ترجمة عبد الله بن خميس
ـ ولد عام 1339هـ/ 1920م في قرية الملقى ضواحي الدرعية, تلقى مبادىء القراءة والكتابة بكتاتيبها ولزم والده وقرأ عليه كتبا أهمها: ابن تيمية، وابن كثير, وابن القيم وبعض كتب التاريخ والأدب.
ـ بعد أن أنهى دراسته الثانوية, التحق بكليتي الشريعة واللغة بمكة المكرمة وحصل على شهادتيهما.
ـ تقلد عدة وظائف منها مدير معهد الأحساء العلمي, ومدير كليتي الشريعة واللغة بالرياض, ومدير عام رئاسة القضاء ووكيل وزارة المواصلات ورئيس مصلحة مياه الرياض.
ـ أصدر مجلة الجزيرة ثم تحولت إلى جريدة يومية.
ـ عضو في المجمع اللغوي بالقاهرة ودمشق, والمجمع العلمي العراقي, ونائب رئيس جمعية الدرعية, وعضو في مجلس إدارة مؤسسة الجزيرة, ومجلس إدارة مجلة الدارة.
ـ يواصل النشر في الصحف والمجلات, ويشارك في المهرجانات والمؤتمرات الأدبية والندوات الشعرية.
وبن خميس من شعراء القصيدة العمودية الرواد بالمملكة عرفت عنه مداخلاته حول الشعر والشعر الشعبي وله من الدواوين الشعرية: على ربى اليمامة، وأهازيج الحرب بالإضافة إلى كتاباته النثرية العديدة.
ـ مثل المملكة في عدة مؤتمرات أدبية خارج البلاد.
ـ حاز جائزة الدولة التقديرية للأدب.
ـ دواوينه الشعرية: على ربى اليمامة 1983م ـ أهازيج الحرب 1989م.
ـ أعماله الإبداعية الأخرى: من أحاديث السمر: (قصص واقعية) 1977م.
ـ مؤلفاته: منها: الأدب الشعبي في جزيرة العرب ـ الشوارد ـ المجاز بين اليمامة والحجاز ـ شهر في دمشق ـ راشد الخلاوي ـ بلادنا والوزيت ـ معجم اليمامة.
-------------
بواسطة العضو الطرطوشي(1/217)
عبد الله بن سعدي الغامدي العبدلي
* اسمه وكنيته:
هو شيخنا الشيخ العلامة المجاهد المعمّر الأثري السلفي أبو عبد الرحمن عبد الله بن سعدي بن عبد الله بن علي آل رافع بن عطية الغامدي العبدلي - بارك الله في عمره وغفر له -.
* مولده:
ولد الشيخ - حفظه الله - في مطلع القرن الرابع عشر الهجري، وهو عن نفسه يقول: (لا أعرف متى ولدت) ، وفي تقدير الأحوال المدنية المدوّن في حفيظة النفوس، قدر مولده عام (1333هـ) ، ويقول أحد أبناءه وهو فضيلة الدكتور / يحي بن عبد الله بن سعدي: (في الحقيقة هو يذكر أشياء قبل هذا التاريخ، مما يدل على أن مولده كان قبل ذلك، إضافة إلى أنه وجد بعض الوثائق المكتوبة بخطه سنة (1343هـ) ، ويستبعد أن يكون قد كتبها وهو في سن العاشرة.
وكانت ولادته في قرية (مصب) المعروفة الآن بقرية (مسبا) ، وهي من قرى محافظة الباحة، وقد دخلت الآن في مدينة الباحة نتيجة للزحف العمراني.
- نشأته وطلبه للعلم ورحلته فيه:
نشأ الشيخ في قريته المذكورة، ثم لما امتد به العمر رحل إلى مكة
المكرمة، وطلب العلم فيها، والتقى بأكابر العلماء ذلك الحين في الحرم المكي، وفي دار الحديث، وأخبرني الشيخ بنفسه أنه كان في بادئ أمره يميل إلى الفقه الشافعي، وقرأ فيه كثيرا، وحفظ (متن الزبد) ، ثم حبب إليه اتباع الأثر ونبذ التقليد، فتحرر من التمذهب، وإن كانت دراسته شملت بعض كتب المذهب الحنبلي عند مشايخه في نجد كما سيأتي ذكره.
ويقول شيخنا لي: (بأنه حين عودته من مكة إلى الباحة، مرّ بالطائف، وأدركته الصلاة بمسجد: (الهادي) فلما صلى به، إذا بشيخ حوله جماعة من الطلاب، وهو يقرأ من كتابٍ ويعلّق عليه، فانضممت إلى الحلقة، وسمعت منه كلاماً يطيب به القلب، وينشرح له الخاطر، فسألت من هذا الشيخ؟ ، فقالوا لي: هو الشيخ أحمد المغربي المالكي (1) ، فلما انتهى الشيخ من الدرس، ابتدرته، وأثنيت على درسه وسألته عن هذا الكتاب الذي علق به قلبي ومسامعي؟ ، فقال لي: هذا كتاب " فتح المجيد شرح كتاب التوحيد "، للشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله تعالى -، فطلبت منه أن يعيرني الكتاب لقراءته فرفض لعدم توفر نسخ منه عنده ذلك الحين، ولكن قال لي بإمكانك أن تحضر معنا هذا الدرس كلّ يوم، قال شيخنا: فقطعت نية السفر إلى الباحة، ومكثت عنده أياماً عدّة استمع فيها إلى الكلام في التوحيد الذي من أجله خلقنا الله تعالى، ثم عدّت إلى الباحة، ولم أطل فيها المكث فرجعت إلى مكة، وبحثت عن كتاب " فتح المجيد " حتى اشتريته) .
ثم طاف الشيخ البلاد وجاب فيها، فتجول في سهول تهامة وجبال السروات، ورحل إلى اليمن، وطاف بمدن الشمال، والقصيم، ورحل إلى أهل العلم في نجد، وبلاد الوشم، في كلّ ذلك يلتقي بالعلماء ويستفيد من علومهم، ومن أشهرهم كما سيأتي الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله -، فقد لازمه عشر سنوات أو يزيد، وحفظ عنده المتون وقرأ عليه الكثير.
كما له مذاكرات وصلة بشيخنا العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله -، منذ أن كان الشيخ عبد العزيز قاضياً في الدلم إلى قبل وفاته رحمه الله، وكان شيخنا عبد العزيز بن باز - رحمه الله - يجلّه ويحترمه، ويعرف له جهوده في الدعوة ويثني عليه، وقد سمعت شيخنا ابن باز - رحمه الله - يثني عليه أكثر من مرّة، ومن عادته أنه كان يبعثني بالسلام عليه والتهنئة بالعيد أكثر من مرّة.
- جهوده الدعوية ومؤلفاته:
كان الشيخ ممن بذل جسده ووقته في الدعوة إلى التوحيد وإنكار الشرك والبدع والخرافات، فكانت له الجهود المذكورة المشتهرة في بلاد غامد وزهران، وجبال السروات، وسهول تهامة، في الدعوة إلى التوحيد، وتعليمه للناس، وإنكار الشرك والخرافات، وهدم القبور التي يعتقد فيها جهلة العوام، وأحرق كتب السحر والشعوذة أين ما وجدها، وكان ممن لا تأخذه في الله لومة لائم - هكذا نحسبه والله حسيبه -، حتى لقي من الأذى والإنكار، ومعارضة أهل الشرك والهوى والحسد، ما لقي الدعاة المصلحين من قبله من الأنبياء وأتباعهم، فأذاعوا عنه الشتائم والافتراءات، فأظهر الله له النصرة، ومحبة الولاة والعلماء وعامة الناس له، حتى خوّله الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - وبعده الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - بالوعظ وتعليم الناس التوحيد، ونشر العلم، ودعم ذلك تأييد الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - له، وكتابة وصاية لولاة الأمر وأمراء المدن حينئذٍ بمساعدته وتسهيل سبل الدعوة له.
وقد عرض عليه القضاء وبعض المناصب الدينية فرفضها.
وهذا الجهد من الشيخ لم يترك له الوقت الكافي في التفرغ للتأليف والكتابة، ولكنّه كتب عدة رسائل منها:
1- كتاب " الإيضاحات السلفية ".
2- كتاب " منهج المنعم عليهم ".
3- كتاب " تحذير الناس من منهج المغضوب عليهم ".
4- كتابه الفريد: " عقيدة الموحدين والرد على الضلاّل
والمبتدعين "، مجموع رسائل لأئمة الدعوة السلفية
في التوحيد، كان له من النفع والانتشار الشي الذي
يسعد قلوب الموحدين.
5- وله مكاتبات ورسائل وبحوث مختصرة، موجودة ضمن
مكتبته العامرة.
ومع ذلك فإن الشيخ - حفظه الله - معروف عند من داخله بالجلد في القراءة والكتابة، حتى إنه ينهي المطولات في فترة وجيزة مع التعليق عليها وفهرسة الفوائد والتنبيهات.
-عبادته وزهده وأخلاقه:
من جميل وصف شيخنا - حفظه الله - أنه من المداومين على العبادة وممن أعطوا فيها جلداً كبيراً، وكان فترة نشاطه لا ينقطع من الإكثار من صلاة النافلة وصوم النوافل، زيادة على كثرة إخباته وتضرعه إلى الله تعالى، ومما جرّب عن شيخنا - حفظه الله - أنه مجاب الدعوة، عظيم الرجاء بالله، وله قصص ووقائع عدة تدل على ذلك.
ومما جرب على الشيخ أيضاً صدق التوكل على الله عز وجل، وتسليم أمره لله عز وجل، وسجل عنه العديد من القصص في ذلك حين معاداة خصومه له وقت شبابه إلى أن طرحه المرض على الفراش.
ومع ما تقدم من ذكر وصفه، هو لا يحب الظهور، والإكثار من المدح، ويكثر من تحقير نفسه أمام جلسائه، ويقول: (أنا أستفيد منكم أكثر) ، ويرفض أن ينثني له الزوار كي يقبلوا رأسه وهو جالس، ويمنع هذا منعاً شديداً، ويكتفي بالمصافحة، ومن قبل رأسه قسراً يقبل الشيخ رأسه مثل ما صنع؟! ، ويلح بكرم الضيافة على كلّ من زاره في بيته، ويسأل زائريه عن أقربائهم من الآباء والأمهات، والإخوان والأخوات، ويهتم بأمور المسلمين في جميع أنحاء العالم، فيظهر الفرح لفرحهم، ويظهر الحزن إذا حلّت بهم مصيبة أو مظلمة، ويدعو لهم بإلحاح شديد بالنصرة والتأييد.
ولا يتكلّف الشيخ - حفظه الله - في لباسه، ولا في بيته، وكان إلى عهد قريب يسكن في بيت له قديم بحي الثقافة بالطائف، ومجلسه في
مكتبته الصغيرة المساحة المليئة بالكتب حتى السقف، ثم انتقل مؤخراً إلى حي الأمير أحمد بالردّف على طريق الشفا.
وهو مجلٌّ لأمر التوحيد، مكثر للمذاكرة فيه، كثير الاستحثاث لطلابه وزائريه على قراءة كتب التوحيد ومؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه - رحمهم الله تعالى -.
ومن هذه المحبة بالتوحيد والتعلّق به، أكسبته فطنة في التوحيد، تستنكر الشرك بجميع صوره الأكبر والأصغر.
ومن حسن خلقه إجلاله لحكام الدولة السعودية وإكثار الدعاء لهم، رافعاً يده إلى السماء، بصلاحهم وصلاح بطانتهم، ونصر الإسلام بهم، ويحفظ الكثير عنهم من أخبار وقصص لمن عاصرهم من حكّام هذه البلاد من لدن المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله تعالى - إلى هذا اليوم.
كما إنه يكثر الدعاء لأهل العلم، ومن حسن دينه عنده منهم، وظهرت له سلامته من البدع والأهواء، كالشيخ ابن عتيق وابن سحمان ومحمد بن إبراهيم والأمير الصالح خالد بن لؤي والإخوان أهل التوحيد وابن باز، ومن أقرانه أيضاً كالشيخ فهد بن حمين والشيخ المعمّر محمد بن سعيد القحطاني وناصر بن حمد وغيرهم.
ويحذر بالضد من أهل الأهواء والبدع بأعيانهم وطوائفهم، وربما يدعو عليهم أحياناً.
ويعلق على كتبهم بالذم لهم، وقد قرأت بعض ذلك في انتقاده بعض دعاة الوثنية في هذا الزمان، وقال عنه: (هذا المشرك الخبيث) .
وربما كاتب ولاة الأمر ومن ينوب عنهم في بيان ضرر بعض الفرق المنحرفة، ودعاة الضلالة، للأخذ على أيديهم ووقاية الناس من شرورهم.
ومن حسن أخلاقه شدّة صبره على البلاء، في دينه ودنياه، فكما تقدم من الإشارة إلى معارضة بعض الناس له في دعوته وأذيتهم له، كذلك الشيخ شديد الصبر بما يعاني من أمراض الآن، شديد التألم منها، ولكن ما يبرح أن يسلي نفسه بالصبر، ويحمد الله على حاله، ومن راءه حين اشتداد مرضه - شفاه الله منه - يظن بأن الشيخ لا يشتكي من شيٍ سوى الإقعاد.
وهو لا يكثر من الذهاب إلى الأطباء تجريداً للتوكل، واحتساباً للأجر، ويقول: (الطبيب هو الذي أمرضني فهو يشفين!!) .
-أولاده وطلابه:
للشيخ من الأولاد الذكور ستة، وهم:
عبد الرحمن وإبراهيم وإسحاق ويحي وعيسى ونوح.
وطلابه كثير منهم: ذعار بن زايد الحارثي ودوخي بن زيد الحارثي،
ومشعان بن زايد الحارثي، 5- كاتب هذه الترجمة بدر العتيبي.
-ثناء أهل العلم عليه:
لقد لقي الشيخ من معاصريه الثناء والاحترام له، والاعتراف بفضائله، وممن أثنى على الشيخ من أهل العلم شيخه مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله، فقال في تزكيته له: (من
محمد بن إبراهيم إلى من يراه من قضاة وأمراء المسلمين ممن أعطاهم الله السلطة والقدرة على نصر الدعاة لدين الله، وفقني الله وإياهم لما يحبه ويرضاه.
وبعد: فحامل خطابي هذا الشيخ / عبد الله بن سعدي العبدلي الغامدي قد تصدى للدعوة إلى الله، وتعليم الجهال أمر دينهم، ومعرفة ما أوجب الله من التوحيد وعبادة الله وحده لا شريك له، والتحذير مما ينافي ذلك من الشرك الأكبر، أو ينافي كماله الواجب من الشرك الأصغر، من البدع القادحة فيه، ومن المعاصي المنقصة لثواب أهله، نسأل الله أن يمنحه التوفيق ... ) ، (ص/م 3116 في 23 / 10 / 1378هـ) ، من مجموع فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم (13 / 157- 158) .
وفي تقريظ الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى - لكتاب شيخنا المسمّى بـ " عقيدة الموحدين "، قال عنه الشيخ ابن باز: (فقد تقدم إليّ الأخ في الله فضيلة الشيخ / عبد الله بن سعدي الغامدي، وهو معروف بصدقه وأمانته وغيرته الدينية ووقوفه ضد الخرافات والأعمال الشركية والبدع ونحوها، وذبه عن العقيدة الإسلامية والدعوة إليها، ومكافحة ما يخالفها..)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt ... %DB%C7%E3%CF%ED
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/218)
عبد الله بن يوسف الجديع
ترجمة الشيخ عبد الله بن يوسف الجديع بقلمه.
كتبت رسالة للشيخ الكريم عبد الله بن يوسف الجديع وفقه الله ورعاه، وسألته فيها عن بعض المسائل العلمية في كتابه هذا، وفي غيره، كما سألته عن كتبه التي لم تطبع بعد، وطلبت منه أن يكتب لي ترجمة لنفسه. فأجابني -وفقه الله - برسالة طويلة. فأحببت أن أضع هنا ما يتعلق بترجمته منها، ليطلع الجميع على ترجمة هذا الشيخ الجليل وفقه الله، وقد ذكرت له في رسالتي أنني أريد ترجمته لنشرها، فأنا أعتبر نشري لها بناء على أصل سؤالي له، وهذه الترجمة هو الذي كتبها بنفسه. قال وفقه الله:
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حياك الله فضيلة الشيخ عبد الرحمن الشهري، وأحبك الله كما أحببتني فيه، وجمعنا وإياك في الجنة.
أخي الكريم.. اعذرني ابتداء على تأخر إجابتي، فكثرة انشغالي حالت بيني وبين ذلك.
ما سألت عنه من كتبي إن كان منشوراً أو غير منشور، فالشأن في جميع ما سميت مما لم تطلع عليه بعد أنه لم ينشر بعد، سوى كتاب (تحرير علوم الحديث) فإنه على وشك الصدور، تمم الله بخير.
وأما ما رغبت في ترجمة لأخيك، فالعجالة لا تسمح بتفصيل، لكني أذكر لك بإيجاز:
أنا عبد الله بن يوسف بن عيسى بن يعقوب اليعقوب الجديع العنزي.
بصري المولد والنشأة، من أسرة عملها الحرث والزرع، في قضاء أبي الخصيب من مدينة البصرة، في قرية تسمى بـ (اليهودي) مع أن لا أثر فيها ليهودي!
ولدت سنة 1959 ميلادية.
تلقيت الدراسة الابتدائية في قريتي، كما تلقنت قراءة القرآن وحفظت منه طرفاً وتعلمت أحكام التجويد على شيخي الأول محمود بن فالح، رفع الله قدره، ثم وأنا ابن اثنتي عشرة سنة لحقت بالمدارس الشرعية، والتي سميت من بعد بـ (المعهد الإسلامي) في مدينة البصرة، وبقيت في هذا المعهد حتى تخرجت منه سنة 1978م، وفيه بنيت لدي قاعدة العلوم الشرعية، تلقيت فيه العلوم على منهاجها القديم الأزهري على مشايخ كرام، منهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، رفع الله أقدارهم وأحسن ثوابهم، أجلهم في نفسي شيخي العلامة أبو عمر عادل بن كايد البصري، رحمه الله، والذي عنه تلقيت علوم الحديث والعقائد والفرق.
وأستاذي في العربية العلامة خليل بن عبد الحميد العقرب، والذي كان يقول: إني أجد للحن إذا سمعته ألماً في أذني، وشيخي الفقيه الشافعي عبد الكريم الحمداني، وابنه شيخنا نزار الحمداني، وشيخي وخالي إبراهيم الفائز، وشيخي الفقيه نجم الفهد، وغيرهم، أحسن الله جزاءهم.
رقيت المنبر وأنا ابن خمس عشرة أو ست عشرة سنة، وعملت إماماً في مدينة (الزبير) لأكثر من سنتين، قبل أن أفارق العراق إلى دولة الكويت صيف سنة 1978م، وهناك بقيت حتى سنة 1993م، وكانت محل تنمية العلوم الشرعية، كانت فسحة العمر في تخريج الفروع على الأصول.
عملت إماماً في وزراة الأوقاف وخارجها لنحو من ثماني سنين، ومشرفاً على برامج السنة النبوية في شركة (صخر) أول جهة تصدر برامج السنة على الحاسب الآلي، وذلك لمدة أربع سنين. كما أتممت حفظ القرآن وما فتح الله به من السنة أثناء مكثي في الكويت.
وفي هذه الفترة كتبت عدداً كبيراً من الأبحاث، وجميع ما نشر لي قبل سنة 1993م فهو مما أنجزته في الكويت، إلى أبحاث أخرى من إنجاز تلك الفترة لم تنشر بعد.
وفي بريطانيا أرض المهجر، اجتهدت في إيجاد صيغة أبقى من خلالها في نفس طريقي في البحث والتحقيق، فأنشأت مركزاً خاصاً بي للبحث العلمي، والحمد لله نحن ماضون في ذلك على هذا النحو.
أحد أعضاء المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، والذي يضم عدداً كبيراً من علماء الأمة، وشغلت وظيفة الأمين العام للمجلس لمدة سنتين، طلبت العفو منها دفعاً عن نفسي الانشغال بعمل إداري، وأرأس اللجنة الفرعية للفتوى التابعة للمجلس، كذلك المستشار الشرعي لمسجد مدينة ليدز الكبير، وأقوم بالعمل الاستشاري في المجالات المالية الإسلامية لبعض الشركات.
لي ولدان: محمد ويوسف. وزوجتي إنجليزية مسلمة، والحمد لله.
هذه خلاصة في السيرة الذاتية) .
ثم أجاب على الأسئلة ثم ذيل ذلك فكتب (وفقكم الله، وإلى صلة إن شاء الله.
أخوكم
عبد الله بن يوسف الجديع.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt ... &threadid=14786
----------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/219)
عبد الله بن عمر بن سليمان الدميجي
استاذ مشارك.
تاريخ الميلاد: 1377هـ.
مكان الميلاد: الرياض.
كلية التخرج: كلية الشريعة.
جامعة التخرج: جامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة.
التخصص العام: شريعة.
التخصص الدقيق: العقيدة.
المشاركات والخبرات العلمية:
(1) معيد، ثم محاضر، ثم عضو هيئة تدريس بالكلية (أستاذ مشارك) .
(2) رئيس قس القراءات (فترة واحدة) .
(3) وكيل كلية الدعوة وأصول الدين (فترة واحدة)
النتاج العلمي:
(1) كتاب الشريعة للإمام الآجري. دراية وتحقيق
(2) الإمامة العظمى عند أهل السنة والجماعة (مجلد)
(3) التوكل على الله تعالى وعلاقته بالأسباب (مجلد واحد)
(4) اسم الله الأعظم ... (كتاب)
(5) ما لا بد منه في أمور الدين لأبي بكر قوتير (تحقيق وتعليق)
(6) فصل المقال وإرشاد الضال في توسل الجهال لأبي بكرفوتير (تحقيق وتعليق)
(7) التحقيق فيما نسب إلى أهل الطريق لأبي بكر فوتير (تحقيق وتعليق)
(8) تحرير الكلام في صفة الكلام لأبي بكر فوتير (تحقيق وتعليق)
_____________
المصدر: الملتقى العلمي / موقع الإسلام اليوم(1/220)
عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
ولد في مدينة حائل بشمال المملكة العربية السعودية.
المؤهلات العلمية:
- تلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة الرحمانية بمكة المكرمة.
- أنهى الدراسة المتوسطة والثانوية من المعهد العلمي السعودي بمكة المكرمة
- حصل على بكالوريوس الشريعة من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بمكة المكرمة عام 1382هـ.
- نال درجة الماجستير عن تحقيقه لكتاب (أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه) للإمام محمد بن إسحاق الفاكهي.
- نال درجة الدكتوراه عن أطروحته المقدمة بعنوان (الحرم المكي الشريف والأعلام المحيطة به، دراسة ميدانية، تاريخية، فقهية) .
- نال درجة الأستاذية في أطروحته المقدمة بعنوان: (مصطلحات الفقه الحنبلي) .
الإجازات العلمية التي حصل عليها:
- درس على والده الشيخ العلامة عبد الله عمر بن دهيش رحمه الله.
- درس على الشيخ العلامة عبد الله خياط رحمه الله.
- درس على الشيخ العلامة يحيى أمان - مساعد رئيس المحكمة الكبرى بمكة المكرمة، والمدرس بالمسجد الحرام.
- درس على الشيخ العلامة حسن مشاط - القاضي بالمحكمة الكبرى بمكة المكرمة، والمدرس بالمسجد الحرام.
- درس على الشيخ أحمد علي أسد الله - مدير كلية الشريعة.
- درس على الشيخ العلامة علي الهندي - المدرس بكلية الشريعة بمكة المكرمة، والمدرس بالمسجد الحرام.- حصل على اجازة في السيرة النبوية وغيرها من الكتب العلمية من الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي.
- حصل على إجازة في رواية كتب الحديث الصحيحين والسنن الأربع، ومسند الإمام أحمد، وسنن الإمام البيهقي، وسنن الدارقطني، ومسند أبو داود الطيالسي من الشيخ / سيد صبحي البدري السامرائي.
* الهيئة العلمية الاستشارية*
- حصل على شهادة تقديرية لأعماله في الفكر الإسلامي ودراسته الأصيلة عن البلد الحرام من سوق الفسطاط للشعر والنقد بمصر.
- حصل على الزمالة الفخرية لعام 1995م لرابطة الأدب الحديث من الرئيس محمد حسني مبارك بمصر.
- حصل على إجازة في رواية الحديث وعلومه من الشيخ عبد الله بن الصديق من المغرب.
- حصل على إجازة في الحديث وعلومه من الشيخ محمد بن ياسين الفاداني من علماء الحرم المكي.
- حصل على شهادة تقدير من جلالة الملك خالد بن عبد العزيز - رحمه الله - في عام 1401هـ على دورة في نشر العلم وإنارة الفكر النافع المفيد.
العمل الوظيفي:
أ- في سلك التعليم:
- عمل مدرساً بالمدارس المتوسطة بوزارة المعارف بمكة المكرمة منتدباً.
ب- في سلك القضاء:
- ملازماً قضائياً بالمحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة.
- ثم قاضياً بالمحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة.
- ثم مساعداً لرئيس المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة.
- ثم رئيساً للمحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة.
ج- في شئون الحرمين:
- نائباً للرئيس العام لشؤون الحرم النبوي الشريف.
د في تعليم البنات:
- رئيساً عاماً لتعليم البنات بالمملكة العربية السعودية بمرتبة وزير حتى تاريخ 2/3/1416هـ.
مشاركة في المؤتمرات والندوات واللجان:
1- اختير عضواً في لجنة اختيار وانتقاء كُتاب العدل بالمنطقة الغربية بعد صدور نظام القضاء سنة 1390هـ.
2- مثّل المملكة العربية السعودية في المؤتمر العالمي للأحداث الذي أنعقد في مدينة لندن سنة 1396هـ.
3- شارك في المحادثات التي جرت بين أعضاء مجلس القضاء الأفغاني ووزير العدل السعودي بمدينة الطائف سنة 1396هـ.
4- انتخب عضواً بالمؤتمر العالمي الأول لتلاوة القرآن الكريم وتجويده المنعقد بمكة المكرمة سنة 1399هـ.
5- اختير عضواً ممثلاً لوزارة العدل في مجلس الأوقاف بمكة المكرمة.
6- اختير عضواً في مجلس إدارة الجمعية الخيرية بمكة المكرمة.
7- مثّل المملكة العربية السعودية في المؤتمر الدولي المنعقد في الأزهر الشريف بالقاهرة، وتقلد وسام العلوم من قبل رئيس جمهورية مصر العربية السيد محمد حسني مبارك.
8- رئيساً أعلى لكليات البنات بالمملكة العربية السعودية.
9- رئيساً أعلى للمجلس العلمي لكليات البنات بالمملكة العربية السعودية.
10- عضواً في لجنة سياسة التعليم بالمملكة العربية السعودية.
11- عضواً بالمجلس الأعلى للتعليم العالي بالمملكة العربية السعودية.
12- عضواً بالمجلس الأعلى لجامعة أم القرى بمكة المكرمة.
13- عضواً بالمجلس الأعلى لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
14- عضواً بمجلس شهداء الحرم المكي الشريف.
15- عضواً في مجلس إدارة جريدة الندوة التي تصدر بمكة المكرمة.
16- عضوا في مجلس المستشارين بموسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة.
17- عضواً بجمعية التاريخ لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
18- عضواً مشاركاً ببحث وكلمة في مؤتمر المملكة العربية السعودية في مائة عام بالرياض
19- رئيساً للجلسة الثامنة لندوة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والتي بعنوان: (مكانة الوقف وأثره في الدعوة والتنمية) .
20- شارك في الاحتفال السنوي لتلاوة وتجويد القرآن الكريم بالمملكة في جمادى الأولى 1399هـ.
21- شارك في المؤتمر الإسلامي السنوي للجامعة الإسلامية في بنغلاديش في جمادى الثانية 1404هـ.
* الهيئة العلمية الاستشارية*
22- شارك في المؤتمر الرابع للسيرة والسنة النبوية في الأزهر الشريف بمصر في ذي الحجة 1404هـ
23- شارك في المؤتمر العالمي الرابع للسيرة والسنة النبوية في الازهر الشريف بمصر في صفر 1406هـ.
24- شارك في المؤتمر الحادي عشر لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف بمصر في رجب 1408هـ.
25- أحد الباحثين العرب المكلفين بإعداد موسوعة (أعلام العلماء العرب والمسلمين) مكلفاً من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بجامعة الدول العربية - تونس.
26- عضو الهيئة الاستشارية العليا لمجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
27- عضو مجلس تحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة.
28- شارك ببحث عن حدود الحرم في جامعة الملك سعود بالرياض في شعبان عام 1422هـ.
29- شارك في ندوة الحج العلمية الكبرى لمركز خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج في جامعة أم القرى ببحث عن أعلام الحرم المكي، وترأس الجلسة الثانية للندوة في ذي القعدة 1422هـ.
30- عضواً باللجنة الاستشارية لمجلة الحج والعمر.
31- عضواً في المجلس الاستشاري الدولي لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي.
نشاطه العلمي:
1- أعدّ بحثاً بعنوان (الحرم المكي الشريف والأعلام المحيطة به) ويعد هذا أول دراسة تاريخية وميدانية في هذا المجال.
2- صنف كتاباً عن (المشاعر المقدسة) بمكة المكرمة اسمه حدود وأحكام المشاعر المقدسة (منى - عرفات - مزدلفة) بين فيه حدودها وأحكامها.
3- صنف كتاباً سماه (المنهج الفقهي العام لعلماء الحنابلة ومصطلحاتهم في مؤلفاتهم) اعتمد فيه على علماء الحنابلة ومصطلحاتهم في مؤلفاتهم.
4- أعدّ كتاباً عن (تعليم البنات في المملكة العربية السعودية، بداياته ومسيرته وحاضره) ,
5- حقق كتاب (إفادة الأنام بأخبار بلد الله الحرام) لمحمد بن عبد الله غازي في عشر مجلدات بتكليف من دارة الملك عبد العزيز بالرياض.
6- حقق كتاب (أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه) للفاكهي في ستة مجلدات وطبع ثلاث طبعات.
7- حقق كتاب (جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم سنن) للإمام ابن كثير اثني عشر مجلداً، وطبع في طبعتين.
8- حقق كتاب (شرح الزركشي على مختصر الخرقي) في أربعة مجلدات.
9- حقق كتاب (معونة أولي النهي شرح المنتهى) لابن النجار الفتوحي الحنبلي، في اثني عشر مجلداً، والمجلد الثالث عشر خاص بمعجم الألفاظ الفقهية.
10- حقق كتاب (الأحاديث المختارة) للمقدسي في ثلاثة عشر مجلداً، وطبع طبعتين.
11- حقق كتاب (المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح) للدمياطي وطبع عشر طبعات.
12- علّق على كتاب (وظائف شهر رمضان) لابن رجب الحنبلي.
13- حقق كتاب (إرشادي أولي النهي لدقائق المنتهى) للشيح منصور بن إدريس البهوتي الحنبلي (ت 1051هـ) وهو حاشية على متن المنتهى قبل أي يشرحه، ويقع في مجلدين.
14- حقق كتاب (الممتع في شرح المقنع) للشيخ زين الدين أبي البركات المنجي بن عثمان بن أسعد بن المنجي التنوخي المصري الدمشقي الحنبلي (631 - 695هـ) في ستة مجلدات.
15- حقق كتاب (الواضح في شرح مختصر الخرقي) لنور الدين عبد الرحمن بن عمر أبي القاسم بن علي بن عثمان الضرير (ت 684هـ) في خمسة مجلدات.
16- حقق كتاب (المستوعب) لنصير الدين السامري الحنبلي في ثلاثة مجلدات.
17- حقق (مسند أبي هريرة) للإمام ابن كثير الدمشقي في مجلد واحد.
18- The Holy Shrife Of Makkah &The Boundary Markssurrounding It: a Historical & Field Study. وهو ترجمة لكتابه (الحرم المكي الشريف والأعلام المحيطة به) .
19- أصدر على نفقته كتاب (التاريخ القويم لمكة الحرم الكريم) بعد أن صححه وقدم له في ثلاثة مجلدات بدلاً من (6 أجزاء) .
20- حقق كتاب (الدر الكمين بذيل العقد الثمين) في تاريخ البلد الأمين، لنجم الدين بن فهد، في مجلدين.
21- حقق كتاب (رؤوس المسائل في الخلاف) لعبد الخالق العباسي على مذهب الإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل، في مجلدين. 22- حقق كتاب (رؤوس المسائل الخلافية) لأبي المواهب الحسين بن محمد العكبري، في مجلدين.
23- حقق كتاب (فتح الملك العزيز بشرح الوجيز) لعلي بن عبد الحميد البغدادي في أربعة مجلدات.
24- حقق كتاب (تحصيل المرام في أخبار البيت الحرام والمشاعر العظام) ، لمحمد بن أحمد بن سالم المكي المعروف بالصباغ في مجلدين.
25- حقق كتاب (أخبار مكة) للأزرقي في ستة مجلدات.
26- حقق كتاب (الحاوي في الفقه) للعبدلياني.
27- حقق كتاب (بلوغ القرى بأخبار أم القرى) لابن فهد المجلد.
28- حقق كتاب (أودية أم القرى) لابن فهد في مجلد.
29- حقق كتاب (رموز الكنوز) للرسعني في عشر مجلدات.
30- حقق كتاب (إفادة الأنام بأخبار بلد الله الحرام) لمحمد بن عبد لله غازي، في عشر مجلدات.
32- جملة ما صدر له (20) كتاباً تقع في (68) مجلداً. وله العديد من المقالات العلمية المنشورة في الصحف والمجلات العملية المتخصصة، ودراسات وتحقيقات أخرى قيد الإعداد.
http://www.fiqhia.com/dr4.php
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/221)
الشيخ أبو محمد عبد الوهاب بن عبد العزيز الزيد
فهو الشيخ أبو محمد عبد الوهاب بن عبد العزيز الزيد تتلمذ على يدي سماحة الشيخين الجليلين/عبد العزيز بن باز -رحمه الله تعالى- وعبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين -حفظه الله تعالى-، وقد ابتدأ الطلب عليهما بداية عام 1405هـ وقد استفاد منهما تأصيلاً علمياً متيناً، فقد استفاد من الإمام ابن باز في علم الحديث وفقهه وبالأخص في علل المتون -كما بينه الشيخ عبد الوهاب في نبذته هذه عن شيخه- وعلى إثر ذلك استطاع البحث والنظر في كتب الأئمة المتقدمين من أهل الحديث، أما شيخه العلامة عبد الله بن جبرين فقد استفاد منه في الأصول والفقه وبخاصة فقه الاختلاف، واستفاد منهما في الاعتقاد والعلوم الأخرى.
هذا والشيخ عبد الوهاب من أوائل من تعرف على مناهج أئمة الحديث المتقدمين في أثناء طلبه على الشيخين وبالخصوص شيخه ابن باز الذي من منهجه نقد المتون أو الأسانيد إذا وجد فيها علة توجب ذلك. كما بينه الشيخ عبد الوهاب باختصار في هذه النبذة. إلا أنه لم يجد من يذاكره في معارف وعلوم الأئمة المتقدمين فحرص على البحث والدراسة فترة من الزمن على ذلك وأخبرني الشيخ عبد الوهاب أنه في ذلك الوقت لم يكن يذاكر بذلك سوى صاحبه، ورفيقه في الطلب على الشيخين وهو أبو إبراهيم عبد المجيد الوهيبي، وذات يوم أخبره أبو إبراهيم بأن أحد المشايخ يدرس الحديث على مناهج الأئمة المتقدمين، وهو الشيخ المحدث عبد الله السعد فتعرف عليه ووجد عنده ما لم يجده عند غيره -وكان الشيخ عبد الله من أوائل من أشهر الكلام في مناهج المتقدمين- فحصل للشيخ عبد الوهاب مع الشيخ عبد الله من الاستئناس في مناهج المتقدمين بما طمأنه من ظهور هذا المنهج وتقريره لطلبة العلم. وللشيخ عبد الوهاب في مناهج وأصول المتقدمين كتابات مختلفة نشر أشياء منها وترك أشياء كثيرة حتى يتسنى له إخراجها، وله قراءات فقد قرأ ودرس كتب العلل والسؤالات والتواريخ للأئمة الكبار كأحمد بن حنبل، وابن معين، وابن المديني وغيرهم وممن بعدهم. كالبخاري، وابن أبي حاتم، وابن حبان في كتبه الثلاثة (الثقات، والمجروحين، والمشاهير) فقرأ ولخص وعلق على كتب التواريخ كلها مما وقف عليه مما تقدم ذكره حتى استطاع فهم مناهجهم وتلخيصها وغير ذلك وله أبحاث ودراسة في الرواة المختلف فيهم جرحاً وتعديلاً فدرس أكثر من (50) خمسين راوياً دراسة مستوفية للأقوال فيهم ودراسة ما أنكر من حديثهم وغير ذلك.
ومنهم عمرو بن شعيب، وشريك القاضي، وعبد الله بن لهيعة، والمسعودي، وسعيد بن أبي عروبة، وغيرهم. وله الكثير من الدراسات والأبحاث الحديثية والفقهية، إلا أن ما أعرفه عنه أنه لا يخرج كتاباً أو بحثاً إلا وقد مضى عليه قريباً من عشر سنوات أو نحوها حتى ينظر فيما يستجّد ويحدث.
وكل ما يقرأه يحرص على كتابته بيده لحفظه وفهمه حتى إنه كتب مقدمة ابن أبي حاتم بيده ثلاث مرات. وأيضاً فكل كتاب مسند يحرص على اقتناءه والاستفادة منه في دراساته السابقة أو في ما يستجد من أبحاث.
واستمر أبو محمد في بحثه ودراساته حتى هذا الوقت، ولم يخرج من أبحاثه ودراساته سوى كتابه الاستسقاء نظراً للحاجة لإخراجه. وما سيأتي بيانه.
أما الأصول والقواعد التي ثبتت لديه بالدراسة في علل الحديث والجرح والتعديل، ومسائل علوم الحديث فدرَّسها في درسه الذي ابتدأه في عام 1411هـ مع بعض طلبته لحين إخراجها بعد أن أكملت عقدين كاملين من الزمن. وستخرج هذه الدراسات والأبحاث قريباً إن شاء الله كما أخبرني بذلك.
وقد اطلعت على كتابه الكبير الذي اسماه «المغني في أسانيد وتراجم أهل السنة والحديث» وهو قيد الطبع وهو في (6) ستة مجلدات ابتداءه بمشايخه الذين أخذ عنهم العلم أو الإجازة ثم مشايخهم وهكذا إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد ذكر من المشايخ في المجلد الأول أكثر من (40) أربعين شيخاً ممن درس عليهم أو أجازوه، ومنهم شيخه الإمام ابن باز -رحمه الله-، والشيخ العلامة ابن جبرين، والشيخ الأصولي ابن غديان، وأما من أجازه واستفاد منه من مشايخه، فمنهم:
الشيخ العلامة المسند المعمر الزاهد أحد أركان التوحيد الشيخ عبد العزيز بن صالح ابن مرشد -رحمه الله- المولود سنة 1313هـ، والمتوفى سنة 1417هـ وهو من أعلى أهل نجد إسناداً يروي مباشرة عن الشيخ العلامة سعد بن حمد بن عتيق، وهو يروي عن شيخه العلامة أحمد بن إبراهيم بن عيسى، وهو يروي عن العلامة عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وهو قرأ وتتلمذ على جده وعلى تلاميذ جده شيخ الإسلام، وبإسناد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب إلى شيخ الإسلام ابن تيمية، وبإسناد شيخ الإسلام إلى الأئمة الستة بأسانيدهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومنهم: العلامة الفقيه المسند الشيخ: عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل -حفظه الله-، ومن أعلى أسانيده عن شيخه العلامة المعمر علي بن ناصر أبو وادي عن شيخه السيد نذير حسين الدهلوي، -رحمهم الله- بأسانيده.
ومنهم: الشيخ العلامة المحدث إسماعيل بن محمد الأنصاري -رحمه الله-، والشيخ حماد بن محمد الأنصاري -رحمه الله-، والشيخ أحمد بن يحيى النجمي، والشيخ عبد العزيز بن عبد الله الزهراني، والشيخ سليمان بن سالم اللهيبي الحربي، والشيخ محمد الأمين بن عبد الله الهرري، والشيخ القاضي إسماعيل بن علي الأكوع، والشيخ رضاء الله بن محمد إدريس المباركفوري -رحمه الله-، والشيخ عبد المنان النورفوري، والشيخ أبو الأشبال أحمد بن خدا دين شاغف، والشيخ يحيى بن عثمان المدرس، والشيخ عبد الغني بن محمد علي الدقر -رحمه الله-، والشيخ القاضي محمد العتيق المالي، والشيخ شمس الدين بن محمد أشرف الأفغاني -رحمه الله-، والشيخ محمد الأمين بن عبد الله أبو خبزة، والشيخ صفي الرحمن بن عبد الله المباركفوري، والشيخ أحمد الله بن عبد القادر الفيروز فوري -رحمه الله، والشيخ بديع الدين شاه الراشدي السندي -رحمه الله-، والشيخ محمد يحيى بن نور الله الباكستاني، والشيخ عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي، والشيخ عاصم بن عبد الله القريوتي، والشيخ محمد ضياء الرحمن الأعظمي، والشيخ عبد الغفار حسن بن عبد الستار حسن الرحماني، والشيخ عبد الرؤوف الرحماني (خطيب الهند) -رحمه الله-، والشيخ محمد بن إسماعيل العمراني، والشيخ محمد أكبر الفاروقي الفريوائي، والشيخ عبد القادر الأرناؤوط، والشيخ زهير بن مصطفى الشاويش، والشيخ المقرئ بكري بن عبد المجيد الطرابيشي، والشيخ محمد حيات السندي، والشيخ حافظ برهان البخاري، والشيخ حمدي بن عبد المجيد السلفي، والشيخ ثناء الله بن عيسى خان المدني، والشيخ عبد الرحمن بن عبيد الله المباركفوري، والشيخ صبحي السامرائي، وغيرهم من المشايخ السلفيين.
وللشيخ عبد الوهاب مؤلفات كثيرة وأكثرها لم يطبع، ومما طبع منها:
1- الاستسقاء سننه وآدابه: وهذا الكتاب من الكتب النفيسة التي أبدع في تأليفها حيث أبان بالأدلة أحكام صلاة الاستسقاء بما لم يسبق إليه، وقد أخبرني أنه ألف أصل هذا الكتاب عام 1408هـ، ولم يطبعه إلا عام 1416هـ بعد طلب من بعض المشايخ وطلبة العلم. وهذا الكتاب رسمه على مناهج المتقدمين.
2- الأئمة الستة: وهذا الكتاب على صغر حجمه إلا أنه غني في بابه، ووضع له مقدمة في ستة أبواب مهمة نبَّه فيها على بابين مهمين وهما: معرفة طبقات الأصحاب التي يعرف به علل الحديث واختلاف الرواة واتفاقهم، وهذا الباب مما غفل عنه كثير من المشتغلين بعلم الحديث. وبالأخص (علل الحديث) .
والباب الآخر صنَّف فيه (20) عشرين ضابطاً لإخراج الشيخين للرواة المتكلم فيهم، وهذا باب لا يستغني عنه طالب العلم.
وهذا الكتاب كما أعلم قد قرره عدد من الأساتذة على الطلبة في أقسام السنة والحديث في بعض الجامعات.
3- المنتخب من تقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: وهذا الكتاب انتخبه الشيخ من كتاب الإمام ابن أبي حاتم الذي صنفه كتقدمة لكتابه الكبير الجرح والتعديل.
وللشيخ عبد الوهاب درس مع بعض الطلبة في الحديث وعلومه من العلل والجرح والتعديل ومناهج الأئمة ... ، وأسأل الله للشيخ أبي محمد عبد الوهاب الزيد التوفيق والسداد وجزاه الله خيراً بما كتبه وحرره في هذه النبذة التي بين يديكم وما هي إلا وفاء لشيخه الإمام ابن باز -رحمه الله- رحمة واسعة.
والحمد لله أولاً وآخراً
وكتب
عبد الله بن ناجي المخلافي
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
المدينة المنورة بتاريخ 10/4/1425هـ.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt ... &threadid=21032
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/222)
عبد الوهاب بن إبراهيم أبو سليمان
العمل الحالي: عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية منذ 6/6/1413هـ حتى الوقت الحالي عام 1423هـ.
المرتبة الأكاديمية: أستاذ في الفقه والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى.
الكلية: كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى.
القسم: الدراسات العليا الشرعية، فرع الفقه وأصوله.
تاريخ التخرج: 1970م / 1390هـ.
التخصص العام: فقه مقارن.
التخصص الدقيق: الفقه وأصوله.
اسم الجامعة المتخرج منها: جامعة لندن، قسم القانون المقارن.
حياته:
- ولد في شهر المحرم عام 1356هـ بمكة المكرمة.
- تلقى تعليمه الابتدائي بدار الأيتام بمكة المكرمة، وتخرج فيها عام 1369هـ، ثم التحق بالمعهد العلمي السعودي وتخرج فيه عام 1373هـ.
- واصل تعليمه الجامعي بكلية الشريعة بمكة المكرمة، وتخرج فيها عام 1377هـ.
- تتلمذ على علماء الحرم المكي الشريف، ولازم العلامة المحدث الفقيه القاضي، المدرس بالحرام الشريف الشيخ العلامة حسن محمد مشاط ملازمة امتدت سبع سنوات، درس عليه في منزله، وبالحرم الشريف أثناءها العلوم الشرعية: الفقه، وأصوله، والحديث، وعلومه، ودرس عليه أيضاً علوم اللغة العربية: النحو، والبلاغة والمنطق، مختصراتها ومطولاتها خلال مراحل الدراسة الثانوية والجامعية.
- بدأ حياته العملية في صفر عام 1378هـ مدرساً لمادتي: الفقه والتفسير بمدرسة الزاهر المتوسطة، وقد أعد في هذه الفترة تفسيراً للأجزاء المقررة من تفسير القرآن.
- انتدب لتدريس اللغة العربية وطرق تدريس العلوم الشرعية بالدورة الصيفية للمعلمين التي كانت تنظمها وزارة المعارف بالطائف.
- حصل على دبلوم التربية للمعلمين من الجامعة الأمريكية ببيروت في صيف عام 1382هـ.
- صدر أمر وزير المعارف بنقله مدرساً إلى المدرسة العزيزية الثانوية بمكة، فدرس فيها العلوم العربية والدينية، وأخرج أثناء هذه الفترة ملخصاً مدرسياً لكتاب عبقرية الصديق لعباس محمود العقاد.
- أمر وزير المعارف بتعيينه معيداً بكلية الشريعة لمادتي: أصول الفقه والفقه المقارن في عام 1384هـ.
- ابتعث إلى جامعة لندن لدراسات العليا عام 1385هـ.
- حصل على درجة الدكتوراه مع توصية بطبع الرسالة في شوال من عام 1390هـ.
- حصل على دبلوم في القانون الإنجليزي والدراسات الحقوقية أثناء تحضيره للدكتوراه من كلية مدينة لندن
(City of London College) .
* الهيئة العلمية الاستشارية*
ترقياته العملية:
بعد حصوله على الدكتوراه وعودته إلى الوطن:
1- عين أستاذاً مساعداً بكلية الشريعة بجامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة في شوال عام 1390هـ.
2- ترقى لدرجة أستاذ مشارك بقسم الدراسات العليا في 19/2/1398هـ.
3- ترقى لدرجة (أستاذ في الفقه والأصول) بكلية الشريعة بجامعة أم القرى في 23/2/1403هـ.
وظائفه الإدارية والعملية:
1- عين عميداً لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبد العزيز بموجب قرار مجلس الجامعة بتاريخ 12/8/1391هـ. حتى 12/8/1939هـ.
2- منح الميدالية التقديرية للجامعة من الدرجة الأولى ي 12/8/1393هـ تقديراً للأعمال الميدانية التي أداها خلال عمادته بكلية الشريعة.
3- عضو لجنة الترقيات العلمية منذ تشكيلها بجامعة أم القرى حتى عام 1414هـ.
4- عضو لجنة معادلة الشهادات الجامعية بوزارة التعليم العالي بتاريخ 4/4/1397هـ حتى عام 1404هـ، زار خلال هذه الفترة عدداً كبيراً من الجامعات الأوروبية والأمريكية.
5- اختير من قبل وزارة المالية والاقتصاد الوطني لرئاسة لجنة الاستئناف الجمركية للمنطقة الغربية بوزارة المالية والاقتصادية الوطني للفترة من عام 1391هـ حتى عام 1396هـ.
6- عين رئيساً للجنة تقويم المخطوطات بالجامعة عام 1391هـ حتى عام 1395هـ.
7- عضو المجلس العلمي بجامعة أمر القرى منذ عام 1405هـ حتى عام 1414هـ.
8- عضو مركز التراث الإسلامي بجامعة أم القرى سابقاً.
9- عضو مجلس عمادة شئون المكتبات بجامعة أم القرى عام 1409هـ.
10- التحق بكلية الحقوق بجامعة (هارفرد) بالولايات المتحدة الأميركية عام 96/1397هـ أستاذاً باحثاً، وألقى بها محاضرات في الفقه الإسلامي، كما ألقى بعض المحاضرات عن القانون الإسلامي وتطبيقه في الوقت الحاضر في المملكة العربية السعودية في جامعة "بوستن" بالولايات المتحدة الأمريكية، وفي مركز الأديان بجامعة (هارفرد) .
11- انتدب أستاذاً زائراً إلى جامعة (ديوك) بنورث كارولاينا بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1401هـ.
12- عضو لجنة خبراء الموسوعة الفقهية بمجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي حالياً.
13- أستاذ زائر بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا عام 1411هـ / 1990م.
14- أستاذاً زائر بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا للفصل الدراسي ابتداءً من يوليو عام 1992م حتى 15 نوفمبر عام 1992م.
15- عضو اللجنة العلمية بالبنك الإسلامي للتنمية بجدة حالياً.
16- عضو الهيئة الشرعية العالمية للزكاة بدولة الكويت في 7 جمادي الأولى عام 1413هـ الموافق 1 ديسمبر عام 1992م.
17- عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية بموجب الأمر الملكي رقم (أ/138) وتاريخ 6/6/1413هـ.
18- أستاذ زائر بكلية الحقوق بجامعة (هارفرد) . بالولايات المتحدة الأمريكية في 16 نوفمبر 1996م.
19- عضو جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية حتى عام 1420هـ.
20- عضو جائزة الأمير نايف العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية عام 1422هـ - 2002م.
21- أستاذ زائر بالإمارات العربية المتحدة في كل من: كلية الدراسات العربية الإسلامية بدبي، جامعة الشيخ زائد بأبو ظبي، جامعة الإمارات بالعين، مركز جمعة الماجد للبحوث والدراسات الإسلامية، وذلك في الفترة 5/7/1420هـ - 9/8/1420هـ، الموافق 3 نوفمبر - 17 منه عام 1999م.
22- عضو مجلس الاستشاري لمشروع الفقه المالكي بالدليل بدار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث دبي عام 1423هـ.
خبراته في وضع المناهج الجامعية:
23- رأس لجنة تطوير مناهج كلية الشريعة والدراسات الإسلامية أثناء عمادته عام 1391م.
24- رأس لجنة تطوير مناهج الدراسات العليا الشرعية بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، عام 1405هـ، وهو المنهج المنفذ حالياً عام 1412هـ.
* الهيئة العلمية الاستشارية*
25- قام بإعداد منهج الماجستير بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدولة الإمارات العربية عام 2001م.
26- شارك في تقويم منهج الدكتوراه بكلية الدراسات العليا بأكاديمية الأمير نايف العربية للعلوم الأمنية بالمملكة العربية السعودية شهر صفر عام 1423هـ. / أبريل عام 2002م.
مشاركاته في المؤتمرات الدولية والحلقات الدراسية والندوات العلمية:
1- شارك في الملتقى الخامس للتعرف على الفكر الإسلامي بمدينة وهران بالجزائر، عام 1392هـ.
2- شارك في الملتقى السادس للتعرف على الفكر الإسلامي الجزائرية، عام 1393هـ.
3- شارك في الملتقى العاشر للتعرف على الفكر الإسلامي بمدينة قسطنطينة، عام 1396هـ.
4- مثل المملكة في حلقة دراسات القانون الدولي المنعقدة في جنيف 1976م.
5- شارك في مؤتمر رسالة الجامعة المنعقدة بالرياض عام 1394م.
6- شارك في الندوة الفقهية الأولى لبيت التمويل الكويتي المنعقدة بالكويت في 7/11/1407هـ.
7- شارك في الدورة الرابعة لمجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي المنعقدة بجدة بالمملكة العربية السعودية في 18/جمادي الثانية عام 1408هـ، وكذلك الدورة الخامسة المنعقدة بدولة الكويت في 6 جمادي الأولى عام 1409هـ، وما تلاها من دورات بعد ذلك.
8- شارك في ندوة البركة للاقتصاد الإسلامي المنعقدة في تونس عام 1406هـ، وفي استانبول عام 1407هـ، وفي القاهرة في 18/ربيع الأول عام 1409هـ.
9- الندوة الأولى لقضايا الزكاة المعاصرة التي قام بتنظيمها بيت التمويل الكويتي المنعقدة في القاهرة في 14 ربيع الأول 1409هـ.
10- ندوة الأسواق المالية الإسلامية المنعقدة بالرباط في المملكة المغربية، التي أقامها مجمع الفقه الإسلامي بالتعاون مع منظمة المؤتمر الإسلامي بجدة بالاشتراك مع البنك الإسلامي للتنمية عام 1410هـ.
11- شارك في الندوة العالمية لإحياء ذكرى الإمام الشافعي المنعقدة بكوالالمبور بماليزيا في 12 محرم عام 1412هـ، الموافق 13 - 15 أغسطس عام 1990م.
12- شارك في ندوة (الذكرى الألفية لإمام الحرمين الجويني (ت 419 - 478هـ) التي أقامتها كلية الشريعة والقانون والدراسات الإسلامية بدولة قطر في الفترة من أقامتها كلية الشريعة والقانون والدراسات الإسلامية بدولة قطر في الفترة من 19 - 21 من ذي الحجة 1419هـ / 6 - 8 أبريل 1999م، ببحث بعنوان (تجديد الفكر الأصولي نظرياً وتطبيقاً عند إمام الحرمين الجويني) .
13- عضو لجنة المستشارين لموسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة، وشارك في اجتماعيها: الأول باستنبول في 24/12/1415هـ، والثاني بلندن في 13/1/1420هـ، 4/9/1999م، وعضو مجلسها العلمي.
14- شارك في ندوة المكتبات الوقفية في المملكة العربية السعودية التي عقدتها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بمكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة من 25 / 27 محرم عام 1420هـ قدم فيها بحثاً بعنوان (الوقف مفهومه ومقاصده) .
15- قام بالمشاركة في ندوات علمية أخرى داخل المملكة العربية السعودية، خراجها، وشارك في لجان عديدة آخرها ندوة (ترجمات القرآن الكريم تقويم للماضي وتخطيط للمستقبل) ، المنعقدة بالمدينة المنورة من 10 - 13 شهر صفر عام 1423هـ الموافق 23 - 25 أبريل عام 2002م، برعاية مجمع الملك فهد بن عبد العزيز للمصحف الشريف.
16- شارك ببحث عن البطاقات البنكية في مؤتمر (المعاملات المالية في عصر العولمة) المنعقد في جامعة بروناي دار السلام في الفترة 18 -20 يونيو عام 2002م.
نتاجه العلمي:
أولاً: الفقه الإسلامي (الكتب المطبوعة) :
1- تحقيق مجلة الأحكام الشرعية على مذهب الإمام أحمد بن حنبل ودراستها بالاشتراك مع الأستاذ الدكتور / محمد إبراهيم أحمد علي. منشور، جدة: تهامة للنشر والتوزيع عام 1401هـ.
2- ترتيب موضوعات الفقه الإسلامي ومناسباته في المذاهب الأربعة. منشور، معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي جامعة أم القرى عام 1309هـ.
3- عقد الإجارة مصدر من مصادر التمويل الإسلامية. جدة: المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب التابع للبنك الإسلامي للتنمية - الطبعة الأولى عام 1313/ 1392هـ، (كتاب) .
4- البطاقات البنكية، دراسة فقهية قانونية اقتصادية تحليلية. الطبعة الأولى. جدة مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، بالاشتراك مع دار القلم بجدة، عام 1419هـ.
5- فقه الضرورة وتطبيقاته المعاصرة: آفاق وأبعاد. جدة: المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب التابع للبنك الإسلامي للتنمية عام 1414هـ / 1994م.
6- منهجية الإمام محمد بن إدريس الشافعي في الفقه والأصول تأصيل وتحليل. الطبعة الأولى، مكة المكرمة: المكتبة المكية عام 1420هـ.
7- الفكر الأصولي: دراسة تحليلية نقدية. الطبعة الثانية، جدة: دار الشروق، عام 1404هـ / 1984م.
8- تحقيق كتاب (الجواهر الثمينة في بيان أدلة عالم المدينة) للعلامة الفقيه الأصولي الشيخ حسن بن محمد المشاط. الطبعة الثنية، بيروت: دار الغرب الإسلامي، عام 1411هـ.
9- الضرورة والحاجة وأثرها في التشريع الإسلامي (بحث أصولي) منشور في كتاب بعنوان (دراسات في الفقه الإسلامي) منشور بمجلة البحث العلمي والتراث الإسلامي، جامعة أم القرى، عام 1402هـ.
ثانياً: كتابه البحث العلمي ومناهجه (الكتب المطبوعة) :
10- كتابة البحث العلمي صياغة جديدة: الطبعة السادسة، جدة: دار الشروق، عام 1416هـ / 1996م.
11- كتابة البحث العلمي ومصادر الدراسات القرآنية والسنة النبوية والعقيدة الإسلامية: الطبعة الثانية، جدة: دار الشروق، عام 1418هـ / 1998م.
12- كتابة البحث العلمي ومصادر الدراسات العربية والتاريخية:الطبعة الأولى، جدة: دار الشروق، عام 1413هـ / 1993م.
13- كتابة البحث العلمي ومصادر الدراسات العربية والتاريخية: الطبعة الأولى، جدة: دار الشروق، عام 1415- 1416هـ / 1995م.
14- الدليل إلى كتابة البحوث الجامعية ورسائل الدكتوراه: (كتاب مترجم من الإنجليزية إلى اللغة العربية) ، الطبعة الثانية، جدة: تهامة للنشر والتوزيع، عام 1404هـ / 1983م.
15- منهج البحث في الفقه الإسلامي خصائصه ونقائصه. الطبعة الأولى. مكة المكرمة: المكتبة المكية، عام 1416هـ (كتاب) .
16- منهجية الإمام الشافعي في الفقه وأصوله، الطبعة الأولى، مكة المكرمة: المكتبة المكية، عام 1420هـ / 1999م.
17- المنهج الإسلامي في مكافحة الجريمة وتطبيقه في المملكة العربية السعودية - بحث مقدم المؤتمر (الوقاية من الجريمة في عصر العولمة نظمته كلية الشريعة والقانون بالإمارات الهيئة العلمية الاستشارية العربية، جامعة العين، بالتعاون مع أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، خلال الفترة من 6 - 8 مايو 2001م.
رابعاً: (دراسات في التاريخ والعقائد) كتب مطبوعة:
18- الحرم الشريف الجامع والجامعة، المقدمة التاريخية للنهضة الفقهية في مكة المكرمة في القرن الرابع عشر الهجري. الطبعة الأولى، مكة المكرمة: نادي مكة الثقافي الأدبي (102) ، عام 1417هـ. (كتاب) .
19- دراسة وتحقيق كتاب (الجواهر الحسان في من لاقيته من الأعيان) تأليف العلامة الفقيه الشيخ زكريا بن الشيخ عبد الله بيلا رحمه الله، بالاشتراك مع الأستاذ الدكتور / محمد إبراهيم علي. تحت الإعداد.
20- الحرمان الشريفان وجامع الزيتونة: بحث مقدم إلى جامعة الزيتونة بمناسبة مرور ثلاثة عشر قرناً.
21- مكتبة مكة المكرمة (المولد النبوي الشريف) ، مجموعاتها وأدواتها، الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية، عام 1416هـ. (كتاب) .
22- العلماء والأدباء الوراقون في الحجاز في القرن الرابع عشر الهجري، نشرة نادي الطائف الأدبي عام 1423هـ.
23- منظمة الإيجا محمد الأمريكية، دراسة وتحليل، الطبعة الأولى، جدة: دار الشروق، عام 1399هـ.
خامساً: (بحوث متنوعة) منشورة:
24- الفقه الإسلامي مشاكله ووسائل تطوره، جدة: مجلة جامعة الملك عبد العزيز، السنة الأولى العدد الأول، جمادي الثانية (عام 1395هـ) ، ص 32 - 63.
25- التشريع الإسلامي، في القرن الرابع عشر، مكة المكرمة: مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة الملك عبد العزيز، السنة الأولى، العدد الأول (عام 1393هـ) ص 47 - 81.
26- دور العقل في الفقه الإسلامي: جدة: مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة الملك عبد العزيز السنة الثانية العدد الثاني، (عام 1396- 1397هـ) ، ص 153 - 173.
27- النظريات والقواعد في الفقه الإسلامي، جدة: مجلة جامعة الملك عبد العزيز، العدد الثاني، جمادي الثاني، عام (1398هـ) ص 49 - 67، (بحث) .
28- خصائص التفكير الفقهي عند الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله مكة المكرمة: مجلة البحث العلمي والتراث الإسلامي، العدد الثالث (عام 1401هـ) ص 11-39.
29- الترقيع الجلدي في العمليات الجراحية. الكويت: المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية، الندوة الفقهية الطبية الثامنة، 23/11/1415هـ - 22 مايو 1995م.
30- تجديد الفكر الأصولي نظرياً وتطبيقاً عند إمام الحرمين أبي المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني، (419 - 478هـ) . بحث مقدم للندوة العلمية العالمية بمناسبة الذكرى الألفية لإمام الحرمين الجويني المنعقدة بكلية الشريعة بجامعة قطر في الفترة 19-21 من ذي الحجة عام 1419هـ الموافق 6-8 أبريل عام 1999م.
31- الوقف مفهومه ومقاصده، بحث مقدم لندوة المكتبات الوقفية المنعقدة بالمدينة المنورة في 25-27 / 1420هـ.
32- عناية المسلمين بالوقف خدمة للقرآن الكريم: بحث مقدم لندوة (عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم وعلومه) المنعقدة بالمدينة المنورة في الفترة 3-7 شهر رجب عام 1421هـ / 30 سبتمبر - 4 أكتوبر عام 2000م.
سادساً: (بحثو في قضايا الزكاة المعاصرة) :
33-أداء الزكاة وحسابها الاقتصادي وتطبيقها بالمملكة العربية السعودية. الرياض: مجلة البحوث الفقهية المعاصرة، العدد الرابع عام 1410هـ.
34- زكاة الديون الاستثمارية والإسكانية المؤجلة. الرياض: مجلة البحوث الفقهية المعاصرة، العدد الثامن، السنة الثانية، رجب، شعبان، رمضان 1411هـ - يناير 1991م.
35- زكاة المال الحرام: بحث مقدم للندوة الرابعة لقضايا الزكاة المعاصرة المنعقدة بدولة البحرين في الفترة 29-31 مارس عام 1994م.
* الهيئة العلمية الاستثمارية*
سابعاً: (بحوث في عقود المعاملات المعاصرة) :
وستصدر قريباً - إنشاء الله - في كتاب بعنوان: (فقه المعاملات الحديثة) متضمناً الموضوعات التالية:
36- خيار الشرط نظرياً وتطبيقاً في المعاملات المصرفية. بحث قدم للندوة الفقهية الأولى لبيت التمويل الكويتي، المنعقدة بدولة الكويت من 7 - 11 رجب عام 1407هـ / 7-11مارس عام 1978م.
37- عقد التوريد: دراسة فقهية تحليلية، الموسوعة الفقهية الاقتصادية، جدة: مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي عام 1415هـ / 1995م.
38- عقد الاختيارات: دراسة فقهية تحليلية. الرياض: مجلة البحوث الفقهية المعاصرة، العدد الخامس عشر، السنة الرابعة، ربيع الآخر عام 1413هـ / 1993م.
39- عقد المزايدة في الشريعة الإسلامية. الرياض: مجلة البحوث الفقهية المعاصرة، العدد التاسع عشر، السنة الخامسة، جمادي الآخرة، عام 1414هـ / 1993م.
ثامناً: (دراسات في مناسك الحج) :
ستصدر مجموعة - بإذن الله - في كتاب بعنوان (الحج المشعر والشعيرة - دراسة فقهية جغرافية حضارية) مشتملاً على الموضوعات التالية:
41- مواقيت الحج الزمانية والمكانية، دراسة فقهية جغرافية تاريخية بالاشتراك مع الدكتور معراج نواب مرزا، الرياض: مجلة البحوث الفقهية المعاصرة، العدد التاسع والعشرون، السنة الثامنة ذو الحجة عام 1416هـ / 1996م. 42- عرفات المشعر والشعيرة دراسة فقهية جغرافية حضارية. بالاشتراك مع الدكتور / معراج نواب مزرا. الرياض: مجلة البحوث الفقهية المعاصرة، العدد السابع والثلاثون، السنة العاشرة، ذو الحجة عام 1418هـ / 1998م.
43- المزدلفة: المشعر والشعيرة دراسة فقهية جغرافية حضارية. بالاشتراك مع الدكتور/ معراج نواب مرزا، الرياض: منشور بمجلة البحوث الفقهية المعاصرة، العدد الخامس والأربعون، السنة الثانية عشرة، شوال - ذو القعدة - ذو الحجة عام 1420هـ / فبراير - مارس - أبريل عام 1999م.
44- منى: المشعر والشعيرة دراسة فقهية جغرافية حضارية. بالاشتراك مع الدكتور / معراج نواب مرزا، الرياض: مجلة البحوث الفقهية المعاصرة، العدد التاسع والأربعون، السنة الثالثة عشرة، شوال - ذو القعدة - ذو الحجة عام 1421هـ / فبراير - مارس - أبريل عام 2001م.
45- المسجد الحرام والمسعى: المشعر والشعيرة دراسة فقهية جغرافية حضارية. بالاشتراك مع الدكتور / معراج نواب مرزا، الرياض: مجلة البحوث الفقهية المعاصرة، العدد الثاني والخمسون، السنة الرابعة عشرة، شوال - ذو القعدة - ذو الحجة عام 1422هـ / فبراير - مارس - أبريل عام 2002م.
46- تحفة الناسك بأحكام المناسك (إضافات وتعقيبات) . الرياض: مجلة البحوث الفقهية المعاصرة العدد السادس والعشرون، السنة السابعة، عام 1416هـ / 1995م.
http://www.fiqhia.com/dr5.php
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/223)
عبد الله عزام
هو عبد الله يوسف عزام، ولد سنة 1941 في قرية سيلة الحارثية، من أعمال جنين بفلسطين، تربى في أسرة ريفية متدينة، في كنف والده الوقور يوسف عزام. وتلقى علومه الابتدائية والإعدادية في مدرسة القرية، وبدأ دراسته الثانوية في مدرسة جنين الثانوية ولم يمكث فيها طويلاً حيث قبل للدراسة في المدرسة الزراعية الثانوية (خضورية) في مدينة طولكرم. وحصل على شهادتها بدرجة امتياز عام 1959.
تنقل عبد الله عزام وهو طفل بين مرابع القرية، وكان يرى أمام ناظريه سهول مرج ابن عامر الذي اغتصبه اليهود عبر المؤامرات الدولية، فأخذ يهيئ نفسه ويعدها إعداداً إيمانياً، فكان منذ صغره محافظاً على الصلوات، دائباً على تلاوة القرآن، كما كان ملازماً لمسجد القرية.
عاش عبد الله عزام منذ يفاعته في سيلة الحارثية مع الأستاذ شفيق أسعد، الذي كان يتولى رعاية مجموعة من أبناء القرية، يربيهم على أخلاق وأفكار ومبادئ دعوة الإخوان المسلمين، فكان الشيخ عبد الله عزام في أوائل الدعاة في القرية.
كما تعرف الشيخ عبد الله في مدينة جنين على الداعية المربي الشيخ فريز جرار، الذي كان هو والأستاذ شفيق اسعد من أنشط الدعاة في تلك الفترة تربية للشباب، وأكثرهم عقداً للندوات والمحاضرات في مركز الجماعة في مدينة جنين، وأخذ عبد الله عزام يكثر من زيارة مركز الجماعة ويحضر الندوات واللقاءات التي كان يشرف عليها الشيخ فريز جرار، حتى أصبح من أكثر الشباب نشاطاً ومشاركة في هذه اللقاءات، وأخذ يكثر من الجلوس إلى الشيخ فريز ويصحبه في أكثر الجولات. بعد حصوله على شهادة (خضوري) الزراعية تم تعيينه معلماً في قرية أدر بمنطقة الكرك جنوب الأردن، وبقي فيها سنة واحدة، حيث نقل إلى مدرسة برقين الإعدادية بالقرب من مدينة جنين.
سكن عبد الله مع أخوين له في الدعوة غرفة في دار الجماعة، فكانت له فرصة طيبة لممارسة ألوان متعددة من النشاط الفكري والتربوي والرياضي ... كما كان كثير المطالعة لكتب الدعوة وخاصة كتب الإمام حسن البناّ وعبد القادر عودة وسيد قطب ومحمد قطب.
تابع عبد الله عزام دراسته الجامعية في كلية الشريعة بجامعة دمشق، ونال منها شهادة الليسانس في الشريعة بتقدير جيد جداً سنة 1966، وفي دمشق التقى مع بعض علماء الشام فتتلمذ عليهم وصاحبهم.
كان للشيخ عبد الله خمسة أولاد ذكور وهم: محمد نجله الأكبر الذي ذهب إلى ربه شهيداً مع والده وعمره 20عاماً، وكذلك ولده إبراهيم الذي استشهد وعمره 15عاماً، وحذيفة وحمزة ومصعب. ومن الإناث: فاطمة ووفاء وسمية.
بعد عام 1967، وسقوط الضفة الغربية وقطاع غزة في أيدي اليهود، دخل اليهود سيلة الحارثية، وحاول عبد الله عزام مع مجموعة من الشباب من أهل القرية الوقوف في وجه الدبابات الإسرائيلية، فنصحهم أهل القرية بالتريث لأنه ليس بمقدورهم ذلك.(1/224)
فخرج عبد الله عزام مشياً على الأقدام مع غيره من أهل القرية إلى الأردن، ولكن خروج عبد الله عزام من بلده ما زاده إلا عزماً وتصميماً على الجهاد في سبيل الله، فبدأت فكرة التدريب على السلاح للوقوف في وجه اليهود تلح عليه. وكان الشيخ عبد الله عزام من أوائل التشكيلات الإسلامية التي انضوت مع حركة فتح للتدريب على الجهاد. قرن الشيخ عبد الله عزام جهاده وتدريبه بانتسابه إلى جامعة الأزهر في مصر لدراسة الماجستير في أصول الفقه.
حصل الشيخ على الماجستير في عام 1969. وقد اشترك الشيخ في تلك الفترة بعدة عمليات جهادية كان أشهرها معركة الحزام الأخضر عام 1969 ومعركة 5 حزيران سنة 1970. وقد تكبد اليهود في هذه المعارك أعداداً كبيرة من القتلىـ إلا أن شباب الحركة الإسلامية لم يحاولوا أن ينسبوا هذه العمليات إليهم لأنهم يجاهدون في سبيل الله لا من أجل اكتساب شعبية أو الحصول على الثناء.
وفي عام 1971 ذهب الشيخ عبد الله إلى مصر لتحصيل درجة الدكتوراه وحصل عليها في عام 1973.
في مصر وجد الشيخ لنفسه مهمة جهادية أخرى هي مد يد المساعدة لأسر المعتقلين من الإخوان على الرغم من مضايقة المخابرات المصرية له.
لما عاد الشيخ عبد الله عزام إلى الأردن عمل مسؤولاً لقسم الإعلام بوزارة الأوقاف، فكان له الفضل في تنشيط المساجد والوعاظ حيث طعم القسم بطاقات شابة قادرة على الدعوة، وأصدر نشرات لنشر الوعي الإسلامي. ثم عمل مدرساً وأستاذاً بكلية الشريعة في الجامعة الأردنية مدة سبعة أعوام من عام 1973 ـ 1980، عمل فيها في مجال الدعوة والتدريس، وكان متميزاً بطريقته وأسلوبه في الدعوة إلى الله، ولذلك كان كثير من الشباب خارج الجامعة يحرصون على حضور محاضراته، وكان له الفضل في فصل البنات عن البنين في المحاضرات.
كان الشيخ في هذه الأثناء على اتصال دائم مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن طريق اتحاد الطلبة المسلمين حيث كانوا يوافونه بأخبار الجهاد أولاً بأول. وكان يعد الشباب الذين لديهم التصاريح ويستطيعون الذهاب إلى فلسطين، ويرسلهم بعد الإعداد وينصحهم بأن يبقوا في فلسطين وينضموا إلى المجاهدين هناك، وكان كثيراً ما يجمع التبرعات أثناء جولاته في المدن العربية باسم الجهاد في فلسطين ويدعو الله دائماً أن يجعل له سبيلاً وطريقاً للجهاد في فلسطين من أجل تحرير مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.(1/225)
كان الشيخ عبد الله عزام شخصية فريدة من نوعها، وقد استطاع أن ينشر أفكاره في صفوف الطلبة والطالبات في مختلف كليات الجامعة. وفي عام 1981 سافر إلى السعودية للعمل في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، ثم طلب العمل في الجامعة الإسلامية بإسلام أباد في باكستان قريباً من الجهاد الأفغاني، فانتدب لهذا العمل، وعندما اقترب من المجاهدين الأفغان وجد ضالته المنشودة وقال: (هؤلاء الذين كنت أبحث عنهم منذ زمن بعيد) .
بدأ الشيخ عبد الله عزام عمله الجهادي في أفغانستان عام 1982 باستقبال القادمين للجهاد من الشباب العرب، ثم قام في عام 1984 بتأسيس مكتب خدمات للمجاهدين وتفرغ له. ليكون مؤسسة إغاثية جهادية متخصصة بالعمل داخل أفغانستان وقد ساهم هذا المكتب في:
ـ نقل قضية الجهاد الإسلامي في أفغانستان إلى قضية إسلامية عالمية، والعمل على إيقاظ الهمم واستنفار المسلمين في أرجاء العالم للوقوف بجانب هذا الجهاد المبارك.
ـ التعريف بقضية الجهاد عن طريق مجلة الجهاد، ونشرة لهيب المعركة والكتب والمنشورات التي كان يصدرها الشيخ عبد الله عزام في باكستان، بالإضافة إلى خطبه في المساجد والمحاضرات المتخصصة التي كان يلقيها للتحريض على الجهاد، وتصوير بطولات المجاهدين إلى العالم أجمع حيث كان النافذة التي يطل الأفغان من خلالها إلى العالم.(1/226)
ـ في ميدان التربية والتعليم: إقامة الدورات التدريبية لقادة الجهاد، فتح المدارس داخل الخنادق، وإقامة المراكز التربوية في أرض المعركة، فتح دور القرآن الكريم تحت قصف المدافع، وطباعة الكتب، فقد طبع أربعمائة ألف نسخة من القرآن الكريم في سنة 1988 وأدخل معظمها إلى المدارس في أفغانستان.
ـ تزويد القوافل وترحيلها وتجهيز الجبهات.
ـ الاعتناء بضحايا الحرب وجرحاها: بإنشاء خمس مستشفيات في داخل أفغانستان (جاجي، تخار، غزني، فارياب، بنجشير، بالإضافة إلى تأسيس مستشفى مكة المكرمة والمختبر المركزي وعيادة الطب الطبيعي) .
ـ إيقاف سيل الهجرة المتدفق: بكفالة العلماء والقادة الذين يحرضون على الجهاد بين الحمم المتساقطة.
ـ العناية بأبناء الشهداء وذلك بفتح قسم كفالة الأيتام والأرامل في داخل أفغانستان، وبناء دور للأيتام.
ـ رفع معنويات الأخوة المجاهدين الأفغان (سنشد عضدك بأخيك) .
ـ انصهار الطاقات الجهادية في بوتقة إسلامية: عربيها وأفغانيها.
ـ تشكيل لجنة العلماء لإصدار الفتاوى واستنهاض الهمم ودحض الآراء الفاسدة.
ولقد كان الشيخ عبد الله عزام من أوائل السباقين للجبهة يقدم الشباب ويقدم نفسه أمامهم قدوة لهم في الإقدام والتضحية.
من أقواله المأثورة في الدعوة والجهاد:
ـ إن الأبطال الحقيقيين هم الذين يخطون بدمائهم تاريخ أممهم ويبنون بأجسادهم أمجاد عزتها الشامخة.
ـ لقد رأيت أن أخطر داء يودي بحياة الأمم هو داء الترف الذي يقتل النخوة ويقضي على الرجولة، ويخمد الغيرة ويكبت المروءة.
ـ لقد عودتنا التجارب أن نرى التكالب العالمي على كل قضية إسلامية تقترب من النصر، أو على كل داعية أصبح شامة في جبين الدهر.
ـ الجهاد بالنفس ضرورة حياتية للمسلم ليتحرر من الخوف والوهم والرعب الذي يغتصب به الطواغيت حقوق الأمم.
ـ إن البشر لا يملكون إزاء القدر رداً، ولا يبني الأمم إلا الجماجم والأجساد.
ـ الشهداء هم الذين يخطون تاريخ الأمم، لأن تاريخ الأمم لا يخط إلا بالعرق والدم.
ـ الشهداء هم الذين يحفظون شجرة هذا الدين من أن تضمحل أو تذوي، لأن شجرة هذا الدين لا تروى إلا بالدماء.
ـ المسلم أعز ما يكون حينما يكون مجاهداً في سبيل الله.
ـ لا فرق بيت رصاصة شيوعي في باكستان ورصاصة شيوعي في أفغانستان، ورصاصة عميل لليهود أو الأمريكان ... الكل قتل في سبيل الله مادامت النية خالصة له ... ولقد اخترنا الموت طريقاً للحياة.
استشهد الشيخ عبد الله عزام في مدينة بيشاور في باكستان، حيث يقطن وعائلته ـ رحمه الله ـ بتاريخ 24/11/1989 في أثناء توجهه لتأدية صلاة الجمعة عندما تعرضت سيارته لانفجار مروع دبرته يد أعداء الإسلام الغادرة، مما أدى إلى استشهاده مع ولديه (محمد وإبراهيم) الذين تناثرت أشلاؤهم على مساحة واسعة حول السيارة التي انشطرت إلى قسمين من قوة الانفجار.
الشهيد عبد الله عزام خاض تجربة رائدة في العمل الإسلامي الجهادي ... ومن خلال هذه التجربة اكتسب عمقاً بعيداً في الجهاد، وقدم تراثاً ضخماً ليكون زاداً للأجيال.
ويتمثل هذا التراث في:
مؤلفاته من الكتب:
ـ كتاب (العقيدة وأثرها في بناء الجيل) .
ـ كتاب (الإسلام ومستقبل البشرية) .
ـ كتاب (السرطان الأحمر) .
ـ كتاب (آيات الرحمن في أفغانستان) .
ـ المنارة المفقودة.
ـ الدفاع عن أراضي المسلمين أهم فروض الأعيان.
ـ إلحق بالقافلة.
ـ في الجهاد آداب وأحكام.
ـ عبر وبصائر للجهاد في العصر الحاضر.
ـ جهاد شعب مسلم.
ـ بشائر البصر.
ـ حماس (الجذور التاريخية والميثاق) .
ـ كلمات من خط النار الأول الجزء الأول.
ـ جريمة قتل النفس المؤمنة.
ـ في خضم المعركة، في ثلاثة أجزاء.
مجموعة محاضرات مسجلة على أشرطة كاسيت تزيد على (300) شريط.
مجموعة محاضرات مسجلة بالفيديو كاسيت تزيد على (50) محاضرة.
مجموعة مقابلات صحفية نشرت في عدد من الصحف والمجلات.
عشرات المحاضرات التي ألقاها في عدد من البلدان العربية والأجنبية في أثناء جولاته من أجل الجهاد.
مئات المقالات التي كتبها في الصحف والمجلات وخاصة مجلة الجهاد ونشرة لهيب المعركة التي كان يصدرها في بيشاور.
مجموعة من الكتب لم تطبع بعد.
المرجع:
ـ كتاب (الشهيد عبد الله عزام رجل دعوة ومدرسة جهاد) حسني أدهم جرار، دار الضياء، الأردن، 1990.
_____________________
المصدر: مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والإستراتيجية
http://www.asharqalarabi.org.uk(1/227)
عبيد الله بن عبد السلام الرحماني المباركفوري
(1327 ـ 1414 هـ 1909 ـ 1994 م)
تلقى علومه على كبار الأساتدة في الهند، وتخرج عام 1345 هـ في المدرسة الرحمانية في دلهي وعُين مدرساً فيها، واضطر أثناء استقلال الهند إلى ملازمة بيته والاشتغال بالتأليف والإفتاء نتيجة لضياع المدرسة الرحمانية.
وهو قائد جماعة أهل الحديث في شبه القارة الهندية. شغل منصب نائب رئيس هيئة الأحوال الشخصية لمسلمي الهند. بالإضافة إلى عضويته وقيادته لعدد من المؤسات التعليمية والدينية.
وله مؤلفات عديدة على رأسها شرحه الضافي لمشكاة المصابيح: «مرعاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح» .
----------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/228)
عثمان بن عبد العزيز بن منصور
(أول القرن الثالث عشر الهجري - 1282هـ)
الشيخ عثمان بن عبد العزيز بن منصور بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن حسين الحسيني من آل رحمه، الناصري العمري التميمي. هكذا من خط يده.
فهو من آل رحمة، وآل رحمة بطن كبير من النواصر يشمل ستة وعشرين فخذاً.
وينتهي نسب النواصر إلى الحبطات الذين هم من بني الحارث بن عمرو بن تميم، القبيلة الشهيرة.
مولده:
ولد المترجم في اول القرن الثالث عشر من بلدة الفرعة، حيث تقيم عشيرته النواصر، فهذه البلدة هي مقرهم، ومنها تفرقوا في بلدان نجد.
وقرأ على علماء سدير، وأشهر علماء سدير هم: آل عبد الجبار، كما قرأ على الشيخ عبد العزيز الحصين الناصري، قاضي بلدان الوشم؛ وقرأ أيضاً على الشيخ عبد الرحمن بن حسن.
ثم سافر الى العراق وقرأ على علمائها، ومن أشهر مشايخه داود بن جرجيس، كما قرا في الزبير على الشيخ محمد بن سلوم الفرضي المشهور، وإجازه بإجازة مؤرخة في شعبان 1241هـ.
وقد أدرك المترجم وحصل من العلوم الشرعية والعربية، وعد من نبهاء العلماء، وتصدى للتأليف وألف شرح كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب بجزئين، وسمى شرحه: (فتح الحميد شرح كتاب التوحيد) ، ويوجد هذا الشرح مخطوطاً في بعض المكتبات الخاصة.
والمترجم يعتبر من علماء نجد البارزين، والولاة يعرفون كفاءته، وقد ولاه الإمام تركي قضاء بلده جلاجل، ثم لما جاءت ولاية الإمام فيصل ولاة قضاء مدينة حائل وما حولها من القرى والبوادي، ثم ولاه قضاء جميع مقاطعة سدير، ومقره العاصمة بلدة المجمعة.
أما قضاؤه في حائل ففي سنة 1265 هـ استقبله أهل (بلدة قفار) استقبالاً تاماً، واحتفوا به لعلامة النسب بينه وبينهم، فهو وهم من بني عمرو بن تميم.
مؤلفاته:
فتح الحميد شرح كتاب التوحيد.
أسرار المعارج في أخبار الخوارج في دار الكتب المصرية.
الرد الدافع على من اعتقد أن شيخ الإسلام زائغ " وهو رد على عثمان بن سند.
وفاته:
توفي في ربيع الأول من عام 1282هـ توفي الشيخ عثمان بن عبد العزيز بن منصور قاضي سدير، وكانت وفاته في حوطة سدير. رحمه الله تعالى.
----------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/229)
عطية محمد سالم
الشيخ عطية محمد سالم هو أحد علماء المدينة المنورة، وقد ولد عام 1346 هـ 1925 م بقرية المهدية إحدى قري محافظة الشرقية بمصر. وكانت بدايته كأبناء الريف فى كتاتيب القرية. انتقل بعدها الي المدرسة الأولية، وكانت مدة الدراسة بها خمسة سنوات. ثم واصل دراسته الدينية بعد مجيئه الي المدينة المنورة عام 1364 هـ فى حلقات المسجد النبوي الشريف، فدرس فيها موطأ الإمام مالك - نيل الاوطار - سبل السلام - رياض الصالحين - البيقونية فى مصطلح الحديث. وكلها على فضيلة الشيخ عبد الرحمن الإفريقي رحمه الله حتى عام 1370 هـ.
* الرحبية فى علم الفرائض.
* الارجرومية فى النحو.
وهذه على فضيلة الشيخ حماد الأنصاري حفظه الله.
* شرح منتهى الإرادات.
* صحيح البخاري.
على فضيلة الشيخ محمد بن تركي رحمه الله.
بالإضافة إلى الشيخ محمد الحركان فى صحيح البخاري، والشيخ عمار فى سنن أبي داود، والشيخ العرنوس والشيخ أحمد ياسين الخياري، والشيخ محمد أمين.
وفى عام 1370 هـ، افتتحت المعاهد العلمية والكليات وانتقل الشيخ الي الرياض حيث التحق بالمعهد العلمي الثانوي، ثم كلية الشريعة، وكلية اللغة العربية حيث حصل على الشهادتين من كلتا الكليتين فى سنة التخرج منهما معاً. وفى هذه الفترة توطدت علاقة الشيخ بعلماء هذا العصر ومنهم فضيلة الشيخ عبد الرازق عفيفي، والشيخ يوسف عمر رئيس البعثة الأزهرية، والشيخ الظواهري وكيل الأزهر، والأستاذ محمد سرحان وإخوانه عبد اللطيف وعبد السلام، والشيخ يوسف الضبع، والشيخ النمر الذي تولي وزارة الأوقاف فى مصر، والشيخ الهراس، وكان هؤلاء من علماء البعثة الأزهرية. أما من علماء المملكة، فالشيخ عبد العزيز بن عبد الله، والشيخ عبد العزيز بن رشيد رحمه الله، والشيخ عبد الرازق حمزة وغيرهم.
وفى هذه الفترة أيضا توطدت العلاقة بفضيلة الوالد الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله - حيث صحبه طالباً وتلميذاً فى حلقاته وفى رحلاته علاقة الولد والتلميذ مع شيخه حيث من الله عليه بعد ذلك أن أكمل تفسير "أضواء البيان" بعد أن توفي الشيخ رحمه الله.
أما فى المجال الوظيفي، فقد تدرج الشيخ فى الحياة الوظيفية حيث كلف بالتدريس في المعهد العلمي بالإحساء لمدة أربع سنوات وذلك أثناء دراسته بكلية الشريعة وكلية اللغة، وكذلك كلف بعد التخرج بالتدريس في معهد الرياض، ثم في الكليتين معا حيث كان يدرس "بلوغ المرام" للطلبه في كلية الشريعة، و "الأدب في صدر الإسلام" للطلبه في كلية اللغة، وعلم الوضع فيهما معا.
وفي عام 1381 تم تشكيل مجلس خاص بقرار من فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي المملكة لوضع الترتيبات اللازمة لإفتتاح الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من برامج ومناهج وإدارات. وكان هذا المجلس برئاسة فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز وعضوية كل من الشيخ عبد الرازق عفيفي، والشيخ مناع القطان، والأستاذ محمد العبودي، والشيخ عطية محمد سالم. ثم أسندت إلى فضيلة الشيخ عمارة شئون التعليم بالجامعة الإسلامية، بالإضافة إلى تدريس "بداية المجتهد لإبن رشد"، و "أصول الفقه" عن الشيخ الأمين رحمه الله في حال غيابه.
إنتقل الشيخ بعد ذلك إلى العمل بالقضاء بتكليف من سماحة المفتي وكان رئيسا للقضاء والمحاكم، وتدرج في مراتب القضاء حتى وصل إلى مرتبة "قاضى تمييز" حيث أحيل للتقاعد في 1/7/1414هـ.
ولما افتتحت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة تم وضع كرسي بإسم الجامعة بالمسجد النبوي، وكان يتناوب عليه كل من فضيلة الشيخ الأمين والشيخ عبد العزيز بن بار نائب رئيس الجامعة آنذاك. ولظروف صحية للشيخ محمد الآمين حل محله الشيخ عبد القادر شيبه الحمد، ولكثرة أعمال وإرتباطات الشيخ عبد العزيز بن باز حل محله الشيخ عطية محمد سالم. ثم انتقل الشيخ عبد القادر شيبة الحمد إلى الرياض، وانفرد الشيخ عطية بالتدريس في كرسي الجامعة بالمسجد النبوي الشريف إلى الآن، ثم شاركه في الفترة الأخيرة الشيخ على بن عبد الرحمن الحذيفي.
ومما درسه الشيخ عطية لتلاميذه في حلقته بالمسجد النبوي الآتي:
* "موطأ الإمام مالك بن أنس" مرتين، وسجلت الأخيرة على أشرطة كاسيت تعدت 700 شريط موجودة بالمكتبة الصوتية بالمسجد النبوي الشريف.
* "الأربعين النووية"، وسجلت في أكثر من سبعين شريط كاسيت.
* "شرح البيقونية" في المصطلح.
* "شرح الرحبية في الفرائض".
* "شرح الورقات في اللأصول".
* دروس في التفسير "سورة الحجرات - أوائل سورة البقرة - آيات من سورة آل عمران" وغيره.
* دروس متفرقة في السيرة النبوية والغزوات.
* كتاب "بلوغ المرام".
* كتاب "البلاغة الواضحة".
وجميع هذه الدروس مسجلة على أشرطة كاسيت بالمكتبة الصوتية بالمسجد النبوي. كما أن للشيخ عطية مشاركات في الإذاعة والتليفزيون والدورات والندوات والأمسيات فى النادي الأدبي بالمدينة المنورة. وقد شارك الشيخ عطية في عدد من المؤتمرات منها:
مؤتمر إعداد الدعاة بالجامعة الإسلامية.
مؤتمر مكافحة الجريمة بوزارة الداخلية بالرياض.
مؤتمر مكافحة المخدرات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
مؤتمر أهل الحديث بإسلام أباد باكستان.
المؤتمر الفقهي الإسلامي بماليزيا.
مؤتمر الدعوة ببغداد أثناء القتال مع إيران للمصالحة بينهما.
أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
ولا يوجد زائر للمدينة المنورة إلا واستوقفه حلقة الشيخ الكبيرة بالمسجد النبوي الشريف. ذلك العلم الذي يتدفق من الداعية الفقيه أية في البناء الأدبي والبلاغي والحكمة لا تملك إلا أن تلقي ببالك وجميع مداركك الي هذا العلم وهذا العالم الذي يعيد إليك صورة الرعيل الأول من علماء هذه الأمة ممزوجة بعصرنا الحاضر بوعي وإدراك لعلم السلف ومعايشة روح العصر.
مؤلفات الشيخ عطية:
* تتمة تفسير "أضواء البيان" لفضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي من أول سورة الحشر إلى آخر سورة الناس - طبع عدة مرات مع الكتاب.
* "تسهيل الوصول إلى علم الأصول" بالاشتراك مع آخرين.
* "الأدب في صدر الإسلام" بالاشتراك مع آخرين، وكان مقررا بجامعة الإمام الإسلامية.
* "تعريف عام بعمومات الإسلام"، وكان مقررا بالجامعة الإسلامية وترجم إلى اللغة الإنجليزية.
* "أصل الخطابة وأصولها"، وكان أيضا مقررا بالجامعة.
* "السؤال والجواب في كتاب الله"، وأصله حلقات بالإذاعة ثم جمعت وطبعت وقررت على طلاب التربية وجامعة الملك عبد العزيز.
* "وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم"، وكان أيضا حلقات بالإذاعة وجمعت وطبعت وقررت على طلاب كلية التربية بجامعة الملك عبد العزيز.
* "في ظل عرش الرحمن"، وموضوعه حديث سبعة يظلهم الله.
* "عمل أهل المدينة"، تأصيل لحجية عمل أهل المدينة عند الإمام مالك ردا على كتاب محمد بن الحسن في نقده لعمل أهل المدينة (الحجة على أهل المدينة) .
* "موقف الأمة من إختلاف الأئمة".
* "آيات الهداية والاستقامة في كتاب الله تعالى" (مجلدين) .
* "محموعة الرسائل المدنية"، وتشتمل على ستة عشر رسالة مستقلة هي:
* صلاة التراويح أكثر من ألف عام في مسجد النبي عليه الصلاة والسلام.
* مع الرسول في رمضان.
* نكاح المتعة في الإسلام.
* زكاة الحلي.
* تعريف عام بعموميات الإسلام.
* منهج الإسلام في كيفية المؤاخاة والتحكيم بين المسلمين.
* أصول الخطابة والإنشاء.
* معالم على طريق الهجرة.
* حكمة التشريع في تعداد الزوجات وتحديد النسل.
* رمضانيات.
* آداب زيارة المسجد النبوي والسلام على رسول الله.
* مع الرسول في حجة الوداع.
* الإسراء والمعراج من الكتاب والسنة.
* سجود التلاوة.
* مع المرضى.
* العين والرقية والاستشفاء من القرآن والسنة.
* "هداية المستفيد من كتابة التمهيد" (12 مجلد) ، وهو إعادة لترتيب كتاب التمهيد لابن عبد البر على أبواب الفقه بدلا من الأسانيد.
* "الرق في الإسلام"، كتيب بالمشاركة مع الشيخ الأمين.
* كتاب "الدماء في الإسلام".
وللشيخ عطية رسائل وأبحاث بعضها تحت الطبع والبعض الآخر أوراق بحث في الندوات والمشاركات، بالإضافة إلى الإشراف على العديد من الرسائل العلمية بالجامعة وعضو لجان المناقشة للبعض الأخر. بارك الله في عمر الشيخ عطية، ونفعنا بعلمه، وجزاه عن الإسلام والمسلمون خير الجزاء.
----------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/230)
علاء الدين خروفة
الجنسية: أمريكي (عراقي سابقاً) .
تاريخ الميلاد: 1350هـ.
حصِل على:
- الشهادة العالية من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر عام 1376هـ.
- الشهادة العالية من كلية القانون والسياسة في جامعة بغداد 1386هـ.
- شهادة الماجستير من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر عام 1388هـ.
- شهادة الدكتوراه في الفقه والقانون من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بدرجة الامتياز عام 1397هـ.
- درس القانون التجاري الدولي في كلية (فليجر) جامعة (تفث) في بوسطن - أمريكا (فصل واحد) .
- درس القانون الجنائي في جامعة (وين) في ديترويت - مشيجان - أمريكا، لمدة سنة واحدة (في قسم الماجستير) .
- عمل قاضياً شرعياً في البصرة وبغداد مدة تقرب من خمسة عشر عاماً. ثم سافر إلى أمريكا حيث عمل في الدعوة الإسلامية، مديراً لمكتب رابطة العالمي الإسلامي في نيويورك وممثلاً لها لدى هيئة الأمم المتحدة.
- أستاذاً للشريعة الإسلامية ومديراً لمعهد الدراسات الإسلامية والعربية في جامعة المشرق والمغرب في شيكاغو - أمريكا.
- عمل بوظيفة (رئيس المستشارين) ومستشاراً قانونياً مع هيئة الأمم المتحدة بعد أن اختارته وزارة العدل في صنعاء، فانتدبته هيئة الأمم المتحدة للعمل هناك. وقال - إلى جانب عمله كمستشار بوزارة العدل - بتدريس الشريعة الإسلامية والقانون المدني اليمني في المعهد العالي للقضاء في صنعاء.
- عمل مندوباً لرابطة العالم الإسلامي بالولايات المتحدة الأمريكية سابقاً.
- عمل أستاذاً في المعهد العالي للدعوة الإسلامية في المدينة المنورة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
- أستاذ بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا بكلية الشريعة والقانون.
- يعمل حالياً أستاذاَ بالمعهد الدولي للفكر والحضارة الإسلامية في ماليزيا بناء على دعوة المعهد له، ويدرّس المواد التالية: علم التفسير، علوم الحديث، قانون الأحوال الشخصية المقارن، القانون الجنائي المقارن، وغير ذلك من المواد الشرعية والقانونية.
- أشرف ويشرف على العديد من البحوث العلمية الدكتوراه والماجستير.
له من المؤلفات:
1- نظرات في الإسلام (عام 1380هـ / 1960م) طبع في بغداد.
2- الربا والفائدة في الشرائع الإسلامية واليهودية والمسيحية وعند الفلاسفة والاقتصاديين (1381هـ / 1962م) طبع في بغداد.
3- شرح قانون الأحوال الشخصية (مقارنة القانون العراقي مع قوانين كافة البلاد العربية مع بيان الأحكام المماثلة في الشرائع الإسلامية واليهودية والمسيحية وفي القانون الروماني والقانون الفرنسي) الجزء الأول (1381هـ/1962م) طبع في بغداد، (492 صفحة) .
4- الجزء الثاني طبع عام (1383هـ / 1962م) في بغداد. (424 صفحة) .
5- عقد القرض في الشريعة الإسلامية والقانون الوضعي (الروماني - الفرنسي - المصري - دراسة مقارنة) . هي (رسالة الدكتورة) وطبعت عام (1403هـ- 1982م) في لبنان، وقد ترجمت إلى اللغة الإنجليزية من قبل الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا وطبعت في ماليزيا عام (1422هـ / 2001م) .
6- حكم الإسلام في جرائم سلمان رشدي (باللغة العربية وقد طبع مرتين الأولى في جدة والثانية في القاهرة، وترجم وطبع مرتين بالإنجليزية، كما ترجم وطبع بالماليزية والفرنسية والأردية) .
7- فلسفة التشريع الإسلامي ومدى مساهمتها تجاه علم القانون المعاصر وقد طبع وترجم إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية من قبل معهد البحوث والتدريب التابع للبنك الإسلامي في جدة.
8- ترجم كتاب (الطرق الحكمية في السياسية الشرعية لابن القيم الجوزية) من العربية إلى الإنجليزية وقد طبع في ماليزيا في عام (1421هـ / 2000م) .
* مجلة البحوث الفقهية المعاصرة ** السنة الرابعة عشرة - العدد السادس والخمسون 1423هـ *
- وله بحوث أخرى منشورة باللغتين الإنجليزية والفرنسية منها:
1- "The Loan contract in Islamic Shariah and Man-Made Law". (Roman, French and Egyptian) . Leeds Publication and 11U. (1423/2002) .
2- "Islamic Studies in the Era of Globalisation Challenges and Prospect" College University Islam Malaysia. 29th - 30th July 2002. Place of Golden Horse - Kuala Lumpur. (1423/1992) .
3- "Islam the Practical Religion" in English. A. S. Noordeen, Kuala Lumpur. First Editon. (1413/1992) .
4- "Islam the Practical Religion" in English. A. S. Noordeen, Kuala Lumpur. Second Edition. (1420/2001) .
5- "Usury, Interest or Riba" in English. A. S. Noordeen, Kuala Lumpur.
6- " National, Secularism, Apostasy and usury in Islam". In English, A.S. Noordeen, Kuala Lumpur.
7- "Philosophy of Islamic Shariah" in English. Heddah. (1421/2000) .
8- "La Philosophy De LA Chari'a Islamicique" in French. Jeddah. (1421/2000) .
9- "Transactions in Islamic Law" in English. A. S. Noordeen, Kuala Lumpur. First Edition. (1420/1999) .
10- "Transactions in Islamic Law" in English. A.S. Noordeen, Kuala Lumpur. Second Edition. (1420/1999) .
11- "The Legal Methods in Islamic Administration". Translation from Arabic into English. International Law Book Service. (374 pages) , Kuala Lumpur. (1421/2000) .
http://www.fiqhia.com/dr7.php
----------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/231)
علي الطنطاوي
الدولة: سوريا
سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته:
أصل الشيخ وأسرته:
أسرة الشيخ علي الطنطاوي أصلها من من طندتا المعروفة حالياً بطنطا عاصمة إقليم الغربية في مصر،نزح منها عام 1255هـ جده وعمه.
أبوه مصطفى الطنطاوي كان واحداً من العلماء المعدودين آنذاك في الشام ووصفه علي الطنطاوي بأنه: (من صدور الفقهاء ومن الطبقة الأولى من المعلمين والمربين (
وقال عنه أيضاً: (كنت منذ وعيت أجد - إذا اصبحت - مشايخ بعمائم ولحى يقرؤون على أبي
وقد توفي والد الشيخ في عام 1925 وقد كان عمر الشيخ آنذاك ست عشرة سنة وثلاثة اشهر.
فإذا علمنا أن والده كان كما رأينا فلا ريب بأن يصبح الولد عالماً من العلماء، ونزداد يقيناً بذلك إذا علمنا أن أسرة أمه من الأسر العلمية الكبيرة في الشام فمثلاً: خاله، أخو أمه، هو محب الدين الخطيب الذي استوطن مصر وأنشأ فيها صحيفتي الفتح والزهراء، وكان له اثر كبير في الدعوة هنالك.
نشأة الشيخ وتعليمه:
يعتبر علي الطنطاوي من الآوائل الذين درسوا بطريقتين، هما:
1- التلقي على المشايخ.
2- الدراسة في المدارس النظامية.
حصل على شهادة البكالوريا المعروفة بشهادة الثانوية العامة سنة 1928م.
بعد ذلك ذهب إلى مصر وكان هو الطالب الأول من الشام الذي يؤم مصر للدراسة العالية، ولكنه لم يكمل السنة الأولى فعاد إلى دمشق في السنة التالية فدرس الحقوق في جامعتها حتى نال الليسانس أو ما يعرف بالبكالوريوس.
وقد علمنا أن أباه توفي وعمره ست عشرة سنه، فكان عليه أن يقوم بمسؤوليات أسرته التي تضم أمه وخمسة من الإخوة والأخوات كان هو كبيرهم.
لذلك فكر شيخنا علي الطنطاوي بترك الدراسة والإشتغال بالتجارة، ولكن الله أبعده عن طريق العمل بالتجارة وعاد إلى الدراسة وكان مّما قال: (لقد فقدت أبي وأنا في مطلع الشباب، واضطررت إلى أن أكتسب قبل سن الاكتساب، وتعلمت ودرست على ضيق الحال وقلّة الأسباب، وأكرمني الله فعلمني وكفاني، فما أحوجني أن أمدّ يدي يوماً إلى أحد ممّن خلق الله (.
ثم ماتت أمه وهو في الرابعة والعشرين، فكانت تلك واحدة من أكبر الصدمات التي تلقاها في حياته، وقد قال حفيده مجاهد: (ولقد شهدته مراراً يذكرها ويذكر موتها -وقد مضى على موتها ستين سنة - وأشهد ما كان ذلك إلا وفاضت عيناه (
إشتغاله بالصحافه:
بدأ الشيخ الطنطاوي العمل في الصحافة عام 1926 حيث نشرت له أول مقالة، ولهذه المقالة قصة طريفة نذكرها لأخذ العبرة بعدم التقليل من النفس، وقد رواها الشيخ بنفسه: (كتبت مقالاً وقرأته على رفيقي أنور العطار، فأشار علي أن أنشره. فاستكبرت (1) ذلك، فما فتئ يزينه لي حتى لنت له، وغدوت على إدارة المقتبس (2) فسلمت على الأستاذ أحمد كرد علي -رحمه الله ورحم جريدته- ودفعت إليه المقال.
فنظر فيه فرأى كلاماً مكتهلاً (3) ، ونظر في وجهي فرأى فتى فطيراً، فعجب أن يكون هذا من هذا، وكأنه لم يصدقه فاحتال عليّ حتى امتحنني بشيء أكتبه له زعم أن المطبعة تحتاج إليه فليس يصح تأخيره، فأنشأته له إنشاء من يسابق قلمه فكره، فازداد عجبه مني ووعدني بنشر المقال غداة الغد. فخرجت من حضرته وأنا أتلمس جانبيّ أنظر هل نبت لي أجنحه أطير بها لفرط ما استخفني السرور (
ثم أكمل قائلاً: (حتى إذا انبثق الصبح وأضحى النهار أخذت الجريدة، فإذا فيها المقال وبين يديه كلمة ثناء لو قيلت للجاحظ لرآها كبيره عليه (
وقد كتب الشيخ في الكثير من الصحف منها على سبيل المثال لا الحصر (الفتح والزهراء وألف باء والأيام والرسالة (
أما من الصحف الحالية فقد كتب في (الشرق الأوسط والمدينة بالإضافة إلى مجلة الحج (
والصحافة هي العمل الأفضل لديه على حسب كلامه.
حياته والتعليم:
التعليم فهو العمل الذي ملأ حياته بأكملها، فقد بدأ بالتعليم وهو ما يزال طالباً في الثانوية في إحدى مدارس الشام.
ثم انتقل بعد ذلك ليعلم في مناطق أخرى في داخل سوريا وخارجها حيث عمل مدرساً في العراق، وللعراق قصص مشوقة في مذكراته، كما معلماً في الرياض ومكة وبيروت.
الشيخ والقضاء:
ربع قرن قضاها الشيخ في القضاء كانت من أخصب سنيّ حياته.
وقد قال الشيخ عن تلك الفترة: (لقد تنقلت في البلاد ورأيت اصنافاً من العباد، ولكني لم أخالطهم ولم أداخلهم. كنت ألقاهم من فوق أعواد المنابر أو من خلال أوراق الصحف والمجلات أو من على منبر التدريس، والذين لقيتهم إنما كان لقائي بهم عارضاً؛ ألامسهم ولا أداخلهم، فلما وليت القضاء رأيت ما لم أكن أعرف من قبل)
وعند توليه القضاء ظهر نبوغ علي الطنطاوي وبان تميزه مجدداً، فلقد أراد أن يكون متقناً لعمله، مجيداً ومخلصاً له، فلما نجح في امتحان القضاء وعين، طلب من الوزارة أن تمهله شهراً، هل تعرفون لمّ؟؟
إليكم ماقاله الشيخ: (لا لألعب فيه وأستمتع، ولا لأسافر وألهو، بل لأواظب في المحكمة الشرعية في دمشق حتى أعرف المعاملات كلها: من عقد النكاح، وحصر الأرث، وتنظيم الوصية، إلى الحكم في قضايا الإرث والوقف والزواج ... (
وقد عمل الشيء الكثير حين توليه القضاء وغير كثيراً من الأخطاء الواقعة في تلك الأيام.
وفي عام 1960 كُلف بوضع مناهج الدروس فوضعها وحده بعد سفره لمصر والتقاءه بعلماء الأزهر وإدارة التعليم واعتمدت كلها كما وضعها.
ولا تفوتكم قراءة مذكراته لمعرفة المزيد والمزيد عن تلك الفترة وغيرها.
إنتقال الشيخ إلى المملكة العربية السعودية:
1963 إنتقل الشيخ للرياض مدرساً في (الكليات والمعاهد) المعروفة حالياً (بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميه (
وعاد نهاية العام إلى دمشق لإجراء عملية جراحية مبيتاً النية على عدم العودة مجدداً للمملكة إلا أن عرضاً بالتدريس في مكة قد جعله يغير قراره.
إنتقل بعدها الشيخ ليقيم في مكة وجدة خمسة وثلاثين سنة أي إلى أن توفاه الله.
بدأ علي الطنطاوي بالتدريس في كلية التربية بمكة، ثم لم يلبث أن كُلف بتنفيذ برنامج للتوعية الإسلامية، فترك الكلية وذهب ليجوب مدراس وجامعات السعودية لإلقاء المحاضرات والندوات، ثم تفرغ للإجابة عن الفتاوى في مجلس خصّص له في الحرم أو في بيته، ثم بدأ بإذاعة برنامجيه: (مسائل ومشكلات) في الإذاعة، وبرنامج (نور وهداية (في الرائي (4) والشيخ يعد من أقدم مذيعي العالم بأسره حيث بدأ يذيع لأول مرة في أوائل الثلاثينات من القرن الفائت
ذكرياته:
كان الشيخ ينشر كل يوم خميس حلقة من ذكرياته في الصحف إلى أن تعب من العمل فودع القراء (وكانت حلقات الذكريات قد قارب مئتين وخمسين حلقة) أقول: فودع القراء قائلاً:
(لقد عزمت على أن أطوي أوراقي، وأمسح قلمي، وآوي إلى عزلة فكرية كالعزلة المادية التي أعيشها من سنين، فلا أكاد أخرج من بيتي، ولا أكاد ألقى أحداً من رفاقي وصحبي)
آخر آيامه ووفاته:
ذكرت فيما سبق إعتزال الشيخ للرائي والإذاعة والصحف، فقد أغلق بيته واعتزل الناس إلا قليلاً من المقربين.
وقد قال حفيدة مجاهد عن آخر أيام شيخنا الحبيب علي الطنطاوي: (وبات الشيخ في - في آخر أيامه- ينسى بعضاً من شؤون حياته؛ فيصلي الصلاة مرتين خشية أن يكون نسيها، ولكن الله منّ عليه وأكرمه بأن حفظ له توقد ذهنه ووعاء ذاكرته حتى آخر يوم من حياته. وصار يتورع من الفتوى خشية الزلل والنسيان، وكان حتى الشهر الذي توفي فيه تفتح بين يديه القصيدة لم يرها منذ عشرات السنين فيُتم أبياتها ويبين غامضها، وربما اختلُلف في ضبط مفردة من مفردات اللغة أو في معناها فيقول هي كذلك، فنفتح القاموس المحيط (وهو إلى جواره، بقي كذلك حتى آخر يوم) فإذا هي كما قال.
فلما كانت آخر السنوات تعب قلبه الكبير فأدخل المستشفى مراراً، فصار يتنقل بين البيت والمستشفى، حتى فاضت روحه لبارئها بعد عشاء يوم الجمعة، الثامن عشر من حزيران، عام 1999 في قسم العناية المركزة بمستشفى الملك فهد بجدة، ودفن في مكة في اليوم التالي بعدما صُلي عليه في الحرم المكيّ الشريف.
اللهم ارحمه برحمتك رحمة واسعة، اللهم اغفر له وأحسن إليه حيث هو، اللهم أبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار، آمين يارب العالمين.
مؤلفاته:
1-ذكريات علي الطنطاوي (8أجزاء)
2- فِكَر ومباحث
3-صور وخواطر
4-مع الناس
5-هتاف المجد
6- مقالات في كلمات
7-فصص من الحياة
8-صيد الخاطر (تحقيق وتعليق)
9-من حديث النفس
10-من نفحات الحرم
11-بغداد: مشاهد وذكريات
12-في أندونيسيا
13-أبو بكر الصديق
14-أخبار عمر
15-رجال من التاريخ
16-أعلام من التاريخ (7أجزاء)
17-قصص من التاريخ
18-حكايات من التاريخ
19-دمشق
20-الجامع الأموي
21-فصول إسلاميه
22-في سبيل الإصلاح
23-تعريف عام بدين الإسلام (مترجم للكثير من اللغات (
24-فتاوى علي الطنطاوي
ولم يكن ما سبق إلا جزءاً يسيراً للغاية من سيرة علي الطنطاوي الذي يحق لنا وصفه بـ (أديب الفقهاء، وفقيه الأدباء)
وللمزيد عن الشيخ الطنطاوي يُرجى الرجوع إلى:
1- ذكرياته التي ستسافرون من خلالها في صفحات من الأدب والعلم والمعرفة والمتعة.
2-كتاب (علي الطنطاوي) لحفيده مجاهد مأمون ديرانية.
_________________
(1) -أي إعتقد أنه كبيراً عليه.
(2) - المقتبس إسم لصحيفة.
(3) - أي كلاماً كبيراً على شخص صغير العمر.
(4) -الرائي تعريب لكلمة التلفزيون
_____________________
المصدر: موقع إسلام أون لاين(1/232)
ترجمة الشيخ أبو الحارث علي بن حسن الحلبي
ـ نسبه ونسبته: هو الشيخ السلفي، الأثري صاحب التصانيف المنهجية، والتحقيقات العلمية العزيزة علي بن حسن بن علي بن عبد الحميد، أبو الحارث؛ اليافي منبتاً، الحلبي نسبة، الأردني مهاجراً. ـ ولادته: من مواليد مدينة الزرقاء في الأردن؛ بتاريخ 29 جمادى الثاني، سنة (1380هـ) . ـ نشأته وطلبه للعلم وشيوخه: هاجر والده وجده ـ إلى الأردن ـ من يافا في فلسطين سنة (1368هـ = 1948م) ، من آثار حرب اليهود ـ لعنهم الله ـ. ابتدأ طلب العلم الشرعي قبل أكثر من عشرين عاماً، فكان أبرز شيوخه العلامة الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ، ثم الشيخ اللغوي المقرىء عبد الودود الزراري ـ رحمه الله تعالى ـ، وغيرهم من أهل العلم. التقى بالشيخ محمد ناصر الدين الألباني في أواخر سنة (1977م) في عمان. ودرس على الشيخ الألباني ((إشكالات الباعث الحثيث)) سنة (1981م) وغيرها من كتب المصطلح. له إجازات علمية عامة، وحديثية خاصة، من عدد من أهل العلم، منهم العلامة الشيخ بديع الدين السندي، والعلامة الشيخ الفاضل محمد السالك الشنقيطي ـ رحمه الله ـ، وغيرهم. ـ ثناء العلماء عليه: وقد أثنى عليه جلٌ من أهل العلم؛ منهم: الشيخ العلامة المحدث الفقيه أسد السنة محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ؛ كما في ((الصحيحة)) (2 / 720) أثناء بيان إفك هدام السنة حسان عبد المنان؛ فقال: ((… وبسط القول في بيان عوار كلامه في تضعيفه إياها كلها يحتاج إلى تأليف كتاب خاص، وذلك مما لا يتسع له وقتي؛ فعسى أن يقوم بذلك بعض إخواننا الأقوياء في هذا العلم؛ كالأخ علي الحلبي،…)) . وانظر ـ أيضاً ـ مقدمة: ((التعليقات الرضية على الروضة الندية)) ، و ((آداب الزفاف)) ـ طبعة المكتبة الإسلامية ـ، و ((النصيحة)) . وأثنى عليه أيضاً الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ وقرظّ له كتابه ((إنها سلفيّة العقيدة والمنهج)) . وـ أيضاً ـ الشيخ بكر أبو زيد في كتابه: ((تحريف النصوص من مآخذ أهل الأهواء في الاستدلال)) (93 ـ 94) . ـ جهوده الدعوية: 1 ـ من مؤسسي مجلة (الأصالة) ـ الصادرة في الأردن ـ ومحرريها، وكتابها. 2 ـ من مؤسسي مركز الإمام الألباني للأبحاث العلمية والدراسات المنهجية. 3 ـ كان له مقال أسبوعي في جريدة (المسلمون) ـ الصادرة في لندن ـ، ضمن زاوية ((السنة)) ؛ استمر نحواً من سنتين بدءاً من تاريخ (18 / ربيع أول / 1417هـ) . 4 ـ شارك في عدد من المؤتمرات الإسلامية، واللقاءات الدعوية، والدورات العلمية؛ في عدد من دول العالم، مرات متعددة، مثل: أمريكا، بريطانيا، هولندا، هنغاريا، كندا، أندونيسيا، وفرنسا… وغيرها. 5 ـ دعي إلى عدد من الجامعات الأردنية لإلقاء المحاضرات والندوات؛ مثل: الجامعة الأردنية، وجامعة اليرموك، وجامعة الزيتونة… ـ مؤلفاته وتحقيقاته: 1 ـ مؤلفاته وتحقيقاته تزيد على المئة وخمسين؛ ما بين رسالة، وكتاب، ومجلد، ومجلدات؛ من أهمها ـ تأليفاً ـ: 1 ـ ((علم أصول البدع)) . 2 ـ ((دراسات علمية في صحيح مسلم)) . 3 ـ ((رؤية واقعية في المناهج الدعوية)) . 4 ـ ((النكت على نزهة النظر)) . 5 ـ ((أحكام الشتاء في السنة المطهرة)) . 6 ـ ((أحكام العيدين في السنة المطهرة)) . 7 ـ ((التعليقات الأثرية على المنظومة البيقونية)) . 8 ـ ((الدعوة إلى الله بين التجمع الحزبي والتعاون الشرعي…)) وغيرها. 2 ـ وأما في مجال التحقيق؛ فكتبه متنوعة؛ مثل: 1 ـ ((مفتاح دار السعادة)) لابن القيم، في ثلاث مجلدات. 2 ـ ((التعليقات الرضية على الروضة الندية)) للألباني، في ثلاث مجلدات. 3 ـ ((الباعث الحثيث)) لابن كثير، في مجلدين. 4 ـ ((الحطة في ذكر الصحاح الستة)) لصديق حسن خان، في مجلد. 5 ـ ((الداء والدواء)) لابن القيم، في مجلد. 6 ـ ((المتواري على أبواب البخاري)) لابن المنير، في مجلد… وغيرها. 3 ـ وقد ترجم عدد من هذه الكتب إلى عدة لغات؛ منها: الإنجليزية، والفرنسية، والأردية، والأندونسية، والآذرية، وغيرها.
----------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/233)
علي بن خضير الخضير
نبذة مختصرة عن حياة الشيخ علي بن خضير الخضير العلمية
الاسم:علي بن خضير بن فهد الخضير ولد عام 1374 هـ في الرياض، تخرج من كلية أصول الدين بجامعة الإمام بالقصيم عام 1403 هـ
مشايخه وطلبه للعلم:
بدأ طلبه للعلم في شبابه منذ أن كان في مرحلة الدراسة الثانوية وأول بدايته كانت في دراسة القرآن تلاوة وتجويدا على يد فضيلة الشيخ عبد الرؤوف الحناوي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
ومن أوائل من طلب عليهم العلم أيضا قبل دخوله للكلية فضيلة الشيخ علي بن عبد الله الجردان، وفضيلة الشيخ القاضي محمد بن مهيزع (وكان من كبار القضاة وقت الشيخ محمد بن إبراهيم) رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته،
وممن تتلمذ على أيديهم أيضا غير ما سبق من العلماء:
4ـ سماحة الوالد العلامة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي وفقه الله وحفظه ورعاه،وجزاه الله خيرا عن الإسلام والمسلمين، درس عليه في التوحيد والعقيدة وغيرها من الفنون الأخرى ولا يزال إلى الآن في الدراسة عليه والتعلم
5ـ فضيلة الشيخ محمد بن صالح المنصور رحمه الله وأسكنه فسيح جناته درس عليه أربع سنوات من عام 1409 هـ إلى أوائل عام 1413 هـ في التوحيد والفقه والفرائض والحديث والنحو،
6ـ فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته،درس عليه أربع سنوات من عام 1400 هـ إلى عام 1403 هـ في الفقه،
7ـ فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الله آل حسين وفقه الله وحفظه ورعاه،درس عليه في الفقه،
8 ـ فضيلة الشيخ الزاهد محمد بن سليمان العليط، قرأ عليه في كتب الزهد (كتاب الزهد لوكيع،والورع لأحمد بن حنبل) رحم الله الجميع،
9ـ كما أنه أثناء دراسته في الكلية درس على مجموعة من العلماء الأجلاء وفقهم الله وأعانهم وحفظهم ورعاهم،ورحم من مات منهم،
دروسه العلمية:
وله حلقات ودروس علمية يقوم بتدريسها في التوحيد والعقيدة والفقه، وكانت أول دروسه العلمية في المساجد عام 1405 هـ في الفقه ومصطلح الحديث وكان عدد الطلاب لا يتجاوز الخمسة،ومنها استمر في التدريس والتعليم إلى وقتنا الحاضر، ودروسه العلمية يومية وغالبا ما تكون بعد صلاة الفجر،وبعد صلاة العشاء
وتتلمذ على يديه العديد من طلابة العلم في الداخل والخارج تخرج منهم قضاة ودكاترة ومدرسين ودعاة وطلبة علم، ولعله أن يأتي وقت مناسب إن شاء الله لذكر أسمائهم،
مؤلفاته وكتبه:
أغلب مؤلفاته مذكرات متداولة بين طلابه وغيرهم في التوحيد والفقه،
ومن كتبه المطبوعة، كتاب الحقائق في التوحيد، وكتاب الجمع والتجريد في شرح كتاب التوحيد،وكتاب التوضيح والتتمات على كشف الشبهات، وكتاب المحكي فيه الإجماع من الأحكام الفقهية،
نسأل الله عز وجل أن يوفقه ويحفظه ويبارك فيه ويغفر له ولوالديه وأهله،
وأن يحفظ ويوفق مشايخه الأحياء وأن يغفر ويرحم لمشايخه الأموات،
وأن ينصر الإسلام والمسلمين وأن يعز الجهاد والمجاهدين وأن يخذل أعداء هذا الدين،
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه أحد طلاب الشيخ
http://saaid.net/Warathah/1/khudier.htm
بواسطة العضو ابو ابراهيم الكويتي(1/234)
الإمام النَّدْوي
أبوالحسن علي بن عبد الحي بن فخرالدين الحسني
إعداد/ محمد طارق زبير النَّْدوي
اسمه ونسبه:
عليٌّ أبو الحسنِ بنُ عبد الحي بن فخر الدين الحسني ـ ينتهي نسبه إلى عبد الله الأشتر بن محمد ذي النفس الزكية بن عبد الله المحض بن الحسن السبط بن علي ابن أبي طالبd هاجربعض أجداده وهو الأمير السيد قطب الدين محمدالمدني (م 677هـ) إلى الهند في أوائل القرن السابع الهجري.
أبوه علامة الهند ومؤرِّخُها السيد عبد الحي بن فخرالدين الحسني رحمه الله صاحب المصنَّفات المشهورة: “ نُزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر في تراجم علماء الهند وأعيانها” - طُبع أخيراً باسم: الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام- في ثمانية مجلدات. “والهند في العهد الإسلامي”،و”الثقافة الإسلامية في الهند”.
أمه - رحمها الله - كانت من السيدات الفاضلات، المربِّيات النادرات، المؤلِّفات المعدودات، تحفظُ القرآن وتكتبُ وتؤلِّف، وتقول الشعرَ.
ميلاده ونشأته:
وُلِدَ بقرية تكيه بمديرية راي بريلي- في الولاية الشمالية - (Uttar Pardash) بالهند في 6/ محرم 1333هـ الموافق عام 1914م.
بدأ تعلُّمَه للقرآن الكريم في البيتِ تُعاوِنُه أمُّه، ثم بدأ في تعلُّم اللغتَينِ الأرديةَ والفارسيةَ.
تُوُفِّي أبوه عام 1341هـ - (1923م) وهو لم يزل دون العاشرة، فتولَّى تربيتَه أمُّه الفاضلةُ، وأخوه الأكبُر الدكتور عبد العلي الحسني الذي كان هو الآخَرُ طالباًفي كلية الطب بعد تخرُّجِه من دار العلوم ندوة العلماء ومن دار العلوم ديوبند.
بدأ تعلُّم العربيةِ على الشيخ خليل بن محمد الأنصاري اليماني عام 1342هـ (1924م) وتخرَّج عليه، كما استفاد- في دراسة اللغة العربية وآدابها - من عمَّيهِالشيخ عزيز الرحمن والشيخ محمد طلحة، وتوسع فيها وتخصص على الأستاذ الدكتور تقي الدين الهلالي عند مقدمه في ندوة العلماء عام 1930 م.
حضراحتفالَ ندوة العلماء بكانفور عام 1926م، وشدَّ انتباه المشاركين في الاحتفال بكلامه العربي، واستعان به بعضُ الضيوفِ العرب في تنقُّلا ته خارجَ مقرِّ الحفل.
التحق بجامعة لكهنؤ في القسم العربي عام 1927م -وكان أصغرَ طُلاب الجامعةِ سِنّاً - وحصل علىشهادة فاضل أدب في اللغة العربية وآدابها.
قرأ -أيام دراسة اللغة العربية الأولى -كتبا تعتبر في القمة في اللغة الأردية وآدابها، مِمَّاأعانه على القيام بواجب الدعوة، وشرح الفكرة الإسلامية الصحيحة، وإقناع الطبقة المثقَّفة بالثقافة العصرية.
عكف على دراسة اللغة الإنجليزية في الفترة مابين 1928- 1930م ممامكَّنَتْه من قراءة الكتب المؤلَّفة -بالإنجليزية - في المواضيع الإسلامية والحضارة الغربية وتاريخها وتطورها، والاستفادة منها مباشرة.
التحق بدار العلوم لندوة العلماء عام 1929م، وحضَر دروسَ الحديث الشريف للعلامة المحدِّث المربِّي حيدر حسن خان- وكان قد دَرَسَ كتاب الجهاد من صحيح الإمام مسلم على شيخه خليل الأنصاري- ولازَمَه سنتَيْنِ كاملَتَيِن فقرأ عليه الصحيحين، وسنن أبي داؤد، وسنن الترمذي حرفاً حرفاً، وقرأ عليه دروساً في تفسير البيضاوي أيضاً، وقرأ على الشيخ الفقيه المفتي شبلي الجيراجبوري الأعظمي بعض كتب الفقه.
تلقَّى تفسيرَ سورٍ مختارة من شيخه خليل الأنصاري، ثم تلقَّى دروساًفي التفسير من الشيخ عبد الحي الفاروقي، وحضر دروس البيضاوي للمحدث حيدرحسن خان، ودَرَسَ التفسيرلكامل القرآن الكريم - حسب المنهج الخاص للمتخرجين من المدارس الإسلامية - على العلامة المفسِّر أحمد علي اللاهوري في لاهور عام 1351هـ / 1932م. أقام عند العلامة المجاهدحسين أحمد المدني عام 1932م في دار العلوم ديوبند عدة أشهر، وحضردروسَه في صحيح البخاريِّ وسنن الترمذيِّ، واستفاد منه في التفسيروعلوم القرآن الكريم أيضاً، كما استفادمن الشيخ الفقيه الأديب إعزاز علي في الفقه، ومن الشيخ المقرئ أصغر علي في التجويد على رواية حفص.
حياته العملية وجهوده الدعوية:
تَعيَّن مُدَرِّساً في دارالعلوم لندوة العلماء عام 1934م، ودرَّس فيها التفسير والحديث، والأدب العربي وتاريخه’ والمنطق.
تزوج عام 1934م، وعوضه الله عن أولاده من الصلب ابن الأخ الداعية الكاتب الموهوب [محمد الحسني رحمه الله] وأبناء الأخت الصالحين البررة الدعاة المخلصين [محمد الثاني رحمه الله، محمد الرابع، ومحمد الخامس وهو المعروف بـ: واضح رشيد حفظهما الله]
استفادمن الصُّحف والمجلات العربية الصادرة في البلاد العربية - والتىكانت تصل إلى أخيه الأكبر، أوإلىدار العلوم ندوة العلماء-مما عرَّفَه على البلاد العربية وأحوالها، وعلمائها’وأدبائها’ومفكِّر يهاعن كثب.
بدأ يتوسع في المطالعة والدراسة - خارجاً عن نطاق التفسير والحديث والأدب والتاريخ أيضاً- منذ عام 1937م، واستفاد من كتب المعاصرين من الدعاة والمفكرين العرب، وفضلاء الغرب،والزعماء السياسِيِّينَ.
قام برحلة استطلاعية للمراكز الدينيَّة في الهند عام 1939م تعرَّف فيها على الشيخ المربِّي عبد القادر الراي بوري والداعية المصلح الكبيرمحمد إلياس الكاندهلوي، وبقي علىصلة بهما، فتلقَّى التربيةَ الروحيةَ من الأول وتأسَّى بالثاني في القيام بواجبِ الدعوةوإصلاح المجتمع، فقضى زمناً في رحلات دعوية متتابعة للتربية والإصلاح والتوجيه الديني على منهجه، واستمرت الرحلات الدعوية - على اختلاف في الشكل والنظام - إلى مرض وفاته رحمه الله في ذي الحجة عام 1420هـ.
أسَّسَ مركزاً للتعليمات الإسلامية عام 1943م’ ونظَّم فيها حلقاتِ درسٍ للقرآن الكريم والسنَّة النَّبوِيَّةِ فتهافتَ عليها الناسُ من الطبقة المثقفةِ والموظَّفِين الكبار.
اختير عضواً في المجلس الانتظامي [الإداري] لندوة العلماء عام 1948م، وعُيِّن نائبا لمعتمد (وكيل) ندوة العلماء للشؤن التعليمية بترشيحٍ من المعتمد العلامة السيد سليمان النَّدْوي -رحمه الله - عام 1951م، واختيرمعتمداً-إثرَ وفاة العلامة رحمه الله-عام 1954م، ثم وقع عليه الاختيارُ أميناًعاماًلندوة العلماء -بعد وفاة أخيه الدكتور السيد عبد العلي الحسني - عام 1961م.
أسَّسَ حركة رسالة الإنسانية عام 1951م.
أسَّسَ المجمع الإسلامي العلمي في لكهنؤ عام 1959م
شارك في تأسيس هيئة التعليم الديني للولاية الشمالية (U.P.) عام 1960م، وفي تأسيس المجلس الاستشاري الإسلامي لعموم الهند عام 1964م، وفي تأسيس هيئة الأحوال الشخصية الإسلامية لعموم الهند عام 1972م. دعا إلى أوَّل ندوة عالمية عن الأدب الإسلامي في رحاب دارالعلوم لندوة العلماءعام 1981م.
أهم مؤلفاته:
نُشِرَله أوَّلُ مقالٍ بالعربية في مجلة “المنار” للسيد رشيد رضا عام 1931م حول حركة الإمام السيدأحمد بن عرفان (الشهيد في بالاكوت عام 1831م)
ظهر له أوَّلُ كتاب بالأردية عام 1938 م بعنوان “ سيرة سيد أحمد شهيد” ونال قبولاً واسعاًفي الأوساط الدينية والدعوية.
ألّف كتابه “ مختارات في أدب العرب” عام 1940م، وسلسة “قصص النبيين” للأطفال’وسلسلةً أخرىللأطفال’باسم:“القراءة الراشدة” في الفترة مابين 1942-1944م.
بدأ في تاليف كتابه المشهور “ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين” عام 1944 م، وأكمله عام 1947م، وقد طُبِعت ترجمتُه الأرديةُ في الهند قبل رحلته الأولى للحج عام 1947م.
ألَّف - عام 1947م - رسالة بعنوان: “إلى مُمثِّلي البلاد الإسلامية” موجَّهةً إلى المندوبين المسلمين والعرب المشاركين في المؤتمر الآسيوي المنعقد في دلهي- على دعوة من رئيس وزراء الهند وقتها: جواهر لال نهرو - فكانت أولَ رسالةٍ له انتشرت في الحجاز عند رحلته الأولى.
كلَّفته الجامعة الإسلامية في عليكره (A.M.U.) الهند، بوضع منهاج لطلبة الليسانس في التعليم الديني أسماه “إسلاميات”، وألقى في الجامعة الملية بدلهى - على دعوة منها- عام 1942م محاضرةًطُبعت بعنوان: “بين الدين والمدنِيَّةِ”.
دُعِي أستاذاً زائِراً في جامعة دمشق عام 1956م، وألقى محاضرات بعنوان: "التجديد والمجدِّدون في تاريخ الفكر الإسلامي" ضُمَّت - فيما بعد- إلى كتابه الكبير"رجال الفكر والدعوة في الإسلام ".
ألقى محاضرات في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - على دعوة من نائب رئيسها سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز- عام 1963م، طُبِعت بعنوان: "النبوة والأنبياء في ضوء القرآن".
سافر إلى الرياض- على دعوة من وزير المعارف السعودي - عام 1968م للمشاركة في دراسة خطة كلية الشريعة، وألقى بها عدَّةَ محاضرات في جامعة الرياض وفي كلية المعلِّمين، وقد ضُمَّ بعضُها إلى كتابه: "نحو التربية الإسلامية الحرة في الحكومات والبلاد الإسلامية".
ألّف - بتوجيهٍ من شيخه عبد القادر الراي بورى - كتاباً حول القاديانية، بعنوان: "القادياني والقاديانية " عام1958م.
ألَّف كتابه " الصِّراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية في الأقطار الإسلامية" عام 1965م، وكتابه " الأركان الأربعة" عام 1967م، و"العقيدة والعبادة والسلوك" عام 1980م، و " صورتان متضادتان لنتائج جهود الرسول الأعظم والمسلمين الأوائل عند أهل السنة والشيعة"، عام 1984م، و"المرتضى" في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عام 1988م.
الصحافة:
شارك في تحرير مجلة " الضياء"العربية الصادرة من ندوة العلماء عام 1932م، ومجلة "الندوة" الأردية الصادرة منها أيضاً عام 1940 م، وأصدر مجلة " التعمير" الأردية عام 1948م.
وتولَّى كتابة افتتاحيات مجلة " المسلمون" -الصادرة من دمشق- في الفترة مابين59- 1958 م وكانت أُوْلاها هي التي نُشِرت فيما بعد بعنوان: "رِدَّة ولا أبا بكر لها"،كما ظهرت له مقالات في مجلة "الفتح"للأستاذ محب الدين الخطيب.
أشرف على إصدار جريدة "نداي ملت" الأردية الصادرة عام 1962م، وكان المشرفُ العام على مجلة "البعث الإسلامي" العربية الصادرة منذ عام 1955م، وجريدة "الرائد" العربية الصادرة منذ عام1959م، وجريدة "تعمير حيات" الأردية الصادرة منذ عام 1963م، والمجلة الإنجليزية The Fragrance الصادرة منذ عام 1998م، أربعتُها تصدر من ندوة العلماء، وكان هو المشرف العام على مجلة "معارف" الأردية الصادرة من دار المصنفين بأعظم كره، ومجلة الأدب الإسلامي الصادرة من رابطة الأدب الإسلامي العالمية مكتب البلاد العربية، ومجلة "كاروان أدب" الصادرة من رابطة الأدب الإسلامي العالمية مكتب بلاد شبه القارة الهندية.
رحلاته في طلب العلم:
سافر إلى مدينة لاهور عام 1929م، وكانت أوَّلَ رحلةٍ له إلى بلدٍ بعيد’ حيث تعرَّف على علمائها وأعيانها، والتقى بشاعر الإسلام الدكتور محمد إقبال وكان قد ترجم بعض قصائده -قصيدة القمر- إلى النثر العربي. وفي هذه الرحلة عرضه عمه الشيخ محمد طلحة على المربي الكبير الأستاذ محمد شفيع واستشاره في الميدان الذي يختاره للدراسة في المستقبل فأشار عليه المذكور بالاستمرار في تعلم العربية.
سافر ثانية إلى لاهور عام 1930م وقرأ عليه تفسير أوائل سورة البقرة.
وفي رحلته الثالثة إلى لاهور عام 1931م قرأ على العلامة اللاهوري كتاب حجة الله البالغة للإمام ولي الله الدهلوي رحمه الله.
رافق العلامة الدكتور تقي الدين الهلالي في رحلته إلى بنارس وأعظم كره ومؤ ومبارك فور، ولعله في هذه الرحلة قرأ أوائل الصحاح على صاحب تحفة الأحوذي العلامة عبد الرحمن المباركفوري وأخذ منه - أيضاً - الإجازة في الحديث.
سافر إلى ديوبند عام 1932م وأقام بدارالعلوم ديوبند للحضور في دروس العلامة المحدث المجاهد حسين أحمد المدني في الحديث الشريف، كما استفاد منه بصفة خاصة في التفسيروعلوم القرآن.
وفي رحلته الرابعة إلى لاهور عام 1932م قرأ على العلامة اللاهوري تفسير كامل القرآن الكريم حسب المنهاج المقرر للمتخرجين من المدارس الإسلامية.
رافق العلامة السيد سليمان النَّدْوي في سفره إلى كرنال وباني بت، وتهانيسر ودلهي عام 1939م.
رحلاته الدعوية:
وتوجَّه إلى بومبائ عام 1935م لدعوة الدكتور أمبيدكر زعيم المنبوذين إلى الإسلام.
قام برحلة استطلاعية للمراكز الدينية في الهند عام 1939م.
سافر للحج عام 1947م، وكانت أوَّلَ رحلةٍ له خارج الهند، وأقام بالحجاز ستة أشهر’ وتعرَّف على كبار علماء الحجاز، أمثال أصحاب الفضيلة الشيوخ: عبد الرزاق حمزه، عمر بن الحسن آل الشيخ، والسيد علوي المالكي، وأمين الكتبي، وحسن مشاط، ومحمدالعربى التباني، ومحمود شويل، وكانت رسالته "إلى ممثلي البلاد الإسلامية" قد طبعت، فكانت خيرَ معرِّف لمؤلِّفها في الحجاز، وقد قرأها ذات يوم فضيلة الشيخ محمد علي الحر كان على طلابه في المسجد النبوي الشريف، واطَّلع فضيلة الشيخ عبد الرزاق حمزه إمام الحرم المكي على مسوَّدة كتابه "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين" فأعجب به،وشجَّع المؤلِّف الناهض على نشره.
ورحل للحج مرة أخرى عام 1951م، وتعرَّف على أدبائها وكتَّابها بصفة خاصة، وعلى رأسهم معالي الشيخ محمد سرور الصبان، والتقى بهم عدة لقاءاتٍ كان أهمَّها اللقاءُ في بستان البخاري بمكة المكرمة الذي حضره جمع من الشباب الأدباء والصحفيين وكبارالموظفين أمثال الأساتذة: سعيد العامودي، وعبد القدوس الأنصاري، وعلى حسن فدعق، ومحسن أحمد باروم، وحسين عرب، وكانت الجلسة - حسب تعبير سماحته -كأنها جلسة نقاش للطالب قدَّروا فيه مدى معرفته اللغةَ العربية، وسبروا غورَه في دراسته ومعلوماته العامة، واطِّلاعَه على اللغة الإنجليزية، فكانت الأسئلة حيناً عن الأدب العربي وأعلامه المعاصرين، وآخر عن الاشتراكية والأدب الإنجليزي، والحضارة الغربية وما إلى ذلك، وكانت النتيجة أن طُلب منه إلقاء سلسلة من الأحاديث على إذاعة جدة، فألقاها بعنوان: "بين العالم وجزيرة العرب" ثم تكرَّرَتْ رحلاتُه للبلاد المقدَّسَةِ.
زارمصر للمرة الأولى عام 1951، وكان كتابه "ماذاخسر العالم بانحطاط المسلمين" قد سبقه إلى الأوساط العلميةِ والدينية، والدعويةِ، والأدبيةِ فكان خيرَ معِّرفٍ لمؤلِّفِه. ومكث في القاهرة ستة أشهر إلا قليلا، وألقى سلسلة من الأحاديث والمحاضرات في مختلف النوادي والجمعيات، التي تَعرَّف فيها على شباب مصر والأوساط القديمة والجديدة، واسترعىانتباههم، والتقى فيها- من كبارالعلماء ومشايخ الأزهر-مع شيخ الأزهر عبد المجيد سليم، ومحمد شلتوت، وأحمد محمد شاكر، وحَسَنَين محمد مخلوف، ومحمدحامد الفقي، ومحمد عبد اللطيف دراز، ومحمد فؤاد عبد الباقي، ومصطفى صبري باشا شيخ الإسلام سابقا بالدولة العثمانية) ومحمد الشربيني، ومحمد يوسف موسى، وأحمد عبد الرحمن البنَّا (والد الشيخ حسن البنَّا رحمه الله) .
ومن القادة والزعماء مع: سماحة المفتي أمين الحسيني، والأمير عبد الكريم الريفي، واللواء صالح حرب باشا، ومن الدعاة والمفكرين الإسلاميين سيد قطب، ومحب الدين الخطيب، وأحمد الشرباصي، ومحمد الغزالي، وسعيد رمضان، وصالح العشماوي، وبهي الخولي، ومن الأدباء أحمد أمين، وعباس محمود العقاد، وأحمد حسن الزيات.
وكان من أهم الأحاديث التي ألقاها محاضرةٌ في دارالشبان المسلمين، بعنوان: " الإسلام علىمفترق الطرق"، وأخرى بعنوان: "الدعوة الإسلامية وتطوراتها في الهند" في حفل أقامه رئيس عام جمعيات الشبان المسلمين تكريماًله، والثالثة حول: "شعر إقبال ورسالته" في كلية دارالعلوم، والرابعة بعنوان: "الإنسان الكامل في نظر الدكتور محمد إقبال" في جامعة فؤاد الأول، عدا محاضرات في عدد من المراكز الدعوية والجمعيات مثل: شباب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وجمعية أنصار السنة المحمدية، والجمعية الشرعية، وجمعية العشيرة المحمدية، وجمعية مكارم الأخلاق، والرابطة الإسلامية، وحضر ندوةًدعويةًفي منزل سيد قطب حول كتابه: "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين".
وفي الرحلة نفسِها نُشرت رسالتُه بعنوان: "اسمعي يامصر" علَّق عليهاسيد قطب قائلاً: "قرأتُ اسمعي يا مصر وياليت مصر قد سمِعَتْ".
ونظَّم له الإخوانُ رحلاتٍ وجولاتٍ دعويةً زار فيها -عدا القرى والأرياف - القناطرالخيرية، وطنطا، وبنها، وحامول، وحلوان، وسنتريس، والمحلة الكبرى، ونكله، والعزيزية، وقويسنا، ونبروه، رافقه فيها ترجمان الإخوان والداعية الكبير محمد الغزالي، وذلك عدا لقاءاتٍ متكررة مع الطلاب في أروقة الأزهروالفنادق.
وسافر في الرحلة نفسها إلى السودان والشام والقدس والأردن، والتقىبالسودان مع أعيانها وكبار رجالها، أمثال: السيد علي ميرغني باشا، والأستاذ إسماعيل بك الأزهري ـ رئيس وزراء السودان فيمابعد- وشوقي أسد سكرتيرجمعية التبشير الإسلامي، ومحمد عوض إمام المسجد الجامع، والحاج محمد موسى سليمان قائد العمال ورئيس جمعية الشبان المسلمين.
أقام في الشام 48 أياما، قضى 24 يوما منها في دمشق ـ وزار في باقيها حمص، وحماه، ومعرة النعمان، وحلب، وحارم، فكانت فرصةً للاتصال بالأوساط العلمية والدينية والأدبية المختلفة، ومقابلة شخصياتها الموقرة، وتبادل الأراء معها، فزار من مؤسَّسات الشام ومراكزها العلمية والأدبية مركزالإخوان المسلمين بجامع الدقاق، والمجمع العلمي العربي بدمشق، والمكتبة الظاهرية، ومدرسة دارالحديث، وجمعية التمدن الإسلامي، وحضر إحدى جلسات البرلمان السوري المهمة المثيرة.
وألقىمحاضرةً في قاعة جامعة دمشق بعنوان: "شهادة العلم والتاريخ في قضية فلسطين" عدا محاضرات في كل من الهيئة العلمية الإسلامية، وجمعية التمدن الإسلامي، والجمعية الغراء، ومركز الإخوان المسلمين في حمص، ومركز الإخوان بحماه، وفي اجتماع كبير بحلب.
والتقىفيها مع كبارعلمائها وأدبائهاأمثال أصحاب الفضيلة: عبد الوهاب الصلاحي، ومكي كتاني، وأحمد الدقر، ومحمد بهجة البيطار، وأبي الخير الميداني، ومصطفىالسباعي، ومحمد المبارك، ومصطفىالزرقاء، ومحمد أحمد دهمان، وأبي اليسر عابدين- حفيد العلامة الشامي ومفتي الجمهورية ـ وأحمد كفتارو، ومحمدسعيدبرهاني، ومحمد على حوماني، وتيسيرظبيان، ومحمدكمال خطيب، ومحمدكردعلى، ومحمد عزة دروزة، وخليل مردم بك، وعبد القادر المغربي. وكان يرافقه ويساعده في الوصول إلى الناس وزياراتهم الأستاذ عبد الرحمن الباني الذي كان مدرِّسا في كلية المعلِّمين بدمشق.
وفي فلسطين زار بيت المقدس، وتشرف بزبارة المسجد الأقصى، وقضى الأيام الأخيرة من رمضان وصلى العيد بها، وزار مدينة الخليل، وبيت اللحم، وفي العودة منها قابل بالأردن الملك عبد الله ملك الأردن، وقد طُبعت مذكراته لهذه الرحلة الطويلة بعنوان:"مذكرات سائح في الشرق الأوسط".
وزار الشام للمرة الثانية ـ أستاذاً زائراً في كلية الشريعة بجامعة دمشق ـ عام 1956م، وأقام بها ثلاثة أشهر كان فيها على صلة وعلاقة دائمة مع علماء دمشق وأدبائها ومفكِّريها، وقادة الحركات والمنظَّمات الإسلامية، وألقى ـ عدا محاضراته الأساسية في الجامعة حول التجديد والمجدِّدين في تاريخ الفكر الإسلامي ـ أحاديث على إذاعة سورية، كان أولها بعنوان "اسمعي يا سورية! " ومحاضرة في مركز الإخوان بحلب بعنوان: "حاجتنا إلى إيمان جديد"، وكلمة في المؤتمر الإسلامي بدمشق بعنوان: "ارتباط قضية فلسطين بالوعي الإسلامي" وخطاباً أمام مدرِّسي الدين بالجامعة. وسافر إلى الشام مرة ثالثة عام 1964م والمرة الرابعة لنصف ليلة فقط عام 1973م.
سافر في هذه الرحلة - 1956م- إلى لبنان، زار فيها بيروت وقلمون وطرابلس، والتقى فيها مع الشخصيات الدينية والعلمية وقادة الحركات الدينية، أمثال: محمد عمر داعوق مؤسِّس حركة عباد الرحمن، ومحمد علايا مفتى الجمهورية، وشفيق يموت رئيس المحكمة الشرعية، ومحمد أسد ـ ليوبولد ويس سابقا ـ صاحب كتاب: الطريق إلى مكة، ومصطفى الخالدي الداعي العامل المعروف في المجالات الاجتماعية، والفضيل الورتلاني المجاهد الجزائري المعروف، وزار في بيروت مركزعبادالرحمن، وكلية الشريعة، وألقى في خلية الملك سعود ـ وهي مركز إسلامي ببيروت وقاعة المحاضرات والاجتماعات - بعنوان: "الشعوب لاتعيش على أساس المدنيات بل تعيش بالرسالة وتعضدها روحها وخصائصها" وزار في طرابلس الكلية الشرعية، ومركز المولوية، ومدرسة الغزالي، ومدرسة ابن خلدون وغيرها.
سافر في الرحلة نفسها- 1956م- إلى تركياومكث فيهاأسبوعين طبعت مذكراتها بعنوان: " أسبوعان في تركيا الحبيبة"، ثم سافر إليها عام 1964م، فعام 1986م، فعام 1989م، فعام 1993م فعام 1996م وكانت الرحلاتُ الأربع الأخيرة للحضور في مؤتمرات رابطة الأدب الإسلامي العالمية.
سافر إلى الكويت عام 1962م وألقى بهاكلمته الرائعة بعنوان: "اسمعي يا زهرة الصحراء" ثم عام 1968م’ فعام 1983م، فعام 1987م،
وإلى الإمارات العربية المتحدة عام 1974م على دعوة من حاكم الشارقة الأمير سلطان بن محمد القاسمي’ ثم عام 1976م’ فعام 1983م، فعام 1988م، فعام1993م، وإلى قطر للحضور في مؤتمر السيرة النبوية عام 1990م، وقد طُبِعت أهم محاضراته التي ألقاها في الخليج العربي في مجموعة بعنوان: "أحاديث صريحة مع إخواننا العرب المسلمين"
سافر على رأس وفد من رابطة العالم الإسلامي عام 1973م إلى أفعانستان، وإيران، ولبنان، والعراق (وكان قد زار العراق للمرة الأولى عام 1956م) وسوريا، والأردن، وكانت له في كل من هذه البلدان محاضرات وكلمات وأحاديث، وقد طُبعت مذكراته لهذه الرحلة بعنوان:"من نهر كابل إلى نهر اليرموك".
سافر على دعوة من مؤسَّسة آل البيت إلىالأردن عام 1984م. وألقى محاضرات في جامعة اليرموك، وفي كلية العلوم العربية وغيرها،
وزار في العام نفسِه اليمن - على دعوة من وزير التعليم اليمني-وألقىمحاضرات في جامعة صنعاء وفي كلية الطيران, ومركز المدرَّعات وفي بعض الجوامع، وقد طُبِعت أهم محاضراته في الرحلتين بعنوان: "نفحات الإيمان بين صنعاء وعمان"
سافرعلى دعوة من رابطة الجامعات الإسلامية إلى المغرب الأقصى عام 1976م - وقد طُبعت مذكرات هذه الرحلة بعنوان: " أسبوعان في المغرب الأقصى"_ وسافر إلى الجزائرللحضور في ملتقى الفكر الإسلامي عام 1982م، ثم عام 1986م.
سافر إلى بورماعام 1960م،
وإلى باكستان عام 1964م، ثم عام 1978م على دعوة من رابطة العالم الإسلامي لحضورمؤتمرها الأسيوي الأول. فعام 198م، فعام 1986م-وقد طبعت أحاديثه في باكستان في مجموعتين بالأردية بعنوان: " أحاديث باكستان " و"تحفة باكستان"- وإلى سري لانكا عام 1982م،
وإلى بنغلاديش عام 1984م وطبعت أحاديثه -فيها- بالأردية بعنوان: "تحفة مشرق".
كانت رحلته الأولى إلى أوروبا عام 1963م، زار فيها جنيف، ولوزان، وبرن، وباريس، ولندن، وكيمرج، وآكسفورد، وغلاسغو، وإيدامبرا، وقابل فيها عدداً من فضلاء الغرب والمستشرقين وألقى محاضرات في كل من جامعة إيدامبرا، وجامعة لندن، وفي اجتماعات خاصة للمسلمين، وزار في الرحلة نفسِها مدريد، وطليطلة، وإشبيلية، وقرطبة، وغرناطة، من مدن أسبانيا.
وكانت رحلته الثانية إلى أوروبا عام 1964م زار فيها لندن، وبرلن، وآخن وميونخ، وبون، والرحلة الثالثةكانت عام1969م على دعوة من المركز الإسلامي بجنيف زار فيهاجنيف، ولندن، وبرمنغهم، ومانشستر، وبليك برن وشيفلد، وديوزبري، وليدس، وغلاسغو، وألقى في كل منها محاضرات، منها محاضرة في جامعة برمنغهم، وأخرى في جامعة ليدس، وقدطبعت محاضراته وأحاديثه في أوروبا بعنوان: "حديث مع الغرب ".
والرحلة الرابعة إلى لندن كانت عام 1983م بمناسبة تأسيس مركزآكسفوردللدراسات الإسلامية-وألقى في تلك المناسبة مقاله القِّيم بعنوان: "الإسلام والغرب"، ثم تكرَّرت رحلاته إلى إنكلترا. زار بلجيكا عام 1985م،
وسافر- على دعوة من "منظَّمة الطلاب المسلمين في أمريكاوكندا "- إلى أمريكاوكندا عام 1977م حيث زارنيويورك، وإنديانابولس، وبلومنغتن، ومين هاتن، ونيويورك ستي، وشيكاغو، وجرسى ستي، وفلادلفيا، وبالتي مور، وبوستن، ودترايت، وسالت ليك ستى، وسان فرانسسكو، وسان جوزي، ولوس إنجلوس، ومونتريال، وتورنتو، وواشنطن، وألقىمحاضرات في كل من جامعة كولومبيا، وجامعة هارورد’ وجامعة دترايت، وجامعة جنوب كيلي فورنيا، وجامعة أوتا، وفي قاعة الصلاة بالأمم المتحدة، وفي اجتماعات المسلين الخاصة - طُبِعت أهم محاضرات هذه الرحلة بعنوان:" أحاديث صريحة في أمريكا"- وزار أمريكا مرة أخرىعام 1993م.
سافر- على دعوة من حركة "أبيم" حركة الشباب المسلم- إلى ماليزيا عام 1987م، فزاركوالالمبور وكوالا ترنكانو، وألقى محاضرات في الجامعة الوطنية، والجامعة التكنولوجية، والجامعة الماليزية، والجامعة الإسلامية العالمية، ومركز حركة "أبيم"، ومركز الحزب الإسلامي، ومعهد التربية الإسلامية، واجتماعات عامة للمسلمين.
سافر إلى تاشقند، وسمرقند، وخرتنك، وبخارى عام 1993م لحضور مناسبة تأسيس مركز علمي تذكاراً للإمام البخاري.
مع الأمراء والملوك:
أقام سنتين في مقتبل شبابه ـ وذلك بعد وفاة أبيه ـ في قصر الأمير نورالحسن-نجل العلامة الأميرصديق حسن خان-وقد أفادته هذا الإقامةُ إذ زالت عن عينه غشاوةُ المهابة للزينات والزخارف، ولم تبهر عينَه قط مظاهر الإمارة والثراء.
قابل الملك عبد الله بن الشريف حسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية ثلاث مقابلات عام 1951م، لَفَت فيها نظرَه إلى رعاية المسجد الأقصى، والعناية به، وباللاجئين الفلسطينين، والتقى بالملك حسين بن طلال عاهل المملكة الأردنية عام 1973م مع وفد من رابطة العالم الإسلامي.
وجَّه إلى الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود رسالة عام 1947م، طبعت بعنوان: "بين الجباية والهداية"، والتقى به ملكاً للمملكة العربية السعودية في جلسة تأسيس رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عام 1962م.
كان أول لقائه مع الأمير فيصل بن عبد العزيز آل سعود عام 1963م، والتقى به ملكاً عدة لقاءات، كما قابل الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود والملك فهد بن عبد العزبز آل سعود في زيارات مختلفة، ووجَّه إليهم رسائل دعوية، أبدى فيها آراءه وملاحظاته ونبَّههم إلىأن للحجاز شخصيةً خاصةً ورسالةً ومكانةً، ولابد من المحافظة عليها في كل عصرٍ.
قابل الملك حسن الثاني ـ عاهل المملكة المغربية الهاشمية - عام 1976م، وحدَّثه عن انتظار المسلمين واحتياجهم إلى قائد عصامىٍّ، مؤمنٍ ألمعيٍّ، يمتاز بإخلاصه ويقِينه، وعزمه الراسخ، وقلبه الواثق.
التقى بالأمير سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة عدة لقاءات، وسافر على دعوة منه لىالإمارات العربية المتحدة عام 1974م، وقد زاره الأمير في مقره بلكهنؤ عام 1980م.
قابل الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمينة في صنعاء عام 1984م.
زاره الجنرال محمد ضياء الحق رئيس الجمهورية الإسلامية الباكستانية في كراتشي عام 1984م، فقَّدم إلى فخامته تمثال قبة الصخرة الرخامي ـ الذي كان أُهدي إلى سماحته هديةٍ تذكارية من كلية العلوم بالأردن ـ تلميحا منه بأن استخلاص المسجد الأقصى المبارك مسئولية من مسئوليات رئيسٍ مؤمنٍ لبلدٍ مسلمٍ كبير كباكستان، وكان آخر لقائه مع الرئيس ضياء الحق عام 1986م.
تقدير وتكريم:
اختير عضوا مراسِلاً في مجمع اللغة العربية بدمشق عام 1956م.
أدار الجلسة الأولى لتأسيس رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عام 1962م نيابةً عن رئيسها سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -وقد حضر أولَّها جلالةُ الملك سعودُ بن عبد العزيز آل سعودكما حضرها الملك إدريس السنوسي حاكم ليبيا، وشخصيات أخرى ذات شأن-وقدَّم فيها مقالَه القيِّمَ بعنوان: "الإسلام فوق القوميات والعصبيات".
اختير عضواً في المجلس الاستشاري الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة منذ تأسيسها عام 1962م، ظلَّ عضوا فيه إلى انحلال المجلس- وانضمام الجامعة في سلك بقية الجامعات السعودية تابعةً لوزارة التعليم العالي - قبل أعوام.
اختير عضواً في رابطة الجامعات الإسلامية منذ تأسيسها عام
اختير عضوا مؤازراً في مجمع اللغة العربية الأردني عام 1980 م
تمَّ اختياره لجائزة الملك فيصل العالميةلخدمة الإسلام عام 1980م.
مُنح شهادة الدكتوراة الفخرية في الآداب من جامعة كشمير عام 1981م.
اختير رئيساً لمركز آكسفورد للدراسات الإسلامية عام 1983م.
اختيرعضواً في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية (مؤسسة آل البيت) عام 1983م
تأسَّست رابطة الأدب الإسلامي العالمية عام 1984م فاختيررئيسا عاما لها.
أقام عبد المقصود خوجة ـ من أعيان جدة ـ حفلا لتكريم سماحته بجدة عام 1985م.
أقيمت ندوة أدبية حول حياته وجهوده الدعوية والأدبية عام 1996م في تركيا على هامش المؤتمر الرابع للهيئة العامة لرابطة الأدب الإسلامي العالمية.
منح جائزة الشخصية الإسلامية لعام 1998م من دولة دبي في رمضان 1419هـ
منح جائزة السلطان حسن البلقية العالمية في موضوع " سيرأعلام الفكر الإسلامي" من مركز آكسفورد للدراسات الإسلامية عام 1998م (1419هـ) ()
منحه معهد الدراسات الموضوعية بالهند جائزة الإمام ولي الله الدهلوي لعام1999م - والتي تم منحها لأول مرة - وكان قد تقرر اختياره لهذه الجائزة في حياته ولكن وافته المنية قبل الإعلان الرسمي، وقد استلم هذه الجائزة باسم - رحمه الله - ابن أخته وخليفته فضيلة الشيخ محمد الرابع الحسني النَّدْوي في دلهي في 7/ من شعبان 1421هـ (نوفمبر2000م) .
منحته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسسكو ISESCO) -تقديرا لعطائه العلمي المتميز وإكباراً للخدمات الجليلة التي قدمها إلى الثقافة العربية الإسلامية - وسام الإيسسكو من الدرجة الأولى. وقد استلم هذا الوسام نيابة عن ابن أخت سماحته وخليفته امينِ ندوة العلماء العام فضيلةِ الشيخ محمدٍ الرابعِ الحسني النَّدْوي وكيلُ ندوة العلماء للشؤون التعليمية سعادةُ الدكتور عبد الله عباس النَّدْوي في الرباط في 25/ من شعبان 1421هـ.
علاقته بالمنظمات والمؤسسات:
أمين ندوة العلماء العام ورئيس دارالعلوم التابعة لها.
عضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة
رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية.
رئيس مركز آكسفورد للدراسات الإسلامية.
عضو المجلس الأعلى العالمي للدعوة الإسلامية بالقاهرة.
عضو رابطة الجامعات الإسلامية بالرباط
رئيس المجمع الإسلامي العلمي في لكهنؤ، (الهند)
رئيس هيئة الأحوال الشخصية الإسلامية لعموم الهند
رئيس هيئة التعليم الديني للولاية الشمالية،
رئيس مجمع دار المصنفين بأعظم كره (الهند)
عضو المجلس الاستشاري بدار العلوم ديوبند (الهند)
عضوالمجلس الاستشاري الإسلامي لعموم الهند.
عضو المجلس الاستشاري الأعلى للجامعة الإسلامية في إسلام آباد (باكستان)
عضو مجمع اللغة العربية بدمشق.
عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
عضو مجمع اللغة العربية بالأردن.
عضو المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية (مؤسسة آل البيت) بالأردن.
عضو الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالكويت.
عضوالمجلس التنفيذي لمؤتمر العالم الإسلامي في بيروت.
عضو المجلس الإداري للمركز الإسلامي بجنيف.
