المعجم الجامع في تراجم العلماء وطلبة العلم المعاصرين
مقدمة صاحب الموضوع الأصلي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً لا ينفد أفضل ما ينبغي أن يحمد صلى الله وسلم على أفضل المصطفين محمد وعلى آله وأصحابه ومن بعد.
الموضوع / المعجم الجامع في تراجم العلماء وطلبة العلم المعاصرين
اعداد وتقديم / أعضاء ملتقى أهل الحديث
نبذة عن الموضوع
الموضوع طرح من قبل الاخ الفاضل / عبد الله بن خميس أحد أعضاء ملتقى أهل الحديث باسم الجامع في تراجم العلماء وطلبة العلم المعاصرين كبداية عمل لإتمامه على أفضل ما يكون وقد شاركه الأعضاء في إثراء الموضوع بطرح عدة تراجم لأهل العلم سواء كانوا علماء او طلاب علم وقد وصلت التراجم فيه الى زهاء 201 ترجمة بدون ترتيب وتنسيق فقمنا ولله الحمد بترتيب تلك التراجم على أحرف المعجم ليسهل على من يطلبها الوصول اليها بسرعة وقد أسميناه المعجم لتراجم العلماء وطلاب العلم المعاصرين
وعلى هذا يكون البرنامج هو الإصدار الأول لاننا لم ننتهي من جمع جميع التراجم وحتى نستفيد مما هو موجود لدينا الآن تم طرحه والقادم سوف يكون اشمل ان شاء الله(1/1)
مقدمة الكتاب الخاص بالموسوعة
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذه نسخة ثانية من كتاب المعجم الجامع في تراجم العلماء وطلبة العلم المعاصرين
وقد رأيت إدخالها على الموسوعة الشاملة للإستفادة منها بشكل جيد لما فيها من تراجم، ثم ظهر لي أن أضيف تراجم أخرى لمجموعة من العلماء وطلبة العلم في مختلف الفنون إكمالا لما بدأه الإخوة في ملتقى أهل الحديث
ويعلم الله جل وعز أني اجتهدت في جمع بعض هذه التراجم وكلها أخذتها من مواقع على الشبكة العنكبوتية كموقع: طريق الإسلام، موقع صيد الفوائد، موقع مشكاة، موقع إسلام أون لاين، ملتقى أهل الحديث وغيرها من المواقع.....
والتزمت بذكر مصدر كل ترجمة كما فعل الإخوة في الإصدار الأول لهذا الكتاب
وقد بلغ عدد المترجم لهم هنا: 274 والباب مفتوح لكل أخ لإضافة تراجم أخرى، أو أن ينبهني - مشكورا - إلى أخطاء وقعت فيها ...
هذا وأسأل الله العظيم أن يجعل هذا العمل خاصا لوجها الكريم
أخوكم أسامة بن الزهراء - عفا الله عنه - عضو في ملتقى أهل الحديث المبارك(1/2)
أحمد أمين.. مؤرخ الفكر الإسلامي
(في ذكرى وفاته: 27 من رمضان 1373 هـ)
مصطفى عاشور
أحمد أمين
شهدت مصر في الفترة بين أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وأوائل القرن العشرين تكون جيل من العلماء الموسوعيين في كافة المجالات، استطاع أن يقود الحياة الثقافية في مصر والعالم العربي ردحا من الزمن، واستطاع أيضا أن ينير الطريق الثقافي للأجيال التي جاءت بعده لتبني على مجهوداته ولتكمل مسيرته.
وقد رأى هذا الجيل أن يقود الناس من خلال الكلمة والفكر قبل السياسة والحكم، ولذلك اهتم اهتماما قل نظيره بتثقيف نفسه، فتعامل مع الينابيع الصافية والأصيلة للحضارة والثقافة العربية والإسلامية، وفي الوقت نفسه تعامل وتفاعل مع الحضارة والثقافة الغربية.
وعندما وصل هذا الجيل الفريد إلى الدرجة العالمية من العلم تلفت حوله، فوجد الناس خواء، فقراء فكريا وعلميا، غير أن عقولهم ما زالت تربة خصبة لزراعة الأفكار؛ لذلك سعى ما وسعه الجهد للنهوض بأمته وأبناء جلدته، فخاطب الناس على كافة الجبهات، وفي شتى الميادين؛ فكان هذا الجيل هو حزب الثقافة والنهوض، فلم تضيعه السياسة في مناوراتها، ووعورة طريقها ولكن السياسة كانت عنده مرادفا للوطنية.
حياة في كلمات
تلك المقدمة هي ملخص حياة هذا الجيل الفريد، وهي تنطبق على كثير من رواده، ومنهم الكاتب الموسوعي "أحمد أمين" الذي بدأ حياته أزهريا، واستطاع بعد محاولات أن يخلع هذا الزي، ثم عمل مدرسا بمدرسة القضاء الشرعي سنوات طويلة، ثم جلس على كرسي القضاء ليحكم بين الناس بالعدل، فصار العدل رسما له إلى جانب رسمه، ثم أصبح أستاذا بالجامعة، فعميدا رغم أنه لا يحمل درجة الدكتوراة!، ثم تركها ليساهم في إنشاء أكبر مجلتين في تاريخ الثقافة العربية هما: "الرسالة"، و"الثقافة"، ثم بدأ رحلة من البحث والتنقيب في الحياة العقلية للعرب، فجاء بعد عناء طويل بـ"فجر الإسلام" و"ضحى الإسلام" و"ظُهر الإسلام".
النشأة والتكوين
وُلد أحمد أمين إبراهيم الطباخ في (2 من محرم 1304هـ= 11 من أكتوبر 1886م) في القاهرة، وكان والده أزهريا مولعا بجمع كتب التفسير والفقه والحديث، واللغة والأدب، بالإضافة إلى ذلك كان يحفظ القرآن الكريم ويعمل في الصباح مدرسا في الأزهر، ومدرسا في مسجد الإمام الشافعي، وإماما للمسجد، كما كان يعمل مصححا بالمطبعة الأميرية؛ فتفتحت عيناه على القرآن الكريم الذي يتلوه أبوه صباح مساء.
واهتم والده به منذ صغره، وساعده في حفظ القرآن الكريم، وفرض عليه برنامجا شاقا في تلقي دروسه وعوده على القراءة والإطلاع، كما كان الأب صارما في تربية ابنه يعاقبه العقاب الشديد على الخطأ اليسير؛ وهو ما جعل الابن خجولا، وعُرف عنه أيضا إيثاره للعزلة، فاتجه إلى الكتب بدلا من الأصحاب؛ فنَمَتْ عقليته على حساب الملكات الأخرى.
ودخل أحمد أمين الكُتَّاب وتنقل في أربعة كتاتيب، ودخل المدرسة الابتدائية، وأعجب بنظامها إلا أن أباه رأى أن يلحقه بالأزهر، ودرس الفقه الحنفي؛ لأنه الفقه الذي يعد للقضاء الشرعي.(1/3)
مدرسة القضاء الشرعي
وقد نشأت في تلك الفترة مدرسة القضاء الشرعي التي اختير طلابها من نابغي أبناء الأزهر بعد امتحان عسير، فطمحت نفس أحمد إلى الالتحاق بها، واستطاع بعد جهد أن يجتاز اختباراتها، ويلتحق بها في (1325هـ= 1907م) ، وكانت المدرسة ذات ثقافة متعددة دينية ولغوية وقانونية عصرية وأدبية، واختير لها ناظر كفء هو "عاطف باشا بركات" الذي صاحبه أحمد أمين ثمانية عشر عاما، وتخرج في المدرسة سنة (1330هـ= 1911م) حاصلا على الشهادة العالمية، واختاره عاطف بركات معيدا في المدرسة فتفتحت نفس الشاب على معارف جديدة، وصمم على تعلم اللغة الإنجليزية فتعلمها بعد عناء طويل، وفي ذلك يقول: "سلكت كل وسيلة لتحقيق هذه الغاية".
وشاءت الأقدار أن يحاط وهو بمدرسة القضاء الشرعي بمجموعة من الطلاب والأساتذة والزملاء لكل منهم ثقافته المتميزة واتجاهه الفكري؛ فكان يجلس مع بعضهم في المقاهي التي كانت بمثابة نوادٍ وصالونات أدبية في ذلك الوقت يتناقشون، واعتبرها أحمد أمين مدرسة يكون فيها الطالب أستاذا، والأستاذ طالبا، مدرسة تفتحت فيها النفوس للاستفادة من تنوع المواهب.
وكان تأثير عاطف بركات فيه كبيرا؛ إذ تعلم منه العدل والحزم والثبات على الموقف، كان يعلمه في كل شيء في الدين والقضاء وفي تجارب الناس والسياسة، حتى إنه أُقصي عن مدرسة القضاء الشرعي بسبب وفائه لأستاذه بعدما قضى بها 15 عاما نال فيها أكثر ثقافته وتجاربه؛ لذلك قال عن تركها: "بكيت عليها كما أبكي على فقد أب أو أم أو أخ شقيق".
القضاء والعدل
شغل أحمد أمين وظيفة القاضي مرتين الأولى سنة (1332هـ= 1913م) في "الواحات الخارجة" لمدة ثلاثة شهور، أما المرة الثانية فحين تم إقصاؤه من مدرسة "القضاء الشرعي" لعدم اتفاقه مع إدارتها، بعد أن تركها أستاذه عاطف بركات، وأمضى في القضاء في تلك الفترة أربع سنوات، عُرف عنه فيها التزامه بالعدل وحبه له، حتى صار يُلقب بـ"العدل"، واستفاد من عمله بالقضاء أنه كان لا يقطع برأي إلا بعد دراسة وتمحيص شديد واستعراض للآراء والحجج المختلفة، ولم تترك نزعة القضاء نفسه طيلة حياته بدءا من نفسه حتى الجامعة.
الجامعة
بدأ اتصال أحمد أمين بالجامعة سنة (1345هـ= 1926م) عندما رشحه الدكتور "طه حسين" للتدريس بها في كلية الآداب، ويمكن القول بأن حياته العلمية بالمعنى الصحيح آتت ثمارها وهو في الجامعة؛ فكانت خطواته الأولى في البحث على المنهج الحديث في موضوع المعاجم اللغوية، وكانت تمهيدا لمشروعه البحثي عن الحياة العقلية في الإسلام التي أخرجت "فجر الإسلام" و"ضحى الإسلام".
وتولى في الجامعة تدريس مادة "النقد الأدبي"، فكانت محاضراته أولى دروس باللغة العربية لهذه المادة بكلية "الآداب"، ورُقِّي إلى درجة أستاذ مساعد من غير الحصول على الدكتوراة، ثم إلى أستاذ فعميد لكلية الآداب سنة (1358هـ= 1939م) ، واستمر في العمادة سنتين استقال بعدهما؛ لقيام الدكتور "محمد حسين هيكل" وزير المعارف بنقل عدد من مدرسي كلية الآداب إلى الإسكندرية من غير أن يكون لأحمد أمين علم بشيء من ذلك، فقدم استقالته وعاد إلى عمله كأستاذ، وهو يردد مقولته المشهورة: "أنا أصغر من أستاذ وأكبر من عميد".
وفي الجامعة تصدَّع ما بينه وبين طه حسين من وشائج المودة؛ إذ كان لطه تزكيات خاصة لا يراها أحمد أمين صائبة التقدير، وتكرر الخلاف أكثر من مرة فاتسعت شُقَّة النفور، وقال عنه طه: "كان يريد أن يغير الدنيا من حوله، وليس تغير الدنيا ميسرا للجميع".
وقد عد فترة العمادة فترة إجداب فكري، وقحط تأليفي؛ لأنها صرفته عن بحوثه في الحياة العقلية.
الجامعة الشعبية
وفي سنة (1365هـ= 1945م) انتُدب للعمل مديرا للإمارة الثقافية بوزارة المعارف، وهي إدارة تعمل دون خطة مرسومة واضحة؛ فليس لها أول يُعرف ولا آخر يُوصف تساعد الجاد على العمل، والكسول على الكسل، وفي توليه لهذه الإدارة جاءت فكرة "الجامعة الشعبية"؛ حيث رأى أن للشعب حقا في التعلم والارتواء العلمي، وكان يعتز بهذه الجامعة اعتزازا كبيرا ويطلق عليها "ابنتي العزيزة"، وهي التي تطورت فيما بعد إلى ما سُمي بقصور الثقافة، وكان آخر المناصب التي شغلها بعد إحالته إلى التقاعد منصب مدير الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية.
لجنة التأليف والترجمة والنشر
أشرف أحمد أمين على لجنة التأليف والترجمة والنشر مدة أربعين سنة منذ إنشائها حتى وفاته، وكان لهذه اللجنة أثر بالغ في الثقافة العربية؛ إذ قدمت للقارئ العربي ذخائر الفكر الأوروبي في كل فرع من فروع المعرفة تقديما أمينا يبتعد عن الاتجار، كما قدمت ذخائر التراث العربي مشروحة مضبوطة، فقدمت أكثر من 200 كتاب مطبوع.
وكانت الثقة في مطبوعات اللجنة كبيرة جدا؛ لذلك رُزقت مؤلفات اللجنة حظا كبيرا من الذيوع وتخطفتها الأيدي والعقول، كما أنشأت هذه اللجنة مجلة "الثقافة" في (ذي الحجة 1357هـ = يناير 1939م) ، ورأس تحريرها، واستمرت في الصدور أربعة عشر عاما متوالية، وكان يكتب فيها مقالا أسبوعيا في مختلف مناحي الحياة الأدبية والاجتماعية، وكانت ثمرة هذه الكتابات كتابه الرائع "فيض الخاطر" بأجزائه العشرة.
وامتازت مجلة الثقافة بعرضها للتيارات والمذاهب السياسية الحديثة، وتشجيعها للتيار الاجتماعي في الأدب وفن الرواية والمسرحية، وعُنيت المجلة بالتأصيل والتنظير.
كما كان يكتب في مجلة "الرسالة" الشهيرة، وأثرى صفحاتها بمقالاته وكتاباته، وخاض بعض المحاورات مع كبار كتاب ومفكري عصره على صفحات الثقافة، ومنها محاورته مع الدكتور "زكي نجيب محمود"، الذي كتب مقالا نعى وانتقد فيه محققي التراث العربي ونشر ذخائره، ورأى أن الفكر الأوروبي أجدر بالشيوع والذيوع والترجمة من مؤلفات مضى زمانها، وأطلق على كتب التراث "الكتاب القديم المبعوث من قبره"، ثم قال: "سيمضي الغرب في طريقه، وهو يحاول الصعود إلى ذرى السماء، ونحن نحفر الأجداث لنستخرج الرمم".
فأثارت هذه الكلمات المجحفة للتراث أحمد أمين؛ فرد على ما قيل، وأكد أن الغرب أسس نهضته ومدنيته على الحضارة الرومانية واليونانية، وأكد أيضا أن المستشرقين هم أول من اهتم بالتراث العربي فنشروا أصوله وذخائره.(1/4)
المجامع اللغوية
وقد أصبح عضوا بمجمع اللغة العربية سنة (1359هـ= 1940م) بمقتضى مرسوم ملكي، وكان قد اختير قبل ذلك عضوا مراسلا في المجمع العربي بدمشق منذ (1345هـ= 1926م) ، وفي المجمع العلمي العراقي، وبعضويته في هذه المجامع الثلاثة ظهرت كفايته وقدرته على المشاركة في خدمة اللغة العربية.
وكان رأيه أن المجمع ليست وظيفته الأساسية وضع المصطلحات وإنما عمله الأساسي هو وضع المعجم اللغوي التاريخي الأدبي الكبير، ويضاف هذا الإسهام الكبير في مجمع اللغة العربية إلى رصيده في خدمة الثقافة، كما اختير عضوا في المجلس الأعلى لدار الكتب سنة (1358هـ= 1939م) .
السياسة
كانت السياسة عند أحمد أمين تعني الوطنية لا يرى فرقا بينهما، وترجع معرفته بالسياسة وأقطابها إلى أستاذه عاطف بركات، وقد أُعجب الزعيم سعد زغلول به وبوطنيته، وبدقة تقاريره التي كان يكتبها عن أحوال مصر إبان ثورة 1919، ورغم ميله للوفد فإنه لم يشارك في السياسة بقدر كبير خوفا من العقوبة، وفي صراحة شديدة يقول: "ظللت أساهم في السياسة وأشارك بعض من صاروا زعماء سياسيين، ولكن لم أندفع اندفاعهم، ولم أظهر في السياسة ظهورهم لأسباب، أهمها لم أتشجع شجاعتهم؛ فكنت أخاف السجن وأخاف العقوبة".
ولما قارب سن الإحالة إلى المعاش اعتذر عن رئاسة تحرير جريدة "الأساس" التي اعتزم السعوديون إصدارها، وكان في ذلك الوقت منصرفا لأعماله الثقافية والفكرية المختلفة؛ لذلك كان بعده عن السياسة موافقا لهوى في نفسه من إيثار العزلة، واستقلال في الرأي وحرية في التفكير.
شخصية لا تعطي لونا واحدا
كانت المعرفة والثقافة والتحصيل العلمي هي الشغل الشاغل لأحمد أمين، حتى إنه حزن حزنا شديدا على ما ضاع من وقته أثناء توليه المناصب المختلفة، ورأى أن هذه المناصب أكلت وقته وبعثرت زمانه ووزعت جهده مع قلة فائدتها، وأنه لو تفرغ لإكمال سلسلة كتاباته عن الحياة العقلية الإسلامية لكان ذلك أنفع وأجدى وأخلد.
وقد امتازت كتاباته بدقة التعبير وعمق التحليل والنفاذ إلى الظواهر وتعليلها، والعرض الشائق مع ميله إلى سهولة في اللفظ وبعد عن التعقيد والغموض؛ فألّف حوالي 16 كتابا، كما شارك مع آخرين في تأليف وتحقيق عدد من الكتب الأخرى، وترجم كتابا في مبادئ الفلسفة.
فجر الإسلام والحياة العقلية
أما شهرته فقامت على ما كتبه من تاريخ للحياة العقلية في الإسلام في سلسلته عن فجر الإسلام وضحاه وظهره؛ لأنه فاجأ الناس بمنهج جديد في البحث وفي أسلوبه ونتائجه، فأبدى وجها في الكتابة التحليلية لعقل الأمة الإسلامية لم يُبدِه أحدٌ من قبله على هذا النحو؛ لذلك صارت سلسلته هذه عماد كل باحث جاء من بعده؛ فالرجل حمل سراجًا أنار الطريق لمن خلفه نحو تاريخ العقلية الإسلامية.
غير أنه كتب فصلا عن الحديث النبوي وتدوينه، ووضع الحديث وأسبابه، لم يتفق معه فيه بعض علماء عصره العظام، مثل: الشيخ محمد أبو زهرة، والدكتور مصطفى السباعي؛ فصوبوا ما يحتاج إلى تصويب في لغة بريئة وأدب عف، وقرأ أحمد أمين ما كتبوا وخصهم بالثناء، إلا أن البعض الآخر قال: إنه تلميذ المستشرقين، واتهموه بأنه يشكك في جهود المحدثين.
والواقع أن كتابا كـ "فجر الإسلام" يقع في عدة أجزاء كبار عن تاريخ الحياة العقلية في الإسلام منذ ظهوره وحتى سقوط الخلافة العباسية، تعرّض فيه كاتبه لآلاف الآراء، ومئات الشخصيات، لا بد أن توجد فيه بعض الأمور والآراء التي تحتاج إلى تصويب، دون أن يذهب ذلك بفضله وسبقه وقيمته.
وقد وجد أحمد أمين صعوبة كبيرة في تحليل الحياة العقلية العربية، ويقول في ذلك: "لعل أصعب ما يواجه الباحث في تاريخ أمته هو تاريخ عقلها في نشوئه وارتقائه، وتاريخ دينها وما دخله من آراء ومذاهب".
وفي كتابه "ضحى الإسلام" تحدث عن الحياة الاجتماعية والثقافية ونشأة العلوم وتطورها والفرق الدينية في العصر العباسي الأول، وأراد بهذه التسمية (ضحى الإسلام) الاعتبار الزمني لتدرج الفكر العلمي من عصر إلى عصر، واستطاع بأسلوب حر بليغ أن يمزج السياسة بالفكر عند الحديث عن الظواهر الجديدة في المجتمع الإسلامي، وكذلك تدرّج اللهو بتدرَج العصور؛ إذ بدأ ضئيلا في العهد الأول، ثم استشرى في العصور التالية، وحلل الزندقة وأسباب ظهورها وانتشارها وخصائص الثقافات الأجنبية من فارسية وهندية… إلخ، وهذا الكتاب من أَنْفَس ما كتب، وهو من ذخائر الفكر الإسلامي دون نزاع.
أما كتابه "زعماء الإصلاح في العصر الحديث" فاشتهر اشتهارا ذائعا؛ لأنه قُرِّر على طلاب المدارس عدة سنوات، فكثرت طبعاته وتداولتها الأيدي على نطاق واسع.
وكتاب "فيض الخاطر" جمع فيه مقالاته المختلفة في "الرسالة" و"الثقافة" ... وغيرهما، وبلغت حوالي 900 مقالة في عشرة أجزاء. وكتاب "حياتي" الذي دوّن فيه سيرته الذاتية، ويقول عن هذا الكتاب: "لم أتهيب شيئا من تأليف ما تهيبت من إخراج هذا الكتاب"، ونشر قبل وفاته بأربع سنوات.
أما كتبه الأخرى فهي: "ظُهر الإسلام"، و"يوم الإسلام"، و"قاموس العادات والتقاليد المصرية"، و"النقد الأدبي"، و"قصة الأدب في العالم"، و"قصة الفلسفة" ... وغيرها.
وتعاون مع بعض المحققين في إصدار كتاب "العقد الفريد" لـ "ابن عبد ربه"، و"الإمتاع والمؤانسة"، لـ "أبي حيان التوحيدي"، و"الهوامل والشوامل"، و"البصائر والذخائر"، و"خريدة القصر وفريدة العصر".(1/5)
النهاية
وقد أصيب أحمد أمين قبل وفاته بمرض في عينه، ثم بمرض في ساقه فكان لا يخرج من منزله إلا لضرورة قصوى، ورغم ذلك لم ينقطع عن التأليف والبحث حتى توفاه الله في (27 من رمضان 1373هـ= 30 من مايو 1954م) ؛ فبكاه الكثيرون ممن يعرفون قدره.
ولعل كلمته: "أريد أن أعمل لا أن أسيطر" مفتاح هام في فهم هذه الشخصية الكبيرة.
أهم مصادر الدراسة:
محمد رجب البيومي: أحمد أمين- مؤرخ الفكر الإسلامي- دار القلم- دمشق- الطبعة الأولى- (1422هـ= 2001) .
فيهم حافظ الدناصوري: أحمد أمين وأثره في اللغة والنقد الأدبي- مكتبة الملك فيصل الإسلامية- الهرم- مصر- 1986م.
لمعي المطيعي: هذا الرجل من مصر- دار الشروق- الطبعة الأولى- (1417هـ= 1997م) .
_____________________
المصدر: موقع إسلام أون لاين: www.islam-online.net(1/6)
أحمد بن أحمد سلامة
(1335 - 1407 هـ- 1916 - 1987 م)
ولد بمدينة ذمار في اليمن، أخذ الفقه والحديث والعربية من علمائها. تولى التدريس في بعض المعاهد بصنعاء.
رحل إلى مكة المكرمة، وأخذ هناك عن علماء الحرمين، ثم عاد إلى صنعاء، وقام بالتدريس.
ثم كان من كبار مدرسي المعهد العالي للقضاء.
من مؤلفاته:
- كتاب الإيمان (ألفه بالاشتراك مع آخرين) .(1/7)
أحمد بن عبد الكريم نجيب
بسم الله الرحمن الرحيم
سيرة ذاتية للدكتور / أحمد بن عبد الكريم نجيب
• الاسم: أحمد بن عبد الكريم نجيب
• مكان الميلاد: قرية (أطمة) التابعة لمحافظة (إدلب) في سوريّة.
• تاريخ الميلاد: 30 آذار (مارس) 1971 م.
• الجنسيّة: سوري.
• الحالة الاجتماعيّة:
- متزوج منذ عام 1992 م، وأب لخمسة أولاد هم: آلاء (من مواليد عام 1994 م، في حلب بسوريّة) ، والهيثم (من مواليد عام 1995 م، في سراة عبيدة بالسعوديّة) ، وعبد الكريم (من مواليد عام 2000 م، في سراييفو بالبوسنة) وأروى (من مواليد عام 2001 م، في دَبْلِن بإيرلندا) وفراس (من مواليد عام 2002 م، في دبلن بإيرلندا.
• المؤهلات الدراسيّة:
- الثانويّة العامّة (من القسم العلمي) بتقديرٍ جيّدٍ جداً من ثانويّة الملك خالد بخميس مشيط (السعوديّة) سنة 1989 م.
- ليسانس في العلوم الإسلاميّة والعربية بتقدير ممتاز من كلّية العلوم الإسلاميّة والعربيّة، التابعة للمجمع العلمي العالي بدمشق سنة 1994م.
- درجة التخصص (الماجستير) في علم الحديث النبوي بتقدير ممتاز من جامعة الدراسات الإسلاميّة في (كراتشي) بالباكستان سنة 1995 م.
- الدرجة العالميّة (الدكتوراه) في علوم السنّة والحديث النبوي بتقدير ممتاز من جامعة أم درمان الإسلاميّة في السودان سنة 2001 م.
• بلدان الإقامة:
• بين عامي 1971 م و 1980 م في سوريّة.
• بين عامي 1980 و 1989 في السعوديّة.
• بين عامي 1989 و 1992 م في الإمارات.
• بين عامي 1992 م و 1997 م بين سوريا والسعوديّة وبلدان يوغسلافيا السابقة.
• بين عامي 1997 و 1999 م في دولة قطر.
• بين عامي 1999 م و 2001 في البوسنة والهرسك.
• منذ مطلع شهر تموز عام 2001 وحتى الآن في جمهوريّة أيرلندا.
• الوظائف والأعمال والمهام:
• حتى عام 1992 م: دراسة نظاميّة.
• بين عامي 1995 م و 1996 م مدير إقليمي لمكاتب مؤسسة الحرمين الخيريّة في البوسنة والهرسك، وأستاذ زائر (متعاون) في كليّة الدراسات الإسلاميّة في سراييفو، والأكاديميّة الإسلاميّة في زينتسا.
• بين عامي 1997 م و 1999 م مدرّس علوم شرعيّة في المعهد الديني بالدوحة، التابع لوزارة التربية والتعليم والثقافة القطريّة.
• منذ عام 1999 م وحتى الآن متطوّع في الدعوة إلى الله في جمهوريّات يوغسلافيا السابقة (البوسنة وكوسوفو والجبل الأسود) ، وغيرها من بلدان أوروبا الشرقيّة والغربيّة، وباحث مستقل في العلوم الشرعيّة.
• الآثار العلميّة:
• الإسلام على حلبة الصراع، نشرته دار المجتمع في جدّة، عام 1992 م.
• جلاء الظلمة في التحذير من سيادة الشعب والأمّة، نشرته مكتبة الصحابة في جدّة، عام 1993 م.
• أفيقوا أيّها المسلمون وانظروا ما يراد بكم، نشرته مكتبة الصحابة في جدّة، عام 1993 م
• فصل الخطاب في بيان عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهّاب، نشرته مكتبة الصحابة في جدّة، عام 1993 م، وأعيد طبعه للتوزيع الخيري على نفقة فاعل خير بالمدينة المنورة في نفس العام
• أخبار الآحاد (رسالة ماجستير في علوم الحديث) .
• البدعة.. أقسامها وأحكامها بين المدح والذم.
• مدخل إلى علوم السنّة (باللغة البوسنويّة) ، نشرته الأكاديميّة الإسلاميّة في زينتسا بالبوسنة، بتمويل من مؤسسة الحرمين الخيريّة، عام 1996 م.
• السنة النبويّة: مكانتها وأثرها في حياة مسلمي البوسنة والهرسك (رسالة دكتوراه) .
• أقوم السنن في نقض تقسيم البدع إلى سيئٍ وحسن (بحث نشرته مجلّة الحكمة عام 1997 م) .
• رفع الريبة في بيان ما يجوز وما لا يجوز من الغيبة للإمام الشوكاني (نشرته مكتبة الفارابي في دمشق عام 2001 م) .
• حال المرأة المسلمة في البوسنة والهرسك بين الأمس واليوم وتأثره بالسنة النبويّة (نشرته دار الخير في دمشق عام 2001م)
• إضافة إلى بضعة أبحاث مقالات وقصائد نشرت في عددٍ من الصحف العربيّة وعلى الشبكة العالمية (الانترنت) .
هذا، وبالله التوفيق.
وصلّى الله وسلّم وبارك على نبيّنا محمّدٍ وآله وصحبه أجمعين
http://saaid.net/Doat/Najeeb/0.htm
--------
بواسطة العضو ابو ابراهيم الكويتي(1/8)
أحمد بن علي سير مباركي
تاريخ ومكان الميلاد: 1368هـ- المنصورية. الحالة الاجتماعية: متزوج وله 9 أولاد.
العنوان الدائم: مجلس الشورى الرياض 11212.
المؤهلات العلمية:
- الدكتوراه: كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر- شريعة 1397هـ-.
- الماجستير: المعهد العالي للقضاء - شريعة إسلامية 1392هـ-.
- الجامعية: كلية الشريعة بالرياض - جامعة الأمام 1388هـ-.
- الثانوية العامة: المعهد العلمي جامعة الأمام 1383هـ-.
الحياة العلمية
- ملازم قضائي: وزارة العدل.
- معيد: كلية الشريعة بالرياض - جامعة الإمام.
- أستاذ مساعد: كلية الشريعة بالرياض - جامعة الإمام.
- أستاذ مشارك: كلية الشريعة بالرياض - جامعة الإمام.
- أستاذ: كلية الشريعة بالرياض - جامعة الإمام.
- وكيل قسم: قسم أصول الفقه- كلية الشريعة بالرياض- جامعة الإمام.
- رئيس قسم: قسم أصول الفقه- كلية الشريعة بالرياض- جامعة الإمام.
- عضو: مجلس الشورى منذ عام 1414هـ-.
- صدر مرسوم ملكي بتعيينه بهيئة كبار العلماء في 6/3/1422هـ-.
المؤتمرات والندوات
- شارك في المؤتمرات والندوات التي تعقدها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية داخل المملكة.
المؤلفات والبحوث
- تحقيق كتاب العدة في أصول الفقه للقاضي أبى يعلى- خمسة أجزاء (منشور) .
- العرف وآثاره في الشريعة والقانون (منشور) .
- الحافظ بن حجر وكتابه تعريف أهل النقديس (منشور) .
- القاضي أبو يعلى الأصول الفقهية.
- مآلات الأفعال عند الأصوليين وآثارهما الفقهية.
- الإطلاق والتطليق عند الأصوليين وآثارهما الفقهية.
- أصول الفقه للمرحلة الثانوية المطورة بالاشتراك/ منشور.
- السياسة الشرعية للمرحلة المذكورة بالاشتراك/ منشور.
- تقييد المباح بين الشريعة والقانون.
http://www.bab.com/who/personality....d=110&perid=853
------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/9)
أحمد بن محمد بن أحمد بن حمد المنقور (1067 هـ- - 1125 هـ-)
الشيخ احمد بن محمد بن أحمد بن حمد المنقور - هكذا نسبه من خط يده، المنقوري، التميمي نسباً، فالمنقور نسبة الى بطن كبير من بني سعد بن تميم أحد البطون الأربعة الكبار في قبيلة بني تميم.
قال الشيخ ابن عيسى: وبنو منقر منهم المناقير أهل حوطة سدير، ومنهم صاحب المجموع احمد بن محمد المنقور. أهـ-.
ولد المترجم في بلده حوطة سدير في الثاني عشر من ربيع الأول عام 1067هـ- ونشأ فيها، وتوفيت والدته وكان في الثانية عشرة من عمره، وتوفي والده بعد عشر سنوات من وفاة والدته، وقد جد واجتهد في طلب العلم فأخذ من عدة علماء أشهرهم العلامة قاضي الرياض الشيخ عبد الله ذهلان، الذي رحل إليه المترجم من بلده إلى الرياض خمس رحلات لأخذ العلم عنه، حتى مهر فيه لا سيما في الفقه، فقد أوفى في تحصيله على الغاية.
وجمع من تقارير شيخه سفراً ضخماً من البحوث والتقارير والفوائد وعرف بمجموع المنقور.
قال ابن حميد في طبقاته: (واجتهد مع الورع والديانة والقناعة والصبر على الفقر والعيال، وكان يتعيش من الزراعة ويقاسي فيها الشدائد مع حرصه على الدروس في غير قريته، ومهر في الفقه فقط مهارة تامة، وصنف تصانيف حسنة) أهـ-.
وقد حصل من شيخه عبد الله بن ذهلان على اجازة علمية اثنى فيها المجيز على المجاز ثناء عطراً
وقال الشيخ محمد بن مانع في مقدمة منسك المترجم المطبوع:
(والمصنف - رحمه الله - مشهور بالثقة، والمشايخ النجديون يعولون على نقله ويعتمدون عليه) . أهـ-.
وله نبذة في التاريخ عن نجد ذكر فيها زوجاته وأبناءه وبناته ومواليدهم وذكر حجاته وزياراته للمسجد النبوي الشريف، ورحلاته في طلب العلم، وبعض زملائه في الدراسة.
وكانت اول حجة له عام 1091 هـ-، ثم تتالت حجاته.
وقد ولي قضاء بلدة الحوطة حتى مات، ثم خلفه عليه ابنه الشيخ إبراهيم.
مؤلفاته واثاره:
كتابه المجموع المشهور باسم - مجموع المنقور - وقد طبع باسم (الفوائد والمسائل المفيدة) ، والمطلع على هذا المجموع يأخذه العجب من كثرة ما اطلع عليه المترجم من الكتب والمجاميع والرسائل والمسائل.
منسك لطيف في الحج، مطبوع في مطابع المكتب الإسلامي، لزهير الشاويش.
تاريخ لنجد، صغير، أغلب أخباره - محلية - عن مقاطعة المؤلف سدير، وأخباره إشارات مختصرة، وقد ابتدأ في أخباره عام 948هـ- إلى وفاته سنة 1125 هـ-، وقد حققه ونشره د. عبد العزيز الخويطر.
قال ابن حميد: (وله جوابات سديدة عن مسائل فقهية كثيرة) .
وله مكتبة كبيرة غالبها بخطه.
وفاته:
توفي في بلدته (حوطة سدير) في السادس من جمادى الأولى عام 1125هـ-، وكان في الثامنة والخمسين من عمره، وله عقب في بلاده واشهر أبنائه الشيخ إبراهيم.
-------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/10)
أحمد شحاته الألفى
اسمه:أحمد شحاته الألفى السكندرى.
كنيته ولقبه: أبو محمد الألفى.
مولده: ولد عام (1951) .تقريبا بمدينة الأسكندرية.
نشأته: نشأ محبا للعلم وقد تأثر فى نشأته بدعاة جماعة أنصار السنة المحمدية ودعوتهم الى التوحيد ومحاربة البدع , والحث على لزوم السنة.
شيوخه:
الشيخ العلامة محمد نجيب المطيعى أحذ عنه الفقه والحديث , وحفظ القرأن على الشيخ ضيف أحد شيوخ جماعة أنصار السنة المحمدية..
منهجه فى الدعوة:
يرى الشيخ أن دعوتنا يجب أن تكون عامة لكل أهل التوحيد ممن يدخلون فى دائرة العذر, وفى هذا ينكر الشيخ على بعض الدعاة ممن لديهم خصوصية فى العمل الجماعى أدت بهم للدخول فى اطار الحزبية الممقوتة.ودعوته موافقة للكبار ابن باز وابن عثيمين والألبانى. (كتاب
وسنة بفهم سلف الأمة) .
دروسه:
يقوم الشيخ بتدريس كتب السنة وشروحاتها بالأضافة الى أبحاثه القيمة وقد درسنا معه الكثير منها وهو الأن يشرح فى جامع الترمذى يوم الثلاثاء بعد العصر بمسجد البخارى.
*مذهبه الشيخ شافعى المذهب فبما يوافق الدليل وينهى أشد النهى
عن التقليد وقوله قول الأئمة (اذا صح الحديث فهو مذهبى) .
مصنفاته:
له مولفات كثيرةتبلغ قرابة الأربعين مولفا",معظمها لم ينشر بعد ويمكن
مطالعة بعضها على موقع الشيخ.http://www.shehata.netfirms.com
وأزف لكم بشرى فان (دار الهوارى بالأسكندرية) . سوف تبدأ فى طبع
كتب الشيخ وأولها كتاب (طوق الحمامة فى التدواى بالحجامة) .
صلته بأهل العلم:
للشيخ مراسلات مع الكثير من أهل العلم منهم الشيخ على حشيش والشيخ أبو أسحاق الحوينى وغيرهم.
تلاميذه:
للشيخ تلاميذ كيثيرون منتشرون فى الأسكندريةممن استفادوا من
دروسه وخطبه, أما أبرز من يواظبون على حضور دروسه فيما أعرف:
*أبو عبد الرحمن محمد مصطفى السكندرى.نزيل الشارقة, صاحب كتاب
(زوائد الدب الفرد على الصحيحين) .
* الأخ/ناصر عبد اللطيف.
*الأخ /نزيه الشيراوى.
* الأخ/فكرى زين العابدين.
*الأخ/ أبوالأشبال ناصر الهوارى السكندرى.
*عنوان الشيخ:
الأسكندرية-العصافرة قبلى -خلف مدينة فيصل -مسجد الأمام البخارى.
*التليفون: (5378883-00203) .
وكتبه تلميذه المحب/ (أبوالأشبال السكندرى) ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt ... &threadid=18227
---------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/11)
أحمد فهمي أبو سنة
هذه رحلتي وهذا عطائي.. سيرتي بقلمي
14/10/2003
بقلم الشيخ/ أحمد فهمي أبو سنة
أبو سنة بعد أن حصل على أول دكتوراة من الأزهر
اسمي أحمد فهمي أبو سنة ولدت في محافظة الجيزة مركز الصف سنة 1909، حفظت القرآن الكريم على يد جدي الشيخ محمود خليفة أبو سنة رحمه الله، وتلقيت عليه من القرآن الكريم بعض الكتب الصغيرة في علمي التجويد والنحو، وكان للكتاتيب على أيامنا دور بارز في نشر كتاب الله تعالى.
في رحاب الأزهر الشريف
ولما جاوزت السنة 11 من عمري التحقت بالأزهر سنة 1921 وقطعت مرحلتيه الابتدائية والثانوية في القاهرة، وتلقيت فيهما العلم على يد كثير من كبار علماء الأزهر في ذلك الوقت مثل الشيخ يوسف حجازي في الفقه، والشيخ عبد الرءوف الرفاعي في النحو، والشيخ محمد المدلل، وغيرهم الكثير.
وأذكر أنه قد ألغيت الدراسة الأزهرية وأنا في السنة الأولى من القسم الابتدائي؛ بسبب قيام المظاهرات ضد الاحتلال الإنجليزي، واشتراك طلاب الأزهر فيها، وبطبيعة الحال لم يحصلوا علما فتعطلت الدراسة وألغيت الامتحانات، ثم عادت الدراسة مرة أخرى في العام التالي 1922/ 1923.
وأذكر من زملائي في تلك الفترة على سبيل المثال الدكتور حسن عون الأستاذ بجامعة القاهرة قسم الدراسات العربية والحاصل على الدكتوراة من فرنسا، والأستاذ محمود الأزرق الذي عمل بالقضاء الشرعي بعد ذلك والشيخ شغبون، وغيرهم الكثير.
أما عن نظام الدراسة في هذين القسمين فقد كانت محببة للجميع، وكنت مع دراستي أحب الاطلاع على الكتب، ولا سيما كتب الفقه والأدب.
ومع بداية التعليم الثانوي سنة 26/ 1927 نشأ على عهدنا منهج في الأزهر متطور جمع فيه بين علوم الأزهر المتعارفة القائمة على المتون والشروح وبين العلوم الحديثة كالطبيعة والكيمياء والرياضيات والجغرافيا والتاريخ، فكان الطالب يدرس دراسة مزدوجة في عهد مشيخة الشيخ محمد أبو الفضل الجيزاوي، ثم أدركنا مشيخة الشيخ محمد مصطفى المراغي الأولى سنة 1928، ثم مشيخة الشيخ الأحمدي الظواهري سنة 1929، وكان ذلك في آخر القسم الثانوي.
في التعليم العالي
أبو سنة عضو في لجنة المناقشة لرسالة علمية بالأزهر
ثم انتقلنا إلى السنة الأولى من القسم العالي في سنة 1931، وهي ذات الدراسة على النظام القديم حضرناها في الجامع الأزهر على يد كثير من العلماء أمثال الشيخ أحمد عبد السلام في الفقه والشيخ حامد جاد في التفسير، وغيرهما.
وفي هذا الوقت بدأت كلية الآداب بجامعة القاهرة تفتح أبوابها لطلاب الأزهر ودار العلوم، وكنت من الذين تاقت أنفسهم للتعرف على التعليم الجامعي، فجمعت بين النظامين الأزهري والجامعي، وكنت أتلقى العلم هنا وهناك ساعدني في ذلك تشجيع الأساتذة لي في كلية الآداب الذين درست على أيديهم أمثال الدكتور أمين الخولي في الحديث، والدكتور أحمد أمين في قاعة البحث، والدكتور إبراهيم مصطفى في النحو، والدكتور أحمد الشايب في الأدب.
وكان ذلك على عهد طه حسين الذي فتح باب الالتحاق بكلية الآداب وشجع عليه الطلاب وبخاصة طلاب الأزهر ودار العلوم.
وما هي إلا شهور معدودة وقد أوشك العام الدراسي على الانتهاء وعلم والدي رحمه الله وكان من أقران أساتذتي في كلية الآداب برغبتي في المضي في التعليم الجامعي على حساب دراستي في الأزهر، فأقنعني وأقنع أساتذتي -لمعرفته بهم باعتبار أن أغلبهم من دار العلوم أو القضاء الشرعي- بعودتي للأزهر والتفرغ للدراسة الشرعية فيه وحده، فأكرمني الله بسبب بُعد نظر والدي رحمه الله.
وبعد نجاحي في السنة الأولى من القسم العالي وبداية السنة الثانية منه افتتحت الكليات الأزهرية النظامية وهي الشريعة وأصول الدين واللغة العربية في عهد مشيخة الشيخ محمد الأحمدي الظواهري.
وبعد اطلاعي على مناهج الكليات الثلاث السابقة اخترت الالتحاق بكلية الشريعة فكان الطالب الذي أمضى سنة بالقسم العالي من أمثالي يلتحق بالسنة الثانية بكلية الشريعة مباشرة، بخلاف الطلاب الحاصلين على الثانوية الأزهرية فإنهم عند التحاقهم بالكلية يدخلون السنة الأولى كطلاب جدد على الدراسة الجامعية.
ولذلك كانت الدراسة بالنسبة لنا شاقة فقد وزع علينا منهج الكلية على مدى ثلاث سنوات بدلا من أربع، أما عن أساتذتي في هذه المرحلة فهم على سبيل المثال الشيخ حسن البيومي، والشيخ يوسف المرصفي، والشيخ محمد عبد الفتاح العناني، أولئك الذين درسوا لي علم الأصول، والشيخ محمد عرفة في التفسير، والشيخ عبد الرحمن تاج شيخ الجامع الأزهر بعد ذلك.
وأذكر أنني قطعت سنوات الكلية بجد وحزم حتى تخرجت ونلت الشهادة العليا منها، والحق يقال إن الذي وضع نظام الإصلاح بالأزهر وإنشاء الكليات هو الشيخ المراغي، ولكن الذي نفذ هذا الإصلاح هو الشيخ الأحمدي الظواهري، ثم عاد الشيخ المراغي في سنة 1936 وواصل إصلاحه للأزهر وتخرج على عهده أول فوج من طلاب الدراسات العليا قسم الأساتذة.
أول دكتوراة في الأزهر
وفي سنة 1935 التحقت بالدراسات العليا بالكلية وكانت مدتها طويلة وبلا مكآفات تشجيعية في هذه المدة، فلما جاء الشيخ المراغي قرر منح طلاب هذا القسم مكآفات أعانتهم على الاستمرار فيه.
وفي سنة 1940 نجحت في الدراسات العليا وحصلت على الشهادة العالمية من درجة أستاذ دكتوراة كمتخصص في الفقه والأصول وتاريخ التشريع، وكان نظام التخصص على عهدنا قسمين:
(أ) القسم الأول:
1 - تخصص للحصول على العالمية مع إجازة التدريس، وكانت مدته سنتين يعمل بها صاحبها مدرسا في المعاهد الأزهرية.
2 - تخصص للحصول على العالمية مع إجازة القضاء بعدها، وصاحبها يكون قاضيا في المحاكم الشرعية.
(ب) أما القسم الثاني من التخصص فهو تخصص المادة للحصول على العالمية من درجة أستاذ، وكانت مدته ست سنوات متواصلة ينتقى طلابه من الأوائل؛ ليعملوا فور تخرجهم ونجاحهم مدرسين في الكلية نفسها.
وكان موضوع رسالتي العرف في رأي الفقهاء والأصوليين، وأذكر أنها كانت أول رسالة قدمت على هذا النظام الجديد، فقد كنت أول من نوقش في القسم على النظام الجديد للحصول على الدكتوراة، وهذه الأولية هي أولية زمانية بمعنى كوني الأول في القسم الذي نوقشت رسالته؛ لأن اسمي يبدأ بالهمزة والهمزة أول حروف العربية.
كان معي في الدراسات العليا من الزملاء الشيخ محمد أبو النور زهير، الشيخ أحمد ندا، والشيخ طه العربي، والشيخ سيد جهلان.
وعن نظام امتحان العالمية من درجة أستاذ "الدكتوراة" فكان يتكون من مرحلتين على الطالب أن يجتازها بنجاح وكانت المرحلة الأولى عبارة عن:
- إلقاء محاضرة عامة
- مناقشة في مسألة علمية؛ يسمى الامتحان فيها بالامتحان في التعيين
- امتحان تحريري
وكانت اللجنة المؤلفة لتقييم المحاضرة والتعيين مؤلفة من سبعة أشخاص برئاسة الشيخ المراغي وعضوية الشيخ عبد المجيد سليم مفتي مصر والشيخ إبراهيم الجبالي والشيخ أحمد أبو النصر والشيخ محمد عبد الفتاح العناني والشيخ عيسى منون والشيخ محمود أبو دقيقة رحمهم الله جميعا، فإذا اجتاز الطالب هذا الامتحان بنجاح يتأهب بعد ذلك للمرحلة الثانية وهي إعداد رسالته تمهيدا لمناقشتها وتقييمها بعد كتابتها عن طريق لجنة أخرى وهي اللجنة الخماسية وكانت مؤلفة من الشيخ المراغي رئيسا وعضوية الشيخ عبد المجيد سليم والشيخ الفقيه الحقوقي أحمد إبراهيم والشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر بعد ذلك والشيخ يوسف المرصفي، وكانت رسالتي للدكتوراة أول مناقشة علنية في ظل نظام الشيخ المراغي الذي ظل معمولا به حتى 1961، وقد دعا الشيخ المراغي إلى هذا الامتحان كبار الشخصيات وعلية القوم من أمثال لطفي السيد باشا وغيره.
أما عن مكان مناقشة الرسالة فهو نفس مبنى كلية الشريعة القديم قبل إنشاء المبنى الجديد بالدراسة وهذا المبنى القديم في الأصل كان مدرسة للقضاء الشرعي قبل إلغائها وقيام كلية الشريعة مكانها، وهذا المبنى يعرف الآن بمعهد البرموني الأزهري.
وقد اكتظ المبنى بالحاضرين من الضيوف والطلاب يوم المناقشة واستحال تنظيم الجلسة حتى خشي المنظمون لها من تصدع المبنى، فقال الشيخ المراغي رحمه الله بالحرف الواحد كما رأيت في مجلة "الاثنين والدنيا": لولا أن يقال عن مشيخة الأزهر إنها لم تستطع ضبط النظام في امتحان عقد لأحد أبنائها لفض هذا الاجتماع وانتهت المناقشة بحصولي على لقب العالمية من درجة أستاذ في الفقه وأصوله وتاريخ التشريع، وللعلم ظل هذا اللقب معمولا به في الأزهر لمدة ثلاثين عاما حتى تغير إلى لقب الدكتوراة والذي ظهر في عام 1965.
التدريس بالجامعات العربية
وفي سنة 1941 عينت مدرسا في كلية الشريعة فأستاذا مساعدا فأستاذا، وظللت بها حتى سنة 1974، وهو سن الإحالة للمعاش غير أنه ابتداء من سنة 1960 كثرت إعاراتي إلى الجامعات العربية مثل دمشق سنة 60/1961، وجامعة ليبيا بكلية الحقوق سنة 1962، وجامعة بغداد سنة 1967، وأخيرا جامعة الملك بن عبد العزيز أم القرى الآن سنة 1972، وما زلت بها أستاذا للدراسات الشرعية حتى الآن وأحضر لمصر في الإجازات الصيفية.
ومنذ تخرجي وعلى مدى 50 عاما تقريبا، وأنا معني بالدراسات الشرعية المختلفة بما في ذلك تخصصي في الفقه وأصوله وتاريخ التشريع، مثل السياسة التشريعية والاقتصاد الإسلامي ومقاصد الشريعة ومصطلح الحديث والتفسير، وأخيرا التصوف الذي اضطررت إلى تدريسه في الجامعة الليبية بسبب تغيب أستاذ المادة الدكتور عمر الشيباني، وكان ذلك أثناء فترة تدريسي بالجامعة الليبية.
بين مجمع البحوث الإسلامية ورابطة العالم الإسلامي
وفي مشيخة الشيخ بيصار وبالتحديد في سنة 1980 عُينت عضوا في مجمع البحوث الإسلامية أثناء إعارتي لجامعة أم القرى بمكة، وبرغم إعاراتي لكثير من الجامعات العربية فقد حضرت العديد من جلسات المجمع، خاصة ما ينعقد منها في الإجازات الصيفية.
ومن مظاهر التكريم التي حظيت بها طوال فترة حياتي أنني حصلت على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في العيد الألفي للأزهر الشريف سنة 1983، وفي نفس الوقت عُينت عضوا بمجمع الفقه التابع لرابطة العالم الإسلامي، حيث نجيب عن الفتاوى التي تعرض علينا في مؤتمرات مجمع الرابطة في صورة قرارات.
وهذه المجامع مثل مجمع البحوث ومجامع الفقه الإسلامي الأخرى يجب أن تظل قائمة وأن يعظم نشاطها في بيان شرع الله وإصدار الفتاوى العلمية الصحيحة فيما يحتاج إليه الناس وفيما يختلف فيه الكاتبون في الصحف، فإن الناس لا يطمئنون إلا إلى أمثال المجامع وعلى رأسها مجمع البحوث في الأزهر حتى نمنع أي مفتئت على الشريعة بغير علم، وبذكر أحكام في الصحف ما أنزل الله بها من سلطان، وها نحن الآن نسمع في الربا أفكارا غريبة ينسبها الناشرون إلى الشريعة بتعليلات واهية ولا تستند إلى الحق في شيء والذي ينبغي أن يسأل فيه أهل الذكر وهم القائمون بهذه المجامع حتى يطمئن الناس على دينهم ومعاملاتهم.
أما عن نشاطي في مجمع البحوث الإسلامية فأذكر أنه في مرة استفتاني المجمع وأنا بالسعودية في حكم شهادات الاستثمار فقلت بحرمة المجموعة (أ، ب) منها معللا ذلك بالأدلة والأحكام في حينها أما المجموعة (ج) منها فذكرت رأيي وهو أن فيها شبهة ربا؛ لأنها ليست نوعا من المضاربة، فالذي يدفع للبنك ليس من أجل المساهمة في مشاريع الدولة، وإنما من أجل الكسب، فالدافع إنما يدفع انتظارا ليوم السحب فإن ظهر اسمه بين الفائزين نال الجائزة وإلا فلا، فهذا المال الذي يأخذ وقت السحب عند فوزه يأخذه مقابل ماذا؟! ولهذا ليست شهادات استثمار المجموعة (ج) ربا صريحا. وإنما فيها شبهة الربا بناء على ذلك.
وفي مؤتمر الاقتصاد الإسلامي بمكة المكرمة المنعقد سنة 1976 عرضت علينا مسألة التأمين التجاري على الحياة فرفضناه كما رفضناه في الستينيات؛ لأنه باطل لما فيه من ربا وغرر وقمار، وإن كنا قد أجرينا بديلا عنه التأمين التعاوني القائم على إيداع مجموعة من الأفراد مقدارا معينا من المال لخدمة الأعضاء من علاج وإعانة، وما إلى ذلك من أنشطة للأعضاء بشرط أن ما يتبقى في الصندوق عند نهاية العام لا يرد ويجوز أن يستثمر عن طريق المضاربة والشركات ذات الربح الحلال، ثم يوزع الربح على المودعين كل بمقدار نسبة مساهمته في المشروع.
الجهود العلمية ومنهجه فيها:
مؤلفات وبحوث
ومن أهم المؤلفات والبحوث التي نشرت لي:
1- كتاب العرف في رأي الفقهاء والأصوليين وهي رسالتي للدكتوراة.
2-كتاب الوسيط في أصول الفقه.
3-كتاب نظرية الحق في الفقه الإسلامي.
4-بحث حقوق المرأة السياسية في الإسلام.
وهنا كتب تحت الطبع من أهمها:
5 - نظرية العقد في الفقه الإسلامي.
6 - عقد الزواج.
7 - مقاصد الشريعة.
8 - الاقتصاد الإسلامي.
9 - محاضرات في أصول الفقه.
10 - نظرية العقد ونظرية الملك ونظرية الضمان.
11- فضلا عن إلقاء المحاضرات وحضور الندوات المختلفة في الفقه والاقتصاد الإسلامي منها محاضرة ألقيتها في جمعية الشبان المسلمين في سنة 1955/ 1956 بعنوان "حقوق المرأة في الإسلام"، وكانت ردا على دعاوى القائلين وقتها بأحقية المرأة في الحكم والقضاء، ولكن ما وصلت إليه من البحث والاطلاع بين لي أن المرأة لا تصلح للولايات العامة مثل الخلافة كرئيس أعلى للدولة أو القضاء كقاضية، وإن كانت تصلح للولايات الخاصة وعلى أثر ذلك استفتي الأزهر.
12- تحرير بحوث ومقالات بمجلة الأزهر ومجلة رابطة العالم الإسلامي ومن بينها على سبيل المثال بحث في "الإشهار في العقود" وآخر باسم "حماية الفقه الإسلامي".
13- أحاديث إذاعية بغرض التعريف بالإسلام على هيئة فتوى فقهية بدأت في إذاعة بغداد أثناء إعارتي لجامعة بغداد سنة 1968.
أما عن منهجي في بحوثي وكتبي فيقوم على الأدلة الشرعية الصحيحة من كتاب الله تعالى القرآن الكريم وسنة الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم وإجماع علماء المسلمين والقياس والمصالح المرسلة وأن يدون الفقه بأسلوب القواعد والنظريات.
جبهة علماء الأزهر والشيخ أبو زهرة
أما معرفتي بالشيخ أبي زهرة فقد تعرفت عليه حينما دعاني للاشتراك معه في إصدار موسوعة السنة، وكان ذلك في الخمسينيات حوالي سنة 56/1957، ثم تقابلنا معا بعد ذلك في جبهة علماء الأزهر وهي هيئة من كبار علماء الشريعة بمصر عددهم ما بين عشرين إلى ثلاثين عالما، وقد تكونت بغرض الدفاع عن الدين وما يصدر عن العامة من الشبه والانحرافات التي تنشر أو تفعل اعتداء على الشريعة، وكان مقر هذه الهيئة أحد المساجد الموجودة بشارع نوبار بالقاهرة. والواقع أن الشيخ أبا زهرة كانت ميزته التي تبرزه عن أقرانه هي كثرة مؤلفاته، فما من موضوع يمت إلى الشريعة ويشغل الناس إلا وكتب فيه كتابا مثل كتاب "العلاقات الدولية في الإسلام" و"التكامل الاجتماعي في الإسلام"، وكتب في الأعلام من الفقهاء وغير ذلك.
والحق أن كتاباته جيدة وبخاصة الكتب التي درسها في الجامعة مثل كتبه عن الأئمة الأعلام، فالشيخ أبو زهرة ما قصر في حياته فقد صرف أيامه في الدفاع عن الشريعة. وأذكر قوله لي: "مما من الله علي أني كنت خاملا فرفعني طلب العلم" رحمه الله تلك كانت عبارته. وكان وهو يستقل القطار لإلقاء المحاضرات في جامعة الإسكندرية وغيرها من الجامعات يقطع وقته في الاطلاع؛ لذا أثرى المكتبة الإسلامية. أضف على هذا شجاعته في الحق فكان لا يخاف فيه لومة لائم، فقد اعترض على الربا، ورفض التأمين التجاري على الحياة أعلن رأيه صراحة وكنا في مؤتمر الفقه الإسلامي الذي انعقد في دمشق إبان الوحدة بين مصر وسوريا، وقد حضرت المؤتمر مندوبا عن الأزهر، وحضر الشيخ أبو زهرة مندوبا عن الجامعة المصرية وكان مقرر المؤتمر الشيخ علي الخفيف وأراد الشيخ الخفيف والدكتور مصطفى الزرقا جواز إباحة التأمين على الحياة فاعترضت مع الشيخ أبي زهرة على ذلك معتمدين على بيان الأدلة الشرعية في ذلك فرفض المؤتمر إجازته.
الرسائل الجامعية
بدأت التدريس في الدراسات العليا في الستينيات وبخاصة لطلاب الجزء الأول منها وهو الدراسة المنهجية للفقه وأصوله من الناحية النظرية تمهيدا لإعداد الطالب للجزء الثاني والأخير وهو تحضير الرسالة ومناقشتها، ثم شاركت وأشرفت على كثير من الرسائل العلمية أذكر منها رسالة بعنوان "الرخصة والعزيمة"، وكانت في آخر الستينيات وأخرى بعنوان "طرق القضاء" سنة 1974، ورسالة "فقه عمر" و"مقاصد الشريعة"، و"دلالة السكوت" لطالبة سعودية، و"رفع الحرج" سنة 1986 و"نظرية الخطأ"، و"تطور النقود في الإسلام"، و"السياسة المالية في الاقتصاد الإسلامي" وأخرى حول "العمل في الإسلام".
وهناك رسائل أخرى للدكتوراة قيد المناقشة منها "الحقوق المقدمة عند التزاحم" للطالبة السعودية شادية الكحكي، و"الأجل في عقد البيع" للطالب التركي عبد الله أوزجان و"الآثار الإسلامية للوقف" للطالب الكويتي عبد الله السميط
مواقف وذكريات لا تنسى
من الذكريات التي لا تنسى مشاهد الحج لبيت الله الحرام وكانت بالنسبة لي في سنة 1949، كنت وقتها مدرسا في كلية الشريعة بالقاهرة وذهبت مع بعثة الأزهر للسعودية لأداء مناسك الحج لأول مرة، ولا أستطيع أن أصف أو أعلل لك مدى فرحي وسروري وبهجتي وقتها.
الموقف الثاني يوم تعييني مدرسا في كلية الشريعة التي مكنني فيها الله سبحانه وتعالى أن أفضي على طلابي بكل ما حذقت من العلم وما منحني الله من مواهب تساعد على ذلك، فما بخلت على طلابي بشيء أشعر أنه ينفعهم.
وعن أعز أمنية لي وليس لي في الحياة بعدها حاجة هي إخراج كتبي التي كتبتها وهي قيد الطبع الآن، أما أمنيتي العامة هي أن يعود الأزهر إلى عهده الأول من إنهاضه للعلوم الإسلامية وترقية الناحيتين الدينية والعلمية وفي أذهان طلابه؛ حتى يكونوا مؤهلين لنشر دعوة الإسلام في الداخل الخارج.
اقرأ في الموضوع:
بين العلم والحياة.. سيرة موجزة لعالم
--------------------------------------------------------------------------------
*المقال أملاه العلامة الراحل في سنواته الأخيرة بمنزله في ضاحية حلوان بجنوب القاهرة على الأستاذ ناصر محمود وهدان، وقد سبق نشره بمجلة الأزهر الشريف، والعنوان من قلم التحرير
http://www.islamonline.net/Arabic/f ... rticle03a.shtml
أحمد فهمي أبو سنة.. شيخ الأصوليين
بين العلم والحياة.. سيرة موجزة لعالم
14/10/2003
وفاء سعداوي
الشيخ فهمي أبوسنة
هل كتب علينا ألا يغادرنا سرا ومن دون كلمة وداع إلا من كانوا يستحقون منا كل احتفاء وتكريم وأن تلهج الألسنة بذكرهم تقديرا ووفاء؟ وهل صار الرحيل في صمت وتعتيم هو دأب الأعلام والعلماء فصاروا إذا غابوا لم يُفتقدوا بعد أن حضروا ولم يُذكروا؟!
أخشى أن تكون الإجابة نعم، وبكل أسف!
فقد مضى ما يقرب من الشهر ولم نقرأ أو نسمع نبأ رحيل العلامة الأزهري وشيخ الأصوليين الدكتور أحمد فهمي أبو سنة أستاذ أصول الفقه بجامعتي الأزهر الشريف وأم القرى الذي وافاه الأجل ليلة السبت (23 رجب 1424 هـ-= 20 سبتمبر 2003م) ، والذي كان آخر حبة في عقد من العلماء المجددين العاملين من أبناء جيله (ولد 1909م) ، فقد أمضى حياته كلها عالما ومعلما فنفع الله به كثيرا، وتخرجت عليه أجيال حملت لواء العلم والدعوة في بلده مصر وفي الجزيرة العربية والعراق وبلاد الشام والمغرب العربي وتركيا وكثير من أنحاء العالم الإسلامي.
الكتاب الأعظم في بابه
ولا يذكر شيخنا العلامة رحمه الله إلا ويذكر معه كتابه العظيم وهو أول كتبه "العرف والعادة في رأي الفقهاء والأصوليين" الذي وضعه قبل أكثر من 60 عاما وحصل به على أول دكتوراة من الأزهر الشريف (نوقشت في 20-1-1941) وهي شهادة العالمية من درجة أستاذ والتي أصبح لقبها الدكتوراة بدءا من عام 1961، فقد كان رائدا في بابه ومرجعا لكل ما كتب عن العرف والعادة في الفقه فيما بعد.
وإذا كان ذلك الكتاب قد أدخل إلى باب تنزيل الأصول على الجزئيات فإن كتابه "الوسيط في أصول الفقه" يسهم في تقريب تلك الأصول ذاتها، فقد لمس الشيخ الجليل الصعوبة التي يجدها كثير من طلبة العلم الشرعي في فهم كتب التراث الأصولي لدقة عباراتها وصرامة منهجها من جهة، وللضعف العام الذي لحق الطالب لظروف وملابسات كثيرة لا مجال للخوض فيها هنا، من جهة أخرى. فأراد الشيخ أن يقرب عبارة أصل من أصول كتب السادة الأحناف وهو "كتاب التوضيح في حل غوامض التنقيح" للشيخ الإمام صدر الشريعة "الحفيد" ت 747هـ- الذي وضح به كتابه "التنقيح" الذي نقح فيه أصول فخر الإسلام البزدوي فاختار الشيخ أبو سنة القسم الثاني منه وكان يقوم بتدريسه لطلبته بالسنة الثانية بكلية الشريعة عام 1955 فقرب صعبه وأوضح مشكله واستدرك وزاد عليه وخالفه ووافقه؛ فجاءت عبارته سهلة واضحة ومبينة وساعده على ذلك أنه كان رحمه الله يجمع منذ حداثته بين علوم الشريعة وعلوم الأدب واللغة فأفاد وأجاد، فجاء كتابه وسيطا بين الطلبة وبين علم باذخ حجبت أكثرهم منه صوارف العجز عن مواصلته وتفهمه.
ولأن طبعة هذا الكتاب الوسيط في أصول الحنفية الأولى كانت قد صدرت قبل 45 عاما ونفدت منذ زمن طويل فقد أعاد تلميذه د. محمد سالم أبو عاصي الأستاذ بكلية أصول الدين بالأزهر إخراجه على صورته الأولى ليملأ مكانا شاغرا في الدراسات الأصولية، ويبل غلة أهل العلم وتشوقهم إلى مطالعته.
تيسير الأصول لمن أراد الوصول
وقد كان للشيخ أبو سنة رؤية في إصلاح الأزهر، من ركائزها أهمية تيسير علوم الدين للطلاب، وذلك بإعادة كتابتها بأسلوب جامع بين السهولة والتهذيب والتحقيق العلمي الكامل مع المحافظة على التراث الأول. وبهذه الروح كتب شيخنا بحوثه في أصول الفقه مقربا البعيد من أساليب الأوائل ومصفيا الرحيق من شهد الأكابر؛ لتكون لبنة من بناء النهضة الحديثة بالأزهر الشريف الذي وضع أساسها الشيخ مصطفى المراغي والشيخ الأحمدي الظواهري.
وقد عرف عن الشيخ الجليل أبو سنة ولعه بكل ما يتعلق بالأصول علما وثقافة ومعايشة، حتى إنه من فرط حبه وإجلاله للإمام الفحل علم الأصوليين الكمال ابن همام، كان يَعُده صديقا شخصيا له فكان لا يذكره إلا ويقول: صديقي ابن الهمام، وكان عظيم الاهتمام بكتابيه "المسايرة" في العقائد و"التحرير" في الأصول، فنراه في هذه المحاضرات يتأثر بطريقة "صديقه" الكمال في كتابة الأصول، ورغم أنه كان حنفي المذهب أبا عن جد معتزا بذلك فإنه في كتابته الأصولية كان يجمع بين طريقة كل من الأحناف والجمهور، ويرجح ما يراه راجحا في ميزان التحقيق من غير نظر إلى موافقته أو مخالفته مذهبه، فقد كان معروفا بحبه للبحث والنظر، وتقليب وجوه الرأي، ورفضه التقليد والاتباع غير المستبصر لأقوال السابقين.
وهذا المنهج الذي سلكه شيخنا في كتبه ومحاضراته حصل له بعد زمن طويل قضاه في ممارسة علوم الشريعة واللغة فقد كان والده قاضيا شرعيا ببلدته الصف وشاعرا ورئيسا للبعثة التي كانت تخرج من مصر بأمر السلطان حسين كامل لمساعدة المجاهدين في ليبيا بقيادة الملك إدريس السنوسي.
في دمشق الفيحاء
في دمشق الفيحاء
ومن الفترات التي كان الشيخ الجليل يعتز بها في حياته: عام قضاه في دمشق الفيحاء 1960- 1961 أثناء الوحدة بين مصر وسوريا؛ إذ كان يعتبرها أخصب سنوات حياته بركة في الوقت والجهد والنشاط، فقد درس فيها لطلاب كلية الشريعة بجامعة دمشق أصول الفقه بصفة أساسية وبعض المواد الأخرى الفرعية، ولاقى من تواصلهم ما بعث في نفسه الرغبة في المزيد من التجويد والإبداع فيما يلقيه عليهم، وقابل الطلبة ذلك بالحرص على كل ما يتلقونه من أستاذهم فعملوا على تجميع محاضراته وتنسيقها وكتبوها على الآلة الكاتبة وقابلوها على الشيخ الذي أعاد تحريرها وألف بينها على الوجه الذي نراه في كتابه: "دراسات أصولية - محاضرات في أصول الفقه".
مع طلابه وتلامذته
وكان للشيخ مكتبة تحتل دورا بأكمله من منزله العامر بضاحية حلوان بالقاهرة على مساحة 160م تغطي حوائطها الآلاف من أمهات الكتب في الفقه والأصول والقانون والتفسير والحديث واللغة بفروعها من نحو وبلاغة وصرف وشعر وغيرها والاقتصاد والتاريخ الإسلامي القديم والحديث والمذاهب والاتجاهات الفكرية وغيرها من العلوم والمعارف التي وضعها بين يدي تلاميذه ينهلون منها ما يشاءون من المعرفة وقتما شاءوا، وكان يستقبل تلامذته طوال اليوم في مكتبته الخاصة المنفصلة عن منزله حتى يرفع عنهم حرج الزيارة والمكوث طويلا، بل كان يقوم رحمه الله على خدمتهم وضيافتهم بنفسه، خاصة الوافدين من خارج البلاد حتى بعد اعتلال صحته.
وقد عرف عن الشيخ أبو سنة زهده في المناصب وحرصه على الاقتصار على مهام العالم والمربي فحسب، فرفض كل المناصب التي عرضت عليه بما فيها المناصب الإدارية بالجامعة الأزهرية حتى إنه لم يقبل بعمادة كلية الشريعة، بل ومنصب وزير الأوقاف، وتفرغ رحمه الله لتعليم الطلاب والباحثين فتخرجت على يديه أجيال كثيرة من شتى البلاد العربية والإسلامية بعضهم تولى أكبر المناصب العلمية في بلده. ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: الشيخ صالح مرزوق، الأمين العام للمجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي بمكة، والشيخ عبد الرحمن السديسي إمام وخطيب المسجد الحرام، ود. عبد الله السميط عضو مجلس الشورى الكويتي. وكان له في تركيا أيضا عدد من التلامذة (اقرأ رسالة طلابه الأتراك في عزائه) من أشهرهم أمين سراج القطب البارز بحزب السعادة الإسلامي بتركيا، ود. عبد الله أوزجان أستاذ الشريعة بجامعة سكاريا بتركيا، وكان من آخر تلامذته الذين كان يشرف على رسائلهم العلمية قبل وفاته "يشار أحمد شريف" ممثل الإفتاء اليوناني في الخارج.
وقد كان لتلاميذه الوالد العطوف الذي فتح لهم أبواب صدره وبيته ومكتبته التي تحوي مخطوطات نادرة عرض عليه مبالغ باهظة لشرائها إلا أنه فضل أن يستفيد بها طلبة العلم مجانا وزودهم بتوجيهاته القيمة غير مقتصر على وقت من ليل أو نهار حتى لو لم تكن ظروفه الصحية تسمح بذلك، فقد كانوا يملون وهو لا يمل وكانت لقاءاته معهم حلقات علمية مثمرة وعبادة وقدوة، ولا ينسى تلاميذه مواقفه وصلاته الإنسانية التي تستمر بهم حتى بعد انتهاء إشرافه على رسائلهم.
حياته مع أهله
في العراق مع أحد طلابه
ولم يكن ينسى أهل بلدته الريفية، الصف، بل كانت له بصماته في كل مكان، فقد كان حريصا على نشر الوعي الديني ومحاربة البدع من خلال دروسه وخطبه، فألغى مولد جده الشيخ أحمد أبو سنة الذي اعتاد أهل البلدة إحياءه، وفي المعهد الديني الذي أنشأه تلقى ثلاثة أرباع شباب البلدة تعليمهم الأزهري، وفي مدرسته لتحفيظ القرآن الكريم يدرس سنويا 800 طالب من الأطفال والرجال والنساء يحمل منهم القرآن الكريم كل عام 13 تقريبا، وتجرى بينهم مسابقات حفظ القرآن الكريم التي توزع جوائزها في حفل إحياء ليلة القدر كل رمضان بمنزله بالبلدة، بالإضافة إلى المقابر الشرعية، والمستوصف الطبي، والوحدة الزراعية، ومبنى البريد، والمدرسة الابتدائية، وغيرها من المؤسسات التي أنشأها.
وقد كانت له تجربة فريدة في رعاية عائلته الكبيرة الممتدة فحرصا على تضامنها أسس "رابطة آل أبو سنة"، ووضع لائحة تحدد أهدافها وهي تحقيق التواصل بين أفرادها ونبذ الخلاف وتذليل المصاعب أمام أفرادها لممارسة العمل العام، وحدد اجتماعا دوريا يوم الأربعاء الأول من كل شهر، وشكل لجانا مثل لجنة الصلح بين المتخاصمين، ولجنة المواريث لتوزيع الميراث حسب أحكام الشريعة لتحقيق هذه الأهداف ضمت عمداء العائلة الأكثر تعلما ونشاطا في خدمة الأسرة، وعين مسجلا لمحاضرات الاجتماعات ورئيسا للرابطة ينوب عنه، ومسئولا ماليا يتولى الإنفاق في المساعدات وأمين الصندوق.
وبرغم مسئولياته العلمية والدعوية فإنه تحمل تبعته تجاه أسرته وفي بيته فكان خير معلم ومرب للأولاد، له عظيم الأثر في حياتهم؛ إذ بث فيهم روح الفضيلة والدين وحب العلم، ولم يحرمهم من أشعاره فخصهم بقصائده خاصة في المناسبات كأيام ميلادهم ونجاحهم وزواجهم، حتى إنه خص إحدى بناته بخمس عشرة قصيدة، وساعده في ذلك زوجته التي كانت خير معين له في رحلته العلمية والدعوية، فكانت العين التي يقرأ بها ويرى بها الحياة؛ إذ كان رحمه الله قد تعرض لحادث في طفولته تسبب في ضعف بصره إلى أن فقده عندما تقدم به العمر فكانت رحمها الله تكتب بخط يدها كل ما يريد الشيخ تسجيله من تأليف كتب وبحوث ومحاضرات وفتاوى ودروس وخطب الجمعة والعيدين وتقرأ به، وتكتب تعليقاته على الهوامش، ثم تسجيل ما كتبه على شرائط كاسيت ليحمله الشيخ أينما يشاء ويسمعه، كما كانت تساعده على استقبال طلبة العلم وضيافتهم.
رحمه الله رحمة واسعة وأجزل له العطاء.
http://www.islamonline.net/Arabic/f ... article03.shtml
--------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/12)
أحمد محمد نور سيف
- من مواليد: 1358هـ-، في مكة المكرمة.
- تخرج من معهد المعلمين الابتدائي عام 1376هـ-.
- عمل مدرساً في المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية، بوزارة المعارف.
- واصل دراسته حتى تخرج من كلية الشريعة.
- نقلت خدماته إلى كلية الشريعة واللغة العربية بتاريخ 1/11/1392هـ-.
المؤهلات والدرجات العلمية:
بكالوريوس: 1383هـ- - من كلية الشريعة واللغة العربية.
الماجستير: 1392هـ- - من كلية الشريعة - فرع جامعة الملك عبد العزيز في الكتاب والسنة
الدكتوراه: 1396هـ- - من كلية أصول الدين - جامعة الأزهر في الحديث وعلومه.
أستاذ مشارك: 1402هـ-.
أستاذ: 1408هـ-.
الأعمال العلمية:
أ- البحوث:
- عمل أهل المدينة بين مصطلحات مالك وآراء الأصوليين (رسالة الماجستير) دار الاعتصام - القاهرة.
- الوضع على نقاء الحديث، مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، العدد (2) 1396هـ-.
- مصادر ابن عساكر في تاريخه من كتب الرجال، نشرته وزارة الثقافة والعلوم بمناسبة مؤتمر ابن عساكر في مرور 900 عام على وفاته، دمشق.
* مجلة البحوث الفقهية المعاصرة ** السنة الرابعة عشرة - العدد السادس والخمسون 1423هـ-
- دلالة النظر والاعتبار عند المحدثين في مراتب الجرح والتعديل، مجلة البحث العلمي، العدد الثاني 1399هـ-.
- خوارم المروءة وأثرها في عدالة الرواة، مجلة البحث العلمي، العدد الخامس 1402هـ-.
- الجرح والتعديل ثمرة علوم الحديث، عدد خاص بالسنة (المصدر الثاني للتشريع الإسلامي) 1402هـ- مجلة رابطة العالم الإسلامي.
- مجالس المذاكرة عند المحدثين، عدد خاص بالحديث النبوي والقدسي رواية ودراية 1411هـ-، مجلة المنهل.
- عناية المحدثين بتوثيق المرويات وأثر ذلك في تحقيق المخطوطات، بحث مقدم للمؤتمر العام العالمي الرابع للسنة النبوية بالأزهر، دار المأمون للتراث، دمشق 1407هـ-.
ب- التحقيق:
- يحيى بن معين وكتابه التاريخ. (رسالة دكتوراه) ، نشر مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، جامعة أم القرى، الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة 1399 - 1979م.
- التاريخ في جرح الرواة وتعديلهم، رواية الدارمي، نشر مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، جامعة أم القرى، دار المأمون للتراث، دمشق.
- أقوال يحيى بن معين في الرجال - رواية ابن الهيثم البادي، نشر مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، جامعة أم القرى، دار المأمون للتراث، دمشق.
- سؤالان ابن الجنيد لأبي زكريا يحيى بن معين. مكتبة الدار، المدينة المنورة 1408هـ-.
النشاط العلمي:
الإشراف على الرسائل العلمية.
- أشرف على 10 رسائل في الماجستير بجامعة أم القرى، وعلى 28 رسالة دكتوراه، بجامعة أم القرى، وجامعة الإمام محمد بن سعود، وجامعة أم درمان الإسلامية.
مناقشة الرسائل العملية:
- اشترك في مناقشة 25 رسالة ماجستير، 27 رسالة دكتوراه في جامعة أم القرى.
* الهيئة العلمية الاستشارية*
والجامعة الإسلامية، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجامعة الملك عبد العزيز، وجامعة الملك سعود، والمعهد العالي لأصول الدين بالجزائر.
المشاركات العلمية:
- شارك في وضع مناهج قسم الكتاب والسنة في كلية الدعوة وأصول الدين.
- شارك في وضع مناهج الدراسات العليا الشرعية، بجامعة أم القرى.
- شارك في عضوية تحرير مجلة كلية الشريعة.
- شارك في عضوية تحرير مجلة البحث العلمي.
- عضوية مجلس الجامعة - عضوية المجلس العلمي للجامعة.
المهام الإدارية:
- علم وكيلاً لمركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي.
- عمل رئيساً لقسم القراءات بكلية الدعوة وأصول الدين.
النشاط العلمي خارج الجامعة:
- شارك بمواد علمية في الموسوعة العلمية. التي يصدرها وقف الديانة التركي - اسطنبول.
- يشرف على (موسوعة التفسير الميسر) التي تتبناها رابطة العالم الإسلامي - عن طريق الحاسب الآلي.
- يقوم بالتدريس في المسجد الحرام بإذن من الإشراف الديني بالمسجد الحرام 1392هـ-.
- قدم حلقات في إذاعة صوت الإسلام (من أدب المحدثين) .
- أحيل إلى التقاعد المبكر بطلبة عام 1417هـ-.
- عمل نائباً لمركز البحث العلمي وإحياء التراث 1399هـ- - 1401هـ-.
- أنشأ داراً للبحوث والدراسات الإسلامية بدبي.
- وعين مديراً لها عام 1996م - 1418هـ-.
- كلف رئاسة مجلس الأوقاف بدبي عام 1996م - 1418هـ-.
http://www.fiqhia.com/dr1.php
-------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/13)
أحمد محمد الشرقاوي
الاسم: أحمد محمد الشرقاوي سالم
العنوان: بالمملكة العربية السعودية: القصيم عنيزة ص ب 152
الجوال بالمملكة 0508859385
العمل: أستاذ مشارك بكلية أصول الدين والدعوة الإسلامية جامعة الأزهر- قسم التفسير وعلوم القرآن، وكلية التربية للبنات عنيزة
المؤهلات العلمية
* حصل على درجة الإجازة العالية من كلية أصول الدين والدعوة قسم التفسير والحديث -بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى سنة 1990 م، وكان ترتيبه الأول على الدفعة 0
* حصل على الدراسات العليا من كلية أصول الدين والدعوة جامعة الأزهر بترتيب الأول 0
* حصل على درجة التخصص الماجستير في أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن جامعة الأزهر سنة 1994 م وكان موضوع الرسالة " منهج الشيخ سعيد حوى رحمه الله في التفسير " 0
* حصل على درجة العالمية الدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن من كلية أصول الدين جامعة الأزهر سنة 1998 م بمرتبة الشرف الأولى وكان موضوعها "المرأة في القصص القرآني " دراسة موضوعية مقارنة 0
* رقي إلى درجة أستاذ مشارك بتاريخ 7/5 / 2003م(1/14)
التدرج الوظيفي:
* عين معيدا بكلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق قسم التفسير وعلوم القرآن بتاريخ 9/4 /1992
* رقي إلى درجة مدرس مساعد بتاريخ 6/3/1995 م 0
* ثم رقي إلى درجة مدرس بتاريخ 2/12/1998 م وحتى 2002 0
* رقي إلى درجة أستاذ مشارك بتاريخ 2/ 5 /2003
* يعمل حاليا بكلية التربية للبنات بعنيزة.
