبَيْرِيُّ حَيْثُ يَقُولُ: يَحْيَى بْنُ سعيد بن قَيْسُ بْنُ قَهْدٍ جَدُّ أَبِي مَرْيَمَ عَبْدِ الغفّار بْن القاسم الأنصاري الكوفي.
__________
1 سير أعلام النبلاء "6/ 247".(9/210)
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ سعيد: كم تحفظ؟ قال: ستمائة أو سَبْعَمِائَةِ حَدِيثٍ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ وَغَيْرُهُ عن اللَّيْثُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يُحَدِّثُنَا فَإِذَا طَلَعَ رَبِيعَةُ سَكَتَ إِجْلالا لِرَبِيعَةَ فَتْلا يَحْيَى يَوْمًا {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ} [الحجر: 21] . فَقَالَ عِرَاقِيٌّ: يَا أَبَا سَعِيدٍ أَرَأَيْتَ السِّحْرَ، أَمِنْ خَزَائِنِ اللَّهِ الَّتِي تَنْزِلُ؟ قَالَ يَحْيَى: مَهٍ مَا هَذَا مِنْ مَسَائِلِ الْمُسْلِمِينَ، وَأَفْحَمَ الْقَوْمَ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَبِيبَةَ: إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ لَيْسَ مِنْ أَصْحَابِ الْخُصُومَةِ إِنَّمَا هُوَ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ إِنَّ السِّحْرَ لا يَضُرُّ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ، فَتَقُولُ أَنْتَ غَيْرَ ذَلِكَ؟ فَسَكَتَ الرَّجُلُ، فَكَأَنَّمَا كَانَ عَلَيْنَا جَبَلٌ فَوُضِعَ عَنَّا.
قُلْتُ: لَهُ أَخَوَانِ: عَبْدُ رَبِّهِ وَسَعْدٌ مَاتَا قَبْلَهُ وَمَاتَ هُوَ سَنَةَ ثلاث وأربعين ومائة. قاله القطان وشباب وجماعة. وقال يزيد والفلاس: سَنَةَ أَرْبَعٍ.
475- يَحْيَى بْنُ صُبَيْحٍ النَّيْسَابُورِيُّ1 -د- كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَخَذَ عَلَى النَّاسِ الْقِرَاءَاتِ بِنَيْسَابُورَ.
رَوَى عَنْ قَتَادَةَ وَعَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، وعنه جريج وابن عيينة ويحيى القطان. وثقه أبو داود.
476- يحيى بن عبيد الله2 -ت ق- بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ.
أَكْثَرَ عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ ثُمَّ تركه القطان.
وقال أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. قُلْتُ: وَأَبُوه لا يعرف.
وَقَالَ شُعْبَة: رأيته يسيء صلاته.
477- يَحْيَى بن أبي عمرو وأبو زُرْعَةَ الشَّيْبَانِيُّ الشَّامِيّ3 -د ن ق- حِمْصِيٌّ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ وَأَبِي سَلامٍ مَمْطُورٍ والوليد بن سفيان.
__________
1 التقريب "2/ 375"، تهذيب الكمال "31/ 382"، والجرح والتعديل "9/ 158".
2 التقريب "2/ 361"، وتاريخ الدوري "2/ 650".
3 التهذيب "11/ 260"، والجرح والتعديل "9/ 177".(9/211)
وَعَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ وَابْنُ شَابُورٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ.
وَثَّقَهُ دُحَيْمٌ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْعِجْلِيُّ وَمَاتَ سَنَةَ ثمان وأربعين ومائة.
أرخه ضمرة وقال: عاش خمسًا وثمانين سنة.
478- يَحْيَى بْنُ مُسْلِمٍ أَبُو الضَّحَّاكِ الْهَمْدَانِيُّ1.
عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَالشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَالْحَرْبِيُّ وسيف بن أسلم. ضعفه ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.
479- يَحْيَى بْنُ مَيْسَرَةَ2.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعَنْهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَأَبُو أُسَامَةَ.
480- يَحْيَى بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ الْعَطَّارُ3. كُوفِيٌّ.
لَهُ عَنْ يُوسُفَ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ وَالشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ. صَدُوقٌ.
481- يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ التُّجِيبِيُّ4.
قَاضِي الأَنْدَلُسِ. كَانَ قَدْ بَعَثَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ على قضاء الأندلس. وطالت أيامه إلى أَنْ مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
482- يَحْيَى بْنُ يَعْقُوبَ أَبُو طَالِبٍ الأَنْصَارِيُّ الْقَاصُّ5.
خَالُ أَبِي يُوسُفَ. عَنْ عِكْرِمَةَ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ. وَعَنْهُ أَبُو تَمِيلَةَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ. وَثَّقَهُ أَبُو حاتم.
__________
1 ميزان الاعتدال "4/ 409", والتهذيب "11/ 279".
2 التاريخ الكبير "8/ 305"، والمعرفة والتاريخ "2/ 270".
3 الجرح والتعديل "9/ 195".
4 تاريخ علماء الأندلس "2/ 177".
5 ميزان الاعتدال "4/ 415".(9/212)
483- يَزِيدُ بْنُ حَازِمٍ بَصْرِيٌّ1.
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ أَخُوهُ جَرِيرٌ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
484- يَزِيدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ2 -ن ق- كُوفِيٌّ ثِقَةٌ.
لَهُ عَنْ عَمِّهِ عُبَيْدٍ أَخِي سَالِمٍ وَزُبَيْدٍ الْيَامِيِّ وَالْحَكَمِ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ. وَلَهُ كلام ومعرفة بالمغازي والأخبار.
485- يَزِيدُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ3. أَبُو حَبِيبٍ الدَّبَّاغُ.
رَوَى عَنْ أنس. وعنه عيسى بن يونس ووكيع وأبو عَاصِمٍ وَآخَرُونَ. وَقَدْ وُثِّقَ. عِدَادُهُ فِي الْبَصْرِيِّينَ. وَلَهُ أَيْضًا عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ.
486- يَزِيدُ بن طهمان4 -ن ق- أبو المعتمر الرقاشي. بَصْرِيٌّ نَزَلَ الْحِيرَةَ.
رَوَى عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ. وعنه الحسن بن حي وشريك والفضل السيناني ووكيع.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ.
487- يَزِيدُ بْنُ عُبَيْدَةَ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ السَّكُونِيُّ5 -ق-.
دِمَشْقِيٌّ صَدُوقٌ. لَهُ عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ مُسْلِمِ بْنِ مُشْكَمٍ وَأَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَابْنُ شَابُورٍ. وثقه دحيم.
488- يزيد بن أبي عبيد المدني6 -ع-.
عَنْ مَوْلاهُ سَلْمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ وَعُمَيْرِ مَوْلَى أَبِي اللَّحْمِ. وَعَنْهُ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَحَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ وَمَكِّيُّ وَأَبُو عَاصِمٍ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَحَدِيثُهُ مِنْ أَعْلَى شَيْءٍ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ. مَاتَ سَنَةَ سبع وأربعين ومائة.
__________
1 التقريب "2/ 371"، وابن طهمان "348".
2 تاريخ أبي زرعة "1/ 293"، والتهذيب "11/ 328".
3 التاريخ الكبير "8/ 342"، والجرح والتعديل "9/ 272".
4 التهذيب "1/ 350"، والتقريب "2/ 375".
5 الجرح والتعديل "9/ 279"، والمعرفة والتاريخ "3/ 27".
6 المعرفة والتاريخ "1/ 437"، والمشاهير "78".(9/213)
489- يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ الْيَشْكُرِيُّ الْكُوفِيُّ1 –م4-.
عَنْ أَبِي حَازِمٍ سَلْمَانَ وَغَيْرِ وَاحِدٍ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِغْرَاءَ وَمُحَمَّدُ وَيَعْلَى ابْنَا عُبَيْدٍ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
وقال أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
490- يَزِيدُ بْنُ مردانبة2 –ن- الكوفي التَّاجِرُ.
عَنْ أَنَسٍ وَأَبِي بُرْدَةَ وَزِيَادِ بْنِ عَلاقَةَ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَأَبُو أُسَامَةَ وَالْخُرَيْبِيُّ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
491- يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الدِّمَشْقِيُّ3 –خ4- أبو عبد الله مولى مِنْ مَوَالِي الأَنْصَارِ عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ وَأَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ وَمَكْحُولٍ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ. ورأى وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ.
رَوَى عَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ وَيَحْيَى بن حمزة الوليد بْنُ مُسْلِمٍ وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ وَابْنُ شَابُورٍ.
وثّقه ابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُمَا. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ الْحَاكِمُ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْهُ فَقَالَ: لَيْسَ بِذَاكَ.
قَالَ دُحَيْمٌ وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: سَأَلْتُ حَمَّادَ بْنَ يزيد عن موت أَبِيهِ فَقَالَ: بَعْدَ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
492- يَعْقُوبُ بْنُ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ4 بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ التَّيْمِيُّ أَبُو عَرَفَةَ الْمَدَنِيُّ.
عَنِ الْمَقْبُرِيِّ وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ. وَعَنْهُ مَالِكٌ وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُهُمَا. وَكَانَ قَاضِيًا بالمدينة. كأنه مات شابًا.
__________
1 التهذيب "11/ 356"، والجرح والتعديل "9/ 285".
2 التقريب "2/ 380"، وتاريخ الثقات "480".
3 ميزان الاعتدال "4/ 439"، وتاريخ أبي زرعة "1/ 235".
4 التهذيب "11/ 385".(9/214)
493- يَعْقُوبُ بْنُ الْقَعْقَاعِ1. أَبُو الْحَسَنِ الْخُرَاسَانِيُّ قَاضِي مَرْوَ.
عَنِ الْحَسَنِ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وُثِّقَ.
494- يَعْقُوبُ بْنُ قَيْسٍ الْكُوفِيُّ2.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَالشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
495- يَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ3 -م د-.
أبو حررة المدني القاص مولى بني مخزوم. عن القاسم مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ وَعُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ. وَعَنْهُ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَحُسَيْنُ الْجُعْفِيُّ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
مَاتَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
496- يُوسُفُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو شَيْبَةَ الْجَوْهَرِيُّ4 -ت ق-.
بَصْرِيٌّ وَاهٍ. لَهُ عَنْ أَنَسٍ. وَعَنْهُ عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ وَأَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: عِنْدَهُ عَجَائِبُ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا تَحِلُّ الرِّوَايَةُ عَنْهُ.
497- يُوسُفُ بْنُ الْمُهَاجِرِ الْحَدَّادُ5.
عَنِ الْقَاسِمِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَيَحْيَى بْنُ يَمَانٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
498- يُوسُفُ بْنُ مَيْمُونَ6. أَبُو خُزَيْمَةَ الصَّبَّاغُ بصري.
__________
1 التقريب "2/ 386"، والجرح والتعديل "9/ 213".
2 الجرح والتعديل "9/ 213".
3 ميزان الاعتدال "4/ 453"، والجرح "9/ 215".
4 التاريخ الكبير "8/ 377"، والتهذيب "11/ 407".
5 الجرح والتعديل "9/ 231".
6 التهذيب "11/ 426"، والميزان "4/ 474".(9/215)
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَأَنَسِ بْنِ سِيرِينَ وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ. وَعَنْهُ عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَوَكِيعٌ وَأَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ. ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
449- يُونُسُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ الإِسْكَافُ1 -خ ت ن ق- بَصْرِيٌّ.
عَنِ الْحَسَنِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَقَتَادَةَ. وَعَنْهُ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبَرْسَانِيُّ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وغيره. وأما ابن حبان فقال: لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ لِغَلَبَةِ الْمَنَاكِيرِ فِي حَدِيثِهِ.
"الْكُنَى":
* أبُو الأَشْهَبِ النَّخَعِيُّ. اسْمُهُ جَعْفَرٌ. تقدم.
500- أَبُو بَكْرِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ2 -خ م ن-.
رَوَى عَنْ عَمِّهِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ. وَعَنْهُ مَالِكٌ وَالثَّوْرِيُّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو ضُمْرَةَ. وَكَانَ ثِقَةً.
* أَبُو بَكْرٍ الْمَدَنِيّ عَنْ جَابِرٍ.
وَاسْمُهُ الْفَضْلُ، مَرَّ.
501- أَبُو الْبِلادِ هُوَ يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْغَطْفَانِيُّ الْكُوفِيُّ3.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ الثَّقَفِيِّ. وَعَنْهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ وَأَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبِ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
* أَبُو الْجَحَّافِ هُوَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ. ذُكِرَ.
502- أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطَمِيُّ الْمَدَنِيُّ4 -4- نَزِيلُ الْبَصْرَةِ، اسْمُهُ عُمَيْرُ بْنُ يزيد.
__________
1 التقريب "2/ 3859"، والمجروحين "3/ 139".
2 تهذيب التهذيب "12/ 33"، والجرح والتعديل "9/ 343".
3 الجرح والتعديل "9/ 160".
4 التاريخ لابن معين "2/ 457"، والجرح والتعديل "6/ 379".(9/216)
رَوَى عَنْ خَالِهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ الْفَاكِهِ وَعُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعُمَارَةَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَيُوسُفُ السَّمْتِيُّ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
503- أَبُو جناب الكلبي1 -د ت ق- يحيى بن أبي حية. كُوفِيٌّ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَالضَّحَّاكِ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَجَمَاعَةٌ. ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَجَمَاعَةٌ. وقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ مُدَلِّسٌ.
ورَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ به بأس. وقال أَحْمَدُ: أَحَادِيثُهُ مَنَاكِيرُ.
وقَالَ الْبُخَارِيُّ: كَانَ يَحْيَى الْقَطَّانُ يُضَعِّفُهُ.
504- أَبُو خَالِدٍ الدَّالانِيُّ2 -4- يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَقَتَادَةَ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَعَبْدُ السَّلامِ الْمُلائِيُّ وَالْمُحَارِبِيُّ وَشُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ. قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
505- أبو الرحال الأنصاري البصري3 –ت- يُقَالُ اسْمُهُ: خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَقِيلَ: مُحَمَّدُ بن خالد.
عن أنس بن مالك وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي رَجَاءٍ الْعَطَارِدِيِّ.
وَعَنْهُ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ وَحَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ وَسَعْدَانُ بْنُ يَحْيَى وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَيَزِيدُ بْنُ بَيَّانٍ الْعُقَيْلِيُّ وَآخَرُونَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: عِنْدَهُ عَجَائِبُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ لَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فِي حديثه بعض النكرة. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَجُوزُ أَنْ يُحْتَجَّ بِهِ.
506- أَبُو الرَّحَّالِ الطَّائِيُّ الْكُوفِيُّ4 –خت- اسْمُهُ عقبة بن عبيد وهو أخو سعيد الطائي.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 138".
2 الجرح والتعديل "9/ 277".
3 التاريخ الكبير "9/ 30".
4 الجرح والتعديل "6/ 315".(9/217)
لَهُ عَنْ أَنَسٍ وَبَشِيرِ بْنِ يَسَّارٍ. وعنه حفص بن غياث ويحيى القطان وعيسى بن يونس وغيرهم. ليس بحجة.
507- أبو سعد البقال الكوفي الأعور1 -ت ق- اسمه سعيد بن المرزبان مَوْلَى حُذَيْفَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
رَوَى عَنْ أنس وأبي وائل وأبي سلمة بن عبد الرحمن وعكرمة. وعنه شعبة والسفيانان ويعلى بن عبيد ويزيد بن هارون وعبيد الله بن موسى. تركه الفلاس وهو ضعيف عندهم.
508- أبو سعيد بن عوذ البراد2. مكي. اسمه رجاء بن الحارث.
سمع ابن الزبير وقيل: سَمِعَ مِنْ رَجُلٍ عَنْهُ.
حَدَّثَ عَنْهُ يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ وَآخَرُونَ، وَرَوَى أَيْضًا عن مُجَاهِدٍ وَغَيْرُهُ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بأس. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مِقْدَارُ مَا يَرْوِيهِ غَيْرُ مَحْفُوظٍ.
* أَبُو سِنَانٍ الْحَنَفِيُّ الْفِلَسْطِينِيُّ عِيسَى بْنُ سِنَانٍ.
* أَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ.
* أَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ نَزِيلُ الرَّيِّ، سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ.
509- أَبُو السِّنْدِيِّ سُهَيْلُ بْنُ ذَكْوَانَ، مَكِّيٌّ3.
عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ. وَعَنْهُ هُشَيْمٌ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ.
كَذَّبَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَتَرَكَهُ غَيْرُهُ وَهُوَ الَّذِي زَعَمَ أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ سَوْدَاءَ فَكَذَبَ بِمِثْلِ هَذَا.
* أبو شعيب المجنون الصلت.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 62"، والمعرفة والتاريخ "3/ 59".
2 الجرح والتعديل "3/ 501".
3 الجرح والتعديل "4/ 246"، والتاريخ لابن معين "2486".(9/218)
510- أبو شهاب الحناط1 -خ م ن- الأكبر. هو موسى بن نافع، كُوفِيٌّ ثِقَةٌ قَدِيمٌ.
رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٍ وَعَطَاءٍ. وعنه الثوري ويحيى القطان وأبو أسامة وأبو نعيم وأبو داود الطيالسي. وثقه ابن معين، وهو أكبر شيخ لأبي داود.
* أبو الصباح النخعي. -ق-. سليمان بن بشير، مَرَّ.
511- أَبُو عَاتِكَةَ2 –ت-.
عَنْ أَنَسٍ. وَعَنْهُ الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ وَسَلامُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَغَسَّانُ بْنُ عُبَيْدٍ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
* أَبُو عَبْدِ الرَّحِيمِ هُوَ خَالِدُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ.
قدْ ذُكِرَ.
* أَبُو عُمَرَ الْخَزَّازُ، النَّضْرُ قَدْ ذُكِرَ.
512- أَبُو الْعُمَيْسِ3 -ع-.
هُوَ أَخُو الْمَسْعُودِيِّ وهو عتبة بم عبد الله بن عتبة بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ الْكُوفِيُّ.
رَوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ وابن ملكية وقيس بن مسلم وعون بن أبي جحيفة. وعنه وكيع وأبو أسامة وجعفر بن عون وأبو نعيم وآخرون. وثقه أحمد وليس هو بالمكثر.
قال عباس الدوري: ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ثنا أَبُو الْعُمَيْسِ عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: مَرَّ الْفُرَاتُ فَجَاءَ بِرُمَّانَةٍ مِثْلَ الْبَعِيرِ، فَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنَّهَا مِنَ الْجَنَّةِ.
* أَبُو الْعَنْبَسِ4.
عَنْ أَبِي عُمَرَ زَاذَانَ. وَعَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَغَيْرُهُ. اسمه سعيد بن كثير.
__________
1 التقريب "2/ 430"، والجرح والتعديل "8/ 165".
2 التهذيب "12/ 141-142"، والجرح والتعديل "4/ 494".
3 الجرح والتعديل "6/ 372".
4 الجرح والتعديل "4/ 56".(9/219)
513- أَبُو الْعَنْبَسِ1.
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَعَنْ مولى مَوْلَى لأُمِّ سَلَمَةَ. وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَشُعْبَةُ وَغَيْرُهُمَا. قَدِيمُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا أَخَّرْتُهُ لِرَفِيقَيْهِ.
أَبُو الْعَنْبَسِ2.
عن أبي وائل. وعنه حفص بن غياث وَوَكِيعٌ اسْمُهُ عَمْرٌو، مَرَّ.
* أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، سَعْدٌ قَدْ ذُكِرَ.
514- أَبُو مِسْكِينَ3، الأَوْدِيُّ الْكُوفِيُّ، اسمه الحر فيما قيل.
رَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَهُذَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو عَوَانَةَ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَغَيْرُهُمْ.
515- أَبُو مُصْلِحٍ الْخُرَاسَانِيُّ4. صَاحِبُ الضَّحَّاكِ، اسْمُهُ نَصْرُ بْنُ مُشَارِسٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ بَشَّارُ بْنُ قِيرَاطٍ وَوَكِيعٌ وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ وَعُمَرُ بْنُ هَارُونَ الْبَلْخِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
* أَبُو الورقاء، فايد5.
516- أبو يعفور الكوفي6 –ع- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نِسْطَاسٍ الثَّعْلَبِيُّ العامري.
عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَأَبِي الضُّحَا مُسْلِمٌ. وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَآخَرُونَ. وَهُوَ ثِقَةٌ قَلِيلُ الْحَدِيثِ.
* أَبُو الْيَقْظَانِ هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عمير، مر.
__________
1 التهذيب "12/ 189".
2 التهذيب "12/ 189".
3 التهذيب "12/ 238".
4 التهذيب "12/ 238".
5 التقريب "2/ 466".
6 الجرح والتعديل "5/ 259".(9/220)
* أَبُو يُونُسَ الْقَوِيُّ هُوَ الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ. مَرَّ.
517- ابْنُ مَيَّادَةَ1.
مِنْ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ الَّذِينَ أَدْرَكُوا الدَّوْلَتَيْنِ الأُمَوِيَّةَ وَالْهَاشِمِيَّةَ، وَاسْمُهُ رَمَّاحُ بْنُ أَبْرَدَ أَبُو شَرَاحِيلَ، ويُقَالُ: أَبُو شُرَحْبِيلَ الْمُرِّيُّ، وأمه بربرية اسمها ميادة.
ومن قول السَّائِرِ:
وَإِنِّي لِمَا اسْتَوْدَعْتِ يَا أُمَّ مَالِكٍ ... عَلَى قِدَمٍ مِنْ عَهْدِنَا لَكَتُومُ
أَأُخبِرُ سِرِّي ثُمَّ أَسْتَكْتِمُ الَّذِي ... أُخَبِّرُهُ إِنِّي إِذَنْ لَلَئِيمُ
آخِرُ الطَّبَقَةِ الْخَامِسَةَ عَشْرَةَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالمين.
__________
1 وانظر ترجمته في معجم الأدباء "11/ 143".(9/221)
الطبقة السادسة عشرة: أحداث سنة إحدى وخمسين ومائة
أحداث سنة اثنين وخمسين ومائة
...
الطبقة السادسة عشرة: أحداث سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ
تُوُفِّيَ فِيهَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الْمَكِّيُّ، وَدَاوُدُ بْنُ يَزِيدَ الأَوْدِيُّ، وَسَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ فِي قَوْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ فِي رَجَبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الأَسْلَمِيُّ، يُقَالُ فِيهَا، وَعَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ الْمَكِّيُّ، وَعِيسَى بْنُ عِيسَى الْحَنَّاطُ، وَمُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَّارٍ فِيهَا عَلَى الأَصَحِّ، وَمَعْنُ بن زائدة الأمير، وَالْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ الْمَدَنِيُّ بِالْكُوفَةِ، وَصَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِيرُ، بِخُلْفٍ.
وَفِيهَا عُزِلَ عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الْمُهَلَّبِيُّ عَنِ السَّنَدِ بِهِشَامِ بْنِ عَمْرٍو التَّغْلِبِيِّ، ثُمَّ وَلِيَ الْمُهَلَّبِيُّ إِفْرِيقِيَّةَ. وَسَبَبُ عَزْلِهِ عَنِ السَّنَدِ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ لَمَّا خَرَجَ بِالْمَدِينَةِ، وَجَّهَ وَلَدَهُ الأَشْتَرَ فِي طَائِفَةٍ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَشْتَرُوا بِهَا خَيْلا وَيَمْضُوا بِهَا إِلَى السَّنَدِ يُقَدِّمُونَهَا إِلَى عُمَرَ، وَكَانَ يَتَشَيَّعُ، فَقَدِمُوا بِهَا، فَسُرَّ بِهِمْ، وَدَعَا خَوَاصَّهُ إِلَى بَيْعَةِ مُحَمَّدٍ، فَأَجَابُوهُ، وَفَصَلَ الأَقْبِيَةَ وَالأَعْلامَ الْبِيضَ، وَتَهَيَّأَ لِلْخُرُوجِ، فَجَاءَهُ مَصْرَعُ ابْنِ حَسَنٍ، فَوَجَّهَ عَبْدَ اللَّهِ الأَشْتَرَ خُفْيَةً إِلَى مَلِكٍ مُشْرِكٍ يَثِقُ بِهِ، فَأَكْرَمَ الْمَلِكُ مَوْرِدَ الأَشْتَرِ. وَكَانَ مَعَهُ نَحْوُ أَرْبَعُمِائَةٍ فَكَانَ يَرْكَبُ وَيَتَصَيَّدُ فِي هَيْئَةِ مَلِكٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ الْمَنْصُورُ فَعَزَلَ عُمَرَ بْنَ حَفْصٍ، ثُمَّ إِنَّ الأَشْتَرَ خَرَجَ يَتَنَزَّهُ، وَظَفَرَ بِهِ أَجْنَادُ هِشَامٍ، فَاقْتَتَلُوا، فَقُتِلَ الأَشْتَرُ وَأَصْحَابُهُ.
وَفِيهَا قَدِمَ الْمَهْدِيُّ مِنَ الرَّيِّ إِلَى بَغْدَادَ، وَشَرَعَ الْمَنْصُورُ فَبَنَى الرَّصَافَةَ وَشَيَّدَهَا، وَعَمِلَ لَهَا سُورًا مَنِيعًا وَخَنْدَقًا وَمَيْدَانًا، وَجَرَّ إِلَيْهَا الْمَاءَ، وَجَعَلَهَا لِلْمَهْدِيِّ، وَجَدَّدَ لَهُ بَيْعَةَ الْعَهْدِ مِنْ بَعْدِهِ، ثُمَّ مِنْ بَعْدِ الْمَهْدِيِّ لِعِيسَى بْنِ مُوسَى، وَفِيهَا وَلِيَ مَعْنُ بْنُ زَائِدَةَ، إِقْلِيمَ سِجِسْتَانَ1.
أحداث سَنَةَ اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ:
مَاتَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، وَأَبُو خَلَدَةَ خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ الْبَصْرِيُّ، وَأَبُو عَامِرٍ صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ الْخَزَّازُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ، وَعُمَرُ بن سعيد بن أبي حسين
__________
1 وانظر: تاريخ خليفة "ص279"، وتاريخ الطبري "8/ 33-40"، والبداية "10/ 106-107"، والنجوم الزاهرة "2/ 17".(9/223)
المكي، وطلحة بن عمرو المكي، وعباد بْنُ مَنْصُورٍ النَّاجِي، أَبُو حُرَّةَ وَاصِلُ بْنُ عبد الرحمن، ويونس بن يزيد الأيلي فِي قَوْلٍ.
وَفِيهَا وَثَبَتَ الْخَوَارِجُ بِبُسْتٍ عَلَى مَعْنِ بْنِ زَائِدَةَ فَقَتَلُوهُ لِجَوْرِهِ وَعَسَفِهِ.
وَفِيهَا غَزَا حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ كَابُلَ، وَوَلاهُ الْمَنْصُورُ إِقْلِيمَ خُرَاسَانَ.
وَفِيهَا وَلِيَ الْبَصْرَةَ يَزِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَوَلِيَ مِصْرَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعُزِلَ عَنْهَا يَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ الْمَنْصُورُ1.
__________
1 وانظر: تاريخ خليفة "ص/ 280"، وتاريخ الطبري "8/ 41"، والبداية والنهاية "10/ 109"، وصحيح التوثيق "6/ 50".(9/224)
أحداث سَنَةَ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ:
مَاتَ فِيهَا أَبَانُ بْنُ صَمْعَةَ الْبَصْرِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَالِمٍ بَرَدَانُ1 وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ الْكُلاعِيُّ، وَبُكَيْرُ بنُ مِسْمَارٍ، فِي قَوْلٍ. وَالْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ قَاضِي بَغْدَادَ، وَحُمَيْدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ الْبَصْرِيُّ، وَالضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ الْحِزَامِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ الأَنْصَارِيُّ، وَفِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ الْكُوفِيُّ، وَقُدَامَةُ بْنُ مُوسَى الْجُمَحِيُّ، محل بْنُ مُحْرِزٍ الضَّبِّيُّ، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ الْبَصْرِيُّ بِالْيَمَنِ فِي رَمَضَانَ، وَمُوسَى بْنُ أَيُّوبَ الْغَافِقِيُّ الْمِصْرِيُّ، وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، وَهِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ الْغَازِ الدِّمَشْقِيُّ، وَوُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ عَلَى الصَّحِيحِ.
وَفِيهَا قُتِلَ مُتَوَلِّي إِفْرِيقِيَّةَ عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ الأَزْدِيُّ، خَرَجَتْ عَلَيْهِ أُمَمٌ مِنَ الْبَرْبَرِ، وَعَلَيْهِمْ أَبُو حَاتِمٍ الإِبَاضِيُّ وَأَبُو عَادٍ، فَيُقَالُ: كَانُوا فِي خَمْسَةٍ وَثَمَانِينَ أَلْفَ فَارِسٍ، وَأَزْيَدَ مِنْ مِائَتَيْ أَلْفِ رَاجِلٍ، وَكَانُوا قَدْ بَايَعُوا بِالْخِلافَةِ أبا قرة الصفري2.
وفيها أَلْزَمَ الْمَنْصُورُ رَعِيَّتَهُ بِلَبْسِ الْقَلانِسِ الطِّوَالِ الْمَعْرُوفَةِ بالدنية3 فكانوا يعلمونها
__________
1 تاريخ خليفة "427".
2 تاريخ الطبري "8/ 42".
3 الدنية: مشبهة بالدن في طول شبرين تعمل من ورق على قصب وتغشى بالسواد، قريبة الشبه من الشربوش. "انظر: دول الإسلام 1/ 105".(9/224)
بِالْقَصَبِ وَالْوَرَقِ وَيُلْبِسُونَهَا السَّوَادَ. وَفِيهَا يَقُولُ أَبُو دُلامَةَ:
وَكُنَّا نُرَجِّي مِنْ إِمَامٍ زِيَادَةً ... فَزَادَ الإِمَامُ الْمُصْطَفَى فِي الْقَلانِسِ
تَرَاهَا عَلَى هَامِ الرِّجَالِ كَأَنَّهَا ... دِنَّانُ يَهُودَ جُلِّلَتْ بِالْبَرَانِسِ
وَفِيهَا عزل الصَّائِفَةَ مَسْعُودُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَحْدَرِيُّ فَفَتَحَ حِصْنًا بِالرُّومِ بِالسَّيْفِ.
وَفِيهَا وَلِيَ بَكَّارُ بْنُ مُسْلِمٍ أَرْمِينِيَّةَ. وَفِيهَا دَخَلَ الْمِيذُ دِجْلَةَ فَوَصَلُوا إِلَى الْبَصْرَةِ فَقَتَلُوا وَسَبُوا، ثُمَّ سَارَ لِحَرْبِهِمُ الْعَسْكَرُ، فَقَهَرُوهُمْ وَاسْتَنْقَذُوا مِنْهُمْ كَثِيرًا مِمَّا أَخَذُوا1.
__________
1 وانظر: تاريخ خليفة "ص/ 280"، تاريخ الطبري "8/ 42-43"، والكامل "5/ 610"، والبداية والنهاية "10/ 109-110"، وصحيح التوثيق "6/ 50".(9/225)
أحداث سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ:
مَاتَ فِيهَا أَشْعَبُ الطَّمَعُ، وَجَعْفَرُ بْنُ بَرْقَانَ، وَالْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ الْعَدَنِيُّ، وَرَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ التَّيْمِيَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ الدِّمَشْقِيُّ، وعُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن مَوْهب، وَعَلِيُّ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ الْكُوفِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَّارٍ الْمَدَنِيُّ، وقُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ السَّدُوسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُهَاجِرٍ الشُّعَيْثِيُّ، وَأَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ الْمَازِنِيُّ، وَمَعْمَرٌ فِي قَوْلٍ.
وَفِيهَا قَدِمَ الْمَنْصُورُ الشَّامَ، وَزَارَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ جَهَّزَ يَزِيدَ بْنَ حَاتِمٍ فِي خمسين ألفاُ لحرب الخوارج بإفريقة، وَأَنْفَقَ عَلَى ذَلِكَ الْجَيْشِ -مَعَ شُحِّهِ بِالْمَالِ- سِتِّينَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَزِيَادَةً.
وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ أَنَّ صَاعِقَةَ نَزَلَتْ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَأَهْلَكَتْ خَمْسَةَ نَفَرٍ.
وَفِيهَا هَلَكَ الْوَزِيرُ أَبُو أَيُّوبَ الْمُورِيَانِيُّ، كَانَ الْمَنْصُورُ قَدْ غَضِبَ عَلَيْهِ فِي عَامِ أَوَّلٍ، فَسَجَنَهُ وَأَخَاهُ خَالِدًا، وَبَنِي أَخِيهِ وَصَادَرَهُمْ. وَسَبَبُ غَضَبِهِ عَلَيْهِمْ أَنَّ كَاتِبَ سِرِّ الْوَزِيرِ سَعَى بِهِ إِلَى الْمَنْصُورِ، فَهَلَكَ أَبُو أَيُّوبَ وَضَرَبَ أَعْنَاقَ بَنِي أَخِيهِ.
وَقَالَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ: قَدِمَ الْمَنْصُورُ دِمَشْقَ، فَاسْتَعْمَلَ عَلَى قَضَائِهَا يَحْيَى بْنَ حَمْزَةَ، فَاعْتَلَّ بِأَنَّهُ شَابٌّ، فَقَالَ: إِنِّي أَرَى أَهْلَ بلَدِكَ قَدْ أَجْمَعُوا عَلَيْكَ، فَإِيَّاكَ وَالْهَدِيَّةَ، فَبَقِيَ عَلَى الْقَضَاءِ ثَلاثِينَ سنة1.
__________
1 وانظر: تاريخ خليفة "ص/ 281"، وتاريخ الطبري "8/ 46"، والكامل "6/ 6"، والبداية والنهاية "10/ 113".(9/225)
أحداث سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ:
فِيهَا تُوُفِّيَ زَبَّانِ بن فائد المصري، وصفوان بْنِ عَمْرٍو الْحِمْصِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ التُّجِيبِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ الدِّمَشْقِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ بِالشَّامِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ ظَنًّا، وَمِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ عَلَى الصَّحِيحِ وَالْمُفَضَّلُ بن لاحق، وأبو فروة يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ الرُّهَاوِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ فِي قَوْلٍ.
وَفِيهَا اسْتَنْقَذَ يَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمَغْرِبَ مِنَ الْخَوَارِجِ بَعْدَ حُرُوبٍ عَظِيمَةٍ، وَقَتَلَ أَبَا عَادٍ وَأَبَا حَاتِمٍ مَلِكَيِ الْخَوَارِجِ، وَمَهَّدَ الإِقْلِيمَ وَبَقِيَ عَلَى إِمْرَتِهِ خَمْسَةَ عَشَرَ عَامًا.
وَفِيهَا سَارَ الْمَهْدِيُّ إِلَى الرَّافِقَةِ، فَنَزَلَ هُنَاكَ، وَأَنْشَأَ الْمَدِينَةَ.
وَفِيهَا أَمَرَ الْخَلِيفَةُ بِعَمَلِ سُورٍ عَلَى الْبَصْرَةِ، وَسُورٍ عَلَى الْكُوفَةِ، فعُمِلا مِنْ أَمْوَالِ أَهْلِ الْبَلَدَيْنِ، وَوَلِيَ البصرة الْهَيْثَمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْعَتَكِيُّ.
وَفِيهَا عَزَلَ الْمَنْصُورُ أَخَاهُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَنِ الْجَزِيرَةِ، وَحَبَسَهُ مُدَّةً وَأَغْرَمَهُ أَمْوَالا، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا مُوسَى بْنَ كَعْبٍ.
وَفِيهَا عَزَلَ عَنِ الْمَدِينَةِ الْحُسَيْنَ بْنَ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَوِيَّ بِعَبْدِ الصَّمَدِ عَمِّ الْمَنْصُورِ وَجَعَلَ مَعَهُ فُلَيْحَ بْنَ سُلَيْمَانَ مُعِينًا له.
وفيها كانت غزوة ذاذقشة بِنَاحِيَةِ بَحْرِ الْخَزَرِ، وَمُقَدَّمُ الإِسْلامِ مُتَوَلِّي أَرْمِينِيَّةَ يَزِيدُ بْنُ أُسَيْدٍ السُّلَمِيُّ، وَكَانَ أَحَدَ الأَبْطَالِ الْمَوْصُوفِينَ فَجُرِحَ، وَقَدْ كَانَ مِنْ بَقَايَا أُمَرَاءِ بَنِي أُمَيَّةَ عَلَى أَرْمِينِيَّةِ، وَلَهُ مَوْعِظَةٌ بَلِيغَةٌ يَوْمَ الْمَصَافِّ، رَوَاهَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ. وَلِرَبِيعَةَ الشاعر فيه، وفي يزيد بْنِ قَبِيصَةَ الْمُهَلَّبِيِّ مُتَوَلِّي إِفْرِيقِيَّةَ:
لَشَتَّانَ مَا بين اليزيدين في الندى ... يزيد سليم والأغر ابن حاتم
فهم الفتى الأزدي إتلاف ماله ... وهم الفتى القيسي جمع الدراهم
ولا يحسب التمتام أني هجوته ... ولكنني فضلت أهل المكارم1
__________
1 وانظر تاريخ خليفة "ص/ 281"، وتاريخ الطبري "8/ 50-52"، والبداية "10/ 114-115"، والكامل "6/ 11"، ووفيات الأعيان "6/ 322"، والأغاني "16/ 189"، وطبقات ابن المعتز "157".(9/226)
أحداث سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ:
تُوُفِّيَ فِيهَا أَفْلَحُ بن سعيد القبائي، وأفلح بن حميد الْمَدَنِيِّ فِي قَوْلٍ، وَحَمَّادُ الرَّاوِيَةُ بِالْعِرَاقِ، وَحَمْزَةُ بْنُ حَبِيبٍ الزَّيَّاتُ. وَسَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ الْقَاضِي، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبٍ الْبَلْخِيُّ بِالشَّامِ، وَعبد الحكيم بن أَبِي فَرْوَةَ، وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ الإِفْرِيقِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمْلَةَ الشَّامِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ ذَرٍّ الهمداني، وعيسى بن عمر الهمذاني المقرئ، وقباث بْنُ رَزِينٍ اللَّخْمِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ غَازٍ فِي قَوْلٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيُّ, وَالْهَيْثَمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْعَتَكِيُّ الأَمِيرُ.
وَفِيهَا كَانَ الْهَيْثَمُ الْمَذْكُورُ أَمِيرَ الْبَصْرَةِ قَدْ ظَفَرَ بِعَمْرِو بْنِ رَاشِدٍ الَّذِي كَانَ وَلاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، إِذْ خَرَجَ عَلَى إِقْلِيمِ فَارِسٍ فَصُلِبَ بِالْبَصْرَةِ بَعْدَ قَطْعِ أَرْبَعَتِهِ، ثُمَّ عُزِلَ الْهَيْثَمُ وَاسْتُعْمِلَ سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى الصَّلاةِ مُضَافًا إِلَى الْقَضَاءِ، فَمَاتَ الْهَيْثَمُ فَجْأَةً بِبَغْدَادَ عَلَى صَدْرِ سَرِيَّتِهِ. وَوَلِيَ شرطة البصرة سعيد بن دعلج.(9/227)
أحداث سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ:
تُوُفِّيَ فِيهَا قَاضِي مَرْوَ الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ فِي قَوْلٍ، وَطَلْحَةُ بْنُ سَعِيدٍ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، وَعَامِرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَارِثِيُّ الأَمِيرُ، وَفَقِيهُ الشَّامِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ صهبان، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَخِي الزُّهْرِيُّ، وَمُصْعَبُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي قَوْلٍ، وَيُوسُفُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَأَبُو مِخْنَفٍ لُوطٌ فِي قَوْلٍ.
وَفِيهَا أَنْشَأَ الْمَنْصُورُ قَصْرَهُ الَّذِي سَمَّاهُ الْخُلْدَ. وَفِيهَا عَرَضَ جُيُوشَهُ فِي السِّلاحِ وَالْخَيْلِ، وَخَرَجَ هُوَ وَعَلَيْهِ دِرْعٌ وَقَلَنْسُوَةٌ سَوْدَاءُ مُضَرَّبَةٌ، وَفَوْقَهَا الْخَوْذَةُ1، وَنَقَلَ الأَسْوَاقَ مِنْ بَغْدَادَ، وَعُمِلَتْ بِظَاهِرِهَا بِبَابِ الْكَرْخِ، وَأَمَرَ بِعَمَلِ ذَلِكَ مِنْ مَالِهِ، وَوَسَّعَ شَوَارِعَ بَغْدَادَ، وَهَدَمَ دُورًا لِذَلِكَ.
وَفِيهَا اسْتَعْمَلَ عَلَى الْبَصْرَةِ بَعْدَ مَوْتِ سَوَّارٍ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيَّ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى السِّنْدِ مَعْبدَ بْنَ خليل، وصرف هشام بن عمرو.
__________
1 الخوذة: غطاء معدني يحمي رأس الجندي "ج" خوذ.(9/227)
وَفِيهَا غَزَا الرُّومَ يَزِيدُ بْنُ أُسَيْدٍ السُّلَمِيُّ فَوَجَّهَ عَلَى بَعْضِ جَيْشِهِ سِنَانًا مَوْلَى الْبَطَّالِ، فسبى وغنم1.
__________
1 وراجع: تاريخ خليفة "ص/ 281"، والطبري "8/ 50-52"، والبداية "10/ 114-115"، صحيح التوثيق "6/ 52".(9/228)
أحداث سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ:
فِيهَا مَاتَ أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ عَلَى الصَّحِيحِ، وَحَيَّوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ الْمِصْرِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَنْصُورُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ الأَخْبَارِيُّ الْمَشْهُورُ بِالْمَنْتُوفِ، وجبير القصاب، وحاجب ابن عُمَرَ، وَزُفَرُ بْنُ الْهُذَيْلِ الْفَقِيهُ وَعَوَانَةُ بْنُ الْحَكَمِ أَخْبَارِيٌّ عَلامَةٌ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مَبْرُورٍ الأَيْلِيُّ، وَمَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ الْكُوفِيُّ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ قَاضِي الأَنْدَلُسِ.
وَفِيهَا وَجَّهَ الْمَنْصُورُ وَلَدَهُ إِلَى الرِّقَّةِ، فَعَزَلَ مُوسَى بْنَ كَعْبٍ عَنِ الْجَزِيرَةِ، وَوَلِيَهَا يَحْيَى بْنُ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكٍ، فَرَوَى الْحَسَنُ بْنُ وَهْبٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ عَطِيَّةَ قَالَ: كَانَ الْمَنْصُورُ قَدْ أَلْزَمَ خَالِدَ بْنَ بَرْمَكٍ بِثَلاثَةِ آلافِ أَلْفِ دِرْهَمٍ نَذْرَ دَمِهِ، وَأَجَّلَهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَقَالَ خَالِدٌ لابْنِهِ: يَا بُنَيَّ قَدْ تَرَى مَا حَلَّ بِنَا فَانْصَرِفْ إِلَى أَهْلِكِ، فَمَا كُنْتَ فَاعِلا بِهِمْ بَعْدَ مَوْتِي فَافْعَلْ، وَالْقَ إِخْوَانَنَا، وَمُرْ بِعُمَارَةَ بْنِ حَمْزَةَ، وَصَالِحٍ صَاحِبِ الْمُصَلَّى، وَمُبَارَكٍ التُّرْكِيِّ، فأعلمهم حالنا.
قال ابن عطية: فَحَدَّثَنِي يَحْيَى قَالَ: أَتَيْتُهُمْ فَمِنْهُمْ مَنْ تَجَهَّمَنِي وَأَرْسَلَ الْمَالَ سِرًّا، وَاسْتَأْذَنْتُ عَلَى عُمَارَةَ، فَدَخَلْتُ وَسَلَّمْتُ، فَرَدَّ رَدًّا ضَعِيفًا, وَقَالَ: كَيْفَ أَبُوكَ؟ قُلْتُ: بِخَيْرٍ، يَسْتَسِلْفُكَ لِمَا نَزَلَ بِهِ، فَسَكَتَ، فَضَاقَ بِي مَوْضِعِي وَلَعَنْتُهُ عَلَى تِيهِهِ وَكِبْرِهِ، فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ بَعَثَ عُمَارَةُ مَعَ رَسُولِهِ مِائَةَ أَلْفٍ، وَجَمَعْنَا فِي يَوْمَيْنِ أَلْفَيْ أَلْفٍ وَسَبْعَمِائَةِ أَلْفٍ.
فَوَاللَّهِ إِنِّي لَعَلَى الْجِسْرِ مَارًّا وَأَنَا مَهْمُومٌ، إِذْ وَثَبَ إِلَيَّ زَاجِرٌ فَقَالَ: فَرْخُ الطَّائِرِ أَخْبَرَكَ، فَلَمْ أَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، فَتَعَلَّقَ بِاللِّجَامِ، فَقَالَ: أَنْتَ وَاللَّهِ مَهْمُومٌ، وَلَيُفَرِّجَنَّ اللَّهُ هَمَّكَ وَلَتَمُرَّنَ غَدًا هُنَا وَاللِّوَاءُ بَيْنَ يَدَيْكَ، فَأَقْبَلْتُ أَعْجَبُ مِنْهُ، فَقَالَ: فَإِنْ تَمَّ ذَلِكَ فَلِي خَمْسَةُ آلافِ دِرْهَمٍ، قُلْتُ: نعم، ومضيت، فورد على المنصور انتقاص الموصل، وانتشار الأكراد بها، فقال: من لها؟ فقال له: المسيب بن زهير كان صديقنا: عندي يا(9/228)
أمير المؤمنين رأي، إنك لا تَنْتَصِحُهُ وَسَتَلْقَانِي بِرَدِّهِ، قَالَ: قُلْ فَلَسْتُ أَسْتَغِشُّكَ، قَالَ: مَا رَمَيْتَهَا بِمِثْلِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكٍ، قَالَ: وَيْحَكَ! وَيَصْلُحُ لَنَا بَعْدَمَا أَتَيْنَا إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ وَأَنَا ضَامِنٌ لَهُ، فَأَمَرَ بِإِحْضَارِهِ، وَصَفَحَ عَنِ الثَّلاثِمِائَةِ أَلْفٍ الْبَاقِيَةِ، وَعَقَدَ لَهُ، وَأَعْطَيْتُ الزَّاجِرَ خَمْسَةَ آلافٍ، وَأَمَرَنِي أَبِي بِحَمْلِ الْمَالِ وَهِيَ مِائَةُ أَلْفٍ إِلَى عُمَارَةَ، فَأَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُ عَلَى هَيْئَةٍ مِنَ الْبَأْوِ وَالْكِبْرِ، فَسَلَّمْتُ، فَمَا رَدَّ، بَلْ قَالَ: كَيْفَ أَبُوكَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ، وَذَكَرْتُ لَهُ رَدَّ الْمَالِ، فَاسْتَوَى جَالِسًا، ثُمَّ قَالَ: أَكُنْتُ صَيْرَفِيًّا لِأَبِيكَ يَأْخُذُ مِنِّي إِذَا شَاءَ وَيَرُدُّ إِذَا شَاءَ، قُمْ عَنِّي لا قُمْتَ! فَرَجَعْتُ إِلَى أَبِي فَأَعْلَمْتُهُ فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ إِنَّهُ عُمَارَةُ، وَمَنْ لا يَعْتَرِضُ عَلَيْهِ.
وَعَنْ بَعْضِ الْمَوَاصِلَةِ قَالَ: مَا هِبْنَا أَمِيرًا قَطُّ مَا هبنا ابن برمك.
واستعمل المهدي على أذربيجان يَحْيَى بن خَالِد بن برمك، واتصلت وِلايَتُهُ بِوِلايَةِ أَبِيهِ، وَكَانَ الْمَنْصُورُ يَقُولُ: وُلِدَ النَّاسُ أبناء وولد خالد أبًا.
وفيه نَزَلَ الْمَنْصُورُ قَصْرَهُ الْخُلْدَ، وَسَخِطَ عَلَى صَاحِبِ شُرْطَتِهِ الْمُسَيَّبِ بْنِ زُهَيْرٍ وَقَيَّدَهُ وَسَجَنَهُ لِكَوْنِهِ قَتَلَ أَبَانَ بْنَ بِشْرٍ الْكَاتِبَ تَحْتَ السِّيَاطِ، ثُمَّ شَفَعَ الْمَهْدِيُّ فِيهِ فَرُدَّ إِلَى مَنْصِبِهِ.
وَفِيهَا سَقَطَ الْمَنْصُورُ عَنْ فَرَسِهِ، فَشُجَّ بَيْنَ حَاجِبَيْهِ.
وَفِيهَا أَمَرَ الْمَنْصُورُ نَائِبَ مَكَّةَ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيَّ بِحَبْسِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، وَعَبَّادَ بن كثير، فحبسهما، وكان يسامرهما خُفْيَةً، ثُمَّ أهَمَّهُ أَمْرُهُمَا، وَخَافَ أَنْ يَحُجَّ المنصور فيقتلهما، فنذر رَاحِلَةً وَذَهَبًا فِي السِّرِّ إِلَى عَبَّادِ وَسُفْيَانَ، وَإِلَى شَخْصٍ عَلَوِيٍّ لِيَهْرَبُوا أَوْ يَخْتَفُوا. وَقَدِمَ الْمَنْصُورُ بِآخِرِ رَمَقٍ، فَمَاتَ وَوَقَى اللَّهُ شَرَّهُ، تمرض في أثناء الدرب وحمي مزاجه، وتم الرَّبِيعُ الْحَاجِبُ مَوْتَهُ، وَمَنَعَ النِّسَاءَ مِنَ الْبُكَاءِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَمَعَ الأُمَرَاءَ وَأَخَذَ الْبَيْعَةَ لِلْمَهْدِيِّ.
وَأَقَامَ الْمَوْسِمَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدٍ العباسي ابن أَخِي الْمَنْصُورِ، وَهُوَ شَابٌّ أَمْرَدُ.
وَفِيهَا مَاتَ طاغية الروم لعنه الله1.
__________
1 وراجع: تاريخ خليفة "ص/ 282"، وتاريخ الطبري "8/ 364"، والكامل "6/ 22"، والنجوم الزاهرة "2/ 39"، والبداية "10/ 120-121".(9/229)
أحداث سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ:
مَاتَ فِيهَا أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ الْوَاسِطِيُّ، وَحُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ الأَمِيرُ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ بِمَكَّةَ، وَعِكْرِمَةُ بن عمار اليمامي، وعمار بن زريق الضبي، ومالك ابن مِغْوَلٍ قِيلَ فِي أَوَّلِهَا، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَيُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الْهُذْلِيُّ وَاسْمُهُ سَلْمَى.
وَفِيهَا غَزَا الصَّائِفَةَ الْعَبَّاسُ أَخُو الْمَنْصُورِ، فَوَصَلَ إِلَى أَنْقَرَةَ بِأَرْضِ الرُّومِ. وَافْتَتَحَ مَدِينَةَ.
وَهَلَكَ نَائِبُ خُرَاسَانَ ابْنُ قَحْطَبَةَ، فَوَلِيَ بَعْدَهُ ابْنُهُ عبد الله، وقيل: مليها أَبُو عَوْنٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَزِيدَ.
وَوَلِيَ حمزة بن مالك سجستان.
وَوَلِيَ جِبْرِيلُ بْنُ يَحْيَى سَمَرْقَنْدَ وَتِلْكَ النَّاحِيَةِ.
وَتَوَجَّهَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شِهَابٍ الْمِسْمَعِيُّ فِي الْبَحْرِ لِغَزْوِ الْهِنْدِ، وَفَرَضَ مَعَهُ الأَلْفَيْنِ، وَخَرَجَ مَعَهُ خَلْقٌ مِنَ الْمُطَّوِعَةِ، فَمَضَوْا حَتَّى وَافَوْا مَدِينَةَ بَارْبَدَّ مِنَ الْهِنْدِ، فِي سَنَةِ سِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَاسْتَعْمَلَ الْمَهْدِيُّ عَلَى السِّنْدِ رَوْحَ بْنَ حَاتِمٍ، بِإِشَارَةِ وَزِيرِهِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ.
وَفِيهَا أَطْلَقَ مِنَ السِّجْنِ يَعْقُوبَ بْنَ دَاوُدَ، وَالْحَسَنَ وَلَدَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، وَسُلِّمَ الْحَسَنُ إِلَى أَمِيرٍ يَتَحَفَّظُ بِهِ، فَهَرَبَ الْحَسَنُ، فَتَلَطَّفَ الْمَهْدِيُّ حَتَّى وَقَعَ بِهِ بَعْدَ مُدَّةٍ.
وَفِيهَا عُزِلَ عَنِ الْكُوفَةِ إِسْمَاعِيلُ الثَّقَفِيُّ بِعُثْمَانَ بْنِ لُقْمَانَ الْجُمَحِيِّ، وَقِيلَ بِغَيْرِهِ. وَعُزِلَ عَنْ قَضَاءِ الْبَصْرَةِ عُبَيْدُ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ، وَعَنْ شُرْطَتِهَا سَعِيدُ بْنُ دَعْلَجٍ، وَوَلِيَ حَرْبَهَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَيُّوبَ النُّمَيْرِيُّ ثُمَّ عُزِلَ، وَوَلِيَ عُمَارَةُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ وَاقِدٍ الْفِهْرِيُّ عَلَى الصَّلاةِ.
وَفِيهَا عُزِلَ يَزِيدُ بْنُ الْمَنْصُورِ خَالُ الْمَهْدِيّ عَنِ الْيَمَنِ، وَوَلِيَهَا رَجَاءَ بْنُ رَوْحٍ، وَعُزِلَ عَنْ مِصْرَ مَطَرٌ مَوْلَى الْمَنْصُورِ بِأَبِي ضمرة محمد سليمان.
وفيها تحرك الأمراء والخراسان فِي خَلْعِ وَلِيِّ الْعَهْدِ عِيسَى بْنِ مُوسَى، وجعلها(9/230)
أَعْنِي وِلايَةَ الْعَهْدِ لِمُوسَى وَلَدِ الْمَهْدِيِّ، فَكَتَبَ الْمَهْدِيُّ لَمَّا تَبَيَّنَ ذَلِكَ إِلَى الْكُوفَةِ إِلَى عِيسَى لِيَقَدَمَ عَلَيْهِ، فَأَحَسَّ فَلَمْ يَأْتِ، فَاسْتَعْمَلَ الْمَهْدِيُّ عَلَى الْكُوفَةِ رَوْحَ بْنَ حَاتِمِ بْنِ قَبِيصَةَ الْمُهَلَّبِيَّ، فَجَعَلَ عِيسَى يَتَرَدَّدُ إِلَى قَرْيَةٍ لَهُ، وَلا يُقِيمُ بِالْكُوفَةِ إِلا شَهْرَيْنِ فِي الْعَامِ، وَأَخَذَ الْمَهْدِيُّ يُلِحُّ عَلَى عِيسَى فِي النُّزُولِ عَنِ الْعَهْدِ وَيُرَغِّبُهُ وَيُرَهِّبُهُ، فَأَجَابَهُ مُكْرَهًا، وَبَايَعَ لِمُوسَى الْهَادِي، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ لِهَارُونَ الرَّشِيدِ.
فَأَمَرَ الْمَهْدِيُّ لِعِيسَى بُعَشَرَةِ آلافِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَأَقْطَعَهُ عِدَّةَ قُرَى.
وَقَدِمَ مِنَ الْيَمَنِ يزيد بن منصور فحج بالناس1.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 116"، والبداية "10/ 129"، وصحيح التوثيق "6/ 70 وما بعدها".(9/231)
أحداث سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ:
تُوُفِّيَ فِيهَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، وَأَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، وَبَحْرُ بْنُ كُنَيْزٍ السَّقَّاءُ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْجَفْرِيُّ فِي قَوْلٍ، وَحَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ التُّجِيبِيُّ، وَخَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ الْكَبِيرُ جَدُّ شَبَّابٍ، وَالْخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ الْبَصْرِيُّ، وَالرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحَ، وَسُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ الْوَاسِطِيُّ، وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْعَتَكِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ الْجُمَحِيُّ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ، وَعَبَّاسُ بْنُ عُقْبَةَ الْحَضْرَمِيُّ، وَمُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَدَنِيُّ، وَعِيسَى بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ الأَمِيرُ.
وَفِيهَا كَانَ خُرُوجُ يُوسُفَ الْبَرْمِ بِخُرَاسَانَ، مُنْكِرًا عَلَى الْمَهْدِيِّ الْحَالَةَ الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا مِنَ الانْهِمَاكِ عَلَى اللَّهْوِ وَاللَّذَّاتِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، فَاجْتَمَعَ مَعَهُ خَلْقٌ، فَتَوَجَّهَ لِحَرْبِهِ يَزِيدُ بْنُ مَزْيَدَ الشَّيْبَانِيُّ فَأَسَرَهُ، وَأَسَرَ جماعة من جَمَاعَةً مِنْ جُنْدِهِ، وَبَعَثَ بِهِمْ إِلَى الْحَضَرَةِ، فَقُطِّعَتْ أَطْرَافُ يُوسُفَ، ثُمَّ قُتِلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، وصلبوا.
زفيها قَدِمَ بَغْدَادَ عِيسَى بْنُ مُوسَى فَتُلُقِّيَ بِالإِكْرَامِ، ثُمَّ إِنَّهُ حَضَرَ يَوْمًا قَبْلَ جُلُوسِ الْمَهْدِيِّ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَرَاءِ الْوَقْتِ، فَأَغْلَقُوا عَلَيْهِ بَابَ الْمَجْلِسِ، أَوْ هُوَ أَغْلَقَ عَلَى نَفْسِهِ خَوْفًا مِنْهُمْ، فَكَادُوا أَنْ يَكْسِرُوا الْبَابَ بِالدَّبَابِيسِ، وَشَتَمُوهُ وحَصَرُوهُ، فَجَاءَ الْمَهْدِيُّ وَأَنْكَرَ ذَلِكَ، فَلَمْ يَنْتَهُوا، إِلَى أَنْ كَاشَفَهُ ذَوُو الأَسْنَانِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ بِحَضْرَةِ الْمَهْدِيِّ، وَأَغْلَظُوا لَهُ وَعَنَّفُوهُ لِيَخْلَعَ نَفْسَهُ، وَكَانَ أَشَدَّهُمْ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ، فَاعْتَذَرَ بِأَنَّ عَلَيْهِ أَيْمَانًا مُشَدَّدَةً فِي أَمْوَالِهِ وَنِسَائِهِ، فَأَحْضَرُوا لَهُ الْقُضَاةَ وَالْعُلَمَاءَ فَأَفْتَوْهُ بِمَا رَأَوْا مِنَ الْمَصْلَحَةِ، وَكَفَّرَ عَنْهُ الْمَهْدِيُّ، وَأَعْطَاهُ أَمْوَالا كَمَا قَدَّمْنَا.(9/231)
وَكَانَ خَلْعُهُ فِي أَثْنَاءِ الْمُحَرَّمِ، ثُمَّ صَعَدَ الْمَهْدِيُّ الْمِنْبَرَ وَخَطَبَ، وَصَعَدَ عِيسَى فَبَايَعَ أَوَّلَ النَّاسِ بِالْعَهْدِ لِمُوسَى الْهَادِي.
وَكَتَبَ بِخَلْعِهِ مَا صُورَتُهُ: هَذَا كِتَابٌ لِعَبْدِ اللَّهِ الْمَهْدِيِّ مُحَمَّدٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَلِأَهْلِ بَيْتِهِ وَجُنْدِهِ وَعَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ، كَتَبَهُ عِيسَى بْنُ مُوسَى فِيمَا كَانَ جَعَلَهُ لَهُ مِنَ الْعَهْدِ إِذْ كَانَ أَبَى حَتَّى اجْتَمَعَتْ كَلِمَةُ الْمُسْلِمِينَ وَاتَّسَقَ أَمْرُهُمْ عَلَى الرِّضَا بِوِلايَةِ مُوسَى، وَخَلَعْتُ نَفْسِي مِمَّا كَانَ فِي رقابهم مِنَ الْبَيْعَةِ لِي، وَجَعَلْتُكُمْ فِي حِلٍّ وَسَعَةٍ مِنْ ذَلِكَ، فَلَيْسَ فِي ذَلِكَ لِي دَعْوَى وَلا طِلْبَةٌ وَلا حُجَّةٌ وَلا مَقَالَةٌ وَلا طَاعَةٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلا بَيْعَةٌ فِي حَيَاتِهِمَا، وَلا مَا دُمْتُ حَيًّا، وَالتَّمَامُ عَلَيْهِ عَهْدُ الله وميثاقه وذمته وَذِمَّةُ رَسُولِهِ وَذِمَّةُ آبَائِي، وَأَعْظَمُ مَا أَخَذَ اللَّهُ وَاعْتَهَدَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ مِنْ عَهْدٍ أَوْ مِيثَاقٍ، أَوْ تَغْلِيظٍ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَالنَّصِيحَةِ لَهُمَا، وَالْمُوَالاةُ لَهُمَا، وَلِمَنْ وَالاهُمَا، وَالْمعاداة لِمَنْ عَادَاهُمَا فِي هَذَا الأَمْرِ الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ، فَإِنْ أَنَا نَكَثْتُ أَوْ غَيَّرْتُ أَوْ أَدْغَلْتُ، فَكُلُّ زَوْجَةٍ لِي أَوْ أَتَزَوَّجُهَا إِلَى ثَلاثِينَ سَنَةً طَالِقٌ ثَلاثًا الْبَتَّةَ، وَكُلُّ مَمْلُوكٍ لِي أَوْ أَمْلِكُهُ إِلَى ثَلاثِينَ سَنَةً أَحْرَارٌ، وَكُلُّ مُلْكٍ لِي مِنْ نَقْدٍ أَوْ عَرَضٍ أَوْ قَرْضٍ أَوْ أَرْضٍ أَوْ أَسْتَفِيدُهُ إِلَى ثَلاثِينَ سَنَةً صَدَقَةٌ عَلَى الْمَسَاكِينِ، وَعَلَيَّ الْمَشْيُ مِنَ الْعِرَاقِ حَافِيًا إِلَى بَيْتِ اللَّهِ نَذْرًا وَاجِبًا ثَلاثِينَ سَنَةً لا كَفَّارَةَ لِي وَلا مَخْرَجَ إِلا الْوَفَاءَ بِهِ، وَاللَّهِ عَلَيَّ بِالْوَفَاءِ بِذَلِكَ رَاعٍ كَفِيلٌ شَهِيدٌ.
وَشَهِدَ عَلَيْهِ بِذَلِكَ أَرْبَعُمِائَةٍ وَثَلاثُونَ رَجُلا.
وَفِيهَا نَازَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْمِسْمَعِيَّ بَارْبَدَّ مِنَ الْهِنْدِ، وَنَصَبَ الْمَجَانِيقَ عَلَيْهَا وَافْتَتَحَهَا عَنْوَةً، حَتَّى أَلْجَأَهُمُ الْمُسْلِمُونَ فِي الْمَدِينَةِ إِلَى بُدِّهِمْ، فَأَشْعَلُوا فِيهَا النِّيرَانَ وَالنِّفْطَ، فَاحْتَرَقَ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ، وَقُتِلَ خَلْقٌ، وَاسْتُشْهِدَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِضْعَةٌ وَعِشْرُونَ رَجُلا، وَلَبِثَ الْمُسْلِمُونَ مُدَّةً لِهَيَجَانِ الْبَحْرِ، فَأَصَابَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ دَاءٌ يُقَالُ لَهُ حُمَامُ قِرٍّ، فَمَاتَ مِنْهُمْ نَحْوَ أَلْفٍ، مِنْهُمُ الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ الْمُحَدِّثُ، ثُمَّ رَكِبُوا الْبَحْرَ، فَلَمَّا قَارَبُوا بِلادَ فَارِسَ عَصَفَتْ عَلَيْهِمْ رِيحٌ عَظِيمَةٌ كَسَرَتْ أَكْثَرَ الْمَرَاكِبِ، فَلِلَّهِ الأَمْرُ1.
وَفِيهَا جُعِلَ أَبَانُ بْنُ صَدَقَةَ وَزِيرًا لِهَارُونَ وَلَدِ الْمَهْدِيِّ.
وَفِيهَا عُزِلَ أَبُو عَوْنٍ عَنْ خراسان ووليها معاذ بن مسلم.
__________
1 وانظر نص العهد في تاريخ الطبري "8/ 126-128".(9/232)
وَحَجَّ بِالنَّاسِ الْمَهْدِيُّ، فَأُحْضِرَ إِلَيْهِ الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، فَعَفَا عَنْهُ وَأَحْسَنَ صِلَتَهُ، وَأَقْطَعَهُ بِالْحِجَازِ، وَنَزَعَ الْمَهْدِيُّ كِسْوَةَ الْبَيْتِ وَكَسَاهُ كِسْوَةً جَدِيدَةً، فَقِيلَ: إِنَّ حَجَبَةَ الْكَعْبَةِ أَنْهَوْا إِلَيْهِ أَنَّهُمْ يَخَافُونَ عَلَى الكعبة أَنْ تَتَهَدَّمَ لِكَثْرَةِ مَا عَلَيْهَا مِنَ الأَسْتَارِ، فَأَمَرَ بِهَا فَجُرِّدَتْ، وَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى كِسْوَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَجَدُوهَا دِيبَاجًا غَلِيظًا إِلَى الْغَايَةِ.
وَيُقَالُ: إِنَّ الْمَهْدِيَّ قَسَّمَ فِي حُجَّتِهِ هَذِهِ فِي أَهْلِ الْحَرَمَيْنِ ثَلاثِينَ أَلْفِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، ثُمَّ وَصَلَ إِلَيْهِ مِنَ الْيَمَنِ أربعمائة ألف دينار فقسمهما أَيْضًا، وَفَرَّقَ مِنَ الثِّيَابِ الْخَامِ مِائَةَ أَلْفِ ثَوْبٍ وَخَمْسِينَ أَلْفِ ثَوْبٍ، وَوَسَّعَ فِي مَسْجِدِ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَرَّرَ فِي حَرَسِهِ خَمْسَمِائَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، وَرَفَعَ أَقْدَارَهُمْ وَأَرْزَاقَهُمْ.
وَفِي هَذَا الْعَامِ حُمِلَ الثَّلْجُ لِلْمَهْدِيِّ حَتَّى وَصَلُوا بِهِ إِلَى مَكَّةَ، وَهَذَا شَيْءٌ لَمْ يُتَهَيَّأْ لِمَلِكٍ قَطُّ، نَهَضَ بِحَمْلِهِ وَمُدَارَاتِهِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَمِيرُ.(9/233)
تَرَاجِمُ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى الْحُرُوفِ:
"حَرْفُ الألف":
1- أبان بن صمعة الأنصاري البصري –م ن ق-.
من كبار المحدثين، قيل: هو والد عتبة الغلام المشهور بالزهد. حدث عن والدته عن عائشة، وعن عكرمة، وأبي الوازع جابر بن عمرو، وجماعة.
حدث عن يحيى القطان، وأبو عاصم النبيل، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وسهل بن يوسف، وآخرون.
وثقه يحيى بن معين، وغيره.
وقد تغيره بآخرة.
وقال أحمد: صالح الحديث.
وقال يحيى القطان: تغير.
وقال ابن مهدي: لقيته وقد اختلظ البتة.
وقال ابن عدي: إنما عيب عليه اختلاطه لما كبر، ولم ينسب إلى الضعف؛ لأن(9/233)
مقدار ما يرويه مستقيم. ثم ساق له ابن عدي حديثًا واحدًا من طريق سهل بن يوسف: حدثنا أبان بن صمعة، عن أبي الوازع، عن أبي برزة أَنَّ النَّبِيَّ –صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ له: "اعزل الأذى عن طريق المسلمين". تفرد به سهل، وهو حسب غريب.
وقد روى مسلم لأبان متابعة.
مات في سنة ثلاث وخمسين.
2- أبان بن عبد الله بن أبي حازم البجلي الأحمسي -4.
عن عمه عثمان، وعطاء بن أبي رباح، وإبراهيم بن جرير بن عبد الله، وعمرو بن شعيب، وجماعة. وعنه الثوري، وابن المبارك، وشعيب بن حرب، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبو نعيم، وجماعة.
قال أحمد: صدوق صالح.
وقال ابن معين: ثقة.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَجِدْ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا، وأرجو أنه لا بأس به.
قلت: قال ابن حبان: كان ممن فحش خطؤه وانفرد بالمناكير.
3- إبراهيم بن سالم القرشي التيمي، بردان –د-.
عن أبيه سالم أبي النضر، وسعيد بن المسيب. وعنه سليمان بن بلال، وصفوان بن عيسى، والواقدي.
وثقه ابن سعد، وقال: مات سنة ثلاث وخمسين ومائة.
4- إبراهيم بن أبي عبلة، الإمام القدوة، شيخ فلسطين، أبو إسحاق العقيلي الشامي المقدسي –خ م د س-.
من بقايا التابعين. ولد بعد الستين، وروى عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وأبي أمامة الباهلي، وبلال بن أبي الدرداء، وخالد بن معدان، وخلق سواهم. وقيل: إنه أدرك ابن عمر، والإ فروايته عنه مرسلة.
وقيل: يكنى أبا العباس: وقيل: أبا سعيد وأبا إسماعيل، وإبراهيم بن شمر بن يقظان بن مرتحل الرملي.(9/234)
له فضل وجلاله؛ حدث عنه ابن إسحاق وتوفي قبله، وابن شوذب، وعمرو بن الحارث ومات أيضًا قبله، ومالك، والليث، وابن المبارك، وبقية بن الوليد، ومحمد بن حمير، وأيوب بن سويد، ومحمد بن زياد المقدسي، وآخرون كثيرون.
وثقه يحيى بن معين، والنسائي.
وكان الوليد بن عبد الملك يبعثه بعطاء أهل القدس فيفرقه فيهم.
قال الحاكم: قلت للدارقطني: إبراهيم بن أبي عبلة؟ قال: الطرق إليه ليست تصفو، وهو في نفسه ثقة.
عبد الله بن هانئ: حدثنا أبي عن إبراهيم بن أبي عبلة، قال: بعث إلي هشام، فقال: إنا قد عرفناك، وأختبرناك ورضينا بسيرتك وبحالك. وقد رأيت أن أخلطك بنفسي وخاصتي، وأشركك في عملي، وقد وليتك خراج مصر. قلت: أما الذي عليه رزيك يا أمير المؤمنين، فالله يثيبك ويجزيك، وكفى به جازيًا ومثيبًا، وأما أنا، فمالي بالخراج بصر، ومالي عليه قوة. فغضب حتى اختلج وجهه، وكان في عينه حول، فنظر إلي نظرًا منكرًا، ثم قال: لتلين طائعًا أو كارهًا، فأمسكت. ثم قلت: أتكلم؟ قال: نعم. قلت: إن الله سبحانه قال في كتابه: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا} [الأحزاب: 72] فوالله ما غضب عليهن إذ أبين ولا أكرههن، فضحك حتى بدت نواجذه وأعفاني.
دهثم بن الفضيل: سمعت ضمرة يقول: ما رأيت لذة العيش إلا في أكل الموز بالعسل في ظل الصخرة، وحديث ابن أبي عبلة ما رأيت أحدًا أفصح منه.
وروى ضمرة عن إبراهيم بن أبي عبلة، قال: قلت للعلاء بن زياد: إني أجد وسوسة في قلبي، فقال: أنا أحب لو أنك مت عام أول، أنت العام خير منك عام أول.
محمد بن حمير: حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة، قال: من حمل شاذ العلم حمل شرًا كثيرًا.
محمد بن زيادن المقدسي: سمعت ابن أبي عبلة وهو يقول لمن جاء من الغزو: قد جئتم من الجهاد الأصغر، فما فعلتم في الجهاد الأكبر، جهاد القلب.
قال ضمرة: توفي إبراهيم بن أبي عبلة سنة اثنتين وخمسين ومائة.(9/235)
وذكر بعضهم: أن ابن أبي عبلة روى نحو المائة حديث. وقد جمع الطبراني كتاب حديث شيوخ الشاميين، فجاء مسند ابن أبي عبلة في سبع ورقات، وشطرها مناكير من جهة الإسناد إلى إبراهيم.
5- متابعة: أسامة بن زيد -4م- الإمام العالم الصدوق أبو زيد الليثي، مولاهم، المدني.
حدث عن سعيد بن المسيب، ومحمد بن كعب القرظي، ونافع العمري، وعمرو بن شعيب، وسعيد المقبري، وجماعة. روى عنه حاتم بن إسماعيل، وابن وهب، وأبو ضمرة أنس بن عياض، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَآخَرُونَ.
قال يحيى بن معين: ليس بن بأس.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
واختلف قول يحيى بن سعيد القطان؛ قَالَ ابْن معين: كَانَ يحيى بْن سعيد يكره لأسامة بن زيد أنه حدث عن عطاء، عن جابر، أن رجلًا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ –صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "حلفت قبل أن أنحر"، إنما هو مر سل، وقال أحمد بن حنبل: ترك يحيى بن سعيد حديثه بآخرة.
ثم قال أحمد: له عن نافع مناكير.
وقال أيضًا: إذا تدبرت حديثه تعرف فيه النكرة.
وجاء عن يحيى بن معين أنه ثقة. وجاء عنه، قال: ترك حديثه بآخرة. وهذا وهم. بل هذا القول الأخير هو قول يحيى بن سعيد فيه. وقد روى عباس عن يحيى: ثقة. وروى أحمد بن أبي مريم، عن يحيى: ثقة، حجة. فابن معين حسن الرأي في أسامة.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلا يُحْتَجُّ به.
قلت: توفي سنة ثلاث وخمسين ومائة. وقد يرتقي حديثه إلى رتبة الحسن.
استشهد به البخاري وأخرج له مسلم في المتابعات.
أما أسامة بن زيد بن أسلم العمري المدني، فضعفه أزيد، ولا شيء له في الكتب، سوى حديث واحد عند ابن ماجه.(9/236)
6- إسحاق بن راشد الجزري الحراني –خ4- أبو سليمان، وقيل: هو رقي.
عن سالم، وميمون بن مهران، والزهري، وجماعة. وعنه عتاب بن بشير، وموسى بن أعين، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ معين.
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: شيخ، ولم يصح عندي أنه أخو النعمان بن راشد.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ خزيمة: لا يحتج بحديثه.
وقال الدارقطني: تكلموا في سماعه من الزهري.
وقال أبو المليح الرقي، وغيره: قال إسحاق بن راشد: بعث محمد بن علي زيد بن علي إلى الزهري، قال: يقول لك أبو جعفر: استوص بإسحاق خيرًا فإنه منا أهل البيت.
وقال عبيد الله بن عمرو: كان إسحاق –يعني ابن رشد- صاحب مال، فأنفق عليهم أكثر من ثلاثين ألف درهم، يعني: على آل علي.
7- الأسود بن شيبان السدوسي –م د ن ق- مولاهم، البصري: وقيل: مولى أنس بن مالك.
عن ثمامة بن حزن، والحسن، وعطاء بن أبي رباح، وخال بن سمير، ويزيد بن عبد الله بن الشخير، وأبي نوفل بن أبي عقرب، وعدة. وعنه عبد الرحمن بن مهدي، ووكيع، وعفان، ومسلم بن إبراهيم، وخلق.
وثقه ابن معين.
8- أشعب الطمع1، هو أشعب بن جبير، ويعرف بِابْنِ أُمِّ حُمَيْدَةَ الْمَدَنِيِّ، الَّذِي يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ.
رَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ وَأَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وعنه معدي بن سليمان، وأبو عاصم النبيل وغيرهما.
__________
1 تهذيب ابن عساكر "3/ 78"، وتاريخ بغداد "7/ 37"، وميزان الاعتدال "1/ 258".(9/237)
وله نوادر وتطفيل ولكنه كذب عليه وألصق به أشياء، ومن أصح ذلك ما روى الأصمعي قَالَ: عَبَثَ الصِّبْيَانُ بِأَشْعَبَ فَقَالَ: وَيْحَكُمُ اذْهَبُوا سَالِمٌ يُقَسِّمُ تَمْرًا، فَعَدُّوا فَعَدَا مَعَهُمْ وقال: وما يدريني لعله حق.
وأم حميدة كانت مولاة لأسماء بنت الصديق.
وقيل: إن أشعب من موالي عثمان. وَقِيلَ: وَلاؤُهُ لِسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الأُمَوِيِّ. وَقِيلَ: مَوْلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ. وَقِيلَ: مَوْلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ لَقِيَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ وَقَدْ وَفَدَ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ.
قَالَ سُلَيْمَانُ ابن بِنْتِ شُرَحْبِيلَ: نَا عُثْمَانُ بْنُ فَائِدٍ نَا أَشْعَبُ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ1.
عُثْمَانُ ذُو مَنَاكِيرَ.
وَقَالَ أَبُو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسِيُّ: ثنا ابْنُ عَاصِمٍ النَّبِيلُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَشْعَبَ الطَّامِعِ أَدْرَكْتَ فَمَا كَتَبْتَ شَيْئًا؟ فَقَالَ: ثنا عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لِلَّهِ عَلَى عِبَادِهِ نِعْمَتَانِ، ثُمَّ سَكَتَ، فَقُلْتُ: أَذْكُرُهُمَا، فَقَالَ: الْوَاحِدَةُ نَسِيَهَا عِكْرِمَةُ وَالأُخْرَى نَسِيتُهَا أَنَا.
وَيُقَالُ: إِنَّ أَشْعَبَ كان خال الأصمعي.
وقال مصعب الزبيري بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ أَشْعَبُ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ يَنْفَعُنِي وَكُنْتُ أَلْهِيهِ فَمَرِضَ وَلَهَوْتُ عَنْهُ فِي بَعْضِ خَرِبَاتِي أَيَّامًا ثُمَّ جِئْتُ مَنْزِلِي فَقَالَتْ لِي زَوْجَتِي: وَيْحَكَ أَيْنَ كُنْتَ؟! عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو يَطْلُبُكَ وَهُوَ يَقْلَقُ لِتَلَهِّيهِ، قُلْتُ: إِنَّا لِلَّهِ، ثُمَّ فكرت فقلت: هاتوا قارورة دهن خَلُوقِيَّةً وَمِئْزَرَ الْحَمَّامِ فَخَرَجْتُ فَمَرَرْتُ بِسَالِمِ بْنِ عبد الله فقال: يَا أَشْعَبُ هَلْ لَكَ فِي هَرِيسَةٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَأَكَلْتُ حَتَّى عَجَزْتُ فَقَالَ لِي: وَيْحَكَ لا تَقْتُلْ نَفْسَكَ فَمَا فَضَلَ بَعَثْنَاهُ إِلَى بَيْتِكَ، ثُمَّ خَرَجْتُ فَدَخَلْتُ الْحَمَّامَ وَصَبَبْتُ عَلَيَّ الدُّهْنَ، فَصَارَ لَوْنِي كَالزَّعْفَرَانِ، فَلَبِسْتُ أَطْمَارِي وَعَصَبْتُ رَأْسِي وَأَخَذْتُ عَصًا أَمْشِي عَلَيْهَا حتى جئت باب ابن عمرو فلما
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه الترمذي "1744"، والنسائي "5219"، وابن ماجه "3647"، وأحمد في مسنده "1/ 204".(9/238)
رَآنِي حَاجِبُهُ قَالَ: وَيْحَكَ يَا أَشْعَبُ ظَلَمْنَاكَ وَأَنْتَ هَكَذَا! فَقُلْتُ! أَدْخِلْنِي عَلَى سَيِّدِي، فَأَدخَلَنِي، فَإِذَا عِنْدَهُ سَالِمٌ، فَقَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ ظَلَمْنَاكَ وَغَضِبْنَا عَلَيْكَ وَقَدْ بَلَغْتَ مَا أَرَى مِنَ الْعِلَّةِ، فَتَضَاعَفْتُ وَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي كُنْتُ عِنْدَ بَعْضِ مَنْ أَغْشَاهُ فَأَصَابَنِي الْبَطْنُ وَالْقَيْءُ فَمَا حُمِلْتُ إِلَى بَيْتِيَ إِلا جِنَازَةً فَبَلَغَتْنِي عِلَّتُكَ فَخَرَجْتُ أَدُبُّ. قَالَ: فَنَظَر إِلَيَّ سَالِمٌ وَقَالَ: أَشْعَبُ؟ قُلْتُ: أَشْعَبُ، قَالَ: أَلَمْ تَكُنْ عِنْدِي آنِفًا؟! قُلْتُ: وَمِنْ أَيْنَ أَكُونُ عِنْدَكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَأَنَا أَمُوتُ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ عَيْنَيْهِ وَيَقُولُ: أَلَمْ تَأْكُلِ الْهَرِيسَ آنِفًا! قَالَ فَأَقُولُ: وَهَلْ بِي أَكْلٌ جُعِلْتُ فِدَاكَ! فَقَالَ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ، وَاللَّهِ إِنِّي لأَرَى الشَّيْطَانَ يَتَمَثَّلُ عَلَى صُورَتِكَ مَا أَرَى مُجَالَسَتَكَ تَحِلُّ، وَوَثَبَ فَفَطِنَ بِي عَبْدُ اللَّهِ فَقَالَ: مَالَكَ أَشْعَبَ تَخْدَعُ! قَالَ: أَصْدِقْنِي، قُلْتُ: بِالأَمَانِ، قَالَ: نَعَمْ، فَحَدَّثْتُهُ، فَضَحِكَ ضَحِكًا شَدِيدًا. وَرَوَاهَا أَبُو دَاوُدَ السِّنْجِيُّ عَنِ الأَصْمَعِيِّ عَنْ أَشْعَبَ1.
قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: قِيلَ لِأَشْعَبَ فِي امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَقَالَ: ابْغُونِي امْرَأَةً أَتَجَشَّأُ فِي وَجْهِهَا فَتَشْبَعُ، وَتَأْكُلُ فَخْذَ جَرَادَةٍ فَتُتْخَمُ2.
وَرَوَى أَنَّ أُمَّهُ أَسْلَمَتْهُ فِي الْبَزَّازِينَ فَقَالَتْ لَهُ: مَا تَعَلَّمْتَ؟ قَالَ: نِصْفَ الشُّغْلِ، قَالَتْ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: النَّشْرُ وَبَقِيَ الطَّيُّ3.
وَقَالَ الزُّبَيْرُ: حَدَّثَنِي عُمَرُ وَمُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ وَالْمُؤَمَّلِيُّ قَالُوا: كَانَ زِيَادٌ نَهِمًا عَلَى الطَّعَامِ وَكَانَ لَهُ جَدْيٌ فِي رَمَضَانَ يُوضَعُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلا يَمَسُّهُ أَحَدٌ، فَجَعَلَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عِشْرِينَ دِينَارًا لِأَشْعَبَ عَلَى أَنْ يَأْكُلَ مَعَ زِيَادٍ مِنَ الْجَدْيِ، فَلَمَّا جَلَسُوا مَدَّ يَدَهُ إِلَى الْجَدْيِ فَقَالَ زَيَّادٌ لِصَاحِبِ الشُّرْطَةِ: بَلَغَنِي أَنَّ الْمَحْبُوسِينَ لا قَارِئَ لَهُمْ، وهم قوم مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَاحْبِسْ أَشْعَبَ فِي هَذَا الشَّهْرِ عِنْدَهُمْ يَؤُمُّهُمْ، وَكَانَ أَشْعَبُ قَارِئًا فَقَالَ: أوَ غَيْرُ ذَلِكَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ، قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: أَحْلِفُ أَنْ لا آكُلَ جَدْيًا.
وَعَنْ أَشْعَبَ: أَنَّ رَجُلا شَوَى دَجَاجَةً ثُمَّ رَدَّهَا فَسَخِنَتْ، ثُمَّ رَدَّهَا أَيْضًا فَقَالَ أَشْعَبُ: هَذِهِ كَآلِ فِرْعَوْنَ، {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} 4.
__________
1 وبنحو هذه الحكاية عند ابن عساكر "3/ 80-81"، كما في التهذيب، والأغاني "19/ 162".
2 ميزان الاعتدال "1/ 260"، والوافي "9/ 269".
3 سير أعلام النبلاء "7/ 55".
4 "غافر: 40"، وانظر السابق.(9/239)
وَفِي الْمُجَالَسَةِ الدِّينَوَرِيَّةِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحُلْوَانِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: أَصَابَ أَشْعَبُ دِينَارًا بِمَّكَةَ فَاشْتَرَى بِهِ قَطِيفَةً وَأَتَى مِنًى فَجَعَلَ يَقُولُ: يَا مَنْ ذَهَبَتْ مِنْهُ قَطِيفَةٌ.
وَقِيلَ: إِنَّ رَجُلا دَعَاهُ فَقَالَ: مَا أجيبك أن أَخْبَرُ بِكَثْرَةِ جُمُوعِكَ، فَقَالَ: عَلَى أَنْ لا أَدْعُوَ سِوَاكَ، فَأَجَابَهُ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ طَلُعَ صَبِيٌّ فَصَاحَ أَشْعَبُ: مَنْ هَذَا؟ أَلَمْ أَشْرُطْ عَلَيْكَ؟! قَالَ: يَا أَبَا الْعَلاءِ هُوَ ابني زفيه عَشْرُ خِصَالٍ مَا هِيَ فِي صَبِيٍّ قَالَ: وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: لَمْ يَأْكُلْ مَعَ ضَيْفٍ، قَالَ: حَسْبِي، التِّسْعُ لَكَ1.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الحسين بْنِ سَمَّاعَةَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَمَّنْ حدثه: قال أشعب: جاءني جَارِيَتِي بِدِينَارٍ فَجَعَلْتُهُ تَحْتَ الْمُصَلَّى، ثُمَّ جَاءَتْ بَعْدَ أَيَّامٍ تَطْلُبُهُ، فَقُلْتُ: ارْفَعِي الْمُصَلَّى، فَإِنْ كَانَ قَدْ وَلَدَ فَخُذِي وَلَدَه وَدَعِيهِ، وَكُنْتُ قَدْ جَعَلْتُ مَعَهُ دِرْهَمًا. فَتَرَكْتُهُ، وَعَادَتِ الْجُمُعَةَ الأُخْرَى، وَقَدْ أَخَذْتُهُ، فَبَكَتْ، فَقُلْتُ: مَاتَ دِينَارُكِ فِي النِّفَاسِ، فَصَاحَتْ، فَقُلْتُ: صَدَّقْتِ بِالْوِلادَةِ وَلا تُصَدِّقِينَ بِالْمَوْتِ فِي النِّفَاسِ! 2.
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: وَلَعَ الصِّبْيَانُ بِأَشْعَبَ، فَقَالَ: وَيْحَكُمْ، سَالِمٌ يُقَسِّمُ جَوْزًا، فَعَدَوْا مُسْرِعِينَ، فعَدَا مَعَهُمْ. وَقَدْ مَرَّتْ هَذِهِ، لَكِنَّهُ قَالَ تَمْرًا.
وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ: أَخَذَ بِيَدِي ابْنُ جُرَيْجٍ فَأَوْقَفَنِي عَلَى أَشْعَبَ، فَقَالَ لَهُ: حَدِّثْهُ بِمَا بَلَغَ مِنْ طَمَعِكَ، فَقَالَ: مَا زُفَّتِ امْرَأَةٌ بِالْمَدِينَةِ إِلا كَنَسْتُ بَيْتِيَ رَجَاءَ أَنْ تُهْدَى إِلَيَّ.
وَرُوِيَ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ وَعَنْ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: مَرَّ أَشْعَبُ بِرَجُلٍ يَعْمَلُ طَبَقًا فَقَالَ: وَسِّعْهُ لَعَلَّهُمْ يُهْدَوْنَ لَنَا فِيهِ.
وَعَنْ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: مررت يومًا، فإذا أشعب ورائي، فقلت: ما لك؟ قَالَ: رَأَيْتُ قَلَنْسُوَتَكَ قَدْ مَالَتْ، فَقُلْتُ: لَعَلَّهَا تَقَعُ فَآخُذَهَا، فَأَخَذْتُهَا عَنْ رَأْسِي فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ3.
وَرَوَى ابْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَشْعَبُ: مَا خَرَجْتُ فِي جِنَازَةٍ فَرَأَيْتُ اثْنَيْنِ يَتَسَارَّانِ إِلا ظَنَنْتُ أَنَّ الْمَيِّتَ أوصى لي بشيء4.
__________
1 انظر وفيات الأعيان "2/ 474"، والسير للذهبي "7/ 55".
2 سير أعلام النبلاء "7/ 56".
3 انظر المصدر السابق.
4 انظر السابق.(9/240)
وَقِيلَ: كَانَ يُجِيدُ الْغِنَاءَ.
قِيلَ: إِنَّهُ مَاتَ سنة أربع وخمسين ومائة1.
9- أصبغ بن زيد بن علي الجهني –ت ن ق- مولاهم، الواسطي الوراق، كاتب المصاحف.
عن القاسم بن أبي أيوةب، وثور بن يزيد، وأبي العلاء الشامي، وغيرهم. وعنه هشيم مع تقدمه، ويزيد بن هارون، وإسحاق الأزرق، ومحمد بن يزيد؛ الواسطيون، وتمام عشرة أنفس.
وثقه ابن معين.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابن سعد: ضعيف.
وساق له ابن عدي ثلاثة أحاديث، وقال: هذه لأصبغ غير محفوظة، ولا أعلم روى عنه غير يزيد بن هارون، وهو صاحب حديث الفتون بطوله.
قال ابن سعد: مات سنة تسع وخمسين ومئة.
10- أفلح بن حميد بن نافع –خ م د ن ق- أبو عبد الرحمن الأنصاري المدني.
عن القاسم، وأبي بكر، وغيرهما. وعنه المعافي بن عمران، وعمر بن أيوب، وابن وهب، وأبو نعيم، والقعنبي، وطائفة.
وثقه ابن معين وأبو حاتم.
وقال ابن صاعد: كان أحمد ينكر على أفلح قوله: "ولأهل العراق ذات عرق".
قال ابن عدي: وهو عندي صالح.
وقال الواقدي: مات سنة ثمان وخمسين ومائة.
11- أفلح بن سعيد الأنصاري –م ن- مولاهم، القبائي، أبو محمد.
__________
1 وانظر السابق.(9/241)
عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة، ومحمد بن كعب، وجماعة. وعنه ابن المبارك، وزيد بن الحباب، وأبو عامر العقدي، والواقدي، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الحديث.
قال ابن سعد: مات سنة ست وخمسين ومائة.
12- أُمَيَّةُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ.
عن أبي المصبح المرائي، وَمَكْحُولٍ، وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، وبقية ابن الوليد، وغيرهم.
13- أيوب بن عتبة –ق- أبو يحيى اليمامي، قاضي اليمامة.
قال ابن حبان: مات سنة ستين ومائة.
وقيل: بقي إلى سنة سبعين، وسيأتي.
14- بحر بن كنيز –ق- أبو الفضل السقاء الباهلي، مولاهم البصري.
كان يسقي الحجاج في المفاوز، له عن الحسن والزهري. ومن الراوين عنه علي بن الجعد.
قال يزيد بن زريع: لا شيء.
قال يحيى: ليس بشيء، لا يكتب حديثه، كل الناس أحب إلى منه.
وقال النسائي والدارقطني: متروك.
وقال البخاري: ليس بقوي عندهم.
وهو جد أبي حفص عمرو بن علي الفلاس.
روى ابن أبي خيثمة، عن ابن معين: لا يكتب حديثه.
وقال أبو حاتم: ضعيف.
وكان يحيى القطان لا يرضاه.
قال ابن عيينة: سمعت أيوب السختياني يقول لبحر: يا بحر أنت كاسمك.(9/242)
بقية، عن أبي الفضل، عن مكحول، عن ابن عباس: من سعادة المرء خفة لحيته. أبو الفضل هو بحر.
وقال يزيد بن زريع: ما كتبت عن بحر إلا حديثًا واحدًا، فجاءت السنور فأحدثت عليه.
وذكره ابن عدي وساق له نحوًا من ثلاثين حديثًا، ثم قال: ولبحر نسخ منها نسخة رواها عمر بن سهل عنه، ونسخة لمحمد بن مصعب القرقساني عنه، ونسخة للحارث بن مسلم عنه. وروي عنه بقية، ويزيد بن هارون، وهو يروي عن الزهري، وقتادة، ويحيى بن أبي كثير، وهو إلى الضعف أقرب.
15- بكير بن مسمار المدني –م ت ن- أبو محمد، مولى سعد بن أبي وقاص.
عن ابن عمر، وعن عامر بن سعد، وغيرهما. وعنه حاتم بن إسماعيل، وأبو بكر الحنفي عبد الكبير، وعمرو بن محمد العنقزي، والواقدي، وجماعة.
قال البخاري: فيه نظر.
وقال العجلي: ثقة.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قُلْتُ: توفي سنة ثلاث وخمسين ومائة.
16- ثور بن يزيد –خ4- المحدث الفقيه عالم حمص أبو خالد الكلاعي الحمصي.
حدث عَن خالد بْن معدان، وراشد بْن سعد، وعطاء بن أبي رباح، وحبيب بن عبيد، ونافع، والزهري، وعمرو بن شعيب، في خلق كثير.
كان من أوعية العلم لولا بدعته؛ حدث عنه ابن إسحاق رفيقه، وسفيان الثوري، والمعافي بن عمران، وابن المبارك، والوليد بن مسلم، ويحيى بن سعيد القطان، وبقية بن الوليد، وخال بن الحارث، وأبو عاسم النبيل، وعدة.
يقع حديثه عاليًا في البخاري.(9/243)
وهو حافظ متقن، حتى إن يحيى القطان قال: ما رأيت شاميًا أوثق من ثور كنت أكتب عنه بمكة في ألواح.
وعن وكيع: كان ثور أعبد من رأيت.
وقال عيسى بن يونس: كان ثور من أثبتهم.
وقال يحيى بن معين، وغيره: ثقة.
قال ابن عدي: وثقوه، ولا أرى بحديثه بأسًا. وله من المسند نحو مائتي حديث، لم أر له أنكر مما ذكرت.
وقال أبو حاتم: صدوق، حافظ.
قال أبو توبة الحلبي: حدثنا أصحابنا أن ثورًا لقي الأوزاعي، فمد يده إليه، فأبى الأوزاعي أن يمد يده إليه وقال: يا ثور، لو كنت الدنيا لكانت المقاربة، ولكنه الدين.
وقال أحمد: كان ثور يرى القدر، وليس به بأس.
قال عبيد الله بن موسى: قال سفيان: اتقوا ثورًا، لا ينطحنكم بقرنه.
قلت: كان ثور عابدًا، ورعًا، والظاهر أنه رجع، فقد روى أبو زرعة عن منبه بن عثمان، أن رجلًا قال لثور: يا قدري. قال: لئن كنت كما قلت إني لرجل سوء، وإن كنت على خلاف ما قلت إنك لفي حل.
قال إسماعيل بن عياش: نفى أسد بن وداعة ثورًا.
وقال عبد الله بن سالم: أخرجوه وأحرقوا داره لكلامه في القدر.
قال ابن سعد، وخليفة: توفي ثور سنة ثلاث وخمسين ومائة.
وقال يحيى بن بكير: سنة خمس وخمسين.
وقال ابن سعد: توفي ببيت المقدس.
"حرف الْجِيمِ":
17- جُحَا، أَبُو الْغُصْنِ1، واسْمُهُ دُجَيْنُ بن ثابت اليربوعي البصري.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 257"، وميزان الاعتدال "2/ 23"، والجرح والتعديل "3/ 444"، والضعفاء والمتروكين "38".(9/244)
وَمَا أَظُنُّهُ صَاحِبَ الْمُجُونِ فَإِنَّ ذَاكَ مُتَأَخِّرٌ عَنْ هَذَا، وَلَحِقَهُ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.
رَأَى أَبُو الْغُصْنِ دُجَيْنٌ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَرَوَى عَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ وَهِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ.
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَأَبُو جَابِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَبِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ وَالأَصْمَعِيُّ وَأَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ دُجَيْنِ بْنِ ثَابِتٍ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ عَنْ أَسْلَمَ، فَقَالَ: قَالَ لَنَا أَوَّلَ مَرَّةٍ: حَدَّثَنِي مَوْلَى لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقُلْنَا لَهُ: إِنَّ هَذَا لَمْ يُدْرِكِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَرَكَهُ، فَمَا زَالُوا بِهِ حَتَّى قَالَ: أَسْلَمُ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَلا يُعْتَدُّ بِهِ كَانَ يَتَوَهَّمُهُ وَلا يَدْرِي مَنْ هُوَ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَدْ سَاقَ لَهُ ابْنُ عَدِيٍّ أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ ثُمَّ قَالَ: وَلِدُجَيْنٍ غَيْرُ مَا ذَكَرْتَ شَيْءٌ يَسِيرٌ، وَمِقْدَارُ مَا يَرْوِيهِ لَيْسَ بِمَحْفُوظٍ، ثُمَّ سَاقَ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ قَالَ: الدُّجَيْنُ بْنُ ثابت هو حجا، ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَخْطَأَ مَنْ حَكَى هَذَا عَنِ ابْنِ مَعِينٍ لِأَنَّهُ أَعْلَمُ بِالرِّجَالِ مِنْ أَنْ يَقُولَ هَذَا، وَالدُّجَيْنُ إِذَا رَوَى عَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَعَبْدُ الصَّمَدِ وَغَيْرُهُمْ، هَؤُلاءِ أَعْلَمُ بِاللَّهِ مِنْ أَنْ يَرْوُوا عَنْ جُحَا وَالدُّجَيْنُ رَجُلٌ أَعْرَابِيٌّ1.
قُلْتُ: وَكَذَا ذَكَرَ الشِّيرَازِيُّ فِي الأَلْقَابِ أَنَّهُ جُحَا، ثُمَّ رَوَى أَنَّ مَكِّيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: رَأَيْتُ جُحَا فَالَّذِي يُقَالُ فِيهِ مَكْذُوبٌ عَلَيْهِ، وَكَانَ فَتًى ظَرِيفًا، وَكَانَ لَهُ جِيرَانٌ مُخَنَّثُونَ يُمَازِحُونَهُ وَيَزِيدُونَ عَلَيْهِ2.
وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ حَبِيبٍ3: حَدَّثَنِي أَبُو الْغُصْنِ جُحَا وَمَا رَأَيْتُ أَعْقَلَ مِنْهُ.
مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: نَا أَبُو الْغُصْنِ الدُّجَيْنُ بْنُ ثَابِتٍ ثنا أَسْلَمُ قَالَ: كُنَّا نَقُولُ لِعُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: حَدِّثْنَا عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيَقُولُ: إِنِّي أَخْشَى أَنْ أَزِيدَ أَوْ أَنْقُصَ، وَقَدْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النار" 4.
__________
1 وانظر سير أعلام النبلاء "7/ 462".
2 انظر المصدر السابق.
3 وفي السير للمصنف: "وقال عباد بن حبيب وذكره ... ".
4 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "1/ 38"، ومسلم في المقدمة "3-4" وغيرهما.(9/245)
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: الدُّجَيْنُ بْنُ ثَابِتٍ يَتَوَهَّمُ أَحْدَاثَ أَصْحَابِنَا أَنَّهُ جُحَا وَلَيْسَ كَذَلِكَ، ثَنَا أبو خليفة نا مسلم فذكر الحديث.
18- جعفر بن برقان –م4- أبو عبد الله الكلابي، مولاهم، الرقي.
عن ميمون بن مهران، ويزيد بن الأصم، وعطاء، وعكرمة، وابن شهاب، ويزيد بن أبي نشبة، وطائفة، وعنه معمر، وزهير بن معاوية، وابن المبارك، وأبو معاوية، وكثير بن هشام، ووكيع، وأبو نعيم، وخلق.
قال أحمد: يخطئ في حديث الزهري، وهو ثقة ضابط لحديث ميمون ويزيد بن الأصم.
وقال ابن معين عنه: أمي ليس في الزهري بذاك.
وكذلك قال غير واحد.
قال يعقوب الفسوي: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا جعفر بن برقان، وهو جزري ثقة، بلغني أنه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب، وكان من الخيار.
وقال ابن سعد: ثقة له رواية وفقه وفتوى.
وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ أبو نعيم: قدم الكوفة جعفر بن برقان وعبد العزيز بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز سنة سبع وأربعين ومائة.
وعن سفيان الثوري، قال: ما رأيت أفضل من جعفر بن برقان.
قال أحمد بن حنبل، وجماعة: توفي سنة أربع وخمسين ومائة.
19- حجاج بن حسان القيسي.
بصري لا بأس به. عن أنس، وأبي مجلز، وعكرمة، وينزل إلى مقاتل بن حيان. وعنه يحيى القطان، ويزيد، ومسلم بن إبراهيم، وعدة.
بقي إلى نحو الستين ومائة.
له في مراسيل أبي داود، عن مقاتل، قال –عليه السلام: "إن جاء رجل فلم يجد أحدًا، فليختلج رجلًا من الصف، فليقم معه، فما أعظم أجر المختلج".(9/246)
قلت: ماذا بمرسل، بل معضل.
20- حرملة بن عمران بن قراد التجيبي –م د ن ق- أبو حفص المصري، جد حرملة بن يحيى.
عن أبي يونس سليم بن جبير مولى أبي هريرة، وعبد الرحمن بن شماسة المهري، وأبي عشانة المعافري، وأبي قبيل، ويزيد بن أبي حبيب، وطائفة. وعنه جرير بن حازم، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ المقرئ، وأبو صالح عبد الله بن صالح، وجماعة.
وثقه ابن معين.
قال ابن يونس: انفرد عنه المبارك بثلاثة أحاديث، لم يحدث بها عنه غيره.
وكان قد ولي حجابة حفص بن الوليد أمير مصر، وولي أيضًا السوق في خلافة مروان الجعدي.
* الحسن بن أبي جعفر الجفري.
ذكر أنه توفي سنة ستين ومائة، وسيأتي.
"حرف الحاء":
21- الحسن بن عمارة1 -ت ق- بن مضرب البجلي مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ أَحَدُ الأَعْلامِ وَلِيَ الْقَضَاءَ لِلْمَنْصُورِ بِبَغْدَادَ.
وَحَدَّثَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَشُبَيْبِ بْنِ غَرْقَدَةَ وَالْحَكَمِ وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ وَالزُّهْرِيِّ وَطَبَقَتِهِمْ. وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ وَشَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ وَآخَرُونَ.
وَكَانَ شُعْبَةُ يَتَكَلَّمُ فِيهِ، قَالَ: رَوَى عَنِ الحكم أشياء لم نجد لها أصلًا. وقال مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كان له فضل، غيره أحفظ منه، ورماه شعبة بالكذب.
__________
1 تقريب التهذيب "1/ 170"، وأحوال الرجال "6"، والمجروحين "1/ 229"، والضعفاء "149"، والجرح والتعديل "1/ 229".(9/247)
وَقَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ: النَّاسُ كُلُّهُمْ فِي حِلٍّ مَا خَلا شُعْبَةُ.
وَأَمَّا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ فَقَالَ: أَمْرُهُ أَبْيَنُ مِنْ قَوْلِ شُعْبَةَ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، صَدُوقٌ مَعْنِيٌّ فِي نَفْسِهِ.
وَقَدْ كَانَ ابْنُ عُمَارَةَ يَصِلُ الأَعْمَشَ وَمِسْعَرًا وَلَهُ ثَرْوَةٌ وحشمة.
وقال النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: ثنا شُعْبَةُ قَالَ: أَفَادَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ عَنِ الْحَكَمِ سَبْعِينَ حَدِيثًا فَلَمْ يَكُنْ لَهَا أَصْلٌ، فَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ بَلِيَّةَ ابْنِ عُمَارَةَ أَنَّهُ كَانَ يُدَلِّسُ على الثقات ما وضع عليهم الضعفاء. كان يَسْمَعُ مِنْ مُوسَى بْنِ مَطَرٍ وَأَبِي الْعَطُوفِ وَأَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ وَأَضْرَابِهِمْ ثُمَّ يُسْقِطُ أَسْمَاءَهُمْ وَيَرْوِيهَا عَنْ مَشَايِخِهِمُ الثِّقَاتِ. فَلَمَّا رَأَى شُعْبَةُ تِلْكَ الْمَوْضُوعَاتِ أَنْكَرَهَا وَأَطْلَقَ لِسَانَهُ فِيهِ، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ بَلِيَّتَهَا مِنْ غَيْرِهِ، فَهُوَ جَنِيٌّ عَلَى نَفْسِهِ.
وَرَوَى عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: رَوَى الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، سَبْعَةُ أَحَادِيثَ فَلَقِيتُ الْحَكَمَ فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا فَقَالَ: مَا حَدَّثْتَهُ بِحَدِيثٍ مِنْهَا.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ: كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عُمَارَةَ يَرْوِي عَنِ الزُّهْرِيِّ جَعَلْتُ إصبعي في أذني.
وقال أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
مَاتَ سنة ثلاث وخمسين ومائة.
22- حسين بن واقد –م4- الإمام الكبير قاضي مرو وشيخها، أبوعبد الله القرشي، مولى الأمير عَبْد اللَّه بْن عامر بْن كُرَيْز.
حدث عن عكرمة، وابن بريعدة، ويزيد النحوي، ومحمد بن زياد، وعبد الملك بن عمير، وجماعة. وعنه ابنه علي بن الحسين، والفضل السيناني، ويزد بن الحباب، وعلي بن الحسن بن شقيق، وآخرون.
قال النسائيّ: ليس به بأس.
وقال أحمد: في بعض حديثه نكرة.(9/248)
وقال ابن معين: ثقة.
وقيل: كان يحمل الحاجة من السوق، وله جلالة وفضل بمرو، ورد عنه أنه قال: قرأت على الأعمش، فقال لي: ما قرأ علي أحد أقرأ منك.
قلت: من مناكيره حَدِيثٌ عَنِ النَّبِيِّ –صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وددت أن عندنا خبزة بيضا من حنظة سمراء ملبقة بسمن ولبن". فهذا على شرط مسلم.
وله عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعًا: "أتيت بمقاليد الدنيا على فرس أبلق، عليه فطيفة من سندس".
مات سنة سبع وخمسين ومائة، وقيل: سنة تسع وخمسين.
23- الحكم بن أبان العدني -4- أبو عيسى.
عن طاوس، وعكرمة، ووهب، وسالم بن عبد الله، وجماعة. وعنه إبراهيم، ومعمر، ومعتمر بن سليمان، وابن عيينة، وابن علية، ويزيد بن أبي حكيم، وموسى بن عبد العزيز القنباري، وطائفة.
وثقه ابن معين والنسائي.
وقال أحمد العجلي: ثقة صاحب سنة، كان إذا هدأت العيون وقف في البحر إلى ركبتيه يذكر الله حتى يصبح، قال: نذكر الله مع حيتان البحر ودوابه.
وسئل يوسف بن يعقوب، أحد قضاة اليمن، عن الحكم بن أبان، فقال: ذاك سيد أهل اليمن.
وقال ابن المديني، عن ابن عيينة، قال: أتيت عدن فلم أر مثل الحكم بن أبان.
وقال سُفْيان بْن عَبْد المُلْك، عَنِ ابن المبارك، الحكم بن أبان وحسام بن مصك وأيوب بن سويد أرم بهؤلاء.
قال أحمد: مات سنة أربع وخمسين ومائة، وهو ابن أربع وثمانين سنة.
24- حَمَّادُ الرَّاوِيَةُ1: هُوَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي لَيْلَى. ولاؤه لبكر بن وائل. وَقِيلَ: اسْمُ أبيه سابور بن مبارك الديلمي الكوفي.
__________
1 راجع ترجمته في البداية والنهاية "114"، ووفيات الأعيان "2/ 206-210".(9/249)
كَانَ أَخْبَارِيًّا عَلامَةً خَبِيرًا بِأَيَّامِ الْعَرَبِ وَأَنْسَابِهَا وَوَقَائِعَهَا وَلُغَاتِهَا وَشِعْرِهَا. وَكَانَتْ بَنُو أُمَيَّةَ تُقَدِّمُهُ وَتُؤْثِرُهُ وَتُحِبُّ مُجَالَسَتَهُ.
قِيلَ: إِنَّ الْوَلِيدَ بْنَ يَزِيدَ قَالَ لَهُ: كَمْ مِقْدَارُ مَا تَحْفَظُ مِنَ الشِّعْرِ؟ فَقَالَ: كَثِيرٌ، وَلَكِنِّي أُنْشِدُكَ عَلَى كُلِّ حرف مِائَةَ قَصِيدَةٍ طَوِيلَةٍ سِوَى الْمُقَطَّعَاتِ مِنْ شِعْرِ الْجَاهِلِيَّةِ دُونَ شِعْرِ الإِسْلامِ. قَالَ: سَأَمْتَحِنُكَ، فَأَنْشَدَهُ حَتَّى ضَجَرَ الْوَلِيدُ فَوَكَّلَ بِهِ مَنْ يَسْتَوْفِي عَلَيْهِ فَأَنْشَدَهُ أَلْفَيْنِ وَتِسْعَمِائَةِ قَصِيدَةً، فَأَمَرَ لَهُ بِمِائَةِ أَلْفٍ.
وَكَانَ حَمَّادٌ قَدِ انْقَطَعَ إِلَى يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي خِلافَتِهِ، وَكَانَ هِشَامٌ يَجْفُوهُ لِذَلِكَ، وَقَدْ وَصَلَهُ مرة واستشهده.
رَوَى عَنِ الْفَرَزْدَقِ وَأَمْثَالِهِ.
رَوَى عَنْهُ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَجْلَحِ وَجَمَاعَةٌ.
قلت: وفي لزومه ليزيد نظر إلا أَنْ يَكُونَ يَزِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَإِنَّ مَوْلِدَ حَمَّادٍ قَبْلَ سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ.
وَقِيلَ: إِنَّ حَمَّادًا قَرَأَ الْقُرْآنَ مِنَ الْمُصْحَفِ فَصَحَّفَ فِي نَيِّفٍ وَثَلاثِينَ مَوْضِعًا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: هُوَ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ أَشْعَارَ الْعَرَبِ، وَكَانَ غَيْرَ مَوْثُوقٍ بِهِ، كَانَ يَنْحِلُ شِعْرًا لِرَجُلٍ غَيْرَهُ وَيَزِيدُ فِي الأَشْعَارِ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ حمار الراوية خمس وخمسين ومائة. وقيل: سنة ست.
25- حَمَّادٌ عَجْرَدُ1.
مِنْ كِبَارِ الأَخْبَارِيِّينَ. كَانَ بَيْنَهُ وَبْيَنَ بَشَّارِ بْنِ بُرْدٍ أَهَاجٍ وَمُعَارَضَاتٍ، وَكَانَ بِالْكُوفَةِ الْحَمَّادُونَ الثَّلاثَةُ: هَذَا وَحَمَّادٌ الرَّاوِيَةُ الْمَذْكُورُ وَحَمَّادُ بْنُ الزَّبْرِقَانِ، فَكَانُوا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيُتَّهَمُونَ بِالزَّنْدَقَةِ. وَهَذَا فَاسْمُهُ حَمَّادُ بْنُ يُونُسَ بْنِ كليب أبو يَحْيَى الْكُوفِيُّ. وَقِيلَ: هُوَ وَاسِطِيٌّ.
قَالَ خَلَفُ بْنُ الْمُثَنَّى: كَانَ يَجْتَمِعُ بِالْبَصْرَةِ عَشَرَةٌ فِي مَجْلِسٍ لا يُعْرَفُ مِثْلُهُمْ فِي تَضَادِّ أَدْيَانِهِمْ وَنِحَلِهِمْ: الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ سُنِّيٌّ، وَالسَّيِّدُ بْنُ محمد الحميري رافضي،
__________
1 تهذيب ابن عساكر "4/ 426"، والشعر والشعراء "663"، أنساب الأشراف "ق3/ 182"، طبعة بيروت "1978"، تحقيق د. عبد العزيز الدوري.(9/250)
وَصَالِحُ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ ثَنَوِيٌّ، وَسُفْيَانُ بْنُ مُجَاشِعٍ صُفْرِيٌّ، وَبَشَّارُ بْنُ بُرْدٍ خَلِيعٌ مَاجِنٌ، وَحَمَّادٌ عَجْرَدٍ زِنْدِيقٌ، وَابْنُ رَأْسِ الْجَالُوتِ يَهُودِيٌّ، وابن نطيرا متكلم النصارى، وعمرو ابن أُخْتِ الْمُؤَيِّدِ الْمَجُوسِيِّ، وَرَوْحُ بْنُ سِنَانٍ الْحَرَّانِيُّ صَابِئِيٌّ، فَيَتَنَاشَدَ الْجَمَاعَةُ أَشْعَارًا، فَكَانَ بَشَّارٌ يَقُولُ: أَبْيَاتُكَ هَذِهِ يَا فُلانُ، أَحْسَنُ مِنْ سُورَةِ كَذَا وَكَذَا، وَبِهَذَا الْمِزَاحِ وَنَحْوِهِ كَفَّرُوا بَشَّارًا.
وَلِحَمَّادِ عَجْرَدٍ نَظْمٌ فَائِقٌ.
مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ: سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ. وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ قُتِلَ.
26- حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ1 –م4-.
حَمْزَةُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، الإِمَامُ الْعَلَمُ أَبُو عُمَارَةَ التَّيْمِيُّ الْكُوفِيُّ الزَّيَّاتُ، أحد السبعة القراء، مَوْلَى آلِ عِكْرِمَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ.
كَانَ عَدِيمَ النَّظِيرِ فِي وَقْتِهِ عِلْمًا وَعَمَلا، قَيِّمًا بِكِتَابِ اللَّهِ، رَأْسًا فِي الْوَرَعِ.
قَرَأَ عَلَى حِمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ وَالأَعْمَشِ وَجَمَاعَةٍ. وَحَدَّثَ عَنِ الْحَكَمِ وَطَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ وَعَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَعِدَّةً.
وَكَانَ يَجْلِبُ الزَّيْتَ مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى حُلْوَانَ، وَيَجْلِبُ إِلَى الْكُوفَةِ الْجُبْنَ وَالْجَوْزَ.
وَأَصْلُهُ مِنْ سَبْيِ فَارِسَ. وَقِيلَ: وَلاؤُهُ لِبَنِي عِجْلٍ2.
وَقَالَ سُلَيْمُ بْنُ عِيسَى: وَلاؤُهُ لِتَيْمِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُكَابَةَ، وَتَيْمُ اللَّهِ مِنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَزَارٍ.
قَرَأَ عَلَى حَمْزَةَ: سُلَيْمُ بْنُ عِيسَى الْحَنَفِيُّ وَهُوَ أَنْبَلُ أَصْحَابِهِ وَأَبُو الْحَسَنِ الْكِسَائِيُّ أَحَدُ السَّبْعَةِ وَعَائِذُ بْنُ أَبِي عَائِذٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ، وَشُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ، وعدد كثير.
__________
1 تقريب التهذيب "1/ 197-198"، وتهذيب الكمال "7/ 317"، وتاريخ الدوري "2/ 134"، وطبقات ابن سعد "6/ 385".
2 سير أعلام النبلاء "7/ 72".(9/251)
وَحَدَّثَ عَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَجَرِيرٌ وَأَبُو الأَحْوَصِ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ وَقَبِيصَةُ وَبَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ وَحُسَيْنُ الْجُعْفِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: مَا قَرَأَ حَمْزَةُ حَرْفًا إِلا بأثر1.
وقال عبد الله العجيلي: قَرَأَ رَجُلٌ عَلَى حَمْزَةَ فَجَعَلَ يَمُدُّ، فَقَالَ: لا تَفْعَلْ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ مَا كَانَ فوق البياض فهو برص، وما فَوْقَ الْجُعُودَةِ فَهُوَ قَطَطٌ، وَمَا كَانَ فَوْقَ الْقِرَاءَةِ فَلَيْسَ بِقِرَاءَةٍ.
قَالَ أَسْوَدُ بْنُ سَالِمٍ: سَأَلْتُ الْكِسَائِيُّ عَنِ الْهَمْزِ وَالإِدْغَامِ: أَلَكُمْ فِيهِ إِمَامٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، حَمْزَةُ، كَانَ يَهْمِزُ وَيَكْسَرُ وَهُوَ إِمَامٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَسَيِّدُ الْقُرَّاءِ وَالزُّهَّادِ لَوْ رَأَيْتَهُ لَقَرَّتْ عَيْنُكَ بِهِ مِنْ نُسُكِهِ2.
وَقَالَ حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ: رُبَّمَا عَطِشَ حَمْزَةُ فلا يستسقي كراهية أن يصادف مَنْ قَرَأَ عَلَيْهِ3.
وَذَكَرَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ أَنَّ حَمْزَةَ مَرَّ بِهِ فَطَلَبَ مَاءً قال: فأتيته يَشْرَبْ مِنِّي لِكَوْنِي أَحْضُرَ الْقِرَاءَةَ عِنْدَهُ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: سَمِعْتُ ابْنَ فُضَيْلٍ يَقُولُ: مَا أَحْسَبُ أَنَّ اللَّهَ يَدْفَعُ الْبَلاءَ عَنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ إِلا بِحَمْزَةَ.
وَكَانَ شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ يَقُولُ لِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ: أَلا تَسْأَلُونِي عَنِ الدُّرِّ قِرَاءَةُ حَمْزَةَ، وَبَلَغَنَا أَنَّ رَجُلا قَالَ لِحْمَزَةَ: يَا أَبَا عُمَارَةَ رَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِكَ هَمَزَ حَتَّى انْقَطَعَ زِرُّهُ، فَقَالَ: لَمْ آمُرَهُمْ بِهَذَا كُلِّهِ4.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ: أَدْرَكْتُ الْكُوفَةَ وَمَسْجِدُهَا الْغَالِبُ عَلَيْهِ قِرَاءَةُ حَمْزَةَ الزَّيَّاتُ.
وَرَوَى عَنْ حَمْزَةَ قَالَ: إِنَّ لِهَذَا التَّحْقِيقِ حَدًّا يَنْتَهِي إِلَيْهِ ثُمَّ يَكُونُ قَبِيحًا.
__________
1 انظر المصدر السابق.
2 سير أعلام النبلاء "7/ 72".
3 انظرالمصدر السابق.
4 انظر المصدر السابق.(9/252)
وَعَنْهُ قَالَ: إِنَّمَا الْهَمْزُ رِيَاضَةٌ فَإِذَا حَسَّنَهَا الرَّجُلُ سَهَّلَهَا.
وَقِيلَ: إِنَّ حَمْزَةَ أَمَّ النَّاسَ سنة مائة.
وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: حَمْزَةُ ثِقَةٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَقَدْ كَرِهَ قُرَاءَةَ حَمْزَةَ: ابْنُ إِدْرِيسَ الأَوْدِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَجَمَاعَةٌ لِفَرْطِ الْمَدِّ وَالإِمَالَةِ وَالسَّكْتِ عَلَى السَّاكِنِ قَبْلَ الْهَمْزِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، حَتَّى أَنَّ بَعْضَهُمْ رَأَى إِعَادَةَ الصَّلاةِ إِذَا كَانَتْ بِقِرَاءَةِ حَمْزَةَ، وَهَذَا غُلُوٌّ. وَالَّذِي اسْتَقَرَّ عَلَيْهِ الاتِّفَاقُ وَانْعَقَدَ الإِجْمَاعُ عَلَى ثُبُوتِ قِرَاءَتِهِ وَصِحَّتِهَا، وَإِنْ كَانَ غَيْرُهَا أَفْصَحُ مِنْهَا إِذِ الْقِرَاءَاتُ الثَّابِتَةُ فِيهَا الْفَصِيحُ وَالأَفْصَحُ1.
وَبِالْجُمْلَةِ إِذَا رَأَيْتَ الإِمَامَ فِي الْمِحْرَابِ لَهِجًا بِالْقِرَاءَاتِ وَتَتَبَّعَ غَرِيبَهَا فَاعْلَمْ أَنَّهُ فَارِغٌ مِنَ الْخُشُوعِ مُحِبٌّ لِلشُّهْرَةِ وَالظُّهُورِ، نَسْأَلُ اللَّهَ السَّلامَةَ فِي الدِّينِ.
قِيلَ: -إِنَّ حَمْزَةَ- رَحِمَهُ اللَّهُ- مَاتَ بِحُلْوَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ عَلَى الصَّحِيحِ، وكان أيضًا رأسًا في الفرائض.
وقيل: إِنَّهُ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَقَدِ اسْتَوْفَيْتُ تَرْجَمَتَهُ فِي طَبَقَاتِ الْقُرَّاءِ2. ومات وقد قارب الثمانين.
27- حميد بن قحطبة بن شبيب الطائي، أمير خراسان.
ولي أيضًا الجزيرة ومصر.
توفي سنة تسع وخمسين ومائة، وولي بعده ابن عَبْدُ اللَّهِ، وَقِيلَ: وَلِيَهَا أَبُو عَوْنٍ عَبْدُ الملك بن يزيد.
28- حنظلة بن أبي سفيان –ع- بن عبد الرحمن بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ المكي الحافظ.
حدث عن طاوس، والقاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله، وسعيد بن مينا، وعطاء، ونافع، وجماعة.
__________
1 انظر المصدر السابق.
2 راجع: طبقات القراء الكبار "93-99".(9/253)
وكان من أئمة الحديث بمكة؛ حدث عنه سفيان الثوري، وابن المبارك، ويحيى القطان، والوليد بن مسلم، ووكيع، وابن وهب، وعبيد الله بن نوسى، وإسحاق بن سليمان، وأبوعاصم، ومكي بن إبراهيم، وعدة.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ.
وَقَالَ يحيى بن سعيد: ثقة، مات سنة إحدى وخمسين ومائة.
وقد تناكد ابن عدي في ذكره له في "الكامل" فما أبدى شيئًا يتعلق به عليه متعنت أصلًا.
قال يعقوب بن شيبة: سمعت علي بن المديني، وقيل له: كيف رواية حنظلة عن سالم؟ فقال: واد. ورواية موسى بن عقبة، عن سالم: واد آخر. وأحاديث الزهري عن سالم كأنها أحاديث نافع. قيل لعلي: فهذا يدل على أن سالمًا كثير الحديث؟ قال: أجل.
قال يحيى بن معين: حنظلة ثقة.
ابن عدي: حدثنا أحمد بن عبد الله بن سابور، وما كتبته إلا عنه، قال: حدثنا الفضل بن الصباح، قال: حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي، عن حنظلة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ –صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "اغسلوا قتلاكم". غريب جدًا. ورواته ثقات.
وهذا محمول على من قتل في غير مصاف. ولعل الغلط فيه من شيخ ابن عدي أو شيخ شيخه، والثقة قد يهم.
مات حنظلة في سنة إحدى وخمسين ومائة.
29- حيوة بن شريح1 –ع- بن صفوان التجيبي أبو زرعة المصري الفقيه، من رؤوس الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ بِدِيَارِ مِصْرَ.
رَوَى عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ الْقَصِيرِ وَعُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ وَأَبِي يُونُسَ سُلَيْمِ بْنِ جبير وطائفة2.
__________
1 التهذيب "3/ 69"، طبقات خليفة "296"، وتذكرة الحفاظ "1/ 185"، وخلاصة تذهيب الكمال "96".
2 سير أعلام النبلاء "6/ 538".(9/254)
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو وَهْبٍ وَأَبُو عَاصِمٍ. وَالْمُقْرِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى الْبُرُلُّسِيُّ، وَجَمَاعَةٌ آخِرُهُمْ مَوْتًا هَانِئُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: مَا رَأَيْتُ أحدًا أشد استخفاءً بعلمه مِنْ حَيْوَةَ، وَكَانَ يُعْرَفُ بِالإِجَابَةِ يَعْنِي فِي الدُّعَاءِ1.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: وُصِفَ لِي حَيْوَةُ فَكَانَتْ رُؤْيَتُهُ أَكْبَرُ مِنْ صِفَتِهِ2.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: كَانَ حَيْوَةُ يَأْخُذُ عَطَاءً فِي السَّنَةِ سِتِّينَ دِينَارًا فَلَمْ يَطَّلِعْ إِلَى مَنْزِلِهِ حَتَّى يَتَصَدَّقَ بِهَا ثُمَّ يَجِيءَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَيَجِدُهَا تَحْتَ فِرَاشِهِ، وَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَمٍّ لَهُ فَأَخَذَ عَطَاءَهُ فَتَصَدَّقَ بِهِ كُلِّهِ وَجَاءَ إِلَى تَحْتِ فِرَاشِهِ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا، قَالَ فَشَكَا إِلَى حَيْوَةَ فَقَالَ: أَنَا أَعْطَيْتُ رَبِّي بِيَقِينٍ وَأَنْتَ أَعْطَيْتَهُ تَجْرِبَةً.
وَكُنَّا نَجْلِسُ إِلَى حَيْوَةَ لِلْفِقْهِ فَيَقُولُ: أَبْدَلَنِي اللَّهُ بِكُمْ عَمُودًا أَقُومُ وَرَاءَهُ أُصَلِّي ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ3.
وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الأَزْدِيُّ عَنْ خَالِدِ بْنِ الْفَزْرِ قال: كان حيوة ابن شُرَيْحٍ مِنَ الْبَكَّائِينَ، وَكَانَ ضَيِّقَ الْحَالِ جِدًّا فَجَلَسْتُ وَهُوَ مُتَخَلٍّ يَدْعُو، فَقُلْتُ: لَوْ دَعَوْتَ أَنْ يُوَسَّعَ عَلَيْكَ فَالْتَفَتَ يَمِينًا وَشِمَالا فَلَمْ يَرَ أَحَدًا فَأَخَذَ حَصَاةً فَرَمَى بِهَا إِلَيَّ فَإِذَا هِيَ وَاللَّهِ تِبْرَةً فِي كَفِّي مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنْهَا، وَقَالَ: مَا خَيْرٌ فِي الدُّنْيَا إِلا لِلآخِرَةِ، ثُمَّ قَالَ: هُوَ أَعْلَمُ بِمَا يُصْلِحُ عِبَادَهُ. فَقُلْتُ: مَا أَصْنَعُ بِهَذِهِ؟ قَالَ: اسْتَنْفِقْهَا، فَهِبْتُهُ وَاللَّهِ أَنْ أَرُدَّهَا4.
وَقَالَ حيوة مرو لِبَعْضِ الْوُلاةِ: لا تُخْلِيَنَّ بِلادَنَا مِنَ السِّلاحِ، فنحن بين قبطي لا ندري متى ينقص، وَبَيْنَ حَبَشِيٍّ لا نَدْرِي مَتَى يَغْشَانَا، وَرُومِيٍّ لا نَدْرِي مَتَى يَحِلُّ بِسَاحَتِنَا، وَبَرْبَرِيٍّ لا ندري متى يثور5.
__________
1 انظر المصدر السابق.
2 انظر المصدر السابق.
3 انظر المصدر السابق.
4 سير أعلام النبلاء "6/ 539".
5 انظر المصدر السابق.(9/255)
تُوُفِّيَ حَيْوَةُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ ومِائَةٍ عَلَى الصَّحِيحِ. وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ.
وَهَذَا بَلْ وَسَائِرُ الْمِصْرِيِّينَ لَمْ يَذْكُرُهُمْ أَبُو نُعَيْمٍ فِي "حلية الأولياء".
30- خالد بن دينار –خ د ت ن- أبو خلدة التميمي البصري الخياط.
عن أنس، وأبي العالية، والحسن، وابن سيرين، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مهدي، وحرمي بن عمارة، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ومسلم بن إبراهيم، وخلق.
وثقه يزيد بن زريع، وابن معين، والنسائي.
31- خالد بن أبي عثمان بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ بن أبي العيص بْن أُمَيّة بْن عَبْد شمس القُرَشيّ الأمويّ، أبو أمية البصري.
من جلة العلماء. روى عن عروة بن الزبير، وسعيد بن جبير، وثمامة بن عبد الله، وطاذفة. حدث عن شعبة مع تقدمه، وابن مهدي، وأبو داود، وأبو الوليد الطيالسي، وأبو سلمة التبوذكي، وعفان، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وآخرون.
قال عنه عبد الصمد التنوري، قال: ولدت أنا وعمر بن عبد العزيز في شهر واحد.
وقال ابن معين، وغيره: ثقة.
وقال أبوحاتم: لا بأس بحديثه.
قلت: أظنه عاش مائة عام.
32- خليفة بن خياط، أبو هبيرة، جد شباب.
عن عمرو بن شعيب، وحميد الطويل، وغيرهما، وعنه أبو الوليد الطيالسي.
ذكره ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ"، وَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ ستين ومائة.
33- خليل بن مرة الضبعي البصري –ت- نزيل الرقة.
عن ابن أبي صالح السمان، وعكرمة، وعطاء، ومعاوية بن قرة، وابن أبي مليكة، وخلق، وعنه الليث مع تقدمه، وبقية، وابن وهب، ووكيع، وأحمد, ويعقوب بن إسحاق الحضرمي، وطائفة.(9/256)
وكان أحد الصلحاء.
قال البخاري: هو منكر الحديث.
وقال أبوزرعة: شيخ صالح.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيّ: ليس بمتروك يكتب حديثه.
قلت: توفي سنة ستين ومائة.
34- داود بن بكر بن أبي الفرات الأشجعي – د ت ق- مولاهم، المدني.
عن ابن المنكدر، وصفوان بن سليم، وجماعة. وعنه إسماعيل بن جعفر، وأنس ابن عياض، وأبو داود الطيالسي، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ليس بالمتين، ولا بأس به.
وله عن ابن المنكدر عن جابر حديث: "ما أسكر كثيره فقليله حرام" حسنه الترمذي، وليس له في الكتب سواه.
داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي – ت ق- الكوفي الأعرج.
قال ابن معين: توفي سنة إحدى وخمسين ومائة. وقد مر في الطبقة الماضية.
35- الربيع بين صبيح البصري العابد الإمام –ت ق- مولى بني سعد، من أعيان مشايخ البصرة.
حدث عَنِ الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَعَطَاءِ بْنِ أبي رباح، وثابت البناني، وجماعة. وعنه وكيع، وابن مهدي، وأبو داود الطيالسي، وعلي بن الجعد، وأبو الوليد، وآخرون.
روى عباس: عن ابن معين: ثقة.
وقال أحمد: لا بأس به.
وذكره شعبة فقال: هو عندي من سادات المسلمين.(9/257)
قلت: كان كبير الشأن، إلا أن النسائي ضعفه.
وقال حجاج: سألت شعبة عن مبارك والربيع بن صبيح، فقال: مبارك أحب إلي.
وقال علي: جهدت بيحيى بن سعيد أن يحدثني بحديث عن الربيع بين صبيح، فأبى علي.
وقال أبو الوليد: كان يدلس.
قال ابن حبان: كنيته أبو جعفر. حدث عنه الثوري، وابن المبارك، ووكيع، وكان من عباد أهل البصرة وزهادهم، كان يشبه بيته بالليل بالنحل، إلا أن الحديث لم يكن من صناعته، فكان يهم كثيرًا. توفي بالسند سنة ستين ومائة.
محمود بن غيلان: حدثنا أبو داود: قال شعبة: لقد بلغ الربيع بن صبيح في مصرنا هذا، ما لا يبلغه الأحنف بن قيس. قال أبو داود: يعني في الارتفاع.
قال أبو محمد الرامهرمزي. أول من صنف وبوب، فيما أعلم، الربيع بين صبيح بالبصرة، ثم ابن أبي عروبة.
قلت: توفي غازيًا بأرض الهند، وله في "الجعديات".
قال علي: حدثنا الربيع، عن الحسن، قال: ليس الفرار من الزحف من الكبائر, إنما كان ذاك يوم بدر.
قال عباس: سألت ابن معين عن الربيع والمبارك، فقال: ما أقربهما! لا بأس بهما.
قال محمد بن سلام الجمحي: قال الوثيق بن يوسف الثقفي: ما رأيت الحسن، سألت الحسن.
قال يحيى بن سعيد: كتبت عنه حديثًا عن أبي نضرة في الصرف، هو أحسنها كلها، وحديث عطاء عن جابر في الحج بطوله. عن عكرمة، قلت له: ما حدث عنه بشيئ؟ قال: لا.
قال غسان بن المفضل الغلابي: سمعت من يذكر أن الربيع بين صبيح كان بالأهواز ومعه صاحب له، فتعرضت لهما امرأة، فبكى الشيخ، قال له صاحبه: ما(9/258)
يبكيك؟ قال: إنما لم تطمع في شيخين إلا وقد رأت شيوخًا قبلنا يتابعونها، فلذا أبكي.
قال يحيى بن معين: كانت وقعة باربد سنة ستين ومائة، وفيها مات الربيع بن صبيح، رحمه الله.
36- ربيعة بن عثمان بن ربيعة – م ق- بن عبد الله بن الهدير، أبو عثمان التيمي المدني.
عن محمد بن يحيى بن حبان، ونافع، وزيد بن أسلم، وجماعة. وعنه ابن عجلان مع تقدمه، وابن المبارك، وعبد الله بن إدريس، وابن أبي فديك، والواقدي، وجعفر بن عون، وطائفة.
وثقة ابن معين.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِذَاكَ الْقَوِيِّ.
وَقَالَ أبو حاتم: منكر الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قالو الواقدي: مات سنة أربع وخمسين ومائة، وهو ابن سبع وسبعين سنة.
له في الكتب، وهو حديث: "المؤمن القوي، خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف".
"حرف الزاي":
37- زبان بن فائد – د ت ق- أبو جوين المصري.
عن سهل بن معاذ، عن أبيه، فذكر أحاديث. وعنه يحيى بن أيوب، والليث وابن لهيعة، ورشدين بن سعد، وجماعة.
ضعفه ابن معين.
وقال أحمد: أحاديثه مناكير.
وقال أبو حاتم: صالح.(9/259)
وقال ابن يونس: كان على مظالم مصر، وكان من أعدل ولاتهم. مات سنة خمس وخمسين ومائة، وكان فاضلًا.
38- الزبير بن سعيد بن سليمان – د ت ق- بن سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبدا لمطلب الهاشمي، نزيل المدائن.