وذلك عدا عضويته لكثير من الجامعات الإسلامية، والمنظمات الدعوية ولجان التعليم والتربية. رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عن الأمة الإسلامية خير مايجزي العلماء عن أممهم.
http://www.nadwi.net/a/introdata.htm
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/235)
علي بن محمد بن حسين العمران
ترجمة الشيخ المحقق علي بن محمد العمران
الإسم:
علي بن محمد بن حسين العمران (بكسر العين)
ولد في اليمن عام 1390, في السودة، إحدى ضواحي مدينة عمران (بفتح العين) 0 ثم انتقل إلى المملكة وهو دون الخامسة، واستقر بمدينة الطائف، وأكمل بها المراحل التعليمية الثلاث0
ثم التحق بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية بكلية الحديث والدراسات الإسلامية، وتخرج فيها عام 1412 بتقدير ممتاز
فأخذ من مشايخ الجامعة، كفضيلة الشيخ عبد الله الغنيمان , والشيخ عبد المحسن العباد في العقيدة، والشيخ حافظ الحكمي في المصطلح، والشيخ عبد العزيز العبد اللطيف _ رحمه الله_ في الجرح والتعديل، وأخذ عن غيرهم من مشايخ الكلية، وأساتذتها0
وكان لتعرفه على ثلة من من طلبة العلم النابهين أثر كبير في حياته العلمية، كالشيخ صالح بن حامد الرفاعي والشيخ أحمد بن علي القرني، وغيرهم0
واستقر بعد التخرج في مدينة الطائف وانتفع فيها بإمور ثلاثة:
1- تفرغه للطلب والتحصيل والبحث والتأليف 0
2 -ملازمته للدروس العلمية للشيخ عبد العزيز بن باز- رحمه الله- في يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع في أيام الإجازة الصيفية0
3- ملازمته لمجالس الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد – حفظه الله – في بيته، فقل يوم إلا ويجتمع به ويستفيد منه ويذاركره العلم0
له عدد من المصنفات والتحقيقات وهي:
1- تعقبات الحافظ ابن حجر على الإمام الذهبي في ميزان الإعتدال- جمع وتعليق0
2- القواعد والفوائد الحديثية من منهاج السنة النبوية – جمع وتعليق-0
3- المشوق إلى طلب العلم (وهو ماتع جدا) – تأليف0
4- العلماء الذين لم يتجاوزا سن الأشد – تأليف-0
5- الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية- خلال سبعة قرون – جمع وتعليق وفهرسة فنية دقيقة- بالإشتراك مع الشيخ الشيخ / محمد عزير شمس – وفقه الله – قدم له العلامة الفهامة الشيخ / بكر بن عبد الله أبوز زيد- حفظه الله- وفي هذا الجامع فوائد عظيمة!!! 0
6- منجد المقرئين ومرشد الطالبين لابن الجزري – اعتناء وتحقيق-0
7- أسامي شيوخ البخاري للصغاني-أخرجه بخط مؤلفه وقدم له ووضع فهارسه –0
8- عمدة القاري والسامع في ختم الصحيح الجامع للسخاوي – اعتناء وتحقيق-0
9- تجريد التوحيد المفيد للمقريزي – تحقيق-0
10- منسك شيخ الإسلام ابن تيمية – اعتناء وتحقيق-0
11- تقييد المهمل وتمييز المشكل لأبي علي الغساني – دراسة وتحقيق في ثلاثة مجلدات – بالإشتراك مع الشيخ محمد عزير شمس 0
12- الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم لابن الوزير – دراسة وتحقيق – قدم له الشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد0
13- النفحة القدسية والتحفة الأنسية، للحفظي، تحقيق0
14- مختصر الصارم المسلول0
15- المنهج القويم اختصار الصراط المستقيم، كلاهما للبعلي، تحقيق0
16- ذيل التبيان لبديعة البيان، للحافظ ابن حجر، تحقيق0
17- بدائع الفوائد، لابن القيم، في خمسة مجلدات، تحقيق0
تحت الطبع:
18- شفاء العليل اختصار بطلان التحليل، للبعلي، تحقيق0
19- اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية للبرهان ابن القيم، تحقيق 0
20- صوارم اليقين لقطع شكوك القاضي أحمد بن سعد الدين، ليحيى بن الحسين بن القاسم، تحقيق0
21- الجامع لسيرة الإمام ابن قيم الجوزية 0
22- العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية، لابن عبد الهادي، تحقيق0
ثناء الشيخ العلامة بكر أبو زيد عليه:
قال الشيخ بكر أبو زيد في تقديمة لكتاب الروض الباسم لابن الزير (1/ج) (وقد سمت همة الشيخ الفاضل / علي بن محمد العمران، إلى الإمساك بناصيته، والاعتناء بإخراجه على مجموعة نسخ خطية، فلما أحضره الي _ تقبل الله منا ومنه- مطبوعا في تجربته الأخيرة في نحو ((600)) صفحة، ومقدمة التحقيق في نحو ((100)) صفحة، قرأت مقدمة التحقيق، وجملة من التعاليق، وفي مواضع من المتن، وفي فهارسه الكاشفة عن مخبآته، فتذكرت قول من مضى: ((دل على عاقل حسن اختياره)) وأضيف اليه ((ودل على عاقل حسن عمله وإتقانه)) فقد جمع هذا الفاضل بين الحسنيين، وحاز الدلالتين؛ إذ قد مشى في تحقيقه على أصول نيرة، يعرف بها التزامه بها من كان له فضل عناية بالتحقيق، ولا أريد أن أطيل، فالعمل أمام فوقة القراء، ومنصفيهم 0
وقد عافاه الله من حشر الحواشي الطوال بلا طائل – تلك الظاهرة التي تمكن غير المختصين من استباحة حمى العلوم الشرعية –0
وله – أثابه الله – لفتات نفيسة في المقدمة، والحواشي، وقد أحسن كل الإحسان في كشافات الكتاب المصنفة على مجموعتين:
((الفهارس النظرية)) التي في وسع كل أحد عملها، و ((الفهارس العلمية)) التي لايستطيع عملها بصفة موعبة إلا طالب علم متمكن، ولا أحسب المحقق الا كذلك 0)) انتهى كلام الشيخ بكر حفظه الله.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt ... =&threadid=2451
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/236)
شيخنا الشيخ علي عبد الرحمن الحذيفي
أمّ الناس في المسجدين الشريفين، وخطب فيهما، وأحبه كل من سمعه لعلمه ولصدقه وعفويته وعذوبة صوته وأدائه المطرد على نهج تميز به.
وبعد حصوله على درجة (الدكتوراه) في السياسة الشرعية من جامعة الأزهر- تصدر للتدريس في الجامعة الإسلامية. وتولى فيها وكالة كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية فأحبه زملاؤه وطلابه؛ لتواضعه الجم، ورقة حاشيته، وتصديه لاعمال البر والخير للجميع.
ويقوم بتدريس الحديث والفقه في المسجد النبوي الشريف، ولا يملك من تتلمذ عليه في حلقته إلاّ أن يحبه ويحب درسه؛ لتلقائيته، وعلمه الغزير، وتواضعه، ولأنه يمثل القدوة فيما يبذل لهم من نصح وتوجيه وعلم.
إنه الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي.
وفيما يلي ترجمة له مستقاة من مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة وكتاب (إمتاع الفضلاء بتراجم القراء) للشيخ إلياس بن أحمد حسين البرماوي. ومنه شخصياً -حفظه الله-.
هو الشيخ علي بن عبد الرحمن ابن علي بن أحمد بن عبد الرحمن ابن رشاف الحذيفي، نسبة إلى قبيلة آل حذيفة؛ من قبائل العوامر؛ من بني خثعم.
ولد بقرية الفرن المستقيم ببلاد العوامر؛ جنوب مكة المكرمة، عام 1366هـ ستة وستين وثلاث مئة وألف من الهجرة.
تلقى تعليمه الأولى في كتاب قريته، وختم القرآن نظراً مع حفظ بعض أجزائه. كما حفظ بعض المتون في العلوم الشرعية المختلفة.
وفي عام 1381هـ التحق بالمدرسة السلفية الأهلية ببلجرشي وتخرج فيها بما يعادل المرحلة المتوسطة.
ثم التحق بالمعهد العلمي ببلجرشي عام 1388هـ ثمانية وثمانين وثلاث مئة وألف من الهجرة مكملاً المرحلة الثانوية.
واصل دراسته الجامعية بكلية الشريعة بالرياض 1388هـ ثمانية وثمانين وثلاث مئة وألف من الهجرة، وتخرج فيها عام 1392هـ.
وبعد تخرجه عين مدرساً بالمعهد العلمي ببلجرشي وقام بتدريس التفسير والتوحيدوالصرف والنحو. إلى جانب ما يقوم به من الإمامة والخطابة في جامع بلجرشي الأعلى.
حصل على درجة «الماجستير» من جامعة الأزهر عام 1395هـ خمسة وتسعين وثلاث مئة وألف من الهجرة.
وحصل على (الدكتوراه) من الجامعة نفسها (قسم الفقه) شعبة السياسة الشرعية.
أعماله
عمل في الجامعة الإسلامية منذ عام 1379هـ تسعة وسبعين وثلاث مئة وألف من الهجرة، فدرّس التوحيد والفقه في كلية الشريعة كما درّس في كلية الدعوة وأصول الدين ودرس المذاهب بقسم الدراسات العليا، ودرس القراءات بكلية القرآن، وإلى جانب عمله بالتدريس الجامعي فقد تولى الإمامة والخطابة فترات في مسجد قباء والمسجد الحرام.
عين إماماً وخطيباً في المسجد النبوي الشريف عام 1402هـ اثنين وأربع مئة وألف من الهجرة.
وله مشاركات في عدد من اللجان والهيئات العلمية ومنها:
- رئيس اللجنة العلمية لمراجعة مصحف المدينة المنورة.
- عضو لجنة الإشراف على تسجيل المصاحف المرتلة بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف.
- عضو الهيئة العليابمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
- كما شارك في عدد من الندوات والمؤتمرات داخل المملكة وخارجها.
- والمترجم له تسجيلات إذاعية في عدد من الإذاعات داخل المملكة وخارجها.
- ويقوم بتدريس الحديث والفقه في المسجد النبوي الشريف.
- وقد سجل بصوت المترجم في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف- ختمتين كاملتين.
الأولى: برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية.
الثانية: برواية قالون عن نافع المدني من طريق الشاطبية.
شيوخه
(1) الشيخ محمد بن إبراهيم الحذيفي العامري، قرأ عليه القرآن كاملاً بالنظر، وحفظ على يديه بعض الأجزاء من القرآن الكريم.
(2) الشيخ عبد الفتاح القاضي، قرأ عليه الختمة برواية حفص عن عاصم.
(3) الشيخ عامر السيد عثمان؛ قرأ عليه ختمة برواية حفص، وشرع في القراءات السبع إلا أنه لم يكمل بسبب وفاة الشيخ عامر.
(4) الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات، قرأ عليه القراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة.
(5) الشيخ حماد الأنصاري حصل على إجازة منه في الحديث الشريف.
(6) الشيخ صالح الفوزان.
(7) الشيخ فالح بن مهدي الدوسري.
(8) الشيخ صالح علي ناصر وغيرهم.
مؤلفاته
- رسالة (الدكتوراه) موضوعها (طرائق الحكم المختلفة في الشريعة الإسلامية دراسة مقارنة بين المذاهب الإسلامية) .
ولايزال الشيخ -حفظه الله- يقوم بالتدريس، أطال الله عمره وأحسن عمله وخاتمته.
بواسطة العضو الطرطوشي(1/237)
علي عزّت بيجوفيتش
ولد في بوسانسكي (يوغسلافيا السابقة) عام 1344هـ / 1925م. وأكمل دراسته العليا في القانون عام 1962م. وقد عمل مستشاراً قانونياً لجهات علمية وتجارية مختلفة وفي مقدمتها جامعة سراييفو.
التحق بمنظمة الشباب المسلمين عام 1940م، فسُجن لنشاطه فيها عام 1946م لمدة ثلاث سنوات، وفي عام 1982م كان أول المتهمين في محاكمة سراييفو المشهورة، فحُكم عليه بالسجن لمدة 14 عاماً، ولكن أطلق سراحه فيما بعد، وفي عام 1989م أنشأ حزب العمل الديمقراطي - وهو حزب إسلامي سياسي، وانتخب رئيساً له عام 1990م.
وقد وقف بشجاعة منذ فجر شبابه مدافعاً عن حقوق المسلمين الذين كانوا يتعرضون للاضطهاد والتصفية الجسدية في بلاده، فسُجن مرتين، ولكن ذلك لم يزده إلا صموداً وتضحية، كما كتب كتابات علمية رصينة يُبين فيها الدور العالمي للإسلام في تقدم الفرد والمجتمعات، وكان لهذه الكتابات عظيم الأثر لا في يوغسلافيا وحدها؛ بل وخارجها، وفي مقدمة كتبه: البيان الإسلامي، الذي تُرجم إلى العربية والإسبانية والإنجليزية؛ الإسلام بين الشرق والغرب، الذي تُرجم إلى الإنجليزية والتركية والماليزية والهندية، ومشكلات النهضة الإسلامية، ولذلك فإن الرئيس بيجوفيتش يمثل سيرة وعملاً، نموذجاً فريدا بين المسلمين البارزين فكراً وسياسة لخدمة المسلمين.
حصل بيجوفيتش على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1413هـ/1993م.
----------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/238)
علي محمود بن الخوجة
(1310 ـ 1402 هـ 1892 ـ 1982 م)
ولد بتونس، ثم انخرط في سلك تلامذة جامع الزيتونة. وفي عام 1937 أصبح مدرساً من الطبقة الأولى، وفي أوائل عام 1943 سمي مفتياً حنفياً.
ومن نشاطاته مشاركته في اللجنة التي أسّست الحي الزيتوني، وكان عضواً في الجمعية الخيرية الإسلامية، وعضواً في جمعية الشبان المسلمين.
من آثاره العلمية:
كنَّاش في الفقه، وهو كتاب فقه قضائي من الدرجة الأولى.
----------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/239)
علي بن محمد بن سعيد الشهراني
أستاذ مشارك
التخصص العام: عقيدة ومذاهب معاصرة.
التخصص الدقيق: عقيدة.
المشاركات والخبرات العلمية:
(1) وكيل قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة.
(2) وكيل كلية الشريعة وأصول الدين للشؤون العلمية- ولا يزال.
(3) ندوة منهج الشيخ ابن باز في العمل للإسلام والدعوة إلى الله تعالى "رئيس لجنة العلاقات والإعلام".
(4) التطور الثقافي في الأردن وفلسطين خلال القرن العشرين "الأردن".
(5) المؤتمر العلمي الأول حول القاضي عبد الوهاب البغدادي "دبي - الإمارات".
النتاج العلمي:
(1) منهج ابن قدامة في تقرير عقيدة السلف، وموقفه من المخالفين لها.
(2) جهود علماء السلف في تقرير العقيدة والدفاع عنها -القرن السابع-.
(3) بغية المتأسي في إثبات الكرسي.
(4) القول المبين في أن كلتا يدي الرحمن يمين.
(5) منهج القاضي عبد الوهاب البغدادي في أصول الدين.
(6) "منظومة في مدح النبي -صلى الله عليه وسلم- وبيان عقيدة أهل السنة والجماعة" للصرصري -دراسة وتحقيق-.
رسالة دكتوراه
dr.ali@islamway.net(1/240)
عمر بن عبد العزيز المترك
(1351 ـ 1405 هـ 1932 ـ 1985 م)
ولد في بلدة شقراء، وتخرَّج في كلية الشريعة بالرياض، وحصل على العالمية من كلية الشريعة بجامعة الأزهر عام 1394 هـ، وعين وكيلاً مساعداً لوزارة العدل، ثم مستشاراً بالديوان الملكي.
عهد إليه الملك فيصل برئاسة وفد رابطة العالم الإسلامي لمقابلة عدد من رؤساء الدول الإسلامية في آسيا.
----------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/241)
عمر بن محمد الفلاني
نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية
العلامة المحدث (1) الشيخ أبومحمد عمر بن محمد الفلاني - رحمه الله -
*هو:
الفقيه المحدث المسند المفسر المؤرخ الأديب الواعظ العلامة المُربي.
*اسمه:
هو الشيخ عمر بن محمد بن محمد بكر الفلاني , الشهير بفلاته , والفلاني نسبة إلى قبيلة " الفلانة " المعروفة والمنتشرة في معظم أفريقيا الغربية , وينتهي نسبها على رأي بعض المؤرخين إلى عقبة بن نافع , أو ابن عامر , أو ابن ياسر ولعله عقبة آخر غير الصحابي الجليل فاتح أفريقيا.
ولادته: ولد شيخنا عام 1345 هـ , على مقربة من مكة , خلال هجرة أبويه من أفريقيا , إذ مكثا في الطريق ما يقرب من سنة , وكان يقول (شاء الله أن يبتدئ الرحلة أبواي وهم اثنان , وتنتهي وهم ثلاثة) .
*نشأته التعليمية:
ثم انتقل إلى المدينة المنورة في العام الذي يليه عام 1346 هـ , ونشأ فيها وترعرع وبدأ تعليمه بما يسمى آنذاك بالكُتاب , عند العريف محمد سالم , وحفظ على يديه الأجزاء الأولى من القرآن الكريم.
ثم دخل دار العلوم الشرعية بالمدينة عام 1361 , ودَرَس فيها مراحلها الثلاثة: التأسيسية , والتحضيرية , والابتدائية ,ونال منها الشهادة الابتدائية , وأتم حفظ القرآن الكريم , في المرحلة التحضيرية.
ثم نال شهادة الابتدائية , من مديرية المعارف العمومية , وهي أعلى مراحلها.
*الأعمال التي تولاها وأنيطت به:
- دَرس في دار الحديث عام 1365 هـ.
- دَرس إضافة إلى ذلك عام 1373هـ في الدار السعودية , كما عين مساعداً لمديرها.
- دَرس الحديث وأصوله في " المعهد العلمي: من عام 1375هـ - 1378هـ.
- أُسند إليه إدارة " دار الحديث " عام 1377هـ.
- كُلف بمنصب الأمين العام المساعد للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1385هـ.
- عُين أمين عام الجامعة الإسلامية عام 1395 هـ.
- كُلف على وظيفة أستاذ مساعد عام 1396 هـ , ودرس في كلية الحديث بالجامعة الإسلامية مع قيامه بأمانة الجامعة.
- صار مدير مركز شؤون الدعوة في الجامعة الإسلامية.
- ثم عين مديراً لمركز خدمة السنة والسيرة النبوية بالجامعة الإسلامية عام 1406 هـ وتأسس المركز المذكور على يديه.
- بعد إحالته للتقاعد عام إلى " دار الحديث " التي يشرف عليها , وتفرغ لها.
*عنايته بدار الحديث واهتمامه بها:
قد أسس " دار الحديث " أحد علماء الهند , وهو الشيخ أحمد الدهلوي - رحمه الله - وهو من علماء أهل الحديث , المتمسكين بعقيدة السلف , وكان قد افتتحها عام 13540هـ , بترخيص من الملك عبد العزيز - رحمه الله -. وكان قد أوقف أحد المحسنين من الهند , وهو الشيخ محمد رفيع - رحمه الله - , مبنىً لدار الحديث بالقرب من المسجد النبوي الشريف. وسمي بـ " مكتبة أهل الحديث " و " مدرسة دار الحديث ".
وقد أخذ شيخنا " الشهادة العالية " من الدار نفسها , خلال تدريسه فيها عام 1367 هـ , وكان ملازماً لشيخه الجليل العلامة عبد الرحمن الإفريقي , الذي أُسندت إليه إدارة " دار الحديث " بعد وفاة الشيخ أحمد الدهلوي - رحمه الله - عام 1375هـ , ثم لما توفي الشيخ عبد الرحمن الإفريقي - رحمه الله - عام 1377هـ أسندت إدارة " دار الحديث " للشيخ عمر رحم الله الجميع رحمة واسعة.
ولما بدأ مشروع توسعة وعمارة المسجد النبوي الشريف , امتدت التوسعة إلى مقر وقف المكتبة والمدرس , فهُدِم الوقف , وجرى تعويض الدار بمبلغ مقابل ذلك , فاجتهد الشيخ عمر , المشرف علة الدار , لشراء أرض تقام عليها دار الحديث والمكتبة , فتم شراء أرض لذلك وبدأ العمل بالمشروع , بإشراف الشيخ عمر نفسه في 9/7/1413هـ إلى أن انتهى المشروع عام 1417 , واصبح يحوي المدرسة والمكتبة " مكتبة أهل الحديث " والمسجد , وشعبة الحديث , وقاعة محاضرات كبرى تتسع لألف شخص ومبنى لسكن الطلاب , ومبنى لمراكز تجارية , ومبنى سمن الزوار , وسكن الناظر , ومواقف للسيارات.
وجاء المبنى روعة في الجمال , ونال لذلك جائزة المدينة في تصميم البناء وكان الشيخ - رحمه الله - شديد العناية بالدار , وكانت لها منزلة ومكانة رفيعة عنده , وكان يحرض عليها , موجهاً ومربياً ومشرفاً.
*شيوخه:
قال الشيخ - رحمه الله - (أدركت ما لا يقل عن سبعين عالماً يستندون إلى سواري مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم , كانوا ورثة للنبوة حقاً)
*وأبرز شيوخه هم:
- الشيخ المحدث المسند محمد إبراهيم الختني - وهو من تلاميذ المحدث الشيخ محمد عبد الباقي الأيوبي المجني , ودرس عليه شيخنا في دار العلوم الشرعية , في المرحلة العالية وأجازه.
- الشيخ عمار الجزائري , درس عليه في المرحلة العالية أيضاً , في دار العلوم الشرعية.
- الشيخ يوسف بن سليمان الفلسطيني درس عليه في المرحلة نفسها.
- الشيخ العلامة صالح الزغيبي.
- الشيخ العلامة محمد علي الحركان - رحمه الله - أمين عام رابطة العالم الإسلامي سابقاً , إذا قرأ عليه جزءاً كبيراً من " صحيح البخاري " مع شرحه " فتح الباري " , وذلك أثناء تدريسه ف المسجد النبوي.
- الشيخ أسعد محي الدين الحسيني , قرأ عليه القرآن الكريم , زيادة في التمكن في الحفظ والأداء.
- الشيخ المعلم محمد جاتو الفلاني , قرأ عليه أكثر متون المذهب المالكي , وبعض شروحها فقرأ عليه " مختصر خليل " بشرح الدسوقي , و " أقرب المسالك " بعضها عليه وبعضها على الشيخ عمار الجزائري.
- العلامة اللغوي المحدث محمد بن أحمد تكنيه السوداني المدني , إذ قرأ عليه بعض كتب البلاغة , والنحو وأطراف من أصول الفقه.
- الشيخ العلامة المحدث المسند المؤرخ الأديب محمد الحافظ بن موسى حميد (2) - رحمه الله - وأجازه.
- الشيخ عمر بن علي الشهير بالفاروق الفلاني , وهو يروي عن جمع منهم:
1-الشيخ سيف الرحمن الكابلي.
2-الشيخ محمد بن أحمد الشهير بألفا هاشم.
3-الشيخ القاضي عبد الله بن حسن آل الشيخ سماعاً عليه غري مرة.
4-الشيخ العلامة أبو إبراهيم محمد بن عبد اللطيف إجازة.
5-العلامة الشيخ محمد بن نافع (3)
- الشيخ العلامة المحدث عبد الرحمن بن يوسف الإفريقي - رحمه الله - وهو أكثر شيوخه تأثيراً في شخصيته , مما جعل الشبه بينهما كبيراً , كما قال شيخنا العلامة عبد المحسن العباد - حفظه الله - في محاضرته عن الشيخ عمر.
وقلد قرأ على الشيخ عبد الرحمن " بلوغ المرام " , " سبل السلام " وبعض أمهات كتب الحديث و " الموطأ " لمالك , والتفسير , والمصطلح. وسمع منه فتاواه وإجاباته عن أسئلة المستفتين.
- العلامة المحدث المسند عبد الحق الهاشمي المكي مؤلف " مسند الصحيحين " و " إجازة الرواية ".
- العلامة الشيخ المحدث المسند سالم بن أحمد باجندان الحضرمي المحدث الشهير في أندونيسيا.
رحم الله الجميع رحمة واسعة آمين.
*أسانيده إلى كتب الفهارس والأثبات:
إن أسانيد شيخنا عمر تتصل بنبينا خير الأنام عليه الصلاة والسلام , وبالصحاح والسنن والأسانيد , والمعاجم والمشيخات , وبالأئمة الأعلام والحفاظ الكرام , ودواوين أهل الإسلام. كما هو مسطور في كتب الفهارس والأثبات والمسلسلات وغيرها.
إسناده إلى الموطأ:
نظراً لمكانة الموطأ للإمام مالك - رحمه الله - لدى الشيخ عمر - رحمه الله دراسةً وقراءةً على الشيوخ , ولتدريسه للموطأ ولقراءة طائفة من طلاب العلم عليه رأيت وصل سنده لحديث من " موطأ الإمام مالك " -رحمه الله -.
وهذا إسناده لحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رواية يحيي الليثي من روايته:
أخبرنا شيخنا عمر بن محمد فلاته إجازة , عن شيخه العلامة المحدث محمد بن إبراهيم بن سعد الله الفضلي الختني , عن العلامة محدث الحرمين عمر بن حمدان المحرسي , عن عبد الله بن عودة القدومي النابلسي , عن حسن الشطي الحنبلي , عن مصطفى بن سعد الرحيباني , عن الشمس محمد بن سالم السفاريني , عن أبي المواهب محمد بن عبد الباقي الحنبلي , عن أبيه عبد الباقي البعلي الحنبلي , عن أبي حفص عمر القاري والنجم محمد الغزي , كلاهما عن والد الثاني البدر محمد الغزي , عم زكريا الأنصاري , عن الحافظ ابن حجر العسقلاني , عن أبي حفص عمر بن الحسن بن مزيد بن أميلة المواغي , عن عز الدين أحمد بن إبراهيم بن عمر الفاروقي , عن أبي إسحاق إبراهيم بن يحيى الكناسي عن أبي الحسين محمد بن محمد بن سعيد بن زرقون عن أبي عبد الله أحمد بن غلبون , عن أبي عمرو عثمان بن أحمد القيجاطي , عن أبي عيسى يحيى عبد الله بن يحيى بن يحيى , عن عم أبيه مروان وعبد الله بن يحيى بن يحيى , عن أبيه يحيى بن يحيى المصمودي الليثي , عن الإمام مالك بن أنس الأصبحي عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إذا دُعي أحدكم إلى وليمة فليأتها) (4)
وأما أسانيده إلى كتب الأثبات فهذه مختارات منها:
- إجازة الرواية للشيخ العلامة المحدث عبد الحق الهاشمي رحمه الله يرويه شيخنا عن مؤلفه.
- الإرشاد إلى مهمات الإسناد , وإتحاف النبيه فيما يحتاج إليه المحدث والفقيه كلاهما للعلامة المحدث الشاه ولي الله الدهلوي رحمه الله.
يرويه شيخنا عن شيخه العلامة عبد الحق الهاشمي , عن شيخه المحدث أبي سعيد حسين بن عبد الرحيم , عن رئيس المحدثين السيد محمد نذير حسين , عن المحدث الشاه محمد إسحاق الدهلوي , عن جده من جهة الأم الشيخ عبد العزيز الدهلوي , عن أبيه الشاه ولي الله الدهلوي رحمهم الله.
- صلة الخلف بموصول السلف للمحدث العلامة محمد بن سليمان الروداني.
يرويه بالإسناد السابق ولي الله الدهلوي , عن محمد وفد الله بن الشيخ محمد بن سليمان وأبي طاهر الكوراني , كلاهما عن والد الأول مؤلف الصلة.
- المعجم المفهرس للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت852هـ)
يرويه بالإسناد السابق إلى الروداني في " صلة الخلف " عن أبي مهدي عيسى السكتاني , عن المنجور , عن الغيطي , عن زكريا الأنصاري عن الحافظ ابن حجر.
ويرويه بالسند إلى الشوكاني في " إتحاف الأكابر " عن شيخه السيد عبد القادر بن أحمد , عن محمد حياة السندي , عن الشيخ سالم بن الشيخ عبد الله بن سالم البصري الشافعي المكي , عن أبيه , عن الشيخ محمد بن علاء الدين البابلي المصري , عن سالم بن محمد , عن الزين زكريا , عن الحافظ ابن حجر.
- إتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر للعلامة القاضي محمد بن علي الشوكاني.
أجازه بما فيه الشيخ المحدث أبومحمد عبد الحق الهاشمي , عن الشيخ أحمد بن عبد الله البغدادي , عن الشيخ عبد الرحمن بن عباس عن الشوكاني رحمهم الله.
- حصر الشارد غي أسانيد الشيخ محمد عابد السندي (ت1257هـ)
يرويه عن شيخه العلامة المحدث عبد الرحمن بن يوسف الإفريقي , عن الشيخ محمد الطيب الأنصاري , عن الشيخ ألفا هاشم وعن الشيخ علي بن طاهر الوتري , وهو عن صاحب الثبت المشهور باليانع الجني للشيخ عبد الغني , عن مؤلف حصر الشارد.
ح كما أجازه بحصر الشارد شيخه العلامة محمد بن إبراهيم بن سعد الفضلي الختني - نزيل المدينة - وهو يروي عن الجم الغفير من الثقات كمعدة المفتين في بخارى سابقاً العلامة محمد إكرام بن عبد السلام والعلامة السيد عبد العزيز بن عبد الحكيم الطاقاني وشيخ الإسلام بفرغانة السيد ثابت بن شيخ الإسلام فيضي خالد والعلامة محمد عبد الباقي الأنصاري المدني والعلامة الشيخ عمر بن حمدان المحرسي الأصل المدني والمسند الحافظ السيد عبد الحي الكتاني والعلامة الأديب محمد بافضل الحضرمي , كلهم عن عالم المدينة في عصره , العلامة السيد المسند أبي الحسن نور الدين علي بن ظاهر الوتري , عن العلامة الشاه عبد الغني المجددي المدني وعن العلامة السيد محمد بن خليل المشيشي كلاهما عن المؤلف.
- قطف الثمر في رفع أسانيد المصنفات في الفنون والأثر للشيخ العلامة صالح بن محمد الفلاني المدني.
يرويه بالسند السابق إلى " حصر الشار " , عن الفلاني.
ح كما أجازه بما فيه الشيخ أبومحمد عبد الحق الهاشمي , عن الشيخ أحمد بن عبد الله البغدادي , عن الشيخين محمد بن عبد الله بن حميد المكي ونعمان الألوسي عن الشيخ محمود الأفندي البغدادي , عن الشيخ عبد الرحمن بن محمد الكزبري عن المؤلف.
*تدريسه في المسجد النبوي الشريف:
بدأ شيخنا التدريس في المسجد النبوي الشريف , عام 1370هـ , حيث حصل على إجازة التدريس من رئاسة القضاء بالمملكة العربية السعودية , ودَرس ما يقارب 49 سنة في المسجد النبوي , وكان درسه قريباً من الروضة , بالقرب من مكبرية المؤذنين , وكان صوته يدوي في المسجد مِن بُعد , دون استعمال أجهزة تكبير الصوت.
وكان يحضر دروسه جمع كبير من طلاب العلم ,ورواد المسجد النبوي , والزائرين والحجيج والمعتمرين , وكان يشد الحاضرين إلى كلامه لفصاحته وجودة إلقائه وتمكنه من ذلك.
ولقد سُجلت له دروس كثيرة من التي درّسها في المسجد النبوي , إذ بلغ عدد أشرطة شرحه لصحيح مسلم 817 شريطاً وهو كامل , وعدد أشرطة دروسه في تفسير ابن كثير للقرآن الكريم 720 شريطاً - لم يتم , وعدد أشرطة شرحه لسنن أبي داود 576 شريطاً - لم يتم , وعدد أشرطة شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم 9 أشرطة , وعدد أشرطة سيرة الذهبي 131 شريطاً , وهي كلها موجودة في مكتبة الحرم النبوي ومتاحة للانتفاع بها.
*الشيخ من أبرز رواد رجال التربية والتعليم بالمدينة:
يعد الشيخ من أبرز رجالات التربية والتعليم بمنطقة المدينة , وقد كان أحد العشرة الذين كرموا في حفل الرواد الأوائل , من رجال التربية والتعليم. بمنطقة المدينة 1416 هـ. وتسلم شهادة ودرعاً لذلك , من صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة.
*صفاته وأخلاقه:
كان شيخنا رحمه الله , يتمتع بمحاسن الأخلاق وأعلاها , حريصاً على نفع المسلمين , ومساعدتهم , مع التواضع الجم , والإكرام البالغ للضيفان , مع طلاقة الوجه عند اللقاء , مع حسن الاستقبال , بعبارات تدخل البشاشة على القلوب , فمن ترحيباته قوله (زارنا الغيث) إلى غير ذلك.
وكان يحب خدمة الناس , ولو كانوا صغاراً , مع أنه هو الجدير بالخدمة لفضلة وعلمه , وكبر سنه , وكان بهذه الأخلاق وغيرها محبوباً عند من يعرفه ومن خالطه.
ولقد أثنى عليه شيخنا المحدث محمد بن ناصر الدين الألباني رحمه الله في حسن جواره وخلقه الرفيع إذ تجاورا أثناء وجود شيخنا الألباني في الجامعة الإسلامية في المدينة للتدريس فيها.
كما يشهد له كل من تعامل معه في الجامعة , أو مركز خدمة السنة والسيرة , أو دار الحديث , أو خارج ذلك بطيب خلقه.
مع علامات طيب خلقه , سؤاله الدائم عن الإخوة والأهل والزملاء عند اللقاء أو الاتصال بالهاتف.
وكان من تواضعه أنه إذا كان في دار الحديث وأعوزه بحث في حدث ما , أو مسألة ما , اتصل هاتفياً ببعض الإخوة في المركز , وهذا كله من سعة علمه وطيب خلقه وتواضعه , وأَنعِم به من مَدرسةٍ تربوية لمن خالطه وعاشره.
وكان الشيخ رحمه الله حكيماً في آرائه ونظراته الثاقبة , لعواقب الأمور , كما يعلم ذلك من عاشره في مخيمات الحج , ولجان التوعية , وغير ذلك.
وخلاصة القول كما يصف فضيلة الدكتور مرزوق الزهراني مدير مركز السنة والسيرة النبوية سابقاً (لقد كان الشيخ رحمه الله , مدرسة في خلقه , مدرسة في صلاحه , مدرسة في منهجه , مدرسة في تقواه ... ) .
*أخلاقه مع المخالف:
كان شيخنا رحمه الله يتمتع بخلق رفيع كما سبق , وكان هذا دأبه مع الذين لا يرتضي الشيخ منهجهم وطريقتهم , ولقد استطاع بفضل الله , التأثير على عدد من العلماء وغيرهم بهذه الأخلاق العظيمة , في تصحيح مسارهم إلى المنهج السديد المستمد من الكتاب والسنة , وخاصة تدريسه في المسجد النبوي الشريف.
*عقيدته ومذهبه:
كان شيخنا رحمه الله ملتزماً بما جاء عن الله عزوجل وعن رسوله , على منهج السلف الصالح , وداعياً إلى ذلك , بحكمة بالغة , ويحث على معرفة الدليل , ويكره المناهج المخالفة لذلك الطريق.
*دعابته ولطافته:
كان الشيخ رحمه الله , مع سعة علمه وغزارته , وتواضعه وصلاحه ذا دعابة وملاطفة , مع أصحابه وتلاميذه , متأسياً في ذلك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم , الذي كان يمازح , وكان لا يقول إلا حقاً. ومعلوم ما في المزاح الحق , من تطييب خاطر الآخر , والتوود إليه.
ومن أمثلة دعابته مع أحد تلاميذه - وهو ممن عنده زوجتان ويدرس في كليتين - إذا لقيه قال له (زوجتين والسكن في القِلتين والتدريس في الكُليتين) . وذكر شيخنا عبد المحسن بن حمد العباد حفظه الله أمثلة أخرى من دعابته في محاضرته.
*حجاته:
لقد وفق الله الشيخ للحج مرات كثيرة , إذ كانت حجته الأولى عام 1365هـ , ومن ذلك العام لم يتخلف عن الحج إلى عام 1418هـ , إلا سنة واحدة , لتمريض مريض عنده , وكان عدد حجاته 53 حجة كما كان كثير الاعتمار , جعلها الله متقبلة.
*مشاركاته في التوعية الإسلامية للحج:
لقد شارك في التوعية الإسلامية للحج , منذ عام 1392هـ إلى عام 1418هـ , وكان دوره عظيماً رائداً في ذلك , كما يشهد له من خالطه وشاركه في هذا العمل.
*رحلاته:
لقد رحل الشيخ إلى بلاد عديدة , سواء عن طريق لجان الجامعة للتعاقد مع المدرسين والموظفين , أو عن طريق الدورات الصيفية , التي تعقدها الجامعة , أو للدعوة في كثير من البلاد.
ومن الدول التي وقفت عليها ممن سافر لها: مصر , سوريا , والأردن , ولبنان , والهند , باكستان , ودول إفريقيا.
*مؤلفاته:
كان شيخنا رحمه الله ذا أعباء كثيرة , لم تدع له مجالاً كبيراً للتأليف , إذ انشغاله بالتدريس اليومي في الحرم النبوي , وأعماله الإدارية وارتباطاته الإجتماعية القوية , لها عامل كبير في ذلك.
وأشرطة دروسه المسجلة في الحرم النبوي موجودة وقد سبق ذكرها إذ بلغ مجموعها الكلي 2253 شريطاً , وكذا محاضراته التي ألقاها في " الجامعة الإسلامية " في قاعة المحاضرات.
وأما كتبه أو مؤلفاته فالذي وقفت على ذكره ما يلي:
- بحث حول الحديث المدرج.
- بحث عن الإجارة.
- بحث عن تمور المدينة.
- لمحات عن المسجد النبوي الشريف.
- ذكرياتي في المسجد النبوي.
- ترجمة الشيخ عبد الرحمن الإفريقي رحمه الله طبعت ضمن محاضرات الجامعة الإسلامية.
- جوانب من تاريخ المدينة نشرت في مجلة المنهل عام 1413هـ.
- دراسة عن جبل ثور مع بعض المحققين وقد نشرت في بعض الصحف في المملكة العربية السعودية.
*تلاميذه:
لقد لازم التدريس في المسجد النبوي منذ عام 1370هـ إلى سنة وفاته , وحضر هذه الدروس واستفاد منها ولازمها في تلك الفترة عدد كبير ممن لا يحصيهم إلا الله عزوجل.
ولقد درس في الجامعة الإسلامية , في كلية الحديث , ولذا يعد هؤلاء من الذين درسوا عليه واستفادوا منه من تلاميذه , بل ندر أن يجلس مع الشيخ أحد سواء في مجال العمل الجامعة الإسلامية , أو في دار الحديث , أو في مجالات أخرى , إلا ويجد للشيخ فوائد جمة في حديثه , لسعة علمه , وطيب خلقه. والتلاميذ كما يقول شيخنا عبد المحسن العباد تلهج بذكر الشيوخ , والثناء عليهم , والدعاء لهم , وهي من عملهم المستمر الذي لا ينقطع.
وقلد قُرِئ علي شيخنا عدة كتب ومنها: ما قرأه عليه أخونا الشيخ خالد مرغوب (5) المحاضر بالجامعة الإسلامية ابتداءً من 6/7/1415هـ إلى 11/6/1419 هـ حيث اشتد على شيخنا المرض.
وقلد قرأ عليه في هذه الفترة كل خميس إلا لعارض موطأ الإمام مالك برواية يحيى الليثي بشرح أوجز المسالك في قرابة سبعين مجلساً , كما قرأ عليه تاريخ المدينة لابن شبه.
كما قرأ عليه القسم الخاص بالمدينة من كتاب " تاريخ المدينة " لابن شيبه في 18 مجلساً وشارك في المجلس الخامس إلى نهايته ابن شيخنا الدكتور محمد وصديقه الأخ عبد الفتاح , كما سمع بعض هذه المجالس - بفَوْت - الأخ أنس ابن الشيخ كما حضر الأستاذ ابراهيم مرغوب المجلس السابع.
كما استعرض كتاب " آثار المدينة " للشيخ عبد القدوس الأنصاري في مجلس.
وقد قرأ عليه شيئاً من " شرح السنة " للبغوي المجلد الأول إلا قلياً منه بمشاركة الشيخ خالد عثمان الفلاني.
وأما تلاميذه في الإجازة فممن روى عن الشيخ وأجازهم عدد كبير أيضاً منهم:
-الدكتور عمر حسن فلاته , عضو هيئة التدريس بكلية التربية بجامعة الملك عبد العزيز.
-الدكتور صالح الرفاعي , الباحث بمركز خدمة السنة والسيرة النبوية بالمدينة.
-الدكتور عبد الغفور عبد الحق البلوشي , الباحث بالمركز المذكور.
-الشيخ عبد الحكيم الجبرتي , مدرس في ثانوية الأنصار بالمدينة.
-الشيخ خالد مرغوب أمين , محاضر بالجامعة الإسلامية.
-الشيخ نور الدين طالب.
-الشيخ حامد أحمد أكرم
وممن تشرف بذلك كاتب هذه السطور.
*صلته بأهل العلم وصلتهم به:
وكان رحمه الله علي صلة وثيقة بأهل العلم , وممن كانت تربطه علاقة قوية بهم: كل من العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله , والعلام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله , والعلامة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد حفظه الله تعالى.
ولقد كانت العلاقة بين الشيخين: ابن باز وعمر- رحمهما الله وغفر لهما - قوية , وهي محل ثقة كبيرة , واهتمام بالغ بين الجانبين , فيما يكتب أحدهما للآخر. ولقد سعى الشيخ ابن باز لدار الحديث كثيراً فيما وصلتْ إليه من جوانب عدة , ولقد كان الشيخ عمر أمين عام الجامعة الإسلامية في عهد رئاسة الشيخ عبد العزيز بن باز للجامعة الإسلامية , غفر الله لهما.
وأما العلاقة بين الشيخين: الألباني وعمر - رحمهما الله وغفر لهما - , فكانت وثيقة جداً , سواء خلال عمل الشيخ الألباني في التدريس في الجامعة , ومجاورة الشيخ ناصر للشيخ عمر , أو بعد ذلك , خلال زيارات الشيخ ناصر للعمرة والزيارة.
وأما الصلة بين الشيخين: عمر وعبد المحسن العباد , فهي في غاية القوة , إذ تصاحبا في الاشتراك في القراءة على الشيخ عبد الرحمن الإفريقي , وكان الشيخ عمر أمن عام الجامعة في عهد رئاسة الشيخ عبد المحسن العباد أيضاً , وتصاحبا في أسفار الشام ومصر , ضمن لجان تعاقد الجمعة مع أعضاء هيئة التدريس , إضافة إلى التصاحب في توعية الحج سنين عديدة. كما إن الصلة والتواصل , لم تنقطع بينهما , فكان أحدهما يزور الآخر , ويتصل كل منهما بالهاتف بالآخر , وكانت لوفاة الشيخ عمر رحمه الله الوقع الكبير لدى شيخنا عبد المحسن العباد حفظه الله ومتع المسلمين بعلمه , إذ ألقى محاضرة خاصة قيمةً عن سيرة الشيخ ومعرفته به في قاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة الإسلامية بالمدينة , فجزاه الله خيراً.
*غيرته على الدين:
كان الشيخ عمر رحمه الله , غيوراً على محارم الله , وعلى واقع المسلمين , من بالبعد عن التوحيد , وعلى ما آل إليه المسلمون في بعض البقاع , من ذلك وهوان , وإلى سيطرة الكفرة على بعض دول الإسلام.
وهذا نصُّ مما كتبه الشيخ عمر بقلمه إلى الأستاذ محمد المجذوب - رحمهما الله - في عام 1397هـ مما تتضح في مشاعر الشيخ عمر:
".... هذا ولما كان الحال ما وصفت , والواقع ما ذكرت , وإني عازم السفر إلى أودية عَمان وجبالها , بعد يومين. وأنتم تعلمون أنها أقرب إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم , ولا حرج علي إن صعدت بعض مرتفعاتها , ورميت ببصري إلى تلك الديار الفيحاء عَلي أشاهد ما تتوق إليه الأرواح , وتعمل إليها المطي , وتسكب عندها العبرات , فإن ذلك ممكن ويسير , إذ إن للأرواح سمواً وتحليقاً , فبلغ به أعلى الآفاق ... ويا لحسرتي وندامتي وأسفي على قومي وبني ملتي.. فلقد أجلتهم اليهود عن المسجد الثالث القريب , ومنعتهم من تمريغ جباههم لله في منازل الخليل , ومسجد إيلياء والجليل.. وما ذلك إلا أنهم غيروا وبدلوا , وشابهوا أحفاد القردة والخنازير , وولوا واستكبروا - وقد تركهم آخر النبيين وخاتم المرسلين على المحجة البيضاء التي ليلها كنهارها لا يزغ عنها إلا هالك , ولا أرى مانعاً من أن أقحم جملة معترضة - فليتك علمت شعوري الفياض , وسموي إلى أفكار نقلتني إلى أيام أبي عبيدة وخالد سيف الله - وذلك عندما أتيت من حلب وأنا في حافلة - الباص - وكنت أقول: أين عاشوا؟! وكيف عاشوا؟! وماذا بنوا وشادوا؟! وأي تمثال أو نافورة أقاموا أو حديقة حازوا؟! وبماذا استولوا على قلعة حلب وسمعان؟! وكيف أشاعوا الإسلام في الأديرة هذه التي رأيت؟! - قلت في نفسي: نعم أقاموا صروحاً لا تندك , وبنوا جبالاً شامخة لا تحيد , وهي قواعد الإيمان وبيوت الإسلام والإحسان ...
ورحم الله عمر الفاروق , الذي أجلى اليهود من جزيرة العرب , وطردهم إلى فدك وأذرعات , عندما سمع حديث عبد الرحمن بن عوف " لا يجتمع دينان في جزيرة العرب ". ويا ليتها تسعد بلفتة من لفتات عمر , وتحظى بوثبة من وثبات صلاح الدين وابن يوسف ونور الدين ... " انتهى
*تأثره بالأدب:
لقد كان الشيخ - رحمه الله - , أديباً بارعاً , يعلم ذلك كل من استمع إلى محاضراته ودروسه , والرسالة الماضية طرف من أدبه , ويقول الشيخ - رحمه الله عنه نفسه في ذلك:
" أعترف بأن هذه الهواية قد تفتحت في كياني , منذ نعومة أظفاري , أيام دراستي لمادة التعبير , في مدرسة العلوم الشرعية , وقد غذاها ذلك النادي الذي كانت تعقده المدرسة كل أسبوع , فيحضره الطلاب والأساتذة , ويتبارى فيه الوعاظ والخطباء , أمثال الأستاذة عبد القدوس الأنصاري , وأحمد حوحو , وعبد الحميد عنبر , ومحمد الحافظ موسى , وعبد الرحمن السوداني , وغيرهم من المعروفين بموهبة البيان في المدينة المنورة أيامئذ , فكان لذلك أثره العميق في نفسي , مضافاً إلى تلك النصوص المختارة , من الشعر والنثر , التي كنا ندرسها بشغف.
ومن حسن الحظ , أن نعيش ذلك الجو في ظل الحركة الأدبية التي بلغت عنفوانها في تلك الأيام , إذا بدأ أدباء الحجاز في إمداد الأندية الأدبية بنتاجهم , وجعلوا يشاركون في نهضة الأدب على مستوى العالم العربي , فكانت الصحف تطلع علينا بجداول رقراقة من الشعر والنثر والنقد , فيتهافت عليها القراء الناشئون.. هذا إلى جانب الفيض الغزير من الصحف والمجلات والمؤلفات , التي يمطرنا بها القطر المصري ومنها " الهلال " و " اقرأ " و " كتب للجميع " و " الرسالة " و " الرواية " و " الإصلاح " و " الأزهر " و " المصري " و " الأخبار " وما إليهن من ورافد الأدب الرفيع.. " انتهى.
*من ثناء العلماء عليه:
لقد أثنى العلماء كثيراً على الشيخ رحمه الله ومن ذلك:
- ثناء شيخنا العلامة المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني على خلقه وحسن جواره وعلمه , بل لما سألته عام 1396هـ أو عام 1395هـ عمن أستفتي فأرشدني رحمه الله إلى استفتاء الشيخ عمر رحمه الله.
- ثناء شيخنا العلامة عبد المحسن بن حمد العباد - حفظه الله تعالى - الثناء البالغ عليه في محاضرته التي ألقاها بعنوان " كيف عرفت الشيخ عمر فلاته - رحمه الله - " ووصفه بأنه الرجل العظيم , العالم الناصح , الموجه , صاحب الأخلاق الكريمة , والصفات الحميدة. وأنه على منهج السلف الصالح ملتزم بما جاء عن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم. ورأى - حفظه الله فيه - منذ لقائه الأول للشيخ عمر عام 1381هـ عندما سمع بالشيخ حين قادم للمدينة وكان اسمه يتردد على سمعه - من أول وهلة محبة الخير للناس , والسماحة واللطف وقال: ودخل حبه قلبي.
*وفاته:
كان من أحب أماني شيخنا. أن يحقق الله له مثل مصير عمر الفاروق رضي الله عنه شهادة في سبيل الله , وميتة في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان كثيراً ما يستمع إلى أبويه وهما يترنمان بهذين البيتين:
إلهي نجني من كل ضيق *** بحب المصطفى مولى الجميع (6)
وهب لي في مدينته قراراً *** ورزقاً ثم مثوى في البقيع
ولقد حقق الله له أمنيته في الوفاة في المدينة , إذ لما مرض , وكان يراجع للعلاج في الرياض , عاد منها إلى المدينة يوم الثلاثاء , ووافه الأجل المحتوم يوم الأربعاء 29/11/1419 هـ في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم - رزقنا الله وإياه شفاعته - عن عمر يناهز أربعة وسبعين عاماً.
ولقد صلى عليه في المسجد النبوي , بعد صلاة العصر , ودفن بالبقيع , وكانت جنازته عظيمة مشهودة , شهدها العلماء والقضاة , وأساتذة الجامعات , وعدد كبير من الأصحاب وطلاب الجامعات , والمحبين والحجيج.
*ذريته:
توفي الشيخ رحمه الله عن زوجة واحدة , وسبعة أبناء وهم: الدكتور محمد عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة , والأستاذ عبد الرحمن المدرس بالمعهد المتوسط بالجامعة , وعبد الهادي , وعبد الصبور , وعبد الكريم , وعبد الرزاق , وأنس , وابنتان جعلهم الله جميعاً من أئمة المتقين.
*مكتبته:
لقد أوقف شيخنا أبومحمد - رحمه الله - مكتبته الخاصة على دار الحديث بالمدينة , وقد تم نقلها بعد وفاته إليها فجزاه الله خيراً , ونفع بها روادها.
*رثاؤه:
لقد رثاه عدد من الشعراء ومن ذلك ما نظمه الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد قادري الأهدل عندما بلغه نبأ وفاة فقيد العلم بمدينة النبي عليه الصلاة والسلام فضيلة الشيخ عمر بن محمد فلاته , المدرس بالروضة الشريفة ومدير دار الحديث بالمدينة بعنوان:
جلَّ المُصابُ
أفنيت عُمركَ في الخيراتِ يا عُمرُ *** ولمْ تزلْ ساعياً حتى أتى القدرُ
شمرتَ تطلبُ علمَ الشرعِ مُحتسباً *** فنلتَ منهُ الذيْ قدْ كُنتَ تنتظرُ
ثُمَّ اتجهتَ لنشرِ العلمِ مُجتهداً *** تهديْ الشبابَ الذيْ في الأرضِ ينتشرُ
وكُنتَ في الدارِ (7) للطلابِ خيرَ أبٍ *** وخيرَ شيخٍ يُواسيهمْ ويصطبرُ
وروضةُ الخيرِ (8) كمْ أصغتْ بِها أٌذٌنٌ *** وأنتَ تشرحُ ما يقضيْ بِهِ الوطرُ (9)
وكُنتَ للبازِ (10) عَوناً في قِيادتِهِ *** سفينةُ العلمِ والتاريخِ مُسْتَطِرُ
وجُلتَ في مَشرِقِ الدُّنيا ومَغْربها *** تسقيْ القلوبَ هدىً كالمزنِ ينهمرُ
لقد عرفتُك في الأسفارِ عنْ كثبٍ *** أبدى خلالكَ لِيَ يا شيخنَا السَّفَرُ
حلْمٌ ولينٌ وإيثارٌ ومرحمةٌ *** وذِلةٌ أصلها القرآنُ والأثَرُ
كانت رياضكَ والقرآنُ بُغيتُنا *** تسعينَ (11) فجراً فطاب الغيثُ والثَّمرُ
سَالتْ دُموعكَ في الحمرا وقرطبةٍ *** على مآذِنَ تنعاك والأفلاك والقمرُ
جلَّ المصابُ وعمَّ الخطبُ يا عمرُ *** فالأرضُ تبسطُ منْ علمِ وتختصرُ
والدارُ قد أظلمتْ أرجاؤُها حزناً *** وطالبو الدار كالأيتامِ قد وُتِروا
وأطرقَ الغربُ مثل الشرق أسفٍ *** على فِراقِك إذ وافى بهِ الخبرُ
ونحنُ ننعاك للدنيا وواجبُنا *** أن نرتضيْ مَا بهِ قدْ أُنزل القدرُ
فالموتُ حقٌّ وما في الخلقِ منْ أحدٍ *** بمُفلتٍ منهُ لا جِنٌّ ولا بشرُ
والله نسألُ أن تغشاك رحمتُه *** وأنْ تنال الرضا والفوزَ يا عُمرُ
ولقد رثاه الشيخ إبراهيم جالو محمد الطالب بالدراسات العليا بالجامعة الإسلامية في منظومة بعنوان:
وداعاً لعالم الروضة
للهِ في الخلق ما وَّفى وما يذرُ *** هو المُميت كمَا قد أثبتَ الخبرُ
لا شيء يْبقى إذا ما جاءه أجلٌ *** ولا يُعجلُ إن لمْ يأتِهِ القدرُ
إن الحياةَ وإن طالت مُطيبةً *** للمرء يوماً أتاهُ الموتُ أو ضررُ
هي الدُّنا إنِّها دارٌ مزخرفةٌ *** أعظمْ بهَا غرراً ما فوقهُ غررُ
أين النبيونَ أتقى الناس قاطبةً *** قدْ غادروا ساحةَ الدنيا وما انتظروا
وأين أصحابهم أبطالُ أُمتهمْ *** خيرُ البريةِ إنْ غابُوا وإنْ حضروا
أينَ الرسولُ رفيعُ الشأن ذُو كرم *** وأين صاحبُهُ الصديق أو عمرُ
وأين عثمانُ ذُو النورين بعدهمُ *** أو أينَ عليٌّ كلُّهمْ غبَرُوا
لله دركَ حياًّ كنتَ يا عمرُ *** أو بعدَ موتٍ فما ألهاكمُ الغُررُ
إن الذي وهَبَ المُختارَ روضتهُ *** أعطاكَ منْ عِندهِ خيراً لهُ أثرُ
الكُلُّ يمْدحكمْ قبلَ الوفاة كَذَا *** بعد الوفاةِ , فلنْ ينساكم البشرُ
أسستم الخير في دارِ الحديثِ على *** نهج النبيِّ , وأس الخير مُنتصرُ
حاربتُم الشرَّ من شركٍ ومنْ بدع **حتى يُرى الحقُّ حقاًّ وهوَ يزدهِر
نشرتُم العلمَ دهراً في مجالسِكمْ *** طُوبى لسعيكم المشكور يا عُمرُ
العالمُ الجهبذُ النحريرُ ذُو كرمِ *** أفعالكمْ عظةٌ أقوالكم دررُ
قال النبيُّ وقال الله ديدنكمْ *** لا قالَ غيرُهُما جنٌّ ولا بشرُ
يا حلقةَ العلم غابتْ كنت قائِدها *** قدْ زانها الجِدُّ والأخلاقَ والعبرُ
منْ ذا لدارِ الحديثِ الغُر بعدكمُ *** ومن لروضتنا قد غِبتُمُ عُمرُ
من للصحيحن يا فاروقُ بعدكمُ *** وللمواعيظِ والتحديثِ مُنتظرُ
أو من لدرسِكُمُ بعدَ الصلاةِ إذا *** جمعٌ غفيرٌ من الطلابِ قد حضروا
لله قبرٌ حوى في طيهِ قَمَراً *** أعظم به خطراً ما فوقه خطرُ
لم يُخطئ المرءُ فيما قالهُ أملاً *** تبكي على عُمرَ , الروضُ والحُجرُ
يا آل فلاةَ صبراً نِلتم أجراً *** على الهموم , وخيرُ الناس مُصطبرُ
سلمْ وصَلِّ على خير الخلائق يا *** ربِّ الخلائِق من يُفني ومنْ يَذَرُ
رحم الله شيخنا العلامة المحدث أبا محمد عمر بن محمد فلاته
رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ورزقه شفاعة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وجمعنا معه في دار كرامته والحمد لله رب العالمين
--------------------
[1] انظر لترجمته " علماء ومفكرون عرفتهم " للشيخ محمد المجذوب - رحمه الله - ت 1420 هـ.
-محاضرة مسجلة للعلامة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد ألقيت في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بعنوان: كيف عرفت الشيخ عمر - رحمه الله.
- نشرة تعريفية بدار الحديث أعدها الشيخ عمر نفسه
- مقالة للأستاذ عبد الله بن عبد الرحيم عسيلان , نشرت في جريدة المدينة
- مقالة للأستاذ ناجي محمد حسن الأنصاري , نشرت في جريدة المدينة
- إجازة الشيخ لتلاميذه
[2] وسأترجم له فيما بعد إن شاء الله.
[3] شيوخه مذكورون ضمن إجازته المكتوبة للشيخ عمر فلاته - رحمه الله - في ثبته (عقد اللآلي في الأسانيد العوالي " طبع سنة 1379هـ.
[4] انظر " مختصر رياض أهل الجنة بآثار أهل السنة " لعبد الباقي البعلي الحلبي ص79 , ومقدمة الناشر , و " إتحاف الإخوان باختصار مطمح الوجدان في أسانيد الشيخ عمر حمدان " ص 103-104
[5] وجزاه الله خيراً على هذا التفصيل الدقيق على طريقة المحدثين وعلى إفادتي ببعض المعلومات عن الشيخ رحمه الله.
[6] هذا من التوسل المشروع بالأعمال الصالحة , وهو من المرغوب فيه , كما في حديث أصحاب الغار وغيره.
[7] دار الحديث بالمدينة
[8] روضة المسجد النبوي التي كانت غالب دروسه بجوارها
[9] إشارة إلى نيل الأوطار الذي استمر في تدريسه , وكذا سبل السلام , وكثير من أمهات السنة.
[10] سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
[11] إشارة إلى الأيام التي قضيتها معه في السفر في رحلتين قرر رسمياً - لكل رحلة منهما 45 يوماً وقد كانت في الواقع أكثر من ذلك.
http://saaid.net/Warathah/1/sadi.htm
----------------
بواسطة العضو ابو ابراهيم الكويتي(1/242)
عمرو بن عبد المنعم بن عبد العال ال سليم
أيها الأخوة الأعزاء هذه هي ترجمة الشيخ عمرو فنقول:
هو عمرو بن عبد المنعم بن عبد العال ال سليم، ولد في مصر في
24/2/1967،جاء الكويت مع والده في سنة 1974 حيث يعمل والده مدرسا للتربية البدنية في وزارة التربية، درس الشيخ عمرو في الكويت جميع المراحل الدراسية حتى تخرج من جامعة الكويت في علوم الكمبيوتر وذلك في سنة 1988 وعمل بعدها الشيخ عمرو في وزارة الكهرباء والماء في الكويت وفي خلال ذلك اتصل بالشيخ عبد الله الجديع أثناء عمله في الشركة العالمية في مشروع برمجة الكتب التسعة على الكمبيوتر وكانت هذه الفترة كما يُفهم من كلام الأخ عمرو عبد المنعم بالنسبة له مهمة اذ استفاد من علم الشيخ الجديع كثيراً، ولم يدرس الشيخ عمرو على الشيخ الجديع متناً معيّناً في مصطلح الحديث وانّما كانت الاستفادة عملية أثناء فترة عمله مع الشيخ الجديع في الشركة العالمية، وهذا كما فهمته من كلام الأخ عمرو عبد المنعم، تزوج الشيخ عمرو في الكويت ورزقه الله المولود الأول وبعدها مباشرة حدث الغزو العراقي على الكويت مما جعل الشيخ عمرو يعود الى بلده مصر في سنة 1990 وهناك أكمل عمله في الشركة العالمية أيضا حيث نقلت هذه الشركة أعمالها الى مصر وقد عمل الشيخ عمرو عبد المنعم فيها مدة 6 أشهر وبعدها تفرّغ للتأليف وتصنيف الكتب والرسائل الصغيرة، وللشيخ عمرو عبد المنعم الآن أربعة أولاد هم: عبد الرحمن وعبد الله
وعبد السلام وعبد العزيز، وفي سنة 1998 فتح الشيخ عمرو عبد المنعم
مكتبة دار الضياء للنشر والتوزيع، والتي عن طريقها يطبع كتبه ومؤلفاته
ويشرف عليها بنفسه، ومؤلفات الشيخ عمرو عبد المنعم تتركز في الفقه وعلم مصطلح الحديث وتخريج الأحاديث مع بيان صحتها من ضعفها
ومؤلفاته تتنوع بين مجلد ورسالة صغيرة وكتبه فيها نفع لا يُنكر وهذه تسمية بعض كتبه: تيسير علوم الحديث للمبتدئين، والجمع بين الموقظة والاقتراح في مصطلح الحديث وعلومه، والآداب الشرعية للنساء في زيارة المقابر، وهدم المنارة لمن صحّح أحلديث التّوسل والزيارة، والجامع في أحكام الطلاق وفقهه من أدلّته، ولآداب الخطبة والزفاف في السنة المطهرة، وقاعدة مهمّة في فهم كلام الأئمة، وقواعد حديثية نصّ عليها المحققون وغفل عنها المشتغلون، والآداب الشرعية في المعاشرة الزوجية، والأجوبة الوافرة على الأسئلة الوافدة، وغيرها من الكتب التي لم أذكرها والشيخ عمرو عبد المنعم، نسأل الله أن يُكثر في المسلمين من أمثاله، هذا كل ما عندي تقريبا عن الشيخ عمرو عبد المنعم، والله الموفق.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt ... %CA%D1%C7%CC%E3
----------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/243)
عمر السبيل
الشيخ الدكتور عمر السبيل.
باديء ذي بدء أقول إن الله سبحانه وتعالى قد أنعم على هذه البلاد بنعم كثيرة، فهي مهبط الوحي ومنبع الرسالة، وفي أراضيها «الحرمان الشريفان» مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وقد نبع في هذين الحرمين وعلى مرَّ العصور الكثير من العلماء الفضلاء، ومنهم الأئمة الذين يؤمون المسلمين في صلواتهم، وهم يعلمون علوم الشرع في حلقاتهم.
ولأن حياتهم تعد قدوة لجيل عصر العولمة، فإن هذه المجلة قد أولت اهتمامااً خاصاً وبحب عميق ومتابعة من رئيس تحريرها الموقر بأئمة الحرمين الشريفين أحياءً وأمواتاً، فبدت منذ أكثر من سنة وهي تنشر تراجم وسير أصحاب الفضيلة أمثال: الشيخ عبد الله الخياط، والشيخ عبد الله الخليفي، والدكتور عبد الرحمن السديس، والدكتور صالح بن حميد، والدكتور علي الحذيفي، والدكتور سعود الشريم، وهاهي تواصل حلقاتها وتختار في هذه الحلقة أحد أئمة الحرم المكي الشريف ألا وهو فضيلة الشيخ الدكتور عمر السبيل رحمه الله تعالى.
لقد كان الدكتور عمر السبيل إنساناً خلوقاً، عالماً حافظاً لكتاب الله عز وجل كان فقيهاً مؤدباً، متواضعاً مع نفسه ومع الآخرين، حفظ بعض القرآن الكريم لديّ والبعض الآخر حفظه على يد بعض الأساتذة في الحرم المكي الشريف، وفي جامعة أم القرى الفيتة أتقن روايتي حفص وشعبة عن عاصم الكوفي ونال سنده.
لقد كانت له ـ رحمه الله ـ مواقف حية وجوانب مضيئة أشير إلى بعض منها:
1- ترك عمادة كلية الشريعة، وتفرغه للتدريس خدمة للعلم وطلابه.
2- كان صاحب الفضل في إحياء حلقة خاصة عن علم القراءات في الحرم المكي الشريف.
3- تواصله مع محبيه ومشايخه الذين كانوا يخجلون من دماثة خلقه وأدبه وقد زارني أكثر من مرة وكان يقول لي في كل مرة: «اجلس ياشيخ أنا أصب القهوة وأنت شيخنا» ، وكانت الزيارات متبادلة بيننا، وكان وفياً لجيرانه ولأساتذته ولزملائه ولأحبائه، وهذه الصفات مأخوذة من السلف الصالح الذين كانوا يؤثرون بعضهم بعضاً حباً ووداً ودعاء.
4- ومن تواضعه الجم أنه رفض بشدة أن يكتب عنه وعن ترجمته في زاوية أئمة الحرمين، وكان يردد دائماً أنه طالب علم لا يستحق ذلك.
5- كلما هاتفني أو هاتفته يسأل أول ما يسأل: هل حلقة القراءات مستمرة؟ وكنت أطمئنه أنها مستمرة بحمد الله وتوفيقه سبحانه وتعالى.
6- حبه للحرم ولدروسه الأسبوعية وحضوره مبكراً بعد صلاة المغرب استعداداً لصلاة التراويح وذلك في شهر رمضان المبارك.
وبعد:
فهذه بعض المواقف والجوانب التي ذكرتها في هذه العجالة عن الشيخ عمر السبيل رحمه الله تعالى.
لمحات من حياته
- ولد الدكتور عمر في عام 1377هـ/1958م.
- درس الابتدائية بمكة المكرمة.
- أكمل المرحلة الثانوية في معهد الحرم المكي وحفظ القرآن خلال هذه الفترة.
- تخرج في معهد الأرقم بن الأرقم لتحفيظ القرآن.
- تخرج في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض وحصل منها على درجة البكالوريوس في الشريعة.
- حصل على درجة الماجستير والدكتوراه في الفقه الإسلامي من جامعة أم القرى بمكة.
- عمل فيها رئيساً لقسم الشريعة ووكيلاً لكلية الشريعة ثم عميداً لها بجامعة أم القرى بمكة.
- عيّن إماماً وخطيباً للحرم المكي سنة 1413هـ.
- توفي الشيخ بمستشفى الهدا في يوم الجمعة 1/1/1423هـ وصلي عليه بالمسجد الحرام
2/1/1423هـ وصلى عليه والده فضيلة الشيخ محمد السبيل إمام وخطيب المسجد الحرام ودفن في مقابر العدل.. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يسكنه فسيح جناته.. آمين.
----------------
بواسطة العضو السعيدي(1/244)
عبيد الله بن حميد
هو العالم الجليل والحبر البحر الفهامة الفقيه الفرضي الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسين بن حميد، من بني خالد.
ولد بمدينة الرياض عام 1329هـ في رمضان، وتربى تربية حسنة، وفقد بصره في طفولته. حفظ القرآن عن ظهر قلب في صغره وشرع في طلب العلم بهمة ونشاط ومثابرة، فقرأ على علماء الرياض والوافيدين إليها، نبغ في فنون كثيرة، وكان مشايخه يتفرسون فيه الذكاء.
قرأ على العديد من المشايخ ومنهم:
الشيخ حمد بن فارس - رحمه الله - قرأ عليه في علوم العربية والحديث.
والشيخ سعد بن حمد بن عتيق - رحمه الله - قرأ عليه في أصول الدين وفروعه.
والشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ - رحمه الله - قرأ عليه ولازمه في أصول الدين وفروعه والحديث والتفسير.
والشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ - رحمه الله - قرأ عليه ولازمه.
وسماحة الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ، قرأ عليه ولازمه زمناً طويلاً، وكان يستشيره في القضاء.
أعماله:
عينه سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ مدرساً للمبتدئين، ومساعداً له، فمتى غاب انتهى التدريس إليه.
وفي عام 1357هـ عينه الملك عبد العزيز - رحمه الله - قاضياً في الرياض.
ثم في عام 1363هـ تعين قاضياً لبريده وما يتبعها، وظل في قضلئها وإمامة جامعها والمرجع في الإفتاء والتدريس مدة وجوده فيها.
وفي عام 1377هـ طلب الإعفاء من منصب القضاء، وتفرغ للعبادة وتعليم الناس.
ثم أنشئت الرئاسة العامة للإشراف الديني على المسجد الحرام فاختاره الملك فيصل - رحمه الله - رئيساً للإشراف الديني على المسجد الحرام، ومدرساً فيه، ومفتياً، فنفع الله بعلمه الأمة.
وفي عام 1395هـ عينه الملك خالد - رحمه الله - رئيساً للمجلس الأعلى للقضاء، وعضواً في هيئة كبار العلماء، ورئيساً للمجمع الفقهي وعضواً في المجلس التأسيس لرابطة العالم الإسلامي.
مؤلفاته:
للشيخ - رحمه الله - مؤلفات كثيرة من أبرزها:
التوحيد وبيان العقيدة السلفية النقية.
الدعوة إلى الله وجوبها وفضلها وأخلاق الدعاة.
الدعوة إلى الجهاد في القرآن والسنة.
من محاسن الإسلام.
توجيهات إسلامية.
الرسائل الحسان والرد على يسر الإسلام.
غاية المقصود في الرد على ابن محمود.
تبيان الأدلة في إثبات الأهلة وهداية المناسك.
كمال الشريعة.
دفاع عن الإسلام.
الإبداع في شرح خطبة الوداع.
وله فتاوى كثيرة متفرقة.
وفاته:
توفي في يوم الأربعاء 20 من ذي الحجة غام 1402هـ، وصُلي عليه في المسجد الحرام، وخرج في جنازته خلقٌ كثير.
وقد فقدت المملكة والعالم الإسلامي بأسره - بوفاته - عَلَمَاً من أعلام الإسلام، وإماماً.
وقد رثاه ثلةٌ من العلماء والأدباء منهم: أحمد الغنام بقصيدة من أبياتها:
المصدر
فتاوى سماحة الشيخ عبيد الله بن حميد
إعداد عمر بن محمد بن عبد الرحمن بن قاسم
الطبعة الثانية 1420هـ
صفحة 11 - 12
_____________________
المصدر: موقع شبكة سحاب السلفية(1/245)
عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل
هو: الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل بن عبد الله بن عبد الكريم آل عقيل.
مولده:
ولد الشيخ عبد الله في مدينة عنيزة عام 1335 هـ.
تعلمه وشيوخه:
نشأ في كنف والده الشيخ عبد العزيز العقيل، الذي يعتبر من رجالات عنيزة المشهورين، ومن أدبائها وشعرائها، فكان والده هو معلمه الأول.
وقد هيأ الله -عز وجل- للشيخ عبد الله بن عقيل بيت علم، فإلى جانب والده الشيخ عبد العزيز، فإن أخاه الأكبر هو الشيخ عقيل بن عبد العزيز وهو من حملة العلم، وكان قاضيًا لمدينة العارضة في منطقة جيران جنوبي المملكة، كما أن عمه هو الشيخ عبد الرحمن بن عقيل الذي عين قاضيًا لمدينة جازان.
درس الشيخ عبد الله العلوم الأولية في مدرسة الأستاذ ابن صالح، ثم في مدرسة الداعية المصلح الشيخ عبد الله القرعاوي.
حفظ الشيخ عبد الله بن عقيل القرآن الكريم، وعددًا من المتون التي كان طلبة العلم يحفظونها في ذلك الوقت ويتدارسونها، مثل: عمدة الحديث، ومتن زاد المستقنع، وألفية ابن مالك في النحو ... وغيرها.
وبعد اجتيازه لهذه المرحلة -بتفوق- التحق بحلقات شيخ عنيزة وعلّامة القصيم الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله- وقد لازمه ملازمة تامة؛ فتعلم عليه القرآن الكريم، والتفسير، والتوحيد، والحديث، والفقه، واللغة ... وغيرها.
كما استفاد الشيخ عبد الله من مشايخ عنيزة الموجودين في ذلك الوقت مثل: الشيخ المحدث المعمر علي بن ناصر أبو وادي؛ فقرأ عليه: الصحيحين، والسنن، ومسند أحمد، ومشكاة المصابيح، وأخذ عنه الإجازة بها بسنده العالي عن شيخه محدّث الهند نذير حسين (ت 1299هـ) .
وفي الوقت الذي عمل فيه الشيخ عبد الله قاضيًا في مدينة الرياض لم يأل الشيخ جهدا في الاستفادة من سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله- فلازمه واستفاد منه علميا؛ حيث انضم إلى حلقاته التي كان يعقدها في فنون العلم المتعددة.
كما استفاد الشيخ عبد الله من سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم أثناء العمل معه عضوًا في دار الإفتاء لمدة خمسة عشر عامًا؛ فاستفاد من أخلاقه، وحسن تدبيره، وسياسته مع الناس.
واستفاد الشيخ عبد الله -أيضًا- من العلماء الأجلاء الوافدين لمدينة الرياض للتدريس في كلية الشريعة، أمثال الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان (ت: 1393هـ) ، والشيخ عبد الرزاق عفيفي (ت: 1415هـ) وغيرهما.
وظائفه العملية:
اختير الشيخ عبد الله وهو في مطلع شبابه -في عام 1353هـ - مع المشايخ الذين أمر الملك عبد العزيز بابتعاثهم قضاة ومرشدين في منطقة جيزان، فكان نصيب الشيخ عبد الله مع عمه الشيخ عبد الرحمن بن عقيل -قاضي جازان- أن عمل ملازمًا وكاتبًا، مع ما كان يقوم به من الإمامة، والخطابة، والحسبة، والوعظ، والتدريس.
وفي تلك الفترة وأثناء مكوثه في جازان خرج مع الهيئة التي قامت بتحديد الحدود بين المملكة واليمن، حيث ظلت تتجول بين الحدود والقبائل الحدودية بضعة أشهر من سنة 1355هـ.
وفي عام 1357هـ رجع الشيخ عبد الله إلى وطنه عنيزة، ولازم شيخه ابن سعدي مرة أخرى بحضور دروسه ومحاضراته حتى عام 1358هـ، حيث جاءت برقية من الملك عبد العزيز لأمير عنيزة بتعيين الشيخ لرئاسة محكمة جازان خلفا لعمه عبد الرحمن، فاعتذر الشيخ عن ذلك؛ فلم يقبل عذره، فاقترح على الشيخ عمر بن سليم التوسط بنقل الشيخ محمد بن عبد الله التويجري من أبو عريش إلى جازان، ويكون هو في أبو عريش، فهي أصغر حجمًا وأخف عملًا، فراقت هذه الفكرة للشيخ عمر بن سليم؛ فكتب للملك عبد العزيز، الذي أصدر أوامره بذلك. ومن ثَمَّ سافر الشيخ عبد الله إلى أبوعريش مباشرًا عمله الجديد في محكمتها مع القيام بالتدريس والوعظ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان ذلك في رمضان من سنة 1358هـ.
وفي سنة 1359هـ نقل الشيخ عبد الله إلى محكمة فرسان، لكنه لم يدم هناك طويلا، فما لبث أن أعيد إلى محكمة أبو عريش مرة أخرى ليمكث فيها قاضيا مدة خمس سنوات متتالية.
وفي رمضان سنة 1365هـ نقل الشيخ بأمر من الملك عبد العزيز إلى محكمة الخرج، وذلك باقتراح من الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، ولم يدم مكوث الشيخ عبد الله في محكمة الخرج إلا قرابة السنة، حيث تم نقله إلى المحكمة الكبرى في الرياض، وقد كان ذلك في شوال سنة 1366هـ.
ظل الشيخ عبد الله بن عقيل قاضيا في الرياض حتى سنة (1370هـ) ، إلى أن أمر الملك عبد العزيز بنقله قاضيا لعنيزة مسقط رأسه، ومقر شيخه عبد الرحمن بن سعدي، حيث لم يمنعه موقعه -وهو قاضي عنيزة- من متابعة دروسه العلمية، والاستفادة منه طيلة المدة التي مكث فيها: بعنيزة. وقد أشرف خلال هذه الفترة على إنشاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مدينة عنيزة.
وقد ظل الشيخ قاضيًا لعنيزة حتى سنة 1375هـ. وفي تلك الأثناء افتتحت دار الإفتاء في الرياض برئاسة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وعين الشيخ عبد الله بن عقيل عضوًا فيها بأمر الملك سعود وباشر عمله في رمضان سنة 1375هـ.
وكان تعيين الشيخ في دار الإفتاء فرصة عظيمة له لملازمة العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والاستمرار في الاستفادة منه.
وأثناء عمل الشيخ عبد الله في دار الإفتاء أصدر مجموعة من العلماء برئاسة سماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم صحيفة إسلامية سميت بالدعوة، وكان فيها صفحة للفتاوى، تولى الإجابة عليها أَوَّلَ أمرِها سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم، ثم وكّل للشيخ عبد الله بن عقيل تحريرها، والإجابة على الفتاوى التي تَرِدُ من القراء، وقد كان من نتاجها هذه الفتاوى التي تطبع لأول مرة.
وبعد وفاة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رئيس القضاة- أمر الملك فيصل بتشكيل لجنة للنظر في المعاملات الموجودة في مكتبه؛ كرئيس للقضاة فترأس الشيخ عبد الله تلك اللجنة، التي سميت اللجنة العلمية. وقد ضمت في عضويتها كلاً من الشيخ محمد بن عودة، والشيخ راشد بن خنين، والشيخ عبد الله بن منيع، والشيخ عمر المترك.
وما إن أنهت اللجنة العلمية أعمالها حتى انتقل الشيخ عبد الله بن عقيل- في عام 1391هـ - بأمر من الملك فيصل إلى عضوية هيئة التمييز، بمعية كل من الشيخ محمد بن جبير، والشيخ محمد البواردي، والشيخ صالح بن غصون، والشيخ محمد بن سليم، ورئيسهم الشيخ عبد العزيز ابن ناصر الرشيد.
وفي عام 1392هـ تشكلت الهيئة القضائية العليا برئاسة الشيخ محمد ابن جبير، وعضوية الشيخ عبد الله بن عقيل، والشيخ عبد المجيد بن حسن، والشيخ صالح اللحيدان، والشيخ غنيم المبارك.
ومن الهيئة القضائية العليا انتقل عمل الشيخ إلى مجلس القضاء الأعلى الذي تشكل برئاسة وزير العدل في ذلك الوقت الشيخ محمد الحركان، حيث تعين فيه الشيخ عبد الله عضوًا، إضافة إلى عضويته في الهيئة الدائمة لمجلس القضاء الأعلى، وذلك في أواخر عام 1392هـ.
ثم عين الشيخ رئيسا للهيئة الدائمة في مجلس القضاء الأعلى إثر انتقال الشيخ محمد الحركان إلى رابطة العالم الإسلامي، وتعيين الشيخ عبد الله بن حميد خلفًا له في رئاسة المجلس، كما كان الشيخ عبد الله بن عقيل يترأس المجلس الأعلى للقضاء نيابة عن الشيخ عبد الله بن حميد أيام انتدابه، وأيام سفره للعلاج.
وقد اختير الشيخ عبد الله بن عقيل لعضوية مجلس الأوقاف الأعلى إبّان إنشائه في سنة 1387هـ، واستمر في عضويته إلى جانب أعماله التي تقلدها حتى بلغ السن النظامي للتقاعد في سنة 1405هـ.
ولم يكن التقاعد عن العمل الوظيفي تقاعدًا عن الأعمال عند الشيخ عبد الله، فها هو يترأس الهيئة الشرعية التي أنشئت للنظر في معاملات شركة الراجحي المصرفية للاستثمار، ومن ثم تصحيح معاملاتها بما يوافق الشريعة، وكانت اللجنة تضم في عضويتها كُلًّا من الشيخ صالح الحصين -نائبًا للرئيس- والشيخ مصطفى الزرقاء، والشيخ عبد الله بن بسام، والشيخ عبد الله بن منيع، والشيخ يوسف القرضاوي. وقد تولى أمانة هذه اللجنة الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخ عبد الله بن عقيل.
ولما عرض على هيئة كبار العلماء بالمملكة موضوع تحديد حرم المدينة النبوية، رأى المجلس الاكتفاء بقرار اللجنة العلمية الأسبق المؤيَّد من سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم، والتي كان الشيخ عبد الله بن عقيل مندوبا عنه فيها، وقد رأى مجلس كبار العلماء تشكيل لجنة جديدة لتعيين الحدود على الطبيعة تضم -بالإضافة إلى الشيخ عبد الله بن عقيل- كلًّا من الشيخ عبد الله البسام، والشيخ عبد الله بن منيع، والشيخ عطية محمد سالم، والشيخ أبو بكر الجزائري، والسيد حبيب محمود أحمد، وقد تولى الشيخ عبد الله رئاسة هذه اللجنة، كما تولى سكرتارية اللجنة الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخ عبد الله بن عقيل.
وقد فرَّغ الشيخ عبد الله نفسه -منذ أن تقاعد عن العمل الرسمي- للعلم وأهله وطلبته، فلا تكاد تجده إلا مشغولًا بالعلم تعلمًا وتعليمًا، بالإضافة إلى إجابة المستفتين حضوريًّا وعلى الهاتف، حفظه الله وأثابه، ومتع به على طاعته، وأحسن خاتمته.
_____________________
المصدر: موقع شبكة سحاب السلفية(1/246)
العلامة الشيخ عبد العزيز السلمان
ورحل شيخ المعلمين وعلامة القرن العشرين كما سماه بذلك الشيخ كامل محمد عويضة المؤرخ المعروف في كتاب أصدره عن الشيخ عبد العزيز السلمان مايزال مخطوطاً يقارب (230) صفحة.. رحل هذا العالم الجليل بصمت وعاش طوال حياته بصمت دون أي بروز أو مظهر من مظاهر الدنيا الزائفة بل كأنه لا يحب الإطراء ولا المدح بل كانت جميع أعماله العلمية لله عز وجل وجميع العروض المادية لأجل بيع مؤلفاته رفضها بل كان يأذن لأهل الخير أن يطبعوا كتبه وقفاً لله عز وجل رحمك الله أيها الشيخ الورع وجعل الجنة مأواك.
ميلاده ونشأته
هو الشيخ الفقيه المدقق الزاهد عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن السلمان ولد سنة 1337هـ أو 1339هـ على ما ذكره ابنه عبد الحميد نقلاً عن أبيه بخطه ولقد نشأ في بيت علم وصلاح وخير ونشأ بين أبوين كريمين ولكن أباه قد توفي وهو صغير فكفلته أمه واعتنت به أيما عناية وأدخلته مدرسة المعلم محمد بن عبد العزيز الدامغ لتحفيظ القرآن الكريم ومكث في هذه المدرسة ثلاث سنوات حفظ فيها القرآن الكريم، بعد ذلك دخل مدرسة الأستاذ صالح بن ناصر بن صالح -رحمه الله- وتعلم في هذه المدرسة الكتابة والقراءة والخط والحساب وتخرج منها، وقد انشغل في بداية شبابه بالتجارة وفتح محلاً يقوم فيه بالبيع والشراء ثم لما حصل الكساد أثناء الحرب العالمية الثانية على العالم كله وخصوصاً الجزيرة العربية أصبحت التجارة ليس لها مردود جيد فترك الشيخ عبد العزيز مزاولة التجارة واتجه إلى طلب العلم.
طلبه للعلم
كانت الخطوة الأولى للشيخ -رحمه الله- إلى عالم العلم والعلماء هي مدرسة العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي 1376هـ -رحمه الله- التي كانت في الحقيقة منارة العلم والمعرفة انضم الشيخ عبد العزيز إلى هذه المدرسة التي كانت تعقد غالباً في جامع عنيزة الكبير كان ذلك سنة 1353هـ وكانت حلقة الشيخ عبد الرحمن السعدي اشبه بخلية نحل يتوافد عليها الطلبة من كل حدب وصوب ينهلون من علم الشيخ ابن سعدي -رحمه الله- حيث لازمه ستة عشر عاماً إلى سنة 1369هـ وقد قرأ على الشيخ مع زملائه علوم العقيدة والفقه والحديث واللغة العربية وقد عرف الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله- بحرصه الشديد على تعهد تلاميذه بطريقته الفذة التي تميز بها عن بقية العلماء في طريقة التدريس وتوصيل المعلومات إلى ذهن التلميذ وجعل الاختيار له في الكتاب الذي يريده وأسلوب النقاش الذي يفتح لطالب العلم الكثير من أبواب العلم وفهم المسائل بشكل جيد. ولقد تأثر شيخنا عبد العزيز -رحمه الله- بشيخه السعدي كثيراً لا في طريقة تدريسه وتعامله مع التلاميذ والعطف عليهم والسؤال عن حالهم فحسب، بل في التقلل من حطام الدنيا والعيش بالكفاف والقناعة وعدم الخوض في أعراض الناس وتركه ما لا يعنيه -رحمه الله- مع الانكباب على العلم وطلب المعرفة التي كانت شغله الشاغل لا من ناحية التدريس في معهد الرياض العالي أو التأليف الذي كان يفرغ له جل وقته عندما أحيل إلى التقاعد ولقد تعين - رحمه الله- في المعهد العلمي بالرياض إبان إنشائه سنة 1370هـ رشحه الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ 1389هـ -رحمه الله- وهذا دليل على كفاءته العلمية وقدرته المعرفية فلقد جاء إلى الرياض وهو قد ارتوى من العلم والمعرفة من حلقة شيخه عبد الرحمن -رحمه الله-، الذي كان دائماً يلهج بالثناء عليه والدعاء له وهذا دليل وفائه -رحمه الله- وهكذا كان دأب سلفنا الصالح مع شيوخهم وعلمائهم.
استمر الشيخ عبد العزيز مدرساً في معهد إمام الدعوة حتى سنة 1404هـ.
ما قاله عنه تلاميذه ومحبوه
قال عنه العلامة الشيخ صالح بن سعد اللحيدان المستشار القضائي بوزارة العدل أنه «رجل تعلوه السكينة والبساطة، جم الأخلاق، واسع البال، كان يشرح درسه مرتين بأسلوب شيق، وكان يمازح تلامذته بمداعبة جادة وموزونة. وكان -رحمه الله- جاداً صبوراً واسع النظر، وربما يذكرك بمن سلف من السلف، وكان ذا طول في التأني والتحمل وحسن الأداء وتعلمنا منه النقاش والشعور بالمسؤولية واسنطاق حال النص بشجاعة علميّة وادبية.
وكما قال أيضاً الشيخ عبد المحسن بن محمد العجمي وهو أحد تلامذة الشيخ قائلاً:.... كنا نزوره - رحمه الله - في بيته القديم بحي الديرة شارع السويلم ونصلى معه في مسجده القديم فيستقبلنا بحفاوة ونحن بعد لم نناهز الحلم ويتحدث معنا وكأنه أب لنا يحرص ويهمه أن نسير على منهج الحق ونقتفي أثر السلف ثم يدخلنا في بيته ويزودنا بالكتب والمؤلفات القيمة له ولغيره لاسيما كتابه الزاخر بالعلم والأدب والأخلاق والمواعظ «موارد الظمآن» ثم يقوم -رحمه الله- بحثنا على طلب العلم والحرص في تحصيله والجد في تعلمه وحفظ أوقاتنا بما ينفعنا وكان يوصينا كثيراً بقراءة كتب السلف مثل كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن القيّم وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وأئمة الدعوة السلفية -رحمهم الله- كل ذلك بتوجيه حكيم ومنطق رزين وشفقة وحب، ومما ذكره الشيخ عبد الرحمن الرحمة عن الشيخ السلمان قائلاً: «فلقد رزئت الأمة الإسلامية بوفاة عالم من علمائها المخلصين ومجاهد من مجاهديها الصادقين نذر وقته ونفسه لنشر العلم الصافي وبيان أحكام الدين وذلك عن طريق التأليف والتصنيف.
مؤلفاته وآثاره العلمية
الشيخ عبد العزيز السلمان من المكثرين في التأليف وأول كتاب ألفه هو الأسئلة والأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطة سنة 1382هـ وكتبه الوعظية لها قبول لدى الناس ويحرص عليها أئمة المساجد يقرأونها بعد صلاة العصر على المصلين وقبل صلاة العشاء وخصوصاً في ليالي شهر رمضان من كتاب موارد الظمان وهو اسم على مسمى ففيه من المواعظ والرقائق مايروي الظمأن، ووضع الشيخ السلمان ثقله العلمي كله في هذا الكتاب وصدر هذا الكتاب، في ستة مجلدات كبار ضخام، وبقية مؤلفاته كلها معروفة لدى الناس فلا حاجة لذكرها، وقد تجاوزت طباعة بعض كتبه إلى ما يقارب (36) طبعة وهو كتاب محاسن الدين الإسلامي، والطبعة (37) فسوف تصدر بعد فترة وجيزة وقد ترجمت جميع كتبه إلى اللغة الأوردية وحصل لها فتح عظيم وتأثير كبير عند الشعوب التي تتكلم بهذه اللغة، والجدير بالذكر أن كثيراً من دور النشر كانت تلح على الشيخ أن تطبع كتبه وعرضها للبيع فرفض رفضاً باتاً وقال هي وقف لله تعالى ولا أريد إلا الثواب من الله عز وجل في هذه الكتب. ومع ذلك قامت بعض دور النشر بطبع كتبه بدون إذنه وعرضتها للبيع، والكتاب الذي طبعته هو كتابه من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم.
اللحظات الأخيرة للشيخ السلمان
يقول ابنه عبد الحميد عن اللحظات الأخيرة قبل أن يتوفى والده بساعات: كان الوالد -رحمه الله- في حياته لايعاني من أمراض مستعصيه سوى داء الركبتين حيث إنه في المدة الأخيرة أصبح لا يستطيع المشي إلا بصعوبة وكان يستعمل العكازين وكان يخدم نفسه بنفسه في داخل البيت وكان يستمتع بكامل قواه ويضيف ابنه قائلاً: إن أبي عندما ألف كتابه الأخير مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار قال ليّ ياعبد الحميد أريد أن أتأهب بهذا الكتاب -إن شاء الله- عز وجل لدخول دار القرار، ولم يؤلف الشيخ بعد هذا الكتاب أي كتاب.
ويقول ابنه عبد الحميد كان من عادة الوالد قبل أن ينام أن أجلس معه قليلاً وأسأله هل يريد شيئاً أقضيه له وفي يوم وفاته في الساعة الثانية عشرة ليلاً يوم الأحد التاسع عشر من شهر صفر لعام 1422هـ وكالعادة ذهبت إليه وكان بجانبه شريط به تسجيل لأحد قراء القرآن الكريم يستمع إليه وكان هذا دأبه أما قارئاً للقرآن الكريم أو مستمعاً. وقلت له هل تريد شيئاً يا ابي؟ قال لا وإذا أردت شيئاً سأطلبك ولمست يده فإذا هي مرتفعة الحرارة وذهبت إلى غرفتي وأنا غير مطمئن ورجعت له مرة ثانية ولمست يده فإذا هي أكثر حرارة وبلغ منه الجهد والأعياء وأصبح واضحاً فقلت له سوف نحملك إلى المستشفى فرفض وقال أعاني من ألم شديد «وهو يشير إلى صدره» لايعلم مداه إلا الله عز وجل ولو كان الموت يُشترى لأشتريته ولكن لايجوز تمني الموت. ولعل ذلك مرض الموت وذكرت له أول الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أريد معرفة ذاكرته وأكمل ليّ الحديث، نصف الحديث بأكمله -رحمه الله- وأتت الوالدة -حفظها الله- وأسقته من ماء زمزم فشرب منه ثم استقبل القبلة -رحمه الله- وتشهد الشهادة كلمة التوحيد وفاضت روحه الطاهرة في الساعة الثالثة ليلاً في وقت تستجاب فيه الدعوات.
_____________________
المصدر: موقع شبكة سحاب السلفية(1/247)
الشيخ عبد السلام البرجس
كتبها: هاني بن سالم الحسيني الحارثي /جدة
لقد فجع أهل السنة والجماعة عند تلقيهم لخبر وفات فضيلة الشيخ الدكتور عبد السلام بن برجس بن ناصر آل عبد الكريم الذي وافته منيته ليلة السبت الموافق 13 - 2 - 1425هـ في حادث مروري مروّع في طريقه من الأحساء إلى الرياض.
والشيخ عبد السلام معروف لدى علماء هذه البلاد المباركة ومشايخها، والدليل كثرة العلماء والمشايخ الذين حضروا للصلاة عليه، ولقد سمعت عدداً من المشايخ والفضلاء يقول: (لقد فاق علم الشيخ عبد السلام سنه) ولقد قيل: (لو عُمر لكان آية) ولقد رأيت الكثير من العلماء وطلاب العلم متأثرين بفقده، فلقد كان مدافعا عن السنة منافحا عنها بنفسه وقلمه وماله.
ولقد مَنّ الله عليّ بالقرب من الشيخ فترة تعد قصيرة بالنسبة إلى عدد من أخلائه وأحبائه، وكنت في قربي منه إذا سمعت منه شيئا في ترجمته وأخباره قيدته، فاجتمع لي شيء من هذه الأخبار، وكلما ضمني به مجلس ذاكرته بها وكان يقول لي (أنا لست ممن يترجم له أنا أقل من ذلك) ، والآن أرى أنه من أقل الواجب له أن أبرز هذه الترجمة على ما فيها من قصور.
فأقول - مستيعنا بالله:
هو أبوعبد الرحمن عبد السلام بن برجس بن ناصر آل عبد الكريم. وأسرة آل عبد الكريم من الأسر المشهورة في حرمة التابعة لمحافظة المجمعة، وهذه الأسرة من المعامرة من بني سعد من بني تميم.
- ولد في الرياض في عام 1387هـ كما هو مثبت في بطاقة الأحوال الشخصية له، ونشأ في رعاية أبويه، وبيتهم بيت ديانة وصلاح، ولقد كان الشيخ من صغره ذكيا حازما مجدا مجتهدا.
حفظ القرآن، وبدأ في طلب العلم، وهو في الثالثة عشرة من عمره، ولاحظ مشايخه عليه علامات النبوغ والتميز فأوْلَوْه مزيد عناية واهتمام.
ولقد تتلمذ الشيخ على يد عدد من علماء هذه البلاد المباركة منهم: الإمام العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ت 1420هـ- رحمه الله- لازمه فترة، وحضر العديد من دروسه خصوصا في بلوغ المرام لابن حجر، وتفسير ابن كثير وغيرها من الكتب.
ومنهم: الشيخ الفقيه الأصولي محمد بن صالح بن عثيمين ت 1421هـ- رحمه الله- وقد رحل اليه الشيخ عبد السلام ما بين سنتي 1401 - 1403هـ في فترة إجازات المدارس النظامية، كما لازمه حينما بدأ الشيخ محمد دروسه في المسجد الحرام بمكة سنة 1402هـ، وكان يسكن معه قبل أن يصطحب الشيخ معه أهله إلى مكة، وغير ذلك من الأوقات، وقد قرأ عليه في كتاب التوحيد والعقيدة الواسطية والعبادات من زاد المستقنع في الفقه، والأجرومية في النحو، ومختصر قواعد بن رجب للشيخ محمد، وصحيح البخاري قرابة النصف، وقد كان الشيخ محمد يجل الشيخ عبد السلام ويقدره، ولقد رأيت هذا بنفسي.
ومنهم الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين لازمه مدة أربع سنوات قرأ فيها عليه التوحيد لابن خزيمة، والنونية لابن القيم مع شرحها لابن عيسى، وقد حفظ منها الشيخ عبد السلام قرابة الألف بيت، كما قرأ في زاد المستقنع مع الروض المربع، ومعارج القبول للشيخ حافظ الحكمي.
وقد استفاد الشيخ عبد السلام من الشيخ ابن جبرين كثيراً.
ومنهم الشيخ المحدث العلامة عبد الله بن محمد الدويش ت 1409هـ قرأ عليه في فترة الإجازات النظامية في بريدة، قرأ عليه ألفية العراقي، وقطعة من سنن أبي داود.
ومنهم الشيخ صالح بن عبد الرحمن الأطرم- رفع الله عنه- درس عليه في كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود في حاشية الروض لابن قاسم وفي دروس مسجده،
ومنهم الشيخ فهد الحمين- حفظه الله- قرأ عليه في التوحيد والفقه، ومنهم الشيخ عبد الله بن قعود- رفع الله عنه- قرأ عليه في فتح المجيد، ومنهم الشيخ الفقيه الأصولي عبد الله بن عبد الرحمن بن غديان درس عليه في المعهد العالي للقضاء. ومنهم الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي ت 1410هـ حضر له دروساً في زاد المستقنع مع حاشيته عليها المسماة (السلسبيل في معرفة الدليل) .
ومنهم الشيخ الدكتور عبد الكريم الخضير قرأ عليه في نيل الأوطار للشوكاني، وألفية العراقي في المصطلح، ومنهم الشيخ الفرضي أ. د عبد المحسن بن محمد المنيف قرأ عليه الرحبية في الفرائض في مكة سنة 1405هـ في رمضان. هؤلاء بعض مشايخه الذين تلقى الشيخ عنهم على جادة أهل العلم.
وأما دراسته النظامية، فقد تلقى الشيخ تعليمه في مدينة الرياض، فأخذ المرحلة الابتدائية فيها، ثم التحق بالمعهد العلمي التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود، ثم التحق بكلية الشريعة في الجامعة وتخرج منها في 1410هـ، فعين بعدها مدرسا في المعهد العلمي في القويعية التي تبعد قرابة 170 كم غرب الرياض على طريق مكة، ثم سمت همته للدراسات العليا فالتحق بالمعهد العالي للقضاء وأكمل فيه دراسة الماجستير، وكانت رسالة الماجستير بعنوان: (التوثيق بالعقود في الفقه الإسلامي) .
ثم عين قاضيا في وزارة العدل، ولكنه طلب الإعفاء فلم يعف إلا بعد جهد جهيد، ثم رشح بعدها في ديوان المظالم في مدينة جدة، ولكنه لم يمكث فيها إلا أسبوعاً واحدا، ثم ترك الديوان رغبة عنه، وطلبا للسلامة، وعاد إلى الرياض محاضرا في المعهد العالي للقضاء.
وقد حصل على الدكتوراة في 1422هـ في تحقيقه لكتاب (الفوائد المنتخبات شرح أخصر المختصرات) لعثمان بن جامع ت 1240هـ بالاشتراك، وكان المشرف عليه سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، وبعدها عين أستاذا مساعدا حتى وفاته- رحمه الله-.
ولقد كان- رحمه الله تعالى- غاية في الأدب، متواضعا معروفا بوداعته وأنسه وبشاشته مع والديه وشيوخه وأهل بيته ومجالسيه، وكل من خالطه يعرف عنه ذلك، لذلك كثر من تأثر بوفاته وحزن نسأل الله أن يجمعنا به في دار كرامته. والشيخ عبد السلام -رحمه الله- شاعر مجيد، قصائده في الذروة، وفي غاية من الرقة، وله مساجلات شعرية، وشعره يدل على فطرية هذه الموهبة، وعلى أنه لم يكن يتكلف كتابته، وكان شعره في أسماره ومحدودا بأصدقائه وأحبائه لو قدر أن تجمع لجاءت في مجلد لطيف يسر الله لها من يجمعها.
والشيخ عبد السلام -رحمه الله- صاحب قلم سيال وعبارة رشيقة، له مؤلفات عديدة سارت بها الركبان، وشرقت وغربت وحصل بها نفع عظيم، وأول تأليف للشيخ كان قبل الثامنة عشرة من عمره، وهي كتب قيمة حصل بها النفع العظيم، وها أنا أذكر ما أعلمه منها وأذكر المطبوع وغير المطبوع:
-1القول المبين في حكم الاستهزاء بالمؤمنين مطبوع في كتيب لطيف.
2 - إيقاف النبيل على حكم التمثيل مطبوع، في كتيب متوسط الحجم.
-3التمني، مطبوع.
4 - عوائق الطلب، مطبوع.
5 - الإعلام ببعض أحكام السلام، مطبوع في كتيب لطيف.
6 - الحجج القوية على أن وسائل الدعوة توقيفية، كتاب مطبوع لطيف الحجم في غلاف.
7 - ضرورة الاهتمام بالسنن، كتاب لطيف الحجم في غلاف.
8 -الأبيات الأدبية الحاصرة طبع مرتين.
9- الأبيات العلمية الحاصرة ذكرها الشيخ في مقدمة كتابه السابق، وذكر أنه لم يتم بعد، وقد سألته قبل وفاته بخمسة أشهر فقال: إنه لم يتم، ولو تم لكان عجباً أطلعني الشيخ على موضوعين منه، ولو طبع على حالته التي تركها الشيخ عليه لكان نافعاً جداً.
10 - المعتقد الصحيح الواجب على كل مسلم اعتقاده، وهو في الأصل محاضرة ألقاها الشيخ في الجامع الكبير، وعقب عليها الشيخ عبد العزيز بن باز وأثنى على الشيخ عبد السلام- رحمهما الله- وقد أشار أحد المشايخ الفضلاء بطبعها فنزل الشيخ على رغبته، فطبعت عدة طبعات فحصل به نفع عظيم.
11 - إبطال نسبة الديوان المنسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية، مطبوع في غلاف لطيف.
12 - مجموع شعر شيخ الإسلام ابن تيمية، مطبوع بذيل الكتاب السابق.
13 - معاملة الحكام في ضوء الكتاب والسنة، طبع عدة طبعات، وحصل به نفع عظيم، وهو كتاب فريد في بابه.
14 - الأمر بلزوم جماعة المسلمين وإمامهم والتحذير من مفارقتهم، وهو في الأصل فصل من الكتاب السابق، أشار إليه أحد المشايخ المقربين منه أن يفرده لأهميته، فنزل على رغبته، فأفرده، وزاد عليه، طبع كثيرا، وحصل به نفع عظيم.
15 - بيان المشروع والممنوع من التوسل، مطبوع.
16 - التوثيق بالعقود في الفقة الإسلامي، وهو بحث تكميلي تقدم به الشيخ لنيل درجة الماجستير في المعهد العالي للقضاء ولم يطبع.
17 - قطع المراء في حكم الدخول على الأمراء، وقد ألفه الشيخ بناء على طلب أحد المشايخ الفضلاء مطبوع في مجلد لطيف.
18 - الأحاديث النبوية في ذم العنصرية الجاهلية، مطبوع في كتاب متوسط الحجم.
19 - الخيانة: ذمها وذكر أحكامها، مصفوف وجاهز للطبع أخبرني الشيخ بذلك قبل وفاته بأربعة أشهر تقريباً.
20 - مشروعية هبة الثواب، مصفوف وجاهز للطبع.
21 - المحاضرات في الدعوة والدعاة: والكتاب عبارة عن قرابة ثلاث عشرة محاضرة ألقاها الشيخ، وقمت بتفريغها مع الأخ منصور بن مبارك السفري وقام الشيخ بمراجعتها وتهذيبها ثم صفت وهي جاهزة للطبع.
22 - شرح المحرر في الحديث لابن عبد الهادي ت 744هـ، وكانت له عناية بهذا الكتاب محباً له وراغبا في إتمامه، ولكنه قدر الله فلم يتمه الشيخ انتهى من كتاب الطهارة وغالب كتاب الصلاة.
23 - تدوين العقيدة السلفية جهود أئمة الإسلام في نشر العقيدة الإسلامية، وهو كتاب ممتع، وفيه فائدة وهو عبارة عن جمع لكتب السلف في العقيدة مع تراجم مختصرة لأصحابها، وكان الشيخ ينوي أن يجعله على جزءين الأول من القرن الأول وحتى نهاية القرن السابع، والثاني من بداية القرن الثامن، وحتى هذا العصر والشيخ أتم الجزء الأول، وأما الجزء الثاني فلم يشرع فيه حسب علمي القاصر.
والأول مصفوف وجاهز للطبع، وفي مكتبتي صورة منه.
24 - كتاب في الفقه وكان الشيخ يذكره كثيرا، ويذكر أنه يحرر فيه، ويدقق ولا أدري كم قطع الشيخ فيه.
25 - تراجم لبعض العلماء ولا أدري ما خبره، ذكره لي الشيخ الفاضل عبد الكريم بن محمد المنيف، وذكر أن الشيخ عبد السلام ذكره له.
26 - بيان مشروعية الدعاء على الكافرين بالعموم، وهي رسالة لطيفة الحجم في هذه المسألة في ثماني صفحات مطبوعة ومنتشرة.
27 - ضرب المرأة بين حكم الشرع وواقع الناس.
وربما أن هناك أشياء أخرى لا أعلم بها، كما أن للشيخ عددا من المقالات المنشورة في الصحف والمجلات، وللشيخ عناية بكتب علماء الدعوة النجدية تحقيقا ونشرا وسعيا في نشرها، والعناية بها، فله الفضل بعد الله عز وجل في إعادة طبع كتاب (مجموعة الرسائل والمسائل النجدية) والتي طبعت عام 1346هـ؛ ولقد قام - رحمه الله - بتحقيق الكثير من الرسائل التي صدرت في سلسلتين الأولى بعنوان: (سلسلة رسائل وكتب علماء نجد الأعلام) والثانية بعنوان (من رسائل علماء نجد الفقهية) ، وهي على النحو التالي:
1 - دحض شبهات على التوحيد للشيخ عبد الله أبابطين.
2 - الفوائد العذاب للشيخ حمد بن معمر.
3 - الرد على القبوريين للشيخ حمد بن معمر.
4 - الضياء الشارق للشيخ سليمان بن سحمان.
5 - سؤال وجواب في أهم المهمات للشيخ عبد الرحمن بن سعدي.
6 - تحفة الطالب والجليس للشيخ عبد اللطيف آل الشيخ.
7 - الصواعق المرسلة الشهابية للشيخ سليمان بن سحمان.
8 - الرد على شبهات المستعينين بغير الله للشيخ أحمد بن عيسى.
9 - كشف الشبهتين للشيخ سليمان بن سحمان.
10 - إقامة الحجة والدليل للشيخ سليمان بن سحمان.
11- شفاء الصدور في الرد على الجواب المشكور للشيخ محمد بن إبراهيم.
12- الرد على جريدة القبلة للشيخ سليمان بن سحمان.
13 - التحفة المدنية في العقيدة السلفية للشيخ حمد بن معمر.
14 - أصول وضوابط في التكفير للشيخ عبد اللطيف آل الشيخ.
15 - نصيحة مهمة في ثلاث قضايا لمجموعة من علماء الدعوة.
16- منهاج أهل الحق والاتباع للشيخ سليمان بن سحمان.
17 - الرسائل الحسان للشيخ عبد الله بن حميد.
18 - نصيحة في التحذير من المدارس الأجنبية للشيخ عبد الرحمن بن سعدي.
19 - التأسيس والتقديس في كشف تلبيس دواد بن جرجيس للشيخ عبد الله أبابطين.
ومن السلسلة الثانية
20 - الجهر بالذكر بعد الصلاة للشيخ سليمان بن سحمان.
ورسالة منفردة:
21 - مناصحة الإمام وهب بن منبه لرجل تأثر بمنهج الخوارج.
22- الفوائد المنتخبات في شرح أخصر المختصرات لابن جامع النجدي، وقد حققه الشيخ، وتقدم به للمعهد العالي للقضاء لنيل درجة الدكتوراه في الفقه المقارن، وقام بتحقيق الكتاب من أوله إلى آخر باب الهبة، ولقد كان المشرف على الرسالة سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ- أمد الله في عمره-.
وهناك كتب أخرى قام الشيخ -رحمه الله- بتحقيقها، ولكنها لم تطبع.
ولقد كان الشيخ عبد السلام حريصا على نشر الكتب العلمية عموما، وكتب علماء الدعوة خصوصاً، وكان ربما صور المخطوطات، أو سعى في تحصيلها لمن يقوم بتحقيقها، وقد أحصيت أكثر من ثلاثين - ما بين - كتاب ورسالة يذكر محققوها أنهم استفادوا بعض النسخ في تحقيقهم من مكتبة الشيخ - -رحمه الله- وهناك الكثير من أخباره ومآثره التي يصعب حصرها هنا، فلعل الله ييسر جمعها وتبويبها.
أسأل الله أن يتجاوز عنا وعنه، وأن يجمعنا به في دار كرامته، وأن يغفر لنا وله ولوالديه ولإخوانه ولمحبيه وألا يحرمنا أجره وألا يفتنا بعده، آمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا إلى يوم الدين.
تنبيه: هذه الترجمة قرأتها على بعض المشايخ المقربين منه فأجازوها بعد تعديل طفيف، فالشكر موصول لهم ولأخوي الشيخ عبد السلام الشيخين: ناصر وعبد الله ابني الشيخ برجس صبرنا الله وإياهم.
_____________________
المصدر: موقع شبكة سحاب السلفية(1/248)
الشيخ علي بن محمد الفقيهي
هو علي بن محمد بن ناصر الفقيهي، ولد في قرية المنجارة من قرى منطقة جازان عام 1354هـ، وهناك نشأ وتلقى تعليمه الأولي والثانوي.
التحق منذ صغره بعدد من حلقات العلم، وتتلمذ على عدد من المشايخ في مدارس الشيخ عبد الله القرعاوي العلمية في الجنوب، وكان من شيوخه الشيخ حافظ الحكمي.
واصل تحصيله العلمي، حتى حصل على شهادة الدكتوراه متخصصاً في الشريعة - قسم العقيدة، من جامعة الملك عبد العزيز فرع مكة (جامعة أم القرى حالياً) عام 1399هـ.
التحق بالعمل الوظيفي، ومارس خلال حياته العلمية العديد من الوظائف، ومنها:
- عميد شؤون المكتبات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
- أمين عام الجامعة الإسلامية.
- رئيس مجلس شؤون الدعوة.
- عضو هيئة التدريس بالدراسات العليا.
يعمل حالياً ـ حين كتابة هذه الترجمة 1418هـ ـ مستشاراً بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ومدرساً بالمسجد النبوي.
شارك في عدد من المؤتمرات في داخل المملكة وخارجها، منها:
- مؤتمر المُسكِرات والمخدرات الذي عقد في رحاب الجامعة الإسلامية.
- مؤتمر القرن الخامس عشر الهجري سنة 1400هـ الذي عقد في السودان.
وله مجموعة من الأبحاث المنشورة والمؤلفات المطبوعة والكتب المحققة، منها:
- كتاب الإيمان - لابن منده - ثلاثة مجلدات - تحقيق.
- كتاب التوحيد - لابن منده - مجلدان - تحقيق.
- الرد على الجهمية - لابن منده - جزء ـ تحقيق.
- الأربعين في دلائل التوحيد ـ للهروي ـ تحقيق.
- الإمامة والرد على الرافضة ـ لأبي نعيم ـ مجلد ـ تحقيق.
- الصفات والنزول ـ للدارقطني ـ تحقيق.
- الحيدة ـ للكناني ـ تحقيق.
- الصواعق المرسلة ـ لابن القيم ـ الجزء الأول ـ تحقيق بالاشتراك.
- منهج القرآن في الدعوة إلى الإيمان ـ تأليف.
- الفتح المبين ـ تأليف.
- الرد القويم البالغ على الكتاب المسمى بالحق الدامغ ـ تأليف.
- سلسلة الوصايات في الكتاب والسنة.
إضافة إلى عدد من الأبحاث والمقالات المنشورة في مجلة الجامعة الإسلامية.
المصدر:
خطاب من صاحب الترجمة.
_____________________
المصدر: موقع شبكة سحاب السلفية(1/249)
الشيخ علي رضا
كتبه /أبو عبد الملك السلفي ((المُشَنِّف))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد:
فهذه ترجمة موجزة للشيخ السلفي البحاثة علي رضا ـ حفظه الله ـ حتى يعرف قدره من حاول الطعن والغمز من الأغمار المتعالمين والحقدة الشانئين، نسأل الله لنا وله التوفيق والسداد ولزوم السنة والثبات عليها ونصرتها.
*من مواليد المدينة النبوية عام 1381هـ
* حصل على البكالريوس في الفيزياء بتقدير ممتاز من جامعة الملك عبد العزيز، ثم الماجستير في طرق التدريس من الجامعة نفسها.
*يعمل مدرساً في وزارة المعارف بالمدينة النبوية.
*كان شغفه منذ بدئه الطلب للعلم الشرعي بعلم الحديث عندما مَنَّ اللهُ عليه بلقيا العلامة المحدّث الألباني ـ رحمه الله ـ قبل 29 سنة.
*حفظ القرآن الكريم وحصل على إجازة من الشيخ منير الصفاقسي وهوعن شيخ القراء بمصر عبد الفتاح القاضي عام 1399هـ.
*من أوائل من طلب وأخذ عنه علم الحديث الشيخ العلامة محدّث اليمن مقبل الوادعي ـ رحمه الله ـ.
*كان مواظباً على حضور دروس الشيخ الألباني عند كل مقدم له إلى المدينة النبوية.
* ثم بدأ الاشتغال بتحيق وتخريج أحاديث بعض الكتب،فكان أول بدايته تحقيق وتخريج أحاديث كتاب"أربعون بابا في الطب"للبعلي الحنبلي مشاركة مع الشيخ أحمد البزرة،ثم تلاه بتخريج "الثلاثيات"كذلك مشاركة مع الشيخ البزرة،ثم "صفة الجنة"لأبي نعيم وكلها قد طبعت ولله الحمد،ثم....
*وكان الشيخ علي وفقه الله يقوم بإرسال هذه الكتب والبحوث للشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ حتى تطمئن نفسه على مستواه في التحقيق العلمي الحديثي ـ مع تخوف الشيخ علي من أن يقوم العلامة الألباني بتوبيخه ولومه على أخطائه وأعماله!
غير أنه كان مالم يكن ويدر في الحسبان،فمنّ الله عليه بجواب من الشيخ العلامة محدث العصر أعظم من أي درجة علمية وذلك حينما قال له الشيخ:
"أنت مثلنا يغلب عليك الصواب في تحقيقاتك،وكتاباتك شأنها شأن البارزين في هذا المجال،وأسأل الله أن ينفع بك الناس".
*وقد زكاه غير واحد من العلماء المشهورين:
1) تقدم تزكية العلامة الألباني له.
وكذلك قال الشيخ الألباني للشيخ علي:"ردودك جيدة خاصة على المليباري هذا".
وقال أيضاً ـ رحمه الله ـ عن حديث صححه الشيخ علي،وهو حديث: ((ماأضر من استغفر وإن عاد ... )) وأن راويه هو الثقة لا الضعيف النكرة عنده، والمقبول عند ابن حجر،وبعد مداولة طويلة من الكلام معه قال:
"على كل حال الظاهر أنه يجب أن أعيد النظر في تضعيفه، ويعطيك الله العافية".
2) الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ:
فقد كانت له مكاتبات ومراسلات للسشيخ ـ رحمه الله ـ حول بعض الأمور المخالفة للعقيدة مثل تدريس نظرية النشوء والارتقاء لدارون فقد بين أنها كفر وضلال ومع ذلك لاينتبه إلا من وفقه الله،كما طلب من الشيخ تزكية للعمل في الجامعة الإسلامية فأعطاه التزكية بناءاً على تزكية الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله.
3) الشيخ العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ:
فله مدارسات ومكاتبات علمية كثيرة وقد نشر شيء منها على الشبكة؛في شبكتي:أنا السلفي، وسحاب.
4) الشيخ المجاهد ناصر السنة ربيع المدخلي ـ حفظه الله ـ:
وهذه تزكيته للشيخ علي رضا:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه
أما بعد: فإن الأخ الفاضل / علي رضا بن عبد الله بن علي رضا من خيرة
من عرفت من حملة العلم الصحيح وأصحاب المنهج السلفي، وله نشاط طيب
في الذب عن عقيدة أهل السنة وعن السنة النبوية 0
فإلى من يهمه الأمر أوجه ندائي في تشجيعه ومناصرته في الذب عن الحق وأهله
وتشجيعه على العمل في المكان المناسب 0
وفق الله الجميع لما يرضيه 0
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0
كتبه / ربيع بن هادي المدخلي
عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية 0
التوقيع
في 6 / 1 / 1417 هجرية
5) الشيخ العلامة صالح الفوزان ـ حفظه الله ـ:
فقد كان الشيخ الفوزان ـ حفظه الله ـ يحرص على متابعة مقالات الشيخ عليرضا والتي كانت تنشر في جريدة المدينة النبوية والتي كانت تحوي دفاعه عن العقيدة والمنهج وبخاصة شيخ الإسلام ابن تيمية،بل وعندما زاره الشيخ علي رضا وسأله عن:هل يعاب الإنسان بكثرة الردود؟
فقال الشيخ الفوزان: لايعاب بل يثاب.
وفرح الشيخ الفوزان كثيرا عندما علم بتحيق الشيخ علي رضا لكتاب"سيف الله "وتفضل أثابه الله بكتابة مقدمة له جاء فيها (ص6) :
"..فإن كتاب "سيف الله على من كذب على أولياء الله"تأليف الشيخ صنع الله بن صنع الله الحلبي المكي الحنفي رحمه الله،كتاب مفيد في موضوعه،وهو الرد على المخرفين الذين يعبدون الأولياء من دون الله أسوة بمن قبلهم...." إلى قوله:
" فقيّض الله للحق أنصارا يردون عنه شبه المشبهين،وانتحال المبطلين،ومن هؤلاء مؤلف هذا الكتاب الذي بين أيدينا ـ وكان مفقوداً لانعلم عنه شيئاًإلا مانجده من النقولات عنه في كتب التوحيد ـ حتى أتاح الله لإخراجه وتحقيقه فضيلة الشيخ: علي رضا بن عبد الله بن علي رضا،فقد اعتنى بهذا الكتاب وعلّق عليه بتخريج مافيه من الأحاديث والآثار، وحقق نصه واستدرك على المؤلف بعض الأخطاء التي وقع فيها ـ وهي قليلة بحمد الله ـ لاتقلل من قيمة الكتاب،فجزاه الله خيرالجزاء، وجعل ذلك في ميزان حسناته،وزاده علماً نافعاً،وعملا صالحاً ... "اهـ.
6) الشيخ العلامة عبد المحسن العباد البدرـ حفظه الله ـ:
فقد قدّم لكتاب الشيخ علي رضا: "بيان تخبط وتخليط حسن المالكي وصاحبته في ما كتباه حول بيعة علي رضي الله عنه " بقوله:
"بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده وصلى الله على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وبعد:
فقد قرأ علي أخونا الشيخ الفاضل: علي رضا بن عبد الله بن علي رضا النماذج التي كتبها في بيان تخبط وتخليط حسن المالكي وصاحبته في ما كتباه حول بيعة علي رضي الله عنه.
وقد كشف عن جهلهما وسوء فهمهما لأنهما دخلا في شيء هما أجنبيان عنه فجزاه الله خيراً وأجزل له المثوبة وبيعة علي بعد عثمان رضي الله عنهما حق عند أهل السنة لا خلاف فيها، والباطل الزعم بأنه الأحق بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم وهو قول بعض المبتدعة ومنهم المالكي نفسه كما في كتابه "قراءة في كتب العقائد".
والشيخ علي رضا ذو عناية واهتمام بالسنة والرجوع إلى كلام أهل العلم والاستفادة منهم لا سيما الشيخ الألباني رحمة الله، وأيضاً له جهود في الرد في الصحف على بعض أهل البدع والأفكار الخاطئة وله جولات مع المالكي في الرد عليه في الصحف قبل عدة سنين.
وقد ذكر المالكي في أحد كتبه السيئة أنه أبتلى بأناس أحسدهم علي رضا، ولا أدري على أي شيء يحسد هذا المالكي؟ أيحسد على الجهل بالسنة والنيل من الصحابة والسائرين على نهجهم من أهل السنة أم ماذا؟
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه
عبد المحسن بن حمد العباد البدر 8/11/1423 هـ ".
7) الشيخ المحدّث عبد القادر السندي ـ رحمه الله ـ:
فقد كان فخورا جدا بعمل الشيخ علي وتحقيقاته وخاصة "مسند علي"و"مسند عثمان" ـ والأخير لم يطبع بعد ـ فكتب في ذلك مقالين طويلين تم نشرهما في الصحف ومنها "المسلمون" وتجدها في كتاب الشيخ علي"المباحث العلمية" وقدأثنى فيهما ثناءاً عاطراً على الشيخ علي وعلى جهود في خدمة السنة النبوية.
8) الشيخ المجاهد فالح الحربي حفظه الله:
فمعرفته بالشيخ علي قديمة وصلته به مستمرة إن شاء الله،وكان يتابع كتاباته في الصحف وكتبه،ويثني على الشيخ علي رضا خيرا.
9) وقد أجازه الشيخ العلامة إسماعيل الأنصاري ـ رحمه الله ـ وهذا نص الإجازة:
"أجازني شيخنا المحدث إسماعيل بن محمد الأنصاري في داره بمدينة الرياض يوم الاثنين
23/12/1415هـ للهجرة النبوية المباركة بالحديث المسلسل بالأولية والمعروف بحديث
الرحمة،وهو أول حديث سمعته منه رحمه الله تعالى، عن شيخه العلامة حمود التويجري
رحمه الله تعالى إجازة عن طريق الشيخين الفاضلين: عبد الله بن عبد العزيز العنقري،
وسليمان بن عبد الحمن الحمدان رحمهما الله تعالى بأسانيدهما الصحيحة المتصلة لكل ما روياه من كتب الحديث والمسلسلات والأثبات 0 وأبدأ بما بدأ به المحدثون واعتادوه في إجازاتهم وما جرت به من تقديم هذا الحديث على غيره فأقول وبالله أستعين: يتصل إسناد هذين الشيخين الفاضلين إلى الحافظ ابن الجوزي رحمه الله، وهو بإسناده إلى الحاكم النيسابوري بإسناده إلى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
) الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء (0
قال شيخنا الأنصاري: هذا حديث حسن صحيح رواه البخاري - في التاريخ الكبير - والترمذي وأبو داود وابن أبي شيبة ومسدد، وكل هؤلاء لم يسلسلوه إلى آخره، وسلسله ابن فهد في بعض رواياته) ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء (0 وهذا الحديث الصحيح غصة في حلوق أهل البدع والأهواء؛ لأن فيه إثبات صفة العلو للعلي الغفار، وهو ما لا يريدونه!
كما أروي بهذا الإسناد إجازة: الكتب الستة، ومسند الإمام أحمد، وموطأ الإمام مالك 0 كما أروي بهذا الإسناد: مصنفات شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه العلامة ابن القيم رحمهما الله تعالى 0
كما أروي جميع مصنفات الحديث والفقه والتفسير والأصول والتاريخ واللغة العربية الموجودة في الأثبات الخمسة للشيخ التويجري، وهي:) الإمداد بمعرفة علو الإسناد (
و) قطف الثمر في رفع أسانيد المصنفات في الفنون والأثر (و) الأمم لإيقاظ الهمم (
و) بغية الطالبين لبيان المشايخ والمحققين المعتمدين (و) إتحاف الأكابر بأسانيد الدفاتر (0
وهناك أثبات أخرى فيها بعض مصنفات لبعض أهل الزيغ والضلال فلا أرويها كما يقول
الشيخ التويجري بل أنكرها أشد الإنكار، فلا ينبغي الاغترار بذكر هذه المصنفات في بعض
الأثبات؛ لأن كثيراً من أصحابها تساهلوا في روايتها والأخذ بما فيها) وتلك زلة عظيمة
سامحنا الله وإياهم وغفر لنا ولهم (0 أما الثبت الخاص بالشيخ التويجري رحمه الله والمسمى:) إتحاف النبلاء بالرواية عن الأعلام الفضلاء (فأرويه مباشرة عن شيخنا إسماعيل الأنصاري رحمه الله عن الشيخ حمود التويجري رحمه الله 0 كما أروي ثبت الشيخ إسماعيل الأنصاري والمسمى) الدر الغالي في أسانيد إسماعيل الأنصاري (و) إتحاف أهل الرسوخ بأسانيد الشيوخ (0 وقد نشرت ذلك في جريدة البلاد (ملحق التراث) والله أسأل أن يجعلني ممن وفقهم تعالى لخدمة كتابه وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وأن يميتني على ذلك، إنه ولي حميد".
10) وكذا أجازه الشيخ المحدّث حمدي السلفي ـ حفظه الله ـ وقام بالتقديم لكتابيه:"الرد على بكر أبي زيد في معجم المناهي اللفظية" والآخر:"مقالات وأبحاث وردود علمية" حوالي في 900صفحة.
*مؤلفات الشيخ وتحقيقاته العلمية:
للشيخ وفقه الله عدد ليس باليسير ولله الحمد من التحقيقات العلمية الرصينة والمشاركات الثمينة نذكر ماطبع منها:
1) مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه في (7) مجلدات كبار (تحقيق) ،وأصله من جمع الأستاذ يوسف أوزبك.
2) صفة الجنة للحافظ أبي نعيم الأصبهاني (3أجزاء) تحقيق.
3) المجلى في تحيق أحاديث المحلى لابن حزم الظاهري (دراسة وتحقيق) .
4) الرد على القائلين بوحدة الوجود.لعلي القاري (تحقيق) .
5) سيف الله على من كذب على أولياء الله.لصنع الله الحنفي (تحيق) .
6) تسفيه الغبي بتبرئة ابن عربي.للعلامة إبراهيم الحلبي الحنفي (تحقيق) .
7) نعمة الذريعة في نصرة الشريعة.لإبراهيم الحلبي (تحقيق) .
8) إخبار أهل الرسوخ في الفقه والتحديث بمقدار المنسوخ من الحديث.لابن الجوزي (تحقيق) .
9) تهذيب الآثار. للطبري (الجزء المفقود) تحقيق.
10) لاتكذب عليه متعمداصلى الله عليه وسلم. (الجزء الأول) نشر بجريدة المدينةعلى حلقات.
11) المباحث العلمية بالأدلة الشرعية (تأليف) ،وهي مجموعة مقالات وأبحاث،وردود.
12) أربعون بابا في الطب من الأحاديث الصحاح والحسان للبعلي الحنبلي. (تحقيق) .
13) الثلاثيات في الحديث (ابن ماجه وعبد بن حميد) ، (تحقيق) .
14) الموضوعات فيإحياء علوم الدين.للسويدي العراقي (تحقيق) .
15) الإخبار بمافات من أحاديث الاعتبار (استدراك على السويدي) .
16) الفتاوى الحديثية للسخاوي (الجزء الأول) ،تحقيق.
17) الابتهاج بأذكار المسافر والحاج.للسخاوي (تحقيق) .
18) رفع الباس عن حديث النفس والهم والوسواس.للشوكاني (تحقيق) .
19) الطب النبوي لأبي نعيم الأصبهاني (تحقيق) .
وله أبحاث وتحيقات زاخرة وجلّها تحت الطبع.
وختاما نسأل الله أن ينفع بالشيخ السلفي الفاضل البحاثة (علي رضا) وأن يجعله شوكة في حناجر البدعيين والزائغين والحاقدين،وسوف نقوم بإرفاق صورتزكيات وإجازات أهل العلم للشيخ علي رضا قريبا إن شاء الله لإسكات الرويبضة والشانئين أهل البهت الحاقدين،والله الموفق.
_____________________
المصدر: موقع شبكة سحاب السلفية(1/250)
الشيخ عز الدين القسام
ولد عز الدين القسام في بلدة (جبلة) التابعة لقضاء اللاذقية في سورية عام 1882، نشأ في أسرة ريفية عرفت بالعلم والتقوى، أبوه الشيخ عبد القادر مصطفى القسام من المشتغلين بعلوم الشريعة الإسلامية، وأمه حليمة قصاب من عائلة علم ودين.
كان أبوه من المهتمين بنشر العلم، حيث درّس في كُتّاب القرية القرآن الكريم والعربية والخط والحساب وبث روح الجهاد بتعليم الأناشيد الدينية والحماسية، ثم عمل لفترة مستنطقاً في المحكمة الشرعية.
تعلم عز الدين في كتاب البلدة القراءة والكتابة وتلاوة القرآن الكريم، وتميز بنبوغه وتفوقه على أقرانه وامتاز بميله للتأمل وطول التفكير.
بعد تفوقه في دراسته في الكتاب، التحق عز الدين للدراسة في الأزهر في مصر، فقد كان الأزهر في ذلك الوقت منارة كبرى لنشر علوم الشريعة والعربية، فحضر دروس الشيخ محمد عبده، وارتوت نفسه من علمه وفهمه. كما تتلمذ على معظم حلقات الأزهر، واعتكف في أروقة مكتباته، وكان يرافق اهتمامه بدروس العلم اهتمام آخر بحركات التحرر التي كان يغذيها رجال الأزهر، ففهم عز الدين أن الإسلام دين عز وقوة وتحرر وجهاد.
تعرف القسام في مصر على الاستعمار الغربي وجهاً لوجه، حيث كانت مصر خاضعة للاحتلال البريطاني المباشر بعد ثورة عرابي عام 1882، وكان فيها تيار المقاومة الإسلامي للاحتلال قوياً، كما رأى القسام هجوم المفكرين المتغربين على الإسلام فكراً وحضارة وتاريخاً، وعايش بنفسه الصراع الدائر بين هؤلاء وبين المفكرين الإسلاميين، كما تعرف في مصر على المشروع الصهيوني بأبعاده، وأدرك خطره على الأمة الإسلامية، وأنه وليد الاستعمار الغربي، وسمع عن تطلعات الصهاينة وأطماعهم في فلسطين. وبين مدرسة الشيخ محمد عبده ومدرسة الشيخ رشيد رضا الشامي المقيم في مصر اتضح أمام عيني الشيخ عز الدين القسام الجهاد وسيلة للدفاع عن حقوق الأمة وللعودة بها إلى سابق مجدها.(1/251)
عاد القسام إلى جبلة عام 1906 بعد أن قضى عشر سنوات في الدراسة في الأزهر، بعدها حصل على شهادة الأهلية، ومن ثم قام برحلة إلى تركيا للإطلاع على طرق التدريس في جوامعها، وبعد عودته عكف على التدريس في زاوية والده، في جامع السلطان بن أدهم قطب الزاهدين. كما أخذ القسام دور والده في تدريس أطفال البلدة قواعد القراءة والكتابة وتحفيظ القرآن الكريم، وبعض العلوم الحديثة، وتولى خطبة الجمعة في مسجد المنصوري الذي يتوسط البلدة، وغدا بخطبه ودروسه وسلوكه موضع احترام الناس، وامتدت شهرته وسمعته الحسنة إلى المناطق المجاورة فقدم الإسلام بفهمه الواسع الطلق، وربطته بكثير من المواطنين صداقات متينة، فكثر أتباعه، وعظم شأنه، وذاع صيته.
لماّ دخلت القوات الإيطالية طرابلس الغرب (ليبيا) عام 1911، قاد القسام مظاهرة طافت شوارع جبلة تأييداً للمسلمين هناك، ودعا الناس إلى التطوع لقتال الطليان، وجَمع التبرعات للأسر المنكوبة، إلا أن السلطات التركية منعته ورفاقه المتطوعين من السفر إلى ليبيا، فعادوا بعد أربعين يوماً من الانتظار، وبنوا مدرسة بمال المتبرعين لتعليم الأمّيين.(1/252)
وعندما دخلت القوات الفرنسية سورية عام 1920، رفع القسام راية المقاومة ضد المستعمرين الفرنسيين في الساحل الشمالي لسورية، وكان في طليعة المجاهدين الذين حملوا السلاح في الثورة (1919ـ 1920) مع المرحوم عمر البيطار، فقد ترك قريته على الساحل، وباع بيته ـ وهو كل ما يملك ـ واشترى أربعاً وعشرين بندقية، وانتقل بأسرته إلى قرية جبلية ذات موقع حصين.
حاول الفرنسيون إقناع الشيخ القسام بترك الثورة والرجوع إلى بيته وإغرائه بالمناصب، إلاّ أنه رفض عرضهم، ونتيجة لإصراره على خط الجهاد حكم عليه الديوان العرفي الفرنسي في اللاذقية وعلى مجموعة من أتباعه بالإعدام، وطارده الفرنسيون فقصد دمشق ومنها إلى فلسطين.
عاش القسام ورفاقه في حيفا، ونزلت عائلاتهم في بيت واحد في الحي القديم من المدينة، وهو الحي الذي يجمع فقراء الفلاحين النازحين من قراهم بعد الاستيلاء عليها وتوطين اليهود المهاجرين إلى فلسطين.
أبدى القسام اهتماماً حقيقياً بتحسين أحوال معيشة هؤلاء الفلاحين، وبدأ يكافح الأمية في صفوفهم من خلال إعطاء دروس ليلية، وسرعان ما أصبح فلاحو المنطقة الشمالية وعمالها يكنون له المودة والاحترام بفضل زياراته المتكررة لهم وبما يتسم به من أصالة في الخلق والتقوى.
عمل القسام مدرساً في المدرسة الإسلامية بحيفا، وكان يحرص على لفت أنظار الطلاب إلى الدور المستقبلي الذي ينتظرهم في ظل وجود الاستعمار، ثم عمل إماماً وخطيباً في جامع الاستقلال بموافقة من مفتي القدس وزعيم الحركة الوطنية الحاج محمد أمين الحسيني، واتجه القسام في أسلوبه إلى توعية الشعب الفلسطيني بالأخطار الماثلة أمامه، وكان يكثر من القول: (بأن اليهود ينتظرون الفرصة لإفناء شعب فلسطين، والسيطرة على البلد وتأسيس دولتهم)(1/253)
كما كان للشيخ القسام دروس في المسجد تقام عادة بين الصلوات المفروضة، وقد جعل منها وسيلة لإعداد المجاهدين وصقل نفوسهم وتهيئتها للقتال، معتمداً اختيار الكيفية دون الكمية.
عمل على تأسيس جمعية الشبان المسلمين عندما استفحل الخطر البريطاني في فلسطين وانتشرت الجمعيات التبشيرية التي تدعو إلى تنصير المسلمين، وقام القسام من خلال نشاطه في الجمعية بتربية جيل من الشباب المسلم، الذين أنقذهم من دائرة الانحراف والضياع بسبب قسوة الظروف الاقتصادية والسياسية، وأدخلهم في دائرة العمل الجاد لصالح الوطن ... كما أنه وثق اتصالاته بقيادات المدن الفلسطينية الأخرى، وكسب عدداً من شباب المناطق المختلفة للانضمام إلى تنظيم الجهاد. وقد واظب القسام خلال وجوده في الجمعية على إعطاء محاضرة دينية مساء كل يوم جمعة، وكان يذهب كل أسبوع بمجموعة من الأعضاء إلى القرى، ينصح ويرشد ويعود إلى مقره. وقد تمكن من إنشاء عدة فروع للجمعية في أكثر قرى اللواء الشمالي من فلسطين، وكانت الفرصة للّقاء بالقرويين وإعدادهم للدفاع عن أراضيهم.
عمل القسام مأذوناً شرعياً لدى محكمة حيفا الشرعية سنة 1930، وقد كانت هذه الوظيفة للقسام وسيلة من الوسائل التي اتصل عن طريقها بمختلف فئات المواطنين من شباب وشيوخ، وعمال وفلاحين، وطلاب وموظفين، وتجار وحرفيين، وتحدث إليهم وأقام معهم علاقات قوية كان لها أثر كبير في اتساع دائرة حركته الجهادية.
يعتبر القسام صاحب دعوة مستقلة وأسلوب متميز وحركة جهادية رائدة سبقت جميع الاتجاهات في ميدان الجهاد المعاصر في فلسطين.
ويتلخص هذا الأسلوب في تربية جيل من المجاهدين، فكان يعقد اجتماعات سرية مكتومة في بيته وفي بيوت بعض أصدقائه، يحضرها عدد من الأشخاص المغمورين (غير البارزين أو المعروفين في ميدان الحركة الوطنية) ، وكان يختارهم من الذين يحضرون دروسه ومواعظه، ويقوم بتهيئتهم وإعدادهم للجهاد، ويكوّن منهم خلايا جهادية، تقتصر عضويتها على نفر من المؤمنين الصادقين الذين لديهم الاستعداد الكامل للتضحية والفداء.
وعندما تم إنشاء القوة المجاهدة بشكل متكامل، كانت مقسمة إلى وحدات مختلفة المهام، حيث لكل وحدة دور خاص بها تتولاه، وهذه الوحدات هي:
الأولى: وحدة خاصة بشراء السلاح.
الثانية: وحدة خاصة للاستخبارات ومراقبة تحركات العدو البريطاني واليهودي.
الثالثة: وحدة خاصة بالتدريب العسكري.
الرابعة: وحدة خاصة للدعاية في المساجد والمجتمعات، وأبرز أعمالها الدعوة إلى الجهاد.
الخامسة: وحدة العمل الجماهيري والاتصالات السياسية.
السادسة: وحدة جمع المال من الأعضاء والأنصار، ورعاية أسر المعتقلين والشهداء.(1/254)
ولماّ قطعت الحركة شوطاً من الإعداد تم فيه تهيئة المقاتلين للجهاد، ابتدأ رجال القسام بتنفيذ عمليات فدائية ضد المستوطنات اليهودية عن طريق إعداد كمائن والهجوم على أفراد محددين ومستوطنات معينة، بهدف دفع اليهود في الخارج إلى وقف الهجرة إلى فلسطين.
ولم تكن أعمال القسام مهاجمة المستعمرات فحسب وإنما قاموا بمجموعة أعمال أخرى ذكرها الأستاذ أميل الغوري في كتابه (فلسطين عبر ستين عاماً) فقال: (أماّ الأعمال التي قام بها القساميون فكانت من أروع ما قام به المجاهد في فلسطين، وعلى الرغم من كثرتها وتعدد أشكالها ومظاهرها، فإنها ظلت محاطة بالسرية والكتمان إلى مدى كان معه أكثر الناس يجهلون مصدر هذه الأعمال، بل كانوا لا يعرفون إطلاقاً بوجود حركة القساميين، وكان من هذه الأعمال: ملاحقة وتأديب الذين يخرجون عن الشعب ومصالحه، مثل التعاون مع الحكومة ضد الحركة الوطنية، والتجسس لحساب المخابرات البريطانية، أو بيع الأراضي لليهود أو السمسرة عليها للأعداء. وكان من أعمال القساميين العديدة الواسعة النطاق، التصدي لدوريات الجيش والشرطة، وقطع طرق المواصلات والإغارة على ثكنات الجيش ومراكز الشرطة، ومهاجمة حرس المستعمرات اليهودية، وزرع الألغام والمتفجرات فيها) .
وفي الوقت الذي اعتبرت فيه أعمال القسام بمثابة الروح التي سرت في أوصال الأمة، فحركت الهمم وشدت العزائم، وحفزت الناس إلى العمل، كانت الحكومة البريطانية تعلن عن مكافآت ضخمة لمن يدلي بأية معلومات عن منفذي هذه الأعمال، لأنها فعلاً ألقت الرعب في قلوب اليهود الذين رأوا ولأول مرة عملاً جديداً من حديد ونار، وهذه لم يتعود عليها اليهود في فلسطين ... وازدادت الحكومة البريطانية واليهود ذعراً وبثوا الأرصاد، ونشروا الجواسيس في الليل والنهار، وصار الاعتقال لمجرد الشبهة.
لذا أصبحت تحركات جماعة القسام تلاقي صعوبة شديدة، إذ استطاعت الشرطة الإنجليزية الحصول على معلومات بشأن عدد أفراد الجماعة وأسمائهم وأسلحتهم، نتيجة التحقيقات المكثفة التي قامت بها، وكذلك استطاعت الحصول على معلومات تساعدهم أكثر وأكثر على تحديد مكانهم.(1/255)
وأخيراً وفي أحراش يعبد في منطقة جنين يوم 20 تشرين ثاني عام 1935، حددت الشرطة البريطانية مكانهم وهاجمتهم بقوات عسكرية كبيرة ودارت معركة رهيبة بين المجاهدين والشرطة، صمد فيها رجال القسام، وقاتل شيخهم قتال الأبطال، وظل يكافح حتى خر صريعاً في ميدان الجهاد شهيداً كريماً في سبيل إعلاء كلمة الله فوق أرض فلسطين، واستشهد معه بعض إخوانه المجاهدين، وجرح آخرون وتم أسرهم.
نقل الشهداء إلى حيفا، وتمت الصلاة عليهم في جامع الاستقلال، وشيعت جثامينهم الطاهرة بتظاهرة وطنية كبرى نادت بسقوط الإنجليز ورفض الوطن القومي اليهودي.
كان لاستشهاد القسام أعمق الأثر في شباب فلسطين في الثلاثينات والأربعينات، كما أصبح القسام رمزاً للتضحية والفداء، مما جعل بعض المؤرخين يعتبرونه بحق شيخ ثوّار فلسطين.
هذه المعلومات أخذت بتصرف عن:
ـ (الشيخ عزالدين القسام قائد حركة وشهيد قضية) ، حسني جرّار، (دار الضياء للنشر والتوزيع، عمان، طبعة أولى، 1989)
ـ (موسوعة السياسة) ، د. عبد الوهاب الكيالي وآخرون، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، طبعة ثانية،1990 ج4 ص (101ـ 103) .
_____________________
المصدر: موقع إسلام أون لاين: www.islam-online.net(1/256)
علي بن عبد الله جابر
اسمه ونسبه
هو علي بن عبد الله بن صالح بن علي جابر السعيدي اليافعي الحميري القحطاني، يعود في نسبه إلى قبيلة (آل علي جابر) اليافعيين الذين استوطنوا حضرموت وعرفوا بتمسكهم بالكتاب والسنة الصحيحة وعقيدة السلف الصالح ودعوتهم إلى منهج أهل السنة والجماعة، ومنها انتقل والده عبد الله بن صالح بن علي جابر إلى جدة بالحجاز واستقر فيها.
ولادته ونشأته وتعليمه
ولد الشيخ علي جابر في مدينة جدة عام 1373هـ وبالتحديد في شهر ذي الحجة, إلا أنه عند بلوغه الخامسة من عمره انتقل إلى المدينة المنورة مع والديه لتكون مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم مقر إقامته برفقة والديه.
وعندما نعود إلى النشأة التي عاش فيها الشيخ علي جابر طفلاً ثم شاباً التي لم يتأثر فيها بالمغريات التي واجهت أقرانه يتحدث الشيخ علي جابر عن تلك المرحلة بقوله: (بالنسبة للظرف الذي عشته فانا ما شعرت -بحمد الله- بفارق كبير بين مجتمع النشأة الذي عشته في الصغر وبين المجتمع الآخر الذي يأتي بعد أن يبلغ الإنسان مرحلة مبكرة من العمر تأتيه ما يسمى بالمغريات والتحديات, فكما قلت أن من نعمة الله عليّ وتوفيقه لي أن أحاطني بنخبة من الإخوان الصالحين الذين يكبرونني قليلاً في السن من الذين عاشوا في المدينة المنورة ودرسوا في الجامعة الإسلامية.
وكما قلت أن الإنسان يمكن أن يتكيف مع المجتمع من خلال ما درس وتعلم إذ يستطيع تطبيقه في واقع حياته ويضيف قائلاً: (بحمد الله الظرف الذي عشته في المدينة النبوية والالتقاء بهؤلاء الإخوة الذين وفقهم الله عز وجل لكي يحيطوا بي في تلك السن التي تمر على كل شاب من الشباب وهي ما تسمى فترة المراهقة وقد تتغير به هذه المرحلة أحيانا إذا لم يوفق إلى أناس يدلونه على الخير ويرشدونه إليه, ولكن بحمد الله وفقني الله عز وجل في تخطي هذه المرحلة على أحسن ما يكون) .
ويقول الشيخ علي جابر عن تلك المرحلة: (بعد انتقالي إلى المدينة النبوية التحقت بمدرسة دار الحديث فأكملت بها المرحلة الابتدائية والإعدادية, ثم انتقلت إلى المعهد الثانوي التابع للجامعة الإسلامية وبعدها دخلت كلية الشريعة وتخرجت فيها عام 95/1396هـ بدرجة امتياز, فالتحقت بالمعهد العالي للقضاء عام 96/1397هـ وأكملت به السنة المنهجية للماجستير, ثم أعددت الأطروحة وكانت عن (فقه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وأثره في مدرسة المدينة) , ونوقشت الرسالة عام 1400هـ وحصلت على درجة الماجستير) .(1/257)
اعتذاره عن تولي منصب القضاء.. واشتغاله بالتدريس
بعد حصول الشيخ على جابر على الماجستير رشح للقضاء وتم تعيينه قاضياً في منطقة (ميسان) قرب الطائف إلا أنه اعتذر عن تولي هذا المنصب، ويوضح الشيخ علي جابر أسباب اعتذاره عن تولي منصب القضاء بقوله: ورد في حديث نبوي صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاضٍ في الجنة) , والذي يتتبع أخبار القضاة في عصور الإسلام المزدهرة يجد أن اغلبهم كانوا يعينون من قبل ولاتهم بعد أن علم الوالي سعة علمه وكمال فقهه وإحاطة إدراكه بالمسائل الشرعية وأهليته لتولي منصب القضاء, ومع ذلك فإن بعضاً من الأئمة والأعلام رفض تولي هذا المنصب لا لعجزه عن ممارسته وإنما لما يعلمه علم اليقين أن حسابه عند الله عظيم.
ثم صدر أمر ملكي كريم من الملك خالد بن عبد العزيز -يرحمه الله- بإخلاء طرفه من وزارة العدل, وتعيينه محاضرا في كلية التربية بالمدينة المنورة فرع جامعة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة وبالتحديد في قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية, وباشر التدريس بها في العام الجامعي 1401هـ.
إلا أن طموح الشيخ علي جابر لم يكن قاصرا عند هذا الحد, وقد انتابته في ذلك الحين, أعراض عدة, هل يواصل دراسته? أم يتوظف? هذه الإرادة القوية, وحب العلم وطلبه, جعلت الشيخ يقرر بعد تخرجه من الجامعة, إكمال الدراسات العليا, ويتحدث عن ذلك قائلا: (الإرادة الربّانية شاءت أن أواصل الدراسة الجامعية في مراحلها العليا حتى يتسنى لي الحصول على أكبر قسط من العلم, وحتى يتسنى لي الالتقاء بعدد آخر من العلماء في غير المنطقة التي عشت فيها, وبحمد الله تم لي ذلك, فقد انتقلت إلى الرياض وظفرت بمشايخ أجلاء) .(1/258)
قصة حصوله على درجة الدكتوراه
أراد الشيخ علي جابر أن يحصل على الدكتوراه, بعد انقطاع دام سنوات عديدة, واستطاع أن يتقدم بأطروحته في الفقه المقارن لنيل درجة الدكتوراه في رسالته بعنوان (فقه القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق موازناً بفقه أشهر المجتهدين) التي نوقشت في الثاني والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1407هـ وحصل بموجبها على مرتبة الشرف الأولى.
حصل على الدكتوراه من المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض في ثاني أيام العشر الأواخر من شهر رمضان لعام 1407هـ وكانت مناقشته في الرياض مع أنه كان ملتزماً في نفس اليوم بإمامة المصلين بالمسجد الحرام بمكة المكرمة ورغم ذلك لم يغب عن الإمامة فجاء من المطار مباشرة إلى المحراب ليقوم بواجبه.
هذا الرجل استطاع بحبه وإخلاصه للعلم والعمل, أن يجني ثمرة والده -رحمه الله- الذي تمنى أن يصبح أحد أبنائه صاحب علم شرعي, فاستطاع الشيخ بصبره ومثابرته على طلب العلم, أن يحقق أمنية والده حتى بعد وفاته.
وعن ذلك يقول الشيخ علي جابر: (كان والدي -يرحمه الله- لا يسمح لنا بالخروج للعب في الشارع والاحتكاك بالآخرين, حتى توفاه الله, كنت لا أعرف إلا الاتجاه إلى المسجد النبوي ومن ثم الدراسة وأخيرا العودة إلى البيت, لقد كان لوالدي -رحمه الله- دور كبير في تربيتي وتنشئتي وانتقل إلى جوار ربه في نهاية عام 1384هـ وعمري آنذاك لا يتجاوز الأحد عشر عاما ثم تولى رعايتي, من بعده, خالي -رحمه الله- بالمشاركة مع والدتي) .
وفاة والد الشيخ علي جابر وهو في هذه السن المبكرة لم تجعله يتجه في الاتجاه المعاكس, فحفظ القرآن الكريم قبل سن البلوغ, وأتقن الحفظ, فلم يكن يخطئ فيه إلا نادرا, وفي فترات متباعدة وقد قال لي ذات مرة في جلسة جانبية أنه يراجع يوميا جزءين من القرآن غيباً, وزاد ذلك بحرصه على طلب العلم منذ صغره حتى انه تخرج في الجامعة ومن قبلها وبعدها في مرحلتي الماجستير والدكتوراه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى, يقول الشيخ علي جابر عن ذلك: إن وجودي في المدينة المنورة ودراستي في دار الحديث والجامعة الإسلامية كان له أكبر الأثر في توجيهي الوجهة السليمة وختمت تلك الوجهة بانضمامي إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التي عشت فيها فترة هي من أحسن فترات حياتي.
ورغم مثابرة الشيخ علي جابر وجده وإخلاصه في طلب العلم وبُعده عن الراحة والتقاعس, إلا انه يعتبر نفسه لم يفعل شيئا ولم يكن له دور فيه سوى المتابعة, ويتحدث فضيلته عن ذلك بقوله: لا استطيع أن أدّعي لنفسي أنني كنت بنفسي مجردا أقوم بهذا الدور ولكن أقول أن توفيق الله عز وجل هو الذي شجعني وحباني ومنحني هذه المسيرة التعليمية التي اختتمت بالحصول على الدكتوراه وان كانت لم تنته من حيث العلم وإنما انتهت من حيث الناحية الرسمية في الدراسات العليا, ولمشايخنا الذين تتلمذنا عليهم في كلية الشريعة دور كبير في أن يتوجه الإنسان بعد التخرج صوب الدراسات العليا, لان النفس إذا ألفت الراحة وتقاعست بعد الحصول على الإجازة العالية يصعب عليها بعد ذلك مواصلة الدراسات العليا ما لم يكن الطريق موصولا بعضه ببعض, وهذه نصيحة مشايخنا وقد قمنا بها حسب الاستطاعة وقدر الإمكان.
مع القرآن الكريم
لمس الشيخ علي جابر أثر حفظه القرآن الكريم في حياته, وكان فضيلته مدركاً أن الإنسان إذا ركز على تعقل القرآن ومعانيه وتفهمه فإن ذلك يزيده حفظاً وقوة على ما هو عليه, يقول عن ذلك الأثر في نفسه: القرآن ليس المقصود منه التغني وتزيين الصوت به وإنما يجب أن يكون واقعاً عملياً سلوكياً يقوم الإنسان بتطبيقه في واقع حياته كلها) .
ويزداد هذا التأثر بكتاب الله الكريم عندما تحدث بقوله: القرآن الكريم أنزله الله تعالى هداية للعالمين, وأحد مصادر هذه الشريعة الإسلامية, وهو أيضاً شفاء ورحمة للمؤمنين, والذي يقرأ القرآن بتعقل وتدبر وتفهم لمعانيه فلا شك أن ذلك يوصله إلى طريق السعادة والنجاة في الدارين, وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: (القرآن حجة لك أو عليك) , فهذا الكتاب الكريم إما أن يكون حجة للإنسان من حيث التطبيق العملي لما فيه من أوامر ونواه واما ان يكون حجة عليه عندما يخالف ما ذكر فيه, ولهذا لا يمكن أن نكتفي بحفظه بل لابد من تدبره فقد أنزله الله عز وجل للتدبر كما قال سبحانه: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب} .
ثم يتحدث فضيلته عن بداية حفظه للقرآن الكريم بقوله: (بدأت حفظ القرآن الكريم في مسجد الأميرة منيرة بنت عبد الرحمن -رحمها الله- ويقع في منطقة باب المجيدي بالمدينة النبوية, وقد بدأت الحفظ على يد شيخين كريمين في المسجد وحفظت على أيديهما أحد عشر جزءاً ثم رشحت بعد ذلك للالتحاق بالمعهد الذي افتتحته الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمدينة النبوية وكان يديره الشيخ خليل بن عبد الرحمن وهذا الأخير أكملت عليه حفظ باقي كتاب الله عز وجل وكان له دور بارز في تمكيني من الحفظ وإتقان التجويد على أسسه السليمة) .
ورغم ذلك التواضع من الشيخ علي جابر الذي لمسه منه جميع المقربين منه وتأكيده على أن ليس للتغني وتزيين الصوت به إلا أن حلاوة صوته بالقرآن جعلت العديد من الشباب يتأثرون به ويعودون ويتوبون إلى الله بعد سماعهم له سواء من خلال إمامته في المسجد الحرام أو من الأشرطة السمعية لكن الشيخ لا يدعي ذلك لنفسه بقوله: (لا أدعي لنفسي التأثير ولكني أقول إن الصوت الحسن وقراءة القرآن محبرّة له أثر عظيم في نفس الإنسان المسلم, وهذا يتضح من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع ابن مسعود رضي الله عنه عندما قال له: (اقرأ عليّ) قال: كيف اقرأ وعليك أنزل, قال: (إني أحب أن اسمعه من غيري) فقرأ عليه صدراً من سورة النساء حتى وصل إلى قول الله تعالى: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً} , بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال في ابن مسعود: من أراد أن يقرأ القرآن غضاً طرياً كما أنزل فليقرأ على قراءة ابن أم عبد, فلا شك أن الصوت الحسن والقراءة المحبّرة لها أثر عظيم على السامعين) .(1/259)
الإمامة بالمسجد الحرام
ومع أن الشيخ علي جابر حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة وأتقن حفظه بصورة ربما قد أذهلت الحفظة فأرادوا خطو نهجه فلم يكن يطمح في الإمامة إلا أن الحكمة الإلهية أوصلته ليكون إماما بالمسجد الحرام يتحدث الشيخ عن ذلك بقوله: (لم تكن لدي رغبة في الإمامة ولكن أقحمت فيها إقحاما وإلا فان الباعث الأساسي على حفظ كتاب الله إنما حفظه وتعقله وتدبر معانيه, ولم يكن المقصود منه أن يكون الإنسان به إماما ولكن شاءت الإرادة الربانية والحكمة الإلهية أن أتولى الإمامة في مسجد الغمامة بالمدينة النبوية سنتين متتاليتين (1394 -1396) نفس العام الذي تخرج فيه من الجامعة ومن ثم مسجد السبق سنة كاملة, ثم جاءت سنة 1401هـ في عهد الملك الراحل خالد بن عبد العزيز -رحمه الله رحمة الأبرار- فكنت إماما له في المسجد الخاص به بقصره في الطائف وعندما نزل مكة المكرمة, وبالضبط في ليلة الثالث والعشرين من رمضان, طلب -رحمه الله- أن انزل إلى مكة المكرمة، وما كنت قد أعلمت مسبقاً بأني سأكون إماما للحرم المكي الشريف أو سأتولى الإمامة ليلة ثم يأتي بعدها تعيين رسمي بالإمامة, فنزلت تلك الليلة وبعد الإفطار طلب مني التوجه إلى المسجد الحرام للصلاة بالناس في تلك الليلة, وكان المقرر هو تلك الليلة فقط ولكن بعض من الشخصيات والأعيان الموجودين في مكة طلبوا منه -رحمه الله- أن أبقى في الليالي التالية حتى بعد رحيله -يرحمه الله- إلى الطائف مرة أخرى وبقيت إلى ليلة التاسع والعشرين ثم صدر أمره -رحمه الله- بتعييني إماما في المسجد الحرام) .
ورغم أن الشيخ علي جابر فوجئ بإمامة المصلين في صلاة التراويح إلا أن المصلين لم يشعروا ولم يلاحظوا تلك الرهبة المعهودة على الأئمة عندما يقف لأول مرة على المحراب للإمامة فما بالك بمحراب المسجد الحرام الذي يمر أمامه الطائفون ويصلي خلفه الملايين في ليالي العشر الأخيرة من رمضان, فلم ينتب الشيخ علي جابر رهبة الموقف حيث يقول عن ذلك الموقف: (من حيث الرهبة فلم تأتني وذلك بحكم أنني سبق أن تعودت الإمامة سابقاً, لكن ما من شك أن الشعور عظيم والإنسان يؤم المصلين بذلك العدد الكثيف في بيت الله الحرام في أول بيت وضع للناس الذي جعله الله مثابة للناس وأمناً, وهذه السعادة لا يمكن أن تعبر عنها كلمات أو عبارات إنما أقول إنه لم يكن تكليفاً بقدر ما هو تشريف)
ثم صار الشيخ إماماً رسمياً بالمسجد الحرام يؤم الناس بصوته الشجي في صلاة الفجر بالمسجد الحرام عام 1402هـ وفي صلاة التراويح والتهجد وهو العام الذي توفي فيه الملك خالد بن عبد العزيز -رحمه الله-، وبعد ذلك مرض الشيخ وانقطع عن الصلاة فترة علاجه ثم انقطع عن الصلاة بالمسجد الحرام عام 1403 و 1404 و 1405هـ، وعاد ليصلي بالناس صلاة القيام في شهر رمضان في الأعوام من 1406هـ إلى سنة 1409هـ حيث كان آخر رمضان أمّ فيه المصلين بالحرم المكي الشريف، ثم استقر الشيخ بمدينة جدة ولم يلتزم بالإمامة في أي مسجد بعد تركه للمسجد الحرام، وإنما كان الناس يقدمونه في صلاة القيام بشهر رمضان في مسجد بقشان بجدة -الذي كان أقرب المساجد لبيته- لتقديرهم وحبهم للصلاة خلفه ولم يكن هو إمام ذلك المسجد، واستمر على ذلك عدة سنوات ثم مرض الشيخ ولزم بيته لسنوات وانقطع عن الصلاة بالناس.
علاقة خاصة مع الملك خالد - رحمه الله -
مع العلاقة الحميمة التي كانت تربط الشيخ علي جابر بجلالة الملك خالد -يرحمه الله- حيث كان إماما خاصاً لمسجده في قصره بالطائف ثم عينه بنفسه في المسجد الحرام إماماً وتوجه معه شخصياً إلى المسجد الحرام وصلى خلفه إلا أن فضيلته أراد الاحتفاظ بهذه العلاقة عندما قال: (أما عن علاقتي بالملك الراحل خالد بن عبد العزيز -يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته- فهي علاقة خاصة احتفظ بها لنفسي سائلاً المولى جل وعلا لخلفه الصالح خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- التوفيق والسداد لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين) .(1/260)
نصيحة
ولم ينس الشيخ علي جابر وصيته للشباب بحفظ القرآن الكريم وتدبر معانيه فكان ينصح ويجتهد في النصيحة سواء لمن حوله أو طلابه في الجامعة فيقول لهم: (ما من شك أن حفظ كتاب الله تعالى هو نعمة من الله عز وجل, وهذه النعمة اختص الله بها عز وجل من شاء من عباده, وان الشاب المسلم متى وجد في نفسه قدرة على حفظ كتاب الله تعالى فإن عليه التوجه إلى أحد المساجد التي تعنى بتدريس القرآن الكريم ونشره لأن ذلك سوف يعينه مستقبلاً في حياته العلمية والعملية) .
وكان الشيخ علي جابر يطالب العلماء والمفكرين إلى أن يقوموا باحتضان الشباب والتغلغل في أعماق نفوسهم حتى يعرفوا ما عندهم من مشكلات فيعالجونها على ضوء ما رسمته الشريعة الإسلامية ويقول فضيلته: (الصحوة الإسلامية الآن تمر بمرحلة طيبة لكنها في حاجة من العلماء والمفكرين إلى احتضان هؤلاء الشباب ولا يبتعدون عنهم يحجزون أنفسهم فيما هم موكلون فيه من أعمال فإنهم إن لم يقوموا بهذه المهمة الجليلة فيخشى أن تكون العاقبة وخيمة والعياذ بالله) , وفي المقابل فإن الشيخ علي جابر يوجه حديثه للشباب بقوله: (يحسن بالشاب المسلم أن يذهب إلى حلق العلماء في الحرمين الشريفين وفي غيرهما من المساجد وعليه أن يسأل العلماء الذين منحهم الله عز وجل الفقه والبصيرة في هذا الدين حتى يعيش عيشه منضبطة ومتمشية مع ما جاء في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله عليه الصلاة والسلام) .
ذكر شيء من الأخلاق والصفات التي تميز بها - رحمه الله -
* منذ صغره تميز بالتربية على الأدب العالي والخلق.
* وكان باراً جداً بوالدته.
* وكان وقته محفوظاً بين البيت والمسجد والجامعة ولم يسجل عليه أي تغيب أثناء دراسته الجامعية.
* وعرف بشدة حيائه وأدبه وكان الشيخ لطيفاً فصيحاً لا يمله من جالسه.