التدريس:
* قام بالتدريس في العديد من كليات جامعة الأزهر: كلية أصول الدين والدعوة، وكلية اللغة العربية، وكلية الشريعة، وكلية الدراسات الإسلامية والعربية، وكلية الدراسات الإنسانية، كذلك العديد من المعاهد العلمية ودور التحفيظ وحلقات المساجد، وعقد الكثير من الدورات العلمية في كتب العقيدة والفقه والتفسير وعلومه والحديث وعلومه.
* درَّس التفسير التحليلي والموضوعي والمقارن، وتاريخ التفسير ومناهجه وعلوم القرآن وعلوم الحديث والحديث والسيرة النبوية والفقه وأصوله ومقاصد التشريع وتاريخه، والثقافة الإسلامية، واللغة وعلومها.
* أشرف على العديد من الرسائل العلمية بمصر والسعودية وبعض البلدان العربية والإسلامية.
* قام بالتدريس لطالبات الدراسات العليا عديدا من المواد منها مادة مناهج البحث ومادة تحقيق التراث وغيرها.
* درَّس شرح المنظومة البيقونية للشيخ ابن عثيمين رحمه الله وذلك في معهد إعداد المعلمات التابع لجمعية تحفيظ القرآن بعنيزة.
الدورات العلمية
* حاضر في الكثير من الدورات العلمية بمصر والسعودية.(1/15)
* وله أبحاث عديدة على ملتقى أهل التفسير وملتقى أهل الحديث وعضو بملتقى أهل القرآن وملتقى الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه وموقع صيد الفوائد وموقع لها أون لاين وموقع طريق الإسلام وموقع أم الكتاب وموقع مشكاة وغيره وعلى العديد من المنتديات.
البحوث والمؤلفات:
كتب وأبحاث منشورة
1. المرأة في القصص القرآني ط دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع 2000م
2. فصل المقال في إمامة النساء للرجال. نشر على العديد من المواقع على شبكة الانترنت.
3. مناهج المفسرين مكتبة الرشد بالرياض 1425هـ.
4. مدخل إلى الثقافة الإسلامية مكتبة الرشد بالرياض 1425هـ.
5. الصبر عند فقد الولد ط/ دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع ط/ 2000 م0
6. صلاة الاستخارة فضلها وأحكامها ط/ دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع ط/2000 م0
7. المنهل القدسي في فضائل آية الكرسي توزيع دار السلام بالقاهرة
8. المقصد السني تفسير آية الكرسي. توزيع دار السلام بالقاهرة
9. يتيمة الدهر في تفسير سورة العصر. توزيع دار السلام بالقاهرة
10. تأملات في قصة أصحاب الكهف حولية كلية أصول الدين جامعة الأزهر 0
11. اختلاف المفسرين أسبابه وضوابطه. حولية كلية أصول الدين جامعة الأزهر.
12. منهج الشيخ سعيد حوى في كتابه الأساس في التفسير "رسالة التخصص الماجستير" طبع الجزء الأول منها بمطبعة الفردوس بالزقازيق.
13. نظرية الوحدة الموضوعية في القرآن الكريم من خلال الأساس في التفسير.
14. نظرات في علوم القرآن مطبعة الفردوس.
15. موقف الإمام الشوكاني في تفسيره من المناسبات منشور بمكتبة التفسير بملتقى أهل التفسير. وحولية كلية أصول الدين جامعة الأزهر
16. دراسات في مناهج المفسرين المعاصرة مطبعة الفردوس.(1/16)
كتب وبحوث مُعدَّة للطبع:
17. حقوق المرأة في السنة النبوية:
18. كيف انتشر الإسلام وهل انتشر بالسيف؟
19. الأسرة المسلمة بين الماضي والحاضر وآفاق المستقبل.
20. أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة.
21. غثاء السيل!
22. بيت في الجنة.
23. 70 فائدة من قصة الإفك.
24. تأملات في قصة موسى والخصر
الأنشطة العلمية والاجتماعية:
* شارك في مؤتمر الثقافة الإسلامية بالإحساء 23 شوال 1426هـ بورقة عمل عن: الثقافة الإسلامية وقضايا المرأة.
* شارك في المؤتمر التأسيسي للمنظمات التطوعية في العالم الإسلامي.باسطنبول بورقة عمل حول سبل النهوض بالعمل الخيري في ضوء النهوض بالأمة.
* عضو الجمعية السعودية للقرآن الكريم وعلومه.
* عضو مؤسس في الاتحاد العالمي للمنظمات الإسلامية التطوعية.
* عضو هيئة علماء الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة بمصر من 2000 وحتى تاريخه 0
* من المعنيين بقضايا المرأة والأسرة المسلمة.
* من المهتمين برد الشبهات المثارة حول الإسلام بوجه عام.
* كتب العديد من المقالات المتنوعة في الصحف والمجلات العربية وعلى بعض المواقع الإسلامية على شبكة الانترنت.
* رئيس الجمعية الشرعية فرع أبوكبير شرقية بمصر من 1999 إلى 1422هـ
* عضو مؤسس لجمعية أصدقاء المرضى بالشرقية - مصر 0
* حصل على لقب الطالب المثالي على مستوى جامعة الأزهر لعام 1990 م
* مشرف ومنسق للدورات الصيفية والمخيمات التي نظمتها هيئة الإغاثة الإسلامية بجمعية الهداية لطلاب البعوث الإسلامية 0
* شارك في العديد من الأسابيع الثقافية التي نظمتها جمعية أنصار السنة المحمدية والجمعية الشرعية بمصر.
* دَرَسَ في عدة دورات لتعليم اللغة الإنجليزية بمصر والسعودية.
والله الموفق
_____________________
المصدر: موقع صيد الفوائد: www.saaid.net(1/17)
أحمد منصور آل سبالك
هذه كلمات في ترجمة الشيخ العلامة الأصولي/ أحمد منصور آل سبالك. لا أكتبها تمجيدا لشخص ولكن أكتبها إعلاما بهذا الأصولي الذي نحسبه ممن فتح الله عليهم في علم الأصول
وهو من العلوم التي قل من تخصص فيها من أهل السنة في مصر -حسب علمي- ورأينا الشباب السلفي يتجهون إلى ذلك الضال (علي جمعة) رأس الأشاعرة وقد رأيت بعضهم تحول إلى مفوض بعد الحضور عنده فإلى الله المشتكى
والشيخ -حفظه الله- دلالة على أن الأزهر رغم ما فيه ما زال يخرج نبتا طيبا ذكرّنا بالشيخ أحمد شاكر والشيخ الوكيل -رحمهما الله تعالى-
كما أني أكتب هذه الترجمة لإخواننا في معهد العزيز بالله كي يتعرفوا على الشيخ
والله المستعان
هو الشيخ أحمد بن منصور بن حسين بن محمد بن سبالك
ولد الشيخ -حفظه الله- في أسوان في أقصى صعيد مصر
النشأة والتعلم: في القاهرة حيث انتقل إليها للتعلم والدراسة ثم استفر بها
*تعلم بالأزهر الشريف -عمره الله بالعلم-وقرأ فيه على يد مشايخ أجلاء وهم:
- الشيخ العلامة/ عبد الغني عبد الخالق: قرأ عليه الفقه والأصول.
- الشيخ العلامة/ محمد السايس: قرأ عليه الفقه والأصول.
- الشيخ العلامة/ أبو النور زهير: قرأ عليه الأصول.
- الشيخ العلامة/ أحمد مسلم: قرأ عليه الفقه.
- الشيخ العلامة/ عبد الله المشد: قرأ عليه الفقه.
- الشيخ العلامة/ حسنين مخلوف: قرأ عليه الفقه والأصول والعقيدة.
- الشيخ العلامة/ عبد الرزاق عفيفي: قرأ عليه الفقه والأصول والعقيدة
والفرق والمذاهب والتفسير.
- الشيخ العلامة/ محمد عبد المنعم القيعي: قرأ عليه الأصول والتفسير
وعلوم القرآن والنحو.
- الشيخ العلامة/ محمد جميل غازي: قرأ عليه الأدب والبلاغة والعقيدة
والتفسير وعلوم القرآن.
- الشيخ العلامة/ محمد نايل: قرأ عليه اللغة العربية وعلومها.
- الشيخ العلامة/ محمد أبو شهبة: قرأ عليه الحديث وعلومه والسيرة النبوية.
- الشيخ العلامة/ محمد المطيعي: قرأ عليه الفقه والحديث وعلومه.
- الشيخ العلامة/ عبد الرزاق البكري: قرأ عليه علم القراءات.
مصنفاته:
ألف في شتى علوم الشريعة من العقيدة والفرق والمذاهب والتفسير وعلوم القرآن واللغة العربية
وعلومها والحديث وعلومه والفقه والأصول وكان جل مصنفاته في الأخيرين ومنها:
- الإشارات النافعات على شرح منتهى الإرادات وقد ذكر الشيخ أنه حققه على عشرين مخطوطة.
- السالك في شرح موطأ الإمام مالك.
-إنعام من الله الصمد في شرح بداية المجتهد ونهاية المقتصد
-الثمر الداني في كيفية البحث في الفقه الإسلامي
-منة الوهاب في بيان الفقه المقارن للطلاب
-هداية المقلدين عند اختلاف آراء المجتهدين
- أعذار الفقهاء
-رسالة الحنكة في اختلاف المطالع
- المقدمة الضرورية لدارسي الفقه والأصول.
- أصول الفقه وابن تيمية وقد أخبرني الشيخ-حفظه الله- أنه في سبعة وعشرين مجلداً أنهى منها الشيخ واحد وعشرين مجلدا.
- الأصول الواضحات في شرح الورقات.
- غاية التحرير في شرح مختصر التحرير.
- الابتهاج في شرح المنهاج.
- البدر الساطع في شرح جمع الجوامع.
- السراج الوهاج في بيان ماهية الزواج.
- فتح من رب البرية في اختصار شرح العقيدة الطحاوية.
- شرح شرح العقيدة الطحاوية بكلام ابن القيم وابن تيمية.
- المختصر في النحو.
- المدخل لدراسة السنة النبوية.
- غاية النفحات قواعد لدراسة الأسماء والصفات. قال عنه الدكتور/ مصطفى حلمي (إحاطة كاملة بموضوعه وإجابة شافية لكل سؤال يرد على الخاطر عند تناول مسألة صفات الله عزوجل-
وقال: هي دراسة جامعة لم تترك شاردة ولا واردة)
** شارك الشيخ -حفظه الله- في مؤتمرات علمية عديدة منها ما يتصل ب-:
الفقه والأصول والنوازل التي تنزل بالأمة الإسلامية وقضايا العصر والتفسير وعلوم القرآن واللغة العربية وعلومها والحديث وعلومه والعقيدة والفرق والمذاهب.
*شارك في وضع المنهاج لمعاهد علمية عديدة وشارك في تقييم مناهج معاهد أخرى.
*شارك في دوريات مختلفة بمقالات وأبحاث شتى.
* له سلسة محاضرات إذاعية وتليفزيونية وبالأخص في القنوات الفضائية.
* له سلسة محاضرات في المساجد والمنتديات ودور المناسبات في شتى المجالات.
* حاضر في الحرمين الشريفين (المكي والمدني) وحاضر في الأزهر الشريف.
* يعمل عميدا لمعهد علوم القرآن والحديث للدراسات الإسلامية والعربية.
* عضو في لجنة الفتوى بمراكز إسلامية عديدة.
*عضو في جبهة علماء الأزهر الشريف.
وكل من رأى الشيخ -حفظه المولى- علم ما عليه من أدب جم وتواضع شديد وسعة صدر قل أن يصادفها المرء
وصدق من قال حال رجل في ألف رجل خير من مقال ألف رجل في رجل.
والحمد لله رب العالمين.
نقلا عن: الأخ الفاضل الغالى حامد الحنبلى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt ... &threadid=11582
---------
بواسطة العضو أبو عبد الرحمن الدرعمى(1/18)
أحمد أمين.. مؤرخ الفكر الإسلامي
(في ذكرى وفاته: 27 من رمضان 1373 هـ)
مصطفى عاشور
أحمد أمين
شهدت مصر في الفترة بين أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وأوائل القرن العشرين تكون جيل من العلماء الموسوعيين في كافة المجالات، استطاع أن يقود الحياة الثقافية في مصر والعالم العربي ردحا من الزمن، واستطاع أيضا أن ينير الطريق الثقافي للأجيال التي جاءت بعده لتبني على مجهوداته ولتكمل مسيرته.
وقد رأى هذا الجيل أن يقود الناس من خلال الكلمة والفكر قبل السياسة والحكم، ولذلك اهتم اهتماما قل نظيره بتثقيف نفسه، فتعامل مع الينابيع الصافية والأصيلة للحضارة والثقافة العربية والإسلامية، وفي الوقت نفسه تعامل وتفاعل مع الحضارة والثقافة الغربية.
وعندما وصل هذا الجيل الفريد إلى الدرجة العالمية من العلم تلفت حوله، فوجد الناس خواء، فقراء فكريا وعلميا، غير أن عقولهم ما زالت تربة خصبة لزراعة الأفكار؛ لذلك سعى ما وسعه الجهد للنهوض بأمته وأبناء جلدته، فخاطب الناس على كافة الجبهات، وفي شتى الميادين؛ فكان هذا الجيل هو حزب الثقافة والنهوض، فلم تضيعه السياسة في مناوراتها، ووعورة طريقها ولكن السياسة كانت عنده مرادفا للوطنية.
حياة في كلمات
تلك المقدمة هي ملخص حياة هذا الجيل الفريد، وهي تنطبق على كثير من رواده، ومنهم الكاتب الموسوعي "أحمد أمين" الذي بدأ حياته أزهريا، واستطاع بعد محاولات أن يخلع هذا الزي، ثم عمل مدرسا بمدرسة القضاء الشرعي سنوات طويلة، ثم جلس على كرسي القضاء ليحكم بين الناس بالعدل، فصار العدل رسما له إلى جانب رسمه، ثم أصبح أستاذا بالجامعة، فعميدا رغم أنه لا يحمل درجة الدكتوراة!، ثم تركها ليساهم في إنشاء أكبر مجلتين في تاريخ الثقافة العربية هما: "الرسالة"، و"الثقافة"، ثم بدأ رحلة من البحث والتنقيب في الحياة العقلية للعرب، فجاء بعد عناء طويل بـ"فجر الإسلام" و"ضحى الإسلام" و"ظُهر الإسلام".
النشأة والتكوين
وُلد أحمد أمين إبراهيم الطباخ في (2 من محرم 1304هـ= 11 من أكتوبر 1886م) في القاهرة، وكان والده أزهريا مولعا بجمع كتب التفسير والفقه والحديث، واللغة والأدب، بالإضافة إلى ذلك كان يحفظ القرآن الكريم ويعمل في الصباح مدرسا في الأزهر، ومدرسا في مسجد الإمام الشافعي، وإماما للمسجد، كما كان يعمل مصححا بالمطبعة الأميرية؛ فتفتحت عيناه على القرآن الكريم الذي يتلوه أبوه صباح مساء.
واهتم والده به منذ صغره، وساعده في حفظ القرآن الكريم، وفرض عليه برنامجا شاقا في تلقي دروسه وعوده على القراءة والإطلاع، كما كان الأب صارما في تربية ابنه يعاقبه العقاب الشديد على الخطأ اليسير؛ وهو ما جعل الابن خجولا، وعُرف عنه أيضا إيثاره للعزلة، فاتجه إلى الكتب بدلا من الأصحاب؛ فنَمَتْ عقليته على حساب الملكات الأخرى.
ودخل أحمد أمين الكُتَّاب وتنقل في أربعة كتاتيب، ودخل المدرسة الابتدائية، وأعجب بنظامها إلا أن أباه رأى أن يلحقه بالأزهر، ودرس الفقه الحنفي؛ لأنه الفقه الذي يعد للقضاء الشرعي.
مدرسة القضاء الشرعي
وقد نشأت في تلك الفترة مدرسة القضاء الشرعي التي اختير طلابها من نابغي أبناء الأزهر بعد امتحان عسير، فطمحت نفس أحمد إلى الالتحاق بها، واستطاع بعد جهد أن يجتاز اختباراتها، ويلتحق بها في (1325هـ= 1907م) ، وكانت المدرسة ذات ثقافة متعددة دينية ولغوية وقانونية عصرية وأدبية، واختير لها ناظر كفء هو "عاطف باشا بركات" الذي صاحبه أحمد أمين ثمانية عشر عاما، وتخرج في المدرسة سنة (1330هـ= 1911م) حاصلا على الشهادة العالمية، واختاره عاطف بركات معيدا في المدرسة فتفتحت نفس الشاب على معارف جديدة، وصمم على تعلم اللغة الإنجليزية فتعلمها بعد عناء طويل، وفي ذلك يقول: "سلكت كل وسيلة لتحقيق هذه الغاية".
وشاءت الأقدار أن يحاط وهو بمدرسة القضاء الشرعي بمجموعة من الطلاب والأساتذة والزملاء لكل منهم ثقافته المتميزة واتجاهه الفكري؛ فكان يجلس مع بعضهم في المقاهي التي كانت بمثابة نوادٍ وصالونات أدبية في ذلك الوقت يتناقشون، واعتبرها أحمد أمين مدرسة يكون فيها الطالب أستاذا، والأستاذ طالبا، مدرسة تفتحت فيها النفوس للاستفادة من تنوع المواهب.
وكان تأثير عاطف بركات فيه كبيرا؛ إذ تعلم منه العدل والحزم والثبات على الموقف، كان يعلمه في كل شيء في الدين والقضاء وفي تجارب الناس والسياسة، حتى إنه أُقصي عن مدرسة القضاء الشرعي بسبب وفائه لأستاذه بعدما قضى بها 15 عاما نال فيها أكثر ثقافته وتجاربه؛ لذلك قال عن تركها: "بكيت عليها كما أبكي على فقد أب أو أم أو أخ شقيق".
القضاء والعدل
غلاف كتاب فجر الإسلام لأحمد أمين
شغل أحمد أمين وظيفة القاضي مرتين الأولى سنة (1332هـ= 1913م) في "الواحات الخارجة" لمدة ثلاثة شهور، أما المرة الثانية فحين تم إقصاؤه من مدرسة "القضاء الشرعي" لعدم اتفاقه مع إدارتها، بعد أن تركها أستاذه عاطف بركات، وأمضى في القضاء في تلك الفترة أربع سنوات، عُرف عنه فيها التزامه بالعدل وحبه له، حتى صار يُلقب بـ"العدل"، واستفاد من عمله بالقضاء أنه كان لا يقطع برأي إلا بعد دراسة وتمحيص شديد واستعراض للآراء والحجج المختلفة، ولم تترك نزعة القضاء نفسه طيلة حياته بدءا من نفسه حتى الجامعة.
الجامعة
بدأ اتصال أحمد أمين بالجامعة سنة (1345هـ= 1926م) عندما رشحه الدكتور "طه حسين" للتدريس بها في كلية الآداب، ويمكن القول بأن حياته العلمية بالمعنى الصحيح آتت ثمارها وهو في الجامعة؛ فكانت خطواته الأولى في البحث على المنهج الحديث في موضوع المعاجم اللغوية، وكانت تمهيدا لمشروعه البحثي عن الحياة العقلية في الإسلام التي أخرجت "فجر الإسلام" و"ضحى الإسلام".
وتولى في الجامعة تدريس مادة "النقد الأدبي"، فكانت محاضراته أولى دروس باللغة العربية لهذه المادة بكلية "الآداب"، ورُقِّي إلى درجة أستاذ مساعد من غير الحصول على الدكتوراة، ثم إلى أستاذ فعميد لكلية الآداب سنة (1358هـ= 1939م) ، واستمر في العمادة سنتين استقال بعدهما؛ لقيام الدكتور "محمد حسين هيكل" وزير المعارف بنقل عدد من مدرسي كلية الآداب إلى الإسكندرية من غير أن يكون لأحمد أمين علم بشيء من ذلك، فقدم استقالته وعاد إلى عمله كأستاذ، وهو يردد مقولته المشهورة: "أنا أصغر من أستاذ وأكبر من عميد".
وفي الجامعة تصدَّع ما بينه وبين طه حسين من وشائج المودة؛ إذ كان لطه تزكيات خاصة لا يراها أحمد أمين صائبة التقدير، وتكرر الخلاف أكثر من مرة فاتسعت شُقَّة النفور، وقال عنه طه: "كان يريد أن يغير الدنيا من حوله، وليس تغير الدنيا ميسرا للجميع".
وقد عد فترة العمادة فترة إجداب فكري، وقحط تأليفي؛ لأنها صرفته عن بحوثه في الحياة العقلية.
الجامعة الشعبية
وفي سنة (1365هـ= 1945م) انتُدب للعمل مديرا للإمارة الثقافية بوزارة المعارف، وهي إدارة تعمل دون خطة مرسومة واضحة؛ فليس لها أول يُعرف ولا آخر يُوصف تساعد الجاد على العمل، والكسول على الكسل، وفي توليه لهذه الإدارة جاءت فكرة "الجامعة الشعبية"؛ حيث رأى أن للشعب حقا في التعلم والارتواء العلمي، وكان يعتز بهذه الجامعة اعتزازا كبيرا ويطلق عليها "ابنتي العزيزة"، وهي التي تطورت فيما بعد إلى ما سُمي بقصور الثقافة، وكان آخر المناصب التي شغلها بعد إحالته إلى التقاعد منصب مدير الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية.
لجنة التأليف والترجمة والنشر
أشرف أحمد أمين على لجنة التأليف والترجمة والنشر مدة أربعين سنة منذ إنشائها حتى وفاته، وكان لهذه اللجنة أثر بالغ في الثقافة العربية؛ إذ قدمت للقارئ العربي ذخائر الفكر الأوروبي في كل فرع من فروع المعرفة تقديما أمينا يبتعد عن الاتجار، كما قدمت ذخائر التراث العربي مشروحة مضبوطة، فقدمت أكثر من 200 كتاب مطبوع.
وكانت الثقة في مطبوعات اللجنة كبيرة جدا؛ لذلك رُزقت مؤلفات اللجنة حظا كبيرا من الذيوع وتخطفتها الأيدي والعقول، كما أنشأت هذه اللجنة مجلة "الثقافة" في (ذي الحجة 1357هـ = يناير 1939م) ، ورأس تحريرها، واستمرت في الصدور أربعة عشر عاما متوالية، وكان يكتب فيها مقالا أسبوعيا في مختلف مناحي الحياة الأدبية والاجتماعية، وكانت ثمرة هذه الكتابات كتابه الرائع "فيض الخاطر" بأجزائه العشرة.
وامتازت مجلة الثقافة بعرضها للتيارات والمذاهب السياسية الحديثة، وتشجيعها للتيار الاجتماعي في الأدب وفن الرواية والمسرحية، وعُنيت المجلة بالتأصيل والتنظير.
غلاف كتاب ضحى الإسلام لأحمد أمين
كما كان يكتب في مجلة "الرسالة" الشهيرة، وأثرى صفحاتها بمقالاته وكتاباته، وخاض بعض المحاورات مع كبار كتاب ومفكري عصره على صفحات الثقافة، ومنها محاورته مع الدكتور "زكي نجيب محمود"، الذي كتب مقالا نعى وانتقد فيه محققي التراث العربي ونشر ذخائره، ورأى أن الفكر الأوروبي أجدر بالشيوع والذيوع والترجمة من مؤلفات مضى زمانها، وأطلق على كتب التراث "الكتاب القديم المبعوث من قبره"، ثم قال: "سيمضي الغرب في طريقه، وهو يحاول الصعود إلى ذرى السماء، ونحن نحفر الأجداث لنستخرج الرمم".
فأثارت هذه الكلمات المجحفة للتراث أحمد أمين؛ فرد على ما قيل، وأكد أن الغرب أسس نهضته ومدنيته على الحضارة الرومانية واليونانية، وأكد أيضا أن المستشرقين هم أول من اهتم بالتراث العربي فنشروا أصوله وذخائره.
المجامع اللغوية
وقد أصبح عضوا بمجمع اللغة العربية سنة (1359هـ= 1940م) بمقتضى مرسوم ملكي، وكان قد اختير قبل ذلك عضوا مراسلا في المجمع العربي بدمشق منذ (1345هـ= 1926م) ، وفي المجمع العلمي العراقي، وبعضويته في هذه المجامع الثلاثة ظهرت كفايته وقدرته على المشاركة في خدمة اللغة العربية.
وكان رأيه أن المجمع ليست وظيفته الأساسية وضع المصطلحات وإنما عمله الأساسي هو وضع المعجم اللغوي التاريخي الأدبي الكبير، ويضاف هذا الإسهام الكبير في مجمع اللغة العربية إلى رصيده في خدمة الثقافة، كما اختير عضوا في المجلس الأعلى لدار الكتب سنة (1358هـ= 1939م) .
السياسة
كانت السياسة عند أحمد أمين تعني الوطنية لا يرى فرقا بينهما، وترجع معرفته بالسياسة وأقطابها إلى أستاذه عاطف بركات، وقد أُعجب الزعيم سعد زغلول به وبوطنيته، وبدقة تقاريره التي كان يكتبها عن أحوال مصر إبان ثورة 1919، ورغم ميله للوفد فإنه لم يشارك في السياسة بقدر كبير خوفا من العقوبة، وفي صراحة شديدة يقول: "ظللت أساهم في السياسة وأشارك بعض من صاروا زعماء سياسيين، ولكن لم أندفع اندفاعهم، ولم أظهر في السياسة ظهورهم لأسباب، أهمها لم أتشجع شجاعتهم؛ فكنت أخاف السجن وأخاف العقوبة".
ولما قارب سن الإحالة إلى المعاش اعتذر عن رئاسة تحرير جريدة "الأساس" التي اعتزم السعوديون إصدارها، وكان في ذلك الوقت منصرفا لأعماله الثقافية والفكرية المختلفة؛ لذلك كان بعده عن السياسة موافقا لهوى في نفسه من إيثار العزلة، واستقلال في الرأي وحرية في التفكير.
شخصية لا تعطي لونا واحدا
كانت المعرفة والثقافة والتحصيل العلمي هي الشغل الشاغل لأحمد أمين، حتى إنه حزن حزنا شديدا على ما ضاع من وقته أثناء توليه المناصب المختلفة، ورأى أن هذه المناصب أكلت وقته وبعثرت زمانه ووزعت جهده مع قلة فائدتها، وأنه لو تفرغ لإكمال سلسلة كتاباته عن الحياة العقلية الإسلامية لكان ذلك أنفع وأجدى وأخلد.
وقد امتازت كتاباته بدقة التعبير وعمق التحليل والنفاذ إلى الظواهر وتعليلها، والعرض الشائق مع ميله إلى سهولة في اللفظ وبعد عن التعقيد والغموض؛ فألّف حوالي 16 كتابا، كما شارك مع آخرين في تأليف وتحقيق عدد من الكتب الأخرى، وترجم كتابا في مبادئ الفلسفة.
فجر الإسلام والحياة العقلية
أما شهرته فقامت على ما كتبه من تاريخ للحياة العقلية في الإسلام في سلسلته عن فجر الإسلام وضحاه وظهره؛ لأنه فاجأ الناس بمنهج جديد في البحث وفي أسلوبه ونتائجه، فأبدى وجها في الكتابة التحليلية لعقل الأمة الإسلامية لم يُبدِه أحدٌ من قبله على هذا النحو؛ لذلك صارت سلسلته هذه عماد كل باحث جاء من بعده؛ فالرجل حمل سراجًا أنار الطريق لمن خلفه نحو تاريخ العقلية الإسلامية.
غير أنه كتب فصلا عن الحديث النبوي وتدوينه، ووضع الحديث وأسبابه، لم يتفق معه فيه بعض علماء عصره العظام، مثل: الشيخ محمد أبو زهرة، والدكتور مصطفى السباعي؛ فصوبوا ما يحتاج إلى تصويب في لغة بريئة وأدب عف، وقرأ أحمد أمين ما كتبوا وخصهم بالثناء، إلا أن البعض الآخر قال: إنه تلميذ المستشرقين، واتهموه بأنه يشكك في جهود المحدثين.
والواقع أن كتابا كـ "فجر الإسلام" يقع في عدة أجزاء كبار عن تاريخ الحياة العقلية في الإسلام منذ ظهوره وحتى سقوط الخلافة العباسية، تعرّض فيه كاتبه لآلاف الآراء، ومئات الشخصيات، لا بد أن توجد فيه بعض الأمور والآراء التي تحتاج إلى تصويب، دون أن يذهب ذلك بفضله وسبقه وقيمته.
وقد وجد أحمد أمين صعوبة كبيرة في تحليل الحياة العقلية العربية، ويقول في ذلك: "لعل أصعب ما يواجه الباحث في تاريخ أمته هو تاريخ عقلها في نشوئه وارتقائه، وتاريخ دينها وما دخله من آراء ومذاهب".
وفي كتابه "ضحى الإسلام" تحدث عن الحياة الاجتماعية والثقافية ونشأة العلوم وتطورها والفرق الدينية في العصر العباسي الأول، وأراد بهذه التسمية (ضحى الإسلام) الاعتبار الزمني لتدرج الفكر العلمي من عصر إلى عصر، واستطاع بأسلوب حر بليغ أن يمزج السياسة بالفكر عند الحديث عن الظواهر الجديدة في المجتمع الإسلامي، وكذلك تدرّج اللهو بتدرَج العصور؛ إذ بدأ ضئيلا في العهد الأول، ثم استشرى في العصور التالية، وحلل الزندقة وأسباب ظهورها وانتشارها وخصائص الثقافات الأجنبية من فارسية وهندية… إلخ، وهذا الكتاب من أَنْفَس ما كتب، وهو من ذخائر الفكر الإسلامي دون نزاع.
أما كتابه "زعماء الإصلاح في العصر الحديث" فاشتهر اشتهارا ذائعا؛ لأنه قُرِّر على طلاب المدارس عدة سنوات، فكثرت طبعاته وتداولتها الأيدي على نطاق واسع.
وكتاب "فيض الخاطر" جمع فيه مقالاته المختلفة في "الرسالة" و"الثقافة" ... وغيرهما، وبلغت حوالي 900 مقالة في عشرة أجزاء. وكتاب "حياتي" الذي دوّن فيه سيرته الذاتية، ويقول عن هذا الكتاب: "لم أتهيب شيئا من تأليف ما تهيبت من إخراج هذا الكتاب"، ونشر قبل وفاته بأربع سنوات.
أما كتبه الأخرى فهي: "ظُهر الإسلام"، و"يوم الإسلام"، و"قاموس العادات والتقاليد المصرية"، و"النقد الأدبي"، و"قصة الأدب في العالم"، و"قصة الفلسفة" ... وغيرها.
وتعاون مع بعض المحققين في إصدار كتاب "العقد الفريد" لـ "ابن عبد ربه"، و"الإمتاع والمؤانسة"، لـ "أبي حيان التوحيدي"، و"الهوامل والشوامل"، و"البصائر والذخائر"، و"خريدة القصر وفريدة العصر".
النهاية
وقد أصيب أحمد أمين قبل وفاته بمرض في عينه، ثم بمرض في ساقه فكان لا يخرج من منزله إلا لضرورة قصوى، ورغم ذلك لم ينقطع عن التأليف والبحث حتى توفاه الله في (27 من رمضان 1373هـ= 30 من مايو 1954م) ؛ فبكاه الكثيرون ممن يعرفون قدره.
ولعل كلمته: "أريد أن أعمل لا أن أسيطر" مفتاح هام في فهم هذه الشخصية الكبيرة.
أهم مصادر الدراسة:
محمد رجب البيومي: أحمد أمين- مؤرخ الفكر الإسلامي- دار القلم- دمشق- الطبعة الأولى- (1422هـ= 2001) .
فيهم حافظ الدناصوري: أحمد أمين وأثره في اللغة والنقد الأدبي- مكتبة الملك فيصل الإسلامية- الهرم- مصر- 1986م.
لمعي المطيعي: هذا الرجل من مصر- دار الشروق- الطبعة الأولى- (1417هـ= 1997م) .
_____________________
المصدر: موقع إسلام أون لاين: www.islam-online.net(1/19)
إبراهيم بن احمد بن محمد المنقور (1103هـ- - 1175هـ-)
الشيخ إبراهيم بن احمد بن محمد بن احمد بن حمد بن محمد المنقور.
هكذا نسبه بخط والده.
وقد ولد في وطنهم - حوطة سدير - فقد قال والد المترجم في تاريخه: (وفي أول شهر ذي الحجة سنة ثلاث ومائة وألف ولد ابني إبراهيم أصلحه الله) . أهـ-.
نشأ المترجم في هذه البلدة وقرأ على مشايخ نجد، واشهر مشايخه والده العلامة الفقيه الشيخ احمد المنقور، صاحب المجموع المشهور، وجد حتى أدرك لاسيما في الفقه فإن جل اشتغاله به.
وقد قرأ مجموع والده قراءة عالم متبصر.
والمترجم ولي قضاء بلدة الحوطة، وصار هو المرجع الوحيد فيها بالتدريس والوعظ والإفتاء، ولما استولى الأمير عبد العزيز بن محمد على بلدان سدير عام 1170 هـ- أمر قضاة بلدان سدير بالذهاب معه إلى الدرعية لمواجهة والده الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب، فجاؤا معه ومنهم قاضي حوطة سدير المترجم الشيخ إبراهيم المنقور فقابل الشيخ محمد بن عبد الوهاب والإمام محمد بن سعود فأقراه على قضاء بلده، وعاد إليها وبقي في قضائها ونشاطه العلمي فيها حتى مات، ومن المعلوم انهما لم يقرأه في عمله إلا برضا عن كفاءته العلمية ورضاً عن عقيدته.
وفاته:
قال ابن بشر: (وفيها - أي سنة 1175 هـ- - حدث في البلدان بقضاء الله وباء شديد يسمى (أبو دمغة) مات فيها قاضي سدير إبراهيم بن
احمد المنقور) . أهـ.
وأبو دمغة كما تسميه العامة في نجد هو داء يصيب الدماغ، وقليل الناجي من أصابته.
--------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/20)
إبراهيم بن عبد العزيز السويح (1302 - 1399 هـ- 1885 - 1979 م)
قاض، ولد في روضة سدير بالسعودية، وتولى القضاء في العلا وتبوك وملحقاتها.
من مؤلفاته:
- بيان الهدى من الضلال في الرد على صاحب الأغلال.
--------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/21)
إبراهيم بن عبد الله اللاحم
هو: د. إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن اللاحم، ولد عام 1376هـ- في مدينة بريدة، درس القرآن الكريم وأتمه حفظًا على يدي بعض المشايخ المتفرغين للتحفيظ في المساجد، وأكمل دراسته الثانوية في بريدة، ثم أتم تعليمه الجامعي في كلية الشريعة بالرياض، وتخرج منها عام 1396هـ-، ولأن ميوله -حفظه الله- كانت لعلوم السنة وما يخدمها، تخصص في علم الحديث وأكمل دراسته العليا فيه، وأعد رسالة الماجستير في تحقيق كتاب "الكشف الحثيث في من رمي بوضع الحديث" لبرهان الدين الحلبي، وناقش الرسالة عام 1401هـ-، وأعد رسالة الدكتوراه في كتاب "التحقيق في أحاديث التعليق" لابن الجوزي، وناقش الرسالة عام 1409هـ-، والشيخ -رعاه الله- مبرِّز في علم المصطلح وتفريعاته وقواعده، وعلم الجرح والتعديل، وقد تتلمذ على عدد من العلماء وتأثر بهم وهم: 1- فضيلة الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله تعالى-.
2- فضيلة الشيخ صالح البليهي -رحمه الله-.
3- فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك -حفظه الله-.
4- فضيلة الشيخ عبد الكريم اللاحم -حفظه الله-.
5- فضيلة الشيخ صالح الأطرم -شفاه الله-.
6- فضيلة الشيخ صالح المنصور -حفظه الله-.
والشيخ إبراهيم -رعاه الله- عضو في هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود فرع القصيم، نفع الله به وسدد خطاه.
http://www.taimiah.org/biographies/lahem.asp
-------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/22)
إبراهيم بن ناصر المنيف
هو إبراهيم بن ناصر بن عبد المحسن المنيف من آل محمد من الوهبة من بني تميم. ولد في حوطة سدير في بداية عام 1344هـ-، ودرس على يد علماء وأئمة الحوطة، وكان فطنا ذكيا منذ صغره ن فقد حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة.
نشأ وترعرع وشب عودة بحوطة سدير ودرس على أيدي علماء أفاضل وأخص منهم بالذكر فضيلة الشيخ عبد الله العنقري قاضي سدير، وجالس كثيرا سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ مفتي الديار السعودية، ودرس أيضا على سماحة الشيخ عبد اله بن حميد، والشيخ سليمان بن خزيم، والشيخ علي بن سويد، والشيخ صالح الغصون.
في بداية عام 1360هـ- عين الشيخ إبراهيم إماما لأحد مساجد حوطة سدير وظل بهذا المسجد حتى عام 1374هـ- وفي نهاية عام 1374هـ- عين مدرسا للعلوم الدينية في إحدى مدارس الحوطة وفي معهد المعلمين بالبلدة نفسها وظل بهذا العمل حتى عام 1383هـ-.
وعين كاتب ضبط في محكمة المزاحمية حتى نهاية عام 1394هـ-، ثم انتقل إلى الرياض حيث عمل ضبط بالمحكمة المستعجلة بها وظل بهذا العمل إلى عام 1401هـ- حيث صدر قرار من قبل معالي وزير العدل بتعيينه كاتب عدل بالرياض ومن ذلك اليوم وهو يعمل بها حتى الآن أمد الله في عمره. وعلاوة على كتابة العدل يعمل إماما لمسجد الرويتع الكائن بالرياض كما أنه مأذون عقود الأنكحة.
توفي رحمه الله في 15 / 6 / 1413 هـ- في مدينة الرياض.
-------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/23)
إحسان إلهي ظهير (1360هـ- - 1407هـ-)
نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية
للشيخ إحسان إلهي ظهير
مجاهدون بالقلم
خالد بن سليمان الجبرين
إحسان إلهي عالم باكستاني من أولئك الذين حملوا لواء الحرب على أصحاب الفرق الضالة، وبينوا بالتحقيق والبحث الأصيل مدى ماهم فيه من انحراف عن سبيل الله وحياد عن سنة نبيه، وإن ادعوا الإسلام وملأوا مابين الخافقين نفاقاً وتقية.
ولد في "سيالكوت" عام (1363هـ) ولما بلغ التاسعة كان قد حفظ القرآن كاملاً وأسرته تعرف بالانتماء إلى أهل الحديث.. وقد أكمل دراسته الابتدائية في المدارس العادية وفي الوقت نفسه كان يختلف إلى العلماء في المساجد وينهل من معين العلوم الدينية والشرعية.
الجامعة والنبوغ الجامعي:
لقد حصل الشيخ على الليسانس في الشريعة من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وكان ترتيبه الأول على طلبة الجامعة وكان ذلك عام (1961م) .
وبعد ذلك رجع إلى الباكستان وانتظم في جامعة البنجاب، كلية الحقوق والعلوم السياسية، وفي ذلك الوقت عين خطيباً في أكبر مساجد أهل الحديث بلاهور. ثم حصل على الليسانس أيضاً.
وظل يدرس حتى حصل على ست شهادات ماجستير في الشريعة، واللغة العربية، والفارسية، والأردية، والسياسة. وكل ذلك من جامعة البنجاب وكذلك حصل على شهادة الحقوق من كراتشي.
المناصب والوظائف والدعوة:
كان رحمه الله رئيساً لمجمع البحوث الإسلامية.
بالإضافة إلى رئاسة تحرير مجلة "ترجمان الحديث" التابعة لجمعية أهل الحديث بلاهور في باكستان، كذلك كان مدير التحرير بمجلة أهل الحديث الأسبوعية.
وكان رحمه الله عظيم الشأن في أموره كلها.. رجع يوم رجع إلى بلاده ممتلئاً حماساً للدعوة الإسلامية.
وقد عرض عليه العمل في المملكة العربية السعودية فأبى آخذاً بقوله تعالى: وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون (122) {التوبة: 122} .
يقول عنه الدكتور محمد لقمان السلفي في مجلة الدعوة (1) :
"لقد عرفت هذا المجاهد الذي أوقف حياته بل باع نفسه في سبيل الله أكثر من خمس وعشرين سنة عندما جمعتني به رحمه الله مقاعد الدراسة في الجامعة الإسلامية، جلست معه جنباً إلى جنب لمدة أربع سنوات فعرفته طالباً ذكياً يفوق أقرانه في الدراسة، والبحث، والمناظرة! وجدته يحفظ آلاف الأحاديث النبوية عن ظهر قلب كان يخرج من الفصل.. ويتبع مفتي الديار الشامية الشيخ ناصر الدين الألباني (2) ويجلس أمامه في فناء الجامعة على الحصى يسأله في الحديث ومصطلحه ورجاله ويتناقش معه، والشيخ رحب الصدر يسمع منه، ويجيب على أسئلته وكأنه لمح في عينيه ما سيكون عليه هذا الشاب النبيه من الشأن العظيم في سبيل الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله بالقلم واللسان".
وكان الشيخ رحمه الله يتصل بالدعاة والعلماء في أيام الحج في شتى بقاع الأرض.. يتداول معهم الموضوعات الإسلامية والمشاكل التي يواجهها المسلمون.
دعاة الضلالة والحقد المستعر:
لكل مجاهد مخلص.. خصوم وأعداء، ولكل حق ضده من الباطل وبما أن الشيخ كان سلفي العقيدة من المنتمين لأهل الحديث فقد جعله هذا في حرب فكرية دائمة مع الطوائف الضالة كالرافضة والإسماعيلية والقاديانية.
لقد كان يرفضها.. ويرد على ضلالاتها.. ويجابهها في كل مكان وكل منتدى شأنه شأن كل مؤمن حقيقي الإيمان يعتقد في قرارة نفسه أن الكتاب والسنة هما الطريق الأوحد ولا طريق سواه لكل من أراد أن يكون من المنتمين لدين الإسلام. ويعتقد كذلك أن أدياناً تبنى على الكذب وتتستر خلف الترهات والأباطيل لجديرة بألا تصمد أمام النقاش وأن تتضعضع أمام سواطع الحق ونور الحقيقة.
ولهذا الأمر طفق يلقي المحاضرات، ويعقد المناقشات والمناظرات مع أصحاب الملل الضالة، ويصنف الكتب المعتمدة على مبدأ الموضوعية في النقل والمناقشة والتحقيق. وكثيراً ما كان يرد على المبطلين بأقوالهم.. ويسعى إلى كشف مقاصدهم والإبانة عن انحرافهم وضلالهم وفي كل ذلك كان يخرج من المعركة منتصراً يعضده الحق، وينصره الله تعالى.
ولما أحس به أهل الانحراف، وشعروا بأنه يخنق أنفاسهم، ويدحض كيدهم عمدوا إلى طريقة تنبئ عن جبن خالع.. عمدوا إلى التصفية الجسدية بطريقة ماكرة!
وفاته واستشهاده:
في لاهور بجمعية أهل الحديث وبمناسبة عقد ندوة العلماء كان الشيخ يلقي محاضرة مع عدد من الدعاة والعلماء، وكان أمامه مزهرية ظاهرها الرحمة والبراءة، وداخلها قنبلة موقوتة.. انفجرت لتصيب إحسان إلهي ظهير بجروح بالغة، وتقتل سبعة من العلماء في الحال وتلحق بهم بعد مدة اثنان آخران.
كان ذلك في 23-7-1407هـ-، ليلاً.
وبقي الشيخ إحسان أربعة أيام في باكستان، ثم نقل إلى الرياض بالمملكة العربية السعودية على طائرة خاصة بأمر من الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله واقتراح من العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.
وأدخل المستشفى العسكري، لكن روحه فاضت إلى بارئها في الأول من شعبان عام (1407هـ) ، فنقل بالطائرة إلى المدينة المنورة ودفن بمقبرة البقيع بالقرب من صحابة رسول الله (3) .
آثاره:
بالإضافة إلى محاضراته في الباكستان، والكويت، والعراق، والمملكة العربية السعودية والمراكز الإسلامية في مختلف ولايات أمريكا.
فقد كتب العديد من الكتب والمؤلفات التي سعى إلى جمع مصادرها من أماكن متفرقة كأسبانيا، وبريطانيا، وفرنسا، وإيران، ومصر.. وإليك قائمة بأسماء تلك الكتب (4) :
1 الشيعة والسنة (1393هـ) .
2 الشيعة وأهل البيت (1403هـ) وهي الطبعة الثالثة.
3 الشيعة والتشيع فرق وتاريخ.
4 الإسماعيلية تاريخ وعقائد (1405هـ) .
5 البابية عرض ونقد.
6 القاديانية (1376هـ) .
7 البريلوية عقائد وتاريخ (1403هـ)
8 البهائية نقد وتحليل (1975م) .
9 الرد الكافي على مغالطات الدكتور علي عبد الواحد وافي (1404هـ) .
10 التصوف، المنشأ والمصادر الجزء الأول (1406هـ) .
11 دراسات في التصوف وهو الجزء الثاني.
12 الشيعة والقرآن (1403هـ) .
13 الباطنية بفرقها المشهورة.
14 فرق شبه القارة الهندية ومعتقداتها.
15 النصرانية.
16 القاديانية باللغة الإنجليزية.
17 الشيعة والسنة بالفارسية.
18 كتاب الوسيلة بالإنجليزية والأوردية.
19 كتاب التوحيد.
20 الكفر والإسلام بالأوردية.
21 الشيعة والسنة بالفارسية والإنجليزية والتايلندية.
خالد بن سليمان الجبرين
---------------
* الهوامش:
1. مجلة الدعوة السعودية عدد (1087)
2. حيث كان الألباني مدرساً بالجامعة الإسلامية في الفترة ما بين (1381هـ- و 1383)
3. إحسانا الهي ظهيرا ص (23)
4. المصدر نفسه ص: (9) - ص (16)
5. الدعوة عدد (1087)
*المراجع: ِِ
1. إحسان الهي ظهير - رسالة من تأليف: محمد إبراهيم الشيباني
2. مجلة الدعوة السعودية العدد (1087)
3. مجلة المجتمع الكويتية (812)
4. مجلة الفيصل السعودية العدد (123)
---------------------
منقول من مجلة الجندي المسلم
(مجلة تصدر عن وزارة الدفاع السعودية)
العدد 105
http://saaid.net/Warathah/1/taher.htm
--------------
بواسطة العضو ابو ابراهيم الكويتي(1/24)
إحسان عباس
ولد في قرية عين غزال بفلسطين عام 1920م، وتعلم حتى تخرج من الكلية العربية في القدس عام 1941م، ثم واصل تعليمه العالي حتى نال الدكتوراه من كلية الآداب جامعة القاهرة سنة 1954م.
وقد بدأ تدريسه الجامعي في كلية غوردن التذكارية في السودان، ثم جامعة الخرطوم، ثم انتدب للتدريس في الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1961م، وشغل فيها منصب رئيس دائرة اللغة العربية ولغات الشرق الأدنى، ومدير مركز الدراسات العربية ودراسات الشرق الأوسط، ورئيس تحرير مجلة الأبحاث، وهو عضو في المجمع العلمي العربي بدمشق والمجمع العلمي الهندي (عن فلسطين) وهو الآن يعمل في الجامعة الأردنية بعمان.
وقد شارك الدكتور (إحسان عباس) في ضروب مختلفة من النشاط الأكاديمي والتربوي في جامعات ومؤتمرات وندوات عربية وعالمية كثيرة عن الدراسات العربية والإسلامية والتراث والأدب الحديث، كما كان مستشاراً لعدد من الجامعات في تخطيطها لبرامج الدراسات العليا.
وللدكتور إحسان عباس إنتاج علمي متميز يقرب من الستين كتاباً؛ تأليفا وتحقيقاً وترجمة إضافة إلى ما يزيد على السبعين بحثاً ومقالة ومراجعة لكتب.
ومما ألف من الكتب عن الشعر العربي المعاصر: اتجاهات الشعر العربي المعاصر، وبدر شاكر السياب، وعبد الوهاب البياتي والشعر العربي الحديث، ومما حققه: فريدة القصر، للعماد الأصفهاني، ورسائل ابن حزم الاندلسي، وديوان لبيد بن ربيعة العامري، ومما ترجمه: كتاب الشعر، لأرسطو، وأرنست همنغواي، لكارلوس بيكر.
حقق د. إحسان عباس عبر حياته العلمية والأدبية الحافلة قدرا عاليا من الإبداع الفكري المقترن بالأصالة وبراعة العرض، وأغنى الدراسات الأدبية بأعماله الرائدة التي مزج فيها بين خصائص التراث العربي، وآداب اللغات الأخرى وأتاح المجال لتحديث دراسة الأدب والشعر العربي المعاصر والتفاعل بينه وبين الآداب العالمية الأخرى.
فاز بجائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي (بالاشتراك) عام 1400هـ-/1980م، وكان موضوع الجائزة "الدراسات التي تناولت الشعر العربي المعاصر".
-------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/25)
إسماعيل محمد الأنصاري
1340هـ-/1921م- تنبكتو (مالي) 1417هـ-/1996م الرياض
- تلقى علومه ودرس في تنبكتو، حيث درس النحو والصرف واللغة وحفظ ألفيه بن مالك وكلفه مشايخه بحفظ الكثير من المتون نظما ونثرا، وقرأ القرآن بقراءة نافع وحفظه غيبا، كما تلقى على مشايخه كتب التوحيد وأصول الفقه وعلم المنطق والمعلقات وفن البلاغة ومصطلح الحديث الشريف والتفسير، ومن أبرز مشايخه: الشيخ محمد عبد الرحمن الأنصاري، والشيخ محمد بن ثاني الأنصاري، والشيخ حمد بن الأمين الأنصاري، والشيخ محمد بن صالح الإدريسي، والشيخ عبد الله بن محمود المدني، ونال الإجازة من مشايخه في التفسير والحديث، وقدم للملكة عام 1370هـ- وتلقي علوم التوحيد والعقيدة والحديث وعلومه والتفسير وأصوله، وفي عام 1372هـ- نال الإجازة بالتدريس في المسجد الحرام، متخصص في التفسير، والحديث، والفقه، والعقيدة، إلى جانب النحو، والصرف، والأدب.
- عمل مدرسا بالمدرسة الصولتية عام 1370هـ-، وانتدب في عام 1374هـ- للتدريس في المعهد العلمي بالرياض، ثم اختاره سماحة مفتي المملكة آنذاك الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مدرسا في مسجده، ثم مدرسا في معهد إمام الدعوة بعد تأسيسه تحت رئاسته أيضا، ثم انتقل إلى الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء وكان اسمها في ذلك الوقت دار الإفتاء ليكون عضوا بها بأمر من سماحة المفتي آنذاك الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ عام 1382هـ-، إلى أن أحيل إلى التقاعد لبلوغه السن النظامية، ومع ذلك استمر يؤدي العمل الذي يوكل إليه في هذا المجال.
- من مؤلفاته: الإمام بشرح عمدة الأحكام (مجلدان) ، التحفة الربانية بشرح الأربعين النووية وتكملتها للحافظ بن رجب، تصحيح حديث صلاة التراويح عشرين ركعة والرد الألباني في تضعيفه، الإرشاد في القطع بقول حديث الآحاد، رسالة في شأن الخضر عليه السلام (مخطوط) ، النبذة النحوية في الأسئلة والأجوبة النحوية، الفقيه والمتفقه للحافظ الخطيب البغدادي (تحقيق) ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للخلال (تحقيق) الأعلام العلية في مناقب الشيخ ابن تيمية لأبي حفص البزار (تحقيق) ، العجالة السنية في شرح الألفية في السيرة النبوية للعراقي بشرح المناوي (تحقيق) ، النهاية للحافظ ابن كثير وهي خاتمة كتابه البداية (تحقيق) ، تطهير الاعتقاد للصنعاني (تحقيق) ، إباحة التحلي بالذهب المحلق (رد على الشيخ ناصر الدين الألباني في تحريمه للتحلي بالذهب المحلق للنساء) ، الصارم المنكي في الرد على السبكي لابن عبد الهادي (تحقيق) ، قرة عيون الموحدين للشيخ عبد الرحمن بن حسن (تحقيق) ، الوابل الصيب لابن القيم (تحقيق) ، أخلاق العلماء للآجري (تحقيق.
------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/26)
العربي بن أحمد الحاج
المعلومات الشخصية:
تاريخ ومكان الميلاد: 23 سبتمبر 1955م، أصغير (المغرب) .
الجنسية: جزائري
المؤهلات العلمية:
1- شهادة البكالوريا في الآداب من وهران (الجزائر) سنة 1974م بدرجة "الشرف".
2- شهادة الليسانس في الحقوق (التوجيه القضائي) من جامعة وهران (الجزائر) سنة 1979م بتقدير "جيد جداً".
3- دبلوم الدراسات المعمقة في القانون الخاص من جامعة "ران" (RENNES) بفرنسا سنة 1980م بدرجة الشرف.
4- دكتوراه دولة في القانون الخاص من جامعة "ران" (RENNES) بفرنسا سنة 1984م بتقدير "مشرف جداً".
ثالثاً: التسلسل الوظيفي:
1- أستاذ مساعد في جامعة وهران (الجزائر) من 9/9/1984 إلى 8/9/1985م.
2- أستاذ مساعد مرسم في جامعة وهران من 9/9/1985 إلى 25/12/1988م.
3- أستاذ مكلف بالدروس مرسم من 26/12/1988 إلى 27/10/1989م.
4- أستاذ محاضر مرسم في نفس الجامعة من 1/1/1990 إلى 27/10/1993م.
5- أستاذ بروفيسور في القانون الخاص في جامعة وهران من 27/10/1993 إلى 18/9/1996م.
6- أستاذ مشارك في الفقه الإسلامي بالمعهد الوطني العالي للشريعة الإسلامية بوهران في
الفترة: 1987 - 1996م.
7- أستاذ بروفيسور في القانون الخاص في جامعة الملك سعود (كلية العلوم الإدارية) بالرياض في السعودية من 5/5/1417هـ- (1996) إلى يومنا هذا.
رابعاً: نبذة مختصرة عن الخبرة العلمية:
1- أستاذ للدراسات العليا (ماجستير القانون الخاص) في جامعة وهران في الفترة 1986- 1996م.
2- أستاذ في الفقه الإسلامي بالمعهد الوطني العالي للشريعة الإسلامية بوهران في الفترة: 1987- 1996م.
3- أستاذ القانون في جامعة التكوين المتواصل، فرع وهران، في الفترة 1988-1994م.
4- محامي معتمد لدى المحكمة العليا في الجزائر العاصمة في الفترة من: 1992-1996م.
5- رئيس وحدة البحث الخاصة بالقانون الطبي بكلية الحقوق بجامعة وهران في الفترة: 1988-1996م.
6- عضو في المجلس العلمي لكلية الحقوق والعلوم الإدارية بجامعة وهران في الفترة: 1988-1996م.
7- عضو في لجنة الخُبراء التابعة لوزارة التعليم العالي في الجزائر في الفترة: 1993-1996م
8- مقرر لجنة معادلة المقررات والشهادات الدراسية في جامعة الملك سعود (كلية العلوم الإدارية) منذ 1419هـ- إلى يومنا هذا.
9- أشرف على عدة رسائل دكتوراه دولة في القانون الخاص والفقه الإسلامي.
10- ألقى عدة محاضرات في ملتقيات وندوات داخل الوطن العربي وخارجه.
11- له عدة مؤلفات وأبحاث تحت الطبع في القانون المدني والفقه الإسلامي.
12- أقدمية تربوية وعلمية قدرها 18 سنة في التعليم الجامعي والبحث العلمي العالي.
خامساً: الكتب المطبوعة والمنشورة:
1- المدخل لدراسة الفقه الإسلامي، د. م. ج، الجزائر ط1 (1990م) وط2 (1992م)
2- النظرية العامة للالتزامات في القانون المدني الجزائري (في جزئين) ، د. م. ج. الجزائر، ط1 (1992م) ، ط2 (1997م) .
3- الوجيز في شرح قانون الأسرة الجزائري في (جزئين) ، د. م. ج. الجزائر، ط1 (1994م) ، ط2 (1999م) .
4- التعليق على قانون الأسرة الجزائري، د. م. ج. الجزائر، ط1 (1995م) ط2 (2001م) .
5- أبحاث ومذكرات في القانون والفقه (في جزئين) د. م. ج. الجزائر، ط1 1995م.
6- أحكام المواريث، د. م. ج. الجزائر 1996م.
7- بحوث في فقه المعاملات، المعهد الوطني العالي للشريعة الإسلامية، وهران 1996م.
سادساً: أهم المقالات والبحوث العلمية المنشورة:
1- معصومية الجثة في الفقه الإسلامي. مجلة الحقوق، الكويت، العدد 4، ديسمبر 1999م، ص173.
2- الأحكام الشرعية والطبية للمتوفى في الفقه الإسلامي. مجلة البحوث الفقهية المعاصرة، الرياض، 1999م، العدد 42، ص8.
3- معالم نظرية الشركة لدى فقهاء الشريعة الإسلامية: مجلة البحوث الفقهية، المعاصرة، الرياض 1998م، العدد 39، ص7.
4- الأركان الشرعية لقيام عقد البيع في الفقه الإسلامي (دراسة مقارنة) . المجلة الجزائرية للعلوم القانونية، الجزائر، 1998م، العدد 2، ص107.
5- حكم الشريعة الإسلامية في قتل الرحمة أو تيسير الموت للمريض الميؤوس من شفائه. مجلة منار الإسلام، أبو ظبي، العدد 5، أغسطس 1999م، ص16.
6- حكم استنساخ الميت في الفقه الإسلامي، مجلة المحامي، الرياض، العدد 7، رمضان 1421هـ-. ص54.
7- الضوابط الشرعية والأخلاقية والإنسانية للإنعاش الصناعي. مجلة المنار الإسلامي، أبو ظبي، العدد 7، أكتوبر 2000م، ص54.
8- موقف الفقه الإسلامي من التجارب الطبية والعملية على الجنين. مجلة الدعوة، الرياض العدد 1775، 11 يناير 2001م، ص40.
9- معالم نظرية الحق لدى فقهاء الشريعة الإسلامية. مجلة البحوث الفقهية المعاصر، الرياض 1995م، العدد 25، ص49.
10- حكم الشريعة الإسلامية في أعمال الطب والجراحة والبيولوجيا المستحدثة مجلة البحوث الفقهية المعاصرة، الرياض 1993م، العدد 18، ص53.
11- المسؤولية عن الأشياء غير الحية في القانون المدني الجزائري. المجلة الجزائرية للعلوم القانونية، 1991م، عدد 3، ص 646.
12- حكم الإكراه وعلاقته بالمسؤولية المدنية في الشريعة الإسلامية والقانون المدني الجزائري المجلة الجزائرية للعلوم القانونية، 1990م، عدد 1، ص216.
13- مفهوم التعسف في استعمال الحق في القانون المدني الجزائري، المجلة الجزائرية للعلوم القانونية، 1992م، عدد 4، ص694.
14- الخطأ العقدي في القانون الجزائري. مجلة الرسالة القانونية، 1994م، عدد3و4 (في حلقتين) .
15- دعوى المسؤولية التقصيرية في القانون القضائي الجزائري. المجلة الجزائرية للعلوم القانونية، 1994، عدد 2 ص410.
16- مشكلة الميت الحي (أو المتوفى دماغياً) بين علماء الطب وفقهاء الإسلام. مجلة منار الإسلام، أبو ظبي، العدد 12، ذو الحجة 1421هـ-، مارس 2001م، ص54.
17- دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية في القانون القضائي الجزائري. المجلة الجزائرية للعلوم القانونية، 1993، عدد1، ص166.
18- شروط انعقاد الوصية في قانون الأسرة الجزائرية. المجلة الجزائرية للعلوم القانونية، 1990، عدد 2، ص392.
19- طرق الطلاق في قانون الأسرة الجزائرية. المجلة الجزائرية للعلوم القانونية، 1990 عدد3، ص610.
20- ترك الخصومة في القضايا المدنية والجنائية في القانون القضائي الجزائري. جريدة المساء، أبريل 1988 (حلقات متسلسلة) .
21- مسؤولية الأطباء والجراحين المدنية والجنائية في القانون القضائي الجزائري. ملتقى القانون الطبي، جامعة سيدي بلعباس، أبريل 1992م.
22- أهمية المفاهيم الاقتصادية في المجال التعاقدي في القانون القضائي الجزائري ملتقى نظرية العقد، جامعة وهران، مايو 1993.
23- مشكلة إجرام الأحداث بين الوقاية والإصلاح في التشريع الجزائري. مجلة الشرطة، الأعداد 37، 38، 39، لسنة 1989م.
24- الحماية الجنائية للأسرة في التشريع الجنائي الجزائري والمقارن. جريدة المساء، جانفي 1989م. (حلقات متسلسلة) .
25- نظام النيابة العامة ودورها في القضايا الجنائية والمدنية في التشريع الجزائري. مجلة الجمهورية الأسبوعية، 1991، الأعداد من 102 إلى 107.
26- جريمة الرشوة في قانون العقوبات الجزائري والفقه الجنائي الإسلامي. جريدة المساء، جانفي 1988 (حلقات متسلسلة) .
27- أصالة الفقه الإسلامي وقابليته للتطور. جريدة المساء، مايو 1988 (حلقات متسلسلة) .
28- البحث والاستدلال كمرحلة من مراحل الخصومة الجنائية في قانون الإجراءات الجنائية (الجزائري) . المجلة الجزائرية للعلوم القانونية 1991، عدد1، ص348.
29- منهجية الإمام مالك في استنابط الأحكام الشرعية. جريدة المساء، أبريل 1988 (حلقات متسلسلة) .
30- تحديد الشخص المسؤول عن الأضرار الناجمة عن الأشياء في القانون المدني الجزائري. مجلة الشرطة، 1992، عدد 49 و50 (في حلقتين) .
http://www.fiqhia.com/dr6.php
-------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/27)
الشيخ أحمد شاكر
هو الأستاذ العلامة المحدث أبو الأشبال الشيخ أحمد بن محمد شاكر بن أحمد ابن عبد القادر. ولد -رحمه الله- بعد فجر يوم الجمعة في التاسع والعشرين من شهر جمادي الأخرة سنة 1309هـ الموافق 1892م بمنزل والده بالقاهرة، ثم ارتحل مع والده إلى السودان حيث كان قد عُينَ قاضياً فيها.
درس الشيخ أحمد شاكر في السودان بكلية» غوردن «ثم بعد رجوعه إلى مصر درس بالإسكندرية، ثم التحق بالأزهر الذي صار والده وكيلاً لمشيخته سنة 1328هـ.
وانتقال الشيخ إلى الأزهر كان بداية عهد جديد من حياته، فقد استطاع أن يتصل بكثير من العلماء وطلبة العلم الموجودين في القاهرة ثم بدأ ينتقل في مكتبات القاهرة ويستفيد من العلماء ويكثر من المطالعة وقد حاز على الشهادة العالمية من الأزهر سنة 1917م وعمل في التدريس لمدة أربعة أشهر فقط، ثم عمل في سلك القضاء حتى أحيل على التقاعد سنة 1951م.
ولم ينقطع خلال فترة اشتغاله بالقضاء عن المطالعة والتصنيف، بل إنه أثرى المكتبة الإسلامية بأبحاثه القيمة وتحقيقه لأمهات الكتب المفيدة.
وكانت وفاته في السادس والعشرين من شهر ذي القعدة سنة 1377هـ الموافق 1958م.
أشهر شيوخه:
تربى الشيخ أحمد شاكر في بيئة علمية، فوالده كان وكيلاً للأزهر، وجده لأمه العالم الجليل هارون عبد الرزاق؛ بالإضافة إلى وجود الأزهر الذي كان يستقطب كبار العلماء من شتى بلدان العالم الإسلامي مما أتاح للشيخ فرصة أن ينهل من معين العلم والعلماء.
ومن أشهر العلماء الذين استفاد منهم:
1- والده العلامة محمد شاكر، وكان أعظم الناس أثراً في حياته.
2- الشيخ عبد السلام الفقي، وقد تعلم منه كتب الأدب واللغة والشعر.
3- الشيخ محمود أبو دقيقة، وتعلم منه الفقه وأصوله بالإضافة إلى أنه تعلم منه الفروسية، والرماية، والسباحة.
4- علامة الشام الشيخ جمال الدين القاسمي.
5- علامة المغرب ومحدثها الشيخ عبد الله بن إدريس السنوسي، وقد أجازه برواية صحيح البخاري وبقية الكتب الستة.
6- الشيخ طاهر الجزائري من كبار علماء الشام.
7- العلامة محمد رشيد رضا صاحب مجلة المنار، وغيرهم من جهابذة العلم.
جهوده في خدمة السنة:
أهم المصنفات التي حققها وعلق عليها:
1- تحقيق كتاب الرسالة للإمام الشافعي تحقيقاً علمياً نافعاً ينم عن غزارة علمه وسعة اطلاعه، وهو أول كتاب عرف به الشيخ أحمد.
2- تحقيق (الجامع) للترمذي عن عدة نسخ، وصل فيه إلى نهاية الجزء الثالث.
3- تحقيق وشرح مسند الإمام أحمد بن حنبل، وقد شرع بخدمة هذا الكتاب من 1911م حتى بدأ بطباعته سنة 1946م، فهرس أحاديثه حسب الموضوعات، وخرجها وشرح مفرداته وعلق عليه تعليقات هامة ومفيدة، ولكنه لم ينته من تخريج كامل أحاديث المسند بل وصل إلى ثلث الكتاب تقريباً، وعدد الأحاديث التي حققها [8099] وقدم للكتاب بنقل كتابين جعلهما كالمقدمة بالنسبة للمسند هما:» خصائص المسند «للحافظ أبي موسى المديني» والمصعد الأحمد في ختم مسند الإمام أحمد «لابن الجزري.
4- تحقيق مختصر سنن أبي داود للحافظ المنذري، ومعه معالم السنن للخطابي، وتهذيب ابن قيِّم الجوزية، بالاشتراك مع الشيخ محمد حامد الفقي، وطبع الكتاب في ثمانية مجلدات.
5- تحقيق صحيح ابن حبان: حقق الجزء الأول منه فقط.
6- شرح ألفية السيوطي في علم الحديث، وطبع الكتاب في مجلدين.
7- الباعث الحثيث شرح» اختصار علوم الحديث «للحافظ ابن كثير.
8- تحقيق كتاب» الإحكام في أصول الأحكام «لابن حزم.
9- عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير اختصره وحذف منه الأسانيد، والروايات الإسرائيلية والأحاديث الضعيفة، وتفاصيل المسائل الكلامية، وهو أفضل المختصرات التي طبعت لتفسير ابن كثير.
10- تخريج أحاديث من تفسير الطبري: شارك أخاه محمود شاكر في تخريج أحاديث بعض الأجزاء من هذا التفسير وعلق على بعض الأحاديث إلى الجزء الثالث عشر.
11- تحقيق كتاب» لباب الآداب «للأمير أسامة بن منقذ المتوفى سنة 584هـ.
12- تحقيق كتاب شرح العقيدة الطحاوية. هذا بالإضافة إلى كتب أخرى قيمة في الأدب واللغة، وبحوث مفيدة في الفقه والقضايا الاجتماعية والسياسية كتبها في مجلة» الهدي النبوي «حينما كان رئيس تحرير لها، وقد جمعت بعض هذه المقالات ونشرت في كتاب بعنوان ((كلمة الحق)) .
جهوده في المجال السياسي والاجتماعي:
عاش الشيخ أحمد شاكر في فترة امتازت بكثرة الأحداث وتواليها، والدول الإسلامية تئن تحت نير الاستعمار الإنكليزي والفرنسي، وخور المسلمين وعجز معظم العلماء عن القيام بواجبهم، بل كانوا يشعرون بالانهزامية والصغار أمام هجمات الصليبيين وتلامذتهم من المستشرقين الفكرية وطعنهم في هذا الدين، والتركيز على مصر المركز العلمي للعالم الإسلامي، واليهود يخططون لاحتلال فلسطين، وأحكام الشريعة الإسلامية أقصيت عن حياة الناس، بفعل الفساد والتخطيط الصليبي الماكر ضد هذه الأمة، حتى صار التدين والتمسك بدين الإسلام، وصمة عار وتخلفاً ورجعية.
وأمام هذه الموجات المتلاطمة والعواصف الجارفة التي تهب بالفساد وقمع الصالحين من العباد، ونصبوا لذلك رايات في كل هضبة وواد.
فلا يقوى على الصمود والمواجهة إلا العظماء من الرجال، وما دام أنه كما يقال: لكل زمان دولة ورجال، فقد هيأ الله سبحانه وتعالى الشيخ ليذود عن حياض هذه الأمة ويدافع عن شرفها وعزتها التي لا تكون أبداً إلا بتمسكها بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، فانبرى الشيخ للتصدي لكل الأفكار الهدامة متمسكاً بكتاب الله ملتزماً بعقيدة السلف، يقارع الأعداء وتلامذة الغرب من المستشرقين دون أن تلين له قناة أو تخور له عزيمة، مع قلة من أمثاله من الرجال.
وصار يدبج ببراعه مقالات نفيسة وتعليقات مفيدة على بعض ما حققه من الكتب، ومن ذلك تعليقاته على تفسير ابن جرير الطبري، وعمدة التفسير مفصلاً القول عن آيات الحاكمية وتكفير من لا يحكم بشريعة الله، وتعليقاته لا تزال مصدراً هاماً لمن جاء بعده من العلماء المجاهدين الذين فتح الله بصيرتهم ولا أريد للقارئ لمقالتي هذه أن يعيش في جو التصور النظري، بل أنصح والدين النصيحة بالاطلاع على كتاب» كلمة الحق «فليس من سمع كمن رأى وعندها يتعرف القارئ على مدى مقدرة الشيخ على البيان وفصاحته، ودفاعه عن هذا الدين الحنيف، وتصديه للمبتدعين، والخرافيين وللمستشرقين وغيرهم.
وأريد أن أخص بالذكر من بين المقالات الهامة للشيخ ثلاثة مقالات هي:» أيتها الأمم المستعبدة «،» بيان إلى الأمة المصرية خاصة وإلى الأمم العربية والإسلامية عامة «، والثالثة» تحية المؤتمر العربي في قضية فلسطين «.
ستلاحظ من خلالها مواقفه الحازمة وبغضه لأعداء الله، وتحريض الأمة على جهاد المستعمر الذي نهب خيرات البلاد ونشر في الأمة الفساد.
منهجه في تصحيح الأسانيد:
غلب على الشيخ في مجال البحث العلمي الاهتمام بتخريج الأحاديث ودراسة أسانيدها خاصة في تخريجه لأحاديث المسند.
وعند تتبع الأسانيد التي حكم عليها بالصحة، يلاحظ أن أهم القواعد التي يسير عليها في تصحيح إسناد حديث ما هي كالآتي:
1- إذا ذكر البخاري الراوي في» تاريخه الكبير «وسكت عنه، ولم يذكره في الضعفاء فإن الشيخ يعتبر سكوته توثيقاً للراوي.
2- إذا ذكر ابن أبي حاتم الراوي في» الجرح والتعديل «وسكت عنه أيضا، فإن الشيخ يعتبر سكوته عن الراوي توثيقاً له.
3- كان يعتمد على توثيق ابن حبان فالرواة الذين ذكرهم ابن حبان في كتاب» الثقات «ثقات عند الشيخ أحمد شاكر.
4- توثيقه لـ (عبد الله بن لهيعة) بإطلاق.
5- توثيقه للمجهول من التابعين قياساً لحالهم على حال الصحابة.
ومما أخذ على الشيخ أمور:
الأولى: معظم الكتب الهامة التي قام بتحقيقها أو شرحها لم يكد يتممها وكأنه كان يشتغل بأكثر من كتاب في وقت واحد، فالترمذي والمسند وصحيح ابن حبان وتفسير ابن كثير وتفسير الطبري، وغيرها، لم تكتمل، ولو أكملها لكانت الفائدة أوسع وأكثر، فلا تكاد تجد من يسد هذا الفراغ الذي تركه الشيخ، فمنهجه وأسلوبه يختلف عمن جاء من بعده.
الثانية:: في نقد منهجه في تصحيح الأسانيد بناء على أهم القواعد المذكورة آنفاً. فالبخاري في» التاريخ الكبير «وكذا ابن أبي حاتم في» الجرح والتعديل «لا يعتبر سكوتهما عن الراوي تعديلاً له، فقد يذكر البخاري في كتابه راوياً ضعيفاً ويسكت عنه، وقد يسكت عن بعض الرواة المجهولين، ويسكت أحياناً عن بعض الرواة الذين لم يعرفهم ولم يفرق بين أسمائهم. وأما ابن أبي حاتم فقد يسكت عن الرواة الذين لم يتمكن من معرفة أحوالهم فقد قال في مقدمة كتاب الجرح والتعديل:
» على أنا قد ذكرنا أسامي كثيرة مهملة من الجرح والتعديل، كتبناها ليشتمل الكتاب على كل من روي عنه العلم وجاء وجود الجرح والتعديل فيهم فنحن ملحقوها بهم من بعد إن شاء الله تعالى «.
أما اعتماده على توثيق ابن حبان، فابن حبان كان متساهلاً في التوثيق فما كل من ذكرهم في» كتاب الثقات «بثقات.
وقد تكلم عن تساهل ابن حبان في التوثيق العلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني في كتاب» التنكيل «وكذا الشيخ ناصر الألباني في مواضع من السلسلة الضعيفة. فكان مما قاله الألباني:» إن ابن حبان متساهل في التوثيق، فإنه كثيراً ما يوثق المجهولين حتى الذين يصرح هو بنفسه أنه لا يدري من هو ولا من أبوه «.
وتساهله نابع من اصطلاحه في تعريف العدل، فالعدل عنده من لم يعرف منه الجرح إذ الجرح ضد التعديل، فمن لم يعلم بجرح فهو عدل إذا لم يبين ضده إذ لم يكلف الناس معرفة ما غاب عنهم (1) .
وأما توثيقه لعبد الله بن لهيعة بإطلاق فهو موضع انتقاد أيضاً.
إذ أن عبد الله بن لهيعة ضعفه أكثر العلماء الذين يعتد بقولهم كابن معين، والنسائي وابن المديني، والجوزجاني، وابن حبان، والذهبي، وابن خزيمة، لأنه اختلط في آخر عمره بعد احتراق كتبه وأما من روى عنه قبل الاختلاط فروايته صحيحة، والذين رووا عنه قبل أن يختلط وقبل احتراق كتبه هم العبادلة.» عبد الله ابن المبارك، وعبد الله بن وهب، وعبد الله بن المقرئ «وفي غير رواية هؤلاء عنه فهو ضعيف.
وأما توثيقه للمجهولين من التابعين فليس بصحيح، وإنما فعل ذلك قياساً لحال هؤلاء على حال الصحابة، والفرق واضح، فالصحابة مشهود بعدالتهم وثقتهم وقد رضي الله عنهم ورضوا عنه، وليس حال التابعين كذلك، قال الحافظ ابن حجر:» ثم إن من بعد الصحابة تلقوا ذلك منهم وبذلوا أنفسهم في حفظه وتبليغه، وكذلك من بعدهم إلا أنه دخل فيمن بعد الصحابة في كل عصر قوم ممن ليست لهم أهلية ذلك وتبليغه، فأخطأوا فمما تحملوا ونقلوا، ومنهم من تعمد ذلك فدخلت الآفة فيه من هذا الوجه، فأقام الله طائفة كثيرة من هذه الأمة للذب عن سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- فتكلموا في الرواة على قصد النصيحة « (2) .
لكن الشيخ أحمد شاكر إذا مر بتابعي وكان مجهولاً، فكثيراً ما يكرر العبارة الآتية: ((وهو تابعي، فأمره على الستر والعدل حتى يتبين فيه جرح)) .
الحواشي:
1- مقدمة كتاب الثقات.
2- لسان الميزان: 1/3
[مجلّة البيان] العدد 39(1/28)
الشيخ أحمد النجمي
ترجمة الشيخ أحمد بن يحيى بن محمد بن شبير النجمي
بقلم تلميذه محمد بن هادي المدخلي
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئآت أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
((فإن للعلماء علينا من الحقوق ما بتركه يتم العقوق، ومن رعايتها: ضبط أحوالهم الشريفة، وتدوين مناقبهم المنيفة، وتخليد محاسنهم في بطون الأوراق، والمحافظة على حفظ نتائج أفكارهم () التي هي من أنفس الأعلاق، ومن ذلك:
تعظيمهم باللسان، والجنان، والأركان، وعدم التعرض لما يؤذيهم بالدخول في أعراضهم الجميلة، والاستهانة بمناقبهم الجزيلة الجليلة، والتقعد لهم بمراصد الاستخفاف، والتنصب لهم بمنصة الخلاف.
وقد ورد في الآيات الفرقانية، والأحاديث النبوية، والآثار المصطفوية، ما يقتضي النهي عن ذلك وتتخطى بمن عمل به أيمن المسالك)) () .
وممن له علينا هذا الحق شيخنا العلامة الشيخ: أحمد بن يحيى النجمي ـ حفظه الله ـ فقد انتفعنا بعلمه كثيراً فجزاه الله عنا أفضل الجزاء.
وقد كثر الطلب من الإخوة المحبين للشيخ في كتابة نبذة ولو مختصرة عنه وعن حياته الذاتية والعلمية، وألحُّوا علي في ذلك غاية الإلحاح، وأنا أتهرب من ذلك، واعتذر دائماً إليهم، لعلمي بالعجز والقصور لدي، ولكن كل ذلك لم يفد شيئاً ولم يعذرني منهم أحد، فلما رأيت ذلك منهم استعنت بالله تعالى وحده في كتابة هذه النبذة المختصرة عن شيخنا ـ حفظه الله تعالى.
فأقول:
اسمه ونسبه:
هو شيخنا الفاضل العلامة، المحدث، المسند، الفقيه، مفتي منطقة جازان حالياً، وحامل راية السنة والحديث فيها الشيخ أحمد بن يحيى بن محمد بن شبير النجمي آل شبير من بني حُمَّد، إحدى القبائل المشهورة بمنطقة جازان.
ولادته:
ولد الشيخ ـ حفظه الله ـ بقرية النجامية في الثاني والعشرين من شهر شوال عام ستة وأربعين وثلاثمائة والف للهجرة النبوية، 22/10/1346هـ ونشأ في حجر أبوين صالحين ليس لهما سواه.
ولهذا فقد نذرا به لله ـ أي لا يكلفانه بشئ من أعمال الدنيا ـ وقد حقق الله ما أرادا.
فكانا محافظين عليه محافظة تامة، حتى إنهما لا يتركانه يلعب بين الأولاد ولما بلغ سن التمييز أدخلاه كتاتيب القرية فتعلم القراءة والكتابة وقرأ القرآن في الكتاتيب الأهلية قبل مجئ الشيخ عبد الله القرعاوي ـ رحمه الله ـ ثلاث مرات آخرها في العام (1358هـ) الذي قدم فيه الشيخ القرعاوي.