عن عبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة، والقاسم بن محمد، ومحمد بن المنكدر، وعبد الحميد بن سالم، وجماعة. وعنه ابن المبارك، وجرير بن حازم، وإسماعيل بن عياش، وسعيد بن زكريا المدائني، وأبو عاصم النبيل، ومطرف بن عبد الله المدني، وطائفة.
قال عباس، عن ابن معين: ثقة.
وقال مرة في موضع آخر: ليس بشيء.
وقال النسائي، وغيره: ضعيف.
وقال غيره: توفي سنة بضع وخمسين ومائة.
39- زربي بن عبد الله1 -ت ق- المؤذن أبو يحيى. بَصْرِيٌّ ضَعِيفٌ.
لَهُ عَنْ أَنَسٍ. وَعَنْهُ مُسْلِمُ بن إبراهيم وموسى التَّبُوذَكِيُّ وَبِشْرُ بْنُ الْوَضَّاحِ وَعُبَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: فِيهِ نَظَرٌ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: لَهُ مَنَاكِيرُ عَنْ أَنَسٍ.
40- زُفَرُ بْنُ عَاصِمٍ2، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْهِلالِيُّ الدِّمَشْقِيُّ.
عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ. وَعَنْهُ مَالِكٌ وَيَحْيَى بْنُ حُمَّةَ.
وَكَانَ مِنْ أُمَرَاءِ الْجِهَادِ، وَلِيَ غَزْوَ الصَّائِفَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَقَبْلَ ذَلِكَ.
41- زُفَرُ بْنُ الْهُذَيْلِ الْعَنْبَرِيُّ3، الْفَقِيهُ صَاحِبُ أَبِي حَنِيفَةَ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ عَشْرٍ ومائة.
__________
1 تهذيب التهذيب "3/ 325"، والميزان "2/ 69".
2 الجرح والتعديل "3/ 608".
3 طبقات ابن سعد "6/ 270"، وميزان الاعتدال "2/ 71".(9/260)
رَوَى عَنِ الأَعْمَشِ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ وَابْنِ إِسْحَاقَ وَحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ وَأَبِي حَنِيفَةَ وَجَمَاعَةٍ.
ومات في الكهولة.
رَوَى عَنْهُ حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِرْمَانِيُّ وَأَبُو يَحْيَى أَكْثَمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيَّادٍ وَطَائِفَةٌ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْمُلائِيُّ: كَانَ ثِقَةً مأمونًا. وقع إلى البصرة في الميراث مِنْ أَخِيهِ فَتَشَبَّثَ بِهِ أَهْلُ الْبَصْرَةِ فَلَمْ يتركوه يخرج من عندهم.
وقال يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ: كَانَ وَالِدُهُ هُذَيْلُ بْنُ قَيْسِ بْنِ سُلَيْمٍ بِأَصْبَهَانَ فِي خِلافَةِ يَزِيدَ بْنِ الوليد وكان ثَلاثَةُ أَوْلادٍ: زُفَرُ أَبُو الْهُذَيْلِ وَهِرْثِمَةُ وَكَوْثَرٌ. قَالَ وَرَجَعَ زُفَرُ عَنِ الرَّأْيِ وَأَقْبَلَ عَلَى الْعِبَادَةِ. ثُمَّ سَاقَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي كِتَابِهِ الْحِلْيَةِ لَهُ خَمْسَةَ أَحَادِيثَ، وَمِنَ الرُّوَاةِ عَنْهُ: النُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ وَالْحَكَمُ بْنُ أَيُّوبَ ومالك بن فديك. روى عَنْ مُدْرِكٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زَيَّادٍ قَالَ: كان زفر وداود الطائي متواخيين فَأَمَّا دَاوُدُ فَتَرَكَ الْفِقْهَ وَأَقْبَلَ عَلَى الْعِبَادَةِ وَأَمَّا زُفَرُ فَجَمَعَهُمَا.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مهدي: نبأ عبد الواحد بم زَيَّادٍ قَالَ: لَقِيتُ زُفَرَ فَقُلْتُ لَهُ صِرْتُمْ حَدِيثًا فِي النَّاسِ وَضَحِكَةً. قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قلت: تقولون في الابتداء إدرأوا الْحُدُودَ بِالشُّبُهَاتِ وَجِئْتُمْ إِلَى أَعْظَمِ الْحُدُودِ فَقُلْتُمْ: تُقَامُ بِالشُّبُهَاتِ. قَالَ وَمَا هُوَ؟ قُلْتُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ" 1 فَقُلْتُمْ يُقْتَلُ بِهِ. قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُكَ السَّاعَةَ أَنِّي قَدْ رَجَعْتُ عَنْهُ.
قَالَ الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا يُنَاظِرُ زُفَرَ إِلا رَحِمْتُهُ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الملائي: كنت أمر على زفر فيقول: تعال حَتَّى أُغَرْبِلَ لَكَ مَا سَمِعْتَ.
وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ: قَالَ زُفَرُ بْنُ الْهُذَيْلِ: مَنْ قعد قبل وقته ذل.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "4/ 84، 9/ 14"، والترمذي "143"، وأبو داود "2034، 4530"، وابن ماجه "2659"، وأحمد في مسنده "1/ 79"، وابن سعد في الطبقات "1/ 2/ 172".(9/261)
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كُنْتُ أَعْرِضُ الْحَدِيثَ عَلَى زفر فيقول: هذا ناسخ هذا مَنْسُوخٌ، هَذَا يُؤْخَذُ بِهِ، هَذَا يُرْفَضُ.
قَدْ ذكرنا ان غير واحد وثق زفر. وقال ابْنُ سَعْدٍ: لَمْ يَكُنْ فِي الْحَدِيثِ بِشَيْءٍ.
مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
42- زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ الْمَكِّيُّ1 –ع-.
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ وَأَبِي الزُّبَيْرِ.
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ وَرَوْحٌ وَأَبُو عَاصِمٍ وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ وَآخَرُونَ.
وَقَدِ اتُّهِمَ فِي نفسه بالقدر وهو ثقة. وقال أبو حاتم: لا بأس به.
وقال ابن مَعِينٍ: قَدَرِيٌّ.
قُلْتُ: مَاتَ بَعْدَ الْخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
43- زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ الْيَمَانِيُّ الْجُنْدِيُّ2 -ت ن ق-.
نزيل مكة. قال أبو عمر الدَّانِيُّ: أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَرَضًا عَنْ مُجَاهِدٍ وَدِرْبَاسٍ. كَذَا قَالَ أَبُو عَمْرٍو.
رَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَأَبِي الزُّبَيْرِ. وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَابْنُ مَهْدِيٍّ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ أَحْمَدُ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْجُوزْجَانِيُّ: مُتَمَاسِكٌ. قُلْتُ: خَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ مُتَابَعَةً.
44- زُهَيْرُ بْنُ مَيْمُونَ الْكُوفِيُّ3، النحوي.
__________
1 التهذيب "3/ 328"، وميزان الاعتدال "2/ 71"، وخلاصة تذهيب الكمال "122"، والمعرفة والتاريخ "2/ 207".
2 التهذيب "3/ 338"، والجرح والتعديل "3/ 624"، والميزان "2/ 81".
3 الفهرست "133"، والوافي بالوفيات "14/ 228".(9/262)
وَيُعْرَفُ بِالْفُرْقُبِيِّ لِأَنَّهُ كَانَ يَتَّجِرُ فِي الْفُرْقُبِ. وكان من كبار العلماء.
أخذ عَنْ أَصْحَابِ أَبِي الأَسْوَدِ. وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
45- زِيَادُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الْحَنَفِيُّ1، الأَصْغَرُ الْمِهْرَوَانِيُّ الْكُوفِيُّ.
عَنِ الْحَسَنِ وَعِكْرِمَةَ وَثَابِتٍ. وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَسُفْيَانُ وَإِسْرَائِيلُ وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ وَبَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ مَرَّةً: لا بَأْسَ بِهِ.
46- زَيَّادُ بْنُ مَيْمُونَ2، أَبُو عَمَّارٍ الْبَصْرِيُّ.
صَاحِبُ الْفَاكِهَةِ. عَنْ أَنَسٍ. وَعَنْهُ عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ وَالْحَارِثُ بْنُ مُسْلِمٍ. وَسَمِعَ مِنْهُ أَبُو دَاوُدَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَتَرَكَاهُ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَقِينَاهُ، فَقَالَ: عُدُّوا إِنَّ النَّاسَ لا يَعْلَمُونَ أَنِّي لَمْ أَلْقَ أَنَسًا أَمَا تَعْلَمَانِ أَنِّي مَا لَقِيتُهُ؟ قَالَ: ثُمَّ بَلَغْنَا أَنَّهُ يَرْوِي عَنْهُ، فَلَقِينَاهُ، فَقَالَ: عُدُّوا إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْبًا، أَفَلا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيَّ؟ قُلْنَا: نَعَمْ قَالَ: تُبْتُ، مَا سَمِعْتُ مِنْ أَنَسٍ شيئًا. وَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ يَبْلُغُنَا أَنَّهُ يَرْوِي عَنْهُ فَتَرَكْنَاهُ.
وَقَالَ بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ: قَالَ زَيَّادُ بْنُ مَيْمُونَ: عُدُّوا أَنِّي كُنْتُ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمْتُ، أَمَا كُنْتُمْ تَقْبَلُونَ تَوْبَتِي؟ مَا سَمِعْتُ مِنْ أَنَسٍ شَيْئًا. وَكَانَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ يرميه بالكذب.
وقال ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
47- زِيَادُ بْنُ حِبَّانَ الرَّقِّيُّ3 -ن ق- كُوفِيُّ الأَصْلِ.
رَوَى عَنِ الزهري وابن المنكدر وأيوب وأبو إسحاق وابن جريج وجماعة.
وعنه أبو نعيم وأبو أحمد الزبيري ومعمر بن سليمان وآخرون.
قال أحمد بن حنبل: كان يشرب المسكر. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال ابن
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 365".
2 التاريخ الكبير "3/ 370"، والجرح والتعديل "3/ 544".
3 التهذيب "3/ 404"، وميزان الاعتدال "2/ 101"، والخلاصة "127".(9/263)
عدي: لا أَرَى بِهِ بَأْسًا. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ. وَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وخمسين ومائة.
48- زيد بن أبي ليلى مُرَّةَ1، أَبُو الْمَعَالِي.
رَأَى أَنَسًا وَسَمِعَ الْحَسَنَ. وَعَنْهُ مُعْتَمِرٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
رَوَى أَبُو دَاوُدَ عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ مَعْقِلٍ فِي ذَمِّ الاحْتِكَارِ.
"حرف السِّينِ":
49- سَالِمُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى2. وَقِيلَ: ابْنُ غَيْلانَ، وَقِيلَ: ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. أَبُو الْفَيْضِ.
عَنْ عَطَاءٍ وَنَافِعٍ وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَرَّانِيُّ وَعُمَرُ بْنُ صُبَيْحٍ وَمُحَمَّدُ بن يعلى زنبور والوليد بن القاسم وجماعة.
قال البخاري: تركوه. وقال ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. قُلْتُ: نَقَمُوا عَلَيْهِ عن نافع ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا كَانَ إِذَا خَافَ أَنْ يَنْسَى رَبَطُوا فِي أُصْبُعِهِ خَيْطًا.
50- السَّائِبُ بْنُ عمر3 -د ن- بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ الْمَخْزُومِيُّ الْمَكِّيُّ.
عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيِّ.
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو عَاصِمٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ وَعِدَّةٌ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
51- سَحَّامَةُ بْنُ عبد الله البصري الأصم4.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 305"، وفيه زيادة حيث قال: "زيد بن مرة ابن أبي ليلى أبو المعلى"، وانظر في الحاشية التعليق على الاختلاف في اسمه.
2 الجرح والتعديل "4/ 186"، والميزان "2/ 112".
3 التقريب "1/ 276"، وتهذيب الكمال "10/ 191".
4 التاريخ الكبير "4/ 211"، والتهذيب "3/ 454".(9/264)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: سحامة عَبْد الرَّحْمَنِ قَالَ: والأصم هُوَ والده.
سَمِعَ أَنَسًا. قَالَ ابْنُ الذَّهَبِيِّ: مَا عَلِمْتُ فِيهِ جَرْحًا.
أَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ عَسَاكِرٍ عَنْ عَبْدِ الْمُعِزِّ بْنِ مُحَمَّدٍ أنا زاهر أن أَبُو سَعْدٍ الْكَنْجَرُوذِيُّ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ أَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا سَحَّامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَنَسٌ وَاسِطَ فَحَدَّثَنَا أن رجلًا جاء النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ مِنْ أَمْرِهِ حَاجَةً وَفَقْرًا، فَأُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَنَهَضَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِيَدْخُلَ فِيهَا، فَتَعَلَّقَ بِهِ الرَّجُلُ، فَقَامَ مَعَهُ حَتَّى قَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ دَخَلَ فِي الصَّلاةِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ الأَدَبِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ عَنِ الْعَقَدِيِّ عَنْ سَحَّامَةَ.
52- سَدُوسُ بْنُ حَبِيبٍ1، الْقَيْسِيُّ الْبَصْرِيُّ. بَيَّاعٌ السَّابِرِيُّ.
عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ. وَعَنْهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى التَّبُوذَكِيُّ.
قَالَ: مَا عَلِمْتُ فِيهِ جَرْحًا.
53- سُعَادُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيُّ الْكُوفِيُّ2 -ق-.
عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ وَأَبِي إِسْحَاقَ وَجَابِرٍ الْجُعْفِيِّ وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ. وَعَنْهُ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ وَجَبَّارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ مِنْ عِتْقِ الشِّيعَةِ وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ فِي الْحَدِيثِ. وَقِيلَ: سَعَّادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
54- سَعْدَانُ الجهني الكوفي3 -خ ت ق- قِيلَ: اسْمُهُ سَعِيدُ بْنُ بِشْرٍ, وَقِيلَ: ابْنُ بشير.
__________
1 لسان الميزان "3/ 9"، والجرح والتعديل "4/ 311".
2 تهذيب التهذيب "3/ 462"، والتقريب "1/ 278".
3 التاريخ الكبير "4/ 196"، والتهذيب "3/ 487"، والجرح "4/ 289".(9/265)
رَوَى عَنْ سَعْدٍ أَبِي مُجَاهِدٍ الطَّائِيِّ وَكِنَانَةَ مَوْلَى صَفِيَّةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ جَحَّادَةَ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو عَاصِمٍ وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي الْكُتُبِ.
55- سَعِيدُ بْنُ أَبَانِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الأُمَوِيُّ1. نَزِيلُ الْكُوفَةِ.
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ وَعُمَرَ بْنِ إِسْحَاقَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ يحيى بن سعيد الأموي وعمر بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ.
وَقَالَ: كَانَ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ.
56- سَعِيدُ بْنُ حَسَّانٍ المخزومي2 –م4- المكي القاص.
عَنْ مُجَاهِدٍ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَعُرْوَةَ بْنِ عِيَاضٍ. وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَوَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ مَرَّةً وَتَوَقَّفَ مَرَّةً.
57- سَعِيدُ بْنُ زَيَّادٍ الشيباني3 -د ن- المكي.
عَنْ عَطَاءٍ وَطَاوُسٍ وَزِيَادِ بْنِ صُبَيْحٍ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ بْنُ جُنْدُبٍ وَوَكِيعٌ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ.
58- سَعِيدُ بْنُ سَابِقٍ الرَّازِيُّ4 الْفَقِيهُ وَالِدُ مُحَمَّدٍ.
عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي زَيَّادٍ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ وَحَكَّامُ بْنُ سَالِمٍ وَهَارُونُ بْنُ الْمُغِيرَةِ. صويلح.
59- سعيد بن سنان5 -د ت ق- أبو سنان البرجمي الشيباني الكوفي نَزِيلُ الرَّيِّ.
عَنِ الضَّحَّاكِ وَطَاوُسٍ وَالشَّعْبِيِّ وَعَمْرِو بن مرة وجماعة. وعنه إسحاق بن
__________
1 التاريخ الكبير "1517"، وتهذيب التهذيب "4/ 2".
2 الجرح والتعديل "4/ 12"، والوافي بالوفيات "290".
3 الخلاصة "1/ 296"، والتقريب "1/ 288".
4 التاريخ الكبير "3/ 481"، والجرح والتعديل "4/ 30".
5 ميزان الاعتدال "2/ 143".(9/266)
سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ وَبَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَأَبُو دَاوُدَ وَخَلْقٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثِقَةٌ مِنْ رُفَعَاءِ النَّاسِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ عَابِدًا فَاضِلا. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: صَالِحٌ لَمْ يَكُنْ يُقِيمُ الْحَدِيثَ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: لا يُتَابَعُ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ حَدِيثِهِ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: مَنْ أَبُو سِنَانٍ، يَعْنِي سَعِيدَ بْنَ سِنَانٍ، لَوْ كَانَ لِي عَلَيْهِ سُلْطَانٌ لَحَبَسْتُهُ وَأَدَّبْتُهُ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: سَكَنَ الرَّيَّ وَكَانَ سيئ الْخُلُقِ وَكَانَ يَحُجَّ كُلَّ سَنَةٍ.
وَقَالَ الْخَطِيبُ وَغَيْرُهُ: سَكَنَ قَزْوِينَ أَيْضًا.
وَأَمَّا: * سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْحِمْصِيُّ1، أَبُو مَهْدِيٍّ فَآخَرُ.
60- سَعِيدُ بْنُ زَوْنٍ الثَّعْلَبِيُّ الْبَصْرِيُّ2.
عَنْ أَنَسٍ وَعَنْهُ هِلالُ بْنُ فَيَّاضٍ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ضَعِيفٌ جِدًّا, وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.
61- سَعِيدُ بْنُ زَيَّادٍ3. مَوْلَى جُهَيْنَةَ الْمَدِينِيُّ الْمُكْتِبُ.
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَعُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيِّ وَغَيْرِهِمَا، وَعَنْهُ زَيَّادُ بْنُ يُونُسَ وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
62- سَعِيدُ السائب بن يسار4 -د ن ق- وهو سعيد بن أبي حفص الثقفي أَحَدُ الْعُبَّادِ الْبَكَّائِينَ.
عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَيَّةَ الْعَامِرِيِّ وَنُوحِ بْنِ صَعْصَعَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيَاضٍ. وَعَنْهُ حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مهدي وأبو حذيفة النهدي وجماعة.
__________
1 التهذيب "4/ 46"، والميزان "2/ 143"، والجرح والتعديل "4/ 28".
2 المجروحين "1/ 317"، والضعفاء والمتروكين "54".
3 الجرح والتعديل "4/ 22".
4 التاريخ الكبير "3/ 480"، والجرح والتعديل "4/ 30".(9/267)
قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ: كُنَّا نَرَاهُ مِنَ الأَبْدَالِ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ لا يَكَادُ يَجِفُّ لَهُ دَمْعٌ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسْرَعَ دَمْعَةً مِنْهُ إِنَّمَا كَانَ يَعُوزُهُ أَنْ تُحَرِّكَهُ فَتَرَى دُمُوعَهُ كَالْقَطْرِ رَحِمَهُ اللَّهُ.
قَالَ الْحُمَيْدِيّ عَنْ سَفْيَانَ: حَدَّثُونِي أَنَّ رَجُلا عَاتَبَهُ فِي الْبُكَاءِ فَبَكَى وَقَالَ: كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَعْذِلَنِي عَلَى التَّقْصِيرِ وَالتَّفْرِيطِ فَإِنَّهُمَا قَدِ اسْتَوْلَيَا عَلَيَّ.
63- سَعِيدُ بن عبد الرحمن البصري1. هو أَخُو أَبِي حَرَّةَ.
سَمِعَ ابْنَ سِيرِينَ وَيَحْيَى بْنَ أَبِي إِسْحَاقَ وَمَكْحُولا. وَعَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا بِهِ بَأْسٌ.
64- سَعِيدُ بْنُ عبد الرحمن أبو شيبة2 –ن- الزبيدي الكوفي قَاضِي الرَّيِّ.
عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَمُجَاهِدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيَّادٍ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ وَابْنُ فُضَيْلٍ.
وَثَّقَهُ أبو داود.
وقال ابْنُ حِبَّانَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. كَانَ يَرْوِي الْمَقَاطِيعَ.
65- سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن جبير بن حية3 -خ ن ق- الثقفي البصري.
عَنْ عَمِّهِ زَيَّادِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ وَخَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَعَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ الْجَهْضَمِيُّ وَعِدَّةٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَغَيْرُهُ.
66- سَعِيدُ بْنُ عبيد الهنائي البصري4 -ت ن-.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 40".
2 المعرفة والتاريخ "3/ 195".
3 التهذيب "4/ 61"، والجرح والتعديل "4/ 38".
4 تهذيب التهذيب "4/ 62"، والجرح والتعديل "4/ 47".(9/268)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ وَالْحُسَيْنِ وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَعَنْهُ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ وَكَثِيرُ بْنُ فَائِدٍ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
67- سَعِيدُ بن أبي عروبة1 –ع- مهران، مَوْلَى بَنِي عَدِيٍّ عَالِمُ الْبَصْرَةِ أَبُو النَّضْرِ الْعَدَوِيُّ الْحَافِظُ. وُلِدَ فِي حَيَاةِ أَنَسِ بْنِ مالك.
وروى عن الحسن وابن سيرين قليلًا وعن قتادة فأكثر وَالنَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ الدَّانَاجِ وَأَبِي رَجَاءٍ الْعَطَارِدِيِّ، وَهُوَ أكبر شيخ لقيه، وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ وَأَبِي نَضْرَةَ الْعَبْدِيِّ وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَخَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَغُنْدَرٌ وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضَّبْعِيُّ وَالأَنْصَارِيُّ وَأَبُو عَاصِمٍ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: مَا كَانَ عِنْدَنَا فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ أَحَدٌ أَحْفَظُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَمْ يَكُنْ لِسَعِيدٍ كِتَابٌ إِنَّمَا كَانَ يَحْفَظُ ذَلِكَ كُلَّهُ. وَزَعَمُوا أَنَّهُ قَالَ: لَمْ أَكْتُبْ إِلا تَفْسِيرَ قَتَادَةَ، وَذَلِكَ أَنَّ أَبَا مَعْشَرٍ كَتَبَ إِلَيَّ أَنْ أَكْتُبَهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: أَثْبَتُهُمْ فِي قَتَادَةَ سَعِيدٌ وَالدَّسْتُوَائِيُّ وَشُعْبَةُ.
وَقَالَ حَفْصُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّيْسَابُورِيُّ: قَالَ لِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ: إِذَا رَوَيْتَ عَنِّي فَقُلْ: ثنا سعيد الأعرج عنن قَتَادَةَ الأَعْمَى عَنِ الْحَسَنِ الأَحْدَبِ.
وَقَالَ بُنْدَارٌ: ثنا عَبْدُ الأَعْلَى وَكَانَ قَدَرِيًّا عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ وَكَانَ قَدَرِيًّا عَنْ قَتَادَةَ وَكَانَ قَدَرِيًّا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ قتادة وسعيد يقولان بالقدر ويكتمانه.
وروى الْكَوْسَجُ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: سَعِيدٌ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ ثِقَةٌ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِطَ وَكَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِحَدِيثِ قَتَادَةَ.
وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي عَرُوبَةَ كَانَ أَوَّلَ مَنْ صَنَّفَ الْعِلْمَ بِالْبَصْرَةِ.
قَالَ أَحْمَدُ: وَمَنْ سَمِعَ من سعيد قبل الهزيمة فسماعه جيد.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 504"، والجرح والتعديل "4/ 65"، والتهذيب "4/ 63".(9/269)
قُلْتُ: يَعْنِي هَزِيمَةَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن حسين، وَكَانَتْ فِي أَوَاخِرِ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: لَقِيتُ ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ قَبْلَ الأَرْبَعِينَ بِدَهْرٍ وَرَأَيْتُهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فَأَنْكَرْتُهُ، وَكَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القطان يوثقه.
وقال أَبُو نُعَيْمٍ: كَتَبْتُ عَنْهُ عِنْدَمَا اخْتَلَطَ حَدِيثَيْنِ. وَقَالَ ابْنُ مُثَنَّى: ثنا الأَنْصَارِيُّ: دَخَلْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ الأَفْطَسُ عَلَى سَعِيدٍ بَعْدَمَا تَغَيَّرَ فَجَعَلَ يَنْظُرُ فِي وُجُوهِنَا وَلا يَعْرِفُنَا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: كَانَ ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ يَمْزَحُ وَكَانَ يُحَدِّثُ فَإِذَا أَعْجَبَهُ حَفِظَهُ قَالَ "دَقَّكَ بِالْمُنْحَازِ حَبُّ الْفُلْفُلِ".
وَقَالَ رَجُلٌ: أَتَيْتُ ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ فَتَمَارَى عِنْدَهُ رَجُلانِ فَبَقِيَ يُغْرِي بَيْنَهُمَا قَلِيلا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، فِي تَدْلِيسِ سَعِيدٍ: لَمْ يَسْمَعْ سَعِيدٌ مِنَ الْحَكَمِ وَلا مِنَ الأَعْمَشِ وَلا مِنْ حَمَّادٍ وَلا مِنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَلا مِنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ وَلا من إسماعيل بن خالد ولا من عبيد الله بْنِ عُمَرَ وَلا مِنْ أَبِي بِشْرٍ وَلا مِنِ ابْنِ عُقَيْلٍ وَلا مِنْ زَيْدِ بْنِ أسلم ولا من ابن أبي سلمة ولا من أبي الزناد، وقد حَدَّثَ عَنْ هَؤُلاءِ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ شَيْئًا.
وَقَالَ الْفَلاسُ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُولُ: لَمْ يَسْمَعْ سَعِيدٌ مِنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ وَلا مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُمَرَ وَلا مِنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ.
قَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ يَقُولُ: مَنْ لَمْ يَسْمَعِ الْخِلافَ فَلا تَعُدُّهُ عَالِمًا.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، قَيَّدَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ.
68- سَعِيدُ بْنُ عَطِيَّةَ اللَّيْثِيُّ1 -ت-.
عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْهُ عُبَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ وَأَبُو داود الطيالسي وأبو عبد الرحمن المقري. ذكره ابن حبان في الثقات.
__________
1 تقريب التهذيب "1/ 294"، والثقات "6/ 36"، والخلاصة "141".(9/270)
69- سعيد بن يزيد1 -م د ت ق- أبو شجاع القتباني الحميري الإسكندراني.
عَنِ الأَعْرَجِ وَالْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ وَخَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ وَدَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ وَاللَّيْثُ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو زُرَارَةَ لَيْثُ بْنُ عَاصِمٍ وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ ثِقَةً عابداُ كَبِيرَ الْقَدْرِ، وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ لَهُ شَأْنٌ.
وَقَالَ اللَّيْثُ بْن عَاصِمٍ: رَأَيْتُهُ إِذَا أَصْبَحَ عَصَبَ سَاقَهُ بِالْمُشَاقَّةِ وَبِزْرِ الْكَتَّانِ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: كَانَ مِنَ الْعُبَّادِ الْمُجْتَهِدِينَ، تُوُفِّيَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
70- سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنِ2 -4- بْنِ حَسَنٍ الْوَاسِطِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ.
عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وَإِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَالزُّهْرِيِّ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعُمَرُ بن عبد الله بن رَزِينٍ وَأَخُوهُ عُمَيْرٌ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الأَئِمَّةِ إِلا فِي رِوَايَتِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ خَاصَّةً فَإِنَّ فِيهَا مَنَاكِيرُ. وَاسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: سُفْيَان بن حسين السلمي المعلم، رَوَى عن الحَسَن وجماعة.
قَالَ عَبَّاسٌ عن ابن مَعِين: ليس به بأس مِنْ أَكَابِرِ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةٌ كَانَ يُؤَدِّبُ الْمَهْدِيَّ. وَحَدِيثُهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ فَقَطْ لَيْسَ بِذَاكَ إِنَّمَا سَمِعَ مِنْهُ بِالْمَوْسِمِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صالح الحديث ولا يحتج به نحو محمد بن إسحاق.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 521"، والتهذيب "4/ 101"، وحسن المحاضرة "1/ 274".
2 ميزان الاعتدال "2/ 165"، والجرح والتعديل "4/ 227"، والتهذيب "4/ 107".(9/271)
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: الإِنْصَافُ فِي أَمْرِهِ: يَبْحَثُ بِمَا رَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ وَالاحْتِجَاجِ بِمَا رَوَى عَنْ غَيْرِهِ. مَاتَ بَعْدَ الْخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
71- سُفْيَانُ بن دينار1 -خ ن- أبو سعيد الكوفي التمار.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُصْعَبِ بْنِ سَعِيدٍ وَعِكْرِمَةَ وَالشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ وَالْمُحَارِبِيُّ وَعَفَّانُ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ: رَأَيْتُ قَبْرَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبِي بَكْرٍ وعمر مسنمة2.
72- السكن بن المغيرة3 –ت- البصري البزاز أبو محمد مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.
عَنْ سَارِيَةَ عَنْ عَائِشَةَ وَعَنِ الْوَلِيدِ بن أبي هشام. وعنه أبو داود وأبو نعيم وحبان بن هلال وأبو الوليد وجماعة. قال النسائي: ليس به بأس.
73- سلام بن أبي عمرة4 –ت- أبو علي الخراساني.
عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونَ الأَوْدِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَالْحَسَنِ. وعن وَكِيعٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ وَعُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ وَغَيْرُهُمْ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
74- سَلَمَةُ بْنُ بَخْتٍ5.
عَنْ عِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ وَالْقَعْنَبِيُّ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
75- سَلَمَةُ بْنُ سَابُورٍ الْكُوفِيُّ6.
عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَعَبْدِ الْوَارِثِ مَوْلَى أَنَسٍ. وَعَنْهُ الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى وَمُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ وَسَلَمَةُ بْنُ رَجَاءٍ وَأَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ. ضَعَّفَهُ ابن معين.
76- سلمة بن وردان7 -ت ق- أبو يعلى الليثي الخندعي مولاهم المدني.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 220"، والوافي بالوفيات "397".
2 والمسنم: وهو الشيء المعظم، ويقال مجد مسنم: عظم و: الشيء على هيئة السنام في بناء ونحوه.
3 التهذيب "4/ 126"، والجرح والتعديل "4/ 287".
4 التاريخ الكبير "4/ 133"، والمجروحين "1/ 341"، وميزان الاعتدال "2/ 180".
5 الجرح والتعديل "4/ 156".
6 ميزان الاعتدال "2/ 190".
7 تهذيب التهذيب "4/ 160"، والجرح والتعديل "4/ 174".(9/272)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى وَمَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَابْنُ وَهْبٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَالْقَعْنَبِيُّ وَالْوَاقِدِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَعِدَّةٌ. ضَعَّفَهُ أبو داود.
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي: عَامَّةُ مَا عِنْدَهُ عَنْ أَنَسٍ مُنْكَرٌ.
قِيلَ: توفي في آخر خلافة المنصور. وقال الدارقطني: ضعيف.
77- سلم بن زرير1 -خ م ن- أبو يونس العطاردي البصري.
عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ طَرَفَةَ وَأَبِي غَالِبٍ حَزَوَّرٍ. وَعَنْهُ أَبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ وَأَبُو الْوَلِيدِ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَضَعَّفَهُ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ معين.
وقال أبو حاتم أيضًا: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْهُ فَقَالَ: صَدُوقٌ، وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فَقَالَ: ثِقَةٌ مَا بِهِ بَأْسٌ. قُلْتُ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ عَشَرَةِ أَحَادِيثَ يُحتَجُّ بِبَعْضِهَا.
78- سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ2.
عَنِ الزُّهْرِيِّ وَعَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ. وَعَنْهُ ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بُومَةُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَرَادَةَ وَخَالِدُ بْنُ حَيَّانَ. ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ. وَهُوَ مِنْ مَوَالِي أَمِيرِ الْجَزِيرَةِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ الأُمَوِيِّ.
79- سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْخَوْلانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ3، رَوَى حَدِيثَ الصَّدَقَاتِ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَرَوَى أَيْضًا عَنْ أَبِي قِلابَةَ.
وَعَنْهُ صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ الله ويحيى بن حمزة.
قال أحمد بن حنبل في حديثه الطويل: أرجو أَنْ يَكُونَ صَحِيحًا. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هُوَ شَيْخٌ ضَعِيفٌ. قُلْتُ: وَحَدِيثُهُ الطَّوِيلُ رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي الْمُسْنَدِ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَغَيْرُهُ عَنْ صَدَقَةَ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا قِلابَةَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي صفة صلاته.
__________
1 التهذيب "4/ 160"، والجرح والتعديل "4/ 264"، والميزان "2/ 193".
2 لسان الميزان "3/ 100"، والجرح والتعديل "4/ 115".
3 التهذيب "4/ 189"، والمشاهير "184".(9/273)
وَقَالَ عَبْدُ الْجَبَّارِ الْخَوْلانِيُّ فِي "تَارِيخِ دَارَيَّا": كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ حاجباُ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَوَلَدُهُ بِدَارِيَّا إِلَى الْيَوْمِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمُحَقِّقِينَ: الصَّوَابُ فِي حَدِيثِ الصَّدَقَاتِ: يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ.
قَالَ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهْ: رَأَيْتُ فِي كِتَابِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ بِخَطِّهِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ عَنِ الزُّهْرِيِّ.
وَقَالَ دُحَيْمٌ: نَظَرْتُ فِي أَصْلِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ حَدِيثِ الصَّدَقَاتِ فَإِذَا هُوَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ.
قُلْتُ: وَقَدْ رَوَى طَائِفَةٌ مِنَ الْحَدِيثِ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْخَوْلانِيُّ ثقة، ثم ساق له في "الأنواع والتقاسيم" بِطُولِهِ. فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
80- سُلَيْمَانُ بْنُ سُفْيَانَ الْمَدَنِيُّ1، أَبُو سُفْيَانَ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ وَبِلالِ بْنِ يَحْيَى. وَعَنْهُ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ -وَهُوَ أكبر منه- وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ.
قَالَ الدُّولابِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ.
* سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ2، أَبُو أَيُّوبَ المورياني الجوزي وزير المنصور.
ذكرته فِي الْكُنَى.
81- سُلَيْمَانُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ جَمَّازٍ3، الزُّهْرِيُّ الْمَدَنِيُّ الْمُقْرِئُ.
أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَشَيْبَةَ بْنِ نِصَاحٍ، وَعَرَضَ أَيْضًا عَلَى نَافِعِ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ.
قَرَأَ عَلَيْهِ إِسْمَاعِيلُ بن جعفر وقتيبة بن مهران.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 119"، والتهذيب "4/ 194".
2 الجرح والتعديل "4/ 122".
3 ميزان الاعتدال "2/ 223".(9/274)
82- سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ الْكَعْبِيُّ الْخُزَاعِيُّ1، أَبُو الْمُثَنَّى.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وَرَبِيعَةَ الرَّأْيِ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ وَيَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ التَّنِّيسِيُّ وَابْنُ وَهْبٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
83- سُلَيْمَانُ أَبُو الرَّبِيعِ الْهَمَذَانِيُّ2. مِنْ أَهْلِ هَمَذَانَ.
رَوَى عَنْ أَبِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ الرَّبِيعُ بْنُ زِيَادٍ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَزَيْدُ بْنُ الحباب. وكان يُعْرَفُ بِالأَحْمَرِ. وَهُوَ مِنْ أَوَّلِ مَنْ فِي "تَارِيخِ هَمَذَانَ".
84- سُلَيْمٌ مَوْلَى الشَّعْبِيِّ3.
عَنِ الشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ. ضَعَّفَهُ الْفَلاسُ.
85- سُلَيْمُ بْنُ حَيَّانَ الْهُذْلِيُّ4 -خ م- مِنْ ثِقَاتِ الْبَصْرِيِّينَ.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ مِينَا وَقَتَادَةَ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَمَرْوَانَ الأَصْغَرِ. وَعَنْهُ بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَابْنُ مَهْدِيٍّ وَعَفَّانُ وَمُحَمَّدٌ الْعَوْفِيُّ وَآخَرُونَ.
86- سَهْلُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ5. وَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَرَوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ وَبُرَيْدَةَ بْنِ سُفْيَانَ وَقَنَّانٍ النَّهْمِيِّ. وَعَنْهُ زُرَيْقُ الْبَجَلِيُّ الْمُقْرِئُ وَأَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَعَوْنُ بْنُ سلام. وما علمت به بأسًا.
__________
1 تقريب التهذيب "1/ 319".
2 الجرح والتعديل "4/ 152".
3 التاريخ الكبير "4/ 132"، والجرح والتعديل "4/ 313".
4 الجرح والتعديل "4/ 314".
5 الجرح والتعديل "4/ 199".(9/275)
87- سَهْلُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ1، الْبَصْرِيُّ السَّرَّاجُ.
عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وَأَيُّوبَ. وَعَنْهُ ابْنُ مَهْدِيٍّ وَأَبُو دَاوُدَ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَأَبُو سَلَمَةَ الْمِنْقَرِيُّ.
قَالَ أَحْمَدُ: لَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ. وَكَذَا قَالَ أَبُو حَاتِمٍ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: قَدْ رَوَى شَيْئًا مُنْكَرًا وَهُوَ أَنَّهُ رَأَى الْحَسَنَ يُصَلِّي بَيْنَ سُطُورِ الْقُبُورِ.
وَقَالَ أَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ: وَقَدْ رَوَى شَيْئًا أَنْكَرَ مِنْ هَذَا، سَمِعْتُ عَبْدَ الصَّمَدِ يَقُولُ: ثنا سَهْلٌ السَّرَّاجُ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يُجِزْ طَلاقَ الْمَرِيضِ.
قُلْتُ: رَوَى لَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْقَدَرِ.
* سَوَّارُ بْنُ دَاوُدَ2. هُوَ أَبُو حَمْزَةَ. يَأْتِي بِكُنْيَتِهِ.
88- سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُدَامَةَ3 بْنِ عَنْزَةَ التَّمِيمِيُّ الْعَنْبَرِيُّ قَاضِي الْبَصْرَةِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: هَذَا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّه مَا تَعَنَّى فِي طَلَبِ حَدِيثٍ قَطُّ قَدْ سَادَ النَّاسَ.
قُلْتُ: قَدْ رَوَى عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ وَأَبِي الْمِنْهَالِ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَلَكِنَّهُ قَلِيلُ الْحَدِيثِ. رَوَى عَنْه عَرْعَرَةَ بْنِ الْبِرِنْدِ وَعَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ وَغَيْرِهِمَا.
قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
قُلْتُ: وَلِيَ الْقَضَاءَ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَكَانَ مِنْ نُبَلاءِ الْقُضَاةِ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَيْضًا ابْنُ عُلَيَّةَ وَمُعَاذٌ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ. وذكره أَبُو حَاتِمٍ وَلَمْ يُجَرِّحْهُ.
وَقَالَ بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّيرِينِيُّ: رَأَيْتُ سَوَّارًا إِذَا أَرَادَ أَنْ يَحْكُمَ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَتَغْرَغَرَتْ عَيْنَاهُ ثُمَّ حَكَمَ. وَبَلَغَنَا أَنَّ الْمَنْصُورَ اسْتَقْدَمَهُ لِيَعْزِلَهُ لأنه شكي منه
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 101"، وميزان الاعتدال "2/ 239".
2 ميزان الاعتدال "2/ 245"، والتهذيب "4/ 267".
3 التاريخ الكبير "4/ 168"، والمشاهير "158".(9/276)
فعطس المنصور بحضوره فلم يشتمه فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ مِنَ التَّشْمِيتِ1؟ قَالَ: لِأَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ، قَالَ: فَقَدْ حمدت في نفسي، قال: وقد شتمك فِي نَفْسِي، قَالَ: ارْجِعْ فَلَوْ حَابَيْتَ أَحَدًا لَحَابَيْتَنِي.
مَاتَ سَوَّارٌ فِي آخِرِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
"حرف الشِّينِ":
98- شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ2 –ع- بن الورد أبو بسطام الأزدي العتكي مَوْلاهُمُ الْوَاسِطِيُّ، الْحَافِظُ الْكَبِيرُ عَالِمُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فِي زَمَانِهِ، بَلْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ.
وقد سكن البصرة من صغره وَرَأَى الحَسَن، وسمع منه. مسائل.
وروى عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ وَجَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وَجَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ وَالْحَكَمِ وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ وَزُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ وَقَتَادَةَ وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ وَأَبِي جَمْرَةَ الضَّبْعِيِّ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وخلائق قد أفردهم مسلم في جزء، ومنهم محمد بن الكمكدر ومحمد بن زياد القرشي وابن ملكية وعبيد بْنِ أَبِي يَزِيدَ.
وَعَنْهُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وهو من شيوخه، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ وَالْقَطَّانُ وَابْنُ مَهْدِيٍّ وَغُنْدَرٌ وَعَفَّانُ وأسد بن موسى والطيالسيان وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَأَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ أَلْفَيْ حَدِيثٍ وَكَانَ الثَّوْرِيُّ يُعَظِّمُهُ وَيَقُولُ: هُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الحديث. وقال الشافعي: لولا شعبة لما عرفت الْحَدِيثُ بِالْعِرَاقِ.
وَقَالَ الْحَاكِمُ: شُعْبَةُ إِمَامُ الأَئِمَّةِ بِالْبَصْرَةِ فِي مَعْرِفَةِ الْحَدِيثِ رَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَعَمْرَو بْنَ سَلَمَةَ الْجَرْمِيَّ وَسَمِعَ مِنْ أَرْبَعِمِائَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ، وَحَدَّثَ عَنْهُ شُيُوخُهُ: أَيُّوبُ وَمَنْصُورٌ وَالأَعْمَشُ وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ.
وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ الْهَرَوِيُّ: وُلِدَ شُعْبَةُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ. وَقَالَ غيره:
ولد سنة ثمانين.
__________
1 يعني ما منعك أن تدعو لي بالخير كأن تقول لي: يرحمك الله" وهذا معنى التشميت.
2 تاريخ بغداد "9/ 255"، والتهذيب "4/ 338"، والجرح والتعديل "4/ 369".(9/277)
ابن أبي خثيمة نَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ نَا ابْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ يَقُولُ: كُلَّمَا نَعَقَ بِهِمْ نَاعِقٌ اتَّبَعُوهُ. وَثَنَا أَحْمَدُ ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ ثنا شُعْبَةُ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ قَالَ إِلَى الصَّلاةِ وَقَالَ: لا بُدَّ لِهَؤُلاءِ النَّاسِ مِنْ وَزْعَةٍ.
وَثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إبراهيم شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ أَبِي صَفْوَانَ أَنَّهُ بَاعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- رجلًا سَرَاوِيلَ فَلَمَّا أَنْ وَزَنَ لَهُ أَرْجَحَ لَهُ. رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ عَنْ سِمَاكٍ فَقَالَ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ فَكَأَنَّهُ اسْمُ أَبِي صَفْوَانَ.
قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: إِذَا خَالَفَنِي شُعْبَةُ فِي حَدِيثٍ صِرْتُ إِلَيْهِ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ من شعبة سبعة آلاف حديث وسمع غندر مِنْ شُعْبَةَ سَبْعَةَ آلافِ حَدِيثٍ، يَعْنِي بِالْمَقَاطِيعِ.
وَقَالَ أَبُو قَطَنٍ: كَتَبَ لِي شُعْبَةُ إِلَى أَبِي حَنِيفَةَ فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ: كَيْفَ أَبُو بِسْطَامٍ؟ قُلْتُ: بِخَيْرٍ، قَالَ: نِعْمَ حَشْوُ الْمِصْرَ هُوَ.
وَقَالَ أَبُو بَحْرٍ الْبَكْرَاوِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْبَدَ لِلَّهِ مِنْ شُعْبَةَ، لَقَدْ عَبَدَ اللَّهَ حَتَّى جَفَّ جِلْدُهُ عَلَى عَظْمِهِ وَاسْوَدَّ.
وَقَالَ حمزة بن زياد الطُّوسِيِّ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ وَكَانَ أَلْثَغَ قَدْ يَبِسَ جِلْدُهُ مِنَ الْعِبَادَةِ يَقُولُ: لَوْ حَدَّثْتُكُمْ عَنْ ثِقَةٍ مَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ ثَلاثَةٍ.
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ هَارُونَ الْبَلْخِيُّ: كَانَ شُعْبَةُ يَصُومُ الدَّهْرَ كُلَّهُ.
قُلْتُ: وَقَدِ اسْتَوْعَبَ صَاحِبُ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ سَائِرَ شُيُوخِ شُعْبَةَ فَسَمَّى لَهُ ثَلاثَمِائَةِ شَيْخٍ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: شُعْبَةُ أَثْبَتَ مِنَ الأَعْمَشِ فِي الْحُكْمِ وَشُعْبَةُ أَحْسَنُ حَدِيثًا مِنَ الثَّوْرِيِّ. وَقَدْ رَوَى عَنْ ثَلاثِينَ شَيْخًا كُوفِيًّا لَمْ يَلْقَهُمْ سُفْيَانُ، قَالَ: وَكَانَ شُعْبَةُ أُمَّةً وَحْدَهُ فِي هَذَا الشَّأْنِ.
قَالَ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ مُطَهِّرٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَمْعَنَ فِي الْعِبَادَةِ مِنْ شُعْبَةَ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: لأَنْ أَزْنِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُدَلِّسَ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: كُلُّ مَنْ كَتَبْتُ عَنْهُ حَدِيثًا فَأَنَا لَهُ عَبْدٌ.(9/278)
وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ يَوْمًا بِحَدِيثِ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ وَأَحَادِيثَ نَحْوِهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَدَرِيَّةِ: يَا أَبَا بِسْطَامٍ أَلا تُحَدِّثُنَا نَحْنُ أَيْضًا بِشَيْءٍ، فَذَكَرَ حَدِيثَ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ" 1 الْحَدِيثَ.
وَقَالَ أَبُو قَطَنٍ: مَا رَأَيْتُ شُعْبَةَ رَكَعَ إِلا حَسِبْتُ أَنَّهُ قَدْ نَسِيَ وَلا قَعَدَ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ إِلا قُلْتُ قَدْ نَسِيَ.
وَقَالَ الْقَطَّانُ: كَانَ شُعْبَةُ مِنْ أَرَقِّ النَّاسِ يُعْطِي السَّائِلَ مَا أَمْكَنَهُ2.
قَالَ أبو قطن: كانت ثِيَابُ شُعْبَةَ كَالتُّرَابِ وَكَانَ كَثِيرَ الصَّلاةِ سَخِيًّا3.
وَقَالَ عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَوَّمْنَا حِمَارَ شُعْبَةَ وَسَرْجَهُ وَلِجَامَهُ بِبِضْعَةَ عَشْرَ دِرْهَمًا.
وَعَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ قال: كان شعبة إذا جسمه انتثر منه التراب4.
وعن أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: كُنَّا عِنْدَ شُعْبَةَ فَجَاءَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ يَبْكِي وَقَالَ: مَاتَ حِمَارِي، وَذَهَبَتْ مِنِّي الْجُمُعَةُ، وَذَهَبَتْ حَوَائِجِي، قَالَ: بِكَمْ أَخَذْتَهُ؟ قَالَ بِثَلاثَةِ دَنَانِيرَ.
قَالَ شُعْبَةُ: فَعِنْدِي ثَلاثَةُ دَنَانِيرَ وَاللَّهِ مَا أَمْلِكُ غَيْرَهَا، ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَيْهِ5.
وَقَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: مَا رَأَيْتُ أَرْحَمَ بِمِسْكِينٍ مِنْ شُعْبَةَ6.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ بن أبي شيخ: نا صَالِحُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: كَانَ شُعْبَةُ مَوْلِدُهُ ومنشأه واسط وعلمه كُوفِيٌّ، وَكَانَ لَهُ أَخَوَانِ: بَشَّارٌ وَحَمَّادٌ يُعَالِجَانِ الصَّرْفَ. وَكَانَ شُعْبَةُ يَقُولُ لِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ: وَيْلَكُمُ الْزَمُوا السُّوقَ فَإِنَّمَا أَنَا عَيَّالٌ عَلَى أَخَوَيَّ7. قال وما
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "1385"، ومسلم "في القدر/ 22" وغيرهما.
2 سير أعلام النبلاء "7/ 160".
3 انظر المصدر السابق.
4 انظر المصدر السابق.
5 انظر المصدر السابق.
6 وراجع سير أعلام النبلاء "7/ 160".
7 وفي تهذيب التهذيب "4/ 338" "على إخوتي".(9/279)
كل شُعْبَةٌ مِنْ كَسْبِهِ دِرْهَمًا قَطُّ.
وَقَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: إِذَا كَانَ عِنْدِي دَقِيقٌ وَقَصَبٌ فَمَا أُبَالِي مَا فَاتَنِي مِنَ الدُّنْيَا.
أَنَا ابْنُ الطَّاطَرِيِّ أَنَا ابْنُ اللُّتِّيِّ أنا أبو الوقت أن عَلامٌ أَنَا ابْنُ أَبِي سُرَيْجٍ نَا الْبَغَوِيُّ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْجَعْدِ يَقُولُ: قَدِمَ شُعْبَةُ بَغْدَادَ مَرَّتَيْنِ أَيَّامَ الْمَنْصُورِ وَأَيَّامَ الْمَهْدِيِّ، كَتَبْتُ عَنْهُ فِيهِمَا جَمِيعًا.
قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو سَمِعْتُ أَصْحَابَنَا يَقُولُونَ: وَهَبَ الْمَهْدِيُّ لِشُعْبَةَ ثَلاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَقَسَّمَهَا وَأَقْطَعَهُ أَلْفَ جَرِيبٍ بِالْبَصْرَةِ فَقَدِمَ الْبَصْرَةَ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يَطِيبُ لَهُ فَتَرَكَهَا.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: قَدِمَ شُعْبَةُ بَغْدَادَ فِي شَأْنِ أَخِيهِ كَانَ حَبَسَهُ أَبُو جَعْفَرٍ كَانَ اشْتَرَى طَعَامًا فَخَسِرَ سِتَّةَ آلافِ دِينَارٍ هُوَ وَشُرَكَاؤُهُ، يَعْنِي فَكَلَّمَ فِيهِ أَبَا جَعْفَرٍ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: لَمْ نَرَ قَطُّ أَعْلَمَ مِنْ شُعْبَةَ بِالشِّعْرِ، قَالَ لِي: كُنْتُ أَلْزَمُ الطِّرِمَّاحَ فَمَرَرْتُ يَوْمًا بِالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَهُوَ يُحَدِّثُ فَأَعْجَبَنِي الْحَدِيثُ وَقُلْتُ: هَذَا أَحْسَنُ مِنَ الشِّعْرِ فَمِنْ يَوْمَئِذٍ طَلَبْتُ الْحَدِيثَ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: لَوْلا الشِّعْرَ لَجِئْتُكُمْ بِالشَّعْبِيِّ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ الْجَهْضَمِيُّ: قَالَ شُعْبَةُ: إِنَّ قَتَادَةَ يَسْأَلُ عَنِ الشِّعْرِ فَقُلْتُ لَهُ: أُنْشِدُكَ بَيْتًا وَتُحَدِّثُنِي حَدِيثًا.
وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَكْثَرَ تَقَشُّفًا مِنْ شُعْبَةَ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: شُعْبَةُ إِمَامُ الْمُتَّقِينَ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ: هَلِ الْعُلَمَاءُ إِلا شعبة من شعبة. وقال سَلَمَةُ بْنُ قُتَيْبَةَ: أَتَيْتُ سُفْيَانَ فَقَالَ: مَا فَعَلَ أُسْتَاذُنَا شُعْبَةُ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: لا يَعْدِلُ شُعْبَةَ عِنْدِي أَحَدٌ. وَقَالَ عَفَّانُ: كَانَ شُعْبَةُ مِنَ الْعُبَّادِ.
وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: إن هَذَا العلم يصدّكم عَن ذكر الله وعن الصلاة وعن صِلة الرَّحِم فهل أنتم منتهون1.
__________
1 سير أعلام النبلاء "7/ 161".(9/280)
وقال ابن قطن: سَمِعْت شعبة يَقُولُ: مَا من شيء أخوف عندي من أن يُدخلني النارَ من الحديث. وعنه قَالَ: وددت أنني وقاد حمّامٍ وأني لم أعرف الحديث1.
وقال سعد بْن شعبة: أوصى أَبِي إذا مات أن أغسل كتبه فغسلتها2.
وقال أَبُو عبيدة الحداد عَن شعبة قَالَ: لم يسمع حميد من أنس سوى أربعة وعشرين حديثًا والباقي سمعها وثبّته فيها ثابت البناني.
وقال ابْن المديني: شعبة أحفظ للمشايخ وسفيان أحفظ للأبواب.
وقال أَبُو داود: قال لي شعبة: في صدري أربعمائة حديث لأبي الزبير والله لا حدّثت عَنْهُ.
وقال القطَّان: كَانَ شعبة أمرّ فِي الأحاديث الطوال من سفيان الثوري3.
قَالَ ابْن المديني: قِيلَ ليحيى بْن سعيد: إن عَبْد الله بن إدريس وأبا خالد بن عمار يزعمان أن شعبة أملى عليهما فسمعته أنكر ذَلِكَ وقال: قَالَ لِي شعبة: مَا أمليت عَلَى أحد من الناس ببغداد إلا عَلَى ابْن زريع، أُكْرهه عَلَيْهِ.
وقال: إن أمير المؤمنين أمرني أن أكتبها ثُمَّ قَالَ لَهُ يحيى: لو أردته عَلَى الأملاء لأملى عليّ وما أملى وأنا حاضر قط، ولقد جاءه جاره ابْن مصعب وهو شيخ وليس عنده غيري رَقيعةً فنفر شعبة فَقَالَ لَهُ: إنما هِيَ أطراف، فسكن4.
ابن أبي خثيمة نا عَبْد الوهاب بْن نجده قَالَ لنا بقية: كَانَ شعبة يملي عليّ وذاك أَنَّهُ قَالَ لِي: أكتب لِي حديث بحير بْن سعيد، فكتبتها لَهُ، فَقُلْتُ لَهُ: كيف يحلّ لك أن تكتب ولا يحلّ لنا أن نكتب عنك؟ فَقَالَ لِي: أكتب، فكنت أكتب عَنْهُ.
وقال ابْن خيثمة: نا عُبَيْد الله بن عمر يزيد بْن زريع قَالَ: أملي علينا شعبة هذه المسائل من كتابه يعني مسائل الحكم وحماد.
القواريري: سَمِعْت يزيد بْن زريع يَقُولُ: كَانَ شعبة يومًا قاعدًا لشيخ بعد صلاة
__________
1 انظر المصدر السابق.
2 سير أعلام النبلاء "7/ 162".
3 انظر المصدر السابق.
4 انظر المصدر السابق.(9/281)
الغداة، فرأى قومًا قد بكروا فأخذوا أمكنة لقوم يجيئون بعدهم ورأى قومًا يجيئون فقام من مكانه فجلس فِي آخرهم1.
قَالَ القطّان فيما أملى عَلَى المديني: هَؤُلاءِ شيوخ شعبة من الكوفة الَّذِينَ لم يلقهم سفيان: إسماعيل بْن رجاء، عُبَيْد بْن الحسن، الحَكَم، عَبْد الملك بْن ميسرة، عديّ بْن ثابت، طلحة بْن مصرف، المنهال بْن عمرو، يحيى أَبُو عمر البهرائي، علي بْن مدرك، سماك بْن الوليد، سعيد بْن أَبِي بردة، عَبْد الله بْن جبر، أَبُو زياد الطحان، محمد بْن خليفة، أَبُو السفر سعيد الهمداني، ناجية بْن كعب.
قَالَ وكيع: قَالَ شعبة: رأيت ناجية الَّذِي يروي عَنْهُ أَبُو إسحاق فرأيته يلعب بالشطرنج فتركته فلم أكتب عَنْهُ. ومنهم العلاء بن بدر، وحبان البارقي، عبد الله بْن أَبِي المجالد. وسمّى جماعة ثُمَّ زاد احمد بن خثيمة أناسًا، الوليد بن العيزار، يحيى بْن الحصين، نعيم بْن أَبِي هند، حبيب بن الزبير، سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ.
أحمد: نا أَبُو داود نا شعبة: سَمِعْت الحسن يَقُولُ فِي فتنة يزيد بْن المهلّب: كلما نعق بهم ناعق اتّبعوه هَذَا عدوّ الله ابْن المهلّب.
أحمد: نا عَبْد الصمد نا شعبة قَالَ: رأيت الحسن قَالَ إِلَى الصلاة فتكأكؤا عَلَيْهِ فَقَالَ: لا بدّ لهذا الناس من وزعة، وكان يقعد عند المنارة العتيقة فِي آخر المسجد.
قَالَ صالح بْن سُلَيْمَان: كَانَ شعبة بصريًا مولى للأزد مولده ومنشأه بواسط وعلمه كوفي وكان فِيهِ تمتمة.
قَالَ ابْن معين: كَانَ يحيى بْن سعيد إذا سَمِعَ الحديث من شعبة لم يبال أن لا يسمعه من غيره.
ابن أبي خثيمة: أَنَا سُلَيْمَان بْن أَبِي شيخ أَنَا صالح بْن سُلَيْمَان قَالَ: أخبرني أَبُو بشر العنبري قَالَ: قدِم شعبة من الكوفة فَقَالَ: قد رويت ألف قصيدة شعر، فقلنا لَهُ: هات أنشدنا، فجعل يتمتم، فقلنا لَهُ: ولسنا نفهم، فلم يجر فِي الشعر، فرجع إِلَى الكوفة فجاء فَقَالَ: قد رويت الحديث فجاء هَؤُلاءِ المجانين فقالوا: هات إيش تقول مَا فِي الدنيا هم، وما أكل من كبسه درهمًا قط.
__________
1 سير أعلام النبلاء "7/ 163".(9/282)
مؤمل بْن إهاب: نا المقري سَمِعْت شعبة يَقُولُ: من كَذِبِ الإنسان مرتين يَقُولُ: ليس بشيء إلا سوى ليس بشيء.
فصل هَؤُلاءِ الرواة عَن شعبة:
نقله الذهبي من خط أَبِي عَبْد الله بْن منده الحافظ1.
محمد بْن أَبِي عديّ، محمد بْن أَبِي شيبة والد أَبِي بكر، محمد بْن إسحاق، محمد بْن بشر، محمد بْن بكير البرساني، محمد بْن جعفر غندر، محمد بْن جعفر المدائني، محمد بْن الحارث العتكي، محمد بْن حميد العمري، محمد بن حازم أَبُو معاوية، محمد بْن دينار الطاحي، محمد بْن سواء، محمد بْن شعيب، محمد بْن عَبْد الله الأنصاري، محمد بْن عَبْد الملك أَبُو جابر، محمد بْن عبّاد الهُنائي، محمد بْن عمر الرومي، محمد بْن عرعرة، محمد بْن فضيل، محمد بْن القاسم الأسدي، محمد بْن كثير العبدي، محمد بْن عيسى بن الطباع، محمد بن مسوق الكوفي، محمد بْن مصعب، محمد بْن ميمون السكري، محمد بن زيد الواسطي، أيوب السختياني، إِبْرَاهِيم بْن طهمان، إِبْرَاهِيم بْن سعد، إِبْرَاهِيم بْن محمد الفزاري، أَبُو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن عيينة، إِبْرَاهِيم بْن حميد الطويل، إِبْرَاهِيم بْن البراء الأنصاري، إِبْرَاهِيم بْن حيّان الأنصاري، إِبْرَاهِيم بْن المختار الرازي، إِبْرَاهِيم بْن معبد بصري، إِبْرَاهِيم بْن زكريا العداسي، إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الحميد، آدم بْن أَبِي إياس، إسماعيل بن علية، إسماعيل بن مسلمة بْن قعنب، إسماعيل بْن يحيى التيمي، إسماعيل بْن أبان، إسحاق بْن رزين المنقري، أسعد بْن زرعة العجلي، أبان بْن تغلب، أحمد بْن بشير الكوفي، أحمد بْن موسى اللؤلؤي المقبري، أحمد بْن أوفى العجلي، أسود بْن عامر، أسد بْن موسى، أمية بْن خالد، أشهل بْن حاتم، بشر بْن المفضل، بشر بن السري، بشر بن منصور، بشر بن عمر، بشر بن محمد السكري، بكر بْن الوضّاح، بكر بن عيسى الأسواري، بكر بْن بكار، بهز بْن أسد، بدل بْن المحبّر، بقية بْن الوليد، بهلول الأنباري، جرير بْن حازم، جعفر بْن سُلَيْمَان، جعفر بْن جبير، الجارود بْن يزيد النيسابوري، حمّاد بْن سلمة، حمّاد بْن زيد، الحسن بْن صالح، الحسن الأشيب، الحسن بْن قتيبة المدائني، حسين بْن محمد المروزي، الحسين بْن الوليد النيسابوري، أبو
__________
1 وانظر سير أعلام النبلاء "7/ 155-157".(9/283)
أسامة حمّاد بْن أسامة، حمّاد بْن مسعدة، حماد بن خالد الخياط، حماد بن شعيب، حمّاد بْن دليل قاضي المدائن، حفص بن عُمَر الحوضي، حفص بن عُمَر الأيلي، أَبُو إسماعيل حفص بن جابان، حفص بْن راشد، حجّاج بْن الحجّاج، حجّاج بْن محمد الأعور، حجّاج بْن منهال، حجّاج بْن نصر، الحكم بْن عَبْد الله أَبُو النعمان، الحكم بْن أسلم أَبُو مروان، الحَكَم بْن عَبْد الله أَبُو مطيع البلْخيّ، الحارث بْن النعمان، الحارث بْن عطية، حرمي بْن عمارة، حجوة بْن مدرك، الحر بْن حمام العنبري، حرب بْن ميمون، حبّان بْن هلال، حسّان بْن حسّان البصري، حمزة بْن زياد الطوسي، حميد بْن بكر القيسي، خالد بْن الحارث، خالد بْن عَبْد الله الطحان، خالد بْن يزيد اللؤلؤي، خالد بْن يزيد المقري، أَبُو الهيثم خالد بْن عمرو القرشي، خالد بْن عَبْد الرحمن الخرساني، خالد بْن محمد الكلابي، خالد بْن يزيد العمري، خلف بْن الوليد، خلف بْن أيوب البلخي، خارجة بْن مصعب، داود بْن الزبرقان، داود بْن إِبْرَاهِيم، داود بْن المحبر، روح بْن عطاء بْن أَبِي ميمونة، روح بْن عبادة، الربيع بْن يحيى الأشناني، رواد بْن الجراح، زهير بْن معاوية، زائدة بْن قدامة، زافر بْن سُلَيْمَان، زيد بْن الحباب، زيد بْن أَبِي الزرقاء، زياد بْن سهل، زكريا بْن علية البصري، سُلَيْمَان الأعمش شيخه، سُلَيْمَان أَبُو داود الطيالسي، سُلَيْمَان بْن حرب، سُلَيْمَان أَبُو خالد الأحمر، سفيان الثوري، سفيان الهلالي، سفيان بْن حبيب البصري، سعد بْن إِبْرَاهِيم، الزهري شيخه، سعد ابنه، سعد بْن الصلت، سلم بْن قتيبة، سلم بْن إِبْرَاهِيم الورّاق، سلم بْن سالم أَبُو المسيّب، سلام بْن سُلَيْمَان المدائني، سهل بْن يوسف، سهل أَبُو عتّاب الدلال، سهل بْن بكار، سهل بْن حسام بْن مصك، سعيد الحريري شيخه، سعيد بْن عامر، سعيد بْن يحيى أَبُو سفيان الحميري، سعيد بْن سفيان الجحدري، سعيد بْن الربيع أَبُو زيد الهروي، سعيد بْن أوس أَبُو زيد اللغوي، سعيد بْن واصل الحرشي، سعيد بْن سلم الباهلي، سعيد بْن زياد الواسطي، السكن بْن نافع، السكن بْن سُلَيْمَان الضبعي، سلمة بْن رجاء، سلمة بْن عيار.
قال سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ نا سلمة بْن عيار، قَالَ: قَالَ لِي شعبة: ائت السريَّ بْن يحيى فإنه أصدق الناس، سلام الطويل، سويد بْن عَبْد العزيز، سيف بْن مسكين، شريك بْن عَبْد الله، شعيب بْن حرب، شعيب بْن بيان الصفار، شبيب بْن سعيد الحبطي، شعيب بْن محرز، شبابة بْن سوار، شيبان بْن فروخ، شاذ بْن فياض، شداد بْن حكيم، صالح بْن عمر الواسطي، صالح بْن بنان، صلة بن(9/284)
سُلَيْمَان، صيفي بْن ربعي الأنصاري، صدقة بْن المنتصر، صغدي بْن سنان، الضحّاك بْن مخلد، طلحة بْن عمرو، عَبْد الله بْن الْمُبَارَك، عَبْد الله بْن إدريس، عَبْد الله بْن العلاء بْن خالد الحنفي، عَبْد الله بْن داود الخريبي، عَبْد الله بْن حمران البصري، عَبْد الله بْن خيران، عَبْد الله بْن يزيد المقبري. عَبْد الله بْن مسلمة القعنبي، عَبْد الله بْن أَبِي بكر العتكي. عَبْد الله بْن عثمان بْن جبلة العتكي، عبدان، عَبْد الله بْن سوار العنبري، عَبْد الله بْن رجاء الغداني، عَبْد الله بْن زرير العبدي، عَبْد اللَّه بْن واقد أَبُو قتادة الحرّانيّ، عَبْد الله بْن غالب العباداني، عَبْد الله بْن عزرية العجلي، عَبْد الله بْن واصل، عَبْد الله بْن خالد العتابي، عُبَيْد الله بْن موسى، عُبَيْد الله الأشجعي، عُبَيْد الله أَبُو علي الحنفي، عُبَيْد الله بْن شميط بْن عجلان، عَبْد الرحمن بْن مهدي، عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله أَبُو سَعِيد مولى بني هاشم وهو النوفلي، عَبْد الرحمن بْن غزوان قراد، عَبْد الرحمن بْن زياد الرهاصي، عَبْد الرحمن بن قيس الزعفراني، عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عَبْد الرحيم بْن هارون، عَبْد الواحد أَبُو عبيدة الحداد، عَبْد الوارث التنوري، عَبْد الصمد بْن عَبْد الوارث ابنه، عَبْد الصمد بْن النعمان، عَبْد الملك أَبُو عامر العَقَدي، عَبْد الملك بْن الصباح المسمعي، عَبْد الملك بْن إِبْرَاهِيم الْجُدِّي1، عَبْد الملك بْن قريب الأصمعي، عبد الملك بن مختار الثقفي، عَبْد الملك بْن يحيى بْن سعيد السنجاري، عبد العزيز بن أبان، عَبْد العزيز بْن النعمان، عَبْد العزيز بْن عَبْد الله أَبُو وهب، عَبْد العزيز بْن محمد الرملي، عَبْد القاهر بْن شعيب بن الحبحاب، عبد العزيز بن أَبِي رزمة، عَبْد الكبير بْن عَبْد المجيد أَبُو بَكْر الحنفي، عَبْد السلام بْن حرب الملائي. عَبْد السلام بْن مطهر، عَبْد الغفار بْن القاسم أَبُو مريم، عَبْد الغفار بْن عُبَيْد الله الكزبري، عَبْد الكريم بْن روح بصري، عَبْد الغفور بْن عَبْد الله المسمعي، عَبْد الأعلى بْن عَبْد الأعلى الشامي، عَبْد الأعلى بْن محمد -بصري، عبدة بْن سُلَيْمَان، عُبَيْد بْن عقيل الهلالي. عباد بْن عباد، عباد بْن آدم الكرابيسي، عباد بْن العوام، عباد بْن صهيب، عمر بْن سهل المازني، عمر بْن حفص، عمر بْن حبيب، عمر بْن هارون، عمر بْن إِبْرَاهِيم الكردي، سَمِعَ مِنْهُ إسحاق الختلي، عمر بْن يزيد السياري، عمر بْن عَبْد الواحد، عثمان بْن عمر بْن فارس، عثمان بْن محمد اليشرطي، عثمان بْن جبلة بْن أَبِي داود، عثمان بْن عبد الرحمن، عثمان بن حميد
__________
1 وهو بضم الجيم وكسر الياء، نسبة إلى جدة بالحجاز "اللباب 1/ 264-265".(9/285)
الدبوسي، عثمان بْن قائد، عمار بْن نوح، عمران بْن إسحاق، علي بْن حمزة الكسائي، علي بْن عاصم، علي بْن قادم، علي بْن نصر الجهضمي، علي بْن حفص المدائني، علي بْن حميد الذهلي، علي بْن الجعد. علي بْن محمد المَنْجُوري.
عمرو بْن الهيثم أَبُو قطن، عمرو بْن محمد بْن أَبِي رزين. عمرو بْن عاصم الكلابي. عمرو بْن حكام، عمرو بْن محمد العَنْقَزي. عمرو بْن مرزوق. عمرو بْن الوليد الأغضف، عمرو بْن جميع. عمرو بْن منصور القيسي. عمرو بْن عَبْد الغفار. عيسى بْن ماهان أَبُو جعفر الرازي. عيسى بْن يونس. عيسى بْن زيد العلوي. عيسى بْن يزيد الواسطي، عيسى بْن خالد اليمامي. عيسى بْن واقد. عباس بْن الوليد بْن نصر، عباس بْن الفضل البجلي، عباس بْن الفضل الأنصاري نزيل الموصل، عاصم بْن حكيم بصري، عاصم بْن علي بْن عاصم، عصام بْن طليق، عصام بْن يوسف البلخي، عصام بْن يزيد جبّر، عصمة بْن المتوكل، عصمة بْن عَبْد الله الأسدي، عصمة بْن سُلَيْمَان، عون بْن عمارة القيسي. عون بْن كهمس، عتاب بْن محمد بْن شوذب، عقبة بْن خالد، عفيف بْن سالم، عفان، عمار بْن عَبْد الجبار، عمير بْن عَبْد المجيد الحنفي، غسان بْن عُبَيْد الموصلي، أَبُو نعيم الفضل. الفضل بْن عنبسة، فضيل بْن سُلَيْمَان، فهد بْن حيان، قريش بْن أنس، فردوس الأشعري، قُرّة بْن حبيب، القاسم بْن يزيد، قتيبة بْن مهران أَبُو عَبْد الرحمن، كريز بْن رواحة، كرمان بْن عمرو، كثير بْن هشام، الليث بْن داود، الليث بْن سعد، معتمر بْن سُلَيْمَان، منصور بْن المعتمر شيخه، مطر الورّاق شيخه، مسعر، معاذ بْن معاذ، معاذ بْن هشام، معمر بْن المثنى أَبُو عبيدة، معاوية بْن هشام، معاوية بْن عطاء، موسى بْن الفضل، موسى بْن داود الضبي، موسى بْن إسماعيل أَبُو سلمة المنقري، موسى بن معوذ أبو حذيفة. مصعب ابن المقدام. مصعب بْن سلام التيمي. معلى بْن خالد. معلى بْن عَبْد الرحمن. معلى بْن الفضل. مغيرة بْن بكار. مغيرة بْن موسى، نزل خوارزم، مغيرة بْن عَبْد الله بْن محمد، مجاعة بْن الزبير، مقاتل بْن سُلَيْمَان. منصور بْن زاذان شيخه. مسكين بْن بكير. المعافى بْن عمران. مسعود بْن يزيد. محاضر بْن المودع. مسلم بْن إِبْرَاهِيم. المنهال بْن بحر. مؤرخ بْن عمرو السدوسي. مالك بْن سليمان(9/286)
الهروي. مؤمل بن إسماعيل. مخلد بْن يزيد الحراني، مخلد بْن قريش شيخ لمحمد بْن مصفّى. مظفر بْن مدرك أَبُو كامل. النضر بْن شميل. النضر بْن محمد. أَبُو معشر نجيح. نصر بْن أَبِي الأشعث. نوح بْن أَبِي إِبْرَاهِيم. نصر بْن حماد الوراق. نصر بْن مزاحم. نصر بْن طريف أَبُو جزء. نصر بْن باب. النعمان بْن عَبْد السلام. نوفل بْن داود. ورقاء بْن عمر. وكيع، الوليد بْن خالد، الوليد بْن نافع، الوليد بْن محمد السلمي، وهب بْن جرير، وضّاح بْن حسّان الأنباري، هشيم بْن يحيى، هارون الرشيد، هارون بْن موسى، هشام أَبُو الوليد الطيالسي، أَبُو النضر هاشم بْن القاسم، هلال بْن فياض عرف بشاذ تقدّم، الهيثم بْن عديّ، هياج بْن بسطام، يحيى بْن سعيد القطَّان، يحيى بْن آدم، يحيى بْن أَبِي زائدة، يحيى بْن أَبِي الحجّاج المنقري، يحيى بْن أَبِي بكر. يحيى بْن كثير أَبُو غسان. يحيى بْن خليفة. يحيى بْن سليم، يحيى بْن عبّاد. يحيى بن السكن البصري. يحيى بْن نصر بْن حاجب. يحيى بْن سلام الأفريقي روى عَنْهُ مقدام بْن داود. يَحْيَى بن حَمَّاد الشَّيْبَانِيّ. يَحْيَى بن مطر، يَحْيَى بن عَبْدويه، يحيى بْن حمزة الدَّمشقيّ، يحيى بْن هاشم السمسار، يحيى بْن راشد. يزيد بْن هارون. يزيد بْن زريع. يزيد بْن نمرة الذراع. يزيد بْن أَبِي يوسف بْن خالد السمي. يونس بْن بكير. يعقوب الحضرمي. يعقوب بْن إِبْرَاهِيم الزهري. يعقوب بْن خالد أَبُو عمرو بصري.
يعقوب بْن إِبْرَاهِيم أَبُو يوسف القاضي. يعلى بْن عياد الكلابي. ياسين بْن حماد أَبُو الجويرية العبدي. أَبُو عمرو الشيباني.
آخر مَا نقل من خط ابْن منده الكبير. وحذفت جماعة مجاهيل.
قَالَ ابْن مهدي: قَالَ شعبة: كنت أتفقد فم قتادة فإذا "سمعت" أو "حدثنا" حفظه وإلا تركته.
وقال أحمد بْن حنبل: كَانَ غلط شعبة في الأسماء1.
__________
1 وفي تهذيب التهذيب "4/ 345"، قال: " ... وشعبة يخطئ فيما لا يضئره ولا يعاب عليه -يقصد بذلك في الأسماء".(9/287)
وقال الشافعي: كان شعبة يجيء إلى رجل فيقول: لا تحدّث وإلا استعديتَ عليك السلطان1.
وقال أَبُو زيد الهروي: سَمِعْت شعبة يَقُولُ: لأن أقع من السماء أحبّ إليّ من أن أدلّس.
وقال صالح جزرة: حدثني سُلَيْمَان بْن داود القزّاز سَمِعْت أبا داود يَقُولُ: سَمِعْت من شعبة سبعة آلاف حديث، وسمع غندر سبعة آلاف، أعربت عَلَيْهِ ألف حديث، وأعرب عليّ ألف حديث2.
وقال مسلم بْن إِبْرَاهِيم: كَانَ شعبة إذا قام سائل فِي مجلسه لا يحدّث حَتَّى يعطى أو يضمن لَهُ3.
وقال أَبُو عاصم: كنا عند شعبة وقد أقبل عَلَى رَجُل خراساني، فقيل لَهُ: تُقْبل عَلَى هَذَا وتَدَعُنا! قَالَ: وما يؤمِّنُني أن معه خنجرًا يشق بطني4.
وقال ابْن أَبِي الدنيا: حدّثنا خالد بْن خداش حدثني جريش ابن أخت جرير ابن حازم قَالَ: رأيت شعبة فِي النوم فَقُلْتُ: أيَّ الأعمال وجدت أشدّ عليك؟ قَالَ: التجوّز5 فِي الرجال6.
وقال عُبَيْد بْن يعيش: ثنا يونس ين بُكَيْر سَمِعْتُ شُعْبَة يَقُولُ: مُحَمَّد بن إِسْحَاق أمير المؤمنين في الحديث واكتم علي7.
وقال شُعْبَة: قُلْتُ ليونس بن عُبَيْد: سَمِعَ الحَسَن من أَبِي هريرة؟ قَالَ: لا ولا حرفًا.
__________
1 يقصد ذلك في الرجل الذي ليس هو أهلًا للحديث، وراجع "تهذيب الأسماء واللغات" "1/ 245" للنووي".
2 سير أعلام النبلاء "7/ 164".
3 انظر المصدر السابق.
4 انظر المصدر السابق.
5 التجوز: يعني الترخص.
6 سير أعلام النبلاء "7/ 164".
7 انظر المصدر السابق.(9/288)
وقال غندر: لما حضرت شعبة الوفاة لم يأذن لأحد إلا ليحيى بْن سعيد وإنما غمض عينيه يحيى بْن سعيد.
قُلْتُ: اتفقوا عَلَى وفاة شعبة سنة ستين ومائة بالبصرة. ويقال: إنه مات فِي أول السنة.
وقيل: عاش ثمانيًا وسبعين سنة.
وقد حرّر المدائني وفاته فقال: مات يوم أيوب.
90- شيبان بْن زهير1، بن شقيق بن ثور السدوسي، أبو العوام البصري.
روى عَن ابْن عمه قتادة وعن عطاء. وعنه محمد بْن مروان العقيلي وعلي بْن بكار والحارث بْن مرة. قَالَ أَبُو حاتم: ثقة قديم من أصحاب قتادة.
91- شعيب بْن صالح الطيالسي2.
عَن طاوس والحسن ومعاوية بْن قرة وجماعة. وعنه محمد بْن معاذ العنبري وموسى بن إسماعيل. قال أبو حاتم: صالح الحديث.
"حرف الصاد":
92- صالح بْن أَبِي الأخضر اليمامي3 –د- نزيل البصرة.
عَن نافع وابن المنكدر والزهري. وعنه عَبْد الرحمن بْن مهدي وروح وأبو داود ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وآخرون. ضعّفه ابْن معين.
وقَالَ البخاري: لين.
وقال هارون بْن المغيرة: زعم ابْن الْمُبَارَك أَنَّهُ كَانَ يخدم الزهري يعني صالح بْن أَبِي الأخضر.
وقال أَبُو زرعة: ضعيف الحديث، كَانَ عنده عَن الزهري كتابان أحدهما عَرْض والآخر مناوَلَة، فاختلطا جميعًا فلا يعرف هذا من هذا.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 254"، والجرح والتعديل "4/ 355".
2 التاريخ الكبير "4/ 223".
3 تهذيب ابن عساكر "6/ 366"، والتهذيب "4/ 380"، والخلاصة "169".(9/289)
93- صالح بن حسان1 -ت ق- أبو الحارث النضري المدني نزيل العراق.
عَن سعيد بْن المسيب وعروة ومحمد بْن كعب وغيرهم. وعنه أَبُو ضمرة وأبو عاصم والهيثم بْن عديّ وأبو داود الحفري.
وكان شريفًا نبيلًا لكنه صاحب قيان فذلك الَّذِي غضّ مِنْهُ.
قِيلَ: إنه بقي إِلَى خلافة المهدي. قَالَ ابْن معين: ليس حديثه بشيء. وقال أَبُو حاتم: ضعيف الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث.
94- صالح بْن خوات2. بْن صالح بْن خوات بْن جبير الأنصاري المديني.
عَن أبيه وشعبة مولى ابْن عباس وأبي طوالة ويزيد بْن رومان. وعنه ابْن الْمُبَارَك وفضيل بْن سُلَيْمَان والواقدي. ما علمت به بأسا. روى لَهُ البخاري فِي كتاب "الأدب".
95- صالح بْن راشد العبدي البصري3.
عَن الحسن ومالك بْن دينار وطاوس وأبي نضرة. وعنه حرمي بْن عمارة ومسلم بْن إِبْرَاهِيم والحوضي وأبو سلمة التبوذكي.
96- صالح بن رستم4 –م4- أبو عامر الخزاز البصري مولى مزينة. مشهور بكنيته.
عَن الحسن وعكرمة وابن أَبِي مليكة ويحيى بْن أَبِي كثير وجماعة. وعنه أَبُو داود وسعيد بْن عامر الضبعي وعثمان بْن عمر بْن فارس وأبو نعيم وعدة.
قَالَ أَبُو حاتم: يكتب حديثه. وقال أَبُو داود السجزي: ثقة. وقال ابْن عديّ: عندي لا بأس بِهِ، وقد روى عَنْهُ يحيى بْن سعيد القطان. وأما ابْن معين فقال: ضعيف.
وقال الأثرم: سَمِعْت أحمد يَقُولُ: هُوَ صالح الحديث.
__________
1 المجروحين "1/ 367"، والميزان "2/ 291".
2 التهذيب "4/ 387"، وطبقات ابن سعد "5/ 191".
3 التاريخ الكبير "4/ 279"، والجرح والتعديل "4/ 407".
4 الخلاصة "170"، وتاريخ خليفة "426".(9/290)
97- صالح بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس1، الهاشمي. الأمير عم المنصور.
افتتح مصر، وقهر بني أمية، وجهزّ عسكرًا فِي طلب مروان الحمار فبيّتوه فحوصر، فقاتل حَتَّى قُتل، ثم ولي صالح إمرة دمشق. وروى عَن أبيه. وعنه ابناه إسماعيل وعبد الملك وغيرهما. والتقى جيوشَ الروم بدابق وعليهم اللعين قسطنطين بن اليون فهزمهم وكانوا مائة ألف. وأسر وسبى، وأمر بإنشاء مدينة أذنة. وعاش نحوًا من ستين سنة.
مات سنة إحدى أو اثنتين وخمسين ومائة وولي بعده الشامَ ولدُه الفضل.
98- صالح بْن مسلم العجلي، البكري2.
عَن الشعبي. وعنه شريك وأبو عوانة ويحيى القطان وابن علية. وثّقه ابْن معين، ولم يدركه ابنه عَبْد الله بْن صالح.
99- صالح بْن مسمار3 بصري.
عَن الحسن ومحمد. وعنه جعفر بْن برقان ومعمر بْن سُلَيْمَان. سكن الرقّة.
100- صباح بْن يحيى المزني4.
عَن الحارث بْن حصيرة وخالد بْن أَبِي أمية.
وعنه علي بْن هاشم وعفير بْن خالد ومالك بْن إسماعيل. قَالَ أَبُو حاتم: شيخ.
101- صدقة بْن رستم الكوفي الإسكاف5.
عَن المسيب بْن رافع. وعنه ابْن فضيل السيناني وسعيد بْن عامر وعبيد بْن إسحاق طائفة.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق مَا بِهِ بأس. وقال خ: لم يصح حديثه.
102- صدقة بن عبادة بن نشيط الأسدي6.
__________
1 الولاة والقضاة "97-102"، وجمهرة أنساب العرب "20".
2 تاريخ بغداد "9/ 479"، والتاريخ "2/ 266" لابن معين.
3 التهذيب "4/ 403".
4 التاريخ الكبير "4/ 314".
5 ميزان الاعتدال "2/ 310"، والجرح والتعديل "4/ 433".
6 التاريخ الكبير "4/ 297"، والجرح والتعديل "4/ 433".(9/291)
عَن أبيه وعن أَبِي فاطمة عَن ابْن عمر. وعنه أَبُو داود ومسلم بْن إِبْرَاهِيم والتبوذكي وحرمي بْن حفص وآخرون. شيخ.
103- صدقة بْن موسى الدقيقي البصري1 -د ت-.
عَن ثابت البناني وأبي عمران الجوني وفرقد السبخي. وعنه أَبُو داود ويزيد بْن هارون ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وعلي بْن الجعد.
قَالَ مسلم بْن إِبْرَاهِيم: صدوق. وقال النسائي وغيره: ضعيف. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ ابْنُ حبّان: يُكنى أبا المغيرة وقيل: أَبُو محمد شيخ صالح لا يُحتجّ بِهِ.
104- صدقة بْن يزيد الدمشقي2. أصله خراساني نزل بيت بن حمير وأبو المغيرة المقدس.
وَرَوَى عَنْ قَتَادَةَ وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ وبنت واثلة بْن الأسقع ويحيى بْن أَبِي كثير وعدة.
وعنه محمد بْن شعيب والوليد بْن مسلم وضمرة بْن ربيعة ورواد بْن الجراح وغيرهم.
قَالَ ابْن معين: صالح الحديث. وقال الفسوي: حسن الحديث. وضعّفه أحمد والنسائي.
105- الصلت بن دينار3 -ت ق- أبو شعيب المجنون الأزدي الهنائي.
عَن عَبْد الله بْن شقيق العقيلي وشهر بْن حوشب وأبي عثمان النهدي وأبي نضرة والحسن وعمر بْن عَبْد العزيز وعدة. وعنه الثوري ووكيع ومكي بْن إِبْرَاهِيم وأبو داود وصالح بْن موسى ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وآخرون.
قَالَ أحمد بْن حنبل: متروك. وقال أَبُو حَاتِمٍ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بثقة.
__________
1 التهذيب "4/ 418"، ومشاهير علماء الأمصار "8/ 12".
2 تهذيب ابن عساكر "6/ 415"، والميزان "2/ 313".
3 ميزان الاعتدال "2/ 318"، والتهذيب "4/ 434".(9/292)
وقال ابْن معين: ليس بشيء. وقال يحيى القطان: ذهبت أعوده فنال من علي -رَضِيَ اللهُ عَنْه، فَقُلْتُ: لا شفاك الله.
مات قريبا من سنة ستين ومائة.
106- صفوان بْن عمرو بن هرم1 –م- أبو عمرو السكسكي الحمصي.
عَن جبير بْن نفير وعبد الله بْن بسر الصحابي وخالد بْن معدان وعكرمة ومكحول وعبد الرحمن بْن جبير وراشد بْن سعد وشريح بن عبيد. وعنه ابن الْمُبَارَك وبقية والوليد بْن مسلم وعصام بْن خالد ومنبه بْن عثمان ويحيى البابلتي وأبو المغيرة الخولاني وأبو اليمان وخلق.
وقيل: إنه لقي أبا أمامة الباهلي. وثّقه غير واحد وكَانَ محدّث حمص وعالمها مَعَ حريز بْن عثمان. لَهُ حديث واحد فِي صحيح مسلم.
توفي سنة خمس وخمسين ومائة، ويقال: سنة ثمان وخمسين.
"حرف الضاد":
107- الضحاك بن حمزة الأملوكي2 –ت- واسطي نزل الشام.
عَن عمرو بن شعيب وقتادة ومنصور بن زاذان. وأرسل عن أنس. وعنه بقية ومحمد بْن حرب ومحمد بْن حميد وأبو المغيرة، وأبو سفيان سعيد بْن يحيى الحميري وغيرهم.
روى عباس عَن ابْن مَعِين: لَيْسَ بشيء. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وغيره: ليس بثقة.
وقال البخاري: منكر الحديث. وأمّا ابْن حِبّان فذكره فِي الثقات فأخطأ.
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: نَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ نَا نُعَيْمٌ بَقِيَّةُ نَا الضَّحَّاكُ بْنُ حُمْرَةَ عَنْ أَبِي نُصَيْرَةَ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعَطَارِدِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ كَفَّارَةٌ، وَالْمَشْيُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَةُ عِشْرِينَ سَنَةً، وَإِذَا فَرَغَ مِنَ الْجُمُعَةِ أُجِيزَ بِعَمَلِ مِائَتَيْ سَنَةٍ" رَوَاهُ "خ" فِي الضُّعَفَاءِ عَنْ رَجُلٍ عن ابن راهوية عن بقية.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 308"، والتهذيب "4/ 428"، وطبقات ابن سعد "2/ 171".
2 تقريب التهذيب "1/ 354"، والكنى "2/ 100"، والكامل "4/ 97".(9/293)
108- الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب1 –ن- البصري الدمشقي.
أدرك واثلة بْن الأسقع. وروى عَن مكحول والقاسم بْن مخيمرة وبلال بْن سعد.
وعنه الوليد بْن مسلم والوليد بْن مزيد. وثّقه دُحَيْمُ. وقال أَبُو حاتم: من جُلَّة الشاميين.
109- الضحاك بن عثمان الأسدي2 –م4- الحزامي المديني.
عَن سعيد المقبري وصدقة بْن يسار وبكير بْن الأشج وزيد بْن أسلم ونافع وشرحبيل بْن سعد وسالم أَبِي النضر. وعنه الثوري ووكيع وابن وهب وابن أَبِي فديك والواقدي وابنه محمد بْن الضحاك وزيد بْن الحباب ومحمد بْن فليح ويحيى القطان، وخلق.
وثّقه أَبُو داود وغيره. وكان من علماء المدينة وأشرافها.
وقال يعقوب بْن شيبة: صدوق، فِي حديثه ضعف، لينه يحيى القطان.
مات سنة ثلاث وخمسين ومائة.
110- الضحاك بْن يسار3، أَبُو العلاء البصري.
عَن أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشخير. وعنه أَبُو نعيم ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وأبو الوليد الطيالسي وغيرهم.
قَالَ أبو حاتم: لا بأس بِهِ. وقال ابن معين: ضعيف.
111- ضرار بْن عمرو4.
عَن أَبِي رافع وعطاء الخراساني وأبي عَبْد الله الشامي. وعنه الحكم أَبُو عمرو والمعافى بْن عمران وعبد العزيز بْن مسلم وغيرهم. وَهُوَ من أهل ملطية.
قال الدراقطني: ذاهب الحديث. وقال ابْن عديّ: منكر الحديث.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 463"، والتهذيب "4/ 446".
2 التهذيب "4/ 462"، والميزان "2/ 325".
3 التاريخ لابن معين "4119"، والميزان "2/ 327".
4 المجروحين "1/ 380"، والميزان "2/ 328".(9/294)
"حرف الطاء":
112- طلحة بن أبي سعيد1 -خ ن- أبو عبد الملك الإسكندرني.
عَن سعيد المقبري وبكير بْن الأشجّ. وعنه ضمام بْن إسماعيل وابن الْمُبَارَك وابن وهب وجماعة. وثّقه أَبُو زرعة وهو مقلّ من الحديث. مات سنة سبع وخمسين ومائة.
113- طلحة بن عمرو الحضرمي2 –ق- المكي.
عَن سعيد بْن جبير وعطاء ونافع وعدة. وعنه ابْن وهب وأبو عاصم وعبيد الله بْن موسى والمعافى بْن عمران وأبو داود الطيالسي وخلق.
قَالَ أَبُو حاتم: ليس بقوي. وقال أحمد: متروك الحديث. وقال أَبُو داود: ضعيف، وكذا ضعفه الدارقطني وغيره.
قَالَ ابْن سعد: مات سنة اثنتين وخمسين ومائة. وقيل: كان حافظًا. وقال البخاري: ليس بشيء.
114- طلحة بْن عمرو الكوفي القناد3.
عَن الشعبي وسعيد بْن جبير وعكرمة. وعنه وكيع وأبو أسامة. وهو جدّ عمرو بْن حمّاد بْن طلحة القنّاد. ذكره ابْن أَبِي حاتم ولم يجرّحه.
"حرف العين":
115- عاصم بن محمد بن زيد العمري4 –ع- بن عبد الله بن عمر العدوي أخو أَبِي بكر وعمر وزيد وواقد.
عَن أبيه وإخوته واقد وعمر ومحمد بْن كعب القرظي. وعنه أبو نعيم وأبو الوليد وإسماعيل بْن أَبِي أويس وأحمد بْن يونس وعلي بن الجعدة وعدة. وثقه أبو حاتم
__________
1 التهذيب "1/ 378"، والخلاصة "179".
2 التاريخ الكبير "4/ 350"، والجرح والتعديل "478".
3 التهذيب "5/ 24"، والجرح "4/ 476".
4 الجمع بين رجال الصحيحين "1/ 383"، والتهذيب "5/ 75".(9/295)
وغيره وما علمت فِيهِ تليينًا بوجه، فأين قول القائل: كل من اسمه عاصم ففيه ضعف!.
116- عامر بْن إسماعيل بْن عامر الحارثي الجرجاني1.
من كبار قوّاد الدولة. وهو الَّذِي أدرك مروان ببوصير وبيّته وأهلكه. وكان كبير القدر عند المنصور. مات سنة سبع وخمسين ومائة.
117- عائذ بْن شريح الحضرمي2.
عَن أنس بْن مالك. وعنه الفضل بْن موسى الشيباني ويوسف بْن أسباط ومخلد بْن يزيد وبكر بْن بكار وغيرهم.
قَالَ أَبُو حاتم: فِي حديثه ضعف. قُلْتُ: مَا هُوَ بحجّة ولا وجدته فِي كتب الضعفاء.
118- عباد بْن راشد البصري3 -د ن ق-.
عَن الحسن وسعيد بْن أَبِي حرة وقتادة. وعنه عَبْد الرحمن بْن مهدي وبدل وأبو داود وأبو نعيم ومسلم وعفان وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم: صالح الحديث. وقد روى لَهُ البخاري فِي صحيحه مقرونا بآخر.
وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بالقويّ. وقال أَبُو داود: ضعيف.
وقال أحمد: ثقة صالح. وكذا أنكر أَبُو حاتم عَلَى الْبُخَارِيّ إدخاله فِي كتاب الضعفاء وقال: يحوّل من هناك. وروى عياش عن ابن معين: حديثه ليس بالقوي. وروى الكوسج عَنْهُ فَقَالَ: صالح.
119- عباد بْن كثير الثقفي البصري4 -د ق- العابد نزيل مكة.
عَن أَبِي عمران الجوني ومحمد بْن واسع ويحيى بْن أَبِي كثير وابن الزبير وثابت وعبد الله بْن محمد بْن عقيل والعلاء بْن عَبْد الرحمن وطائفة.
وعنه إِبْرَاهِيم بْن أدهم وعبد الله بْن واقد الهروي وأبو نعيم والفريابي وآخرون.
__________
1 تاريخ الطبري "7/ 440"، وجمهرة أنساب العرب "414".
2 ميزان الاعتدال "2/ 363".
3 تهذيب التهذيب "5/ 92"، والجرح والتعديل "6/ 79".
4 الضعفاء الصغير "75"، والمتروكين "75، والتهذيب "5/ 100".(9/296)
وكان جرير بْن عَبْد الحميد يحدّث عَن عبّاد بْن كثير فيقولون: اعفنا مِنْهُ فَيَقُولُ: ويحكم كان شيخًا صالحًا. وقال ابْن مَعِين: لَيْسَ بشيء. وقال الْبُخَارِيّ: بصري سكن مكة تركوه.
وقال ابْن الْمُبَارَك: انتهيت إِلَى سفيان الثوري وهو يَقُولُ: عبّاد بْن كثير فاحذروا حديثه.
وقال ابْن أَبِي رزمة: مَا أدري، مَا رأيت رجلا أفضل من عبّاد بْن كثير فِي ضروب من الخير فإذا جاء الحديث فليس منها فِي شيء.
وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَأْكُلُ الْقِثَّاءَ إِذَا أَكَلَهُ بِالْمِلْحِ وَكَانَ يَأْكُلُ التَّمْرَ بِالْجَوْزِ.
وَرَوَى عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "عفُّوا يُعف عَنْ نِسَائِكُمْ"1.
وَرَوَى عَنِ ابْنِ عُقَيْلٍ عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا "مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوهُ"2.
وَرَوَى عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَجَابِرٍ مَرْفُوعًا "الْغَيْبَةُ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَى"3 قَالُوا: وَكَيْفَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "لِأَنَّ صَاحِبَ الزِّنَى إِذَا تَابَ تِيبَ عَلَيْهِ وَصَاحِبُ الْغَيْبَةِ لا يُغْفَرُ لَهُ حَتَّى يَغْفِرَ لَهُ صَاحِبُهُ".
وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الدَّالانِيِّ يَزِيدَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا $"قِيلُوا فَإِنَّ الشياطين لا تقيل"4.
وساق ابْن حِبّان عدة مناكير لكن بعضها من الرواة عنه.
__________
1 "موضوع": ذكره ابن الجوزي في الموضوعات "3/ 85" وصاحب تنزيه الشريعة "227"، وابن عدي في الكامل "1/ 324" وغيره.
2 ذكره السيوطي في الحاوي للفتاوي "2/ 205"، والقيسراني في تذكرة الموضوعات "847"، والهندي في كنز العمال "13130"، وانظر إرواء الغليل "8/ 18".
3 "خبر منكر": أخرجه الذهبي في ميزان الاعتدال "2/ 372"، وفي السير "7/ 85"، والسيوطي في الحاوي للفتاوي "1/ 172"، وفي الدر المنثور "6/ 97"، وانظر تذكرة الموضوعات "1090".
4 حديث حسن": أخرجه الطبراني في الأوسط "2725" بنحوه، وأبو نعيم في "الطب" "12/ 1"، وانظر الصحيحة للشيخ الألباني "1647".(9/297)
120- فأما: عباد بْن كثير الفلسطيني الرملي1، فهو آخر، فَصَلَهُ ابْن حبّان وغيره من الَّذِي قبله.
يروي عَن عروة بْن رويم وحوشب وغيرهما. وعنه يزيد بْن أَبِي الزرقاء وَهُوَ متروك.
تأخر حَتَّى لحقه يَحْيَى بن يَحْيَى النَّيْسَابُوري وَيَحْيَى بن معين.
قَالَ البخاري: فِيهِ نظر. وقال النسائي: متروك الحديث. ووثّقه ابْن معين وابن المديني.
121- عباد بْن منصور الناجي2 -4- أَبُو سلمة البصري. ولي القضاء لإبراهيم بْن عَبْد الله بْن حسن.
وروى عَن عكرمة والقاسم وعطاء بْن أَبِي رباح وأبي الضحا وجماعة. وعنه يحيى بْن سعيد القطان ويزيد بْن هارون وروح بْن عبادة وأبو عاصم والنضر بْن شميل وآخرون.
قَالَ أَبُو داود السجزي: كَانَ يأخذ دقيق الأرزّ فِي إزاره كل عشيّة، وولي قضاء البصرة خمس مرات. وقال أَبُو حاتم: ضعيف يكتب حديثه. وقال ابْن معين: عبّاد بْن كثير وعبّاد بْن منصور وعبّاد بْن راشد ليس حديثهم بالقويّ ولكنه يُكتب.
وقال ابْن حبّان: كَانَ عبّاد بْن منصور قَدَريًّا داعية وكان عَلَى قضاء البصرة، وكل مَا روى عَن عكرمة سمعه من إبراهيم بن أبي يحيى عن داود بن الحصين قد كتبها عَن عكرمة.
رَوَى أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ عَنْ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ: عَمَّنْ سَمِعْتَ "مَا مَرَرْتُ بِمَلإٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِلا أَمَرُونِي بِالْحِجَامَةِ"3 وَأَنَّهُ -عَلَيْهِ السَّلامُ- كَانَ يَكْتَحِلُ بِاللَّيْلِ ثَلاثًا؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي يَحْيَى عَنْ دَاوُدَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
__________
1 تهذيب التهذيب "5/ 102"، والميزان "2/ 370"، والجرح والتعديل "6/ 85".
2 الجرح والتعديل "6/ 86"، والتهذيب "5/ 103"، والميزان "2/ 376".
3 "إسناده ضعيف": أخرجه الترمذي "2052"، وابن ماجه "3479"، وضعف إسناده العراقي في المغني "4/ 394".(9/298)
وقال ابن جزيمة: سمعت عمر بْن حفص الشيباني يَقُولُ: ثنا معاذ بن خالد الأغضف قَالَ: قُلْتُ: لعبّاد بْن منصور: من حدّثك أن ابْن مسعود رجع عَن قوله: الشقي من شقي فِي بطن أمه قَالَ: رَجُل لا أعرفه، قُلْتُ: لكني أعرفه، قَالَ: من؟ قُلْتُ: الشيطان.
قَالَ أحمد بن زُهير عن ابن مَعِين: عباد بن منصور لَيْسَ بشيء.
وَقَالَ العُقَيْلِيّ نا مُحَمَّد بن زكريا نا مُحَمَّد بن مثنى ثَنَا معاذ بن معاذ نا عَمْرو بن الوليد الأغضف، قُلْتُ لعباد بن منصور: من حدثك أن أَبِي بن كعب حدثه أن ابن مَسْعُود رجع عن حديثه في القدر؟ فَقَالَ: رجل لا أعرفه، قُلْتُ: أَنَا أعرفه، ذاك الشيطان.
وقال يحيى القطّان: كَانَ عبّاد حين رأيناه لا يحفظ. وكان يحيى لا يرضاه.
قلت: مات عبّاد عَلَى ظهر امرأته1 فجأة سنة اثنتين وخمسين ومائة.
122- عباد بْن ميسرة المنقري2 –ن- البصري المعلم.
عَن الحسن ومحمد بْن المنكدر وعلي بْن زيد.
وعنه هشيم ووكيع وأبو داود الطيالسي وموسى بْن إسماعيل وآخرون.
وكان زاهدًا عابدًا قانتًا مجتهدًا.
قَالَ أَبُو داود: ليس بالقويّ. وقال ابْن معين وغيره: ليس بِهِ بأس.
123- عباد بْن مسلم3 -4- أَبُو يحيى الفزاري البصري.
عَن جبير بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ والحسن ويونس بْن خباب وإياس.
وعنه وكيع وأبو نعيم وروح وأبو داود وأبو عاصم وجماعة.
وثّقه ابْن معين والنسائي وابن حبّان، عند ابْن حِبّان وذكره فِي كتاب "الضعفاء" فَقَالَ: منكر الحديث ساقط الاحتجاج بما يرويه.
__________
1 وقال في السير "7/ 84" "مات عباد على بطن أهله ... ".
2 التهذيب "5/ 107"، والميزان "2/ 378"، والجرح والتعديل "6/ 86".
3 التهذيب "5/ 219"، والميزان "2/ 423"، والمعرفة والتاريخ "3/ 54"، والجرح والتعديل "6/ 96".(9/299)
124- عبد الله بن بديل1 -د ن- بن ورقاء المكي.
عن الزهري وعمرو بن دينار.
وعنه عبد الرحمن بن مهدي وأبو داود وزيد بن الحباب وعمرو العنقري. قال ابن معين: مكي صالح. استشهد به البخاري.
* وأما سميه: عبد الله بن بديل بن ورقاء2، فقتل مع علي -رضي الله عنه- بصفين.
125- عبد الله بن بشر الكوفي3 -ن ق- قاضي الرقة.
روى عَن أَبِي إسحاق وعاصم القارئ والزهري. وعنه جعفر بن برقان مع تقدمه وعبد السلام بن حرب ومعمر بن سليمان. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بأس به. وقال بعضهم: فِيهِ لين.
126- عَبْد الله بْن جابر البصري4 -د ت-.
عَن مجاهد أَبِي الشعثاء والحسن وعمر بْن عَبْد العزيز وجماعة. وعنه سفيان الثوري وهارون بْن موسى النحوي وإسحاق بْن سُلَيْمَان الرازي وحكام بْن سلم.
ذكره ابْن حبان فِي الثقات. وكناه ابْن أَبِي حاتم أبا حازم. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حجاج بن أرطأة.
127- عبد الله بن حبيب 5 –م- بن أبي ثابت الكوفي.
عَن سعيد بْن جبير والشعبي ومحمد بْن كعب القرظي. وعنه ابْن الْمُبَارَك وأبو نعيم وقبيصة والفريابي. وثّقه ابْن معين.
128- عَبْد الله بْن أَبِي داود6. أَبُو بكر البصري صاحب الجوالق.
عَن نافع وبكر بْن عَبْد الله المزني.
__________
1 تقريب التهذيب "1/ 383"، والثقات "5/ 12"، والمشاهير "83"، والجرح والتعديل "5/ 14".
2 التهذيب "5/ 155".
3 المجروحين "2/ 32"، والتهذيب "5/ 160".
4 تهذيب التهذيب "5/ 167"، والجرح والتعديل "5/ 26".
5 ميزان الاعتدال "2/ 406"، والتاريخ لابن معين "2138".
6 الجرح والتعديل "5/ 48".(9/300)
وعنه أَبُو الوليد وموسى التبوذكي.
وثّقه يحيى بْن معين.
129- عَبْد الله بْن راشد الدمشقي.
مولى الخزاعيين.
عَن مكحول وعروة بْن رويم وعمرو بْن مهاجر.
وعنه الوليد بْن مسلم ويحيى بْن ريان ومعن القزاز.
وثّقه أَبُو مسهر فقال: ثقة عابد.
130- عَبْد الله بْن زياد بْن سمعان1 –ق-.
المدني مولى أم سلمة.
روى عَن الأعرج ومجاهد ومحمد بن كعب ونافع والزهري وسليمان بن حبيب المحاربي وغيرهم.
وعنه مفضل بن فضالة وروح بن القاسم وابن وهب وعبد العزيز الدراوردي وبقية وعلي بن الجعد وآخرون.
سئل عنه مالك فقال: كذاب.
وقال أحمد بن حنبل: متروك الحديث.
وقال البخاري: سكتوا عنه.
وقال ابن معين: يكذب.
وقال أبو داود: ولي قضاء المدينة.
وقال أبو بكر بن أبي أويس: كنت جالسا عند ابن سمعان فحدّث فانتهى إِلَى حديث شهر بْن حوشب فقال: حدثني شهريز خوست، فقلت: من هذ؟ فَقَالَ: هَذَا بعض العجم قدِم علينا، فَقُلْتُ: لعلك تريد شهر بن حوشب، فسكت.
__________
1 تهذيب التهذيب "5/ 205"، والجرح والتعديل "5/ 52".(9/301)
وقال أَبُو عبيدة الحدّاد: إن ابْن سمعان قَالَ: حدّثني مجاهد، فَقَالَ ابْن إسحاق: كذب والله، أَنَا أكبر مِنْهُ وما رأيت مجاهدًا.
وقال أَبُو مسهر: سَمِعْت سعيد بْن عَبْد العزيز يقول: قدم عليهم ابن سمعان فأخرجه إليهم كتبه فزادوا فيها فلما حدّثهم بها قَالُوا: هَذَا كذّاب.
وقال أَبُو حاتم: ابْن سمعان ضعيف الحديث سبيله التَّرْك.
وقال الحكم بْن موسى: نا الوليد بْن مسلم قَالَ: كتبت كتابًا عن ابن سمعان فإنه لفي يدي إذ غلبتني عيناي فنمت فرأيت النَّبِيَّ –صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ: يَا رسول الله هَذَا ابْن سمعان حدثني عنك فَقَالَ: قل لابن سمعان يتّقي الله ولا يكذب عليّ.
131- عَبْد الله بْن شوذب البلخي1 -4- ثم البصري ثم المقدسي.
أبو عبد عَبْد الرحمن.
عَن الحسن ومحمد بْن سيرين ومطر الوراق ومكحول وأبو التياح وطائفة.
وعنه ابْن الْمُبَارَك وضمرة بْن ربيعة والوليد بْن مزيد ومحمد بْن كثير وأيوب بْن سويد وعدة.
وثّقه أحمد وغيره.
وقال أَبُو عمير بْن النحاس: ثنا كثير بْن الوليد: كنت إذا رأيت ابن شوذب ذكرت الملائكة.
وقال ضمرة عَن ابْن شوذب: سَمِعْت مكحولا يَقُولُ: لقد ذلّ من لا سفيه لَهُ.
وذكر ابْن ضمرة أن ابْن شوذب كَانَ معاشه من كسب غلمان لَهُ فِي السوق.
وقال: مولدي سنة ست وثمانين.
وقال ضمرة: مات ابْن شوذب سنة ست وخمسين ومائة فِي آخرها.
132- عبد الله بن عامر الأسلمي2 –ق-.
المدني أبو عامر القارئ.
__________
1 حلية الأولياء "6/ 129"، والوافي بالوفيات "17/ 211"، وشذرات الذهب "1/ 240".
2 التاريخ الكبير "5/ 156".(9/302)
كَانَ يصلّي بالناس فِي مسجد الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي رمضان.
روى عَن عمرو بْن شعيب ونافع وسعيد المقبري وابن شهاب.
وعنه سليمان بن بلال وابن وهب وحبيب كاتب مالك وأبو نعيم والواقدي وغيرهم.
ضعفه أحمد، وقال البخاري: يتكلمون فِي حِفْظه.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
133- عَبْدُ اللَّهِ بن عبد الرحمن بن يعلى الثقفي1 -م د ن ق- أبو يعلى الطائفي.
عَن عمرو بْن الشريد وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ.
وعنه ابْن الْمُبَارَك وعبد الرحمن بْن مهدي وأبو نعيم وعبد الرزاق وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم: ليس بقوي.
وقال عثمان الدرامي عن ابن معين: صويلح.
وذكره ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ.
134- عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ2. من جعفة، الكِنْدي التجيبي المصري الأمين.
ولي الإسكندرية للخليفة هشام وولي مصر للمنصور سنة اثنتين وخمسين.
وتوفي سنة خمس وخمسين وَمِائَةٍ.
135- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَبُو شعيب البناني3 البصري.
عَن الحسن وإياس بْن معاوية. وعنه ابْن المبارك وأبو داود الطيالسي.
__________
1 تقريب التهذيب "1/ 405"، والثقات "7/ 40".
2 كتاب الولاة والقضاة "117".
3 الجرح والتعديل "5/ 93".(9/303)
136- عَبْد الله بْن عُبَيْد الحميري البصري1 -ت ن ق-.
عَن عديسة بنت أهبان وأبي بكر بْن النضر يونس.
وعنه ابْن علية وصفوان بْن عيسى وأبو عبيدة الحداد وعثمان بْن الهيثم المؤذن.
قَالَ أَبُو حاتم: مَا بِهِ بأس.
137- عَبْد الله بْن عَمْرو بْن علقمة2 –ت- الكناني المكي.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ وعمر بْن سعيد بْن أَبِي حسين.
وعنه عَبْد الرحمن بْن مهدي وأبو نعيم وعبد الرزاق وابن الْمُبَارَك. موثَّق.
138- عَبْد الله بْن عون بن أرطبان3 –ع-.
أبو عون المزني مولاهم البصري الحافظ أحد الأئمة الأعلام.
عَن سعيد بْن جبير وأبي وائل وإبراهيم والشعبي والقاسم بن محمد ومجاهد والحسن وبن سيرين ومكحول وخلق سواهم.
وعنه حماد بْن زيد وابن الْمُبَارَك وابن علية وإسحاق الأزرق وأزهر السمان وحريش بْن أنس وعثمان بْن عمر بْن فارس ومسلم بْن إِبْرَاهِيم ويزيد بن هارون ومحمد بن أبي عدي وخلق كثير.
قَالَ عَبْد الرحمن بْن مهدي: مَا كَانَ بالعراق أعلم بالسُنَّة من ابْن عون.
وقال قُرَّةُ بْن خالد: كنا نعجب من ورع ابن سيرين فأنساه ان عون.
وقال شعبة: مَا رأيت مثل أيوب وابن عون ويونس بْن عُبَيْد.
وقال ابْن الْمُبَارَك: مَا رأيت مثل أيوب وابن عون ويونس بن عبيدة.
__________
1 التهذيب "5/ 309".
2 التاريخ الكبير "5/ 155"، والجرح والتعديل "5/ 118".
3 التهذيب "5/ 346"، والجرح والتعديل "5/ 130"، وطبقات ابن سعد "7/ 261"، وتذكرة الحفاظ "1/ 156"، وشذرات الذهب "1/ 230"، وخلاصة تذهيب الكمال "209".(9/304)
وقال ابْن الْمُبَارَك: مَا رأيت أحدًا أفضل من ابْن عون. قُلْتُ: قد رأى ابْن عون أنس بْن مالك فهو معدود فِي صغار التابعين.
قَالَ شعبة: شَكَّ ابْن عون أحبُّ إليّ من يقين غيره.
وقال الأوزاعي: إذا مات ابْن عون والثوري استوى الناس. وقال رَوْح بْن عبادة: مَا رأيت أحدًا أعبد من ابْن عون.
وروى مسعر بْن كدام عَن ابْن عون قَالَ: ذكر الله دواء وذكر الناس داء.
وقال ابْن معين: ابْن عون ثقة فِي كل شيء.
وقال بكار بْن محمد السيريني: كَانَ ابْن عون يصوم يومًا ويفطر يومًا، صَحِبْتُه دهرًا وكان طيب الريح ليّن الكسوة لَهُ ختمة فِي الأسبوع وكان يغزو عَلَى ناقة لَهُ إِلَى الشام فإذا وصل إِلَى الشام ركب الخيل، وبارز مرة علجًا فقتله، وكان إذا جاءه وإخونه كأن على رؤوسهم الطير لَهُم خشوع وخضوع.
قَالَ بكار: وكان إذا حدث بالحديث تخشَّع1 عنده -حَتَّى نرحمه- مخافة أن يزيد أو يُنِقص2.
وقال أَبُو قطن: سَمِعْت ابْن عون يَقُولُ: وددت أني خرجت مِنْهُ كفافًا.
قَالَ بكار: كَانَ ابْن عون لا يدع أحدًا من أصحاب الحديث ولا غيرهم يتبعه وما رأيته يمازح أحدًا ولا ينشد شعرًا، وكان مشغولا بنفسه وما رأيت أملك للسانه مِنْهُ، وما سمعته حالفًا عَلَى يمين قط، ولا رأيته دخل حمامًا قط، وكان لَهُ وكيل نصراني يجبي غَلَّته من دارٍ لَهُ3. وكان لا يزيد فِي رمضان عَلَى حضور المكتوبة ثم يخلو في بيته، وقد سعت بِهِ المعتزلة إِلَى إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله بن حسن الَّذِي خرج فقالوا: ها هنا رَجُل يوثب عليك الناس، فأرسل إِلَيْهِ أنْ مالي ولك، فخرج عن البصرة حتى نزل القريظية وأغلق بابه.
__________
1 تَخَشَّعَ: تَذلَّلَ، وتَضَرَّع.
2 طبقات ابن سعد "7/ 262".
3 انظر المصدر السابق.(9/305)
وقال الأنصاري: سَمِعْت أن ابْن عون دخل عَلَى سلم بْن قتيبة وهو أمير فَقَالَ: السلام عليكم، فضحك وقال: نحتملها لابن عون.
وقال معاذ بْن معاذ: رأيت عَلَى ابْن عون بُرْنُسًا من صوف رقيقًا حسنًا قَالَ: هَذَا اشتريته من تَرِكَة أنس بْن سيرين كَانَ لابن عمر فكساه إيّاه.
وقال المفضّل بْن لاحق: كنا بأرض الروم فدعا رومي إِلَى المبارزة فخرج فارس فقتله، ثُمَّ دخل فِي الناس فلُذْتُ بِهِ لأعرفه، فوضع عَنْهُ المِغْفَر يمسح وجهه، فإذا هُوَ عَبْد الله بْن عون.
وروى حمّاد بْن زيد عَن محمد بْن فضاء قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المنام فَقَالَ: زوروا ابْن عون فإنه يحب الله ورسوله وإن الله يحبّه ورسوله.
وقال خارجة بْن مصعب: جالست ابن عون اثنتي عشرة سنة فما أظن أن مَلَكَيْه كتبا عَلَيْهِ سوءًا.
وقال بكار السيريني: كَانَ بلال بْن أَبِي بردة قد ضرب ابْن عون بالسياط لكونه تزوج امرأة عربية.
وقال مكي بن إبراهيم: كنا عندابن عون فذكروا بلالا فلعنوه وقالوا: إنما نذكره لما ارتكبه منك فَقَالَ: إنما هما كلمتان تخرجان فِي صحيفتي يوم القيامة: لا إله إلا الله أو لعن الله فلانًا.
وقال بكار بْن محمد: حضرت وفاة ابْن عون فكان حين قُبض موجَّها يذكر الله حَتَّى غرغر، فقالت عمتي: اقرأ عنده "يس "فقرأتها، ومات فِي السَّحَر، وما قدرنا أن نصلّي عَلَيْهِ حَتَّى وضعناه فِي محراب المُصَلّى غَلَبنا الناس عَلَيْهِ. ومات وعليه من الدَّيْن بضعة عشر ألفًا، وأوصى بعد وفاء دَيْنه بخُمْس ماله إِلَى أَبِي يفرّقه فِي أقاربه المحتاجين، ولم أره يشكو فِي علّته. قَالَ بكار: وكانت ثياب ابْن عون تمسّ ظهر قدميه.
وقال أَبُو قطن: رأيت بعض أسنان ابْن عون مشدودة بالذهب.(9/306)
وقال بكار بْن محمد: كَانَ ابْن عون زوج عمتي أم محمد بنت عَبْد الله بن مُحَمَّد بن سيرين، وَلَمَّا مات كفنوه في برد ثمنه مائتا درهمً، ولم يخلف درهما إنما خلف دارين، قَالَ: ومات في رجب سنة إحدى وخمسين ومائة، وفيها أرّخه يحيى القطَّان وأبو نعيم وجماعة، وما عدا ذَلِكَ وَهْم.
قِيلَ: سنة خمسين ومائة ومولده سنة ستٍّ وستين، وكان يمكنه السماع من طائفة من الصحافة.
قَالَ ابْن سعد: كَانَ أكبر من سُلَيْمَان التيمي، قَالَ: وكان ثقة كثير الحديث ورعًا عثمانيًا.
وقال محمود بْن غيلان: ثنا النضر بْن شميل قَالَ: كَانَ رَجُل يلازم ابْن عون فقيل لَهُ: بلغ حديث ابْن عون ألفا؟ قال: أضعف، قيل: وألفين، قَالَ: أضعف، قِيلَ: فأربعة آلاف، قَالَ: أضْعِف، قِيلَ: ستة، فسكت الرجل، قَالَ عمر بْن حبيب: سمعت عثمان البتي يقول: ما رأيت عيناي مثل ابْن عون.
وروى عَن ابْن عون أن أمه نادته فَعَلا صوتُه صوتها فخاف فأعتق رقبتين.
وقال ابْن الْمُبَارَك: مَا رأيت عيني أحدًا ممن ذُكر لِي إلا رأيته دون مَا ذكر لِي إلا ابْن عون وحَيْوَة بْن شريح.
وقال يحيى بْن يوسف الزمي: نا أَبُو الأحوص قَالَ: كَانَ يقال لابن عون: سيد القراء فِي زمانه.
قَالَ ابْن المديني: جمع لابن عون مَا لم يُجمع لأحد من أصحابه، ولم يحدّث إلا بعد موت أيوب، كَانَ يمتنع من الحديث فلما مات يونس بْن عُبَيْد ألحّ عَلَى ابْن عون أصحاب الحديث فسلس وحدّث.
وقال ابْن سعد: أخبرنا بكار بْن محمد حدّثني بعض أصحابنا أن ابْن عون كَانَ لَهُ ناقة يغزو عليها ويحجّ عليها وكان بها معجبًا فأمر غلامًا لَهُ يستقي عليها فجاء بها وقد ضربها عَلَى وجهها فسالت عينها عَلَى خدّها فقلنا: إن كَانَ ابْن عون يسيء فاليوم، فلم يلبث أن نزل فلما نظر إِلَى الناقة قَالَ: سبحان الله أفلا غير الوجه بارك الله فيك أخرج عني اشهدوا أَنَّهُ حر.
وقال معاذ بْن معاذ: حدّثني غير واحد من أصحاب يونس بْن عُبَيْد أَنَّهُ قَالَ: إني(9/307)
لأَعرف رجلاُ منذ عشرين سنة يتمنّى أن يسلم لَهُ يوم من أيام ابْن عون فما يقدر عَلَيْهِ.
قَالَ ابْن الْمُبَارَك: مَا رأيت مصلّيًا مثل ابْن عون.
قرأت عَلَى إسحاق بْن أَبِي بكر أخبركم ابْنُ خَلِيلٍ أَنَا أَبُو الْمَكَارِمِ اللَّبَّانُ أَنَا أَبُو عليّ الحدّاد أَنَا أَبُو نُعَيم أَنَا أَبُو محمد بْن حبان نا عَبْد الرَّحمن بْن محمد بْن حمّاد نا حفص الرياني أَنَا معاذ بْن معاذ: سَمِعْت هشام بْن حسان يَقُولُ: حدّثني من لم تر عيناي مثله، فَقُلْتُ فِي نفسي: اليوم نستبين فضل الحسن وابن سيرين، قَالَ فأشار بيده إِلَى ابْن عون وهو جالس. وبه قال أبو نعيم: ثنا ابْن خلاد ثنا الكديمي ثنا الخريبي قَالَ: دخلت البصرة لألقى ابْن عون فلما صرت إلى قناطير بني دارم تلقّاني نعْيه فدخلني مَا اللهُ بِهِ عليم.
قُلْتُ: ترجمته فِي "تاريخ دمشق" عشرون ورقة. ومات سنة إحدى وخمسين ومائة عَلَى الصحيح. وقال ابْن معين: سنة اثنتين. وقال المنقري: مات سنة خمسين.
139- عَبْد الله بْن عياش الهمداني، المنتوف أَبُو الجراح. وكان أخباريًا علامة.
حمل عَن الشعبي وغيره، وكان من أصحاب أبي جعفر المنصور. أخذ عن الهيثم بْن عديّ وجماعة. قَالَ الخطيب: توفي سنة ثمان وخمسين ومائة.
وفيها توفي:
عوانة بْن الحكم الأخباري.
* فأما: عَبْد الله بْن عياش القتباني المصري1، ففي الطبقة الآتية.
140- أَبُو جعفر المنصور2: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْد الله بْن عباس القرشي الهاشمي العباسي، أمير المؤمنين، وأمه سلامة البربرية.
ولد فِي سنة خمس وتسعين أو فِي حدودها. وروى عَن أبيه ورأى جده. وعنه ولده المهدي.
__________
1 التهذيب "5/ 351"، والجرح والتعديل "5/ 126".
2 وانظره في وفيات الأعيان "2/ 294-297".(9/308)
وكان قبل أن يلي الإمامة يقال لَهُ عَبْد الله الطويل. ضرب فِي الآفاق إِلَى الجزيرة والعراق وأصبهان وفارس قَالَ أَبُو بكر الجعابي: كَانَ المنصور يلعب فِي صغره بمدرك التراب. أتته البيعة بالخلافة بعد موت أخيه السفاح وهو بمكة بعهد السفاح لما احتضر إِلَيْهِ، فوليها اثنتين وعشرين سنة. وكان أسمر طويل طويلا نحيفًا مهيبًا خفيف العارضين معرق الوجه رحب الجبهة يخضّب بالسواد كأنّ عينيه لسانان ناطقان، تخالطه أُبَّهة المُلْك بزيّ النُّسّاك تقبله القلوب وتتبعه العيون، وكان أقنى الأنف بين القنا. وقد مر من أخباره فِي الحوادث مَا يدلّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ فحل بني العباس هيبة وشجاعة وحزمًا ورأيًا وجبروتًا، وكان جمّاعًا للمال، تاركًا للَّهو، واللعب، كامل العقل، جيّد المشاركة فِي العلم والأدب، فقيه النفس، قتل خلقًا كثيرًا حَتَّى استقام ملكه. وكان فِي الجملة يرجع إِلَى عدل وديانة وله حظ من صلاة وتديّن، وكان فصيحًا بليغًا مُفَوَّهًا، خليقًا للإمارة.
وقد ولي بعض كور فارس فِي شبيبته لعاملها سُلَيْمَان بْن حبيب بْن المهلّب الأزدي ثُمَّ عزله وضربه ضربًا مبّرحًا لكونه احتجز المال لنفسه ثُمَّ أغرمه المال، فلما ولي المنصور الخلافة ضرب عنقه.
وكان المنصور يُلقَّب أبا الدوانيق1 لتدقيقه ومحاسبته العمال والصُنّاع عَلَى الدوانيق والحبّات.
وكان مَعَ هَذَا ربما يعطي العطاء العظيم.
قَالَ أَبُو إسحاق الثعالبي: وعلى شهرة المنصور بالبخل ذكر محمد بْن سلام أَنَّهُ لم يعط خليفة قبل المنصور عشرة آلاف دارت بها الصُّكّاك وثبتت فِي الدواوين فإنه أعطى فِي يوم واحد كل واحد من عمومته عشرة آلاف ألف درهم.
قُلْتُ: وقد حدّث عَن عطاء بْن أَبِي رباح يسيرًا. وقد خلف يوم مات فِي بيوت الأموال تسعمائة ألف ألف درهم وخمسين ألف ألف درهم.
وَرَوَى يَحْيَى بْنُ غَيْلانَ ثِقَةٌ نا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "منا السفاح ومنا المنصور"2.
__________
1 الدَّوانِيق أو الدَّواتيقيّ: يعرف على من يدقَّقُ في الحساب والمعاملة، وبه سمي أبو جعفر المنصور.
2 ذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد "1/ 63"، والهندي في كنز العمال "37317"، "38687"، وابن الجوزي في العلل المتناهية "1/ 290".(9/309)
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ وَأَبُو النَّضْرِ: نا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، نا مَيْسَرَةُ بْنُ حَبِيبٍ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: "مِنَّا السَّفَّاحُ وَمِنَّا الْمَنْصُورُ وَمِنَّا الْمَهْدِيُّ"1.
فَهَذَا إِسْنَادُهُ صَالِحٌ والذي قبله منكر وهو منقطع ويروي نحو بِإِسْنَادِهِ أَخْرَجَهُ عَنِ الْمِنْهَالِ.
قَالَ أَبُو سهل بْن علي بْن نوبخت: كَانَ جدّنا نوبخت المجوسيّ نهاية فِي التنجيم فسجن بالأهواز فَقَالَ: رأيت أبا جعفر وقد أدخل السجن فرأيت من هيبته وجلالته وحسن وجهه مَا لم أره لأحد فَقُلْتُ لَهُ: وحق الشمس والقمر إنك لَمِنْ وَلَد صاحب المدينة، قَالَ: لا ولكني من عرب المدينة، قَالَ: فلم أزل أتقرب إِلَيْهِ وأَخدمه حَتَّى سألته عَن كنيته فَقَالَ: أَبُو جعفر، فَقُلْتُ: وحق المجوسية لتملكنّ، قَالَ: وما يدريك؟ قُلْتُ: هُوَ كَمَا أقول فاذْكُرْ هَذِهِ البشري، قَالَ: إن قُضي شيء فسيكون، قُلْتُ: قد قضاه الله من السماء فقدمت دواة فكتب لِي: يَا نوبخت إذا فتح الله وردّ الحق إِلَى أهله لم نغفل عنك وكتب أَبُو جعفر، فلما استخلف صرت أليه فأخرجت الكتاب فَقَالَ: أَنَا لَهُ ذاكر ولك متوقّع فالحمد لله. فأسلم نوبخت فكان منجّمًا لأبي جعفر ومولى.
قَالَ إِبْرَاهِيم بْن عبد الصّمد بْن موسى بْن محمد الهاشميّ: حدّثني أَبِي نا أَبِي عَن أبيه قَالَ: قَالَ لنا المنصور: رأيت كأني في الحرم وكأن رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الكعبة وبابها مفتوح فنادى مناد: "أين عَبْد الله" فقام أخي أَبُو العباس حَتَّى صار عَلَى الدرجة فأدخل فما لبث أن خرج ومعه عباءة عليها لواء أسود قدر أربعة أذرع، ثُمَّ نودي "أين عَبْد الله" فقمت إِلَى الدرجة فأصعدت وَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأبو بكر وبلال فعقد لِي وأوصاني بأُمَّتِه وعمَّمني بعمامة وكان كورها ثلاثة وعشرين وقال: "خذها إليك أبا الخلفاء إِلَى يوم القيامة".
وقال الربيع بْن يونس الحاجب: سَمِعْت المنصور يَقُولُ: الخلفاء أربعة: أَبُو بكر وعمر وعثمان وعليّ، والملوك: معاوية وعبد الملك وهشام وأنا.
قَالَ شباب: أقام الحج للناس أَبُو جعفر سنة ست وثلاثين، وسنة أربعين، وسنة
__________
1 انظر السابق.(9/310)
أربع وأربعين، وسنة اثنتين وخمسين زاد الفسوي: أَنَّهُ حج أيضًا سنة سبع وأربعين ومائة.
قَالَ أَبُو العيناء: نا الأصمعي أن المنصور صعد المنبر فشرع فِي الخطبة فقام إِلَيْهِ رَجُل فَقَالَ: يَا أمير المؤمنين أذكر من أنت فِي ذكره. فَقَالَ لَهُ: مرحبًا لقد ذكرت جليلا وخوَّفت عظيمًا وأعوذ بالله أن أكون ممن إذا قيل يه اتق الله أخذته العزّة بالإِثم، والموعظة منا بدت وعنّا خرجت وأنت يَا قائلها فأحلف بالله مَا الله أردت أنما أردت أن يقال قام فَقَالَ فعوقب فصبر فأهون بها من قائلها وأهتبلها من الله ويلك إِنِّي قد غفرتها، وإياكم معشر الناس وأمثالها. ثُمَّ عاد إِلَى خطبته وكأنما يقرأ من كتاب1.
وقال الزبير: حدثني مبارك الطبري سمعت أبا عبيد الوزير سَمِعَ المنصور يَقُولُ: الخليفة لا يصلحه إلا التقوى، والسلطان لا يصلحه إلا الطاعة، والرعيّة لا يصلحها إلا العدل، وأولى الناس بالعفو أقدرهم عَلَى العقوبة، وأنقص الناس عقلا من ظَلَمَ مَن هُوَ دونه.
قَالَ الفريابي محمد بْن يوسف: قَالَ عبّاد بْن كثير لسفيان: قُلْتُ: لأبي جعفر: أتؤمن بالله، قَالَ: نعم، قلت: فحدثني عن الأموال التي اصطفيتوها من بني أمية، فَوَالله لئن كَانَت صارت إليهم ظلمًا وغضبًا لما رددتموها إِلَى أهلها الَّذِينَ ظُلموا، ولئن كَانَت لَهُم لقد أخذتم مَا لا يحلّ لكم، إذا دُعَيت يوم القيامة بنو أمية بالعدل جاءوا بعمر بْن عَبْد العزيز، فإذا دُعيتم أنتم لم تجيئوا بأحد، فكنْ أنتَ ذَلِكَ الأحد، فقد مضت من خلافتك ست عشرة سنة وما رأينا خليفة بلغ اثنتين وعشرين سنة، فهبْك تبلغها فما ست سنين، قَالَ: يَا أبا عَبْد الله مَا أجد أعوانًا، قُلْتُ: علي عونك بغير مرزئة، أنت تعلم أن أبا أيوب المورياني يريد منك كل عام بيت مال، وأنا أجيئك بمن يعمل بغير رزق، آتيك بالأوزاعي تقلّده كَذَا وبالثوري تقلّده كَذَا، وأنا بينك وبين الناس أبلّغك عنهم وأبلّغهم عنك، فَقَالَ: حَتَّى أستكمل بناء بغداد، فأخْرُجُ إِلَى البصرة وأوجّه إليك. فَقَالَ لَهُ سفيان الثوري: ولِمَ ذكرتني لَهُ؟ قَالَ: واللهِ مَا أردت إلا النُّصح للأمة، ثُمَّ قَالَ لسفيان: ويل لمن دخل عليهم إذا لم يكن كبير العقل كثير الفهم كيف تكون فتنته عليهم وعلى الأمة.
__________
1 سير أعلام النبلاء "7/ 68-69".(9/311)
ويقال أن عمرو بْن عُبَيْد رأس المعتزلة دخل عَلَى المنصور ووعظه، فبكى المنصور وقال: يَا أبا عثمان هل من حاجة، وكان يدني عمرًا ويكرمه ويجلّه، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وما هي؟ قال: لا تبعث حَتَّى آتيك. قَالَ: إذن لا نلتقي، قَالَ: عَن حاجتي سألتني، ثُمَّ نهض فلما ولّى أمدّه بصره وهو يَقُولُ:
كلكم يمشي رويد ... كلكم يطلب صيد
غير عمرو بن عبيد
قَالَ عَبْد السلام بْن حرب: أمر لَهُ بمال فردَّه، فَقَالَ المنصور: والله لتقبلّنه، قَالَ: والله لا أقبله، فَقَالَ لَهُ المهدي: أمير المؤمنين يحلف فحلف! قَالَ: أمير المؤمنين أقوى على الكفارة من عمك.
أَبُو خليفة: نا محمد بْن سلام قَالَ: قِيلَ للمنصور هل بقي من لذّات الدنيا شيء لم تنله؟ قَالَ: بقيت خصلة: أن أقعد فِي المصطبة وحولي أصحاب الحديث فَيَقُولُ المستملي: من ذكرت رحمك الله. قَالَ فغدا عَلَيْهِ الندماء وأبناء الوزراء بالمحابر والدفاتر، فَقَالَ: لستم بهم إنما هم الدَّنِسَةُ ثيابهم، المشقّقة أرجلهم، الطويلة شعورهم برد الآفاق وَنَقَلَةُ الحديث.
الصولي: ثنا أحمد بْن يحيى عَن محمد بْن إسماعيل عَن أبيه قَالَ: قَالَ عَبْد الصمد بْن علي للمنصور: يَا أمير المؤمنين لقد هممت بالعقوبة حَتَّى كأنك لم تسمع بالعفو، قَالَ: لأن بني أمية لم تُبْلَ رمَمُهُم، وآل أَبِي طالب لم تُغْمَد سيوفهم، ونحن بين قوم قد رأونا أمس سوُقة، واليوم خلفاء، فليس تتمهد هيبتنا في صدورهم إلا بنسيان العفو.