* وامتاز بعفته الشديدة في الأمور المادية الدنيوية، فقد بلغت شهرته عالمياً مبلغاً لم يبلغه بعض رؤساء الدول، وكثر محبوه من مختلف الطبقات الاجتماعية، ومع ذلك عاش الشيخ زاهداً في ما عند الناس وسكن شقة صغيرة لم يملكها، ثم لما ضاقت به وبأولاده انتقل إلى بيت أكبر من هذه الشقة قليلاً، وكان قد اجتهد ليبني لأولاده بيتاً متواضعاً في المدينة النبوية قرب مسجد المحتسب الذي صلى فيه مطلع رمضان عام 1406هـ ولكن قصر عليه المال فلم يتمكن من إكماله ولم يطلب من أحد شيئاً وبقي هذا البيت على حاله سنوات طويلة حتى أن الشيخ المحدث حماد الأنصاري – رحمه الله – خرج يوماً مع الشيخ علي جابر – رحمه الله - من مسجد المحتسب بالمدينة فوقف الشيخ حماد أمام بيت الشيخ علي جابر الذي لم يكمل بناءه وقال مداعباً للشيخ علي: " يا شيخ علي.. متى تُكْسَى هذه؟! " – يعني دار الشيخ– فتبسم الشيخ علي وقال: " عندما يأتي هذا!! " وأشار بحركة يده يقصد توفر المال، ولو أراد الشيخ لبنيت له قصور لكثرة من يجلونه ويحبونه حباً شديداً خاصة بعد تركه إمامة المسجد الحرام وتألم محبيه وكثرة سؤالهم عنه، لكنه أبى إلا أن يرجع إلى وضعه السابق ويعيش كفافاً في حياته بين بيته والمسجد والجامعة ويعتزل الناس أغلب وقته ولا يلتفت لزخارف الدنيا.
* وامتاز الشيخ بمراجعته لحفظه من القرآن حيث كان يراجع جزأين يومياً عن ظهر قلب مع ما أصابه من المرض الذي أذهب بصوته كلياً لفترة من الزمن فقطعه عن إمامة الناس عام 1403هـ واضطر للسفر إلى خارج المملكة لتلقي العلاج، ثم عاد إلى إمامة المسجد الحرام بعد فترة انقطاع وصلى فيه سنوات عديدة.
* وامتاز الشيخ بتواضعه مع كونه إماماً خاصاً للملك خالد – رحمهما الله – ثم إماماً للمسجد الحرام ومحل تقدير من كل من عرفه وصلى خلفه.
* كما عرف بورعه وتقواه وقد حرص على عدم تولي منصب القضاء مع ما فيه من الوجاهة والحصانة، وطلب إعفاءه من القضاء بعد أن صدر أمر تعيينه لخوفه مما قد يترتب عليه من الحساب يوم القيامة.
* وامتاز الشيخ بمثابرته وحرصه على التقيد بالمواعيد، فقد كان ينظم وقته والذي يزور الشيخ يعرف أن الشيخ غالباً لا يستقبل إلا بموعد، وقد تقيد الشيخ بموعد مناقشته لأطروحته في الدكتوراه في المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض في الثاني والعشرين من شهر رمضان المبارك مع التزامه بإمامة المصلين في المسجد الحرام في شهر رمضان فتوجه في نفس اليوم إلى الرياض وتم مناقشته وحصل على مرتبة الشرف الأولى ورجع من الرياض إلى جدة ثم إلى مكة ووصل قبل لحظات من موعد نوبته للإمامة فتوجه مباشرة إلى المحراب في تلك الليلة التي نوقش فيها للدكتوراه وجموع المصلين في شوق لسماع صوته تلك الليلة.
* وكان أول شاب يتولى الإمامة في المسجد الحرام حيث تولى إمامته وهو لم يبلغ الثامنة والعشرين من عمره، وكانت إمامته فتحاً لباب إمامة الشباب بعده في المسجد الحرام في هذا القرن الهجري.
* وقرأ الشيخ القرآن على نخبة من المشايخ المجودين في المسجد النبوي الشريف منهم الشيخ خليل قاري والشيخ رحمة الله والشيخ بشير محمد صديق وغيرهم، وكان قد تولى إمامة عدة مساجد بالمدينة النبوية بعد إكمال دراسته الجامعية مباشرة.
* وعرف الشيخ علي جابر بقوته في الحق وجرأته وعدم المحاباة فيه، وله مشاركة في بعض المحاضرات والندوات.
* وقد أحدث الشيخ بقراءته في الحرم تغييراً جذرياً في نمط كثير من القراء بل وعامة الناس، حيث كان الناس بين تقليد طريقة القراء من مصر حيث كانت تنقل في الإذاعات أو نمط قراءة أئمة الحرم من نجد حيث يسمعونها من المسجد الحرام، فلما جاء الشيخ بصوته العذب أحدث طريقة مغايرة على مسامع الناس بقراءة مجودة متقنة وصوت عذب منفرد في نمطه، وأخذ الشيخ يصدح به ويرفعه في بعض المواضع في أرجاء المسجد الحرام بطريقة تميز بها يهز بها القلوب هزاً، وقد أثر ذلك في جموع المصلين في المسجد الحرام والمعتمرين وذاع صيت الشيخ وأصبح المسجد الحرام يفيض بالمصلين ويزدحم عند صلاة الشيخ ومن هم خارج المسجد الحرام ينصتون عندما يبدأ الشيخ بالقراءة، بل حتى الشباب الغافلين عن الصلاة كانوا أثناء مرورهم بدراجاتهم النارية يتوقفون لسماع هذا الصوت ويشدهم ترتيله لكتاب الله، وأهل مكة لا ينسون أيام الشيخ علي جابر وصلاته بالمسجد الحرام فقد نقشت في قلوبهم وفي قلوب جمهور المسلمين الذين صلوا خلف الشيخ في تلك الأيام ومن لم يدركوا تلك الفترة واستمعوا لتسجيلات تلاوته عبر الأشرطة أو الإذاعة والتلفاز أو بلغتهم أخباره وثناء الناس عليه ولازالوا يترحمون عليه وينعونه ويدعون له ويبحثون عن تسجيلات تلاوته ويحرصون على جمعها لما لها من تأثير على قلوبهم بكلام الله جل وعلا بهذا الصوت العذب.(1/261)
وفاته
توفي رحمه الله مساء يوم الأربعاء الثاني عشر من شهر ذي القعدة 1426هـ في مدينة جدة بعدما عانى كثيراً من المرض.
ولما أخرج لتغسيله وقد مكث 12 ساعة في ثلاجة الموتى بالمستشفى خرج وكأنه لم يلبث فيها إلا قليلاً حيث كانت أطرافه لينة وسهلة التحريك ولم يكن جسده مجمداً وهو ما أثار شيئاً من الدهشة حيث أن الأطباء يؤكدون أن 6 ساعات كافية لتجميد الجسم تماماً.
ثم نقل إلى مكة المكرمة وصلي عليه في المسجد الحرام بعد صلاة العصر يوم الخميس الموافق 13/11/1426هـ ودفن في مقبرة الشرائع بمكة المكرمة.
وقد أم المصلين في صلاة الجنازة عليه بالمسجد الحرام الشيخ صالح آل طالب ثم مشى مع الجنازة وركب معها إلى مقبرة الشرائع بمكة المكرمة وشارك بدفن الشيخ ولحده، كما صلى عليه في مقبرة الشرائع قبل الدفن جموع من المصلين الذين فاتتهم صلاة الجنازة بالمسجد الحرام وقد أمهم فضيلة الشيخ الدكتور محمد أيوب إمام المسجد النبوي سابقاً وزميل الشيخ علي جابر - رحمه الله - وكذلك كان من الحضور الشيخ عبد الودود حنيف والشيخ منصور العامر وجموع غفيرة أتت لتشييع الجثمان كما ساهم رجال الأمن في تسهيل تشييع الناس للجنازة.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
أسكن الله الشيخ فسيح جناته وجعل القرآن شافعا له.
_______________
المصدر: موقع الشيخ رحمه الله على الإنترنت
http://www.alijaber.net/cv.html(1/262)
ترجمة فضيلة الشيخ د فالح بن محمد بن فالح الصغير
بسم الله الرحمن الرحيم
الاسم: فالح بن محمد بن فالح الصغير
العنوان: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- كلية أصول الدين - الرياض.
العمل الحالي: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- كلية أصول الدين - الرياض.
المؤهلات العلمية:
1. الماجستير في السنة النبوية وعلومها.
2. الدكتوراة في السنة النبوية وعلومها.
3. الأستاذية في السنة النبوية وعلومها.
المؤلفات والبحوث:
قريبة من 30 مؤلف ومنها:
1. من فقه السنة (مجلدان) .
2. من أسئلة النساء للنبي صلى الله عليه وسلم.
3. المرأة المسلمة ومسؤوليتها في الواقع المعاصر.
أشرطة مسموعة:
1. المنهجية في طلب العلم.
2. هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
3. التنافس.
الدروس المقامة في المساجد أو الإذاعة أو التلفزيون:
سابقاً كثير ولله الحمد وحالياً هي:
1. درس في التوحيد (العقيدة الواسطية) جامع الهريش.
2. درس في الفقه (منار السبيل) جامع الهريش بالرياض.
3. درس في الفقه (بلوغ المرام) جامع الهريش الرياض.
4. درس في التفسير في إذاعة القرآن.
العلماء الذين تلقيتم العلم عنهم:
1. الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله.
2. الشيخ الدكتور صالح الفوزان حفظه الله.
3. الشيخ الدكتور صالح الأطرم.
---------------
بواسطة العضو ابو ابراهيم الكويتي(1/263)
فهد بن جاسر الزكري
هو فهد بن جاسر بن فهد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله الزكري ولد بحوطة سدير في بداية عام 1350هـ. ينتهي نسبه إلى زكري بن سليمان بن محمد بن حماد بن حرقوص بن فياض بن عطوي بن زيد القبيلة المعروفة في شقراء وبعض بلدان العرض والدوامي.
درس على أيدي علماء الحوطة كالشيخ صالح بن عبد الرحمن بن نصر الله الفوزان. تخرج الشيخ فهد من كلية الشريعة عام 1385-1386هـ ثم عمل بمحكمة الرياض ملازما على وظيفة قاض، ثم انتقل إلى محكمة السليل، وبعدها طلب الإعفاء من القضاء، وانخرط في سلك التدريس، ثم أصبح مديرا لمعهد الحوطة العلمي حاليا. وهو من حملة درجة الماجستير. وقد تقاعد مؤخراً من إدارة المعهد وفقه الله.
---------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/264)
فوزان بن نصر الله بن محمد بن مشعاب
(000 - 1149هـ)
الشيخ فوزان بن نصر الله بن محمد بن عيسى بن محمد بن عيسى بن صقر بن مشعاب. هكذا نسبه بخط حفيدة الشيخ صالح بن مشعاب، فهو من المشاعيب، وهم من آل جراح من ذرية زهري بن جراح، فهم من بني ثور، وبنو ثور احد بطون الرباب اللاحقين بقبيلة سبيع بالحلف.
ولد الشيخ المترجم في بلدة عنيزة , وقد نزح من وطنه وسكن (حوطة سدير) ، ولذا اشتهر بـ (نزيل الحوطة) ، وذلك قبل نهاية القرن الحادي عشر، كما يفهم من إجازة شيخه الشيخ أحمد القصير له.
وقد سافر المترجم إلى دمشق واخذ عن علمائها، واشهر مشايخه فيها: العلامة الشيخ عبد القادر التغلبي شارح الدليل، كما اخذ عن الشيخ عبد القادر البصري الحنبلي.
وأخذ من المترجم عدة علماء، من أشهرهم الشيخ عبد الله بن محمد بن فيروز، والد عالم الاحساء الشهير، كما أخذ عنه الشيخ المؤرخ محمد بن عباد الدوسري قاضي ثرمداء، فقد قال في تاريخه: (وفي 1134 هـ قراءتي على فوزان بن نصر الله) أهـ.
وفاته: توفي في حوطة سدير عام 1149هـ، رحمه الله تعالى.
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/265)
العالم الشيخ المستشار فيصل مولوي
مولده:
مواليد 1941م طرابلس ـ لبنان.
داعية ومفكّر إسلامي، معروف في لبنان والعالم العربي والإسلامي والأوروبي.
من العاملين في الحقل الإسلامي في لبنان، وكان رئيساً لجمعية التربية الإسلامية في لبنان
وهو الآن الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان، ورئيس بيت الدعوة والدعاة منذ تأسيسه سنة 1990 وعضو اللجنة الإدارية للمؤتمر القومي الإسلامي
المؤهلات العلمية
إجازة في الحقوق من الجامعة اللبنانية / كلية الحقوق والعلوم السياسية -1967
إجازة في الشريعة الإسلامية من جامعة دمشق / كلية الشريعة - 1968
دبلوم الدراسات المعمّقة من جامعة السوربون باريس
المدة التي قضاها في أوروبا
قضى في أوروبا خمس سنوات من 1980 حتى 1985 أصبح فيها مرشداً دينياً لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا ثمّ في أوروبا منذ سنة 1986 وحتّى الآن، وبقي على تواصل مع أكثر المراكز الإسلامية في أوروبا حتّى الآن.
الداعية:
اختارته الندوة العالمية للشباب الإسلامي في الرياض أثناء إقامته في فرنسا كأحسن داعية إسلامي في أوروبا ومنحته جائزة تقديرية
التاريخ الوظيفي
عُيّن قاضياً شرعياً في لبنان سنة 1968، وتنقّل بين المحاكم الشرعية الابتدائية في راشيا وطرابلس وبيروت.
عُيّن مستشاراً في المحكمة الشرعية العليا في بيروت سنة 1988 وبقي في هذا المركز حتى استقالته سنة 1996
البحوث والمؤلفات:
سلسلة مبادئ التربية الإسلامية للمرحلة الابتدائية (خمس أجزاء)
سلسلة التربية الإسلامية للمرحلة المتوسطة- أربع أجزاء
الجزء الأول من كتاب التربية الإسلامية للمرحلة الثانوية
تيسير فقه العبادات
دراسات حول الربا والمصارف والبنوك
موقف الإسلام من الرقّ
أحكام المواريث، دراسة مقارنة
الأسس الشرعية للعلاقات بين المسلمين وغير المسلمين
نظام التأمين وموقف الشريعة منه
نبوّة آدم
المرأة في الإسلام
حكم الدواء إذا دخل فيه الكحول
السلام على أهل الكتاب
المفاهيم الأساسية للدعوة الإسلامية في بلاد الغرب
أثر انهيار قيمة الأوراق النقدية
عضويته في مجامع أوروبية
العميد المؤسس للكلية الأوروبية للدراسات الإسلامية في "شاتو شينون" في فرنسا منذ تأسيسها سنة 1990. وهي كلية للدراسات الشرعية بالمستوى الجامعي ومخصّصة للمسلمين الأوروبيين أو المقيمين بصفة دائمة في أوروبا وسائر بلاد الغرب، واستمرّ في هذا المنصب حتىّ سنة 1994. وهو الآن نائب رئيس المجلس الأوروبي للبحوث والإفتاء.
حائز على مرتبة "قاضي شرف برتبة مستشار" بموجب مرسوم جمهوري رقم 5537 تاريخ 23 أيَار 2001
بواسطة العضو محمد عزت(1/266)
الشيخ فوزي الأثري
تزكيات العلماء والمشايخ
لفضيلة الشيخ فوزي بن عبد الله بن محمد الحميدي الأثري
حفظه الله تعالى
وهم:
فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه 1
فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله 2
فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله 3
فضيلة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي حفظه الله 4
فضيلة الشيخ زيد بن محمد المدخلي حفظه الله 5
فضيلة الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري حفظه الله 6
فضيلة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله 7
فضيلة الشيخ صالح بن سعد السحيمي حفظه الله 8
فضيلة الشيخ محمد بن عبد الرحمن الخميس حفظه الله 9
فضيلة الشيخ سالم الطويل حفظه الله 1010
فضيلة الشيخ أحمد السبيعي حفظه الله 11
فضيلة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي حفظه الله 12
فضيلة الشيخ خالد بن قاسم الردادي حفظه الله 13
فضيلة الشيخ سلطان العيد حفظه الله 14
قال الله تعالى:) قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (
الزمر (9)
وقال الله تعالى:) يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ (
المجادلة (11)
ربِّ يسر ولا تعسر
(التمهيد)
الحق واضح وسهل لمن يريد معرفته في أي أمر من أمور الدين إذا كان بحسن قصد ونية صافية.
قال الشاطبي رحمه الله في الإعتصام (ج2ص344) : (أما إذا كان هذا المتبع ناظراً في العلم ومتبصراً فيما يُلقى إليه ـ من أهل العلم ـ فإن توصله إلى الحق سهل) . اهـ
وقال صديق حسن خان رحمه الله في قطف الثمر (ص675) : (فإن الحق مازال مصونا عزيزاً نفيساً كريما، لا ينال مع الإضراب عن طلبه، وعدم التشوق والإشراف إلى سببه، ولا يهجم على البطالين المعرضين) . اهـ
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: (ومعلوم أنه لا يقبل الحق إلا من طلبه) () .اهـ
وقال الشوكاي رحمه الله في فتح القدير (ج2ص243) : (منهج الحق واضح، ولكن الإعتقاد لمذهب نشأ الإنسان عليه وأدرك عليه آباءه، وأهل بلده مع عدم التنبه لما هو مطلوب من العباد من هذه الشريعة المطهرة يوقع في التعصب، والمتعصب وإن كان صحيحا فبصيرته عمياء، وأذنه عن سماع الحق صماء، يدفع الحق وهو يظن أنه ما دفع غير الباطل، ويحسب أن ما نشأ عليه هو الحق غفلة منه وجهلاً بما أوجبه الله من النظر الصحيح، وتلقي ما جاء به الكتاب والسنة بالإذعان والتسليم) . اهـ
وطلب الحق في أي أمر، وتبينه ومعرفته يجب أن يكون من طريق أهل العلم الورعين الربانيين فأعرف هذا ترشد.
والحق واضح في فضيلة الشيخ فوزي بن عبد الله الأثري من منهجه وعلمه، وهو ظاهر غاية الظهور، يمكن كل مميز من صغير وكبير يعرف ذلك من دروسه وكتبه وأشرطته وتزكيات وثناء أهل العلم له.
ومنهج الحق له واضح يأبى الفتى إلا اتباع الهوى
كتبه
طلبة العلم
المقدمة
اللهمَّ فلك الحمد، وإليك المشتكى، وأنت المستعان، وبك المستغاث، وعليك التكلان، ولا حول ولا وقوة إلا بك، وأنت حسبنا ونعم الوكيلُ.
أما بعد،
فلا بدّ لكلّ نعمةٍ من حاسد، ولكلِّ حق من معاند ... ومن أعظم النَّعم على الأمة الإسلامية وأجلها (أهل العلم) ، وهم أكرمُ الخلق عند الله تعالى بعد الأنبياء والرسل، وأرفعهم قدراً وأفضلهم منزلة ... وهم الأساس في الدعوة والعلم، فكل من كان أعلم بالله كان أقرب الناس من الرسل.
وإن من تمام هذه النعمة توريث الله تعالى أهل العلم علوم الرسل والأنبياء ... وبيان الحلال والحرام ... وتوجيه الناس إلى الخير وإلى العمل الصالح والعلم النافع ... وإرشادهم إلى الحق، فأخلاقهم عظيمة وصفاتهم حميدة وأعمالهم جليلة خلفاء الرسل.... فآثارهم عظيمة شكرها الله لهم ... فالعلم من علامات الخير والفلاح ... ومن علامات التوفيق ... وهم أعرف الناس بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والقيام بحقهما.
فكان لهم الاعتبار والمكانة في الشريعة المطهرة، فواجب على الأمة طاعتهم في طاعة الله تعالى ورسوله ومحبتهم وموالاتهم واحترامهم وتوقيرهم ومعاونتهم على البر والتقوى، وعلى هذا جرى سلف الأمة في كل بلد وزمان ... فعرفوا لهم أقدارهم ومنازلهم ومكانتهم، ويتبين ذلك من أقوالهم وأفعالهم.
ومن أهل العلم ممن هذه صفاتهم (فضيلة الشيخ فوزي بن عبد الله الحميدي الأثري) حفظه الله، المحتسب الناصح والفقير الصابر والمجاهد المكافح.
والأمة اليوم بأشد الحاجة إلى معرفة سير أهل العلم لربط حاضرها بجميل ماضيها، ومعرفة أهل الصلاح وأهل القدوة الحسنة، وهو منهاج شرعي في الحث على الصالح والقدوة والإقتداء، والأسوة والتأسي.
وعلى هذا المنهاج، اهتمت الأمة بإبراز أهل العلم، وذلك لمعرفة سيرهم في كل عصر وهذا حق للأمة الإسلامية في كل زمان.
ومن هؤلاء كما اسلفنا (فضيلة الشيخ فوزي بن عبد الله الحميدي الأثري) حفظه الله من الحاسدين وفاء بحقه وشكرا لفضله وتقديراً له وبيانا لمنهجه سوف نبين ترجمة له ميسرة وجهوده الخيرية والعلمية وتزكيات وثناء العلماء والمشايخ عليه لما لمسنا من خصومه (أهل الحسد أهل التحزب) وما شنوا به من الحرب عليه، وما أصدروا من كتابات وحفر الأخاديد في طريق المدَّ الدعوي السلفي الذي تشهدُه الساحة الإسلامية.
وظنوا بأنهم شوّهوا سمعته. فهؤلاء عصابة حاسدة ليس لها شيء إلا الكيد والتشويش والمآمرة لأسقاط أهل العلم!.
وصدق الشاعر حين قال:
فالكل أعداء له وخصومُ حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه
والحسد داء قديم من أدواء الأمم والشعوب فهل أخرج إبليس من الجنة إلا بالحسد....
وهل قتل ابن آم أخيه إلا بدوافع حسد ...
وما تآمر أخوة يوسف على أخيهم والقائه في غيابة الجب مع ما أصابه من المهانة إلا شؤم الحسد.
وهل نقم اليهود على الإسلام والمسلمين إلا حسدا.
وهل كاد الأقران لبعضهم إلا بالحسد.
وما ألقي الإمام أحمد بن حنبل في السجن ظلماً إلا بسبب حساده.
وما طرد الإمام البخاري من بلدة ظلما إلا بسبب كيد حساده له.
وما فعل في شيخ الإسلام ابن تيمية من قبل حساده حيث ألقي في السجن بضع سنين.
وهكذا يكيد أهل الحسد قديما وحديثا قال تعالى +أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ " النساء (54) .
نعم الحاسد يحمل على تمني زوال النعمة عن المحسود، ويسر بالمصيبة تصيبه، وأن يشمت ما أصابه من البلاء، وأن يتكلم فيه فيما لا يحل له من غيبة ونميمة ومكر وكيد ... تارة عند المسئولين ... وتارة عند العامة..وتارة عند الملتزمين ... وهكذا والعياذ بالله.
وهو يظهر بذلك أمام الناس في صورة ناصح أمين للأمة الإسلامية!!!.
ولذلك رأينا تسطير هذه الكلمات من تزكيات العلماء والمشايخ لتكون قوة للمسترشد، وبيانا للمتحيّر، وتبصرة للمهتدي، ومقتلا للحاسدين السياسيين، ونصحاً لإخواننا المسلمين.
ولسنا والله نبرأ شيخنا من الخطأ والزلل الذي هو من طبيعة البشر، فهو بشر يخطئ ويصيب، ولا نتعصب له، بل نتعصب للكتاب والسنة، فما أصاب فيه أخذنا به، وما أخطأ فيه لم نأخذ به مع احترامه وتوقيره، ولكن لا نجعل من خطئه فتنة، ونهضم حقه، ونهدر جهوده الخيرية والعلمية فإن ذلك ليس سبيل طلبة العلم، لأن الخصوم يبحثون عن زلة () له ليجعلونها فتنة، ويعظمونها عند المسئولين ليدعوا إلى النفرة، وتراهم يجعلون من الحبة قبة، ومن النملة فيلا!، وبالعكس فإذا كان الشخص من حزبهم فمهما قال وفعل من الزلات ـ ولعلها في الأصول ـ فلا يتعقب بشيء اللهم غفراً!.
هكذا يفعل (أهل التحزب) في أهل العلم الذين جعل الله وجوب طاعتهم في طاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم لأنهم من (ولاة الأمر) كما قال الله تعالى + يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ " النساء (59) .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في العلم (ص17) : (إن أهل العلم هم أحد صنفي ولاة الأمر الذين أمر الله بطاعتهم في قوله تعالي:] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ [ (النساء: من الآية59) . فإن ولاة الأمور هنا تشمل ولاة الأمور من الأمراء والحكام، والعلماء وطلبة العلم) .اهـ
والذي لا يطيع لهؤلاء في المعروف فهو آثم طبعا لمخالفته للأمر الرباني، والأمر كما هو مقرر في أصول الفقه يقتضي الوجوب فافهم هذا ترشد.
فهذه كلمة طيبة، ونصيحة صالحة، لأبناء أمتنا في موضوع خطير، ومنزلق إلى هاوية سحيقة استمر بعض الناس فيه الزمن الطويل مع إضاعة أوقاتهم هدراً، وساقهم إليه التعصب الحزبي المذموم، وذلك إنسياقاً وراء ردة الفعل والانتقام، وعدم رجوعهم عند الخلاف إلى الكتاب والسنة، وعدم رجوعهم إلى أهل العلم، فكان أن وقعوا في حبائل الجهل والتفلت والعياذ بالله.
وهذا سبب النفور بين المسلمين، والتباعد بين القلوب، والتفريق بين أبناء الأمة الواحدة التي أمرها الله بالإجتماع، وأن تكون كالبنيان يشد بعضه بعضاً.
ونقول ذلك، وقد وقع فيه أفراد وهم (أهل التحزب) ، مع بقاء الخير والاجتماع والألفة عند غيرهم من الأمة الإسلامية حرسها الله تعالى من أهل التحزب.
والمرجع في أي أمر ما إلى أهل العلم، والمسلم إذا اتصف بالعلم والورع والديانة وحسن القصد، فلا بد أن يكون رائدة الحق، ومن كان رائده الحق فإن الله تعالى سييسره له، واستمعوا إلى قوله تعالى + فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى {5} وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى {6} فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى " الليل: (7،6،5) .
وإذا تعسر عليه فهم الأمر فعلم بأنه لم يكن رائد الحق ولسوء قصده تعسر عليه معرفة الحق، ولم يصل إلى ما وصل إليه الناس، لأنه ليس عنده من الأعتناء بالنصوص كما عند أولئك والله المستعان. ()
وتزكيات وثناء العلماء والمشايخ على شيخنا يعتبر ذلك تعديلا له ومدحاً.
فأثنى عليه العلماء والمشايخ وأثنوا على مؤلفاته ودعوته ومنهجه وعلمه، وبينوا مآثره الطيبة، ومكانته ومنزلته. ()
فمن قدح في شيخنا فقد قدح في هؤلاء الصفوة من العلماء والمشايخ ومن ثم قدحهم في الدين الإسلامي، والقدح في الدين هو القدح في النبي صلى الله عليه وسلم لأن أهل العلم هم ورثة الأنبياء والرسل وهم حملة هذا الدين فافهم هذا ترشد.
واعلم بأن القدح في أهل العلم لايضرهم شيئاً، بل لهم الأجر العظيم عند الله يوم القيامة، ولا يضر القادح إلا نفسه ولا يستفيد إلا الأثم العظيم عند الله يوم القيامة.
وقد جاء في ذلك وعيد شديد ينذر بسوء العاقبة والعياذ بالله.
قال تعالى + لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ " النحل: (25)
فلنشرع الآن في المقصود بحول الله تعالى وقوته لينكشف للمسلمين أمر هؤلاء الخطير على الأمة الإسلامية، فنقول:
أولا: ثناء وتزكيات العلماء والمشايخ لفضيلة الشيخ فوزي بن عبد الله الحميدي الأثري.
والذين زكوا الشيخ حفظه الله في الجملة منهم:
1) الفقيه المفسر العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى وهو شيخ الشيخ فوزي بن عبد الله الأثري..
عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية.
2) الفقيه العلامة الأصولي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى.
عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية.
3) حامل راية الجرح والتعديل في هذا العصر العلامة الشيخ الدكتور ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية بالملكة العربية السعودية.
4) المحدث العلامة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي حفظه الله تعالى من تلامذة الشيخ الفقيه العلامة الإمام عبد الله القرعاوي رحمه الله ومن أقران الشيخ الفقيه العلامة الأصولي حافظ ابن أحمد الحكمي رحمه الله.
وهو مدرس في المعهد العلمي بصامطة بالمملكة العربية السعودية سابقاً.
5) الفقيه العلامة الشيخ زيد بن محمد المدخلي حفظه الله تعالى المدرس في المعهد العلمي بصامطة بالمملكة العربية السعودية سابقاً.
6) فضيلة الشيخ السنى العالم الدكتور صالح بن سعد السحيمي حفظه الله تعالى الأستاذ المساعد بالجامعة الإسلامية بالمملكة العربية السعودية.
7) فضيلة الشيخ العلامة المجاهد المفسر عبيد بن عبد الله الجابري حفظه الله المدرس بالجامعة الإسلامية بالمملكة العربية السعودية سابقاً.
8) فضيلة الشيخ المجاهد السني فالح بن نافع الحربي حفظه الله تعالى مدير المعهد بالجامعة الإسلامية بالمملكة العربية السعودية سابقاً.
9) فضيلة الشيخ البحاثة الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس حفظه الله تعالى إستاذ مشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمملكة العربية السعودية.
10) فضيلة الشيخ السلفي سالم الطويل حفظه الله من دولة الكويت ومن تلامذة فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
11) فضيلة الشيخ السلفي أحمد السبيعي حفظه الله من دولة الكويت.
12) فضيلة الشيخ السلفي خالد بن قاسم الردادي حفظه الله من المدنية النبوية بالمملكة العربية السعودية.
13) فضيلة الشيخ السلفي محمد بن عبد الوهاب الوصابي حفظه الله تعالى من اليمن ومن تلامذة الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله.
14) فضيلة الشيخ السلفي الواعظ سلطان العيد حفظه الله من المملكة العربية السعودية.
تزكية
الفقيه المفسر العلامة الشيخ محمد بن صالح
العثيمين رحمه الله تعالى
عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله وبعد فإن الأخ فوزي بن عبد الله من الطلبة المجتهدين وله بحوث قيمة في تخريج بعض الأحاديث وهو يحضر دروسنا في الجامع الكبير في عنيزه كثيرا. قال ذلك كاتبه محمد الصالح العثيمين في 1/1/1414هـ. () اهـ
إذاً فدعوى أناس بأنهم يحبون الشيخ ابن عثيمين رحمه الله مع رفضهم هذه التزكية يعتبر ذلك إدعاء، ولا يكفي المرء الادعاء بمحبة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وينافي مقتضى المحبة، وهو قبول كلامه خاصة إذا كان حقاً، بل ذلك يعد قدحاً في الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، لأن الذي يقدح في تلميذ الشيخ مع تزكيتة له وثناءه عليه، ولم يصدر منه ما يخالف ذلك كتابة يعتبر ذلك قدحاً في الشيخ ابن عثيمين رحمه الله فافهم هذا ترشد.
تزكية
فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان
حفظه الله تعالى
عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء
بالمملكة العربية السعودية
من ضمن تقديمه لكتابه
(الورد المقطوف في وجوب طاعة ولاة أمر المسلمين بالمعروف)
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين, وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, وبعد:
فقد قرأت الكتاب المسمى بـ ((الورد المقطوف في وجوب طاعة ولاة أمر المسلمين بالمعروف)) , فوجدته كتاباً قيماً في موضوعه مدعماً بالأدلة من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة في كل أبوابه ومسائله. تمس الحاجة إلى مثله. لا سيما في هذا الزمان الذي فشى الجهل واتباع الهوى والقول على الله وعلى رسوله بلا علم ولا هدى. وأن المسلمين بحاجة إلى ما يجمع كلمتهم ويدفع كيد عدوهم الذي يريد لهم الفرقة ويوقد بينهم الفتنة, فإن بيان الحق ورد الباطل في هذا الزمان وكل زمان من أوجب الواجبات وأهم المهمات.
فجزى الله مؤلف هذا الكتاب الشيخ أبا عبد الرحمن فوزي الأثري خير الجزاء على ما قام به من بيان الحق ودحض الباطل. ()
ونفع بكتابه هذا وبغيره () مما فيه نفع للمسلمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
تزكية
حامل راية الجرح والتعديل
فضيلة الشيخ العلامة الدكتور ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية
بالمملكة العربية السعودية
سئل فضيلة الشيخ من إرلندا: هل تنصحون بالسماع للشيخ فوزي الأثري لأنه يوجد من يقول () بأنه عنده غلو وعنده شدة ... ؟
فأجاب فضيلته: (ما الذي أخذ عليه، فوزي الأثري أثري إن شاء الله، فوزي الأثري من أهل الفضل والدعاة إلى الله على المنهج السلفي والمنافحين عنه والذابين عنه، ولله الحمد، وله جهود....في بلده وفي غير بلده من البلدان الأخرى، والذي يقول هذا الكلام مخطئ) . () اهـ
وسئل فضيلة الشيخ في (8 جمادى الثاني 1424هـ) في بيته بمكة المكرمة: ما رأيكم في الشيخ فوزي الأثري، وهل يأخذ العلم عنه؟
فأجاب فضيلته: (الشيخ فوزي سلفي لا غبار على سلفيته، وأنا آمر أهل البحرين كلهم يحضرون للشيخ فوزي) . () اهـ
وسئل فضيلة الشيخ أيضا: عن الشيخ فوزي الأثري؟
فأجاب فضيلته: (فوزي الأثري الذي أعرفه عنه سلفي، وأعرفه أنه سلفي محب للسنة ومن السلفيين والحمد لله، فوزي سلفي) .اهـ ()
تزكية
فضيلة الشيخ العلامة المحدث أحمد بن يحيى النجمي
حفظه الله المدرس بالمعهد العلمي بصامطة
بالمملكة العربية السعودية سابقا
وهو من تلاميذ الإمام العلامة عبد الله القرعاوي رحمه الله
سئل فضيلته في لقاء معه في (10 جمادى الأولى 1424هـ) : ما رأيكم في الشيخ فوزي الأثري، وهل يطلب العلم عنده؟
فأجاب فضيلته: (فوزي الأثري كتاباته () تدل على أنه سلفي، والأخبار التي تصلنا من الأخوة ثقات تدل على أنه سلفي، فهو سلفي إن شاء الله، ولا نقول أنه لا يخطئ كلنا نصيب ونخطئ) . () اهـ
تأمل أخي القارئ كلام الشيخ (أنه سلفي) ، وهذا هو المعتبر لأنه من أقوال العلماء، وكأنه يرد على الحزبيين ممن انتسبوا إلى العلم.
فالذي يزعم أنه سلفي لا يخالف منهج السلف الصالح ولم يزكى من قبل العلماء بأنه سلفي لا يعتبر سلفياً حتى لو تسمى بالسلفي وانتسب إلى الدعوة السلفية وهو يخالف منهج السلف لا يعتبر بقوله هذا حتى لو كتب في الجرائد بأنه سلفي فلا يعتبر بذلك حتى يطلق عليه أهل العلم الموثوق بعلمهم. ()
تزكية
فضيلة الشيخ العلامة الفقيه زيد بن محمد المدخلي
حفظه الله
المدرس بالمعهد العلمي بصامطة
بالمملكة العربية السعودية سابقا
وهو من تلاميذ الإمام العلامة حافظ الحكمي رحمه الله
سئل فضيلة الشيخ في لقاء معه في (15 جمادى الأولى 1424هـ) ، ما رأيكم في الشيخ فوزي الأثري منهجاً وعقيدة وعلماً، وهل تنصحون الشباب البحريني الحضور عنده؟
فأجاب فضيلته: (فأنا أولاً لم ألتقي بهذا الرجل، ولكني أسمع عنه خيراً لأنه من الدعاة إلى الله على منهج السلف، وله كتابات واسهامات في المنهج السلفي.
لذا فإننا نوصي الشباب طلبة العلم أن يأخذوا عنه، فما أشكل عليهم فيما يقوله أو يعقله فعليهم أن يعرضوه على العلماء. ()
سواء في بلدانهم أو خارج بلدانهم، وقد يستشكل طالب العلم ممن يؤخذ عنه العلم بعض المسائل فإذا وجد في نفسه شيء وأشكلت عليه المسألة وما استبان له من الشيخ حلها، أو يعمل عملاً يرى في نظره أنه فيه مخالفة عليه أن ينقل ذلك إلى العلماء الراسخين في العلم، ويسمع الجواب، فإما أن يكون موافقاً لما عليه الشيخ، وأما أن يكون مخالفاً،فيأخذ بالحق سواء كان مع الأخ فوزي أو مع من تسألونه من أهل العلم الموثوق بعلمهم من أئمة العلم المجتهدين السائرين على منهج السلف () (فالمهم الصواب) والناس والبشر يخطئون ويقعون في الخطأ ولا يتابع أحد على خطئه (لا زيد وفلان ولا فوزي والثاني والثالث) الخطأ لا يتابع عليه أحد، ولكن لا تبقى المسائل مشكلة، وهكذا مدفونة إنما تنشر للعلماء وتبين ويطلب لها الحل بالأدلة، أدلة الكتاب والسنة وفهم السلف) . () اهـ
وسئل فضيلته: ينكرون ـ[يعني أهل التحزب] () ـ على الشيخ فوزي الأثري أنه يرد على أهل البدع، وأهل التحزب، ويعدون هذا من الغيبة، ولا يفرقون بين الغيبة المحرمة والغيبة الجائزة؟
فأجاب فضيلته: (الذي يعيب، وينكر على من يرد على أهل البدع بدعهم وضلالاتهم نصرة للسنة، ودحضاً للبدعة، وتبصيراً للناس، ومن يرد عليه، وينقم عليه، وينكر عليه فهو ضال ما عرف منهج السلف في الردود على أهل البدع، ومواقفهم الصريحة من هجرهم عندما يصرون على بدعهم، وعدم مجالستهم، ورد عليهم بالكتب، وإذا كانوا دعاة إلى بدعهم في المؤلفات أوفوق المنابر يحذر منهم بأشخاصهم.
المقصود أن ليس الأخ فوزي الوحيد هو الذي يرد على أهل البدع كما ذكرت، وإنما يرد على أهل البدع العلماء () السائرون على نهج السلف من عهد الصحابة إلى يومنا هذا وإلى ما شاء الله) . () اهـ
وسئل فضيلته: هل يفرق بين صاحب السنة إذا أخطأ، وبين صاحب البدعة؟
فأجاب فضيلته: (لا ... صاحب السنة إذا أخطأ لا يترك على خطئه، ولكن يبين له الخطأ، ولا يعامل معاملة أهل البدع، يعامل معاملة أهل السنة بالمناقشة، والتعقيب فيما بينه ليرجع، وصاحب السنة صاحب محبة للهدى، فإذا تبين له الدليل رجع عن قوله، وأعلن في الناس بأنني أخطأت، ويسحب ما كان كتبه أو يسحب ما قاله لكن إذا تعصب متعصب بنزغة شيطانية فأبى أن يبقى على الباطل، والخطأ يبين للناس الصواب، ويبين خطأ العبارة، وخطأ الكتاب، أو المؤلف، وما شاكله هذه قضية، وصاحب السنة لا يعامل معاملة أصحاب البدع، فأهل البدع يرد عليهم وعلى كتبهم واشرطتهم ومطوياتهم، وإذا احتاج المقام إلى ذكر أسمائهم () فليذكروا ولا كرامة بنية النصيحة للمسلمين) () .اهـ
وسئل فضيلته: فضيلة الشيخ الحامل على الأتصال بكم ما نمي من حرب من أهل التحزب على أبي عبد الرحمن فوزي الأثري من تشويهٍ وطعن في الأنترنت وغيره وعند المسئولين في البلد وغيرهم.
فإنني أردت أن أطرح بين أيديكم هذا الأمر فإن من وراء هذه الظاهرة مكراً كباراً.
بعد أن منَّ الله تعالى عليكم وعلينا وعلى الدعوة السلفية المباركة بالقبول، وبدأ الناس هنا بالتزام المنهج السلفي، والثقة بالدعاة السلفيين بدأ أهل الإسلام وعلى رأسهم الشباب المسلم يجنون ثمار الدعوة السلفية في الداخل والخارج ... انتفض أهل الحقد غيظاً ومكراً ... وتنادوا بالحرب على أبي عبد الرحمن فوزي الأثري، حتى أنهم يريدون تشويش مشايخ الدعوة السلفية عليه حتى في مسائل فقهية، فهل من كلمة في هذا الأمر وجزاكم الله أفضل الجزاء.
فأجاب فضيلته: (أسمع عنه سماع، وأسمع عنه خيراً، فإن كان عندكم غير هذا فأعرضوه، ما سمعت عن هذا الرجل إلا خيراً ودعوة طيبة مباركة هذا الذي سمعته، لكن من لديه عليه ملاحظات أو انتقادات فعليه أن يبين ذلك، وأهل العلم لا يحابون أبداً هم أهل النصيحة لأهل الخطأ، أما الرجل ما سمعنا عنه إلا خيراً.
السائل: هل هؤلاء الذين يتكلمون فيه يا شيخ على صواب، أولا؟، فينتقصونه، ويتكلمون في عرضه.
الشيخ: يتكلمون في ماذا؟
السائل: يقولون مثلاً ليس بسلفي وغير ذلك.
الشيخ: ليس بسلفي يبرهنون () على ما يقولون، عليهم البرهان من كتاباته أو محاضراته، أما مجرد دعوى واتهامات بدون دليل ولا برهان ليس لهم حق في ذلك.
السائل: هو إذا رد عليهم يحقدون عليه، ويتكلمون عليه، وكذلك يبين باطلهم، أو يخالفهم في مسائل فقهية يحقدون عليه.
الشيخ: متى سلم دعاة الحق من المشوشين؟ ، المشوشون هم كثير () ، ودعاة الحق الصادقون هم القلة، فعليهم أن يستمروا في دعوتهم، وأن يصبروا على الأذى الذي يلحقهم في سبيل نشر الدعوة إلى الله) . () اهـ
تزكية
فضيلة الشيخ العلامةالمفسر عبيد بن عبد الله الجابري
حفظه الله
المدرس بالجامعة الإسلامية
بالمملكة العربية السعودية سابقا
سئل فضيلة الشيخ في لقاء معه في منزله بالمدينة النبوية (10 جمادى الثاني 1424هـ) ، ما رأيكم في الشيخ فوزي الأثري، وهل يؤخذ العلم عنه؟
فأجاب فضيلته: (الأخ فوزي معروف عندنا حتى هذه الساعة بالسنة، وله جهود طيبة جيدة يشكر عليها، فلم نعلم عنه حتى هذه الساعة إلا خيرا، كونه هو وغيره يحصل منهم الخطأ هذا لا يمنع.
فنحن لا نقبل الخطأ، ونبرر له بأن هذا سلفي، الخطأ يرد رداً علماً. ()
إن أمكن مناصحة أخينا هذا السلفي بأن قوله في المسألة الفلانية خطأ هذا جميل، وإذا لم يمكن بين بالدليل بأنه خالف في كذا لكن لا يتعامل مع السلفي مثل ما يتعامل مع أهل البدع، يشنع عليه [السلفي] لا يشنع عليه، ولا يحذر منه، ولا يشد عليه شدة تضيع كل جهوده، وآثاره السلفية المباركة () ، فهذا في الحقيقة إفراط، وحيف ـ يعني ظلم ـ غير مقبول) . () اهـ
تزكية
فضيلة الشيخ العالم المجاهد فالح بن نافع الحربي
حفظه الله
مدير معهد الجامعة الإسلامية
بالمملكة العربية السعودية سابقا
سئل فضيلة الشيخ في لقاء معه في منزله في المدينة النبوية في (9 جمادى الثاني 1424هـ) : ما قولكم في الشيخ فوزي الأثري؟
فأجاب فضيلته: (الشيخ فوزي ما أعلم عنه إلا أنه محب للسنة على الجادة، ولكن أنا أحذركم أن تتبعوه في خطئه، فعليكم في هذه الحالة الرجوع إلى أهل العلم ()) () .اهـ
تزكية
فضيلة الشيخ العالم السني الدكتورصالح بن سعد السحيمي
حفظه الله
الأستاذ المساعد بالجامعة الإسلامية
بالمملكة العربية السعودية
من ضمن تقديمه لكتابه (الدر المنتقى في حكم إعفاء اللحى)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى على آله وصحبه ومن اهتدى بهداه, وبعد:
فإن خدمة السنة والذب عنها وإبراز معالمها لا سيما عندما يكثر معارضوها ويقل مناصروها لهو من أجل المطالب العالية والمقاصد السامية التي ينشدها كل طالب علم متجرد مخلص لله تعالى متبع لهدي رسوله صلى الله عليه وسلم.
ومن ذلك ما قام به أخونا الشيخ فوزي بن عبد الله الأثري وهو البحث القيم الموسوم بـ ((الدُّر المنتقى في تبيين حكم إعفاء اللحى)) فقد قرأته فألفيته بحثاً نافعاً بُذل فيه جهد مبارك. فقد حقق ودقق ووضح المنهج () الحق الذي ينبغي سلوكه في هذه المسألة من أجل إحياء هذه الشعيرة التي أماتها كثير من الناس.
وخلاصة القول: إنه بحث قيم ولبنة مباركة تضاف إلى المكتبة الإسلامية لينتفع بها طلاب العلم.
أملاه الفقير إلى عفو ربه
صالح بن سعد السحيمي الحربي
1/3/1421هـ
تزكية
فضيلة الشيخ البحاثة الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس
حفظه الله
الأستاذ المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
بالمملكة العربية السعودية
من ضمن تقديمه لكتابه:
(الجوهر الفريد في نهي الأئمة الأربعة عن التقليد) .
قال حفظه الله: (وقد وقفت على ما كتبه أخونا في الله أبو عبد الرحمن فوزي بن عبد الله الأثري في رسالته ((الجوهر الفريد في نهي الأئمة الأربعة عن التقليد)) فوجدتها نافعة في بابها, بسط فيها تحذير الأئمة الأربعة من التعصب والتقليد المذموم, فجزاه الله كل خير) .اهـ
تزكية
فضيلة الشيخ السلفي سالم الطويل
حفظه الله
من دولة الكويت ومن تلاميذ العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
سئل فضيلة الشيخ: فضيلة الشيخ الحامل على الأتصال بكم ما نمي من حرب من أهل التحزب على أبي عبد الرحمن فوزي الأثري من تشويهٍ وطعن في الأنترنت وغيره وعند المسئولين في البلد وغيرهم.
فإنني أردت أن أطرح بين أيديكم هذا الأمر فإن من وراء هذه الظاهرة مكراً كباراً.
بعد أن منَّ الله تعالى عليكم وعلينا وعلى الدعوة السلفية المباركة بالقبول، وبدأ الناس هنا بالتزام المنهج السلفي، والثقة بالدعاة السلفيين بدأ أهل الإسلام وعلى رأسهم الشباب المسلم يجنون ثمار الدعوة السلفية في الداخل والخارج ... انتفض أهل الحقد غيظاً ومكراً ... وتنادوا بالحرب على أبي عبد الرحمن فوزي الأثري، حتى أنهم يريدون تشويش مشايخ الدعوة السلفية عليه حتى في مسائل فقهية، فهل من كلمة في هذا الأمر وجزاكم الله أفضل الجزاء.
فأجاب فضيلة الشيخ: (ما ذكرت عن الأخ الشيخ فوزي أعرفه من قرب، وقد عاصرته عند شيخنا محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، وفيما أعلم أن الشيخ دفع له تزكية لما علم عنه من خير، ولا أعلم عنه إلا خيراً، ولعل ما يشوش به عليه من بعض الناس مردود عليهم ما لم يقيموا على ذلك بينة وحجة، نعم الأخ فوزي كغيره من الناس يصيب ويخطئ فيما أخطأ به عن اجتهاد فله أجر، وما أصاب به فله أجران () ، ولا يخل هو كما لا يخل غيره من أخطاء أو من عدم توفيق في بعض المسائل، ولكن لا يعني هذا أن يهضم حقه، ويحرض عليه [عند المسؤلين] كما هو الجاري وكما بلغنا وسمعنا مما يفعله بعض المشوشين ونسأل الله التوفيق للجميع ...
السائل: يقولون بأن تزكية الشيخ ابن عثيمين رحمه الله للشيخ فوزي من سطرين ولا تدل على أنه زكاه.
الشيخ: الشيخ رحمه الله يعني إن صح التعبير ليس أمره بالهين يوزع تزكيات أو سطرين، وهذا كذلك ليس من الأمر الهين أن يكتب سطرين، والعلماء وثقوا المحدثين بكلمة أو كلمتين أن يقول: ثقة أو ثبت أو حجة () ، ليس المقصود كثرة الكلام المقصود جودته وحجته وثبوته) () . اهـ
تزكية
فضيلة الشيخ السلفي أحمد السبيعي حفظه الله
من دولة الكويت
سئل فضيلة الشيخ: فضيلة الشيخ الحامل على الأتصال بكم ما نمي من حرب من أهل التحزب على أبي عبد الرحمن فوزي الأثري من تشويهٍ وطعن في الأنترنت وغيره وعند المسئولين في البلد وغيرهم.
فإنني أردت أن أطرح بين أيديكم هذا الأمر فإن من وراء هذه الظاهرة مكراً كباراً.
بعد أن منَّ الله تعالى عليكم وعلينا وعلى الدعوة السلفية المباركة بالقبول، وبدأ الناس هنا بالتزام المنهج السلفي، والثقة بالدعاة السلفيين بدأ أهل الإسلام وعلى رأسهم الشباب المسلم يجنون ثمار الدعوة السلفية في الداخل والخارج ... انتفض أهل الحقد غيظاً ومكراً ... وتنادوا بالحرب على أبي عبد الرحمن فوزي الأثري، حتى أنهم يريدون تشويش مشايخ الدعوة السلفية عليه حتى في مسائل فقهية، فهل من كلمة في هذا الأمر وجزاكم الله أفضل الجزاء.
فأجاب فضيلة الشيخ: (فليس من هدي السلف الصالح الأسترسال في الإطراء والمدح ولذلك فإني أخشى إن أتبعت السلف الصالح في ذلك أن أنتقص من حق أخانا الشيخ فوزي وأن لا أعطيه حقه الذي يستحقه لكن الأمر، بالنسبة لكل سلفي مجاهر بالسنة ويزيد على مجاهرته بالسنة أنه يبين أنه ما في الأقوال التي تناوء السنة من باطل فإذا أضاف إلى ذلك أن يعين القائمين بالباطل أو بالبدع أو بالمخالفة فلا ريب أنه سيعادى في هذا الزمن عداء شديداً كيف لا وقد نبغ قرن هذه الأحزاب والجماعات واستطاعوا من خلال التلون ومن خلال جمعهم للصدقات ومن خلال عملهم السياسي أن يحققوا نفوذاً كبيراً () بدلاً من أن يستعملوه في طاعة الله تبارك وتعالى ونصرة سنة النبي صلى الله عليه وسلم يستعملون مثل هذه الأمور في أمور لم تحمد عقباها () عند لقائهم لله تعالى.
فالمقصود أننا لمسنا من قرب في بعض زيارات للبحرين جهود الشيخ فوزي، وجهاده الذي أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعله خالصاٌ لوجهه، وأن يعظم له الأجر، والمثوبة،ولا ريب أن مثل أخانا الشيخ فوزي قد زكي من علماء أجلاء مثل (الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله) وأنا لم أعرفه من قرب في الحلق لكن التقيت معه بعض اللقاءات، وجمعت بعض كتبه فتيسر لي الأطلاع على بعضها فرأيت في الرجل أنه محب للسنة مناصر للسلفية ظاهر في هذه الأمر لا يملك كل من يوافقه، أوقد يخالفه في بعض الأشياء إلا أن يحبه في الله عز وجل () ، وأن يناصره فيما هو فيه، ولكن الأمر كما جاء في الحديث لمّا قال ورقة بن نوفل للنبي صلى الله عليه وسلم: (ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا عودي) . ()
والمقصود أن هذا العداء، وهذا الحرب على السلفيين الغير حزبيين الذين يريدون أن يحيوا السنة المحضة، ويدافعوا عنها، فهذا أمر معلوم فلا بد لنا جميعاً من أن نتضرع بما أمرنا الله تعالى به من الصبر الواجب الذي يكون بعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي قال تعالى (يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وأنه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور) لقمان: (17) . فلا بد من الصبر، والتوكل على الله، ولا يضر إرجاف المرجفين، ولا خذلان المخذلين، فإن الله تعالى بحوله وقوته وكرمه سوف يرجع كيدهم إن شاء الله في نحورهم. ()
وأما بالنسبة لما أثير، وأنا لا أتابع لما جرى على ساحة ما يسمى بـ (الأنترنت) ولكن كون طالب علم أو شيخ مثل: الشيخ فوزي يتبنى قولاً في مسألة فقهية يرى هو ترجيح قول خلاف مثلا المشهور أو خالف شيء ما يفتي به المفتون من العلماء فإن هذا باب واسع عند أهل العلم لا يعاب طالب العلم عليه () إلا أن يكون قد شذ شذوذاً خالف فيه أمراً متفقاً عليه أو خالف سنة ظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم ظهر صحتها وثبوت معناها فيردها ويضرب بها عرض الحائط أو نحو ذلك مما يدل على نوع من عدم التعظيم للسنة أو عدم الجري على سنن أهل العلم. ()
وأما كون طالب العلم أو شيخ يتبنى في مسألة فقهية نزاع فيها بين أهل العلم قولاً من جملة أقوال أهل العلم، وينتصر لهذا القول فهذا أمر فيه سعة بحمد الله تبارك وتعالى ولا يثرب ـ أي لايلام ـ لمثل هذا على أهل العلم، وطلاب العلم إلا من لم يعرف حقيقة العلم وحقيقة ما عليه أهل العلم، وهذا ما أستطيع أن أقوله في هذا المقام والعلم عند الله عز وجل) . () اهـ
تزكية
فضيلة الشيخ السلفي محمد بن عبد الوهاب الوصابي
حفظه الله
من جمهورية اليمن، ومن تلاميذ العلامة الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله.
سئل فضيلته: ما رأيكم في فوزي الأثري في البحرين منهجا وعقيدة وعلما، وهل يطلب العلم عنده؟
فأجاب فضيلته: (لا نعرف عنه إلا خيراً، فوزي الأثري لا نعرف عنه إلا خيراً، جزاه الله خيرا فمن كان هناك ـ[يعني في البحرين] وأخذ عنه فيه خير عظيم إن شاء الله، وإن كان في بلد آخر وفيه علماء آخرون عند أهل العلم من أهل السنة والجماعة ـ يأخذ عنهم ـ) . () اهـ
تزكية
فضيلة الشيخ السلفي خالد بن قاسم الردادي حفظه الله
من المملكة العربية السعودية المدينة النبوية.
كلمة حق في أخينا الشيخ السلفي الفاضل فوزي الأثري وفقه الله
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي وحده بعد.
وبعد،،،
أما بعد فقد طلب مني بعض الإخوة الفضلاء كتابة كلمة في حق وقدر الشيخ الفاضل فوزي الأثري حفظه الله ورعاه،
والشيخ وفقه الله في غنى عن كلام مثلي فيه فقد أثنى عليه جماعة من أئمة العصر، وفي صدرهما الشيخان الجليلان ابن عثيمين رحمه الله تعالى، وربيع بن هادي المدخلي حفظه الله فالقول قولهما، ولا أزكيه على الله تعالى، ولكن الأمر كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: (أنتم شهداء الله في الأرض) . متفق عليه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
والذي يبلغني عن الشيخ وأعرفه عنه أنه صاحب سنة وأثر، وقد نفع الله به الإخوة السلفيين في مملكة البحرين وغيرها، وذلك من خلال دروسه العامرة وحرصه على نشر مذهب أهل الحديث وفقههم، ونصرة السنة والذب عنها، وقمعه للبدعة وأربابها وحربه على الحزبية وأنصارها، بارك الله فيه وفي جهوده، وثبتنا وإياه على السنة ولزومها، ووفقنا وإياه لما يحب ويرضى. ()
ومع ذلك كله فإن الشيخ فوزي الأثري وفقه الله كغيره من أهل العلم يصيب ويخطئ، وكلٌّ يؤخذ منه ويُرد عليه إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم، والمعول في الحق على من تابع الدليل وسلك مسلك السلف ونهج منهجهم وترسم طريقتهم رحمهم الله.
والله الموفق والمعين
وكتبه
راجي عفو ربه العلي
أبو ياسر خالد الردادي
المدينة النبوية
8/2/1424هـ
تزكية
فضيلة الشيخ الواعظ السلفي سلطان العيد حفظه الله
من المملكة العربية السعودية المدينة النبوية.
سئل فضيلته: ما رأيكم في الشيخ فوزي الأثري هل هو سلفي، وهل يطلب العلم عنده؟.
فأجاب فضيلته: (الذي أعرفه عنه أنه سلفي، وأطلب عنده لأنه ينصح للإخوان ولله الحمد ويبين المنهج السلفي، وله جهود مباركة إن شاء الله.
السائل: ماذا رأيكم في الذين يتكلمون فيه، ويقولون أنه جاهل ولا عنده علم!!!؟
الشيخ: يقولون أنه جاهل إن كان عندهم علم () فاليبينوا لنا جهله في أي مسألة وله كتب، وغالباً ما يصف مثل هذا لأنه ربما تكلم فيهم هو [بحق وبرهان] أو يخالفونه في المنهج) () .اهـ
آثار
فضيلةالشيخ فوزي بن عبد الله الحميدي الأثري حفظه الله
طبع الورد المقطوف في وجوب طاعة ولاة أمر المسلمين بالمعروف 1
طبع الجز: (1و2و3و4و5و6) تبصرة أولي الأحلام من قصص فيها كلام 2
طبع الأضواء السماوية في تخريج أحاديث الأربعين النووية 3
طبع الفُلك في فضل سورة الملك 4
طبع اللمُع في فضل قراءة سورة الكهف أيام الجمع 5
طبع أنوار الفلاة في حكم قراءة الفاتحة خلف الإمام في الصلاة. 6
طبع سراج المتقين في صفة صلاة خاتم المرسلين 7
طبع اللآلئ المنتقاة في معرفة الشروط والأركان والوجبات في الصلاة 8
طبع الجوهر الفريد في نهي الأئمة الأربعة عن التقليد 9
طبع تبصر ة أولي الأبصار في معرفة موضوع الإزار 10
طبع كنوز النهرين في بيان ضعف حديث الإشارة بالسبابة بين السجدتين 11
طبع غاية البرهان في الرد على من أنكر البذل والإحسان 12
طبع إرشاد الأنام إلى كيفية نصيحة الحكام 14
طبع الدر الثمين في وجوب توقير العلماء وطلبة العلم في الدين 15
طبع الأزهار المنثورة في بيان أن أهل الحديث هم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة 16
طبع حجج الأسلاف في بيان الفرق بين مسائل الاجتهاد ومسائل الخلاف 17
طبع إتحاف أهل العصر بتفسير سورة النصر 18
طبع الدر المنتقى في حكم إعفاء اللحى 19
طبع الدرة الغراء في نصيحة المقلدين لزلات وأخطاء العلماء 20
طبع الأضواء الأثرية في بيان إنكار السلف بعضهم على بعض في المسائل الخلافية الفقهية 21
طبع تحفة الأخيار في تأليف قلوب الأبرار 22
طبع العقود اللؤلؤية في تبيين رجوع السلف عن آرائهم وخطئهم في المسائل الخلافية الفقهية 23
طبع المنهج التام في وجوب بيعة الحكام 24
طبع ماذا يريد أهل السنة بأهل السنة 25
طبع عِقد الفصوص في تحريم ذكر الخلاف إذا ثبتت النصوص 26
طبع مِنْهاج النجاة في وجوب تسوية الصفوف في الصلاة 27
طبع الإجازة في سنية الإسرار والجهر بالقراءة في صلاة الجنازة 28
طبع النصر الحثيث لبيان أن الأئمة الأربعة من أهل الحديث 29
مخطوط الجواهر المنتقاة في تبيين حكم قراءة البسملة في الصلاة 30
مخطوط بشرى أهل الإسلام في معرفة الأذكار بعد السلام 31
مخطوط كشف الوعاء عن حديث (لحم البقر داء) 32
مخطوط الكواكب الزاهرة في تبيين صفة وضوء سيد أهل الأخرة 33
مخطوط جزء في تخريج حديث (من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة) 34
مخطوط الجواهر المكللة في تخريج أحاديث عمل اليوم والليلة للإمام النسائي 35
مخطوط نور النبراس في تفسير سورة الإخلاص والفلق والناس 36
مخطوط اجتماع جيوش الأسلاف لتبيين فقه الخلاف 37
مخطوط اجتماع جيوش أهل الأثر لكشف منهج أهل الرأي والنظر 38
مخطوط نصيحة أهل السهو بما جاء في تحريم الغناء وآلات اللهو 39
مخطوط المباهل في إبطال دعوة الجاهل 40
مخطوط قلائد المرجان في تخريج حديث إذا اجتمع عيدان 41
مخطوط درر المروج في تفسير سورتي المسد والبروج 42
مخطوط النصر المظفر في الجهاد الأكبر 43
مخطوط ضوء الإبراق في تضعيف حديث صلاة الإشراق 44
مخطوط فتح الإله في تحريم ترئيس الجهلة على شباب الدعوة إلى الله 45
مخطوط الدرر المنتقاة في تبيين سنية ركوع المأموم دون الصف في الصلاة 46
مخطوط اجتماع أهل الائتلاف لإبطال قول من لا يعتد قوله في الخلاف 47
من كتاب القطف الثمري في أقوال أهل العلم في فضيلة الشيخ فوزي الأثري كتبه طالب علم
_____________________
المصدر: موقع شبكة سحاب السلفية(1/267)
محمد البشير الإبراهيمي.. المسيرة والجهود
(في ذكرى مولده: 15 من شوال 1306 هـ)
سمير حلبي
منذ عشرات القرون والعالم العربي والإسلامي محط أطماع كثير من الدول الاستعمارية المتربصة به، والتي استهدفت دائما تفكيك أوصاله واستنزاف ثرواته، ونجحت أغلب تلك المحاولات الاستعمارية العديدة المنظمة في أن تفرض سيطرتها وتبسط نفوذها وهيمنتها على بعض أقطار الوطن العربي والإسلامي في فترات متفاوتة من تاريخ الأمة العربية والإسلامية عبر مسيرة تاريخها الطويل، ولكن إرادة التحرر وعزيمة أبناء تلك الأمة كانت دائما تنتصر على أطماع الغزاة والمستعمرين مهما طال الزمان، وكان الله يقيض لهذه الأمة روادا من بين أبنائها يبعثون فيها روح الجهاد، ويشعلون فيها إرادة المقاومة حتى تنتصر على أعدائها وتستعيد حريتها وكرامتها، وتملك زمام أمرها من جديد.
وكان "محمد البشير الإبراهيمي" واحدا من هؤلاء الرواد والزعماء الذين أشعلوا تلك الجذوة في نفوس أبناء أمتهم، وساهموا في رفع راية الجهاد ضد الاستعمار في أوطانهم، وفي إيقاظ الوعي بين أبناء أمتهم حتى تحقق لها النصر وتحررت من أغلال الاستعمار البغيض.
لقد كان "البشير الإبراهيمي" حلقة من حلقات الجهاد الطويل في الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي، وأحد الذين شكلوا وعي ووجدان الأمة العربية والإسلامية على امتداد أقطارها؛ حيث كان أحد رواد الحركة الإصلاحية في "الجزائر"، وأحد مؤسسي "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين"، وكان زميلا للشيخ "عبد الحميد بن باديس" في قيادة الحركة الإصلاحية، ونائبه في رئاسة جمعية العلماء، ورفيق نضاله لتحرير عقل المسلم من الخرافات والبدع.
البداية والتعلم(1/268)
ولد "محمد البشير الإبراهيمي" في (15 من شوال 1306 هـ= 16 من يوليو 1889م) في قرية "سيدي عبد الله" قرب "سطيف" غرب مدينة "قسنطينة"، في بيت من أعرق بيوت الجزائر، يرجع نسبه إلى الأدارسة العلويين من أمراء المغرب العربي في أزهى عصوره، وتلقى تعليمه الأوَّلي على والده وعمه الشيخ "محمد المكي الإبراهيمي" الذي كان من أبرز علماء "الجزائر" في عصره؛ فحفظ القرآن ودرس بعض المتون في الفقه واللغة، كما حفظ العديد من متون اللغة ودواوين فحول الشعراء، فلما مات عمه صار يُدَرِّس ما تلقاه عنه، ولم يكن قد جاوز الرابعة عشرة من عمره.
لكنه ما لبث أن غادر "الجزائر" إلى "الحجاز" وهو في العشرين من عمره -سنة (1330 هـ = 1911م) - ليلحق بأبيه الذي كان قد سبقه إلى هناك قبل ذلك بنحو أربعة أعوام.
وواصل "البشير" تعليمه في "المدينة"، واتصل بعالمين كبيرين كان لهما أثر كبير في توجيهه وتكوين فكره، وهما الشيخ "عبد العزيز الوزير التونسي" وقد درس عليه الفقه المالكي وأخذ عنه "موطأ مالك"، والشيخ "حسين أحمد الفيض آبادي الهندي" الذي أخذ عنه "صحيح مسلم". وكان "البشير" شغوفا بالعلم، يقضي معظم وقته بين المكتبات الشهيرة بـ"المدينة"، ينهل من كنوزها، ليروي ظمأه المعرفي ويشبع نهمه العلمي.
علاقة بابن باديس
وفي أثناء إقامته في المدينة تعرف على الشيخ "عبد الحميد بن باديس" عندما قدم لأداء فريضة الحج عام (1331 هـ = 1913م) ، كما التقى بعالم جزائري آخر هو "الطيب العقبي" وكان قد سبقه إليها قبل سنوات، وجمعت بين ثلاثتهم ألفة ومودة شديدة زادتها اتصالا ميولهم واهتماماتهم المشتركة، وأضفت عليها الغربة مزيدا من القوة والعمق.(1/269)
وعاد "ابن باديس" إلى "الجزائر" ليبدأ بها برنامجه الإصلاحي، بينما ظلَّ "البشير" في المدينة حتى غادرها إلى دمشق سنة (1335هـ = 1916م) حيث اشتغل بالتدريس، وشارك في تأسيس "المجمع العلمي" الذي كان من غاياته تعريب الإدارات الحكومية، وهناك التقى بالعديد من علماء دمشق وأدبائها.
تأسيس جمعية العلماء
وفي عام (1338هـ = 1920م) غادر "البشير الإبراهيمي" دمشق عائدا إلى "الجزائر"، وبدأ بدعوته إلى الإصلاح ونشر العلم في مدينة "سطيف"، وبدأ في إلقاء الدروس الدينية والمحاضرات العلمية لطلاب العلم من أبناء بلده، وعندما رأى إقبال طلاب العلم على دروسه وخطبه شجعه ذلك على إنشاء مدرسة لتدريب الشباب على الخطابة وفنون اللغة والأدب، ولم تنقطع صلته بصديقه "ابن باديس" طوال تلك الفترة، فكانا يتبادلان الزيارات من حين لآخر.
وفي عام (1342 هـ = 1924 م) زاره "ابن باديس" وعرض عليه فكرة إقامة "جمعية العلماء"، فلاقت الفكرة قبولا في نفس "البشير"، فأخذا يدرسانها ويضعان لها الأطر والأهداف التي تقوم عليها تلك الجمعية، وقد استغرق ذلك زمنا طويلا حتى خرجت إلى حيز الوجود، وعقد المؤتمر التأسيسي لها في (17 من ذي الحجة 1349 هـ = 5 من مايو 1931 م) ، وذلك في أعقاب احتفال "فرنسا" بالعيد المئوي لاحتلال "الجزائر"، وبعد تأسيس الجمعية اختِير "ابن باديس" رئيسا لها واختير "الإبراهيمي" نائبا لرئيسها، وانتدب من قِبل الجمعية لأصعب مهمة، وهي نشر الإصلاح في غرب "الجزائر" وفي مدينة "وهران" وهي المعقل الحصين للصوفية الطرقيين، فبادر إلى ذلك وبدأ ببناء المدارس الحرة، وكان يحاضر في كل مكان يصل إليه، وبنى أكثر من مائتي مسجد، وامتد نشاطه إلى "تلمسان"، وهي واحة الثقافة العربية في غرب "الجزائر".(1/270)
وقد أثار نشاط "البشير" حفيظة الفرنسيين كما أثار قلقهم ومخاوفهم من نتيجة هذا الغرس الذي يؤدي إلى صحوة إسلامية عارمة، وإيقاظ وعي أبناء الأمة، فأسرعوا باعتقاله ونفيه إلى صحراء "وهران" سنة (1359 هـ = 1940 م) ، وبعد أسبوع من اعتقاله توفي "ابن باديس" فاختاره العلماء رئيسا لجمعيتهم خلفا له، ولم يُفرج عنه إلا بعد انتهاء "الحرب العالمية الثانية" سنة (1362 هـ = 1943 م) ، لكنه ما لبث أن اعتقل مرة ثانية عام (1364 هـ = 1945 م) ، وأفرج عنه بعد عام واحد.
وفى عام (1366 هـ = 1947 م) عادت مجلة "البصائر" للصدور، وكانت مقالات "الإبراهيمي" فيها غاية في القوة والبلاغة، وتتسم بقدر كبير من الجرأة والصراحة والنقد القاسي لفرنسا وعملاء "فرنسا".
قضايا واهتمامات
وقد وقف "البشير" -في "البصائر"- مدافعا عن اللغة العربية ضد حملات التغريب من المستعمر الفرنسي وأعوانه، يقول عن اللغة العربية: "اللغة العربية في القطر الجزائري ليست غريبة، ولا دخيلة، بل هي في دارها وبين حماتها وأنصارها، وهي ممتدة الجذور مع الماضي، مشتدة الأواصر مع الحاضر، طويلة الأفنان في المستقبل".. كما اهتم أيضا بالدفاع عن قضية "فلسطين"، وسخر قلمه للتعريف بها والدفاع عنها.
وقد كان "البشير الإبراهيمي" واسع المعرفة، متنوع الثقافة، متعدد الميول والاهتمامات، ألف في الأدب واللغة، كما صنف في الفقه والمعاملات، ونظم الشعر وكتب العديد من المقالات، وترك "البشير" تراثا علميّا وأدبيّا كبيرا ما يزال بعضه حبيسا حتى الآن، ومن أهم تلك الأعمال:
- أسرار الضمائر العربية.
- الاطراد والشذوذ في العربية.
- التسمية بالمصدر.
- حكمة مشروعية الزكاة.
- رواية "كاهنة أوراس".
- شعب الإيمان (في الفضائل والأخلاق الإسلامية) .
- الصفات التي جاءت على وزن "فُعَل".
- عيون "البصائر"، (وهي مجموعة مقالاته التي نشرت في جريدة "البصائر") .
- فتاوى متناثرة.
- الملحة الرجزية في التاريخ.(1/271)
وقد عاش "البشير الإبراهيمي" حتى استقلت الجزائر، فلما أُعْلِن الاستقلال عاد إلى وطنه، وخطب لأول صلاة جمعة في مسجد "كتشاوة" بالعاصمة الجزائرية، وكان الفرنسيون قد حولوه إلى كنيسة بعد احتلالهم "الجزائر".
وقد لزم "البشير" بيته بعد عودته، ولم يشارك في الحياة العامة بعد أن تقدم به العمر ووهنت صحته، إلا أنه لم يكن راضيا عن الاتجاه الذي بدأت تتجه إليه الدولة بعد الاستقلال؛ فأصدر عام (1384 هـ = 1964 م) بيانا قال فيه: "إن الأسس النظرية التي يقيمون عليها أعمالهم يجب أن تنبعث من صميم جذورنا العربية الإسلامية لا من مذاهب أجنبية".
تُوفي -رحمه الله- يوم الخميس (18 من المحرم 1385 هـ = 19من مايو1965م) عن عمر بلغ (76) سنة، قضاها في خدمة الإسلام والمسلمين.
أهم مصادر الدراسة:
الاتجاه العربي والإسلامي ودوره في تحرير الجزائر: نبيل أحمد بلاسي، الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة: [1410 هـ = 1990م] .
الفكر والثقافة المعاصرة في شمال أفريقيا: أنور الجندي، الدار القومية للطباعة والنشر -القاهرة: [1385هـ = 1965م] .
المجمعيون في خمسين عاما: محمد مهدي علام، مجمع اللغة العربية -القاهرة: [1406 هـ = 1986م] .
النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين: د. محمد رجب البيومي، دار القلم -دمشق: [1415 هـ = 1995م] .
من أعلام الحركة والدعوة الإسلامية المعاصرة: عبد الله العقيل، مكتبة المنار الإسلامية -الكويت: [1422هـ = 2001م] .
_____________________
المصدر: موقع إسلام أون لاين: www.islam-online.net(1/272)
مانع بن حماد الجهني
مكان وتاريخ الميلاد: الطائف 1361هـ.
الحالة الاجتماعية: متزوج.
اللغات الأجنبية: الإنجليزية.
العنوان الدائم: ص. ب 10845 الرياض 11443
المؤهلات العلمية:
الدكتوراه: علم اللغة الإنجليزية وعلم اللغة العام من جامعة انديانا في الولايات المتحدة عام 1402هـ.
الماجستير: علم اللغة الإنجليزية من جامعة انديانا في الولايات المتحدة عام 1397هـ.
الجامعية: الأدب الإنجليزي من جامعة الرياض عام 1392هـ.
الثانوية العامة: مدرسة ثقيف الثانوية بالطائف عام 1388هـ.
شهادات أخرى: شهادة فنية في الهندسة الإلكترونية.
الحياة العملية:
مساعد فني: وزارة المواصلات 1380ـ1392هـ.
معيد: في جامعة الملك سعود من 1392ـ1402هـ.
أستاذ مساعد: في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة الملك سعود عام 1402ـ1414هـ.
أستاذ مشارك: في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة الملك سعود عام 1414ـ1415هـ.
أمين عام مساعد: الندوة العالمية للشباب الإسلامي (متطوعاً) 1406ـ1412هـ.
أمين عام: الندوة العالمية للشباب الإسلامي 1412ـ1418هـ.
عضو: مجلس الشورى منذ عام 1418هـ.
مدير مكتب: رابطة العالم الإسلامي الإقليمي لدول شرق أوربا.
المؤتمرات والندوات:
* مؤتمر قادة الشرطة العرب.
* ندوة المرور في إيطاليا عام 1961م.
* ندوة الدفاع المدني ـ في جنيف عام 1968م.
* حضور كثير من المؤتمرات التي لا تكاد تقع تحت حصر في مجال العمل الإسلامي والدعوة لغير المسلمين.
* حضور عدد من المؤتمرات المتخصصة في مجال الدراسة: اللغة والأدب الإنجليزي، علم اللغة، تدريس اللغة الإنجليزية ... إلخ.
* تقديم عدد من الندوات باللغتين العربية والإنجليزية في مجال الدعوة الإسلامية، وتدريس اللغة الإنجليزية في عدد من تلفزيونات وإذاعات دول الخليج.
المؤلفات والبحوث:
* كتاب عن القواعد العامة للتحقيق الجنائي.
* كتاب عن الواجبات العامة لقوات الأمن الداخلي (مشترك) .
* بحث عن «الكلمات العربية في الإنجليزية» .
* بحث عن «الكلمات العربية في الأمريكية المعاصرة» .
* الصحوة الإسلامية: نظرة مستقبلية.
* حقيقة المسيح عليه السلام.
* مجموعة من البحوث التي تعرف بأهم مبادئ الإسلام باللغة الإنجليزية (ترجمت إلى حوالي 50 لغة) .
* عقيدة أهل السنة والجماعة للشيخ محمد الصالح العثيمين ـ ترجمة إلى الإنجليزية.
* مشكلات الدعوة والداعية لفتحي يكن ـ ترجمة إلى الإنجليزية.
* كتابة القصة القصيرة ـ ترجمة إلى العربية من الإنجليزية.
* الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة: إشراف وتخطيط ومراجعة.
* مراجعة بعض ترجمات معاني القرآن باللغة الإنجليزية: مثل ترجمة عبد الله يوسف علي ومحمد مارمادوك بكتال.
* تقديم الإسلام إلى غير المسلمين: كتيب يحتوي على مقترحات للتعريف بالإسلام.
* مستقبل الإسلام في الغرب: بحث طويل عن تاريخ ومستقبل العلاقة بين الإسلام والغرب.
* وسائل تمكين الدينية من مخاطبة غير الناطقين بالعربية.
* «المذاهب الفقهية وأثرها في حياة المسلمين» (عربي+إنجليزي) .
* «أولويات العمل الإسلامي بين الشباب في الغرب» .
* الأساليب المثلى لتوعية الحاج في بلده» .
* «الأقليات المسلمة في العالم» .
* «الشباب ومواجهة التحديات» .
* «الترويح من منظور إسلامي» .
* «دور المؤسسات في الخدمات التطوعية في المملكة» .
* «مستقبل الأصولية» .
---------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/273)
فضيلة الشيخ محمد أحمد شقرون
الشهادات التي حصل عليها:
- ليسانس في الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة بجامعة دمشق.
- ماجستير في الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة والقانون بجامعة أم درمان الإسلامية.
الإجازات في القرآن الكريم:
- حفظ القرآن الكريم بالتجويد على عدد من شيوخ الجزائر.
- قرأ ختمة كاملة برواية ورش من طريق الشاطبية على مفتي الحنفية الشيخ عبد الرزاق الحلبي – حفظه الله – بمسجد بني أمية بدمشق وأجازه بشنده المتصل إلى رب العزة جل جلاله.
- قرأ أحكام رواية قالون مع تحرير الأوجه إفراداً لسورة البقرة على الشيخ المدقق محي الدين الكردي كما قرأ عليه كتاب (القول الأصدق فيما خالف فيه الأصبهاني الأزرق) لخاتمة المحققين بالديار المصرية الشيخ محمد متولي مع شرح الشيخ الضباع.
- قرأ البقرة إفراداً بعدة قراءات (ابن كثير , أبي عمر الدوري , ابن عامر الشامي , عاصم , حمزة , الكسائي) على الشيخ الفاضل محمد فهد خاروف صاحب مصحف القراءات , كما قرأ عليه كتاب (الحجة في القراءات السبع) .
- قرأ ختمة كاملة برواية ورش عن نافع من طريق الأصبهاني بما تضمنته طيبة النشر للإمام ابن الجزري – رحمه الله – على شيخ القراء بالديار الشامية الفقيه اللغوي الشيخ محمد كريم راجح وأجازه بسنده المصتل إلى رب العزة مشافهة وكتابة.
- كما أجازه الشيخ محمد كريم راجح شيخ القراء بدمشق بسنده المتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالقراءات العشر المتواترة من طريقي الشاطبية والدرة.
- جمع القراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة على الشيخ الفاضل صاحب السند العالي الشيخ بكري الطرابيشي فأجازه مشافهة وكتابة بسنده العالي إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى رب العزة.
- قرأ عليه رواية حفص عن عاصم وأجازه فيها.
- عرض عليه غيباً نظم الشاطبية (حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع) للإمام الشاطبي – رحمه الله -.
- وقرأ عليه كتاب (سراج القارىء المبتدي وتذكار المقرىء المنتهي) لأبي القاسم علي بن القصح وأجازه بكل ذلك.
* سنده:
- سنده في القراءات من أعلى الأسانيد فبينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية وعشرون رجلاً.
· جهوده العلمية:
- كتاب أحكام التجويد برواية حفص من طريق الشاطبية.
- كتاب رواية ورش موازية بين الأصبهاني والأزرق.
- الأمير وكتابه المجموع.
- عمل أهل المدينة.
- حافظ المغرب ابن البر.
- مراعاة الخلاف عند المالكية وأثره في الفروع الفقهية (رسالة ماجستير)
الخبرة:
- درس القراءات بدمشق الشام 1993م – 1997م.
- ويشغل حالياً منصب مدير مدرسة خلفان لتحفيظ القرآن بدبي 3437898-04
- ودرس بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي.
- اختير كحكم احتياطي في جائزة دبي الدولي للقرآن الكريم سنة 1423هـ.
نقلا عن مجلة جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt ... %CA%D1%CC%E3%C9
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/274)
محمد أمان الجامي
فضيلة العلاَّمة السلفي الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله
ترجمته وثناء العلماء عليه
فصلٌ في التعريف بالشيخ:
أ - اسمه: هو: محمد أمان بن علي جامي علي، يكنى بأبي أحمد.
ب - موطنه: الحبشة، منطقة هرر، قرية طغا طاب.
ج - سنة ولادته: وُلد كما هو مدوَّن في أوراقه الرسمية سنة 1349 هـ.
فصلٌ في طلبه للعلم: أ- طلبه للعلم في الحبشة:
نشأ الشيخ في قرية طغا طاب وفيها تعلم القرآن الكريم، وبعدما ختمه شرع في دراسة كتب الفقه على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله، ودرس العربية في قريته أيضاً على الشيخ محمد أمين الهرري ثم ترك قريته على عادة أهل تلك الناحية إلى قرية أخرى, وفيها التقى مع زميل طلبه وهجرته إلى البلاد السعودية الشيخ عبد الكريم, فانعقدت بينهما الأخوة الإسلامية ثم ذهبا معاً إلى شيخ يُسمى الشيخ موسى, ودرسا عليه نظم الزبد لابن رسلان, ثم درسا متن المنهاج على الشيخ أبادر وتعلما في هذه القرية عدة فنون. ثم اشتاقا إلى السفر للبلاد المقدسة مكة المكرمة للتعلم وأداء فريضة الحج. فخرجا من الحبشة إلى الصومال فركبا البحر متوجيهن إلى عدن - حيث واجهتهما مصاعب ومخاطر في البحر والبر - ثم سارا إلى الحُدَيدة سيراً على الأقدام فصاما شهر رمضان فيها ثم غادرا إلى السعودية فمرا بصامطة وأبي عريش حتى حصلا على إذن الدخول إلى مكة وكان هذا سيراً على الأقدام. وفي اليمن حذرهما بعض الشيوخ فيها من الدعوة السلفية التي يطلقون عليها الوهابية.
ب -طلبه للعلم في السعودية: بعد أداء الشيخ فريضة الحج عام 1369هـ بدأ رحمه الله طلبه للعلم بالمسجد الحرام في حلقات العلم المبثوثة في رحابه, واستفاد من فضيلة الشيخ عبد الرزاق حمزة رحمه الله, وفضيلة الشيخ عبد الحق الهاشمي رحمه الله, وفضيلة الشيخ محمد عبدلله الصومالي وغيرهم. وفي مكة تعرَّف على سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله وصَحِبهُ في سفره إلى الرياض لما افتُتح المعهد العلمي وكان ذلك في أوائل السبعينيات الهجرية. وممن زامله في دراسته الثانوية بالمعهد العلمي فضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد, وفضيلة الشيخ علي بن مهنا القاضي بالمحكمة الشرعية الكبرى بالمدينة سابقاً، كما أنه لازم حِلَق العلم المنتشرة في الرياض. فقد استفاد وتأثر بسماحة المفتي العلاَّمة الفقيه الأصولي الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله. كما كان ملازماً لفضيلة الشيخ عبد الرحمن الأفريقي رحمه الله، كما لازم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله, فنهل من علمهِ الجم وخُلُقهِ الكريم، كما أخذ العلم بالرياض على فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله، وفضيلة الشيخ العلاَّمة المحدِّث حماد الأنصاري رحمه الله, وتأثر المُتَرجم له بالشيخ عبد الرزاق عفيفي كثيراً حتى في أسلوب تدريسه. كما استفاد وتأثر بفضيلة الشيخ العلاَّمة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله, حيث كانت بينهما مراسلات، علماً بأن المُتَرجم له لم يدرس على الشيخ السعدي. كما تعلم على فضيلة الشيخ العلاَّمة محمد خليل هراس رحمه الله, وكان متأثراً به أيضاً. كما استفاد من فضيلة الشيخ عبد الله القرعاوي رحمه الله.
فصلٌ في مؤهلاته العلمية: حصل على الثانوية من المعهد العلمي بالرياض. ثم انتسب بكلية الشريعة وحصل على شهادتها سنة 1380هـ. ثم معادلة الماجستير في الشريعة من جامعة البنجاب عام 1974م. ثم الدكتوراة من دار العلوم بالقاهرة.
فصلٌ في مكانته العلمية وثناء العلماء عليه:
لقد كان للشيخ رحمه الله مكانته العلمية عند أهل العلم والفضل، فقد ذكروه بالجميل وكان محل ثقتهم، بل بلغت الثقة بعلمه وعقيدته أنه عندما كان طالباً في الرياض, ورأى شيخه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله نجابته وحرصه على العلم قدمه إلى سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله, حيث تم التعاقد معه للتدريس بمعهد صامطة العلمي بمنطقة جازان. وأيضاً مما يدل على الثقة بعلمه وعقيدته ومكانته عند أهل العلم أنه عند افتتاح الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة انتُدب للتدريس فيها بعد وقوع اختيار سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عليه، ومعلوم أن الجامعة الإسلامية أُنشئت لنشر العقيدة السلفية, وقد أوكَلَت الجامعة تدريس هذه العقيدة إلى فضيلة المُتَرجم له بالمعهد الثانوي ثم بكلية الشريعة ثقةً بعقيدته وعلمه ومنهجه رحمه الله، وذلك ليُسهم في تحقيق أهداف الجامعة. وإليك أخي القارئ كلام العلماء الثقات فيما كتبوه عن فضيلة شيخنا محمد أمان
الجامي رحمه الله تعالى:
ففي كتاب سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله رقم 64 في 9/1/1418هـ قال عن الشيخ محمد أمان: {معروفٌ لديَّ بالعلم والفضل وحسن العقيدة، والنشاط في الدعوة إلى الله سبحانه والتحذير من البدع والخرافات غفر الله له وأسكنه فسيح جناته وأصلح ذريته وجمعنا وإياكم وإياه في دار كرامته إنه سميع قريب} .
وكتب فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان في كتابه المؤرخ 3/3/1418هـ قائلاً: {الشيخ محمد أمان كما عرفته: إن المتعلمين وحملة الشهادات العليا المتنوعة كثيرون, ولكن قليلٌ منهم من يستفيد من علمه ويستفاد منه، والشيخ محمد أمان الجامي هو من تلك القلة النادرة من العلماء الذين سخَّروا علمهم وجهدهم في نفع المسلمين وتوجيههم بالدعوة إلى الله على بصيرة من خلال تدريسه في الجامعة الإسلامية وفي المسجد النبوي الشريف وفي جولاته في الأقطار الإسلامية الخارجية وتجواله في المملكة لإلقاء الدروس والمحاضرات في مختلف المناطق يدعو إلى التوحيد وينشر العقيدة الصحيحة ويوجِّه شباب الأمة إلى منهج السلف الصالح ويحذِّرهم من المبادئ الهدامة والدعوات المضللة. ومن لم يعرفه شخصياً فليعرفه من خلال كتبه المفيدة وأشرطته العديدة التي تتضمن فيض ما يحمله من علم غزير ونفع كثير} .
وكتب فضيلة الشيخ العلاَّمة عبد المحسن بن حمد العباد المدرس بالمسجد النبوي، حفظه الله: {عرفتُ الشيخ محمد أمان بن علي الجامي طالباً في معهد الرياض العلمي ثم مدرِّساً بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في المرحلة الثانوية ثم في المرحلة الجامعية. عرفته حسن العقيدة سليم الاتجاه، وله عناية في بيان العقيدة على مذهب السلف، والتحذير من البدع وذلك في دروسه ومحاضراته وكتاباته غفر الله له ورحمه وأجزل له المثوبة} .
وقال معالي مدير الجامعة الإسلامية الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله العبود وفقه الله في كتابه المؤرخ في 15/4/1417هـ: {الحمد لله رب العامين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد: فقد رغب مني الأخ الشيخ مصطفى بن عبد القادر أن أكتب عن الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله شيئاً مما أعرفه عنه من المحاسن لتكون من بعده في الآخرين فأجبته بهذه الأحرف اليسيرة على الرغم من أنني لم أكن من تلامذته ولا من أصحابه الملازمين له طويلي ملاقاته ومخالطته، ولكن صار بيني وبينه رحمه الله لقاءات استفدت منها، وتم من خلالها التعارف وانعقاد المحبة بيننا في الله تعالى وتوثيق التوافق على منهج السلف الصالح في العقيدة والرد على المخالفين. رحم الله الشيخ محمد أمان وأسكنه فسيح جناته وألحقنا وإياه بالصاحين من أمة محمد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين} .
وقَالَ فضيلة الشيخ محمد بن علي بن محمد ثاني المدرس بالمسجد النبوي رحمه الله في كتابه المؤرخ في 4/1/1417هـ: {وفضيلته عالمٌ سلفيٌ من الطراز الأول في التفاني في الدعوة الإسلامية وله نشاط في المحاضرات في المساجد والندوات العلمية في الداخل والخارج، وله مؤلفات في العقيدة وغيرها جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وأجزل له الأجر في الآخرة إنه سميعٌ مجيب} .
وقَالَ فضيلة الشيخ محمد عبد الوهاب مرزوق البنا حفظه الله عن المُتَرجم له: {ولقد كان رحمه الله على خير ما نُحب من حسن الخلق وسلامة العقيدة وطيب العِشرة، أسأل الله أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته ويجمعنا جميعاً إخواناً على سرر متقابلين}
وكتب فضيلة الشيخ عمر بن محمد فلاته المدرس بالمسجد النبوي ومدير شعبة دار الحديث رحمه الله في كتابه المؤرخ في 8/2/1417هـ فمما جاء فيه: {وبالجملة فلقد كان رحمه الله صادق اللهجة عظيم الانتماء لمذهب أهل السنة، قوي الإرادة داعياً إلى الله بقوله وعمله ولسانه، عفَّ اللسان قوي البيان سريع الغضب عند انتهاك حرمات الله، تتحدث عنه مجالسُهُ في المسجد النبوي الشريف التي أدَّاها وقام بها, وتآليفه التي نشرها ورحلاته التي قام بها، ولقد رافقته في السفر فكان نعم الصديق, ورافق هو فضيلة الشيخ العلاَّمة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله صاحب أضواء البيان وغيره - فكان له أيضاً نعم الرفيق - والسفر هو الذي يُظهر الرجالَ على حقيقتهم. لا يجامل ولا ينافق ولا يماري ولا يجادل، إن كان معه الدليل صدع به، وإن ظهر له خلاف ما هو عليه قال به ورجع إليه وهذا هو دأب المؤمنين كما قال الله تعالى في كتابه: {إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله …} الآية. وأُشهدُ الله تعالى أنه رحمه الله قد أدى كثيراً مما عليه من خدمة الدين، ونشر سنة سيد المرسلين. ولقد صادف كثيراً من الأذى وكثيراً من الكيد والمكر فلم ينثنِ ولم يفزع حتى لقي الله. وكان آخر كلامه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله} .
وكتب فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور محمد حمود الوائلي المدرس بالمسجد النبوي والجامعة الإسلامية ووكيلها للدراسات العليا والبحث العلمي في كتابه المؤرخ في 29/5/1417هـ: بدأت معرفتي بالشيخ رحمه الله عام 1381هـ عندما قامت هذه الدولة السعودية الكريمة حفظها الله بإنشاء الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في العام المذكور وكان رحمه الله من أوائل المدرِّسين بها وكنتُ أحد طلابها، كان رحمه الله من بين عدد من المشايخ الذين يولون طلابهم عناية خاصة لا تقف عند علاقة المدرس بتلميذه في الفصل وكان في عامة دروسه يُعنى عناية عظيمة بعقيدة السلف الصالح - رضي الله عنهم - لا يترك مناسبة تمر دون أن يبين فيها مكانة هذه العقيدة، لا فرق في ذلك بين دروس العقيدة وغيرها. وهو حين يتحدث عن عقيدة السلف الصالح ويسعى في غرسها في نفوس أبنائه الطلاب الذين جاء أكثرهم من كل فج عميق، إنما يتحدث بلسان خبير بتلك العقيدة، لأنه ذاق حلاوتها وسبر غورها حتى إن السامع المشاهد له وهو يتكلم عنها ليحس أن قلبه ينضح حباً وتعلقاً بها، وكانت له رحلات في مجالي الدعوة والتعليم خارج المملكة. وإن القارئ ليلمس صدق دعوته في كتبه ورسائله التي ألَّفها. وقد حضرت مناقشة رسالته في مرحلة الدكتوراه في دار العلوم التابعة لجامعة القاهرة بمصر وكان يسعى في عامة مباحثها إلى بيان صفاء عقيدة السلف الصالح وسلامة منهجها وتجلت شخصيته العلمية في قدرته - أثناء المناقشة - على كشف زيف كل منهجٍ خرج عن عقيدة السلف, وبطلان كل دعوةٍ صُوبت نحو دعاتها المخلصين الذين أفنوا أعمارهم في خدمتها والوقوف عندها والدعوة إليها ودحض كل مقالة أو شبهة يحاول أهل الباطل النيل بها من هذه العقيدة.} .
وكتب فضيلة الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس المدرس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وفقه الله: {فإن فضيلة الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله رحمة واسعة كان فيما علمتُ من أشد المدافعين عن عقيدة السلف الصالح رحمهم الله جميعاً الداعين إليها، الذابين عنها في الكتب والمحاضرات والندوات. وكان شديداً في الإنكار على من خالف عقيدة السلف الصالح، وكأنما قد نذر حياته لهذه العقيدة تعلماً وتعليماً وتدريساً ودعوة، وكان يدرك أهمية هذه العقيدة في حياة الإنسان وصلاحها. كما كان يدرك خطورة البدع المخالفة لهذه العقيدة على حياة الفرد والمجتمع، فرحمه الله رحمة واسعة وغفر له ولجميع المسلمين آمين يا رب العالمين} .
مما سبق من كلام أهل العلم والفضل عن الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله تَظهر مكانته العلمية وجهوده وجهاده في الدعوة إلى الله منذ ما يقرب من أربعين عاماً، وصلته الوثيقة بالعلماء، واهتمامه رحمه الله وعنايته بتقرير وبيان العقيدة السلفية والرد على المبتدعة المتنكبين لصراط السلف الصالح ودحض شبههم الغوية، حتى يكاد يرحمه الله لا يُعرف إلا بالعقيدة وذلك لعنايته بها. هذا وكانت له مشاركة في علم التفسير والفقه مع المعرفة التامة باللغة العربية.
فصلٌ في ذكر بعض مؤلفاته:
منها كتاب {الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه} وهو من أنفع كتبه رحمه الله. وكتاب {أضواء على طريق الدعوة إلى الإسلام} ويحتوي هذا الكتاب على عدة محاضرات فيها تقريرُ العقيدة السلفية وعرضٌ للدعوة في أفريقيا، وذكرٌ لمشاكل الدعوة والدعاة في العصر الحديث مع الحلول المناسبة لتلك المشاكل، وردٌ على الصوفية. وكتاب {مجموع رسائل الجامي في العقيدة والسُنة} .ورسالة بعنوان {المحاضرة الدفاعية عن السنة المحمدية} وهي في الأصل محاضرة ألقاها في السودان سنة 1383هـ وردَّ فيها على الملحد محمود طه. ورسالة بعنوان {حقيقة الديموقراطية وأنها ليست من الإسلام} وهي في الأصل محاضرة ألقاها سنة 1412هـ. ورسالة بعنوان {حقيقة الشورى في الإسلام} ورسالة بعنوان {العقيدة الإسلامية وتاريخها} .
فصل في ذكر بعض تلاميذه:
رجلٌ هذه مكانته عند ذوي العلم، وهذه جهوده في الدعوة إلى الله تعالى وحبه لهذه العقيدة السلفية الخالدة التي أوذي في سبيل نشرها وتقريرها في نفوس المسلمين، سواء في داخل المملكة أو خارجها, يصعُبُ حصر طلبته وتلاميذه, وكان من أبرز طلبته كلٌ من:
فضيلة الشيخ الدكتور السلفي ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله. وفضيلة الشيخ العلاَّمة زيد بن هادي المدخلي حفظه الله. وفضيلة الدكتور علي بن ناصر فقيهي المدرس بالمسجد النبوي حفظه الله. وفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور محمد حمود الوائلي المدرس بالمسجد النبوي ووكيل الجامعة الإسلامية للدراسات العليا حفظه الله. وفضيلة الشيخ المحدِّث عبد القادر بن حبيب الله السندي رحمه الله. وفضيلة الدكتور صالح بن سعد السحيمي المدرس بالمسجد النبوي والجامعة الإسلامية حفظه الله. وفضيلة الشيخ فالح بن نافع الحربي المدرِّس بالجامعة الإسلامية حفظه الله. وفضيلة الدكتور إبراهيم بن عامر الرحيلي المدرس بالجامعة الإسلامية حفظه الله. وفضيلة الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء حفظه الله. وفضيلة الدكتور صالح الرفاعي حفظه الله. وفضيلة الدكتور فلاح إسماعيل المدرس بجامعة الكويت حفظه الله. وفضيلة الدكتور فلاح بن ثاني المدرِّس بجامعة الكويت حفظه الله. وآخرين يصعب حصرهم.
فصلٌ في ذكر بعض أخلاقه الفاضلة:
1- كان رحمه الله تعالى ناصحاً - فيما نحسب - لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. ويظهر ذلك بأدنى تأمل، فقد نذر حياته في تقرير عقيدة السلف الصالح، وذلك من خلال دروسه وتآليفه ومحاضراته وردوده على المخالفين للكتاب والسنة، وكان عادلاً في رده على المخالف مجانباً للعصبية والهوى. 2- قلة مخالطته للناس: كان رحمه الله معروفاً بقلة مخالطته للناس إلا في الخير، فأغلب أوقاته وأيامه محفوظة، وطريقته في ذلك معروفة إذ يخرج من البيت إلى العمل بالجامعة ثم يعود إلى البيت ثم إلى المسجد النبوي الشريف لإلقاء دروسه بعد العصر وبعد المغرب وبعد العشاء وبعد الفجر وهكذا إلى أن لازم الفراش بسبب اشتداد المرض. 3- عِفة لسانه: كان رحمه الله عف اللسان لا يلمز ولا يطعن ولا يغتاب، بل ولا يسمح لأحد أن يغتاب أحداً بحضرته، ولا يسمح بنقل الكلام وعيوب الناس إليه، وإذا وقع بعض طلبة العلم في خطأ طلب الشريط أو الكتاب فيسمع أو يقرأ، فإذا ظهر له أنه خطأ قام بما يجب على مثله من النصيحة. 4- عفوه وحلمه: فبقدر ما واجه من الأذى والمحن والكيد والمكر, قابل من أساء إليه بالحلم والعفو. وقد كان يأتيه بعض من كان ينال من عرضه بالسب، أو الطعن، أو الافتراء، فيستسمح منه فيقول رحمه الله: أرجو الله تعالى ألا يدخل أحداً النار بسببي، ويسامح من يتكلم في عرضه ويقول: لا داعي لأن يأتي من يعتذر فإني قد عفوت عن الجميع، ويطلب من جلسائه إبلاغ ذلك عنه. 5- عنايته وتعهده بطلبته فقد كان رحمه الله من الذين يولون طلابهم عناية خاصة لا تنتهي بانتهاء الدرس، بل كان يحضر مناسباتهم ويسأل عن أحوالهم، ويعالج بعض مشاكلهم الأسرية، وبالجملة فلقد كان يبذل ماله وجاهه ووقته لمساعدة المحتاج منهم. وكان هذا التصرف منه يترك أثراً بالغاً عند طلابه، فرُزق بسبب ذلك المحبة الصادقة منهم. وقد شعروا بعد موته بفراغ في هذه الناحية. والحق إن الشيخ رحمه الله اجتمعت فيه خصالُ خيرٍ كثيرة، وما تم نقله آنفاً عن أهل العلم كافٍ والله أعلم.
فصلٌ في عقيدته السلفية:
مما يدل على عقيدة الشيخ السلفية أنه كان يدرِّس كتب العقيدة السلفية مثل: الواسطية والفتوى الحموية الكبرى والتدمرية وشرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز والإيمان وثلاثة الأصول وفتح المجيد شرح كتاب التوحيد وقرة عيون الموحدين والأصول الستة والواجبات المتحتمات والقواعد المثلى وتجريد التوحيد للمقريزي.
ورده على أهل البدع كالأشاعرة والصوفية والشيعة الروافض وذلك في كتبه ومقالاته في المجلات العلمية وفي محاضراته ودروسه فعلى سبيل المثال كتابه {أضواء على طريق الدعوة إلى الإسلام} .
ومن خلال كلام أهل العلم السابق في بيان عقيدته السلفية.
مرضُه وموتُه:
لقد اُبتلي في آخر عمره - رحمه الله تعالى - بمرضٍ عُضال حتى ألزمه الفراش نحو عام فصبر واحتسب. وفي صبيحة يوم الأربعاء السادس والعشرين من شهر شعبان سنة 1416هـ أسلمَ روحه لبارئها، فصُلي عليه بعد الظهر, ودُفن في بقيع الغرقد بالمدينة النبوية.
وشهد دفنه جمعٌ كبير من العلماء والقضاة وطلبة العلم وغيرهم. وبموته حصل نقص في العلماء العاملين, فنسأل الله تعالى أن يغفر له ويرحمه ويخلف على المسلمين عدداً من العلماء العاملين آمين.
بواسطة العضو السعيدي(1/275)
محمد أمين الشافعي
ترجمة
محمد أمين بن عبد الله بن يوسف بن حسن أبو ياسين الأرمي جنسا العلوي قبيلة الأثيوبي دولة الهرري منطقة الكري ناحية البويطي قرية السلفي مذهبا
ترجمة العالم الجهبذ والعلامة النحرير فريد عصره محمد أمين الشافعي
بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة وتقديم
الحمد لله واهب النعم ودافع النقم وأشهد أن لا إله الا الله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم والصلاة والسلام علي عبده الاكرم سيد العرب والعجم وعلي اله وصحبه وكل عالم ومتعلم
أما بعد:
فقد أذن لي مؤلف حدائق الروح والريحان وهو العالم الجهبذ والعلامة النحرير فريد عصره وأوانه متع الله بحياته
ونفع بعلومه، بأن أرتب وأراجع وأحقق سفره العظيم ... وأجازني كذلك في جميع مؤلفاته ومروياته من فنون العلم وصنوف المعرفة في هذا الدين التي نقلها من هذه الامة خير خلف عن خير سلف فلله الحمد والمنة.
وأنه ليشرفني التعريف بهذا الحجة العلم والمقيم بأرض الحرم فأقول هو محمد أمين بن عبد الله بن يوسف بن حسن أبو ياسين الأرمي جنسا العلوي قبيلة الأثيوبي دولة الهرري منطقة الكري ناحية البويطي قرية السلفي مذهبا السعودي إقامة نزيل مكة المكرمة جوار الحرم الشريف في المسفلة حارة الرشد.
مولده: ولد في الحبشة في منطقة الهرر في قرية بويطه في عصر يوم الجمعة أواخر شهر ذي الحجة، سنة ألف وثلاثمائة وثمان وأربعين من الهجرة النبوية علي صاحبها افضل الصلوات وأزكي التحيات.
نشأته: تربي بيده والده وهو يتيم عن أمه، ووضعه عند المعلم وهو ابن أربع سنين، وتعلم القرآن وختمه وهو ابن ست سنين، ثم حوله الي مدارس التوحيد والفقه وحفظ من توحيد الأشاعرة ((عقيدة العوام للشيخ أحمد المرزوقي، والصغري، وصغري الصغري والكبري وكبري الكبري للشيخ محمد بن يوسف السنوسي، لان اهل الحبشة كانوا وقتئذ من الاشاعرة وحفظ من مختصرات فقه الشافعية كثيرا، كمختصر بافضل الحضرمي
ومختصر أبي شجاع مع كفاية الاخيار وعمدة السالك لأحمد بن النقيب وزبد أحمد بن رسلان ألفية في فقه الشافعية وقرأ المنهاج لللإمام النووي مع شرحه مغني المحتاج، والمنهج لشيخ الإسلام الاسلام الانصاري مع شرحه فتح الوهاب، وقرأ كثير من مختصرات كتب الشافعية ومبسوطاتها علي مشايخ عديدة من مشايخ بلدانه.
رحلته: ثم رحل إلي شيخه سيبويه زمانه، وفريد أوانه أبي محمد الشيخ موسي بمن محمد الاديلي، وبدأ عنده دراسة الفقه، بدأ بشرح جلال الدين المحلي علي منهاج النووي، ثم بعد ما وصل الي كتاب السلم حوله شيخه المذكور إلي دراسة النحو لما رأي فيه النجابة والاجتهاد في العلم، وقرأ عليه مختصرات النحو، كمتن الاجرومية وشروحها العديدة ومتن الازهرية وملحة الاعراب مع شرحه كشف النقاب لعبد الله الفاكهي وقطر الندي مع شرحه مجيب الندا لعبد الله الفاكهي، وقرأ الالفية ابن مالك مع شروحها العديدة كشرح ابن عقيل، وشرح المكودي وشرح السيوطي، ثم اشتغل بكتب الصرف والبلاغة والعروض والمنطق والمقولات والوضع، واجتهد فيها وحفظ الفية ابن مالك و ((ملحة الاعراب)) و ((لامية افعال)) والسلم في المنطق، والجوهر المكنون في البلاغة، وكان لا ينام كل ليلة حتي يختم القصائد المذكورة حفظا، وكان قليل النوم في صغره إلي كبره، حتي كان لا ينام غالبا بعدما كبر إلا أربع ساعات من أربع وعشرين ساعة لكثرة اجتهاده في مذاكرة العلم، وكان يدرس هذا الفون جنب حلقة شيخه مع دراسته علي الشيخ المذكور، ثم رحل من عنده بعد ما لازمه نحو سبع سنوات الي شيخه خليل زمانه، وحبيب عصره وأوانه الشيخ محمد مديد الاديلي أيضا، وقرأ عنده مطولات كتب النحو كمجيب الندا علي قطر الندي، ومغني اللبيب كلاهما لابن هشام والفواكه الجنية علي المتممة الاجرومية، وغير ذلك من مطولات علم النحو، وكان يدرس أيضا جنب حلقة شيخه، وقرأ عليه أيضا التفسير إلي سورة يس.
ثم رحل من عنده بعدما لازمه ثلاث سنوات، الي شيخه الشيخ الحاوي، المفسر في زمانه، الشيخ إبراهيم بن يس الماجتي وفقرأ عليه التفسير بتمامه والعروض من مختصراته ومطولاته كحاشية الدمنهوري الكبير علي متن الكافعي، وشرح شيخ الاسلاخ الانصاري علي المنظومة الخرجية، وشرح الصبان علي منظومته في العروض وقرأ عليه ايضا مطولات المنطق والبلاغة ولازمه نحو: ثلاث سنوات.
ثم رحل من عنده ألي الشيخ الفقيه الشيخ يوسف بن عثمان الورقي ووقرأ عليه مطولات علم الفقه كشرح الجلال المحلي علي المنهاج وفتح الوهاب علي المنهج لشيخ الاسلام مع حاشيته لسليمان البجيرمي، وحاشيته لسليمان الجمل، وحاشيته التوشيح علي متن ابي شجاع، ومغني المحتاج للشيخ الخطيب الي كتاب الفرائض وقرا عليه غير ذلك من كتب الفرائض كحواشي الرحبية والفرات الفائض في فن الفرائض وهو كتاب جيد من مطولاتها، ولازمه نحو: اربع سنوات.
ثم رحل من عنده الي الشيخ إبراهيم المجي وقرا عليه فتح الجواد لابن حجر الهيتي علي متن الارشاد لابن المقريء الجزئين الاولين منه.
ثم رحل من عنده الي شيخ المحدثين الشيخ الحافظ الفقيه الشيخ احمد بن ابراهم الكري، وقرأ عليه البخاري بتمامه وصحيح الامام مسلم وبعض كتب الاصطلاح.
ثم رحل من عنده الي مشايخ عديدة وقرأ عليهم السنن الاربعة والموطأ وغير ذلك من كتب الحديث مما يطول بذكره الكلام، ثم رحل من عندهم ألي شيخ عبد الله نورو القرسي، فقرأ عليه مطولات كتب البلاغة كشروح التلخيص لسعد التفتازاني وغيره، مطولات كتب أصول الفقه كشرح جمع الجوامع لجلال الدين المحلي، وقرا عليه من النحو حاشية الخضري علي ابن عقيل.
وقرأ علي غير هولاء المشايخ كتبا عديدة من فنون منتوعة مما يطول الكلام بذكره من كتب السيرة وكتب الامداح النبوية كبانت سعادة وهمزية البوصيري وبردته والقصيدة الوترية والطراف والطرائف واضاءة الدجنة الفية في الاشاعرة، وغر ذلك مما يطول الكلام بذكره، وكن يدرص مع دراسته جنب حلقة مشايخه ما درس عليهم من اربع عشرة سنة من عمره.
ثم استجاز من مشايخه هؤلاء كلهم التدريس، استقلالا في ما درس عليهم فأجازوا له، فبدأ التدريس استقلالا في جيمع الفنون في أوائل سنة الف وثلاثمائة وثلاث وسبعين، في اليوم الثاني عشر من ربيع الاول 12/3/1373 من الهجرة النبوية، فاجمتع عنده خلق كثير من طلاب كل الفنون زهاء ستمائة طالب، او سبعمائة طالب وكان يدرس من صلاة الفجر الي صلاة العشاء الاخرة نحو: سبع وعشرين حصة من حصص الفنون المتنوعة، كان يحي ليله دائما بكتابة التاليف وبما قدر الله له من طاعته.
ومؤلفاته كثيرة من كل الفنون حتي أوشكت الي أن لا تحصي، والمطبوع المنتشر منها اثنا عشر كتابا:
1) الباكورة الجنية في إعراب متن الاجرومية.
2) الفتوحات القيومية في علل وضوابط متن الاجرومية.
3) الدرر البهية في إعراب امثلة الاجرومية.
4) جواهر االتعليمات شرح التقريظات ومقدمة علم النحو.
5) هدية أولي العلم والانصاف في أعراب المنادي المضاف.
ومن الصرف:
6) مناهل الرجال علي لامية الافعال.
7) تحنيك الاطفال علي لامية الافعال.
ومن المصطلح:
8- الباكورة الجنية علي منظومة البيقونية.
9-هداية الطالب المعدم علي ديباجة صحيح مسلم.
10- خلاصة القول المفهم علي تراجم رجال صحيح مسلم مجلدان.
*ومن كتب الاسماء والصفات:
11- هدية الاذكياء علي طيبة الاسماء في توحيد الاسماء والصفات.
12- سلم المعراج علي خطبة المنهاج للامام النووي.
وغير المطبوع منها الفنون المتنوعة من التفسير:
13- حدائق الروح والريحان في روابي علوم القران اثنان وثلاثون مجلدا جمع فيه سبعة فنون بل ثمانية، بل تسعة لم يسبق له نظير من التفسير وهو الذي ننشر مقدمته الان وستظهر اجزاءه تباعا إن شاء الله.
ومن النحو:
14- حاشية علي كشف النقاب علي ملحة الاعراب.
15- هدية الطلاب في اعراب ملحة الاعراب
16- الصور العقلية علي تراجم الالفية لابن مالك.
17-التقريرات علي حاشية الخضري علي الالفية.
18- حاشية علي الفواكه الجنية علي متممة الاجرومية.
19-التقريرات علي مجيب الندي علي قطر الندا كلاهما لعبد الله الفاكهي.
ومن البلاغة:
20-الدر المصون علي الجوهر المكنون لعبد الرحمن الاخضري.
21- التقريرات علي مختصر سعد الدين علي التلخيص.
ومن المنطق:
22- الكنز المكتم علي متن السلم للاخضري ايضا.
23- والتذهيب علي منت التذهيب في المنطق.
ومن العروض:
24- الفتوحات الربانية علي منظومة الخزرجية في العروض.
25- التبيان علي منظومة الصبان في العروض.
ومن الحديث:
26- النهر الجاري علي تراجم البخاري ومشكلاته.
27- رفع الصدور علي سنن ابي داود علي الربع الاول منه لم يكمل.
ومن الاصول:
28- التقريرات علي شرح المحلي علي جمع الجوامع في الاصول.
ومن الفقه:
29- التقريرات علي شرح المحلي وحاشيتي القليوبي وعميرة عليه علي المنهاج في فقه الشافعية.
30-حاشية علي فتح الجواد علي متن الارشاد في فقه الشافعية.
31- أضوأ المسالك علي عمدة الناسك لاحمد بن النقيب.
23- التقريرات علي التوشيح علي غاية الاختصار.
33-التقريرات علي فتح الوهاب مع حاشيته التجريد لسليمان البجيرمي.
34- التقريرات علي قصيدة زبد أحمد بن رسلان.
ومن الامداح النبوية والسيرة المرضية:
35- نيل المراد علي متن بانت سعاد لكعب بن زهير صحابي الجليل رضي الله عنه.
36- البيان الصريح علي بردة المديح للبوصيري.
37- البيان الظريق علي النوان الشريف.
38- المقاصد السنية علي القصائد البرعية.
39- التقريرات علي همزية البوصيري.
ومنها في المصطلح:
40- جوهرة الدرر علي ألفية الاثر لعبد الرحمن السيوطي.
41- ومنها نزل كرام الضيفان مقدمة تفسير حقائق الروح والريحان هذا الكتاب الذي بين أيدينا الان.
42-ومنها مجمع الاسانيد ومظفر المقاصد من أسانيد كل الفنون.
43- فتح الملك العلام في عقائد أهل الاسلام علي ضوء الكتاب والسنة
-هجرته من الحبشة الي هذه المملكة السعيدة كانت في تاريخ ثمان وتسعين بعد ألف وثلاثمائة كما أرخه بقوله:
هاجرت في ثمان وتسعين *********** من بعد ألف وثلاث متين
وكانت سبب هجرته أتفاق الشيوعيين علي قتله، حين أسس في منطقته الجبهة الاسلامية الاورمية، وجاهد بهم وأوقع في الشيوعيين قتلا ذريعا، وحاصروه لقتله وخرج من بين أيديهم بعصمة الله تعالي، وكان بعد ما دخل هذ المملكة وحصل علي النظام مدرسا في دار الحديث الخيرية من بداية سنة ألف وأربعمائة، وكان أيضا مدرسا في المسجد الحرام ليلا نحو: ثمان سنوات، باذن رئاسة شئون الحرمين حتي تقرر تكريس وقته لمزيد من التأليف: فتصدي لشرح صحيح مسلم في خمسة عشر جزءا مجلدا وله أسانيد عديدة من مشايخ كثيرين في جميع الفنون خصوصا في التفسير والامهات الستة فسبحان المنفرد بالكمال والله سبحاته وتعالي اعلم.
(منقول من مقدمة التفسير حقائق الروح والريحان)
والشيخ علي عقيدة اهل الحديث كما سمعت
وكيف لا وهو احد المدرسين في دار الحديث ...
والشيخ حفظه الله ما زال حيا ويستقبل الزوار لمدة عشر دقائق لانه لا يريد ان يضيع وقته.
والي الان لم أري الشيخ ولكن رأيت من رأي الشيخ ... ورأيت تلامذته من بلده وقد اثنوا عليه كثير ...
وتفسير الشيخ طبعته دار طوق النجاة عام 1420
وكذلك طبعته دار المنهاج
http://alminhaj.com/main/books/book.asp?B_ID=104&S_ID=1
تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن
المؤلف: الشيخ العلامة محمد الأمين بن عبد الله الأُرمي العلوي الهرري الشافعي
هذا الكتاب من توزيعات دارنا الحصرية، وقد أصدرته (دار طوق النجاة) الزاهرة.
وحيث أنه لا يقدَّم على كتاب الله وعلومه وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء.. فإننا وضعناه في أول القائمة..
إنه كتاب حافل بمختلف الفنون، جامعٌ لغرر الشروح والمتون؛ إنه تفسيرٌ فريد من نوعه، متين في أسلوبه، قوي في معارفه، جمع فنوناً شتى، واصطفى من تفسيرات السلف أجلَّها وأدقها، وجرى في ميدان الاستطراد، عارضاً أسباب النزول في استيعاب، واستخلص من نصوص التنزيل الحكيم أحكامها، وأظهر ما يتعلق بقراءاتها، وأماط اللثام عن إعرابها، ولا سيما مشكل الإعراب منها، وعرَّج على التصريف، وتحدث عن البلاغة وإعجاز القرآن ... إلى غير ذلك من المباحث المتعلقة بالآيات البينات.
ولئن كان هذا المفسر القدير قد أتحف المكتبة الإسلامية ـ خصوصاً مكتبة التفسير ـ بهذا المرجع الهام، والموسوعة العلمية الشرعية.. فقد صدق أهل العلم حين قالوا: (كم ترك الأول للآخر) .
وحسبك أنه قد استغرق مؤلِّفه فيه زهاء ثلاثين سنة، ووقع في ثلاثة وثلاثين مجلداً، فكان هذا التفسير العظيم بحق:
أضخم موسوعة تفسيرية زفها إلينا هذا العصر. وأجمعَ مادة تفسيرية قيَّدت الأوابد، وهيمنت على الشوارد؛ فهي روض أُنُف، ومرجع متقن، وعلوم عدة معروضة في كتاب واحد.
باختصار: إنه تسعة كتب في كتاب واحد:
ستجد فيه المناسبة
وستجد فيه أسباب النزول
وستجد فيه التفسير
وستجد فيه الإعراب
وستجد فيه القراءات
وستجد فيه البلاغة
وستجد فيه التصريف
وستجد فيه مفردات اللغة
وستجد فيه الأحكام
وستجد شرح الآية في موضع واحد.. بل في مجلد واحد لتسعة مواضيع مختلفة، وهي ميزة انفرد بها هذا الكتاب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt ... ?threadid=19156
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/276)
محمد إبراهيم بن أحمد علي
الأستاذ الدكتور محمد إبراهيم بن أحمد علي
ولد بمكة المكرمة عام 1355هـ.
- تلقى تعليمه الابتدائي بالمدرسة العزيزية الابتدائية - حارة الشامية - مكة المكرمة، وتخرج منها عام 1368هـ، ثم التحق بالمعهد العلمي السعودي بمكة، وكانت الدارسة فيه خمس سنوات.
- بعد تخرجه من المعهد عام 1373هـ / 1974م انضم إلى كلية الشريعة بمكة المكرمة. حيث تخرج فيها عام 1377هـ وكان أول دفعته في مراحل الدراسة الجامعية كلها وهو ما يقدر في النظام التعليمي الحالي بـ " امتياز مع مرتبة الشرف الأولى".
- تتلمذ خلال دراسته في الكلية وبعد تخرجه على بعض علماء الحرم المكي وخاصة الشيخ محمد أمين مرداد - رحمه الله تعالى - فقد درس عليه الفقه الحنفي، كما درس علم النحو والصرف على الشيخ عبد الله دردوم- رحمه الله تعالى - أما الشيخ محمد زيني عبد الهادي كتبي فقد درس عليه في منزله علم الفرائض والحساب (الرياضيات) .
- بدأ حياته العملية غرة عام 1378هـ بعد تخرجه في كلية الشريعة مباشرة حيث عين مدرساً في مدرسة خالد بن الوليد المتوسطة بالشبيكة بمكة المكرمة، فدرّس الفقه والعقيدة. كما أسندت إليه مهمة تدريس العلوم الشرعية وطرق تدريسها في معهد المعلمين الليلي بمكة المكرمة.
- اشترك في الدورة الصيفية الخاصة لمعلمي المدارس المتوسطة والثانوية والتي عقدت في الجامعة الأمريكية ببيروت، وحصل على دبلوم التربية للمعلمين سنة 1962م (1382هـ) .
- في 24/5/1384هـ صدر قرار وزير المعارف رقم 1477 بتعيينه معيداً بكلية الشريعة بمكة المكرمة حيث درّس العقيدة والفقه حتى صدر قرار وزير المعارف رقم 12/1/17/1919/8 وتاريخ 2/5/1385هـ بابتعاثه لتحضير الماجستير والدكتورة في الفقه المقارن.
- بعد قضاء تسعة أشهر في دراسة اللغة الإنجليزية التحق بقسم القانون بمعهد الدراسات الشرقية الأفريقية بجامعة لندن حيث ابتدأ تحضير رسالته بها بعد تسجيله.
* مجلة البحوث الفقهية المعاصرة ** السنة الرابعة عشرة - العدد السادس والخمسون 1423هـ*
للماجستير في أكتوبر سنة 1966م. ثم بعد عام واحد طورت الرسالة لتكون رسالة الدكتوراه
- حصل على شهادة في القانون الإنجليزي المقارن بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى وذلك عقب دراسة صيفية في (City of London College) عام 1969م.
- حصل على الدكتوراه في القانون الإسلامي مع التوصية بطبع الرسالة وذلك في 2 أبريل سنة 1971م.
التدريس الجامعي والترقيات العلمية:
- عين بعد حصوله على الدكتوراه أستاذاً مساعداً بكلية الشريعة بمكة بالقرار رقم 5339/91 وتاريخ 21/9/1391هـ
- انتدب أستاذاً محاضراً لتدريس الفقه الإسلامي بكلية الحقوق، جامعة جنيف، سويسرا وذلك من 15 مايو سنة 1976م إلى 4 يونية 1976م.
- انتدب أستاذاً زائراً لتدريس الفقه الإسلامي المقارن بكلية الحقوق، ومركز الدراسات الإسلامية والعربية - بجامعة متشجن، أن أريور، الولايات المتحدة الأمريكية لعام 1976 / 1977م.
- أعيد انتدابه مرة ثانية وبناء على طلب من جامعة (متشجن - كلية الحقوق) للتدريس بها أستاذاً زائراً من 7 يناير سنة 1979م - 6 مايو سنة 1979م.
- دعي لالقاء محاضرات في القانون السعودي والفقه الإسلامي في كلية الحقوق، (جامعة هورفرد) ، كيمبردج، الولايات المتحدة وذلك في 12 أبريل سنة 1979م.
- ترقي إلى أستاذ مشارك بموجب قرار مجلس الجامعة رقم (1) في اجتماعه الرابع عشر لعام 1400 هـ في 2/8/1400هـ.
- انتدب لتدريس الفق هـ الإسلامي (بجامعة ديوك) ، دورام، نورث كارولينا، الولايات المتحدة وذلك في 13 يونية سنة 1981م.
الأعمال الإدارية والاستشارية:
-صدر قرار وزير المالية رقم 4/1907 وتاريخ 3/7/1391هـ بتعيينه عضواً في اللجنة الجمركية الاستئنافية بجدة واستمرت عضويته في اللجنة حتى 13/6/1396هـ
* الهيئة العلمية الاستشارية *
حيث انتدب للتدريس في كلية الحقوق، جامعة متشجن، أن آريور، الولايات المتحدة.
- صدر قرار مدير جامعة الملك عبد العزيز رقم 5027 وتاريخ 6/9/1393هـ بالموافقة على تعيينه رئيساً لقسم الشريعة بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بمكة.
- صدر قرار مجلس الوزراء رقم 299 وتاريخ 28/3/1395هـ بتعيينه مستشاراً غير متفرغ لوزارة العمل والشئون الاجتماعية - قسم الضمان الاجتماعي بجدة.
- صدر قرار مدير جامعة الملك عبد العزيز رقم 619/20 في 23/4/1396هـ بتعيينه عضواً في اللجنة التأسيسية لمركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بمكة لمدة عام واحد. ثم أعيد تعيينه بقرار مدير الجامعة رقم 30-1-43/21243 وتاريخ 26/10/1397هـ.
- عين عميداً لكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى بمكة وذلك بقرار مدير الجامعة رقم 30/1/43/338/2 وتاريخ 27/1/1402هـ
- صدر قرار المجلس الأعلى لجامعة أم القرى في جلسته الأولى لعام 1403هـ وتاريخ 20/5/1403هـ بتعيينه عضواً في مجلس الجامعة. ثم أعيد تعيينه لفترة ثانية.
- عين عضواً في مركز بحوث الدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى بموجب قرار مدير الجامعة رقم 30/4/15 في 13/3/1407 هـ، وأعيد تعيينه بقرار رقم 30/4/15/2844 في 5/9/1409هـ.
- عين وكيلاً للدراسات العليا والبحث العلمي لجامعة أم القرى بمكة المكرمة بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 21/ في 29/1/1411هـ.
- صدر قرار مجلس الجامعة رقم 4 وتاريخ 1/6/1414هـ بتعيينه أستاذا للفقه المقارن، بقسم الشريعة، وذلك بعد انتهاء فترة وكالته.
المؤتمرات العلمية التي شارك فيها:
1- المؤتمر السادس للثقافة الجامعية - الجامعة الأميركية ببيروت - 18 يوليو / 1 أغسطس سنة 1973م.
2- المؤتمر الحادي عشر للبعثة الإسلامية في المملكة البريطانية - ليستر - إنجلترا - 24/26 أغسطس سنة 1974م.
3- المؤتمر الخامس عشر للجماعة الإسلامية في الهند - نيودلهي - 8/12 نوفمبر سنة 1976م.
4- مؤتمر دراسات الشرق الأوسط، لوس أنجلوس، الولايات المتحدة، 10-13/11/1976م.
5- المؤتمر العالمي للقانون المقارن، جامعة يوتاه - سولت ليك سيتي - يوتاه - الولايات المتحدة، 24 فبراير سنة 1977م.
6- المؤتمر العالمي الأول للتعليم الإسلامي، مكة المكرمة، 12 ربيع الثاني سنة 1397هـ
7- مؤتمر اتحاد المنظمات الإسلامية بأمريكا الشمالية وكندا، أونتاريور، كندا، 11 فبراير سنة 1977م.
8- المؤتمر الإسلامي لأمريكا الشمالية، نورك، نيوجرسي، الولايات المتحدة، 22/24 أبريل سنة 1977م.
9- المؤتمر الخامس عشر لاتحاد الطلاب المسلمين في أمريكا، انديانا، الولايات 27/30 مايو سنة 1977م.
10- مؤتمر الإسلام والمستشرقين، دار المصنفين، أعظم كره، الهند، 21 فبراير سنة 1982م.
11- المؤتمر العالمي للأمهات والأطفال غير الشرعيين، منظمة (Uniposs) باريس، فرنسا، 22/24 مارس سنة 1982م.
12- ندوة البركة الثانية للاقتصاد الإسلامي، تونس، 9/12 سفر سنة 1405هـ -1984م.
المؤلفات والبحوث:
1- المسئوليات الاجتماعية للفرد والدولة في القانون السعودي - رسالة دكتوراه باللغة الإنجليزية. لم تطبع.
2- المذهب عند الشافعية: بحث، نشر في مجلة جامعة الملك عبد العزيز، العدد الثاني سنة 1398هـ، ترجم إلى اللغة التركية بقلم د. فاروق بشر، الناشر (Risale) - استانبول 1989م.
3- القراءة العربية (لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها) بالاشتراك مع د. راجي راموني - ود. عمرو النامي، أن أرفور، متشجن 1978م.
4- المذهب عند الحنفية بحث، نشر في الكتاب السادس والعشرون، مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، مكة المكرمة وترجم إلى اللغة التركية والفارسية. التركية بقلم د. فاروق بشر، الناشر (Risale) - استانبول 1989م. الفارسية بقلم د. أسد حنيف الناشر مؤسسة علمي دار المعرفة ابلاغ سلسلة التراث 91.
5- التطور القضائي المعاصر في المملكة العربية السعودية، بحث باللغة الإنجليزية بالاشتراك مع د. عبد الوهاب أبو سليمان. مجلة القانون الإسلامي والمقارن، جامعة أحمد بلو، نيجيريا، العدد الثالث، عام 1969م.
6- تحقيق مجلة الأحكام الشرعية على مذهب الأمام أحمد بن حنبل بالاشتراك مع د. عبد الوهاب أو سليمان، مطبوع، الناشر: تهامة للتوزيع والنشر عام 1400 هـ 1980م.
7- اصطلاح المذهب عند المالكية:
1- دور النشوء، مجلة البحوث الفقهية المعاصرة، العدد الخامس عشر 1413هـ.
2- دور التطور، مجلة البحوث الفقهية المعاصرة، العدد الثامن والعشرون 1415هـ.
3- دور الإستقرار، في طريقه إلى النشر إن شاء الله في نفس المجلة.
ثم صدرت هذه البحوث مجموعة في كتاب: اصطلاح المذهب عند المالكية، دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث، دبي، 1421هـ / 2000 م.
http://www.fiqhia.com/dr8.php
________________
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/277)
محمد بن إسماعيل المقدم
الدولة: مصر
سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته:
اسمه ونشأته
- الاسم / محمد بن أحمد بن إسماعيل بن مصطفي بن المُقدَم
- ولد بالإسكندرية في غرة ذي القعدة سنة 1371 هـ
الموافق 26 يوليو 1952 م
شهاداته وعلمه
- بكالوريوس الطب والجراحة - كلية الطب- جامعة الإسكندرية.
- دبلوم الصحة النفسية - المعهد العالي للصحة العامة - جامعة الإسكندرية.
- ليسانس الشريعةالإسلامية - كلية الشريعة - جامعة الأزهر.
- حاليا: دراسات عليا في الأمراض العصبية والنفسية.
-عضو الجمعية العالمية الإسلامية للصحة النفسية.
- نشأ في جماعة أنصار السنة المحمدية بالإسكندرية منذ سنة 1965 م
- عمل بالدعوة الإسلامية السلفية منذ سنة 1972 م وضم إليها أغلب قيادات الدعوة السلفية فيما بعد.
- أسس "المدرسة السلفية" بالإسكندرية سنة 1977 م.
- طاف محاضرا ً في الكثير من محافظات مصر والعديد من البلاد العربية , والأوروبية, والولايات المتحدة الأمريكية.
أساتذته ومشايخه
في القرآن الكريم
- الشيخ / محمد عبد الحليم عبد الله.
- الشيخ / محمد فريد النعمان.
- الشيخ / أسامة عبد الوهاب.
في الإجازات العامة
- العلامة المحدث / أبو محمد بديع الدين شاه الراشدي السندي المحمدي.
- فضيلة الشيخ / محمد الحسن الددو الشنقيطي.
- فضيلة الشيخ / عبد الله بن صالح بن عبد الله العبيد.
في طلب العلم
من علماء أنصار السنة المحمدية
- الشيخ / محمد سحنون.
- الشيخ / شاهين كاشف أبو راس.
- الشيخ / عبد العزيز بن راشد النجدي.
- الشيخ / عبد العزيز البرماوي.
- الأستاذ / محمد فتحي محمود.
- الشيخ / محمد علي عبد الرحيم.
- الأستاذ / عكاشة عبده.
- الأستاذ الدكتور / محمد شوقي.
- الأستاذ / البخاري عبده.
- من علماء الأزهر:
- الشيخ / إسماعيل حمدي,
- الشيخ / محمود عيد,
- الشيخ / أحمد المحلاوي.
- الشيخ/ السيد الصاوي.
- الشيخ/ صبحي الخشاب.
- ومن مشايخه ومربيه:
- الشيخ/ حامد حسيب.
- الشيخ/ إسماعيل عثمان.
- الشيخ/ بديع الدين السندي.
- الشيخ/ عبد الله بن يوسف الوابل.
- الأستاذ/ محمد بسيوني.
- الأستاذ/ عبد العظيم كشك.
- الأستاذ/ محمود شاكر القطان.
- الأستاذ/ محمود شكري.
- الأستاذ/ محمد حسين عيسى.
- الأستاذ/ محمد أبو مندور
علماء تشرف بلقياهم أو بحضور مجالس علمية لهم
- الشيخ / عبد الرازق عفيفي - الشيخ / عبد الله بن حميد
- الشيخ / عبد العزيز بن باز - الشيخ / محمد ناصر الدين الألباني
- الشيخ / حماد بن محمد الأنصاري - الشيخ / عبد الله بن قعود
- الشيخ / محمد بن صالح العثيمين - الشيخ / عبد الله بن محمد الغنيمان
- الشيخ / عبد الله بن جبرين - الشيخ / أبو بكر الجزائري
- الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الخالق - الشيخ / ربيع بن هادي المدخلي
- الشيخ / مقبل بن هادي الوادعي - الشيخ / سيد سابق
- الدكتور / عيسى عبده - الأستاذ الدكتور / مصطفي حلمي
- الأستاذ الدكتور / محمد رشاد سالم - الشيخ / رشاد غانم
رحم الله موتاهم، وبارك في عمر أحيائهم، وأحسن لهم العاقبة في الدارين
مصنفاته
- استجيبوا لربكم
- الوصية
- تمام المنة بالرد على أعداء السنة
- أدله تحريم حلق اللحية
- أدلة تحريم مصافحة الأجنبية
- هل تجزئ القيمة في الزكاة؟
- النصيحة في الأذكار والأدعية الصحيحة
- علو الهمة
- حرمة أهل العلم
- فقه أشراط الساعة
- المهدي
- الأدب الضائع
- بدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب
- اللحية لماذا؟
- الحجاب لماذا؟
- لماذا نصلى؟
- هويتنا.. أو الهاوية
- الحياء خلق الاسلام
- مختصر النصيحة
-الإجهاز على التلفاز
- خدعة هرمجدون
- أذكار وآداب الصباح والمساء
- أذكار الصلاة, وما حولها
- التذكرة بأدعية الحج والعمرة
- صيحة تحذير, وصرخة نذير
- بين يدي رمضان
- عودوا إلى خير الهدي
- حوار مع مجلة الهجرة
- أدعية القرآن والسنة الصحيحة (الأدعية المطلقة)
- عودة الحجاب، بأجزائه:
(الأول: معركة الحجاب والسفور)
(الثاني: المرأه بين تكريم الإسلام, وإهانة الجاهلية)
(الثالث: أدلة الحجاب)
- الرد العلمي على كتاب " تذكير الأصحاب بتحريم النقاب "
- شرح قصيدة (ذكرى الحج وبركاته) للإمام الصنعاني (مثير الغرام إلي طيبة والبلد الحرام)
- المنهج العلمي الشامل للعوام والدعاة والمدرسين
له حوالي 1500 شريطا ً صوتيا ً مسجلة في دروسه التي كانت منتظمة بالمساجد الآتية بالإسكندرية
- مسجد عباد الرحمن - بولكلي
- مسجد عمر بن الخطاب - الإبراهيمية
- مسجد مجد الإسلام - سوتير
- مسجد الفتح الإسلامي - مصطفي كامل
- مسجد بكري - كامب شيزار
- مسجد المفتاح - الحضرة
وهو الآن يدرس بمسجد الإمام أبي حنيفة - بشارع لافيزون - بولكلي.
من أهم محاضراته
- تفسير كامل للقران الكريم, شرح فيه تفسيري " محاسن التأويل " للقاسمي, و" أضواء البيان " للشنقيطي - رحمهما الله.
- شرح كتاب " منار السبيل " في الفقه الحنبلي (لم يكتمل بعد) .
- السلفية منهج ملزم لكل مسلم.
- المنهج العلمي " لمن تقرأ؟ وماذا تقرأ؟ ".
- رجل لكل العصور "شيخ الإسلام ابن تيمية ".
- رحلة الإمام العائد أبي حامد الغزالي.
- دراسة في منهج جماعة التبليغ.
- المنهج عند سيد قطب.
- وقفة مع الجن.
- شيعة اليوم أخطر من شيعة الأمس.
- شرح سلسلة" العقيدة في ضوء القرآن والسنة" للأشقر.
- نصيحة موضوعية للتيارات الجهادية.
- ضرورة محو الأمية التربوية.
- العلمانية طاغوت العصر.
- العبث بمصادر التلقي.
- قضايا الأسماء والأحكام " قضايا الكفر والإيمان ".
- اللفافة المسمومة.
- كيف تقلع عن التدخين؟
- تحرير المرأة من البذر إلي الحصاد.
- كلهم شارون.
- فقه الستر على العصاة.
- ضوابط التبديع.
- إبطال نظرية تطور العقيدة.
- كيف نفهم المراهقين؟
- فوائد في صلاة الجماعة.
- الهوية الإسلامية.
- طول الأمد وعلاجه.
- أركان الاستقامة.
- عيسى عبده.
- المستقبل للإسلام.
- رحلة الروح إلي السماء.
- ضرورة المحافظة على السنن.
- يا طالب العلم: القرآن أولا.
- أريحا، أريحا، أين القدس؟
- مشروعية العمل الجماعي.
- عبودية الكائنات.
- التمييز بين الحياء والخجل.
- كيف الأمر إذا لم تكن جماعة؟
- أثر التشجيع في التربية.
- تدوين السنة.
- ثورة الغزالي على السنة وأهلها.
- فيلم " آلام شبيه المسيح ".
- الفارقليط هو "أحمد" صلى الله عليه وسلم.(1/278)
محمد ابن أبي شنب
واحد من أبناء المدية البررة، وقد كان العلامة سليل عائلة شريفة حيث يرجع أصله الأصيل إلى برصالي الأناضول، وهي مدينة على جانب كبير من التلأثر بالحضارة الهيلينية، وهو تركي الأصل قلبا وقالبا، فهو من اولئك الفلاحين الذين عرفت منطقتنا بفضلهم السلم والاستقرار والازدهار قبل الغزو الفرنسي للجزائر.
ولد العلامة ابن شنب يوم 26 أكتوبر 1869 في (السبع قلالش) وهو (دوار تاكبو) ، تعلم القرآن على يد الشيخ برماق الذي اكتشف ولاحظ قدراته الكبيرة.
كان العلامة أول من دخل ثانوية ابن شنب المسماة باسمه اليوم أين درس الابتدائية والثانوية، وقد نجح في امتحان الدخول إلى مدرسة ترشيح المعلمين ببوزريعة سنة 1886 التي تخرج منها معلما وهو ابن 19 سنة، فدرس الصبية في سيدي علي ثم انتقل إلى مدرسة ابراهيم فاتح بالجزائر العاصمة بينما دخل ثانوية (bugeaud) مستمعا حرا، فأعد الباكالوريا سنة 1872، إذ سجل نفسه بكلية الجزائر العاصمة حيث نجح في شهادة الدراسات العربية العليا وأصبح نائبا لأستاذه الشيخ بوسديرة.
لم يكن هذا حدا من تعطشه إلى العلم، فقد عده كبار رجال العلم في العاصمة من نخبة طلبتهم، وقد درس علوم الإسلام العليامثل البلاغة والمنطق والفقه على يد الشيخ ابن سماية عبد الحليم، وراح في نفس الوقت يتعلم اللاتينية والألمانية والإسبانية والعربية والفارسية والتركية لغة أجداده.
وبات الأستاذ الشاب منذ 1898 يبث الحياة في مدرسة قسنطينة الفرنسية الغسلامية بدروسه، ثم أصبح مدرسا في الجزائر العاصمة في 1901، وفي 1904 دخل التعليم العالي فأصبح أستاذا محاضرا وهو ابن 35 سنة يتمتع بشهرة على مستوى العالم. فصارت الأكاديميات والجمعيات العلمية تتنازع عليه لتضمه إليها.
وفي 1924 تولى كرسي الأستاذ كولان (Colin) الذي كان شاعرا، تتلمذ على يده أجيال من الطلبة المرشحين، وتقلد وسام *كتيبة الشرف* (Légion d'honneur) كما تهاطلت عليه الألقاب والرتب الشرفية حتى انتخب حينذاك عضو أكاديمية العلوم الإستعمارية، ثم دخل المعهد أين عين وصديقه مارتينو لتمثيل فرنسا في مؤتمر المستشرقين في الرباط ثم بأكسفورد. ولما بات الشيخ ابن شنب قاب قوسين أو أدنى من قمة المجد الجامعي والعلمي وعين أستاذا في كوليج دو فرانس (Collège de France) .
توفي بعد المرض في سانتوجان يوم يوم 05/02/1929 ولم يتجاوز 59 سنة فدفن في مقبرة سيدي عبد الرحمان وفقدت فرنسا في شخصه واحدا من أبرز أبنائها من الديار الجزائرية وواحدا من أعدل علمائها، وثكلت الجامعة فيه واحدا من أبرز أبنائها البررة.
وقد خلف الشيخ ابن شنب من زوجته وهي بنت سماحة الشيخ إمام الجزائر العاصمة، ذرية صالحة كثيرة ينورها مجد أبيها وتجلب إليها محبة أهل المدينة.
ويشغل كلهم اليوم وظائف عليا في الإدارات السامية والديبلوماسية والجامعة والقضاءو في الاعمال الخاصة، فكانوا خير خلف لخير سلف.
إذا فالشيخ بن شنب، بحياته التي قضاها في طلب العلم بمثابة أسوة حسنة لكل أبناء الجزائر وعلى رأسهم تلاميذ وتلميذات ثانوية ابن شنب اليوم.
http://www.khayma.com/bencheneb/AlamaBch.htm
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/279)
نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية
لفضيلة العلامة الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي
العلامة الشنقيطي / صاحب أضواء البيان
أكرم كساب
في وسط قارة إفريقيا وفي قرية تسمى شنقيط كانت نشأته، وبين مكة والمدينة كانت شهرته، وبرع في العلوم كلها حتى فاق أقرانه، أراد مكة حاجًا وزائرًا، وأراده الله معلمًا ومفسرًا، إن تحدث في التفسير خِلته الطبري، وإن أنشأ في الشعر حسبته المتنبي،وإن جال في الحديث وعلومه ظننته ابن حجر العسقلاني، مفسرًا، ومحدثًا، وشاعرًا، وأديبًا، إنه صاحب " أضواء البيان " العالم الولي الزاهد الورع العلامة الشنقيطي، فمن يا ترى هذا الرجل؟ وأين نشأ؟ وكيف تلقى علمه؟ وكيف كانت أخلاقه؟ وما هو أضواء البيان هذا؟
أولاً التعريف بالمؤلف:
اسمه ونسبه:
هو محمد الأمين بن محمد المختار الجنكي الشنقيطي، ولد رحمه الله بالقطر المسمى شنقيط من دولة موريتانيا، وكان مولده في عام 1325هـ / 1905م.
نشأته وطلبه للعلم:
نشأ رحمه الله يتيمًا فقد توفي أبوه وهو صغير يقرأ في جزء " عم " فنشأ في بيت أخواله، وكان بيت علم، فحفظ القرآن على يد خاله، وعمره عشر سنوات، وتعلم رسم المصحف على يد ابن خاله، وقرأ عليه كذلك التجويد.
وأخذ الأدب وعلوم اللغة على يد زوجة خاله، فكانت مدرسته الأولى بيت خالته، فنعم البيت كان.
أما بقية الفنون فتعلم الفقه المالكي وهو السائد في بلاده، فدرس مختصر خليل على يد الشيخ محمد بن صالح إلى قسم العبادات، ثم درس عليه أيضًا ألفية بن مالك، ثم أخذ بقية العلوم على مشايخ متعددين، وكلهم من الجنكيين، وهي القبيلة التي ينتمي إليها الشيخ، وكانت معروفة بالعلم حتى قيل:" العلم جنكي " وكانت الطريقة المعهودة في بلاده هي أن يبدأ الطالب بفن واحد من الفنون، ويبدا بكتابة المتن في اللوح الخشبي فيكتب قدر ما يستطيع حفظه، ثم يمحوه ثم يكتب قدرًا أخر، غير أنه ـ رحمه الله ـ تميز في طلب العلم فألزمه بعض مشايخه بأن يقرن بين كل فنين، حرصًا على سرعة تحصيله، وقد انشغل ـ رحمه الله بطلب العلم حتى تأخر في الزواج، ولما كلمه البعض في أمر الزواج رد عليهم قائلاً:
فقلت لهم دعوني إن قلبي من الغي الصراع اليوم صاح
الشيخ والشعر:
كان الشيخ ـ رحمه الله ـ ذا قريحة وقادة، وكانت شاعريته رقراقة، ومعانيه عذبة فياضة، وأسلوبه سهل جزل، وبالرغم من هذا كله فقد كان رحمه الله يتباعد عن قول الشعر.
سأله تلميذه الشيخ عطية محمد سالم ـ رحمه الله ـ عن سبب تركه للشعر مع قدرته عليه وإجازته فيه فقال: تذكرت قول الشافعي فيما ينسب إليه:
ولولا الشعر بالعلماء يزري لكنت اليوم أشعر من لبيد
ومثل هذا قاله ابنه عبد الله، وقال أيضًا: وجدت شعرًا لأبي عند أحد الناس فأردت حفظه، فقال لي: استأذن أباك، فاستأذنته فزجرني بشدة، ونهاني عن تعلمه ونسبته إليه.
وحدث أن قدم يومًا ـ رحمه الله ـ وهو في مقتبل شبابه، ولم يكن يعرفه فسأله من يكون فأجاب الشيخ ـ رحمه الله ـ مرتجلاً:
هذا فتى من بني جاكاني قد نزلا به الصبا عن لسان العرب قد عدلا
رمت به همة علياء نحوكم إذ شام برق علوم نوره اشتعلا
فجاء يرجو ركامًا من سحائبه تكسو لسان الفتى أزهاره حللا
إذا ضاق ذرعًا بجهل النحو ثم أبا ألا يميز شكل العين من فعلا
قد أتى اليوم صبا مولعًا كلفا بالحمد لله لا أبغي له بدلا
أعماله وجهوده في نشر العلم قبل قدوم المملكة:
كانت أعماله ـ رحمه الله ـ كعمل غيره من العلماء: الدرس والفتيا، واشتهر ـ رحمه الله ـ بالقضاء وبالفراسة فيه، وقد كان الناس يفدون إليه من أماكن بعيدة، وكان عضوًا في لجنة الدماء التي تعرض عليها أحكام القصاص من القتلى والتي كانت تتكون من عضوين للتصديق على أحكام الحاكم الفرنسي.
أخلاقه:
أما عن أخلاق الشيخ ـ رحمه الله ـ فحدث ولا حرج، فهو آية في أخلاقه، كرمه، وعفته، وشجاعته، وزهده، وترفُّع نفسه، فهو صاحب ميزة فيها يقول تليمذه الشيخ عطية محمد سالم: فهذا ما يستحق أن يفرد بحديث وإني لا أستطيع إلا تصويره ولا يسعني في هذا الوقت تفصيله.
لم تكن الدنيا تساوي شيئًا عنده، وكان غير مكترث بها، على طول فترة إقامته بالمملكة لم يطلب عطاء ولا راتبًا ولا ترفيعًا لمرتبه، ولا حصولاً على مكافأة، ولكن ما جاء من غير سؤال أخذه، وما حصل عليه لم يكن ليستبقيه لنسفه؛ بل يوزعه على غيره كما يقول الشيخ عطية محمد سالم ـ رحمه الله ـ: كان كثير التغاضي عن أمور تخصه هو، وتتعلق بنفسه فإن سئل عن ذلك تمثل قول الشاعر:
ليس الغبي بسيد في قومه لكن سيد قومه المتغابي
تواضعه:
أما عن تواضعه فقل إنه صاحبه، كان إذا سئل مسألة في أخريات حياته، تباعد عن الفتيا، فإذا اضطر قال: لا أتحمل في ذمتي شيئًا العلماء يقولون كذا، وكذا.
يقول الشيخ عطية محمد سالم: سألته مرة عن ذلك ـ أي تحفظه في الفتيا ـ فقال: إن الإنسان في عافية ما لم يبتلى، والسؤال ابتلاء، لأنك تقول عن الله ولا تدري أتصيب حكم الله أم لا، فما لم يكن عليه نص قاطع ـ من كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وجب التحفظ فيه ويتمثل بقول الشاعر:
إذا ما قتلت الشيء علمًا فقل به ولا تقل الشيء الذي أنت جاهله
فمن كان يهوى أن يرى متصدرًا ويكره لا أدري أصيب مقاتله
ألا ليت شعري ألا يتأمل المتعجلون في الفتوى لمثل هذا، ألا يرحم ناشئة طلاب العلم أنفسهم والناس من الفتاوى السريعة، والأجوبة الجاهزة، والأحكام الجريئة.
بل وأعجب من هذا كله أنه كان يردد على مسامع تلامذته " صار أمثالنا علماء لما مات العلماء " وكأنه كان يعلم تلامذته الإقلال من الفتوى، والتثبت من العلم.
موقف رائع:
على الرغم من أن الشيخ كان جوهرة ثمينة،وقد ملئ علمًا من مفرق رأسه إلى أخمص قدميه، أو كما يقول عنه الاستاذ محمد المجذوب ـ رحمه الله ـ: " ثقافة موسوعية، حتى ليخيل إليك وهو يحضر تقريراته منها أنها تخصصه الذي لا يكاد يعدوه، شأنه في ذلك شأن الأسلاف الكبار ".
جهود الشيخ الدعوية في المملكة:
خرج الشيخ في رحلته إلى الحج والتي ألف فيها كتابًا خاصًا احتوى على نكات فقهية ودروس علمية ومحاورات أدبية، وقد كانت نيته الحج ولم يكن في خلده أن يقيم بالمملكة، ولكنه أراد أمرًا وأراد الله خيرًا وفيرًا، فمكث الشيخ في المملكة واستقر به المقام في المدينة المنورة ورغب ـ رحمه الله ـ في هذا الجوار الكريم، وقام بتفسير القرآن مرتين وتوفي ـ رحمه الله ـ ولم يكمل الثالثة.
وفي سنة 1317 هـ افتُتح معهد علمي بالرياض وكلية للشريعة وأخرى للغة، واختير الشيخ للتدريس بالمعهد والكليتين فتولى تدريس التفسير والأصول إلى سنة 1381هـ.
ومكث الشيخ بالرياض عشر سنوات وكان يقضي الإجازة بالمدينة ليكمل التفسير، وكان ـ رحمه الله ـ يدرس في مسجد الشيخ محمد آل الشيخ في الأصول،كما كان يخص بعض الطلاب بدرس آخر في بيته، وقد كان بيته أشبه بمدرسة يؤمها الصغير والكبير والقريب والبعيد.
ولما أنشئت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة كان الشيخ ـ رحمه الله ـ علمًا من أعلامها ووتدًا من أوتادها، يرجع إليه طلابها كما يرجع إليه شيوخها، وفي سنة 1386هـ افتتح معهد القضاء العالي بالرياض فكان الشيخ يذهب لإلقاء المحاضرات المطلوبة في التفسير والأصول.
ولما شكلت هيئة كبار العلماء، كان ـ رحمه الله ـ عضوًا من أعضائها، وكان رئيسًا لإحدى دوراتها.
كما كان ـ رحمه الله ـ عضوًا في رابطة العالم الإسلامي.
مؤلفاته:
خاض الشيخ ـ رحمه الله ـ غمار التأليف منذ نعومة أظفاره، فألف وهو في بلاده:
1- نظمًا في أنساب العرب.. وكان ذلك قبل البلوغ.
2- رجزًا في فروع مذهب مالك.
3- ألفية في المنطق.
4- نظمًا في الفرائض.
وهذه المؤلفات الأربعة مازالت مخطوطة
وألف في بلاد الحجاز:
1- منع المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز.
2- دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب.
3- مذكرة الأصول على روضة الناظر.
4- آداب البحث والمناظرة.
5- أضواء البيان لتفسير القرآن بالقرآن.
كما أن هناك العديد من المحاضرات.
وفاته:
توفي ـ رحمه الله ـ ضحى يوم الخميس 17 من ذي الحجة 1393هـ بمكة المكرمة مرجعه من الحج ودفن بمقبرة المعلاة بريع الحجون في مكة ـ رحمه الله ـ وجمعنا به في مستقر رحمته يوم القيامة.
كتاب: أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن:
يقع هذا الكتاب في سبعة أجزاء، وصل فيها الشيخ إلى قوله تعالى في سورة المجادلة: (أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) (المجادلة/22) ووافقه المنية، فأكمل التفسير من بعده تلميذه الشيخ عطية محمد سالم ـ رحمه الله ـ.
المقصود من تأليف الشيخ لهذا التفسير:
1 - بيان القرآن بالقرآن لإجماع العلماء على أن أشرف أنواع التفسير وأجلّها تفسير كتاب الله بكتاب الله.
2 - بيان الأحكام الفقهية.
ومن ثم فإن الكتاب يصنف على أنه تفسير القرآن بالمأثور، فهو تابع فيه لمدرسة التفسير بالأثر، ويدخل كذلك في مدرسة التفسير الفقهية، ومن هنا فقد ذكره صاحب كتاب " اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر " مرتين، الأولى في المنهج أهل السنة والجماعة، والثانية في المدرسة الفقهية.
منهجه:
بيّن المؤلف ـ رحمه الله ـ غرضه من تأليف هذا التفسير بقوله: " واعلم أن من أهم المقصود بتأليفه أمران:
" أحدهما: بيان القرآن بالقرآن لإجماع العلماء على أن أشرف أنواع التفسير وأجلّها تفسير كتاب الله بكتاب الله، إذ لا أحد أعلم بمعنى كلام الله جلّ وعلا من الله جلّ وعلا، وقد التزمنا أنا لا نبين القرآن إلاّ بالقراءة سبعية سواء كانت قراءة أخرى في الآية المبينة نفسها، أو آية أخرى غيرها، ولا نعتمد على البيان بالقراءات الشاذة وربما ذكرنا القراءة الشاذة استشهادًا للبيان بقراءة سبعية، وقراءة أبي جعفر ويعقوب وخلف ليست من الشاذ عندنا ولا عند المحققين من أهل العلم بالقراءات.
والثاني: بيان الأحكام الفقهية في جميع الآيات المبينة ـ بالفتح ـ في هذا الكتاب، فإننا نبين ما فيها من الأحكام وأدلتها من السنة وأقوال العلماء في ذلك، ونرجح ما ظهر لنا أنه الراجح بالدليل، من غير تعصب لمذهب معين ولا لقول قائل، معين لأننا ننظر إلى ذات القول لا إلى قائله، لأن كل كلام فيه مقبول ومردود إلاّ كلامه صلى الله عليه وسلم ومعلوم أن الحق حق ولو كان قائله حقيرًا.
وقد تضمن هذا الكتاب أمورًا زائدة على ذلك، كتحقيق بعض المسائل، اللغوية وما يحتاج إليه من صرف وإعراب والاستشهاد بشعر العرب وتحقيق ما يحتاج إليه فيه من المسائل الأصولية والكلام على أسانيد الأحاديث، كما سنراه إن شاء الله تعالى " (أضواء البيان في إيضاح القرآن 1/3ـ4) .
وقال أيضًا في بيان منهجه، رحمه الله تعالى: " واعلم أن مما التزمنا في هذا الكتاب المبارك أنه إن كان للآية الكريمة مبين من القرآن غير وافٍ بالمقصود من تمام البيان فإنا نتمم البيان من السنّة من حيث أنها تفسر للمبين باسم الفاعل " (أضواء البيان1/24) .
وقال أيضًا: " وربما كان في الآية الكريمة أقوال كلها حق وكل واحد منها يشهد له قرآن فإنا نذكرها ونذكر القرآن، الدال عليها من غير تعرض لترجيح بعضها؛ لأن كل واحد منها صحيح " (أضواء البيان1/20) .
وقد التزم ـ رحمه الله ـ بهذا فالتزم تفسير القرآن بالقرآن معتمدًا على القراءات السبع مبتعدًا عن القراءات الشاذة ومستندًا إلى السنّة النبوية الطاهرة معتبرًا لأقوال العلماء الثقات، لا يتعصب الرأي، ولا يحقر قولاً، بل ينظر إلى ذات القول لا إلى قائله، يستوفي الأقوال ويرجح بالدليل والبرهان، إن كنت أصوليًا وجدت في تفسيره دقائقه، وإن كنت من علماء الحديث وجدت فيه بدائعه، وإن كنت فقيهًا وجدت فيه وفاءه، وإن كنت من علماء العقيدة وجدت فيه صفاءها ونقاءها، بل عقيدة أهل السنة والجماعة التي لا تشوبها شائبة، وإن كنت من علماء كل هذا وجدت فيه رواءك وشفاءك.
طرق تفسيره:
أولاً: تفسير القرآن بالقرآن:
وهذا النوع من التفسير هو الذي أبرزه المؤلف في تفسيره وأعتني به عناية كبيرة، بل أفرده بدارسة قيّمة في مقدمة تفسيره، لا أحسبك تجدها بهذا الجمع والترتيب عند سواه، ولولا أنه ذكر من أنواع بيان القرآن بالقرآن أكثر من عشرين نوعًا في أكثر من عشرين صفحة لسقتها لك بحذافيرها، فهي الكنز عليك به من معدنه وتعجب حين تقرأ له بعد أن عدّد هذه الأنواع قوله: " واعلم ـ وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه ـ أن هذا الكتاب المبارك ـ يعني تفسيره ـ تضمن أنواعًا كثيرة جدًا من بيان القرآن بالقرآن، غير ما ذكرنا تركنا ذكر غير هذا منها خوف إطالة الترجمة، والمقصود بما ذكرنا من الأمثلة مطلق بيان كثرة الأنواع التي تضمنها واختلاف جهاتها ـ وفي البعض تنبيه لطيف على الكل ـ والغرض أن يكون الناظر في الترجمة على بصيرة ما يتضمنه الكتاب في الجملة قبل الوقوف على جميع ما فيه " (أضواء البيان1/26) .
ولذا فلا تثريب عليّ أن ذكرت بعض الأمثلة لبعض الأنواع التي جاءت بعد تفسيره ـ رحمه الله ـ فهي أنواع كثيرة وأمثلة أكثر، فمن ذلك:
بيان الإجمال:
وقد ذكر ـ رحمه الله ـ في مقدمة تفسيره أن الإجمال يكون بسبب الاشتراك سواء كان الاشتراك في اسم أو فعل أو حرف.
ومن الاشتراك في اسم قوله تعالى: (وليطوفوا بالبيت العتيق) (الحج/29) ، قال ـ رحمه الله ـ في ذلك: " في المراد بالعتيق هنا للعلماء ثلاثة أقوال:
الأول: أن المراد به القديم، لأنه أقدم مواضع التعبد.
الثاني: أن الله أعتقه من الجبابرة.
الثالث: أن المراد بالعتق فيه الكرم، والعرب تسمي القديم عتيقًا وعاتقًا ومنه قول حسان ـ رضي الله عنه ـ:
كالمسك تخلطه بماء سحابة أو عاتق كدم الذبيح مدام
لأن مراده بالعاتق الخمر القديم التي طال مكثها في دنها زمنًا طويلاً وتسمي الكرم عتقًا ومنه قول كعب بن زهير:
قنواء في حرتيها للبصير بها عتق مبين وفي الخدين تسهيل
فقوله عتق مبين: أي كرم ظاهر ومنه قول المتنبي:
ويبين عتق الخيل في أصواتها
أي كرمها، والعتق من الجبابرة كالعتق من الرق، وهو معروف.
وإذا علمت ذلك فاعلم: أنه قد دلت آية من كتاب الله على أن العتيق في الآية بمعنى: القديم الأول، وهي قوله تعالى: (إن أول بيتٍ وضع للناس للذي ببكة مباركًا) (آل عمران/96) مع أن المعنيين الآخرين كلاهما حق، ولكن القرآن دل على ما ذكرنا، وخير ما يفسر به القرآن القرآن " (أضواء البيان5/686ـ687) .
وقد يكون الإجمال بسبب إبهام في اسم جنس جمعًا كان أو مفردًا أو اسم جمع أو صلة موصول أو معنى حرف.
ومثال الإجمال بسبب الإبهام في اسم جنس مجموع: قوله تعالى: (فتلقى آدم من ربه كلمات) (البقرة/37) قال ـ رحمه الله ـ في ذلك: " لم يبين هنا ما هذه الكلمات، ولكنه بيّنها في سورة الأعراف بقوله: (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننَّ من الخاسرين) (الأعراف/23) (أضواء البيان1/63) .
ومثال الإجمال بسبب الإبهام في اسم جنس مفرد قوله تعالى: (وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا) (الأعراف/137) قال ـ رحمه الله ـ في تفسيرها: " لم يبين هنا هذه الكلمة الحسنى التي تمت عليهم ولكنه بينها في القصص بقوله: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض، ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) (القصص/5، 6) (أضواء البيان2/297) .
ومن أمثلة هذا النوع أعني أن يكون الإجمال بسبب الإبهام في اسم جنس مفردًا، قوله تعالى: (ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين) (الزمر/71) قال ـ رحمه الله ـ: " فقد بينها بقوله: (ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين) (السجدة/13) ونحوها من الآيات " (أضواء البيان1/8) .
ثانيًا: تفسير القرآن بالسنَّة:
أما تفسير القرآن بالسنّة ومن أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم فقد أورد ـ رحمه الله ـ عددًا كثيرًا منها وهذه بعضها:
فمن ذلك: تفسيره لقوله تعالى: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) (الفاتحة/7) ، قال: " قال جماهير من علماء التفسير " المغضوب عليهم " اليهود، " الضالين " النصارى، وقد جاء الخبر بذلك عن رسول الله صلى عليه وسلم من حديث عدي بن حاتم ـ رضي الله عنه ـ " (أضواء البيان1/37) .