حيث قرأ القرآن أولاً على الشيخ عبده بن محمد عقيل النجمي عام 1355هـ، ثم قرأ أيضاً على الشيخ: يحيى فقيه عبسي وهو من أهل اليمن وكان قد قدم على النجامية وبقي بها ودرس عليه شيخنا في عام 1358هـ ولما قدم الشيخ عبد الله القرعاوي، حصلت بينه وبين هذا المعلم مناظرة في مسألة الاستواء ـ وكان أشعرياً ـ فهزم، وهرب على إثر ذلك {وقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين} .
نشأته العلمية:
وبعدما هرب مدرسهم الأشعري تردد الشيخ مع عمَّيه الشيخ حسن بن محمد، والشيخ حسين بن محمد النجميين على الشيخ عبد الله القرعاوي في مدينة صامطة أياماً ولكنه لم يستمر، وكان ذلك في عام (1359هـ) وفي عام (1360) وفي صفر بالتحديد التحق شيخنا بالمدرسة السلفية وقرأ القرآن هذه المرة بأمر الشيخ عبد الله القرعاوي ـ رحمه الله ـ على الشيخ عثمان بن عثمان حملي ـ رحمه الله ـ حيث قرأ عليه القرآن مجوداً وحفظ (تحفة الأطفال) و (هداية المستفيد) و (الثلاثة الأصول) و (الأربعين النووية) و (الحساب) وأتقن تعلم الخط.
وكان يجلس في الحلقة التي وضعه الشيخ فيها إلى أن يتفرق الطلبة الصغار بعد صلاة الظهر، ثم ينظم إلى الحلقة الكبرى التي يتولى الشيخ عبد الله القرعاوي تدريسها بنفسه فيجلس معهم من بعد صلاة الظهر إلى صلاة العشاء، ثم يعود مع عميه المذكورين سابقاً إلى قريته (النجامية) .
وبعد أربعة أشهر أذن له الشيخ عبد الله القرعاوي ـ رحمه الله ـ أن ينضم إلى هذه الحلقة ـ حلقة الكبار ـ التي يدرسها الشيخ بنفسه، فقرأ على الشيخ فيها: (الرحبية) في الفرائض، و (الآجرومية) في النحو، و (كتاب التوحيد) و (بلوغ المرام) و (البيقونية) ، و (نخبة الفكر) وشرحها (نزهة النظر) ، و (مختصرات في السيرة) ، و (تصريف الغزي) ، و (العوامل في النحو مائة) ، و (والورقات) في أصول الفقه، و (العقيدة الطحاوية) بشرح الشيخ عبد الله القرعاوي، قبل أن يروا شرح ابن أبي العز عليها، ودرس أيضاً شيئاً من (الألفية) لابن مالك، و (الدرر البهية) مع شرحها (الدراري المضية) في الفقه، وكلاهما للشوكاني ـ رحمه الله ـ وغير ذلك من الكتب سواء منها ما درسوه كمادة مقررة كالكتب السابقة أو ما درسوه على سبيل التثقف لبعض الرسائل والكتب الصغيرة، أو كانوا يرجعون إليه عند البحث كـ (نيل الأوطار) و (زاد المعاد) و (نور اليقين) و (الموطأ) و (الأمهات) .
وفي عام (1362هـ) وزع عليهم الشيخ عبد الله ـ رحمه الله ـ أجزاء الأمهات الموجودة في مكتبته وهي: (الصحيحين) و (سنن أبي داود) و (سنن النسائي) و (موطأ الإمام مالك) فقرؤا عليه فيها ولم يكملوها؛ لأنهم تفرقوا بسبب القحط.
وفي عام (1364هـ) عادوا فقرؤا عليه ثم أجازه الشيخ عبد الله ـ رحمه الله تعالى ـ برواية الأمهات الست.
وفي عام (1369هـ) درس على الشيخ إبراهيم بن محمد العمودي ـ رحمه الله ـ قاضي صامطة في ذلك الوقت كتاب إصلاح المجتمع، وكتاب الشيخ عبد الرحمن بن سعدي ـ رحمه الله ـ في الفقه المرتب على صيغة السؤال والجواب واسمه: (الإرشاد إلى معرفة الأحكام) .
كما درس على الشيخ على بن الشيخ عثمان زياد الصومالي بأمر من الشيخ عبد الله القرعاوي ـ رحمه الله ـ في النحو كتاب (العوامل في النحو مائة) وكتب أخرى في النحو والصرف.
وفي عام (1384هـ) حضر في حلقة الشيخ الإمام العلامة مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله لمدة تقارب شهران في التفسير في (تفسير ابن جرير الطبري) بقراءة عبد العزيز الشلهوب كما حضر في العام نفسه في حلقة شيخنا الإمام العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ حفظه الله ـ لمدة شهر ونصف تقريباً في صحيح البخاري بين المغرب والعشاء.
شيوخه:
مما مضى يتبين لنا شيوخه ـ حفظه الله ـ وهذا ترتيبهم:
1 ـ الشيخ إبراهيم بن محمد العمودي ـ قاضي صامطة في حينه.
2 ـ الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي ـ رحمه الله.
3 ـ الشيخ العلامة الداعية المجدد في جنوب المملكة عبد الله القرعاوي ـ رحمه الله تعالى ـ وبه تخرج الشيخ أحمد، فهو أكثر شيوخه إفادة له.
4 ـ الشيخ عبده بن محمد عقيل النجمي.
5 ـ الشيخ عثمان بن عثمان حملي.
6 ـ الشيخ علي بن الشيخ عثمان زياد الصومالي.
7 ـ الشيخ الإمام العلامة مفتي البلاد السعودية السابق محمد بن إبراهيم آل الشيخ ـ رحمه الله.
8 ـ الشيخ يحيى فقيه عبسي اليمني.
تلاميذه:
ولشيخنا ـ حفظه الله تعالى ـ كثير وكثير من التلاميذ، فمن أمضى مثل هذه المدة في التدريس التي تقارب النصف قرن، كم يتصور أن يكون تلاميذه، ولو ذهبت أعددهم لاحتجت إلى مجلد ضخم؛ وإنما أذكر نموذجاً يستدل به على الباقين فمنهم:
1 ـ شيخنا العلامة المحدث ناصر السنة الشيخ ربيع بن هادي.
2 ـ شيخنا العلامة الفقيه زيد بن محمد هادي المدخلي.
3 ـ شيخنا العالم الفاضل علي بن ناصر الفقيهي.
وإنما اكتفيت بذكر هؤلاء الثلاثة لشهرتهم في الأوساط العلمية، فلا يعتب علينا أحد.
ذكاؤه ـ وفقه الله ـ:
يتمتع الشيخ بدرجة من الذكاء عالية جداً وهاك قصة تدل على ذكائه وحافظته منذ صغره ـ حفظه الله:
يقول العم الشيخ عمر بن أحمد جردي المدخلي ـ وفقه الله:
((لما كان الشيخ أحمد يحضر مع عميه حسناً وحسيناً النجميين إلى المدرسة السلفية بصامطة ـ أي في عام ـ 1359هـ ـ وعمره آنذاك 13 سنة كان يسمع الدروس التي يلقيها الشيخ عبد الله القرعاوي على تلاميذه الكبار، وكان يحفظها حفظاً)) .
قلت: وهذا هو ما جعل الشيخ عبد الله القرعاوي يلحقه بحلقة الكبار الذين كان الشيخ يتولى تدريسهم بنفسه؛ لأنه رأى نجابته وسرعة حفظه وذكائه.
أعماله:
عمل شيخنا ـ حفظه الله ـ مدرساً بمدارس شيخه القرعاوي ـ رحمه الله ـ احتساباً، وعندما بدأت الوظائف عين مدرساً بقريته (النجامية) وكان ذلك في عام 1367هـ، وفي عام 1372هـ نقل إماماً ومدرساً في قرية (أبو سبيلة) في (بالحُرَّث) ، وفي عام 1374هـ وفي 1/1/1374هـ بالتحديد عندما فتح المعهد العلمي في (صامطة) عين مدرساً به حتى عام 1384هـ حيث استقال من التدريس بالمعهد على أمل أن يدرس بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية وسافر إليها؛ لكن حصلت له ظروف حالت دون ذلك، فعاد إلى المنطقة وكتب الله له التعيين واعظاً مرشداً بوزارة العدل بمنطقة جازان فقام بالوعظ والإرشاد أحسن قيام.
وفي عام (1387هـ) وبالتحديد في 1/7 منه عاد مدرساً بالمعهد العلمي بمدينة (جازان) حسب طلبه، وفي ابتداء الدراسة عام 1389هـ عاد إلى التدريس بمعهد (صامطة) وبقي به مدرساً حتى أحيل على التقاعد في 1/7/1410هـ.
ومنذ ذلك الحين إلى كتابة هذه الأسطر، وهو مشتغل بالتدريس في بيته والمسجد المجاور له ومساجد أخرى في المنطقة في دروس أسبوعية مع القيام بأمر الفتوى.
وهو في هذا كله قد عمل بوصية شيخه له في مداومته على التعليم والمحافظة على المتعلمين وخاصة الغرباء والمنقطعين منهم، وله ـ حفظه الله ـ على ذلك صبر عجيب، فجزاه الله عنا خيراً.
وقد عمل أيضاً بوصية شيخه القرعاوي ـ رحمه الله ـ فواصل الدراسة والبحث والاستفادة، وخاصة في علمي الحديث والفقه وأصولهما حتى فاق أقرانه وأصبح له في ذلك اليد الطولى، بارك الله في عمره وعلمه ونفع بجهوده.
آثاره العلمية:
لشيخنا ـ حفظه الله ـ آثار علمية كثيرة بعضها طبع وبعضها لم يطبع، نسأل الله تعالى أن ييسر طبعه حتى يحصل الانتفاع به ومن ذلك:
1 ـ أوضح الإشارة في الرد على من أباح الممنوع من الزيارة.
2 ـ تأسيس الأحكام شرح عمدة الأحكام ـ طبع منه جزء صغير جداً جداً.
3 ـ تنزيه الشريعة عن إباحة الأغاني الخليعة.
4 ـ رسالة الإرشاد إلى بيان الحق في حكم الجهاد.
5 ـ رسالة في حكم الجهر بالبسملة.
6 ـ فتح الرب الودود في الفتاوى والردود.
7 ـ المورد العذب الزلال فيما انتقد على بعض المناهج الدعوية من العقائد والأعمال.
وغير ذلك من المؤلفات النافعة التي قدمها للمسلمين جزاه الله خير الجزاء ونفع به الإسلام والمسلمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه تلميذه
محمد بن هادي بن علي المدخلي
المحاضر بكلية الحديث بالجامعة
الإسلامية بالمدينة النبوية(1/29)
أبو الأعلى المودودي.. داعية فوق السحاب
(في ذكرى ميلاده: 3 رجب 1321هـ)
سمير حلبي
أبو الأعلى المودودي
يعد أبو الأعلى المودودي نموذجًا فريدًا للداعية الإسلامي المجتهد الذي أوقف حياته على الدعوة إلى الإسلام، وجعل رسالته في الحياة إعلاءَ كلمة الحق، والتمكين للإسلام في قلوب أتباعه قبل ربوعه وأوطانه. وكان لإخلاصه في دعوته واجتهاده في رسالته أكبر الأثر في التفاف الكثيرين حوله، وانضوائهم تحت لواء فكره الذي تخطى حدود القومية ونطاق المكان؛ ليصبح راعية عالميًا للإسلام في كل مكان، بل إن أعماله ومؤلفاته قد انطلقت لتتخطى حدود المكان وتتجاوز إسار اللغة، فترجمت إلى معظم لغات العالم؛ لتظل ينبوعًا متجددًا لعطائه الفكري والدعوي الذي تجاوز مرحلة الدعوة باللسان والتنظير الفكري إلى مجال التطبيق العملي للتشريع الإسلامي حكمًا وقيادة ومعاملات.
أسرته ونشأته
ينتمي أبو الأعلى المودودي إلى أسرة تمتد جذورها إلى شبه جزيرة العرب، فقد هاجرت أسرته منذ أكثر من ألف عام إلى جشت بالقرب من مدينة هراة، ثم رحل جده الأكبر "ضواجه مودود" إلى الهند في أواخر القرن التاسع الهجري.
وكان أبوه سيد أحمد حسن مودود الذي ولد في دلهي بالهند سنة (1266 هـ = 1850م) واحدًا من طلاب جامعة عليكرة، وقد عمل مدرسًا، ثم عمل بالمحاماة، وفي (3 من رجب 1321 هـ = 25 من سبتمبر 1903م) رزق بابنه "أبو الأعلى المودودي"، وبعد ذلك بنحو عام اعتزل الأب الناس، ومال إلى الزهد، فنشأ أبو الأعلى في ذلك الجو الصوفي، وتفتحت عيناه على تلك الحياة التي تفيض بالزهد والورع والتقوى.
وقضى أبو الأعلى طفولته الأولى في مسقط رأسه في مدينة "أورنك آباد الدكن"، بمقاطعة حيدر آباد، وكان أبوه معلمه الأول، وقد حرص أبوه على تنشئته تنشئة دينية، واهتم بتلقينه قصص الأنبياء والتاريخ الإسلامي، وكان يصحبه إلى مجالس أصدقائه من رجال الدين والعلماء؛ فتفتحت ملكاته وظهر نبوغه وذكاؤه منذ حداثة سنه، ونال إعجاب أساتذته منذ سنوات دراسته الأولى.
وحرص أبوه على تعليمه اللغة العربية والفارسية بالإضافة إلى الفقه والحديث، وأقبل المودودي على التعليم بجد واهتمام حتى اجتاز امتحان مولوي، وهو ما يعادل الليسانس.
المودودي صحفيًا
وفي هذه الأثناء أصيب الأب بالشلل، وأصبح قعيدًا بلا حراك، وضاقت سبل العيش بالأسرة والأبناء، فكان على المودودي أن يكافح من أجل لقمة العيش، وقد وهبه الله ملكة الكتابة التي صقلها بالقراءة والمطالعة، فقرر أبو الأعلى أن يجعل من قلمه وسيلة للرزق، وكان أخوه الأكبر "سيد أبو الخير" مديرًا لتحرير جريدة مدينة بجنور، فعمل المودودي محررًا بالجريدة، إلا أنه لم يستمر طويلا بها، فقد أغلقت الحكومة الجريدة، فانتقل بعد ذلك إلى جريدة تاج التي كانت تصدر أسبوعية من جبلبور، ثم أصبحت يومية.
وكان من نتيجة عمله بالصحافة أن سعى المودودي إلى تعلم اللغة الإنجليزية حتى أتقنها، وصار بإمكانه الاطلاع على كتب التاريخ والفلسفة والاجتماع ومقارنة الأديان باللغة الإنجليزية دون أية صعوبة في فهمها واستيعابها.
وما لبثت الحكومة أن أغلقت تلك الجريدة، فعاد المودودي إلى "دلهي" واشترك مع مدير جمعية علماء الهند في إصدار جريدة مسلم، وصار مديرًا لتحريرها لمدة ثلاث سنوات حتى أغلقت عام (1341 هـ = 1922م) فانتقل إلى بهو بال، ثم عاد مرة أخرى إلى دلهي سنة (1342 هـ = 1923م) ؛ حيث تولى الإشراف على إصدار جريدة تصدرها جمعية علماء الهند تحمل اسم الجمعية، وظل يتحمل وحده عبء إصدارها حتى سنة (1347 هـ = 1928م) .
مع إقبال
وفي ذلك العام أتم كتابه "الجهاد في الإسلام" الذي حقق شهرة عالمية، وقد كتبه ردًا على مزاعم غاندي التي يدعي فيها أن الإسلام انتشر بحد السيف.
وفي عام (1351 هـ = 1932م) أصدر ترجمان القرآن من حيدر آباد الركن، وكان شعارها: "احملوا أيها المسلمون دعوة القرآن وانهضوا وحلقوا فوق العالم".
وكان تأثير المودودي عبر ترجمان القرآن من أهم العوامل التي ساعدت على انتشار التيار الإسلامي في الهند، وزيادة قوته، وقد تبلور ذلك في حزب الرابطة الإسلامية، وتأكد ذلك في دعوته أثناء المؤتمر الذي عقد في لنكو سنة (1356هـ = 1937م) إلى الاستقلال الذاتي للولايات ذات الأغلبية الإسلامية.
ونتيجة لشهرة المودودي واتساع دائرة تأثيره الفكري في العالم الإسلامي، دعاه المفكر والفيلسوف محمد إقبال في سنة (1356 هـ = 1937م) إلى لاهور ليمارس نشاطه الإسلامي البارز بها، فلبى المودودي دعوة إقبال.
وعندما توفي إقبال في العام التالي (1357 هـ = 1938م) تاركًا فراغًا كبيرًا في مجال الفكر والدعوة اتجهت الأنظار إلى المودودي ليملأ هذا الفراغ الذي ظهر بعد رحيل إقبال.
تأسيس الجماعة الإسلامية
وبدأ المودودي حركته الإسلامية التي تهدف إلى تعميق الإسلام لدى طبقة المفكرين المسلمين والدعوة إلى الإسلام، حتى أسس الجماعة الإسلامية في لاهور، وتم انتخابه أميرًا لها في (3 من شعبان 1360 هـ = 26 من أغسطس 1941م) .
وبعد ذلك بعامين في (1362 هـ = 1943م) نقلت الجماعة الإسلامية مركزها الرئيسي من لاهور إلى دار السلام - إحدى قرى بتها نكوت - وكان المودودي طوال هذه الفترة لا يكف عن الكتابة والتأليف، فأصدر عدة كتب من أهمها: المصطلحات الأربعة الأساسية في القرآن، والإسلام والجاهلية، ودين الحق، والأسس الأخلاقية الإسلامية، وغيرها.
ومع إعلان قيام دولة الباكستان في (11 من شوال 1366 هـ = 28 من أغسطس 1947م) ، انتقل المودودي مع زملائه إلى لاهور؛ حيث أسس مقر الجماعة الإسلامية بها، وفي (صفر 1367 هـ = يناير 1948م) بعد قيام باكستان بنحو خمسة أشهر، ألقى المودودي أول خطاب له في كلية الحقوق، وطالب بتشكيل النظام الباكستاني طبقًا للقانون الإسلامي.
وظل المودودي يلح على مطالبة الحكومة بهذا المطلب، فألقى خطابًا آخر في اجتماع عام بكراتشي في (ربيع الآخر 1367 هـ = مارس 1948م) تحت عنوان "المطالبة الإسلامية بالنظام الإسلامي".
اعتقاله
وبدأت الجماعة الإسلامية في الضغط على الحكومة ومجلس سن القوانين للموافقة على المطالب التي قدمها المودودي بجعل القانون الأساسي لباكستان هو الشريعة الإسلامية، وأن تقوم الحكومة الباكستانية بتحديد سلطتها طبقا لحدود الشريعة.
وحينما عجزت الحكومة عن الرد على تلك المطالب قامت في (غرة ذي الحجة 1367 هـ = 4 من أكتوبر 1948م) باعتقال المودودي وعدد من قادة الجماعة الإسلامية، ولكن ذلك لم يصرف المودودي وبقية أعضاء الحركة من الاستمرار في المطالبة بتطبيق النظام الإسلامي، وأظهر الشعب تعاونه الكامل مع الجماعة في مطالبها حتى اضطرت الحكومة إلى الموافقة على قرار الأهداف الذي يحدد الوجهة الإسلامية الصحيحة لباكستان في (13 من جمادى الأولى 1368 هـ = 12 من مارس 1949م) .
وبعد ذلك بنحو عام (11 من شعبان 1369 هـ = 28 من مايو 1950م) اضطرت الحكومة إلى إطلاق سراح "المودودي" وزملائه.
وبدأت الجماعة الإسلامية دراسة قرار الأهداف الموضوعة في حيز التنفيذ، وفي الوقت نفسه كانت الحكومة - التي أقلقها مطالب الشعب - تسعى إلى وضع مقترحاتها الدستورية، وأعطت لنفسها سلطات واسعة للسيطرة على الرعية؛ فقام المودودي بإلقاء خطاب في اجتماع عام بلاهور في (3 من المحرم 1370 هـ = 14 من أكتوبر 1950م) ، قام فيه بتوجيه النقد إلى تلك المقترحات التي تمهد الطريق للديكتاتورية؛ فثار الرأي العام وهو ما اضطر الحكومة إلى التراجع، وتحدت علماء الجماعة الإسلامية، في أن يجتمعوا على ترتيب مسودة دستور إسلامي، وقبل العلماء التحدي؛ فاجتمع (31) عالمًا يمثلون الفرق المختلفة في (13 من ربيع الآخر 1370 هـ = 21 من يناير 1951م) بمدينة كراتشي، واشترك المودودي معهم في صياغة النقاط الدستورية التي اتفقوا عليها، ولكن الحكومة قابلت المقترحات الدستورية التي تقدمت بها الجبهة الإسلامية بالصمت، وإزاء ذلك قامت الحركة الإسلامية بعقد عدة اجتماعات شعبية، فقامت الحكومة بإعلان الأحكام العسكرية في لاهور في (20 من جمادى الآخر 1372 هـ = 6 من مارس 1953م) ، وفي (13 من رجب 1372 هـ = 28 من مارس 1953م) تم اعتقال المودودي للمرة الثانية مع اثنين من زملائه دون توضيح أسباب هذا الاعتقال، ثم أطلق سراحهم بعد نحو شهر ونصف في (23 من شعبان 1372 هـ = 7 من مايو 1953م) ، ولكن ما لبث أن تم اعتقالهم مرة أخرى في اليوم التالي مباشرة.
الحكم بإعدامه
وبعد أربعة أيام فقط من اعتقاله حكم عليه بالإعدام، وهو ما أدى إلى حدوث ثورة من الغضب الشديد في معظم أنحاء العالم الإسلامي، وتوالت البرقيات من كل مكان تشجب هذا الحكم، حتى اضطرت الحكومة إلى تخفيف حكم الإعدام والحكم عليه بالسجن مدى الحياة، ولكن ردود الفعل الرافضة لهذا الحكم أدت إلى إصدار حكم بالعفو عن المودودي في (1374 هـ = 1955م) .
ومع بداية عام (1375 هـ = 1956) رضخت الحكومة لمطالب الشعب بإصدار دستور إسلامي للبلاد، ولكن ما لبثت أن أعلنت عن دستور جديد في (1382 هـ = 1963م) .
ثم أصدرت قرارًا بحظر نشاط الجماعة، وتم اعتقال المودودي و (63) من زملائه، ولكن القضاء أصدر حكمًا ببطلان الحظر والاعتقال، وأطلق سراح المودودي وزملائه في (جمادى الآخرة 1384 هـ = أكتوبر 1964م) .
تأثيره الجماهيري
وعندما قامت الحرب بين باكستان والهند في (جمادى الأولى 1385 هـ = سبتمبر 1965م) كان للمودودي والجماعة الإسلامية دور بارز في الشحذ المعنوي للجماهير ومساعدة مهاجري الحرب، كما ساهمت الجماعة بشكل إيجابي في الإمداد الطبي، فأقامت نحو عشرين مركزًا للإمداد الطبي في آزار كشمير، وألقى المودودي عدة خطابات عن الجهاد.
وفي (رمضان 1386 هـ = يناير 1967م) قامت الحكومة باعتقال المودودي لمدة شهرين، وبعد أن أطلق سراحه ظل يمارس دوره الدعوي في شجاعة وإيمان، فكان من أبرز دعاة الحرية والوحدة، وظل يحذر الشعب من مساندة الجماعات الانفصالية حتى لا ينقسم الوطن، ويقع في حرب أهلية لا يعلم مداها إلا الله.
وفي (رمضان 1392 هـ = نوفمبر 1972م) بعد نحو ثلاثين عامًا من الكفاح الطويل طلب المودودي إعفاءه من منصبه كأمير للجماعة الإسلامية لأسباب صحية، وانصرف إلى البحث والكتابة؛ فأكمل تفهيم القرآن، وشرع في كتابة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي (عام 1399 هـ = 1979م) فاز المودودي بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام؛ فكان أول من حصل على تلك الجائزة تقديرًا لجهوده المخلصة في مجال خدمة الإسلام والمسلمين.
مؤلفاته
بلغ عدد مؤلفات المودودي (70) مصنفًا ما بين كتاب ورسالة، ومن أبرز تلك المؤلفات:
1- الجهاد في الإسلام: وقد ألفه سنة (1347 هـ = 1928م) .
2- الحضارة الإسلامية (أصولها ومبادئها) : وقد كتبه سنة (1350 هـ = 1932م) .
3- نظرية الإسلام السياسية: كتبه سنة (1358 هـ = 1939م)
4- تجديد وإحياء الدين: كتبه سنة (1359 هـ = 1940م) .
5- الاصطلاحات الأربعة الأساسية في القرآن: كتبه سنة (1360 هـ = 1940م) .
6- الإسلام والجاهلية: كتبه سنة (1360 هـ = 1941م) .
7- الأسس الأخلاقية للحركة الإسلامية: كتبه سنة (1364 هـ = 1945م) .
8- الدين الحق: كتبه سنة (1366 هـ = 1947م) .
9- نظام الحياة الإسلامي: كتبه سنة (1367 هـ = 1948م)
10-حقوق أهل الذمة: كتبه سنة (1367 هـ = 1948م) .
11-مطالب الإسلام تجاه المرأة المسلمة: كتبه سنة (1372 هـ = 1953م) .
12-قضية القاديانية: كتبه سنة (1372 هـ = 1953م)
13-تفسير تفهيم القرآن: ويقع في ستة أجزاء، وقد بدأ كتابته سنة (1360 هـ = 1941م) ، وأتمه في سنة (1392هـ = 1972م) .
14-سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: وقد شرع في تأليفه سنة (1392 هـ = 1972م) ، وأتمه قبيل وفاته، وهو آخر مؤلفاته.
وقد حظيت مؤلفات المودودي بشهرة عريضة في جميع أنحاء العالم ولقيت قبولا واسعًا في قلوب المسلمين في شتى البقاع؛ فترجم الكثير منها إلى العديد من اللغات، حتى بلغ عدد اللغات التي ترجمت مصنفات المودودي إليها ست عشرة لغة، منها: الإنجليزية، والعربية، والألمانية، والفرنسية، والهندية، والبنغالية، والتركية، والسندية…، ونالت استحسان ورضى المسلمين على شتى مستوياتهم واتجاهاتهم.
وانطفأ المصباح
وفي (غرة ذي القعدة 1399 هـ = 22 من سبتمبر 1979م) انطفأت تلك الجذوة التي أضاءت الطريق إلى الرشد والهداية لكثير من المسلمين، ورحل المودودي عن عالمنا إلى رحاب ربه، ولكنه بقي بأفكاره وتعاليمه ومؤلفاته الجليلة ليظل قدوة للدعاة على مر العصور، ونبعًا صافيًا من منابع الإسلام الصافي والعقيدة الخالصة.
أهم مصادر الدراسة:
أبو الأعلى المودودي: حياته وفكره العقدي: حمد بن صادق الجمال - دار المدني للطباعة والنشر والتوزيع - جدة (1401 هـ = 1986م) .
أبو الأعلى المودودي فكره ودعوته: د. سمير عبد الحميد إبراهيم - دار الأنصار - القاهرة: 1399 هـ = 1979م.
أبو الأعلى المودودي والصحوة الإسلامية: د. محمد عمارة - دار الشروق بالقاهرة: 1407 هـ = 1987م.
النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين: د. محمد رجب البيومي (الجزء الثالث) - سلسلة البحوث الإسلامية: السنة 13 الكتاب الأول: مجمع البحوث الإسلامية - القاهرة: (1402 هـ = 1982م) .
_____________________
المصدر: موقع إسلام أون لاين: www.islam-online.net(1/30)
أبو الحسن الندوي
رباني الأمة
عالم رباني وداعية مجاهد وأديب تميز بجمال الأسلوب وصدق الكلمات، إنه الداعية الكبير ورباني الأمة الشيخ أبو الحسن الندوي ـ رحمه الله ـ صاحب كتاب من أشهر كتب المكتبة الإسلامية في هذا القرن وهو كتاب "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين"
من هو أبو الحسن الندوي؟ الشيخ أبو الحسن الندوي غني عن التعريف فقد عرفه الناس من خلال مؤلفاته الرائدة التي تعد من المصابيح التي أضاءت الطريق أمام طلاب العلم من جيله والأجيال التي تلته، ونذكر هنا سطورا ومواقف لا تنسى من حياته.
ولد بقرية تكية، مديرية رائي بريلي، الهند عام 1332هـ/ 1913م.
تعلم في دار العلوم بالهند (ندوة العلماء) ، والتحق بمدرسة الشيخ أحمد علي في لاهور، حيث تخصص, في علم التفسير، ومن يوم تخرجه أصبح شعلة للنشاط الإسلامي سواء في الهند أو خارجها، وقد شارك رحمه الله في عدد من المؤسسات والجمعيات الإسلامية، ومنها تأسيس المجمع العلمي بالهند، وتأسيس رابطة الأدب الإسلامي كما أنه: عضو مجمع اللغة العربية بدمشق، وعضو المجلس التنفيذي لمعهد ديوبند، ورئيس مجلس أبناء مركز أوكسفورد للدراسات الإسلامية.
يعد من أشهر العلماء المسلمين في الهند، وله كتابات وإسهامات عديدة في الفكر الإسلامي، فله من الكتب: موقف الإسلام من الحضارة الغربية، السيرة النبوية، من روائع إقبال، نظرات في الأدب، من رجالات الدعوة، قصص النبيين للأطفال وبلغ مجموع مؤلفاته وترجماته 700 عنواناً، منها 177 عنوانا بالعربية، وقد ترجم عدد من مؤلفاته إلى الإنجليزية والفرنسية والتركية والبنغالية والإندونيسية وغيرها من لغات الشعوب الإسلامية الأخرى.(1/31)
كان سماحة الشيخ كثير السفر إلى مختلف أنحاء العالم لنصرة قضايا المسلمين والدعوة للإسلام وشرح مبادئه، وإلقاء المحاضرات في الجامعات والهيئات العلمية والمؤتمرات تولى منصب رئيس ندوة العلماء منذ عام 1961م وظل فيه حتى وفاته، وقد منح عددا من الجوائز العالمية منها جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام.
ثناء العلماء عليه
قال عنه الشيخ الغزالي ـ رحمه الله ـ: هذا الإسلام لا يخدمه إلا نفس شاعرة محلقة، أما النفوس البليدة المطموسة فلا حظ لها فيه، لقد وجدنا في رسائل الشيخ الندوي لغة جديدة، وروحًا جديدة، والتفاتاً إلى أشياء لم نكن نلتفت إليها، إن رسائل الشيخ هي التي لفتت النظر إلى موقف ربعي بن عامر -رضي الله عنه- بين رستم قائد الفرس وكلماته البليغة له، التي لخصت فلسفة الإسلام في كلمات قلائل، وعبرت عن أهدافه بوضوح بليغ، وإيجاز رائع: إن الله ابتعثنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام. أبو الحسن الندوي - فيما أعلم - هو أول من نبهنا إلى قيمة هذا الموقف وهذه الكلمات، ثم تناقلها الكاتبون بعد ذلك وانتشرت.
وقد أصدر الدكتور يوسف القرضاوي بيانا من الدوحة نعى فيه العالم الكبير الشيخ أبا الحسن مؤكدا أن الشيخ الندوي كان يمثل نسيجا مميزا من العلماء المسلمين ينضم إلى العلماء الكبار الذين فقدتهم الأمة الإسلامية خلال العام الأخير من القرن العشرين "ابتداء بعلامة الجزيرة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز مرورا بأديب الفقهاء وفقيه الأدباء الشيخ علي الطنطاوي ومن بعده الفقيه المجدد العلامة الشيخ مصطفى الزرقا وبعده المحدث الكبير الشيخ محمد ناصر الدين الألباني".
وقال الشيخ القرضاوي في نعيه أن الشيخ الندوي كان يتمتع بخمس صفات تميزه عن غيره من العلماء فهو إمام رباني إسلامي قرآني محمدي عالمي.
فأما أنه رباني فلأن سلف الأمة قد أجمعوا على أن الرباني هو من يعلم ويعمل ويعلِّم وهي الصفات الثلاثة التي كان يتحلى بها الشيخ، وأما أنه إسلامي فلأن الإسلام كان محور حياته ومرجعه في كل القضايا والدافع الذي يدفعه إلى الحركة والعمل والسفر والكتابة والجهاد، ساعيا لأن يقوي الجبهة الداخلية الإسلامية في مواجهة الغزوة الخارجية عن طريق تربية الفرد باعتباره اللبنة الأساسية في بناء الجماعة المسلمة، وأما أنه قرآني فلأن القرآن هو مصدره الأول الذي يستمد منه ويعتمد عليه ويرجع إليه ويستمتع به ويعيش في رحابه ويستخرج منه اللآلئ والجواهر، وأما أنه محمدي فليس لمجرد أنه من نسل الإمام الحسن حفيد الرسول (صلى الله عليه وسلم) فكم من حسنيين وحسينيين تناقض أعمالهم أنسابهم [ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه] بل لأنه جعل من الرسول الكريم أسوته في هديه وسلوكه وحياته كلها واتخذ سيرته نبراسا له في تعبده وزهده وإعراضه عن زخارف الدنيا وزينتها فهو يعيش في الخلف عيشة السلف.
مواقف لاتنسى وفي حياة الشيخ الندوي مواقف كثيرة فيها دروس وعبر للعاملين على طريق الدعوة ومنها ما يرويه الشيخ يوسف القرضاوي فيقول: أذكر أنه حينما زارنا منذ أكثر من ثلاثين عامًا في قطر، وكان يشكو من قلة موارد (دار العلوم) بندوة العلماء، اقترح عليه بعض الإخوة أن نزور بعض الشيوخ وكبار التجار، نشرح لهم ظروف الدار ونطلب منهم بعض العون لها فقال:
لا أستطيع أن أفعل ذلك! وسألناه: لماذا؟ قال: إن هؤلاء القوم مرضى، ومرضهم حب الدنيا، ونحن أطباؤهم، فكيف يستطيع الطبيب أن يداوي مريضه إذا مد يده إليه يطلب عونه؟ أي يطلب منه شيئاً من الدنيا التي يداويه منها؟!
قلنا له: أنت لا تطلب لنفسك، أنت تطلب للدار ومعلميها وتلاميذها حتى تستمر وتبقى. قال: هؤلاء لا يفرقون بين ما تطلبه لنفسك وما تطلبه لغيرك ما دمت أنت الطالب، وأنت الآخذ!! وكنا في رمضان، وقلنا له حينذاك: ابق معنا إلى العشر الأواخر، ونحن نقوم عنك بمهمة الطلب. فقال: إن لي برنامجًا في العشر الأواخر لا أحب أن أنقضه أو أتخلى عنه لأي سبب، إنها فرصة لأخلو بنفسي وربي. وعرفنا أن للرجل حالاً مع الله، لا تشغله عنه الشواغل، فتركناه لما أراد، محاولين أن نقلده فلم نستطع، وكل ميسر لما خلق له.(1/32)
مآثر الشيخ الشخصية والأخلاقية
يقول ا. د.يوسف القرضاوى: الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي أحد أعلام الدعاة إلى الإسلام في عصرنا، بلا ريب ولا جدال، عبَّرت عن ذلك: كتبه ورسائله ومحاضراته التي شرقت وغربت، وقرأها العرب والعجم، وانتفع بها الخاص والعام.
كما أنبأت عن ذلك رحلاته وأنشطته المتعددة المتنوعة في مختلف المجالس والمؤسسات، وبعض كتبه قد رزقها الله القبول، فطبعت مثنى وثلاث ورباع، وأكثر من ذلك، وترجمت إلى لغات عدة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
والحق أن الشيخ - رحمه الله - قد آتاه الله من المواهب والقدرات، ومنحه من المؤهلات والأدوات ما يمكنه من احتلال هذه المكانة الرفيعة في عالم الدعوة والدعاة.
فقد آتاه الله: العقل والحكمة {وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} [البقرة:269] والحكمة أولى وسائل الداعية إلى الله تعالى، كما قال -عز وجل- {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل:125] .
ولهذا نجده يقول الكلمة الملائمة في موضعها الملائم، وفي زمانها الملائم، يشتد حيث تلزم الشدة، حتى يكون كالسيل المتدفق، ويلين حيث ينبغي اللين، حتى يكون كالماء المغدق، وهذا ما عرف به منذ شبابه الباكر إلى اليوم.
الثقافة الواسعة
ويوضح الدكتور القرضاوي أن الثقافة الواسعة هي أهم جوانب حياة الشيخ الندوي فقد آتاه الله: الثقافة التي هي زاد الداعية الضروري في إبلاغ رسالته، وسلاحه الأساسي في مواجهة خصومه، وقد تزوَّد الشيخ بأنواع الثقافة الستة التي يحتاجها كل داعية وهي: الثقافة الدينية، واللغوية، والتاريخية، والإنسانية، والعلمية، والواقعية، بل إن له قدمًا راسخة وتبريزًا واضحًا في بعض هذه الثقافات، مثل الثقافة التاريخية، كما برز ذلك في أول كتاب دخل به ميدان التصنيف، وهو الكتاب الذي كان رسوله الأول إلى العالم العربي قبل أن يزوره ويتعرف عليه، وهو كتاب "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟ " الذي نفع الله به الكثيرين من الكبار والصغار، ولم يكد يوجد داعية إلا واستفاد منه.
وكما تجلَّى ذلك في كتابه الرائع التالي: "رجال الفكر والدعوة في الإسلام" في جزئه الأول، ثم ما ألحق به من أجزاء عن شيخ الإسلام ابن تيمية، وعن الإمام السرهندي: والإمام الدهلوي، ثم عن أمير المؤمنين علي (المرتضى) رضي الله عنه.
وقد ساعده على ذلك: تكوينه العلمي المتين، الذي جمع بين القديم والحديث، ومعرفته باللغة الإنجليزية إلى جوار العربية والأردية والهندية والفارسية، ونشأته في بيئة علمية أصيلة، خاصة وعامة، فوالده العلامة عبد الحي الحسني صاحب موسوعة "نزهة الخواطر" في تراجم رجال الهند وعلمائها، ووالدته التي كانت من النساء الفضليات المتميزات فكانت تحفظ القرآن، وتنشئ الشعر، وتكتب وتؤلف، ولها بعض المؤلفات، ومجموع شعري. كما نشأ في رحاب "ندوة العلماء" ودار علومها، التي كانت جسرًا بين التراث الغابر، والواقع الحاضر، والتي أخذت من القديم أنفعه، ومن الجديد أصلحه، ووفقت بين العقل والنقل، وبين الدين والدنيا، وبين العلم والإيمان، وبين الثبات والتطور، وبين الأصالة والمعاصرة.(1/33)
الملكة الأدبية
ووهب الله للشيخ الندوي البيان الناصع والأدب الرفيع، كما يشهد بذلك كل من قرأ كتبه ورسائله، وكان له ذوق وحس أدبي، فقد نشأ وتربي في حجر لغة العرب وأدبها منذ نعومه أظفاره، وألهم الله شقيقه الأكبر أن يوجهه هذه الوجهة في وقت لم يكن يعني أحد بهذا الأمر، لحكمة يعلمها الله تعالى، ليكون همزة وصل بين القارة الهندية وأمة العرب، ليخاطبهم بلسانهم، فيفصح كما يفصحون، ويبدع كما يبدعون، بل قد يفوق بعض العرب الناشئين في قلب بلاد العرب.
يقول الدكتور القرضاوي: لقد قرأنا الرسائل الأولى للشيخ الندوي التي اصطحبها معه حينما زارنا في القاهرة سنة 1951م، ومنها: من العالم إلى جزيرة العرب، ومن جزيرة العرب إلى العالم.. معقل الإنسانية دعوتان متنافستان.. بين الصورة والحقيقة.. بين الهداية والجباية.. وغيرها، فوجدنا فيها نفحات أدبية جديدة في شذاها وفحواها، حتى علّق الشيخ الغزالي -رحمه الله- على تلك الرسالة بقوله: هذا الدين لا يخدمه إلا نفس شاعرة! فقد كانت هذه الرسائل نثرًا فيه روح الشعر، وعبق الشعر. وقرأنا بعدها مقالة: اسمعي يا مصر.. ثم اسمعي يا سورية. اسمعي يا زهرة الصحراء.. اسمعي يا إيران.. وكلها قطرات من الأدب المُصفى.
وقرأنا ما كتبه في مجلة "المسلمون" الشهرية المصرية، التي كان يصدرها الداعية المعروف الدكتور سعيد رمضان البوطي: ما كتبه من قصص رائع ومشوق عن حركة الدعوة والجهاد، التي قام بها البطل المجاهد أحمد بن عرفان الشهيد، وما كتبه من مقالات ضمنها كتابة الفريد "الطريق إلى المدينة" الذي قدمه أديب العربية الأستاذ علي الطنطاوي -رحمه الله-، وقال في مقدمته: يا أخي الأستاذ أبا الحسن! لقد كدت أفقد ثقتي بالأدب، حين لم أعد أجد عند الأدباء هذه النغمة العلوية، التي غنى بها الشعراء، من لدن الشريف الرضي إلى البرعي، فلما قرأت كتابك وجدتها، في نثر هو الشعر، إلا أنه بغير نظام. أ. هـ.
القلب الحي
ويواصل د. القرضاوي شرح جوانب فقه الدعوة عن الندوي فيقول: آتاه الله القلب الحي، والعاطفة الجياشة بالحب لله العظيم، ولرسوله الكريم، ولدينه القويم، فهو يحمل بين جنبيه نبعًا لا يغيض، وشعلة لا تخبو، وجمرة لا تتحول إلى رماد.
ولا بد للداعية إلى الله أن يحمل مثل هذا القلب الحي، ومثل هذه العاطفة الدافقة بالحب والحنان والدفء والحرارة، يفيض منها على من حوله، فيحركهم من سكون، ويوقظهم من سبات، ويحييهم من موات.
وكلام أصحاب القلوب الحية له تأثير عظيم في سامعيه وقارئيه، فإن الكلام إذا خرج من القلب دخل إلى القلب، وإذا خرج من اللسان لم يتجاوز الآذان، ولهذا كان تأثير الحسن البصري في كل من يشهد درسه وحلقته، على خلاف حلقات الآخرين، ولهذا قيل: ليست النائحة كالثكلى!
هذا القلب الحي، يعيش مع الله في حب وشوق، راجيًا خائفًا، راغبًا راهبًا، يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه، كما يعيش في هموم الأمة على اتساعها، ويحيا في آلامها وآمالها، لا يشغله هم عن هم، ولا بلد عن آخر، ولا فئة من المسلمين عن الفئات الأخرى.
وهذه العاطفة هي التي جعلته يتغنى كثيرًا بشعر إقبال، ويحس كأنه شعره هو، كأنه منشئه وليس راويه، وكذلك شعر جلال الدين الرومي، وخصوصا شعر الحب الإلهي، كما جعلته يولي عناية خاصة لأصحاب القلوب الحية، مثل: الحسن البصري والغزالي والجيلاني وابن تيمية والسرهندي وغيرهم.(1/34)
الخلق الكريم
وآتاه الله الخلق الكريم والسلوك القويم، وقد قال بعض السلف: التصوف هو الخلق، فمن زاد عليك في الخلق فقد زاد عليك في التصوف! وعلق على ذلك الإمام ابن القيم في "مدارجه" فقال: بل الدين كله هو الخلق، فمن زاد عليك في الخلق فقد زاد عليك في الدين.
ولا غرو أن أثنى الله على رسوله بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4] ، وأن أعلن الرسول الكريم عن غاية رسالته، فقال: [إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق]
ومن عاشر الشيخ -ولو قليلاً- لمس فيه هذا الخلق الرضي، ووجده مثالاً مجسدًا لما يدعو إليه، فسلوكه مرآة لدعوته، وهو رجل باطنه كظاهره، وسريرته كعلانيته، نحسبه كذلك، والله حسيبه، ولا نزكيه على الله -عز وجل-.
ومن هذه الأخلاق الندوية: الرقة، والسماحة والسخاء والشجاعة، والرفق، والحلم، والصبر، والاعتدال، والتواضع، والزهد، والجد، والصدق مع الله ومع الناس، والإخلاص، والبعد عن الغرور والعجب، والأمل والثقة والتوكل واليقين والخشية والمراقبة، وغيرها من الفضائل والأخلاق الربانية والإنسانية.
وهذا من بركات النشأة الصالحة في بيئة صالحة في أسرة هاشمية حسنية، {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ} .
إن الداعية الحق هو الذي يؤثِّر بحاله أكثر ممّا يؤثر بمقاله، فلسان الحال أبلغ، وتأثيره أصدق وأقوى، وقد قيل: حال رجل في ألف رجل أبلغ من مقال ألف رجل في رجل! وآفة كثير من الدعاة: أن أفعالهم تكذب أقوالهم، وأن سيرتهم تناقض دعوتهم، وأن سلوكهم في وادٍ، ورسالتهم في وادٍ آخر. وأن كثيرًا منهم ينطبق عليه قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ*كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2،3] .
العقيدة السليمة
ويتناول الدكتور القرضاوي جانب العقيدة في حياة الندوي فيقول: آتاه الله قبل ذلك كله: العقيدة السليمة: عقيدة أهل السنة والجماعة، سليمة من الشركيات والقبوريات والأباطيل، التي انتشرت في الهند، وكان لها سوق نافقة، وجماعات مروجة تغدو بها وتروح، تأثروا بالهندوس ومعتقداتهم وأباطيلهم، كما هو الحال عند جماعة "البريليوين" الذين انتسبوا إلى التصوف اسمًا ورسمًا، والتصوف الحق براء منهم، وقد حفلت عقائدهم بالخرافات، وعباداتهم بالمبتدعات، وأفكارهم بالترهات، وأخلاقهم بالسلبيات.
ولكن الشيخ تربى على عقائد مدرسة "ديوبند" التي قام عليها منذ نشأتها علماء ربانيون، طاردوا الشرك بالتوحيد، والأباطيل بالحقائق، والبدع بالسنن، والسلبيات بالإيجابيات. وأكدت ذلك مدرسة الندوة - ندوة العلماء - وأضافت إليها روحًا جديدة، وسلفية حية حقيقية، لا سلفية شكلية جدلية، كالتي نراها عند بعض من ينسبون إلى السلف، ويكادون يحصرون السلفية في اللحية الطويلة، والثوب القصير، وشن الحرب على تأويل نصوص الصفات.
إن العقيدة السلفية عند الشيخ هي: توحيد خالص لله تعالى لا يشوبه شرك، ويقين عميق بالآخرة لا يعتريه شك، وإيمان جازم بالنبوة لا يداخله تردد ولا وهم، وثقة مطلقة القرآن والسنة، مصدرين للعقائد والشرائع والأخلاق والسلوك.(1/35)
وفاة الإمام الندوي
وكان الشيخ أبو الحسن الندوي قد توفاه الله في يوم مبارك وهو يوم الجمعة وفي شهر رمضان المبارك أثناء اعتكافه بمسجد قريته "تكية" بمديرية "راي باريلي" في شمال الهند وجرى دفنه مساء نفس اليوم في مقبرة أسرته بالقرية في حضور الأقارب والأهالي وبعض مسئولي ندوة العلماء التي ظل مرتبطًا بها طيلة حياته الحافلة بالجهاد والدعوة طوال 86 عاماً هي عمر الفقيد رحمه الله.
وقد عم الحزن الأوساط الإسلامية في الهند جمعاء، وصدرت بيانات عن كل الجمعيات والمنظمات والمؤسسات الإسلامية الكبرى تنعي وفاته، وتعتبرها خسارة لا تعوض لمسلمي الهند والعالم الإسلامي، ويصعب تعويضها في المستقبل القريب. وكان في طليعة المعزين أمير الجماعة الإسلامية الهندية الشيخ محمد سراج الحسن، ورئيس جمعية العلماء الشيخ أسعد المدني، وإمام المسجد الجامع بدهلي عبد الله البخاري، وأمين مجمع الفقه الإسلامي الشيخ مجاهد الإسلامي القاسمي، إلى جانب مسئولي الحكومة الهندية، كرئيس الوزراء أتال بيهاري واجباي، ورئيسة حزب المؤتمر سونيا غاندي. وقال رئيس الوزراء الأسبق (في. بي. سينغ) : إن وفاة الشيخ أبي الحسن خسارة شخصية له. وقد توالت التعازي من مختلف أنحاء الهند والعالم في الفقيد الكبير، وأقيمت له صلاة الغائب والترحم في مختلف المناطق.
____________________
المصدر:
http://www.quran-radio.com/islamic_persones1.htm(1/36)
بكر عبد الله أبو زيد
نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية
لفضيلة العلامة الشيخ بكر عبد الله أبو زيد
نسبه: بكر بن عبد الله أبو زيد بن محمد بن عبد الله بن بكر بن عثمان بن يحيى بن غيهب بن محمد, ينتهي نسبه إلى بني زيد الأعلى, وهو زيد بن سويد بن زيد بن سويد بن زيد بن حرام بن سويد بن زيد القضاعي, من قبيلة بني زيد القضاعية المشهورة في حاضرة الوشم, وعالية نجد, وفيها ولد عام 1365 هـ-.
حياته العلمية: درس في الكتاب حتى السنة الثانية الابتدائي, ثم انتقل إلى الرياض عام 1375 هـ-, وفيه واصل دراسته الابتدائية, ثم المعهد العلمي, ثم كلية الشريعة, حتى تخرج عام 87 هـ-/ 88 هـ- من كلية الشريعة بالرياض منتسبا, وكان ترتيبه الأول.
وفي عام 1384 هـ- انتقل إلى المدينة المنورة فعمل أمينا للمكتبة العامة بالجامعة الإسلامية.
وكان بجانب دراسته النظامية يلازم حلق عدد من المشايخ في الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة.
ففي الرياض أخذ علم الميقات من الشيخ القاضي صالح بن مطلق, وقرأ عليه خمسا وعشرين مقامة من مقامات الحريري, وكان- رحمه الله- يحفظها, وفي الفقه: زاد المستقنع للحجاوي, كتاب البيوع فقط.
وفي مكة قرأ على سماحة شيخه, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز كتاب الحج, من (المنتقى) للمجد ابن تيمية, في حج عام 1385 هـ- بالمسجد الحرام.
واستجاز المدرس بالمسجد الحرام الشيخ: سليمان بن عبد الرحمن بن حمدان, فأجازه إجازة مكتوبة بخطه لجميع كتب السنة, وإجازة في المد النبوي.
في المدينة قرأ على سماحة شيخه الشيخ ابن باز في (فتح الباري) و (بلوغ المرام) وعددا من الرسائل في الفقه والتوحيد والحديث في بيته, إذ لازمه نحو سنتين وأجازه.
ولازم سماحة شيخه الشيخ محمد الأمين الشنقيطي نحو عشر سنين, منذ انتقل إلى المدينة المنورة, حتى توفي الشيخ في حج عام 1393 هـ-- رحمه الله تعالى- فقرأ عليه في تفسيره (أضواء البيان) , ورسالته (آداب البحث والمناظرة) , وانفرد بأخذ علم النسب عنه, فقرأ عليه (القصد والأمم) لابن عبد البر, وبعض (الإنباه) لابن عبد البر أيضا, وقرأ عليه بعض الرسائل, وله معه مباحثات واستفادات, ولديه نحو عشرين إجازة من علماء الحرمين والرياض والمغرب والشام والهند وإفريقيا وغيرها, وقد جمعها في ثبت مستقل.
وفي عام 1399 هـ- / 1400 هـ-, درس في المعهد العالي للقضاء منتسبا, فنال شهادة العالمية (الماجستير) , وفي عام 1403 هـ- تحصل على شهادة العالمية العالية (الدكتوراه) .
حياته العملية:
وفي عام 87 هـ- / 88 هـ- لما تخرج من كلية الشريعة اختير للقضاء في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم فصدر أمر ملكي كريم بتعيينه في القضاء في المدينة المنورة, فاستمر في قضائها حتى عام 1400 هـ-.
وفي عام 1390 هـ- عين مدرسا في المسجد النبوي الشريف, فاستمر حتى عام 1400 هـ-.
وفي عام 1391 هـ- صدر أمر ملكي بتعيينه إماما وخطيبا في المسجد النبوي الشريف, فاستمر حتى مطلع عام 1396 هـ-.
وفي عام 1400 هـ- اختير وكيلا عاما لوزارة العدل, فصدر قرار مجلس الوزراء بذلك, واستمر حتى نهاية عام 1412 هـ-, وفيه صدر أمر ملكي كريم بتعيينه بالمرتبة الممتازة, عضوا في لجنة الفتوى, وهيئة كبار العلماء.
وفي عام 1405هـ- صدر أمر ملكي كريم بتعيينه ممثلا للمملكة في مجمع الفقه الإسلامي الدولي, المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي, واختير رئيسا للمجمع.
وفي عام 1406هـ- عين عضوا في المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي, وكانت له في أثناء ذلك مشاركة في عدد من اللجان والمؤتمرات داخل المملكة وخارجها, ودرس في المعهد العالي للقضاء, وفي الدراسات العليا في كلية الشريعة بالرياض.
مؤلفاته:
وله مشاركة في التأليف في: الحديث والفقه واللغة والمعارف العامة, طبع منها ما يأتي:
أولا- في الفقه:
1 - 15- فقه القضايا المعاصرة: (فقه النوازل) ثلاثة مجلدات فيها خمس عشرة قضية فقهية مستجدة في خمس عشرة رسالة:
1- التقنين والإلزام.
2- (المواضعة في الاصطلاح) .
3- (أجهزة الإنعاش وعلامة الوفاة) .
4- (طفل الأنابيب) .
5- (خطاب الضمان البنكي) .
6- (الحساب الفلكي) .
7- (البوصلة) .
8- (التأمين) .
9- (التشريح وزراعة الأعضاء) .
10- (تغريب الألقاب العلمية) .
11- (طاقه الائتمان) .
12- (بطاقة التخفيض) .
13- (اليوبيل) .
14- (المثامنة في العقار) .
15- (التمثيل) .
16- (التقريب لعلوم ابن القيم) مجلد.
17- (الحدود والتعزيرات) مجلد.
18- (الجناية على النفس وما دونها) مجلد.
19- (اختيارات ابن تيمية) للبرهان ابن القيم, تحقيق.
20- (حكم الانتماء إلى الفرق والأحزاب والجماعات الإسلامية) مجلد.
21- (معجم المناهي اللفظية) مجلد.
22- (لا جديد في أحكام الصلاة) .
23- (تصنيف الناس بين الظن واليقين) .
24- (التعالم) .
25- (حلية طالب العلم) .
26- (آداب طالب الحديث من الجامع للخطيب) .
27- (الرقابة على التراث) .
28- (تسمية المولود) .
29- (أدب الهاتف) .
30- (الفرق بين حد الثوب والأزرة) .
31- (أذكار طرفي النهار) .
32- (المدخل المفصل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل) مجلدان.
33- (البلغة في فقه الإمام أحمد بن حنبل) للفخر ابن تيمية, مجلد, تحقيق.
34- (فتوى السائل عن مهمات المسائل) .
ثانيا- في الحديث وعلومه:
35- (التأصيل لأصول التخريج وقواعد الجرح والتعديل) . ثلاث مجلدات, طبع منها الأول.
36- (معرفة النسخ والصحف الحديثة) .
37- (التحديث بما لا يصح فيه حديث) .
38- (الجد الحثيث في معرفة ما ليس بحديث) للغزي, تحقيق. 39-43- (الأجزاء الحديثية) مجلد, فيه خمس رسائل هي:
39- (مرويات دعاء ختم القرآن الكريم) جزء.
40- (نصوص الحوالة) جزء.
41- (زيارة النساء للقبور) جزء.
42- (مسح الوجه باليدين بعد رفعهما بالدعاء) جزء.
43- (ضعف حديث العجن) جزء.
ثالثا- في المعارف العامة:
44- 47- (النظائر) مجلد, ويحتوي على أربع رسائل:
44- (العزاب من العلماء وغيرهم) .
45- (التحول المذهبي) .
46- (التراجم الذاتية) .
47- (الطائف الكلم في العلم) .
48- (طبقات النسابين) مجلد.
49- (ابن القيم: حياته, آثاره, موارده) مجلد.
50- 54- (الردود) مجلد, ويحتوي على خمس رسائل
50- (الرد على المخالف) .
51- (تحريف النصوص) .
52- (براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأمة) .
53- (عقيدة ابن أبي زيد القيرواني وعبث بعض المعاصرين بها) .
54- (التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير) .
55- (بدع القراء) رسالة.
56- (خصائص جزيرة العرب) .
57- (السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة) , 3 مجلدات, للشيخ محمد بن عبد الله بن حميد مفتي الحنابلة بمكة ت سنة 1296 هـ-- رحمه الله تعالى- تحقيق بالاشتراك.
58- (تسهيل السابلة إلى معرفة علماء الحنابلة) للشيخ/ صالح بن عبد العزيز بن عثيمين المكي- رحمه الله تعالى- تحقيق في مجلدين.
59- (علماء الحنابلة من الإمام أحمد إلى وفيات القرن الخامس عشر الهجري) , مجلد على طريقة: (الأعلام) للزركلي.
60- (دعاء القنوت) .
61- (فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد) للشيخ حامد بن محمد الشارقي- رحمه الله تعالى- مجلد, تحقيق.
62- (نظرية الخلط بين الإسلام وغيره من الأديان) .
63- (تقريب آداب البحث والمناظرة) .
64- (جبل إلال بعرفات) , تحقيقات تاريخية وشرعية.
65- (مدينة النبي صلى الله عليه وسلم رأي العين) .
66- (قبة الصخرة, تحقيقات في تاريخ عمارتها وترميمها) .
نسأل الله للشيخ بكر الأجر، وأن يزيده من فضله، وأن ينفع به المسلمين، وأن يحفظه ويجعله مباركا أين ما كان.
http://saaid.net/Warathah/1/bkar.htm
-----------
بواسطة ابو ابراهيم الكويتي(1/37)
تنكو عبد الرحمن
ولد الأمير تنكو عبد الرحمن بوترا في ماليزيا عام1320هـ- / 1903م. ودرس في وطنه، ثم في جامعة كمبردج البريطانية حيث حصل على شهادة البكالوريوس في القانون والتاريخ، وقاد حركة التحرير الماليزية في عهد الاحتلال البريطاني.
وفي عام 1960م تم تعيينه رئيساً لجامعة الملايو، الجامعة الأولى في ماليزيا، واستمر في ذلك المنصب حتى 1390هـ- / 1970م، ثم أصبح أول أمين عام لمنظمة المؤتمر الإسلامي تحت رعاية الملك فيصل، وبعد ذلك اقترح إنشاء البنك الإسلامي للتنمية، ووضع القواعد الأساسية له حتى صار كياناً عظيماً معروفاً للجميع، وبعد عودته من جدة إلى ماليزيا نشط في إعادة تنظيم أمور الجمعية الخيرية الإسلامية التي قام بتاسيسها في عام 1960م. فأسلم بسببها عدد كبير من الماليزيين، ورعت من لجأ من المسلمين الكامبوديين إلى البلاد.
وبمبادرة منه وبالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي تم إنشاء المجلس الإقليمي للدعوة الإسلامية لمنطقة جنوب شرقي آسيا والمحيط الهادي عام 1980م، ومقره الرئيسي في مدينة كوالالمبور، حيث يقوم ذلك المجلس بدور تنسيقي وتنظيمي لكافة جمعيات الدعوة الإسلامية في الاتحاد؛ خاصة في مجال تقوية الدعوة الإسلامية، وحل مشاكلها ومشاكل الأقليات الإسلامية في المنطقة.
في عام1403 هـ- حصل على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام (بالاشتراك) .
وتوفي رحمه الله عام 1410 هـ-/1990م
http://www.bab.com/who/personality....d=111&perid=823
-------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/38)
ترجمة الشيخ ثناء الله المدني وذكر أسانيده
الحمد لله وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
أما بعد
فهذه ترجمة موجزة للشيخ الفاضل ثناء الله مدني مع ذكر أسانيده , ليتوصل المجاز منه الى مروياته , وجزى الله الشيخ الفاضل أبا خالد السلمي خير الجزاء باستجازته من الشيخ للاخوة رواد الملتقى.
هو أبو النصر ثناء الله مدني بن عيسى خان بن إسماعيل خان الكلسوي ثم اللاهوري الباكستاني السلفي
ولد في قرية (كلس) من مضافات مدينة لاهور في البنجاب سنة 1360هج. (1940 م)
بدأ دراسته الابتدائية في قريته , وأتم بها حفظ القرآن في سن مبكرة.
ورحل بعد ذلك الى لاهور ودرس في جامعة أهل الحديث بها , وفي الجامعة المحمدية في أوكارة.
ثم التحق بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة وحصل على الشهادة العالية بامتياز من كلية الشريعة سنة 1968م.
ورجع بعدها الى وطنه ,ودرس في الجامعة السلفية في فيصل آباد ثم انتقل الى جامعة لاهور الاسلامية ولا يزال مدرسا بها.
ومن شيوخه الذين أجازوه:
1) العلامة حافظ محمد عبد الله بن ميان روشن الروبري الامرتسري ثم اللاهوري السلفي المتوفى سنة 1384 هج.
وهو يروي عن:
1* عبد المنان بن شرف الدين الوزيرآبادي السلفي المتوفى سنة1334 هج, وهو عن: نذير حسين الدهلوي (1320 هج) وحسين بن محسن الانصاري (1327 هج) وأسانيدهما معروفة.
كما يروي عن العلامة المعمر عبد الحق بن فضل الله البنارسي المحمدي المتوفى سنة 1286 هج, وهو عاليا عن الشوكاني وعابد السندي وعبد الرحمن بن أحمد البهكلي وعبد الله بن العلامة محمد بن اسماعيل الامير.
2* عبد الجبار بن عبد الله الغزنوي المتوفى سنة1332 هج
وهو عن نذير حسين الدهلوي.
2) حماد بن محمد الانصاري المدني المتوفى سنة 1418 هج
وهو يروي عن جماعة , منهم: عبد الحق الهاشمي والفاداني ومحمد راغب الطباخ الحلبي (1370 هج) وغيرهم.
3) محمد عبده الفلاح الفيروزبوري ثم الفيصل آبادي السلفي المتوفى سنة 1420 هج.
وهو يروي عن جماعة , منهم:
1* العلامة الكبير محمد أعظم بن فضل الدين الغوندلوي (1405 هج)
وهو عن عبد المنان الوزير آبادي وعبد الجبار الغزنوي.
2* شرف الدين بن إمام الدين الدهلوي (1381 هج)
وهو عن: سلطان محمود الملتاني وعبد الوهاب السهاروي الدهلوي (1343 هج) ومحمد بشير السهسواني (1326 هج) كلهم عن نذير حسين.
ويروي شرف الدين عاليا عن نذير حسين.
ويروي كذلك عن حسين بن محسن الانصاري وشمس الحق العظيم آبادي صاحب عون المعبود المتوفى سنة 1329 هج.
3* أحمد الله بن أمير البرتابكري ثم الدهلوي المتوفى سنة 1362 هج
وهو عن نذير حسين وحسين بن محسن.
4* عبد الجبار الكانديلوي السلفي المتوفى سنة 1382 هج
وهو عن عبد الرحمن المباركفوري (1353هج) صاحب التحفة ,وعن عبد الرحمن بن محمد الملتاني ثم الدهلوي المتوفى سنة 1351 هج عن نذير حسين.
5* محمد اسماعيل بن محمد ابراهيم السلفي الكجرنوالي المتوفى سنة1387 هج.
وهو عن: عبد المنان الوزير آبادي وعبد الرحمن الافغاني ثم الدهلوي ومحمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ وأبي بكر خوقير المكي.
6* الشيخ محمد نصيف السلفي
وهو يروي عن نذير حسين وفالح بن محمد الظاهري.
7* اشفاق الرحمن بن عناية الرحمن الكاندهلوي الحنفي المتوفى سنة1377 هج.
وهو عن: خليل أحمد السهارنفوري صاحب بذل المجهود المتوفى سنة 1346 هج.
8* سلطان محمود الكجراتي ثم الدهلوي الحنفي.
وهو عن: محمود الحسن الديوبندي المتوفى سنة 1339 هج, وأسانيده معروفة.
(4) محمد علي بن محي الدين اللكوي السلفي المدني المتوفى سنة 1394 هج
وهو عن عبد المنان الوزيرآبادي
5) عبد الحق بن عبد الواحد الهاشمي المكي وأسانيده معروفة.
6) تقي الدين بن عبد القادر الهلالي المغربي السلفي المتوفى سنة1401 هـ-
وهو عن عبد الرحمن المباركفوري.
7) عبد الغفار حسن الرحماني بن عبد الستار بن عبد الجبار العمرفوري (حفظه الله)
وهو عن أحمد الله الدهلوي.
8) يوسف محمد الباكستاني المدني
وهو عن عبيد الله المباركفوري صاحب مرعاة المفاتيح المتوفى 1414 هـ-.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt ... &threadid=15781
-----------
بواسطة العضو الطرطوشي(1/39)
من هو الشيخ جعفر شيخ إدريس؟
جعفر شيخ إدريس محمد صالح بابكر عبد الرحمن بلل من قبيلة الشايقية بشمال السودان
ولد عام 1932 ميلادية بمدينة بورسودان
والده شيخ إدريس من حفظة القرآن الكريم. انتقل لمدينة بورسودان بشرق السودان ليعمل شرطياً
مراحل الدراسة
في سن السادسة حدث للشيخ حادث بقدمه عوقه عن المشي لمدة ثلاث سنوات تقريباً. لذلك بدأ تعليمه الرسمي متأخرا جدا، لكنه يرى أن هذا ربما كان من أكبر نعم الله عليه، إذ حفزه للجد في الدراسة في المدرسة وخارجها. فكان في المرحلة الأولية يدرس في المدرسة والخلوة (مدرسة تحفيظ القرآن الكريم) معاً. وفي المرحلة المتوسطة في المدرسة وعلى بعض الشيوخ فدرس عليهم الأربعين النووية وبعض كتب المذهب المالكي، وبعض كتب النحو، وكان يحضر مع والده دروس الشيخ أبو طاهر بالمسجد الكبير ببورسودان فسمع عليه قدرا كبيرا من الصحاح ولا سيما صحيح البخاري، كما درس عليه بعض مختصرات أخرى في الحديث والبلاغة والآداب. درس أيضا على بعض العلماء الشناقيط الذين كانوا يمرون على مدينة بورسودان في طريقهم إلى الحج. ولما انضم إلى جماعة أنصار السنة عرف شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وصاحبهما منذ ذلك الحين وحتى الآن.
مرحلة الدراسة الثانوية
قبل بمدرسة حنتوب في سنة 1950 وهي حينئذاك إحدى ثلاث مدارس ثانوية بالسودان وكان لا يُقبل فيها إلا المتفوقون في الدراسة. وفي المدرسة انضم إلى حركة إسلامية ناشئة هي حركة التحرير الإسلامي التي صارت فيما بعد جماعة الإخوان المسلمين، ولم يكن لها ارتباط تنظيمي بجماعة الإخوان في مصر. ثم صارت جبهة الميثاق الإسلامي واجهة لها إبان الحكم الديمقراطي الذي أعقب نظام عبود العسكري.
مرحلة الدراسة الجامعية والتعليم العالي
التحق بكلية الآداب بجامعة الخرطوم ثم تركها ليذهب للدراسة بمصر، ثم ترك هذه وعاد إلى جامعة الخرطوم ليدرس الفلسفة (قسم الشرف) والاقتصاد، فلم يتخرج فيها إلا عام 1961 فقبل بها معيدا وسجل لدراسة الماجستير، لكن الجامعة ابتعثته في العام التالي للدراسة بجامعة لندن.
بعد سنتين سقط نظام عبود فترك الدراسة واستقال من الجامعة ليشارك في العمل السياسي الإسلامي. وكان مرشح جيهة الميثاق بمدينة بورتسودان.
عاد للجامعة مرة أخرى عام 67 فحول المشرف رسالة الماجستير إلى دكتوراة فأكملها في عام 69 لكنه لم يحصل على الشهادة إلا عام 70 بعد أن ابتعثته الجامعة إلى بريطانيا مرة أخرى.
العمل والتدريس
قسم الفلسفة, جامعة الخرطوم. 1967 - 1973
قسم الثقافة الإسلامية, جامعة الرياض (الملك سعود حالياً)
مركز البحوث بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض
كلية الدعوة والإعلام، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
وكان يدرس طلاب الدراسات العليا بالجامعة مواد العقيدة والمذاهب المعاصرة كما أشرف على الكثير من رسائل الماجستير والدكتوراه
مدير قسم البحث بمعهد العلوم الإسلامية والعربية في أمريكا
مدير الهيئة التأسيسية للجامعة الأمريكية المفتوحة
مستشار لعدد من المؤسسات الإسلامية في أنحاء العالم
شارك في عدة لجان إسلامية عربية وعالمية
النشاط العام والمؤتمرات
ألقى أحاديث ودروس ومحاضرات في كثير من الجامعات والمراكز الإسلامية والمساجد في كثير من بلدان العالم في أفريقيا وآسيا وأوروبا وأستراليا وأمريكا الشمالية ودول الكاريبي وأمريكا اللاتينية.
شارك في كثير من البرامج التلفازية والإذاعية في عدد من الدول.
اشرف على رسائل علمية لدرجة الدكتوراة والماجستير.
شارك ببحوث قيمة في عدد كبير من المؤتمرات الإسلامية والعالمية
كتب مقالات كثيرة في الصحف السودانية كان من بينها باب أسبوعي في جريدة الميثاق الإسلامي بعنوان جنة الشوك ومقالات في مجلات إسلامية وأكاديمية باللغتين العربية والإنجليزية.
وهو يكتب الآن زاوية شهرية بمجلة البيان التي تصدر في لندن بعنوان: الإسلام لعصرنا.
الكتب والبحوث
للشيخ عدد كبير من البحوث أكثرها مشاركة منه في مؤتمرات. بعض المؤتمرات ينشرون هذه البحوث وبعضهم لا ينشرونها. كما له عدد من الكتيبات المنشورة باللغتين العربية والإنجليزية.
ولمعرفة المزيد من بحوث وكتب الشيخ تصفح موقع الكتب والمقالات في هذا الموقع.
أفضل من يُعرفكم بالشيخ جعفر هو الشيخ جعفر في نص مقابلة أجرتها معه مجلة العصر الإلكترونية عام 1421 هجرية.
نص المقابلة
http://216.39.197.143/alasr/Interview/article-132.shtml
لقاء مجلة العصر مع الدكتور جعفر الشيخ إدريس:
هذه شهادتي…هذه تجربتي
نتشرف بلقاء شيخ فاضل له أثره في مسيرة العمل الإسلامي ككل والعمل الإسلامي في السودان على وجه الخصوص، فضيلة الشيخ الدكتور جعفر الشيخ إدريس حفظه الله.
نلتقي به ونصول ونجول معه في مختلف جوانب الحياة ومجالات الفكر والتجربة والرصيد.
بداية نستأذن فضيلة الشيخ في أن نتعرض لبعض جوانب حياته الفكرية والثقافية، يحدثنا الشيخ عن أبرز الأحداث التي أثرت في مسيرة حياته الدعوية ومن ثم الشخصيات والأفكار والتوجّهات التي أثرت أيضاً في مسيرة الشيخ ورصيده وتجربته.
أثر الوالدين:
الشيخ جعفر:
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين.
أنا من عائلة سودانية كانت تنتمي كمعظم السودانيين آنذاك إلى طريقة صوفية، وكانت الطريقة التي ينتمي إليها الوالدان هي الختمية، وكما هو معلوم أن الطرق الصوفية ولا سيما المنتشرة في بلادنا الآن، مبتلاة بكثير من المسائل الشركية لكن ربنا سبحانه أنعم عليّ بوالدين أثرا في حياتي الدينية والخلقية، فالوالدة لم تكن امرأة عالمة ولكنها كانت شديدة التدين وحازمة جداً، وقد أثرت علي تأثيرا كبيراً في موضوع الصلاة أكثر من الوالد، فقد كانت حازمة جداً في هذا الموضوع، وأذكر أنها كانت توقظنا أحياناً لتسألنا هل صلينا العشاء؟
وانعم الله سبحانه علينا بالوالد وكان رجلا متسامحاً معنا، فكان يعاملنا معاملة الكبار آنذاك، ويستشيرنا في بعض أموره، وهذا لم يكن شائعاً في السودان , ولكنهما كانا ينتميا إلى هذه الطائفة، فأول شيء أثر في حياتي تأثيرا كبيرا مازلت أحمد الله عليه وأن أحد أقاربناكان من أول من نشر الدعوة السلفية في السودان، وكان من جماعة أنصار السنة المحمدية في بلدنا ببورسودان، وكنت آنذاك في الثانية عشر حيث تركت انتمائي إلى طائفة والديّ تحت تأثير هذا القريب، مما أحدث مشكلة بيني وبين الوالدين لاسيما أمي، حيث كانت تظن أن هذا نوع من الانحراف فقاطعتني وصارت لا تتكلم معي.
لكن ساعدني أن هؤلاء الذين تأثرت بهم كانوا من الأقارب وكان منهم رجلاً تحترمه الوالدة احتراماً كبيراً، وهو رجل بسيط يعمل خياطاً لكنه كان رجلاً عالماً، فجاء إلى أمي عند حصول هذه المقاطعة وأصلح بيننا، وبعد مدة تغير الوالد -وكان رجلاً يحفظ القرآن -حيث كنت آتي إليه وأقرا عليه بعض الكتب....
العصر: هل تتذكر بعض عناوينها؟
الشيخ جعفر: ……… كانت كتباً صغيرة مؤلفة في مصر، وكان ضمنها كتاب غاب عني اسمه الآن كان له أثراً عظيماً آنذاك، ومازالت أقرأ على الوالد حتى اقتنع وتغيرت بعده الوالدة أيضا وأعد ذلك من نعم الله علي أن كنت السبب في إنقاذهما من الخرافات والشركيّات ولله الحمد سبحانه.
حادث في الصغر:
وكان الحادث تعرضت له في الصغر اثر في تأثيراً ليس بالضرورة فكرياً، ولكنّي لمست نتائجه فيما بعد، إذ أصبت آنذاك، وكنت ألعب على صناديق كبيرة كانت لبعض السيارات، فقفزت من فوق إحداها على مسمار يبدو أنّه أحدث كسراً في العظم بالداخل، وتألمت لذلك ألماً شديداً وتعقّدت الأمور -وكنت حينئذ في السادسة من عمري- واستمر المرض إلى السنة التاسعة تقريباً، وكان ذلك في زمن الإنجليز، وعند أن عرضت على الطبيب قرر هذا أن تُقطع رجلي، فوافق الوالد لكن الوالدة رفضت وبحزم شديد، ثم ذهبت تستشير السيد علي الميرغني -وكانت ما تزال في الطائفة حينئذ- فأجابها قائلاً: نعم.. اسمعوا كلام الطبيب.
وما كان يظن أحد أن أمي ستخالف رئيس الطائفة لكنها فعلت ورفضت قوله ذاك فقال لها الطبيب: إما أن تقطع رجله أو يموت فقالت: خلّيه يموت!!!.. يموت برجلين ولا يعيش بواحدة.
فكان من نتائج ذلك أن تأخرت في الالتحاق بالدراسة، لكن هذا التأخير أفادني جداً، إذ جئت إلى الدراسة بعد ذلك بنهم شديد، فأنا ما كنت بدأت أصلاً، وعندما بدأت الدراسة كان زملائي في السنة الرابعة، وأنا في السنة الأولى، وكان لي أخ ضمنهم، وكنا قد ذهبنا سويّة إلى المدرسة فقُبل هو ولم أُقبل لصغر سني، فكان أخي هذا يمازحني بعد ذلك فيقول: احمد الله على هذا الحادث فلولاه ما دخلت الجامعة.
وقد كانت المنافسة في الدخول إلى الثانوية كبيرة جدّاً آنذاك. إذ لم يكن في السودان وقتئذ غير ثلاث مدارس ثانوية فقط، فكان الدخول إلى أحدها في غاية الصعوبة.لكني أتيت إلى المدرسة في مرحلة نضج واجتهاد شديد، فكنت أذهب إلى الكتّاب باختياري إذ يوقظني الوالد لصلاة الفجر وأبقى في الكتّاب إلى السادسة، ثم أعود فأستعد للذهاب إلى المدرسة وعند رجوعي منها أذهب إلى الكتّاب مرة أخرى وبعد ذلك أنال شيئاً من الراحة، أعود بعدها إلى الكتّاب عند المغرب.
حلقات المساجد:
بدأت بعد ذلك دروس كان يلقيها رجل سنّي، فكنت أذهب إليها، ومن الرسائل التي بدأت أقرأها مبكراً وأمارس حفظ بعض الأحاديث منها رسالة الأربعين النووية، ثم لما ذهبنا المدرسة المتوسطة كنت أحضر مع الوالد دروساً في السنة كان يلقيها رجل عالم بالسنة, تخرج بالأزهر وكان مشهوراً في بلدنا، يدرّس كتب السنة فقط، وفي هذه الفترة بدأت أقرأ بعض الرسائل الصغيرة لشيخ الإسلام ابن تيميه....
العصر: أتتذكرون بعض عناوين تلك الرسائل؟
الشيخ جعفر إدريس: ربّما يكون منها العبودية، وأظن أن معظمها فصول كانت تستخرج من بعض مؤلفات شيخ الإسلام يسمونها بأسماء لا أذكرها الآن، وكانت معظم هذه الكتب تأتي من مصر ...
العصر: هل نستطيع أن تقول أن هذا كان شيئاً نادراً في السودان آنذاك. أن يحضر تلميذ عند الشيوخ ويدرس بعض كتب شيخ الإسلام ابن تيميه وكتب السنة؟!
الشيخ جعفر إدريس: لا- لم يكن الحضور على المشايخ شيئاً نادراً، بل كان الناس لا يدرسون إلا عند الشيوخ آنذاك لكن كان معظم ما يدرسون هو كتب المذهب المالكي، وكان هذا ما بدأت به أنا فدرست بعض متون المذهب المالكي مثل العزية والعشماوية ...
وكان من الذين يدرّسوننا إخواننا الموريتانيون من الشناقطة، إذ كانوا يأتون إلى الحج عبر بورسودان، فكانوا يمكثون مدة في السودان وكان وضعه آنذاك أحسن مما هوعليه اليوم، فكنت أدرس على بعضهم، ومن الناس الذين حبّبوا إليّ السنة آنذاك - وكان ذلك بعد المرحلة الثانوية- رجل علامة فاضل من آل شنقيط ,وكان يحفظ القرآن الكريم حفظاً ما رأيت مثله, لقد كان معجماً مفهرسا لألفاظ القرآن -إذا صح هذا التعبير- فإذا سألته عن أي كلمة في القرآن أتى لك بكل الآيات التي وردت فيها هذه الكلمة!. وأظنه كان مالكيا متعصّباً ثم تحول فكان عنده رد فعل عنيف على كتب الفقه إذ كان يقول لنا: أن الأربعين النووية خير من كتب الفقه كلها.
فكنت أحضر عنده ... ثم ذهب إلى السعودية وصار هنالك من كبار العلماء وإن لم يشتهر كثيراً ريما لأنه ليس من أهل البلد، فكان مع الشيخ ابن باز في إدارة البحوث والإفتاء وكان يحقق بعض الكتب هذا العالم الفاضل كان الشيخ إسماعيل الأنصاري رحمه الله.
العصر: ومتى كان هذا يا شيخ؟
الشيخ جعفر إدريس: كان ذلك بالنسبة لصحبتي به تقريباً في بداية الخمسينات سنة 1951م، 1952/ على وجه التقريب.
الصراع مع التيارات الهدامة:
ومن المؤثرات في حياتي أننا عندما ذهبنا على المدرسة كانت الشيوعية حركة قوية جداً، جاء معها التحدي الشيوعي في مجالات الاقتصاد والكلام عن الاشتراكية وغيرها من مجالات الحياة، غير أن زادي من الكتب التي قرأتها من قبل لم يكن كافياً لمواجهة هذا التيار الهدام، والصراع مع هذه الأفكار المنحرفة، إذ أن المواضيع التي طرقتها الشيوعية مواضيع حديثة، ففي هذا الوقت انضممنا إلى حركة إسلامية كانت تسمى حركة التحرير الإسلامي، وكنت معجباً بسيد قطب إلى درجة كبيرة وكان له ولكتاباته بالغ الأثر في فكري ...