وَرُوِيَ أَنَّ هِشَامَ بْنَ عروة دَخَل عَلَى الْمَنْصُورِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اقْضِ عَنِّي دَيْنِي، قَالَ: فَكَمْ دَيْنُكَ؟ قَالَ: مِائَةُ أَلْفٍ. قَالَ: وَأَنْتَ فِي فِقْهِكَ وَفَضْلِكَ تَأْخُذُ مِائَةَ أَلْفٍ لَيْسَ عِنْدَكَ قَضَاؤُهَا! قَالَ: شَبَّ فَتَيَانِ لِي فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُبَوِّئَهُمْ وَخَشِيتُ أَنْ يَنْتَشِرَ عَلَيَّ مِنْ أَمْرِهِمْ مَا أَكْرَهُ فبوأتهم واتخذت لهم منازل وأولمت عنهم ثقة الله وَبِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ فَرَدَّدَ عَلَيْهِ: مِائَةَ أَلْفٍ! اسْتِنْكَارًا لَهَا، ثُمَّ قَالَ: قَدْ أَمَرْنَا لَكَ بِعَشَرَةِ آلافٍ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْطِنِي مَا تُعْطِي وَأَنْتَ طَيِّبُ النَّفْسِ فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ أَعْطَى عَطِيَّةً وَهُوَ بِهَا طَيِّبُ النَّفْسِ بُورِكَ لِلْمُعْطِي(9/312)
وَالْمُعْطَى"1 قَالَ: فَإِنِّي طَيِّبُ النَّفْسِ بِهَا، فَأَهْوَى هشام إلى يد المنصور يقبلها فمنعه وقال: إِنّا نُكَرِّمُكَ عَنْهَا وَنُكَرِّمُهَا عَنْ غَيْرِكَ.
وروي عَن الربيع قَالَ: لما مات المنصور دُرْنا فِي الخزائن أَنَا والمهديّ، فرأينا فِي بيت أربعمائة جبّ2 مسدودة الرءوس فإذا فيها أكباد ممّلحة أعدّها للحصار3.
وذكر الرياشي عَن محمد بْن سلام أن جارية رأت قميصًا للمنصور مرقوعًا فأنكرت ذَلِكَ فَقَالَ: ويحك أما سَمِعْت قول ابن هرمة:
قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه ... خَلِقٌ وجَيْب قميصه مرقوع
وروى عمر بْن شبة وروى عَن المدائني وغيره أن المنصور لما احتضر قال: اللهم قد ارتكبت الأمور العظام جرأة مني عليك وقد أطعتك فِي أحب الأشياء إليك شهادة أن لا إله إلا الله مَنًّا منك لا منا عليك ومات. وقد كَانَ المنصور رأى منامًا يدل عَلَى قرب الأجل فتهيّأ وسار للحج.
قَالَ هشام بْن عمار: نا الهيثم بن عمران أن المنصور مات بالبطن بمكة.
وقال خليفة والهيثم وغيرهما: عاش أربعًا وستين سنة.
وقال الصولي: دُفن مَا بين الحَجُون4 وبئر ميمون5 فِي ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة6.
141- عبد الله بن محمد بن عمر7 -د ن- بْن علي بْن أَبِي طالب أَبُو محمد العلوي المدني.
روى عَن أبيه وخاله أَبِي جعفر الباقر. وعنه ابنه عيسى وابن الْمُبَارَك وابن أَبِي فديك والواقدي وغيرهم.
__________
1 ذكره الهندي في الكنز "16960"، والذهبي في ميزان الاعتدال "2/ 237"، وفي السير "7/ 69".
2 الحب: وعاء كالدلو.
3 سير أعلام النبلاء "7/ 69".
4 دفن ما بين الحجون: ن هو جبل بأعلى مكة عنده مدافن أهلها.
5 وبئر ميمون: هي بئر منسوبة إلى ميمون بن خالد بن عامر الحضرمي.
6 راجع سير أعلام النبلاء "7/ 70".
7 تهذيب التهذيب "6/ 18"، والميزان "2/ 484".(9/313)
وقال عليّ بْن المديني: هُوَ وسط، وقد روى أيضًا عن عاصم بن عبد الله العمري وعن أمه خديجة بنت زين العابدين، وكان لقبه دافن.
قَالَ بعض الحفّاظ: صالح الحديث، مات بدمشق فِي آخر خلافة المنصور. وابنه عيسى واه.
142- عَبْد الله بْن المحرر الحراني1 –ق- قاضي الجزيرة.
عَن الحسن البصري ونافع وقتادة. وعنه بقية وأبو نعيم ومحمد بْن حمير ويحيى البابلتي وغيرهم.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: تَرَكَ النَّاسُ حَدِيثَهُ. وَمِنْ مَفَارِدِهِ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَقَّ عَنْ نَفْسِهِ بَعْدَ النُّبُوَّةِ2.
143- عَبْد الله بْن نافع العدوي3 –ق- مولى ابْن عمر. مدني واهٍ، لَهُ إخوة.
ضعّفه ابْن معين وغيره.
روى عَن أبيه وعبد الله بْن دينار.
وعنه عَبْد الله بن نافع الصائغ وابن أبي فديك وأبو داود الطيالسي وآخرون.
توفي سنة أربع وخمسين ومائة.
144- عَبْد الله بْن النعمان الجهضمي4، الحداني.
عَن عكرمة. وعنه حفيده علي بْن نضر ونوح بْن قيس وأبو قتيبة سلم.
145- عَبْد الله بن الوليد5 -ن ت- بْن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْقِلِ بْنِ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيُّ الكوفي.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 176"، والضعفاء الصغير "67"، والمتروكين "63".
2 "حديث ضعيف منكر": أخرجه عبد الرزاق "4/ 329"، والحافظ في الفتح "9/ 595"، والطحاوي في المشكل "1/ 461"، وابن القيم في تحفة المودود "ص53".
3 التاريخ الكبير "5/ 214"، والتهذيب "6/ 53"، والمتروكين "65".
4 تهذيب التهذيب "6/ 56".
5 الجرح والتعديل "5/ 187"، والتهذيب "6/ 69".(9/314)
وقد يقال له العجلي لنزوله فيهم.
روى عَن أَبِي جعفر الباقر وأبي صخرة جامع بْن شداد وعاصم بْن كليب وبكير بن شهاب.
وعنه ابن مبارك وابن عيينة وَأَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو أَحَمْدَ الزُّبَيْرِيُّ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ النسائي.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
146- عبد الأعلى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ1 بْنِ أَبِي فَرْوَةَ الْمَدَنِيّ أخو إسحاق.
عن ابن المنكدر والزهري والمطلب بن حنطب وزيد بن أسلم. وعنه حاتم بن إسماعيل وابن وهب والوليد بن مسلم ويحيى بن العلاء الرازي وجماعة.
روى عباس عَن ابن معين قال: عبد الحكيم وصالح وعبد الأعلى ثقات إلا أخاهم إسحاق.
147- عبد الجبار بن العباس الشبامي2 –ت- الهمداني الكوفي.
عَن سلمة بْن كهيل وعدي بْن ثابت وعون بْن أَبِي جحيفة وأبي إسحاق وعدة.
وعنه إسماعيل بْن محمد بْن جحادة وابن الْمُبَارَك وعبيد الله بْن موسى وسلم بْن قتيبة وأبو أحمد الزبيري وجماعة. وثَّقه أَبُو حاتم. وقَالَ أَبُو دَاوُد: لَيْسَ بِهِ بأس. وقال العقيلي وغيره: لا يُتابَع عَلَى حديثه يُفرْط فِي التشيُّع. وأما أَبُو نعيم الملائي فَقَالَ: لم يكن بالكوفة أكذب مِنْهُ.
148- عَبْد الجليل بن عطية3 -د ن- أبو صالح القيسي البصري.
عَن عَبْد الله بْن بريدة وشهر بْن حوشب. وعنه عَبْد الرحمن بْن مهدي وزيد بْن الحباب والعقدي وأبو نعيم.
قَالَ البخاري: ربما يهم. وقال غيره: صالح الحديث.
__________
1 المعرفة والتاريخ "3/ 52"، والجرح والتعديل "6/ 27".
2 تقريب التهذيب "1/ 435"، وتاريخ الدوري "2/ 240".
3 الجرح والتعديل "6/ 33"، والتاريخ لابن معين "3729".(9/315)
149- عبد الحكيم بْن ذكوان السدوسي1 –ق- بصري مقل.
عَن أَبِي رجاء العطاردي وشهر بْن حوشب. وعنه مروان بْن معاوية وأبو داود وأبو عمر الحوضي. ذكره ابْن حبان فِي الثقات.
150- عَبْد الحكم القسملي2، البصري.
عَن أنس وأبي الصديق الناجي. وعنه قرة بْن حبيب وعفان وجماعة.
قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن عدي: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ مِمَّا لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ.
151- عَبْد الحكم بْن أَبِي فروة3. هُوَ أخو إسحاق. وثّقه ابْن معين وهو مُقِلّ.
قَالَ خليفة: مات سنة ست وخمسين ومائة.
152- عَبْد الحميد بن جعفر4 –م4- بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ رَافِعِ الأنصاري المدني.
عن أبي ونافع ومحمد بْن عمر وعطاء وسعيد المقبري ويزيد بْن حبيب وعم أبيه عمر بْن الحكم وجماعة. وعنه أَبُو أسامة ويحيى القطان وابن وهب وأبو عاصم وبكر بْن بكار والواقدي وآخرون.
قَالَ النسائي: ليس بِهِ بأس. وكان الثوري ينقم عَلَيْهِ خروجَه مَعَ محمد بن عَبْد الله. وكان من فقهاء المدينة. وقال ابْن المديني: سَمِعْت يحيى يَقُولُ: كَانَ سفيان يحمل على عبد الحميد بن جعفر فكلّمته فِيهِ فَقُلْتُ: مَا شأنه، ثُمَّ قَالَ يحيى: مَا أدري مَا كَانَ شأنه ومكانه.
وقال عباس: سَمِعْت ابْن معين يَقُولُ: كَانَ يحيى بْن سعيد يضعّف عَبْد الحميد بْن جعفر، فَقُلْتُ لابن معين: فقد روى عَنْهُ! قَالَ: روى عَنْهُ وكان يضعّفه. وكان يحيى يروي عَن قوم مَا كانوا يساوون عنده شيئًا. ثُمَّ قَالَ ابْن معين: عَبْد الحميد بْن جعفر ثقة كَانَ يُرمى بالقَدَر.
__________
1 التهذيب "6/ 107"، وميزان الاعتدال "2/ 536".
2 التاريخ الكبير "6/ 129"، والمجروحين "2/ 143".
3 ميزان الاعتدال "2/ 537"، والمعرفة والتاريخ "3/ 55".
4 تهذيب التهذيب "6/ 111"، والتاريخ لابن معين "8/ 7".(9/316)
وقال أَحْمَدُ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثلاث وخمسين ومائة.
153- عَبْد الرحمن بْن بوذويه الصنعاني1 -د ن-.
عَن طاوس ووهب بْن منبه ومعمر، وهو أصغر مِنْهُ. وعنه مطرف بْن مازن وسعد بْن الصلت وإبراهيم بْن خالد وعبد الرزاق وآخرون.
أثنى عَلَيْهِ أحمد بْن حنبل. وروى عَبْد الرزاق عَنْهُ عَن عمر.
154- عَبْد الرحمن بْن حسان أَبُو سعد الكناني2، الحمصي أو الدمشقي.
عَن رجاء بْن حيوة والزهري وعطاء الخراساني. وعنه ابْن شعيب والوليد بْن مسلم وصدقة بْن خالد. قَالَ الدارقطني: لا بأس بِهِ.
155- عَبْد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي3 -د ن ق- أبو أيوب الشعباني قاضي إفريقية وعالمها.
روى عَن أبيه وأبي عبد الرحمن الحلبي وبكر بن سوادة وعبد الرحمن بن رافع التنوخي صاحب عَبْد الله بن عَمْرو وأبي عثمان صاحب أَبِي هريرة ومسلم بْن سيار وزياد بْن نعيم وعدة.
وعنه إسماعيل بْن عياش وأبو أسامة وابن وهب وجعفر بْن عون ويعلى بْن عُبَيْد وأبو عَبْد الرحمن المقري وخلق. وقد وفد عَلَى المنصور الكوفةَ فوعظه وصدغه بالحق، وكان أول مولود وُلد فِي الإسلام بإفريقية فيما قيل.
قال الهيثم بن خارجة: ثنا إسماعيل بْن عياش قَالَ: ظهر بإفريقية جور فلما قام السفاح قدم عَبْد الرحمن بْن زياد بْن أنعمُ عَلَى أَبِي جعفر فشكا إِلَيْهِ العمال ببلده فأقام ببابه شهرًا ثُمَّ دخل عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا أقدمك؟ قَالَ: ظهر الجور ببلدنا فجئت لأعلمك فإذا الجور يخرج من دارك، فغضب أَبُو جعفر وهَمّ بِهِ، ثُمَّ أمر بإخراجه.
وعن ابْن إدريس عَن عَبْد الرحمن بْن زياد قَالَ: أرسل إليّ أَبُو جعفر فقدمت عَلَيْهِ فدخلت والربيع قائم على رأسه فاستدعاني فَقَالَ لِي: يَا عَبْد الرحمن كيف مَا
__________
1 التهذيب "6/ 149"، والجرح والتعديل "5/ 217".
2 الجرح والتعديل "5/ 222"، وتاريخ أبي زرعة "1/ 356".
3 التاريخ الكبير "5/ 283"، والتهذيب "6/ 173"، والميزان "2/ 561".(9/317)
مررت بِهِ من العمال؟ قُلْتُ: يَا أمير المؤمنين رأيت أعمالا سيئة وظلمًا فاشيًا فظننته لبُعْد البلاد منك، فجعلت كلما دنوت منك كَانَ الأمر أعظم، قَالَ: فنكّس رأسه طويلا, ثُمَّ قَالَ: كيف لِي بالرجال؟ قُلْتُ: أَفَلَيس عمر بْن عَبْد العزيز كَانَ يَقُولُ: إن الوالي بمنزلة السوق يجلب إليها مَا ينفق فيها فإن كَانَ بَرًّا أتوه ببَرِّهم وإن كَانَ فاجرًا أتوه بفجورهم. قَالَ: فأطرق طويلا فقال الربيع وأومأ إليَّ أن اخرج، فخرجت وما عدت إِلَيْهِ.
وقال محمد بْن سعد الجلاب: ثنا جارود بْن يزيد أَنَا عَبْد الرحمن الإفريقي قَالَ: كنت أطلب العلم مَعَ أَبِي جعفر المنصور قبل الخلافة فأدخلني منزله فقدم إليَّ طعامًا ومريقة من حبوب ليس فيها لحم ثُمَّ قدم أليّ زبيبًا ثُمَّ قَالَ: يَا جارية عندك حلوى؟ قالت: لا، قَالَ: ولا التمر؟ قالت: لا، فاستلقى وقرأ {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: 129] ؟ فلما ولي الخلافة دخلتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: بلغني أنك كنتَ تعدّ لبني أمية فكيف رأيت سلطاني من سلطانهم؟ قلت: مَا رأيت فِي سلطانهم من الجور شيئًا إلا رأيته فِي سلطانك، فَقَالَ: إنا لا نجد الأعوان، قُلْتُ: إن السلطان سوق، قَالَ: فسكت.
وقال ابْن معين عَن عَبْد الله بْن إدريس: قدم بعبد الرحمن بْن زياد المنصور وولي قضاء إفريقية لمروان بْن محمد. وقال ابْن معين: هُوَ ضعيف ولا يسقط حديثه. وقال أحمد: لا أكتب حديثه، هُوَ منكر الحديث ليس بشيء. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلا يُحْتَجُّ بِهِ. وقال أَبُو زرعة: ليس بقوي. وقال أحمد بْن صالح: هُوَ ممن يُحتج بِهِ. وقال صالح جزرة: كَانَ رجلا صالحًا وهو منكر الحديث. وقال الترمذي: رأيت البخاري يقوّي أمره ويقول: هُوَ مقارب الحديث.
قُلْتُ: وأيضًا فلم يذكره فِي كتاب الضعفاء لَهُ. وقال ابن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يقول: حدثت هشام بن عروة بحديث الإفريقي عَن ابْن عمر فِي الوضوء فَقَالَ: هذا حديث مشرقي وضعّف يحيى الإفريقي وقال: قد كنت كتبت عَنْهُ بالكوفة.
وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ الْقَطَّانُ وَابْنُ مَهْدِيٍّ لا يُحَدِّثَانِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ.
يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ: نا الإِفْرِيقِيُّ عَنْ أَبِي عُطَيْفٍ الْهُذَلِيِّ قَالَ: صَلَّى ابْنُ عُمَرَ الظُّهْرَ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى مَجْلِسٍ لَهُ وأنا ومعه فَلَمَّا نُودِيَ بِالْعَصْرِ تَوَضَّأَ لِكُلِّ الصَّلَوَاتِ ثُمَّ قال: إن(9/318)
كَانَ وُضُوئِي لِصَلاةِ الصُّبْحِ لَكَافٍ مَا لَمْ أحدث، لكني سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ تَوَضَّأَ عَلَى طُهْرٍ كُتِبَ لَهُ عشر حسنات"1 فرغبت في ذلك يا بن أَخِي.
وَرَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ الإِفْرِيقِيُّ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ وَفِيهِ ضَعْفٌ، هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَبِي بَكْر بْن أَبِي مريم. وقال ابْنُ خِرَاشٍ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
قَالَ المقري: مات بإفريقية سنة ست وخمسين ومائة وقد جاوز المائة.
156- عَبْد الرحمن بْن خضير الهنائي2. بصري.
عَن أَبِي نجيح المكي وعمرو بْن دينار. وعنه يحيى القطان ووكيع وعلي بْن عاصم وخالد بْن الحارث. صدوق لينه الفلاس. وقيل: إنه روى عَن طاوس. وأبوه خضير بمعجمتين، وخَطَّأ الأمير من قَالَ: هُوَ ابْن الحصين أو حصين.
157- المسعودي3، عَبْد الرحمن بْن عَبْد الله بن عتبة بْن عَبْد الله بْن مسعود الهُذْليّ المسعوديّ الكوفي أحد الأعلام، وهو أخو أَبِي العميس.
روى عَن علقمة بْن مرثد وسعيد بْن أَبِي بردة وعلي بْن الأقمر وزياد بْن علاقة وعبد الجبار بْن وائل وعمرو بْن مرة وعون بْن عَبْد الله ويزيد الفقير وأبي بَكْرِ بْن مُحَمَّدِ بْن عَمْرِو بْن حَزْمٍ وطائفة. وعنه ابْن الْمُبَارَك وابن عيينة وطلق بْن غنام وعبد الرحمن بن مهدي ويزيد بن هارون وأبو المغيرة الحمصي وجعفر بْن عون وأبو داود وأبو عَبْد الرحمن المقري وأبو نعيم وعلي بْن الجعد وخلق. وكان رئيسًا نبيلا يداخل الخلفاء.
قَالَ أَبُو نعيم: رأيته فِي عباء أسود وشاشية وفي وسطه خنجر وبين كتفيه بياض {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ} [البقرة: 137] فتوقف أُناس فِي الأخذ عَنْهُ لِذَلِكَ.
وقال الهيثم بْن حميد: رأيته وفي وسطه خنجر وقلنسوة أطول من ذراع مكتوب عليها "محمد يَا منصور". وقال أحمد بْن حنبل: ثقة وسماع أَبِي النضر وعاصم بْن عليّ وهؤلاء من المسعودي بعدما اختلط إلا أنهم احتملوا السماع منه.
__________
1 "إسناده ضعيف": أخرجه أبو داود "62"، والترمذي "59"، وابن ماجه "512".
2 التاريخ الكبير "5/ 279"، والميزان "2/ 557".
3 التهذيب "6/ 210"، والمشاهير "6/ 210".(9/319)
وروى عنه عثمان بْن سعد عَن ابْن معين: ثقة. وقال ابْن المديني: ثقة. وقد كَانَ يغلط فيما روى عَن عاصم بْن بهدلة وسلمة. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: ثقة اختلط بأخرة.
وقال النسائي: ليس به بأس. وعن مسعر قَالَ: مَا أعلم أحدًا أعلم بعلم ابْن مسعود من المسعودي. وقال أَبُو حاتم: تغّير قبل موته بسنة أو سنتين. وكان أعلم أهل زمانه بحديث ابْن مسعود. وروى أَبُو داود عَن شعبة قَالَ: هُوَ صدوق. وقال القطان: رأيته سنة رآه عبد الرحمن فلم أكلمه. وقال معاذ بْن معاذ: رأيت المسعودي سنة أربع وخمسين يطالع الكتاب يعني أَنَّهُ قد تغّير حفظه. وقال أَبُو قتيبة: رأيت المسعودي سنة أربع وخمسين وكتبت عنه وهو صحيح.
ورأيته سنة سبع والذر يدخل فِي أذنه وأبو داود يكتب عَنْهُ، فَقُلْتُ لَهُ: أتطمع أن تحدّث عَنْهُ وأنا حيّ. قَالَ أَبُو عُبَيْد وجماعة: توفي المسعودي سنة ستين ومائة.
158- عَبْد الرحمن بْن عجلان البرجمي1، أَبُو موسى الكوفي الطحان.
عَن إِبْرَاهِيم النخعي. وعنه سفيان الثوري ويعلى بْن عُبَيْد وأبو نعيم وقبيصة.
قَالَ أَبُو حاتم: مَا بِهِ بأس.
* عبد الرحمن بن عمر بن بوذويه مر منسوبا إِلَى الجد.
159- عَبْد الرحمن بْن قيس2، أَبُو روح العتكي البصري.
عَن يحيى بْن يعمر وطلحة بْن عُبَيْد الله بْن كريز. وعنه وهب بْن جرير وعبد الرحمن بن مهدي وغيرها. شيخ لا بأس به.
160- الأوزاعي3 –ع- عبد الرحمن بن عمر بن يحمد أبو عمرو الأوزاعي. إمام أهل الشام وفقيههم وعالمهم.
كَانَ يسكن بظاهر باب الفراديس بمحلة الأوزاع ثُمَّ تحول إِلَى بيروت فرابط إِلَى أن مات بها.
__________
1 التاريخ الكبير "5/ 332"، والتهذيب "6/ 228"، والجرح والتعديل "5/ 271".
2 الجرح والتعديل "5/ 278".
3 التاريخ الكبير "5/ 326"، وتهذيب التهذيب "6/ 239"، والبداية "10/ 120"، حلية الأولياء "6/ 135" وغيره.(9/320)
قَالَ ابْن سعد: والأوزاع بطن من همدان وهو من أنفسهم. قَالَ: وولد سنة ثمان وثمانين، وكان ثقة مأمونًا فاضلا خيرًّا كثير العلم والحديث والفقه، حُجَّة.
روى الأوزاعي عَن عطاء بْن أَبِي رباح والقاسم بْن مخيمرة ومحمد بْن سيرين حكاية، والزهري ومحمد بْن علي الباقر وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ وقتادة وعمرو بْن شعيب وربيعة بْن يزيد وشداد بْن عمار وعبدة بْن أَبِي لبابة وبلال بْن سعد ومحمد بْن إِبْرَاهِيم التيمي ويحيى بْن أَبِي كثير وعبد الله بن عامر اليحصبي وخلق.
وعنه الزهري ويحيى بْن أبي كثير شيخاه، ويونس ين يزيد وسفيان وشعبة ومالك وسعيد بْن عَبْد العزيز وابن المبارك والوليد ين مسلم بْن مزيد وبقية وابن شابور ويحيى القطان والمعافى الموصلي والفريابي وأبو المغيرة وأبو عاصم وخلائق. وأصله من سبي السند.
وقال البخاري: لم يكن من الأوزاع بل نزل فيهم.
وقال الهيثم بْن خارجة: سَمِعْت أصحابنا يقولون: أليس هو من الأوزاع، هو ابن عم يحيى بن أَبِي عمرو السيباني لَحًّا إنما كَانَ ينزل قرية الأوزاع إذا خرجت من باب الفراديس.
وقال ضمرة بْن ربيعة: الأوزاع اسم وقع عَلَى موضع مشهور بربض دمشق سكنه بقايا من قبائل شتى، والأوزاع الفرق، تقول وزّعته إذا فرّقته.
وقال أَبُو زُرْعة الدمشقي: كَانَ اسم الأوزاعي عَبْد العزيز فغّيره، وأصله سندي نزل فِي الأوزاع. وكانت صَنْعَتُه الكتابة والترسّل ورسائله تؤثر.
وقال ضُمرة: سَمِعْت الأوزاعي يَقُولُ: كنت كالمحتلم فِي خلافة عمر بْن عَبْد العزيز.
قُلْتُ: هَذَا يردّ عَلَى قول من زعم أن مولده سنة ثلاث وسبعين.
وقال الوليد بْن مَزْيَد: وُلد ببعلبك ونشأ بالبقاع، ثم نقلته انه إلى بيروت. كان يتيمًا فقيرًا حِجْر أمه، عجزت الملوك أن تؤدّب أنفسها وأولادها أدبه فِي نفسه، مَا سَمِعْت مِنْهُ كلمة فاضلة إلا احتاج مستمعها إِلَى إثباتها عَنْهُ ولا رأيته ضاحكًا حَتَّى يقهقه، ولقد كَانَ إذا أخذ فِي ذكر المعاد أقول أترى فِي المجلس قلْب لم يبك.(9/321)
قَالَ محمد بْن عَبْد الرحمن السلمي: رأيت الأوزاعي وكان فوق الرَّبعة خفيف اللحم بِهِ سُمرة يخضب بالحِنّاء.
وقال العباس بْن الوليد البيروتي عَن شيوخه: إن الأوزاعي قَالَ: مات أَبِي وأنا صغير فمرّ فلان من العرب فَقَالَ: مَن أنت؟ قُلْتُ: فلان، فَقَالَ: ابْن أخي يرحم الله أباك. فذهب بِي إِلَى بيته فكنت معه حَتَّى بلغت، فألحقني فِي الديوان. وضُرب علينا بعْث إِلَى اليمامة، فلما دخلنا مسجدنا قَالَ لِي رَجُل: رأيت يحيى بْن أَبِي كثير معجَبًا بك يَقُولُ: مَا رأيت فِي هَذَا البعث أهدى من هَذَا الشاب، قَالَ: فجالستُه فكتبت عَنْهُ أربعة عشر كتابًا فاحترقت. رواها محمد بْن أيوب بْن سويد عَن أبيه وزاد: فقال لِي يحيى: ينبغي لك أن تبادر إِلَى البصرة لعلك تدرك الحسن وابن سيرين، فانطلقت إليها فوجدت الحسن قد مات، فأخبرنا الأوزاعي أَنَّهُ دخل عَلَى ابْن سيرين فعاده، ثُمَّ مات بعد أيام فما سَمِعَ مِنْهُ.
قَالَ الهقل بْن زياد: أجاب الأوزاعي فِي سبعين ألف مسألة أو نحوها.
وكان إسماعيل بْن عياش يَقُولُ: سَمِعْت الناس يقولون فِي سنة أربعين ومائة: الأوزاعي هُوَ اليوم عالم الأمة. وقال أمية بْن يزيد: هُوَ أرفع عندنا من مكحول، إنه قد جمع العبادة والعلم والقول بالحق. وذكر مسلمة بْن ثابت عَن مالك قَالَ: الأوزاعي إمام يُقتدى بِهِ.
وقال عليّ بْن بكار: سَمِعْت أبا إسحاق الفزاري يَقُولُ: مَا رأيت مثل الأوزاعي والثوري، فأما الأوزاعي فكان رَجُل عامة، وأما الثوري فكان رَجُل خاصة نفسه، ولو خُيِّرْتُ لهذه الأمة لاخترت لها الأوزاعي. وكذا قَالَ ابْن الْمُبَارَك وغيره.
قَالَ الخريبي: كَانَ الأوزاعي أفضل أهل زمانه. وقال الوليد: ما رأيت أكثر اجتهادًا فِي العبادة مِنْهُ. وقال بشر بْن المنذر: رأيت الأوزاعي كأنه أعمى من الخشوع.
وقال أَبُو مسهر: كَانَ الأوزاعي يُحيى الليل صلاة وقرآن وبكاء.
وقال ابْن مهدي: إنما الناس فِي زمانهم أربعة: حماد بْن زيد بالبصرة، والثوري بالكوفة، ومالك بالحجاز، والأوزاعي بالشام. وقال أحمد: الأوزاعي إمام.
وقال إسحاق: إذا اجتمع الثوري والأوزاعي ومالك عَلَى أمر فهو سُنَّةٌ.
وروى عمر بْن عَبْد الواحد عَن الأوزاعي قَالَ دفع إليّ الزُّهْري صحيفة فَقَالَ:(9/322)
اروها عني ودفع إلي يحيى بن أبي كثير صحيفة فَقَالَ: اروها عنّي1. قَالَ الوليد: قَالَ الأوزاعي: نعمل بها ولا نحدّث بها. وقال هشام بْن عمار: سَمِعْت الوليد يَقُولُ: احترقت كتب الأوزاعي زمن الرجفة ثلاثة عشر فنداقًا فأتاه رَجُل بنُسَخِها فَقَالَ: يَا أبا عمرو هَذِهِ نسخة كتابك وإصلاحك بيدك، فما عرض لشيء منها حَتَّى فارق الدُّنْيَا، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لا نأمن بإصلاح اللحن.
وَقَالَ الْوَليِدُ بْن مَزْيَدٍ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: إذا أراد الله بقوم شرًّا فتح عليهم الجدل ومنعهم العمل.
قَالَ العباس بْن الوليد: أدركت أهل زمان محمد ولد الأوزاعي وما كانوا يشكّون أَنَّهُ من الأبدال. قُلْتُ: عاش محمد بعد أبيه عشرين سنة وكان عابدًا قانتًا لله، أخذ عَنْهُ أَبُو مسهر.
وقال عمرو بْن أَبِي سلمة: سمعنا الأوزاعي يَقُولُ: رأيت كأن مَلَكَيْن نزلا فأخذا بضبعي فعرّجاني إِلَى الله تعالى وأوقفاني بين يديه فَقَالَ: أنت عبدي عَبْد الرحمن الَّذِي تأمر بالمعروف وتنهى عَن المنكر، قَالَ: قلت: بعزّتِك رب أنت أعلم، قَالَ: فرَدَّاني إِلَى الأرض2.
وقال محمد بْن كثير: سمعت الأوزاعي يَقُولُ: كنا والتابعون متوافرون يقولون إن الله تعالى فوق عرشه ونؤمن بما وردت بِهِ السنة من صفاته.
وقال أَبُو أسامة: رأيت سفيان الثوري والأوزاعي، ولو خُيِّرْتُ لاخترت الأوزاعي لأنه كَانَ أعلم الرجلين. وقال صدقة السمين: مَا رأيت أحدًا أحلم3 ولا أكمل ولا أجمل من الأوزاعي.
وقال موسى بْن أعين: قَالَ الأوزاعي: كنا نضحك ونمزح فلما صرنا يُقتدى بنا خشينا أن لا يسعنا التبسّم.
وقال منصور بْن أبي مزاحم عَن أَبِي عُبَيْد الله كاتب المنصور قَالَ: كَانَت ترد علينا إِلَى المنصور كُتُبٌ من الأوزاعي نتعجّب منها ونعجز كتابةً عنها، فكانت تنسخ
__________
1 سير أعلام النبلاء "7/ 90 وما بعدها".
2 انظر المصدر السابق.
3 الحلْمُ: هو ضبط النفس والطبع عند هيجان الغضب.(9/323)
فِي دفاتر وتوضع بين يدي المنصور، فيكثر النظرَ فيها استحسانًا لألفاظها، فَقَالَ لسليمان بْن مجالد وكان من أحظى كُتَّابه عنده: ينبغي أن تجيب الأوزاعي، قَالَ: مَا أُحسِنُ ذاك وإن لَهُ نظْمًا فِي الكتب لا أظن أحدًا من جميع الناس يقدر عَلَى إجابته عَنْهُ، وأنا أستعين بألفاظه عَلَى مَن لا يعرفها ممن نكاتبه.
وقال الحكم بْن موسى: ثنا الوليد قال: مَا كنت أحرص عَلَى السماع من الأوزاعي حَتَّى رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المنام والأوزاعي إِلَى جنبه، فَقُلْتُ: يَا رسول الله عمن أحمل العلم؟ قَالَ: عَن هَذَا، وأشار؟ إِلَى الأوزاعي.
عَبْد الحميد بْن بكار عَن محمد بْن شعيب قَالَ: جلست إِلَى شيخ فِي المسجد فَقَالَ: أَنَا ميت يوم كَذَا وكذا، فلما كَانَ ذَلِكَ اليوم أتيته فإذا هُوَ يتفلّى فِي الصحن فَقَالَ: مَا أخذتم النعش خذوه قبل أن تُسبقوا إِلَيْهِ قُلْتُ: مَا تقول رحمك الله؟ قَالَ: هو ما قال لك، إِنِّي رأيت طائرًا يقع عَلَى ركن هَذِهِ القبة فسمعته يَقُولُ: فلان قَدَري وفلان كذا، وعثمان ابن أَبِي العاتكة نِعْم الرجل، والأوزاعي خير من يمشي عَلَى الأرض، وأنت ميت يوم كَذَا، قَالَ: فَما جاءت الظُّهْر حَتَّى مات الرجل.
قَالَ الوليد بْن مَزْيَد: كَانَ الأوزاعي من العبادة على شيء لم يُسمع بأحد قوى عَلَيْهِ، مَا أتى عَلَيْهِ زوال قط إلا وهو قائم يصلّي. وقال مروان بْن محمد: قَالَ الأوزاعي: مَن أطال قيام الليل هوّن الله عَلَيْهِ وقوف يوم القيامة. ويُذكر عَن الأوزاعي أَنَّهُ حجّ فما اضطجع فِي المحمل أبدًا.
وقال إسحاق بْن خالد: نا أَبُو مسهر قَالَ: مَا رؤي الأوزاعي باكيًا قط، ولا ضاحكًا حَتَّى تبدو نواجذه، وكان يحيى الليل بكاءً وصلاةً. وأخبرني بعض إخوتي من أهل بيروت أن أم الأوزاعي كَانَت تدخل منزل الأوزاعي وتتفقد موضع مصلاه فنجده رطبًا من دموعه.
وقال محمد بْن الأوزاعي: قَالَ لِي أَبِي: يَا بني لو كنا نقبل من الناس كل مَا يعرضون علينا لأوشك بنا أن نهون عليهم.
وَقَالَ الْوَليِدُ بْن مَزْيَدٍ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: عليك بآثار من سلف وإنْ رَفَضَك الناسُ، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول، فإن الأمر ينجلي وأنت عَلَى طريق مستقيم.(9/324)
وقال بقية: قال لي الأوزاعي: العلم ما جاء عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وما لم يجيء عَن الصحابة فليس بعلم1. وقال الوليد وبقية عَن الأوزاعي: لا يجتمع حُبّ عليّ وعثمان إلا فِي قلب مؤمن2. وقال الأوزاعي: كتب إليّ قتادة: إنْ كَانَت الدار فرّقت بيننا وبينك فإن أُلْفَة الإسلام جامعة بين أهلها. وَقَالَ الْوَليِدُ بْن مَزْيَدٍ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: أتيت بيروت أرابط فلقيت سوداء عند المقابر فَقُلْتُ: أين العمارة؟ قالت: أنت فِي العمارة، وإنْ أردتَ الخرابَ فبين يديك.
قَالَ أحمد بْن عَبْد الواحد: نا محمد بْن كثير عَن الأوزاعي قَالَ: وقع عندنا ببيروت رِجْلِ 3 جراد، فذكر من عِظَمه وعِظَم الجرادة، قَالَ: وعليه خُفّان أحمران وهو يَقُولُ: "الدنيا باطل وباطل مَا فيها" ويومئ بيده، حيثما أومأ انساب الجراد، رواها عليّ بْن زيد الفرائضي عَن ابْن كثير سَمِعَ الأوزاعي أَنَّهُ هُوَ الَّذِي رأى ذَلِكَ4.
وقال أَبُو زرعة: أريدَ الأوزاعيُّ عَلَى القضاء من يزيد بْن الوليد فجلس بهم مجلسًا واحدًا وترك. عن الأوزاعي قال: من أكثر الموت كفاه اليسير ومن عرف أن منطقه من عمله قلّ كلامه.
ومن موعظة للأوزاعي يَقُولُ: كانوا بلهو الأمل آمنين فقد علمتم ما نزل بساحتهم بيتًا من عقوبة الله، فأصبح كثير منهم فِي ديارهم جاثمين، وأصبح الباقون ينظرون فِي آثار نِقَمِه وزوال نِعَمِه، ومساكن خاوية فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم، وأصبحتم بعدهم فِي أجل منقوص، ودنيا منقوصة، فِي زمان قد ولّى عفوُهُ وذهب رخاؤه، فلم يبق مِنْهُ إلا حمّة شرّ، وصبابة كدر، وأهاويل غير، وعقوبات عبر، وإرسال فتن، وتتابع زلازل، ورذالة خلف بهم ظهر الفساد، فلا تكونوا أشباهًا لمن خدعه الأمل وغرّه طول الأجل، جعلنا الله وإياكم ممن وعى وانتهى، وعقل مثواه فمهّد لنفسه.
وقال عامر بْن يسّاف: سَمِعْت الأوزاعي يَقُولُ: إذا بلغك عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حديث فإياك أن تقول بغيره. وقال أَبُو إسحاق الفزاري عَن الأوزاعي: كَانَ يقال: خَمْسٌ كَانَ عليها الصحابة والتابعون لهم بإحسان: لزوم الجماعة، واتباع السنة،
__________
1 سير أعلام النبلاء "7/ 95".
2 انظر المصدر السابق.
3 الرجل: هي الطائفة العظيمة من الجراد.
4 انظر سير أعلام النبلاء "7/ 96".(9/325)
وعمارة المسجد، والتلاوة، والجهاد. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام.
وعن الأوزاعي قَالَ: كنا نتحدث أَنَّهُ مَا ابتدع أحد بدعة إلى سُلِب ورعُه.
وعن عنبسة بْن سعيد أَنَّهُ قَالَ: مَا ابتدع رَجُل إلا غلّ صدره عَلَى المسلمين.
وقال أَبُو توبة الحلبي: سَمِعْت سلمة بْن كلثوم يَقُولُ: كتب أَبُو حنيفة إِلَى الأوزاعي تسعين مسألة فما أجاب منها إلا بمسألتين.
وقال أَبُو إسحاق الفزاري: قَالَ الأوزاعي: إنا لا ننقم عَلَى أَبِي حنيفة أَنَّهُ رأى، كلنا نرى ولكننا ننقم عَلَيْهِ أَنَّهُ رأى الشيء عَن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فخالفه1.
وقال الأوزاعي: فيما سمعه مِنْهُ الوليد بْن مزيد: إن المؤمن يَقُولُ قليلا ويعمل كثيرًا، وإن المنافق يَقُولُ كثيرًا ويعمل قليلا.
وقال الأوزاعي: سَمِعْت يحيى بْن أبي كثير يقول: العالم من خشي الله، وخشيةُ الله الورع.
قَالَ سَالِمُ بْنُ جُنَادَةَ: ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ التَّغْلِبِيُّ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ وَمُحَمَّدٌ عَلَى الْمَنْصُورِ أَرَادَ أَهْلُ الثُّغُورِ أَنْ يُعِينُوهُ عَلَيْهِمَا فَأَبَوْا ذَلِكَ فَوَقَعَ فِي يَدِ مَلِكِ الرُّومِ أُلُوفٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَسْرَى، وَكَانَ مَلِكُ الرُّومِ يُحِبُّ أَنْ يُفَادِي بِهِمْ وَيَأْبَى أَبُو جَعْفَرٍ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ الأَوْزَاعِيُّ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ اسْتَرْعَاكَ هَذِهِ الأُمَّةَ لِتَكُونَ فِيهَا بِاللِّينِ قَائِمًا وَبِنَبِيِّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي خَفْضِ الْجَنَاحِ وَالرَّأْفَةِ مُتَشَبِّهًا.
وَأَنَا أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُسَكِّنَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ دَهْمَاءَ هَذِهِ الأُمَّةِ وَيَرْزُقُهُ رَحْمَتَهَا فَإِنَّ سَائِخَةَ الْمُشْرِكِينَ وَمَوْطِأَهُمْ حَرِيمُ الْمُسْلِمِينَ وَاسْتِنْزَالَهُمُ الْعَوَاتِقَ مِنَ الْمَعَاقِلِ لا يَلْقَوْنَ لَهُنَّ نَاصِرًا وَلا عنهن مدافعًا، كاشفات عن رؤوسهن وأقدامهن، وكان ذلك من الله بمرأى
__________
1 فائدة هامة: قال العلامة الكوثري "19-40-76" كما في "تأنيب الخطيب".
أبو إسحاق الفزاري كان يطلق لسانه في أبي حنيفة ويعاديه بسبب أنه أفتى أخاه بمؤآزرة إبراهيم القائم في عهد المنصور، فقتل في الحرب.
فأطلق لسانه بجهل عظيم على شيخه الإمام الإعظم، على ما في مقدمة "الجرح والتعديل لابن أبي حاتم" ورواية العدو المتعصب مردودة عند أهل النقد، مع كثرة أغلاطه في الرواية جمود قريحته في الذراية، على ما في "طبقات ابن سعد"، "المعارف لابن قتيبة" اهـ.(9/326)
وَمَسْمَعٍ، فَلْيَتَّقِ اللَّهَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَلْيَسْعَ بِالْمُفَادَاةِ فِيهِمْ مِنَ اللَّهِ سَبِيلا، وَلْيَخْرُجْ مِنْ حُجَّةِ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ لِنَبِيِّهِ: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} [النساء: 75] . وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا لَهُمْ يَوْمَئِذٍ فَيْءٌ مَوْقُوفٌ وَلا ذِمَّةٌ تُؤَدِّي خَرَاجًا إِلا خَاصَّةُ أَمْوَالِهِمْ، وَقَدْ بَلَغَنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "إِنِّي لأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فِي الصَّلاةِ فَأَتَجَوَّزُ فِيهَا مَخَافَةَ أَنْ تُفْتَنَ أُمُّهُ" 1 وَكَيْفَ بِتَخْلِيَتِهِمْ فِي أَيْدِي عَدُوِّهِمْ يَمْتَهِنُونَهُمْ وَيَطَئُونَهُمْ، وَأَنْتَ رَاعٍ وَاللَّهُ فَوْقَكَ وَمُسْتَوْفٍ مِنْكَ يَوْمَ تُوضَعُ الْمَوَازِينُ الْقِسْطُ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ. فَلَمَّا وَصَلَ كِتَابُهُ أَمَرَ بِالْفِدَاءِ.
الْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدَ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: وَيْلٌ لِلْمُتَفَقِّهِينَ لِغَيْرِ الْعِبَادَةِ وَالْمُسْتَحِلِّينَ الْحُرُمَاتِ بِالشُّبُهَاتِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ: نَا أَبُو نَشِيطٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ نَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ: اجْتَمَعَ الثَّوْرِيُّ وَالأَوْزَاعِيُّ وَعَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ بمكة فقال سفيان الثوري: يا أبا عمر حَدِّثْنَا حَدِيثَكَ مَعَ عَبْد اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: نَعَمْ، لَمَّا قَدِمَ الشَّامَ وَقَتَلَ بَنِي أُمَيَّةَ فَجَلَسَ يَوْمًا عَلَى سَرِيرِهِ وَدَعَا أَصْحَابَهُ أَرْبَعَةَ أَصْنَافٍ: مَعَهُمُ السُّيُوفُ مِسَلَّلَةً صِنْفٌ وَمَعَهُمُ الأَعْمِدَةُ صِنْفٌ، وَمَعَهُمُ الْكَافِرُ كُوبُ صِنْفٍ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيَّ فَلَمَّا صِرْتُ بِالْبَابِ أَنْزَلُونِي عَنْ دَابَّتِي، وَأَخَذَ اثْنَانِ بِعَضُدِي، ثُمَّ أَدْخَلُونِي بَيْنَ الصُّفُوفِ حَتَّى أَقَامُونِي مُقَامًا يُسْمِعُ كَلامِي، فَسَلَّمْتُ، فَقَالَ لِي: أَنْتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ أَصْلَحَ اللَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: مَا تَقُولُ فِي دِمَاءِ بَنِي أُمَيَّةَ؟ فَسَأَلَنِي مَسْأَلَةَ رَجُلٍ يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ رَجُلا، فَقُلْتُ: قَدْ كَانَتْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ عُهُودٌ، فَقَالَ: وَيْحَكَ اجْعَلْنِي وَإِيَّاهُمْ لا عَهْدَ بَيْنَنَا، مَا تَقُولُ فِي دِمَائِهِمْ؟ فَأَجْهَشَتْ نَفْسِي وَكَرِهْتُ الْقَتْلَ، فَذَكَرْتُ مُقَامِي بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ فَلَفَظْتُهَا فَقُلْتُ: دِمَاؤُهُمْ عَلَيْكَ حَرَامٌ، فَغَضِبَ وَانْتَفَخَتْ عَيْنَاهُ وَأَوْدَاجُهُ وَقَالَ: وَيْحَكَ وَلِمَ ذَاكَ؟ قُلْتُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلا بِإِحْدَى ثَلاثٍ: ثَيِّبٍ زَانٍ، وَنَفْسٍ بِنَفْسٍ، وَتَارِكٍ لِدِينِهِ" 2 قَالَ: وَيْحَكَ أَوَلَيْسَ الأَمْرُ لَنَا دِيَانَةً؟ قُلْتُ: كيف ذاك؟ قال: أليس كان
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه ابن ماجه "990"، والطبراني في معجمه الكبير "9/ 48"، وأبو نعيم في حلية الأولياء "6/ 136" وغيره.
2 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "6878"، ومسلم "1676"، والجماعة.(9/327)
رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوْصَى إِلَى عَلِيٍّ؟ قلت: لَوْ أَوْصَى إِلَيْهِ لَمَا حَكَّمَ الْحَكَمَيْنِ، فَسَكَتَ وَقَدِ اجْتَمَعَ غَضَبًا، فَجَعَلْتُ أَتَوَقَّعُ رَأْسِي يَقَعُ بَيْنَ يَدَيَّ، فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا: أَوْمَأَ أَنْ أَخْرِجُوهُ، فَخَرَجْتُ فَرَكِبْتُ وَسِرْتُ غَيْرَ بَعِيدٍ فَإِذَا فَارِسٌ فَنَزَلْتُ وَقُلْتُ: قَدْ بَعَثَ لِيَأْخُذَ رَأْسِي، أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، فَكَبَّرْتُ فَجَاءَ وَأَنَا قَائِمٌ أُصَلِّي فَسَلَّمَ وَقَالَ: إِنَّ الأَمِيرَ قَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ بِهَذِهِ الدَّنَانِيرِ، قَالَ: فَفَرَّقْتُهَا قَبْلَ أَنْ أَدْخُلَ مَنْزِلِي1.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: ثَنَا أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ بْنُ الْفَارِسِ نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ نَا الْفِرْيَابِيُّ نَا الأَوْزَاعِيُّ قَالَ: لَمَّا فَرَغَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ مِنْ قَتْلِ بَنِي أُمَيَّةَ بَعَثَ إِلَيَّ وَكَانَ يَوْمَئِذٍ قَتَلَ نَيِّفًا وَسَبْعِينَ بِالْكَافِرِ كُوبَاتِ فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي دِمَائِهِمْ؟ فَحِرْتُ، قَالَ: أَجِبْ، وَمَا لَقِيتُ مِثْلَهُ مُفَوَّهًا قَطُّ، فَقُلْتُ: كَانَ لَهُمْ عَلَيْكَ عَهْدٌ قَالَ: فَاجْعَلْنِي وَإِيَّاهُمْ وَلا عَهْدَ بَيْنَنَا، مَا تَقُولُ فِي دِمَائِهِمْ؟ قُلْتُ: حَرَامٌ لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ: "لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ الْحَدِيثَ" 2 قَالَ: وَلِمَ وَيْلَكَ! أَلَيْسَتِ الْخِلافَةُ وَصِيَّةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَاتَلَ عَلَيْهَا عَلِيٌّ بِصِفِّينَ، قُلْتُ: لَوْ كَانَتْ وَصِيَّةً مَا رَضِيَ بِالْحَكَمَيْنِ، قَالَ: فَنَكَّسَ ثُمَّ نَكَّسْتُ ثُمَّ قُلْتُ: الْبَوْلُ، فَأَشَارَ بِيَدِهِ أَنِ اذْهَبْ، فَجَعَلْتُ لا أَخْطُو خُطْوَةً إِلا ظَنَنْتُ أَنَّ رَأْسِيَ تَقَعُ عِنْدَهَا.
هَاشِمُ بْنُ مَرْثَدٍ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ الْعُمُرِ يَقُولُ: لَمَّا جَاءَتِ الْمِحْنَةُ الَّتِي نزلت بالأوزاعي إذا نَزَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ حُمَاةَ طَلَبَهُ قَالَ فَنَزَلَ عَلِيَّ ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ بِحِمْصَ فلم يزل يَتَكَلَّمُ فِي الْقَدَرِ مِنْ بَعْدِ الْعِشَاءِ إِلَى الْفَجْرِ وَأَنَا سَاكِتٌ ثُمَّ صَلَّيْتُ وَأَتَيْتُ حُمَاةَ فَأُدْخِلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: يَا أَوْزَاعِيُّ أَتَعُدُّ مَقَامَنَا هَذَا وَمَسِيرَنَا رِبَاطًا؟ فَقُلْتُ: جَاءَتِ الآثَارُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ الْحَدِيثَ" 3.
وَقَالَ عُتْبَةُ بْنُ حَمَّادٍ الْقَارِيُّ: نَا الأَوْزَاعِيُّ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ فَاشْتَدَّ عَلَيَّ فَأُدْخِلْتُ فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي مَخْرَجِنَا هَذَا وَمَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ قَدْ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ مَوَدَّةٌ، قَالَ: لتخبرني، ففكرت ثم استسلمت
__________
1 انظر سير أعلام النبلاء "7/ 98".
2 انظر المصدر السابق "7/ 97".
3 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "1"، ومسلم "1907"، وغيرهما، وانظر سير أعلام النبلاء "7/ 97".(9/328)
للموت فقلت: حدثني يحيى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَسَاقَ حَدِيثَ الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ قَالَ: وَبِيَدِهِ قَضِيبٌ يَنْكُتُ بِهِ ثُمَّ قَالَ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ مَا تَقُولُ فِي قَتْلِ أَهْلِ هَذَا الْبَيْتِ؟ فَوَرَدَ عَلَيَّ أَمْرٌ عَظِيمٌ فَقُلْتُ: قَدْ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ دَاوُدَ مَوَدَّةٌ، فَقَالَ: هِيهْ لِتُحَدِّثَنِي، فَقُلْتُ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ عَائِشَةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لا يَحِلُّ قَتْلَ مُسْلِمٍ إِلا فِي ثَلاثٍ" 1 فَأَطْرَقَ هَوِيًّا ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَنِ الخلافة وصية لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: لَوْ كَانَ وَصِيَّةً مَا تَرَكَ عَلَيَّ أَحَدًا يَتَقَدَّمُهُ، فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي أَمْوَالِ بَنِي أُمَيَّةَ؟ فَقُلْتُ: إِنْ كَانَتْ لَهُمْ حَلالٌ فَهِيَ عَلَيْكَ حَرَامٌ وَإِنْ كَانَتْ عَلَيْهِمْ حَرَامٌ فَهِيَ عَلَيْكَ أَحْرَمُ، أَيْ فَرُدَّهَا إِلَى أَهْلِهَا، ثُمَّ أَمَرَنِي فَأُخْرِجْتُ2.
قَالَ عَبْد الوهاب بْن نجدة: نا أَبُو الأسوار محمد بْن عمر التنوخي قَالَ: كتب أَبُو جعفر إِلَى الأوزاعي: أما بعد فقد جعل أمير المؤمنين فِي عنقك مَا جعله الله لرعيته فِي عنقه فاكتب إليه بما رأيت في المصلحة. فكتب إِلَيْهِ: عليك يَا أمير المؤمنين بتقوى الله وتواضع يرفعك الله يوم يضع المتكبّرين، واعلم أن قرابتك من رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لن تزيد حق الله عليك إلا عظما ولا طاعته إلا وجوبًا.
وقال يحيى بْن أيوب المقابري: ثنا أحمد بْن أَبِي الحواري قَالَ: دخل الأوزاعي على المنصور فلما أراد أن يصرف استعفى من لبس السواد فأجابه، فسئل الأوزاعي فَقَالَ: لم يُحْرِم فِيهِ مُحْرِم ولا كُفِّن فِيهِ مَيِّتٌ ولم تُزَيَّنْ فِيهِ عروس3.
قَالَ عَبْد الحميد بْن بكار: سَمِعْت ابْن أَبِي العشرين يَقُولُ: سَمِعْت أمير الساحل يَقُولُ وقد دفنا الأوزاعي: رحمك الله أبا عمرو ولقد كنت أخافك أكثر ممن ولاني4. وقال محمد بْن عُبَيْد الطنافسي: كنت جالسًا عند الثوري فجاءه رَجُل فَقَالَ: رأيت كأنّ رَيْحانة من المغرب قُلِعت.
قَالَ: إن صَدَقَتْ رؤياك فقد مات الأوزاعي، فكتبوا ذَلِكَ فوجد موته فِي ذلك اليوم.
__________
1 "صحيح": أخرجه النسائي "4757"، وانظر سير أعلام النبلاء "7/ 98".
2 انظر المصدر السابق في السير.
3 راجع سير أعلام النبلاء "7/ 99-100".
4 انظر المصدر السابق.(9/329)
قَالَ أحمد بْن عيسى المصري: حدثني خيران بْن العلاء وكان من خيار أصحاب الأوزاعي قَالَ: دخل الأوزاعي الحمام وكان لصاحب الحمام حاجة فأغلق عَلَيْهِ وذهب ثُمَّ جاء فوجده ميتًا مستقبل القبلة.
وقال أَبُو مسهر: بلغنا موت الأوزاعي وأن زوجته أغلقت عَلَيْهِ باب الحمام غير متعمّدة فمات، فأمرها سعيد بْن عَبْد العزيز بعتق رقبة، ولم يخلف إلا ستة دنانير فضلت من عطائه، وكان قد اكتتب فِي ديوان الساحل.
أَبُو فروة يزيد بْن محمد الرهاوي: سَمِعْت أَبِي يَقُولُ: قلت لعيسى بْن يونس: أيمّا أفضل الأوزاعي أو الثوري؟ فَقَالَ لِي: وأين أنت من سفيان، قُلْتُ: ذهبت بِهِ العراقية، الأوزاعي وفقهه وفضله وعلمه، فغضب وقال: أتراني أؤثر عَلَى الحق شيئًا! سَمِعْت الأوزاعي يَقُولُ: مَا أخذنا العطاء حَتَّى شهدنا عَلَى عليّ بالنفاق وتبّرأنا مِنْهُ، وأخذ علينا بذاك العتاق والطلاق وأَيْمان البيعة، قَالَ: فلما عقلت أمري سَأَلْتُ مكحولا ويحيى بْن أَبِي كثير وعطاء بن أبي رباح وعبد الله بن عُبَيْد بْن عمير، فقالوا: ليس عليك شيء إنما أنت مُكْرَه، قَالَ: فلم تطب نفسي حَتَّى فارقت نسائي وأعتقت رقيقي وخرجت من مالي وكفرت أَيْماني، فأَخْبِرْني: أَسُفْيان كَانَ يفعل ذَلِكَ1؟ سمعها الحاكم من أَبِي علي الحافظ أنا مكحول ببيروت ثنا أَبُو فروة.
العباس بن الوليد بن مزيد.
نا أبو عبد الله بْن فلان قَالَ: سَمِعْت الأوزاعي يَقُولُ: نترك من قول أهل العراق خمسًا ومن قول أهل الحجاز خمسًا، فمن قول أهل العراق: شرب المُسْكِر، والأكل عند الفجر فِي رمضان، ولا جمعة إلا فِي سبعة أمصار، وتأخير العصر حَتَّى يصير ظل كل شيء أربعة أمثاله، والفرار يوم الزحف.
ومن قول أهل الحجاز: استماع الملاهي، والجمع بين الصلاتين من غير عذر، والمتعة بالنساء، والدرهم بالدرهمين والدينار بدينارين مداينة، وإتيان النساء فِي أدبارهن2.
قَالَ العباس بْن الوليد: سَمِعْت عقبة بْن علقمة قَالَ: كان سبب موت الأوزاعي
__________
1 انظر المصدر السابق.
2 راجع سير أعلام النبلاء "7/ 103"، وزاد المعاد لابن القيم "4/ 257".(9/330)
أَنَّهُ خضّب ودخل حمّاما لَهُ فِي منزله، وأدخلت معه امرأته كانونًا فِيهِ فحم ليدفأ وأغلقت عَلَيْهِ، فهاج الفحم وصفرت نفسه، وعالج الباب ليفتحه فامتنع عَلَيْهِ، فألقى نفسه فوجدناه متوسدًا ذراعه إلى القبلة.
قال العباس بن الوليد: نا سالم بْن المنذر قَالَ: لما سَمِعْت الصيحة برفاة الأوزاعي خرجت فأول من رأيت نصرانيًا قد ذرّ عَلَى رأسه الرماد، قَالَ: فلم يزل المسلمون يعرفون ذَلِكَ لَهُ، وخرج فِي جنازته اليهود ناحية والنصارى ناحية والقبط.
اتفقوا عَلَى وفاة الأوزاعي سنة سبع وخمسين ومائة، زاد بعضهم فِي صفر، -رضي الله عَنْهُ.
ولقد كَانَ مذهب الأوزاعي ظاهرًا بالأندلس إِلَى حدود العشرين ومائتين، ثم تناقض واشتهر مذهب مالك بيحيى بن يحيى الليثي. وكان مذهب الأوزاعي أيضًا مشهورًا بدمشق إِلَى حدود الأربعين وثلاثمائة. وكان القاضي أبو الحسن ابن حذلم لَهُ حلقة بجامع دمشق ينتصر فيها لمذهب الأوزاعي.
161- عَبْد الرحمن بْن يزيد بْن تميم السلمي1 -ن ق- الدمشقي.
عَن مكحول وإسماعيل بْن عُبَيْد الله وبلال بْن سعد والزهري ومطعم بْن المقدام وجماعة.
وعنه ابناه الحسن وخالد، والوليد بْن مسلم وأبو أسامة وأبو المغيرة عَبْد القدوس وآخرون.
ضعّفه أَبُو زرعة. وقال أَبُو داود والنسائي: متروك الحديث. وقال البخاري: عنده مناكير.
وقال أحمد: قلت: أخذ أحاديث شهر حوشب فجعلها حديث الزهري. وقال ابْن عديّ: يكتب حديثه. وقال دُحَيم: لَهُ حديث معضِل وقال أيضًا: منكر الحديث عَن الزهري.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: أَبُو أسامة يروي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ فنرى أنه ليس به. قال الفسوي: صدوق هو عبد الرحمن بن بلال بن تيم.
__________
1 التاريخ الكبير "5/ 365"، وتهذيب التهذيب "6/ 295".(9/331)
وقال ابْن أَبِي حاتم: سَأَلْتُ محمد بْن عبد الرحمن الجعفي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ فَقَالَ: قدم الكوفة عَبْد الرحمن بْن يزيد بْن تميم ويزيد بْن يزيد بْن جابر، ثُمَّ قدم عَبْد الرحمن بْن يزيد بْن جابر بعد مدة، فالذي عَنْهُ أَبُو أسامة ليس هُوَ ابْن جابر هُوَ ابْن تميم.
وقال الذهلي: الوليد الموقري وعبد الرحمن بْن يزيد بْن تميم يجيء عنهما مناكير عَن الزهري.
وقال أَبُو بكر بْن أَبِي داود: قدم هَذَا فَقَالَ: أَنَا عَبْد الرحمن بْن يزيد الدمشقي وحدث عَن مكحول وظن أَبُو أسامة أَنَّهُ ابْن جابر وابن جابر فثقة مأمون والآخر ضعيف. قَالَ: وقدم ثور بْن يزيد وابن تميم هَذَا وبرد بْن سنان ومحمد بْن راشد وأبو ثوبان العراق، فروا من القتل، كانوا قَدَرِيّة.
وقال البخاري: قَالَ أحمد بْن حنبل: أخبرت عَن مروان عَن الوليد أَنَّهُ قَالَ: لا ترو عَنْهُ فإنه كذاب، يعني ابْن تميم.
وقال الهيثم بْن خارجة: حدّث الوليد عَن ابْن تميم عَن مكحول حديث الفاجرة فَقَالَ وكيع: شيخ سوء يحدّث بمثل هَذَا! قُلْتُ: روى لَهُ النسائي متابعة.
162- عَبْد الرحمن بْن يزيد بْن جابر1 –ع- أبو عتبة الأزدي الداراني الدمشقي الحافظ.
عَن أَبِي الأشعث الصنعاني وأبي كبشة السلولي ومكحول وابن سلام ممطور وابن عامر اليحصبي والزهري وعطية بْن قيس، وعدد كثير.
وعنه ابنه عَبْد الله وابن الْمُبَارَك والوليد بْن مسلم وعمر بْن عَبْد الواحد وأيوب بْن سويد وحسين الجعفي ومحمد بْن شعيب، وخلق. وقد طلبه المنصور فوفد عَلَيْهِ.
وثّقه ابْن معين وأبو حاتم. وقال أَبُو مسهر: رأيته.
وقال الوليد بْن مسلم عَن ابْن جابر قَالَ: كنت أرتدِف خلف أَبِي أيام الوليد فقدم علينا سُلَيْمَان بْن يسَّار فَدَعَاهُ أَبِي إِلَى الْحَمَّامِ وَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا وكنت آتي المغانم أيام هشام.
__________
1 التهذيب "6/ 297"، والجرح والتعديل "5/ 299".(9/332)
وروى صدقة بْن خالد عَن ابْن جابر قَالَ: قَالَ خالد بْن اللجلاج لمكحول: سل هَذَا عما كَانَ وما لم يكن، يعني ابْن جابر.
قَالَ أحمد بْن جابر يَقُولُ: لا تكتبوا العلم إلا ممن يُعرف بطلب الحديث.
قَالَ أَبُو مسهر وجماعة: مات سنة أربع وخمسين ومائة.
وقال أبو عبيدة وخليفة: سنة ثلاث وقيل سنة ست.
163- عَبْد السلام بن أبي حازم شداد1 –د- أبو طالوت العبدي القيسي البصري.
عَن أنس وغزوان بْن جرير وأبي عثمان النهدي. وفي سنن "د" روايته عَن أَبِي برزة الأسلمي وذلك ممكن لأنه يَقُولُ: رأيت هودج عائشة يوم الجمل كأنه قنفذ من السهام.
روى عَنْهُ وكيع وأبو بدر السكوني والأنصاري ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وجماعة.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعيِنٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لا أعلمه إلا ثقة. وقال ابْن حبان: ولد أبوه شداد يوم قبض النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قُلْتُ: حديثه أعلى شيء وقع فِي السنن، وهو فِي ذكر الحوض.
164- عَبْد السلام بن حفص2 -د ت ن-.
ويقال: ابن مصعب المدني أبو مصعب. وعن الزهري وعبد الله بْن دينار وزيد بْن أسلم. وعنه ابْن وهب وخالد بْن مخلد وأبو عامر العقدي. وثّقه يحيى بْن معين.
165- عبد الصمد بن حبيب العوذي3 –د- البصري نزيل بغداد.
روى عَن أبيه وسعيد بْن طهمان. وعنه هاشم بْن القاسم ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وجماعة.
قَالَ أَبُو حاتم: لين الحديث.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 64"، والتهذيب "6/ 316"، والجرح والتعديل "6/ 45".
2 التهذيب "6/ 317"، وميزان الاعتدال "2/ 615".
3 الجرح والتعديل "6/ 51"، وميزان الاعتدال "2/ 619".(9/333)
166- عَبْد العزيز بْن أَبِي رَوَّاد1 -4- واسم أبيه ميمون -ويقال أيمن- بْن بدر مولى المهلب بْن أَبِي صفرة الأزدي المكي أحد العلماء، وله جماعة إخوة.
روى عَن عكرمة وسالم والضحاك بْن مزاحم ونافع وجماعة. وعنه ابنه عَبْد المجيد وحسين الجعفي ويحيى القطان وعبد الرزاق وأبو عاصم ومكي بْن إِبْرَاهِيم وعدة.
قَالَ ابْن الْمُبَارَك: كَانَ من أعبد الناس.
وقال يوسف بْن أسباط: مكث أربعين سنة لم يرفع طرفه إِلَى السماء، فبينما هُوَ يطوف حول الكعبة إذ طعنه المنصور بأصبعه فالتفت فَقَالَ: قد علمت أنها طعنة جبّار.
وقال شقيق البلخي: ذهب بصر عَبْد العزيز بْن أَبِي رَوَّاد عشرين سنة ولم يعلم بِهِ أهله ولا ولده.
وعن سفيان بن عيينة قَالَ: كَانَ ابْن أَبِي رواد من أحلم الناس فلما لزمه أصحاب الحديث قَالَ: تركني هَؤُلاءِ كأني كلب هرّار.
وقال أَبُو عَبْد الرحمن المقري: ما رأيت أحدًا قط أصبر عَلَى طول القيام من عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد.
وقال خلاد بْن يحيى: ثنا عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد قَالَ: كَانَ يقال: من رأس التواضع الرضا بالدون من شرف المجالس.
وقال عَبْد الصمد بْن يزيد مردويه: نا ابْن عيينة أن عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد قَالَ لأخ لَهُ: أَقْرِضْنا خمسة آلاف درهم إِلَى الموسم، فسُرَّ التاجر وحملها إِلَيْهِ، فلما جنّه الليل قَالَ: مَا صنعت بابن أَبِي رواد شيخ كبير وأنا كبير مَا أدري مَا يحدث لنا فلا يعرف لَهُ ولديّ مَا أعرف لَهُ لئن أصبحت لآتينّه فأشاوره وأجعله منها فِي حِلٍّ، فلما أصبح أتاه فأخبره فَقَالَ: اللهمّ أعطه أفضل مَا نوى، ودعا له، وقال: إن كنت إنما تشاورني فإنما استقرضناه عَلَى الله، وكلما اغتممنا بِهِ كفّر الله بِهِ عنا، فإذا جعلتنا مِنْهُ فِي حِلّ كأنه يسقط، وكره التاجر أن يخالفه. قَالَ: فما أتى الموسم حَتَّى مات التاجر فأتى ولده فقالوا: مال أبينا يا أبا عَبْد الرحمن، فَقَالَ لَهُم: لم يتهيّأ ولكن الميعاد بيننا
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 22"، والتهذيب "6/ 338".(9/334)
الموسم الآتي، فقاموا من عنده، فلما كَانَ الموسم الآتي لم يتهيّأ المال فقالوا لَهُ: اقض أهون عليك من الخنوع وتذهب بأموال الناس، فرفع رأسه فَقَالَ: رحم الله أباكم قد كَانَ يخاف هَذَا وشبهه، ولكن الأجل بيننا وبينكم الموسم الآتي وإلا فأنتم فِي حل مما قلتم. فبينما هُوَ ذات يوم خلف المقام إذ ورد عَلَيْهِ غلام قد كَانَ هرب إِلَى الهند بعشرة آلاف درهم فأخبره أَنَّهُ اتجّر وأن معه فِي التجارات مَا لا يحصى. قَالَ سفيان: فسمعته يَقُولُ: لك الحمد سألناك خمسة آلاف فبعثت إلينا عشرة آلاف، يَا عَبْد المجيد احمل العشرة آلاف، خمسة لَهُم وخمسة للإخاء الَّذِي بيننا وبين أبيهم، فَقَالَ ابنه وقد جاء: قد دفعتها إليهم، فَقَالَ العبد: من يقبض مَا معي؟ فَقَالَ: يَا بني إنما سألناه خمسة آلاف فبعث بعشرة آلاف، أنت حر لوجه الله، وما معك فلك1.
قَالَ عَبْد العزيز: سَأَلْتُ عطاءً عَن قوم يشهدون عَلَى الناس بالشرك، فأنكر ذَلِكَ2.
وقال عَبْد العزيز: اللهمّ مَا لم تبلغه قلوبنا من خشيتك فاغفره لنا يوم نقمتك من أعدائك.
وعن عَبْد العزيز: وسئل مَا أفضل العبادة؟ قَالَ: طول الحزن3.
قَالَ مؤمل بْن إسماعيل: مات عَبْد العزيز فجيء بجنازته فوُضعت عند باب الصفا وجاء سفيان الثوري فَقَالَ الناس: جاء الثوري جاء الثوري، فجاء حَتَّى خرق الصفوف والناس ينظرون إِلَيْهِ، فجاوز الجنازة ولم يصلِّ عليها، وذلك أَنَّهُ كَانَ يرى الإرجاء. فقيل لسفيان، فَقَالَ: والله إِنِّي لأرى الصلاة عَلَى من هُوَ دونه عندي ولكن أردت أن أرِي الناس أَنَّهُ مات عَلَى بدعة4.
وقال يحيى بن سليم: سَمِعْت عَبْد العزيز بْن أبي رواد يسأل هشام بن حسان في الطواف: مَا كَانَ الحسن يَقُولُ فِي الإيمان؟ قَالَ: كان يقول: قول وعمل قَالَ: فما كَانَ ابْن سيرين يَقُولُ؟ فَقَالَ: كَانَ يَقُولُ: {آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ} [البقرة: 285] الآية. فقال
__________
1 راجع سير أعلام النبلاء "7/ 142"، وما بعدها.
2 انظر السابق.
3 انظر السابق.
4 انظر السابق.(9/335)
ابْن أَبِي رواد: كَانَ ابْن سيرين وكان ابْن سيرين. فَقَالَ هشام: بيّن أَبُو عَبْد الرحمن الإرجاء.
وقال ابْن عيينة: غبت عَن مكة فجئت فتلقّاني الثوري فَقَالَ لِي: يَا بْن عيينة: عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد يفتي المسلمين، قُلْتُ: وفعل؟ قَالَ: نَعَمْ1.
وقال عبد الرزاق: كنت جالسًا مَعَ الثوري فمر عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد فَقَالَ سفيان: أما إنه كَانَ شابًا أفقه مِنْهُ شيخًا2.
وقال أَبُو عاصم: جاء عكرمة بْن عمارٍ إِلَى ابْن أَبِي رواد فدقّ بابه وقال: أين الضالّ.
وقال أحمد بْن حنبل: كَانَ مرجئًا وكان رجلًا صالحًا وليس هو الثبت مثل غيره.
وقال أَبُو حاتم: صدوق. وقال ابْن حِبّان: روى عن نافع بن عمر نسخة موضوعة كان الحديث بها توهّمًا لا تعمّدًا. قُلْتُ: الشأن فِي صحة تِلْكَ الأحاديث عَن عَبْد العزيز.
مات سنة تسع وخمسين.
167- عَبْد العزيز بْن سياه الحماني الكوفي3 -سوى د-.
عَن الشعبي وحبيب بْن أَبِي ثابت والحكم وجماعة. وعنه عَبْد الله بْن نمير ويحيى بْن آدم وعبيد الله بْن موسى وابنه يحيى بْن عَبْد العزيز.
قَالَ أَبُو زرعة: كَانَ من كبار الشيعة لا بأس بِهِ.
168- عَبْد العزيز بْن رُبَيع4، أَبُو العوام الباهلي.
عَن عطاء وابن الزبير. وعنه الثوري ووكيع وروح بْن عبادة ويحيى بن كثير العنبري.
__________
1 انظر سير أعلام النبلاء "7/ 143".
2 انظر السابق.
3 التاريخ الكبير "6/ 21"، والتهذيب "6/ 340".
4 الجرح والتعديل "5/ 381"، والمعرفة والتاريخ "3/ 67".(9/336)
وثّقه ابْن معين.
169- عَبْد القاهر بْن تليد1. أبو رفاعة العامير الكوفي، ويقال البصري.
سَمِعَ الشعبي وغيره. وعنه عبد الرحمن بن مهدي وأبو نعيم وأبو الوليد. وثّقه يحيى بْن معين.
170- عَبْد المجيد بْن أَبِي عبس2 بْن جبر الأنصاري الأوسي.
عَن أبيه عَن جده. وعنه محمد بْن طلحة التيمي وعثمان بْن إسحاق وزيد بْن الحباب.
قَالَ أَبُو حاتم: لين.
171- عَبْد المجيد بْن أَبِي يزيد العقيلي3 -4- أَبُو وهب البصري.
عَن العداء بْن خالد. عَن هارون بْن موسى النحوي وعثمان بْن عمر بْن فارس وعباد بْن ليث الكرابيسي. وأظنّه تقدم.
172- عَبْد الملك بْن حميد بْن أَبِي غُنَيَّة الكوفي4 -ع-.
عَن أبيه والحكم وعاصم بْن بهدلة. وعنه السفيانان وأبو نعيم وأبو المغيرة الحمصي وجماعة.
وثقه ابن معين.
173- عبد الملك بن شداد الأزدي الحديدي5.
عَن الحسن وثابت وعبد الله بْن سُلَيْمَان. وعنه وكيع وسعيد بْن عامر ومسلم بْن إِبْرَاهِيم.
174- عَبْد الملك بْن مسلم6 -ت ن- أبو سلام الحنفي الكوفي.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 130"، والتاريخ لابن معين "3040".
2 الجرح والتعديل "6/ 64".
3 التهذيب "6/ 383".
4 التاريخ الكبير "5/ 411"، والتهذيب "6/ 392"، والجرح والتعديل "5/ 347".
5 التاريخ الكبير "5/ 419"، والجرح والتعديل "5/ 353".
6 التهذيب "6/ 424"، وميزان الاعتدال "2/ 664".(9/337)
عَن أبيه، وصوابه عَن رَجُل عَن أبيه. وعنه وكيع وأبو نعيم وأحمد بْن خالد الذهبي. صدوق موثق لكنه شيعي.
175- عَبْد الملك بن معن المسعودي1 -م د ن ق- أبو عبيدة أخو القاسم بن معن.
روى عَن الأعمش وأبي إسحاق الشيباني. ومات شابا. وعنه ابنه محمد وابن الْمُبَارَك والمحاربي. وثّقه يحيى بْن معين.
176- عَبْد الملك بن أبي جمعة2 –يو- سعيد البصري القطان.
عَن الحسن وبكر المزني وعطاء وجماعة. وعنه حماد بْن زيد وعبيد بْن موسى ومسلم بْن إِبْرَاهِيم. ضعّفه ابْن مَعِين. وقَالَ أَبُو حاتم: لا بأس بِهِ.
177- عَبْد الواحد بْن سليم المالكي البصري3.
عَن عطاء بْن أَبِي رباح ويزيد الفقير. وعنه علي بْن الجعد وجماعة.
178- عَبْد الواحد بْن زيد4 أَبُو عبيدة البصري العابد القدوة شيخ الصوفية بالبصرة.
روى عَن الحسن وعطاء بْن أَبِي رباح وعبادة بْن نسيّ وعبد الله بْن راشد وجماعة سواهم.
وعنه وكيع ومحمد بْن السماك وزيد بْن الحباب وأبو سُلَيْمَان الداراني ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وجماعة. وهو ضعيف الحديث.
قَالَ البخاري: عَبْد الواحد بْن زيد تركوه. وقال النسائي: متروك الحديث.
وقال ابْن حِبّان: كَانَ ممن غلب عليه العبادة حتى غفل عَن الإتقان فكثر المناكير فِي حديثه.
قَالَ أحمد بن أبي الحواري: قال لي سليمان: أصاب عبد الواحد الفالج فسأل
__________
1 التقريب "1/ 523"، والجرح والتعديل "5/ 368".
2 ميزان الاعتدال "2/ 652"، والمتروكين "71".
3 التهذيب "6/ 435"، والمعرفة والتاريخ "3/ 378".
4 ميزان الاعتدال "2/ 672"، والجرح والتعديل "6/ 20".(9/338)
الله أن يطلقه فِي وقت الوضوء، فإذا أراد أن يتوضأ انطلق وإذا رجع إِلَى سريره فلج1.
وقال ابْن أَبِي الحواري: حدّثنا سباع الموصلي ثنا عَبْد الواحد بْن زيد قَالَ: معشر إخواني عليكم بالخبز والملح فإنه يذيب شحم الكلي ويزيد فِي اليقين.
وقال معاذ بْن زياد: سَمِعْت عَبْد الواحد بْن زيد غير مرة يَقُولُ: مَا يسرني أن لِي جميع مَا حوت البصرة بفلسين2.
قَالَ عَبْد الرحمن بْن أَبِي حاتم: نا محمد بْن يحيى الواسطي نا عمّار بْن عمّار الحلبي حدّثني حصين بْن القاسم الوزان قَالَ: كنا عند عَبْد الواحد بْن زيد وهو يعظ فنادى رَجُل: كف فقد كشفت قناع قلبي. فلم يلتفت عَبْد الواحد ومر فِي الموعظة، ثُمَّ لم يزل الرجل يَقُولُ: كفَّ عنا يَا أبا عبيدة، حَتَّى والله حشرج الرجل حشرجة الموت ثُمَّ خرجت روحه وشهدت جنازته.
وقال ابْن أَبِي حاتم ونا محمد نا يحيى بْن بسطام حدّثني مسمع بْن عاصم شهدت عَبْد الواحد بْن زيد يعظ فمات فِي المجلس أربعة.
وعن حصين الوزّان قَالَ: لو قسم بَثُّ عَبْد الواحد عَلَى أهل البصرة لوسعهم.
وكان يقوم إِلَى محرابه كأنه رَجُل مخاطب3.
وعن محمد بْن عَبْد الله الخزاعي قَالَ: صلّى عَبْد الواحد بْن زيد الغداة بوضوء العتمة أربعين سنة4. وقال ابن الأعرابي في طبقات فِي "طبقات النّسّاك": كَانَ الغالب عَلَى عَبْد الواحد العبادة والكلام فِي معاني الزهد، فارق عمرو بْن عُبَيْد لاعتزاله وصحّح الاكتساب، وقد نسب إِلَى القدر ولكن مَا كَانَ الغالب عَلَيْهِ الكلام فِيهِ. وتبعه خلق من النُّسّاك فنصب نفسه للكلام فِي مذاهبهم ونأى عَن المعتزلة وعن أصحاب الحديث. قَالَ: وقد كَانَ مالك بْن دينار وثابت يقصّان أيضًا إلا أنهما كانا من أهل السُّنَّةِ.
صحب عبدَ الواحد خلقٌ كحيان الجريري ورباح القيسي، وأما مقسم وعطاء
__________
1 سير أعلام النبلاء "7/ 137".
2 انظر المصدر السابق.
3 انظر المصدر السابق.
4 انظر المصدر السابق.(9/339)
السلمي فغلب عليهما الخوف حَتَّى خيف عَلَى عقليهما واعتزلا الناس فكان عَبْد الواحد أشد افتتانا وأدخل فِي معاني الخصوص والمحبة. وكان قد بقي عَلَيْهِ من رؤية الاكتساب شيء كَمَا بقي عَلَيْهِ من أصول القدر، وذلك أن أهل القدر عندهم أَنَّهُ لا ينجو إلا بالعمل ومذهب السنة هُوَ الاجتهاد فِي العمل وأنه ليس هُوَ الَّذِي بِهِ ينجون دون رحمة الله، قَالَ عَلَيْهِ السلام: "لن يُنجي أحدَكُم عملُه -الحديث" 1.
قَالَ: وكان عَبْد الواحد قد ساح وسافر إِلَى الشام ورأى ثابتًا فتناقص عَنْهُ بعض القدر وزعم أَنَّهُ لا يَقُولُ إن الله يضلّ العباد تنزيهًا لَهُ، وخفى عَلَيْهِ من قول القَدَرِية أنهم يدبّرون أنفسهم ويزكّونها بأعمالهم لما كَانَ يشاهد فِي معاملته لله ضرورة من موازين الأعمال وزيادة النفس والمواهب فِي القلوب، فعلم أن ذَلِكَ من فضل الله لا بما يستحق العبد فَقَالَ باللطف وهو قول بين القولين، وأهل البصرة يسمّونهم السمية يعني النصفية، يقولون: ذهب عنهم نصف القدر لأنهم يقولون: لا نقول إن العبد يزكي نفسه بعمله وإنما ذَلِكَ تلطيف من الله. فباينوا القدرية فِي هَذِهِ. وكان من قول أهل السُّنّة الخصوص أن الله يختص برحمته من يشاء وأن أولياء الله لم يزالوا عند الله في علمه كذلك قبل أن يخلقهم، وكذلك أعداؤه.
إِلَى أن قَالَ ابْن الأعرابي: ومن قول أهل السنة أَنَّهُ تعالى يخص ويعم ويهدي ويضلّ ويلطف ويخذل وأن الناس يعملون فيما قد فرغ مِنْهُ، فأهل الطاعة لا يقدرون عليها إلا بتوفيقه وأهل المعصية لا يجاوزون علمه ولا قدرته إلا بِهِ، وإن خالفت أعمالهم جميعًا ولكنهم قد أُمروا بالعمل.
قَالَ ابْن الأعرابي: وقال عبد الواحد بالمحبة علة مذاهب أهل الخصوص ولو صدق نفسه لاضطره قوله بالمحبة إِلَى القول بالسُنّة والكتاب، ولكنه سامح نفسه وتكلم فِي الشوق والفرق والأنس وجميع فروع المحبة الَّتِي قَالَ بها أهل الإثبات، وأن الله يحب من أطاعه، وأن الطاعة والاتباع أوجب المحبّة من الله تعالى. ومن قول السُّنّة: إن الله أحب قومًا فوفّقهم لطاعته فكانت محبته لَهُم واختياره لما سبق من علمه لا لكسبهم فكانت محبّته لَهُم قبل عملهم وقبل خَلْقهم.
ولعبد الواحد كلام كثير حسن. وممن صحبه أحمد بْن أَبِي عطاء اللخمي وموسى الأشج ونصر ورباح بن عمرو.
__________
1 "صحيح بنحوه": أخرجه البخاري "7/ 157"، ومسلم "2816"، وغيرهما.(9/340)
قال ابن الأعرابي: وقد ذكر قوم من البصريين أن عَبْد الواحد رجع عَن القدر.
قُلْتُ: ومن وعْظ عَبْد الواحد: ألا تستحيون من طول مَا لا تستحيون.
قِيلَ: إن عَبْد الواحد بْن زيد مات سنة سبع وسبعين، وهذا بعيد جدًا مَا بقي الرجل إِلَى هَذَا الوقت وإنما هُوَ بعد الخمسين ومائة. وإنما بقي إِلَى بعد السبعين عَبْد الواحد بْن زياد وكذا أخذوا "كتبه ابْن زيد" فجعلوها فِي قول لابن زياد.
179- عَبْد الواحد بْن أَبِي موسى1. أَبُو معن الإسكندراني التاجر.
عن زهرة ابن معبد. وعنه ضمام بْن إسماعيل وابن الْمُبَارَك وجماعة.
مات فِي عام خمسين ومائة.
180- عَبْد الواحد بْن موسى2. أَبُو معاوية الأنصاري.
عَن سعيد بْن المسيب وابن محرر وعطاء بْن يزيد. وعنه ضمرة بْن ربيعة وزيد بْن الحباب وجماعة.
181- عَبْد الواحد بْن ميمون3، أَبُو حمزة المديني.
عَن مولاه عروة بْن الزبير وعبد الله بْن سعد الأسلمي. وعنه عيسى بْن يونس والواقدي وأبو عامر العقدي وآخرون. لَهُ حَدِيثٌ فِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ: "مَنْ آذَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ حَارَبَنِي".
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وقال الدارقطني: ضعيف. وَرَوَى عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ليس به بأس. وقال البخاري: منكر الحديث. وَقَالَ الْعَقَدِيُّ: نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: "الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى مَنْ شَهِدَ الْجُمُعَةَ" 4.
182- عَبْد الواحد بْن نافع5 ويقال: ابْن نفيع، أَبُو الرماح الكلابي اليمامي.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 58"، والجرح والتعديل "6/ 24".
2 التاريخ الكبير "6/ 58"، والجرح والتعديل "6/ 23".
3 التاريخ الكبير "6/ 58"، والميزان "69".
4 ذكره أبو حنيفة في مسنده بنحوه "57".
5 التاريخ الكبير "6/ 61".(9/341)
عَن عَبْد الله بْن رافع بْن خديج. وعنه حرميّ بْن عمارة وأبو عاصم ويعقوب الحضرمي وموسى المنقري. شيخ.
183- عَبْد الوهاب بْن الإمام إِبْرَاهِيمُ1 بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّه بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي ابْن أخي المنصور.
ولي إمرة دمشق فلم تُحمد سيرته وولي الغزو. مات بالشام سنة ثمان وخمسين ومائة.
184- عَبْد الوهاب بْن مجاهد بن جبر2 –ق- المخزومي مولاهم المكي.
عَن أبيه وعطاء بْن أَبِي رباح. وعنه عَبْد الوهاب الثقفي وعبد الوهاب الخفاف وبكار بْن محمد السيريني وعثمان بْن الهيثم المؤذن.
قَالَ أَبُو حاتم: ضعيف الحديث. وقال عَبْد الرزاق: كَانَ الثوري إذا أراد أن يسمع من ابْن مجاهد جاء متقنّعًا ثُمَّ قام خلفه وأمر مَن يسأله.
وقال ابْن مثّنى: مَا سَمِعْت يحيى ولا عَبْد الرحمن حدّثنا عَن عَبْد الوهاب بْن مجاهد بساقط.
وقال أحمد: ليس بشيء.
185- عُبَيْد الله بْن أَبِي حميد3 أَبُو الخطاب الهذلي.
عَن أَبِي المليح الهذلي وعطاء. وعنه علي بْن يونس ومحمد بْن عَبْد الله الأنصاري ومؤمل بْن إسماعيل. ضعّفه أَبُو حاتم وغيره.
وقال أحمد: تركوا حديثه. وقال البخاري: منكر الحديث.
186- عُبَيْد الله بْن رستم4. أَبُو حفص البصري. إمام مسجد شعبة.
روى عَن أَبِي الشعثاء جابر بْن زيد وعطاء بْن أَبِي رباح وأنس بن سيرين ومالك بن دينار.
__________
1 المعرفة والتاريخ "1/ 130".
2 ميزان الاعتدال "2/ 682"، والمجروحين "2/ 146".
3 التاريخ الكبير "5/ 377"، والتهذيب "7/ 9".
4 التاريخ الكبير "5/ 381"، والجرح والتعديل "5/ 314".(9/342)
وعنه شعبة وسلم بْن قتيبة وعبيد بْن عقيل ومسلم.
187- عُبَيْد الله بْن أَبِي زياد الشامي1. الرصافي مولى بني أمية، جد حجاج بن أبي منيع الرصافي.
أكثر عَن الزهري لما قدم عليهم الرصافة. حمل عَنْهُ الكتب ولده أَبُو منيع يوسف وحفيده حجاج بْن أَبِي منيع.
قَالَ حجّاج: أَنَا كنت أحمل إِلَيْهِ الكتب من البيت فيقرأها عَلَى الناس.
قَالَ: ومات سنة ثمان أو سنة تسع وخمسين ومائة وله نيّف وثمانون سنة.
وثّقه الدارقطني وابن حبان. علّق لَهُ البخاري فِي الطلاق فِي صحيحه.
188- عُبَيْد الله بن عبد الرحمن2 -د ن ق- بْن عَبْد الله بْن موهب التيمي المديني.
روى عَن عمه عُبَيْد الله وعلي بْن الحسين والقاسم بْن محمد وشهر بْن حوشب.
وعنه ابْن الْمُبَارَك وأبو علي الحنفي وابن أَبِي فديك والقعنبي وآخرون.
وقال أَبُو حاتم: صالح الحديث. ولابن معين فِيهِ قولان فضعّفه من رواية عباس عَنْهُ.
وقَالَ ابْن سعد: عاش ثمانين سنة ومات سنة أربع وخمسين ومائة.
189- عُبَيْد الله بْن محمد بْن صَفْوَان الجمحي3.
أحد الفضلاء والأدباء. ولاه المنصور قضاء العراق ثُمَّ لما استخلف المهديّ صرفه وولاه قضاءالمدينة.
190- عبيد الله بن النضر القيسي4 –د- يكنى أبا النضر.
عَن أنس بْن مالك. وعنه أَبُو عاصم وعبد الرحمن بْن مهدي وموسى بْن إسماعيل.
__________
1 ميزان الاعتدال "3/ 8"، والجرح والتعديل "5/ 316".
2 التهذيب "7/ 28"، والميزان "3/ 12".
3 المعرفة والتاريخ "1/ 147".
4 التاريخ الكبير "5/ 401"، والجرح والتعديل "5/ 335".(9/343)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: وَغَيْرُهُ لا بَأْسَ بِهِ.
191- عُبَيْد بْن الطفيل1. أَبُو سيدان الغطفاني العبسي الكوفي.
عَن ربعي بْن خراش وشداد بْن عمارة. وعنه وكيع وعبد الله وقبيصة. قَالَ أَبُو حاتم: مَا علمت بِهِ بأسا.
192- عُبَيْد بْن عَبْد الرحمن أَبُو عبيدة2.
عَن الحسن ومحمد.
وعنه سفيان الثوري وأبو عاصم. ذكره البخاري.
193- عثمان بن زائدة3 -م-.
أبو محمد الكوفي أحد الزهاد والعباد. سكن الريّ مدّة وحدث بها عَن نافع وعن الزبير بن عدي وعطاء بن السائب.
وَعَنْهُ إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ وعيسى بن جعفر الرازيون وأبو الوليد الطيالسي وعدة.
قال هشام بن عبيد الرازي: كنا لا نقدّم عَلَيْهِ أحدًا فِي الورع. وقال أَبُو حاتم: كَانَ من أفاضل المسلمين. وقال أَبُو الوليد: مَا رأت عيني مثله. وقال آخر: هُوَ صدوق.
وقال العقيلي: حديثه عَن نافع محفوظ رواه عَنْهُ عَبْد الملك بْن مهران ثم قال: وعبد الملك متروك. قلت: فبرئ عثمان من عهدته. وهو: بقية عَن عَبْد الملك بْن مهران.
194- عثمان بْن سعد أَبُو بكر البصري4 -د ت- الكاتب.
عَن أنس بْن مالك ومجاهد وعكرمة ومحمد بْن سيرين. وعنه رَوْح بْن عبادة ومحمد بْن بكر البرساني ويونس بْن محمد المؤدّب وأبو عاصم النبيل، وآخرون.
__________
1 التاريخ الكبير "5/ 451"، والميزان "3/ 20".
2 التهذيب "7/ 69"، والجرح والتعديل "5/ 410".
3 ميزان الاعتدال "3/ 33"، والجرح والتعديل "6/ 150".
4 تقريب التهذيب "2/ 9"، والجرح والتعديل "6/ 153".(9/344)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ليس بذلك. وقال أبو زرعة: لين.
وقال النسائي: ليس بقوي. وقال أحمد بْن حنبل: قد حكوا عَن يحيى بْن القطان فِيهِ شيئًا شديدًا.
وقال ابْن المديني: سَمِعْت يحيى وذكر لَهُ عثمان بْن سعد الكاتب فجعل يعجب من الرواية عنه.
195- عثمان بن أبي العاتكة1 -د ت-.
أبو حفص الأزدي الدمشقي الواعظ.
عَن عمير بْن هانئ وسليمان بْن حبيب المحاربي وخالد بْن اللجلاج وغيرهم وعنه الوليد بْن مسلم والوليد بْن يزيد ومحمد بْن شعيب وصدقة بْن خالد وآخرون.
قَالَ دُحيم: لا بأس بِهِ كَانَ معلّم أهل دمشق وقاصّ الجند. وقَالَ أَبُو حاتم: لا بأس بِهِ يليّنه من كثرة روايته عَن علي بْن يزيد الإلهامي. وقال النسائي: لَيْسَ بالقويّ. وقَالَ ابْن مَعِين: لَيْسَ بشيء.
هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: نا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ يَجْلِسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الْقَنْطَرَةِ الْوُسْطَى بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ", فَسَاقَ حَدِيثًا طَوِيلا مُنْكَرًا2.
مات عثمان سنة خمس وخمسين ومائة.
196- عثمان بْن عبد الله -م د ن ت- وقيل ابن ميمون البصري الشحام.
عَن أَبِي رجاء العطاردي وعكرمة ومسلم بْن أَبِي بكرة وغيرهم. وعنه وكيع ويحيى القطان وحماد بْن مسعدة وأبو عاصم ومحمد بْن أَبِي عدي والأصمعي وجماعة. وثّقه أحمد وغيره.
وقال القطان: يعرف وينكر. وقال أحمد: ليس بِهِ بأس.
وقال النسائي: ليس بالقويّ.
قُلْتُ: خرّج لَهُ مسلم شاهدًا فِي الغيبة لا أصلًا. كنيته أبو مسلم.
__________
1 ميزان الاعتدال "3/ 40"، والمعرفة والتاريخ "1/ 131".
2 "خبر منكر": ذكره ابن الجوزي في الموضوعات "1/ 127"، والشوكاني في الفوائد "448".(9/345)
197- عثمان بْن عَبْد الله بْن مَوْهب1. من طبقة الزهري.
وقد قَالَ ابْن سعد: مات فِي خلافة المهدي سنة ستين. وكأنه وهم.
198- عثمان بن عبيد2 –ت- أبو دوس اليحصبي الحمصي.
عَن خالد بْن معدان وعبد الرحمن بْن عائذ الثمالي. وعنه إسماعيل بْن عياش وأبو نعيم وأبو المغيرة. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا أَرَى بِحَدِيثِهِ بَأْسًا.
199- عثمان بن عطاء3 –ق- بْن أَبِي مسلم الخراساني البلخي ثُمَّ المقدسي مولى المهلب بْن أَبِي صفرة الأزدي. وقيل: مولى هذيل، يكنى أبا مسعود.
روى عَن أبيه وزياد بْن أَبِي سودة وإسحاق بْن قبيصة بْن ذؤيب. وعنه ابْن الْمُبَارَك وضمرة ابن ربيعة وابن وهب وحجاج بْن محمد وكثير بْن هشام وجماعة.
ضعّفه ابْن معين وغيره.
وقال دحيم: لا بأس بِهِ، وأيّ شيء روى من الحديث. يعني: أن الغالب عَلَى روايته التفسير والمقاطيع. وقال البخاري: ليس بذاك. وقال الدارقطني: ضعيف.
قُلْتُ: ولد سنة ثمان وثمانين ومات سنة خمس وخمسين ومائة. قاله ضمرة.
200- عثمان بْن غياث البصري4 -م خ د ن-.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شقيق وأبي عثمان النهدي وابن بريدة وأبي نضرة وجماعة.
وعنه شعبة وأبو أسامة وغندر ومحمد بْن أَبِي عديّ والنضر بْن شميل والأنصاري.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق، وغمزه القطان فَقَالَ عليّ بْن المديني: لَهُ أقل من عشرة أحاديث. سَمِعْت يحيى بْن سعيد يَقُولُ: كَانَ عند عثمان بْن غياث كتاب عَن عكرمة فلم يصحّحها.
وقال أَبُو داود: كَانَ من جند البصرة. وقال أحمد: ثقة يرى الإرجاء.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 231"، وتهذيب التهذيب "7/ 132".
2 تهذيب التهذيب "7/ 136"، والجرح والتعديل "6/ 158".
3 التقريب "2/ 12"، والجرح والتعديل "6/ 158".
4 ميزان الاعتدال "3/ 51"، والتاريخ لابن معين "3869".(9/346)
وقال النسائي: ثقة.
201- عثمان بْن مرة البصري1 -م ن-.
عَن عكرمة والقاسم وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بكر. وعنه يحيى القطان وأبو عاصم والنضر بْن شميل وعثمان بْن عمر بْن فارس.
وقال أَبُو زرعة: لا بأس بِهِ.
202- عثمان بْن مسلم الدمشقي2.
عَن مكحول وبلال بْن سعد. وعنه سعيد بن أبي أيوب والهيثم بن حميد ومحمد بْن شعيب.
ذكره البخاري.
203- عثمان بْن واقد3 -د ت- بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر العمري.
عن نافع بن جبير بْن أَبِي سعيد مولى المهدي ونافع مولى ابْن عمر عَن أبيه وعمه أبي بكر.
وعنه وكيع وأبو معاوية وشعيب بن حرب وزيد بن الحباب.
وثقه ابن معين وضعفه أبو داود لأنه زاد في حديث: "مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ "مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ.
204- عثمان بن أبي رواد4 –خ- العتكي. مولاهم، البصري أخو عَبْد العزيز وجبلة.
روى عَن الزهري وداود بْن أَبِي هند.
وعنه شعبة وهو أكبر منه ومحمد بن بكر البرساني وأبو عبيدة الحداد. وثقه ابن معين.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 251"، والتهذيب "7/ 153".
2 الجرح والتعديل "6/ 167"، وتاريخ أبي زرعة "1/ 607".
3 ميزان الاعتدال "3/ 59"، والتقريب "2/ 15".
4 الجرح والتعديل "6/ 150"، والتهذيب "7/ 115 ".(9/347)
205- عثيم بن نسطاس، الكندي1. مولاهم المدني أخو عبيد.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ وسعيد المقبري. وعنه الثوري والقعنبي. اسمه عثمان.
206- عدي بن عبد الرحمن بن زيد الطائي2. والد الهيثم بن عدي. شامي نزل العراق.
أخذ في الكهولة عَن داود بْن أَبِي هند ومحمد بْن عمرو وطبقتهما. وعنه محمد بْن الوليد الزبيدي -وَهُوَ أكبر منه- وعبد الوارث وعيسى بن يونس ووكيع.
وحديثه عزيز الوقوع وما علمت بِهِ بأسًا.
207- عزرة بْن ثابت بْن أَبِي يزيد الأنصاري3 -خ م- البصري. أخو محمد وعلي.
عن علباء بْن أحمر وعمرو بْن دينار وقتادة وثمامة بْن عَبْد الله وأبي الزبير وعدة.
وعنه عَبْد الوارث ووكيع وأبو عاصم وعبد الرحمن بْن مهدي وأبو نعيم وخلق.
وثّقه ابْن معين وأبو داود.
208- عصام بْن طَليق الطفاوي بصري4.
عن ثابت وعطية العوقي. وعنه الأسرد بْن عامر وبكر بْن بكار ويحيى بْن أَبِي بكير وطالوت بْن عباد. روى عباس عَن ابْن معين: ليس بشيء.
سَعْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ: نَا عِصَامُ بْنُ طَلِيقٍ عَنْ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَكْثَرُ النَّاسِ ذنوبًا أكثرهم كلامًا فيما لا يعنيه"5.
__________
1 تهذيب التهذيب "7/ 161"، والجرح والتعديل "6/ 171".
2 الجرح والتعديل "7/ 3".
3 التاريخ الكبير "7/ 66"، والتاريخ لابن معين "21/ 402".
4 التهذيب "7/ 195"، والجرح والتعديل "7/ 25"، والميزان "3/ 66".
5 "ضعيف": ذكره المنذري في الترغيب "3/ 540"، وعزاه لأبي الشيخ في الثواب، والعقيلي في الضعفاء "3/ 424"، وابن الجوزي في العلل المتناهية "2/ 216"، والألباني في ضعيف الجامع الصغير وزيادته "1094".(9/348)
209- عصام بن قدامة البجلي1 -د ت ن- الكوفي.
عَن مالك بْن نمير الخزاعي وعكرمة. وعنه وكيع والمعافى بْن عمران وأبو نعيم ومحمد بْن يوسف الفريابي. قَالَ أَبُو داود: ليس بِهِ بأس.
210- عطية بْن بهرام2.
عَن شيبان اليشكري ومورق العجلي وقتادة. وعنه وكيع وأبو نعيم ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وأبو الوليد. قَالَ أَبُو حاتم: ليس بِهِ بأس.
211- عكرمة بْن عمار العجلي اليمامي3، أَبُو عمار، أحد الأعلام.
روى عَن أَبِي زميل سماك الحنفي والهرماس بْن زياد -وَلَهُ رؤية- والقاسم وسالم وطاوس وضمضم بْن جوش وعطاء بْن أَبِي رباح ويحيى بْن أَبِي كثير.
وعنه ابْن الْمُبَارَك ووكيع وابن مهدي ويحيى القطان وزيد بْن الحباب وأبو الوليد وعبد الله بْن رجاء الغداني وعبد الله بْن بكار -شيخ لقيه أَبُو يعلى- ويزيد بْن عَبْد الله اليمامي- شيخ لابن ماجه- وآخرون كثيرون.
قَالَ أَبُو حاتم: سَمِعْت يحيى بْن معين يَقُولُ كَانَ عكرمة بْن عمار أمّيًّا وكان حافظًا. قَالَ أَبُو حاتم: صدوق إنما يهم. وقال يعقوب السدوسي: نا غير واحد سمعوا ابْن معين يَقُولُ: ثقة ثبت.
وقال أحمد بْن حنبل: أحاديثه عَن يحيى بْن أَبِي كثير مضطربة ضعاف ليست بصحاح ولكنه أتقن حديث إياس بْن سلمة.
وقال البخاري: يضطرب فِي يحيى بْن أَبِي كثير ولم يكن عنده كتاب.
وقال عاصم بْن علي: كَانَ مستجاب الدعوة، مات فِي رجب سنة تسع وخمسين ومائة ببغداد.
وقال صالح جزرة: صدوق فِي حديثه شيء. وقال الدارقطني: ثقة.
__________
1 ميزان الاعتدال "3/ 67"، والجرح والتعديل "7/ 25".
2 التاريخ الكبير "7/ 13"، والجرح والتعديل "6/ 381".
3 التقريب "2/ 30"، والميزان "3/ 90"، وتاريخ بغداد "12/ 157"، وطبقات المدلسين "14"، يوشذرات الذهب "1/ 246".(9/349)
212- العلاء بْن زهير الأزدي1. أَبُو زهير الكوفي.
عَن وبرة المُسْلِمي، وأبي عَبْد الرحمن الأسود بْن يزيد. وعنه مخنف ومحمد بْن يوسف الفريابي وغيرهم. روى الكوسج عَن ابْن معين: يُوثّق.
213- العلاء بْن صالح التيمي الكوفي2.
عَن يزيد بْن أَبِي مريم والحكم وسلمة بْن كهيل وعديّ بْن ثابت. وعنه عُبَيْد الله وأبو نعيم وأبو أحمد الزبيري ويحيى بْن أبي بكير وآخرون. ويقه أبو داود.
214- علي بن الحزور الكوفي3 –ق- وهو علي بن أبي فاطمة.
عَن الأصبغ بْن نباتة ونفيع أَبِي داود الأعمى. وعنه سعيد بْن محمد الورق ويونس بْن بكير وعبد الصمد بْن نعمان وإسماعيل بْن أبان الغنوي وغيرهم. تركوه.
وقَالَ البخاري: فِيهِ نظر. وقال الجوزجاني: ذاهب الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث.
215- علي بْن أَبِي حَمَلَة4.
أَبُو نصر القرشي مولاهم الشامي. قرأ القرآن عَلَى عطية بْن قيس ورأى واثلة بْن الأسقع، وقيل: إنه أدرك أيام معاوية. وحدّث عَن أبيه وأبي إدريس الخولاني وعبد الله بن محيريز ومكحوك وطائفة من التابعين. وكان من علماء دمشق.
روى عَنْهُ ابْن الْمُبَارَك وبقية وضمرة وغيرهم. وكان ناظرًا عَلَى دار الضرب بدمشق فِي أيام عمر بْن عَبْد العزيز، جعله عَلَى تصفية الذهب والفضة.
روى ضمرة بْن ربيعة عَن علي بْن أَبِي حملة قَالَ: قدم مكحول فلسطين فنزل عليَّ وأنا والٍ.
قَالَ ضمرة: توفي سنة ست وخمسين ومائة. قُلْتُ: لعلّه قارب مائة سنة.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 515"، والجرح والتعديل "6/ 355".
2 تهذيب التهذيب "8/ 184"، وميزان الاعتدال "3/ 101".
3 ميزان الاعتدال "3/ 118"، والجرح والتعديل "6/ 182".
4 الجرح والتعديل "6/ 183"، وميزان الاعتدال "3/ 125".(9/350)
216- علي بْن سويد بْن مَنْجُوف السدوسي1 –خ- بصري صدوق.
عَن عَبْد الله بْن بريدة وأبي ساسان حصين بْن المنذر. وعنه شعبة ويحيى القطان والنضر بْن شميل وروح بْن عبادة. وثّقه أَبُو داود.
217- علي بْن صالح المكي العابد2 –ت- أبو الحسن.
عَن عمرو بْن دينار وعبد الله بْن عثمان بْن خثيم. وعنه سعيد بْن سالم القداح ومعتمر بْن سُلَيْمَان ومعمر بْن سُلَيْمَان الرقِّي والنعمان بْن عَبْد السلام الأصبهاني. لَهُ أحاديث يسيرة. توفي سنة إحدى وخمسين ومائة.
218- علي بن صالح3 –م4- بْن صالح بْن حيّ الهمداني الكوفي. أَبُو الحسن.
وكان هُوَ والحسن توأمان.
روى عَن سلمة بْن كهيل وعليّ بْن الأقمر وسماك وجماعة من طبقتهم. وعنه أخوه الحسن ووكيع وعبيد الله بْن موسى والخريبي وأبو نعيم وإسماعيل بن عمر البلخي وخالد بْن مخلد وآخرون.
وثّقه أحمد بْن حنبل. وكان من علماء الكوفة. قَالَ ابْن المديني: لَهُ نحو ثمانين حديثًا.
وقال وكيع: كَانَ هُوَ وأخوه وأمُّهما قد جزَّأوا الليل ثلاثة أجزاء للتهجّد، فماتت أمّهما فكانا يقتسمان الليل، فمات علي فكان الحسن يقول الليل كله. رواها عَبْد الله بْن هاشم.
وقال عبيد الله: سمعت الحسن بن صالح يقول: سَمِعْت الحسن بْن صالح يَقُولُ: لما احتضر أخي رفع بصره ثم قَالَ: {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69] ، ثُمَّ خرجت نفسه، فنظَرنا فإذا ثقب فِي جنبه قد وصل إِلَى جوفه وما علم بِهِ أحد. وقد قرأ علم القرآن على عاصم وحمزة الزيات، وتصدر للإقراء.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 277"، والتقريب "2/ 38".
2 التهذيب "7/ 333".
3 التقريب "2/ 38"، والميزان "3/ 123"، ومشاهير علماء الأمصار "169".(9/351)
تلا عَلَيْهِ عُبَيْد الله بْن موسى. وله فِي صحيح مسلم حديث فِي حسن الخلق. مات سنة أربع وخمسين ومائة.
219- علي بْن عمرو بن زين العابدين علي1 –د- بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ العلوي.
عَن أبيه وابن عمه جعفر بْن محمد. وعنه ابن عمه حسين بن يزيد بن عبد الله الهاد -مَعَ تقدمه- ومحمد بْن إسماعيل بْن أَبِي فديك. وهو قليل الرواية.
220- علي بْن الْمُبَارَك الهُنّائي البصري2 -ع-.
عَن يحيى بْن أَبِي كثير ومحمد بْن واسع وعبد العزيز بْن صهيب وأيوب.
وعنه ابْن علية ويحيى القطان ووكيع ومسلم وعثمان بْن عمر بْن فارس وعدّة. وثّقه أَبُو داود وغيره.
221- علي بن مسعدة الباهلي3 -ت ق- أبو حبيب البصري.
عَن قتادة وعاصم الجحدري وعبد الله الرومي. وعنه ابن المبارك ويحيى القطان وابن مهدي ومحمد بن سنان العوقي. قَالَ أَبُو حاتم: لا بأس بِهِ. وروى آدم بْن موسى وأبو بشر الدولابي عَن البخاري قَالَ: فِيهِ نظر وقال أَبُو داود بتضعيفه.
وقال ابْن حبّان: كَانَ ممن يخطئ عَلَى قلّة روايته، وينفرد بما لا يتابع عَلَيْهِ فاستحق ترك الاحتجاج بِهِ.
زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَسْعَدَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: "الإِسْلامُ عَلانِيَةٌ وَالإِيمَانُ فِي القلب التقوى هاهنا"4. وَبِهِ مَرْفُوعًا: "كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الخطائين التوابون" 5.
__________
1 تهذيب التهذيب "7/ 367"، والجرح والتعديل "6/ 196".
2 التهذيب "7/ 375"، والميزان "3/ 152".
3 المجروحين "2/ 111"، وميزان الاعتدال "3/ 156".
4 "ضعيف": ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال "5941"، والعقيلي في الضعفاء "3/ 250"، وانظر ضعيف الجامع الصغير وزيادته "2280".
5 "حديث حسن": أخرجه الترمذي "2469"، وابن ماجه "4251" وغيرهما.(9/352)
222- عمار بْن زُريق الضبي الكوفي1 -م د ن ق-.
عَن أَبِي إسحاق ومنصور والأعمش. وعنه أحوص بْن جَوّاب وزيد بْن الحباب ويحيى بْن آدم وأبو أحمد الزبيري. وكان عالمًا كبير القدر.
قَالَ أَبُو أحمد الزبيري لإنسان: لو كنت اختلفت إِلَى عمار بْن زريق لكفاك أهل الدنيا.
توفي سنة تسع وخمسين ومائة.
223- عمار بْن عُمارة أَبُو هاشم الزعفراني2 -د-.
بصري معروف بالكنية. روى عَن الحسن ومحمد وصالح بْن عُبَيْد وكثير بْن اليمان. وعنه روح بْن عبادة ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وأبو الوليد.
قَالَ أَبُو حاتم: صالح. وقال ابن معين: ثقة. أما آدم بن موسى فروى عَن البخاري قَالَ: فِيهِ نظر.
224- عمارة بْن مهران الْمِعْوَلِيُّ3. أَبُو سعيد البصري أحد العُبّاد.
روى عَن الحسن وابن سيرين وأبي نضرة. وعنه عبد الرحمن بن مهدي وعمرو بن عاصم الكلاعي وعمرو بن مرزوق وسليمان بن حرب. وثقه ابن معين.
ابن علية: نا عمارة أَبُو سعيد العابد. وقال أحمد بْن حنبل: بلغني أن عمارة عَبَد الله تعالى حتى صار على عظم.
225- عمرو بن إبراهيم العبدي4 -ت ن ق- أبو جعفر البصري.
عن قتادة ومطر الوراق.
وعنه ابنه الخليل بْن عمر وعباد بْن العوّام وعبد الصمد بْن عَبْد الوارث وشاذ بْن فياض.
وثّقه أحمد. وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
__________
1 التهذيب "7/ 400"، والميزان "3/ 164".
2 التاريخ الكبير "7/ 29"، والمعرفة والتاريخ "2/ 669".
3 الجرح والتعديل "6/ 369"، والتهذيب "7/ 424".
4 المجروحين "2/ 89"، والتقريب "2/ 51".(9/353)
وقال ابن عدي: يروي عَن قتادة مَا لا يوافق عَلَيْهِ. وقال عَبْد الصمد: نا عمر بْن إبراهيم وهو ثقة وفوق الثقة. وكذا وثقه ابن معين. وقال ابن حبان: لا يعجبني الاحتجاج بِهِ.
* أما عمرو بْن إِبْرَاهِيم الأدمي. متروك.
226- عمر بْن إسحاق بْن يسار المخزومي المدني1. أخو صاحب السيرة وأسنّ مِنْهُ.
يروي عَن عطاء بْن يسار والقاسم بْن محمد وسالم ونافع بْن جبير وعمر بْن الحكم.
وعنه محمد فليح وأبو بكر الحنفي والواقدي، وقال: كَانَ عنده أحاديث وعلم. قُلْتُ: مَا علمت بِهِ بأسًا.
مات سنة أربع وخمسين ومائة.
227- عمر بْن بشير أَبُو هانئ الهمداني الكوفي2.
عَن الشعبي. وعنه وكيع وأبو نُعيم وعبد الله بْن رجاء وغيرهم. ضعّفه ابْن معين.
وقَالَ أحمد: صالح الحديث. وقال أَبُو حاتم: جابر الجعفي أحبّ إليَّ مِنْهُ، يُكتب حديثه.
228- عمر بْن حبيب المكي3.
عَن عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَمْرِو بْنِ دينار وعبد الله بْن كثير. وعنه ابْن عيينة -ووصفه بالحفظ- ومسلم الزنجي وسعد بْن الصلت وعبد الرزاق. وثّقه أحمد.
خرّج لَهُ البخاري فِي كتاب الأدب.
229- عمر بْن حسين مولى حاطب4، أَبُو قدامة المدني.
__________
1 التقريب "2/ 51"، والمشاهير "133".
التاريخ الكبير "6/ 144"، وميزان الاعتدال "3/ 183".
3 التهذيب "7/ 431"، والمشاهير "192".
4 التاريخ الكبير "6/ 148".(9/354)
عَن نافع وعائشة بنت قدامة. وعنه عَبْد العزيز بْن المطلب ومالك بْن أَبِي فديك وغيرهم.
230- عمر بْن حفص المدني1.
عَن عطاء وعامر بْن عَبْد الله. وعنه ابْن جريج وابن أَبِي فديك ويعقوب الحضرمي وغيرهم.
صالح الحديث.
231- عمر بْن خباب البصري2.
عَن طاوس والحسن وسالم بْن عَبْد الله. وعنه أَبُو نعيم وأبو داود الطيالسي ومحمد بْن روين البصري. قَالَ أَبُو حاتم: محله الصدق.
232- عمر بن ذر بْن عَبْد الله بن زرارة3 -خ د ت ن- ابن معاوية أبو ذر الهمداني المرهبي الكوفي.
عَن أبيه وسعيد بْن جبير وأبي وائل ومجاهد وعكرمة. وعنه أبان بْن تغلب وَهُوَ من أقرانه وابن المبارك الأعور وأبو نعيم والفريابي وخلاد بْن يحيى، وعدد كبير. وكان إمامًا مفوَّهًا زاهدًا.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: كَانَ ثقة بليغًا يرى الإرجاء، وكان ليّن القول فِيهِ، ومن مواعظه قَالَ: كل حزن يبلى إلا حزن التائب عَلَى ذنوبه.
وقال محمد بْن السمّاك: سَأَلْتُ عمر بْن ذر أيهما أعجب إليك للخائفين: طول الكمد أو إسبال الدمعة؟ فَقَالَ: أما علمت أَنَّهُ إذا رق فذرف شفى وسَلا وإذا كمد غصّ فشجى، فالكمد أعجب إليّ لَهُم.
وقال سفيان بْن عيينة: لما مات ذر ولد عمر بْن ذرّ جلس أبوه عَلَى شفير قبره وقال: يَا بنيّ شغلني الحزن لك عَن الحزن عليك فليت شعري مَا قُلْتُ وما قِيلَ لك، اللهم إنك أمرته بطاعتك وأمرته ببرّي فقد وهبت لَهُ تقصيره فِي حقي فهب لَهُ تقصيره في حقك.
__________
1 المجروحين "2/ 84"، والتقريب "2/ 53".
2 التاريخ الكبير "6/ 152".
3 التهذيب "7/ 444"، حلية الأولياء "5/ 108-122".(9/355)
وقيل: إنه قَالَ: اللهمّ قد تصدّقت عَلَيْهِ بأجر مصيبتي فِيهِ، فأبكى من حضر.
وقيل: لما حج عمر بْن ذر كانوا يقطعون التلبية يستمعون حسن تلبية عمر بن ذر وطِيب صوته. توفي سنة ست وخمسين ومائة عَلَى الصحيح.
223- عمر بْن راشد بْن شجرة اليمامي1 -ت ق- أبو حفص.
عَن يحيى بْن أَبِي كثير وأبي كثير السحيمي -صاحب أَبِي هريرة- ونافع وإياس بْن سلمة.
وعنه ابْن الْمُبَارَك وأبو نعيم والفريابي وعليّ بْن الجعد وآخرون. ضعّفه يحيى بْن معين وغيره. وقال النسائي: ليس بثقة.
234- عمر بْن رشيد الثقفي2.
عَن الشعبي وأنس بْن سيرين. وعنه عَبْد الصمد بن عبد الوارث ومسلم بن إبراهيم.
قَالَ أَبُو حاتم: هُوَ مجهول.
235- عمر بْن رؤبة التغلبي الحمصي3 -4-.
عَن عَبْد الواحد بْن عَبْد الله البصري وغيره. وعنه إسماعيل بْن عياش ومحمد بْن حرب الأبرش.
قَالَ البخاري: فِيهِ نظر.
236- عمر بْن أَبِي زائدة الهمداني الكوفي4.
كَانَ أسنّ من أخيه زكريا بْن أَبِي زائدة، واسم أبيهما خالد بْن ميمون.
روى عمر عَن قيس بْن أَبِي حازم والشعبي وعكرمة وأبي بردة وعون بْن أَبِي جحيفة وعبد الله بن أبي السفر.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 155"، والتهذيب "7/ 445".
2 الجرح والتعديل "6/ 108".
3 التاريخ الكبير "6/ 155"، والتهذيب "7/ 447".
4 التقريب "2/ 55"، والميزان "3/ 197".(9/356)
وعنه عَبْد الرحمن بْن مهدي وإسحاق السلولي ومسلم والأصمعي وعبد الله بْن رجاء والحوضي وآخرون. وثّقه ابْن معين، وهو ممن قارب مائة سنة. قَالَ أحمد: كَانَ يرى القدر.
237- عمر بْن زياد الباهلي1.
عَن الأسود بْن قيس والسدّي. وعنه أَبُو نعيم وأبو غسان مالك بْن إسماعيل. قَالَ أَبُو زرعة: ليس بِهِ بأس.
238- عمر بْن سليم الباهلي2 -د ق- بصري.
عَن الحسن وقتادة وأبي الوليد -صاحب لابن عمر- وعنه زيد بْن الحباب وعبد الصمد بن عبد الوارث ومسلم بن إِبْرَاهِيم والهيثم بْن جميل. قَالَ أَبُو حاتم: شيخ. وقال أَبُو زرعة: صدوق.
وقال العقيلي: لَهُ حديث منكر.
239- عمر بْن سعيد بْن أَبِي حسين النوفلي المكي3 -خ م ت ق- ابن عم عَبْد الله بْن عَبْد الرحمن.
عن طاوس والقاسم وابن أبي ملكية وعمر بْن شعيب. وعنه عيسى بْن يونس وابن الْمُبَارَك وأبو عاصم والقطان وروح وأبو أحمد الزبيري وسعيد بْن سلام العطار وآخرون. وثّقه أحمد وغيره. وقال أَبُو حاتم: صدوق.
240- عمر بْن سعيد بْن مسروق4 -م د ن- أخو سفيان الثوري.
وعن أبيه وأشعث بْن أَبِي الشعثاء وعمار الدهني. وعنه أخوه مبارك وولده حفص بْن عمر وإبراهيم بْن طهمان وسفيان بْن عيينة وآخرون. وثّقه النسائي.
وقال عَبْد الله بْن أحمد: ثقة أسنّ من سفيان، قَالَ: وكان بعض الكوفيين يفضّله عَلَى سفيان، قَالَ: ومبارك دونهما فِي الفضل.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 109".
2 ميزان الاعتدال "3/ 202"، والجرح والتعديل "6/ 112".
3 التاريخ الكبير "6/ 159"، والتهذيب "7/ 453".
4 تهذيب التهذيب "7/ 454"، والجرح والتعديل "6/ 110".(9/357)
241- عمر بن الصبح1 –ق- أَبُو نعيم الخراساني السمرقندي.
عَن يزيد الرقاشي ويونس بْن عُبَيْد وطبقتهما. وعنه محمد بْن حمير وعيسى غنجار ومحمد بْن يعلى السلمي وغيرهم. فتّشت عَلَيْهِ تواليف فِي الضعفاء فلم أره. وقال ابْن حبّان: يروي عَن قتادة ومقاتل بن حَيَّان.
روى عنه العراقيون، كان ممن يضع الحديث على الثقات لا تحلّ كتابة حديثه إلا عَلَى جهة التعجّب لأهل الصناعة فقط.
قَالَ إِسْحَاق بن راهَوَيْه: أخرجت خراسان ثلاثة لا نظير لهم: جهم بن صَفْوَان وَعُمَر بن الصبح ومقاتل. وقال البخاري فِي تاريخه: نا يحيى السكري عَن عليّ بْن جرير قَالَ: سَمِعْت عمر بْن صبح يَقُولُ: أَنَا وضعت خطبة النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الأزدي كذاب. وقال الدارقطني: متروك. خرّج لَهُ ابْن ماجه فِي الجهاد حديثًا من روايته عَن الأوزاعي.
242- عمر بْن عَبْد الله بْن أَبِي خثعم2 -ت ق-.
روى عَن يحيى بْن أَبِي كثير طامّات، منها: "مَن صلى بعد المغرب ست ركعات"، وحديث: "من قرأ الدخان في لية" وحديث: "إذا بعثتم إليّ بريدًا فابعثوه حسن الاسم والوجه".
روى عَنْهُ زيد بْن الحباب وعمر بْن يونس اليمامي وموسى بْن إسماعيل الحبلي.
قَالَ البخاري: منكر الحديث ذاهب. وقال أَبُو زرعة: واهٍ.
243- عمر بْن عامر أَبُو حفص البصري3 -م ن- القاضي.
عن أم كلثوم عن عائشة وعن قَتَادَةُ وَمَطَرٌ الْوَرَّاقُ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ. وعنه يزيد بن زريع وعباد بن العوام وسالم بن نوح ومحمد بن عبد الواحد بن أبي حزم القطعي.
قال أبو زرعة: ثقة، مات وهو ساجد. وقال أحمد: كان شعبة لا يستمرئه، وقد
__________
1 التقريب "2/ 58"، والجرح والتعديل "6/ 116".
2 التهذيب "7/ 468"، والميزان "3/ 211".
3 التاريخ الكبير "6/ 181"، وتهذيب التهذيب "7/ 466"، والجرح والتعديل "6/ 126".(9/358)
حدّثنا عَنْهُ معتمر وعبّاد بْن العوام. وروى عَنْهُ ابْن أَبِي عروبة. وقَالَ النسائي: ليس بالقويّ.
244- عمر بْن عمران البصري الضرير1.
عَن أَبِي رجاء العطاردي وأبي نضرة العبدي. وعنه عَبْد الرحمن بْن مهدي وأبو الوليد الطيالسي. قَالَ ابْن معين: صالح.
245- عمر بْن فَرّوخ العبدي، البصري2.
عَن عكرمة وحبيب بْن الزبير. وعنه ابْن الْمُبَارَك ووكيع ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وآخرون. وثّقه أَبُو حاتم. لم يخرّجوا لَهُ شيئًا.
246- عمر بْن الفضل البصري –ع-3.
عَن نعيم بْن يزيد وأبي العلاء بْن الشخير ورقبة بْن مصقلة. وعنه القطان وأبو نعيم وحرميّ بْن عمارة وأبو عمرو الحوضي وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شيخ.
247- عمر بْن محمد بْن المنكدر التيمي4 -م د ن-.
عَن أبيه وسمي مولى أَبِي بكر. وعنه وهيب بْن الورد ويحيى بْن سُلَيم الطّائفيّ وعبد الله بْن رجاء المكي وسعد بْن الصلت وآخرون. ولا بأس بِهِ.
248- عمر بن قيس سندل المكي5 –ق- القاضي، أخو حميد بْن قيس الأعرج.
عَن عطاء بْن أَبِي رباح ونافع وسعيد بْن مينا وغيرهم. وعنه ابْن وهب وإسحاق بْن سُلَيْمَان الرازي وأحمد بْن يونس ومعاذ بْن فضالة وغيرهم.
قَالَ أَبُو داود السِّنْجي: نا الأصمعي قَالَ: قَالَ عمر بْن قيس: مَا ينصفنا أهل
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 180"، والجرح والتعديل "6/ 126".
2 التاريخ لابن معين "4289"، والتهذيب "7/ 488".
3 التقريب "2/ 61"، والجرح والتعديل "6/ 128".
4 المعرفة والتاريخ "1/ 659".
5 التقريب "2/ 62"، وميزان الاعتدال "3/ 218".(9/359)
العراق نأتيهم بسعيد بْن المسيّب والقاسم وسالم ويأتونا بنظرائهم أَبِي التياح وأبي الجوزاء وأبي حمزة، ولو أدركنا الشعبي لشب لنا القدور، ولو أدركنا النخعي لَنَخَّعَ لنا الشاة، ولو أدركنا الجوزاء لأكلنا بالتمر.
قلت: آخر مَن روى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن سلام الجمحي.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابع عَلَيْهِ، وكان يتكلّم فِي مالك ويقول: إن كَانَ مالك من ذي أصبح فأنا من ذي أمسى. وكان بذيء اللسان.
قَالَ ابْن سعد: كَانَ فِيهِ بذاء وتسرُّع فأمسكوا عَن حديثه، وهو الَّذِي عبث بمالك فقال: مرة يخطئ ومرة لا يصيب، قَالَ ذَلِكَ عند والي مكة فَقَالَ مالك: هَكَذَا الناس، ثُمَّ أفاق عَلَى نفسه فقال: لا أكلمه أبدًا.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَن عمر بْن قيس فَقَالَ: لا يسوى حديثه شيئًا، أحاديثه بواطيل. وقال ابْن معين: ليس بثقة.
249- عمر بْن مالك الشَّرْعَبي1 -م د ن- مصري.
عَن يزيد بْن الهاد وعبد الله بْن أَبِي جعفر وصفوان بْن سليم. وعنه ابْن لهيعة ومغيرة بْن الحسن وابن وهب وغيرهم.
قَالَ أَبُو حاتم: لا بأس بِهِ ليس بالمعروف. وقال أَبُو زرعة: صالح.
250- عمر بْن موسى2 بْن وجيه الوجيهي الأنصاري أَبُو حفص، الشامي الدمشقي.
عَن خالد بْن معدان ومكحول وعمرو بْن شعيب والحكم بْن عتيبة وجماعة. وعنه محمد بْن إسحاق وبقية وأبو نعيم ويحيى بْن يعلى الأسلمي وإسماعيل بن عمر البجلي وآخرون. وسكن بالكوفة مدة. قَالَ البخاري: منكر الحديث. وقال ابْن معين وغيره: ليس بثقة. وقال ابْن عدي: هو في عداد من يضع متنًا وإسنادًا. وقال غيره: هُوَ عمر بْن موسى بْن حفص الشامي.
وقال ابْن حبّان: هُوَ عمر بْن موسى الميثمي، حمصي روى عنه بقية.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 194"، والتهذيب "7/ 494".
2 ميزان الاعتدال "3/ 224"، والجرح والتعديل "6/ 133".(9/360)
وقال عفير بْن معدان: قدم علينا عمر بن موسى الوجيهي الميثمي فاجتمعنا إليه فجعل يَقُولُ: ثنا شيخكم الصالح، قلنا: ومن هُوَ؟ قَالَ خالد بْن معدان: كتبت عَنْهُ سنة ثمان ومائة بأرمينية فقلنا: اتّق الله يَا شيخ ولا تكذب، مات سنة أربع ومائة، ثُمَّ قمنا، وقال لَهُ عفير: أزيدك أَنَّهُ مَا غزا أرمينية قط، مَا كَانَ يغزو إلا الروم.
بَقِيَّةُ عَنْ عُمَرَ بْنِ موسى الوجيهي عن القاسم أَبِي أُمَامَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الأَكْلُ فِي السُّوقِ دَنَاءَةٌ".
251- عمر بْن معروف الكوفي1.
نزل الريّ وحدّث عَن عكرمة وزبيد اليامي وطلحة بْن مصرف. وعنه جرير وحكام بْن سلم وإسحاق بْن سُلَيْمَان وآخرون.
252- عمر بْن أَبِي وهب الخزاعي البصري2.
عَن موسى بْن ثروان. وعنه ابْن الْمُبَارَك وأبو عمر الحوضي وجماعة. وُثِّق.
253- عمران بْن أنس مكي3.
عَن عطاء وابن أَبِي مليكة. وعنه مصعب بْن المقدام ومعاوية بْن هشام وأبو نميلة.
قَالَ البخاري: منكر الحديث.
254- عمران بن حدير4 -م د ت ن- أبو عبيدة السدوسي البصري.
عَن عَبْد الله بْن شقيق وأبي عثمان النهدي وأبي قلابة وعكرمة. وصلّى خلف أنس بْن مالك.
وعنه شعبة وحماد بْن زيد ووكيع وعثمان بْن عمر بْن فارس وعثمان بْن الهيثم وغيرهم.
لَهُ نحو من عشرة أحاديث. قَالَ يزيد بْن هارون: كَانَ من أوثق الناس. وقال ابن المديني: ثقة شيخ بالبصرة. وقيل: مات سنة تسع وأربعين ومائة. فينبغي أن ينقل إِلَى الطبقة السالفة.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 196"، والجرح والتعديل "6/ 136".
2 الجرح والتعديل "6/ 140".
3 التهذيب "8/ 128"، والميزان "3/ 334".
4 التقريب "2/ 82"، والمعرفة والتاريخ "3/ 139".(9/361)
255- عمران بن دلور1 القطان العميّ -4- أَبُو العوام البصري.
عَن الحسن ومحمد بْن سيرين وأبي جمرة الضبعي وبكر المزني وقتادة. وعنه عَبْد الرحمن بْن مهدي وأبو عاصم وأبو داود وعبد الله بْن رجاء وعمرو بْن عاصم وآخرون.
قَالَ أحمد: أرجو أن يكون صالح الحديث. وقال النسائي: ضعيف. وكذا ضعّفه أَبُو داود.
وقال يزيد بْن زريع: كَانَ حروريًا يرى السيف عَلَى أهل القبلة.
وقال أَبُو داود: أفتى فِي أيام إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله بفتوى شديدة فيها سفك دماء.
وقال الفلاس: كَانَ عَبْد الرحمن يحدّث عَنْهُ، وكان يحيى لا يحدّث عَنْهُ، وقد ذكره يحيى يومًا فأحسن الثناء عليه وذكر أنه كان بينه وبينه شركة. وقال ابْن معين: كَانَ يرى رأي الخوارج ولم يكن داعية.
256- عمران بن زائدة2 -د ن ق- بن نشيط.
عَن أبيه. وعنه ابْن الْمُبَارَك وأبو نعيم وأبو أحمد الزبيري. وثقه ابن معين.
257- عمران بن مسلم القصير3 -سوى ق- أبو بكر البصري، أحد العُبّاد.
عَن إِبْرَاهِيم التيمي وأبي رجاء العطاردي وعطاء بْن أَبِي رباح ومحمد بْن سيرين.
وعنه بشر بْن المفضّل ويحيى القطان وعبد الله بْن رجاء الغدّاني. وثّقه أحمد وغيره.
وَكَانَ يرى القدر.
258- عمران بْن وهب الطائي4.
عَن أنس بْن مالك وأبي رجاء العطاردي وسعد بْن عَبْد الله بْن جريج.
وعنه محمد بْن عُبَيْد الطنافسي وأحمد بْن أبي ظبية وإسحاق بن سليمان الرازي.
__________
1 التهذيب "8/ 130"، والميزان "3/ 236" وسير أعلام النبلاء "7/ 280".
2 التاريخ الكبير "6/ 428"، والتهذيب "8/ 132"، والتقريب "2/ 83".
3 التهذيب "8/ 137"، والمشاهير "154"، وخلاصة تذهيب الكمال "296".
4 التاريخ الكبير "6/ 415"، والميزان "3/ 244".(9/362)
ضعّفه أَبُو حاتم: وقال: حدّث محمد بْن خالد صاحب الفرائض عَنْهُ عَن أنس بمعضلات، قَالَ: ولا أحسبه سَمِعَ من أنس شيئًا. قُلْتُ: لَهُ عَن أنس حديث الطير.
259- عمران أَبُو بشر الحلبي1.
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ. وَعَنْه وكيع وأبو أسامة وعبيد بْن موسى.
260- عمرو بْن خَالِد الكوفي2 –ق- مولى بني هاشم، يكنى أبا خالد، سكن واسطًا.
وحدث عَن زيد بْن عليّ عَن أبان بنسخة منكرة كأنها موضوعة. ورى عَن حبيب بْن أَبِي ثابت وجماعة. وعنه إسرائيل وجعفر الأحمر ومحمد بْن سُلَيْمَان بْن أبي داود ويحيى بن هاشم. وقال ابْن راهويه ووكيع: كَانَ يضع الحديث.
261- عمرو بْن سعيد الأوزاعي3، أَبُو بكر الدمشقي.
عَن أبي سلام ممطور ومغيث بن سمي ونوف الْبِكَالِيِّ. وعنه الوليد بْن مسلم ومحمد بْن شعيب.
صُوَيْلح إن شاء الله تعالى.
262- عمرو بن أبي الحجاج ميسرة4 –د- المنقري. قديم لم يلحقه ولده الحافظ أَبُو معمر المُقْعَد.
يروي عَن الجارود بْن أَبِي سبرة ونافع العمري. وعنه ربعي بْن عَبْد الله وابن علية ويحيى القطان ومحمد بْن سواء. وثّقه أَبُو داود. وقال أَبُو حاتم: صالح الحديث.
263- عمرو بْن شَمِر5، الْجُعْفي أَبُو عَبْد الله، الكوفي، العابد، الرافضي.
عَن جابر الجعفي وعمرو بْن قيس وليث بْن أَبِي سليم والأعمش وجعفر بن محمد وطائفة.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 294".
2 التهذيب "8/ 27"، والجرح والتعديل "6/ 230".
3 الجرح والتعديل "6/ 236".
4 التهذيب "8/ 17".
5 الجرح والتعديل "6/ 239"، والميزان "3/ 268".(9/363)
وعنه عَبْد العزيز بْن أبان وأحمد بْن يونس اليربوعي وغيرهما.
قَالَ خلاد بْن يزيد: قَالَ لِي سُفْيَان الثوري: عمرو بْن شمِر هَكَذَا مكثر عَن جَابِر وما رَأَيْته قط عنده. وقَالَ ابْن معين: لا يُكتب حديثه. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: رافضي يشتم الصحابة ويروي الموضوعات عَن الثقات، ثُمّ قَالَ: مات سنة سبع وخمسين ومائة.
وقال أسيد بْن زَيْدُ: سَمِعْت حسينًا الجعفي يَقُولُ: كَانَ عمرو بْن شمر يؤمّهم فمكثت ثلاثين سنة أجهد أن أسبقه إِلَى المسجد أو أخرج بعده فلم أقدر. ووقال الجوزاني: عمرو بن شمر زائع كذاب. وقال ابْن عديّ: عامّة مَا عنده غير محفوظ.
وقال النسائي وغيره: متروك الحديث.
264- عمرو بْن عثمان بْن هانئ المدني1 -د ق- مولى عثمان بن عفان.