وقال في تفسير قوله تعالى: (ثلاثة قروء) (البقرة/228) ، وأما الذين قالوا الأطهار فاحتجوا بقوله تعالى: (فطلقوهنَّ لعدتهنَّ) (الطلاق/1) قالوا عدتهنَّ المأمور بطلاقهنَّ لها الطهر لا الحيض كما هو صريح الآية.
ويزيده إيضاحًا قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر المتفق عليه: [فإن بدا له أن يطلقها فليطلقها طاهرًا قبل أن يمسها فتلك العدة كما أمره الله] (البخاري 6/67، مسلم2/1093) .
قالوا أن النبي صلى الله عليه وسلم صرح في هذا الحديث المتفق عليه بأن الطهر هو العدة التي أمر الله أن يطلق لها النساء، مبينًا أن ذلك هو معنى قوله تعالى: (فطلقوهنَّ لعدتهنَّ) وهو نص من كتاب الله وسنّة نبيه في محل النزاع.
قال مقيده عفا الله عنه ـ الذي يظهر لي أن دليل هؤلاء هذا فصل في محل النزاع، لأن مدار الخلاف هل القروء الحيضات أو الأطهار؟ وهذه الآية، وهذا الحديث، دلا على أنها الأطهار.
ولا يوجد في كتاب الله، ولا سنّة نبيه صلى الله عليه وسلم شيء يقاوم هذا الدليل، لا من جهة الصحة، ولا من جهة الصراحة في النزاع، لأنه حديث متفق عليه مذكور في معرض بيان معنى آية من كتاب الله تعالى " (أضواء البيان1/130) .
ومنها ما هو بيان أحكام زائدة على ما جاء في القرآن ومنها ما هو بيان للناسخ والمنسوخ، ومنها ما هو تأكيد لما جاء في القرآن، وغير ذلك.
ثالثًا: تفسير القرآن بأقوال الصحابة:
والمؤلف ـ رحمه الله ـ كثيرًا ما يستشهد بالتفسير الصحيح لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكثيرًا ما يذكر لتفاسيرهم شواهد من آيات القرآن الكريم أو من سنّة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ففي تفسير قوله تعالى: (وضرب الله مثلاً قريةً كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدًا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) (النحل/112) .
قال ـ رحمه الله ـ وقوله: (فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) وقع نظيره قطعًا لأهل مكة لما لجّوا في الكفر والعناد ودعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم سنين كسنين يوسف " (البخاري كتاب التفسير 6/39، مسلم كتاب صفات النافقين 4/2157) .
فأصابتهم سنة أذهبت كل شيء حتى أكلوا الجيف والعلهز " وهو وبر البعير يخلط بدمه إذا نحروه " وأصابهم الخوف الشديد بعد الأمن، وذلك الخوف من جيوش رسول الله صلى الله عليه وسلم وغزواته وبعوثه وسراياه، وهذا الجوع والخوف أشار لهما القرآن على بعض التفسيرات فقد فسر ابن مسعود آية " الدخان " بما يدل على ذلك ".
ثم ذكر ـ رحمه الله ـ بعض الروايات عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ وعقب عليها قائلاً: " وفي تفسير ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ لهذه الآية الكريمة ـ ما يدل دلالة واضحة على أن ما أذيقت هذه القرية المذكورة في " سورة النحل " من لباس الجوع أذيقه أهل مكة حتى أكلوا العظام وصار الرجل منهم يتخيل له مثل الدخان من شدة الجوع، وهذا التفسير من ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ له حكم الرفع لما تقرر في علم الحديث: من أن تفسير الصحابي المتعلق بسبب النزول له حكم الرفع، كما أشار له صاحب طلعة الأنوار بقوله:
تفسير صاحب له تعلق بالسبب الرفع له تحقق
وكما هو معروف عند أهل العلم " (أضواء البيان1/340ـ342) .
المراجع:
1 - ترجمة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: " عبد الرحمن السديس " ط دار الهجرة
2 - أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن: الشيخ: محمد الأمين الشنقيطي / ط دار الكتب العلمية.
3 - اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر: " د. فهد بن عبد الرحمن الرومي ".
http://www.islamweb.net/quran/shahksyyat/20/25.htm
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/280)
محمد الحسن ولد الددو
هذه ترجمة للشيخ الددو جمعتها من على صفحات هذا المنتدى المبارك:
يقول أحد تلاميذه:
الشيخ محمد الحسن ولد الددو هو من العلماء الشباب وهو خريج محضرة اخواله آل عدود بام القرى بصحراء ولاية الترارزة بموريتانيا، وهي من اشهر المحاضر السلفية بالقطر الموريتاني.
التحق الشيخ بالمعهد السعودي (فرع جامعة الامام) بنواقشوط ولما كان الشيخ بتلكم المكانة العلمية ابتعثه المعهد ليواصل مراحل التعليم العالي بجامعة الامام بالرياض. ولقد سمعت جلسة مناقشة رسالته لمرحلة الماجستير التي ناقشه فيها كل من الشيخ اللحيدان والشيخ الاطرم، مع ثنائهم عليه، بل كان الدكتور الاطرم يثير بعض التساؤلات على الرسالة فيجيبه محمد الحسن بوابل صيب من غزير علمه فلا يملك المناقش (الشيخ الاطرم) الا ان يقول: العهدة عليكم!؟ فيقول: نعم ...
وقد اخبرني بعض اهله بالمحضرة ان الشيخ محمد الحسن ممن درسوا النحو وعمره ثمان سنوات ...
واما خلق الشيخ وادبه في نفسه وتواضعه فشيء فائق الوصف، جربته بمكة والمدينة ونواقشوط وام القرى (البادية) فلم يتغير، هو هو حيثما حل، اول ما يدلك على رفيع خلقه: عريض ابتسامة يلاقيك بها ثم يصافحك فلا يخلع يده من يدك ويمشيك معه كانك كنز قد ظفر بك فوالله لا انقطع عجبا من احتفاله بي وانا النكرة في سياق علمه وفضله..
دعوة الشيخ وما دعوة الشيخ، يسافر في الاقطار كلما سنحت له فرصة ليعلم الاقليات الاسلامية شرقا وغربا بل في ايام عطلته التي كان من المفترض ان يقضيها بين اهله وعند زوجته بالبادية وقد غاب عنهم الاشهر الطوال فما نسمع بقدومه الا ويقال لنا قد سافر الشيخ الى بعض البلاد الافريقية للدعوة، وان كان بموريتانيا يكون جالسا معنا قبيل صلاة المغرب اذ ياتيه اصحاب مسجد ما من مساجد نواقشوط؛ يا شيخ، قد اعلنا للناس انه سيكون لكم محاضرة عندنا بعد صلاة المغرب بموضوع كذا!! فيقوم من غير تذمر بل بوجه طلق وصدر رحب ويلقي عندهم محاضرة كانه اعد لها من شهر بل اشهر فلله دره من داعية ناصح لامته قائم بحق علمه نحسبه كذلك والله حسيبه ولانزكي على الله احدا ونسال الله ان يفرج كربتنا وكربته وان يفك اسرنا واسره وان يجمعنا بكم جميعا في الفردوس الاعلى امين ...
وحدّث عن حفظه تلميذ آخر فقال:
أحفظ من رأيت هو العلامة محمد الحسن بن الدّدو الشنقيطي المحاضر بجامعة الإمام بالرياض، أخبرني أنه أتم حفظ المعلقات العشر على يد أمه وله أربع سنوات، وذلك قبل أن يحفظ القرآن على عادة أهل بلده بتقديم حفظ المعلقات على حفظ القرآن صونا للسان عن اللحن في كتاب الله، ثم أتم حفظ القرآن وله سبع سنين، ثم حفظ من الألفيات والمتون العلمية ما الله به عليم، فمن ذلك جميع ألفيات السيوطي ألفية النحو وألفية الحديث وألفية البلاغة وألفية الأصول، وبعض هذه الألفيات يبلغ ألفي بيت، وألفية ابن مالك، والاحمرار لابن بونا الشنقيطي وهو شرح على ألفية ابن مالك في ثلاثة آلاف بيت، ويحفظ جل إن لم يكن كل ألفية خاله الشيخ محمد سالم بن عبد الودود وزير العدل الموريتاني وعضو المجمع الفقهي وهي في 15 ألف بيت في الفقه المالكي، وتقريبا يحفظ كل ما يخطر ببالك من المتون في جميع العلوم، بالإضافة لحفظه جملة وافرة من دواوين الشعراء، ويحفظ بعض المعاجم، وقد رأيت حفاظ الشناقطة وكبار علمائهم يشهدون له بأنه أحفظهم
وكان له درس بالسكن الجامعي بجامعة الإمام من صلاة مغرب يوم السبت إلى صلاة فجر الأحد بدون انقطاع، يشرح فيه من حفظه نحو ثلاثين متنا، ما بين دواوين شعر جاهلي ومتون في الأصول وفي الفقه والعقيدة والحديث والمنطق وغيرها، ولعل بعضكم حضر دروسه ورأى ما رأيت، ثم يجيب أحيانا على بعض الأسئلة بعد الفجر إلى موعد الدوام، ويذهب بعد ذلك لإلقاء محاضراته بالجامعة
كل هذا - بارك الله له - وعمره نيّف وثلاثون سنة، والأجمل من ذلك أدبه وتواضعه الجم، واحترامه لتلاميذه، حتى ربما توهم بعضهم أنه هو التلميذ وتلميذه هو الشيخ!
ورغم سعة حفظه فهو يقول بأن أحفظ من علم أمه! ولله درها من أم، كانت تهدهده بالألفية!!!! ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt ... =&threadid=9071
---------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/281)
مُحمّدِ بنِ محمّدٍ المُختارِ الشنقيطيِّ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين أما بعد
نبذة عن حياة الشيخ
نريد من الشيخ نبذة عن كيفية طلبه للعلم؟
جزى الله من كتبه ورجى ثوابه، وأخشى أن أثبّط طلاب العلم، وتكونون كالمستجير من الرمضاء في النار.
والحديث عن النفس محرج؛ لكن على العموم نذكر بعض الشيء وأسأل الله العظيم ألا يؤاخذني في الآخرة على ملء مادة الشريط بمثل هذه الأخبار، ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل.
أما عن طلبي للعلم، فأسأل الله أن يجزي الوالد عني كل خير، وأحمد الله-تبارك وتعالى- أن هيأه لي وسخره لي، وما كان العبد ليصيب ذلك لولا فضل الله.
كان -رحمه الله- حريصاً إلى أخذنا إلى مجالسه في الحرم، وحضور درسه في البيت، وكان يأخذني منذ الصغر معه لدرسه بالحرم، حتى أنني ربما أنام - من صغري - في حجره في الدرس؛ لأنه كان يدرّس بعد الفروض كلها، إلا العصر أحياناً يكون عنده درس في البيت، فلما بلغت الخامسة عشرة، أمرني أن أجلس بين يديه وأن أقرأ عليه دروس الحرم، فابتدأت معه في سنن الترمذي، وتعرفون بداية مثلي في
جمع من الناس في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ ولكنه أراد أن يشحذ همتي، وكان يحسن الظن فيّ، أسأل الله العظيم ألا يخيب ظنه فيّ.
فابتدأت بقراءة سنن الترمذي، ثم الموطأ، وختمته عليه، ثم سنن ابن ماجة، وتوفي ولم أكمله عليه، وأسأل الله أن يكتب له أجر إكماله. هذا بالنسبة للدرس الأول بعد المغرب.
ثم يأتي طالب ويقرأ عليه درس في اللغة، ثم طالب يقرأ عليه درساً في الفقه، وكنت أحضر معه.
وبعد العشاء كنت أقرأ عليه صحيح مسلم، حتى ختمه، وابتدأ بالختمة الثانية، وتوفي في آخرها، ومن غريب ما يذكر أنه توفي عند باب فضل الموت والدفن في المدينة.
وأذكر أنه في آخر هذا الدرس دعا، ولم تكن عادته الدعاء في هذا الموضع، وقد قرأت عليه هذا الحديث من البخاري ومسلم قرابة أربعة مرات، ما أذكر أنه دعا إلا في آخر مجلس من حياته، وكان صحيحاً ليس به بأس، فبعد أنه ذكر الفضل في الموت في المدينة وأقوال الصحابة، قال: وأسأل الله ألا يحرمنا ذلك، فأمن الحاضرون، وكان تأمينهم ملفت للنظر كتأمين المصلين في الحرم في الصلاة من كثرتهم.
ثم في الفجر كان يقرأ حتى تطلع الشمس، وأما بعد صلاة الظهر فكنت أقرأ عليه صحيح البخاري حتى ختمته، ثم ابتدأتُ قراءة ثانية، وتوفي ولم أكملها عليه.
وأما بالنسبة لقراءتي الخاصة عليه، فقرأت عليه في الفقه متن الرسالة حتى أكملته، وشيئاً كثيراً من مسائل كتاب بداية المجتهد، وكنت أحررها، وكان -رحمه الله- واسع الباع في علم الخلاف، إلا أنه من ورعه كان لا يرجح.
وأما بالنسبة لعلم الأصول فقرأت عليه، لكن كان -رحمه الله- لا يحب كثرة الجدل والمنطق التي يقوم علم الأصول، فكان إذا دخلت معه في المنطق يقول: قم، يطردني؛ لأنه كان يرى تحريمه وهو قول لبعض العلماء.
وإن كان اختيار بعض المحققين ومنهم شيخ الإسلام التفصيل كما أشار إلى ذلك الناظم بقوله:
وابن الصلاح والنّواوي حَرّمَا ** وقال قومٌ ينبغي أن يُعْلَمَا
والقولة المشهورة الصحيحةْ ** جوازه لكامل القريهْ
ممارسِ السنة والكتابِ ** ليهتدي بها إلى الصوابِ
المقصود أن أُدلّل على أني ما أستوعب معه جانب الأصول من ناحية النطق والخلافات، وأتممته على بعض المشايخ الذين كان لهم باع فيه، وأسأل أن يكون فيها تعويض لما لم أقرأه على الوالد.
أما المصطلح فقرأت عليه بعض المنظومات، منها البيقونية والطلعة، وقرأت عليه تدريب الراوي.
والسيرة كان له درس في رمضان فيه البداية والنهاية، وكان في التاريخ شيء عجيب، حتى إن الشيخ محمد العثيمين يقول: كان والدك يحفظ البداية والنهاية.
وكان له باع في علم الأنساب، والحقيقة أنني قصّرت فيه ولم آخذه عنه، ويعلم الله ما كان يمنعني منه إلا خشية أن الإنسان يأتي ويقول: هذه القبيلة تنتمي إلى كذا، فيتحمل أوزار أنساب أمم هو في عافية منه، لكن الحمد الله، في الفقه والحديث والعلوم التي أخذتها عليه غناء عن غيرها.
http://www.shankeety.com/HisLife.html
---------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس
صور من حياة شيخنا العلامة الزاهد: محمّد المختار الشنقيطي..منقول
للأمانة العلمية الموضوع منقول منتدى الساحات
تبتّلٌ في محرابِ شيخِنا العلاّمةِ الزاهدِ: مُحمّدِ بنِ محمّدٍ المُختارِ الشنقيطيِّ
في زحمةِ هذهِ الأحداثِ المتلاطمةِ، وما تمخّضَ عنها من المواضيع ِ الفاترةِ، وفي خِضمِّ التصنيفاتِ الجائرةِ، والمهاتراتِ البائسةِ، تنكّبتْ بالكثير ِ من المنتدياتِ الأحوالُ، وتتابعتْ عليها وعلى كُتّابِها الأهوالُ، ولجَّ الكثيرُ من أهلِها في الخلافِ، وأصرّوا على العِنادِ، وصارتِ الكتابة ُ فيها - إلا قليلاً - نوعاً من العبثِ وضرباً من الهذيان ِ، وإلى المجون ِ والتهريج ِ أقربَ منها إلى التأصيل ِ والتقرير ِ، ولم نعُدْ نرى فيها إلا هجوماً وتدابراً، كأنّنا في معركةٍ أو نِزال ٍ.
أقولُ هذا ولا أزكّي نفسي، أو أستثنيها من هذا، فأنا منكم، إن خيراً فخيراً، أو شرّاً فشرّاً، وقاتلَ اللهُ دُريدَ بنَ الصمّةِ، إذ سنَّ الموتَ مع الجماعةِ ولو على حالةٍ لا تسرُّ، عندما جعلَ رُشدهُ من رُشدِ غزيّة َ - وهي قومهُ -، وغوايتُهُ من غوايتِها، وصارَ هذا من السُنن ِ التي تزيدُها الأيّامُ ثباتاً، مع أنّها طبعٌ ذميمٌ، وخلقٌ سيءٌ.
هذه الظِلالُ القاتمة ُ من الحال ِ المرير ِ الذي نعيشهُ، تتطلّبُ منّا وقفة ً نُراجعُ فيها النفسَ، وواحة ً نتفيّأ في ظلالِها الأنسَ، ونجدُ في مغانيها الرّاحة َ، وفي أعطافِها الدعة َ، وإذا استمرأنا وضعنا المُخزي، فنحنُ على أعتابِ كارثةٍ فكريّةٍ كُبرى، فما دامَ الحالُ يُراوحُ في مكانهِ، بينَ قدح ٍ سافر ٍ يكشفُ مخبوءَ النيّةِ السيئةِ، وبينَ تصنيفٍ ظالم ٍ يفضحُ خواءَ النفس ِ من الإنصافِِ، والقلمُ يُبرى ليُكتبَ بهِ ما لا يصلحُ أن يكونَ صحيفة ً على حائطٍ في مدرسةٍ للصبيان ِ، فإنَّ استصلاحَ الحال ِ وتقويمهُ يحتاجُ إلى زمن ٍ فسيح ٍ، ونفوس ٍ صابرةٍ، وهمم ٍ مشحوذةٍ، ولا يلوحُ في الأفقِ دونَ ذلكَ إلا خرطُ القتادِ، وسفُّ الرّمادِ، والحمدُ للهِ على كلِّ حال ٍ.
في طريق ِ الإصلاح ِ للقلم ِ، والتهيئةِ للفكر ِ، والدُربةِ للعقل ِ، هذهِ مادّة ٌ خاصّة ٌ عن شيخِنا العلاّمةِ العابدِ الزاهدِ: مُحمّدِ بن ِ مُحمّدٍ المختار ِ الشنقيطيِّ، أسعدَ اللهُ أيّامهُ، وأعلى قدرهُ ومنزلتهُ، أبثّهُا بينَ يديكم لتكونَ كالغيثِ الذي ينهمرُ فيروي الأرضَ القفرَ اليبابَ، وكالنّسيم ِ العليل ِ يبعثُ النّشاطَ في النّفوس ِ الحالمةِ، وكالوردِ العبق ِ الفوّاح ِ في وسطِ القيظِ المُلهبِ يُبهجُ المُهجَ فتنتعشُ وتطربُ، جمعتُها من خلاصةِ ما سمعتهُ من طلاّبهِ، أو وقفتُ عليهِ مُعاينة ً، لعلَّ اللهَ أن يُبعثَ بها الهِممَ من مرقدِها.
هو شيخُنا الفقيهُ المُفسّرُ الأصوليُّ: أبو عبدِ اللهِ مُحمدُ بنُ محمّد المختار ِ بنِ أحمدَ مزيد الجكنيُّ الشنقيطيُّ، والدهُ رجلٌ من أهل ِ العلم ِ الكِبار ِ، درّسَ - أعني والدهُ - في المدينةِ النبويّةِ - شرّفها اللهُ - وفي جُدّة َ - حرسها اللهُ -، وكانَ عالماً فاضلاً من سراةِ الشناقيطِ، سليل ِ أرومةٍ من ذوي الشرفِ والوجاهةِ، ومن أهل ِ الفضل ِ فيهم، وهو ينتسبُ - كما حدّثني قريبٌ للشيخ ِ - إلى الإمام ِ الكبير ِ: المختار ِ بن ِ بونة َ الجكنيِّ - جادَ اللهُ بالرّحمةِ مثواهُ -، أحدِ كِبار ِ العلماءِ في بلادِ شنقيطَ، توفّيَ قديماً، ولهُ مصنّفاتٌ عدّة ٌ منها: طرّة ُ الألفيّةِ، والاحمرارُ، وهي من عجائبِ ما ألّفَ في علم ِ العربيّةِ، أكملَ بهما ألفية َ بن ِ مالكٍ ووشّحها بحاشيةٍ كاشفةٍ لمعانيها، ولهُ قصّة ٌ عجيبة ٌ تدلُّ على كرامةٍ من اللهِ لهُ - بعدَ أن ِ افترى عليهِ بعضُ أهل ِ عصرهِ ونابذوهُ حسداً وبغياً -، حدثتْ في ساعةِ وفاتِهِ، حدّثني بها غيرُ واحدٍ من أهل ِ العلم ِ ومنهم شيخُنا مُحمّدٌ، ولذكرِها موضعٌ آخرُ.
ومن شعرهِ - أي ابن ِ بونة َ - الذي يفخرُ بهِ - وهي قصيدة ٌ مشهورة ٌ - قولهُ:
نحنُ ركبٌ من الأشرافِ مُنتظمٌ ********* أجلُّ ذا العصر ِ قدراً دونَ أدنانا
قد اتخذنا ظهورَ العيس ِ مدرسة ً ********* بها نُبيّنُ دينَ اللهِ تِبيانا
ومن أرادَ الوقوفَ على ترجمتهِ، فلْيُراجعْ كِتابَ " الوسيطِ في تراجم ِ أدباءِ شنقيطَ "، وهو مطبوعٌ مُتداولٌ.
ومن عجائبِ ما يُذكرُ عن والدهِ، ما حدّثني بهِ شيخي مُحمّدٌ نقلاً عن شيخِنا الإمام ِ: مُحمّدٍ العُثيمين ِ - برّدَ الله مضجعهُ - أنَّ والدهُ كانَ يحفظُ كتابَ " البدايةِ والنهايةِ " للإمام ِ ابن ِ كثير ٍ - رحمهُ اللهُ - كاملاً، وقد كرّرَ شيخُنا نقلَ هذا الكلام ِ غيرَ مرّةً، وأخبرني الشيخُ أنَّ والدهُ كانَ من كِبارِ الضابطينِ لعلمِ التأريخ ِ والنّسبِ، وذكرَ شيئاً من ذلكَ أيضاً العلاّمةُ: بكرُ بنُ عبدِ اللهِ أبو زيدٍ - شفاهُ اللهُ ومتّعهُ بالعافيةِ -، في كتابهِ " طبقاتُ النسّابينَ " وغيرهُ.
ومن فضائلهِ - أعني والدهُ - جلَدهُ وصبرهُ، فقد أوتيَ صبراً عظيماً على ما ابتلاهُ اللهُ بهِ من الأمراض ِ وتقلّبِ الأحوال ِ، وبقدر ِ ما كانَ يعظمُ بهِ البلاءُ ويشتدُّ عليهِ الكربُ، كانَ يزدادُ في الثباتِ صبراً واحتساباً، من ذلكَ أنّهُ كانَ لا يكرهُ البنج والمخدّرَ في الجراحةِ، فحصلَ عليهِ حادثٌ اقتضى جراحة ً فامتنعَ من قبول ِ البنج ِ، وأجريتْ لهُ العمليّة ُ وخيطتْ جلدة ُ رأسهُ وهو في كامل ِ وعيهِ، ولم يزدْ على أنْ كانَ يذكرُ اللهَ تعالى، ولهُ في هذا أخبارٌ عجيبة ٌ، ذكرها شيخُنا في دروسِهِ ومحاضراتهِ، وأتى على شيءٍ منها العلاّمةُ: مُحمّدٌ المجذوبُ - رحمهُ اللهُ - في كتابهِ " علماءُ ومفكّرونَ عرفتهم "، في جزءهِ الثالثِ، فلْيُراجعْهُ من أرادَ الوقوفَ على ذلكَ.
وُلدَ شيخُنا في المدينةِ النبويّةِ سنةَ 1381 هـ، كما حدّثني بذلكَ، ودرسَ فيها دراستهُ النظاميّةَ، وأكملَ الدراسةَ المتوسّطةَ والثانويّةَ في معاهدِ الجامعةِ الإسلاميّةِ التابعةِ لها، ثمَّ أكملَ دراستهُ الجامعيّة َ في الجامعةِ الإسلاميّةِ، في كلّيةِ الشريعةِ، وتخرّجَ منها، ثُمَّ عُيّنَ بها معيداً، وحضّرَ رسالتهُ الماجستيرَ فيها، وكانَ عنوانُ رسالتهِ " القدحُ في البيّنةِ في القضاءِ "، ولم تطبعْ بعدُ، ثُمَّ حضّرَ رسالتهُ في الدكتوراه، وكانَ ينوي ابتداءً أن تكونَ في تحقيق ِ جزءٍ من كتابِ الإمام ِ ابن ِ عبدِ البرِّ - رحمهُ اللهُ - " الاستذكارُ "، ثمَّ عدلَ بعدَ مشورةٍ لبعض ِ مشايخهِ إلى أن تكونَ رسالتهُ في الجراحةِ وأحكامِها، فاختارَ ذلكَ الموضوعَ، وكانتْ أطروحتهُ بعنوان ِ " أحكامُ الجراحةِ الطبيّةِ والآثارُ المُترتبة ُ عليها "، وقد أجيزتْ بمرتبةِ الشرفِ الأولى، مع التوصيةِ بالطبع ِ، وطبعتْ مراراً، وأخذَ شيخُنا عليها جائزة َ المدينةِ المنوّرةِ للبحثِ العلميِّ.
هذهُ نبذة ٌ يسيرةٌ عن مولدِ الشيخ ِ ودراستهِ وشهاداتِهِ.
أمّا عن علمهِ وفضلهِ وديانتهِ، فهذا أمرٌ علمهُ جميعُ من عرفَ الشيخَ أو بلغهُ خبرهُ، واستقرَّ في نفوسهم، لما سمعوهُ من علمهِ ووقفوا عليهِ من فضلهِ وآثار ِ صلاحهِ، فالشيخُ لهُ منظرٌ يُنبئُ عن مخبرهِ، فلا يراهُ أحدٌ إلا ويذكرُ اللهَ تعالى، فوجههُ وضيءٌ، طلقُ المُحيّا، مبتسمُ الثغر ِ، ناتئُ الجبهةِ وبها أثرٌ للسجودِ، وأسنانهُ بها فلجة ٌ زيّنتْ طلعتهُ، وسيما الصلاح ِ وآثارُ الهُدى تتقاطرُ من حال ِ الشيخ ِ وهديهِ وسمتهِ.
حينَ الحديثِ عن علمهِ ووفرتهِ، فإنَّ الأمرَ لا يحتاجُ إلى كبير ِ برهان ٍ أو تأكيدٍ، فمن سمِعَ دروسَ الشيخ ِ أو محاضراتِهِ، علِمَ حقّاً غزارة َ محفوظهِ، ودقّة َ فهمهِ، وكثرة َ اطّلاعهِ، وسعة َ مواردهِ، فقد درسَ الشيخُ الفقهَ والحديثَ والتفسيرَ على والدهِ مِراراً، ومن جملةِ ما قرأهُ: الكتبَ الستّة َ وتفسيرَ القرءان ِ مِراراً، إضافة ً إلى عشراتِ المتون ِ في الفقهِ وأصولهِ وأصول ِ الحديثِ والعقيدةِ وغيرِها، ولهُ دِراية ٌ عجيبة ٌ بمذاهبِ الفقهاءِ وأقوالِهم، فهو يستحضرُ كِتابَ " بدايةِ المُجتهدِ ونهايةِ المُقتصدِ " لابن ِ رُشدٍ الحفيدِ، ولا تكادُ تمرُّ مسألة ٌ إلا ويذكرُ فيها أقوالَ أهل ِ العلم ِ ومذاهبَهم وأدلّتهم، ثُمَّ لا يكتفي بذلكَ فحسب، وإنّما يُرصّعُ البحثَ بالترجيح ِ والموازنةِ بينَ الأقوال ِ، بطريقةٍ تدلُّ على فقه النفس ِ، وشيخُنا وإنْ كانَ على طريقةِ المالكيّةِ في التقرير ِ والتفريع ِ، إلا أنّهُ لا يعتمدُ إلا ما صحَّ بهِ الدليلُ، وترجّحَ لهُ بموجبِ المقارنةِ بينَ الأقوال ِ، وهو في دروسهِ يُلقي بحسبِ ما يتهيأ لهُ، فقليلاً ما يُعدُّ أو يُراجعُ للدرس ِ، وإنّما يأتي إلى مجلسهِ ويُقرأ عليه، فينطلقُ كالسيل ِ الهادر ِ، ولا يُعرفُ انتهاءِ الدرس ِ إلا بسكوتهِ.
وطريقتهُ في التدريس ِ كطريقةِ أصحابِ المطوّلاتِ من كُتبِ الفقهِ، إذ يذكرُ المسألة َ وفروعها، ويُطيلُ النفسَ فيها، فينتظمُ درسهُ أبوابَ الفقهِ أصولاً وفروعاً، ويذكرُ في كلِّ مسألةٍ أقوالَ أهل ِ العلم ِ فيها، ويوردُ أدلّتهم وافرة ً تامّة ً، ثمَّ يذكرُ أجوبةٍ كلٍّ، حتّى يصلَ إلى ما يختارهُ ويُرجّحهُ، فيذكرُ وجهَ اختيارهِ، ويُجيبُ على أدلّةِ الآخرينَ، كلُّ ذلكَ صارَ طبعاً فيهِ وعادة ً، فلا يتكلّفُ شيئاً في درسهِ البتّة َ.
وقد توفيَ والدُ شيخِنا في سنةِ 1406 هـ، ولشيخِنا من العمر ِ 25 عاماً، وحينَ وفاتهِ أجازهُ بالفُتيا والتدريس ِ، وكان ابتداءُ شيخِنا بالقراءةِ على والدهِ وعمرُه عشرُ سنواتٍ، كما أخبرَ بذلكَ في دروسهِ.
وشيخُنا كثيرُ القراءةِ والمطالعةِ، ولهُ عناية ٌ خاصّة ٌ بالكتبِ ومعرفة ٌ بها، ومكتبتهُ كبيرة ٌ، ورثَ أكثرَها عن أبيهِ، فيها نفائسُ الطبعاتِ وأندرُها، وقد حدّثني صاحبٌ من طلبةِ العلم ِ، أنّهُ تناقشَ مع شيخِنا في مسألةٍ، فذكرَ صاحبُنا للشيخ ِ أنَّ ابنَ تيميّة َ يرى رأيهُ، فقالَ شيخُنا: لقد قرأتُ الفتاوى ثلاث مرّاتٍ، ولم يمرَّ عليَّ هذا الكلامُ! ، فإذا كانتِ الفتاوى قرأها ثلاث مرّاتٍ، فكيفَ يكونُ شأنُ غيرها من الكتبِ والرسائل ِ؟ ، ومن عجيبِ ما وقعَ لي معهُ أنّي مرّة ً أتيتُهُ فرِحاً أريدُ إلزامهُ بأمر ٍ ما في مسألةٍ فقهيّةٍ، فذكرتُ لهُ وجهها، فقالَ وهو يبتسمُ ابتسامة َ القرير ِ: انظرِ الجوابَ عنها في كتابِ " شرح ِ مُختصر ِ الخرقيِّ " للإمام ِ الزركشيِّ، وكانَ الكتابُ حديثَ الطباعةِ، فعجبتُ من سرعةِ قراءةِ الشيخ ِ للكتابِ، بلهَ وقوفهُ عليهِ! .
كما أنَّ لشيخِنا جلداً وصبراً ومُجاهدةً على بثِّ العلم ِ ونشرهِ، وذلك أنَّهُ كانتْ لهُ ثلاثُ مجالسَ يُقرئُ فيها الفقهَ، أحدُها بجُدّةَ والأخرى بمكّة َ والثالثة َ بالمدينةِ، وكانَ يأتي هذهِ الدروسَ برّاً بسيّارتهِ ولوحدهِ، ولا يكادُ يبيتُ في جُدّة َ إلا قليلاً، ودرسهُ في مكّة َ يوم الثلاثاءِ في شرح ِ كتابِ " زادِ المُستقنِع " فإذا قضى منهُ ربّما سافرَ إلى المدينةِ، ويعودُ في الغدِ إلى جُدّةَ ليُلقي فيها درسهُ في شرح ِ كتابِ " سُنن ِ الترمذيِّ "، فإذا فرغَ من درسهِ وانتهى سافرَ إلى المدينةِ مرّة ً أخرى، لأنَّ لديهِ درساً في المسجدِ النبويِّ يومَ الخميس ِ في شرح ِ كتابِ " عمدةِ الأحكام ِ "، وهكذا حياتهُ، سفرٌ ونصبٌ في سبيل ِ العلم ِ ونشرهِ، على ما يعانيهِ من المرض ِ واعتلال ِ الصحّةِ، وقلّما تجِدُ معهُ رفيقاً في السفر ِ، وذلكَ أنّهُ لا يُحبُّ أن يشقَّ على أحدٍ من طلاّبهِ أو رِفاقهِ، فإن حصلَ وسافرَ معهُ أحدُهم، أخذَ منهُ العهدَ على أن يكونَ الشيخُ هو صاحبَ النفقةِ والزادِ، وأن يكونَ الآخرُ هو الأميرَ، فإن رضيَ بذلكَ فبها ونعمتْ، وإلا فإنَّ عذرَ الشيخ ِ بيّنٌ وواضحٌ في تركهِ.
وهذا يقودُنا للحديثِ عن كرم ِ الشيخ ِ وسخاءهِ، وواللهِ - الذي لا إلهَ إلا هوَ - أنّي لم رجلاً أكرمَ ولا أسخى ولا أجودَ من شيخِنا:
لا تطلبنَّ كريماً بعدَ رؤيتهِ! ********** إنَّ الكِرامَ بأسخاهم يداً خُتموا
وقد صحبتُ النّاسَ ورأيتُ غنيّهم وفقيرُهم وعالمهم وجاهلهم وشريفهم ووضيعهم، ولكنّي لم أرَ رجلاً لا يرى المالَ شيئاً، ولا يُبالي بهِ، كشيخِنا، فقد كانَ نفّاحَ اليدِ، كثيرَ الصدقةِ، لا يردُّ سائلاً، ولا ينظرُ فيما يخرجُ من جيبهِ من مال ٍ، بل يمدُّ يدهُ فإن خرجَ الرّيالُ وهبهُ، أو خرجتِ الخمسمائة ُ وهبها، كلّها عندهُ سواءٌ، وأصحابُ الحاجةِ يقصدونَ إلى الشيخ ِ ويتصدّونَ لهُ، لعلمهِم بسخاءِ يدهِ وطلاقةِ وجههِ، ولهُ صدقاتٌ معروفةٌ مُستمرّة ٌ، وصلة ٌ للغرباءِ، ووصلٌ بالأرحام ِ، وكنتُ إذا زرتهُ أكرمني إكراماً عظيماً وبالغَ في ذلكَ، وما أتيتهُ إلا وكنتُ في بيتهِ بمنزلتهِ فيهِ، أجلسُ وأنا ربُّ الدار ِ، وهو يخدمُ ويقومُ ويأتي بنفسهِ، وربّما أعانهُ بعضُ إخوتهِ، ولا تكادُ تزورُ الشيخَ إلا وتشعرُ ذاتَ الشعور ِ الذي شعرتُهُ أنا، فهو مُتهيئٌ للجودِ والكرم ِ بالفطرةِ.
وفي بيعهِ وشراءهِ لا يُماكسُ ولا يترادُّ مع البائع ِ، وإنّما يشتري بنفس ٍ طيّبةٍ، وربّما يزيدُ في السعر ِ، وكنتُ معهُ مرّة ً فوقفَ لتعبئةِ السيّارةِ بالوقودِ، فدفعِ للعامل ِ مُستحقّهِ ولم يأخذ ما تبقّى من المال ِ، بل تركهُ للعامل ِ، وهذه عادة ٌ معروفة ٌ للشيخ ِ، أنّهُ لا يكادُ يستردُّ ما بقيَ لهُ من مال ٍ إلا نادراً، كرماً منهُ وسخاءً، كما أنّهُ إذا قبلَ الهديّة َ كافأ صاحبَها ولا بُدَّ بأحسنَ منها، بل إنّهُ مرّة ً حضرَ مأدبة ً أقامها لهُ رجلٌ قعيدٌ لا يمشي لحادثٍ أصابهُ، فلمّا انتهتِ المأدبة ُ قصدَ الشيخ ُ إلى أحدِ الشبابِ وأعطاهُ مبلغاً وقالَ لهُ: ادفعه إلى صاحبِ المنزل ِ، فلمّا جاءَ الرّجلُ بالمال ِ إلى صاحبِ المنزل ِ، تفاجأ وإذا بهِ يوازي ما دفعهُ على المأدبةِ، وقد حدثني بهذه القصّة ُ صاحبُ الدعوةِ شخصيّاً.
وبلغهُ مرّة ً أنَّ أحدَ طلاّبهِ مرضتْ أمّهُ، فما كانَ من شيخِنا إلا أن أدخلها أحدَ المستشفياتِ الخاصّةِ على نفقتهِ، إلى أن برئتْ، وهو في هذا من عجائبِ الزمان ِ، رعاية ً لحقوق ِ طلاّبهِ وأصفيائهِ، وسؤالاً عنهم، ووقوفاً معهم في حالاتِ العُسر ِ والكربةِ والضيق ِ، ولا أعرفُ رجلاً من طلاّبهِ إلا وللشيخ ِ عليهِ يدٌ أو صنيعة ٌ، يفعلُ ما يفعلُ بنفس ٍ طيبةٍ وصدر ٍ رحبٍ، وواللهِ إنّهُ كانَ يهتزُّ للبذل ِ والعطاءِ والصلةِ كما يهتزُّ الغريبُ بالوصل ِ واللقاءِ، ويهبُ الأعطية َ كأنّما يهبُها لنفسهِ، لا يستكثرُ شيئاً أو يتعاظمُ مالاً.
هذا بالرغم ِ من قلّةِ المال ِ في يده ِ، وعدم ِ اكتراثهِ بطلبهِ، واكتفاءهِ بما يأخذهُ من تدريسهِ بالجامعةِ فقط، فقد كانَ الشيخُ كثيراً ما ينسى راتبهُ في الجامعةِ، ولا يأخذُهُ إلا بعدَ أن يتّصلَ بهِ المُحاسبُ ويذكّرهُ بذلكَ، كما أنّهُ حينَ وُهبَ جائزة َ المدينةِ المنوّرةِ للبحثِ العلميِّ، قامَ وأعلنَ في مُجتمع ِ الحفل ِ أنّهُ تبرّعَ بكامل ِ مبلغ ِ الجائزةِ للجمعيّةِ الخيريّةِ في المدينةِ النبويّةِ، وعندما طبعَ كتبهُ لم يأخذَ عليها أجراً ورفضَ رفضاً تامّاً، وإنّما شرطَ على بائعِها أن تُخفضَ قيمتُها حتّى يتمكّنَ طلاّبُ العلم ِ من شراءه، مع أنّهُ كتابهُ راجَ رواجاً عظيماً، وطُبعَ أكثرَ من خمس ِ طبعاتٍ، كما أنّهُ مؤخراً طبعَ ما بقيَ من أجزاءِ كتابِ والدهِ، وقامَ بتوزيعهِ مجّاناً.
وهناكَ بيوتاتٌ كثيرة ٌ في المدينةِ النبويّةِ تقومُ على ما يُرسلهُ الشيخ ُ لهم من صدقاتٍ وهباتٍ، وقد وقفتُ على شيءٍ من ذلكَ بنفسي، وسمعتُ من غيري من الإخوةِ طرفاً صالحاً.
وهذا غيضٌ من فيض ٍ في حال ِ الشيخ ِ مع الصدقةِ والصلةِ والبذل ِ، ومن عرفَ الشيخَ علِمَ أنّي قصّرتُ في وصفهِ، وأمسكتُ عن كثير ٍ من حالهِ فيهِ، خشية َ أن لا أنسبَ إلى المجازفةِ والمبالغةِ.
ولشيخِنا والدة ٌ يبرُّ بها بِرّاً عظيماً، فهو إنّما يُكثرُ السفرَ إلى المدينةِ ويُقلُّ من المبيتِ خارجَها رِعاية ً لها، وبِرّاً بها، وقد كنتُ في مجلسهِ يوماً بعد صلاةِ المغربِ، فقامَ الشيخُ يُصلّي الراتبة َ، فسمِعتُ صوتاً يُنادي: مُحمّد! مُحمّد! ، فقامَ شيخُنا وقطعَ صلاتهُ وخرجَ، فعلِمتُ أنَّ هذهِ أمّهُ، وقد حدّثني - أعلى اللهُ قدرهُ - أنَّ تركَ الرقية َ والقراءةَ على المرضى بطلبٍ من أمّهِ، فلا تجدُ الشيخَ قارئاً على مريض ٍ أبداً، بِرّاً بأمّهِ وصيانة ً لها، وفي أحدِ دروسهِ حرّجَ باللهِ العظيم ِ أنْ لا يحضرَ دروسهُ رجلٌ عاقٌّ لوالديهِ، أو ممتنعٌ عن برّهم، وقالَ: لولا أنّي لا أريدُ أن أحرجَ أحداً، وإلا لأمرتهم بالخروج ِ الآنَ من الدرس ِ، وإذا تكلّمَ عن برِّ الوالدين ِ خشعتْ جوارحهُ، ورقَّ قلبهُ، ودارتْ الدمعاتُ في عينهِ، وشفّتْ روحهُ، رضيَ اللهُ عنهُ وأعلى قدرهُ.
ويمتدُّ برّهُ ويتسلسلُ ليصلَ إلى أشياخهِ وإخوانهِ من أهل ِ العلم ِ، فلهم عندَ الشيخ ِ منزلة ٌ وقدرٌ عظيمٌ، فلا يكادُ الشيخ ُ في دروسهِ يذكرُ أهلَ العلم ِ إلا عقّبَ على أسماءهم بالترحّم ِ عليهم، والدعاءِ لهم بالرضى عنهم، وهذه من حسناتهِ الكبيرةِ، والتي غرسها في طلاّبهِ وأحياها فيهم، فلا يمرُّ عليهِ اسمُ العالم ِ أو الشيخ ِ إلا ودعا لهُ، وترّحمَ عليهِ، وأمرَ قارئهُ أن يفعلَ ذلكَ، برّاً بهم ومعرفة ً لقدرِهم، فهو يرى أنَّ لهؤلاءِ الأجلّةِ مكانة ً عظيمة ً علينا، فهم أصحابُ الفضل ِ والسابقةِ، ولا بُدَّ أن يُعرفَ فضلُهم، ويُدعى لهم.
والشيخ ُ لا يسمحُ لأحدٍ كائناً من كانَ أن يقعَ في عرض ٍ عالم ٍ بمجلسهِ، أو ينتقصَ منهُ، وأشدُّ ما رأيتُ الشيخَ غاضباً حينُ ينتهشُ عرضُ عالم ٍ، أو يُنالُ منهُ بحضرتهِ، فيغضبُ الشيخ ُ غضبة ً مضريّة ً، ويخرجُ عن طبيعتهِ المعروفةِ بالسماحةِ واللين ِ واليسر ِ، طاعة ً للهِ ولرسولهِ - صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ -، ثمَّ عِرفاناً لحقِّ أهل ِ العلم ِ ولمكانتِهم، وقد كُنتُ بحضرتهِ ومعنا رجلٌ في ضيافةِ الشيخ ِ، وكانَ الرّجلُ يشربُ الشاي، فإذا بهِ يقولُ للشيخ ِ: يا شيخُ! ، ألا ترى أنَّ الشيخَ عبدَ العزيزَ بنَ باز ٍ يحتاجُ إلى إعادةِ نظر ٍ في بعض ِ الفتاوى! ، وقد فهِمَ شيخُنا من حديثِ الرّجل ِ أنّهُ يقصدُ الغضَّ من الإمام ِ بن ِ باز ٍ - نوّرَ اللهُ قبرهُ -، فلم يجدْ شيخُنا بُدّاً من أن أمرَ الرّجلَ بالخروج ِ من بيتهِ، وقالَ لهُ: لا يجمعُني ومتنقّصُّ الشيخ ِ بن ِ باز ٍ سقفٌ، فخرجَ الرّجلُ من بيتِ الشيخ ِ، وحدّثني الشيخُ لاحقاً أنَّ الرجلَ جاءهُ بعد أسبوع ٍ وهو يقولُ: أشهدُكَ يا شيخُ أنّي أتوبُ إلى اللهِ من الكلام ِ في الشيخ ِ بن باز ٍ وغيرهُ من أهل ِ العلم ِ.
والشيخ ُ ابنُ باز ٍ - رحمهُ اللهُ - أحبُّ النّاس ِ إلى قلبهِ من أهل ِ العلم ِ بعدَ والدهِ، وقد قالَ لي مرّة ً: الجامعة ُ الإسلاميّة ُ انتهتْ بعد الشيخ ِ بن ِ باز ٍ، وحينَ جنازةِ الشيخ ِ في مكّة َ - شرفها اللهُ - رآهُ بعضُ الإخوةِ متأثّراً باكياً.
أمّا الغيبة ُ والنميمة ُ والبهتانُ، فهي عندَ شيخِنا من أكبر ِ الكبائر ِ، ولا يسمحُ لأحدٍ أن يغتابَ أحداً أو يغضَّ من قدرهِ مهما كانتِ الدوافعُ والمبرّراتُ، وقد كانَ لهُ مجلسٌ في بيتهِ يومَ الجمعةِ بعدَ صلاةَ العصر ِ كلَّ أسبوع ٍ، يأتي إليهِ طلبة ُ العلم ِ للفائدةِ والمناقشةِ، فكثرَ في مجلسهِ دعاة ُ الفتنةِ، من الذينَ ينتقصونَ العلماءَ، ويُثيرونَ الفتنَ، ويقتاتونَ على التصنيفِ، فما كانَ من شيخِنا إلا أن أغلقَ مجلسهُ، وفضَّ ذلكَ المحفلَ، وشيخُنا يُكثرُ من ذكر ِ قصص ِ العلماءِ في حفظِ اللسان ِ والتصوّن ِ عن الوقيعةِ في الصالحينَ، فقد كانَ هذا دأبُ والدهِ، بل هو دأبُ الصالحينَ جميعاً، أنّهم أملكُ ما يكونون لألسنتهم، فلا يذكرونَ أحداً إلا بالجميل ِ، ويُمسكونَ عن الكلام ِ والتجريح ِ، طاعة ً للهِ وديانة ً وقُربى، على العكس ِ من الكثير ِ من دعاةِ الفتنةِ والسعاةِ بالباطل ِ، الذين جعلوا ألسنتهم ناراً تأكلُ أعراضَ أهل ِ العلم ِ، ومقارضَ تقرضُ في مناقبِهم وتُذيعُ مثالبَهم.
والحديثُ عن عفّةِ اللسان ِ وصيانتهِ عن اللغو ِ، يدعو حتماً للحديثِ عن الورع ِ والتواضع ِ، وهذا من آثار ِ شيخِنا الحميدةِ، أنّهُ ورعٌ متواضعٌ، تشهدُ بذلكَ أفعالهُ وتدلُّ عليهِ آثارهُ، خاصّة ً فيما يتصلُ بالفُتيا ومسائل ِ العلم ِ، فقلَّ أن تُرى لهُ مسألة ٌ يُخالفُ فيها الإجماعَ، أو ينتحي فيها طرائقَ أهل ِ الشذوذِ والتفرّدِ، بل يسلكُ مسالكَ أهل ِ العلم ِ، ولا يحيدُ عنهم، فليستْ للشيخ ِ مسألة ٌ أو فتوى إلا ولهُ فيها سلفٌ وأثرٌ، وقد كانَ كثيراً ما يُسألُ فلا يجيبُ، ويكتفي بقولهِ: اللهُ أعلمُ، أو يُحيلُ على أهل ِ العلم ِ الكِبار ِ، وفي مجالسَ عدّةٍ رأيتُهُ يُحيلُ على شيخِنا ابن ِ باز ٍ - رحمهُ اللهُ ورضيَ عنهُ -، وبعدَ موتهُ سمعتهُ يُحيلُ أكثرَ من مرّةٍ على الشيخ ِ العلاّمةِ المفتي عبدِ العزيز ِ آلَ الشيخ ِ - حفظهُ اللهُ -، وما كانَ يفعلُ ذلكَ عن قلّةِ في علمهِ، أو نقصاً في أهليّتهِ، إنّما يفعلهُ ورعاً وتحوّطاً، وبلغَ من تواضعهِ بينَ يدي أهل ِ العلم ِ، أنّهُ امتنعَ دهراً من إلقاءِ الدروس ِ في بلادِ القصيم ِ، لمكان ِ شيخِنا الإمام ِ ابن ِ عُثيمينَ - رحمهُ اللهُ ورضيَ عنهُ -، وحتّى عندما ألقى محاضرةً هناكَ، امتنعَ من أن يُجيبَ على الأسئلةِ فقهيّةٍ، تواضعاً منهُ، ورِعاية ً لحقِّ الأكابر ِ من العلماءِ، وعندما ألقى درسهُ في مكّة َ بحضرةِ الإمام ِ بن ِ باز ٍ - رحمهُ اللهُ - لم يجلسْ على الكرسيِّ في مكانهِ المعتادِ مرتفعاً، إنّما جلسَ على الأرض ِ، كما يجلسُ الطلاّبُ، وأكملَ درسهُ، ثمَّ أبى عن الإجابةِ على الأسئلةِ، وأحالها على الشيخ ِ ابن ِ باز ٍ - رحمهُ اللهُ -، على حالةٍ من الاعترافِ بحقِّ أهل ِ العلم ِ، وتواضعاً معهم وأدباً، في طريقةٍ نادرةٍ قلَّ أن نجدَ لها نظيراً، في زمن ِ التعالم ِ والتعالي ونفخ ِ الذاتِ وانتشار ِ الأنا! .
أذكرُ مرّة ً أنَّ امرأة ً اتصلتْ عليهِ وأنا بحضرتهِ، ففهمتُ من ردِّ الشيخ ِ أنَّها تسألُ عن أمر ٍ معيّن ٍ، فلمّا قضى الشيخُ جوابهُ، تغيّرتْ نبرة ُ صوتهِ، ثمَّ قالَ لها: يا أختي في اللهِ! ، واللهِ ما أفتيكِ ولا أفتي غيركِ إلا وأنا أتمثّلُ الجنّة َ والنّارَ أمامَ عينيَّ، فإذا أفتيتكِ خُذي فتوايَ واكتفي بها، وكنتُ كثيراً ما أسمعُ منهُ هذا الكلامَ، فرضيَ اللهُ عنهُ ما كانَ أدينهُ للهِ وأخشاهُ! .
وللحديثِ عن عبادةِ الشيخ ِ وتقواهُ وخشيتهُ وقعٌ آخرُ، فقد عُرفُ الشيخُ بخشيتهِ وعِبادتهِ، فهو رجلٌ عامرُ القلبِ بالإيمان ِ - نحسبهُ كذلكَ واللهُ حسيبهُ -، وأثرُ ذلكَ بادٍ على وجههِ وسمتهِ وجوارحهِ، ويعلمُ اللهُ أنّي إذا رأيتُ الشيخُ أشعرُ براحةٍ عظيمةٍ، وتنفرجُ منّي الأساريرُ، وينزاحُ ما يهمّني أو يغمّني من وصبِ الدّنيا ونصبِها، لأنّي لا أراهُ إلا وأرى نوراً أجدُ أثرهُ في ومضاتِهِ، أكادُ أقبسُ منهُ دونَ أن أرى لهُ جذوة ً تمدّهُ ولا أظنُّ مصدرها إلا في صدرهِ، فهو حينَ يدخلُ إلى درسهِ يدخلُ مُطأطأً رأسهُ، متواضعاً للهِ جلَّ وعلا، في هيئةٍ من الإزراءِ بالنفس ِ، والتعظيم ِ للهِ، تكادُ تأخذُ القلوبَ وتأسرُ الألبابَ، وإذا صلّى إماماً فإنَّ لصوتهِ وقعاً على النفوس ِ، فهو يقرأ بخشوع ٍ وتبتلٍّ، تقرأ في ثنايا ترتيلهِ الخشية َ والخوفَ، وتسري إليكَ الهيبة ُ والسكينة ُ، وقد صلّى بنا مرّة ً أحدُ الإخوةِ أماماً وبكى في صلاتهِ، والشيخُ خلفهُ، وكنتُ في خلفِ الصفوفِ، وصوتُ الشيخ ِ وبكاؤهُ يصلُ إلينا في آخر ِ المسجدِ، فدمعتهُ سريعة ُ الوكوفِ، وقلبهُ تغشاهُ رقّة ٌ دوماً، وعندما شرحَ حديثَ غزوةِ الطائفِ، تغيّرَ وجههُ، ونشجَ نشيجاًَ كتمَ معهُ بكاؤهُ وعبرتهُ، إلا أنّهُ لم يتمكّنْ من ذلكَ في محاضرتهِ " واتقوا يوماً تُرجعونَ فيهِ إلى اللهِ "، إذ انفجرَ باكياً في مبتدأها، لأنّه ذكرَ فيها الحشرَ والنشرَ والموتَ، وهذه عادة ُ الشيخ ِ في حديثهِ في الرّقائق ِ، لا يكادُ يُمسكُ عينهُ وقلبهُ، تغشاهُ الرّقة ُ ويعلوهُ الخوفُ والوجلُ، وتستجيبُ عينهُ لداعي ذلكَ، فيقطعُ حديثهِ كثيراً بالبكاءِ والنشيج ِ.
وقد حدّثني صاحبٌ لي أنّهُ طافَ مرّة ً على إثر ِ الشيخ ِ في مكّة َ، في رمضانَ في عشرِها الأواخر ِ، قالَ صاحبي: والشيخُ يبكي بصوتٍ مرتفع ٍ، كنتُ أسمعهُ من خلفِ النّاس ِ، وقد فعلَ ذلكَ في مدّةِ الطوافِ كلّها.
ومن أعجبِ قصصهِ في العبادةِ والتبتّل ِ، ما حدثنيهِ أحدُ طلاّبِ الشيخ ِ أنَّ الشيخَ دعاهم مرّة ً إلى مزرعتهِ في المدينةِ النبويّةِ، وبعدَ انتهاءِ العشاءِ وخروج ِ الشيخ ِ، بقيَ بعضُ الإخوةِ في المزرعةِ، فجاءهم حارسُ المزرعةِ وجلسَ معهم، وحدّثهم عن الشيخ ِ خبراً عجيباً، مفادُهُ أنَّ الشيخَ كانَ يأتي المزرعةَ يوميّاً ويُصلي على أرضِها مباشرةً من بعدِ العشاءِ إلى صلاةِ الفجر ِ، ويبكي ويبتهلُ للهِ ويضرعُ بالدعاءِ ويلهجُ بالثناءِ بينَ يديهِ، قالَ الحارسُ: وقد رأيتهُ كثيراً يُعفّرُ جبهتهُ بالسجودِ في الترابِ وينشجُ نشيجَ الطفلَ ويبكي للهِ تباركَ وتعالى.
وقد سمعتُ هذه القصّة أكثرَ من مرّةٍ، من أكثرَ من مصدر ٍ، وبمثل ِ هذهِ الأخبار ِ والقصص ِ يتبيّنُ للجميع ِ، أنَّ هذه المكانة َ السامية َ للشيخ ِ، والمنزلة َ العالية َ، إنّما بلغها بالعبادةِ والزهدِ والانقطاع ِ إلى اللهِ، وبالعمل ِ الصالح ِ والعلم ِ النافع ِ، إذ أعرضَ عن القيل ِ والقال ِ، وتفرّغَ لبناءِ نفسهِ وإصلاح ِ حالهِ، فآتاهُ اللهُ ثمرة َ ذلكَ في الدّنيا علوّاً في الدرجةِ، ورِفعة ً عندَ الخلق ِ، وما عندَ اللهِ خيرٌ وأبقى بإذن ِ اللهِ.
وبمثل ِ هذهِ الأعمال ِ الصالحةِ والذخائر ِ العظيمةِ، حفِظَ اللهُ شيخَنا في علمهِ ونفسهِ وعقلهِ، وبوّأهُ رُتبة ً عظيمة ً، ووقعَ للشيخ ِ من القصص ِ ما يُؤذنُ أنَّ ذلكَ حفظ ٌ من اللهِ لهُ، وعناية ٌ ربّانية ٌ خاصّة ٌ، فكثيراً ما كانَ الشيخُ يقودُ سيّارتهُ مسافاتٍ طويلة ً وهو نائمٌ، لا يدري عن الطريق ِ، ويستيقظ ُ فجأة ً وهو قريبٌ من أحدِ الحواجز ِ، أو على وشكِ الجنوح ِ إلى جانبِ الطريق ِ، وقد سمعتُ هذا بنفسي من الشيخ ِ، ولم أشكَّ قطُ - حينَ حدّثني بها - أنَّ هذا من حفظِ اللهُ لهُ ورِعايتهِ بهِ، كأنّما يُهيّئهُ لأمر ٍ عظيم ٍ.
ومن أعظم ِ ما يدلُّ على مناقبِ الشيخ ِ ومكانتهِ، قصّة ٌ وقعتْ وانتشرتْ في أوساطِ النّاس ِ في المدينةِ النّبويّةِ، وهي حادثة ٌ معروفة ٌ، مُلخّصُها أنَّ رجلاً - واسمهُ معروفٌ - من هواةِ التصنيفِ والوقوع ِ في الأعراض ِ، لمزَ شيخنا في عرضهِ ووقعَ فيهِ بكلام ٍ بذيءٍ مُستقبح ٍ، لا يجترأ قلمي على ذكرهِ مُخبراً بهِ وآثراً، فكيفَ بي أن أقولهُ مُعتقداً لهُ! ، وروّجَ ذلكَ الأفّاكُ الأثيمُ الكلامَ على الشيخ ِ، ونشرهُ بينَ النّاسَ، فدعا عليهِ شيخُنا، وواللهِ ما مرّتِ الأيّامُ إلا والرّجلُ يُلقى عليهِ القبضُ في قضيّةٍ أخلاقيّةٍ وهي اللواطُ - أجارنا اللهُ وإيّاكم منها -، بعدَ أن افترى على شيخِنا وقذفهُ في عرضهِ، وهكذا ينتصرُ اللهُ لأوليائهِ، ويذودُ عنهم.
ولعلَّ هذا يكونُ ذكرى لإخوانِنا الذين ابتلوا بالوقيعةِ في أعراض ِ أهل ِ العلم ِ، أن يستلهموا منها العظة َ والعبرة َ، قبلَ أن يقعوا في شركِ الفضيحةِ في الدّنيا، وسوءِ الخاتمةِ عندَ الموتِ.
وللشيخ ِ موقفٌ مُباركٌ في رعايةِ حقِّ الجماعةِ وولاةِ الأمر ِ، فهو يرى طاعتهم والسمعَ لهم، وحينَ وقعتِ الأحداثُ الأخيرة ُ بادرَ باستنكار ِ ذلكَ والتشنيع ِ على فاعلهِ، وحثَّ الشبابَ على لزوم ِ الكتابِ والسنّةِ، وعدم ِ الخروج ِ على ولاةِ الأمر ِ، ودعاهم إلى ضبطِ سلوكِهم وأحوالِهم، وترشيدِ حماسِهم وتهدئةِ فورتِهم، وذكرَ الولاة َ بخير ٍ ودعا لهم بالحفظِ والصلاح ِ، وهذا هو موقفُ أهل ِ الحكمةِ والعدل ِ في الأحداثِ الجسام ِ، أن يكونوا مع الجماعةِ، ويقفوا في صفِّ الأمّةِ، وأن لا يشقّوا عصا الطاعةِ أو يُحدثوا ثلمة ً يلِجُ منها الأعداءُ.
وفي ذاتِ الوقتِ كانَ شيخُنا من أشدِّ النّاس ِ تأثّراً بحال ِ إخوانهِ من المسلمينَ في الخارج ِ، وقد سمعتهُ كثيراً ما يقنتُ لهم، ويُذكّرُ بحقهم، بل كانَ يبكي بكاءً شديداً عندما تقعُ حادثة ٌ للمسلمينَ أو مظلمة ٌ، ويدعو النّاسَ للدعاءِ لهم، والصدقةِ عليهم، والقنوتِ في الصلواتِ، فهو رجلٌ يحملُ همَّ إخوانهِ، ولا تكادُ تمرُّ حادثة ٌ إلا وذكّرَ بما وقعَ لهم، وقنتَ لهم وبكى تأثّراً بحالهم ومصابِهم.
وأختمُ بأمرين ِ:
أوّلهما: أمرُ الشيخ ِ بالمعروفِ ونهيهُ عن المنكر ِ، فهو آمرٌ بالمعروفِ ناهٍ عن المنكر ٍ، يقومُ بحقِّ اللهِ في هذا الأمر ِ، ومن ذلكَ أنَّ مجموعة ً من الرافضةِ - عليهم من اللهِ ما يستحقّونَ - كانوا قد تحلّقوا وقوفاً في المسجدِ النبويِّ الشريفِ، وأوعزوا إلى أشقاهم أن يقومَ ويُشعلَ سيجارة ً ويُدخّنَ في باحةِ الحرم ِ، وهم حولهُ يحوطونهُ ويحرسونهُ، قالَ شيخُنا: فلم أتمالكْ نفسي، ودخلتُ في وسطهم وصفعتُ الرافضيَّ مُخمّساً - هكذا نطقها الشيخُ - على وجههِ، فخنسَ الرافضيُّ، وولّى قومهُ الدبرَ على حالةٍ من الخزي والعار ِ.
وشيخُنا يأمرُ من يصلّي وراءَ الرافضةِ بأن يُعيدَ صلاتهُ، ولفتَ في حديثهِ عنهم - أخزاهم اللهُ - إلى أمر ٍ مهمٍّ، وهو أنَّ الرّافضة َ قليلاً ما يتوبونَ، يقولُ شيخُنا: ولعلَّ اللهَ غارَ على أعراض ِ صحابةِ رسولهِ - صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ - فقلَّ أن يوفّقَ أحدهم لتوبةٍ أو تغيير ٍ لمنهجهِ الخبيثِ.
الثاني: لُطفُ الشيخ ِ وظرفهُ وسعة ُ أخلاقهِ، وهذا أمرٌ يعرفهُ عن الشيخ ِ من لزمهِ أو صحِبهُ، أنّهُ فكِهُ الخلق ِ، لطيفُ الرّوح ِ، ليّنُ العريكةِ، كثيرُ البشر ِ والمُلاطفةِ والمُداعبةِ لطلاّبهِ وأصدقاءهِ، أذكرُ مرّة ً أنّهُ دعا بدعوةٍ في محفل ٍ بأن يقبضهُ اللهُ ويُميتهُ في المدينةِ النبويّةِ، فجلجلَ المجلسَ وصدحوا قائلينَ: آمين! ، فقلتُ بصوتٍ مرتفع ٍ: اللهمَّ أجمعينَ! ، فقالَ شيخُنا وهو يبتسمُ: لا ما يصير كذا! ، بعدين يصير زحمة.
ومرّة ً كنّا في أحدِ القرى معهُ، وفي المجلس ِ أخلاطٌ من جُفاةِ الأعرابِ، وقليلي العلم ِ، ولا يعرفونَ حقَّ أهل ِ العلم ِ أو طريقة َ مُخاطبتهِم، فبادرَ أحدُهم شيخنا بالسؤال ِ وقالَ: يا شيخ لو فيه رجلين أحدهم مزيّن لحيّته والثاني مدخّن، مين يصلّي إمام؟! ، قالَ شيخُنا وهو يبتسمُ: صلّ إنت، أنت مو مزيّن لحيتك ولا شارب للدخان، فضحك المجلسُ، وكانَ غرضُ الشيخ ِ أن يلفتَ النّاسَ إلى السؤال ِ عن مسائلَ ذاتِ فائدةٍ مباشرةٍ، ولهذا ابتدرتُ المجلسَ وسألتُ سؤالاً يُهمُّ الجميعَ، فنظرَ إليَّ الشيخُ وقالَ: إيه هذي هي الأسئلة اللي نبغاها.
ومن رأى الشيخ َ علِمَ أنّهُ صاحبُ ابتسامةٍ لا تكادُ تُفارقُ وجههُ، حتّى في أحلكِ الظروفِ، وأشدِّ المواضع ِ، فلا تراهُ إلا وهو يهشُّ ويبشُّ، ويبتسمُ ويُبدي لكَ السرورَ، وإذا سلمتَ عليهِ فإنّكَ تخرجُ من وراءِ ذلكَ بشعور ٍ أجمعَ عليهِ من يعرفُ الشيخ َ أو يسلّمُ عليهِ: وهو أنّهُ يعرفكَ وبينكما صُحبة ٌ! ، فلا ينزعُ يداً، أو يكفُّ عن ترحيبٍ، أو يقطعُ ابتسامة ً، حتّى تفعلَ أنتَ ذلكَ، وهذا من عظيم ِ خلقهِ وسعةِ صدرهِ.
على أنَّ فيهِ حدّة ً تكادُ تُقرأ من كلامهِ وأسلوبهِ، فينثالُ من جنباتِ بعض ِ حديثهِ وهجُ الحدّةِ، وزفرة ُ القوّةِ، إلا أنّهُ يكسرُ ذلكَ كلّهُ بالحلم ِ، ويردُّ نفسهُ إلى طبيعةِ التروّي.
كما أنّهُ تامُّ المروءةِ وافرُ الخلق ِ، لا يوجدُ عندهُ ما يقدحُ في مروءةٍ أو يشينُ في طبع ٍ، وإنّما هو العدلُ والوسطُ في الخلق ِ والطبيعةِ، مع عفافٍ تامٍّ، وتصوّن ٍ عظيم ٍ، وغيبةٍ مأمونةٍ، وحرص ٍ على أسبابِ السلامةِ، وبُعداً عن البدع ِ والأهواءِ.
وهذهِ الأخلاق ُ الكريمة ُ والشمائلُ الحميدة ُ، جعلتْ طلاّبهُ يحرصونَ كلَّ الحرص ِ على التشبّهِ بهِ، في سمتهِ ودلّهِ وهديهِ وهيئتهِ، ومن حضرَ دروسهُ فسيرى عجباً، من تعظيم ِ الطلبةِ لهُ وتوقيرهُ، وإظهار ِ الإجلال ِ لهُ، والكثيرُ منهم يحرصُ أن يتزيّا على طريقةِ الشيخ ِ، وذلكَ أنّهُ يحرصُ على لبس ِ الغترةِ البيضاءِ، ويحسرُ جبهتهُ، ويجعلُ غترتهُ في الربع ِ الأوّل ِ من طاقيّتهِ، وهذه الطريقة ُ في التزيّي امتثلها طلاّبهُ، وساروا عليها، لقوّةِ ما أثّرهُ الشيخ ُ فيهم، فقد وسِعهم بأخلاقهِ وفضائلهِ، واستحوذ َ على قلوبِهم بشمائلهِ، حتّى صارَ منهم ملءَ السمع ِ والبصر ِ والجوانح ِ، وبمثل ِ هذهِ الكرائم ِ من الأخلاق ِ، والنجائبِ من الخِلال ِ، فاقَ الشيخ ُ أقرانهُ وألجمَ خصومهُ، وصدقَ الشّاعرُ إذ يقولُ:
قاتلْ عدوّكَ بالفضائل ِ إنّها ********** أمضى عليهِ من السّهام ِ النُفّذِ
بقيَ أن أذكرَ لكم أنَّ شيخَنا لم يتزوّجْ بعدُ، وقد ذكرَ سببَ ذلكَ أنّهُ مبتلى ببعض ِ العلل ِ والأمراض ِ، التي تنتابهُ بين حين ٍ وأخرى، فإن قدّرَ اللهُ لهُ وتزوّجَ فهذهِ طريقة ُ أنبياءِ اللهِ ورسلهِ - عليهم صلواتُ اللهِ وسلامهُ -، وإن حالَ بينهُ وبينَ الزواج ِ عرضٌ أو مرضٌ، فكم من إمام ٍ مفوّق ٍ لم يتزوجَ وملأ علمهُ الخافقينَ، كابن ِ تيميّة َ والنووي وغيرِهم - رحمة ُ اللهِ عليهم أجمعينَ -، نسألُ اللهَ أن يكتبَ لشخِنا الشفاءَ العاجلَ، وأن يمدَّ في عمرهِ ويحفظهُ، ويُبقيَهُ ذخراً للإسلام ِ والمُسلمينَ.
هذه قطوفٌ يسيرة ٌ من حال ِ شيخِنا، كتبتُها على عجل ٍ دونَ ترتيبٍ لها أن مراجعةٍ، والذّهنُ مكدودٌ والخاطرُ هائمٌ في أوديةِ الدّنيا، والجسمُ قد لعبَ بهِ البردُ وفتَّ في عظامهِ، لعلَّ اللهَ أن يُحيي بها رُفاتَ الفكر ِ البائدِ، أو رميمَ القلمَ الجانح ِ، فنحنُ بحاجةٍ إلى أمثال ِ هؤلاءِ الأئمّةِ الأعلام ِ، وإلى من يُسدُّ فراغهم، فقد تصرّمَ جيلُ العلماءِ الكبار ِ، وبقيَ منهم طائفة ٌ يسيرة ٌ، ولا ندري ماذا يُحدثُ اللهُ من أمر ٍ، فإن لم نبتدر ِ الغاية َ، ونستبقْ إلى العلياءِ والمجدِ، في العلم ِ والعِبادةِ والصلاح ِ، فإنَّ حالنا ستكونُ مشينة ً، وخاتمة ُ فكرِنا ستكونُ غيرَ سديدةٍ، ولن تُغني عنّا المدائحُ أو الأهاجي، وإنّما هو العلمُ والعملُ، واللهُ المستعانُ.
دمتم بخير ٍ.
أخوكم: فتى.
__________
تموتُ النّفوسُ بأوصابها ... ولم تدر ِ عوّادها ما بها
وما أنصفتْ مهجة ٌ تشتكي ... أذاها إلى غير ِ أحبابها(1/282)
محمد الصومالي
الشيخ محمد الصومالي زرته في رباط بمحبس الجن بمكة، فوجدته طريح الفراش قد أصيب بالاستسقاء في بطنه فسلمنا عليه ومن معي ودعا لنا وطلب منا الدعاء له إن مات والترحم عليه، وفي ذلك الحين كان يقرأ عليه خواص طلبته صحيح البخاري ومنهم بعض أشياخنا، وحملوا عنه علماً جماً، وهو على تلك الحال نسأل الله أن يرحمه ويعلي درجته.
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/283)
الداعية الشيخ محمد الغزالي رحمة الله
من دعاة مصر وعلماء الأزهر المعروفين
كان الشيخ "محمد الغزالي" واحدًا من دعاة الإسلام العظام، ومن كبار رجال الإصلاح، اجتمع له ما لم يجتمع إلا لقليل من النابهين؛ فهو مؤمن صادق الإيمان، مجاهد في ميدان الدعوة، ملك الإسلام حياته؛ فعاش له، ونذر حياته كلها لخدمته، وسخر قلمه وفكره في بيان مقاصده وجلاء أهدافه، وشرح مبادئه، والذود عن حماه، والدفاع عنه ضد خصومه، لم يدع وسيلة تمكنه من بلوغ هدفه إلا سلكها؛ فاستعان بالكتاب والصحيفة والإذاعة والتلفاز في تبليغ ما يريد.
رزقه الله فكرا عميقا، وثقافة إسلامية واسعة، ومعرفة رحيبة بالإسلام؛ فأثمر ذلك كتبا عدة في ميدان الفكر الإسلامي، تُحيي أمة، وتُصلح جيلا، وتفتح طريقا، وتربي شبابا، وتبني عقولا، وترقي فكرا. وهو حين يكتب أديب مطبوع، ولو انقطع إلى الأدب لبلغ أرفع منازله، ولكان أديبا من طراز حجة الأدب، ونابغة الإسلام "مصطفى صادق الرافعي"، لكنه اختار طريق الدعوة؛ فكان أديبها النابغ.
ووهبه الله فصاحة وبيانا، يجذب من يجلس إليه، ويأخذ بمجامع القلوب فتهوي إليه، مشدودة بصدق اللهجة، وروعة الإيمان، ووضوح الأفكار، وجلال ما يعرض من قضايا الإسلام؛ فكانت خطبه ودروسه ملتقى للفكر ومدرسة للدعوة في أي مكان حل به. والغزالي يملك مشاعر مستمعه حين يكون خطيبا، ويوجه عقله حين يكون كاتبا؛ فهو يخطب كما يكتب عذوبة ورشاقة، وخطبه قطع من روائع الأدب.
والغزالي رجل إصلاح عالم بأدواء المجتمع الإسلامي في شتى ربوعه، أوقف حياته على كشف العلل، ومحاربة البدع وأوجه الفساد في لغة واضحة لا غموض فيها ولا التواء، يجهر بما يعتقد أنه صواب دون أن يلتفت إلى سخط الحكام أو غضب المحكومين، يحرّكه إيمان راسخ وشجاعة مطبوعة، ونفس مؤمنة.
المولد والنشأة
في قرية "نكلا العنب" التابعة لمحافظة البحيرة بمصر ولد الشيخ محمد الغزالي في (5 من ذي الحجة 1335هـ = 22 من سبتمبر 1917م) ونشأة في أسرة كريمة، وتربى في بيئة مؤمنة؛ فحفظ القرآن، وقرأ الحديث في منزل والده، ثم التحق بمعهد الإسكندرية الديني الابتدائي، وظل به حتى حصل على الثانوية الأزهرية، ثم انتقل إلى القاهرة سنة (1356هـ =1937م) والتحق بكلية أصول الدين، وفي أثناء دراسته بالقاهرة اتصل بالإمام حسن البنا وتوثقت علاقته به، وأصبح من المقربين إليه، حتى إن الإمام البنا طلب منه أن يكتب في مجلة "الإخوان المسلمين" لما عهد فيه من الثقافة والبيان؛ فظهر أول مقال له وهو طالب في السنة الثالثة بالكلية، وكان البنا لا يفتأ يشجعه على مواصلة الكتابة حتى تخرج سنة (1360هـ = 1941م) ثم تخصص في الدعوة، وحصل على درجة "العالمية" سنة (1362هـ = 1943م) وبدأ رحلته في الدعوة في مساجد القاهرة.
في ميدان الدعوة والفكر
كان الميدان الذي خُلق له الشيخ الغزالي هو مجال الدعوة إلى الله على بصيرة ووعي، مستعينا بقلمه ولسانه؛ فكان له باب ثابت في مجلة الإخوان المسلمين تحت عنوان "خواطر حية" جلَّى قلمه فيها عن قضايا الإسلام ومشكلات المسلمين المعاصرة، وقاد حملات صادقة ضد الظلم الاجتماعي وتفاوت الطبقات وتمتُّع أقلية بالخيرات في الوقت الذي يعاني السواد الأعظم من شظف العيش.
ثم لم يلبث أن ظهر أول مؤلفات الشيخ الغزالي بعنوان "الإسلام والأوضاع الاقتصادية" سنة (1367هـ = 1947م) أبان فيه أن للإسلام من الفكر الاقتصادي ما يدفع إلى الثروة والنماء والتكافل الاجتماعي بين الطبقات، ثم أتبع هذا الكتاب بآخر تحت عنوان "الإسلام والمناهج الاشتراكية"، مكملا الحلقة الأولى في ميدان الإصلاح الاقتصادي، شارحا ما يراد بالتأمين الاجتماعي، وتوزيع الملكيات على السنن الصحيحة، وموضع الفرد من الأمة ومسئولية الأمة عن الفرد، ثم لم يلبث أن أصدر كتابه الثالث "الإسلام المفترى عليه بين الشيوعيين والرأسماليين".
والكتب الثلاثة تبين في جلاء جنوح الشيخ إلى الإصلاح في هذه الفترة المبكرة، وولوجه ميادين في الكتابة كانت جديدة تماما على المشتغلين بالدعوة والفكر الإسلامي، وطرْقه سبلا لم يعهدها الناس من قبله، وكان همُّ معظم المشتغلين بالوعظ والإرشاد قبله الاقتصار على محاربة البدع والمنكرات.
في المعتقل
ظل الشيخ يعمل في مجال الدعوة حتى ذاعت شهرته بين الناس لصدقه وإخلاصه وفصاحته وبلاغته، حتى هبّت على جماعة "الإخوان المسلمين" رياح سوداء؛ فصدر قرار بحلها في (صفر 1368هـ = ديسمبر 1948م) ومصادرة أملاكها والتنكيل بأعضائها، واعتقال عدد كبير من المنضمين إليها، وانتهى الحال باغتيال مؤسس الجماعة تحت بصر الحكومة وبتأييدها، وكان الشيخ الغزالي واحدا ممن امتدت إليهم يد البطش والطغيان، فأودع معتقل الطور مع كثير من إخوانه، وظل به حتى خرج من المعتقل في سنة (1369هـ = 1949م) ليواصل عمله، وهو أكثر حماسا للدعوة، وأشد صلابة في الدفاع عن الإسلام وبيان حقائقه.
ولم ينقطع قلمه عن كتابة المقالات وتأليف الكتب، وإلقاء الخطب والمحاضرات، وكان من ثمرة هذا الجهد الدؤوب أن صدرت له جملة من الكتب كان لها شأنها في عالم الفكر مثل: "الإسلام والاستبداد السياسي" الذي انتصر فيه للحرية وترسيخ مبدأ الشورى، وعدّها فريضة لا فضيلة، وملزِمة لا مُعْلِمة، وهاجم الاستبداد والظلم وتقييد الحريات، ثم ظهرت له تأملات في: الدين والحياة، وعقيدة المسلم، وخلق المسلم.
من هنا نعلم
وفي هذه الفترة ظهر كتاب للأستاذ خالد محمد خالد بعنوان "من هنا نبدأ"، زعم فيه أن الإسلام دين لا دولة، ولا صلة له بأصول الحكم وأمور الدنيا، وقد أحدث الكتاب ضجة هائلة وصخبا واسعا على صفحات الجرائد، وهلل له الكارهون للإسلام، وأثنوا على مؤلفه، وقد تصدى الغزالي لصديقه خالد محمد خالد، وفند دعاوى كتابه في سلسلة مقالات، جُمعت بعد ذلك في كتاب تحت عنوان "من هنا نعلم".
ويقتضي الإنصاف أن نذكر أن الأستاذ خالد محمد خالد رجع عن كل سطر قاله في كتابه "من هنا نبدأ"، وألّف كتابا آخر تحت عنوان "دين ودولة"، مضى فيه مع كتاب الغزالي في كل حقائقه.
ثم ظهر له كتاب "التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام"، وقد ألفه على مضض؛ لأنه لا يريد إثارة التوتر بين عنصري الأمة، ولكن ألجأته الظروف إلى تسطيره ردًّا على كتاب أصدره أحد الأقباط، افترى فيه على الإسلام. وقد التزم الغزالي الحجة والبرهان في الرد، ولم يلجأ إلى الشدة والتعنيف، وأبان عن سماحة الإسلام في معاملة أهل الكتاب، وتعرض للحروب الصليبية وما جرّته على الشرق الإسلامي من شرور وويلات، وما قام به الأسبانيون في القضاء على المسلمين في الأندلس بأبشع الوسائل وأكثرها هولا دون وازع من خلق أو ضمير.
الغزالي وعبد الناصر
بعد قيام ثورة 1952م، ونجاح قادتها في إحكام قبضتهم على البلاد، تنكروا لجماعة الإخوان المسلمين التي كانت سببا في نجاح الثورة واستقرارها، ودأبوا على إحداث الفتنة بين صفوفها، ولولا يقظة المرشد الصلب "حسن الهضيبي" وتصديه للفتنة لحدث ما لا تُحمد عقباه، وكان من أثر هذه الفتنة أن شب نزاع بين الغزالي والإمام المرشد، انتهى بفصل الغزالي من الجماعة وخروجه من حظيرتها.
وقد تناول الغزالي أحداث هذا الخلاف، وراجع نفسه فيه، وأعاد تقدير الموقف، وكتب في الطبعة الجديدة من كتابه "من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث"، وهو الكتاب الذي دوّن فيه الغزالي أحداث هذا الخلاف فقال: "لقد اختلفت مع المغفور له الأستاذ حسن الهضيبي، وكنت حادّ المشاعر في هذا الخلاف؛ لأني اعتقدت أن بعض خصومي أضغنوا صدر الأستاذ حسن الهضيبي لينالوا مني، فلما التقيت به –عليه رحمة الله- بعد أن خرج من المعتقل تذاكرنا ما وقع، وتصافينا، وتناسينا ما كان. واتفقت معه على خدمة الدعوة الإسلامية، وعفا الله عما سلف". وهذا مما يحسب للغزالي، فقد كان كثير المراجعة لما يقول ويكتب، ولا يستنكف أن يؤوب إلى الصواب ما دام قد تبين له، ويعلن عن ذلك في شجاعة نادرة لا نعرفها إلا في الأفذاذ من الرجال.
وظل الشيخ في هذا العهد يجأر بالحق ويصدع به، وهو مغلول اليد مقيد الخطو، ويكشف المكر السيئ الذي يدبره أعداء الإسلام، من خلال ما كتب في هذه الفترة الحالكة السواد مثل: "كفاح دين"، "معركة المصحف في العالم الإسلامي"، و"حصاد الغرور"، و"الإسلام والزحف الأحمر".
ويُحسب للغزالي جرأته البالغة وشجاعته النادرة في بيان حقائق الإسلام، في الوقت الذي آثر فيه الغالبية من الناس الصمت والسكون؛ لأن فيه نجاة حياتهم من هول ما يسمعون في المعتقلات. ولم يكتفِ بعضهم بالصمت المهين بل تطوع بتزيين الباطل لأهل الحكم وتحريف الكلم عن مواضعه، ولن ينسى أحد موقفه في المؤتمر الوطني للقوى الشعبية الذي عُقد سنة (1382هـ = 1962م) حيث وقف وحده أمام حشود ضخمة من الحاضرين يدعو إلى استقلال الأمة في تشريعاتها، والتزامها في التزيِّي بما يتفق مع الشرع، وكان لكلام الغزالي وقعه الطيب في نفوس المؤمنين الصامتين في الوقت الذي هاجت فيه أقلام الفتنة، وسلطت سمومها على الشيخ الأعزل فارس الميدان، وخرجت جريدة "الأهرام" عن وقارها وسخرت من الشيخ في استهانة بالغة، لكن الأمة التي ظُن أنها قد استجابت لما يُدبَّر لها خرجت في مظاهرات حاشدة من الجامع الأزهر، وتجمعت عند جريدة الأهرام لتثأر لكرامتها وعقيدتها ولكرامة أحد دعاتها ورموزها، واضطرت جريدة الأهرام إلى تقديم اعتذار.
في عهد السادات
واتسعت دائرة عمل الشيخ في عهد الرئيس السادات، وبخاصة في الفترات الأولى من عهده التي سُمح للعلماء فيها بشيء من الحركة، استغله الغيورون من العلماء؛ فكثفوا نشاطهم في الدعوة، فاستجاب الشباب لدعوتهم، وظهر الوجه الحقيقي لمصر. وكان الشيخ الغزالي واحدًا من أبرز هؤلاء الدعاة، يقدمه جهده وجهاده ولسانه وقلمه، ورزقه الله قبولا وبركة في العمل؛ فما كاد يخطب الجمعة في جامع "عمرو بن العاص" -وكان مهملا لسنوات طويلة- حتى عاد إليه بهاؤه، وامتلأت أروقته بالمصلين.
ولم يتخلَّ الشيخ الغزالي عن صراحته في إبداء الرأي ويقظته في كشف المتربصين بالإسلام، وحكمته في قيادة من ألقوا بأزمّتهم له، حتى إذا أعلنت الدولة عن نيتها في تغيير قانون الأحوال الشخصية في مصر، وتسرب إلى الرأي العام بعض مواد القانون التي تخالف الشرع الحكيم؛ قال الشيخ فيها كلمته، بما أغضب بعض الحاكمين، وزاد من غضبهم التفاف الشباب حول الشيخ، ونقده بعض الأحوال العامة في الدولة، فضُيق عليه وأُبعد عن جامع عمرو بن العاص، وجُمّد نشاطه في الوزارة، فاضطر إلى مغادرة مصر إلى العمل في جامعة "أم القرى" بالمملكة العربية السعودية، وظل هناك سبع سنوات لم ينقطع خلالها عن الدعوة إلى الله، في الجامعة أو عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية.
في الجزائر
ثم انتقل الشيخ الغزالي إلى الجزائر ليعمل رئيسا للمجلس العلمي لجامعة الأمير عبد القادر الإسلامية بقسطنطينة، ولم يقتصر أثر جهده على تطوير الجامعة، وزيادة عدد كلياتها، ووضع المناهج العلمية والتقاليد الجامعية، بل امتد ليشمل الجزائر كلها؛ حيث كان له حديث أسبوعي مساء كل يوم إثنين يبثه التلفاز، ويترقبه الجزائريون لما يجدون فيه من معانٍ جديدة وأفكار تعين في فهم الإسلام والحياة. ولا شك أن جهاده هناك أكمل الجهود التي بدأها زعيما الإصلاح في الجزائر: عبد الحميد بن باديس، ومحمد البشير الإبراهيمي، ومدرستهما الفكرية.
ويقتضي الإنصاف القول بأن الشيخ كان يلقى دعما وعونا من رئيس الدولة الجزائرية "الشاذلي بن جديد"، الذي كان يرغب في الإصلاح، وإعادة الجزائر إلى عروبتها بعد أن أصبحت غريبة الوجه واللسان.
وبعد السنوات السبع التي قضاها في الجزائر عاد إلى مصر ليستكمل نشاطه وجهاده في التأليف والمحاضرة حتى لقي الله وهو في الميدان الذي قضى عمره كله، يعمل فيه في (19 من شوال 1270هـ = 9 من مارس 1996م) ودفن بالبقيع في المدينة المنورة.
الغزالي بين رجال الإصلاح
يقف الغزالي بين دعاة الإصلاح كالطود الشامخ، متعدد المواهب والملكات، راض ميدان التأليف؛ فلم يكتفِ بجانب واحد من جوانب الفكر الإسلامي؛ بل شملت مؤلفاته: التجديد في الفقه السياسي ومحاربة الأدواء والعلل، والرد على خصوم الإسلام، والعقيدة والدعوة والأخلاق، والتاريخ والتفسير والحديث، والتصوف وفن الذكر. وقد أحدثت بعض مؤلفاته دويًّا هائلا بين مؤيديه وخصومه في أخريات حياته مثل كتابيه: "السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث" و"قضايا المرأة المسلمة".
وكان لعمق فكره وفهمه للإسلام أن اتسعت دائرة عمله لتشمل خصوم الإسلام الكائدين له، سواء أكانوا من المسلمين أو من غيرهم، وطائفة كبيرة من كتبه تحمل هذا الهمّ، وتسد تلك الثغرة بكشف زيغ هؤلاء، ورد محاولاتهم للكيد للإسلام.
أما الجبهة الأخرى التي شملتها دائرة عمله فشملت بعض المشتغلين بالدعوة الذين شغلوا الناس بالفروع عن الأصول وبالجزئيات عن الكليات، وبأعمال الجوارح عن أعمال القلوب، وهذه الطائفة من الناس تركزت عليهم أعمال الشيخ وجهوده؛ لكي يفيقوا مما هم فيه من غفلة وعدم إدراك، ولم يسلم الشيخ من ألسنتهم، فهاجموه في عنف، ولم يراعوا جهاده وجهده، ولم يحترموا فكره واجتهاده، لكن الشيخ مضى في طريقه دون أن يلتفت إلى صراخهم.
وتضمنت كتبه عناصر الإصلاح التي دعا إليها على بصيرة؛ لتشمل تجديد الإيمان بالله وتعميق اليقين بالآخرة، والدعوة إلى العدل الاجتماعي، ومقاومة الاستبداد السياسي، وتحرير المرأة من التقاليد الدخيلة، ومحاربة التدين المغلوط، وتحرير الأمّة وتوحيدها، والدعوة إلى التقدم ومقاومة التخلف، وتنقية الثقافة الإسلامية، والعناية باللغة العربية.
واستعان في وسائل إصلاحه بالخطبة البصيرة، التي تتميز بالعرض الشافي، والأفكار الواضحة التي يعد لها جيدا، واللغة الجميلة الرشيقة، والإيقاع الهادئ والنطق المطمئن؛ فلا حماسة عاتية تهيج المشاعر والنفوس، ولا فضول في الكلام يُنسي بضعه بعضا، وهو في خطبه معلِّم موجه، ومصلح مرشد، ورائد طريق يأخذ بيد صاحبه إلى بَر الأمان، وخلاصة القول أنه توافرت للغزالي من ملكات الإصلاح ما تفرق عند غيره؛ فهو: مؤلف بارع، ومجاهد صادق، وخطيب مؤثر، وخبير بأدواء المجتمع بصير بأدويته.
من مؤلفاته رحمه الله:
- فقة السيرة
- خلق المسلم
- عقيدة المسلم
- جدد حياتك
- تأملات في الدين والحياة
- كيف نفهم الإسلام
- الجانب العاطفي من الإسلام
- الإسلام والاستبداد السياسي
- من معالم الطريق
- ظلام من الغرب
- ركائز المسلم
- حصاد الغرور
- قذائف الحق
- فن الذكر والدعاء
- هموم داعية
- مائة سؤال عن الإسلام
- الحق المر
- الطريق من هنا
-هذا ديننا
- دفاع عن العقيدة والشريعة
- كفاح دين
وغيرها من عشرات المؤلفات الأخرى
توفي رحمة الله 19 من شوال 1270هـ = 9 من مارس 1996م ودفن بالبقيع في المدينة المنورة
بواسطة العضو محمد عزت(1/284)
الشيخ محمد الدويش
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين
فمعنا سيرة عالم محدثاً كان نابغة من نوابغ عصره لكنه لم يعمر طويلاً آلا وهو:
الشيخ المحدث: عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد الدويش من قبيلة سبيع.
ولد الشيخ في عام 1373هـ في مدينة الزلفي وتربي في كنف والده إذ توفيت والدته وهو رضيع ثم نشأ نشأة مباركة كان ملازماً لخدمة والده منذ الصغر.
كان آية في الحفظ والفهم مع الذكاء المتوقد وكانت هذه الصفات الموجودة فيه هي التي دفعته الى طلب المزيد من العلم والمعرفة وطلب العلم من مظانه.
بدأ بطلب العلم صغيراً بجدٍ واجتهاد فأحب الرحلة لذلك فقدم مدينة بريدة عام 1391هـ وبدأ الدراسة فيها على أيدي العلماء العاملين، فنزل في المسجد في إحدى غرفه، وذلك في مسجد الشيخ محمد بن صالح المطوع رحمه الله،فكان في كل مراحل طلبه للعلم بارزاً ونابغاً.
فأدرك العلم الكثير في وقت قصير، وكان سعيه دائماً في تحصيل العلم وإدراكه، واقتناء المؤلفات الجيدة في جميع مصادر العلوم الشرعية …..
وكان مكباً على كتب السلف الصالح ولذلك تجده شديد التأثر بهم وبأحوالهم. وكان أشد تأثراً بشيخي الإسلام ابن تيمية
ومحمد بن عبد الوهاب وتلاميذهما من أئمة هذه الدعوة.
فقد قيل أنه كان يحفظ الأمهات الست وغيرها من كتب الحديث وكان عنده من كل فن طرف جيد، لأنه كان مكباً على دراسة هذه الفنون، فكان عالماً بالعقيدة والتفسير والفقه والنحو.
لذا أعجب به علماء زمنه، فقد أجتمع الشيخ عبد الله بالعلامة محمد ناصر الدين الالباني في المدينة المنورة وذلك عام 1397هـ تقريباً
وحصل بينهما نقاش علمي، فلما انتهى قال العلامة الالباني: أنت أحفظنا ونحن أجرأ منك.
مشايخه:
1/ الشيخ صالح بن أحمد الخريص
2/ الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد
3/ الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن السكيتي
4/ الشيخ محمد بن صالح المطوع
5/ صالح بن إبراهيم البليهي
6/ محمد بن سليمان العليط
7/ محمد بن صالح المنصور
8/ عبد الله بن عبد العزيز التويجري
طريقة تدريسه:
تتميز طريقة الشيخ بأنها على الطريقة التي أخذ بها متقدمو العلماء العلم عن مشايخهم، فكان الطال يقرأ عليه المتن من كتب الفقه، فيقوم بإيضاح غوامضه،وتحليل الفاظه، والاستدلال على ذلك من الكتاب والسنة، أو من كلام أهل العلم.
أما إذا كان الطالب يقرأ في كتب الشروح، فهو يكتفي بكشف ما يخفى على الطالب من الألفاظ ويخرج أدلته.
*أوقات التدريس:
كان رحمه الله تعالى محتسباً في نشر العلم وتعليمه فكانت له عدة جلسات يومية، فكان يجلس في المسجد المجاور لبيته من بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس بوقت طويل، ثم يخرج إلى بيته وقتاً قصيراً، يعود فيجلس للتدريس في مكتبة المدرسة التي يعمل فيها حتى يحين وقت تدريسه في الفصول الدراسية.
فإذا كان يوم الخميس فإنه يجلس في بيته مستقبلاً طلاب العلم من باحثين ومسترشدين ومستفدين منه، ثم إذا خرجوا من بيته جلس في بيته مطالعاً وباحثاً في مكتبته، ثم ينام إلى قبيل أذان الظهر، ثم يخرج إلى المسجد قبل الأذان، ويصلي الظهر ويجلس للتدريس حتى أذان العصر ومع كثرة الطلاب يبقى ويصلي العصر فيه، ثم ينتهي بعد ذلك عمله اليومي ومع هذا الجهد الطويل فإنه لم يمنعه من التأليف والعبادة وأوراده اليومية.
*صفاته:
كان رحمه الله ليناً في غير ضعف مهاباً سمحاً كريماً حليماً محبوباً للطالبين والفقراء صبوراً على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يخاف في الله لومة لائم.
لم يزاول التجارة طلية حياته بنفسه بل يوكل من يبيع له ويشتري مع بذل أجرة لمن يقوم بأعماله.
*تلاميذه:
جلس للتدريس من عام 1395هـ وذلك حينما كان عمره ثلاث وعشرين عاماً، فكان مدة جلوسه حوالي أربعة عشر عاماً، فبهذه المده التف حوله طلاب كثيرون وكان يجلس عليه للقراءة في اليوم والليلة أكثر من مائة وعشرين طالباً سوى المستمعين.
*مولفاته:
1/ التوضيح المفيد لشرح مسائل كتاب التوحيد
2/ الزوائد على مسائل الجاهلية.
3/ الألفاظ الموضحة لأخطاء دلائل الخيرات.
4/ دفاع أهل السنة والإيمان عن حديث خلق آدم على صورة الرحمن.
5/ المورد الزلال في التبيه على أخطاء الظلال.
6/ التنبيهات النقيات على مجاء في أمانة مؤتمر الشيخ
محمد بن عبد الوهاب.
7/ تنبيه القارى على تقوية ما ضعفه الألباني.
8/ الكلمات المفيدة في تاريخ المدينة.
9/ إرسال الريح القاصف على من أجاز فوائد المصارف.
10/ مختصر بدائع الفوائد.
11/ التعليق على فتح الباري.
12/ رد على سلمان العودة (النقض الرشيد على مدعي التشديد)
*وفاته:
توفي رحمه الله في مساء يوم السبت الموافق 28 / 10 / 1409 هـ وكان سبب وفاته على أثر مرض لزمه حوالي خمسة عشر يوماً
وكان عمره حين وفاته ما يقارب أربعة وثلاثين عاماً قضاها في العلم والتعليم وعبادة ربه وكان لوفاته أسى شديد ومصابه عظيم على أقاربه ومشايخه وتلاميذه، وكل من عرفه، وقد خلف الشيخ مكتبة علمية عامرة بالكتب النفيسة. رحمه الله تعالى.
منقول بتصرف
مصدر الترجمة كتاب (علماء نجد خلال ثمانية قرون)
هنا توضيح ضروري رأيت أن أذكره من باب إنزال الناس منازلهم:
فقد حدثنا شيخنا العلامة صالح بن سعد اللحيدان مرتين بأن الذي قال له الألباني رحمه الله تعالى: أنت أحفظ منا ونحن أجرأ منك إنما هو: صالح بن سعد اللحيدان نفسه؛ وليس هو المحدث عبد الله الدويش؛ ذلك لأن هذه المقالة قيلت في اللحيدان في عام 1409 للهجرة في موسم الحج بعد محاورة علمية طويلة بين المحدث الألباني وبين المحدث اللحيدان وبحضور مجموعة من المشايخ؛ وهذا مسجل في شريط عند الشيخ اللحيدان؛ فإبراءً للذمة وجب تقييده.
وكتب / علي رضا بن عبد الله بن علي رضا(1/285)
ترجمة الشيخ محمد بن إبراهيم شقرة
بقلم ولده: الشيخ عاصم
وُلِد الشيخ محمد بن إبراهيم شقرة في قرية عين كارم من قُرى قضاء القدس، عام 1934م وفيها تَلَقَّى تعليمه الابتدائي، ومنذ طفولته المُبَكِّرة ما عُرِفَ عنه ما عُرِف عن أقرانه من تمَتُّعهم باللعب واللهو، بل كان إذا سُئِل: أين محمد؟ قيل: هو في "العِلِّيَّة" يقرأ القرآن.
ثم عانى في صِباه ما كان من هجمة العدو اليهودي، وشارك مع المجاهدين بما تَيَسَّر له من مَقْدِرَةٍ تُوَافِق سِنَّه حينئذ، ثم كانت مِحنَةُ خروجه من أرضه وبلده وهو في سِنِّ الثالثة عشرة مُهاجراً حتى انتهى به وأهله المَطاف في عمَّان البلقاء، فكان لذلك كلِّه أثره في صَقْل نفسه، وقوة شكيمته في الحقِّ وما يعتقده.
وعَمِلَ بيديه لكسب القوت مع والده وأعمامه،يحمل التراب والحجارة بَنَّاءً، نَجَّاراً، وغيرها، مع ما يَكْتَنِفُ ذلك كلِّه من شِدَّةٍ نَفْسِيَّةٍ فَرَضَتْها ظروف الهجرة القَسْرِيَّة، والأوضاع السياسية، وآمال العودة المُبَدَّدَة، وصِغَرِ سنٍّ تَحمَّل معها هَمَّ الرجال، فكان صَقْلاً عظيماً لَنَفْسِيَّةٍ عَظُمَت بِتَحَمُّلها أعباءَ الدعوة فيما بعد.
ثم كانت رغبته المُلِحَّة في الذهاب إلى الأزهر الشريف - قلعة العلم الشرعي يومئذٍ - لإكمال دراسته وتَلَقِّي العلوم الشرعية، وكان ذلك؛ حيث أكمل دراسته المدرسيَّة ضمن الأزهر، ومن ثم بدأ دراسته الجامعية، واندَمَجَ في التيار الإسلامي الأقوى في حينها ألا وهو تيَّار "الإخوان المسلمين" – وكان شديد الوَلَع بقراءة كُتُب ابن تيمية وابن القيِّم، وكان يقتطع من قوته-على قِلَّته-ما يَتَسَنَّى له-به- توفير ما يمكنه به شراء كُتُب شيخ الإسلام وتلميذه وغيرها من الكتب، وذلك لِعَدَم كِفَاية ما كان يرسله له والده، وكذلك عَدَم كِفَاية الجِرَاية التي كان يجُريها الأزهر لبعض الطلبة حينها.
وبعد انتهاء الدراسة في تلك المرحلة التي كانت من أشد مراحل الصراعات الفكرية والحضارية في مصر، وتأثير تلك المرحلة في صَقْل نفسه للدعوة، عاد إلى الأردن، وتزوج من شقيقة رفيق دراسته الشيخ العلامة أحمد محمد السالك الشنقيطي، وهي من بيت علمٍ وأدبٍ ونَسَبٍ لا يحتاج ذلك إلى التدليل عليه بشيء، وقد كان والدها -رحمه الله- من أهل العلم الفُضلاء، الصالحين، ذوي المَكانة والجاه –بعِلْمِه- وأغْدَقَ على الشيخ من واسع علمه وكرمه، ما كان له سَنَداً في القيام بما اسْتَقَرَّ في وُجْدانه من ضرورة السَّعي في الدعوة إلى المنهج الحق.(1/286)
ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية لِيَعْمَل مُدَرِّساً في الجامعة الإسلامية، حيث التقى هناك بالأكابر من أهل العلم؛ الشيخ عبد العزيز بن باز-رحمه الله-،والإمام محمد الأمين الشنقيطي، وغيرهم كثير، مما كان له أعظم الأثر في دعوته فيما بعد، وكان له من المكانة العظيمة عند الشيخ عبد العزيز ما جَعَلَته-رحمه الله- يقول حين سُئل مَن من أهل العلم يوصي في بلاد الشام، فقال-رحمه الله-:الشيخ (أبو مالك) محمد شقرة، ولذا لا يزال أولاد الشيخ عبد العزيز ينادون الشيخ شقرة: يا وصِيَّة والدنا.
ولقد عهد الشيخ عبد العزيز- رحمه الله - إلى الشيخ شقرة بعهدٍ ما فارَقَهُ أيَّاً منهما: ((يا أبا مالك لا تَمْنَعَنَّ أحداً من الناس شفاعتك)) ، وهذا ما يعلمه القاصي والداني عن الشيخ شقرة.
وبعد العودة من السعودية كانت البداية من مسجد السالك في الهاشمي الشمالي، في عمان، هو ورفيق دَرْبِه الشيخ أحمد السالك، في وقتٍ لم يكن يُعرَف للبدعة معنىً، ولا لمنهج السَّلف ذِكْرٌ - إلا النَّزْر اليسير -ولم تكن السنن إلا البدع، والبدع ما هي إلا السنن، حتى مَن كان يَمِيز هذه عن هذه كان يخشى أن يُصَرِّح بها، إذ مجُرَّد هَمْسِه بها كان يُضْحي عند الناس ((وهابِيَّاً)) وكفى بذلك تُهْمَةً بين الناس.
وأخذ العَدَاء يشتد من العامة، ومن رفقاء الدَّرب السابقين، ومن أقرب الأقرباء إليه، ولكنها كلمة كان يقولها لزوجه حين تأخذها عاطفة الخوف العاصِف عليه وعلى وَلَدِه: ((والله لو فَصَلوا رأسي عن جسدي ما تَوَقفت حتى يقضي الله أمره فيَّ، فإمَّا أن يَظهر المنهج وإمَّا أن أنتهي أنا)) .
واستمر في مسيرة الدعوة في أرض الأردن المباركة، وكان من أوائل ما صَنَعَه أن قام بدعوة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- وبقي مُقيماً في بيته ما يزيد عن الشهر، كان لهذا أثره في نشر الدعوة، وتوضيحها، وتتابعت من بعدها زيارات الشيخ الألباني للأردن، ليكون من بعده مُهاجَرَه، ومُسْتقرَّه، وأرض موته، لمِا رأى فيه من أمنٍ واستقرار، وهدائة نفسٍ رَضِيَها واطمأن إليها.(1/287)
ووقف الشيخ محمد شقرة في مسيرة الدعوة مواقف كان لها الأثر العظيم في تكريس اسم المنهج بين الناس، العامة منهم والخاصة، مواقف لم يكن يجرؤ عليها من يدَّعي اليوم أنه على هذا المنهج، وما استطاع أن يقول أحدٌ فيها كلمةً إلا بعد أن قالها الشيخ شقرة مُنفَرداً وحده، فأظهر فيه للناس فكراً خفي عنهم، فَنِيلَ منه، وتعرَّض لما لا يعلمه إلا الله من قدحٍ وذمٍّ وتجريح، صَبَر له، وتَعلَّق في أذهان الناس أن تياراً يحمله " الشيخ " هو الذي جعله يقف مثل هذه المواقف، فشاع في الناس اسم ذلك المنهج وأصبحوا يتساءلون عنه وعن كُنهه الذي كان مُغيَّباً عن عقول وأسماع الكثيرين.
وكذلك ما أظهره من المنهج في وسائل الإعلام من فتاوى أظهر فيها أن الدليل هو الأساس، وخالف بها عادة الناس وأهواءهم، فكانت النتيجة نفسها التي سَبَقَت –ولله الحمد والمِنَّة- وغيرها الكثير الكثير من المواقف التي عودي من أجلها وتعرَّض للضغوط الشديدة القاسية التي صبر عليها حتى أصبح في الساحة تياراً يزداد وينمو ويكبر هو "التيار السلفي".
وكان عنوان " الشيخ " دوماً -ولا يزال- ما أسعفته الهِمَّة، يحمل في صدره ويُصَرِّح بلسانه: " اشفعوا تؤجروا " فما توانى يوماً عن بذل أقصى ما يستطيعه من شفاعة ونصرة لأخ أصابه كربٌ، أو حَلّت به مصيبة، أو احتاج لأي عونٍ في أي سبيل، حتى أصبح عند جميع من ينتمي إلى هذا المنهج -وغيرهم كذلك سواءً بسواءٍ- إنكم لن تجدوا لحاجاتكم مثل " الشيخ "، فإن الله قد ألقى له القبول عند الناس خاصَّتهم وعامَّتهم، فوالله ما أعرف -ولا يعرف غيري- أنه سار في حاجةٍ إلا وكان القبول لما يريد فيها.
ولعل أظهرها وأشهرها، ما كان من سعيه الذي لا يتوقف في نُصرة الشيخ الألباني -رحمه الله- والتي بَذَل فيها نُصرةً للمنهج وتكريماً للعلم والعلماء، ما نسأل الله أن يجعله في ميزان حسناته، فقد كان الرِدءَ، والنصير، والظهير، والسَّنَد، والحامي للشيخ الألباني، والمُنافِح عنه أمام من كان يحمل الحسد عليه ممن يَظن أنه من أهل العلم، الذين ما فتِئوا يكيدون للشيخ الألباني، حتى إذا أضحى خارج البلاد؛ما كان من الشيخ شقرة إلا أن سعى بِرَجائه إلى أعلى الهيئات الرَّسميَّة في البلاد،فَحَظِيَ بالإرادة المَلَكِيَّة الآمِرَة بإعادة الشيخ الألباني مُعَزَّزاً مكَرَّماً في دار هِجرته وإقامَته ومَثواه، وكان بإمكان الشيخ شقرة أن يسأل لنفسه –وهو الذي تَعرَّض للأذى، والسِّعاية بالنميمة، والوشاية به، وإقصائه عن حقِّه في الوظيفة- أن يسأل لنفسه أو لولده شيئاً، ولكن جعلها خالصة للشيخ الألباني.(1/288)
وما كانت تلك هي المرَّة الأخيرة، بل كانت نُصرةً للشيخ مراتٍ أُخر، حتى كانت كلمة الفصل؛ من ذوي القرار –بسعي الشيخ شقرة- أن الشيخ الألباني يجب أن يبقى، فكان الأردن مُستقرَّ الشيخ مُكْرَماً بها إلى أن جاءته المنيَّة -رحمه الله- فيها، ودُفن فيها.
وهذا غيضٌ من فيضٍ مما بذله» الشيخ «للدعوة ولحامليها، التي أصبح منهم من يقف في الحلقات مُدَرساً، ومُنافِحاً عن السُّنة، وداعياً إلى نَبْذِ البدع، وتوضيح النهج، وأصبح التيار الإسلامي العام يحسب في ميزانه التيار السلفي، وما كان ذلك إلا بفضلٍ من الله يسَّره على يدي الشيخ شقرة بجهاده وصبره.
وكان من أولئك الذين أبصرت أعينهم النور، ولمَّا يكن لهم في العلم نصيبٌ أو مَوْرِدٌ؛ "كَتَبَة الأصالة" اليومَ، فقد لُفُّوا بلفائف أُمهاتهم " والشيخ " يَكْدَح في تأسيس الدعوة ونشرها، فلما شَبُّوا إذا بهم يسمعون بأن هناك منهجاً يُسَمَّى منهج السلف، فإذا بهم في العقد الثاني من أعمارهم، فبدأوا يطلبون هذا العلم تَلَقُّطاً من هنا وهناك، حتى إذا ظنُّوا أنهم قد فهموا؛ إذا بهم بالتأليف والتحقيق قد بدأوا، وهم في كل هذا حول الشيخ شقرة يلوذون به، ويتحامون به، وهو يدافع عنهم، ويجمعهم، ويوكِّل بعضهم عنه في محاضرات، ومناظرات وما كان لهم من نداءٍ له إلا، "يا شيخنا"، "أُستاذنا"، "معلمنا"، "والدنا".
نُفِخوا بالكبر، وحَسِبوا أنهم قد ساوَوا» الشيخ «في مكانته، وسَامَتُوه، وأنه -وهذا لسان حالهم حينها، ومقالهم اليوم الذي أبانوا فيه عن أثر المعروف وحقيقته في نفوسهم- لا فضل " للشيخ " عليهم، بل ولا على الدعوة، ولا على الشيخ محمد ناصر الدين الألباني.
فلما رأى الشيخ شقرة أمراً خالف فيه ما كان يراه من قبلُ، ولم يكن هذا مما بَصَمَه الكَتَبَةُ، فهم-والله- ليسوا ممن يُقال فيهم خُولِفوا أو وُوفِقُوا، ولكن " الشيخ " وافق فيه أئمةً أعلاماً، وخالف فيه أَئمةً أعلاماً، فإذا بهم يُظهرون ما أكَنُّوه في صدورهم، وأبانوا عُوار قلوبهم، وبدأوا يهاجمون " الشيخ " في دروسهم، وأشرطتهم، ويوغرون صدور الناس عليه أنَّى استطاعوا وأين استطاعوا.(1/289)
قالوا: ((الشيخ شقرة بعد الشيخ الألباني قد تَغَيَّر)) ، كذبوا والله، فكلُّ ما قاله الشيخ شقرة قاله في حياة الشيخ ناصر، وما العلاقة في هذا بين كون الشيخ حيَّاً أم لا، وهو-أي الشيخ شقرة-مَن واجه الناس في مواقف، لم يكن إلا هو في صفٍّ والناس في صَفٍّ؟!.
قالوا: ((الشيخ شقرة يميل إلى التكفير، واتخذ مستشارين تكفيريين، ويقول بعدم زيادة الإيمان أو نقصه، وأن ذلك كلَّه تقرأه أو تَلْمَسُه في كتابه "إرشاد الساري")) ، وكلُّ هذا -والله- إن هو إلا كذبٌ، وافتراءٌ، فَضَحَتْهم به مقالتهم في "الأصالة" في العدد المُشار إليه، لِقِلَّة بضاعتهم في العلم، واستمرائهم الكذب على أهل العلم. قالوا: ((الشيخ شقرة هاجم الشيخ الألباني بعد وفاته)) ، كذبوا، ولِمَ يهاجمه بعد وفاته، وهو الذي كان أقدر الناس -إن كان يُكنُّ حسداً أو كرهاً- أن يسعى إلى إفراد نفسه في الساحة وإخراج الشيخ الألباني؟! بل كان أول السَّاعين لأمنه، ولاستقراره، وللتَّصريح بآرائه من على منبر ((مسجد صلاح الدين)) (1) والشيخ الألباني يحضر له الجمعة لا يفارقها عنده، وصلاة الفجر يوم الجمعة، حتى حالت بينه وبين ذلك الظروف.
وكان بينهما من المودَّة والزيارات الخاصة ما لا يعلمه إلاَّ أقرب الناس إليهما، أولاد الشيخ شقرة وزوجه، وزوج الشيخ الألباني وأولاده، وكم من زيارة منفردة كان الشيخ الألباني يطلبها للعائلتين فحسب.
وما كان من أحدٍ يجرؤ على الدفاع عن الشيخ الألباني في محنته أثناء "فتوى هجرة أهل فلسطين" (2) ، التي ثار العامة وسخطوا عليه بسببها، وناله ما ناله، فما جرؤ أحدٌ من الناس أن يَنْبِس بِبِنْتِ شَفَةٍ دفاعاً عن الشيخ الألباني إلا قلم الشيخ شقرة، في كتابه "ماذا يَنْقِمُون من الشيخ "وتحمَّل بسببه أذى الكثيرين وأقلامهم المسعورة، وما بالى، كعهده حين يَصْدَع بالحق الذي يراه، و"كَتَبَة الأصالة" انزَوَوا حينها في "………"، وتحت أسقف مكاتبهم، ويزعمون اليوم حُبَّاً ودفاعاً عن الشيخ الألباني ضد الشيخ شقرة.(1/290)
ووالله ما من واحدٍ منهم جلس إلى الشيخ الألباني تلميذاً، ولا قرأ عليه كتاباً ليُقال عنه ذلك، وكانوا من أقل الناس حضوراً لمجالسه-إلا من قليلِ ما كان من"رابعهم"ولكن ليس بدرجةِ التَّلْمَذَةِ المُدَّعاة- وما كان الواحد منهم يجرؤ أن يُقابِل الألباني إلا إذا تَوَسَّط له الأخ محمد أحمد أبو ليلى، لِيُهيء له الجلوس إلى الشيخ الألباني، ثم يَدَّعون بعد ذلك أنهم تلامذة الألباني منذ ربع قرنٍ، كما ادَّعى ذلك "رابعهم" و "الأعرابي".
إن "رابعهم" قد مضى من عمره 40 عاماً، بدأ طلب العلم وقد مضى من عمره 21 عاماً، قضى منها سنون مُتَعَلِّماً عند الشيخ شُعيب أرناؤوط، أَضِف إليها التَّلمَذَة المُدَّعاة 25 عاماً، فيجب أن يكون قد مضى من عمره أكثر من 46 عاماً، فأين ذلك يا ((رابعهم)) ؟ !، وشاكَلَك رفيقك المكشوف في "المثالي" (3) ؛"الأعرابي".
وقد كان من فضل الله ونعمته أن كان» الشيخ «هو المُطبِّقَ لوصية الشيخ الألباني، فقد كان أول الواصلين بعد ذوي الشيخ الألباني إلى المستشفى (4) ، حيث كان الشيخ الألباني قد فارق الحياة قبلها بدقائق، ومن ثم حَرَصَ على تنفيذ وصيته كاملة كما أرادها، وأشرف على تغسيله، والسَّعي بحمل جنازته على الأكتاف وبسرعة، وهيأ بما أنعم الله عليه من جاهٍ أن يُدفن الشيخ في المقبرة القريبة من بيته، والتي كانت سوف تُلغى كمقبرة، ولكن بفضلٍ من الله، ثم بفضل جهود الشيخ شقرة، وتَكرِمة للشيخ الألباني، فقد توقف ذلك، ووقف الشيخ شقرة على قبر الشيخ الألباني وأشرف على إنزاله القبر، وتكلَّم كلمة وُزِّعت في الآفاق، وبعض "الكَتَبَة" وقوفاً لم يَعْبَأ بهم أحدٌ، و"رابعهم" في سَفرٍ لم يَحْظَ بهذا المَوقِف الجليل؛ إذ من فضل الله على الألباني-وعلينا- أن جَعَلَ ذلك فيه دِلالةً على كَذِبِ مَن يدَّعي"لرابعهم" قُرْباً ولِصْقاً بالألباني-كما يُشيع هو نفسه-،فما كان منه-أي "رابعهم"- إذ أراد أن لا يجعل من ذلك ما يَقْدَح فيه - لِعِلْمِه بأنه كذلك لِكَثْرَة ما يُرَوِّج من قُرْبِه من الشيخ الألباني - إلاَّ أن قال بِكَذبٍ يَسْتَحي منه الكَذِب-: ((ولئن توفي الشيخ-ودُفِن-وأنا بعيدٌ عنه-وهذا شديدٌ علَيَّ-فلقد كانت سَلْواي-والفضل لله-أنني كنت آخر مَن تَكَلَّم مع الشيخ ودَعا له، وصافحه، والتَقاه من إخواننا طلاب العلم-سوى أهل بيته-فالحمد لله على ما يُقَدِّره ويَسَّره)) .(1/291)
(وهذا الإدِّعاء الكاذب تجده في الكُتَيِّب الذي تَشَارَك فيه-هو- والدكتور عاصم القريوتي في رِثَاء الألباني، وعَنْوَن جزأه -هو-"مع شيخنا ناصر السنة والدين في شهور حياته الأخيرة") .
لَعَمْري؛ هل أصبح من "الصوفية"الذين يَحضرون في مكانين معاً؟!.
مَن أدْرَاه أنه كان كذلك، وطَلَبَة العلم ما انقطعوا عن الشيخ إلى آخر أيامه قبل دخوله المستشفى حيث فارق الدُّنْيا بعدها بيومين؟!.
مَن أولى الناس لِيُسأل عن ذلك؟!.
ألَيْسوا أبناء الشيخ الألباني وزوجه، وخصوصاً وَلدَه عبد اللطيف؟!.
فاسألوهم عن هذا الادِّعاء من "رابعهم"،فهم - ولله الحمد-أحياءٌ يُرزقون، ولِمَن أراد مَعْرِفَة الرجال، ومَعْرِفَة الحق، فما عليه إلا أن يسألهم عن ذلك.
ولكن؛ لِيَنظر في التَّوْرِيَة المقصودة في ادِّعائه- كما هو دأبُه - حيث قال: ((من إخواننا طَلَبَة العلم)) ،لِيَجعل الأمر مُقتَصِراً على الفئة التي يَرْتَضيها، والطائفة التي تكون على شاكِلَته، أو أنه يرى تعريفاً خاصَّاً لِمُصطلح"طَلَبَة العلم" لا ينطبق إلا على فئةٍ محددةٍ، أو أن هناك أفراداً مُحددين بأعيانهم هم المقصودون بهذا، أمَّا ما عَداهم فَلَيْسوا طَلَبَة علمٍ، أو………،أو…………،واحمل على كاهل التَّورية ما شِئت.
هذا عبد اللطيف؛ وَلَد الشيخ الألباني، قد ذكَرَ أن آخِر من صافح الشيخ هو أخٌ من البَحرين، وأنه وهو يُصَافِحه شَخَصَ بَصَر الشيخ-رحمه الله- وما عاد يتكلم، ثم نُقِل بَعد ذلك إلى المستشفى حيث تَوَفَّاه الله.
ثم لِنَسأل أنفسنا ما الذي يدعوه لِمِثل هذا الإدِّعاء؟!.
ماذا يَضِيره إن مات الشيخ وهو بعيدٌ عنه؟!.
أيُنْقِص ذلك من قَدْرِه العلمي - زَعماً أن له قَدرَاً فيه-؟!.
إنه ما ادَّعى هذا إلا مُحاولةً منه لإبقاء دعواه الكاذبة أنه التلميذ المُلاصِق للشيخ، وأنه ما فَارَقه، لأنه يعلم تأثير ذلك في السَّائرين على نهج الألباني، فتكون له من ثَم الصدارة، والمكانة الرَّفيعة، والمَشْيَخَة-المزعومة كلها-،ويكون له المجال فسيحاً أن يُلصق بالشيخ الألباني ما يريده-هو-من أفكارٍ وعقائد باطِلَةٍ، ويقول: سَمِعتها من شيخنا الألباني.
فالكَذِبُ -وقد صار فَنَّاً "لرابعهم"، ناصَرَه فيه "الكَتَبَة"-حَسْبُنا-فيه- من ميراث النُبُوَّة: ((أيكون المسلم كذاباً؟ قال-عليه الصلاة والسلام-:لا)) .
والشيخ شقرة هو مَن قام على توزيع تَرِكة الشيخ الألباني بطَلَبٍ من وَرَثَتِه، وطلبوا منه الإشراف على ما يَتَعَلَّق بأمورهم، وبقي ذلك إلى الآن، وما قال واحدٌ منهم في الشيخ شقرة كلمةً تسوء، فهل كان ذلك وهُم قد سَمِعوا من أبيهم -وخصوصاً ولد الشيخ؛ عبد اللطيف الذي ما فارقه في شهوره الأخيرة حتى وفاته- شيئاً يسوء في الشيخ شقرة، فهل رَضُوا بأن يصنع ذلك لأبيهم؛ من غُضِب منه، واستُنكر عليه شديد نكران، واستيء منه أشدَّ استياء، وسُخِط عليه عظيم سَخطٍ -من أبيهم الإمام العلاَّمة- كما زَعَم " كَتَبَة الأصالة" (5) ؟!.
وقد صلَّى الشيخ شقرة صلاة الجنازة إماماً على الشيخ الألباني (6) ، ليكون ذلك عنواناً على تلك المسيرة الحافلة بينهما، وأنهما على منهج الحق، مما أثار صدور "كَتَبَة الأصالة" حَسَدَاً، فلم يقوموا بِذِكْرِ ذلك فيما كَتَبوه في رثاء الألباني- على كَثْرَة ما كَتَبوا -، إلا ما كان من شارِدَةٍ جاءت في قصيدةٍ " لرابعهم " في الألباني، وما عهدنا من علماء السلف مَن تُرجِمَ له، وذُكِرَت وفاته؛ إلا وَذُكِرَ مَن صَلَّى عليه.
__________
(1) وهو المسجد الذي يخطب ويؤم فيه الشيخ شقرة منذ 25 عاماً.
(2) مع العلم أن فتوى الشيخ الألباني لم تكن على غير مثالٍ سابق، بل سَبَقَه بذلك أكابر من العلماء.
(3) كتاب "الكشف المثالي عن سرقات ((…..لي)) ".
(4) وزوج الشيخ، والأخ محمد أبو ليلى، وكاتب هذه الأوراق.
(5) انظر الأصالة ص (7) .
(6) وكان الصف الأول-وعلى الرغم من العدد الكبير الذي حضر في هذه الفترة الزمنية القصيرة-أربعة: الشيخ شقرة إماماً، وعلى يمينه الدكتور محمد أبو ارحَيِّم، وعلى يساره كاتب هذه السطور، ورابعٌ أُنسيته.
نقله
إحسان بن محمد بن عايش العتيبي
أبو طارق
_____________________
المصدر: موقع صيد الفوائد: www.saaid.net(1/292)
محمد بن إبراهيم بن حسان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وبعد،
فنسأل الله تعالى ألا يجعل حظنا من ديننا قولنا وأن يصلح نياتنا وأعمالنا وأن يجعل عملنا كله خالصا لوجهه الكريم وأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه إنه ولي ذلك ومولاه.
السيرة الذاتية للشيخ محمد حسان وفقه الله بقلم أحد طلابه
الاسم الكامل: محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن حسان
ولد الشيخ في قرية دموه مركز دكرنس بمحافظة الدقهلية في بيت متواضع متدين حيث تولاه بالرعاية منذ نعومة أظفاره جده لأمه الذي كان يحفظ القرآن الكريم حفظاً متقنا فضلا عن فقه الشافعية كله.
التحق الشيخ وهو في الرابعة من عمره بكتاب القرية وأتم حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره على يد شيخه المبارك فضيلة الشيخ/ مصباح محمد عوض رحمه الله تعالى ثم أنهى حفظ بعض المتون في اللغة العربية والفقه الشافعي والعقيدة.
التحق الشيخ بالدراسة النظامية حتى أنهى الجامعة بالحصول على بكالوريوس الإعلام من جامعة القاهرة بتقدير جيد جدا.
ثم التحق مباشرة بمعهد الدراسات الإسلامية للحصول على الدراسات العليا في الدراسات الإسلامية.
سافر الشيخ إلى السعودية ليعمل إماما وخطيبا لجامع الراجحي لمدة تزيد على ست سنوات.
عمل مدرسا لمادتي الحديث الشريف ومناهج المحدثين في كليتي الشريعة وأصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع القصيم.
الشيخ متفرغ للدعوة والتدريس منذ عشر سنوات تقريبا وهو أستاذ مادة العقيدة بمعهد إعداد الدعاة بجماعة أنصار السنة بالمنصورة ورئيس مجلس إدارة مجمع أهل السنة.
الشيخ له مجموعة من المؤلفات التي طبعت أكثر من مرة بفضل الله جلّ وعلا ومنها:
1 حقيقة التوحيد / دار نور الإسلام
2 خواطر على طريق / الدعوة دار المسلم
3 قواعد المجتمع المسلم / دار ابن رجب
4 أئمة الهدى ومصابيح الدجى / دار ابن رجب
5 خطب الشيخ محمد حسان / دار ابن رجب (عشرة كتب)
6 ماذا قدمت لدين الله / دار ابن رجب
7 نهاية العالم متى وكيف / دار الوفاء
8 الحصاد الحلو والحصاد المر / دار ابن رجب
9 الثبات حتى الممات / دار ابن رجب
10 اجتنبوا السبع الموبقات / دار ابن رجب
11 سلسلة الدارالآخرة / ثلاثة كتب دار ابن رجب
12 تبرج الحجاب / دار الخلفاء
13 الطريق إلى القدس / دار الدعوة
للشيخ مجموعة من الكتب المهمة التي شرحها وهي الآن تحت الطبع ومن أهمها:
جبريل يسأل والرسول يجيب. ثلاثة مجلدات.
مسائل مهمة بين المنهجية والحركية.
دروس من سورة النور.
صفات المنافقين.
دروس في التربية.
قبس من السنة.
حقوق يجب أن تعرف (ثلاثة مجلدات) .
السيرة بين الحاضر والماضي.
للشيخ حفظه الله آلاف الأشرطة التي صرحت من الأزهر الشريف وقد احتوت على أبواب كثيرة من أبواب العلم. وعلى سبيل المثال:
م الموضوع الشرائط
في التفسير
تفسير سورة مريم في خمس وأربعين شريطا
تفسير سورة الحجرات في اثنا عشر شريطا
تفسير سورة النور في ستة عشر شريطا
تفسير سورة ق في اثنى عشر شريطا
تفسير سورة الفاتحة في عشرة أشرطة
وغيرها بفضل الله
2 في العقيدة شرح كتاب حقيقة التوحيد للشيخ في خمسة وأربعين شريطا
شرح معارج القبول في خمسين شريطا
شرح عقيدة الواسطية في خمسة وعشرون شريطا وغيرها بفضل الله
3 في الحديث الشريف شرح صحيح البخاري في أكثر من خمسة وتسعين شريطا
شرح حديث جبريل في أكثر من مائتي وخمسين شريطا
شرح أحكام الجنائز في عشرة أشرطة
4 في السيرة والتاريخ شرح السيرة النبوية في خمس وعشرين شريطا
شرح الفتنة بين الصحابة رضى الله عنهم في عشرة أشرطة
شرح سيرة العشرة المبشرين بالجنة وغيرهم من الصحابة في عشرات الأشرطة
5 في الدعوة إلى الله تعالى خواطر على طريق الدعوة في أثنى عشر شريطا
ومجموعة كبيرة في موضوعات متفرقة تتعلق بفن الدعوة إلى الله
6 في الرقائق شرح كامل للدار الآخرة في أكثر من ستين شريطا.
مجموعة كبيرة في عشرات الأشرطة في هذا الباب لموضوعات متفرقة في خطب الجمعة والمحاضرات العامة.
7 في الأدب والأخلاق شرح كتاب مدارج السالكين لابن القيم في أكثر من مائة شريط.
شرح للحقوق التي يجب أن تعرف في أكثر من أربعين شريط.
شرح كامل لمقام الإحسان في أكثر من سبعين شريطا.
8 في فقه الواقع والأحداث المعاصرة
مئات الأشرطة التي تتحدث عن كل نازلة أو حدث تشخص الداء وتحدد الدواء من القرآن والسنة بفهم دقيق ووعي عميق ومنها على سبيل المثال
الطريق الى القدس.
القدس مدينة السلام.
يا قدس هذا زمان الليل فاصطبري.
حق المستضعفين في أفغانستان وفلسطين.
صفحات سود من تاريخ اليهود.
اليهود والمزاعم الكاذبة.
فتاوى حاخامية.
من الشيشان إلى القدس ولبنان.
هذا هو الإسلام.
دروس من أحداث سبتمبر.
الاستنساخ.
عبدة الشيطان.
الأزمة السكانية والحلول الغائبة.
الزواج العرفي - الأسباب، الأعراض، العلاج.
قانون الأحوال الشخصية في ميزان الشريعة الإسلامية.
وقفات مع الشباب.
أولادنا ألم وأمل.
دفاع عن السنة.
الحرب على الثوابت.
الهزيمة النفسية - الأسباب، الأعراض، العلاج.
وغيرها الكثير والكثير التي يعالج فيها الشيخ حفظه الله بأسلوبه المعروف كل قضايا العصر بمنهجية وموضوعية
شارك الشيخ حفظه الله في عشرات المؤتمرات العالمية والدولية والمحلية ومنها على سبيل المثال:-
م اسم المؤتمر مكان المؤتمر تاريخ المؤتمر
1 مؤتمر القرآن والسنة الولايات المتحدة الأمريكية
مدينة " إنديا نابوليس " من 23/2/1993م
إلى 27/2/1993م
2 في المؤتمر الإسلامي كندا في مدينة " تورنتو من 28/2/2003
إلى 31/ 3/ 1993
3 المؤتمر الإسلامي مدرسة النور الإسلامية بمدينة بمدينة " بور كلين " في ولاية نيوريوك في لولايات المتحدة الأمريكية من 22/11/1994م
إلى 26/11/1994م
4 المؤتمر الإسلامي مدرسة النور الإسلامية بمدينة بمدينة " بور كلين " في ولاية نيوريوك في لولايات المتحدة الأمريكية من 19/ 2/ 1995 م
إلى 23/2 /1995م
5 المؤتمر الإسلامي دولة المجر في مدينة " مشكولتس " من 21 / 4 /1995
إلى 26/4/1995م
6 المؤتمر الإسلامي جمعية الإيمان في مدينة " بروكلين " بولاية نيويورك من 3/ 9/ 1995م
إلى 7/9/1995م
7 البرنامج الدعوي لوزارة الأوقاف دولة قطر من 2/ 1/ 1996م
إلى 12/1/1996م
8 المؤتمر الإسلامي جمعية الإيمان في مدينة بور كلين بولاية نيويورك من 21/ 5 / 1996م
إلى 25/ 5/ 1996 م
9 البرنامج الدعوى لوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية دولة قطر من 12/1 / 1997
إلى 22/1 / 1997م
10 البرنامج الدعوى لوزارة الأوقاف دولة الكويت من18/3/1997
الى 24/ 3 / 1997م
11 المؤتمر الإسلامي مدينة نيوجرسي بولاية نيويورك من 3/7/1997م
إلى 7/7/1997م
12 البرنامج الدعوى لوزارة الأوقاف دولة الإمارات العربية المتحدة من 3/1/ 1998م
إلى 10/1/ 1998م
13 المؤتمر الإسلامي جمعية الإيمان في مدينة
بور كلين بولاية نيويورك
من 17/1/1998م
إلى 21/1/1998م
14 المخيم الربيعي لجمعية إحياء التراث الإسلامي دولة الكويت من 14/ 3 / 1998 م
إلى 17/3 /1998 م
15 البرنامج الثقافي للهيئة العامة للشباب والرياضة دولة قطر من 20/12/1998م
إلى 25/12/1998م
16 البرنامج الدعوى لوزارة الأوقاف دولة الإمارات العربية المتحدة من 27/12/1998م
إلى 4/1/1999م
17 المؤتمر الإسلامي جمعية الإيمان في مدينة " بر وكلين " بولاية نيويورك من7/ 1 /1999 م
إلى 11/1 /1999 م
18 البرنامج الدعوى للمركز الإسلامي في ولاية نيويورك في مدينة كوينز من 19/5/1999م
إلى 27/5/1999م
19 البرنامج الدعوى جمعية الإيمان في مدينة بور كلين بولاية نيويورك من 13/8/1999م
إلى 20/8/1999م
20 المؤتمر الإسلامي للقرآن والسنة لوس أنجلوس في الولايات المتحدة من 24/11/1999م
إلى 27/11/1999م
21 البرنامج الدعوى لوزارة الأوقاف دولة قطر من 7/12 / 1999 م
إلى 17/12/1999م
22 البرنامج الدعوى لوزارة الأوقاف دولة الإمارات العربية في مدينة الشارقة من 19/12/1999م
إلى 25/12/1999م
23 البرنامج الدعوى للمركز الإسلامي نيويورك من 28/ 12 / 1999م
إلى 3/1/2000م
24 المؤتمر الإسلامي جمعية الإيمان في مدينة بور كلين بولاية نيويورك من 18/5/2000م
إلى 22/5/2000م
25 المخيم الربيعي لجمعية إحياء التراث الإسلامي والبرنامج الدعوى لكلية الشريعة بجامعة الكويت دولة الكويت من 5/11/2000م
إلى 13/11/2000م
26 في البرنامج الدعوى بوزارة الأوقاف دولة قطر من 25/11/2000م
إلى 2/12/2000م
27 البرنامج الدعوى لوزارة الأوقاف دولة الإمارات العربية في مدينة الشارقة، وأبو ظبي، ودبي من 12/12/2000م
إلى 14/12/2000م
28 البرنامج الدعوى جمعية الإيمان في مدينة بور كلين بولاية نيويورك من 16/12/2000م
إلى 23/12/2000م
29 برنامج الدعوى للمنتدى الإسلامي دولة الإمارات العربية بمدينة الشارقة من 5/4/2001م
إلى 9/4/2001م
30 المؤتمر الإسلامي في ألمانيا في جمعية طارق بن زياد الإسلامية بمدينة فرانكفورت من 10/4/2001م
إلى 16/4/2001م
31 المؤتمر الإسلامي الولايات المتحدة الأمريكية مسجد التوحيد بمدينة نيوجرسي من24/5/2001م
إلى 28/5/2001م
32 البرنامج الدعوى لمركز الوقف الإسلامي دولة الإمارات بمدينة الشارقة من 15/11/2001م
إلى 19/11/2001م
33 البرنامج الدعوى لوزارة الأوقاف دولة قطر من 26/ 11/ 2001م
إلى 4/12/2001م
34 البرنامج الدعوى بوزارة الأوقاف دولة الكويت من 16/ 12/ 2001م
إلى 23/12/2001م
35 المخيم الربيعي لجمعية إحياء التراث الإسلامي دولة الكويت من 4/2/2002م
إلى 8/2/2002م
36 البرنامج الدعوى لوزارة الأوقاف دولة الإمارات العربية من 12/4/2002م
إلى 19/4/2002م
37 البرنامج الدعوى لوزارة الأوقاف دولة قطر من 5/11/2002م
إلى 15/11/2002م
المشاركة في كثير من المؤتمرات الإسلامية والأسابيع الدعوية داخل مصر وهي أكثر من أن تحصى ولله الحمد
مازال الشيخ - بارك الله في عمره - يعمل أستاذا لمادة العقيدة بمعهد إعداد الدعاة بجماعة أنصار السنة بالمنصورة ولا أعلم أن يوما يمر على الشيخ إلا وهو في محاضرة عامة أو في درس علم.
ونسأل الله تعالى أن يمده بمدد من عنده وأن يثبتنا وإياه على الحق حتى نلقاه وأن يجعل هذا الجهد الكبير في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم إنه ولي ذلك ومولاه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
برامج الفضائيات
قناة الجزيرة
اسم البرنامج العنوان
- الحلقة المكتوبة- بين الشريعة والحياة واجبنا نحو الشعب الأفغاني Select Rate High Quality WMA Medium Quality WMA Select Rate High Quality WMA Medium Quality WMA
قناة المحور
اسم البرنامج العنوان
ايمانيات Select Rate Select Rate
قناة المجد الفضائية
اسم البرنامج العنوان
مجلس تهاني عيد الفطر المبارك مجلس تهاني عيد الفطر المبارك 1424 هـ Select Rate High Quality WMA Medium Quality WMA Select Rate High Quality WMA Medium Quality WMA
مجلس تهاني عيد الأضحى المبارك مجلس تهاني عيد الأضحى المبارك 1424 هـ Select Rate High Quality WMA Medium Quality WMA Select Rate High Quality WMA Medium Quality WMA
برنامج منتقى المحاضرات رسالة للشباب المسلم Select Rate High Quality WMA Medium Quality WMA Select Rate High Quality WMA Medium Quality WMA
ويدعون إلى الخير توحيد الربوبية Select Rate High Quality WMA Medium Quality WMA Select Rate High Quality WMA Medium Quality WMA
صفحات من حياتي قصة حياة فضيلة الشيخ Select Rate High Quality WMA Medium Quality WMA Select Rate High Quality WMA Medium Quality WMA
يدعون إلى الخير طريق النجاة Select Rate High Quality WMA Medium Quality WMA Select Rate High Quality WMA Medium Quality WMA
يدعون إلى الخير الجيل القرآني الفريد Select Rate High Quality WMA Medium Quality WMA Select Rate High Quality WMA Medium Quality WMA
قناة الشارقة
اسم البرنامج العنوان
قضايانا - الحلقة الأولى الدعوة الى الله Select Rate Select Rate
قضايانا -الحلقة الثانية الدعوة الى الله Select Rate High Quality WMA Medium Quality WMA Select Rate High Quality WMA Medium Quality WMA
قضايانا - الحلقة الثالثة الدعوة إلى الله Select Rate High Quality WMA Medium Quality WMA Select Rate High Quality WMA Medium Quality WMA
برنامج محاضرة دينية ماذا قدمت لهذا الدين Select Rate High Quality WMA Medium Quality WMA Select Rate High Quality WMA Medium Quality WMA
محاضرات الإعتصام بالله Select Rate High Quality WMA Medium Quality WMA Select Rate High Quality WMA Medium Quality WMA
تليفزيون قطر
اسم البرنامج العنوان
برنامج إياك نعبد منزلة الصلاة وعقوبة تاركها Select Rate High Quality WMA Medium Quality WMA Select Rate High Quality WMA Medium Quality WMA
تليفزيون الإمارات العربية المتحدة
اسم البرنامج العنوان
فعاليات جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم كلمات مهمة في علو الهمة Select Rate High Quality WMA Medium Quality WMA Select Rate High Quality WMA Medium Quality WMA
برنامج الحج المبرور
اسم البرنامج العنوان
برنامج الحج المبرور الحج المبرور Select Rate High Quality WMA Medium Quality WMA Select Rate High Quality WMA Medium Quality WMA
قالوا عن الشيخ
بقلم فضيلة الشيخ/ محمد صفوت نور الدين رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
يقول الله سبحانه وتعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ
إن للإسلام دعائم وركائز، ومن دعائم الإسلام المساجد، ومن دعائم المساجد خطبة الجمعة فإن المساجد بيوت الله، يدخلها المسلم متطهرا مستقبلا القبلة يتجه إلى ربه مكبرا مسبحا تاليا لقرآن داعيا فيعلم أن له من يحميه إن ضاقت السبل واتصلت الحلقات فإذا استقبل ربه وسأله ودعاه، فإنه سبحانه يتداركه برحمته وعونه، وأهمية المساجد كثيرة فوق الحصر والعد. وخطبة الجمعة أحد أهم دعائم المساجد فالحمد لله أن جعلها فريضة أمر المسلم بالسعى للصلاة إذا نودى إليها من الجمعة ونهى النبي عن كل ما يشغل في ذلك الوقت.وأمرهم رب العزه بالاتصال والسماع وقال لهم سبحانه الآية قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ
وخطبة الجمعة هي أدنى ما يلزم المسلم بحضوره من مجالس العلم حتى يتعلم ما يصحح به عمله واعتقاده، لذا وجب على الخطيب أن يراعى أن من بين الحاضرين والكثير منهم من لا يشهد موعظة سواها ولا يحضر درس علم غيرها وأنه - وقد أنصت الناس له بأمر الله - مؤتمن على تلك الكلمة التي يقولها والموعظة التي يقدمها.
إلا أن الكثير من الخطباء لم يراعوا ذلك فانصرفوا عن تعليم الناس أمر دينهم (اعتقادا وتعبدا وسلوكا) وتوجهوا أحد وجهتين.
الوجهة الأولى: حرصوا على جمع القصص المسلية والحكايات الجذابة حتى يجذبوا أسماع الناس لقولهم دون أن يخرجوا من ذلك بفوائد تربوية ولا يعلم للمسائل الاعتقادية أو التعبدية وأخرجهم ذلك إلى البحث عن الغرائب والفرائد فركبوا الصعب وبحثوا عن المختلفات والمكذوبات والموضوعات وأشاعوا بين الناس الحكايات المنكرة والأحاديث الباطلة.
الوجهة الثانية: شغلهم المظالم التي وقعت عن الشرك والكفر والبدعة وعن جهل الناس بدينهم صلاة وزكاة وصوما وحجا وذكرا، فلم يعلَّموا الناس من ذلك شيئا، إنما جعلوا المنابر نشرات إخبارية لا يتعلمون فيها أمر دينهم فصار ذلك الذي لا يحضر إلا الجمعة يظن أن دينه أن يعرف هذه الأخبار وأن يجمع هذه الحوادث ولما كان الكثيرين رواة هذه الأخبار لا يتحرون الصدق صارت المنابر عرضة لرواية الكذب وإشاعة البلبلة وإحداث الفوضى بين الناس.
واليوم نسعد بان نقدم لإخواننا المسلمين الخطب المسموعة مكتوبة بقلم (فاكهة الدعاء) الشيخ الشاب بل الشاب الشيخ محمد حسان صاحب العبارة الرشيقة والكلمة الموثقة والحديث الصحيح والرواية المنضبطة والقراءة المؤثرة والبسمة البهية والغضبة الصادقة نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحد والله حسيبنا وحسيبه. ولعل هذه بداية سلسلة تعليمية وعظية لنماذج من الخطب التي نأمل أن يتربى عليها المسلمون في بيوتهم، فلقد زرت الكثير من المسلمين في الشرق والغرب ورأيت أثر الشريط والرسالة وأثر الخطبة والكلمة في إيقاظ المسلمين من سباتهم العميق وإرشادهم بعد تفككهم وبعدهم عن دينهم وانصرافهم
وأوصى الأخ الحبيب الشيخ محمد حسان بالمزيد على المنهج الفريد من جمال الموعظة وتوثيق الكلمة، كما أوصى أخي القارئ بحسن الاستقبال وأن يكون مثل هذه الخطب مفتاحاً له يفتح له باب القراءة ليتعلم، وعليه أن يعلم أن أصل الدين في اعتقاد أركانه ستة، وإسلام أركانه خمسه، وسلوك مدراه على أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فعليه أن يتعلم ذلك ليبقى على بصيرة من سلوكه وعمله وعمله، فالأجل قريب والحساب بعده فليكن مستعدا.
كما أوصى الأخ الناشر بحسن الإخراج وجمال الطبعة ودقة المراجعة والله يوفق الجميع لما فيه خير الإسلام وصالح المسلمين.
والله من وراء القصد
وكتبه فقير عفو ربه ورضاه مولاه
محمد صفوت نور الدين
العاشر من رمضان 1416 هـ
بقلم فضيلة الشيخ/ محمد صفوت الشوادفى
رئيس تحرير مجلة التوحيد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد. . .
فإن الله عز وجل قد خلق عباده متفاوتين في العلم والفهم وسائر شئونهم، قال
تعالى نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ
واختص الله بعض عباده بالفهم في مسائل معينة كما في قوله: فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ!
كما تفضل على بعض عباده بنعمة الحكمة فقال: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً
وجعل الله عز وجل الدعاة إليه العاملين بعلمهم هم أحسن الناس قولاً، وأهداهم سبيلاً، وأقومهم طريقاً، وأكرمهم سلوكاً، وذلك لما اختصهم الله به من الفضل والكرامة والعلم والإمامة، فجعل قلوبهم أوعية لنصوص الشريعة، وعلومها، ونورا يضئ الطريق لقلوب غيرها! من أجل ذلك فإن رسول الله قد جعل فقههم علامة على إرادة الخير بهم! ! فقال: «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين» .
والكتاب الذي بين أيدينا الآن هو مجموعة كلمات خالصة نادى بها مؤلفه جزاه الله خيرا على قومه من فوق أعواد المنبر، وهو يعمل جاهدا على أن يوقظ الناس من سباتهم وينبههم من غفلتهم بلسان لا يعرف الملل أو الكلل.
وصاحب هذا التأليف غنى عن التعريف! فقد رزقه الله القبول في الشرق الغرب، وأنزل الله محبته على قلوب عباده المؤمنين، واختصه بأسلوب يجمع القلوب، ويثير كوامن الإيمان وقد كان ومازال - أكرمه الله - يبذل جهدا متواصلا في الدعوة إلى الله حتى تقطعت أحبال صوته في سبيل الله! فنسأل الله عز وجل أن يجعل هذا الكتاب وسائر أعماله الصالحة في ميزان فضيلة الأخ الشيخ محمد حسان، وأن يجزيه خيراً على ما قدم ويقدم من دعوة صادقة موفقة إلى الله، أنه ولى ذلك والقادر عليه وصلى وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
وكتبه
صفوت الشوادفى
رئيس تحرير مجلة التوحيد
بقلم فضيلة الشيخ/ عبد الحميد كشك
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات اعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله. واحد في ذاته لا قسيم له، واحد في أفعاله لا شريك له، واحد في صفاته لا شبيه له، سبحانه، علا فقهر، وملك فقدر وبطن فخبر.
إلهي
كلا ولا مولى هناك فيقصد
ما في الوجود سواك رب يعبد
رهبا وكل الكائنات توحد
يا من له عنت الوجوه بأسرها
كل القلوب تقر وتشهد
أنت الإله الواحد الحق الذي
وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وعظيمنا محمداً رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين صلوات ربي وسلامه عليه. . ما هبت النسائم وما ناحت على الأيك الحمائم.. أما بعد فيا حماة الإسلام وحراس العقيدة. لعلك أيها القارئ الكريم إذا ما طفت برياض هذا البستان. .
بستان الإسلام فى هذا السفر الكريم، تلمح بعين الفؤاد، ووعى القلب ما فيه من أصول العقائد وشعائر العبادات وشرائع المعاملات، ومناهج السلوك، وقيم الأخلاق، ومبادئ الأحكام، وقواعد النظام ما يجعلك تكَّون باقة عبقة يفوح أريجها معطرا بشذا الجنان الفيحاء في هذا الكتاب أيها القارئ الكريم ترى من المعاملات الإسلامية ما يجعلك تنشف عبير الإسلام عالج البشرية بعلم وحكمة، فكان كالنسيم الساري يدفع الشراع دون أن تغرق المركب.
وسيجد القارئ الكريم في ضفاف هذا الكتاب ما يشرح الصدر ويسعد الروح لا سيما أن المؤلف صاحب تجربة والتجربة خير شاهد.
ولقد جاء هذا الكتاب في عصر طغت فيه الماديات على المعنويات حتى قال بعض المستشرقين: «اخلعوا الحجاب عن المرأة وطوا به المصحف ولا تجزعوا من بنائهم للمساجد، وفدعوهم فليبتوا ما شاءوا ما دام أبناؤهم يتعلمون في مدراسنا»
نعم إن المسلمين في مسيس الحاجة إلى كلمة قئول ملتزم لا يخالف قوله عمله. إنك أيها القارئ الكريم أثناء قراءتك هذا الكتاب ستجد نفسك كالطائر الغريد ينتقل من فنن إلى فنن ومن غصن إلى غصن وكأنك تهب عليك نسمات تحمل في ثناياها قطرات الندى معطرة بأريج الجنة، وفي هذا فليتنافس المتنافسون، وفي ذلك فليعمل العاملون.
وجزى الله الداعية الإسلامي الكبير الشيخ محمد حسان خير ما جزى به عباده الصالحين، وحسبه قول رسول الله، «إن العلماء ورثه الأنبياء» 1
وصلى الله وسلم وزد وبارك عليه ولعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه
عبد الحميد كشك
_________________
1حسن [ص. الترغيب: 68] رواه أبو داود رقم 3641، 3642 في العلم باب الحث على طلب العلم، والترمذي رقم 2683،2684 في العلم، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة ورواه أحمد، وابن ماجه، والدارمي، وابن حبان في صحيحه وغيرهم، وحسنه شيخنا الألباني في صحيح الترغيب برقم 68 وهو جزء من حديث مطلعه «من سلك طريقا يبتغى فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة» .
http://www.mohamedhassan.org/
------------------
بواسطة العضو ابو ابراهيم الكويتي(1/293)
محمد بن إبراهيم بن عثمان بن جبير
1348هـ/1929م- المجمعة
- درس العلوم الإسلامية على علماء بلده، والتحق بدار التوحيد في الطائف ونال شهادتها عام 1368هـ، وحصل على الشهادة الجامعية من كلية الشريعة في مكة المكرمة عام 1372هـ، متخصص في الفقه.
- عمل ملازماً قضائياً بمحكمة مكة المكرمة عام 1372هـ، وقاضياً في المستعجلة الثالثة بمحكمة مكة المكرمة عام 1373هـ، ومحققاً شرعياً بديوان المظالم عام 1374هـ، ورئيس ديوان المظالم عام 1395هـ، ووزير دولة وعضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان المظالم عام 1407هـ، ووزير العدل بالنيابة ورئيس مجلس القضاء الأعلى بالنيابة، ورئيس ديوان المظالم بالنيابة عام 1409هـ، ووزير العدل ورئيس ديوان المظالم بالنيابة عام 1410هـ، ورئيس مجلس الشورى ابتداء من عام 1413هـ، وعين عضواً في: هيئة كبار العلماء، وفي مجمع الفقه برابطة العالم الإسلامي، وفي المجلس الأعلى للإعلام، وفي الهيئة الاستشارية العليا للضمان الاجتماعي، ورئيساً للمؤتمر التأسيسي بمجمع الفقه الإسلامي بمنظمة المؤتمر الإسلامي، وشارك في عدد من الندوات العلمية التي عقدت في الرياض، وباريس، والفاتيكان، ومجلس الكنائس العالمي في جنيف، والمجلس الأوروبي في ستار سينج حول الشريعة الإسلامية وحقوق الإنسان بين فريقين من علماء المملكة العربية السعودية وبين آخرين من كبار رجال الفكر والقانون في أوروبا، ونال وشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الثانية مع البراءة الخاصة به، وقدم عدداً من البحوث المتخصصة لهيئة كبار العلماء، والمجامع الفقهية الإسلامية، والمؤتمرات.
---------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/294)
سيرة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ
مفتي الديار السعودية رحمه الله تعالى
إعداد
الشيخ: ناصر بن حمد الفهد
1420
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
فإن قراءة سير الصالحين تبعث في النفس الرغبة في التأسي، وتثير في القلب كوامن الإيمان والحرص على الخير، والرغبة في الاستزادة من الصالحات.
ولعل من أبرز العلماء الذين شهد لهم بالتقوى والصلاح والجرأة في قول الحق والسير على نهج السلف – نحسبه كذلك- صاحب السماحة الشيخ/ محمد ابن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله تعالى، فهو نسيج وحده رحمه الله تعالى، فقد جمع الله له أموراً قل أن تجتمع في رجلٍ واحد،فقد كان رحمه الله أمة لوحده علماً وعملاً وجهاداً وخدمة للمسلمين ونفعاً لهم.
وقد كان للوالد – حفظه الله تعالى – صلة وثيقة بالشيخ محمد رحمه الله إذ عمل عنده ما يقارب من ثمانية عشر عاماً وصحبه في حلقات الدرس وفي منزله وفي رحلاته وفي مجالسه العامة والخاصة، وكان الوالد كثيراً ما يتحدث عنه وعن فقهه وفتاواه وعلمه وأحاديثه وفوائده.
وقد طلبت من الوالد حفظه الله تعالى أن يذكر لي بعض ما يعرفه عن حياة الشيخ وسيرته فوافق جزاه الله خيراً، فكان هذا الكتيب الذي أملاه علي ورأيت إخراجه تعميماً للفائدة.
واعلم أن جميع ما في هذه النبذة هي من إملاء الوالد من حفظه لم يرجع فيها إلى كتاب ولا لغيره، ولم أفعل شيئاً فيها سوى الترتيب وإعادة الصياغة في بعض المواضع، وتقديمي لها بهذه المقدمة، وبترجمة موجزة للراوي،وصلى الله على محمد.
ناصر بن حمد بن حمين الفهد
ترجمة الراوي
هو الشيخ حمد بن حمين بن حمد بن فهد الفرهود من الأساعدة من الروقة من قبيلة عتيبة الهوازنية.
ولد حفظه الله تعالى في مدينة الزلفي عام 1351هـ، ونشأ عند أبويه وتعلم القراءة والكتابة وقرأ القرآن صغيراً، ثم انتقل إلى مدينة (الرياض) واستقر به الحال فيها عام 1374هـ، وبدأ في العمل عند الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله منذ ذلك العام وحتى وفاة الشيخ رحمه الله عام 1389هـ.
ورزق حفظه الله بأحد عشر ولداً منهم أربعة من الذكور هم:
عبد العزيز وعبد الرحمن ومحمد وناصر.
وقد كان أول عمله الرسمي في (رئاسة المعاهد) ، ثم في (رئاسة القضاء) ، ثم في (وزارة العدل) وبقي فيها حتى أحيل على التقاعد في رجب سنة1411 هـ.
اسمه وولادته:
هو الإمام العلامة والبحر الفهامة سماحة الشيخ: محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن شيخ الإسلام محمد ابن عبد الوهاب التميمي.
ولد رحمه الله تعالى يوم عاشوراء من عام 1311هـ،حدثني الشيخ عبد الله بن إبراهيم رحمه الله تعالى –أخو الشيخ الأكبر- قال: كانت أمه صائمة عاشوراء يوم ولدته اهـ.
أبوه هو الشيخ القاضي إبراهيم ابن عبد اللطيف، وأمه هي (الجوهرة بنت عبد العزيز الهلالي) من (عرقة) من المزاريع من بني عمرو من تميم.
نشأته وفقده لبصره:
نشأ نشأة دينية علمية، في بيت علم ودين، فأدخل الكتّاب في صغره فحفظ القرآن مبكراً، ثم بدأ الطلب على العلماء مبكراً قبل أن يبلغ السادسة عشر، ثم أصيب رحمه الله تعالى بمرض في عينية وهو في هذه السن ولازمه سنة تقريباً حتى فقد بصره في حدود عام 1328هـ وهو في سن السابعة عشر –كما حدثني هو رحمه الله تعالى بذلك-.
وكان يعرف القراءة والكتابة قبل فقده لبصره، ويوجد له بعض الأوراق بخطه قبل أن يفقد بصره، وكان يعرف الكتابة حتى بعد فقده بصره وشاهدته رحمه الله تعالى يكتب بعض الكلمات على الأرض.
زواجه وأولاده:
حدثني الشيخ رحمه الله تعالى أنه تزوج ست مرات، وأول زواجٍ له كان في سنة 1335هـ تقريباً وهو في الرابعة والعشرين من عمره، ومات وفي عصمته ثلاث زوجات:
1-أم عبد العزيز بنت عبد الرحمن آل الشيخ، وأنجب منها المشايخ: عبد العزيز وإبراهيم وأحمد.
2-أم عبد الله بنت عبد الرحمن بن ناصر وأنجب منها الشيخ عبد الله وشقيقته.
3- والثالثة من عائلة القفاري من بني تميم.
أوصافه:
كان رحمه الله تعالى متوسط الطول، ملئ الجسم،متوسط اللون ليس بالأبيض ولا بالأسمر بل بين ذلك، خفيف شعر العارضين جداً، يوجد شعر قليل على ذقنه، إذا مشى يمشي بوقار وسكينة، وكان رحمه الله تعالى كثير الصمت وإذا تكلم لا يتكلم إلا بما يفيد.
مشايخه وطلبه للعلم:
سبق أن ذكرت أنه أدخل الكتاب في صغره، فحفظ القرآن مبكراً، ثم بدأ بطلب العلم على مشايخ عصره قبل فقده لبصره، وهو في سن المراهقة قبل أن يفقد بصره رحمه الله تعالى، وبعد أن فقد بصره استمر في طلبه العلم حتى نبغ مبكراً، وتصدر للإفتاء والتدريس.
ومن المشايخ الذين درس عليهم:
1-الشيخ عبد الرحمن بن مفيريج: وقرأ عليه القرآن وهو صغير، وكان الشيخ محمد رحمه الله يثني كثيراً على حفظ هذا الشيخ وسمعته يقول عنه: (إنه آية في حفظه لكتاب الله، وفي ضبطه للإعراب،وكان أثناء القراءة عليه يكتب فإذا أخطأ أحد في الحفظ أو القراءة يرد عليه، وكان يرد الخطأ في الحفظ والخطأ في الإعراب، وكان يفتح على الأئمة إذا أخطئوا من أول الآية أو التي قبلها) اهـ.
2-عمه الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف: وبدأ في الدراسة عليه قبل أن يفقد بصره، وكان الشيخ عبد الله رحمه الله يحب الشيخ محمداً ويقدره كثيراً رغم صغر سنه آنذاك، وقد سمعت الشيخ محمد رحمه الله تعالى يصفه ويقول: (كانت عيون الشيخ عبد الله رحمه الله حسنة، وكنت إذا أتيت إليه يرحب بي ترحيباً كثيراً، ويقدمني في المجلس، وكان هذا الفعل من الشيخ رحمه الله تعالى يخجلني) اهـ.
3-الشيخ سعد بن حمد بن عتيق: وكان الشيخ محمد يحبه ويقدره كثيراً، وكان إذا ذكره قال: (شيخنا الشيخ الكبير والعالم الشهير) .
4-الشيخ عبد الله بن راشد: سمعت الشيخ محمداً يقول: (درست عليه علم الفرائض وكان آية فيها) .
5-الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع: رأيته مراراً إذا جاء للشيخ محمد رحمه الله قام إليه واستقبله ورحب به وأجلسه مكانه، فسألت عن السبب في تقدير الشيخ له، فقيل لي إنه شيخ له، ولأنه يكبره بالسن.
أعماله:
من أعماله التي تولاها:
1- عين قاضياً في (الغطغط) واستمر في هذا العمل ستة أشهر، وتزوج الشيخ من أهلها أثناء إقامته هناك.
2- كان إماماً لمسجد الشيخ عبد الرحمن ابن حسن –المسمى الآن مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم- وقد حدثني الشيخ نفسه رحمه الله أن اسم المسجد هو (مسجد الشيخ عبد الرحمن بن حسن) ، وكان خطيباً للجامع الكبير، واستمر في الإمامة والخطابة إلى موته رحمه الله تعالى.
3-التعليم: وكان رحمه الله –قبل انشغاله بالأعمال الكثيرة في مصالح المسلمين- له حلقة تدريس في مسجده بعد الفجر، وفي بيته في الضحى، وفي مسجده أيضاً بعد العصر أحياناً.
4-وكذلك كان هو المفتي للبلاد، وكان قبل فتح (إدارة الإفتاء) رسمياً هو الذي يفتي، ثم افتتحت (إدارة الإفتاء) رسمياً في شهر شعبان من عام 1374هـ تحت إشرافه.
5-ولما افتتحت رئاسة المعاهد والكليات أيضاً كان هو الرئيس، وكان قد أناب عنه أخاه الشيخ عبد اللطيف.
6-ولما تأسست رئاسة القضاء عام 1376هـ عمد رسمياً برئاسة القضاء، ووضعت لها ميزانية خاصة، وعين ابنه الشيخ عبد العزيز نائباً له فيها، والشيخ عبد الله بن خميس مديراً عاماً.
7-ولما افتتحت رئاسة البنات عام 1380هـ كان هو المشرف العام عليها، فوضع الشيخ عبد العزيز ابن ناصر بن رشيد رئيساً عليها، ثم عين بدلاً عنه الشيخ ناصر بن حمد الراشد.
8-ولما افتتحت رابطة العالم الإسلامي كان هو رئيس المجلس التأسيسي لها، وكان الأمين للرابطة هو محمد سرور الصبان.
9-ولما افتتحت الجامعة الإسلامية عام 1380هـ كان هو المؤسس لها وعين نائباً له الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
طريقته في التعليم وتلاميذه:
1-كان إذا صلى الفجر استند على سارية مستقبلاً القبلة –في الصيف على الجدار الشرقي لمسجده، وفي الشتاء في خلوة المسجد-، ويتحلق عليه الطلبة، ثم يبدأون بالقراءة عليه من المتون حفظاً، ثم يبدأ بالشرح، لمدة ساعة أو أكثر، ثم يفترقون ويأتي آخرون عند الشيخ في البيت للدرس وقت الضحى.
2-كان يطلب القراءة من بعض الطلبة الذين يمتازون بقوة الصوت أو حسنه -دون من في صوتهم ضعف- كالشيخ أحمد بن قاسم وأخوه الشيخ محمد والشيخ فهد بن حمين والشيخ عبد الرحمن بن فريان.
3-كان يلزم طلبته بحفظ المتون، وكان حازماً في هذا الأمر، ويقول: إن الذي لا يحفظ المتون ليس بطالب علم، بل هو مستمع.
4-وكان يلزم طلبته بالحضور للدرس دائماً ولا يرضى بغياب أحد منهم.
5-كان طريقته في درس المطولات الاختصار في الشرح، فلا يشرح إلا مواضع قليلة تحتاج للشرح بخلاف المختصرات فإنه كان يطيل الشرح فيها.