العصر: بخصوص الحركة الفكرية في ذلك الوقت في السودان هل كانت امتداداً للحركة في مصر، أم أنها بنتُ الواقع السوداني؟
الشيخ جعفر إدريس: في البداية لا ….. بل كانت نابعة من الواقع السوداني لكن فيما بعدصارت -نفس هذه الحركة- هي الأخوان المسلمين ,وكان لها بعض ما يميّزها عن الإخوان المسلمين في مصر… فبعض الذين أسّسوها كانوا من الشيوعيين الذين تحولوا عن الشيوعية، لمّا رأوها فكراً إلحادياً، وكان من أولئك الذين أثروا في الحركة تأثيراً بالغاً رجل اسمه "ماجد الكرَّاح" وكان مثقفاً ممتازاً.
وكنّا إلى جانب قراءتنا لكتب الإخوان المسلمين نحرص على قراءة كتب إخواننا الباكستانيين كالشيخ المودودي وكانت قراءتنا لهم في الإنجليزية إذ لم تظهر كتبهم مترجمة بعد -في تلك المرحلة- إلى العربية.
العصر: هل تتذكرون بعض تلك الكتب التي قرأتموها للشيخ المودودي؟
الشيخ جعفر إدريس: نعم كان منها الكتاب الذي سمّي "منهاج الانقلاب الإسلامي" وقد قرأته أكثر من مرة وقتها، ولكني وجدته بعد ذلك أقرب إلى المثالية من الواقع، ثم قرأت الكتيبات التي كتبها عن الاقتصاد وعن السياسة لكني أتذكر أن من الكتب الغريبة التي أعجبت بها جداً كتاب صغير له اسمه"الدين القيم" وقد وجدت فيه ضالّتي كوني أميل إلى الأسلوب الذي يحوي الحجة والدليل، وكان يبين في هذا الكتاب الحجج العقلية أن هذا الدين هو من عند الله سبحانه وتعالى.
العصر: طبعاً كان مثل هذا الكتاب يشكل مرتكزاً أساسيا - بالنسبة لكم - في الصراع مع الشيوعية وقتها!!.
الشيخ جعفر إدريس: نعم بالطبع فهذا شيء مهم جداً في مثل هذا الصراع. ثم قرأت بعد ذلك للشيخ أبي الحسن الندوي، إذ قرأنا في مرحلة الثانوية "ماذا حصل للعالم بانحطاط المسلمين" واستفدنا منه الشيء الكثير، كما كنا نقرأ في الثقافة العامة فنقرأ الكتب الإنجليزية المتعددة الجوانب، والقصص وكان هذا طبيعياً آنذاك إذ كانت الدراسة في الثانوية باللغة الإنجليزية ما عدا مادتي اللغة العربية والدين، وكان معظم من يدرسنا هم من الإنجليز.
لذا كان انضمامي إلى الحركة التي صارت فيما بعد حركة الإخوان المسلمين من الأشياء التي أثّرت في حياتي، حتى أني بعد أن رجعت عند أول إجازة لي إلى أهلي، لوحظ عليّ تغييراً كبيراً، وكنت -قبل ذلك- شخصاً انعزالياً منذ مرحلة الطفولة فلا أشارك الأطفال لعبهم، إلى درجة جعلت الوالدة تظن أني مصاب بشيء ما ...
العصر: طبعاً لم تكن هذه الانعزالية توجّهاً فكرياً بل كانت شيئاً شخصياً ... أليس كذلك؟
الشيخ جعفر إدريس: نعم كان شيئاً لا يمت إلى الفكر بصلة، وهذه الانعزالية تورث حدة في التعامل مع الآخرين، فكان مما غير فيَّ أن الناس في المنطقة التي ذهبنا إليها للالتحاق بالثانوية كانوا متعاطفين جداً، بينما كان أهل منطقتنا مشهورين بقلة العاطفة!!. لذا كان الجو بالنسبة لنا هناك جديداً، حتى أننا كنا نستغرب العناق مثلاً، بينما كان لديهم شيئاً عادياً، وكان الناس هناك ينتقدونك إذا رأوا شيئاً لم يعجبهم، ويشاركونك أطراف الحديث، مما جعلني اجتماعيا بعض الشيء، ومما يستحسن أن أذكره هنا أن من أحسن الأساليب العجيبة لدى الشيخ البنّا رحمه الله ما يسمى عند الإخوان "بالأسرة"، حيث كنا نقسم إخواننا إلى حلقات صغيرة مفردها يسمى "أسرة"، وكانت هذه الطريقة تعمل في الناس عمل السحر، فالفرد مع المجموعة ينجز ما لا يستطيع فعله بمفرده، زد على ذلك أنها تقوي الرابطة الأخوية، وتبث روح التعاون بين المجموعة.
أعود فأقول أن هذه الفترة هي التي عرفت فيها سيد قطب رحمه الله وكنا آنذاك لا أقول نقرأ كتب سيد قطب فحسب بل أقول كنا نلتهمها التهاماً، وخصوصاً الكتب التي فيها نقد للشيوعية وهجوم على العلمانية، ولا أزال أتذكر أمثال: كتاب "معركة الإسلام والرأسمالية" و "الإسلام والسلام العالمي"، و "العدالة الاجتماعية في الإسلام" وقد كانت القضايا المطروحة في تلك الكتب قضايا ساخنة آنذاك نواجه فيها تحدياً من الشيوعيين وكنا نكاد نحفظ نصوصاً عدة من بعض هذه الكتب.
كما كنت أقرأ في تلك الفترة كتباً عن وجود الخالق، وإن كنت نسيت بعض عناوينها الآن، فقد كانت طبيعة ذلك الزمان تستدعي قراءة أمثال هذه الكتب، نظراً لوجود الشيوعيين المنكرين لوجود الخالق، وهذه كتب لم تكن من كتب أبناء الحركة الإسلامية.
كما عرفت في هذه الفترة ابن القيم الجوزية وكنت أفهم كلامه أفضل من فهمي لكلام شيخه شيخ الإسلام ابن تيميه ومن الكتب التي أثرت فيَّ كتاب لمحمد رشيد رضا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أسمه "الوحي المحمدي" ينهج فيه نهج الحجج العقلية وقد استفدت منه كثيراً.
ومن الكتب التي نفعتني في الناحية التربوية وأنصح الشباب به كتاب لأبن القيم اسمه الداء والدواء" كما استفدت من كتاب سيد قطب "التصوير الفني في القرآن الكريم".
مع الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله.
المرحلة الأخرى التي تركت أثراً في حياتي هي تلك التي بعد أن هاجرت إلى السعودية، وهناك التقيت بالشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله، وكانت هذه من نعم الله علي، فقد كان الشيخ رجلاً عالماً زاهداً تقياً وأعده في مقدمة علماء العصر الجهابذة، والحق أقول أني لم أر مثل الشيخ لا بين المسلمين ولا غيرهم، فقد تميز بعده خصائص أوجزها كالآتي:
أولاً: التقوى: لقد عرفت علماء عدة من المسلمين عرباً وغير عرب، فكان مما يؤسف له أن تجد الكثير منهم ينتقد رموز المعاصرين إلى درجة تصل به إلى احتقارهم إلا الشيخ رحمه الله فقد كان ينقد غيره بأدب قل نظيره، لا يحتقر أحداً ولا تجري على لسانه تلك الكلمات الشنيعة التي تسمعها اليوم هنا وهناك في حق الدعاة والعلماء، وكان رحمه الله يمدح الكثير من الدعاة أمثال المودودي والبنّا، ويحل غيره من العلماء فكان لا يذكر الشيخ الألباني إلا ويصفه بالعلامة، ويثني على زملائنا الموجودين حوله، وأذكر أنه سُئل مرة عن الشيخ المودودي وأنه يؤول فأجاب قائلاً: أنه -أي المودودي- أخطأ- لكن هذه المسالة دقيقة، وأن الإنسان إذا اشتهر فضله ينتقد لكن لا يشنَّع عليه.
ثانيا: الكرم: فقد كان رحمه الله حاتمياً، مشهوراً بالكرم، ولكم تمنيت أن إخواننا الذين أكرمهم الله بالسلفية كانوا مثله، فقد كان عنده من المزايا التي كنا نجدها لدى شيوخ التصوف فهؤلاء عندهم رقة وعندهم كرم، وكانت كلاهما في الشيخ، فكلّما تناولت عنده الغداء مثلاً أجد لديه جمعاً كبيراً لا يقل عن خمسة عشر شخصاً، من الذين يأتون لسؤاله أو طلب المساعدة منه أو زيارته.
ثالثاً: لقد منَّ الله على الشيخ بذاكرة علمية عجيبة جداً، فلم يكن يتميز بقوة الحفظ فقط، فالحفظ قد يتقنه الكثير، لكنه تميز بقوة الاستحضار وسرعته، وقد تمنيت أني عرفت الشيخ مبكراً واستفدت منه نصائحه في طريقة الدراسة ...
العصر: هلا ذكرتم لنا بعض ما قرأتم على الشيخ؟
الشيخ جعفر إدريس: لم أقرأ عليه قراءة شخصية، لكني كنت أحضر دروسه في الجامع الكبير وكانت كتباً كثيرة، أتذكر عندما بدأت الحضور، كانوا يقرءون في فضائل الصحابة من صحيح البخاري، ثم بعد ذلك يقرا المبتدءون عنده كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب، وقد كان من الغريب أنا لشيخ في تدريس المبتدئين يفيض في الشرح ويفصّل، بينما كان في درس الكتب الواسعة لا يعلق إلا الشيء البسيط، فاستمعنا إلى كتب كثيرة، وبعض دروس تفسيرالقرآن الكريم وكان يفضّل تفسير ابن كثير ويحبّه جداً، كان حضوري للدروس بعد عام 1975م، حيث كنت أحرص على الاستعادة منه، وقد استفدنا منه رحمه الله سمتاً وعلماً، وكان دائم الذكر لله في كل أحيانه وما رأيت إنسانا مثله يعتقد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبادة، ويلمس حاجة العصر لها وكان ذلك إلى آخر حياته رحمه الله.
العصر: نسأل الشيخ على مستوى الحركة والجماعات، كيف تعامل الشيخ جعفر مع مسألة الانتماء في العمل الإسلامي؟
الشيخ جعفر إدريس: عندما انضممت إلى "الإخوان" كنت لا أقبل ما اعتقد أنه خطأ، وأسارع إلى نقده، ولم يكن هذا شيئاً محبباً عند البعض، وأذكر أن الأخوان كانوا يقرأون "المأثورات" وكان في بدايتها أن الذكر الجماعي لا بأس به، فرفضت ذلك، وأقنعت بعض إخواني الذين كانوا معي آنذاك وكنت أنتقد أشياء في ما كانوا يسمّونه "ورد الرابطة" وكان يُقرأ بعد المغرب، لذا فقد نفعني انتمائي إلى الاتجاه السني عند الانضمام إلى الحركة، وصار النقد عندي طابعاً، ومما كتبت في نقد بعض الظواهر في العمل الإسلامي، رسالة موجودة في كتابي "نظرات في منهج العمل الإسلامي" حيث شاع عند الأخوان، والظن عند بعض الجماعات أيضاً اعتقاد أن جماعتهم هي جماعة المسلمين، وأن الذي يخرج خارج على الجماعة، فانتقدت ذلك، وقلت أننا جماعة من المسلمين ولسنا جماعة المسلمين وأنه ليس في الإسلام شيئاً اسمه الالتزام الفكري بقرارات التنظيم، وقد ناقشت الشيخ المودودي في ذلك وكنت التقيت به في لندن، كما التقيت بغيره من الدعاة من الباكستان وتونس والمغرب والجزائر خاصة بعد ذهابي إلى السعودية، لذلك أظن أن المعيار النقدي هذا هو الذي جعلني أكشف الترابي في وقت مبكر.
العصر: هل تتذكرون ما دار بينكم وبين الشيخ المودودي؟
الشيخ جعفر إدريس: نعم لا أزال أذكر بعض ما دار بيننا، مثلاً كان ينتقد حركة "الأخوان" قائلاً: أنتم في العالم الإسلامي جماعات مستقلة لكنكم كلكم تطلقون على أنفسكم "الأخوان المسلمون" بينما ينبغي أن يكون عكس ذلك، أن تكونوا جماعة واحدة لكن بأسماء مختلفة حتى لا يؤخذ بعضكم بجريرة البعض الآخر.
وتناقشنا في مسألة الالتزام بالتنظيم فقلت له: أنا لا أعلم في الدين أن الإنسان يلتزم برأي الجماعة، لكن يلتزم بالعمل، فالحاكم مثلاً إذا أمرني بشيء أخالفه الرأي فيه أعمله ما دام لا يخالف كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، لكن ليس من حق الحاكم أن يقول أذهب إلى الناس وأخبرهم أن هذا هو الرأي الصحيح. فأجابني: أننا إذا لم نلتزم تصير الأمور فوضى، فقلت له: لا يحدث ذلك إذا نحن ربينا الناس على العمل سوية وإن اختلفت الآراء، لكن ما حدث هو أننا أدخلنا إلى أذهان الناس أن من خالف رأي الجماعة منشق عنها فكان ما نراه اليوم من أوضاع مؤسفة.
ولقد كنت أقول لبعض الأخوان هذه صحيفتنا لماذا لا ننتقد أنفسنا بأنفسنا، فالصحابة كانوا ينتقدون بعضهم البعض وكانوا أخواناً متحابين. ثم في الأخير شرح لي الشيخ نظامهم ووجدته أقرب شيء إلى الصورة المثالية فقد قال لي: نحن لا نصدر كثيراً من القرارات، إلا في مسائل مهمة جداً، وما عدى ذلك فالناس أحرار، وإذا اجتمعنا لا أكاد أذكر أننا مرَّرنا شيئاً بالأغلبية، ولكن حتى إذا خالف البعض أرجأنا الاجتماع حتى نقنعهم فقلت له نفرض أنكم كلكم أتفقتم وأنا في باكستان الغربية، وكانت باكستان آنذاك شرقية وغربية قبل الانفصال.
فقال لي: تكون فوضى فأجبته بالنفي فأنا ألتزم بالعمل، فمثلاً قلتم أن المرأة تدخل البرلمان أو لا تدخل وأنا رأيي مخالف، فإذا كنت أرى أنها مسألة اجتهادية أوافق من الناحية العملية لكن إذا سألت أجيب بما أراه، وما زالت أرى أن هذه واحدة من آفات التنظيمات الإسلامية المعاصرة، وهذا شيء أخذناه -للأسف- من أسوأ الحركات الغربية وهي الشيوعية فالحركة الشيوعية تنظر إلى قرار الحزب أنه قرار باسم الشيوعية فمن يخالفه يخالف الفكر الشيوعي ونحن ليس لدينا شيئاً من هذا، عندنا الكتاب والسنة والإجماع، إذاً فالذي يخالف في التنظيم لا يخالف هذه الأصول بل يخالف رأي التنظيم لا غير.
وقد ألقيت محاضرة ضمنتها ما ذكرته سابقا، ونشرت وهي نفس الرسالة التي أشرت إليها سابقاً، وبعد انتهائي من المحاضرة أتاني شاب في اليوم التالي وقال لي أنه من حركة أخرى، لكنه وجد كل العيوب التي ذكرتها في المحاضرة موجودة في حركته، فكان هذا شيئاً مخيفاً لا يطمئن بالنسبة لي. لذلك نحن مازلنا بحاجة إلى أسلمة الفكر التنظيمي، مثلاً كيف يختار القائد وما مدى مسؤولياته وصلاحياته، وما مقدار التزاماته وحريته في التنظيم.
العصر: نعود إلى الكتب، ونسأل الشيخ جعفر عن معدل قراءته اليومية؟
الشيخ جعفر إدريس: أولاً أنا بطيء في القراءة، وأذكر أني عندما كنت في بريطانيا حضرت دورة في زيادة سرعة القراءة فتعلمت شيئاً من الناحية النظرية، لكن بالرغم من ذلك كنت من البطيئين في القراءة في الفصل، لكن الذي آنسني نوعاً ما أن المدرس أخبرنا أن هناك مهارات أخرى غير سرعة القراءة، فبدا يسألنا فكنت الأول، فضحك المدرس قائلاً: لأنك بطيء القراءة طورت المهارات الأخرى" وظني أن سرعة القراءة متعلقة بسرعة الكلام وأنا لست سريعاً في أي منهما، ولقد استفدت من الدروس التي حضرتها وقد أقنعني المدرس أن البطء ليس من العقل ولكنه من العينين فالذي يدرب على القراءة كلمة كلمةمنذ الصغر لو أنه وسع المجال تدريجياً لصار يقرا ربما يقرأ سطراً كاملاً كما يفعل الكثير من سريعي القراءة.
وعلى العموم بالرغم من كوني بطيء القراءة لكني أقرا كثيراً، وممّا استفدته من الشيخ ابن باز في هذا المجال -ولو كان متأخراً- أنه رحمه الله بذاكرته القوية وحرصه على فهم كل سطر يسمعه يركز اهتمامه على بعض الكتب ويحرص على سماعها عدة مرات فأنا سمعت أنه قرأ صحيح مسلم أكثر من ستين مرة، ولذلك كانت الأحاديث تسيل لديه كالماء.
وقرأ البداية والنهاية سبع مرات، فكان دائماً يتكلم عن المذاكرة، قائلاً: أن العلم يضيع بدون مذاكرة، ولم أكن أقرأ الكتاب أكثر من مرة ربما لبطئي في القراءة- إلا نادراً.
وأنا في قراءتي واسع الاهتمامات، لا اقتصر على مجال واحد، فأقرا في الأدب الإنجليزي بمجالاته المتعددة، وأقرأ الكتب الفكرية والفلسفية والسياسية وعندي اهتمام بالكتب العلمية خصوصاً التي تكتب لعامة المثقفين، واستفيد منها وقد تحدثت عنها في كتابي عن وجود الخالق، حتى الكتب التي قد تشرح جانباً معيناً في المجال العلمي، فأنا أقرأ الآن -مثلا- كتاباً في الجينات فهذا موضوع مهم، كما أحب قراءة كتب الفلك فقرأت كتباً كتبها فيزيائيون عن ما يسمى بالانفجار العظيم، وخصوصاً الكتب التي تثير قضايا فلسفية مع كونها علمية، وللأسف أننا تنقصنا أمثال هذه الكتب في اللغة العربية مع أهمية هذا الموضوع.
وقد قرأت كتاباً من أحسن الكتب عن الداروينيه اسمه: "Darwin's Black Box" كتبه رجل علامة كاثوليكي، استفدت من هذا كثيراً جداً. من الكتب التي قرأتها أكثر من مرة كتاب "معالم في الطريق" لأنني درّسته وكنت من أوائل من لفت الأنظار على هذا الكتاب ثم لما رأيت بعض آثاره السلبية بين الناس عملت عنه دروساً في السودان في الجامع كان يحضرها عشرات الشباب، وكنت انتقد بعض المواقع في الكتاب، فكان هذا شيئاً خطيراً في نظر البعض، مع أني أقول لهم أني اقدر سيد قطب واقر له بالفضل لكن لا مانع من نقده في مثل هذه الأمور كما أكرر قراءة الكتب الأساسية أكثر من مرة.
العصر: هل يفضل الشيخ جعفر كتباً بعينها؟
الشيخ جعفر إدريس: كما أسلفت أنا أحب الكتب التي فيها الجوانب الفكرية، لذلك فالكتب التي تمتلئ بالإحصاءات والأسماء لا أميل إليها، ولذلك طالما قلت للناس أن من رحمة الله بنا أن القرآن ليس كذلك، وبالرغم من ضعف ذاكرتي لكني في ذكري الحجج جيد فلا أنساها، سواءً كانت هذه إسلامية أو غير ذلك، وهناك كتاب قليل من الناس الذين يقرءونه لكني استمتعت به جدا وقرأته كاملاً، وهو كتاب "درء تعارض العقل والنقل" وأظن أن الجزء الأول، من أصعب ما قرأت وبقية الكتاب سهل، وقد ركزت اهتمامي على كتب ابن تيميه التي لها علاقة بأصول الدين، كدرء تعارض العقل والنقل" ومنهاج السنة، ولم اهتم كثيراً بكتبه. الفقهية.
العصر: عرفنا الشيخ جعفر في السودان وعرفناه في الجزيرة فماذا عن الشيخ في بلاد الغرب ماذا استفاد الشيخ من إقامته هنا؟
الشيخ جعفر إدريس: أنا ذهبت إلى الغرب في عام 1962م لإكمال الدراسات العليا بعد انتهائي من الدراسة في جامعة الخرطوم، وكنت في بعثة رسمية لنيل الدكتوراه، لكن نحن صلتنا بالغرب لم تبدأ منذ ذهابنا إليه، بل بدأت في الثانوية والجامعة حيث كان التدريس باللغة الإنجليزية، وكانت جامعة الخرطوم تبدأ الدراسة بها في السنة الأولى بأربع مواد ثم الثانية بثلاث ثم الثالثة باثنتين ثم الرابعة بمادة واحدة، يسمونها الدراسة الخاصة، فتعرضنا للفكر الغربي في آخر سنتين حيث درسنا الاقتصاد والفلسفة في الثالثة ثم الفلسفة في الرابعة، وكل هذا فكر غربي، وأرى أنه لا بد وقد أثر في فكرنا سلباً أو إيجابا.
ومن الأمور التي تحزنني أن معالجة القضايا والأفكار في الكتب الغربية أشمل وأعمق من كتب عالمنا العربي بكثير فتجد البعض يكتب عن الماركسية كلاماً لو رآه ماركس لضحك، إن الكثير من نقد الماركسية عرفناه من كتب الغربيين، وهذه من الأشياء التي استفدتها من الشيخ ابن تيمية إذ يقول: أنه يستفاد من نقد أهل الأهواء لبعضهم البعض لأن كل منهم يذكر أخطاء الآخر لكني أقول أن هذه الكتب هي من وجهة نظر الكاتب، فما كل ما يذكره الرأسمالي عن الشيوعية صحيح وما كل ما يقوله الشيوعي عن الرأسمالية صحيح أيضاً، فمثلاً: يقول الغربي أنّ الملكية الشخصية شيءفطري, يعني إذا أنت لم تملك شيئاً تعد منحرفاً فطرياً!! وهذا ليس في الإسلام أبداً، وقد راجعت كتاب الله الكريم فلم أجده يمدح الشخص لأنّه يملك بل يمدح الإنفاق مثل قوله تعالى:
"ويل لكل همزة لمزة*الذي جمع مالاً وعدده*يحسب أن ماله أخلده"
وبعض نقد الشيوعيين للرأسمالية صحيح جداً فمثلاً الانتخابات يقولون نعم هناك انتخابات لكنها شكلية لأن الفرصة فيها للأغنياء أو لمن يسنده الأغنياء، ولا ينجح الفرد غير الغني في ذاته أو غير المسنود من الأغنياء، وهذا عيب كبير في مسالة الديموقراطية لا بد أن يعدَّل إذا أراد الناس الاستفادة من تجربة الغرب ثم الكتب هذه التي تسمى (Public Science) ? كان احسن من يهتم بها الاتحاد السوفيتي واستفدنا من كتبهم التي كتبوها في هذا المجال، وهم يخلطونها أحياناً بفلسفتهم، وتوجد بالغرب بعض الكتب المهتمة بهذه الناحية لكنها ليست بمستوى تلك.
العصر: ماذا أضاف الشيخ جعفر خلال مكوثه في الغرب إلى رصيده الدعوي والمعرفي؟
الشيخ جعفر إدريس: استفدت من إقامتي في الغرب أنّك ترى من عيوب الغرب بالمعاينة مالا يمكنك إدراكه عن طريق الكتب، فأنت هنا تتابع الأخبار والتحليلات فتكسب شيئاً جديداً، لذلك من الأشياء التي أنوي إن شاء الله الحديث عنها في السودان هي الديموقراطية، فقد رأيت الناس يتكلمون عن الديموقراطية كلاماً مثالياً، وكأن آثار الديموقراطية من انتخابات وغيرها هي التي ستحل لهم مشاكلهم، لذا سأقول لهؤلاء أن الناس الذين يطبقون الديموقراطية في مجتمعاتهم هم أكثر الناس نقداً لها، فمن أحسن الكتب التي تنقد الديموقراطية بشكل واسع وعميق ما كتبه الغربيون أنفسهم، ولأحد مشاهير الصحفيين وأظن أسمه "ليبمان" قول عجيب فهو يقول: أن الديموقراطية تصل بالإنسان إلى الحكم، لكن لا تقول له ماذا يفعل بعد أن يصل" وهذا عيب كبير، لذلك قلت لأحد إخواننا أن هذا عكس ما يعتقده أهل السنة، فالديموقراطية يهمها طريقة الوصول إلى الحكم ولا تهتم بما بعد ذلك، أما أهل السنة فبعد الوصول إلى الحكم عندهم أهم من طريقة الوصول، فجوزوا إمارة المتغلَّب ما دام سيطبق الكتاب والسنة ويقيم الشريعة، وهناك كاتب روسي أسمه سورجنستين جاء إلى الغرب وإلى أمريكا وانتقد الرأسمالية، وكان من ضمن ما يقوله عن الديموقراطية أنه قال:
أن الديموقراطية كانت مفيدة عند أن كانت مرتبطة بالدين، فالديموقراطية تعطيك حرية القول والدين يرشدك إلى ما عليك فعله، لكن عندما ذهب الدين صارت الحرية هي حرية" فعل الشر!! " وقد قرأت قريباً في ملحق عن الكتب تنشره الواشنطن بوست، عن صدور كتاب يتحدث فيه الكاتب عن هذه المشكلة التي تكلم عنها الشيوعيون قديماً لكن بأدلة حديثة، وبيّن عيوب الديموقراطية مضيفاً أن الثروة في هذه المجتمعات تتركز بأيدي جزء بسيط من أفرادها وضرب مثلا بيل غيتس إذ قال أن ثروته تساوي ثروة بضع وأربعين بالمائة من المجتمع الأمريكي.
فأمثال هذه العيوب في أنظمة هذه المجتمعات السياسية والاقتصادية، وقفنا عليها من خلال المكوث هنا، أضف إلى ذلك المشكلة الخلقية التي يعانيها هذا المجتمع وهي جداً مخيفة، فانتشار المخدرات في المدارس والجامعات وغيرها من صفوف المجتمع الغربي وكذلك ذيوع الانحلال الجنسي وغيرها من المشاكل الخلقية، والتي قد لا يتنبه إليها الكثير من أفراد هذه المجتمعات، إلا عقلاء مثقفيهم.
ومن الأشياء التي استفدتها أثناء إقامتي هنا، هي قراءة البحوث الموثَّقة الموضوعية المبنية على حقائق ملموسة، وقد لا توافق على النتائج التي توصل إليها هذا الكاتب أو ذاك وكثيرا ما أبني على الحقائق التي يذكرونها وأتوصل إلى نتائج مختلفة لما توصلوا هم إليه وعلى سبيل المثال أذكر أني أقرا حالياً كتاباً لإحدى رائدات الفكر النسائي في الغرب، حيث تذكر في إحدى فصول كتابها هذا أنّهن لا يقصدن من دعوى المساواة بين الرجل والمرأة أن تكون المرأة رجلاً!! ولكن يقصدن أن تعتز المرأة بأنوثتها، إذ أن ما يحدث الآن أن همّ المرأة الأوّل أن تكون مثل الرجل أو أن ترضي الرجال!! ثم ذكرت تفاصيل ما تصرفه المرأة من المال على مظهرها، وهنا قلت لو كانت المرأة هنا مستترة ما كانت في هذا الوضع المزري، وهنا تظهر الحكمة من الحجاب فقد قالت إحدى الأمريكيات لأستاذها المسلم: أنها كانت تعمل في مجال تصميم الأزياء وأنهم كانوا لا يصممون إلا ما يرضي الرجال، وأنها تعتقد أن أكثر شيء يعطي المرأة حريتها هو الحجاب، إذ لا علاقة لها حينئذ بالرجال!!.
لذا يجب أن ننظر إلى الغرب كتجربة أعطانا الله إياها، ليرينا ماذا يحل بالمجتمعات التي تبتعد عن أوامر الله سبحانه وتعالى، لذلك ترى هنا بالإحصاءات والدراسات من مظاهر الفساد ما قد يغيب عنك ظاهراً من رؤية المجتمع ولصاحب كتاب "نهاية التاريخ" كتاب ذكر فيه من الإحصاءات ما يدل على مدى التدهور المخيف الذي تعانيه المجتمعات الغربية في مجال الأخلاق والقيم.
أوضاع السودان
العصر: تعرّضتم في معرض حديثكم للعودة إلى السودان، فماذا ينوي الشيخ جعفر فعله هناك عند عودته؟
الشيخ جعفر إدريس: طبعاً أنا مستقر الآن هناك وإتياني إلى هنا إنما هو لتتبع أوضاع الجامعة وحضور اجتماعاتها.
وماأنوي فعله هو نقل ما أكرمني الله به من خبرة وتجربة، للاستفادة من ذلك هناك، وصرت الآن على صلة بالحكومة، بعيدا عن المناصب، حيث استعد بالمشاركة بالنصح والإرشاد، كما أعزم -إن شاء الله- الكتابة في الصحف بحيث يكون لي عمود ثابت في إحداها، كما أنوي إلقاء دروس في المساجد وإقامة علاقات حسنة بالجماعات الإسلامية جميعها هنالك، وأحرص على أن تستمر هذه العلاقة حسنة، وأنا الآن والحمد لله على صلة طيبة بهم، فقد جعلنا الله سبحانه، أدوات لنقل التجارب إلى الغير للاستفادة منها.
العصر: كيف ينظر الشيخ جعفر الآن إلى الحكم بعد مسيرة أكثر من إحدى عشرة سنة؟
الشيخ جعفر إدريس: الحكم هناك أول من ينتقده هم أصحابه، وقد صرح البشير أنهم شغلوا عن قضايا الناس، بمشاكلهم في الحكم، وأن كنت أتعجب من قوله أن الخلافات بدأت منذ عام 1992م، فربما بعد إبعاد الترابي وحصول هذه القطيعة أن يكون هناك شيء من سير الأحوال إلى الأفضل.
العصر: هل ينوي الشيخ جعفر رأب الصدع أم التقويم الداخلي ولو كان ذلك على حساب قضايا ذات أهمية كبرى في السودان؟
الشيخ جعفر إدريس: لا بالعكس، فهناك أحد الأخوة كان مسؤولا عن لجنة اسمها لجنة رأب الصدع، فاتصلت به أقول له: ولماذا ترأب الصدع يا أخي فما كل صدع يرأب؟!.
فبعض الصدع مفيد فكتبوها في الصحف!!
لذلك أقول: أنا ما أرى ذلك، ثم إني لست في موضع يمكّنني من إصلاح ذات البين بحكم خلافاتي مع الترابي لذلك أتمنّى أن موضوع الترابي انتهى، والمتعلّقون بالرجل الآن هم متعلقون بشخصه وهذا لن يستمر طويلاً، وأغلب هؤلاء طلاب جامعات، ولم أكن أظن انه سيكون عنده هذا العدد لذلك كان هذا غريباً بالنسبة لي، وقد شرح لي الذين اختلفوا معه أنهم كانوا يعطونه ميزانية بالملايين للتحرك بين الناس، ولم يعرف الطلبة غيره لذلك تعصّبوا له، وهذا كله في العشر سنوات الأخيرة، فلم يكن يذهب إلى الطلبة غيره يتكلم معهم ويؤثر فيهم، ومما قاله لي أخ منهم: أن الناس ينتقدون شباب الحركة الإسلامية في الجامعات بأن ليس عندهم معرفة بالدين، وأنهم متعصبون لقياداتهم فقط، فقال: أن الترابي قصد هذا، وحسب تعبيره: أن الترابي مجتهد في التجهيل، لأنّه وجد أنّ من آثار هذا الجهل الطاعة العمياء له.
العصر: ألا ترون أنّ الحركة الإسلامية سواء في السودان أو غيرها تعاني من أزمة في التصور لطبيعة الحكم الإسلامي، وهذه من جملة الانتقادات التي توجه إلى الحركة الإسلامية، أن ليس عندها تصور واضح للحكم الإسلامي؟
الشيخ جعفر إدريس: هذا صحيح، وقد قلته مراراً لإخواننا في السودان وكيف نتصور الحكم إذا قاد عسكري انقلاباً، لا شك أنه سيحكم كما يحكم عساكره. طبعاً الرجل الذي يحكم في السودان في ذاته متدين، لكن هذا لا يكفي، وعموماً لا أعتبر العيب فيه -أي الذي يحكم- إذ أن الغالب في الحاكم إذا استثنينا عصور الخلافة الراشدة، أن الحاكم لا يكون العالم المفكر، إذاً فالقصور يرجع إلى أدبيات الحركة الإسلامية التي غاب عنها سر هذا الجانب المهم وهذا عجيب إذ كيف نطالب بالحكم الإسلامي ونحن نفتقد إلى تصور صحيح عنه.
فلم تنتج الحركة الإسلامية -وللأسف- شيئاً واضحاً عن الحكم الإسلامي. لذلك كان الذي حدث في السودان غريباً إلى درجة أصيب فيها الناس بصدمة كبيرة، إذا كانوا يتصورون أن الحكم سيكون أفضل مماهو عليه بكثير، فقد حدثت أمور في بداية الحكم الأخير، لم أكن أظن أن الترابي نفسه يمكن أن يعملها، ذلك أن الترابي ليس من أهل الحماس والعاطفة، بالرغم أن الذي كان يبدو للناس هو أن الترابي أكبر فرد في الحكم، وأنه أكبر متعصب ومتزمت في العالم وليس عند الرجل من هذا مقدار ذرَّة، فكان يقول الترابي نحن لا نؤمن بالحدود، وأنا أعلم أنه يعترف بها، وهذا جعل الذين حول السودان يتوجّسون من أمثال هذه التصريحات، ثم تلك التهديدات التي ملئوا بها العالم، تجدها في التصريحات والأناشيد، وإمكانياتهم معروفة، ومن الأخطاء أيضاً معاملة الناس بقسوة، وقد عذّب الكثير في بداية الانقلاب، أعرف أحدهم كان شيوعياً ثم تاب وحج، رأى أحد إخواننا آثار السياط على ظهره، بالرغم من كبر سنه، وبعض الناس قتلوا في قضايا لا تستوجب ذلك, فمثلاً قتل أحدهم لأنهم وجدوا عنده دولارات، واستمر هذا الأسلوب إلى مدة طويلة بعد الانقلاب، وقد قال لي أحد الأخوة الذين تحولوا إلى ناقدين للحكم الآن، أن التّحسين الذي حدث بعد ذلك لم يكن بجهودنا بل كان أثر ضغط من الغرب، وما أظن الآن أن تعود ممارسة هذه الأخطاء، ربما لوجود استدراك والحكومة ليست لديها القوة التي تمكنها من فعل ذلك، زد إلى ذلك النقد الداخلي حتى من أبناء الحركة نفسها.
وهناك مشكلتان في السودان:
أولاً: مشكلة الجنوب، ووقوف الغرب بجانب المتمردين وأول من يدعمهم أمريكا، إذ لا يتصور أن يمكث كل هذه المدة الطويلة دون دعم منهم، وهذه الحرب جريمة إنسانية شنيعة فقد وصل ضحاياها في تقديرات الغربيين إلى مليونين من البشر، وهذه الحرب ليست سودانية وقد تحدّث أحدهم -متسائلاً- حرب من هذه؟، ولو كان الضحايا هؤلاء من الأمريكان لتوقّفت قديماً، لكنّهم كما ترى من هذا الشعب السوداني.
ثم أن الدعايات التي تقال عن السودان اليوم فيها قدر كبير من الكذب كمسألة الرق مثلاً، فما سمعت عن الرق في بلدنا الاّمن مصادر الغربيين هؤلاء. وأكبر دليل على كذب هذه الفرية أن الجنوبيين اليوم أكثر من نصفهم يعيش في الشمال، فلم يذهبوا إلى بلد آخر، بل فضلوا الذهاب إلى أوساط إخوانهم في الشمال السوداني، وهذه الهجرة بدأت تزعج الكثير في الغرب، إذ أنهم يعلمون أن هؤلاء المهاجرين مع مرور الوقت سيتعلمون اللغة العربية ويصير أبناؤهم إن شاء الله مسلمين بعد ذلك. ومثل هذه الكذبة تهمة الإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان، وأقول لك أن اليوم في السودان وفي ظل الحكم العسكري حرية لا توجد في أي بلد عربي آخر، فالرئيس يُنتقد على صفحات الجرائد، ولا تنسى أن حقوق الإنسان اليوم ينظر لها بالمنظار الغربي، فقد قامت الدنيا لقرار أصدره والي الخرطوم، إذ منع فيه النساء من العمل في محطات الوقود والفنادق وهذا شيء جيد لكنه بمنظور الغرب ليس كذلك.
المشكلة الثانية في السودان هي مشكلة المعارضة السودانية والمشكلة أن الغالب على أحزاب المعارضة أنها لا تريد الحكم الإسلامي وأن صرح بعضهم أنه لا يوجد لديهم مانع من أن يكون البشير رئيساً، فهم يقصدون لفترة معينة فإذا صارت الانتخابات فقد لا ينجح إسلامي، وإذا كان هناك اتفاقاً فهم لا يريدون الحكم إسلامياً، حتى غلبت المعارضة على غالب الصحف وهذه مشكلة الديموقراطية في البلدان الفقيرة، فلو صارت انتخابات مولتها جهات أخرى، وإذا فُسح لوسائل الإعلام تموّلها جهات أخرى أيضاً وما قصة لبنان عنا ببعيدة. فنسأل الله أن يتفق الناس ولو على أحد أدنى من تطبيق الشريعة، طبعاً والبشير يؤكد في تصريحاته على تطبيق الشريعة وهذا جيد، هاتان هي العقبتان الكبيرتان في السودان، أما المشكلة الاقتصادية في السودان فمتعلقة بمشكلة الجنوب من ناحية وبزيادة الإنتاج في السودان من ناحية أخرى ومما يُحمد لهذه الحكومة أنها أفسحت المجال في الجانب الاقتصادي كثيراً، لكن تأتي حرب الجنوب كعقبة كبيرة ففي تقدير الأمريكان أن حرب الجنوب تكلف السودان كل يوم مليون دولار، وقد جاء البترول فخفف من الضرر نوعاً ما، فإذا حلت مشكلة الجنوب وزادت عملية الإنتاج لانتهت المشكلة الاقتصادية في السودان إن شاء الله، وإن كان ستواجهه مشكلة أخرى إذا تحسن حاله إذ أن السودان ولو كان فقيراً فهو أحسن حالاً من الدول التي تجاوره، وهذا جعل الكثير من سكان هذه الدول ينتقلون إلى السودان فإذا تحسن حاله فلا شك أن طبيعته ستتغير فسيقل العنصر العربي فيه ويقل مستوى التدين والحل هو أن تفتح الهجرة إلى السودان من مصر، فهذا سيكون أفضل للبلدين بلا شك.
العصر: بما أن الشيء بالشيء يذكر نسألكم عن رجل عرفتموه، وعلمتم عيوبه في وقت مبكر، وانتقدتموه مبينين أخطاءه هذا هو الدكتور حسن الترابي ماذا لدى الشيخ جعفر عن هذا الرجل؟
الشيخ جعفر إدريس: ذهبت والترابي إلى نفس المدرسة وكنا نسكن في نفس الداخلية (سكن الطلاب) ، وكان الترابي أمامي في الدراسة سنتين، ولم يكن معنا في الجماعة آنذاك، وعندما كنت في السنة الأولى بالجامعة سمعنا أنه انضم إلى الجماعة وفرحنا بذلك، ثم عرفته عن قرب وصحبته في الجامعة، لكني بدأت ألمس فيه عيوباً في الفكر والسلوك، والبعض يظن أن دافع نقدي له هوا لتنافس، ولكني لاحظت عليه ذلك وأنا مسؤول عن التنظيم ولم يكن هو آنذاك شيئاً يذكر، وانتقدته وقتها ولم تكن بيننا أي منافسة. ورغم تحفظاتي التي في قلبي عليه فقد تعاونت معه بعد أن صار مسؤولاً وكنت اسمع منه فلتات فمثلاً في وقت مبكر جداً كان يكره أهل السنة ويشمئز من ذكر البخاري وابن كثير وغيرهما، وليس عنده توقير للصحابة وقد قلت لبعض إخواننا الذين إذا انتقد أحداً رماه بالاعتزال، قلت لهم لا تظلموا المعتزلة فهؤلاء كانوا عبّاداً ومخلصين، وكان ما يدعون إليه فكراً بالنسبة لهم وكان دافعهم إليه حسناً وهو اعتقاد تنزيه الله سبحانه فكثير ممن يسمّى اليوم معتزلة لو رآهم المعتزلة لتبرّأوا منهم، أو يقول لك أشعري حتى الأشاعرة لم يكونوا كذلك، لذا أقول أن هؤلاء أقرب إلى ما يسمّى بالزنادقة أو الفلاسفة الذين لم يكونوا متدينين ولا أقول عقلانيين فقد تتبعت آيات القرآن الكريم التي ورد فيها ذكر العقل فما وجدت الله سبحانه يذم فيها العقل بل يجعل الله العقل مع الإيمان وعدم العقل مع الكفر، وأهل الأهواء يختلفون فمنهم صاحب هوى في الاعتقاد ومنهم في السلوك، ومنهم من جمع بين الأمرين.
العصر: هل أحدث هذا النقد تأثيراً في الصف بمعنى إيجاد نوع من اليقظة والاستدراك أم كانت هنا ك مجاراة ومسايرة للترابي؟
الشيخ جعفر إدريس: نعم كانت هناك مجاراة لما يقوله الترابي، نحن استطعنا إقناع البعض، لكن لم يكن نقدنا تيّاراً لأنهم أشاعوا أن هذه مسائل شخصية وأنها من قبيل منافسة الأقران، والناس مهيئون لقبول أمثال هذه الحجج البسيطة فهم يميلون إلى ما يعرفون، والمشكلة أن الرجل يتنكّر وأنا لا ألوم الناس لأني لا أميل إلى أن يسرع الناس إلى قبول كل اتهام يتهم به شخص من الناس خصوصاً إذا كان هذا الشخص ينكر وقد كان الترابي رجلاً منافقاً يقول في جلساته الخاصة خلاف ما يعلنه للناس ولا يزال حتى اليوم وما كان يقوله في جلساته آنذاك أقل بكثير مما يقوله الآن، فهو مسكين عقله يقبل الشبهات (كل ما خالطه أثّر فيه) كما يعبر ابن القيم.
العصر: خاصة في غياب الرادع الداخلي داخل الصف يزداد الترويج لأمثال هؤلاء.
الشيخ جعفر إدريس: نعم، وليس ذلك فقط فقد صار محبوباً مرغوباً لذلك صارت فيه صفات ما كانت لتظهر فيه قديماً معنا نحن زملاؤه فقد صار يحب القهر، دكتاتورياً متسلّطاً بل حتى لما ظهر لبعض الناس انحرافه لم يجاهروه بالنقد وبعضهم يرى أنه لا يتكلم في ذلك حفاظاً على الصف حسب زعمهم.
العصر: ألا ترى أنه كان من الأولى أن تفنّد مثل هذه الشبهات والانحرافات في بداية المسيرة، فهل يتأسف الشيخ جعفر أنه لم يكتب شيئاً عن ذلك؟
الشيخ جعفر إدريس: نعم أتأسّف لذلك واعتقد أنّ من أخطائي الكبيرة أنني لم أكتب شيئاً في ذلك وظننت أن عندي ثقة بالناس وأتباع الحركة، خاصة أننا انتقدنا وبيَّنا لهم وأنه شخص واحد ولن يؤثر لكن كان ظني خطأ ولم يقتصر خطأي على عدم الكتابة بل ومنعت غيري من أن يكتب، ومن هؤلاء الشيخ سفر الحوالي وكان مهتم بذلك في وقت مبكر جداً، وجمع أشياء في هذا الصدد، لكن لعل عذري أن الوقت آنذاك كان وقت انتخابات وكان الترابي هو زعيم التيار الإسلامي ومنافسوه ليسوا من الإسلاميين، فخشيت أن يؤثر ذلك على الناس وأظن أن السبب في هذا هو الفكر التنظيمي إذ يرى الكتابة في هذا تشق الصف مع أن بيان الحق أهم من ذلك بالطّبع.
عصارة التجربة
العصر: بعد هذا العمر المديد -بارك الله في عمر شيخنا- هلاَّ استعرض لنا الشيخ جعفر خلاصة التجربة الطويلة يفيد بها أجيالاً تنشد إرشاد أصحاب التجارب والخبرات أمثالكم؟
الشيخ جعفر إدريس: أولاً كما قلت لك أنّنا بحاجة إلى أسلمة الفكر التنظيمي.
ثانيا: أنّني وجدت أنّ من أكبر مشكلات الحركة الإسلامية غياب قيادة العلماء لها، لذلك أقول دائماً ويستغرب البعض من قولي ذلك: أنني استفدت من الشيخ ابن باز الكثير حتى في الجانب السياسي وموقفي من الحكومات ما لم استفده من كتب الحركة الإسلامية، وأقول لك كيف؟
فقد تأتي الفائدة أثناء شرح لحديث ما، وصرت أكثر مرونة، فمثلا أذكر أنه مرة أثناء حديثه عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال: أن من أكبر وسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الاتصال بالحكومات ولو كانت كافرة، فاستغرب الناس من ذلك، فضرب لهم مثلا أنك إذا أردت إدخال مادة الدين الإسلامي في المدارس في بريطانيا، كيف سيتم لك ذلك إلا بالاتصال بالحكومة هناك، واستفدت منه أن الإنسان لا يكون معارضاً طوال الوقت، بل يقف مع الشيء الحسن ولو كانت الحكومة منحرفة وهذا يلين قلب الحكام ويشعرهم أن المعارضة ليست همك دائماً.
ثالثا: وهذا شيء يحزن النفس ويحز في القلب، أنني وجدت الجماعات الإسلامية كلها تقريباً ابتلت بالتدهور في الأخلاق، فحسن الخلق شيء تتوقعه من العامي فضلاً عمّن يمثل الإسلام، وسوء الخلق داء انتشر وللأسف في أوساط الجماعات الإسلامية فتجد منهم من يكذب ويغش بكل سهولة، وغياب الإنصاف عند بعضهم فهذا شيء لا بد من معالجته وتذكير الناس بأنّ العمل الإسلامي عبادة أساسها الخلق، وأن الهدف منه إنقاذ النفس والمجتمع، وليس تغيير المجتمع فحسب، وأن مبدأ الشيوعية في أن المعتبر في الأخلاق هو ما ساعد على تقدم الحزب بغض النظر عن سوءه شيء مرفوض في الإسلام.
رابعا: ضرورة الطاعة مع النقد، فالجماعات تهتم بالطاعة وتغفل النقد، والطاعة ضرورة فيما وافق الدين لأجل التنظيم ,لكنّ النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم الذي أمر بالطاعة بايعه الصحابة أيضاً على قول الحق لا يخشون في ذلك لومة لائم.
إذاً ففي غياب النقد تحضر الديكتاتورية والتسلّط. وأن يكون هناك تسامح بين الحركات اٌلإٌسلامية وإلا لكانت هذه الحركات كالشيوعية فالشيوعية تضيق بالمفكرين، وقد قارن أحد الغربيين بينها وبين الكاثوليكية إذ خرج منها كثير من المفكرين لغياب التسامح، وقد ابتلت بعض الحركات الإسلامية بهذا كما حصل عندنا في السودان في عهد الترابي حيث اعتبرت الحركة هي الترابي مما جعل الكثيرين يخرجون وإن لم يحدثوا ضجة كما فعلت أنا.
وأحب أن يكون لنا معرفة أكثر بالغرب، لأنه مؤثر في السياسة العالمية اليوم، وصورتنا عند الغرب مشوّهة، والعالم اليوم صار كما يقولون قرية صغيرة لذلك كله لا بدّ من زيادة معرفتنا بالغرب والمشاركة في القضايا العالمية حتى تُعرف مشاركة المسلمين في ذلك وجزء من هذا العبء يتحمله الذين في الغرب من المسلمين.
لذلك أقول دائماً أن الكثير من الكتب الإسلامية المؤلفة للغربيين بلغتهم هي للمبتدئين، ويمكن أن أكبر كتاب ظهر لأحد الإسلاميين بشكل أكاديمي مؤخراً هو كتاب زرابوزو في شرح الأربعين النووية، لذلك يلزمنا كمسلمين أن نشارك في القضايا التي يواجهها الشعب الأمريكي إذ أن هذا شكل من أشكال الدعوة إلى الإسلام، كالكلام على مشاكل المخدرات والإجهاض والعولمة والمشاكل الاقتصادية وغيرها من قضايا المجتمع الغربي حتى يظهر لدينا مفكرون معروفون للمجتمع الغربي.
العصر: لا شكّ أن الأمّة تعيش اليوم تحديات أكبرمن التنظيمات والجماعات، وأن قطاعاً كبيراً من أمتنا لم ينتظم في سلك هذه التنظيمات، فكيف لنا أن نخرج مشروع العمل الإسلامي عن ضائقة الجماعات إلى رحابة الأمة بجميع فصائلها؟
الشيخ جعفر إدريس: جزء من العلاج هو ما ذكرناه آنفاً، والجزء الآخر في رأيي أن لا ينتمي بعض الدعاة إلى هذه التنظيمات حتى يستطيعوا التأثير، وقد نصحت أحد الشباب عندنا وهو رجل ذو علم اسمه عبد الحي يوسف بأن لا ينتمي إلى أحد الجماعات، فابن باز مثلاً والألباني أناس أكبر من الجماعات ولهم تأثير لا ينكر.
لذا أرى أن لا يكون الداعية بوقاً للحكومة ولا معارضاً بالمفهوم الغربي الذي يفهم عندهم في سياق معين لا يوجد عندنا لذلك يكون الداعية مستقلاً هدفه نشر الحق وإقامته والعمل له.
هذا على مستوى الدعاة، أما على مستوى الجماعات أن تكون بينها نوع من الصلة وهذا بدا يحدث عندنا في السودان مما يجعل الجماعات مكملة لبعضها غير حبيسة لأُطُر معينة تعيق عملها من أجل الحق.
كما نلاحظ اليوم جهود الكثير من المؤسسات المستقلة وهذا شيء جيد، ومن هذه المؤسسات الصحف مثلاً فلو وفق الله إسلامياً محترفاً يؤسس صحيفة تكون مؤسسة مستقلة لنشر الوعي، وكذا الجامعات ولها تأثير كبير فهذا كله لعله جزء من الحل والخروج بالعمل الإسلامي إلى واقع قضايا الأمة واهتماماتها. ثم على جميع من يعمل للإسلام أن يتذكر أنه يعمل هذا لإنقاذ نفسه أولاً، فهو ينفع نفسه بالقيام بهذا الواجب فلو تذكرنا هذا لكان حافزاً لنا على المضي قدماً في القيام بالواجبات الملقاة على عواتقنا.
العصر: ألا يرى الشيخ أنه بعد تجربة الحريات في إيران، أننا نشهد نوعاً من الهرولة بغير تبصر في صفوف الإسلاميين لمد جسور التواصل مع الحكومة الإيرانيّة فماذا يرى الشيخ جعفر بخصوص هذا الجانب؟
الشيخ جعفر إدريس: أولاً: أنا أرى أن في فشل النظام المحافظ ونجاح الإصلاحيين نوعاً من الانتصار للفكر الغربي، فبالرغم من أن هذا الانتصار في نفسه شيء حسن إلا أن الحجج التي وراءه هي حجج غربية لذلك نجد نوعاً من الارتياح في أوساط الغربيين لهذا الانتصار، والذي أخشاه أن يكون مثل هذا بدايةً للانسلاخ من النظام الإسلامي.
ثانياً: هناك فرق في التعامل مع إيران كدولة وبين التعامل معها كمذهب، فنحن نتعامل حتى مع الدول الكافرة مثلاً أما موقف بعض الإسلاميين من إيران فتفسيره إما لقلة العلماء في صفوفهم أو لعدم وضوح القضايا العقدية عند بعضهم حتى قال بعض قادتها كلاماً لا يصدر من عامي، إذاً فلا مانع من التعامل مع إيران كدولة بشرط أن لا يكون هذا على حساب الاتجاه السنّي وأن تكون القضايا العقدية واضحة، لا تقبل فيها أنصاف الحلول، وما يدفعني إلى القول بذلك أنه يبدو لي -حسب معلومات من المطلعين على الشأن الإيراني- أنه إذا وجدت الحركات الإسلامية الواعية لأثرت في إيران أكثر مما تتأثر هي، فهناك نوع من الانفتاح في أوساط المثقفين داخل إيران على السُنة وقيل لي أن معرضاً للكتب أقيم في إيران كانت كتب السُنة أول كتب تدخل إليه، فهذا الانفتاح والكراهية الموجودة للنظام السابق وارتباطه بالمذهب الشيعي قد ييسّر من عملية التأثير داخل إيران.
أما ما يقال اليوم عن التقريب بين المذاهب فهذه مسالة قديمة جداً وفشلت، والتقريب لا يتم عبر بضع جلسات يقوم بها بعض الناس من هنا وهناك، ثم أن المشكلة بيننا وبينهم ليست المذهب ولكن الاعتقاد فهم فرقة ر صلة بها بأهل السنة والجماعة.
العصر: لكن كما تعلمون يا شيخ أن للتأثير شروطاً، وأكثر المتصدرين اليوم لهذا الجانب أناس ضعيفوا التأصيل قليلوا البضاعة الشرعية مما يجعل عملهم هذا تمييعاً للمنهج لا تأثيرفيه يذكر.
الشيخ جعفر إدريس: نعم هذا صحيح.
العصر: كما ترون اليوم يخلط الكثير اليوم بين المنهج الشرعي القويم وبين المنهج الحركي وصار الأخير عندهم ديناً مما سبّب انحرافات كثيرة في الصف الإسلامي فما هو الحل بالنسبة لهذه القضية وما هو الفرق بين المنهجين؟
الشيخ: الحل أن ينشط أصحاب المنهج الشرعي أكثر من قبل، فكثير من أتباع المنهج الصحيح مصاب بالانعزال والانكماش بعيد عن معمعة الواقع وأماكن التأثير، ويذكر لي الأخ عبد الله إدريس أنه عندما كان مسؤولاً في إسنا كان يذهب إلى بعض إخواننا السلفيين يعرض عليهم التعاون فيما بينهم وقد اقتنع البعض، فلا بد من المشاركة والذهاب لهداية الناس، فنحن إذا انتظرنا مجيء الناس متى سنؤثر في المجتمع؟ فما دام الناس مسلمين فلا بد من العطف عليهم عند بيان الحق وهذه مسؤولية الذين يعلمون، ولم يكن أهل السنة هكذا فابن تيمية لم يترك أحداً في عصره إلاّ وناقشه، وهناك علماء اليوم سلفيون يتمتّعون بسعة الصدر لكن مشكلتهم أنهم من أبناء الجيل الماضي فليس لديهم معرفة بالأمور الحادثة اليوم، وهناك أفراد من الجيل الحالي يعرف عن هذه الأمور فلو ضمت هذه المعرفة إلى سعة الصدر يكون هناك تأثيراً بإذن الله تعالى.
العصر: كيف ينظر الشيخ إلى الانفتاح في الصف الإسلامي وأدبيات التعامل مع الآخرين؟
الشيخ جعفر إدريس: قد أضيف هنا شيئاً إلى ما أسلفت فيه القول، وهو أن هناك خوف لدى البعض من الانفتاح وهذا الخوف هو من جماعته حتى لا ينكر عليه حضوره لمؤتمر ما أو اختلاطه بأناس معينين فهذا الخوف الذي مصدره الجماعة عائق من عوائق الانفتاح، فلا بد أن يتجرأ البعض على ذلك وقد عانى بعض إخواننا الكثير بعد انفتاحه على الغير، وهذا الأمر مهم ونحن مسؤولون عنه، وأنا شخصياً بالرغم -من انتقادات الآخرين- لكنّي أجتهد أن أكون منفتحاً على الآخرين ...
العصر: إذاً البعض يبالغ في مراعاته لقناعات الآخرين ويدس قناعته في التراب.... وهنا الإشكال....
الشيخ جعفر إدريس: نعم هذا صحيح ... فلو كانت قناعته الشخصية منعته من المشاركة لكان ذلك أقوى، أو أن يكون هناك ما يخالف الشرع، لكنّ المشكلة أنه خوف من الآخرين لا غير، ومما يذكر عن سعة صدر الشيخ ابن باز أنه عرض علي لقاء في (البي بي سي) "BBC" فسألت الشيخ ابن باز، ولم أسأله عن التلفزيون فقال: إذا كان الكلام من أجل العقيدة فمسألة التلفزيون تهون، وذلك أن عند الشيخ شك فيها ولكنه أجاز الظهور من أجل العقيدة، فقلت له وكيف لو بينت شيئاً من العقيدة وفاجأني المذيع قائلاً إن هذا ليس ما يعتقده جماهير المسلمين فقال الشيخ:تقول الحق ولو خالف هذا رغبة جماهير المسلمين. لذا يلزم الذين هداهم الله بيان هذا الشيء والخروج من الأُطُر التي حبسوا فيها أنفسهم.
http://www.jaafaridris.com/Arabic/abiog.htm
-------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/40)
الاسم: جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو بكر الجزائري
الدولة: السعودية
سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته:
ولد في قرية ليرة جنوب بلاد الجزائر عام 1921م، وفي بلدته نشأ وتلقى علومه الأولية، وبدأ بحفظ القرآن الكريم وبعض المتون في اللغة والفقه المالكي، ثم انتقل إلى مدينة بسكرة، ودرس على مشايخها جملة من العلوم النقلية والعقلية التي أهلته للتدريس في إحدى المدارس الأهلية.
ثم ارتحل مع أسرته إلى المدينة المنورة، وفي المسجد النبوي الشريف استأنف طريقه العلمي بالجلوس إلى حلقات العلماء والمشايخ حيث حصل بعدها على إجازة من رئاسة القضاء بمكة المكرمة للتدريس في المسجد النبوي. فأصبحت له حلقة يدرس فيها تفسير القرآن الكريم، والحديث الشريف، وغير ذلك.
كما عمل مدرساً في بعض مدارس وزارة المعارف، وفي دار الحديث في المدينة المنورة، وعندما فتحت الجامعة الإسلامية أبوابها عام 1380هـ كان من أوائل أساتذتها والمدرسين فيها، وبقي فيها حتى أحيل إلى التقاعد عام 1406هـ.
صاحب الترجمة أحد العلماء النشطين الذين لهم جهودهم الدعوية في الكثير من البلاد التي زارها. وما يزال حتى إعداد هذه الترجمة عام 1423هـ يقوم بالوعظ والتدريس في المسجد النبوي الشريف، ويجتمع إليه عدد كبير من المستفيدين.
وقد قام بتأليف عدد كبير من المؤلفات، منها:
رسائل الجزائري وهي (23) رسالة تبحث في الإسلام والدعوة.
منهاج المسلم ـ كتاب عقائد وآداب وأخلاق وعبادات ومعاملات.
عقيدة المؤمن ـ يشتمل على أصول عقيدة المؤمن جامع لفروعها.
أيسر التفاسير للقرآن الكريم 4 أجزاء.
المرأة المسلمة.
الدولة الإسلامية.
الضروريات الفقهية ـ رسالة في الفقه المالكي.
هذا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.. يا محب ـ في السيرة.
كمال الأمة في صلاح عقيدتها.
هؤلاء هم اليهود.
التصوف يا عباد الله.
وغير ذلك من المؤلفات.
نسأل الله أن يبارك في عمر الشيخ على طاعته.
_____________________
المصدر: موقع طريق الإسلام(1/41)
جاد الحق على جاد الحق
(في ذكرى توليه مشيخة الأزهر: 13 جمادى الأولى 1402هـ)
أحمد تمام
لم يقتصر دور الأزهر على الدرس والتعليم وتخريج العلماء، بل امتد أثره إلى الحياة العامة الرحيبة، فكان ملاذًا للناس حين يقع بهم ظلم أو جور، يأخذ على يد الظالمين ويعيد الحق للمظلومين. فحين قام "مراد بك" أحد كبار المماليك في العصر العثماني بالهجوم على بيوت بعض الناس في القاهرة ومصادرة ممتلكاتهم، لجأ الناس إلى الشيخ "أحمد الدردير" سنة (1200 هـ = 1785م) وكان من كبار علماء الأزهر، فقاد ثورة لاسترداد الحقوق المغتصبة، وما إن علم "إبراهيم بك"- وكان شريك مراد في حكم البلاد- حتى خشي من استفحال الثورة، فأرسل إلى الدردير يسترضيه ويعتذر إليه مما صنع زميله، ويخبره أنه ملتزم بردّ ما نهب أو دَفْع قيمته.
وبعد عشر سنوات من هذه الغضبة الأزهرية قاد "عبد الله الشرقاوي" شيخ الجامع الأزهر ثورة ثانية لاسترداد الحقوق، ودفع الظلم، ومقاومة الطغيان، حين دفع إليه مجموعة من فلاحي قرى مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية شكواهم من ظلم "محمد بك الألفي" ورجاله. ولم تهدأ هذه الثورة العارمة إلا بعد توقيع وثيقة تنص على عدم فرض ضريبة إلا بعد إقرارها من مندوبي الشعب، وألا تمتد يد ذي سلطان على فرد من أفراد الأمة إلا بالحق والشرعة.
وقاد الأزهر الثورة ضد الحملة الفرنسية، وتحمل تبعات الزعامة الوطنية وإذكاء الثورة، ولم تفلح المحاولات التي بذلها "نابليون بونابرت" لاستمالة رجال الأزهر بإضفاء كل مظاهر التبجيل والتقدير عليهم. وبعد جلاء الحملة الفرنسية كان لعلماء الأزهر يد لا تُغفل في تعيين "محمد علي" واليًا على مصر، في سابقة لم تحدث من قبل في التاريخ الإسلامي، حين تشترك الإرادة الشعبية وتأييد الخاصة وصفوة المجتمع في اختيار حاكم للبلاد.
واشترك الأزهر في الثورة العرابية، وحمل راية الجهاد في ثورة 1919 بمشايخه وطلابه الذين كانوا في مقدمة صفوف المجاهدين، وكانت ساحة الأزهر وأروقته مركزًا لتنظيم الثورة، وقد استشهد على أبواب الجامع الأزهر كثير من الثوار.
وكان شيوخ الجامع الأزهر هم حملة الأمانة وقادة التنوير وزعماء النهضة وملاذ الأمة وحصنها حين تضطرب الأمور ويدلهم الخطب، ويحتاج الناس إلى رائد لا يكذب قومه، يأخذ بيدهم إلى برّ النجاة، وكان الشيخ "جاد الحق على جاد الحق" واحدًا من حبات عقد الأزهر، الذي يُزيّن جِيد مصر أمانة وشجاعة وورعًا ومسؤولية، وقد تحمل تبعات الأزهر وقاده ببراعة في أجواء مضطربة تحيط بالأزهر، وسياسات تكبل أقدام الجامع العنيد، وقوانين تعوق مسيرته، ولم يكن الأزهر كما كان في القديم مؤسسة تتمتع بحرية الحركة، وتعتمد على أوقافها من الأراضي والعقارات تكفل لها الاستقلال بعيدًا عن الحكام والمتسلطين، ومن هنا كانت براعة الشيخ وتوفيق الله له في أن يحقق نتائج ملموسة في ظل السياسات المقيدة.(1/42)
المولد والنشأة
ولد جاد الحق بقرية "بطرة" التابعة لمركز "طلخا" بمحافظة "الدقهلية" الخميس الموافق (13 جمادى الآخرة سنة 1335 هـ = 5 من إبريل 1917م) ، وتلقى تعليمه الأوْلِى في قريته، فحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بالمعهد الأحمدي بطنطا، وأنهى المرحلة الابتدائية به، وانتقل إلى المرحلة الثانوية، واستكملها في القاهرة في معهدها الديني بالدَرَّاسَة، وبعد اجتيازه لها التحق بكلية الشريعة، وتخرج فيها سنة (1363 هـ = 1944م) ، حاصلا على الشهادة العالمية، ثم نال تخصص القضاء بعد عامين من الدراسة، وكان الأزهر يعطي لمن يحصل على العالمية في الشريعة أن يتخصص في القضاء لمدة عامين، ويمنح الطالب بعدها شهادة العالمية مع إجازة القضاء.
بعد التخرج
عمل جاد الحق بعد التخرج في المحاكم الشرعية في سنة (1366هـ = 1946م) ، ثم عين أمينًا للفتوى بدار الإفتاء المصرية في سنة (1373 هـ = 1953م) ، ثم عاد إلى المحاكم الشرعية قاضيًا في سنة (1374هـ = 1954م) ، ثم انتقل إلى المحاكم المدنية سنة (1376هـ = 1956م) بعد إلغاء القضاء الشرعي، وظل يعمل بالقضاء، ويترقى في مناصبه حتى عُين مستشارًا بمحاكم الاستئناف في سنة (1396هـ = 1976م) .
وقد حفظت سجلات المحاكم التي عمل بها أحكامه القضائية أثناء عمله بالقضاء، وتشتمل على بحوث وتعليلات واجتهادات في التطبيق، وقد نشرت المجلات القانونية في مصر بعضًا من تلك الأحكام، وفي كثير منها أحكام لما استجد من مستحدثات لم يعالجها الحكم الفقهي من قبل.
جاد الحق مفتيًا
عين الشيخ جاد الحق مفتيًا للديار المصرية في (رمضان 1398هـ = أغسطس 1978م) فعمل على تنشيط الدار، والمحافظة على تراثها الفقهي، فعمل على اختيار الفتاوى ذات المبادئ الفقهية، وجمعها من سجلات دار الإفتاء المصرية ونشرها في مجلدات بلغت عشرين مجلدًا، وهي ثروة فقهية ثمينة؛ لأنها تمثل القضايا المعاصرة التي تشغل بال الأمة في فترة معينة من تاريخها، وفي الوقت نفسه تستند إلى المصادر والأصول التي تستمد منها الأحكام الشرعية.
وتشمل اختيارات الفتاوى ما صدر عن دار الإفتاء في الفترة من سنة (1313هـ = 1895م) حتى سنة (1403 هـ = 1982م) ، وضمت المجلدات الثامن والتاسع والعاشر من سلسلة الفتاوى اختيارات من أحكامه وفتاواه، وتبلغ نحو 1328 فتوى في الفترة التي قضاها مفتيًا للديار المصرية.(1/43)
توليه مشيخة الأزهر
عين وزيرًا للأوقاف في (ربيع الأول 1402 هـ = يناير 1982م) ، وظل به شهورًا قليلة، اختير بعدها شيخًا للجامع الأزهر في (13 من جمادى الأولى 1402 هـ = 17 من مارس 1982م) ، وبدأت فترة زاهية من فترات تاريخ الأزهر؛ سواء فيما يتصل بمؤسسة الأزهر، أو بدورها باعتبارها القائمة على الفكر الإسلامي والتعليم الديني في مصر، ومحط أنظار الناس، ومعقد أمانيهم.
وكان لاشتغال الشيخ جاد الحق بالقضاء منذ وقت مبكر أثره البالغ في قيادته الأزهر، فهو فقهيه قاض يعتمد على الدراسة المتأنية والنظر العميق، والبعد عن الهوى، ومن ثم كانت قراراته صائبة، هادئة، بعيدة عن العاطفة المشبوهة والانفعال المؤقت، وتهدف إلى الصالح العالم.
مواقف الشيخ
عُرف الشيخ في الفترة التي تولّى فيها مشيخة الأزهر بمواقفه الجريئة، والصدع بما يعتقد أنه الحق والصواب، وإن خالف هوى الناس وأغضب السلطان، فقد أعلن بعد توليه المشيخة تأييد الأزهر للجهاد الأفغاني ضد المحتل الروسي، وعدّ ما يحدث في البوسنة والهرسك حربًا صليبية جديدة تهدف إلى إبادة المسلمين، ودعا إلى الوقوف إلى جانب المسلمين والدفاع عن قضيتهم، وكان له مثل هذا الموقف مع المسلمين الشيشان في جهادهم للروس، ومع الانتفاضة الفلسطينية.
ويذكر له موقفه الواضح من التطبيع مع إسرائيل، حتى إن كانت هناك اتفاقية سلام بين مصر وإسرائيل، واشتد في معارضته للتطبيع في الوقت التي نشطت فيها حركات التطبيع في بعض مؤسسات الدولة، فأفتى بعدم جواز زيارة القدس إلا بعد تحريرها، ورفض استقبال أي وفد إسرائيلي يرغب في زيارة الأزهر، وإنْ سبّب ذلك حرجًا للمسؤولين.
مؤتمرا المرأة والسكان
وكان للشيخ رأي واضح في مقررات مؤتمر السكان الذي تم عقده في القاهرة في (ربيع الآخر 1415هـ = سبتمبر 1994م) فعارض دعوات الانحلال الأُسري والشذوذ، والخروج على الفطرة السليمة، وتعاون معه- في رد تلك الدعاوى- نفر من المخلصين، وكان لحضورهم هذا المؤتمر ودحضهم تلك الدعاوى أثره في إحباط ما كان يخطِّط له القائمون على المؤتمر، وتكرر منه هذا الموقف الواضح في رفضه لوثيقة مؤتمر المرأة الذي تم عقده في بكين في (جمادى الأولى 1416هـ = سبتمبر 1995م) .(1/44)
موقف من التطرف
هال الإمام جاد الحق أن يتخذ نفر من الكُتّاب من تطرف بعض الشباب ذريعة للهجوم على الإسلام ومبادئه دون وازع من ضمير أو تسلح بثقافة وعلم، فانطلق قلمه يصدع بالحق ويفضح سموم بعض الكتبة بقوله: "وقد أفرغت الحرية من مفهومها الصحيح، حتى صارت الدعوة إلى الفساد حرية، وصار الطعن في الإسلام وصلاحيته حرية، ثم صارت المسارعة إلى توزيع الاتهامات على الناس أسبق من نتائج التحقيق التي تقوم بها الجماعة المختصة".
وحين أعلنت بعض الصحف عن مسابقة لاختيار ملكة النيل، فزع من تطرف بعض المترفين وانسياقهم وراء الهوى والضلال، وكتب مقالة في غاية القوة والبيان بعنوان "أوقفوا هذا العبث باسم وفاء النيل"، وعدّ هذا التصرف الطائش عودة إلى سوق النخاسة والرقيق الأبيض، وَرِدّة إلى الجاهلية العمياء، لا يُفرَّق فيها بين الحلال والحرام.
جهود الشيخ في مؤسسة الأزهر
يُذكر للشيخ جهوده في نشر التعليم الأزهري والتوسع في إنشاء المعاهد الأزهرية في أنحاء مصر، وكانت سمعة الشيخ وثقة الناس فيه تجعل الناس يتسابقون في التبرع لإنشاء المعاهد الدينية، وتقديمها للأزهر للإشراف عليها، وبلغت المعاهد الأزهرية في عهده خمسة آلاف معهد، وأنشأ فروعًا للجامعة الأزهرية في بعض محافظات مصر ومدنها الكبيرة.
ولحرصه على أن يجد الناس مبتغاهم فيما يتعلق بأمور دينهم فقد دعّم عمل لجنة الفتوى الرئيسية بالجامع الأزهر بإنشاء فروع لها في كل منطقة أزهرية في كل محافظات الجمهورية، فبلغت خمسًا وعشرين لجنة، وانتقى لها أفضل العناصر من العلماء، الذين يجيدون الفتوى، وأمدها بالكتب التي تحتاجها في أداء عملها.
مؤلفات الشيخ
للشيخ جاد الحق مؤلفات عديدة منها: "الفقه الإسلامي مرونته وتطوره"، و"بحوث فتاوى إسلامية في قضايا معاصرة"، وصدر من الكتاب أربعة أجزاء، وهي تضم الفتاوى والبحوث التي أصدرها الشيخ منذ ولايته المشيخة، وله "رسالة في الاجتهاد وشروطه"، وأخرى بعنوان "رسالة في القضاء في الإسلام".
ويبرز في كتبه منهجه في التفكير الفقهي؛ حيث يبدأ القضية بالتعريف اللغوي لها، ثم يتبعها بالتعريف الشرعي، ويتلو ذلك بيان الحكم وفق المذاهب الأربعة وغيرها، ثم يقوم بالترجيح بين آراء العلماء لاختيار الرأي الذي يرتضيه، ويكون محققًا للمصلحة التي يبتغيها الشارع الحكيم.(1/45)
مكانة الشيخ
كان للشيخ جاد الحق قدم راسخة في العلم، وعقل راجح، ورأي صائب، وقدرة على الاستفادة من أهل العلم، فاستخلص منهم طائفة استخدمهم في الدفاع عن الإسلام، وجلاء قضاياه، والرد على ما يقوله المغرضون، فقَوِىَ بهم الأزهر، واشتد ساعده.
وعرف العالم الإسلامي مكانة الشيخ وفضله فمنحه أرفع الجوائز والأوسمة، فمنحته مصر "وشاح النيل"، أعلى وشاح تمنحه الدولة في (سنة 1403هـ = 1983م) بمناسبة العيد الألفي للأزهر، ومنحه المغرب وسام "الكفاءة الفكرية والعلوم" من الدرجة الممتازة، وحصل على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام سنة (1416هـ = 1995م) .
وفاة الشيخ
وبعد حياة طويلة مليئة بجلائل الأعمال، تُوفّي الإمام الأكبر "جاد الحق على جاد الحق" إثر نوبة قلبية ألمّت به الجمعة الموافق (25 من شوال 1416هـ = 15 من مارس 1996م) عن عمر يناهز التاسعة والسبعين.
_____________________
المصدر: موقع إسلام أون لاين: www.islam-online.net(1/46)
حاتم العوني
ترجمة الشيخ الشريف حاتم العوني
اسمه ونسبه: حاتم بن عارف بن ناصر الشريف، من آل عون، العبادلة الأشراف الحَسَنِيين.
مولده: وُلِدَ في مدينة الطائف سنة 1385 هـ-.
حالته الاجتماعية: والشيخ حاتم متزوّج وله من الأبناء خمسة، أربعة من البنات وذَكَر واحد واسمه محمد.
نشأته وطلبه للعلم: ونشأ في الطائف، فكانت المراحل التعليمة الأولى في مدينة الطائف من الابتدائي إلى الثانوي.
أما التوجه إلى علم الحديث؛ فكان من فترة مُبكّرة، من قبل أن يبلغ الثالثة عشر من عمره، وهو في المرحلة المتوسطة أو قبل ذلك، وكان بجهد فردي، ولم يجد من يوجهه ويعينه في تلك الفترة، وإنما وُفّقَ إلى حُبِّ السنة النبوية وإلى العناية بها.
ولفت نظره بعد ذلك؛ كتب الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، فازداد إقبالاً على السنة، ومحبة لها، وقراءة فيها، ومحاولة أن يقتدي بالشيخ في طريقة دراسته الأسانيد، وعنايته بها، وجمعه للكتب المتعلقة بها.
فاستمرت هذه العناية إلى أن تخرّج من الثانوي، وهي جهد فردي.
في آخر الثانوي وأول الجامعة دُلَّ على أشرطة الشيخ مقبل الوادعي - رحمه الله - في شرح ((الباعث الحثيث)) ، فحرص على سماعها، وكانت أول دروس علمية يسمعها من خلال الأشرطة.
ثم في أول 1404 هـ- أو 1405 هـ- أقام الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن غديان - عضو هيئة كبار العلماء - درساً في مدينة الطائف يومياً في أشهر الصيف قرابة ثلاثة أشهر من بعد الفجر إلى وقت الضحى، وأيضاً من بعد العصر إلى العشاء، فالتحق الشيخ حاتم بهذا الدرس السنة الأول من إقامة، والسنة الثانية بانتظام بالغ، وقد كان درس شامل في أبواب كثيرة من أبواب العلم في الحديث والفقه والأصول واللغة..، ثم السنيين الثالثة والرابعة كان يحضر بعض الدروس التي كان يشعر أنه أكثر حاجه إليها وأكثر رغبة.
وفي عام 1404 هـ- ألتحق بجامعة أم القرى في مكة المكرمة واختار قسم الكتاب والسنة بكلية الدعوة وأصول الدين، وتخرّج من الجامعة في عام 1408 هـ-، ثم ألتحق بالماجستير بتخصص علوم السنة وتخرج في شهادة الماجستير في عام 1415 هـ-، ثم ألتحق بالدكتوراه وتخرج في عام 1421 هـ-.
وأهم فترة في خلال طلبه للعلم هي فترة من عام 1404 هـ- إلى 1414 هـ-، وهي فترة تميزت بعزلة شديدة في طلب العلم، ولم يكن يكن يخرج من البيت تماماً، فيقضي الساعات الطوال من بعد الفجر، ولم يكن يشغله شي عن القراءة والبحث والجمع والدراسة وما شابه ذلك، إلا ما يحتاجه الإنسان من نومٍ وصلاة وما شابهه ذلك.
وقد ابتدأ هذه الفترة من عام 1403 هـ- إلى عام 1414 هـ- تقريباً أي قرابة عشر سنوات وهو في غاية العزلة، لا يعرفه من الأصدقاء والأصحاب إلا فرد أو فردين أو ثلاثة، وكان لا يشغل نفسة بشي آخر، لا مع أهله ولا مع غيرهم إلا بطلب العلم.
من عام 1414 هـ- تقريباً ابتدأ بالاشتغال مع بعض طلبة العلم بالدروس، ولكن كان شحيحاً على وقته إلى حدٍّ كبير، إلى عام 1418 هـ-.
من عام 1418 هـ- انْفَلَتَ الزمام لصالح طلبة العلم، لكنه لا يزال يحاول الإمساك بهذا الزمام عسى أن يتيسر له - أيضاً - التزود من العلم في خلال ما تبقى من العمر.
وقد انتفعَ بأشرطة الشيخ الألباني خلال هذه المسيرة العلمية القليلة الجهد، فقد سمع مآت الأشرطة للشيخ الألباني، وغيرها من الدروس، كذلك مرّ عليه في الجامعة عددٌ من الدكاترة والأساتذة، وإن كان التحصيل الجامعي - كما يُقال - يعطي مفاتيح لطلبة العلم، أما الجهد الحقيقي فهو يبقى جهدٌ ذاتي مع بعض الأشرطة التي كان يسمعها، كما ذكرتُ.
شيوخه:
الشيخ عبد الله بن غديان.
أما من طريق الأشرطة الشيخ الألباني والشيخ مقبل الوادعي
وأما الإجازات التي أستجازها من المشايخ وهم عددٌ طيب، ولعلهم قرابة الثلاثين شيخاً، منهم:
الشيخ عبد الفتاح راوه.
والشيخ عبد القادر سلامة الله البخاري.
والشيخ صالح الأركاني
وفي بلاد المغرب قد التقى بعدد منهم، وقد زار المغرب وزار عدد من مشايخها هناك، لكن أهمهم:
الشيخ محمد بن عبد الهادي المنّوني، الذي تُوفي عام 1420 هـ-، وله مؤلفات معروفة.
ومنهم في زامبيا بأفريقيا:
الشيخ عبد الوهاب بن محمد بن عمر دُكَلِي، وهو عضو مؤسس في رابطة العالم الإسلامي، وله قدره ومكانته في العلم الإسلامي من ناحية جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين، وقد تُوفي عليه رحمة الله تعالى.
ومن بلاد اليمن:
مفتي اليمن السابق محمد بن أحمد زبارة.
والشيخ العمراني من شيوخ الشافعية الكبار، بل هو أكبر مشايخ الشافعية في اليمن.