عن القاسم بن محمد وعمرو بْن عَبْد العزيز. وعنه هشام بْن سعد وابن أَبِي فديك والواقدي.
وحديثه فِي مسند أحمد أيضا، كأنه صدوق.
265- عمرو بْن عثمان بن عبد الله2 -خ م ن- بن موهب القرشي. أبو سعد التيمي مولاهم الكوفي.
روى عَن أبيه وموسى بْن طلحة وأبي بردة بْن أَبِي موسى وعمر بْن عَبْد العزيز. وعنه شعبة لكنه سماه مُحَمَّدا وسفيان الثوري وإسحاق الأزرق وأبو نعيم ومحمد بْن عمر الواقدي وغيرهم.
قَالَ أَبُو حاتم: لا بأس بِهِ. وقال أحمد ويحيى: ثقة.
266- عمرو بْن كثير بْن أفلح المكي3 ويقال: عمر.
عَن عَبْد الرحمن بْن كيسان عَن أبيه. وعنه محمد بْن بشر العبدي ويونس المؤدب
__________
1 تهذيب التهذيب "8/ 79".
2 التاريخ الكبير "6/ 354"، وتهذيب التهذيب "8/ 78".
3 التقريب "2/ 77"، وميزان الاعتدال "3/ 285".(9/364)
وأبو سلمة المنقري وأبو حذيفة النهدي. قَالَ أَبُو حاتم: لا بأس بِهِ.
267- عمرو بْن عثمان بن عبد الرحمن1 –د- بن سعيد بن يربوع المخزومي. وقيل: بل اسمه عمر.
روى عَن جده عَبْد الرحمن وغيره، مُقِلّ. روى عَنْهُ زيد بْن الحباب والواقدي. صويلح.
268- عميرة بن أبي ناجية2 –ن- أبو يحيى الرعيني مولاهم المصري.
عَن بعض التابعين. كَانَ زاهدًا عابدًا. وكان أَبُوهُ من سبي الروم.
قَالَ ابْن وهب: رَأَيْت عميرة يصلّي بين الخلْق فما يكترث لكلامهم ولا يبالي. ربما رَأَيْته يبكي والناس ينظرون إِلَيْهِ وهو مقبل عَلَى صلاته كأن أحدًا لا يراه من شُغْله بصلاته.
روى عميرة عَن أبيه ويزيد بْن أَبِي حبيب وبكر بن سوادة وجماعة قليلة.
وعنه الليث وابن لهيعة ويحيى بن أيوب وابن وهب وبكر بن مضر وسعيد بن زكريا الآدم وآخرون. وقال النسائي: ثقة. وقال ابن يونس: كان أبوه روميا.
قال سعيد الآدم: قيل لعميرة: لو استَتَرْتَ من هَذَا البكاء فَقَالَ: مَنْ عَمِلَ لله فعلى اللَّهِ جزاؤه.
ومر عميرة عَلَى قوم يتناظرون وقد عَلَتْ أصواتهم فَقَالَ: هَؤُلاءِ قوم قد ملّوا العبادة وأقبلوا عَلَى الكلام، اللَّهُمَّ أمِتْني، فمات فِي الحج. فرأى ها هنا اثنان فِي النوم كأنه يُقَالُ: مات هَذِهِ الليلة نصف الناس، فحفظ تِلْكَ الليلة فجاء فيها موت عميرة.
قَالَ سليمان بن داود المقري عَن ابْن وهب: سَمِعَ عميرة بْن أَبِي ناجية يَقُولُ: ركب معنا سَعِيد بْن أَبِي معين فِي مركب للغزو فسجد فنام فِي سجوده فاحتلم وهو ساجد، يَا بْن أخي لو نام لكان أفضل، فَإِن لكل عمل جهازًا، فالمرء يؤجر عَلَى جهازه للغزو وعلى جهازه للحج، وجهاز الصلاة النوم لها، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي.
__________
1 تهذيب التهذيب "8/ 78".
2 تهذيب التهذيب "8/ 152"، والجرح والتعديل "7/ 24".(9/365)
قَالَ المقري: سَمِعْت سعيدًا الآدم يَقُولُ: دعا عميرة يتيمًا فأطعمه وسقاه ودهن رأسه وقال: اللَّهُمَّ أَشْرِكْ والدي معي فِي هَذَا. فنام فرآهما ومعهما اليتيم يقولان: يَا بني مَا أعظم بركة هَذَا اليتيم علينا. وعن ابْن وهب قَالَ: كَانَ عميرة كأنه نائحة من كثرة البكاء.
قِيلَ: مات سنة ثلاث وخمسين ومائة.
269- عنبسة بْن الأزهر1. أَبُو يحيى قاضي جرجان.
عَن أَبِي إسحاق وسماك بْن حرب. وعنه أحمد بْن أَبِي ظبية قَالَ الدغولي: هُوَ أحد أوعية العلم.
حُمل إِلَى المنصور فضربه به خمسين سوطًا فمات بين يديه.
وقيل: حدّث عَنْهُ سُفْيَان بْن وكيع، فَإِن صحّ ذَلِكَ فالحكاية باطلة.
270- العوام بْن حمزة المازني2 -ت-.
عَن أَبِي عثمان النهدي وأبي نضرة وسليمان بْن قتة. وعنه عيسى بْن يونس ويحيى بْن سعيد القطان والنضر بْن شميل وغندر. وسئل عَنْهُ أَبُو زرعة فَقَالَ: شيخ. وقال أحمد: لَهُ أحاديث مناكير.
271- عوانة بْن الحكم3. أخباري مشهور عراقي. يروي عَن طائفة من التابعين.
وهو كوفي عِداده فِي بني كلب، عالم بالشعر وأيام الناس، وَقَلَّ أَنْ رَوَى حديثًا مسنَدًا ولهذا لم يُذكر بجرح ولا تعديل والظاهر أَنَّهُ صدوق.
روى عَنْهُ زياد البكائي وهشام بْن الكلبي وغيرهما. وأكثر عَنْهُ علي بْن محمد المدائني، وأكبر شيخ لقيه الشعبي. مات سنة ثمان وخمسين ومائة.
272- عياش بْن عقبة4 -د ن- بن كليب الحضرمي أبو عقبة المصري قرابة ابن لهيعة.
__________
1 تقريب التهذيب "2/ 87"، والجرح والتعديل "6/ 401"، وميزان الاعتدال "3/ 298".
2 ميزان الاعتدال "3/ 303"، والتهذيب "8/ 163"، والجرح والتعديل "7/ 22".
3 معجم الأدباء "6/ 134"، وسير أعلام النبلاء "7/ 201".
4 التاريخ الكبير "7/ 47"، والتهذيب "8/ 198".(9/366)
عن جبر بن نعيم ويحيى بْن ميمون وعبد الله بْن رافع وموسى بْن وردان.
وعنه بكر بْن مضر وابن وهب وزيد بْن الحباب وأبو عَبْد الرحمن المقري.
وولي إمرة الإسكندرية وغزو البحر فِي أيام مروان. قَالَ النسائي: ليس بِهِ بأس. وقال المقري: كان شيخ صدق. وقال أحمد بْن يحيى، وزبر: مات سنة ستين ومائة.
273- عياض بْن عَبْد الله القُرَشِيّ الفهري1 -م د ن ق-.
عَن الزهري وأبي الزبير وإبراهيم بْن عُبَيْد بْن رفاعة. وَعَنْهُ اللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَابْنُ وَهْبٍ.
قَالَ أَبُو حاتم: ليس بالقويّ. وذكره ابْن حبان فِي الثقات.
274- عيسى بن حفص2 -خ م د ن ق- بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيُّ العمري المدني أبو زياد ولقبه رباح.
عَن أبيه وسعيد بْن المسيب ونافع وعبيد الله بْن عَبْد الله بْن عمر. وعنه يحيى القطان ووكيع والقعنبي والواقدي وآخرون. وثّقه أحمد وابن معين.
مات سنة سبع، وقيل سنة تسع وخمسين ومائة وهو ابْن ثمانين سنة. قاله الواقدي.
275- عيسى بْن دينار الكوفي المؤذِّن3 -د ت-.
عَن أبيه وأبي جعفر وأبي جعفر الباقر. وعنه يحيى بْن زكريا بْن أَبِي زائدة وعثمان بْن عُمَر بْن فارس وَمحمد بْن سابق. قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.
276- عيسى بْن أَبِي رَزين الثُّمالي الحمصي4.
عَن غضيف بْن الحارث ولقمان بْن عامر وعبد الله بْن أَبِي قيس. وعنه ابْن الْمُبَارَك وبقية ومحمد بْن سُلَيْمَان بومة ويحيى بْن سعيد العطار الحمصي. قَالَ أَبُو زرعة: مجهول.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 409".
2 التهذيب "8/ 208"، والجرح والتعديل "6/ 273".
3 التاريخ الكبير "6/ 297" والجرح والتعديل "6/ 275".
4 ميزان الاعتدال "3/ 311"، والتهذيب "8/ 210".(9/367)
خرّج لَهُ النسائي فِي اليوم والليلة.
277- عيسى بن طهمان بن رامة الجشمي1 -خ ق- أبو بكر البصري نزيل الكوفة.
عَن أنس بْن مالك. وعنه ابن المبارك ويحيى بن آدم وأبو نعيم وخلاد بْن يحيى ومحمد بْن سابق. وثّقه أَبُو داود وغيره. حديثه فِي ثلاثيات البخاري.
278- عيسى بن عبد الله الحكم. بْن النعمان بْن بشير الأنصاري الشامي.
عَن عطاء بْن أَبِي رباح ونافع. وعنه بقية والوليد بْن مسلم ومحمد بْن الْمُبَارَك الصوري.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابع عَلَيْهِ.
279- عيسى بْن عَبْد الرحمن أَبُو سلمة السلمي2، الكوفي.
عَن الشعبي وسلمة بن كهل وسيار أَبِي الحكم وجماعة. وعنه ابْن مهدي وعفان وأحمد بْن يونس وأبو غسان النهدي وعون بْن سلام. وثّقه ابْن معين وأبو حاتم. لم يخرجوا لَهُ شيئًا.
280- عيسى بْن عَبْد الرحمن3، أَبُو عبادة الأنصاري الزُّرقي المديني.
عَن الزُّهْرِيّ وزيد بْن أسلم. وعنه ابْن لهيعة وأبو داود الطيالسي ومحمد بْن شعيب ومعن القزاز. تركه النسائي. وَقَالَ البخاري: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. تَفَرَّدَ بِحَدِيثِ "يَسِيرُ الرِّبَا شِرْكٌ"4.
281- عيسى بن عبيد الكندي.5 -د ت ن- المروزي.
عَن عكرمة وعبد الله بْن بريدة والربيع بْن أنس وغيلان بْن عَبْد الله العامري.
وعنه الفضل بْن موسى السيناني وعيسى غنجار وأبو نميلة يحيى بن واضح
__________
1 تهذيب التهذيب "8/ 215"، والمجروحين "2/ 117".
2 المعرفة والتاريخ "1/ 229"، والتهذيب "8/ 219".
3 التاريخ الكبير "6/ 391"، وميزان الاعتدال "3/ 317".
4 أخرجه الطبراني في معجمه الصغير "2/ 45".
5 ميزان الاعتدال "3/ 318"، والجرح والتعديل "6/ 282".(9/368)
وعبد الله بْن عثمان ونعيم بْن حماد. قَالَ أَبُو زرعة: لا بأس بِهِ، وهو أكبر شيخ عند نعيم.
282- عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ الأَمِيرُ1، عَمُّ الْمَنْصُورِ وَإِلَيْهِ يُنْسَبُ نَهْرُ عِيسَى بِبَغْدَادَ.
حَدَّثَ سُفْيَانُ النَّحْوِيُّ عَنْ عِيسَى عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا "يُمْنُ الخليل فِي شَعْرِهَا" وَهَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ2. وَمَا عَلِمْتُ أَحَدًا احْتَجَّ بِعِيسَى، بَلْ قَالَ حَاتِمُ بْنُ اللَّيْثِ: سُئِلَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْهُ فَقَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ كَانَ لَهُ مَذْهَبٌ جَمِيلٌ مُعْتَزِلا لِلسُّلْطَانِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ.
283- عيسى بْن عمر الأسدي3، مولاهم الكوفي، أَبُو عمر المعروف بالهمداني المُقْرِئ العبد الصالح صاحب الحروف.
أَخَذَ القراءة عرضًا عَن طَلْحَةَ بْن مصرف وعاصم والأعمش. قال الداني.
وقرأ عَلَيْهِ الكسائي وعبيد اللَّه بْن مُوسَى وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حمّاد ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن والحسن بْن زياد اللؤلؤي وخارجة بن مصعب وجماعة. قاله الداني.
وروى عَن عطاء بْن أَبِي رباح وطلحة وعمرو بْن مرة وحماد بْن أَبِي سُلَيْمَان.
حدّث عَنْهُ جعفر الأحمر وابن الْمُبَارَك وأبو نعيم وخلاد بْن يحيى الفريابي ووكيع وعدة.
وثّقه يحيى بْن معين والعجلي وكان مقرئ أَهْل الكوفة فِي زمانه مَعَ حَمْزَةَ فعن سُفْيَان الثوري قال: أدركت الكوفة وما بها أقرأ من عِيسَى الهمداني.
قَالَ مطين: مات سنة ست وخمسين ومائة.
__________
1 تهذيب التهذيب "8/ 221"، وميزان الاعتدال "3/ 319".
2 "حديث صحيح": أخرجه أبو داود "2545"، والترمذي "1695"، بنحوه ولفظه "يمن الخيل في شقرها".
وكذلك رواه أحمد في المسند بهذا اللفظ "1/ 272"، وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء "7/ 311"، وانظر صحيح الجامع الصغير وزيادته "8162"، للألباني.
3 التاريخ الكبير "6/ 397"، والتهذيب "8/ 222".(9/369)
284- عيسى بْن عمر الثقفي1، البصري النحوي العلامة أبو عمر.
روى عَن الحسن وعون بْن عَبْد الله بْن عتبة وعبد الله بْن أَبِي إسحاق الحضرمي وعاصم الجحدري وغيرهم. وعنه الأصمعي وعلي بن نضر الجهضمي وشجاع بن أبي نصير البلخي وهارون بن موسى الأعور والعباس بن بكار الضبي وأحمد بن موسى اللؤلؤي والخليل بن أحمد العروضي وعبيد بن عقيل وغيرهم. وولاؤه لبني مخزوم. وهو أخو أبي خشينة حاجب ابن عمر، نزلوا في ثقيف فنسبوا إليهم. وكان عيسى بن عمر رأسا في العربية صاحب تقعير فِي كلامه واستعمال لغريب اللغة، وكان صديقًا لأبي عمرو بْن العلاء.
أَخَذَ القراءة عَن عَبْد اللَّه بْن أَبِي إِسْحَاق الْحَضْرَمِيّ ورواية عَن عَبْد اللَّه بْن كثير.
أَخَذَ عَنْهُ النحو الخليل وغيره. وصنف فِي العربية كتاب "الجامع" وكتاب "الإكمال" وأشياء سواهما.
قَالَ الأصمعي: قَالَ عِيسَى بْن عُمَر لأبي عمرو: أَنَا أفصح من معد بْن عدنان، فَقَالَ لَهُ تعديت، كيف تنشد هَذَا البيت:
قد كُنَّ يُخَبِّئنَ الوجوهَ تَسَترًا
فاليومَ حين بدأن للنظار.
أو "بدين للنظار"؟ فقال: "بدأن" فَقَالَ: أخطأت، يُقَالُ: بدا يبدو إذا ظهر، وبدأ يبدأ إذا شرع وإنما قصد أَبُو عمرو تغليطه لأنه تقعّر عَلَيْهِ. والصواب "بدون" بالواو.
ويقال إن عِيسَى بْن عُمَر سقط من حِمارِه فأُغمي عَلَيْهِ فاجتمعوا حوله وقالوا هُوَ مصروع، فَقَالَ لما استفاق: مَا لكم تكأْكَأْتُم عليّ تكَأْكُؤكُمْ عَلَى ذي جِنَّةٍ إفرنقعوا عني، أي انكشفوا عني، وتكأ كأ: تجمّع. فَقَالَ واحد: هَذِهِ جنّيتّه تتكلم.
وقيل: إن ابْن هبيرة ضربه بالسياط وهو يَقُولُ: واللهِ إنْ كَانَتْ إلا ثيابًا فِي أسيفاط أخذها عشّاروك. وقيل: بل الَّذِي ضربه يوسف بن عمر الثقفي من أجل وديعة كانت عنده لخالد بْن عَبْد اللَّه القَسْري.
وقال القاضي ابْن خلكان2: إن هَذَا روى عَنْهُ القراءة أحمد بن موسى اللؤلؤي
__________
1 التهذيب "8/ 223"، وفيات الأعيان "3/ 486"، ونور القبس "46".
2 راجع وفيات الأعيان "3/ 486".(9/370)
وهارون النحوي والخليل بْن أَحْمَد والأصمعي وسهل بن يوسف وعبيد بن عقيل. وأخذ عَنْهُ النحو سيبويه.
ويقال: إنه صنّف نيّفًا وسبعين تأليفًا ذهبت كلها سوى الجامع والإكمال وفيه يَقُولُ الخليل بْن أَحْمَد إذ يَقُولُ:
ذَهَبَ النحوُ جميعًا كلُّهُ ... غيرُ مَا أحْدَثَ عِيسَى بْن عمرُ
ذَاكَ إِكمالٌ وهذا جامِعٌ ... فهما للناس شمسٌ وقمرُ
قَالَ ابْن معين: عِيسَى بْن عُمَر بصري ثقة، وقيل: لحقه ضيق نفس فكان يداوي نفسه بإجاص يابس وسكر. وقد أرخ القِفْطِيّ وابن خلكان وفاته في تسع وأربعين ومائة، وأحسبه وهمًا، ولعلّه إِلَى قريب الستين بقي.
285- عيسى بْن أَبِي عيسى الحناط1 –ق- أبو محمد الغفاري المدني. نزل الكوفة.
يروي عَن أنس والشعبي وعمرو بْن شعيب ونافع وغيرهم. وعنه ابْن أَبِي فديك ووكيع وصفوان بْن عيسى وعمر بْن شبيب المسلي وعبيد الله بْن موسى وجماعة. ضعّفه أحمد.
وقال الفلاس والدارقطني: متروك الحديث. وقال ابن سعد: كان يَقُولُ أَنَا خياط وحنّاط كُلا قد عالجت، قَالَ: وقدم الكوفة للتجارة فلقي بها الشَّعْبِيّ. مات سنة إحدى وخمسين ومائة.
286- عيسى بْن موسى الدمشقي2 -د ق- أخو سُلَيْمَان بْن موسى.
عَن ربيعة بْن يزيد وإسماعيل بْن عُبَيْد الله وعروة بْن رويم. وعنه الوليد بْن مسلم وعمرو بْن أَبِي سلمة التنيسي ومحمد بْن سُلَيْمَان الحراني بومة وغيرهم.
لم أعلم به بأسًا.
__________
1 تهذيب التهذيب "8/ 224"، والتقريب "2/ 107"، وتاريخ الدوري "2/ 465"، وتاريخ الثقات "380".
2 تهذيب التهذيب "8/ 334"، التاريخ لابن معين "1009".(9/371)
287- عيسى بْن المسيب البَجَلي1 قاضي الكوفة.
عَن أَبِي زرعة البجلي والشعبي وعدي بْن ثابت. وعنه وكيع وأبو النضر وأبو نعيم وغيرهم.
ضعّفه النسائي وقال: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
288- عيسى بْن ميمون بْن داية المكي2. كَانَ ينزل في بني جرش فنسب إليهم.
روى عَن قيس بْن سعد وابن أَبِي نجيح. وعنه سفيان الثوري وابن عيينة وأبو عاصم. وقد قرأ القرآن عَلَى ابْن كثير. وثّقه أَبُو حاتم. وقال ابْن معين: ليس بِهِ بأس. وقال أَبُو داود: ثقة يرى القدر.
289- عيسى بْن يزيد المروزي3 -ن ق- أبو معاذ الأزرق.
عَن أَبِي إسحاق ومطر الوراق وجماعة. وعنه أَبُو مسلمة وابن الْمُبَارَك وعيسى غنجار وحكام بْن سلم. وكان قاضي سرخس، لَهُ فِي "ن ق" حديث واحد عَن جرير بْن يزيد البجلي.
290- عُيَينة بْن عَبْد الرحمن بْن جوشن4 -4- أَبُو مالك الغطفاني البصري.
عَن أبيه ونافع وأبي الزبير ومروان الأصغر. وعنه شعبة ويحيى القطان ويزيد بْن هارون وأبو عَبْد الرحمن المقبري وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم: صدوق. وقال ابن معين والنسائي: ثقة.
وقال أحمد: لا بأس بِهِ.
أَنْبَأَنَا عَنِ الصَّيْدَلانِيِّ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَتْهُمْ أَنَا ابْنُ زَيْدٍ أَنَا الطَّبَرَانِيُّ نَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى نَا الْمَقْبُرِيُّ عَنْ عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ
__________
1 ميزان الاعتدال "3/ 323"، والجرح والتعديل "6/ 288".
2 التهذيب "8/ 235"، وميزان الاعتدال "3/ 327".
3 تقريب التهذيب "2/ 109".
4 ميزان الاعتدال "3/ 329"، والتاريخ لابن معين "8/ 35".(9/372)
رَسُولُ اللَّه -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا فِي غَيْرِ كُنْهِهِ حَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ" 1. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ عُيَيْنَةَ وَهُوَ ثِقَةٌ.
"حرف الغين":
291- غالب بْن سُلَيْمَان أَبُو صالح العَتَكي2.
عَن الضحاك وكثير بْن زياد. وعنه حرميّ بْن عمارة وسليمان بْن حرب ومسلم بْن إِبْرَاهِيم.
وهو ثقة عند أَبِي حاتم.
292- غالب بْن عُبَيْد الله العقيلي الجزري3. من أهل قرقيسيا.
عَن مجاهد وعطاء بْن أَبِي رباح والحسن ونافع. وعنه عمر بْن أيوب الموصلي ويعلى بْن عُبَيْد وغانم بْن مالك ورشدين وغيرهم. وسمع مِنْهُ وكيع وتركه. وقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ دَجَاجَةً رَبَطَهَا أَيَّامًا وَكَانَ يُصَلِّي وَلا يُعِيدُ وُضُوءًا".
وعن عطاء عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أعطى مُعَاوِيَة سهمًا وقال: حَتَّى توافيني بِهِ فِي الجنة.
293- غالب بْن نجيح4، أَبُو بشر الكوفي.
عَن حماد بْن أَبِي سُلَيْمَان وعمرو بْن هبيرة وقيس بْن مسلم وجماعة.
وعنه عَبْد الله بْن موسى وأبو أحمد الزبيري.
"حرف الفاء":
294- فائدة بْن عَبْد الرحمن أَبُو الورقاء الكوفي5 -ت ق- العطار.
__________
1 "صحيح": أخرجه أبو داود "2760"، والنسائي "4761".
2 التاريخ الكبير "7/ 99"، وميزان الاعتدال "38/ 338"، والمشاهير "156".
3 الميزان "3/ 331"، وطبقات ابن سعد "7/ 483".
4 تهذيب التهذيب "8/ 244"، والتقريب "2/ 104".
5 ميزان الاعتدال "3/ 339"، والتقريب "2/ 107".(9/373)
عَن عَبْد الله بْن أَبِي أوفى وبلال بْن أَبِي الدرداء. وعنه حماد بْن سلمة وعيسى بْن يونس وعبد الله بْن بكر ومسلم بْن إِبْرَاهِيم ومكي بْن إِبْرَاهِيم ويزيد والفريابي وآخرون.
قَالَ أحمد: متروك الحديث. وقال أَبُو زرعة: لا تشتغل بِهِ. وقال ابْن معين: ليس بثقة. واتّهمه أَبُو حاتم. وقال أبو داود: ليس به بأس.
295- فائد مولى عبادل المدني1 -د ن ق-.
عَن مولاه عُبَيْد الله بْن علي بْن أَبِي رافع وسكينة بنت الحسين. وعنه زيد بْن الحباب ومعن بْن عيسى والقعنبي والواقدي وعدّة. وثّقه ابْن معين.
296- فرقد بْن الحجاج القرشي البصري2.
سَمِعَ عقبة بْن أَبِي الحسناء اليمامي صاحب أَبِي هريرة. وعنه أَبُو علي الحنفي وعبد الصمد التنوري ومسلم بن إبراهيم- ما أعلم به بأسا.
297- الفضل بن ميمون3، أبو سلمة صاحب الطعام.
عَن معاوية بْن قرة ومنصور بْن زاذان. وعنه أَبُو عامر العقدي ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وعارم وآخرون. قَالَ أَبُو حاتم: منكر الحديث.
298- فطر بن خليفة4 –4خ- أبو بكر الكوفي الحناط، مولى عمرو بْن حريث المخزومي.
عَن أبيه وعامر بْن واثلة الكناني وأبي وائل وطاوس ومجاهد وأبي الضحى وغيرهم.
وعنه السفيانان وأبو أسامة وعبد الله بْن موسى ويحيى بن آدم وبكر بن بكار وقبيصة والفريابي وآخرون. وثّقه أحمد. وقال أَبُو حاتم: صالح الحديث. وقال أحمد العجلي: ثقة حسن الحديث فِيهِ تشيُّع قليل. وقال الدارقطني: لا يُتَابع به.
__________
1 تهذيب التهذيب "8/ 256"، والجرح والتعديل "7/ 84"، والمعرفة والتاريخ "2/ 224".
2 التاريخ الكبير "7/ 131"، والجرح والتعديل "7/ 82".
3 التاريخ الكبير "7/ 117"، وميزان الاعتدال "3/ 360".
4 ميزان الاعتدال "3/ 363"، وتهذيب التهذيب "8/ 300".(9/374)
وقال ابْن سعد: ثقة إن شاء اللَّه، منهم مَن يستضعفه، وكان لا يترك أحدًا يكتب عنده لَهُ سنّ ولقاء. وعن أَبِي بَكْر بْن عياش قَالَ: مَا تركت الرواية عَن فطر إلا لسوء مذهبه.
وقال عَبْد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: كان فطر عند يحيى ثقة ولكنه خشبي مفرط، وسألت أَبِي مرة عَنْهُ فَقَالَ: ثقة صالح الحديث حديثه حديث رَجُل كيّس إلا أَنَّهُ يتشيّع.
وقال أَحْمَد بْن يُونُس: تركته عمدًا، وكان يتشيّع.
وقال العقيلي: نا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل أَنَا الْحَسَن بْن علي قَالَ: حدّثت عن جرير قال: كان الأَعْمَشُ ومنصور ومغيرة يشربون فإذا أخذوا فِي رؤوسهم سخروا بفِطر بْن خليفة.
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ نَا فِطْرٌ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ فَلْيَذْكُرْ مُصِيبَتَهُ بِي فَإِنَّهَا أَعْظَمُ الْمَصَائِبِ"1.
قَالَ: مَاتَ فِطْرٌ سَنَةَ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ.
"حرف القاف":
299- القاسم بْن حبيب الكوفي2، التمّار.
عَن عكرمة ومحمد بْن كعب القرظي وبندار بْن حبان وسلمة بْن كهيل. وعنه محمد بْن فضيل ووكيع والمعافى بْن عمران ويحيى بْن يعلى. قَالَ ابْن معين: ليس بشيء. ووثّقه ابْن حبان.
300- القاسم بْن عَبْد الرحمن الأنصاري المسعودي3.
سَمِعَ أبا جعفر الباقر. وعنه عيسى بْن يونس والقاسم بْن مالك والأنصاري. ضعّفه أَبُو حاتم.
__________
1 "حديث مرسل": أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، وأبي نعيم عن بريدة كما في كنز العمال للهندي "6655"، وذكره العقيلي في الضعفاء "3/ 465"، وابن عدي في الكامل "7/ 2625".
2 التاريخ الكبير "2/ 116"، وميزان الاعتدال "3/ 369".
3 المعرفة والتاريخ "3/ 375" والجرح والتعديل "7/ 112".(9/375)
301- القاسم بن عبد الواحد بن أيمن المكي1، مولى بني مخزوم.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ وأبي حازم الأعرج وعمر بْن عَبْد الله بْن عروة. ومات شابًا.
روى عَنْهُ همام بْن يحيى -وَهُوَ أكبر منه- ومحمد بْن محمد بْن نافع وعبد الوارث بن سعيد وداود بن عبد الرحمن العطار. ذكره ابن حبان في الثقات. وقد روى الحروف عَن عَبْد الله بْن كثير.
سَمِعَ مِنْهُ الحروف أَبُو يعقوب الأفطس شيخ أحمد بْن جبير الأنطاكي.
302- القاسم بْن مبرور الأيلي الفقيه2.
عَن عمه طلحة بْن عَبْد الله وهشام بْن عروة ويونس بْن يزيد. وعنه عمر بْن مروان وخالد بْن نزار الأيليّان.
قَالَ خَالِد: قَالَ لِي مالك: مَا فعل القاسم؟ قُلْتُ: توفي، قَالَ: كنت أحسب أن يكون خلفًا من الأوزاعي.
قَالَ أَبُو سعيد بْن يونس: مات بمَكَّة سنة ثمان أو تسع وخمسين مائة، صلّى عليه الثوري.
303- القاسم بْن هزّان الخولاني، الداراني.
عَن الزهري وإسحاق بن أبي فروة وعمر بْن مهاجر. وعنه الوليد بْن مسلم وغندر والحسن بْن يحيى الخشني وحصين الفزاري. قَالَ أَبُو حاتم: محله الصدق.
304- قباث بْن رزين3 –ن- بن حميد أبو هاشم المصري.
عَن عكرمة وعليّ بْن رباح. وعنه ابْن الْمُبَارَك وابن وهب وأبو عَبْد الرحمن المقري وعبد الله بْن صالح.
قَالَ أَبُو حاتم: لَا بأس بِهِ، موته فِي سنة ست وخمسين ومائة، وكان إمام جامع مصر.
__________
1 تقريب التقريب "2/ 118"، والمشاهير "148".
2 الجرح والتعديل "7/ 121"، والتهذيب "8/ 333".
3 التاريخ الكبير "7/ 193"، والتهذيب "8/ 343".(9/376)
وَفِي الصحابة قباث بْن أشيم.
305- قدامة بْن موسى بن عمر1 -م د ت ق- بْن قدامة بْن مظعون القُرَشِيّ الجمحي المكّي.
عن أنس بن مالك وأبي صالح السمان وسالم بْن عَبْد الله. وعنه ابنه إِبْرَاهِيم وعبد العزيز الماجشون ووكيع والواقدي وأبو عاصم وجماعة. وثّقه ابْن معين -مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. ورد أَنَّهُ يروي عَن ابْن عمر.
306- قُرّة بْن خالد السدوسي البصري2.
عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ وأبي رجاء العطاردي والحسن وابن سيرين ومعاوية بْن قُرّة وجماعة. وعنه حرمي بْن عمارة وزيد بْن الحباب وأبو عامر العقدي وبكر بْن بكار ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وعدد كبير. وكان من جِلّة العلماء.
قَالَ يَحْيَى بْن القطَّان: كَانَ من أثبت شيوخنا. مات قُرّة سنة أربع وخمسين ومائة.
وقال أَبُو حاتم: قُرّة عندي ثبْت.
307- قَعْنَب أَبُو السماك العدوي3، البصري المقرئ.
لَهُ قراءة شاذة فِي الكامل لأبي القاسم الهذلي وَفِي غيره. رواها عَنْهُ أَبُو زَيْدُ سَعِيد بن أوس الأنصاري. وهو قعنب بْن هلال بْن أَبِي مغيث بْن هلال بْن أَبِي قعنب. قَالَ الهذلي: إمام فِي العربية. وقال: قَالَ أَبُو زَيْدُ: طفت العربَ كلها فلم أر فيها أعلم من أَبِي السماك.
وقال أَبُو حاتم السجستاني: كَانَ أَبُو السمّاك يقطع ليلة قِيَامًا حَتَّى أخذت عَنْهُ هَذِهِ القراءة ولم يُقرئ الناس بل أخذت عنه الصلاة. وكان صوامًا قوامًا، وقال مُحَمَّد بْن يحيى القطعي: كَانَ أَبُو السمّاك فِي زمانه يقدَّم عَلَى الخليل بْن أَحْمَد.
وقال أَبُو زَيْدُ: أعطى مروان بْن مُحَمَّد أَبَا السمّاك ألف دينار فَوَاللَّهِ مَا ترك منها حبة إلا تصدق بها.
__________
1 تقريب التهذيب "2/ 124"، والجرح والتعديل "7/ 128".
2 سير أعلام النبلاء "7/ 95"، والتهذيب "8/ 37"، وتذكرة الحفاظ "1/ 198".
3 التهذيب "8/ 384"، والجرح والتعديل "7/ 148".(9/377)
308- قيس بن سليم التميمي العنبري1 -م ن- الكوفي العابد.
عَن علقمة بْن وائل والضحاك بْن مزاحم ويزيد الفقير. وعنه أَبُو نعيم وأبو أحمد الزبيري وقبيصة. وثّقه أَبُو زرعة وأبو حاتم. لَهُ فِي الكتب ثلاثة أحاديث.
"حرف الكاف":
309- كامل بن العلاء2 -د ت ق- أبو العلاء السعدي الكوفي.
عَن أَبِي صالح السمان والحكم بْن عتيبة والحسن بْن عمر والفقيمي. وحبيب بْن أَبِي ثابت.
وعنه زيد بْن الحباب وإسحاق السلولي وأحمد بْن يونس ومحمد بْن يوسف الفريابي وأبو غسان مالك بْن إسماعيل. وثقه ابْن معين. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أرجو أَنَّهُ لا بأس بِهِ، وَفِي حديثه مَا يُنْكر.
310- كثير بْن زيد الأسلمي الْمَدَنِيّ3 -د ت ق- أبو محمد.
عَن سالم بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وسعيد المقبري ونافع وعبد الرحمن بن كعب بْن مالك. وعنه مالك وعبد العزيز الدراوردي وابن أَبِي فديك وزيد بْن الحباب وأبو أحمد الزبيري والواقدي وآخرون.
قَالَ أحمد: مَا أرى بِهِ بأسا. وقال أَبُو زرعة: ليس بالقويّ. وقال النسائي: ضعيف.
311- كثير بْن عَبْد الرحمن المؤذن4.
عَن عطاء. وعنه عُبَيْد الله بْن موسى والخريبي وأبو نعيم.
312- كثير بن فرقد5.
__________
1 تقريب التهذيب "2/ 129"، والجرح والتعديل "7/ 99".
2 التاريخ الكبير "7/ 244"، وطبقات ابن سعد "6/ 379".
3 تقريب التهذيب "2/ 131"، وميزان الاعتدال "3/ 404"، والمتروكين "89".
4 التاريخ الكبير "7/ 215"، والجرح والتعديل "7/ 154".
5 التهذيب "8/ 424"، والجرح والتعديل "7/ 155".(9/378)
عَن أَبِي بكر بْن حزم ونافع وعبيد بْن السباق. وعنه عمرو بْن الحارث ومالك والليث. وثّقه ابْن معين وغيره. ينبغي أن يُحوَّل فإنه قديم.
313- كثير بْن أَبِي كثير، أَبُو النضر1.
عَن ربعي بْن خراش وأبي بردة وعبد الله بْن فروخ. وعنه عيسى بْن يونس وأبو عاصم وإسحاق بْن سُلَيْمَان وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم: مستقيم الحديث. وقال ابْن معين: ضعيف.
314- كعب بْن فروخ2، أَبُو عَبْد الله بصري.
عَن عكرمة والحسن البصري وقتادة وجماعة. وعنه عُبَيْد الله الحنفي ومسلم بْن إِبْرَاهِيم. صدوق.
"حرف اللام":
315- لوط بْن يحيى3، أَبُو مخنف الكوفي الرافضي الإخباري صاحب هاتيك التصانيف.
يروي عَن الصقعب بْن زهير ومجالد بْن سعيد وجابر بْن يزيد الجعفي وطوائف من المجهولين. وعنه علي بن محمد المدائني وعبد الرحمن بن مغراء وغير واحد.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ أَبُو حاتم: متروك الحديث. وقال الدارقطني: أخباري ضعيف.
فلت: توفي سنة سبع وخمسين ومائة.
"حرف الميم":
316- مالك بن الخير الزبادي4. مصري.
__________
1 التهذيب "8/ 427".
2 الجرح والتعديل "7/ 162".
3 معجم الأدباء "7/ 41"، وفوات الأعيان "3/ 225"، والميزان "3/ 419"، وسير أعلام النبلاء "7/ 301".
4 التاريخ الكبير "7/ 312"، والميزان "3/ 426".(9/379)
يروي عَن أَبِي قبيل والحارث بْن يزيد ومالك بْن سعد. وعنه رشدين بن سعد وابن وهب وزيد بن الحباب.
317- مالك بن مغول1 –ع- بْن عاصم بْن مالك بْن عزية أَبُو عبد الله البجلي الكوفي.
سَمِعَ الشعبي وابن بريدة ونافعا وطلحة بْن مصرف وعون بْن أَبِي جحيفة والوليد بْن العيزار وعدة. وعنه: أبو نعيم والغريابي وخلاد بْن يحيى وخلق، كعبد الله بْن مهدي ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وعبد الله بْن نمير ومحمد بْن سابق ويحيى بْن آدم وأبو أحمد الزبيري. وحدّث عَنْهُ من شيوخه أَبُو إسحاق. قَالَ أحمد: ثقة ثبت. وقال العجلي: صالح مُبَرِّز فِي الفصل. وقال ابْن عُيَيْنَة: قَالَ رَجُل لمالك بْن مِغْوَلٍ: اتقِ اللَّه، فوضع خدَّه بالأرض. وقال ابْن إدريس: مَا رَأَيْت مالك بْن مِغْوَلٍ يسبّ دابَّة قط إلا أَنَّهُ ذُكِرْت عنده الرافضة فَبزَقَ فِي الأرض. وقال القوم: أحسنوا فِي الأرض البلاء وأحسن اللَّه عليهم الثناء.
قَالَ ابْن عيينة: قَالَ مالك بْن مغول: لئن شئتم لأحلفنّ لكم أن مكانهما فِي الآخرة مثل مكانهما في الدنيا، يعني أبا بَكْر وعمر.
وعن شَرِيك قَالَ: رَأَيْت سُفْيَان يشرب النبيذ فِي بيت خير أَهْل الكوفة مالك بْن مغول.
قَالَ مُحَمَّد بْن سعد: مات فِي آخر سنة ثمان وخمسين وَمِائَةٍ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شيبة: مات فِي أول سنة تسع.
318- مبارك بْن حسان السلمي البَصْرِيّ2، ثُمَّ الكوفي.
عَن الحسن وعطاء بْن أَبِي رباح ونافع. وعنه وكيع وعبد الله بْن موسى وموسى بْن إسماعيل وجماعة. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثقة.
وقال أبو داود: منكر الحديث.
__________
1 تهذيب التهذيب "10/ 22", وسير أعلام النبلاء "7/ 174"
2 ميزان الاعتدال "3/ 430"، والتهذيب "10/ 26".(9/380)
319- مبارك بْن مجاهد1، أَبُو الأزهر المروزي.
عَن العلاء بْن عَبْد الرحمن وأيوب بْن أَبِي العوجاء. وعنه عَبْد الرحمن بْن عَبْد الله الدَّشْتَكيّ وعبد العزيز بْن أَبِي رزمة.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا أَرَى بِحَدِيثِهِ بَأْسًا. وقال قتيبة: قدري ضعيف جدا. قِيلَ: مات سنة ستين ومائة.
320- المثنّى بْن دينار2، أَبُو محمد القطان.
رأى أنس بْن مالك وأبا مجلز وروى عَن جماعة. وعنه يحيى القطان وروح بْن عُبادة وعثمان بْن عُمَر بْن فارس. وهو مقل حسن الحال.
321- المثنى بن سعد3 -د ت ن- ويقال ابن سعيد الطائي، أبو غفار الْبَصْرِيُّ.
عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وأبي عثمان النهدي وأبي قلابة. وعنه عيسى بْن يونس ويحيى القطان وأبو أسامة والفريابي. قَالَ أَبُو حاتم: صالح الحديث.
322- المثنّى بْن سعيد الضبعي4 –ع- أبو سعيد البصري القسام الذراع.
عَن أَبِي مجلز لاحق وأبي المتوكل الناجي وقتادة وأبي حمزة. ورأى أنسا. وعنه ابْن علية وعبد الرحمن بْن مهدي وعبد الصمد ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وعدة.
وثّقه أحمد.
وقال أَبُو حاتم: هُوَ أوثق من أَبِي غفار، يعني الَّذِي قبله.
323- مُجَاعة بْن الزُّبَيْر البصري5.
عَن الحسن وأبي الزبير وابن سيرين وقتادة وجماعة. وعنه شعبة والنضر بْن شُمَيْل وعبد الصمد بْن عَبْد الوارث وعبد الله بن رشيد.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 340"، والمجروحين "3/ 23"
2 تقريب التهذيب "2/ 228"، والميزان "3/ 434".
3 التهذيب "10/ 34".
4 التاريخ الكبير "7/ 418".
5 ميزان الاعتدال "3/ 437"، وسير أعلام النبلاء "7/ 196".(9/381)
قَالَ أحمد: لم يكن بِهِ بأس فِي نفسه. وقال حاتم بْن مطهر السدوسي: ثنا أبو عبيدة مجاعة بْن الزبير الأَزْدِيّ. وذكره شُعْبَة مرّة فَقَالَ: الصوام القوام. وقال ابْن عديّ: هُوَ مِمَّنْ يُحتَمَل ويُكْتَب حديثه. وقال الدارقطني: ضعيف.
324- مجاهد بْن فرقد1، أَبُو الأسود شامي.
عَن أَبِي منيب الجرشي وواثلة بْن الخطاب. وعنه إسماعيل بْن عياش ومحمد بْن إسحاق الرملي والفريابي وغيرهم. فِي عداد الشيوخ. وله حديث منكر.
325- مجمع بن يعقوب2 -د ن- بْن مجمع بْن يزيد بْن جارية الأنصاري المدني القباني.
عَن أبيه وربيعة الرائي وغيرهما. قَالَ ابْن سعد: توفي سنة ستين ومائة. وهذا وهمٌ.
قَالَ قتيبة: لقيه وروى عَنْهُ.
326- محرز بْن عبد الله أبو رجاءالجزري3 -ق-.
مولى هشام بْن عَبْد الملك. عَن مكحول وعروة بن رويم وبرد بن عبيد سنان وعنه أَبُو معاوية ومحمد بْن بشر ويعلى بْن عُبَيْد والفريابي.
نزل الكوفة. قَالَ أَبُو داود: ليس بِهِ بأس.
327- مُحِلّ بْن محرز الضبّي4، الكوفي.
عَن أَبِي وائل وإبراهيم النخعي والشعبي. وعنه يحيى القطان وعبيد الله بْن موسى وأبو نعيم وخلاد بْن يحيى وجماعة. وثّقه أحمد وغيره. وقال أَبُو حاتم: كَانَ آخر من بقي من أصحاب إِبْرَاهِيم. ما بحديثه بأس ولا يحتج بِهِ. وقال النَّسائيّ لَيْسَ بِهِ بأس. وقال القطّان: وَسَط ولم يكن بذاك. قُلْتُ: لم يخرجوا له شيئًا. وتوفي سنة ثلاث وخمسين ومائة.
__________
1 التهذيب "10/ 44"، وميزان الاعتدال "3/ 440".
2 تهذيب التهذيب "10/ 48".
3 تقريب التهذيب "2/ 231"، والميزان "3/ 445".
4 التاريخ الكبير "8/ 20"، والمجروحين "3/ 19".(9/382)
328- محمد بن إسحاق1 –م- تبعًا -ابن يسار المطلبي المخرمي مولاهم الْمَدَنِيّ أَبُو بكر. ويقال: أَبُو عَبْد الله الأحول أحد الأعلام وصاحب المغازي.
كَانَ يسّار من سبي عين التمر، مَوْلَى لقيس بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافَ بْنِ قُصَيٍّ.
وقال الهيثم بْن عدي والمدائني: مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن يسّار بْن خيار وكان خيار مَوْلَى لقيس بْن مخرمة. قُلْتُ: رأى أنس بْن مالك وسعيد بْن المسيب. ومولده سنة نيف وثمانين.
وحدث عن أبيه وعن موسى بْن يسار وعطاء والأعرج وسعيد بْن أَبِي هند والقاسم بْن محمد وفاطمة بنت المنذر والمقبري وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ وَعَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْن قتادة وابن شهاب وعبيد الله بْن عَبْد الله بْن عمر ومكحول ويزيد بْن أَبِي حبيب وسليمان بْن سحيم وعمرو بْن شعيب ونافع وأبي جعفر الباقر وخلق سواهم.
وعنه جرير بْن حازم والحمادان وإبراهيم بْن سعد وزياد بْن عَبْد الله وعبد الأعلى بْن عَبْد الأعلى وعبدة بْن سُلَيْمَان وسلمة بْن الفضل ومحمد بْن سلمة الحراني ويونس بْن بكير ويعلى بْن عُبَيْد وأحمد بْن خالد الذهبي ويزيد بْن هارون، وعدد كثير.
وكان بحرًا فِي العلم حِبْرًا فِي معرفة أيام النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رَوَى عَنْ سلمة بْن الفضل عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ: رَأَيْت أَنَسًا عَلَيْهِ عمامة سوداء والصبيان يشيرون ويقولون: هَذَا رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا يموت حَتَّى يلقى الدجّال2.
وقال عَبَّاس الدوري: قد سَمِعَ ابْن إِسْحَاق مْن أَبَان بْن عُثْمَان ومن أَبِي سلمة بْن عَبْد الرَّحْمَن. قاله لنا ابن معين.
وقال يحيى بن كثير وغيره عَن شُعْبَة قَالَ: ابْن إِسْحَاق أمير المؤمنين فِي الحديث. وقال الخطيب: حدّث عَنْهُ يحيى بْن سَعِيد الأنصاري وابن جُرَيْج والثوري وشعبة.
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 214"، وميزان الاعتدال "3/ 461"، والتهذيب "9/ 38"، وطبقات ابن سعد "7/ 321"، وغيره.
2 سير أعلام النبلاء "7/ 31".(9/383)
وقال الزُّهْرِيّ: لا يزال بالمدينة عِلْم جَمٌّ مَا كَانَ فيهم مُحَمَّد بْن إِسْحَاق وكذا قَالَ عاصم بْن عُمَر بْن قَتَادَةَ، وهما شيخاه. وقال الْبُخَارِيّ: نا عليّ بْن عَبْد اللَّه سَمِعَ سُفْيَان يَقُولُ: مَا رَأَيْت أحدًا يتّهم ابْن إِسْحَاق.
قَالَ الْبُخَارِيّ: ينبغي أن يكون لَهُ ألف حديث ينفرد بها.
قَالَ يُونُس بْن بُكَيْر: سَمِعْت شُعْبَة يَقُولُ: ابْن إِسْحَاق أمير المؤمنين فِي الحديث، فَقِيلَ لَهُ: ولِم؟ فَقَالَ: لحفظه.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَة1: سألت علي بن المديني عن إِسْحَاقَ فَقَالَ: حَدِيثُهُ عِنْدِي صَحِيحٌ. قُلْتُ: فَكَلامُ مَالِكٍ، قَالَ: مَالِكٌ لَمْ يُجَالِسْهُ وَلَمْ يَعْرِفْهُ، وَأَيَّ شَيْءٍ حَدَّثَ بِالْمَدِينَةِ. قُلْتُ: فَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ، قَالَ: الَّذِي قَالَ هِشَامٌ لَيْسَ بِحُجَّةٍ لَعَلَّهُ دَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ وَهُوَ غُلامٌ وَأَنَّ حَدِيثَهُ لَيْسَ فِيهِ الصِّدْقُ، يَرْوِي مَرَّةً: حَدَّثَنِي أَبُو الزِّنَادِ، وَمَرَّةً ذَكَرَ أَبُو الزِّنَادِ. وَيَقُولُ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ فِي سَلَفٍ وَبَيْعٍ وَهُوَ مِنْ أَرْوَى النَّاسِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ. وَلَمْ أَرَ لَهُ إِلا حَدِيثَيْنِ مُنْكَرَيْنِ أَحَدَهُمَا عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: "إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ" 2، وَالآخَرُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ زَيْدِ بن خالد "من مس فرجه فليتوضأ" 3.
وقال أحمد العجلي: ابْن إسحاق ثقة. وقال عباس عَن ابْن معين: ثقة لكن ليس بحجة.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ليس بِهِ بأس. ومرة قَالَ: ليس بذاك ضعيف.
وقال يعقوب بْن شيبة عَن ابْن معين: هُوَ صدوق.
وقال عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي: وقال هارون بْن معروف: سَمِعْت أَبَا مُعَاوِيَة يقولُ: كَانَ ابْن إِسْحَاق من أحفظ الناس، فكان الرجل إذا كان عنده خمسة أحاديث
__________
1 انظر المصدر السابق "7/ 37".
2 "حديث صحيح": أخرجه أبو داود "1119"، والترمذي "526".
3 "حديث صحيح": أخرجه النسائي "1/ 216"، وابن ماجه "481-482"، وأحمد في مسنده "6/ 406" وغيره.(9/384)
أو أكثر جاء فاستودعها ابنَ إِسْحَاق وقال احفظها عليّ، فَإِن نسيتها كنت قد حفظتها عليّ.
وقال عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي: تكلّم أربعة فِي ابْن إِسْحَاق، فأما سُفْيَان وشعبة فكانا يقولان: أمير المؤمنين في الحديث. وقال أحمد بْن حنبل: حسن الحديث.
وقال الْحَسَن بن علي الحلواني: سمعت يزيد بْن هارون يَقُولُ: لو كَانَ لِي سلطان لأمَّرت ابْن إسحاق عَلَى المحدّثين.
وقال أَبُو أمية الطرسوسي: ثنا علي بْن الْحَسَن النسائي ثنا فياض بن محمد الرقي سَمِعْت ابْن أَبِي ذئب يَقُولُ: كُنَّا عند الزُّهْرِيّ فنظر إِلَى ابْن إِسْحَاق يُقْبِلُ فَقَالَ: لا يزال بالحجاز علم كثير مَا دام هَذَا الأحول بين أظهرهم. وقال ابْن عَلية: سَمِعْت شُعْبَة يَقُولُ: هُوَ صدوق.
وقال ابْن المديني: قُلْتُ لسفيان: أكان ابْن إسحاق جالس فاطمة بِنْت المنذر؟ فَقَالَ: أخبرني أنها حدّثته فإنه دخل عليها.
قُلْتُ: الَّذِي استقر عَلَيْهِ الأمر أن ابْن إسحاق صالح الحديث وأنه فِي المغازي أقوى مِنْهُ فِي الأحكام. وقد قَالَ يحيى بْن سَعِيد: سَمِعْت هشام بْن عروة يكذّبه.
وقال أَبُو الْوَلِيد: نا وُهَيْب بْن خَالِد سَأَلت مالكًا عَن ابْن إِسْحَاق فَقَالَ واتّهمه.
وقال أَحْمَد بْن زهير: سَمِعْت ابْن مهدي يَقُولُ: كَانَ يحيى بْن سَعِيد الأَنْصَارِيّ ومالك يجُرِّحان مُحَمَّد بْن إِسْحَاق.
وقال العقيلي: حدّثني الفضيل بْن جَعْفَر نا عَبْد الملك بن محمد نا سليمان بن دَاوُد قَالَ لِي يحيى بْن سَعِيد القطَّان: أشهد أن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق كذّاب. قُلْتُ: وما يدريك؟ قَالَ: قَالَ لِي وُهَيْب. فَقُلْتُ لوهيب: مَا يدريك؟ قَالَ: قَالَ لِي مالك، فَقُلْتُ لمالك: وما يدريك؟ قَالَ: قَالَ لِي هشام بن عروة، قلت له: وما يدريك؟ قَالَ: حدّث عَن امرأتي وأُدْخِلَتْ عليّ وهي بِنْت تسع سنين وما رآها رَجُل حَتَّى لَقِيتِ اللَّه1. قُلْتُ: هَذِهِ حكاية باطلة، وَسُلَيْمَان الشاذكوني ليس بثقة، وما أُدْخِلت فاطمة عَلَى هشام إلا وهي بِنْت نيّفٍ وعشرين سنة فإنها أكبر مِنْهُ بنحوٍ من تسع سنين، وقد
__________
1 وراجع سير أعلام النبلاء "7/ 41-42".(9/385)
سَمِعْت من أسماء بنت الصديق، وهشام لم يسمع من أسماء مَعَ أنها حدثتها. وأيضا فَلَمَّا سَمِعَ ابْن إِسْحَاق منها كَانَتْ قد عجزت وكبرت وهو غلام أو هُوَ رَجُل من خلف الستر. فإنكار هشام بارد.
قَالَ ابْن المديني: سَمِعْت يحيى يَقُولُ: قُلْتُ لهشام: ابْن إِسْحَاق يحدّث عَن فاطمة بِنْت المنذر، فَقَالَ: أهو كَانَ يَصِلْ إليها.
وقال يحيى بْن آدم: نا ابْن إدريس قَالَ: كنت عند مالك فَقَالَ لَهُ رَجُل: إن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق يقول: اعْرِضُوا عليّ عِلْم مالك فإِني بيطاره، فَقَالَ مالك: انظروا إِلَى دجّال من الدجاجلة يَقُولُ: اعرضوا عليّ علم مالك.
قَالَ ابْن إدريس: مَا رَأَيْت أحدًا جمع الدجّال قبله1.
وقال عَبْد الْعَزِيز الدراوَرَدي وابن أَبِي حازم: كُنَّا فِي مجلس ابْن إِسْحَاق فنعس ثُمَّ رفع رأسه فَقَالَ: رَأَيْت كأن حمارًا أخرِج من دار مروان فِي عنقه حبل، فما لبثا أن دخل أعوان السلطان فوضعوا فِي عنق ابْن إِسْحَاق حبلا وذهبوا بِهِ فَجُلِد. زاد سعيد الزبير راويها عَن الدراوردي قَالَ: من أجل القدر. فَقَالَ هارون بْن معروف كَانَ ابْن إِسْحَاق قَدَرِيًّا.
وقال الجوزجاني: ابْن إِسْحَاق يُشَبِهّون حديثَه وهو يُرْمَى بغير نوع من البِدَع.
وأما محمد بن عبد الله بن نمير فقال: رُمي بالقدر وكان أبعد الناس مِنْهُ.
وقال مكي بْن إِبْرَاهِيم: جلست إِلَى ابْن إِسْحَاق وكان يُخَضّب بالسواد فذكر أحاديث فِي الصِّفَة فَنَفَرْتُ منها فلم أعد إِلَيْهِ. وقال ابْن معين: كَانَ يحيى القطَّان لا يَرْضَى ابْن إِسْحَاق ولا يروي عَنْهُ. وقال عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد: لم يكن أَبِي يحتج بابن إِسْحَاق فِي السُّنَن. وقال النسائي ليس بالقويّ. وقال الدارقطني: لا يُحتَج بِهِ. وقال مُحَمَّد بْن يحيى بْن سَعِيد القطَّان: قَالَ أَبِي: سَمِعْت مالكًا يَقُولُ: يَا أَهْل العراق لا يغت عليكم بعد مُحَمَّد بْن إِسْحَاق أحد. وَفِي لفظ: من يغت عليكم بعد مُحَمَّد بْن إِسْحَاق. وقال مُحَمَّد بْن أَبِي عديّ: كَانَ ابْن إِسْحَاق يلعب بالديوك وقال القطَّان تركت ابْن إِسْحَاق عمدا فلم أكتب عَنْهُ.
وقال أَبُو حاتم: ليس بالقويّ عندهم. وقال محمد بن سلام الجمحي: وممن
__________
1 انظر المصدر السابق.(9/386)
هجَّنَ الشعرَ وأفسده وحمل كل عناء وقبل الناس مِنْهُ أشعارًا لا أصل لها ابْن إِسْحَاق، وكان يعتذر من ذَلِكَ ويقول: لا علم لِي بالشعر إنما أوتي بِهِ جملة. ولم يكن ذَلِكَ عذرًا لَهُ.
قُلْتُ: لا ريب أن فِي السيرة شعرًا كثيرًا من هَذَا الضَّرْب.
قَالَ أَبُو حَفْص الصيرفي: سَمِعْت يحيى بْن سَعِيد يَقُولُ لعبيد اللَّه القواريري: أَيْنَ تذهب؟ قَالَ: إِلَى وهب بْن جرير، أكتب السيرة، قَالَ: تكتب كذبًا كثيرًا.
قُلْتُ: وكذا فِي السيرة عجائب ذكرها ابْن إِسْحَاق بلا إسناد تلقَّفَها وفيها خير كثير لمن لَهُ نقْد ومعرفة. وقال ابْن أَبِي فديك: رَأَيْت ابْن إِسْحَاق كثير التدليس فإذا قَالَ: حدّثني وأخبرني، فهو ثقة.
مات ابْن إِسْحَاق سنة إحدى وخمسين ومائة. قاله عدة.
وقال المدائني وغيره: مات سنة اثنتين وخمسين.
329- محمد بن أيوب1 –م- أَبُو عاصم الثقفي الكوفي. وَقِيلَ: محمد بْن أيوب.
عَن الشعبي وقيس بْن مسلم ويزيد الفقير. وعنه وكيع وأبو نعيم وخلاد بْن يحيى. وثّقه أحمد وغيره. وورد أَنَّهُ عرض القرآن عَلَى أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السلمي.
330- محمد بْن مالك بْن أسلم البناني2 -ت-.
عَن أبيه ومحمد بْن المنكدر وجعفر بْن محمد. وعنه جعفر بْن سُلَيْمَان الضبعي وأبو داود الطيالسي وبكر بْن بكار وعبد الصمد بْن عَبْد الوارث وجماعة. قَالَ البخاري: فِيهِ نظر.
وقال النسائي، وغيره: ضعيف.
331- محمد بْن جعفر بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ3 بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الهاشمي العباسي.
__________
1 تهذيب التهذيب "9/ 69"، والجرح والتعديل "7/ 198"، والمعرفة والتاريخ "3/ 137".
2 لم أقف على ترجمته فيما تحت يدي من مصادر.
3 تاريخ بغداد "2/ 111".(9/387)
كَانَ من ندماء المنصور، كَانَ أديبًا لبيبًا يُعدّ من عَقَلَةِ الرجال. وكان المنصور يمازحه ويلتذّ بمحادثته. وكان يكلم المنصور فِي حوائج الناس. وكانت وفاته قريبة من وفاة المنصور. وله تقدّم فِي النسب.
332- محمد بْن أَبِي حفصة ميسرة1 -م خ ن- أبو سلمة بن ميسرة المدني نزيل البصرة.
عَن الزهري وأبي جمرة الضبعي وقتادة وعلي بْن زيد. وعنه سفيان الثوري وحماد بْن زيد وابن الْمُبَارَك وأبو معاوية وروح بْن عبادة وغيرهم. وثّقه ابْن معين.
ومرة قَالَ: ليس بالقويّ.
وضعّفه يحيى القطان والنسائي. وقال ابْن عديّ: هُوَ من الضعفاء الَّذِينَ يُكتب حديثهم.
وقال ابْن المديني: قُلْتُ ليحيى: حملت عَن مُحَمَّد بْن أَبِي حفصة؟ قَالَ: نَعَمْ كتبت حديثه كله ثُمَّ رميت بِهِ بعد ذَلِكَ، ثُمّ قَالَ: هُوَ نحو صالح بْن أَبِي الأخضر.
333- محمد بْن أَبِي حميد الأنصاري2 -ن ق- الزرقي الْمَدَنِيّ. وهو الذي يقال لَهُ حماد بْن أَبِي حميد.
عَن محمد بْن كعب القُرَظي وعمرو بْن شعيب وعون بْن عَبْد الله بْن عتبة ونافع وجماعة.
وعنه ابْن وهب وابن أَبِي فديك وأبو داود وبكر بْن بكار والقعنبي.
ضعّفه أَبُو زرعة.
وقال أحمد: أحاديثه مناكير. وقال مرة: ليس بالقوي. وروى عباس عَن ابْن معين أَنَّهُ ليس بشيء. وقال البخاري: مُنْكَر الحديث.
334- محمد بْن ذكوان3 –ق- الطاحي. مولاهم البَصْرِيّ، خال أولاد حماد بْن زيد.
__________
1 تقريب التهذيب "2/ 163"، وتاريخ الدوري "2/ 511".
2 التاريخ لابن معين "240"، والتهذيب "9/ 132".
3 التاريخ الكبير "1/ 79"، والتهذيب "9/ 156"، والتقريب "2/ 160".(9/388)
روى عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ الله وابن سيرين وعطاء بْن أَبِي رباح وجماعة.
وعنه شعبة وعبد الوارث وابن طهمان إِبْرَاهِيم وعبد الله بْن بَكْر السَّهميّ وعبد الصمد بْن عَبْد الوارث وحجاج بْن نصير. وثّقه ابْن معين. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: سقط الاحتجاج بِهِ.
335- محمد بْن أَبِي الزُّعَيْزِعَة1، الأذرعي مولى بني أمية.
عن عطاء ونافع، وعنه محمد بن عيسى بن سميع قال أبو حاتم: منكر الحديث جدًا، وكذا قاله البخاري وقال أبو حاتم: لا يشتغل به.
336- محمد بن شريك أبو عثمان المكي.
عن عطاء وابن مليكة وعمرو بْن دينار. وعنه وكيع وأبو أسامة وأبو أحمد الزبيري وأبو نعيم. وثّقه أَبُو زرعة وجماعة. وهو مقل.
337- محمد بْن عبد الله بن مسلم2 –ع- بْن عُبَيْد الله بْن شهاب، أَبُو عَبْد الله الزهري المدني، ابْن أخي ابْن شهاب. عَن عمه وأبيه. وعنه يعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد ومعن بْن عيسى والواقدي والقعنبي وغيرهم. وثّقه أَبُو داود. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، قِيلَ: إِنَّهُ قَتَلَهُ غِلْمَانُهُ وَابْنُهُ لأَجْلِ الْمِيرَاثِ ثُمَّ قُتِلَتِ الْغِلْمَانُ بَعْدُ، وَكَانَ مَقْتَلُهُ فَجْأَةً سَنَةَ سبع وخمسين ومائة. وقد تفرد الزُّهْرِيِّ بِثَلاثَةِ أَحَادِيثَ.
أَحَدُهَا: عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "كل أمتي معافى إلا المهاجرون" 3 الْحَدِيثَ. وَثَانِيهَا: عَن سالم عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ فِي خطبته: "كل مَا هُوَ آتٍ قريب لا بُعد لما هُوَ آتٍ لا يجعل اللَّه لعجلة أحد ولا خُلْف لأمر اللَّه مَا شاء اللَّه كَانَ، ولو كره الناس لا مُبْعِد لما قَرْب ولا مُقَرَّب لما بَعُد ولا يكون شيء إلا بإذن اللَّه عزّ وجلّ"4. رواهما إِبْرَاهِيم بْن سعد عَنْهُ. وروى الواقدي الخبر الثاني عنه
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 88"، وميزان الاعتدال "3/ 548".
2 تهذيب التهذيب "9/ 278"، والمجروحين "2/ 249".
3 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "6069"، ومسلم "2990"، وغيرهما.
4 "مرسل": أخرجه أبو داود "ص/ 145" في مراسيله، والبيهقي في الأسماء والصفات كما في الدر المنثور "6/ 245-246"، للسيوطي، وذكره القرطبي "18/ 112" كما في التفسير وغيره.(9/389)
ولكن الواقدي تالف. والثالث: رواه حَمْزَةُ بْن رشيد الباهلي نا إِبْرَاهِيم بْن سعد ابن أخي ابن شهاب عم امرأته أمّ الحجّاج بِنْت مُحَمَّد بْن مُسْلِم قال: كَانَ أَبِي يأكل بكفّه فَقُلْتُ: لو أكلت بثلاث أصابع، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يأكل بكفه كلها1. فهذا منقطع.
338- محمد بْن عَبْد الله بْن المهاجر2 -4- الشعيثي النضري. بالنون الدمشقي.
عَن خالد بْن معدان ومكحول والقاسم بْن مخيمرة وجماعة. وعنه ابنه عمرو والوليد بْن مسلم ووكيع وحجاج بْن محمد وأبو عَبْد الرحمن المقري وطائفة.
وثّقه دحيم وغيره. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. مات سنة أربع وخمسين ومائة، وقيل: سنة خمس. وقد روى حديثًا عَن الْحَارِث بْن بدل إنسان مُخْتَلَفٌ فِي صحبته.
339- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُرَّةَ الأسلمي3 –ق- مدني.
لَهُ عَن عمه حكيم بْن أَبِي حرة والمقري وعطاء بْن أَبِي مروان. وعنه سُلَيْمَان بْن بلال والدراوردي وحماد بْن خالد والواقدي وغيرهم. وثّقه ابْن معين.
لَهُ عند ابْن ماجه حديث.
340- محمد بْن عَبْد الله4، أَبُو مخلد العمي البصري.
عَن ثابت البناني وعليّ بْن جدعان ويزيد الرقاشي. وعنه أَبُو النضر هاشم بْن القاسم.
قَالَ العقيلي: لا يقيم الحديث.
341- محمد بن عبد الرحمن5 -د ق- بن عرق أبو الوليد الحمصي.
__________
1 وانظر الموضوعات لابن الجوزي "3/ 36"، وتنزيه الشريعة "2/ 258"، والشوكاني في الفوائد "157".
2 التاريخ الكبير "1/ 132"، والتهذيب "9/ 280".
3 التاريخ الكبير "1/ 142"، والتهذيب "9/ 251".
4 لم أقف له على ترجمة فيما تحت يدي من مصادر.
5 التاريخ الكبير "1/ 151"، وتهذيب التهذيب "9/ 300".(9/390)
عَن أبيه وعبد الله بْن بسر الصحابي. وعنه بقية وعثمان بْن سعيد بْن كثير ويحيى بْن سعيد القطان ومحمد بْن سُلَيْمَان بومة. لم يضعف.
342- ابن أبي ذئب1 –ع- مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن بْن المغيرة بْن الحارث بن أبي ذئب.
واسم أَبِي ذئب هشام بْن شعبة القرشي العامري الإمام أَبُو الحارث الْمَدَنِيّ أحد الأعلام.
روى عَن عكرمة وسعيد مولى ابْن عباس وشرحبيل بن سعد ونافع وأسيد بن أَبِي أسيد البراد وسعيد المقبري وصالح مولى التوأمة والزهري وخاله الحارث بْن عَبْد الرحمن القرشي ومسلم ابن جندب والقاسم بْن عباس ومحمد بْن قيس وخلق.
وعنه يحيى القطان وحجاج الأعور وشبابة وأبو علي الحنفي وابن الْمُبَارَك وابن أَبِي فديك وأبو نعيم وآدم بْن أَبِي إياس وأحمد بْن يونس وعاصم بْن عليّ والقعنبي وأسد بْن موسى وعليّ بْن الجعد وعدد كثير.
قال أحمد بن حنبل: كان شبيه سَعِيد بْن المسيّب، فَقِيلَ لأحمد: خلف مثله؟ فقال: لا، وقال كان أفضل من مالك إلا أن مالكًا -رحمه اللَّه- أشدّ تنقية للرجال مِنْهُ.
وقال الواقدي: مولده سنة ثمانين. وكان من أروع الناس وأفضلهم. ورُمي بالقَدَر وما كَانَ قَدَرِيًّا لقد كَانَ يتّقي قولَهم وُيعَيّبه ولكنه كَانَ رجلا كريمًا يجلس إِلَيْهِ كل أحد ويغشاه فلا يطرده ولا يَقُولُ لَهُ شيئًا وإن مرض عاده وكانوا يتّهمونه بالقَدَر لهذا وشبهه، قَالَ: وكان يصلّي الليل أجمع ويجتهد فِي العبادة. ولو قِيلَ لَهُ: إِنَّ الْقِيَامَةَ تَقُومُ غَدًا مَا كَانَ فِيهِ مزيد من الاجتهاد.
وأخبرني أخوه قَالَ: كَانَ أخي يصوم يومًا ويُفطر يومًا ثُمَّ سرد الصوم وكان شديد الحال يتعشّى الخبز والزيت، وله قميص وطيلسان يشتو فِيهِ ويصيّف. وكان من رجال الناس صرامة وقولا بالحق. وكان يحفظ حديثه لم يكن لَهُ كتاب. روى هَذَا الفضل بْن سعد عَن الواقدي. وفيه أيضًا قَالَ: وكان يروح إِلَى الجمعة باكرًا فيصلّي حَتَّى يخرج الإِمَام ورأيته يأتي دارَ أَجداده عند الصفا فيأخذ كراءها. وكان لا يغير شيبه.
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 296"، والتقريب "2/ 184"، وسير أعلام النبلاء "7/ 109"، وطبقات خليفة "273".(9/391)
قَالَ: وَلَمَّا خرج مُحَمَّد بن عَبْد الله بن حسن لزم بيته إِلَى أن قُتِل مُحَمَّد. وكان الْحَسَن بْن زَيْدُ الأمير يُجْرِي عَلَى ابْن أَبِي ذئب كل شهر خمسة دنانير.
وقد دخل مرةً عَلَى والي المدينة عَبْد الصمد وكلّمه فِي شيء. فَقَالَ عَبْد الصمد بْن علي: إِنِّي لأراك مُرائِيًا فأخذ عودًا وقال: مراء فَوَاللَّهِ للناس عندي أهون من هَذَا. ولما ولي ولاية المدينة جَعْفَر بْن سُلَيْمَان بعث إِلَى ابْن أَبِي ذئب بمائة دينار فاشترى منها ساجًا كرديًا بعشرة دنانير فلبسه عُمْرَه وقد قدم بِهِ عليهم بغداد فلم يزالوا بِهِ حَتَّى قبل منهم فأعطوه ألف دينار. يعني الدولة. فَلَمَّا رَدّ مات بالكوفة.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: بَلَغَ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ أَنَّ مَالِكًا لَمْ يَأْخُذْ بِحَدِيثِ "الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ" 1 فَقَالَ: يُسْتَتَابُ مَالِكٌ فَإِنْ تَابَ وَإِلا ضُرِبَتْ عُنُقُهُ. ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ: هو أروع وَأَقْوَلُ بِالْحَقِّ مِنْ مَالِكٍ.
أنبأني المسلم بْن مُحَمَّد والمؤمل بْن إلياس قَالا: أَنَا الكندي أنا القزاز أن أبو بكر الخطيب أن الصيرفي أَنَا الأصم أَنَا عَبَّاس الدوري سَمِعْت يحيى يَقُولُ: ابْن أَبِي ذئب سَمِعَ عكرمة.
وبه قَالَ الخطيب: أَنَا الجوهري أَنَا ابْن المرزبان ثنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى الْمَكِّيّ ثنا أَبُو العيناء قَالَ: لما حج المهدي دخل مسجد الرَّسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فلم يبق أحد إلا قام إلا ابْن أَبِي ذئب: فَقَالَ لَهُ المسيّب بْن زهير: قم هَذَا أمير المؤمنين. فَقَالَ ابْن أَبِي ذئب: إنما يَقُومُ الناس لرب العالمين، فَقَالَ المهدي: دعه فلقد قامت كل شعرة فِي رأسي2. وبه قَالَ أَبُو العيناء.
وقال ابْن أَبِي ذئب للمنصور: قد هلك الناس فلو أَعَنْتهم من الفَيْء. قَالَ: ويلك لولا مَا سددت من الثغور لكنت تُؤتَى فِي منزلك فتذبح. فقال: قد سدد الثغور وأعطى الناس مَنْ هُوَ خيرٌ منك عُمَر. فنكَس المنصور رأسه والسيف بيد المسيّب ثُمَّ قَالَ: هَذِا خير أَهْل الحجاز.
وقال أحمد بن حنبل وغيره: كان ثقة.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "2079"، ومسلم "1532"، وأبو داود "3459"، والترمذي "1246"، وغيرهم.
2 راجع سير أعلام النبلاء "7/ 112".(9/392)
قَالَ أَحْمَد: وقد دخل عَلَى أَبِي جَعْفَر المنصور فلم يذهله أنْ قَالَ لَهُ الحقّ وقال الظلم ببابك فاشٍ. وأبو جَعْفَر أَبُو جَعْفَر1.
قَالَ مصعب الزُّبَيْري: كَانَ ابْن أَبِي ذئب فقيه المدينة2.
وقال الْبَغَوِيُّ: ثنا هارون بْن سُفْيَان قَالَ: قَالَ أَبُو نعيم: حججت سنة حج أَبُو جَعْفَر ومعه ابْن أَبِي ذئب ومالك بْن أَنَس، فدعا ابْن أَبِي ذئب فأقعده معه عَلَى دار الندوة فَقَالَ لَهُ: مَا تقول فِي الْحَسَن بْن زَيْدُ بْن حسن. يعني أمير المدينة؟ فَقَالَ: إنه ليَتَحَرّى العدل. فَقَالَ لَهُ: مَا تقول فِيّ –مرتين- فَقَالَ: وربّ هَذِهِ البنية إنك لجائر. قَالَ: فأخذ الرَّبِيع الحاجب بلحيته. فَقَالَ لَهُ أَبُو جعفر: كُفَّ يَا بْنَ اللخناء3، وأمر لابن أبي ذئب بثلاثمائة دينار4.
وقال مُحَمَّد بْن المسيّب الأرغِياني: سَمِعْت يونس بن عبد الأعلى يَقُولُ: سَمِعْت الشافعي يَقُولُ: مَا فاتني أحد فأسفت عَلَيْهِ مَا أسفت عَلَى الليث وابن أَبِي ذئب. فَقُلْتُ: أما الليث5 فنعم وأما ابْن أَبِي ذئب فكيف كَانَ يمكنه الرحلة إِلَيْهِ وإنما أدرك من حياته تسع سنين.
وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ: سُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حنبل: أَيُّما أعجب إليك ابْن عجلان أو ابن أبي ذئب؟ فقال: ما فيها إلا ثقة.
وقال ابْن المديني: سَمِعْت يحيى بْن سَعِيد يَقُولُ: كَانَ ابْن أَبِي ذئب عَسِرًا أعْسَر أَهْل الدنيا، إنْ كَانَ معك الكتاب قَالَ: اقرأْهُ وإنْ لم يكن معك كتاب فَإِنَّمَا هُوَ حِفْظ. فَقُلْتُ: كيف كنت تصنع فِيهِ؟ قَالَ: كنت أتحفّظها وأكتبها6.
وقال الجوزجاني لأحمد: فابن أَبِي ذئب سماعه من الزُّهْرِيّ أو عَرْضٌ هُوَ؟ قَالَ: لا تبالي كيف كَانَ. وقال أَحْمَد بْن علي الأَبّار: سَأَلت مُصْعبًا عَن ابْن أَبِي ذئب فَقَالَ: مُعَاذِ اللَّه أن يكون قَدَرِيًّا إنما كَانَ زمن المهدي قد أخذوا أَهْل القدَرَ وضربوهم
__________
1 سير أعلام النبلاء "7/ 112".
2 انظر المصدر السابق.
3 اللخناء: يعني المنتنة. ويقال: اللخناء التي لم تخن.
4 انظر المصدر السابق.
5 وفي السير "7/ 113"، قال: "أما فوات الليث ... ".
6 انظر السابق.(9/393)
ونفوهم فنجا مِنْهُ قوم فجلسوا إِلَيْهِ واعتصموا بِهِ من الضرب فَقِيلَ هُوَ قَدَرِيّ لِذَلِكَ، لقد حدّثني من أثق بِهِ أَنَّهُ مَا تكلم فِيهِ قط.
وسئل أَحْمَد بْن حنبل عَنْهُ فوثّقه ولم يرضه فِي الزُّهْرِيّ. وقال ابن معين: ثقة، سمع من عكرمة. كان ابْن أَبِي ذئب سنة تسع وخمسين ومائة بعدما انصرف من بغداد، مات بالكوفة وقد أسنى المهديّ جائزته.
343- محمد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ1، التُّجَيْبيّ المصري الأمير.
ولي الديار المصرية لأبي جعفر. وحدث عَن أبيه -مات سنة خمس وخمسين ومائة.
344- مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ2 –ق- مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَخُو عَبْدِ اللَّهِ وَعَوْنٍ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَإِخْوَتِهِ. وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَيَحْيَى بْنُ يَعْلَى الأَسْلَمِيُّ وَمَعْمَرٌ وَمُغِيرَةُ ابْنَاهُ. قَالَ الْبُخَارِيّ: منكر الحديث. وقال ابن معين: ليس حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.
يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الرَّمْلِيُّ ثنا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَخِيهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ مَرْفُوعًا: "إِذَا طَنَّتْ أُذُنُ أَحَدِكُمْ فلْيُصَلِّ عَلَيَّ وَلْيَقُلْ ذَكَرَ اللَّهُ مَنْ ذَكَرَنِي بِخَيْرٍ"3.
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: هَذَا لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ.
345- محمد بْن عُبَيْد الله العَرْزَمي الكوفي4 -د ق-.
عَن مكحول وعطاء وعمرو بْن شعيب ومحمد بْن زياد الْجُمحي وعدة. وعنه شعبة والثوري وسيف بْن عمر وعلي بْن مسهر ومحمد بْن سلمة الحراني. وآخر من
__________
1 كتاب الولاة والقضاة "ص/ 101، 116، 118، 119".
2 تقدمت ترجمته في الطبقة السابقة.
3 "ضعيف": أخرجه ابن السني "166"، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول "2/ 611"، وابن القيم في جلاء الأفهام "ص/ 61"، وقد تقدم الكلام عليه قريبًا.
4 التاريخ الكبير "1/ 171"، والجرح والتعديل "8/ 1".(9/394)
حدث عنه قبيصة بن عقبة. وكان من عباد الله الصالحين لكنه واهٍ.
قَالَ أحمد: ترك الناس حديثه. وقال الفلاس: متروك الحديث.
وقال ابْن معين: لا يُكتب حديثه.
وقال وكيع: كان محمد بن عبيد الله العزرمي رجلا صالحًا قد ذهبت كُتُبُه فكان يحدِّث حِفْظًا فَمَنْ ذَلِكَ أتى. وقال القطّان: سَأَلت العزرمي فجعل لا يحفظ فأتيته بكتاب فجعل لا يحسن يقرأ.
وقال البخاري: تركه ابْن الْمُبَارَك وغيره. قُلْتُ: فهو من شيوخ شُعْبَة وما أَظنّ شُعْبَة روى عَن أضعف مِنْهُ. وكناه قبيصة أَبَا عَبْد الرَّحْمَن.
وقال خ: قَالَ لِي عبّاد بْن أَحْمَد: هُوَ مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي سُلَيْمَان الفزاري، وهو ابْن أخي عَبْد الملك بْن أَبِي سُلَيْمَان. ويقال: مات سنة خمس وخمسين ومائة.
346- محمد بْن عمارة بْن عمرو بْن حزم1 -4- الأنصاري المدني.
عَن عمه أَبِي بكر بْن محمد ومحمد بْن إِبْرَاهِيم التيمي. وعنه مالك وصفوان بْن عيسى وأبو عاصم وغيرهم. وثّقه ابْن معين.
347- محمد بْن عمران بْن إِبْرَاهِيم بْن طلحة2 بْن عُبَيْد الله القرشي التيمي المدني أَبُو سُلَيْمَان.
أحد الأشراف. ولي قضاء المدينة لبني أميّة ثُمَّ وليها للمنصور.
قَالَ ابْن سعد: كَانَ مهيبًا جليلا صليبًا من الرجال. وكان قليل الرواية.
مات سنة أربع وخمسين ومائة، فَلَمَّا بلغ موتُه المنصورَ قَالَ: اليوم استوت قريش.
وذكره ابْن أَبِي حاتم مختصرًا.
348- محمد بْن فضاء بْن خالد الجهضمي3 -د ت ق- أبو بحر البصري العابد.
__________
1 تقريب التهذيب "2/ 193"، والميزان "3/ 662".
2 الجرح والتعديل "8/ 41".
3 ميزان الاعتدال "4/ 5"، والمعرفة والتاريخ "2/ 123".(9/395)
عَن أبيه. وعنه بكر بْن بكار والأنصاري ومسلم والأصمعي وإسماعيل بْن عمرو البجلي.
ضعّفه أَبُو زرعة. قَالَ ابْن معين: ليس بشيء. وقال مرة: ضعيف. حديثه فِي كسر السكة إلا من بأس.
349- محمد بْن مسلم بْن مهران1 -د ت ن- بْن المثنى.
وقد يقال: محمد بْن مهران ينسب إلى جده، ومسلم ليس بأبيه فَإِنَّهُ على الأصح محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن مسلم مؤذن مسجد العريان. روى عَن جده أَبِي المينا مسلم وسلمة بْن كهيل وحماد الفقيه.
وعنه شعبة -وكناه أبا جعفر- وسلم بْن قتيبة وأبو داود وأبو الوليد الطيالسيان.
قَالَ الدارَقُطْنيّ: هُوَ وجده لا بأس بهما.
350- مختار بن نافع التيمي2 –ت- الكوفي التمار.
عن أبي مطر البصري صاحب علي ويحيى بْن سعيد بْن أَبِي حبان التيمي.
وعنه عثمان بْن عمر بْن فارس ومحمد بْن عُبَيْد الطنافسي ومكي بْن إِبْرَاهِيم وأبو عتاب سهل بْن حماد. قَالَ البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة.
351- المختار بْن يزيد3. ويقال: ابْن عمرو الأزدي. بصري.
عَن أَبِي الشعثاء وسعيد بْن جبير. وعنه وكيع وأبو نعيم وغيرهما. شيخ.
352- مخرمة بْن بكير بن عبد الله4 -م د ن- بن الأشج المدني.
عَن أبيه وعامر بْن عَبْد الله بْن الزبير. وعنه ابْن الْمُبَارَك وابن وهب ومعن بن عيسى والواقدي وجماعة. يكنى أَبَا المسور. قَالَ النسائي: ليس بِهِ بأس.
وقال سَعِيد بْن مريم: سَمِعْت خالي مُوسَى بْن سلمة يَقُولُ: أتيت مخرمة بْن بكير بكتاب أبيه أعرضه فقال: مَا سَمِعْت من أَبِي شيئًا إنما هَذِهِ كتب وجدناها عندنا
__________
1 تقريب التهذيب "2/ 201"، والجرح والتعديل "8/ 78".
2 التاريخ الكبير "7/ 386".
3 التاريخ الكبير "7/ 386".
4 التهذيب "10/ 70"، والجرح والتعديل "8/ 363"، والميزان "4/ 80".(9/396)
عَنْهُ وما أدركت أَبِي إلا وأنا غلام. وأما عليّ بْن المديني فَقَالَ: سَمِعْت معن بْن عِيسَى يَقُولُ: مخرمة سَمِعَ من أَبِيهِ وعرض عَلَيْهِ. وقال أَحْمَد بْن حنبل: لم يسمع من أَبِيهِ شيئًا إنما يروي من كتاب أبيه.
وقال أبو حاتم: قَالَ ابْن أَبِي أويس: وجدت فِي ظهر كتاب مالك بْن أَنَس: سَأَلت مخرمة عما يحدّث بِهِ عَن أَبِيهِ سمعها من أَبِيهِ؟ فحلف لِي فَقَالَ: وربِّ هَذِهِ البُنَيّة سمعته من أَبِي.
وقال أَبُو حاتم: كل حديثه فهو عَن أَبِيهِ سوى حديث واحد حدّث بِهِ عَن عامر بْن عَبْد اللَّه.
قُلْتُ: توفي سنة ستين، ومائة كهلا.
353- مرزوق بْن عَبْد الرحمن أَبُو حسان البصري1، المؤذِّن.
عَن محمد بْن سيرين ومطر الوراق. وعنه أَبُو أسامة وأبو سلمة التبوذكي وغيرهما. لا أعلم بِهِ بأسا.
354- مرزوق أَبُو بكر البصري2 –ت- مولى طلحة بْن عَبْد الرحمن الباهلي.
عَن قتادة ومحمد بْن المنكدر. وعنه معتمر بْن سُلَيْمَان وأبو داود وأبو نعيم وعثمان بْن عمر.
وثّقه أَبُو زرعة.
355- مرزوق بْن أَبِي الهذيل الثَّقفيّ الدمشقي3 -ق-.
عَن ابْن شهاب. وعنه الوليد بْن مسلم، فَقَالَ دحيم مَا حدّث عَنْهُ غير الْوَلِيد. وقَالَ ابْن خزيمة: ثقة. وقال أَبُو حاتم: حديثه صالح، ولينه ابْن حبان.
356- مرزوق مولى سعيد بْن المسيب المخزومي4.
__________
1 التاريخ الكبير "7/ 384"، والجرح والتعديل "8/ 264".
2 الجرح والتعديل (8/ 264) .
3 تهذيب التهذيب (10/ 86) ، والميزان (4/ 88) .
4 التقريب (2/ 245) ، والجرح والتعديل (8/ 263) .(9/397)
عن مولاه. روى عنه وكيع وأبو نعيم.
357- مرزوق أَبُو عَبْد الله الحمصي1 –ت- نزيل البصرة.
عَن أَبِي أسماء الرحبي وشهر بْن حوشب ومكحول وجماعة. وعنه معتمر بْن سُلَيْمَان وأبو عبيدة الحداد وروح بْن عبادة وغيرهم.
358- مرزوق أَبُو بكر التيمي2، المُؤَذِّن. كوفي.
عَن مجاهد وسعيد بْن جبير. وعنه سفيان وإسرائيل وشريك وَهَؤُلاءِ الثلاثة وفاتهم قديمة وأحببت جمع الأسماء هنا.
359- مستقيم بْن عَبْد الملك3. مؤذن البيت الحرام. اسمه عثمان.
يروي عَن ابْن المسيب وشهر بْن حوشب وسالم بْن عَبْد الله. وعنه أبو عاصم والخريبي ومحمد بن ربيعة الكلابي وإسماعيل بن عمرو البجلي.
قَالَ ابن مَعِين: لَيْسَ بِهِ بأس. وقال أبو حاتم: منكر الحديث. وضعفه ابن المديني.
360- مسلم بن سعيد الواسطي العابد4 -4- قد مضى وينبغي نقله إلى هنا.
قال: ليس بِهِ بأس.
361- المستمر بْن الريان الإيادي4 -م د ت ن- البصري.
عَن أَبِي نضرة وأبي الجوزاء الربعي. ورأى أنس بْن مالك. وعنه شعبة وزيد بْن الحباب ومسلم وعثمان بْن عمر. وثّقه يحيى القطان.
362- مستور بن عباد أبو همام6 –ن- الهنائي البصري.
__________
1 التهذيب "10/ 87"، والجرح والتعديل "8/ 265".
2 ميزان الاعتدال "4/ 88"، والتهذيب "10/ 87".
3 تهذيب التهذيب "7/ 136".
4 تهذيب التهذيب "7/ 136".
5 الجرح والتعديل "8/ 430"، والتهذيب "10/ 104".
6 تقريب التهذيب "2/ 248"، والثقات "7/ 524".(9/398)
عَن الحسن وعطاء بْن أَبِي رباح ومحمد بْن عباد بْن جعفر المخزومي. وعنه خالد بْن الحارث وأبو عاصم ومسلم والتبوذكي. وثّقه ابْن معين.
363- مَسَرَّة بْن مَعْبَد اللخمي الفلسطيني1.
عَن نافع والزهري وأبي عُبَيْد الحاجب وسليمان بْن موسى. وعنه وكيع وضمرة بْن ربيعة وأبو أحمد الزبيري وسوار بْن عمارة الرملي.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ ابْن حبان: لا يحتج بِهِ وحده.
364- مِسْعَر بن كدام2 –ع- بْن ظهير بْن عبيدة بْن الحارث أَبُو سلمة الهلالي الكوفي الأحول الحافظ أحد الأعلام.
عن عمر بْن مرة والحكم بْن عتيبة وقتادة وعدي بْن ثابت وإبراهيم بْن محمد بْن المنتشر وثابت بْن عُبَيْد وزياد بْن علاقة وسعد بْن إِبْرَاهِيم وسعيد بْن أَبِي بردة وعبد الله بْن عَبْد الله بْن جبير وقيس بْن مسلم وأبي بكر بْن عمارة بْن روبية ووبرة بْن عَبْد الرحمن، وطائفة سواهم. وعنه ابن عيينة ويحيى القطان بْن بشر وابن الْمُبَارَك وأبو نعيم ويحيى بْن آدم وخلاد بْن يحيى وعبد الله بْن محمد بْن المغيرة وثابت بْن محمد العابد، وخلق كثير.
قَالَ مُحَمَّد بْن بشر العبدي: كَانَ عند مسعر نحو ألف حديث فكتبتها إلا عشرة.
وقال يحيى بْن سَعِيد: مَا رَأَيْت أثبت من مسعر. وقال أَحْمَد بْن حنبل: الثقة كشعبة ومسعر. وقال وكيع: شَكُّ مسعر كيقين غيره. وقال هشام بْن عروة: مَا قدم علينا من العراق أفضل من ذاك السختياني أيوب وذاك الرواسي مسعر. وعن الْحَسَن بْن عمارة قَالَ: إن لم يدخل الجنة إلا مثل مسعر إن أَهْل الجنة إلا لقليل. وقال سُفْيَان بْن عيينة: قَالُوا للأعمش: إن مسعرًا يشكّ فِي حديثه فَقَالَ: شكُّه كيقين غيره. وعن خَالِد بْن عمرو قَالَ: رَأَيْت مسعرًا كأن جبهته رُكْبَةٌ عيرٍ من السجود، وكان إذا نظر إليك حَسِبْتَ أَنَّهُ ينظر إِلَى الحائط من شدّة حولَته.
وروى ابن عيينة عَن مِسْعَر قَالَ: دخلت عَلَى أَبِي جَعْفَر أمير المؤمنين فَقُلْتُ: نَحْنُ لك والد وأنت لنا ولد، وكانت أمه أم الفضل هلالية أي أم ابن عباس، فقال
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 64"، والمشاهير "181".
2 تهذيب الأسماء "2/ 89"، والتهذيب "10/ 113"، والميزان "4/ 99".(9/399)
لِي: تقربت إليّ بأحب أمهاتي إليّ ولو كَانَ الناس كلهم مثلك لمشيت معهم فِي الطريق1.
وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: ثنا الْحَكَمُ بْنُ هِشَامٍ ثنا مسعر قَالَ: دعاني أَبُو جعفر ليولّيني فَقُلْتُ إن أهلي يقولون لِي لا نرضى بشرائك لنا فِي شيء بدرهمين، وأنت تولّيني! أصلحك اللَّه إن لنا قرابة وحقًا، قَالَ فأعفاه2. وقال سعد بْن عبّاد: ثنا مُحَمَّد بْن مسعر قَالَ: كَانَ أَبِي لا ينام حَتَّى يقرأ نصف القرآن3. وقال ابْن عيينة: سمعت مسعرًا يَقُولُ: من أبغضني جعله اللَّه محدّثًا.
وقال مسعر: من صبر عَلَى الخل والبقل لم يُستعبد. وقال مرة لرجل عَلَيْهِ ثياب جيدة: أنت من أصحاب الحديث؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: ليس هَذَا من آلة طلب الحديث.
وقال سُفْيَان بْن عيينة: قَالَ معن: مَا رَأَيْت مسعرًا فِي يوم إلا وهو أفضل من الَّذِي كَانَ بالأمس. وقال ابْن سعد: كَانَ لمسعر أم عابدة وكان يخدمها، وكان مرجئًا فمات ولم يشهده سُفْيَان الثوري والحسن بْن صالح.
وقال ابْن معين: لم يرحل مسعر فِي حديث قط.
قلت: نَعَمْ عامة روايته عَن أَهْل الكوفة إلا قَتَادَةَ. وقال شُعْبَة: كُنَّا نسمّى مسعرًا المصحف، يعني من إتقانه. وقيل لمسعر من أفضل من رَأَيْت؟ قَالَ: عمرو بْن مرة. وقال أَبُو معمر القطيعي: قِيلَ لسفيان بْن عيينة من أفضل من رَأَيْت؟ قَالَ: مسعر. وقال شُعْبَة: مسعر للكوفيين كابن عون عند البصريين. وقال ابْن عيينة: سَمِعْت مسعرًا يَقُولُ: وددت أن الحديث كَانَ قوارير عَلَى رأسي فسقطت فكُسِرت.
وعن يَعْلَى بْن عُبَيْد قَالَ: كَانَ مسعر قد جمع العلم والورع. وعن عَبْد الله بْن دَاوُد الخريبي قَالَ: مَا من أحد إلا وقد أَخَذَ عَلَيْهِ إلا مسعرًا. ومما يؤثر لمسعر من الشعر لَهُ أو هُوَ لغيره:
نهَارك يَا مغرورُ سَهْوٌ وغَفْلَةٌ ... وَلَيْلُكَ نَوْمٌ والرَّجَا لك لازِم
وتتعبُ فيما سوفَ تكره غَبَّه ... كذلك في الدنيا تعيش البهائم4
__________
1 سير أعلام النبلاء "7/ 128".
2 انظر المصدر السابق.
3 انظر السابق.
4 راجع الخبر مع البيتين في سير أعلام النبلاء "7/ 129"، وحلية الأولياء "7/ 220".(9/400)
وقال يحيى بْن القطَّان: مَا رَأَيْت مثل مسعر كان من أثبت الناس. وقال سُفْيَان بْن سَعِيد: كُنَّا إذا اختلفنا فِي شيء أتينا مسعرًا. وقال أبو أسامة: سمعت مسعرًا يَقُولُ: إن هَذَا الحديث يصدّكم عَن ذكر اللَّه وعن الصلاة فهل أنتم منتهون. وسمعته يَقُولُ: من أبغضني جعله اللَّه محدّثًا.
وقال ابن السماك: رأيت مسعرًا فِي النوم فَقُلْتُ: أيّ العمل وجدت أنفع؟ قَالَ: ذكر اللَّه.
وقال قبيصة: كَانَ مسعر لأَنْ يَنْزَعَ ضِرْسَه أحبّ إِلَيْهِ من أن يسأل عن حديث.
روى عَن زَيْدُ بْن الْحُبَابِ وغيره قَالَ مسعر: الإِيمَان قول وعمل.
وروى معتمر بْن سُلَيْمَان عَن أَبِي مخزوم ذكره عَن مسعر قَالَ: التكذيب بالقدر أَبُو جاد الزندقة.
أَنَا أَبُو إسحاق بن طارق أنا يوسف بن خليل أنبأنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد التيمي أَنَا أَبُو علي أَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: روى مسعر عَن جماعة أساميهم مُحَمَّد: منهم مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ ومحمد بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ليلى ومحمد بْن مُسْلِم الزُّهْرِيّ ومحمد بْن سوقة ومحمد بْن جحادة ومحمد بْن زَيْدُ بْن عَبْد اللَّه بْن عمرو ومحمد بْن المنكدر ومحمد بْن عُبَيْد اللَّه الثَّقفيّ ومحمد بْن قَيْس بن مخرمة ومحمد بْن خَالِد الضبّي ومحمد بْن جَابِر اليمامي ومحمد بْن عُبَد اللَّه الزبيري وَمُحَمَّد بْن الأزهر.
وبالإسناد إلى أبي نعيم نا القاضي أَبُو أَحْمَد ثنا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن شبيب ثنا إِسْمَاعِيل بْن عمرو البجلي نا مسعر عَن عاصم بْن أَبِي النجود عَن زِرّ عَن ابْن مَسْعُود قَالَ: "مكتوب فِي التوراة سورة المُلْك من قرأها فِي كل ليلة فقد أكثر وأطاب وهي المانعة تمنع من عذاب القبر إذا أتي من قبل رأسه قَالَ لَهُ رأسه: ويلك عني فقد كَانَ يقرأ بِي ولي سورة المُلْك، وَإِذَا أتى من قبل بطنه قَالَ لَهُ بطنه: ويلك عني فقد كَانَ وعى بِي سورة المُلْك، وَإِذَا أتى من قبل رِجليه قَالَتْ: لَهُ رجلاه: ويلك عني فقد كَانَ يقوم بِي بسورة المُلْك، وهي كذلك مكتوب فِي التوراة مانعة"1.
عليّ بْن مسهر عَن مسعر قَالَ جعفر بْن عون: سَمِعْت مسعرًا ينشد:
__________
1 راجع سير أعلام النبلاء "7/ 131".(9/401)
وَمُشَيِّدٍ دارًا ليسكنَ دارَه ... سَكَنَ القبورَ ودارَه لم يَسْكُنِ1
قَالَ جعفر بْن عون: قَالَ مسعر يوصي ولده كدامًا:
إنيّ منحتُك يَا كدامُ نصيحتي ... فاسَمعْ مقال أبٍ عليك شفيقِ
أما المُزَاحَةُ والمِرَاءُ فدعْهُما ... خُلُقَانِ لا أرضاهما لصديقِ
إنيّ بلَوْتهُما فلم أَحْمَدْهُما ... لمجاورِ جارٍ ولا لرفيق
والجهل يزري فِي قومه ... وعروقه فِي الناس أيّ عروقِ2
ولبعضهم:
مَنْ كَانَ ملتمِسًا جليسًا صالحًا ... فلْيأتِ حلقةَ، مِسْعَر بْن كِدامِ
فيها السكينة والوَقار وأهلُها ... أهلُ العفافِ وعِلْيَة الأقوامِ3
قَالَ أَبُو نعيم وثابت العابد: توفي مسعر سنة خمس وخمسين ومائة.
365- مسعود بْن سعد الجعفي الكوفي4 -ن-.
عَن مطرف بْن طريف ويزيد بْن أَبِي زياد وجماعة. وعنه أَبُو نعيم وأبو غسان مالك بْن إسماعيل وثابت بْن محمد الزاهد وإسماعيل بْن أبان الوراق. قَالَ يحيى بن معين: كان من خيار عباد الله.
* المسعودي5 -4- هُوَ عَبْد الرحمن بْن عَبْد الله.
366- مصعب بن ثابت6 -د ن ق- بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ الأسدي المدني.
عَن أبيه وعطاء بْن أَبِي رباح ونافع وابن المنكدر. وعنه ابنه عَبْد الله وحاتم بن
__________
1 انظر هذا الشاهد في حلية الأولياء "7/ 221".
2 انظر المصدر السابق.
3 تذكرة الحفاظ "1/ 189"، وغيره.
4 تهذيب التهذيب "10/ 117"، والجرح والتعديل "8/ 283".
5 تقدمت ترجمته في الطبقة السابقة.
6 التاريخ الكبير "7/ 353"، والجرح والتعديل "8/ 304".(9/402)
إسماعيل والدراوردي والواقدي وعبد الرزاق وآخرون. وقد استوعب أخباره بإفاضة الزبير بْن بكار وقال: أمّه كلبيّة اشتراها أَبُوهُ بمائة ناقة من سكينة بِنْت الْحُسَيْن.
وحدّثني عمي مُصْعَب أن جَدّه كَانَ من أعبد أَهْل زمانه، صام هُوَ وأخوه نافع من عمرهما خمسين سنة. وحدّثني يحيى بْن مسكين قَالَ: مَا رَأَيْت أحدًا قط أكثر صلاة من مصعب بْن ثابت. كَانَ يصلّي فِي كل يوم وليلة ألف ركعة، ويصوم الدهر. وقال بنته أسماء بِنْت مصعب: كَانَ أَبِي يصلي فِي اليوم والليلة ألف ركعة. وقال مصعب بْن عُثْمَان وخالد بْن وضاح: كَانَ مصعب بْن ثابت يصوم الدهر ويصلّي فِي اليوم والليلة ألف ركعة ويبس من العبادة وكان من أبلغ أَهْل زمانه.
قَالَ ابْن بكار وعاش إحدى وسبعين سنة. وقَالَ النسائي وغيره: ليس بالقويّ.
وضعّفه أحمد.
وقال أَبُو حاتم: لا يحتج بِهِ. وقال مُعَاوِيَة بْن صالح عَن يحيى بْن مَعِين: ليس بشيء.
مات مصعب سنة سبع وخمسين ومائة.
367- مُطرف بْن معقل أَبُو بكر النهدي1. ويقال الشقري، ويقال الباهلي الْبَصْرِيّ العابد المقرئ.
روى عَن الشعبي والحسن وابن سيرين وقتادة. وروى الحروف عَن عَبْد الله بْن كثير وبعضها عَن معروف بْن مشكان.
روى عَنْهُ ابْن عيينة وعبد الرحمن بْن مهدي وعبد الصمد وسلم بْن إِبْرَاهِيم وعلي بْن نصر الجهضمي والعباس بْن الفضل الأنصاري المقبري. وثّقه أحمد بْن حنبل وغيره. وهو من المقلّين. وجاء من طريقه خبر موضوع عَن ثابت البناني، والآفة من غيره.
368- مُعاذ بْن العلاء الْمَازِنِيِّ الْبَصْرِيّ2 –ت- أخو أَبِي عمرو بْن العلاء.
عَن سعيد بْن جبير ونافع. وعنه يحيى بْن سعيد القطان وعثمان بن عمر بن
__________
1 ميزان الاعتدال "4/ 126".
2 تهذيب التهذيب "10/ 192".(9/403)
فارس والأصمعي وبدل بْن المحبر. كنيته أَبُو غسان وقد استشهد بِهِ الْبُخَارِيّ فِي الصحيح ولم يضعّفْه.
369- معاذ بْن محمد بْن معاذ بن أبي بن كعب1 –ق- الأنصاري المديني.
عَن أبيه وأبي الزبير المكي وعطاء الخراساني ومحمد بْن يحيى بْن حبان. وعنه ابْن لهيعة ومحمد بْن عيسى الطباع ويونس المؤدب والواقدي. وهو في عداد الشيوخ.
370- معاذ بن رفاعة السلامي الدمشقي2. وقيل: هُوَ حمصي.
عَن أَبِي الزبير وعبد الوهاب بْن بخت وعطاء الخراساني وعلي بْن يزيد الألهاني وجماعة.
وعنه بقية والوليد بْن مسلم وأبو المغيرة وعصام بْن خالد. وثّقه علي بْن المديني وغيره. وضعّفه ابْن معين وغيره. وقال الجوزجاني: ليس بحجّة.
371- معاوية بْن صالح3، ابن حُدَير الحضرمي الحمصي. الفقيه، أَبُو عمرو قاضي الأندلس.
سار إِلَى الأندلس فِي سنة خمس وعشرين ومائة. فلما دخل عبد الرحمن بن مُعَاوِيَة إِلَى الأندلس عند زوال دولة بني أمية واستولى عَلَى ممالك الأندلس اتصل بِهِ مُعَاوِيَة بْن صالح فأرسله إِلَى الشام سرًا فِي أمرٍ لَهُ فَلَمَّا رجع ولاه قضاء الجماعة. ثُمَّ إنه حج فِي آخر عُمَره.
وحدث عن سريج بْن عُبَيْد وأزهر بْن سعيد الحَرَازي ومكحول وربيعة بن يزيد وزياد بن أبي سودة وعبد الرحمن بن جبير بن نصر وعبد الوهاب بن بخت وشداد أبي عمار وأبي الزاهرية، وخلق من الشاميين. وعنه سفيان والليث وفرج بن فضالة وابن وهب ومعن بن عيسى وعبد الرحمن بن مهدي وزيد بن الحباب وأسد بن موسى السنة وأبو صالح، وطائفة لقوه بالموسم.
قَالَ أَحْمَد نا ابْن مهدي قَالَ: بينما نَحْنُ بمكة نتذاكر الحديث إذا إنسان قد دخل بيننا فَقُلْتُ: من أنت؟ فَقَالَ: أَنَا مُعَاوِيَة بْن صالح، فاحتوشناه. وقال عَبْد اللَّه بْن
__________
1 التاريخ الكبير "7/ 364"، والتقريب "2/ 257".
2 التاريخ الكبير "8/ 70"، والميزان "4/ 134"، والجرح والتعديل "8/ 421".
3 التقريب "2/ 259"، والميزان "4/ 135"، وطبقات ابن سعد "7/ 521".(9/404)
صالح: سَمِعْت هَذَا الكتاب من مُعَاوِيَة بن صالح مرتين.
حرملة نا بن وَهْبٍ نَا مُعَاوِيَةُ عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا وعى ابن آدم وعاءًا شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، حَسْبُ ابْنِ آدَمَ أُكُلاتٍ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ آكِلا لا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ" 1.
قَالَ ابْن سعد كَانَ مُعَاوِيَة قاضيًا لَهُم بالأندلس وكان ثقة كثير الحديث، حجّ مرة فلقيه من لقيه من أَهْل العراق وغيرهم2. وثقه ابْن مهدي وأحمد بْن حنبل. وقال أَبُو الْوَلِيد بْن الفرضي: يُكْنَى أَبَا عَبْد الرَّحْمَن وأبا عمرو. وقال أَبُو زرعة الدَّمشقيّ: سَمِعْت عَبْد اللَّه بْن صالح يَقُولُ: قدِم علينا معاويةُ بْن صالح مصرَ فجالسَ الليث فَقَالَ لِي الليث: يَا عَبْد اللَّه ائتِ الشيخ فاكتبْ مَا يُملي عليك، فأتيته، فكان يمليها عليّ ثُمَّ يصير إِلَى الليث يقرأها عَلَيْهِ فسمعتها مرتين.
قَالَ ابْن أَبِي حاتم: قَالَ أَبُو زرعة: ثقة محدّث. وقال لِي أَبِي: حسن الحديث غير حُجّة.
وقال الأثرم: ذكرت مُعَاوِيَة بْن صالح فحسَّن أمره. وقال ابْن معين: كَانَ يحيى بْن سَعِيد لا يرضى بمعاوية بْن صالح. وقال أَبُو صالح محبوب الفرّاء: ثنا أَبُو إِسْحَاق يومًا بحديث عَن مُعَاوِيَة ثُمَّ قَالَ: مَا كَانَ بأهلٍ أن يُروَى عَنْهُ. وعن مُوسَى بْن سلمة، قَالَ: أتيت مُعَاوِيَة بْن صالح لأكتب عَنْهُ فرأيت الملاهي فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: شيء نهُديه، يعني إِلَى صاحب الأندلس، قَالَ: فلم أكتب عَنْهُ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَا أَرَى بِحَدِيثِهِ بَأْسًا، هُوَ عندي صدوق إلا أَنَّهُ يقع فِي حديثه إفرادات. وقال مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل السلمي: ثنا أبو صالح قال: قدم علينا معاوية ابن صالح سنة سبع وخمسين ومائة وتوفي سنة ثمان.
372- معاوية بن يحيى الصدفي الدمشقي3 -ت ق- أبو روح-.
عَن مكحول والزهري ويونس بْن ميسرة والقاسم أَبِي عَبْد الرحمن. وعنه الوليد بْن مسلم والهقل بْن زياد ومحمد بْن شعيب وإسحاق بْن سُلَيْمَان الرازي ومسلمة بْن علي وعدة.
__________
1 وأخرجه الحاكم في مستدركه "4/ 121".
2 طبقات ابن سعد "7/ 521".
3 ميزان الاعتدال "4/ 1638"، والمتروكين "97".(9/405)
قَالَ الْبُخَارِيّ: روى عَن الزُّهْرِيّ أحاديث مستقيمة كأنها من كتاب، وروى عَنْهُ عِيسَى بْن يُونُس وإسحاق الرازي أحاديث مناكير كأنها من حفظه. وقال ابْن أَبِي حاتم: كَانَ عَلَى بيت المال بالريّ. وقَالَ النسائيّ: ليس بثقة. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو داود: ضعيف. وقال أَبُو زرعة: أحاديثه كلها مقلوبة. وقَالَ الدارقطني: ضعيف، ويُكتب مَا روى الْهِقْلُ عَنْهُ. فأما:
* مُعَاوِيَة بْن يحيى الطرابلسي1 فسيأتي بعد السبعين ومائة.
373- معرف بْن واصل السعدي الكوفي2 -م د-.
عَن أَبِي وائل وإبراهيم والشعبي وابن بريدة وإبراهيم التيمي ومحارب بْن دثار. وعنه عَبْد الرحمن بْن مهدي وَعَمْرو بْن مرزوق وعبد الله بْن صالح العجلي وأحمد بْن يونس وعلي بْن الجعد وجماعة. وكان أسند مَن بقي بالكوفة. وثّقه غير واحد. وقال أحمد: ثقة ثقة. وتبالد ابْن عديّ بذكره فِي الكامل ولم يقل فِيهِ شيئًا بل ساق لَهُ حديثين استغربهما.
374- معروف بْن خَرَّبُوذ3 -خ م د ق- المكي، مولى عثمان بْن عفان.
عَن أَبِي الطفيل عامر بْن واثلة وغيره. وعنه سعد بْن الصلت وأبو داود والخريبي وأبو عاصم وعبيد الله بْن موسى. ضعّفه ابْن معين. وقال أحمد: ما أدري كيف حديثه. وقال أَبُو حاتم: يُكتب حديثه. وقال آخر: صدوق. وقال العقيلي: لا يُتابَع عَلَى حديثه.
ثَنَا القاسم بن محمد التميمي نَا أَبُو بِلالٍ الأَشْعَرِيُّ قَالَ أَبُو عَامِرٍ الأَسَدِيُّ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ الْكِنَانِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَلا رَجُلٌ يُخْبِرُنِي عَنْ مُضَرَ "فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا أُخْبِرُكَ: أَمَّا وَجْهُهَا الَّذِي فِيهِ سَمْعُهَا وَبَصَرُهَا فَهُوَ الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ، وَأَمَّا لِسَانُهَا الَّذِي يُعْرِبُ عَنْهَا فَهَذَا الْحَيُّ الَّذِي مِنْ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَأَمَّا كَاهِلُهَا الَّذِي تَحْمِلُ عَلَيْهِ ثِقَلَهَا فَهَذَا الْحَيُّ من بني تميم بن مر وأن فُرْسَانُهَا وَنُجُومُهَا فَهَذَا الْحَيُّ مِنْ قَيْسٍ عَيْلانَ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كالمصدق له4.
__________
1 لسان الميزان "6/ 379"، ومعجم البلدان "1/ 216"، والكاشف "3/ 159".
2 تهذيب التهذيب "10/ 229"، وميزان الاعتدال "4/ 143".
3 تهذيب التهذيب "10/ 330"، وميزان الاعتدال "4/ 144"، والتقريب "2/ 264".
4 راجع مجمع الزوائد للهيثمي "10/ 45".(9/406)
أَبُو عَامِرٍ اسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ كُوفِيٌّ جَابِرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ: كَانَ مَعْرُوفٌ شيعيًا.
375- معروف بن سويد1 -د ن- أبو سلمة الحذامي مصري.
عَن علي بْن رباح وأبي قبيل المعافري، وعنه ابْن لهيعة ورشدين بْن سعد وابن وهب وآخرون. وثّقه ابْن حبان.
376- مَعْمَر بن راشد2 –ع- أبو عروة الأزدي. مولاهم الْبَصْرِيّ الإمام أحد الأعلام، سكن اليمن أكثر من عشرين سنة وقال: شهدت جنازة الْحَسَن.
روى عَن قتادة والزهري وزياد بْن علاقة ومحمد بْن زياد الجمحي وهمام بْن منبه ويحيى بْن أَبِي كثير وثابت البناني وأبي إسحاق السبيعي وإبراهيم بْن ميسرة وإسماعيل بْن أمية والجعد أَبِي عثمان وزيد بْن أسلم وسماك بْن الفضل وابن طاوس وأخي الزهري عَبْد الله وعبد الكريم الجزري وابن المنكدر ومطر الوراق وعمر بْن دينار ومنصور بْن المعتمر وعاصم بْن بهدلة وأيوب السختياني وزيد بْن أسلم.
روى عَنْهُ من شيوخه أَبُو إسحاق وأيوب ويحيى بْن أَبِي كثير وغيرهم وسعيد بْن أَبِي عروبة وابن الْمُبَارَك وابن علية وسفيان بْن عيينة ومروان بْن معاوية وهشام بْن يوسف ورباح بْن زيد ومحمد بْن ثور وعبد الرزاق وغندر ويزيد بْن زريع وخلق سواهم.
قَالَ مؤمّل بْن إهاب: قَالَ عَبْد الرزاق: كتبت عَن معمر عشرة آلاف.
قُلْتُ: آخر من حدّث عَن معمر مُحَمَّد بْن كثير وبقي إِلَى آخر سنة ست عشرة ومائتين.
قَالَ يعقوب بْن شَيْبَة: حدّثني جعفر بْن مُحَمَّد قَالَتْ عَائِشَةُ: حدّثني عَبْد الواحد بْن زياد قُلْتُ لمعمر: كيف سَمِعْت من ابْن شهاب؟ قال: كنت مملوكًا لقوم من طاحية فأرسلوني بِبَزّ أبيعه فقدمت المدينةَ فنزلت دارًا فرأيت شيخًا والناس يعرضون عليه العلم فعرضت عليه معهم.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 322".
2 ميزان الاعتدال "4/ 154"، وطبقات خليفة "288"، وتذكرة الحفاظ "82"، وشذرات الذهب "1/ 235".(9/407)
قَالَ الْبُخَارِيّ: معمر بْن راشد أَبُو عروة بْن أَبِي عمرو، نا عَبْد الرزاق عَن معمر قَالَ: خرجت أَنَا وغلام إِلَى جنازة الْحَسَن وتلك الأيام طلبت العلم.
مُحَمَّد بْن كثير عَن معمر قَالَ: سَمِعْت من قَتَادَةَ وأنا ابن أبع عشرة سنة فَمَا شيء سَمِعْت فِي تِلْكَ السنين إلا وكان مكتوبًا فِي صدري. قَالَ أَبُو أَحْمَد الحاكم: حدّث عَنْهُ الثوري وشعبة.
وقال أَحْمَد: نا عَبْد الرزاق قَالَ معمر: جئت الزُّهريَّ بالرصافة فجعل يُلقي عليّ.
وقال هشام بْن يوسف: عرض معمر عَلَى همام بْن منبّه هَذِهِ الأحاديث وسمع منها سماعًا نحو ثلاثين حديثًا. وقال ابن أبي خثيمة عَن ابْن معين: معمر أثَبتُ فِي الزُّهْرِيّ من ابْن عُيَيْنَة.
وروى الغلابي عَن ابْن معين قَالَ: معمر عَن ثابت ضعيف. وقال أَحْمَد بْن حنبل: مَا أضم أحدًا إِلَى معمر إلا وجدت معمرًا أطلب للحديث مِنْهُ، هُوَ أول من رحل إِلَى اليمن.
وقال عليّ بْن المديني: نظرت فِي أصول الحديث فإذا هِيَ عند ستة مِمَّنْ مضى: من أَهْل المدينة الزُّهْرِيّ، ومن أَهْل مكة عمرو بْن دينار، ومن أَهْل البصرة قَتَادَةَ ويحيى بْن أَبِي كثير، ومن أَهْل الكوفة أَبُو إِسْحَاق والأعمش، ثُمَّ نظرت فإذا حديث هَؤُلاءِ الستة يصير إِلَى أحد عشر رجلا، فذكر منهم معمرًا.
قَالَ الفلاس: معمر من أصدق الناس، سَمِعْت يزيد بْن زريع يَقُولُ: سَمِعْت أيوب يَقُولُ: حدّثني معمر. وقال ابْن عيينة: قَالَ لِي ابْن أَبِي عروبة: روينا عَن معمركم فشرّفناه.
عَبْد الله بْن جعفر الرقّي: نا عبيد الله بن عمر وقال: كنت بالبصرة مَعَ أيوب ومعنا معمر فِي مسجد فأتى رجل فسأله أيوب عَن رَجُل افترى عَلَى رَجُل فحلف بصدقة مَا لَهُ لا يدعه يأخذ مِنْهُ الحدّ قَالَ: فطلب إِلَيْهِ فِيهِ وطلبت إِلَيْهِ أمه فِيهِ فجعل أيوب يومئ إِلَى معمر ويقول: هذا يفتيك عن اليمن قَالَ: فلما أكثر عَلَيْهِ قَالَ معمر: سَمِعْت ابْن طاوس عَن أبيه أَنَّهُ كَانَ يرخّص لَهُ فِي تركه، قَالَ: قَالَ أيوب: وأنا سَمِعْت عطاء يرخّص فِي تركه. رواه أَبُو علي فِي تاريخ الرَّقَّةِ.(9/408)
ابْن سعد: قَالَ عَبْد الله بْن جعفر: نا عبيد الله بن عمرو قال: كنت بالبصرة أنتظر قدوم أيوب من مكة، فقدم علينا وزميله معمر، قدم معمر، قدم معمر يزور أمه قَالَ عَبْد الرزاق: قِيلَ للثوري: مَا منعك عَن الزهري؟ قَالَ: قلّة الدراهم، وقد كفانا معمر.
قَالَ أحمد فِي المسند: نا عَبْد الرزاق قَالَ: قَالَ ابْن جريج: إن معمرًا شرب من العلم بأنقع.
الأنقع: جمع نقع وهو مَا يستنقع.
قَالَ أحمد العجلي: معمر ثقة رَجُل صالح يروج بضعفاء، رَحل إِلَيْهِ سفيان الثوري.
وقال هشام بْن يوسف: مَا رأينا لمعمر كتابًا. عَبْد الرزاق: سَمِعْت ابْن الْمُبَارَك يَقُولُ: إِنِّي لأكتب الحديث من معمر قد سمعته من غيره، قِيلَ: وما يحملك عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: أما سَمِعْت قول الراجز: قد عرفنا خيركم من شركم.
قَالَ عَبْد الرزاق: قَالَ لِي مالك: نعم الرجل كَانَ معمر لولا روايته التفسير عَن قتادة.
قَالَ ابْن المديني: سَمِعْت عَبْد الرحمن بْن مهدي يَقُولُ: اثنان إذا كتب حديثهما هَكَذَا رأيت فِيهِ وإذا انتقيت كَانَت حِسانًا: معمر وحمّاد بْن سلمة. وقال معمر: دخلت عَلَى يحيى بْن أَبِي كثير بأحاديث فَقَالَ لِي: أكتب كَذَا وكذا، فَقُلْتُ: أما يكره أن يكتب العلم يَا أبا نصر؟ فَقَالَ: أكتب لِي فإنْ لم تكن كتبت فقد ضيّعت أو قَالَ عجزت. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَمَّا أَتَى الثَّوْرِيُّ إِلَى الْيَمَنِ أَتَاهُ مَعْمَرٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَحَدَّثَ يَوْمًا بِحَدِيثٍ عَنِ ابْنِ عُقَيْلٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ الْحَدِيثَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ: نَا مُحَمَّد بْن رجاء، نا عَبْد الرزاق سَمِعْت ابْن جريج يقول: عليكم بهذا الذي لو يبق فِي زمانه أعلم مِنْهُ، يعني معمرًا.
قَالَ أَحْمَد العجلي: لما دخل معمر اليمن كرهوا أن يخرج من بين أظهرهم فَقَالَ لَهُم رَجُل: قيّدوه قَالَ: فزوّجوه، قَالَ عُثْمَان بْن سَعِيد الدارمي: قُلْتُ ليحيى بْن معين: فَابْنُ عُيَيْنَةَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ مَعْمَرٌ؟ قَالَ: معمر، قُلْتُ: فمعمر أم صالح بْن كيسان؟ قال: معمر، قلت: فمعمر أم يُونُس؟ قَالَ: معمر، قُلْتُ: فمعمر أحبّ إليك أم الزُّهْرِيّ أم مالك؟ قَالَ: مالك.(9/409)
قُلْتُ: إن بعض الناس يَقُولُ: أثبت الناس فِي الزُّهْرِيّ سُفْيَان، قَالَ: إنما يَقُولُ ذَلِكَ من سَمِعَ مِنْهُ وأي شيء كَانَ سُفْيَان إنما كَانَ غُلَيْمًا. وقال المفضل الغلابي: سَمِعْت ابْن معين يقدّم مالكًا فِي الزُّهْرِيّ ثُمَّ معمرًا ثُمَّ يُونُس. وكان يحيى القطَّان يقدّم ابْن عيينة عَلَى معمر.
قَالَ عُثْمَان بْن أبي شيبة: سألت يحيى القطَّان: مَن أثبت الناس فِي الزُّهْرِيّ؟ فَقَالَ: مالك ثُمَّ ابْن عُيينة ثُمَّ معمر. وَقَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ يقول: إذا حدّثك معمر عَن العراقيين فخالفه إلا عن الزهري وابن طاوس فإن حديثه عنهما مستقيم فأما أَهْل الكوفة والبصرة فلا وما عمل فِي حديث الأَعْمَشُ شيئًا.
وحديثه عَن ثابت وعاصم وهشام بْن عروة مضطرب كثير الأوهام.
زَيْدُ بْن الْمُبَارَك عَن مُحَمَّد بْن نور عَن معمر قَالَ: سقط مني صحيفة الأعمى فَإِنَّمَا أتذكّره.
وقال يعقوب بْن شَيْبَة: حدَّثني أَحْمَد بْن الْعَبَّاس سَمِعْت يحيى بْن معين يقول: سَمِعْت أَنَّهُ كَانَ زوج أخت امْرَأَة معمر مَعَ معن بْن زائدة فأرسلت إليها أختها مُدًّا بخوخ فعلم بِذَلِك معمر بعدما أكل فقام فتقيّأ. وقال عَبْد الرزاق: أكل معمر عند أهله فاكهة ثُمَّ سَأَلَ فَقِيلَ: أهدته لنا فلانة النوّاحة، فقام فتقيّأ. قَالَ: وبعث إِلَيْهِ معن بْن زائدة والي اليمن بذَهَب فردّه وقال لأهله: لئن علم بهذا غيرنا لا يجتمع رأسي ورأسك أبدًا. وعن بَكْر بْن الشرود وزيد بْن الْمُبَارَك أن معمرًا مات فِي رمضان سنة اثنتين وخمسين.
وقال إِبْرَاهِيم بْن خَالِد: مات معمر فِي رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائة فصلّيت عَلَيْهِ. وقال أحمد بن حنبل: عاش ثمانيًا بوخمسين سنة. وقال خليفة وأبو عُبَيْد والفلاس: سنة ثلاث. وقال ابْن أَبِي خيثمة: سَمِعْت أَحْمَد وابن معين يقولان: مات سنة أربع. وكذا قَالَ الهيثم بْن عديّ وعلي بْن المديني. وقد حدّث بالعراق من حفظه فرواية أَهْل اليمن عَنْهُ أمتن.
377- معمر بْن قيس1، أَبُو سَعِيد السلمي.
عَن الحسن وعطاء بْن أَبِي رباح. وعنه ابْن الْمُبَارَك وبشر بْن السري وموسى بن
__________
1 التاريخ الكبير "7/ 378"، والجرح والتعديل "8/ 257".(9/410)
إسماعيل وإبراهيم بْن الحجاج وغيرهم. وهو أكبر من معمر بْن راشد لكنه تأخّر موته عَنه سنوات.
قَالَ ابْن معين: ليس بِهِ بأس.
378- معن بْن زائدة1.
الشيباني الأمير، وهو معن بْن زائدة بْن عَبْد الله بْن زائدة بْن مطر بْن شريك أَبُو الوليد، أحد الأجواد الممدحين والشجعان المذكورين. كان من أصحاب أمير العراقيين يزيد بْن عمرو بْن هَبِيرة، فَلَمَّا ملك بنو الْعَبَّاس اختفى معن مدّة، والطلب عَلَيْهِ، فَلَمَّا كَانَ ثورة الخراسانية والريوندية عَلَى المنصور وحمي القتال ظهر معن بْن زائدة وقاتل بين يدي المنصور، وأفرج عَنْهُ، وكان النضر عنده وهو مقنّع، فَقَالَ لَهُ المنصور: من أنت ويحك؟ فكشف القناع وقال: أَنَا طِلْبَتُك معن بْن زائدة، فأكْرَمَه وحباه، وصيّره من خواصّه، ثُمَّ ولاه اليمن وغيرها.
قَالَ عتّاب بْن إِبْرَاهِيم: دخل معن عَلَى المنصور فقارب فِي خَطْوِه، فَقَالَ: كَبُرت سنّك يَا معن.
فَقَالَ: فِي طاعتك يَا أمير المؤمنين، قَالَ: إنك لتتجلّد، قَالَ: لأعدائك، قَالَ: وإنّ فيك لبقية، قَالَ: هِيَ لك.
قَالَ سَعِيد بْن سالم: لما ولي معن أذربيجان للمنصور قصده قوم من أَهْل الكوفة فنظر إليهم فِي هيئة رثّة فوثب عَلَى أريكته وأنشأ يَقُولُ:
إذا نوبة نابتْ صدِيقَك فاغْتَنِمْ ... مرمَّتَها فالدهْرُ بالناس قُلَّبُ
فأحسنُ ثَوْبَيْكَ الَّذِي هُوَ لابِسٌ ... وأَفْرَهُ مُهْرَيْكَ الَّذِي هُوَ يُرْكَبُ
يَا غلام أعطِ لكل واحدٍ أربعة آلاف، فَقَالَ الغلام: دنانير يَا سيدي أَو دراهم؟ فَقَالَ معن: واللهِ لا تكون همتّك أرفع من همتي، صفِّرْها لَهُم.
وقال أَبُو عبيدة: وقف شاعر بباب معن سنة لا يصل إِلَيْهِ، وكان معن شديد الحجاب، فَلَمَّا طال مقامه سَأَلَ الحاجب أن يوصل إِلَيْهِ رقعة، وكان الحاجب حدبًا
__________
1 تاريخ بغداد "13/ 235"، معجم المرزباني "324"، والبداية "1/ 119"، والأغاني "10/ 91"، وتاريخ الطبري "8/ 40" وغيره.(9/411)
عَلَيْهِ فأوصل الرقعة فإذا فيها هَذَا:
إذا كَانَ الجوادُ شَديدَ الْحِجَابِ ... فَمَا فَضْلُ الجوادِ عَلَى البخيلِ
فكتب فيها:
إِذَا كَانَ الْجَوَادُ قَلِيلَ مَالٍ ... ولم يُعْذَرْ تعلَّلَ بالحجابِ
فَقَالَ الشاعر: إنا لله أيويسني من معروفه، ثم ارتحل، فأجبر بانصرافه فأَتْبَعُه بعشرة آلاف درهم وقال: هِيَ لك عنده فِي كل زورة.
قَالَ القتبي: قَدِمَ من بغداد فأتاه ابْن أَبِي حفصة فأنشده:
وما أحجَمَ الأعداءُ عنك تُقْيَةً ... عليك ولكن لم يَرَوْا فيك مطْمَعا
لَهُ راحَتَانِ الحتْفُ والجودُ فيهما ... أبَى اللهُ إلا أنْ يَضُرَّ ويَنْفَعَا
فَقَالَ معن: احتَكِمْ يَا أَبَا السمط، فَقَالَ: عشرة آلاف، فَقَالَ معن: ربحت والله عليك تسعين ألفًا.
وعن أبي عثمان قَالَ: استعمل المنصور قثم، رجلا من بني الْعَبَّاس فأتاه أعرابيّ فَقَالَ:
يَا قثم الخيرِ جُزيِتَ الجّنة ... أكْس بُنَيَّاتي وأُمَّهُنَّه
أُقْسِمُ باللهِ لَتَفْعَلَنَّهْ
فَقَالَ: والله لا أفعل، فَقَالَ الأَعرابي: لكن لو أقسمتُ عَلَى معن بْن زائدة لأبرَّ قَسَمي، فبلغ ذَلِكَ مَعْنًا فبعث إِلَيْهِ بألف دينار.
وقال الكديمي: نا الأصمعي قَالَ: أتى أعرابيٌّ مَعْنًا ومعه مولود فَقَالَ:
سَمَّيْتُ مَعْنًا بمَعْنٍ ثُمَّ قلتُ لَهُ ... هَذَا سَمِيّ فتًى فِي الناسِ محمود
أمسَتْ يمينُك من جود مصورة ... لا بل يمينك منها صورة الجود
فأعطاه ثلاثمائة دينار. ويروى أنّ المهدي خرج يوما يتصيّد فلقيه الحسين بن مطير فأنشده:
أضحت يمينك من جود مصورة ... لا بل يمينك منها صورة الجود
من حسن وجهك تضحي الأرض مشرقة ... ومن بنانك يجري الماء في العود(9/412)
قَالَ المهدي: كذَبْتَ يَا فاسق وهل تركت فِي شعرك موضعًا لأحد مَعَ قولك فِي معن بن زائدة:
ألما بمعن ثم قولا لقبره ... سقتك الغوادي مربعا ثم مربعا
فيا قبر معن كيف واريت جوده ... وقد كان منه البر والبحر مترعا
ولكن حويت الجود والجود ميت ... ولو كان حيا ضقت حتى تُصْدَعا
ولما مضى مَعْنُ مضى الجودُ وَالنَّدَى ... وأصبح عرنين المكارم أجْدَعا
فأطرق الْحُسَيْن ثُمَّ قال: يا أمير المؤمنين وهل معن إلا حسنة من حسناتك، فرضي عَنْهُ.
وقيل: إن معْنًا دخل يومًا عَلَى المنصور فَقَالَ: هيه يَا معن تعطي مروان ابْن أَبِي حفصة مائة ألف عَلَى قوله:
مَعْنُ بنُ زائدةٍ الَّذِي زِيدَتْ بِهِ ... شَرَفًا عَلَى شَرَفٍ بنو شَيْبانِ
قَالَ: كلا يَا أمير المؤمنين إنما أعطيته على قوله:
مازالت يوم الهاشمية معلنًا ... بالسيف دون خليفةِ الرحمنِ
فمنعْتَ حوزَتَه وكنت وِقَاءَهُ ... من وقعِ كلِّ مهنَّدٍ وَسِنَانِ
فَقَالَ: أحسنت يَا معن.
ولمعن أشعار جيدة فِي الشجاعة. وَفِي أواخر أيامه ولي إمرة سجستان ووفد عَلَيْهِ الشعراء فَلَمَّا كَانَ فِي سنة إحدى أو اثنتين وقيل: فِي سنة ثمان وخمسين كَانَ فِي داره صُنّاع فاندسّ بينهم قوم من الخوارج فوثبوا عَلَيْهِ فقتلوه وهو يحتجم ثُمَّ تتبّعهم ابْن أَخِيهِ الأمير يزيد بْن مزيد فقتلهم1.
ورثته الشعراء، ولقد أبلغ وأبدع مروان بْن أَبِي حفصة فِي كلمته:
مضَى لسبيله مَعْنُ وأبقى ... مكارِمً لن تَبيدَ ولن تُنَالا
كأنَّ الشمسَ يومَ أُصِيبَ مَعْن ... من الإِظلامِ مُلْبِسَةٌ جَلالا
وعطلت الثغور لِفَقْد مَعْنٍ ... وقد يروى بها الأسل النُّهَالا
__________
1 راجع وفيات الأعيان "5/ 249".(9/413)
وأظْلَمَتِ العراقُ وأوْرَثَتْها ... مصيبَتُه المُجَلَّلَةُ اختِلالا
وظلَّ الشامُ يَرْجُفُ جانِبَاهُ ... لِرُكْنِ العزِّ حين وَهَى فَمَالا
وكادت من تُهامةَ كلُّ أرض ... ومن نجدٍ تزولُ غَداةَ زَالا
وكان الناس كلهم لمعْنٍ ... إِلَى أنْ زار حُفْرَتُه عيالا
فَلَيْتَ الشامتينَ بِهِ فدَوْهُ ... وليت الْعُمْرَ مُدَّ لَهُ فَطَالا
ولم يَكُ كَنْزُهُ ذهَبًا ولكنْ ... سيوفَ الهندِ والحَلَق الذِّبالا
ومارنة من الْخَُطَى سُمْرًا ... ترى فيهنَّ لِينًا واعتِدالا
وذُخْرًا من محامدٍ باقياتٍ ... وفضلَ تُقًى بِهِ التفضيلُ نالا
وأيامُ الْمَنُونِ لها صُرُوفٌ ... تُقَلِّبُ بالفتَى حالا فَحَالا
وذكر ابْن المعتز فِي كتاب طبقات الشعراء أن مروان دخل عَلَى جَعْفَر البرمكي فاستنشده إياها فَلَمَّا أنشده أرسل دموعه ثُمّ قَالَ: هَلْ أثابك أحد من أهله شيئًا عليها؟ قال: لا، فأمر له عليها بألف وستمائة دينار، فزاد مروان فيها هَذَا:
نفخت مكافئًا عَن قبْر معن ... لنا مما تجُود بِهِ سجالا
فكافأ عَن صَدَى معن جوادٌ ... بأجودِ راحة بَذَلَ النَّوَّالا
كأن البرمكيّ بكلّ مالٍ ... تجُود بِهِ يداه يفيدُ مالا
قَالَ الخطيب بلغني أَنَّهُ أساء السيرة فِي أَهْل سجستان فقتلوه ببُسْت، وذلك سنة اثنتين وخمسين ومائة.
379- المغيرة بْن زياد، أَبُو هاشم الموصلي1.
عَن عكرمة وعطاء بْن أَبِي رباح ونافع وعبادة بن نسي، وقيل أَنَّهُ رأى أنس بْن مالك.
وعنه سفيان والمعافى بْن عمران والخريبي وأبو عاصم ووكيع وعمر بن أيو ب الموصلي وطائفة.
__________
1 التاريخ الكبير "7/ 326"، والتهذيب "10/ 258"، والجرح والتعديل "8/ 222".(9/414)
وقال ابن معين: ليس به بأس. وقال أَبُو داود: صالح الحديث. وقال النسائي: ليس بالقوي. ووثّقه جماعة. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لا بَأْسَ بِهِ عِنْدِي. وقال أَحْمَد: ضعيف، كل حديث رفع فهو مُنكَر ومغيرة مضطرب الحديث.
وكيع: نا المغيرة بْن زياد وعطاء عَن ابْن عَبَّاس: ليس عَلَى النائم جالسًا وضوء حَتَّى يضع جَنْبه. أنكره القطَّان وقال إنما ذا قول عطاء حدّثَنَاه ابنُ جريج عَنْهُ.