6-وكان لا يريد الأسئلة التي تكون خارج الدرس أو التي يراها قليلة الفائدة.
7-كان في أول وقته يدرس طلبته جميع الدروس، ثم لما بدأت مسئولياته تكثر صار يأتي غيره في بعض العلوم كالشيخ أبي حبيب والشيخ حماد الأنصاري والشيخ إسماعيل الأنصاري رحمهم الله.
8-كان له درس عام قبل صلاة العشاء في مسجده في التفسير وكان الذي يقرأ عليه في هذا الدرس هو الشيخ (عبد العزيز بن شلهوب) .
9-وكان رحمه الله يحضر دروسه بعد العشاء الآخر، وكان الذي يأتيه لهذه المهمة هو الشيخ أحمد ابن عبد الرحمن بن قاسم، فكان يأتيه بعد العشاء ويقرأ عليه دروس الغد، وكان يطلب منه أن يأتيه بحاشية أبيه (الشيخ عبد الرحمن) على الروض-قبل أن تطبع- ويطلب منه أن يقرأ فيه، وكان يقرأ من حاشية العنقري أيضاً وكان يقول: إن العنقري طالت مدته في القضاء لذلك فحاشيته عن علم وفهم وممارسة.
10-وكان يختبر طلبته دائماً بنفسه في جميع العلوم التي يدرسهم إياها، ويصحح اختباراتهم أيضاً، فلا يعين الطالب قاضياً أو مدرساً ونحو ذلك إلا بعد اجتيازه هذه الاختبارات.
تلاميذه:
ينقسم الذين درسوا على الشيخ إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: من درسوا عليه قديماً –ولم أدرك وقت دراستهم- وهؤلاء كثيرون ومنهم:
1-الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله.
2-الشيخ عبد العزيز بن باز.
3-الشيخ سليمان بن عبيد رحمه الله.
4-الشيخ صالح بن غصون رحمه الله.
5-الشيخ محمد بن مهيزع رحمه الله.
6-الشيخ عبد الرحمن بن سعد رحمه الله وكان قاضياً في (الزلفي) .
7-الشيخ عبد الرحمن بن هويمل رحمه الله.
8-الشيخ عبد الرحمن بن فارس رحمه الله.
القسم الثاني: طلبته الذين أدركتهم، وكانوا ملازمين له دائماً، وهؤلاء عشرة طلاب هم:
1-الأخ الشيخ فهد بن حمين: وقد التحق بالشيخ من عام 1370هـ ولازمه ملازمة تامة، وكان صوته جميلاً في القراءة فكان الشيخ محمد رحمه الله يرتاح لقراءته فيجعله إذا قرأ يطيل أكثر من غيره.
2-الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن قاسم: وكان يمتاز بحفظه للمتون وضبطه واستحضاره لها.
3-الشيخ أحمد بن عبد الرحمن بن قاسم: وكان كثير القراءة على الشيخ، وهو الذي كان يأتي للشيخ لتحضير الدروس بعد العشاء، وهو الذي كان كثيراً ما يسافر مع الشيخ في رحلاته ويقرأ عليه فيها، وهو الذي قام بترتيب مكتبة الشيخ محمد.
4-الشيخ محمد بن جابر رحمه الله وكان كفيفاً وصار قاضياً في المحكمة المستعجلة.
5-الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن فريان.
6-الشيخ عبد الله بن سليمان بن معيوف رحمه الله تعالى ولم يكمل.
7-الشيخ محمد بن عبد الله السحيباني رحمه الله وقد صار قاضياً.
8-الشيخ عبد الله بن سعدان الجظعي وصار قاضياً.
9-الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين.
10- الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن مقرن رحمه الله.
القسم الثالث: من لم يلازمه دائماً، بل كان يأتي لحلقة الدرس أحياناً، وهؤلاء كثيرون منهم:
1-الأمير محمد بن عبد العزيز بن سعود بن فيصل بن تركي رحمه الله تعالى، وكان رجلاً صالحاً، وكان يأتي لحلقة الشيخ أحياناً.
2-الشيخ ناصر البكر.
3- والشيخ عبد الله بن عقيل.
4- والشيخ أحمد الحميدان.
5-والشيخ عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ.
أخلاقه:
1-الذكاء: فقد كان رحمه الله ذكياً، ولم يبلغ إلى ما بلغ إليه مع فقده بصره مبكراً إلا لذكاء باهر تميز به عن غيره.
2-الحفظ: فقد كان رحمه الله حافظاً للمتون، متقناً للقرآن فلا أذكر مرة –خلال 18سنة قضيتها معه-أنه قد رد عليه أحد أثناء قراءته للقرآن في المسجد أثناء الصلاة، وإن كان الشيخ رحمه الله لا يتحدث مطلقاً عن سعة حفظه أو عن محفوظاته أو ما أشبه ذلك.
3-الحزم والشدة: فكان رحمه الله حازماً شديداً، فكان يلزم الطلبة بالحفظ للمتون ولا يرضى بأقل من ذلك، ولا يرضى بغياب أحد منهم.
4-الزهد في الألقاب والمديح: وقد صحبته ثمانية عشر عاماً ما سمعته يوماً قال عن نفسه (الشيخ) أو (المفتي) حتى لو كان ينقل الخبر عن غيره بل كان إذا ذكر اسمه ذكره مجرداً إلا مرة واحدة فقط وذلك عندما استضاف أحد وجهاء الخليج الصالحين فأراد مني أن أتصل له على الفندق ليحجز له فيه، فلما كلم موظف الفندق-وكان مصرياً- قال له: معك محمد بن إبراهيم، فلم يعرفه، فقال: محمد بن إبراهيم آل الشيخ، فلم يعرفه، فردد عليه مراراً فلم يعرفه، فقال: المفتي، فلما انتهت المكالمة قال: هداه الله، ألزمني أن نقول هذه الكلمة.
وكان إذا أثنى عليه أحد أو مدحه يقاطعه بقوله: الله يتوب علينا، الله يعفو عنا.
5-الورع: فقد كان رحمه الله تعالى ورعاً خصوصاً في أمور العبادات إذا استفتي فيها، وأحياناً لا يقضي فيها بشئ بل يتوقف، وأحياناً يسأل عن المسألة فيتأملها يوماً أو يومين قبل الإجابة عليها –كما سيأتي بعض الأمثلة على ذلك إن شاء الله تعالى-.
6-تقديره للعلماء والمشايخ والدعاة والقضاة:
فكان يثني على مشايخه الذين درس عليهم –وقد سبق ذكر شئ من ذلك- فكان يقول عن شيخه الشيخ سعد بن عتيق: شيخنا الشيخ الكبير والعالم الشهير، وكان إذا أتاه الشيخ محمد بن عبد العزيز ابن مانع قام له ورحب به وأجلسه مكانه.
ومن ذلك أنه كان يحب الشيخ عبد الله القرعاوي رحمه الله تعالى –الداعية في (جيزان) - ويقدره، فكان إذا أتى إليه يكرمه كثيراً.
ومن ذلك أنه كان يحب الشيخ حمود التويجري رحمه الله تعالى، وقد رأيت الشيخ حمود مرة أتى إلى الشيخ محمد يقرأ عليه أحد ردوده التي ألفها ضد بعض المبتدعة، فلما نهض الشيخ حمود وانصرف قال الشيخ محمد: الشيخ حمود مجاهد جزاه الله خبرا.
ومن ذلك أنه كان يحب الشيخ أحمد شاكر والشيخ محمد حامد الفقي رحمهما الله تعالى، وقد رأيتهما عنده كثيراً إذا أتيا إلى المملكة، وكان يكرمهم ويجلهم.
ومن ذلك احترامه وتقديره أيضاً للشيخ محمد الأمين الشنقيطي صاحب (أضواء البيان) والشيخ محمد المختار الشنقيطي.
ومن ذلك أنه كان لا يرضى لأحد من العامة أن يتكلم في القضاة مطلقاً إذا كان بغير حقٍ أو اتهام لنية القاضي وقصده، ولو حدث ما يستدعي عزل القاضي لعزله ولا يتكلم عليه ولا يجعل أحداً يتكلم عليه إلا بحدود القضية.
7-الغيرة على دين الله: وكان رحمه الله صاحب غيرة شديدة على دين الله، وله حوادث كثيرة جداً في هذا الباب.
ومن ذلك أنه أتاه في أحد الأيام خطاب ذكر له فيه بعض المنكرات، فأصبح من الغد مهموما،وسمعته يقول: لم أنم طول الليل من الضيق.
8-الحرص على الوقت: فقد كان رحمه الله تعالى وقته كله معمور بالعلم والتعليم والسعي في مصالح المسلمين، وكان يأخذ جميع العرائض والأوراق التي تقدم إليه من عامة المسلمين في كل وقت، ويجعل أحد الذين معه يقرأها عليه ثم يحيل كل ورقة إلى الجهة المختصة.
ومن حرصه على الاستفادة من الوقت أنه كان يحرص على الفائدة حتى في نزهاته، ومن ذلك أننا خرجنا معه مرة لـ (روضة نورة) في عام 1374هـ وكان معه في تلك الرحلة أحمد ابن قاسم فكان يطلب منه أن يقرأ عليه بعض الكتب، وأذكر من تلك الكتب في تلك الرحلة:مسودة كتاب (دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب) للشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى وكان قد أعطى الشيخ محمداً مسودتها ليراجعها فراجعها في تلك الرحلة، ومنه كتاب في (التعزير) لمؤلف مصري يدعى الشرباصي، وخرجنا معه أيضاً في رحلة عام 1377هـ لروضة (أم حجول) قرب (رماح) وعام 1383هـ لـ (بطين ضرمى) وفي كل هذه الرحلات كان يصطحب معه بعض تلاميذه الذين يقرؤون عليه بعض الكتب.
9-الدعابة: كان رحمه الله تعالى -رغم شدته وحزمه وهيبة الناس له – صاحب دعابة –خصوصاً مع خاصته-، وأحفظ له رحمه الله في ذلك حكايات كثيرة.
10-العبادة: كان رحمه الله تعالى لا يتحدث عن عبادته مطلقاً ولا يطلع أحداً عليها، وكان رحمه الله يحج كثيراً خصوصاً في آخر عمره، وكان كثير الاعتمار في رمضان، وكان كثيراً ما يقرأ القرآن في سره.
11-طهارة القلب وعدم الغيبة والنميمة واستصغار الناس: وكان لا يرضى أن يغتاب أحد في مجلسه، ولا أذكر مرة –طيلة صحبتي له-أنه تكلم على أحدٍ بسوء، بل كان إذا أحب شخصاً مدحه، وإن لم يحبه تركه فلم يذكره ولا يرضى أن يذكره أحد بسوء عنده.
من فتاواه وفوائده:
1-سألته عن العقل هل هو في الصدر أو في الرأس؟ فقال: قيل هذا، وقيل هذا، ولكن الذي يظهر أن الصدر يحضر، والرأس يجمع.
2-وسمعته يقول: لابد في الوضوء من أقل جريان ولا يكفي مجرد البلل.
3-وكان أحد أبنائه الصغار يتوضأ فبدأ باليسار قبل اليمين فأخبرت الشيخ بذلك، فضحك وقال: يجوز، ولكنه خلاف الأفضل.
4- وسأله رجل وأنا أسمع عن التسوك هل يبدأ باليسار أو باليمين؟ فقال: بل باليسار لأنه إماطة أذى.
5-وكان يقول في المسح على الجوارب أنه إذا كان فيه شق يسير فلا بأس بالمسح عليه خصوصاً إذا كان مما يلي باطن القدم.
6-وكنت معه مرة فصلينا المغرب خارج الرياض، فلما انصرف خلع الخفين، فسألته عن السبب، فقال: انتهى وقت المسح عليهما والإمام ليس كالمأموم- يعني يخاف من نسيان المدة-.
7-وسألته عن التيمم هل يجزئ بكل تراب له غبار أو لا، وهل يجزئ التيمم على الرمل-لأن منطقتي (الزلفي) كثيرة الرمل-، فقال: نعم يجوز.
وقد رأيت الشيخ محمد مراراً يتيمم على الجدار وكان طينياً يضربه مرة واحدة ثم يمسح يديه ووجهه.
8- وسمعته يقول: إن النبي e لما غزا تبوك في السنة التاسعة كان طريقه إلى (تبوك) أكثره رملي ولم ينقل عنه أنه حمل معه تراباً ليتيمم به، لو كان فعل ذلك لتوفرت الدواعي والهمم لنقله، فدل ذلك على جواز التيمم بالرمل وما أشبهه.
9- وكان كثيراً ما يسأل عن تغسيل اليدين من أثر الأكل وسريان الغسالة في ماء المجاري هل يجوز؟ فكان رحمه الله يقول: نعم، يجوز، وهل هو إلا وساخة من اليدين!!.
10-ورأيت مرة على (بشت) الشيخ دماً يسيراً بعد الصلاة فأخبرته، فقال: الشئ اليسير لا بأس به.
11-وسأله رجل وأنا أسمع عن (الكولونيا) فقال الشيخ محمد: أما أنا فلا أستعمله، ولو أصاب ثوبي شئ منه ما غسلته.
12- وسمعته يوماً يتكلم عن الأذان ومشروعيته وأهميته، وقال: (إنه من شرائع الإسلام الظاهرة، وأن الرسول e كان إذا غزا قوماً انتظر حتى الصبح فإن سمع أذاناً وإلا أغار عليهم، وإنه لو صلى القوم ونسوا الأذان فإنهم يؤذنون ولا يعيدون الصلاة لأن الأذان للوقت وهو شريعة من شرائع الإسلام لا تترك، ثم قال: كنا عند الشيخ سعد بن عتيق رحمه الله في درسه قبل العصر في (الجامع الكبير) ، ثم إنه صلى العصر وقد نسوا الأذان، فلما انصرف من الصلاة سأل عن الأذان، فأخبر بأنهم لم يؤذنوا، فأمر أحد المأمومين أن يقوم ويؤذن، قال الشيخ محمد: فقام في وسط الصف فأذن بعد الفراغ من الصلاة) .
13-وكان رجل من أهل (الزلفي) يعمل بالتجارة ويسافر إلى بعض دول الخليج ليأتي ببعض البضائع، فذكر لي أنه يسكن بجانب مسجد إمامه يحلق لحيته ويشرب الدخان، وطلب مني أن استفتي الشيخ محمداً عن الصلاة خلف ذلك الرجل، فسألت الشيخ، فسكت الشيخ قريباً من يومين، ثم أعدت عليه السؤال فقال: يبحث عن مسجدٍ آخر فإن لم يجد فلا يصلي خلف هذا الفاسق ما دام مسافراً.
14-وسمعته يقول: إذا جلس الإمام للتشهد الأول وقام ولم يكمل المأموم تشهده فلا يتبعه حتى يكمل.
15-وفي عام 1377هـ أصيبت رجلي بمرضٍ فوضع فيها (الجبس) في مدينة (جدة) ، وكنت لا أستطيع الحركة فكنت أتيمم وأصلي إلى غير القبلة، فلما جئت إلى الرياض سألت الشيخ عن صلاتي وهل هي صحيحة أو أقضيها؟ فمكث أياماً ينظر فيها ثم لم يفتني فيها بشئ.
16-ورأيت رجلاً أتى إليه وقال: إنني أسافر من (الخرج) إلى (الرياض) وتدركني صلاة المغرب في الطريق فهل يجوز لي أن أجمع معها العشاء مع العلم أنني سوف أصل إلى (الرياض) قبل صلاة العشاء، فقال: نعم يجوز.
17-وفي أحد أيام الشتاء نزلت أمطار غزيرة على مدينة (الرياض) قبل صلاة (الظهر) ، فقام أحد الأئمة في أحد المساجد بالجمع بين (الظهر) و (العصر) ، فلما علم الشيخ محمد رحمه الله تعالى تكلم في مسجده وأمر من صلى معهم بإعادة صلاة (العصر) .
18-وتأخرت مرة عن صلاة (الجمعة) فوجدته رحمه الله قد شرع في الركعة الأولى فصففت مع الذين يصلون في (ساحة الصفاة) بجانب (الساعة) ويقتدون بمكبر الصوت –بدون اتصال الصفوف-، فلما انتهينا من الصلاة سألته عن صلاتي هذه فأمرني بالإعادة.
19-وسألته عن صلاة (الكسوف) هل هي فرض عين أو فرض كفاية؟ فقال: إن ابن القيم رحمه الله قال في كلامٍ له عنها إنه لو قيل بوجوبها لكان له وجه.
20-وصلى مرة على جنازة فكبر خمس تكبيرات، فلما انصرف أخبرته فقال: لا بأس بذلك.
21-وكان يقول بعدم وجوب الزكاة في الحلي، ويقول ثبت عن خمسة من أصحاب محمد e القول بذلك.
22-وكان هناك رجل من أهل (الزلفي) يعطي زكاته لقريبة منه وكانت تجمع هذه النقود ولا تشتري بها شيئاً مطلقاً، فطلب مني أن أسأل الشيخ: هل يجوز أن يشتري بالزكاة التي يريد دفعها لها ملابس وطعاماً ونحو ذلك ودفعه إليها؟ فسألت الشيخ فسكت ولم يجب قريباً من يومين، ثم قال:مادام الحال كما ذكر، فإنه يجوز هذا.
23-وطلب مني رجل أن أسأله في مسألة حصلت له،فقال: عندي نقود وعلي دين فهل أخرج الزكاة عنها كلها، أو أزكي المال الذي لي وأترك الدين، فسألت الشيخ، فسكت الشيخ وقتاً ثم قال: بل زك مالك دون الدين.
24-وسألته عن النقد الورقي: هل هو سند أو نقد بذاته؟ فتوقف في ذلك ولم يجب، والذي أعرفه عنه أنه مات رحمه الله ولم يفت فيها بشئ.
25-وكنت معه مرة في اليوم التاسع والعشرين من رمضان بعد العصر، فقال: يظهر أن الليلة يهل هلال شوال، ثم قال: إن ابن مسعود قال: صام رسول الله e تسع رمضانات كلها تسع وعشرون يوماً.
26-وفي عام 1376هـ كتب عبد الله بن زيد المحمود رحمه الله كتاباً في المناسك أجاز فيه الرمي قبل الزوال وبالليل ولم يحدده بوقت فطلبه الشيخ للمباحثه، فكانت بينهما جلستان حضرهما جمع من المشايخ وقد حضرت عندهم، ومما دار في النقاش:
أن المحمود ذكر في منسكه أن العاجز عن الرمي يسقط عنه الرمي ولا يوكل عن نفسه لأنه لا واجب مع العجز.
فقال الشيخ محمد: أيهما أوجب الرمي أو المبيت بمنى؟
قال الشيخ المحمود: الرمي والمبيت واجبان.
قال الشيخ محمد: سبحان الله!! الرمي أوجب، وإنما المبيت وسيلة للرمي.
قال الشيخ المحمود –يعني بعض الحاضرين من تلاميذ الشيخ-: إنه يوافقني على ما قلته من جواز الرمي في الليل.
فقال الشيخ –لهذا الذي أشار إليه المحمود-: ما دليلك على ما ذهبت إليه؟
فقال: قسته على يوم عرفة، فإن الحاج لو وقف في عرفة ليلة النحر لأجزأه لحديث عروة ابن مضرس الطائي.
فقال الشيخ محمد: لا، هذا قياس مع الفارق، فإن الرمي أصل مستقل، واليوم ينتهي بغروب الشمس، والليلة تتبع اليوم الذي بعدها لا الذي قبلها.
ثم بعد هذه الجلسات اعتذر الشيخ ابن محمود وقرر أن يكتب كتاباً ينقض فيه الذي قرره أولاً، ولكنه لم يف بما ذكره للشيخ فرد عليه الشيخ محمد بكتاب (تحذير الناسك مما أحدثه ابن محمود في المناسك) .
27-وكان رجل بدوي في (الزلفي) اسمه (نافع) حج ولم يسع ومضى على ذلك قريباً من 15سنة، ثم إن الشيخ محمد حج عام 1376هـ وكنت معه، فلما ذهبت لأسلم على بعض الجماعة من أهل (الزلفي) وكان معهم (نافع) هذا، قالوا: إنه استفتى بعض أهل العلم –في الميقات من هذه السنة-وأفتاه بأن عليه دم، فقلت: الذي أعرفه أن السعي ركن والركن لا يجبر بدم، ثم أخبرتهم بأني سوف أسأل الشيخ محمداً عن هذا.
فلما عدت إلى الشيخ أخبرته بالواقع وسألته، فسكت –وهذه عادته رحمه الله فإنه كان ورعاً خصوصاً في العبادات- ولم يجبني إلا من الغد حيث ناداني وقال: إنه يحرم من مكانه ثم يسعى ويقصر ويلبس، وحجه تام إن شاء الله نظراً لجهله.
28-وسألته مرة عن معنى قول صاحب الروض حيث قال في باب الخيار: (ويقبل قول قابضٍ في ثابتٍ في ذمة من ثمنٍ وقرضٍ وسلمٍ ونحوه إن لم يخرج من يده) فقال: إن قبضت شيئاً ثابتاً في ذمة آخر فإنه يقبل قولك بأنه ناقص مثلاً وأنك لم تستوفه، لأنه ثابت في ذمة الآخر، ولكن يقبل هذا بشرط أن لا يخرج هذا المقبوض من يدك، فإن خرج من يدك لآخر لم يقبل قولك.
29-ومن ذلك أنه كان هناك قط مؤذ في بيتي، فاستفتيت الشيخ في قتله فأفتاني لأنه مؤذ.
30- وكان يفتي بلزوم الطلاق الثلاث، فمن طلق ثلاثاً بلفظ واحد فإن الشيخ محمداً رحمه الله يلزمه ويجعل امرأته تبين منه، وسمعته يقول: (إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لما أفتى بأن الطلاق الثلاث في مجلس واحد يعد طلقة واحدة لم يكن يقصد بذلك مخالفة الجمهور الذين يفتون بلزومه، ولكن لانتشار (نكاح التحليل) في زمنه بين المسلمين بسبب أيمان الطلاق هذه، رأى رحمه الله أن مخالفة الجمهور أخف من مفسدة (نكاح التحليل) فأفتى بذلك) .
وسمعته يقول إن ابن عباس رضي الله عنه الذي يحتج المخالفون بقوله ورد أن رجلاً طلق امرأته ثلاثاً فاستفتاه فقال: (عصيت ربك وبانت منك امرأتك) .
وسمعته يقول: (إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رخمه الله تعالى كان يوافق الجمهور في هذه المسألة، ولم يفت بخلاف ذلك إلا مرة واحدة لما طلق رجل امرأته ثلاثاً وكان له منها أولاد، ورأى أنهم سيفسدهم الافتراق فأفتى بقول شيخ الإسلام ابن تيمية) .
31-وكنت معه مرة فأتت إليه امرأة من (الخرج) ومعها زوجها وأبوها وأخوها، وهي تطلب الطلاق، فحاول الشيخ الإصلاح بينهما ولكنه لم يستطع، فقال: (وإن يتفرقا يغن الله كلاً من سعته) ، ففرض الشيخ على الزوجة أن تدفع 3000ريال ويكون خلعاً فوافقت فالتزمت بذلك، فقال للزوج: قل طلقت زوجتي فلانة، فطلقها.
32-وحدث أن امرأة قتلت زوجها وقبض عليها واعترفت وحكم عليها القاضي بالقتل، ثم إن أولياء المقتول تنازلوا عن القصاص، فرفض الشيخ تنازلهم، وقال: إن قتلها حرابة لا قصاص لأنها قتلته غيلة فليس للأولياء حق في ذلك، وأمر بقتلها، فقتلت –وكنت من الحضور عند قتلها-.
33-وحصلت قضية عند أحد القضاة –من طلبة الشيخ- وهو أن رجلاً قبض عليه بتهمة السرقة واعترف عند الشرطة بذلك، فلما أحيل إلى القاضي أنكر ما سبق أن أقر به، فسأله القاضي عن هذه القضية أثناء زيارةٍ للقاضي للشيخ في منزله وأنا أسمع، فقال الشيخ: أما الحد فيدرأ عنه، وأما المال الذي اعترف به فيلزم به.
34-وسمعته يتكلم عن القضاء يوماً وأنه ابتلاء، ثم قال: لما كانت البينة على المدعي واليمين على من أنكر وبعض المدعين لا يأتي ببينة ولا يدري أن له حق اليمين على المدعى عليه فللقاضي أن يخبره بأن هذا حق له، ولا يكون هذا من باب تلقين الخصم حجته المنهي عنه.
35-وسمعته يوماً يتكلم عن تزكية الشهود وأنه لا بد للمزكي من معرفة تامة بالمزكى، وقال: إن عمر لما طلب تزكية أحد الشهود فزكاه رجل، قال له عمر: هل جاورته؟ قال: لا، قال: هل تعاملت معه في بيع وشراء؟ قال: لا، قال: هل سافرت معه؟ قال: لا، قال: فأنت لا تعرفه.
من أحاديثه:
1-سمعته يقول: (لما كبر الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى صار يؤم الناس في (التراويح) ابنه الشيخ عبد الله رحمه الله، فكان الشيخ محمد يسأل الناس عن ابنه فيثنون عليه فقال: (الحمد لله الذي أخرج من صلبي من يقوم بالواجب) .
2-وسمعته يقول: (كان الإمام محمد بن سعود رحمه الله تعالى ديناً عادلاً، وكانت له أكثر من امرأة وكان هناك قماش اسمه (المرود) فكان من عدله إذا أراد أن يقسم هذا القماش بين نسائه يزنه بالميزان) .
-وسمعته يقول: (كان الشيخ سليمان ابن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى يقول: أنا أعرف رجال الحديث مثل معرفتي برجال الدرعية، ولو ذهب للنخيل ما فرق بين شجر (الجح) وشجر (القرع)) .
3-وسمعته يقول: (كان الإمام فيصل ابن تركي رحمه الله تعالى شديد الخوف من الله ومن ذلك أنه استدعى أحد الرعية –لشكوى جاءته- فقال له –بعد أخذ ورد-: خف الله يا طويل العمر، فبكى الإمام فيصل رحمه الله) .
4-وسمعته يقول: (كان الشيخ عبد الرحمن ابن حسن رحمه الله تعالى يقول عن نفسه أنه يذكر ثدي أمه لما كانت ترضعه) .
5-وسمعته يقول عنه أيضاً: (كان رحمه الله حاد البصر، ولما كبر وثقل بقيت معه حدة البصر، فكانوا إذا تحروا الهلال حملوا الشيخ عبد الرحمن إلى سطح المسجد –وهو كبير- ليرى الهلال) .
6-وسمعته يقول عنه أيضاً: (إنه أسند التدريس لابنه عبد اللطيف رحمه الله، فكان ابنه لا يشرح مطلقاً وأبوه موجود، فكان أبوه يخرج من الحلقة حتى يشرح ابنه ثم يأتي وهو لا يعلم به حتى يستمع شرحه) .
7-وكان للمسجد الذي يؤمه الشيخ محمد ابن إبراهيم رحمه الله تعالى وقف قديم من وقت الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله تعالى، فذكر للشيخ محمد أن البعض قد اعتدى على هذا الوقف فطلب ورقة الوقف –التي كتبها الشيخ عبد الرحمن- وكنت معهم، فلما قرئت عليه وكان فيها:
"وقف على مسجد دخنة الكبير"
قال الشيخ محمد رحمه الله: (الله أكبر، لم يقل وقف على مسجد الشيخ لأنه هو الشيخ المقصود) .
وسمعت الشيخ محمداً يذكر أن المسجد المسمى باسمه الآن إنما اسمه أصلاً (مسجد الشيخ عبد الرحمن ابن حسن)) .
8-وسمعته يقول: (دعانا بعض أهل (ضرمى) على وليمة مع (الشيخ سعد بن حمد بن عتيق) رحمه الله وبعض الأخوة، فلما انتهينا من الغداء – وكان بعد العصر- استأذن الشيخ سعد ونهضنا معه –وكان هذا قبل السيارات ومعنا رواحل- فلما ظهرنا فوق عقبة (القدية) أردنا أن ننام فقيدنا الرواحل –ولم نعقلها- حتى تستطيع الرعي ولا تبتعد عنا، فلما أصبحنا ذهب الذين معنا للبحث عن الرواحل فوجدوها كلها إلا راحلة الشيخ سعد، فتفرقوا للبحث عنها، وكان الشيخ سعد في هذه الأثناء يدعو الله تعالى أن يأتيه براحلته، فأتى الذين ذهبوا للبحث عنها ولم يجدوها، قال الشيخ محمد: فأتى رجل إلينا من بعيد وهو يسوق راحلة الشيخ سعد معه حتى وصلت إلينا، ثم اختفى ولا ندري من هو، وكان الذين ذهبوا للبحث عنها كل واحدٍ منهم يحسب أن الآخر هو الذي يسوقها حتى أتوا وسأل بعضهم بعضاً فأنكر كل واحد ذلك، وهذه من كرامات الشيخ سعد رحمه الله) .
9-وسمعته يقول عن أبيه الشيخ إبراهيم:
(عندما وضعت له زوجته –أم الشيخ محمد- العشاء في أحد الأيام وكان بعد العصر –في ذلك الوقت-، فلما بدأ بالأكل إذا الباب يطرق، فخرج فإذا رسول من الشيوخ –يعني الملك عبد العزيز وكان يسمى بذلك في ذلك الوقت- يخبره بتكليفه بالقضاء، قال الشيخ محمد نقلاً عن والدته: فدخل البيت مهموماً وترك العشاء وغسل يديه –ولم يتناول إلا اليسير -، ولحظت عليه في الليل عدم نومه، فلما أصبح سألته عن السبب فأخبرها بأنه ولي القضاء، وكان ورعاً رحمه الله) .
10-وجئت يوماً إلى الشيخ فلاقاني الشيخ حمود التويجري رحمه الله تعالى ومعه مسودة كتاب له قرأها على الشيخ، فلما دخلت على الشيخ – وليس عنده أحد غيري- قال: إن رجلاً قرأ عليه قبل قليل-يعني الشيخ حموداً- كلاماً فيه بيت أعجبه وهو:
هي الأرض تهتز ابتهاجاً من الحيا *** كما اهتزت العذرا ارتياحاً من البعل
وفاته:
في صباح أحد أيام شعبان من عام 1389هـ خرج الشيخ رحمه الله إلى عمله كالعادة ووقف يوصيني ببعض الأعمال، ورأيت على وجهه أثر صفرة ظاهرة فسألته إن كان متعباً، أو لم ينم؟ فسأل عن سبب سؤالي، فقلت له عن أثر الصفرة في وجهه، فرجع إلى بيته فسأل أهل البيت فأخبروه فذهب إلى (المستشفى المركزي) ، فأجروا له بعض التحاليل، فاكتشفوا فيه أحد الأمراض المستعصية فلم يخرج من (المستشفى) إلا عند تحري رؤية هلال رمضان حيث خرج إلى البيت فلما ثبت الشهر عاد إلى المستشفى، ثم صدر أمر ملكي بنقله إلى (لندن) لمواصلة العلاج، فلما وصل (لندن) أجروا له الفحوصات والتحاليل اللازمة فرأوا أن المرض بلغ غاية لا ينفع معها عملية أو علاج، ثم دخل في غيبوبة رحمه الله تعالى وهو هناك، فأتي به إلى (الرياض) على طائرة خاصة محمولاً على (نقالة) وبقي في غيبوبة حتى وافته المنية رحمه الله تعالى في الساعة الرابعة صباحاً –بالتوقيت العربي- من يوم الأربعاء الرابع والعشرين من شهر رمضان من عام 1389، وصلي عليه بعد صلاة الظهر من نفس اليوم وأم الناس عليه الشيخ ابن باز وامتلأ المسجد وجميع الطرقات المؤدية إليه حتى أن كثيراً من الناس لم يدركوا الصلاة عليه من الزحام، وحمل على الأعناق إلى مقبرة (العود) وصلى عليه جماعات كثيرة في المقبرة ممن فاتهم الصلاة عليه في المسجد وأذكر أن أول جماعة صلت عليه في المقبرة كان إمامهم (الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن فارس) رحمه الله –وهو من طلبة الشيخ-.
رحم الله الشيخ رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
قاله ممليه
حمد بن حمين بن حمد الفهد
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/295)
محمد بن الأمين بن عبد الله بن أحمد بن الإدريسي العمراني
بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
هذه ترجمتي بقلمي
أنا (وأعوذ بالله من قول "أنا") محمد بن الأمين بن عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الحاج أبي القاسم بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن سعيد بن يحيى بن عبد الله بن يحيى بن سعيد بن يحيى بن محمد بن الولي الصالح أبي الحسن علي بن الحسن الحسني الإدريسي العمراني المكنى (بوخبزة) دفين مجشر (أًغْبالو) -بقبيلة بني عروس- داخل ما يسمى -زُوراً- بالحَرَمِ العَلَمِي التي عين حدودَه ابن زاكور الفاسي في كتابه "الإستشفاء من الألم، بذكرى صاحب العَلَم"، والعلم اسم جبل يوجد به ضريح الصوفي الشهير عبد السلام بن مَشِيش، وينتهي نسبي إلى عبد الله بن إدريس مرورا بعمران (وإليه النسبة "العمراني") بن خالد بن صفوان بن عبد الله بن إدريس بن إدريس بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومن العلماء من ينسبنا (عَلَمِيِّين) حسب اصطلاح نسّابةِ المغرب، وهذا غير صحيح إلا من حيث الأم، وممن ذهب إلى هذا -وهو خطأ- شيخي أبو الفيض أحمد بن محمد بن الصديق فقال في مساجلة منظومة:
أَطَلْتَ فيها أدام الله مجدكمُ * أنت فخر الهداة من بني العَلَمِ
وأصل سلفي من هناك، وكان منهم من يتردد على تطوان لقرب المسافة، وهكذا سكنها والدُ جدي الفقيه السيد أحمد الذي كان معدَّلاً وأستاذا مقرئا، وأخوه الفقيه النحوي السيد علي الذي أخذ عنه العلم كثير من علماء تطوان منهم الفقيه العلامة القاضي السيد محمد بن علي عَزِّيمان وقد ترجم له أبو العباس أحمد الرَّهوني في تاريخه الحافل: "عمدة الرَّاوين في تاريخ تطَّاوين".
ولدت بتطوان بمنزلنا بدرب الجُعَيْدي (نسبة لساكنه الصوفي الشهير أبي الحسن بن علي بن مسعود الجعيدي أحد كبار أصحاب أبي المحاسن يوسف الفاسي الفهري دفين تطوان قبالة الدرب المذكور) بحي العيون، في زوال يوم السبت 26 ربيع الأول 1351هـ (واحد وخمسين وثلاثمائة وألف) موافق 20 يوليوز سنة 1932م من تاريخ النصارى، كما وجدت بخط والدي رحمه الله في كناشته (وما في أوراقي الرسمية من تقديم ذلك بسنة فخطأ غير مقصود) ، وأنا رابع إخوة لي أشقاء: عبد الله (توفي صغيرا) ، وعائشة، ومصطفى، ومحمد، وعبد الله، وبعد خمس سنوات خُتِنْتُ، خَتَنَنِي المعلِّم محمد الحَسْكي التطواني في الدكانة الذي كانت داخل الباب الغربي لجامع العيون من تطوان، وفي السنة التالية أُدْخِلْتُ الكُتَّاب (الْمسِيدْ) فتلقيتُ مبادئ القراءة والكتابة والحساب والدين وبعضَ قصار المفصّل على الفقه المجوِّد السيد الحاج أحمد بن الفقيه المقرئ المعدَّل الأستاذ السيد عبد السلام الدُّهْرِي (كان هذا السيد يختار للإمامة بالحجاج في البواخر التي كانت ترسلها إسبانيا في أول حكم (فرَانْكُو) للحج دعايةً وسياسة، فإذا ذهب أَنَابَ عنه الفقيه الشريف الأشيب السيد عبد الله شقور (الذي ما زال على قيد الحياة إلى الآن عام 1406، وقد تجاوز المائة، ثم توفي رحمه الله عام 1412هـ) ، وبعد وفاة الفقيه الدُّهري واصلت على الفقيه الخَيِّر السيد محمد بن الراضي الحسّاني، وبعده على الفقيه البركة الزاهد السيد محمد بن عمر بن تَاوَيْت الودراسي والد الفقيه القاضي السيد أحمد وشقيقه الكاتب والأديب النابغة المؤلف السيد محمد رحمهما اللهّ، وعليه أتممتُ حفظ القرآن وسَرَدْتُه كلَّه أمامه على العادة الجارية، وبعد وفاته استمررت في القراءة على خَلَفه الأستاذ السيد محمد زيان، ولم أمكث معه إلا قليلا حيث أتممتُ حفظ بعض المتون العلمية كالآجرومية، والمرشد المعين على الضروري من علوم الدين، والخلاصة وهي ألفية ابن مالك، وبعض مختصر خليل في الفقه المالكي، ثم التحقت بالمعهد الديني بالجامع الكبير ومكثتُ فيه نحوَ عامين تلقيتُ خلالها دروساً نظامية مختلفة على ضَعف المستوى العام في التفسير والحديث والفقه والأصول والنحو البلاغة، على مدرسيه المشهورين الأساتذة: محمد بن عبد الصمد التُّجكاني، ومحمد بن عبد الكريم أًقَلعي الشهير بالفحصي (القاضي في ما بعد رحمه الله) ، ومحمد بن عبد الله القاسمي (خليفة القاضي) ، والعربي بن علي اللُّوهْ (الوزير في الحكومة الخليفية) ، وقد ألف عدة كتب طُبع بعضها في الأصول والمنطق العقائد وتاريخ المقاومة في شمال المغرب، ومحمد بن حمو البقالي الأحمدي، والشيخ محمد المصمودي، والتهامي المؤذن الغرباوي، ومحمد الزكي الحراق السَّرِيفي، وأحمد القْصِيبي الأَنجري، وعمر الجَيّدي الغُماري وغيرهم (وقد توفي هؤلاء إلى رحمة الله في مُدد متفاوتة) ، وكنت قبل التحاقي بالمعهد أخذتُّ عن والدي رحمه الله النحو بالآجومية والألفية إلى باب الترخيم حيث توفي، وكانت طريقتُه في التدريس من أنفع الطرق للمبتدئ، حيث كان يأخذني بحفظ المتن فقط، ثم يشرحه لي، ويلقنني الأمثلةَ والشواهد ويأخذني بحفظها ويبين لي محل الشاهد، ويمتحنني كل أسبوع، كما أخذتُّ دروسا في الفقه المالكي بالمرشد المعين لعبد الواحد بن عاشر، على الفقيه القاضي (بعد الاستقلال) السيد عبد السلام بن أحمد علال البَختي الودْراسي، ودروسا أخرى في النحو على الأستاذ السيد المختار الناصر الذي كان مدرسا للبنات بالمدرسة الخيرية بتطوان، وكنا نقرأ عليه لأول عهدنا بالطلب بالزاوية الفاسية بالطَّرَنْكَات، وكان يطيل الدرس إلى أن ينام أغلب الطلبة رحمه الله، وعلى الأديب الكاتب الشاعر الناثر الفقيه المعدَّل السيد محمد بن أحمد علال البَختي المدعو ابن علال، وقبل هذا وبعده حضرتُ دروسا في الحديث والسيرة على الفقيه المؤرخ وزيد العدلية السيد الحاج أحمد بن محمد الرَّهوني، وكان هذا في الغالب في رمضان قبل أن ينتقل بسكناه إلى جِنانِهِ بِبُوجَرًّاح، وكان يسرُد له السيد محمد بن عزوز الذي تولى القضاء بإحدى قبائل غُمارة وبِها توفي، وكان يسرُد له أحيانا صحيح البخاري السيد عبد السلام أًجْزُول لجمال صوته، وعلى الفقيه المدرس النفّاعة السيد الحاج محمد بن محمد الفَرْطاخ اليَدْرِي، كما نفعني الله تعالى جدا بدروس الدكتور محمد تقي الدين بن عبد القادر الهلالي الحسيني السجلماسي الذي قدم تطوان حوالي 1365 هـ في أعقاب الحرب العالمية الثانية، من أوربا وأقام بين ظهرانينا نحوَ ست سنوات تلقيتُ عليه خلالها دروسا في التفسير والحديث والأدب، وكان يلقي هذه الدروس بالجامع الكبير، وكان يسرد عليه محمد ابن فريحة، ويدرس بالدر المنثور للسيوطي والاعتصام لأبي إسحاق الشاطبي، وأحدث بتطوان نهضة أدبية، وشغل الناس بآرائه وأفكاره، وأثار الفقهاء والصوفية بانتقاداته فلَمَزوه وآذوه فهجاهم أقذع الهجو رحمهم الله، كما انتفعت كثيرا بتوجيهات العلامة الأديب الوزير السيد محمد بن عبد القادر بن موسى المنبهي المراكشي منشأ التطواني دارا ووفاة، فكان يملي علي قصائده وأشعاره، ويذاكرني بلطائف المعاني وطرائف الآداب، وقد جمعت ديوانه في مجلد لطيف (توجد صورة منه بخزانة تطوان) .
وفي فاتح رجب 1367 هـ توفي والدي رحمه الله ففُتّ في عضدي، وخمدت جذوة نشاطي، وتأخرت عن كثير من دروسي انشغالا بالعيش وحل المشاكل المخلفة، وسعيا على الوالدة والإخوان، ولم أنقطع قط عن الدراسة والمطالعة واقتناء الكتب ومدارسة إخواني الطلبة الأدبَ والعلمَ، وفي نحو عام 1370 هـ زرتُ مدينة فاس ومكثت بها أياما أخذت فيها دروسا على الفقيه الشهير محمد بن العربي العلَوي بالقرويين في أحكام القرآن لابن العربي، وبعد ذلك عرض علي الفقيه القاضي الحاج أحمد بن تاوَيْت رحمه الله العمل معه كاتبا بعد أن عينته وزارة العدل قاضيا ثانيا عند اتساع العمران، وازدحام السكان، فأنشأت محكمة شرعية أخرى بحي العيون غربي الجامع، فقبلت وعملت معه كاتبا، وفي فاتح جمادى الأولى 1374 هـ في 27 /12/1954 م أصدرت مجلة "الحديقة" أدبية ثقافية عاشت خمسة أشهر؛ إذ توقفت في رمضان عامه، وكانت مجلة جميلة كنت آمل- لو عاشت- أن تكون مجلة الطلبة الوحيدة في شمال المغرب، حيث كان ينشر فيها نجباء الطلبة وكتابهم وشعراؤهم وقصاصوهم، وكنتُ قبل ذلك أصدرت بالمعهد الديني أول مجلة خطية باسم "أفكار الشباب" كنا نكتب منها نسختين أو ثلاثة يتداول الطلبة قراءتها، وبعد خروجي من المعهد اتصل بي جماعة من الطلبة وعرضوا علي المشاركة في نشاطهم الثقافي، وكان يتولى إدارة المعهد يومئذ أستاذ متعاون مع الإدارة الإسبانية، فأوجس خيفة من نشاطنا، وبث حولنا عيونه، وكنت أصدرت جريدة "البرهان" خطية لانتقاد سياسة الاستعمار الإسباني في التعليم واضطهاد الطلبة، والتضييق عليهم، ولم يصدر منها إلا عدد أول، فكتب مدير المعهد رسائل إلى رئيس الاستعلامات الإسباني (بِلْدا) يُخبره فيها باستفحال نشاط الطلبة السياسي وصدور الجريدة وما يكتُب فيها فلان - يعنيني- وهو غير طالب بالمعهد ومتهم بالوطنية! من مقالات تمس سياسية إسبانيا … إلخ، فاستدعِيتُ ونالني من السب والشتم والتهديد والأذية ما قرت به عين سيادة المدير للمعهد الديني الإسلامي! وأذنابه، ولما أيِسَ هذا المدير "الأمين التمسماني" من انتقام الإدارة الإسبانية منا كتب إلى الباشا "اليزيد بن صالح الغُماري" بمثل ما كتب به إلى "بِلدا" فسألني الباشا عن التهمة فأجبته بأن رئيس الاستخبارات الإسباني سبقه إلى التحقيق في هذه القضية ولم يجد شيئا، فغضب الباشا واحتدّ، وأمر بنا إلى السجن لولا تدخلُّ بعض الناس، ومن عجيب صنع الله أن هذا الباشا اضطُرّ إلى الوقوف بباب مكتبي بالمحكمة بعد عزله في أول عهد الاستقلال فلم أعامله بالمثل، ثم تنبهت إلى أن مكتبه الذي هددني وهو خلفه هو المكتب الذي خاطبته من ورائه بعد أن احتاج إليّ، ولله في خلقه شؤون ثم انقطعت عن كل نشاط من هذا القبيل وأكببتُ على التدريس والكتابة، ونشرت مقالات كثيرة في عدة صحف ومجلات كمجلة "لسان الدين" التي كان يصدرها الدكتور"الهلالي" بتطوان، وبعد سفره "عبد الله كنّون" ومجلة "النصر" و "النبراس"، وأخيرا جريدة "النور" وغيرها، ونظمت قصائد وأنظاما كثيرة معظمها في الإخوانيات ضاع أكثرها؛ لأني كنت أضمنها رسائل وأجوبة للإخوان ولا أحتفظ بنسخها، ولدي كنانيشُ فيها تقاييد ومختارات ومقطوعات لا يجمعها نظام ولا يضمها باب. وقد أصهرت إلى الأستاذ المحدث الكبير، بل كبير علماء الحديث بالشمال الإفريقي الشيخ "أحمد بن محمد ابن الصّدّيق التجكاني الغُماري الطنجي" وكنت أعرفه من قبل، فأعجبت بسعة اطلاعه ورسوخ قدمه في علوم الحديث، فكاتبته وجالسته واستفدت منه علما جما، وأعطاني من وقته وكتبه ما كان يضِنّ به على الغير، وأجازني إجازة عامة بما تضمنه فهرسه الكبير والصغير، كما أجازني مشافهة كثير من العلماء من أشهرهم الشيخ "عبد الحي الكتاني" عند زيارته لتطوان واعتذر عن الكتابة ووعد بها فحالت دونها مواقفه السياسية، كما أجازني الشيخ "عبد الحفيظ الفاسي الفهري" مشافهة بمصيف مرتيل، والشيخ "الطاهر بن عاشور" بمنزله بتونس عام 1382هـ، واعتذر عن الكتابة بالمرض والضعف، وهذا الأخير من شيوخ شيخي ابن الصديق، ولم تكن لي عناية بالإجازات، والشيخ "أحمد بن الصديق" هو الذي أجازني ابتداء دون طلب مني، ولم أكن معه على وفاق في الاعتقاد بالتصوف الفلسفي والصوفية والمبالغة في ذلك، كما لم أكن أرضى تخبطه في السياسة وتورطه في أوحالها، مما شوّه سمعته وسود صحيفته، وأصابني برشاش، كما ندمت بالغ الندم وتُبت إلى الله منه لما طوّح بي إليه الشيخ من التشيع المقيت والرفض المُردي، فتورطت في الحملة على كثير من الصحابة ولعن بعضهم كمعاوية وأبيه وعمرو بن العاص وسمرة وابن الزبير وغيرهم، متأثرا بما كنت أسمعه مرارا وأقرؤه من أحاديث مما عملت أيدي الروافض، كان الشيخ يمليها علينا مبتهجا مصرحا أنها أصح من الصحيح، فكنا نثق به ونطمئن إلى أحكامه، ويحكم على كل ما يخالفها من الأحاديث بأنها من وضع النواصب، ومن الطريف في هذا الباب: أنه كان يُبغض الشام وأهله ويصفهم بالشؤم على الإسلام وأهله، ويبطل ما ورد في فضله من أحاديث صحيحة، وظل كذلك إلى أن فر من المغرب إلى مصر، ثم زار الشام فأكرمه اهلها، وأقام له صوفيتها المآدب، فكتب إلى أخيه السيد حسن يقول بأنه رجع عن اعتقاده في الشام وأهله، وأن ما ورد في ذلك صحيح، ومما كان له الأثر الكبير في حياتي، ويعد وصلا لما كان انقطع من انتهاجي منهج السلف الصالح بعيدا عن تيارات التصوف الفلسفي والتشيع المنحرف اتصالي بالشيخ المحدث السلفي الحق "محمد ناصر الدين بن نوح نجاتي الألباني الأرناؤوطي ثم الدمشقي" نزيل عمّان البلقاء الآن مهاجرا بدينه مضيقا عليه بعد أن أخرج من دمشق ظلما وعدوا، فقد اجتمعتُ به بالمدينة المنورة في حجتي الأولى عام 1382هـ بمنزله وأعطاني بعض رسائله، فاعتبرتها مناولة فاستأذنته في الرواية عنه بها فأنعم، وزارني بتطوان مرتين: قرأت عليه في إحداهما أبوابا من "السنن الكبرى" للنسائي المخطوطة بخزانة الجامع الكبير، واجتمعت به بطنجة، بمنزل الشيخ الزمزمي ابن الصديق، وسمعت من فرائده وفتاواه الكثير، وبعث إلي من رسائله وكتبه المستطابة ما أحيا في قلبي كامن الشوق إلى تتبع هذا المهيع المشرق والعناية بآثاره ومعالمه، والاستمساك بعراه، وما زلت إلى الآن لاهجا بفضله، داعيا إليه.
وقد تزوجتُ باكرا وأنجبت أولادا بكرهم أوّيس، وهو الآن أستاذ بإحدى ثانويات تطوان، ويعد أطروحته لإحراز دكتوراه الدولة في الأدب، وله شعر حسن ومقالات منثورة، نسأل الله تعالى أن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة آمين.
وتوجد نماذج من نظمي ونثري عند الإخوان وضمن مذَكَّراتي المسمات: "جراب السائح" كما أنني صححت جزءا من تمهيد ابن عبد البر طبع وزارة الأوقاف في المغرب، وأكثر من النصف من كتاب الذخيرة في الفقه المقارن للقرافي المالكي، والأربعين حديثا في الجهاد لعلي بركة الأندلسي، وسراج المهتدين لابن العربي المعافري، وتحت يدي الآن الجزء الثامن والتاسع من النوادر والزيادات لابن أبي زيد القيرواني، وسيصدر إن شاء الله عن دار الغرب الإسلامي، وكلفتني منظمة "الإيسيسكو" للتربية والثقافة والعلوم بمراجعة: معجم تفاسير القرآن الكريم الذي صدر عنها مؤخرا والاستدراك عليه، وقد تم المستدرك في حجم أصله، وتم طبعه وسيصدر قريبا بإذن الله، كما طبع لي جزء الأربعين حديثا في النهي عن اتخاذ القبور مساجد، وتم توزيعه بتطوان، كما أخذ بعض الإخوة هنا مجلدا في خطب الجمعة لطبعه، يسر الله ذلك بمنه، وللأخوين الكريمين الدكتور حسن الوراكلي الأستاذ بجامعة أم القرى، وصديقه الأخ الداعية محمد المنتصر الريسوني كلام عني وعن أدبي نشر بمجلة دعوة الحق، كما صدرت لي ترجمة ضمن مادة التعريف بأسرة: "بوخبزة" في "معلمة المغرب" التي تصدر تباعا بالمغرب بإشراف الدكتور محمد حَجي.
هذه ترجمة كتبتها بطلب من الأستاذ عبد الوهاب بن منصور مؤرخ المملكة المغربية، ليدرجها في موسوعته "أعلام المغرب العربي" التي صدر منها للآن 6 مجلدات، وأذكر أنني اعتذرت للأستاذ المذكور عن كتابة ترجمة بأنني تلميذ محب للعلم ولست من الأعلام حتى أترجَم ضمنهم، فأجابني أن كثيرا جدا ممن تضمهم معاجم التراجم وكتب الطبقات والتواريخ عوام أو في حكمهم، لا يستحقون أن يكونوا تلامذة بمعنى الكلمة، ومع ذلك فقد أضفيت عليهم الألقاب والأوصاف، وأسدلت عليهم أردية التعظيم والاحترام، فكيف تكِعُّ أنت -يخاطبني- عن التعريف بنفسك، وقد انتفع الناس بك، وأنا أعتمد على إشاراتك وتنبيهاتك كلما زودتَّني بها في كلام من هذا القبيل أملاه عليه تواضعه المشكور، وهو العالم المؤرخ المشهور، فشجعني كلامُه هذا على كتابة ما تقدم، وأرجو أن أكون قد أصبتُ الحقيقة، وأستغفر الله على كل حال، وقديما قيل:
لعمر أبيك ما نسب المعلى * إلى كرم وفي الدنيا كريم
ولكن البلاد إذا اقشعرت * وصوح نبتها رعي الهشيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم، وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt ... %E6%CE%C8%D2%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt ... =&threadid=3264
---------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/296)
محمد بن سليمان بن أحمد البدر
عمل بسلك القضاء اعتباراً من عام 1380هـ، وقد أسندت إليه رئاسة بعض المحاكم لما ثبت نجاحه، ونُقل إلى محكمة الرياض، ثم رقي في عام 1390هـ من درجة وكيل محكمة (أ) إلى درجة رئيس محكمة (ب) ثم رقي في عام 1390هـ من مساعد رئيس المحكمة الكبرى بالرياض إلى رئيس محكمة بعد ثبوت صلاحيته لشغل رئاسة المحكمة، ورقي أثناء ذلك من درجة رئيس محكمة (ب) إلى درجة رئيس محكمة (أ) على أن ينتدب عند اللزوم للتفتيش القضائي، ثم تمت ترقيته لدرجة قاضي تمييز في عام 1394هـ، ثم عين عضواً في مجلس القضاء الأعلى وما زال على رأس عمله، وعضواً في هيئة كبار العلماء.
---------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/297)
نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية
لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين
رحمه الله تعالى
من منا في الأوساط العلمية لا يعرف الشيخ ابن عثيمين وهو الذي ملأ ذكره الدنيا وشاع علمه في الآفاق وشهد القاصي والداني بفضله وعلو مكانته، ورغبة منا في أن تكون سيرة هذا الشيخ الجليل وغيره من العلماء المخلصين الناصحين السائرين على نهج السلف الصالح رضوان الله عليهم حافزاً إيمانياً وفرصة عظيمة للاستفادة من الدروس والعبر التي تزخر بها أيامهم للتأسي بهم واقتفاء آثارهم.
انه ذلك العالم الجليل والمربي الفاضل والقدوة الصالحة والطود الشامخ في العلم والزهد والصدق والإخلاص والتواضع والورع والفتوى شيخ التفسير والعقيدة والفقه والسيرة النبوية والأصول والنحو وسائر العلوم الشرعية الداعي إلى الله بصيرة المشهود له بصدق العمل، ومواقف الخير والدعوة والارشاد والإفتاء الذي انتفع بعلمه المسلمين في شتى أنحاء العالم الإسلامي والذي أجمعت القلوب على قبوله ومحبته وفضله وعلو مرتبته فضيلة شيخنا فقيد البلاد والأمة الإسلامية العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
اسمه ومولده:
هو أبو عبد الله محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن العثيمين الوهيبي التميمي.
كان مولده في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1347هـ، في مدينة عنيزة -إحدى مدن القصيم- بالمملكة العربية السعودية.
نشأته العلمية:
تعلم القران الكريم على جده من جهة أمه عبد الرحمن بن سليمان الدامغ -رحمه الله- ثم تعلم الكتابة وشيئاً من الأدب والحساب والتحق باحدى المدارس وحفظ القرآن عن ظهر قلب في سن مبكرة، ومختصرات المتون في الحديث والفقه.
وكان فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله- قد رتب من طلبته الكبار لتدريس المبتدئين من الطلبة وكان منهم الشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع -رحمه الله- فانضم إليه فضيلة شيخنا.
ولما أدرك ما أدرك من العلم في التوحيد والفقه والنحو جلس في حلقة شيخه فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله- فدرس عليه في التفسير والحديث والتوحيد والفقه وأصوله والفرائض والنحو.
ويعتبر الشيخ عبد الرحمن السعدي شيخه الأول الذي نهل من معين علمه وتأثر بمنهجه وتأصيله واتباعه للدليل وطريقة تدريسه وتقريره وتقريبه العلم لطلابه بأيسر الطرق وأسلمها، وقد توسم فيه شيخه النجابة والذكاء وسرعة التحصيل فكان به حفياً ودفعه إلى التدريس وهو لا يزال طالباً في حلقته، قرأ على الشيخ عبد الرحمن بن علي بن عودان -رحمه الله- في علم الفرائض حال ولايته القضاء في عنيزة.
وقرأ على الشيخ عبد الرزاق عفيفي -رحمه الله- في النحو والبلاغة أثناء وجوده في عنيزة.
ولما فتح المعهد العلمي بالرياض أشار عليه بعض إخوانه أن يلتحق به فاستأذن شيخه عبد الرحمن السعدي فأذن له فالتحق بالمعهد العلمي في الرياض سنة 1372هـ وانتظم في الدراسة سنتين انتفع فيهما بالعلماء الذين كانوا يدرسون في المعهد حينذاك ومنهم العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي والشيخ عبد العزيز بن ناصر بن رشيد والشيخ عبد الرحمن الأفريقي وغيرهم (رحمهم الله) .
واتصل بسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- فقرأ عليه في المسجد من صحيح البخاري ومن رسائل شيخ الإسلام بن تيمية وانتفع منه في علم الحديث والنظر في آراء فقهاء المذاهب والمقارنة بينها ويعتبر سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز شيخه الثاني في التحصيل والتأثر به.
وتخرج من المعهد العلمي ثم تابع دراسته الجامعية انتساباً حتى نال الشهادة الجامعية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض.
أعماله ونشاطه العلمي:
بدأ التدريس منذ عام 1370هـ في الجامع الكبير بعنيزة على نطاق ضيق في عهد شيخه عبد الرحمن السعدي وبعد أن تخرج من المعهد العلمي في الرياض عين مدرساً في المعهد العلمي بعنيزة عام 1374هـ.
وفي سنة 1376هـ توفي شيخه عبد الرحمن السعدي -رحمه الله- فتولى بعده إمامة المسجد بالجامع الكبير في عنيزة والخطابة فيه والتدريس بمكتبة عنيزة الوطنية التابعة للجامع والتي أسسها شيخه في عام 1359هـ.
ولما كثر الطلبة وصارت المكتبة لا تكفيهم صار يدرس في المسجد الجامع نفسه واجتمع إليه طلاب كثيرون من داخل المملكة وخارجها حتى كانو يبلغون المئات وهؤلاء يدرسون دراسة تحصيل لا لمجرد الاستماع - ولم يزل مدرساً في مسجده وإماماً وخطيباً حتى توفي -رحمه الله-.
استمر مدرساً بالمعهد العلمي في عنيزة حتى عام 1398هـ وشارك في آخر هذه الفترة في عضوية لجنة الخطط ومنهاج المعاهد العلمية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وألف بعض المناهج الدراسية.
ثم لم يزل أستاذاً بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم بكلية الشريعة وأصول الدين منذ العام الدراسي 1398-1399هـ حتى توفي -رحمه الله-.
درّس في المسجد الحرام والمسجد النبوي في مواسم الحج وشهر رمضان والعطل الصيفية.
شارك في عدة لجان علمية متخصصة عديدة داخل المملكة العربية السعودية.
ألقى محاضرات علمية داخل المملكة وخارجها عن طريق الهاتف.
تولى رئاسة جمعية تحفيظ القرآن الكريم الخيرية في عنيزة منذ تأسيسها عام 1405هـ حتى وفاته -رحمه الله-
كان عضواً في المجلس العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للعامين الدراسيين 1398 - 1399 هـ و 1399 - 1400 هـ.
كان عضواً في مجلس كلية الشريعة وأصول الدين ورئيساً لقسم العقيدة فيها.
كان عضواً في هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية منذ عام 1407هـ حتى وفاته -رحمه الله-
وكان بالإضافة إلي أعماله الجليلة والمسؤوليات الكبيرة حريصاً على نفع الناس بالفتوى وقضاء حوائجهم ليلاً ونهاراً حضراً وسفراً وفي أيام صحته ومرضه -رحمه الله تعالى رحمة واسعة-
كما كان يلزم نفسه باللقاءات العلمية والاجتماعية النافعة المنتظمة المجدولة فكان يعقد اللقاءات المنتظمة الأسبوعية مع قضاة منطقة القصيم وأعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عنيزة ومع خطباء مدينة عنيزة ومع كبار طلابه ومع الطلبة المقيمين في السكن ومع أعضاء مجلس إدارة جمعية تحفيظ القران الكريم ومع منسوبي قسم العقيدة بفرع جامعة الإمام بالقصيم.
وكان يعقد اللقاءات العامة كاللقاء الأسبوعي في منزله واللقاء الشهري في مسجده واللقاءات الموسمية السنوية التي كان يجدولها خارج مدينته فكانت حياته زاخرة بالعطاء والنشاط والعمل الدؤوب وكان مباركاً أينما توجه كالغيث من السماء أينما حل نفع.
أعلن فوزه بجائزة الملك فيصل العالية لخدمة الإسلام للعام الهجري 1414هـ وذكرت لجنة الاختيار في حيثيات فوز الشيخ بالجائزة ما يلي:-
أولاً: تحليه بأخلاق العلماء الفاضلة التي من أبرزها الورع ورحابة الصدر وقول الحق والعمل لمصلحة المسلمين والنصح لخاصتهم وعامتهم.
ثانيا ً: انتفاع الكثيرين بعلمه تدريساً وإفتاءً وتأليفاً.
ثالثاً: إلقائه المحاضرات العامة النافعة في مختلف مناطق المملكة.
رابعاً: مشاركته المفيدة في مؤتمرات إسلامية كبيرة.
خامساً: اتباعه أسلوباً متميزاً في الدعوة إلى الله بالمملكة والموعظة الحسنة وتقديمه مثلاً حياً لمنهج السلف الصالح فكراً وسلوكاً.
كان -رحمه الله- على جانب عظيم من العلم بشريعة الله سبحانه وتعالى عمر حياته كلها في سبيل العلم وتحصيله ومن ثم تعليمه ونشره بين الناس يتمسك بصحة الدليل وصواب التعليل كما كان حريصاً أشد الحرص على التقيد بما كان عليه السلف الصالح في الاعتقاد علماً وعملاً ودعوة وسلوكاً فكانت أعماله العلمية ونهجه الدعوي كلاهما على ذلك النهج السليم.
لقد آتاه الله سبحانه وتعالى ملكة عظيمة لاستحضار الآيات والأحاديث لتعزيز الدليل واستنباط الأحكام والفوائد فهو في هذا المجال عالم لا يشق له غبار في غزارة علمه ودقة استنباطه للفوائد والأحكام وسعة فقهه ومعرفته بأسرار اللغة العربية وبلاغتها.
أمضى وقته في التعليم والتربية والإفتاء والبحث والتحقيق وله اجتهادات واختيارات موفقة، لم يترك لنفسه وقتاً للراحة حتى اذا سار على قدميه من منزله إلى المسجد وعاد إلى منزله فإن الناس ينتظرونه ويسيرون معه يسألونه فيجيبهم ويسجلون إجاباته وفتاواه.
كان للشيخ -رحمه الله- أسلوب تعليمي رائع فريد فهو يسأل ويناقش ليزرع الثقة في نفوس طلابه ويلقي الدروس والمحاضرات في عزيمة ونشاط وهمة عالية ويمضي الساعات بدون ملل ولا ضجر بل يجد في ذلك متعته وبغيته من أجل نشر العلم وتقريبه للناس.
وتتركز جهوده ومجالات نشاطه العلمي -رحمه الله- فيما يلي:-
1- باشر التعليم منذ عام 1370هـ إلى آخر ليلة من شهر رمضان عام 1421هـ (أكثر من نصف قرن) رحمه الله رحمة واسعة. فالتدريس في مسجده بعنيزة يومي بل انه يعقد أكثر من حلقة في اليوم الواحد في بعض أجزاء السنة.
التدريس في المسجد الحرام والمسجد النبوي في مواسم الحج ورمضان والعطل الصيفية.
التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
التدريس عن طريق الهاتف داخل المملكة وخارجها عن طريق المراكز الإسلامية.
2- إلقاء المحاضرات العامة المباشرة والدروس في مساجد المملكة كلما ذهب لزيارة المناطق.
3- الجانب الوعظي الذي كان أحد اهتماماته وقد خصه بنصيب وافر من دروسه للعناية به وكان دائماً يكرر على الأسماع الآية الكريمة "واعلموا أنكم ملاقوه" ويقول "والله لوكانت قلوبنا حية لكان لهذه الكلمة وقع في نفوسنا".
4- عنايته بتوجيه طلبة العلم وارشادهم واستقطابهم والصبر على تعليمهم وتحمل أسئلتهم المتعددة والاهتمام بأمورهم.
5- الخطابة من مسجده في عنيزة وقد تميزت خطبه -رحمه الله- بتوضيح أحكام العبادات والمعاملات ومناسباتها للأحداث والمواسم فجاءت كلها مثمرة مجدية محققة للهدف الشرعي منها.
6- اللقاءات العلمية المنتظمة والمجدولة الأسبوعية منها والشهرية والسنوية.
7- الفتاوى وقد كتب الله له القبول عند الناس فاطمئنوا لفتاواه واختياراته الفقهية.
8- النشر عبر وسائل الإعلام من إذاعة وصحافة ومن خلال الأشرطة لسهولة تداولها والاستماع اليها.
9- وأخيراً توجت جهوده العلمية وخدمته العظيمة التي قدمها للناس في مؤلفاته العديدة ذات القيمة العلمية ومصنفاته من كتب ورسائل وشروح للمتون العلمية طبقت شهرتها الآفاق وأقبل عليها طلبة العلم في أنحاء العالم وقد بلغت مؤلفاته أكثر من تسعين كتاباً ورسالة
ولا ننسى تلك الكنوز العلمية الثمينة المحفوظة في أشرطة الدروس والمحاضرات فإنها تقدر بآلاف الساعات فقد بارك الله تعالى في وقت هذا العالم الجليل وعمره نسأل الله تعالى أن يجعل كل خطوة خطاها في تلك الجهود الخيرة النافعة في ميزان حسناته يوم القيامة تبوءه منازل الشهداء والصالحين بجوار رب العالمين.
وقد أخذت المؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية التي أنشئت هذا العام 1422هـ على عاتقها مسؤولية العناية والاهتمام بهذا التراث الضخم الذي خلقه شيخنا رحمه الله تعالى على تحقيق ذلك الهدف السامي الذي ينشده الجميع لجعل ذلك العالم العزيز متاحاً ومنشوراً في مختلف الوسائل الممكنة باذن الله تعالى وعونه وتوفيقه.
ملامح من مناقبه وصفاته الشخصية:
كان الشيخ رحمه الله تعالى قدوة صالحة ونموذجاً حياً فلم يكن علمه مجرد دروس ومحاضرات تلقى على أسماع الطلبة وإنما كان مثالاً يحتذى في علمه وتواضعه وحلمه وزهده ونبل أخلاقه.
تميز بالحلم والصبر والجلد والجدية في طلب العلم وتعليمه وتنظيم وقته والحفاظ على كل لحظة من عمره كان بعيداً عن التكلف كان قمة في التواضع والأخلاق الكريمة والخصال الحميدة وقدوة عمله وتعبده وزهده وورعه وكان بوجهه البشوش اجتماعياً يخالط الناس ويؤثر فيهم ويدخل السرور إلى قلوبهم تقرأ البشر يتهلل من محياه والسعادة تشرق من جبينه وهو يلقي دروسه ومحاضراته.
كان رحمه الله عطوفاً مع الشباب يستمع إليهم ويناقشهم ويمنحهم الوعظ والتوجيه بكل لين وأدب.
كان حريصاً على تطبيق السنة في جميع أموره.
ومن ورعه أنه كان كثير التثبيت فيما يفتي ولا يتسرع في الفتوى قبل أن يظهر له الدليل فكان إذا أشكل عليه أمر من أمور الفتوى يقول انتظر حتى أتأمل المسألة، وغير ذلك من العبارات التي توحي بورعه وحرصه على التحرير الدقيق للسائل الفقهية.
لم تفتر عزيمته في سبيل نشر العلم حتى أنه في رحلته العلاجية إلي الولايات المتحدة الأمريكية قبل ستة أشهر من وفاته نظم العديد من المحاضرات في المراكز الإسلامية والتقى بجموع المسلمين من الأمريكيين وغيرهم ووعظهم وأرشدهم كما أمهم في صلاة الجمعة.
وكان يحمل هم الأمة الإسلامية وقضاياها في مشارق الأرض ومغاربها
وقد واصل -رحمه الله تعالى- مسيرته التعليمية والدعوية بعد عودته من رحلته العلاجية فلم تمنعه شدة المرض من الاهتمام بالتوجيه والتدريس في الحرم المكي حتى قبل وفاته بأيام.
أصابه المرض قبل قضاء الله فتميز بنفس صابرة راضية محتسبة، وقدم للناس نموذجاً حياً صالحاً يقتدي به لتعامل المؤمن مع المرض المضني، نسأل الله تعالى أن يكون في هذا رفعة لمنزلته عند رب العالمين.
كان رحمه الله يستمع إلي شكاوى الناس ويقضي حاجاتهم قدر استطاعته وقد خصص لهذا العمل الخيري وقتاً محدداً في كل يوم لاستقبال هذه الأمور وكان يدعم جمعيات البر وجمعيات تحفيظ القرآن بل قد من الله عليه ووفقه لجميع أبواب البر والخير ونفع الناس فكان شيخناً بحق مؤسسة خيرية اجتماعية وذلك بفضل الله يؤتيه من يشاء.
وفاته رحمه الله تعالى:
رزئت الأمة الإسلامية جميعها قبل مغرب يوم الأربعاء الخامس عشر من شهر شوال سنة 1421هـ بإعلان وفاة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية وأحس بوقع المصيبة كل بيت في كل مدينة وقرية وصار الناس يتبادلون التعازي في المساجد والأسواق والمجمعات وكل فرد يحس وكأن المصيبة مصيبته وحده وجاءت البرقيات وقدمت الوفود لتعزية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي ولي العهد وصاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء -حفظهم الله- بفقيد البلاد وفقيد المسلمين جميعاً وأخذ البعض يتأمل ويتساءل عن سر هذه العظمة والمكانة الكبيرة والمحبة العظيمة التي امتلكها ذلك الشيخ الجليل في قلوب الناس رجالاً ونساء صغاراً وكباراً؟ امتلأت أعمدة الصحف والمجلات في الداخل والخارج شعراً ونثراً تعبر عن الأسى والحزن على فراق ذلك العالم الجليل فقيد البلاد والأمة الإسلامية. - رحمة الله تعالى -
وصلى على الشيخ في المسجد الحرام بعد صلاة العصر يوم الخميس السادس عشر من شهر شوال سنة 1421هـ الآلاف المؤلفة وشيعته إلي المقبرة في مشاهد عظيمة لا تكاد توصف ثم صلى عليه من الغد بعد صلاة الجمعة صلاة الغائب في جميع مدن المملكة وفي خارج المملكة جموع أخرى لا يحصيها إلا باريها، ودفن بمكة المكرمة رحمه الله.
إن القبول في قلوب الناس منة عظيمة من الله تعالى لمن يشاء من عباده، ولقد أجمعت القلوب على محبته وقبوله وأنا لنرجو الله سبحانه وتعالى متضرعين إليه أن يكون الشيخ ممن قال التي صلى لله عليه وسلم: إذاأحب الله العبد نادى جبريل أن الله يحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في أهل الأرض
وخلّف -رحمه الله- خمسة من البنين هم عبد الله وعبد الرحمن وإبراهيم وعبد العزيز وعبد الرحيم، جعل الله فيهم الخير والبركة والخلف الصالح.
وبوفاته فقدت البلاد والأمة الإسلامية علماً من أبرز علمائها وصلحاء رجالها الذين يذكروننا بسلفنا الصالح في عبادتهم ونهجهم وحبهم لنشر العلم ونفعهم لاخوانهم المسلمين.
نسأل الله تعالى أن يرحم شيخنا رحمة الأبرار ويسكنه فسيح جناته وأن يغفر له وأن يجزيه عما قدم للإسلام والمسلمين خيراً ويعوض المسلمين بفقده خيراً والحمد لله على قضائه وقدره وإنا لله وانا إليه راجعون وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اتبعهم بأحسان إلى يوم الدين.
http://www.ibnothaimeen.com/summary.html
---------------
بواسطة العضو عبد الله بن خميس(1/298)
محمد بن طراد الدوسري
الشيخ ابن طراد
(000 - 1225هـ)
قال ابن حميد: محمد بن طراد الدوسري نسبا إلى أبي الحسن ولد في سدير من نجد، وقرأ على مشايخها، ثم ارتحل إلى الشام، فقراً على علمائها ومنهم السفاريني، ثم رجع الى بلده فقرأ عليه جماعة منهم الشيخ عبد الله أبا بطين توفي بعد المائتين والألف.
وقد صنف كتاباً ذكر فيه رحلته إلى البلاد الشامية.
من مشايخه: العلامة الشيخ محمد السفاريني النابلسي أخذ عنه في دمشق، والشيخ الكمهري البصري.
ومن تلاميذه: الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين أخذ عنه في الحوطة.
توفي في بلدة حوطة سدير عام 1225 هـ رحمه الله تعالى.
---------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/299)
محمد بن عبد الله بن عبد العزيز السبيل
1354هـ/1926هـ- البكيرية،القصيم
- حفظ القرآن الكريم على والده، وتعلم الكتابة والقراءة في الكتاتيب، وأخذ علوم النحو والقواعد والعربية والفرائض والفقه والحديث على مشاهير علماء القصيم كالقاضي الشيخ محمد المقبل، وأخيه الشيخ عبد العزيز السبيل، والشيخ محمد بن عبد الرحمن الخزيم، والشيخ محمد بن صالح الخزيم قاضي عنيزة، ثم سماحة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد، وحصل على إجازة علمية في قراءة القرآن الكريم وتجويده من والده والشيخ سعدي ياسين.
- عمل مدرساً في أول مدرسة ابتدائية بالبكيرية عام 1367هـ، ومدرساً بالمعهد العلمي ببريدة عام 1373هـ، وفي عام 1385هـ، عين إماماً وخطيباً بالمسجد الحرام، ومدرساً بمعهد الحرم المكي، ورئيساً للمدرسين والمراقبين في رئاسة الإشراف الديني على المسجد الحرام للشؤون الدينية المعروفة حالياً باسم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وفي عام 1390هـ، عُين نائباً لرئيس الإشراف الديني على المسجد الحرام للشؤون الدينية، ثم نائباً عاماً لرئيس الإشراف الديني على المسجد الحرام عام 1393هـ، وفي عام 1411هـ عُين رئيساً عاماً لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وعين عضواً بهيئة كبار العلماء، وعضوا بمجمع الفقه الإسلامي برابطة العالم الإسلامي، وعضواً بمجلس الدعوة والإرشاد، وعضوا بجماعة تحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة، وعضواً بلجنة التوعية الإسلامية في الحج، كما أنه يقوم بتدريس العلوم الشرعية بالمسجد الحرام، وله مشاركات في كثير من المؤتمرات الإسلامية داخل وخارج البلاد.
- من مؤلفاته:ديوان خطب (جزءان) ، رسالة في الرد على القاديانية، رسالة في حد السرقة، رسالة في حكم التجنس بجنسية دولة غير إسلامية، الأدلة الشرعية في بيان حق الراعي والرعية، رسالة في حكم الاستعانة بغير المسلمين في القتال، آمالي في الفرائض (مخطوطة) آمالي في النحو والصرف (مخطوطة) ، فتاوى وأجوبة علىبعض المسائل الدينية (مخطوطة) ، ديوان شعر (مخطوطة.
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/300)
محمد بن عبد الرحمن بن محمد اليحيى
1330هـ - 1414هـ
إسمه ونسبه:
هو الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن حمد بن يحيى بن حمد بن سليمان بن محمد بن حماد بن حرقوص بن فياض بن عطوي بن زيد فهو رحمه الله من فخذ الحراقيص من بني زيد وبني زيد قبيلة قضاعية من قحطان وكان موطن قبيلة بني زيد شقراء والقويعية والشعراء وغيرها من القرى المجاورة.
لكن جدة الثامن صالح قدم من القويعية في القرن الحادي عشر تقريباً إلى إقليم سدير , واستوطن حوطة سدير بعد أن منحة أمير القارة (صبحا) قارة بني العنبر في ذلك الوقت أرضاً فأحياها وسكنها , وقد ذكر رحمه الله لنا أن والده عبد الرحمن ذكر له الأمر وأراه مكان قصر جده صالح وكان قد تهدم.
مولده ونشأته:
ولد رحمه الله تعالى بحوطة سدير في عام 1330هـ ونشأ في كنف والده رحمه الله , وكان والده رحمه الله يتميز بالكرم والشجاعة ومساعدة الفقير والضعيف مع ما كان في ذلك الوقت من شظف العيش وشدة الفقر , ولقد أكتسب من والده الصفات النبيلة والأخلاق الحميدة والتمسك بأهداب الدين.
وبعد أن شب وقوي عوده رحل لطلب الرزق والعيش فقد رحل إلى الكويت والعراق والأحساء والبحرين وعمان وقطر.
وقد أراد الله له الخير فقد كانت نيته طلب الرزق لكن هيئ الله له الخير عندما بادر بطلب العلم على يد عمه حمد نزيل الكويت ذلك الوقت , وبعدها ألتحق بالمدرسة المباركية المدرسة المشهورة بالكويت في ذلك الزمن.
ورحل إلى الزبير والبصرة والتقى هناك ببعض العلماء وأخذ عنهم خاصة في التاريخ والنسب والشعر.
ورحل إلى البحرين والتقى بالشيخ محمد بن عيسى آل خليفة وأخذ كثيراً في التأريخ والنسب والشعر , فقد كان مرجعاً من مراجع الخليج في هذا الفن , وبعدها رحل إلى قطر وعمان وقابل فيها أدباء وعلماء أخذ عنهم واستفاد منهم.
مع هذا الاهتمام بطلب العلم إلا أنه رحمه الله اشتغل بكثير من الحرف مثل الغوص والبناء والزراعة ليسد حاجته من العيش.
بعد هذه الرحلات رجع إلى الكويت ولبث فيها مدة من الزمن , رجع بعدها إلى بلدة حوطة سدير لتقدم والدة في السن , ولقد استفاد من رجوعه إلى بلدة حوطة سدير حيث أخذ ديوان إبراهيم بن جعيثن مشافهة منه وديوان حميدان الشويعر عن طريق إبراهيم بن جعيثن عن الشاعر المشهور ابن عشبان , وأخذ ديوان سليمان بن مشاري الناصر صاحب الداخلة مشافهة منه.
وبعد أن توفي والدة رحل إلى الرياض والتقى هناك بكثير من العلماء والأدباء والشعراء وأخذ عنهم.
كان رحمه الله تعالى رجلاً تقياً ورعاً آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر متمسكاً بدينه لا يخاف في الله أحداً , وكان رجلاً متواضعاً يهش ويبش حتى مع صغير السن فعندما يرى الصغير يقربه ويقبله ويسأله عن أسمه وأسم أبيه وقد يخبره عن أصله ونسبة ويمازحه.
وأذكر أننا كنا معه في مجلس فدخل أحد الأطفال وكان عمرة تقريباً في سن الثامنة من عمره فقربه وقبله وأجلسه بجانبه وكان هذا الطفل قد فقد والدة , فذكر له مآثر ومحاسن والدة وترحم عليه , ثم ذكره بأن الفتى اليتيم ليس من فقد والدة , ولكن اليتيم يتيم العلم والأدب , وقال ممازحاً: يا بني ليس أنت وحدك الذي فقد والده , فأنا فقدت والدي مع أني صغير , أنظر يا بني لازلت صغير لم تنبت حتى أسناني , وكان قد سقطت أسنانه في ذلك الوقت.
كان كريماً منفقاً ساعياً للخير , فقد كان يدل أهل الجدة والمال على الضعفاء والمساكين وأحياناً يوصل هذه الصدقات والزكاة بنفسه.
كان رحمه الله صبوراً ومثابراً , فقد أصيب بكسر في فخذه وهو في الحج وتضاعف هذا الكسر وتأخر عن الجبر ومع هذا ضل صابراً محتسباً مثابراً على المدارسة والمذاكرة مع من يزوره.
وقد زاول كثيراً من الحرف والمهن في بداية حياته متكففاً زاهداً مما في أيدي الناس رغم صداقته وعلاقته مع أهل الجاه والمال.
وكان رحمه الله مثابراً في طلب العلم مع كبر سنه , أذكر أنني زرته في آخر حياته وقد ضعف بصرة فرأيته يأخذ العدسة المكبرة ويقرأ ويسجل ويدون.
وكان كل من يزوره لابد أن يستفيد فهو يستغل كل المجلس بالمدارسة والمذاكرة إما في التفسير أو التاريخ أو الأدب النافع.
آثاره العلمية وأعماله:
تولى رحمه الله الكثير من المهام والأعمال منها:
1 - تولى التدريس في حي ثليم بالرياض
2 - تولى الوعظ والإرشاد بسجن المصمك.
3 - كاتب ضبط بالمحكمة الكبرى بالرياض.
4 - كاتب في هيئة التمييز بالرياض حتى تقاعد.
أما آثاره العلمية:
1 - مختصر قصص الأنبياء ومعجزة الأتقياء.
2 - الترسيمات السديدة في أخبار التاريخ المفيدة.
3 - الفوائد من خيار القصائد.
4 - لباب الأفكار في غرائب الأشعار
5 - مخزن الفوائد في غرائب القصائد , خمسة أجزاء يحتوي على أكثر من خمسة آلاف صفحة.
والذي يتميز به رحمة الله أنه ليس ناقلاً فقط , وإنما كان رحمة الله ناقداً فاحصاً مرجحاً ولقد استفاد منه كثير ممن كتب في تاريخ الجزيرة , وكان مرجعاً مهماً في أدب الجزيرة العربية وخاصة منطقة نجد , وممن كتب في الشعر الشعبي , وقد تميز رحمه الله أنه قرب وحبب للناس الموروث الشعبي وخاصة في هذا العصر بعد أن كاد الناس يقلبون له ظهر المجن في عصر ثورة الاتصالات والتكنولوجيا.
وكان رحمه الله دقيقاً فيما ينقل من أخبار وما ينشر من أعمال أذكر أني سألته عن حميدان الشويعر وعن صفته وعن صحة ما ينشر عنه من أنه قصير القامة ذميم الخلقة صاحب حيلة فقال رحمه الله: سألت إبراهيم بن جعيثن وقد بلغ المائة من عمره تقريباً فقال لي أدركت الشاعر ابن عشبان وكان عمري في ذلك الوقت ثلاثة أو خمسة عشرة وكان بن عشبان يُحمل بعربته لكبر سنه فذكر عن حميدان الشويعر فقال: أنه كان متوسط القامة عريض المنكبين , كث اللحية , وكان عنده شيء من الفقه , وكان أهل قريته يسألونه في بعض أمور دينهم. أ. هـ
وكان رحمه الله قوي الذاكرة يحفظ كثيراً وربما يحفظ القصيدة من ثلاث مائة بيت فيسردها كلها في مجلس واحد..
جلسنا يوماً معه بعد صلاة العصر في بيت ابنه عبد الله فبدأنا نسأله ويجيب ونطلب منه ذكر القصيدة وأسباب ورودها فيذكرها , ونسأله عن الحدث التاريخي فيذكره ويحلله ويرجح وقد دامت الجلسة حتى بعد صلاة العشاء نصلي ونرجع لا يمل ولا يكل ولم يعد رحمه الله كلاماً ذكره.
كما أنه من المعلوم انه رحمه الله هو المرجع الوحيد في رواية أشعار حميدان الشويعر , وسليمان بن مشاري , وإبراهيم بن جعيثن , وحاضر بن حضير , وعطا الله بن خزيم.
وفاته:
توفي رحمه الله في يوم الأربعاء الموافق 26/5/1414هـ عن عمر يناهز الخامسة والثمانون سنه وصلي عليه يوم الخميس بعد صلاة الظهر في مسجد الراجحي بحي الربوة بالرياض في جمع غفير من المصلين ودفن بحوطة سدير.
_________________
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/301)
الإمام محمد بن عبد الوهاب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ثم أما بعد:-
لقد أذن الله سبحانه وتعالى بظهور دعوة الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب في منتصف القرن الثاني الهجري، بعد أن أطبقت الجهالة على الأرض وخيمت الظلمات على البلاد، وانتشر الشرك والضلال والابتداع في الدين، وانطمس نور الإسلام، وخفي منار الحق والهدى، وذهب الصالحون من أهل العلم فلم يبق سوى قلة قليلة لا يملكون من الأمر شيئاً، واختفت السنة وظهرت البدعة، وترأس أهل الضلال والأهواء، وأضحى الدين غريباً والباطل قريباً، حتى لكأن الناظر إلى تلك الحقبة السوداء المدلهمة ليقطع الأمل في الإصلاح ويصاب بيأس قاتل في أية محاولة تهدف إلى ذلك. للمزيد من أخبار هذه الحقبة راجع كتاب عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (1/48 105) .
ولكن الله عز وجل قضى بحفظ دينه وكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وكان من رحمته تبارك وتعالى بهذه الأمة أن يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه. انظر الحديث في صحيح سنن أبي داود برقم (3606) في كتاب الملاحم.
فكان الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب بتوفيق الله عز وجل هو مجدد القرن الثاني عشر الهجري وهو أمر في حكم المتفق عليه. انظر من قال من العلماء بهذا في كتاب: عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي (1/19 21) .
ويمكننا القول إن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعد البداية الحقيقية لما حدث في العالم الإسلامي من يقظة جاءت بعد سبات طويل، وما تمخض عنها من صحوة مباركة ورجعة صادقة إلى الدين.
إن الدعوة السلفية التي دعا إليها الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب في القرن الثاني عشر الهجري لم تكن سوى الدعوة التي نادى بها المصلح العظيم والإمام المجدد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في القرن الثامن الهجري، وهي نفس الدعوة التي أوذي من أجلها إما أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل رحمه الله في القرن الثالث الهجري، وهي تعني باختصار الرجوع إلى الإسلام كما أنزل على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وفهم الصحابة والتابعون وتابعوهم من أهل القرون المفضلة، عقيدة وشريعة وسلوكاً.
وهي الدعوة التي تكفل الله بحفظها ووعد من حملها بالظهور والنصر إلى قيام الساعة مهما خذلها المتخاذلون وخالفها الخصوم والمناوئون وأخبر بذلك سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس) . البخاري مع الفتح (6/632) .
إننا اليوم لتمر علينا أيام حالكة الظلام، ظلام يحجب عن معظم الناس الرؤية الواضحة في التصور: فليس هناك فرق لدى العامة بين ما يقوله الله تعالى وبين ما يقوله الجهلاء من بني البشر، وظلام في التلقي، فهذا يتلقى عن داعية القومية، وذاك ينادي بالوطنية وثالث يرفع عقيرته منادياً بالعدالة الاجتماعية، ورابع يعبد الرأسمالية والديمقراطية.
وكثير ممن يزعمون أنهم من علماء الدين وقد أضلهم الله على علم نراهم يرقصون ويترنحون ما بين قبر البدوي ومقام الحسين، وغيره مما عُرف بالعتبات المقدسة، وإذا ما أراد أحدهم أن يؤلف كتاباً عن إمام من أئمة الابتداع والتخريف، ذهب إلى قبره يستشيره في تأليف هذا الكتاب.
وآخر نراه يتحدث في كل مناسبة بأن تلاميذه يصافحون رسول الله صلى الله عليه وسلم حقيقة وليس في المنام، وإذا ما زار أحدهم المدينة النبوية، دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حفل غذاء أو عشاء، يحضره كبار الصحابة والتابعين وأولياء الله.
أما حديث التلاميذ عن شيخهم المعمم ففيه العجب العجاب، فإن الواحد منهم يقول: إنه إذا هم بمعصية يرى صورة شيخه أمامه محذراً متوعداً له، فيخشاه ويتراجع عن معصيته خوفاً من شيخه وليس خشية من الله، وهذا ليس افتراء منا على الشيخ، فهو يتحدث في دروسه العامة بهذا وبأكثر منه.
وإذا كان هذا شأن المنسوبين إلى العلم، فماذا ننتظر من دهماء الناس؟! إن عبادة الآلهة من دون الله مازالت قائمة وإن تغيرت الأسماء وتباينت الألفاظ، فالقومية بدلاً من اللات، والوطنية بدلاً من هبل، والديمقراطية بدلاً من العزى.
والعواصم العربية مزدحمة بالأصنام، فهذه الأهرامات، وهذا صنم الزعيم فلان، وهذا تمثال للعامل، وذاك وثن للجندي المجهول.. وهي أصنام أشد خبثاً وشركاً من أصنام الجاهلية، إذ إن أصنام الجاهلية، بدائية وساذجة، أما هذه الأصنام فالواحد منها يكلف مليوناً أو أكثر من ذلك، لأنه قد صنع من معدن البرونز الثمين.. وفي هذا الليل الذي أرخى سدوله وزادت ظلمته وتباعد فجره، تفتقد الأمة إلى أمثال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.
نسب الشيخ وسيرته..
ترجم للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، كثير من المؤرخين والأدباء والكتاب وأصحاب التراجم والعلماء.. كثرة لم تقع إلا للأعلام المجددين، بل لو استقرأنا عدد التراجم للعلماء والأعلام في جميع الميادين الإسلامية من بعد عصره؛ لوجدنا أن ترجمة الشيخ تأخذ أعلى رقم من بين هذه التراجم، وقل أن تجد كتاب تاريخ أو تراجم لأهل عصره أو ليقظة المسلمين الحديثة وحاضر العالم الإسلامي، أو لآل سعود على الخصوص؛ إلا وتجد للشيخ ترجمة أو شيئاً منها.
نسبه
هو محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد بن محمد بن بريد بن مشرف بن عمر بن معضاد بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب بن قاسم بن موسى بن مسعود بن عقبة بن سنيع بن نهشل بن شداد بن زهير بن شهاب بن ربيعة بن أبي سود بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
أما والدة الشيخ محمد رحمه الله؛ فهي بنت محمد بن عزاز بن المشرفي الوهيبي التميمي، فهي من عشيرته الأدنين. انظر: علماء نجد خلال ستة قرون للبسام (1/26) .
فيقال: (المشرفي) نسبة إلى جده مشرف وأسرته آل مشرف، ويقال: (الوهيبي) نسبة إلى جده وهيب جد الوهبية، والوهبية يجتمعون في محمد بن علوي بن وهيب، وهم بطن كبير من حنظلة، وحنظلة بيت من بيوت بني تميم الأربعة الكبار. ويقال: (التميمي) نسبة إلى تميم أبي القبيلة الشهيرة، والتي ورد فيها ما رواه البخاري في صحيحه في كتاب العتق (3/122) وفي كتاب المغازي (5/115- 116) ومسلم في فضائل الصحابة برقم (198) عن أبي هريرة واللفظ هنا لمسلم: عن أبي زرعة قال: قال أبو هريرة: لا أزال أحب بني تميم من ثلاث سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (هم أشد أمتي على الدجال) ، قال: وجاءت صدقاتهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (هذه صدقات قومنا) ، قال وكانت سبية منهم عند عائشة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعتقيها؛ فإنها من ولد إسماعيل) .
ويتضح من سرد نسب الشيخ المتقدم أنه يلتقي مع نسب الرسول صلى الله عليه وسلم في إلياس بن مضر.
ولا أريد أن أتوسع في الحديث عن أسرة الشيخ رحمه الله حتى لا يخرج الموضوع عن أصله، ومن أراد التوسع في ذلك فليراجع الكتب التالية: عنوان المجد لابن بشر (1/22 23، 62 - 63) وعلماء نجد للبسام (1/310 - 311) والدكتور العثيمين في كتابه الشيخ محمد بن عبد الوهاب (ص 24) .
مولده ونشأته العلمية
ولد الشيخ محمد بن عبد الوهاب سنة ألف ومائة وخمس عشرة (1115 هـ) ، من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، في بلدة العيينة على الصحيح. انظر: روضة الأفكار لابن غنام (1/25) .
تعلم القرآن وحفظه عن ظهر قلب قبل بلوغه عشر سنين، وكان حاد الفهم وقّاد الذهن ذكي القلب سريع الحفظ، قرأ على أبيه في الفقه، وكان رحمه الله في صغره كثير المطالعة في كتب التفسير والحديث وكلام العلماء في أصل الإسلام، فشرح الله صدره في معرفة التوحيد وتحقيقه ومعرفة نواقضه المضلة عن طريقه، وجد في طلب العلم وأدرك وهو في سن مبكرة حظاً وافراً من العلم، حتى إن أباه كان يتعجب من فهمه ويقول: لقد استفدت من ولدي محمد فوائد من الأحكام. انظر: روضة ابن غنام (1/25) وعنوان المجد لابن بشر (1/6) .
وهكذا نشأ الشيخ محمد بن عبد الوهاب نشأة علمية؛ فأبوه القاضي كان يحثه على طلب العلم ويرشده إلى طريق معرفته، ومكتبة جده العلامة القاضي سليمان بن علي بأيديهم، وكان يجالس بعض أقاربه من آل مشرف وغيرهم من طلاب العلم، وبيتهم في الغالب ملتقى طلاب العلم وخواص الفقهاء سيما الوافدين باعتباره بيت القاضي، ولا بد أن يتخلل اجتماعاتهم مناقشات ومباحث علمية يحضرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
أثر البيئة في توجيه الشيخ علمياً
لقد أبصر الشيخ البيئة من حوله بواقعها والناس في حياتهم ويدنهم على الغالب في تناقض وتصادم مع ما نشأ عليه من علم وما عرفه من الحق على بد أبيه ومن خلال مطالعته لكتب المحققين من علماء السلف الصالح، فما تعلمه في واد، والواقع الجاري من الناس على العموم والغالب في واد آخر.
ذلك أن البيئة في نجد على الخصوص كما هو سائر البلاد الأخرى على العموم بيئة جاهلية بيئة خرافة وبدعة امتزجت بالنفوس فأصبحت جزءاً من عقيدتها إن لم تكن هي عقيدتها.
ولاشك أن بيئة هذه عقيدتها مناقضة لما نشأ عليه الشيخ ولما تربى وتعلمه.. فكان لابد أن يخرج إلى هذه البيئة يعاملها بمقتضى سنة الله في خلقه، والشيخ بين أمرين:
إما أن يستسلم للبيئة ويصبح مثل الآخرين، وإما أن يصمم على محاربة الخرافة المنتشرة.. لكن قد اختار الشيخ رحمه الله على أن يقوم لله قومة انصدعت لها جبال الجاهلية وتقطعت بها غيوم الباطل وشبهاته، فعزم على تنحية البدع من الحياة التي حوله، وإيقاظ النائمين وتنبيه الغافلين، والعمل على نشر الإسلام والنور من الكتاب والسنة وسيرة الصالحين.
رحلة الشيخ وطلبه للعلم
هنا توجه الشيخ للرحلة في طلب العلم؛ للتسلح بسلاح ماض قاطع؛ فإن إنكار الشيخ لهذه الأمور الشائعة جعلته في مواجهة مع علماء السوء وتلبيساتهم وشبهاتهم، وتأليب العامة عليه، وتهتمهم إياه بالانحراف والجهل، فكان كل ذلك يزيد من حرصه على تحصيل العلم وإدراك الحق؛ فلابد أن يرحل في طلب العلم وتحقيق ما شرح الله له صدره من حقيقة هذا الدين القيم.
رحل الشيخ إلى مكة والمدينة والبصرة غير مرة، طلباً للعلم.. ولم يتمكن من الرحلة إلى الشام وعاد إلى نجد يدعوهم إلى التوحيد. راجع حول موضوع رحلات الشيخ المختلفة في طلب العلم وشيوخه الذين أخذ عنهم، كتاب: عقيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب (1/133 174) .
ولم يثبت أن الشيخ رحمه الله قد تجاوز الحجاز والعراق والأحساء في طلب العلم، أما ما تجاوز الحد من أنه سافر إلى الشام كما ذكره خير الدين الزركلي في الأعلام، وإلى فارس وإيران وقم وأصفهان كما يذكره بعض المستشرقين ونحوهم في مؤلفاتهم المعروفة بالأخطاء ومجانبة الحقيقة، فهذه الأشياء غير مقبولة؛ لأن حفيد الشيخ ابن حسن وابنه عبد اللطيف بن ابن بشر نصوا على أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يتمكن من السفر إلى الشام، أما ما يذكر من أنه سافر إلى فارس وغيرها من البلاد، فإن أغلبهم قد اعتمدوا على كتاب لمع الشهاب لمؤلف مجهول، قال علامة الجزيرة حمد الجاسر: ولا تفوت الإشارة إلى أن كثيراً ممن كتبوا عن الشيخ محمد رحمه الله انخدعوا بما جاء في كتاب لمع الشهاب،.. إلى أن قال: وهذا الكتاب الذي لا يصح التعويل عليه.. وبالإجمال؛ فقد حرص مترجمو الشيخ محمد على تدوين كل ما يتصل برحلاته وبأسماء العلماء الذين تلقى العلم عنهم، وبذكر البلاد التي زارها، ويكادون يتفقون على عدم صحة ما ورد في كتاب لمع الشهاب من ذلك. انظر: مجلة العرب (ج 10، السنة الرابعة، ربيع الثاني عام 1390 هـ، (ص 943 944) .
أم ما زعم أن الشيخ درس اللغتين الفارسية والتركية، والحكمة الإشراقية والفلسفة والتصوف ولبس جبة خضراء في أصفهان؛ فليس بثابت، بل إنه أمر باطل ويستبعد.. وليس في مؤلفات الشيخ وآثاره ما يدل على شيء من هذا.. ثم إن من ذكر ذلك عن الشيخ كان ممن انخدع بمثل كتاب لمع الشهاب. وقد رد على هذه الفرية العلامة حمد الجاسر انظر: نفس المرجع السابق (ص 944) .
بعد مضي سنوات على رحلة الشيخ رحمه الله في طلب العلم، عاد إلى بلدة حريملاء التي انتقل إليها والده بعد أن تعين عليها أمير جديد يلقب بخرفاش بن معمر والذي لم يرق له بقاء الشيخ عبد الوهاب في القضاء، فعزله عنه، فغادرها الشيخ عبد الوهاب إلى حريملاء وتولى قضاءها وأقام بها. فأقام الشيخ محمد بعد عودته من رحلته العلمية في حريملاء مع أبيه يدرس عليه ويدعو إلى التوحيد ويبين بطلان دعوة غير الله. انظر: الدرر السنية (12/5) .
لقد ابتلي الشيخ رحمه الله.. فصبر على البلاء وثبت حتى جاوز الامتحان والابتلاء، وما ذلك إلا تأييد الله له بروح منه وتقويته لإيمانه.. وأمثلة ذلك في حياته كثيرة..
ولنأخذ مثلاً من أحوال الشيخ التي وقعت له؛ ففي حالة إخراجه من العيينة طريداً منها كان سبب إخراجه رحمه الله من العيينة هو أن ابن معمر خاف من حاكم الإحساء من أن يقطع عنه المعونة، فأخرج الشيخ رحمه الله من العيينة وتوجه إلى الدرعية، فكان ابن معمر ممن آثر الدنيا على الدين وباع العاجل بالآجل لما تعارض في صدره أمر صاحب الإحساء وأمر الله تعالى -، قد افتقد كل حظ من حظوظه الدنيوية المباحة؛ افتقد ثقة الأمير وثقة الناس من حوله به وبما يدعو إليه من عقيد السلف الصالح، وافتقد المسكن والمكانة وجميع الحظوظ النفسية والغايات الدنيوية ومشى وحيداً أعزل من أي سلاح ليس بيده إلا مروحة من خوص النخيل، لكن كان على ثقة من ربه، والله قد قوي إيمانه حتى صغر في ميزانه أمر صاحب الأحساء وخذلان ابن معمر له وفراق الوطن والمال والأهل والزوجة والمسكن وما بقي لديه سوى الإيمان القوي بصحة عقيدة السلف الصالح، وحسن الظن بالله.. لقد سار من العيينة إلى الدرعية يمشي راجلاً ليس معه أحد في غاية الحر في فصل الصيف لا يلتفت عن طريقه ويلهج بقوله تعالى {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث يحتسب} ويلهج بالتسبيح.. فلما وصل الدرعية قصد بيت ابن سويلم العريني، فلما دخل عليه؛ ضاقت عليه داره وخاف على نفسه من محمد بن سعود، فوعظه الشيخ وأسكن جأشه وقال: سيجعل الله لنا ولك فرجاً ومخرجاً. انظر: عنوان المجد لابن بشر (1/11) .
ثم انتقل الشيخ إلى دار تلميذ الشيخ ابن سويلم الشيخ أحمد بن سويلم، وهناك بدأ التزاور بين خصائص أهل العلم من الدرعية ولما علموا بثبات دعوة الشيخ وأنها على سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم أرادوا أن يشيروا على ابن سعود بنصرته، فهابوه، فأتوا إلى زوجته موضي بنت أبي وهطان من آل كثير وأخيه ثنيان.. وكانت المرأة ذات عقل ودين ومعرفة فأخبروها بمكان الشيخ وصفة ما يأمر به وينهى عنه، فوقر في قلوبهما معرفة التوحيد وقف الله في قلوبهما محبة الشيخ. روضة ابن غنام (1/3) .
دخل محمد بن سعود على زوجته فأخبرته بمكان الشيخ وقالت له هذا الرجل ساقه الله إليك وهو غنيمة فاغتم ما خصك الله به، فقبل قولها ثم دخل على أخوه ثنيان وأخوه مشاري وأشاروا عليه مساعدته ونصرته.. أراد أن يرسل إليه، فقالوا: سر إليه برجلك في مكانه وأظهر تعظيمه والاحتفال به، لعل الناس أن يكرموه ويعظموه، فذهب محمد بن سعود إلى مكان الشيخ ورحب به وأبدى غاية الإكرام والتبجيل وأخبره أنه يمنعه بما يمنع به نساءه وأولاده.. قال: أبشر ببلاد خير من بلادك وأبشر بالعزة والمنعة، فقال الشيخ: وأنا أبشرك بالعزة والتمكين وهذه كلمة لا إليه إلا الله من تمسك بها وعمل بها ونصرها؛ ملك بها البلاد والعباد، وهي كلمة التوحيد وأول ما دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم وأنت ترى نجداً وأقطارها أطبقت على الشرك والجهل والفرقة وقتال بعضهم بعض؛ فأرجو أن تكون إماماً يجتمع عليه المسلمون وذريتك من بعدك. عنوان المجد (1/11 12) .
وهكذا تم اللقاء التاريخي وحصلت البيعة المباركة على ذلك.. وأخذ الشيخ رحمه الله بالدعوة والجهاد في سبيل إعلاء كلمة لا إله إلا الله..
ونتجاوز بعض الأمور من حياة الشيخ رحمه الله.. لأن الهدف من سرد هذه الأحداث ليس فقط طرح سيرة الشيخ أو ذكرها مفصلة.. وإنما الغاية والهدف هو الوصول إلى الحقيقة والتي نادى بها الشيخ رحمه الله.. ورد الشبه التي ألصقت بالدعوة وبصاحبها..
أما عن عقيدة الشيخ رحمه الله فهي عقيدة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار.. عقيدة الرسول صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان.. عقيدة أئمة الهدى.. أبي حنيفة والشافعي ومالك وأحمد وابن عيينة والثوري وابن المبارك والبخاري وسلم وأبي داود وسائر أصحاب السنن وأهل الفقه وأثر رحمهم الله..
يقول رحمه الله: ولست ولله الحمد أدعو إلى مذهب صوفي أو فقيه أو متكلم أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم مثل ابن القيم والذهبي وابن كثير وغيرهم.. بل أدعو إلى الله وحده لا شريك له وأدعو إلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم التي أوصى بها أول أمته وآخرهم وأرجو أني لا أرد الحق إذا أتاني بل أشهد الله وملائكته وجميع خلقه إن أتانا منكم كلمة من الحق لأقبلها على الرأس والعين.. ولأضربن الجدار بكل ما خالفها من أقوال أئمتي، وحاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقول إلا الحق. انظر للمزيد عن عقيدة الشيخ الإمام رحمه الله كتاب: عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي للدكتور: صالح بن عبد الله بن عبد الرحمن العبود.
أما عن مؤلفات الشيخ فهي كثيرة جداً نذكر بعضاً منها
قام الشيخ رحمه الله تعالى بتأليف عدد من الكتب والرسائل المهمة، وقد امتازت مؤلفات الشيخ رحمه الله بالأسلوب القرآني المحض وأدلته كلها مأخوذة من القرآن والسنة، وذو أسلوب واضح لا يوجد فيه أي تعقيد، إلا أن اللغة ليست عالية جداً كما نشاهدها عند ابن تيمية (ت 728 هـ) وابن القيم (ت 756 هـ) .
وقد عرفنا من مؤلفات الشيخ الكتب التالية:-
1- كتاب التوحيد: وهذه الرسالة هي من أشهر مؤلفاته، والاسم الكامل هذا الكتاب هو: كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد. وذكر فيه الشيخ حقيقة التوحيد وحدوده، والشرك ومفاسده.
2- كتاب كشف الشبهات: ونستطيع أن نسميه تكملة لكتاب التوحيد، والحقيقة أن جميع كتب الشيخ تتعلق بالتوحيد ويمكن أن يقال أنها كلها تكملة لكتاب التوحيد.
3- كتاب الأصول الثلاثة: وهي معرفة الرب، ومعرفة دين الإسلام، ومعرفة الرسول، وهذه هي الأصول الثلاثة التي وضحت في هذه الرسالة في أسلوب جذاب.
4- كتاب شروط الصلاة وأركانها: وقد شرحت هذه الرسالة شروط الصلاة وهي: الإسلام، والعقل، التميز، رفع الحدث وإزالة النجاسة، وستر العورة ودخول الوقت واستقبال القبلة، والنية، وذكرت أركان الصلاة وواجباتها.
5- كتاب القواعد الأربع: حيث ذكر في هذه الرسالة بعض نواحي التوحيد على طريقة مؤثرة وسهلة.
6- كتاب أصول الإيمان: وبين أبواب مختلفة من الإيمان بالأحاديث، ويظهر من عبارة في البداية، أن بعض أولاد الشيخ قد أضاف إليها، ونصها: وقد زاد فيه بعض أولاده زيادة حسنة.
7- كتاب فضل الإسلام: وقد وضح فيه مفاسد البدع والشرك، كما وضح شروط الإسلام.
8- كتاب الكبائر: ذكر فيه جميع أقسام الكبائر، واحدة واحدة، مفصلة في أبواب، وقد دعمت الأبواب كلها بنصوص الكتاب والسنة.
9- كتاب نصيحة المسلمين: وهذا كتاب مستقل قد جمع فيه أحاديث تتعلق بجميع نواحي التعليمات الإسلامية.
10- كتاب ستة مواضع من السيرة: وهي رسالة مختصرة توضح ستة أحداث من السيرة النبوية، والمواضع الستة هي:
أ - ابتداء نزول الوحي.
ب - تعليم التوحيد والرد على الكفار.
ج- قصة تلك الغرانيق العلى.
د- ختام أبي طالب.
هـ منافع الهجرة وعظاتها.
و قصة الارتداد بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
11- كتاب تفسير الفاتحة: وهو تفسير موجز جداً لسورة الفاتحة.
21- كتاب مسائل الجاهلية: وذكر فيه الشيخ مائة وإحدى وثلاثين مسألة خالف الرسول صلى الله عليه وسلم فيها معتقدات أهل الجاهلية.
31- كتاب تفسير الشهادة: وهو تفسير لكلمة لا إله إلا الله، وقد ذكر فيها أهمية التوحيد في أسلوب آخاذ وواضح.
41- كتاب تفسير لبعض سور القرآن: وهي مجموعة لبعض تعليقات الشيخ على آيات وسور مختلفة من القرآن وقد استنبط عشرات من المسائل من آية واحدة، وهذه هي أهم مزاياها.
51- كتاب السيرة: وهو ملخص من كتاب السيرة لابن هشام.
61- الهدي النبوي: وهو ملخص لكتاب زاد المعاد للإمام ابن القيم رحمه الله.
وللشيخ عدة رسائل صغيرة أخرى غير ما ذكرنا، ولا أرى حاجة إلى ذكرها، وتوجد بعض هذه الرسائل في كتاب روضة الأفكار المجلد الأول الفصل الثالث والرابع. وانظر أيضاً حول مؤلفات الشيخ كتاب: محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم مفترى عليه (ص 135-144) . ونظر أيضاً كتاب: عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (1/ 191 235) ، وقد فصل في خلالها القول في هذه الكتب وتحدث أيضاً عن الكتب التي نسبت إلى الشيخ مثل كتاب: أحكام تمني الموت، وكتاب:نصيحة المسلمين بأحاديث خاتم المرسلين، كذلك رسالة: أوثق عرى الإيمان.
وفاته الشيخ رحمه الله
في عام ست ومئتين وألف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم (1206 هـ) توفي الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، قال ابن غنام في الروضة (2/154) : كان ابتداء المرض به في شوال، ثم كان وفاته في يوم الاثنين من آخر الشهر.
وكذا قال عبد الرحمن بن قاسم في الدرر السنية (12/20) ، أما ابن بشر فيقول: كانت وفاته آخر ذي القعدة من السنة المذكورة. عنوان المجد (1/95) . وقول ابن غنام أرجح؛ لتقدمه في الزمن على ابن بشر ومعاصرته للشيخ وشهوده زمن وفاته وتدوينه لتاريخه.
وكان للشيخ من العمر نحو اثنتين وتسعين سنة، وتوفي ولم يخلف ديناراً ولا درهماً، فلم يوزع بين ورثته مال ولم يقسم. انظر: روضة ابن غنام (2/155) .
للمزيد عن حياة الشيخ وسيرته انظر الكتب التالية
محمد بن عبد الوهاب لأحمد بن عبد الغفور عطار، وداعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب لعبد العزيز سيد الأهل، وسيرة الإمام محمد بن عبد الوهاب لأمين سعيد، والشيخ محمد بن عبد الوهاب للشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي، والشيخ محمد بن عبد الوهاب حياته وفكره للدكتور عبد الله الصالح العثيمين، والإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب في التاريخ لعبد الله بن سعد الرويشد، والشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب حياته ودعوته للدكتور عبد الله يوسف الشبل، ومحمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم مفترى عليه لمسعود عالم الندوي ودعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب سلفية لا وهابية لأحمد بن عبد العزيز الحصين.. هذا عدا المصادر الأصلية مثل: تاريخ ابن غنام، وتاريخ ابن بشر وتاريخ ابن عيسى..
أما الرسائل الجامعية فقد كتب فيه على سبيل المثال: دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأثرها في العالم الإسلامي، رسالة دكتوراه للدكتور أحمد بن عطية الزهراني من قسم العقيدة في جامعة أم القرى، وعقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي، رسالة دكتوراه للدكتور صالح بن عبد الله العبود، من قسم العقيدة بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.. ورسالة دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب عرض ونقد للأستاذ عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف، رسالة ماجستير.. ورسالة الانحرافات العقدية والعلمية في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين وآثارهما في حياة الأمة للأستاذ علي بن بخيت الزهراني، رسالة ماجستير تحدث في الباب الرابع من رسالته عن الصحوة الإسلامية وكان موضوع الفصل الأول لهذا الباب هو أثر حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في العالم الإسلامي وهو فصل مهم وقيم..
_____________________
المصدر: موقع شبكة سحاب السلفية(1/302)
محمد بن علي جماح الغامدي
الشيخ الجليل محمد بن علي جماح الغامدي يزيد عمره على 75 عاماً فيما بلغني
رأيته مرة واحدة قبل أكثر من عشرين عاماً برفقة أبي رحمه الله فرأيت وقاراً يجلله، ومحبة له عند الناس عجيبة، وسيرته أعجب،
حدثني والدي رحمه الله _ وهو صديق له _ بشيء من أخباره، ودرّس أخي الأكبر في مدرسته السلفية ببلجرشي،
سألت عنه قريباً فحدثت أن تفرغ لخدمة القرءان في جمعية التحفيظ على جلد فيه وصبر وزهد وإعراض عن متع الدنيا وملذاتها،
علمت من سيرته أنه كان من دعاة التوحيد والسنة في زمن ليس فيه غيره أحد، وكان هو والشيخ الصالح عبد الله بن سعدي الغامدي ممن نفع الله بهم في بلاد أزد شنوءة _ غامد وزهران _
لدي عزم لزيارته قريباً إن شاء الله والوقوف على كثير من أخباره،
ختم الله بخير
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt ... 5%E1%CD %C7%C1
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/303)
محمد بن عمر العقيل المعروف بابن عقيل الظاهري
أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري
ببليوجرافية حصرية بآثاره المطبوعة
بقلم الدكتور أمين سليمان سيدو
من الصعب جدّاً أن يُلِمَّ المرء بمختلف جوانب حياة عالم ومفكر وأديب بحجم الشيخ (أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري) ، فهو متعدد المواهب، ذو ثقافة موسوعية عالية؛ منقّباً فكرياً، ومكتشفاً معلوماتياً في عدة مناطق من جغرافية الثقافة العربية والإسلامية، والفلسفة العالمية بشهادة كثير من المثقفين والنقّاد في هذه البلاد وغيرها من البلدان.
وهذا ما نلاحظه أيضاً على إنتاجه المنشور في مجالات معرفية متنوعة؛ ومن خلال مطارحاته الفكرية والنقدية في مجال الأدب واللغة والفن والفلسفة وعلم الجمال، والتاريخ وعلم الأنساب، وتحقيق المخطوطات، وقبل هذا كله تعمقه في علوم الدين الإسلامي، وبشكل خاص علوم القرآن والسنة والتفسير والعقيدة.. إلخ.
بَيْدَ أن لمحات من سيرة أبي عبد الرحمن نشرت بقلمه في تباريحه التي تنشر على صفحات (المجلة العربية) وجمعها الكاتب في كتابين اثنين أولهما بعنوان: ((تباريح التباريح: سيرة ذاتية ومذكرات، وهجيري ذات)) صدر عن دار الصحوة بالرياض سنة 1412 هـ / 1992 م، والآخر بعنوان: ((شيء من التباريح: سيرة ذاتية.. وهموم ثقافية)) صدر عن دار ابن حزم في الرياض سنة 1415 هـ / 1995 م، وهناك جوانب مشرقة كثيرة في حياة أبي عبد الرحمن العالم، والمفكر، والإنسان بحاجة إلى المزيد من البحث والدراسة والاستقصاء.
وُلِدَ محمد بن عمر بن عبد الرحمن العقيل المعروف بأبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري في مدينة شقراء قاعدة إقليم الوشم بمنطقة نجد من المملكة العربية السعودية سنة 1361 هـ، فقد تلقى تعليمه الابتدائي ببلدته شقراء، ثم التحق بمعهد شقراء العلمي حيث حصل على شهادة الثانوية العامة، ودرس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وتخرج في كلية الشريعة، ثم واصل تعليمه العالي في المعهد العالي للقضاء بالرياض حيث نال درجة الماجستير في علوم التفسير.
عمل موظفاً بإمارة المنطقة الشرقية بالدمام، ثم موظفاً بديوان الموظفين العام (ديوان الخدمة المدنية حالياً) ، ثم مديراً للخدمات برئاسة تعليم البنات، ثم مستشاراً شرعياً بوزارة الشئون البلدية والقروية، ثم مديراً للإدارة القانونية بالوزارة ذاتها، كما عمل رئيساً للنادي الأدبي بالرياض، ورئيساً لتحرير مجلة التوباد، ولا يزال؛ ورئيساً لتحرير مجلة الدرعية التي يملك امتيازها، وهو عضو مراسل في مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
أما هذه الببليوجرافية؛ فإنها تغطي آثار أبي عبد الرحمن المطبوعة والمنشورة في كتب مستقلة، أو في الدوريات العربية، استثني منها الجرائد اليومية، ورتبت ألفبائياً بعناوين المواد.
ولا أخفي على القارئ الحصيف بأن هذا العمل خطوة نحو حصر مجمل لآثار الشيخ، ومشروع ثقافي لدراسة حياته، وآثاره، وفكره.
الحصر الببليوجرافي
آل إبراهيم الفضليون ـ ط1 ـ الرياض: دار ابن حزم، 1417 هـ / 1997 م ـ 457 ص. (بآخره نصوص من الرحلة الثمينة إلى حمى أمير المدينة / علي حافظ المدني، حققه أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري) .
آل الجرباء في التاريخ والأدب. ـ العرب. ـ س 17، ع1 و 2 (رجب ـ شعبان 1402 هـ / أيار ـ حزيران 1982 م) ـ ص 15 ـ 40.
س17، ع3 و 4 (رمضان ـ شوال 1402 هـ / حزيران ـ تموز 1982 م) ـ ص 266 ـ 282.
س17، ع5 و 6 (ذو القعدة ـ ذو الحجة 1402 هـ / أيلول ـ تشرين الأول 1982 م) ـ ص340 ـ 360.
ط1 ـ الرياض: دار اليمامة، 1403 هـ / 1983 م ـ 278 ص. ـ (دراسات ونصوص عن البيوتات العربية الحديثة؛ 1) .
الإحساس أولاً. ـ المجلة العربية. ـ س21، ع233 (جمادى الآخرة 1417 هـ / أكتوبر ـ نوفمبر 1996 م) ـ ص66 ـ 67.
الإحساس بالجمال بين كانت وسارتر. ـ الحرس الوطني. ـ ع19 (رمضان 1404 هـ / يونيو 1984 م) ـ ص52 ـ 53.
أحلاف آل فضل ومساكنهم. ـ.العرب. ـ س18، ع11 و 12 (الجماديان 1404 هـ / شباط ـ آذار 1984 م) ـ ص1036 ـ 1045.
أرسطو.. وميتافيزيقا الحركة!! ـ الفيصل. ـ.س20، ع233 (ذو القعدة 1416 هـ / مارس ـ أبريل 1996 م) . ـ ص48 ـ 50.
الإرهاب الفكري، أو أصنام بيكون. ـ الحرس الوطني. ـ س4، ع13 (رجب 1403 هـ / أبريل 1983 م) . ـ ص114 ـ 115.
أزمة الشكل والمضمون. ـ المجلة العربية. ـ س21، ع243 (ربيع الآخر 1418 هـ / أغسطس ـ سبتمبر 1998 م) ـ ص67.
أزمة الوصية النجدية ـ المجلة العربية ـ س20 ـ ع232 (جمادى الأولى 1417 هـ / سبتمبر ـ أكتوبر 1996 م) . ـ ص66 ـ 67.
الأسر الحاكمة في الأحساء بعد العيونيين. ـ العرب. ـ س17، ع7 و8 (المحرم ـ صفر 1403 هـ/ تشرين الثاني ـ كانون الأول 1982) .ـ ص501 ـ 522.
إسلام جارودي ـ الفيصل ـ س21، ع252 (جمادى الآخرة 1418 هـ / أكتوبر 1997 م) . ـ ص59 ـ 61.
س22، ع253 (رجب 1418 هـ / نوفمبر 1997 م) . ـ ص30 ـ 34.
الأسماء تعلل. ـ الفيصل. ـ س17، ع195 (رمضان 1413 هـ / آذار 1993 م) . ـ ص35.
(أسماء في حياتي: الدكتور الخويطر.. وخريجو الكليتين. ـ المجلة العربية. ـ س18، ع201 (شوال 1414 هـ / مارس ـ أبريل 1994 م) . ـ ص98 ـ 99.
أسماء في حياتي:.. طيوب.. وأشجان!. ـ المجلة العربية. ـ س18، ع203 (ذو الحجة 1414 هـ / مايو ـ يونيو 1994 م) . ـ ص100 ـ 101.
أسماء في حياتي:.. من الشيخ محمد بن عودة إلى الشيخ إبراهيم القدهي..! . ـ المجلة العربية. ـ س18، ع202 (ذو القعدة 1414 هـ / أبريل ـ مايو 1994 م) . ـ ص98 ـ 99.
الإشارة والإيمان إلى حل لغز الماء / تأليف أبي محمد تقي الدين أحمد بن علي المقريزي؛ بتحقيق أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري. ـ[د. م.: د. ن.، ـ 140 هـ / ـ198 م] . ـ (الرياض مطابع الشرق الأوسط) . ـ 34 ص.
اشتقاق طيئ ـ مجلة مجمع اللغة العربية الأردني. ـ س13، ع36 (جمادى الأولى 1409 هـ / كانون الثاني ـ حزيران 1989 م) . ـ ص144 ـ 175.
الإشكالية الدينية المفتراة. ـ الفيصل. ـ س17، ع196 (شوال 1413 هـ / نيسان 1993 م) . ـ ص48 ـ 49.
أشيقر الحنظلية.. التي كانت ربابية. ـ المجلة العربية. ـ س2، ع231 (ربيع الآخر 1417 هـ / سبتمبر 1996 م) . ـ ص66 ـ 67.
أصداء ((شيء من التباريح)) . ـ المجلة العربية. ـ س20، ع229 (صفر 1417 هـ / يوليو 1996 م) . ـ ص66 ـ 67.
أصول الرمز في الشعر الحديث. ـ حائل: الرئاسة العامة لرعاية الشباب، 1399 هـ / 1979 م. ـ 24 ص. ـ (محاضرة ألقيت في المكتب الرئيس لرعاية الشباب بحائل) .
اضطراب الأقوال في تحديد الوشم والوشوم. ـ الفيصل. ـ س19، ع222 (ذو الحجة 1415 هـ / أبريل ـ مايو 1995 م) . ـ ص 48 ـ 50.
أعباء الترجمة. ـ الحرس الوطني. ـ مج6، ع32 (شوال 1405 هـ / يوليو 1985 م) ـ ص33.
الاعتبار الشرعي مع المعنى اللغوي. ـ الفيصل. ـ س18، ع206 (شعبان 1414 هـ / كانون الثاني ـ شباط 1994 م) . ـ ص32 ـ 33.
أعراس تاريخية.. بين شقراء وأشيقر!!. ـ المجلة العربية. ـ س18، ع209 (جمادى الآخرة 1415 هـ / نوفمبر ـ ديسمبر 1994 م) . ـ ص92 ـ 93.
س19، ع210 (رجب 1415 هـ / ديسمبر 1994 م ـ يناير 1995 م) . ـ ص88 ـ 89.
الالتزام والشرط الجمالي. ـ ط1. ـ الرياض: ع. ع. الظاهري، 1407 هـ / 1987 م) مطابع الفرزدق التجارية) . ـ 192 ص.
امتناع ظاهرة وتعين محمل. ـ الفيصل. ـ س19، ع227 (جمادى الأولى 1416 هـ / سبتمبر ـ أكتوبر 1995 م) . ـ ص48 ـ 51.
أمتن برهان على حفظ شرع الرحمن. ـ الأمة. ـ س5، ع57 (رمضان 1405 هـ / أيار، مايو 1985 م) . ـ ص24 ـ 27.
أنابيش تراثية: جولة مع بعض كتب التراث ومؤلفيها. ـ أبها: نادي أبها الأدبي، 1414 هـ / 1993 م. ـ 165 ص.
أنساب الأسر الحاكمة في الأحساء. ـ ط1 ـ الرياض: دار اليمامة، 1403 هـ / 1983 م ـ مجلدان. ـ (دراسات ونصوص عن البيوتات العربية الحديثة؛ 3 و 4) .
الأنصاري: فقيد العلم والأدب. ـ المنهل. ـ مج54، ع500 (جمادى الأولى ـ جمادى الآخرة 1413 هـ / نوفمبر ـ ديسمبر 1992 م) . ـ ص137.
إنما فاعل للمتابعة. ـ الفيصل. ـ ع220 (شوال 1415 هـ / مارس 1995 م) . ـ ص48 ـ 50.
إنما نسبح الله بالقول والاعتقاد. ـ الفيصل. ـ س21، ع249 (ربيع الأول 1418 هـ / يوليو ـ أغسطس 1997 م) . ـ ص48 ـ 50.
إنما الواقع موضوع الوحي. ـ الفيصل. ـ س17، ع204 (جمادى الآخرة 1414 هـ / تشرين الثاني ـ كانون الأول 1993 م) . ـ ص32 ـ 34.
أوزان الشعر العامي بلهجة أهل نجد والإشارة إلى بعض ألحانه. ـ[د. م.: د. ن.] ، 1412 هـ / 1992 م. ـ (أبها: مازن للطباعة) .
أولوية التسمية بالشعر العامي. ـ الجوية. ـ ع12 (المحرم 1418 هـ / مايو 1997 م) . ـ ص37 ـ 48.
إياس بن قبيصة. ـ الجوية. ـ ع8 (المحرم 1416 هـ / يونيو 1995 م) . ـ ص23 ـ 37.
الإيمان طمأنينة قلب والتصديق نتيجة. ـ الفيصل. ـ س19، ع218 (شعبان 1415 هـ / يناير 1995 م) ـ ص70 ـ 72.
بدر شاكر السياب: دراسة نقدية لنماذج أو ظواهر فنية من شعره، وببليوجرافيا بآثاره وما كتب عنه.. / تأليف أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري، أمين سليمان سيدو. ـ الرياض: مؤسسة اليمامة الصحفية، 1417 هـ / 1997 م. ـ 340 ص. ـ (كتاب الرياض: 37) .
البرهان على تحسين سلمان رضي الله عنه. ـ ط1. ـ الرياض: ع. ع. الظاهري 1413 هـ / 1993 م، 55ص. ـ (مطبعة سفير) .
البرهان المنطقية. ـ الفيصل. ـ س18، ع205 (رجب 1414 هـ / كانون الأول 1993 م ـ كانون الثاني 1994 م) . ـ ص30 ـ 31.
البرودة من اللغة إلى المصطلح. ـ الفيصل. ـ س21، ع248 (صفر 1418 هـ / يونيو ـ يوليو 1997 م) . ـ ص48 ـ 49.
بطلان حديث ((من عشق فعف)) إذا كان مرفوعاً، وتحسينه في الوقف. ـ ط1. ـ الرياض: دار ابن حزم، 1415 هـ / 1995 م. ـ 59ص.
البكاء المبرور وما لا ينبغي من التباكي. ـ ط1. ـ الرياض: دار الصحوة، 1412 هـ / 1991 م. ـ 39ص.
بل هو المتخوي.. لا المتنحي. ـ المجلة العربية. ـ س20، ع227 (ذو الحجة 1416 هـ / مايو 1996 م) . ـ ص66 ـ 67.
بنو هلال أصحاب التغريبة في التاريخ والأدب / أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري، عبد الحليم عويس. ـ الرياض. ـ نادي الرياض الأدبي، 1401 هـ / 1981 م. ـ 190ص.
بين الحسن والقبح. ـ الفيصل. ـ س21، ع244 (شوال 1417 هـ / فبراير ـ مارس 1997 م) . ـ ص48 ـ 49.
بين العبقرية والجنون. ـ ملف الثقافة والفنون. ـ ع2 (المحرم 1400 هـ / 1979 م) . ـ ص60 ـ 72.
تاء القسم ودلالتها: معناها في ذاتها ومع غيرها. ـ[الرياض؟] : ع. ع. الظاهري، 1411 هـ / 1991 م. ـ 107 ص. ـ (القاهرة: مطابع الأهرام) .
تباريح التباريح: سيرة ذاتية ومذكرات، وهجيرى ذات. ـ ط1. ـ الرياض: دار الصحوة، 1412 هـ / 1992 م. ـ 136ص.
التباريح في وجدانهم. ـ المجلة العربية. ـ س20، ع228 (المحرم 1417 هـ / يونيو 1996 م) . ـ ص66 ـ 67.
تحرير بعض المسائل على مذهب الأصحاب. ـ ط1. ـ الرياض: توزيع مكتبة دار العلوم، 1401 هـ / 1981 م. ـ 294ص.
تحقيق التراث: دراسة في أصوله. ـ التوباد. ـ مج1، ع3و4 (رجب ـ ذو الحجة 1409 هـ / مارس ـ أغسطس 1989 م) . ـ ص20 ـ 49.
تحقيق المذهب / لأبي الوليد سليمان بن خلف الباجي؛ تحقيق أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري. ـ ط1. ـ الرياض: دار عالم الكتب، 1403 هـ / 1983 /. ـ 380ص. ـ (يليها أجوبة العلماء بين مؤيد ومعارض حول دعوى كتابة الرسول صلى الله عليه وسلم لاسمه يوم صلح الحديبية) .
التذكرة / لأبي عبد لله محمد بن أبي نصر الحميدي؛ تحقيق أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري. ـ ط1. ـ الرياض: توزيع دار العلوم، 1401 هـ / 1981 م. ـ 47، 48ص. ـ (معه كتاب مراتب الجزاء يوم القيامة / للمؤلف ـ معه تعريف بكتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل / لأبي طالب عقيل بن عطية القضاعي المالكي) .
تصورات أولية. ـ ط1. ـ الرياض: دار عالم الكتب، 1402 هـ / 1982 م ـ 161ص.
الأمة. ـ س5، ع51 (ربيع الأول 1405 هـ / كانون الأول، ديسمبر 1984 م) . ـ ص56 ـ 57.
تضعيف حديث: دخول الجنة بجواز من الرحمان سبحانه وتعالى. ـ[د. م.: د. ن.] ، 1411 هـ / 1991 م. ـ 81ص. ـ (الرياض: مطابع الجمعة) .
تعبير الرؤيا وأحكامها..!. ـ المجلة العربية. ـ س19، ع214 (ذو القعدة 1415 هـ / أبريل 1995 م. ـ ص90 ـ 91.
التعريفات الجمالية وأضدادها. ـ الدارة ـ س10، ع3 (ربيع الآخر 1405 هـ / ديسمبر 1984 م) . ـ ص133 ـ152.
تعريف ابن القطان بمصادر الأحكام الصغرى / أبو محمد عبد الحق الأشبيلي؛ تحقيق أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري. ـ عالم الكتب. ـ مج4، ع2 (شوال 1403 هـ / يوليو 1983 م) . ـ ص202 ـ 213.
التعريف بمؤلفات عبد الحق الأشبيلي. ـ العرب. ـ س17، ع9 و10 (الربيعان 1403 هـ / كانون الثاني ـ شباط 1983 م) . ـ ص721 ـ 743.
تعليم الصبيان والمبتدئين: رسالة في النحو مختصرة / لمجهول؛ تحقيق أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري. ـ ط1. ـ الرياض: دار ابن حزم، 1415 هـ / 1995 م. ـ 46ص. ـ (بآخره رسالة مختصرة عن أصول النحو / لأبي بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني) .
التفريغ أولاً.. والتغيير ثانياً، أو الهوية العربية بين زوابع الابتلاء ـ[د. م.: د. ن.] ، 1413 هـ / 1992 م. ـ 127ص. ـ (حائل: مطابع النهضة) .
التفريق بين فعل الله ومفعوله. ـ الفيصل. ـ ع244 (شوال 1417 هـ / فبراير ـ مارس 1997 م) . ـ ص48 ـ 49.
التلاعب بالأعراب. ـ الفيصل. ـ س17، ع197 (ذو القعدة 1413 هـ / أيار 1993 م) . ـ ص42.
تنزيل الكلام على خصوص المراد. ـ الفيصل. ـ س17، ع201 (ربيع الأول 1414 هـ / أغسطس ـ سبتمبر 1993 م) . ـ ص32 ـ 33.
التهذيب بمحكم الترتيب للزبيدي وترتيبه لابن شهيد / أحمد بن عبد الملك بن شهيد الأشجعي؛ [مراجعة] أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري. ـ عالم الكتب. ـ مج7، ع1 (رجب 1406 هـ / مارس 1986 م) . ـ ص51 ـ 57.
التواصل الثقافي والتباريح. ـ المجلة العربية. ـ س20، ع230 (ربيع الأول 1417 هـ / يوليو ـ أغسطس 1996 م) . ـ ص66 ـ 67.
ثرمداء ربيعية لاسعدية!!. ـ الدارة. ـ س21، ع3 (ربيع الآخر ـ جمادى الآخرة 1416 هـ / سبتمبر ـ نوفمبر 1995 م) . ـ ص5 ـ 16.
الجدل والقسمة الحاصرة. ـ الفيصل ـ س17، ع198 (ذو الحجة 1413 هـ / حزيران 1993 م) . ـ ص28 ـ 29.
جدلية العقل الأدبي. ـ ط1. ـ الرياض: دار ابن حزم، 1415 هـ / 1994 م. ـ 114ص.
جدلية العقل في الفكر والعبودية. ـ ط1. ـ الرياض: دار ابن حزم، 1415 هـ / 1994 م. ـ 113ص.
جزء ابن الجلابي / لأبي عبد الله محمد بن علي ابن الجلابي؛ حققه أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري. ـ عالم الكتب. ـ مج6، ع1 (رجب 1405 هـ / أبريل 1985 م) . ـ ص86 ـ 92.
ط1. ـ الرياض: دار ابن حزم (1416 هـ / 1996 م) . ـ 28ص. ـ (سلسلة الأجزاء المحققة؛ 2) .
جمال الأناقة. ـ المجلة العربية. ـ س21، ع235 (شعبان 1417 هـ / ديسمبر 1996 م ـ يناير 1997 م) . ـ ص66 ـ 67.
جمال المتعة والعبرة. ـ الحرس الوطني. ـ س5، ع22 (ذو الحجة 1404 هـ / سبتمبر 1984 م) . ـ ص49.
الحباء من العيبة غب زيارتي لطيبة. ـ ط1. ـ[د. م.: د. ن.] ، 1413 هـ / 1992 م. ـ 88ص. ـ (الرياض: مطبعة سفير) ، (وضمن مواد هذه الرحلة كتاب الفقيه الحنفي يوسف الغزي في شرح حديث من صلى أربعين صلاة في المسجد النبوي) .
ابن حزم خلال ألف عام / جمع وتحقيق أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري. ـ ط1. ـ بيروت: دار الغرب الإسلامي، 1402 هـ / 1982 م. ـ 4مج في 2.
الحس المفرط والسؤال غير الإرادي. ـ المجلة العربية. ـ س17، ع194 (ربيع الأول 1414 هـ / أغسطس ـ سبتمبر 1993 م) . ـ ص88 ـ 89.
حسن آل الشيخ.. وتأنيب ذاكرة. ـ المجلة العربية. ـ س21، ع246 (رجب 1418 هـ / نوفمبر 1997 م) . ـ ص69.
الحق الطبيعي وقوانينه. ـ ط1. ـ الرياض: دار ابن حزم، 1416 هـ / 1996 م. ـ 176ص. ـ (النظرية السياسية؛ 1) .
حكم التعوذ من الشيطان الرجيم. ـ الفيصل. ـ س19، ع226 (ربيع الآخر 1416 هـ / أيلول 1995 م) . ـ ص48. ـ 50.
حمد الجاسر وشرياني التاجي. ـ المجلة العربية. ـ س19، ع214 (ذو الحجة 1415 هـ / مايو 1995 م) . ـ ص92 ـ 93.
حوار ونقاش مع الدكتور مصطفى محمود. ـ الحرس الوطني. ـ س5، ع27 (جمادى الأولى 1405 هـ / فبراير 1985 م) . ـ ص72 ـ 79.
س5، ع28 (جمادى الآخرة 1405 هـ / مارس 1985 م) . ـ ص44 ـ 49.
حي ميري. ـ ط1 ـ الرياض: دار ابن حزم، 1406 هـ / 1995 م ـ 126ص.
خرافة التجريد في الفن العربي. ـ الجيل. ـ س2، ع20 (ذو الحجة 1410 هـ / أغسطس ـ سبتمبر 1984 م) . ـ ص35.
خشوع الصحابة رضوان الله عليهم وأحوال مبتدعة ـ[د. م.: د. ن.، ـ 141 هـ / ـ 199 م]ـ 59ص. ـ (الرياض: مطابع الشريف) .
الخطبة اليعربية. ـ المجلة العربية. ـ س21، ع241 (صفر 1418 هـ/ يونيو ـ يوليو 1997 م) . ـ ص67.
خلاصة في أصول الإسلام وتاريخه: رسالتان جديدتان / لابن حزم الأندلسي؛ تحقيق أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري، عبد الحليم عويس. ـ القاهرة: دار الاعتصام، 1397 هـ / 1977 م. ـ (من نوادر التراث؛ 4) .
الخلط بين معاني المادة والصيغة. ـ الفيصل. ـ س19، ع219 (رمضان 1415 هـ / فبراير 1995 م) . ـ ص48 ـ 50.
الخيال الأدبي. ـ الفيصل. ـ س20، ع240 (جمادى الآخرة 1417 هـ / أكتوبر ـ نوفمبر 1996 م) . ـ ص44 ـ 45.
دلالة ((أو)) .ـ الفيصل. ـ س20، ع237 (ربيع الأول 1417 هـ / يوليو ـ أغسطس 1996 م) . ـ ص48 ـ 50.
دلالة الشعر العامي. ـ العرب. ـ س17، ع11 و12 (الجماديان 1403 هـ / شباط ـ آذار 1983 م) . ـ ص818 ـ 833.
ديكارت بين الشك واليقين. ـ[د. م.: د. ن.] ، 1391 هـ / 1971 م. ـ (الرياض: مطابع الشرق الأوسط) .
ديوان التميمي: شعر شعبي / عبد الله بن علي بن عبد الله بن صقيه؛ شرح عبد الكريم الجهيمان، أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري، محمد المسيطير. ـ ط1. ـ الرياض: ع. ع. ابن صقيه، 1388 ـ 1414 هـ / 1968 ـ 1994 م.
(الجزء الثاني) . ـ ط2. ـ بشرح أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري، تقديم عبد الله ابن خميس، 1398 هـ ـ 323ص.
(الجزء الثالث) . ـ ط2. ـ شرح محمد المسيطير، تقديم حمد الجاسر. ـ الرياض: الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، 1397 هـ. ـ 135ص.
(الجزء الرابع) . ـ شرحه عبد الله بن صالح العثيمين، وقدم له أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري. ـ الرياض: الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، 1400 هـ. ـ 84ص.
ديوان الشعر العامي بلهجة أهل نجد. ـ ط1. ـ الرياض: دار العلوم، 1402 ـ 1406 هـ / 82 ـ 1986 م. ـ 5مج. ـ (في أعلى صفحة العنوان: تاريخ نجد في عصور العامية) .
الذخيرة من المصنفات الصغيرة، حققها أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري. ـ ط1. ـ الرياض: ع. ع. الظاهري، 1404 هـ / 1984 م ـ 332ص. ـ (مطابع الفرزدق) .
ذهب الذين يعاش في أكنافهم. ـ المجلة العربية. ـ س17، ع196 (جمادى الأولى 1414 هـ / أكتوبر ـ نوفمبر 1993 م) . ـ ص ,109.
الذهب المسبوك في وعظ الملوك / تأليف أبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي؛ حققه أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري، عبد الحليم عويس. ـ ط1. ـ الرياض: دار عالم الكتب، 1402 هـ / 1982 م ـ 235ص.
الذوق العلمي وتحسين الحديث. ـ الفيصل. ـ س19، ع228 (جمادى الآخرة 1416 هـ / أكتوبر ـ نوفمبر 1995 م) . ـ ص48 ـ 50.
الذوق والهوس الفني. ـ المجلة العربية. ـ س21، ع237 (شوال 1417 هـ / فبراير ـ مارس 1997 م) . ـ ص66 ـ 67.
رثاء الفن في الماركسية. ـ الحرس الوطني. ـ س7، ع41 (رجب 1406 هـ / مارس 1986 م) . ـ ص122 ـ 124.
الرد على ابن حزم في تأويل قول الله تعالى: وأما من أوتي كتابه وراء ظهره: لأبي طالب عقيل بن عطية القضاعي؛ [تحقيق] أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري. ـ عالم الكتب. ـ مج12، ع2 (شوال 1411 هـ / مايو 1991 م) . ـ ص206 ـ 231.
رسالة الألوان / تأليف علي بن أحمد بن حزم الأندلسي؛ تحقيق أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري، يحيى محمود ساعاتي، محجوب عبيد طه. ـ ط1. ـ الرياض: نادي الرياض الأدبي، 1399 هـ / 1979 م. ـ 70ص. ـ (كتاب الشهر؛ 8) .
رسالتان: طبقات المجتهدين / لابن كمال باشا، علم البحث والمناظرة / لطاش كبري زاده؛ تحقيق أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري ـ[د. م.: د. ن.] ، 1397 هـ / 1977 م. ـ 43ص. ـ (القاهرة: مطبعة الجبلاوي) .
الرقابة بين الحرية والالتزام. ـ الحرس الوطني. ـ س5، ع21 (ذو القعدة 1404 هـ / أغسطس 1984 م) . ـ ص82 ـ 83.
الرمي في الهواء. ـ المجلة العربية. ـ س21، ع239 (ذو الحجة 1417 هـ / أبريل 1997 م) . ـ ص66 ـ 68.
روح النظام وفقه الوقائع. ـ الفيصل. ـ س18، ع209 (ذو القعدة 1414 هـ / نيسان ـ أيار 1994 م) . ـ ص32 ـ 34.
ساحة الملوك. ـ[د. م.: د. ن.] ، 1394 هـ / 1975 م. ـ (القاهرة: مطبعة التقدم) .
السينما وعي! .ـ الجيل. ـ س2، ع21 (المحرم 1405 هـ / سبتمبر ـ أكتوبر 1984 م) .ـ ص33.
السينما والمطلب الجمالي! .ـ الجيل. ـ س2، ع19 (ذو القعدة 1404 هـ / يونيو ـ أغسطس 1984 م) . ـ ص37.
السياق القرآني من عاد قوم هود. ـ الفيصل. ـ س21، ع247 (المحرم 1418 هـ / مايو ـ يونيو 1997 م) .ـ ص48 ـ 50.
شخصية الثقافة العربية.. ومعنى حرية الفكر: لقاء مع الدكتور زكي نجيب محمود. ـ الحرس الوطني. ـ س7، ع44 (شوال 1406 هـ / يونيو 1986 م) . ـ ص16 ـ 25.
س7، ع45 (ذو القعدة 1406 هـ / يوليو 1986 م) ـ ص16 ـ 23.
س7، ع46 _ (ذو الحجة 1406 هـ / أغسطس 1986 م) . ـ ص24 ـ 25.
الشرع والوضع. ـ الفيصل. ـ س18، ع208 (شوال 1414 هـ / آذار ـ نيسان 1994 م) . ـ ص32 ـ 34.
الشروح والتعليقات على كتب الأحكام الصغرى، والوسطى، والكبرى. ـ ط1. ـ الرياض: ع. ع. الظاهري، 1403 هـ / 1983 م. ـ مجلدان. ـ (مطابع الفرزدق) .
الشريف شكر بين التاريخ والأسطورة. ـ مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية. ـ مج2، ع2 (رجب ـ ذو الحجة 1417 هـ / نوفمبر 1996 م ـ أبريل 1997 م) . ـ ص139 ـ 155.
شعب بوان ـ[د. م.: د. ن.] ، 1394 هـ / 1974 م. ـ (القاهرة: مطبعة التقدم) .
الشعر في البلاد السعودية في الغابر والحاضر. ـ ط1. ـ الرياض: دار الأصالة 1403 هـ / 1983 م. ـ 200ص.
ط2. ـ الرياض: دار الأصالة، 1405 هـ / 1985 م. ـ 192ص.
شليويح العطاوي العتيبي، أبو ضيف الله / رواية وتحقيق أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري. ـ[د. م.: د. ن.] ، 1394 هـ / 1974 م. ـ 53ص ـ (نجد في العصور العامية؛ 1) ـ (القاهرة: مطبعة التقدم) .
شيء من التباريح: سيرة ذاتية.. وهموم ثقافية. ـ ط1. ـ الرياض: دار ابن حزم، 1415 هـ / 1995 م. ـ 128ص.
شيء من العبث الصوفي. ـ ط1. ـ جدة: دار المجتمع، 1412 هـ / 1992م. ـ 39ص.
ط2، منقحة ومضافة. ـ الرياض: دار ابن حزم، 1416 هـ / 1995 م.ـ 99ص.
الشيخ الرئيس، أبو علي ابن سينا (370 ـ 428 هـ / 980 ـ 1037م) : مصنفاته، وما كتب عنه باللغة العربية / أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري، أمين سليمان سيدو. ـ عالم الكتب. ـ مج18، ع3 (ذو القعدة ـ ذو الحجة 1417 هـ / مايو ـ يونيو 1997 م) . ـ ص239 ـ 256.
صورة من البيئة. ـ المجلة العربية. ـ س18، ع200 (رمضان 1414هـ / فبراير ـ مارس 1994 م) . ـ ص100 ـ 101.
صورة من البيئة النجدية. ـ العرب. ـ س18، ع3 و 4 (رمضان ـ شوال 1403 هـ / تموز ـ آب 1983 م) . ـ ص227 ـ 237.
الطراز المنقوش في محاسن الحبوش. ـ الحرس الوطني. ـ س6، ع37 (ربيع الأول 1406 هـ / نوفمبر ـ ديسمبر 1985 م) ص72 ـ 75.
طوق الحمامة / لأبي محمد بن حزم؛ [دراسة] أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري. ـ العرب. ـ س3، ع3 (رمضان 1388 هـ / كانون الأول 1968 م) . ـ ص227 ـ 241.
س3، ع8 (ربيع الأول 1389 هـ / أيار 1969 م) . ـ ص713 ـ 733.
الطيب صالح ووردة الرومي!!. ـ المجلة العربية. ـ س19، ع219 (ربيع الآخر 1416 هـ / سبتمبر 1995 م) . ـ ص66 ـ 67.
طيوب عدوية. ـ المجلة العربية. ـ س20، ع221 (جمادى الآخرة 1416 هـ / نوفمبر 1995 م) . ـ ص66 ـ 67.
العارضة النفلاوية: مسائل القياس في التفرعات الشرعية. ـ المنهل. ـ مج28، ع10 (شوال 1387 هـ / يناير 1968 م) . ـ ص 1122 ـ 1126.
العجمان وزعيمهم راكان بن حثلين. ـ ط1. ـ الرياض: دار اليمامة 1403 هـ / 1983 م ـ 344ص. ـ (دراسات ونصوص عن البيوتات العربية الحديثة؛ 2) .
ط2. ـ الكويت: ذات السلاسل، 1416 هـ / 1995 م. ـ 263ص.
العقل الأدبي. ـ ط1. ـ بريدة: نادي القصيم الأدبي، 1414 هـ / 1993 م. ـ مجلدان (629ص) .
العقل اللغوي. ـ ط1. ـ مكة المكرمة: نادي مكة الثقافي الأدبي، 1414 هـ / 1994 م. ـ 327ص.
العقل والحقيقة. ـ الفيصل. ـ س18، ع215 (جمادى الأولى 1415 هـ / أكتوبر ـ نوفمبر 1994 م) . ـ ص48 ـ 50.
علامات في النقد الأدبي من النادي الأدبي الثقافي بجدة. ـ التوباد. ـ ع14 (المحرم 1413 هـ / يوليو 1992 م) . ـ ص4 ـ 7.
علم البحث والمناظرة. ـ ط2 / لطاش كبري زاده؛ تحقيق أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري. ـ في رسالتان ـ[د. م.: د. ن.] ، 1397 هـ / 1977 م. ـ 43ص. ـ (القاهرة: مطبعة الجبلاوي) .
عندما ينهزم الحب مرة!. ـ الجيل. ـ س2، ع17 (رمضان 1404 هـ / مايو ـ يونيو 1984 م) . ـ ص98.
الغربة الخبال. ـ الفيصل. ـ س18، ع207 (رمضان 1414 هـ / شباط ـ آذار 1994 م) . ـ ص32 ـ 33.
الغرض من ابن فارس إلى ريتشاردز. ـ الفيصل. ـ س21، ع250 (ربيع الآخر 1418 هـ / أغسطس ـ سبتمبر 1997 م) . ـ ص48 ـ 49.
الفارابي وميتافيزيقا العقيدة. ـ الفيصل. ـ ع216 (جمادى الآخرة 1415 هـ / نوفمبر ـ ديسمبر 1994 م) . ـ ص48 ـ 50.
فتيا في ذم الشبابة والرقص والسماع / لموفق الدين محمد عبد الله أحمد قدامة؛ بتحقيق أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري؛ تقديم ومراجعة سهير محمد مختار ـ[د. م.: د. ن.] ، 1397 هـ / 1977 م. ـ 78ص. ـ (القاهرة: مطبعة الجبلاوي) .
الفقه البشري والثقافة البشرية. ـ الفيصل. ـ س19، ع223 (المحرم 1416 هـ / يونيو 1995 م) . ـ ص48 ـ 50.
الفكر شاهد عدل. ـ الفيصل. ـ س18، ع214 (ربيع الآخر 1415 هـ / سبتمبر ـ أكتوبر 1994 م) . ـ ص40 ـ 42.
فكرة التحسين والتقبيح ونظرية الحق الطبيعي. ـ الفيصل. ـ س20، ع231 (رمضان 1416 هـ / يناير ـ فبراير 1996 م) . ـ ص55 ـ 57.
الفناء الباقي في رباعيات الخيام وغرامه، أو، فلسفة الكوز / تأليف: أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري، وشارك في التأليف عبد الله الماجد. ـ ط3، منقحة ومختصرة. ـ الرياض: الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، 1398 هـ / 1978 م. ـ 71ص.
فن الحداء في الشعر العامي مع نماذج من كراسات الأمير السديري. ـ عالم الكتب. ـ مج3، ع4 (ربيع الآخر 1403 هـ / فبراير 1983 م) . ـ ص634 ـ 639.
الفنون الصغرى. ـ ط1. ـ الطائف: نادي الطائف الأدبي، 1405 هـ / 1985 م. ـ 5مج.
فوضوية.. أم ماذا؟. ـ الفيصل. ـ س20، ع248 (جمادى الآخرة 1417 هـ / أكتوبر ـ نوفمبر 1996 م) . ـ ص44 ـ 45.
في تاريخنا الحديث: حول معركة الصريف وحصار الرياض الأول سنة 1318 هـ. ـ العرب. ـ س26، ع1 و 2 (رجب ـ شعبان 1411 هـ / كانون الثاني ـ شباط 1991 م) . ـ ص23 ـ 52.
قانون التوحش وصراحة النسب. ـ الفيصل. ـ س17، ع200 (صفر 1414 هـ / تموز ـ آب 1993 م) . ـ ص28 ـ 29.
قانون الهوية. ـ الفيصل. ـ س17، ع199 (المحرم 1414 هـ / تموز 1993 م) . ـ ص32 ـ 33.
قصر الصلاة في السفر حال الأمن هل كان استئنافاً، أو نسخاً؟. ـ الفيصل ـ.س18، ع211 (المحرم 1415 هـ / يوليو 1994 م) . ـ ص32 ـ 34.
القصيدة الحديثة وأعباء التجاوز: دراسة تطبيقية لأصول الالتزام والشرط الجمالي. ـ ط1. ـ الرياض: ع. ع. الظاهري، 1407 هـ / 1978 م. ـ 286ص. ـ (مطابع الفرزدق التجارية) .
قضاء الصلاة.. المتروكة عمداً. ـ[د. م.: د. ن.] ، 1394 هـ / 1974 م. ـ 69ص. ـ (المكتبة الظاهرية: ابن حزم من الناحية العلمية؛ 1) .
القنص والقناص. ـ المنهل. ـ مج28، ع5 (جمادى الأولى 1387 هـ / أغسطس 1967 م) . ـ ص499 ـ 502.
مج28، ع6 (جمادى الآخرة 1387 هـ / سبتمبر 1967 م) . ـ ص618 ـ 622.
مج28، ع7 (رجب 1387 هـ / أكتوبر 1967 م) . ـ ص747 ـ 751.
مج28، ع9 (رمضان 1387 هـ / ديسمبر 1967 م) . ـ ص1010 ـ 1013.
قيء المغتاب. ـ ط1. ـ[د. م.] : ع. ع. الظاهري، 1413 هـ / 1993 م. ـ 63ص. ـ (الرياض: مطبعة سفير) .
كافكا في دائرة الرمز الصهيوني. ـ التوباد. ـ مج1، ع1 (المحرم 1408 هـ / سبتمبر 1987 م) . ـ ص22 ـ 31.
الكتاب في لغة العرب / أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري، أمين سليمان سيدو. ـ عالم الكتب. ـ مج12، ع1 (رجب 1410 هـ / نوفمبر 1989 م) . ـ ص71 ـ 93.
كتب الفهارس والبرامج: واقعها وأهميتها. ـ ط1. ـ الرياض: دار ابن حزم، 1416 هـ / 1995 م. ـ 121ص.
كيف نحصي أسماء الله الموعود بإحصائها الجنة؟. ـ الفيصل. ـ س20، ع232 (شوال 1416 هـ / فبراير ـ مارس 1996 م) . ـ ص48 ـ 50.
كيف يموت العشاق. ـ ط1. ـ الرياض: دار ابن حزم، 1418 هـ / 1997 م. ـ 550ص.
لا انكفاء على الذات. ـ الفيصل. ـ س21، ع243 (رمضان 1417 هـ / يناير ـ فبراير 1997 م) . ـ ص48 ـ 49.
لابد من التدين وإن طال السفر. ـ المجلة العربية. ـ س21، ع238 (ذو القعدة 1417 هـ / مارس ـ أبريل 1997 م) . ـ ص66.
لا صلاة للفذ خلف الصف. ـ ط1. ـ الرياض: دار ابن حزم، 1415 هـ / 1994 م. ـ 93ص.
لغة العرب ورئيس كتبتها أنستاس الكرملي: دراسة تاريخية وكشاف موضوعي / أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري، أمين سليمان سيدو. ـ ط1.ـ الرياض: مكتبة الملك عبد العزيز العامة، 1414 هـ / 1993 م. ـ 389ص. ـ (سلسلة الأعمال المحكمة؛ 3) .
اللغة العربية بين القاعدة والمثال. ـ بريدة: نادي القصيم الأدبي، 1401 هـ / 1981 م. ـ 172ص. ـ (الفنون الصغرى؛ 3) .
لن تلحد. ـ ط1. ـ جدة: تهامة، 1403 هـ / 1983 م. ـ 343ص. ـ (الكتاب العربي السعودي؛ 92) .
ليلة في جاردن سيتي ـ[د. م.: د. ن.] ، 1394 هـ / 1974 م. ـ 31ص. ـ (القاهرة: مطبعة التقدم) .
ليلة في جاردن سيتي وسويعات بعدها أو قبلها: حوار مع عبد الله القصيمي. ـ ط1. ـ الرياض: دار ابن حزم، 1415 هـ / 1995 م. ـ 98ص.
مادة المعنى والأيديولوجيا من اللغة إلى الأدب. ـ الفيصل. ـ س21، ع241 (رجب 1417 هـ / نوفمبر ـ ديسمبر 1996 م) . ـ ص48 ـ 49.
مادة الفكر من اللغة إلى الفلسفة والأدب. ـ الفيصل. ـ س20، ع238 (ربيع الآخر 1417 هـ / أغسطس ـ سبتمبر 1996 م) . ـ ص48 ـ 49.
مبادئ في نظرية الشعر والجمال (السفر الأول) . ـ حائل: النادي الأدبي، 1418 هـ. ـ 574ص.
متعتها إنها ساذجة. ـ المجلة العربية. ـ س18، ع198 (رجب 1414 هـ / ديسمبر 1993 م ـ يناير 1994 م) . ـ ص92 ـ 93.
محمد بن سعود ووجداننا الوطني. ـ المجلة العربية.ـ س20، ع223 (شعبان 1416 هـ / يناير 1996 م) . ـ ص66 ـ 67.
مختصر كتاب الرشاطي في الأنساب للإمام عبد الحق الأشبيلي. ـ العرب. ـ س17، ع11 و12 (الجماديان 1403 هـ / شباط ـ آذار 1983 م) . ـ ص934 ـ 938.
المخطوطات المحققة والمنشورة في الدوريات العربية: ببليوجرافيا. ـ التوباد. ـ مج1، ع1 (المحرم 1408 هـ / سبتمبر 1987 م) . ـ ص170 ـ 183.
المخلوق لنا أمانة لا إبادة. ـ الفيصل. ـ س18، ع217 (رجب 1415 هـ / ديسمبر 1994 م ـ يناير 1995 م) . ـ ص48 ـ 50.
مداواة النفوس. ـ المنهل. ـ مج28، ع11 (ذو القعدة 1387 هـ / فبراير 1968 م) . ـ ص1252 ـ 1263.
مراتب الجزاء يوم القيامة على ما جاءت به نصوص القرآن ... / لأبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي الظاهري؛ بتحقيق أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري. ـ[د. م.: د. ن.، ـ 140 هـ / ـ 198 م] . ـ 48ص. ـ (ومعه تعريف بكتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال / لأبي طالب عقيل بن عطية القضاعي) .
المرأة.. وذئاب تخنق ولا تأكل. ـ ط1. ـ الرياض: دار الصحوة، 1411 هـ / 1991 م. ـ 47ص.
ط3، مزيدة ومنقحة. ـ الرياض: دار ابن حزم، 1417 هـ / 1997 م ـ 61ص. ـ (سبق نشره بعنوان: شعب بوان) .
مسائل من تاريخ الجزيرة العربية. ـ ط1. ـ الرياض: مؤسسة دار الأصالة، 1413 هـ / 1993 م. ـ 295ص.
ط2. ـ الرياض: مؤسسة دار الأصالة. ـ توزيع: دار الكتاب السعودي، 1413 هـ / 1993 م. ـ 295ص.
ط3. ـ الرياض: مؤسسة دار الأصالة. ـ توزيع: دار الكتاب السعودي، 1413 هـ / 1993 م. ـ 295ص.
ط4. ـ الرياض: مؤسسة دار الأصالة، 1415 هـ / 1994 م. ـ295ص.
مسائل الهلال. ـ الرياض: دار الوطن، 1399 هـ / 1979 م. ـ 87ص.
مسند بلال بن رباح رضي الله عنه / لأبي علي الزعفراني؛ تحقيق أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري. ـ مجلة البحوث الإسلامية. ـ ع14 (ذو القعدة ـ صفر 1405 ـ 1406 هـ) . ـ ص227 ـ 243.
ط1. ـ الرياض: دار ابن حزم، 1416 هـ / 1996 م. ـ 39ص. ـ (سلسلة الأجزاء المحققة؛ 1) .
مشكل الصحة والقبول. ـ الفيصل ـ س18، ع210 (ذو الحجة 1414 هـ / أيار ـ حزيران 1994 م) . ـ ص30 ـ 33.
معادلات في خرائط الأطلس: ديوان شعر. ـ ط1. ـ الرياض: دار ابن حزم، 1417 هـ / 1997 م. ـ 178ص.
معركة العامية. ـ ط1. ـ الرياض: دار الوطن، 1414 هـ / 1993 م. ـ 97ص ـ (كتاب الوطن؛ 1) .
مع نصوص العزاوي عن الحرب والسلم. ـ الدارة. ـ س9، ع2 (المحرم 1404 هـ / أكتوبر 1983 م) . ـ ص41 ـ 63.
معنى أن الأرجل منصوبة في آية الوضوء. ـ الفيصل. ـ س20، ع235 (المحرم 1417 هـ / مايو ـ يونيو 1996 م) . ـ ص48 ـ 50.
س20، ع236 (صفر 1417 هـ / يونيو ـ يوليو 1996 م) . ـ ص63 ـ 65.
المعنى: من اللغة إلى الاصطلاح الأدبي. ـ المنهل. ـ س21، ع2 (شعبان 1417 هـ / ديسمبر 1996 ـ يناير 1997 م) . ـ ص48 ـ 49.
الفيصل. ـ س21، ع242 (شعبان 1417 هـ / ديسمبر 1996 ـ يناير 1997 م) . ـ ص48 49.
مقومات الشعر الحر وخصائصه. ـ جدة: جامعة الملك عبد العزيز، 1394 هـ / 1974 م. ـ 52 ورقة. ـ (محاضرة لمؤتمر الأدب السعودي الذي أقامته جامعة الملك عبد العزيز سنة 1394 هـ) .
ملاعبة الصيد. ـ ط1. ـ المدينة المنورة: نادي المدينة المنورة الأدبي، 1413 هـ / 1993 م. ـ 298ص.
ملاعب الوثنية. ـ ط1. ـ الرياض: دار الصحوة، 1411 هـ / 1991 م. ـ 32ص.
من أخبار الشرارات. ـ العرب. ـ س18، ع1 و 2 (رجب ـ شعبان 1403 هـ / أبريل ـ مايو 1983 م) . ـ ص62 ـ 69.
من أشعار الدواسر / جمعه وألفه محبوب بن سعد بن مدوس الفصام الدوسري؛ حققه وعلق عليه أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري. ـ ط1. ـ[د. م.: د. ن.] ، 1410 هـ / 1980 م. ـ 347ص. ـ (الرياض: مطابع الشريف) .