وغيرهم كثير من الهند وغيرها من البلاد الإسلامية.
مؤلفاته:
أولاً: التحقيقات
1 - ((جزء وفيات جماعة من المحدثين)) لأبي إسحاق الحاجي الأصفهاني.
2 - ((جزء فيه خبر شعر وفادة النابغة الجعدي على النبي صلى الله عليه وسلم)) المنسوب لأبي اليُمْن الكندي.
3 - ((مشيخة أبي عبد الله الرازي)) الشهير بابن الحطاب.
4 - ((مشيخة أبي طاهر ابن أبي السقط)) .
5 - ((معجم مشايخ محمد بن عبد الواحد الدقاق)) .
6 - ((مجلس إملاء)) لمحمد بن عبد الواحد الدقاق.
7 - ((أحاديث الشيوخ الثقات)) لأبي بكر محمد العبد الباقي الأنصاري، وهو رسالة دكتوراه.
ثانياً: المؤلفات:
8 - ((المنهج المقترح لفهم المصطلح)) .
9 - ((المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس، دراسة نظرية وتطبيقية على مرويات الحسن المصري)) وهو رسالة الماجستير.
10 - ((نصائح منهجية لطالب علم السنة النبوية)) .
11 - ((العنوان الصحيح للكتاب)) .
12 - ((ذيل لسان الميزان)) .
13 - ((خلاصة التأصيل لعلم الجرح والتعديل)) .
14 - ((إجماع المحدثين)) .
وهناك كتابان طُبعا ولم يُنشرا، لأن الشيخ أرسلهم لِيُحَكّما في جامعة الأزهر، وقد حُكّما، وهم في طور النشر:
15 - ((تسمية مشايخ أبي عبد الرحمن النسائي)) ، فالإمام النسائي له مشيخات كان يُعتقد أنها مفقودة، وقد اطلع الشيخ على نسختها وحققها، وأرسلها للأزهر وحُكّمت - بحمد الله - وسَتُنْشَر - بإذن الله - في هذه الأيام القريبة.
16 - ((بيان الزمن الذي ينتهي عنده التصحيح عند ابن الصلاح)) .
دروسه ومنهجه فيها:
أول مشاركة للشيخ خارج الجامعة كانت في عام 1411 هـ-.
ثم أول مشاركة في الدورات الصيفية عام 1414 هـ- في جدة، وكانت في شرح ((نزهة النظر)) في مكة.
ومن أهم الدروس التي أُقِيمت درس في كتاب ((الموقظة)) في جدة.
ودرس في شرح ((كتاب ابن الصلاح)) وله الآن ثلاث سنوات.
وهناك دورات علمية مختلفة داخل المملكة وخارجها.
ومنهجه فيها على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى:
للمبتدئين؛ ويحرص الشيخ فيها على حَلِّ ألفاظ الكتاب المشروح، لأنهم ليسوا في مقدرة أنهم يعرفوا الراجح والمرجوح فتشوّش أذهانهم في هذا الأمر، فالشيخ يرى أنه لا بُدَّ من السير معهم في البداية على طريق ليس فيها كثير من العقبات، فيكتفي بشرح ألفاظ الكتاب ك- ((النزهة)) وما شابهه ذلك، فالشيخ يعتبر أن هذه المرحلة لا بد من المرور بها قبل أن يصل الطالب إلى درجة المناقش في قضايا العلم والمسائل المختلفة فيه، فلا بد أن يُأصل - في البداية - تأصيلاً علمياً.
الدرجة الثانية:
وهي درجة إبداء الراجح باختصار نوعاً ما، كأن يشرح الكتاب ويفكّ رموزه مع بيان الراجح في المسائل باختصار، وهذا يكون في الدرجة الوسطى في التدريس.
الدرجة الثالثة:
أن يتخذ من الدرس مجالاً للمناقشة ولإبداء الآراء المختلفة ولبيان أدلة الترجيح بصورة واضحة، وهذه هي التي يسير عليها الشيخ في درس ابن الصلاح، وفي بعض الدروس التي يلقيها بصورة خاصة لبعض طلبة العلم في المنزل أو في مكان آخر، والشيخ يرى أن هذه الطريقة أحسن الطرق في التعامل الطلاب.
والله أعلى وأعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt ... 1%D4%D1%E D%DD
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt ... s=&threadid=463
------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/47)
حافِظُ بنُ أَحْمَدِ الْحَكَمِي
• مولدُهُ ونَشأتُهُ:
وُلِدَ الشيخُ في 24/9/1342هـ بِمدينة (جازان) .
• طَلَبُهُ العِلمَ:
بِبلوغِهِ سبعَ سنواتٍ إلتَحَقَ بِمدرسةِ تعليمِ القرآنِ الكريم حتى أتمَّ قراءةَ القرآنِ مُجوَّدةً خلال أشهرٍ معدودةٍ، ثم أكمل حفظه حِفظاً تاماً بعيد ذلك.
• عِلمُهُ ومُؤلّفاتُهُ:
طلبَ العلمَ على يدِ شيخِه الجليلِ عبدِ الله القَرعاوي رحمهُ اللهُ، مع الحرصِ على اِقتِناءِ الكتبِ القَيِّمَةِ والنَّادرَةِ من أمهاتِ الكُتُب الشَّرعيَّةِ، معَ استِيعابِها قراءةً وفهماً.
وعندما بلغَ التَّاسعَةَ عشرةَ من عمرِهِ: إلتَمسَ منهُ شَيخُه النَّجابَة والإِبداع؛ فَطلبَ منهُ أن يؤلِّفَ كِتاباً في توحيدِ اللهِ، يشتَملُ على عقيدةِ السَّلفِ الصَّالحِ، على أَن يكونَ نظماً؛ ليسهلَ حِفظُهُ على الطُّلابِ. فصنَّفَ مَنظومَتهُ (سُلَّمَ الوصولِ إلَى علمِ الأصولِ فِي التَّوحيدِ) التي انتهي من تسويدها سنة 1362هـ وقد أجادَ فيها، ولاقت استحسانَ شيخِهِ والعلماءِ المعاصرين لهُ.
ثُم تابعَ التَّصنيفَ بعدَ ذلكَ: فألَّفَّ في التَّوحيدِ وَالسِّيرةِ النَّبويَّةِ وَمصطلحِ الحديثِ وَالفِقهِ وأصولِهِ وَالفَرائِضِ وَالوصايا والآدابِ … وغير ذلك نظماً ونثراً.
• وَفاتُهُ:
بعدَ انتهائِهِ من أداءِ فريضَةِ الحجِّ سنة 1377هـ انتَقَلَ إلى رَحمةِ اللهِ بمكَّةَ على إِثْرِ مرضٍ ألَمَّ بهِ وهو في مُقتَبَلِ شبابه حيثُ كان عمرُهُ آنذاكَ خمساً وثلاثينَ سنةٍ، فَدُفِن بِها؛ فَرحمَةُ الله عليهِ.
__________
المصدر: ترجمة الشيخ رحمه الله من كتاب: منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول(1/48)
حامد بن عبد الله أحمد العلي
العمر 42 سنة، متزوج وله خمسة أولاد، وهو أستاذ للثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت، وخطيب مسجد ضاحية الصباحية، طلب العلوم الشرعية في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة من عام 1401هـ- إلى عام 1410هـ-، وحصل على الماجستير في التفسير وعلوم القرآن، وتولى منصب الأمين العام للحركة السلفية في الكويت من عام 1418هـ- إلى عام 1421هـ-، ثم تفرغ بعدها للكتابة وتدريس العلوم الشرعية في مسجده، وإلقاء المحاضرات والدروس، وأما دروسه العلمية فهي - بالإضافة إلى محاضراته في الثقافة الإسلامية في الكلية -:
الدروس التي لازال يلقيها:
درس في فقه الحنابلة (الروض المربع) ، ودرس في أصول الفقه (شرح وتعليقات على كتاب الورقات للجويني) وسينشر إن شاء الله في الموقع هنا قريبا، ودرس في صحيح مسلم، ودرس في شرح العقيدة الطحاوية (انتهى منه) ، وقراءة من كتاب (دارالهجرتين) لابن القيم، وفتاوى شرعية بعد صلاة الجمعة في جامع ضاحية الصباحية.
الدروس التي انتهى منها:
شرح كتاب دليل الطالب في فقه الحنابلة مع منار السبيل، وشرح الواسطية (في قطر عام 1412هـ-) ، وشرح كتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب، وتعليقات على كتاب (دعاوى المناوئين لدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب) وتعليقات على كتاب شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للعلامة عبد الله الغنيمان، وتعليقات على كتاب (النونية) لابن القيم، وشرح روضة الناظر لابن قدامة إلى باب (النهي) ، وتعليقات على كتاب شرح الكوكب المنير لابن النجار، وتعليقات على كتاب (التنكيل) للمعلمي، وشرح متن الطحاوية، وتعليقات على كتاب (حاشية ابن القاسم على كتاب التوحيد) ، وتعليقات على كتاب (معالم الانطلاقة الكبرى لعبد الهادي المصري) في قطر عام 1412هـ-، وقصص الأنبياء كاملة من البداية والنهاية، ودروس في كامل السيرة النبوية، وأعيدت مرة أخرى ووصل هذه الأيام من صفر عام 1422هـ- إلى غزوة الحدييبة، وقطر الندى لابن هشام، ونزهة النظر شرح نخبة الفكر لابن حجر، ودورتين صيفيتين في القواعد الفقهية.
المؤلفات: رسالة تحرير قاعدة تعارض المفاسد والمصالح وتخريج بعض فروعها (مطبوع) ، ورسالة وسائل الدعوة (مطبوع) ورسالة توجيه النظر إلى معاني الحروف المقطعة في أوائل السور (مطبوع) ورسالة الحسبة على الحاكم ووسائلها في الشريعة الإسلامية (مطبوع) ، ورسالة تنبيهات على محاضرة الشيخ عبد الله السبت (مطبوع) ورسالة منح المرأة حق الترشيح والانتخاب حكمه الشرعي وضرره الاجتماعي (مطبوع) ورسالة الرد على مرجئة العصر (مطبوع) ورسالة الحفاظ على الهوية في زمن العولمة الثقافية (مطبوع ضمن بحوث مؤتمر القمة الإسلامي الذي انعقد في قطر عام 1421هـ-) ورسالة البيان لخطر الأحزاب العلمانية على الدين والأخلاق وشريعة القرآن (مطبوع) ورسالة صغيرة بعنوان (برنامج تفصيلي لطالب العلم) تشتمل على نصائح لطلبة العلم وكيفية طلب العلم عبر مراحل محددة يقرأ فيها الطالب كتب العلم متدرجا، وقد وضعت هذه الرسالة والتي قبلها في الموقع هنا، ورسالة في حكم دخول المجالس النيابية (لم تطبع بعد) ورسالة ضوابط ينبغي تقديمها قبل الحكم على الطوائف والجماعات (مطبوع) ، ومقالات في المنهج (لم تطبع بعد ونشرت على مدى ثلاث سنوات في صحيفة الوطن الكويتية) ورسالة الحكم بغير ما أنزل الله (لم تطبع بعد) ، وتعليقات على متن الورقات (لم يطبع بعد) ، وحاشية على منار السبيل (لم يطبع بعد) .
ونقلا عن بحث يشتمل على لقاء مع شيوخ العلم في الكويت قال فيه الشيخ حامد العلي عن نفسه: (كان من توفيق الله تعالى أن يسر لنا في الجامعة الإسلامية وفي مسجد النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من أهل العلم استفدنا منهم الأيام الأولى في الطلب، وأذكر منهم الشيخ الوائلي في الفقه والشيخ فيحان المطيري في الفقه أيضا والشيخ حمد الحماد في الفقه أنهينا عليه كتاب البيوع شرح بلوغ المرام، وشيئا من كتاب النكاح، والشيخ محمد بن عبد الوهاب الشنقيطي وهو ابن عم الشيخ العلامة المفسر محمد الأمين صاحب أضواء البيان في أصول الفقه، روضة الناظر، والشيخ عبد الله عمر الشنقيطي أيضا في أصول الفقه أخذنا عليه كتاب القياس من روضة الناظر، والشيخ محمد المختار بن محمد الأمين الشنقيطي وهو ابن صاحب أضواء البيان وقد أخذنا عليه شيئا متن الطحاوية، وشيئا من التدمرية في السنة الثانية في الجامعة، والشيخ عبد الكريم مراد أخذنا عليه بعض شرح الطحاوية لابن أبي العز في الجامعة، والمنطق في المسجد النبوي، وقرأت على الشيخ احمد بن تاويت من علماء المغرب بعضا من روضة الناظر أيضا في المسجد النبوى، وعلى الشيخ شير على شاه الهندي بعضا من المنطق أيضا في المسجد والنحو، ومن الدروس التي واظبنا عليه في المسجد شرح صحيح مسلم للشيخ العلامة عبد المحسن العباد، ومن الطريف أن الذي كان يقرأ عليه صحيح مسلم اسمه أيضا حامد العلي، وقد التقيت بالشيخ العباد ذات مرة في المسجد الحرام في مكة، وعرفته بنفسي وذكرت له اسمي، وهو ضعيف النظر، فتعجب وسألني عن العلاقة بيني وبين من كان يقرأ عليه في المسجد النبوي صحيح مسلم، فقلت إنما هو تشابه في الأسماء فقط، وكان الشيخ العباد قد قرأ لي رسالة صغيرة بعنوان (ضوابط ينبغي تقديمها قبل الحكم على الطوائف والجماعات) قبل أن أجعل هذا عنوانها، وانما نشرت في مجلة الفرقان الكويتية بعنوان آخر، ثم زدت عليها زيادات مهمة وأعدت طبعها، والمقصود أنه كان قد اطلع عليها في المجلة المذكورة، وأثنى عليها فشجعني ذلك على إعادة تحريرها وطبعها طبعة ثانية بزيادات مهمة.
ومن العلماء الذين أخذنا عليهم أيضا الشيخ العلامة المحدث حماد الأنصاري حضرنا عنده شيئا من شرح صحيح البخاري، ودروسا أخرى في بيته دروسا متفرقة، وذلك عندما كان جارا لنا في الحرة الشرقية، وعندما انتقل إلى قرب الجامعة، وكان رحمه الله إذا حضرت درسه ترى العجب العجاب من سعة علمه وحافظته العجيبة، وكأن علوم الشريعة بين عينيه يأخذ منها ماشاء ويدع ما شاء، غير أنه كان عسرا بعض الشيء، لاسيما مع الذين لايعرفهم، والله يرحمه رحمة واسعة ويجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وكانت مكتبته عامرة بالمخطوطات النادرة فكنا نستفيد منها كثيرا.
وأخذنا على الشيخ العلامة المحقق الورع ناصر العقيدة السلفية عبد الله الغنيمان حفظه الله، وهو متقاعد الآن من التدريس في الجامعة ويدرس في مسجده في بريدة، حضرنا عنده شرح كتاب الإيمان لابن تيمية عام 1412هـ-، وأذكر أنني كنت إذ ذاك صغيرا، فكنت أتعجب من سعة علمه واستحضاره لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية، ودقته في نسبة العقيدة السلفية وتحريرها، وأتمنى لو صرت مثله، وحضرنا أيضا درسه في كتاب التوحيد في المسجد النبوي، وكنا نرجع إليه في كل شيء يشكل علينا في أمور العقيدة فنجد عنده الجواب الكافي ما لا نجد مثله عند غيره، وربما أشكلت المسألة على كثير من الشيوخ، فإذا سألناه جاء بالجواب القاطع لكل شبهة.
كما درست على الشيخ أبي بكر الجزائري حفظه الله التفسير الموضوعي في الجامعة، وعلى الشيخ عبد العزيز الدردير التفسير التحليلي، وعلى الشيخ عبد العزيز عبد الفتاح القاري خطيب مسجد قباء علوم القرآن، وعلى الشيخ عبد الفتاح سلامة وهو من علماء أنصار السنة المحمدية في مصر علوم القرآن أيضا، وعلى الشيخ أكرم العمري مناهج البحث، كان هذا كله في كلية الدراسات العليا.
ولما زارنا الشيخ محمد المنصور المنسلح وهو من علماء بريدة، لما زارنا في الكويت قرأنا عليه كتاب الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية أيضا، وكتاب الصوم من زاد المستقنع، وأخذنا الفرائض على الشيخ عبد الصمد الكاتب من علماء المدينة في المسجد النبوي، كما درسناها على الشيخ عبد الحليم الهلالي في الجامعة، وأما مصطلح الحديث فقد درسنا كتاب الباعث الحثيث في الجامعة، وواصلت القراءة فيه حتى قرأت أكثر ما ألف فيه، ووجدت أن هذا العلم مما يمكن تحصيله بالقراءة في الغالب، ثم انقطعت عنه وانشغلت بالفقه، وعلمت أن الفقه لايمكن أن يتلقاه الطالب إلا بدراسة مذهب فقهي، ولكن عليه أن يحذر التعصب المذهبي فإنه طامة وشيء قبيح في العلم، وليكن الانتصار للدليل نصب عينيه، وذلك مالم يعجز فيسوغ له التقليد، وأما علم العقيدة والفقه والأصول والفرائض والنحو فلابد من معلم، وعلى أية حال فلا أدعي أنني طلبت العلم كما كنت أتمنى وعلى الطريقة المثلى، ولكن حصل لي من ذلك شيئا أحمد الله تعالى عليه، وعوّضت النقص بالقراءة، فهي عندي هواية أتمتع بها، وكان الواجب أن يكون ذلك تعبداً واخلاصاً لله، ولكن الله المستعان، نسأل الله تعالى أن لا يكلنا إلى أعمالنا، وأن يتغمدنا برحمته الواسعة، ويكفّر عنا سيئاتنا ولا يؤاخذنا بذنوبنا انه سميع قريب وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
انتهى المقصود نقله من كلام الشيخ، وبه تمت النبذة التعريفية والله الموفق.
-------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/49)
ترجمة أبي إسحاق الحويني
الاسم: حجازي محمد شريف
المولد: ولد عام 1375 هجريه
* بدأ طلب العلم وهو في الحادية عشر من عمره وحضر دروس الشيخ محمد نجيب المطيعي في الفقه الشافعي
* تخرج في كلية الألسن قسم الأسباني وكان الأول على دفعته كل الأعوام عدا العام الأخير كان الثاني.
* رابط في مكتبة المصطفي مدة طويلة للاجتهاد في طلب العلم وكان يطلبه نهارا ويعمل ليلا لينفق علي نفسه.
* سافر للأردن لطلب العلم علي يد الشيخ الألباني رحمه الله وهو معدود من أوائل طلبته.
* مدحه الشيخ الألباني حينما سئل عمن يخلفه في المنهج العلمي فبدأ بالشيخ مقبل بن هادي ثم بالشيخ الحويني.
* مصنفات الشيخ
1- تخريج تفسير بن كثير
2- الثمر الداني في الذب عن الألباني.
3- تحقيق الديباج شرح صحيح مسلم للسيوطي.
4- بذل الإحسان بتخريج سنن النسائي أبي عبد الرحمن.
5- تحقيق الناسخ والمنسوخ لابن شاهين.
6- مسيس الحاجة إلي تخريج سنن بن ماجة.
7- اتحاف الناقم بوهم الذهبي والحاكم.
8- النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة.
9- تنبيه الهاجد إلي ما وقع من النظر في كتب الأماجد.
10- شرح وتحقيق المغني عن الحفظ والكتاب بقولهم لم يصح شيء في هذا الباب.
له كثير من الرسائل القصيرة منها:
1- سمط الآلي في الرد علي الغزالي.
2- صحيح القصص النبوي.
3- تحقيق فضائل فاطمة لابن شاهين.
4- كشف المخبوء بثبوت حديث التسمية عند الوضوء.
5- نهي الصحبة عن النزول بالركبة
وغيرها.......................
والشيخ أبو إسحاق الحويني من المجتهدين في الدعوة الي الله عز وجل لإرشاد الناس إلي دين الله رب العالمين
------------
http://www.alheweny.jeeran.com/targama.htm(1/50)
الاسم: حسام الدين بن موسى محمد بن عفانه
مكان وتاريخ الولادة: أبو ديس - القدس عام 1374هـ وفق 1955 م
الدرجة العلمية: أستاذ في الفقه والأصول.
الشهادات العلمية:
بكالوريوس شريعة بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف من كلية الشريعة، الجامعة الإسلامية - المدينة المنورة / السعودية سنة 1978.
ماجستير فقه وأصول بتقدير جيد جداً، من كلية الشريعة - جامعة أم القرى / السعودية سنة 1982.
دكتوراه فقه وأصول بتقدير جيد جداً، من كلية الشريعة جامعة أم القرى/ السعودية 1985سنة.
العمل:
أستاذ مساعد كلية الدعوة وأصول الدين، جامعة القدس من 1985-1987.
أستاذ مساعد قسم الثقافة الإسلامية، كلية التربية، جامعة الملك سعود، الرياض، المملكة العربية السعودية من 1988-1991.
أستاذ مساعد كلية الدعوة وأصول الدين، جامعة القدس من 1991-1997.
أستاذ مشارك كلية الدعوة وأصول الدين من 1997م وحتى 2004م.
أستاذ الفقه والأصول (بروفيسور) / جامعة القدس من تشرين أول 2004م.
رئيس دائرة الفقه والتشريع / كلية الدعوة وأصول الدين / جامعة القدس حالياً.
منسق برنامج ماجستير الفقه والتشريع والأصول / كلية الدعوة وأصول الدين / جامعة القدس حالياً.
تدريس مساقات في الفقه والأصول في جامعة النجاح الوطنية - نابلس لطلبة الدراسات العليا 1992.
التدريس في كلية الدعوة والدراسات الإسلامية في أم الفحم 1991-1994.
تدريس مساقات البحث العلمي والدلالات وشرح قانون الأحوال الشخصية والاجتهاد لطلبة الماجستير معهد القضاء العالي جامعة الخليل 1997-1999.
عضو المجلس الأكاديمي لجامعة القدس من 1995 وحتى 1999.
عضو تحرير مجلة هدى الإسلام منذ 1986 وحتى الآن.
رئيس هيئة الرقابة الشرعية لشركة بيت المال الفلسطيني (وهي شركة تتعامل وفق أحكام المعاملات الإسلامية) منذ 1994م وحتى سنة 2004م حيث توقفت الشركة عن العمل.
رئيس هيئة الرقابة الشرعية لبنك الأقصى الإسلامي منذ سنة 1998م وحتى الآن.
منسق برنامج ماجستير الدراسات الإسلامية المعاصرة جامعة القدس سابقاً.
عضو مجلس البحث العلمي في جامعة القدس.(1/51)
الإنتاج العلمي:
الحقيقة والمجاز في الكتاب والسنة وعلاقتهما بالأحكام الشرعية (رسالة ماجستير) . بيان معاني البديع في أصول الفقه (رسالة دكتوراه) . الأدلة الشرعية على تحريم مصافحة المرأة الأجنبية (كتاب) . أحكام العقيقة في الشريعة الإسلامية (كتاب) . يسألونك الجزء الأول (كتاب) . يسألونك الجزء الثاني (كتاب) . بيع المرابحة للآمر بالشراء على ضوء تجربة شركة بيت المال الفلسطيني العربي (كتاب) . صلاة الغائب دراسة فقهية مقارنة (كتاب) . يسألونك الجزء الثالث (كتاب) . يسألونك الجزء الرابع (كتاب) . يسألونك الجزء الخامس (كتاب) . المفصل في أحكام الأضحية (كتاب) . شرح الورقات في أصول الفقه لجلال الدين المحلي (دراسة وتعليق وتحقيق) . فهارس مخطوطات مؤسسة إحياء التراث الإسلامي 12 جزءا بالاشتراك صدر الأول منها: - الجزء الأول ويشمل فهرس أصول الفقه والفقه المقارن والفقه المالكي والفقه الحنبلي والقواعد الفقهية والفرائض. - الجزء الثاني فهرس الفقه الشافعي. الفتاوى الشرعية (1) بالاشتراك (هيئة الرقابة الشرعية لشركة بيت المال العربي) . الفتاوى الشرعية (2) بالاشتراك (هيئة الرقابة الشرعية لشركة بيت المال العربي) . الشيخ العلامة مرعي الكرمي وكتابه دليل الطالب (بحث) . الزواج المبكر (بحث) . الإجهاض (بحث) . مسائل مهمات في فقه الصوم والتراويح والقراءة على الأموات (كتاب) . مختصر كتاب جلباب المرأة المسلمة للعلامةالمحدث الألباني (كتاب) . اتباع لا ابتداع (كتاب) . بذل المجهود في تحرير أسئلة تغير النقود للغزي التمرتاشي (دراسة وتعليق وتحقيق) . يسألونك الجزء السادس (كتاب) . رسالة إنقاذ الهالكين للعلامة البركوي (دراسة وتحقيق وتعليق) . الخصال المكفرة للذنوب (يتضمن تحقيق مخطوط للخطيب الشربيني) (كتاب) . أحاديث الطائفة الظاهرة وتحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين (كتاب) . التنجيم (بحث بالاشتراك) . الحسابات الفلكية (بحث بالاشتراك) . يسألونك الجزء السابع (كتاب) . المفصل في أحكام العقيقة (كتاب) . يسألونك الجزء الثامن (كتاب) . يسألونك الجزء التاسع (كتاب) . فهرس المخطوطات المصورة الجزء الثاني (الفقه الشافعي) بالاشتراك (كتاب) فقه التاجر المسلم وآدابه (كتاب) يسألونك الجزء العاشر (كتاب)
موقع الأستاذ الدكتور حسام الدين على شبكة الانترنت: http://www.yasaloonak.net
وعنوان البريد الإلكتروني: fatawa@yasaloonak.net(1/52)
حسن بن جعفر العتمي
رحبان (عسير)
- تلقي العلم في كتاتيب القرية أولاً، ثم رحل إلى بلدة عثالف، ثم تلقى العلم على الشيخ عبد الله يوسف الوابل في أبها.
- عمل قاضياً في محكمة سراة عبيدة عام 1367هـ-، ثم قاضياً في محكمة محايل، ثم رئيساً لمحاكم الباحة وتوابعها عام 1391هـ-، ورقي من درجة وكيل محكمة (أ) إلى درجة رئيس محكمة (ب) عام 1391هـ-، ثم رئيساً لمحاكم جازان بعد ترقيته إلى درجة رئيس محكمة (أ) عام 1393هـ-، ورقي في سلم القضاء حتى عين رئيساً لمحكمة التمييز بالمنطقة الغربية، وأحيل بعد ذلك إلى التقاعد، وعين عضوا في هيئة كبار العلماء.
-------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/53)
حسن بن عبد اللطيف بن مانع
الشيخ النبيه حسن بن عبد اللطيف بن مانع -ابن أخي الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع - رحم الله الجميع كنت أتردد عليه في بيته في السويدي بالرياض
وكان رجلاً ضريراً، يقرأ عليه مدرسون في الجامعات بعض كتب التوحيد والفقه الحنبلي،
وهو أعجوبة تعجب من شدة استحضاره لدليل المسألة وكلام أهل العلم فيها،
سريع الدمعة، كثير الخشية، يبكي كبكاء الطفل إذا مر بموعظة أو ذكر عنده الصالحون،
تغير مرة وأنا عنده لما ذكر له أن الشيخ ابن باز أصابته وعكة وقال: ماذا نصنع لو مات ابن باز فهو فقيد المسلمين،
وقدر الله أن يسبق أجل المترجم أجل ابن باز.. رحم الله الجميع..
-------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/54)
الشيخ حسنين محمد مخلوف
(1307 - 1410هـ- = 1890 - 1990م)
المولد والنشأة
ولد "حسنين محمد مخلوف" في حي باب الفتوح بالقاهرة في (16 من رمضان 1307هـ- = 6 من مايو 1890م) ونشأ في بيت علم وفضل، فأبوه الشيخ "محمد حسنين مخلوف" كان واحدًا من كبار علماء الأزهر وأعلامه المعروفين، وممن تولى إصلاحه، وترقى في المناصب الأزهرية حتى اختير وكيلاً للجامع الأزهر.
وقد تعهد الشيخ الجليل ابنه بالتربية والتعليم، فدفع به إلى من يقوم على تحفيظه القرآن الكريم حتى أتمه وهو في العاشرة من عمره على يد الشيخ "محمد خلف الحسيني" شيخ عموم المقارئ المصرية، ثم قام بإعداده ليلتحق بالأزهر، فحفظه متون النحو والتجويد والقراءات والفقه، وكانوا قديمًا يقولون "من حفظ المتون نال الفنون"، ثم التحق بالأزهر وهو في الحادية عشرة من عمره، وتلقى على كبار شيوخه الأعلام من أمثال "عبد الله دراز" و"يوسف الأجوي" و"محمد بخيت المطيعي" و"البيجرمي" بالإضافة إلى ما كان يتلقاه عن أبيه الشيخ "محمد حسنين مخلوف".
في مدرسة القضاء الشرعي
ولما أنشئت مدرسة القضاء الشرعي سنة (1325هـ- = 1907م) تقدم إليها طلاب الأزهر للالتحاق بها، وكانت هذه المدرسة أنشئت في أثناء تولي "سعد زغلول" لوزارة المعارف بغرض إعداد خريجيها لتولي مناصب القضاء، وقد تقدم إليها الشيخ "مخلوف" في سنة (1328هـ- = 1910م) فقبل فيها، وكانت تصطفي النابغين من المتقدمين بعد امتحان عسير، لا يجتازه إلا الأكفاء من الطلبة.
وبعد أربع سنوات من الدراسة الجادة تخرج "حسنين مخلوف" حائزًا على عالمية مدرسة القضاء سنة (1332هـ- = 1914م) بعد أن خاض امتحانًا قاسيًا أمام لجنة مكونة من كبار العلماء، يتقدمهم فضيلة الإمام الأكبر "سليم البشري" شيخ الجامع الأزهر، وكان الاختبار شفهيًا يمتد لساعات طويلة قد تصل إلى ست ساعات للطالب الواحد، وقد ترفع الجلسة لتنعقد في اليوم التالي، وعلى الطالب أن يجيب على أسئلة اللجنة التي تنهال عليه، وتختبره في دقائق العلوم، ولذلك كان لا يجتاز هذا الاختبار الدقيق إلا من اطمأنت
اللجنة إلى سعة علمه واجتهاده في التحصيل.
العمل في القضاء
وبعد التخرج عمل الشيخ "حسنين مخلوف" في التدريس بالأزهر لمدة عامين، ثم التحق بسلك القضاء، فعمل قاضيًا شرعيًا في قنا سنة (1334هـ- = 1916م) ، ثم تنقل في عدة مدن للعمل في محاكمها حتى عُين في سنة (1360هـ- = 1941م) رئيسًا لمحكمة الإسكندرية الشرعية، ثم اختير بعد عام رئيسًا للتفتيش الشرعي بوزارة العدل، ثم عُين نائبًا لرئيس المحكمة العليا الشرعية سنة (1363هـ- = 1944م) ، وفي أثناء ذلك كان يسهم في إصلاح القضاء الشرعي، وتعديل بعض القوانين التي تعمل على رفع كفاءته.
مفتي الديار المصرية
ثم اختير الشيخ "حسنين مخلوف" مفتيًا للديار المصرية في سنة (1356هـ- = 5 من يناير 1946م)
وهو اختيار موفق، فالشيخ منذ شبابه يميل للفتوى، وأهلته ثقافته الفقهية لهذا العمل العظيم، وظهرت بوادر ذلك وهو لا يزال طالبًا في مدرسة القضاء الشرعي، حين أعطاه أبوه رسالة وصلت إليه يتطلب صاحبها حكم الإسلام في الرفق بالحيوان، وطلب منه أن يكتب الرد بعد الرجوع إلى أمهات كتب الفقه، فعكف الطالب النابه على كتابة الرد الذي استغرق منه أسبوعين، وجاء ردًا شافيًا نال إعجاب الوالد الفقيه، وبلغ من سروره به أن بادر إلى طباعته تقديرًا منه لهذا العمل الباكر لابنه النجيب.
وظل الشيخ في منصبه الكبير حتى (رجب من سنة 1369هـ- = مايو 1950م) عندما بلغ انتهاء مدة خدمته القانونية، وشغل وقته بإلقاء الدروس في المسجد الحسيني، والرد على أسئلة الناس الفقهية، ثم عاد مرة أخرى؛ ليتولى هذا المنصب سنة (1371هـ- = 1952م) ، ومكث فيه عامين.
وفي أثناء توليه منصب الإفتاء اختير عضوًا في هيئة كبار العلماء بالأزهر سنة (1367هـ- = 1948م)
تقديرًا لعلمه وفضله، وبعد تركه المنصب اختير رئيسًا للجنة الفتوى بالجامع الأزهر.
وكان الشيخ "حسنين مخلوف" قويًا في الحق، يجهر به ما دام قد استقر في يقينه صحة ما تواصل إليه،
فخاض حربًا ضد الشيوعية قبل قيام حركة الجيش سنة 1952م، وكانت بعض الأقطار الشيوعية قد تسربت
إلى الناس عبر وسائل الإعلام المختلفة، وخدع بها البعض، وظنوا فيها خيرًا، فلما رأى الشيخ ذلك صدع
بالحق وأعلن أن الشيوعية بعيدة كل البعد عن الإسلام، وحين طلب منه أن يعلن أن الإسلام اشتراكي، وأن
الاشتراكية نابعة من صميم الإسلام، أبى الشيخ الغيور وأعلن أن الإسلام لا يعرف الاشتراكية بمفهومها
الغربي، لكنه يعرف العدل والمساواة والتكافل حسبما جاء في آيات الذكر الحكيم.
وجرّت عليه هذه الفتاوى مطالبة خصوم الإصلاح العودةَ إلى منابع الإسلام الصافية، وكانوا من ذوي الجاه
والسلطان، فحاربوا الشيخ الفقيه، وضيقوا عليه، وأوعزوا إلى الصحف أن تمتنع عن نشر ما يكتبه في مختلف القضايا، ولم يعد له متنفسا سوى مجلة الأزهر يجهر فيها بما يراه حقًا،
مولفات الشيخ "حسنين مخلوف"
شغل عمل الشيخ في القضاء والإفتاء عن التفرغ للتأليف والصنيف، واستأثرت فتاواه بجل وقته، ووعي ثروة فقهية عظيمة احتاج إصدارها إلى مراجعة لكتب الفقه والحديث وترجيح بين الآراء المتعارضة حتى يصل إلى الجواب الشافي الذي يطمئن إليه فيفتي به السائل، وقد جُمِعت فتاواه التي أصدرها في مجلدين كبيرين. ونبه عمله بالفتوى والقضاء إلى ما ينفع الناس من الكتب، ويسد حاجاتهم، فاتجه إلى التأليف الوجيز الذي
يعالج قضية أو يحل مشكلة سائرة، فحين رأى كثرة السائلين في حلقات درسه عن بعض معاني القرآن، وجد أنه من الضروري أن يضع كتابين، يختص أحدهما ببيان معاني الكلمات القرآنيةن وأطلق عليه "كلمات
القرآن تفسير وبيان" وقد رزق الكتاب شهرة واسعة فأقبل عليه الناس وتعددت طبعاته، أما الآخر فهو أكثر
اتساعًا من الأول في بيان معاني القرآن وسماه "صفوة البيان لمعاني القرآن"
أما مؤلفاته الأخرى، فمنها:
- آداب تلاوة القرآن وسماعه.
- أسماء الله الحسنى والآيات القرآنية الواردة فيها.
- أضواء من القرآن في فضل الطاعات وثمراتها وخطر المعاصي وعقوباتها.
- شرح البيقونية في مصطلح الحديث.
مكانة الشيخ "مخلوف"
نال الشيخ "حسنين مخلوف" تقدير أمته وحل منها موضع الإجلال والتقدير، وعرفت مكانته المؤسسات
العلمية، فدعته للعمل بها، فكان عضوًا مؤسسًا لرابطة العالم الإسلامي بالسعودية، وشارك في تأسيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، واختير عضوًا في مجلس القضاء الأعلى بالمملكة العربية السعودية.
وحظي الشيخ بتكريم الدولة في مصر، فمنحته جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية سنة (1402هـ-
= 1982م) ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وامتد تكريمه إلى خارج البلاد، فنال جائزة الملك
فيصل العالمية لخدمة الإسلام سنة (1403هـ- = 1983م)
وفاة الشيخ:
امتدت الحياة بالشيخ "حسنين مخلوف" حتى بلغت قرنًا من الزمان، وبارك الله في عمره فقضاه في خدمة
الإسلام ونصرة قضاياه، واتسعت رحلاته فشملت كثيرًا من بلاد العالم الإسلامي داعيًا ومعلمًا ومفتيًا، وظل
على هذا الحال حتى لقي الله في سنة (1410هـ- = 1990م) .
-----------
بواسطة العضو محمد عزت(1/55)
حسين مجيب المصري.. قصة حياة وكفاح
05/05/2004
ريهام محمد **
أنجبت فاطمة هانم حفيدة محمد ثاقب باشا وزير الأشغال المصرية في عهد الخديوي إسماعيل طفلا شاعت به البهجة في قصر الجد الوزير، سمي حسين تيمنا بالإمام الحسين رضي الله عنه، وكانت له مربية نمساوية تعلمه الفرنسية، فجرت على لسانه لثغات حلوة بالعربية والفرنسية، وكان والده علي حسني المصري ناظر دار العلوم العليا أكبر معهد علمي في مصر قبل تأسيس الجامعة المصرية. كان الفتى يستمع إلى أحاديث أساتذته في المدرسة عن فضل أبيه عليهم في إتقان اللغة العربية، وكثيرا ما أثنى الأساتذة على التلميذ، ويقولون له: "يا مصري ستكون أديبا عظيما"، ولكن التلميذ كان متأخرًا دراسيا لضعف بصره، حيث أجريت له عمليتان في عينه، ولكنه حاول جاهدا التغلب على هذه العقبة، وساعده على ذلك موهبته وتفوقه في اللغة العربية والإنجليزية.
وحينما بلغ حسين من العمر 13 عاما تعلق بحلاق لبناني كان يجاور القصر يحب الشعر حبا جما، وينشد الشعر القديم والحديث ويلحن قصائد الشعر، وفى بيته الكثير من الدواوين النادرة، فعرف حسين منه أسماء الشعراء الجاهليين والإسلاميين والمحدثين وأسماء أمهات الكتب في الأدب العربي والكتب الحديثة، فقرأ لجبران خليل جبران ومي زيادة ومصطفى صادق الرافعي، وحفظ كثيرا من الشعر، وبذلك أدركته حرفة الأدب.
وحين التحق بالثانوية العامة نظم شعرا بالفرنسية، كما كانت له عدة محاولات في ترجمة الشعر الإنجليزي إلى العربية، فتعرف في وقت باكر على أصول الترجمة، ونظم الشعر في لغات الشعوب الأخرى، وكان أول ما نظمه من شعر في اللغة العربية في وفاة ابنة عمه في ريعان شبابها، فتخيلها حبيبته استودعها الثرى، ونظم قصيدة هي من أعز القصائد إلى قلبه، ونشرت القصيدة في صحيفة المدرسة "السعيدية"، ثم نشرها في دواوين "شمعة وفراشة" ويقول فيها:
ذكرى بقلبي قد تفتح وردها ولوردها شوك من الأشجان
ما دام حسن في الوجود لأجل ذا ذبلت ذبول الزهر في البستان
يا لهف قد ماتت فما هي حيلتي فيما قضاه الله للإنسان
وأول ما يلحظه القارئ في شعر حسين مجيب المصري هو غلبة الحزن في أشعاره، وهو ما لازمه إلى الآن في قصائده. وفى هذه الفترة قرأ الكثير من كتب الأدب العربي والفرنسي والإنجليزي حتى كان يصل الليل بالنهار.(1/56)
حسين بن عبد العزيز آل الشيخ
الدولة: السعودية
سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته:
إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة وقاضي بالمحكمة الكبرى بالمدينة. هو حسين بن عبد العزيز بن حسين آل الشيخ، نشأ في طلب العلم صغيراً، وبعد أن درس المتوسطة والثانوية، التحق بكلية الشريعة (بالرياض) ، وتخرج فيها بتقدير ممتاز، ثم التحق بالمعهد العالي للقضاء ونال فيه درجة الماجستير بتقدير ممتاز أيضاً، وكانت الأطروحة بعنوان (أحكام الإحداد في الفقه الإسلامي) ولا يزال ينتظر مناقشة أطروحة الدكتوراه المقدمة بعنوان (القواعد الفقهية للدعوى) .
تتلمذ الشيخ على عدد من المشايخ، فأخذ التوحيد وزاد المعاد عن الشيخ فهد الحميد، والفقه والحديث عن الشيخ عبد الله الجبرين، والفقه أيضاً عن الشيخ عبد العزيز الداود، كما أخذ عن الشيخ عبد الله الغديان قواعد الفقه وبعض الدروس الأخرى، وحضر دروس الشيخ عبد العزيز بن باز.
وقام بإلقاء العديد من الدروس العلمية في الفقه والتوحيد والحديث والقواعد، بالإضافة إلى بعض المحاضرات في الجامع الكبير وغيره بالرياض.
وعين ملازماً قضائياً عام 1406هـ ثم قاضياً عام 1411هـ في المحكمة الكبرى بنجران، وفي عام 1412هـ تم نقله إلى المحكمة الكبرى بالرياض، ومكث فيها إلى أن انتقل في 25/8/1418هـ إلى المحكمة الكبرى بالمدينة المنورة.
صدر بعدها الأمر السامي بتعيينه إماماً وخطيباً للمسجد النبوي الشريف ولا يزال عند إعداد هذه المعلومة 1419هـ على رأس عمله.
له بعض البحوث العلمية التي لم تنشر ومنها بحوث قضائية وجنائية ورسالة كبيرة في أحكام السلام، وأحكام يوم عاشوراء.
_____________________
المصدر: موقع طريق الإسلام: www.islamway.com(1/57)
الجامعة وإجادة عدة لغات
ساعده الالتحاق بجامعة فؤاد الأول بكلية الآداب قسم اللغة العربية واللغات الشرقية على تعلم اللغات الشرقية، وتخرج فيها عام 1939، كما تعلم اللغة الألمانية، وترجم منها العديد من البحوث والنصوص، كما أنه يرى أن دراسة اللغات الأوربية لازمة لمن يدرس الآداب الشرقية من عربية وفارسية وتركية، وذلك لضرورة الاطلاع على دراسات المستشرقين في تلك اللغات وخاصة لمن يدرس الأدب الإسلامي المقارن.
وفى عام 1938 تعرف حسين على صحفي إيراني مقيم في مصر يصدر مجلة إيرانية، فكان يحرص على قراءتها، مما أكسبه لغة الصحافة في الفارسية.
وعندما افتتحت جامعة القاهرة معهد الدراسات الشرقية التحق بقسم "لغات الشعوب الإسلامية" الذي يختص بدراسة الأدب الفارسي والتركي والأردي، وكان من المقرر أن يدرس الألمانية، فرأى أن يتزود باللغة الإيطالية بدلا منها، فأثار ذلك زوبعة بين أساتذة المعهد الذين كانوا يحسدونه على غزارة علمه، وتقرر أن يدرس الإيطالية على أن يمتحن الألمانية في نهاية العام، ونال دبلوم الدراسات الشرقية عام 1942، كما درس الروسية في مدرسة للغات، وبهذا اكتملت له العديد من اللغات، فتيسر له الاطلاع على ثقافاتها.
وجعل يفكر طويلا في رسالة الدكتوراة، فوقع اختياره على شاعر تركي عاش في العراق في القرن السادس عشر، هو الشاعر فضولي البغدادي الذي اختلف حوله أهل العلم، وخفيت معظم المراجع اليسيرة للبحث عنه، فرآه أجدر ما يكون بالدراسة، وفي فترة بحثه هذه انتخب منتدبا لتدريس الفارسية وآدابها والتركية في المعهد العالي الذي تخرج فيه، وبعد عام انتدب لتدريس الفارسية في معهد الآثار الإسلامية، وبعد أن وضعت الحرب أوزارها شحذ همته للسفر إلى تركيا عام 1951 ليبحث عن صديقه الشاعر المفقود "فضولي البغدادي" موضوع رسالة الدكتوراة، ليجمع مادة رسالته التي يئس من تحصيلها في مصر.
وهناك سخر الله له من يساعده من علماء الأتراك، وأرشدوه إلى ما ينفعه في دراسته، وكثير منهم تعجبوا من قدرته على فهم أشعار هذا الشاعر التي لا يفهمونها لصعوبة لغتها القديمة، واطلع على مخطوطات نادرة تميزت بخطها الذي يصعب قراءته، مما أرهق عينيه وأضعفها، حتى إذا فرغ من جمع ما يطلب من مادة بحثه أصيب فجأة بالانفصال الشبكي في عينيه. وعندما عاد إلى مصر امتنع الأطباء عن إجراء عملية له لصعوبتها، وأرشدوه إلى طبيب في سويسرا، فسافر وأجريت له العملية، ومع أنه اعتل بعدها فإنه عاد ليداوم عمله منتدبا في المعهدين العاليين، وواصل كتابة رسالته التي نال بها درجة الدكتوراة عام 1955، وهي الأولى التي قدمت إلى جامعة القاهرة في الأدب التركي، وقد ترجمت رسالته إلى اللغة الروسية، وترجم جزء منها إلى التركية والآذرية، وبعد نيل الدكتوراة عين عضوا في هيئة التدريس بالجامعة.
المباحث وقصة الحب الوهمية
بعدها انتدب في جامعة عين شمس وأنشأ قسما للغة التركية وكان الأستاذ الأوحد في هذا القسم. وأقبل الطلاب على دراسة التركية وآدابها وحبب إليهم العلم، ولكن يبدو أن الرياح غالبا ما تعاكسه، فتأتي بما لا تشتهي السفن، فقد طلبت منه إحدى الطالبات ديوانه الثاني "وردة وبلبل"، وأهداه إليها وصدره بقوله "إلى ابنتي فلانة مع أطيب تمنياتي" ولكن كان أمر هذه الطالبة غريبا، إذ أطلعت خطيبها على الديوان، مدعية أنه معجب بها ويؤثرها بهذا الديوان. فدبت الغيرة في قلب الخطيب وجعل يشيع ذلك بالكلية، وكان للأجهزة الأمنية في هذا الوقت سيف مسلط على رقاب الناس وخاصة الدكتور حسين الذي صنفوه على أنه إقطاعي عدو للشعب، وشاعت مقالة السوء حتى إن رئيس القسم أبلغ العميد فأمر الدكتور حسين أن يقدم قسرا طلبا بالنقل إلى وظيفة أخرى غير التدريس، وزعم رئيس الجامعة أن هذا أمر مؤقت، وبعد شهرين استدعاه العميد وقال له: "إن السلطات غير راضية عنك فقدم استقالتك وأعدك إذا لم تعد إلى عملك فسيسند إليك عمل في جامعة أخرى".
وما إن أصبحت النار رمادا حتى انتدب للتدريس في كلية البنات بجامعة عين شمس لمدة ثماني سنوات، ثم كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر سبعة وعشرين عاما، وفي كلية البنات جامعة الأزهر أربع سنوات أخرى، وفي كلية الفنون جامعة حلوان عاما واحدا، ثم وقع عليه الاختيار عضوا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة. وعمل لفترة أستاذا زائرا بجامعة بغداد، وعين في وظيفة أستاذ كرسي غير متفرغ بكلية الآداب جامعة عين شمس.(1/58)
إنجازاته خارج الجامعة
لم يتوقف عطاء الدكتور حسين المصري عند أسوار الجامعة بل شغل نفسه بالصحافة قبل الدكتوراة وبعدها بنشر المقالات والقصائد في كثير من الصحف والمجلات المصرية والعربية مثل "اللواء الجديد" و"منبر الشرق" و"قافلة الزيت" السعودية و"الأديب" اللبنانية و"الورود" السورية و25 جريدة ومجلة أخرى، وكان شغله الشاغل هو الدراسات الفارسية والتركية وعقد المقارنات بينها، وأتاحت له الصحف نشر هذا الاتجاه على نطاق أوسع على القارئ العربي غير المتخصص. وكان ذلك بمثابة تمهيد لإيقاظ الوعي بوجود تراث إسلامى لم يكن للناس إلف به من قبل، فله في ذلك الريادة، إذ صحح المفاهيم السائدة لدى المثقفين. فالكثير منهم كان يهوّن من قيمة الأدب التركي وينكرونه في بعض الأحيان، فأوضح أن هذا وهم، وأن الأدب التركي القديم هو الأدب الإسلامي الحق؛ لأنه تأثر في أعماقه بالأدب الفارسي الذي تأثر من قبل بالأدب العربي والتراث الإسلامي في أصوله وفروعه، كما أن الأدب التركي الحديث يقف على قدم المساواة مع الأدب الأوربي في روائعه لأنه متأثر به مستمد منه، وهذا ما يقال عن أدب اللغة الأوردية وهي لغة شبه القارة الهندية عموما وباكستان خصوصا.
ورشح الدكتور حسين مجيب المصري للتدريس في جامعة بغداد وكرمه الأساتذة الأتراك بدعوته إلى إستانبول، وأصر المرحوم البروفيسور جتين رئيس قسم اللغات الشرقية بجامعة إستانبول على تقبيل يده، ودرس أيضا في جامعة أنقرة وقونية، ودعي إلى باكستان ثلاث مرات الأولى عام 1975، وبعد ذلك بعامين دعي للاشتراك في مؤتمر عقد عن الشاعر الباكستاني محمد إقبال في مدينة لاهور، وألقى بحثا عن إقبال والقرآن، ثم دعي في سنة 1988 مع زوجته، وكرمه وزير الإعلام، كما أقام نجل إقبال -والذي كان يشغل منصب رئيس المحكمة العليا- وليمة في داره، أما الرئيس الباكستاني ضياء الحق فقلده وساما، وعانقه أمام عدسات التلفزيون حتى ترقرق الدمع في عينيه تأثرا بالموقف، لقد قلد الرئيس غيره في هذا الحفل أوسمة واكتفى بمصافحتهم واختص الدكتور حسين بالعناق.
كما دعي إلى مدينة قرطبة بأسبانيا للاشتراك في مؤتمر أقيم عن إقبال، وكان الأوحد الذي ألقى بحثه عن "إقبال والتصوف" بالإنجليزية مرتجلا دون قراءة من الورق.
يضاف إلى ما سبق من تكريمه في الخارج أن منحته جامعة مرمرة الدكتوراة الفخرية عام 1996 ودعته لتقدمها إليه في الجامعة إلا أنه اعتذر عن عدم السفر لأنه فقد نعمة البصر، فسُلمت إليه في السفارة التركية بمصر في حفل ألقى فيه قصيدة نظمها بالتركية مع ترجمتها بالعربية.
_____________________
المصدر: موقع إسلام أون لاين: www.islam-online.net(1/59)
حمد بن محمد الجاسر
مراحل حياته:
هو حمد بن محمد الجاسر، من أسرة آل جاسر المنتمية إلى بني علي من قبيلة حرب.
ولد سنة 1328هـ- في قرية البرود من إقليم السر في منطقة نجد من أب فقير فلاح.
نشأ ضعيف البنية عليلا لم يستطع مساعدة أبيه فأدخله المدرسة (كتّاب القرية) حيث تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم نظراً.
ذهب به أبوه إلى مدينة الرياض عام 1340هـ- فبقي عند قريب له من طلبة العلم يدعى عبد العزيز بن فايز، وتعلم قليلا من مبادئ العلوم الدينية (الفقه والتوحيد) وحفظ القرآن غيباً.
عاد من الرياض بعد موت الرجل الذي كان يعيش في كنفه سنة 1342هـ- ولم يلبث أبوه أن توفي فكفله جده لأمه علي بن عبد الله بن سالم، وكان إمام مسجد قرية البرود، وصار يساعد جده في الإمامة ثم اشتغل معلما لصبيان القرية حتى سنة 1346هـ-.
نُدِب سنة 1346هـ- مرشداً لفخذ من قبيلة عتيبة تدعى الحَوَاما من النُّفَعَة من بَرْقا يصلي بهم رمضان، ويعلمهم أمور دينهم، وكانوا يعيشون في البادية وكان يتنقل معهم فيها.
في آخر سنة 1346هـ- ذهب إلى الرياض واستقر لطلب العلم على مشايخها، فقرأ شيئاً من المتون كالأجرومية لابن أجروم، والثلاثة الأصول، وآداب المشي إلى الصلاة للشيخ محمد بن عبد الوهاب وملحة الإعراب للحريري، ثم جاءت مرحلة زمنية مهمة في حياته، حيث ترك الرياض قاصداً مكة المكرمة.
في سنة 1348هـ-، التحق بالمعهد الإسلامي السعودي، أول مدرسة نظامية تنشأ في العهد السعودي.
العمل:
وبعد أن أنهى مرحلة الدراسة في ذاك المعهد (متخصصا في القضاء الشرعي) تحول إلى الخدمة، فعمل مدرسًا في ينبع من عام 1353هـ- حتى عام 1357هـ- بعد أن أصبح مديرا للمدرسة
ثم انتقل إلى سلك القضاء فعمل قاضيا في ظِبَا في شمال الحجاز وذلك عام 1357هـ-.
ولم ينقطع حنينه وشوقه إلى المعرفة بعد أن أنهى الدراسة في المعهد، بل كان يرغب في المزيد حتى جاءته الفرصة المواتية فسافر إلى القاهرة.
في عام 1358هـ- التحق بكلية الآداب في جامعة القاهرة، ولكن الظروف العامة لم تساعده على إنهاء الدراسة في تلك الكلية، فتركها قبل أن يحصل على درجتها العلمية حيث قامت الحرب العالمية الثانية وأعيدت البعثة السعودية من هناك.
رجع إلى التدريس فدرّس في مناطق عديدة في المملكة العربية السعودية وشغل مناصب تربوية مختلفة، منها رئيس مراقبة التعليم في الظهران، ثم مدير التعليم في نجد عام 1369هـ-.
كان أول مدير لكليتي الشريعة واللغة العربية في الرياض اللتين كانتا النواة لإنشاء (جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) .
أنشأ أثناء إدارته للتعليم في نجد مكتبة لبيع الكتب هي (مكتبة "العرب") التي كانت أول مكتبة عنيت بعرض المؤلفات الحديثة تحت إشرافه.
ثم اختار طريق الصحافة حيث زاولها مهنة وعملا، فأصدر عام 1372هـ- مجلة اليمامة وهي أول مجلة صدرت في الرياض.
أنشأ أول مطبعة في الرياض باسم (شركة الطباعة والنشر الوطنية) عام 1374هـ-.
أصدر عام 1381هـ- جريدة أسبوعية باسم "اليمامة".
وفي عام 1385هـ- رأس تحرير صحيفة الرياض عند تأسيسها، وهي أول جريدة يومية أنشئت في الرياض.
في عام 1386هـ- أصدر مجلة العرب لتكون مجلة علمية متخصصة في تاريخ وآداب الجزيرة العربية، ونالت هذه الدورية المتخصصة شهرة على مستوى العالم العربي، ولدى كل المهتمين بدراسات تاريخ الجزيرة العربية في كل مكان، ورأس تحريرها (35) سنة، وما زالت العرب مستمرة في الصدور حتى الآن وقد أعيدت طباعة مجلداتها، وصدر لها فهرس شامل لجميع محتوياتها.
اتجه لإشباع ميوله ورغباته في البحث عن المخطوطات المتعلقة بتاريخ العرب وجغرافية بلادهم وآدابهم القديمة فزار المدن التي عرفت بمكتباتها التي تحوي نفائس التراث العربي، في تركيا وأوربا والبلاد العربية.
نشر مقالات عديدة في الجرائد والمجلات العربية في موضوعات مختلفة أبرزها النواحي التاريخية والجغرافية ووصف الكتب المخطوطة ونقد المؤلفات والمطبوعات حديثًا.
كان عضواً عاملا في (مَجْمَع اللغة العربية في القاهرة) و (المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية في عمّان) وعضواً مراسلا في (مَجْمَع اللغة العربية بدمشق) و (مَجْمَع اللغة العربية في عمّان) و (المَجْمَع العراقي في بغداد) و (المَجْمَع العلمي في الهند) .
عمل أستاذا غير متفرغ في جامعة الملك سعود لمدة سنتين.
رأى ضرورة تأليف معجم جغرافي يحوي جميع أسماء المدن والقرى والأماكن المأهولة والدارسة في المملكة مع ذكر ما يتعلق بتاريخ تلك المواضع وبخاصة ما له صلة بالتاريخ العربي الإسلامي، فبث هذه الفكرة ودعا إليها فاستجاب له بعض زملائه من مؤرخي بلادنا، فكان من آثار ذلك أن صدر في 23مجلدًا، منها من تأليفه:
مقدمة المعجم، جزءان.
شمال المملكة، 3 أجزاء.
المنطقة الشرقية، 4 أجزاء.
المعجم المختصر، 3 أجزاء.
تكريمه في حياته:
منح جائزة الدولة التقديرية في الأدب عام 1404هـ- لإسهامه وعطائه الزاخر في إثراء ميادين الفكر.
منح وسام التكريم من مجلس التعاون الخليجي عام 1410هـ-.
منح وسام الملك عبد العزيز عند ما اختير الشخصية السعودية المكرمة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) عام 1417هـ-.
منحته جامعة الملك سعود (الدكتوراه) الفخرية عام 1416هـ- لما قدمه للساحة الثقافية السعودية من عطاء وافر متواصل، وما قدّمه للمكتبة العربية والإسلامية من إثراء تاريخي وجغرافي وأدبي ولغوي.
نال جائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي 1416هـ-/1996م.
نال جائزة الكويت للتقدم العلمي عن كتاب (أصول الخيل العربية الحديثة) عام 1416هـ-.
نال جائزة سلطان العويس الأدبية في الإمارات العربية المتحدة في مجال الإنجاز الثقافي والعلمي عام 1416هـ-.
وفاته:
في يوم الخميس 16/6/1421هـ- (14/9/2000م) انتقل الشيخ حمد الجاسر إلى رحمة الله، بعد حياة حافلة بالعطاء، وقد عمت مشاعر الحزن كل محبيه على جميع المستويات داخل المملكة وخارجها، فرحمه الله رحمة واسعة وجعل ما قدم من علم في موازين حسناته.
----------
بواسطة العضو السعيدي(1/60)
حمزة بن عبد الله بن أحمد المليباري
الاسم: حمزة بن عبد الله بن أحمد المليباري
تاريخ الولادة ومكانها: 1952م، بجنوب الهند، ولاية كيرلا
الحالة الإجتماعية: متزوج، وأب لأربعة أطفال.
نشأته وطلبه للعلم: نشأت يتيما، وكان ينفق علي شقيقي الكبير محمد، جزاه الله خير
الجزاء.
وطلبت العلوم الشرعية في المعاهد الدينية الخيرية التي تسمى في بلادنا (الدرس) ، حتى أكملت الدراسة في المعهد العالي الديني (الباقيات الصالحات) ب- (ويلور) جنوب الهند، وذلك في سنة 1973.
وفي أثناء دراستي في معهد (الباقيات الصالحات) كانت لي رغبة قوية على التحاقي بالجامعة الإسلامية بالمدينة، وسعيت في ذلك كثيرا، لكن السعي يبوء دائما بالفشل.
وعلى الرغم من ذلك فإنه لم يتوقف جهدي في سبيل ذلك.
وفي سنة 1975م - فيما أتذكر - كنت واحدا من العشرة الذين رشحوا من قبل وزارة الهند للتعليم العالي، لمنح دراسية من جمهورية مصر
العربية. وقضيت سنتين بعد ذلك في الانتظار، وكلما أتصل بالوزارة في هذا الموضوع كان الرد دائما أنها لم تتلق الموافقة من دولة مصر.
ثم سافرت إلى مصر على حسابي الخاص سنة 1977، دون أن أفكر في عواقب فشل هذا السفر، وكان ذلك أول سفر لي إلى خارج الهند، وبفضل الله تم الالتحاق بالدراسات العليا بقسم أصول الدين بجامعة الأزهر، وقدواجهتني مصاعب كثيرة في سبيل ذلك.
وكان منهج الدراسة في جامعة الأزهر غير مألوف لدي، فقد وجدت كثيرا
من زملائنا الطلاب لا يهتمون إلا بكتابة ما يملي علينا الأستاذ من
مذكرته، ثم بحفظ ذلك كله للامتحان.
وأما الاساتذة فكان بعضهم يوزع علينا كتابه المقرر دون تدريسه، أو يقوم بتحديد المفردات، طالبا منا أن ندرسها بأنفسنا، وربما تتاح الفرصة له ليشرح بعض المسائل منها إذا لم يكن مسافرا إلى الخارج
كأستاذ زائر.
وهذا لا يعني بالضرورة أنني أنكر دورهم في سبيل تكويني العلمي، ولهم في ذلك إسهام يشكر، وأرجو الله تعالى أن يقبله منهم. كما أدعو لجامعة الأزهر، بالازدهار المستمر في مجال العلوم النافعة.
بيد أني وجدت في أساتذة كلية أصول الدين بجامعة الأزهر من يقوم بمهامه التدريسية، وتوجيهاته العلمية، ويبذل في سبيل ذلك كل ما في وسعه، ويعطي الطلبة دروسا دون كلل وملل، وكان يتحمل المشاق في سبيل أداء مهمته التدريسية، فجزاهم الله تعالى خير الجزاء.
ويسعدني أن أخص منهم بالذكر الأستاذ الدكتور/ إسماعيل الدفتار، (سدد الله خطاه وبارك في حياته) .
وبفضل الله تعالى، خلال أربع سنوات أكملت مرحلة الماجستير من جامعة الأزهر في شهر شعبان من سنة 1400هـ- (1981م) . وكان موضوع رسالتي للماجستير تخريج 300 حديث من أحاديث عبد الله ابن عمر من مسند الإمام أحمد. والواقع أن الرسالة لم تكن كما ينبغي، بل أستحيي الآن أن أقرأ ما كتبته فيها، فإن كل عملي فيها كان تخريجا فنيا، على غرار الرسائل التي تم تقديمها في قسم الحديث من الباحثين السابقين، وكثيرا ما أقلد في الحكم على الأسانيد العلامة الشيخ أحمد شاكر (رحمه الله تعالى) ، وذلك لأني لم أكن مستوعبا لعلوم الحديث.
وفي سنة 1982م وفقني الله تعالى للالتحاق بجامعة أم القرى في مرحلةالدكتوراه، وقد ساعدني في ذلك الأستاذ الدكتور إسماعيل الدفتار (جزاه الله تعالى خير الجزاء) ، وكان أستاذا في الجامعة آن ذاك،
وكان يحبني كثيرا، وينصحني بالقراءة حتى أتمكن من اللغة، مذكرا
بالشيخ أبي الحسن الندوي (رحمه الله تعالى) وتمكنه من اللغة
العربية.
وكانت حياتي وعقيدتي وتكويني كلها بدأت تتحول إلى منحى جديد أثناء
حياتي بجامعة أم القرى، التي استغرقت فيها ست سنوات. ولصلتي
ومجالستي مع إخواني الأفاضل، أثر كبير في ذلك، منهم الدكتور / سيف
الرحمن مصطفى - رحمه الله تعالى رحمة واسعة - والشيخ الفاضل العالم المتواضع صغير أبو الأشبال، لا سيما الشيخ الدكتور/ عبد العزيز
العثيم - رحمه الله تعالى رحمة واسعة - وإن كانت صلتي به متأخرة.
وكانت دراستي بجامعة أم القرى من أسعد لحظات حياتي على الإطلاق، وكانت نتائج البحث مما يخفف علي بعض الصعوبات التي كنت أواجهها بين حين وآخر، ولم أكن أضيع الأوقات بالزيارات والتحدث مع الناس، وفي هذه الجامعة كونت نفسي تكوينا علميا، وذلك فضل من الله تعالى.
ومما يذكر في هذا المجال أن كتب الشيخ العلامة / عبد الرحمن
المعلمي - رحمه الله تعالى، وكتب الحافظ ابن رجب الحنبلي وكتب
الحافظ ابن حجر لها أثر كبير في تكويني.
وكذلك مجالستي مع أستاذنا الفاضل الدكتور أحمد نور سيف (جزاه الله
خيرا) في مكتبه بالجامعة مع زملائي الذين أشترك معهم في موضوع
رسالة الدكتوراه، لها أثر كبير أيضا في تحصيلي العلمي، وكان فعلا
مشرفا علميا على عملي في الرسالة، وإن لم يكن مشرفا إداريا. وقد
كانت استدراكاته العلمية على بعض الأئمة في كتبهم في التراجم مما
لفت انتباهي إلى أهمية حصول الملكة العلمية التي من أجلها نواصل
الدراسة في مرحلتي الماجستير والدكتوراه.
وكان هدفي الوحيد من لقاء فضيلة الأستاذ صاحب الخلق النبيل أن أطلع
عليه ما تم بحثه من المسائل، ولذا كلما يتم بحثي حول مسألة من
المسائل كنت أقدم ذلك إلى فضيلة الشيخ الأستاذ ليقرأه، وكان فضيلته
يحب أن يقرأ ما كنت أقدمه إليه. وبعد القراءة كان يبتسم ثم يقول
لي: أحسنت، وهذا الموقف دفعني فعلا إلى مواصلة البحث، وحفزني على بذل ما في وسعي من جهد في البحث العلمي الجاد.
وكان موضوع بحثي في الدكتوراه تحقيق وتخريج قسم من كتاب (غاية
المقصد في زوائد المسند) .
ومع هذا الجهد كنت أكرر بعض الأدعية باستمرار، لا سيما في طريقي
إلى الجامعة فإني كنت أرددها كل يوم دون انقطاع، ومن تلك الأدعية:
يا رب وفقني لرفع كلمتك هي العليا وجعل كلمة الباطل هي السفلى
بإخلاص، يا رب لا تضيع حياتي وأوقاتي.
وحدث لي أمر طريف في جامعة أم القرى، وهو أني كنت أمرُّ دائما على إحدى قاعات المحاضرات في طريقي إلى كلية الشريعة والمكتبة، وأرى أستاذا فيها يحاضر، وكنت أتمنى أن يكون لي حظ مثل ذلك، فإذا أنا بعد تخرجي من الجامعة أكون مرشحا من عميد كلية الدعوة وأصول الدين (جزاه الله تعالى خير الجزاء) لعضو هيئة التدريس، ومكلفا من قبل سعادته بالمحاضرة في القاعة نفسها، قبل أن تأتي الموافقة على ترشحي، وكم كنت سعيدا حين تحققت لي هذه الأمنية، ولله الفضل والمنة فيها.
عقيدته: أما عقيدتي فبفضل الله تعالى على منهاج سلف هذه الأمة الأبرار، دون تغيير فيه أو تبديل أو إضافة شيء، وإني أكره البدعة في الدين أيا كان نوعها، ومخالفة السلف، كما أكره أشد الكراهية أن أخوض فيما لم يخض فيه سلفنا الصالح من أمور العقيدة والإيمان.
وإن كان في الهند من يصفني بالوهابية، فإني أجد خارج الهند من يصفني بالصوفية، والعجب أن هذه التهمة إنما يشيعها من لا يعرفني ولم يجلس معي، وأنا أيضا لا أعرفه ولم أره، ولله الحمد، فإنه لم يصدر ذلك ممن كان يجالسني ويعرفني عن كثب في حدود علمي.
وأما الذي كان يتهمني بالصوفية، والبهائية، والاستشراق، وهدم السنة، وهدم صحيح مسلم، مع استخدامه شتى ألفاظ السب والشتم فلأني خالفته في مسألة علمية موضحا معنى كلام النقاد، ومدافعا عما ذهبوا إليه.
غير أن الشيخ افتعل أسبابا لذلك كما يلي:
أما الصوفية فاتهمني الشيخ بها لأني كنت أجلس مع الأستاذ الدكتور
أحمد نور سيف المحترم، مع زملائي في مكتبه بالجامعة، حسب ما قال لي الأخ الدكتور سيف الرحمن مصطفى (رحمه الله تعالى) ، وكذلك حين كنت أدافع عن قول البخاري والنقاد، أو أوضح له مقصودي من كلامي، أو أصحح خطئي، أو أستدرك على ما فاتني، كان يقول: إنك تقدس الأشخاص وتتحايل، تحايل الصوفيين، وتجعل خطوطا خلفية لكي تستخدمها للتراجع التكتيكي عند الضرورة!!!
وأما الاستشراق فإني كنت قد ضعفتُ رواية من روايات مسلم دون المتن، بعد أن صححها الشيخ الفاضل في كتابه (بين الإمامين) ، مع أن هذه الرواية قد أعلها الإمام البخاري والدارقطني والنسائي وغيرهم، ولم أكن في ذلك بدعا.
وأما هدم السنة وهدم صحيح مسلم فإني قلت إن مسلما له منهج في ترتيب الأحاديث، فيقدم الأصح فالأصح، كما أنه (رحمه الله) يشرح فيه العلل حسب المناسبة وعلى سبيل الندرة، وذلك عند الشيخ - سامحه الله تعالى - هدم لصحيح مسلم وهدم للسنة.
مع أني ذكرت ذلك بناء على ما ذكره مسلم في صحيحه، ثم شرحه القاضي عياض، ولم يعترض عليه أحد من الأئمة، وقد كان العلامة المعلمي يقول بأن مسلماً يقدم في الباب الأصح فالأصح، وكان الحافظ ابن حجر يعقب على تتبع الدارقطني قائلا بأن البخاري إنما أورده لبيان الاختلاف، وقد سبقني أيضا في ذلك هذا الشيخ نفسه في رسالة الماجستير، التي أقرتها لجنة المناقشة، ثم طبعت في الهند، واستمر الكتاب على حاله، وبقي الشيخ في رأيه ذلك، إلى أن جاء الحوار بيني وبينه، ولما بينت له بالأرقام تناقضه مع نفسه، تراجع عن ذلك، وتاب.
ولا أدري ما شأن الأساتذة عنده ممن أجازوا له هذه الرسالة التي كانت تقول بأن مسلما إنما ذكره في صحيحه لبيان العلة أو لبيان الاختلاف؟
وأما البهائية فإني كنت أرقم النصوص تسهيلا للقارئ على التركيز.
اسمعوا يا إخواني!! هذه هي الأسباب التي من أجلها اتهمني الشيخ بالصوفية، والتحايل الصوفي، والاستشراق والبهائية وأنا بريء من ذلك كله، كما قام بالتلفيق بين أقوالي المختلفة لينسب إلي ما لم أقصده أصلا، ولم أقله، كما زعم علي القول بأن مسلما يشرح العلل بترتيب
الأحاديث، وعلى الرغم من توضيحي المتكرر بأنني لم أقل ذلك أبدا، وأن ذلك مسألتان منفصلتان، لا صلة بينهما، اقرأ كتابي (عبقرية مسلم في ترتيب الأحاديث) ، وإن هذا الكتاب كله لبيان أوجه الترتيب، ولم أشرح فيه مسألة شرح العلة أصلا، وعندي كتاب مستقل في ذلك، وسأبدأ قريبا بتبييضه (إن شاء الله تعالى) .
اسمعوا أخواني أيضا!!! أنه لم يكن بيني وبين الشيخ لقاء ولا مجالسة، وحتى ما سمعت صوته حتى هذا اليوم، فإذا هو يصبح أعلم الناس بي من الذين كانوا يجالسونني صباح ومساء منذ سنوات طويلة من الطلاب والزملاء.
وبما أن الشيخ قد آذاني بغير ما اكتسبت، فإن الذي يطمئنني ويسعفني هو أنه تعالى يعلم ما في نفسي، وبراءتي مما يزعم علي هو وأتباعه.
وليس بعيدا على القارئ أن الحوار الذي كان بيني وبينه إنما هو في المجال العلمي فقط عن طريق المراسلة، ولا صلة له بالعقيدة، لا من قريب ولا من بعيد، لكنه كعادته حوَّل القضية العلمية إلى قضية عقدية عقاباً لي بسبب اعتراضي عليه في المجال العلمي الذي يكون
الإنسان فيه معرضا للخطأ، ولاستقطاب الناس حوله.
وأين تقوى هؤلاء الناس؟ أولا يخشون الله تعالى في إيذاء المؤمنين، بغير ما اكتسبوا، وأني لم أعمل شيئا، ولم أقل شيئا يدعوهم إلى ذلك الإيذاء، على حساب السنة والعقيدة، سوى أني بينت لرئيسهم خطأه العلمي بتواضع وأدب. وكان عليه أن يناقشني علميا، دون أن يتهمني في العقيدة.
وإني أحب أن أسجل هنا آية عظيمة من القرآن الكريم، لألفت الانتباه إلى أن الإنسان المسلم ينبغي أن يكون صاحب خلق كريم في التعامل مع مخالفه، أو مع من عمل شيئا ضده، أو ضد كرامته، أو عرضه.
لما أنزل الله الآيات في براءة عائشة أم المؤمنين قال أبو بكر رضي الله تعالى عنه - وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره - والله لا أنفق عليه شيئا أبدا بعد الذي قال في عائشة، فأنزل الله تعالى: {ولايأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله، وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم} .
فقال أبو بكر: بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه، وقال والله لا أنزعها منه أبدا.
وإذا كان هذا الخلق العظيم الذي يعلمنا القرآن الكريم تجاه من آذى النبي الكريم، وكيف ينبغي أن يكون موقف مسلم تجاه المخالف في مجال علمي لا صلة له بالعقيدة، حتى وإن كان هذا المخالف مخطئا.
وكم يكون الإنسان صابرا ومتحملا لما يتعرض له من إيذاء بغير ما اكتسب، حين يتذكر بيوم الحساب، وأنه سيحشر فيه مع من ظلمه وافترى عليه أمام رب العالمين.
منهجه في التأليف والتدريس:
وأما منهجي في التدريس فكنت أركز دائما على إعطاء طلابي منهجا صحيحا في فهم النصوص وتحليلها ونقدها، وأحاول إبعادهم عن تقليدي فيما أقول. ولذلك كان جل طلابي مقتنعين بما أشرحه وأدرسه، ولله الفضل والمنة. وإني أشعر دائما بالملل الشديد حين يكون درسي متمثلا في نقل ما في الكتاب دون توضيح وإثراء، أو نقد، أو تأسيس منهج من
خلال تحليله ومقارنته مع نصوص أخرى، لا سيما حين يوجد خطأ في مسألة ما.
وأما فيما يخص تأليف الكتب فكل ما ألفته من الكتب وما كتبته من الأبحاث لم يكن إلا بعد أن اختمر الموضوع في نفسي فترة طويلة، وأراجع فيه مع نفسي خلال تدريسي الحديث وعلومه، وكان كثير من المسائل المتصلة بعلوم الحديث قد تحصلت عليها في أثناء تحضيري
لرسالة الدكتوراه، وما كتبت فيها إلا بعد سنوات، وبعد مراجعة متكررة لها أثناء تدريسي للحديث وعلومه، وإذا تم تأليف شيء عرضت ذلك على إخواني، إلى أن يطمئن نفسي إلى صلاحه للنشر، وإذا حصل ذلك أعطيت للطبع.
مؤلفاته:
الكتب المطبوعة:
1 - الحديث المعلول - قواعد وضوابط - (مطبوع بالجزائر، وبيروت دار ابن حزم سنة 1996م)
2 - الموازنة بين المتقدمين والمتأخرين في تصحيح الأحاديث وتعليلها
(مطبوع في الجزائر، والقاهرة، وبيروت سنة 1995م) (وصدرت الطبعة
الثانية للكتاب منقحة ومزيدة بمباحث وأمثلة في سنة 2001م ببيروت)
3 - نظرات جديدة في علوم الحديث (مطبوع في الجزائر، وبيروت سنة 1995م)
4 - تصحيح الحديث عند ابن الصلاح (مطبوع ببيروت سنة 1997م)
5 - عبقرية الإمام مسلم في ترتيب أحاديث مسنده الصحيح (مطبوع في بيروت سنة 1997م)
6 - كيف ندرس علم تخريج الحديث - منهج مقترح لتطوير دراسته وتوظيف برمجة الحاسب الآلي في الأحاديث النبوية لتحقيق الهدف من التخريج - (مطبوع بالأردن سنة 1998م)
7 - كيف ندرس علوم الحديث - منهج مقترح لتطوير الدراسة - (في طور الإعداد) .
الأبحاث المنشورة في مجلات الجامعات:
1 - زيادة الثقة في كتب المصطلح - دراسة نقدية - (مقبول للنشر في
مجلة الشريعة بجامعة الكويت)
2 - زيادة الثقة وما يتصل بها من أنواع علوم الحديث - دراسة نقدية
- (مقبول للنشر في مجلة دراسات بالجامعة الأردنية، عمان)
3 - موضوع الاستخراج في كتب المصطلح - دراسة نقدية - (منشور في مجلة الشريعة بجامعة الكويت) .
المؤتمرات التي شاركت فيها:
1 - المؤتمر الدولي المنعقد بسمرقند - أوز بكستان - حول حياة
الإمام البخاري، بتاريخ 23 - 24 من شهر أكتوبر، عام 1993م، وقدمت
فيه البحث بعنوان: علوم الحديث في عصر الإمام البخاري.
2 - الندوة العلمية المنعقدة في جامعة الأمير عبد القادر للعلوم
الإسلامية بقسنطينة، الجزائر سنة 1994م حول مذهب الإمام مالك، وكان عنوان بحثي في الندوة: الإمام مالك واحتجاجه بخبر الآحاد.
3 - الملتقى الدولي حول ''الأصالة والتجديد في مناهج البحث في العلوم الإسلامية والعلوم الاجتماعية''، الذي انعقد في كلية العلوم الاجتماعية والعلوم الإسلامية بجامعة العقيد الحاج لخضر بولاية باتنة في أيام 28 / 29 / 30 أكتوبر 2001م، وشاركت في فعالية هذا الملتقى بإلقاء محاضرة تحت عنوان: ''الأصالة والتجديد في دراسة علوم الحديث''
وليس لدي من المؤلفات ما يعد مخطوطة سوى رسالة الدكتوراه، والحوار الذي جرى بيني وبين أحد الشيوخ.
وإذ أقدم هذه السيرة الذاتية التي ألح علي في كتابتها بعض إخواني وأصدقائي (جزاهم الله تعالى خير الجزاء، وجعل فيهم قدوة حسنة)
فإني أتضرع إلى الله أن يغفر لي خطيئتي، ويقيني والقراء من أخطائي إن وقعت مني في هذه السيرة، وأعوذ بالله من أن تكون هذه السيرة تزكية لنفسي، وقد قال الله تعالى: (ولا تزكوا أنفسكم) .
كما أسأل الله تعالى لي ولكم التوفيق والسداد والصحة والعافية والإخلاص في العمل.
كتبه العبد الفقير إلى رحمة ربه حمزة عبد الله المليباري
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt ... C7%D1
%ED
-------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/61)
ترجمة الشيخ حمود الشعيبي
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا "
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا " أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ - وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ
مازالت الأمم تسطر بكل فخر واعتزاز تراجم عظمائهم وكبرائهم ليقتدى بهم من جاء من بعدهم ممن كان على طريقتهم، فكان لزاما على هذه الأمة ان تسطر تأريخ رجالاتها عامة وتسطر تأريخ علمائها بشكل أخص حيث إن هذه الأمة هي الأمة الخالدة الباقية إلى قيام الساعة ورجلاتها هم من يفتح الله بهم الدنا ويعبّد بهم العباد له جل شأنه وتقدست ذاته، وخير رجلاتها العلماء لأنهم ورثة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ - فأكرم به من رسول وأكرم بميراثه من ميراث وأكرم بورثته من ورثة.
ومازال الناس يسطرون التراجم فكل جيل يكتب عمن سبقه، ومن هذا المنطق انطلقت في سفر طويل قاصدا سماحة والدنا وشيخنا العلامة الفقية الأصولي الشيخ حمود بن عبد الله العقلاء الشعيبي، حيث إنني كنت أسمع الثناء العاطر على سماحته ولم أفز بلقائه فبحثت فترة من الزمن عن كتاب يتحدث عنه أو ترجمة ولو مختصرة له ولكن لم أجد فعزمت على السفر واللقاء به، فنعم اللقاء كان، فقد رحب سماحته ايما ترحيب وفتح بابه ومن قبل صدره.