وقال أَحْمَد بْن حنبل: روى عَن عطاء عَن ابْن عَبَّاس فِي الرجل تمرُّ بِهِ الجنازة، قَالَ: يتيمم ويصلي. وهذا رواه ابْن جريج وعبد الملك عَن عطاء. قوله: وروى عَن عطاء عَن عَائِشَةَ: مَن صلّى في يوم اثنتي عشرة ركعة. والناس يروونه عَن عطاء عَن عنبسة عَن أم حبيبة1.
وَرَوَى عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُقْصِرُ الصَّلاةَ فِي السَّفَرِ وَيُتِمُّ.
وَهَذَا رَوَاهُ النَّاسُ عَنْ عَطَاءٍ كَانَتْ عَائِشَةُ تُوفِي الصَّلاةَ فِي السَّفَرِ وَتَصُومُ.
وقال الْبُخَارِيّ: قَالَ وكيع: كَانَ المغيرة بْن زياد ثقة. وقال غيره: فِي حديثه اضطراب. فأما أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم فزلق لسانه وقال: لم يختلفوا فِي تركه.
قُلْتُ: بل لم يتركه أحد.
مات سنة اثنتين وخمسين ومائة.
قَالَ أَبُو أَحْمَد الحاكم: ليس بالقويّ عندهم.
وروى ابن أبي خثيمة وعباس وأحمد بْن أَبِي مريم عَن يحيى بْن معين: ثقة.
380- المغيرة بْن مسلم السراج القسلمي2 -ت ن ق- وهو أخو عَبْد العزيز.
روى عَن عكرمة وأبي الزبير وفرقد السبخي. وعنه إسحاق بن سليمان الرازي وأبو داود الطيالسي وشبابة. وثقه ابن معين.
381- المفضل بن لاحق أبو بشر المصري3.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه مسلم "728"، وأبو داود "1250"، والترمذي "413"، والنسائي "3/ 262"، وابن ماجه "1141".
2 تقريب التهذيب (2/ 275) .
3 التهذيب "10/ 268"، والجرح والتعديل "8/ 229".(9/415)
عن ابن سيرين ومكحول. وعنه ابنه بشر ومعاذ بن معاذ ومسلم بن إبراهيم وبدل بن المحبر.
وثقه ابن معين، ولم يخرجوا له.
382- مقاتل بن سليمان1، أبو الحسن البلخي صاحب التفسير.
عَن مجاهد والضحاك وابن بريدة ومحمد بْن سيرين وعطاء والمقبري والزهري وشرحبيل بْن سعد وعدة. وعنه بقية وسعد بْن الصلت والوليد بْن مزيد وحرميّ بْن عمارة وعبد الرزاق والمحاربي وشبابة بْن سوار وعلي بْن الجعد وغيرهم. قَالَ ابْن الْمُبَارَك: مَا أحسن تفسيره لو كَانَ ثقة. وعن الْعَبَّاس بْن الْوَلِيد: إن مقاتلا جلس فِي مسجد بيروت فَقَالَ: لا تسألوني عَن شيء مما دون العرش إلا نبّأتكم بِهِ.
وَرُوِيَ أنّ المنصور ألحّ عليه ذُبابٌ فطلب مقاتل بْن سُلَيْمَان فسأله: لِمَ خلق اللَّه الذباب؟ فَقَالَ: ليُذِلّ بِهِ الجبارين. وقال ابْن عيينة: قُلْتُ لمقاتل: تحدث عن الضحاك وزعموا أنك لم تسمع منه، قَالَ: كَانَ يغلق عليّ وعليه باب، فَقُلْتُ فِي نفسي: أجل باب المدينة.
أَبُو خَالِد بن الأحمر عَن جويبر قَالَ: لقد واللهِ مات الضحّاك وإنّ مقاتل بْن سُلَيْمَان لَهُ قرطان وهو فِي الكتاب. وقال الفلاس: نا عَبْد الصمد بْن عَبْد الوارث قَالَ: قدم علينا مقاتل فجعل يحدّثنا عَن عطاء ثُمَّ حدّثنا بتلك الأحاديث كلها عَن الضّحّاك ثُمّ حدّثني عَن عمرو بْن شعيب، فقلنا لَهُ: مِمَّنْ سمعتها؟.
وقال الْوَلِيد بْن مَزْيَد: سَأَلت مقاتل بْن سُلَيْمَان عَن أشياء كَانَ يحدثني بأحاديث كل واحد ينقص الآخر؟ فَقُلْتُ: بأَيهِّم آخُذْ؟ فَقَالَ: بأيهِّم شِئْتَ.
قَالَ أَبُو إِسْحَاق الجوزجاني: كَانَ مقاتل بْن سليمان، دجالا جسورا، سمعت أَبَا اليمان يَقُولُ: قدم ها هنا فَلَمَّا أن صلّى أسند ظهره إِلَى القبلة وقال: سلوني عَن مَا دون العرش، وَحُدِّثْتُ أَنَّهُ قَالَ مثلها بمكة، فَقَالَ رَجُل: أخْبرْني عَن النملة أَيْنَ أمعاؤها؟ فسكت. وقال عفّان بْن مُسْلِم: لما قَالَ مقاتل: سَلوني سألوه: آدم أول مَا حجّ مَن حَلَقَ رأسَه؟ قَالَ: لا أدري.
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 14"، والصغير "2/ 227"، والميزان "4/ 173"، والتهذيب "10/ 279"، سير أعلام النبلاء "7/ 154"، ووفيات الأعيان "5/ 255-257".(9/416)
قَالَ الْبُخَارِيّ: قَالَ ابْن عُيَيْنة: سَمِعْت مقاتلًا يَقُولُ: إن لم يخرج الدّجّال الأكبر سنة خمسين ومائة فاعلموا أني كذّاب. وقال يزيد بْن زريع: سَمِعْت الكلبي يَقُولُ: مقاتل بْن سُلَيْمَان يكذب عليّ. وقال وكيع: كَانَ مقاتل بْن سُلَيْمَان كذّابًا. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو داود وأبو حاتم: متروك الحديث. وقال النسائي: الكذابون فِي الضعفاء المعروفون بوضع الحديث أربعة: ابن أبي يحيى بالمدينة والواقدي ببغداد ومقاتل بْن سُلَيْمَان بخراسان ومحمد بْن سَعِيد المصلوب بالشام، وقال أَحْمَد: مقاتل صاحب التفسير مَا يعجبني أن أروي عَنْهُ شيئًا.
وقال ابْن عديّ: ثنا مُحَمَّد بْن عِيسَى إجازة نا أَبِي نا الْعَبَّاس بْن مصعب قَالَ: قدم مقاتل مَرْو فتزوج بأم أَبِي عصمة نوح بْن أَبِي مريم وكان يقصّ فِي الجامع، فقدِم عَلَيْهِ جَهْم فجلس إِلَيْهِ فوقعت العصبية بينهما فوضع كل واحد منهما عَلَى الآخر كتابًا ينقُضُ عَلَى صاحبه.
وقال مُحَمَّد بْن أشكاب: نا أَبِي سَمِعْت أبَا يوسف يَقُولُ: بخراسان صنفان مَا عَلَى الأرض أبغض إلي منهما: المقاتلية والجهمية.
وقال علي بْن كاس النخعي: ثنا جعفر بْن أَحْمَد نا عليّ بْن الْحَسَن الرازي عَن مُحَمَّد بْن سماعة عَن أَبِي يوسف أَنَ أَبَا حنيفة ذُكر عنده جهم ومقاتل فَقَالَ: كلاهما مُفْرِط، أفْرط جهم فِي نفي التشبيه حَتَّى قَالَ إنه ليس بشيء، وأفرط مقاتل حَتَّى جعل اللَّهَ مثلَ خلقه. روى نحوها إِسْمَاعِيل بْن أسد نا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم قَالَ: قَالَ أَبُو حنيفة، وهذا منقطع.
قَالَ أَحْمَد بْن سيّار فِي تاريخه: مقاتل متروك مهجور القول، وكان يتكلّم فِي الصفات بما لا تحلّ الرواية عَنْهُ. وقال ابْن أَبِي حاتم: كتب إليّ مُحَمَّد بْن آدم المروزي قَالَ محمود حضرت وكيعًا وسئل عَن تفسير مقاتل بْن سُلَيْمَان فَقَالَ: لا تنظر فِيهِ، قَالَ: مَا أصنع بِهِ؟ قَالَ: ادفنه.
وقال إِبْرَاهِيم الحربي: لم يسمع مقاتل بْن سُلَيْمَان من مجاهد شيئًا، وتفسيره وتفسير الكلبي سواء. ويُروى عَن مقاتل بْن حيّان قال: ما وجدت علم مقاتل بن سليمان إلا كالبحر.
وقال الشافعي: الناس فِي التفسير عيال عَلَى مقاتل. وقال عُمَر بْن مدرك:(9/417)
سَمِعْت مكي بْن إِبْرَاهِيم يَقُولُ: كَانَ مقاتل بْن سُلَيْمَان يَقُولُ للناس: اللَّه تعالى عَلَى عرشه.
وعن الهذيل بْن حبيب أَنَّ مقاتلا مات سنة خمسين ومائة. قُلْتُ: بقي بعد ذَلِكَ حَتَّى لقيه عليّ بْن الجعد. وقال ابْن حبّان: ولاؤه للأزد وأصله من بلخ وانتقل إِلَى البصرة ومات بها. كنيته أَبُو الْحَسَن، كَانَ يأخذ عَن اليهودي والنصراني من علم القرآن مَا يوافق كتبهم وكان مشِّبهًا يشبِّه الربِ بالمخلوق ويكذب فِي الحديث. وقال الفضل بْن خَالِد المروزي: سَمِعْت خارجة بْن مصعب يَقُولُ: لم أستحلّ دم نصراني، ولو وجدت مقاتل بْن سُلَيْمَان فِي موضع لا يراني أحد لشققت بطنه. وسئل ابْن الْمُبَارَك عَن مقاتل بْن سُلَيْمَان فَقَالَ: رحمه اللَّه لقد ذُكر لنا عَنْهُ عبادة.
وعن إِسْحَاق بْن راهويه قَالَ: أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لَهُم نظير فِي البدعة: جهم بْن صفوان وعمر بْن صبيح ومقاتل بْن سُلَيْمَان. وعن أَبِي حنيفة قَالَ: أتانا من المشرق رأيان خبيثان: جهم معطَّل ومقاتل مشبِّه.
383- منذر بْن ثعلبة العبدي البصري1.
عَن عَبْد الله بن بريدة وعلباء بْن أحمر ويزيد بْن عَبْد الله بْن الشخير. وعنه وكيع وأبو الوليد الطيالسي وأبو عمرو الحوضي. وثّقه أحمد.
384- منذر بْن النعمان اليمني الأفطس2.
عَن وهب بْن منبه وغيره. وهو مقل. روى عَنْهُ معتمر بْن سُلَيْمَان وهشام بْن يوسف ومطرف بْن مازن وعبد الرزاق. وثّقه ابْن معين.
385- منصور بْن سعد البصري اللؤلؤي3.
عَن ميمون بْن سياه والفرزدق الشاعر وحماد بْن أَبِي سُلَيْمَان. وعنه عَبْد الرحمن بْن مهدي وموسى بْن إسماعيل وجماعة.
386- المنهال بْن خليفة4، أَبُو قدامة العجلي الكوفي.
__________
1 تهذيب التهذيب "10/ 300"، والجرح والتعديل "8/ 243".
2 التاريخ الكبير "7/ 358"، والجرح "8/ 242".
3 التهذيب "10/ 307".
4 التاريخ الكبير "8/ 12"، والميزان "4/ 191".(9/418)
عَن عطاء بْن أَبِي رباح وسماك بْن حرب وجماعة. وعنه وكيع وأبو أحمد الزبيري وعبد الله بن رجاء. ضعفوه. وقال أبو داود: جائز الحديث. وقال ابْن معين: ضعيف.
387- موسى بْن أيوب بْن عامر الغافقي المصري1 الفقيه.
عَن عمه إياس بْن عامر وعكرمة وسهل بْن رافع بْن خديج. وأرسل عَن عقبة بْن عامر.
وعنه الليث وابن الْمُبَارَك وابن وهب والمقبري. وثّقه ابْن معين وهو مقل. قَالَ يحيى بْن بكير: هُوَ أول من أحدث القياس بمصر. قِيلَ: مات سنة ثلاث وخمسين ومائة.
ومر مُوسَى بْن أيوب أبو الفيض، فِي طبقة أيوب.
388- موسى بن ثروان2 –م د ن- وَقِيلَ: ابْن سروان، العجلي البصري المعلم.
عَن بديل بن ميسرة ومؤرق وأبي المتوكل الناجي. وعنه شعبة ووكيع والنضر بْن شُمَيْل وعبد الصمد بْن عَبْد الوارث وشاذ بْن فياض. وثّقه أَبُو داود.
389- موسى بْن داود3، أَبُو حاتم البصري اللؤلؤي.
عَن طاوس والحسن. وعنه ابن المبارك ومسلم وحيان بْن هلال وأبو سلمة التبوذكي.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا أعرفه.
390- موسى بْن دهقان المدني4، ثُمَّ البصري.
عَن أَبِي سعيد الخدري. ورأى ابْن عمر وسمع مِنْهُ أيضا وعن أبان بْن عثمان. وعنه وكيع وأبو غياث الدلال وعثمان بْن عمر بْن فارس.
__________
1 المعرفة والتاريخ "2/ 192"، وتاريخ أبي زرعة "1/ 69".
2 تهذيب التهذيب "10/ 338".
3 ميزان الاعتدال "4/ 204"، والجرح والتعديل "8/ 141".
4 التقريب "2/ 287"، وتاريخ الدوري "2/ 592".(9/419)
قَالَ أَبُو حاتم: ليس بالقوي.
391- موسى بْن يسار الأزدي1 –ت- ثُمَّ الدمشقي.
عَن عطاء بْن أَبِي رباح ومكحول ونافع وربيعة القصير. وعنه صدقة السمين ويحيى بْن حمزة وابن الْمُبَارَك وعقبة بْن علقمة البيروتي. قَالَ أَبُو حاتم: مستقيم الحديث.
392- موسى بْن يسار2، أَبُو الطيب المكي.
عَن عائشة بنت طلحة وعكرمة والقاسم. وعنه يحيى بْن سعيد القطان وشبابة.
قَالَ أَبُو أَحْمَد الحاكم فِي الْكُنَى: ليس بالقوى عندهم، وَهّاه حَفْص بْن غياث.
وَقَالَ الْفَلاسُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: كنت عند شيخ بمكة أَنَا وحفص بْن غياث فإذا شيخ جارية بن هرم يكتب عنه، فجعل حفص يضع له الحديث فيقول: أحدثك فلان بكذا؟ فيقول: نعم، فلما فرغ ضرب حفص بيده إلى ألواح جارية فمحاها وقال: هَكَذَا يكذب، فسأل يحيى عَن الشَّيْخ من هُوَ، فامتنع ثُمَّ قَالَ: هُوَ مُوسَى بْن يسّار.
قُلْتُ: قد مر أبو الطيب موسى بن يسار وكذا سماه ابْن أَبِي حاتم، وأظنّ هَذَا تصحف فَقَالَ الخطيب: مُوسَى بْن يسّار أَبُو الطيب، مروزي نزل المدائن.
عَن عكرمة وعنه أَبُو مُعَاوِيَة وشبابة ونعيم بْن ميسرة.
قَالَ ابْن معين: مُوسَى بْن يسّار، شيخ لشبابة ثقة.
393- موسى بْن يعقوب القُرَشِيّ3 -4- الزَّمْعي المدني.
عَن عمر بْن سعيد النوفلي وأبي حازم الأعرج وعبد الرحمن بْن إسحاق.
وعنه معن بْن عيسى وابن أَبِي فديك وسعيد بْن أَبِي مريم.
وثّقه ابْن معين. وقال أَبُو داود: صالح. وقال النسائي: ليس بالقويّ.
قَالَ ابن سعد: مات في خلافة المنصور.
__________
1 التهذيب "10/ 377"، والجرح والتعديل "8/ 168".
2 التاريخ الكبير "7/ 298"، وميزان الاعتدال "4/ 226".
3 تهذيب التهذيب "10/ 378"، وتقريب التهذيب "2/ 294".(9/420)
394- ميمون بْن موسى المرئي البصري1 -ت ق-.
عن الحسن وغيره. وعنه جماد بْن مسعدة ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وأبو الوليد وآخرون.
قَالَ النسائي: ليس بالقوي. وقال أحمد: كَانَ يدلس. وقال الفلاس: صدوق لكنه ضعيف الحديث.
"حرف النون":
395- ناصح المحلمي الكوفي2 -ت ق- الحائك.
عَن سماك بْن حرب وأبي إسحاق ويحيى بْن أَبِي كثير. وعنه يحيى بْن يعلى الأسلمي وعبد الله بْن صالح العجلي وإسماعيل بْن عمرو البجلي.
قَالَ البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ضعيف.
396- نافع بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ الأسدي3. أخو مصعب المذكور، ووالده عَبْد الله بْن نافع الزبيري. عَن أبيه وسالم أَبِي النضر. وعنه ابنه وابن أَبِي الموالي وفضل بْن سُلَيْمَان. وهو صالح الحديث مقل. مات سنة خمس وخمسين ومائة. عَن اثنتين وسبعين سنة.
397- نصر بْن طريف الباهلي4، أَبُو جزي القصاب. بصري متروك.
عَن قتادة وحماد بْن أَبِي سُلَيْمَان. وعنه مؤمل بْن إسماعيل وعبد الغفار الحراني وغيرهما.
398- نصر بْن علي بْن صهبان الجهضمي5 -4- بصري صدوق.
عَن جده لأمه أشعث بْن عَبْد الله الحداني والنضر بْن شيبان. وعنه أَبُو داود وأبو نعيم وعبيد الله بن موسى. هو مُقِلّ. وهو جد نصر بْن علي الجهضمي شيخ السنة.
__________
1 تقريب التهذيب "2/ 297"، والثقات "9/ 173".
2 ميزان الاعتدال "4/ 240"، والمجروحين "3/ 54".
3 طبقات ابن سعد "5/ 299"، والجرح والتعديل "8/ 457".
4 التاريخ الكير "8/ 105"، , والميزان "4/ 251".
5 التاريخ الكبير "8/ 103"، والتهذيب "10/ 429"، والجرح والتعديل "8/ 466".(9/421)
399- نصير بن أبي الأشعث –خ- الكوفي الكناسي1.
عَن حبيب بْن أَبِي ثابت وسماك وعثمان بْن عَبْد الله بْن موهب وجماعة. وعنه أَبُو بكر بْن عياش ويحيى بْن عيسى الرملي ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وأبو سلمة المنقري. وثّقه أَبُو حاتم. لم يخرِّجوا لَهُ، واستشهد بِهِ الْبُخَارِيّ.
400-النضر بْن حميد2، أَبُو الجارود.
عَن ثابت البناني وأبي إسحاق السبيعي وسعد الإسكاف. وعنه مهران بْن أَبِي عمر وإسحاق بْن سُلَيْمَان الرازيان. قَالَ أَبُو حاتم: متروك الحديث. وقال العقيلي: روى النضر بْن حميد عَن أَبِي الجارود وثابت. ثم قَالَ: فروى لَهُ حديثين منكرين أحدهما باطل. وقال البخاري: منكر الحديث.
إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ: نَا النَّضْرُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ شَيْءٍ أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ رِيحَهُ لَتُوجَدُ بِالآفَاقِ، وَرِيحُهُ عَمَلُهُ وَحُسْنُ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ، وَمَا مِنْ شَيْءٍ أَنْتَنُ مِنْ رِيحِ الْكَافِرِ، وَإِنَّ رِيحَهُ لَتُوجَدُ بالآفاق، وريحه عمله وسوئ الثناء عليه"3.
401- النهاس بن قهم4 -د ت ق- أبو الخطاب القيسي البصري.
عَن أنس بْن مالك وعطاء بْن أَبِي رباح جماعة. وعنه وكيع وأبو عاصم ومعاذ بْن معاذ وعثمان بْن عمر وآخرون. ضعّفه ابْن معين وقال: كَانَ قاضيا. ووهّاه يحيى القطان.
وقال النسائي: ضعيف.
402- نوح بْن أَبِي بلال المدني5 –ن- مولى معاوية.
عَن أَبِي سلمة وسعيد بن المسيب وعطاء بن يسار.
__________
1 تهذيب التهذيب "10/ 433".
2 ميزان الاعتدال "4/ 256"، والجرح والتعديل "8/ 476".
3 ذكره العقيلي في الضعفاء "4/ 289".
4 تهذيب التهذيب "10/ 478"، والميزان "4/ 274"، والمجروحين "3/ 56".
5 التهذيب "10/ 481"، والجرح "8/ 481".(9/422)
وعنه الثوري وزيد بْن الحباب وأبو بكر الحنفي عبد الكبير وعلي بن ثابت الجزري. قَالَ أَبُو حاتم، وأحمد: ثقة. وقال أَبُو زرعة: لا بأس بِهِ.
403- نُوحُ بْنُ رَبِيعَةَ أَبُو مَكِينٍ الْبَصْرِيُّ1 -د ن ق-.
عَنْ عكرمة وأبي مجلز لا حق وَنَافِعٍ. وَعَنْهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَوَكِيعٌ وَأَبُو أُسَامَةَ وَأَبُو دَاوُدَ وَأَبُو عَتَّابٍ الدَّلالُ. وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ. وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: قُلْتُ لِيَحْيَى: أَبُو مَكِينٍ قَالَ: هُوَ فَوْقَهُ، يَعْنِي عُمَرَ بْنَ الْوَلِيدِ الشَّنِّيَّ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ فِي الشَّنِّيِّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
صَفْوَانُ بْنُ هُبَيْرَةَ عَنْ أَبِي مَكِينٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: "إِذَا اشْتَهَى مَرِيضُ أَحَدِكُمْ شَيْئًا فَلْيُطْعِمْهُ إِيَّاهُ"2.
"حرف الهاء":
404- هارون بْن إِبْرَاهِيم الأهوازي البصري3 -ن.
عَن جرير والفرزدق وابن سيرين وعطاء. وعنه ابْن الْمُبَارَك وعاصم النبيل وزيد بْن الحباب وأبو داود والواقدي. قَالَ أَبُو حاتم: لا بأس بِهِ.
405- هارون بْن أَبِي إِبْرَاهِيم4. ميمون بْن أيمن البربري -وهذا لقب لَهُ- ولم يكن بربريًا، وولاؤه للغفار بْن المغيرة بْن شُعْبَة.
يروي عَن عطاء وميمون بْن مهران. وعنه عبد الله بن إدريس ووكيع وأبو نعيم وقبيصة وخلاد بن يحيى. وثقه أبو حاتم وغيره، لم يقع له شيء في الكتب.
406- هارون بن هارون بن عبد الله الهدير التيمي5 –ق- أبو عبد الله المدني.
__________
1 تهذيب التهذيب "10/ 484"، والميزان "4/ 277".
2 "حديث ضعيف": أخرجه ابن ماجه "1439، 3440"، وذكره العقيلي في الضعفاء "2/ 212، 306"، والألباني في ضعيف الجامع الصغير "373".
3 الجرح والتعديل "9/ 87".
4 التاريخ الكبير "8/ 224"، والجرح "9/ 96".
5 التاريخ الكبير "8/ 226"، والميزان "4/ 287".(9/423)
عَن مجاهد والأعرج. وعنه ابْن أَبِي فديك ومحمد بْن شعيب بْن شابور وعبد الصمد بْن النعمان وعبد الله بْن إِبْرَاهِيم الغفاري. وهو أخو محرز بْن هارون.
ضعّفه النسائي.
وقال البخاري: ليس بذاك.
407- هانئ بْن أيوب الحنفي1 -ن-.
عَن طاوس ومحارب بْن دثار. وعنه ابنه أيوب وحسين الجعفي وعبد الرحمن بْن مهدي وعبيد الله بْن موسى. صدوق. وقال ابْن سعد: فِيهِ ضعف.
408- هشام بْن سعد2 –م4- أبو عباد المدني الحساب. مولى قريش، ويقال لَهُ: يتيم زيد بْن أسلم.
روى عَن عمرو بْن شعيب وسعيد المقبري ونافع ونعيم المجمر والزهري وأكثر عَن زيد.
روى عَنْهُ ابْن وهب ووكيع وابن أبي فديك والقعنسي وأبو عامر العقدي وخلْق.
قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: لم يكن بالحافظ. وقَالَ ابْن معين: ليس بمتروك. وقَالَ النسائي: ضعيف، وقال مرة: ليس بالقوي. وقال أَبُو حاتم: هُوَ وابن إسحاق عندي واحد. وقال أحمد: كَانَ يحيى بْن سعيد لا يروي عَنْهُ. وأما أَبُو دَاوُد فَقَالَ: هُوَ ثقة وهو أثبت الناس فِي زَيْدُ بْن أسلم. وقال ابْن عديّ هُوَ مَعَ ضعفه يُكتب حديثه. قُلْتُ: استشهد بِهِ الْبُخَارِيّ واحتجّ بِهِ مُسْلِم.
مات قريبا من سنة ستين ومائة.
409- هشام الدستوائي3 –ع- هشام بْن أَبِي عَبْد الله سنبر أَبُو بكر الربعي مولاهم البصري صاحب البز الدستوائي. ودستواء قرية من عمل الأهواز.
ولد فِي حياة الصحابة الصغار. وحمل عَن قتادة ويحيى بْن أَبِي كثير ومطر الوراق بن أبي سليمان وخلق سواهم. عنه عبد الرحمن بن مهدي وابن
__________
1 ميزان الاعتدال "4/ 290"، والتهذيب "11/ 21".
2 التهذيب "11/ 39"، وسير أعلام النبلاء "7/ 262".
3 التاريخ الكبير "8/ 98"، والتهذيب "11/ 43".(9/424)
الْمُبَارَك وابن أَبِي عديّ وأزهر السمان وأبو داود ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وأبو عمر الحوضي وعدد كثير. وكان من كبار الحُفّاظ.
قَالَ شعبة: مَا من الناس أحد أقٌول إنه طلب الحديث يريد بِهِ الله غير هشام الدستوائي، وهو أعلم بقتادة منّي وبحديثه. وقال أَبُو داود الطيالسي: كَانَ هشام الدستوائي أمير المؤمنين في الحديث.
وقال عون بن عمارة: سَمِعْت هشامًا الدستوائي يَقُولُ: واللهِ مَا أستطيع أن أقول إِنِّي ذهبت يومًا قط أطلب الحديث أريد بِهِ وجه الله عزّ وجلّ.
قُلْتُ: هَذَا يقوله مَعَ شهادة شعبة وما أدراك مَا شعبة لَهُ بإخلاص النيّة.
قَالَ أحمد بْن حنبل: مَا نروي عَن أثبت من هشام الدستوائي أما مثله فعسى.
وقال شاذ بْن فياض: بكى هشام الدستوائي حَتَّى فسدت عينه1.
وعن هشام قَالَ: إذا فقدت السراج ذكرت ظُلمة القبر وعنه قَالَ: عَجِبْتُ للعالِمِ كيف يضحك2.
قَالَ هدبة بْن خالد: حدّثنا أميّة، يعني أخاه، سَمِعْت شعبة يَقُولُ: مَا أقول إنّ أحدًا يطلب الحديث يريد بِهِ وجه الله تعالى إلا هشام الدستوائي، وإن كَانَ ليقول: ليتنا ننجو من الحديث كفافًا، لا لنا ولا علينا.
قَالَ يزيد بْن زريع: كَانَ أيوب يحثّ عَلَى الأخذ عَن هشام الدستوائي.
وقال شعبة: هشام بْن أَبِي عَبْد الله أحفظ منّي عَن قتادة وأكثر مجالسةً لَهُ منّي. وسئل ابْن عليّة عَن حفّاظ البصرة فَقَالَ: هشام الدستوائي. وقال وكيع: كَانَ ثبتًا. وكذا قَالَ ابْن المديني وزاد: هُوَ أثبت أصحاب يحيى بْن أَبِي كثير. قَالَ أَبُو قطن عمرو بْن الهيثم: ما رأيت أحدا أكثر ذكرا للموت من هشام الدستوائي.
وقال عَبْد الرحمن بْن مهدي: سمعت هشامًا مرة يقول إذا حدث: من رَجُل حدّث هَذَا الحديث قد أكل التراب لسانه.
قال الكديمي: سمعت أبن نعيم يَقُولُ: قدمت البصرة فلم أر بها أفضل من هشام
__________
1 سير أعلام النبلاء "7/ 119".
2 انظر المصدر السابق.(9/425)
الدستوائي وحمّاد بْن سلمة. قُلْتُ: مناقبه جمّة، لكنه رُمي بالقدر.
قَالَ محمد بْن سعد: كَانَ ثقة حجّة، إلا أَنَّهُ يرى القَدَر. وقال محمد بْن عَبْد الله بْن البرقي: قُلْتُ لابن معين: أرأيتَ من يُرمَى بالقَدَر يُكْتَب حديثه؟ قَالَ: نَعَمْ قد كَانَ قتادة وهشام الدستوائي وابن أَبِي عروبة وعبد الوارث بْن سعيد وذكر جماعة يقولون بالقدر وهم ثقات. لم يدْعوا إِلَى شيء.
توفي سنة ثلاث وخمسين ومائة، وقيل سنة أربع. وقال أَحْمَد بْن حنبل: نا عَبْد الصمد قَالَ: مات هشام سنة اثنتين وخمسين ومائة، قَالَ وكان بينه وبين قَتَادَةَ فِي السنّ سبع سنين.
410- هشام بْن الغاز1 بْن ربيعة الجرشي أَبُو العباس -4- وَقِيلَ: أَبُو عَبْد الله وقيل: أَبُو ربيعة الدمشقي.
عَن أنس بن مالك إن كان لقيه وعن مكحول وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ والزهري وعيادة بن نسي. وقرأ القرآن عَلَى يحيى بْن الحارث الذماري. وعنه ابْن الْمُبَارَك وصدقة بْن خالد وعيسى بْن يونس والوليد بْن مسلم ووكيع وشبابة وأبو المغيرة ويحيى بْن يمان وخلق.
قَالَ أحمد: صالح الحديث. وقال دحيم وغيره: ثقة. وقال ابْن خراش: كان من خيار الناس2.
وروى عباس عن ابن مَعِين: ليس به بأس. وعنه أَبِي مسهر قَالَ: كَانَ هشام بْن الغاز عَلَى بيت المال للمنصور. مات سنة ست وخمسين ومائة. وقال ابْن معين وغيره: مات سنة ثلاث وخمسين.
411- همام بن نافع –ت- الحميري الصنعاني. والد عبد الرازق.
عَن عكرمة ووهب بْن منبه وميناء بْن أَبِي ميناء، وخاله قيس بْن يزيد. وعنه ابنه، وقال: حجّ أَبِي همام أكثر من ستين حجة. وقال ابْن معين: ثقة. وقال العقيلي: حديثه غير محفوظ.
__________
1 تهذيب التهذيب "11/ 55"، والجرح والتعديل "9/ 674"، وطبقات ابن سعد "7/ 468"، طبقات الحفاظ "84".
2 سير أعلام النبلاء "7/ 50".(9/426)
قُلْتُ: وهو قديم الوفاة. كَانَ مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن الطبّاع يَقُولُ: سَمِعْت عَبْد الرزاق يَقُولُ: قدم علينا معمر وقد مات أَبِي، فَقَالَ: لو أدركت أباك مَا أردت أن يُسْنِد لِي حديثًا. رواها الحلواني عَنْهُ. وَفِي النفس مَعَ صحة سندها منها شيء فَإِن عبد الرزاق حدث أَبِيهِ ولقيه فِي حدود الخمسين ومائة قبلها أو بعدها، ومعمر فدخل اليمن قديمًا فِي أيام همام بْن منبّه.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى: نَا بَقِيَّةُ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ هَمَّامِ بْنِ نَافِعٍ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رَحِمَ اللَّهُ ابْنَ رَوَاحَةَ كَانَ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْهُ الصَّلاةُ أَنَاخَ"1.
412- الهيثم بْن رافع2 –ق- بصري.
عَن أَبِي يحيى المكي وعطاء بْن أَبِي رباح. وعنه زيد بْن الحباب وأبو بكر الحنفي وموسى بْن إسماعيل وآخرون. محله الصدق. وقال ابْن معين وأبو داود: ثقة.
وله حديث فِي الحكرة فِيه نكارة.
"حرف الواو":
413- واسط بْن الحارث3.
عَن نافع العمري وعاصم وقتادة. وعنه يوسف بْن حوشب وعبد الله بْن خراش. لَهُ مناكير.
414- واضح مولى حرملة المروزي4.
عَن عكرمة والضحاك وأبي عثمان الأنصاري وغيرهم. وعنه ابنه المحدث أَبُو نميلة يحيى بْن واضح والفضل الشيباني وعلي بْن الحسين بْن واقد. ما علمت فيه ضعفا بعد.
__________
1 أورده ابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق "7/ 390"، وعزاه الهندي في الكنز "33453" لابن عساكر كما في المصدر السابق، وذكره العقيلي في الضعفاء "4/ 371".
2 ميزان الاعتدال "4/ 308"، والتهذيب "11/ 67".
3 الميزان "40/ 328" للذهبي.
4 لم أقف على ترجمة فغيما تحت يدي من مصادر.(9/427)
415- الوليد بْن جميل الفلسطيني1.
عَنْ مَكْحُولٍ وَالْقَاسِمِ أَبِي عَبْد الرحمن.
وعنه سلمة بْن رجاء ويزيد بْن هارون وأبو النضر هاشم.
قَالَ أَبُو داود: لَيْسَ بِهِ بأس. وقال أبو زُرْعة: لين الحديث. وقال أَبُو حاتم: روى أحاديث منكرة عَن القاسم.
416- الوليد بْن دينار2، أَبُو الفضل السعدي التياس، بصري.
عَن الحسن. وعنه حماد بْن زيد ووكيع وعمرو بْن المسكين وموسى بْن إسماعيل وآخرون.
قَالَ ابْن معين: ضعيف.
417- الوليد بْن سُلَيْمَان بْن أَبِي السائب الدمشقي3 -ن ق- أبو العباس.
مولى قريش.
عَن عمر بْن عَبْد العزيز ونافع ورجاء بن حيوة وبشر بن عببد الله وعبد الله بن عامر المقرئ والوليد بْن مسلم وعمر بْن عَبْد الواحد ومحمد بْن حمير وأبو المغيرة وجماعة. وثّقه دحيم وغيره. وقال الْوَلِيد بْن مُسْلِم: رَأَيْته وأتاه الأوزاعي فسلّم عَلَيْهِ فنهض، فعزم عَلَيْهِ الأوزاعي أن لا يفعل إجلالا لَهُ.
418- الوليد بْن عَبْد الله بْن جميع الكوفي4 -م د ت-.
عَن أَبِي الطفيل وسعيد بْن جبير وأبي سلمة بْن عَبْد الرحمن. وعنه ابنه ثابت ويحيى القطان وأبو نعيم وزيد بن الحباب وأبو أحمد الزبيري وجماعة.
وثّقه أَبُو نعيم. وقال أَبُو حاتم: صالح الحديث. وقال العقيلي: فِي حديثه اضطراب. وقال ابن حبان: فحش تفرده.
__________
1 تقريب التهذيب "2/ 328"، وأبو زرعة "534".
2 ميزان الاعتدال "4/ 338"، والجرح والتعديل "9/ 4".
3 تهذيب التهذيب "11/ 134"، والجرح والتعديل "9/ 6".
4 التاريخ الكبير "6/ 646"، وميزان الاعتدال "4/ 341".(9/428)
419- الوليد بْن عيسى1، أَبُو وهب العامري.
عَن الشعبي وسعيد بْن جبير وأبي بردة وعكرمة. وعنه يحيى بْن أَبِي زائدة، ووكيع وزيد بْن الحباب وغيرهم. قَالَ البخاري: فِيهِ نظر.
420- الوليد بْن كثير المخزومي2 –ع- مولاهم المدني.
عَن بشير بْن يسار وسعيد بْن أَبِي هند وإبراهيم بْن عَبْد الله بْن حنين ومحمد بْن كعب القرظي وجماعة. وعنه إِبْرَاهِيم بْن سعد وابن عيينة وأبو أسامة والواقدي وآخرون. وكان إخباريًا عارفًا ثبتًا بالمعازي والسيرة. قَالَ أَبُو دَاوُد: ثقة إلا أَنَّهُ إِباضِيّ.
وقَالَ ابْن عيينة: كَانَ صَدُوقا.
وروى عباس عَن ابْن معين: ثقة.
قُلْتُ: ويروى أيضًا عَن المقبري والأعرج وعبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر وعمرو بْن شعيب ومحمد بْن جَعْفَر بْن الزبير بْن الْعَوَّام ومحمد بْن عبّاد بْن جَعْفَر ومحمد بْن عمرو بْن حلحلة ومحمد بْن عمرو بْن عطاء ومعبد ومحمد ابني كعب بْن مالك. مات سنة إحدى وخمسين ومائة.
421- وهيب بْن الورد3 -م د ن ت- أبو أمية. ويقال: أبو عثمان المكي العابد القدوة مولى بني مخزوم واسمه عَبْد الوهاب. وَهُوَ أخو عَبْد الجبار بْن الورد.
يروي عَن رَجُل عَن عائشة وعن حميد بْن قيس الأعرج وعمر بْن محمد بْن المنكدر.
وعنه بشر بْن منصور السليمي وابن المبارك وعبد الرازق ومحمد بْن يزيد بْن خنيس وإدريس بْن محمد الأودي. وقال إدريس: مَا رَأَيْت أعبد مِنْهُ. وقال ابْن الْمُبَارَك: قِيلَ لوهيب أَيَجِدُ طَعْمَ العبادة من يعصي اللَّه؟ قَالَ: لا ولا من يهمّ بالمعصية. وقال مُحَمَّد بْن يزيد الحنفي: سَمِعْت سُفْيَان الثوري إذا حدّث فِي المسجد الحرام وفرغ قَالَ: قوموا إِلَى الطبيب، يعني وهيبًا.
__________
1 ميزان الاعتدال "4/ 343".
2 التهذيب "11/ 148"، والعبر "1/ 217"، وخلاصة تذهيب الكمال "417".
3 تهذيب الأسماء "2/ 149"، والمعرفة والتاريخ "1/ 434"، وحلية الأولياء "8/ 140"، والعقد الثمين "7/ 417".(9/429)
وقال وُهَيْب: إذا استطعْتَ أن لا يسبقك إِلَى اللَّه أحدٌ فافعَلْ. قُلْتُ: هَذَا عَلَى سبيل المبالغة فِي الاجتهاد وإلا فقد سَبَقَ واللهِ السابقون الأوّلون، فضلا عَن الأنبياء المستحيل سبْقُهم.
وقال مُحَمَّد بْن يزيد: حلف وُهَيْب أن لا يراه اللَّه ولا أحدٌ من خلقه ضاحكًا حَتَّى يأتيه الملائكة عند الموت فيخبرونه بمنزلته. وكانوا يرون لَهُ الرؤيا أَنَّهُ من أَهْل الجنة فإذا أُخبر بها اشتدّ بكاؤه وقال: قد خشيت أن يكون هَذَا الشيطان. وقال: عجبًا للعالم كَيف تجيبه دواعي قلبه إِلَى الضحاك وقد علم أن لَهُ في القيامة روعات ووقفات وفزعات، ثُمَّ غُشي عَلَيْهِ.
قَالَ أَبُو حاتم الرازي: كانت لوهيب أحاديث ومواعظ وزهد. وقال ابن مَعِين: ثقة. وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بِهِ بأس. وقال وُهَيْب: قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السلام: حدّ الفردوس وخوف جهنم يُورثان الصبرَ عَلَى المشقّة، ويبعدان العبد من راحة الدنيا.
قَالَ ابن خنيس: توفي سنة ثلاث وخمسين ومائة.
"حرف الياء":
422- يحيى بْن أيوب بْن أَبِي زرعة1 -د ت- بْن عمر بْن جرير بْن عَبْد الله البجلي الكوفي.
أخو جرير بْن أيوب. روى عَن جده والشعبي. وعنه ابْن الْمُبَارَك وأبو أسامة وأبو أحمد الزبيري والفريابي وعبد الله بْن رجاء الغداني. قَالَ ابْن مَعِين: لَيْسَ بِهِ بأس، وقال مرة: ضعيف.
423- يحيى بْن دينار2، أَبُو شيبة البصري.
عَن عكرمة والحسن. وعنه موسى بْن إسماعيل.
424- يحيى بْن زرارة بْن كريم بن الحارث بن عمرو السهمي3.
__________
1 تهذيب التهذيب "11/ 186"، والتاريخ لابن معين "2/ 640".
2 الجرح والتعديل "9/ 142".
3 تقريب التهذيب "2/ 354"، والثقات "7/ 602".(9/430)
عَن أبيه عَن جده الحارث، وله صحبة. وعنه ابْن الْمُبَارَك وأبو الوليد موسى بْن إسماعيل وعفان.
425- يحيى بْن أَبِي سُلَيْمَان1 -ت د ن-.
عَن عطاء بْن أَبِي رباح وسعيد المقبري. وعنه سعيد بْن أَبِي أيوب وسعيد بْن الحجاج ونافع بْن يزيد وأبو سعيد مولى بني هاشم وأبو الوليد. قَالَ أَبُو حاتم: ليس بالقوي.
426- يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن سالم بْن عَبْد الله بْن عُمَر2 -م د ن- بن الخطاب العدوي العمري.
عَن يزيد بْن الهاد وهشام بْن عروة. وعنه وهب بْن مكي ومكي بْن إِبْرَاهِيم والمقبري.
مات سنة ثلاث وخمسين ومائة.
427- يحيى بْن عَبْد الرحمن أَبُو شيبة3. شامي مُقِلّ.
عن عمر بن عبد العزيز وحبان بن أَبِي جبلة. وعنه هشيم والوليد بْن مسلم.
428- يحيى بْن عَبْد الرحمن أَبُو بسطام4، التميمي.
عَن الضحاك والزبير بْن عدي. وعنه مروان بْن معاوية وابن نمير وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَجَمَاعَةٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ليس بقوي.
429- يحيى بْن عَبْد العزيز الأردني5 –د- لا الأَزْدِيّ. الشامي, وقيل: دمشقي.
عن عبادة بن نسي ويحيى بْن أَبِي كثير وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ.
__________
1 التهذيب "11/ 228"، والميزان "4/ 383".
2 التاريخ الكبير "8/ 286"، والتقريب "2/ 359".
3 الجرح والتعديل "9/ 166".
4 ميزان الاعتدال "4/ 394".
5 التهذيب "11/ 251".(9/431)
روى عَنْهُ عمر بْن يونس اليمامي وَقَالَ كَانَ خيرا فاضلا ويحيى بْن حمزة والوليد بْن مسلم.
وهُوَ والد تلميذ الشافعي أَبِي عَبْد الرحمن الأعمى المتكلم. وقيل: جده.
قَالَ ابْن معين: مَا أعرفه. وقَالَ أَبُو حاتم: مَا بحديثه بأس.
430- يحيى بْن عمير المديني1 –ت- البزاز.
عَن سعيد المقبري ونافع. وعنه معن بْن عيسى القعنسي وخالد بْن مخلد وإسماعيل بْن أبي أويس. قال أبو حاتم: صالح الحديث.
431- يحيى بْن أَبِي العلاء موسى الباهلي البصري2.
عَن نافع. وعنه يحيى القطان وعبد الرحمن بْن مهدي وأبو الوليد. وُثِّق.
432- يزيد بْن أسيد السلمي3.
متولّي أرمينية فِي دولة مروان بْن مُحَمَّد ثُمَّ فِي دولة المنصور. وكان أمير غزوة دادقشة من ناحية بحر الخزر. دَوَّخ فِي بلاد العدو، وكان شجاعًا مجاهدًا دَيِّنًا خَيِّرًا رحمه اللَّه.
433- يزيد بن سنان4 -ت ق- أبو فروة التميمي. مولاهم الجزري الرهاوي. ولد سنة تسع وسبعين.
روى عَن ميمون بْن مهران والزهري وزيد بْن أَبِي أنيسة وسليم بن عامر. وعنه ابنه محمد وأبو خالد الأحمر ووكيع وأبو أسامة. ضعفه ابن معين.
وَقَالَ البخاري: مُقَارِبُ الْحَدِيثِ. وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ قَال: سَمِعْتُ بُكَيْرَ بْنَ فَيْرُوزَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ خَافَ أدْلَجَ وَمَنْ أَدْلَجَ دَخَلَ الْمَنْزِلَ، أَلا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ، أَلا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الجنة" 5.
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 296"، والتقريب "2/ 362".
2 التاريخ الكبير "8/ 307"، والجرح والتعديل "9/ 187".
3 وفيات الأعيان "2/ 306، 6/ 322، 324".
4 التهذيب "11/ 335"، والميزان "4/ 427".
5 "صحيح": أخرجه الترمذي "2450"، والحاكم في مستدركه "4/ 308"، وأبو نعيم في حلية الأولياء "8/ 277".(9/432)
حَدَّثَ أَبُو فَرْوَةَ بِالْكُوفَةِ. وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
434- يزيد بْن أَبِي صالح1، أَبُو حبيب.
عَن أنس. وعنه عيسى بْن يونس ووكيع وأبو داود الطيالسي وثّقه الطيالسي وقال: كان شعبة يأتيه.
435- يزيد ين عَبْد الله الشيباني2 -ت ق- مولى الصهباء. كوفي.
عَن شهر بْن حوشب وطاوس والحسن البصري. وعنه وكيع وأبو نعيم وقبيصة وأحمد بْن يونس. وثّقه ابْن معين.
436- يزيد بْن عياض بْن جعدية الليثي3 -ت ق- مدني نزل البصرة.
عَن الأعرج ونافع وسعيد المقبري. وعنه شبابة وعبد الصمد بْن النعمان وعلي بْن الجعد.
قَالَ البخاري: منكر الحديث. وقال أَبُو داود: متروك.
437- يعقوب بْن عطاء بْن أَبِي رباح4 المكي -ن-.
عَن أبيه وخاله عَبْد الله بْن كيسان وصفية بنت شيبة وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وعبد الرزاق وأبو عاصم وأبو سعد محمد بْن ميسر الصغاني وجماعة. ضعفه أَبُو زُرْعة وغيره. وقال أَبُو حاتم: ليس بالمتين. قَالَ ابنه يحيى: مات أبي سنة خمس وخمسين ومائة.
438- يوسف بن أبي إسحاق5 –ع- عمرو بن عبد الله السبيعي الكوفي. عَن أبيه وجده والشعبي ومحمد بْن المنكدر.
وعنه ابنه إِبْرَاهِيم وابنا عمه إسرائيل بْن يونس وأخوه عيسى وسفيان بن عيينة. قَالَ ابْن عيينة: لم يكن فِي ولد أَبِي إِسْحَاق أحفظ مِنْهُ، ومنهم من ينسبه إلى جده
__________
1 تقدمت ترجمته في الطبقة الماضية.
2 التهذيب "11/ 343"، والجرح والتعديل "9/ 275".
3 التهذيب "11/ 352"، والجرح "9/ 282".
4 ميزان الاعتدال "4/ 453"، والتهذيب "11/ 392".
5 التهذيب "11/ 408"، والجرح والتعديل "9/ 217".(9/433)
فَيَقُولُ: يوسف بْن أَبِي إِسْحَاق. مات سنة سبع وخمسين ومائة.
439- يوسف بْن صهيب الكندي الكوفي1 -د ت ن-.
عَن الشعبي وعبد الله بْن بريدة وحبيب بْن يسار. وعنه يحيى القطان وعبيدة بْن حميد وعبيد الله بْن موسى وأبو نعيم ومحمد الفريابي وآخرون. وثّقه ابْن معين.
440- يوسف بْن عَبْد الله أَبُو شبيب بصري مقل2.
سَمِعَ الحسن. وعنه أَبُو داود الطَّيالِسيّ وعبد الصّمد بْن عَبْد الوارث. قَالَ ابْن معين: لا شيء.
441- يوسف بْن ميمون المخزومي3 –ق- مولاهم الكوفي.
عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح وأبي الزبير. وعنه شعبة ووكيع وأبو نعيم وخلاد بْن يحيى والنعمان بْن عَبْد السلام الأصبهاني. قَالَ البخاري وغيره: منكر الحديث جدا.
442- يوسف بْن يعقوب أَبُو عَبْد الله اليمني4، الأنباري. قاضي صنعاء ومفتيها عَن طاوس وعمر بن عبد العزيز.
وعنه الثوري وهشام بْن يوسف وعبد الرزاق ومحمد بْن الحسن بْن آتش. قَالَ أَبُو حاتم: لا أعرفه. قُلْتُ: محله الصدق.
443- يونس بْن أَبِي إسحاق5 –م4- السبيعي الهمداني الكوفي.
والد إسرائيل وعيسى. روى عَن أنس بْن مالك وناجية بن كعب ومجاعد والشعبي وأبي بردة وأبي بكر ابني أبي موسى الأشعري وأبيه عمرو بْن عَبْد الله وهلال بْن حبان وجماعة. وعنه ابنه عيسى وابن الْمُبَارَك ويحيى القطان وابن مهدي ووكيع ويحيى بْن آدم وقبيصة والفريابي وعلي بْن محمد المدائني، وخلق كثير.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 224"، والتاريخ لابن معين "1603".
2 المغني في الضعفاء "7241".
3 تقريب التهذيب "2/ 393".
4 الجرح والتعديل "9/ 233".
5 التهذيب "11/ 433"، وتاريخ أبي زرعة "1/ 142".(9/434)
كان من علماء الكوفة وهو بيت علم وحديث.
قَالَ ابْن مهدي: لم يكن بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال بندار: قال سالم بن قتيبة: قدمت من الكوفة فَقَالَ لِي شُعْبَة: مَن لقيت؟ قُلْتُ: لقيت فلانًا وفلانًا، ولقيت يُونُس بْن أَبِي إِسْحَاق، قَالَ: مَا حدّثك؟ فأخبرته، فسكت ساعة، وقلت لَهُ: قَالَ: نا بَكْر بْن ماعز، قَالَ: فلم يقل لك: ثنا ابْن مَسْعُود؟ وقال يحيى القطَّان: كَانَتْ فِيهِ غفلة.
وقال أَحْمَد: حديثه مضطرب. قَالُوا: توفي سنة تسع وخمسين.
444- يونس بْن الحارث الثقفي الطائفي1.
نزل الكوفة وحدّث عَن أَبِي بردة والشعبي وإبراهيم بْن أَبِي ميمونة. وعنه أَبُو نعيم وأبو عاصم وبكر بْن بكار والفريابي وجماعة. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وغيره.
445- يونس بْن عَبْد اللَّه الجرمي2.
عَن دينار الحجار وعمارة بْن ربيعة ويونس بْن خباب. وعنه شعبة والثوري ومندل بْن علي وابن عيينة ويعلى بْن عُبَيْد وغيرهم. وثّقه أحمد وابن معين. ولم يخرِّج لَهُ أصحاب الكتب شيئًا.
446- يونس بْن نافع أَبُو غانم المروزي3، القاضي.
قال ابن المبارك: أول من اختلف إليه أبو غانم. قلت: روى عن عمر بْن دينار وأبي الزبير وكثير بْن زيد. وعنه أبو تميلة يحيى بن واضح وابن المبارك ومعاذ بن أسد وعتبة بن عبد الله المروزيون. قال ابن حبان: توفي سنة تسع وخمسين ومائة.
447- يونس بن يزيد بن أبي النجاد الإيلي4 –ع- أبو يزيد. مولى معاوية بن أبي سفيان الأموي.
__________
1 ميزان الاعتدال "4/ 479".
2 الجرح والتعديل "9/ 241".
3 تهذيب التهذيب "11/ 449"، والجرح والتعديل "9/ 247".
4 التاريخ الكبير "8/ 406"، والتهذيب "11/ 450".(9/435)
عَن عكرمة والقاسم وسالم ونافع والزهري وطائفة. وعنه جرير بْن حازم والليث وابن وهب وأبو صفوان عَبْد الله بْن سعيد الأموي وعثمان بْن عمر بْن فارس وابن أخيه عنبسة بْن خالد الإيلي وجماعة.
قَالَ أَحْمَد بْن صالح: نَحْنُ لا نقدّم فِي الزُّهْرِيّ عَلَى يُونُس أحدًا، وكان الزُّهْرِيّ إذا نزل إيلة نزل عَلَى يُونُس بْن يزيد ثُمَّ يزامله إِلَى المدينة.
وثّقه أحمد بْن حنبل وغيره.
قَالَ أَبُو سَعِيد بْن يُونُس: مات سنة اثنتين وخمسين ومائة.
وقَالَ البخاري: مات سنة تسع وخمسين.
"الكنى":
448- أَبُو أيوب المورياني1.
وزير المنصور. اسمه سُلَيْمَان بْن أَبِي سُلَيْمَان الخوزي. تمكن من المنصور وغلب عَلَيْهِ وكان قَبْلُ يكتب لسليمان بْن حبيب بْن المهلب بْن أَبِي صُفرة. وكان المنصور ينوب عَن سُلَيْمَان هَذَا فِي بعض كور فارس. حكاه ابْن خلّكان، قَالَ: فصادره وضربه فلما استخلف المنصور قتل سليمان، وكان سليمان عند ضرب المنصور قد عزم على هتكه فخلصه منه أبو أيوب المورياني، فاعتدها له المنصور واستوزره، ثم إنه فسدت نيته فيه ونسب إلى أخذ الأموال، وهم به، فطال الأمر وتمادى. وكان كلما دخل عليه ظن أَنَّهُ سيوقع بِهِ، فَقِيلَ: إنه كَانَ معه شيء من الدُّهن قد عمل فِيهِ سحر فكان يدهن بِهِ حاجبيه كلما دخل، فسار فِي أفواه العامة: دهن أَبِي أيوب. ثُمَّ أَنَّهُ أوقع بِهِ وعذّبه وأخذ أمواله وكانت عظيمة.
مات فِي سنة أربع وخمسين ومائة.
449- أَبُو بكر بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي مريم الغساني2 -د ت ق- الحمصي المحدث العابد شيخ أهل حمص.
روى عَن خالد بْن معدان وراشد بْن سعد وبلال بن أبي الدرداء ومكحول وأبي
__________
1 وفيات الأعيان "2/ 410-414"، والفخري "157"، والجهشياري "97".
2 لسان الميزان "3/ 357"، والتهذيب "12/ 28".(9/436)
راشد الحبراني وجماعة. وعنه ابن المبارك وإسماعيل بن عياش وبقية وأبو اليمان وأبو المغيرة وآخرون.
ضعفه أحمد وغيره لكثرة غلطه. واسمه كنيته.
قال ابن حبان: هو رديء الحفظ وهو عندي ساقط الاحتجاج به إذا انفرد.
وقال بقية: قَالَ لنا رَجُل فِي قرية أَبِي بَكْر، وهي قرية كثيرة الزيتون: مَا في هذه القرية من شجرة إلا وقد قام أَبُو بَكْر إليها ليلته جميعًا. وقيل: كَانَ فِي خدَّيْ أَبِي بكر أثر من الدموع.
وقال أَبُو إِسْحَاق الجوزجاني: هُوَ متماسك. وقال ابْن عدي: أحاديثه صالحة ولا يُحتجّ بِهِ. وقال يزيد بْن هارون: كَانَ من العُبّاد المجتهدين. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبَّهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ست وخمسين ومائة.
450- أبو بكر الهذلي1 –ق- اسمه سلمى بْن عَبْد الله بْن سلمى الْبَصْرِيُّ.
كَانَ فِي صَحَابَةِ الْمَنْصُورِ وَكَانَ إِخْبَارِيًّا علامة. روى عن الحسن ومحمد ومعاذة العدوية وعكرمة والشعبي وغيرهم. وعنه ابن المبارك وشبابة بن سوار ومسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل لقيه بمكة وجماعة. لم يرضه يحيى القطان. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال أحمد: ضعيف. وقال البخاري: ليس بالحافظ عندهم. وأما غندر فقال: كذاب.
يقال: مات سنة ست وستين، فيؤخر.
451- أبو البشر هشيم الحمصي المقرئ. قيل: اسمه عمران بن عثمان الزبيدي وقيل: الحضرمي.
روى حروف القراءة عَن يزيد بْن قطيب السكوني وسمع من خالد بْن معدان. روى عَنْهُ شريح بْن يزيد الحمصي. قراءته شاذّة وإسناده مظلم.
452- أَبُو جَعْفَر الرازي2، من كبار العلماء بالرّيّ. اسمه عيسى بْن ماهان، يُقَالُ: ولد بالبصرة وَكَانَ متجره إِلَى الري.
__________
1 تهذيب التهذيب "12/ 45"، والجرح والتعديل "4/ 313".
2 التاريخ الكبير "6/ 403"، وتاريخ بغداد "11/ 143"، والعبر "1/ 237".(9/437)
روى عَن عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَمْرِو بْن دينار وقتادة والربيع بْن أنس وجماعة. وعنه ابنه عَبْد الله والخريبي وأبو نعيم وعبيد الله بْن موسى وأبو أحمد الزبيري ويحيى بْن أَبِي بكير وخلف بْن الوليد وعليّ بْن الجعد وآخرون. قَالَ يحيى بْن مَعِين: ثقة. وقال أَبُو حاتم: ثقة صدوق. وقال أَحْمَد بْن حنبل والنسائي: ليس بالقويّ. وَقَالَ الْجُوزْجَانِيُّ: كَانَ يَنْفَرِدُ بِالْمَنَاكِيرِ عَنِ الْمَشَاهِيرِ، ثُمَّ سَاقَ مِنْ طَرِيقِ سَلَمَةَ الأَبْرَشِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ حَسَنٍ عَنِ الأَحْنَفِ عَنِ الْعَبَّاسِ مَرْفُوعًا: لَوْ دُلِّيتُمْ بِحَبْلٍ إِلَى الأَرْضِ السَّابِعَةِ -الْحَدِيثَ.
قَالَ ابْن المديني: أَبُو جَعْفَر عِيسَى بْن أَبِي عِيسَى الرازي ثقة، وكان يخلط، وقال مرة يُكتب حديثه إلا أَنَّهُ يخطئ. وقال أَبُو زرعة: يهمّ كثيرًا.
وروى حنبل عَن أَحْمَد: صالح الحديث.
وروى عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن المديني عَن أَبِيهِ قَالَ: هُوَ نحو مُوسَى بْن عبيدة. وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَن علي قَالَ: كَانَ عندنا ثقة. وقال ابْن عمار: ثقة. وقال عمرو بن علي: فيه ضعف سيئ الحفظ.
وقال الساجي: صدوق ليس بمتْقِن.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه الدشتكي: سمعته يَقُولُ: لم أكتب عَن الزُّهْرِيّ لأنه كَانَ يخضب بالسواد، قَالَ عَبْد الرَّحْمَن: فابتُلِي أَبُو جَعْفَر حَتَّى لبس السواد وزامل المهدي. قُلْتُ: وبلغنا أَنَّهُ كَانَ مُزامِلا للمهدي إِلَى مكة.
* أَبُو جناب الحطاب سيأتي.
وقيل: إنه مات سنة ستين ومائة.
453- أبو حرة البصري1 -م ن- واصل بن عبد الرحمن.
عَن الحسن وابن سيرين وبكر المزني. وعنه بشر بن منصور وبكر وعبد الرحمن بْن مهدي وأبو داود وأبو عمر الحوضي وغيرهم. قَالَ أَبُو قطن: سَأَلت شُعْبَة عَنْه فقال: هُوَ أصدق الناس. وقال أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيُّ: كَانَ أَبُو حرة يختم كل ليلتين. وقال النسائي: ليس به بأس، وروي أن رجلا سَأَلَ شُعْبَة عَن حديث فَقَالَ: تسألني
__________
1 الجرح والتعدل "9/ 31"، والمعرفة والتاريخ "2/ 53".(9/438)
عَن الحديث وقد مات سيد الناس أَبُو حرة.
قَالَ الفلاس: مات سنة اثنتين وخمسين ومائة.
454- أَبُو حمزة الصيرفي1 -د ق- صاحب الحِلِّيّ. هُوَ سوار بْن دَاوُد المزني البصري.
عن عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَمْرِو بْنِ شعيب وجماعة. وعنه إسماعيل بْن علية ومحمد بْن بكر البرساني ووكيع وقرة بْن حبيب ومسلم بْن إِبْرَاهِيم. وثّقه يحيى بْن معين. وسمّاه وكيع: دَاوُد بْن سوار. وليّنه العقيلي وغيره. ولم يُترك.
445- أَبُو خزيمة العبدي2 –ق- بصري مُخْتَلَفٌ فِي اسمه.
عَن طاوس والحسن وأنس بْن سيرين. وعنه عَبْد الرحمن بْن مهدي وحبان بْن هلال ومسلم بْن إِبْرَاهِيم والحوضي. وقال أَبُو حاتم: لا بأس بِهِ.
456- أَبُو خلدة السعدي، خالد بْن دينار البصري الخياط.
عَن أنس بْن مالك وأبي العالية الرياحي وابن سيرين. وعنه ابْن الْمُبَارَك وحرمي بْن عمارة وعبد الرحمن بْن مهدي وأبو نعيم ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وغيرهم.
وثّقه النسائي.
457- أبو الرحال الأنصاري البصري3 –ت- اسمه محمد بْن خالد, وقيل: خالد بْن محمد.
عَن أنس وأبي رجاء العطاردي والحسن. وعنه يحيى القطان وأبو نعيم ومكي بْن إِبْرَاهِيم ويزيد بْن رومان والنضر بْن شميل. قَالَ أَبُو حاتم وأبو زرعة: منكر الحديث.
458- أَبُو الرحال الطائي الكُوفِيّ4، عقبة بْن عُبَيْد.
عَن أنس بن مالك فيما قيل وعن بشير بْن يسار. وعنه يحيى القطان وعيسى بْن يونس وعقبة بْن خالد السكوني وحفص بْن غياث. يُقَالُ: لا بأس بِهِ، وقد ضعف.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 272".
2 تقريب التهذيب "2/ 419"، والجرح والتعديل "4/ 414".
3 تقدمت ترجمته في الطبقة الماضية.
4 تقدمت ترجمته في الطبقة الماضية.(9/439)
459- أَبُو سفيان بْن العلاء الْمَازِنِيِّ1. أخو أَبِي عمرو بْن العلاء.
روى عَن الحسن وابن أَبِي عتيق التيمي. وعنه شعبة وابن علية. قديم الموت.
* أبو السماك العدوي المقرئ. صاحب النحو. هُوَ قعنب. مرّ ذكره.
460- أَبُو سنان الكوفي. نزيل الريّ. سَعِيد بْن سنان.
461- أَبُو طيبة2. هُوَ عيسى بْن سُلَيْمَان بْن دينار الدرامي، والد أحمد بْن أَبِي ظبية الجرجاني.
كَانَ من زُهّاد العلماء مَعَ الأموال والثروة. روى عَن الأعمش وكرز بْن وبرة وجعفر بْن معبد.
وعنه ابناه أحمد وعبد الواسع وسعد بن سعيد وغيرهم- مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. قال البخاري. وقال الحاكم: سَمِعَ من عطاء بْن أَبِي رباح وغيره، وحدّث عَنْهُ أيضًا ولده يوسف، ورد علينا بنيسابور فِي حبس يزيد بْن المهلّب.
ضعّفه يحيى بْن معين.
462- أَبُو طلق3. هُوَ عديّ، ويقال: علي بْن حنظلة العابدي الْقُرَشِيّ.
عَن إِبْرَاهِيم التيمي وشراحيل بْن القعقاع. وعنه الثوري وشرقي بْن قطامي وعيسى بن يونس وغيرهم.
463- أبو عقيل الدورقي4 -خ م- بشير بن عقبة. بصري ثقة.
عَن مجاهد وأبي نضرة والحسن وأبي المتوكل الناجي. وعنه يحيى القطان وعبد الرحمن بْن مهدي وأبو الوليد ومسلم بْن إِبْرَاهِيم. وثّقه أحمد وابن معين.
464- أَبُو العلانية5.
عَن عَبْد اللَّه بْن أَبِي أوفى، اسمه محمد بن أعين المرئي.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 381-382".
2 التاريخ الكبير "6/ 402"، والجرح والتعديل "6/ 278".
3 الجرح والتعديل "6/ 181".
4 التهذيب "1/ 465-466".
5 الجرح والتعديل "7/ 206".(9/440)
بصري حسن الحال. حدّث عَنْهُ يحيى القطان وابن مهدي وطالوت بْن عباد وآخرون.
465- أَبُو عمرو بْن العلاء1 بْن عمار بْن العريان التميمي الْمَازِنِيِّ الْمُقْرِئ النحوي صاحب القراءة.
وأمه من بني حنيفة، اسمه زبان, وقيل: العريان، وقيل: غير ذَلِكَ. قرأ القرآن عَلَى سَعِيد بن جبير ومجاهد، وقيل: إنه قرأ عَلَى أَبِي العالية الرياحي. وقرأ عَلَى جماعة سواهم. مولده سنة سبعين.
وحدّث عَن أَنَس بْن مالك وأبي صالح السمّان وعطاء بْن أَبِي رباح ومجاهد وأبي رجاء العطاردي ونافع والزهري وطائفة سواهم.
قرأ عَلَيْهِ يحيى بْن الْمُبَارَك اليزيدي والعباس بْن الفضل الأنصاري قاضي الموصل وحسين الجعفي ومعاذ بْن معاذ والأصمعي ويونس بْن حبيب النحوي وسلام الطويل ومحبوب بْن الحسن وعلي بْن نصر بْن علي وهارون بْن موسى وسهل بْن يوسف وعبد الوارث بن سعيد بْن أوس الأنصاري وشجاع البلخي وآخرون. وحدث عَنْهُ شعبة وشبابة ويعلى بْن عُبَيْد وأبو عبيدة والأصمعي وحماد بْن زيد وأبو أسامة وجماعة. وكان رأسًا فِي العلم فِي أيام البصري.
قال أبو عبيدة: كان أبو عمر أعلم الناس بالقراءات والعربية والشعر وأيام العرب، وكانت دفاتره ملئ بيت إِلَى السقف، ثُمَّ تنسّك فأحرقها، وكان من أشرف العرب ووجوهها، مدحه الفرزدق وغيره. وقال ابْن معين: ثقة. وقال أَبُو حاتم الرازي: ليس بِهِ بأس. وقال أَبُو عُمَر الشيباني: مَا رأينا مثل أبي عمر بْن العلاء. وروى أَبُو العيناء عَن الأصمعي قال: قال لي أبو عمر: لو تهيّأ أن أُفْرِغ مَا فِي صدري من العلم في صدرك لفعلت، لقد حفظت فِي علم القراءات أشياء لو كُتِبَتْ ما قدر الأعمش على حفظها، لولا أَنَّهُ ليس لِي أن أقرأ إلا بما قُرِئ لقرأت بحرف كَذَا وكذا، وذكر حروفًا. وروى نصر بْن علي عَن أَبِيهِ عَن شُعْبَة قَالَ: أنظر مَا يقرأ بِهِ أَبُو عمرو مما يختاره فأكْتُبْه فإنه سيصير للناس إسنادًا. وقال إِبْرَاهِيم الحربي وغيره: كَانَ أَبُو عمر من أَهْل السُّنَّةِ. وقال أَبُو مُحَمَّد اليزيدي ومحمد بْن حَفْص: تكلم عمرو بْن عُبَيْد في
__________
1 الفهرست "48"، مراتب النحويين "13"، والعبر "1/ 223".(9/441)
الوعيد سنة فَقَالَ أَبُو عمرو: إنك لألْكن الفهم إذا صَيَّرْتَ الوعيدَ الَّذِي فِي أعظم شيء مثله فِي أصغر شيء فأعلم أن النَّهْيَ عَن الصغير والكبير ليسا سواء، وإنما نهى اللَّه عَنْهُمَا لِيُتِمَّ حُجَّتَه عَلَى خلقه ولِئلا يعدل عَن أمره ووراء وعيده عفوه وكرمه، ثُمَّ أنشد:
لا يُرْهِبُ ابنُ العمِ مَا عشتُ صولَتي ... ولا أخْتَتي من صَوْلَة المتهدّد
وإنيّ وإِنْ أَوْعَدْتُه أو وعدتُه ... لَمُخْلِفٌ إِيعادِي ومُنْجز مَوْعِدِي
فَقَالَ لَهُ عمرو بْن عُبَيْد: صدقت إن العرب تمتدح بالوعد دون الوعيد وقد تمتدح بهما، ألم تسمع إِلَى قول الشاعر:
لا تخلف الوعد ولا ... تَبيتُ من ثارِهِ، عَلَى فَوْت
فقد وافق هَذَا قوله تعالى {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ} [الأعراف: 44] قَالَ أَبُو عمرو: قد وافق الأولُ أخبارَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَدِيثُ يفسّر القرآن.
قَالَ الأصمعي: قَالَ لِي أَبُو عمرو: كن عَلَى حذر من الكريم إذا أهنته ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن العاقل إذا أحرجته ومن الأحمق إذا مازحته، ومن العاجز إذا عاشرته، وليس من الأدب أن تجيب من لا يسأل، أو تسأل من لا يجيبك، أو تحدّث من لا ينصت لك.
قَالَ الأصمعي: سَأَلت أبا عمر مَا اسمك؟ قَالَ: زبان. وعن الأصمعي بإسناد آخر قال: أبو عمر لا اسم لَهُ. وأَمَّا اليزيدي فعنه روايتان إحداهما: اسم أَبِي عمرو العريان والأخرى أن اسمه يحيى. وقال الأصمعي: سَمِعْت أَبَا عمرو يَقُولُ: كنت رأسًا والحسن حيّ.
قَالَ أَبُو عمرو الداني: نا مُحَمَّد بْن أَحْمَد نا ابْن دريد نا أَبُو حاتم عَن أَبِي عبيدة قَالَ: قَالَ أَبُو عمرو بْن العلاء: أنا زدت هذا البيت في قصيدة الأعمش وأستغفرُ اللَّه مِنْهُ:
وأَنْكَرَتْني وما كَانَ الَّذِي نَكَرَتْ ... من الحوادث إلا الشَّيْبَ والصَّلَعَا
قَالَ الأصمعي: كنت إذا سمعت أبا عمرو ويتكلم ظننته لا يعرف شيئًا، كَانَ يتكلّم كلامًا سهلًا.(9/442)
وقال اليزيدي: سمعت أبا عمر يَقُولُ: سَمِعَ سَعِيد بْن جُبَيْر قراءتي، فَقَالَ: الزم قراءتك هَذِهِ.
وقال الأصمعي: كَانَ لأبي عمرو كل يوم يشتري بفلسين كوز ورَيْحان، فإذا أمسى تصدّق بالكوز، وقال للجارية: جفّفيه ودُقّيه فِي الأشنان.
قَالَ أَبُو عُبَيْد: حدّثني عدة أن أَبَا عمرو قرأ عَلَى مجاهد، وزاد بعضهم وعلى سَعِيد بْن جُبَيْر.
قَالَ خليفة بْن خياط: مات أَبُو عمرو وأبو سُفْيَان ابنا العلاء سنة سبع وخمسين ومائة.
قَالَ الأصمعي: عاش أَبُو عمرو ستًا وثمانين سنة. وقال غير واحد: مات أبو عمر سنة أربع وخمسين ومائة. قلت: وكان أَبُو عمرو قليل الرواية للحديث، وهو حُجّة فِي القراءة صدوق، وَفِي العربية، وقد استوفيت أخباره فِي طبقات القراء.
* أَبُو العميس فِي الطبقة الماضية.
* أَبُو الغصن هُوَ دجين بْن ثابت -مَرّ-.
* أَبُو الغصن الغفاري هُوَ ثابت بْن قَيْس. سيأتي.
446- أَبُو كعب صاحب الحرير1 –ت- ثقة بصري اسمه عَبْد ربه بْن عُبَيْد.
عَن شهر بْن حوشب والحسن ومحمد بْن سيرين. وعنه يحيى القطان وأبو داود الطيالسي ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وأبو عاصم. وثّقه جماعة.
467- أبو مالك النخعي2 –ق- قيل: اسمه عَبْد الملك وقيل: عبادة بْن حسين.
عن سلمة بن كهيل وعلي بن الأقمر وعاصم بْن كليب وجماعة. وعنه يزيد بْن هارون ويحيى بْن أَبِي بكير وآدم بْن أَبِي إياس وعلي بْن الجعد وأبو النضر ووكيع.
ضعّفه أَبُو زرعة وأبو داود. قَالَ البخاري: ليس بالقوي عندهم.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 41"، والتاريخ لابن معين "4385".
2 تقريب التهذيب "2/ 453"، وتاريخ الدوري "2/ 721".(9/443)
468- أبو المنيب العتكي المروزي السنحي1 -د ن ق- عبيد الله بن عبد الله.
رأى أنس بْن مالك وسمع سعيد بْن جبير وعكرمة وطائفة. وعنه الفضل بْن موسى الشيباني وزيد بْن الحباب وعبدان بْن عثمان وعَلِيّ بْن الْحَسَن بْن شقيق.
وثّقه ابْن معين.
469- أبو المليح الفارسي الخراط2 -ن ق- مدني صدوق. يقال: اسمه صبيح ويقال: حميد.
لَهُ عَن أَبِي صالح الخوزي. وعنه حاتم بن إسماعيل ووكيع وأبو عاصم وعبد الله بن نافع الصائغ وجماعة. وثقه ابن معين. له عن الخوزي عَن أَبِي هُرَيْرَةَ "مَن لا يسأل اللَّهَ يغضب عليه" 3.
470- أبو نعامة العدوي 4 -م ق- عمرو بن عيسى بن سويد. بصري صدوق.
عَن حفصة بنت سيرين وخالد بْن عمير وجماعة. وعنه روح بْن عبادة وأبو عاصم والنضر بْن شميل وصفوان بْن عيسى. وثّقه ابْن معين وغيره.
وقال أَحْمَد: ثقة، إلا أَنَّهُ اختلط قبل موته.
471- أَبُو اليسع الكوفي5.
عَن علقمة بْن مرثد وقيس بْن مسلم وعمرو بْن مرة. روى عَنْهُ عثمان بْن مقسم البري ويحيى بْن عيسى الرملي وأبو أسامة وغيرهم.
وكان ضريرًا. لا يعرف اسمه.
آخر الطبقة السادسة عشرة ولله الحمد.
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 322".
2 تهذيب التهذيب "12/ 246"، والمعرفة والتاريخ "2/ 271".
3 "حديث حسن": أخرجه الترمذي "3373"، وابن ماجه "3827".
4 الجرح والتعديل "6/ 251"، والمعرفة والتاريخ "1/ 321".
5 التاريخ الكبير "9/ 82"، والجرح والتعديل "9/ 458".(9/444)
الفهرس العام للكتاب:
رقم الصفحة الموضوع
3 سنة إحدى وأربعين ومائة.
6 سنة اثنتين وأربعين ومائة.
7 سنة ثلاث وأربعين ومائة.
8 سنة أربع وأربعين ومائة.
13 سنة خمس وأربعين ومائة.
22 بناء بغداد.
24 خروج إبراهيم بن عبد الله بن حسن.
31 سنة ست وأربعين ومائة.
32 سنة سبع وأربعين ومائة.
34 سنة ثمان وأربعين ومائة.
35 سنة تسع وأربعين ومائة.
35 سنة خمسين ومائة.(9/445)
"تَرَاجِمُ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى الْحُرُوفِ"
"حَرْفُ الألف"
36 1- أبان بن تغلب.
37 2- أبان بن أبي عياش البصري.
38 3- إبراهيم بن حدان العذري الدمشقي.
38 4- إبراهيم بن سليمان الأفطس الدمشقي.
38 5- إبراهيم بن شعيب المدني.
38 6- إبراهيم بن عقبة المدني.
38 7- إبراهيم بن العلاء الغنوي أبو هارون.
39 8- ابْنُ هَرْمَةَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَلَمَةَ.
40 9- إبراهيم بن محمد بن المنتشر.
40 10- إبراهيم بن مسلم الهجري.
40 11- إبراهيم بن ميمون.
40 12- إبراهيم بن يزيد القرقسي.
41 13- أبين بن سفيان.
41 14- أبان بن سفيان.
41 15- أجلح بن عبد الله بن حجية.
41 16- أحمد بن خازم المعافري.
42 17- أخضر بن عجلان الشيباني.
42 18- إدريس بن سنان الصنعاني.
42 19- أدهم بن طريف السدوسي.
42 20- إسحاق بن أسيد الأنصاري.
42 21- إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ.
43 22- إسرائيل بن موسى.
43 23- أسلم المنقري.
43 24- أسماء بن عبيد.
44 25- إسماعيل بن أمية.
44 +- إسماعيل بن حماد.
44 26- إسماعيل بن أبي خالد.
45 27- إسماعيل بن رافع.
45 28- إسماعيل بن زربي.
45 29- إسماعيل بن سليمان بن أبي المغيرة.(9/446)
46 30- إسماعيل بن سميع.
46 31- إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاس.
46 32- إسماعيل بن نشيط.
46 33- أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي.
46 34- أشعث بن عبد الله بن جابر.
47 35- أشعث بن عبد الملك.
47 36- أمي الصيرفي.
48 37- أنس بن أنيس العذري.
48 38- أنيس بن أبي يحيى الأسلمي.
48 39- أيوب بن عائذ الكوفي.
"حرف الباء"
48 40- بحير بن سعد الخبايري.
49 41- البختري بن أبي البختري.
49 42- بدر بن الخليل.
49 43- بدر بن عثمان الكوفي.
49 44- بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ.
50 45- بشر بن العلاء.
50 46- بشر بن نمير القشيري.
50 47- بشير بن المهاجر الغنوي.
50 48- بكر بن عمرو المعافري.
50 49- بكير بن عامر البجلي.
51 50- بهز بن حكيم.
"حرف التاء"
52 51- تمام بن نجيح الأسدي.
52 52- تميم بن عطية العنسي.
"حرف الثاء"
52 53- ثابت بن سرج الدمشقي.
52 54- ثابت بن أبي صفية.
53 55- ثابت بن عمارة الحنفي.
53 56- ثابت بن يزيد.(9/447)
"حرف الجيم"
53 57- جابر بن صبح.
54 58- جارية بن أبي عمران.
54 59- جبريل بن أحمر البصري.
54 60- الجراح بن الضحاك.
54 61- الجعد بن عبد الرحمن.
54 62- جعفر بن خالد بن سارة.
55 63- جعفر الصادق.
59 64- جعفر بن محمد بن عباد.
59 65- جعفر بن ميمون التميمي.
59 66- جويبر بن سعيد.
"حرف الحاء"
60 67- حاتم بن أبي صغيرة.
60 68- الحارث بن حصيرة.
60 69- الحارث بن عبد الرحمن.
60 70- الحارث بن عمير.
60 71- الحارث بن النعمان.
61 72- حارثة بن أبي الرجال.
61 73- حبيب بن أبي الأشرس.
61 74- حبيب بن جري.
62 75- حبيب بن الشهيد.
62 76- حبيب بن صالح الطائي.
62 77- حبيب بن أبي العالية.
63 78- حبيب بن أبي عمرة القصاب.
63 79- حبيب المعلم.
63 80- حجاج بن أرطأة.
66 81- حجاج بن حجاج الباهلي.
66 82- حجاج بن عبد الله بن حمزة.
67 83- حجاج بن أبي عثمان الطواف.
67 84- حرام بن عثمان بن عمرو.
67 85- حرملة بن قيس.
68 86- حريث بن أبي مطر.(9/448)
68 87- الحسن بن ثوبان.
68 88- الحسن بن الحسن بن الحسن.
68 89- الحسن بن الحكم النخعي.
68 90- الحسن بن ذكوان.
69 91- الحسن بن عطية بن سعد.
69 92- الحسن بن عمرو التميمي الكوفي.
69 +- الحسن بن عمرو التميمي الكوفي.
69 93- الحسن بن عقبة.
70 94- الحسن بن يزيد.
70 95- الحسين بن ذكوان.
70 96- الحسين بن عبد الله العباسي.
71 97- الحسين بن علي بن الحسين.
71 98- الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعم.
71 99- حكيم بن رزيق الفزاري.
71 100- حلام بن صالح العبسي.
72 101- حماد بن جعفر بن زيد.
72 102- حماد بن أبي الدرداء الأنصاري.
72 103- حماد الراوية.
72 104- حمزة بن أبي حمزة.
72 105- حميد بن تيرويه.
74 106- حميد بن زياد.
75 107- حميد بن هانئ.
75 108- حميد الأعرج.
75 109- حنبل بن عبد الله.
76 110- حنظلة بن صفوان.
76 111- حنظلة السدوسي.
76 112- حيي بن عبد الله المعافري.
"حرف الخاء"
76 113- خالد بن دينار.
76 114- خالد بن رباح.
77 115- خالد بن عبيد.
77 116- خالد بن أبي عمران.(9/449)
77 117- خالد بن أبي كريمة.
77 118- خالد بن مهران.
79 119- خالد بن أبي يزيد.
79 120- خثيم بن عراك.
79 121- الخصيب بن جحدر.
79 122- خلف بن حوشب.
"حرف الدَّالِ"
79 123- دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَوْدِيُّ.
80 124- داود بن أبي عوف.
80 125- داود بن عيسى النخعي.
80 126- داود بن يزيد الأودي.
81 127- داود أبو اليمان.
81 128- دينار أبو عمر.
"حرف الراء"
81 129- راشد بن داود الصنعاني.
81 130- راشد بن كيسان.
81 131- راشد أبو سلمة الفزاري.
82 132- راشد بن نجيج.
82 133- الربيع بن حيظان "أو حظيان"
82 134- الربيع بن سعد الجعفي.
82 135- رزام بن سعيد الضبي.
82 136- رشدين بن كريب.
83 137- رزين بن حبيب الجهني.
83 138- رؤبة بن الحجاج.
83 139- روح بن جناح الدمشقي.
84 140- رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ.
"حرف الزَّايِ"
85 141- الزِّبْرِقَانُ بْنُ عبد الله أبو بكر الأسدي.
85 142- الزبرقان بن عبد الله أبو ورقاء.
85 143- زجلة الدمشقية.
85 144- زرعة بن إبراهيم.
85 145- زكريا بن أبي زائدة.(9/450)
86 146- زكريا بن سلام.
86 147- زكريا بن يحيى الحميري.
87 148- زنفل العرفي المكي.
87 149- زياد بن أبي حسان النبطي.
87 150- زياد بن أبي زياد الجصاص.
87 151- زياد بن خيثمة.
87 152- زياد بن سعد.
88 153- زياد بن عبد الله بن يزيد.
88 154- زياد بن عبيد الله الحارثي.
88 155- زياد بن المنذر.
89 156- زيد بن جبيرة.
89 157- زيد بن رباح.
89 158- زيد بن عبد الرحمن بن زيد.
89 159- زيد أبو أسامة الحجام.
"حرف السين"
89 160- سابق البربري.
90 161- سالم بن عبد الله الخياط.
90 162- سالم بن عبد الله أبي المهاجر الرقي.
90 163- سالم أبو غياث العتكي.
90 164- سالم بن عبد الواحد المرادي.
90 165- سالم بن غيلان التجيبي المصري.
91 166- السري بن إسماعيل الهمداني الكوفي.
91 167- سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ.
91 168- سعد بن أوس العبدي البصري.
91 169- سعد بن أوس أبو الحسن العبسي.
92 170- سعد بن سعيد.
92 171- سعد بن طارق بن أشيم.
92 172- سعد بن طريف الحنظلي الكوفي الحذاء.
92 173- سعيد بن إياس.
93 174- سعيد بن حسان المخزومي.
93 175- سعيد بن صالح الأسدي الكوفي الأشج.(9/451)
93 176- سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رقيش.
94 177- سعيد بن عبيد الطائي الكوفي.
94 178- سعيد بن كثير بن عبيد.
94 179- سفيان بن دينار الكوفي التمار.
94 180- سفيان بن زياد الكوفي.
95 181- سفيان بن زياد.
95 182- سفيان بن زياد المروزي.
95 83- سفيان بن زياد البصري.
95 184- سفيان بن زياد الرؤاسي.
95 185- سفيان بن زياد المخرمي.
95 186- سفيان بن زياد.
95 187- سفيان بن زياد.
95 188- السكن بن أبي كريمة بن زيد.
96 189- السكن بن أبي كريمة الواسطي.
96 190- سلم ابن الأمير قتيبة بن مسلم الباهلي.
96 191- سلمة بن نبيط بن شريك.
96 192- سليمان بن سحيم.
97 193- سليمان بن زيد.
97 194- سليمان بن سليم أبو سلمة الطلبي.
97 195- سليمان بن طرخان التيمي.
99 196- سليمان بن عبيد السلمي.
100 197- سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاس.
100 198- سليمان بن علي أبو عكاشة الربعي.
100 199- سليمان بن فيروز.
101 200- سليمان بن القاسم الثقفي.
101 201- سليمان بن مهران.
105 202- سليمان بن يسير.
106 203- سليمان الناجي البصري.
106 204- سهيل بن حسان أبو السمحاء.
106 205- سهيل بن ذكوان.
107 206- سويد بن نجيح أبو قطبة.
107 207- سيف بن سليمان المخزومي.(9/452)
107 208- سيف بن وهب.
"حرف الشين"
107 209- شبل بن عباد المكي.
108 210- شبيب بن بشر البجلي.
108 211- شبيل بن عزرة.
108 212- شداد بن عبيد الله الخولاني.
108 213- شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ المدني.
109 214- شقيق بن أبي عبد الله.
109 215- شميط بن عجلان البصري العابد.
110 216- شيبة بن نعامة.
"حرف الصَّادِ"
110 217- صَاعِدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَبُو الْعَلاءِ اليشكري.
110 218- صالح بن حيان القرشي الكوفي.
110 219- صالح بن درهم أبو الأزهر الباهلي.
111 220- صالح بن صالح بن حي.
111 221- صالح بن كيسان المدني.
112 222- صالح بن محمد بن زائدة.
112 223- صباح بن ثابت البجلي.
113 224- صبيح بن قاسم أبو الجهم.
113 225- صدقة بن سعيد الحنفي.
113 226- صدقة بن عبد الله بن كثير.
113 227- صداقة بن أبي عمران الكوفي.
113 228- صدقة بن المثنى.
114 229- الصلت بن بهرام.
114 230- الصلت بن دينار.
"حرف الضَّادِ"
114 231- ضُبَارَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مالك.
114 232- الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب.
115 233- ضرار بن مرة أبو سنان الشيباني.
"حرف الطَّاءِ"
115 234- طَارِقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَجَلِيُّ.
115 235- طريف بن شهاب.(9/453)
116 236- طلحة بن الأعلم.
116 237- طلحة بن عبد الملك الأيلي.
116 238- طلحة بن يحيى بن طلحة.
"حرف الْعَيْنِ"
117 239- عَاصِمُ بْنُ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ.
117 240- عاصم بن سليمان الأحول.
118 +- عامر الأحول.
118 241- عامر بن عبيد الباهلي.
118 242- عباد بن الريان.
118 243- عبد الأعلى بن الحجاج السفلي.
118 244- عبد الأعلى بن السمح أبو الخطاب.
118 245- عبد الأعلى بن ميمون بن مهران.
119 246- عبد الله بن حسن ابن السيد الحسن.
119 247- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ.
120 248- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ كيسان.
120 249- عبد الله بن شبرمة.
121 250- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَصَمِّ.
121 251- عبد الله بن أبي عثمان القرشي.
122 252- عبد الله بن علي الإفريقي.
122 253- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن عَبَّاس.
122 254- عبد الله بن محمد بن عقيل.
123 255- عبد الله بن المستورد.
123 256- عبد الله بن مسلم بن هرمز.
123 257- عبد الله بن المقفع.
125 258- عبد الله بن ميسرة.
125 259- عبد الله بن يزيد بن فنطس.
125 260- عبد الله بن يزيد بن آدم.
126 261- عبد الله بن يونس.
126 262- عبد الجليل بن حميد.
126 263- عبد الجليل بن عطية.
126 264- عبد الحميد بن واصل.
126 265- عبد الرحمن بن إسحاق القرشي.(9/454)
127 266- عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله.
127 267- عبد الرحمن بن حرملة.
127 268- عبد الرحمن بن سالم الجيشاني.
128 +- عبد الرمن بن عبيد بن نسطاس.
128 269- عبد الرحمن بن عطية المدني.
128 270- عبد الرحمن بن قيس العتكي.
128 271- عبد الرحمن أبو أمية السندي.
128 272- عبد الرحمن بن مرزوق الدمشقي.
128 273- عبد الرحيم بن ميمون.
129 274- عبد السلام بن أبي الجنوب.
129 275- عَبْد العزيز بْن عَبْد الله بْن عبد الله.
129 276- عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز.
129 277- عبد العزيز بن قرير العبدي.
130 278- عبد المجيد بن وهب.
130 279- عبد الملك بن أبي بشير البصري.
130 280- عبد الملك بن سعيد بن حيان.
131 281- عبد الملك بن أبي سليمان.
131 282- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ.
133 283- عبد الملك بن نوفل بن مساحق.
133 284- عبد الواحد بن أيمن المكي.
133 285- عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
133 286- عبد الواحد بن أبي عون.
134 287- عبيد الله بن الأخنس.
134 288- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عاصم.
134 289- عبيد الله بن أبي زياد المكي.
135 290- عبيد الله بن العيزار المازني.
135 291- عبيد الله بن الوليد الوصافي.
135 292- عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ.
135 293- عبيد بن أبي أمية الطنافسي.
136 294- عبيدة بن معتب الضبي.
136 295- عتبة بن أبي حكيم الهمداني.
136 296- عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب.(9/455)
136 297- عثمان بن الأسود الجمحي.
137 298- عثمان بن عمر بن موسى.
137 299- عثمان بن عمير.
137 300- عدي بن حنظلة.
138 301- عريف بن درهم أبو هريرة.
138 302- عزرة بن قيس.
138 303- عسل بن سفيان.
138 304- عصام بن بشير الكعبي.
138 305- عطية بن الحارث أبو روق.
139 306- عقبة بن أبي صالح الكوفي.
139 307- عقيل بن خالد بن عقيل الإيلي.
139 308- عقيل بن معقل بن منبه.
140 309- العلاء بن عبد الكريم.
140 310- العلاء بن كثير القرشي.
141 311- العلاء بن كثير الدمشقي.
141 312- العلاء بن المسيب بن رافع.
141 313- عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ.
141 314- عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ سَالِمُ بْنُ مُخَارِقٍ.
142 315- علي بن عبد الأعلى بن عامر.
142 316- علي بن عروة القرشي.
142 317- عمار بن سعد المرادي.
142 318- عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
143 319- عمر بن سويد بن غيلان.
143 320- عمر بن سويد العجلي الكوفي.
143 321- عمر بن عبد الله المدني.
143 322- عمر بن محمد بن زيد.
144 323- عمر بن نافع مولى ابن عمر.
144 324- عمر بن نافع الثقفي.
144 325- عمر بن نبيه الكعبي.
145 326- عمر بن نبهان الغبري.
145 327- عمر بن الوليد الشتي.
145 328- عمر بن يزيد النصري.(9/456)
145 329- عمران بن حدير.
146 330- عمران بن مسلم الفزاري.
146 +- عمران بن مسلم القصير.
146 331- عمران بن موسى بن عمرو.
146 332- عمرو بن الحارث بن يعقوب.
148 333- عمرو بن أبي سفيان الجمحي.
148 334- عمرو بن سعيد أبو بكر الأوزاعي.
148 335- عمرو بن شراحيل.
148 336- عمرو بن عبد الله بن وهب.
149 337- عمرو بن عبيد المعتزلي.
153 338- عمرو بن قيس الكوفي الملائي.
153 339- عمرو بن مروان أبو العنبس.
154 340- عمرو بن ميمون بن مهران.
154 341- عنبسة بن عمار.
154 342- عنبسة بن مهران الحداد.
155 343- العوام بن حمزة المازني.
155 344- العوام بن حوشب.
155 345- عوف الأعرابي.
156 346- عيسى بن سنان.
156 347- عيسى بن أبي عطاء الكاتب.
157 348- عيسى بن عمرو البصري.
"حرف الغين"
157 349- غالب القطان.
"حرف الفاء"
157 350- فايد بن كيسان.
157 351- الفضل بن دلهم القصاب.
158 352- الفضل بن عيسى بن أبان.
158 353- الفضل بن مبشر.
158 354- الفضل بن يزيد الثمالي الكوفي.
158 355- فضيل بن غزوان.
159 356- الفضيل بن ميسرة الأزدي.
159 357- فياض بن غزوان الضبي الكوفي.(9/457)
"حرف القاف"
159 358- قابوس بن أبي ظبيان.
159 359- القاسم بن عبد الواحد بن أيمن.
160 360- القاسم بن الوليد الهمداني الخبذعي.
160 361- قدامة بن عبد الله.
160 362- قدامة بن حماطة.
160 363- قُدَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو رَوْحٍ الْعَامِرِيُّ.
161 364- قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل.
161 365- قطن بن كعب القطعي البصري.
161 366- قنان بن عبد الله النهمي.
"حرف الكاف"
162 367- كثير بن يسار الطفاري.
162 368- كهمس بن الحسن.
"حرف اللام"
162 369- لبطة بن الفرزدق.
163 370- ليث بن أبي سليم الكوفي.
"حرف الْمِيمِ"
163 371- مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ.
164 372- محمد بن الأشعث بن يحيى الخزاعي.
164 373- محمد بن أبي الجعد.
164 374- محمد بن الجعد.
164 375- محمد بن أبي حفصة.
165 376- محمد بن خالد الضبي الكوفي.
165 377- محمد بن ذكوان الطاحي.
166 378- محمد بن الزبير التميمي.
166 379- محمد بن سالم أبو سهل الكوفي.
167 380- محمد بن السائب الكلبي.
168 381- محمد بن سعيد بن حسان المصلوب.
169 382- محمد بن سوقة.
170 383- محمد بن شيبة بن نعامة.
170 384- محمد بن طحلاء.
170 385- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ بْنِ الحَسَن.(9/458)
171 386- محمد بن عبد الله بن عمرو.
173 387- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ.
173 388- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى.
175 389- محمد بن عبد الرحمن التيمي.
175 390- محمد بن عبد العزيز الراسبي البصري.
175 391- مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ.
176 392- محمد بن عثمان بن عبد الرحمن.
176 393- محمد بن عجلان.
178 394- محمد بن علي بن ربيعة.
179 395- محمد بن عمرو بن علقمة.
179 396- محمد بن عون الخراساني.
180 397- محمد بن أبي القاسم الكوفي الطويل.
180 398- محمد بن قيس الأسدي.
180 +- محمد بن النضر الحارثي.
180 399- محمد بن الوليد الزبيدي.
181 400- محمد بن أبي يحيى الأسلمي.
181 401- مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ الثَّقَفِيُّ.
182 402- مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكِنْدِيُّ.
182 403- المثنى بن الصباح اليماني.
182 404- مجالد بن سعيد.
183 405- مجمع بن يحيى.
183 406- محرز بن عبد الله.
183 407- مخول بن راشد.
183 408- مروان بن جناح الأموي.
183 409- مسافر التميمي الجصاص.
183 410- مسافر الوراق.
184 411- مسلم بن سعيد الثقفي.
184 412- مسحاج بن موسى الضبي.
184 413- مسعر بن حبيب.
184 414- مسلم بن صاعد النحات.
184 415- مشمعل بن إياس.
185 416- مصعب بن ثابت.(9/459)
185 417- مصعب بن سليم.
185 418- مطرف بن طريف.
185 419- المطعم بن المقدام بن غنيم.
185 420- مطيع أبو الحسن الغزال.
186 421- مظاهر بن أسلم المخزومي.
186 422- معاوية بن مسلمة النصري.
186 423- معاوية بن عمرو بن غلاب.
186 424- معاوية بن أبي مزرد.
186 425- معلى بن جابر بن مسلم.
186 426- معلى بن زياد القردوسي.
187 427- معمر بن يحيى بن بسام.
187 428- مقاتل بن حيان.
188 +- مقاتل بن سليمان المفسر.
188 429- منصور بن دينار التميمي.
188 430- منصور بن النعمان.
188 431- موسى بن دينار.
188 432- موسى بن عبد الله بن إسحاق.
188 433- موسى بن عبد الله الجهني.
189 434- موسى بن عقبة.
190 435- موسى بن عمير التميمي.
190 436- وموسى بن عمير القرشي الجعدي.
190 437- موسى بن أبي عيسى الحناط.
191 438- موسى بن كعب التميمي المروزي.
191 439- موسى بن مسلم الطحان.
191 440- موسى بن المسيب الكوفي.
191 441- مهند بن علي العتكي.
191 442- ميمون بن عبد الله.
"حرف النون"
192 443- نصر بن أوس الطائي.
192 444- نصر بن جامع الخراساني.
192 445- النضر بن عبد الرحمن.
192 446- النعمان بن ثابت.(9/460)
198 447- النعمان ابن المنذر الدمشقي.
199 448- نعيم بن حكيم المدائني.
199 449- نفاعة بن مسلم.
199 450- نوفل بن الفرات.
199 451- نوفل بن مسعود السهمي.
"حرف الهاء"
200 452- هارون بن سعد العجلي.
200 453- هارون بن عنترة الشيباني.
200 454- هاشم بن البريد.
201 455- هاشم بن هاشم بن هاشم.
201 456- هانئ بن المنذر الكلاعي.
201 457- هشام بن حسان.
202 458- هشام بن عائذ.
202 459- هشام بن عروة.
204 460- هلال بن خباب.
205 461- هلال بن ميمون الرملي.
"حرف الواو"
205 462- الوازع بن نافع العقيلي.
205 463- واصل بن السائب.
206 464- وائل بن داود التميمي.
206 465- وبر بن أبي دليلة.
206 466- الوضين بن عطاء.
206 467- وقاء بن إياس.
206 468- الوليد بن ثعلبة.
207 469- الوليد بن عمرو.
"حرف الياء"
207 470- يحيى بن أبي أنيسة.
207 471- يحيى بن الحارث الذماري.
208 472- يحيى بن حسان البكري.
208 473- يحيى بن سعيد بن حيان.
209 474- يحيى بن سعيد بن قيس.
210 475- يحيى بن صبيح النيسابوري.(9/461)
211 476- يحيى بن عبيد الله.
211 477- يحيى بن أبي عمرو.
212 478- يحيى بن مسلم.
212 479- يحيى بن ميسرة.
212 480- يحيى بن أبي الهيثم.
212 481- يحيى بن يزيد.
212 482- يحيى بن يعقوب.
213 483- يزيد بن حازم.
213 484- يزيد بن زياد بن أبي الجعد.
213 485- يزيد بن أبي صالح.
213 486- يزيد بن طهمان.
213 487- يزيد بن عبيدة.
213 488- يزيد بن أبي عبيد المدني.
214 489- يزيد بن كيسان اليشكري.
214 490- يزيد بن مردانبة.
214 491- يزيد بن أبي مريم الدمشقي.
214 492- يعقوب بن زيد بن طلحة.
215 493- يعقوب بن القعقاع.
215 494- يعقوب بن قيس.
215 495- يعقوب بن مجاهد.
215 496- يوسف بن إبراهيم.
215 497- يوسف بن المهاجر.
215 498- يوسف بن ميمون.
216 449- يونس بن أبي الفرات الإسكاف.
216 +- أبو الأشهب النخعي "جعفر"
216 500- أبو بكر بن عثمان بن سهل.
216 +- أبو بكر المدني.
216 501- أبو البلاد.
216 +- أبو الجحاف "داود"
216 502- أبو جعفر الخطمي المدني.
217 503- أبو جناب الكلبي.
217 504- أبو خالد الدالاني.(9/462)
217 505- أبو الرحال الأنصاري.
217 506- أبو الرحال الطائي.
218 507- أبو سعد البقال.
218 508- أبو سعيد بن عوذ البراد.
218 +- أبو سنان الحنفي.
218 +- أبو سنان الشيباني.
218 +- أبو سنان الشيباني نزيل الري.
218 509- أبو السندي.
219 +- أبو شعيب المجنون.
219 510- أبو شهاب الحناط.
219 +- أبو الصباح النخعي.
219 511- أبو عاتكة.
219 +- أبو عبد الرحيم.
219 +- أبو عمر الخزاز.
219 512- أبو العميس.
219 +- أبو العنبس.
220 513- أبو العنبس.
220 +- أبو العنبس.
220 +- أبو مالك الأشجعي.
220 514- أبو مسكين.
220 515- أبو مصلح الخراساني.
220 +- أبو الورقاء.
220 516- أبو يعفور الكوفي.
220 +- أبو اليقظان.
221 +- أبو يونس القوي.
221 517- ابن ميادة.(9/463)
"الطَّبَقَةُ السَّادِسَةُ عَشْرَةَ"
223 سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
223 سنة اثنتين وخمسين ومائة.
224 سنة ثلاث وخمسين ومائة.
225 سنة أربع وخمسين ومائة.
226 سنة خمس وخمسين ومائة.
227 سنة ست وخمسين ومائة.
227 سنة سبع وخمسين ومائة.
228 سنة ثمان وخمسين ومائة.
230 سنة تسع وخمسين ومائة.
231 سنة ستين ومائة.(9/464)
"تَرَاجِمُ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى الْحُرُوفِ"
"حَرْفُ الألف"
232 1- أبان بن صمعة الأنصاري البصري.
234 2- أبان بن عبد الله بن أبي حازم البجلي.
234 3- إبراهيم بن سالم القرشي التيمي.
234 4- إبراهيم بن أبي عبلة.
236 5- متابعة: أسامة بن زيد.
237 6- إسحاق بن راشد.
237 7- الأسود بن شيبان.
237 8- أشعب الطمع.
241 9- أصبغ بن زيد الجهني.
241 10- أفلح بن حميد.
241 11- أفلح بن سعيد الأنصاري.
242 12- أُمَيَّةُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ.
242 13- أيوب بن عتبة.
"حرف الباء"
242 14- بحر بن كثير.
243 15- بكير بن مسمار المدني.
"حرف الثاء"
243 16- ثور بن يزيد.
"حرف الجيم"
244 17- جحا، أبو الغصن.
246 18- جعفر بن برقان.
"حرف الحاء"
246 19- حجاج بن حسان القيسي.
247 20- حرملة بن عمران بن قراد التجيبي.
247 +- الحسن بن أبي جعفر الجعفري.
247 21- الحسن بن عمارة.
248 22- حسين بن واقد.
249 23- الحكم بن أبان العدني.
249 24- حماد الراوية.
250 25- حماد عجرد.(9/465)
251 26- حمزة الزيات.
253 27- حميد بن قحطبة.
253 28- حنظلة بن أبي سفيان.
254 29- حيوة بن شريح.
"حرف الخاء"
256 30- خالد بن دينار.
256 31- خالد بن أبي عثمان.
256 32- خليفة بن خياط.
257 33- خليل بن مرة الضبعي البصري.
"حرف الدَّالِ"
257 34- دَاوُدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ أَبِي الفرات.
"حرف الراء"
257 35- الربيع بين صبيح البصري.
259 36- ربيعة بن عثمان بن ربيعة.
"حرف الزاي"
259 37- زبان بن فائد.
260 38- الزبير بن سعيد.
260 39- زربي بن عبد الله.
260 40- زفر بن عاصم.
260 41- زفر بن الهذيل.
262 42- زكريا بن إسحاق المكي.
262 43- زمعة بن صالح.
262 44- زهير بن ميمون.
263 45- زياد بن أبي عثمان.
263 46- زياد بن ميمون.
263 47- زياد بن حبان الرقي.
264 48- زيد بن أبي ليلى مرة.
264 "حرف السين"
264 49- سالم بن عبد الأعلى.
264 50- السائب بن عمر.
265 51- سحامة بن عبد الله البصري.
265 52- سدوس بن حبيب.(9/466)
265 53- سعاد بن سليمان.
265 54- سعدان الجهني.
266 55- سعيد بن أبان.
266 56- سعيد بن حسان.
266 57- سعيد بن زياد.
266 58- سعيد بن سابق.
266 59- سعيد بن سنان.
267 +- سعيد بن سنان الحمصي.
267 60- سعيد بن زون الثعلبي.
267 61- سعيد بن زياد مولى جهينة.
267 62- سعيد السائب.
268 63- سعيد بن عبد الرحمن البصري.
268 64- سعيد بن عبد الرحمن أبو شيبة.
268 65- سعيد بن عبد الله بن جبير.
268 66- سعيد بن عبيد الهنائي.
269 67- سعيد بن أبي عروبة.
270 68- سعيد بن عطية الليثي.
271 69- سعيد بن يزيد.
271 70- سفيان بن حسين.
271 71- سفيان بن دينار.
272 72- السكن بن المغيرة.
272 73- سلام بن أبي عمرة.
272 74- سلمة بن بخت.
272 75- سلمة بن سابور الكوفي.
272 76- سلمة بن وردان.
273 77- سلم بن زرير.
273 78- سليمان بن أبي داود الحراني.
273 79- سليمان بن داود الخولاني.
274 80- سليمان بن سفيان المدني.
274 +- سليمان بن أبي سليمان.
274 81- سليمان بن مسلم بن جماز.
275 82- سليمان بن يزيد الكعبي.(9/467)
275 83- سليمان أبو الربيع الهمذاني.
275 84- سليم مولى الشعبي.
275 85- سليم بن حيان الهذلي.
275 86- سهل بن شعيب النخعي.
276 87- سهل بن أبي الصلت.
276 +- سوار بن داود.
276 88- سوار بن عبد الله بن قدامة.
"حرف الشين"
277 98- شعبة بن الحجاج.
283 +- فصل في الرواة عن شعبة.
289 90- شيبان بن زهير.
289 91- شعيب بن صالح الطيالسي.
"حرف الصاد"
289 92- صالح بْن أَبِي الأخضر اليمامي.
290 93- صالح بن حسان.
290 94- صالح بن خوات.
290 95- صالح بن راشد العبدي.
290 96- صالح بن رستم.
291 97- صالح بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس.
291 98- صالح بن مسلم العجلي.
291 99- صالح بن مسمار.
291 100- صباح بن يحيى المزني.
291 101- صدقة بن رستم الإسكاف.
291 102- صدقة بن عبادة بن نشيط.
292 103- صدقة بن موسى الدقيقي.
292 104- صدقة بن يزيد الدمشقي.
292 105- الصلت بن دينار.
293 106- صفوان بن عمرو بن هرم.
"حرف الضاد"
293 107- الضحاك بن حمزة.
294 108- الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب.
294 109- الضحاك بن عثمان الأسدي.(9/468)
294 110- الضحاك بن يسار.
294 111- ضرار بن عمرو.
"حرف الطاء"
295 112- طلحة بن أبي سعيد.
295 113- طلحة بن عمرو الحضرمي.
295 114- طلحة بن عمرو الكوفي.
"حرف العين"
295 115- عاصم بْن محمد بْن زيد العمري.
296 116- عامر بن إسماعيل الجرجاني.
296 117- عائذ بن شريح الحضرمي.
296 118- عباد بن راشد.
296 119- عباد بن كثير الثقفي.
298 120- عباد بن كثير الفلسطيني.
298 121- عباد بن منصور الناجي.
299 122- عباد بن ميسرة المنقري.
299 123- عباد بن مسلم.
300 +- عبد الله بن بُديل.
300 124- عبد الله بن بديل بن ورقاء.
300 125- عبد الله بن بشر الكوفي.
300 126- عبد الله بن جابر البصري.
300 127- عبد الله بن حبيب.
300 128- عبد الله بن أبي داود.
301 129- عبد الله بن راشد الدمشقي.
301 130- عبد الله بن زياد بن سمعان.
302 131- عبد الله بن شوذب البلخي.
303 132- عبد الله بن عامر الأسلمي.
303 133- عَبْد الله بْن عَبْد الرحمن بْن يعلى.
304 134- عَبْد الله بْن عَبْد الرحمن بْن معاوية.
304 135- عَبْد الله بْن أَبِي عَبْد الله أَبُو شعيب.
304 136- عبد الله بن عبيد الحميري.
304 137- عبد الله بن عمرو بن علقمة.
304 138- عبد الله بن عون بن أرطبان.(9/469)
308 139- عبد الله بن عياش الهمداني.
308 +- عوانة بن الحكم الأخباري.
308 +- عبد الله بن عياش القتباني.
308 140- أَبُو جعفر المنصور.
313 141- عَبْد الله بْن محمد بن عمر.
314 142- عبد الله بن المحرر.
314 143- عبد الله بن نافع العدوي.
314 144- عبد الله بن النعمان الجهضمي.
314 145- عبد الله بن الوليد.
315 146- عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة.
315 147- عبد الجبار بن العباس الشبامي.
315 148- عبد الجليل بن عطية.
316 149- عبد الحكيم بن ذكوان السدوسي.
316 150- عبد الحكم القسملي.
316 151- عبد الحكم بن أبي فروة.
316 152- عبد الحميد بن جعفر.
317 153- عبد الرحمن بن بوذوية.
317 154- عبد الرحمن بن حسان.
317 155- عبد الرحمن بن زياد بن أنعم.
319 156- عبد الرحمن بن خضير الهنائي.
319 157- المسعودي عبد الرحمن بن عبد الله.
320 158- عبد الرحمن بن عجلان.
320 +- عبد الرحمن بن عمر بن بوذويه.
320 159- عبد الرحمن بن قيس.
320 160- الأوزاعي عبد الرحمن بن عمر.
331 161- عبد الرحمن بن يزيد بن تميم.
332 162- عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
333 163- عبد السلام بن أبي حازم.
333 164- عبد السلام بن حفص.
333 165- عبد الصمد بن حبيب العوذي.
334 166- عبد العزيز بن أبي رواد.
336 167- عبد العزيز بن سياه.(9/470)
336 168- عبد العزيز بن ربيع.
337 169- عبد القاهر بن تليد.
337 170- عبد المجيد بن أبي عبس.
337 171- عبد المجيد بن أبي يزيد.
337 172- عبد الملك بن حميد.
337 173- عبد الملك بن شداد.
337 174- عبد الملك بن مسلم.
338 175- عبد الملك بن معن المسعودي.
338 176- عبد الملك بن أبي جمعة.
338 177- عبد الواحد بن سليم المالكي.
338 178- عبد الواحد بن زيد.
341 179- عبد الواحد بن أبي موسى.
341 180- عبد الواحد بن موسى.
341 181- عبد الواحد بن ميمون.
341 182- عبد الواحد بن نافع.
342 183- عبد الوهاب بن الإمام إبراهيم.
342 184- عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر.
342 185- عبيد الله بن أبي حميد.
342 186- عبيد الله بن رستم.
343 187- عبيد الله بن أبي زياد.
343 188- عبيد الله بن عبد الرحمن.
343 189- عبيد الله بن محمد بن صفوان.
343 190- عبيد الله بن النضر.
344 191- عبيد بن الطفيل.
344 192- عبيد بن عبد الرحمن.
344 193- عثمان بن زائدة.
344 194- عثمان بن سعد.
345 195- عثمان بن أبي العاتكة.
345 196- عثمان بن عبد الله.
346 197- عثمان بن عبد الله بن موهب.
346 198- عثمان بن عبيد.
346 199- عثمان بن عطاء.
346 200- عثمان بن غياث.(9/471)
347 201- عثمان بن مرة.
347 202- عثمان بن مسلم.
347 203- عثمان بن واقد.
347 204- عثمان بن أبي رواد.
348 205- عثيم بن نسطاس.
348 206- عدي بن عبد الرحمن.
348 207- عزرة بن ثابت.
348 208- عصام بن طليق.
349 209- عصام بن قُدامة.
349 210- عطية بن بهرام.
349 211- عكرمة بن عمار العجلي.
350 212- العلاء بن زهير.
350 213- العلاء بن صالح.
350 214- علي بن الحزور.
350 215- علي بن أبي حملة.
351 216- علي بن سويد.
351 217- علي بن صالح المكي.
351 218- علي بن صالح بن صالح.
352 219- علي بن عمرو بن رزين.
352 220- علي بن المبارك.
352 221- علي بن مسعدة.
353 222- عمار بن زريق.
353 223- عمار بن عميرة.
353 224- عمارة بن مهران.
353 225- عمرو بن إبراهيم العبدي.
354 +- عمرو بن إبراهيم الأدمي.
354 226- عمر بن إسحاق بن يسار.
354 227- عمر بن بشير.
354 228- عمر بن حبيب.
354 229- عمر بن حسين.
355 230- عمر بن حفص.
355 231- عمر بن خباب.
355 232- عمر بن ذر.(9/472)
356 223- عمر بن راشد.
356 234- عمر بن رشيد.
356 235- عمر بن رؤبة.
356 236- عمر بن أبي زائدة.
357 237- عمر بن زياد.
357 238- عمر بن سليم.
357 239- عمر بن سعيد النوفلي.
357 240- عمر بن سعيد بن مسروق.
358 241- عمر بن الصبح.
358 242- عمر بْن عَبْد الله بْن أَبِي خثعم.
358 243- عمر بن عامر.
359 244- عمر بن عمران.
359 245- عمر بن فروخ.
359 246- عمر بن الفضل.
359 247- عمر بن محمد بن المنكدر.
359 248- عمر بن قيس سندل.
360 249- عمر بن مالك.
360 250- عمر بن موسى.
361 251- عمر بن معروف.
361 252- عمر بن أبي وهب.
361 253- عمران بن أنس.
361 254- عمران بن حدير.
362 255- عمران بن داود.
362 256- عمران بن زائدة.
362 257- عمران بن مسلم.
362 258- عمران بن وهب.
363 259- عمران أبو بشر الحلبي.
363 260- عمرو بن خالد.
363 261- عمرو بن سعيد الأوزاعي.
363 262- عمرو بن أبي الحجاج.
363 263- عمرو بن شمر.
364 264- عمرو بن عثمان بن هانئ.
364 265- عمرو بن عثمان بن عبد الله.(9/473)
364 266- عمرو بن كثير.
365 267- عمرو بن عثمان بن عبد الرحمن.
365 268- عميرة بن أبي ناجية.
366 269- عنبسة بن الأزهر.
366 270- العوام بن حمزة.
366 271- عوانة بن الحكم.
366 272- عياش بن عقبة.
367 273- عياض بن عبد الله القرشي.
367 274- عيسى بن حفص.
367 275- عيسى بن دينار.
367 276- عيسى بن أبي رزين.
368 277- عيسى بن طهمان.
368 278- عيسى بن عبد الله.
368 279- عيسى بن عبد الرحمن أبو سلمة.
368 280- عيسى بن عبد الرحمن أبو عبادة.
368 281- عيسى بن عبيد.
369 282- عيسى بن علي الهاشمي.
369 283- عيسى بن عمر الأسدي.
370 284- عيسى بن عمر الثقفي.
371 285- عيسى بن أبي عيسى.
371 286- عيسى بن موسى الدمشقي.
372 287- عيسى بن المسيب.
372 288- عيسى بن ميمون.
372 289- عيسى بن يزيد.
372 290- عيينة بن عبد الرحمن.
"حرف الغين"
373 291- غالب بن سليمان.
373 292- غالب بن عبيد الله العقيلي.
373 293- غالب بن نجيح.
"حرف الفاء"
373 294- فائدة بن عبد الرحمن.
374 295- فائد مولى عبادل.
374 296- فرقد بن الحجاج.(9/474)
374 297- الفضل بن ميمون.
374 298- فطر بن خليفة.
"حرف القاف"
375 299- القاسم بن حبيب.
375 300- القاسم بن عبد الرحمن.
376 301- القاسم بن عبد الواحد بن أيمن.
376 302- القاسم بن مبرور.
376 303- القاسم بن هزان.
376 304- قباث بن رزين.
377 305- قدامة بن موسى بن عمر.
377 306- قرة بن خالد.
377 307- قعنب أبو السماك.
378 308- قيس بن سليم.
"حرف الكاف"
378 309- كامل بن العلاء.
378 310- كثير بن زيد.
378 311- كثير بن عبد الرحمن.
378 312- كثير بن فرقد.
379 313- كثير بن أبي كثير.
379 314- كعب بن فروخ.
"حرف اللام"
379 315- لوط بن يحيى.
"حرف الميم"
379 316- مالك بن الخير.
380 317- مالك بن مغول.
380 318- مبارك بن حسان.
381 319- مبارك بن مجاهد.
381 320- المثنى بن دينار.
381 321- المثنى بن سعد.
381 322- المثنى بن سعيد.
381 323- مجاعة بن الزبير.
382 324- مجاهد بن فرقد.
382 325- مجمع بن يعقوب.(9/475)
382 326- محرز بن عبد الله.
382 327- محل بن محرز.
383 328- محمد بن إسحاق بن يسار.
387 329- محمد بن أيوب.
387 330- محمد بن مالك.
387 331- محمد بن جعفر.
388 332- محمد بن أبي حفصة.
388 333- محمد بن أبي حميد.
388 334- محمد بن ذكوان.
389 335- محمد بن أبي الزعيزعة.
389 336- محمد بن شريك المكي.
390 337- محمد بن عبد الله بن مسلم.
390 338- محمد بن عبد الله بن المهاجر.
390 339- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُرَّةَ.
390 340- محمد بن عبد الله العمي.
390 341- محمد بن عبد الرحمن بن عرق.
391 342- ابْن أَبِي ذئب مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن.
394 343- محمد بن عبد الرحمن بن معاوية.
394 344- مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ.
394 345- محمد بن عبيد الله العرزمي.
395 346- محمد بن عمارة بن عمرو.
395 347- محمد بن عمران بن إبراهيم.
395 348- محمد بن فضاء بن خالد.
396 349- محمد بن مسلم بن مهران.
396 350- مختار بن نافع التيمي.
396 351- المختار بن يزيد.
396 352- مخرمة بن بكير.
397 353- مرزوق بن عبد الرحمن.
397 354- مرزوق أبو بكر البصري.
397 355- مرزوق بن أبي الهذيل.
397 356- مرزوق مولى سعيد بن المسيب.
398 357- مرزوق أبو عبد الله الحمصي.
398 358- مرزوق أبو بكر التيمي.(9/476)
398 359- مستقيم بن عبد الملك.
398 360- مسلم بن سعيد الواسطي.
398 361- المستمر بن الريان.
398 362- مستور بن عباد.
399 363- مسرة بن معبد.
399 364- مسعر بن كدام.
402 365- مسعود بن سعد الجعفي.
402 +- المسعودي.
402 366- مصعب بن ثابت.
403 367- مطرف بن معقل.
403 368- معاذ بن العلاء.
404 369- معاذ بن محمد بن معاذ.
404 370- معاذ بن رفاعة.
404 371- معاوية بن صالح.
405 372- معاوية بن يحيى الصدفي.
406 +- معاوية بن يحيى الطرابلسي.
406 373- معرف بن واصل.
406 374- معروف بن خربوذ.
407 375- معروف بن سويد.
407 376- معمر بن راشد.
410 377- معمر بن قيس.
411 378- معن بن زائدة.
414 379- المغيرة بن زياد.
415 380- المغيرة بن مسلم.
415 381- المفضل بن لاحق.
416 382- مقاتل بن سليمان.
418 383- منذر بن ثعلبة.
418 384- منذر بن النعمان.
418 385- منصور بن سعد.
418 386- المنهال بن خليفة.
419 387- موسى بن أيوب بن عامر.
419 +- موسى بن أيوب أبو الفيض.
419 388- موسى بن ثروان.(9/477)
419 389- موسى بن داود.
419 390- موسى بن دهقان المدني.
420 391- موسى بن يسار الأزدي.
420 392- موسى بن يسار المكي.
420 393- موسى بن يعقوب القرشي.
421 394- ميمون بن موسى المرئي.
"حرف النون"
421 395- ناصح المحلمي.
421 396- نافع بن ثابت.
421 397- نصر بن طريف.
421 398- نصر بن علي.
422 399- نصير بن أبي الأشعث.
422 400- النضر بن حميد.
422 401- النهاس بن قهم.
422 402- نوح بن أبي بلال.
423 403- نوح بن ربيعة.
"حرف الهاء"
423 404- هارون بن إبراهيم الأهوازي.
423 405- هارون بن أبي إبراهيم.
423 406- هارون بن هارون بن عبد الله.
424 407- هانئ بن أيوب.
424 408- هشام بن سعد.
424 409- هشام الدستوائي.
426 410- هشام بن الغاز.
426 411- همام بن نافع.
427 412- الهيثم بن رافع.
"حرف الواو"
427 413- واسط بن الحارث.
427 414- واضح مولى حرملة.
428 415- الوليد بن جميل.
428 416- الوليد بن دينار.
428 417- الوليد بن سليمان.
428 418- الوليد بن عبد الله بن جُميع.(9/478)
429 419- الوليد بن عيسى.
429 420- الوليد بن كثير المخزومي.
429 421- وهيب بن الورد.
"حرف الياء"
430 422- يحيى بن أيوب.
430 423- يحيى بن دينار.
430 424- يحيى بن زرارة.
431 425- يحيى بن أبي سليمان.
431 426- يحيى بن عبد الله بن سالم.
431 427- يحيى بن عبد الرحمن أبو شيبة.
431 428- يحيى بن عبد الرحمن أبو بسطام.
431 429- يحيى بن عبد العزيز الأردني.
432 430- يحيى بن عمير المدني.
432 431- يحيى بن أبي العلاء.
432 432- يزيد بن أسيد السلمي.
432 433- يزيد بن سنان.
433 434- يزيد بن أبي صالح.
433 435- يزيد ين عبد الله الشيباني.
433 436- يزيد بن عياض.
433 437- يعقوب بن عطاء.
433 438- يوسف بن أبي إسحاق.
434 439- يوسف بن صهيب.
434 440- يوسف بن عبد الله.
434 441- يوسف بن ميمون.
434 442- يوسف بن يعقوب.
434 443- يونس بن أبي إسحاق.
435 444- يونس بن الحارث.
435 445- يونس بن عبد الله.
435 446- يونس بن نافع.
435 447- يونس بن يزيد.
"الكنى"
436 448- أبو أيوب المورياني.
436 449- أَبُو بكر بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي مريم.
437 450- أبو بكر الهذلي.(9/479)
437 451- أبو البشر هشيم الحمصي.
437 452- أبو جعفر الرازي.
438 +- أبو جناب الحطاب.
438 453- أبو حرة البصري.
439 454- أبو حمزة الصيرفي.
439 455- أبو خزيمة العبدي.
439 456- أبو خلدة السعدي.
439 457- أبو الرحال الأنصاري.
439 458- أبو الرحال الطائي.
440 459- أبو سفيان بن العلاء.
440 +- أبو السماك العدوي.
440 460- أبو سنان الكوفي.
440 461- أبو طيبة هو عيسى بن سليمان.
440 462- أبو طلق.
440 463- أبو عقيل الدورقي.
440 464- أبو العلانية.
441 465- أبو عمرو بن العلاء.
443 +- أبو العميس.
443 +- أبو الغصن دجين.
443 +- أبو الغصن الغفاري ثابت بن قيس.
443 446- أبو كعب صاحب الحرير.
443 467- أبو مالك النخعي.
444 468- أبو المنيب العتكي.
444 469- أبو المليح الفارسي.
444 470- أبو نعامة العدوي.
444 471- أبو اليسع الكوفي.
445 فهرس الموضوعات.(9/480)
المجلد العاشر
الطبقة السابعة عشرة
حوادث سنة إحدى وستين ومائة
...
الطبقة السابعة عشرة:
حوادث سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ وَمَا جَرَى فِيهَا مِنْ كِبَارِ الْحَوَادِثِ:
وَفِيهَا تُوُفِّيَ:
أَرْطَأَةُ بْنُ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ، وَإِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، وَحَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ أَبُو الْخَطَّابِ، وَرَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ بالرَّملة، وَزَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، فِي أَوَّلِهَا، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْمُهَاجِرِ الرَّقيّ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ الْمِصْرِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ شُعْبةَ الثَّوريّ، وَعَبْدُ الْحَكَمِ بْنُ أَعْيَنَ الْمِصْرِيُّ، وَنَصْرُ بْنُ مَالِكٍ الْخُزَاعِيُّ الأَمِيرُ، وَيَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّستريّ.
ظُهُورُ عَطَاءٍ المقنَّع:
وفيها ظهور عطاء المقنَّع -لَعَنَهُ اللَّهُ- بِأَعْمَالِ مَرْوَ، وَكَانَ يَقُولُ بِتَنَاسُخِ الأَرْوَاحِ، حَتَّى عَادَ الأَمْرُ إِلَيْهِ، وَاسْتَغْوَى خَلْقًا عَظِيمَةً، وتوثّب على بعض ما وراء النهر، فَانْتُدِبَ لِحَرْبِهِ أَمِيرُ خُرَاسَانَ مُعَاذُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَالأَمْيِرُ جِبْرِيلُ بْنُ يَحْيَى، وَلَيْثُ مَوْلَى الْمَهْدِيِّ، وَسَعِيدُ الْحَرَشِيُّ، فَجَمَعَ الْمُقَنَّعُ الأَقْوَاتَ، وَتَحَصَّنَ لِلْحِصَارِ بِقَلْعَةٍ مِنْ أَعْمَالِ كَشَّ1.
ظَفَرُ نَصْرِ بْنِ الأَشْعَثِ بِابْنِ مَرْوَانَ الْحِمَارِ:
وَفِيهَا ظَفِرَ نَصْرُ بْنُ الأَشْعَثِ الْخُزَاعِيُّ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْخَلِيفَةِ مَرْوَانَ الْحِمَارِ المكنَّى بِأَبِي الْحَكَمِ، وَهُوَ أَخُو عُبَيْدِ اللَّهِ، وَكَانَ وَلِيَّ عَهْدِ مَرْوَانَ، فَلَمَّا قُتِلَ بِدِيَارِ مِصْرَ هَرَبًا إِلَى الْحَبَشَةِ، فَقُتِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ، وَنَجَا هَذَا، فَلَمْ يَزَلْ مُخْتَفِيًا إِلَى السَّاعَةِ، فَأَتَى بِهِ الْمَهْدِيَّ، فَجَلَسَ لَهُ مَجْلِسًا عَامًّا، فَقَالَ: مَنْ يَعْرِفُ هَذَا؟ فَقَامَ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْعُقَيْلِيُّ إِلَى جَنْبِهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَبُو الْحَكَمِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: كَيْفَ كُنْتَ بَعْدِي؟ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: هَذَا هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ، فَسَجَنَهُ الْمَهْدِيُّ. ثُمَّ احْتِيلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ فَادَّعَى عَمْرُو بْنُ سَهْلٍ الأَشْعَرِيُّ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ قَتَلَ أَبَاهُ، وَقَدَّمَهُ إِلَى مَجْلِسِ عَافِيَةَ القاضي،
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 135"، والكامل في التاريخ "6/ 51"، والبداية والنهاية "10/ 133"، وكش: قرية على ثلاثة فراسخ من جرجان على جبل.(10/3)
فَتَوَجَّهَ عَلَيْهِ الْحُكْمُ، وَأَنْ يُقَادَ بِهِ وَقَامَتِ البيَّنة، فَجَاءَ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْعُقَيْلِيُّ فَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ حَتَّى صَارَ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَزْعُمُ هَذَا أَنَّهُ قَتَلَ أَبَاهُ، كَذَبَ وَاللَّهِ، مَا قَتَلَ أَبَاهُ غَيْرِي، أَنَا قَتَلْتُهُ بِأَمْرِ الْخَلِيفَةِ مَرْوَانَ.
فَلَمْ يَتَعَرَّضِ الْمَهْدِيُّ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ لِكَوْنِهِ قَتَلَ الْمَذْكُورَ بِأَمْرِ مَرْوَانَ1.
تَجْيِيشُ الرُّومِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ:
وَفِيهَا جَاشَتِ الرُّومُ -لَعَنَهُمُ اللَّهُ- فبيَّتوا عَسْكَرَ الْمُسْلِمِينَ، وَقَتَلُوا خَلْقًا2.
عِمَارَةُ الْمَهْدِيِّ طَرِيقَ مَكَّةَ:
وَفِيهَا أَمَرَ الْمَهْدِيُّ بِعِمَارَةِ طَرِيقِ مَكَّةَ وَبَنَى بِهَا قُصُورًا، وَأَوْسَعَ مِنَ الْقُصُورِ الَّتِي أَنْشَأَهَا عمُّه السَّفاح، وعمل البرك، وجدّد للأميال، وَدَامَ الْعَمَلُ فِي ذَلِكَ حَتَّى تَمَّ عَشْرَ سِنِينَ، وَأَمَرَ بِتَرْكِ الْمَقَاصِيرِ الَّتِي فِي جَوَامِعِ الإِسْلامِ، وَقَصَّرَ الْمَنَابِرَ وَصَيَّرَهَا عَلَى مِقْدَارِ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ3.
نَكْبَةُ الْوَزِيرِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ:
وَفِيهَا انْحَطَّتْ رُتْبَةُ الْوَزِيرِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ لَمَّا رَأَى غَلَبَةَ الْمَوَالِي عَلَى الْمَهْدِيِّ نَظَرَ إِلَى أَرْبَعَةٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فَصَيَّرَهُمْ مِنْ جُلَسَاءِ الْمَهْدِيِّ، ثُمَّ إِنَّ أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ الْوَزِيرَ كَلَّمَ الْمَهْدِيَّ فِي أَمْرٍ، فَعَرَضَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ هَؤُلاءِ الأَرْبَعَةِ فِي ذَلِكَ الأَمْرِ، فَسَكَتَ الْوَزِيرُ، ثُمَّ خَرَجَ فَأَمَرَ بِإِبْعَادِهِ عَنِ الْمَهْدِيِّ4.
وَكَانَ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ ذَا تيهٍ وكبرٍ بِحَيْثُ أَنَّهُ لَمَّا قَدِمَ الرَّبِيعُ الْحَاجِبُ مِنَ الْحَجِّ جَاءَهُ مُسَلِّمًا، فَلَمْ يَنْهَضْ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ لَهُ، فَتَأَلَّمَ وَلَمْ يَزَلْ يَعْمَلُ عَلَيْهِ، إِلا أَنَّ أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ كَانَ حَاذِقًا بالتصرُّف، كافيًا، ناصحًا لمخدومه، عفيفًا، ويرمى بالقدر5.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 135-136"، والكامل في التاريخ "6/ 55".
2 تاريخ خليفة "436"، والكامل في التاريخ "6/ 55"، والبداية والنهاية "10/ 133".
3 تاريخ الطبري "8/ 136"، والكامل في التاريخ "6/ 55"، والبداية والنهاية "10/ 133".
4 تاريخ الطبري "8/ 136-137".
5 تاريخ ابن خلدون "3/ 209-210".(10/4)
ثُمَّ إِنَّ الرَّبِيعَ سَعَى فِي ابْنٍ لِلْوَزِيرِ، واتَّهمه بِبَعْضِ خَطَايَا الْمَهْدِيِّ إِلَى أَنِ اسْتَحْكَمَتِ التُّهمة عِنْدَ الْمَهْدِيِّ، فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ، اقْرَأْ، فَذَهَبَ لِيَقْرَأَ، فَاسْتَعْجَمَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ، فَقَالَ لِأَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ: يَا مُعَاوِيَةُ أَلَمْ تَزْعُمْ أَنَّهُ قَدْ جَمَعَ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَّهُ نَسِيَ. قَالَ: فَقُمْ فَاقْتُلْهُ، فَذَهَبَ الْوَزِيرُ لِيَقُومَ فَسَقَطَ مِنْ قَامَتِهِ، فَقَالَ عَبَّاسٌ عَمُّ الْمَهْدِيِّ: إِنْ رَأَيْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ تُعْفِيَهُ، فَفَعَلَ، وَأَمَرَ فَضُرِبَتْ عُنُقُ الْوَلَدِ1.
قَالَ: وَاتَّهَمَهُ الْمَهْدِيُّ فِي نَفْسِهِ، فَقَالَ الرَّبِيعُ: قَتَلْتَ ابْنَهُ فَلا يَنْبَغِي أَنْ تَثِقَ بِهِ، فَاسْتَوْحَشَ الْمَهْدِيُّ مِنْهُ2.
اسْتِعْمَالُ الْقُضَاةِ:
وَفِيهَا اسْتَعْمَلَ الْمَهْدِيُّ عَلَى الْقَضَاءِ عَافِيَةَ بْنَ يَزِيدَ فَكَانَ هُوَ وَابْنُ عُلاثَةَ يَحْكُمَانِ بِالرَّصَافَةِ، وَكَانَ الْقَاضِي بِالشَّرْقِيَّةِ عُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ الْعَدَوِيُّ3.
اسْتِعْمَالُ الْعُمَّالِ:
وَعَزَلَ عَنِ الْجَزِيرَةِ الْفَضْلَ بْنَ صَالِحٍ الْعَبَّاسِيَّ بِعَمِّ الْمَنْصُورِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ4.
وَاسْتُعْمِلَ عَلَى مِصْرَ عِيسَى بْنُ لُقْمَانَ، وَعَلَى أذْرَبَيْجَانَ بِسْطَامُ بْنُ عَمْرٍو التَّغلبيّ5.
وزَارَةُ يَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ:
وَفِيهَا جَعَلَ مَعَ الأَمِيرِ هَارُونَ بْنِ الْمَهْدِيِّ وَزِيرًا لَهُ، وَهُوَ يَحْيَى بْنُ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ6.
الْحَجُّ هَذَا الْمَوْسِمَ:
وَحَجَّ بِالنَّاسِ موسى بن المهدى7.
__________
1 تاريخ ابن خلدون "3/ 209-210".
2 تاريخ الطبري "8/ 139"، والكامل في التاريخ "6/ 53".
3 تاريخ الطبري "8/ 140"، والكامل في التاريخ "6/ 56"، والبداية والنهاية "10/ 133".
4 تاريخ الطبري "8/ 140".
5 تاريخ الطبري "8/ 140".
6 تاريخ الطبري "8/ 140"، والكامل في التاريخ "6/ 56".