من تجاربي في طرد النسيان والهموم..!. ـ المجلة العربية. ـ س17، ع193 (صفر 1414 هـ / يوليو ـ أغسطس 1993 م) . ـ ص100 ـ 101.
من ذكريات ((المثاقفة)) .ـ المجلة العربية. ـ س21، ع240 (المحرم 1418 هـ/ مايو ـ يونيو 1997 م) . ـ ص67.
من عشق فعف. ـ الفيصل. ـ س18، ع212 (صفر 1415 هـ / يوليو ـ أغسطس 1994 م) . ـ ص32 ـ 34.
س21، ع245 (ذو القعدة 1417 هـ / مارس ـ أبريل 1997 م) . ـ ص44 ـ 45.
من فرسان البادية وشعرائها: شليويح بن ماعز العطاوي الروقي. ـ العرب ـ. س16، ع11 و 12 (الجماديان 1402 هـ / آذار ـ نيسان 1982 م) . ـ ص901 ـ 913.
من هموم القرية: أربع قصص من البيئة النجدية. ـ ط1. ـ الرياض: دار ابن حزم، 1415 هـ / 1995 م. ـ 43ص.
مؤلفات الإمام ابن حزم المفقودة كلها. ـ الفيصل. ـ س3، ع26 (يوليو 1979 م) . ـ ص59 ـ 62.
نجد في عصور العامية. ـ العرب. ـ س9، ع1 و2 (رجب ـ شعبان 1394 هـ / آب ـ أيلول 1974 م) . ـ ص103 ـ 113.
س9، ع3 و4 (رمضان ـ شوال 1394 هـ / أكتوبر ـ نوفمبر 1974 م) . ـ ص201 ـ 208.
نحو السيرافي من وراء وراء. ـ الفيصل. ـ س17، ع203 (جمادى الأولى 1414 هـ / تشرين الأول ـ تشرين الثاني 1993 م) . ـ ص32 ـ 33.
نسخة أبي مسهر من حديث الإمام عبد الأعلى ابن مسهر الغساني؛ تحقيق أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري. ـ عالم الكتب. ـ مج6، ع3 (المحرم 1406 هـ / يناير 1985 م) . ـ ص351 ـ 365.
أبو نصر الفارابي: دراسة لجوانب من علمه وببليوجرافيا بآثاره وما كتبه عنه المعاصرون / تأليف: أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري، أمين سليمان سيدو. ـ ط1. ـ الرياض: دار ابن حزم، 1416 هـ / 1995 م ـ 155ص. ـ (سلسلة الدراسات الببليوجرافية؛ 1) .
نظرات لاهثة!!. ـ[د. م.: د. ن.] ، 1391 هـ / 1971 م. ـ 47ص.
نظرات لاهية.. غير عازمة. ـ[د. م.: د. ن.] ، 1392 هـ / 1972 م ـ89ص. ـ (الرياض: مطابع الشرق الأوسط) .
النظرية الجمالية. ـ الجيل. ـ ع33 (المحرم 1406 هـ / سبتمبر ـ أكتوبر 1985 م) . ـ ص33.
ع34 (صفر 1406 هـ / أكتوبر نوفمبر 1985 م) . ـ ص34.
ع35 (ربيع الأول 1406 هـ / نوفمبر ـ ديسمبر 1985 م) . ـ ص33.
ع36 (ربيع الآخر 1406 هـ / ديسمبر 1985 ـ يناير 1986 م) . ـ ص37.
ع37 (جمادى الأولى 1406 هـ / يناير ـ فبراير 1986 م) . ـ ص33.
ع38 (جمادى الآخرة 1406 هـ / فبراير ـ مارس 1986 م) . ـ ص37.
ع39 (رجب 1406 هـ / مارس ـ أبريل 1986 م) . ـ ص39.
النظرية السياسية وأبعاد الضغوط الخفية. ـ الأمة. ـ س5، ع59 (ذو القعدة 1405 هـ / حزيران ـ يونيو 1985 م) . ـ ص67 ـ 69.
النغم الذي أحببته. ـ الرياض: دار الوطن، 1399 هـ / 1979 م. ـ 110ص.
نقد حديثين وردا في الصحيحين / إملاء أبي محمد علي بن أحمد بن حزم الظاهري؛ رواية تلميذه أبي عبد الله الحميدي؛ تحقيق أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري. ـ عالم الكتب. ـ مج21، ع4 (ربيع الآخر 1401 هـ / فبراير 1981 م) . ـ ص592 ـ 595.
النمير العذب من بعض أخبار حرب: أكاذيب الهمداني / كتبه أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري؛ تعليق حمد الجاسر. ـ العرب. ـ س3، ع1 و2 (رجب ـ شعبان 1415 هـ / يناير ـ فبراير 1995 م) . ـ ص67 ـ 80.
نوادر الإمام ابن حزم. ـ ط1. ـ بيروت: دار الغرب الإسلامي، [1403 ـ 1404 هـ / 1983 ـ 1984 م] . ـ مجلدان: مج2 طبع في مطابع الفرزدق بالرياض.
هذه ظاهريتي. ـ المجلة العربية. ـ س21، ع245 (جمادى الآخرة 1418 هـ / أكتوبر 1997 م) . ـ ص66 ـ 67.
هكذا علمني وردزورث. ـ ط1. ـ جدة: تهامة، 1404 هـ / 1983 م. ـ 343ص. ـ (الكتاب العربي السعودي؛ 99) .
هل الشورى من أجل الحرية. ـ[الرياض: د. ن.] ، 1412 هـ / 1992 م. ـ 51 ورقة.
هل الممدوح مشكور؟. ـ الفيصل. ـ س17، ع202 (ربيع الآخر 1414 هـ / سبتمبر ـ أكتوبر 1993 م) . ـ ص32 ـ 33.
هل وعد الله المتقي بأن يعلمه. ـ الفيصل. ـ س19، ع229 (رجب 1416 هـ / نوفمبر ـ ديسمبر 1995 م) . ـ ص48 ـ 50.
هموم سياسية. ـ ط1. ـ الرياض: دار ابن حزم، 1418 هـ. ـ 203ص. ـ (النظرية السياسية؛ 2) .
هموم عربية في البيئة والثقافة والحضارة. ـ ط1. ـ المدينة المنورة: نادي المدينة المنورة الأدبي 1402 هـ / 1982. ـ 224ص. ـ (الفنون الصغرى؛ 4) .
هموم الفكر اللغوي. ـ المجلة العربية. ـ س21، ع242 (ربيع الأول 1418 هـ / يوليو ـ أغسطس 1997 م) . ـ ص67.
هموم محو الذاكرة. ـ المجلة العربية. ـ س17، ع192 (المحرم 1414 هـ / يونيو ـ يوليو 1993 م) . ـ ص82 ـ 83.
هناك بكيت أولاً وضحكت أخيراً وتذكرت ابن تيمية..!. ـ المجلة العربية. ـ س18، ع197 (جمادى الآخرة 1414 هـ / نوفمبر ـ ديسمبر 1993 م) . ـ ص14 ـ 15.
الواقع المغيب عن تكييف الحس البشري. ـ الفيصل. ـ س19، ع225 (ربيع الأول 1416 هـ / أغسطس 1995 م) . ـ ص48 ـ 50.
وساوس صورة ((إفرنجية)) !. ـ المجلة العربية. ـ س18، ع199 (شعبان 1414 هـ / يناير فبراير 1994 م) . ـ ص81.
الوشوم الأدبية: عودة إلى الشقراء. ـ المجلة العربية. ـ س19 ع218 (ربيع الأول 1416 هـ / أغسطس 1995 م) . ـ ص66 ـ 68.
الوصية الوصية!!. ـ المجلة العربية. ـ س19، ع216 (المحرم 1416 هـ / يونيو 1995 م) . ـ ص74 ـ 75.
وللظاهرية في الأدب همومها. ـ المجلة العربية. ـ س21، ع244 (جمادى الأول 1418 هـ / أكتوبر 1997 م) . ـ ص67.
يا ساهر البرق لأبي العلاء المعري؛ تحليل وتفسير أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري. ـ ط1. ـ جازان: نادي جازان الأدبي، 1416 هـ / 1995 م. ـ 127ص. ـ (سلسلة النقد التفسيري، رائية أبي العلاء المعري وقراءة معاصرة؛ 1) .
اليانع الجني من أسانيد الشيخ عبد الغني. ـ عالم الكتب. ـ مج2، ع3 (المحرم 1402 هـ / نوفمبر 1981 م) . ـ ص470 ـ 472.
---------------------------------------
نشرت هذه المعلومات بقلم الدكتور أمين سليمان سيدو في مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية، المجلد الثالث، العدد الثاني ذو الحجة 1418هـ.
بواسطة العضو ابو مسلم الجزائري(1/304)
محمد بن عمرو عبد اللطيف
وهاكم ترجمة أرويها بما رأيته بنفسي وعن تلاميذ الشيخ القدماء
والمحدثين ... هو الشيخ المحدث الأجل الكريم الحيي العلامة النابغة الجهبذ المتواضع بقية السلف الزاهد ... محمد بن عمرو عبد اللطيف ...
ابتدأ طلب العلم في مقتبل شبابه، فكان يحفظ صحيح الجامع، أثناء سماع المحاضرات في كلية التجارة في حلوان كما حدثني
الشيخ فريد هنداوي من رفقاء الشيخ في الطلب حفظه الله ... كان معروفا بشغفه بالحديث يوم كانت مصر يعد طلبة العلم فيها من السلفيين على الأصابع ...
وقد كان من المحدثين الذين لهم دور في نشر علم الحديث بعد الشيخ أحمد شاكر الشيخ المطيعي رحمه الله، وهو الشيخ
نجيب، غير الشيخ بخيت، الذي كان أسبق وكان حنفيا مفتيا
للديار المصرية ...
وشيخ شيخنا هو محمد نجيب المطيعي، الذي كان يدرس من صحيح البخاري في الزاوية الحمراء، حي من أحياء القاهرة ...
وقد حضر عليه الشيخ أبو إسحاق والشيخ محمد عمرو وكثير من طلبة العلم في ذلك الزمان، من السبعينات من القرن
المنصرم ...
واختص الشيخ محمد عمرو بالشيخ المطيعي حتى أجازه بصحيح البخاري وبتكملة المجموع للنووي ... ولي إجازة عن
شيخنا أبي ألأشبال عنه (بنزول للأسف) ...
عكف الشيخ عمرو على دراسة كتب الشيخ الألباني وكان به مغرما، محبا معظما، وهكذا كل طلبة علم الحديث في هذا
العصر، ما من أحد إلا وهو عالة على الشيخ الألباني في فهم العلم وحبه والتعمق فيه.. ولا أعد مغاليا إن قلت إنه لولا مؤلفات الشيخ الألباني وما قدره الله تعالى لعمله من الانتشار ما كان
لعلم الحديث أن تقوم له قائمة في هذا العصر الحديث ...
فجزى الله الشيخ الألباني خير الجزاء ...
درس الشيخ كثيرا من الكتب، سواء في المصطلح، مثل نزهة النظر، وعلل الترمذي وغيرها ...
وكان في دروسه يحقق ويشرح ويتوسع حتى تخرج عليه يديه الكثير من طلبة العلم ...
وقد أخبرني الثقة أنه رأى الشيخ الفقيه محمد عبد المقصود يحضر على الشيخ محمد عمرو ويجلس بين يديه مستمليا
مثل غيره من التلاميذ، فلله دره من متواضع ...
ابتلي الشيخ بالفقر والعوز والتضييق من الأجهزة الأمنية، وكثيرا ما كانت دروسه تمنع، فكنا نتندر على هؤلاء الطغاة كيف يمنعون درس الشيخ محمد عمرو وليس فيه إلا حدثنا وأخبرنا، فهذا
إن دل على شيء فإنما يدل على عدواة أولئك الخلق لدين
الإسلام نفسه..
حدثني الثقة أن مجلسا جمع بين الشيخ عمرو الشيخ أبي إسحاق وكثير من المشايخ وطلبة العلم، فقال الشيخ عمرو: أنا مزنوق، فقال له الشيخ أبو إسحاق، من أين أتيت بها، فبادر الشيخ
وأمسك بمسند أحمد وأخرج له حديثا فيه هذه اللفظة ...
فقال له الشيخ أبو إسحاق: لا شك أنك أعلمنا ...
وهكذا ... ما علمت أحدا من أهل الحديث في مصر إلا وهو يقدم الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف، وخاصة في الحفظ والاستحضار.
وقد حدثني الشيخ فريد هنداوي وهو كان رفيقه وصديقه أن الشيخ محمد عمرو أخبره أنه لا يوجد رجل في التهذيب إلا وهو يستحضر حاله، وكفى بهذا حفظا في مثل هذا الزمان ...
هذا بخلاف حفظ الشيخ للمتون والروايات وأمور أخرى لا يعرفها
إلا من عاصر الشيخ وزامله..
الشيخ شديد التواضع، خفيض الجناح لأخوانه، ولكنه مع ذلك شديد الصراحة قوي في اتباع السنة، لا تأخذه في الله لومة
لائم، وكم جنت صراحته عليه مع إخوانه، فكان يظن البعض به الشدة في حين أن الشيخ لا يبغض أحدا، فإنه إذا نبه أحدا
على سنة وزجره، فهذا مع كمال حبه للأخوان وشدة تواضعه
لهم ...
وكان إذا رأى أحد الشباب الملتزم يبتسم ويسر ويسلم عليه كأنه عالم من العلماء ... لله دره ...
هذا بعض ما في الجعبة ... ولم أتشرف بالتلمذة على الشيخ ولكن تشرف أخي وتوأمي ... ومنه أنقل الكثير من الروايات ...
والحمد لله رب العالمين.
رضا احمد صمدى
__________
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
فهذه نبذة أذكرها عن شيخنا المفضال العلامة المحدث الشيخ: محمد عمرو بن عبد اللطيف - حفظه الله تعالى -.
فأقول - وبالله الإعانة والتوفيق -: شيخنا محمد عمرو بن عبد اللطيف هو أفضل من علمناه في عصرنا هذا، ولا سيمنا من المشتغلين بعلم الحديث، ولا أقصد أفضليته في علم الحديث فحسب؛ بل الأفضلية في عامة أموره، فهو في العبادات لا يترك واجبًا ولا مندوبًا، فقد رأيته حريصًا كل الحرص في المحافظة على صلاة الجماعة ولا يترك أداء أي فرض في المسجد، وكذلك حاله في اذكار الصلاة، وأذكار الصباح والمساء، بل وجميع الاذكار الثابتة عن النبي كان يؤديها ويحافظ عليها محافظة تامة، ولا يسمح لأي إنسان كائنًا من كان أن يقطع عليه أذكاره، ولا أتذكر يومًا أن وجدته ترك أداء النوافل، فهو يؤديها بحقها، ولا يترك شيئًا منها.
هذا كله مع زهده وورعه في مأكله ومشربه وملبسه، فمن رآه لأول مرة لايصدق أبدًا أن هذا هو الشيخ محمد عمرو من شدة بساطته في ملبسه وتعامله من إخوانه.
وأما عن حسن خلقه، وطيب قلبه، وصفاء نفسه فحدث ولا حرج، فهو لايحمل لأي أحد من إخوانه بغضًا في صدره، ولو أساء إليه أي شخص فسرعان ما يصفح عنه، وكنت دائمًا أرى نور الطاعة والعبادة على وجهه.
هذا كله مع الإلتزام التام في متابعة السلف الصالح في صحة الإعتقاد، وسلامة المنهج، وحب أهل الحديث، وحب معاشرتهم، والإلتزام بهم.
أما عن حاله في علم الحديث، ففي نظري أنه لايصدق إطلاق القول على أحد في زماننا هذا أنه حافظ إلا على الشيخ محمد عمرو، فما من مرة ويسأل عن حديث إلا ويجيب عليه ببداهة وسرعة استحضار عجيبتين، ويعرف مخرجه، وصحته من ضعفه، ويبين سبب علته، وإذا سأل عن راو ما فذهنه حاضر عن حاله ويبين مروياته، ويقول فلان صاحب حديث كذا وكذا، وهذا لم أجده من أحدٍ أبدًا ممن عرفته من أهل الحديث المعاصرين لنا. وهذا أمر لايعلمه إلا من عاشر شيخنا، وعرف حاله.
ويعلم الله أني لم أبالغ في كلمتي هذه عن الشيخ محمد عمرو، بل لا أبالغ إن قلت: أني بكلامي هذا لم أعطه حقه في مدحه والثناء عليه.
وأرجو من إخواني الكرام ألا يبخلوا بالدعاء لشيخنا أن يشفيه ويعافيه من مرض السكر الذي ابتلي به، حيث أنه اشتد عليه بدرجة كبيرة في الأونة الأخيرة.
وأرجو من الله تعالى أن يحشرنا وشيخنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقًا.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt ... goto=nextnewest
بواسطة العضو أبو عبد الرحمن الدرعمى(1/305)
محمد بن مسلم بن عثيمين
شيخنا القاضي المحدث الفقيه العلامة المعمّر محمد بن مسلم بن عثيمين نزيل رنية بعالية نجد ولد أواخر سنة 1330 أو في أول 1331 كما حدثني بذلك مراراً..
حفظ الله له عقله على وهن في جسده، وثقل في خطوه، آية في الحفظ والاستحضار على كبر سنه، يسرد القرءان كأنما يقرأه من مصحف، طلب العلم على الكبار، وهو من أكابر تلاميذ الشيخ محمد بن ابراهيم _ رحمه الله _الأحياء،
له منقبة لا يعرفها إلا خواصّه حدثني بها:
وهي أنه كتب كتاباً يناصح فيه الملك الصالح عبد العزيز بن عبد الرحمن ويذكره بعظم حق الله عليه، ودعا الله أن يجعله ممن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وذكر أشياء، وبعد أن قرأ الملك عبد العزيز رحمه الله كتاب الشيخ أمر بإنشاء هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
فهذه فضيلة لشيخنا تروى ولا تطوى.. ليذكر من كان له قلب..
محب للسنة والاتباع، يصلي بالناس، ويقود سيارته، ختم الله له بخير
وسأورد له ترجمة مفصلة إن شاء الله ...
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/306)
محمد جبريل
نبذة عن الحياة الشخصية للشيخ محمد جبريل
- الإسم: محمد محمد السيد حسنين جبريل
- الشهرة: الشيخ محمد جبريل
- الميلاد: طحوريا - مركز شبين القناطر - محافظة القليوبية
- المؤهل: ليسانس شريعة وقانون - جامعة الأزهر الشريف
- حفظ القرآن:
حفظ القرآن الكريم وعمره 9 سنوات وفاز بالمركز الأول على مستوى الجمهورية والعالم الإسلامى أكثر من مرة وحصل على العديد من الأوسمة من البلاد الإسلامية التى قام بزيارتها.
- نشاطه فى مجال الدعوة:
يؤم المصلين فى صلاة التراويح بمسجد عمرو بن العاص منذ عام 1988م.
عمل قارئاً ومعداً للبرامج الدينية بالتليفزيون الأردنى
عمل مدرساً للقرآن الكريم فى الجامعة الأردنية
سافر الى جميع بلدان العالم لإمامة المصلين فى المساجد الكبرى وألقى العديد من المحاضرات فى المراكز الإسلامية بها فى علوم القرآن الكريم.
يشرف على إقامة المركز الإسلامى العالمى لعلوم القرآن بالقاهرة (دار أبىّ بن كعب) والذى تم إفتتاحه بصفة تجريبية.
قام بتسجيل القرآن الكريم بصوته فى الإذاعة والتليفزيون بالأردن والإذاعات العربية والعالمية.
قام بتسجيل أكثر من مصحف مرتّل بصوته فى الأسواق المحلية والعالمية على شرائط كاسيت وإسطوانات وأول مصحف مرتل سجله بمسجد عمرو بن العاص.
قام بتسجيل القرآن الكريم إلكترونياً بلندن وسيصدر قريباً بالأسواق
سجل العديد من البرامج الدينية للتليفزيون المصرى وأهمها البرنامج الرمضانى "آية ودعاء" بالقناة الأولى.
له حلقات مسجلة فى عدة برامج دينية بالقنوات الفضائية المختلفة.
يقول الشيخ محمد جبريل:
حياتي عادية.. فأرتدي البدلة والجلباب والعباءة، وأقود السيارة وأمارس الرياضة خاصة كرة القدم، واختراق الضاحية، والسباحة.. وهذه الألعاب الرياضية تساعدني في ضبط عمليات التنفس عند قراءتي للقرآن الكريم الذي أختمه كل شهر خمس مرات، وهذه الرياضات أمارسها بالنادي الأهلي أو نادي الصيد أو نادي النيل أو نادي الزمالك، ومن أصدقائي عدد كبير من الرياضيين، وغيرهم كثيرون وأسأل الله أن يجعلني سبب خير ونافع للإسلام والمسلمين وأن يجعل أعمالنا كلها خالصة لوجهه الكريم ... إنه سميع مجيب.
وعن أمنيته الخاصة يقول الشيخ محمد جبريل:
لقد أكرمني الله - عز وجل - بالصلاة والإمامة في بيته العتيق المسجد الجامع عمرو بن العاص الذي بناه ووضع قبلته أكثر من ثمانين صحابياً من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكرمني الله بإمامة المسلمين في المراكز الإسلامية في أكثر بلدان العالم، وبقى أن أؤم المصلين في بيتيه المباركين الحرمين الشريفين: المكي والمدني، وكذا المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وأدعو له في كل صلاة وكل دعاء أن يحرره ويعود للمسلمين، فأسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يرده لنا ويرزقنا الصلاة فيه.
http://www.jebril.com/ar/about_jebril/life_hint.htm
________________
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/307)
ترجمة الشيخ
محمد جميل غازي – عليه رحمة الله
مؤسس المركز الإسلامي لدعاة التوحيد والسنة
1 – مولده:
ولد فضيلة الشيخ / محمد جميل غازي عام 1936م، بقرية كفر الجرايدة بمحافظة كفر الشيخ بمصر، في أسرة موسرة، وكان أصغر إخوته سنًّا، وله أخ وأربع أخوات.
2 – حياته العلمية:
بدأت رحلة الشيخ في العلم من كُتَّاب القرية، فأتم حفظ القرآن الكريم كاملاً في طفولته، ثم التحق بمعهد " طنطا الأزهري "، وفي الصف الثاني ظهرت موهبته الشعرية واهتماماته الأدبية؛ حيث ألقى قصيدة شعرية في إحدى المناسبات لاقت استحسان الحاضرين.
وقد حصل على الشهادة الابتدائية بتفوق في عام 1954 م من المعهد الأحمدي بطنطا.
ثم أكمل دراسته بنفس المعهد؛ حيث أكمل نشاطه العلمي والثقافي؛ محاضرًا وشاعرًا في العديد من الندوات التي أقيمت في " جمعية أنصار السنة المحمدية " و " جمعية الشبان المسلمين " بطنطا.
ومنذ ذلك الوقت؛ عُرف اسم الطالب الأزهري المثقف؛ الشاعر والعالم الديني: محمد جميل غازي، في الأوساط الدينية والأدبية والثقافية.
وفي هذه المرحلة أخرج الشيخ باكورة إنتاجه العلمي؛ فأعد كتابًا أطلق عليه " جولة مع المفكرين "، جمع فيه العديد من الموضوعات لرجال الفكر والثقافة.
كما أعد بحثًا علميًّا عن " كارليل وكتابه " البطولة والأبطال " ألقاه في محاضرة بـ " جمعية الشبان المسلمين " نالت إعجاب الحاضرين.
وفي عام 1959 م انتقل الشيخ / محمد جميل غازي إلى القاهرة بعد نجاحه في الثانوية بتفوق، والتحق بكلية اللغة العربية، حيث ساعده انتشار الوعي الفكري والثقافي في القاهرة على العطاء والحركة بصورة أفضل؛ سواءٌ أكان ذلك في الجامعة أو المسجد أو المدرسة أو مراكز الثقافة أو المؤسسات الدينية الأخرى.
وبعد حصوله على العالمية " ليسانس اللغة العربية " في عام 1963 م، همل الشيخ موظفًا بوزارة الثقافة بمحافظة المنصورة، ثم انتقل للعمل بالقاهرة، فاتسع نشاطه وذاع سيطه.
حصل الشيخ على درجة الماجستير في الآداب، ثم الدكتوراة في عام 1972 م بامتياز مع مرتبة الشرف، وكان موضوعها: " تحقيق كتاب::::: لأبي هلال العسكري ".
زار الشيخ العديد من دول العالم؛ داعيًا ومعلِّمًا.
ترأَّس الشيخ مجلس إدارة المركز الإسلامي لدعاة التوحيد والسنة بعد أن أسسه.
قام الشيخ بتفسير القرآن الكريم في خطب الجمعة، حتى وصل إلى سورة القارعة، ثم تابع في دروسه شرح كتاب " صحيح البخاري ".
3 – مؤلفات الشيخ:
ألف الشيخ العديد من المؤلفات، والتي تُعدُّ فريدة من نوعها، ومن بينها:
1 – مفردات القرآن الكريم.
2 – أسماء القرآن الكريم.
3 – الطلاق شريعة محكمة، لا أهواء متحكمة.
4 – الصوفية؛ الوجه الآخر.
5 – محنة الأحمدين.
هذا؛ وقد وصل الشيخ إلى درجة " كبير الباحثين " في المجلس الأعلى للفنون والآداب، كما تم اختياره – قبل وفاته – عضوًا بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.
4 – وفاته:
تُوفي الشيخ / محمد جميل غازي في الثاني عشر من شهر أكتوبر عام ألف وتسعمائة وثمانية وثمانين، عن عمر يناهز 52 عامًا، ودفن بمقابر المركز بمدينة نصر بالقاهرة.
وتظل القضية التي شغلت حياته هي: محاربة البدع والخرافات، وكشف أوهام الصوفية، والدعوة إلى التوحيد الخالص، ونشر العلم الصحيح بين الناس.
رحم الله الشيخ، وأدخله فسيح جناته، وأجزل له المثوبة جزاء ما قدم للإسلام والمسلمين.
http://www.publicislamiccenter.org/gamelcv.htm(1/308)
محمد حسين يعقوب
نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية
لفضيلة الشيخ محمد حسين يعقوب – حفظه الله
سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته:
هو: الداعية المربي الفاضل أبو العلاء محمد بن حسين بن يعقوب.
ولد في عام 1375 هـ بقرية المعتمدية التابعة لمحافظة الجيزة بمصر.
كان والده ـ رحمه الله ـ رجلاً صالحًا ـ نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدًا ـ أنشأ الجمعية الشرعية في المعتمدية، وكان من الدعاة إلى الله، وكان دَمِث الخُلق، طيب القلب، محبوبًا بين أهالي قريته، ساعيًا لإصلاح ذات البين ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، حتى توفي في 20 شعبان 1420هـ.
والشيخ ـ حفظه الله ـ هو أكبر إخوته الذكور، وله أخت واحدة تكبره.
حصل على دبلوم المعلمين، وتزوج وهو دون العشرين من عمره.
طلبه للعلم:
سافر إلى المملكة العربية السعودية في الفترة من (1401 - 1405هـ) ، وهذه الفترة كانت البداية الحقيقية في اتجاه الشيخ ـ حفظه الله ـ لطلب العلم الشرعي.
ثم عاد إلى مصر، وتكرر سفره إلى المملكة السعودية على فترات، حيث كان يعمل، ويطلب العلم.
وفي مصر حفظ القرآن، وعمل بمركز معلومات السنة النبوية ـ وهو من أوائل المراكز التي عنيت بإدخال الأحاديث النبوية في الحاسوب ـ وهذه الفترة مكنت الشيخ من الاطلاع على دواوين السنة لا سيما الكتب الستة، مما أثرى محصوله العلمي.
وكانت للشيخ عناية خاصة منذ البداية بكتب الأئمة كابن الجوزي وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، والذهبي وغيرهم، ولذا تجد الشيخ يوصي بها لا سيما صيد الخاطر والتبصرة لابن الجوزي، ومدارج السالكين وطريق الهجرتين لابن القيم، وسير أعلام النبلاء للذهبي، ويرى أنَّ هذه الكتب ينبغي ألا يخلو منها بيت طالب علم.
شيوخه:
1) سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز (ت 1420 هـ) ـ رحمه الله ـ مفتي المملكة السعودية، ورئيس الجامعة الإسلامية، ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإرشاد، ورئيس المجمع الفقهي بمكة المكرمة -سابقًا-.
وقد تتلمذ الشيخ ـ حفظه الله ـ على يديه في الفترة من (1402-1405هـ) بالمسجد الكبير بالرياض، وكان سماحة الشيخ ابن باز يدرس بعد صلاة الفجر سبع كتب مختلفة كفتح الباري ـ صحيح مسلم ـ العقيدة الطحاوية ـ تفسير ابن كثير ـ فتح المجيد..
وكانت تربط الشيخ بالعلامة ابن باز علاقة حميمة، وظلت هكذا حتى توفي الشيخ ابن باز عام 1420هـ.
2) فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ الفقيه الأصولى، الأستاذ بجامعة محمد بن سعود بالقصيم، وعضو هيئة كبار العلماء بالمملكة السعودية –سابقاً-.
تتلمذ الشيخ على يديه في عام 1410هـ لمدة ستة أشهر، كان الشيخ ابن عثيمين يشرح خلالها كتاب زاد المستقنع في الفقه الحنبلي. (وهو الشرح الذي خرج بعد ذلك في عدة مجلدات تحت اسم الشرح الممتع على زاد المستقنع) .
3) فضيلة الشيخ عبد الله بن قعود ـ حفظه الله ـ عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإرشاد بالمملكة السعودية –سابقاً-.
وكان الشيخ محمد ـ حفظه الله ـ يواظب على حضور خطبة الجمعة عند فضيلة الشيخ ابن قعود في مسجده، وزاره عدة مرات في بيته، واستفاد منه كثيرًا، فقد كان الشيخ محمد يستشيره ويأخذ بنصائحه الثمينة.
4) فضيلة الشيخ عبد الله بن غديان ـ حفظه الله ـ الأستاذ بكلية الشريعة ورئيس محكمة الخبر وعضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإرشاد بالمملكة السعودية –سابقاً-.
تتلمذ الشيخ على يديه، وسمع جزءًا كبيرًا من كتاب القواعد لابن رجب الحنبلي.
5) فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين ـ حفظه الله ـ عضو لجنة الإفتاء السابق بالمملكة السعودية.
تتلمذ الشيخ على يديه عام 1410هـ لمدة ستة أشهر كان الشيخ ابن جبرين ـ حفظه الله ـ يدرس فيها كتابي فتح المجيد، وزاد المستقنع.
6) فضيلة الشيخ محمد المختار الشنقيطي ـ حفظه الله ـ الفقيه الأصولي العلم، ذو المواعظ القيمة والدروس النافعة نزيل المدينة المنورة، والمدرس بالمسجد النبوي الشريف.
زاره الشيخ في بيته، ودرس على يديه جزءاً من كتاب عمدة الأحكام في الفقه الحنبلي.
7) فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي ـ حفظه الله ـ رئيس قسم التفسير بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رافقه الشيخ محمد لمدة أسبوع في إحدى الرحلات، وقال عنه: استفدت منه كثيرًا لاسيما سلامة الصدر لجميع المسلمين.
8) فضيلة الشيخ عطية سالم ـ رحمه الله ـ العالم الرباني، وأبرز تلاميذ العلامة القرآني الشيخ / محمد الأمين الشنقيطي –رحمه الله-، وهو الذي أتمَّ كتابه أضواء البيان، وكان معروفًا بعلمه وفقهه، حتى توفي 1420 هـ
تتلمذ الشيخ على يديه وسمع منه شرحه على الورقات في أصول الفقه.
9) فضيلة الشيخ أبو بكر الجزائري ـ حفظه الله ـ العالم الرباني والمدرس بالمسجد النبوي الشريف صاحب الكتب المفيدة كمنهاج المسلم وعقيدة المؤمن وغيرهما من كتبه الماتعة.
حضر له الشيخ عدة مجالس في التفسير بالمسجد النبوي الشريف، وتربطه علاقة حميمة بالشيخ أبي بكر ـ حفظه الله ـ إلى وقتنا الحالي، وهذا يظهر من الكلمات العاطرة التي كتبها الشيخ أبو بكر في مقدمة كتاب " إلى الهدى ائتنا " للشيخ محمد فهو يقول عنه: المحب الفاضل العلامة المصلح الشيخ / محمد حسين يعقوب.
10) فضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد ـ حفظه الله ـ
تتلمذ الشيخ على يديه وسمع منه دروسه في التفسير.
11) فضيلة الشيخ أسامة محمد عبد العظيم الشافعي المصري ـ حفظه الله ـ
العالم الرباني القدوة عابد الزمان، الأستاذ ورئيس قسم أصول الفقه بجامعة الأزهر.
وهو أكثر من تأثر بهم الشيخ محمد، لاسيما في الاتجاه نحو التربية والتزكية، وقد تتلمذ الشيخ على يديه، وسمع منه محاضراته المتفرقة في شرح كتب ابن القيم وابن الجوزي ـ رحمهما الله ـ.
يقول عنه الشيخ محمد: لما رجعت من المملكة السعودية حُكي لي عنه فذهبت إليه فأعجبني سمته منذ اللحظة الأولى إذ وجدت قدميه متورمتين من القيام، وعليه سمت الصالحين فلزمته.
12) فضيلة الشيخ رجائي المصري المكي ـ حفظه الله ـ سمع منه كثيرًا من شرح السنة للبغوي بمسجد طلاب الفقه بالقاهرة.
13) فضيلة الشيخ / محسن العباد ـ حفظه الله ـ
لقيه الشيخ محمد بالمدينة المنورة، وزاره في بيته، وأهدى له الشيخ العباد مجموعة كتبه.
14) وقد التقى الشيخ ـ حفظه الله ـ بفضيلة الشيخ / مقبل بن هادي الوادعي ـ حفظه الله ـ بالجامعة الإسلامية بالمدينة.
15) ورأى الشيخ المحدث العلامة / محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ في موسم للحج واتصل به هاتفيًا مرتين.
وتجمع الشيخ بشيوخ ودعاة العصر بمصر علاقة ود ومحبة، لذلك تجد الشيخ محمد دائم التذكير بهم في محاضراته، وتراه لا يلقب أحدًا منهم إلا بقوله " شيخنا " ومن هؤلاء:
• فضيلة الشيخ محمد صفوت نور الدين رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية.
• وفضيلة الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم.
• وفضيلة الشيخ أبي إسحاق الحويني.
• وفضيلة الشيخ محمد حسان.
• وفضيلة الشيخ أبي ذر القلموني ... وغيرهم ـ حفظهم الله جميعًا ـ.
إجازاته:
حصل الشيخ محمد ـ حفظه الله ـ على إجازة في الكتب الستة من الشيخ / حسن أبي الأشبال الزهيري ـ حفظه الله ـ.
وأجازه أيضًا في الكتب الستة فضيلة الشيخ / محمد أبو خُبْزة التطواني، وقد رحل الشيخ محمد إليه في بلدته تطوان بالمغرب الأقصى.
منهجه:
وبعد أن رسخت قدمه في العلوم الشرعية بفضل الله أولًا، ثمَّ اتصاله بأهل العلم، والأخذ عنهم، بدأ الشيخ ـ حفظه الله ـ في الدعوة إلى الله، وتبنى منهجًا تربويًا، فهو يرى أنَّ صلاح أمة الإسلام لن يكون حتى يتربى أبناؤها وفق منهج سلفنا الصالح.
مصداقًا لقوله تعالى: " إنَّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "، فإنَّ من أسباب الانتكاسة التي أصيب بها المسلمون في هذا الزمان بعدهم عن المنهج الصحيح في التربية والتزكية الذي هو من أركان دعوة النبي صلى الله عليه وسلم.. قال تعالى: " هو الذي بعث في الأميين رسولًا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ".
يقول –حفظه الله-: إننا بحاجة لإقامة الإسلام بكل جزئياته وحروفه.. نعم بحاجة إلى استخراج الشخصية المسلمة القوية التى تضرب بجذورها فى أصل الإسلام.. بحاجة إلى صناعة الرجل النموذج.. النموذج فى كل شئ.. النموذج الذى إذا رؤى يقال: هذا هو الإسلام! .. نعم نريد أن نربى رجالاً لإقامة النموذج الذى تتسع حوله القاعدة.. بحاجة إلى إيجاد أهل الحل والعقد.. بحاجة إلى إقامة الرجل المسلم الذى يجر جحافل الكفار إلى حظيرة الإسلام.. بحاجة إلى أهل الهمة العالية، والجادين فى إلتزامهم، المشغولين بحفظ القرآن والدعوة إلى الله وإصلاح فساد قلوبهم ...
ويعد الشيخ / أسامة محمد عبد العظيم ـ حفظه الله ـ أبرز من تأثر بهم الشيخ محمد في تبني هذا المنهج التربوي، وقد تتلمذ عليه لعدة سنوات استخلص فيها الأصول التربوية من خلال مدارسة كتب الأئمة كابن قيم الجوزية وابن الجوزي وغيرهما.
ثمَّ بدأ الشيخ ـ حفظه الله ـ في تبسيط هذا المنهج لعامة الناس، وفقه واقعهم، ومحاولة علاج المشكلات الإيمانية الخطيرة التي يواجهونها في حياتهم.
ومن هنا تركزت دعوته في تربية القلوب وتزكية النفوس، ليتعلم الناس كيفية الوصول لطريق الله ـ تبارك وتعالى ـ وكيف يفهم عن الله سننه الربانية في خلقه، ويعلم كيف يعبد ربه وإلهه ومعبوده ـ جل وعلا ـ.
مصنفاته وجهوده العلمية والدعوية:
1) كيف أتوب؟
(مجموعة من المحاضرات ألقاها الشيخ ـ حفظه الله ـ عن التوبة في أثناء شرحه لتهذيب مدارج السالكين لابن القيم) .
2) نصائح للشباب تهذيب غذاء الألباب للسفاريني
(وغذاء الألباب هو شرح لمنظومة الآداب للمرداوي أتى فيها بجملة من السنن والآداب التي صارت مهجورة في عصرنا الحالي) .
3) إلى الهدى ائتنا
(مجموعة من المحاضرات لبحث ظاهرة الإنتكاس –اعاذنا الله وإياكم-، وعلاج قضية الفتور عن الطاعات، وتناولها فضيلته من خلال عشرين سببًا وأتبع كل سبب بالعلاج) .
4) الأخوة أيها الإخوة
(عن قضية الحب في الله وأهميتها في هذا العصر وكيف نصل إلى هذه المرتبة العظيمة) .
5) صفات الأخت الملتزمة
(رسالة جمع فيها الشيخ ـ حفظه الله ـ مجموعة من الصفات التي ينبغي أن تتحلى بها المرأة المسلمة) .
6) القواعد الجلية للتخلص من العادة السرية
(وهي رسالة في بيان خطورة الاستمناء وحكم الشرع فيه وكيفية العلاج العملى منه) .
7) حرب التدخين
(رسالة في بيان خطورة وأضرار التدخين وكيفية الإقلاع عنه عبر) .
8) يا تارك الصلاة
(رسالة لكل تارك للصلاة تهمس في أذنه: لماذا لا تصلي؟ .. تفند الشبهات والحيل الشيطانية التي يغري بها الشيطان طوائف من الناس فيبعدهم عن الصلاة، ويصدهم عن سبيل الله، كما تبين عظم قدر الصلاة، وما أعده الله لمن حافظ على الصلاة) .
9) الجدية في الالتزام
(رسالة يتناول فيه واقع الملتزمين في هذه الأيام، وظاسباب ضعف الإلتزام مع طرح العلاج. والرسالة ضمن مشروع تربوي بعنوان: " سلسلة رسائل التربية الجادة ") .
10) الخُطب
(وقد صدر منها جزءان يحتوي الجزء الأول على عشر خطب للشيخ، والثاني على ست خطب له) .
11) منطلقات طالب العلم
كتاب عن واقع طلب العلم في هذا الزمان، يدور حول عشرة منطلقات هي ذخيرة كل طالب علم (الإخلاص.. علو الهمة.. التزكية.. السلفية.. فهم السلف.. ماذا يُتعلم؟ .. ممن نطلب العلم؟ .. الأدب.. تكوين الملكة الفقهية.. من أين يبدأ طالب العلم؟) وهذا الأخير متضمن لمنهج علمي في التربية والتزكية، ومنهج في تلقي العلوم وترشيح مجموعة من أهم المصنفات في كل فن.
12) أمراض الأمة
رسالة عن الآفات التي ابتليت بها أمة الإسلام في هذا الزمان، مثل: (غياب فاعلية العقيدة، غلبة العاطفة على الواقع الفعلي والعملي، اتباع الهوى والشهوات) وكيفية العلاج من هذه الآفات.
وتحت الطبع مجموعة من الكتب كتهذيب طريق الهجرتين، مواجهة الشهوة، صناعة الرجال، أهوال القبر، البكاء من خشية الله، والأجزاء التالية من الخطب وغيرها.
أشرطته الصوتية:
وللشيخ محاضرات وخطب كثيرة مسجلة على الأشرطة صدر منها نحو المائتين وخمسين، ويوجد عديد كبير منها فى صفحته بإذاعة طريق الإسلام، وبعضها مجموع في أسطوانات ضوئية.
رحلاته الدعوية:
طوَّف الشيخ ـ حفظه الله ـ الكثير من البلاد داعيًا إلى الله تعالى، فزار الولايات المتحدة الأمريكية عدة مرات، وزار السويد وأسبانيا وسويسرا والمغرب وقطر والإمارات والكويت والمملكة العربية السعودية.
نسأل الله أن يبارك فى شيخنا وفى دعوته وأن يفتح لها القلوب وينفع بها.. وأن يرزقنا وأياه الإخلاص فى القول والعمل ... آمين.
http://saaid.net/Warathah/1/m7amad.htm
بواسطة العضو ابو ابراهيم الكويتي(1/309)
محمد خالد الفاضل
ترجمة الشيخ محمد خالد الفاضل
هو: الدكتور محمد بن خالد بن سعد الفاضل.
تاريخ الميلاد: 1/7/1372هـ في مدينة شقراء قاعدة إقليم الوشم شمال غرب مدينة الرياض.
العمل: أستاذ مشارك في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام بالرياض.
مراحل التعليم:
-الابتدائية سنة 1384هـ من مدرسة عمر بن الخطاب بشقراء.
- المتوسطة ثم الثانوية من المعهد العلمي بشقراء سنة 1389هـ.
- الشهادة الجامعية: من كلية اللغة العربية بالرياض سنة 1393هـ.
الماجستير: من كلية اللغة العربية أيضًا سنة 1402هـ وعنوان الرسالة "أبو عبيدة ودراساته النحوية في كتابه: مجاز القرآن" تحت الطبع.
والدكتوراه من كلية اللغة العربية أيضًا سنة 1406هـ، وعنوان الرسالة "ثمار الصناعة في علم العربية: للدينوري - دراسة وتحقيقًا" وقد طَبَعَته الجامعة سنة 1411هـ ضمن مطبوعاتها بمناسبة افتتاح المدينة الجامعية.
المراحل الوظيفية:
- مدرس في معهد الرياض العلمي من رمضان 1393هـ إلى رمضان 1394هـ.
- معيد في قسم النحو والصرف وفقه اللغة بكلية اللغة العربية بالرياض من آخر عام 1394هـ إلى عام1402هـ.
- محاضر في القسم نفسه من عام 1402هـ إلى عام 1406هـ.
-أستاذ مساعد من عام 1406هـ إلى عام 1419هـ.
- أستاذ مشارك من عام 1419هـ إلى الآن.
- عملتُ بين عامي 1409هـ– 1411هـ مديرًا لمعهد العلوم الإسلامية والعربية في أمريكا.
- أُعِرتُ للتدريس في كلية الأمير سلطان الأهلية منذ عام 1421هـ، ومازلتُ.
- شاركتُ في عدد من المؤتمرات والندوات والدورات داخل المملكة وخارجها.
المؤلفات:
بالإضافة لرسالتي الماجستير والدكتوراه لدي كتابان: الأول:"الصعقة الغضبية في الرد على منكري العربي" للطوفي، دراسة وتحقيقًا وهو مطبوع، والثاني: "توجيه ما خرج من القاعدة من الأسماء المعربة بالحروف" نشر في عددين من مجلة الدرعية، وسيخرج في كتاب قريبًا بحول الله.
http://www.taimiah.org/biographies/fadel.asp
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/310)
محمد صالح المنجد
نبذة عن الشيخ محمد صالح المنجد
ولد الشيخ في 30/12/1381 هجرية، وأنهى دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية بالرياض، وأنهى دراسته الجامعية في الظهران في المملكة العربية السعودية.
وقد حضر مجالس للشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين، وهم أكثر شيوخه الذين استفاد منهم وقرأ على الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك والشيخ محمد ولد سيدي الحبيب الشنقيطي، وأخذ تصحيح قراءة القرآن على الشيخ سعيد آل عبد الله.
ومن شيوخه الذين استفاد منهم الشيخ صالح بن فوزان آل فوزان، والشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان، والشيخ عبد المحسن الزامل، والشيخ عبد الرحمن بن صالح المحمود.
وكان أكثر من استفاد منه في الاجابات الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - وكانت علاقته به ممتدة على مدى خمس عشرة سنة، وهو الذي دفعه إلى التدريس وكتب إلى مركز الدعوة والارشاد بالدمام باعتماد التعاون معه في المحاضرات والخطب والدروس العلمية وبسبب الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - أصبح خطيباً وإماماً ومحاضراً.
وله دروس علمية في الجامع الذي يؤم فيه - جامع عمر بن عبد العزيز بالخبر - ومنها:
- تفسير ابن كثير.
- شرح صحيح البخاري.
- فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية.
- شرح سنن الترمذي.
- شرح كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب.
- شرح عمدة الأحكام في الفقه للحافظ عبد الغني المقدسي.
وله سلسلة محاضرات تربوية يوم الأربعاء، وبرنامج في إذاعة القرآن الكريم (بين النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه - يوم السبت الساعة 2:05 دقائق بعد الظهر) .
وله مشاركات في برامج تلفزيونية وأشرطة في دروس متنوعة منها:
1. ابن القيم العالم الرباني
2. دروس وعبر الإمام الشافعي
3. النبي صلى الله عليه وسلم كأنك تراه
4. حكمة إبراهيم عليه السلام
5. دروس وعبر من قصة الخضر
6. يوسف وامرأة العزيز
7. تنشيط الكسلان بسيرة سفيان (سيرة سفيان الثوري)
8. ذم الدَّيْن وعاقبة الاستدانة
9. حرب الله لأكلة الربا
10. الرد على من أحل الربا
11. أخطاء شائعة في البيوع
12. أنواع التأمين وحكمه في الشريعة
13. الرياء
14. الاستقامة
15. كيف تحب النبي صلى الله عليه وسلم
16. كيف نجدد الإيمان في قلوبنا
17. الخشوع في الصلاة
18. حاجتنا إلى الأخلاق
19. أعمال القلوب في وقت الشدة
20. مفسدات القلوب
21. البكاء من خشية الله
22. تصفية النفوس من الأحقاد
23. داء الغفلة
24. محبوبات المحبوب
25. إنعاش القلوب
26. صوارف الخشوع
27. إن إبراهيم كان أمة
28. ابن تيمية وحرب التتار
29. دروس وعبر في إسلام أبى ذر
30. صلاح الدين وتجديد الجهاد
31. فاجعة رحيل ابن باز
32. وأفل كوكب أهل الحديث الألباني
33. ألفاظ العامة المخالفة للشرع
34. كيف نحارب الكهانة والتنجيم
35. الحق أحق أن يتبع
36. خطورة الولاء الفكري
37. أهمية الإيمان باليوم الآخر
38. دروس في فتنة المسيح الدجال
39. التوكل على الله في الأزمات
40. عقيدتنا
41. لمحة عن الفرق المعاصرة
42. حكم الاحتفال بالكريسمس ورأس السنة
43. محاولات فاشلة لتشويه الإسلام
44. الرد على الصور التي نشرها اليهود
45. بدعة تقديم العقل على النقل
46. أضرحة وقبور
47. أخبار عيسى عليه السلام في أحاديث محمد صلى الله عليه وسلم
48. رؤوس أقلام في الرؤى والأحلام
49. العقيدة المضادة للعولمة
50. كلمات الأغاني في ميزان الشريعة
51. أحسنوا الظن بربكم
52. إلى المتزوجين الجدد
53. التبكير بالزواج
54. المرأة على عتبة الزواج
55. نحو زواج إسلامي
56. الانهيار الأسري
57. وصايا من الله في العشرة الزوجية
58. حقوق الزوجة على زوجها
59. حقوق الزوج على زوجته
60. زواج المسيار
61. الزواج السري
62. أدرك أهلك قبل أن يحترقوا
63. إن أكرمكم عند الله أتقاكم
64. أهمية الوسط الطيب للشباب المسلم
65. كيف تقرأ كتابا
66. وسائل تكوين الشخصية الإسلامية
67. وصايا لشباب المراكز الصيفية
68. حاجتنا إلى التربية الإسلامية
69. مقومات التربية الناجحة
70. كيف يربي المسلم نفسه
71. مشكلات تربوية
72. مصاحبة الصالحين
73. اجتهاد السلف في العبادة
74. لقاء مع الشباب (1-2-3-4)
75. نشأة إسماعيل وحسن الظن بالله
76. تربية النفس على العبادة
77. الشباب بين الهداية والانتكاسة
78. خطة وتوجه في إجازة الصيف
79. كيف تتعامل مع أخطاء الناس
80. للآباء والطلاب والمدرسين
81. كيف نستفيد من الجيل الفريد
82. حفظ الدين
83. مواقف تربوية مؤثرة في سيرة العلماء
84. ماذا ينقصنا
85. الشخص المفتون
86. كيف تروض نفسك
87. ثغرات قاتلة
88. العبادة المفقودة
89. إصلاح النفس بعد الهداية
90. مكانة الوحي عند الصحابة
91. نماذج من التزام السلف
92. ولا ترتدوا على أعقابكم
93. التنافر والتجاذب في العلاقات
94. مكايد من تلبيس إبليس
95. أثر القرآن في حياة الإنسان
96. التحذير من اتباع الهوى
97. وتلك الأيام نداولها بين الناس
98. لا تتبع النظرة النظرة
99. المسلم بين الزهد والورع
100. ماذا أعددنا لأهوال القيامة
101. شاب نشأ في طاعة الله
102. تذكر قبل أن تدخل السوق
103. كونوا مع الصادقين
104. مضت سنة من عمرك
105. وسائل الزيادة في الرزق
106. النذير الاخير ماذا تسمع
107. سبيل النجاة من فتنة النساء
108. أفي تحريم الغناء شك؟
109. مسؤولية المسلم عن سمعه
110. زلزال الدنيا وزلزال الآخرة
111. حالنا بعد رمضان
112. ذكرى المثوى
113. الموقف الرهيب في اليوم العصيب
114. عبر في موازين الله وموازين البشر
115. جسر الأهوال
116. لحظة خروج الروح
117. الصاحب ساحب
118. جنة الدنيا
119. عذاب أهل الكبائر في البرزخ
120. تعس عبد الدنيا
121. حديث الرؤية والصراط
122. حديث آخر أهل الجنة دخولا
123. مصيبتنا سمعنا وعصينا
124. قرب نهاية العالم
125. تذكرة في الحر وفصل الصيف
126. التفريح بذكر التسبيح
127. أنوار الاستغفار
128. ما عذرك غدا بين يدي الله
129. المحفزات إلى عمل الخيرات
130. محرمات استهان بها كثير من الناس
131. ألهاكم التكاثر
132. الوصية الصغرى
133. الشهود يوم القيامة
134. إن أكرمكم عند الله أتقاكم
135. الأخوة في الله
136. من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه
137. العفو والاعتذار بين الاخوة
138. حسن التعامل
139. قوة الإرادة وعلو الهمة
140. صاحب القلب الرحيم
141. حق العلم على المسلم
142. رسالة إلى المعلم المسلم
143. كيف نتحمس لطلب العلم
144. كيف نسأل أهل العلم
145. المزيد من المنهجية
146. كيف تلقي موضوعا
147. طالب العلم والحفظ
148. طالب العلم والرحلة
149. طالب العلم والعمل
150. دروس العلم في الإجازة
151. فضل العلم على المال
152. الفتوى بغير علم
153. رسائل أهل العلم
154. طوبى للغرباء
155. الجدية في الالتزام بالإسلام
156. عوائق في طريق الالتزام
157. علاج الهوى
158. وسائل الثبات على دين الله
159. آيات يخطئ فيها الكثيرون
160. صفة الرجولة في القرآن
161. الحلف والحنث
162. من هدي النبوة
163. المستقبل للإسلام
164. أريد أن أتوب ولكن
165. كيف ينظم المسلم وقته
166. شكاوى وحلول (الحلقة الأولى)
167. شكاوى وحلول (الحلقة الثانية)
168. الأسماء والكنى والألقاب في ميزان الشريعة
169. تصرف المسلم وقت الحرب
170. التساهل في الاحتجاج بالضرورة
171. ماذا نفعل في الحالات التالية
172. سيادة الشريعة
173. توبة قاتل المائة
174. مظاهر نقص الاستقامة
175. نظرات في حديث الدنيا ملعونة
176. رسالة إلى مستخدمي الكمبيوتر
177. خصائص أمة محمد
178. كيف يتعامل المسلم
179. التراجع تحت ضغط الواقع
180. أي الناس أنت
181. مؤامرة تمييع الدين
182. الغيرة على الدين
183. الشباب والتدين
184. وقاية المسلم من الشيطان
185. كيف تكون مجالسنا الإسلامية
186. ظاهرة ضعف الإيمان وأسبابه
187. خدمة الدين بالطاقة والمعرفة
188. رسالة إلى الطبيب المسلم
189. لا تتبع النظرة النظرة
190. استوصوا بالتائبين خيراً
191. عشرون قاعدة في إنكار المنكر
192. رسالة إلى الجندي المسلم
193. قواعد في علاقة الداعية بالدعوة
194. سبع وصايا للأطباء والطبيبات
195. ثغرات في بيوت الدعاة
196. مجالات لخدمة الإسلام
197. مواقف رائعة في التأثير الدعوي
198. إخلاص الداعية
199. رمضان فرصة للتعليم والدعوة
200. الانترنت بين الدعوة والمقاهي
201. نقطة الانطلاق في طريق الاستقامة
202. عالم الأرواح
203. وسع صدرك
204. أنواع الشهداء
205. قنديل في المسجد
206. مصيبة كسوفا
207. رواسب الجاهلية
208. مجازر إندونيسيا
209. آداب عيادة المريض
210. السفر وآدابه
211. المساجد آدابها وأحكامها
212. العيد آداب وأحكام
213. خوارم المروءة
214. الدعاء وآدابه
215. آداب النصيحة
216. آداب الحلقة والدرس
217. إن أكرمكم عند الله اتقاكم
218. لا يخلو جسد من حسد
219. فضائل الأعمال
220. اغتنم فراغك قبل شغلك
221. فوائد الابتلاء
222. قرة العينين في بر الوالدين
223. الباقيات الصالحات
224. صدقة نقية من نفس تقية
225. إصلاح ذات البين
226. صلة الرحم وأثرها عند المسلم
227. سبعون سؤال في الصيام
228. أخطاء شائعة في الصلاة
229. اجتهاد السلف في العبادة
230. العبادة في عشر ذي الحجة
231. الجمع في المطر
232. مائة فائدة من أحكام الصيام
233. آداب السواك
234. باب المسح على الخفين
235. باب في المذي وغيره
236. باب التيمم
237. باب الغسل من الجنابة
238. باب الحيض
239. صلاة الاستخارة
240. فوائد من أحكام صلاة الوتر
241. بيان في عمرة رمضان
242. صفة خطبة الجمعة
243. على من تجب الجمعة
244. الموقف من الاقتتال بين المسلمين
245. إغلاق منافذ الشر
246. لا للزنا نعم للزواج
247. المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار
248. نعمة تطبيق الحدود
249. قصة إشاعة طلاق أمهات المؤمنين
250. غزوة الرجيع
251. أين المحافظة على الأعراض
252. المرأة المسلمة على عتبة الزواج
253. المسلمة وفريضة الأخوة في الله
254. خصال مطلوبة في المرأة المسلمة
255. حجابك يا أختاه
256. عبر من قصص النساء في القرآن
257. الجهل عدو المرأة
258. ثغرات تسدها المرأة المسلمة
259. مجلة المرأة المسلمة (الشريط 1 /2)
260. ماذا فعلوا في عباءة المرأة
261. بركة المرأة التي أسلمت
262. عبر من قصص النساء في القرآن
263. ماذا قالوا عن الموت
264. الصبر على طاعة الله
265. كيف نجدد الإيمان في قلوبنا
266. كيف تكون عبدا شكورا
267. معاقبة النفس
268. من هم أولياء الله
269. قصة أصحاب الغار
270. قصة مقتل سلام بن أبي الحقيق
271. قصة الأبرص والأقرع والأعمى
272. قصة مقتل حمزة بن عبد المطلب
273. قصة الخصومة بين العمرين
274. قصة المستهزئ الذي هداه الله
275. قصة الواهبة نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم
276. قصة خشبة المقترض
277. قصة إسلام أبي ذر
278. قصة بناء البيت العتيق
279. قصة موت أبي طالب
280. قصة هرقل والإسلام
281. قصة أبي هريرة مع الشيطان
282. إطلالة على سيرة العمرين
283. إتحاف السالك في سيرة أنس بن مالك
وقد كتب عدة مؤلفات منها:
1. كونوا على الخير أعواناً
2. أربعون نصيحة لإصلاح البيوت
3. 33 سبباً للخشوع
4. الأساليب النبوية في علاج الأخطاء
5. سبعون مسألة في الصيام
6. علاج الهموم
7. المنهيات الشرعية
8. محرمات استهان بها كثير من الناس
9. ماذا تفعل في الحالات التالية
10. ظاهرة ضعف الإيمان
11. وسائل الثبات على دين الله
12. أريد أن أتوب ولكن
13. شكاوى وحلول
وقد أنشأ موقع الاسلام سؤال وجواب على شبكة الانترنت عام 1997 وما زال العمل قائماً فيه إلى الآن، والله ولي التوفيق. .
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/311)
ترجمة محمد عزير شمس
الأسم: محمد عزيز بن شمس الحق بن رضا الله
سنة الولادة: 1957 م في ولاية بنغال الغربية في الهند
مكان الدراسة: الإبتدائية في مدرسة فيض عام في مدينة (مو) التى كان منها الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي ومحمد مصطفى الأعظمي وسعيد الأعظمي ومقتدى حسن الأزهري وغيرهم
وبعد ذلك الدراسة العربية والتى استغرقت عشر سنوات في المدارس التالية:
1- دار العلوم الأحمدية السلفية في دربنجه في ولاية بيهار
2- دار الحديث في مدينة بيل دانجه في ولاية بنغال
3- المدرسة الرحمانية في مدينة بنارس
4- الجامعة السلفية في مدينة بنارس وكان الأنتهاء من الدراسة بها عام 1976 م
5- الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية كلية اللغة العربية سنة التخرج 1401 هـ
6- جامعة أم القرى _ ماجستير 1406 هـ بعنوان (التأثيرالعربي في شعر حالي) ورسالة الدكتوراة كانت بعنوان (الشعر العربي في الهند – دراسة نقدية) ولم تناقش.
المشايخ:
1- والدي الشيخ شمس الحق السلفي ت (1406) درست عليه الموطأ والبخاري وكتب أخرى كثيرة في المدارس التى كان يدرس فيها وكنت اتنقل معه فيها.
2- الشيخ محمد رئيس الندوي (كبير علماء الحديث في الهند)
3- محمد إدريس الرحماني
4- عبد المعيد البنارسي
5- عبد السلام الرحماني
6- صفي الرحمن المباركفوري
7- عبد السلام المدني
8- عبد النورالندوي
9- عبد الوحيدالرحماني
10- عمي الشيخ عين الحق السلفي وغيرهم كثير
قرأ على والده الشيخ شمس الحق السلفي: صحيح البخاري والموطأ
وعلى الشيخ محمد ادريس الرحماني: النصف الأول من صحيح مسلم
وعلى الشيخ عبد الوحيد الرحماني: النصف الثاني من صحيح مسلم
وعلى الشيخ عابد حسن الرحماني: سنن أبي داود
وعلى الشيخ محمد رئيس الندوي: جامع الترمذي
وعلى الشيخ عبد المعيد البينارسي: سنن النسائي
وعلى الشيخ عبد السلام الطيبي: النصف الأول من مشكاة المصابيح
وعلى الشيخ عبد السلام البشوي: النصف الثاني من المشكاة
وعلى الشيخ عبد السلام الرحماني: بلوغ المرام
من زملائه في الدراسة بالجامعة السلفية:
د- رضاء الله المباركفوري (محقق كتاب العظمة لأبي الشيخ وغيره من الكتب)
- الشيخ صلاح الدين مقبول أحمد (مؤلف "زوابع في وجه السنة" وغيره من الكتب)
د- بدر الزمان محمد شفيع النيبالي (محقق"ردّ الأنتقاد على ألفاظ الشافعي" للبيهقي وغيره ومؤلف عدد من الكتب بالأردية)
د- عبد القيوم محمد شفيع البشوي (مؤلف ومترجم)
- الشيخ شهاب الله جنغ بهادر البشوي (مؤلف وباحث)
- الشيخ عبد الله سعود البنارسي (أمين عام الجامعة السلفية حالياً)
المؤلفات:
1- حياة المحدث شمس الحق وآثاره (طبع طبعتين في بنارس بالهند)
2- كتاب آخر بالأردية عن حياة المحدث شمس الحق (طبع في كراتشي بباكستان)
3- أعلام أهل الحديث في الهند (بالأردية) غير مطبوع
4- رسالة في حكم السبحة (بالأردية)
5- مؤلفات الأمام ابن قيم الجوزية
التحقيقات:
1- رفع الألتباس عن بعض الناس للعظيم آبادي
2- غاية المقصود شرح سنن أبي داود، للعظيم آبادي (المجلد الأول)
3- مجموعة فتاوى الشيخ شمس الحق العظيم آبادي (بالأردية والفارسية)
4- ردّ الإشراك، لاسماعيل بن عبد الغني الدهلوي
5- تاريخ وفاة الشيوخ الذين أدركهم البغوي، لأبي القاسم البغوي
6- جزء في استدراك أم المؤمنين عائشة على الصحابة، لأبي منصور البغدادي
7- روائع التراث (عشر رسائل نادرة في فنون مختلفة)
8- بحوث وتحقيقات للعلامة عبد العزيز الميمني
9- إتحاف النبية بما يحتاج إليه المحدث والفقيه، لولي الله الدهلوي (تعريب)
10- مجموعة رسائل الإمام ولي الله الدهلوي (غير مطبوع)
11- مجموعة رسائل المحدث شمس الحق العظيم آبادي (غير مطبوع)
12- الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية (بالاشتراك)
13- تقييد المهمل وتمييز المشكل، لأبي علي الجياني (بالاشتراك)
14- قاعدة في الاستحسان، لشيخ الإسلام ابن تيمية
15- جامع المسائل (5 مجلدات) لشيخ الإسلام ابن تيمية
16- الرسالة التبوكية، لابن قيم الجوزية
17- تنبية الرجل العاقل على تمويه الجدل الباطل، لشيخ الإسلام ابن تيمية، (بالاشتراك)
جهود علمية أخرى:
قام بفهرسة المخطوطات في مكتبة خدا بخش خان بمدينة باتنه (الهند) لمدة اربعة شهور.
وفي مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة لمدة ثلاث سنوات
وفي مكتبة أم القرى في فترات مختلفة
كتب ومقالات كثيرة في مجلات أردية وعربية.. منها مجلة الجامعة السلفية، ومجلة المجمع العلمي الهندي، ومجلة اللغة العربية بدمشق
ومجلة المعارف، ومجلة برهان وغيرها.
ترجم بعض الكتب من العربية الى الأردية وبالعكس.
قام بتدريس بعض العلوم مثل الرياضيات والمنطق العروض)
في فترات مختلفة في بعض المدارس
ألقى محاضرات في ندوات مختلفة في الهند وخارجها
يعمل منذ سنوات في إعداد بيليو غرافيا عن شيخ الإسلام ابن تيمية
المشايخ الذين حصل منهم على الإجازة:
منهم والدة الشيخ شمس الحق السلفي ومشايخ آخرون ذُكروا سابقا
ومنهم الشيخ صبحي السامرائي من العراق / والشيخ أبي محمد عليم الدين السلفي من بنجله ديش.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt ... &threadid=18937
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/312)
محمد عيد عباسى تلميذ الألبانى
الاسم: محمد عيد بن جاد الله العباسي
المولد: دمشق في ذي الحجة من عام 1357 هـ الموافق لـ 10/ 2/ 1938 م في أول أيام عيد الأضحى المبارك
النسب: أنتمي إلى الفرع العباسي من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم
التدريج في الدارسة: حصلت على شهادة الدارسة الابتدائية من مدرسة الصحابة سنة 1949م وكنت الأول في المدرسة ثم أكملت الدراسة في المتوسطة والثانوية في مدرسة (التجهيز الأولى 1956م
ثم انتسبت إلى قسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة دمشق في العام نفسه على حساب (كلية التربية أو دار المعلمين العليا) ونلت الإجازة (الليسانس) سنة 1960م
حصلت عام 1961 م على شهادة الدبلوم العامة في التربية بدرجة جيد
التدرج في العمل: عينت مدرسا للغة العربية في وزارة التربية السورية في 22 أيلول سنة 1961 م في محافظة دير الزور، ثم نقلت في أيلول سنة 1963 م إلى محافظة دمشق.
أعرت إلى المملكة العربية السعودية في تشرين سنة 1966 م فعملت في المعهد العلمي بحوطة بني تميم ثلاث سنوات.
عدت إلى التعليم في وزارة التربية السورية في العام الدارسي 1969 – 1970 في مدارس مدينة دمشق واستمررت في العمل إلى أواخر سنة 1978 م
انتدبت مع طائفة من الزملاء للعمل في محافظة مدينة دمشق ثم في مديرية الصحة لمدينة دمشق.
وفي آخر عام 1980 م اعتبرت بحكم المستقبل.
عدت إلى المملكة العربية السعودية متعاقدا مع مدارس الرواد الأهلية في مدينة الرياض في شهر أيلول من سنة 1994م فعملت في السنة الأولى مدرسا ثم كلفت بالإشراف التربوي على مادتي التربية الإسلامية واللغة العربية في المدارس، وعملت في ذلك أربع سنوات أخرى.
انقطعت عن العمل من شهر ربيع الأول عام 1419 إلى 82 ذي الحجة عام 1421 هـ
عدت إلى العمل مشرفا تربويا لمادتي التربية الإسلامية واللغة العربية ومسؤولا عن نشاط التوعية الإسلامية في مدارس بدر من بداية عام 1422 هـ
التدرج في طلب العلم والدعوة:
حفظت القرآن الكريم في نحو الرابعة عشرة من عمري.
استفدت في تكوين شخصيتي الإسلامية وثقافتي الشرعية من أكثر علماء دمشق في النصف الثاني من القرن الماضي، وكان أولهم أمام وخطيب ومدرس المسجد المجاور لسكني وهو الشيخ الفاضل التقي الورع صاحب الخلق الجميل ملا رمضان رحمه الله تعالى (وهو والد الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي) ثم الشيخ أحمد كفتارد المفتي الحالي لسورية، ثم درست فترة في معهد التوجيه الإسلامي لصاحبه الشيخ الكبير حسن حبنكة رحمه الله تعالى، كما كنت أحضر كثيرا من دروس مشايخ الشام المعروفين، وفي الفترة الديمقراطية النيابية التي كان مسموحا فيها بالنشاط الحزبي وهو ما بين عامي 1374 الموافق لعامي 1954-1958 م والتي انتهت بإعلان الوحدة بين سورية ومصر حضرت محاضرات جماعة الإخوان المسلمين وبعض معسكراتهم وحلقة خاصة كان يوجهها رئيس الجماعة الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله.
وفي عام 1374 عرفني صديقي الأستاذ خير الدين وانلي على العالم المحدث السلفي الجليل محمد ناصر الدين الألباني، فأخذت أحضر دروسه ومحاضراته، فأعجبت به وبعلمه وتحقيقه ومنهجه السلفي أيما إعجاب، وتعرفت من خلاله على شيوخ الدعوة السلفية وخاصة شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم والحافظ ابن كثير وغيرهم، ولزمت مجالسه وأخذت منه الدعوة السلفية بشمولها وكمالها، كما أخذت منه علم الحديث الشريف، وما كان يزيدني مرور الأيام إلا تعلقا بهذه الدعوة وإيمانا بها وإعجابا بالشيخ الألباني، بخلاف مناهج غيره الذين سبق تعرفي عليهم، ولازمت الشيخ حتى صرت من خواصه القليلين المقربين، فكان يستشيرني فيما يعرض له حتى في أموره الخاصة، وينيبني عنه في إلقاء الدروس إذا عرض له ما يشغله عنها، ويصطحبني في الأسفار، وقد سعدت بصحبته في الحج إلى بيت الله الحرام مع بعض الأخوة عام 1393هـ في سيارته الخاصة، والتقينا خلالها بفضيلة العلامة الإمام عبد العزيز بن باز والشيخ الفاضل عمر الفلاتي والدكتور الفاضل محمد أمين المصري رحمه الله تعالى، وبفضيلة الداعيتين السلفيين محمد عبد الوهاب البناو وأبي بكر الحزائري حفظهما الله تعالى وغيرهم.
كما رافقته في زيارات دعوية كثيرة إلى كثير من المدن السورية والأردن وكذلك إلى دولة الإمارات العربية والمغرب، فضلا عن الزيارات المتكررة إلى المكتب الإسلامي في بيروت من أجل متابعة نشر كتب الشيخ وطباعتها وتصحيحها.
وكان مثلي في صحبة الشيخ مثل قول الشاعر:
وألقت عصاها واستقر بها النوى **** كما قر عينا بالإياب المسافر
بدأت بعون الله بإلقاء الدروس والخطب والدعوة إلى الله في المساجد والبيوت منذ عام 1377 هـ وما أزال أمارس نشاطي الدعوي والتعليمي دون توقف ولا فتور إلى يومنا هذا
دعيت لزيارة الكويت والعراق والمملكة العربية السعودية بدعوة من الأخوة السلفيين فيها، كما دعيت لحضور مؤتمر جمعية القرآن والسنة الذي عقد سنة 1414 هـ في مدينة إنديانابولس في أمريكا، ولبيت هذه الدعوات الكريمة.
أصدرنا ما بين عام 1390- 1400 هـ سلسلة رسائل الدعوة السلفية بإشراف أستاذنا الألباني وأوكل إلي الإشراف على طباعتها ونشرها، وكان القصد منها توضيح موقف الدعوة السلفية من أهم القضايا العلمية والفكرية الإسلامية، وقد صدر منها ثماني رسائل، وقد قدمت لبعضها بما زادها حسنا وإفادة.
آثاري العلمية المنشورة.
1- كتاب بدعة التعصب المذهبي وآثارها الخطيرة في جمود الفكر وانحطاط المسلمين وذلك عام 1390هـ الموافق 1970 بدمشق
2- ملحق كتاب بدعة التعصب المذهبي بتاريخ 1390هـ الموافق 1970 بدمشق
وكانت مناسبة هذين الكتابين أن الدكتور البوطي نشر عام 1389 هـ رسالة سماها " اللامذهبية أخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية "هاجم فيها السلفيين وافترى عليهم من خلال رده على رسالة الشيخ سلطان العصومي التي كنا نشرناها بعنوان " هل المسلم ملزم باتباع مذهب من المذاهب الأربعة " مع الإبقاء على عنوانها الأصلي " هدية السلطان إلى مسلمي بلاد اليابان " فكلفني شيخنا الألباني بالرد عليه، فكان ذلكما الكتابان
3- التقديم لرسالة " الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام " لأستاذي الألباني. نشر دمشق
4- رسالة " قضية الإنسان الكبرى: الخطر الرهيب" نشر دار ابن الجوزي في الدمام.
5- رسالة حكم دخول الجنب والحائض والنفساء المسجد. نشر دار المسلم في الرياض
6- بحث بعنوان " نصيحتي للجماعات والأحزاب الإسلامية " نشر المكتبة الإسلامية في عمان
7- كتاب حقيقة التوسل وأحكامه في ضوء الكتاب والسنة وعمل سلف الأمة. (مخطوط) تعاقدت عليه مع مكتبة المعارف في الرياض
8- بحث عن كتاب " جامع البيان في تأويل القرآن " للطبري نشر ي الأعداد 2،3،4 من مجلة البصائر التي تصدر في هولندا.
9- بحث عن " الدعوة السلفية في بلاد الشام ينشر قريبا في الموسوعة الوسيطة في الديانات والمذاهب والحركات المعاصرة " بإشراف الدكتور ناصر العقل وستنشره دار إشبيلية في الرياض قريبا.
10- تحقيق وتخريج كتاب " منار السبيل " في الفقه الحنبلي للشيخ إبراهيم بن ضويان نشر مكتبة المعارف في الرياض
11- التقديم والتعليق على رسالة " مآخذ اجتماعية على حياة المرأة العربية " للأديبة نازك الملائكة. نشر دار الفضيلة في الرياض
12- التخريج والتعليق على كتاب " التفسير الواضح على منهج السلف الصالح " للشيخ محمد نسيب الرفاعي. وهو في طريق النشر بواسطة مكتبة المعارف بالرياض
13- التأليف والتنسيق لكتاب " التوسل أحكامه وأنواعه " لأستاذي الألباني
14- تخريج أحاديث " الحسنة والسيئة لشيخ الإسلام ابن تيمية. نشر مكتبة المعرفة بدمشق
15- التخريج والتعليق على كتاب " الفكر الصوفي " للأخ عبد الرحمن عبد الخالق
16- التعليق والتخريج لأحاديث كتاب " شفاء العليل في القضاء والقدر والحكمة والتعليل " للإمام ابن القيم
17- السيرة النبوية الصحيحة وفقهها (تحقيق السيرة على طريقة المحدثين مع بيان الأحكام المأخوذة منها) "مخطوط"
18- هناك مقالات عدة وحوارات مع بعض المجلات حول موضوعات إسلامية من أهمها حوار أجرته معي مجلة الفرقان الكويتية حول موضوع العنف.
19- التقديم لكثير من الكتب العلمية والدعوة لعدد من الدعاة السلفيين
20- بالإضافة إلى بعض القصائد والأناشيد الإسلامية السلفية
http://www.bab.com/persons/81/perso ... e.cfm?cat_id=23
بواسطة العضو أبو عبد الرحمن الدرعمى(1/313)
محمد محمود الصواف
(1333 ـ 1413 هـ 1915 ـ 1992 م)
عضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي.
ولد في مدينة الموصل بالعراق.
ودرس بالمدرسة الفيصلية. والتحق بالأزهر عام 1358 هـ.
اشتغل بالعمل الشعبي والتوجيه الإسلامي في المساجد والجمعيات، وأنشأ جمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما أسس مع شيخ علماء العراق أمجد الزهاوي جمعية الأخوة الإسلامية التي قامت بدور رئيسي في مقاومة المحتل.
حاضر في جامعات سعودية، وكان مستشاراً بوزارة المعارف هناك، ومبعوثاً للملك فيصل إلى الملوك والرؤساء للدعوة والتضامن الإسلامي.
من آثاره العلمية:
ـ أثر الذنوب في هدم الأمم والشعوب.
ـ بين الرعاة والدعاة.
ـ زوجات النبي الطاهرات وحكمة تعددهن.
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/314)
ترجمة الشيخ د. أبو أنس محمد موسى آل نصر
ـ نسبه: هو الشيخ الدكتور المقرىء، السلفي، الأثري، صاحب التصانيف النافعة؛ محمد بن موسى بن حسين آل نصر؛ وينتهي نسبه إلى الصحابي الجليل عوف بن مالك الثقفي النصري من ثقيف. ـ ولادته: ولد في مخيم بلاطة في مدينة نابلس الواقعة في فلسطين سنة (1374 هـ = 1954م) . ـ أسرته ونشأته وطلبه للعلم: نشأ في بيت صلاح ودين، وكان جده إماماً معروفاً في بلده بالصلاح والتقوى. هاجر والده وأسرته من (طول كرم) إثر نكبة (1948) ، وسكنوا في مخيم بلاطة؛ وبحكم كون أبيه مزارعاً انتقل إلى أريحا حيث أنهى دراسته الابتدائية، ثم نزلوا غور الأردن، وهناك أنهى دراسته الإعدادية، ثم سكن الزرقاء، وفيها أنهى دراسته الثانوية. ثم رحل الشيخ في طلبه للعلم إلى المدينة النبوية، وهناك التحق بالجامعة الإسلامية وحصل على شهادة البكالوريوس سنة (1401هـ) ؛ تخصص قراءات وعلوم القرآن. وحصل على الماجستير من جامعة البنجاب (عام 1984م) في الباكستان بتقدير (جيد جداً) في العلوم الإسلامية. وحصل أيضاً على ماجستير من وفاق الجامعات الباكستانية بتقدير (ممتاز) في العلوم الإسلامية واللغة العربية. سافر إلى باكستان لمدة ثلاث سنوات؛ حفظ فيها القرآن الكريم، والتقى بالشيخ عطاء الله حنيف، ولازمه لمدة شهر، وأجازه الشيخ في أسانيد الكتب التسعة، والتقى أيضاً بالشيخ بديع، وأجازه بثبته في كتب الحديث، وكانت بينه وبين الشيخ مراسلات. حصل على شهادة الدكتوراة في التفسير وعلوم القرآن بتاريخ (27 / 7 / 1997م) من جامعة القرآن بأم درمان بالسودان؛ وكان موضوع الأطروحة: ((اختيارات الإمام أبي عبيد القاسم بن سلام ومنهجه في القراءة)) وحصل على تقدير (ممتاز) . وكانت بداية معرفته بالشيخ محمد ناصر الدين الألباني في أوائل السبعينات من خلال كتبه: ((صفة صلاة النبيr)) ، و ((تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد)) ، و ((السلسلة الصحيحة)) ، و ((السلسلة الضعيفة)) وغيرها. وسافر إلى دمشق الشام في أوساط السبعينات؛ وهناك التقى بالشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في المكتبة الظاهرية؛ حيث طرح عليه أسئلة إثر شبه ألقاها بعض أهل البدع من التكفيريين؛ فأجابه الشيخ ـ رحمه الله ـ إجابات شافية تروي الغليل وتشفي العليل. وعندما هاجر الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ إلى الأردن، واستقر فيها، لزمه الشيخ حتى وارى جسده التراب. ـ مشاهير شيوخه: 1 ـ العلامة الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ. 2 ـ الشيخ عبد الفتاح القاضي؛ شيخ القراءات ـ رحمه الله ـ. 3 ـ الشيخ عطاء الله حنيف ـ رحمه الله ـ. 4 ـ الشيخ بديع الدين الراشدي ـ رحمه الله ـ. ـ ثناء العلماء عليه: أثنى عليه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، وكان يقدمه للإمامة في بيته وفي الأسفار؛ وكان دائماً يقول: ((معنا إمامنا)) . وكان الشيخ ـ رحمه الله ـ يرسل إليه الطلبة لتلقي القراءات عنه. وأثنى عليه ـ أيضاً ـ الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ عندما سمع قراءاته في مكتبه وقال: ((قراءتك طيبة، وليس فيها تكلف ولا تعسف، وأثنى عليه خيراً)) . وزكاه الشيخ ـ أيضاً ـ ليشارك في توعية الحجاج. ـ جهوده الدعوية: 1 ـ عقد حلقات تعليم القرآن وأحكام التجويد. 2 ـ من مؤسسي مجلة (الأصالة) ، وكان رئيساً لها حتى صدور العدد عشرين، وكان من محرريها، وكتابها. 3 ـ من مؤسسي مركز الإمام الألباني للدراسات المنهجية والأبحاث العلمية. 4 ـ المشاركة في المؤتمرات الإسلامية، واللقاءات الدعوية، والدورات العلمية في عدد من دول العالم، مرات متعددة؛ مثل: أمريكا، بريطانيا، فرنسا،… وغيرها. 5 ـ عمل مع وزارة الأوقاف الأردنية (إماماً وخطيباً ومدرساً للقراءات ومدققاً للمصحف ومحكماً للمسابقات) منذ عام (1981 ـ 1987م) . 6 ـ تولى تدريس مادة التجويد وعلوم القرآن والتفسير في جامعة العلوم التطبيقية ـ كلية الآداب، قسم الشريعة ـ حتى عام (2000م) . 7 ـ انتدب للعمل في البحرين تحت إشراف مركز الدعوة والإرشاد السعودي لمدة أربع سنوات منذ عام (1987 ـ 1991م) . ـ مؤلفاته: ـ كتب عدة أبحاث: بعضها منشور والآخر لم ينتشر بعد، وبعضها لا زال مخطوطاً. أما المطبوع منها: 1 ـ ((فضائل القرآن في السنة المطهرة)) . 2 ـ ((كشف الخفاء عن أحكام سفر النساء)) . 3 ـ ((القول المفيد في وجوب التجويد)) . 4 ـ ((الروض الباسم في رواية شعبة عن عاصم)) . 5 ـ ((البحث والاستقراء في بدع بعض القراء)) . 6 ـ ((هداية الحيران إلى ليلة النصف من شعبان)) . 7 ـ ((فتح الغفور في الفطور والسحور)) . 8 ـ ((داء الأمم (ذم الحسد والحاسدين)) ) . 9 ـ ((مع النبي r في رمضان)) . 10 ـ ((اللمعة في الاجتماع للدرس قبل الجمعة)) ، وغيرها. ـ أما المخطوط؛ فمنها: 1 ـ ((الردود والتعقبات لابن جرير في مفاضلتة بين القراءات)) . 2 ـ ((المختار في توجيه قراءات أئمة الأمصار)) ، وغيرها.
-----------------------------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/315)
محمد فؤاد عبد الباقي.. وفهرسة القرآن والسنة
في ذكرى مولده: 3جمادى الأولى 1299 هـ
أحمد تمام
محمد فؤاد عبد الباقي
لم تقتصر النهضة التي شهدتها مصر في النصف الأخير من القرن التاسع عشر ومستهل القرن العشرين على مجالات الأدب والشعر والصحافة، وإنما تجاوزتها إلى آفاق الفكر الرحيب، وميدان العلم الفسيح، إلى الفقه والقانون والتاريخ والسياسة، وعلوم السنة، وكان لها في كل فن أعلامها البارزون ونجومها المتألقون، وأغلب الظن أنه لم يجتمع لمصر مثل هذه الكوكبة اللامعة في تاريخها الطويل، إذا أخذنا في الاعتبار قصر الفترة الزمنية التي سطعوا فيها، وتستطيع أن تذكر عشرات الأعلام في كل فن وتخصص ممن تفخر ببعضهم أي أمة من الأمم إذا انتسبوا إليها، فكيف إذا انتسبوا جميعًا لدولة واحدة.!!
وكان من شأن السنة أن انتهت علومها إلى نفر من المحدثين البررة، برز منهم اثنان خدما السنة نشرًا وتحقيقًا وفهرسة: أما أحدهما فهو العالم الجليل والمحدث الثبت الشيخ أحمد محمد شاكر، الذي انشغل بالسنة وقضى عمره في خدمتها، ونشر دواوينها، وأما الآخر فهو محمد فؤاد عبد الباقي الذي ولج مجال الحديث النبوي من باب فهرسة كتبها، وترك آثارًا عظيمة فيها، تدل على صبره وجلده، وتبين دقته في العمل وإتقانه.(1/316)
نشأته وحياته
ولد "محمد فؤاد عبد الباقي" في إحدى قرى القليوبية في (جمادى الأولى 1299 هـ = مارس 1882م) لأبوين كريمين، ونشأ في القاهرة، وسافر وهو في الخامسة من عمره مع أسرته إلى السودان حيث كان والده يعمل وكيلاً للإدارة المالية بوزارة الحربية، وظل هناك نحو عام ونصف التحق في أثنائها بمدرسة أسوان الابتدائية، ثم عادت الأسرة إلى القاهرة، واستقرت تمامًا في القاهرة.
التحق محمد فؤاد عبد الباقي بمدرسة عباس الابتدائية، وظل بها حتى بلغ امتحان الشهادة الابتدائية في سنة (1312هـ = 1894م) لكنه لم يوفق في الحصول عليها بعد أن رسب القسم الفرنسي كله بالمدرسة، فتركها إلى مدرسة الأمريكان، ودرس بها عامين، ثم تركها أيضًا، وفي سنة (1317 هـ = 1899م) عمل بمركز تلا التابع لمحافظة المنوفية مدرسًا للغة العربية في مدرسة جمعية المساعي المشكورة، وبعد فترة عمل ناظرًا لإحدى المدارس في قرى الوجه البحري، وظل في هذه الوظيفة سنتين ونصفًا.
ولما أعلن البنك الزراعي عن وظيفة مترجم تقدم لها، وعين بالبنك في (3 من ذي القعدة 1323هـ = 30 من ديسمبر 1905م) ، ويبدو أنه وجد ميلاً وارتياحًا إلى وظيفته الجديدة، فعمل بها طويلاً حتى (13 من جمادى الأخرى 1352هـ = 3 من أكتوبر 1933م) .
وقد هيأ له استقراره في هذه الوظيفة أن ينصرف إلى القراءة، ومطالعة أمهات كتب الأدب في العربية والفرنسية، وأن يرتبط بصداقات مع أعلام عصره.(1/317)
علاقته بالشيخ رشيد رضا
وكان ممن ارتبط بهم محمد فؤاد عبد الباقي بصداقة وتلمذة العالم المحدث "محمد رشيد رضا"، تلميذ الإمام محمد عبده، وراعي حركة الإصلاح من بعده، وصاحب المنار التي أسدت إلى الفكر الإسلامي خدمات جليلة، وكانت مشعل نور للمسلمين الباحثين عن الهداية والطريق القويم.
ولازم "محمد فؤاد عبد الباقي" صاحب المنار منذ أن التقى به سنة (1341هـ = 1922م) ولم يفارقه حتى وفاته، ونهل من عمله، وفتح له آفاقًا واسعة في علوم السنة، ووجه كثيرًا حتى وثق به الشيخ فكان يستعين به فيما يُعرض عليه من مسائل وقضايا.
المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي
شاء الله تعالى أن يقع في يدي الشيخ رشيد رضا النسخة الإنجليزية من كتاب "مفتاح كنوز السنة" لفنسك أستاذ اللغات الشرقية بجامعة لندن، وهو فهرست معين الباحث في الوصول إلى مكان الحديث في مصادره المشهورة، فأعجب به، ورغب في ترجمته، وعهد بهذه المهمة إلى صديقه محمد فؤاد عبد الباقي واستغرق ترجمة هذا العمل خمس سنوات من العمل الجاد حتى أتمه سنة (1352هـ = 1933م) على خير وجه، وكم كانت سعادة العلامتين الشيخ رشيد رضا وأحمد شاكر بإنجاز هذا العمل، وإدراك أهميته، وكان المشتغلون بالحديث يعانون معاناة شديدة في تخريج الحديث، وربما قلب أحدهم صفحات كتاب من كتب السنة حتى يعثر على الحديث.
وقبل أن يشرع الرجل في الترجمة كان قد أرسل إلى "فنسك" يطلب منه تصريحًا بالترجمة باعتباره مؤلف الكتاب، فاستجاب على الفور، وبعث له بالجزء الأول من المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي الذي يقوم على إصداره مع لفيف مع المستشرقين، فلما اطلع عليه، وجد به أخطاء كثيرة ضمنها كشفًا، وأرسله إلى فنسك الذي سر لذلك، وكتب إليه يرجوه مراجعة التجارب الأخيرة للكتاب قبل الطبع، فاستجاب لرجائه، وإذا علمنا أن المعجم يقوم به أكثر من أربعين مستشرقًا في أنحاء العالم، ثم يصحح عملهم ويستدرك عليهم مجتمعين أدركنا قيمة العمل الذي كان يقوم به الرجل، وقد نوه فنسك بمشاركة "عبد الباقي" القيمة في تقدمته للمجلد الأولى من المعجم.
والمعجم المفهرس لألفاظ الحديث يقوم على إيراد الألفاظ الواردة في الحديث النبوي، وترتيبها على حروف المعجم، مع ذكر عبارة من الحديث التي وردت فيه الكلمة، فإذا أردت معرفة مصدر الحديث، كشفت عنه عن طريق أحد ألفاظه، فتردك إلى مصدره، والمصادر التي اعتمدها فنسك هي: الصحيحان صحيح البخاري وصحيح مسلم، والسنن الأربعة المعروفة، وهي سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، بالإضافة إلى مسند أحمد بن حنبل وهو أكبر كتب السنة، وسنن الدارمي وموطأ مالك.
والكتاب من الأعمال العظيمة التي خدمت السنة ويسرت الوصول إلى الحديث، في وقت لم تكن فيه الأقراص المدمجة التي تحوي عشرات الآلاف من الأحاديث، ونستخدمها الآن في الوصول إلى معرفة مصدر الحديث.(1/318)
جهوده في خدمة السنة
انطلق "محمد فؤاد عبد الباقي" يخدم السنة النبوية في وقت لم تكن تلقى فيه الاهتمام الذي تستحقه، وأبلى بلاء حسنًا، سواء فيما يتصل بتحقيق أمهاتها أو التأليف فيها، أو تخريج أحاديثها، فقام بشرح وفهرسة صحيح مسلم، وموطأ مالك، وسنن ابن ماجه، وأخرجها على أحسن صورة، دقة وتنظيمًا وتنسيقًا وترقيمًا، بما يتفق مع جلال السنة، وما تستحقه من عناية، وقد رزق الله تحقيقاته القبول والذيوع بين أهل العلم وصناعة الحديثة.
وأما مؤلفاته التي خدمت السنة، فيأتي في مقدمتها: "اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان"، والمعروف أن أعلى درجات صحة الحديث هو ما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم، والكتاب ذائع معروف، يجمع ألفين وستة أحاديث مرتبة على أبواب الفقه.
جامع المسانيد
وله "جامع مسانيد صحيح البخاري"، وهو كتاب يجمع أحاديث كل صحابي أخرج له البخاري على حدة، ورتب أسماءهم حسب الحروف الهجائية، وهو بذلك صورة أخرى لصحيح البخاري المرتب على كتب الفقه وأبوابه.
وتقدم بهذا العمل إلى مجمع اللغة العربية لنشره، فشكل المجمع (سنة 1362 هـ = 1943م) لجنة من أعضائه ضمت أحمد بك إبراهيم والشيخين "إبراهيم حمروش" و "محمد الخضر الحسين" لدراسة الكتاب، فأشادت بالعمل والجهد المبذول فيه، وانتهى الأمر باعتذار المجمع عن نشر الكتاب، محتجًا بأن العمل أدخل في باب السنة منه في باب اللغة، ويشاء الله أن لا يُطبع الكتاب في حياة مؤلفه وظل حبيس الأدراج، حتى نشر بعد وفاته بفترة طويلة سنة (1412هـ = 1991م) .(1/319)
المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم
وكما دخل "محمد فؤاد عبد الباقي" ميدان فهرسة السنة النبوية من باب الترجمة دخل أيضًا ميدان فهرسة ألفاظ القرآن الكريم من الباب نفسه، فقد ترجم كتاب "تفصيل آيات القرآن الكريم" لجول لا بوم عن الفرنسية، ونشره سنة (1353هـ = 1934م) ، لكنه لم يكن كافيًا لسد الغرض، فرغب في وضع معجم دقيق لألفاظ القرآن يعين الباحثين في الوصول إلى أي آية كريمة في القرآن إذا استعان بكلمة منها، وتطلب منه ذلك أن يُفرغ كل الكلمات الواردة في القرآن الكريم، ويرتبها حسب حروف المعجم، مع الأخذ في الاعتبار ردها إلى أصولها اللغوية.
وقد بذل المؤلف جهدًا مشكورًا في وضع كتابه، مستعينًا بكتابه "نجوم القرآن في أطراف القرآن" للمستشرق الألماني فلوجل، الذي طبع لأول مرة سنة (1258هـ= 1842م) ، مراجعًا ما يجمعه على معاجم اللغة وتفاسير الأئمة اللغويين، عارضًا ما يجمعه على الثقات من أصدقائه من علماء اللغة، حتى إذا اطمأن إلى عمله دفعة إلى دار الكتب المصرية، فأجازت نشره بعد أن شكلت لجنة لذلك، فخرج في أحسن صورة وأبهى حلة.
وجاء عمله مكتملاً، لم يستدرك عليه أحد من العلماء سقطًا في معجمه، من فرط مبالغته في المراجعة وحرصه الدائب على الدقة، وشاء الله أن يكون هذا المعجم خاليًا من الخطأ؛ لأنه يقوم على كتابه، ويعين الباحثين في الوصول إلى آية، وقد تلقت الأمة هذا العمل بالقبول، ورزقه الله الذيوع، فلم تخل منه مكتبة لعظم فائدته.
حياة صائم الدهر
ولم يكن لمثل هذه الأعمال العظيمة أن ترى النور لو لم يكن وراءها صبر شديد، وعزيمة قوية، ودقة متناهية، وحياة منضبطة، وتوحيد للهدف، وتجرد وإخلاص، وهكذا كانت حياة الرجل، وأترك لابنة أخيه الكاتبة الأديبة اللامعة نعمات أحمد تصور حياة عمها بقولها:
"وحياة الرجل الخاصة تدخل في باب الغرائب، فنحن نسميه صائم الدهر، فكان يصوم الدهر كله لا يفطر فيه إلا يومين اثنين هما أول أيام عيد الفطر، وأول أيام عيد الأضحى، وطعامه نباتي، وكان يصوم بغير سحور.. أي أنه يتناول وجبه واحدة كل 24 ساعة، وكان محافظًا في كل شيء، فزيه يتكون من البدلة الكاملة صيفًا وشتاءً.. وكان زاهدًا في الاجتماعات والتعارف، يفسر هذا وكأنه يعتذر: إن التعرف إلى الناس، تقوم تبعًا له حقوق لهم والتزامات واجبة الرعاية والوفاء، وليس عندي وقت لهذا، ولا أنا أطيق التقصير فيه لو لزمتني".
أطال الله في عمر محمد فؤاد عبد الباقي حتى بلغ العقد التاسع، لكنه ظل متمتعًا بصحة موفورة، ونشاط لا يعرف الكلل، وحياة منتظمه أعانته في إنتاج الأعمال التي يحتاج إنجازها إلى فريق من الباحثين، وبارك الله فيما كتب، فانتشرت كتبه شرقًا وغربًا، وعم الانتفاع بها، وظل يؤدي رسالته حتى لقي ربه في سنة (1388 هـ = 1967م) .
مصادر الترجمة:
نعمات أحمد فؤاد – محمد فؤاد عبد الباقي صاحب فهارس القرآن والحديث – مجلة العربي – العدد (118) – السنة 1968م.
خير الدين الزركلي – الإعلام – دار العلم للملايين – بيروت – 1986م.
مجمع اللغة العربية – محاضر الجلسات في الدورة العاشرة (1943 – 1944م) – القاهرة 1970.
فنسنك – مقدمته للمعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي – ليدن – 1936م.(1/320)
نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية
لفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين بن الحاج نوح الألباني
رحمه الله تعالى
نشأته
* ولد الشيخ محمد ناصر الدين بن الحاج نوح الألباني عام 1333 هـ الموافق 1914 م في مدينة أشقودرة عاصمة دولة ألبانيا - حينئذ - عن أسرة فقيرة متدينة يغلب عليها الطابق العلمي، فكان والده مرجعاً للناس يعلمهم ويرشدهم.
* هاجر صاحب الترجمة بصحبة والده إلى دمشق الشام للأقامة الدائمة فيها بعد أن انحرف أحمد زاغو (ملك ألبانيا) ببلاده نحو الحضارة الغربية العلمانية.
* أتم العلامة الألباني دراسته الإبتدائية في مدرسة الإسعاف الخيري في دمشق بتفوق.
* نظراً لرأي والده الخاص في المدارس النظامية من الناحية الدينية، فقد قرر عدم إكمال الدراسة النظامية ووضع له منهجاً علمياً مركزاً قام من خلاله بتعليمه القرآن الكريم، والتجويد، والنحو والصرف، وفقه المذهب الحنفي، وقد ختم الألباني على يد والده حفظ القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم، كما درس على الشيخ سعيد البرهاني مراقي الفلاح في الفقه الحنفي وبعض كتب اللغة والبلاغة، هذا في الوقت الذي حرص فيه على حضور دروس وندوات العلامه بهجة البيطار.
* أخذ عن أبيه مهنة إصلاح الساعات فأجادهاحتى صار من أصحاب الشهره فيها، وأخذ يتكسب رزقه منها، وقد وفرت له هذه المهنه وقتاً جيداً للمطالعة والدراسة، وهيأت له هجرته للشام معرفة باللغة العربية والاطلاع على العلوم الشرعية من مصادرها الأصلية.
توجهه إلى علم الحديث واهتمامه به
على الرغم من توجيه والد الألباني المنهجي له بتقليد المذهب الحنفي وتحذيره الشديد من الاشتغال بعلم الحديث، فقد أخذ الألباني بالتوجه نحو علم الحديث وعلومه، فتعلم الحديث في نحو العشرين من عمره متأثراً بأبحاث مجلة المنار التي كان يصدرها الشيخ محمد رشيد رضا (رحمه الله) وكان أول عمل حديثي قام به هو نسخ كتاب " المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار" للحافظ العراقي (رحمه الله) مع التعليق عليه.
كان ذلك العمل فاتحة خير كبير على الشيخ الألباني حيث أصبح الاهتمام بالحديث وعلومه شغله الشاغل، فأصبح معروفاً بذلك في الأوساط العلمية بدمشق، حتى إن إدارة المكتبة الظاهرية بدمشق خصصت غرفة خاصة له ليقوم فيها بأبحاثه العلمية المفيدة، بالإضافة إلى منحه نسخة من مفتاح المكتبة حيث يدخلها وقت ما شاء، أما عن التأليف والتصنيف، فقد ابتدأهما في العقد الثاني من عمره، وكان أول مؤلفاته الفقهية المبنية على معرفة الدليل والفقه المقارن كتاب " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " وهو مطبوع مراراً، ومن أوائل تخاريجه الحديثية المنهجية أيضاً كتاب " الروض النضير في ترتيب وتخريج معجم الطبراني الصغير" ولا يزال مخطوطاً.
كان لإشتغال الشيخ الألباني بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أثره البالغ في التوجه السلفي للشيخ، وقد زاد تشبثه وثباته على هذا المنهج مطالعته لكتب شيخ الإسلام ابن تيميه وتلميذه ابن القيم وغيرهما من أعلام المدرسة السلفية.
حمل الشيخ الألباني راية الدعوة إلى التوحيد والسنة في سوريا حيث زار الكثير من مشايخ دمشق وجرت بينه وبينهم مناقشات حول مسائل التوحيد والإتباع والتعصب المذهبي والبدع، فلقي الشيخ لذلك المعارضة الشديدة من كثير من متعصبي المذاهب ومشايخ الصوفية والخرافيين والمبتدعة، فكانوا يثيرون عليه العامة والغوغاء ويشيعون عنه بأنه "وهابي ضال" ويحذرون الناس منه، هذا في الوقت الذي وافقه على دعوته أفاضل العلماء المعروفين بالعلم والدين في دمشق، والذين حضوه على الاستمرار قدماً في دعوته ومنهم، العلامة بهجت البيطار، الشيخ عبد الفتاح الإمام رئيس جمعية الشبان المسلمين في سوريا، الشيخ توفيق البزرة، وغيرهم من أهل الفضل والصلاح (رحمهم الله) .
نشاط الشيخ الألباني الدعوي
نشط الشيخ في دعوته من خلال:
أ) دروسه العلمية التي كان يعقدها مرتين كل أسبوع حيث يحضرها طلبة العلم وبعض أساتذة الجامعات ومن الكتب التي كان يدرسها في حلقات علمية:
- فتح المجيد لعبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب.
- الروضة الندية شرح الدرر البهية للشوكاني شرح صديق حسن خان.
- أصول الفقه لعبد الوهاب خلاف.
- الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث لابن كثير شرح احمد شاكر.
- منهاج الإسلام في الحكم لمحمد أسد.
- فقه السنه لسيد سابق.
ب) رحلاته الشهريه المنتظمة التي بدأت بأسبوع واحد من كل شهر ثم زادت مدتها حيث كان يقوم فيها بزيارة المحافظات السورية المختلفه، بالإضافة إلى بعض المناطق في المملكة الأردنية قبل استقراره فيها مؤخراً، هذا الأمر دفع بعض المناوئين لدعوة الألباني إلى الوشاية به عند الحاكم مما أدى إلى سجنه.
صبره على الأذى.... وهجرته
في أوائل 1960م كان الشيخ يقع تحت مرصد الحكومة السوريه، مع العلم أنه كان بعيداً عن السياسة، وقد سبب ذلك نوعاً من الإعاقة له. فقد تعرض للإعتقال مرتين، الأولى كانت قبل 67 حيث اعتقل لمدة شهر في قلعة دمشق وهي نفس القلعة التي اعتقل فيها شيخ الاسلام (ابن تيمية) ، وعندما قامت حرب 67 رأت الحكومة أن تفرج عن جميع المعتقلين السياسيين.
لكن بعدما اشتدت الحرب عاد الشيخ إلى المعتقل مرة ثانية، ولكن هذه المرة ليس في سجن القلعة، بل في سجن الحسكة شمال شرق دمشق، وقد قضى فيه الشيخ ثمانية أشهر، وخلال هذه الفترة حقق مختصر صحيح مسلم للحافظ المنذري واجتمع مع شخصيات كبيرة في المعتقل.
أعمال ... انجازات ... جوائز
لقد كان للشيخ جهود علمية وخدمات عديدة منها:
1) كان شيخنا- رحمه الله - يحضر ندوات العلامة الشيخ محمد بهجت البيطار - رحمه الله - مع بعض أساتذة المجمع العلمي بدمشق، منهم عز الدين التنوحي- رحمه الله - إذ كانوا يقرؤن "الحماسة" لأبي تمام.
2) اختارته كلية الشريعة في جامعة دمشق ليقوم بتخريج أحاديث البيوع الخاصة بموسوعة الفقه الإسلامي، التي عزمت الجامعة على إصدارها عام 1955 م.
3) اختير عضواً في لجنة الحديث، التي شكلت في عهد الوحدة بين مصر وسوريا، للإشراف على نشر كتب السنة وتحقيقها.
4) طلبت إليه الجامعة السلفية في بنارس "الهند" أن يتولى مشيخة الحديث، فاعتذر عن ذلك لصعوبة اصطحاب الأهل والأولاد بسبب الحرب بين الهند وباكستان آنذاك.
5) طلب إليه معالي وزير المعارف في المملكة العربية السعودية الشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ عام 1388 هـ، أن يتولى الإشراف على قسم الدراسات الإسلامية العليا في جامعة مكة، وقد حالت الظروف دون تحقيق ذلك.
6) اخير عضواً للمجلس الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من عام 1395 هـ إلى 1398 هـ.
7) لبى دعوة من اتحاد الطلبة المسلمين في أسبانيا، وألقى محاضرة مهمة طبعة فيما بعد بعنوان " الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام"
8) زار قطر وألقى فيها محاضرة بعنوان"منزلة السنة في الإسلام".
9) انتدب من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء للدعوة في مصر والمغرب وبريطانيا للدعوة إلى التوحيد والاعتصام بالكتاب والسنة والمنهج الإسلامي الحق.
10) دعي إلى عدة مؤتمرات، حضر بعضها واعتذر عن كثير بسبب أشغالاته العلمية الكثيرة.
11) زار الكويت والإمارات وألقى فيهما محاضرات عديدة، وزار أيضا عدداً من دول أوروبا، والتقى فيها بالجاليات الإسلامية والطلبة المسلمين، وألقى دروساً علمية مفيدة.
12) للشيخ مؤلفات عظيمة وتحقيقات قيمة، ربة على المئة، وترجم كثير منها إلى لغات مختلفة، وطبع أكثرها طبعات متعددة ومن أبرزها، إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، وسلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة، وصفة صلاة النبي من التكبير إلى التسليم كأنك تراها.
13) ولقد كانت قررت لجنة الإختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية من منح الجائزة عام 1419هـ / 1999م، وموضوعها " الجهود العلمية التي عنيت بالحديث النبوي تحقيقاً وتخريجاً ودراسة" لفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني السوري الجنسية، تقديراً لجهوده القيمة في خدمة الحديث النبوي تخريجاً وتحقيقاً ودراسة وذلك في كتبه التي تربو على المئة.
قالوا عن الشيخ
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ما رأيت تحت أديم السماء عالماً بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني، وسئل سماحته عن حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "ان الله يبعث لهذه الأمه على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" فسئل من مجدد هذا القرن، فقال -رحمه الله-: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني هو مجدد هذا العصر في ظني والله أعلم
فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد لقد كان رحمه الله من العلماء الأفذاذ الذين أفنوا أعمارهم في خدمة السنة والتأليف فيها والدعوة إلى الله عز وجل ونصرة العقيدة السلفية ومحاربة البدعة، والذب عن سنة الرسول- صلى الله عليه وسلم- وهو من العلماء المتميزين، وقد شهد تميزه الخاصة والعامة. ولاشك أن فقد مثل هذا العالم من المصائب الكبار التي تحل بالمسلمين. فجزاه الله خيراً على ما قدم من جهود عظيمة خير الجزاء وأسكنه فسيح جناته
العلامة محمد بن صالح العثيمين فالذي عرفته عن الشيخ من خلال اجتماعي به وهو قليل، أنه حريص جداً على العمل بالسنة، ومحاربة البدعة، سواء كان في العقيدة أم في العمل، أما من خلال قراءتي لمؤلفاته فقد عرفت عنه ذلك، وأنه ذو علم جم في الحديث، رواية ودراية، وأن الله تعالى قد نفع فيما كتبه كثيراً من الناس، من حيث العلم ومن حيث المنهاج والاتجاه إلىعلم الحديث، وهذه ثمرة كبيرة للمسلمين ولله الحمد، أما من حيث التحقيقات العلمية الحديثية فناهيك به.
العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي يقول الشيخ عبد العزيز الهده: "ان العلامه الشنقيطي يجل الشيخ الألباني إجلالاً غريباً، حتى إذا رآه ماراً وهو في درسه في الحرم المدني يقطع درسه قائماً ومسلماً عليه إجلالاً له"
الشيخ عبد الله العبيلان أعزي نفسي وإخواني المسلمين في جميع أقطار الأرض بوفاة الإمام العلامة المحقق الزاهد الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، وفي الحقيقة الكلمات تعجز أن تتحدث عن الرجل، ولو لم يكن من مناقبه إلا أنه نشأ في بيئة لا تعد بيئة سلفية، ومع ذلك صار من أكبر الدعاة إلى الدعوة السلفية والعمل بالسنة والتحذير من البدع لكان كافياً، حتى أن شيخنا عبد الله الدويش والذي يعد من الحفاظ النادرين في هذا العصر وقد توفي في سن مبكرة، يقول رحمه الله: منذ قرون ما رأينا مثل الشيخ ناصر كثرة إنتاج وجودة في التحقيق، ومن بعد السيوطي إلى وقتنا هذا لم يأت من حقق علم الحديث بهذه الكثرة والدقة مثل الشيخ ناصر.
وصية العلامة الألباني لعموم المسلمين
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله.. وبعد
فوصيتي لكل مسلم على وجه الأرض وبخاصة إخواننا الذين يشاركوننا في الإنتماء إلى الدعوة المباركة دعوة الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح.
أوصيهم ونفسي بتقوى الله تبارك وتعالى أولاً، ثم بالإستزادة بالعلم النافع، كما قال تعالى (واتقوا الله ويعلمكم الله) وأن يعرفوا عملهم الصالح الذي هو عندنا جميعاً لا يخرج عن كونه كتاب وسنة، وعلى منهج السلف الصالح، وأن يقرنوا مع عملهم هذا والاستزادة منه ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا العمل بهذا العلم، حتى لا يكون حجة عليهم، وإنما يكون حجة لهم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ثم أحذرهم من مشاركة الكثير ممن خرجوا عن المنهج السلفي بأمور كثيرة.. وكثيرة جداً، يجمعها كلمة "الخروج" على المسلمين وعلى جماعتهم، وإنما نأمرهم بأن يكونوا كما قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح:" وكونوا عباد الله إخواناً كما أمركم الله تبارك وتعالى" وعلينا - كما قلت في جلسة سابقة وأعيد ذلك مرة أخرى- وفي الإعادة إفادة، وعلينا أن نترفق في دعوتنا المخالفين إليها، وأن تكون مع قوله تبارك وتعالى دائما وأبداً: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وأول من يستحق أن نستعمل معه هذه الحكمة هو من كان أشد خصومة لنا في مبدئنا وفي عقيدتنا، حتى لا نجمع بين ثقل دعوة الحق التي امتن الله عز وجل بها علينا وبين ثقل أسلوب الدعوة إلى الله عز وجل، فأرجو من إخواننا جميعاً في كل بلاد الإسلام أن يتأدبوا بهذه الآداب الإسلامية، ثم أن يبتغوا من وراء ذلك وجه الله عز وجل، لا يريدون جزاءً ولا شكوراً.
آخر وصية للعلامة المحدث
أوصي زوجتي وأولادي وأصدقائي وكل محب لي إذا بلغه وفاتي أن يدعو لي بالمغفرة والرحمة - أولاً- وألا يبكون علي نياحة أو بصوت مرتفع.
وثانياً: أن يعجلوا بدفني، ولا يخبروا من أقاربي وإخواني إلا بقدر ما يحصل بهم واجب تجهيزي، وأن يتولى غسلي (عزت خضر أبو عبد الله) جاري وصديقي المخلص، ومن يختاره - هو- لإعانته على ذلك.
وثالثاً: أختار الدفن في أقرب مكان، لكي لا يضطر من يحمل جنازتي إلى وضعها في السيارة، وبالتالي يركب المشيعون سياراتهم، وأن يكون القبر في مقبره قديمة يغلب على الظن أنها سوف لا تنبش ...
وعلى من كان في البلد الذي أموت فيه ألا يخبروا من كان خارجها من أولادي - فضلاً عن غيرهم- إلا بعد تشييعي، حتى لا تتغلب العواطف، وتعمل عملها، فيكون ذلك سبباً لتأخير جنازتي.
سائلاً المولى أن ألقاه وقد غفر لي ذنوبي ما قدمت وما أخرت..
وأوصي بمكتبتي- كلها- سواء ما كان منها مطبوعاً، أو تصويراً، أو مخطوطاً- بخطي أو بخط غيري- لمكتبة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، لأن لي فيها ذكريات حسنة في الدعوة للكتاب والسنة، وعلى منهج السلف الصالح -يوم كنت مدرساً فيها-.
راجياً من الله تعالى أن ينفع بها روادها، كما نفع بصاحبها -يومئذ- طلابها، وأن ينفعني بهم وبإخلاصهم ودعواتهم.
(رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين) .
27 جمادى الأول 1410 هـ
وفاته
توفي العلامة الألباني قبيل يوم السبت في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة 1420هـ، الموافق الثاني من أكتوبر 1999م، ودفن بعد صلاة العشاء.
وقد عجل بدفن الشيخ لأمرين أثنين:
الأول: تنفيذ وصيته كما أمر.
الثاني: الأيام التي مر بها موت الشيخ رحمه الله والتي تلت هذه الأيام كانت شديدة الحرارة، فخشي أنه لو تأخر بدفنه أن يقع بعض الأضرار أو المفاسد على الناس الذين يأتون لتشييع جنازته رحمه الله فلذلك أوثر أن يكون دفنه سريعاً.
بالرغم من عدم إعلام أحد عن وفاة الشيخ إلا المقربين منهم حتى يعينوا على تجهيزه ودفنه، بالإضافه إلى قصر الفترة ما بين وفات الشيخ وتدفنه، إلا أن آلاف المصلين قد حضروا صلاة جنازته حيث تداعى الناس بأن يعلم كل منهم أخاه.
http://www.albani.org/Arabic/about.htm
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/321)
الشيخ محمد نبهان بن حسين بن محمد بن أحمد بن عمر مصري قجو.
ومصري، نسبة إلى جده السادس الذي قدم من مصر (الفيوم) ، واستوطن في مدينة حماة.
وكان والده مزارعاً كبيراً يزرع القطن في مساحات شاسعة شمالي شرق سورية، وهو الذي حرص على تعليم الشيخ العلم الشرعي ولاسيما القرآن الكريم والقراءات. ا
مولده ونشأته:
ولد الشيخ في حماة في سوريا في (25 / 02 / 1363هـ) ، الخامس والعشرين من شهر صفر، عام ثلاثة وستين وثلاثمائة وألف من الهجرة.
الموافق (20 / 03 / 1944م) ، عشرين من شهر مارس آذار عام أربعة وأربعين وتسعمائة وألف من الميلاد.
وللشيخ -حفظه الله- قصة طريفة تتعلق بنشأته في صغره، فعندما أراد والده أن يعلمه القرآن، كان نفوره من ذلك نفوراً شديداً، لأنه كان يعتقد أن القرآن إنما يقرأ في المآتم وعلى القبور في أيام الأعياد فقط، وأن من يتعلم القرآن فإن تلك هي وظيفته، حتى وصل به الأمر أنه فكر في الانتحار للتخلص من ضغط والده عليه، ولكن منّ الله عليه بالفهم الصحيح لحقيقة القرآن وفضل تعلمه وتعليمه.
يقول الشيخ -حفظه الله- وهو يحكي عن نفسه هذه القصة: (كان والدي يجبرني على حفظ القرآن, وكنت أرفض بسبب اعتقادي أن من يحفظ القرآن يجب أن تكون مهنته اتباع الجنائز, لأني عشت في محيط جميع حفاظه يتبعون الجنائز حتى يعيشوا هم وأولادهم على ذلك, ومن هذا الباب كنت أرفض حفظ القرآن حتى لا تكون هذه المهنة مهنتي، ولكن والدي وعدني بأن لا يجعلني أمتهن هذه المهنة, ولما أصررت على رفضي قاطعني والدي وأرسل إلي مع والدتي بأنه لن يكلمني إلا إذا أردت حفظ القرآن, فرضخت لطلبه وأتاني بشيخ إلى البيت يقرأني القرآن، ثم شيخ آخر، ثم الشيخ محمد الزول ومن بعده الشيخ محمد القواص, ورأيت في الشيخ محمد القواص ما يشجعني باعتباره كان أبياً عفيفاً عزيزاً, وكانوا إذا أرادوه للقراءة أخذوه وأعادوه بسيارتهم, فأحسست بعزة حملة القرآن) .
حياته العلمية: ا
التحق الشيخ منذ صغره بالمدارس النظامية، فاجتاز المرحلة الابتدائية والإعدادية، ثم شاء الله وكف بصره وهو في السابعة عشرة من عمره, ثم حفظ القرآن الكريم وهو كفيف البصر، ثم التحق بمعهد دار الحفاظ والدراسات القرآنية في حماة، فحفظ المقدمة الجزرية، والشاطبية، والدرة, ثم تلقى القراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة, ثم تخرج من المعهد المذكور.
وبعدما تخرج من المعهد عين مدرساً ونائباً للمدير في المعهد المذكور.
ودرس كذلك الفقه الحنفي، والشافعي, والنحو والعربية والفرائض وغيرها من العلوم.
ثم ارتحل إلى الديار المقدسة واستقر في مكة المكرمة، وكان ذلك في عام 1401هـ إحدى وأربعمائة وألف من الهجرة، الموافق 1981م إحدى وثمانين وتسعمائة وألف من الميلاد, وما أن استقر بمكة المكرمة حتى عين مدرساً للقرآن والقراءات في جامعة أم القرى.
ولا يزال الشيخ -يحفظه الله- يقوم بتدريس القرآن الكريم والقراءات والعلوم الشرعية والعربية في الجامعة وخارجها, أطال الله في عمره وأحسن عمله.
برنامجه اليومي: ا
بالنسبة لأيام الإجازة: يستقبل القراء من بعد صلاة الفجر إلى أذان الظهر - ومن بعد صلاة العصر إلى ما بعد صلاة العشاء. ا
وفي غير الإجازة: من بعد صلاة الفجر حتى قبيل الثامنة من السبت وحتى الأربعاء، يستقبل القراء، ومن ثم يذهب إلى الجامعة، وفي أوقات فراغه في أيام العمل حيث كان يتحينها، يذهب إلى جمعية تحفيظ القرآن الكريم، والثانوية الأولى للبنات. بالإضافة إلى عمله في جامع الأميرة فهيدة بالعزيزية الجنوبية، (حلقة الشاطبي للقراءآت العشر) ، وذلك في أيام السبت، والإثنين، والأربعاء. ا
يوم الخميس: من الثامنة حتى ما بعد العشاء تكون الحلقات منعقدة في بيته حتى بعد رجوعه من مسجد الدكتور عبد الودود يجد من ينتظرنه في البيت. ا
يوم الجمعة: يتخلله دروس للبعض حيث يخصصه لبعض القراء ممن لم يتمكنوا من الحضور خلال الأسبوع. ا
شيوخه
الشيخ محمد القواص, حفظ على يديه القرآن الكريم.
الشيخ سعيد العبد الله المحمد, قرأ علية القرآن الكريم بالقراءات العشر من طريق الشاطبية وختمة أخرى بالقراءات الثلاث المتممة للعشر من طريق الدرة وأجازه في ذالك كله.
الشيخ زاكي الدندشي, درس عليه الفقه الحنفي, وقرأ عليه حاشية ابن عابدين وحاشية الطحاوي وأجازه بالفقه الحنفي.
الشيخ سعيد النعسان, مفتي مدينة حماة, أخذ عنه علم الفرائض.
الشيخ علي عثمان آغا، تلقى عنه النحو والعربية وكتاب اللباب شرح الكتاب في الفقه الحنفي, والدروس النحوية في النحو لحفني ناصف, وغيرها.
الشيخ خالد الشقفة, درس عليه الفقه الشافعي, وقرأ عليه كتابه ((دراسات فقهيه)) .
تلاميذه
لقد تتلمذ على الشيخ خلق كثير نذكر من أبرزهم ممن قرؤوا عليه القراءات العشر: ا
محمد محمود حوى. ا
حسن عبد الحميد عبد الكريم بخاري. ا
زكريا بلال أحمد منيار. ا
عادل الكلباني, الإمام المعروف بمدينة الرياض, قرأ عليه القرآن الكريم بقراءة الإمام عاصم بروايته شعبه وحفص. ا
سعيد باحبيل, قرأ عليه ختمة برواية حفص عن عاصم, وختمه أخرى برواية شعبة عن عاصم, وقرأ عليه منظومة الشاطبية في القراءات السبع, مع شرح وتوضيح المترجم, ثم قرأ القراءات السبع بمضمونها. ا
بلال غلام بخش, قرأ عليه القرآن بقراءة الإمام عاصم بروايتيه. ا
أمامة بنت محمد أورفلي, قرأت عليه القراءات السبع من الشاطبية. ا
مها بنت سلامة سيد علي، أجيزت في المذكرة وقرأت بقراءة عاصم، وأجيزت في القراءات السبع من الشاطبية. ا
إلهام بنت محمد سعيد دلال, أجيزت في المذكرة وقرأت بقراءة عاصم، وأجيزت في القراءات السبع من الشاطبية. ا
ليلى بنت عبد الرحمن بامشعب العمودي , أجيزت في المذكرة وقرأت بقراءة عاصم، وأجيزت في القراءات السبع من الشاطبية. ا
عبير بنت أبو بكر الخطيب, أجيزت في المذكرة وقرأت بقراءة عاصم. ا
سلامة بنت أحمد جبران, قرأت عليه ختمة برواية حفص عن عاصم, وختمة أخرى بقراءة الإمام بن كثير بروايتيه, وختمة ثالثة بالقراءات السبع من الشاطبية. ا
بعض ما كتب عنه ...
ولقد كان الشيخ: محمد نبهان مصري وأستاذه سعيد العبد الله من الدرر التي نثرتها كنانة حماة، المدينة المجاهدة الصابرة, مدينة العلماء وحفاظ القرآن ومقرئيه.
وكان من نصيب مكة المكرمة وهي أولى بهما, فهي مهبط الوحي, وامتداد لهذا الرعيل المبارك ممن تلقوا القرآن غضاً طرياً على سنة مشايخهم من الحفاظ إلى رسول الله e.
ولئن كانت العلوم الأخرى تحصل بالجهد والمشقة الفردية، فإن قراءة كتاب الله عز وجل لا تحصل إلا بالتلقي عن الحفظة والمقرئين والعلماء الذين تلقوا عن أسلافهم الأتقياء الصالحين, ولئن كان للرسم العثماني في كتابة القرآن مزايا وأغراض كثيرة فإن أهمها (حمل الناس على أن يتلقوا القرآن من صدور ثقات الرجال, ولا يأخذوه عن هذا الرسم الذي جاء غير مطابق للنطق الصحيح في الجملة, وينضوي تحت هذه الفائدة مزيتان:
الأولى: التوثق من ألفاظ القرآن وطريقة أدائه وحسن ترتيله وتجويده, فإن ذلك لا يمكن أن يعرف على وجه اليقين من المصحف, مهما تكن قاعدة رسمه, واصطلاح كتابته, فقد تخطيء المطبعة في الطبع, وقد يخفى على القارئ بعض أحكام تجويده, كالقلقلة والإظهار والإخفاء والإدغام, والروم والإشمام ونحوها, فضلاً عن خفاء تطبيقها, ولهذا قرر العلماء: أنه لا يجوز التعويل على المصاحف وحدها بل لابد من التثبت في الأداء والقراءة، والأخذ عن حافظ ثقة, وإن كنت في شك فقل لي بربك, هل يستطيع المصحف لوحده -بأي رسم يكون- أن يدل قارئاً, أياً كان على النطق الصحيح بفواتح السور الكريمة, مثل: (كهيعص, حم, عسق, طسم) ومن هذا الباب الروم والإشمام في قوله سبحانه: (مالك لا تأمنا على يوسف) من كلمت لا تأمنا.
الثانية: اتصال السند برسول اللهe, وتلك خاصية من خواص هذه الأمة الإسلامية، امتازت به عن سائر الأمم.
ومن هنا كانت محنة الشيخين - حفظهما الله - وإخوتهم والكثير في هجرتهم من بلادهم خيراً, ومنحة استفاد منها طلاب العلم ورواده: القراءة الصحيحة والحفظ المتقن, والقراءات المروية عن رسولنا الكريم e بلسان الوحي متمثلين بقوله تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) ، وقول رسولنا الكريم e عن معاوية رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله e يقول: (لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم, حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس) .
1- إنني إذا أنوه بفضل مشايخنا وعلمائنا, فإنني أؤكد حقيقة لا نتذكرها إلا عندما نفقد هؤلاء الأعلام أطال الله في أعمارهم فننساهم أحياء وعند فقدهم نقيم عليهم مأتماً وعويلا. والجدير بنا أن نكرمهم في حياتهم, وان ننشر علمهم وفضلهم, وخاصة أننا نرى يد المنون تتخطف علماء أفاضل أمثال: (بن باز, والطنطاوي, والزرقا, والمجذوب, والعرقسوسي, وعطية, والقطان ... ) وغيرهم كثير.
2- إننا نفقد هذه الأيام الأسوة الحسنة, والمثال الرائد, الذي نطالب الأجيال أن تتأسى به, وتسير على نهجه, وتقتبس من علمه وفضله, فحري بنا أن نتخذهم أسوة وقدوة ونعرف الأبناء فضلهم ومكانتهم.
3- إن في سيرة حياتهم, وعلومهم, وطريقة تعليمهم, وما كتبوا من كتب نبراساً يحتذى, وطريقاً يتبع خاصة أنهم حرموا نعمة البصر, فأبدلهم الله بها نور البصيرة والهدى والمعرفة.
وإنها لمناسبة جميلة أن أذكر بفضل شيخنا -حفظه الله-, من دأبٍ على العلم ومتابعته له, وصبر على التلاميذ ورعاية لهم, والسؤال عن أحوالهم, وتقديم مايستطيع من عون ومساعدة لهم, وتجمله بالخلق الحسن دماثة, وملاطفة, ومحاسنة, وسعة صدر, ومقدرة على المتابعة, والتحمل: فما إن تنتشر أنوار الفجر بين جبال مكة وفجاجها, حيث ينبعث صوت القرآن في منزل الشيخ يفوح عطراً وينتشر أريجاً, ويعبق به المكان فتحل السكينة, وتصفو النفوس, وتسمو الأرواح.
فالطلاب يتتابعون في قراءاتهم كلٌ بدوره، فهذا يقرأ بحفص, وذاك لورش, والثالث لقالون, فيطلب من هذا مراعاة المد, أو الغنة, أو الإدغام. وقد يشرح فكرة أو يقف عند كلمة. فهذا ديدنه من شروق الشمس إلى الظهيرة, ومن العصر إلى ما بعد العشاء. فرادى وجماعات, شيبا ًوشباباً, نساءً ورجالاً, كلٌ بدوره وكلٌ بوقته, فجزاك الله يا شيخنا خير الجزاء, فإن كنت قد حرمت من نعمة البصر فقد عوضك الله نور البصيرة ومن عليك بنور القرآن فكنت هادياً مهدياً. ولم يمنع الشيخ متابعة طلابه ومريديه من التأليف والكتابة فصدر له عدة كتب وجميعها في أصول التجويد والقراءات.
بعض وصايا الشيخ: ا
أسأل الحافظين والحافظات الذين اختارهم الله لكتابه إفراداً أو جماعات أن يحافظوا على هديتهم الربانية التي خصهم الله بها من سائر الناس، وأن عليهم أن يتمسكوا بهذا الكتاب ويمثلونه بأنفسهم، وعلى حياتهم قولاً وفعلاً، ومعاملة وخلقاً، اقتداءاً برسول الله e حتى يتصور الناس إذا رأوهم أنهم قرآنا يمشي على الأرض.
ونذكرهم بأن الله اصطفاهم من هذه الأمة، فليحفظوا اصطفاءهم وأنهم من أهل الله وخاصته فليحمدوا الله على ذلك.
وصلى الله على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
http://www.quraat.com/about_me7.html
-------------------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/322)
الشيخ محمد بن الشيخ عبد الرحمن آل إسماعيل
مدير الشؤون الإسلامية والأوقاف بالأحساء
اسمة ونشأته:
هو الشيخ محمد بن الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ حسين بن إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل المزني المدني من آل درع من الصعاقرة , خرج جده كما خرج الكثيرين من حرب وغيرهم بأسباب الحروب والفتن من المدينة المنورة الى نجد والبصرة والأحساء واستقروا في الأحساء ولا يزالون.
ولد في الأحساء في حي النعاثل عام 1372هـ, وتربى على يد والده الشيخ عبد الرحمن الذي كان رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ,حيث صرفه عن اللهوا منذ الصغر ,وعلمه مجالسة الكبار كالامراء والعلماء من أهل الحنكة والتجربة , ورسخ فيه والده احترام العادات والتقاليد الفاضلة , والإلتزام بالأعراف , فعوده على لبس البشت منذ الطفولة والزمه بلبسه اينما ذهب حتى في الدراسة الإبتدائية, ولوالده معرفة تامة بالناس وصاحب فراسة صادقة.
دراستة:
درس الإبتدائية , ثم درس المعهد العلمي , وأخذ شهادة الليسانس من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 95-1396هـ من كلية الشريعة بالرياض قبل احداث التخصصات.
لديه شهادة علمية في الحديث ورجاله, وشهادة في الطب النبوي الشريف.
واستفاد من فحول العلماء الأجلاء في شتى التخصصات الشرعية والعلمية والأدبية ومهم:
1- سماحةالشيخ سليمان بن عبد الله الحماد المشتار بوزارة العدل سابقا رحمه الله.
2- سماحة الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري الباحث بدار الإفتاء سابقا رحمه الله.
3- سماحةالشيخ عبد الرحمن بن أبي بكر الملا رحمه الله.
4- سماحةالشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي المملكة العربية السعودية سابقا رحمه الله.
5- سماحة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد المشرف على الحرمين الشريفين سابقا رحمه الله.
6- سماحةالشيخ محمد بن ابي بكر الملا رحمه الله.
7- سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي المملكة سلمه الله.
8- سماحة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هئة كبار العلماء سلمه الله.
اعماله:
1- عمل محرر وباحث بمجلة البحوث الإسلامية.
2- باحثا داخليا بالبحوث العلمية بالأمانة العامة لهيئة كبار العلماء إضافة إلى ملازمته لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.
3- مدير شؤون الفتاوى في الامانة العامة لهيئة كبار العلماء.
4- مراقب مطبوعات.
5- داعية بمركز الدعوة والإرشاد بالأحساء.
6- مدير الشؤون الإسلامية والأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد بالأحساء ولا يزال.
مؤلفاته:
1- حاشية كتاب (آداب المشي إلى الصلاة) لشيخ محمد بن عبد الوهاب, الناشر مكتبة الرشد بالرياض.
2- حاشية (مختصر أبي القاسم الخرقي) الناشر مكتبة المعارف.
3- (إنجاز الوعد بذكر الإضافات والإستدراكات على من كتب عن علماء نجد) الناشر مكتب المعارف.
4- (اللآلئ البهية في كيفية الإستفادة من الكتب الحنبلية) الناشر مكتبة المعارف بالرياض.
5- (فتاوى ومسائل الشيخ سليمان بن علي بن مشرف) الناشر مكتبة المعارف بالرياض.
6- (تحقيق وتعليق على مسائل أبي بكر الغلام الخلال) الناشر مكتبة المعارف.
7- (الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وأثر مدرسته في النهضة العلمية والأدبية في البلاد السعودية) الطبهة الأولى الناشر ولد الشيخ سماحة الشيخ عبد العزيز , والطبعة الثانية دار البشائر بلبنان.
8- (تحقيق فائق الكساء في جواب عالم الحساء) الناشر دار عمار.
9- (شعراء العلماء بين يدي الملك عبد العزيز طيب الله ثراه) مطبعة الحسيني.
10- (تحقيق إجابة السائل على أهم المسائل في العقيدة) الناشر دار البشائر بلبنان.
11- (النهج الرشيد على القول السديد) الناشر مكتبة الرشد بالرياض.
12- (النقول الصريحة في شرح حديث الدين النصيحة) مخطوط.
13- (درر المعاني في تفسير السبع المثاني) مخطوط.
14- (حفز الهمة إلى معرفة مناقب الأربعة الأئمة مع ذكر الأصول التي قامت عليها مذاهبهم) مخطوط.
15- (شرح رسالة ابن تيمية إلى أهل الأحساء) مخطوط.
16- تعليق وتحقيق (كتاب الطب) للإمام ابن مفلح , مخطوط.
17- (المستدرك في الأنساب) مخطوط.
18- (الانتصار لأقوال الثقات في الحكام والسلاطين والولاة) مخطوط.
19- (فتح المعين في وجوب طاعة ولاة المسلمين) مخطوط.
20- (مختصر كتاب جامع العلم وفضله) مخطوط.
21- (السير الحثيث إلى معرفة مصطلح الحديث) مخطوط.
22- (المباحث الفرضية) مخطوط.
23- (قرة عين المسعد بحصر ما رواه أبو داود في سننه عن الإمام أحمد) مخطوط.
24- (الأجوبة الفقية الميسرة) مخطوط.
25- (تفسير جزء عم) مخطوط.
26- (حاشية على الروض المربع) مخطوط.
هذه مختصر ترجمة الشيخ نفعنا الله بعلمه سلمه الله من كل سوء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25688
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/323)
محمد بن تركي بن سليمان التركي
اللقب العلمي والوظيفة: أستاذ مساعد
السيرة الذاتية:
التخصص العام: الدراسات الإسلامية.
التخصص الدقيق: السنة النبوية وعلومها (الحديث) .
النتاج العلمي:
(1) كتاب الكبائر للبرديجي، ويليه الزيادات على الكبائر للضياء المقدسي، تحقيق ودراسة (دار أطلس للنشر والتوزيع 1426هـ.
(2) معرفة أصحاب شعبة، منشورات مركز البحوث بكلية التربية بجامعة الملك سعود 1425هـ.
(3) تمييز المهمل من السفيانين، ومعه: وسائل تمييز المهملين، دار أطلس للنشر والتوزيع 1426هـ.
(4) علل حديث أبي قتادة "إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين" دار أطلس للنشر والتوزيع 1426هـ.
(5) مجموع فيه: الأحاديث العيدية المسلسلة لأبي طاهر السلفي، علة الحديث المسلسل في يوم العيد للجرجاني، مسلسل العيدين للصيرفي، دراسة وتحقيق دار الوطن الرياض 1420هـ.
(6) كتاب الدعاء للحسين بن إسماعيل المحاملي المتوفى (330هـ) دراسة وتحقيق رسالة ماجستير من جامعة الملك سعود.
(7) تحقيق القسم الثالث من كتاب (العلل) لابن أبي حاتم الرازي، رسالة دكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
الرسائل الجامعية:
1- تحقيق كتاب الدعاء للحسين بن إسماعيل المحاميلي المتوفى (330هـ) [رسالة ماجستير]
2-تحقيق القسم الثالث من كتاب (العلل لابن أبي حاتم الرازي) [رسالة دكتوراه]
عنوان المراسلة:
alturki@ksu.edu.sa
_____________
المصدر: الملتقى العلمي / موقع الإسلام اليوم(1/324)
محمد متولي الشعراوي
الشيخ الإمام محمد متولي الشعراوي.
ولد الامام محمد متولي الشعراوي في 15-4-1911 بقرية دقادوس احدي مدن الدقهلية بجمهورية مصر العربية وكان والده يعمل بالزراعة.. وحفظ القرآن الكريم في العاشرة وجوده في الخامسة عشرة من عمره ودخل معهد الزقازيق الإبتدائي الأزهري ثم المعهد الثانوي.
شارك عندما كان طالبا بالازهر في ثورة مع الطلاب ضد الاحتلال وكان مطارداً من رجال المباحث بتهمة العيب في الذات الملكية بعد أن ألقي خطبة ضد الملك وتمتع الشيخ الشعراوي بطبيعة ثائرة في صباه ورغبة في الصياح في وجه الفساد، وعندما كان في معهد الزقازيق ترأس اتحاد الطلاب ولما تفجرت ثورة الأزهر 1934م خرج الشعراوي وأنشد بعض الأبيات التي اعتبرت عيبا في الذات الملكية فقبض عليه وهنا نروى على لسانه.. قال: (إنني كنت الوحيد الذي ظل طليقا لفترة طويلة فقد كان رجال الحكومة يأتون للقبض على ولكنهم كانوا يخطئونني ويقبضون على أناس غيري فاضطروا إلى القبض على أبي وأخي فسلمت نفسي إليهم وأخذوني إلى مأمور الزقازيق الذي اصطحبني إلى وكيل النيابة فقلت له أني لن أتكلم حتى يخرج المأمور ثم قلت:الحقيقة إنها مصيبة أمة التي يعمل فيها بوليس جاهل، يسوي بيننا وبين اللصوص.. وكان القاضي فيه وطنية تحكمه وكان يمد حبسنا كل أربعة أيام حتى حكم علينا بسجن شهر وكنا قد قضينا شهرا في السجن وبذلك أفرج عنا حتى جاءت حكومة مصطفى النحاس..
ذهب الشعراوي في رحلة للحج تابعة لأزهر وهو طالب عام 1938 م وتخرج في كلية اللغة العربية بالأزهر عام 1941 وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م.
عمل بالتدريس في معاهد: طنطا - الزقازيق - الإسكندرية ثم أعير إلى المملكة العربية السعودية وعمل بالمملكة العربية السعودية مدرساً بكلية الشريعة بجامعة الملك عبد العزيز آل سعود بمكة المكرمة.
عُين وكيلاً لمعهد طنطا الديني ثم مديراً للدعوة بوزارة الأوقاف عُين مفتشاً للعلوم العربية بالأزهر وعُين مديراً لمكتب شيخ الأزهر حسن مأمون ثم رئيساً لبعثة الأزهر بالجزائر وعُين أستاذاً زائراً بجامعة الملك عبد العزيز - بكلية الشريعة - بمكة المكرمة..
في يوليو عام 1975م. عُين مديراً عاماً لمكتب وزير شئون الأزهر وعُين بعد ذلك وكيلاً لوزارة شئون الأزهر للشئون الثقافية وأحيل للتقاعد في 15 أبريل عام 1976
منح في أغسطس عام 1976وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى بمناسبة بلوغه سن التقاعد وتفرغه للدعوة الإسلامية وعُين وزيراً للأوقاف وشئون الأزهر في وزارة السيد / ممدوح سالم وخرج من الوزارة في أكتوبر 1978 ثم عُين بمجمع البحوث الإسلامية عام 1980 وتفرغ للدعوة بعد ذلك، ورفض جميع المناصب السياسية أو التنفيذية التي عُرضت عليه..
سافر في رحلات كثيرة بغرض الدعوة إلى أمريكا وأوروبا واليابان وتركيا وعديد من الدول الإسلامية..
منح الدكتوراة الفخرية من جامعتي المنوفية والمنصورة عام 1990، كما نال وسام الاستحقاق من الطبقة الاولي عام 1976، كذلك اختير عضوا بمجلس رابطة العالم الاسلامي وممثلا لعلماء مصر عام 1986 وحصل على أول جائزة من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم عام 1998..
أمطر الشعراوي بسيل من الاعتراضات من قبل اليهود فقد شعروا في أقوال الشعراوي إهانة لهم وخاصة أنها كانت تعرض في التلفاز والراديو فقامت عندهم الدنيا ولم تقعد حيث صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي أن تفسير الآيات التي تعرضت لليهود من شأنه أن يعطل عملية السلام وقد كتبت الصحافة الأمريكية قائلة:" أسكتوا هذا الرجل " ولكني لن أسكت قالها الشعراوي دون تردد حتى إن وزير التعليم الإسرائيلي قد طالب بحذف الآيات القرآنية التي تعرضت لليهود وقال أحد المعلقين:"إن الشعراوي لن يغير الأسلوب الذي سلكه في التفسير والذي يطلق عليه (خواطر إيمانية) فأدى ذلك كله إلى إذاعة الشيخ لخواطره مرة واحدة أسبوعيا في التلفاز بدلا من أربع مرات..
توفى يوم 17 من أبريل عام 1998 بعد أن أثرى الشعراوي المكتبة الاسلامية بالعديد من المؤلفات ابرازها تفسير القران الكريم، كما أنه كان يعقد المؤتمرات والمحاضرات والندوات الدينية في كل عواصم العالم حاملا رسالة الاسلام وداعيا الي السلام..
بقي أن نذكر أشهر مؤلفاته وهي: المنتخب من تفسير القرآن الكريم، الأدلة المادية على وجود الله، معجزة القرآن.
_____________
بواسطة العضو السعيدي(1/325)
محمد أنور شاه الكشميري
الكاتب
تاج الدين الأزهري
ولادته ونشأته:
هو الفقيه المجتهد محمد أنور بن معظم شاه، ولد بكشمير سنة 1292هـ وقد
تربى على والديه تربية مثالية، ولذلك كان معروفًا بالتقوى وغض البصر واحترام
الأساتذة، كان يقول الشيخ مولانا القاري محمد طيب رحمه الله: كنا نتعلم السنن
النبوية من سيرة الشيخ أنور وكأن الأخلاق النبوية تجسدت في صورته [1] .
ودرس على والده الشيخ غلام رسول الهزاروي كتبًا في الفقه وأصوله ولما
بلغ السابعة عشرة من عمره سافر إلى ديوبند، والتحق بدار العلوم هناك وتخرج
منها سنة 1313هـ، وقد حصل على إجازة درس الحديث من شيخ السنة مولانا
رشيد أحمد الكنكوهي وشيخ الهند مولانا محمود الحسن رحمه الله، ويصل سنده إلى
الإمام الترمذي والشيخ ابن عابدين الحنفي.
قوة حافظته وطريقته في المطالعة:
كان الشيخ رحمه الله شديد الاستحضار قوي الحافظة، شغوفًا بالمطالعة، وقد
انتهى من مطالعة (عمدة القاري شرح صحيح البخاري) للحافظ العيني في شهر
رمضان المبارك وأراد بذلك أن يستعد لدراسة صحيح البخاري في العام الدراسي
المقبل الذي كان يبدأ في شهر شوال، وقد استوعب (فتح الباري شرح صحيح
البخاري) للحافظ ابن حجر مطالعة أثناء قراءته صحيح البخاري على شيخه مولانا
محمود الحسن رحمه الله [2] .
وكانت طريقته في المطالعة أنه إذا وقع في يده أي كتاب علمي مطبوعًا كان
أو مخطوطًا أن يأخذه ويطالعه من غير أن يترك شيئا منه، وهو أول عالم بين
علماء الهند طالع مسند الإمام أحمد بن حنبل المطبوع بمصر، فكان يطالع منه كل
يوم مائتي صفحة مع نقد أحاديثه وضبط أحكامه [3] .
مكانته العلمية:
كان الشيخ رحمه الله إمامًا في علوم القرآن والحديث، وحافظًا واعيًا لمذاهب
الأئمة مع إدراك الاختلاف بينهما، وقادرًا على اختيار ما يراه صوابًا، ولم يقتصر
في مطالعته على كتب علماء مدرسة بعينها - مع أنه كان حنفيًا - وإنما قرأ لعلماء
مدارس مختلفة لهم انتقادات شديدة فيما بينهم، مثل الحافظ ابن تيمية والحافظ ابن
القيم وابن دقيق العيد والحافظ ابن حجر رحمهم الله، وقد أحاط بكتب أهل الكتاب
من أسفار العهد الجديد والقديم، وطالع بالعبرية وجمع مئة بشارة من التوراة تتعلق
برسالة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-[4] .
رحلاته العلمية:
سافر الشيخ رحمه الله بعد تخرجه إلى عدة مدارس، ودرس هناك عدة أعوام،
وقد التقى في فرصة زيارة الحرمين الشريفين بعدد من رجال العلم، منهم الشيخ
حسين الجسر الطرابلسي عالم الخلافة العثمانية صاحب الرسالة الحميدية والحصون
الحميدية [5] .
وبدأ بالتدريس في دار العلوم في ديوبند بعد عدة أعوام من رجوعه من
الحرمين الشريفين، وظل مدرسًا بها حتى عام 1345 هـ، ثم رحل إلى (داهبيل)
في مقاطعة (كجرات) ، وأسس بها معهدًا كبيرًا يسمى (بالجامعة الإسلامية)
وإدارة تأليف تسمى (بالمجلس العلمي) .
آراء معاصريه من العلماء فيه:
وقد أثنى عليه العلماء المعاصرون، ولثناء المعاصر على المعاصر قيمة
كبيرة. فقد قال الشيخ سليمان الندوي رحمه الله: هو البحر المحيط الذي ظاهره
هادئ ساكن وباطنه مملوء من اللآلئ الفاخرة الثمينة [6] .
وقال المحدث علي الحنبلي المصري رحمه الله: ما رأيت عالمًا مثل الشيخ
أنور الذي يستطيع أن ينقد على نظريات الحافظ ابن تيمية والحافظ ابن حجر وابن
حزم والشوكاني رحمهم الله، ويحاكم بينهم ويؤدي حق البحث والتحقيق مع رعاية
جلالة قدرهم [7] .
جهوده في الرد على القاديانية:
قد ظهرت في العالم فتن كثيرة، وقد عمل العلماء ضدها بجهد كبير، ومن
الفتن الكبرى التي وقعت في هذه البلاد (الهند) بوحي من أعداء الإسلام وتأييد منهم
(نشأة الفتنة القاديانية) وقد تصدى العلماء لهذه الفتنة الملعونة، وواجهوها وجدوا
في القضاء عليها في جميع البلاد.
وكانت جهود الشيخ أنور رحمه الله في مواجهتهم أكثر من جهود العلماء
المعاصرين لأنه لم يكن يدخر جهدًا ولا يهدأ له بال ولا يرتاح له فكر في ليل أو
نهار، وكان يفكر دائماً في إيجاد الطرق الكفيلة للقضاء على هذه الطائفة فأيقظ
العلماء من النوم العميق في أنحاء العالم، وحثهم على القيام بواجبهم في القضاء
عليها بالتبليغ والتصنيف، وقد تيسر لأصحابه وتلامذته تأليف كتب ورسائل ضد
هذه الطائفة الكاذبة باللغات المختلفة.
وقد ألف الشيخ أنور بنفسه، مؤلفات صغيرة وكبيرة حولها منها:
1- إكفار الملحدين.
2- التصريح بما تواتر في نزول المسيح.
3- تحية الإسلام في حياة عيسى عليه السلام.
4- عقيدة الإسلام في حياة عيسى.
5- خاتم النبيين.
وهذه كلها باللغة العربية إلا كتاب خاتم النبيين فإنه باللغة الفارسية.
آثاره:
قد ترك الشيخ آثارًا في صورة التلامذة والكتب المؤلفة، فأما عدد تلاميذه
فيزيد على ألفين وأكتفي بذكر بعض منهم:
حضرة الأستاذ الشيخ مناظر أحسن الجيلاني رحمه الله: كان عالمًا كبيرًا
ومحدثًا جليلاً ومصنفًا عظيمًا وله مصنفات كثيرة.
والمحدث الكبير مولانا حفظ الرحمن السوهاروي رحمه الله.
والشيخ القارىء محمد طيب رحمه الله: ومن تصانيفه ما يلي: أصول الدعوة
الدينية، نظام الأخلاق في الإسلام، شأن الرسالة، القرآن والحديث.
والمحدث الجليل مولانا محمد إدريس الكاندهلوي رحمه الله.
كانوا مصنفين في علوم القرآن والسنة.
أما كتبه المؤلفة غير التي ذكرتها فهي كما يلي:
(فيض الباري شرح صحيح البخاري) في أربعة مجلدات، (عرف الشذى
على جامع الترمذي) ، (مشكلات القرآن) ، (نيل الفرقدين في مسألة رفع اليدين) ،
(فصل الخطاب في مسألة أم الكتاب) ، (ضرب الخاتم على حدوث العالم) ، (خزائن
الأسرار) ، وكلها كتب باللغة العربية.
والكشميري رحمه الله ممن طعن في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وهذا خطأ منه
يقول محمد أنور شاه الكشميري في كتابه " فيض الباري على صحيح البخاري " 4/447: (وأما الحافظ ابن تيمية فحققها في الخارج حتى قارب التشبيه، كما كنت سمعت من حاله أنه كان جالساً على المنبر فسأله سائل عن نزوله تعالى فنزل ابن تيمية إلى الدرجة الثانية فقال هكذا النزول، فحققه في الخارج وبالغ فيه حتى أوهم كلامه التشبيه) .
وطعن في الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى، في كتابه (فيض الباري، 1/171) فقال: (أما محمد بن عبد الوهاب النجدي فإنه كان رجلاً بليداً قليل العلم، فكان يتسارع إلى الحكم بالكفر، ولا ينبغي أن يقتحم في هذا الوادي إلا من يكون متيقظاً متقناً عارفاً بوجوه الكفر وأسبابه) .
قال الشيخ عبد العزيز العبد اللطيف في كتاب دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
وممن تأثر وصدّق هذه الدعاوى، الشيخ أنور شاه كشميري، فزعم - عفا الله عنه - أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - يتسارع إلى الحكم بالتكفير.
(3) انظر: بحث (الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ الإمام) .. لمحمد يوسف ضمن بحوث أسبوع الشيخ 2/259، وكتاب (محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم) ، ص 182، وكتاب (دعايات مكثفة ضد الشيخ) ص 135 - 146.
________________________
(1) مشاهير علماء ديوبند، القاري فيوض الرحمن، ص 485، نقش دوام مولانا، انظر ص 81.
(2) التصريح بما تواتر في نزول المسيح، علامة أنور شاه كشميري، ص 14 نفحة العنبر، محمد
يوسف البنوري، ص 300، مقدمة أنوار الباري، 2 / 245.
(3) نفحة العنبر، ص 25، مقدمة أنوار الباري 2 / 245.
(4) المصدر السابق، ص 95.
(5) تاريخ دار العلوم ديوبند، السيد محبوب رضوي، ص 199، دائرة المعارف الإسلامية 17/306
(6) مقدمة أنوار الباري، 2/240? نفحة العنبر، ص 4 30، تاريخ دار العلوم - ديوبند، ص 119
(7) الأنور، عبد الرحمن كوندو، ص 595.
((مجلة البيان ـ العدد [10] صـ 30 جمادى الآخرة 1408 ـ فبراير 1988))
__________________
بواسطة العضو عبد الله بن خميس(1/326)
أبو زهرة.. عالم يعرف قدره
(في ذكرى ميلاده: 6 من ذي القعدة 1315 هـ)
أحمد تمام
العلامة محمد أبو زهرة
لا يخلو عصر من العصور من قائم لله بحجة، يدعو الناس إلى الحق، وينير لهم الطريق ويكشف لهم الزيف، ويفند بين أيديهم الباطل، يتقدم الصفوف بلا خوف أو وجل، كأنه نجم يهتدي الناس به، يستشعر أنه واقف على ثغرة من ثغر الإسلام، فلا يبرحها إلا إذا فاضت روحه إلى بارئها.
ويتعجب الناس من صموده أمام الأعاصير الكاسحة وهو شامخ كالطود، صامد لا يلين، ثابت لا يهتز، مقدام لا يتراجع، لا ترهبه سطوة سلطان أو يغريه منصب ومال، موصول الصلة بالله وثيق المعرفة به.. هذا هو شأن الدعاة المصلحين الذين تأبى عليهم نخوتهم حين يرون أمتهم ترسف في أغلال الجهل والضعف إلا أن يمدوا لها يدًا، أو يقدموا إليها نصحًا، أو يهزوها هزا حتى تستيقظ من سباتها وتستفيق من غفلتها، وتعود إلى ما كانت عليه من قوة وعز وجاه.
المولد والنشأة
ولد محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد المعروف بأبي زهرة في المحلة الكبرى التابعة لمحافظة الغربية بمصر في (6 من ذي القعدة 1315هـ=29 من مارس 1898م) ، ونشأ في أسرة كريمة عنيت بولدها، فدفعت به إلى أحد الكتاتيب التي كانت منتشرة في أنحاء مصر تعلم الأطفال وتحفظهم القرآن الكريم، وقد حفظ الطفل النابه القرآن الكريم، وأجاد تعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم انتقل إلى الجامع الأحمدي بمدينة طنطا، وكان إحدى منارات العلم في مصر تمتلئ ساحاته بحلقات العلم التي يتصدرها فحول العلماء، وكان يطلق عليه الأزهر الثاني؛ لمكانته الرفيعة.
وقد سيطرت على الطالب النجيب روح الاعتزاز بالنفس واحترام الحرية والتفكير وكره السيطرة والاستبداد.. وقد عبر أبو زهرة عن هذا الشعور المبكر في حياته بقوله: "ولما أخذت أشدو في طلب العلم وأنا في سن المراهقة.. كنت أفكر: لماذا يوجد الملوك؟ وبأي حق يستعبد الملوك الناس؟، فكان كبر العلماء عندي بمقدار عدم خضوعهم لسيطرة الخديوي الذي كان أمير مصر في ذلك الوقت".
وبعد ثلاث سنوات من الدراسة بالجامع الأحمدي انتقل إلى مدرسة القضاء الشرعي سنة 1335هـ=1916م بعد اجتيازه اختبارًا دقيقًا كان هو أول المتقدمين فيه على الرغم من صغر سنه عنهم وقصر المدة التي قضاها في الدراسة والتعليم، وكانت المدرسة التي أنشأها محمد عاطف بركات تعد خريجها لتولي مناصب القضاء الشرعي في المحاكم المصرية. ومكث أبو زهرة في المدرسة ثماني سنوات يواصل حياته الدراسية في جد واجتهاد حتى تخرج فيها سنة 1343هـ=1924م، حاصلا على عالمية القضاء الشرعي، ثم اتجه إلى دار العلوم لينال معادلتها سنة 1346هـ=1927م فاجتمع له تخصصان قويان لا بد منهما لمن يريد التمكن من علوم الإسلام.
في قاعات العلم
وبعد تخرجه عمل في ميدان التعليم ودرّس العربية في المدارس الثانوية، ثم اختير سنة 1352هـ=1933م للتدريس في كلية أصول الدين، وكلف بتدريس مادة الخطابة والجدل؛ فألقى محاضرات ممتازة في أصول الخطابة، وتحدث عن الخطباء في الجاهلية والإسلام، ثم كتب مؤلفًا عد الأول من نوعه في اللغة العربية، حيث لم تُفرد الخطابة قبله بكتاب مستقل.
ولما ذاع فضل المدرس الشاب وبراعته في مادته اختارته كلية الحقوق المصرية لتدريس مادة الخطابة بها، وكانت تُعنى بها عناية فائقة وتمرن طلابها على المرافعة البليغة الدقيقة، وهذا ما يفسر كثرة الخطباء البلغاء من خريجي هذه المدرسة العريقة.
وبعد مدة وجيزة عهدت إليه الكلية بتدريس مادة الشريعة الإسلامية، وكان أبو زهرة أهلا لهذه الثقة الكبيرة، فزامل في قسم الشريعة عددًا من أساطين العلماء، مثل: أحمد إبراهيم، وأحمد أبي الفتح، وعلي قراعة، وفرج السنهوري، وكان وجود مثل هؤلاء معه يزيد المدرس الشاب دأبا وجدة في الدرس والبحث حتى يرتقي إلى صفوفهم ومكانتهم الرفيعة، وكانت فيه عزيمة وإصرار وميل إلى حياة الجد التي لا هزل فيها.
وقد تدرج أبو زهرة في كلية الحقوق التي شهدت أخصب حياته الفكرية حتى ترأس قسم الشريعة، وشغل منصب الوكالة فيها، وأحيل إلى التقاعد سنة 1378هـ=1958م، وبعد صدور قانون تطوير الأزهر اختير الشيخ أبو زهرة عضوًا في مجمع البحوث الإسلامية سنة 1382هـ=1962م، وهو المجمع الذي أنشئ بديلا عن هيئة كبار العلماء، وإلى جانب هذا كان الشيخ الجليل من مؤسسي معهد الدراسات الإسلامية بالقاهرة، وكان يلقي فيه محاضراته في الشريعة الإسلامية احتسابًا لله دون أجر، وكان هذا المعهد قد أنشئ لمن فاتته الدراسة في الكليات التي تُعنى بالدراسات العربية والشرعية، فالتحق به عدد كبير من خريجي الجامعات الراغبين في مثل هذه الدراسات.
الإنتاج العلمي
كتب الشيخ أبو زهرة مؤلفات كثيرة تمثل ثروة فكرية ضخمة عالج فيها جوانب مختلفة في الفقه الإسلامي، وجلّى بقلمه فيها موضوعات دقيقة؛ فتناول الملكية، ونظرية العقد، والوقف وأحكامه، والوصية وقوانينها، والتركات والتزاماتها، والأحوال الشخصية في مؤلفات مستقلة.
وتناول ثمانية من أئمة الإسلام وأعلامه الكبار بالترجمة المفصلة التي تظهر جهودهم في الفقه الإسلامي في وضوح وجلاء، وهم: أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وزيد بن علي، وجعفر الصادق، وابن حزم، وابن تيمية.
وقد أفرد لكل واحد منهم كتابًا مستقلاً في محاولة رائدة ترسم حياتهم العلمية، وتبرز أفكارهم واجتهاداتهم الفقهية، وتعرض لآثارهم العلمية التي أثرت في مسيرة الفقه الإسلامي. وقد وفق الشيخ أبو زهرة فيما كتب وتناول؛ فهو فقيه متخصص عرف الأصول والفروع وأمعن النظر في مؤلفات الفقه ودانت له أسرارها؛ فمؤرخ الفقهاء المتمكن لا بد أن يكون فقيها لا مؤرخا فحسب يقص علينا حياة المترجم له وإنسانيته وصلته بالعلوم المختلفة.
وإلى جانب الفقه وقضاياه كان لأبي زهرة جهود طيبة في التفسير والسيرة؛ فكان يفسر القرآن في أعداد مجلة لواء الإسلام الغراء، وأصدر كتابًا جامعًا بعنوان "المعجزة الكبرى" تناول فيه قضايا نزول القرآن وجمعه وتدوينه وقراءته ورسم حروفه وترجمته إلى اللغات الأخرى.
وختم حياته بكتابه خاتم النبيين تناول فيه سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، معتمدًا فيه على أوثق المصادر التاريخية، وكتب السنة المعتمدة، وقد طبعت هذه السيرة في ثلاثة مجلدات.
جهاده الفكري
لم يكن الإمام محمد أبو زهرة من الذين ينشغلون بالتأليف عن متابعة الواقع والدعوة إلى الإصلاح والتغيير، بل قرن الكلمة المكتوبة بالقول المسموع والعلم الغزير بالعمل الواضح، وكان هذا سر قوته وتلهف الناس إلى سماع كلمته؛ فهو العالم الجريء الذي يجهر بالحق ويندد بالباطل ويكشف عوراته غير هياب أو وجل، وكانت صراحته في مواجهة الظالمين واضحة لا لبس فيها ولا غموض، وقد حورب من أجلها فما تخاذل أو استكان، قاطعته الصحف ووسائل الإعلام الأخرى وآذته بالقول وشهّرت به؛ فما زاده ذلك إلا تمسكًا بالحق وإصرارًا عليه.
كان أبو زهرة من أعلى الأصوات التي تنادي بتطبيق الشريعة الإسلامية في الحياة، وقرر أن القرآن أمر بالشورى؛ ولذا يجب أن يختار الحاكم المسلم اختيارًا حرًا؛ فلا يتولى أي سلطان حكمًا إلا بعد أن يختار بطريقة عادلة، وأن اختيار الحكام الصالحين هو السبيل الأمثل لوقاية الشريعة من عبث الحاكمين، وكل تهاون في ذلك هو تهاون في أصل من أصول الإسلام.
ووقف أبو زهرة أمام قضية "الربا" موقفًا حاسمًا، وأعلن عن رفضه له ومحاربته بكل قوة، وكشف بأدلة علمية فساد نظرية الربا وعدم الحاجة إليها، وأن الإسلام حرّم الربا حمايةً للمسلمين ولمجتمعهم، وانتهى إلى أن الربا لا مصلحة فيه ولا ضرورة تدعو إليه.
ورأى بعض من لا علم لهم بالشريعة يكتبون في الصحف بأن من الصحابة من كان يترك العمل بالنص إلى رأيه الخاص الذي اجتهد فيه إذا اقتضت المصلحة ذلك، واستشهدوا على ذلك بوقائع لعمر بن الخطاب حين أبطل العمل بحد السرقة في عام الرمادة؛ فقام الشيخ بجلاء هذا الموقف، وبيّن أن المصلحة تعتمد على النص وترجع إليه، وأن القول دونما نص أو قاعدة كلية إنما هو قول بالهوى؛ فأصول الفقه تستند على أدلة قطعية، وأنه لا يجوز أن يعتمد على العقل في إثبات حكم شرعي، وأن المعول عليه في إثبات الأحكام الشرعية هو النصوص النقلية، وأن العقل معين له، وأبان الشيخ اليقظ أن عمر بن الخطاب وأمثاله من مجتهدي الصحابة لم يتركوا العمل بالنص، وإنما فهموه فهمًا دقيقًا دون أن يبتعدوا عنه.
شجاعته واعتزازه بعلمه
اشتهر أبو زهرة بين علماء عصره باعتزازه بعمله وعلمه وحرصه على كرامته وإقدامه على بيان ما يراه حقا، في وقت سكتت فيه الأصوات؛ التماسًا للأمن والسلامة من بطش ما كانت بيدهم مقاليد الأمور في البلاد، ولم يكن يردعهم خلق أو دين أو تحكم تصرفاتهم نخوة أو مروءة؛ فابتليت بهم البلاد وانكفأ الناس حول أنفسهم خوفا من هول ما يسمعون، ولكن الشيخ الفقيه لم يكن من هؤلاء، وإنما كان من طراز ابن تيمية والعز بن عبد السلام، ويروى له في ذلك مواقف محمودة تدل على أخلاق الرجل وشجاعته.