وقد حزت على شرف لم يبلغه غيري فلا أعرف أن أحدا ترجم لسماحته - حفظه الله - مع كثرة طلابه وانتشارهم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده، وبعد أن كتبت ردود سماحته على اسألتي عرضتها عليه مرة اخرى فأجازها، وها هي بين يدين فاظفر بها تظفر بخير كثير.
وأحب أن أبين للقارئ الكريم أن ما كتب في كل الحواشي هو من كلامي.
نبدأ بالحديث معكم يا فضيلة الشيخ ونود ان تحدثوننا عن نسبكم ومولدكم ونشأتكم - حفظكم الله -؟
أنا أبو عبد الله حمود بن عبد الله بن عقلاء بن محمد بن علي بن عقلاء الشعيبي الخالدي من آل جناح من قبلية بني خالد، جدنا الخامس () انتقل من المنطقة الشرقية إلى شقراء ثم تحول إلى القصيم وأقام فيها، وأخوه إنتقل إلى الجوف وأقام فيها، والعقلاء من أهل الجوف من أبناء عمومتنا.
ولدت في بلدة الشقة من أعمال بريدة () ؛ سنة 1346هـ- ونشأت فيها، وعندما بلغت السادسة أحلقني والدي بالكتّاب فتعلمت القراءة والكتابة والحساب، وأتقنت هذه الأمور ثم انتقلت إلى قراءة القرآن ولما بلغت السابعة من عمري كف بصري بسبب مرض الجدري الذي عم كثير من مناطق المملكة وذلك عام 1352هـ-، وعلى الرغم من ذلك واصلت دراستي في الكتَّاب بناءا على رغبة والدي - رحمه الله - فقد أمرني بحفظ القرآن وكان والدي هو الذي يحفظني القرآن قبل ذهابي للكتاب وبقيت مدة أحفظ القرآن على يد الشيخ عبد الله بن مبارك العمري، وقد حفظت القرآن وعمري ثلاثة عشر عاما وذلك عام 1359 هـ-، ولكن ضبطت الحفظ والتجويد عندما بلغت الخامسة عشر من عمري وكان ذلك عام 1361هـ-، وكان لوالدي جهدٌ كبير في تنشأتي وتعليمي فكان - رحمه الله - يحرص على أن أكون من طلبة العلم.
وبعد حفظ القرآن عملت مع الوالد في الحقل بما أقدر عليه وقد كنت أشارك في تلقيح النخل واصلاح المزرعة قدر الاستطاعة.
ثم رحلت إلى الرياض لطلب العلم وذلك في سنة 1367هـ- بإشارة من والدي - رحمه الله -، فبدأت بتلقي العلوم على فضيلة الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ، وأكملت الأجرومية والأصول الثلاثة والرحبية في الفرائض والقواعد الأربعة حتى اكملتها فهما وحفظا.
ثم انتقلت للقراءة على سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ سنة 1368هـ-، فقرأت عليه وبدأت بقراءة زاد المستقنع ثم كتاب التوحيد وكشف الشبهات والواسطية لشيخ الإسلام والأربعين النووية وألفية ابن مالك وبلوغ المرام وهذه تقرأ على الشيخ عادة ولابد منها، وأضفت أنا عليها كتب أخرى كنت أقرأها لوحدي على سماحة الشيخ - رحمه الله - الطحاوية والدرة المضيئة للسفاريني والحموية لأبن تيمية هذه قرأتها لوحدي واستمرت القراءة على سماحة الوالد الشيخ محمد بن ابراهيم - رحمه الله - حتى فتح المعهد العلمي عام 1371هـ- وهو أول معهد يفتح. وكل هذه الكتب كنت احفظها كما أحفظ الفاتحة.
هل كان لوالدكم - رحمه الله - أثر في تربيتكم؟؟
والدي - رحمه الله - كان عاميا يقراء القرآن فقط - ولا يحفظه - وكان حريصا عليّ وهذا يظهر أنه لما فقدت بصري حرص على تحفيظي القرآن بل كان يحفظني كل يوم الجزء المطلوب منى قبل ذهابي للكتاب، ثم أرسلني للرياض لأكمل دراستي وتعليمي رحمه الله وغفر له -.
شيخكم في الكتّاب لو حدثتمونا عنه - رحمه الله -؟
هو الشيخ عبد الله بن مبارك العمري - رحمه الله - كان يدرس في الكتاب متبرعا لا يأخذ أجرا وكان يحتسب عمله لله جل وعلا، وكان أحيانا يساعده بعض أولاده.
ما هي طريقة الدراسة في الكتّاب؟
نبدأ بدراسة حروف الهجاء، ثم ينقل منها لمعرفة الحركات الفتحة والضمة وهكذا، فنقول مثلا {بُ} رفاع يعني باء مرفوعة و {بِ} خفاض يعني باء مكسورة وهكذا، ثم ننتقل للحركتين. ثم ننتقل للحرفين من الهجاء وأكثر، وبعدها يعمل لنا اختبار نسميه الهجوه وطريقته ان المدرس يعطي الطالب كلمة أو أكثر ليتأملها ويعرفها بعيدا عن الطلاب لوحده ثم بعد قليل يطلبه المدرس ويسأله عنها فإن عرفها كتب له ثانية وثالثة فإن عرفها يعتبر قد أجتاز هذه المرحلة من الكتاب، وأنا اذكر الكلمة التي كتبت لي وحتى الآن لم أنساها فوالدتي - رحمها الله - اسمها هيلة وكتب لي المطوع - المدرس - هيلة فعرفتها وأضاف لها كلمة أو كلمتين؛ فنجحت وهذا عام 1352هـ-.
وبعد هذه المرحلة نبدأ بقراءة القرآن قراءة فقط بدون حفظ ويكون الحفظ للأعمى فقط، فيأخذ الطالب لوحا من خشب له حبل يعلق به، ويطلي للكتابة فإذا انتهى من الكتابة يطلى بطين أبيض يسمى (طلو) ، ويكتب عليه مرة أخرى.
وبعد أن ينتهى من جزء عمّ يستمر في قراءة القرآن تلاوة في المصحف حتى يتمه كاملا، ومن رغب حفظ القرآن يكمل حتى يحفظه ولكن هذا نادر.
هل تذكرون بعض زملائكم في الكتّاب ممن طلب العلم وبرز؟
أذكر ضحيان بن عبد العزيز الضحيان من قبيلة عتيبة الذي كان من خيرة طلبة العلم - رحمه الله - وهذا فقط الذي أذكر أنه تعلم وصار طالب علم ومن خيره العلماء.
هل بقي شيئ مما كنت تحفظ من المتون؟
الحمد لله كنت احفظ المتون كما احفظ الفاتحة من القرآن، ولكن بعد دخولي للمعهد العلمي ودرسنا مدرسين من بعض البلاد خربوا علينا هذه الطريقة وقالوا: الحفظ ما يصلح والحفظ يدمر الذهن ويفسد عقلية الطالب ينبغي الفهم بدون حفظ فأهملنا الحفظ ولكن بحمد لله اذا سمعت الباب مرة واحدة استعدته.
هل تذكر أحدا مما زاملكم في الدارسة وبرز على الشيخ محمد بن إبرهيم والشيخ عبد اللطيف؟
درس كثيرون على الشيخين وبرزوا، أذكر منهم الشيخ صالح على بن الغصون - رحمه الله - وإن كنت ما زاملته إلا في آخر دراسته تخرج ثم تولى القضاء ثم صار في التمييز ثم مجلس هيئة كبار العلماء ثم توفي - رحمه الله - ومنهم الشيخ زيد بن فياض - رحمه الله - ومنهم الشيخ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ وزير العدل السابق، ومنهم محمد الدريبي وكيل وزارة الداخلية سابقا، والشيخ علي بن سليمان الرومي تولى التدريس ثم القضاء في المحاكم ثم انتقل الى التمييز، هؤلاء بعض من زاملتهم في الدراسة.
ما هي طريقة الدراسة على الشيخ محمد - رحمه الله -؟
كل واحد يقرأ لنفسه حفظا، كلٍ على حده فإذا فرغوا من قراءة المتن حفظا بدأ الشيخ بشرح ما سمّعوه.
ألتحقت بالمعهد العلمي فكيف كانت الدراسة فيه؟
كان المعهد مرحلة ثانوية ومتوسطة وتمهيدي، والتمهيدي تعادل الخامسة والسادسة الابتدائيتين، ثم الكلية أربع سنوات، وعلى حسب مستوى التحصيل يصنف الطالب إما في الأولى أو الثانية أو الثالثة حسب تقويم اللجنة وأنا صنفت في الثانية الثانوي، وبعد أن درست عشرة أيام تقريبا نقلت بأمر من مدير المعهد إلى الثالث، وذلك عام 1371هـ-.
هل الطلاب الذين درسوا في المعهد هم أنفسهم الذين التحقوا بالمعهد؟ وهل تذكرون بعضا ممن زاملكم في المعهد؟
لا.. الذين درسوا على المشايخ كثر يزيدون على المئة بينما في المعهد كنا واحدا وعشرين طالبا فقط، منهم، الشيخ على الضالع، والشيخ زيد بن فياض والشيخ محمد بن دخيل هؤلاء توفوا - رحمهم الله -، الشيخ إبراهيم بن محمد الشيخ علي الرومي والشيخ عبد الله بن ادريس الشاعر المعروف والشيخ محمد الشاوي كاتب العدل والشيخ عبد الله الغديان () والشيخ عبد العزيز بن عبد المنعم، الشيخ إبراهيم بن عثمان، والشيخ سعد بن اسحاق والشيخ علي بن سليمان الرومي كل هؤلاء باقين.
لو تذكرون لنا حفظكم الله بعض من درسكم في تلك الفترة؟؟
درسنا الشيخ عبد العزيز ابن باز - رحمه الله - التوحيد والحديث، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ عبد الرحمن الأفريقي عالم جيد في الحديث، والشيخ عبد العزيز بن رشيد () درسنا الفقه وهو عالم كبير، والشيخ عبد الله الخليفي والشيخ حمد الجاسر درسنا الانشاء والإملاء، ودرسنا آخرين من أهالي مصر في النحو والبلاغة منهم يوسف عمر حسنين وعبد اللطيف سرحان ويوسف الضبع.
انقلتم بعد الدراسة في المعهد للدراسة في الكلية مباشرة؟
صنفت في المعهد في الثاني ثانوي ثم بعد عشرة أيام صدر أمر من مدير المعهد بنقلي للثالثة كما ذكرت، ثم انتقلت للدراسة في الكلية وكان هذا في عام 1374هـ-.
لو تتفضل بذكر من درسكم خلافا لمن ذكرت آنفا؟
من المشائخ الذين تلقيت عليهم العلم غير من ذكرتهم سابقا فضيلة الشيخ سعود بن رشود قاضي في محكمة الرياض والشيخ ابراهيم بن سليمان.
درس فضيلتكم على جملة من المشايخ فمن هو أكثر من أثر فيك منهم؟
شيخي واستاذي ووالدي - رحمه الله -، والذي تأثرت به كثيرا هو سماحة مفتي البلاد سابقا الشيخ محمد بن ابراهيم - رحمه الله -.
بعد الدراسة في الكلية ماذا عملتم؟
عينت مدرسا في المعهد وذلك عام 1376هـ- وذلك لمدة سنة واحدة، ثم نقلت للتدريس في الكلية وذلك عام 1377هـ- وبقيت فيها إلى عام 1406 - 1407 هـ- طلبت أن أحال للتقاعد.
تذكر أحدا ممن عين معكم في المعهد؟
الشيخ على الرومي درس سنة او سنتين ثم نقل للقضاء وكذلك الشيخ على الضالع.
لو تذكرون لنا بعضا ممن تتلمذ على يديكم في تلك الفترة سواء في الكلية أو المعهد؟
منهم المفتي عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ () ومعالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي وزير الشؤون الإسلامية سابقا () ، ومعالي الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ وزير العدل، وفضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء، والشيخ غيهب الغيهب، وفضيلة الشيخ قاضي تمييز عبد الرحمن بن صالح الجبر، والشيخ قاضي تمييز عبد الرحمن بن سليمان الجارالله، والشيخ قاضي تمييز عبد الرحمن بن عبد العزيز الكِليِّة، الشيخ قاضي تمييز عبد الرحمن بن غيث، الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله العجلان رئيس محاكم منطقة القصيم سابقا، والشيخ سليمان ابن مهنا رئيس محاكم الرياض، والشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن السعيد الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والشيخ محمد بن مهوس رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام، والشيخ الدكتور عبد الله الغنيمان، والشيخ حمد بن فريان وكيل وزارة العدل سابقا، وفضيلة الشيخ إبراهيم بن داودوكيل وزارة الداخلية.
في تلك الفترة درس في كلية الشريعة كل من الشيخ صالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى، والشيخ محمد الصالح العثيمين - رحمه الله - فهل درستموهم؟
درستهما ولكن دروس إضافية، وكانت الطريقة في الكلية أن المدرس إذا غاب دخل مدرس آخر الذي عنده انتظار بدلا من المدرس الغائب فكثيرا ما كنت أذهب لفصلهما وأدرسهما.
هل تذكرون طلاب درستموهم في القصيم؟
الشيخ سلمان بن فهد العودة، والشيخ علي بن خضير الخضير.
هل أشرفتم على رسائل للمجاستير والدكتوراه؟
وممن أشرفت على رسائلهم العلمية سواء في الدكتوراه أو الماجستير: الدكتور محمد عبد الله السكاكر () ، والدكتور عبد الله بن صالح المشيقح، والدكتور عبد الله بن سليمان الجاسر، والدكتور صالح بن عبد الرحمن المحيميد () ، والدكتور محمد بن عبد العزيز اللاحم () ، والدكتور عبد العزيز بن صالح الجوعي () ، والدكتور ناصر السعوي، والدكتور خليفة الخليفة () ، والدكتور إبراهيم بن محمد الدوسري () ، والدكتور يوسف القاضي () وغيرهم كثير.
هل كلفتم بأعمال أخرى أثناء تدريسكم في الكلية؟
أبدا لم أكلف بشيئ سوي المشاركة في أعمال الحج لثلاث أو أربع سنوات فقط، وكنت أشارك في التدريس في تلك الفترة.
ما هي المواد التي قمتم بتدريسها في الجامعة؟
درست في الجامعة جميع المواد التي تدرس في كلية الشريعة التوحيد والفقه والفرائض والحديث والأصول والبلاغة والنحو كلها درستها.
هل شاركتم في تقويم أعمال بعض المشايخ لترقيتهم؟
أرسلت لي الجامعة الإسلامية أعمال عدد من المشايخ والدكاترة لتقويم عملهم لترقيتهم، اذكر منهم الشيخ عبد القادر شيبة الحمد وأبو بكر الجزائري ومحمد أمان الجامي الصومالي وربيع بن هادي مدخلي، والشيخ محمد بن عثيمين عن طريق جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية.
يقال إنك لم تكن تأخذ مقابل على التدريس فهل هذا صحيح؟
لا.. ليس بصحيح،كان لي راتب شهري وأول ما عينت كان راتبي (1200 ريال) وذلك عام 1377هـ-، وكل زملائي كان راتبهم (1000 ريال) ولكن الشيخ عبد اللطيف شفع لي حيث إنني كفيف فأحتاج لقارئ يقرأ لي لتحظير المواد فوافق مدير المعهد على ذلك، ولما جاء التصنيف على المراتب صنفوني في الرابع وزملائي على المرتبة الخامسة () ، واستمر الراتب في الزيادة حتى وصل راتبي التقاعدي (17250 ريال) وقد تقاعدت تقاعدا مبكرا وذلك عام 1406هـ-.
هل شاركتم في وسائل الإعلام؟
شاركت في الكتابة في صحيفة كانت تصدر من القصيم وتسمي صحيفة القصيم يصدرها الشيخ صالح بن سليمان العمري رحمه الله وإخوانه، وكتبت فيها سلسلة رد على الشيخ محمد خليل هراس في شرحة للواسطية وقد وقع في أخطاء عقائدية كثيرة تبلغ ثلاثين خطأ، وقد وقع فيها جهلا فهو انتسب لمذهب أهل السنة بعدما قرأ كتب ابن تيمية - رحمه الله - وتأثر بها وكتب كتاب (ابن تيمية السلفي) وقد تراجع الشيخ عن هذه الأخطاء وعدلها. وقد كتبت ردا على هذه الأخطاء ونشرت في جريدة القصيم ولكن الجريدة أوقفت لأمر ما.
ولم يكن لي مشاركة في الإذاعة في الوقت البعيد ولكنني طلبت قبل فترة المشاركة في الإذاعة ولكن لم يسمح لي بهذا.
كيف كانت الحالة العلمية في الرياض والقصيم في تلك الفترة؟
كانت الدروس والحلقات قليلة في تلك الفترة سواء في الرياض أو القصيم، ولا أذكر في القصيم سوى دروس الشيخ عبد الله ابن حميد والشيخ صالح بن أحمد الخريصي والشيخ محمد بن صالح المطوع والشيخ صالح بن ابراهيم البليهي رحمهم الله.
هل درستم على أحد من علماء القصيم؟
لم أدرس على أحد في القصيم، كل دراستي كانت في الرياض، فقط درست على الشيخ عبد الله بن حميد ليوم واحد فقط ثم تركت الدرس، وكنت طلبت منه أن أقرأ عليه المنظومة الشيبانية في التوحيد وذلك عام 1378هـ- وكانت أثناء الإجازة.
هل كان لكم دروس علمية خارج الجامعة في تلك الفترة؟
لم يكن لي دروس في الرياض ولا في في القصيم إلا متأخرا بعد التقاعد.
لو حدثتمونا عن أول حج لكم؟
أول حج حججته كان عام 1378هـ- وكان بالسيارة ولكن الطريق لم يكن ممهدا وكان كله صحراء واستغرقت المسافة من الرياض إلى مكة تسعة أيام فالسيارات كانت غير جيدة والطريق كان صعبا، ولا أذكر أنني لقيت أحدا من العلماء في تلك الفترة.
متى كان اشتغالكم بالمحاماة؟
كان حوالي عام 1405هـ-، ولكنني عانيت معاناه شديدة لأخذ شهادة المحاماة (الرخصة) فقد تقدمت لأخذ الموافقة من محكمة بريدة فأحيل طلبي لقاضيين أحدهما حمد بن تركي بن مقبل والثاني الدكتور أحمد الخضير فتصدى لي حمد بن تركي ورفض منحي الرخصة وكان حمد رئيس اللجنة وحاولت معه ولكن رفض، وبعد جهد جهيد قال: الرخصة تحتاج إلى اختبار!!!! ، فقلت له: جوابي عن هذا أن مثلي لا يختبر لأن إحدى مواد تنظيم الأعمال الإدارية في الدوائر الشرعية تنص على أن من يحمل شهادة المعهد العلمي السعودي أو ما يعادلها لا يختبر،هذا الأول أما الثاني أنني مستعد للإختبار!! ، فاتصلت بوزير العدل وذكرت له ما حصل، فكتب للمحكمة وقال: يعط رخصة فورا بدون اختبار وبدون أي تأخر فأخذت الرخصة ولله الحمد.
من يساعدك في إعداد البحوث العلمية والفتاوى؟
يساعدني بعض بناتي وأبنائي - جزاهم الله خيرا - فيساعدونني على القراءة والكتابة ولله الحمد، وإذا أحتجت مساعدة من بعض الإخوان والأصدقاء فهم كذلك يبذلون وسعهم - جزاهم الله خيرا جميعا -.
كان لكم مواقف طيبة في تخفيف معاناة المزارعين فهل تذكر لنا ما حدث معك؟
في أحد الأعوام توقفت صوامع الغلال عن قبول القمح من المزارعين فذهبت أنا وأحد الإخوة المزارعين للملك فهد وقدمت له عريضه بهذا الشأن وكلمته فقبل مني، وأمر باستقبال القمح، فاستقبلت الصوامع من المزارعين بعد ذلك.
سنذكر لكم اسماء بعض المشائخ ونحب معرفة اتصالكم بهم؟
الشيخ عبد اللطيف بن ابراهيم: هو أخ للشيخ محمد بن ابراهيم وهو عالم لا سيما في الفرائض فقد كان منقطع النظير فيها، وكان ضعيف البصر لكنه يستطيع أن يقرأ.
الشيخ محمد بن إبراهيم: كان سماحة الوالد من أحرص المشايخ على طلابهم وكانت طريقته في التدريس هي كالتالي: يجلس للطلاب في المسجد بعد الفجر ونقرأ عليه في الألفية والبلوغ والزاد وقطر الندى - وكنا نحفظها كاملة - ثم يطلب الشيخ أن نعرب الأبيات كاملة ثم يقرأ الشيخ محمد بن قاسم شرح ابن عقيل على الشيخ - وهو شرح للابيات التي قرأناها قبل قليل، ثم بعد إشراق الشمس بنحو نصف ساعة يذهب الشيخ إلى بيته والطلاب يلحقونه إلى بيته ثم بعد مدة يأذن لهم فيدخلوا ويجلس لهم كذلك وتبدأ قراءة المختصرات أولا كتاب التوحيد ثم كشف الشبهات ثم الواسطية ثم إن كان هناك دروس خاصة لأحد الطلاب قرأ من يريد القراءة ثم تبدأ قراءة المطولات مثل صحيح البخاري أو المغني أو منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام، وهي تسمي قراءة المطولات هذا يقرأ والشيخ يستمع فقط وإذا عرض لأحد الطلاب اشكال سأل الطلاب وإلا الشيخ لا يشرح، وللشيخ جلسة ثالثة قبل العشاء يقرأ عليه فيها تفسير ابن كثير يقرأها الشيخ عبد العزيز بن شلهوب وأحيانا يعلق الشيخ على التفسير، وليس له إلا هذه الجلسات فقط.
الشيخ عبد العزيز ابن رشيد: عالم كبير من علماء الرس - رحمه الله - لا سيما في التوحيد والفقه وعيّن في الاخير رئيسا لمدارس البنات.
الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: درست على الشيخ في الكليّة وأما في البيت فكانت لي دراسة يومية معه في الأصول والمنطق وكانت في المنطق سلّم الأخضري وشرحه وفي الأصول روضة الناظر، وأتممتها على الشيخ - رحمه الله - وكانت دراستي لها دراسة جيدة، وكانت الدراسة لوحدي بعد المغرب، وأذكر أنني لما تخرجت من الكلية عينت قاضيا في وادي الدواسر فذهب الشيخ الشنقيطي للشيخ محمد بن إبراهيم وقال له: هذا لا يمكن أن يعين في القضاء بل في التدريس لما يظهر منه من أهلية لهذا وبروز في التدريس، والشيخ محمد بن إبراهيم إذا عين أحد في القضاء لا يمكن أن يتراجع أبدا مهما حصل، ولكنه كان يجل الشيخ الشنقيطي ويحترمه جدا. وكان علْم الشيخ الشنقيطي غزير جدا خاصة في الأصول والمنطق والتفسير والتأريخ واللغة والأدب وكان منقطع النظير في هذه ويجمع لها غيرها.
الشيخ زيد بن فياض: زاملته عند الشيخ عبد اللطيف والشيخ محمد بن إبراهيم وفي المعهد وفي الكلية، وكان عالما جيدا وكاتبا فله مقالات كثيرة في الصحف.
الشيخ حمود التويجري: لم يتح لي اللقاء مع فضيلته رحمه الله.
الشيخ صالح البليهي: كان بيننا لقاء وصداقة ولم يكن بيننا مذاكرة.
الشيخ عبد الرحمن الفريان: زاملته في المسجد عند الشيخ محمد بن إبراهيم وكان يقرأ على الشيخ في صحيح البخاري، وهو من كبار العلماء وقادة المدافعين عن العقيدة.
الشيخ سعود بن رشود: هو قاض في الرياض وكان قاضي الحضر () وقرأت عليه كتاب التوحيد
الشيخ إبراهيم بن سليمان: قرأت علية في الفرائض وكان قاض في الرياض.
ولماذا هذه العناية بالدراسة على الشيخ الشنقيطي بالذات؟
الشيخ محمد هو شيخي وإمامي في كل شيئ، وكان من خيرة العلماء علما وورعا وزهدا - رحمه الله وغفر له - وكان يعاملني مثل أولادة ويعتبرني ولدا له.
سمعنا أن الشيخ عندما جاء للحج لم يكن على عقيدة أهل السنة فهل هذا صحيح؟ وكيف انتقل لاعتقاد أهل السنة؟
كلا لم يكن الشيخ الامين على خلاف مذهب اهل السنة بل كان من المتحمسين لمذهب السلف وعقيدة أهل السنة.
هل كان لكم اهتمام بالأدب واللغة عموما والشعر على وجه الخصوص؟
لما كنت طالبا كنت مهتما في اللغة العربية نحو وصرف وبلاغة، وكنت عازما على أن أدرس اللغة وكنت أظن أنني لو درست غيرها فشلت وأن فني الخاص هو اللغة العربية ولكن لما تخرجت قالوا إن اللغة يدرسها من تخرج من كلية اللغة وأنت ماعندك تخصص فرفضوا أن أدرس اللغة، وكان لي اهتمام بالشعر الجاهلي على وجه الخصوص وكنت أحفظ كثيرا من الشعر الجاهلي، وكنت مولع به، من ذلك معلقة امرئ القيس وعمرو بن كلثوم، ولامية العرب للشنفرى ولامية العجم للطغرائي وحوليتين من حوليات زهير القافية التي مدح فيها الهرم بن سنان والكافية.
يقال إن كثيرا ممن يحفظ الشعر يكتب الشعر فهل كتبتم شيئا من الشعر؟
كتبت القليل من الفصيح والنبطي.
ما رأيكم في المشاركة في الصحف والإذاعة والتلفاز؟ مع ما فيها من المنكرات مثل صور النساء والأغاني وغيرها؟
الكتابة في الصحف جيدة، إذا كانت فيه حرية ان يكتب ما يريد، لأن فيها بيان للحق ونصرة للدين ورد على الملحدين، ولكن الإنسان لا يستطيع أن يكتب ما يريده.
والإذاعة كذلك وينبيغي أن تكون منبرا للدعوة إلى الله وبيان أحكام الشريعة للمستمعين والرد على الملحدين وبيان حقيقتهم، ولو حصل هذا لكان أمرا طيبا، لكن الذي نراه في المشتركين في الإذاعة يتكلمون في حقل واحد تقريبا ولا ينوعون الكلام. إذا ترتب على المشاركة في الإذاعة الدعوة الى الإصلاح فهذا طيب، أما التلفاز فلا أنصح بالمشاركة فيه.
ما رأيكم - ر عاكم الله - في الانتساب للجماعات الإسلامية؟
المسلمون جماعة واحدة وحزب واحد وهم الذين على الكتاب والسنة، ولكن هذه الجماعات الحادثة هي التي أضعفت الدعوة وفرقت الأمة إلى فرق وأحزاب، فهذه جماعة التبليغ وهذه جماعة السلفيين - الذين يتسمون بالسلفيين زورا - وهذه جماعة الإخوان وغيرها، والذي يوافق الكتاب والسنة ومن هذه الجماعات هو الحق أما من حيث التفرق والتجزء والإفتراق فهذا شر حدث من أعداء المسلمين، لأن أعداء الإسلام يدركون أن الإسلام الصحيح خطر عليهم لذلك هم يبذلون جهودا ليفرقوا بين المسلمين حتى لا يقوم للمسلمين قائمة، وهذا التفرق لا يجوز وهو يضعف الأمة، ويجب على الجميع الإجتماع على الكتاب والسنة والنصرة بين المسلمين أما كل جماعة تسب الأخرى وتعيرها فهذا خطأ ولا يجوز، قال تعالى: " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا.." وقال تعالى: " وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " واتحاد المسلمين هو أصل القوة والعزة وهو سبب النصر.
هل قام العلماء في هذا الزمان بواجبهم تجاه الله تعالى ودينه؟؟
علماء الشريعة أوجب الله عليهم واجب وحملهم أمانة وهو أن يقولوا الحق ولا يخافوا فيه لومة لائم، هذا واجب على علماء الشريعة مهما كان منصب العالم ومهما كانت مكانته، يجب عليه أن يقوم بهذا الواجب وأن يقوم بهذا الأمانة، يجب الرد على أعداء الإسلام وبيان دين الله وإنكار المنكرات وإصلاح الفساد والدفاع عن الشريعة وأحكامها وأن يكون هذا همهم، ولا يحل لهم تركُ شيئ من ذلك محاباة لفلان أوإرضاء لفلان بل يكون هدفهم رضا الله سبحانه ورضى المسلمين لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ -: " من التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ومن التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس) " فحمل العلماء ثقيل والأمانة التي حملوها عظيمة ولا ينظروا إلى حاكم ولا كبير ولا صغير ولا عامة لا خاصة بل يصدعوا بالحق رغم كل كاره له أما إذا تقاعسوا وتركوا ما أوجبه الله عليهم بتأويل أو ما أشبه ذلك يريدون إرضاء فلان أو فلان فهم خاسرون ولم يقوموا بما أوجب الله عليهم من الأمانة والتكاليف الخاصة التي حملهم الله إياها والإنكار على من خالف شرع الله حاكم أو محكوم، فينبغي للعلماء أن تكون مواقفهم مع الله فلا يبالوا بأحد سواه، هذا الذي يجب، كما يجب عليهم بذل النصح لولاة الأمور، فالله منّ عليهم بعلم وتفضل عليهم به وجعلهم من حملته فعليهم أن يؤدوا واجبه ويقوموا بمافرض الله عليهم فيه.
يدخل بعض أهل الخير والصلاح للبرلمانات حتى يخففون من الشر الذي قد يحصل إذا هم تركوا هذا المكان، فما رأيكم في الدخول في البرلمانات؟ وهل من دخل وهو ينوى الإصلاح يعذر بهذا ويكون مجتهدا؟
البرلمانات قائمة على القوانين الوضعية كما لا يخفى، والتعامل مع القوانين الوضعية محرم لا يجوز، والذي يحكّم القوانين كافر، والذي أراه أن الدخول في البرلمانات لا يجوز، ولكن بعض العلماء قال: إذا كان من الممكن أن يكون الأغلبية في البرلمان للإسلاميين فيترتب عليه أن يكون وجودهم مؤثر ويبطل المشاريع العلمانية جاز ذلك.
سماحة الشيخ حمود العقلاء الشعيبي زكيتم حكومة طالبان الاسلامية تزكية مطلقة ألا ترى يا سماحة الشيخ أن هذا فيه تعجل حيث إن الأمر لم يستتب لهم بعد ولعلهم أن يظهروا أمرا آخر إذا تمكنوا من الدولة كما فعل غيرهم؟
أنا أرى أن الأمر استتب لهم وأن حكمهم عام على افغانستان ولم يخرج على حكمهم إلا القليل من أرض أفغانستان، وقد زكيتهم لأنهم يعلنون أن الشريعة هو دستورهم الوحيد ويحاربون كل ما عدا ذلك، بل نرى أن النصارى واليهود والملاحدة وأعوانهم يضربون الحصار الإقتصادي على أفغانستان ويحاربونها فلماذا هذه الحرب؟؟ لأنهم يحكمون كتاب الله وسنة نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ - في كل شيء وهذا أكبر دليل على أن طالبان دولة إسلامية رشيدة تطبق أحكام الله، ولا أدل على ذلك من حملتهم على أصنام بوذا () وتهديمها مع معارضة دول الكفر وتهديدهم لها - وكذا المستسلمين الذين نصروا الكفار على إخوانهم المسلمين وأفتوا بحرمة هذا الهدم - ونحن نحكم بأنهم دولة اسلامية بما يظهرون لنا.
ولكنهم يحمون القبور ومزارع الأفيون؟
الذي ثبت لنا أنهم بدأوا بإزالة القبور ومنع عبادتها وإزالة مزراع الأفيون، وأقاموا بدل الأفيون مزارع القمح.. ثم لماذا لا ننظر للدول التي تحمي القبور ومدارسها صوفية وتدعوا للشرك؟ لماذا لا نقول عن هذه الدول إنها غير اسلامية؟ كل الدول الإسلامية فيها الحق والباطل
بعض الناس قد يقع في كفر ويعتذر أنه يخشى من الإكراه، فما الفرق بين الإكراه وخوف الإكراه؟؟
الإكراه نوعان الأول متحقق منه المكروه والآخر يغلب على الظن أنه يحصل، أما كونه يغلب عليه الظن فهذا لا يبيح له أن يكفر، أما إن تحقق مئة في المئة أنه إذا لم يقل الكفر قتل مثلا، فهذا يباح له أن يقول الكفر اذا كان يكرهه في قلبه.
بعض حكومات الدول الإسلامية تقول لو طبقنا الشريعة نخشى أن نقتل أو نقاتل فهل هذا عذر في ترك تطبيق الشريعة واستبدالها بالقوانين؟؟
قال الله تعالى: " يَاأَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ " فهم أعتذروا فقالوا: " نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ "، فلو أن الحكومات وقفوا مع الله وصدقوا مع الله وتركوا دول الكفر ونبذوا معاملتهم وعلاقاتهم معهم واستعانوا بالله وبما أعطاهم من القوة في المال والبلدان والرجال لانتصروا على أعداء الله الكَفَرة ولنا مثال يبين لنا هذا: فهذا الإتحاد السوفيتي قاتل أفغانستان والذين قارعوهم أناس قليلو المال والسلاح ومع هذا أخرجوهم أذلاء حقراء بل تسببوا في تفكك دولتهم فأصبحت أثرا بعد عين، فهل الأفغان أكثر وأقوى من دول الإسلام مجتمعه؟؟ لا، ولكن الجبن والخور وحب الدينا وملذاتها هو الذي يجعلهم يحكّمون القوانين ويتركون تحكيم الشريعة.
ما حكم ترك تحكيم الشريعة؟
من حكم القوانين وأعتمد عليها وأبعد الشريعة وأزاحها عن مجال الحكم فهذا كافر لقوله تعالى: "وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ " جاء المتحذلقون من مرجئة العصر بل من مرجئة الجهمية قبلهم وقالوا: إن هذه الأية لا تدل على كفر من أبعد الشريعة عن التحكيم لأنها نزلت في اليهود ولسنا مخاطبين فيما خوطب به اليهود، وما عرف هؤلاء القاعدة الأصولية التي تقول إن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب والآية هنا عامة فلفظ " مَنْ " عام لأنه من صيغ العموم فهو عام لليهود وغيرهم.
وقالوا: إن ابن عباس قال كفر دون كفر وهذا ليس ثابت عن ابن عباس فهذا من رواية هشيم بن حجير عن ابن عباس وهشيم معلوم أنه متكلم فيه ومطعون فيه، وأيضا أن طاوس روى عنه ابنه عبد الله - وهو ثقة وهو أعرف بأبيه من هشيم أن ابن عباس رضي الله عنه قال: هي به كفر، والمهم أن رواية هشيم عن ابن عباس كفر دون كفر ساقطة لا يحتج بها بمقتضى هذا.
ثم قوله سبحانه وتعالى: " فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " هذه الآية صريحة أصرح من التي قبلها أقسم سبحانه أنه لا يحصل الإيمان من هؤلاء حتى تحصل ثلاث غايات:
أولا: التحكيم.
ثانيا: التسليم لهذا الحكم.
ثالثا: الرضى به وقبوله.
فهل هذه الثلاثة موجوة في القوانين التي وضعها البشر الكفرة الفجار؟؟
إذن الذي يحكم القوانين ويزيح الشريعة كافر لا شك في كفره بكلام الله وكلام رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ - وكلام السلف الصالح.
الله سبحانه أرسل رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ - بأمور أولها وأهمها الدعوة إلى عبادته سبحانه وترك الإشراك به، ثانيا الدعوة إلى شريعته وتحكيمها والحكم بمقتضاها، فالذي يعبد معه غيره فهذا مشرك بالله في عبادته، والذي يحكّم غيره مشرك بالله في حكمه قال تعالى: ".. وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا.. " الآية، وهذا نص ظاهر وقال تعالى: " إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ" وهذا حصر ومن أبلغ طرق الحصر النفي والإستثناء هذه أمور ظاهرة وقد قال تعالى: " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْءَامَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا " فالذين يحكمون القوانين ثم يقولون نحن مسلمون فهؤلاء يزعمون مثل زعم المنافقين، فالحاصل أن الرجل الذي يرفع حكم الله ورسوله عن محاكمة ودوائره ثم يحل محلها القوانين الوضعية التي وضعها الكفار بدلا من حكم الله ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ - فهذا كافر لا شك في كفره، كافر مهما كان ومهما قال المرجئة وأذنابهم الذين يريدون ارضاء الطغاة من الحكام الذين يحكمون القوانين، يريدون أن يرضوهم بأن فعلهم هذا ليس كفرا، الذي يحكم القانون كيف يكون مسلما هذا دينه دين من وضع له القوانين وشرعه شرع من وضع له القوانين وقد نقل ابن كثير - رحمه الله - الإجماع على كفر من حكم غير الشريعة.
لو حدثتمونا عن مؤلفاتكم؟
ألفت عددا من البحوث أولها بحث في الإمامة العظمى والثاني: البراهين المتظاهرة على حتمية الإيمان بالله واليوم الآخرة والثالث: القول المختار في حكم الإستعانة بالكفار وكان لي مشاركة قديمة مع الشيخ عبد المحسن العباد والشيخ عطية سالم في كتاب تيسير الوصول.. وعندي مجموعة من الفتاوى تصل لمئة فتوى فيها نقد لبعض الأمور الواقعة وبيان لبعض الأحكام.
ما حكم ترك الجهاد الذي نراه في هذا الزمان واتهام المجاهدين أنهم ارهابيين؟
ترك الجهاد كفر لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ - …. حتى تراجعوا دينكم " فهذا يدل على أن ترك الجهاد كفر - والعياذ بالله - ثم إن الأمة إذا تركت الجهاد وأعرضت عنه وتركت الأعداء يعيثون في بلاد المسلمين الفساد ثم لم تقم ولم تجاهد فهؤلاء خرجوا عن دينهم لأن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ - قال: حتى يراجعوا دينهم، فالجهاد لم يوصم من قبل المسلمين في العصور السابق بأنه إرهاب أو اعتبروا المجاهدين إرهابيون والسبب لا يخف على من له أدني بصيرة.
الشعوب العربية والإسلامية لا تستطيع أن تظهر دينها وعقيدتها وهي واقعة تحت ضغوط؟
نحن نعلم أن الحكومات العربية والإسلامية لا تقول ما تريد بل تقول ما يريد غيرها فكثير من الحكومات لا تجرؤ على أن تقول ما تريد، وبعضها لا يريد أن يقول إلا ما يقال لها، ولكن هناك دول عربية والإسلامية تحب الخير ولكنها لا تقدر عليه ولا تجرأ عليه لأن غيرها لا يريد منها أن تقول غير ما يريد الكفار ومن المعلوم أن كثيرا من الدول الإسلامية تدور في فلك الدول الكافرة الصديقة كما يقال فهي تخش غضبها وتخش سخطها وتبحث عما يرضيها فهي لا تقدر على أن تقول كل ما تريده، ولكن لو أن الأمر بيد هذه الدول وكانوا أحرارا واتحدوا لما عجزوا على هزيمة اليهود وهم بهذه القوة الجغرافية والمالية.
في ختام هذا الحديث الشيق لا يسعنا إلا أن ندعوا للشيخ حمود بوافر الصحة والعافية وأن يمد في عمره على عمل صالح وأن يثبته وأمثاله من العلماء على قول كلمة الحق والتي لا يخشى قائلها في الله لومة لا ئم..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى له وصحبه اجمعين..
حررت في نهاية شهر ذي الحجة عام 1421هـ-
---------
بواسطة العضو أبو أسيد(1/62)
ترجمة العلامة حمود بن عبد الله التويجري
اسمه ونسبه: هو الشيخ العالم العلامة أبو عبد الله حمود بن عبد الله بن حمود بن عبد الرخمن التويجري من قبيلة بكر بن وائل بطن من ربيعة.
مولده: ولد الشيخ بمدينة المجمعة في يوم الجمعة الخامس عشر من شهر ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وألف (1334) .
- توفي والده عام 1342
طلبه للعلم:
- ابتدأ الشيخ القراءة على يد الشيخ أخمد الصانع عام 1342 وذلك قبل وفاة والده رحمه الله بأيام قلائل. تعلم على يديه مبادئ القلراءة والكتابة، ثم حفظ القرآن على يديه ولم يتجاوز الحادية عشرة من عمره، كما قرأ عليه " الثلاثة الأصول" الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
شيوخه:
-ابتدأ القراءة على الفقيه الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري قاضي المجمعة وتوابعها وفقيهها وعمره إذ ذاك 13 سنة، ولازمه ما يزيد على ربع قرن من الزمن، قرلأ عليه في شتى العلوم النافعة.
- أجازه في الرواية " الصحاح" والسنن والمسانيد، وفي رواية كتب شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم.
- قرأ على الشيخ الفقيه العلامة محمد بن عبد المحسن الخيال قاضي المدينة سابقا في النحو والفرائض.
- كما قرأ على سماحة العلامة الفقيه عبد الله بن محمد بن حميد، اللغة والفرائض.
- روى عن الشيخ العلامة المجاهد سليمان بن حمدان قاضي مكة والمدينة سابقا حديث الرحمة المسلسل بالأوّليّة، وأجازه أيضا بجميع مروياته.
أعماله:
- أُلزِم الشيخ بالقضاء عام 1368 ثم عام 1369 إلى عام 1372، ثم اعتذر من القضاء.
- طُلب للعمل في مؤسسات علمية كثيرة، مثل: كلية الشريعة، الجامعة الإسلامية، دار الإفتاء، لكنه اعتذر عن ذلك كله آثر التفرغ للعلم والبحث والتأليف.
- استمر في العلم والتحصيل وبث ذلك في المؤلفات.
مؤلفاته:
- بلغت مؤلفاته أكثر من خمسين مؤلفا.
- كما له تنبيهات وتعليقات عل كتب كثيرة.
تلاميذه:
- لأسباب كثيرة لم يجلس الشيخ للطلبة، ولهذا قل تلاميذه، ومنهم:
- عبد الله الرومي
- عبد الله محمد الحمود
- ناصر الطريري
- زيد الغانم
- كما قرأ عليه أبناؤه
- كما أجاز رحمه الله عددا من أفاضل العلماء، والدعاة.، منهم العلامة ربيع المدخلي، وإسماعيل الأنصاري،وغيرهم..
أخلاقه:
- كان رحمه الله يتسم بخلق جم، وأدب رفيع، كان وقافا عند حدود الله.
- وقال مرة بمناسبة صدور جائزة الملك فيصل العالمية: " إن الشيخ ناصر من أحق من يُعطاها لخدمته للسنة ".
- ولقد دعاه الشيخ إلى منزله حين زار الألباني الرياض في عام 1410.
- كان يقرأ في صلاة الليل كل يوم أربعة أجزاء ونصف تقريباً.
مرضه ووفاته:
ابتدأ المرض بالشيخ منذ ثلاث سنوات تقريبا، لكنه كان يكتم ذلك ويخفيه، حتى اشتد عليه في السنة الأخيرة، فأدخل عللى اثر ذلك المستشفى ثلاث مرا، كان آخرها قبل وفاته بيومين.
وقد وافاه أجله في آخر ساعة من يوم الثلاثاء الموافق 5/7/1413، عن عمريناهز 78 عاماً وستة أشهر وعشرين يوماً.
ودفن بمقبرة النسيم.وقد أم المصلين سماحة الشيخ بن باز رحمه الله تعالى.
--------------
بواسطة العضو /عبد الله بن خميس
ترجمة أخرى من: موقع شبكة سحاب السلفية
الشيخ حمود بن عبد الله بن حمود بن عبد الرحمن التويجري من آل جبارة - بتشديد الباء الموحدة التحتية - بطن كبير من قبلة عنزة القبيلة الوائلية الربعية العدنانية.
ولد المترجم - حيث تقيم أسرته - في مدينة المجمعة عاصمة بلدان سدير، وذلك في عام 1334 هـ، وفي صباه شرع يقرأ في كُتاب المربي - أحمد الصائغ - وذلك في عام 1342 هـ، وتوفي والده بعد ذلك بأيام قليلة، وكان عمر الشيخ إذ ذاك ثمان سنوات، فتعلم مبادىء القراءة والكتابة في هذا الكُتاب، ثم حفظ القرآن الكريم، وهو لم يتجاوز الحادية عشر من عمره.
كما قرأ في هذه السن المبكرة مختصرات الكتب العلمية في التوحيد والحديث والفقه والفرائض والنحو.
ومما قرأ على الشيخ أحمد الصايغ (الأصول الثلاثة) للشيخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -.
ولما بلغ سن الشباب لازم حلقة الفقيه قاضي بلدان سدير الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري، واستمر في القراءة عليه ربع قرن، قرأ عليه فيها شتى العلوم والفنون من التوحيد والتفسير والحديث والفقه وأصولها والفرائض والنحو وكتب السيرة والتاريخ والأدب وغيرها.
ومن الكتب التي قرأها عليه:
1- فتح الباري للحافظ ابن حجر.
2- والمغني لابن قدامة المقدسي.
3-، ومنهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ابن تيمية.
4- ودرء تعارض العقل والنقل لشيخ الإسلام ابن تيمية.
5- والفتاوى المصرية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية.
6- وزاد المعاد لابن القيم.
وطائفة من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وأئمة الدعوة، وغيرها كثير.
كما حفظ أثناء هذه القراءة عدداً من متون العلم، فأدرك عليه إدراكاً تاماً في كل ما قرأ، وذلك لمثابرته على الدرس، وحرصه عليه، ولما لديه من موهبة الحفظ والفهم.
وقد أجازه شيخه عبد الله العنقري إجازة مطولة بالرواية عنه كتب الصحاح والمسانيد والسنن، وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والفقه الحنبلي عامة، وجميع مروياته لكتب الأثبات، وقبل ذلك حدثه بحديث الرحمة المسلسل بالأولية.
ولما تعين الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد قاضياً للمجمعة وبلدان سدير شرع في القراءة عليه، فقرأ عليه في الفقه والفرائض واللغة.
وقرأ أيضاً على الشيخ الفقيه العلامة محمد بن عبد المحسن الخيال قاضي المدينة سابقاً في النحو والفرائض.
وقرأ أيضاً على الشيخ سليمان بن حمدان أحد قضاة مكة المكرمة، وروى عنه مسلسل الحنابلة بالأولية، وهو حديث: ((الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)) . وأجازه أيضاً بجميع مروياته للصحاح والسنن والمسانيد والأثبات وقد ذكر ذلك كله الشيخ حمود - رحمه الله - في ثبته المسمى (إتحاف النبلاء بالرواية عن الأعلام الفضلاء) .
ولما تضلع المترجم من علوم الشريعة واللغة على يد هؤلاء العلماء الأعلام، وبعون الله تعالى ثم بهمته وإقباله على تحصيل العلم ألزم بقضاء بلدة (رحيمة) بالمنطقة الشرقية، وذلك في عام 1368 هـ، وبعد نحو نصف سنة نقل إلى قضاء بلدة الزلفي، وبقي قاضياً فيها حتى عام 1372 هـ، ثم طلب الإعفاء من القضاء فأعفي.
وللمترجم همة عالية بالعلم والبحث فيه، ولذا فرغ وقته له، فصار يؤلف الكتب الكبار والصغار، وصار فيها فائدة ونفعاً كبيراً، ذلك أنه تصدى للتأليف في مسائل قد وقع الناس فيها، أو يؤلف على شبه وأمور أحدثت في المجتمع، فتصدى لمثل هذه الأمور، وبينها وأوضحها بالأدلة القوية والحجج الواضحة، فصار لها القبول، وصارت فيها الفائدة.
وكان نهار المترجَم للعلم بحثاً وكتابة، منذ بزوغ الشمس إلى غروبها، إلى صلاة العشاء، وربما جلس بعد صلاة العشاء قليلاً بمكتبته يكمل ما ابتدأه بالنهار، وذلك في آخر حياته. وأما ليله فيقضي جزءاً كبيراً منه في التهجد والصلاة، حضراً كان أو سفراً.
وقد بلغت مؤلفاته أكثر من خمسين كتاباً ورسالة طبع منها نحو أربعين، ومن تلك المؤلفات:
1- إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة.
2- الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر.
3- إثبات علو الله ومباينته لخلقه والرد على من زعم أن معية الله للخلق ذاتية.
4- تحفة الإخوان بما جاء في الموالاة والمعاداة والحب والبغض والهجران.
5- القول المحرر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
6- الرد على من أباح الربا الجاري في بعض البنوك.
7- تغليظ الملام على المتسرعين في الفتيا وتغيير الأحكام.
8- الإيضاح والتبين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين.
9- قصص العقوبات والعبر والمواعظ.
10- إيضاح المحجة في الرد على صاحب طنجة، رداً على أحمد بن محمد الغماري.
11- الرد القوي على الرفاعي والمجهول وابن علوي وبيان أخطائهم في المولد النبوي.
12- الانتصار على من أزرى بالمهاجرين والأنصار رداً على (عبد الله السعد) .
13- السراج الوهاج لمحو اباطيل أحمد شلبي عن الإسراء والمعراج.
14- إنكار التكبير الجماعي وغيره، وهو أول كتاب طبع له.
15- ثبت سماه " إتحاف النبلاء بالرواية عن الأعلام الفضلاء ".
16- الإجابة الجلية عن الأسئلة الكويتية.
17- إعلان النكير على المفتونين بالتصوير.
18- إقامة البرهان في الرد على من أنكر خروج المهدي والدجال ونزول المسيح في آخر الزمان.
19- تحذير الأمة الإسلامية من المحدثات التي دعت إليها ندوة الأهلة الكويتية.
20- تحريم الصور والرد على من أباحه.
21- تنبيه الإخوان على الأخطاء في مسألة خلق القرآن.
22- الدلائل الواضحات على تحريم المسكرات والمفترات.
23- ذيل الصواعق لمحو الأباطيل والمخارق.
24- الرد الجميل على أخطاء ابن عقيل.
25- الرد على الكاتب المفتون.
26- الرد على من أجاز تهذيب اللحية.
27- الرد القويم على المجرم الأثيم.
28- الرؤيا.
29- الصارم البتار للإجهاز على من خالف الكتاب والسنة والإجماع والآثار.
30- الصارم المشهور على أهل التبرج والسفور.
31- الصواعق الشديدة على أتباع الهيئة الجديدة.
32- عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن.
33- فتح المعبود في الرد على ابن محمود.
34- فصل الخطاب في الرد على أبي تراب.
35- القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ.
36- التنبيهات على رسالة الألباني في الصلاة.
37- إقامة الدليل على المنع من الأناشيد الملحنة والتمثيل.
38- الشهب المرمية لمحق المعازف والمزامير وسائر الملاهي بالأدلة النقلية والعقلية.
39- دلائل الأثر على تحريم التمثيل بالشعر.
40- تبرئة الخليفة العادل والرد على المجادل بالباطل.
41- الرسالة البديعة في الرد على أهل المجلة الخليعة.
وقد صدر عدد من مؤلفات المترجَم ببعض تقاريظ من العلماء الأفذاذ من أمثال الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله -، والشيخ عبد الله بن محمد بن حميد - رحمه الله -، والشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله -، والشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله -، مما يدل على أهمية مؤلفات الشيخ حمود - رحمه الله - ومكانته العلمية المرموقة لدى هؤلاء الأئمة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد قدم له الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله - عدد من الكتب، اطلعت منها على ما يلي:
. " فتح المعبود في الرد على ابن محمود " وهو رد على عبد الله بن زيد بن محمود.
. " الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر " وهو أيضاً رد على عبد الله بن زيد بن محمود.
. " فصل الخطاب في الرد على أبي تراب "
. " عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن ".
. " إعلان النكير على المفتونين بالتصوير ".
. " إثبات علو الله ومباينته لخلقه والرد على من زعم أن معية الله للخلق ذاتية ".
وقد تصدى المترجم لكل من حاد عن سبيل الله من الكتاب المعاصرين، وجعل يرد عليهم بقلمه، منافحاً عن السنة، مدافعاً عن العقيدة الصحيحة؛ عقيدة أهل السنة والجماعة، وربما نشر ذلك في كتابات ومقالات في بعض الصحف المحلية والخارجية.
وكان المترجم، يعرض بعض ما يكتبه من الردود على سماحة الشيخ الإمام محمد بن إبراهيم - رحمه الله -، مما جعل سماحة الشيخ محمد يُقدر له هذا المجهود في الرد على المخالفين، وكان سماحته يكن للشيخ حمود محبة عظيمة، فقد ذكر بعض تلاميذ سماحة الشيخ الإمام محمد بن إبراهيم - رحمه الله - أنه كان يحب الشيخ حمود التويجري - رحمه الله - حتى إنه ذات مرة رأى الشيخ حمود يقرأ على الشيخ محمد أحد ردوده التي ألفها ضد بعض المبتدعة، فلما نهض الشيخ حمود وانصرف قال الشيخ محمد: الشيخ حمود مجاهد جزاه الله خيراً.
قلت: قد وافق سماحة الشيخ - رحمه الله - السلف في مقالته العظيمة هذه، قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: ((الراد على أهل البدع مجاهد، حتى كان يحيى بن يحيى يقول: الذب عن السنة أفضل من الجهاد)) .
كما أن للمترجم تعليقات وتعقيبات وتصويبات، على ما يقرأ، من ذلك تعليقات كثيرة على نسخة مسند الإمام أحمد بن حنبل المطبوعة بتحقيق أحمد شاكر، وتعليقات على فتح الباري، وتعقيبات على مستدرك الحاكم دونها بهامشه.
تلاميذه:
شغل المترجَم نفسه بالتأليف والبحث عن الجلوس لطلاب العلم، وهذا ما جعل الآخذين عنه قلة، منهم على سبيل المثال لا الحصر:
1- عبد الله الرومي.
2- عبد الله بن محمد بن حمود.
3- أبناؤه: الدكتور عبد الله، ومحمد، وعبد العزيز، وعبد الكريم، وصالح، وإبراهيم، وخالد.
وقد أجاز عدد من العلماء، من أشهرهم:
1- الشيخ إسماعيل الأنصاري.
2- الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد.
3- الشيخ سفر الحوالي القطبي، واقرأ الأسطر التالية.
4- الشيخ سليمان العودة القصيمي الإخواني، وقد اصدرت هيئة كبار العلماء فيه وفي سفر بياناً مشهوراً لحماية الأمة من أخطائهما التي معظمها في العقيدة، كدعوتهما للخروج على ولاة الأمر، وتبنيهما لرؤوس البدع والضلالة في هذا العصر، وتهوينهما من شأن العقيدة والتوحيد، ولمزهما لكبار علماء أهل السنة والجماعة في هذا العصر، وقد حذر العلامة محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله من أشرطة هذين ونصح بأشرطة العدول الذين لا يعرفون بالفكر الثوري.
فلا أظن سلمان وسفر قد استفادا من المُترجم إلا التشبع بالإجازة بينما هما على النقيض من منهجه تماماً.
5- الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم القاسم.
6- الشيخ ربيع المدخلي إمام الجرح والتعديل في هذا العصر كما قال ذلك عنه الألباني - رحمه الله -، وهو من قال عنه بن عثيمين - رحمه الله - أنه لا يُسأل عن ربيع، ولكن يُسأل ربيعاُ عني، أو كلمة نحوها.
7- الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ الوزير الحالي للشؤون الإسلامية بالمملكة العربية السعودية.
8- الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن السعد.
9- الشيخ عبد الرحمن الفريوائي.
... وغيرهم.
وذلك أن للمترجم منزلته وثقله عند أهل العلم، ويرغبون اتصال سندهم بسنده.
وقد وصفه عارفوه بالتقى والصلاح والإقبال على الله تعالى بأنواع العبادات، فهو من التالين لكتاب الله، ومن أصحاب التهجد والصلوات، ومن المعرضين عما لا يفيد ولا ينفع، ولذا فإنك لا تجده إلا متعبداً أو باحثاً، هذا مع بُعده عن الظهور وجلب الأتباع، وإنما عليه السكينة والوقار مع تواضع وحسن عشرة.
وكان للمترجم ردود بينه وبين الإمام المحدث ناصر الدين الألباني - رحمه الله -، ورغم ذلك بقيت الرحم السلفية قائمة بين الإمامين، وقد تجلى ذلك في صور رائعة منها:
أولاً: حرص الشيخ حمود -رحمه الله - على الرد على المقالة التي يرى أن الشيخ الألباني - رحمه الله - لم يحالفه الصواب فيها، مع حرصه على مكانة المردود عليه، فقد جاء أحد محبي الشيخ المحدث ناصر الدين الألباني - رحمه الله - معاتباً حيث توجد عبارة للشيخ حمود في كتابه (الصارم المشهور) رداً على الألباني، فطلب الشيخ الكتاب، وكان مهيئاً لإعادة الطبع، فنظر إلى الموطن المشار إليه، ثم ضرب عليه.
ثانياً: حرص الشيخ حمود -رحمه الله - على استضافة الألباني - رحمه الله - في منزله حينما زار الألباني الرياض عام (1410 هـ) ، وقد حُدثت عن بعض من حضر تلك الدعوة أن الشيخ كان في قمة اهتمامه وحفاوته بالألباني - رحمه الله -.
ثالثاً: ثناء الشيخ حمود -رحمه الله - على الألباني - رحمه الله -، فمن مقالاته فيه:
. قال مرة بمناسبة صدور جائزة الملك فيصل العالمية: ((إن الشيخ ناصر من أحق من يُعطاها لخدمته السنة)) .
. ثناؤه على الألباني - رحمه الله - وشكره له اعتنائه بشأن الصلاة، وعلى إنكاره على المبتدعين في النية، وعلى رده على من أنكر الصلاة على آل النبي - صلى الله عليه وسلم -. وعلى إنكاره على المحافظين على التوسلات البدعية وكان مما قاله - رحمه الله -: ((والله المسئول أن يجعلنا وإياه من حزبه المفلحين الذين يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)) .
. قال: ((الألباني - الآن - علم على السنة، الطعن فيه إعانة على الطعن في السنة)) .
قلت: وقد ذكرتني كلمات الشيخ حمود - رحمه الله - بكلمات جميلة للإمام محمد بن إبراهيم - رحمه الله - حيث يقول: ((بعض الناس ذهب إلى المنع من تحلي النساء بالذهب، وكتب في ذلك، وهذا خلاف ما في الأحاديث المصرحة بذلك، والذي كتب في ذلك ناصر الدين الألباني - وهو صاحب سنة ونصرة للحق ومصادمة لأهل الباطل ... )) الخ كلامه - رحمه الله.
ومثل هذا الثناء والتلطف إنما يكون مع أئمة السنة، وليس مع أئمة الضلال والبدع كما يريد ذلك من قعد لمنهج الموازنات البدعي!
هؤلاء الذين لا يطبقون منهج الموازنات المُحدث إلا على رموزهم من أهل البدع، أما السلفيون فليس لهم إلا الهمز واللمز عند هؤلاء الضلال، مثال ذلك قول سفر الحوالي عن سيد قطب - رغم ماعنده من الطوام والبدع -: ((سيد قطب رحمه الله الذي ما كتب أحد أكثر مما كتب في هذا العصر في بيان حقيقة لا إله إلا الله وضرورة مفاصلة المشركين ومجانبتهم ومعاداة اليهود والنصارى)) .
بينما سفر يقول عن الألباني - رحمه الله - بالإرجاء في كتابه ((ظاهرة الإرجاء)) ، ولقد أخبرني من أثق به أنه قد اتصل بالعلامة محمد بن عثيمين - رحمه الله - وقرأ عليه من هذا الكتاب، فذكر الشيخ أن هذا من كلام الخوارج، وأوصى المُتصل أن يعرض الكتاب على أحد كبار المسؤلين بوزارة الداخلية لمنعه، والكتاب ممنوع ولله الحمد.
وللمترجم همة عجيبة، ولا يحب الاعتماد على الغير وإن كان من أقرب الناس إليه، يقول أبناؤه: ما كان الشيخ يطلب من أحد شيئاً البتة، وحتى بعد أن ضعفت صحته، فكان يقوم بإعداد الشاي والقهوة بنفسه، مع إلحاح أبنائه عليه بعدم فعل ذلك راحة لجسده، بل إنا لنجد أبعد من هذا عند شيخنا، فهو خادم رفقته في السفر، حتى وقد تقدمت به السن، مع حظوته وتقدير الرفقة العظيم له، وقد يقوم بإعداد الطعام، ومن ذلك أنه كان يقوم الليل الآخر كعادته ثم يضطجع اضطجاعة خفيفة حتى يحين وقت الصبح فيسخن الماء لرفقته من أجل الوضوء.
واكتفى ببعض التجارات التي لم يكن يليها بنفسه، فكان زاهداً في الدنيا، وقبل وفاته أعطى أكبر أبنائه جميع ما يملك - ولم يكن شيئاً كبيراً - ليتصدق به كله، فلم يخلف -رحمه الله- وراءه عقاراً أو مالاً، سوى البيت الذي يعيش فيه مع أبنائه.
وما زال على صفاته الجيدة حتى توفي في مدينة الرياض في 5/7/1413 هـ، وصُلي عليه في مسجد الراجحي، ودفن في مقبرة النسيم في جمع كبير من الناس فيهم العلماء وطلاب العلم، والجميع متأسفون عليه شاعرون بألم فراقه. رحمه الله تعالى.
والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين.
آمين.
كتبه عبد الله بن عبد الرحمن
_____________________
المصدر: موقع شبكة سحاب السلفية(1/63)
الشيخ حماد الأنصاري
هو الشيخ حماد بن محمد الأنصاري الخزرجي السعدي - نسبة إلى سعد بن عبادة - الصحابي الجليل - , ولد سنة 1343 هـ ببلدة يقال لها (تاد مكة) في مالي بأفريقيا.
كانت علامات النجابة باديةُ عليه منذ الصغر , محباً للعلم , حيث نشأ عند عمه الملقب بالبحر لسعة علمه ودقة فهمه , حيث حفظ القرآن مبكراً وعمره ثمان سنوات , وعلوم الآلة , وكذلك الحديث , والكثير من المتون والمنظومات قبل سن الرشد , فقد كان يحفظ (الملحة) للحريري , و (الكافية والالفية) لابن مالك , و (الالفية) للسيوطي , و (جمع الجوامع) للسبكي , والمعلقات السبع وقصائد العرب ,,, وغيرها.
خرج من بلده , مهاجراً بسبب الإستعمار الفرنسي.
وكان عمره إحدى وعشرون سنة , فتوجه إلى الحرمين , فلما حط رحاله في الحرم المكي , أخذ ينهل من العلم في حلقات المسجد الحرام , وكان من شيوخه فيها , الشيخ حامد الفقي , والشيخ عبد الله المشاط , والشيخ محمد أمين الحلبي ….
وما لبث حتى أذن له الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ بالتدريس في حلقات الحرم المكي.
ثم انتقل رحمه الله إلى المدينة المنورة , والتحق بدار العلوم , ودَرَسَ على عدد من العلماء فيها , منهم: محمد الحافظ , وعمر بري , وعبده خديع , وغيرهم …
ثم رجع إلى مكة , وفي موسم الحج , حصل لقاء مع الشيخ عبد اللطيف بن ابراهيم والشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ , فأشارا عليه بالذهاب إلى الرياض , فذهب , وأصبح يُدَرِّس في كلية الشريعة , ثم انتقل إلى معهد إمام الدعوة العلمي , ثم عاد إلى الكلية , ثم نُقل إلى الجامعة الاسلامية بالمدينة.
وقد اشتهر رحمه الله بحبه للعلم وطلابه , حيث كان يقضي غالب وقته في المذاكرة معهم , وكان مقصد الكثير من العلماء وطلاب العلم في بيته العامر بالمدينة المورة , حيث يجدون عنده بغيتهم , وكانت مكتبته مشهورة لدى طلاب العلم باحتوائها على المراجع والمصنفات في شتى فنون الشريعة , وكان ييسر لهم ما يريدون من الكتب بتصويره لهم , وكن رحمه الله يهتم بجمع المخطوطات خصوصاً في علم الحديث , وقد كان له الفضل بعد الله في طباعة الكثير من كتب الحديث وإخراجها لطلاب العلم , ويقدر عدد الكتب في مكتبته بأكثر من ثلاثة آلاف مجلد أغلبها في علم الحديث.
هذا وقد تتلمذ على يديه - رحمه الله - جمع غفير من طلاب العلم والمشايخ , ونذكر منهم: (الشيخ عبد الله بن جبرين , الشيخ بكر أبو زيد , والشيخ ربيع بن هادي , والشيخ صالح العبود , والشيخ صالح آل الشيخ , والشيخ علي الفقيهي , والشيخ صالح السحيمي , والشيخ عطية سالم (قرأ عليه في النحو) , والشيخ محمد بن ناصر العجمي من الكويت , والشيخ عبد الرزاق البدر , والشيخ عمر فلاته , وغيرهم من كبار طلاب العلم.....
وقد ترك رحمه الله إرثاً عظيماً من المؤلفات في فنون مختلفة , فمنها: في النحو (الأجوبة الوفية عن أسئلة الألفية) وفي العقيدة , كتاب (أبو الحسن الأشعري وعقيدته) ومنها في الفقه (تحفة السائل عن صوم المرضع والحامل) وفي الحديث (إتحاف ذوي الرسوخ بمن دلس من الشيوخ) وكتاب (سبيل الرشد في تخريج أحاديث بداية ابن رشد) والكثير من المؤلفات النفيسة التي يحرص طلاب العلم على اقتنائها والإفادة منها , وقد شارك رحمه الله في جمع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية مع ابن قاسم رحمه الله.
من أقواله وأحواله رحمه الله - ذكرها إبنه عبد الأول الأنصاري:
قال رحمه الله: (كنت كلما رأيت مخطوطةً نسختها)
وقال: (كنت في شبابي أقرأ وأكتب إلى الفجر , ولا أنام إلا شيئاً قليلاً من الظهر)
وقال: (أعطيت الجامعة الإسلامية أربعمائة مخطوط , بعضها بخطّي)
وقال: (الكتب عندي أفضل من قصور الملوك)
وقال: (عندي إجازات في كل علم حتى في الهندسة!)
وقال: (كنا لا ندرس شيئاً من العلم حتى نحفظه)
قال ابنه عبد الأول: كان كثيراً ما يجلس في صالة المنزل قبل الظهيرة وبعدها , ويأخذ أي كتاب من مكتبته , ويقرأ بصوتٍ عالٍ على طريقة أهل بلده , وكان لها نغمة خاصة.
وقال رحمه الله: (أخذت في مكتبة الحرم سبع سنوات أنسخ المخطوطات , ولم يكن هناك تصوير)
وكان يقول: (أنا لست بمفتي , أنا خادم طلبة العلم)
ولما أرادوا فتح جامعة إسلامية أشار على الشيخ محمد بن ابراهيم أن تكون في المدينة , وقال: (سبق وأن كانت في المدينة جامعة إسلامية ألا وهي أبو بكر رضي الله عنه , يمثل العرب , وبلال يمثل الحبشة , وهكذا..)
وقال: (كان لي شيخ يقول لي: لا بد أن تسافر إلى نجد فإنك إذا عشت معهم كأنك تعيش مع الصحابة) - لكثرة العلماء فيها وصفاء معتقدهم.
وقال: (أيامي في الرياض , كانت الأيام الذهبية)
ومن وصاياه وحِكَمِه رحمه الله:
قوله: (ما أكثر ما كُتِب وما أقلّ ما قُرئ)
وقوله: (أنا لاحظت طلبة العلم في هذا العصر لا يتذاكرون)
وقال لبعض الطلبة: (خذوا كتاب ابن جماعة في آداب السامع والمتعلم , واقرأوا كل يوم فصلاً منه)
وقال رحمه الله: (إن طلبة العلم اليوم شَغَلَهُم العدو – أي الكفار – عن الطلب , وأن طلب العلم واجب عليهم في هذا الوقت)
وقال عن النساء (إنهن في هذا الزمان امتزن بالنشاط والاستعداد للبحث)
وقال عن الدعوة (إنها ميدان لا ينبغي أن يدخل فيه إلا أهل البصيرة)
وقال رحمه الله (على العلماء أن يُحدِّثوا الناس بما يعقلون , وأن لا يُدخلوهم في المتاهات)
وقال عن جماعة الإخوان المسلمين: (لا تقربوهم , فكل ما عندهم شُبَه)
وقال: (إن هذا العصر مريب , وخاصة بعد فتنة الحرم , وأنا أعمل بالحديث الضعيف " احترسوا من الناس بسوء الظن " وأنا أتحفظ كثيراً من أهل هذا العصر وبالأخص من الشباب)
وقال عن علم النفس: (يسمونه تربية وأنا أسميه "تردية ")
وقال لطالب علم: (لا تكثر قراءة الكتب التي فيها الشذوذ العلمي)
وقال عن فتنة الخليج: (إنها أحدثت سكوناً وكسلاً بين طلاب العلم)
وقال عن الصحوة التي تُذكر في هذا الزمان (هذه ليست صحوة , بل غفلة عن طلب العلم)
ومناقبه رحمه الله وفضائلة كثير لا حصر لها.
هذا وقد توفي الشيخ حماد رحمه الله في يوم الاربعاء 21 \ 6 \ 1418هـ بعد مرض لازمه عدة أشهر , وصُلّيَ عليه في المسجد النبوي الشريف بعد صلاة العصر , وأم المصلين الشيخ عبد الباري الثبيتي , وشيَّعه جمع غفير لا يُحصون من طلبة العلم والمشايخ.
فرحمه الله رحمةً واسعة وأسكنه فسيح جناته , وجمعنا به في مقعد صدق عنده سبحانه إنه جواد كريم , والله أعلم , وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الترجمة , مستقاة من كتاب (المجموع في ترجمة العلامة المحدث الشيخ حماد الأنصاري) تأليف وجمع: عبد الأول بن حماد الأنصاري.(1/64)
حسن البنا.. رحلة لم تنته
18/02/2001
د. إبراهيم غانم
هذه السطور ليست من نسج الخيال، ولكنها واقعة حقيقية حدثت منذ أكثر من نصف قرن من الزمان، وربما تتكرر، ومن يدري.
المكان: القاهرة - منطقة الحلمية.
الزمان: بعد منتصف الليل يوم 12 فبراير من عام 1949.
الوقائع: تتقدم قافلة من عربات الشرطة في سكون الليل، تصل إلى أحد شوارع الحلمية بمدينة القاهرة، تتوقف السيارات، يندفع الجند بأسلحتهم لحصار الشارع كله، وتُشدد الحراسة، حول بيت متواضع في منتصف الشارع، تتقدم إحدى سيارات الشرطة إلى هذا البيت، صف من الجنود ينقُلون جسد ميتٍ من السيارة إلى البيت في سرعة، يطرقون بابًا في أعلاه، يفتح الباب شيخ جاوز التسعين من عمره، يدخل عدد من الضباط إلى البيت قبل دخول الجثمان للتأكد من عدم وجود آخرين به، التعليمات صارمة للشيخ، لا صوت، لا عزاء، ولا حتى أحد من المتخصصين في إعداد الموتى، فقط أنت وأهل البيت، في تمام التاسعة صباحًا يتم دفن الميت.
كان الشيخ هو والد المتوفّى، ورغم الفجيعة، ورغم شيخوخته، قام بإعداد ابنه للدفن، ويمسح الشيخ دماء ابنه من أثر الرصاصات التي سكنت جسده.
ويأتي الصباح، ويأتي الضباط في موعدهم، هلمّ بابنك لتدفنه، فيصرخ الأب ذو التسعين عامًا، كيف لي بحمله؟ فليحمله الجنود! فيرفض الضباط، ويكون الرد فليحمله أهل البيت، وكان المُتوفّى له بنات وصبي صغير.
ويتقدم الجثمان في الطريق تحمله زوجته وبناته، وخلفه فقط والده، ومن تجرأ على السير في الجنازة كان المعتقل مآله، وتصل الجنازة إلى المسجد للصلاة على الفقيد، فإذا به خاليًا حتى من خدمه، فيصلي الوالد ومن خلفه أهل البيت من النساء، ويقومون بإنزاله إلى قبره، ويعود الجميع إلى البيت في حراسة مشددة، هذه هي جنازة الإمام الشهيد "حسن البَنَّا"، ويتم إلقاء القبض على كثير من الجيران، لا لشيء إلا لمجرد كلمة عزاء قالوها لهذه الأسرة، ويستمر الحصار ليس على البيت خشية ثورة من يأتي للعزاء، ولكن أيضًا يستمر الحصار حول القبر، خشية أن يأتي من يُخرج الجثة ويفضح الجريمة، بل وانتشرت قوات الشرطة في المساجد؛ لتأمر بغلقها عقب كل صلاة، خشية أن يتجرأ أحد بالصلاة على الفقيد.
وعلى الجانب الآخر كان ملك البلاد قد أجّل الاحتفال بعيد ميلاده من 11 فبراير إلى 12 فبراير؛ ليحتفل مع من يحتفل بموت هذا الرجل، ويروي أحد المفكرين أنه شاهد احتفالات في أحد الفنادق في الولايات المتحدة الأمريكية، وعندما تقصّى سبب هذا الاحتفال، عرف أنه ابتهاجٌ بموت هذا الرجل. وإن كان الحق ما يشهد به الأعداء فإن مراكز الأبحاث في فرنسا وأمريكا اشتركت في وضع قائمة بأهم مائة شخصية أثّرت في العالم في القرن العشرين، فكان من العالم العربي اثنان هما: الإمام الشهيد "حسن البنا"، والآخر هو جمال عبد الناصر.
المولد والنشأة
هو حسن أحمد عبد الرحمن البنا، ولد في المحمودية، من أعمال محافظة البحيرة بدلتا النيل، وذلك يوم الأحد 25 شعبان سنة 1324هـ الموافق 14 أكتوبر سنة 1906م، وهو ينتسب إلى أسرة ريفية متوسطة الحال من صميم الشعب المصري، كانت تعمل بالزراعة في إحدى قرى الدلتا هي قرية "شمشيرة" [قرب مدينة رشيد الساحلية. ومطلة على النيل في مواجهة بلدة إدفينا، تابعة لمركز فوة بمحافظة البحيرة] .
كان جده عبد الرحمن فلاحاً ابن فلاح من صغار الملاّك، وقد نشأ الشيخ أحمد - أصغر أبنائه ووالد حسن البَنّا - نشأةً أبعدته عن العمل بالزراعة؛ تحقيقًا لرغبة والدته، فالتحق بكتاب القرية حيث حفظ القرآن الكريم وتعلّم أحكام التجويد، ثم درس بعد ذلك علوم الشريعة في جامع إبراهيم باشا بالإسكندرية، والتحق أثناء دراسته بأكبر محل لإصلاح الساعات في الإسكندرية حيث أتقن الصنعة، وأصبحت بعد ذلك حرفة له وتجارة، ومن هنا جاءت شهرته بـ "الساعاتي".
وقد أهّل الشيخ نفسه ليكون من علماء الحديث، فبَرَع فيه، وله أعمال كثيرة خدم بها السنة النبوية أشهرها كتابه "الفتح الرباني في ترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني"، وفي كنفه نشأ "حسن البَنّا" فتطبع بالكثير من طباعه، وتعلم على يديه حرفة "إصلاح الساعات" وتجليد الكتب أيضًا.
بداية الرحلة
بدأ "حسن البَنّا" تعليمه في مكتب تحفيظ القرآن بالمحمودية، وتنقل بين أكثر من كُتّاب حتى أن أباه أرسله إلى كتّاب في بلدة مجاورة للمحمودية. وكانت المدة التي قضاها في الكتاتيب وجيزة لم يتم حفظ القرآن خلالها؛ إذ كان دائم التبرم من نظام "الكُتّاب"، ولم يُطِق أن يستمر فيه، فالتحق بالمدرسة الإعدادية رغم معارضة والده الذي كان يحرص على أن يحفّظه القرآن، ولم يوافق على التحاقه بالمدرسة إلا بعد أن تعهّد له "حَسَن" بأن يتم حفظ القرآن في منزله.
وبعد إتمامه المرحلة الإعدادية التحق بمدرسة "المعلمين الأولية" بدمنهور، وفي سنة 1923 التحق بكلية "دار العلوم" بالقاهرة، وفي سنة 1927 تخرج فيها، وقد قُدّر له أن يلتحق بها وهي في أكثر أطوارها تقلبًا وتغيرًا، خاصة في مناهجها الدراسية التي أضيفت إليها آنذاك، دروس في علم الحياة، ونظم الحكومات، والاقتصاد السياسي، فكان نصيبه أن يتلقى تلك الدروس إلى جانب الدروس الأخرى في اللغة والأدب والشريعة وفي الجغرافيا والتاريخ.
وكان لديه مكتبة ضخمة تحتوي على عدة آلاف من الكتب في المجالات المذكورة، إضافة إلى أعداد أربع عشرة مجلة من المجلات الدورية، التي كانت تصدر في مصر مثل مجلة المقتطف، ومجلة الفتح، ومجلة المنار وغيرها، ولا تزال مكتبته إلى الآن في حوزة ولده الأستاذ "سيف الإسلام".
أمضى البَنّا تسعة عشر عامًا مدرسًا بالمدارس الابتدائية؛ في الإسماعيلية، ثم في القاهرة، وعندما استقال من وظيفته كمدرس في سنة 1946 كان قد نال الدرجة الخامسة في الكادر الوظيفي الحكومي، وبعد استقالته عمل لمدة قصيرة في جريدة "الإخوان المسلمون" اليومية، ثم أصدر مجلة "الشهاب" الشهرية ابتداءً من سنة 1947؛ لتكون مصدراً مستقلاً لرزقه، ولكنها أغلقت بحل جماعة الإخوان المسلمين في 8 ديسمبر 1948.
مؤثرات وتأثيرات
تأثر الشيخ حسن البَنّا بعدد كبير من الشيوخ والأساتذة، منهم والده الشيخ أحمد والشيخ محمد زهران - صاحب مجلة الإسعاد وصاحب مدرسة الرشاد التي التحق بها حسن البَنّا لفترة وجيزة بالمحمودية - ومنهم أيضاً الشيخ طنطاوي جوهري صاحب تفسير القرآن"الجواهر"، ورأس تحرير أول جريدة أصدرها الإخوان المسلمون سنة 1933، عَمِلَ حسن البَنّا بعد تخرجه في دار العلوم سنة 1927 مدرسًا بإحدى المدارس الابتدائية بمدينة الإسماعيلية، وفي السنة التالية 1928 أسس جماعة الإخوان المسلمين، ولكنه قبل أن يؤسسها كان قد انخرط في عدد من الجمعيات والجماعات الدينية مثل "جمعية الأخلاق الأدبية"، و"جمعية منع المحرمات" في المحمودية، و"الطريقة الحصافية" الصوفية في دمنهور، وشارك أيضاً في تأسيس جمعية الشبان المسلمين سنة 1927، وكان أحد أعضائها. أما جماعة الإخوان المسلمين التي أسسها فقد نمت وتطورت وانتشرت في مختلف فئات المجتمع، حتى أصبحت في أواخر الأربعينيات أقوى قوة اجتماعية سياسية منظمة في مصر، كما أصبح لها فروع في كثير من البلدان العربية والإسلامية.
وكان البَنّا يؤكد دومًا على أن جماعته ليست حزبًا سياسيًّا، بل هي فكرة تجمع كل المعاني الإصلاحية، وتسعى إلى العودة للإسلام الصحيح الصافي، واتخاذه منهجًا شاملاً للحياة.
ويقوم منهجه الإصلاحي على "التربية"، و"التدرج" في إحداث التغيير المنشود، ويتلخص هذا المنهج في تكوين "الفرد المسلم" و"الأسرة المسلمة"، ثم "المجتمع المسلم"، ثم "الحكومة المسلمة"، فالدولة، فالخلافة الإسلامية، وأخيرًا يكون الوصول إلى "أستاذية العالم".