7 تاريخ خليفة "437"، المعرفة والتاريخ "1/ 149"، تاريخ الطبري "8/ 141".(10/5)
أحداث سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ:
فِيهَا تُوُفِّيَ:
إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ الزَّاهِدُ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ الْمِصْرِيُّ، فِي قَوْلٍ، وَخَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْعُمَرِيُّ الْمَدَنِيُّ، وَدَاوُدُ بْنُ نَصْرٍ الطَّائِيُّ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ الْمَرْوَزِيُّ، وَإِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ بِخِلافٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى الْمَدَنِيُّ سَحْبَلٌ، وَيَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّستريّ، بِخِلافٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَحْلاءَ الْمَدَنِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ سَبْرَةَ الْقَاضِي، وَأَبُو الأَشْهَبِ الْعُطَارِدِيُّ، وَاسْمُهُ جَعْفَرٌ.
مَقْتَلُ عَبْدِ السَّلامِ الْيَشْكُرِيِّ:
وَفِيهَا كَانَ مَقْتَلُ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ هَاشِمٍ الْيَشْكُرِيِّ الَّذِي خَرَجَ بِحَلَبَ وَبِالْجَزِيرَةِ، وَكَثُرَتْ جُمُوعُهُ، وَهَزَمَ الْجُيُوشَ إِلَى أَنِ انْتُدِبَ لِحَرْبِهِ شَبِيبُ بْنُ وَاجٍ، فَسَارَ فِي أَلْفِ فَارِسٍ مِنَ الأَبْطَالِ وَأُعْطُوا أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَفَرَّ مِنْهُمُ الْيَشْكُرِيُّ إِلَى حَلَبَ، فَلَحِقَهُ بِهَا شَبِيبٌ فَقَتَلَهُ1.
إِجْرَاءُ الأَمْوَالِ عَلَى الْمَجْذُومِينَ:
وَفِيهَا أَجْرَى الْمَهْدِيُّ عَلَى الْمَجْذُومِينَ وَأَهْلِ السُّجون بِمَمَالِكِهِ مَا يَكْفِيهِمْ2.
وُصُولُ الرُّومِ إِلَى الْحَدَثِ:
وَفِيهَا وَصَلَتِ الرُّومُ إِلَى الْحَدَثِ فَهَدَمُوا سُورَهَا.
غَزْوَةُ الْحَسَنِ بْنِ قَحْطَبَةَ فِي الرُّومِ:
فَغَزَا النَّاسَ غَزْوَةً لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهَا، سَارَ الْحَسَنُ بْنُ قَحْطَبَةَ فِي ثَمَانِينَ ألف مقاتل
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 142"، والبداية والنهاية "10/ 135".
2 تاريخ الطبري "8/ 142"، والبداية والنهاية "10/ 135".(10/6)
سِوَى المطَّوَّعة، فَأَغَارَ عَلَى مَمَالِكِ الرُّومِ وَخَرَّبَ وَأَحْرَقَ، وَلَمْ يَلْقَ بَأْسًا1.
غَزْوَةُ قَالِيقَلا:
وَغَزَا يَزِيدُ السُّلميّ مِنْ نَاحِيَةِ بَابِ قَالِيقَلا، وَافْتَتَحَ ثَلاثَةَ حُصُونٍ، وَقَدِمَ بالسَّبي2.
وِلايَةُ الْيَمَنِ:
وَفِيهَا وُلِّيَ الْيَمَنَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ3.
وِلايَةُ مِصْرَ:
وَوُلِّيَ إِقْلِيمَ مِصْرَ وَاضِحٌ مَوْلَى الْمَهْدِيِّ، ثُمَّ عَزَلَهُ بَعْدَ أَشْهُرٍ بِيَحْيَى الْحَرَشِيِّ4.
ظُهُورُ المحمِّرة:
وَفِيهَا ظَهَرَتِ المحمِّرة بِجُرْجَانَ وَرَأْسُهُمْ عَبْدُ الْقَهَّارِ، فَغَلَبُوا عَلَى جُرْجَانَ، وَقَتَلُوا وَأَفْسَدُوا، فَسَارَ لِحَرْبِهِ مِنْ طَبَرِسْتَانَ عُمَرُ بْنُ الْعَلاءِ، فَقَتَلَ عبد القهّار ورؤوس أصحابه5.
__________
1 تاريخ خليفة "437"، تاريخ الطبري "8/ 143"، والبداية والنهاية "10/ 135".
2 تاريخ الطبري "8/ 143".
3 تاريخ الطبري "8/ 143".
4 تاريخ الطبري "8/ 143".
5 تاريخ الطبري "8/ 143"، والبداية والنهاية "10/ 135".(10/7)
أحداث سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ:
فِيهَا مَاتَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ الْخُرَاسَانِيُّ، وَأَرْطَأَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِمْصِيُّ، وَبُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ الْمُفَسِّرُ قَاضِي نَيْسَابُورَ، وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ مُحَدِّثُ حِمْصَ، وَحُسَامُ بْنُ مِصَكٍّ الأَزْدِيُّ، وَسَلَمَةُ بْنُ العيَّار الدِّمَشْقِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، وَشُعَيْثُ بْنُ أَبِي جَمْرَةَ الْحِمْصِيُّ، بِخِلافٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ الْجُذَامِيُّ الْمِصْرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ خَالِدٍ الْفَقِيهُ، وَالأَمِيرُ عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ عَمُّ الْمَنْصُورِ، وَكَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ الْمَدَنِيُّ،(10/7)
وَمُوسَى بْنُ سَلَمَةَ الْمِصْرِيُّ، وَمُوسَى بْنُ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيُّ، وهمَّام بْنُ يَحْيَى الْعَوْذِيُّ فِي رَمَضَانَ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْغَافِقِيُّ الْمِصْرِيُّ.
مَقْتَلُ الْمُقَنَّعِ:
وَفِيهَا أَلَحَّ سَعِيدٌ الْحَرَشِيُّ فِي حِصَارِ اللَّعِينِ عَطَاءِ المقنَّع، فَلَمَّا أحسَّ بِالْهَلاكِ مصَّ سُمًّا وَسَقَى نِسَاءَهُ فَتَلِفُوا، وَسَتَأْتِي تَرْجَمَتُهُ، وَدَخَلَ الْعَسْكَرُ حِصْنَهُ فَقَطَعُوا رَأْسَهُ1.
ثُمَّ بَعَثُوا بِهِ إِلَى الْمَهْدِيِّ، فَوَافَاهُ وَهُوَ بِحَلَبَ يُجَهِّزُ الْبُعُوثَ لِغَزْوِ الرُّومِ، وَكَانَتْ غَزْوَةٌ عُظْمَى أَمَّرَ عليها ولده هارون، وضمّ إليه الربيع الْحَاجِبِ، وَمُوسَى بْنَ عِيسَى بْنِ مُوسَى، وَالْحَسَنَ بْنَ قَحْطَبَةَ، وَفَتَحَ الْمُسْلِمُونَ فَتْحًا كَبِيرًا2.
وِلايَةُ الْجَزِيرَةِ:
وَفِيهَا عُزِلَ عَبْدُ الصَّمَدِ عَنِ الْجَزِيرَةِ بزُفَرَ بْنِ عَاصِمٍ الْهِلالِيِّ3.
قَتْلُ الزَّنَادِقَةِ:
وَفِيهَا قَتَلَ الْمَهْدِيُّ بِحَلَبَ جَمَاعَةً مِنَ الزَّنادقة وَصَلَبَهُمْ، وَأَحْضَرَ كُتُبَهُمْ فَقُطِعَتْ، وَسَارَ الْمَهْدِيُّ مشيِّعًا لِجُيُوشِهِ حَتَّى بَلَغَ الدَّرب، ثُمَّ زَارَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ4.
وِلايَةُ هَارُونَ:
وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَغْرِبِ كُلِّهِ وَعَلَى أزربيجان وَأَرْمِينِيَّةَ ابْنَهُ هَارُونَ5.
وِلايَةُ خُرَاسَانَ:
وَعَزَلَ مُعَاذَ بْنَ مُسْلِمٍ عَنْ خُرَاسَانَ بِالْمُسَيَّبِ بْنِ زُهَيْرٍ6.
وَاسْتَعْمَلَ عَلَى طَبَرِسْتَانَ والرُّويان عُمَرَ بْنَ الْعَلاءِ7.
الْحَجُّ هَذَا الْمَوْسِمَ:
وَحَجَّ بِالنَّاسِ عَلِيُّ بْنُ المهديّ.
__________
1 تاريخ خليفة "437"، تاريخ الطبري "8/ 144"، والبداية والنهاية "10/ 146".
2 تاريخ خليفة "437"، تاريخ الطبري "8/ 145"، والبداية والنهاية "10/ 146".
3 تاريخ الطبري "8/ 147"، والبداية والنهاية "10/ 146".
4 تاريخ الطبري "8/ 148"، المعرفة والتاريخ "1/ 150".
5 تاريخ الطبري "8/ 148".
6 تاريخ خليفة "437"، تاريخ الطبري "8/ 149"، المعرفة والتاريخ "1/ 151".
7 تاريخ الطبري "8/ 149".(10/8)
أحداث سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ:
فِيهَا مَاتَ: إِسْحَاقُ بن يحيى بن طلحة التَّميميّ، وَخَزْرَجُ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ، وَزِيَادُ بْنُ حَبِيبٍ الْحَضْرَمِيُّ بِمِصْرَ، وَسَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ، فِي قَوْلٍ، وَسَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، فِي قَوْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ الْعَدَوِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُعَيْبٍ بِنِ الْحَبْحَابِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَيْدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عِيسَى بْنِ وَرْدَانَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمَاجِشُونِ، وَعَبْدُ الْمَجِيدِ بْنِ أَبِي عَبْسٍ الأَنْصَارِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، فِي قَوْلِ الْوَاقِدِيِّ، وَعُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدٍ بْنِ يَرْبُوعٍ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ الْمَسْعُودِيُّ، فِي قَوْلِ خَلِيفَةَ، وَكَامِلُ أَبُو الْعَلاءِ، قَالَهُ الْوَاقِدِيُّ، وَمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ الْبَصْرِيُّ، وَنَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ الأَمِيرُ بِالسِّنْدِ، وَهَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، فِي قَوْلِ مُحَمَّدِ بْنِ المثنَّى.
غَزْوَةُ عَبْدِ الْكَبِيرِ إِلَى الْحَدَثِ:
وَفِيهَا كَانَتْ غَزْوَةُ عَبْدِ الْكَبِيرِ بْنِ عَبْد الْحَمِيدِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيِّ مِنْ دَرْبِ الْحَدَثِ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ مِيخَائِيلُ الْبَطْرِيقُ فِي تِسْعِينَ أَلْفًا، فَعَجَزَ عَبْدُ الْكَبِيرِ وتقهقر الجيش، فَهَمَّ الْمَهْدِيُّ بِقَتْلِهِ، ثُمَّ سَجَنَهُ2.
عَطَشُ الْحَجِيجِ:
وَفِيهَا اشْتَدَّ عَطَشُ الْحَجِيجِ حَتَّى عَايَنُوا التَّلف3.
وَأَقَامَ الْمَوْسِمَ صَالِحُ بْنُ الْمَنْصُورِ4.
وِلايَةُ الْبَصْرَةِ وَفَارِسَ:
وَفِيهَا عَزَلَ الْمَهْدِيُّ مُحَمَّدَ بْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ الْبَصْرَةِ وَفَارِسَ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا صالح بن داود بن عليّ5.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 149".
2 تاريخ خليفة "438"، تاريخ الطبري "8/ 150"، والبداية والنهاية "10/ 146".
3 تاريخ الطبري "8/ 150"، والبداية والنهاية "10/ 147".
4 تاريخ خليفة "438"، تاريخ الطبري "8/ 151".
5 تاريخ الطبري "8/ 150".(10/9)
أحداث سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ:
فِيهَا مَاتَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، وَخَالِدُ بْنُ بَرْمَكٍ وَالِدُ الْبَرَامِكَةِ، وَخَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ الْمَدَنِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْبَصْرِيُّ، وَدَاوُدُ الطَّائِيُّ الزَّاهِدُ، بخلاف، وعبد الله بن العلاء بن زيد، بِخِلافٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَوْبَانَ، وَمَعْرُوفُ بْنُ مُشْكَانَ قَارِئُ مَكَّةَ، وَوُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، بِالْبَصْرَةِ، وَأَبُو الأَشْهَبِ الْعُطَارِدِيُّ، بِخِلافٍ.
غَزْوَةُ هَارُونَ إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ:
وَفِيهَا غَزَا هَارُونُ ابْنُ الْخَلِيفَةِ الصَّائِفَةَ، فَوَغَلَ فِي بِلادِ الرُّومِ، فَافْتَتَحَ مَاجِدَةَ، فَالْتَقَتْهُ الرُّومُ، عَلَيْهِمْ نَقِيطَا، فَانْهَزَمُوا، فَقُتِلَ نَقِيطَا، وَسَارَ إِلَى الدُّمستق بِنَقْمُودِيَّةَ، ثُمَّ سَارَ بِالْجُيُوشِ حَتَّى بَلَغَ خَلِيجَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ1.
ثُمَّ صَالَحَ مَلِكَ الرُّومِ فِي الْعَامِ عَلَى سَبْعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ مُدَّةَ ثَلاثِ سِنِينَ بَعْدَ أَنْ غَنِمَ وَسَبَا، وَاسْتَنْقَذَ، خَلْقًا مِنَ الأَسْرِ، وَغَنِمَ مَا لا يُوصَفُ مِنَ الْمَوَاشِي، حَتَّى ابْتِيعَ الْبِرْذَوْنُ بِدِرْهَمٍ، والزَّردية بِدِرْهَمٍ، وَعِشْرُونَ سَيْفًا بِدِرْهَمٍ، وَقُتِلَ مِنَ الْعَدُوِّ نحو خمسين ألفًا فللَّه الحمد2.
__________
1 تاريخ خليفة "438"، تاريخ الطبري "8/ 152"، والمعرفة والتاريخ "1/ 154".
2 تاريخ الطبري "8/ 152-153"، البداية والنهاية "10/ 147".(10/10)
أحداث سَنَةَ ستٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ:
فِيهَا تُوُفِّيَ: خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُرِّيُّ، وَخُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ السَّدوسيّ، وَصَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّمِينُ، وَعُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرِّفَاعِيُّ الأَصَمُّ، وَعُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهباء الْبَاهِلِيُّ الْبَصْرِيَّانِ، وَعُقْبَةُ بْنُ مَعْدَانَ الْحِمْصِيُّ، وَعُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ الْمَعَافِريُّ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، فِي قَوْلٍ، والصَّواب سَنَةَ ثلاثٍ وَسِتِّينَ وَعَاصِمُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْفِهْرِيُّ، شَيْخٌ لابْنِ وَهْبٍ، وَمَعْقِلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ النَّهشليّ، فِي يَوْمِ الْفِطْرِ، وَفِي أَوَّلِهَا دَفَنُوا أَبَا الأَشْهَبِ الْعُطَارِدِيَّ.
عَوْدَةُ هَارُونَ بِالْغَنَائِمِ:
وَفِيهَا رَجَعَ هَارُونُ بِالْغَنَائِمِ وبالذَّهب مِنَ الرُّومِ1.
قَضَاءُ الْبَصْرَةِ:
وَفِيهَا عُزِلَ عَنْ قَضَاءِ الْبَصْرَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ وَوَلِيَهَا خَالِدُ بْنُ طَلِيقِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، فَلَمْ يُحْمَدْ2.
غَضَبُ الْمَهْدِيِّ عَلَى الْوَزِيرِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ:
وَفِيهَا غَضِبَ الْمَهْدِيُّ عَلَى الْوَزِيرِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ يَعْقُوبَ بْنِ دَاوُدَ بْنِ طَهْمَانَ، وَكَانَ وَالِدُهُ دَاوُدُ كَاتِبًا لِنَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ، فَلَمَّا كَانَتْ أَيَّامُ خُرُوجِ يَحْيَى بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ كَانَ دَاوُدُ يُنَاصِحُهُ سِرًّا، فَلَمَّا ظَهَرَ أَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّعْوَةِ وطلب بدم يحيى بن زيد وَتَتَبَّعَ قَتَلَتَهُ، كَانَ دَاوُدُ هَذَا مُطْمَئِنًّا، فَصَادَرَهُ أَبُو مُسْلِمٍ ثمَّ أَمَّنَهُ، فَخَرَجَ أَوْلادُهُ أُدَبَاءَ فُضَلاءَ، وَلَمْ يَرَوْا لَهُمْ مَنْزِلَةً عِنْدَ بَنِي الْعَبَّاسِ وَهَلَكَ أَبُوهُمْ، ثُمَّ إِنَّهُمْ أَظْهَرُوا مَقَالَةَ الزَّيديّة، وانضمُّوا إِلَى آلِ حَسَنٍ، وَتَرَجَّوْا أَنْ يَقُومَ لَهُمْ دَوْلَةٌ3.
وَكَانَ يَعْقُوبُ بْنُ دَاوُدَ يَجُولُ فِي الْبِلادِ، وَكَتَبَ أَخُوهُ عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ وَقْتَ ظُهُورِهِ، فَلَمَّا قُتِلَ إِبْرَاهِيمُ اخْتَفَوْا مُدَّةً، ثُمَّ ظَفِرَ الْمَنْصُورُ بِهَذَيْنِ الأَخَوَيْنِ، فَحَبَسَهُمَا حَتَّى مَاتَ، ثُمَّ مَنَّ عَلَيْهِمَا الْمَهْدِيُّ، وَكَانَ مَعَهُمَا فِي المطبَّق إِسْحَاقُ بْنُ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ، وَكَانَا يَلْزَمَانِهِ، وَبَقِيَ الْمَهْدِيُّ مُدَّةً يَتَطَلَّبُ عِيسَى بْنَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَالْحَسَنَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، فَدُلَّ عَلَى أَنَّ يَعْقُوبَ بْنَ دَاوُدَ تَحَصَّلَ لَهُ حَسَنًا، فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِ عَبَاءَةٌ وَعِمَامَةُ قُطْنٍ، فَفَاتَحَهُ فَوَجَدَهُ رَجُلا كَامِلا بَارِعًا، فَسَأَلَهُ عَنْ عِيسَى، فَيَزْعُمُونَ أَنَّهُ وَعَدَهُ بِأَنْ يَدْخُلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، فَعَظَّمَهُ الْمَهْدِيُّ وَاخْتَصَّ بِهِ، فَلَمْ يَزَلْ أَمْرُهُ يَرْتَفِعُ لَدَيْهِ حَتَّى اسْتَوْزَرَهُ، وَفَوَّضَ إِلَيْهِ الأُمُورَ وَتَمَكَّنَ، فَوَلَّى الزَّيدية
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 154"، البداية والنهاية "10/ 147".
2 تاريخ الطبري "8/ 154".
3 تاريخ الطبري "8/ 154-155".(10/11)
الْمَنَاصِبَ، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ بَشَّارُ بْنُ بُرْدٍ:
بَنِي أُمَيَّةَ هبُّوا طَالَ نَوْمُكُمُ ... إِنَّ الْخَلِيفَةَ يَعْقُوبُ بْنُ دَاوُدَ
ضَاعَتْ خِلافَتُكُمْ يَا قَوْمِ فاطَّلبوا ... خليفة الله بين الدّنّ وَالْعُودِ
ثُمَّ إِنَّ مَوَالِيَ الْمَهْدِيِّ حَسَدُوا يَعْقُوبَ وَسَعَوْا بِهِ1.
وَمِمَّا حَظِيَ بِهِ يَعْقُوبُ عِنْدَ الْمَهْدِيِّ أَنَّهُ أَحْضَرَ لَهُ الْحَسَنَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَجَمَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ بِمَكَّةَ، وَدَخَلَ فِي الطَّاعَةِ، فَاسْتَوْحَشَ أَقَارِبُ حَسَنٍ مِنْ صنيع يعقوب، فعلم أنّه إن كانت لَهُمْ دَوْلَةٌ لَمْ يُبْقُوهُ، وَعَلِمَ أَنَّ الْمَهْدِيَّ لا يُنظِرُهُ لِكَثْرَةِ السُّعاة فِي شَأْنِهِ، فَمَالَ إِلَى إِسْحَاقَ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ، وَأَقْبَلَ يُرَبِّصُ لَهُ الأُمُورَ، وَسَعَوْا إِلَى الْمَهْدِيِّ حَتَّى قَالُوا: الْبِلادُ فِي قَبْضَةِ يَعْقُوبَ وَأَصْحَابِهِ، إِنَّمَا يَكْفِيهِ أَنْ يَكْتُبَ إِلَيْهِمْ فَيَثُورُوا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ عَلَى مِيعَادٍ، فَيَمْلُكُوا الدُّنْيَا، وَيُسْتَخْلَفُ إِسْحَاقُ بْنُ الْفَضْلِ، فَمَلأَ هَذَا الْقَوْلُ مَسَامِعَ الْمَهْدِيِّ2.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّوفليّ: فَذَكَرَ لِي بَعْضُ خَدَمِ الْمَهْدِيِّ أَنَّهُ كَانَ قَائِمًا عَلَى رَأْسِ المهديّ، إذا دَخَلَ يَعْقُوبُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَرَفْتَ اضْطِرَابِ مِصْرَ، وَأَمَرْتَنِي أَنْ أَلْتَمِسَ لَهَا رَجُلا، وَقَدْ أَصَبْتُهُ، قَالَ: وَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: عَمُّكَ إِسْحَاقُ بْنُ الْفَضْلِ، فَتَغَيَّرَ الْمَهْدِيُّ، وَرَأَى يَعْقُوبُ تغيُّره، فَقَامَ وَخَرَجَ، وَأَتْبَعَهُ المهديُّ بَصَرَهُ، ثُمَّ قَالَ: قَتَلَنِي اللَّهُ إِنْ لَمْ أَقْتُلْكَ، ثم رفع رأسه وقال لِي: اكْتُمْ وَيْلَكَ هَذَا3.
وَقِيلَ: كَانَ يَعْقُوبُ قَدْ عَرَفَ مِنَ الْمَهْدِيِّ خُلُقَهُ وَنُهْمَتَهُ فِي النِّسَاءِ وَالْجِمَاعِ، وَكَانَ يُبَاسِطُهُ فِي ذَلِكَ، فَذَكَرَ عليّ ابن يَعْقُوبَ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ الْمَهْدِيُّ فَدَخَلْتُ، فَإِذَا هُوَ فِي مَجْلِسٍ مَفْرُوشٍ فِي غَايَةِ الْحُسْنِ، وَبُسْتَانٍ فِيهِ أَنْوَاعُ الأَزْهَارِ، وَإِذَا عِنْدَهُ جَارِيَةٌ مَا رَأَيْتُ مِثْلَهَا، فَقَالَ: كَيْفَ تَرَى؟ قُلْتُ: مَتَّعَ اللَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَمْ أرَ كَالْيَوْمِ، فَقَالَ: هُوَ لَكَ، خذ الْمَجْلِسَ بِمَا فِيهِ وَالْجَارِيَةَ. فَدَعَوْتُ لَهُ ثُمَّ قَالَ: وَلِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ. قُلْتُ: الأَمْرُ لَكَ، فحلَّفني بِاللَّهِ، فَحَلَفْتُ لَهُ، فَقَالَ: ضَعْ يَدَكَ عَلَى رَأْسِي وَاحْلِفْ. فَفَعَلْتُ، فَقَالَ: هَذَا فُلانٌ مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ تُرِيحَنِي منه
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 156"، والبداية والنهاية "10/ 147-148".
2 تاريخ الطبري "8/ 156".
3 تاريخ الطبري "8/ 156".(10/12)
وَتُسْرِعُ، قُلْتُ: أَفْعَلُ. قَالَ: فَحَوَّلْتُهُ إِلَيْهِ وَحَوَّلْتُ الْجَارِيَةَ وَالْمَفَارِشَ، وَأَمَرَ لِي بِمِائَةِ أَلْفٍ.
فَمَضَيْتُ بِالْجَمِيعِ، فَلِشِدَّةِ سُرُورِي بِالْجَارِيَةِ تَرَكْتُهَا عِنْدِي فِي الْمَجْلِسِ، وَأَدْخَلْتُ عَلِيَّ العلويَّ، فَأَخْبَرَنِي بجملٍ مِنْ حَالِهِ، فَإِذَا أَلَبُّ النَّاسِ وَأَحْسَنُهُمْ إِبَانَةً، وَقَالَ لِي: وَيْحُكَ، تَلْقَى اللَّهَ غَدًا بِدَمِي، وَأَنَا ابْنُ بِنْتِ رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قُلْتُ: فَهَلْ فِيكَ خَيْرٌ؟ قَالَ: إِنْ فَعَلْتَ بِي خَيْرًا شَكَرْتُ، ذَلِكَ عِنْدِي دُعَاءٌ واستغفارًا، قُلْتُ: فَأَيُّ الطَّرِيقِ تُحِبُّ؟ ثُمَّ أَعْطَيْتُهُ مَالا، وَهَيَّأْتُ مَعَهُ مَنْ يُوصِلُهُ فِي اللَّيْلِ، فَإِذَا الْجَارِيَةُ قَدْ حَفِظَتْ عليَّ قَوْلِي، فَبَعَثَتْ بِهِ إِلَى الْمَهْدِيِّ، فَشَحَنَ تِلْكَ الطَّرِيقَ برجالٍ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءُوهُ بِالْعَلَوِيِّ.
قَالَ: فَلَمَّا طَلَعَ النَّهَارُ طَلَبَنِي الْمَهْدِيُّ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَأَحْضَرَ الْعَلَوِيَّ وَالْمَالَ، بَعْدَ أَنْ كَانَ حلَّفني أَنَّنِي قَتَلْتُهُ، فَحَلَفْتُ، قَالَ: فأُسْقِطَ فِي يَدِي، فَقَالَ لِي: قَدْ حَلَّ دَمُكَ، ثُمَّ حَبَسَنِي فِي المطبَّق دَهْرًا، وَأُصِبْتُ بِبَصَرِي، وَطَالَ شَعْرِي حَتَّى اسْتَرْسَلَ، قال: فإنّي لكذلك، إذا دُعِيَ لِي، فَمَضَوْا بِي إِلَى مَوْضِعٍ، فَقِيلَ: سلَّم عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ -وَقَدْ عَمِيتُ- فسلَّمت، فَقَالَ لِي: أيُّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَنَا؟ قُلْتُ: الْمَهْدِيُّ، قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ الْمَهْدِيَّ. قُلْتُ: فَالْهَادِي، قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ الْهَادِي. قُلْتُ: فَالرَّشِيدُ، قَالَ: نَعَمْ، سَلْ حَاجَتَكَ، قُلْتُ: الْمُجَاوَرَةُ بِمَكَّةَ، قَالَ: نَفْعَلُ، فَهَلْ غَيْرُ هَذَا؟ قُلْتُ: مَا بَقِيَ فِيَّ مُسْتَمْتَعٌ لشيءٍ وَلا بَلاغَ، قَالَ: فَرَاشِدًا. فَخَرَجْتُ إِلَى مَكَّةَ، قَالَ ابْنُهُ: فَلَمْ تَطُلْ أَيَّامُهُ بِهَا حَتَّى مَاتَ1.
قُلْتُ: مَاتَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
وَعَنْ يَعْقُوبَ الْوَزِيرِ قَالَ: كَانَ الْمَهْدِيُّ لا يُحِبُّ النَّبِيذَ، لَكِنْ يَتَفَرَّجُ عَلَى غِلْمَانِهِ وَهُمْ يَشْرَبُونَ، فَأَعِظُهُ فِي سقيهم النّبيذ وفي الطّرب أقول، مَا عَلَى ذَا اسْتَوْزَرْتَنِي، أَبَعْدَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِي الْجَامِعِ يُشْرَبُ النَّبِيذُ عِنْدَكَ وَتَسْمَعُ السَّمَاعَ؟! فكان يقول: قد سمعت عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، فَأَقُولُ: لَيْسَ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ2.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَعْقُوبَ: كَانَ أَبِي قَدْ أَلَحَّ عَلَى الْمَهْدِيِّ فِي حَسْمِهِ عَنِ السَّمَاعِ حَتَّى ضَيَّقَ عَلَيْهِ، وَكَانَ أَبِي قَدْ ضَجِرَ مِنَ الْوَزَارَةِ وَتَابَ وَنَوَى التَّرك، قال: فكنت
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 157-160"، والبداية والنهاية "10/ 148".
2 تاريخ الطبري "8/ 160".(10/13)
أَقُولُ لِلْمَهْدِيِّ: وَاللَّهِ لَخَمرٌ أَشْرَبُهُ وَأَتُوبُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْوَزَارَةِ، وَإِنِّي لأَرْكَبُ إِلَيْكَ، فَأَتَمَنَّى يَدًا خَاطِئَةً تُصِيبُنِي، فَاعْفِنِي وولِّ مَنْ شِئْتَ، فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُسَلِّمَ عَلَيْكَ أَنَا وَوَلَدِي، فما أتفرّغ، ولَّيتني أُمُورَ النَّاسِ وَإِعْطَاءَ الْجُنْدِ، وَلَيْسَ دُنْيَايَ عِوَضًا عَنْ آخِرَتِي.
وَقَالَ: فَكَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ غُفْرًا، الَّلهمّ أَصْلِحْ قَلْبَهُ.
وَقَالَ قَائِلٌ:
فَدَعْ عَنْكَ يَعْقُوبَ بْنَ دَاوُدَ جَانِبًا ... وَأَقْبِلْ عَلَى صَهْبَاءَ طَيِّبَةِ النَّشر
وَلَمَّا حَبَسَهُ الْمَهْدِيُّ عَزَلَ أَصْحَابَهُ، وَسَجَنَ أَهْلَ بَيْتِهِ1.
قَضَاءُ الْعَسْكَرِ:
وَفِيهَا سَارَ مُوسَى الْهَادِي إِلَى جُرْجَانَ، وَجَعَلَ عَلَى قَضَاءِ عَسْكَرِهِ الْقَاضِي أَبَا يُوسُفَ2.
ضَرْبُ الْمَهْدِيِّ الدَّنَانِيرَ وَإِقَامةُ الْبَرِيدِ:
وَفِيهَا تَحَوَّلَ الْمَهْدِيُّ إِلَى قَصْرِ السَّلامِ، وَضَرَبَ بِهَا الدَّنَانِيرَ، وَأَمَرَ، فَأُقِيمَ لَهُ الْبَرِيدُ مِنَ الْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ، وَمِنَ الْيَمَنِ وَمَكَّةَ إِلَى الْحَضْرَةِ، بِغَالا وَإِبِلا؟، وَهُوَ أَوَّلُ ما عَمِلَ الْبَرِيدَ إِلَى الْحِجَازِ مِنَ الْعِرَاقِ3.
وَفِيهَا اضْطَرَبَتْ خُرَاسَانُ عَلَى الْمُسَيَّبِ بْنِ زُهَيْرٍ، فَصَرَفَهُ الْمَهْدِيُّ بِالْفَضْلِ بْنِ سُلَيْمَانَ الطُّوسيّ، وَأَضَافَ إِلَيْهِ سِجِسْتَانَ4.
قَتْلُ ابْنِ الْوَزِيرِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ:
وَفِيهَا قَدِمَ وَضَّاحُ الشَّرويّ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَزِيرِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ الأَشْعَرِيِّ، وَكَانَ رُمِيَ بالزَّندقة، فَقَتَلَهُ بِحَضْرَةِ أَبِيهِ، وَأَبَادَ الْمَهْدِيُّ الزَّنادقة5.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 161".
2 تاريخ الطبري "8/ 162".
3 تاريخ الطبري "8/ 162"، البداية والنهاية "10/ 149".
4 تاريخ الطبري "8/ 162-163".
5 تاريخ الطبري "8/ 163"، الكامل لابن الأثير "6/ 73".(10/14)
أحداث سَنَةَ سبعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ:
فِيهَا مَاتَ: أَبُو يزيد أَنَسُ بْنُ عِمْرَانَ الرُّعينيّ الْمِصْرِيُّ، وَكَاتِبُ السِّرِّ لِلْهَادِي أَبَانُ بْنُ صَدَقَةَ، مَاتَ بِجُرْجَانَ، وبشَّار ابن بُرْدٍ الشَّاعِرُ، قِيلَ: وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْحَفْرِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنُ حَيٍّ الْفَقِيهُ، وَجَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ الأَحْمَرُ، فِي قَوْلٍ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ شَيْخُ الْبَصْرَةِ، وَدَاوُدُ بْنُ الْفُرَاتِ الْبَصْرِيُّ، وَالرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ الْجُمَحِيُّ الْبَصْرِيُّ، وَالسَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى الْبَصْرِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ الْبَصْرِيُّ أَخُو حَمَّادٍ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنوخيّ شَيْخُ دِمَشْقَ.
وَسُوَيْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَصْرِيُّ، وَسَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ الْبَصْرِيُّ، وَأَبُو أُوَيْسٍ عَبْدُ اللَّهِ بن عبد الله المدنيّ، وعبد الرحمن ابن شُرَيْحٍ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ الْقَسْمَلِيُّ، وَعُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهباء، فِي قَوْلٍ، وَالأَمِيرُ عيسى ابن مُوسَى الْعَبَّاسِيُّ بِالْكُوفَةِ، في ذِي الْحِجَّةِ، وَالْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الحرَّانيّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مصرِّف الْكُوفِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ سَلْمَى، وَأَبُو بَكْر بْن عليّ بْن عطاء بْن مُقَدَّم الْبَصْرِيُّ، وَأَبُو حَمْزَةَ مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ السُّكّريّ الْمَرْوَزِيُّ، وَمُفَضَّلُ بْنُ مُهَلْهَلٍ الْكُوفِيُّ، وَأَبُو عُقَيْلٍ يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْبَصْرِيُّ، وَأَبُو هِلالٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ الرَّاسِبِيُّ الْبَصْرِيُّ، وَمَخْلَدٌ الشَّيبانيّ وَالِدُ أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلِ، وَأَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ أَشْعَثُ بْنُ سَعِيدٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ الْكُوفِيُّ، فِي قَوْلٍ، وَأَبُو إِسْرَائِيلَ الْمُلائِيُّ، وَاسْمُهُ إِسْمَاعِيلُ.
تتبُّع الزَّنَادِقَةِ:
وَجَدَّ المهديُّ فِي تتبُّع الزَّنادقة وَالْبَحْثِ عَنْهُمْ فِي الآفَاقِ، وَقَتَلَ عَلَى التُّهمة1.
عَزْلُ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ الْوَزِيرِ:
وَفِيهَا عَزَلَ الْمَهْدِيُّ عَنْ دِيوَانِ الرَّسَائِلِ أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ الأَشْعَرِيَّ الَّذِي كَانَ وَزِيرَهُ، وولاَّه الرَّبِيعَ الحاجب، فاستناب سعيد بن واقد2.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 165"، الكامل في التاريخ "6/ 75".
2 تاريخ الطبري "8/ 165"، الكامل في التاريخ "6/ 75".(10/15)
الطَّاعُونُ بِالْبَصْرَةِ وَبَغْدَادَ:
وَفِيهَا كَانَ الطَّاعُونُ بِالْبَصْرَةِ وَبَغْدَادَ1.
الزِّيَادَةُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ:
وَفِيهَا أَمَرَ الْمَهْدِيُّ بِالزِّيَادَةِ الْكُبْرَى فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَدَخَلَتْ فِي ذَلِكَ دُورٌ كَثِيرَةٌ، وَوَلِيَ الْبِنَاءَ يَقْطِينُ الأَمِيرُ2.
الْحَجُّ هَذَا الْمَوْسِمَ:
وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ الإمام إبراهيم بن يحيى3.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 165"، البداية والنهاية "10/ 149".
2 تاريخ الطبري "8/ 164"، البداية والنهاية "10/ 149".
3 تاريخ خليفة "438"، المعرفة والتاريخ "1/ 154".(10/16)
أحداث سَنَةَ ثمانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ:
فِيهَا تُوُفِّيَ: أَبُو أُمَيَّةَ أَيُّوبُ بْنُ خَوْطٍ الْبَصْرِيُّ، وَجَعْفَرٌ الأَحْمَرُ، بِخِلافٍ، وَأَبُو الْغُصْنِ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، وَالأَمِيرُ حَسَنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ السَّيِّدِ الْحَسَنِ سِبْطِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَخَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ السَّرْخَسِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ بِدِمَشْقَ، وَقِيلَ: سَنَةَ تِسْعٍ، وَأَبُو مَهْدِيٍّ سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْحِمْصِيُّ، وَطُعْمَةُ بْنُ عَمْرٍو الْجَعْفَرِيُّ الْكُوفِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيُّ قَاضِي الْبَصْرَةِ، وَفُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَدَنِيُّ، وَغَوْثُ بْنُ سُلَيْمَانَ بِمِصْرَ، وَالْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحَرَّانِيُّ، فِي قَوْلٍ، وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ الْكُوفِيُّ فِي قَوْلٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ التَّمَّارُ، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عُلاثة الْعُقَيْليُّ، وَأَبُو حَمْزَةَ السُّكّريّ، فِي قَوْلٍ، وَمِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَنْزِيُّ، فِي قَوْلٍ، ومفضَّل بْنُ مُهَلْهَلٍ، فِي قَوْلٍ، وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ الْكَلاعِيُّ بِمِصْرَ، والنَّضر بْنُ عَرِبيٍّ الْحَرَّانِيُّ، وَيَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمِصْرِيُّ، وَقِيلَ: سَنَةَ ثَلاثٍ.
نَقْضُ الرُّومِ لِلصُّلْحِ:
وَفِيهَا نَقَضَتِ الرُّومُ الصُّلح بَعْدَ فَرَاغِ الْهُدْنَةِ بِثَلاثَةِ أشهر، فتوجَّه إليهم زيد بن بدر(10/16)
ابن أَبِي مُحَمَّدٍ الْبَطَّالُ فِي سَرِيَّةٍ، فَغَنِمُوا وَظَفِرُوا1.
تَجْهِيزُ الْحَرَشِيِّ إِلَى طَبَرِسْتَانَ:
وَفِيهَا جهَّز الْمَهْدِيُّ سَعِيدًا الْحَرَشِيَّ إِلَى طَبَرِسْتَانَ فِي أَرْبَعِينَ أَلْفًا2.
مَوْتُ عَرِّيفِ الزَّنَادِقَةِ:
وَفِيهَا مَاتَ عُمَرُ الْكَلْوَذَانِيُّ عَرِّيفُ الزَّنادقة، فَوُلِّيَ بَعْدَهُ حَمْدُوَيْهِ الْمَيْسَانِيُّ3.
الْحَجُّ هَذَا الْمَوْسِمَ:
وَأَقَامَ مَوْسِمَ الْحَجِّ عَلِيُّ بْنُ المهديّ4.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 167".
2 تاريخ الطبري "8/ 167".
3 تاريخ الطبري "8/ 167"، الكامل لابن الأثير "6/ 80".
4 تاريخ خليفة "439"، تاريخ الطبري "8/ 167".(10/17)
أحداث سَنَةَ تسعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ:
فِيهَا مَاتَ: الْقَاضِي أَبُو شَيْبَةَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَبْسِيُّ، وَثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ الأَحْوَلُ الْبَصْرِيُّ، وَحَرْمَلَةُ بْنُ إِيَاسٍ، وخالد ابن يَزِيدَ الْمَهْرِيُّ، بِالثَّغْرِ، وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ وَالِدُ عِرَاكٍ الْمُقْرِئِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، فِي قول، ودحية بن المغضب بن أصبغ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ الأُمَوِيُّ، قُتِلَ بِمِصْرَ.
وَالسَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، فِي آخِرِهَا، وَسَعِيدُ بن أبي أَيُّوبَ، بِخِلافٍ، وَشُعَيْبُ بْنُ كَيْسَانَ، وَطُعْمَةُ بْنُ عمرو الكوفيّ في قول، وعبيد الله بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ الْكُوفِيُّ، وَعُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ الْبَصْرِيُّ، وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَمُطِيعُ بْنُ إِيَاسٍ اللَّيثي الشَّاعِرُ، وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، فِي قَوْلٍ، وَمُوسَى بْنُ محمد الأنصاريّ، ونافع بن عمر الْجُمَحِيُّ، وَنَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ قَارِئُ الْمَدِينَةِ.
وَوُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَهُ الْوَاقِدِيُّ، وَأَبُو إِسْرَائِيلَ الملائيّ، بخلاف، وأبو سعيد الْمُؤَدِّبُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ.(10/17)
مَوْتُ الْمَهْدِيِّ وَخِلافَةُ الْهَادِي:
وَفِيهَا: خِلافَةُ الْهَادِي.
فِي المحرَّم سَارَ الْمَهْدِيُّ إِلَى مَاسَبَذَانَ عَازِمًا عَلَى تَقْدِيمِ ابْنِهِ هَارُونَ فِي وِلايَةِ الْعَهْدِ، وَأَنْ يُؤَخِّرَ مُوسَى الْهَادِي، فَنَفَّذَ إِلَى مُوسَى فِي ذَلِكَ فَامْتَنَعَ، فَطَلَبَهُ فَلَمْ يَأْتِ، فهمَّ المهديُّ بِالْمَسِيرِ إِلَى جُرْجَانَ لِذَلِكَ، فَسَاقَ يَوْمًا خَلْفَ صَيْدٍ فَاقْتَحَمَ الصَّيد خَرِبةً، وَدَخَلَتِ الْكِلابُ خَلْفَهُ، وَتَبِعَهُمُ الْمَهْدِيُّ، فَدُقَّ ظَهْرُهُ فِي بَابِ الْخَرِبَةِ مَعَ شِدَّةِ سَوْقِ الْفَرَسِ، فَهَلَكَ لِسَاعَتِهِ1.
وَقِيلَ: بَلْ أَطْعَمُوهُ السُّم، سَقَتْهُ جَارِيَةٌ لَهُ سُمًّا اتَّخَذَتْهُ لضرَّتها، فَمَدَّ يَدَهُ، وَفَزِعَتْ أَنْ تَقُولَ: هُوَ مَسْمُومٌ، وَكَانَ لُبًّا فِيمَا قِيلَ، وَقِيلَ: كَانَ إِنْجَاصًا، فَأَكَلَ وَصَاحَ: جَوْفِي، وَتَلِفَ مِنَ الْغَدِ، وعلِّقت الْمُسُوحُ عَلَى قِبَابِ حُرَمِهِ2.
وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ أَبُو الْعَتَاهِيَةِ:
رُحْنَ فِي الوشي وأصبحـ ... ـن عليهنّ المسوح
كلُّ نطَّاحٍ من الدّهـ ... ـر له يوم نطوح
لست بالباقي ولو عمـ ... ـرت مَا عمِّر نُوحُ
نُحْ عَلَى نَفْسِكَ يَا مسـ ... ـكين إِنْ كُنْتَ تَنُوحُ
مَاتَ لثمانٍ بَقَيْنَ مِنَ المحرَّم وَلَهُ ثَلاثٌ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً، وَصَلَّى عَلَيْهِ الرَّشِيدُ وَدُفِنَ تَحْتَ جَوْزَةٍ، وَبَعَثُوا بِالْخَاتَمِ وَالْقَضِيبِ إِلَى مُوسَى الْهَادِي، فَرَكِبَ مِنْ وَقْتِهِ وَقَصَدَ الْعِرَاقَ، فَوَصَلَهَا فِي بضعةٍ وَعِشْرِينَ يَوْمًا، وَقِيلَ: فِي أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ، وَنَزَلَ بِقَصْرِ الْخُلْدِ3، وَكُتِبَ بِخِلافَتِهِ إِلَى الآفَاقِ.
التَّشْدِيدُ فِي طَلَبِ الزنادقة:
فيها اشْتَدَّ تطلُّب الْهَادِي للزَّنادقة، فَقَتَلَ مِنْهُمْ جَمَاعَةً كَابْنِ بَاذَانَ، وَعَلِيِّ بْنِ يَقْطِينَ، وَقَتَلَ يَعْقُوبَ بن الفضل ابن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 168-169".
2 تاريخ الطبري "8/ 169-170".
3 تاريخ الطبري "8/ 189".(10/18)
عبد المطّلب الهاشمّي، وكان أَقَرَّ بالزَّندقة لِلْمَهْدِيِّ وَقَالَ: لا سَبِيلَ إِلَى أَنْ أُظْهِرَ مَقَالَتِي وَلَوْ قَرَضْتَنِي بِالْمَقَارِيضِ، فَقَالَ لَهُ: وَيْلُكَ، لَوْ كُشِفَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَمْرُ كَمَا تَقُولُ، لَكُنْتَ جَدِيرًا أَنْ تُؤْمِنَ لابْنِ عَمِّكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فلولاه مَنْ كُنْتَ؟ وَلَوْلا أَنِّي عَاهَدْتُ اللَّهَ أَنْ لا أَقْتُلَ هَاشِمِيًّا لَمَا نَاظَرْتُكَ1.
ثُمَّ أَحْضَرَ الْمَهْدِيُّ وَلَدَ عَمِّهِ دَاوُدَ بْنَ عَلِيٍّ، فَاعْتَرَفَ بالزَّندقة -سأل الله الثَّبات- قال الْمَهْدِيُّ لِوَلَدِهِ الْهَادِي: إِنْ وُلِّيتَ مِنْ بَعْدِي فَلا تُمْهِلْ هَذَيْنِ، فَمَاتَ ابْنُ دَاوُدَ فِي السِّجْنِ، وَخَنَقَ الْهَادِي يَعْقُوبَ هَذَا، وَبَعَثَ بِهِ إِلَى أَخِيهِ إِسْحَاقَ بْنِ الْفَضْلِ، وَأَظْهَرَ أَنَّهُ مَاتَ فِي السِّجْنِ، وَظَهَرَتْ بِنْتُهُ فَاطِمَةُ أَنَّهَا حبلى منه، أكرهها.
وقعة فخ:
فيها فِي أَوَاخِرِ السَّنَةِ وَقْعَةُ فَخٍّ، وَمِنْ خَبَرِهَا أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ حَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ خَرَجَ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ آلُ بَيْتِهِ قَدْ كَفَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَسَكِرَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، فحدَّه وَالِي الْمَدِينَةِ فَغَضِبَ وَفَقَدُوهُ، وَكَانَ الْحُسَيْنُ كَفِيلَهُ2.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ، كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ كَفَّلَ بَعْضَهُمْ بَعْضًا فَكَانَ الْحُسَيْنُ هَذَا، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ قَدْ كَفَلا الْحَسَنَ الَّذِي حدَّ، فَتَغَيَّبَ الْحَسَنُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَطَلَبَهُمَا الأَمِيرُ، فَقَالَ: أَيْنَ الْحَسَنُ؟ قَالا: وَاللَّهِ مَا نَدْرِي، إِنَّمَا غَابَ مِنْ يَوْمَيْنِ، فَأَغْلَظَ لَهُمَا، فَحَلَفَ يَحْيَى أَنَّهُ لا يَنَامُ حَتَّى يَأْتِيَهُ بِهِ، أَوْ يَرُدَّ الْخَبَرَ، فَلَمَّا خَرَجَا قَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا دَعَاكَ إِلَى الْيَمِينِ؟ وَمِنْ أَيْنَ نَجِدُ الْحَسَنَ؟ قَالَ: فَنَخْرُجُ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ الْحُسَيْنُ: فَيُكْسَرُ بِخُرُوجِنَا اللَّيْلَةَ، مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَصْحَابِنَا مِنَ الْمِيعَادِ، قَالَ: فَمَا الْحِيلَةُ؟ وَقَدْ كَانُوا تَوَاعَدُوا عَلَى الْخُرُوجِ بِمِنًى فِي الْمَوْسِمِ3.
وَقَدْ كَانَ قَوْمٌ مِنَ الْكُوفِيِّينَ مِنْ شِيعَتِهِمْ، وَمِمَّنْ بَايَعَ لَهُمْ مُخْتَفِينَ فِي دارٍ، فَمَضَوْا إِلَيْهِمْ، فَلَمَّا كَانَ آخِرُ اللَّيْلِ خَرَجُوا، وَأَقْبَلَ يَحْيَى حَتَّى ضَرَبَ دَارَ الأَمِيرِ بِالسَّيْفِ، فَلَمْ يَخْرُجْ وَكَأَنَّهُ عَلِمَ بِأَمْرِهِمْ، فَاخْتَفَى، فَجَاءُوا وَاقْتَحَمُوا الْمَسْجِدَ وَقْتَ الصُّبح، فَجَلَسَ
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 190".
2 تاريخ الطبري "8/ 192-193".
3 تاريخ الطبري "8/ 193".(10/19)
الْحُسَيْنُ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَجَعَلَ النَّاسُ يَأْتُونَ لِلصَّلاةِ، فَإِذَا رَأَوْهُمْ رَجَعُوا، فلمَّا صَلَّى الْغَدَاةَ جَعَلَ النَّاسُ يَأْتُونَهُ وَيُبَايِعُونَهُ، فَأَقْبَلَ خَالِدٌ الْبَرْبَرِيُّ وَهُوَ نَازِلٌ بِالْمَدِينَةِ يَحْفَظُهَا مِنْ خُرُوجِ خَارِجٍ، وَمَعَهُ مائتا فارس، فأقبل بهم السِّلاحِ، وَمَعَهُ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيُّ أَخُو الزَّاهِدِ الْعُمَرِيِّ، وَمَعَهُمُ الْحُسَيْنُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَسَنِيِّ عَلَى حمارٍ فَاقْتَحَمَ خَالِدٌ الْبَرْبَرِيُّ الرَّحبة، وَقَدْ ظَاهَرَ بَيْنَ دِرْعَيْنِ، وَجَذَبَ السَّيْفَ وَهُوَ يَصِيحُ: يَا حُسَيْنُ يَا كَشْكَاشُ، قَتَلَنِي اللَّهُ إِنْ لَمْ أَقْتُلْكَ. وَحَمَلَ عَلَيْهِمْ حَتَّى خَالَطَهُمْ، فَقَامَ إِلَيْهِ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَخُوهُ إِدْرِيسُ، فَضَرَبَهُ يَحْيَى فَقَطَعَ أَنْفَهُ، فَدَخَلَ الدَّمُ فِي عَيْنَيْهِ، فَجَعَلَ يَذُبُّ عَنْ نَفْسِهِ بالسَّيف وَهُوَ لا يُبْصِرُ، فَاسْتَدَارَ لَهُ إِدْرِيسُ فَضَرَبَهُ فَصَرَعَهُ، ثُمَّ جرِّد وَسُحِبَ إِلَى الْبَلاطِ، وَانْهَزَمَ عَسْكَرُهُ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: هَذَا كُلُّهُ بِعَيْنِي1.
وَجُرِحَ يَحْيَى، وَشُدُّوا عَلَى المسوِّدة، وَبَيْنَهُمُ الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرٍ، فَصَاحَ الْحُسَيْنُ: ارْفِقُوا -وَيْلَكُمْ- بِالشَّيْخِ، ثُمَّ انْتَهَبُوا بَيْتَ الْمَالِ2.
وَكَانَ الْمَنْصُورُ قَدْ أَضْعَفَ أَمْرَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْغَايَةِ، وَأَخْلاهَا مِنَ السِّلاحِ وَالْمَالِ، قَالَ: فَوَجَدُوا فِي بَيْتِ الْمَالِ بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ دِينَارٍ لَيْسَ إِلا.
وَقِيلَ: وَجَدُوا سَبْعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ.
وَأَغْلَقَ الرَّعِيَّةُ أَبْوَابَهُمْ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ تَهَيَّأَ الْجَمْعَانِ لِلْحَرْبِ، فَالْتَقَوْا، وَكَثُرَ الْجِرَاحُ، وَدَامَ الْقِتَالُ إِلَى الظُّهْرِ، ثُمَّ تَحَاجَزَا، فَجَاءَ الْخَبَرُ بِالْعَشِيِّ أَنَّ مُبَارَكًا التُّرْكِيَّ نَزَلَ بِئْرَ المطَّلب، فَانْضَمَّ إِلَيْهِ الْعَسْكَرُ، فَأَقْبَلَ مِنَ الْغَدِ إِلَى الثَّنية، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ مَوَالِي الْعَبَّاسِيِّينَ، فَالْتَحَمَ الْقِتَالُ يَوْمَئِذٍ إِلَى الظُّهر، وَغَفَلَ النَّاسُ عَنْ مُبَارَكٍ، فَانْهَزَمَ عَلَى الْهُجُنِ3.
ثُمَّ تَجَهَّزَ الْحُسَيْنُ أَحَدَ عَشَرَ يَوْمًا، وَسَارَ مِنَ الْمَدِينَةِ وَالرَّعِيَّةُ يَدْعُونَ عَلَيْهِ فِي وَجْهِهِ، فَإِنَّهُ آذَى النَّاسَ، وَكَانَ أَصْحَابُهُ فَسَقَةً يتغوَّطون فِي جَوَانِبِ الْمَسْجِدِ، وَمَضَى إِلَى مَكَّةَ، وَتَجَمَّعَ مَعَهُ خَلْقٌ مِنْ عَبِيدِ مَكَّةَ، فَبَلَغَ خَبَرُهُ الْهَادِي، وَكَانَ قَدْ حَجَّ تلك
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 193-194".
2 تاريخ الطبري "8/ 194".
3 تاريخ الطبري "8/ 194-195".(10/20)
اللَّيَالِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ، وَأَخُو الْمَنْصُورِ عَبَّاسٌ وَمُوسَى بْنُ عِيسَى وَمَعَهُمُ الْعُدَدُ وَالْخَيْلُ، فَالْتَقَى الْجَمْعَانِ، فَكَانَتِ الْوَقْعَةُ بفَخٍّ، بِقُرْبِ مَكَّةَ، فَقُتِلَ فِي الْمَصَافِّ الْحُسَيْنُ، وَأَرَاحَ اللَّهُ مِنْهُ1.
وَنُودِيَ بِالأَمَانِ فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ أَبُو الزِّفت مُغْمِضًا عَيْنَهُ، قَدْ أَصَابَهَا شَيْءٌ مِنَ الْحَرْبِ، فَوَقَفَ خَلْفَ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ يَسْتَجِيرُ بِهِ فَأَمَرَ بِهِ مُوسَى بْنُ عِيسَى فَقُتِلَ فِي الحال، فغضب محمد ابن سليمان من ذلك، واحتزّت رؤوس الْقَتْلَى، فَكَانُوا مِائَةً.
وَغَضِبَ الْهَادِي عَلَى مُوسَى بْنِ عِيسَى لِقَتْلِهِ أَبَا الزِّفت، فَأَخَذَ أَمْوَالَهُ.
وَغَضِبَ أَيْضًا عَلَى مُبَارَكٍ التُّركيّ، وَأَخَذَ أَمْوَالَهُ، وصيَّره فِي سَاسَةِ الدَّوابّ2.
بَدْءُ الأُسْرَةِ الإِدْرِيسِيَّةِ بِالْمَغْرِبِ:
وَانْفَلَتَ إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، فَصَارَ إِلَى مِصْرَ، وَتَوَصَّلَ إِلَى الْمَغْرِبِ، إِلَى أَنِ اسْتَقَرَّ بِطَنْجَةَ، وَهِيَ عَلَى الْبَحْرِ الْمُحِيطِ، فَاسْتَجَابَ لَهُ مَنْ هُنَاكَ مِنَ الْبَرْبَرِ، وَأَعَانَهُ عَلَى الْهُرُوبِ نَائِبُ مِصْرَ وَاضِحٌ الْعَبَّاسِيُّ، وَكَانَ يترفَّض، فَسَيَّرَهُ عَلَى الْبَرِيدِ، فَطَلَبَ الْهَادِي وَاضِحًا وَصَلَبَهُ3.
وَقِيلَ: بَلْ صَلَبَهُ الرَّشِيدُ، ثُمَّ بَعَثَ الْخَلِيفَةُ شمَّاخًا الْيَمَامِيَّ دَسِيسَةً، وَكَتَبَ مَعَهُ إِلَى أَمِيرِ إِفْرِيقِيَّةِ، فَتَوَصَّلَ إِلَى إِدْرِيسَ، وَأَظْهَرَ أَنَّهُ شِيعِيٌّ مُتَحَرِّقٌ، وَأَنَّهُ يُلِمُّ بِالطِّبِّ، فَأَنِسَ بِهِ إِدْرِيسُ، ثُمَّ شَكَى إِلَيْهِ وَجَعًا بِأَسْنَانِهِ، فَأَعْطَاهُ سُنُونًا مَسْمُومًا، وَأَمَرَهُ أَنْ يَسْتَنَّ بِهِ سَحَرًا، وَهَرَبَ الشَّمَّاخُ فِي اللَّيْلِ، وَاسْتَنَّ إِدْرِيسُ فتلف، فقام بعده ولده إدريس بْنُ إِدْرِيسَ. فَتَمَلَّكَ هُوَ وَأَوْلادُهُ بِالْمَغْرِبِ زَمَانًا بِنَاحِيَةِ تَاهِرْتَ، وَانْقَطَعَتْ عَنْهُمُ الْبُعُوثُ. وَجَرَتْ لِلإِدْرِيسِيَّةِ أُمُورٌ يَطُولُ شَرْحُهَا، وَبَنَوُا الْقُصُورَ وَالْمَدَائِنَ.
بَعْضُ سيرة الحسين بن علي:
حكى عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوفلي قَالَ: حدثني يوسف مولى آل حسن
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 195-197"، المعرفة والتاريخ "1/ 159".
2 تاريخ الطبري "8/ 198".
3 تاريخ الطبري "8/ 198".(10/21)
قَالَ: كُنْتُ مَعَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَقْتُولِ لما قدم عَلَى الْمَهْدِيِّ، فَأَجَازَهُ بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، فَفَرَّقَهَا فِي النَّاسِ بِبَغْدَادَ وَالْكُوفَةِ، فَوَاللَّهِ مَا خَرَجَ مِنَ الْكُوفَةِ إِلا وَعَلَيْهِ فَرْوٌ وَمَا تَحْتَهُ قَمِيصٌ، وَكَانَ يَسْتَقْرِضُ فِي الطَّرِيقِ مِنْ مَوَالِيهِمْ مَا يُمَوِّنُهُمْ1.
قَالَ النَّوفلي: وَحَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ قَالَ: صَلَّيْتُ الْغَدَاةَ فِي يَوْمِ خُرُوجِ الْحُسَيْنِ صَاحِبِ فَخٍّ بِالْمَدِينَةِ، فَصَلَّى بِنَا، وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ أَبْيَضُ، وَعِمَامَةٌ بَيْضَاءُ، قَدْ سَدَلَهَا مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ قُدَّامَهُ، إِذْ أَقْبَلَ خَالِدٌ الْبَرْبَرِيُّ وَأَصْحَابُهُ، فَبَدَرَهُ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَشَدَّ عَلَيْهِ خَالِدٌ، فَضَرَبَهُ يَحْيَى فَقَتَلَهُ، فَانْهَزَمَ أَصْحَابُهُ، ثُمَّ رَجَعَ يَحْيَى فَقَامَ بَيْنَ يَدَيِ الْحُسَيْنِ، وَسَيْفُهُ يَقْطُرُ دَمًا، فَقَالَ الْحُسَيْنُ فِي خُطْبَتِهِ: أَيُّهَا النَّاسُ، أَنَا ابْنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلِيٌّ منبر رسول الله، يدعوكم إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ، فَإِنْ لَمْ أَفِ بِذَلِكَ فَلا بَيْعَةَ لِي فِي أَعْنَاقِكُمْ2.
وَيُقَالُ: إِنَّ يَقْطِينَ بْنَ مُوسَى لَمَّا قَدِمَ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيِ الْهَادِي قال: كأنكم والله جئتم برأي طاغوت، إن أقل ما أجزيكم أَنْ أَحْرِمَكُمْ جَوَائِزَكُمْ، فَلَمْ يُعْطِهِمْ شَيْئًا3.
ثَوْرَةُ ابن مغصّب بصعيد مصر:
فيها ثَارَ بِالصَّعِيدِ دِحْيَةُ بْنُ مُغَصَّبٍ الأُمَوِيُّ، وَقَوِيَتْ شكوته، ثُمَّ قُتِلَ بِمِصْرَ لِسَنَتِهِ، قَالَهُ ابْنُ يُونُسَ.
الْعُمَّالُ عَلَى الأَمْصَارِ:
وَفِيهَا كَانَ عَلَى الْمَدِينَةِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيُّ، وَعَلَى مَكَّةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قُثَمَ، وَعَلى الْيَمَنِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَلْمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، وَعَلَى الْيَمَامَةِ وَالْبَحْرَيْنِ سُوَيْدٌ الْخُرَاسَانِيُّ، وَعَلَى الْكُوفَةِ مُوسَى بْنُ عِيسَى، وَعَلَى الْبَصْرَةِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَلَى جُرْجَانَ حَجَّاجٌ مَمْلُوكُ الْهَادِي، وَعَلَى قُومِسَ حَسَّانٌ وَعَلَى طَبَرِسْتَانَ صَالِحُ بْنُ شَيْخِ بْنِ عُمَيْرَةَ الأَسَدِيُّ، وَعَلَى إِصْبَهَانَ طَيْفُورٌ مَمْلُوكُ الْهَادِي، وَعَلَى بَاقِي الْمَدَائِنِ نُوَّابٌ ذُكِرَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَقْتَ وِلايَتِهِمْ4.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 199-200".
2 تاريخ الطبري "8/ 200-201".
3 تاريخ الطبري "8/ 203".
4 تاريخ الطبري "8/ 204".(10/22)
أحداث سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ:
مَاتَ فِيهَا: إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو الأُمَوِيُّ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ الْبَصْرِيُّ، وَالرَّبِيعُ بْنُ يُونُسَ الْحَاجِبُ، وَسَعِيدُ بْنُ حُسَيْنٍ الأَزْدِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِيُّ الْمَدَنِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ الْمِصْرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَبُو السِّوار الْمَدَنِيُّ. بِمِصْرَ، رَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الْمَخْزُومِيُّ الْمَكِّيُّ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْخَلِيفَةِ مَرْوَانَ الأُمَوِيُّ، فِي السِّجْنِ، وَعَمْرُو بْنُ ثَابِتِ الْكُوفِيُّ، وَغِطْرِيفِ بْنِ عَطَاءٍ مُتَوَلِّي الْيَمَنِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبَانِ بْنِ صَالِحٍ الْجُعْفِيُّ، ومحمد بن الزبير المعيطيّ إمام مجسد حَرَّانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ، بِخِلافٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ الأَنْصَارِيُّ الْحِمْصِيُّ، وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، فِي قَوْلٍ، وَمُوسَى الْهَادِي بْنُ المهديّ الخليفة، وأبو معشر نجيج السَّنديّ الْمَدَنِيُّ، وَأَبُو جَزْءٍ الْقَصَّابُ نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ، وَيَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ الأَزْدِيُّ مُتَوَلِّي إِفْرِيقِيَّةِ.
مَوَالِيدُ هَذِهِ السَّنَةِ:
وَفِيهَا: وُلِدَ الْمَأْمُونُ، وَالأَمِينُ، وَيَعْقُوبُ الدَّورقيّ، وَدُحَيْمٌ، وَأَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ، وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى.
وَفَاةُ الْخَلِيفَةِ الْهَادِي:
وَفِيهَا هَلَكَ الْخَلِيفَةُ مُوسَى الْهَادِي مِنْ قُرْحَةٍ أَصَابَتْهُ فِي جَوْفِهِ1.
وَقِيلَ: سَمَّتْهُ أُمُّهُ الْخَيْزُرَانُ لَمَّا أَجْمَعَ قَتْلَ أَخِيهِ الرَّشِيدِ، وَكَانَتْ أَيْضًا حَاكِمَةً مُسْتَبِدَّةً بِالأُمُورِ الْكِبَارِ فَمَنَعَهَا، وَقَدْ كَانَتِ الْمَوَاكِبُ تَغْدُو إِلَى بَابِهَا، فَرَدَّهُمْ عَنْ ذَلِكَ، وَكَلَّمَهَا بِكَلامٍ فَجٍّ، وَقَالَ: إِنْ وَقَفَ بِدَارِكِ أَمِيرٌ لأَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ، أَمَا لَكِ مِغْزَلٌ تَشْغَلُكِ، أَوْ مُصْحَفٌ يُذَكِّرُكِ، أَوْ سِبْحَةٌ؟ فَقَامَتْ مَا تعقل من الغضب، فقيل: إنه بعث
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 205".(10/23)
إِلَيْهَا بِطَعَامٍ مَسْمُومٍ، فَأَطْعَمَتْ مِنْهُ كَلْبًا فَانْتَثَرَ، فَعَمِلَتْ عَلَى قَتْلِهِ لَمَّا وَعِكَ، بِأَنْ غَمُّوا وَجْهَهُ بِبِسَاطٍ جَلَسُوا عَلَى جَوَانِبِهِ1.
وَكَانَ يُرِيدُ إِهْلاكَ الرَّشِيدِ لِيُوَلِّيَ الْعَهْدَ وَلَدَهُ وَهُوَ صَغِيرٌ لَهُ عَشْرُ سِنِينَ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ مَاتَ تَعِيسًا بِأَزَمَاتٍ فِي نِصْفِ رَبِيعٍ الآخِرِ2.
وَكَانَتْ خِلافَتُهُ سنة وربع، وَعَاشَ سِتًّا وَعِشْرِينَ سَنَةً3، وَخَلَّفَ سَبْعَةَ بَنِينَ.
وَأَفْضَتِ الْخِلافَةُ إِلَى وَلِيِّ الْعَهْدِ بَعْدَهُ أَخِيهِ أمير المؤمنين هارون بن المهدي.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 205-206".
2 تاريخ الطبري "8/ 213".
3 تاريخ الطبري "8/ 213".(10/24)
رِجَالُ هَذِهِ الطَّبَقَةِ مرتَّبون عَلَى الْحُرُوفِ:
"حَرْفُ الأَلِفِ":
1- أَبَانُ بْنُ صَدَقَةَ1.
كَاتِبُ الرَّسَائِلِ فِي دَوْلَةِ الْمَنْصُورِ، وَكَاتِبُ السِّرِّ لِلرَّشِيدِ فِي حَيَاةِ أَبِيهِ الْمَهْدِيِّ، ثُمَّ عُزِلَ وَوُلِّيَ كِتَابَةَ الْهَادِي.
قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: قَالَ أَبَانٌ: كُنْتُ أَخْلُفُ الرَّبِيعَ الْحَاجِبَ عَلَى كِتَابَةِ الْمَنْصُورِ.
مَاتَ بِجُرْجَانَ سَنَةَ 167.
2- أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ أَبُو يَزِيدَ الْبَصْرِيُّ2.
الْحَافِظُ أَحَدُ الأَعْلامِ.
رَوَى عَنِ: الْحَسَنِ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَأَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَيَحْيَى اليماميّ، وبديل بن ميسرة.
__________
1 تاريخ خليفة "436"، تاريخ الطبري "6/ 183، 7/ 623، 654"، والكامل في التاريخ "5/ 609، 6/ 46، 75".
2 الطبقات الكبرى "7/ 284"، التاريخ الكبير "1/ 454"، والجرح والتعديل "2/ 299"، والثقات لابن حبان "6/ 68"، تهذيب الكمال "2/ 24-26"، سير أعلام النبلاء "7/ 431-433"، وتهذيب التهذيب "1/ 101-102".(10/24)
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَسَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، وَهُدْبَةُ، وَشَيْبَانُ، وَعَفَّانُ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبوذكيّ، وَخَلْقٌ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ ثَبْتًا فِي كُلِّ مَشَايِخِهِ.
وقال ابن معين، والنسائي: ثقة.
وقال أحمد الْعِجْلِيُّ: ثِقَةٌ، تَرَكَ الْقَدَرَ وَلا يَتَكَلَّمُ فِيهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: سُئِلَ ابْنُ مَعِينٍ عَنْ أَبَانٍ وَهَمَّامٍ فقال: كان يحيى القطان يروي عَنْ أَبَانٍ، وَكَانَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ هَمَّامٍ، وَأَنَا فَهَمَّامٌ أَحَبُّ إِلَيَّ.
قُلْتُ: فَهَذَا يَرُدُّ عَلَى مَا نَقَلَ الْوَاهِي مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكَدِيمِيُّ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ الْقَطَّانِ تَلْيِينَهُ أَبَانًا، وَقَوْلِهِ: لا أُحَدِّثُ عَنْهُ.
وَقَالَ أَيْضًا عَبَّاسٌ الدُّوري: حَدَّثَنَا ابْنُ مَعِينٍ قَالَ: مَاتَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَهُوَ يَرْوِي عَنْ أَبَانِ بْنِ يَزِيدَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ، وَذَكَرَ أَبَانَ بْنَ يَزِيدَ فِي كَامِلِهِ فَأَسَاءَ بِذِكْرِهِ وَهُوَ مُتَمَاسِكٌ، وَكَتَبَ حَدِيثَهُ.
لَمْ أَظْفَرْ بِوَفَاتِهِ، وَكَأَنَّهَا قَبْلَ السَّبْعِينَ ومائة.
3- إبراهيم بن أدهم1.
ابن مَنْصُورِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، أَبُو إِسْحَاقَ الْعِجْلِيُّ، وَقِيلَ: التَّمِيمِيُّ الْبَلْخِيُّ الزَّاهِدُ، أَحَدُ الأَعْلامِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَمَنْصُورٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الجمحجّي، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ، وَمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، وَالأَعْمَشِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَهُوَ مِنْ طَبَقَتِهِ، وَشَقِيقٌ الْبَلْخِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، وبقية، وضمرة بن ربيعة، ومحمد ابن حِمْيَرٍ، وَخَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 273"، الجرح والتعديل "2/ 87"، والثقات لابن حبان "6/ 24"، تهذيب التهذيب "1/ 102-103".(10/25)
الْفِرْيَابِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الْخُرَاسَانِيُّ تِلْمِيذُهُ، وَآخَرُونَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: قَالَ لِي قُتَيْبَةُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ تَمِيمِيٌّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هُوَ عِجْلِيٌّ.
وَقَالَ المفضَّل بْنُ غَسَّانَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْيَمَامِيُّ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ خَرَجَ مَعَ جَهْضَمٍ مِنْ خُرَاسَانَ هَارِبًا مِنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيِّ، فَنَزَلَ الثُّغُورَ، وَهُوَ مِنْ بَنِي عِجْلٍ.
وَسَاقَ ابْنُ مَنْدَهْ نَسَبَهُ إِلَى بَنِي عِجْلٍ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَمَّاسٍ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ مُوسَى يَقُولُ: حَجَّ أَدْهَمُ بِأُمِّ إِبْرَاهِيمَ وَهِيَ حُبْلَى، فَوَلَدَتْ لَهُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ بِمَكَّةَ، فَجَعَلَتْ تَطُوفُ بِهِ عَلَى الْخَلْقِ فِي الْمَسْجِدِ وتقول: ادعو لابْنِي أَنْ يَجْعَلَهُ اللَّهُ عَبْدًا صَالِحًا1.
قَالَ ابْنُ مَنْدَهْ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ البلخيّ، سمعت عبد الله بن محمد الْعَابِدَ، سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْبَلْخِيَّ يَقُولُ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ مِنَ الأَشْرَافِ، وَكَانَ أَبُوهُ شَرِيفًا كَثِيرَ الْمَالِ وَالْخَدَمِ وَالْجَنَائِبِ وَالْبُزَاةِ، بَيْنَمَا إِبْرَاهِيمُ يَأْخُذُ كِلابَهُ وَبُزَاتَهِ لِلصَّيْدِ وَهُوَ عَلَى فَرَسِهِ يَرْكُضُهُ، إِذَا هُوَ بِصَوْتٍ مِنْ فَوْقِهِ: يَا إِبْرَاهِيمُ، مَا هَذَا الْعَبَثُ: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا} [المؤمنون: 115] اتَّقِ اللَّهَ، وَعَلَيْكَ بِالزَّادِ لِيَوْمِ الْفَاقَةِ، قَالَ: فَنَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ وَرَفَضَ الدُّنْيَا2.
أخبرنا أحمد بن هبة الله، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ الشَّغْرِيِّ، أَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ شَاهٍ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيُّ قَالَ: وَمِنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُلُوكِ، فَخَرَجَ يَتَصَيَّدُ، وَأَثَارَ ثَعْلَبًا أَوْ أَرْنَبًا وَهُوَ فِي طَلَبِهِ، فَهَتَفَ بِهِ هَاتِفٌ: أَلِهَذَا خلقت أم لهذا أُمِرْتَ؟ فَنَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ وَصَادَقَ رَاعِيًا لِأَبِيهِ، وَأَخَذَ جُبَّتَهُ الصُّوفَ فَلَبِسَهَا، وَأَعْطَاهُ فَرَسَهُ وَمَا مَعَهُ، ثُمَّ إِنَّهُ دَخَلَ الْبَادِيَةَ إِلَى أَنْ قَالَ: وَمَاتَ بِالشَّامِ، وَكَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، مِثْلُ الْحَصَادِ، وَحِفْظِ الْبَسَاتِينِ وَرَأَى فِي الْبَادِيَةِ رَجُلا عَلَّمَهُ اسْمَ اللَّهِ الأَعْظَمَ، فَدَعَا بِهِ بَعْدَهُ فَرَأَى الْخَضِرَ وَقَالَ: إِنَّمَا عَلَّمَكَ أخي داود الاسم الأعظم.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 371".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 368-369"، وابن عساكر في تاريخ دمشق "5/ 59".(10/26)
قُلْتُ: أَسْنَدَهَا أَبُو الْقَاسِمِ فِي رِسَالَتِهِ فَقَالَ: أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ
السُّلَمِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْخَشَّابُ، نَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخَزَّازُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: صَحِبْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ بُدُوِّ أَمْرِهِ، فَذَكَرَ هَذَا.
قلت: رواها هلال الحفار، عن المصري الواعظ.
وَرَوَى قَرِيبًا مِنْهَا: أَبُو الْفَتْحِ الْقَوَّاسُ، عَنْ أَبِي طَالِبِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَشَّارٍ قَالَ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ، فَذَكَرَ نَحْوَهَا، وَزَادَ: فَسَأَلْتُ بَعْضَ الْمَشَايِخِ عَنِ الْحَلالِ، فَقَالَ: عَلَيْكَ بِالشَّامِ، فَصِرْتُ إِلَى الْمِصِّيصَةِ، فَعَمِلْتُ بِهَا أَيَّامًا، ثُمَّ قِيلَ لِي: عَلَيْكَ بِطَرَسُوسَ فَإِنَّ بِهَا الْمُبَاحَاتِ، قَالَ: فَبَيْنَمَا أَنَا قَاعِدٌ عَلَى بَابِ الْبَحْرِ جَاءَنِي رَجُلٌ فَاكْتَرَانِي لِنِظَارَةِ بُسْتَانٍ1.
الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ: سَمِعْتُ أَبَا عُتْبَةَ الْخَوَّاصَ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: مَنْ أَرَادَ التَّوْبَةَ فَلْيَخْرُجْ مِنَ الْمَظَالِمِ، وَلْيَدَعْ مُخَالَطَةَ النَّاسِ، وَإِلا لَمْ يَنَلْ مَا يُرِيدُ2.
النَّسَائِيُّ: نَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، سَمِعْتُ خلف بن تميم، سمعت إبراهيم بن أدهم يَقُولُ: رَآنِي ابْنُ عَجْلانَ فَسَجَدَ ثُمَّ قَالَ: تَدْرِي لِمَ سَجَدْتُ؟ سَجَدْتُ شُكْرًا لِلَّهِ حِينَ رَأَيْتُكَ3.
سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: قُلْتُ لابْنِ الْمُبَارَكِ: مِمَّنْ سَمِعَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ؟ قَالَ: قَدْ سَمِعَ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ لَهُ فَضْلٌ فِي نَفْسِهِ، صَاحِبُ سَرَائِرَ، مَا رَأَيْتُهُ يُظْهِرُ تَسْبِيحًا وَلا شَيْئًا مِنَ الْخَيْرِ، وَلا أَكَلَ مَعَ قَوْمٍ إِلا كَانَ آخِرَ مَنْ يَرْفَعُ يَدَهُ4.
مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ الْمَوْصِلِيُّ: نَا أَبُو حَاتِمٍ، سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ كَانَ شِبْهَ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ، وَلَوْ كان في الصحابة لكان فاضلًا5.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 368".
2 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 175".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 22"، وابن عساكر كما في تاريخ دمشق "2/ 175".
4 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 175".
5 أخرجه ابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 175".(10/27)
قَالَ بِشْرٌ الْحَافِي: مَا أَعْرِفُ عَالِمًا إِلا قَدْ أَكَلَ بِدِينِهِ، سِوَى وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، وَسَلَمٍ الْخَوَّاصِ، وَيُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ1.
أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: نَا عَبْدُ الصَّمَدِ بن يزيد الصايغ، سمعت شقيق الْبَلْخِيَّ يَقُولُ: لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ فِي الشَّامِ، فَقُلْتُ: تَرَكْتَ خُرَاسَانَ قَالَ: مَا تهنَّيت بِالْعَيْشِ إِلا هُنَا، أَفِرُّ بِدِينِي مِنْ شَاهِقٍ، فَمَنْ رَآنِي يَقُولُ: مُوَسْوَسٌ، وَمَنْ رَآنِي يَقُولُ: حَمَّالٌ: يَا شَقِيقُ: لَمْ يَنَبُلْ عِنْدَنَا مَنْ نَبُلَ بِالْجِهَادِ وَلا بِالْحَجِّ بَلْ مَنْ كَانَ يَعْقِلُ مَا يَدْخُلُ بَطْنَهُ، يَا شَقِيقُ: مَاذَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى الْفُقَرَاءِ؟ لا يَسْأَلُهُمْ عَنْ زكاة، ولا عن جهاد، ولا صِلَةٍ، إِنَّمَا يُسْأَلُ عَنْ هَذَا هَؤُلاءِ الْمَسَاكِينُ2.
قُلْتُ: هَذَا الْقَوْلُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ -رَحِمَهُ اللَّهُ- لَيْسَ عَلَى إِطْلاقِهِ، بَلْ قَدْ نَبُلَ بِالْجِهَادِ وَالْقُرْبِ عَدَدٌ مِنَ الصَّفْوَةِ.
وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: الزُّهْدُ مِنْهُ فَرْضُهُ، وَهُوَ تَرْكُ الْحَرَامِ، وَزُهْدٌ بِسَلامٍ وَهُوَ الزُّهْدُ فِي الشُّبُهَاتِ، وَزُهْدُ فَضْلٍ، وَهُوَ الزُّهْدُ فِي الْحَلالِ3.
قَالَ بَقِيَّةُ: دَعَانِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ إِلَى طَعَامٍ لَهُ وَجَلَسَ، فَوَضَعَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى تَحْتَ إِلْيَتِهِ، وَنَصَبَ الْيُمْنَى، وَوَضَعَ مِرْفَقَهُ عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ جَلْسَةُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَجْلِسُ جَلْسَةَ الْعَبِيدِ4.
فَلَمَّا أَكَلْنَا قُلْتُ لِرَفِيقِهِ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَشَدِّ شَيْءٍ مَرَّ بِكَ مُنْذُ صَحِبْتَهُ.
قَالَ: نَعَمْ، كُنَّا يَوْمًا صِيَامًا، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ لَمْ يَكُنْ لَنَا مَا نُفْطِرُ عليه، فلمّا أصبحنا قلت: يَا أَبَا إِسْحَاقَ، هَلْ لَكَ فِي أَنْ نَأْتِيَ الرَّستن فَنَكْرِي أَنْفُسَنَا مَعَ الْحَصَّادِينَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَتَيْنَا بَابَ الرَّستن، فَجَاءَ رَجُلٌ فَاكْتَرَانِي بِدِرْهَمٍ فَقُلْتُ: وَصَاحِبِي، قَالَ: لا حَاجَةَ لِي فيه، أراه ضَعِيفًا، فَمَا زِلْتُ بِهِ حَتَّى اكْتَرَاهُ بِثُلُثَيْنِ، فَحَصَدْنَا يَوْمَنَا، وَأَخَذْتُ كِرَائِي، فَأَتَيْتُ بِهِ، فَاشْتَرَيْتُ حَاجَتِي، وَتَصَدَّقْتُ بِالْبَاقِي، فَهَيَّأْتُهُ، وَقَدَّمْتُهُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ بَكَى، قُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أمّا نحن فقد
__________
1 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 175".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 26"، وابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 177".
3 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 177".
4 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 177".(10/28)
اسْتَوْفَيْنَا أُجُورَنَا، فَلَيْتَ شِعْرِي أَوْفَيْنَا صَاحِبَنَا أَمْ لا؟ قَالَ: فَغَضِبْتُ، قَالَ: مَا يُغْضِبُكَ؟ أَتَضْمَنُ لِي أنَّا وَفَيْنَاهُ؟ فَأَخَذْتُ الطَّعَامَ فَتَصَدَّقْتُ بِهِ1.
ضَمْرَةُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ قَالَ: أَخَافُ أَنْ لا يَكُونَ لِي أَجْرٌ فِي تَرْكِي أَطَايِبَ الطَّعَامِ؛ لِأَنِّي لا أَشْتَهِيهِ، وَكَانَ إِذَا جَلَسَ عَلَى طَعَامٍ طَيِّبٍ رَمَى إِلَى أَصْحَابِهِ، وَقَنَعَ بِالْخُبْزِ وَالزَّيْتُونِ2.
مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ الْمَكِّيُّ: ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ: لَوْ تزوَّجت، فَقَالَ: لَوْ أَمْكَنَنِي أَنْ أطلِّق نَفْسِي لَفَعَلْتُ3.
أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ: ثَنَا هَارُونُ بْنُ الْحَسَنِ، ثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ قَالَ: دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ الْجَبَلَ بِفَأْسٍ، فَاحْتَطَبَ ثُمَّ بَاعَهُ، وَاشْتَرَى بِهِ نَاطِفًا، وَقَدَّمَهُ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: كُلُوا كأنَّكم تَأْكُلُونَ فِي رَهْنٍ.
عِصَامُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ الْجَرَّاحِ: ثَنَا أَبِي قَالَ: كُنْتُ لَيْلَةً مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ بِالثَّغْرِ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ بِبَاكُورَةٍ، فَنَظَرَ حَوْلَهُ هَلْ يَرَى مَا يُكَافِيهِ، فَنَظَرَ إِلَى سَرْجِي فَقَالَ: خُذْ لَكَ ذَاكَ السَّرج، فَأَخَذَهُ، فَمَا دَاخَلَنِي سُرُورٌ قَطُّ مِثْلُهُ حِينَ عَلِمْتُ أَنَّهُ صَيَّرَ مَالِي وَمَالَهُ وَاحِدًا4.
عَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: كَانَ الْحَصَادُ أحبَّ إِلَى ابن أَدْهَمَ مِنَ اللِّقَاطِ، وَكَانَ سُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ لا يَرَى بِاللِّقَاطِ بَأْسًا، وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ أَفْقَهَ، وَكَانَ مِنَ الْعَرَبِ مِنْ بَنِي عِجْلٍ، كَرِيمَ الْحَسَبِ، وَكَانَ إِذَا عَمِلَ ارْتَجَزَ وَقَالَ:
اتَّخِذِ اللهَ صَاحِبًا ... وَدَعِ النَّاسَ جَانِبًا
وَكَانَ يَلْبَسُ فِي الشِّتَاءِ فَرْوًا بِلا قَمِيصٍ، وَفِي الصَّيْفِ شِقَّتَيْنِ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ، يَتَّزِرُ بِوَاحِدَةٍ وَيَرْتَدِي بِأُخْرَى، وَيَصُومُ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ، وَلا يَنَامُ اللَّيْلَ، وَكَانَ يتفكّر،
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 379-380"، وابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 177-178".
2 أخرجه ابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 178".
3 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 179".
4 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 182".(10/29)
فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الْحَصَادِ أَرْسَلَ بَعْضَ أَصْحَابِهِ يحاسب صاحب الزرع، ويجيء بِالدَّرَاهِمِ فَلا يَمَسُّهَا بِيَدِهِ1.
قَالَ ابْنُ بَكَّارٍ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: اذْهَبُوا فَكُلُوا بِهَا -يَعْنِي أُجْرَتَهُ- شَهَوَاتِكُمْ، وَإِذَا لَمْ يَحْصُدْ أَجَّرَ نَفْسَهُ فِي حِفْظِ الْبَسَاتِينِ وَالْمَزَارِعِ.
وَكَانَ يَطْحَنُ بيد واحدة مديا مِنْ قَمْحٍ2.
وَقَالَ أَبُو يُوسُفَ الْغَسُولِيُّ: دَعَا الأَوْزَاعِيُّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ، فقصَّر فِي الأَكْلِ، فَقَالَ: لِمَ قصَّرت؟ قَالَ: رَأَيْتُكَ قَصَّرْتَ فِي الطَّعَامِ3.
بِشْرٌ الْحَافِي: ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ إِذَا قَعَدَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ، تَحَرَّزَ مِنَ الْكَلامِ4.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ طَالُوتَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ قَالَ: مَا صَدَقَ اللَّهَ عَبْدٌ أَحَبَّ الشُّهْرَةَ5.
مُحَمَّدُ بْنُ عَقِيلٍ الْبَلْخِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ الْفَضْلِ: سَمِعْتُ مَكِّيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: قِيلَ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ: مَا يَبْلُغُ مِنْ كَرَامَةِ الْمُؤْمِنِ عَلَى اللَّهِ؟ قَالَ: أَنْ تَقُولَ لِلْجَبَلِ: تَحَرَّكْ فَيَتَحَرَّكَ، قَالَ: فَتَحَرَّكَ الْجَبَلُ، فَقَالَ: مَا إِيَّاكَ عَنَيْتُ6.
عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ: سمعت عِيسَى بْنَ حَازِمٍ الَّنيسابوريّ يَقُولُ: كُنَّا مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ بِمَكَّةَ، فَنَظَرَ إِلَى أَبِي قُبَيْسٍ فَقَالَ: لَوْ أَنَّ مُؤْمِنًا مُسْتَكْمِلَ الإِيمَانِ هَزَّ الْجَبَلَ لَزَالَ، فَتَحَرَّكَ أَبُو قُبَيْسٍ، فَقَالَ إبراهيم: اسْكُنْ، لَيْسَ إِيَّاكَ أَرَدْتُ7.
يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ: ثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ: كُنَّا مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ فِي الْبَحْرِ، وَهَبَّتْ رِيحٌ وَهَاجَتِ الأَمْوَاجُ، وَاضْطَرَبَتِ السَّفِينَةُ، وَبَكَى النَّاسُ فَقُلْنَا: يَا أبا إسحاق
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 373"، وابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 182".
2 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 182-183"، وأبو نعيم في الحلية "7/ 373".
3 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 183".
4 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "28/ 185".
5 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 19، 20، 31".
6 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 4".
7 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 4".(10/30)
مَا تَرَى النَّاسَ فِيهِ؟ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، وَقَدْ أَشْرَفْنَا عَلَى الْهَلاكِ، فَقَالَ: يَا حَيُّ حِينَ لا حَيَّ، وَيَا حَيُّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، وَيَا حَيُّ بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ، يَا حَيُّ يَا قيُّوم، يَا مُحْسِنُ، يَا مُجْمِلُ، قَدْ أَرَيْتَنَا قُدْرَتَكَ فَأَرِنَا عَفْوَكَ، قَالَ: فَهَدَأَتِ السَّفِينَةُ مِنْ سَاعَتِهِ1.
ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ يَجْتَنِي الرُّطب مِنْ شَجَرِ البلُّوط2.
وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كُلُّ مَلِكٍ لا يَكُونُ عَادِلا فَهُوَ وَاللِّصُّ سَوَاءٌ، وَكُلُّ عَالِمٍ لا يَكُونُ وَرِعًا فَهُوَ والذِّئب سَوَاءٌ، وَكُلُّ مَنْ يَخْدُمُ سِوَى اللَّهِ فَهُوَ وَالْكَلْبُ بمنزلةٍ وَاحِدَةٍ3.
وَقِيلَ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ غَزَا فِي الْبَحْرِ مَعَ أَصْحَابِهِ، فَاخْتَلَفَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي مَاتَ فِيهَا إِلَى الْخَلاءِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً، كُلُّ مَرَّةٍ يُجَدِّدُ الْوُضُوءَ، فَلَمَّا أَحَسَّ بِالْمَوْتِ قَالَ: أوْتِرُوا لِي قَوْسِي، وَقَبَضَ عَلَى قَوْسِهِ، فَتُوُفِّيَ وَهُوَ فِي يَدِهِ، فَدُفِنَ فِي جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ فِي بِلادِ الرُّومِ4.
أَخْبَرُونَا عَنِ ابْنِ اللَّتِّيِّ، أَنَا جَعْفَرُ الْمُتَوَكِّلِيُّ، أَنَا ابْنُ الْعَلافِ، ثَنَا الْجَهَامِيُّ، أَنَا جَعْفَرُ الْخَلَدِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الصُّوفِيُّ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: وَأَيُّ دِينٍ لَوْ كَانَ لَهُ رِجَالٌ مِنْ طَلَبَةِ الْعِلْمِ لِلَّهِ كَانَ الْخُمُولُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ التَّطَاوِلِ، وَقَالَ: وَاللَّهِ مَا الْحَيَاةُ بثقةٍ يُرْجَى نَوْمُهَا، وَلا الْمَنِيَّةُ بِعُذْرٍ فَيُؤْمَنُ غَدْرُهَا، فَفِيمَ التَّفْرِيطُ وَالتَّقْصِيرُ وَالاتِّكَالُ وَالإِبْطَاءُ، قَدْ رَضِينَا مِنْ أَعْمَالِنَا بِالْمَعَانِي، وَمِنْ طَلَبِ التَّوْبَةِ بِالتَّوَانِي، وَمِنَ الْعَيْشِ الْبَاقِي بِالْعَيْشِ الْفَانِي.
وَأَمْسَيْنَا لَيْلَةً مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَلَيْسَ لَنَا شَيْءٌ نُفْطِرُ عَلَيْهِ، فَرَآنِي حَزِينًا فَقَالَ: يَا ابْنَ بَشَّارٍ، مَاذَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ مِنَ النَّعِيمِ وَالرَّاحَةِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ؟ لا يَسْأَلُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ زَكَاةٍ، وَلا حَجٍّ، وَلا صَدَقَةٍ، وَلا صِلَةِ رَحِمٍ، لا تَغْتَمَّ، فَرِزْقُ اللَّهِ مَضْمُونٌ، سَيَأْتِيكَ. نَحْنُ وَاللَّهِ الْمُلُوكُ الأَغْنِيَاءُ، نَحْنُ وَاللَّهِ الذين تعجلنا الراحة، لا نُبَالِي عَلَى أَيِّ حَالٍ أَصْبَحْنَا وَأَمْسَيْنَا إِذَا أَطَعْنَا اللَّهَ. ثُمَّ قَامَ إِلَى صَلاتِهِ، وَقُمْتُ إلى
__________
1 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 189".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 3"، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 189".
3 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 196".
4 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 199".(10/31)
صَلاتِي، فَمَا لَبِثْنَا إِلا سَاعَةً، فَإِذَا بِرَجُلٍ قَدْ جَاءَ بِثَمَانِيَةِ أَرْغِفَةٍ وَتَمْرٍ كَثِيرٍ، فَوَضَعَهُ، فَقَالَ: كُلْ يَا مَغْمُومُ، فَدَخَلَ سَائِلٌ فَقَالَ: أطْعِمُونَا فَدَفَعَ إِلَيْهِ ثَلاثَةَ أَرْغِفَةٍ مَعَ تَمْرٍ، وَأَعْطَانِي ثَلاثَةً وَأَكَلَ رَغِيفَيْنِ1.
وَكُنْتُ مَارًّا مَعَ إِبْرَاهِيمَ، فَأَتَيْنَا عَلَى قَبْرٍ مسنَّم، فَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: هَذَا قَبْرُ حُمَيْدِ بْنِ جَابِرٍ أَمِيرِ هَذِهِ الْمُدُنِ كُلِّهَا، كَانَ غَرِقَ فِي بِحَارِ الدُّنْيَا ثُمَّ أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْهَا2.
بَلَغَنِي أَنَّهُ سُرَّ ذَاتَ يَوْمٍ بِشَيْءٍ وَنَامَ، فَرَأَى رَجُلا بِيَدِهِ كِتَابٌ، فَنَاوَلَهُ فَفَتَحَهُ، فَإِذَا فِيهِ كِتَابٌ بِالذَّهَبِ مَكْتُوبٌ: لا تُؤْثِرَنَّ، فَإِنَّنَا عَلَى بَاقٍ، وَلا تغترَّنّ بِمُلْكِكَ، فَإِنَّ مَا أَنْتَ فِيهِ جَسِيمٌ، لَوْلا أَنَّهُ عَدِيمٌ، وَهُوَ مُلْكٌ، لَوْلا أَنَّ بَعْدَهُ هَلَكٌ، وَفَرَحٌ وَسُرُورٌ، لَوْلا أَنَّهُ لَهْوٌ وَغُرُورٌ -وَهُوَ يَوْمٌ لَوْ كَانَ يُوثَقُ لَهُ بغدٍ، فَسَارِعْ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ، فَإِنَّ الله قال: {سَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133] فَانْتَبَهَ فَزِعًا وَقَالَ: هَذَا تَنْبِيهٌ مِنَ اللَّهِ وَمَوْعِظَةٌ، فَخَرَجَ مِنْ مُلْكِهِ وَقَصَدَ هَذَا الْجَبَلَ، فَعَبَدَ اللَّهَ فِيهِ حَتَّى مَاتَ3.
إِسْحَاقُ بْنُ الضَّيْفِ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُعَلِّمُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ حَصَدَ لَيْلَةً مَا يَحْصُدُ غَيْرُهُ فِي عَشَرَةِ أَيَّامٍ، فَأَخَذَ أُجْرَتَهُ دِينَارًا.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الصفَّار: أَنَا يُوسُفُ الْحَافِظُ، أَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحدّاد، أنا أبو نُعَيم، نا إبراهيم ابن عَبْدِ اللَّهِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّراج، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ بَشَّارٍ، قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ: كَيْفَ كَانَ بُدُوُّ أَمْرِكَ؟ قَالَ: غَيْرُ ذَا أَوْلَى بِكَ، قُلْتُ: أَخْبِرْنِي لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ يَوْمًا، فَقَالَ: كَانَ أَبِي مِنْ أَهْلِ بَلْخَ، وَكَانَ مِنْ مُلُوكِ خُرَاسَانَ الْمَيَاسِيرِ، وحبَّب إِلَيْنَا الصَّيْدَ، فَخَرَجْتُ رَاكِبًا فَرَسِي وَمَعِي كَلْبِي، فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ ثَارَ أَرْنَبُ أَوْ ثَعْلَبٌ، فَحَرَّكْتُ فَرَسِي، فَسَمِعْتُ نِدَاءً مِنْ وَرَائِي: لَيْسَ لِذَا خُلِقْتَ، وَلا بِذَا أُمِرْتَ، فَوَقَفْتُ أَنْظُرُ يَمْنَةً وَيَسْرَةً، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا -فَقُلْتُ، لَعَنَ اللَّهُ إِبْلِيسَ، ثُمَّ حَرَّكْتُ فَرَسِي، فَأَسْمَعُ نِدَاءً أَجْهَرَ مِنْ ذَلِكَ: يَا إِبْرَاهِيمُ لَيْسَ لِذَا خُلِقْتَ، وَلا بِذَا أُمِرْتَ، فَوَقَفْتُ أَنْظُرُ، فَلا أَرَى أَحَدًا، فَقُلْتُ: لَعَنَ اللَّهُ إِبْلِيسَ، ثُمَّ حَرَّكْتُ فَرَسِي، فَأَسْمَعُ نِدَاءً مِنْ قربوس سرجس يا إبراهيم ما لذا خلقت،
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 370"، وابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 182".
2 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 196".
3 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 196".(10/32)
وَلا بِذَا أُمِرْتَ، فَوَقَفْتُ وَقُلْتُ: انْتَهَيْتُ انْتَهَيْتُ، جَاءَنِي نَذِيرٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَاللَّهِ لا عَصَيْتُ اللَّهَ بَعْدَ يَوْمِي إِذَا مَا عَصَمَنِي رَبِّي. فَرَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي، فخلَّيت عَنْ فَرَسِي، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى رُعَاةٍ لِأَبِي، فَأَخَذْتُ مِنْهُ جبَّة وَكِسَاءً، وَأَلْقَيْتُ ثِيَابِي إِلَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ إِلَى الْعِرَاقِ فَعَمِلْتُ بِهَا أَيَّامًا، فَلَمْ يَصْفُ لِي مِنْهَا الْحَلالُ، فَقِيلَ لِي: عَلَيْكَ بِالشَّامِ، فَصِرْتُ إِلَى المصِّيصة، فَعَمِلْتُ بِهَا، فَلَمْ يَصْفُ لِي الْحَلالُ، فَسَأَلْتُ بَعْضَ الْمَشَايِخِ فَقَالَ: إِنْ أَرَدْتَ الْحَلالَ الصَّافِيَ فَعَلَيْكَ بِطَرَسُوسَ، فَإِنَّ فِيهَا الْمُبَاحَاتِ وَالْعَمَلَ الْكَثِيرَ، فَأَتَيْتُهَا، فَعَمِلْتُ بِهَا أَنْظُرُ فِي الْبَسَاتِينِ وَأَحْصُدُ، فَبَيْنَمَا أَنَا عَلَى بَابِ الْبَحْرِ جَاءَنِي رَجُلٌ أَنْظُرُ لَهُ، فَكَتَبْتُ فِي الْبُسْتَانِ مُدَّةً، فَإِذَا بِخَادِمٍ قَدْ أَقْبَلَ وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ، فَقَعَدَ فِي مَجْلِسِهِ فَصَاحَ: يَا نَاظُورُ، اذْهَبْ فَآتِنَا بِأَكْبَرِ رُمَّانٍ تَقْدِرُ عَلَيْهِ وَأَطْيَبِهِ، فَذَهَبْتُ فَأَتَيْتُهُ بِأَكْبَرِ رُمَّانٍ، فَكَسَرَ رُمَّانَةً فَوَجَدَهَا حَامِضَةً فَقَالَ: أَنْتَ عِنْدَنَا كَذَا وَكَذَا تَأْكُلُ فَاكِهَتَنَا وَرُمَّانَنَا، لا تَعْرِفُ الْحُلْوَ مِنَ الْحَامِضِ، قُلْتُ: وَاللَّهِ مَا ذُقْتُهَا.
فَأَشَارَ إِلَى أَصْحَابِهِ تَسْمَعُونَ كَلامَ هَذَا، ثُمَّ قَالَ لِي: أَتَرَاكَ لَوْ أَنَّكَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ زَادَ عَلَى هَذَا فَانْصَرِفْ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ ذَكَرَ صِفَتِي فِي الْمَسْجِدِ، فَعَرَفَنِي بَعْضُ النَّاسِ، فَجَاءَ الْخَادِمُ وَمَعَهُ عُتَقٌ مِنَ النَّاسِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ قَدْ أَقْبَلَ اخْتَفَيْتُ خَلْفَ الشَّجَرِ وَالنَّاسُ دَاخِلُونَ، فَاخْتَلَطْتُ مَعَهُمْ وَهُمْ دَاخِلُونَ وَأَنَا هَارِبٌ1.
رَوَى يُونُسُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَلْخِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ نَحْوَهَا.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ الْمَنْصُورِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ قَالا: نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، وَأَبُو يُوسُفَ الْغَسُولِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ السِّنْجَارِيُّ، وَنَحْنُ مُتَوَجِّهُونَ نُرِيدُ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ، فَصِرْنَا إِلَى نَهْرِ الأُرْدُنِ، فَقَعَدْنَا نَسْتَرِيحُ، فقرَّب أَبُو يُوسُفَ كُسَيْرَاتٍ يَابِسَاتٍ.
فَأَكَلْنَا وَحَمِدْنَا اللَّهَ، وَقَامَ بَعْضُنَا لِيَسْقِيَ إِبْرَاهِيمَ، فَسَارَعَهُ فَدَخَلَ فِي الْمَاءِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ وَشَرِبَ، ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ خَرَجَ فَمَدَّ رِجْلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا يُوسُفَ: لَوْ عَلِمَ الْمُلُوكُ وَأَبْنَاءُ الْمُلُوكِ مَا نَحْنُ فِيهِ مِنَ السُّرُورِ وَالنِّعَمِ، إِذًا لجالدونا عليه بأسيافهم2.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 368-369"، وابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 172".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 370-371"، وابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 179".(10/33)
ابْنُ بَشَّارٍ: سَمِعْتُ ابْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: مَا قَاسَيْتُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، مَا قَاسَيْتُ مِنْ نَفْسِي، مَرَّةً لِي، وَمَرَّةً عَلَيَّ.
قَالَ عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ: ضَاعَتْ نَفَقَةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ بِمَكَّةَ، فَمَكَثَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا يستفُّ الرَّمْلَ1.
وَقَالَ بِشْرٌ الْحَافِي، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الأَسْوَدِ قَالَ: مَكَثَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ يَأْكُلُ الطِّينَ عِشْرِينَ يَوْمًا2.
وَقَالَ مَحْبُوبُ بْنُ مُوسَى، عن أبي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ أَنَّهُ أَصَابَتْهُ مَجَاعَةٌ بِمَكَّةَ، فَمَكَثَ أَيَّامًا يَأْكُلُ الرَّمْلَ بِالْمَاءِ3.
وَعَنْ شُعَيْبِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: قَدِمَ ابْنُ أَدْهَمَ مَكَّةَ، فَإِذَا فِي جِرَابِهِ طِينٌ فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ طَعَامِي مُنْذُ شَهْرٍ4.
عَنْ سَهْلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: صَحِبْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ فِي سَفَرٍ، فَأَنْفَقَ عَلَيَّ نَفَقَتَهُ، ثُمَّ مَرِضْتُ، فَاشْتَهَيْتُ شَهْوَةً، فَبَاعَ حِمَارَهُ وَاشْتَرَى شَهْوَتِي، فَقُلْتُ: فَعَلَى أَيِّ شيءٍ نَرْكَبُ؟ قَالَ: عَلَى عُنُقِي، قَالَ: فَحَمَلَهُ ثَلاثَةَ مَنَازِلٍ5.
عصام بن روّاد: سمعت عيسى بن خَارِجَةَ قَالَ: بَيْنَمَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ يَحْصُدُ وَقَفَ عَلَيْهِ رَجُلانِ مَعَهُمَا ثِقْلٌ، فَسَلَّمَا عَلَيْهِ وَقَالا: أَنْتَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالا: فَإِنَّا مَمْلُوكَانِ لِأَبِيكَ وَمَعَنَا مَالٌ وَوِطَاءٌ، فَقَالَ: مَا أَدْرِي مَا تَقُولانِ، فَإِنْ كُنْتُمَا صَادِقَيْنِ فَأَنْتُمَا حُرَّانِ وَالْمَالُ لَكُمَا، لا تَشْغَلانِي عَنْ عَمَلِي6.
وَعَنْ مَرْوَانَ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ سَخِيًّا جِدًّا7.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ يَقُولُ: رُبَّمَا جَلَسَ إِبْرَاهِيمُ بن
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 381"، وابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 179-189".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 381".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 381"، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 179".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 381".
5 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 382".
6 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 383".
7 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 384".(10/34)
أَدْهَمَ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ إِلَى آخِرِهِ يُكَسِّرُ الصُّنُوبَرَ فَيُطْعِمُنَا1.
وَغَزَوْتُ مَعَهُ وَلِي فَرَسَانِ وَهُوَ عَلَى رِجْلَيْهِ، فَأَرَدْتُهُ أَنْ يَرْكَبَ فَأَبَى، فَحَلَفْتُ، فَرَكِبَ حَتَّى جَلَسَ عَلَى السَّرج، فَقَالَ: قَدْ أَبْرَرْتُ يَمِينَكَ، ثُمَّ نَزَلَ2.
أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّورقي: نَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: يَجِيئُنِي الرَّجُلُ بِالدَّنَانِيرِ فَأَقُولُ: ما لي فيها حاجة، ويجيئني بالفرس فأقول: ما لي فيه حَاجَةٌ، وَيَجِيئُنِي ذَا، فَلَمَّا رَأَى الْقَوْمُ أَنِّي لا أُنَافِسُهُمْ فِي دُنْيَاهُمْ أَقْبَلُوا يَنْظُرُونَ إِلَيَّ كَأَنِّي دَابَّةٌ مِنَ الأَرْضِ، أَوْ كَأَنِّي آيَةٌ، وَلَوْ قَبِلْتُ مِنْهُمْ لأَبْغَضُونِي، وَلَقَدْ أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا مَا كَانُوا يُحْمَدُونَ عَلَى تَرْكِ هَذِهِ الْفُضُولِ.
أحمد الدَّروقي: حَدَّثَنِي أَبُو أَحْمَدَ الْمَرْوَزِيُّ، حدَّثني عَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: غَزَا مَعَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ غَزَاتَيْنِ، كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا أَشَدُّ مِنَ الأُخْرَى، فَلَمْ يَأْخُذْ سَهْمًا وَلا نَفْلا، وَكَانَ لا يأكل من متاع الروم، نجيء بِالطَّرَائِفِ وَالْعَسَلِ وَالدَّجَاجِ فَلا يَأْكُلُ مِنْهُ وَيَقُولُ: هُوَ حَلالٌ، لَكِنِّي أَزْهَدُ فِيهِ، وَكَانَ يَصُومُ، وَغَزَا عَلَى بِرْذَوْنٍ ثَمَنُهُ دِينَارٌ، وَغَزَا فِي البحر غزاتين3.
الدَّورقيّ: نا خلف تميم، حَدَّثَنِي أَبُو رَجَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ رَجُلٍ أَنَّهُ كَانَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ فِي سَفِينَةٍ فِي غَزَاةٍ، فَعَصَفَتْ عَلَيْهِمُ الرِّيحُ وَأَشْرَفُوا عَلَى الْغَرَقِ، فَسَمِعُوا هَاتِفًا بِصَوْتٍ عالٍ: تَخَافُونَ وَفِيكُمْ إِبْرَاهِيمُ4.
وَقَدْ سَاقَ لَهُ أَبُو نُعَيْمٍ عِدَّةَ كَرَامَاتٍ.
قَالَ بِشْرُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَاضِي المصَّيصة: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ كَأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ رَوْحٌ، لَوْ نَفَحَتْهُ الرِّيحُ لَوَقَعَ، قَدِ اسْوَدَّ، مُتَدَرِّعٌ بِعَبَاءَةٍ، فَإِذَا خَلا بِأَصْحَابِهِ فَمِنْ أَبْسَطِ النَّاسِ5.
مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: نَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أدهم على المنصور
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 385".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 387".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 388".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 6"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "4/ 57".
5 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 9".(10/35)
فَقَالَ: كَيْفَ شَأْنُكُمْ يَا أَبَا إِسْحَاقَ؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ،
نرقِّع دُنْيَانَا بِتَمْزِيقِ دِينِنَا ... فَلا دِينُنَا يَبْقَى وَلا مَا نرقِّع1
قَالَ ابْنُ بَشَّارٍ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَتَمَثَّلُ:
لَلُقْمَةٌ بِجَرِيشِ الْمِلْحِ آكُلُهَا ... ألذُّ مِنْ تمرةٍ تُحْشَى بِزَنْبُورِ2
قَالَ خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: مَنْ تَعَوَّدَ أَفْخَاذَ النِّسَاءِ لَمْ يُفْلِحْ3.
يَحْيَى بْنُ آدَمَ: سَمِعْتُ شَرِيكًا يَقُولُ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ عَمَّا كَانَ بَيْنَ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَبَكَى، فَنَدِمْتُ عَلَى سُؤَالِي إِيَّاهُ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ اشْتَغَلَ بِنَفْسِهِ عَنْ غَيْرِهِ، وَمَنْ عَرَفَ رَبَّهُ اشْتَغَلَ بِرَبِّهِ عَنْ غَيْرِهِ4.
وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حبُّ لِقَاءِ النَّاسِ مِنْ حُبِّ الدُّنْيَا، وَتَرْكُهُمْ تَرْكُ الدُّنْيَا5.
وَقَالَ لِرَجُلٍ: رَوْعَةٌ تَرُوعُكُمْ مِنْ عِيَالِكُمْ أَفْضَلُ مِمَّا أنا فيه6.
وعن أبي سليمان الدارانيّ قَالَ: صَلَّى إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ خَمْسَ عَشْرَةَ صَلاةً7.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ قَالَ: مَنْ حَمَلَ شَاذَّ الْعَمَلِ حَمَلَ شَرًّا كَبِيرًا8.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ: أَوْصَانَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: اهْرَبُوا مِنَ النَّاسِ كَهَرَبِكُمْ مِنَ السَّبْعِ الضَّارِي، وَلا تخلَّفوا عن الجمعة والجماعة9.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 10"، وابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 193".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 10".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 11".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 15".
5 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 19".
6 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 21".
7 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 22"، وابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق2/ 179".
8 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 27".
9 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 33"، وابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 185".(10/36)
عَنِ الْمُعَانِ بْنِ عِمْرَانَ قَالَ: شَكَا الثَّوريّ إلى إبراهيم بن أدهم فقال: نشكو إِلَيْكَ مَا يُفْعَلُ بِنَا، وَكَانَ سُفْيَانُ مُخْتَفِيًا فَقَالَ: أَنْتَ شَهَرْتَ نَفْسَكَ بِحَدِّثْنَا وَحَدَّثَنَا1.
عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: عَلَى الْقَلْبِ ثَلاثَةُ أَغْطِيَةٍ: الْفَرَحُ، وَالْحُزْنُ، وَالسُّرُورُ فَإِذَا فَرِحْتَ بِالْمَوْجُودِ فَأَنْتَ حَرِيصٌ، وَالْحَرِيصُ مَحْرُومٌ، وَإِذَا حَزِنْتَ عَلَى الْمَفْقُودِ فَأَنْتَ سَاخِطٌ، وَالسَّاخِطُ مُعَذَّبٌ، وَإِذَا سُرِرْتَ بِالْمَدْحِ فَأَنْتَ مُعْجَبٌ، وَالْعَجَبُ يُحْبِطُ الْعَمَلَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} [الحديد: 23] 2.
وَعَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ قَائِلا يَقُولُ لِي: أَيَحْسُنُ بِالْحُرِّ الْمُرِيدِ أَنْ يَتَذَلَّلَ لِلْعَبِيدِ وَهُوَ يَجِدُ عِنْدَ مَوْلاهُ كلّ ما يريد؟ 3.
وقال النَّسائي: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ أَحَدُ الزُّهاد، ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنيُّ: ثِقَةٌ.
وَعَنِ الْبُخَارِيِّ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ أَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ، وَابْنُ يُونُسَ الْمِصْرِيُّ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ.
قُلْتُ: سِيرَتُهُ فِي تَارِيخِ دِمَشْقَ، ثَلاثٌ وَثَلاثُونَ وَرَقَةً، وَهِيَ طَوِيلَةٌ فِي حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ.
4- إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ الأَنْصَارِيُّ الأَشْهَلِيُّ4.
مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ، أَبُو إِسْمَاعِيلَ.
يَرْوِي عَنْ: دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتٍ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَإِسْحَاقُ الْفَرَوِيُّ.
وَكَانَ صَوَّامًا قَوَّامًا مِنَ الْعَابِدِينَ، لَكِنَّهُ وَاهِي الْحَدِيثِ عِنْدَهُمْ.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 34".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 34".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 36".
4 الطبقات الكبرى "5/ 412"، التاريخ الكبير "1/ 271-272"، الجرح والتعديل "2/ 83"، تهذيب الكمال "2/ 42-44"، تهذيب التهذيب "104-105".(10/37)
رَوَى عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: "إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: يَا يَهُودِيُّ فَاجْلِدُوهُ عِشْرِينَ".
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ مُصَلِّيًا عَابِدًا، صَامَ سِتِّينَ سَنَةً، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ، قَالَ: وَمَاتَ سَنَةَ خمسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
قُلْتُ: وَقَدْ وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِيمَا قِيلَ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ.
5- إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ بْنِ شُعْبَةَ1.
الإِمَامُ، أَبُو سَعِيدٍ الْخُرَاسَانِيُّ: شَيْخُ خُرَاسَانَ.
وُلِدَ بِهَرَاةَ، وَاسْتَوْطَنَ نَيْسَابُورَ، وَجَاوَرَ بِمَكَّةَ مُدَّةً.
وَرَوَى عَنْ: سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، وَأَبِي جَمْرَةَ الضُّبعيّ، وَآدَمَ بْنِ عَلِيٍّ، وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَحَجَّاجِ بْنِ حَجَّاجٍ، وَخَلْقٍ حَتَّى كَتَبَ عَنْ أَقْرَانِهِ.
وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَحَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّيسابوريّ، وَخَالِدُ بْنُ نِزَارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْعَوَقِيُّ، وَأَبُو همَّام مُحَمَّدُ بْنُ مُحَبَّبٍ، وَأَبُو حُذَيْفَةَ النَّهدي، وَأُمَمٌ سِوَاهُمْ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ: صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَأَبُو حَنِيفَةَ.
وَمِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ: سَعْدُ بْنُ يَزِيدَ الْفَرَّاءُ -وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ.
وَهُوَ مِنْ ثِقَاتِ الأَئِمَّةِ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي "تَارِيخِ الثِّقَاتِ": مُشْتَبِهٌ، لَهُ مَدْخَلٌ فِي الثِّقَاتِ، فَإِنَّهُ رَوَى
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 294"، والجرح والتعديل "2/ 107-108"، وتهذيب التهذيب "1/ 129-131".(10/38)
أَحَادِيثَ مُسْتَقِيمَةً تُشْبِهُ أَحَادِيثَ الأَثْبَاتِ، وَقَدْ تَفَرَّدَ عَنِ الثِّقَاتِ بِأَشْيَاءَ مُعْضِلَةٍ -سَنَذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فِي كِتَابِ الْفَصْلِ بَيْنَ النَّقلة إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْخٍ تَوَقَّفْنَا فِي أَمْرِهِ مِمَّنْ لَهُ مَدْخَلٌ فِي الثِّقات وَالضُّعَفَاءِ جَمِيعًا، ثُمَّ قَالَ: مَاتَ بِمَكَّةَ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ صَحِيحُ الْحَدِيثِ، مَا كَانَ بِخُرَاسَانَ أَحَدٌ أَكْثَرَ حَدِيثًا مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شيخان من خراسان ثقتان مرجئانه، أَبُو حَمْزَةَ السكَّريّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ مُرْجِئًا شَدِيدًا عَلَى الْجَهْمِيَّةِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كُنْتُ عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، فَذُكِرَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، وَكَانَ مُتَّكِئًا مِنْ عِلَّةٍ، فَجَلَسَ وَقَالَ: لا يَنْبَغِي أَنْ يُذْكَرَ الصَّالِحُونَ فيتَّكأ.
قُلْتُ: فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الإِرْجَاءَ عِنْدَ أَحْمَدَ بِدْعَةٌ خَفِيفَةٌ.
وَذَكَرَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: أَنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ لَهُ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ رِزْقٌ، وَكَانَ يَسْخُو بِهِ، قَالَ: فَسُئِلَ يَوْمًا عَنْ مَسَأَلَةٍ فِي مَجْلِسِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: لا أَدْرِي، فَقَالُوا لَهُ: يَأْخُذُ فِي الشَّهْرِ كَذَا وَكَذَا وَلا يُحْسِنُ هَذِهِ! قَالَ: إِنَّمَا آخُذُ عَلَى مَا أُحْسِنُ، وَلَوْ أَخَذْتُ عَلَى مَا لا أُحْسِنُ لَفَنِيَ بَيْتُ الْمَالِ، فَأَعْجَبَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ذَلِكَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ الْمَوْصِلِيُّ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ، كَذَا قَالَ، وَإِبْرَاهِيمُ حُجَّةٌ.
قَالَ الْحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ الْكَرَابِيسِيَّ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُقَيْلٍ، سَمِعْتُ حَفْصَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ طَهْمَانَ يَقُولُ: وَاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ، لَقَدْ رَأَى مُحَمَّدٌ ربَّه.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ قِيرَاطٍ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ طَهْمَانَ يَقُولُ: الْجَهْمِيَّةُ كفَّار، وَالْقَدَرِيَّةُ كُفَّارٌ.
قَالَ مَالِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْهَرَوِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ ثلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.(10/39)
6- إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيُّ الْمَدَنِيُّ1.
يَرْوِي عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو النَّضر هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَعَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ الْمَدَائِنِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
7- إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ2.
عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ النشتكي، وَأَبُو عَتَّابٍ سَهْلٌ الدَّلالُ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ.
8- إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْفَضْلِ الْمَخْزُومِيُّ3، أَبُو إِسْحَاقَ الْمَدَنِيُّ.
عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَغَيْرِهِ.
وَعَنْهُ: إِسْرَائِيلَ، وَوَكِيعٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَآخَرُونَ.
ضَعِيفٌ بِاتِّفَاقٍ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
9- إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ4، أَبُو إِسْحَاقَ الْمَخْزُومِيُّ الْمَكِّيُّ.
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، وَمُسْلِمِ بْنِ ينَّاق، وَابْنِ طَاوُسٍ.
وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وزيد بن الْحُبَابِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى، وَهُوَ أكبر شيخ لأبي حذيفة النَّهديّ.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 298-299"، تهذيب الكمال "2/ 122-123"، وتهذيب التهذيب "1/ 133".
2 التاريخ الكبير "1/ 309"، الجرح والتعديل "2/ 118"، وتهذيب التهذيب "1/ 145".
3 التاريخ الكبير "1/ 311"، الجرح والتعديل "2/ 376"، تهذيب التهذيب "1/ 150-151".
4 الطبقات الكبرى "5/ 495"، التاريخ الكبير "1/ 332-333"، الجرح والتعديل "2/ 140"، تهذيب الكمال "2/ 227-228"، تهذيب التهذيب "1/ 174".(10/40)
قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ أَوْثَقَ شَيْخٍ بِمَكَّةَ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ حَافِظًا.
10- إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ الْوَعْلانِيُّ1.
وَقِيلَ: الْخَوْلانِيُّ الْمِصْرِيُّ، الْفَقِيهُ الْعَابِدُ، أَبُو بَكْرٍ.
دَخَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: نَافِعٍ، والزُّهريّ، وَكَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ.
وَعَنْهُ: اللَّيْثُ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: غَزَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ سَنَةَ ثمانٍ وَتِسْعِينَ مَعَ مُسْلِمَةَ.
ابْنُ وَهْبٍ: عَنِ اللَّيْثِ، عَنْهُ قَالَ: لَقَدْ جَاءَنَا الْقَفْلُ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حِينَ تُوُفِّيَ سُلَيْمَانُ، وإني لِأَطْلُبَ الْفَرْقَ مِنَ الطَّعَامِ بِسَبْعِينَ دِينَارًا.
قُلْتُ: الْفَرْقُ أَرْبَعَةُ أَرْطَالٍ بِالدِّمَشْقِيِّ، وَلَمْ أَسْمَعْ بِمِثْلِ هَذَا الْغَلاءِ أَبَدًا، رَوَاهُ سَعِيدٌ الآدَمِيُّ، وَهُوَ ثقة، وعن ابن وهب.
وقد روى ابن المبارك، إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَشِيطٍ، عَنْ رجلٍ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى ابْنِ جَزْءٍ، وَهَذَا أَشْبَهُ.
مَاتَ إِبْرَاهِيمُ سَنَةَ إِحْدَى، أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْكِنْدِيُّ، أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
11- أُبَيُّ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعديّ الْمَدَنِيُّ2.
أَخُو عَبْدِ الْمُهَيْمِنِ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ.
وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَزَيْدُ بْنُ الحباب، والواقديّ.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 331-332"، الجرح والتعديل "2/ 141"، تهذيب التهذيب "1/ 175".
2 الطبقات الكبرى "5/ 421"، التاريخ الكبير "2/ 40"، الثقات لابن حبان "4/ 51"، الجرح والتعديل "2/ 290"، تهذيب التهذيب "1/ 186-187".(10/41)
مَاتَ بَعْدَ السِّتِّينَ وَمِائَةٍ.
وُثِّقَ.
وَقَدْ ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الدُّولابيّ: ليس القويّ.
وَذَكَرَهُ النَّسائيّ فِي كِبَارِ الضُّعفاء.
وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ أَوْرَدَهُ الْعُقَيْلِيُّ فِي كِبَارِ الضُّعفاء، فَذَكَرَ قَوْلَ ابْنِ أَبِي عَدِيٍّ الأَلْهَانِيِّ السَّكونيّ الْحِمْصِيِّ.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أُبَيٌّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَكَرَ الاسْتِنْجَاءَ فَقَالَ: "أَلا يَكْفِي أَحَدَكُمْ ثَلاثَةُ أَحْجَارٍ حَجَرَانِ لِلصَّفْحَتَيْنِ، وَحَجَرٌ لِلْمَسْرَبَةِ"1. لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِهَذَا اللَّفْظِ سِوَى أُبَيِّ بْنِ عَبَّاسٍ.
12- أَرْطَأَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ، أَبُو عَدِيٍّ الأَلْهَانِيُّ السَّكوني الْحِمْصِيُّ2.
مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ، أَدْرَكَ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ.
وَسَمِعَ مِنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، وَسَعِيدِ بْنِ المسيِّب، وَخَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، وَكَثِيرِ بْنِ مرَّة، وَأَبِي عَامِرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَابِرٍ الألْهَانِيِّ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، وَأَبُو الْيَمَانِ.
قَالَ ابْنُ حبَّان: ثِقَةٌ، ضَابِطٌ، فَقِيهٌ.
وَقَالَ أَبُو الْيَمَانِ: شبَّهت أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ بِأَرْطَأَةَ بْنِ الْمُنْذِرِ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَقَدْ نَيَّفَ على التسعين فيما أحسب.
__________
1 "حديث ضعيف": أخرجه الدارقطني في سننه "150"، والبيهقي في السنن الكبرى "1/ 114"، والعقيلي في الضعفاء "1/ 16-17"، وفيه أبي العباس وهو كما قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لا يُتابع عَلَى شيء مِن أحاديثه، وقد ضعفه ابن معين وأحمد وغيرهما كما تقدم ذكره.
2 التاريخ الكبير "2/ 57"، الجرح والتعديل "2/ 326-327"، تهذيب التهذيب "1/ 198".(10/42)
13- أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ. صَاحِبُ السُّدي1.
رَوَى عَنْ: سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ: والسُّدِّيّ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ.
وَعَنْهُ: إِسْحَاقُ بْنُ السَّلوليّ، وَعَمْرٌو الْعَنْقَزِيُّ، وَأَبُو غَسَّانَ النَّهدي وَعَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، وَعَوْنُ بْنُ سَلامٍ الْكُوفِيُّونَ.
رَوَى أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وليَّنه أَبُو نُعَيْمٍ الْكُوفِيُّ.
14- إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَبُو يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ الْكُوفِيُّ. نَزِيلُ الْبَصْرَةِ2.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ القاسم، وابن أبي نجيح، وخالد ابن أَبِي مَالِكٍ، وَيُوسُفَ بْنِ عُبَيْدٍ.
رَوَى عَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، وَطَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: رَوَى عَنِ الثِّقَاتِ مَا لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ، وَأَحَادِيثُهُ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ.
قُلْتُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا لَيَّنَهُ مِنَ الْقُدَمَاءِ، وَكَانَ جَارًا لِلْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ بِالْبَصْرَةِ.
15- إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَدَنِيُّ الأَعْوَرُ3.
عَنْ أَبِيهِ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَالْقَعْنَبيُّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ.
16- إِسْحَاقُ بْنُ ثَعْلَبَةَ، أَبُو صَفْوَانَ الْحِمْيَرِيُّ الْحِمْصِيُّ4.
__________
1 الطبقات الكبرى "6/ 376"، التاريخ الكبير "2/ 53"، الجرح والتعديل "2/ 332"، تهذيب التهذيب "1/ 211-212".
2 التاريخ الكبير "2/ 378"، الجرح والتعديل "2/ 207"، تهذيب التهذيب "1/ 221-222".
3 التاريخ الكبير "2/ 383"، الجرح والتعديل "2/ 215"، تهذيب التهذيب "1/ 228".
4 الجرح والتعديل "2/ 215".(10/43)
قِيلَ: وُلّي خَرَاجَ دِمَشْقَ فِي أَوَّلِ دَوْلَةِ الرشيد.
روى عن: مكحول، عبد اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيِّ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّرائفيّ، وَعَمْرُو بْنُ هِشَامٍ الْحَرَّانِيَّانِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ مَجْهُولٌ.
وَضَعَّفَهُ أبو أحمد الحاكم.
17- إسحاق بن حازم -ح- مهملة، ويقال: ابن أبي حازم المدنيّ1.
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَمَعْنٌ، وَالْوَاقِدِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ المعين.
18- إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الأَشْدَقِ2 عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الأُمَوِيُّ. الْمَدَنِيُّ، ثُمَّ الْكُوفِيُّ.
عَنْ: أَبِيهِ، وَعِكْرِمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ وَأَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَسْعُودِيُّ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
19- إِسْحَاقُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مليكة3.
يروي عن: قريبه ابن أبي مُلَيْكَةَ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأُسَيْدُ بْنُ مُوسَى، وَيَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهريّ. خَرَّجَ لَهُ ابن ماجه حديثًا في دعاء الصائم4.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 385"، الجرح والتعديل "2/ 216"، تهذيب التهذيب "1/ 75".
2 الطبقات الكبرى "6/ 362"، التاريخ الكبير "1/ 391"، الجرح والتعديل "2/ 220"، تهذيب التهذيب "1/ 233-234".
3 التاريخ الكبير "1/ 398"، الجرح والتعديل "2/ 228-229"، تهذيب التهذيب "1/ 243".
4 "حديث ضعيف": أخرجه ابن ماجه "1753"، والحاكم في المستدرك "1/ 422"، وضعفه الشيخ الألباني في الإرواء "921".(10/44)
20- إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ التَّيميّ الْمَدَنِيُّ1.
رَأَى السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ، وَسَمِعَ مِنْ: عَمِّهِ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ، وَابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، وَوَكِيعٌ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَسَعْدَوَيْهِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ.
يكنَّى: أَبَا مُحَمَّدٍ.
ضَعَّفَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَقَالَ النَّسائي: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ عَلِيٌّ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ عَنْهُ فَقَالَ: ذَاكَ شِبْهٌ لا شَيْءَ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ يَتَكَلَّمُونَ فِي حِفْظِهِ، وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ: مَاتَ سَنَةَ أربعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
21- إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ2 بْن أَبِي إسحاق عَمْرو بْن عَبْد الله الْهَمْدَانِيُّ. السَّبيعيّ الْكُوفِيُّ الْحَافِظُ، أَبُو يُوسُفَ.
وُلِدَ سَنَةَ مِائَةٍ، وَسَمِعَ مِنْ: جَدِّهِ، وَزِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَإِسْحَاقَ بْنِ حَرْبٍ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَطَبَقَتِهِمْ، وَأَكْثَرَ عَنْ جَدِّهِ، وَهُوَ ثَبْتٌ فِيهِ.
رَوَى عَنْهُ: وَكِيعٌ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَالْفِرْيَابِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْغُدَانِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
رَوَى حَرْبٌ الْكَرْمَانِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: إِسْرَائِيلُ ثِقَةٌ، وَجَعَلَ يَعْجَبُ مِنْ حِفْظِهِ.
وَسُئِلَ أَبُو نُعَيْمٍ: أَيُّهُمَا أَثْبَتُ: إِسْرَائِيلُ، أَوْ أَبُو عَوَانَةَ؟ قال: إسرائيل.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 406"، الجرح والتعديل "2/ 236"، تهذيب التهذيب "2/ 254-255".
2 الطبقات الكبرى "6/ 374"، التاريخ الكبير "2/ 56"، الجرح والتعديل "2/ 330-331"، تهذيب التهذيب "1/ 261-265".(10/45)
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ، وَهُوَ أَثْبَتُ مِنْ شَيْبَانَ فِي أَبِي إِسْحَاقَ، وَكَذَا وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَضْعِفُهُ، وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ لا يُحَدِّثُ عَنْ إِسْرَائِيلَ وَكَانَ ابْنُ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثُ عَنْهُ وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: إِسْرَائِيلُ فَوْقَ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ.
وَقَالَ الْمَيْمُونِيّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ: إِسْرَائِيلُ صَالِحُ الْحَدِيثِ.
قَالَ غُنْجَارُ فِي تَارِيخِهِ: ثَنَا أبو حفص أحمد بن أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ، ثَنَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَهْلٍ، ثَنَا السَّريّ بْنُ عَبَّادٍ الْمَرْوَزِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ شَقِيقٍ الْبَلْخِيُّ، الزَّاهِدُ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: لقيت العلماء وَأَخَذْتُ مِنْ آدَابِهِمْ، لَقِيتُ سُفْيَانَ الثَّوريَّ فَأَخَذْتُ لِبَاسَ الدُّون مِنْهُ، رَأَيْتُ عَلَيْهِ إزارًا قدر أَرْبَعَةُ دَرَاهِمَ، وَأَخَذْتُ الْخُشُوعَ مِنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ، كُنَّا جُلُوسًا حَوْلَهُ لا يَعْرِفُ مَنْ عَنْ يَمِينِهِ وَلا مَنْ عَنْ شِمَالِهِ مِنْ تفكُّر الآخِرَةِ، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ لَيْسَ بينه بين الدُّنْيَا عَمَلٌ، وَأَخَذْتُ قَصْدَ الْمَعِيشَةِ مِنْ وَرْقَاءَ بْنِ عُمَرَ، طَلَبْنَا مِنْهُ تَفْسِيرَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: بِشَرْطِ أَنْ نَتَغَدَّى وَنَتَعَشَّى عِنْدَهُ، فَكَانَ يُقَدِّمُ إلينا خبر الشَّعِيرِ وَإِدَامَ الْخَلِّ وَالزَّيْتِ فَقَالَ: هَذَا لِمَنْ يَطْلُبُ الْفِرْدَوْسَ وَيَهْرُبُ مِنَ النَّارِ، وَأَخَذْتُ الزُّهد مِنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ، طَلَبْتُ مِنْهُ كِتَابَ الزُّهْدِ فَقَالَ: اللَّهم اجْعَلْهُ مِنَ الزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا، فَرَجَوْتُ بَرَكَةَ دُعَائِهِ، وَدَخَلْتُ مَنْزِلَهُ فَإِذَا قدورًا تَغْلِي بَيْنَ حَامِضٍ وَحُلْوٍ، فَأَنْكَرْتُ فَقَالَ لِي خَادِمُهُ: لا عَلَيْكَ يَا خُرَاسَانِيُّ، إِنَّهُ لَمْ يأكل منه سَبْعِ سِنِينَ لَحْمًا، وَإِنَّهُ لَيَتَّخِذُ كلَّ يومٍ تِسْعَ قُدُورٍ يُطْعِمُ الْمَسَاكِينَ وَالْمَرْضَى وَمَنْ لا حِيلَةَ لَهُ، وَأَخَذْتُ التَّعَاوُنَ والتَّوكل مِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، كُنَّا عِنْدَهُ فِي رَمَضَانَ، فَأُهْدِيَ إِلَيْهِ سَلَّةُ تِينٍ، فَتَصَدَّقَ بِهَا عَلَى مَسَاكِينَ، فَقُلْنَا: لَوْ تَدَعُ لَنَا شَيْئًا، قَالَ: أَلَسْتُمْ صوَّام؟، قُلْنا: بَلَى، قَالَ: لَيْسَ لَكُمْ عِيَالٌ، لَيْسَ لَكُمْ رَوْعَةٌ، أَمَا تَخَافُونَ اللَّهَ لِطُولِ أَمَلِكُمْ إِلَى الْعَشَاءِ وَسُوءِ ظَنِّكُمْ بِاللَّهِ، وَذَلِكَ عِنْدَ غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ، ثُمَّ قَالَ: ثِقُوا بِاللَّهِ، أَحْسِنُوا الظَّنَّ بِاللَّهِ. وَأَخَذْتُ الْحَلالَ وَتَرْكَ الشُّبه مِنْ وُهَيْبٍ الْمَكِّيِّ، قَالَ: مُذْ خَرَجَ السُّودان فَإِنِّي لَمْ آكُلْ مِنْ فَوَاكِهِ مَكَّةَ، فَقِيلَ لَهُ: فَإِنَّكَ تَأْكُلُ مِنْ طَعَامِ مِصْرَ وَهُوَ خَبِيثٌ! قَالَ: عَلَيَّ عَهْدُ اللَّهِ وَمِيثَاقُهُ أَنْ لا آكُلَ طَعَامًا حَتَّى تَحِلَّ لِي الْمَيْتَةُ، فَكَانَ يجوِّع نَفْسَهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُفْطِرَ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أَخْشَى ضعف(10/46)
الْعِبَادَةِ وَإِلا مَا أَكَلْتُهُ، اللَّهُمَّ مَا كَانَ فيه من خبيث فلا تؤاخذني بِهِ، ثُمَّ يَبُلُّهُ بِالْمَاءِ فَيَأْكُلُهُ رَحِمَهُ اللَّهُ.
قُلْتُ: قَدِ احْتَجَّ بِهِ أَرْبَابُ الْكُتُبِ الصِّحاح، وَكَانَ ثِقَةً حَافِظًا صَالِحًا خَاشِعًا مِنْ أَوْعِيَةِ الْحَدِيثِ، مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ إِحْدَى.
قَالَ عَبَّاسٌ الدُّوريّ: ثَنَا حُجَيْنُ بن المثنَّنى قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا إِسْرَائِيلُ بَغْدَادَ فَقَعَدَ فَوْقَ بَيْتٍ، وَقَامَ رَجُلٌ وَالنَّاسُ قَدِ اجْتَمَعُوا، فَأَخَذَ دَفْتَرًا، فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ مِنَ الدَّفْتَرِ حَتَّى أَتَى عَلَيْهِ أَوْ عَلَى عَامَّتِهِ، وَالنَّاسُ قُعُودٌ لا يَنْظُرُونَ فِيهِ، فَقَامَ الشَّيْخُ وَقَعَدَ النَّاسُ فَكَتَبُوهُ.
وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: إِسْرَائِيلُ كَانَ يَحْيَى بْنُ سعيد لا يرضاه، وكان ابْنُ مَهْدِيٍّ يَرْضَاهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ يَحْيَى لا يُحَدِّثُ عَنْ إِسْرَائِيلَ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: كُنَّا نَكْتُبُ عِنْدَهُ مِنْ حِفْظِهِ.
فقال ابن المدينيّ: سمعت ابن مهديّ قَالَ: قَالَ لِي عِيسَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ أخي إسرائيل: أحفظ حديث أبي إسحاق كما احْفَظِ السُّورة مِنَ الْقُرْآنِ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ السَّدوسيّ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الحرَّانيّ، سمعت عيس بْنَ يُونُسَ يَقُولُ: كَانَ أَصْحَابُنَا سُفْيَانُ، وَشَرِيكٌ، وغيرهم، وما إِذَا اخْتَلَفُوا فِي حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ يَأْتُونَ أَبِي فَيَقُولُ: اذْهَبُوا إِلَى ابْنِي إِسْرَائِيلَ، فَهُوَ أَرْوَى عَنْهُ مِنِّي وَأَتْقَنُ لَهَا، وَكَانَ قَائِدَ جَدِّهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: إِسْرَائِيلُ أَصَحُّ حَدِيثًا مِنْ شَرِيكٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: إِسْرَائِيلُ ضَعِيفٌ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: ثِقَةٌ صَدُوقٌ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ وَلا السَّاقِطِ، فَقَالَ: مُرَّةُ، فِي حَدِيثِهِ لِينٌ.
22- إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ الْمَدَنِيُّ1.
عَنْ: عَائِشَةَ بنت سعيد بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَنَافِعٍ، والزُّهريّ، وَعَمِّهِ مُوسَى بن عقبة.
__________
1 الطبقات الكبرى "5/ 418-419"، التاريخ الكبير "1/ 341"، والجرح والتعديل "2/ 152"، ميزان الاعتدال "1/ 215"، تهذيب التهذيب "1/ 272-273".(10/47)
وَعَنْهُ: ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
23- إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ1 بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ أَخُو مُوسَى.
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، والثَّوريّ، وَحَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ. شَيْخٌ صَدُوقٌ.
توفّي سنة 169.
24- إسماعيل بن خليفة2، أبو هاني الْكُوفِيُّ. مِنْ مَوَالِي سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ الْخَزْرَجِيِّ. وَلاهُ الْمَنْصُورُ قَضَاءَ إِصْبَهَانَ.
يَرْوِي عَنْ: إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَمُجَالِدٍ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ.
وَعَنْهُ: عَامِرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بن أيوب، وولده سعيد بن أبي هاني.
وَحَدِيثُهُ عِنْدَ الأَصْبَهَانِيِّ.
مَاتَ سَنَةَ ثمانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
فَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَبُو إِسْرَائِيلَ الْمُلائِيُّ، فَيَأْتِي بِكُنْيَتِهِ.
25- إِسْمَاعِيلُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْكَحَّالُ3 بَصْرِيٌّ حَسَنُ الْحَدِيثِ.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ الْخُزَاعِيِّ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ.
وَعَنْهُ: أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صالح.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 339"، الجرح والتعديل "2/ 151"، تهذيب التهذيب "1/ 272".
2 الجرح والتعديل "2/ 167"، والثقات لابن حبان "8/ 96".
3 التاريخ الكبير "1/ 358"، والجرح والتعديل "2/ 177"، تهذيب التهذيب "1/ 304".(10/48)
26- أَشْرَسُ أَبُو شَيْبَانَ1.
بَصْرِيٌّ عَنِ: الْحَسَنِ، وَثَابِتٍ البنانيّ.
وعنه: يزيد بْن هارون، وعُبَيْد الله بْنُ مُوسَى، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَغَيْرُهُمْ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي تَارِيخِ الثِّقَاتِ.
27- أَشْعَثُ بْنُ بَرَازٍ السَّعْدِيُّ الْهُجيْمِيُّ2. بصريٌّ واهٍ.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ، وَعَلِيِّ بْنِ جُدْعَانَ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو عَوْنٍ الزِّيَادِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي سُوَيْدٍ، وَدَاوُدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَاضِي المصِّيصة، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ: ضَعِيفٌ، وَقَالَ الْفلاسُ: ضَعِيفٌ جِدًّا، وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ عَوْنٍ الزِّيَادِيُّ: ثَنَا أَشْعَثُ بْنُ بَرَازٍ، عَنْ قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا حَدَّثْتُمْ عَنِّي حَدِيثًا فَوَافَقَ الحقَّ، فَخُذُوا بِهِ"3، هَذَا مُنْكَرٌ، وَلَمْ يَصِحَّ فِي هَذَا شَيْءٌ.
وَآخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ بَرَازٍ الْهُجَيْمِيِّ: عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ. وَقَدْ قَالَ فِيهِ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدًّا.
وَقَالَ النَّسائيّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
28- أَشْعَثُ بْنُ سَعِيدٍ4، أَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ الْبَصْرِيُّ.
عَنْ: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَأَبِي الزِّنَادِ، وَعَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ الله، وجماعة.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 42"، الجرح والتعديل "2/ 322"، الثقات لابن حبان "6/ 81".
2 التاريخ الكبير "1/ 428"، الجرح والتعديل "2/ 269-270"، وميزان الاعتدال "1/ 262-263"، المجروحين لابن حبان "1/ 173".
3 حديث منكر: أخرجه العقيلي في الضعفاء "1/ 33"، والبزار كما في المجمع "1/ 150"، وقال الهيثمي: وفيه أشعث بن براز ولم أر من ذكره.
4 التاريخ الكبير "1/ 430"، الجرح والتعديل "2/ 272"، تهذيب التهذيب "1/ 351-352".(10/49)
وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَيَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ، وَسَعْدَوَيْهِ، وَشَيْبَانُ بْنُ فرُّوخ، وَكَامِلُ الْجَحْدَرِيُّ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ، وَقَالَ مُسْلِمٌ: كَانَ يَكْذِبُ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالْحَافِظِ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ مَعَ ضَعْفِهِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ، وَقَالَ الدَّارقطنيّ: مَتْرُوكٌ، وَقَالَ أَحْمَدُ: مُضْطَرِبٌ، لَيْسَ حَدِيثُهُ بِذَاكَ.
وَمِنْ مَنَاكِيرِ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: نَبَاتُ الشَّعْرِ فِي الأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ1.
29- أَعْيَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ2، أَبُو حَفْصٍ الْعُقَيْلِيُّ الْبَصْرِيُّ.
عَنِ الْحَسَنِ، وَأَبِي أَبْلَحَ الْهُذَلِيِّ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وأميَّة بْنُ خَالِدٍ.
قَالَ الْفلاسُ: هُوَ مِنْ مَوَالِي بَنِي عُقَيْلٍ.
30- أُنَيْسُ بْنُ خَالِدٍ التَّميمّي السَّعديّ3.
عَنْ: عَطَاءٍ، وَمُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، وَالْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، وَجَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَأَحْمَدُ بْنُ يونس.
قال البخاريّ ليس بذاك، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: فِي حَدِيثِهِ شَيْءٌ.
31- أَيُّوبُ بْنُ خَوْطٍ4، أَبُو أُمَيَّةَ الْبَصْرِيُّ.
عَنْ: يَزِيدَ الرَّقاشيّ، وَقَتَادَةَ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَجَمَاعَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ.
وَعَنْهُ: حَفْصُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّيسابوريّ، وَغُنْجَارُ الْبُخَارِيُّ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَجَمَاعَةٌ.
__________
1 حديث موضوع: أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات "1/ 168-169"، وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع "5954"، وقال: موضوع.
2 التاريخ الكبير "2/ 54"، الجرح والتعديل "2/ 325"، الثقات لابن حبان "6/ 82".
3 التاريخ الكبير "2/ 43"، الجرح والتعديل "2/ 335"، ميزان الاعتدال "1/ 277".
4 التاريخ الكبير "1/ 414"، الجرح والتعديل "2/ 241"، ميزان الاعتدال "1/ 286".(10/50)
قَالَ النَّسائيّ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ، وَقَالَ حَسَنُ بْنُ عِيسَى: تَرَكَ ابْنُ الْمُبَارَكِ أَيُّوبَ بْنَ خَوْطٍ، وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
32- أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ. قَدْ ذُكِرَ، وَسَيُذْكَرُ، قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
33- أَيُّوبُ بْنُ محمد1 العلجيّ، أَبُو الْجَمَلِ الْيَمَامِيُّ.
عَنْ: يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَقَيْسِ بْنِ طَلْقٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ، وَسَهْلُ بْنُ بكارُ، وَصَيْفِيُّ بْنُ رِبْعِيٍّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا شَيْءَ، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
34- أَيُّوبُ بْنُ نَهِيكٍ الْحَلَبِيُّ2.
عَنِ: الشَّعبي، وَمُجَاهِدٍ، وَعَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ.
وَعَنْهُ: مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وأُبو قَتَادَةَ الْحَرَّانِيُّ، وَيَحْيَى الْبَابْلُتِّيُّ.
وَامْتَنَعَ أُبو زُرْعَةَ مِنْ رِوَايَةِ حَدِيثِهِ تورُّعًا، وَقَالَ أُبو حَاتِمٍ: ضَعِيفٌ.
"حرف الْبَاءِ":
35- بَزِيعٌ، أُبو الْهَيْثَمِ الْمَرْوَزِيُّ3. ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي تَارِيخِ الثَّقات.
فَقَالَ: يَرْوِي عَنْ: أَبِي مِجْلَزٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، وَعِيسَى غُنْجَارُ.
36- بشار بن برد4.
البصري، أبو معاذ الأعمى، الشاعر البليغ المقدَّم على شعراء المحدثين، فإنه قَالَ. ثَلاثَةَ عَشَرَ أَلْفَ بَيْتٍ مِنَ الشِّعْرِ الْجَيِّدِ، وَقَدِمَ بَغْدَادَ وَأَقَامَ بِهَا ومدح الكبار، وهو من
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 423"، الجرح والتعديل "2/ 257"، ميزان الاعتدال "1/ 292".
2 التاريخ الكبير "1/ 425"، الجرح والتعديل "2/ 259"، ميزان الاعتدال "1/ 294".
3 التاريخ الكبير "2/ 130-131"، الجرح والتعديل "2/ 420"، الثقات لابن حبان "6/ 113".
4 سير أعلام النبلاء "7/ 24-25"، الأغاني "3/ 135، 250".(10/51)
مَوَالِي بَنِي عُقَيْلٍ، وَيُلَقَّبُ بالمرعَّث؛ لِأَنَّهُ كَانَ يَلْبَسُ فِي أُذُنِهِ وَهُوَ صَغِيرٌ رَعَاثًا، والرَّعاث: الْحَلَقُ، وَاحِدُهَا رَعْثَةٌ، وَقِيلَ فِي مَعْنَى لَقَبِهِ غَيْرُ ذَلِكَ.
وَقَدْ وُلِدَ أَعْمَى، وَقَالَ الشِّعْرَ وَلَمْ يَبْلُغْ عَشْرَ سِنِينَ.
وَعَنْ أَبِي تمُام الطَّائِيِّ قَالَ: أَشْعَرُ النَّاسِ بَعْدَ الطَّبَقَةِ الأُولَى: بَشَّارٌ، والسُيد الْحِمْيَرِيُّ، وَأَبُو نُوَاسٍ، وَبَعْدَهُمْ: مُسْلِمُ بْنُ الْوَلِيدِ.
وَلِبَشَّارٍ:
يَا طَلَلَ الحيِّ بِذَاتِ الصَّمد ... بِاللَّهِ خبِّر كَيْفَ كُنْتَ بَعْدِي
بَدَتْ بخدٍّ وَجَلَتْ عَنْ خدِّ ... ثمَّ انْثَنَتْ بِالنَّفَسِ المرتدِّ
وَصَاحِبٍ كالدُّمَّل الممدِّ ... حَمَلْتُهُ فِي رُقْعَةٍ مِنْ جِلْدِي
حَتَّى اغْتَدَى غَيْرَ فَقِيدِ الْفَقْدِ ... وَمَا دَرَى مَا رَغْبَتِي مِنْ زُهْدِي
الحرُّ يُلْحَى وَالْعَصَا لِلْعَبْدِ ... وَلَيْسَ لِلْمُلْحِفِ مِثْلُ الرَّدّ
اسْلَمْ وحيِّيت أَبَا الملدِّ ... مِفْتَاحَ بَابِ الْحَدَثِ المنسدِّ
لِلَّهِ أَيَّامُكَ فِي مَعَدِّ ... وَفِي بَنِي قَحْطَانَ غَيْرَ عدِّ
وَهِيَ طَوِيلَةٌ.
وَمِنْ شِعْرِهِ:
إِذَا كُنْتَ فِي كُلِّ الأُمُورِ مُعَاتِبًا ... خَلِيلَكَ لم تلق الّذي لا تُعَاتِبُهْ
فَعِشْ وَاحِدًا أَوْ صِلْ أَخَاكَ فإنِّه ... مُقَارِفُ ذَنْبٍ مرَّةً وَمُجَانِبُهْ
إِذَا أنْتَ لَمْ تَشْرَبْ مِرَارًا عَلَى الْقَذَى ... ظَمِئْتَ، وَأَيُّ النَّاسِ تَصْفُو مَشَارِبُهْ؟
وَقَدْ سَأَلَ أَبُو حَاتِمٍ السَّجستانيّ أَبَا عُبَيْدَةَ: أَمَرْوَانُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ أشْعَرُ، أَمْ بَشَّارُ بْنُ بُرْدٍ؟ فَقَالَ: حَكَمَ بَشَّارٌ لِنَفْسِهِ بِالاسْتِظْهَارِ؛ لِأَنَّهُ قَالَ ثَلاثَةَ عَشَرَ أَلْفَ بيت جيّد، ولا يكون لشاعر هذا العد لا في الجاهلية ولا الإسلام، ومروان أمدح للمولك.
ولبشَّار:
خليليّ ما بال الدُّجى لا يُزحْزَحُ ... وَمَا بَالُ ضَوْءِ الصُّبح لا يتوضَّح
أَضَلَّ الصَّبَاحُ الْمُسْتَنِيرُ طَرِيقَهُ ... أَمِ الدَّهر لَيْلٌ كُلُّهُ لَيْسَ يَبْرَحُ(10/52)
وَقَدْ سَاقَ صَاحِبُ الأَغَانِي لِبَشَّارٍ ستَّةً وَعِشْرِينَ جَدًّا كُلُّهُمْ أَعَاجِمُ، وَأَسْمَاؤُهُمْ فَارِسِيَّةٌ، وَقِيلَ: أَصْلُهُ من طخارستان من سبي الملَّهب بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، فَوُلِدَ بشَّار عَلَى الرِّقّ فَأَعْتَقَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي عُقَيْلٍ.
وَكَانَ جَاحِظَ الْحَدَقَتَيْنِ، قَدْ يَغْشَاهُمَا لَحْمٌ أَحْمَرُ، وَكَانَ عَظِيمَ الْخِلْقَةِ.
وَيُقَالُ: أَنَّهُ مَدَحَ المهديَّ فَاتَّهَمَهُ بالزَّندقة، وَمَا هُوَ مِنْهَا بِبَعِيدٍ، فَأَمَرَ بِهِ، فَضُرِبَ سبعين سوطًا، فمات منها.
ويقال عنه: إنّه كان يُفَضِّلُ النَّارَ، ويصوِّب رَأْيَ إِبْلِيسَ فِي امْتَنَاعِهِ مِنَ السُّجُودِ، وَيَقُولُ شِعْرًا:
الأَرْضُ مُظْلِمَةٌ وَالنَّارُ مُشْرِقَةٌ ... وَالنَّارُ مَعْبُودَةٌ مُذْ كَانَتِ النَّارُ
وَهُوَ الْقَائِلُ:
هَلْ تَعْلَمِينَ وَرَاءَ الْحُبِّ مَنْزِلَةً ... تُدْنِي إِلَيْكِ فَإِنَّ الحبَّ أَقْصَانِي
وَلَهُ:
أَنَا وَاللَّهِ أَشْتَهِي سِحْرَ عَيْنَيْكِ ... وَأَخْشَى مَصَارِعَ الْعُشَّاقِ
وَلَهُ:
يَا قَوْمُ أُذُنِي لِبَعْضِ الحيِّ عَاشِقَةٌ ... وَالأُذْنُ تَعْشَقُ قَبْلَ الْعَيْنِ أَحْيَانًا
وَلِأَبِي هِشَامٍ الْبَاهِلِيِّ، وَكَتَبَهَا عَلَى قَبْرِ حَمَّادٍ عَجْرَدٍ، وَبَشَّارٍ:
قَدْ تبع الأعمى قفا عجردٍ ... فأصبحا جارين في دار
صارا جَمِيعًا فِي يَدَيْ مَالِكٍ ... فِي النَّارِ، وَالْكَافِرُ في النار
قيل: إنّ بشّار قُتِلَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ نَيِّفٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً.
وَأَخْبَارُهُ تَامَّةٌ فِي كِتَابِ الأَغَانِي.
37- بَكْرُ بْنُ الأَسْوَدِ أَبُو عُبَيْدَةَ النَّاجِيُّ الْبَصْرِيُّ1.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَعَنْهُ: وكيع، وهلال بن فيّاض، وغيرهما.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 87"، والجرح والتعديل "2/ 382"، ميزان الاعتدال "1/ 342-343".(10/53)
رَوَى أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَقَالَ آخَرُ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: غَلَبَ عَلَيْهِ التقشُّف وَالْعِبَادَةُ فَغَفَلَ عَنِ الْحَدِيثِ حَتَّى غَلَبَ عَلَى حَدِيثِهِ الْمُعْضِلاتُ، وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: ثَنَا آدَمُ بْنُ مُوسَى، سَمِعْتُ الْبُخَارِيَّ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: هُوَ كَذَّابٌ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ. قَالَ: أَبُو عُبَيْدَةَ النَّاجِيُّ: الَّذِي يَرْوِي الْمَوَاعِظَ بَكْرُ بْنُ الأَسْوَدِ، كَذَّابٌ.
38- بَكْرُ بْنُ الْحَكَمِ، أَبُو بِشْرٍ الْمُزَلِّقُ الْيَرْبُوعِيُّ الْبَصْرِيُّ1.
عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَيَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، وَحَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ.
صَالِحُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
39- بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ الْكُوفِيُّ الْعَابِدُ2.
روى عن: أبيه، وثابت النبانّي، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَإِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو النَّضر هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ، وَمَعْرُوفٌ الْكَرْخِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَوَلَدَاهُ حَبِيبٌ، وَعَبْدُ القدُّوس ابْنَا بَكْرٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ عُبَيْدُ بْنُ هِشَامٍ الْحَلَبِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ غَرًّا صَالِحًا، وَقَالَ الدارقطنيُّ، وَغَيْرُهُ: متروك الحديث.
وروى عباس، عن ابن معين: لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَقَالَ الْفلاسُ: ثَنَا يَحْيَى، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
رَوَى مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "من أَتَى شَيْئًا مِنَ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ فَقَدْ كفر" 3. رواه
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 788، 789"، الجرح والتعديل "2/ 383"، تهذيب التهذيب "1/ 480".
2 التاريخ الكبير "2/ 89"، الجرح والتعديل "2/ 384"، تهذيب التهذيب "1/ 481-482".
3 "حديث صحيح لغيره": أخرجه الطبراني في الأوسط "9/ 78"، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد "4/ 299"، أخرجه الطبراني ورجاله ثقات: وصححه الشيخ الباني فلي صحيح الترغيب والترهيب "3580".(10/54)
الثَّوريّ، وَمَعْمَرٌ، وَجَمَاعَةٌ، عَنْ لَيْثٍ، فَلَمْ يَرْفَعْهُ.
قَالَ الْخَطِيبُ: نَزَلَ بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ بغْدَادَ، قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، وَهُوَ مَوْصُوفٌ بِالْعِبَادَةِ.
40- بُكَيْرُ بْنُ شِهَابٍ الدَّامَغَانِيُّ، أَبُو الْحَسَنِ الْحَنْظَلِيُّ1.
يَرْوِي عَنِ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَعِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: أَبُو طَيْبَةَ الْجُرْجَانِيُّ، وَرَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ الْعَسْقَلانِيُّ، وَأَبُو شَيْبَةَ شَيْخُ أَسْلَمَ بْنِ سَالِمٍ الْبَلْخِيِّ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، لَمْ أَجِدْ لَهُمْ فِيهِ كَلامًا، قُلْتُ: أَمَّا.
41- بُكَيْرُ بْنُ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ2، فَقَدِيمٍ، عِرَاقِيٌّ صَدُوقٌ، وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ الدَّامَغَانِيُّ.
42- بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ الدَّامَغَانِيُّ3، أَبُو مُعَاذٍ المفسِّر الْقَاضِي، قَاضِي نَيْسَابُورَ، سَكَنَ دِمَشْقَ، وَرَوَى عَنْ: أَبِي الزُّبير الْمَكِّيِّ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حيان، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وأبي حنيفة، وعبد الكريم بن أبي المخارق.
وعنه: الوليد بن مسلم، ومروان بن محمد، وهشام بن عبيد الله الرزايّ، وعبد الله بن عثمان عبدان، وحفص ابن عبد الله السُّلميّ، ونوح بن ميمون، وحماد بن قيراط، ورآه هشام بن عمار.
قال جعفر الفريابيّ: سمعت هشامًا يقول: قدم علينا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، وَسَمِعْتُ مِنْهُ وَلَمْ أَكْتُبْ ذَلِكَ، وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا أَرَى بِهِ بَأْسًا، وَكَنَاهُ النَّسائّي أَبَا مُعَاذٍ وَقَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وقال أحمد ابن أَبِي الْحَوَارِيِّ: ثَنَا مَرْوَانُ، ثَنَا بُكَيْرُ بْنُ معروف، وكان ثقة.
__________
1 الجرح والتعدبل "2/ 404"، وتهذيب الكمال "4/ 239"، وميزان الاعتدال "1/ 349-350"، وتهذيب التهذيب "1/ 490".
2 التاريخ الكبير "2/ 114-115"، الجرح والتعديل "2/ 404".
3 التاريخ الكبير "2/ 117"، والجرح والتعديل "2/ 406-407"، والثقات لابن حبان "8/ 151"، وتهذيب الكمال "4/ 252-254"، وميزان الاعتدال "1/ 351"، وتهذيب التهذيب "1/ 495-496".(10/55)
وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس بِهِ، مَا حَدِيثُهُ بِالْمُنْكَرِ جِدًّا، وَوَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَيُرْوَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: ذَاهِبُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: خرَّج لَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ مَا رَوَاهُ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي قَوْلِهِ: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: 7] قَالَ: هُوَ عَلَى الْعَرْشِ وَعِلْمُهُ مَعَهُمْ، وَقَالَ الْحَاكِمُ: بَلَغَنِي مَوْتُهُ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
"حرف الثاء":
43- ثابت بن قيس1 -د. س- أبو الغصن الغفاريّ، مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ.
مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ، لَهُ عَنْ: أَنَسٍ، وَسَعِيدِ بْنِ المسيِّب، وَنَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَخَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ.
وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَبِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ يَحْيَى بن معين، والنّسانيّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: رَأَى جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَنَسًا.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ مَرَّةً: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِذَاكَ، هُوَ صَالِحٌ، هَذِهِ رِوَايَةُ عَبَّاسٍ الدُّوريّ، عَنْهُ.
قُلْتُ: أَخْطَأَ مَنْ زَعَمَ أنّ أبا الغصن هذا أَبُو الْغُصْنِ جُحَا.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: عَاشَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ مِائَةً وَخَمْسَ سِنِينَ، وَمَاتَ سنة ثمانٍ وستّين ومائة.
44- ثابت بن زيد الأَحْوَلُ2. الْحَافِظُ، أَبُو زَيْدٍ الْبَصْرِيُّ.
عَنْ: عَاصِمٍ الأحول، وهلال بن خبّاب، وطبقتهما.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 167"، الجرح والتعديل "2/ 456"، والثقات لابن حبان "4/ 90"، تهذيب الكمال "4/ 373-374"، وتهذيب التهذيب "2/ 13-14".
2 التاريخ الكبير "2/ 172"، والجرح والتعديل "2/ 460"، والثقات لابن حبان "6/ 132"، وتهذيب التهذيب "2/ 18".(10/56)
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَعَفَّانُ، وَغَارِمٌ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبوذكيّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٌ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ النَّسائيّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
"حرف الْجِيمِ":
45- جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ الْعِجْلِيُّ الْكُوفِيُّ1. وَيُقَالُ: إِنَّهُ أَزْدِيٌّ، سَكَنَ الْمَوْصِلَ.
وَحَدَّثَ عَنْ: مُجَاهِدٍ، وَعَامِرٍ الشَّعبيّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَحَمَّادٍ الْفَقِيهِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، والطَّيالسيّ، وَعَفَّانُ، وَالْمُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ الْحَافِظُ: رَأَيْتُهُ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ، مَوْصِلِيٌّ يَرْوِي عَنْ مُجَاهِدٍ.
قُلْتُ لَهُ: فِي كِتَابِ النَّسائيّ حَدِيثٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ صَدُوقٌ، بَقِيَ إِلَى حُدُودِ السَّبْعِينَ وَمِائَةٍ.
46- جَرِيرُ بْنُ حَازِمِ بْنِ يَزِيدَ الأَزْدِيُّ الْعَتَكِيُّ2. مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ الْحَافِظُ، أَبُو النَّضْرِ، أَخُو يَزِيدَ، وَمَخْلَدٍ.
رَأَى بِمَكَّةَ لَمَّا حَجَّ أَبَا الطُّفيل، وَلَمْ يسمع منه، وشهد جنازته.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 210"، والجرح والتعديل "2/ 498"، والثقات لابن حبان "6/ 142"، تهذيب التهذيب "2/ 51".
2 الطبقات الكبرى "7/ 278"، التاريخ الكبير "2/ 213-214"، الجرح والتعديل "2/ 404-505"، الثقات لابن حبان "6/ 144"، تهذيب الكمال "4/ 524-531"، وسير أعلام النبلاء "7/ 98-103"، التهذيب "2/ 69-72".(10/57)
وَرَوَى عَنْ: عَمِّهِ جَرِيرِ بْنِ زَيْدٍ، وَأَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، وَالْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَطَاوُسٍ، وَعَطَاءٍ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَنَافِعٍ، وَجَمِيلِ بْنِ هِلالٍ، وَقَتَادَةَ، وَأَيُّوبَ، وَخَلْقٍ كَثِيرٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، وَشَيْخُهُ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، والسُّفيانان، وَابْنُ وَهْبٍ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهرانيّ، وَشَيْبَانُ بْنُ فرُّوخ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
وَرَحَلَ فِي الشَّيْخُوخَةِ إِلَى مِصْرَ فَسَمِعَ بِهَا وَأَسْمَعَ.
قَالَ وَهْبٌ: قرأ أبي عَلَى أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ أَفْصَحُ مِنْ مَعَدٍّ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: هُوَ أَوْثَقُ عِنْدِي مِنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ.
قُلْتُ: قَدْ وَثَّقَهُ النَّاسُ وَلَكِنَّهُ تَغَيَّرَ قَبْلَ مَوْتِهِ، فَحَجَبَهُ ابْنُهُ وَهْبٌ، فَمَا سَمِعَ مِنْهُ أَحَدٌ فِي اخْتِلاطِهِ، وَلَهُ أَحَادِيثُ يَنْفَرِدُ بِهَا فِيهَا نَكَارَةٌ وَغَرَابَةٌ، وَلِهَذَا يَقُولُ البخاريّ: ربمّا يهمّ.
وقال ابن المعين: هو قَتَادَةَ ضَعِيفٌ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَغَيْرُهُ: أَخْطَأَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ فِي حَدِيثِهِ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: "كَانَتْ قَبَّعَةُ سَيْفِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَمٌ مِنْ فِضَّةٍ"1 إِنَّمَا صَوَابُهُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ مُرْسَلا.
قَالَ الْمَيْمُونِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: كَانَ حَدِيثُ جَرِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ غَيْرَ حَدِيثِ النَّاسِ، يُوقِفُ أَشْيَاءَ وَيُسْنِدُ أَشْيَاءَ، ثُمَّ أَثْنَى أَحْمَدُ عَلَيْهِ وَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ وَقَالَ: رَجُلٌ صَالِحٌ: صَاحِبُ سنَّة وَفَضْلٍ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالسيّ: كَانَ جَرِيرٌ إِذَا قَدِمَ قَالَ شُعْبَةُ: قَدْ جَاءَكُمْ هَذَا الْحَشَوِيُّ.
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الذَّارِعُ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَعَبْدُ الوهاب الثقفيّ تغيّرا، فحجب الناس عنهما.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه أبو داود "2583، 2584، 2585"، والترمذي "1691"، والنسائي "5389"، والدارمي "2457"، والبيهقي في السنن الكبرى "4/ 143"، وصححه الشيخ الألباني في الإرواء "3/ 306".(10/58)
وَقَالَ الْحَسَنُ الْحُلْوَانِيُّ: بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ ذَهَبَ إِلَى جَرِيرٍ يَعُودُهُ فِي اخْتِلاطِهِ، فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ، قَالَ: أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ.
فَقَالَ: ابْنُ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سألت يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، فَقَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَهُوَ عَنْ قَتَادَةَ ضَعِيفٌ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: كَانَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ يَقُولُ فِي حَدِيثِ الضَّبع، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ، ثُمَّ جَعَلَهُ بَعْدُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: اخْتَلَطَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَبْلَ مَوْتِهِ، فَلَمَّا أَحَسَّ بِهِ بَنُوهُ حَجَبُوهُ، فَلَمْ يُسْمَعْ مِنْهُ شَيْءٌ فِي اخْتِلاطِهِ.
وَعَنْ جَرِيرٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ كَانَ لِي خَمْسُ سِنِينَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: تَغَيَّرَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ.
وَقَالَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: مَا رَأَيْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ يُعَظِّمُ أَحَدًا مَا يُعَظِّمُ جَرِيرَ بْنَ حَازِمٍ.
وَقَالَ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: كَانَ شُعْبَةُ يَأْتِي أَبِي يَسْأَلُهُ.
وَرَوَى وَهْبٌ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى الْحَسَنِ سَبْعَ سِنِينَ، لَمْ أَخْرِمْ مِنْهَا يَوْمًا وَاحِدًا.
قُلْتُ: قَدْ وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيهِ، وَمَاتَ فِي آخِرِ سَنَةِ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
47- جَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ الأَحْمَرُ الْكُوفِيُّ1.
عَنْ: مَنْصُورٍ، وَمُغِيرَةَ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَبَيَانِ بْنِ بشر، وعدّة.
وعنه: ابن مهديّ بْنُ الأَسْوَدِ بْنِ عَامِرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ، وَيَحْيَى بْنُ بِشْرٍ الْحَرِيرِيُّ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: صَدُوقٌ، وَقِيلَ: كَانَ مِنْ صَالِحِي الشِّيعَةِ، وَقَدْ سجنه المنصور مدّة.
__________
1 الطبقات الكبرى "6/ 383"، التاريخ الكبير "2/ 192"، الجرح والتعديل "2/ 480"، تهذيب التهذيب "2/ 92-93".(10/59)
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فِي النَّفْسِ مِنْهُ.
وَقَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ: مَائِلٌ عَنِ الطَّرِيقِ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ سبعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
48- جَعْفَرُ بْنُ كَيْسَانَ الْعَدَوِيُّ البصريّ، أبو مَعُروفٍ الْمُؤَذِّنُ1.
عَنْ: مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ، وَعَمْرَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، وَحُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ.
وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَمُسْلِمٌ، وَحَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
49- جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبير بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ الأَسَدِيُّ2.
عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ.
وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: لا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ.
وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
50- جُمَيْعُ من ثُوَّبٍ السُّلميّ الرَّحبي الْحِمْصِيُّ3. أَحَدُ الضُّعَفَاءِ.
عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، وَحَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَيَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْخَبَائِرِيُّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقِيلَ فِيهِ: جُمَيْعٌ، بالضّمّ.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 198"، الجرح والتعديل "2/ 486"، الثقات لابن حبان "6/ 138".
2 التاريخ الكبير "2/ 189-190"، الجرح والتعديل "2/ 487"، ميزان الاعتدال "1/ 416".
3 التاريخ الكبير "2/ 243"، الجرح والتعديل "2/ 550-551"، ميزان الاعتدال "1/ 422".(10/60)
51- جُوَيْرِيَةُ بْنُ بَشِيرٍ الْهُجَيْمِيُّ1.
سَمِعَ الْحَسَنَ، وَغَيْرَهُ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَمُسْلِمٌ، والتَّبوذكيّ، وَعَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ اللاحِقِيُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
52- جَمِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الطَّائِيُّ2، أَبُو النَّضر الْبَصْرِيُّ.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ.
وَلَيْسَ هَذَا بِجَمِيلِ بْنِ زَيْدٍ.
"حرف الْحَاءِ":
53- الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ3، أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ الْبَصْرِيُّ.
عَنْ: عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجود، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُوسَى التَّبوذكيّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْعُشِّيُّ، وَأَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
54- حبَّان بْنُ يَسَارٍ4، أَبُو رَوْحٍ الْكِلابِيُّ الْبَصْرِيُّ.
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ.
وَعَنْهُ: عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ، وَأَبُو غَسَّانَ النَّهدي، وأبو سلمة التَّبوذكي، وآخرون.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 531"، الثقات لابن حبان "6/ 153".
2 التاريخ الكبير "2/ 216"، الجرح والتعديل "2/ 519"، الثقات لابن حبان "6/ 147".
3 التاريخ الكبير "2/ 84"، الجرح والتعديل "3/ 91-92"، تهذيب التهذيب "2/ 158-159".
4 التاريخ الكبير "3/ 85-88"، الجرح والتعديل "3/ 270"، الثقات لابن حبان "6/ 239"، تهذيب التهذيب "2/ 175-176".(10/61)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، وَأَوْرَدَهُ ابْنُ حبَّان فِي الثِّقَاتِ.
55- حَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ يَزِيدُ الْجَرْمِيُّ1 الْبَصْرِيُّ الأَنْمَاطِيُّ.
سَمِعَ: الْحَسَنَ، وَعَمْرَو بْنَ هَرِمٍ، وَقَتَادَةَ، وَخَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْقُثْيَرِيَّ.
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو سَلَمَةَ الْمِنْقَرِيُّ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَدَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ، وَوَلَدُهُ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ.
فِيهِ لِينٌ مَا، قَدْ غَمَزَهُ أَحْمَدُ، وَقَدَحَ فِيهِ يَحْيَى الْقَطَّانُ. وَنَهَى يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ كِتَابَةِ حَدِيثِهِ.
وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُ مَهْدِيٍّ وَغَيْرُهُ.
56- حُبَيِّبُ بْنُ حُجْرٍ الْقَيْسِيُّ الْبَصْرِيُّ2، مُصَغَّرُ الاسْمِ.
عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَأَبِي المهزَّم.
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَوَكِيعٌ، وَمُسْلِمٌ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ. مَا عَلِمْتُ بِهِ بَأْسًا بَعْدُ.
57- الْحَارِثُ بْنُ غُصَيْنٍ، أَبُو وَهْبٍ الثَّقفيّ3.
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَمَنْصُورٍ، وَحُصَيْنٍ.
وَعَنْهُ: شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، وَحُسَيْنُ الْجُعْفيُّ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيُّ.
58- حَجَّاجُ بْنُ تَمِيمٍ الْجَزَرِيُّ4.
سَمِعَ مَيْمُونَ بْنَ مِهْرَانَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَحِبَّانُ بْنُ المغلَّس.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 315"، الجرح والتعديل "3/ 99"، الثقات لابن حبان "6/ 178"، التهذيب "2/ 180".
2 التاريخ الكبير "2/ 316-317"، الجرح والتعديل "3/ 308-309"، الثقات لابن حبان "6/ 179".
3 التاريخ الكبير "2/ 278"، الثقات لابن حبان "8/ 181".
4 الثقات لابن حبان "6/ 204"، تهذيب الكمال "5/ 428-429"، ميزان الاعتدال "1/ 461".(10/62)
ضَعَّفَهُ ابْنُ عَدِيٍّ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
قُلْتُ: لَهُ حَدِيثَانِ فِي -ق.
59- حَجَّاجُ بْنُ صَفْوَانَ الْمَدَنِيُّ1.
عَنْ: أُسَيْدِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، وَأَبِيهِ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو ضَمْرَةَ، وَالْقَعْنَبِيُّ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ: صَدُوقٌ.
وَضَعَّفَهُ الأَزْدِيُّ.
60- الْحَارِثُ بْنُ النُّعمان بْنِ سَالِمٍ اللَّيثيّ2.
عَنْ: خَالِهِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وطاوس.
وعنه: الحارث بن سالم البزاز سميُّه، وَسَعِيدُ بْنُ عُمَارَةَ، وَثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّاهِدُ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
61- حَرْبُ بْنُ سُرَيْجٍ الْمِنْقَرِيُّ الْبَصْرِيُّ الْبَزَّازُ3.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَنَافِعٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَشَيْبَانُ بْنُ فرُّوخ.
قَالَ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَقَالَ ابْنُ حبَّان: لا يُحْتَجُّ بِهِ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ.
قُلْتُ: يكنَّى أَبَا سُفْيَانَ، وَيُقَالُ هُوَ أَيْضًا: حَرْبُ بْنُ أبي العالية.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 379"، الجرح والتعديل "3/ 162-163"، ميزان الاعتدال "1/ 463".
2 التاريخ الكبير "2/ 284"، الجرح والتعديل "3/ 91"، ميزان الاعتدال "1/ 444"، تهذيب التهذيب "2/ 159-160".
3 التاريخ الكبير "3/ 63"، الجرح والتعديل "3/ 250"، ميزان الاعتدال "1/ 469-470"، تهذيب التهذيب "2/ 224".(10/63)
62- حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ1، أَبُو الْخَطَّابِ الْيَشْكُرِيُّ الْبَصْرِيُّ الْحَافِظُ.
عَنْ: شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ التَّنُّورِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْغُدَانِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ لا يُحَدِّثُ عَنْهُ.
قُلْتُ: قَدْ عُلِمَ تعنُّت يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ فِي الرِّجَالِ، وَبَعْدَ هَذَا فَيَرْوِي عَنْ مُجَالِدٍ وَيُقَوِّيهِ.
مَاتَ حَرْبُ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
* حَرْبُ بْنُ أَبِي الْعَالِيَةِ. فِي الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ.
63- حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ2، أَبُو الْخَطَّابِ الأَنْصَارِيُّ الْبَصْرِيُّ الأَكْبَرُ، مَوْلَى النَّضر بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
رَوَى عَنْ: مَوْلاهُ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ التَّنُّورِيُّ، وَبَدَلُ بْنُ المحبَّر، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَالْحُسَيْنُ بن حفص، ويونس المؤدب، وعبد الله ابن رَجَاءٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَلَيَّنَهُ غَيْرُهُ.
قَالَ البخاريّ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: كَانَ أَكْذَبَ الْخَلْقِ، وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ليِّن.
64- حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ. صَاحِبُ الأَغْمِيَةِ.
هَذَا أَصْغَرُهُمْ، سَيَأْتِي فِيمَا بَعْدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 62"، الجرح والتعديل "3/ 250-251"، ميزان الاعتدال "1/ 470"، تهذيب التهذيب "2/ 224".
2 التاريخ الكبير "3/ 65"، تهذيب الكمال "5/ 531-532"، ميزان الاعتدال "1/ 470"، تهذيب التهذيب "2/ 225".(10/64)
65- حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ قُرَادٍ1، أَبُو حَفْصٍ التُّجيبيّ الْمِصْرِيُّ. هُوَ جَدُّ حَرْمَلَةَ صَاحِبِ الشَّافِعِيِّ.
رَوَى عَنْ جَمَاعَةٍ.
قَدْ ذُكِرَ.
66- حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ جَبْرٍ2، أَبُو عُثْمَانَ الرَّحبيّ الْمَشْرِقِيُّ الْحِمْصِيُّ الْحَافِظُ، ويكنَّي أَيْضًا أَبَا عَوْنٍ، مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ.
سَمِعَ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ الْمَازِنِيَّ، وَخَالِدَ بْنَ مَعْدَانَ، وَرَاشِدَ بْنَ سَعْدٍ، وَحَبِيبَ بْنَ عُبَيْدٍ، وَعَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ النَّضْرِيَّ، وَعَبْدَ الرَّحَمْنِ بْنَ مَيْسَرَةَ، وَعِدَّةً.
وعنه: بقّية، ويحيى القطان، يحيى بن سعيد الْعَطَّارِ الْحِمْصِيُّ، وَحَجَّاجُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَحَدِيثُهُ نَحْوُ الْمِائَتَيْنِ، وَكَانَ فِيهِ نَصْبٌ.
وَقَدْ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يَصِحُّ عِنْدِي مَا يُقَالُ عَنْهُ فِي رَأْيِهِ، وَلا أَعْلَمُ بِالشَّامِ أَثْبَتَ مِنْهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو الْيَمَانِ: كَانَ يَتَنَاوَلُ مِنْ رَجُلٍ ثُمَّ تَرَكَ ذَلِكَ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أَشَدُّ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ يَقُولُ: لَنَا أَمِيرٌ وَلَكُمْ أَمِيرٌ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "لا أُحِبُّ مَنْ قَتَلَ لِي جَدَّيْنِ".
وَقَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ: بَلَغَنِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَيَّاشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ يَقُولُ لِرَجُلٍ: وَيْحَكَ، تَزْعُمُ أَنِّي أَشْتُمُ عَلِيًّا، وَاللَّهِ مَا شَتَمْتُهُ قَطُّ.
وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: لا أَحْسَبُنِي رَأَيْتُ شَامِيًّا أَفْضَلَ مِنْهُ.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ عَلِيًّا -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 68-69"، الجرح والتعديل "3/ 273-274"، تهذيب التهذيب "2/ 229".
2 التاريخ الكبير "3/ 103-104"، الجرح والتعديل "3/ 289"، ميزان الاعتدال "1/ 475"، تهذيب التهذيب "2/ 217-241".(10/65)
قَالَ الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ فِي تَارِيخِهِ: أَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حمُّويه الْهَمْدَانِيُّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشِّيرَازِيُّ، أَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُؤْنِسٍ بِبِغْدَادَ، حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمَالِكِيُّ، ثنا عبد الوهاب ابن الضَّحَّاكِ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، سَمِعْتُ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ قَالَ: هَذَا الَّذِي يَرْوِيهِ النَّاسُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ لِعَلِيٍّ: "أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ موسى" 1 حقّ، ولكن أخطأ السامع، إنّماء هُوَ: "أَنْتَ مِنِّي مَكَانَ قَارُونَ مِنْ مُوسَى"2، قُلْتُ: عَنْ مَنْ تَرْوِيهِ؟ قَالَ: سَمِعْتُ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ يَقُولُهُ عَلَى الْمِنْبَرِ.
قَالَ الْخَطِيبُ: عَبْدُ الْوَهَّابِ كَذَّابٌ.
ابْنُ جَوْصَاءَ، ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو الْكَلاعِيُّ، ثَنَا حَرِيزٌ، قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ: هَلْ كَانَ فِي رأس رسول الله صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَعَرَاتٌ بِيضٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَإِذَا ادَّهَنَ تَغَيَّرَ3.
قُلْتُ: هَذَا أَعْلَى شَيْءٍ عِنْدَ ابْنِ جَوْصَاءَ، فَهُوَ ثُلاثِيٌّ لَهُ، كَمَا هُوَ ثُلاثِيٌّ لِلْبُخَارِيِّ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى فِي تَارِيخِ حِمْصَ: لَمْ يَكُنْ لِحَرِيزٍ كتاب، إنّماء كَانَ يَحْفَظُ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانِينَ.
وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: ثَنَا حَرِيزٌ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ بُسْرٍ وَأَنَا غُلامٌ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ: ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّحَبِيُّ، سَمِعْتُ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ يَقُولُ: لا تُعَادِ أَحَدًا حَتَّى تَعْلَمَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ، فَإِنْ يَكُنْ مُحْسِنًا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُسْلِمُهُ لِعَدَاوَتِكَ، وَإِنْ يَكُنْ مُسِيئًا فَأَوْشَكَ بِعَمَلِهِ أَنْ يَكْفِيَكَهُ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ: جَمَعْنَا حَدِيثَ حَرِيزٍ فِي دِفْتَرٍ وَأَثْبَتْنَاهُ بِهِ نَحْوَ مِائَتَيْ حَدِيثٍ، فَتَعَجَّبَ وَقَالَ: هَذَا كُلُّهُ عَنِّي؟!
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "3706"، ومسلم "2404"، والترمذي "3724"، وابن ماجه "115-121"، وأحمد في المسند "1/ 173، 177، 179، 185"، وعبد الرزاق في المصنف "20390"، والحميدي في مسنده "71"، وابن حبان في صحيحه "6926"، وغيرهم.
2 "حديث موضوع": وهو مرسل من كلام الوليد بن عبد الملك وفيه عبد الوهاب كذاب كما قال الخطيب.
3 "حديث صحيح": أخرجه أحمد في المسند "4/ 187، 188، 190".(10/66)
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ بِالشَّامِ أَثْبَتُ مِنْ حَرِيزٍ إِلا أَنْ يَكُونَ بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ: قَالَ جَرِيرٌ: إِنَّ حَرِيزًا كَانَ شَتَمَ عَلِيًّا -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَلَى الْمِنْبَرِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ. قَالَ: عَادَلْتُ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ مِنْ مِصْرَ إِلَى مَكَّةَ، فَجَعَلَ يَسُبُّ عَلِيًّا وَيَلْعَنُهُ1.
وَقَالَ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ الْحِمْصِيُّ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَبَائِرِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: زَامَلْتُ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ، فَسَمِعْتُهُ يَقَعُ فِي عَلِيٍّ، فَقُلْتُ: مَهْلا يَا أَبَا عُثْمَانَ، ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكَ، وَتَزَوَّجَ ابْنَتَهُ، فَقَالَ: اسْكُتْ يَا رَأْسَ الْحِمَارِ لا أُلْقِيكَ مِنَ الْجَمَلِ2.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَلْعَنُ عَلِيًّا، فَعَاتَبُوهُ، فَقَالَ: هُوَ الْقَاطِعُ رَأْسَ أجدادي بالفؤوس3.
وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ يَحْكِي أَنَّهُ رَجَعَ عَنْ ذَلِكَ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمَّادٍ الآمِلِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ صَالِحٍ، أَنَّ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ لَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ، صَلَّيْتُ مَعَهُ الْفَجْرَ سَبْعَ سِنِينَ، فَكَانَ لا يَخْرُجُ مِنَ المجسد حتى يلعن علّيًا سبعين مَرَّةً كُلَّ يَوْمٍ4.
قُلْتُ: صَحَّحَ عَنْهُ أَنَّهُ تَرَكَ ذَلِكَ، وَجَاءَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ رُئِيَ فِي النُّوم فَقَالَ: غَفَرَ لِي رَبِّي وَعَاتَبَنِي فِي رِوَايَتِي عَنْ حَرِيزٍ5.
عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ الرَّحَبِيَّ يَقُولُ لِرَجُلٍ: وَيْحَكَ، أَمَا تَتَّقِي الله تزعم أنّي شتمت عليًّا، ولا وَاللَّهِ مَا شَتَمْتُ عَلِيًّا قَطُّ6.
وَقَالَ الْحُلْوَانِيُّ: ثَنَا شَبَابَةُ، سَمِعْتُ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ، قَالَ له رجل: بلغني أنّك لا
__________
1 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "4/ 117".
2 أخرجه ابن حبان في المجروحين "1/ 269".
3 أخرجه ابن حبان في المجروحين "1/ 268".
4 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "4/ 118".
5 أخرجه الخطيب في تاريخه "8/ 267"، وابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "4/ 118".
6 أخرجه ابن معين في تاريخه "2/ 106".(10/67)
تَتَرَحَّمُ عَلَى عَلِيٍّ؟ فَقَالَ: اسْكُتْ، مَا أَنْتَ وَهَذَا، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ وَقَالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ مِائَةَ مَرَّةٍ1.
قَالَ الْوُحَاظِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ حَرِيزٌ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ الْخَبَائِرِيُّ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ.
قَالَ الْخَطِيبُ: هَذَا خَطَأٌ.
67- حِزَامُ بْنُ هِشَامٍ الْخُزَاعِيُّ الْقُدَيْدِيُّ2. مِنْ بَادِيَةِ الْحِجَازِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى النَّيسابوريّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَأَبُوهُ هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، يُقَالُ: إِنَّهُ سَمِعَ مِنْ عُمَرَ.
68- حُسَامُ بْنُ مِصَكٍّ3. أَبُو سَهْلٍ الْبَصْرِيُّ الأَزْدِيُّ.
عَنِ: الْحَسَنِ: وَابْنِ سِيرِينَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، وَقَتَادَةَ.
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَحَجَّاجٌ الأَعْوَرُ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَجَمَاعَةٌ.
وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ، وَهُوَ أَقْدَمُ مَوْتًا مِنْهُ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَهُمْ.
وَقَالَ النَّسائيّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوكٌ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، لَمْ يُخَرِّجُوا لَهُ.
69- حَسَّانُ بْنُ نُوحٍ النَّضْرِيُّ الْحِمْصِيُّ4. عَنْ: أَبِي أُمَامَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرْدٍ.
__________
1 أخرجه الخطيب في تاريخه "8/ 269".
2 التاريخ الكبير "3/ 116"، الجرح والتعديل "3/ 298"، الثقات لابن حبان "6/ 247".
3 الطبقات الكبرى "7/ 284"، التاريخ الكبير "3/ 135"، الجرح والتعديل "3/ 317".
4 التاريخ الكبير "3/ 33"، الجرح والتعديل "3/ 234"، تهذيب التهذيب "2/ 252، 253".(10/68)
وَعَنْهُ: مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَعِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، وَآخَرُونَ.
لَهُ حَدِيثٌ فِي النَّهي عَنْ صَوْمِ يَوْمِ السَّبْتِ، أَخْرَجَهُ النَّسائيّ، وَإِسْنَادُهُ صَالِحٌ.
70- الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ1 الْجُفْرِيُّ الْبَصْرِيُّ. أَبُو سَعِيدٍ.
عَنْ: نَافِعٍ، وَأَبِي الزُّبير، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْجُمَحِيِّ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتٍ، وأبو داود، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وأبو عمر الْحَوْضِيُّ، وَمُوسَى التُّبوذكيّ.
قَالَ الْفَلاسُ: صَدُوقٌ، مُنْكَرُ الحديث.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
قلت: تُوُفِّيَ سَنَةَ 167.
71- الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ الْبَصْرِيُّ2. وَيُقَالُ: هُوَ الْحَسَنُ بْنُ وَاصِلٍ التَّمِيمِيُّ، أَبُو سَعِيدٍ. مُحَدِّثٌ مُكْثِرٌ.
رَوَى عَنِ: ابْنِ سِيرِينَ، وَكُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيرٍ.
وَعَنْهُ: الثَّوري، وَشَيْبَانُ النَّحويّ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَسَعْدُ بْنُ يَزِيدَ الْفَرَّاءُ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَدَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، وَآخَرُونَ.
قَالَ عَبْدَانُ الأَهْوَازِيُّ: كَانَ عِنْدَ شَيْبَانَ بْنِ فَرُّوخٍ، عَنْهُ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفَ حَدِيثٍ.
قَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا شيء.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 284"، التاريخ الكبير "2/ 288"، الجرح والتعديل "3/ 29"، تهذيب التهذيب "2/ 260-261".
2 الطبقات الكبرى "7/ 279"، التاريخ الكبير "3/ 292"، الجرح والتعديل "3/ 11-12"، ميزان الاعتدال "1/ 487-489"، تهذيب التهذيب "2/ 275-276".(10/69)
وَكَذَّبَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: تَرَكَهُ يَحْيَى، وابن مَهْدِيٍّ.
وَهُوَ مُجْمَعٌ عَلَى ضَعْفِهِ، عَلَى أَنِّي لَمْ أَرَ لَهُ حَدِيثًا قَدْ جَاوَزَ الْحَدَّ.
سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: أَمَّا الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ يَرَى الْقَدَرَ، وَكَانَ يَحْمِلُ كُتُبَهُ إِلَى بُيُوتِ النَّاسِ وَيُخْرِجُهَا مِنْ يَدِهِ كَيْ يُحَدِّثَ مِنْهَا، وَكَانَ لا يَحْفَظُ.
قُلْتُ: كَانَ الصَّدْرُ الأَوَّلُ لا يُخْرِجُونَ أُصُولَهُمْ مِنْ أَيْدِيهِمْ مَخَافَةَ أَنْ يُدَسَّ فِيهَا شَيْءٌ مَا سَمِعُوهُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: الْحَسَنُ بْنُ دِينَارِ بْنِ وَاصِلٍ التَّمِيمِيُّ، تَرَكَهُ وَكِيعٌ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ.
72- الْحَسَنُ بْنُ زَيْدِ1 بْنِ السَّيِّدِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
الأَمِيرُ، أَبُو مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ الْفَاطِمِيُّ الْمَدَنِيُّ، وَالِدُ السَّيِّدَةِ الْعَابِدَةِ نفسية الْمَدْفُونَةِ بِظَاهِرِ مِصْرَ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعِكْرِمَةَ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، وَوَكِيعٌ، وَمَالِكٌ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَغَيْرُهُمْ.
كَانَ مِنْ سَرَوَاتِ بَنِي هَاشِمٍ وَأَجْوَادِهِمْ. وُلِّيَ الْمَدِينَةَ لِلْمَنْصُورِ خَمْسَ سِنِينَ، ثُمَّ عَزَلَهُ وَحَبَسَهُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ الْمَنْصُورُ أَخْرَجَهُ الْمَهْدِيُّ وَأَكْرَمَهُ وَأَعْطَاهُ أَمْوَالَهَا، وَلَمْ يَزَلْ فِي صَحَابَتِهِ.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ قَضَى عَنْ وَالِدِهِ زَيْدٍ أَرْبَعَةَ آلافِ دِينَارٍ.
وَكَانَ ذَا قُعْدُدٍ فِي النَّسب فَإِنَّهُ مُوَازٍ لِأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ.
وَقَدْ مَدَحَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ فِي الشِّعْرِ.
وَخَرَّجَ لَهُ النَّسائيّ حَدِيثًا وَاحِدًا.
مَاتَ بِالْحَاجِرِ وَهُوَ يُرِيدُ الْحَجَّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ وَلَهُ خَمْسٌ وَثَمَانُونَ سنة.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 294"، الجرح والتعديل "3/ 14-15"، تهذيب التهذيب "2/ 279".(10/70)
رَوَى ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ النَّبِيَّ صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ.
73- الْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ1.
الْفَقِيهُ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ الْعَابِدُ، أَحَدُ الأَعْلامِ، أَخُو عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، وَهُمَا ابْنَا صَالِحِ بْنِ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ بْنِ شُفَيِّ بْنِ هُنَيٍّ الثَّوريّ.
وَقِيلَ: هُوَ صَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمِ بن حّيان، قاله البخاريّ.
وقيل: صَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ.
ولد الحسن سنة مائة، روى عَنْ: سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَإِسْمَاعِيلَ السُّديّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ الْعُمَرِيِّ، وَبَيَانِ بْنِ بِشْرٍ، وَوَالِدِهِ صَالِحٍ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، وَعَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَقَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَيَحْيَى بْنُ فُضَيْلٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَقَبِيصَةُ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَتَبْتُ عَنْ ثَمَانِمِائَةِ مُحَدِّثٍ، فَمَا رَأَيْتُ أَفْضَلَ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: يُكْتَبُ رَأْيُ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ وَرَأْيُ الأَوْزَاعِيِّ، هَؤُلاءِ ثِقَاتٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: اجْتَمَعَ فِي الْحَسَنِ بْنِ حَيٍّ إِتْقَانٌ وَفِقْهٌ وَزُهْدٌ.
وَكَانَ وَكِيعٌ يُعَظِّمُهُ وَيُشَبِّهُهُ بِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: نَا الحسن بن صالح: وما دُونَ الثَّوْرِيِّ فِي الْوَرَعِ وَالْفِقْهِ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ: قُلْنَا لِلْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ: صِفْ لَنَا غُسْلَ الْمَيِّتِ، فَمَا قَدَرَ عَلَيْهِ من البكاء.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 295"، الجرح والتعديل "3/ 18"، حلية الأولياء "7/ 327-392"، تهذيب التهذيب "2/ 285-289".(10/71)
وَقَالَ عَبْدُهُ بْنُ سُلَيْمَانَ: إِنِّي أَرَى اللَّهَ يستحيي أَنْ يُعَذِّبَ الْحَسَنَ بْنَ صَالِحٍ.
وَقَالَ أَبُو غَسَّانَ: هُوَ خَيْرٌ مِنْ شَرِيكٍ، مِنْ هُنَا إِلَى خُرَاسَانَ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا إِلا وَقَدْ غَلَطَ فِي شَيْءٍ، غَيْرَ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَرَ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا مُجَاوِزًا الْمِقْدَارَ، هُوَ عِنْدِي مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ.
وَقَالَ وَكِيعٌ: هُوَ عِنْدِي إِمَامٌ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ لا يَتَرَحَّمُ عَلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ وَكِيعٌ: أَتَتَرَحَّمُ أَنْتَ عَلَى الْحَجَّاجِ؟ قُلْتُ: هَذِهِ سَقْطَةٌ مِنْ وَكِيعٍ، شَتَّانَ مَا بَيْنَ الْحَجَّاجِ وَبَيْنَ عُثْمَانَ، عُثْمَانُ خَيْرُ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَحَجَّاجٌ شَرُّ أَهْلِ زَمَانِهِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ ثِقَةٌ، حَافِظٌ، مُتْقِنٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ وَكِيعٌ: كَانَ الْحَسَنُ وَعَلِيٌّ وأمُّهما قَدْ جزَّأوا اللَّيْلَ ثَلاثَةَ أَجْزَاءٍ لِلْعِبَادَةِ، فَمَاتَتْ أمُّهما، فقسَّما بَيْنَهُمَا اللَّيْلَ، ثُمَّ مَاتَ عَلِيٌّ، فَقَامَ اللَّيْلَ كُلَّهُ الْحَسَنُ1.
وَعَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ الدَّارانيّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْوَفَ أَظْهَرَ عَلَى وَجْهِهِ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، قَامَ لَيْلَةً بِـ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} [النبأ: 1] فغشي عليه، فلم يختمها إلى الفجر2.
أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: نَا إِسْحَاقُ بْنُ جَبَلَةَ قَالَ: دَخَلَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ السُّوقَ يَوْمًا وَأَنَا مَعَهُ، فَرَأَى هَذَا يَخِيطُ وَهَذَا يَصْبَغُ، فَبَكَى ثُمَّ قَالَ: أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَتَعَلَّلُونَ حَتَّى يَأْتِيَهُمُ الْمَوْتُ.
وَعَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: فتَّشنا الْوَرَعَ فَلَمْ نَجِدْهُ فِي شيءٍ أقلَّ مِنْهُ فِي اللِّسَانِ3.
وَعَنِ ابْنِ حَيٍّ أَنَّهُ كَانَ إِذَا نَظَرَ إلى المقبرة يصرخ ويغشى عليه.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 327-328"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "3/ 152".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 328".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 329".(10/72)
وَقَالَ حُمَيْدٌ الرُّؤَاسِيُّ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ صَالِحٍ وَرَجُلٌ يَقْرَأُ: {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ} [الأنبياء: 103] ، فَالْتَفَتَ عَلِيٌّ إِلَى أَخِيهِ الْحَسَنِ وَقَدِ اخضرَّ واصفرَّ، فَقَالَ: يَا حَسَنُ: إِنَّهَا أَفْزَاعٌ فَوْقَ أفزاع، ورأيت الحسن أراد أن يَصِيحُ، ثُمَّ جَمَعَ ثَوْبَهُ فَعَضَّ عَلَيْهِ حَتَّى سَكَنَ عَنْهُ1.
وَعَنِ ابْنِ حَيٍّ قَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَفْتَحُ لِلْعَبْدِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ بَابًا مِنَ الْخَيْرِ، يُرِيدُ بِهِ بَابًا مِنَ السُّوء2.
أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ لِي أَخِي وَكُنْتُ أُصَلِّي: يَا أَخِي اسْقِنِي، قَالَ: فَلَمَّا قَضَيْتُ صَلاتِي أَتَيْتُهُ بِمَاءٍ فَقَالَ: قَدْ شَرِبْتُ السَّاعَةَ، قُلْتُ: وَمَنْ سَقَاكَ وَلَيْسَ فِي الْغُرْفَةِ غَيْرِي وَغَيْرُكَ؟ قَالَ: أَتَانِي السَّاعَةَ جِبْرِيلُ بماءٍ فَسَقَانِي، وَقَالَ: أَنْتَ وَأَخُوكَ وَأُمُّكَ {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} [النساء: 69] ، الآيَةَ، وَخَرَجَتْ نَفْسُهُ3.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ: تَرَكَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ الْجُمُعَةَ، فَجَاءَ فُلانٌ فَجَعَلَ يُنَاظِرُهُ لَيْلَةً إِلَى الصَّبَاحِ، فَذَهَبَ الْحَسَنُ إِلَى تَرْكِ الْجُمُعَةِ مَعَهُمْ وَإِلَى الْخُرُوجِ عَلَيْهِمْ، وَلِهَذَا يَقُولُ أَبُو أُسَامَةَ: سَمِعْتُ زَائِدَةَ يَقُولُ: إِنَّ ابْنَ حَيٍّ هَذَا قَدِ اسْتُصْلِبَ مُنْذُ زَمَانٍ، وَمَا يَجِدُ أَحَدًا يَصْلِبُهُ.
يَعْنِي لَوْ عَلِمَ بِهِ أَهْلُ الدَّوْلَةِ أَنَّهُ يرى السيف لقتلوه.
قال أبو أُسَامَةُ: أَتَيْتُ الْحَسنَ بْنَ صَالِحٍ، فَجَعَلَ أَصْحَابُهُ يَقُولُونَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَقُلْتُ: مَا لِي كَفَرْتُ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنْ يَنْقِمُونَ عَلَيْكَ مَحَبَّةَ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، وَزَائِدَةَ، فَقُلْتُ: لا جَلَسْتُ إِلَيْكَ أَبَدًا.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ذُكِرَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عِنْدَ الثَّوري فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ يَرَى السَّيْفَ عَلَى الأُمَّةِ.
وَعَنِ الثَّوري أَنَّهُ كَانَ يَنْقِمُ عَلَى ابْنِ حَيٍّ تَرْكَ الْجُمُعَةِ.
وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ حَيٍّ يَرَى السيف.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 330".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 330".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 329"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "3/ 153".(10/73)
وقال يحيى القطّان: كان سفيان يسيء الرَّأْيَ فِي الْحَسَنِ بْنِ حَيٍّ.
وَقَالَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ: كَانَ زَائِدَةُ يَجْلِسُ فِي الْمَسْجِدِ يُحَذِّرُ النَّاسَ مِنِ ابْنِ حَيٍّ وَأَصْحَابِهِ، قَالَ: وَكَانُوا يَرَوْنَ السَّيف.
أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ: سَمِعْتُ ابْنَ إِدْرِيسَ يَقُولُ: مَا أَنَا وَابْنُ حَيٍّ، لا نَتْرُكُ جُمْعَةً وَلا جِهَادًا.
قَالَ أَبُو مَعْمَرٍ الْقَطِيعِيُّ: كُنَّا عِنْدَ وَكِيعٍ، فَكَانَ إِذَا حَدَّثَ عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ أَمْسَكْنَا فَلَمْ نكتب، فقال: ما لكم؟ فقال له أَخِي بِيَدِهِ هَكَذَا: يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ يَرَى السَّيْفَ، فَيَسْكُتُ وَكِيعٌ.
وَقَالَ خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ: كَانَ زَائِدَةُ يَسْتَتِيبُ مَنْ أَتَى حَسَنَ بْنَ صَالِحٍ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ تسعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الْفُقَهَاءِ.
لَهُ أَقْوَالٌ تُحْكَى فِي الْخِلافِيَّاتِ.
74- الْحُسَيْنُ بْنُ مُطَيْرٍ1.
مِنْ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ، مَدَحَ الدَّوْلَتَيْنِ، وَلَهُ مَدَائِحُ فِي الْمَهْدِيِّ، وَشِعْرُهُ فِي الذِّروة، وَكَانَ أعرابيَّ الْهَيْئَةِ وَاللِّبَاسِ، وَهُوَ مِنْ مَوَالِي بَنِي أَسَدٍ.
وَهُوَ الْقَائِلُ:
فَوَاعَجَبًا لِلنَّاسِ يَسْتَشْرِفُونَنِي ... كَأَنْ لَمْ يَرَوْا بَعْدِي مُحِبًّا وَلا قَبْلِي
يَقُولُونَ لِي: اصْرِمْ يَرْجِعِ الْعَقْلُ كلُّه ... وَصَرْمُ حَبِيبِ النَّفْسِ أَذْهبُ لِلْعَقْلِ
فَيَا عَجَبًا مِنْ حبِّ مَنْ هُوَ قَاتِلِي ... كَأَنِّي أُجَازِيهِ المودَّة عَنْ قَتْلِي
وَمِنْ بيِّنات الْحُبِّ أَنْ صَارَ أَهْلُهَا ... أحبَّ إِلَى قَلْبِي وَعَيْنِي مِنْ أَهْلِي
قَالَ أَبُو عِكْرِمَةَ الضَّبِّيّ: نَا سُلَيْمَانُ قَالَ: خَرَجَ الْمَهْدِيُّ يَوْمًا يَتَصَيَّدُ، فلقيه الحسين بن مطير فأنشده:
أضحت يمينك من جودٍ مصوَّرةً ... لا، بل يمينك منها صورة الجود
__________
1 سير أعلام النبلاء "7/ 81-82"، الأغاني "16/ 17-27"، تهذيب تاريخ دمشق "4/ 365-367".(10/74)
من حسن وجهك تضحي الأرض مشرقة ... ومن بَنَانِكَ يَجْرِي الْمَاءُ فِي الْعُودِ
فَقَالَ الْمَهْدِيُّ: كَذَبْتَ يَا فَاسِقُ، وَهَلْ تَرَكْتَ مَوْضِعًا لأحدٍ مع قولك في معن بن زائدة:
ألما بمعنٍ ثم قولا لقبره ... سقتك الغوادي مربعا ثُمَّ مَرْبَعًا
فَيَا قَبْرَ معنٍ كُنْتَ أَوَّلَ حفرةٍ ... من لأرض خَطَّتْ لِلْمَكَارِمِ مَضْجَعًا
وَيَا قَبْرَ معنٍ كَيْفَ واريت جوده ... وقد كان منه البرُّ والبحر مترعا
ولكن حويت الجود والجود ميِّت ... ولو كَانَ حَيًّا ضِقْتَ حَتَّى تصدَّعا
وَمَا كَانَ إلاَّ الجود صورة وجهه ... فعاش ريبعًا، ثُمَّ وَلَّى فودَّعا
فَلَمَّا مَضَى مَعْنٌ مَضَى الْجُودُ والنَّدا ... وَأَصْبَحَ عِرْنِينُ الْمَكَارِمِ أَجْدَعَا
فَأَطْرَقَ ابْنُ مُطَيْرٍ ثُمَّ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: وهل معن إلا حسنة من حسناتك، فرضي عَنْهُ وَأَمَرَ لَهُ بِأَلْفَيْ دِينَارٍ.
رَوَى حَمَّادُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَوْصِليُّ، عَنْ أَبِيهِ، لِلْحُسَيْنِ بْنِ مُطَيْرٍ:
أَيَا كَبِدًا مِنْ لَوْعَةِ الحبِّ كُلَّمَا ... ذُكِرَتْ وَمِنْ رَفْضِ الْهَوَى حَيْثُ يَرْفُضُ
وَمِنْ زفرةٍ تَعْتَادُنِي بَعْدَ زفرةٍ ... تقصَّف أَحْشَائِي لَهَا حِينَ يَنْهَضُ
فَمِنْ حُبِّهَا أَبْغَضْتُ مَنْ كُنْتُ وَامِقًا ... وَمِنْ حُبِّهَا أَحْبَبْتُ مَنْ كُنْتُ أَبْغَضُ
إِذَا مَا صَرَفْتُ الدَّهْرَ عَنْهَا بِغَيْرِهَا ... أَتَى حُبُّهَا مِنْ دُونِهِ يتعرَّض
وَمِنْهَا مِمَّا لَمْ يَرْوِهِ الْمَوْصِلِيُّ فِيهَا:
قَضَى الحبُّ يَا أَسْمَاءُ أَنْ لَسْتُ زَائِلا ... أحُّبك حَتَّى يُغمِضَ الْعَيْنَ مُغْمِضُ
فحُّبك بَلْوَى غَيْرَ أَنْ لا يسرُّني ... وَإِنْ كَانَ بَلْوَى أَنَّنِي لَكِ مُبْغِضُ
فَيَا لَيْتَنِي أَقْرَضْتُ جَلْدًا صَبَابَتِي ... وَأَقْرَضَنِي صَبْرًا عَلَى النَّاسِ مُقْرِضُ
وَلَهُ:
أحبُّك يَا سَلْمَى عَلَى غَيْرِ ريبةٍ ... وَلا بَأْسَ فِي حبٍّ تعفُّ سَرَائِرُهْ
أحبُّك حُبًّا لا أُعَنَّفُ بَعْدَهُ ... مُحِبًّا وَلَكِنِّي إِذًا لِيمَ عَاذِرُهْ(10/75)
وَقَدْ مَاتَ قَبْلِي أوَّل الْحُبِّ مَرَّةً ... وَلَوْ متُّ أَضْحَى الحبُّ قَدْ مَاتَ آخِرُهْ
وأيُّ طبيبٍ يُبْرِئُ الحبَّ بَعْدَمَا ... تشرَّبه بَطْنُ الْفُؤَادِ وَظَاهِرُهْ
75- الْحَسَنُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ1.
عَنِ: الشَّعبيّ، وَأَبِي الْفَضْلِ بَيَّاعِ الْخُمُرِ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدٌ، وَوَكِيعٌ، وَمَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ.
وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ. مَا رَأَيْتُ أَحَدًا تَكَلَّمَ فِيهِ.
76- الْحُسَيْنُ بْنُ عُقَيْلٍ. الْعُقَيْلِيُّ الْكُوفِيُّ2.
عَنْ: عَائِشَةَ بِنْتِ بَجْدَانَ، وَالضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
77- حَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ3، أَبُو مُكْرَمٍ الأَشْجَعِيُّ الْكُوفِيُّ.
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ، وَغَيْرِهِ.
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَسُرَيْجُ بْنُ النُّعمان، وَعاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ النَّسائيّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: رُوِيَ عَنِ ابْنِ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ، أَنّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ: "هَؤُلاءِ الْخُلَفَاءُ بَعْدِي"4، وَلَمْ يُتَابِعْ عَلَى هَذَا؛ لِأَنَّ عُمَرَ وَعَلِيًّا قَالا: لَمْ يستخلف النبي -صلى الله عليه وسلم.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 309"، الجرح والتعديل "3/ 45"، الثقات لابن حبان "8/ 172".
2 التاريخ الكبير "2/ 389"، الجرح والتعديل "3/ 61"، الثقات لابن حبان "8/ 184".
3 الطبقات الكبرى "6/ 384"، التاريخ الكبير "3/ 117"، الجرح والتعديل "3/ 296"، وتهذيب الكمال "6/ 506-509"، وميزان الاعتدال "1/ 551"، تهذيب التهذيب "2/ 377-378".
4 "حديث ضعيف": أخرجه ابن أبي عاصم في السنة "1157"، والعقيلي في الضعفاء "1/ 297" وضعفه الشيخ الألباني في السنة لابن أبي عاصم "1157".(10/76)
قُلْتُ: رَوَاهُ الْعُقَيْلِيُّ، عَنِ الصَّائِغِ، وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، كِلاهُمَا قَالا: ثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، نَا حَشْرَجٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ قَالَ: لَمَّا بَنَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمَسْجِدُ وَضَعَ فِي الْبِنَاءِ حَجَرًا، وَقَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: "ضَعْ حَجَرَكَ إِلَى جَنْبِ حَجَرِي" ثُمَّ قَالَ لِعُمَرَ: "ضَعْ حَجَرَكَ إِلَى جَنْبِ حَجَرِ أَبِي بَكْرٍ"، ثُمَّ قَالَ لِعُثْمَانَ: "ضَعْ حَجَرَكَ إِلَى جَنْبِ حَجَرِ عُمَرَ"، ثُمَّ قَالَ: "هَؤُلاءِ الْخُلَفَاءُ مِنْ بَعْدِي".
وَقَدْ قَالَ فِيهِ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.
78- الْحَكَمُ بْنُ الصَّلت1 الْمَدَنِيُّ الْمُؤَذِّنُ.
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ، كَذَا قِيلَ، وَهُوَ خَطَأٌ، بَلِ الأَصْوَبِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ، عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَسَعْدَوَيْهِ الْوَاسِطِيُّ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو حَاتِمٍ.
وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: هُوَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الصَّلت، لَمْ يخرِّجوا لَهُ شَيْئًا.
79- الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ الْبَصْرِيُّ2: نَزِيلُ الْكُوفَةِ.
عَنْ: قَتَادَةَ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ الْبَجَلِيُّ، وَسُرَيْجُ بْنُ النُّعمان، وَمَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهديّ، وَبُشَيْرُ بْنُ الْوَلِيدِ.
قَالَ النَّسائيّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، وَقَالَ أبو داود: منكر الحديث.
وقال ابن المعين: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ: ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: "مَنْ كَتَمَ عِلْمًا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهِ لِجَامٌ مِنْ نَارٍ" 3. وهذا حديث عليّ
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 339"، الجرح والتعديل "3/ 117-118"، والثقات لابن حبان "6/ 185"، وتهذيب التكمال "7/ 98-99"، تهذيب التهذيب "2/ 427".
2 التاريخ الكبير "2/ 340"، الجرح والتعديل "3/ 122-123"، تهذيب الكمال "7/ 110-112"، ميزان الاعتدال "1/ 576-577"، وتهذيب التهذيب "2/ 431-432".
3 "حديث صحيح": أخرجه أبو داود "3658"، والترمذي "2649"، وابن ماجه "261"، وأحمد في المسند "2/ 263، 305"، والحاكم في المستدرك "1/ 101"، وابن حبان في صحيحه "95"، وفي الباب عن عبد الله بن عمرو وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع "6517".(10/77)
ابن الْحَكَمِ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَرَوَاهُ أَيْضًا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، وَأَقْوَى مِنْ ذَلِكَ رِوَايَةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا.
80- الْحَكَمُ بْنُ الْوَلِيدِ الْوُحَاظِيُّ الْحِمْصِيُّ1.
مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ، فَإِنَّهُ سَمِعَ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُرْدٍ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْخَبَائِرِيُّ، وقد تفرّد عنه الخبائريّ بحديثه عن أبي بُسْرٍ قَالَ: بَعَثَتْنِي أُمِّي بِقِطْفِ عِنَبٍ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَكَلْتُهُ، فَكَانَ بَعْدُ إِذَا رَآنِي قَالَ: غُدَرْ، غُدَرْ2.
وَقَدْ رَوَى أَيْضًا عَنْ أَبِي قَتِيَلَةَ الْكَلاعِيِّ، وَسُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ. وَرَأَى أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.
81- حِمَّانُ بْنُ الجعد3. شيخ بصريّ.
عن: قتادة، ثابت، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي أَسْلَمَ.
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ النَّسائيّ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حَسَنُ الْحَدِيثِ مَعَ ضَعْفِهِ.
وَقَالَ أبو حاتم: ما بحديثه بأس.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 339"، والجرح والتعديل "30/ 129-130"، والثقات لابن حبان "4/ 1046"، وميزان الاعتدال "1/ 582".
2 "حديث ضعيف": أخرجه البخاري في تاريخه "2/ 339"، وابن عدي في الكامل "2/ 631"، وذكره الهيثمي في المجمع "4/ 147"، وقال: رواه الطبراني في الكبير وفيه الحكم بن الوليد ذكره ابن عدي في الكامل، وذكر له هذا الحديث وقال: لا أعرف هذا عن عبد الله بن بسر.
3 التاريخ الكبير "3/ 29"، الجرح والتعديل "3/ 134"، تهذيب الكمال "7/ 226-229"، ميزان الاعتدال "1/ 589"، تهذيب التهذيب "3/ 4-5".(10/78)
82- حمّاد بن سلمة بن دينار1. مولى
رَبِيعَةَ. وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ فِي وَلائِهِ.
الْعَلَمُ، أبو سلمة البزّاز الْخِرَقِيُّ الْبَطَائِنِيُّ، شَيْخُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، سَمِعَ: خَالَهُ حميدًا الطويل، وثابتًا البنانيّ، وابن أبي مُلَيْكَةَ بِمَكَّةَ، وَقَتَادَةَ، وَأَنَسَ بْنَ سِيرِينَ، وَمُحَمَّدَ بْنَ زِيَادٍ الْقُرَشِيَّ، وَأَبَا حَمْزَةَ الضُّبعيّ، وَسِمَاكَ بْنَ حَرْبٍ، وَسَعِيدَ بْنَ جُمْهَانَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيَّ، وَسُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَثِيرٍ الدَّارِيَّ الْمُقْرِئُ، وَأَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ، وَعَمَّارَ بن أبي عمّار، وأبا غالب حزوّرا، وخلق سِوَاهُمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَفَّانُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَهُدْبَةُ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، وَشَيْبَانُ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَرَوَى الْحُرُوفَ عَنِ: ابْنِ كَثِيرٍ، وَعَنْ عَاصِمٍ، قَالَهُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ.
وَحَمَلَ عَنْهُ الْقِرَاءَةَ: مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَحَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ.
قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ يُفِيدُنِي عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ.
وَقَالَ وُهَيْبُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ: سَيِّدُنَا وَأَعْلَمُنَا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَأَثْبَتُ النَّاسِ فِي حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هُوَ أَعْلَمُ مِنْ غَيْرِهِ بِحَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ عِنْدَ يَحْيَى بْنِ ضُرَيْسٍ، مِنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَشَرَةُ آلافِ حَدِيثٍ.
وَقَالَ الْكَوْسَجُ: قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ثِقَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: هُوَ عِنْدِي حُجَّةٌ فِي رِجَالٍ، وَهُوَ أَعْلَمُهُمْ بِثَابِتٍ، وَبِعَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 282"، التاريخ الكبير "3/ 22-23"، الثقات لابن حبان "6/ 216"، حلية الأولياء "6/ 249-257"، ميزان الاعتدال "1/ 590-595"، تهذيب التهذيب "3/ 11".(10/79)
قُلْتُ: وَلِهَذَا احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ فِي الأُصُولِ بما رواه عن ثابت، وفي الشَّوَاهِدِ بِمَا رَوَاهُ عَنْ غَيْرِ ثَابِتٍ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ: نَا الحمَّادان، حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ، وَحَمَّادُ بْنُ زيد بن درهم، وفضل حمّاد ابن سَلَمَةَ عَلَى الآخَرِ كَفَضْلِ الدِّينَارِ عَلَى الدِّرْهَمِ.
قلت: يشير إلى اسْمَيْ جدَّيهما.
وَقَالَ شِهَابُ بْنُ مَعْمَرٍ الْبَلْخِيُّ: كَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ يُعَدُّ مِنَ الأَبْدَالِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ إِمَامًا رَاسِيًا فِي الْعَرَبِيَّةِ، فَقِيهًا، فَصِيحًا، بَلِيغًا، كَبِيرَ الْقَدْرِ، شَدِيدًا عَلَى الْمُبْتَدِعَةِ، صَاحِبَ أَثَرٍ وسنَّة، لَهُ تَصَانِيفُ.
قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: مَا كُنَّا نَرَى أَحَدًا بنيَّة غَيْرَ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَمَا نَرَى الْيَوْمَ مَنْ يُعْلَمُ بنيَّة غَيْرَهُ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: مَنْ تَكَلَّمَ فِي حَمَّادِ بْنِ سلمة فاتَّهموه.
وقال مسلم بن إبراهيم: أنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: كُنْتُ أَسْأَلُ حَمَّادَ بن أبي سليمان عن أحايث مُسْنَدَةٍ، وَالنَّاسُ يَسْأَلُونَهُ عَنْ رَأْيِهِ، وَكُنْتُ إِذَا جِئْتُهُ قَالَ: لا جَاءَ اللَّهُ بِكَ.
قَالَ أَبُو سَلَمَةَ التَّبوذكي: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ يَقُولُ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَثْقُلُ حَتَّى يَخِفَّ.
وَقَالَ عَفَّانُ: نَا حَمَّادٌ قَالَ: قَدِمْتُ مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ وَعَطَاءٌ بَاقٍ، فَقُلْتُ: إِذَا أَفْطَرْتُ دَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَمَاتَ فِي رَمَضَانَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: حَمَّادٌ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي ثَابِتٍ.
وَعَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يَغْمِزُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ فاتَّهمة عَلَى الإِسْلامِ، فَإِنَّهُ كَانَ شَدِيدًا عَلَى الْمُبْتَدِعَةِ.
وَقَدْ رَثَاهُ اليزيديُّ حَيْثُ يَقُولُ:
يَا طَالِبَ النحَّو أَلا فَابْكِهِ ... بَعْدَ أَبِي عَمْرٍو وَحَمَّادِ.(10/80)
قَالَ يُونُسُ النَّحويّ: مِنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ تَعَلَّمْتُ الْعَرَبِيَّةَ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: لَوْ قِيلَ لِحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ: إِنَّكَ تَمُوتُ غَدًا مَا قَدَرَ أَنْ يَزِيدَ فِي الْعَمَلِ شَيْئًا1.
وَقَالَ عَفَّانُ: مَا قَدْ رَأَيْتُ مَنْ هُوَ أَعْبَدُ مِنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَلَكِنْ مَا رَأَيْتُ أشدَّ مُوَاظَبَةً عَلَى الْخَيْرِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَالْعَمَلِ لِلَّهِ مِنْهُ2.
وَقَالَ التَّبوذكي: لَوْ قلت لكم: إني ما رَأَيْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ ضَاحِكًا لَصَدَقْتُ، كَانَ مَشْغُولا، إِمَّا يُحَدِّثُ، أَوْ يَقْرَأُ، أَوْ يَنْسَخُ، أَوْ يُصَلِّي، قَدْ قسَّم النَّهَارَ عَلَى ذَلِكَ، -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ3.
وَقَالَ يُونُسُ الْمُؤَدِّبُ: مَاتَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَهُوَ فِي الصَّلاةِ4.
وَقَالَ سِوَارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ: ثَنَا أَبِي قَالَ: كُنْتُ آتِي حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ فِي سُوقِهِ، فَإِذَا رَبِحَ فِي ثَوْبٍ حَبَّةً أَوْ حبَّتين شَدَّ جَوْنَتَهُ5 وَلَمْ يَبِعْ شَيْئًا، فَكُنْتُ أَظُنُّ ذَلِكَ يَقُوتُهُ6.
وَقَالَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: سَمِعْتُ حَمَّادًا يَقُولُ: إِذَا دَعَاكَ الأَمِيرُ أَنْ تقرأ عليه: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] فَلا تَأْتِهِ7.
وَرُوِيَ أَنَّ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ قِيلَ لَهُ: أَلا تَأْتِي السُّلْطَانَ، فَقَالَ: أَحْمِلُ لِحْيَةً حَمْرَاءَ إِلَيْهِمْ8.
وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ الطَّبَّاعِ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ يَقُولُ: مَنْ طَلَبَ الحديث لغير الله مكر به9.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 250"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "3/ 361".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 250".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 250"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "3/ 362".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 250"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "3/ 363".
5 جونته: هي سليلة مستديرة مغشاة بالجلد يحفظ العطار فيها الطيب.
6 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 250"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "3/ 362".
7 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 251".
8 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 251".
9 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 251".(10/81)
وَقَالَ حَمَّادٌ: مَا كَانَ مِنْ نِيَّتِي أَنْ أُحَدِّثَ حَتَّى قَالَ لِي أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ فِي النَّوْمِ: حَدِّثْ1.
قَالَ عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ: كَتَبْتُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا.
وقال حجّاج بن منهال: أنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الدِّينِ.
وَرُوِيَ أَنَّ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ تَزَوَّجَ سَبْعِينَ امْرَأَةً وَلَمْ يُولَدْ لَهُ، كَانَ عَقِيمًا.
قَالَ الْبُخَارِيّ: ثَنَا آدَمُ قَالَ: شَهِدْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ وَدَعَاهُ الدَّوْلَةُ.
فَقَالَ: أَحْمِلُ لِحْيَةً حَمْرَاءَ إِلَى هَؤُلاءِ، لا وَاللَّهِ لا فَعَلْتُ.
وَقِيلَ: كَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ مُجَابَ الدَّعوة.
قَالَ أبو دواد: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ إِلا كِتَابَ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ الْمَكِّيِّ، يَعْنِي كَانَ حَافِظًا يَرْوِي مِنْ حِفْظِهِ.
وَأَعْلَى مَا عِنْدِي مِنْ عَالِي حَدِيثِهِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ حَدِيثًا.
أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ، وَعَبْدُ الْحَافِظِ بْنُ بَدْرَانَ قَالا: أَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبُنْدَارُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخْلِصُ، ثَنَا عَبْدُ الله، أبو نصر التّمّار، ثناه حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] قَالَ: "يَقُومُونَ حَتَّى يَبْلُغَ الرَّشْحُ أَطْرَافَ آذَانِهِمْ" 2. رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ، أَنَا ابْنُ خَلِيلٍ، أَنَا اللَّبَّانُ، أَنَا الْحَدَّادُ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ التَّاجِرِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَقُولُ: عَادَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ سُفْيَانَ الثَّوريّ فَقَالَ: يَا أَبَا سَلَمَةَ: أَتَرَى اللَّهَ يَغْفِرُ لِمِثْلِي؟ فَقَالَ حَمَّادٌ: وَاللَّهِ لَوْ خيِّرت بين محاسبة الله تعالى
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 251".
2 "حديث صحيح": أخرجه مسلم "2862"، وأحمد في المسند "2/ 70"، من الطريق الذي أتى به المصنف، وللحديث طرق أخرى عن ابن عمر أخرجه البخاري "4938"، ومسلم "2862"، والترمذي "2422".(10/82)
لِي وَبَيْنَ مُحَاسَبَةِ أبويَّ، لاخْتَرْتُ مُحَاسَبَةَ اللَّهِ تَعَالَى؛ لِأَنَّهُ أَرْحَمُ بِي مِنْ أَبَوَيَّ1.
وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ: نَا أَبُو أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ، نَا عَبَّاسٌ الشَّكليّ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ الْجَرَّاحِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الحجَّاج قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَسْمَعُ مَعَنَا عِنْدَ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، فَرَكِبَ إِلَى الصِّينِ، فَلَمَّا رَجَعَ أَهْدَى إِلَى حَمَّادٍ، فَقَالَ: إِنْ قَبِلْتُهَا لَمْ أُحَدِّثْكَ بِحَدِيثٍ. وَإِنْ لَمْ أَقْبَلْهَا حَدَّثْتُكَ، قَالَ: لا تَقْبَلْهَا وَحَدِّثْنِي2.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، عَنِ الْقَطَّانِ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ زِيَادٍ الأَعْلَمِ، وَقَيْسِ بْنِ سَعْدٍ: لَيْسَ بِذَاكَ.
وَقَدْ بتَّ كَذَا الدُّولابيّ فَقَالَ في كتاب الضُّعفاء: أنا محمد بن شجاع بن الثّلجي، أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن مَهْدِيٍّ قَالَ: كَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ لا يَعْرِفُ بِهَذِهِ الأَحَادِيثِ، يَعْنِي أَحَادِيثَ فِي الصِّفَةِ، قَالَ: فَخَرَجَ إِلَى عبَّادان، فَجَاءَ وَهُوَ يَرْوِيهَا، فَلا أَحْسَبُ إِلا شَيْطَانًا خَرَجَ إِلَيْهِ مِنَ البحر فألقاها إليه، ثم قال ابن البخليّ: وَسَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ صُهَيْبٍ يَقُولُ: إِنَّ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ كَانَ لا يَحْفَظُ، فَكَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّهَا دسَّت فِي كُتُبِهِ.
وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ ابْنَ أَبِي الْعَوْجَاءِ كَانَ رَبِيبَهُ، فَكَانَ يَدُسُّ فِي كُتُبِهِ هَذِهِ الأَحَادِيثَ.
قُلْتُ: مَا ابْنُ شُجَاعٍ بمصدَّق عَلَى حَمَّادٍ، فَقَدْ رُمِيَ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ، وَكَانَ يَتَجَهَّمُ وَأَمَّا حَمَّادٌ -رَضِيَ اللَّهُ عنه، فما كان لَهُ كُتُبٌ، بَلْ كَانَ يَعْتَمِدُ عَلَى حِفْظِهِ، فربَّما وَهِمَ كَمَا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ، قَدْ قِيلَ فِي سُوءِ حِفْظِهِ وَجَمْعِهِ بَيْنَ جَمَاعَةٍ فِي إِسْنَادٍ وَاحِدٍ بِلَفْظٍ.
وَلَمْ يُخْرِجْ لَهُ مُسْلِمٌ فِي الأُصُولِ إِلا عَنْ ثَابِتٍ.
قُلْتُ: مَنِ اتَّهَمَ حَمَّادًا فَهُوَ متَّهم عَلَى الإِسْلامِ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: تُوُفِّيَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ حِينَ بَقِيَ مِنْ سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّينَ أَحَدَ عَشَرَ يَوْمًا.
83- حَمَّادُ بْنُ أَبِي لَيْلَى3.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 251".
2 أخرجه أبوم نعيم في الحلية "6/ 251".
3 سير أعلام النبلاء "7/ 157-158"، ولسان الميزان "2/ 352"، وشذرات الذهب "1/ 239".(10/83)
وَاسْمُ أَبِي لَيْلَى مَيْسَرَةُ، وَقِيلَ: سَابُورُ، أَبُو الْقَاسِمِ، الأَدِيبُ الإِخْبَارِيُّ، مَوْلًى لِبَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، وَهُوَ حَمَّادٌ الرَّاوِيَةُ.
مَرَّ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ، وَإِنَّمَا أَعَدْتُهُ؛ لِأَنَّهُ بَلَغَنَا أَنَّهُ مَاتَ لِتِسْعٍ بقين من المحرم سنة تسع وستين ومائة.
84- حَمَّادُ عَجْرَدٍ1.
مَرَّ أَيْضًا فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ، وَقِيلَ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
85- حمّاد بن يزيد المقرئ2. أبو يزيد.
عَنْ أَبِيهِ، وُمَحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قرَّة، وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَيُونُسُ الْمُؤَدِّبُ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ.
وَهُوَ شَيْخٌ لَمْ يضعَّف.
86- حَمْزَةُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ نَشِيطٍ3 الْمَخْزُومِيُّ الْكُوفِيُّ. الْعَابِدُ.
رَوَى عَنْ: سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَالْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ، وَعَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَجَمَاعَةٍ.
وعنه: ابن أخيه عبد الله بن محمد بْنِ الْمُغِيرَةِ، ذَلِكَ الَّذِي نَزَلَ مِصْرَ، وَهَاشِمُ بن القاسم، وأبو أسامة، وسليمان ابن أَبِي شَيْخٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قُلْتُ: هَذَا مَاتَ كَهْلا وَلَمْ يُخَرِّجُوا لَهُ فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ.
87- حَيَّانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ4. أَبُو زُهَيْرٍ البصريّ.
__________
1 سير أعلام النبلاء "7/ 156-157"، ولسان الميزان "2/ 349".
2 التاريخ الكبير "3/ 21"، والجرح والتعديل "3/ 151"، والثقات لابن حبان "6/ 219".
3 التاريخ الكبير "3/ 47"، الجرح والتعديل "3/ 214"، وتهذيب التهذيب "3/ 33".
4 التاريخ الكبير "3/ 58"، والجرح والتعديل "3/ 246"، والثقات لابن حبان "6/ 130"، وميزان الاعتدال "1/ 623".(10/84)
عن: أبي مِجْلَزٍ لاحِقِ بْنِ حُمَيْدٍ، وَالضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، وَأَبِيهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ حَيَّانَ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُوسَى الْمِنْقَرِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَلَهُ مَنَاكِيرُ وَغَرَائِبُ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا وَهَّاهُ.
"حرف الْخَاءِ":
88- خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ الله بن سليمان بن زيد1 ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ -ت-ن.
عَنْ: نَافِعٍ، وَيَزِيدُ بْنُ رُومَانَ، وَعَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبير.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَالْوَاقِدِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لا بَأْسَ بِهِ عِنْدِي.
وَقَالَ أَحْمَدُ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيفٌ، هَكَذَا وَجَدْتُ فِي كِتَابِ الْمُغْنِي، وَهُوَ مَنْقُولٌ مِنْ كَلامِ ابْنِ الْجَوْزِيِّ.
وَقَدِ احْتَجَّ بِهَذَا الرَّجُلِ النَّسَائِيُّ، وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
89- خَارِجَةُ بْنُ مصعب2 بن خارجة -ت- ق. أبو الحجّاج الضّبعيّ السّرخسيّ.
عَالِمُ أَهْلِ خُرَاسَانَ عَلَى لِينٍ فِيهِ. رَحَلَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ وَهُوَ كَبِيرٌ فَسَمِعَ الْكَثِيرَ.
وَرَوَى عَنْ: بُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وعبد الملك بن عمير، وأيوب، ويونس، وعمرو بن دينار القهرمان، وشريك بن أبي نمر، وعمرو بن يحيى المازنيّ، وعدّة.
__________
1 الطبقات الكبرى "9/ 465"، التاريخ الكبير "3/ 204-205"، الجرح والتعديل "3/ 374"، الثقات لابن حبان "6/ 273"، تهذيب التهذيب "3/ 76"، وميزان الاعتدال "1/ 625".
2 الطبقات الكبرى "7/ 371"، التاريخ الكبير "3/ 205"، الجرح والتعديل "3/ 922-927"، تهذيب الكمال "8/ 16-23"، ميزان الاعتدال "625-626"، تهذيب التهذيب "3/ 76".(10/85)
وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وعيسى غنجار، ووكيع، وحفص بن عبد الله السلمي، ويحيى بن يحيى التَّميميّ، ونعيم بن حماد، ويزيد بن صالح، وآخرون.
روى مسلم، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى قَالَ: هُوَ مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ عِنْدَنَا، وَلَمْ يُنْكَرْ مِنْ أَحَادِيثِهِ إِلا مَا كَانَ يُدَلِّسُ عَنْ غِيَاثٍ -فَإِنَّا كُنَّا نَعْرِفُ تِلْكَ الأَحَادِيثَ.
وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ: هُوَ فِي نَفْسِهِ ثِقَةٌ، يَعْنِي أَنَّهُ لَيْسَ بمتَّهم.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٌ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يَغْلَطُ وَلا يَتَعَمَّدُ.
وَعَنْ خَارِجَةَ قَالَ: قدمت على الزُّهريّ وهو صاحب الشرطة للمروانيَّة، لم أَسْمَعْ مِنْهُ ثُمَّ قَدِمْتُ، فَسَمِعْتُ مِنْ يُونُسَ، عَنْهُ.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَّاءُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ خَارِجَةُ يُطْعِمُ أَصْحَابَ الحديث ويزري على من لا يَأْكُلُ.
وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ليس بثقة.
وقال عبد الله بن أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: نَهَانِي أَبِي أَنْ أَكْتُبَ أَحَادِيثَ خَارِجَةَ بْنِ مُصْعَبٍ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تَرَكَ النَّاسُ حَدِيثَهُ واتَّقوه.
وَقَالَ النَّسائيّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ: يُرْمَى بِالإِرْجَاءِ.
قَالَ مُصْعَبُ بْنُ خَارِجَةَ: تُوُفِّيَ أَبِي سَنَةَ ثمانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي ذِي الْقِعْدَةِ، وَلَهُ ثَمَانٍ وَسَبْعُونَ سَنَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ التَّميميّ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ عُمَرَ الْكِنْدِيَّةُ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي الْقَاسِمِ الْقَارِئَ أَخْبَرَهَا سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، أَنَا عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ سَنَةَ ثمانٍ وَأَرْبَعِينَ وأربعمائة، أنا بشر بن أحمد الإسفرايينيّ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَثَلاثِمِائَةٍ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَنَا خَارِجَةُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: إِنِّي أَغْزُو الْمَغْرِبَ فَنَجِدُ لَهُمْ أَسْقِيَةً يَشْرَبُونَ فِيهَا مِنْ جُلُودِ الْمَيْتَةِ، فَقَالَ: مَا أَدْرِي ما تقول،(10/86)
أَلَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "كُلُّ إِهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ" 1. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَأَرْبَابُ السَّنن، مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ.
90- خَالِدُ بْنُ بَرْمَكَ2، أَبُو الْعَبَّاسِ، جدُّ الْبَرَامِكَةِ، صَدْرٌ معظَّم، وَزَرَ فِي أَوَّلِ الدَّوْلَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ لِلسَّفَّاحِ.
وَذَكَرَ الصُّولِيُّ أَنَّهُ كَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الإِمَامِ وَالِدِ السَّفَّاحِ، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ إِلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ، ثُمَّ إِنَّهُ وَزَرَ لِلْمَنْصُورِ نَحْوًا مِنْ سَنَتَيْنِ، ثُمَّ عَزَلَهُ، وَاسْتَوْزَرَ أَبَا أَيُّوبَ الْمُورْيَانِيَّ، وَعَقَدَ لِخَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ عَلَى إِمْرَةِ فَارِسَ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ تِسْعِينَ، وَكَانَ بَرْمَكُ مَجُوسِيًّا مِنَ الْفُرْسِ، وَقَدِ اتُّهِمَ خَالِدٌ بِالْبَقَاءِ عَلَى الْمَجُوسِيَّةِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
مَاتَ سَنَةَ خمسٍ وستِّين وَمِائَةٍ.
ذَكَرَهُ ابْنُ النَّجَّارِ فَقَالَ: ذَكَرَ الصُّوليّ قَالَ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ السَّفَّاحُ بَايَعَهُ خَالِدٌ وَتَكَلَّمَ، فَأَعْجَبَهُ وَظَنَّهُ مِنَ الْعَرَبِ، فَقَالَ: مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ قَالَ: مَوْلاكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْعَجَمِ، أَنَا خَالِدُ بْنُ بَرْمَكَ وَأَبِي وَأَهْلِي فِي مُوَالاتِكُمْ وَالْجِهَادِ عَنْكُمْ. فَأُعْجِبَ بِهِ وَقَدَّرَهُ فِي دِيوَانِ الْجُنْدِ، إِلَى أَنْ قَالَ: ثُمَّ وَزَرَ لِلسَّفَّاحِ، فَلَمَّا وَلِيَ الْمَنْصُورُ أَمَّرَهُ مُدَيْدَةً، ثُمَّ أَمَّرَهُ عَلَى فَارِسَ. وَمَدَحَتْهُ الشُّعَرَاءُ، ثُمَّ وَلِيَ الرَّيَّ، فَكَانَ بِهَا مَعَ الْمَهْدِيِّ، ثُمَّ وَلِيَ الْمَوْصِلَ وَفَارِسَ مَعًا زَمَنَ الْمَهْدِيِّ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو الْغَمْرَاوِيُّ: مَا بَلَغَ مَبْلَغَ خالدٍ أَحَدٌ مِنْ أَوْلادِهِ، وَمَا تَفَرَّقَ فِيهِمُ اجْتَمَعَ فِيهِ، كَانَ فَوْقَ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ فِي الرَّأْيِ وَالْحُكْمِ، وَفَوْقَ الْفَضْلِ فِي السَّخَاءِ، وَفَوْقَ جَعْفَرٍ فِي الْكِتَابَةِ وَالْفَصَاحَةِ، وَفَوْقَ مُحَمَّدٍ فِي أنيَّته وَحُسْنِ آلَتِهِ، وَفَوْقَ مُوسَى فِي شَجَاعَتِهِ.
وَكَانَ يَحْيَى يَقُولُ: مَا أَنَا إِلا شَرَارَةٌ مِنْ نَارِ أَبِي العبّاس.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه مسلم "366"، وأبو داود "4123"، والترمذي "1718"، والنسائي "4252"، وابن ماجه "3609"، ومالك في الموطأ "1073"، وأحمد في المسند "1/ 219، 227، 237، 270، 279، 280، 314، 328، 343، 365، 372"، وابن حبان في صحيحه "1287".
2 الأغاني "3/ 173، 184، 185"، سير أعلام النبلاء "7/ 228، 229"، النجوم الزاهرة "2/ 50".(10/87)
فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَبَّاسِ الصُّوليّ: مَا فِي وُزَرَاءِ بَنِي الْعَبَّاسِ مِثْلُ خَالِدٍ فِي فَضَائِلِهِ وَكَرَمِهِ.
وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ قَالَ: لَوْ كَانَتْ دَوْلَتُنَا صُورَةً لَكَانَ قَحْطَبَةُ قَلْبَهَا، وَأَبُو جَهْمٍ بَدَنَهَا، وَعُثْمَانُ بْنُ نَهِيكٍ يَدَهَا، وَخَالِدُ بن برمك غذاؤها وَقُوتَهَا.
وَقِيلَ: إِنَّ الْمَنْصُورَ همَّ بِهَدْمِ إِيوَانِ كِسْرَى، فَقَالَ: لا تَفْعَلْ فَإِنَّهُ آيَةٌ لِلإِسْلامِ، وَإِذَا رَآهُ النَّاسُ عَلِمُوا أَنَّ مَنْ هَذَا بِنَاؤُهُ لا يُزِيلُ أَمْرَهُ إِلا الأَنْبِيَاءُ وَمَوْرَثَتُهُ أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِ، قَالَ: أَبَيْتَ إِلا مَيْلا إِلَى الأَعْجَمِيَّةِ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَدْمِهِ، فَهُدِمَتْ مِنْهُ ثُلْمَةٌ غَرِمُوا عَلَيْهِ جُمْلَةً فَأَضْرَبَ عَنْ هَدْمِهِ وَقَالَ: يَا خَالِدُ قَدْ صِرْنَا إِلَى إِرَادَتِكَ. قَالَ: أَنَا غَيَّرْتُ، أَرَى هَدْمَهُ لَيْلا لِئَلا يُقَالَ: عَجَزْتُ عَنْهُ.
91- خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ1 بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، الْعَدَوِيُّ الْعُمَرِيُّ الْمَدَنِيُّ. -ت.
رَوَى عَنْ: جَدِّهِ، وعمَّي أَبِيهِ سَالِمٍ، وَحْمَزَةَ.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَوِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفيليّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَعَنِ الْبُخَارِيِّ قَالَ: لَهُ مَنَاكِيرُ.
92- خَالِدُ بْنُ حُمَيْدٍ، الْمَهْرِيُّ الْمِصْرِيُّ2.
عَنْ: بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ، وَحُمَيْرِ بْنِ هَانِي الخولانيّ، وخالد بن يزيد الجمحيّ، وعمر مَوْلَى غُفْرَةَ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَإِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى الْخَوْلانِيُّ، وَرَوْحُ بْنُ صَلاحٍ، وَآخَرُونَ.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 323"، تهذيب الكمال "8/ 33-34"، الثقات لابن حبان "6/ 254"، ميزان الاعتدال "1/ 628"، تهذيب التهذيب "3/ 81-82".
2 التاريخ الكبير "3/ 144"، الجرح والتعديل "3/ 325-326"، تهذيب الكمال "8/ 39-41"، تهذيب التهذيب "3/ 83".(10/88)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ وَاعِظًا عَالِمًا كَبِيرَ الْقَدْرِ.
قُلْتُ: خَرَّجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ الأَدَبِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ تسعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
93- خَالِدُ بْنُ زِيَادٍ، الأَزْدِيُّ1، التِّرْمِذِيُّ -ت. ن.
عَنْ: نَافِعٍ مَوْلَى عَمْرٍو، وَأَبِي الصِّدِّيق النَّاجِيِّ، وَمُقاتِلِ بْنِ حيَّان، وَقَتَادَةَ.
وَعَنْهُ: اللَّيث بْنُ خَالِدٍ الْبَلْخِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلْقَمَةَ الْمَرْوَزِيُّ، وَصَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التِّرْمِذِيُّ.
قُلْتُ: صَدُوقٌ إن شاء الله.
94- خالد بن ميسرة2 -د. ن- أبو حاتم، بَصْرِيٌّ صُوَيْلِحٌ.
رَوَى عَنْ: مُعَاوِيَةَ بْنِ قرَّة، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ.
وعنه: العقدي، وعبد الصمد بن حسان، وغيرهما.
وكان عطارا.
95- خالد بن إلياس3 -ت. ق- أبو الهيثم العدويّ المدنيّ.
عَنْ: يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، وَصَالِحٍ مَوْلَى التَّوءمة، وَالْمَقْبُرِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ الزُّبيديّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَالْوَاقِدِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، ضعيف.
وقال النَّسائيّ: متروك.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 151"، الجرح والتعديل "3/ 332"، تهذيب الكمال "8/ 65-66"، تهذيب التهذيب "3/ 90".
2 التاريخ الكبير "3/ 175-176"، والجرح والتعديل "3/ 352"، تهذيب التهذيب "3/ 122-123".
3 الطبقات الكبرى "9/ 421"، التاريخ الكبير "3/ 140"، الجرح والتعديل "3/ 321"، تهذيب التهذيب "3/ 80-81".(10/89)
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ يَؤُمُّ بِمَسْجِدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَحْوًا مِنْ ثَلاثِينَ سَنَةً.
وَقِيلَ: اسْمُهُ خَالِدُ بْنُ إِيَاسِ بْنِ صَخْرٍ الْعَدَوِيُّ.
لَهُ أَيْضًا عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَطَائِفَةٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، يُكتَبُ حَدِيثُهُ زَحْفًا.
وَقَالَ أَبُو زرعة: سمعت أبا نعيم يقول: لا يساوي حَدِيثُهُ فَلْسَيْنِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَحَادِيثُهُ كلُّها أَفْرَادٌ، وَمَعَ ضَعْفِهِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
96- خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ1، أَبُو هَاشِمٍ المرِّيّ الدِّمشقي -ن. ق.
قَاضِي الْبَلْقَاءِ، وَوَالِدُ عِرَاكٍ الْقَارِئِ.
رَوَى عَنْ: جَدِّهِ صَالِحِ بْنِ صُبَيْحٍ الْمُرِّيِّ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيِّ، وَمَكْحُولٍ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بن مسلم، ومروان الطّاطريّ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَمَا أَظُنُّ نُعَيْمًا لَقِيَهُ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، وَقَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى ابْنِ عَامِرٍ، وَعَاشَ تِسْعِينَ سَنَةً.
قَرَأَ عَلَيْهِ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: يُعْتَبَرُ بِهِ.
قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
97- خَطَّابُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ2، الْخُزَاعِيُّ الْقُمِّيُّ -ن.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وَإِسْمَاعِيلَ السُّدِّيَّ، وَعَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ.
وَعَنْهُ: عَامِرُ بْنُ إبراهيم، والحسين بن حفص الأصبهانيان.
وثّقة ابن حبّان.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 181-182"، الجرح والتعديل "3/ 358-359"، تهذيب التهذيب "3/ 125-126".
2 الجرح والتعديل "3/ 386"، الثقات لابن حبان "8/ 232"، تهذيب التهذيب "3/ 145".(10/90)
98- خَلادُ بْنُ سُلَيْمَانَ1، الْحَضْرَمِيُّ الْمِصْرِيُّ.
عَنْ: نَافِعٍ، وَدَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ، وَخَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ.
وعنه: ابن وهب، وَسَعِيد بن أبي مريم، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَجَمَاعَةٌ.
وَقَدْ أَدْرَكَ أَيَّامَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فِيمَا قِيلَ.
كُنْيَتُهُ: أَبُو سُلَيْمَانَ، مَاتَ بَعْدَ السِّتِّينَ.
وَثَّقَهُ الْحَافِظُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ الرَّازِيُّ.
99- خَلَفُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْبَصْرِيُّ2، أَبُو الْمُنْذِرِ.
عَنْ: بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ.
100- خَلَفُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ3، الْخُزَاعِيُّ.
عَنْ: أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
رَوَى عَنْهُ: طَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَأَبُو كَامِلٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ.
101- خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ4، السَّدُوسِيُّ، الْبَصْرِيُّ، ثُمَّ الْمَوْصِلِيُّ.
نَزِيلُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَقَتَادَةَ، وَثَابِتٍ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَأَبُو الجماهر محمد بن عثمان، وأبو جعفر النّقيليّ، وَمُنَبَّهُ بْنُ عُثْمَانَ، وَأَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ، وَآخَرُونَ.
قال أحمد: ضعيف الحديث.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 188-189"، الجرح والتعديل "3/ 365-366"، تهذيب التهذيب "3/ 172-173".
2 التاريخ الكبير "3/ 194"، الجرح والتعديل "3/ 370"، الثقات لابن حبان "6/ 271".
3 التاريخ الكبير "3/ 196-197"، الجرح والتعديل "3/ 373"، الثقات لابن حبان "6/ 271".
4 التاريخ الكبير "3/ 199"، الجرح والتعديل "3/ 384"، تهذيب الكمال "8/ 307-309"، ميزان الاعتدال "1/ 663"، تهذيب التهذيب "3/ 158-159".(10/91)
وقال حَاتِمٍ: صَالِحٌ، لَيْسَ بِالْمَتِينِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ.
وَكَتَبَهُ: خُلَيْدٌ أَبُو حَلْبَسٍ.
وَيُقَالُ: أَبُو عُبَيْدٍ، وَيُقَالُ: أَبُو عَمْرٍو، وَيُقَالُ: أَبُو عُمَرَ.
قَالَ النُّفَيْلِيُّ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
102- خُلَيْدٌ الْعَصَرِيُّ1. هُوَ ابْنُ حَسَّانٍ، يُكَنَّى: أَبَا حَسَّانٍ، وَهُوَ بَصْرِيٌّ نَزَلَ بُخَارَى، وَحَدَّثَ عَنِ: الْحَسَنِ، وَعَنْ عَمْرِو بْنِ دينار. وعنه: حازم بْنُ خُزَيْمَةَ، وَحُصَيْنُ بْنُ مُخَارِقٍ، وَصَالِحٌ الْمُرِّيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَفِي كِبَارِ التَّابِعِينَ: خُلَيْدٌ الْعَصَرِيُّ: شَيْخُ قَتَادَةَ.
103- خَلِيفَةُ بْنُ غَالِبٍ اللَّيْثِيُّ2، أَبُو غَالِبٍ، بَصْرِيٌّ. صَدُوقٌ.
عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَنَافِعٍ الْعُمَرِيِّ، وَأَبِي غَالِبٍ الشَّامِيِّ.
وَعَنْهُ: أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَعَفَّانُ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، لَمْ يُخَرِّجُوا لَهُ شَيْئًا.
104- الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ3، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، الأَزْدِيُّ، الْفَرَاهِيدِيُّ، الْبَصْرِيُّ، صَاحِبُ الْعَرَبِيَّةِ وَالْعَرُوضِ، أَحَدُ الأَعْلامِ.
رَوَى عَنْ: أَيُّوبَ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَالْعَوَّامِ بْنِ حرشب، وَغَالِبٍ الْقَطَّانِ، وَطَائِفَةٍ.
أَخَذَ عَنْهُ: سِيبَوَيْهِ، وَالأَصْمَعِيُّ، وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، وَهَارُونُ بْنُ مُوسَى النَّحْوِيُّ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ الْجَهْضَمِيُّ.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 198"، الجرح والتعديل "3/ 384"، الثقات لابن حبان "6/ 271".
2 التاريخ الكبير "3/ 191"، الجرح والتعديل "3/ 377"، تهذيب التهذيب "3/ 161-162".
3 التاريخ الكبير "3/ 199-200"، الجرح والتعديل "3/ 380"، سير أعلام النبلاء "7/ 429-431".(10/92)
وَكَانَ رَاسِيًا فِي عِلْمِ اللِّسَانِ، خَيِّرًا مُتَوَاضِعًا، ذَا زُهْدٍ وَعَفَافٍ.
يُقَالُ: إِنَّهُ دَعَا بِمَكَّةَ أَنْ يَرْزُقَهُ اللَّهُ عِلْمًا لَمْ يُسْبَقْ إِلَيْهِ، فَرَجَعَ إِلَى الْبَصْرَةِ وَقَدْ فُتِحَ لَهُ بِعِلْمِ الْعَرُوضِ، فَصَنَّفَ فِيهِ، وَصَنَّفَ أَيْضًا كِتَابَ الْعَيْنِ فِي اللُّغَةِ.
وَقَدْ ذَكَرَهُ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ فَقَالَ: يَرْوِي الْمَقَاطِيعَ.
وَكَانَ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللَّهِ الْمُتَقَشِّفِينَ فِي الْعِبَادَةِ، وَهُوَ الْقَائِلُ:
إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ لَحْمٌ ... كَفَاكَ خَلٌّ وَزَيْتُ
إِنْ لا يَكُنْ ذَا وَلا ... ذَا فَكِسْرَةٌ وَبَيْتُ
تَظَلُّ فِيهِ وَتَأْوِي ... حَتَّى يَجِيئَكَ مَوْتُ
هَذَا لَعَمْرِي كَفَافٌ ... لَكِنْ تَضُرُّكَ لَيْتُ
وَقِيلَ: كَانَ لِلْخَلِيلِ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ وَالِي فَارِسَ رَاتِبٌ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ لِيَفِدَ عَلَيْهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْخَلِيلُ:
أَبْلِغْ سُلَيْمَانَ أَنِّي عَنْهُ فِي شُغُلٍ ... وَفِي غِنًى غَيْرَ أَنِّي لست ذا مال
سخي بنفسي، أنّي لا أَرَى أَحَدًا ... يَمُوتُ هَزْلا وَلا يَبْقَى عَلَى حَالِ
الرِّزْقُ عَنْ قَدَرٍ لا الضَّعْفُ يَنْقُصُهُ ... وَلا يَزِيدُ فِيهِ حَوْلُ مُحْتَالِ
وَالْفَقْرُ فِي النَّفْسِ لا فِي الْمَالِ تَعْرِفُهُ ... وَمِثْلُ ذَاكَ الْغِنَى فِي النَّفْسِ لا الْمَالِ
قَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: أَقَامَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ فِي خُصٍّ بِالْبَصْرَةِ لا يُقَدَّرُ عَلَى فَلْسَيْنِ، وَتَلامِذَتُهُ يَكْتَسِبُونَ بِعِلْمِهِ الأَمْوَالَ.
وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَتَمَثَّلُ بِبَيْتِ الأَخْطَلِ:
وَإِذَا افْتَقَرْتَ إِلَى الذَّخَائِرِ لَمْ تَجِدْ ... ذُخْرًا يَكُونُ كَصَالِحِ الأَعْمَالِ.
وَقَدْ كَانَ الْخَلِيلُ آيَةً فِي قُوَّةِ الذَّكَاءِ.
قَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: مَا رَأَيْتُ فِي الْمَشَايِخِ أَشَدَّ تَوَاضُعًا مِنْكَ يَا خَلِيلُ بْنَ أَحْمَدَ، لا ابْنَ عَوْنٍ، وَلا غَيْرَهُ.
وَيُقَالُ: بَرَزَ مِنْ أَصْحَابِ الْخَلِيلِ أَرْبَعَةٌ: النَّضْرُ، وَسِيبَوَيْهِ، وَعَلِيُّ بن نصر،(10/93)
وَمُؤَرِّجُ بْنُ عَمْرٍو السَّدُوسِيُّ، وَكَانَ أَبْرَعُهُمْ فِي النَّحْوِ: سِيبَوَيْهِ، وَغَلَبَ عَلَى النَّضْرِ اللُّغَةُ، وَعَلَى مُؤَرِّجٍ الشِّعْرُ وَاللُّغَةُ، وَعَلَى عَلِيٍّ الْحَدِيثُ.
وَلِلْخَلِيلِ كِتَابُ الْعَيْنِ وَهُوَ نَفِيسٌ مَشْهُورٌ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحَارِثِ الْكِنْدِيُّ، فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ الطَّحَاوِيُّ، عَنْ أَبِي شِمْرٍ، قَالَ: لَقِيَنِي الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ فَقَالَ: قَدْ وَضَعْتُ كِتَابًا أَجْمَعُ فِيهِ بَيْنَ الْمُخْتَلِفِينَ، فَقُلْتُ: إِنْ كَانَ كَذَلِكَ، فَمَا شَيْءٌ بَعْدَ الْقُرْآنِ أَنْفَعَ مِنْهُ، قَالَ: فَعَرَضَهُ عليّ فإذا هو أبعد شيء مِمَّا سَمَّى، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ آتَاكَ عِلْمًا لَهُ لَهَجُهُ، فَلا تَخْلِطْ مَا لا تَعْلَمُ مِمَّا تَعْلَمُ، فَيُذْهِبَ مَا لا تَعْلَمُ بَهْجَةَ مَا تَعْلَمُ.
وَيُقَالُ: كَانَ سَبَبُ مَوْتِ الْخَلِيلِ أَنَّهُ قَالَ: أُرِيدُ أَنْ أَعْمَلَ نَوْعًا مِنَ الْحِسَابِ تَمْضِي بِهِ الْجَارِيَةُ إِلَى الْفَامِيِّ1 فَلا يُمْكِنُهُ أَنْ يَظْلِمَهَا، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ وَهُوَ يُعْمِلُ فِكْرَهُ، فَصَدَمَتْهُ سَارِيَةٌ وَهُوَ غَافِلٌ فَانْصَرَعَ، فَمَاتَ مِنْ ذَلِكَ.
وَقِيلَ: بَلْ صَدَمَتْهُ السَّارِيَةُ وَهُوَ يُقَطِّعُ بَحْرًا مِنَ الْعَرُوضِ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ مِائَةٍ، وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ بِضْعٍ وَسِتِّينَ، وَقِيلَ: سَنَةَ سِتِّينَ، وَسَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
"حرف الدَّالِ":
105- دَاوُدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ. -د. ت. ق. - قَدْ مَرَّ.
106- دَاوُدُ بْنُ سِنَانٍ2، الْقُرَظِيُّ الْمَدَنِيُّ.
عَنْ: أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَمَيْسُورِ بْنِ رِفَاعَةَ.
وَعَنْهُ: الْقَعْنَبِيُّ، وَإِسْحَاقُ الْفَرَوِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ.
__________
1 الفامي: البقال.
2 التاريخ الكبير "3/ 237"، الجرح والتعديل "3/ 414، 415"، الثقات لابن حبان "6/ 283"، الميزان "2/ 9".(10/94)
107- دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ1، الْكِنْدِيُّ الْمَرْوَزِيُّ، ثُمَّ الْبَصْرِيُّ -خ. ت. س. ق.
عَنْ: عَبْدِ الله بن بريدة، وإبراهيم الصَّائِغِ، وَأَبِي غَالِبٍ صَاحِبِ أَبِي أُمَامَةَ، وَعَلْبَاءَ بْنِ أَحْمَرَ.
وَعَنْهُ: حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، وَعَفَّانُ، وَشَيْبَانُ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَجَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْمَتِينِ.
قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ سبعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
108- دَاوُدُ الطَّائِيُّ2.
هُوَ أَبُو سُلَيْمَانَ، دَاوُدُ بْنُ نُصَيْرٍ، الطَّائِيُّ الْكُوفِيُّ، الْفَقِيهُ الزَّاهِدُ، أَحَدُ الأَعْلامِ.
رَوَى عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَحُمَيْدٍ، وَالأَعْمَشِ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ عليَّة، وَزَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَمُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ السَّلول، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ الرَّأْيِ، لَكِنَّهُ آثَرَ الْخُمُولَ وَالإِخْلاصَ، وفرَّ بِدِينِهِ.
سَأَلَهُ رَجُلٌ مرَّة عَنْ حَدِيثٍ فَقَالَ: دَعْنِي، فَإِنِّي أُبَادِرُ خُرُوجَ نَفْسِي3.
وَكَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَقُولُ: أَبْصَرَ دَاوُدُ أَمْرَهُ4.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: هَلِ الأَمْرُ إِلا مَا كَانَ عَلَيْهِ دَاوُدُ.
وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: كَانَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ يُجَالِسُ أَبَا حنيفة، ثم إنّه عمد إلى كتبه
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 236"، الجرح والتعديل "3/ 419"، ميزان الاعتدال "2/ 19"، تهذيب التهذيب "3/ 197".
2 الطبقات الكبرى "6/ 367"، الجرح والتعديل "3/ 426"، حلية الأولياء "7/ 335-367"، تهذيب الكمال "8/ 455-461"، ميزان الاعتدال "2/ 21"، تهذيب التهذيب "3/ 203".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 335-336".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 336".(10/95)
فَغَرَّقَهَا فِي الْفُرَاتِ، وَأَقْبَلَ عَلَى الْعِبَادَةِ وَتَخَلَّى1.
وَكَانَ زَائِدَةُ صَدِيقًا لَهُ، فَأَتَاهُ يَوْمًا فَقَالَ: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ: {الم، غُلِبَتِ الرُّومُ} [الروم: 1-2] ، قَالَ: وَكَانَ يُجِيبُ فِي هَذِهِ الآيَةِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا الصَّلت، انْقَطَعَ الْجَوَابُ، وَقَامَ وَدَخَلَ بَيْتَهُ2.
رَوَاهَا ابْنُ الْمَدِينِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ، وَزَادَ فِيهَا: كَانَ دَاوُدُ مِمَّنْ عَلِمَ وَفَقِهَ وَنَفَذَ فِي الْكَلامِ قَالَ: وَأَخَذَ حَصَاةً فَحَذَفَ بِهَا إِنْسَانًا، فَقَالَ لَهُ أَبُو حَنِيفَةَ: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ، طَالَ لِسَانُكَ وَطَالَتْ يَدُكَ، فَاخْتَلَفَ بَعْدَ ذَلِكَ سَنَةً لا يُسْأَلُ وَلا يُجِيبُ3.
وقيل: كان داود يعالج نفسه بالصَّمت، فأراد أَنْ يُجَرِّبَ نَفْسَهُ هَلْ يَقْوَى عَلَى الْعُزْلَةِ، فَقَعَدَ فِي مَجْلِسِ أَبِي حَنِيفَةَ سَنَةً لَمْ يَنْطِقْ، ثُمَّ اعْتَزَلَ النَّاسَ4.
قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: جِئْتُ أَنَا وَابْنُ عُيَيْنَةَ إِلَى دَاوُدَ الطَّائِيِّ، فَقَالَ: جِئْتُمَانِي مرَّةً فَلا تَعُودَا إليَّ5.
وَعَنِ الرَّبِيعِ الأَعْرَجِ قَالَ: كَانَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ لا يَخْرُجُ مِنْ مَنْزِلِهِ حَتَّى يَقُولَ الْمُؤَذِّنُ: قَدْ قَامَتِ الصَّلاةُ، فَإِذَا سَلَّمَ الإِمَامُ أَخَذَ نَعْلَهُ وَدَخَلَ مَنْزِلَهُ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَوْصِنِي، قَالَ: اتَّق اللَّهَ، وَبِرَّ وَالِدَيْكَ، ثُمّ قَالَ: وَيْحَكَ، صُمِ الدُّنْيَا، وَاجْعَلِ الْفِطْرَ الْمَوْتَ، وَاجْتَنِبِ النَّاسَ غَيْرَ تاركٍ لِجَمَاعَتِهِمْ6.
وَعَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ: قُلْتُ لِدَاوُدَ: أَوْصِنِي، قَالَ: أَقْلِلْ مِنْ مَعْرِفَةِ النَّاسِ، قُلْتُ: زِدْنِي، قَالَ: ارْضَ بِالْيَسِيرِ مَعَ سَلامَةِ الدِّينِ، كَمَا رَضِيَ أَهْلُ الدُّنْيَا بِالدُّنْيَا مَعَ فَسَادِ الدِّينِ7.
وَعَنْهُ قَالَ: كَفَى بِالْيَقِينِ زُهْدًا، وَكَفَى بالعلم عبادة، وكفى بالعبادة شغلًا8.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 336"، والخطيب في تاريخه "8/ 348".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 336"، والخطيب في تاريخه "8/ 348".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 336"، والخطيب في تاريخه "8/ 347-348".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 342"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "3/ 131".
5 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 342"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "3/ 131".
6 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 342-343"، والبيهقي في الزهد "142".
7 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 343".
8 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 343".(10/96)
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّورقيّ: نَا أَبُو نعيم قال: رأيت داود -وكان من أَفْصَحَ النَّاسِ وَأَعْلَمَهُمْ بِالْعَرَبِيَّةِ، يَلْبَسُ قَلَنْسُوةً سَوْدَاءَ طَوِيلَةً مِمَّا يَلْبَسُ التُّجّار1.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ: قَالَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ لِسُفْيَانَ: إِذَا كُنْتَ تَشْرَبُ الْمَاءَ الْمُبَرَّدَ، وَتَأْكُلُ اللَّذيذ الطَّيِّب، وَتَمْشِي فِي الظِّلّ الظَّليل، فَمَتَى تُحِبُّ الْمَوْتَ2؟..
وَقِيلَ: إنّ محمد بن قحطبة الأمير قدم إلى الْكُوفَةَ فَقَالَ: أَحْتَاجُ إِلَى مُؤَدِّبٍ يُؤَدِّبُ أَوْلادِي، حافظٍ لِكِتَابِ اللَّهِ، عالمٍ بسنَّة رَسُولِ اللَّهِ، وَبِالأَثَرِ، وَالْفِقْهِ، والنَّحو، وَالشِّعْرِ، وَأَيَّامِ النَّاسِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا يَجْمَعُ هَذِهِ الأَشْيَاءَ كُلَّهَا إِلا دَاوُدُ الطَّائِيُّ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بَشِيرٍ: نَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْجُعْفِيُّ قَالَ: كَانَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ قَدْ وَرِثَ مِنْ أُمِّهِ أَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ، فَمَكَثَ يتقوَّت بِهَا ثَلاثِينَ عَامًا، فَلَمَّا نَفِدَتْ، جَعَلَ يَنْقُضُ سُقُوفَ الدُّويرة فَيَبِيعُهَا، حَتَّى بَاعَ الْبَوَارِيَ واللَّبن، حَتَّى بَقِيَ فِي نِصْفِ سَقْفٍ3.
قَالَ عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ الْحَلَبِيُّ: عَاشَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ عِشْرِينَ سَنَةً بِثَلاثِمِائَةِ دِرْهَمٍ4.
وَقِيلَ: مَرِضَ دَاوُدُ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ خَرَجْتَ إِلَى الرَّوْحِ تفرح قلبك، قال: إنّي لأستحيي مِنْ نَفْسِي أَنْ أَنْقِلَ قَدَمِي إِلَى مَا فِيهِ رَاحَةٌ لِبَدَنِي5.
وَيُقَالُ: عُوتِبَ فِي التَّزْوِيجِ فَقَالَ: كَيْفَ بقلبٍ ضعيفٍ لا يَقْوَى بِهَمِّهِ، عَلَيْهِ هَمَّانِ6.
قَالَ إِسْحَاقُ السَّلوليّ: حدَّثتني أُمُّ سَعِيدٍ قَالَتْ: كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ دَاوُدَ الطَّائِيِّ جِدَارٌ قَصِيرٌ، وَكُنْتُ أَسْمَعُ حَنِينَهُ عَامَّةَ اللَّيْلِ لا يَهْدَأُ، فَمِمَّا سَمِعْتُهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ هَمُّكَ عطّل عليّ الهموم، وحالف بَيْنِي وَبَيْنَ السُّهاد، وشوَّقني إِلَى النَّظَرِ إِلَيْكَ، وَمَنَعَ مِنِّي الشَّهَوَاتِ، فَأَنَا فِي سِجْنِكَ أَيُّهَا الكريم مطلوب7.
__________
1 أخرجه ابن سعد في طبقاته "6/ 367".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 346"، والبيهقي في الزهد "213".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 346"، والخطيب في تاريخه "8/ 348"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "3/ 139".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 347".
5 أخرجه البيهقي في الزهد "155"، وأبو نعيم في الحلية "7/ 355".
6 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 356".
7 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 356"، والخطيب في تاريخه "8/ 351".(10/97)
قالت: وربّما ترنّم بالسَّحر بالقرآن، فأرى أنّ جَمِيعَ نَعِيمِ الدُّنْيَا خَرَجَ فِي ترنُّمه تِلْكَ السَّاعَةَ1.
وَكَانَ يَقُولُ: فِي الظُّلمة لا يُسْرَجُ.
وَعَنْ سَنْدَوَيْهِ قَالَ: قِيلَ لِدَاوُدَ الطَّائِيِّ: أَرَأَيْتَ مَنْ دَخَلَ عَلَى الأُمَرَاءِ فَأَمَرَهُمْ وَنَهَاهُمْ، قَالَ: أَخَافُ عَلَيْهِ السَّوط، قَالَ: إِنَّهُ يَقْوَى، قَالَ: أخاف عليه السيف، قال: إنه يقوى، أَخَافُ عَلَيْهِ الدَّاءَ الدَّفِينَ، الْعُجْبَ2.
رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ: أَصْبَحَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ جَالِسًا عَلَى بَابِ دَارِهِ، فَأَتَاهُ جِيرَانُهُ فَقَالُوا: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ، مَا بَدَا لَكَ الْيَوْمَ فِي الْجُلُوسِ هُنَا؟ قَالَ: إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ، فَجَلَسْتُ لأُصْلَحَ مِنْ أَمْرِهَا فَأَعَانُوهُ عَلَى دَفْنِهَا.
وَتَرَكَتْ لَهُ جَارِيَةً بَاعَهَا بِعِشْرِينَ دِينَارًا3.
وَيُقَالُ: إِنَّ ابْنَ قَحْطَبَةَ الأَمِيرَ أَحَبَّ أَنْ يَصِلَ دَاوُدَ الطَّائِيَّ، فَكَلَّمَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ حَمَّادِ بْنِ أَبِي حَنِيفَةَ أَنْ يَحْمِلَ إِلَيْهِ أَلْفَ دِينَارٍ، فَقَالَ: لا يَقْبَلُهَا، قَالَ: تلطَّف، فَجَاءَ دَاوُدَ فكلَّمه وَقَالَ: قَدْ عَلِمْتُ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْحَسَنِ بْنِ قحطبة من القرابة، وقد أَحَبَّ أَنْ يَصِلَكَ، فَغَضِبَ وَقَالَ: لَوْ غَيْرُكَ فَعَلَ هَذَا مَا كَلَّمْتُهُ أَبَدًا، قُلْ لَهُ يَرُدُّهَا عَلَى أَهْلِهَا، فَهُمْ أحقُّ بِهَا.
وَرَوَى شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ وَغَيْرُهُ: أَنَّ دَاوُدَ الطَّائِيَّ قِيلَ لَهُ: أَلا تسرِّح لِحْيَتَكَ، وَكَانَتْ مُفَتَّلَةً، قَالَ: أَنَا عَنْهَا لَمَشْغُولٌ4.
مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ الثَّلجيّ: نَا الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَتَيْتُ وَحَمَّادُ بْنُ أَبِي حَنِيفَةَ دَاوُدَ الطَّائِيَّ، وَبَلَغَهُ عَنْهُ فَاقَةٌ، فَأَخْرَجَ لَهُ أَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ وَتَلَطَّفَ بِهِ، فَقَالَ: مَا لِي إِلَيْهَا حَاجَةٌ، وَلَوْ قَبِلْتُ شَيْئًا لَقَبِلْتُهَا.
أَبُو دَاوُدَ الْحَفْرِيُّ، قَالَ لِي دَاوُدُ الطَّائِيُّ: أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْتِينَا إِذْ كنّا ثمَّ؟ ما أحب أن تأتيني.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 356-357"، والخطيب في تاريخه "8/ 352"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "3/ 141".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 358"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "3/ 142".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 347".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 339"، والخطيب في تاريخ بغداد "8/ 350".(10/98)
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ: جَاءَ دَاوُدُ فِي قُبَاءَ أَصْفَرَ، فَكُنَّا نَضْحَكُ مِنْهُ، فَوَاللَّهِ مَا مَاتَ حَتَّى سَادَنَا.
أَخْبَرَنَا نَصْرُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّالِحِيُّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، أَنَا أَبُو مُوسَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْغَنِيِّ، أَنَا خَلِيلُ بْنُ بَدْرٍ الدَّارَانِيُّ، أَنا أَبُو عَلِيٍّ الْمُقْرِيُّ، أَنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبرانيّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسائيّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، نَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، عن داود الطّائيّ، عن الأعمش، شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَلا شَاةً وَلا بَعِيرًا وَلا أَوْصَى"1.
قُلْتُ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخْرِجُوهُ فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ، وَدَاوُدُ صَدُوقٌ فِي الْحَدِيثِ.
وَقَدْ كَانَتْ جِنَازَتُهُ مَشْهُورَةً.
قَالَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْجُعْفِيُّ: اشْتَكَى دَاوُدُ الطَّائِيُّ، وَكَانَ سَبَبُ عِلَّتِهِ أَنَّهُ مَرَّ بآيةٍ فِيهَا ذِكْرُ النَّارِ فكرّرها فأصبح مريضًا، فوجدوه قد مات ورأسه على لبنة، ففتحوا الدَّارِ، وَدَخَلَ نَاسٌ مِنْ إِخْوَانِهِ وَجِيرَانِهِ، وَمَعَهُمُ ابْنُ السَّمَّاكِ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى رَأْسِهِ قَالَ: يَا دَاوُدُ: فَضَحْتَ الْقُرَّاءَ، فَلَمَّا حَمَلُوهُ إِلَى قَبْرِهِ شَيَّعَهُ خَلْقٌ حَتَّى خَرَجَ ذَوَاتُ الْخُدُورِ، فَقَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ: يَا دَاوُدُ سَجَنْتَ نَفْسَكَ قَبْلَ أَنْ تُسْجَنَ، وَحَاسَبْتَهَا قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبَ، الْيَوْمَ تَرَى ثَوَابَ مَا كُنْتَ تَرْجُو، وَلَهُ كُنْتَ تَنْصَبُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: اللَّهُمَّ لا تَكِلْهُ إِلَى عَمَلِهِ، فَأَعْجَبَ النَّاسَ ما قال أبو بكر2.
وقال بعبد الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: بَلَغَنِي أَنَّ دَاوُدَ الطَّائِيَّ لَمَّا دُفِنَ، أَخَذَ النَّاسُ يُثْنُونَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ: اللَّهُمَّ لا تَكِلْهُ إِلَى عَمَلِهِ، قَالَ أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الوابشّي قال: رأيت الناس ههنا بَاتُوا ثَلاثَ لَيَالٍ مَخَافَةَ أَنْ تَفُوتَهُمْ جِنَازَةُ داود.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه مسلم "1635"، وأبو داود "2863"، والنسائي "3623"، وابن ماجه "2695"، وأحمد في المسند "6/ 44"، وابن حبان في صحيحه "6606"، والبيهقي في الدلائل "7/ 274".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 340"، والخطيب في تاريخه "8/ 355"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "3/ 146".(10/99)
وَرَأَيْتُ النَّاسَ كُلَّهُمْ يَبْكُونَ، مَا شَبَّهْتُهُ إِلا بِيَوْمِ الْخُرُوجِ1.
قَالَ الدَّوْرَقِيُّ: وَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: شَهِدْتُ جِنَازَةَ دَاوُدَ الطَّائِيِّ، وَحَضَرْتُهُ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَمَا رَأَيْتُ أَشَدَّ نَزْعًا مِنْهُ، أتيناه من العشيّ ونحن نَسْمَعُ نَزْعَهُ قَبْلَ أَنْ نَدْخُلَ، ثُمَّ غَدَوْنَا عَلَيْهِ وَهُوَ بَعْدُ فِي النَّزْعِ، فَلَمْ نَبْرَحْ حَتَّى مَاتَ2.
قَالَ: وَثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حُمِلَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ عَلَى سَرِيرَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ، تَكَسَّرَ مِنْ زِحَامِ النَّاسِ عَلَيْهِ، فَيُغَيَّرُ السَّرِيرُ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ كَذَا كَذَا مَرَّةٍ، وَحَضَرْتُ جِنَازَتَهُ3.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ الْكَاغَدِيِّ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنَا أَبُو نعيم، نا محمد بن الفتح الحنبليّ، أنا ابْنُ صَاعِدٍ، نَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، نَا ابْنُ عُلَيَّةَ، نَا دَاوُدُ الطَّائِيُّ، عَنْ عَبْدِ الملك ابن عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: وَقَعَ أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فِي سَعْدٍ عِنْدَ عُمَرَ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا يُحْسِنُ أَنْ يُصَلِّيَ، فَقَالَ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي صَلاةُ رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلا أَخْرِمُ عنها أركد في الأوليين وأحذف في الآخرين، قَالَ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ أَبَا إِسْحَاقَ، رَوَاهُ شُعْبَةُ وَالنَّاسُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ.
مَاتَ دَاوُدُ -رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ- سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ، وَقِيلَ: خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَمَا يُذْكَرُ مِنْ قِصَّةِ لِبْسِ الْخِرْقَةِ، وَأَنَّ دَاوُدَ الطَّائِيَّ صَحِبَ حَبِيبًا الْعَجَمِيَّ فَخَطَأٌ، لَمْ يَصْحَبْهُ، وَلا عَرَفْنَا لِدَاوُدَ رَوَاحًا إِلَى الْبَصْرَةِ، وَلا لِحَبِيبٍ قُدُومًا إِلَى الْكُوفَةِ.
ثُمَّ أَبْعَدُ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ: إِنَّ مَعْرُوفًا الْكَرْخِيَّ أَخَذَهَا مِنْ دَاوُدَ، فَمَا عَلِمْنَا أَنَّ دَاوُدَ وَمَعْرُوفًا اجْتَمَعَا وَلا الْتَقَيَا، والله أعلم.
"حرف الراء":
109- رافع بن سلمة بن زياد4 بن أبي الجعد، الأشجعي، البصري -د. ن.
عَنْ: جَدِّهِ زِيَادٍ، وَحَشْرَجِ بْنِ زِيَادٍ، وثابت البنانيّ.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 341".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 341".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 341".
4 التاريخ الكبير "3/ 305-306"، الجرح والتعديل "3/ 481"، تهذيب التهذيب "3/ 230".(10/100)
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَشَاذُ بْنُ فَيَّاضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ.
110- رَبَاحُ بْنُ يَزِيدَ اللَّخْمِيُّ، الإِفْرِيقِيُّ الْمَغْرِبِيُّ.
الزَّاهِدُ الْعَابِدُ.
قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: لَهُ أَخْبَارٌ تَطُولُ فِي ذِكْرِ عِبَادَتِهِ.
وَهُوَ بِالْمَغْرِبِ يَضْرِبُونَ بِعِبَادَتِهِ الْمَثَلَ، رَحِمَهُ اللَّهُ.
مَاتَ فِي إِمْرَةِ يَزِيدَ بْنِ حَاتِمٍ عَلَى الْمَغْرِبِ.
111- الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ1، أَبُو بَكْرٍ الْجُمَحِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْبَصْرِيُّ -م. د. ت.
عَنِ: الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْجُمَحِيِّ.
وَعَنْهُ: حَفِيدُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بَكْرٍ شَيْخُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ. وَمِنَ الْقُدَمَاءِ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
112- الرَّبِيعُ بْنُ يُونُسَ2 بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ كَيْسَانَ الْعَبَّاسِيُّ، مَوْلاهُمُ.
الأَمِيرُ الْحَاجِبُ، أَبُو الْفَضْلِ، مِنْ كِبَارِ الْمُلُوكِ، وَلِيَ حِجَابَةَ الْمَنْصُورِ، ثُمَّ وَلِيَ وِزَارَتَهُ، وَحَجَبَ لِلْمَهْدِيِّ، وَوَلِيَ ابْنُهُ الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ حِجَابَةَ الرَّشِيدِ، وَوَلِيَ حَفِيدُهُ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ حِجَابَةَ الأَمِينِ.
حَدَّثَ الرَّبِيعُ عَنْ: جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ، وَغَيْرِهِ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ، وَمُوسَى بْنُ سُهَيْلٍ.
وَكَانَ مِنْ رِجَالِ الدَّهْرِ حَزْمًا وَرَأْيًا وَدَهَاءً.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ، مِنْ عَسَلٍ مَسْمُومٍ سَقَاهُ الْخَلِيفَةُ الْهَادِي، وَقَدْ كَانَ الْمَنْصُورُ كَثِيرَ الْوُثُوقِ بِالرَّبِيعِ، مُعْتَمِدًا عَلَيْهِ إِلَى الغاية.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 275"، الجرح والتعديل "3/ 469"، تهذيب التهذيب "3/ 251".
2 تاريخ خليفة "436"، سير أعلام النبلاء "7/ 335".(10/101)
ويقال: إنّ الربيع لم يكن يُعْرَفْ لَهُ أَبٌ، فَدَخَلَ هَاشِمِيٌّ عَلَى الْمَنْصُورِ وَأَخَذَ يُذَكِّرُهُ وَالِدَ الرَّبِيعِ وَيَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ الرَّبِيعُ: كَمْ ذَا تَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ بِحَضْرَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ الْهَاشِمِيُّ: يَا رَبِيعُ أَنْتَ مَعْذُورٌ لا تَعْرِفُ مِقْدَارَ الآبَاءِ، فَخَجِلَ مِنْهُ.
وَقَطِيعَةُ الرَّبِيعِ مَحِلَّةٌ كَبِيرَةٌ بِبَغْدَادَ تُنْسَبُ إِلَيْهِ.
113- رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ1 - م. ن.
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ، حَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ التَّنُّورِيُّ، وَعَفَّانُ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَمُسْلِمٌ الْقَصَّابُ، وَمُسْلِمٌ التَّبُوذَكِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
114- رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، أَبُو الْمِقْدَامِ2 -ن. ق.
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ، نَزَلَ الرَّمْلَةَ فَقِيلَ لَهُ: الْفِلَسْطِينِيُّ، اسْمُ أَبِيهِ مِهْرَانُ.
رَوَى عَنْ: رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: الْحَمَّادَانِ، وَضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ.
زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: نَا رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: لا نَفْلَ بَعْدَ رسول الله صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَرُدُّ قويَّ الْمُسْلِمِينَ عَلَى ضَعِيفِهِمْ.
قُلْتُ: عَاشَ سَبْعِينَ سَنَةً، تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وستّين ومائة.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 276"، التاريخ الكبير "3/ 291"، ميزان الاعتدال "2/ 45"، تهذيب التهذيب "2/ 263".
2 التاريخ الكبير "3/ 313"، الجرح والتعديل "3/ 502"، حلية الأولياء "6/ 92-93"، تهذيب التهذيب "3/ 267".(10/102)
115- رَجَاءُ بْنُ صُبَيْحٍ1، الْبَصْرِيُّ، أَبُو يَحْيَى -ت.
صَاحِبُ السَّقْطِ، مِنْ مَوَالِي وَرْشٍ.
أَخَذَ عَنِ: الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَمُسَافِعِ بْنِ شَيْبَةَ.
وعنه: يزيد بن زريع، وعارم، وموسى بن إِسْمَاعِيلَ، وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
116- رُسْتُمُ، أَبُو يَزِيدَ الطَّحَّانُ2.
كُوفِيٌّ، مُقِلٌّ.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَمَكْحُولٍ، وَرَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْكَحَّالُ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ صَالِحٍ، وَغَيْرُهُمْ.
سُئِلَ أَبُو حَاتِمٍ عَنْهُ فَقَالَ: شَيْخٌ.
117- رَيْطَةُ ابْنَةُ السَّفَّاحِ3 عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَبَّاسِيَّةُ. زَوْجَةُ الْمَهْدِيِّ، مَاتَتْ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
"حرف الزَّايِ":
118- زَائِدَةُ. هُوَ أَبُو الصَّلْتِ، زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ4، الثَّقَفِيُّ، الْكُوفِيُّ الْحَافِظُ. أَحَدُ الأعلام.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 314"، الجرح والتعديل "3/ 502" تهذيب الكمال "9/ 165-166"، تهذيب التهذيب "3/ 268".
2 التاريخ الكبير "3/ 336"، الجرح والتعديل "3/ 516"، الثقات لابن حبان "4/ 243".
3 تاريخ خليفة "401-409"، الكامل في التاريخ "5/ 513".
4 الطبقات الكبرى "6/ 378"، التاريخ الكبير "3/ 432"، الجرح والتعديل "3/ 613"، تهذيب التهذيب "3/ 306-307".(10/103)
عَنْ: زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَمُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَالسُّدِّيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَأَبِي طُوَالَةَ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وما أحسبه رحل، وكان إمامًا حجّة، صاحب سُنَّةٍ وَاتِّبَاعٍ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَحُسَيْنٌ الجعفيّ، ومعاوية بن عمرو، وَأَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سابق، وأبو الوليد، وعبد الله بن رجاء، وطلق بن غنّام، وأحمد بن يونس، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: كَانَ زائدة لا يحدّث صاحب بِدْعَةً.
مَاتَ مُرَابِطًا بِأَرْضِ الرُّومِ رَحِمَهُ اللَّهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ، صَاحِبُ سُنَّةٍ، وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَبِي عَوَانَةَ، وَكَانَ عَرَضَ حَدِيثَهُ عَلَى الثَّوْرِيِّ وَقَالَ: شَيْخٌ ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: كَانَ مِنْ أَصْدَقِ النَّاسِ وَأَبَرِّهِمْ.
قُلْتُ: مَاتَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
119- زُرَيْكُ بْنُ أَبِي زُرَيْكٍ الْعُطَارِدِيُّ1، أَبُو نَضْرَةَ، الْبَصْرِيُّ.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ.
وَعَنْهُ: عَفَّانُ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَسَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
كَنَّاهُ الْبُخَارِيُّ.
120- زَكَرِيَّا بْنُ حَكِيمٍ2، الْحَبَطِيُّ، الْكُوفِيُّ.
عَنِ: الشَّعْبِيِّ، وَابْنِ رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، وَالْحَسَنِ.
وَعَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ سِوَارٍ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بن الريّان.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 451"، الجرح والتعديل "3/ 624"، الثقات لابن حبان "6/ 348".
2 التاريخ الكبير "3/ 421-422"، الجرح والتعديل "3/ 596"، ميزان الاعتدال "2/ 72".(10/104)
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: تَرَكَ النَّاسُ حَدِيثَهُ.
وقال ابن حيان: لا يَجُوزُ أَنْ يُحْتَجَّ بِهِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ: ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لا تَقُولُوا: قَوْسُ قُزَحَ، فَإِنَّ قُزَحَ هُوَ الشَّيْطَانُ، وَلَكِنْ قُولُوا: قَوْسُ اللَّهِ، أَمَانٌ لِأَهْلِ الأَرْضِ مِنَ الْغَرَقِ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ مُرَّةُ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
121- زَكَرِيَّا بْنُ زَيْدٍ الأَشْهَلِيُّ1.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.
رَوَى عَنْهُ الْوَاقِدِيُّ، وَغَيْرُهُ.
مَجْهُولٌ.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
122- زَكَرِيَّا بْنُ سِيَاهٍ، أَبُو يَحْيَى الثَّقَفِيُّ الْكُوفِيُّ2.
رَوَى الْحُرُوفَ عَنْ: عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، وَحَدَّثَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ.
وَعَنْهُ: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَالْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ اللُّؤْلُؤِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
123- زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي الْعَتِيكِ3، الكوفيّ.
واسم أبيه حكيم، فأظنُّه الحبطيّ.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 595".
2 التاريخ الكبير "3/ 423"، الجرح والتعديل "3/ 595"، الثقات لابن حبان "6/ 336".
3 التاريخ الكبير "3/ 419-420"، الجرح والتعديل "3/ 595"، الثقات لابن حبان "6/ 335".(10/105)
روى عن أبي معشر زياد بْنِ كُلَيْبٍ، وَعَنِ الشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ: هُشَيْمٌ، وَمَعْمَرٌ أَوْ مُعْتَمِرٌ، وَحَسَّانُ بْنُ حَسَّانٍ.
124- زهير بن محمد، التميمي1، أبو المنذر الخرقي، بالفتح -ع.
وَخَرَقُ مِنْ قُرَى مَرْوَ، وَقِيلَ: إِنَّ أَصْلَهُ هَرَوِيٌّ، نَزَلَ الشَّامَ ثُمَّ الْحِجَازَ.
وَرَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَزَيْدِ بْن أَسْلَمَ، وَسُهَيْلِ بْن أَبِي صَالِحٍ.
وَقِيلَ: إنّه أخذ عن ابن أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
روى عنه: عبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود الطيالسي، وروح بن عبادة، والعقدي، وعمرو بن أبي سلمة، والوليد بن مسلم، وآخرون.
وقيل: إن الذي يروي عنه عمرو، والوليد، آخر صَاحِبُ مَنَاكِيرَ وَبَوَاطِيلَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: وَالظَّاهِرُ أَنَّهُمَا وَاحِدٌ.
بَلْ قَوْلُ أَحْمَدَ: كَأَنَّهُ آخَرُ غَيْرُهُ، يَعْنِي مَا يَأْتِي بِهِ مِنَ الْمُنْكَرَاتِ.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: زُهَيْرُ بْنُ محمد، أبو المنذر الخراسانيّ، سكن مكّة، ثم الشام، وَحَدَّثَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ، وَصَالِحٍ مَوْلَى التَّوءمة، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبيعيّ، وَمُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَطَبَقَتِهِمْ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: زُهَيْرُ بْنُ محمد الخراساني، أبو المنذر، كناه آدم، روى عَنْهُ: أَهْلُ الشَّامِ أَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ، وَقَالَ: قَالَ أَحْمَدُ: كَأَنَّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ أَهْلُ الشَّامِ زُهَيْرٌ آخَرُ، فَقَلَبَ اسْمَهُ.
وَقَالَ الْمَيْمُونِيّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ مُتَقَارِبُ الْحَدِيثِ.
وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ خُرَاسَانِيٌّ، ضَعِيفٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: ثقة له أغاليط.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 427-428"، الجرح والتعديل "3/ 589-590"، تهذيب الكمال "9/ 414-418"، ميزان الاعتدال "2/ 84-85"، تهذيب التهذيب "3/ 348".(10/106)
وَرَوَى عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، عَنْ يَحْيَى: ثِقَةٌ.
وَكَذَا رَوَى أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْهُ، قَالَ: وَسُئِلَ عَنْهُ مَرَّةً أُخْرَى.
فَقَالَ: صَالِحٌ. وَرَوَى الْجَوْزَجَانِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ.
وَرَوَى حَنْبَلٌ، عَنْ أَحْمَدَ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحِلُّهُ الصِّدق، وَفِي حِفْظِهِ سُوءٌ، وَمَا حَدَّثَ مِنْ كُتُبِهِ فَهُوَ صَالِحٌ ومحلُّه الصِّدق، وَحَدِيثُهُ بِالشَّامِ أَنْكَرُ.
وَقَالَ الْعِجْلِيُّ: جَائِزُ الْحَدِيثِ، وَذَكَرَهُ أَبُو زُرْعَةَ فِي أَسَامِي الضُّعَفَاءِ.
وَقَالَ النَّسائيّ أَيْضًا: ضَعِيفٌ، وَقَالَ مَرَّةً ثَالِثَةً: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
عِنْدَ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْهُ مَنَاكِيرُ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَعَلَّ أَهْلَ الشَّامِ أَخْطَأُوا عَلَيْهِ، ثُمّ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ قَانِعٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
قُلْتُ: لَهُ مَنَاكِيرُ فَلْيُحْذَرْ مِنْهَا.
125- زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلاثَةَ الحرَّاني1- ق.
نَابَ فِي الْقَضَاءِ عَنْ أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وروى عن: أبيه، وموسى بن محمد التَّميميّ، وَعَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ.
وَعَنْهُ: أَخُوهُ، وَأَبُو كَامِلٌ مظفرَّ بْنُ مُدْرِكٍ، وَأَبُو النَّضر هَاشِمٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَهُوَ مُقِلٌّ، مَا عَلِمْتُ فِيهِ مَطْعَنًا.
126- زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّبِيعِ2، الزِّياديّ، الْبَصْرِيُّ.
وَالِدُ مُحَمَّدٍ.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدٍ، وحميد الطّويل.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 324"، الجرح والتعديل "3/ 537"، تهذيب الكمال "9/ 490-492"، تهذيب التهذيب "3/ 377-378".
2 الثقات لابن حبان "6/ 329"، تهذيب الكمال "9/ 496-497"، تهذيب التهذيب "3/ 379".(10/107)
وَعَنْهُ: حَكِيمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْجُبَيْرِيُّ، وَدَاوُدُ بْنُ المحبَّر.
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
127- زِيَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ1، أَبُو الْجَارُودِ، الْكُوفِيُّ، الأَعْمَى –ت.
أَحَدُ الْمَتْرُوكِينَ.
رَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَأَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، وَأَصْبَغَ بْنِ نُبَاتَةَ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ، وَأَبِي الْجَحَّافِ دَاوُدَ، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ.
وَعَنْهُ: عمّار ابن أُخْتِ الثَّوري، وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ الشَّيْبَانِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ الْوَرَّاقُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْعَوَقِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كذَّاب.
وَقَالَ النَّسائيّ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ رَافِضِيًّا يَضَعُ الْحَدِيثَ فِي الْمَثَالِبِ.
وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ موسى التوبختيّ فِي مَقَالاتِ الرَّافِضَةِ: وَالْجَارُودِيَّةُ هُمْ أَصْحَابُ أَبِي الْجَارُودِ، زِيَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ، يَقُولُونَ: عَلِيٌّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَفْضَلُ الْخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَبْرَأُونَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.
قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي الضُّعَفَاءِ: إِنَّهُ ثَقَفِيٌّ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: هُوَ كَذَّابٌ خَبِيثٌ.
ثُمَّ قَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، نَا عَمْرُو بْنُ عَامِرٍ، نَا عليّ بن قادم، عن زياد بن منذر، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "لا تَزُولُ قَدَمَا عبدٍ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ، وَعَنْ حبنا أهل البيت"2.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 371"، الجرح والتعديل "3/ 545-546"، ميزان الاعتدال "2/ 93"، تهذيب التهذيب "3/ 386-387".
2 حديث باطل بهذا اللفط: أخرجه الطبراني في الكبير "11177" من طريق ابن عباس وفيه الحسين الأشقر، وقد ضعفه الجمهور ورماه بعضهم بالكذب وهو شيعي غال كمال في الضعيفة "1922".
قلت: وقد صح بدون ذكر لفظة: "وعن حبنا أهل البيت": أخرجه الترمذي "2417"، والدارمي "537"، وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة "946".(10/108)
وَذَكَرَ الدُّولابيّ: إِنَّ مَرْوَانَ بْنَ مُعَاوِيَةَ، رَوَى عَنْ أَبِي الْجَارُودِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ عَلِيًّا أَنْ يَثْلِمَ الْحِيطَانَ1.
128- زَيْدُ بْنُ السَّائِبِ2، أَبُو السَّائِبِ، الْمَدَنِيُّ.
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَخَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ.
وَعَنْهُ: مَعْنٌ الْقَزَّازُ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفيليّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
"حرف السِّينِ":
129- سالم بن دينار3 -د.
ويقال: ابن راشد، أبو جميع التّميميّ مولاهم، البصريّ، القزّاز.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدٍ، وَثَابِتٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُحَمَّدٌ الطَّبَّاعُ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ومسدِّد.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
130- سَالِمُ بْنُ أَبِي الْمُهَاجِرِ4، عَبْدُ اللَّهِ الرَّقّيّ -ق.
عَنْ مَكْحُولٍ وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ.
وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ، وَمَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيَّانِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بُومَهْ.
وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
__________
1 "حديث موضوع": وفيه أبو الجارود وهو كذاب كما تقدم، وهو أيضًا مرسل.
2 التاريخ الكبير "3/ 396"، الجرح والتعديل "3/ 564"، الثقات لابن حبان "6/ 317".
3 التاريخ الكبير "4/ 112"، الجرح والتعديل "4/ 180، 181"، ميزان الاعتدال "2/ 114"، تهذيب التهذيب "3/ 434-435".
4 التاريخ الكبير "4/ 117"، الجرح والتعديل "4/ 185"، ميزان الاعتدال "2/ 577"، تهذيب التهذيب "3/ 440".(10/109)
قبل: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
131- سَالِمٌ، أَبُو حَمَّادٍ1، الْكُوفِيُّ، الصَّيرفيّ.
سَمِعَ: عَطِيَّةَ الْعَوْفِيَّ، وَإِسْمَاعِيلَ السُّديّ.
وَعَنْهُ: كَرْمَانِيُّ بْنُ عَمْرٍو، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ صُبَيْحٍ الْيَشْكُرِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَجْهُولٌ.
132- سَالِمٌ، أَبُو غَيَّاثٍ الْعَتَكِيُّ2.
بَصْرِيٌّ، سَمِعَ أَنَسًا فِيمَا قِيلَ، وَالْحَسَنَ، وَحُمَيْدَ بْنَ هِلالٍ.
وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَسَلامٌ.
133- سرَّار بْنُ مجشَّر3، أَبُو عُبَيْدَةَ، الْبَصْرِيُّ -ن.
عَنْ: ثَابِتٍ، وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَعَطَاءٍ السَّليميّ، وَمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ.
وَعَنْهُ: سَيْفُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْجَرْمِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وأميَّة بْنُ خَالِدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ الْبُنَانِيُّ.
134- السَّريّ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِيَاسِ بْنِ حَرْمَلَةَ4، أَبُو الْهَيْثَمِ، الشَّيبانيّ الْبَصْرِيُّ -ن.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَثَابِتٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالأَصْمَعِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وآخرون.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 114-115"، الجرح والتعديل "4/ 192"، ميزان الاعتدال "2/ 113".
2 التاريخ الكبير "4/ 118"، الجرح والتعديل "4/ 190-191"، الثقات لابن حبان "4/ 309"، ميزان الاعتدال "2/ 113".
3 التاريخ الكبير "4/ 215"، تهذيب الكمال "10/ 213-214"، تهذيب التهذيب "3/ 455-456".
4 الطبقات الكبرى "7/ 277"، التاريخ الكبير "4/ 175-176"، الجرح والتعديل "4/ 283-284"، التهذيب "3/ 460-461".(10/110)
قال أحمد: ثقة ثِقَةٌ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ.
135- السَّري بْنُ يَنْعُمَ1، الْجُبْلانِيُّ، الْحِمْصِيُّ-ن.
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَامِرِ بْنِ جَشِيبٍ، وَحُمَيْدِ بْنِ رَبِيعَةَ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَبَقِيَّةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ القدُّوس.
وَكَانَ مِنَ الْعَابِدِينَ، رَحِمَهُ اللَّهُ.
136- سَعْدُ بْنُ طَالِبٍ2، أَبُو غَيْلانَ، الشَّيبانيّ.
عَنْ: حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَكَثِيرِ النَّوا، وَعَفَّانَ بْنِ جُبَيْرٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو الأَحْوَصِ سَلامٌ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ.
لَيَّنَهُ أَبُو حَاتِمٍ قليلًا.
137- سعيد بن أبي أيّوب3، المصريّ الفقيه -ع.
وَاسْمُ أَبِيهِ مِقْلاصٌ، مِنْ مَوَالِي خُزَاعَةَ، أَبُو يَحْيَى الْمُحَدِّثُ.
وُلِدَ سَنَةَ مِائَةٍ.
رَوَى عَنْ: أَبِي عَقِيلٍ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، وَعُقَيْلٍ الأَيْلِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مَيْمُونٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَكَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ، مَعَ تقدُّمه، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَرَوْحُ بْنُ صَلاحٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
مات سنة إحدى وستّين ومائة.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 174-175"، الجرح والتعديل "4/ 284"، تهذيب التهذيب "3/ 461-462".
2 الجرح والتعديل "4/ 87-88"، الثقات لابن حبان "6/ 378"، ميزان الاعتدال "2/ 122".
3 التاريخ الكبير "3/ 458"، الجرح والتعديل "4/ 66"، الثقات لابن حبان "6/ 362-363".(10/111)
138- سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ1، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، الأَزْدِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْبَصْرِيُّ -ع. وَقِيلَ: الدِّمشقيّ، وَإِنَّمَا رَحَلَ بِهِ أَبُوهُ إِلَى الْبَصْرَةِ.
رَوَى عَنْ: قَتَادَةَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَأَبِي الزُّبير.
وَعَنْهُ: أَبُو مُسْهِرٍ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَرْكُونَ، وَأَبُو الْجَمَاهِرِ الْكَفَرْسُوسِيُّ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ بِلالٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: لَمْ يَكُنْ فِي بَلَدِنَا أَحَدٌ أَحْفَظَ مِنْهُ، وَهُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحِلُّهُ الصِّدق.
قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ: كَيْفَ هَذِهِ الْكَثْرَةُ له عن قتادة؟ قالت: كَانَ أَبُوهُ شَرِيكَ أَبِي عَرُوبَةَ، فَأَقْدَمَ ابْنَهُ سَعِيدًا الْبَصْرَةَ، فَبَقِيَ بِهَا يَطْلُبُ الْحَدِيثَ مَعَ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ قَدَرِيًّا.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ بَقِيَّةُ: سَأَلْتُ ابْنَ شُعْبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ فَقَالَ: ذَاكَ صَدُوقُ اللِّسَانِ، قَالَ بَقِيَّةُ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ: بثَّ هَذَا -رَحِمَكَ اللَّهُ- فِي جُنْدِنَا، كَانَ النَّاسُ قَدْ تَكَلَّمُوا فِيهِ.
قَالَ مَرْوَانُ الطَّاطَرِيّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ عَلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ يَقُولُ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ وَكَانَ حَافِظًا.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ النَّضريّ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ: مَا تَقُولُ فِي سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ؟ قَالَ: أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِهِ، قَدْ حَدَّثَ عَنْهُ أَصْحَابُنَا وَكِيعٌ، وَالأَشْهَبُ.
وَقَالَ دُحَيْمٌ: يُوثَقُ بِهِ، كَانَ حَافِظًا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ ابن مهدي يحدث عنه ثم تركه.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 468"، التاريخ الكبير "3/ 460"، الجرح والتعديل "4/ 6، 7"، تهذيب الكمال "10/ 348-356"، ميزان الاعتدال "2/ 128-130"، تهذيب التهذيب "4/ 8-10".(10/112)
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَحِلُّهُ الصِّدْقُ، وَلا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يَنْبَغِي أَنْ يُذْكَرَ فِي الضُّعَفَاءِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يَتَكَلَّمُونَ فِي حِفْظِهِ.
وَرَوَى جَمَاعَةٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ، وَكَذَا تبِعَهُ النَّسائيّ.
أَبُو زُرْعَةَ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: أَتَيْتُ أَنَا، وَابْنُ شَابُورَ، سَعِيدَ بن بشير فقال: والله لا أَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يُقَدِّرُ عَلَى الشَّرِّ وَيُعَذِّبُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، أَرَدْتُ الْخَيْرَ فَوَقَعْتُ فِي الشَّرِّ.
أَنْبَأَنِي قَتَادَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا} [مريم: 83] قَالَ: تُزْعِجُهُمْ إِلَى الْمَعَاصِي إِزْعَاجًا.
ثُمَّ قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: قَدِ اعْتَذَرَ مِنْ كَلِمَتِهِ وَاسْتَغْفَرَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فَقُلْتُ لِأَبِي الْجَمَاهِرِ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ قَدَريًّا، قَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ، وَحَدَّثَنِي أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ ثمانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَكَذَا ورَّخه مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ.
وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وهشام بن عمّار: ستة تسعٍ وستّين ومائة.
139- سعيد بن حسين، الأَزْدِيُّ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ، لَمْ يَذْكُرْهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ.
140- سَعِيدُ بْنُ خَالِدٍ1 الْخُزَاعِيُّ، الْمَدَنِيُّ- د.
عَنِ: ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ.
وَعَنْهُ: حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِرْمَانِيُّ، ويعقوب الحضرميّ، وعبد الملك الحدّيّ، وجماعة.
141- سَعِيدُ بْنُ رَاشِدٍ2، أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَازِنِيُّ، الْبَصْرِيُّ، السمّاك.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 469"، الجرح والتعديل "4/ 16"، المجروحين لابن حبان "1/ 324"، التهذيب "4/ 21-22".
2 التاريخ الكبير "3/ 471"، الضعفاء للعقيلي "2/ 105"، الجرح والتعديل "4/ 19-20"، المجروحين لابن حبان "1/ 324"، ميزان الاعتدال "2/ 135".(10/113)
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَالْحَسَنِ، والزُّهريّ.
وَعَنْهُ: الأَنْصَارِيُّ، وَشَيْبَانُ بْنُ فرُّوخ، وَخَلَفُ الْبَزَّارُ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ النَّسائيّ: مَتْرُوكٌ.
وَهُوَ أَسَنُّ شيخٍ لِخَلَفِ بْنِ هِشَامٍ.
142- سَعِيدُ بْنُ زَرْبِيٍّ الْخُزَاعِيُّ1 –ت.
بَصْرِيٌّ، عَنِ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَقَتَادَةَ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ.
ويكنَّى أَبَا مُعَاوِيَةَ العبَّادانيّ، كَذَا قَالَ الْبُخَارِيُّ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، فَوَهِمَا، بَلْ كُنْيَتُهُ أَبُو عُبَيْدَةَ، فَقَدْ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: أَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الْعَبَّادَانِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ زَرْبِيٍّ الْبَصْرِيُّ.
قال النَّسائيّ: ليس بثقة.
وقال أبو حاتم: عنده عجائب من المناكير.
وقال الدارقطني: ضعيف.
143- سعيد بن زيد2 درهم -م. ع.
أَخُو حَمَّادِ بْنِ زِيَادٍ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ، أَبُو الْحَسَنِ.
عَنِ: الزُّبَيْرِ بْنِ الخرِّيت، وَالْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ، وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَابْنِ جُدْعَانَ.
وَعَنْهُ: أَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَعَارِمٌ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابن معين.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 473"، الجرح والتعديل "4/ 23-24"، ميزان الاعتدال "2/ 136"، التهذيب "4/ 28-29".
2 الطبقات الكبرى "7/ 287"، التاريخ الكبير "3/ 472"، ميزان الاعتدال "2/ 138-139"، الجرح والتعديل "4/ 21".(10/114)
وقال أحمد: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وليَّنه الدَّارَقُطْنِيُّ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيّ: سَمِعْتُ يَحْيَى ضَعَّفَ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ، وقال: ما يساوي هَذِهِ.
وَعَنِ ابْنِ مَعِينٍ أَيْضًا تَضْعِيفُهُ.
مَاتَ سَنَةَ سبعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
144- سَعِيدُ بْنُ سَابِقٍ الرَّازِيُّ1.
وَالِدُ مُحَمَّدٍ.
عَنْ: لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَمِسْعَرٍ.
وَعَنْهُ: جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ، وَهَارُونُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ حَسَنَ الْفَهْمِ بِالْفِقْهِ.
قُلْتُ: هُوَ صَالِحُ الرِّوَايَةِ.
145- سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمٍ الضَّبِّيّ2.
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَغَيْرُهُمَا.
وَيُقَالُ: الضُّبَعِيُّ.
قَالَ الأَزْدِيُّ: مَتْرُوكٌ.
وَكَذَا ضعَّفه ابْنُ عَدِيٍّ.
146- سَعِيدُ بْنُ سنان3، أبو مهديّ الحمصيّ.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 481"، الجرح والتعديل "4/ 30-31"، الثقات لابن حبان "6/ 361".
2 التاريخ الكبير "3/ 480"، الجرح والتعديل "4/ 30"، الثقات لابن حبان "4/ 281"، ميزان الاعتدال "2/ 142-143".
3 التاريخ الكبير "3/ 477-478"، الجرح والتعديل "4/ 28-29"، ميزان الاعتدال "2/ 143-144"، التهذيب "4/ 46-47".(10/115)
عَنْ: أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ حُدَيْرِ بْنِ كُرَيْبٍ، وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ: وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ أَبُو الْيَمَانِ: كُنَّا نَسْتَمْطِرُ بِهِ، وَذَكَرَ مِنْ فَضْلِهِ وَعِبَادَتِهِ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ النَّسائيّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثمانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي مَهْدِيٍّ، عَنْ أَبِي الزَّاهريّة، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مرَّة، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَرَأَيْتَ الأَرْضَ عَلَى مَا هِيَ؟ قَالَ: "عَلَى الْمَاءِ" قَالَ: أَرَأَيْتَ الْمَاءَ عَلَى مَا هُوَ؟ قَالَ: "عَلَى صَخْرَةٍ خَضْرَاءَ، وَهِيَ عَلَى ظَهْرِ حُوتٍ تَلْتَقِي طَرَفَاهُ بِالْعَرْشِ" قَالَ: أَرَأَيْتَ الْحُوتَ عَلَى مَا هُوَ؟ قَالَ: "عَلَى كَاهِلِ مَلَكٍ قَدَمَاهُ فِي الهواء"1.
147- سعيد بن عبد العزيز2 - م. ع.
أَبُو مُحَمَّدٍ، وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنوخيّ، الدمشقيّ، الإِمَامُ، عَالِمُ أَهْلِ دِمَشْقَ فِي عَصْرِهِ، وَمُفْتِيهِمْ بَعْدَ الأَوْزَاعِيِّ.
قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى: ابْنِ عَامِرٍ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ.
قَرَأَ عَلَيْهِ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ.
وَحَدَّثَ عَنْ: نَافِعٍ، وَمَكْحُولٍ، وَرَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَزَيْدِ بْنِ أسلم،
__________
1 "حديث ضعيف جدًّا": أخرجه ابن عدي في الكامل "3/ 1197-1198"، وابن حبان في المجروحين "1/ 322"، وفيه صاحب الترجمة وقال عنه البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك.
2 الطبقات الكبرى "7/ 468"، التاريخ الكبير "3/ 497-498"، الجرح والتعديل "4/ 42-43"، الثقات لابن حبان "6/ 369"، حلية الأولياء "8/ 274-276"، تهذيب التهذيب "4/ 59-61".(10/116)
وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعُمَيْرِ بْنِ هَانِي، وَقَتَادَةَ، وَبِلالِ بْنِ سَعْدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي زَكَرِيَّا الْخُزَاعِيِّ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَخَلْقٍ، وَسَأَلَ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَالثَّوْرِيُّ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَبَقِيَّةُ، وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَأَبُو الْيَمَانِ، وَيَحْيَى بْنُ بَشِيرٍ الْحَرِيرِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَعَدَدٌ كَثِيرٌ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ تِسْعِينَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ، قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: لَمْ يَسْمَعْ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنْ عَطَاءٍ غَيْرَ هَذَا، قَالَ: قَدِمْنَا مَكَّةَ فَدَهِشْنَا عَنِ الْهَرْوَلَةِ، فَسَأَلْتُ عَطَاءً: مَا سَمِعَ مِنْ عَطَاءٍ غَيْرَ ذَلِكَ؟ يَعْنِي، فَقَالَ: لا شَيْءَ عَلَيْكُمْ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَالْعَلاءُ بْنُ زبْرٍ، عَنْ أَبِيهِ: كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى مَكْحُولٍ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَعَنَا، فَكَانَ فِي الْمَجْلِسِ يَسْقِينَا الْمَاءَ.
وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: نَا سَعِيدٌ قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسُ بِالْغَدَاةِ ابْنَ أَبِي مَالِكٍ، وَبَعْدَ الظُّهْرِ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ مَكْحُولا.
مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: مَا كَتَبْتُ حَدِيثًا قَطُّ.
وَكَذَا رَوَى عَنْهُ أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لا يُؤْخَذُ الْعِلْمُ مِنْ صَحَفِيٍّ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ أَبُو مُسْهِرٍ يُقَدِّمُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى الأَوْزَاعِيِّ.
قَالَ أَبُو زرعة الدّمشقيّ: قلت لا بن مَعِينٍ، وَذَكَرْتُ لَهُ مَنِ الْحُجَّةُ، فَقُلْتُ: ابْنُ إِسْحَاقَ مِنْهُمْ، فَقَالَ: كَانَ ثِقَةً، إِنَّمَا الْحُجَّةُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَمَالِكٌ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي الْمُسْنَدِ: لَيْسَ بِالشَّامِ رَجُلٌ أَصَحَّ حَدِيثًا مِنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَقَالَ الْحَاكِمُ: سَعِيدٌ لِأَهْلِ الشَّامِ كَمَالِكٍ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي التَّقَدُّمِ وَالْعِفَّةِ وَالأَمَانَةِ.
قَالَ أَبُو النَّضْرِ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: كُنْتُ أَسْمَعُ وَقْعَ دُمُوعِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى الْحَصِيرِ فِي الصَّلاةِ.
وقال أحمد بن أبي الحواريّ: أنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَسَدِيُّ قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بن(10/117)
عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا هَذَا الْبُكَاءُ الَّذِي يَعْرِضُ لَكَ فِي الصَّلاةِ؟ فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، وَمَا سُؤَالُكَ عَنْ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنِي بِهِ، فَقَالَ: مَا قُمْتُ إِلَى صَلاةٍ، إِلا مَثُلَتْ لِي جَهَنَّمُ1.
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: هُوَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ مَشَايِخِنَا، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُحْيِي اللَّيْلَ، فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ جَدَّدَ وُضُوءَهُ، وَخَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ.
وَعَنْ أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ سَعِيدًا ضَحِكَ وَلا تَبَسَّمَ وَلا شَكَا شَيْئًا قَطُّ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ، قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى عِلْمِ أَهْلِ بَلَدِهِ وَعَلَى عِلْمِ عَالِمِهِ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَقْتَصِرُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَمَا أفْتَقِرُ مَعَهُ إِلَى أَحَدٍ.
وَقَالَ يَحْيَى الْوُحَاظِيُّ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ حَدِيثٍ، فَامْتَنَعَ عَلَيَّ، وَكَانَ عَسِرًا.
ابْنُ مَعِينٍ، عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَدِ اخْتَلَطَ قَبْلَ مَوْتِهِ، وَكَانَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ قَبْلَ الْمَوْتِ، وَكَانَ يَقُولُ: لا أُجِيزُهَا.
أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ: رَأَيْتُهُمْ يَعْرِضُونَ عَلَيْهِ حَدِيثَ الْمِعْرَاجِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَنَسٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَلَيْسَ حَدَّثْتَنَا عَنْ يَزِيدَ أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: نَعَمْ، إِنَّمَا يَقْرَأُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ.
أَبُو مُسْهِرٍ: سَمِعْتُ سَعِيدًا يَقُولُ: لا خَيْرَ فِي الْحَيَاةِ إِلا لِأَحَدِ رَجُلَيْنِ، صَوْتُ وَاعٍ، وَنَاطِقٌ عَارِفٌ.
عُقْبَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ: نَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: مَنْ أَحْسَنَ فَلْيَرْجُ الثَّوَابَ، وَمَنْ أَسَاءَ فَلا يَسْتَنْكِرِ الْجَزَاءَ، وَمَنْ أَخَذَ عِزًّا بِغَيْرِ حَقٍّ أَوْرَثَهُ اللَّهُ ذُلا بِحَقٍّ، وَمَنْ جَمَعَ مَالا بِظُلْمٍ أَوْرَثَهُ اللَّهُ فَقْرًا بِعَدْلٍ.
الْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ قَالَ: سُئِلَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ الْكَفَافِ قَالَ: هُوَ شِبَعُ يَوْمٍ وجوع يوم2.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 274".
2 أخرجه البيهقي في الزهد "175"، وابن عساكر في تاريخه "15/ 581".(10/118)
أَبُو مُسْهِرٍ: سَمِعْتُ سَعِيدًا يَقُولُ: لا أَدْرِي لِمَا لا أَدْرِي نِصْفُ الْعِلْمِ.
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا كُنْتُ قَدَرِيًّا قَطُّ.
سَمِعْتُ رَجُلا يَقُولُ لَهُ: أَطَالَ اللَّهُ عُمْرَكَ، فَقَالَ: بَلْ عَجَّلَ اللَّهُ بِي إِلَى رَحْمَتِهِ.
قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ: كَانَ الأَوْزَاعِيُّ إِذَا سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَاضِرٌ، قَالَ: سَلُوا أَبَا مُحَمَّدٍ، يَفْعَلُهُ تَعْظِيمًا لَهُ.
أَبُو مُسْهِرٍ: كَانَ سَعِيدٌ لا يُجِيبُ حَتَّى يَقُولُ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ، هَذَا رَأْيٌ، وَالرَّأْيُ يُخْطِئُ وَيُصِيبُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِذَا فاتته صَلاةٌ فِي جَمَاعَةٍ بَكَى.
قَالَ الْوَلِيدُ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ستة سبع وستّين ومائة.
قال ابن عساكر: ووهم من قَالَ: سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ، وَسَنَةَ أَرْبَعٍ، وَسَنَةَ تِسْعٍ.
148- سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ1، الْمَدَنِيُّ، أَبُو مُصْعَبٍ -ن. ق.
عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَسَالِمٍ، وَعَمْرَةَ، وَعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: أبو عامر العقديّ، وخالد بن مخلد، القعنبيّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ.
149- سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ2، الْقُرَشِيُّ، الْبَصْرِيُّ.
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْجُمَحِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سلَّام.
وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سليمان.
لوين، محلّه الصّدق.
__________
1 الطبقات الكبرى "9/ 451"، التاريخ الكبير "3/ 514"، الجرح والتعديل "4/ 64"، التهذيب "4/ 82-83".
2 التاريخ الكبير "3/ 514"، الجرح والتعديل "4/ 64"، الثقات لابن حبان "6/ 371".(10/119)
150- سَعِيدُ بْنُ مَيْسَرَةَ، الْبَكْرِيُّ، الْبَصْرِيُّ1.
عَنْ: أَنَسِ بن مالك.
وعنه: يونس بن بكير، والهثيم بْنُ خَارِجَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ بِحَدِيثٍ عَلَى سَبِيلِ التَّعَجُّبِ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا رَكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَقَالَ: "إِنَّ الشَّيْطَانَ حِينَ أُخْرِجَ مِنَ الْجَنَّةِ رَفَعَ يَدَيْهِ فَوْقَ رَأْسِهِ"2.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ بَابَةُ عَايِذِ بْنِ شُرَيْحٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مُظْلِمُ الأَمْرِ.
وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ: رَوَى عَنْ أَنَسٍ أَحَادِيثَ مَوْضُوعَةً.
كَذَّبَهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ.
151- سيفان الثّوريّ3 –ع.
سيفان بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ رَافِعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ نَضْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَلْكَانَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ أَدِّ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارٍ، شَيْخُ الإِسْلامِ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الثَّوْرِيُّ، الْكُوفِيُّ، الفقيه سَيِّدُ أَهْلِ زَمَانِهِ عِلْمًا وَعَمَلا.
فَهُوَ مِنْ ثَوْرِ مُضَرَ، لا مِنْ ثَوْرِ هَمْدَانَ عَلَى الصحيح، كذا نسبه ابن سعد، والهثيم بن عديّ، وغيرهما.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 516"، الجرح والتعديل "4/ 63"، ميزان الاعتدال "2/ 160-161".
2 "حديث موضوع": أخرجه ابن عدي في الكامل "3/ 1224"، وابن حبان في المجروحين "1/ 316"، وفي إسناده صاحب الترجمة وقد تكلم فيه كما سيذكر.
3 الطبقات الكبرى "6/ 371-374"، التاريخ الكبير "4/ 92-93"، حلية الأولياء "6/ 356"، الجرح والتعديل "4/ 222-225"، صفة الصفوة "3/ 147-152"، تهذيب التهذيب "4/ 111-115".(10/120)
وَسَاقَ نَسَبَهُ كَمَا ذَكَرْنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ التَّمِيمِيِّ، لَكِنْ زَادَ بَيْنَ مَسْرُوقٍ وَبَيْنَ حَبِيبٍ حَمْزَةَ، وَأَسْقَطَ مُنْقِذًا وَالْحَارِثَ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ.
وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ ثِقَاتِ الْمُحَدِّثِينَ.
وَطَلَبَ سُفْيَانُ الْعِلْمَ وَهُوَ مُرَاهِقٌ، وَكَانَ يَتَوَقَّدُ ذَكَاءً.
صَارَ إِمَامًا مَنْظُورًا إِلَيْهِ وَهُوَ شَابٌّ، فَإِنَّ يَحْيَى بْنَ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيَّ قَالَ: ثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى قَالَ: سَمِعْتُهُمْ بِمَرْوَ يَقُولُونَ: قَدْ جَاءَ الثَّوْرِيُّ، قَدْ جَاءَ الثَّوْرِيُّ، فَخَرَجْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ غُلامٌ قَدْ بَقَلَ وَجْهُهُ1.
سَمِعَ الثَّوْرِيُّ مِنْ: عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَمَنْصُورٍ، وَحُصَيْنٍ، وَأَبِيهِ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، وَالأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، وَجَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ، وَزُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ، وَزِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَسَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَأَيُّوبَ، وَصَالِحٍ مَوْلَى التَّوْءَمَةِ، وَخَلْقٍ لا يُحْصَوْنَ، فَيُقَالُ: إِنَّهُ أَخَذَ عَنْ سِتِّمِائَةِ شَيْخٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ عَجْلانَ، وَأَبُو حنيفة، وابن جريح، وأبي إِسْحَاقَ، وَمِسْعَرٌ، وَهُمْ مِنْ شُيُوخِهِ، وَشُعْبَةُ، وَالْحَمَّادَانِ، وَمَالِكٌ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَحْيَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الأَشْجَعِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَوَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَالْفِرْيَابِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَأُمَمٌ لا يُحْصَوْنَ.
حَتَّى أَنَّ ابْنَ الْجَوْزِيِّ بَالَغَ وَذَكَرَ فِي مَنَاقِبِهِ أَنَّهُ رَوَى عَنْهُ أَكْثَرُ مِنْ عِشْرِينَ أَلْفًا، وَهَذَا مَدْفُوعٌ، بَلْ لَعَلَّهُ رَوَى عَنْهُ نَحْوٌ مِنْ أَلْفِ نَفْسٍ.
فَعَنْ وَكِيعٍ أَنَّ وَالِدَةَ سُفْيَانَ قَالَتْ لَهُ: يَا بُنَيَّ اطْلُبِ الْعِلْمَ وَأَنَا أَعُولُكَ بِمِغْزَلِي، وَإِذَا كَتَبْتَ عَشَرَةَ أَحْرُفٍ فَانْظُرْ هَلْ تَرَى فِي نَفْسِكَ زِيَادَةً فِي الْخَيْرِ، فَإِنْ لَمْ تَرَ ذَلِكَ فَلا تتعن.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 360".(10/121)
قَالَ عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: طَلَبْتُ الْعِلْمَ، فَلَمْ تَكُنْ لِي نِيَّةٌ، ثُمَّ رَزَقَنِي اللَّهُ النِّيَّةَ1.
دَاوُدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ الثَّوْرِيُّ: لَمَّا هَمَمْتُ بِطَلَبِ الْحَدِيثِ، وَرَأَيْتُ الْعِلْمَ يُدْرَسُ، قُلْتُ: أَيْ رَبِّ إِنَّهُ لا بُدَّ لِي مِنْ مَعِيشَةٍ، فَاكْفِنِي أَمَرَ الرِّزْقِ وَفَرِّغْنِي لِطَلَبِهِ، فَتَشَاغَلْتُ بِالطَّلَبِ، فَلَمْ أَرَ إِلا خَيْرًا إِلَى يَوْمِي هَذَا.
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَغَيْرُهُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: مَا اسْتَوْدَعْتُ قَلْبِي شَيْئًا قَطُّ فَخَانَنِي2.
وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: مَا رَأَيْتُ صَاحِبَ حَدِيثٍ أَحْفَظَ مِنْ سُفْيَانَ.
وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: كَانَ الْعِلْمُ يَمْثُلُ بَيْنَ يَدَيْ سُفْيَانَ، يَأْخُذُ مَا يُرِيدُ، وَيَدَعُ مَا لا يُرِيدُ.
وَقَالَ الأَشْجَعِيُّ: دَخَلْتُ مَعَ الثَّوْرِيِّ عَلَى هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، فَجَعَلَ يَسْأَلُ وَهِشَامُ يُحَدِّثُهُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: أُعِيدُهَا عَلَيْكَ، فَأَعَادَهَا عَلَيْهِ وَقَامَ، ثُمَّ دَخَلَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ فَطَلَبُوا الإِمْلاءَ، فَقَالَ هِشَامٌ: احْفَظُوا كَمَا حَفِظَ صَاحِبُكُمْ، قَالُوا: لا نَقْدِرُ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ هَاشِمٍ: نَا ضَمْرَةُ قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ إِنَّمَا حَدَّثَ بِعَسْقَلانَ فَيَقُولُ: انْفَجَرَتِ الْعَيْنُ، انْفَجَرَتِ الْعَيْنُ، يَتَعَجَّبُ مِنْ نَفْسِهِ3.
وَقَالَ شُعْبَةُ، وَابْنُ مَعِينٍ، وَجَمَاعَةٌ: سُفْيَانُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: كَتَبْتُ عَنْ أَلْفٍ وَمِائَةِ شَيْخٍ مَا فِيهِمْ أَفْضَلُ مِنْ سُفْيَانَ.
وَقَالَ وَرْقَاءُ: لَمْ يَرَ الثَّوْرِيُّ مِثْلَ نَفْسِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: لَمْ يَتَقَدَّمْهُ فِي قَلْبِي أَحَدٌ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنَ الثَّوْرِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ أَيْضًا: لا أَعْلَمُ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَعْلَمَ مِنْهُ.
وَقَالَ وكيع: كان بحرًا.
__________
1 أخرجه أحمد في العلل "3/ 235"، وأبو نعيم في الحلية "6/ 367".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 368"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "2/ 387".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 370".(10/122)
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: سَأَلْتُ يَحْيَى عَنْ رَأْيِ مَالِكٍ فَقَالَ: سُفْيَانُ فَوْقَ مَالِكٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ.
وَقَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: وَدِدْتُ أَنِّي فِي مِسْلاخِ سُفْيَانَ.
وَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ: مَنْ أَخْبَرَكَ أنّه رأى بعينيه مِثْلَ سُفْيَانَ فَلا تُصَدِّقْهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: مَا مِنْ عَمَلٍ أَخْوَفَ عِنْدِي مِنَ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الثَّوْرِيُّ فِيمَا سَمِعَهُ مِنَ الْفِرْيَابِيِّ: وَدِدْتُ أَنِّي نَجَوْتُ مِنْ هَذَا الْعِلْمِ كَفَافًا، لا لِي وَلا عَلَيَّ1.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ: كَتَبْتُ عَنْ سُفْيَانَ عِشْرِينَ أَلْفًا.
وَأَخْبَرَنِي الأَشْجَعِيُّ أَنَّهُ كَتَبَ عَنْهُ ثَلاثِينَ أَلْفًا.
وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: مَا أُحَدِّثُ مِنْ كُلِّ عَشَرَةٍ بِوَاحِدٍ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: قَالَ لِي ابْنُ الْمُبَارَكِ: أَقْعُدُ إِلَى سُفْيَانَ فَيُحَدِّثُ فأقول: ما بقي من عمله شَيْءٌ إِلا وَقَدْ سَمِعْتُهُ ثُمَّ أَقْعُدُ مَجْلِسًا آخر فأقول: ما سعغت مِنْ عِلْمِهِ شَيْئًا.
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: لَوْ قُلْتُ لَكُمْ: إِنِّي أُحَدِّثُكُمْ كَمَا سَمِعْتُ، يَعْنِي بِاللَّفْظِ، فَلا تُصَدِّقُونِي.
وعن عبد الرّزّاق، عن سفيان قال [37 ب] : مَا أُحَدِّثُ إِلا بِالْمَعَانِي.
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: خِلافُ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُرْجِئَةِ ثَلاثٌ، يَقُولُونَ: الإِيمَانُ قَوْلٌ بِلا عَمَلٍ، وَيَقُولُونَ: الإِيمَانُ لا يَزِيدُ وَلا يَنْقُصُ، وَيَقُولُونَ بِالاتِّفَاقِ.
وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: مَنْ كَرِهَ أَنْ يَقُولَ: أَنَا مُؤْمِنٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَهُوَ عِنْدَنَا مُرْجِئٌ2 وَعَنْ سُفْيَانَ قَالَ: لا يَجْتَمِعُ حُبُّ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلا فِي قلوب نبلاء الرجال3.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 363، 369، 7/ 37، 57، 63"، والفسوي في المعرفة "1/ 727".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 32-33".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 32".(10/123)
وعنه قال: أمتعتنا مِنَ الشِّيعَةِ أَنْ نَذْكُرَ فَضَائِلَ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَعَنْهُ قَالَ: الْجَهْمِيَّةُ كُفَّارٌ.
وَعَنْهُ قال: من سمع من متبدع لَمْ يَنْفَعْهُ اللَّهُ بِمَا سَمِعَ.
شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: لا تَنْتَفِعُ بِمَا كَتَبْتَ حَتَّى، يَكُونَ إِخْفَاءُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فِي الصَّلاةِ أَفْضَلَ عِنْدَكَ مِنَ الْجَهْرِ.
قَالَ وَكِيعٌ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: لا يَعْدِلُ طَلَبَ الْعِلْمِ شَيْءٌ لِمَنْ أَرَادَ بِهِ اللَّهَ.
وَقَالَ قَبِيصَةُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقُولُ: الْمَلائِكَةُ حُرَّاسُ السَّمَاءِ، وَأَصْحَابُ الْحَدِيثِ حُرَّاسُ الأَرْضِ.
وَقَدْ كَانَ سُفْيَانُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَخَافُ مِنْ تَصْحِيحِ نِيَّتِهِ فِي الْحَدِيثِ لِفَرْطِ غَرَامِهِ بِهِ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ قَالَ: ما أَخَافُ عَلَى نَفْسِي أَنْ يُدْخِلَنِي النَّارَ إِلا الْحَدِيثُ1.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: وَدِدْتُ أَنِّي أَفْلِتُ مِنْهُ كَفَافًا.
وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: وَدِدْتُ أَنَّ يَدِي قُطِعَتْ، وَأَنِّي لَمْ أَطْلُبْ حَدِيثًا قَطُّ.
وَقَالَ الْقَطَّانُ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا أُنْكِرُ نَفْسِي إِلا إِذَا طَلَبْتُ الْحَدِيثَ.
وَعَنِ الْمُعَافَى بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: أُرِيدُ أَنْ أُسْأَلَ غَدًا عَنْ كُلِّ مَجْلِسٍ جَلَسْتُهُ، وَعَنْ كُلِّ حَدِيثٍ حَدَّثْتُ بِهِ، مَاذَا أَرَدْتُ بِهِ؟ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: خَافَ الثَّوْرِيُّ عَلَى نَفْسِهِ مَتْنَ الْحَدِيثِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ عَنِ الضُّعَفَاءِ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: فِتْنَةُ الْحَدِيثِ أَشَدُّ مِنْ فِتْنَةِ الذَّهَبِ2.
وَمِنْ آدَابِهِ وَشَمَائِلِهِ وَتَوَاضُعِهِ وَوَرَعِهِ:
قال مهران الرازيّ: رأيت الثّوريّ إذا خَلَعَ ثِيَابَهُ طَوَاهَا، وَيَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: إِذَا طويت رجعت إليها أنفسها3.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 366".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 363".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 63".(10/124)
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ سُفْيَانُ إِذَا دَخَلَ الْحَمَّامَ يَخْضِبُ يَسِيرًا.
وَقَالَ قَبِيصَةُ: كَانَ سُفْيَانُ مَزَّاحًا، كُنْتُ أَتَأَخَّرُ مَخَافَةَ أَنْ يُحَيِّرَنِي بِمُزَاحِهِ، وَلا رَأَيْتُ الأَغْنَيَاءَ أَذَلَّ وَلا الْفُقَرَاءَ أَعَزَّ مِنْهُمْ فِي مَجْلِسِ سُفْيَانَ1.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: رُبَّمَا رَأَيْتُ سُفْيَانَ ضَحِكَ حَتَّى اسْتَلْقَى.
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ: كَانَ سُفْيَانُ يَقُولُ لِلْمُحَدِّثِينَ: تَقَدَّمُوا يَا مَعْشَرَ الضُّعَفَاءِ2.
وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: رَأَيْتُ سُفْيَانَ فَقَوَّمْتُ مَا عَلَيْهِ دِرْهَمًا وَأَرْبَعَةَ دَوَانِيقَ3.
يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ: ثَنَا مُبَارَكُ أَخُو سُفْيَانَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى سُفْيَانَ بِبَدْرَةٍ -وَكَانَ أَبُوهُ صَدِيقًا لِسُفْيَانَ جِدًّا- فَقَالَ: أُحِبُّ تَقَبُّلَ هَذَا الْمَالِ، فَقَبِلَهُ مِنْهُ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ لِي: الْحَقْهُ فَرُدَّهُ، فَفَعَلْتُ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، أُحِبُّ أَنْ تَأْخُذَ هَذَا الْمَالَ، قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فِي نَفْسِكَ مِنْهُ شَيْءٌ، قَالَ: لا، فَأَخَذَهُ وَذَهَبَ، فَقُلْتُ: يَا أَخِي، وَيْحَكَ، أَيُّ شَيْءٍ قَلْبُكَ حِجَارَةٌ؟ عُدَّ أَنَّ لَيْسَ لَكَ عِيَالٌ، أَمَا تَرْحَمُنِي، أَمَا تَرْحَمُ إِخْوَانَكَ وصبياننا، قال: يا مبارك، تأكلها وأنت وَأُسْأَلُ عَنْهَا، لا يَكُونُ أَبَدًا4.
وَعَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ قَالَ: احْتَاجَ سُفْيَانُ بِمَكَّةَ حَتَّى اسْتَفَّ الرَّمْلَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ5.
سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ أَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ: جَلَسْتُ إِلَى سفيان وهو في دبر الكعبة مستلقي، فَسَلَّمْتُ، فَرَدَّ، فَقُلْتُ: إِنَّ أُخْتَكَ قَدْ بَعَثَتْ إِلَيْكَ بِشَيْءٍ، فَجَلَسَ وَقَالَ: لَمْ آكُلْ شَيْئًا مُنْذُ ثَلاثٍ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قَالَ أَبُو شِهَابٍ: بَعَثَتْ أُخْتُ سُفْيَانَ مَعِي بِجِرَابٍ فِيهِ كعك وخشكنانج، فَأَتَيْتُهُ فَقَصَّرَ فِي سَلامِي، فَعَاتَبْتُهُ فَقَالَ: يَا أَبَا شِهَابٍ: لا تَلُمْنِي، وَإِنَّ لِي ثَلاثَةَ أيام لم أذق فيها ذواقًا.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 365".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 365".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 365"، والخطيب في تاريخه "9/ 162"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "3/ 147".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 3-4"، والخطيب في تاريخه "9/ 161".
5 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 63".(10/125)
قَالَ بِشْرٌ الْحَافِي: كَانَ الثَّوْرِيُّ رُبَّمَا أَخَذَ عِبَاءَ الْجِمَالِ فَيُغَطِّي بِهَا رَأْسَهُ.
وَقَالَ خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ: رَأَيْتُ الثَّوْرِيَّ فِي مَكَّةَ وَقَدْ كثروا عليه، فقال: إنّ لِلَّهِ، أَخَافُ أَنْ تَكُونَ قَدْ ضُيِّعَتِ الأُمَّةُ حَيْثُ احْتَاجَ النَّاسُ إِلَى مِثْلِي1.
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: رَأَيْتُ الثَّوْرِيَّ بِمِكَّةَ جَالِسًا فِي السُّوقِ يَأْكُلُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ سُفْيَانُ إِذَا قِيلَ لَهُ: إِنَّهُ رُئِيَ فِي الْمَنَامِ، قَالَ: أَنَا أَعْرَفُ بِنَفْسِي مِنْ أَصْحَابِ الْمَنَامَاتِ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْجَزَرِيُّ: لَوْ لَقِيتَ سُفْيَانَ فِي طَرِيقِ الْحَجِّ وَمَعَكَ فَلْسَانِ تُرِيدُ أَنْ تَصَّدَّقَ بِهِمَا وَأَنْتَ لا تَعْرِفُ سُفْيَانَ، لَظَنَنْتَ أَنَّكَ تَضَعُهُمَا فِي يَدِهِ2.
وَقَالَ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَجَّرَ سُفْيَانُ نَفْسَهُ مِنْ جَمَّالٍ إِلَى مَكَّةَ، فَأَمَرُوهُ أَنْ يَعْمَلَ لَهُمْ خُبْزَةً فَلَمْ تَجِئْ جَيِّدَةً، فَضَرَبَهُ الْجَمَّالُ، فَلَمَّا قَدِمُوا مَكَّةَ دَخَلَ الْجَمَّالُ، فَرَأَى النَّاسَ حَوْلَ سُفْيَانَ، فَسَأَلَ فَقَالُوا: هَذَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، فَلَمَّا انْفَضَّ النَّاسُ، تَقَدَّمَ الْجَمَّالُ إِلَى سُفْيَانَ وَاعْتَذَرَ، فَقَالَ: مَنْ يُفْسِدُ طَعَامَ النَّاسِ يُصِبْهُ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ: دَخَلْنَا عَلَى سُفْيَانَ الثَّوريّ بِمَكَّةَ، قَالَ: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ فوالله لأنا إذ لم أركم خير مِنِّي إِذْ رَأَيْتُكُمْ، قَالَ: ثُمَّ لَمْ نَبْرَحْ حَتَّى تَبَسَّمَ.
قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: كَثْرَةُ الإِخْوَانِ مِنْ سَخَافَةِ الدِّينِ.
قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَخْوَفَ لِلَّهِ مِنْ سُفْيَانَ، كَانَ مَنْ رَآهُ كَأَنَّهُ فِي سَفِينَةٍ يَخَافُ الْغَرَقَ كَثِيرًا، مَا نَسْمَعُهُ يَقُولُ: يَا رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ3.
وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مَنْصُورٍ: كَلِمَتَانِ لَمْ يَكُنْ يَدَعُهُمَا سُفْيَانُ فِي مَجْلِسٍ: سَلِّمْ سَلِّمْ، عَفْوَكَ عَفْوَكَ.
وَقَالَ سُفْيَانُ: وَدِدْتُ أَنِّي انْفَلَتُّ لا عَلَيَّ وَلا لِي، وَهَذَا مُتَوَاتِرٌ عنه.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 365، 7/ 64".
2 أخرجه ابن الجوزي في صفة الصفوة "3/ 147".
3 أخرجه ابن سعد في طبقاته "6/ 371"، والبيهقي في الزهد "187"، وأبو نعيم في الحلية "6/ 392".(10/126)
قَالَ قَبِيصَةُ: كَانَ سُفْيَانُ كَأَنَّهُ رَاهِبٌ، فَإِذَا فِي الْحَدِيثِ أَنْكَرْتُهُ، يَعْنِي مِمَّا يَنْشَرِحُ.
وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ يَكُونُ كَأَنَّمَا يَقِفُ لِلْحِسَابِ، فَيَعْرِضُ بِذِكْرِ الْحَدِيثِ، فَيَذْهَبُ ذَلِكَ الْخُشُوعُ، فَإِنَّمَا هُوَ حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا1 عَلِيُّ بْنُ غَنَّامٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: لَقَدْ خِفْتُ اللَّهَ خَوْفًا، عَجَبًا لِي كَيْفَ لا أَمُوتُ، وَلَكِنْ لِي أَجَلٌ أَنَا بَالِغُهُ، وَلَقَدْ أَخَافُ أَنْ يَذْهَبَ عَقْلِي مِنْ شِدَّةِ الْخَوْفِ.
ابْنُ مَهْدِيٍّ: مَا عَاشَرْتُ رَجُلا أَرَقَّ مِنْ سُفْيَانَ، كُنْتُ أَرْقُبُهُ فِي اللَّيْلِ يَنْهَضُ مَرْعُوبًا يُنَادِي: النَّارَ، النَّارَ، شَغَلَنِي ذِكْرُ النَّارِ عَنِ النَّوْمِ وَالشَّهَوَاتِ.
قَالَ قَبِيصَةُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ ذِكْرًا لِلْمَوْتِ مِنْ سُفْيَانَ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ سُفْيَانُ يَذْكُرُ الْمَوْتَ فَلا يُنْتَفَعُ بِهِ أَيَّامًا.
وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: كَانَ سُفْيَانُ طَوِيلَ الْحُزْنِ، كَانَ يَبُولُ الدَّمَ مِنْ حُزْنِهِ وَتَكَدُّرِهِ2.
وَقَالَ عِصَامُ بْنُ يَزِيدَ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ جَبْرٍ: رُبَّمَا كَانَ يَأْخُذُ سُفْيَانُ فِي التَّفَكُّرِ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهِ النَّاظِرُ فَيَقُولُ: مَجْنُونٌ3.
وَقَالَ عَطَاءٌ الْخَفَّافُ: مَا لَقِيتُ سُفْيَانَ إِلا بَاكِيًا، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: أَخَافُ أَنْ أَكُونَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا4.
قَالَ يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: الْعَالِمُ طَبِيبُ الدِّينِ، وَالدِّرْهَمُ دَاءُ الدِّينِ، فَإِذَا جَرَّ الطَّبِيبُ الدَّاءَ إِلَى نَفْسِهِ فَمَتَى يُدَاوِي غَيْرَهُ5؟.
وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: لَيْسَ طَلَبُ الْحَدِيثِ مِنْ عدّة الموت لكّنه علّة يتشاغل به6.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 73".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 23"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "3/ 149".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 392".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 51".
5 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 361".
6 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 364".(10/127)
قُلْتُ: طَلَبُ الْحَدِيثِ قَدْرٌ زَائِدٌ عَلَى طَلَبِ الْعِلْمِ، وَهُوَ لَقَبٌ لأُمُورٍ عُرْفِيَّةٍ قَلِيلَةِ الْمَدْخَلِ فِي الْعِلْمِ، فَإِذَا كَانَ فُنُونٌ عَدِيدَةٌ مِنْ علم الآثار النبويّة بهذه المثابة، فما ظنّك بِطَلَبِ عِلْمِ الْجَدَلِ والعقليَّات وَالْمَنْطِقِ الْيُونَانِيِّ؟ آهٍ، وَاحَسْرَتَاهْ عَلَى قِلَّةِ مَنْ يَعْرِفُ دِينَ الإِسْلامِ كَمَا يَنْبَغِي، وَمَا أَحَلَّ فِي الْقَلِيلِ الْمُتَعَيَّنِ، إِذَا كَانَ مِثْلُ سُفْيَانَ يَوَدُّ أَنْ يَنْجُوَ مِنْ عِلْمِهِ كَفَافًا، فَمَا نَقُولُ: نَحْنُ؟ وَاغَوْثَاهُ بِاللَّهِ.
قَالَ الْخُرَيْبِيُّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: لَيْسَ شَيْءٌ أَنْفَعَ لِلنَّاسِ مِنَ الْحَدِيثِ.
وَسَمِعَهُ الْفِرْيَابِيُّ يَقُولُ: مَا مِنْ عَمَلٍ أَفْضَلَ مِنْ طَلَبِ الْحَدِيثِ إِذَا صَحَّتْ فِيهِ النِّيَّةُ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: لَمْ يَكُنْ مِثْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي زَمَانِهِ، وَالشَّعْبِيِّ فِي زَمَانِهِ، وَالثَّوْرِيِّ فِي زَمَانِهِ1.
وَقَالَ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ: شَبِعَ سُفْيَانُ لَيْلَةً فَقَالَ: إِنَّ الْحِمَارَ إِذَا زِيدَ فِي عَلَفِهِ، زِيدَ فِي عَمَلِهِ، فَقَامَ حَتَّى أَصْبَحَ.
وَقَالَ أبو أسامة: مرض سفيان فذهب بِبَوْلِهِ إِلَى الطَّبِيبِ، فَقَالَ: هَذَا بَوْلُ رَاهِبٍ، قَالَ: بَوْلُ مَنْ أَحْرَقَ الْحُزْنُ كَبِدَهُ، مَا لِذَا دَوَاءٌ.
قَالَ ضَمْرَةُ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: إِنَّمَا كَانَتِ الْعِرَاقُ تَجِيشُ عَلَيْنَا بِالْمَالِ وَالثِّيَابِ، ثُمَّ صَارَتْ تَجِيشُ عَلَيْنَا بِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ.
قَالَ ضَمْرَةُ: وَكَانَ سُفْيَانُ يَقُولُ: مَالِكٌ لَيْسَ لَهُ حِفْظٌ.
قَالَ عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ لِي سُفْيَانُ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَرَى غَدًا مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ، وَهُوَ يَتَمَنَّى أَنَّهُ لَمْ يُخْلَقْ مِمَّا هُوَ فِيهِ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: لَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا سُفْيَانُ، طَبَخْتُ لَهُ سكباحًا فأكل، ثم أتنيه بِزَبِيبِ الطَّائِفِ فَأَكَلَ، ثُمَّ قَالَ: يَا عَبْدَ الرَّزَّاقِ، اعْلِفِ الْحِمَارَ وَكَدِّهِ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي حَتَّى الصَّبَاحِ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ: رَأَيْتُ الثَّوْرِيَّ سَاجِدًا عِنْدَ الْبَيْتِ، فَطُفْتُ سبعة أسابيع قبل أن يرفع رأسه2.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 356"، والخطيب في تاريخه "9/ 154".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 57".(10/128)
وَقَالَ مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: قَدِمَ سُفْيَانُ مَكَّةَ، فَكَانَ يُصَلِّي الْغَدَاةَ، وَيَجْلِسُ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى ترفع الشَّمْسُ، ثُمَّ يَطُوفُ سَبْعَةَ أَسَابِيعَ، يُصَلِّي بَعْدَ أُسْبُوعٍ رَكْعَتَيْنِ يُطَوِّلُهُمَا، ثُمَّ يُصَلِّي إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ إِلَى الْبَيْتِ، فَيَأْخُذُ الْمُصْحَفَ فَيَقْرَأُ، فَرُبَّمَا نَامَ كَذَلِكَ، ثُمَّ يَخْرُجُ لِنِدَاءِ الظُّهْرِ، ثُمَّ يَتَطَوَّعُ إِلَى الْعَصْرِ، فَإِذَا صَلَّى الْعَصْرَ أَتَاهُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ، فَاشْتَغَلَ مَعَهُمْ إِلَى المغرب فيصلّي، ثم يتنقل إِلَى الْعِشَاءِ، فَإِذَا صَلَّى فَرُبَّمَا يَقْرَأُ ثُمَّ نام.
أَقَامَ بِمَكَّةَ نَحْوًا مِنْ سَنَةٍ عَلَى هَذَا.
قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، دَفَعَ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ الْخَلِيلِ كِتَابًا فِيهِ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُؤَمَّلٌ بِهَذَا.
فِي مَعِيشَتِهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: خَلَّفَ سُفْيَانُ مِائَتَيْ دِينَارٍ كَانَتْ مَعَ رَجُلٍ يَتَبَضَّعُ بِهَا.
وَقِيلَ: جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، تُمْسِكُ الدَّنَانِيرَ؟! وَكَانَ فِي يَدِ سُفْيَانَ خَمْسُونَ دِينَارًا، فَقَالَ: لَوْلاهَا لَتَمَنْدَلَ بِنَا هَؤُلاءِ الْمُلُوكُ1.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قَالَ الثَّوْرِيُّ: لَوْلا بُضَيْعَتُنَا تَلاعَبَ بِنَا هَؤُلاءِ.
قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: كَانَ بِضَاعَةُ سُفْيَانَ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ.
وَقَالَ مُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ: كَانَتْ لَهُ مَعِي بِضَاعَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَ يَأْتِي الْيَمَنَ يَتَّجِرُ وَيُفَرِّقُ مَا عِنْدَهُ عَلَى قَوْمٍ يَتَّجِرُونَ لَهُ، وَيَلْقَاهُمْ فِي الْمَوْسِمِ يُحَاسِبُهُمْ وَيَأْخُذُ الرِّبْحَ2.
قَالَ الْمَرْوَزِيُّ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ: لِمَاذَا ذَهَبَ الثَّوْرِيُّ إِلَى الْيَمَنِ؟ قَالَ: لِلتِّجَارَةِ وَلِلُقِيِّ مَعْمَرٍ، قُلْتُ: أَكَانَ لَهُ مِائَةُ دِينَارٍ؟ قَالَ: أَمَّا سَبْعُونَ فَصَحِيحَةٌ.
وَرُوِيَ أَنَّ سُفْيَانَ أَخَذَ مِنْ رَجُلٍ أَرْبَعَةَ آلافِ دِرْهَمٍ مُضَارَبةً فَاشْتَرَى بِهَا مَتَاعًا مِمَّا يُبَاعُ بِالْيَمَنِ، فَأَخَذَهُ مَعَهُ، فربح فيه نفقته.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 381".
2 أخرجه ابن سعد في طبقاته "6/ 372"، بسند ضعيف جدًا وفيه الواقدي وهو متروك.(10/129)
وَكَانَ الثَّوْرِيُّ يَقُولُ: عَلَيْكَ بِعَمَلِ الأَبْطَالِ: الْكَسْبُ مِنَ الْحَلالِ، وَالإِنْفَاقُ عَلَى الْعِيَالِ.
زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: الْحَلالُ تِجَارَةُ بَرَّةٌ، أَوْ عَطَاءٌ مِنْ إِمَامٍ عَادِلٍ، أَوْ صِلَةٌ مِنْ أَخٍ مُؤْمِنٍ، أَوْ مِيرَاثٌ لَمْ يُخَالِطْهُ شَيْءٌ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ يقول: يا عبّاد ارفعوا رؤوسكم، فقد وَضَحَ الطَّرِيقُ، وَلا تَكُونُوا عَالَةً عَلَى النَّاسِ1.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: أَكَلْتُ عِنْدَ سُفْيَانَ خُشْكُنَانِجَ أُهْدِيَ لَهُ.
وَقَالَ مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: دَخَلْتُ عَلَى سُفْيَانَ وَهُوَ يَأْكُلُ طَبَاهِجَ بِبَيْضٍ، فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: اكْتَسِبُوا حَلالا وَكُلُوا طَيِّبًا.
وَمِنْ مَوَاعِظِهِ:
قَالَ: الدُّنْيَا كَرَغِيفٍ عَلَيْهِ عَسَلٌ، وَقَعَ عَلَيْهِ الذُّبَابُ، فَانْقَطَعَ جَنَاحُهُ فَمَاتَ، وَلَوْ سُرَّ بِرَغِيفٍ يَابِسٍ مَا هَلَكَ2.
قَالَ وَكِيعٌ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ الْيَقِينَ وَقَعَ فِي الْقَلْبِ كَمَا يَنْبَغِي لَطَارَ شَوْقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَخَوْفًا مِنَ النَّارِ، وَقَالَ: إِنَّمَا الزُّهد فِي الدُّنْيَا قِصَرُ الأَمَلِ3.
وَعَنْهُ قَالَ: الْيَقِينُ أَنْ لا تَتَّهِمَ مَوْلاكَ فِي كُلِّ مَا أصابك، وإيّاك والتَّشبُّه بالجبابرة، وقال بالزُّهد يبصِّرك اللَّهُ عَوْرَاتِ الدُّنْيَا، وَعَلَيْكَ بِالْوَرَعِ يَخِفُّ حِسَابُكَ، وَادْفَعِ الشَّكَّ بِالْيَقِينِ يَسْلَمُ دِينُكَ، وَدَعْ مَا يُرِيبُكَ إِلَى مَا لا يُرِيبُكَ.
وَقَالَ: مَا أُعْطِيَ رَجُلٌ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا إلاّ قيل له: خذه ومثله جرمًا.
وعنه، وقيل لَهُ: السَّلامَةُ أَنْ لا تَعْرِفَ، فَقَالَ: مَا إِلَى هَذَا سَبِيلٌ، لَكِنِ السَّلامَةُ فِي أَنْ لا تُحِبَّ أَنْ تَعْرِفَ.
وَعَنْ سُفْيَانَ قَالَ: إِذَا أَثْنَى عَلَى الرَّجُلِ جِيرَانُهُ أَجْمَعُونَ، فَهُوَ رجل سوء، قال:
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 382".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 55".
3 أخرجه البيهقي في الزهد "79"، وأبو نعيم في الحلية "6/ 386".(10/130)
وَكَيْفَ هَذَا؟ قَالَ: يَرَاهُمْ عَلَى الْمُنْكَرِ وَلا يُغَيِّرُ عَلَيْهِمْ، وَيَلْقَاهُمْ بوجهٍ طلقٍ1.
وَقَالَ الْفَضْلُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ محبَّبًا إِلَى جِيرَانِهِ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ مُدَاهِنٌ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غُنْيَةٍ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَصْفَقَ وَجْهًا فِي ذَاتِ اللَّهِ مِنْ سُفْيَانَ.
وَقَالَ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ سُفْيَانَ، فَلا يَكَادُ لِسَانُهُ يَفْتُرُ مِنَ الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ والنَّهي عَنِ الْمُنْكَرِ.
وَرَوَى يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ عَنْهُ قَالَ: إِنِّي لأَرَى الشَّيء يَجِبُ عليَّ أَنْ آمُرَ فِيهِ، فَلا أَفْعَلَ فَأَبُولُ دَمًا2.
وَعَنْ عَمْرِو بْنِ حَسَّانٍ قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ نِعْمَ الْمُدَاوِي إِذَا دَخَلَ الْبَصْرَةَ، حَدَّثَ بِفَضَائِلِ عَلِيٍّ، وَإِذَا دَخَلَ الْكُوفَةَ حَدَّثَ بِفَضَائِلِ عُثْمَانَ3.
وَعَنْ سُفْيَانَ قَالَ: هَؤُلاءِ الْمُلُوكُ قَدْ تَرَكُوا لَكُمُ الآخِرَةَ، فَاتْرُكُوا لَهُمُ الدُّنْيَا.
وَلَقِيَ كَاتِبًا فَقَالَ: حَتَّى مَتَى كُلَّمَا دَعَى ظَالِمٌ قُمْتَ مَعَهُ، غَدًا فَإِذَا حُوسِبَ حُوسِبْتَ، أَمَا آنَ لَكَ أَنْ تَتُوبَ؟.
فَصْلٌ من صدق:
قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ: ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، سَمِعْتُ مُهَلْهَلا يَقُولُ: خَرَجْتُ مَعَ سُفْيَانَ إِلَى مَكَّةَ، وَحَجَّ الأَوْزَاعِيُّ، وَرَافَقَنَا فِي بَيْتٍ ثَلاثًا، فَبَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ، دَخَلَ خصيٌّ فَقَالَ: قَدْ جَاءَ الأَمِيرُ، وَعَلَى النَّاسِ عَبْدُ الصَّمد عَمُّ الْمَنْصُورِ، فَأَمَّا أَنَا وَالأَوْزَاعِيُّ فَثَبَتْنَا، وَأَمَّا سُفْيَانُ فَدَخَلَ قَبْرًا، فَدَخَلَ الأَمِيرُ عَبْدُ الصَّمَدِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ الأَوْزَاعِيُّ، فَقَالَ: أَيْنَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ؟ قُلْنَا: دَخَلَ لِحَاجَتِهِ، وَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: إِنَّهُ لَيْسَ ببارحٍ حَتَّى تَخْرُجَ، فَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّكَ رَجُلُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ وَعالِمُهُمْ، بَلَغَنِي قُدُومُكَ فَأَحْبَبْتُ الاقْتِدَاءَ بَكَ، فَأَطْرَقَ سُفْيَانُ ثُمَّ قَالَ: أَلا أدلُّك على
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 30".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 24".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 26-27".(10/131)
خيرٍ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: اعْتَزِلْ مَا أَنْتَ فِيهِ، قَالَ: فَقُلْتُ: إِنَّا لِلَّهِ، تَسْتَقْبِلُ الأَمِيرَ بِهَذَا! قَالَ: فَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لا يَرْضَى مِنِّي بِهَذَا، وَقَامَ فَخَرَجَ مُغْضَبًا1.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ النُّعمان بْنِ عَبْدِ السَّلام قَالَ: مَرِضَ سُفْيَانُ بِمَكَّةَ وَمَعَهُ الأَوْزَاعِيُّ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ الصَّمَدِ، فَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْحَائِطِ، فَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: إِنَّهُ سَهِرَ الْبَارِحَةَ فَلَعَلَّهُ نَائِمٌ، فَقَالَ سُفْيَانُ: لَسْتُ بِنَائِمٍ، لَسْتُ بِنَائِمٍ، فَقَامَ عَبْدُ الصَّمَدِ، فَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ لِسُفْيَانَ: أَنْتَ مُسْتَقْتِلٌ لا يَحِلُّ لأحدٍ أن يصحبك2.
وقال إبراهيم بن أعين: كيف أصبُّ الْمَاءَ عَلَى سُفْيَانَ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَجَاءَ عَبْدُ الصَّمَدِ أَمِيرُ مَكَّةَ فَسَلَّمَ عَلَى سُفْيَانَ، فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟.
قَالَ: أَنَا عَبْدُ الصَّمد، قال: كيف أنت؟ اتّق الله، وإذا كَبَّرْتَ فَأَسْمِعْ3.
يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ وَمَا كَانَ خَلْفَهُ مَنْ يكبِّر.
زَيْدُ بْنُ أَبِي خُدَاشٍ، أَنَّ الثَّوْرِيَّ لَقِيَ شَرِيكًا فَقَالَ: بَعْدَ الْفِقْهِ وَالْخَيْرِ تَلِي الْقَضَاءَ! قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَهَلْ لا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ قاضٍ، فَقَالَ سُفْيَانُ: وَلا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ شُرَطِيٍّ4.
وَقَالَ قَبِيصَةُ: قِيلَ لِشَرِيكٍ: إِنَّ سُفْيَانَ قَالَ: أَيُّ رَجُلٍ أَفْسَدُوا؟ قَالَ: لَوْ كَانَ لِسُفْيَانَ بَنَاتٌ أَفْسَدُوهُ أَكْثَرَ مِمَّا أَفْسَدُونِي.
وَلَقِيَ سُفْيَانُ يُونُسَ بْنَ مِسْمَارٍ فَقَالَ: يَا يُوسُفُ: أَسْمَنْتَ الْبِرْذَوْنَ وَأَهْزَلْتَ الدِّينَ، فَقَالَ: أَنَا أَنْفَعُ لِلنَّاسِ مِنْكَ، أَتَكَلَّمُ فِي الْمَحْبُوسِ فَيُطْلَقُ، ويجيء الْمَلْهُوفُ فَأُعِينُهُ، وَأَتَكَلَّمُ فِي الْحَمَّالَةِ، وَأَسْعَى فِي الأمور، قال: وكان سفيان إذ لَقِيَهُ بَعْدُ سَلَّمَ عَلَيْهِ.
وَعَنْ سُفْيَانَ قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ الْقَارِئَ، يَعْنِي الْمُتَزَهِّدَ، يَلُوذُ بِالسُّلْطَانِ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ لِصٌّ، وَإِذَا رَأَيْتَهُ يَلُوذُ بِالأَغْنِيَاءِ فاعلم أنه مرائي، فَإِيَّاكَ أَنْ تُخْدَعَ بِقَوْلِ: أَرُدُّ مَظْلَمَةً، وَأَدْفَعُ عَنْ مَظْلُومٍ، فَإِنَّ هَذِهِ خُدْعَةٌ مِنْ إِبْلِيسَ اتَّخذها فجّار القراء سلَّمًا5.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 39"، والخطيب في تاريخه "9/ 158-159".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 38-39".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 14".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 47".
5 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 387، 357" مختصرًا.(10/132)
فَصْلٌ:
قَالَ مُبَارَكٌ أَخُو سُفْيَانَ: رَأَيْتُ عَاصِمَ بْنَ أَبِي النَّجود: جَاءَ إِلَى سُفْيَانَ يَسْتَفْتِيهِ فَقَالَ: أَتَيْتَنَا يَا سُفْيَانُ صَغِيرًا، وَأَتَيْنَاكَ كَبِيرًا1.
وَقَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ، سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْكُوفَةِ أَفْضَلُ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوريّ.
وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: أَبْصَرَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبيعيّ سُفْيَانَ مُقْبِلا فَقَالَ: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} [مريم: 12] .
وَقَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ: مَا رَأَيْتُ كُوفِيًّا أَفْضَلَ مِنْ سُفْيَانَ.
سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ: ثَنَا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، سَمِعَ أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُ: لَوْ كَانَ سُفْيَانُ فِي التَّابِعِينَ لَكَانَ فِيهِمْ لَهُ شَأْنٌ.
وَعَنْهُ قَالَ: لَوْ حَضَرَ عَلْقَمَةُ وَالأَسْوَدُ لاحْتَاجَا إِلَى مِثْلِ سُفْيَانَ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَشْبَهَ بِالتَّابِعِينَ مِنْ سُفْيَانَ.
وَقَالَ شُعْبَةُ: سُفْيَانُ أَحْفَظُ مِنِّي، إِنَّهُ سَادَ بِالْوَرَعِ وَالْعِلْمِ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: سُفْيَانُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ.
وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَعْلَمَ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوريّ، ولا أرى هُوَ مِثْلَ نَفْسِهِ2.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: مَا نُعِتَ لِي رَجُلٌ إِلا وَجَدْتُهُ دُونَ نَعْتِهِ، إِلا الثَّوْرِيَّ.
قُلْتُ: هَذَا الرَّجُلُ وَأَمْثَالُهُ، مَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ هَذِهِ الْجَلالَةَ فِي الْقُلُوبِ سُدًى، فَحُبُّ سُفْيَانَ مِنَ الإِيمَانِ.
وَمِنْ شُيُوخِهِ:
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عُقْبَةَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَآدَمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وإسماعيل بن أميَّة، وابن
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 357"، والخطيب في تاريخه "9/ 163".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 358، 7/ 58"، والخطيب في تاريخه "9/ 155-156".(10/133)
أَبِي خَالِدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ السُّديّ، وَأَشْعَثُ بْنُ أَبِي الشَّعْثَاءِ، وَالأَغَرُّ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَأَيَادُ بْنُ لَقِيطٍ.
وَأَيُّوبُ بْنُ مُوسَى، وَبُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَبُكَيْرُ بْنُ عَطَاءٍ، وَبَيَانُ بْنُ بِشْرٍ وَأَبُو الْمِقْدَامِ ثَابِتُ بْنُ هُرْمُزَ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَثُوَيْرُ بْنُ أَبِي فَاخِتَةَ، وَجَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، وَجَامِعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ، وَجَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو الْفَقِيمِيُّ، وَحَمَّادٌ الْفَقِيهُ، وَرَبِيعَةُ الرَّأْيِ، والزُّبير بْنُ عَدِيٍّ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَسُمَيٌّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، وَسُهَيْلٌ، وَصَالِحُ بْنُ حَيٍّ، وَعَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، وَأَبُو الزِّناد، وَابْنُ طَاوُسٍ، وَابْنُ عُقَيْلٍ، وَابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، وَابْنُ أَبِي لَبِيدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَابِسٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رَفِيعٍ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بُشَيْرٍ، وَعَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَأَبُو حُصَيْنٍ عُثْمَانُ بْنُ عُثْمَانَ الْبَتِّيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الأَحْمَرِ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، وَعَلِيُّ بْنُ بَذِيمَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ جُدْعَانَ، وعمارة بن القعقعاع، وَعَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، وَفِرَاسٌ الْهَمْدَانِيُّ، وَقَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، وَأَبُو الزُّبير مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، ومطرِّف بْنُ طَرِيفٍ، وَمَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ، وَمُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ، وَمُغِيرَةُ بْنُ النُّعمان، وَالْمِقْدَامُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَمَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ، وَمُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ، وَمَيْسَرَةُ بْنُ حَبِيبٍ، وَمَيْسَرَةُ الأَشْجَعِيُّ، وَأَبُو حَمْزَةَ مَيْمُونٌ الأَعْوَرُ، وَهِشَامُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَوَاصِلٌ الأَحْدَبُ، وَيَحْيَى بْنُ أبِي إِسْحَاقَ، وَيَحْيَى بن هانئ بن عروة، ويزيد بم أَبِي زِيَادٍ، وَيَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيبانيّ، وَأَبُو بَكْرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْجَهْمِ، وَأَبُو الْجُوَيْرِيَةِ الْجَرْمِيُّ، وَأَبُو خَالِدٍ الدَّالانِيُّ، وَأَبُو هَاشِمٍ الرَّماديّ، وَأَبُو يَعْفُورٍ الْعَبْدِيُّ.
وَمِنْ تَلامِذَتِهِ:
أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، شَيْخُ الثُّغُورِ، وَأَحْوَصُ بْنُ جَوَّابٍ، وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، وَابْنُ عليَّة، وَبِشْرُ بن السَّريّ، وبشر بن منصور السّليميّن وثابت بن محمد بن الْعَابِدُ، وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَخَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى، وَرَوْحٌ، وَزَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُقْبَةَ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَضَمْرَةُ، وَالْخُرَيْبِيُّ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَعَلِيُّ بْنُ قَانِعٍ، وَعَمْرٌو الْعَنقَزِيُّ، وَالْقَاسِمُ الْجَرْمِيُّ، وَأَبُو الهمام الدلال،(10/134)
وَمُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، وَأَبُو حُذَيْفَةَ النَّهديّ، وَمُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، والنُّعمان بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، وَيَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الْعَدَنِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبيريّ، وَأَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ الْحَضْرَمِيُّ، وَأَبُو سُفْيَانَ الْمَعْمَرِيُّ، وَأَبُو عَاصِمٍ الْعَقَدِيُّ.
وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ خَلْقٌ لا يُحْصَوْنَ، وَآخِرُ ثِقَةٍ رَوَى عَنْهُ هُوَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ.
152- سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ1، أَبُو رَوْحٍ الأَزْدِيُّ، النَّمريّ، الْبَصْرِيُّ. -خ. م. د. س.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَثَابِتٍ، وَقَتَادَةَ، وَأَبِي ظِلالٍ هِلالٍ، وَأَبِي غَالِبٍ حَزَوَّرٍ وَيَزِيدَ بْنِ الشِّخِّير إِنْ كَانَ لَقِيَهُ، وَعَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحٌ الْحَدِيثِ.
وَرَوَى الْبُخَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْبُوبٍ: أَنَّهُ مَاتَ فِي آخِرِ سِنَةِ سبعٍ وَسِتِّينَ.
وَقَدْ وَهِمَ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ.
وَقَدْ رُمِيَ بِالْقَدَرِ، إِلا أَنَّهُ مِنَ الْعَابِدِينَ.
قَالَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: كَانَ مِنْ أَعْبَدِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فِي زَمَانِهِ.
153- سَلَمَةُ بْنُ العيَّار2، الدِّمشقيّ، أَبُو مُسْلِمٍ. -ن- مَوْلَى بَنِي فَزَارَةَ، وَاسْمُ أَبِيهِ أَحْمَدُ بْنُ حُصَيْنٍ.
رَوَى عَنْ: أَبِي الزُّبير، وَثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، وَجَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَمَرْوَانُ الطَّاطريّ، وعبد الله بن يوسف.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/- 283"، التاريخ الكبير "4/ 134"، الجرح والتعديل "4/ 258"، تهذيب التهذيب "4/ 286-287".
2 التاريخ الكبير "4/ 84"، الجرح والتعديل "4/ 167"، الثقات لابن حبان "8/ 284"، التهذيب "4/ 152-153".(10/135)
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: هُوَ أَثْبَتُ أَصْحَابِ الأَوْزَاعِيِّ، مَعَ يَزِيدَ بْنِ السَّمط.
وَكَانَا وَرِعَيْنِ فَاضِلَيْنِ، صَحِيحَيِ الْحِفْظِ، عَلَى حَالِ تَقَلُّلٍ مِنَ الدُّنْيَا مَا تلبَّسا بِشَيْءٍ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ عَشَرَةِ أَحَادِيثَ.
قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ ثلاثٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ ثمانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، مَاتَ شَابًّا.
154- سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ1، أَبُو مُعَاذٍ -ت. س- بصريٌّ مَشْهُورٌ.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، والزُّهريّ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
وَعَنْهُ: الزُّهري شَيْخُهُ، وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَطَائِفَةٌ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، فِيمَا قِيلَ، وَقِيلَ: إِنَّ الَّذِي وَثَّقَهُ هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُعَاذٍ، وَقِيلَ: ابْنُ قَرْمٍ. نُسِبَ إِلَى جَدِّهِ.
وَقَالَ أبو زرعة الرّازيّ: سليمان بن أرقم لَيْسَ بِذَاكَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْمَتِينِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هُوَ رَافِضِيٌّ غالٍ يَقْلِبُ الأَخْبَارَ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: تَرَكُوهُ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابن معين: ليس بشيء، وقال مرة: ليس يَسْوَى فَلْسًا.
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُلَيْمَانُ بْنُ أرقم لا يسوى شيئًا، ولا يُرْوَى عَنْهُ.
وَقَالَ السَّعديّ: سَاقِطٌ.
وَقَالَ الدَّارقطنيّ: مَتْرُوكٌ.
قُلْتُ: مِنْ بَلايَاهُ حَدِيثُهُ عَنِ الزُّهري، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: "اطلبوا
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 2-3"، الجرح والتعديل "4/ 100-101"، ميزان الاعتدال "2/ 196"، التهذيب "4/ 168".(10/136)
الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ، وتسمَّوا بِخِيَارِكُمْ، وَإِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قومٍ فَأَكْرِمُوهُ".
155- سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدٍ1، أَبُو دَاوُدَ الْمَازِنِيُّ.
عَنْ: عِمْرَانَ بْنِ زَيْدٍ الْمَدَنِيِّ، وَعَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ قُدَامَةَ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الغدَّانيّ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ.
156- سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، الْحَمْرَاوِيُّ الْمِصْرِيُّ، الأَفْطَسُ، الْفَقِيهُ، الْعَابِدُ، كَانَ متألِّهًا قَوَّالا بِالْحَقِّ، فَقِيهًا.
حَمَلَ عَنْهُ: ابْنُ الْقَاسِمِ، وَإِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ سَنَةَ ثمانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
157- سُلَيْمَانُ بْنُ الْقَاسِمِ2، أَبُو الرَّبِيعِ الْجُمَحِيُّ، الْمِصْرِيُّ، الزَّاهِدُ. أَحَدُ السَّادَةِ الأَوْلِيَاءِ. وُلِدَ سَنَةَ عشرٍ وَمِائَةٍ، وَأَخَذَ عَنِ التَّابِعِينَ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ الْفَقِيهُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ سُلَيْمَانَ بْنَ الْقَاسِمِ قَطُّ، هُمَا اثْنَانِ أَقْتَدِي بِهِمَا فِي دِينِي: سُلَيْمَانُ فِي الْوَرَعِ، وَمَالِكٌ فِي الْعِلْمِ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: كَأَنَّ اللَّهَ قَدْ لَيَّنَ لِسُلَيْمَانَ ظَهْرَهُ، وَكَانَ مَسْجِدُهُ فِرَاشَهُ، قَالَ سَعِيدٌ الآدَمِيُّ: خَرَجَ سُلَيْمَانُ بْنُ قَاسِمِ، رَحِمَهُ اللَّهُ، إِلَى مَكَّةَ فَمَا نَامَ فِي مَحْمَلٍ، وَلا اضْطَجَعَ لنومٍ حَتَّى رَجَعَ.
ابْنُ وَهْبٍ: عَنْ سُلَيْمَانَ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [هود: 7] [الملك: 2] قَالَ: لَمْ يَقُلْ أَكْثَرَ. مَاتَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ سَنَةَ ثلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
158- سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمِ بْنِ مُعَاذٍ3، أَبُو دَاوُدَ الضَّبيّ. -م. د. ت. س- وَيُنْسَبُ إِلَى جَدِّهِ، فَيُقَالُ فِيهِ: سُلَيْمَانُ بْنُ مُعَاذٍ.
كُوفِيٌّ صَالِحُ الْحَدِيثِ، وَهُوَ الَّذِي وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، لا ابْنُ أَرْقَمَ، وَلَكِنْ وَهِمَ بعض
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 25"، الجرح والتعديل "4/ 130"، الثقات لابن حبان "6/ 393".
2 الجرح والتعديل "4/ 137".
3 التاريخ الكبير "4/ 33"، الجرح والتعديل "4/ 136-137"، ميزان الاعتدال "2/ 219"، التهذيب "4/ 213-214".(10/137)
الْحُفَّاظِ، وَدَخَلَتْ عَلَيْهِ تَرْجَمَةٌ فِي تَرْجَمَةٍ.
رَوَى ابْنُ قَرْمٍ عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ، وَأَبُو الجوَّاب، وَآخَرُونَ.
وَهُوَ شيعيٌّ مُفْرِطٌ، ضعَّفه ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ خَيْرٌ مَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ.
قَالَ عَبَّاسٌ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: سُلَيْمَانُ بْنُ مُعَاذٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ، ثَنَا عَنْهُ الطَّيَالِسِيُّ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ أَيْضًا، عَنْ يَحْيَى قَالَ: سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ يُحَدِّثُ عَنِ الأَعْمَشِ، كَانَ ضَعِيفًا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لا أَرَى بِهِ بَأْسًا، لَكِنَّهُ يُفْرِطُ فِي التَّشيُّع.
159- سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ1، الْبَصْرِيُّ -ع.
عَنِ: الزُّهريّ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: أَخُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ وعفَّان، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبوذكيّ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ سَعْدَوَيْهِ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ ثِقَةً.
قَالَ النَّسائيّ: لا بَأْسَ بِهِ، يكنَّى: أبا دَاوُدُ، وَعَنِ الزُّهريّ: فَفِيهِ شَيْءٌ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهليّ: سَكَنَ الْبَصْرَةَ، وَمَا رَوَى عَنِ الزُّهريّ، فَإِنَّهُ قَدِ اضْطَرَبَ فِي أَشْيَاءَ، وَهُوَ في غير الزُّهري أثبت.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 33-34"، الجرح والتعديل "4/ 138"، ميزان الاعتدال "2/ 220"، التهذيب "4/ 215-216".(10/138)
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ الْوَاسِطِيُّ مُضْطَرِبُ الحديث، وروى عن: حُصَيْنٌ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ أَحَادِيثَ لا يُتَابَعُ عَلَيْهَا.
قُلْتُ: قَدْ تَقَرَّرَ أَنَّهُ صَدُوقٌ يُحْتَجُّ بِهِ.
مَاتَ سَنَةَ ثلاثٍ وَسِتِّينَ.
160- سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ1.
عَنْ: مَكْحُولٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَخَالِدِ بْنِ مَيْمُونٍ، وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بن مخلد الرُّعينيّ، وعمرو بن هشام البيروتيّ، وغيرهما.
قال ابن عديّ: عامّة أحاديث مَنَاكِيرُ، وَلَمْ أَرَ لِلْمُتَقَدِّمِينَ فِيهِ كَلامًا.
قُلْتُ: ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَمَا وَثَّقَهُ أَحَدٌ.
161- سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْقَيْسِيُّ2، مَوْلاهُمُ، الْبَصْرِيُّ، أَبُو سَعِيدٍ، أَحَدُ الأَعْلامِ –ع.
عَنِ: الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَحُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبوذكيّ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَخَلْقٌ.
قَالَ أَبُو نُوحٍ قُرَادٌ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ سَيِّدُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ: مَا رَأَيْتُ بَصْرِيًّا أَفْضَلَ مِنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَكَانَ مِنْ خِيَارِ الرِّجَالِ.
وَسُئِلَ ابْنُ عليَّة عَنْ حُفَّاظِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَقَالَ: سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَأَظُنُّهُ سمَّى غَيْرَهُ.
وَقَالَ يَحْيَى بن معين: حديثه ثقة.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 138"، ميزان الاعتدال "2/ 221-222".
2 الطبقات الكبرى "7/ 280"، التاريخ الكبير "4/ 38"، الجرح والتعديل "4/ 144-145"، تهذيب الكمال "12/ 69-73"، سير أعلام النبلاء "7/ 415-419"، تهذيب التهذيب "4/ 220-221".(10/139)
قَالَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: نَا وُهَيْبٌ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ يَقُولُ لَنَا: خُذُوا عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَكُنَّا نَأْتِيهِ وَهُوَ فِي نَاحِيَةٍ، وأبوه في ناحية.
قلت: مَاتَ سُلَيْمَانُ سَنَةَ خمسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
162- سُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ1.
زَاهِدُ أَهْلِ الشَّامِ فِي زَمَانِهِ، أَبُو أيّوب، كان أكثر مقامه بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَدَخَلَ بَيْرُوتَ.
حَكَى عَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْفَقِيهُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسَفَ الْفِرْيَابِيُّ، وَيُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، وَحُذَيْفَةُ الْمَرْعَشِيُّ.
قَالَ السَّري السَّقطيّ: أَرْبَعَةٌ كَانُوا قَدْ أَعْمَلُوا أَنْفُسَهُمْ فِي طَلَبِ الْحَلالِ، وَلَمْ يُدْخِلُوا أَجْوَافَهُمْ إِلا الحلال: وهيب ابن الْوَرْدِ، وَشُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، وَيُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، وَسُلَيْمَانُ الخوَّاص، فَنَظَرُوا إِلَى الْوَرَعِ، فَلَمَّا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأُمُورُ، فَزِعُوا إِلَى التَّعلُّل أَوْ قَالَ التَّذلُّل.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الخوَّاص: قَالَ لِي بِشْرٌ الْحَافِي: أَتَمَنَّى أَرْبَعَةً: يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ، والثَّوريّ، وَسُلَيْمَانَ الْخَوَّاصَ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ.
وقال الفريابيّ: كنت في مجلس في الأَوْزَاعِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَسُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ، فَذَكَرَ الأَوْزَاعِيُّ الزُّهاد فَقَالَ: أَمَا نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِثْلَهُمْ؟ فَقَالَ سَعِيدٌ: مَا رَأَيْتُ أَزْهَدَ مِنْ سُلَيْمَانَ الْخَوَّاصَ، وَلَمْ يَشْعُرْ سَعِيدٌ بِأَنَّهُ فِي الْمَجْلِسِ، فقنَّع سُلَيْمَانُ رَأْسَهُ وَقَامَ، فَأَقْبَلَ الأَوْزَاعِيُّ عَلَى سَعِيدٍ فَقَالَ: لا تَعْقِلْ مَا تَقُولُ؟ تُؤْذِي جَلِيسَنَا، تُزَكِّيهِ فِي وَجْهِهِ2.
رَوَى أَبُو سَهْلٍ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سُلَيْمَانَ الْخَوَّاصِ، فَرَأَيْتُهُ جَالِسًا فِي الظُّلْمَةِ وَحْدَهُ، فَكَلَّمْتُهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: ظُلْمَةُ الْقَبْرِ أَشَدُّ، فَقُلْتُ: أَلا تَطْلُبُ لَكَ رَفِيقًا؟ قَالَ: أَخَافُ أَنْ لا أَقُومَ بِحَقِّهِ، قُلْتُ: هَذَا مَالٌ صَحِيحٌ أَصَبْتُهُ وَأَنَا لَكَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةَ، خُذْهُ فَأَنْفِقْهُ، قَالَ: يا سعيد إنّ نفسي لن تجبني إلى ما
__________
1 حلية الأولياء "8/ 276-277"، صفة الصفوة "3/ 273-274"، سير أعلام النبلاء "8/ 159".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 276".(10/140)
رَأَيْتَ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ لا تَقُولَ، فَإِنْ أَخَذْتَ مَالَكَ ثُمَّ فَرِغَ فَمَنْ لِي بِمِثْلِهِ صَحِيحٌ1؟.
فَتَرَكْتُهُ ثُمَّ عُدْتُ مِنَ الْغَدِ فَقُلْتُ: بَلَغَنِي فِي الْحَدِيثِ أَنَّ؟ الرَّجُلَ لا تُسْتَجَابُ دَعْوَتُهُ فِي الْعَامَّةِ حَتَّى يَكُونَ نَقِيَّ الْمَطْعَمِ، نقيَّ الْمَلْبَسِ، فَادْعُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ دَعْوَةً، فَابْتَدَرَ الْبَابَ مُغْضَبًا ثُمَّ قَالَ: أَنْتَ بِالأَمْسِ تُفَتِّنِّي، وَأَنْتَ الْيَوْمَ تُشْهِرُنِي؟! فَأَتَيْتُ الأوزاعيَّ، فَقَالَ لِي: يَا سَعِيدُ، دَعْ سُلَيْمَانَ الْخَوَّاصَ وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ أدهم فإنهما لو كانا أَدْرَكَا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَكَانَا مِنْ خِيَارِ الصَّحَابَةِ2.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خيبق، قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: ذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أدهم بالذكر، وذهب الْخَوَّاصُ بِالْعَمَلِ.
يَعْقُوبُ بْنُ كَعْبٍ الأَنْطَاكِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْخَوَّاصِ. وَقِيلَ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ شَكَوْكَ أَنَّكَ تَمُرُّ فَلا تُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ: فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا ذَاكَ لفضلٍ أَرَاهُ عِنْدِي، ولكني شبه الحنش إن ثورته ثار، وإن قَعَدْتُ مَعَ النَّاسِ جَاءَنِي مَا أُرِيدُ وَمَا لا أُرِيدُ3.
وَقَالَ مُؤَمَّلُ بْنُ إِهَابٍ: رَأَى رَجُلٌ كَأَنَّ الْقِيَامَةَ قَدْ قَامَتْ، وَنُودِيَ: لِيَقُمِ السَّابِقُونَ الأَوَّلُونُ، فَقَامَ سُفْيَانُ الثَّوريّ، ثُمَّ قَامَ سُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ. ثُمَّ نُودِيَ: لِيَقُمِ السَّابِقُونَ، فَقَامَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ.
وَعَنْ سُلَيْمَانَ الْخَوَّاصِ قَالَ: كيف آكل الخبز وأنا لا أرى إجارة الطَّوَاحِينِ4.
قُلْتُ: لَمْ يَرْوِ الْخَوَّاصُ شَيْئًا. مَا ظَفِرْتُ لَهُ بِوَفَاةٍ، وَلَكِنَّ وَفَاتَهُ قَرِيبَةٌ مِنْ وَفَاةِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، رَحِمَهُمَا اللَّهُ.
163- سُهَيْلُ بْنُ أَبِي5 حَزْمٍ الْقُطَعِيُّ، أَبُو بَكْرٍ الْبَصْرِيُّ -ع. م- وَهُوَ أَخُو حَزْمٍ الْقُطَعِيِّ.
رَوَى عَنْ: أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، وثابت البناني.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 277"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "3/ 273-274".
2 أخرجه ابن الجوزي في صفة الصفوة "3/ 273-274".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 277".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 277".
5 التاريخ الكبير "4/ 106"، الجرح والتعديل "4/ 247-248"، تهذيب التهذيب "4/ 261".(10/141)
وعنه: ابن المبارك، وزيد بن الحباب، وشعيب بن محرز، وهدبة بن خالد، وبشر بن الوليد الكندي، وحبان بن هلال.
وسمى حبان والده عبد الله، وقيل: بل اسم أبيه مهران.
وروى إسحاق الكوسج، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَكَذَا قَالَ النَّسَائِيُّ.
164- سَوَادَةُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ الْقَطَّانُ1، وَاسْمُ أَبِيهِ مُسْلِمٌ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَمُوسَى التَّبوذكيّ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
165- سُوَيْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ2، أَبُو حَاتِمٍ الْبُسْتِيُّ الْحَنَّاطُ، بِالنُّونِ، الْعَطَّارُ.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ، وَقَتَادَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ.
وعَبْدُ اللَّهِ الْقَطَّانُ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَشَيْبَانُ بْنُ فرُّوخ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَعِدَّةٌ.
رَوَى الْكَوْسَجُ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: صَالِحُ الحديث.
وروى عثمان الدّاراميّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ، أَرْجُو أَنْ لا يَكُونَ فِيهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدِيثُهُ حَدِيثُ أَهْلِ الصِّدق.
وَقَالَ النَّسائيّ فِي الْكُنَى: لَيْسَ ثِقَةً.
وَقَالَ فِي كِتَابِ الضُّعَفَاءِ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَلَى الأَثْبَاتِ.
قِيلَ: مات سنة سبعٍ وستين ومائة.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 186"، الجرح والتعديل 4/ 293"، تهذيب التهذيب "4/ 265-266".
2 التاريخ الكبير "4/ 148"، الجرح والتعديل "4/ 237"، ميزان الاعتدال "2/ 247"، التهذيب "4/ 270-271".(10/142)
"حرف الشِّينِ":
166- شَبِيبُ بْنُ شَبِيبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الأَهْتَمِ1، أَبُو مَعْمَرٍ التَّمِيمِيُّ الْمِنْقَرِيُّ الْبَصْرِيُّ -ت.
أَحَدُ الْخُطَبَاءِ الْبُلَغَاءِ والإخباريّين الأَلِبَّاءِ.
رَوَى عَنِ: الْحَسَنِ: وَابْنِ سِيرِينَ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قرَّة، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَالأَصْمَعِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو سَلَمَةَ الْمِنْقَرِيُّ، وَجُبَارَةُ بْنُ المغلِّس، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةٌ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الدّارقطنيُّ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يُتَشَاغَلُ بِمَا انْفَرَدَ بِهِ.
قُلْتُ: كَانَ إِخْبَارِيًّا عَلامَةً مفوَّهًا وَأَمِيرًا جَلِيلا. وُلِّيَ إِمْرةَ الرَّيِّ لِلْمَهْدِيِّ.
قَالَ الْمَنْصُورُ لَهُ: عِظْنِي وَأَوْجِزْ. قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَرْضَ مِنْ نَفْسِهِ لَكَ أَنْ جَعَلَ فَوْقَكَ أَحَدًا، فَلا تَرْضَ لَهُ مِنْ نَفْسِكَ بِأَنْ يَكُونَ عَبْدٌ هُوَ أَشْكَرُ مِنْكَ.
قِيلَ لابْنِ الْمُبَارَكِ: تَأْخُذُ عَنْ شَبِيبٍ وَهُوَ يَدْخُلُ عَلَى الأُمَرَاءِ؟ فَقَالَ: خُذُوا عَنْهُ، فإنّه أشرف من أَنْ يَكْذِبَ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ شَيْبَةَ قَالَ: كُنْتُ فِي مَوْكِبِ الْمَنْصُورِ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ رُوَيْدًا، إِنِّي أَمِيرٌ عَلَيْكَ. فَقَالَ: وَيْلُكَ أَأَمِيرٌ عليَّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ قرَّة: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَقْطَفُ الْقَوْمِ دابَّة أميرهم"2.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 232"، الجرح والتعديل "4/ 358"، ميزان الاعتدال "2/ 262-263"، التهذيب "4/ 307".
2 "حديث ضعيف": وفيه صاحب الترجمة وهو ضعيف.(10/143)
قَالَ: أَعْطُوهُ دَابَّةً، فَهُوَ أَهْوَنُ مِنْ أَنْ يَتَأَمَّرَ عَلَيْنَا.
وَقَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: خَرَجَ شَبِيبٌ مِنْ دَارِ الْمَهْدِيِّ، فَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ تَرَكْتَ النَّاسَ؟ قَالَ: تَرَكْتُ الدَّاخِلَ رَاجِيًا، وَالْخَارِجَ رَاضِيًا.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ نيِّفٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
167- شَبِيبُ بْنُ مِهْرَانَ الْقَسْمَلِيُّ1، أَبُو زِيَادٍ.
عَنْ: قَتَادَةَ.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ومعلَّى بْنُ أَسَدٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَغَيْرُهُمْ.
168- شَجَرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الدِّمَشْقِيُّ.
عَنْ: رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، وَيُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ.
وَعَنْهُ: مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطرّي، وَأَبُو مُسْهِرٍ. وثَّق.
169- شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ الْحِمْصِيُّ الأُمَوِيُّ2 -ع- مَوْلاهُمُ الْكَاتِبُ، صَاحِبُ الْخَطِّ الْمَنْسُوبِ، وَأَحَدُ الأَئِمَّةِ الثِّقات. أَبُو بِشْرِ بْنُ دِينَارٍ.
رَوَى عَنْ: نَافِعٍ، وَعِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، والزُّهريّ، وَعَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ بُخْتٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَأَبِي الزِّناد، وَأَبِي طُوَالَةَ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ بِشْرٌ، وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَأَبُو الْيَمَانِ، وَآخَرُونَ.
وَكَتَبَ عَنِ الزُّهري كِتَابًا مِنْ عِلْمِهِ لِأَجْلِ الْخَلِيفَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَانَ أَنِيقَ الورَّاقة وَاضِحَهُمْ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حمير، عن شعيب قال: وافقت الزُّهريّ إِلَى مَكَّةَ، فَكُنْتُ أَدْرُسُ أَنَا وَهُوَ القرآن جميعًا.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 233"، الجرح والتعديل "4/ 360"، الثقات لابن حبان "6/ 443"، الميزان "2/ 264".
2 الطبقات الكبرى "7/ 468"، التاريخ الكبير "4/ 222"، الجرح والتعديل "4/ 344-345"، تهذيب التهذيب "4/ 351".(10/144)
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هُوَ مِثْلُ عُقَيْلٍ، وَيُونُسَ فِي الزُّهريّ، كَتَبَ عَنِ الزُّهريّ إِمْلاءً لِلسُّلْطَانِ، كَانَ كَاتِبًا.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بن حنبل: سألت أبي: كيف سَمَاعَ شُعَيْبٍ مِنَ الزُّهري؟ قَالَ: يُشْبِهُ حَدِيثُهُ الإِمْلاءَ لَكِنَّ الشَّأْنَ فِيمَنْ سَمِعَ مِنْ شُعَيْبٍ. كَانَ رَجُلا ضَنِينًا فِي التَّحْدِيثِ.
قُلْتُ: كَيْفَ كَانَ سَمَاعُ أَبِي الْيَمَانِ عَنْهُ؟ فَقَالَ: كَانَ يَقُولُ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، قُلْتُ: فَسَمَاعُ ابْنِهِ بِشْرٍ؟ قَالَ: كَانَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبِي.
قُلْتُ: فَسَمَاعُ بَقِيَّةَ؟ قَالَ: شَيْءٌ يَسِيرٌ.
ثُمَّ قَالَ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ جَمَعَ جَمَاعَةً بَقِيَّةَ، وَابْنَهُ، فَقَالَ: هَذِهِ كُتُبِي ارْوُوهَا عَنِّي.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ: رَأَيْتُ كُتُبَ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، فَرَأَيْتُ كُتُبًا مَضْبُوطَةً مقيَّدة، وَرَفَعَ مِنْ ذِكْرِهِ.
قُلْتُ: فَأَيْنَ هُوَ مِنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ؟.
قَالَ: فَوْقَهُ.
قُلْتُ: فَأَيْنَ هُوَ مِنْ عُقَيْلٍ؟ قَالَ: فَوْقَهُ.
قُلْتُ: فَأَيْنَ هُوَ مِنَ الزُّبيدي؟ قَالَ: مِثْلُهُ.
وَقَالَ حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: كَانَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ قَلِيلَ السَّقط.
وَقَالَ الأَثْرَمُ: قَالَ أَحْمَدُ: لَقَدْ نَظَرْتُ فِي كُتُبِ شُعَيْبٍ، كَانَ ابْنُهُ قدَّمها إِلَيَّ، فَإِذَا بِهَا مِنَ الْحُسْنِ والصِّحة مَا لا يُقَدَّرُ -فِيمَا أَرَى- بَعْضُ الشَّبَابِ أَنْ يَكْتُبَ مِثْلَهَا صحَّة وَشَكْلا وَنَحْوَ ذَا. وَقَالَ المفضَّل الْغَلابِيُّ: كَانَ عِنْدَ شُعَيْبٍ، عَنِ الزُّهريّ نَحْوُ ألفٍ وَسَبْعُمِائَةِ حَدِيثٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: أَثْبَتُ النَّاسِ فِي الزُّهري مَالِكٌ، وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ وَسَمَّى جَمَاعَةً.(10/145)
وَقَالَ دُحَيْمٌ: شُعَيْبٌ ثِقَةٌ ثَبْتٌ، يُشْبِهُ حَدِيثُهُ حديث عقيل، ثم قَالَ: والزُّبيديّ فَوْقَهُ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمشقيّ: نَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: كَانَ شُعَيْبُ عِنْدَنَا مِنْ كِبَارِ النَّاسِ، وَكُنْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرٍ مِنْ أَلْزَمِ النَّاسِ لَهُ، وَكَانَ ضَنِينًا بِالْحَدِيثِ، كَانَ يَعِدُنَا الْمَجْلِسَ، فَنُقِيمُ نَقْتَضِيهِ إِيَّاهُ، فَإِذَا فَعَلَ فَإِنَّمَا كِتَابُهُ بِيَدِهِ، مَا يَأْخُذُهُ أَحَدٌ، وَكَانَ مِنْ صِنْفٍ آخَرَ فِي الْعِبَادَةِ. وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى نَفَقَاتِهِ، وَكَانَ الزُّهريّ مَعَهُمْ بالرُّصافة.
وَسَمِعْتُ شُعَيْبًا يَقُولُ لَهُ: يَا أَبَا يَحْمَدَ، قَدْ كَلَّتْ يَدِي مِنَ الْعَمَلِ، فَقُلْتُ لِعَلِيٍّ: مَا كَانَ يَعْمَلُ؟ قَالَ: كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ يُعَالِجُهَا بِيَدِهِ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: اعْرِضُوا عَلَيَّ كُتُبِي، فَعُرِضَ عَلَيْهِ كِتَابُ نَافِعٍ، وَكِتَابُ أَبِي الزِّناد.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: نَا سُلَيْمَانُ الْكُوفِيُّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الْيَمَانِ: مَا لِي أَسْمَعُكَ إِذَا ذَكَرْتُ صَفْوَانَ بْنَ عَمْرٍو تَقُولُ: ثَنَا صَفْوَانُ، وَإِذَا ذَكَرْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي مَرْيَمَ تَقُولُ: ثَنَا، وَإِذَا ذَكَرْتُ شُعَيْبًا تَقُولُ: أَخْبَرَنَا، فَغَضِبَ، فَلَمَّا سَكَنَ قَالَ لِي: مَرِضَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، فَأَتَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَبَقِيَّةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ فِي رجالٍ أَنَا أَصْغَرُهُمْ، فَقَالُوا: كُنَّا نُحِبُّ أَنْ نَكْتُبَ عَنْكَ، وَكُنْتَ مُمْتَنِعًا فَدَعَا بقفةٍ لَهُ، فَقَالَ: مَا فِي هَذِهِ إِلا مَا سَمِعْتُهُ مِنَ الزُّهري وَكَتَبْتُهُ وصحَّحته، فَلَمْ يَخْرُجْ مِنْ يَدِي، فَإِنْ أَحْبَبْتُمْ فَاكْتُبُوهَا، قَالُوا: فَنَقُولُ مَاذَا؟ قَالَ: تَقُولُونَ: أَنْبَأَنَا شُعَيْبٌ، أخبرنا شعيب، وإن أَحْبَبْتُمْ أَنْ تَكْتُبُوهَا عَنِ ابْنِي فَقَدْ قَرَأْتُهَا عَلَيْهِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمشقيّ: نَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى شُعَيْبٍ حِينَ احْتُضِرَ، فَقَالَ: هَذِهِ كُتُبِي، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَهَا فَلْيَأْخُذْهَا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْرِضَ فَلْيَعْرِضْ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْمَعَهَا مِنِ ابْنِي فَلْيَسْمَعْهَا، فَإِنَّهُ قَدْ سَمِعَهَا مِنِّي.
قَالَ يَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَغَيْرُهُ مَاتَ شُعَيْبٌ سَنَةَ ثلاثٍ وستِّين وَمِائَةٍ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وستِّين.
170- شعيب بن رزيق1 الفلسطينيّ، أبو شيبة.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 217"، الجرح والتعديل "4/ 346"، الثقات لابن حبان "8/ 308".(10/146)
سَكَنَ ثَغْرَ طَرَسُوسَ.
وَرَوَى عَنِ: الْحَسَنِ، وَجَمَاعَةٍ.
سَيَأْتِي.
171- شُعَيْبُ بْنُ كَيْسَانَ1، الْكُوفِيُّ.
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَحَمَّادِ بْنِ أبي سليمان، وثابت بن جابان، وغيرهم.
عنه: عُثْمَانُ بْنُ فَايِدٍ، وَعُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ الْبُخَارِيّ: لا يُعْرَفُ لَهُ سَمَاعٌ مِنْ أَنَسٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَلَيَّنَهُ الْعُقَيْلِيُّ.
172- شُعَيْبُ بْنُ مَيْمُونٍ الْبُزُورِيُّ2.
عَنْ: حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبِي حُبَابٍ، وَأَبِي هَاشِمٍ الرُّمّاني، وَالْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: مَنْصُورُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، وَشَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، وَغَيْرُهُمَا.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَهُ مَنَاكِيرُ، لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَجْهُولٌ.
173- شَيْبَانُ النَّحويّ3 -ع.
هو شيبان بن عبد الرحمن، مَوْلَى بَنِي تَمِيمٍ، أَبُو مُعَاوِيَةَ الْبَصْرِيُّ، نَزِيلُ الكوفة، وأحد الأئمة المتعيّنين.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 219"، الجرح والتعديل "4/ 351"، الثقات لابن حبان "4/ 356".
2 التاريخ الكبير "4/ 222"، الجرح والتعديل "4/ 352"، تهذيب التهذيب "4/ 357".
3 الطبقات الكبرى "6/ 377"، التاريخ الكبير "4/ 354"، الجرح والتعديل "4/ 355-356"، وسير أعلام النبلاء "7/ 406-408"، تهذيب التهذيب "4/ 373-374".(10/147)
نَزَلَ الْكُوفَةَ فأدَّب بِهَا أَوْلادَ الأَمِيرِ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ الْعَبَّاسِيِّ.
وَرَوَى عَنِ: الْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ، وَالْحَكَمِ، وَهِلالٍ الْوَزَّانِ، وَزِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَطَالُوتَ، وقلَّ ما رَوَى عَنِ الْحَسَنِ.
رَوَى عَنْهُ: الْحَسَنُ الأَشْيَبُ، وَحُسَيْنٌ المرُّوذيّ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ المؤدِّب، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
وَقِيلَ فِي نَسَبِهِ النَّحويّ: إِنَّمَا هُوَ إِلَى نَحْوِ بْنِ شَمْسٍ، بَطْنٍ مِنَ الأَزْدِ. وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، وَغَيْرُهُ: بَلْ كَانَ أَدِيبًا نَحْوِيًّا.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: شَيْبَانُ، ثَبْتٌ فِي كُلِّ المشايخ.
وقال يعقوب ين شَيْبَةَ: كَانَ صَاحِبَ حُرُوفٍ وَقِرَاءَاتٍ مَشْهُورَةٍ بِذَلِكَ.
قلت: أخذ القراءة عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ.
سَمِعَ مِنْهُ الْحُرُوفَ جَمَاعَةٌ، وَقَدْ سَكَنَ بَغْدَادَ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ أَيْضًا مِنَ الْكِبَارِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ.
وَكَانَ يُؤَدِّبُ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ الْهَاشِمِيَّ.
وَقَدْ سُئِلَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، كَيْفَ حَالُهُ فِي الأَعْمَشِ؟ فَقَالَ: ثِقَةٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مَعْمَرٍ فِي قَتَادَةَ.
قُلْتُ: قَدْ وَثَّقَهُ النَّاسُ، وَاحْتَجَّ بِهِ أَهْلُ الصِّحاح.
وَسُئِلَ أَبُو حَاتِمٍ فَقَالَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: شَيْبَانُ ثِقَةٌ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
قُلْتُ: وَوَقَعَ لِي مِنْ طَرِيقِهِ حَدِيثٌ عَالٍ فِي الْمُخَلِّصَاتِ، عَنِ الْبَغَوِيِّ، عَنِ ابْنِ الْجَعْدِ، كَتَبْتُهُ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ.
174- شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَانَ، المطوَّعي الْمَرْوَزِيُّ الْغَازِي.(10/148)
يَرْوِي عَنْ: دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَمَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ صَاحِبِ أَنَسٍ. وَعَنْهُ: مُصْعَبُ بْنُ بِشْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ.
كَانَ مِنْ رؤوس الْمُجَاهِدِينَ بِخُرَاسَانَ.
175- شَيْبَانُ الرَّاعِي1.
عَابِدٌ صَالِحٌ زَاهِدٌ قَانِتٌ لِلَّهِ، لا أَعْلَمُ مَتَى تُوُفِّيَ، وَلا مَنْ حَمَلَ عَنْهُ، وَلا ذَكَرَ لَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ سِوَى حِكَايَةٍ وَاحِدَةٍ2، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ الرَّبَضِيِّ.
قَالَ: كَانَ شَيْبَانُ الرَّاعِي إِذَا أَجْنَبَ وَلَيْسَ عِنْدَهُ مَاءٌ، دَعَا، فَجَاءَتْ سَحَابَةٌ فَأَظَلَّتْهُ، فَاغْتَسَلَ مِنْهَا، وَكَانَ يَذْهَبُ إلى الجمعة، فيخطّ على غنمه، فيجيء فَيَجِدُهَا عَلَى حَالَتِهَا.
"حرف الصَّادِ":
176- صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ3، الأَزْدِيُّ، الْبَصْرِيُّ، الشَّاعِرُ، الْمُتَكَلِّمُ، الْمُتَفَلْسِفُ.
لَهُ شِعْرٌ رَائِقٌ، وَحِكَمٌ، وَوَصَايَا مَا عَلَيْهَا رَوْنقُ الإِسْلامِ.
وَيُقَالُ: إِنَّ أَبَا الْهُذَيْلِ الْعَلافَ لَحِقَهُ وَنَاظَرَهُ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يَعِظُ بِالْبَصْرَةِ وَيَقُصُّ.
قَتَلَهُ الْمَهْدِيُّ عَلَى الزَّنْدَقَةِ، فيُرْوَى عَنْ قُرَيْشٍ الْخُتَّلِيِّ: أَنَّ الْمَهْدِيَّ دَعَانِي يَوْمًا فَذَكَرَ أَنَّهُ أَمَرَهُ بِالْمَسِيرِ عَلَى الْبَرِيدِ إِلَى الشَّامِ، وَكَتَبَ لَهُ عَهْدًا أَنَّهُ أَمِينٌ عَلَى كُلِّ بَلَدٍ يَدْخُلُهُ، حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ، وَأَمَرَهُ إِذَا دَخَلَ دِمَشْقَ أَنْ يَأْتِيَ إِلَى حَانُوتِ عطّار أو حانوت قَطَّانٍ، فَيَلْقَى رَجُلا يُكْثِرُ الْجُلُوسَ هُنَاكَ، وَهُوَ شَيْخٌ فَاضِلٌ نَاصِلُ الْخِضَابِ. يُقَالُ لَهُ: صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ، فَسَارَ وَفَعَلَ وَدَخَلَ الْحَانُوتَ، فَإِذَا بِصَالِحٍ فِيهِ، فَأَخَذَهُ وَقَيَّدَهُ، فَحَمَلَهُ عَلَى البريد إلى العراق.
__________
1 حلية الأولياء "8/ 317"، وتهذيب تاريخ دمشق "6/ 60"، وصفة الصفوة "4/ 348-350".
2 حلية الأولياء "8/ 317"، تاريخ دمشق "15/ 79".
3 الجرح والتعديل "4/ 408"، تهذيب تاريخ دمشق "6/ 373-378"، ميزان الاعتدال "2/ 297-298".(10/149)
فَقَالَ الْمَهْدِيُّ: أَنْتَ فُلانٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَنَا صَالِحٌ. قَالَ: فَزِنْدِيقٌ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنْ شَاعِرٌ أفسق في شعري، قال: اقرأه، فالتقوى سكنية، قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ كِتَابَ الزَّنْدَقَةِ فَقَالَ: أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ فَاسْتَبْقِنِي، وَأَنْشَدَهُ لِنَفْسِهِ:
مَا يَبْلُغُ الأَعْدَاءُ مِنْ جَاهِلٍ ... مَا يَبْلُغُ الْجَاهِلُ مِنْ نَفْسِهِ
وَالشَّيْخُ لا يَتْرُكُ أَخْلاقَهُ ... حَتَّى يُوَارَى فِي ثَرَى رَمْسِهِ
فَقَالَ الْمَهْدِيُّ: يَا قُرَيْشُ، امْضِ بِهِ إِلَى الْمُطْبَقِ، قَالَ: فَفَعَلْتُ، فَلَمَّا قَرُبْتُ مِنَ الْخُرُوجِ أَمَرَنِي فَرَدَدْتُهُ، فَقَالَ لَهُ: أَلَسْتَ الْقَائِلَ:
وَالشَّيْخُ لا يَتْرُكُ أَخْلاقَهُ؟
قَالَ: بَلَى، قَالَ: لا تَدَعُ أَخَلاقَكَ حَتَّى تَمُوتَ، خُذُوهُ، فَضَرَبُوهُ بِأَسْيَافِهِمْ، ثُمَّ وَثَبَ الْمَهْدِيُّ فَضَرَبَهُ نِصْفَيْنِ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ بَصْرِيُّ.
وَمِنْ شِعْرِهِ:
الْمَرْءُ يَجْمَعُ بِخُطُوبٍ تُفَرِّقُ ... وَيَظَلُّ يَرْقَعُ وَالزَّمَانُ يُمَزِّقُ
وَلِأَنْ يُعَادِي عَاقِلا خَيْرٌ لَهُ ... مِنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ صَدِيقٌ أَحْمَقُ
فَارْغَبْ بِنَفْسِكَ لا تُصَادِقْ أَحْمَقًا ... إِنَّ الصَّدِيقَ عَلَى الصَّدِيقِ مُصَدِّقُ
وَزِنِ الْكَلامَ إِذَا نَطَقْتَ فَإِنَّمَا ... يُبْدِي عُيُوبَ ذَوِي الْعُقُولِ الْمَنْطِقُ
لا أَلْفَيَنَّكَ ثَاوِيًا فِي غُرْبَةٍ ... إِنَّ الْغَرِيبَ بِكُلِّ سَهْمٍ يُرْشَقُ
مَا النَّاسُ إِلا عَامِلانِ، فَعَامِلٌ ... قَدْ مَاتَ مِنْ عَطَشٍ، وَآخَرُ يَغْرَقُ
وَإِنِ امْرُؤٌ لَسَعَتْهُ أَفْعَى مَرَّةً ... تَرَكَتْهُ حِينَ يَجُرُّ حَبْلَ يُفَرِّقُ
إِنَّ التَّرَفُّقَ لِلْمُقِيمِ مُوَافِقٌ ... فَإِذَا يُسَافِرُ فَالتَّرَفُّقُ أَوْفَقُ
بَقِيَ الَّذِينَ إِذَا يَقُولُوا يَكْذِبُوا ... وَمَضَى الَّذِينَ إِذَا يَقُولُوا يَصْدُقُوا
وَمِنْ شِعْرِهِ:
لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تُخْشَى غَوَائِلُهُ ... وَلا الْعَدُوُّ عَلَى حَالٍ بمأمون(10/150)