دعي الشيخ أبو زهرة إلى مؤتمر إسلامي مع جماعة من كبار علماء في العالم الإسلامي، وكان رئيس الدولة الداعية من ذوي البطش والاستبداد؛ فافتتح المؤتمر بكلمة يعلن فيها ما يسميه اشتراكية الإسلام، ودعا الحاضرين من العلماء إلى تأييد ما يراه والدعوة له. وبعد انتهاء الكلمة ساد قاعة الاحتفال صمت رهيب قطعه صوت الشيخ أبو زهرة طالبًا الكلمة، فلما اعتلى المنبر قال في شجاعة: إننا نحن علماء الإسلام الذين نعرف حكم الله في قضايا الدولة ومشكلات الناس، وقد جئنا إلى هنا لنصدع بما نعرف، وإن على رؤساء الدول أن يعرفوا قدرهم ويتركوا الحديث في العلم إلى أهله، ثم اتجه إلى رئيس الدولة الداعية قائلا: إنك تفضلت بدعوة العلماء لتسمع أقوالهم لا لتعلن رأيًا لا يجدونه صوابا مهما هتف به رئيس؛ فلتتق الله في شرع الله. فبهت رئيس الدولة وغادر القاعة.
مؤلفات الإمام أبي زهرة
بارك الله في وقت الشيخ فألف ما يزيد عن 30 كتابًا غير بحوثه ومقالاته، رزقها الله القبول فذاعت بين الناس وتهافت الناس على اقتنائها والاستفادة منها؛ فوراءها عقل كبير وقدرة على الجدل والمناظرة وذاكرة حافظة واعية، وقد ضرب بها المثل في قدرتها على الحفظ والاستيعاب. ومن أشهر مؤلفاته غير ما ذكرناه:
- تاريخ المذاهب الإسلامية.
- العقوبة في الفقه الإسلامي.
- الجريمة في الفقه الإسلامي.
- علم أصول الفقه.
- محاضرات في النصرانية.
- زهرة التفاسير، وقد نشر بعد وفاته.
- مقارنات الأديان.
وفاة الشيخ
وبعد حياة حافلة بجلائل الأعمال وبكل ما يحمد عليه توفي الشيخ سنة 1394هـ=1974م تاركا تراثا خالدا وذكرى عطرة ومواقف مشرفة.
طالع معنا دراسة الشيخ القيمة حول الوحدة الإسلامية:
الوحدة الإسلامية......فريضة شرعية وضرورة إنسانية
من أهم المراجع:
أنور الجندي - أعلام القرن الرابع عشر الهجري - مكتبة الأنجلو المصرية- القاهرة - 1981م.
خير الدين الزركلي - الأعلام - دار العلم للملايين - بيروت - 1986م.
عبد الله العقيل - من أعلام الحركة والدعوة الإسلامية المعاصرة - مكتبة المنار الإسلامية - الكويت - 1422هـ=2001م.
محمد رجب البيومي - النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين - دار العلم - دمشق - 1415هـ=1995م.(1/327)
الشيخ محمد متولي الشعراوي
وُلد الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله في 6 أبريل 1911م في قرية دقتدوس مركز ميت غمر في محافظة الدقهلية. وحفظ القرآن في قريته وتلقى التعليم الديني الإبتدائي والثانوي في معهد الزقازيق ثم التحق بعده بكلية اللغة العربية وحصل على الشهادة العالمية عام 1941م ثم حصل على شهادة العالمية الدكتوراه مع إجازة التدريس عام 1943م. عُيّن مدرساً بمعهد طنطا الأزهري ثم نقل إلى الإسكندرية ثم معهد الزقازيق. أعير للعمل في المملكة العربية السعودية عام 1950 م حيث عمل مدرساً بكلية الشريعة بجامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة. وتنقل في مناصب عديدة كان أهمها مديراً للدعوة الإسلامية بوزارة الأوقاف المصرية 1961م ووزيراً للأوقاف وشؤون الأزهر بمصر عام 1976م وعضواً بمجمع البحوث الإسلامية عام 1980م وعضواً بمجلس الشورى عام 1980م. وقام فضيلته بمهمة الدعوة الإسلامية على أوسع نطاق وألقى الكثير من المحاضرات في أوروبا وأميركا وكندا والعديد من الدول الغربية لتصحيح المفاهيم الخاطئة عند الغربيين حول الإسلام. وقد أثرى الشيخ الإمام رحمه الله المسلمين بما سجّله من حلقات على التلفزيون المصري تضمنت خواطره حول آيات القرآن الكريم الذي امتدت على حوالي ألف حلقة مسجّلة ونحمد الله على أن جُمعت هذه الحلقات على أقراص مدمجة حتى يستفيد منها المسلمون في كل مكان وما زالت معظم المحطات العربية تبثّ تسجيل هذه الحلقات لما فيها من فائدة للمسلمين خاصة وأن الشيخ كان يتمتع رحمه الله بأسلوب بديع سهل الفهم على السامع وكان يملك من الحضور ما يشدّ إليه المستمعين للإصغاء والإستفادة التامّة. أُختير رحمه الله تعالى الشخصية الإسلامية لعام 1997م حيث حصل على جائزة دبي الدولية لخدمة القرآن الكريم وهذه الجائزة ما هي إلا واحدة مما حصل عليه شيخنا الجليل في حياته التي كانت عامرة بكتاب الله والدعوة إلى الدين الحقّ. وفي فجر يوم الأربعاء 23 صفر 1419م الموافق 17 /6/1998م انتقل الشيخ الإمام إلى جوار ربه بعد رحلة مع المرض وكان يوماً مشهوداً حيث توافد أكثر من مليوني شخص من أتباع الشيخ ومحبيه وتلامذته لوداعه إلى مثواه الأخير. وبوفاته رحمه الله خسر العالم الإسلامي علماً من أبرز علمائه بعدما ترك لنا مخزوناً من الكتب التي تعمر بها العديد من المكتبات الإسلامية في كافة فروع العلم والمعرفة. رحم الله شيخنا الإمام وأسكنه فسيح جناته وجزاه خيراً عن كل ما قدّم لخدمة هذا الدين وجعله في ميزان حسناته يوم القيامة اللهم آمين.
مؤلفات الشيخ الشعراوي للشيخ الشعراوي عدد من المؤلفات، قام عدد من محبيه بجمعها وإعدادها للنشر، وأشهر هذه المؤلفات وأعظمها تفسير الشعراوي للقرآن الكريم، (ويجدر التنويه أن الإمام الشعراوي رحمه الله تعالى عهِد إلى مكتبة التراث الإسلامي ودار أخبار اليوم بنشر مؤلفاته فالرجاء الإنتباه للكتب قبل شرائها وهكذا حتى لا يُنسب للشيخ ما لم يكتبه لذا اقتضى التنويه) .ومن هذه المؤلفات:
الإسراء والمعراج.
100 سؤال وجواب في الفقه الإسلامي.
أسرار بسم الله الرحمن الرحيم.
المرأة كما أرادها الله.
الإسلام والفكر المعاصر.
معجزة القرآن.
الإسلام والمرأة، عقيدة ومنهج.
من فيض القرآن.
الشورى والتشريع في الإسلام.
نظرات في القرآن.
الصلاة وأركان الإسلام.
على مائدة الفكر الإسلامي.
الطريق إلى الله.
القضاء والقدر.
الفتاوى.
هذا هو الإسلام.
لبيك اللهم لبيك.
المنتخب في تفسير القرآن الكريم.
وقد منّ الله تعالى على الشيخ الشعراوي بتفسير الأجزاء من 1 - 27 من كتاب الله الكريم وانتهى الأجل قبل أن يتم تفسير باقي الأجزاء الثلاثة نسأل الله أن يمن على أحد المشايخ الأفاضل بإكمال ما بدأه الشيخ الشعراوي.
_____________________
المصدر: موقع إسلاميات www.islamiyyat.com
بتصرف(1/328)
محمد بهجت البيطار
ولد محمد بهجت البيطار بدمشق سنة 1894 في أسرة دمشقية عريقة اشتهر كثير من أبنائها بالعلم والأدب والتقوى، وكان جدها الأعلى هبط دمشق مهاجراً من بليدة من أعمال الجزائر في المغرب العربي واختار لسكناه حي الميدان الكبير.
نشأ محمد بهجت البيطار في حجر والده الشيخ محمد بهاء الدين بن عبد الغني حسن إبراهيم الشهير بابن البيطار، كان والده هذا عالماً أديباً يقرض الشعر، محبوباً من الخاصة والعامة لمؤانسته إياهم، فقد تولى الإمامة فيهم بعد وفاة أبيه، وقد تزوج من ابنة عمه الشيخ عبد الرزاق ابن حسن البيطار الذي كان من كبار علماء دمشق العاملين على نشر المذهب السلفي، وكان بارعاً في علوم اللغة العربية وآدابها، حسن الرواية حاضر البديهة، ترك عدداً من المؤلفات أهمها كتاب (حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر) ، حققه وتولى التعليق عليه سبطه محمد بهجت البيطار وقام مجمع اللغة العربية بطبعه في دمشق في ثلاثة أجزاء.
تلقى محمد بهجت البيطار مبادئ علوم الدين واللغة على والده الشيخ محمد بهاء الدين، وأتم دراستيه الابتدائية في المدرسة الريحانية والإعدادية في المدرسة الكاملية بدمشق، وتابع دراسته العالية في العلوم الدينية والعربية على والده وعلى جده لأمه الشيخ عبد الرزاق البيطار، وعلى كل من الشيوخ الأعلام في عصره جمال الدين القاسمي الدمشقي، محمد خضر حسين التونسي نزيل دمشق وعلى محدث الديار الشامية الكبير محمد بدر الحسيني، ونال الإجازة منهم في مختلف العلوم النقلية والعقلية.(1/329)
تولى البيطار سنة 1910 الخطابة والتدريس في جامع القاعة بحي الميدان خلفاً لوالده، ثم تولى سنة 1917 الخطابة والتدريس في جامع كريم الدين الشهير بالدقاق خلفاً لخاله، وهذا الجامع هو مسجد المحلة التي تقطن أسرة البيطار فيها، وكانت الإمامة والخطابة فيه في أسلاف البيطار مما يمتد لأكثر من مائة عام، وظل محمد بهجت البيطار يخطب ويدرس الناس مختلف العلوم في مسجد محلته إلى أن التحق بالرفيق الأعلى، ما انقطع عن ذلك إلا لمرض أو سفر.
عُين البيطار سنة 1921 من قبل مديرية معارف دمشق، معلماً في مدرسة الميدان الابتدائية حتى عام 1926، وفي نفس العام اشترك بمؤتمر العالم الإسلامي الذي دُعي إلى عقده في مكة المكرمة، وبعد انتهاء المؤتمر استبقاه الملك عبد العزيز آل سعود في مكة المكرمة ليشرف خلالها على المناصب القضائية والعلمية فيها.
في سنة 1931 عاد محمد بهجت البيطار إلى دمشق ليؤم أهل حيه كل يوم ويخطبهم كل أسبوع في جامع الدقاق بالإضافة إلى تدريس العلوم الدينية والعربية في المسجد وفي بعض المدارس الخاصة، كما تولى تدريس العلوم الشرعية سنة 1934 ولبعض الوقت في كليتي المقاصد الخيرية للبنين والبنات في مدينة بيروت.
وفي عام 1944 أوفد إلى الطائف مدة ثلاث سنوات ليتولى إدارة معهد (دار التوحيد السعودية) بناء على رغبة الملك عبد العزيز سعود.
وفي عام 1947 عهدت إليه جامعة دمشق القيام بتدريس مادتي التفسير والحديث في كلية الآداب، وفي سنة 1953 أُحيل محمد بهجت البيطار على التقاعد من وظيفته الحكومية، فقصر نشاطه على محاضرات في التفسير كلف بإلقائها في كلية الشريعة، وعلى التدريس الديني ووظائف وزارة الأوقاف، إلى جانب إلقاء الأحاديث الدينية والاجتماعية في الإذاعة السورية وعلى أعمال مجمعية عديدة حيث كان قد انتخب عضواً عاملاً في المجمع العلمي العربي بدمشق سنة 1923.
كان محمد بهجت البيطار من أكثر أعضاء مجمع دمشق حيوية ونشاطاً، شارك زملاءه في إلقاء المحاضرات العامة والأبحاث المتعمقة، وفي تحرير مجلة المجمع وبالتعريف على صفحاتها بالكتب والمطبوعات التي تدخل موضوعاتها في اهتماماته الشخصية، كما شغل عضوية لجنة المطبوعات في مجمع دمشق منذ 1953، واستمر على القيام بمهامها في الإشراف على مجلة المجمع ومطبوعاته حتى قبيل وفاته بأسابيع قليلة.(1/330)
وفي عام 1954 انتخب عضواً مراسلاً للمجمع العلمي العراقي، عندما تم توحيد مجمعي دمشق والقاهرة سنة 1960 باسم مجمع اللغة العربية كان البيطار في مقدمة أعضاء المجمع الذين شاركوا في مؤتمر القاهرة سنة 1961.
جرى محمد بهجت البيطار على عادة علماء السلف، يقرض الشعر في ساعات الفراغ يؤرخ به لحادثة جرت، أو يهنئ صديقاً بنعمة، أو يعزيه بمصيبة ألمت به، ويستعين بالنظم أحياناً في تلخيص علم أو تدقيق قاعدة.
ترك البيطار ديواناً صغيراً فيه شعر يمدح به الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام، كما يتضمن أبياتاً ومقطوعات ومساجلات مع بعض أصدقائه وزملائه المجمعين أمثال الأساتذة عز الدين التنوخي ومحسن البرازي بدمشق، وأحمد العزاوي في مكة ومحمد سعيد كمال في الطائف.
قام محمد بهجت البيطار برحلات علمية ودراسية عديدة، أرخ لها في نهاية كتابه (الرحلة النجدية الحجازية) وشملت رحلاته البلاد العربية والإسلامية والروسية والولايات المتحدة الأمريكية، موضحاً الدافع إلى كل منها، وأهم ما وقع له خلال بعضها.
توفي محمد بهجت البيطار يوم السبت 30 جمادى الأولى 1396هـ / 29 أيار 1976 إثر مرض لم يمهله طويلاً.
ترك الفقيد مؤلفات عديدة وبحوثاً كثيرة نشرت له في مختلف الصحف والمجلات السورية والعربية السعودية والمصرية والعراقية. طبع بعضها مستقلاً، ومازال الكثير منها شتيتاً في باطن المجلات، أما تآليفه وما طبع منها مستقلاً من أبحاثه فهو:
ـ رسالة (الثقافتان الصفراء والبيضاء) .
ـ تفسير (سورة يوسف) حيث أكمل التفسير الذي بدأه السيد رشيد رضا مع التقديم له.
ـ كتاب (قواعد التحديث، من فنون مصطلح الحديث لجمال الدين القاسمي) حققه وخرج أحاديثه.
ـ كتاب (مسائل الإمام أحمد، لتلميذه الإمام أبي داود السجستاني) ، وهو أقدم كتب المكتبة الظاهرية، حققه السيد محمد رشيد رضا.
ـ كتاب (المعاملات في الإسلام وتحقيق ما ورد في الربا) وقد بدأه محمد رشيد رضا وأكمله البيطار ووضع مقدمته.
ـ كتاب (حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر) تأليف جد البيطار الشيخ عبد الرزاق، تحقيق البيطار.
ـ رسالة (الإسلام والصحابة الكرام بين السنة والشيعة) .
ـ بحث (الإنجيل والقرآن في كفتي الميزان) .
ـ بحث (الاشتقاق والتعريب) .
هذه المعلومات أخذت من:
ـ مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، عدد تشرين أول سنة 1976، ص (787ـ 804) .
_____________________
المصدر: مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والإستراتيجية
http://www.asharqalarabi.org.uk(1/331)
محمد عبده
رائد الإصلاح في العصر الحديث
(ذكرى وفاته في 8 من جمادى الأولى 1323هـ)
سمير حلبي
يُعدّ "الإمام محمد عبده" واحدًا من أبرز المجددين في الفقه الإسلامي في العصر الحديث، وأحد دعاة الإصلاح وأعلام النهضة العربية الإسلامية الحديثة؛ فقد ساهم بعلمه ووعيه واجتهاده في تحرير العقل العربي من الجمود الذي أصابه لعدة قرون، كما شارك في إيقاظ وعي الأمة نحو التحرر، وبعث الوطنية، وإحياء الاجتهاد الفقهي لمواكبة التطورات السريعة في العلم، ومسايرة حركة المجتمع وتطوره في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية.
في الجامع الأحمدي
وُلد الإمام "محمد عبده" في عام (1266هـ = 1849م) لأب تركماني الأصل، وأم مصرية تنتمي إلى قبيلة "بني عدي" العربية، ونشأ في قرية صغيرة من ريف مصر هي قرية "محلة نصر" بمحافظة البحيرة.
أرسله أبوه- كسائر أبناء قريته- إلى الكُتّاب، حيث تلقى دروسه الأولى على يد شيخ القرية، وعندما شبَّ الابن أرسله أبوه إلى "الجامع الأحمدي"- جامع السيد البدوي- بطنطا، لقربه من بلدته؛ ليجوّد القرآن بعد أن حفظه، ويدرس شيئًا من علوم الفقه واللغة العربية.
وكان محمد عبده في نحو الخامسة عشرة من عمره، وقد استمر يتردد على "الجامع الأحمدي" قريبًا من العام ونصف العام، إلا أنه لم يستطع أن يتجاوب مع المقررات الدراسية أو نظم الدراسة العقيمة التي كانت تعتمد على المتون والشروح التي تخلو من التقنين البسيط للعلوم، وتفتقد الوضوح في العرض، فقرر أن يترك الدراسة ويتجه إلى الزراعة.. ولكن أباه أصر على تعليمه، فلما وجد من أبيه العزم على ما أراد وعدم التحول عما رسمه له، هرب إلى بلدة قريبة فيها بعض أخوال أبيه.
مع الشيخ درويش خضر
وهناك التقى بالشيخ الصوفي "درويش خضر"- خال أبيه- الذي كان له أكبر الأثر في تغيير مجرى حياته.
وكان الشيخ درويش متأثرًا بتعاليم السنوسية التي تتفق مع الوهابية في الدعوة إلى الرجوع إلى الإسلام الخالص في بساطته الأولى، وتنقيته مما شابه من بدع وخرافات.
واستطاع الشيخ "درويش" أن يعيد الثقة إلى محمد عبده، بعد أن شرح له بأسلوب لطيف ما استعصى عليه من تلك المتون المغلقة، فأزال طلاسم وتعقيدات تلك المتون القديمة، وقرّبها إلى عقله بسهولة ويسر.
وعاد محمد عبده إلى الجامع الأحمدي، وقد أصبح أكثر ثقة بنفسه، وأكثر فهمًا للدروس التي يتلقاها هناك، بل لقد صار "محمد عبده" شيخًا ومعلمًا لزملائه يشرح لهم ما غمض عليهم قبل موعد شرح الأستاذ.
وهكذا تهيأ له أن يسير بخطى ثابتة على طريق العلم والمعرفة بعد أن عادت إليه ثقته بنفسه.(1/332)
في الأزهر
انتقل محمد عبده من الجامع الأحمدي إلى الجامع الأزهر عام (1282 هـ = 1865م) ، وقد كان الأزهر غاية كل متعلم وهدف كل دارس، فدرس الفقه والحديث والتفسير واللغة والنحو والبلاغة، وغير ذلك من العلوم الشرعية واللغوية.
وكانت الدراسة في الأزهر- في ذلك الوقت- لا تخرج عن هذه العلوم في شيء، فلا تاريخ ولا جغرافيا ولا طبيعة ولا كيمياء ولا رياضيات وغير ذلك من العلوم التي كانت توصف- آنذاك- بعلوم أهل الدنيا.
ولذلك فَقَدْ شَابَ الدراسة في الأزهر- في ذلك الوقت- كثير من التخلف والجمود، وتوقفت العلوم عند ظواهر الأشياء دون النفاذ إلى الجوهر، ومن ثم كانت الدراسة تنصبّ على المتون والحواشي والشروح بالدرجة الأولى.
واستمر "محمد عبده" يدرس في "الأزهر" اثني عشر عامًا، حتى نال شهادة العالمية سنة (1294هـ = 1877م) .
رجال في حياة الإمام
تأثر الشيخ "محمد عبده" بعدد من الرجال الذين أثروا حياته وأثّروا فيها، وكان من أولهم الشيخ "درويش خضر" الذي كان يلتقي به في إجازته من كل عام، فيتعهده بالرعاية الروحية والتربية الوجدانية، فيصب في روحه من صوفيته النقية، ويشحذ عزيمته ونفسه بالإرادة الواعية، ويحركه للاتصال بالناس، والتفاعل مع المجتمع، ويدعوه إلى التحدث إلى الناس ونصحهم ووعظهم.
وهو الذي ساعده على تجاوز حدود العلوم التي درسها بالأزهر، ونبهه إلى ضرورة الأخذ من كل العلوم، بما فيها تلك العلوم التي رفضها الأزهر وضرب حولها سياجًا من المنع والتحريم.
ومن ثم فقد اتصل "محمد عبده" بالرجل الثاني الذي كان له أثر كبير في توجيهه إلى العلوم العصرية، وهو الشيخ "حسن الطويل" الذي كانت له معرفة بالرياضيات والفلسفة، وكان له اتصال بالسياسة، وعُرف بالشجاعة في القول بما يعتقد دون رياء أو مواربة.
وقد حركت دروس الشيخ "حسن الطويل" كوامن نفس محمد عبده، ودفعته إلى البحث عن المزيد، وقد وجد ضالته أخيرًا عند السيد جمال الدين الأفغاني.(1/333)
صداقة ووئام بين الأفغاني والإمام
كان الأفغاني يفيض ذكاء وحيوية ونشاطا، فهو دائم الحركة، دائم التفكير، دائم النقد، دائم العطاء، وكان محركًا للعديد من ثورات الطلاب ومظاهراتهم؛ فقد وهب نفسه لهدف أسمى وغاية نبيلة هي إيقاظ الدولة الإسلامية من ثُباتها، والنهوض بها من كبوتها وضعفها، فعمل على تبصرة الشعوب بحقوقها من خلال تنوير عقول أبنائها.
ووجد "الأفغاني" في "محمد عبده" الذكاء وحسن الاستعداد، وعلو الهمة، فضلا عن الحماسة في الدعوة إلى الإصلاح، ورأى "محمد عبده" من خلال "الأفغاني" الدنيا التي حجبتها عنه طبيعة الدراسة في الأزهر.. وتلازم الشيخان، ونشأت بينهما صداقة صافية، وساد بينهما نوع من الوئام والتوافق والانسجام على أساس من الحب المتبادل والاحترام والتقدير.
الإمام معلمًا
بعد أن نال "محمد عبده" شهادة العالمية من الأزهر، انطلق ليبدأ رحلة كفاحه من أجل العلم والتنوير، فلم يكتف بالتدريس في الأزهر، وإنما درّس في "دار العلوم" وفي "مدرسة الألسن"، كما اتصل بالحياة العامة.
وكانت دروسه في الأزهر في المنطق والفلسفة والتوحيد، وكان يُدرّس في دار العلوم مقدمة ابن خلدون، كما ألّف كتابًا في علم الاجتماع والعمران.
واتصل بعدد من الجرائد، فكان يكتب في "الأهرام" مقالات في الإصلاح الخلقي والاجتماعي، فكتب مقالا في "الكتابة والقلم"، وآخر في "المدبر الإنساني والمدبر العقلي والروحاني"، وثالثا في "العلوم العقلية والدعوة إلى العلوم العصرية".
المنهج الإصلاحي للإمام
وحينما تولّى الخديوي "توفيق" العرش، تقلد "رياض باشا" رئاسة النظار، فاتجه إلى إصلاح "الوقائع المصرية"، واختار الشيخ محمد عبده ليقوم بهذه المهمة، فضم "محمد عبده" إليه "سعد زغلول"، و"إبراهيم الهلباوي"، والشيخ "محمد خليل"، وغيرهم، وأنشأ في الوقائع قسمًا غير رسمي إلى جانب الأخبار الرسمية، فكانت تحرر فيه مقالات إصلاحية أدبية واجتماعية، وكان الشيخ "محمد عبده" هو محررها الأول. وظل الشيخ "محمد عبده" في هذا العمل نحو سنة ونصف السنة، استطاع خلالها أن يجعل "الوقائع" منبرًا للدعوة إلى الإصلاح.
وكان في مصر تياران قويان يتنازعان حركة الإصلاح:
الأول: يمثله فريق المحافظين الذين يرون أن الإصلاح الحقيقي للأمة إنما يكون من خلال نشر التعليم الصحيح بين أفراد الشعب، والتدرج في الحكم النيابي، وكان الإمام "محمد عبده" والزعيم "سعد زغلول" ممن يمثلون هذا التيار.
والثاني: يدعو إلى الحرية الشخصية والسياسية تأسيًا بدول أوروبا، وكانت نواته جماعة من المثقفين الذين تعلموا في أوروبا، وتأثروا بجو الحرية فيها، وأعجبوا بنظمها، ومنهم "أديب إسحاق".
وكان هؤلاء ينظرون إلى محمد عبده ورفاقه على أنهم رجعيون، ولا يوافقونهم فيما ذهبوا إليه من أن الإصلاح ينبغي أن يأتي بالتدريج ليستقر، وليس طفرة فيزول.
الإمام والثورة العرابية
وعندما اشتغلت الثورة العرابية سنة (1299هـ = 1882م) التفّ حولها كثير من الوطنيين، وانضم إليهم الكثير من الأعيان وعلماء الأزهر، واجتمعت حولها جموع الشعب وطوائفه المختلفة، وامتزجت مطالب جنود الجيش بمطالب جموع الشعب والأعيان والعلماء، وانطلقت الصحف تشعل لهيب الثورة، وتثير الجموع، وكان عبد الله النديم من أكثر الخطباء تحريضًا على الثورة.
وبالرغم من أن "محمد عبده" لم يكن من المتحمسين للتغيير الثوري السريع فإنه انضم إلى المؤيدين للثورة، وأصبح واحدًا من قادتها وزعمائها، فتم القبض عليه، وأودع السجن ثلاثة أشهر، ثم حُكم عليه بالنفي لمدة ثلاث سنوات.(1/334)
بين بيروت وباريس
انتقل "محمد عبده" إلى "بيروت" سنة (1300هـ = 1883م) ؛ حيث أقام بها نحو عام، ثم ما لبث أن دعاه أستاذه الأفغاني للسفر إليه في باريس حيث منفاه، واستجاب "محمد عبده" لدعوة أستاذه حيث اشتركا معًا في إصدار مجلة "العروة الوثقى" التي صدرت من غرفة صغيرة متواضعة فوق سطح أحد منازل باريس؛ حيث كانت تلك الغرفة هي مقر التحرير وملتقى الأتباع والمؤيدين.
لقد أزعجت تلك المجلة الإنجليز، وأثارت مخاوفهم كما أثارت هواجس الفرنسيين، وكان الإمام محمد عبده وأستاذه وعدد قليل من معاونيهم يحملون عبء تحرير المجلة وتمهيد السبل لها للوصول إلى أرجاء العالم الإسلامي، وكانت مقالات الإمام تتسم في هذه الفترة بالقوة، والدعوة إلى مناهضة الاستعمار، والتحرر من الاحتلال الأجنبي بكل صوره وأشكاله. واستطاع الإنجليز إخماد صوت "العروة الوثقى" الذي أضجّ مضاجعهم وأقلق مسامعهم، فاحتجبت بعد أن صدر منها ثمانية عشر عددا في ثمانية أشهر، وعاد الشيخ "محمد عبده" إلى بيروت سنة (1302هـ = 1885م) بعد أن تهاوى كل شيء من حوله، فقد فشلت الثورة العرابية، وأغلقت جريدة "العروة الوثقى"، وابتعد عن أستاذه الذي رحل بدوره إلى "فارس".
وكان على "محمد عبده" أن يشغل وقته بالتأليف والتعليم، فشرح "نهج البلاغة" ومقامات "بديع الزمان الهمذاني"، وأخذ يدرّس تفسير القرآن في بعض مساجد "بيروت"، ثم دُعي للتدريس في "المدرسة السلطانية" ببيروت، فعمل على النهوض بها، وأصلح برامجها، فكان يدرّس التوحيد والمنطق والبلاغة والتاريخ والفقه، كما كتب في جريدة "ثمرات الفنون" عددًا من المقالات تشبه مقالاته في "الوقائع".
وبالرغم من أن مدة نفيه التي حكم عليه بها كانت ثلاث سنوات فإنه ظل في منفاه نحو ست سنين، فلم يكن يستطيع العودة إلى مصر بعد مشاركته في الثورة على الخديوي "توفيق"، واتهامه له بالخيانة والعمالة، ولكن بعد محاولات كثيرة لعدد من الساسة والزعماء، منهم: "سعد زغلول"، والأميرة "نازلي"، و"مختار باشا"، صدر العفو عن "محمد عبده" سنة (1306هـ = 1889م) ، وآن له أن يعود إلى أرض الكنانة.
العودة إلى مصر
كان كل شيء قد أصبح في يد الإنجليز، وكان أهم أهداف الشيخ "محمد عبده" إصلاح العقيدة، والعمل على إصلاح المؤسسات الإسلامية كالأزهر والأوقاف والمحاكم الشرعية.. واتخذ "محمد عبده" قراره بمسالمة الخديوي، وذلك حتى يتمكن من تنفيذ برنامجه الإصلاحي الذي يطمح إلى تحقيقه، والاستعانة بالإنجليز أنفسهم إذا اقتضى الأمر، فوضع تقريرًا بعد عودته حول الإصلاحات التي يراها ضرورية للنهوض بالتعليم، ورفعه إلى "اللورد كرومر" نفسه، فحقيقية الأمر التي لا جدال فيها أنه كان القوة الفاعلة والحاكم الحقيقي لمصر.
وكان الشيخ "محمد عبده" يأمل أن يكون ناظرًا لدار العلوم أو أستاذًا فيها بعد عودته إلى مصر، ولكن الخديوي والإنجليز كان لهما رأي آخر؛ ولذلك فقد تم تعيينه قاضيًا أهليًا في محكمة بنها، ثم الزقازيق، ثم عابدين، ثم عين مستشارًا في محكمة الاستئناف سنة (1313هـ = 1895م) .
بدأ يتعلم اللغة الفرنسية وهو قاضٍ في "عابدين"- وكانت سنه حينئذ قد شارفت على الأربعين- حتى تمكّن منها، فاطلع على القوانين الفرنسية وشروحها، وترجم كتابًا في التربية من الفرنسية إلى العربية.
الإمام مفتيًا
وعندما تُوفي الخديوي "توفيق" سنة (1310هـ = 1892م) ، وتولي الخديوي عباس، الذي كان متحمسًا على مناهضة الاحتلال، سعى الشيخ "محمد عبده" إلى توثيق صلته به، واستطاع إقناعه بخطته الإصلاحية التي تقوم على إصلاح الأزهر والأوقاف والمحاكم الشرعية، وصدر قرار بتشكيل مجلس إدارة الأزهر برئاسة الشيخ "حسونة النواوي"، وكان الشيخ محمد عبده عضوا فيه، وهكذا أتيحت الفرصة للشيخ محمد عبده لتحقيق حلمه بإصلاح الأزهر، وهو الحلم الذي تمناه منذ أن وطئت قدماه ساحته لأول مرة.
وفي عام (1317هـ = 1899م) تم تعيينه مفتيًا للبلاد، ولكن علاقته بالخديوي عباس كان يشوبها شيء من الفتور، الذي ظل يزداد على مر الأيام، خاصة بعدما اعترض على ما أراده الخديوي من استبدال أرض من الأوقاف بأخرى له إلا إذا دفع الخديوي للوقف عشرين ألف فرقًا بين الصفقتين.(1/335)
الحملة الشرسة ضد الإمام
وتحول الموقف إلى عداء سافر من الخديوي، فبدأت المؤامرات والدسائس تُحاك ضد الإمام الشيخ، وبدأت الصحف تشن هجومًا قاسيًا عليه لتحقيره والنيل منه، ولجأ خصومه إلى العديد من الطرق الرخيصة والأساليب المبتذلة لتجريحه وتشويه صورته أمام العامة؛ حتى اضطر إلى الاستقالة من الأزهر في سنة (1323هـ = 1905م) ، وإثر ذلك أحس الشيخ بالمرض، واشتدت عليه وطأة المرض، الذي تبيّن أنه السرطان، وما لبث أن تُوفي بالإسكندرية في (8 من جمادى الأولى 1323 هـ = 11 من يوليو 1905م) عن عمر بلغ ستة وخمسين عامًا.
أهم مصادر البحث:
زعماء الإصلاح في العصر الحديث: أحمد أمين- مكتبة النهضة المصرية-القاهرة (1368هـ = 1948م) .
محمد عبده: عباس محمود العقاد- المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر- القاهرة (1962) .
مفكرون من مصر: سامي خشبة- الهيئة المصرية العامة للكتاب- القاهرة (1421هـ = 2000م) .
رائد الفكر المصري الإمام محمد عبده: عثمان أمين- مكتبة النهضة المصرية- القاهرة (1955م) .
_____________________
المصدر: موقع إسلام أون لاين: www.islam-online.net
تنبيه: ما ذكر هنا حول مصطلح الوهابية غير صحيح وهذه التسمية غير صحيحة وإنما أطلقها أعداء دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله عليه تشهيرا به وبدعوته.(1/336)
محمد سعيد رسلان
الدولة: مصر
البريد الإلكتروني:rslan.com@hotmail.com
سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته:
نسبه وكنيته:
- هو الشيخ العالم الرباني الفقيه المُحدِّث من أهل الفصاحة والبيان محمد سعيد أحمد رسلان المُكني بأبي عبد الله حفظه الله تعالى
مولده:
- وقد ولد حفظه الله تعالى في قرية سبك الأحد بمركز أشمون بمحافظة المنوفية (مصر) وذلك في 23-11-1955م
دراسته ومؤهلاته:
- وقد حصل حفظه الله على بكالوريوس طب وجراحة من جامعة الأزهر
- وعلى ليسانس الآداب قسم اللغة العربية شعبة الدراسات الإسلامية
- وعلى درجة الماجستير في علم الحديث بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى عن بحث في "ضوابط الرواية عند المُحدِّثين"
- وعلى درجة الدكتوراه في علم الحديث بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى في بحث عن "الرواة المُبدَّعون من رجال الكتب الستة"
- ومعه (حفظه الله) إجازة في أربعين حديث بسنده إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهذه الأحاديث مسماة ب "الأربعين البُلدَانِيَّة"
- وقد تأثر بطائفة من فحولة العلماء ومحققيهم، وقفا أثرهم، ومنهم: شيخ الإسلام، أبو العباس أحمد ابن تيمية، وتلميذه البار، العالم الرباني وشيخ الإسلام الثاني؛ ابن قيم الجوزية.
جهوده الدعوية
يقوم بإلقاء خطبة الجمعة والدروس في المسجد الشرقي بسبك الأحد، ويلقي محاضرات بمختلف البلاد
من مؤلفات الشيخ:
1-فضل العلم وآداب طلبته
2-حول حياة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
3-ذم الجهل وبيان قبيح أثره
4-قراءة وتعليق وتخريج لرسالة شيخ الإسلام ابن تيمية "العبودية"
5-قراءة وتعليق وتخريج لرسالة شيخ الإسلام ابن تيمية "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"
6-عداوة الشيطان
7-حسن الخُلُق
8-شأن الكلمة في الإسلام
9-فضل العربية
10-آفات العلم
سلسلة رسائل العلم النافع:
1-آداب طالب العلم
2-الترهيب من الربا
3-ضوابط الكتابة عند المُحدِّثين
4- الوضع في الحديث وجهود العلماء في مواجهته
5-مراتب طلب العلم وطرق تحصيله
ثناء العلماء عليه:
وقد أثنى عليه الشيخ بكر أبو زيد وعلى كتابه "فضل العلم" من خلال تقديمه لكتاب "حلية طالب العلم"؛ فقال: (( ... فإليك حلية تحوي مجموعة آداب.......وهى بدورها مأخوذة من أدب من بارك الله في علمهم، وصاروا أئمة يهتدى بهم، جمعنا الله بهم في جنته، آمين من هذه الكتب:"الجامع" للخطيب البغدادي رحمه الله تعالى..... و"فضل العلم" لمحمد رسلان.....وغيرها كثير، أجزل الله الأجر للجميع آمين)) .
موقع فضيلة الشيخ:
http://www.rslan.com
_______________
المصدر: موقع طريق الإسلام(1/337)
ترجمة هامة للعلامة محمود شاكر
لقد رحل "أبو فِهْر" غريباً!
لعمرك ما الرزية فقد مالٍ ولا شاةٌ تموت ولا بعيرُ
ولكنَّ الرَّزية فَقدُ قَرْمٍ يموت بموته بشرٌ كثيرُ
في يوم الخميس الثالث من ربيع الآخر 1418 هـ الموافق السابع من شهر (آب) 1997 وافت المنية الشيخ العلامة/ محمود محمد شاكر- أبا فهر - عَلَمَ العربية في هذا الزمان، ورجل اللغة التي وهب نفسه للدفاع عنها وردِّ الإعتبار لها، والوقوف أمام خصومها وخصوم هذه الأمة ...
لقد غاب الشيخ/ محمود شاكر دون دمعة وفاء، رحل كأنه طيف جاء ثم ذهب، لم يشعر به إلا القليل ممّن يعرفون للرجال مقاماتهم وحقوقهم، ولو كان الشيخ واحداً من أولئك الذين هجروا أمتهم، ورطنوا بالرموز، ولاكت ألسنتهم الأسماء العجمية وسلك في مسالك الأحزاب العلمانية الكافرة لرأيت لموته رنينا وجلبة، ولتسامعت به النساء في خدورهنّ، ولكن الشيخ مضى غريبا كما تعيش محبوبته (اللغة العربية) غريبة كذلك بين أهلها.
وفاءً لهذا الإمام الفحل، وقياما بحق الرجل العظيم/ محمود محمد شاكر فإننا نتقرب إلى الله -تعالى- بتعريف الشاب المسلم به، فكيف يجوز لطلاّب الهدى ورجال هذه المرحلة أن يجهلوا من استشهدوا بكلامه النفيس في تكفير الحاكمين بالياسق العصري؟ ...
إن الشيخ/ محمود شاكر أحمد عبد القادر هو الذي كتب حكم الله في هذه القوانين الكافرة.. كما في أثر تفسير الطبري رقم (12036) وكما نقله عنه الشيخ / أحمد شاكر (شقيقه) في عمله لعمدة التفسير 4/156 وما بعدها.
وإيماناً منا أن نهضة الأمة وقيامها من كبوتها لن تكون بإزالة طواغيت الحكم وكشفهم فقط مع أنهم أعظم المجرمين جرماً، إنما بإدراك طلاب الهدى أن معركتنا مع خصوم هذه الأمة على جميع الصُّعُد وفي كل الميادين، وأن ميدان اللغة والثقافة والأدب هو من أعظم هذه الميادين.
ألا فليعلم الشباب المسلم من طلاب الهدى والحق أن حصر أبواب الخير والحق في جانب واحد يصفه الشباب المسلم المقاتل هو ظلم لمفهوم الطائفة المنصورة، وظلم لديننا، وظلم للرجال الأوفياء لهذا الدين وهذه الأمة، ولذلك يجب علينا أن نعي طبيعة هذه المعركة وعمق جوانبها وشمول أدواتها، إذ المقصود منها قبل كل شيء هو هذا الإنسان، الإنسان المسلم الذي أُريدَ له أن يتنكّر لدينه وتاريخه ورجاله وثقافته، ولذلك فلنعلم كذلك أنه ما من رجل مسلم أو امرأة مسلمة في هذا العالم غلا ويقف على ثغرة من ثغور الإسلام المتسع الأطراف وفي كل الميادين، وحيث كان هذا المرء وفيّاً صادقاً مخلصاً متقناً لهذه الوقفة فإنّه يستحق منّا المحبة والولاء والأخوة، وهو منّا ونحن منه، بل يشرفنا أن نكون منه وأن نتعلم منه وأن يكون إماماً لنا.
إننا نعتقد وبيقين وصدق أن الشيخ/ محمود شاكر كان إماماً في الحق وصخرة لا تلين أمام أعداء الأمة والدين.
رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جنانه، وليس لنا إلا الصبر، وإن كان ثمّة دمعة تذرف من عيوننا فهي - والله- على أنفسنا أنّنا سنموت وحاجتنا في الصدر لم تقض باللقاء به والجلوس بين يديه وهي حاجة كانت تملأ الجوانح وتعمل في الصّدر، لكنّها سدود الباطل وحواجز الرِّدة التي تعيق هذه الحاجات وتحبسها دون تقريع لها.
ثم هي دمعة أخرى أن لا تعرف الأمة حقَّ الرِّجال وتجهل مقاماتهم، وهي التي تتسمع أخبار حصب جهنَّم، وتملأ أعينها وآذانها صور أهل الشر وأئمة الضلال.
رحم الله أبا فهر وألحقه بالصالحين، آمين آمين.
معركة تحت راية القرآن
كانت معركة اللغة العربية ضدَّ أعداء الأمة والدين أوسع وأرحب وأعنف من كل المعارك التي خاضها أئمة الدين ورجال الأمة على الجبهات الأخرى، بل إن أئمة اللغة كانوا الأسبق والأكثر إحساسا بتيّار الزندقة القادم من غيرهم من المشايخ وأهل الفقه، وقد أرادها هؤلاء الرجال معركة تحت راية القرآن، غير منبتّة عنه، ولعلَّ الشباب المسلم اليوم بحاجة إلى معرفة هذه المعركة ودراسة تاريخها ومعرفة رجالها من أئمة الهدى، وخصومهم من الزنادقة، لأن هذه المعركة مازالت قائمة وتستعر يوما بعد يوم، وأغلبنا في غفلة ولا يعرف شيئاً عن أدواتها وحقيقتها وتطورِّها والنتائج التي تُفضي إليها، وميدان الأدب هو من أهم الميادين "جميعاً وأخطرها، وإن لم يكن كذلك عند كثير من النّاس ومصدر خطورته هو أنه أقدر الأدوات على تطوير الرّأي العام وعلى صوغ الجيل وتشكيله فيما يراد له من صور، وذلك لتغلغله في حياة الناس، وتسلله إلى أعماق نفوسهم عن طريق الصحافة والمسرح والسينما والإذاعات الأثيرية ثمَّ عن طريق الكتب المدرسية وما يناسبها من كتب الأطفال والشباب، والمعركة ذات شقّين: أحدهما يتصل بأساليب الأدب وموضوعاته والآخر يتصل بلغته.
الرافعي يقود المعركة ...
كان من أوائل الرجال الهداة في هذه المعركة هو الفارس المجلّى والسيف اليماني المحلى الأستاذ الكبير مصطفى صادق الراّفعي عليه من الله أوفى الرّحمات وأسبغها.
لقد كان الرافعي كاتب الإسلام الأول في هذا العصر وفي هذه المعركة ومع أنه كان واحداً من كثيرين في هذه المعركة، ولكن الرافعي هو العلم المتميز بقوة العاطفة الهادرة وبأسلوبه الناري وقمعه الرادع وصلصلته المرنة التي لا تستمدّ رنينها من قوة الألفاظ وحدها، فالألفاظ في متناول الكاتبين جميعا، ولكنها تستمد قوتها مما وراء الألفاظ من روح غلاّبة قاهرة، هي روح البطل الجبار الذي يثق من قوته الحربيّة، ومهارته الفنية في حلبات الصّيال.
البداية:
تفتحت المعركة من كوَّةٍ فتحها رجل مستعرب أعمى الله بصيرته فخرق في الأمر خرقاً، هو الدكتور "طه حسين" حينما أراد أن يطبق مبدأ "الشك الدّيكارتي" الذي زعمه على القرآن فأعلن في مبحث الشعر الجاهلي أن ورود قصة إبراهيم - عليه السلام- في القرآن ليست كافية للدّلالة على وجود رجل حقيقي اسمه "إبراهيم"، وكان باب هذا الأمر الخطير مدخله عند هذا الرجل التشكيك بالشعر الجاهلي، وأنّ هذا الشعر إنّما هو صنيعة العصور الإسلامية، ولكنهم نحلوه للجاهلين.. وبالرغم من أن ارتباط مسألة نفي الحقائق التاريخية - التي وردت في القرآن- بالدين واضحة المعالم، إلا أن نفس صحة نسبة الشعر الجاهلي لما قبل الإسلام قد تبدو ضعيفة الصلة بالمسائل الدينية ولكنها في الحقيقة من أوثق الصلات بالقرآن الكريم، ذلك لأن الشعر الجاهلي يمثل حقيقة قوة أهله في البيان والبلاغة، والقرآن الكريم تحدّى العرب في أعظم قواها وملكاتهم وهي ملكة البيان والبلاغة، فإذا تمَّ نفي الدليل على هذه القوة والملكة سقط معنى التحدي الوارد في القرآن الكريم.
طه حسين في هذا الكتاب الذي أصدره سنة 1926 م صرح باعتماده على مبدأ "الشك الديكارتي" في مبحثه في أصول الشعر الجاهلي، وقال فيه: إنه للوصول إلى الحقيقة لا بد أن (يتجرد الباحث من حل شيء كان يعلمه من قبل وأن يستقبل موضوع بحثه خالي الذِّهن ممّا قيل فيه خلوّا تاماً) ، وصرّح بأنه يجب علينا (حين نستقبل البحث عن الأدب العربي وتاريخه أن ننسى قوميتنا وكل مشخصاتنا، وأن ننسى ديننا وكلّ ما يتصل به، وأن ننسى ما يضاد هذه القومية وما يضاد هذا الدين، يجب أن لا نتقيد بشيء، ولا نذعن لشيء إلا مناهج البحث العلمي الصحيح، ذلك أنّا إذا لم ننسى قوميتنا وديننا وما يتصل بها فسنضطر إلى المحاباة وإرضاء العواطف وسنغل عقولنا بما يلائم هذه القومية وهذا الدين، وهل فعل القدماء غير هذا؟ وهل أفسد علم القدماء شيء غير هذا؟) وفي نفيه لحقيقة إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام- يقول: (للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضا، ولكن ورود هذين الإسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي) .
إلا أن الشيء الذي كتمه ولم يعترف به أنَّ مسألة التشكيك بالشعر الجاهلي قد سرقها من المستشرق "مرجليوث".
وكان طه حسين يقوم بإلقاء هذه المفاهيم على طلبة السنة الأولى في كلية الآداب في الجامعة المصرية، وقبل أن تقوم العواصف الإيمانية ضد كتاب (في الشعر الجاهلي) وتتوالى الردود عليه من كل حدب وصوب بعد طباعته، كانت هناك قبل ذلك معركة خفية تدور رحاها داخل الجامعة في نَفْسِ شاب لم يكمل السّادسة عشر من عمره، كان هذا الشاب قد قرأ رأي "مرجليوث" الذي نشره في بحث بعنوان (أصول الشعر العربي) ، وكان لـ "طه حسين" يد على هذا الشاب بإدخاله في كلية الآداب مع دراسته الفرع العلمي، ولكن الطالب وجد في أستاذه الخيانة للعلم ولحقِّ الكلمة، هذا الشاب كان الشيخ / محمود شاكر - رحمه الله تعالى-.
محمود شاكر يصف المحنة:
وقد وصف محمود شاكر - رحمه الله- هذه الفترة تفصيلاً في المقدمة الجديدة لكتابه " المتنبي" حيث يقول: - ( ... كان ما كان، ودخلنا الجامعة، بدأ الدكتور "طه" يلقي محاضراته التي عرفت بكتاب في " الشعر الجاهلي" ومحاضرة بعد محاضرة، ومع كل واحدة يرتد إلي رجع من هذا الكلام الأعجمي الذي غاص في يمّ النسيان! وثارت نفسي، وعندي الذي عندي من المعرفة بخبيئة هذا الذي يقوله الدكتور "طه" = عندي الذي عندي من هذا الإحساس المتوهج بمذاق الشعر الجاهلي، كما وصفته آنفا، والذي استخرجته بالتذوق، والمقارنة بينه وبين الشعر الأموي والعباسي. وأخذني ما أخذني من الغيظ، وما هو أكبر وأشنع من الغيظ، ولكني بقيت زمناً لا أستطيع أن أتكلم.
تتابعت المحاضرات، والغيظ يفور بي والأدب - الذي أدبنا به آباؤنا وأساتذتنا- يمسكني، فكان أحدنا يهاب أن يكلم الأستاذ، والهيبة معجزة، وضاقت علي المذاهب، ولكن لم تخل أيامي يومئذ في الجامعة من إثارة بعض ما أجد في نفسي، في خفوت وتردد. وعرفت فيمن عرفت من زملائنا شاباً قليل الكلام هادىء الطباع، جم التواضع، وعلى أنه من أترابنا، فقد جاء من الثانوية عارفاً بلغات كثيرة، وكان واسع الإطلاع، كثير القراءة، حَسَن الإستماع، جيد الفهم، ولكنه كان طالبا في قسم الفلسفة، لا في قسم اللغة العربية. كان يحضر معنا محاضرات الدكتور، وكان صفوه وميله وهواه مع الدكتور "طه" ذلك هو الأستاذ الجليل " محمود محمد الخضيري". نشأت بيني وبينه مودة فصرت أحدثه بما عندي، فكان يدافع بلين ورفق وفهم، ولكن حدتي وتوهجي وقسوتي كانت تجعله أحيانا يستمع ويصمت فلا يتكلم. كنّا نقرأ معا، وفي خلال ذلك كنت أقرأ له من دواوين شعراء الجاهلية، وأكشف له عما أجد فيها، وعن الفروق التي تميز هذا الشعر الجاهلي من الشعر الأموي والعباسي. وجاء يوم ففاجأني "الخضيري" بأنه يحب أن يصارحني بشيء وعلى عادته من الهدوء والأناة في الحديث، ومن توضيح رأيه مقسماً مفصلاً، قال لي: إنه أصبح يوافقن ي على أربعة أشياء:_
الأول: أن اتكاء الدكتور على "ديكارت" في محاضراته، اتكاء فيه كثير من المغالطة، بل فيه إرادة التهويل بذكر "ديكارت الفيلسوف"، وبما كتبه في كتابه " مقال عن المنهج" وأن تطبيق الدكتور لهذا المنهج في محاضراته، ليس من منهج "ديكارت" في شيء.
الثاني: أن كل ما قاله الدكتور في محاضراته، كما كنت أقول له يومئذ، ليس إلا سطواً مجرداً على مقالة "مرجليوث"، بعد حذف الحجج السخيفة، والأمثلة الدالة على الجهل بالعربية، التي كانت تتخلّل كلام ذاك الأعجمي وأن ما يقوله الدكتور لا يزيد على أن يكون " حاشية" وتعليقاً على هذه المقالة.
الثالث: أنه على حداثة عهده بالشعر وقلة معرفته به، قد كان يتبين أن رأيي في الفروق الظاهرة بين شعر الجاهلية وشعر الإسلام، أصبح واضحاً له بعض الوضوح وأنه يكاد يحس بما أحس به وأنا أقرأ له الشعر وأفاوضه فيه.
الرابع: أنه أصبح مقتنعاً معي أن الحديث عن صحة الشعر الجاهلي، قبل قراءة نصوصه قراءة متنوعة مستوعبة، لغو باطل وأن دراسته كما تدرس نقوش الأمم البائدة واللغات الميتة، إنما هو عبث محض.
وافق أن جاء في حديثه هذا في يوم من أيام العصبية. فالدكتور "طه" أستاذي، وله علي حق الهيبة، هذا أدبنا. وللدكتور "طه" علي يدٌ لا أنساها، كان مدير الجامعة يومئذ " أحمد لطفي السيد" يرى أن لاحق لحامل " بكالوريا" القسم العلمي في الإلتحاق بالكليات الأدبية، ملتزما في ذلك بظاهر الألفاظ!! فاستطاع الدكتور " طه" أن يحطم هذا العائق بشهادته لي، وبإصراره أيضا. فدخلت يومئذ بفضله كلية الآداب، قسم اللغة العربية، وحفظ الجميل أدب لا ينبغي التهاون فيه. وأيضا فقد كنت في السابعة عشرة من عمري، والدكتور طه في السابعة والثلاثين، فهو بمنزلة أخي الكبير، وتوقير السن أدب ارتضعناهُ مع لبان الطفولة. كانت هذه الآداب تفعل بي فعل هوى المتنبي بالمتنبي حيث يقول:
رَمَى واتّقى رَمْيي، وَمِنْ دونِ ما اتقَى هوىً كاسِرٌ كَفَّي، وقَوسي، وأسْهُمي
فذلك ظللت أتجرع الغيظ بحتاً، وأنا أصغي إلى الدكتور "طه" في محاضراته، ولكني لا أستطيع أن أتكلم، لا أستطيع أن أناظره كِفاحاً، وجهاً لوجه، وكل ما أقوله، فإنما أقوله في غيبته لا في مشهده. تتابعت المحاضرات، وكل يوم يزداد وضوح هذا السطو العريان على مقالة "مرجليوث"، ويزداد في نفسي وضح الفرق بين طريقتي في الإحساس بالشعر الجاهلي، وبين هذه الطريقة التي يسلكها الدكتور "طه" في تزييف هذا الشعر. وكان هذا " السطو" خاصة ممّا يهزّ قواعد الآداب التي نشأت عليها هزاً عنيفاً، بدأت الهيبة مع الأيام تسقط شيئا فشيئاً، وكدت ألقي حفظ الجميل ورائي غير مُبال، ولم يبق لتوقير السن عندي معنىً، فجاء حديث الخضري، من حيث لا يريد أو يتوقع، لينسف في نفسي كل ما التزمت به من هذه الآداب. وعجب الخضري يومئذ، لأني استمعت لحديثه، ولم ألقه لا بالبشاشة ولا بالحقارة التي يتوقعها، وبقيت ساكناً، وانصرفت معه إلى حديث غيره.
وفي اليوم التالي جاءت اللحظة الفاصلة في حياتي. فبعد المحاضرة، طلبت من الدكتور" طه" أن يأذن لي في الحديث، فأذن لي مبتهجاً، أو هكذا ظننت. وبدأت حديثي عن هذا الأسلوب الذي سماه "منهجا" وعن تطبيقه لهذا "المنهج" في محاضراته، وعن هذا " الشك" الذي اصطنعه، ما هو، وكيف هو؟ وبدأت أدلل على أن الذي يقوله عن " المنهج" وعن " الشك" غامض، وأنه مخالف لما يقوله "ديكارت"، وأن تطبيق منهجه هذا قائم على التسليم تسليماً سلما يداخله الشك، بروايات في الكتب هي في ذاتها محفوفة بالشك! وفوجىء طلبة قسم اللغة العربية، وفوجىء الخضيري خاصة. ولما كدت أفرغ من كلامي، انتهرني الدكتور "طه" وأسكتني، وقام وقمنا لنخرج. وانصرف عني كل زملائي الذي استنكروا غضاباً ما واجهت به الدكتور " طه"، ولم يبق معي إلا محمود محمد الخضيري (من قسم الفلسفة كما قلت) . وبعد قليل أرسل الدكتور "طه" يناديني فدخلت عليه وجعل يعاتبني، يقسو حيناً ويرفق أحيانا، وأنا صامت لا أستطيع أن أرد. لم أستطع أن أكاشفه بأن محاضراته التي نسمعها كلّها مسلوخة من مقاله "مرجليوث"، لأنها مكاشفة جارحة من صغير إلى كبير، ولكني على يقين من أنه يعلم أني أعلم، من خلال ما أسمع حديثه، ومن صوته، ومن كلما ته، ومن حركاته أيضا!! وكتماه هذه الحقيقة في نفسي كان يزيدني عجزاً عن الرد، وعن الإعتذار إليه أيضاً، وهو ما كان يرمي إليه. ولم أزل صامتاً مُطرقاً حتى وجدت في نفسي كأني أبكي من ذلِّ العجز، فقمت فجأة وخرجت غير مودع ولا مبال بشيء. وقضي الأمر! ويبس الثرى بيني وبين الدكتور: "طه" إلى غير رجعة!
ومن يومئذ لم أكف عن مناقشة الدكتور في المحاضرات أحياناً بغير هيبة، ولم يكف هو عن استدعائي بعد المحاضرات، فيأخذني يمينا وشمالاً في المحاورة، وأنا ملتزم في كل ذلك بالإعراض عن ذكر سطوه على مقالة مرجليوث، صارفاً همي كله إلى موضوع " المنهج" و"الشك" وإلى ضرورة قراءة الشعر الجاهلي والأموي والعباسي قراءة متذوقة مستوعبة، ليستبين الفرق بين الشعر الجاهلي والشعر الإسلامي قبل الحديث عن صحة نسبة هذا الشعر إلى الجاهلية، أن التماس الشبه لتقرير أنه باطل بالنسبة، وأنه موضوع في الإسلام، من خلال روايات في الكتب هي في حد ذاتها محتاجة إلى النظر والتفسير. ولكني من يومئذ أيضاً لم أكف عن إذاعة هي الحقيقة التي أكتمها في حديثي مع الدكتور "طه" وهي أنه سطا سطْواً كريهاً على مقالة المستشرق الأعجمي، فكان، بلا شك، يبلغه ما أذيعه بين زملائي. وكثر كلامي عن الدكتور " طه" نفسه، وعن القدر الذي يعرفه من الشعر الجاهلي، وعن أسلوبه الدال على ما أقول. واشتد الأمر، حتى تدخل في ذلك، وفي مناقشتي، بعض الأساتذة كالأستاذ "نلّينو" جويدي من المستشرقين، وكنت أصارحهما بالسطو، وكانا يعرفان، ولكنهما يداوران. وطال الصراع غير المتكافىء بيني وبين الدكتور "طه" زما ناً، إلى أن جاء اليوم الذي عزمتُ فيه على أن أفارق مصر كلها، لا الجامعة وحدها غير مبال بإتمام دراستي الجامعية طالباً للعزلة، حتى أستبين لنفسي وجه الحق في "قضية الشعر الجاهلي" بعد أن صارت عندي قضية متشعبة كل التشعب. ولطبيعة خاصة لهذا الرجل قرر أن يترك الجامعة بعد أن سقطت هيبتها من نفسه، وعجز أن يحتمل هذا الفساد الذي رآه في أساتذته ومعلّميه.
فمن هو محمود محمد شاكر - أبو فهر-؟
والده هو محمد شاكر (توفي سنة 1929م) شيخ أزهري كان وكيلاً للجامع الأزهر (1909 -1912م) ، وأمه بنت الشيخ/ هارون عبد الرزّاق (توفي سنة 1918م) والد المحقق / عبد السلام هارون، والشيخ/ محمود محمد شاكر هو شقيق المحدث الإمام الشيخ أحمد شاكر صاحب الجهود العظيمة في خدمة السُّنة النبوية، ولا بأس من الاستطراد قليلاً في ترجمة الشيخ/ أحمد شاكر شقيق المترجم أبي فهر.
http://alarabnews.com/alshaab/GIF/1 ... ud%20ShAKER.htm
-----------------------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/338)
مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار
اسم الشيخ:
مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار.
* دراسته:
• تخرج الشيخ من قسم القرآن وعلومه في كلية أصول الدين بالرياض، في العام الدراسي 1408/1409.
• ثم التحق بالتدريس في كلية المعلمين بالرياض في قسم الدراسات القرآنية منذ عام 1409، ولا زال يعمل فيها أستاذاً في هذا القسم إلى هذا اليوم.
• والتحق الشيخ بالدراسات العليا لنيل درجة الماجستير في تخصص علوم القرآن للعام الدراسي 1409/1410، وأنهى رسالة الماجستير بتقدير (ممتاز) ، وكانت بعنوان (وقوف القرآن وأثرها في التفسير) .
• التحق (حفظه الله) في الكلية نفسها لنيل درجة الدكتوراه، وانتهى من مناقشتها في 12/7/1421 بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، وكانت بعنوان (التفسير اللغوي للقرآن الكريم) .
* وللشيخ عدد من الكتب هي:
1. فصول في أصول التفسير / 1413.
2. تفسير جزء عم / 1420.
3. أنواع التصنيف المتعلقة بالقرآن الكريم / 1421.
4. التفسير اللغوي للقرآن الكريم / 1421.
5. مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر / 1422.
6. متن التفسير (تفسير جزء عم) ، وهو مستل من تفسير جزء عم السابق / 1423.
نسأل الله أن يجزي الشيخ الكريم خيراً على تكرّمه بقبول عقد هذا اللقاء. ونشجّع الإخوة الكرام على الاستفادة من علم الشيخ في مجال تفسير القرآن الكريم وعلومه.
______________
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/339)
ترجمة الشيخ أبو عبيدة مشهور حسن آل سلمان
ـ نسبه: هو الشيخ، السلفي، الأثري، المتفنن، صاحب التصانيف الماتعة الفريدة، والتواليف المليحة المفيدة، والتحقيقات العزيزة الجديدة؛ مشهور بن حسن بن محمود آل سلمان، المكني بأبي عبيدة ـ حفظه الله ـ. ـ ولادته: ولد في فلسطين؛ بتاريخ (1380هـ) . ـ أسرته ونشأته وطلبه للعلم: نشأ في بيت حفاظ ودين، ونجاركريم، هاجر وأهل بيته إلى الأردن سنة (1387هـ=1967م) ، من آثار حرب اليهود -لعنهم الله-، واستقر في عمان البلقاء، وكانت دراسته الثانوية فيها، والتحق بكلية الشريعة؛ سنة (1400هـ) ، في قسم (الفقه وأصوله) ، وانكب على علوم الشريعة الغراء، درساً، وقراءة، وتحصيلاً؛ فقرأ شطراً عظيماً من ((المجموع)) للنووي، و ((المغني)) لابن قدامة، و ((تفسير أبي الفداء ابن كثير)) ، و ((تفسير القرطبي)) ، و ((صحيح البخاري)) بشرح الحافظ العسقلاني، و ((صحيح مسلم)) بشرح النووي، وغيرها جمع عظيم، وجم غفير. تأثر بطائفة من فحولة العلماء ومحققيهم، وقفا أثرهم، وعرف أخراتهم، ومنهم: شيخ الإسلام، أبو العباس أحمد ابن تيمية، وتلميذه البار، العالم الرباني وشيخ الإسلام الثاني؛ ابن قيم الجوزية. ـ مشاهير شيوخه: تأثر بجماعة من أساتيذه تأثراً عظيماً، سواء ممن أخذ عنه على مقاعد الدراسة النظامية، أو في المجالس العلمية، ومن أشهرهم: 1 ـ العلامة الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ. 2 ـ الشيخ الفقيه مصطفى الزرقاء. ـ جهوده الدعوية: 1 ـ من مؤسسي مجلة (الأصالة) ـ الصادرة في الأردن ـ، ومحرريها، وكتابها. 2 ـ من مؤسسي مركز الإمام الألباني للدراسات المنهجية والأبحاث العلمية. 3 ـ عقد حلق العلم والإفتاء. 4 ـ المشاركة في الدورات العلمية، واللقاءات الدعوية. ـ ثناء العلماء عليه: وقد أثنى عليه شيخه محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ في أكثر من مجلس، وأكثر من موضع؛ كما في ((السلسلة الصحيحة)) (1 / 903) : ((وقد استفدت هذا كله من تحقيق قام به الأخ الفاضل مشهور حسن بتعليقه على كتاب ((الخلافيات)) )) . وـ أيضاً ـ الشيخ بكر أبو زيد من خلال تقديمه لكتاب ((الموافقات)) بتحقيق صاحب ترجمتنا؛ فقال: (( ... فكم تطلعت إلى أن أرى هذا الكتاب مطبوعاً محققاً مخدوماً بما يليق بمكانته ... حتى يسر الله الكريم بفضله هذا المطلوب، على يد العلامة المحقق الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان)) . ـ مؤلفاته وتحقيقاته: مؤلفاته وتحقيقاته تزيد على مئة رسالة وكتاب؛ من أهمها تأليفاً: 1 ـ ((القول المبين في أخطاء المصلين)) . 2 ـ ((الجمع بين الصلاتين في الحضر بعذر المطر)) . 3 ـ ((الهجر في الكتاب والسنة)) . 4 ـ ((كتب حذر منها العلماء)) . 5 ـ ((الإمام مسلم بن الحجاج ومنهجه في الصحيح وأثره في علم الحديث)) ؛ وغيرها. ـ وفي مجال التحقيق؛ فكتبه متنوعة؛ أشهرها: 1 ـ ((الطهور)) لأبي عبيد القاسم بن سلام. 2 ـ ((الخلافيات)) للبيهقي. 3 ـ ((الموافقات)) للشاطبي. 4 ـ ((الاعتصام)) للشاطبي. 5 ـ ((المجالسة)) لأبي بكر الدنيوري؛ وغيرها. 6 ـ أجزاء حديثية. 7 ـ ((تالي التلخيص)) للخطيب البغدادي. 8 ـ ((جلاء الأفهام)) لابن قيم الجوزية.
________________
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/340)
مصطفى أحمد الزرقاء
ولدفي حلب بسورية عام 1325هـ / 1907م.ودرس علوم الشريعة واللغة الفرنسية، وواصل تعليمه حتى تخرج من كلية الحقوق وتفوق فيها ودرس في الفقه خاصة على والده، ثم عين أستاذاً للحقوق المدنية والشريعة في تلك الكلية سنة 1944م.وبقى فيها أستاذاً للقانون المدني ورئيساً لقسمه وأستاذاً للشريعة الإسلامية إلى حين بلوغه سن التقاعد في آخر عام 1966م.
وقد انتخب عضواً في مجلس النواب السوري في دورين تشريعيين سنة 1954م وسنة 1964م، كما تولى وزارة العدل والأوقاف مرتين.
وفي عام 1966م أصبح خبيراً للموسوعة الفقهية التي قامت وزارة الأوقاف الكويتية بمشروعها، وبقي هناك خمس سنوات حيث أنجز من مشروع الموسوعة الفقهية مقداراً كبيرا، ثم انتقل للتدريس في كلية الشريعة الأردنية.
وللشيخ الزرقاء منجزات علمية متعددة في أقطار عربية مختلفة، وله إنتاج علمي غزير؛ إذ نشر له اثنا عشر كتاباً وأكثر من ثلاثين بحثا، وتأتي في طليعة كتبه سلستان: فقهية وقانونية.
وأشهر كتبه الفقهية:
الفقه الإسلامي في ثوبه الجديد، وأحكام الأوقاف، وعقد التأمين وموقف الشريعة منه.
أما أشهر كتبه القانونية فهي:
1- شرح القانون المدني - مصادر الالتزام الإرادية - العقد والإرادة المنفردة.
2- شرح القانون المدني - أحكام الالتزام في ذاته.
3- شرح القانون المدني - عقد البيع والمقايضة.
4- نظرية العقد في القانون المدني السوري.
ومما تميزت به السلستان أن الفقهية تضمنت مقارنات مهمة بالقانون، وأن القانونية حوت مقارنات بالفقه، وكل هذه المقارنات في السلسلتين تبرز بوضوح وقوة مزية الفقه الإسلامي وفضل ما فيه من إحاطة وشمول ومنطقية ودقة، كما تجيب خصوصاً على تساؤلات وتزيل شكوكاً لبعض القانونيين، وتميزت السلسلة الفقهية خصوصاً بأسلوب منسق يفهمه الفقيه الشرعي والقانوني والطالب الجامعي.
وقد نال الشيخ الزرقاء عضوية المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي في عام 1398هـ / 1978م، ومجلس المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية في الأردن (آل البيت) .
وقد فاز الشيخ الزرقاء رحمه الله بجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية عام 1404هـ / 1984م وكان موضوع الجائزة "الدراسات التي تناولت النظريات العامة في الفقه الإسلامي".
________________
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/341)
الشيخ مصطفى العدوي
من دعاة مصر وعلمائها المعروفين
ولد فى قرية "منية سمنود" التابعة لمحافظة الدقهلية عام 1945م.
- درس كلية الهندسة قسم الميكانيكا فى عام 1977م.
- حفظ كتاب الله عز وجل.
- رحل إلى الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى في اليمن.
- حضر دروسه من عام 1400هـ إلى عام 1404هـ تقريباً.
- حصل علماً كثيراً مع الشيخ مقبل رحمه الله رحمه واسعة.
- رجع إلى مصر، وأنشأ مسجداً صغيراً وبدأ فيه التدريس.
- بدأ دروسه فى البخارى ومسلم وفى التفسير والفقه.
- رحل إليه عدد كبير من الطلبة من داخل مصر وخارجها.
- بدأ فى إنشاء مسجد كبير ومكتبة كبيرة، بعد ازدياد عدد الطلاب.
- له عدد من الدروس الأسبوعية في مختلف محافظات مصر.
- كتب فى عدة اتجاهات منها (فقه-حديث- مصطلح حديث-التفسير) .
- له مشروع كبير في التفسير على صورة سؤال وجواب واسم هذا المشروع: (التسهيل لتأويل التنزيل) وقد صدر منه: تفسير عدد من سور القرآن منها (البقرة - وآل عمران – والنساء – والنور – والحجرات – والقصص – ويوسف - وجزء عم – وجزء تبارك) .
- ولهذا العمل مختصر فى ثلاث مجلدات صدر منه جزء يحتوى تفسير جزء عم واسمه (تفسير الربانيين لعموم المؤمنيين) .
- ثم لهذا التفسير المختصر اختصارا آخر اسمه (تسهيل التسهيل) وهو تفسير للقرآن فى جزء واحد.
- ثم مشروع آخر رابع يحتوى معانى المفردات مع الثوابت من تفسيرات الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الآيات مع أسباب النزول)
o وأما بالنسبة للفقه فله كتاب "الجامع لأحكام النساء" فى خمس مجلدات أربعة مجلدات للشرح والخامس أسئلة تطبيقية على الأربع مجلدات فى المسائل المحتواة.
o وله كتاب آخر فى الفقه بصفة عامة وهو كتاب اسمه (الجامع العام فى الفقه والأحكام) .
- وهناك العديد من المؤلفات الأخرى منها:
- كتاب الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة.
- وكتاب الصحيح المسند من أذكار اليوم والليلة.
- والصحيح المسند من فضائل الصحابة.
- والصحيح المسند من الأحاديث القدسية.
- فقه التعامل مع الوالدين.
- فقه التعامل بين الزوجين.
- هو فقه تربية الأبناء.
- "فقه الأخلاق والمعاملات مع المؤمنين ".
- "أسئلة وأجوبة فى علم مصطلح الحديث مع شرح علل الحديث".
- "مفاتيح الفقه فى الدين ".
- شفاء القلوب.
- فقه الدعاء.
- وهناك مختصرات صغيرة كثيرة للغاية مثل:
- القبس المختار من صحيح الأذكار
- وروضة المحبين من فضائل صحابة النبى الأمين
- فضائل القرآن وآداب حملته
- معجزات النبى.
- ولاتقربوا الزنى
- ذم البخل
- وله عدد من التحقيقات منها:
- المنتخب لعبد ابن حميد.
- الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.
- الوابل الصيب من الكلم الطيب.
- وتحقيق شرح الطحاوية.
- وغيرها من الكتب.
- ولا زال الشيخ مشمرًا في الدعوة إلى الله ونشر العلم والتأليف، نسأل الله عز وجل أن يبارك في علمه وعمله.
بواسطة العضو محمد عزت(1/342)
مصطفى محمد حلمي سليمان
فاز بجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية (بالاشتراك) عام 1405هـ/1985م.
موضوع الجائزة: الدراسات التي تناولت العقيدة الإسلامية دراسة أو تحقيقاً.
- ولد في مصر عام 1341هـ/1922م.
- حصل على ليسانس الآداب من قسم الدراسات الفلسفية والاجتماعية في جامعة الإسكندرية عام 1960م، ثم نال درجة الدكتوراه في الآداب من الجامعة نفسها عام 1971م.
- بدأ عمله مدرساً في قسم الفلسفة الإسلامية بدار العلوم في القاهرة، وبعد ذلك درس في جامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية، ثم عاد إلى التدريس في دار العلوم.
- تتميز أعماله بدقة المعلومات وحسن التوثيق والاستناد إلى المصادر الأصيلة علاوة على سلامة منحاها الفكري، وقوة الاستدلال فيها، والنزاهة والتأدب في الأسلوب وسهولة العبارة ووضوحها.
- ومن مؤلفاته المهمة: (نظام الخلافة في الفكر الإسلامي) ، و (قواعد المنهج في الفكر الإسلامي) و (ابن تيمية والتصوف) ، و (التصوف والاتجاه السلفي في العصر الحديث) و (السلفية بين العقيدة الإسلامية والفلسفة الغربية) .
- من تحقيقاته (غياث الأمم في التياث الظلم للجويني (بالاشتراك مع الدكتور فواد عبد المنعم) .
قال عن الجائزة:
" فلا أجد أبلغ ما يعبر عما يجول بخاطري في هذه المناسبة المفعمة بالأحاسيس والمشاعر خيراً من حمد الله تعالى وشكره على ما أسبغ من النعم، إذ وفقني للحصول على هذه الجائزة الرفيعة ذات المكانة العالمية، ثم الشكر للملك المفدى فهد بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولى عهده الأمين وأصحاب السمو أبناء الملك فيصل رحمه وأسكنه فسيح جناته على جهودهم في مؤسسة الملك فيصل الخيرية ودعمهم مشروعاتها المثمرة
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/343)
مصطفى السباعي
في الذكرى الثامنة والثلاثين لوفاته
هو مصطفى حسني السباعي، ولد في عام 1915 في مدينة حمص السورية في أسرة علمية عريقة. كان أجداده وأبوه يتولون الخطابة في الجامع الكبير بحمص جيلاً بعد جيل، وكان أبوه الشيخ حسني في طليعة العاملين والمؤيدين للحركات الوطنية، ومن محبي الخير مساهماً في تأسيس الجمعيات الخيرية والمشاريع الاجتماعية، يحرص على عقد مجالس العلم مع لفيف من فقهاء حمص وعلمائها الأخيار حيث كانوا يتدارسون الفقه ويتناقشون في أدلة مسائله.
بدأ مصطفى السباعي بحفظ القرآن الكريم، وتلقى مبادئ العلوم الشرعية على أبيه حتى بلغ السن التي تخوله دخول المدرسة الابتدائية، حيث التحق بالمدرسة المسعودية، وبعد أن أتم فيها دراسته بتفوق ظاهر، التحق بالثانوية الشرعية وأتم دراسته فيها عام 1930 بنجاح باهر لفت أنظار كبار أساتذته الذين كانوا يتوقعون له مستقبلاً علمياً باهراً. ولم يقتصر في دراسته الشرعية على المناهج المدرسية، وإنما كان يحضر مجالس العلم التي كان يعقدها والده مع كبار الفقهاء والعلماء، وكان يتردد على غيرهم من علماء حمص يتلقى عنهم العلوم الإسلامية المختلفة. كما كان السباعي مولعاً بالمطالعة والبحث في كتب الأدب والثقافة المختلفة، وفي ذلك قام بتأليف جمعية سرية لمقاومة مدارس التبشير الأجنبية التي أنشئت بمساعدة السلطات الاستعمارية الفرنسية، وكانت هذه المدارس تحبب إلى طلابها الثقافة الغربية وتعمل على إبعادهم عن عقيدتهم.. فعمل السباعي على محاربتها، كما ساهم في تأسيس وقيادة عدد من الجمعيات الإسلامية في حمص وفي غيرها، ومنها (الرابطة الدينية بحمص) و (شباب محمد صلى الله عليه وسلم) و (الشبان المسلمين في دمشق) .
وكان يلقي خطبة الجمعة في كثير من الأحيان في الجامع الكبير نيابة عن أبيه، مما جعله يحتل مكانة مرموقة في بلده، وحاز إعجاب الجماهير التي كانت تتوق لسماع خطبه القوية الحماسية ضد الاستعمار الفرنسي مما أدى إلى اعتقاله مرتين: 1931، 1932، وعندما أفرج عنه رأى أن يتابع دراسته وتحصيله العالي في مصر.
سافر مصطفى السباعي إلى مصر عام 1933، والتحق بالجامعة الأزهرية، وانتسب إلى قسم الفقه، وأدهش أساتذته لما أبداه من تفوق باهر، ثم انتسب إلى كلية أصول الدين، ونال إجازتها بتفوق التحق بعدها بقسم الدكتوراه لنيل شهادتها في التشريع الإسلامي وتاريخه، وقد قدم أطروحته العلمية وموضوعها (السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي) التي نالت درجة الامتياز، وكان ذلك عام 1949 وقد أدهش اللجنة بدقته العلمية، وأصبح هذا الكتاب القيم من أهم المراجع العلمية في موضوعه. وما أن استقر السباعي في القاهرة، حتى بادر للاتصال بداعية الإسلام الشهيد حسن البنا، وكان قد سمع به من قبل وعرف جهاده في سبيل الإسلام، وكان الإمام البنا قد فرغ من بناء جماعته التي استطاعت بقيادته الفذة أن توجد في مصر التيار الإسلامي الذي أثبت وجوده وقد أفزع الإمام البنا الاستعمار وعملاءه، فأقدموا على اغتياله عام 1949، بعد أن أثبت أنه وجماعته قوة ترهب المستعمرين وتهدد وجودهم ومصالحهم.
وقد أعجب السباعي بعمل البنا، ورأى أن ما كان ينشده ويفكر به من تنظيم جماعة تنهض بعبء رسالة الإسلام، قد تحقق على يدي الإمام البنا، فساهم خلال وجوده في مصر بدفع هذه الحركة، وتوسيع نشاطها، وتدعيم أساسها، فاستفاد من تجربتها وأفادها من خبرته ونشاطه. وبلغ نشاطه حداً أقلق الاستعمار البريطاني وأتباعه في مصر آنذاك فألقي القبض عليه من قبل القيادة البريطانية بتهمة تحريض الشعب المصري على الثورة ضد الإنكليز، وزج به في السجن، وبعد شهرين سُلم إلى السلطات الإنكليزية في فلسطين، فأودع معتقل صرفند وبعد مضي أربعة أشهر أفرج عنه لتعيد السلطات الفرنسية اعتقاله من جديد فور وصوله إلى سورية، وزجته في سجون لبنان أكثر من سنتين ونصف، وبعد أن أفرج عنه عاد إلى حمص ثم انتقل إلى دمشق ليتابع نشاطه في الدعوة إلى الإسلام، وقيادة الجماهير في طريق (الحق والقوة والحرية) ورأى أن الوقت قد حان لإخراج الحركة من نطاق العمل الشعبي العام إلى نطاق الحركة المنظمة، وبدأ باصطفاء الأكفياء من الرجال، وانتهى إلى تأسيس الجماعة المنشودة مختاراً لها اسم الحركة الإسلامية في مصر، لإخراج الحركة من النطاق المحلي إلى نطاق الوطن العربي الكبير، فأعلن عام 1945 قيام (جماعة الإخوان المسلمين) ، وقد انتخبته الهيئة التأسيسية للجماعة فيما بعد مراقباً عاماً مدى الحياة، فقاد الجماعة قيادة الحكيم حتى استطاع أن يوجد في سورية التيار الإسلامي الواعي الذي استقطب خيرة الشباب المثقف المؤمن، واستمر السباعي القائد يمنح دعوته وجماعته من شبابه المتوقد وحيويته النادرة وعقله الجبار وروحه القوية وكل ذرة من جهده ووقته حتى سقط من الإرهاق، لكنه لم يستسلم للمرض وكان يقول: (خير لي أن أموت وأنا أقوم بواجبي نحو الله، من أن أموت على فراشي، فالآجال بيد الله، وإن ألمي من حرمان الطلاب من دروس التوجيه أشد وأقسى من آلامي الجسدية، وحسبي الله وعليه الاتكال) .(1/344)
بعد أن أنهى السباعي دراسته وعاد إلى بلده انخرط في سلك التعليم، رغبة منه في نشر العلم، وتربية النشء على أخلاق الرجولة، فكان يدرّس اللغة العربية والتربية الدينية في مدارس حمص الثانوية وعندما انتقل إلى دمشق عمل مع فئة من إخوانه على إنشاء مدرسة تحقق ما يصبو إليه من أهداف في التربية والتعليم، فأسس (المعهد العربي) في دمشق الذي انضمت إلى إدارته فيما بعد جمعية التمدن الإسلامي، فأصبح الاسم (المعهد العربي الإسلامي) ، ولم يقتصروا على إنشاء هذا المعهد في دمشق بل فتحوا له فروعاً في أكثر المحافظات، وكان السباعي أول مدير لهذا المعهد الذي خرّج في زمانه طلاباً كانوا خيرة ما أنتجته المدارس في سورية.
وفي عام 1950 عيّن السباعي أستاذاً في كلية الحقوق في دمشق، فكان من ألمع الأساتذة في فن التدريس وخصب الإنتاج العلمي. وقد فكر في إنشاء كلية خاصة مستقلة للشريعة الإسلامية، على أرفع المستويات العلمية والفكرية، فنجحت مساعيه رغم العراقيل والصعوبات وتم تأسيسها عام 1955، وكان أول عميد لها إلى جانب قيامه بالتدريس في كلية الحقوق واضطلاعه بكافة المسؤوليات العامة الملقاة على عاتقه كداعية وكصاحب فكرة.
كما عمل السباعي بالتعاون مع إخوانه الذين شاركوه في تأسيس كلية الشريعة على إنشاء موسوعة الفقه الإسلامي تهدف إلى إحيائه، وصياغته صياغة جديدة وتبويبه وتصنيفه على أحدث الأساليب المتبعة في أرقى الموسوعات العلمية والقانونية في العالم لتكون مرجعاً لكل فقيه وعالم، ولتلبي حاجة التشريع، وقد تحدى السباعي كل صعب حتى أخرج المشروع إلى حيز الوجود، وكان أول رئيس لهذه الموسوعة التي جمعت خيرة العناصر العلمية والفقهية والقانونية في الجامعة.
وكان السباعي أيضاً رئيساً لقسم الفقه الإسلامي ومذاهبه في جامعة دمشق. وكان يرى أن مناهج كلية الشريعة لا يجوز أن تقتصر على تلقين العلوم الجافة، وأن غاية الكلية ليست تخريج العلماء والفقهاء فحسب، وإنما كان يريد أن يكون خريجو الشريعة علماء ودعاة، لذلك عني بمناهج التربية والتعليم والتوجيه في الكلية، فأحدث درساً أسبوعياً سماه (قاعة البحث) وقد تولى بنفسه إدارة هذه القاعة، وإلقاء محاضراته التوجيهية.
لم تكن قضية فلسطين، قضية عادية عند السباعي، فهو الزعيم القائد الذي قرن القول بالعمل فطاف أنحاء البلاد من أدناها إلى أقصاها يلقي الخطب الحماسية يثير بها الجماهير المؤمنة في كل مكان، ويأخذ عليها العهود والمواثيق بأن تبذل لفلسطين الإسلامية كل غال، وقد كان ذلك عقب الإفراج عنه سنة 1943 وقد نشرت صحف دمشق وغيرها من الصحف العربية يومئذ أنباء هذه الجولات والمظاهرات التي كان يقودها عقب كل خطاب في كل مدينة وقرية في أنحاء سورية. كما نشرت هذه الصحف محاضراته وخطبه وأحاديثه.(1/345)
وفي عام 1948 ولدى اعتراف الأمم المتحدة بشرعية دولة إسرائيل في فلسطين، انطلق السباعي يجوب المدن السورية ويدعو إلى التطوع لإنقاذ فلسطين، واندفع في مقدمة الركب يقود كتائب الشباب المؤمن من جماعة الإخوان المسلمين الذين رباهم على مبدأ (والموت في سبيل الله أسمى أمانينا) ، وفي أرض المعركة تم لقاء كتائب إخوان سورية بكتائب إخوان مصر، والتقى السباعي بالبنا وتعاون القائدان ووضعا خطة مشتركة للمعركة، وتوزعا أماكن القتال، واستمر مجاهدو الإخوان يقاتلون ببسالة وشجاعة بقيادة الدكتور السباعي حتى صدرت الأوامر العليا بالانسحاب.
وعلى مر الأيام والسنين لم ينس السباعي القضية الفلسطينية، فدعا إلى تخصيص أسبوع من كل عام باسم (أسبوع الخطر الصهيوني) تقام فيه المهرجانات الشعبية في سائر أنحاء البلاد، وبدأ هذا المشروع عام 1955، ودعا فيه قادة الحركة الإسلامية في الوطن العربي للاشتراك في هذا الأسبوع، وطاف معهم في شتى أنحاء البلاد يتحدثون عن الخطر الصهيوني، ويقودون المظاهرات الشعبية لمطالبة الحكومات والمسؤولين بإعداد الشعب للمعركة واتخاذ كافة الاستعدادات لمعركة التحرير.
كما طالب وإخوانه في المجلس النيابي بتدريس القضية الفلسطينية كمادة أساسية في منهج التعليم، وقد أقر هذا الاقتراح ونفذ بالفعل، حتى تم تجاوزه في المناهج الدراسية في سورية بعد عام 1963 تمهيداً لما سيأتي بعد!!
انتخب السباعي نائباً عن دمشق في الجمعية التأسيسية التي تحولت بعد وضع الدستور إلى برلمان (1949 ـ 1954) ، وكان أهلاً لهذه الثقة وسرعان ما لمع نجمه كبرلماني شعبي متفوق يقارع الباطل والفساد ولا يهادن، فاتجهت إليه الأنظار، والتفتت حوله القلوب داخل البرلمان وخارجه انتخب نائباً لرئيس المجلس، وأصبح عضواً بارزاً في لجنة الدستور العامة، وأحد الأعضاء التسعة الذين وضعوا مسودة الدستور، وقدموها إلى اللجنة العامة لإقراره بعد أن ضمَّنه مواد إسلامية رائعة. وقد تبنى مصطفى السباعي في البرلمان السوري حركة العمال ودافع عن حقوقهم وطالب برفع مستواهم المادي والاجتماعي والأخلاقي، وتبنى مطالبهم في مجلس النواب، وطاف القرى وعاش مع الفلاحين وعرف مشاكلهم وطالب برفع مستواهم وإنصافهم. كما قام بإنشاء المعاهد والمدارس، وساهم في تأسيس عدد من الأندية الرياضية في جميع المحافظات السورية، وتأسيس عدد من اللجان لجمع التبرعات وتوزيعها على المحتاجين والأسر الفقيرة.(1/346)
وقد بذلت له العروض المغرية للدخول في الوزارات المتعاقبة فأبى مؤثراً العمل الشعبي والبقاء بين الجماهير يعيش مشكلاتها وقضاياها عن الانشغال عنها بالمناصب والمغانم.
في عام 1951 رأس مصطفى السباعي وفد سورية إلى المؤتمر الإسلامي العالمي في الباكستان فكان من أبرز شخصيات المؤتمر وأكثرها نشاطاً وإنتاجاً. وفي عام 1954 رأس وفد سورية إلى المؤتمر الإسلامي المسيحي المنعقد في بحمدون، وألقى هناك خطابه المشهور عن (الإسلام والشيوعية) فذعرت له الدوائر الاستعمارية الغربية التي كانت تستتر وراء المؤتمر. وفي عام 1956 أوفدته الجامعة السورية إلى ديار الغرب لزيارة الجامعات الغربية والاطلاع على مناهج الدراسات الإسلامية فيها، فزار تركيا وإيطاليا وبريطانيا وايرلندا وبلجيكا وهولندا والدنمارك والنرويج والسويد وفنلندا وألمانيا والنمسا وسويسرا وفرنسا، واجتمع في هذه البلاد كلها بالمستشرقين من أساتذة الدراسات الإسلامية والشرقية، وناقشهم في مؤلفاتهم عن الإسلام، وكشف لهم الأخطاء العلمية والتاريخية التي وقعوا فيها، وبين لهم حقائق الإسلام بأسلوب علمي فأدهشهم بقوة حجته وغزارة علمه، وحضور بديهته وسعة آفاقه، ومرونة أسلوبه. وقد عاهده فريق منهم على أن لا يكتبوا عن موضوع إسلامي إلا بعد أن يراجعوه في صحة المعلومات التي وصلت إليهم. كما أنه استفاد من وجوده هناك فألقى المحاضرات في المساجد وفي الجامعات وفي الندوات مدافعاً عن حقوق العرب في فلسطين والجزائر، وعن قضايا الشرق والإسلام.
وفي عام 1957 سافر إلى موسكو مع إخوانه عمداء كلية الجامعة بدعوة من جامعة موسكو زار خلالها معظم الجامعات الروسية في مختلف الأقاليم، والتقى بأساتذة الدراسات الشرقية والتاريخية والاجتماعية، وناقشهم في أقوالهم وآرائهم في الإسلام، كما ناقش غيرهم من الشخصيات السوفييتية، فكشف لهم أخطاءهم ووضح لهم رأيه صريحاً في موقفه من الشيوعية في البلاد العربية، كما شرح لهم مواقف الشيوعيين في البلاد العربية من القضايا الوطنية والاجتماعية وفضح أخلاقهم وأساليبهم.
في عام 1955 أسس مصطفى السباعي مع إخوانه جريدة (الشهاب) التي استمرت حتى عام 1958، كما أصدر أيضاً عام 1955 مجلة (المسلمون) بعد احتجابها في مصر، وفي عام 1958، رأى تغيير اسم المجلة فسماها (حضارة الإسلام) وأفرد فيها باباً للقضية الفلسطينية باسم (الدرة المغتصبة) .
وفي عهد الشيشكلي في أواخر عام 1952، تعرض الدكتور السباعي لمضايقة السلطة الحاكمة التي فرضت عليه رقابة مزعجة تحصي عليه حركاته وسكناته. ولم يكتف الشيشكلي بهذه المضايقة بل طلب من أساتذة الجامعة ومن كبار الموظفين أداء قسم الولاء لعهده والدخول في الحركة التي أسسها باسم (حركة التحرير) ، ولكن السباعي رفض الانصياع للأوامر، فغضب الشيشكلي وأصدر مرسوماً بتسريحه من الجامعة، وأبعده عن البلاد فاختار لبنان وبقي فيه حتى أواخر عهد الشيشكلي، وهناك في لبنان التف حوله مئات الشباب الجامعي المثقف، وأظهروا له استعدادهم لإنشاء حركة إسلامية في لبنان بقيادته، وفعلاً أسس معهم الحركة التي استمرت تسير على النهج الذي رسمه لها.(1/347)
وفي مطلع عام 1956 حاول أحد المجرمين المأجورين الإقدام على اغتيال السباعي، ولكن الله سلمه، وتمكنت سلطات الأمن من إلقاء القبض على المجرم الذي تبين أنه أحد أفراد عصابة مأجورة لمصلحة دولة أجنبية، وأن سبب الاغتيال وقوف السباعي في وجه الأحلاف الغربية.
كان السباعي رحمه الله عالماً وداعية وسياسياً استطاع أن يقود حركة الإخوان المسلمين في سورية في ظروف كثيرة التقلب بالغة التعقيد، ولكنه كان دائماً يبرز هذه الحركة متشابكة في نسيج المجتمع السوري بأبعاده كافة الإسلامية والاجتماعية والسياسة. كما أنه قاد على الصعيد الإسلامي حركة إصلاح ديني فقاوم البدع والتقاليد البالية، وارتقى بالخطاب الإسلامي إلى مستوى العصر الذي يعيشه المسلمون، وأعطى الدعوة من روحه وعقله وعصبه مما أهلها أن تكون من الحركات الإسلامية المؤثرة في العالم العربي والإسلامي.
توفي السباعي إثر مرض ألم به يوم السبت الثالث من تشرين الأول عام 1964.
وترك عدة مؤلفات هي:
ـ أحكام الزواج والخلالة.
ـ أحكام الوصاية والوصية.
ـ أحكام المواريث.
ـ الوصايا والفرائض.
ـ أخلاقنا الاجتماعية.
ـ اشتراكية الإسلام.
ـ السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي.
ـ أحكام الصيام وفلسفته.
ـ نظام السلم والحرب في الإسلام.
ـ الدين والدولة في الإسلام.
ـ مشروعية الإرث وأحكامه في الإسلام.
ـ المرونة والتطور في التشريع الإسلامي.
ـ القلائد من فرائد الفوائد.
ـ هكذا علمتني الحياة.
ـ المرأة بين الفقه والقانون.
ـ من روائع حضارتنا.
ـ الأحوال الشخصية.
ـ السيرة النبوية.
المراجع:
ـ (معجم الأدباء الإسلاميين المعاصرين) ، أحمد الجدع، دار الضياء، عمان، الطبعة الأولى 1999، ص (1247ـ1253) .
ـ (الموسوعة التاريخية الجفرافية) ، مسعود الخوند، الطبعة الأولى، بيروت، 1997، ص (173،174) .
ـ (مصطفى السباعي رجل فكر وقائد دعوة) ، عبد العزيز الحاج مصطفى، دار عمار، عمان، الطبعة الأولى 1984.
_____________________
المصدر: مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والإستراتيجية
http://www.asharqalarabi.org.uk(1/348)
موسى إبراهيم الإبراهيم
- الاسم: موسى إبراهيم الإبراهيم
- الجنسية: سوري
- المواليد: ولد الدكتور في قرية "معصران" التابعة لمدينة "معرة النعمان" شمال سوريا، سنة 1956 م
ثانياً: حياته العلمية:
- تخرج في الثانوية الشرعية في معرة النعمان سنة 1970 - 1971م بتقدير عام "ممتاز"
- تخرج في كلية الشريعة من جامعة الأزهر الشريف سنة 1974 - 1975 م بتقدير "جيد جداً"
- حصل على شهادة الماجستير في الدعوة الإسلامية من جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في جمهورية السودان بتاريخ 25/5/1417هـ الموافق 7/11/1996م
- حصل على شهادة الدكتوراه في الدعوة الإسلامية من جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في جمهورية السودان سنة 2002م
ثالثاً: حياته العملية:
1- 1971-1979م مدرساً للتربية الإسلامية في المرحلة الثانوية في سوريا
2- 1979-1980م مدرساً للتربية الإسلامية في معهد صنعاء العلمي في اليمن
3- 1400 - 1410هـ (1980 - 1990م) مدرساً للتربية الإسلامية في ثانوية تحفيظ القرآن الكريم بأبها- السعودية
4- 1411 - 1419 هـ (1990 - 1999م) مدرساً للتربية الإسلامية في كلية المعلمين بأبها- السعودية (كليات المعلمين كليات جامعية تمنح البكالوريوس في جميع التخصصات العلمية)
5- 1420 - 1421 هـ (1999 - 2000م) محاضراً في كلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد بأبها
رابعاً - الأنشطة الميدانية المواكبة للحياة العملية:
1- من 1403-1410هـ موجهاً تربوياً لمدرسي القرآن الكريم في الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم
2- من 1412-1419: رئيساً لقسم الدراسات القرآنية في كلية المعلمين لثمان سنوات متواصلة
3- في 26/6/1412: عضواً في لجنة دراسة المقررات الدراسية لطلاب البكالوريوس في كلية المعلمين
4- عضواً في اللجنة التأديبية في كلية المعلمين لسنوات عدة ابتداء من 21/11/1412 هـ
5- في 22-23/8/1412: ممثلاً لكلية المعلمين في أبها في اجتماع أقسام الدراسات القرآنية المتناظرة لكليات المعلمين على مستوى المملكة والمنعقد في كلية المعلمين في الرياض
6- في 10/11/1412: رئيساً للجنة الأنشطة الثقافية في كلية المعلمين
7- في 14/11/1413: رئيساً لاجتماع الأقسام المتناظرة بكليات المعلمين في المملكة والمنعقد في كلية المعلمين بأبها
9- في 23/5/1413: عضواً في لجنة إدارة مركز البحوث والدراسات التربوية بالكلية
10- في 5/7/1418: عضواً في لجنة دراسة نظام القبول والتسجيل في كليات المعلمين بالمملكة
11- في 5/2/1421: عضواً في لجنة دراسة خطة الدراسات العليا في كلية الشريعة في جامعة الملك خالد
12- في 5/2/1421: عضواً في لجنة إعداد منهج لدورة إعداد الدعاة التي يشرف عليها قسم العقيدة في كلية الشريعة
رابعاً: الأبحاث العلمية والفكرية المنشورة والمخطوطة: (للمزيد)
أ- الكتب المطبوعة والمنشورة:
1- تأملات تربوية في فقه الدعوة الإسلامية طبعة أولى 1409هـ
2- بحوث منهجية في علوم القرآن الكريم طبعتان 1409 - 1417 هـ
3- التجويد المنهجي طبعتان 1409 - 1417 هـ
4- المدخل إلى أصول الفقه وتاريخ التشريع الإسلامي طبعة أولى 1409هـ
5- ثقافة المسلم بين الأصالة والتحديات خمس طبعات 1413 -1417-1418- 1419- 1424 هـ
6- تأملات منهجية في تاريخ السنة وأصول الحديث طبعة أولى 1413هـ
7- الفقه الحركي في العمل الإسلامي المعاصر طبعتان 1418 - 1419 هـ
8- حوار الحضارات وطبيعة الصراع بين الحق والباطل طبعة أولى 2003م
ب- الكتب المخطوطة والمعدة للنشر:
1- في رحاب الإسلام؛ إلى الذين دخلوا في الإسلام حديثاً، إلى الذين يفكرون في الدخول في الإسلام، إلى الدعاة إلى الله تعالى في هذه الأوساط
2- نظرات متأملة في المذاهب والتيارات المعاصرة
3- شذرات وقطوف دعوية
4- رسالة المعلم المسلم في الحياة صناعة العقول وتربية الأجيال
ج- المقالات المنشورة:
1- اليمن والانفتاح الحضاري مجلة الإرشاد 18/2/1400هـ
2- جولة عابرة في مساجد صنعاء مجلة الإرشاد 10/3/1400هـ
3- وقفة مع التربية الإسلامية مجلة الإرشاد 1/5/1400هـ
4- الشائعات دراسة وتحليل مجلة الجهاد 1/10/1408هـ
5- بنيتي الغالية وفقك الله 6/6/1410هـ
6- مقابلة صحفية مفتوحة مجلة النهضة الجزائرية 1/2/1411هـ
7- أثر الفكر الغربي على الكتابات العربية جريدة عكاظ السعودية 18/1/1412هـ
8- فقه الحركة وفقه الأوراق مجلة المسلمون 13/2/1412هـ
9- آفاق طلابية رسالة كلية المعلمين 10/5/1412هـ
10- الأدب الذي نريده رسالة كلية المعلمين 10/5/1412هـ
11- الزيارة في الله وآثارها التربوية على المجتمع رسالة كلية المعلمين 18/10/1414هـ
12- التربية التي نريد رسالة كلية المعلمين 27/7/1413هـ
13- مراتب الأخوة في الله رسالة كلية المعلمين 1/11/1416هـ
14- أخي المعلم رسالة كلية المعلمين 1/9/1418هـ
15- الكفر بالنعم يؤذن بزوالها جريدة الجزيرة السعودية 7/10/1418هـ
16- أوصيك يا ولدي مجلة المجتمع 19/6/1420هـ
17- أساليب الرسول r في التعليم مجلة المجتمع 28/6/1421هـ
http://members.lycos.co.uk/mosadr/ask/ask.php
_________________
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/349)
محمد بن حسن بن عقيل موسى الشريف:
* من مواليد جدة عام 1381 هـ، وأسرته من المدينة المنورة، ويتصل نسبهم بآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
* بكالوريوس الشريعة 1408هـ، كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
* ماجستير في الكتاب والسنة 1412هـ، كلية الدعوة وأصول الدين، بجامعة أم القرى.
* دكتوراة في الكتاب والسنة 1417هـ كلية الدعوة وأصول الدين، بجامعة أم القرى.
* لديه إجازة في رواية حفص من طريق الشاطبية والطيبة، ويدرس القراءات العشر.
* عضو لجنة اختيار الأئمة والمؤذنين، بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، بمدينة جدة سابقاً.
* عضو الهيئة التأسيسية للهيئة العالمية للقران الكريم، وعضو مجلس إدارتها.
*عضو لجنةالدعوة والقرآن الكريم بهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية.
* عضو الجمعية العمومية للهيئة العالمية للإعجاز في القرآن الكريم والسنة النبوية.
* إمام مسجدالإمام الذهبي بحي النعيم، وخطيب مسجد التعاون بحي الصفا بمدينة جدة.
* يعمل حالياً قائد طائرة (قبطان) في الخطوط الجوية السعودية.
* ويعمل كذلك أستاذاً متعاوناً بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبد العزيز بمدينة جدة.
* يعد ويقدم العديد من الندوات الشرعية والتربوية بالتلفزيون السعودي.
* له مقالات عديدة في مجلة المنار والجسور.
* درّس كتاب (التحبير) في علوم التفسير للإمام السيوطي.
* ودرّس كذلك المقدمات العشر لتفسير التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور.
* له درس بمسجد التعاون كل يوم جمعة بعد صلاة العشاء في تفسير القرآن الكريم.
* ودرس ثان بجامع بن حمد بحي الصفا بمدينة جدة، بعد صلاة العشاء، من كل يوم سبت بعنوان (عظماء من بلاد الإسلام) تبثه قناة اقرأ الفضائية بعنوان (أوراق) .
* ودرس ثالث بجامع الأمير أحمد بمكة المكرمة، مرة كل أسبوعين، بعد صلاة المغرب من يوم الثلاثاء، في شرح كتاب (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) للإمام الصالحي.
* صدر له (مؤلفاته) :
1- تحقيق ودراسة كتاب التلخيص في القراءات الثمان، للامام عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري - رسالة ماجستير.
2- إعجاز القرآن الكريم بين الإمام السيوطي والعلماء، دراسة مقارنة - رسالة دكتوراة. 3- نزهة الفضلاء تهذيب سير أعلام النبلاء (1/4) .
4- المختار المصون من اعلام القرون (1/3) .
5- مختصر الروضتين في أخبار الدولتين.
6- استجابات إسلامية لصرخات أندلسية.
7- مختصر الفتح المواهبي في مناقب الإمام الشاطبي.
8 - الطرق الجامعة للقراءة النافعة.
9 - حصول الطلب بسلوك الأدب.
10 - التنازع والتوازن في حياة المسلم.
11 - الهمة طريق إلى القمة.
12- الثبات.
13- أثر الدعاء في دفع المحذور وكشف البلاء.
14- عجز الثقات.
15- تسبيح ومناجاة وثناء على ملك الأرض والسماء.
16- المختار من الرحلات الحجازية إلى مكة والمدينة النبوية.
17- المقالات النفيسة في الحج إلى مكة والمدينة الشريفة.
18- مقالات الإسلاميين في شهر رمضان الكريم (1/2) .
19- العاطفة الإيمانية وأثرها في الأعمال الإسلامية.
20- التدريب وأهميته في العمل الإسلامي.
21- التوريث الدعوي.
22- العبادات القلبية وأثرها في حياة المؤمنين.
23- معجم المصطلحات والتراكيب والأمثال المتداولة.
24- ظاهرة التهاون في المواعيد.
25- القدوات الكبار بين التحطيم والانبهار.
26- التقارب والتعايش بين غير المسلمين.
27- الأمن النفسي.
28- جدد حياتك (رسالة إلى من جاوز سن الأربعين) .
29- الشوق والحنين إلى الحرمين.
30- قصص وطرائف في الحج من القرون السوالف.
31- الاختيارات من مجلة معهد المخطوطات.
32- الترف وأثره في الدعاة والصالحين.
33- مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس
34- معجم فتاوى القرآن الكريم.
35- مصطلح حرية المرأة بين كتابات الإسلاميين وتطبيقات الغربيين.
36- وصايا ونصائح إلى الملاحين.
37- العلم أهميته وفضله.
38- المرأة شؤون وشجون.
39- عمر المختار البطل المغوار.
40- عبد الحميد بن باديس داعية الجزائر.
41- صلاح الدين الأيوبي قاهر الصليبيين.
42- محمد عبد الكريم الخطابي بطل من الريف.
43- الحسن البصري الزاهد العارف.
44- الصواف بطل العراق.
* تحت الطبع:
45- مآسي الافتراق.. نماذج تاريخية ومعاصرة.
* إصدارات سمعية صدرت له:
أولا: الألبومات
1- ألبوم: أسباب النزول.
2- ألبوم: الاستبشار بحتمية الانتصار.
3- ألبوم: مواقف تربوية ونفحات إيمانية.
4- ألبوم: قصص وآثار في فضائل القرآن.
5- ألبوم: صراعنا مع اليهود.
6- ألبوم: الإسلام والغرب.
ثانيا: الأشرطة:
1- فلسطين تاريخاً وحاضراً.
2- أثر المرء في ديناه.
3- الثقافة التي نريد.
4- أيام في قزقستان.
5- أسباب التمكين في الأرض.
6- التفاؤل والاستبشار.
7- دفع البلاء بالصدقة.
8- الحياة السعيدة.
9- القدوات الكبار بين التحطيم والانبهار.
10- الاستغفار
11- معالم الحياة الكريمة
12- الأمن النفسي
تحت الإصدار:
1- عظماء من بلاد الإسلام.
_____________________
المصدر: موقع الشيخ على الإنترنت / موقع التاريخ(1/350)
الشيخ محمد حامد الفقي
هذه قصة جميلة جدا في توجه الشيخ العلامة محمد حامد الفقي للمنهج السلفي، وقبل ذكرها لعلي أبدأ بثناء بعض العلماء عليه فإن الفقي رحمه الله يجهله الكثير من طلبة العلم فضلا عن عموم المسلمين.
ومرجعي فيما أذكر ملخص لرسالة ماجستير للباحث موفق بن كدسة حول الشيخ وجهوده في نشر العقيدة السلفية جامعة أم القرى - كلية الدعوة وأصول الدين
قال عنه الشيخ ابن باز رحمه الله: فقد اطلعت على الحواشي التي وضعها- يقصد في تحقيقه لفتح المجيد- الأستاذ العلامة الشيخ محمد حامد الفقي ... فألفيتها كثيرة الفوائد قد أجاد فيها وأفاد
وقال الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله: عندما رأيته يدرس في مكة عند باب علي قلت هذا ضالتي وكانت حلقته أول حلقة اجلس فيها في الحرم وكان ذلك عام 1367 هـ
وقال الشيخ أبو تراب الظاهري رحمه الله: كان سلفيا، سلفيا، سلفيا شديدا يحرص على نشر التوحيد ويغار عليه وما رأيت أحدا مثله في الغيرة على التوحيد ولقد سكنت عنده في مصر خمس سنوات وكان متكفلا بي في كل شئ حيث كنت أشارك معه في التخريج والتحقيق ولو قلت أن عيني لم تر مثله وأذني لم تسمع بمثله في حماية التوحيد لا أكون مبالغا كان إذا صعد المنبر لخطبة الجمعة يقول بأعلى صوته: كفرت بالطاغوت.. كفرت بالبدوي.. كفرت بكذا ... ولقد كان يجتمع في حلقته في المسجد الحرام خلق كثير يجتمعون حوله ما بين قاعد وقائم.
وأما قصته تلك فيحكيها الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله وهو أحد تلاميذه فيقول:
(وسألت الشيخ حامد: يا شيخ كيف صرت موحّدا على منهج السلف وأنت درست بالأزهر؟ فقال الشيخ: درست بالأزهر ودرست عقيدة المتكلمين التي يدرسونها وأخذت الشهادة العالمية وذهبت إلى بلدي كي يفرحوا بنجاحي وفي الطريق مررت على فلاح يفلح الأرض ولما وصلت عنده قال: يا ولدي اجلس على الدكة وهو يشتغل ووجدت بجانبي على طرف الدكة كتابا فأخذت الكتاب ونظرت إليه فإذا هو كتاب (اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية) لابن القيم، فأخذت الكتاب أتسلى به ولما رآني أخذته وبدأت أقرأ فيه تأخر عني قدرا من الوقت الذي آخذ فيه فكرة عن الكتاب وبعد فترة وهو يعمل في حقله وأنا أقرأ في الكتاب جاء الفلاح وقال: السلام عليك يا ولدي كيف حالك ومن أين جئت فأجبته على سؤاله فقال لي: والله إنت شاطر لأنك تدرجت في طلب العلم حتى توصلت إلى هذه المرحلة ولكن يا ولدي أنا عندي وصية، فقلت له: وما هي؟
قال الفلاح: أنت عندك شهادة تعيشك في كل الدنيا في أوروبا وأمريكا ولكن ما علمتك الشئ الذي يجب أن تتعلمه أولا
قلت: وما هو؟
قال: ما علمتك التوحيد
قلت: وما هو التوحيد؟
قال: توحيد السلف
قلت: وما هو توحيد السلف؟
قال: إنه يوجد في هذه الكتب كتاب السنة للإمام احمد وكتاب التوحيد لابن خزيمة وكتاب خلق أفعال العباد للبخاري وكتاب اعتقاد أهل السنة للحافظ، - وذكر الفلاح كتب التوحيد التي للمتأخرين والمتقدمين، ثم ذكر كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم- وقال له: أنا أدلك على هذه الكتب إذا وصلت إلى قريتك ورأوك وفرحوا بنجاحك لا تتأخر ارجع رأسا على القاهرة، أدخل دار الكتب المصرية ستجد كل هذه الكتب التي ذكرتها كلها فيها ولكنها مكدّس عليها الغبار وأنا أريدك أن تنفض ما عليها من الغبار وتنشرها.
لم ينس الشيخ حامد هذه الوصية فعاد إلى القاهرة مسرعا وعكف على كتب السلف يخرجها من غياهب أدراج المكتبات ويقوم على خدمتها. أهـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة وجعل ما قدّمه في موازين حسناته، اللهم آمين
سماحة الشيخ محمد حامد الفقى
(رحمه الله تعالى)
مؤسس أنصار السنة
كثير من الشخصيات الإسلامية التي لعبت دورًا هامًا في نشر المفاهيم الصحيحة للكتاب والسنة مجهولة لكثيرة من الناس وفي هذه العجالة نلتقي مع الشيخ محمد حامد الفقي ـ رحمه الله ـ.
مولده ونشأته:
ولد الشيخ محمد حامد الفقي بقرية نكلا العنب في سنة 1310هـ الموافق 1892م بمركز شبراخيت مديرية البحيرة. نشأ في كنف والدين كريمين فوالده الشيخ أحمد عبده الفقي تلقى تعليمه بالأزهر ولكنه لم يكمله لظروف اضطرته لذلك. أما والدته فقد كانت تحفظ القرآن وتجيد القراءة والكتابة، وبين هذين الوالدين نما وترعرع وحفظ القرن وسنّه وقتذاك اثني عشر عامًا. ولقد كان والده أثناء تحفيظه القرآن يوضح له معاني الكلمات الغريبة ويعلمه مبادئ الفقه حتى إذا أتَّم حفظ القرآن كان ملمًا إلمامًا خفيفًا بعلومه ومهيأ في الوقت ذاته لتلقي العلوم بالأزهر على الطريقة التي كانت متبعة وقتذاك.
طلبه العلم:
كان والده قد قسم أولاده الكبار على المذاهب الأربعة المشهورة ليدرس كل واحد منهم مذهبًا، فجعل الابن الأكبر مالكيًا، وجعل الثاني حنفيًا، وجعل الثالث شافعيًا، وجعل الرابع وهو الشيخ محمد حامد الفقي حنبليًا.
ودرس كل من الأبناء الثلاثة ما قد حُدد من قبل الوالد ما عدا الابن الرابع فلم يوفق لدراسة ما حدده أبوه فقُبل بالأزهر حنفيًا.
بدأ محمد حامد الفقي دراسته بالأزهر في عام 1322هـ ـ 1904م وكان الطلبة الصغار وقتذاك يبدؤون دراستهم في الأزهر بعلمين هما: علم الفقه، وعلم النحو. وكانت الدراسة المقررة كتابًا لا سنوات، فيبدأ الطالب الحنفي في الفقه بدراسة مراقي الفلاح. ويبدأ في النحو بكتاب الكفراوي وهذان الكتابان هما السنة الأولى الدراسية، ولا ينتقل منها الطالب حتى يتقن فهم الكتابين.
كان آخر كتاب في النحو هو الأشموني أما الفقه، فحسب المذاهب ففي الحنابلة الدليل، وعند الشافعية التحرير، وعند الحنفية الهداية وعند المالكية الخرقي أما بقية العلوم الأخرى كالمنطق وعلم الكلام والبلاغة وأصول الفقه فكان الطالب لا يبدأ في شيء منها إلا بعد ثلاث سنوات.
بدأ الشيخ محمد حامد الفقي دراسته في النحو بكتاب الكفراوي وفي الفقه بكتاب مراقي الفلاح وفي سنته الثانية درس كتابي الشيخ خالد في النحو وكتاب منلا مسكين في الفقه ثم بدأ في العلوم الإضافية بالسنة الثالثة، فدرس علم المنطق وفي الرابعة درس علم التوحيد ثم درس في الخامسة مع النحو والفقه علم الصرف وفي السادسة درس علوم البلاغة وفي هذه السنة وهي سنة 1910م بدأ دراسة الحديث والتفسير وكانت سنه وقتذاك ثمانية عشر عاما فتفتح بصره وبصيرته بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتمسك بسنته لفظًا وروحًا.
بدايات دعوة الشيخ لنشر السنة الصحيحة:
لما أمعن الشيخ في دراسة الحديث على الوجه الصحيح ومطالعة كتب السلف الصحيح والأئمة الكبار أمثال بن تيمية وبن القيم. وابن حجر والإمام أحمد بن حنبل والشاطبي وغيرهم. فدعا إلى التمسك بسنة الرسول الصحيحة والبعد عن البدع ومحدثات الأمور وأن ما حدث لأمة الإسلام بسبب بعدها عن السنة الصحيحة وانتشار البدع والخرافات والمخالفات.
فالتف حوله نفر من إخوانه وزملائه وأحبابه واتخذوه شيخًا له وكان سنه عندها ثمانية عشرة عامًا سنة 1910م بعد أن أمضى ست سنوات من دراسته بالأزهر. وهذا دلالة على نبوغ الشيخ المبكر.
وظل يدعو بحماسة من عام 1910م حتى أنه قبل أن يتخرج في الأزهر الشريف عام 1917م دعا زملائه أن يشاركوه ويساعدوه في نشر الدعوة للسنة الصحيحة والتحذير من البدع.
ولكنهم أجابوه: بأن الأمر صعب وأن الناس سوف يرفضون ذلك فأجابهم: أنها دعوة السنة والحق والله ناصرها لا محالة.
فلم يجيبوه بشيء.
فأخذ على عاتقه نشر الدعوة وحده. والله معه فتخرج عام 1917. بعد أن نال الشهادة العالمية من الأزهر وهو مستمر في الدعوة وكان عمره عندها 25 سنة.
ثم انقطع منذ تخرجه إلى خدمة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وحدثت ثورة 1919م وكان له موقف فيها بأن خروج الاحتلال لا يكون بالمظاهرات التي تخرج فيها النساء متبرجات والرجال ولا تحرر فيها عقيدة الولاء والبراء لله ولرسوله. ولكنه بالرجوع لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وترك ونبذ البدع وانكاره لمبادء الثورة (الدين لله والوطن للجميع) .
(وأن خلع حجاب المرأة من التخلف)
وانتهت الثورة وصل على موقفه هذا.
وظل بعد ذلك يدعوا عدة أعوام حتى تهيئت الظروف وتم أشهارها ثمرة هذا المجهود وهو إنشاء جماعة أنصار السنة المحمدية التي هي ثمرة سنوات الدعوة من 1910م إلى 1926م عام أشهارها.
ثم إنشاء مجلة الهدي النبوي وصدر العدد الأول في 1937هـ.
إنشاء جماعة أنصار السنة المحمدية في عام 1345هـ/ 1926م تقريبًا واتخذ لها دارًا بعابدين ولقد حاول كبار موظفي قصر عابدين بكل السبل صد الناس عن مقابلته والاستماع إليه حتى سخَّرُوا له من شرع في قتله ولكن صرخة الحق أصمَّت آذانهم وكلمة الله فلَّت جموعهم وانتصر الإيمان الحق على البدع والأباطيل. (مجلة الشبان المسلمين رجب 1371هـ) .
تأسيس مجلة الهدي النبوبي:
بعد أن أسس الشيخ رحمه الله جماعة أنصار السنة المحمدية وبعد أن يسر الله له قراءة كتب الإمامين ابن تيمية وابن القيم واستوعب ما فيها ووجد فيها ضالته أسس عام 1356هـ في مارس 1936م صدر العدد الأول من مجلة الهدي لتكون لسان حال جماعته والمعبرة عن عقيدتها والناطقة بمبادئها. وقد تولى رياسة تحريرها فكان من كتاب المجلة على سبيل المثال لا الحصر: الشيخ أحمد محمد شاكر، الأستاذ محب الدين الخطيب، والشيخ محيي الدين عبد الحميد، والشيخ عبد الظاهر أبو السمح، (أو إمام للحرم المكي) ، والشيخ أبو الوفاء محمد درويش، والشيخ صادق عرنوس، والشيخ عبد الرحمن الوكيل، والشيخ خليل هراس، كما كان من كتابها الشيخ محمود شلتوت.
أغراض المجلة:
وقد حدد الشيخ أغراض المجلة فقال في أول عدد صدر فيها:
«وإن من أول أغراض هذه المجلة أن تقدم ما تستطيعه من خدمة ونصح وإرشاد في الشئون الدينية والأخلاقية، أخذت على نفسها موثقًا من الله أن تنصح فيما تقول وأن تتحرى الحق وأن لا تأخذ إلا ما ثبت بالدليل والحجة والبرهان الصحيح من كتاب الله تعالى وحديث رسوله صلى الله عليه وسلم» أهـ.
جهاده:
يقول عنه الشيخ عبد الرحمن الوكيل: «لقد ظل إمام التوحيد (في العالم الإسلامي) والدنا الشيخ محمد حامد الفقي ـ رحمه الله ـ أكثر من أربعين عامًا مجاهدًا في سبيل الله. ظل يجالد قوى الشر الباغية في صبر، مارس الغلب على الخطوب واعتاد النصر على الأحداث، وإرادة تزلزل الدنيا حولها، وترجف الأرض من تحتها، فلا تميل عن قصد، ولا تجبن عن غاية، لم يكن يعرف في دعوته هذه الخوف من الناس، أو يلوذ به، إذ كان الخوف من الله آخذا بمجامع قلبه، كان يسمي كل شيء باسمه الذي هو له، فلا يُدهن في القول ولا يداجي ولا يبالي ولا يعرف المجاملة أبدًا في الحق أو الجهر به، إذ كان يسمي المجاملة نفاقًا ومداهنة، ويسمي السكوت عن قول الحق ذلا وجبنا» .
عاش: رحمه الله للدعوة وحدها قبل أن يعيش لشيء آخر، عاش للجماعة قبل أن يعيش لبيته، كان في دعوته يمثل التطابق التام بين الداعي ودعوته، كان صبورًا جلدًا على الأحداث. نكب في اثنين من أبنائه الثلاث فما رأى الناس معه إلا ما يرون من مؤمن قوي أسلم لله قلبه كله (1) .
ويقول الشيخ أبو الوفاء درويش: «كان يفسر آيات الكتاب العزيز فيتغلغل في أعماقها ويستخرج منها درر المعاني، ويشبعها بحثًا وفهمًا واستنباطًا، ويوضح ما فيها من الأسرار العميقة والإشارات الدقيقة والحكمة البالغة والموعظة الحسنة.
ولا يترك كلمة لقائل بعده. بعد أن يحيط القارئ أو السامع علما بالفقه اللغوي للكلمات وأصولها وتاريخ استعمالها فيكون الفهم أتم والعلم أكمل وأشمل» .
قلت: لقد كانت اخر آية فسرها قوله تبارك وتعالى: {وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولاً} [الإسراء:11] .
وقد فسرها رحمه الله في عدد 6 و 7 لسنة 1378هـ في حوالي 22 صفحة.
إنتاجه:
إن المكتبة العربية لتعتز بما زودها به من كتب قيمة مما ألف ومما نشر ومما صحح ومما راجع ومما علق وشرح من الإمام ابن تيمية وابن القيم وغيرهما.
وكما كان الشيخ محبًا لابن تيمية وابن القيم فقد جمعت تلك المحبة لهذين الإمامين الجليلين بينه وبين الشيخ عبد المجيد سليم شيخ الأزهر، وكذلك جمعت بينه وبينه الشيخ شلتوت الذي جاهر بمثل ما جاهر به الشيخ حامد.
ومن جهوده كذلك قيامه بتحقيق العديد من الكتب القيمة نذكر منها ما يأتي: ـ
1 ـ اقتضاء السراط المستقيم.
2 ـ مجموعة رسائل.
3 ـ القواعد النورانية الفقهية.
4 ـ المسائل الماردينية.
5 ـ المنتقى من أخبار المصطفى.
6 ـ موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول حققه بالاشتراك مع محمد محي الدين عبد الحميد.
7 ـ نفائس تشمل أربع رسائل منها الرسالة التدمرية.
8 ـ والحموية الكبرى.
وهذه الكتب جميعها لشيخ الإسلام ابن تيمية.
ومن كتب الشيخ ابن القيم التي قام بتحقيقها نذكر:
9 ـ إغاثة اللفهان.
10 ـ المنار المنيف.
11 ـ مدارج السالكين.
12 ـ رسالة في أحكام الغناء.
13 ـ التفسير القيم.
14 ـ رسالة في زمراض القلوب.
15 ـ الطرق الحكمية في السياسة الشرعية.
كما حقق كتب زخرى لمؤلفين آخرين من هذه الكتب:
16 ـ فتح المجيد لعبد الرحمن بن حسن آل شيخ.
17 ـ بلوغ المرام لابن حجر العسقلاني.
18 ـ جامع الأصول من أحاديث الرسول.
19 ـ لابن الأثير.
20 ـ الاختيارات الفقهية من فتاوى ابن تيمية لعلي بن محمد بن عباس الدمشقي.
21 ـ الأموال لابن سلام الهروي.
22 ـ الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الرمام المبجل أحمد بن حنبل لعلاء الدين بن الحسن المرادي.
23 ـ جواهر العقود ومعين القضاة.
24 ـ والموقعين والشهود للسيوطي.
25 ـ رد الإمام عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد.
26 ـ شرح الكوكب المنير.
27 ـ اختصار ابن النجار.
28 ـ الشريعة للآجري.
29 ـ العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية لمحمد ابن أحمد بن عبد الهادي.
30 ـ القواعد والفوائد الأصولية وما يتعلق بها من الأحكام الفرعية لابن اللحام.
31 ـ مختصر سنن أبي داود للمنذري حققه بالاشتراك مع أحمد شاكر.
32 ـ معارج الألباب في مناهج الحق والصواب لحسن بن مهدي.
33 ـ تيسير الوصول إلى جامع الأصول لابن الربيع الشيباني.
34- العقود"؛ (لشيخ الإسلام) ، [تحقيق، بمشاركة: الشيخ: محمد ناصر الدين الالبانى رحمه الله، (ط) .
كما جاء في تقديم الشيخ محمد حامد الفقي ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ للكتاب:
مصير هذا التراث:
هذا قليل من كثير مما قام به الشيخ محمد حامد الفقي فيما مجال التحقيق وخدمة التراث الإسلامي وهذا التراث الذي تركه الشيخ إذ أن جمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت قد جمعت كل هذا التراث.
وقد جاء في نشرتها (أخبار التراث الإسلامي) العدد الرابع عشر 1408هـ 1988م أنها اشترت خزانة الشيخ محمد حامد الفقي كاملةً مخطوطتها ومصورتها وكتبها وكتيباتها وقد أحصيت هذه تلك المحتويات على النحو التالي:
1 - 2000 كتاب.
2 - 70 مخطوطة أصلية.
3 - مائة مخطوطة مصورة على ورق.
وفاته:
توفي رحمه الله فجر الجمعة 7 رجب 1378هـ الموافق 16 يناير 1959م على إثر عملية جراحية أجراها بمستشفى العجوزة، وبعد أن نجحت العملية أصيب بنزيف حاد وعندما اقترب أجله طلب ماء للوضوء ثم صلى ركعتي الفجر بسورة الرعد كلها. وبعد ذلك طلب من إخوانه أن ينقل إلى دار الجماعة حيث توفى بها، وقد نعاه رؤساء وعلماء من الدول الإسلامية والعربية، وحضر جنازته واشترك في تشيعها من أصحاب الفضيلة وزير الأوقاف والشيخ عبد الرحمن تاج، والشيخ محمد الحسن والشيخ محمد حسنين مخلوف، والشيخ محمد محي الدين عبد الحميد، والشيخ أحمد حسين، وجميع مشايخ كليات الأزهر وأساتذتها وعلمائها، وقضاة المحاكم.
أبناؤه:
الطاهر محمد الفقي، وسيد أحمد الفقي، ومحمد الطيب الفقي وهو الوحيد الذي عاش بعد وفاة والده.
(1) هما الظاهر، وسيد، وقد توفي الأول وأبوه في رحلة الحج، وأما الثاني فقد مات فجر الجمعة ذي القعدة عام 1377هـ فخطب الشيخ الجمعة بالناس ووعظهم وطلب منهم البقاء على أماكنهم حتى يصلوا على أخيهم.
فجزاه الله خير الجزاء.
فرحم الله هذا العالم الفقيه النحرير، وأن يبدلنا من هو خيرا منه. إنه ولى ذلك والقادر عليه.
محمود السيد
مصدر الترجمة منقول من مجلة أنصار السنة المحمدية - مصر
_____________________
المصدر: موقع شبكة سحاب السلفية(1/351)
الشيخ مقبل بن هادي الوادعي
الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور) ، وصلاة وسلاما على نبيه وعلى آله وصحبه دائمين إلى يوم النفخ في الصور.
وبعد: فان الأحاديث النبوية والآثار المحمدية اصل العلوم بعد القرآن، وقاعدة الشريعة وأركان الإيمان،وقد ضل أقوام على مدى الأزمان، لغفلتهم عن هذا الأصل بعد القرآن فتخبطوا في بعض البدع والضلالات،وما شر منها من الإلحاد والشركيات، حتى أتى على الناس زمان ما كان يعرف فيه التعصب لفلان وفلان من أرباب التمذهب وعلماء الكلام، فقل الخير وزاد الشر والضير.
وفي أثناء ذلك كله يبعث الله على راس كل قرن، من يجدد لهذه الأمة الدين وما اندرس من السنن، الا ان اليمن مع هذا كانت لاتزال في غياهب الجهالات، من التصوف والاعتزال المهلكات، من الائمة المحدثين كمعمر وعبد الرزاق اللذين طلبا الحديث من الآفاق، رغم انه كان يتخلل هذه الفترة نهضات علمية على ايدي علماء اجلاء كابن الوزير والصنعاني والشوكاني وغيرهم، الا ان ثمرتها لم تكن كثمرة دعوة عبد الرزاق ومعمر ثم شيخنا رحمه الله.
ثم بعث الله لليمن من يجدد لها الدين ويحيي السنن،ويذود عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،وينفي عن الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين.
فانبثق نور شع في اليمن كلها، وتعداها إلى ما وراء البحار من بلاد العرب والعجم وغيرها من الديار،فصار الناس بعده إلى السنن والآثار، ونبذوا التصوف الاعتزال، والتشيع وغيرها من الغلال.
ذلك النور هو شيخنا العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي،رحمة الله عليه.الذي رحل إليه الطلاب العلم من سائر الديار، ينهلون من علم القرآن والسنة والآثار، فاظهر الله على يده خيرا عظيما،اغاظ أهل البدع والأهواء والضلالات، فاجمعوا كيدهم ومكرهم، لإطفاء هذا النور الذي كشف عوارهم واضرهم، (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره) ، وأعادوا الكرة بعد الكرة وفي كل مرة لا تنجح الفكرة.
ثم لجئوا بعد الإفلاس والإملاق، إلى البهت والكذب، تشويها لسيرة الشيخ ودعوته، واستعانوا على ذلك بفئات من أهل الدنيا والتحزبات، فقام الشيخ بالخطب والمحاضرات، تبينا لسبيل الدعوة ونقضا للافتراءات،ثم ألف كتابه هذه دعوتنا وعقيدتنا، فبين فيه سبيل الدعوة المباركة، وتضمن الكتاب ذكر ما ألفه طلبة العلم وعلى رأسهم شيخنا رحمه الله.
وقد وفق شيخنا رحمه الله توفيقا عظيما، ووضع الله فيه بركة جمة،فمع انه نشا يتيما في حجر ام تنهاه عن العلم، وترغه في الدنيا -نسال الله أن يغفر لنا ولها-، ومع ترعرعه في بيئة زيدية طغى عليها الجهل، حتى انه ليحرم فيها القبيلي من امثال الشيخ من اتقان القراءة والكتابة، ويعاب عليه ذلك فضلا عن طلب العلم، ومع طلبه المتأخر للعلم الشرعي -فقد طلب العلم في ارض الحرمين وعمره خمسة وثلاثون عاما تقريبا، ومع هذا قيض اللهعلى يديه خيرا كبيرا بالمقارنة مع بعض الائمة المعاصرين الذين نشئوا في اول امرهم في بيئة علمية -، ومع تكالب الاعداء عليه من كل مكان، ومع حالته الصحية المتردية.
مع كل هذا وذاك فقد اقام الله به اليمن دعوة ملات الارجاء قي غضون عشرين سنة،لاتكاد تسمع لهذه الدعوة نظيرا في اليمن بعد عصر الامامين معمر وعبد الرزاق. ومع انشغاله رحمه الله بالدعوة والتدريس ورث الامة اكثر من خمسين مؤلفا منه (الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين،الذي يساوي وحده الدنيا باسرها،اذ هو تتمة للصحيحين.
دراسته ومشايخه
يقول الشيخ:
درست في الكتب حتى انتهيت من منهج المكتب، ثم ضاع من العمر ما شاء الله في غير طلب علم،لأنه ما كان هناك من يرغب أو يساعد على طلب العلم، وكنت محبا لطلب العلم،وطلبت العلم في جامع الهادي فلم أساعد على طلب العلم،وبعد زمن اغتربت إلى ارض الحرمين ونجد، فكنت اسمع الواعظين ويعجبني وعظهم، فاستنصحت بعض الواعظين ماهي الكتب المفيدة حتى اشتريها؟ فارشد الى ((صحيح البخاري)) ، ((وبلوغ المرام)) ،و ((رياض الصالحين)) ،و ((فتح المجيد شرح كتاب التوحيد)) ،وأعطاني نسيخات من مقررات التوحيد،وكنت حارسا في عمارة الحجون بمكة،فعكفت على تلك الكتب، وكانت تعلق بالذهن لان العمل في بلدنا على خلاف ما فيها، خصوصا ((فتح المجيد)) .
وبعد مدة من الزمن رجعت الى بلدي انكر كل ما رايته مخالف ما في تلك الكتب من الذبح لغير الله،وبناء القباب على الاموات،ونداء الاموات،فبلغ الشيعة ذلك،فانكروا ما انا عليه،فقائل يقول منهم:من بدل دينه اقتلوه، وآخر يرسل الى اقربائي يقول ان لم تمنعوه فسنسجنه،وبعد ذلك قرروا أن يدخلوني (جامع الهادي) من أجل الدراسة عندهم لإزالة الشبهات التي قد علقت بقلبي،ويدندن بعضهم بقول الشاعر:
عرفت هواها قبل أن اعرف الهوى **** فصادف قلبا خاليا فتمكنا
وبعد ذلك دخلت الدراسة عندهم في جامع الهادي ومدير الدراسة القاضي (مطهر حنش) ،فدرست في (العقد الثمين) ،وفي (الثلاثين المسالة وشرحها) لحابس، ومن الذين درسونا فيها (محمد بن حسن المتميز) وكنا في مسألة الرؤية فصار يسخر من ابن خزيمة وغيره من ائمة اهل السنة،وانا اكتم عقيدتي،الا اني ضعفت عن وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة وارسلت يدي، ودرسنا في (متن الأزهار) الى النكاح مفهوما ومنطوقا،وفي شرح الفرائض كتاب ضخم فوق مستوانا فلم استفد منه.
فلما رايت الكتب المدرسة غير مفيدة،حاشا النحو فاني درست عندهم (الآجرومية) و (قطر الندى) ، ثم طلبت من القاضي (قاسم بن يحي شويل) ان يدرسني في (بلوغ المرام) ،وانكر علينا ذلك ثم تركنا،فلما رايت ان الكتب المقررة شيعية معتزلية قررت الإقبال على النحو فدرست (قطر الندى) مرارا على (اسماعيل حطبة) رحمه الله في المسجد الذي اسكن فيه ويصلي فيه وكان يهتم بنا غاية الإهتمام،وفي ذات مرة اتى الى المسجد (محمد بن حورية) فنصحته ان يترك التنجيم فنصحهم ان يطردوني من الدراسة،فشفعوا لي عنده وسكت، وكان يمر بنا بعض الشيعة ونحن ندرس في (القطر) ويقول: (قبيلي صبن غرارة) بمعنى ان التعليم لا يؤثر في وانا اسكت واستفيد في النحو.
حتى قامت الثورة وتركنا البلاد ونزلنا الى نجران ولازمت (ابا الحسين مجد الدين المؤيد) واستفدت منه خصوصا في اللغة العربية ومكثت بنجران قدر سنتين،فلما تاكدت ان الحرب بين الجمهورية والملكية لأجل الدنيا عزمت على الرحلة الى الحرمين ونجد،وسكنت بنجد قدر شهر ونصف في مدرسة تحفيظ القرآن التابعة للشيخ (محمد بن سنان الحدائي) حفظه الله،ولقد كان مكرما لي لما راى من استفادتي وينصحني باستمرار مدة حتى يرسلني الى (الجامعة الإسلامية) ،فتغير علي الجو بالرياض،وعزمت على السفر الى مكة،فكنت اشتغل ان وجدت شغلا،واطلب العلم في الليل احضر دروس الشيخ (يحي بن عثمان الباكستاني) في (تفسير ابن كثير) ،والبخاري،ومسلم.
وأطالع في الكتب والتقيت بشيخين فاضلين:
احدهما:القاضي (يحي الاشول) صاحب معمرة،فكنت ادرس عنده في (سبل السلام) للصنعاني ويدرسني في أي شيء اطلب منه الثاني: الشيخ (عبد الرزاق الشاحذي المحويتي) وكان ايضا يدرسني فيما اطلب منه.
ثم فتح معهد الحرم المكي وتقدمت للاختبار مع مجموعة من طلبة العلم،فنجحت والحمد لله، وكان من ابرز مشايخنا فيه الشيخ (عبد العزيز السبيل) ، ودرست مع بعض طلبة المعهد عند الشيخ (عبد الله بن حميد) رحمه الله في (التحفة السنية) بعد العشاء في الحرم،فكان رحمه الله ياتي بفوائد من (شرح ابن عقيل) وغيره،وكانت فوق مستوى زملائي فتملصوا،فترك رحمه الله الدرس.
ودرست مع مجموعة من الطلاب عند الشيخ (محمد السبيل) حفظه الله شيئا من الفرائض.
وبعد الخروج من المعهد خرجت للإتيان بأهلي من نجران فأتيت بهم وسكنا بمكة مدة الدراسة في المعهد ست سنين والدراسة في الحرم نفسه،وبركة دراسة المساجد معلومة، ولا تسال عن انس وراحة كنا فيها،وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم إذ يقول: (وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم الانزلت عليهم السكينة، وحفتهم الملائكة،وغشيتهم الرحمة،وذكرهم الله فيمن عنده) .
النهار في دراسة المعهد،والدروس كلها تخدم العقيدة والدين، ومن بعد العصر الى بعد العشاء في الحرم نشرب من ماء زمزم الذي قال النبي صلىالله عليه وسلم فيه: (انه طعام طعم وشفاء سقم) ونسمع من الواعظين القادمين من الآفاق لأداء حج أو عمرة
ومن المدرسين في الحرم بين مغرب وعشاء الشيخ (عبد العزيز بن راشد النجدي) صاحب تيسير الوحيين في الاقتصار على القرآن والصحيحين) فازددت يقينا ببطلان كلامه رحمه الله،وكان رجل التوحيد وله معرفة قوية بعلم الحديث ومعرفة صحيحه من سقيمه.
ومن مشايخي في الحرم المكي الذين استفدت منهم الشيخ (محمد بن عبد الله الصومالي) فقد حضرت عنده حوالي سبعة اشهر أو أكثر، وكان رحمه الله آية في معرفة رجال الشيخين،ومنه استفدت كثيرا في علم الحديث،على إني بحمد ربي من ابتدائي في الطلب لا أحب إلا علم الكتاب والسنة.
وبعد الانتهاء من معهد الحرم من المتوسط والثانوية،وكل الدروس دينية،انتقلنا إلى المدينة إلى الجامعة الإسلامية،فحول أكثرنا إلى كلية الدعوة وأصول الدين،وابرز من درسنا فيها الشيخ (السيد محمد الحكيم) والشيخ (محمود عبد الوهاب فائد) المصريان.
وعند إن جاءت العطلة خشيت من ذهاب الوقت وضياعه فانتسبت في كلية الشريعة،لأمرين:احدهما:التزود من العلم.الثاني إن الدروس متقاربة وبعضها متحدة،فهي تعتبر مراجعة لما درسناه في كلية الدعوة وانتهيت بحمد الله من الكليتين،وأعطيت شهادتين وأنا بحمد الله لا أبالي بالشهادات،المعتبر عندي هو العلم.
وفي عام انتهائنا من الكليتين فتحت في الجامعة دراسة عالية ما يسمونه بالماجستير،فتقدمت لأخبار المقابلة ونجحت بحمد الله وهي تخصص في علم الحديث، وبحمد الله حصلت الفائدة التي احبها،وكان من ابرز من درسنا الشيخ (محمد امين المصري) رحمه الله،والشيخ (السيد محمد الحكيم المصري) وفي آخرها الشيخ (حماد بن محمد الانصاري) وكنت احضر بعض الليالي درس الشيخ (عبد العزيز بن باز) في الحرم المدني في صحيح مسلم،واحضر كذلك مع الشيخ (الألباني) في جلساته الخاصة بطلبة العلم للاستفادة.
ومنذ كنت في الحرم المكي وأنا ادرس بعض طلبة العلم في (قطر الندى) وفي (التحفة السنية) ،وعند ان كنت بالمدينة كنت ادرس بعض اخواني بالحرم المدني في (التحفة السنية) ثم وعدت اخواني في الله بدروس في بيتي بعد العصر في (جامع الترمذي) ،و (قطر الندى) ،و (الباعث الحثيث) ، واتشرت دعوة كبيرة من المدينة ملأت الدنيا في مدة ست سنوات،بعض اهل الخير هم الذين يسعون في تمويلها، و (مقبل بن هادي) وبعض اخوانه هم الذين يقومون بتعليم اخوانهم، واما الرحلات للدعوة الى الله في جميع انحاء المملكة فمشتركة بين الإخوان كلهم،طالب العلم للتزود من العلم ولإفادت الآخرين، والعمي للتعلم، حتى استفاد كثير من العامة واحبو الدعوة.
ولما وصلت الى اليمن عدت الى قريتي ومكثت بها اعلم الاولاد القرآن، فما شعرت الى بتكالب الدنيا، فكاني خرجت لخراب البلاد والدين والحكم، وانا آنذاك لا اعرف مسؤلا ولاشيخ قبيلة فاقول: حسبي الله ونعم الوكيل، واذا ضقت اذهب الى صنعاء او الى حاشد،او الى ذمار، وهكذا الى تعز وإب والحديدة، دعوة وزيارة للإخوان في الله.
وبعد هذا مكثت في مكتبتي -بعد مشقة ومساعدة بعض الإخوان في استردادها -وما هي الا ايام وفتحت دروسا مع بعض الإخوة المصريين في بعض كتب الحديث وبعض كتب اللغة، وبعد هذا مازال طلبة العلم يفدون من مصر، ومن الكويت ومن ارض الحرمين ونجد ... وكثير من البلاد الإسلامية وغيرها.
ويقدر طلبة الشيخ بحوالي الف طالب، والعوائل نحو خمسمائة عائلة.
الدروس التي تلقى:
تفسير بن كثير بعد الظهر.
صحيح البخاري بعد العصر.
صحيح مسلم،وبعده مستدرك الحاكم بين مغرب وعشاء.
الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين قبل الظهر.
الصحيح المسند من دلائل النبوة.
الجامع الصحيح في القدر.
وقال الشيخ رحمه الله: ((كنت ادرس في (شرح ابن عقيل) ثم مرضت فتركت. اما اخواني في الله فانهم قائمون بدروس لاخوانهم في جميع المجالات العلمية على مستوى الطلاب في: التوحيد، والعقيدة، والفقه واصوله، والحديث واصوله،والفرائض،والنحو،والخط والاملاء وجميع ما يحتاج اليه الطالب من العلوم الدينة ووسائلها،واذا ضاق المسجد والسكنات،ففي الوادي وتحت الشجار، وتلقى هناك الدروس،علم طيب وهواء طيب.
والفضل في هذا لله وحده.
بعض مؤلفات الشيخ مقبل:
-الطليعة في الرد على غلاة الشيعة.
-تحريم الخضاب بالسواد.
-شرعية الصلاة في النعال.
-الصحيح المسند من أسباب النزول.
-حول القبة المبنية على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم.
-الشفاعة.
-رياض الجنة في الرد على أعداء السنة.
-الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين.
-السيوف الباترة لإلحاد الشيوعية الكافرة.
-المخرج من الفتنة.
-الإلحاد الخميني في ارض الحرمين.
-قمع المعاند وزجر الحاقد الحاسد.
-إجابة السائل عن أهم المسائل.
-أحاديث معلة ظاهرها الصحة.
-تحفة الشاب الرباني في الرد على الإمام محمد بن علي الشوكاني.
-غارة الفصل على المعتدين على كتب العلل.
-إيضاح المقال في أسباب الزلزال.
-إعلان النكير على أصحاب عيد الغدير.
-إقامة البرهان على ضلال عبد الرحيم الطحان.
-فضائح ونصائح.
-البركان لنسف جامعة الإيمان.
-إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبد الله القرضاوي.
-تحفة المجيب عن أسئلة الحاضر والغريب.
- الزنداني ومجلس الشورى للشيخات في اليمن.
-صعفة الزلزال لنسف أباطيل أهل الرفض والاعتزال.
لشيخنا مقبل -حفظه الله - جهد مشكور،وسعي مبرور في الدفاع عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،والصبر على تحمل الأذى هنا وهناك في سبيل نشر سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهل يستوي هؤلاء بأناس وجدوها لقمة سائغة؟ هل يستوي من لطم على وجهه، وسجن وطرد في سبيل نشر سنة النبي صلى الله عليه وسلم بمن وجد الأمر قد تحول فاصبح اهل السنة واهل الحديث لهم الكلمة والاحترام فمشى في ركبهم.
وشيخنا مقبل لم يزدد ماله شيئا من وراء عمله العلمي ولا الدعوة الى الله، وانما يدفع من ماله لطلبة العلم والدعوة الى الله. فهل يستوي مع من اصبح من اصحاب الاموال الطائلة من وراء عمله العلمي،واخراج الكتب.
وشيخنا مقبل رحمه الله آمر بالمعروف، ناه عن المنكر قوال بالحق من غير مداراة لا يبالي بمن خالفه عندما يظهر الحق. فهو فيما يراه حقا لا يداهن، ولا يجامل بل ولا يداري، فسبب ذلك له عداوة بعض الناس،وهو مع هذا ظاهره كباطنه لا يمكر باحد، بل اذا وجد على احد اظهر كل ما في نفسه،وظهر على وجهه.
وطلبته الكثير منهم بل اكثرهم كان سببا في هدايتهم، فكثير منهم كانوا على بدعة التشيع فهداهم الله بسببه،وتوجهوا لطلب العلم النافع، وبعضهم كانوا مستقيمين ولكنهم لم يكونوا متجهين لطلب العلم النافع، ولا يعرفون الطريق اليه،فجعل الله شيخنا مقبلا سببا في هدايتهم لطريق العلم النافع، فقد انتفع به اقوام كثيرون فجزاه الله خير الجزاء.
وهو رجل علم ودعوة من غير اثارة فتن ولا فوضى ولا طلب مناصب ولارياسة ولا شهرة.
وهو رجل علم وعمل، فهو يتعلم ليعمل بعلمه، فما من سنة يتعلمها الا وهو يبادر بالعمل بها.
وهو رجل وقاف عند نصوص الكتاب والسنة لا ييستنكف ان يتراجع عن رايه اذا رده احد بنصمن كتاب الله، او سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو كان على رؤوس الأشهاد.
وهو رجل قنوع يرضى بالقليل من أمور الدنيا، اقل شيء منها يكفيه، المهم عنده أن يعيش بين الصحيحين وسائر السنن، وتفسير ابن كثير،وقيل ذلك كتاب الله، وكتب الرجال، وغيرها من كتب العلم.
وهو رجل يصدر بالحق لا يخاف في الله لومة لائم، ولا يرده عن قول الحق شيء مهما كلفه، ومهما خسر في ذلك.
وعلى أي حال فهو بشر يصيب ويخطئ، ولكن يكفيه ان صوابه اكثر من خطئه، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الناس كابل مائة، لاتكاد تجد منها راحلة) .
ونحن اذ نشرنا ترجمة الشيخ رحمه الله نريد من ذلك التعريف به،ونجو منها ايضا ان تكون حافزا للشباب لكي يجدوا ويجتهدوا في طلب العلم النافع والعمل به.
اكثر من خمسين مؤلفا منه (الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين) ، الذي يساوي وحده الدنيا باسرها، اذهو تتمة للصحيحين.
من مقبل بن هادي الوداعي؟
يقول الشيخ رحمه الله: انا مقبل بن هادي بن مقبل بن قائدة -اسم رجل - الهمداني الوادعي الخلالي،من قبيلة آل راشد. وشيباتنا يقولون: ان وادعة من بكيل.
أنا من وادعة التي هي شرق صعدة من وادي دماج، ووادعة في بلاد شتى من البلاد اليمنية، وأكبرها فيما اعلم الساكنون بلواء صعدة، فهم يسكنون بدماج شرقي صعدة، وبصحوة في اعلى دماج تحت جبل براش، وبالدرب، وآل حجاج، والطلول بين شرقي صعدة وجنوبها. وبشمال صعدة الزور، وآل نائل،وآل رطاس،والرزمات في وادي نشور.وبحاشد غربي الصنعانية ويسمون وادعة حاشد لانهم يسكنون في بلاد حاشد.
ووادعة في نجران في أعلى وادي نجران، ووادعة في ظهران الجنوب.
وقبائل وادعة كغيرهم من القبائل اليمنية التي لم تؤت حقها من التوعية الدينية، وفيهم مجموعة طيبة قدر أربعين شابا ملازمين للدروس سنذكر بعضهم إن شاء الله في جملة الطلاب. وإني أحمد الله، فغالب وادعة الذين هم بجوار صعدة يدافع عني وعن الدعوة، بعضهم بدافع الدين، وبعضهم بدافع التعصب القبلي، ولولا الله ثم هم لما أبقى لنا أعداء الدعوة صوصا شيعة صعدة عينا ولا أثرا. وقد ولد الشيخ العلامة رحمه الله سنة 1944 وقد كانت وفاته مع غروب شمس السبت 30 ربيع الآخر 1422هـ/2001م في مدينة جدة بعد رحلة علاجية دامت أكثر من سنة.
من كتاب ترجمة الشيخ مقبل بن هادي الوادعي -بتصرف-
أبو حاتم الطبني
_____________________
المصدر: موقع شبكة سحاب السلفية(1/352)
الشيخ محمد تقي الدين الهلالي
هو العالم المغربي والعلامة اللغوي الشيخ الدكتور محمد تقي الدين بن عبد القادر الهلالي، وكنيته "أبو شكيب"، حيث سمى أول ولد له على اسم صديقه الأمير شكيب أرسلان.
ولد الهلالي في قرية "الفرخ" من بادية سجلماسة في المغرب عام 1311هـ، التي هاجر إليها أجداده من "القيروان" في تونس في القرن التاسع الهجري.
وكانت الأسرة أسرة علم، حيث كان والده وجده من العلماء الفقهاء المعروفين.
وقد قرأ على والده، وحفظ القرآن الكريم وهو ابن اثنتي عشرة سنة، ثم سافر إلى الجزائر لطلب الرزق عام 1333هـ، فقصد الشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي وبقي يتعلم في مدرسته سبع سنين، ثم توفي شيخه الشنقيطي عام 1338هـ، وكان من أفضل العلماء في الزهد والتقوى ومكارم الأخلاق.
وفي عام 1340هـ عاد الهلالي إلى المغرب حيث حضر بعض الدروس على العلماء في مدينة "فاس"، وكان من شيوخه الذين تلقى العلم على أيديهم الشيخ الفاطمي الشراوي، والشيخ محمد العربي العلوي، والشيخ أحمد سوكيرج، كما حصل على شهادة من جامع القرويين.
وبعد ذلك سافر الهلالي إلى القاهرة حيث التقى بالشيخ محمد رشيد رضا وبعض العلماء السلفيين، أمثال: الشيخ محمد الرمالي، والشيخ عبد العزيز الخولي، والشيخ عبد الظاهر أبو السح، والشيخ محمد عبد الرزاق، والشيخ محمد أبو زيد، وغيرهم من العلماء بمصر، كما حضر دروس القسم العالي بالأزهر.
ومن مصر توجه إلى الحج، ثم إلى الهند، حيث اجتمع بعلماء أهل الحديث وأخذ العلم عن الشيخ عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري، وهو أفضل علماء الهند في ذلك الزمان.
ومن الهند توجه إلى "الزبير" في العراق، حيث التقى العالم الموريتاني الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، مؤسس مدرسة النجاة الأهلية بالزبير، وتزوج ابنته، ومن الزبير سافر إلى مصر، ثم إلى المملكة العربية السعودية، حيث أعطاه السيد محمد رشيد رضا توصية وتعريفاً إلى الملك عبد العزيز آل سعود قال فيها: (إن محمد تقي الدين الهلالي المغربي أفضل من جاءكم من علماء الآفاق، فأرجو أن تستفيدوا من علمه) .
في ضيافة الملك عبد العزيز
فأقام الهلالي في ضيافة الملك عبد العزيز آل سعود بضعة أشهر، ثم عُين مراقباً للتدريس في المسجد النبوي، وبعد سنتين نقل إلى المسجد الحرام والمعهد السعودي بمكة المكرمة لمدة سنة، ثم جاءته رسائل من إندونيسيا ومن الهند، وكلها تطلبه للتدريس في مدارسها، فاستجاب لدعوة السيد سليمان الندوي بالهند، وصار رئيس أساتذة الأدب العربي في كلية ندوة العلماء في مدينة لكنهو بالهند، حيث بقي ثلاث سنوات تعلم فيها الإنجليزية، وأصدر باقتراح من الشيخ سليمان الندوي وبمساعدة تلميذه الطالب مسعود عالم الندوي مجلة "الضياء"، ثم عاد إلى الزبير حيث عمل مدرساً بمدرسة النجاة الأهلية التي أسسها الشيخ الشنقيطي والد زوجته.
وبعد ثلاث سنوات سافر إلى مدينة جنيف في سويسرا، ونزل عند الأمير شكيب أرسلان الذي كتب له توصية إلى أحد أصدقائه في وزارة الخارجية الألمانية في برلين قال فيها:
(عندي شاب مغربي أديب ما دخل ألمانيا مثله، وهو يريد أن يدرِّس في إحدى الجامعات، فعسى أن تجدوا له مكاناً لتدريس الأدب العربي براتب يستعين به على الدراسة) .
وسرعان ما جاء الجواب بالقبول، حيث سافر الهلالي إلى ألمانيا وعُين محاضراً في جامعة "بون" وشرع يتعلم اللغة الألمانية، حيث حصل على دبلومها بعد عام، ثم صار طالباً بالجامعة مع كونه محاضراً فيها، وفي تلك الفترة ترجم الكثير من الألمانية وإليها، وبعد ثلاث سنوات في بون انتقل إلى جامعة برلين طالباً ومحاضراً ومشرفاً على الإذاعة العربية 1939م، وفي 1940م قدَّم رسالة الدكتوراه، حيث فنَّد فيها مزاعم المستشرقين أمثال: مارتن هارثمن، وكارل بروكلمان، وكان موضوع رسالة الدكتوراه "ترجمة مقدمة كتاب الجماهر من الجواهر مع تعليقات عليها"، وكان مجلس الامتحان والمناقشة من عشرة من العلماء، وقد وافقوا بالإجماع على منحه شهادة الدكتوراه.
مراسل صحفي
وفي أثناء الحرب العالمية الثانية سافر إلى المغرب بتكليف من سماحة الحاج محمد أمين الحسيني في مهمة سياسية، حيث زوّده السفير المغربي عبد الخالق الطريسي بجواز سفر على أنه من أهالي "تطوان" التي تقع تحت الحماية الإسبانية حيث أقام خمس سنوات.
ويروي الأستاذ محمد المجذوب في كتابه القيم "علماء ومفكرون عرفتهم" على لسان الدكتور الهلالي أنه تلقى في فترة إقامته بتطوان خطاباً من الشيخ حسن البنا ـ المرشد العام للإخوان المسلمين ـ يقول فيه:
(لنا مكاتبون ومراسلون من جميع أنحاء العالم الإسلامي إلا المغرب، فأرجو منك أن تبحث لنا عن مراسل، وتخبرنا بقدر المكافأة التي يتطلبها عن كل مقال يرسله إلى صحيفة الإخوان المسلمين، وإن قدرتَ أنت أن تقوم بهذا الأمر فهو أحبُّ إلينا ... ) .
يقول د. الهلالي: فقبلتُ الطلب، وبدأتُ أراسل صحيفة الإخوان المسلمين سراً بواسطة البريد الإنجليزي في تطوان، ولكن الإسبانيين كانوا قد اتفقوا مع أحد الموظفين المغاربة في البريد الإنجليزي أنه متى رأى رسالة أو مقالاً لا يذكرهم بخير، ينسخ لهم نسخة منه، ويعطونه مكافأة عظيمة على كل رسالة أو مقال، فأطلعهم هذا الموظف على جميع المقالات التي أرسلتها إلى صحيفة الإخوان المسلمين، فقبضوا عليَّ وزجوني في السجن، ولم يوجهوا إليَّ أي اتهام، وبقيت ثلاثة أيام، فاحتج أهل المدينة وأذاعت محطة لندن باللهجة المغربية هذه الحادثة والاحتجاج فأطلقوا سراحي.
وفي 1947م سافر الشيخ الهلالي إلى العراق، حيث قام بالتدريس في كلية الملكة عالية ببغداد وبقي إلى 1958م حيث قام الانقلاب العسكري في العراق، فغادرها عام 1959م إلى المغرب حيث عمل أستاذاً في كلية الآداب بجامعة محمد الخامس، وفي 1968م تلقى دعوة من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة للعمل أستاذاً بالجامعة منتدباً من المغرب وبقي يعمل إلى 1974م حيث ترك الجامعة وتفرغ للدعوة بالمغرب.
وكانت بداية معرفتي بأستاذنا محمد تقي الدين الهلالي من خلال ما كنت أسمعه عنه من العم محمد السليمان العقيل الذي كان من أعز أصدقائه، ثم قرأت له في مجلة "الإخوان المسلمون" عام 1946م قصيدة عصماء يندد فيها بالاستعمار الفرنسي، ولا يحضرني منها الآن سوى مطلعها
أعادي فرنسا ما حييتُ وإن أمت
فأوصي أحبائي يعادونها بعدي
فازداد حبي له، وتشوَّقتُ للاتصال به فراسلته في "تطوان" على عنوان المجلة "لسان الدين" التي كان يصدرها بالتعاون مع الشيخ عبد الله كنون كبير علماء المغرب، وكانت أعدادها تصل إلى مكتب العم محمد العقيل، وقد سُمِّيت المجلة بهذا الاسم تيمناً باسم لسان الدين بن الخطيب الأندلسي، ومن ذلك الوقت توثقت صلتي بالشيخ الهلالي، فلما قدم إلى العراق واستقر بها، زرته في بيته ببغداد أكثر من مرة، حيث استفدت من علمه، وفي سنة 1948م جاءتني رسالة منه في بغداد يوصيني بالشيخ مسعود عالم الندوي ورفيقه محمد عاصم الحداد اللذين يزوران العراق بتكليف من السيد أبي الأعلى المودودي أمير الجماعة الإسلامية بباكستان، حيث سعدنا بهما في البصرة والزبير، وقد بذلت مع إخواني عبد الله الرابح وعبد العزيز الربيعة وعمر الدايل مانستطيع من جهد لمساعدتهما في مهمتهما، ومن خلالهما اطلعنا على مؤلفات المودودي وعرفنا الكثير عن الجماعة الإسلامية في الهند وباكستان.
يحدثنا العم محمد السليمان العقيل عن صديقه الهلالي فيقول: كانت صلتي بالهلالي قديمة منذ قدم الزبير، وكانت لنا معه لقاءات يشارك في بعضها الشيخ ناصر الأحمر والشيخ عذبي الصباح والشيخ جاسم اليعقوب، وهو عالم فاضل متمكن من علمه وأديب شاعر فحل.
ويروي لنا الهلالي عن صديقه محمد العقيل فيقول: كان أبوقاسم مبتدئاً بالعمل التجاري، فوعدني أنه إذا فتح الله عليه واتسعت تجارته فلن يتخلى عني، وكان ذلك أوائل الثلاثينيات الميلادية، ولما عدت إلى العراق سنة 1947م بعد غربة طويلة، ذكَّرته بوعده، وطلبت منه المساعدة لشراء بيت لسكناي ببغداد وكان ذلك من خلال قصيدة نظمتها وأرسلتها له فكانت استجابته سريعة ووفى بوعده جزاه الله خيراً.
وأنا لايحضرني من قصيدة الهلالي سوى مطلعها:
أبا قاسم قد جئتُ أستنجز الذي
وعدت به قدماً وأنت كريمُ
أعيذك بالرحمن من شرِّ مارد
يزين لك الإخلافَ وهو ذميم
ويحدثنا بعض الطلبة الذين درسوا على يده في مدرسة النجاة الأهلية في الزبير أنه رجل عالم، ومدرس فاهم، ومرب حازم، غزير الإنتاج، وافر العطاء، شديد الملاحظة للأخطاء اللغوية، فلايتساهل فيها، كما يروون شدته وحزمه مع الطلاب ومحاسبته لهم، إذا ما قصّروا في أداء الواجبات، حتى أن بعض الطلاب الكسالى يتربصون به في الطريق ويقذفون الحجارة ثم يهربون ولايعرفهم أحد، فضاق بهم ذرعاً وكتب مقالاً يهاجمهم وأولياء أمورهم في جريدة (السجل) لصاحبها طه الفياض وعنوان المقال (أعيلان أم غيلان؟) وقد أحدث هذا المقال ضجة حملت أولياء الأمور على مراقبة أبنائهم وتأديبهم وإلزامهم الانتظام في الدراسة واحترام المدرسين.
أفكاره: التزم الشيخ الهلالي بالمنهج السلفي وصار من دعاته النشيطين، وكان متفتحاً غير متزمت ومجتهداً غير مقلد، وقد أكسبته الأسفار الكثيرة إلى البلاد العربية والهند وسويسرا وألمانيا، ولقاؤه العلماء في العالم العربي والإسلامي، صفات العالم العامل والداعية الواعي، والمصلح الحكيم والمجاهد الصادق، وكان منهجه في التعليم والتربية، الحرص على غرس التوحيد، والالتزام بالأركان والعمل بالأصول، والبعد عن مواطن الخلاف في الفروع، والاستفادة مما لدى الغرب من تقدم علمي، فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها.
وفي فترة وجوده بالمدينة المنورة أستاذاً بالجامعة الإسلامية كنت أزوره حين حضوري لاجتماعات المجلس الأعلى الاستشاري للجامعة حيث كنت عضواً فيه، ونغترف من فيض علمه ومعارفه ونتدارس معه أوضاع المسلمين في كل مكان، وسبل النهوض بهم، ومهمة الدعاة إلى الله وضرورة صبرهم وثباتهم على ما يلقونه لأن المهمة شاقة والطريق طويل وقد حفَّت الجنة بالمكاره وحفَّت النار بالشهوات.
كما أنه شرفني في بيتي بالكويت حين زارها أواخر السبعينيات الميلادية، حيث تناولت أحاديثه ذكرياته في الزبير والهند وألمانيا والمغرب.
وشاعر أيضاً
والدكتور الهلالي له قصائد كثيرة في مناسبات عديدة ولكنها تحتاج إلى جمع وتوثيق للزمان والمكان والمناسبة التي قيلت فيها ونرجو أن يضطلع بذلك تلامذته وأحبابه في المغرب، أمثال الأخ الدكتور عبد السلام الهراس وإخوانه.