قاد البَنّا جماعة الإخوان المسلمين على مدى عقدين من الزمان [1928-1949] ، وخاض بها العديد من المعارك السياسية مع الأحزاب الأخرى، وخاصة حزب الوفد والحزب السعدي، ولكنه وجّه أغلب نشاط الجماعة إلى ميدان القضية الوطنية المصرية التي احتدمت بعد الحرب العالمية الثانية، ونادى في ذلك الحين بخروج مصر من الكتلة الإسترلينية للضغط على بريطانيا حتى تستجيب للمطالب الوطنية. وفي هذا السياق قام الإخوان بعقد المؤتمرات، وتسيير المظاهرات للمطالبة بحقوق البلاد، كما قاموا بسلسلة من الاغتيالات السياسية للضباط الإنجليز، ولجنود الاحتلال، وخاصة في منطقة قناة السويس.
وقد أولى البَنّا اهتمامًا خاصًّا بقضية فلسطين، واعتبرها "قضية العالم الإسلامي بأسره"، وكان يؤكد دومًا على أن "الإنجليز واليهود لن يفهموا إلا لغة واحدة، هي لغة الثورة والقوة والدم"، وأدرك حقيقة التحالف الغربي الصهيوني ضد الأمة الإسلامية، ودعا إلى رفض قرار تقسيم فلسطين الذي صدر عن الأمم المتحدة سنة 1947، ووجه نداءً إلى المسلمين كافة - وإلى الإخوان خاصة - لأداء فريضة الجهاد على أرض فلسطين حتى يمكن الاحتفاظ بها عربية مسلمة، وقال: "إن الإخوان المسلمين سيبذلون أرواحهم وأموالهم في سبيل بقاء كل شبر من فلسطين إسلاميًّا عربيًّا حتى يرث الله الأرض ومن عليها". واتخذت الهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين قرارًا في 6 مايو سنة 1948 ينص على إعلان الجهاد المقدس ضد اليهودية المعتدية، وأرسل البَنّا كتائب المجاهدين من الإخوان إلى فلسطين في حرب سنة 1948. وكان ذلك من أسباب إقدام الحكومة المصرية آنذاك على حل جماعة الإخوان في ديسمبر سنة 1948؛ الأمر الذي أدى إلى وقوع الصدام بين الإخوان وحكومة النقراشي.
كان للبَنّا آراء سديدة ونظرات ثاقبة في قضية النهضة التي تشغل المسلمين منذ قرنين من الزمان وما زالوا ينشدونها. فقد ربطها بقضية التحرر من الاستعمار والتبعية لأوربا من ناحية، وبالتقدم العلمي الذي يجب أن يحققه المسلمون من ناحية أخرى، وفي ذلك يقول: "لن تنصلح لنا حال، ولن تنفذ لنا خطة إصلاح في الداخل ما لم نتحرر من قيد التدخل الأجنبي"، ويقول: "لا نهضة للأمة بغير العلم وما ساد الكفار إلا بالعلم"، وكان يرى أن تبعية المسلمين لأوروبا في عاداتها وتقاليدها تحول بينهم وبين استقلالهم ونهضتهم، يقول: "أليس من التناقض العجيب أن نرفع عقائرنا (أصواتنا) بالمطالبة بالخلاص من أوروبا، ونحتج أشد الاحتجاج على أعمالها، ثم نحن من ناحية أخرى نقدس تقاليدها، ونتعود عاداتها، ونفضل بضائعها؟!
ويرى كذلك أن قضية المرأة من أهم القضايا الاجتماعية؛ ولذلك فقد اهتم بها منذ بداية تأسيسه لجماعة الإخوان، فأنشأ لها قسمًا خاصًّا باسم "الأخوات المسلمات". وأكد كثيرًا على أن الإسلام أعطى للمرأة كافة الحقوق الشخصية والمدنية والسياسية، وفي الوقت نفسه وضع لها ضوابط تجب مراعاتها عند ممارسة تلك الحقوق.
ولم يَدْعُ البَنّا قط إلى إقامة نظام حكم ديني ثيوقراطي بالمعنى الذي عرفته أوروبا في عصورها الوسطى، بل دعا إلى إقامة حكم إسلامي على أساس الشورى والحرية والعدل والمساواة. وقبل قبولاً صريحًا بصيغة الحكم الدستوري النيابي، واعتبره أقرب نظم الحكم القائمة في العالم كله إلى الإسلام، ورأى أن تلك الصيغة إذا طبقت كما ينبغي فإنها تضمن تحقيق المبادئ الثلاثة التي يقوم عليها الحكم الإسلامي، وهي "مسئولية الحاكم"، و"وحدة الأمة"، و"احترام إرادتها".
مؤلفاتة
ولا تُعرف لحسن البَنّا كتب أو مؤلفات خاصة سوى عدد من الرسائل مجموعة ومطبوعة عدة طبعات بعنوان "رسائل الإمام الشهيد حسن البنا"، وهي تعتبر مرجعًا أساسيًّا للتعرف على فكر ومنهج جماعة الإخوان بصفة عامة. وله مذكرات مطبوعة عدة طبعات أيضًا بعنوان "مذكرات الدعوة والداعية"، ولكنها لا تغطّي كل مراحل حياته وتتوقف عند سنة 1942، وله خلاف ذلك عدد كبير من المقالات والبحوث القصيرة، وجميعها منشورة في صحف ومجالات الإخوان المسلمين التي كانت تصدر في الثلاثينيات والأربعينيات، بالإضافة إلى مجلة الفتح الإسلامية التي نشر بها أول مقالة له بعنوان "الدعوة إلى الله".
المراجع:
- إبراهيم البيومي غانم: الفكر السياسي للإمام حسن البنا (القاهرة: دار التوزيع والنشر الإسلامية، ط - 1992) .
- أنور الجندي: حسن البنا الداعية الإمام والمجدد الشهيد (بيروت: 1978) .
- روبير جاكسون: حسن البنا الرجل القرآني: ترجمة أنور الجندي (القاهرة: دار الدعوة - ب ت)
- محمد عبد الجواد: تقويم دار العلوم (القاهرة: ب ت)
- محمود عبد الحليم: الإخوان المسلمون، رؤية من الداخل (الإسكندرية: دار الدعوة - ب ت)
- محمد فتحي شعير: وسائل الإعلام المطبوعة في دعوة الإخوان المسلمين (جدة: 1985)
- مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا (الإسكندرية: 1988) .
_____________________
المصدر: موقع إسلام أون لاين: www.islam-online.net(1/65)
حسن أيوب
الدولة: مصر
سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته:
فضيلة الشيخ حسن محمد أيوب
من علماء الأزهر الشريف
من مواليد محافظة المنوفية- جمهورية مصر العربية
تخرج من كلية أصول الدين - جامعة الأزهر 1949م
عمل فضيلته مدرسًا بوزارة التربية، ثم موجهًا بوازرة الأوقاف، ثم مديرًا للمكتب الفنى بها
عمل فضيلته بعد ذلك بدولة الكويت واعظًا وخبيرًا ومؤلفًا، ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية فعمل أستاذًا للثقافة الإسلامية بجامعة الملك عبد العزيز، ثم أستاذًا بمعهد إعداد الدعاة بمكة المكرمة
وتتجلى إسهامات الشيخ فى مكتبته الصوتية تلك التى بلغت أكثر من ألف شريط كاسيت وفيديو كذلك ضمّنها الشيخ الإسلام كله بكلياته وفروعه على شكل سلاسل صوتية رائعة. كذلك فقد أسهم الشيخ بنصيب وافر فى مجال الكتابة فألف مجموعة من الكتب تعتبر نسيج وحدها فى أسلوبها وموضوعاتها. ومن هذه الكتب:
فقه العبادات
السلوك الاجتماعى فى الإسلام
تبسيط العقائد الإسلامية
الجهاد والفدائية فى الإسلام
رحلة الخلود
رسائل صغيرة فى موضوعات مختلفة كالصلاة والحج وغير ذلك
الموسوعة الإسلامية الميسرة
وهذه الموسوعة هى آخر ما كتب الشيخ وتبلغ حوالى خمسين جزءًا من القطع الصغير، وهي شاملة لكل كليات الاسلام وفروعه وعلومه ومعارفه المختلفة
________________
المصدر: موقع طريق الإسلام(1/66)
خالد المشيقح
هو خالد بن علي بن محمد المشيقح، من مواليد بريدة من مدن القصيم بالمملكة العربية السعودية، بدأ تعليمه بالمعهد العلمي التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حيث التحق به بعد أن أنهى المرحلة الابتدائية، فدرس فيه المرحلتين المتوسط والثانوية، ثم التحق بكلية الشريعة بالقصيم، وتخرج منها بتقدير ممتاز، فعين معيداً في الكلية.
ثم التحق بكلية الشريعة بالرياض قسم الدراسات العليا فنال درجة الماجستير من الكلية نفسها بتقدير ممتاز.
ثم التحق بالمعهد العالي للقضاء فنال منه درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى.
تتلمذ على مجموعة من العلماء والمشايخ منهم:-
1- عبد الكريم آسكندر.
2- الشيخ عبد الله بن إبراهيم القرعاوي.
3- الشيخ فهد بن محمد المشيقح.
4- الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
5- الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان.
6- الشيخ محمد سليمان الفوزان. وغيرهم.
له المؤلفات:-
1- الشرح الممتع على زاد المستقنع لشيخنا بن عثيمين.
2- القول المفيد على كتاب التوحيد لشيخنا بن عثيمين.
3- أحكام اليمين بالله عز وجل.
4- أحكام الظهار.
5- فقه الاعتكاف.
6- تحقيق الجزء الثاني من شرح العمدة لشيخ الإسلام.
7- تحقيق الروض المربع صدر خمسة أجزاء وغيرها.
له دروس في فنون العلم المختلفة، وطلبة كثيرون ولله الحمد والمنة.
http://www.masjeed.org/pages/ara/p2/book3/shekh.htm
-------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/67)
خالد بن عبد الله المصلح
ترجمة فضيلة الشيخ خالد بن عبد الله المصلح حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
هو فضيلة الشيخ خالد بن عبد الله بن محمد المصلح.
ولادته
ولد في أم القرى مكة شرفها الله عام خمسة وثمانين وثلاثمائة وألف من الهجرة النبوية.
تعليمه
تلقى تعليمه الابتدائي إلى الثانوي ما بين مكة وجدة. ثم واصل تعلميه الجامعي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وتخرج فيها حاصلاً على درجة البكالوريوس من قسم نظم المعلومات في كلية الإدارة الصناعية. ثم التحق بكلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع القصيم وتخرج فيها بدرجة البكالوريوس ثم حصل على درجة الماجستير وكان عنوان أطروحته "الحوافز المرغبة في الشراء وأحكامها في الفقه الإسلامي". ويوشك الفراغ من إعداد رسالة دكتوراه وهي بعنوان أحكام التضخم النقدي في الفقه الإسلامي.
عمله
ويعمل محاضراً في قسم الفقه في كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع القصيم.
طلبه العلم
بدأ التلقي عن فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله من عام 1403هـ- ثم لازمه من عام 1408هـ- إلى وفاته رحمه الله، وكان قد صاهر الشيخ رحمه الله عام 1407هـ-. وقد قرأ عليه في التفسير والحديث وأصول الدين والفقه والأصول واللغة.
وهو واحد من ثلاثة استخلفهم فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في التدريس في حلقته في الجامع الكبير بعنيزة، فعهد إليه بتدريس التفسير وأصول الدين.
وقد درس في الجامع في حياة فضيلة الشيخ محمد رحمه الله في علم العقيدة والفقه.
وقد أوكل إليه الشيخ رحمه الله مع الشيخ عبد الرحمن الدهش رعاية شؤون الطلبة وتوجيههم منذ عام 1415هـ- واستمر ذلك إلى وفاته رحمه الله وأوصى به بعد موته.
كما قرأ على الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام والشيخ عبد العزيز المساعد رحمهم الله في الفقه، وعلى الشيخ علي بن محمد الزامل رحمه الله في النحو والأدب في جلسات عامة وخاصة، وعلى الشيخ عبد الله بن صالح الفالح في النحو كما قرأ القرآن على الشيخ محمد بن سلمان السلمان متع الله بهما على طاعته كما استفاد من سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز وفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني من خلال الأسئلة والاتصال.
من مؤلفاته:
أحكام الإحداد.
الحوافز التجارية التسويقية وأحكامها في الفقه الإسلامي (رسالة ماجستير) .
شرح العقيدة الواسطية.
رسالة في: صلاح القلوب.
بحث في: الاكساب المحرمة (غير مطبوعة) .
رسالة في: النعي وصوره المعاصره (غير مطبوعة) .
رسالة في: التشريك في النية (غير مطبوعة) .
تحقيق: شرح منظومة القواعد الفقهية للشيخ السعدي.
المشاركة تصحيح واخراج: الشرح الممتع في شرح زاد المستنقع فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
وهذا موقع فضيلته:
http://www.almosleh.com/index.shtml
والشيخ هو الذي يجيب على الفتاوى في ملتقى أهل الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/forum ... p?s=&forumid=21
-------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/68)
الشيخ خالد بن عثمان السبت
بسم الله الرحمن الرحيم
فهذه لمحة موجزة جداً عن المسيرة العلمية لفضيلة شيخنا / الشيخ: خالد السبت - حفظه الله - كتبتها تلبية لطلب كثير من الأخوة في الملتقى وغيره، ممن لا يعرف فضيلته وأحب أن يتعرف عليه، وقد اجتهدت ما استطعت في كبح جماح القلم عن كثير مما أعرف؛ احتراماً لما أعلمه عن شيخنا من عدم رضاه بالمدح، والإطراء، بل وغضبه من ذلك، سائلاً الله أن يبارك في هذه الكلمات وأن يمد في عمر شيخنا على طاعته ورضاه.. آمين. فأقول:
هو شيخنا الشيخ/ خالد بن عثمان بن علي السبت، من مواليد منطقة الزلفي، عام 1384 هـ-، ثم انتقل مع والديه إلى منطقة الدمام، ودرس بها الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وبعد تخرجه من الثانوية العامة توجه للرياض وهو في شوق شديد لتحصيل العلم، خاصة على سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن باز رحمه الله، فالتحق بقسم السنة في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وممن درسه من المشايخ المشهورين؛ فضيلة الشيخ/ عبد الكريم الخضير حقظه الله، ولكن لم يطل مكث الشيخ بالرياض نظراً لبعض الظروف، فانتقل إلى الأحساء، وكان جل وقته يقضيه في القراءة والتحصيل الشخصي، واعتنى بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله عناية بالغة، بالإضافة إلى عنايته بسماع الأشرطة العلمية المتيسرة في ذلك الوقت، ثم عاد بعد تخرجه إلى الدمام؛ فدرَّس سنتين في ثانوية الشاطئ، واستمر على طريقته في تكوين نفسه علمياً - نظراً لفقر المنطقة في ذلك الوقت من العلماء البارزين - وكانت عنايته في هذه الفترة منصبة على شروح الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله، كما أنه درَّسَ عدداً من المتون العلمية كعمدة الأحكام، وغيرها من متون العقيدة لمجموعة من الطلبة في ذلك الوقت، حتى أذن الله بانتقاله إلى المدينة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام، فكانت هذه النقلة مرحلة جديدة ومكثفة في تحصيل شيخنا ودراسته على المشايخ، فاعتنى بدراسة علم أصول الفقه فقرأ على الشيخ/ أحمد عبد الوهاب عددا من المتون في أصول الفقه كمتن الورقات، ومتن المراقي، ثم قرأ شرح البنود على المراقي كاملاً، ثم نثر الورود كاملاً، والمواضع الناقصة منه استكملها من شرح الولاتي، وقرأ عليه الموافقات للشاطبي حتى أنهاه،،وقرأ أيضا على الشيخ/ عمر عبد العزيز في الأصول، وفي مناهج الأصوليين وطريقتهم في التأليف، كما اعتنى الشيخ بعلم اللغة والنحو فقرأ على الشيخ/ عبد الرحمن أبو عوف الآجرومية، وشذور الذهب، وقطر الندى، وشرح ابن عقيل، وشرح عبد العزيز فاخر على الألفية، كما قرأ الألفية كاملة مفرقة على أكثر من شيخ، ومنهم الشيخ غالي الشنقيطي، والشيخ / محمد الأغاثة الشنقيطي، كما قرأ في الأدب كتاب روضة العقلاء، وكتاب عيون الأخبار لابن قتيبة كاملاً على الشيخ/ عبد الرحمن أبو عوف أيضاً، وقرأ على الشيخ/ أحمد الخراط عددا من الكتب، بالإضافة إلى قراءات في كتاب الكامل للمبرد، وكان الشيخ يعجبه في هذا المجلس جمعه لعدد من العلوم كالنحو، والقواعد الإملائية والإعرابية، والأدب وغيرها، وقرأ على الشيخ / حمدو الشنقيطي؛ ومما قرأ عليه شرح قصيدة بانت سعاد، كماقرأ - شيخنا - في الفقه أشياء على الشيخ/ علي بن سعيد الغامدي، والشيخ/ فيحان المطيري، وقرأ في المصطلح على الشيخ / محمد مطر الزهراني في نزهة النظر، ومن المشايخ الذين يجلهم الشيخ كثيراًَ ويكثر من ذكر أخبارهم، ويذكر أن مجالسه وأحاديثه كانت عامرة بالفوائد والفرائد في العلم والأدب؛ فضيلة الشيخ/ عبد العزيز قارئ وهو الذي أشرف على رسالتي الشيخ في الماجستير والدكتوراه، وقد قرأ عليه مواضع من الإتقان في علوم القرآن، للسيوطي، والبرهان في علوم القرآن للزركشي، كما قرأ على الشيخ/ علي عباس الحكمي، بالإضافة على عدد آخر من الشيوخ، وكانت قراءته عليهم لا تنقطع طوال الأسبوع حتى في يوم الجمعة، حتى إن زملاءه في الدراسات العليا كانوا يتعجبون من جمعه بين هذا الكم من الدروس، واعتنائه برسالته العلمية، وسائر أعماله الأخرى، وكان الشيخ يستغل الإجازات ليرحل إلى فضيلة الشيخ/ ابن عثيمين رحمه الله ليقرأ عليه، فقرأ من مختصر التحرير في الأصول، ومواضع من صحيح البخاري، وأشياء من قواعد ابن رجب رحمه الله، إضافة إلى ذلك فقد كان معتنياً عناية شخصية فائقة بعلم التوحيد والعقيدة وأصول الدين،وقد استمر الشيخ على هذه الحال من العناية البالغة بالتحصيل مع نهم الشديد في القراءة والطلب، وقد وهبه الله جلداً عظيماً قل نظيره، حتى عرفه علماء المدينة ومشايخها وطلبة العلم فيها؛ سواء من أهل البلد أو غيرهم من الوافدين من طلاب الجامعة، فلم ألق أحداً من فضلاء المشايخ في المدينة؛ أو غيرها ممن عرف الشيخ وجالسه؛ إلا وهو يثني على الشيخ ويجله ويحفظ له قدره، وقد جمع الشيخ - رفع الله درجته - بالإضافة إلى عنايته البالغة بالعلم تحصيلاً وتدريساً، اهتماماً بالدعوة إلى الله في المدينة وخارجها من مناطق المملكة،وبلدان العالم الإسلامي فقد رحل الشيخ إلى أندونيسيا مراراً وإلى غيرها من البلدان ليقيم الدورات العلمية هناك.
وقد بدأ الشيخ حفظه الله دروسه الرسمية المعلنة في منطقة الدمام عام 1413 هـ- فدرَّس متن الورقات، ونظمه، وقواعد الأصول ومعاقد الفصول، وأشياء من روضة الناظر في أصول الفقه، وشَرَح الأصول الثلاثة، وكشف الشبهات، والواسطية وغيرها، كما شَرَح كتاب التوحيد على مدى ثلاث سنوات في الإجازات الصيفية فقط. ثم توقفت الدروس فترة لبعض الأسباب؛ حتى يسر الله عودة الشيخ إلى الدمام أستاذاً في كلية المعلمين ثم عميداً لكلية الدراسات القرآنية في عام 1418هـ-، وبدأ نشاط الشيخ العلمي يظهر في المنطقة بشكل ملحوظ؛ فأقام عدداً من الدروس العامة في مسجده - مسجد القاضي بحي المريكبات - ومن تلك الدروس: شرح مراقي السعود، وشرح صحيح الإمام مسلم، وشرح عمدة الفقه، والتعليق على التفسير الميسر، بالإضافة لدرس التفسير العام الذي ابتدأ فيه الشيخ من أول القرآن، وهو يسير فيه على نفس الإمام الشنقيطي رحمه الله - وللشيخ عناية خاصة بعلم هذا الحبر العلامة رحمه الله -، كما شرح الشيخ مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية، وعلق على فتح المجيد كاملا، وكذلك اقتضاء الصراط المستقيم،وشَرَح القواعد المثلى للشيخ ابن عثيمين، إضافة لعدد من الدورات العلمية التي أقامها؛ كالمهمات في علوم القرآن، وشرح رسالة الشيخ ابن سعدي في القواعد الفقهية، بالإضافة إلى عدد من المحاضرات العامة التي يلقيها في منطقة الدمام وما حولها ومن أبرزها محاضرات في أعمال القلوب أنصح جميع الأخوة بالحرص عليها.
وأما نتاج الشيخ العلمي فمن أبرزه ما يلي:
رسالة كبيرة بعنوان: (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) .
و (كتب مناهل العرفان دراسة وتقويم) - وهي رسالة الماجستير -
و (قواعد التفسير) - وهي رسالة الدكتوراه -
وتحقيق كتاب (القواعد الحسان) لابن سعدي رحمه الله.
وتحقيق كتاب (نور البصائر) ، وهو متن صغير في الفقه؛ لمبتدئي الطلبة ألفه الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله.
وكتاب (العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير) ، وقد بذل فيه الشيخ جهدا مضنياً جداً؛ أسأل الله أن يدخر له أجره يوم يلقاه، وأن يجمعنا وإياه والإمام الشنقيطي في أعلى الدرجات عنده مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.. آمين
والشيخ حفظه الله ميزه الله بهمة وقادة، ونفس طموحة، مع ورع نادر،وأخذ للنفس بالعزيمة والجد، يحلي ذلك كله دماثة في الخلق، وطيب في المعشر، مع صلة قوية بالله يظهر أثرها في سمته وسيماه، ولكلامه صولة على قلب مستمعه بحيث لا يكاد يشك سامعه في صدقه ونصحه، مع هضم عظيم للنفس، واحتقار للعمل، وكم من مرة سألته عن اختياره، فقال لي: "مثلي لا يكون له اختيار"، هكذا أحسبه والله حسيبه ولا أزكي على الله أحداً، ومثلي أقل من أن يزكي الشيخ،وإنما هو اعتراف ببعض فضله، وشيء من القيام بحقه، والله يتولانا ويتولاه في الدنيا والآخرة.. إنه سميع قريب.
تنبيهات:
كثير من هذه المعلومات عن الشيخ؛ استفدتها من الأخ الشيخ/ محمد النعيمي وهو من أخص تلاميذ الشيخ؛ فجزاه الله خيراً على ما أمدني به من معلومات.
كما اقتصرت في هذه الترجمة الموجزة على الخطوط العريضة في المسيرة العلمية لشيخنا حفظه الله، وكبحت جماح القلم عن كثير مما أعرف مراعاة لما أعلمه من عدم رغبة الشيخ في ذكر ذلك.. سائلاً الله تعالى أن يمن على شيخنا بالزيادة في العلم والعمل والقبول وأن ينفع به الإسلام والمسلمين، وإيانا وسائر العلماء وطلبة العلم الربانيين إنه خير مسؤول وهو مولانا ونعم النصير. والله تعالى أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1273
-------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/69)
خالد بن عبد الرحمن بن رشيد القريشي
أستاذ مشارك
التخصص العام: الدعوة والاحتساب
التخصص الدقيق: الدعوة والخطابة
المشاركات والخبرات العلمية:
(1) وكيل قسم الدعوة سابقاً.
(2) رئيس قسم الدعوة بالنيابة سابقاً.
(3) وكيل عمادة الدراسات العليا سابقاً.
(4) المؤتمر الثاني للأوقاف في مكة المكرمة.
(5) ندوة العشرينية بجامعة الإمام.
(6) مؤتمر موقف الإسلام من الإرهاب بجامعة الإمام.
النتاج العلمي:
(1) فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري.
(2) الريادة السعودية في الأعمال الإغاثية.
(3) الدعوة بين المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية.
(4) حجة الوداع دروس وعبر.
(5) أوقاف مدينة الرياض بين الماضي والحاضر.
(6) الاحتساب على مخالفات السفر.
(7) الوقف في الدعوة إلى الله.
(8) الإلقاء الخطابي.
(9) أهمية الأعمال الأغاثية في الدعوة إلى الله.
(10) وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأمراء الجيوش دراسة دعوية.
فقه الدعوة في صحيح البخاري [رسالة دكتوراه]
الدعوة بين المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية [رسالة ماجستيرٍ]
fatawa@islamtoday.net(1/70)
خير الدين الزركلي
هو خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس الزركلي الدمشقي، ولد في بيروت في 25 حزيران 1893م حيث كان والده تاجراً هناك، والده وأمه دمشقيان.
نشأ الزركلي في دمشق، وتعلم في مدارسها الأهلية، وأخذ عن معلميها الكثير من العلوم خاصة الأدبية منها، كان مولعا في صغره بكتب الأدب، وقال الشعر في صباه. أتم دراسته (القسم العلمي) في المدرسة الهاشمية بدمشق، ثم عمل فيها مدرساً بعد التخرج، كما أصدر مجلة (الأصمعي) الأسبوعية فصادرتها الحكومة العثمانية. انتقل إلى بيروت لدراسة الآداب الفرنسية في الكلية العلمانية (اللاييك) ، بعد التخرج عين في نفس الكلية أستاذاً للتاريخ والأدب العربي.
بعد الحرب العالمية الأولى، أصدر في دمشق جريدة يومية أسماها (لسان العرب) إلاّ أنها أُقفلت، ثم شارك في إصدار جريدة المفيد اليومية وكتب فيها الكثير من المقالات الأدبية والاجتماعية.
على أثر معركة ميسلون ودخول الفرنسيين إلى دمشق حُكم عليه من قبل السلطة الفرنسية بالإعدام غيابياً وحجز أملاكه إلاّ إنه كان مغادراً دمشق إلى فلسطين، فمصر فالحجاز.
سنة 1921م تجنس الزركلي بالجنسية العربية في الحجاز، وانتدبه الملك حسين بن علي لمساعدة ابنه (الأمير عبد الله) بانشاء الحكومة الأولى في عمّان، حيث كلّف مفتشاً عاماً لوزارة المعارف ثم رئيساً لديوان الحكومة (1921ـ 1923) .
ألغت الحكومة الفرنسية قرار الإعدام على الزركلي فرجع إلى سورية، ومن ثم غادرها إلى مصر، وهناك أنشأ (المطبعة العربية) حيث طبع فيها بعض كتبه وكتباً أخرى.
أصدر في القدس مع رفيقين له جريدة (الحياة) اليومية، إلاّ أن الحكومة الإنجليزية عطّلتها فأنشأ جريدة يومية أخرى في (يافا) ، واختير عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق سنة 1930.
عينه الأمير فيصل بن عبد العزيز آل سعود سنة 1934 مستشاراً للوكالة ثم (المفوضية) العربية السعودية بمصر، كما عُيّن مندوباً عن السعودية في مداولات إنشاء (جامعة الدول العربية) ، ثم كان من الموقعين على ميثاقها.
مثّل الأمير فيصل آل سعود في عدة مؤتمرات دولية، وشارك في الكثير من المؤتمرات الأدبية والاجتماعية، وفي عام 1946م عين وزيراً للخارجية في الحكومة السعودية متناوباً مع الشيخ يوسف ياسين، وكذلك متناوباً معه العمل في جامعة الدول العربية، واختير في نفس العام عضواً في مجمع اللغة العربية بمصر.
عام 1951م عين وزيراً مفوضاً ومندوباً دائماً لدى جامعة الدول العربية، فاستقر في مصر، وهناك باشر بطبع مؤلفه (الأعلام) .
من عام 1957م وحتى عام 1963، عين سفيراً ومندوباً ممتازاً (حسب التعبير الرسمي) للحكومة السعودية في المغرب كما انتخب في المجمع العلمي العراقي سنة 1960.
منحته الحكومة السعودية بسبب مرض ألمّ به إجازة للراحة والتداوي غير محدودة، فأقام في بيروت وعكف على إنجاز كتاب في سيرة عاهل الجزيرة الأول (الملك عبد العزيز آل سعود) وأخذ يقوم من حين لآخر برحلات إلى موطنه الثاني السعودية ودمشق والقاهرة وتركيا وإيطاليا وسويسرا. قام برحلات إلى الخارج يذكر أنها أفادته كثيراً.
ـ إلى إنجلترا سنة (1946) ومنها إلى فرنسا، ممثّلا للحكومة السعودية في اجتماعات المؤتمر الطبي الأول في باريس.
ـ إلى الولايات المتحدة الأمريكية سنة (1947) بمهمة رسمية غير سياسية، حضر خلالها بعض اجتماعات هيئة الأمم المتحدة.
ـ إلى أثينا العاصمة اليونانية سنة (1954) بصفة (وزير مفوض ومندوب فوق العادة) وجعل طريق عودته منها إلى استنابول لزيارة بعض مكتباتها.
ـ إلى تونس سنة (1955) مندوباً لحضور مؤتمر أقامه الحزب الدستوري فيها، ومنها إلى إيطاليا لزيارة أهم مكتباتها.
كان شاعراً مجيداً، ومؤرخاً ثقة، ويكفيه أنه صاحب الأعلام.
قام خير الدين الزركلي في مصر بدور مميز في تنفيذ المهمات القومية السياسية والإعلامية، وذلك من خلال اللقاءات والاجتماعات وكتابة المقالات ونشر الأشعار القومية والوطنية. وتناول الزركلي المستعمرين وأذنابهم بنبرة حادة خشيها الفرنسيون في سوريا كثيراً، فحكموا عليه غيابياً بالإعدام وبحجز أملاكه، وقد تلقى الزركلي النبأ برباطة جأش وقال:
نذروا دمي حنقاً علي وفاتهم
أن الشقي بما لقيت سعيد
الله شاء لي الحياة وحاولوا
ما لم يشأ ولحكمه التأييد
وعندا انطلقت الثورة السورية عام 1925م، انطلقت ثورة الزركلي الشعرية بكل لهيبها وروحيتها العربية، فأخذ ينظم القصائد ويرسلها إلى دمشق إماّ منشورة على صفحات الجرائد المصرية، وإماّ بوسائل النقل الأخرى، فأصبحت أبيات قصائده الوطنية على ألسنة الناس يتغنون بها في شوارع المدن السورية. وكانت ردود الفعل الفرنسية أقوى من ردود فعلها عام 1920م فأذاعت حكماً عليه ثانياً غيابياً بالإعدام، وطالبت الحكومة المصرية بإسكاته أو طرده من مصر غير أن الزركلي لم يكترث وظل يرسل قصائده الوطنية من القاهرة سراً، شاحذاً همم العرب حتى لا يسكتوا على الاستعمار ولا يتوانى أحدهم عن النضال. يقول:
تأهبوا لقراع الطامعين بكم
ولا تغركم الآلاء والنعم
كان الزركلي يراقب ويتابع أحداث وطنه من بعيد، لذلك نراه يشارك إخوانه آلامهم حين ضربت دمشق بالقنابل عام 1925م، فيقول في قصيدته (بين الدم والنار) :
الأهل أهلي والديار دياري
وشعار وادي النيربين شعاري
ما كان من ألم بجلق نازل
وأرى الزناد فزنده بي واري
ويحس الزركلي أن دم الثوار الذي يراق في دمشق هو دمه، فيقول:
إن الدم المهراق في جنباتها
لدمي وأن شفارها أشفاري
دمعي لما منيت به جار هنا
ودمي هناك على ثراها جاري
بنى الزركلي علاقات حميمة مع الكتاب والشعراء والمفكرين في مصر، من منطلق أهمية الكلمة التحضيرية في تعزيز الشعور الوطني والقومي في نفوس الجماهير العربية التي تعيش الهم القومي بكل جوانبه من هؤلاء الشاعر أحمد شوقي الذي ألقى قصيدته في حفل أقيم في القاهرة عام 1926، لإعانة منكوبي سوريا حين قامت بالثورة ضد المستعمر الفرنسي والتي مطلعها: سلام من صبا بردى أرقّ ودمع لا يكفكف يا دمشق
يشخص الزركلي صورة الدأب العلمي المنتج في كتابه الأعلام الذي جمع فيه فأوعى فكان بحق أيسر وأشمل معجم عربي مختصر في تاريخ الرجال. فكان الزركلي في حياته مثالاً: للثائر والشاعر والباحث.
في الخامس والعشرين من تشرين الثاني عام 1976، توفي أبو الغيث خير الدين الزركلي.
له من المؤلفات:
ـ كتاب (ما رأيت وما سمعت) ، سجل فيه أحداث رحلته من دمشق إلى فلسطين فمصر فالحجاز.
ـ الجزء الأول من ديوان أشعاره، وفيه بعض ما نظم من شعر إلى سنة صدوره (1925) .
كتاب (عامان في عمّان) ، مذكرات الزركلي أثناء إقامته في عمّان وهو في جزآن.
ـ ماجدولين والشاعر، قصة شعرية قصيرة.
ـ كتاب شبه الجزيرة في عهد الملك بن عبد العزيز.
ـ كتاب (الأعلام) ، وهو قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين يقع في ثمانية مجلدات.
ـ الملك عبد العزيز في ذمة التاريخ.
ـ صفحة مجهولة من تاريخ سوريا في العهد الفيصلي.
ـ الجزء الثاني من ديوان أشعاره (1925ـ 1970) .
ـ قصة تمثيلية نثرية أسماها (وفاء العرب) .
هذه المعلومات أخذت بتصرف عن:
ـ (الأعلام) ، خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة العاشرة، 1992، ح8/ (267ـ 270) .
ـ (معجم أعلام المورد) ، منير البعلبكي، دار العلم للملايين، بيروت، طبعة أولى 1992، ص (220) .
_____________________
المصدر: مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والإستراتيجية
http://www.asharqalarabi.org.uk(1/71)
ترجمة موجزة للشيخ ربيع بن هادي المدخلي
اسمه ونسبه هو الشيخ العلامة المحدث ربيع بن هادي بن محمد عمير المدخلي. من قبيلة المداخلة المشهورة في منطقة جازان بجنوب المملكة العربية السعودية، وهي من إحدى قبائل بني شبيل وشبيل هو ابن يشجب ابن قحطان.
مولده ولد بقرية الجرادية وهي قرية صغيرة غربي مدينة صامطة بقرابة ثلاثة كيلومترات وقد اتصلت بها الآن، وكان مولده عام 1351 هـ- في آخره وقد توفي والده بعد ولادته بسنة ونصف تقريباً فنشأ وترعرع في حجر أمه، رحمها الله تعالى فأشرفت عليه وقامت بتربيته خير قيام، وعلمته الأخلاق الحميدة من الصدق والأمانة وحثه على الصلاة وتتعاهده عليها، مع إشراف عمه عليه.
نشأته العلمية لما وصل الشيخ إلى سن الثامنة التحق بحلق التعليم في القرية وتعلم الخط والقراءة وممن تعلم عليه الخط الشيخ شيبان العريشي وكذلك القاضي أحمد بن محمد جابر المدخلي، وعلى يد شخص ثالث يدعى محمد بن حسين مكي من مدينة صبياء. وقرأ القرآن على الشيخ محمد بن محمد جابر المدخلي كما قرأ عليه التوحيد والتجويد وقرأ بالمدرسة السلفية بمدينة صامطه بعد ذلك.
وممن قرأ عليهم بها: الشيخ العالم الفقيه: ناصر خلوفة طياش مباركي - رحمه الله - عالم مشهور من كبار طلبة الشيخ القرعاوي - رحمه الله - ودرس عليه بلوغ المرام ونزهة النظر للحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى -.
ثم التحق بعد ذلك بالمعهد العلمي بصامطة ودرس به على عدد من المشايخ الأجلاء ومن أشهرهم على الإطلاق الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي العلامة المشهور رحمه الله تعالى، وعلى أخيه صاحب الفضيلة الشيخ محمد بن أحمد الحكمي، وكما درس به أيضاً على يد الشيخ العلامة المحدث أحمد بن يحي النجمي -حفظه الله - ودرس فيه أيضاً على الشيخ العلامة الدكتور محمد أمان بن علي الجامي - رحمه الله - في العقيدة.
وكذلك درس أيضاً على الشيخ الفقيه محمد صغير خميسي في الفقة - زاد المستقنع -، وغيرهم كثير ممن درس عليهم الشيخ في العربية والأدب والبلاغة والعروض، وفي عام 1380 هـ- وفي نهايته بالتحديد تخرج من المعهد العلمي بمدينة صامطة وفي مطلع العام 1381 هـ- التحق بكلية الشريعة بالرياض واستمر بها مدة شهر أو شهر ونصف أو شهرين، ثم فتحت الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، فانتقل إلى المدينة والتحق بالجامعة الإسلامية بكلية الشريعة ودرس بها مدة أربع سنوات وتخرج منها عام 1384هـ- بتقدير ممتاز.
وممن درس عليهم الشيخ بالجامعة الإسلامية:
سماحة الشيخ العلامة المفتي العام للملكة العربية السعودية: عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله تعالى - وكانت دراسته عليه العقيدة الطحاوية.
صاحب الفضيلة العلامة المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - في الحديث والأسانيد.
صاحب الفضيلة الشيخ العلامة عبد المحسن العباد ودرس عليه الفقه ثلاث سنوات في بداية المجتهد.
صاحب الفضيلة الشيخ العلامة الحافظ المفسر المحدث الأصولي النحوي اللغوي الفقيه البارع محمد الأمين الشنقيطي - صاحب أضواء البيان - درس عليه في التفسير وأصول الفقه مدة أربع سنوات.
الشيخ صالح العراقي في العقيدة.
الشيخ المحدث عبد الغفار حسن الهندي في علم الحديث والمصطلح.
وبعد تخرجه عمل مدرساً بالمعهد بالجامعة الإسلامية مدةً، ثم التحق بعد ذلك بالدراسات العليا وواصل دراسته وحصل على درجة " الماجستير " في الحديث من جامعة الملك عبد العزيز فرع مكة عام 1397 هـ- برسالته المشهورة " بين الإمامين مسلم والدارقطني "، وفي عام 1400 هـ حصل على الدكتوراه من جامعة الملك عبد العزيز أيضاً بتقدير ممتاز بتحقيقه لكتاب " النكت على كتاب ابن الصلاح " للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ثم عاد بعد ذلك للجامعة يعمل بها مدرساً بكلية الحديث الشريف، يدرِّس الحديث وعلومه بأنواعها وترأس قسم السنة بالدراسات العليا مرارا وهو الآن برتبة " أستاذ كرسي " متعه الله بالصحة والعافية في حسن العمل.
صفاته وأخلاقه يمتاز الشيخ حفظه الله تعالى بالتواضع الجم مع إخوانه وطلابه وقاصديه وزواره وهو متواضع في مسكنه وملبسه ومركبه، لا يحب الترفه في ذلك كله، وهو أيضاً دائم البِشر، طلق المحيا، لا يمل جليسه من حديثه، مجالسه عامرة بقراءة الحديث والسنة، والتحذير من البدع وأهلها كثيراً، حتى يخيل لمن يراه ولم يعرفه ويخالطه أنه لاشغل له إلا هذا، يحب طلبة العلم السلفيين ويكرمهم ويحسن إليهم ويسعى في قضاء حوائجهم بقدر ما يستطيع بنفسه وماله، وبيته مفتوح لطلبة العلم دائماً حتى إنه لايكاد في يوم من الأيام يتناول فطوره أو غداءه أو عشاءه بمفرده ويتفقد طلبته ويواسيهم. وهو من الدعاة الغيورين على الكتاب والسنة وعقيدة السلف يمتلئ غيرة وحرقة على السنة والعقيدة السلفية قل نظيره في هذا العصر وهو من المدافعين في زماننا هذا عن نهج السلف الصالح ليلاً ونهاراً وسراً وجهاراً من غير أن تأخذه في الله لومة لائم.
مؤلفاته هي كثيرة ولله الحمد وقد طرق الشيخ - حفظه الله - أبواباً طالما دعت إليها الحاجة خصوصاً في الرد على أهل البدع والأهواء في هذا الزمان الذي كثر فيه المفسدون وقل فيه المصلحون، ومؤلفاته هي:
بين الإمامين مسلم والدارقطني " مجلد كبير وهو رسالة الماجستير.
النكت على كتاب ابن الصلاح " مطبوع في جزئين وهو رسالة الدكتوراه.
تحقيق كتاب المدخل إلى الصحيح " للحاكم طبع الجزء الأول منه.
تحقيق كتاب التوسل والوسيلة " للإمام ابن تيمية - مجلد.
منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل.
منهج أهل السنة في نقد الرجال والكتب والطوائف.
"تقسيم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف بين واقع المحدثين ومغالطات المتعصبين " رد على عبد الفتاح أبو غدة ومحمد عوامه.
كشف موقف الغزالي من السنة وأهلها.
صد عدوان الملحدين وحكم الاستعانة بغير المسلمين.
مكانة أهل الحديث.
منهج الإمام مسلم في ترتيب صحيحه.
أهل الحديث هم الطائفة المنصورة الناجية - حوار مع سلمان العودة -.
مذكرة في الحديث النبوي.
أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره.
مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم.
" الحد الفاصل بين الحق والباطل " حوار مع بكر أبو زيد.
مجازفات الحداد.
المحجة البيضاء في حماية السنة الغراء.
" جماعة واحدة لا جماعات وصراط واحد لا عشرات " حوار مع عبد الرحمن عبد الخالق.
النصر العزيز على الرد الوجيز.
التعصب الذميم وآثاره. عني به سالم العجمي.
بيان فساد المعيار، حوار مع حزبي متستر.
التنكيل بما في توضيح المليباري من الأباطيل.
دحض أباطيل موسى الدويش.
إزهاق أباطيل عبد اللطيف باشميل.
انقضاض الشهب السلفية على أوكار عدنان الخلفية.
النصيحة هي المسؤولية المشتركة في العمل الدعوي. (طبع ضمن مجلة التوعية الإسلامية) .
الكتاب والسنة أثرهما ومكانتهما والضرورة إليهما في إقامة التعليم في مدارسنا. (ضمن مجلة الجامعة الإسلامية العدد السادس عشر) .
حكم الإسلام في من سبَّ رسول الله أو طعن في شمول رسالته. (مقال نشر في جريدة القبس الكويتية) العدد (8576) بتاريخ (9/5/ 1997) .
وللشيخ كتب أخرى سوى ما ذكر هنا وقد جمع أسماءها ونبذة عنها الأخ خالد بن ضحوي الظفيري في كتابه "ثبت مؤلفات الشيخ ربيع بن هادي المدخلي" وتجده في أسفل صفحة الترجمة من موقع الشيخ ربيع.
نسأل الله تعالى أن يعينه على إتمام مسيرة الخير وأن يوفقه لما يحبه ويرضاه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
-------------
منقول من موقع الشيخ بواسطة أبو ابراهيم الكويتي(1/72)
ترجمة الشيخ رضا أحمد صمد
الإسم: رضا أحمد صمدي
الكنية: أبو محمد
اللقب: المعتز بالله
الجنسية: تايلندي
مكان الميلاد: بانكوك - تايلند
تاريخ الميلاد: عام 1970م
المؤهلات العلمية:
- حاصل على بكالوريوس من كلية الشريعة بجامعة الأزهر بمصر.
- حاصل على ماجستير الحديث من جامعة القرويين بالمغرب، وكان عنوان الرسالة "منهج النقد عند المحدثين ... ".
بعض المعلومات عن حياته:
في عام 1978م انتقل الشيخ مع العائلة إلى السعودية، نظرا لعمل والده بالسفارة التايلندية هناك.
وفى السعودية اجتاز الشيخ بتفوق ملموس المرحلة الإبتدائية والمتوسطة (الإعدادية (.
وفي عام 1986م انتقل الشيخ مع عائلته إلى مصر، بحي الهرم، كإقامة مستديمة، ثم التحق بمدرسة النيل الثانوية بنين بالمنيل، والتي شهدت تفوقه.
وبدأت ميوله الدينية والشرعية تظهر بوضوح في تلك الآونة.
بداية طلبه للعلم:
- ثم يسر الله له فحفظ القرآن، وطلب علم القراءة والتجويد، على يد الشيخ أسامة بن عبد الوهاب حفظه الله، واستمر في ملازمته والقراءة عليه، حتى نال منه الإجازة في عام 1987م - أي في أقل من سنة-! وبينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الإجازة سبع وعشرون (27) رجلا، فتبدأ بالشيخ أسامة عن شيخه عن شيخه إلى أن تنتهي إلى حفص عن عاصم عن أبي عبد الرحمن السلمي عن زيد وعثمان وعلي وأبي بن كعب رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم، عن جبريل، عن رب العزة تبارك وتعالى.
(وللشيخ أسانيد خاصة بالأحاديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم، يسر الله الوقوف على معلومات عنها) .
- ثم إنه التحق في الوقت نفسه بالأزهر، وتقدم فيه بخطوات ثابتة متزنة، كان فيها علما بين أقرانه، حتى حصل على البكالوريوس من كلية الشريعة.
- ثم التحق بالدراسات العليا، واجتاز السنة الأولى بجدارة، في تخصص أصول الفقه.
وفي نهاية السنة الثانية، وفي يوم لا ينساه أحد من محبيه، وقع المقدور ذلك يوم 17/5/1999م، حيث رجع الشيخ مرة أخرى إلى بلده بأوامر عليا.
- لم يفتر الشيخ ولم تضعف همته، فأكمل جهاده، وسافر إلى المغرب، ليتلقى العلم عن الشيوخ هناك، كما وُفق في الحصول على الماجستير من جامعة القرويين.
شيوخه:
- الشيخ / محمد حسين يعقوب
- الشيخ / سيد حسين العفانى
- الشيخ / ياسر برهامى
ثناء كبار الدعاه عليه:
منهم الشيخ / محمد حسين يعقوب فى تقديمه لكتابيه: " 30 طريقة" و "القواعد الحسان" والشيخ / سيد حسين العفانى فى تقديمه للكتاب الأول.
إجازاته:
- سبق أن للشيخ إجازة في القرآن من الشيخ أسامة بن عبد الوهاب فى رواية حفص عن عاصم.
- وله إجازة بالإسناد المتصل، في كتب الأحاديث وعلوم الشرع قاطبة من الشيخ عاصم القريوتي المحدث المعروف بالمدينة المنورة.
- وله إجازة في كتاب "المجموع" للنووي وتكملته للسبكى ثم المطيعى، أخذها عن شيخه حسن أبي الأشبال الزهيري عن شيخه محمد عمرو عبد اللطيف عن شيخه محمد نجيب المطيعي رحمه الله.
- وله إجازة بكتب الرواية والدراية المعروفة المشتهرة في الملة عن الشيخ الأجل محدث المغرب وأديبها الشيخ العلامة محمد أبو خبزة الحسني، المحدث المعروف، تلميذ الألبانى والغمارى.
- وله إجازة لبعض مؤلفات الشيخ الألباني - منها كتاب الصلاة -، من شيخه العلامة أبو خبزة، الذي أخذها من الألباني مناولة - إحدى طرق الإجازة -.
مؤلفاته:
- " ثلاثون طريقة لخدمة الدين "
- " القواعد الحسان فى أسرار الطاعة والإستعداد لرمضان "
- " وجاء دور شباب الصحوة "
- "السبيكة فى أصول الفقة"
- وللشيخ عدد من المقالات النافعة، مثل: " ما واجبنا لو أغلقت المساجد؟ هل تموت الدعوة؟ "، و " البَوَارِقُ المَرْعِيَّةُ المَرْئِيَّةُ في العُمْرَةِ المَرْضِيَّة ومناسك الحج العلية " وغيرها، وله صفحة متواضعة على الشبكة بالموقع الشقيق " صيد الفوائد"، كما أن له مشاركات ومناقشات مثمرة فى المنتديات الإسلامية مثل: " منتدى أنا المسلم "، " منتدى السلفيون " وغيرهما.
وقد كان للشيخ دروسه المشهورة في حيه - الهرم -، فشرح كتب عدة نخص منها بالذكر:
شرح تهذيب الطحاوية (الطحاوي - ابن أبي العز - صلاح الصاوي)
شرح رياض الصالحين (النووى)
شرح فقه السنة (السيد سابق)
شرح مذكرة في أصول الفقه (ابن قدامة - الشنقيطي - عطية سالم)
شرح الأشباه والنظائر (السيوطي)
شرح رفع الملام عن الأئمة الأعلام (ابن تيمية)
شرح القواعد الحسان (رضا صمدى)
وأغلبها لم يكتمل، بسبب خروجه من مصر - رده الله إليها سالما -. بالإضافة إلى العدد الكبير من الخطب والمحاضرات العلمية والوعظية.
بريد الشيخ للمراسلة: rdsamadi@maktoob.com
http://www.saaid.net/Doat/rida-samadi/0.htm
-------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/73)
رشيد رضا
الإصلاح يبدأ بالصحافة والتعليم
(في ذكرى وفاته: 23 من جمادى الأولى 1354هـ)
أحمد تمام
الشيخ رشيد رضا
كان الشيخ رشيد رضا أكبر تلامذة الأستاذ الإمام محمد عبده، وخليفته من بعده، حمل راية الإصلاح والتجديد، وبعث في الأمة روحًا جديدة، تُحرِّك الساكن، وتنبه الغافل، لا يجد وسيلة من وسائل التبليغ والدعوة إلا اتخذها منبرًا لأفكاره ودعوته ما دامت تحقق الغرض وتوصل إلى الهدف.
وكان (رحمه الله) متعدد الجوانب والمواهب، فكان مفكرًا إسلاميًا غيورًا على دينه، وصحفيًا نابهًا ينشئ مجلة "المنار" ذات الأثر العميق في الفكر الإسلامي، وكاتبًا بليغًا في كثير من الصفح، ومفسرًا نابغًا، ومحدثًا متقنًا في طليعة محدثي العصر، وأديبًا لغويًا، وخطيبًا مفوهًا تهتز له أعواد المنابر، وسياسيًا يشغل نفسه بهموم أمته وقضاياه، ومربيًا ومعلمًا يروم الإصلاح ويبغي التقدم لأمة.
وخلاصة القول: إنه كان واحدًا من رواد الإصلاح الإسلامي الذين بزغوا في مطلع القرن الرابع عشر الهجري، وعملوا على النهوض بأمتهم؛ حتى تستعيد مجدها الغابر، وقوتها الفتية على هدى من الإسلام، وبصر بمنجزات العصر.
المولد والنشأة
في قرية "القلمون" كان مولد "محمد رشيد بن علي رضا" في (27 من جمادى الأولى 1282هـ = 23من سبتمبر 1865م) ، وهي قرية تقع على شاطئ البحر المتوسط من جبل لبنان، وتبعد عن طرابلس الشام بنحو ثلاثة أميال، وهو ينتمي إلى أسرة شريفة من العترة النبوية الشريفة، حيث يتصل نسبها بآل "الحسين بن علي" (رضي الله عنها) .
وكان أبوه "علي رضا" شيخًا للقلمون وإمامًا لمسجدها، فعُني بتربية ولده وتعليمه؛ فحفظ القرآن وتعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب، ثم انتقل إلى طرابلس، ودخل المدرسة الرشيدية الابتدائية، وكانت تابعة للدولة العثمانية، وتعلم النحو والصرف ومبادئ الجغرافيا والحساب، وكان التدريس فيها باللغة التركية، وظل بها رشيد رضا عامًا، ثم تركها إلى المدرسة الوطنية الإسلامية بطرابلس سنة (1299هـ = 1882م) ، وكانت أرقى من المدرسة السابقة، والتعليم فيها بالعربية، وتهتم بتدريس العلوم العربية والشرعية والمنطق والرياضيات والفلسفة الطبيعية، وقد أسس هذه المدرسة وأدارها الشيخ "حسين الجسر" أحد علماء الشام الأفذاذ ومن رواد النهضة الثقافية العربية، وكان يرى أن الأمة لا يصلح حالها أو ترتقي بين الأمم إلا بالجمع بين علوم الدين وعلوم الدنيا على الطريقة العصرية الأوربية مع التربية الإسلامية الوطنية.
ولم تطل الحياة بتلك المدرسة فسرعان ما أُغلقت أبوابها، وتفرّق طلابها في المدارس الأخرى، غير أن رشيد رضا توثقت صلته بالشيخ الجسر، واتصل بحلقاته ودروسه، ووجد الشيخ الجسر في تلميذه نباهة وفهمًا، فآثره برعايته وأولاه عنايته، فأجازه سنة (1314هـ = 1897م) بتدريس العلوم الشرعية والعقلية والعربية، وهي التي كان يتلقاها عليه طالبه النابه، وفي الوقت نفسه درس "رشيد رضا" الحديث على يد الشيخ "محمود نشابة" وأجازه أيضًا برواية الحديث، كما واظب على حضور دروس نفر من علماء طرابلس، مثل: الشيخ عبد الغني الرافعي، ومحمد القاوجي، ومحمد الحسيني، وغيرهم.
في قريته
اتخذ الشيخ رشيد رضا من قريته الصغيرة ميدانًا لدعوته الإصلاحية بعد أن تزود بالعلم وتسلح بالمعرفة، وصفت نفسه بالمجاهدات والرياضيات الروحية ومحاسبة نفسه وتخليص قلبه من الغفلة وحب الدنيا، فكان يلقي الدروس والخطب في المسجد بطريقة سهلة بعيدة عن السجع الذي كان يشيع في الخطب المنبرية آنذاك، ويختار آيات من القرآن يحسن عرضها على جمهوره، ويبسط لهم مسائل الفقه، ويحارب البدع التي كانت شائعة بين أهل قريته.
ولم يكتف الشيخ رضا بمن يحضر دروسه في المسجد، فذهب هو إلى الناس في تجمعاتهم في المقاهي التي اعتادوا على الجلوس فيها لشرب القهوة والنارجيلة، ولم يخجل من جلوسه معهم يعظهم ويحثهم على الصلاة، وقد أثمرت هذه السياسة المبتكرة، فأقبل كثير منهم على أداء الفروض والالتزام بالشرع والتوبة والإقبال على الله، وبعث إلى نساء القرية من دعاهن إلى درس خاص بهن، وجعل مقر التدريس في دار الأسرة، وألقى عليهن دروسًا في الطهارة والعبادات والأخلاق، وشيئًا من العقائد في أسلوب سهل يسير.
الاتصال بالأستاذ الإمام
في الفترة التي كان يتلقى فيها رشيد رضا دروسه في طرابلس كان الشيخ محمد عبده قد نزل بيروت للإقامة بها، وكان محكومًا عليه بالنفي بتهمة الاشتراك في الثورة العرابية، وقام بالتدريس في المدرسة السلطانية ببيروت، وإلقاء دروسه التي جذبت طلبة العلم بأفكاره الجديدة ولمحاتة الذكية، وكان الشيخ محمد عبده قد أعرض عن السياسة، ورأى في التربية والتعليم سبيل الإصلاح وطريق الرقي، فركز جهده في هذا الميدان.
وعلى الرغم من طول المدة التي مكثها الشيخ محمد عبده في بيروت فإن الظروف لم تسمح لرشيد رضا بالانتقال إلى المدرسة السلطانية والاتصال بالأستاذ الإمام مباشرة، والتلمذة على يديه، وكان التلميذ النابه شديد الإعجاب بشيخه، حريصًا على اقتفاء أثره في طريق الإصلاح، غير أن الفرصة سنحت له على استحياء، فالتقى بالأستاذ الإمام مرتين في طرابلس حين جاء إلى زيارتها؛ تلبية لدعوة كبار رجالها، وتوثقت الصلة بين الرجلين، وازداد تعلق رشيد رضا بأستاذه، وقوي إيمانه به وبقدرته على أنه خير من يخلف "جمال الدين الأفغاني" في ميدان الإصلاح وإيقاظ الشرق من سباته.
وحاول رشيد رضا الاتصال بجمال الدين الأفغاني والالتقاء به، لكن جهوده توقفت عند حدود تبادل الرسائل وإبداء الإعجاب، وكان جمال الدين في الآستانة يعيش بها كالطائر الذي فقد جناحيه فلا يستطيع الطيران والتحليق، وظل تحت رقابة الدولة وبصرها حتى لقي ربه سنة (1314هـ = 1897م) دون أن تتحقق أمنية رشيد رضا في رؤيته والتلمذة على يديه.
في القاهرة
لم يجد رشيد رضا مخرجًا له في العمل في ميدان أفسح للإصلاح سوى الهجرة إلى مصر والعمل مع محمد عبده تلميذ الأفغاني حكيم الشرق، فنزل الإسكندرية في مساء الجمعة (8 من رجب 1315 هـ = 3 من يناير 1898م) ، وبعد أيام قضاها في زيارة بعض مدن الوجه البحري نزل القاهرة واتصل على الفور بالأستاذ الإمام، وبدأت رحلة جديدة لرشيد رضا كانت أكثر إنتاجًا وتأثيرًا في تفكيره ومنهجه الإصلاحي.
ولم يكد يمضي شهر على نزوله القاهرة حتى صارح شيخه بأنه ينوي أن يجعل من الصحافة ميدانًا للعمل الإصلاحي، ودارت مناقشات طويلة بين الإمامين الجليلين حول سياسة الصحف وأثرها في المجتمع، وأقنع التلميذ النجيب شيخه بأن الهدف من إنشائه صحيفة هو التربية والتعليم، ونقل الأفكار الصحيحة لمقاومة الجهل والخرافات والبدع، وأنه مستعد للإنفاق عليها سنة أو سنتين دون انتظار ربح منها.
مجلة المنار
صدر العدد الأول من مجلة المنار في (22 من شوال 1315هـ = من مارس 1898م) ، وحرص الشيخ رشيد على تأكيد أن هدفه من المنار هو الإصلاح الديني والاجتماعي للأمة، وبيان أن الإسلام يتفق والعقل والعلم ومصالح البشر، وإبطال الشبهات الواردة على الإسلام، وتفنيد ما يعزى إليه من الخرافات.
وأفردت المجلة إلى جانب المقالات التي تعالج الإصلاح في ميادينه المختلفة بابًا لنشر تفسير الشيخ محمد عبده، إلى جانب باب لنشر الفتاوى والإجابة على ما يرد للمجلة من أسئلة في أمور اعتقادية وفقهية، وأفردت المنار أقسامًا لأخبار الأمم الإسلامية، والتعريف بأعلام الفكر والحكم والسياسة في العالم العربي والإسلامي، وتناول قضايا الحرية في المغرب والجزائر والشام والهند.
ولم يمض خمس سنوات على صدور المجلة حتى أقبل عليها الناس، وانتشرت انتشارًا واسعًا في العالم الإسلامي، واشتهر اسم صاحبها حتى عُرف باسم رشيد رضا صاحب المنار، وعرف الناس قدره وعلمه، وصار ملجأهم فيما يعرض لهم من مشكلات، كما جاء العلماء يستزيدون من عمله، وأصبحت مجلته هي المجلة الإسلامية الأولى في العالم الإسلامي، وموئل الفتيا في التأليف بين الشريعة والعصر.
وكان الشيخ رشيد يحرر معظم مادة مجلته على مدى عمرها المديد، يمده زاد واسع من العلم، فهو عالم موسوعي ملم بالتراث الإسلامي، محيط بعلوم القرآن، على دراية واسعة بالفقه الإسلامي والسنة النبوية، عارف بأحوال المجتمع والأدوار التي مر بها التاريخ الإسلامي، شديد الإحاطة بما في العصر الذي يعيش فيه، خبير بأحوال المسلمين في الأقطار الإسلامية.
منهجه في الإصلاح
كتب رشيد مئات المقالات والدراسات التي تهدف إلى إعداد الوسائل للنهوض بالأمة وتقويتها، وخص العلماء والحكام بتوجيهاته؛ لأنهم بمنزلة العقل المدبر والروح المفكر من الإنسان، وأن في صلاح حالها صلاح حال الأمة، وغير ذلك بقوله: "إذا رأيت الكذب والزور والرياء والنفاق والحقد والحسد وأشباهها من الرذائل فاشية في أمة، فاحكم على أمرائها وحكامها بالظلم والاستبداد وعلى علمائها ومرشديها بالبدع والفساد، والعكس بالعكس".
واقترح رشيد رضا لإزالة أسباب الفرقة بين المسلمين تأليف كتاب يضم جميع ما اتفقت عليه كلمة المسلمين بكل فرقهم، في المسائل التي تتعلق بصحة الاعتقاد وتهذيب الأخلاق وإحسان العمل، والابتعاد عن مسائل الخلاف بين الطوائف الإسلامية الكبرى كالشيعة، وتُرسل نسخ بعد ذلك من هذا الكتاب إلى جميع البلاد الإسلامية، وحث الناس على دراستها والاعتماد عليها.
وطالب بتأليف كتب تهدف إلى توحيد الأحكام، فيقوم العلماء بوضع هذه الكتب على الأسس المتفق عليها في جميع المذاهب الإسلامية وتتفق مع مطالب العصر، ثم تُعرض على سائر علماء المسلمين للاتفاق عليها والتعاون في نشرها وتطبيق أحكامها.
التربية والتعليم
كان الشيخ رشيد رضا من أشد المنادين بأن يكون الإصلاح عن طريق التربية والتعليم، وهو في ذلك يتفق مع شيخه محمد عبده في أهمية هذا الميدان، "فسعادة الأمم بأعمالها، وكمال أعمالها منوط بانتشار العلوم والمعارف فيها".
وحدد "رشيد رضا" العلوم التي يجب إدخالها في ميدان التربية والتعليم لإصلاح شئون الناس، ودفعهم إلى مسايرة ركب العلم والعرفان، مثل: علم أصول الدين، علم فقه الحلال والحرام والعبادات، التاريخ، الجغرافيا، الاجتماع، الاقتصاد، التدبير المنزلي، حفظ الصحة، لغة البلاد، والخط.
ولم يكتف بدور الموجه والناصح، وإنما نزل ميدان التعليم بنفسه، وحاول تطبيق ما يراه محققًا للآمال، فأنشأ مدرسة دار الدعوة والإرشاد لتخريج الدعاة المدربين لنشر الدين الإسلامي، وجاء في مشروع تأسيس المدرسة أنها تختار طلابها من طلاب العلم الصالحين من الأقطار الإسلامية، ويُفضل من كانوا في حاجة شديدة إلى العلم كأهل جاوة والصين، وأن المدرسة ستكفل لطلابها جميع ما يحتاجون إليه من مسكن وغذاء، وأنها ستعتني بتدريس طلابها على التمسك بآداب الإسلام وأخلاقه وعبادته، كما تُعنى بتعليم التفسير والفقه والحديث، فلا خير في علم لا يصحبه خلق وسلوك رفيع، وأن المدرسة لا تشتغل بالسياسة، وسيُرسل الدعاة المتخرجون إلى أشد البلاد حاجة إلى الدعوة الإسلامية.
وقد افتتحت المدرسة في ليلة الاحتفال بالمولد النبوي سنة (1330هـ = 1912م) في مقرها بجزيرة الروضة بالقاهرة، وبدأت الدراسة في اليوم التالي للاحتفال، وكانت المدرسة تقبل في عداد طلبتها شباب المسلمين ممن تتراوح أعمارهم ما بين العشرين والخامسة والعشرين، على أن يكونوا قد حصلوا قدرًا من التعليم يمكنهم من مواصلة الدراسة.
غير أن المدرسة كانت في حاجة إلى إعانات كبيرة ودعم قوي، وحاول رشيد رضا أن يستعين بالدولة العثمانية في إقامة مشروعه واستمراره لكنه لم يفلح، ثم جاءت الحرب العالمية لتقضي على هذا المشروع، فتعطلت الدراسة في المدرسة، ولم تفتح أبوابها مرة أخرى.
مؤلفاته
بارك الله في عمر الشيخ الجليل وفي وقته رغم انشغاله بالمجلة التي أخذت معظم وقته، وهي بلا شك أعظم أعماله، فقد استمرت من سنة (1316هـ = 1899م) إلى سنة (1354 = 1935م) ، واستغرقت ثلاثة وثلاثين مجلدًا ضمت 160 ألف صفحة، فضلاً عن رحلاته التي قام بها إلى أوربا والآستانة والهند والحجاز، ومشاركته في ميادين أخرى من ميادين العمل الإسلامي.
ومن أهم مؤلفاته "تفسير المنار" الذي استكمل فيه ما بدأه شيخه محمد عبده الذي توقف عند الآية (125) من سورة النساء، وواصل رشيد رضا تفسيره حتى بلغ سورة يوسف، وحالت وفاته دون إتمام تفسيره، وهو من أجل التفاسير. وله أيضًا: الوحي المحمدي ونداء للجنس اللطيف، وتاريخ الأستاذ الإمام والخلافة، والسنة والشيعة، وحقيقة الربا، ومناسك الحج.
وفاة الشيخ
كان للشيخ رشيد روابط قوية بالمملكة العربية السعودية، فسافر بالسيارة إلى السويس لتوديع الأمير سعود بن عبد العزيز وزوده بنصائحه، وعاد في اليوم نفسه، وكان قد سهر أكثر الليل، فلم يتحمل جسده الواهن مشقة الطريق، ورفض المبيت في السويس للراحة، وأصر على الرجوع، وكان طول الطريق يقرأ القرآن كعادته، ثم أصابه دوار من ارتجاج السيارة، وطلب من رفيقيه أن يستريح داخل السيارة، ثم لم يلبث أن خرجت روحه الطاهرة في يوم الخميس الموافق (23 من جمادى الأولى 1354هـ = 22 من أغسطس 1935م) ، وكانت آخر عبارة قالها في تفسيره: "فنسأله تعالى أن يجعل لنا خير حظ منه بالموت على الإسلام".
مصادر الدراسة:
أحمد الشرباصي: رشيد رضا صاحب المنار - إصدارات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - القاهرة.
إبراهيم العدوي - رشيد رضا الإمام المجاهد - المؤسسة المصرية العامة للتأليف - القاهرة - بدون تاريخ.
أنور الجندي - أعلام وأصحاب أقلام - دار نهضة مصر للطبع والنشر - القاهرة - بدون تاريخ.
_____________________
المصدر: موقع إسلام أون لاين: www.islam-online.net(1/74)
الداعية الدكتور زغلول النجار
ولد الدكتور زغلول راغب محمد النجار في قرية مشاري، مركز بسيون بمحافظة الغربية في 17 نوفمبر عام 1933م. حفظ القرآن الكريم منذ الصغر على يد والده الذي كان يعمل مدرسًا بإحدى مدارس المركز. وقد حرص الوالد دائمًا على غرس القيم الدينية والأخلاقية في حياة أبنائه.. حتى إنه كان يعطي للأسرة درسًا في السيرة أو الفقه أو الحديث على كل وجبة طعام.. يذكر الدكتور عن والده عادة غريبة أثناء تسميعه القرآن لأبنائه؛ حيث كان يرد الخطأ حتى ولو كان في نعاس تام.. فلم يكن غريبًا إذًا أن ينشأ الدكتور زغلول النجار بقلب متعلق بالإيمان بالله والدعوة في سبيله. تدرج الفتى زغلول في مراحل التعليم حتى التحق بكليته، كلية العلوم بجامعة القاهرة في عام 1951م، ثم تخرج في قسم الجيولوجيا بالكلية في عام 1955م حاصلاً على درجة بكالوريوس العلوم بمرتبة الشرف وكان أول دفعته.
في شبابه.. تأثر الشاب زغلول النجار بالفكرة الإسلامية التي تواجدت بقوة على الساحة في ذلك الوقت.. وهي الفكرة التي قامت على يد "الشيخ حسن البنا" الذي أسس جماعة "الإخوان المسلمون" في عام 1928م.. إلا أن انتمائه لهذه الفكرة أثَّر على مسيرة حياته؛ فلم يُعَيَّن الدكتور زغلول - الحاصل على مرتبة الشرف وأول دفعته - معيدًا بجامعة القاهرة، ومن ثَمَّ التحق بعدة وظائف في الفترة ما بين 1955م إلى 1963م؛ حيث التحق بشركة صحارى للبترول لمدة 5 أشهر، ثم بالمركز القومي للبحوث 5 أشهر أخرى.. حتى انضم إلى مناجم الفوسفات في وادي النيل (من إسنا إلى إدفو) لمدة 5 أعوام؛ حيث أثبت الدكتور تفوقًا ملحوظًا، وتمَّ إنتاج الفوسفات في مناجم "أبو طرطور" في خلال 6 أشهر فقط، وخرجت شحنات تجارية تقدر بمليارات الجنيهات.. ولم تنتج هذه المناجم مثل هذه الكمية بعد ذلك حتى هذا الوقت. وفي احتفالية فريق العمل بمناجم الفوسفات بهذا الإنجاز، كانت الإشادة بتفوق الشاب زغلول النجار ودوره في هذا النجاح، وعرفه رئيس اتحاد العمال في كلمته قائلاً "عندنا شخصية جيدة تجمع العمال على قلب رجل واحد…"، ولكنه بدلاً من أن يلقى التكريم اللائق كشاب وطني نابغ في مهنته، "فصل" من وظيفته.. لنفس الأسباب السياسية الفكرية.. وهكذا.. لم يثبت الدكتور زغلول في وظيفة من أي من هذه الوظائف فترات طويلة.. وإنما الثبات كله كان في قلبه المتعلق بالإيمان المضحي في سبيل فكرته.. والتحق الدكتور زغلول بمناجم الذهب بالبرامية.. حتى لاحت له الفرصة للالتحاق بجامعة عين شمس معيدًا بقسم الجيولوجيا بشرط عدم تلاحمه مع الطلاب أو التقصير في أي من محاضراته.. وبالفعل التزم الدكتور زغلول بهذه الشروط.. حتى كان يوم زيارة رئيس الحكومة في ذلك الوقت للجامعة.. وحيث إن الدكتور زغلول لم يُبَلَّغ ولم يعلم من قبل بهذه الزيارة.. حافظ على محاضرته والتزم بتدريسها.. ففصل بعد سنة واحدة من تعيينه في الجامعة، فانتقل للعمل بمشروع للفحم بشبه جزيرة سيناء.
وفي عام 1959م لاحت أول انطلاقة حقيقية للدكتور زغلول النجار في إثبات ذاته، حيث دعي من جامعة آل سعود بالرياض إلى المشاركة في تأسيس قسم الجيولوجيا هناك. ومن المملكة السعودية استطاع السفر إلى إنجلترا.. وحصل هناك على درجة "الدكتوراه في الفلسفة" في الجيولوجيا من جامعة ويلز ببريطانيا عام 1963م، ثم رشحته الجامعة.. لاستكمال أبحاث ما بعد الدكتوراه من خلال منحة علمية من جامعته..Robertson, Post-Doctoral Research fellows. ويذكر الدكتور زغلول أنه حينما حاولت إدارة البعثات المصرية الرفض، بعث أستاذه الإنجليزي الذي كان نسيبًا لملكة بريطانيا بخطاب شديد اللهجة إلى البعثات قال فيه: إنه لا يوجد من يختلف على أن الدكتور زغلول هو أحق الدارسين بهذه المنحة التي تمنح لفرد واحد فقط، وهدَّد أن بريطانيا لن تقبل أي طالب مصري بعد ذلك إذا لم يقبل الدكتور زغلول في هذه المنحة.. فبالطبع كانت الموافقة.
"موقف لا يُنسى في رحلته"
في أكتوبر من عام 1961م، كانت الباخرة التي ستقل الدكتور زغلول إلى إنجلترا راسية على ميناء بور سعيد.. وفي أثناء إنهاء إجراءات السفر فوجئ الدكتور بأنه ممنوع من السفر، وأن الشخص الوحيد الذي يستطيع إلغاء هذا القرار هو مدير جوازات بور سعيد.. والذي لم يكن موجودًا في ذلك الوقت.. فكان الدكتور زغلول النجار وأخوه محمد النجار في سباق مع الزمن الذي لم يبق منه إلا القليل.. ذهبا إلى البيت فلم يجداه.. ثم توجها إلى مستشفى الولادة ببور سعيد حين علما بأنه هناك مع زوجته وهي في حالة وضع.. "كان ضابطًا شهمًا" كما يصفه الدكتور زغلول وقال لهما: "إن زوجتي اليوم كتبت لها حياة جديدة؛ ولذلك ستسافر، وليكن ما يكون".. أصدر الضابط أوامره إلى السفينة التي كانت تحركت بالفعل للوقوف في عرض البحر.. واستقل الثلاثة قاربًا صغيرًا في جنح الظلام.. وأنزلت السلالم من السفينة في مشهد من جميع ركابها.. يقول د. زغلول "لم أتخيل ارتفاعًا أكبر من ذلك في حياتي"، وهكذا كتب للدكتور زغلول السفر إلى إنجلترا.
أبحاثه العلمية
في إنجلترا قدم الدكتور زغلول في فترة تواجده بإنجلترا أربعة عشر بحثًا في مجال تخصصه الجيولوجي، ثم منحته الجامعة درجة الزمالة لأبحاث ما بعد الدكتوراة (1963م - 1967م) .. حيث أوصت لجنة الممتحنين بنشر أبحاثه كاملة.. وهناك عدد تذكاري مكون من 600 صفحة يجمع أبحاث الدكتور النجار بالمتحف البريطاني الملكي.. طبع حتى الآن سبع عشرة مرة.. عودة إلى البلاد العربية انتقل الدكتور زغلول بعد ذلك إلى "الكويت"؛ حيث شارك في تأسيس قسم الجيولوجيا هناك عام 1967م، وتدرج في وظائف سلك التدريس حتى حصل على الأستاذية عام 1972م، وعُيِّن رئيسًا لقسم الجيولوجيا هناك في نفس العام.. ثم توجه إلى قطر عام 1978م إلى عام 1979م، وشغل فيها نفس المنصب السابق. وقد عمل قبلها أستاذًا زائرًا بجامعة كاليفورنيا لمدة عام واحد في سنة 1977م.
نشر للدكتور زغلول ما يقرب من خمسة وثمانين بحثًا علميًّا في مجال الجيولوجيا، يدور الكثير منها حول جيولوجية الأراضي العربية كمصر والكويت والسعودية.. من هذه البحوث: تحليل طبقات الأرض المختلفة في مصر - فوسفات أبو طرطور بمصر - البترول في الطبيعة - احتياطي البترول - المياه الجوفية في السعودية - فوسفات شمال غرب السعودية - الطاقة المخزونة في الأراضي السعودية - الكويت منذ 600 مليون عام مضت. ومنها أيضًا: مجهودات البشر في تقدير عمر الأرض، الإنسان والكون - علم التنجيم أسطورة الكون الممتد - منذ متى كانت الأرض؟ - زيادة على أبحاثه العديدة في أحقاب ما قبل التاريخ (العصور الأولى) كما نشر للدكتور زغلول ما يقرب من أربعين بحثًا علميًّا إسلاميًّا، منها: التطور من منظور إسلامي - ضرورة كتابة العلوم من منظور إسلامي - العلوم والتكنولوجيا في المجتمع الإسلامي - مفهوم علم الجيولوجيا في القرآن - قصة الحجر الأسود في الكعبة - حل الإسلام لكارثة التعليم - تدريس الجيولوجيا بالمستوى الجامعي اللائق.. وله عشرة كتب: منها الجبال في القرآن، إسهام المسلمين الأوائل في علوم الأرض، أزمة التعليم المعاصر، قضية التخلف العلمي في العالم الإسلامي المعاصر، صور من حياة ما قبل التاريخ.. وغيرها. كما كان له بحثان عن النشاط الإسلامي في أمريكا والمسلمون في جنوب إفريقيا.. هذا بالطبع بجانب أبحاثه المتميزة في الإعجاز العلمي في القرآن، والذي يميز حياة د. زغلول النجار. بلغت تقاريره الاستشارية والأبحاث غير المنشورة ما يقرب من أربعين بحثًا. وأشرف حتى الآن على أكثر من ثلاثين رسالة ماجستير ودكتوراة في جيولوجية كل من مصر والجزيرة العربية والخليج العربي. * رسم د. النجار أول خريطة جيولوجية لقاع بحر الشمال.. وحصل على عدة جوائز منها "جائزة أحسن بحوث مقدمة لمؤتمر البترول العربي عام 1975م، وجائزة مصطفى بركة للجيولوجيا". *
تزوج الدكتور زغلول في عام 1968م ورُزِقَ منها بولدين توفاهما الله سبحانه وتعالى. * الآن، يشرف الدكتور زغلول على معهد للدراسات العليا بإنجلترا تحت اسم: Markfield Institute of Higher Education وهو معهد تحت التأسيس يمنح درجة الماجستير أو الدكتوراة في مجالات إسلامية كثيرة مثل الاقتصاد، والمال والبنوك، والتاريخ الإسلامي، والفكر الإسلامي المعاصر، والحركات المعاصرة، والمرأة وحركات تحررها.. إلخ. * د. زغلول عضو في العديد من الجمعيات العلمية المحلية والعالمية منها: لجنة تحكيم جائزة اليابان الدولية للعلوم، وهي تفوق في قدرها جائزة نوبل للعلوم.. واختير عضوًا في تحرير بعض المجلات في نيويورك وباريس.. ومستشارًا علميًّا لمجلة العلوم الإسلامية Islamic science التي تصدر بالهند.. وغيرها.. وقد عُيِّن مستشارًا علميًّا لعدة مؤسسات وشركات مثل مؤسسة روبرستون للأبحاث البريطانية، شركة ندا الدولية بسويسرا وبنك دبي الإسلامي بالإمارات.. وقد شارك في تأسيس كل من بنك دبي وبنك فيصل المصري وبنك التقوى وهو عضو مؤسس بالهيئة الخيرية الإسلامية بالكويت..
الدكتور زغلول عالمًا داعيًا
للدكتور زغلول النجار اهتمامات واسعة متميزة ومعروفة في مجال "الإعجاز العلمي في القرآن الكريم"، حيث يرى أنه وسيلة هامة وفعالة في الدعوة إلى الله عز وجل، ويقول عن تقصير علماء المسلمين تجاه هذه الرسالة: "لو اهتم علماء المسلمين بقضية الإعجاز العلمي وعرضوها بالأدلة العلمية الواضحة لأصبحت من أهم وسائل الدعوة إلى الله عز وجل"، ويرى أنهم هم القادرون وحدهم بما لهم من دراسة علمية ودينية على الدمج بين هاتين الرسالتين وتوضيحهما إلى العالم أجمع.. لذلك اهتم الدكتور زغلول بهذه الرسالة النابعة من مرجعيته العلمية والدينية في فكره، منذ شبابه. جاب د. زغلول البلاد طولاً وعرضًا داعيًا إلى الله عز وجل.. ولا يذكر أن هناك بلدًا لم يتحدث فيه عن الإسلام من خلال الندوات والمؤتمرات أو عبر شاشات التلفزة، أو حتى من خلال المناظرات التي اشتهرت عنه في مجال مقارنة الأديان.