قال قصيدة في تحية الزعيم المغربي عبد الخالق الطريس سنة 1356هـ نقتطف منها الأبيات التالية:
سنا الحرية الغراء لاحا
فصيَّر حندس الظلما صباحا
وأحيا ميِّت الآمال لما
أهاب بنا إلى العليا وصاحا
سلاح الحق لايخشى فلولاً
ويلقى من يصول به النجاحا
تحارب باغياً وتميتُ جهلاً
ونور العلم تجعله السلاحا
فيصبح قومك الأموات أحيا
وتنشرح الصدور لك انشراحا
وتنهض بالبلاد إلى المعالي
وتفتتح الطريق لها افتتاحاً
وتبدل ضيمها عزاً وفخراً
وتملؤها ابتهاجاً وارتياحا
وقال في قصيدة يُحيي الزعيم العراقي رشيد عالي الكيلاني أذيعت في محطة برلين سنة 1941م:
يامقبلاً من غزوه متأهباً
للقاء أخرى ليس بالمتواني
تهديك وثبتك العظيمة أنها
فجر الجهاد وأول الفرقان
لك في قلوب العرب حب صادق
ومكانة جلَّت عن التبيان
وبكل أرض رفعة وجلالة
في الناء من أرجائها والداني
الفضل فيك سجية موروثة
عن جدك المختار من عدنان
ومن قصيدة نظمها في انتقاد أخلاق بعض الموظفين الكسالى وترفعهم عن الناس وتأخير معاملاتهم نقتطف منها:
بلدة أصبح الموظف فيها
جالساً في السماء فوق السحاب
حالة تضحك العدو وتبكي
بدماء معاشر الأحباب
أبهذي الأخلاق يرجع مجد
ضاع منكم في غابر الأحقاب
فإلى الله نشتكي من زمان
فاسد جاءنا بكل عجاب
وحين سأل الأستاذ المجذوب الشيخ الهلالي عن أحب العلوم إليه أجاب: (أحبها إليَّ علوم الحديث وعلوم القرآن لأني أحب اتباع الكتاب والسنة وأكره مخالفتهما، ثم علم النحو وسائر علوم الأدب، ثم علم اللغات) .
مؤلفاته
وللشيخ الهلالي مؤلفات كثيرة ما بين صغير وكبير ومن أهمها: الزند الواري والبدر الساري في شرح صحيح البخاري (المجلد الأول فقط) ، الإلهام والإنعام في سورة الأنعام، الإسفار عن الحق في مسألة السفور والحجاب، القاضي العدل في حكم البناء على القبور، الأنوار المتبعة في تحقيق سنة الجمعة، قبسة من أنوار الوحي، الصبح السافر في حكم صلاة المسافر، العلم المأثور والعلم المشهور واللواء المنشور في بدع القبور، آل البيت ما لهم وما عليهم، أحكام الخُلع في الإسلام، حاشية على كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، مختصر هدي الخليل في العقائد وعبادة الجليل، حاشية على كشف الشبهات لمحمد بن عبد الوهاب، أهل الحديث، الحسام الماحق لكل مشرك ومنافق، دليل الحاج إلى مناسك الحج، العقود الدرية في منع تحديد الذرية، دواء الشاكين وقامع المشككين في الرد على الملحدين، البراهين الإنجيلية على أن عيسى داخل في العبودية وبريء من الألوهية، فكاك الأسير العاني المكبول بالكبل التيجاني، سب القاديانيين للإسلام والرد عليهم، الرجعية والتقدم، تقويم اللسانين، رحلة من الزبير إلى جنيف، رحلة إلى درعة بالمغرب، من يرافقني إلى برلين؟، الهاديات، حواشي شتى على إنجيل متى، الصديقات الثلاث (قصة) ، تاريخ اللغة السامية، رحلة إلى ألمانيا، الطبقات عند العرب، تمثيليات طيف الخيال لمحمد بن دانيال، الجماهر في الجواهر (رسالة الدكتوراه) ، مدنية العرب في الأندلس (مترجم عن الإنجليزية) ، كتاب البلدان لمحمد بن الفقيه البغدادي (مترجم إلى الألمانية) بالاشتراك، لسان الدين (المجلد الأول) المجلة التي كان يصدرها بتطوان، فضل الكبير المتعالي (ديوان شعر محمد تقي الدين الهلالي) .
والهلالي كان من المواظبين على الكتابة في مجلة (الفتح) لمحب الدين الخطيب، ومجلة (المنار) لمحمد رشيد رضا.
كما أن له محاضرات ودروساً وندوات وأحاديث ومقالات وبحوث لا يمكن الإحاطة بها في هذه العجالة، لأنها في موضوعات عدة، وبلدان متفرقة، وأزمان مختلفة.
حدثني الأخوان عمر الدايل وعبد العزيز الناصر عن الشيخ الهلالي ـ حين زاراه في بيته بالمدينة المنورة ـ عن موقف من مواقفه، قال الشيخ الهلالي: كنت إمام المسجد الذي بناه الحاج مصطفى الإبراهيم في منطقة الدورة بالبصرة، وفي مرة تأخر الحاج مصطفى عن موعد الصلاة، فأقيمت وصليت بالناس دون انتظاره، وبعد الصلاة عاتبني كيف تقام الصلاة قبل حضوره، فأجبته أن وقت المغرب قصير، ولا يصح التأخير، فقال الحاج مصطفى الإبراهيم: ألا تعلم ياشيخ تقي الدين أنني أملك نصف منطقة الدورة؟ فأجبته وأنا أملك النصف الآخر، وأنا إمام المسجد!! وتأزم الموقف وغادرت المنطقة ولم أعد.
إن أستاذنا الشيخ الهلالي علم من أعلام الإسلام، ومجاهد من المجاهدين العظام، كانت له آثار في كل مكان زاره أو استقر فيه، وله من الطلاب والمحبين آلاف مؤلفة في أنحاء العالم الإسلامي، ولقد تزوج حين كان في ألمانيا بمسلمة ألمانية وله منها ولد، كما تزوج في المغرب من مغربية وله منها أولاد بالإضافة لزوجته الأولى أم شكيب التي لها منه ولد وبنت.
وقد وافته المنية في منزله بالدار البيضاء بالمغرب يوم الإثنين 25 شوال 1407هـ الموافق 22 يونيو 1987م وشيع جنازته جمهور كبير من العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين.
نسأل الله أن يتغمده برحمته ورضوانه وأن يدخلنا وإياه في جنته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
فائدة:
سمعت من الشيخ صالح آل الشيخ أن الدكتور تقي الدين الهلالي قد قرأ على الشيخ محمد بن إبراهيم كتاب التوحيد.
وأن الشيخ محمد بن إبراهيم قرأ على الدكتور تقي الدين الهلالي متنا في البلاغة.
هل كان العلامة تقي الدين الهلالي متأثراً بالغرب؟
بقلم تلميذه الشيخ/ أحمد بن محمد الحمزاوي *
ضمني وإخوة أجلاء مجلس مبارك تجاذبنا فيه اطراف الحديث، فجرى ذكر مجدد الدعوة السلفية في المغرب وناصرها، ومحيي معالم السنة بعد اندثارها، وقامع البدع والخرافات وقاهرها، لسان أهل السنة وخطيبهم، وكاتب أصحاب الحديث وشاعرهم، الإمام العلامة الشيخ الدكتور محمد تقي الدين الهلالي تغمده الله بواسع رحمته
فأخبرني بعض الحاضرين ان شخصا من المغرب يشيع بين المشايخ وطلبة العلم، ان العلامة الهلالي رحمه الله كان معجبا بالمدنية الغربية وأصحابها، ومتأثرا بالحضارة الاوروبية وأفكارها، فتملكني العجب، لا من سوء الفرية، وقبح البهتان، فمثل الشيخ العلامة في جهاده، وإصلاحه، ودعوته، وذبه عن عقيدة السلف وأهلها، وذوده عن حياض السنة وآلها، وانبرائه لصد ما يخالف شرع الله تعالى بلسان سحبان فصاحة وبيانا، وقلم ابن قتيبة سلاسة وبرهانا، وشعر حسان جزالة وإتقانا عرضة لأن ينفس المبتدعون والخرافيون والصوفيون والقبوريون عن غيظهم بالطعن فيه بعد موته والحي قد يغلب ألف ميت أما في حياته، فقد أسكت والله أصواتهم، وألجم ألسنتهم، وكمم أفواههم، وقلم اظفار أقلامهم,
لكن سبب عجبي ان مختلق الإفك، ومشيع الكذب من المنتسبين الى منهج أهل السنة والجماعة الذي أحياه الشيخ الهلالي، وذاد عنه قرابة ثمانين عاما في مشارق الارض ومغاربها، ويبلغ العجب منتهاه، والاستغراب مداه، ان الذي تولى كبر هذه الفرية، وباء بإثم نشرها، ممن طوق العلامة الهلالي أعناقهم بمعروفه، وغمرهم بإحسانه، فهو الذي ارشده إلى طريق العلم، ويسر له سبل المعرفة، فكان كما قيل:) أحشك وتروثني (,
أعلمه الرماية كل يوم
فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي
فلما قال قافية هجاني
مع ان النفوس السوية، والفطر السليمة تأبى أن تقابل المعروف إلا بالمكافأة والشكران، وأن تجزي الإحسان إلا بالإحسان، قال تعالى:) هل جزاء الإحسان إلا الإحسان (، وروى الترمذي وصححه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من لا يشكر الناس لا يشكر الله وفي لفظ لأحمد وأبي داود وابن حبان: لا يشكر الله من لا يشكر الناس ,
وقد استند هذا الرجل في دعواه وافتئاته على أمرين:
أولهما: أن الشيخ العلامة الهلالي درس في أوروبا، ونال شهادته منها,
الثاني: أنه رحمه الله كان يذكر في دروسه، وكتاباته ما رآه من تمسك بعض الأوروبيين بجملة من محمود الصفات، وتحليهم ببعض الأخلاق الحسنة كترك الفضول، وحسن الإنصات للمناقش، والمحافظة على المواعيد، والحرص على عدم إضاعة الأوقات، والجد في العلوم الدنيوية، مما أوصلهم إلى ما هم فيه من التقدم المادي الدنيوي، حتى أصبح المسلمون يحتاجون إلى صناعاتهم من الإبرة الى الطائرة,
ودونك أخي الكريم حقيقة الأمر وجلية المسألة، لتعلم ما في كلام الرجل من التدليس والتلبيس,
أولاً: أن الشيخ رحمه الله بين بنفسه سبب سفره إلى أوروبا، وعلة سعيه في الحصول على الشهادة، فقال: وإنما سافرت إلى أوروبا بعد سن الأربعين، للحصول على شهادة جامعية تمكنني من الدخول الى الجامعات في البلاد الآسيوية والافريقية، لنشر الدعوة بين المعلمين والمتعلمين، لأن الآسيويين والأفريقيين قد غلوا في تعظيم الشهادات العالية، وأصحابها، حتى صارت عندهم كل شيء، فمن حصل عليها صار حديثه مقبولا، وصار في نظرهم عالما، ولو كان أجهل من حمار أهله، صيانة العرض ص 33,
وهذا الكلام من وضوح المغزى ونبل المقصد بحيث لا يحتاج الى تعليق وقد صرح في موضع آخر بأن الاقامة في اوروبا انما تكون للضرورة فقد كاتبه الاستاذ عبد اللطيف ابو السمح فكان مما قاله:) واسأله تعالى ان يجمعنا بكم في اوروبا كما جمعنا في افريقيا ثم آسيا (,
فأجابه العلامة الهلالي من قلب اوروبا قائلا:
) وما رجوته من الاجتماع هو بغيتي وسؤالي إلا انني اخالفك في موضعه فأتمنى ان يكون في مصر في خير وسلامة فهي احب الي من اوروبا ولا أظن ان العاقل يستحب الاقامة في اوروبا الا للضرورة وبقدرها,, الى ان قال:
ولا أنكر أن هنا في أوروبة علوما نافعة لأهل الشرق، ولا أجحد أن بعض من يرحل الى اوروبة من الطلبة فيهم شهامة ونجابة,,
والذي انكره هو أنه ليس كل الطلبة الآتين هذه الديار لطلب العلم هم في الحقيقة طلاب علم، وأنهم يرجعون الى الشرق بما ينفع أوطانهم، أو على الأقل لا يضرها,,
ومنذ جئت الى اوروبة، وخبرت أحوال طلبة العلم أسفت أسفا شديدا، إذ لم يكن لي حول ولا قوة لإصلاح الحال, فإن قلت: وماذا تصنع لو كان لك حول وقوة؟ فالجواب: لو كان لي مثلا مال فاضل وهو أحد أنواع الحول لما اقتصرت في النصيحة على تصديع القراء بمثل هذه المقالات الفارغة، بل أجبت بالعمل,
وذلك أني أرجع الى الشرق، وألقي بصري على طلبة العلم, ومتى رأيت منهم من جزمت لي فراستي وأظنها قلما تخطئ في هذا الباب دعوته واختبرته، وعرفت العلم الذي هو متأهل له, فقلت له: تهيأ للسفر وجهزته وبعثته, فإذا أتم دراسته ورجع يعمل عملا حرا أو حكوميا مضاداً أشد المضادة لما يعمل المزورون الملبسون, فإذا رأى الشعب والحكومة الفرق بينه وبين اولئك المحتالين، عرفوا الحقيقة، واحتاطوا في إرسال الطلبة، وتدرجوا في إصلاح هذا الباب الى ان يصلوا الى الصواب، وهو إرسال الطلبة حسبما تقتضيه حاجة البلاد، لا حسب شهوة المرسلين او المرسلين انظر مجلة الفتح العدد 811 ص 13,
فتأمل أخي الكريم هذه الجواهر واللآلىء بعين الإنصاف، وزنها بميزان العقل، تجد ان الشيخ العلامة قد طبق المفصل، وأصاب كبد الحقيقة، وان ذلك لا يصدر إلا من أصيل الرأي، ثاقب النظر، سديد الرأي لا عن مقلد للغرب متأثر به، كما يزعم ذلك الرجل وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، فما على الحكومات العربية والإسلامية إلا أن تبحث في سبل تطبيق هذه النظرية العلمية العظيمة، وآلات تحقيقها,
فهذا الحق ليس به خفاء
فدع عني بنيات الطريق
ويقول رحمه الله وهو في ألمانيا -:) وأنا من أهم الأمور التي دعتني للإقامة في أوروبة إبطال دعاوى المتفرنجين، وفضح أحوالهم، وهتك استارهم، وإتيان بيوتهم التي هي أوهى من بيت العنكبوت من القواعد:) وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر (حرر في بن جرمانية: 25 رجب 1357هـ,
لم أعرف عن أحد من الشدة والغلظة والإنكار على المتفرنجين والعلمانيين مثل ما عرفته عن الشيخ الهلالي رحمه الله وفي قوله السابق ما ينبئ عن شيء قليل من ذلك، فهل يقول بعد ذلك عاقل يعي ما يقول: إن الشيخ متأثر بالغربيين؟؟ ,
ثانياً: ما شغب به صاحبنا من كون الشيخ العلامة كان يمثل ببعض الأوروبيين في تمسكهم بجملة من محمود الأخلاق، كما اسلفنا، فهذا الرجل إما أن يكون قد أتى من فهم سقيم وفكر مريض فالتبس عليه الأمر كما قيل:
وكم من عائب قولاً صحيحاً
وآفته من الفهم السقيم
وهذا أمر بعيد الاحتمال، وإما أن يكون قد بلغ به الحقد إلى حد محاولة إخفاء شمس الحقيقة، واختلاق الأكاذيب، كما قيل:
إن يعلموا الخير اخفوه وإن علموا
شرا أذاعوا وإن لم يعلموا كذبوا
وإلا فإن كل من جالس الشيخ العلامة رحمه الله أو أخذ عنه، أو استمع إليه، أو قرأ له يعلم يقينا أن الشيخ كان من أشد الناس إنكارا على من يخل بمكارم الأخلاق، أو يتهاون في التمسك بآداب الإسلام، وكان يقول: إن من أسباب تخلف المسلمين تركهم لتلك الأخلاق والآداب، ويدلل على ذلك بأن الأوروبيين والغربيين ما وصلوا الى ما وصلوا إليه من العلوم الدنيوية، إلا بأخذهم بجزء مما جاء به الإسلام، وحث عليه من الجد في العمل، وعدم إضاعة الوقت، وغير ذلك,
قال رحمه الله في مقال له بعنوان:) كيف كانت عقولهم (نشر في الفتح العدد 281 ص9,
) لئن خسر الاوروبيون في غزوات فلسطين لقد ربحوا ربحا عظيما، ونالوا ما هو خير لهم في ذلك الزمان من فتح مصر والشام والعراق, كانت صفقتهم رابحة وصفقتنا خاسرة، ذلك بأنه وقعت بيننا وبينهم مبادلة علمية خلقية، إذ أخذوا منا جانبا من العلم والأخلاق التي كان بها سعودنا وصعودنا، وأخذنا منهم قسطا وافرا من الجهل والأخلاق التي كانت سبب شقائهم وهبوطهم,
ويقول في آخر المقال:
) فمن أين يا ترى جاءتنا هذه العقيدة، عقيدة المحاربة بالقوى الخفية؟ لا شك أنها بضاعة أوروبية من بضائع اولئك القسيسين الذين قدموا الصبيان الفرنسيين لحتفهم,
وكيف تبدلت عقول الاوروبيين، وانتقلت من تلك الدركة السفلى، فارتفعت الى ما هي عليه الآن من معرفة سنن الكون، وربط الأسباب بالمسببات ليس إلا,
من تلك الحروب الصليبية التي أفهمت الاوروبيين جهلهم وانحطاطهم، فبادروا الى درس العلوم المحمدية، والحضارة العربية، وثابروا على ذلك الى ان بلغوا ما بلغوا، ومن سلك الجدد أمن العثار (,
فانظر رحمك الله إلى عظيم قدر الأخلاق، وكبير منزلة العلوم المحمدية عند العلامة المفكر رحمه الله فقد جعل ما ظفر به الصليبيون من علوم المسلمين واخلاقهم نصرا حقيقيا وإن انهزموا في ميادين الحرب لأنه كان السبب في نهضتهم وقوتهم المادية، كما جعل ما تلقفه المسلمون من جهل الاوروبيين ومساوئ أخلاقهم انهزاما حقيقيا وإن انتصروا في المعارك لأنه كان سبب انحطاطهم وتخلفهم,
وقوله رحمه الله:) وربط الأسباب بالمسببات ليس إلا (بيان لما أخذه الأوروبيون من الأخذ بالأسباب، اما التوكل على الله مسبب الأسباب، فهذا جانب عقدي لم يأخذه الأوروبيون، فلم يذكره، وذلك بيّن واضح,
ثم بعد هذا، أيقال في حق مثل هذا الإمام العلامة، وهو الداعية الصادع بالحق المعلن ان ما أصاب المسلمين من ضعف ووهن، سببه ترك تعاليم دينهم واخلاق شريعتهم الى خزعبلات الاوروبيين وخرافاتهم: إنه متأثر بالفكر الغربي والحضارة الاوروبية؟! سبحانك ربي هذا بهتان عظيم!!
وما انتفاع أخي الدنيا بناظره
إذا استوت عنده الأنوار والظلم
وقد وقفتك أخي المنصف على نزر ضئيل من فكر الشيخ الإمام في تنظير التعامل مع الغرب، وانبلج الصبح لذي عينين، وعسى الله أن ييسر لنا إتمام هذا الموضوع وغيره بأوسع من هذا,
خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به
في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل(1/353)
محب الدين الخطيب
هو محب الدين بن أبي الفتح بن عبد القادر بن صالح بن عبد الرحيم بن محمد الخطيب، ولد بدمشق في حي القيمرية في تموز 1886، وبها تلقى علومه الأولية والثانوية. والدته آسية الجلاد أبوها محمد الجلاد من أصحاب الأملاك الزراعية كانت تقية صالحة ذات فضل، توفيت بين مكة والمدينة بريح السموم، وهي راجعة من فريضة الحج من ركب المحمل الشامي، ودفنت هناك بالفلاة، وكان محب الدين صغيراُ في حجرها ساعة موتها، فشمله أبوه برعايته ليعوضه حنان الأم، وبقيت لرحلة الحج هذه صورة في نفسه.
بعدما رجع محب الدين من رحلة الحج ألحقه والده وهو في السابعة بمدرسة الترقي النموذجية، وحصل بعد سنوات على شهادة إتمام المرحلة الابتدائية بدرجة جيد جداً. ثم التحق بمدرسة مكتب عنبر، وبعد سنة من دخوله المكتب توفي والده، فرأت أسرته أن يترك المدرسة، فتركها ولازم دروس العلماء، وكان ذلك خلال غياب الشيخ طاهر الجزائري المشرف على المكتبات والمدارس في بلاد الشام، فلما عاد الجزائري من سفره وكان بينه وبين والد محب الدين صلة احتواه وعطف عليه وفتح عينيه على قراءة التراث العربي، وبث فيه حب الدعوة الإسلامية، وإيقاظ العرب ليقووا على حمل رسالة الإسلام، فكان محب الدين يقول: (من هذا الشيخ الحكيم عرفت عروبتي وإسلامي) وكان يعده أباه الروحي.
وسعى له شيخه بأن وجهت إليه وظيفة أبيه في دار الكتب الظاهرية على أن ينوب عنه من يقوم بها إلى أن يبلغ سن الرشد، وفي فترة الانتظار كان الشيخ ينتقي لتلميذه مخطوطات من تأليف الأعلام كابن تيمية وأضرابه فيكلفه بنسخها لتتوسع ثقافته، ويشغل وقته وينتفع بأجر النسخ، ثم وجهه ثانية للالتحاق بمكتب عنبر، كما أشار عليه أن ينتفع بالشيخ أحمد النويلاتي الذي كان له غرفة يعتزل بها في مدرسة عبد الله باشا العظم، كما كانت للشيخ طاهر غرفة فيها، وكذلك غرفة للشيخ جمال الدين القاسمي، ورابعة للشيخ محمد على مسلم فكان محب الدين يتردد إلى هذه الغرف وينهل من علم أصحابها.
وفي هذه الفترة المبكرة تفتحت آفاق التفكير عند محب الدين، وصار يلقح ثقافته الشخصية العربية والإسلامية بما تلقاه في المدرسة من العلوم الكونية، وبما يضفي عليها من مطالعاته المتواصلة في دار الكتب خاصة المجلات الكبرى مثل: المقتطف، والهلال، والضياء وغيرها.
كون محب الدين وهو لايزال في فترة الدراسة الثانوية حلقة صغيرة مع رفقائه يلقحها بالأفكار التي كانت تطرح في حلقة شيخه طاهر الجزائري. بالإضافة إلى قراءة الكتب الجديدة لأمثال عبد الرحمن الكواكبي ومحمد عبده، كما كان يكتب المقالات العلمية والقطع الأدبية التي يعربها عن اللغة التركية ويرسل بها إلى صحيفة (ثمرات الزمان) في بيروت.
بعد أن نال شهادة الدراسة الثانوية عام 1906، انتقل محب الدين إلى الأستانة وهناك التحق بكليتي الآداب والحقوق معاً، ونزل في حي يكثر فيه أبناء العرب وطلاب العلم، وقد هاله أن يرى الطلاب العرب في تركيا يجهلون قواعد لغتهم وإملاءها فضلاً عن آدابها وثقافتها، ويتكلمون فيما بينهم باللغة التركية، فتخير محب الدين من الشباب العرب طائفة أقنعها بتعلم العربية وآدابها، واتفق مع صديقه الأمير عارف الشهابي أن يقتسما هؤلاء الشباب لتعليمهم وتقوية لغتهم الأم، ثم كاشف محب الدين هؤلاء الشباب أن ما هم فيه يبشر بنهضة مباركة، واقترح أن يسمى عملهم باسم (جمعية النهضة العربية) ، ورغبهم بمطالعة الصحف التي كان قد اتفق مع صديقه الأستاذ محمد كرد علي على أن يرسلها إليه في البريد.
ولما اشتد نشاطه في جمعية النهضة العربية، وشعرت به الرقابة الاتحادية، كاد محب الدين أن يهلك لولا أن الذي قام بتفتيش غرفته ووجد فيها أوراقاً وصحفاً عربية ومجلات مهجرية كانت تربطه بأسرة الخطيب رابطة وشيجة.
بعد ذلك اكتفى محب الدين بالدراسة في كلية الحقوق، ولما نجح إلى السنة الثالثة كانت الخطة أن يتفرغ في العطلة المدرسية لمواصلة العمل في جمعية النهضة لولا أن شدة المراقبة حملته باقتراح من إخوانه أن يسافر إلى دمشق، وكان قد كتب إلى اثنين من خلصائه في دمشق يخبرهما بتأسيس (جمعية النهضة العربية) في استانبول ويدعوهما للالتحاق بها، وأن يتعاونا في ذلك على تأسيس فرع لها في دمشق، فانتهز محب الدين هذه العطلة، وتعهد فرع الجمعية هذا حين قدومه دمشق صيف 1907، وفي أثناء العطلة تلقى رسالة من صديقه عارف الشهابي يطلب إليه فيها البقاء في دمشق مدة سنة إلى أن تهدأ الحالة في استانبول وتنقطع الرقابة على الجمعية وأعضائها.
وحدث في هذه الأثناء أن طلبت القنصلية البريطانية في الحديدة باليمن إلى القنصلية في دمشق أن تختار لها شاباً يتقن العربية والتركية، وأن يكون له إلمام بالقوانين العثمانية وشؤون القضاء، فالتحق بها ورآها فرصة للتعرف على اليمن، ومر في طريقه بمصر ليلتقي بشيخه طاهر الجزائري، وصديقه محمد كرد علي.
وفي مصر أيضاً اتصل محب الدين الخطيب بالأعلام والأدباء وبزعماء النهضة المصرية، واجتمع بأركان (جمعية الشورى العثمانية) الذين فوضوه بتأسيس فرع رابع عشر لهم في اليمن. وفي اليمن اتصل محب الدين بأهل الثقافة والنباهة وضباط الفرقة الرابعة عشرة من الجيش العثماني السابع في الحديدة، وانعقدت بينه وبين قائد الحديدة البكباشي (شوقي المؤيد العظم) صداقة وثيقة، وكاشفه بأمر جمعية الشورى العثمانية، فاهتم بها، وأرشده إلى طائفة من الضباط الأحرار الذين كان إبعادهم إلى اليمن عقوبة لهم لكراهيتهم للحكم الفردي وميلهم إلى الحرية. فلم يلبث أن افتتح الفرع الرابع عشر للجمعية المذكورة وكان رئيسها (شوقي المؤيد العظم) .
ولما أعلن الدستور العثماني عام 1908، رجع محب الدين الخطيب إلى دمشق، بنية العمل على تجديد نشاط (جمعية النهضة العربية) داخل نطاق الدستور العثماني، فرأى أن الدولة لا تريد الاعتراف بجمعية النهضة العربية، وأجبروا الجمعية على أن تجعل اسمها جمعية (النهضة السورية) ، وفي هذه الأثناء تمنى أن يشارك في تحرير جريدة (طار الخرج) الهزلية الناقدة للسياسة العثمانية، فانتبهت السلطات الحكومية للجريدة، ولما أوشكت أن تعرف الحقيقة سافر محب الدين إلى بيروت، فكتبت الحكومة إلى المسؤولين في بيروت لملاحقته، انتقل بعدها إلى القاهرة وهناك شارك في تحرير جريدة المؤيد.
عندما تأسس حزب اللامركزية العثماني في القاهرة عام 1913، برئاسة رفيق العظم، كان محب الدين عضو مجلس الإدارة وكاتم السر الثاني فيها. وتأسست في بيروت ثم في باريس جمعية (العربية الفتاة) ذات الدور العظيم، فكان محب الدين يمثل هذه الجمعية بمصر، وينفذ قراراتها التي لها علاقة بحزب اللامركزية.
وفي هذه السنة 1913 أيضاً أسس رشيد رضا (مدرسة الدعوة والإرشاد) فوقع اختياره على محب الدين ليدرس علم طبقات الأرض.
وعندما وقعت الحرب العالمية الأولى قررت الجمعيات السرية ورجالات القومية العربية إيفاد مندوبين إلى زعماء العرب لمفاوضتهم في أمرها، واختاروا محب الدين للسفر إلى الخليج العربي في محاولة للاجتماع بزعماء تلك المنطقة، فسار إلى عدن، ثم بومباي، ثم أبحر إلى الكويت فاعتقله ضابط بريطاني، ومكث في السجن تسعة أشهر دون أن يتمكن من إتمام مهمته، وعاد إلى مصر والحرب على أشدها والاضطهاد التركي في ذروته.
وبعد إعلان الثورة العربية الكبرى طلبه الشريف حسين برقياً، فسافر إلى مكة المكرمة ليؤسس المطبعة الأميرية، وليصدر (جريدة القبلة) الجريدة الرسمية لحكومة الحجاز، وكان الشريف حسين يستشيره في أكثر أموره الخارجية هو والشيخ كامل القصاب بصفتهما من رجال جمعية (العربية الفتاة) .
ولما دخل الجيش العربي دمشق عام 1918 بقيادة الأمير فيصل، عاد محب الدين إليها واستقبلته جمعية (العربية الفتاة) ليكون عضواً في لجنتها المركزية التي تشرف على إدارة الدولة من وراء ستار، وأنيط به إدارة وتحرير الجريدة الرسمية للحكومة باسم (العاصمة) ، وأُبيح له أن يكتب مقالات توجيهية كما يشاء بلا رقابة.
عام 1920 ولدى دخول الفرنسيين دمشق غادر محب الدين دمشق واستقر في القاهرة، حيث عمل في التحرير في جريدة الأهرام نحواً من خمس سنوات، كما أسس المكتبة السلفية ومطبعتها حيث أشرف بنفسه على نشر عدد كبير من كتب التراث وغيرها، وأصدر أيضاً مجلة (الزهراء) وهي مجلة أدبية اجتماعية شهرية دامت خمس سنوات. ثم أسس جريدة (الفتح) والتي دامت ثلاثة وعشرين عاماً، خصصها للتاريخ والأحداث السياسية، ثم تولى تحرير مجلة (الأزهر) مدة ست سنوات ... ثم ساهم في إنشاء جمعية (الشبان المسلمين) في القاهرة وكان كاتم سرها، وقد عملت الجمعية سنوات عديدة في توجيه الشباب إلى الإسلام الصحيح والسير في الطريق المؤدية إلى إعلاء شأن المسلمين. وقد أحدث قيام الجمعية ردة فعل لدى دعة الإلحاد والقائمين على التبشير، فتربصوا به حتى وجهوا أنظار النيابة إلى مقال كتبه بعنوان (الحرية في بلاد الأطفال) نال فيه من ملك الأفغان ومن كمال أتاتورك، فقبض عليه وحكم بالحبس لمدة شهر.
وهكذا قضى محب الدين الخطيب حياته في البحث والتحرير والتأليف إلى أن توفي في القاهرة في كانون الأول عام 1969. وقد ترك آثاراً عظيمة قال عنها الأستاذ أنور الجندي: (وبالجملة فإن السيد محب الدين الخطيب وآثاره تعد رصيداً ضخماً في تراثنا العربي وفكرنا الإسلامي، وقد أضاف إضافات بناءة، وقدم إجابات عميقة، وزوايا جديدة لمفاهيم الثقافة العربية وقيمها الأساسية) .
ومن آثاره الكثيرة التي تركها:
ـ توضيح الجامع الصحيح للإمام البخاري (شرح مختضر) .
ـ مع الرعيل الأول (عرض وتحليل لصور من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه) .
ـ الحديقة (14 جزءاً) (مجموعة أدبية وحكم) .
ـ الخطوط العريضة التي قام عليها دين الشيعة الاثني عشرية.
ـ اتجاه الموجات البشرية في جزيرة العرب.
ـ قصر الزهراء بالأندلس.
ـ تقويمنا الشمسي.
ـ تاغور.
ـ الأزهر.
ـ البهائية.
ـ من الإسلام إلى الإيمان (حقائق عن التيجانية) .
ـ حملة رسالة الإسلام الأولون.
ـ الإسلام دعوة الحق والخير.
ـ ذو النورين عثمان بن عفان (صدرت الطبعة الأولى بعد وفاته سنة 1394هـ) .
ـ الجيل المثالي.
ـ سيرة جيل (تاريخ حافل خلال القرن الرابع عشر الهجري عن القومية العربية وحركات التحرر) .
ـ بالإضافة إلى أوراق ومذكرات حافلة بالآراء والأخبار، ورسائل من بينها رسائل بينه وبين الأمير شكيب أرسلان يقال أنها تبلغ ألف رسالة.
المراجع:
ـ (تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع الهجري، الطبعة الأولى) شكري فيصل وآخرون، دمشق 1986، الجزء الثاني، ص (847، 862) .
ـ (الأعلام، دار العلم للملايين) خير الدين الزركلي، بيروت، الطبعة الخامسة 1980، الجزء الخامس، ص (282) .
_____________________
المصدر: مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والإستراتيجية
http://www.asharqalarabi.org.uk(1/354)
ناصر بن حمد آل راشد
حريملاء
تقلد عدة مناصب في القضاء كان آخرها عام 1376هـ حيث اختير رئيساً لمحاكم منطقة عسير، ثم عُين رئيساً لتعليم البنات، ثم تولى رئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ثم عين رئيساً لديوان المظالم برتبة وزير عام 1412هـ، وعضواً في مجلس الشورى، وعضواً في هيئة كبار العلماء.
---------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/355)
ناصر بن حمد بن حمين الفهد من الفراهيد
الاسم: ناصر بن حمد بن حمين الفهد من الفراهيد من الأساعدة من الروقة من عتيبة التي ترجع إلى قبيلة بني سعد بن بكر بن هوازن من عدنان.
الولادة والنشأة:
ولد في الرياض في شهر شوال من عام 1388 ونشأ فيها، وتخرج من جامعة الإمام، كلية الشريعة بالرياض، في رجب من عام 1412، وعيّن معيدا في كلية أصول الدين؛ قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة، واستمر في عمله إلى أن اعتقل في شهر ربيع الأول من عام 1415، واستمر معتقلا حتى شهر رجب من عام 1418 حيث تم الإفراج عنه، مع فصله من الجامعة.
مشايخه:
درس في الكلية على مجموعة من المشايخ من أشهرهم:
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي.
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ.
الشيخ صالح الأطرم.
الشيخ عبد الله الركبان.
الشيخ زيد بن فياض رحمه الله.
الشيخ أحمد معبد.
وغيرهم.
مؤلفاته:
ألف عدداً من الكتب والرسائل منها:
اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية وتقريراته في النحو والصرف. (مطبوع)
الإعلام بمخالفات الموافقات والاعتصام. (مطبوع)
إقامة البرهان على وجوب كسر الأوثان.
التبيان في كفر من أعان الأمريكان: الجزء الأول: الحملة على أفغانستان.
التبيان في كفر من أعان الأمريكان: الجزء الثاني: الحملة على العراق.
التبيين لمخاطر التطبيع على المسلمين.
التحقيق في مسألة التصفيق.
تنبيهات على كتب تخريج كتاب التوحيد. (مطبوع)
التنكيل بما في بيان المثقفين من الأباطيل.
الجرح والتعديل عند ابن حزم الظاهري. (تحت الطبع)
حكم العطورات الكحولية.
الرد على الرافضة في اتهامهم الصحابة بتحريف القرآن الكريم.
رسالة إلى عصراني (سنة أولى!) .
رسالة في حكم الخط المحاذي للحجر الأسود.
رسالة في حكم الغناء بالقرآن.
رسالة في الرد على شبهة للمرجئة من كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
رسالة في قصر المسافر خلف المقيم.
رسالة في مشروعية الإغلاظ على الروافض.
سيرة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله. (مطبوع)
صيانة مجموع الفتاوى من السقط والتصحيف. (تحت الطبع)
الفيديو الإسلامي والفضائيات الإسلامية. (مطبوع)
كشف شبهات حسن المالكي.
لباس المرأة أمام النساء.
مختصر أباطيل القرضاوي.
معجم أنساب الأسر المتحضرة من عشيرة الأساعدة. (مطبوع)
منهج المتقدمين في التدليس. (مطبوع)
وقفات مع الوقفات.
حكم استخدام أسلحة الدمار الشامل.
---------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/356)
ترجمة فضيلة الشيخ د ناصر بن عبد الكريم العقل
بسم الله الرحمن الرحيم
الاسم: ناصر بن عبد الكريم العقل
العنوان: كلية أصول الدين - جامعة الإمام ص 17999 الرياض 11494.
العمل الحالي: أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية أصول الدين بالرياض.
المؤهلات العلمية:
1. الدكتوراة في العقيدة والمذاهب المعاصرة.
المؤلفات والبحوث:
1. الخوارج قديماً وحديثاً.
2. مسائل وبحوث في البدع والإهداء والافتراق.
3. قضايا معاصرة.
أشرطة مسموعة:
1. حديث حول الأحداث.
2. حقيقة التدين
3. الفقه في الدين.
الدروس المقامة في المساجد أو الإذاعة أو التلفزيون:
1. درس في العقيدة في مسجد الدوسري بحي السلام أسبوعي.
2. حلقات في العقيدة أذيعت في إذاعة القرآن الكريم.
3. درس أسبوعي خاص بمسجد إسكان الجامعة.
العلماء الذين تلقيتم العلم عنهم:
1. الشيخ صالح البليهي رحمه الله.
2. الشيخ عبد الله الجبرين حفظه الله.
3. الشيخ محمد العثيمين رحمة الله.
من موقع الاكاديمية الاسلامية لقناة المجد
---------------
بواسطة العضو ابو ابراهيم الكويتي(1/357)
ناصيف اليازجي
هو ناصيف بن عبد الله بن جنبلاط اليازجي، ولد عام 1800 في قرية كفرشيما في لبنان. كانت أسرته في بداية القرن السابع عشر تقطن قرى حوران فهاجر أفراد منها إلى مدينة حمص وراحوا يكتبون للولاة والحكام فأطلق عليهم اسم الكاتب وهو بالتركية (اليازجي) . وفي أواخر القرن السابع عشر هاجر أفراد من هذه الأسرة الكبيرة إلى غربي لبنان وعلى رأسهم (سعد اليازجي) ، فأصبح كاتباً للأمير (أحمد المعني) آخر حاكم للبنان من المعنيين، ونال حظوة عنده فلقبه (بالشيخ) لوجاهته وعلمه، وأصبح هذه اللقب يدور مع أفراد الأسرة. خلال القرن الثامن عشر كتب آل اليازجي للأمراء الأرسلانيين والشهابيين. وكان عبد الله اليازجي والد ناصيف كاتباً للأمير حيدر الشهابي في قرية كفرشيما، كما كان طبيباً على مذهب ابن سينا، وكان يحب الأدب ويميل إليه.
تلقى الشيخ ناصيف اليازجي علومه الأولية على أبيه وأنهاها على راهب ماروني، إلى جانب مطالعاته الوافرة لعظيم الكتب، فجمع بذلك الصرف والنحو والبيان واللغة والشعر، وأتقن المنطق وتم له اطلاع واسع على الطب والفلسفة والموسيقى والفقه، وقد ألف في تلك العلوم جميعاً ما عدا القفه احترماً وتهيباً، وهو إلى هذا شاعر زجال، نظم الأزجال عفو الخاطر في صباه، وفاق من تقدمه في نظم الشعر التاريخي على حساب الجمل، ولم يبزه في ذلك إلا الشيخ عبد الله البستاني.
تألق نجم الشيخ ناصيف وهو بعد في السادسة عشرة من عمره بما كان ينظمه، وعني بالخط عناية خاصة فجوده وبرع به، فوصل خبره إلى البطريك أغناطيوس فدعاه ليكتب له في دير (القرقفة) الواقع على هضبة من هضبات كفرشيما، فبقي عنده مدة سنتين رجع بعدها إلى قريته ليواصل الدرس والمطالعة وقرض الشعر. وترامت شهرته في أنحاء لبنان فاستدناه الأمير بشير الشهابي الكبير حاكم لبنان وجعله من كتاب ديوانه، وراح اليازجي ينظم في الأمير شعراً كثيراً، تلقفته الأيدي وأحبته الأسماع، وأذاعت شهرته وصيته، فاكتسب بذلك رضى الأمير وعطفه، وأتاح له ذلك الاتصال بوزراء الدولة وعلماء ذلك العصر وأعيان البلاد.
عاد اليازجي إلى بيروت عام 1840 بعد أن أُرغم الأمير الشهابي على مغادرة البلاد، فاتصل بالمرسلين الأمريكيين يصحح مطبوعاتهم ولاسيما الكتاب المقدس الذي كان باشر بترجمته الدكتور عال سميث ودخل عضواً في الجمعية السورية وهي إذ ذاك أشبه ما تكون بمجمع علمي، فالتف حوله الكثير ليفيدوا من معرفته المدهشة للعربية ومن ثقافته الواسعة في النحو والبيان، فتتلمذوا عليه وجعله الأمريكان أستاذاً في مدارسهم وسار ذكره في البلاد العربية قاطبة وراسله كبار الشعراء.(1/358)
عام 1863 استقدم بطرس البستاني ناصيف اليازجي للتعليم في المدرسة الوطنية التي افتتحها في بيروت واشتغل معه بتصحيح الجزء الأول من كتاب (محيط المحيط) ، ولما أنشئت المدرسة البطريكية كان الشيخ ناصيف من أساتذتها المبرزين، وكان يقوم بالتدريس في المدرستين المذكورتين معاً، وبعد مدة دعي إلى التدريس في الكلية الإنجيلية السورية (الجامعة الأمريكية فيما بعد) ، فدرس فيها اللغة العربية وآدابها واتصل به المستشرقون من كل مكان، وبلغت شهرته خارج سورية كما هي داخلها. وانصرف إلى وضع كتب جليلة يعلم بها الجيل في النحو والصرف والبيان على أساليب العصر، وخرج على الناس بشروح ومتون تعد من أثمن ما ترك العلماء تقريباً للأفهام وبعداً عن الأوهام والإبهام، إذ رفع مستوى الكتابة من ركاكة التركيب وغثاثة الانحطاط إلى متانة التعبير، وتجلى فيها السهولة والانسجام والصفاء، فأصبحت كتبه نبراساً للعقول في ختام عصر الانحطاط وفجر النهضة الأدبية.
وقد أخذ الشيخ ناصيف اليازجي على نفسه تهذيب اللغة، وعمل على تقريب متناولها فحببها إلى القلوب وأصبح من محركي الحركة القومية العربية، إذ حمل الناس على المساهمة في إحياء تراث اللغة ونشره، فكان ذلك منه دعوة غير مباشرة للوعي القومي العربي وإيقاظاً للفكر العربي الهاجع.
واقتصر اليازجي فيما وضع من المؤلفات المختلفة على التقليد والتخليص والتبسيط ومجاراة العرب الأقدمين فيما صنفوا وألفوا فكان في كل ما نظم وكتب مقلداً لمن سبقه.
ومن صفاته التي ازدان بها وتنوقلت عنه، أنه لم يكن يبت حكماً لم يتحققه، ولا يؤكد خبراً ما لم يتمحصه، ولا يثبت رواية لم يعد النظر إليها، وكان هذا أدبه في حديثه وكتاباته وذلك لحصافة في عقله وشهامته في خلقه. وقد نقل عنه أنه كان قليل الكلام ولاسيما بما لا يعنيه، فلم يُسمع له في قصائده أو رسائله أنه هجا أحداً.(1/359)
ويتحدث عنه معاصروه: أنه كان واسع الاطلاع، كثير النكات والنوادر، يروي القصة بتواريخها وأسماء أصحابها وأمكنتهم، ومن غريب ذاكرته ما يروى: أنه كان إذا نظم الشعر لا يكتبه بيتاً بيتاً بل كان ينظم القصيدة في ذاكرته ثم يكتبها. ويقال أنه كان قوي الذاكرة إلى حد الغرابة، يحفظ زبدة كل كتاب يقرؤه فيرسخ في ذهنه فلا تذهب به الأيام، وقلما طالع كتاباً واحتاج إلى مطالعته مرة ثانية ولا ريب أن هذه المزية التي خص بها كانت من الأسباب المهمة التي ساعدته على البلوغ إلى ما بلغ من العلم وسعة المعارف.
قيل أنه كان يحفظ القرآن آية بعد آية. وشعر المتنبي بيتاً بعد بيت لا يخل بحرف ولم يسمع بيتاً من الشعر إلا عرف من قائله وربما ذكر السبب الذي قيل من أجله، وقد وعى في صدره أيام العرب وأشعارها ونوادر أخبارها.
ويروى عنه أنه كان يذكر أموراً كثيرة وأحاديث غريبة وقعت له أو سمعها يوم كان عمره خمس سنوات. وكان مولعاً بالصوت الجميل والغناء الحسن حتى أنه كان يلقن التواشيح لأحد تلامذته، ـ وكان ذا صوت حسن ـ لينشدها على أصولها.
وإلى جانب ذلك كله كان ناصيف اليازجي محافظاً على لهجة قومه وتقاليد أهل بلاده في الطعام واللباس والجلوس وسائر العادات، فكان لا يطيب له إلا أن يغني بأغاني قومه، ويحذو حذوهم في كل شيء، فيلبس العمامة على رأسه والجبة والقطفان على بدنه ويضع الدواة تحت منطقته.
ظل الشيخ ناصيف اليازجي يدرس ويعلم ويؤلف حتى أصيب بفالج شل شطره الأيسر، وفي أثناء مرضه أصيب بفقد ابنه حبيب بكر أولاده وهو بعد في شرخ الشباب، فمات بعده بقليل متأثراً من شدة حزنه عليه، وكان ذلك عام 1871.
ترك ناصيف اليازجي عدة مؤلفات هي:
ـ طوق الحمامة.
ـ قطب الصناعة في أصول المنطق والتذكرة في أصول المنطق.
ـ الحجر الكريم في الطب القديم.
ـ فاكهة الندماء في مراسلات الأدباء.
ـ رسالة تاريخية في أحوال لبنان في عهده الإقطاعي.
ـ العرف الطيب في شرح ديوان أبي الطيب. هذبه وأكمله ابنه إبراهيم اليازجي.
المراجع:
ـ (مصادر الدراسات الأدبية) ، يوسف أسعد داغر، بيروت مكتبة لبنان، الطبعة الأولى 2000، ص (536ـ539) .
ـ (قدماء ومعاصرون) ، د. سامي الدهان، دار المعارف، مصر، 1961، ص (143ـ148) .
ـ (موسوعة الأعلام) ، خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة العاشرة، 1992، المجلد السابع ص (350،351) .
ـ (الشيخ ناصيف اليازجي) ، عيسى ميخائيل سابا، دار المعارف، القاهرة، 1965.
_____________________
المصدر: مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والإستراتيجية
http://www.asharqalarabi.org.uk(1/360)
نايف حامد العباس
(1335 ـ 1407 هـ 1916 ـ 1987 م)
العالم، المربي.
ولد في بلدة إنخل بحوران في سورية ونشأ بها، وقصد دمشق فلازم الشيخ علي الدقر، ليصبح بدوره عالماً ويعلم الطلاب في بيته ومسجده بدون أجر.
تميَّز بثقافة عصرية واسعة، وبتبحره في التاريخ الإسلامي.
من الكتب التي قام بتحقيقها:
ـ جوامع السيرة النبوية/ لابن حزم الأندلسي.
ـ نور اليقين في سيرة سيد المرسلين.
________________
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/361)
نور الدين بن مختار الخادمي
تونسي الجنسية.
- مواليد مدينة (تالة) بولاية (القصرين) يوم 18 مايو 1963م.
- زاول تعلمه بالكتّاب القرآني بمسجد (علي البهلي) بمدينة (تالة) على يد الشيخ إمام المسجد محمد العبيدي ولازم في طور الطفولة بعض المؤدبين وحفظة القرآن والأئمة والمدرسين مما كان له الأثر في التعلق بالقرآن الكريم ودين الله تعالى وأهل الخير والصلاح ثم زاول بعد ذلك دراسته الابتدائية والثانوي بنفس المدينة.
- زاول دراسته الجامعية بجامعة الزيتونة التونسية العامرة بداية من سنة 1984م/1404هـ، وكان ذلك على النحو التالي:
- حصل على شهادة الأستاذية في الفقه والسياسة الشرعية سنة 1988م من كلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين.
- حصل على شهادة دكتوراه المرحلة الثالثة في أصول الفقه سنة 1993م بأحسن تقدير معتمد في الجامعة، من المعهد الأعلى للشريعة التابع لجامعة الزيتونة بتونس وموضوع الرسالة هو (الدليل عند الظاهرية) .
- حصل على شهادة دكتوراه الدولة في الفقه بأحسن تقدير (مشرف جداً) من المعهد الأعلى لأصول الدين التابع لجامعة الزيتونة بتونس. وكان ذلك سنة 1997م. وكان موضوع الرسالة (المقاصد في المذهب المالكي) .
- قام بتدريس العلوم الإسلامية والمواد الشرعية في عدة مؤسسات بتونس وبالمملكة العربية السعودية، وكان ذلك على النحو التالي:
- عضو في اللجنة الدولية للأخلاقيات الحيوية، التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهي تقوم بدور علمي وبحثي وإعلامي وتوجيهي إزاء التطورات في مجال الهندسة والوراثية والعلوم البيولوجية.
- باحث في الموسوعة العربية التابعة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
- باحث في الموسوعة الأصولية بالكويت.
* الهيئة العلمية الاستشارية *
- متعاون مع مركز البحوث والدراسات الإسلامية بالرياض.
- متعاون مع مجلة البحوث الفقهية المعاصرة التي تصدر بالرياض.
- ساهم في معلمة القواعد الفقهية التي ينهض بها مجمع الفقه الإسلامي بجدة.
- أسهم في عدة برامج إذاعية بإذاعة القرآن الكريم بالرياض، ومنها: أ- برنامج أسبوعي لمدة سنتين (سنة 1422هـ - وسنة 1423هـ) ، وعنوانه: (جليل الفوائد لعلم المقاصد) .
ب- برنامج أذيع في موسم حج عام 1421هـ بعنوان (المقاصد الشرعية في الحج) .
ج- برنامج أذيع في موسم حج عام 1422هـ بعنوان: (غنائم الحج) .
- أسهم بأبحاث وشارك بالحضور في عدة مؤتمرات دولية، منها:
مؤتمران بالهند، ومؤتمر بدولة الإمارات، وبالمملكة المغربية، وبالمملكة العربية السعودية، وبالجمهورية التونسية.
له عدة كتب وأبحاث منشورة، ومنها:
- كتاب الاجتهاد المقاصدي (مطبوع في جزئين بوزارة الشؤون الإسلامية بقطر) .
- كتاب تعليم علم الأصول (مطبوع بمكتبة العبيكان) .
- كتاب علم المقاصد الشرعية (مطبوع بمكتبة العبيكان) .
- كتاب الدليل عند الظاهرية (مطبوع بدار ابن حزم بلبنان) .
- كتاب الإشارات في أصول الفقه المالكي لأبي الوليد الباجي - تحقيق - (مطبوع بدار ابن حزم بلبنان) .
- كتاب المصلحة المرسلة (مطبوع طبعتين، بدار ابن حزم بلبنان، وبدار تونس) .
- الاستنساخ في ضوء الأصول والمقاصد الشرعية (مطبوع بدار الزاحم بالرياض) .
- كتاب المقاصد في المذهب المالكي (مطبوع بمكتبة الرشد بالرياض) .
- كتاب الإنترنت في ضوء الأصول والمقاصد الشرعية (في طريق النشر بالرياض) .
- كتاب المناسبة الشرعية وتطبيقاتها المعاصرة (في طريق النشر قريباً) .
- كتاب المصلحة الملغاة وتطبيقاتها المعاصرة (في طريق النشر قريباً) .
* مجلة البحوث الفقهية المعاصرة ** السنة الرابعة عشرة - العدد السادس والخمسون 1423هـ*
- بحث الحكم الشرعي لاستعمال الخنزير في الهندسة الوراثية (منشور بمجلة البحوث الفقهية المعاصرة بالرياض) .
- بحث الهندسة الوراثية في ضوء الشريعة الإسلامية (منشور بمجلة البحوث الفقهية المعاصرة بالرياض) .
- بحث مقاصد التشريع الإسلامي (منشور بمجلة العدل السعودية) .
- بحث الحاجة الرعية (منشور بمجلة العدل السعودية) .
- بحث الاستقراء ودوره في معرفة المقاصد (في طريق النشر) .
- بحث المقاصد الشرعية عند القاضي عبد الوهاب (في طريق النشر) .
- بحث الجينوم البشري وحكمه الشرعي (في طريق النشر بمجلة البحوث الفقهية المعاصرة بالرياض) .
- بحث إجراء عقود البيع والزواج عن طريق الإنترنت وأجهزة الاتصال الحديثة (في طريق النشر بمجلة البحوث الفقهية المعاصرة بالرياض) .
له بعض الأبحاث التي ستنشر قريباً - بمشيئة الله تعالى -، ومنها سلسلة في مقاصد الشريعة الإسلامية.
- له إسهامات في مجلة الدعوة السعودية وفي مجلة الأسرة السعودية وفي بعض الصحف التونسية.
- زاول الخطابة والتدريس ببعض مساجد وجوامع تونس.
- له بعض الأنشطة العلمية والثقافية بالعاصمة التونسية، وكان له نشاط بالجمعية القرآنية بإحدى ضواحي العاصمة التونسية، ورافق حجاج بيت الله الحرام للإرشاد والإفتاء.
- له اهتمام بمباحث المقاصد وبعلم الأصول وقضايا الهندسة الوراثية وبمختلف النوازل المعاصرة ومعالجتها في ضوء الشريعة الإسلامية والضوابط الأخلاقية والإنسانية. وهو يتعاون مع بعض الباحثين لتيسير تدوين العلوم الشرعية وتعليمها، ولبحث النوازل المعاصرة واستصدار المواقف والحلول الشرعية لها، ولتدوين نظرية المقاصد الشرعية في الوقت الحالي، ولتحقيق بعض النصوص والتراث.
* الهيئة العلمية الاستشارية *
الخبرات العملية:
- درّس بكلية المعلمين بمكة المكرمة المقررات التالية (الفقه، أصول الفقه، المواريث، الحديث وعلومه، تاريخ التشريع، الاقتصاد الإسلامي، الثقافة الإسلامية) وكان ذلك في الفترة من 1993 إلى 1996م.
- درّس بكلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس مقرر القانون الإسلامي (الفقه وأصوله وتاريخه، والمجلات القانونية والأحوال الشخصية) وكان ذلك خلال سنة 1996/1997م.
- درّس بجامعة الزيتونة التونسية مقررات الفقه وأصوله خلال سنة 1997 / 1998م.
- درّس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض لمدة ثلاث سنوات (من سنة 1999 / 1420هـ إلى سنة 2002م / 1423هـ) بكلية الشريعة وبكلية الدعوة والإعلام وبكلية أصول الدين وبمركز الطالبات، درّس المقررات التالية: (أصول الفقه، والقواعد الفقهية، ومقاصد الشريعة) .
- يدرّس بعدة معاهد علمية بتونس مقررات التربية الإسلامية والتفكير الإسلامي والديانة الإسلامية خلال الفترة من سنة 1989م إلى سنة 1993م.
- درّس حالياً بجامعة الزيتونة بتونس، بالمعهد الأعلى لأصول الدين، وبالمعهد الأعلى للحضارة الإسلامية مقررات الفقه وأصوله والتفكير الاقتصادي في الإسلام.
- قام بالتأطير العلمي والأكاديمي لطلاب الدراسات العليا وبمناقشة الرسائل والبحوث في الجمهورية التونسية وفي المملكة العربية السعودية.
- قام بتحكيم ومراجعة بعض الأبحاث والدراسات والكتب العلمية والشرعية.
- عضو في وحدة فقهاء تونس (خلية بحثية تابعة لوزارة التعليم العالي بتونس تعنى بكتابة حياة فقهاء تونس وطبعها ونشرها ووضعها في شبكة الإنترنت.
http://www.fiqhia.com/dr9.php
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/362)
الشيخ نعمان الألوسي البغدادي
ترجمة العلامة الإمام المحدث الشيخ نعمان خير الدين أفندي الألوسي البغدادي
هذه الترجمة نُقِلَتْ بخط السيد محمود شكري الألوسي مؤرخة في في 22 رجب 1339 قال رحمه الله ((هو السيد نعمان بن محمود بن عبد الله بن محمود الألوسي البغدادي ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما،
ولد يوم الجمعة لاثنتي عشرة خلت من المحرم سنة 1252 وقد اشتهر بأنه السيد خير الدين نعمان أبو البركات ابن السيد محمود بن عبد الله الألوسي،
ولم يبلغ سن العشرين، إلا وصار من الأساتذة المعتبرين، أخذ العلم والده المبرور، وعن أجلة تلامذته ممن كان بالفضل مشهورا، وقد أجازه العلماء الأعلام، والمشايخ العظام بجميع العلوم، من منطوق ومفهوم وجمع من الأسانيد والأثبات، مالم يجتمع عند غيره من ذوي الفضائل والكمالات، وقد اقتحم مشاق الأسفار لذاك، وطوى شقق البعاد لما هناك، له محبة التامة بالعلم وذويه، والشغف الوافر بالفضل وحامليه لا سيما ما كان عليه السلف الصالح، من الطريق المستقيم الواضح فقد طوى قلبه على محبتهم، وسلوك نهجهم وطريقتهم، فأحيا ذكرهم بعد اندراسه، وأوقد مصباح هديهم بعد انطفاء نبراسه، سيف الله المسلول على أهل البدع والأهواء، والبلاء المبرم على خالف الشريعة الغراء، ولا يحتج في الغالب لتأويل، ولا يميل إلى زخرف الأقاويل، فهو سلفي العقيدة، آمر بالمعروف ناه عن المنكر، صادع بالحق، فلذا كثر معاندوه وخصمائه وحاسدوه، فإن الحق صعب على المغلوب، وترك مألوف العوايد تأباه القلوب، وكان في الوعظ لا يشق له غبار، ولا يدرك في مضمار، فهو كالسيل المنحدر، والغيث المنهمر.فهو كما قال القائل:
إذا ما رقى للوعظ ذروة منبر لخطبته فالكل مصغ ومنصت
فصيح عن الشرع الإلهي ناطق وعن كل مذموم من القول صامت
تولى أيام شبابه بعض المناصب العلية، فكان فيها محمود السيرة، حتى ترك جميع ألسنة الناس تلهج بالثناء عليه، ثم ترك ذلك وسافر إلى بيت الله الحرام وزيارة - مسجد - الرسول عليه أفضل الصلاة وأكمل السلام. ثم عاد وطنه واشتغل بالتدريس والتأليف ثم سافر إلى دار الخلافة عن طريق الشام، واجتمع بغالب هاتيك الديار بالأعلام، فاستجاز وأجاز، ومر أيضا على على مصر لأجل طبع تفسير والده، واجتمع هناك أيضا بأفاضلها ومشاهير علمائها، ومنهم السيد عبد الهادي الأبياري عليه الرحمة، فلما وصل إلى القسطنطينية عومل هناك أحسن معاملة، واحلوه من الإحترام محله، وبعد أن نال مقاصده عاد إلى وطنه قرير العين، بعد أن أقام في تلك الديار نحو سنتين، وعند ذلك مدحه الشعراء، وأثنى عليه الأدباء، ثم انتصب للتدريس في المدرسة المرجانية، ونشر الفضائل والسنن النبوية، وكان قد جمع ما جمع من الكتب النادرة، فأوقفها على تلك المدرسة، فهي إلى اليوم محفوظة فيها، لم يزل المستشرقون يزورونها ويكتبون منها ما ندر وجوده في غيرها، ألف كتبا عديدة، وتصانيف مفيدة،
1- منها حاشية على القطر لمصنفه أكمل بها حاشية والده، وقد اشتملت على تحقيقات
2- ومنها كتاب الشقائق واسمه شقائق لبنعمان على شقاشق ابن سليمان وابن سليمان هذا كان من متصوفة بغداد اسمه داود أصله من عانات كان داعية للبدع ألف رسالة دعا بها العوام إلى الغلو في أهل القبور
3- وكان منها الآيات البينات نصر فيها ما قاله السادة الحنفية في باب الإيمان من عدم سماع الأموات ولما نشرها قام لها القبوريون وقعدوا
4- ومنها جلاء العنين، في المحاكمة بين الأحمدين وهو كتاب مشهور نصر فيه الشيخ ابن تيمية ورد فيه على ما تقوله عليه أحمد ابن حجر الهيتمي المكي الشافعي
5- ومنها كتاب غالية المواعظ وقد لخصه من كتب ابن الجوزي وغيره ورتبه ترتيبا حسنا سهل فيه مسالك الوعظ، فهو اليوم عليه اعتماد أغلب الواعظين في الديار العراقية
6- ومنها الأجوبة النعمانية عن الأسئلة الهندية
7- وله كتاب مختصر مشتمل على كلام لا تختلف قرائته صدرا وعجزا وكذا الكلمات كلفظ سلس
8- وقد شرح كفاية المتحفظ للأجوابي ولم يتمه
9- ومن أجل مصنفاته الجواب الفسيح لما لفقه عبد المسيح وهو الكندي الذي ألف رسالة طعن فيها على الديانة الإسلامية والرد بمجلدين طبع بالهند قد قرظه جمع من العلماء منهم علي بن سليمان النجدسي أحد علماء نجد
10- وله غير ذلك وله نثر لطيف وشعر رقيق
قال محمود شكري: وقد كان حلو المفاكهة، سريع المحاضرة، محبوب العشرة، كثير اللطائف والنكات، حسن الخط، وافر العقل، وكان مربوع القامة، أبيض اللون يميل إلى الصفرة، صبورا على المداراة، وترك أربعة بنين لم يزالوا يشتغلون بالعلم ثم إنه تمرض عدة أشهر ثم انتقل إلى رحمة الله سنة 1317 وحضر جنازته جمع لا يحصون عددا رحمة الله عليه) إ. هـ من كتاب أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث لأحمد تيمور باشا ذطـ لجنة المؤلفات التيمورية ص (307)
أما أسانيده فهي مفصلة في كتابي نعمة المنان في أسانيد شيخنا أبي عبد الرحمن على أني قد وقفت على ثبته وإجازات العلماء له لكنّ دار مخطوطات الأوقاف منها ماسرق ومنها مابيع ولا ندري ما حل بكتبه وكتب الألوسيين وغيرهم.
مصادر الترجمة:-
1- بغداد القديمة ص 1200
2- تاريخ الأدب العربي في العراق 2 / 59، 144
3- الدر المنتثر في رجال القرن الثاني عشر والثالث عشر ص 34
4- أعلام العراق ص 57
5- دليل الجمهورية العراقية لسنة 1960، ص 548
6- تاريخ العراق بين احتلالين 8 / 134
7- تاريخ علماء بغداد في القرن الرابع عشر الهجري ليونس السامرائي ص 695
من كتاب أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث لأحمد تيمور باشا ذطـ لجنة المؤلفات التيمورية ص 307.
_____________________
المصدر: موقع شبكة سحاب السلفية(1/363)
هميجان بن مذيور القحطاني
الشيخ المعمر الصالح هميجان بن مذيور القحطاني من آل جليغم يقطن هجرة النايفية من قرى الرين من أعمال القويعية بنجد
رأيته أول مرة عندما زارنا في منزل أبي رحمه الله قبل ما يزيد على 18 عاماً وكان هو واعظ المجلس ومتحدثه وكان شيخاً كبيراً،،
ولما زرته قبل شهر ونصف تقريباً مع بعض المحبين صلينا معه الصبح يوم الجمعة فقرأ بالسجدة والإنسان إماماً ...
وجلسنا معه وسألناه كم بلغت من العمر قال أول ما صمت رمضان كان عمري 15 عاماً وقد مر عليّ 84 رمضاناً ... أي أنه جاوز تسعة وتسعين عاماً.... فسبحان الله الحافظ..
أمّار بالمعروف، نهّاء عن المنكر، يتفقد جماعته المصلين الشاهد منهم والغائب، ينكر تصوير ذوات الأرواح جدا، ويحذر من تولي المشركين، شديد الولاء والبراء ... ختم الله له بخير
هو من تلاميذ الشيخ عبد العزيز الشثري أبو حبيب رحمه الله (انظر إتحاف اللبيب في سيرة الشيخ عبد العزيز أبو حبيب ص 94 دار العاصمة 1410)
وله أخبار أخرى يعجب منها المرء.. نسأل الله حسن الختام
---------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/364)
الشيخ/ هاني بن عبد الله بن محمد الجبير.
القاضي بالمحكمة العامة بمكة المكرمة/ وزارة العدل.
كلية التخرج: كلية الشريعة.
جامعة التخرج: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
التخصص العام: الشريعة.
التخصص الدقيق: الفقه.
المشاركات والخبرات العلمية:
(1) قاضي بمحايل عسير ثم في المحكمة الكبرى بجدة ثم في المحكمة العامة بمكة المكرمة.
(2) عضو لجنة نظام المرافعات بوزارة العدل
(3) مؤتمر أخلاقيات الطبيب - الرياض
(4) المؤتمر الطبي الفقهي الأول - جدة
(5) مؤتمر التحكيم - القاهرة(1/365)
وحيد الزمان القاسمي الكيرانوي
(1349 ـ 1415 هـ 1930 ـ 1995 م)
ولد في بلدة كيرانه في الهند. التحق عام 1948 بالجامعة الإسلامية دار العلوم ديوبند.
عين أستاذاً للأدب العربي ومادتي التفسير والحديث بالجامعة الإسلامية. أسس عام 1384 هـ «النادي الأدبي العربي» ، أشرف على «مركز الدعوة الإسلامية» . عيّن مديراً للمجلس التعليمي عام 1403 هـ، وبعد سنتين عينته الجامعة رئيساً مساعداً لها. وفي عام 1408 هـ عين رئيساً لجمعية علماء الهند الملية.
رأس تحرير مجلة «الداعي» ، كما رأس تحرير جريدة «الكفاح» العربية نحو 15 عاماً. وفي عام 1408 هـ أسس مؤسسة ثقافية باسم «دار المؤلفين» أصدر منها كثيراً من المؤلفات.
ـ انقطع إلى تأليف قاموس عربي ـ أردي، وبالعكس، وآخر صغير الحجم بعنوان «القاموس الجديد» ، ويعتبر أول تصنيف من نوعه في القارة الهندية.
ـ ألف كتاب «جواهر المعارف» الذي اشتمل على بحوث قيمة وموضوعات تحقيقية مستقاة من تفسير «معارف القرآن» للعلامة المفتي محمد شفيع.
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/366)
وليد المنيسى أبو خالد السلمى
الشيخ/ وليد إدريس ·
ترجمة كتبها أحد الإخوة الذين قرؤوا على الشيخ في الرياض بتصرف يسير
وليد بن إدريس المنيسي
عضو هيئة التدريس بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالجامعة الأمريكية المفتوحة وإمام وخطيب مركز دار الفاروق الإسلامي بمدينة منيابولس بولاية منيسوتا بالولايات المتحدة والخبير بمجمع فقهاء الشريعة بأمريكا وأحد دعاة مكتب الدعوة بالسفارة السعودية بالولايات المتحدة وعضو خط الفتوى ولجنة الأهلة بالتجمع الإسلامي لأمريكاالشمالية (أيانا)
هو أبو خالد وليد بن إدريس بن عبد العزيز المنيسي، السُلميُّ نسباً، الإسكندري مولداً، السلفيُّ معتقداً، الحنبليُّ مذهباً
ولد شيخنا حفظه الله بالإسكندرية سنة 1386 هجرية، ونشأ بها في أسرة صالحة، فشجعه والداه على حفظ القرآن الكريم وابتدأ حفظه على يد والده، ثم وجهه والده إلى بعض المقرئين فأتم عليهم حفظ القرآن وله من العمر 14 سنة، شرع في طلب العلم منذ أن كان عمره 11 أو 12 سنة فتتلمذ على بعض علماء الإسكندرية منهم الشيخ عبد العزيز البرماوي رحمه الله قرأ عليه في شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ونيل الأوطار وغيرها ومنهم الشيخ السيد بن سعد الدين الغباشي حفظه الله لازمه ملازمة تامة أكثر من عشر سنين قرأ عليه فيها كتبا شتى في علوم القرآن والسنة والعقيدة والفقه والسيرة ومختلف العلوم الشرعية.
ثم رحل إلى مدينة الرياض للعمل بها مدرساً للغة العربية والدراسات الإسلامية فأقام في الرياض ثمان سنين تتلمذ خلالها على عدد من أهل العلم منهم الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله والشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله والشيخ عبد الله بن قعود شفاه الله والشيخ ابن جبرين حفظه الله والشيخ ابن فوزان حفظه الله والشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله والشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي حفظه الله.
هذا إلى جانب اشتغاله بالقرآن والقراءات فقد قرأ القرآن بقراءاته الأربعة عشر على جمع من أهل الفن أمثال الشيخ المقرئ الضابط محمد عبد الحميد الإسكندري والشيخ المقرئ إيهاب بن أحمد فكري والشيخ المقرئ محمد سامر النص الدمشقي والشيخ المقرئ عباس مصطفى أنور المصري والشيخ الرحالة المقرئ المحدث عبد الله بن صالح العبيد وغيرهم من أهل العلم.
هذا وإن شيخنا من المتصدرين للإقراء منذ زمن فقرأ عليه واستجازه جمع من الطلبة في الرياض والإسكندرية وأمريكا لعلهم يتجاوزون (50) طالباً ما بين قارئ بالعشر وقارئ بالسبع وقارئ بقراءة وقراءتين إلى غير ذلك، وقد منَّ الله على الضعيف كاتب هذه الأسطر بشرف القراءة على شيخنا واستجازته، ومما يحسن ذكره أن الشيخ محمد الحسن الددو استجاز شيخنا في القرآن الكريم وأجازه شيخنا فقلت لشيخنا إن روايتك عن الشيخ محمد الحسن وروايته عنك مع تقاربكما في السن تعد في اصطلاح أهل الفن تدبيجاً فقال:لكني أعتبرها من رواية الأكابر عن الأصاغر وهذا من تواضعه وحسن خلقه.
هذا وإن شيخنا من المشتغلين بالإجازات وتحصيلها فاستجاز أكثر من أربعين شيخاً من المسندين، يروي عنهم الحديث وغيره، وله ثبت قديم جمع فيه شيوخه ومروياته عنهم سماه (إنعام الملك القدوس بأسانيد وليد بن إدريس)
ثم إنه في عام 1418هـ تقريبا رحل شيخنا من الرياض إلى بلده الإسكندرية ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية إثر دعوة وجهت إليه من أحد المراكز الإسلامية هناك ليكون إماما وخطيبا لذلك المركز، ولا يزال إلى الآن وفقه الله إمام وخطيب ورئيس مجلس أمناء مركز دار الفاروق الإسلامي بمدينة منيابولس بولاية منيسوتا بالولايات المتحدة هذا إلى جانب قيامه بالإقراء والتدريس والدعوة إلى الله في ذلك المركز.
ثم التحق بالجامعة الأمريكية المفتوحة لنيل درجة الماجستير في الفقه وأصوله فحصل عليها بتقدير ممتاز وكان عنوان الرسالة (أثر القراءات الأربعة عشر في مباحث العقيدة والفقه) رتبه على أبواب العقيدة والفقه، ثم شرع في تحضير رسالة الدكتوراه في الفقه وأصوله، أمده الله بعونه وتوفيقه، هذا إلى جانب قيامه بتدريس فقه العبادات وفقه الأسرة وفقه الجنايات وفقه السياسة الشرعية وأصول الإيمان وتاريخ التشريع والتجويد والأدب والنقد والبلاغة وغيرها من المواد الشرعية والعربية في الجامعة المذكورة.
هذا ومما قاله فيه مشايخه:
قال عنه سماحة العلامة الشيخ عبد الرزاق عفيفي _ نائب رئيس اللجنة الدائمة للإفتاء _رحمه الله: من إخواني السلفيين الثقات الصادقي اللهجة والمعروفين لديّ بالخير والمعروف فأرجو أن يقبل قولهم وتحقق رغبتهم فيما شهدوا به والله الموفق. اهـ
وقال عنه معالي العلامة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ_ وزير الشؤون الإسلامية _ حفظه الله (في تقريظه لمختصر اقتضاء الصراط المستقيم) : فالمختصِر طالب علم شغل نفسه بالعلم جل وقته في تعلمه وتعليمه وفقه الله وسدد خطاه وجعله للمتقين إماما ً. اهـ
هذا ولشيخنا مشاركات في التأليف منها ماطبع ومنها مالايزال مخطوطاً فمن مصنفاته التي تحضرني الآن:
1.مسك الختام شرح عمدة الأحكام. مخطوط لم يكمل وفيه من المسائل والمباحث والمناقشات العلمية التي سجلها عن مشايخه مالا يوجد في كتاب.
2.شرح عمدة الفقه لابن قدامة. مخطوط لم يكمل
3.مذكرة في مصطلح الحديث. مخطوطة
4.إنعام الملك القدوس بأسانيد وليد بن إدريس. مخطوط
5.الأرجوزة الوليدية المتممة للرحبية. مطبوعة مع شرحها الآتي بعدُ.
6.شرح الأرجوزة الوليدية المتممة للرحبية. مطبوع
7.مختصر اقتضاء الصراط المستقيم. مطبوع
8.فتاوى ورسائل الشيخ عبد الرزاق عفيفي. عمل عليه
بالتعاون مع السعيد بن صابر عبده. مطبوع في مجلدين لطيفين.
9. إتحاف الصحبة برواية شعبة
10. أثر القراءات الأربعة عشر في مباحث العقيدة والفقه.
اضغط هنا لمطالعة بعض من محاضرات الشيخ على موقع طريق الاسلام
روابط:
http://alminbar.net/alkhutab/search_results.asp
http://www.liveislam.com/archi/1423/shawal.html
http://www.liveislam.com/archi/1423/dulqadah.htm
ملاحظة: في الرابط السابق بتاريخ الأحد 16 ذو القعدة
محاضرة في شرح عمدة الفقه كتاب الوصايا هي لوليد إدريس
لكن كتب خطأ وليد بسيوني
http://www.liveislam.com/archi/1423/dulhijjah.htm
http://www.liveislam.com/archi/1423/dulhijjah.htm
http://www.masjidannur.com/MasjidEvents/WorkShops/
GeneralPublic/AOU/2003jan01_Fiqh-ul-IbadaatCourse/Fiqh-ul-IbadaatCourse.htm
http://www.islamway.com/bindex.php? ... &scholar_id=345
http://islamway.com/sindex.php?sect ... &recitor_id=156
http://islamway.com/sindex.php?sect ... &recitor_id=157
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/searc ... &searchid=35557
http://tafsir.org/vb/search.php?s=& ... s&searchid=1740
http://groups.yahoo.com/group/sunnahproductions/
http://groups.yahoo.com/group/sunnahproductions/files/
http://muslim-investor.com/mi/media-coverage.phtml
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt ... threadid=4668&h
بواسطة العضو السعيدي
وليد المنيسى أبو خالد السلمى
ترجمة الشيخ وليد المنيسى (أبو خالد السلمى)
إن مما يبهج النفس ويثلج الصدر ويسر الخاطر أن يضم هذا الملتقى الماتع النافع كوكبة مباركة من أهل العلم وطلابه من أمثال الشيخ حاتم الشريف وحمزة المليباري وعلي العمران وعبد الرحمن الفقيه وهيثم حمدان ويحيى العدل ورضا صمدي وأبو إسحاق التطواني وذو المعالي و..... و..... وغيرهم ممن لم يحضرني اسمه حال كتابة هذه الخاطرة ممن يثرون الملتقى بأبحاثهم ومباحثاتهم وآرائهم وتعقيباتهم.
وإن من أولئك النخبة المباركة والذي انضم إلينا مؤخراً واستطاع في فترة وجيزة أن يجعل له بصمات في هذا الملتقى وذلك من خلال مشاركاته الهادفة والتي قد تجاوزت (250) مشاركة تلحظ فيها الأدب الجم وحسن الحوار والنقاش العلمي الرصين والتعقيب النافع ذلكم الشخص قد لا يعرفه الكثير من رواد الملتقى إنه شيخنا الفاضل المتفنن المقرئ أبو خالد وليد بن إدريس بن عبد العزيز مِنِيسي الإسكندري أصلاً الحنبلي مذهباً السلفي معتقداً الذي يكتب باسم (أبو خالد السلمي) .
هذا الشيخ الفاضل لم أنتبه لاسمه الصريح الذي كان يذيل به كتاباته إلا قبل أيام قلائل فسررت بوجوده بيننا غاية السرور وذلك لما أعرفه عنه من مشاركات قوية، علمية ودعوية يحف ذلك أدب جم وتواضع عزيز لذا أحببت أن أذكر ترجمة موجزة له ليُعرَفَ له قدرُه ويُذْكرَ له فضلُه، فأقول مستعينا بالله مستكفيا به متوكلا عليه:
ولد شيخنا حفظه الله بالإسكندرية ونشأ بها وتتلمذ على بعض علمائها من أمثال الشيخ عبد العزيز البرماوي رحمه الله والشيخ سيد سعد الدين الغباشي حفظه الله وغيرهما.
ثم رحل إلى مدينة الرياض للعمل بها مدرساً في بعض المدارس الأهلية فأقام في الرياض بضع سنين استفاد خلالها من عدد من أهل العلم أمثال الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله والشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله والشيخ عبد الله بن قعود شفاه الله والشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله والشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي حفظه الله.
هذا إلى جانب اشتغاله بالقرآن والقراءات فقد قرأ القرآن بقراءاته الأربعة عشر على جمع من أهل الفن أمثال الشيخ المقرئ الضابط محمد عبد الحميد الإسكندري والشيخ المقرئ إيهاب بن أحمد فكري والشيخ المقرئ محمد سامر النص الدمشقي والشيخ المقرئ مصطفى عباس المصري والشيخ الرحالة المقرئ المحدث عبد الله بن صالح العبيد وغيرهم من أهل العلم.
هذا وإن شيخنا من المتصدرين للإقراء منذ زمن فقرأ عليه واستجازه جمع من الطلبة في الرياض والإسكندرية وأمريكا لعلهم يتجاوزون (50) طالباً ما بين قارئ بالعشر وقارئ بالسبع وقارئ بقراءة وقراءتين إلى غير ذلك، وقد منَّ الله على الضعيف كاتب هذه الأسطر بشرف القراءة على شيخنا واستجازته، ومما يحسن ذكره أن الشيخ محمد الحسن الددو قرأ القرآن الكريم على شيخنا وأجازه شيخنا فقلت لشيخنا إن روايتك عن الشيخ محمد الحسن وروايته عنك مع تقاربكما في السن تعد في اصطلاح أهل الفن تدبيج فقال لكني أعتبرها من رواية الأكابر عن الأصاغر وهذا من تواضعه وحسن خلقه.
هذا وإن شيخنا من المشتغلين بالإجازات وتحصيلها فاستجاز عددا من أهل العلم وله ثبت قديم جمع فيه شيوخه ومروياته عنهم سماه (إنعام الملك القدوس بأسانيد وليد بن إدريس)
ثم إنه في عام 1418هـ تقريبا رحل شيخنا من الرياض إلى بلده الإسكندرية ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية إثر دعوة وجهة إليه من إحدى المراكز الإسلامية هناك ليكون إماما وخطيبا لذلك المركز ولا يزال على ذلك إلى الآن وفقه الله هذا إلى جانب قيامه بالإقراء والتدريس والدعوة إلى الله في ذلك المركز.
ثم التحق بالجامعة الأمريكية المفتوحة لنيل درجة الماجستير فحصل عليها بقدير ممتاز وكان عنوان الرسالة (أثر القراءات الأربعة عشر على مباحث العقيدة والفقه) رتبه على أبواب العقيدة والفقه، ثم شرع في تحضير رسالة الدكتوراه ولا يزال في مراحل التحضير والإعداد أمده الله بعونه وتوفيقه وعنوان الرسالة (وسائل المواصلات والأحكام الفقهية المتعلقة بها) أو قريبا من هذا العنوان، هذا إلى جانب قيامه بالتدريس في الجامعة المذكورة.
هذا ولشيخنا مشاركات في التأليف منها ماطبع ومنها مالايزال مخطوطاً فمن مصنفاته التي تحضرني الآن:
1.مسك الختام شرح عمدة الأحكام. مخطوط لم يكمل وفيه من المسائل والمباحث والمناقشات العلمية التي سجلها عن مشايخه مالا يوجد في كتاب.
2.شرح عمدة الفقه لابن قدامة. مخطوط لم يكمل
3.مذكرة في مصطلح الحديث. مخطوطة
4.إنعام الملك القدوس بأسانيد وليد بن إدريس. مخطوط
5.الأرجوزة الوليدية المتممة للرحبية. مطبوعة مع شرحها الآتي بعدُ.
6.شرح الأرجوزة الوليدية المتممة للرحبية. مطبوع
7.مختصر اقتضاء الصراط المستقيم. مطبوع
8.فتاوى ورسائل الشيخ عبد الرزاق عفيفي. عمل عليه بالتعاون مع السعيد بن صابر عبده. مطبوع في مجلدين لطيفين.
9.أثر القراءات الأربعة عشر في مباحث العقيدة والفقه.
هذا ما تيسر إيراده تعريفاً بهذا الشيخ الفاضل ووفاءً ببعض حقه وليعرف الاخوة الأكارم رواد الملتقى من هو (أبو خالد السلمي) ومن السنة إنزال الناس منازلهم لأجل هذا كله كتبت ما كتبت والله من وراء القصد.
وكتبه محب الجميع
سليل الأكابر
كان الله في عونه
مصدر ترجمة الشيخ وليد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt ... %DA%D1%DD%CA%E5
بواسطة العضو أبو عبد الرحمن الدرعمى(1/367)
وهبة الزحيلي
- ولد في بلدة دير عطية من نواحي دمشق عام 1932م، وكان والده حافظاً للقرآن الكريم عاملاً بحزم به، محباً للسنة النبوية، مزارعاً تاجراً.
- متزوج وله خمسة أولاد أكملوا الدراسة الجامعية ما عدا الأخير في منتصف الدراسة.
- درس الابتدائية في بلد الميلاد، ثم المرحلة الثانوية في الكلية الشرعية بدمشق مدة ست سنوات وكان ترتيبه الامتياز والأول على جميع حملة الثانوية الشرعية عام 1952م، وحصل فيها على الثانوية العامة الفرع الأدبي أيضاً
- تابع تحصيله العلمي في كلية الشريعة بالأزهر الشريف، فحصل على الشهادة العالية وكان ترتيبه فيها الأول عام 1956م.
- ثم حصل على إجازة تخصص التدريس من كلية اللغة العربية بالأزهر، وصارت شهادته العالمية مع إجازة التدريس.
- درس أثناء ذلك علوم الحقوق وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة عين شمس بتقدير جيد عام 1957م.
- نال دبلوم معهد الشريعة ((الماجستير)) عام 1959م من كلية الحقوق بجامعة القاهرة.
- حصل على شهادة الدكتوراة في الحقوق ((الشريعة الإسلامية)) عام 1963م بمرتبة الشرف الأولى مع توصية بتبادل الرسالة مع الجامعات الأجنبية، وموضوع الأطروحة (آثار الحرب في الفقه الإسلامي ـ دراسة مقارنة) بين المذاهب الثمانية والقانون الدولي العام.
- عين مدرساً بجامعة دمشق عام 1963م ثم أستاذاً مساعداً سنة 1969م ثم أستاذاً عام 1975م وعمله التدريس والتأليف والتوجيه وإلقاء المحاضرات العامة والخاصة، وقد يعمل في اليوم (16) ساعة.
- التخصص الدقيق في الفقه وأصول الفقه، ويدرّسهما مع الفقه المقارن في كلية الشريعة ومواد الشريعة في كلية الحقوق بجامعة دمشق والدراسات العليا فيهما.
من شيوخه في دمشق:
الشيخ محمود ياسين في الحديث النبوي، الشيخ محمود الرنكوسي في العقائد، الشيخ حسن الشطي في الفرائض، الشيخ هاشم الخطيب في الفقه الشافعي، الشيخ لطفي الفيومي في أصول الفقه ومصطلح الحديث، الشيخ أحمد السماق في التجويد، الشيخ حمدي جويجاتي في علوم التلاوة، الشيخ أبو الحسن القصاب في النحو والصرف، الشيخ حسن حبنكة والشيخ صادق حبنكة الميداني في علم التفسير،
والشيخ صالح الفرفور في علوم اللغة العربية كالبلاغة والأدب العربي، الشيخ حسن الخطيب، وعلي سعد الدين والشيخ صبحي الخيزران، وكامل القصار في الحديث النبوي والأخلاق، الأستاذ جودت المارديني في الخطابة، الأستاذ رشيد الساطي والأستاذ حكمت الساطي في التاريخ والأخلاق والدكتور ناظم محمود نسيمي، وماهر حمادة في التشريع، وآخرون في الكيمياء والفيزياء والإنجليزية وغيرها من العلوم العصرية، وفي الأدب الأستاذ نسيب سعد رحمه الله ورحمهم جميعاً.
ومن شيوخه في مصر:
شيخ الأزهر الإمام محمود شلتوت، والإمام الدكتور عبد الرحمن تاج، والشيخ عيسى منّون في الفقه المقارن عميد كلية الشريعة، والشيخ جاد الرب رمضان في الفقه الشافعي، والشيخ محمود عبد الدايم في الفقه الشافعي، والشيخ مصطفى عبد الخالق وشقيقه الشيخ عبد الغني عبد الخالق في أصول الفقه، والشيخ عثمان المرازقي، والشيخ حسن وهدان في أصول الفقه، والشيخ الظواهري الشافعي في أصول الفقه، والشيخ مصطفى مجاهد في الفقه الشافعي وكذلك الشيخ محمد علي الزعبي في فقه العبادات، والشيخ محمد أبو زهرة والشيخ علي الخفيف والشيخ محمد البنا والشيخ محمد الزفزاف والدكتور محمد سلام مدكور والشيخ فرج السنهوري في الدراسات العليا في الفقه المقارن وأصول الفقه وأحد الأئمة المجتهدين.
ومن أساتذته في كلية الحقوق بجامعة عين شمس:
الشيخ عيسوي أحمد عيسوي، والشيخ زكي الدين شعبان، والدكتور عبد المنعم البدراوي، والدكتور عثمان خليل والدكتور سليمان الطماوي، والدكتور علي راشد، والدكتور حلمي مراد، والدكتور يحيى الجمل، والدكتور علي يونس، والدكتور محمد علي إمام، والدكتور أكثم الخولي وغيرهم.
ومن تلامذته:
الدكتور محمد الزحيلي شقيقه، والدكتور محمد فاروق حمادة والدكتور محمد نعيم ياسين، والدكتور عبد الستار أبو غدة، والدكتور عبد اللطيف فرفور، والدكتور محمد أبو ليل، والدكتور عبد السلام عبادي، والدكتور محمد الشربجي، والدكتور ماجد أبو رخية، والدكتور بديع السيد اللحام، والدكتور حمزة حمزة، وغيرهم من الأساتذة في الجامعة في كلية الشريعة، ومئات من مدرسي التربية الدينية في وزارة التربية.
أكثر من (40) جيلاً تخرجوا على يديه في سورية، وبعضهم في ليبيا والسودان وبعضهم في الإمارات العربية، وآلاف من الناس في المشرق والمغرب وأمريكا وماليزيا وأفغانستان وإندونيسيا، تتلمذوا على كتبه في الفقه والأصول والتفسير.
من كتبه
آثار الحرب في الفقه الإسلامي ـ مقارنة بين المذاهب الثمانية والقانون الدولي
-
تخريج وتحقيق أحاديث ((تحفة الفقهاء للسمرقندي)) -
3ـ تخريج وتحقيق أحاديث وآثار ((جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي)) مع التعليق عليها -
الوسيط في أصول الفقه الإسلامي -
أصول الفقه الإسلامي -
الفقه الإسلامي في أسلوبه الجديد -
نظرية الضرورة الشرعية، دراسة مقارنة -
نظرية الضمان أو (حكم المسؤولية المدنية والجنائية) في الفقه الإسلامي ـ دراسة مقارنة -
النصوص الفقهية المختارة، بتقديم وتعليق وتحليل -
نظام الإسلام ـ ثلاثة أقسام (نظام العقيدة، نظام الحكم والعلاقات الدولية، مشكلات العالم الإسلامي المعاصر) -
الفقه الإسلامي على المذهب المالكي
1ـ فقه العبادات.2ـ المعاملات المالية.3ـ الزواج والطلاق.4ـ العقوبات الشرعية والأقضية والشهادات.
-
الوجيز في أصول الفقه -
العقود المسماة في قانون المعاملات المدنية الإماراتي والقانون المدني الأردني -
العقود المسماة في قانون المعاملات المدنية الإماراتي والقانون المدني الأردني -
العلاقات الدولية في الإسلام -
العقوبات الشرعية وأسبابها، بالاشتراك مع الدكتور رمضان علي السيد -
الأصول العامة لوحدة الدين الحق ((أصول مقارنة الأديان)) مترجم إلى الإنجليزية -
جهود تقنين الفقه الإسلامي -
عبادة بن الصامت -
أسامة بن زيد -
سعيد بن المسيب -
عمر بن عبد العزيز -
حقوق الإنسان في الإسلام، بالاشتراك مع آخرين -
الضوابط الشرعية للأخذ بأيسر المذاهب -
الرخص الشرعية ـ أحكامها وضوابطها -
الإسلام دين الجهاد لا العدوان -
السلام دين الشورى والديمقراطية -
القصة القرآنية، هداية وبيان -
الفقه الإسلامي وأدلته, ترجم إلى التركية والماليزية والفارسية
-
التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج, على جائزة لأفضل كتاب في العالم الإسلامي للعام 1995 -
القرآن الكريم: البنية التشريعية والخصائص الحضارية -
التفسير الوجيز -
الفقه الحنبلي الميسر بأدلته وتطبيقاته المعاصرة -
التفسير الوسيط في ثلاثة مجلدات -
الذرائع في السياسة الشرعية والفقه الإسلامي، رسالة ماجستير عام 1959م -
قواعد الفقه الحنبلي من كتاب ((المغني)) لابن قدامة -
تحقيق وتخريج أحاديث وآثار جامع العلوم والحكم لابن رجب -
تحقيق وتخريج واختصار كتاب ((الأنوار في شمائل النبي المختار)) للإمام محيي السنة البغوي -
تحقيق وتقسيم وخدمة شاملة لكتاب ((طريق الهجرتين وباب السعادتين)) لابن قيم الجوزية -
الاستنساخ جدل العلم والدين والأخلاق -
تقديم وتحقيق نيل الأوطار للشوكاني -
تقديم وتحقيق شرح مسلم للنووي -
حق الحرية في العالم -
حوار حول تجديد الفقه الإسلامي -
الأسرة المسلمة في العالم المعاصر -
الإمام الشافعي -
الموازنة بين القرآن والسنة في الأحكام، تحت الطبع عام 2001م -
المعاملات المالية الحديثة والفتاوى المعاصرة، تحت الطبع عام 2001م -
مدى تأثر الدعوات الإصلاحية بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -
_________________
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/368)
يعقوب بن عبد الكريم الباحسين
من الأسر النجدية العريقة التي نزحت إلى العراق، وقد ولد في الزبير وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس مدينة البصرة.
المؤهلات العلمية:
- أكمل دراسته في كلية الشريعة في الجامع الأزهر حيث تخرج من كلية الشريعة عام 1951م.
-زاول التدريس في المدارس الثانوية ومعاهد المعلمين في البصرة فدرّس اللغة العربية وآدابها، وعلم نفس الطفل، وعلم النفس التربوي وطرق التدريس، ثم تابع دراسته العليا في الأزهر فحصل على دبلوم الدراسات العليا في تاريخ الفقه، عام 1965م. ودبلوم الدراسات العليا في أصول الفقه، عام 1966م، ثم انتقل إلى جامعة البصرة محاضراً فدرّس في كلية الحقوق، ثم في كلية هيئة القانون والاقتصاد: أحكام الأوقاف، وأحكام الوصايا، وأحكام الميراث، وأصول الفقه.
ثم حصل، بعد حصوله على إجازة دراسية من الجامعة، على:
1- دبلوم دراسات عليا أمده سنتان في الدراسات الأدبية واللغوية من معهد الدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية سنة 1972م.
2- الدكتوراه من كلية الشريعة والقانون في الأزهر الشريف سنة 1972م.
وعاد بعد ذلك إلى جامعة البصرة، فعيّن في كلية الآداب، نظراً لإلغاء هيئة القانون والاقتصاد وإلحاقها بجامعة بغداد. وقد درّس في كلية الآداب: التفسير، ومصطلح الحديث، والمنطق، والتعبير الأدبي. والكتاب القديم، وشرح ألفية ابن مالك. ثم تراك العراق سنة 1400هـ، وعاد إلى وطنه الأصلي المملكة العربية السعودية فعمل في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية منذ 1402هـ، في قسم أصول الفقه. وأحيل للتقاعد سنة 1409هـ. ثم استمر عمله في الجامعة متعاقداً في كلية الشريعة، ثم في المعهد العالي للقضاء، حتى الآن 1423هـ.
* الهيئة العلمية الاستشارية *
ثانياً: النشاط العلمي:
1- المؤلفات المطبوعة:
أ- مدخل إلى أصول الفقه، مطبعة حداد - البصرة 1968م.
ب- رفع الحرج في الشريعة الإسلامية، دار النشر الدولي، الرياض 1416هـ ط2.
ج- أصول الفقه، الحد والموضوع والغاية، مكتبة الرشد، الرياض 1408هـ /1988م.
د- التخريج عند الفقهاء والأصوليين. دراسة نظرية - تطبيقية - تأصيلية، مكتبة الرشد، الرياض، 1414هـ.
هـ- قاعدة اليقين لا يزول بالشك. دراسة نظرية - تأصيلية - تطبيقية، مكتبة الرشد، الرياض، 1416هـ / 1996م.
و القواعد الفقهية - المبادئ - المقومات - المصادر - الدليلية - التطور. دراسة نظرية - تحليلية - تأصيلية - تاريخية، مكتبة الرشد، الرياض، 1418/ 1998م.
ز- الفروق الفقهية والأصولية. مقوماتها - شروطها - نشأتها - تطورها. دراسة نظرية وصفية، مكتبة الرشد، الرياض، 1419هـ / 1998م.
ح- قاعدة الأمور بمقاصدها. دراسة نظرية تأصيلية، مكتبة الرشد، الرياض، 1419هـ / 1998م.
ط- طرق الاستدلال ومقدماتها عند المناطقة والأصوليين، مكتبة الرشد، الرياض، 1421هـ /2000م.
ي- قاعدة العادة محكّمة. دراسة نظرية - تأصيلية - تطبيقية، مكتبة الرشد، الرياض، 1423هـ /2002م.
2- البحوث المنشورة: أ- نظرية القسامة في الفقه الإسلامي - بحث منشور في مجلة كلية الآداب، جامعة البصرة، سنة 1980م. ب- أصول الفقه - تدوينه وتطوّره - بحث منشور في مجلة هيئة القانون والاقتصاد، جامعة البصرة، سنة 1970م.
* مجلة البحوث الفقهية المعاصرة ** السنة الرابعة عشرة - العدد السادس والخمسون 1423هـ*
ج- التفسير العلمي وآراء العلماء فيه - بحث منشور في مجلة كلية التربية، جامعة البصرة، العدد 6، سنة 1981م.
3- الكتب والبحوث غير المنشورة:
أ- موقف الشريعة الإسلامية من الطفل - بحث ألقى بمناسبة السنة الدولية للطفل، البصرة.
ب- علم أصول الفقه - دراسة في نشأته وتدوينه وتطوّره.
ج- محاضرات في مصطلح الحديث - محاضرات ألقيت على طلبة كلية الآداب، جامعة البصرة.
د - التفسير - تاريخه - ومناهجه، ومحاضرات ألقيت على طلبة كلية الآداب، جامعة البصرة.
هـ- قاعدة المشقة تجلب التيسير (وهي الآن في المطبعة) .
و القياس في العبادات.
4- نشاطات أخرى:
أ- اشترك في أسبوع الفقه الإسلامي الرابع المنعقد في تونس 1974م، وألفى فيه بحثاً عن القسامة في الفقه الإسلامي.
ب- الحلقة الدراسية المقامة في جامعة البصرة، تحت شعار (بناء الطفل في الخليج العربي بناء للمستقبل) وألقى فيها بحثاً عن موقف الشريعة الإسلامية من الطفل.
ج- عضوية هيئة تحرير مجلة كلية الآداب في جامعة البصرة.
د- محاضرة في الموسم الثقافي بجامعة البترول بعنوان: القواعد الفقهية الواقع والتطلعات.
هـ- محاضرات في جامع الفرقان حول مقاصد الشريعة - أربعة أيام.
و الإشراف على عدد كثير من رسائل الدكتوراه والماجستير ومناقشتها في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجامعة أم القرى، وكليات البنات.
ز- تعاون بالقاء محاضرات على طلبة معهد الإدارة العامة، في الدورات الآتية:
1- دورات دراسة الأنظمة - لسنوات متعدّدة.
2- دورات لطلبة هيئة الادعاء والتحقيق - في عدد من دوراتها الأولى.
http://www.fiqhia.com/dr10.php
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/369)
يوسف القرضاوي
الدكتور يوسف القرضاوي.
نشأته ومؤهلاته
ولد الدكتور/ يوسف القرضاوي في إحدى قرى جمهورية مصر العربية، قرية صفت تراب مركز المحلة الكبرى، محافظة الغربية، وهي قرية عريقة دفن فيها آخر الصحابة موتاً بمصر، وهو عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي، كما نص الحافظ بن حجر وغيره، وكان مولد القرضاوي فيها في 9/9/1926م وأتم حفظ القرآن الكريم، وأتقن أحكام تجويده، وهو دون العاشرة من عمره.
التحق بمعاهد الأزهر الشريف، فأتم فيها دراسته الابتدائية والثانوية وكان دائما في الطليعة، وكان ترتيبه في الشهادة الثانوية الثاني على المملكة المصرية، رغم ظروف اعتقاله في تلك الفترة.
ثم التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ومنها حصل على العالية سنة 52-1953م، وكان ترتيبه الأول بين زملائه وعددهم مائة وثمانون.
ثم حصل على العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية سنة 1954م وكان ترتيبه الأول بين زملائه من خريجي الكليات الثلاث بالأزهر، وعددهم خمسمائة.
وفي سنة 1958حصل على دبلوم معهد الدراسات العربية العالية في اللغة والأدب.
وفي سنة 1960م حصل على الدراسة التمهيدية العليا المعادلة للماجستير في شعبة علوم القرآن والسنة من كلية أصول الدين.
وفي سنة 1973م حصل على (الدكتوراة) بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من نفس الكلية، عن: "الزكاة وأثرها في حل المشاكل الاجتماعية".
أعماله الرسمية
عمل الدكتور/ القرضاوي فترة بالخطابة والتدريس في المساجد، ثم أصبح مشرفاً على معهد الأئمة التابع لوزارة الأوقاف في مصر.
ونقل بعد ذلك إلى الإدارة العامة للثقافة الإسلامية بالأزهر الشريف للإشراف على مطبوعاتها والعمل بالمكتب الفني لإدارة الدعوة والإرشاد.
وفي سنة 1961م أعير إلى دولة قطر، عميدا لمعهدها الديني الثانوي، فعمل على تطويره وإرسائه على أمتن القواعد، التي جمعت بين القديم النافع والحديث الصالح.
وفي سنة 1973م أنشئت كليتا التربية للبنين والبنات نواة لجامعة قطر، فنقل إليها ليؤسس قسم الدراسات الإسلامية ويرأسه.
وفي سنة 1977م تولى تأسيس وعمادة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، وظل عميداً لها إلى نهاية العام الجامعي 1989/1990م، كما أصبح المدير المؤسس لمركز بحوث السنة والسيرة النبوية بجامعة قطر، ولا يزال قائما بإدارته إلى اليوم.
وقد أعير من دولة قطر إلى جمهورية الجزائر الشقيقة العام الدراسي 1990/1991م ليترأس المجالس العلمية لجامعتها ومعاهدها الإسلامية العليا، ثم عاد إلى عمله في قطر مديرا لمركز بحوث السنة والسيرة.
حصل على جائزة البنك الإسلامي للتنمية في الاقتصاد الإسلامي لعام 1411هـ.
كما حصل على جائزة الملك فيصل العالمية بالاشتراك في الدراسات الإسلامية لعام 1413هـ.
كما حصل على جائزة العطاء العلمي المتميز من رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا لعام 1996م.
كما حصل على جائزة السلطان حسن البلقية (سلطان بروناي) في الفقه الإسلامي لعام 1997م.
جهوده ونشاطه في خدمة الإسلام
الأستاذ الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، أحد أعلام الإسلام البارزين في العصر الحاضر في العلم والفكر والدعوة والجهاد، في العالم الإسلامي مشرقه ومغربه.
ولا يوجد مسلم معاصر إلا التقى به قارئاً لكتاب، أو رسالة، أو مقالة، أو فتوى، أو مستمعاً إلى محاضرة، أو خطبة أو درس أو حديث أو جواب، في جامع أو جامعة، أو ناد، أو إذاعة، أو تلفاز، أو شريط، أو غير ذلك. ولا يقتصر نشاطه في خدمة الإسلام على جانب واحد، أو مجال معين، أو لون خاص بل اتسع نشاطه، وتنوعت جوانبه، وتعددت مجالاته، وترك في كل منها بصمات واضحة تدل عليه، وتشير إليه.
وسنحاول أن ننبه هنا على أهم هذه المجالات وأبرزها، وهي:
مجال التأليف العلمي.
مجال الدعوة والتوجيه.
مجال الفقه والفتوى.
مجال المؤتمرات والندوات.
مجال الزيارات والمحاضرات.
مجال المشاركة في عضوية المجالس والمؤسسات.
مجال الاقتصاد الإسلامي.
مجال العمل الاجتماعي.
مجال ترشيد الصحوة.
مجال العمل الحركي والجهادي.
مجال التأليف العلمي
الكتابة والتأليف من أهم ما برز فيه الدكتور القرضاوي، فهو عالم مؤلف محقق كما وصفه العلامة أبو الحسن الندوي في كتابه "رسائل الأعلام" وكتبه لها ثقلها وتأثيرها في العالم الإسلامي، كما وصفها بحق سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز. والناظر في كتبه وبحوثه ومؤلفاته يستيقن من أنه كاتب مفكر أصيل لا يكرر نفسه، ولا يقلد غيره، ولا يطرق من الموضوعات إلا ما يعتقد أنه يضيف فيه جديداً من تصحيح فهم، أو تأصيل فكر، أو توضيح غامض، أو تفصيل مجمل، أو رد شبهة، أو بيان حكمة أو نحو ذلك. وقد ألف الشيخ يوسف القرضاوي في مختلف جوانب الثقافة الإسلامية كتباً نيفت على الخمسين، أصيلة في بابها، تلقاها أهل العلم في العالم الإسلامي بالقبول والتقدير، ولهذا طبعت بالعربية مرات كثيرة، وترجم أكثرها إلى اللغات الإسلامية والعالمية، فلا تكاد تذهب إلى بلد إسلامي إلا وجدت كتب القرضاوي هناك إما بالعربية أو باللغة المحلية.
وقد تميزت هذه الكتب بعدة مزايا:
أولاً: استندت بصفة أساسية إلى أصول تراثنا العلمي الإسلامي المعتمد على الكتاب والسنة، ومنهج السلف الصالح، ولكن لم تنس العصر الذي نعيش فيه فجمعت بين الأصالة والمعاصرة بحق.
ثانياً: جمعت بين التمحيص العلمي والتأمل الفكري، والتوجه الإصلاحي.
ثالثاً: تحررت من التقليد والعصبية المذهبية، كما تحررت من التبعية الفكرية للمذاهب المستوردة من الغرب أو الشرق.
رابعاً: اتسمت بالاعتدال بين المتزمتين والمتحللين، وتجلت فيها الوسطية الميسرة بغير تفريط ولا إفراط.
وهكذا قال بحق مدير مجلة الأمة في تقديم كتاب "الصحوة الإسلامية بين الجمود والتطرف" أنه من المفكرين الإسلاميين القلائل الذين يتميزون بالاعتدال ويجمعون بين محكمات الشرع ومقتضيات العصر.
خامساً: يمثل أسلوبه في الكتابة ما يعرف بـ "السهل الممتنع" فهو أسلوب عالم أديب متمكن.
سادساً: وقفت بقوة في وجهه دعوات الهدم والغزو من الخارج، ودعوات التحريف والانحراف من الداخل، والتزمت الإسلام الصحيح وحده، تنفي عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.
سابعا ً: يلتمس قارئ كتبه فيها الحرارة والإخلاص، كما يلمس ذلك مستمع خطبه ومحاضراته ودروسه، وقد أجمع كل من كتبوا عنه: أن مؤلفاته وكتاباته تجمع بين دقة الفقيه، وإشراقة الأديب، وحرارة الداعية، ونظرة المجدد.
كما أن له بجوار كتبه العلمية كتباً ذات طابع أدبي، مثل مسرحية "عالم وطاغية" التي تمثل ثبات سعيد بن جبير في مواجهة طغيان الحجاج. وله ديوان بعنوان "نفحات ولفحات" يضم عدداً مما بقي من قصائده القديمة، بالإضافة إلى بعض القصائد الجديدة والأناشيد الموجهة. وقد انتشرت أناشيده وقصائده في العالم الإسلامي وتغنى بها الشباب في المناسبات حتى قبل طبع الديوان.
هذا إلى جانب كتب أخرى اشترك في تأليفها لوزارة التربية في قطر، وللمعهد الديني خاصة، وقد زادت على العشرين كتاباً، أقرتها الوزارة في مدارسها، وهي تتناول التفسير والحديث والتوحيد والفقه والمجتمع الإسلامي، والبحوث الإسلامية، وفلسفة الأخلاق، وغيرها، هذا بخلاف البحوث والدراسات والمقالات التي نشرت في الحوليات والمجلات العلمية: الفصلية والشهرية والأسبوعية، وسنشير إلى شيء منها بعد.
من هذه الكتب
1- كتاب "الحلال والحرام في الإسلام"
الذي ألفه بتكليف من مشيخة الأزهر في عهد الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت ـ رحمه الله ـ وتحت إشراف الإدارة العامة للثقافة الإسلامية في عهد الدكتور محمد البهي ـ رحمه الله ـ وقد أقرته اللجنة المختصة وأثنت عليه. وقد انتشر الكتاب انتشاراً منقطع النظير في العالم العربي والإسلامي، ونوه به كثيرون من العلماء المرموقين، حتى قال الأستاذ الكبير: مصطفى الزرقاء: إن اقتناء هذا الكتاب واجب على كل أسرة مسلمة، وقال الأستاذ محمد المبارك ـ رحمه الله ـ هو أفضل كتاب في موضوعه، وكان الأستاذ الكبير علي الطنطاوي يدرسه لطلابه في كلية التربية بمكة المكرمة، وعني المحدث المعروف الشيخ ناصر الدين الألباني بتخريج أحاديثه.
وفي باكستان هي رسالة خاصة إلى مؤلف، كما اهتمت به الأقسام الأكاديمية للدراسات الإسلامية في جامعتي (البنجاب) و (كراتشي) .
ففي أوائل الستينات قدمت الدارسة جميلة شوكت (د. جميلة شوكت بعد ذلك) إلى قسم الدراسات الإسلامية بجامعة البنجاب دراسة عن الكتاب باعتباره نموذجا جديداً في كتابة الفقه الإسلامي، وقد حصلت بدراستها تلك على "الماجستير"، وكان المشرف عليها العلامة علاء الدين الصديقي رئيس الجامعة بعد ذلك. كما قدم طالب آخر من جامعة كراتشي دراسة أخرى عن الكتاب. طبع الكتاب ما لا يقل عن أربعين مرة بالعربية، حيث تطبعه أكثر من دار نشر بالقاهرة وبيروت، والكويت، والجزائر، والمغرب، وأمريكا. هذا عدا الطبعات المسروقة التي يصعب تتبعها وحصرها. كما ترجم الكتاب إلى الإنجليزية والألمانية والأوردية والفارسية والتركية والماليزية والأندونيسية والماليبارية والسواحلية والأسبانية والصينية، وغيرها.
ومنها:
2- فقه الزكاة
وهو في جزءين كبيرين، وهو دراسة موسوعية مقارنة لأحكام الزكاة وأسرارها وآثارها في إصلاح المجتمع، في ضوء القرآن والسنة، ويعد من أبرز الأعمال العلمية في عصرنا.
وقد شهد المختصون أنه لم يؤلف مثله في موضوعه في التراث الإسلامي، وقال عنه العلامة أبو الأعلى المودودي ـ رحمه الله ـ: أنه كتاب هذا القرن (أي الرابع عشر الهجري) في الفقه الإسلامي، نقله عنه الأستاذ خليل الحامدي.
وقال عنه الأستاذ محمد المبارك في مقدمة كتابه عن "الاقتصاد" من سلسلة "نظام الإسلام": "وهو عمل تنوء بمثله المجامع الفقهية، ويعتبر حدثا هاما في التأليف الفقهي". وقد تبنى مركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي بجامعة الملك عبد العزيز بجدة ترجمته إلى اللغة الإنجليزية وأنهاها بالفعل. كما نقل إلى الأوردية والتركية والأندونيسية وغيرها، ككثير من كتب الشيخ نفع الله بها المسلمين في أقطار كثيرة. وقد عالجت كتبه الكثير من القضايا والموضوعات التي يحتاج إليها العقل المسلم المعاصر. كما خاضت كثيراً من المعارك الفكرية ضد خصوم الإسلام في الداخل والخارج. فعندما نادى اليساريون العرب بما أسموها "حتمية الحل الاشتراكي" وصدر بذلك "الميثاق" المصري، الذي سماه بعضهم "قراءة الثورة" تصدى القرضاوي للرد على هذا الاتجاه بإصدار سلسلة "حتمية الحل الإسلامي" الذي صدر منها ثلاثة أجزاء. وحينما وقعت نكبة 5 حزيران (يونية) 1967م التي سموها "النكسة" وزعم بعضهم أن الدين كان وراء هزيمتنا، أصدر القرضاوي كتابه "درس النكبة الثانية: لماذا انهزمنا وكيف ننتصر؟ ".
في معركة "الإسلام والعلمانية" أو معركة "تطبيق الشريعة" التي احتدمت في السنوات الأخيرة، حيث ارتفعت أصوات الجماهير تطالب بتحكيم الشريعة الإسلامية ووقف العلمانيون موقف العداء للتيار الإسلامي الشعبي المكتسح متخذين من وسائل الإعلام المتاحة لهم منابر لترويج باطلهم، وتزيين شبهاتهم، كان صوت القرضاوي من أعلى الأصوات التي فضحت أباطيلهم، وخصوصاً في الندوة التاريخية الشهيرة التي دعت إليها "نقابة الأطباء" في مصر، وعقدت بدار الحكمة بالقاهرة، ومثل الإسلاميين فيها الشيخان الغزالي والقرضاوي.
وكانت هذه الندوة أحد الأحداث الفكرية البارزة، وقد تحدثت عنها الصحف اليومية والأسبوعية والمجلات الشهرية في مصر وخارجها. وكان من أثرها كتاب "الإسلام والعلمانية وجهاً لوجه" الذي رد على فؤاد زكريا وجماعة العلمانيين في مصر رداً علمياً موضوعياً، أسقط كل دعاويهم وأبطل كل شبهاتهم بالمنطق العلمي الرصين. وفي المعركة الأخيرة حول تحليل فوائد البنوك وما يلحق بها من شهادات، كان صوته من أعلى الأصوات وأقواها في مقاومتها، ومن ثمارها كتاب "فوائد البنوك هي الربا المحرم".
مجال الفقه والفتوى
ومن الجهود البارزة للدكتور القرضاوي جهوده في مجال الفقه والفتوى خاصة. فهو لا يلقى محاضرة، أو يشهد مؤتمراً أو ندوة إلا جاءه فيض من الأسئلة في شتى الموضوعات الإسلامية ليرد عليه، وردوده وأجوبته تحظى بقبول عام من جماهير المثقفين المسلمين، لما اتسمت به من النظرة العلمية، والنزعة الوسطية، والقدرة الإقناعية.
وقد أصبح مرجعاً من المراجع المعتمدة لدى الكثيرين من المسلمين في العالم الإسلامي وخارجه، ومن عرف الشيخ عن كثب سمع منه أنه يشكو من كثرة الرسائل والاستفتاءات التي تصل إليه، ويعجز عن الرد عليها، فهي تحتاج إلى جهاز كامل ولا يقدر عليها جهد فرد مهما تكن طاقته ومقدرته.
هذا إلى ما يقوم به من إجابات عن طريق المشافهة واللقاء المباشر، وفي أحيان كثيرة عن طريق الاتصال الهاتفي، الذي سهل للكثيرين أن يسألوه هاتفياً من أقطار بعيدة، بالإضافة إلى برامجه الثابتة في إذاعة قطر وتلفزيونها للرد على أسئلة المستمعين والمشاهدين.
وقد بين منهجه في الفتوى في مقدمة الجزء الأول من كتابه "فتاوى معاصرة". كما وضح ذلك في رسالته "الفتوى بين الانضباط والتسيب" الذي تعرض فيها لمزالق المتصدين للفتوى وجلاها مع التدليل والتمثيل.
وخلاصة هذا المنهج أنه يقوم على التيسير لا التعسير، والاعتماد على الحجة والدليل، والتحرر من العصبية والتقليد، مع الانتفاع بالثروة الفقهية للمذاهب المعتبرة، وعلى مخاطبة الناس بلغة عصرهم، والاهتمام بما يصلح شأنهم والإعراض عما لا ينفعهم، والاعتدال بين الغلاة والمقصرين، وإعطاء الفتوى حقها من الشرح والإيضاح والتعليل.
يكمل ذلك ما ذكره في كتابه "الاجتهاد في الشريعة الإسلامية، مع نظرات تحليلية في الاجتهاد المعاصر" الذي كشف فيه اللثام عن مزالق الاجتهاد المعاصر، وأبان عن المعالم والضوابط اللازمة لاجتهاد معاصر قويم.
وقد حرص هو أن يطبق الالتزام بهذه الضوابط فيما كتبه في الجوانب الفقهية مثل "الحلال والحرام" و"فقه الزكاة" و"غير المسلمين في المجتمع الإسلامي" و"بيع المرابحة للآمر بالشراء" و"فقه الصيام" وهو حلقة من سلسلة تيسير الفقه الذي وعد بها من سنوات. ولا غرو أن اختير عضواً بالمجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي، وخبيراً بمجتمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
مجال الدعوة والتوجيه
عمل د. القرضاوي في مجالات عدة، ومارس أنشطة كثيرة، بين العمل الأكاديمي والعمل الإداري والثقافي، واشتغل بالفقه والفتوى، والأدب والشعر، وغير ذلك، ولكنه في المقام الأول رجل دعوة، فالدعوة إلى الله لحمته وسداه، وهي شغله الشاغل، وهي محور تفكيره واهتمامه وعلمه وعمله.
وقد بدأ يمارس الدعوة منذ فجر شبابه، منذ كان طالباً في القسم الابتدائي، من معهد طنطا الثانوي، وعمره حوالي 16سنة، مبتدئاً بقريته، ثم بما حولها، حتى شرق وغرب العالم كله.
وله إلى الدعوة منابر ووسائل شتى:
منها: المنبر الطبيعي التاريخي للدعوة إلى الله، وهو: المسجد، عن طريق الخطبة والدرس.
وقد كان القرضاوي وهو طالب في كلية أصول الدين يخطب في مسجد بمدينة المحلة الكبرى، المدينة العمالية الشهيرة ـ يعرف بمسجد "آله طه" الذي أطلق عليه الناس "مسجد الشيخ يوسف" وقد كان يؤمه الآلاف لصلاة الجمعة، حتى أن منشئ المسجد بنى بجواره ملحقا من عدة طوابق ليتسع للناس. وبعد خروجه من المعتقل سنة 1956م استدعته وزارة الأوقاف عقب حرب السويس ليخطب في جامع الزمالك بالقاهرة، وقد كان يؤمه جمهور كبير حتى منع من الخطابة في عهد عبد الناصر.
وحين أعير إلى قطر سنة 1961م اتخذ من المسجد وسيلة لنشر الدعوة فهو يخطب ويدرس، ويعظ ويفتي، ولا يزال إلى اليوم يلقي خطبة الجمعة في مسجد عمر بن الخطاب، الذي تذاع منه الخطبة على الهواء مباشرة عن طريق التلفاز القطري، وقد سجلت هذه الخطب وانتشرت في أنحاء العالم الإسلامي، وكذلك خطبه في عيدي الفطر والأضحى، وخصوصاً ما كان منها في ميدان "عابدين" بالقاهرة، و"الاستاد" بالإسكندرية.
أضف إلى ذلك دروسه الأسبوعية بعد الجمعة، ومساء الاثنين من كل أسبوع، وكذلك دروسه الرمضانية الثابتة، وتتمثل في درس العصر في مسجد الشيخ خليفة بن حمد، التي يحرص على حضورها منذ ثلاثين عاماً، منذ كان ولياً للعهد ونائبا للأمير. ودرس العشاء بعد الترويحة في صلاة التراويح التي يصليها ثماني ركعات بجزء من القرآن، ويختم فيها القرآن كل عام.
كما اتخذ من أجهزة الإعلام منبراً للدعوة أيضاً، فله دروس وأحاديث في الإذاعة والتلفاز، وبعضها في تفسير القرآن الكريم، وبعضها في تفسير القرآن الكريم، وبعضها في شرح الحديث الشريف مثل برنامج "من مشكاة النبوة" وبعضها دروس توجيهية، وبعضها إجابات عن أسئلة المسلمين والمسلمات عن كل ما يتعلق بالإسلام والحياة.
وله في ذلك برنامج باسم "نور وهداية" منذ افتتاح إذاعة قطر، واستمر بضعة عشر عاماً ثم اعتذر أخيراً من عدم استمراره فيه لكثرة مشاغله.
وبرنامج آخر تلفزيوني باسم "هدي الإسلام" في مساء كل جمعة، بدأ مع بدء تلفزيون قطر، واستمر إلى اليوم، يشاهده الأخوة والأخوات في قطر والبحرين والإمارات والمنطقة الشرقية من السعودية، ويترقبه الناس ويتابعونه الناس بلهفة، وهو يمثل مدرسة متميزة في الدعوة والتوجيه، والفتوى والتفقيه. وما من تلفزيون عربي إلا وبث للدكتور القرضاوي دروسا وأحاديث.
وإلى جوار ذلك أجهزة الإعلام المسموعة والمرئية، كان نشاطه في الإعلام المقروء عن طريق الصحافة.
فقد نشر مقالات وبحوث في مختلف المجلات الإسلامية: "الأزهر" و"نور الإسلام" و"منبر الإسلام" و"الدعوة" في مصر، و"حضارة الإسلام" بدمشق و"الوعي الإسلامي" و"المجتمع" و"العربي" بالكويت، و"الشهاب" ببيروت، و"البعث الإسلامي" بالهند، و"الدعوة" بالرياض، و"الدوحة" و"الأمة" في قطر، و"منار الإسلام" في أبو ظبي، و"المسلم المعاصر" في لبنان وغيرها. إلى جانب الصحف الأسبوعية واليومية في عدد من الأقطار، التي نشرت له مقالات أو فتاوى، أو لقاءات يجيب فيها مما يوجه إليه من أسئلة حول الإسلام عقيدة وشريعة وحضارة وأمة. ومما لا خلاف عليه أن الشيخ القرضاوي داعية إسلامي من كبار دعاة الإسلام المعاصرين، له شخصيته المستقلة، وطابعه الأصيل، وتأثيره الخاص بحيث يعد بمجموع خصائصه مدرسة متميزة في الدعوة.
فهو يتميز بالقدرة على إفهام العامة، وإقناع الخاصة معاً.
وبالقدرة على مخاطبة العقل وإلهاب العاطفة معاً.
وبالقدرة على استلهام التراث، والاستفادة من ثقافة العصر جميعاً.
وبالقدرة على المزج بين الدعوة النظرية والعمل الحركي والجهادي من أجل الإسلام.
والقدرة على ربط التدين الفردي بهموم الأمة الإسلامية الكبرى وقضاياها المصيرية.
والقدرة على وصل الدعوة بالفقه، والفقه بالدعوة، فلا تحس بانفصام بين الداعية والفقيه.
وبالجملة فهو في الدعوة ـ كما في الفقه والفكر ـ نموذج متفرد.
مجال المؤتمرات والندوات العلمية
لا يكاد يعقد مؤتمر أو ملتقى أو ندوة أو حلقة حول الفكر الإسلامي أو الدعوة الإسلامية إلا يدعى إليها الدكتور القرضاوي، تقديراً من الجهات الداعية لمكانته بين العلماء والدعاة والمفكرين، وهو يحضر منها ما أسعفه وقته وساعدته ظروف عمله وارتباطاته المتعددة على حضوره، ويشارك فيها بالبحوث المعدة، أو بالمناقشات الإيجابية المخلصة أو بهما معا، والذين يشهدون هذه المجتمعات العلمية والدعوية يؤكدون أن حضور القرضاوي يزيدها فاعلية وإثراء.
ومن هذه المؤتمرات على سبيل المثال لا الحصر:
المؤتمر العالمي الأول للاقتصاد الإسلامي تحت رعاية جامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة.
المؤتمر العالمي الأول لتوجيه الدعوة وإعداد الدعاة تحت رعاية الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
المؤتمر العالمي الأول للفقه الإسلامي بالرياض تحت رعاية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
المؤتمر العالمي الثاني لتوحيد الدعوة وإعداد الدعاة تحت رعاية الجمعية الإسلامية بالمدينة المنورة.
المؤتمر العالمي الأول لمكافحة المسكرات والمخدرات والتدخين تحت رعاية الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
ومهرجان ندوة العلماء بالكهنو بالهند، ومؤتمر الإسلام والمستشرقين الذي نظمته ندوة العلماء بالتعاون مع دار المصفين بمدينة (أعظم كره) بالهند، وقد اختير بالإجماع رئيساً للمؤتمر.
ومؤتمرات السيرة النبوية والسنة الشريفة التي عقدت في أكثر من بلد، وقد انتخب في المؤتمر الذي عقد في قطر نائبا للرئيس.
وندوة التشريع الإسلامي في ليبيا، ومؤتمرات مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة، ومؤتمرات المصارف الإسلامية في دبي وفي الكويت واستنابول وغيرها ومؤتمرات الهيئة العليا للرقابة الشرعية بالبنوك الإسلامية، وندوة "الاقتصاد الإسلامي في مجال التطبيق" في أبو ظبي، وندوات (المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية) بالكويت و"مؤتمرات الزكاة" بالكويت ومؤتمرات رابطة الجامعات الإسلامية بالقاهرة، وغيرها، ومؤتمرات المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية بالأردن، وملتقيات الفكر الإسلامي بالجزائر، ومؤتمر الإعجاز العلمي للقرآن والسنة بإسلام آباد، وندوة الصحوة الإسلامية وهموم الوطن العربي بعمان، ومؤتمرات الإسلام والطب بالقاهرة.
وقدم لمعظم المؤتمرات والندوات بحوثاً علمية كانت موضع تقدير المؤتمرين.
مجال المحاضرات والزيارات الجامعية
دعي الأستاذ الدكتور القرضاوي لزيارة عدد من الجامعات العربية والإسلامية لإلقاء محاضرات بها، إما على الطلاب وهو الأكثر، وإما على أعضاء هيئة التدريس، أو على الفريقين معاً في محاضرات عامة.
من ذلك عدد من الجامعات المصرية مثل: جامعة القاهرة، والأزهر، وعين شمس، والإسكندرية، المنصورة، وأسيوط.
ومنها جامعة الخرطوم وجامعة أم درمان الإسلامية بالسودان.
ومنها بالمملكة العربية السعودية: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وقد كان في بعض الدورات عضواً بالمجلس الأعلى بها، وجامعة الملك عبد العزيز بجدة، وجامعة الظهران للبترول والمعادن، وجامعة الملك فيصل بالدمام، وجامعة الملك سعود بالرياض.
ومنها جامعة الكويت، وجامعة الإمارات العربية المتحدة بالعين، وجامعة الخليج بالبحرين، والجامعة الأردنية وجامعة اليرموك بالأردن، وجامعة محمد الخامس بالرباط، والقاضي عياض بمراكش بالمغرب، وجامعة صنعاء باليمن، وجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة، وعدد من الجامعات الجزائرية بالجزائر العاصمة وقسنطينة ووهران وتبسا.
ومنها: الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد، وجامعة البنجاب بلاهور، وجامعة الملايو، والجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا، ودار العلوم ومعهدها العالي للفكر الإسلامي بندوة العلماء في الكهنو بالهند، وجامعة أحمدو بللو بنيجيريا، وجامعة ابن خلدون، وغيرها بأندونيسيا، وجامعة مندناو بجنوب الفلبين، ومعهد الملك فيصل للدراسات الإسلامية بها، والجامعة الإسلامية بمدينة هراوي بها، وبعض الجامعات بطوكيو، واليابان وسيؤول بكوريا الجنوبية.
كما دعاه عدد من المراكز والمعاهد والجمعيات العلمية لإلقاء محاضرات بها مثل:
مركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي بجدة.
جمعية الاقتصاد الإسلامي بالقاهرة.
مركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية بالرياض.
المعهد العالمي للفكر الإسلامي بأمريكا.
المجمع الثقافي بأبوظبي.
النادي الأدبي بمكة المكرمة.
النادي الثقافي بسلطنة عمان.
هذا إلى دعوات يعسر إحصاؤها من وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية، والتربية والإعلام والثقافة، والصحة، والداخلية، والمدارس الثانوية، والجمعيات الدينية والأندية الثقافية، والنقابات المهنية، ومراكز الدعوة والتوجيه، في عدد من الأقطار، لإلقاء محاضرات في موضوعات عامة أو خاصة، وفي مناسبات إسلامية مختلفة.
وإلى جوار ذلك زار الشيخ القرضاوي عدداً كبيراً من الأقطار العربية والإسلامية في آسيا وإفريقيا، كما زار الكثير من التجمعات والأقليات والجاليات الإسلامية في أوروبا والأمريكتين وأستراليا، وكان له فيها جميعاً محاضرات ولقاءات وأحاديث تركت وراءها أثراً طيباً، ولا سيما بين الشباب، وخصوصاً الذين يتعلمون في ديار الغرب ويتعرضون لرياح الفتنة تهب عليهم من شمال وجنوب.
مجال المشاركة في عضوية المجالس والمؤسسات
نظرا للثقة التي يتمتع بها الشيخ القرضاوي بين خاصة المسلمين وعامتهم أصبح عضواً في عدد غير قليل من المجالس والمراكز والمؤسسات العلمية والدعوية والتربوية والاقتصادية والاجتماعية، رغم اعتذاره من عدم قبوله العضوية في أحيان كثيرة لضيق وقته، وكثرة أعبائه. فهو عضو المجلس الأعلى للتربية في قطر، وعضو هيئة الإفتاء الشرعي في قطر، ورئيس هيئة الرقابة الشرعية لمصر قطر الإسلامي، وبنك قطر الإسلامي الدولي، ولمصرف فيصل الإسلامي بالبحرين وكراتشي، ولبنك التقوى في سويسرا، وعضو الهيئة لدار المال الإسلامي، وعضو مجلس الأمناء لمنظمة الدعوة الإسلامية في إفريقيا، ومركزها الخرطوم، وعضو مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، وخبير المجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي بجدة، وعضو مجلس الأمناء للجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد، ومجلس الأمناء لمركز الدراسات الإسلامية في أكسفورد، وعضو رابطة الأدب الإسلامي في الكهنو بالهند، وعضو مؤسس لجمعية الاقتصاد الإسلامي بالقاهرة، وعضو مجلس إدارة مركز بحوث إسهامات المسلمين في الحضارة في قطر، ونائب رئيس الهيئة الشرعية العالمية للزكاة في الكويت، وعضو المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية (مؤسسة آل البيت بالأردن) .
وعضو مؤسس للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالكويت، وعضو مجلس إدارتها ولجنتها التنفيذية.
مجال الاقتصاد الإسلامي
عنى الدكتور القرضاوي منذ مدة غير قليلة بالجانب الاقتصادي في الإسلام من الناحية النظرية ومن الناحية التطبيقية.
فمن الناحية النظرية ألقى الكثير من المحاضرات والدروس حول الجانب الاقتصادي في الإسلام، وألف مجموعة من الكتب اشتهرت في العالم العربي والإسلامي، يكفي أن نذكر منها: فقه الزكاة، ومشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام، بيع المرابحة للآمر بالشراء، كما تجريه المصارف الإسلامية، وأخيراً: فوائد البنوك هي الربا الحرام.
ومن الناحية التطبيقية، ساند قيام البنوك الإسلامية من قبل أن تقوم، وبعد أن قامت، متعاوناً مع الاتحاد الدولي للبنوك الإسلامية، ولا يزال إلى اليوم عضداً لها، يشد أزرها، ويرشد مسيرتها، ويسدد خطواتها، ويدافع عنها.
فقد كان ـ لعدة سنوات ـ مستشاراً شرعياً متطوعاً لأول بنك إسلامي، وهو بنك دبي الإسلامي، ثم أصبح عضواً للهيئة العامة للرقابة الشرعية بدار المال الإسلامي في جنيف، وشركة الراجحي للاستثمار بالمملكة العربية السعودية، وهو كذلك رئيس هيئة الرقابة الشرعية لكل من: مصرف قطر الإسلامي بالدوحة، بنك قطر الدولي الإسلامي، مصرف فيصل الإسلامي بالبحرين وباكستان، بنك التقوى في لوجانو بسويسرا، وعضو مجلس إدارة بنك فيصل الإسلامي المصري، وعضو مؤسس بجمعية الاقتصاد الإسلامي بالقاهرة.
وقد أبان عن سر اهتمامه بالاقتصاد الإسلامي في مقدمة كتابه (بيع المرابحة) فقال:
"إن اهتمامي بالاقتصاد الإسلامي جزء من اهتمامي بالشريعة الإسلامية، والدعوة إلى تحكيمها في جميع مجالات الحياة، وإحلال أحكامها محل القوانين الوضعية والأنظمة المستوردة. وتقديرا لهذه الجهود، قررت لجنة البنك الإسلامي للتنمية اختيار فضيلته للفوز بجائزة البنك للعام 1411هـ في الاقتصاد الإسلامي، منوهة بمساهمته المتميزة والعميقة في هذا المجال.
مجال العمل الاجتماعي والخيري
وللدكتور القرضاوي اهتمام خاص بالعمل الاجتماعي والخيري، وهو يعيب على الحركة الإسلامية، وعلى الصحوة الإسلامية استغراقها في العمل السياسي الذي يستهلك جل طاقته، إن لم يكن كلها، وإغفالها للعمل الاجتماعي الذي أتقنه خصوم الدعوة الإسلامية، والذين تسللوا من خلاله لإضلال المسلمين ومحاولة سلخهم عن عقيدتهم وهويتهم، تحت ستار الخدمات الاجتماعية، والأعمال الخيرية، من إنشاء المدارس والمستشفيات والمؤسسات الاجتماعية المختلفة.
وقد استغل دعاة التنصير هذا المجال أسوأ استغلال، فغزوا كثيراً من المناطق الإسلامية في إفريقيا وآسيا، التي ينتشر فيها ثالوث الفقر والجهل والمرض، حتى انتهى بهم طموحهم أو غرورهم إلى التخطيط لتنصير المسلمين في العالم، كما قرر ذلك مؤتمر المبشرين الذي انعقد في ولاية كولورادو بأمريكا ورصدوا لذلك ألف مليون دولار، وأنشأوا له معهد "زويمر" لتخريج المتخصصين في تنصير المسلمين حسب بلدانهم ولغاتهم ومذاهبهم واتجاهاتهم.
وقد حرك ذلك همة الشيخ القرضاوي، فطاف بعدد من الأقطار، وألقى عدداً من المحاضرات والأحاديث بين فيها خطورة الموقف، ووجوب التصدي لهذه الحملة بعمل مماثل، وهو رصد ألف مليون دولار من المسلمين للحفاظ على عقيدتهم وشخصيتهم، وأن يستثمر هذا (المليار) إذا جمع، لينفق من عائده على العمل الخيري والدعوي، ويبقى الأصل صدقة جارية لأصحابه، وأوضح أن المسلمين يبلغون في عددهم أكثر من مليار، فلو دفع كل مسلم ـ في المتوسط ـ دولاراً واحدا لجمعوا المبلغ المطلوب. وبهذا رفع شعار: ادفع دولار تنقذ مسلماً! وأصدر نداءه للمسلمين الذي أذيع في أكثر من بلد.
وقد قامت على أساس هذه الدعوة ولتحقيق الهدف: "الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية" التي اتخذت من الكويت مقراً أساسيا، وبدأت تمارس نشاطها بقوة ووضوح وإن كان لا تزال في بداية الطريق، فهو صاحب فكرة الهيئة، وعضو اللجنة التحضيرية التي أعدت لها، وبناء على تصوره لأهدافها ووسائلها أعد مشروع نظامها الأساسي، وعضو جمعيتها التأسيسية، ومجلس إدارتها، ولجنتها التنفيذية، وعضو في أكثر من لجنة من لجانها.
وفي قطر أنشأ صندوقاً شعبيا لمساعدة ذوي العوز والحاجة داخل قطر وخارجها سمي: "صندوق قطر الإسلامي للزكاة والصدقة" له حساب في مصرف قطر الإسلامي ويقوم بسد بعض الثغرات، وتلبية بعض الحاجات.
وفي مصر ساهم بجهده وماله في إقامة عدد من المؤسسات الدينية والخيرية مثل معهد ومسجد ومستشفى الصحوة في قريته صفت تراب، ومسجد الرحمة في مدينة نصر.
مجال ترشيد شباب الصحوة
ومن أبرز الميادين التي توجهت إليها همة الدكتور القرضاوي ونشاطه، وظهر فيها تأثيره، وجند لها في السنوات الأخيرة لسانه وقلمه وفكره وعلمه وجهده: ميدان شباب الصحوة الإسلامية المعاصرة، فهو يحضر الكثير من المعسكرات والمؤتمرات واللقاءات التي ينظمها شباب الصحوة في داخل البلاد الإسلامية وخارجها، وقلما يمّمت وجهك شطر هذه اللقاءات في أمريكا وكندا وأوروبا، الأسئلة المثارة والشبهات المثيرة، حول الإسلام وعقيدته وشريعته وتاريخه، وهو موضع الثقة والقبول العام من شباب الصحوة، لما يعتقدونه وما يلمسونه أيضاً من تمكنه من العلم، ورحابة أفقه في الفكر، وإخلاصه في الدعوة، وحرصه على البناء لا الهدم، وعلى الجمع لا التفريق، وتحريه دائماً الاعتدال والوسطية التي تتسم بالتيسير لا التعسير، وبالرفق لا العنف، فهم يقبلون منه ما لا يقبلون من غيره ممن قد يتهمونه في علمه أو دينه أو ولائه وارتباطه بجهة من الجهات.
أضف إلى ذلك ما نشره من مقالات، وما ألفه من كتب، وما ألقاه من خطب ومحاضرات، سجلت وانتشرت، تدور حول دعم الصحوة وتقويتها من جانب باعتبارها المعبر الحقيقي عن طموح الأمة الإسلامية وتطلعها إلى الحياة الإسلامية الكاملة، وحول ترشيدها وتسديد خطاها ومسيرتها بعيداً عن الغلو والتطرف والعنف.
وقد كتب في ذلك في مجلة "الأمة" القطرية، مقالات "صحوة الشباب الإسلامي ظاهرة صحية يجب ترشيدها لا مقاومتها" وقد جمعت وطبعت عشرات الألوف منها في عدد من البلاد العربية والإسلامية. كما كتب في مجلة "العربي" عن ظاهرة التطرف.
ثم أصدرت له مجلة "الأمة" كتابه الشهير "الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف" الذي طبع منه مئات الآلاف بالعربية، وترجم إلى عدد كبير من اللغات كالإنجليزية والأوردية والتركية والماليزية والأندونيسية والماليبارية.
كما أصدر كتاب "الصحوة الإسلامية وهموم الوطن العربي والإسلامي" وكتاب "من أجل صحوة راشدة تجدد الدين وتنهض بالدنيا" وكتاب "الصحوة الإسلامية بين الاختلاف المشروع والتفرق المذموم".
ومن هذا الباب:
وقوفه في وجه "موجة التكفير" التي راجت يوماً في بعض الأقطار العربية والإسلامية والتي تقوم على تكفير الناس بالجملة، وقد نشر في هذا رسالته التي سماها "ظاهرة الغلو في التكفير" والتي طبع منها عشرات الألوف، وترجمت أيضاً إلى عدد من اللغات.
وهو يهيب بشباب الصحوة الإسلامية في لقاءاته بهم، أو كتاباته لهم: أن يتنقلوا من الكلام والجدل إلى العطاء والعمل، ومن الاهتمام بالفروع والجزئيات إلى التركيز على الأصول والكليات، ومن الانشغال بالمسائل المختلف فيها إلى التأكيد على القضايا المتفق عليها، ومن التحليق الخيالي في سماء الأحلام إلى النزول إلى أرض الواقع، ومن الاستعلاء على المجتمع إلى المعايشة له وإعانته على حل مشكلاته"، ومن الدعوة بالعنف والتي هي أخشن إلى الرفق والدعوة بالتي هي أحسن، ومن الإهمال لسنن الله في الحياة إلى التعبد لله بمراعاتها، في ضوء الأصول الشرعية.
وقد وجدت دعوته تجاوباً من الشباب، وكان لها أثرها ـ مع دعوات العلماء الصادقين ـ في ترشيد مسيرة الصحوة.
مجال العمل الحركي والجهادي
اشتغل الدكتور القرضاوي منذ فجر شبابه بالدعوة إلى الإسلام، عقيدة ونظام حياة، عن طريق الخطب والمحاضرات والدروس والأحاديث، وساعده على ذلك اتصاله المبكر بحركة الإخوان المسلمين، وتعرفه على الإمام الشهيد حسن البنا، وهيأ له ذلك أن يجوب محافظات القطر المصري من الإسكندرية إلى أسوان، وإلى سيناء وأن يزور بعض الأقطار العربية مثل سورية ولبنان والأردن، بتكليف من الأستاذ حسن الهضيبي ـ المرشد الثاني للإخوان المسلمين ـ لنشر الدعوة، وهو لا يزال طالباً بكلية أصول الدين.
وقد لقي في سبيل دعوته كثيراً من الأذى والاضطهاد والاعتقال عدة مرات منذ كان طالباً في المرحلة الثانوية في عهد فاروق سنة 1949م، وبعد ذلك في عهد الثورة في يناير سنة 1954م، ثم في نوفمبر من نفس السنة حيث استمر اعتقاله نحو عشرين شهراً، ثم في سنة 1963م.
ومما يذكر للشيخ القرضاوي أنه برغم ارتباطه بحركة الإخوان المسلمين، وانتمائه المبكر إليها، وابتلائه في سبيلها، وجهوده العلمية والدعوية والتربوية فيها، وإجماع أنصارها على عظيم مكانته فيها، نراه لا يألو جهداً في الدعوة برفق إلى النقد الذاتي لمواقفها، لترشيد مسيرتها وتحسين أدائها، وتطوير مناهجها، كما دعا بإخلاص إلى التعاون مع كل الحركات الإسلامية الأخرى، ولم ير بأسا من تعدد الجماعات العاملة للإسلام، إذا كان تعدد تنوع وتخصص لا تعدد تعارض وتناقض، على أن تتفاهم وتنسق فيما بينها، وتقف في القضايا الإسلامية الكبرى صفاً واحداً، وتعمق مواضع الاتفاق، وتتسامح في مواضع الخلاف، في دائرة الأصول الإسلامية الأساسية القائمة على محكمات الكتاب والسنة. وقد تجلى هذا الاتجاه النقدي البناء المنصف في عدد من كتبه وبحوثه ومقالاته ومحاضراته، ولقاءاته الصحفية. كما في كتاب "الحل الإسلامي فريضة وضرورة" الباب الأخير منه، ومقالات مجلة الأمة تحت عنوان "أين الخلل؟ " وقد جمعت في رسالة مستقلة، وكتاب "أولويات الحركة الإسلامية". قدمته سلسلة كتاب الأمة في كتابها الأخير: "فقه الدعوة: ملامح وآفاق" الذي جمعت فيه مجموعة حوارات "الأمة" مع كبار العلماء والمفكرين المسلمين، وكان حوارها معه حول: الاجتهاد والتجديد بين الضوابط الشرعية حاجات العصر".
قالت المقدمة في التعريف به:
"ولعل نظرة سريعة على عناوين الكتب التي قدمها للمكتبة الإسلامية تعطي صورة واضحة عن شمولية اهتماماته، والقدر الهام الذي ساهم به في تشكيل العقل الإسلامي المعاصر، وما منحه من الفقه الضروري للتعامل مع الحياة، وتصويب المسار للعمل الإسلامي، وترشيد الصحوة لتلتزم المنهج الصحيح، وتأمن منزلقات الطريق.
يرى أن الحركة الإسلامية تعني مجموع العمل الإسلامي الجماعي الشعبي المحتسب المنبثق من ضمير الأمة، والمعبر بصدق عن شخصيتها وآلامها وآمالها وعقيدتها وأفكارها وقيمها الثابتة وطموحاتها المتجددة وسعيها إلى الوحدة.
كما يرى أنه ليس من العدل تحميل الحركة الإسلامية مسئولية كل ما عليه مسلمو اليوم من ضياع وتمزق وتخلف، بل أن ذلك هو حصيلة عصور الجمود وعهود الاستعمار، وإن كان عليها بلا شك قدر من المسئولية يوازي ما لديها من أسباب وإمكانات مادية ومعنوية هيأها الله لها، استخدمت بعضها، وأهملت بعضا آخر، وأساءت استعمال بعض ثالث.
ويرى ضرورة أن تقف الحركة الإسلامية مع نفسها للتقويم والمراجعة، وأن تشجع أبناءها على تقديم النصح وإن كان مراً، والنقد وإن موجعا ولا يجوز الخلط بين الحركات الإسلامية والإسلام ذاته، فنقد الحركة لا يعني نقد الإسلام وأحكامه وشرائعه، ولقد عصم الله الأمة أن تجتمع على ضلالة ولكنه لم يعصم أي جماعة، أن تخطئ أو تضل خصوصاً في القضايا الاجتهادية التي تتعدد فيها وجهات النظر.
ويقول: أن بعض المخلصين يخافون من فتح باب النقد أن يلجه من يحسنه ولا يحسنه، وهذا هو العذر نفسه الذي جعل بعض العلماء يتواصون بسد باب الاجتهاد، والواجب أن يفتح الباب لأهله، ولا يبقى في النهاية إلا النافع، ولا يصح إلا الصحيح.
وهو لا ينكر تعدد الجماعات العاملة للإسلام، ولا يرى مانعاً من التعدد إذا كان تعدد تنوع وتخصص: فجماعة تختص بتحرير العقيدة من الخرافة والشرك، وأخرى تختص في تحرير العبادات وتطهيرها من البدع، وثالثة تعنى بمشكلات الأسرة، ورابعة تعنى بالعمل التربوي، ويمكن أن تعمل بعض الجماعات مع الجماهير وبعضها الآخر مع المثقفين، على شرط أن يحسن الجميع الظن بعضهم ببعض، وأن يتسامحوا في مواطن الخلاف، وأن يقفوا صفاً واحداً في القضايا الكبرى. ويرى أن على الحركة الإسلامية أن تنتقل من مرحلة الكلام إلى مرحلة العمل على مستوى الإسلام ومستوى العصر ـ ولا يعفيها من سؤال التاريخ أن تقول أنها كانت ضحية لمخططات دبرتها قوى جهنمية معادية للإسلام من الخارج ـ وأن تعمل في إطار النخبة والجماهير معاً. وسوف تنجح الحركة الإسلامية عندما تصبح حركة كل المسلمين لا حركة فئة من المسلمين.
ويأخذ على بعض العاملين للإسلام حرمان أنفسهم من العمل لخير الناس أو مساعدتهم حتى تقوم الدولة الإسلامية المرجوة، فهو يرى أن كل مهمة هؤلاء الانتظار فهم واقفون في طابور الانتظار دون عمل يذكر حتى يتحقق موعودهم.
ويرى ضرورة التخطيط القائم على الإحصاء ودراسة الواقع، وأن من آفات الحركة الإسلامية المعاصرة غلبة الناحية العاطفية على الاتجاه العقلي والعلمي، كما أن الاستعجال جعل الحركة الإسلامية تخوض معارك قبل أوانها، وأكبر من طاقتها.
ويأخذ على بعض العاملين للإسلام النفور من الأفكار الحرة والنزعات التجديدية التي تخالف المألوف والمستقر من الأفكار، وضيقهم بالمفكرين، وربما أصدروا بشأنهم قرارات أشبه بقرارات الحرمان.
ويقول: إن اتباع أهواء العامة أشد خطراً من اتباع هوى السلطان، لأن الذين يتبعون هوى السلطان يكشفون ويرفضون.
ويرى أن الاستبداد السياسي ليس مفسداً للسياسة فحسب بل هو مفسد للإدارة والاقتصاد والأخلاق والدين، فهو مفسد للحياة كلها.
ويرى أن الصحوة الإسلامية تمثل فصائل وتيارات متعددة كلها تتفق في حبها للإسلام، واعتزازها برسالته، وإيمانها بضرورة الرجعة إليه، والدعوة إلى تحكيم شريعته، وتحرير أوطانه، وتوحيد أمته.
ويعتبر أهم تيارات الصحوة وأعظمها هو التيار الذي أسماه "تيار الوسطية الإسلامية" لأنه التيار الصحيح القادر على الاستمرار، ذلك أن الغلو دائما قصير العمر وفقاً لسنة الله.
ويرى أن أهم المحاور التي يقوم عليها هذا التيار، والمعالم التي تميزه:
الجمع بين السلفية والتجديد.
الموازنة بين الثوابت والمتغيرات.
التحذير من التجميد والتجزئة والتمييع للإسلام.
الفهم الشمولي للإسلام.
وينصح الحركة الإسلامية أن تعمل على ترشيد الصحوة، ولا تحاول احتواءها أو السيطرة عليها، فمن الخير أن تبقى الصحوة حرة منسوبة إلى جماعة أو هيئة أو حزب.
ويرى أنه ليس من العدل ولا من الأمانة أن نحمل الشباب وحدهم مسئولية ما تورطوا فيه، أو تورط فيه بعضهم من غلو في الفكر أو تطرف في السلوك، والعجب أننا ننكر على الشباب التطرف ولا ننكر على أنفسنا التسيّب، ونطالب الشباب بالاعتدال والحكمة ولا نطالب الشيوخ والكبار أن يطهروا أنفسهم من النفاق.
ويرى أنالشباب ضاق ذرعاً بنفاقنا وتناقضنا فمضى وحده في الطريق إلى الإسلام دون عون ما.
ويرى أن المؤسسات الدينية الرسمية ـ على أهميتها وعراقتها ـ لم تعد قادرة على القيام بمهمة ترشيد الصحوة الشبابية وعلاج ظاهرة الغلو ما لم ترفع السلطات السياسية يديها عنها، وأن الذي يعيش مجرد متفرج على الصحوة الإسلامية أو مجرد ناقد لها وهو بعيد عنها لا يستطيع أن يقوم بدور إيجابي في تسديدها وتشيدها، فلابد لمن يتصدى لنصح الشباب من أن يعايشهم ويتعرف على حقيقة حالها.
ويرى أن أسباب الخلاف قائمة في طبيعة البشر، وطبيعة الحياة، وطبيعة اللغة وطبيعة التكليف، فمن أراد أن يزيل الخلاف بالكلية فإنما يكلف الناس والحياة واللغة والشرائع ضد طبائعها، وأن الخلاف العلمي لا خطر فيه إذا اقترن بالتسامح وسعة الأفق، وتحرر من التعصب وضيق النظر.
ويرى أن الأمة المسلمة اليوم ابتدعت في دين الله، والابتداع في الدين ضلالة، وجمدت في شؤون الدنيا، والجمود في الدنيا جهالة، وكان الأجدر بها أن تعكس الوضع فتتبع في أمر الدين، وتبتدع في أمر الدنيا.
ويرى أن من العلماء من قصر في واجب البلاغ المبين، ومنهم من مشى في ركاب السلاطين، ومنهم من جعل من نفسه جهازاً لتفريخ الفتاوى حسب الطلب.
والحكام في الغالب أشبه بشعوبهم وهم إفراز مجتمعهم.
ولاشك أن الأخ الدكتور يوسف القرضاوي يعتبر من أبرز الفقهاء المعاصرين الذين يتمتعون بقدرة متميزة على النظر الدقيق من خلال كسبه المتعمق للعلوم الشرعية، وتجربته الميدانية في مجال العمل الإسلامي، كما يعتبر من المفكرين الذين يمتازون بالاعتدال، ويجمعون بين محكمات الشرع ومقتضيات العصر، وتجمع مؤلفاته بين دقة العالم، وإشراقة الأديب، وحرارة الداعية.
مؤلفاته وفكره
جاوزت مؤلفات القرضاوي الثمانين، وقد لقيت قبولاً عاماً في العالم الإسلامي، وطبع بعضها عشرات المرات، وترجم عدد كبير منها إلى اللغات الإسلامية، واللغات العالمية، أما مقالاته ومحاضراته وخطبه ودروسه فيصعب حصرها.. وصفه الذين كتبوا عنه بأنه من المفكرين الإسلاميين القلائل، الذين يجمعون بين محكمات الشرع ومقتضيات العصر، وبأن كتاباته تميزت بما فيها من دقة الفقيه، وإشراقة الأديب، ونظرة المجدد، وحرارة الداعية. من أبرز دعاة (الوسطية الإسلامية) التي تجمع بين السلفية والتجديد. وتمزج بين الفكر والحركة، وتركز على فقه السنن، وفقه المقاصد، وفقه الأولويات، وتوازن بين ثوابت الإسلام ومتغّيرات العصر، وتتمسك بكل قديم نافع، كما ترحب بكل جديد صالح تستلهم الماضي، وتعايش الحاضر، وتستشرف المستقبل.
زياراته
زار عدداً كبيراً من الأقطار الإسلامية في أسيا وأفريقيا، والتجمعات والأقليّات الإسلامية في سائر القارات، ودعي إلى المحاضرة في عدد من الجامعات الإسلامية والعالمية، كما شارك في عدد جم من المؤتمرات والندوات العلمية داخل العالم الإسلامي وخارجه.
عضويته في مجامع علمية
القرضاوي عضو في عدة مجامع ومؤسسات علمية ودعوية وعربية وإسلامية وعالمية، منها: المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامية بمكة، والمجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية بالأردن، ومركز الدراسات الإسلامية بأكسفورد، ومجلس أمناء الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام أباد، ومنظمة الدعوة الإسلامية بالخرطوم، ورئيس لهيئة الرقابة الشرعية في عدد من المصارف الإسلامية.
الجوائز التي حصل عليها
حصل على جائزة البنك الإسلامي للتنمية في الاقتصاد الإسلامي لعام 1411هـ. كما حصل على جائزة الملك فيصل العالمية بالاشتراك في الدراسات الإسلامية لعام 1413هـ.، وحصل على جائزة العطاء العلمي المتميز من رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا لعام 1996م. وحصل على جائزة السلطان حسن البلقية (سلطان بروناي الإسلامي) ..
مجموعة من فتاويه
إيداع الأموال في البنوك الأمريكية حرام
في قضية إيداع الأموال العربية الإسلامية في البنوك الأمريكية قال القرضاوي أن هذا حرام وتعاون على الإثم والعدوان، وعلل فتواه بأن أمريكا أصبحت تقف موقفا معادياً من القضايا الإسلامية، خصوصا قضية فلسطين، وتؤيد تأييدا مطلقا للإسرائيليين في طغيانهم وعدوانهم، وأكد على ضرورة اتخاذ موقف يوازي ما تقوم به أمريكا من تحيز، واعتبر من يودع أمواله من العرب والمسلمين في البنوك الأمريكية إعانة لأمريكا على قتل إخواننا وتأييد أعدائنا!
شراء البضائع الإسرائيلية والأمريكية حرام
كان القرضاوي أول من دعا إلى مقاطعة البضائع والمنتجات الأمريكية واليهودية واعتبر هذا نوعاً من أنواع الجهاد في سبيل الله فقال: مقاطعة البضائع الإسرائيلية والأمريكية واجب الأمة، كل ما يشير إلى أمريكا، مجرد الإشارة حتى ولو كانت وطنية، (كولا) كلمة كولا يعني أمريكا، هامبورجر، ماكدونالد، بيتزا، هذه الأشياء أمريكية، ارحمونا، كلما رأيت هذه العناوين ثارت نفسي وثار البركان في صدري، نريد أن تقاطع الأمة هذه البضائع، من زجاجة البيبسي إلى السيارة إلى الطائرة البوينج، نطالب الحكومات ونطالب الشعوب، أن تقاطع هذه البضائع وأن تنظم اللجان الشعبية لتفعيل هذه المقاطعة وترتيب الأولويات فيها، كل ما له بديل يجب أن يقاطع، ما الذي يجعلني أركب سيارة أمريكية وأستطيع أن أشتري سيارة يابانية أو سيارة ألمانية؟ لن أخسر شيئاً، المقاطعة، هذه المقاطعة واجبة على الجميع، وربما تكون هناك بضائع إسرائيلية تتسلل تحت أسماء وعناوين، من عرف ذلك فعليه أن يقاطع، حرام أي حرام، حرام بل كبيرة من الكبائر أن تشتري في هذا الوقت البضائع الإسرائيلية والأمريكية، هذا جهاد نوع من الجهاد، لابد أن نفعله ونتواصى به.
مشاركة النساء في العمليات الاستشهادي
في فتوى أصدرها القرضاوي حول مشاركة النساء في العمليات الاستشهادية، أكد القرضاوي فيها أن العمليات الاستشهادية من أعظم أنواع الجهاد في سبيل الله، وبين أنه عندما يكون الجهاد فرض عين كأن يدخل العدو بلداً من البلدان، تطالب المرأة بالجهاد مع الرجل جنباً إلى جنب، كما أكد على حق الملتزمات أن يكون لهن حظ في الجهاد والمساهمة في خط الشهادة، وبين أنه لا يوجد أي مشكلة في مظهر المرأة المسلة الذاهبة لأداء عملية اشتهداية فيمكنها أن ترتدي قبعة بدل الحجاب حتى عند اللزوم يمكن أن تنزع الحجاب لتنفذ العملية!
العمل في البنوك غير جائز ولكن!
النظام الاقتصادي في الإسلام يقوم على أساس محاربة الربا، واعتباره من كبائر الذنوب التي تمحق البركة من الفرد والمجتمع، وتوجب البلاء في الدنيا والآخرة نص على ذلك الكتاب والسنة، وأجمعت عليه الأمة، وحسبك أن تقرأ في ذلك قول الله تعالى: (يمحق الله الربا ويربي الصدقات، والله لا يحب كل كفار أثيم) وقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين، فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله) .
وقول رسوله: (إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله) ..
وسنة الإسلام في تشريعاته وتوجيهاته أن يأمر المسلم بمقاومة المعصية، فإن لم يستطع كف يده - على الأقل - عن المشاركة فيها بقول أو فعل، ومن ثم حرم كل مظهر من ظاهر التعاون على الإثم والعدوان، وجعل كل معين على معصية شريكًا في الإثم لفاعلها، سواء أكانت إعانة بجهد مادي أم أدبي، عملي أم قولي.
وعلى كل مسلم غيور أن يعمل بقلبه ولسانه وطاقته بالوسائل المشروعة لتطوير نظامنا الاقتصادي، حتى يتفق وتعاليم الإسلام، وليس هذا ببعيد، ففي العالم دول تعد بمئات الملايين لا تأخذ بنظام الربا، تلك هي الدول الشيوعية.
ولو أننا حظرنا على كل مسلم أن يشتغل في البنوك لكانت النتيجة أن يسيطر غير المسلمين من يهود وغيرهم على أعمال البنوك وما شاكلها، وفي هذا على الإسلام وأهله ما فيه.
على أن أعمال البنوك ليست كلها ربوية فأكثرها حلال طيب لا حرمة فيه، مثل السمسرة والإيداع وغيرها، وأقل أعمالها هو الحرام، فلا بأس أن يقبله المسلم - وإن لم يرض عنه - حتى يتغير هذا الوضع المالي إلى وضع يرضي دينه وضميره، على أن يكون في أثناء ذلك متقنًا عمله مؤديًا واجبًا نحو نفسه وربه، وأمته منتظرًا المثوبة على حسن نيته (وإنما لكل امرئ ما نوى) .
وقبل أن نختم فتوانا هذه لا ننسى ضرورة العيش، أو الحاجة التي تنزل - عند الفقهاء - منزلة الضرورة، تلك التي تفرض على صاحب السؤال قبول هذا العمل كوسيلة للتعيش والارتزاق والله تعالى يقول: (فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم) .
مسابقات (اربح المليون) حرام!
إن مسابقات (اربح المليون) التي تنظمها بعض الشركات عن طريق الهاتف ليست إلا لون من القمار – أو الميسر بلغة القرآن – تدخله الملايين الطامعة في المليون بما تدفعه للهاتف، على احتمال أن تربح أو تخسر، ثم تخسر الأغلبية الساحقة، ويكسب واحد في المليون أو في كل عدة ملايين.. صحيح أنه لا يخسر مبلغاً كبيراً، ولكن العبرة بالمبدأ، وليس بحجم الخسارة، المهم أنه دخل العملية مقامراً، لعله يكسب ويصبح مليونيراً في لحظة.. والإسلام يحرم القمار والميسر تحريماً باتاً، ويقرنه بالخمر في كتاب الله، ويجعله – مع الخمر والأنصاب والأزلام – رجساً من عمل الشيطان، مما يدل على أنه من كبائر المحرمات لا من صغائرها، وما ذلك إلا ليحمي الناس من التعلق بالأوهام والأحلام الزائفة، التي تبنى على غير أساس، والإسلام لا يمنع أن يكسب الإنسان المال، ضمن شبكة الأسباب والمسببات، ووفق سنن الله في الكون والمجتمع، والأصل في هذه السنن أن يكسب الإنسان المال بكد اليمين، وعرق الجبين، وإعمال الفكر، وإجهاد الجسم، ومواصلة الليل بالنهار، حتى يحقق الآمال. ثم إن هذه الشركات التي تنظم هذه المسابقات وأمثالها تجمع من الناس أضعاف ما تدفع لهم، لأنهم أعداد كبيرة فهي – من ناحية أخرى – تأكل أموال الناس بالباطل، أي هي – بصريح العبارة – عملية (نصب) مقنع، ومغلف بالمسابقة، ومما يؤسف له أن يشيع في مجتمعاتنا المسلمة هذا النوع من المسابقات وجوائز السحب الكبرى وألوان اليانصيب ونحوها، مما ينكره الإسلام ويحرمه، وينشئ شبابنا المسلم على هذه التطلعات غير المشروعة، ليسبح في غير ماء، ويطير بغير جناح، وقد حذر سيدنا علي رضي الله عنه قديماً من ذلك ابنه الحسن في وصية له إذ قال: وإياك والاتكال على المنى، فإنها بضائع النوكى (أي الحمقى) وقال الشاعر:
ولا تكن عبد المنى ... فالمنى رؤوس أموال المفاليس
موقع الدكتور يوسف القرضاوي
http://www.qaradawi.net
بواسطة العضو السعيدي(1/370)
يوسف بن عيسر القناعي
(1296 ـ 1400 هـ 1878 ـ 1980 م)
تربوي.
تلقى علومه في الكويت والأحساء ومكة المكرمة على يد كبار رجال العلوم في تلك البلاد.. وبعد ذلك عكف على تأسيس المباركية.. وهي أول مدرسة نظامية في الكويت.. وتطوع للعمل فيها مدرساً وناظراً.. وأسهم في تأسيس المدرسة الأحمدية.. وقد انتخب نائباً لرئيس أول مجلس شورى سنة 1921 م وسنة 1938 م.
له من المؤلفات:
ـ الملتقطات. وهي مجموعة ما اختاره أثناء قراءاته من الكتب.
ـ صفحات من تاريخ الكويت.
_______________
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/371)
يوسف بن عبد العزيز بن صالح العقل
اللقب العلمي والوظيفة: أستاذ مساعد
السيرة الذاتية:
كلية التخرج: كلية الشريعة.
جامعة التخرج: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
التخصص العام: فقه.
التخصص الدقيق: فقه مقارن
المشاركات والخبرات العلمية:
(1) دورات شرعية داخلية وخارجية.
(2) محاضرات.
(3) مشاركات في إذاعة القرآن الكريم.
(4) دورات علمية
(5) مجالات أكاديمية
(6) دراسات فقهية النتاج العلمي: الإيدز بين الفقه والطب.
عنوان المراسلة:
yousif71@hotmail.com
_____________
المصدر: الملتقى العلمي / موقع الإسلام اليوم(1/372)