يوجه د. زغلول حديثه إلى كل شاب وفتاة بأن عليهم فَهْم هذا الدين، وحمل تعاليمه إلى الناس جميعًا؛ فيقول في إحدى محاضراته: "نحن المسلمون بأيدينا الوحي السماوي الوحيد المحفوظ بحفظ الله كلمة كلمة وحرفًا حرفًا قبل أربعة عشر قرنًا من الزمان، وأنا أؤكد على هذا المعنى؛ لأني أريد لكل شاب وكل شابة مسلمة أن يخرج به مسجلاً في قلبه وفي عقله؛ ليشعر بمدى الأمانة التي يحملها على كتفيه". كما يؤمن د. زغلول بأن علينا تسخير العلم النافع بجميع إمكاناته، وأن أحق من يقوم بهذا هو العالم المسلم: "فنحن نحيا في عصر العلم، عصر وصل الإنسان فيه إلى قدر من المعرفة بالكون ومكوناته لم تتوفر في زمن من الأزمنة السابقة؛ لأن العلم له طبيعة تراكمية، وربنا سبحانه وتعالى أعطى الإنسان من وسائل الحس والعقل ما يعينه على النظر في الكون واستنتاج سنن الله"، ويقول في موضع آخر: (ولما كانت المعارف الكونية في تطور مستمر، وجب على أمة الإسلام أن ينفر في كل جيل نفر من علماء المسلمين الذين يتزودون بالأدوات اللازمة للتعرض لتفسير كتاب الله) . إلا أن د. زغلول وبرغم اهتمامه الشديد بما في القرآن من إعجاز علمي، يؤكد أنه كتاب هداية للبشر وليس كتابًا للعلم والمعرفة موضحًا ذلك في قوله: (أشار القرآن في محكم آياته إلى هذا الكون ومكوناته التي تحصى بما يقارب ألف آية صريحة، بالإضافة إلى آيات تقترب دلالتها من الصراحة.. وردت هذه الآيات من قبيل الاستشهاد على بديع صنع الله سبحانه وتعالى، ولم ترد بمعنى أنها معلومة علمية مباشرة تعطى للإنسان لتثقيفه علميًّا) ، ويدعو د. زغلول دائمًا إلى أن يهتم كل متخصص بجزئيته في الإعجاز العلمي ولا يخوض فيما لا يعلم (أما الإعجاز العلمي للآيات الكونية فلا يجوز أن يوظف فيه إلا القطعي من الثوابت العلمية، ولا بد للتعرض لقضايا الإعجاز من قبل المتخصصين كلٌّ في حقل تخصصه) .
جزا الله خيراً الدكتور زغلول عمَّا قدمه للعلم والحياة والإنسان.. ويقف إعجازه العلمي إعجازًا لا يُنْكَر من أي عالم يقدر العلم والعلماء.
-----------
بواسطة العضو محمد عزت(1/75)
الشيخ زيد المدخلي
هو الشيخ الفاضل والعالم الجليل / زيد بن محمد بن هادى المدخلى، ولد بقرية الركوبة عام 1357هـ، نشأ بها وبدأ الدراسة بها، ثم التحق بمدرسة سامطة السلفية، وفى عام 1368 هـ لحق بالشيخ حافظ في بيش وقرأ عليه مع الطلاب المغتربين، وعندما فتح المعهد العلمي في سامطة التحق به وتخرج منه عام 1379/1380 هـ فالتحق بكلية الشريعة بالرياض ومنها تخرج عام 83/1384 هـ. عين مدرساً بالمعهد العلمي في سامطة قبل تخرجه ومازال يدرس به حتى أحيل للتقاعد في 1/7/1417هـ. أنشأ أول مكتبة سلفية خيرية في مدينة سامطة عام 1416هـ تضم ما يزيد على 4000كتاب،جعلها في خدمة طلاب العلم الذين يأوون إليها من كل مكان. لا يخلو مجلسه من طالب علم يطلب العلم على يديه، أو مستفت يطلب الإجابة على فتواه، وله مشاركات في الدعوة إلى الله في منطقة جازان وفي أيام الحج، ودروسه لا زالت مستمرة والحمد الله حيث يقرأ عليه في المختصرات والمطولات، وله دروس عبر الهاتف لمناطق شتى ودول مختلفة. يعد الرجل الثاني في منطقة جازان في العلم والفتوى والدعوة إلى الله بعد شيخه العالم الفاضل / احمد بن يحي النجمي أمد الله في عمرهما ونفع بعلمهما. وله ميل إلى التأليف ومن مؤلفاته المطبوعة: 1- الحياة في ظل العقيدة الإسلامية. 2- الأجوبة السديدة على الأسئلة الرشيدة (1-8) . 3- شرح القصيدة الهائية لشيخه حافظ الحكمى رحمه الله. 4- الأفنان الندية شرح السبل السوية لفقه السنن المروية (1-7) . 5- المنهج القويم في التأسى بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. 6- مجموعة رسائل. 7- قطوف من نعوت السلف. 8- الإرهاب وآثاره على الأفراد والمجتمع. 9- المنظومات الحسان والديوان المليح (1-2) . 10- الجهد المبذول في تنوير العقول بشرح منظومة وسيلة الحصول إلى مهمات الأصول (1-3) 11- أسباب استقامة الشباب وبواعث انحرافهم. 12- وجوب ستر الوجه والكفين.(1/76)
زهير الشاويش
ترجمة ذاتية موجزة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، والرضا عن آله وصحبه الكرام، ومن ثم الشكر الجزيل لصاحب هذا البيت العامر الغامر، الأخ الكريم الشيخ عبد المقصود خوجه، وشكرًا لكم رواد هذه الندوة الندية، والروضة العطرة الزكية، وتحية للذين سبق أن جمعتهم منذ إنشائها من أهل العلم والفضل، ورجال الدعوة إلى الخير.
وأخص المتفضلين بالحضور اليوم، بأعظم امتناني ووافر ثنائي.
وأنا أعلم من نفسي أن مشاركتكم صاحب الدار في هذا التكريم، هو الموافق لما أنتم عليه من خلق رفيع.
وقد قبلت هذه الدعوة لإيماني بأن ذلك تشجيع من أخي عبد المقصود لأجيالنا المقبلة على الخير، حيث يكرم صاحب العمل القليل، والجهد المتواضع، في خدمة المثل العليا التي دعا الله إليها، وحض رسوله الكريم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ عليها.
وأراني متمثلاً قول النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في الحديث الصحيح: (من أسدى إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا فقولوا: جزاك الله خيرًا) .
ايها الإخوة الأكارم:
منذ أن تبلغت خبر اقتراح أن أكون من المكرمين وهو شرف أعتز به، كنت أفكر في أمرين:
الأول: من أنا حتى أكون من هذه الفئة المُكْرَمَة والمكرِّمة؟! ووجدت الجواب:
إن الكريم يضع كرمَهُ حيث شاء!! .
والثاني: بماذا أُقدم نفسي إليكم: وما عساي أن أقول عن نفسي.. وتاريخي.. وعملي.. فوجدتُني راقمًا ترجمةً ذاتية موجزة أكشف فيها عن جوانب من سيرتي ومسيرتي في حقل العلم والدعوة، وعمل ما رجوت به نفع أمتي، فإذا قبلتم بها كان تفضلكم هذا تابعًا لفضلكم القديم ـ يوم اقترحتموني ـ وإلا فبعد انتهاء هذا الاحتفال الحافل قولوا: كان تكريمنا لزهير من باب (ولا يشقى بهم جليسهم) .
وإذا أقلتموني منه فلن تجدوا مني سوى الرضى والتسليم. وحسبي أنني جلست بينكم على كرسي الامتحان، وهو شرف بحد ذاته، وما كل من يرشَّحُ يَنْجَحُ!! .
اسمي: محمد زهير (ومحمد اسم تشريف يقدم على أكثر الاسماء في بلدنا) وعرفت بـ: زهير الشاويش، ووالدي مصطفى بن أحمد الشاويش، من الذين كانوا يتعاطون التجارة، في عدد من الأقطار العربية، وحالتنا كانت فوق المتوسطة من الناحية الاجتماعية والمادية.
ووالدتي زينب بنت سعيد رحمون (وفي بعض بلادنا أَنَفةٌ من ذكر اسم الأم والزوجة والبنت) ووالدها من الوسط نفسه الذي منه أهلي.
وعندنا أوراق وحجج تثبت أننا من نسل الحسين بن علي الهاشمي (والناس أمناء على أنسابهم)
ولدت في دمشق سنة 1344 من الهجرة 1925 ميلادية، ولا أجد ضرورة لذكر مفاخر بلدي دمشق، فهي أشهر من أن يُنَوه بها أبقاها الله ذخرًا للإسلام، وحصنًا وملاذًا للعرب والمسلمين.
ولكن اسمحوا لي أن أتحدث عن حي الميدان الذي أنا من وسطه بكلمات والإنسان ابن بيأته ـ كما هو ابن أهله وعشيرته ـ.
الميدان هو الحي الجنوبي لمدينة دمشق، وكان مجموعة قرى متفرقة، وساحات واسعة، ومنازل مشتتة ضمن البساتين ... وعند كل مدخل زقاق قبر يدعى أنه لصحابي، أو عالم، أو ولي ـ ولا شك أن بعضها ثابت ـ وأما طريقنا السلطاني الواسع فيبدأ من باب الجابية.. وينتهي ببوابة الله. لأنه طريق الحج إلى بيت الله الحرام، وزيارة مسجد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ.
وأصبح الميدان شبه قرية كبيرة لا سور لها، ولكنها منعزلة عن المدينة دمشق، ومفارقة لما حولها من قرى ومضارب العشائر، وطرق التجارة.
وفي الميدان أبناء عشائر توطنت أيام الفتوحات وقبلها، وكنا نعرف العصبية اليمانية والقيسية حتى عهد قريب، ونعرف حيَّ عقيل وقهوةَ (العكيل) من سكان نجد، وعلى الاخصِّ أهل القصيم.. كما عندنا حارة المغاربة وخان المغاربة ممن هاجر إلينا من كل بلاد المغرب.
الحياة العلمية:
وفي الميدان تجمعات علمية وخلقية وخصوصيات وميزات متأصلة فيه، وهي باقية حتى اليوم ـ والحمد لله ـ (وأنا أتكلم عما كان أيام طفولتي وقبلها بقليل من الزمن) .
فالفقه الشائع بين أبناء الشعب كافة كان فقه الإمام الشافعي.. مع وجود آثار يراها المتتبع من بقايا الحنبلية والظاهرية في المعتقد والفقه.
وأما السلفية فلم تنقطع عنا، منذ أن كان مسجد شيخ الإسلام ابن تيمية قرب بيتنا، ويسمى مسجد القرشي. وبيته في المدرسة السكرية قبيل بداية الحي في باب الجابية، وما يتداوله الخلف عن السلف من أخبار أمره بالمعروف، وشجاعته في كل المواطن وجهاده، وما قام به الشيخ ابن عروة الحنبلي الميداني في جمع تراث السلف في كتابه الموسوعي الكبير النادر (الكواكب الدرية) وأدخل فيه العشرات من مؤلفات شيخ الإسلام.
وجور الحكام حاف علينا في أوقات كثيرة.. حتى كانت نهضة الشيخ جمال الدين القاسمي، والشيخ عبد الرزاق البيطار، والعلامة بهجة البيطار، وكلكم يعرف فضله، ومعهم أفراد غمرهم الجحود.. ومنهم الشيخ سعيد الحافظ، والشيخ محمد بدر الدين الفقيه المصري، رحم الله الجميع.
وحي الميدان كان قلب المقاومة ضد فرنسا منذ دخولها إلى بلادنا، ومنه انطلقت الثورة السورية الكبرى سنة 1344هـ 1925م أي سنة مولدي، وكان القائم الأكبر بأعباء الجهاد في فلسطين من عما 1927 إلى 1939.
من هنا أقول:
أنا زهير الشاويش تتمثل بي بعض من مؤثرات هذا الحي، وما يضاف إلها من قناعاتي وما أثرته في بيأتي، والموروث من عائلتي.
فلا غرو إن وجدتم عندي ملامح من مغامرة الحسين، والإصرار عليها ولو انتهت بالفشل، ومن المحافظة على نصرة عثمان وتأييده في عدم تخليه عن الخلافة، وأن الله يزغ بالسلطان ما لا يزغ بالقرآن، ومن دمشقيتي: المحافظة على شعرة معاوية ووضعها نصب عيني في تعاملي مع الناس ـ أحيانًا ـ ومن الشهبندر شعاره: خيرٌ لنا أن نغرق متحدينَ من أن نعوم متفرقين، وحتى الحجاج ليس نابيًا عندي في كل أعماله وضرباته، وفي تعاملي عند الاختلاف: التعاون فيما نتفق عليه والنصح فيما نختلف فيه، وأخيرًا غض الطرف عن الإيذاء، وعدم المقابلة بالمثل، إيمانًا مني بعدل الله سبحانه وتعالى.
التعليم أيامنا:
وكان التعليم في وقتنا يجري بطريقين:
الأول: هو الغالب يتمثل بالكتاب عند شيخ يلقن الأطفال قصار السور، وبعض الأحاديث القليلة، ومبادئ الحساب، وأحكام الوضوء، والصلاة ـ وأكثرها ينمي الوسوسة عند الطالب ـ.
والثاني: في تلك الأيام بُدِأ بفتحِ المدارس الرسمية، ولكن قوبلت بردة فعل عنيفة خوفًا على عقائد الأبناء.. ورفضًا لسيطرة المستعمر الكافر على مناهجنا، وتربية أولادنا، وقد برز ذلك من بعض هل التدين، وتمثل بمظهرين:
الأول: مقاطعة المدارس الحكومية المجانية.
الثاني: رفع مستوى الكتاتيب وجعلها مدارس تعلم المواد التي ألزمهم بها نظام التعليم الحديث، مع المحافظة على المواد الأولى، وكانت هذه الكتاتيب محل ثقة الناس، مع أنها كانت بأجور، ولم توفر لأصحابها مالاً، لكثرة النفقات، وضعف الموارد، وتعدد هذه المدارس.
وأنوه بمدرستين منها لوثيق صلتي فيهما، ولهما الفضل في تربيتي:
الأولى: المدرسة الأموية، وعلى رأسها الشيخ محمد سعيد الحافظ.
وكان ـ فضلاً على علمه ـ من أهل الوعي والجهاد، والعمل العام محرر الفكر، وهو في السياسة مثل غالبية أهل الحي على خط الزعيم عبد الرحمن الشهبندر، والرئيس حسن الحكيم، وفي التلعيم والتعبد على (المستطاع من نهج السلف الصالح) .
وبعد أن أغلقت المدرسة ـ بعد الاستقلال الجزئي وتحسن أوضاع المدارس الحكومية ـ اشتركت معه في العمل العام، بجميع جوانبه الدعوية والاجتماعية، وكان معنا العدد الكبير من إخواني الأساتذة، مثل سعيد أبو شعر، وكامل حتاحت، ومحمد الكنجي، ومحمد خير الجلاد، تغمدهم الله برحمته وبارك بالأحياء منهم الذين لم أذكرهم.
والمدرسة الثانية (أو الكتاب) : هي المدرسة المحمدية، أسسها وعلم فيها بمفرده الشيخ محمد بدر الدين الفقيه (المصري) الحافظ لكتاب الله، والجامع للقراءات والداعية السلفي (بالحكمة والقدوة الحسنة، وأدب اللفظ، وأمانة التعامل) وأنتم هنا عرفتم أخويه الكبيرين، أبا السمح وعبد المهيمن ـ إمامي الحرم المكي ـ وقد أحضرهما للحجاز مع غيرهما من أهل العلم، وجه مدينة جُده الشيخ محمد نصيف، وساعده في ذلك الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع، والشيخ كامل القصاب، والشيخ بهجت البيطار.
وحضور الشيخ محمد إلى دمشق كان بمسعى القصاب والبيطار.
واستمرت صلتي ونمت بأهل العلم في الميدان، ومنهم الشيخ بهجة، والشيخ حسن حبنكة، وأخيه الشيخ صادق، والشيخ مسلم الغنيمي، والشيخ سعدي ياسين وغيرهم.
وبعد ذلك دخلت المدرسة الرسمية (الابتدائية طبعًا) واتفق أن جاء إلينا والدنا الأستاذ العلامة الفذ الشيخ على الطنطاوين وأثار فينا معاني عزة المسلم، ونخوة العربي، وعلمنا نم الشعر ما لم نكن نعلم، وأسمعنا من النثر ما كان له أكبر الأثر في حسنا وحياتنا ـ عافاه الله وجزاه عنا كل خير ـ.
وأيامَها جرت لي معه حادثةُ ضربي التي أكرمني بالحديث عنها في ذكرياته (لأنني كنت أطول طلاب الصف) وأدب في المدرسة.. وأرضاني بما أبقى بيننا من الصلة حتى اليوم، تفضلاً منه حفظه الله، وجعلني أحد خمسة أو ستة من الذين يعتبرهم أبناءً له، وهم من أفاضل الناس، وأنا أقلهم شأنًا ومنهم الأساتذة: عصام العطار، وعبد الرحمن الباني، وهيثم الخياط.
وبعد الصف الثالث الابتدائي انصرفت عن المدرسة لأسباب متعددة منها:
1- إصابتي بالرمد الذي طال عهده أكثر من سنتين وأعقبني الضعف في بصري، ولما حاولت الرجوع إلى المدرسة وجدت أن مكاني في المدرسة مع من يصغرني سنًا، وأجلست آخر الصف لطول قامتي، وكنت لا أشاهد ما يكتب على اللوح لضعف نظري ورفضي استعمال النظارة فتأففت وتركت المدرسة! .
2- وافق ذلك حاجة والدي إلى من يساعده في تجارته الرابحة الناجحة، وفيها ما يرغبني بالسفر بين البلاد العربية، مصر، والعراق، وبادية الشام، وتجارته كانت مرتبطة بالفروسية حيث كانت بالخيل الأصائل للسباق، وأيامها تعرفت على رجالات من أهل التوحيد والدعوة والعمل مثل الشيخ الخضر حسين، وفوزان السابق، وخير الدين الزركلي، وسليمان الرمح، وعبد العزيز الحجيلان.
3- رغبة الوالد بأن يكون من أولاده من يؤمن حاجات البيت الواسع، ويحافظ على المركز المرموق في استقبال وحل مشكلات من لهم بنا صلة، وأن يكون ابنه فتى الحي، أو شيخ الشباب فيه.. وكلها تبعات تأكل الأوقات والأموال.
ويدخل في المؤثرات نصائح واقتراحات الأقارب وأهل الحي ليتابع الفتى المرموق (بنظرهم) ما كان عليه رجالات الميدان من الانتصار للقضايا المتعددة وبعضها محلي ضيق، وأشرفها الجهاد في سورية، والقتال في فلسطين، وقد عملت في هذا المضمار، ولم أتجاوز الثالثة عشرة من عمري.
وتركي المدرسة صادف مخالفة لرغبة والدتي، وأورثها الحزن الشديد وكانت أكثر علمًا من جميع الأقارب، وبيت أبيها ألصق برجالات الزعامة والسياسة.
فكانت تريد أن يكون ابنها من أهل القرآن والعلم أولاً، وأن يكون محل الوالد والجد في ديوان العائلة (المجلس البراني) المعد للضيوف، وأن يكون ابنها مجاهدًا مثل أهله وأهلها وغيرهم، وسياسيًا مثل الشهبندر والقصاب، ورغبات أخرى ما كانت تحلم بها غيرها من النساء.
ولما كانت هذه الرغبات لا تتوافق مع عملي ورغبات والدي، لذلك أرضيت الوالدة بأنني سوف أبقى في حلقات الشيوخ في الشام، وأدرس في الأزهر عندما أكون في مصر، وعملت مع الوالد!! وظننت أنني في ذلك أرضيت الوالدة..، وأطعت الوالد!!
ولكنني اليوم وقد تجاوزت السبعين، تأكدت بأنني لم أرض الوالد كما يريد، فقد قصرت عما كان يطمح إليه، من إبقاء البيت مفتوحًا، وأن أكون زعيم الحارة!!
وقصرت كثيرًا عما كانت تريده الوالدة، لأكون من أهل القرآن والعلم كما كانت تتخيل من عرفتهم من المشايخ، ولا كنت سياسيًا يشبه الزعماء، ولا تاجرًا بحجم تجارة أبي وأبيها، ولا مجاهدًا كالذين اختارهم الله للشهادة!
لقد كانت هذه الرغبات من أهلي، ومثلها مع أبناء حيي.. حافزًا لي على أن أقوم بأعمال فيها الجرأة والإقدام، وأحيانًا التضحية والمغامرة والإيثار والإسراف!! فشاركت في مقاومة فرنسا بالحجارة سنة 1973 وبابارود والنار سنة 1945، وبعدها في فلسطين تحت راية زعيمين مجاهدين كبيرين، الحاج أمين الحسيني، والدكتور مصطفى السباعي، واستمرت مشاركتي من سنة 1946 إلى 1949 قبل الحوادث وبعدها في مهمات متنوعة ... مما ذكرت بعضه في (ذكرياتي المحكية) وهذه السنوات قضت على آخل أمل لي بمتابعة الدراسة معن أنني التحقت بعدد من الجامعات، ولكنني لم أتم شيئًا منها ولا الحصول على شهادات مما يسمى (جامعي) ولكنني نميت الصلة بالعدد الكبير من أفاضل أهل العلم، وحصلت على إجازات ودراسات ممن قارب عددهم المئة، وعندي من بعضهم إجازات خطية هي محل اعتزازي، وما زلت حتى اليوم (طالب علم) .
كما قمت بالمشاركة في الأعمال الخيرية والاجتماعية والسياسية مدة من الزمن، ولم أكن فيها الأول، ولا الأخير، وإنما يتراوح مكاني بين الثالث والرابع في كل تجمع.
وشاركت في تأسيس التعليم الحديث في دولة قطر، وقدر الله بفضله أن أُقَدَّم وأُقَدَّر من حكامها ورجالاتها، مما مكننا أن ندخل في المناهج ما هو نافع وضروري، وتثبيت تعليم الإناث، ونشره بين أبناء البادية، وكنت أول من عين من دائرة المعارف ورئاسة المحاكم الشرعية لإنشاء المعهد الديني في قطر، وزرت المملكة للإفادة من المعاهد والكليات، وأيامها توثقت صلتي بعدد كبير من العلماء ومنهم: المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم وأخويه الشيخ عبد اللطيف والشيخ عبد الملك، والشيخ عمر بن حسن، والشيخ عبد الله بن حميد، والشيخ عبد الرزاق عفيفي، والشيخ عبد العزيز بن باز، والأديبين الكبيرين حمد الجاسر وعبد الله بن خميس وغيرهم.
وأصبحت همزة الوصل بين العلماء والحاكم ورجالات العشائر، وأحيانًا كنت سفيرًا خاصًا بين بعض الملوك والرؤساء، وأجرى الله على يديَّ الكثير من إيصال خيرات المحسنين إلى مستحقيها وفي حل الكثير من المشكلات.
وقد شاركت في تأسيس مكتبات الشيخ علي آل ثاني في قطر والأحساء ولبنان وساعدت غيره على إنشاء مكتبات عامة وخاصة، وفي طبع الكتب وتوزيعها على العاهد والطلاب وأهل العلم.
العمل العام:
وبعد أن رجعت إلى دمشق، وقامت الوحدة مع مصر، رفضت الدخول في تنظيماتها مع عدد من أهل العلم والرأي، غير أننا شاركنا في كل ما ينفع البلاد، ويثبت وحدة بلاد العرب في وجه الهجمة الشرسة علينا ـ ورأسُ حربتها الصهيونية ـ ونالنا من جزاء ذلك الكثير من العنت.
غير أننا عملنا في رفع العديد من المظالم عن الشعب، ومن ذلك منع الإدارة المحلية التي كان المراد منها تجزئة البلاد، وتمكين الأوضاع الجاهلية والعصبية والطائفية في عدد من المحافظات.
وكذلك إبقاء دروس الدين في الشهادات العامة كلها، وقد تولى قيادتنا ودفع العلماء للتأييد أستاذنا الطنطاوي، والذي تولى التنبيه له الأستاذ الباني.
ثم انتخبت نائبًا عن دمشق سنة 1961 ميلادية مع أن إقامتي في بلدي كانت قليلة، وكانت لقيادتنا الحكيمة الشجاعة المواقف المشرفة.
ومما يمكن أن يذكر الآن:
نجاحنا في منع الربا من قانون الإصلاح الزراعي، وهو أول منع للربا في جميع المجالس النيابية قاطبة.
وتعطيل اقتراح إقامة النصب والتماثيل، واقتراح مشاركة العدد الفائض من الجند عن حماية الحدود، في الأعمال النافعة مثل: الزراعة، والصناعة، والنقل، وإعمار المساكن الشعبية لذوي الدخل المحدود، وإقامة السدود.. الخ.
وخلال تنقلي وإقامتي في مختلف البلاد بعيدًا عن وطني، كنت ألقى الإكرام والمواساة حيث ذهبت وحللت، بل أدعى للمشاركة في الأعمال العامة على أوسع نطاق، وكأنني من أهل البلاد، وهذا تكرر في فلسطين، ولبنان، والمملكة السعودية، ودول الخليج. والله أسأل أن يحسن مثوبة كل من حسن ظنه بي، وتفضل علي.
وأسست " المكتب الإسلامي ـ للطباعة والنشر " وبفضل الله كان هذا العمل مدرسة في التحقيق والنشر تعتبر الأولى في بلاد الشام لولا سبق الأستاذ الفاضل أحمد عبيد تغمده الله برحمته في القليل مما نشر.
وعن المكتب ـ والحمد لله ـ انبثقت عشرات الدور، والمكتبات، والمطابع، ومنه خرج العشرات من المحققين والدارسين، وبارك الله في إنتاجها، وما زال المكتب حتى اليوم يتابع الجهد والإنتاج، بعد أن أحَلْتُ نفسي عن إدارته ومباشرة الإشراف عليه إلى ولديَّ بلال وعلي بارك الله فيهما، وقد زادت مطبوعاته على الأولف.
وعندي من المؤلفات ما يزيد على العشرين، غير أنني لم أطبع منها سوى عدد من المقالات والمحاضرات والرسائل الصغيرة. (والملحوظات على الموسوعة الفلسطينية) تلك الموسوعة التي أبعدت الإسلام عن فلسطين.. وكان أن ألغيت الموسوعة في أجزائها الأحد عشر مجلدًا كبيرًا، والتي عمل بها أكثر من ثلاثمائة باحث، وساعدها عدد من المؤسسات العلمية!! وحظيت بأموال أكثر من متفضل ومتبرع كريم.
وهذا فضل أكرمني الله به وحدي.
ووجدت أن تحقيق كتب التراث أنفع للعباد من كثير من المؤلفات الحديثة، فعملت في إعداد وتحقيق العشرات من الكتب سواء بمفردي، أو بمساعدة عدد من أهل العلم، أو اقترحتها عليهم وقدمت لهم ما يعينهم في عملهم، ومن ثم الإشراف على طبعها، وفي عملي بصحاح السنن الأربعة وضعافها، التي طبعها مكتب التربية العربي لدول الخليج أيام إدارته من العالم الفاضل معالي الدكتور محمد الأحمد الرشيد، وتابعها خلفه، ما يشهد على التزامي بالمنهج العلمي الرصين.
كما كان لي في تحقيق كتابين صغيرين منهج آخر في رد عدوان المتعرضين للناس وكراماتهم، وهما:
- الرد الوافر للعلامة ابن ناصر الدين الدمشقي المتوفى 842 هجرية، في الدفاع عن شيخ الإسلام ابن تيمية بعد الهجمة الشرسة عليه وعلى منهج وعلوم السلف.
- وكتاب تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب لابن المرزبان المتوفى 310 هجرية، الذي كشف فيه زيف الذين حرموا التوفيق والوفاء في تعاملهم مع من يحسن إليهم!!
وخلال الخمسين سنة، قمت بجمع مكتبة هيأ الله لي أسباب جمعها، هي محل اعتزازي وافتخاري، وكانت من أكبر أسباب بقائي في لبنان أيام الحوادث التي دامت قرابة عشرين سنة بعد أن عجزت عن إيجاد مكان آمن لها عند كل من قصدتهم لذلك، من الذين يدعون الحفاظ على التراث!! ..
وأنا لا أعرف ـ الآن ـ ما هو عدد الكتب المطبوعة التي تحويها، ولكني أعرف أن فيها من نوادر المطبوعات ما يسر به كل من يزورها ويستعين بها، ويقال: بأنها أكبر مكتبة شخصية في المنطقة.
ولكن الذي أعرفه:
إن فيها العدد الكبير من المخطوطات الأصلية وقريب من عشرة آلاف من مصورات المخطوطات واللوحات والأفلام.
وألوف الوثائق العلمية والسياسية والاجتماعية، وهي تحت الفهرسة.
وفيها العدد الكبير جدًا من التحف والخرائط والرسوم والصور للحوادث والأشخاص (وأنا ممن يرى إباحة التصوير) .
وأما الدوريات والصحف فقد تجاوزت الـ 1200 دورية وهذا العدد أكبر مما تحتويه أية مكتبة مماثلة (باللغة العربية) .
وإذا ما ذكرت هذا، فإنني أذكره تحدثًا بنعمة الله، فإن كان فيه النافع فإنه من الله سبحانه، مع اعترافي بتقصيري، وأن ذنوبي تغطي كل عمل لي، وأنا أعرف بنفسي وبما عندي، وكلي أملٌ أن يتغمدني الله برحمته، وأن يستر عيوبي في الدنيا والآخرة.
_____________________
المصدر: من مشاركة العضو: خليل بن محمد / مشرف بملتقى أهل الحديث(1/77)
سعد بن عبد الله الحميد
هو: د. سعد بن عبد الله بن عبد العزيز الحميِّد، أبو عبد الله، يرجع نسبه إلى الوهبة من قبيلة بني تميم، ولد الشيخ -رعاه الله- سنة 1374هـ- في مدينة الطائف، ويرجع انتساب عائلته إلى مدينة أُشيقر من مدن إقليم الوشم الواقع شمال غرب مدينة الرياض، وقد نشأ في دار ديانة، ودرس مراحل تعليمه الأولى في مدينة الرياض، وبعد إنهاء المرحلة المتوسطة التحق بالمعهد الملكي قسم الكهرباء وأنهى الدراسة فيه.
ثم إن الشيخ شُغِف بحب طلب العلم مما دعاه إلى تغيير وجهته الدراسية والالتحاق مرة أخرى بالمرحلة الثانوية العامة بنظام ثلاث سنوات في سنة واحدة، ثم التحق بعد ذلك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة في كلية أصول الدين قسم السنة وعلومها، وتخرج منها عام 1402هـ- ثم سمت همته لإكمال دراسته العليا فالتحق بها في نفس الجامعة عام 1403هـ- وحصل على درجة الماجستير عام 1407هـ- في تحقيق كتاب "مختصر استدراك الحافظ الذهبي على مستدرك أبى عبد الله الحاكم- القسم الثاني" وهي مطبوعة، وأكمل دراسته في نفس التخصص للدكتوراه عام 1408هـ- بعنوان "سعيد بن منصور وكتابه السنن دراسةً وتحقيقًا من أول التفسير وفضائل القرآن إلى نهاية تفسير سورة المائدة" وناقش الرسالة عام 1413هـ-، وطبعت هذه الرسالة وعمت فائدتها ولله الحمد.
الأعمال الوظيفية التي تقلدها:
عمل باحثًا قضائيًّا بوزارة العدل من عام 1403هـ- وفي عام 1409هـ- انتقل إلى جامعة الملك سعود محاضرًا بكلية التربية، ثم عين بعد ذلك أستاذًا مساعدًا في نفس الكلية عام 1413هـ-، ولا يزال على رأس العمل -رعاه الله-.
وقد تلقى الشيخ -حفظه الله- العلم على عدد من أصحاب الفضيلة العلماء ومن أشهرهم: 1- سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-.
2- فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله-.
3- فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين -حفظه الله ورعاه-، وهو من أقدم مشايخه حيث بدأ ملازمته منذ عام 1393هـ- ولا يزال.
4- فضيلة الشيخ عبد الله بن قعود -شفاه الله-.
5- فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك -حفظه الله-.
6- فضيلة الشيخ عبد الله الجار الله -رحمه الله-.
7- فضيلة الشيخ أحمد معبد عبد الكريم، أثناء الدراسة الجامعية.
كما تتلمذ على أشرطة الشيخ العلامة ناصر الدين الألباني -رحمه الله تعالى- أكثر من تلقيه المباشر لبعد الأقطار بينهما.
والشيخ -رعاه الله- مشمر منذ بداياته في الطلب على طريقة المحدثين، فصار من المحققين في علوم الحديث والمصطلح وتفريعاته، مما أناله تقدير العلماء فضلًا عن طلبة العلم.
وله مشاركات في العديد من الدورات العلمية والدروس المتخصصة في بعض المساجد، شرح من خلالها أول "صحيح الإمام مسلم" و "ألفية السيوطي" في علم المصطلح و "نخبة الفكر" التي ألقيت في جامع شيخ الإسلام ابن تيمية، وغيرها كثير.
أعماله العلمية:
كان للشيخ -حفظه الله- نتاجًا علميًّا ناضجًا، منه ما هو تحقيق، ومنه ما هو إلقاء في بعض الدروس والدورات العلمية، فمن ذلك: 1- "مناهج المحدثين".
2- "شرح نخبة الفكر" لابن حجر.
3- "رسالة عن آداب الطعام في الإسلام".
4- تحقيق "مسند عبد الله بن أبي أوفى".
5- تحقيق كتاب "الإلمام" لابن دقيق العيد، أربعة مجلدات.
6- تحقيق كتاب "غرر الفوائد المجموعة فيما وقع في صحيح مسلم من الأحاديث المقطوعة" للرشيد العطار.
إضافة لرسالتي الماجستير والدكتوراه، وعدد من المشاريع الأخرى التي ما زالت تحت الإنجاز -يسر الله إخراجها-.
حفظ الله الشيخ وسدد على درب الخير خطاه.
http://www.taimiah.org/biographies/homiyed.asp
-------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/78)
سعد بن ناصر الشثري
هو: د. سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشثري، نشأ في أسرة علم ودين أبًا عن جد، فكان مهتمًّا بطلب العلم والتوجه له، فأكمل دراسته الجامعية في كلية الشريعة بالرياض، ثم سمت همته لدراسة الماجستير، وأعد رسالته فيها بعنوان "التفريق بين الأصول والفروع"، ثم أكمل دراسته الدكتوراه بعنوان "القطع والظن عند الأصوليين" عام 1417هـ-، ولا يزال مستمرًّا في عضويته لهيئة التدريس بكلية الشريعة بالرياض لمقررات مقاصد الشريعة، والقواعد الفقهية، وأصول الفقه.
ومن مشاركاته العلمية: 1- الإشراف على الرسائل الجامعية.
2- المشاركة في مناقشة الرسائل الجامعية.
3- المشاركة في المؤتمرات والندوات بكتابة البحوث وتحكيمها.
4- التأليف، ومن أهم مؤلفاته: أ) المسابقات وأحكامها في الشريعة.
ب) عقد الإجارة المنتهي بالتمليك.
ت) المصلحة عند الحنابلة.
ث) قوادح الاستدلال بالإجماع.
ج) مقدمة في مقاصد الشريعة.
بالإضافة لأطروحتيه في الماجستير والدكتوراه، وله مشاركات عدة في الدورات العلمية الصيفية المكثفة التي تقام في بعض المساجد -جزاه الله خيرًا وسدد على درب الخير خطاه- وكان من مشايخه الذين تتلمذ عليهم وتأثر بهم كل من: 1- سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-.
2- سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة -حفظه الله-.
3- فضيلة الشيخ صالح الأطرم -شفاه الله-.
4- فضيلة الشيخ عبد الله الركبان عضو هيئة كبار العلماء -حفظه الله تعالى-.
http://www.taimiah.org/biographies/shathry.asp
-------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/79)
سعدي الهاشمي
•حصل على الدكتوراه في الحديث من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بمرتبة الشرف الأولى (عام 1398هـ- -1978م) في أطروحته (أبوزرعة الرازي وجهوده في السنة النبوية، مع تحقيق كتابه الضعفاء وأجوبته على أسئلة البردعي) .
•بدأ التدريس بكلية الحديث بالجامعة الإسلامية عام 1398هـ- -1978م.
•بدأ التدريس بالدراسات العليا في شعبة السنة عام 1402هـ- -1982م.
•أشرف على ما يزيد عن 40 رسالة ماجستير ودكتوراه في الحديث والعقيدة والتفسير بالمأثور، ولازال مستمراً في الإشراف على العديد من رسائل الدكتوراه، كما شارك في مناقشة عشرات في الحديث وعلومه والعقيدة والسيرة والتاريخ.
•ساهم في تقويم العديد من الأعمال العلمية لجامعات مختلفة، وكذا الترقيات العلمية للعديد من الأساتذة.
•شارك في دورة المجلس العلمي في عام 1401هـ- -1403هـ- (1981- 1983م) .
•شارك في مجلس مكتبات الجامعة الإسلامية منذ عام 1399هـ- -1979م.
•تمت ترقيته إلى أستاذ مشارك عام 1405هـ- -1985م.
•تمت ترقيته إلى أستاذ عام 1411هـ- - 1991م.
•انتقل إلى جامعة أم القرى بتاريخ 16/3/1416هـ- للتدريس بكلية الدعوة وأصول الدين والإشراف على رسائل الدكتوراه.
مؤلفاته:
1- دراسة حول قول أبي زرعة في سنن ابن ماجه - مجلة الجامعة الإسلامية: العددين 47، 48 (1400هـ- -1980م) ، والعددين 55، 56 (1402هـ- -1982م) .
2- دور المؤسسات الدينية في منع الجريمة - بحث مقدم للمنظمة العربية للدفاع الاجتماعي ضد الجريمة: أمانة المنظمة في الرباط (1401هـ- -1981م) .
3- أبوزرعة الرازي وجهوده في السنة النبوية مع تحقيق كتابه الضعفاء وأجوبته على أسئلة البردعي (3أجزاء) (1402هـ- -1982م) .
4- الرواة الذين كنوا بأبي زرعة - مجلة الجامعة الإسلامية: العدد 58 (1403هـ- - 1986م) .
5- ابن سبأ حقيقة لا خيال - مكتبة الدار بالمدينة المنورة (1406هـ- - 1986م) .
6- نصوص ساقطة من طبعات أسماء الثقات لابن شاهين (ت 385هـ-) : نشر مكتبة الدار بالمدينة المنورة (1407هـ- - 1987م) .
7- شرح ألفاظ التجريح النادرة أو قليلة الاستعمال - القسم الأول - المكتبة السلفية بالقاهرة.
8- شرح ألفاظ التجريح النادرة أو قليلة الاستعمال - القسم الثاني - دار الصفا (1408هـ- - 1988م) .
10- الرواة الذين تأثروا بابن سبأ - (1409هـ- - 1989 م) .
11- اختلاف أقوال النقاد في الرواة المختلف فيهم مع دراسة هذه الظاهرة عند ابن معين: نشر ضمن أبحاث ندوة عناية المملكة بالسنة والسيرة النبوية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة 1425هـ-.
12- دراسات حول سنن أبي داود - لم تطبع -.
13- دراسات حول سنن ابن ماجه - لم تطبع -.
وغيرها من الدراسات التي لم تتم طباعتها.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=31059
-------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/80)
سعود الشريم
هو من الخلف الكريم للسلف الكريم؛ فحياته مثال للخلق الفاضل، والسعي في الخير، ورمز لقوة العقل وقوة القلب، والاستقامة في الفكر والقول والعدل، وسرعة الاستجابة لكل ما يحب الله ويرضى..
وهو صاحب إحساس مرهف، حلو الحديث، جميل المعاملة، مثقف واسع الثقافة عميقها، وينفع ما يُعطي من معارفه، وينتفع بما يأخذ من معارف سواه، وله أسلوبه الرصين العريق الموثر؛ على الرغم من أنه من أصغر أئمة المسجد الحرام سناً..
امتاز في أثناء الطلب، وامتاز بعده، وامتاز فيما تولى من الأعمال؛ لأنه يحتمل المشقة مهما تكن، والجهد مهما ثقل؛ فهو ذو شخصية قوية؛ ولكنها شخصية قوية يزينها التواضع والأناة والحلم..
إنه الشيخ سعود الشريم؛ أحد أئمة المسجد الحرام الأثير عند الناس؛ بقراءته وسيرته..
فمن هو الشيخ سعود الشريم؟
هو طالب علم متمكن وقاضٍ وإمام في الحرم المكي.
ولد في مدينة الرياض عام 1386هـ-، وتلقى تعليمه الابتدائي فيها؛ في عرين، والمتوسط في النموذجية، والثانوي في اليرموك الشاملة، وتلقى تعليمة العالي في كلية أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتخرج فيها سنة 1409هـ-، وواصل دراسته العالية في المعهد العالي للقضاء حتي حصل منه على درجة (الماجستير) سنة 1413هـ-.
وتلقى العلم مشافهة على عدد من المشايخ؛ من أظهرهم: الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ عبد الله الجبرين، والشيخ عبد الله بن عقيل، والشيخ عبد الرحمن البراك، والشيخ عبد العزيز الراجحي، والشيخ فهد الحمين، والشيخ عبد الله الغديان، والشيخ صالح الفوزان.
صدر في عام 1412هـ-، أمر خادم الحرمين الشريفين؛ الملك فهد بن عبد العزيز -حفظه الله- بتعيينه إماماً وخطيباً بالمسجد الحرام.
وعين في عام 1413هـ- بأمر ملكي كريم: قاضياً في المحكمة الشرعية الكبرى؛ في مكة المكرمة.
وصدرت الموافقة السامية، في عام 1414هـ- بتكليفه بالتدريس في المسجد الحرام.
وفي مكتبته مجموعة من الكتب التي أعدها للطبع، ما بين تأليف وتحقيق؛ من أبرزها: كيفية ثبوت النسب، وكرامات الأولياء والمهدي المنتظر عند أهل السنة والجماعة، والمنهاج للمعتمر والحاج، ووميض من الحرم، وخالص الجمان تهذيب مناسك الحج من أضواء البيان، وأصول الفقه: سؤال وجواب، والتحفة المكية شرح حائية ابن أبي داود العقدية، وحاشية على لامية ابن القيم.
والشيخ شاعر له قصائد عديدة شارك بها في عدد من المناسبات وبخاصة رثاء العلماء.
إنها جوانب متعددة وجهود وفيرة، وكلها تصدر عن وحدة في شخص الشيخ سعود الشريم؛ وهذه الوحدة تتمثل في شخصية قوية متواضعة، زاده الله بسطة في العلم، وفي الخلق، وزاده توفيقاً في أعماله وسعيه في الخير، ونفع به البلاد والعباد.
----------
بواسطة العضو السعيدي(1/81)
سعود بن عبد الله الفنيسان
المؤهلات العلمية:
- ليسانس شريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
- ماجستير في التفسير وعلوم القرآن من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
- دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
وتتلمذ على عدد من العلماء في المملكة العربية السعودية، ومن هؤلاء:
الشيخ الإمام: عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله -.
الشيخ: عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله -.
الشيخ: عبد الرحمن بن ناصر البراك.
الشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين.
الشيخ: فهد بن حسين الفهد.
وقد حضر بعض دروس سماحة مفتي عام المملكة: محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - في دروس للتفسير، وذلك في منتصف السبعينيات الهجرية وكلفه بجولة دعوية في عدد من دول الخليج العربية.
الخبرات العملية:
1- مدرس في معهد إمام الدعوة العلمي بالرياض لمدة ثلاث سنوات.
2- ضابط توعية إسلامية في الشؤون الدينية بوزارة الدفاع والطيران لمدة خمس سنوات.
3- عمل مستشاراً تعليمياً في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لمدة سنتين.
4- عمل خبير بحوث علمية في الجامعة لمدة 3 سنوات.
5- عمل عميداً لكلية الشريعة في الجامعة بالرياض لمدة ثمان سنوات، وقبلها وكيلاً للكلية لمدة ثلاث سنوات.
* الهيئة العلمية الاستشارية*
6- عمل مستشاراً للرئاسة العامة لتعليم البنات لمدة أربع سنوات.
7- وعمل أستاذاً في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للتفسير وعلوم القرآن.
8- شارك في عدد من اللجان الفنية والمؤتمرات العلمية داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.
9- شارك في وضع المناهج العلمية لعدد من المعاهد والكليات المدنية والعسكرية.
10- قام ولا يزال يشرف ويناقش بعض رسائل الدكتوراه والماجستير.
11- يقوم بفحص وتقويم عدد من البحوث العلمية لترقية أعضاء هيئة التدريس داخل المملكة العربية السعودية وخراجها.
12- ألقى عدداً من الدروس والمحاضرات في عدد من المراكز والمساجد في بعض دول أوروبا وأمريكا ودول شرق آسيا.
13- ويعمل رئيساً لهيئة الرقابة الشرعية في شركة التكافل العربية الماليزية (شركة تأمين إسلامي) منذ ثلاث سنوات.
14- كما يعمل أستاذاً غير متفرع للعلوم الشرعية في جامعة العلوم والتكنولوجيا في الجمهورية اليمنية.
المؤلفات المطبوعة:
1- غزوة الأحزاب في ضوء القرآن - عرض وتحليل / رسالة ماجستير.
2- اختلاف المفسرين أسبابه وآثاره / رسالة دكتوراه.
3- البرهان في بيان القرآن لابن قدامة الحنبلي / تحقيق.
4- الفتح القدسي في فضل آية الكرسي للبقاعي الشافعي / تحقيق.
5- البديع في رسم مصاحف عثمان لأبي عبد الله الجهني الأندلسي / تحقيق.
6- فتح المجيد في حكم القراءة بالتغني والتجويد.
7- مرويات أم المؤمنين عائشة في التفسير.
8- حديث اختلاف أمتي رحمة - رواية ودراية.
9- توثيق بانت سعاد في المتن والإسناد.
10- الأربعون البلدانية في الأحاديث النجدية.
* مجلة البحوث الفقهية المعاصر ** السنة الرابعة عشرة - العدد السادس والخمسون 1423هـ-*
11- آثار الحنابلة في علوم القرآن المطبوع والمخطوط والمفقود.
12- الجواب المفيد في الفرق بين التغني والتجويد للشيخ عبد الرحمن الدوسري / تحقيق.
البحوث المنشورة:
1- مصرف (وفي سبيل الله) في الزكاة بين الخصوص والعموم، نشر في مجلة البحوث الفقهية المعاصرة، س10، ع40، ص77 - 158.
2- التأمين الصحي في المنظور الإسلامي، نشر في مجلة البحوث الفقهية المعاصرة،
س8، ع31، ص202 - 212.
3- حكم الإيجار المنتهي بالتمليك، نشر في مجلة البحوث الفقهية المعاصرة، س12، ع48ص 7 - 31.
4- حكم القراءة بالتغني والتجويد، نشر في مجلة البحوث الفقهية المعاصرة، س2، ع6، ص28 - 105.
مؤلفات تحت الطبع:
1- تحفة الانام في وقف حمزة وهشام لأبي المواهب الحنبلي / تحقيق.
2- دروس وتوجيهات في الدعوة والدعاة.
3- تفسير الامام الذهبي / جمع وترتيب.
4- موارد ابن كثير في تفسيره.
5- موارد ابن كثير في تفسيره.
6- التفسير في عهد النبوة.
7- حكم الشفاعة في الحدود.
http://www.fiqhia.com/dr2.php
-------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/82)
سعيد أحمد الأكبر آبادي
(000 - 1405 هـ- 000 - 1985 م)
من كبار علماء الإسلام بالهند.
من متخرجي دار العلوم بديوبند، ثم درس اللغة الإنجليزية. واكتسب تعمقاً وغزارة في العلوم الدينية من شيخه أنور شاه الكشميري. تنقل من التدريس بكلية مدنية في دهلي إلى رئاسة هيئة التدريس في المدرسة العالية في كلكتا، إلى رئاسة قسم تدريس العلوم الإسلامية في جامعة علي كره الإسلامية، ولما أحيل منها على المعاش عين رئيساً لأكادمية شيخ الهند في ديوبند التي أنشئت بجهوده هو.
ألف عدداً من الكتب القيمة المفيدة في موضوعات مهمة وكان من مؤسسي أكاديمية ندوة المصنفين في دهلي، كما كان يرأس تحرير مجلة «برهان» الشهرية وهي لسان حال هذه الأكاديمية.
-------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/83)
سعيد الأفغاني
سعيد بن محمد بن أحمد الأفغاني الأصل
ولد عام (1327) للهجرة الموافق 1909م، نحوي بحاثة. ولد بدمشق لوالد جاء من كشمير وتزوج دمشقية، نشأ يتيم الأم، وتعلم في بعض مدارس بلدته، وحضر حلقات علمائها، وتردد على مجالس القراء، وانتسب لمدرسة الأدب العليا (نواة كلية الآداب) بدمشق، وتخرج بها، فعين في سلك التعليم، فخدم عشرين سنة، ثم انتدب للتدريس بالمعهد العالي للمعلمين فكلية الآداب عشرين سنة أخرى، ويُعد من بُناتها، وتولى خلال ذلك عمادة الكلية المذكورة ورئاسة قسم اللغة العربية فيها. وانتخب عضواً في مجمعي القاهرة وبغداد. ولما أحيل على التقاعد درّس في جامعات لبنان وليبيا والسعودية والأردن، ثم عاد إلى دمشق مكباً على المطالعة والكتابة حتى آخر عمره. اشتهر بين أساتذة الجامعة شهرة كبيرة، وعرف بحزمه وشدته على الطلاب، والجرأة في قول الحق، والاعتداد بالنفس والاستقامة والعفة والوفاء والصراحة إلى حد يتجاوز المجاملة، وكان له أثره العلمي في الطلاب الذين خرجهم وتسلموا التدريس في ثانويات سورية وغيرها، وكان مهاباً محبوباً في وقت واحد، صاحب نكتة مُرّة. من مؤلفاته:
- معاوية في الأساطير
- نظرات في اللغة عند ابن حزم
- الموجز في قواعد اللغة العربية وشواهدها
- حاضر اللغة العربية في الشام والقاهرة
- أسواق العرب في الجاهلية والإسلام
- في أصول النحو
- الإسلام والمرأة
- من تاريخ النحو
- ابن حزم ورسالة المفاضلة بين الصحابة
- عائشة والسياسة
- مذكرات في قواعد اللغة العربية
ومن كتبه التي حققها:
- الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة ((للزركشي))
- المفاضلة بين الصحابة ((للزركشي))
- الإغراب في جدل الإعراب ((للرماني))
- لمع الأدلة ((للأنباري))
- تاريخ داريا ((للخولاني))
- سير أعلام النبلاء ((للذهبي جزآن، أحدهما بترجمة عائشة رضي الله عنها، والآخر بترجمة ابن حزم))
- إبطال القياس والرأي والاستحسان ((لابن حزم))
- الإفصاح في شرح أبيات مشكلة الإعراب ((للفارقي))
- الحجة في القراءات السبع ((لابن زنجلة))
وله تقرير عن أغلاط المنجد، وراجع كتاب مغني اللبيب ((لابن هشام))
توفي عام 1417 للهجرة الموافق 1997 للميلاد في مكة المكرمة ودفن بها رحمه الله تعالى.
مصادر دراسة الأستاذ سعيد الأفغاني
ملاحظة: هذه النبذة عن المؤلف مستقاة من كتاب (إتمام الأعلام) للدكتور نزار أباظة والأستاذ محمد رياض المالح ولمزيد من المعلومات عن المؤلف يمكن الرجوع إلى كتاب (سعيد الأفغاني - حامل لواء العربية وأستاذ أساتذتها) من تأليف الدكتور مازن المبارك
مصادر دراسة الأستاذ سعيد الأفغاني (1)
يوسف عبد الله الجوارنة
المقدّمة
يهدف هذا البحث إلى الوقوف على حياة الأستاذ سعيد الأفغاني وآثاره، ومحاولة استقصائها وإحصائها؛ فقد تشعّب بحثًا وانفلت من قيود الزّمان والمكان، يطوّف في أرجاء الحضارة العربية والإسلامية، بما فيها من آفاق واسعة وميادين رحبة في البحث والتأليف، لا يخرج عن إطار مقوّماتها ودعائمها: اللغة والدّين والتاريخ.
وحدا بي إلى هذا العمل المتواضع تُجاه شخصيّة نادرة المثال، متشعّبة النّتاج، رصينة الأخلاق- إحساسٌ خالجني أنّ سعيدًا رحمه الله عَلمٌ بحاجة أن يكون ميدانًا للدّرس والبحث العلميّ، فحاولت الرّجوع إلى ما توافر بين يديّ من مجلاّت تبيّن لي أنّه كان يكتب فيها، لاستخراج موادّه البحثيّة والإشارة إليها، حتّى تكون سهلة ميسورة للباحثين، فجمعت معظمها، ولم أوفّق في الوصول إلى بعضها.
وجعلت عملي هذا في جزأين: الجزء الأوّل تناول سيرته وحياته: ميلاده ونشأته، وحياته العمليّة، والمجامع اللغويّة التي كان عضوًا فيها، والمجلاّت التي كتب فيها، والمؤتمرات التي شارك بها، وصفاته وأخلاقه كما تبيّنتها في كتابات تلاميذه، وأخيرًا وفاته. أمّا الجزء الثاني فقد خصّصته لأعماله وآثاره، فجاء في سبعة أقسام: المؤلّفات، والكتب التي عُنِي بتحقيقها، والبحوث، والمقالات، والمداخلات، والمحاضرات، والقراءات (قراءاته للكتب وتعليقه عليها) .
واتّبعت في هذا كلّه منهجًا تاريخيًّا ووصفيّاً، مستنيرًا بما ورد في آثاره من إشارات متّصلة بحياته وأعماله، وبما ثقفته في كتابات تلاميذه خصوصًا الملحق الشّهري الذي يصدر عن جريدة الأسبوع الأدبي، التي يصدرها اتّحاد كتّاب العرب في دمشق عن الأستاذ سعيد الأفغاني، أو ما كُتب عنه بعد وفاته رحمه الله - ورتّبت موادّ الجزء الثاني (الجزء المهم من البحث) ترتيبًا زمنيًّا بحسب ورودها في المجلاّت كلّ قسم على حدة.
وأشير إلى أنّ ما واجهني من صعوبات في هذا البحث، هو عدم قدرتي في الوصول إلى بعض كتاباته، خصوصًا ما نشرَه في مجلّة رابطة العالم الإسلامي العراقيّة وغيرها من موادّ أخرى أشرت إليها بداية الجزء الثاني، وبعض كتبه المؤلّفة والمحقّقة مثل: الإسلام والمرأة، وعائشة والسّياسة، والإفصاح للفارقي، وملخّص إبطال القياس لابن حزم.
ولا أنسى أنْ أقدّم شكري وتقديري لكلّ من قدّم يدَ العون والمساعدة لإخراج هذا البحث على وجهه الأكمل، ولا سيّما أخي وزميلي الأستاذ (محمّد فرحان الطّرابلسي) ، الذي تفضّل بقراءة البحث، وكانت له ملحوظات مهمّة وقيّمة أفدت منها.
وما توصّلت إليه أرجو أنْ أكون قد وُفّقت فيه وبما نثرته عن حياة الأفغاني وسيرته، فإنْ كان كذلك فلله الحمد والمنّة، وإنْ كانت الأخرى فعذري أنّني اجتهدت، وبالله العون وعليه التّكلان.
بين يدي البحث
شاءت إرادة الله أن تكون (العربيّة) لغةَ القرآن الكريم، الكتابِ الذي جاء معجزة دالّة أعجزت أمّة اشتهرت بفصاحتها وبيانها، أن يأتوا بمثله "ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا ".
كان القرآن يمثّل شِرْعة المسلمين ومنهج حياتهم، ليكون والعربيّةَ أداتين فاعلتين من أدوات العالِم المجتهد، وليزيلا معًا الفوارق بين الأجناس البشريّة، فما كانت العربيّة يومًا حكرًا على العرب وحدهم، وما كان الدّين يومًا ممّا اختصّ به العرب عامّة وعلماؤهم خاصّة.. بل إنّ العربيّة لسانٌ من تكلّم به فهو عربيّ: "ألا إنّ العربيّة اللسان، فمن تكلّم العربية فهو عربيّ"، وليس من عجب أن ترى دهاقنة العربيّة وأساطين علوم الدين من غير العرب أرومة، وإنْ دلّ فإنّما يدلّ على شمولية الإسلام وعالميّة اللغة، التي كانت في زمان غابر لغة الحضارة والفكر.
وإنْ أنسَ لا أنسى أنّني على عتبة عَلَمٍ من أعلام العربية في العصر الحديث، ممّن دأبوا في استظهارها بصبرٍ وأناة، وجدّ وإخلاص، بعيدًا عن أرْوِقة الدّعاية ودهاليز التزلّف والخيلاء، فارتضى لنفسه أنْ يعيش حياة ما اعتادها الناس، وليست هي إلاّ لنفر ترفّع عن المظاهر وسفساف الأمور، ليكون حيث الرّفعةُ والسّموق في رحاب التراث العظيم، إنّه العلاّمة الثّبت (سعيد الأفغاني) عالم العربيّة والنّحو العربيّ في بلاد الشّام.
هو من غير العرب أرومة، و "كان أبوه على صلاحه وتقواه لا يحسن العربيّة"، وليس ذلك أمرًا غريبًا؛ لأنّ الشّواهد في تراثنا العربيّ والإسلاميّ على هذه الظاهرة كثيرة جدًّا، وأمثّل لها بالقرّاء العشرة؛ فثمانية منهم هم من غير أرومة العرب، وقس على ذلك في كلّ العلوم العربيّة الإنسانيّة والتّجريبيّة على السّواء، وهي ظاهرة جديرة بالاهتمام والدّراسة.
كان رحمه الله وغيره من الأعلام في النصف الأول من القرن الماضي (العشرين) ، كانوا يشكّلون ظواهر يستغرب لها أنصاف المتعلمين اليوم، ممن لا يزيد علمهم على مجموعة محفوظات لقنوها في كراريس، ظنوا بها أنهم حازوا سبقًا كبيرًا يدفعهم للصّدارة والخطابة والفتوى، فكيف بهم إذا كان لهم نبوغ العقاد، أو الرّافعي، أو محمود شاكر، أو سعيد الأفغاني، أو النفّاخ، أو ... الخ؟؟.
والعجب أنك إذا سألت أحدهم عن واحد من هؤلاء القمم الشوامخ، تنطّع لك بإجابة باهتة كأنه في المنام يهذي أو في المقهى مخمور.. من هذا ومن ذاك؟ لا أظنه يرقى أن يُدرس أو أن تكون فيه رسالة، وهو ليست له بضاعة.
ما بضاعتكم إلى بضاعتهم وأنتم من يحملون اليوم أعلى الشهادات العلمية لم تكن لهم؟ وتتصدّرون هيئات ومؤسسات، ولكم فيها مخصّصات وامتيازات ورثتموها كابرًا عن كابر، وتشيحون بوجوهكم مصعّرين إذا ذكر أحد منهم بخير أو قرّظ وأثني عليه ...
والأفغاني واحد من أولئك الدين أحبّوا أن يقوموا للتراث بدأب وصمت وإخلاص، تدفعهم إليه أصالة المنبت وصدق الانتماء، والبعد عن الكِبْر والجاه، ويقينٌ في العودة إلى الله، كأنه يعيد إلى الذاكرة ذلك الجيل الذي حمل دعوة الإسلام في الخافقين، لا يحدوه في ذلك سوى حسن الختام واللحاق بالنبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا، لأن العظماء يتعالون عن صغائر الأمور ومحقّراتها، ولا تصلح لهم إلا العظائم، وهي لا تصلح إلا بهم.
لا ننكر اليوم أنّنا نمرّ بأزمات، أزمة فكر، وأزمة أخلاق، وأزمة ضمير، وأزمة هويّة، ... بصرف النظر عن مشاربنا وتعدّد مذاهبنا، واختلاف اتّجاهاتنا. ولعلّ أزمة الفكر والثقافة واحدة من تلك الأزمات المتراحبة التي تمرّ بها الأمم والشّعوب، وهي أزمة لها هيئاتها ومنظّروها وتتّصل بحركة الأمم وتطوّر مجتمعاتها وانحطاطها؛ فالفكرُ، وسبيله العلم، عزٌّ ترنو النّفوس إليه، وتتصارع الدّول النابضة بالحياة والحافظة للجميل، أن تكون في عداده؛ فكلّ عزّ لا يوطّد بعلم فإلى ذلّ يؤول.
استرعت انتباهي عبارة قرأتها ولا أعرف قائلها: إنّ في أيّامنا هذه أناسًا يتساقطون على أرصفة الفكر. وتساءلت يومها: ما أرصفة الفكر؟ وهل للفكر أرصفة؟ ومن أولئك الذين يتساقطون على أرصفته؟ وتمنّيت لو أنّ أحدنا يفعل ما فعل ابن شهيد الأندلسي في رسالته الأدبية (التّوابع والزّوابع) ، فيصحب معه تابعًا يعرّج به على طائفة من العلماء والمفكّرين، يحاكيهم ويناكفهم في قضيّة الثقافة والفكر، فقد غدت اليوم في قفص الاتهام في الأقبية في غياهب السّجون.
إذا كان الطّريق الواسع المتراحب، له رصيف تعود قيمته وأهميته إلى بيان حدود الطرق وإعطائها صفة جمالية، وإذا كان الرّصيف لطيفًا جميلاً، فمن باب أولى أن يكون الشّارع كذلك.
أما العلم، فهو ضالّة الناس ينشدونها، إنْ أحسنوا التعامل معها، من حيث الدّخول في مقدّماتها والصّبر على غلوائها؛ لأنّ العلم مهيع لا يقطعه إلا رجل ذو صبر وجلد، وخفر وحياء، وفكر ورويّة. لذلك، فهي بالنسبة للناس كالماء للظمآن يطلبه حثيثًا، وما مقدّمات العلم والفكر إلا تلكم الأرصفة، التي يتزاحم الناس عليها ... فلا عجب إذن أن يكون للفكر أرصفة، ليست للعلماء والمفكرين بل للشّادين والمبتدئين، الذين يدّعون علمًا لا يزيد على مجموعة ذخائر اقتنصوها من هنا وهناك.
إنّ الشّدائد عادة تفرز الغثّ من السّمين، والمنتمي من اللامنتمي، ومجاهدَ الفكرة من دعيِّها، ولا تكون ثمّة أزمات إلا في شدائد، ولا تكون محكّات إلا في نكبات، ولا تكون أشواك إلا في صعاب المسالك ... من هنا، فليس من عجب أن يتساقط الناس على الأرصفة، إذا كان هذا حال العلماء يتساقطون ويتهاوون، علماءِ المناصب والأزياء، والأوسمة والشّهادات.
يعيش الفكر أزمة الكلمة والنّموذج، فنماذج الفكر اليوم وأدعياؤه يَقذِفون بكلماتهم باردةً باهتةً، لأنهم تبع لكل ناعق ناعر، تهون عليهم نفوسهم وثقافتهم إنْ كانت لهم ثقافة وهويّة، في سبيل تحقيق مصلحة عاريّة، أو مطمع بدا لهم خيره في الأفق، يحدوهم إلى ذلك غياب وازع الدّين، عداك عن رقابة العقل والضمير، بله لعنة الناس والتاريخ.
ليس عجبًا أن يتساقط الأدعياء على الأرصفة، في زمن يحمل الفكر فيه هبَنّقات وخواجات، يبتغون ألقابًا ووجاهات، ومناصب وحانات، فالفكر بالنسبة لهم دابّة يمتطونها، وكفايتهم لذلك أنهم لا يحسنون قراءة الماضي واستكناهه، ويعجزون في تحليل النصوص وسبر غورها، بل في فهمها واستنطاقها. إنّ بضاعتهم من العلم لطائف ونسائم، وأحقاد وضغائن، أَصَمَّها في آذانهم دهاقنة بحق وحقيق، فراحوا بها كمثل الذي ينعِق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء ...
إنّ أمتنا اليوم انزلق بها رجالها في غياهب ومتاهات لا يرسون بها على برّ؛ فعلماؤها جهّالها، وعملاؤها قادتها. وأمّة هذه حالها، تنصّلت من ماضٍ مشرق، وانساقت إلى الذيليّة والتبعيّة، ليست بمستأهلة للدّخول في عالم الحاضر والمستقبل، فاستقراء الثابت يدعو إلى استشراف المتحوّل.
ونحن أمّة لسنا بِدْعًا من بين الأمم، فلدينا حضارة ناطحت السِّماكين، وأشرقت على أمم فأنبتت لهم حضارات، يشهد على ذلك كلّ من له قلب أو ألقى السّمع وهو شهيد. فلمّا عَقَقْناها صِرنا نقتات على موائد اللئام، بضاعتنا إليهم أنْ أَذِلّوا رؤوسَنا ونكِّسوا راياتِنا، واحرِقوا تراثَنا، وحطِّموا حصونَنا؛ فأنتم السّادة ونحن العبيد!! لكم العيش الرّغيد، والفراش الوثير، ولنا الحرمان والجوع، نفترش الأرض ونلتحف السّماء.
تحضرني هنا مقالة الفيلسوف الفرنسي المشهور (فولتير) ، يوم ذُكر أمامه المصلحان الدّينيان: الرّاهب الألماني مارتن لوثر (1483-1546م) ، والرّاهب الفرنسي جون كلفن (1509-1564م) في عصر التنوير في العصور الوسطى، اللذين كانت لهما جَلَبَة وأَوْج ... فاستذكر الفيلسوفُ محمدًا صلى الله عليه وسلم وما أحدثه في تاريخ الإنسانية، فقال: والله إنهما لا يصلحان أن يكونا نعلين لحذائه صلّى الله عليه وسلم.
ذلكم محمّد النّبي الأمي، الذي كانت أمّيته حجّة على أمّة اتّصفت بالفصاحة والبيان، فعَجَزت أن تجاري القرآن في أسلوبه؛ فمنهم من آمن، ومنهم من كابر وعاند فانكفأ على عقبيه خسر الدنيا والآخرة. وهكذا وقف هؤلاء الأدعياء السّفلة عند الرّصيف، يعدّون الفكر بضاعة مزجاة يكترونها بثمن بخس دراهم معدودة، في زمن أُريد فيه للكلمة الناطقة والعبارة الأبيّة، أن تكون حبيسة اللسان، رهينة الجَنان، وهي حالة مرضيّة ابتليت بها الأمّة يوم ظهر هؤلاء من جحورهم ينادون بالتقدميّة ويحذّرون من الرجعيّة.
ومع ذلك، فإنّ التاريخ لا يرحم، ولن يساوم حتى وإنْ مرّت دهور وأزمان، غابت فيها الحقائق وأُرِيد لها أن تكون في غياهب المجهول، أرادها عبيد السّياسة وأدعياء الفكر ومنظّرو (الرّدهات) و (الدّهاليز) .... غير أنها أزمة ستؤول إلى زوال، فتظهر ثمّة الأيادي الخفيّة تلك المتوضّئة، التي آلت على نفسها أن تكون مع الكلمة الصّادقة والحقيقة الناصعة، المغيّبة عن أجيال وأجيال في ظلام دامس وليل حالك - فيبزغ فجر جديد يفترق الناس فيه راغمين إلى فريقين: فريق إلى جنّات التاريخ، حيث الحُبور والجَذَل والسّرور، وآخر إلى (مزابله) والعياذ بالله، حيث الأدعياء المتراصفون.
والذي دعاني إلى بسط هذه العبارات، هو أنّنا حتّى هذه اللحظة ما أنصفنا علماءَنا المخلصين، وتنكّرنا لهم باسم الحداثة والتّقدّميّة، بل وصفناهم بالرّجعيّة والثّرثرة الأخلاقيّة، بحجّة أنّهم كانوا حصونًا راسخاتٍ في الحفاظ على مقوّمات حضارتنا وبيان ثرائها ونصاعتها.. ولو كانوا أبواقًا لخواجات المستشرقين ومراكز التّجهيل والتّضليل، لباتوا بذلك عباقرةَ القرن وسدنةَ العلم يُشار إليهم بالبنان.
أوّلاً: حياة الأستاذ سعيد الأفغاني وسيرته
مولده ونشأته:
ولد الأستاذ سعيد الأفغاني· في أحد أحياء دمشق القديمة المحيطة بالجامع الأموي سنة 1909م، وقد كان والده (محمد جان) [1] رجلاً من الصالحين، هاجر من بلده (كشمير) ميمّمًا شطر بلاد الشام، واستقرّ به المقام في دمشق، وراح يعمل فيها عملاً متواضعًا، وكان الناس يدعونه بالأفغاني وما هو من بلاد الأفغان.
تزوّج والده في دمشق من عائلة (الأبيض) ، ورُزق بسعيد وأخت له، ثمّ ماتت زوجه وعُمْر سعيد ثلاث سنوات، ليعيش بعيدًا عن حنان أمّه ورعايتها، ما حدا بوالده أن يقف حياته لولدَيْه مربّيًا وبهما رؤوفًا ولهما معلّمًا، فنشأ سعيد في كنفه رحمهما الله نشأة علم وطلب، يقول عن والده [2] : "كان والدي يصطحبني إلى المسجد الأموي بين المغرب والعشاء، فنحضر حلقة درس ثمّ صلاة العشاء ... "، في فترة من أحلك الفترات التي مرّت بها بلاد الشام، وشهدت انحسار الدولة العليّة العثمانيّة، على أيدي جماعة الاتّحاد والتّرقّي ذات المشارب اليهوديّة.
التحق الأفغاني بمدرسة (الأمينية والإسعاف الخيري) [3] ، وكان في السابعة من عمره آخر العهد التركي، ثم دخل الدراسة الابتدائية في التاسعة من عمره سنة 1918 في الحكم الفيصلي، ومنذ سنة 1919 ترافق مع قرينه علي الطنطاوي عند الشيخ صالح التونسي وفي مجالس الشيخ محمد بن بدر الدين الحسني [4] ، وهي السنة التي أنشأت فيها الحكومة العربية دروسًا لمواطني الدولة، هدفها تقوية لغتهم العربية والارتفاع ببيانهم [5] .
وكان لهذه المجالس أثر طيب في بناء شخصيته وتكوين ثقافته وظهور نبوغه، خصوصًا وأنها مرحلة حرجة في تاريخ الدولة، إذْ قامت الدعوات التحررية والإصلاحية ردَّ فعْلٍ على الدعوات الطّورانية والإقليمية بين أجناس الدولة المختلفة، مما دفع بهم أن يتدافعوا لمتابعة الأخبار من الكتب والاعتكاف عليها، يقول الأفغاني في حديث له عن الشيخ محمد رشيد رضا [6] : "ليس المرحوم الشيخ محمد رشيد رضا بالمجهول عنّا اليوم، قرأنا تفسيره وفتاواه وبحوثه في مجلة المنار منذ نعومة أظفارنا".
ثم دخل الدراسة الثانوية بين سنتي (1923-1928) في مدرسة (التجهيز ودار المعلمين) [7] ، وكان من أساتذة العربية فيها: الشيخ عبد الرحمن سلاّم، والشيخ محمد سليم الجندي، والشيخ محمد الداوودي، والشيخ أبو الخير القوّاس، والأستاذ الشاعر محمد البزم، الذين كان لهم أثر كبير في إحداث نقلة في عقول الطلاب، خاصة وأن العربية كانت تسابق الزّمن على أيدي هؤلاء في الوقوف أمام الهجمات الشرسة ضدها، يقول الأفغاني [8] : "وعلى جهود هؤلاء وأمثالهم في بقية المدن الشاميّة ارتفع لواء اللغة العربية في الشام وحمله من بعدهم تلاميذهم".
وقد بلغ من غيرتهم على العربية أنّ أحدهم وهو الأستاذ الجندي، كان ينهى تلاميذه عن كتب المنفلوطي وشعر شوقي وحافظ لأنها برأيه تفسد اللغة، يقول الأستاذ سعيد [9] : "إني والله لا أزال أذكر قوله هذا ونحن في الصّف التاسع، وقد جرح بذلك شعورنا لكثرة ما كنّا نحبّ المنفلوطي".
لذلك ليس من عجب أن تجد أحدهم وقد انتهى من الثانوية، ولديه قدرة فائقة في التدريس تضاهي اليوم من يتخرّجون في المراحل الجامعية الأولى بل ويزيد. يقول الأستاذ سعيد [10] : " وأذ كر أننا ونحن طلاب كنا نلتهم مؤلفات طه حسين وأحمد أمين والزّيات والرافعي والعقاد والمازني وهيكل، كما نتخاطف أعداد (السّياسة الأسبوعية) [11] ، لئلا يفوتنا موضوع من الموضوعات الأدبية الداخلة في منهج الدراسة الثانوية ".
وكان من أقران الأفغاني في ثانوية دمشق أو قبله أو بعده، مجموعة من التلاميذ الذين صار شأنهم في الحياة كبيرًا، وبلغوا منزلة من الفكر والثقافة والبيان، منهم: علي الطنطاوي، ومحمد الجيرودي، وجمال الفرا، وأنور العطار، ومسلم القاسمي، وعبد الغني الكرمي، وعبد الكريم الكرمي، وجميل سلطان، وزكي المحاسني، وأمجد الطرابلسي، وظافر القاسمي، وغيرهم كثير.
وقد سجّل عن بعضهم الأفغاني في كتابه [12] : "ولا أنسى - وكنت تلميذًا ليليًّا فيها (أي ثانوية دمشق) - أنّ عيني ألفت أن أجد على منضدة رفيقي محمد الجيرودي نقيب المحامين فيما بعد، أمالي القالي وبعض أجزاء الأغاني وهو في السنة الثانية من تحصيله الثانوي، كما ألفت رؤية القاموس المحيط بأجزائه الأربعة أمام زكي المحاسني الأديب الشاعر، ودواوين الشعر القديم أمام أنور العطار، وكتب الأدب واللغة مع عبد الغني الكرمي وعبد الكريم الكرمي، وغيرهم إلى جانب كتبهم الدراسية الثانوية".
وكان لهؤلاء الطلاب (وهم في الثانوية) دراية في النقد ودربة في فنون الكلام، وما جاءت لهم هذه الملكة من فراغ، لولا حرص أساتذتهم وتشجيعهم لهم أن تكون اللغة العربية زادهم وكيانهم، فكانوا في جلساتهم لا يتحدثون إلا الفصحى، ويروي الأفغاني (وقد كان طالبًا في ثانوية دمشق) عن الحفلات والمهرجانات يقول:"حتى لأذكر أننا كنا نرجع من الحفلة أو المهرجان أو المحاضرة، فئة من الطلاب الليليين في ثانوية دمشق، نعلّق على الموضوع، وعلى ضعف المحاضر أو قوته في لغته، وفي ذاكرة كلّ منّا الهفوات التي لحق بها المحاضر أو الخطيب، نتفق في الرأي على أكثرها ونناقش في قليل منها مختلفين [13] ".
وإنما جاءت قوّتهم في العربية وقد اكتملت لهم ناصية البيان لأنّهم تعلّموا النحو صغارًا في المرحلة الابتدائية في سلسلة (الدروس النحوية) للمرحوم حفني ناصف ورفاقه، يقول الأفغاني عن هذه السلسلة: " أنهيتها في المرحلة الإعدادية، ولا يحتاج من درس جزأها الأخير (قواعد اللغة العربية) إلى زيادة في نحو ولا صرف ولا بلاغة؛ ما عليه إلا الانصراف إلى أدبنا الصافي وتاريخنا الرائع، يعبّ منهما ما وسعه العبّ، ويتذوّق عبقرية لغته ما أمكنه التذوّق [14] ".
إذن، فثانوية دمشق هي التي أصّلت فيهم محبّة العربية، وهي التي درجت بهم أن يكونوا في يوم من الأيّام أعلامًا في رحابها وكينونتها، إنّها "معقل العروبة وطنيةً ولغة وأدبًا وتاريخًا ونضالاً طويلاً" على حدّ تعبير أستاذنا رحمه الله.
أمّا الجامعة السوريّة، فقد دخلها بين سنتي (1929-1932) ، ولم يمضِ على إنشائها سوى عشر سنوات، ولم يتطرّق في كتابه للحديث عن كلّية الآداب، لأنّ الكلام على عروبتها كما يرى من الفضول، في حين كان معنيًّا بالتأريخ لمعهدي الطبّ والحقوق. غير أنّ تلميذه عبد المجيد القادري أشار [15] إلى أنه رحمه الله كان أحد الذين عملوا على وضع الكلمات الطّبيّة والعلميّة التي تستعمل في الشّرح أثناء إلقاء المحاضرات في مدرّجات كلّيتها الطّبيّة.
وقد تتلمذ علي يديه في جامعة دمشق خاصّة والجامعات العربية عامة، طلابٌ كثيرون توزّعوا في أنحاء الوطن العربي الكبير، ومنهم اليوم أساتذة كبار يحملون رسالة العربية متأثرين بما ثقفوه من منهج الأفغاني الذي غرسه فيهم على إكبار العربية.
وقد أشرف الأفغاني على رسائل جامعية في الماجستير والدكتوراه في دمشق وعمان [16] . وكان رحمه الله قد تزوّج بأخرة ابنة القاضي صلاح الدين الخطيب [17] ، ورُزق منها الابنة الوحيدة (بشرى) ، التي تعدّ أطروحةً لنيل درجة الدكتوراه في التّربية.
وكما انقطع والده بعد وفاة زوجه للعمل وتربية أولاده بعدم الانشغال بأعباء الزوجيّة، كذلك ورث الأفغاني هذه الحالة عن والده، فهو تزوّج بعد الخمسين من عمره، وكان يحبّ العزلة والانفراد كثيراً، منقطعاً للبحث والتحقيق والتأليف، حتى صار القلعة لا تهزّها العواصف الهوجاء، والراسخ الذي امتلأ علمًا وإحاطة بالتراث العربي والفكر المعاصر، فهو وغيره من علماء الشام نتاج دهاقنة العلم وأساطينه ممن تأبّوا على جيل المستعمر وألاعيبه، الانقطاعُ للعلم ديدنهم، والترفّع عن زخارف الدنيا وملذاتها طباعهم.
وقد كان رحمه الله وأنت تقرأ في نتاجه العلمي وكما خبّر عنه تلامذته، يشكل نمطاً فريداً في العلم وعقلية راسخة محايدة، جعلت منه مدرسة يرودها كلّ مصابر مرابط؛ فإنّ انقطاعه للعلم وعكوفه في مجالس الأقدمين، هيّأ له قلمًأ لا تخطئه العبارة، وفكرًا حاضر الذّهن في كلّ حال.
فقد كان شيخنا منذ نعومة أظفاره على وعي بما يجري حوله، وما يُراد بالعربية وأمتها من مكايد ومعضلات، فكانت عقولهم بحقّ أكبر من أعمارهم كما يقولون، انظر إلى هذا الوعي: "كنت فتى حين أَجَبت عضواً من جمعية إسلامية دأبت على إصدار منشورات تطالب العناية بدرس الدّين في مدارس الحكومة، وزيادة حصصه وكان الفرنسيون قد أنقصوها: سألني: ما رأيك في هذا المنشور؟ قلت: أرى صيانةً لدرْس الدّين- أن تطالبوا بإلغائه. فعجب جداً وقال: كيف؟ ولمه؟ قلت: إنّ للدّين حرمةً في النفوس طبيعية، فإذا ألغيتم الدرس بقيت الحرمة، ويتعلم الناشئ دينه في أسرته وفي المسجد، لكن إبقاءه - وبعض مدرسيه يمالئون الفرنسيين - يوحي إلى الأطفال وقد تشبّعوا بروح المقاومة أنّ هذه الممالأة من الدّين فيكفرون به" [18] .
ومن معالم شخصيّته غيرته على الدّين الحنيف، تلحظ ذلك من كلام الأستاذ زهير الشاويش بقوله [19] : "شهدت له مناقشات مع كبار علماء بلدنا المقلّدين، وكان المدافع عن منهج الاتّباع للأدلّة والنّبذ للتقليد الأعمى.. وكان يصحّح للمؤرّخ الصّديق عمر بن خالد الحكيم [20] ما يجد فيه توسّعًا من أخبار ومعلومات، ويردّ على الدكتور سعيد عودة ما يتطاول به على العلاّمة المجاهد الشّيخ كامل القصّاب، ورجل فلسطين الأوّل الحاج أمين الحسيني ... وكانت له مع الطنطاوي جلسات للتقريب بين المذاهب، بعضها مع الشيخ محمد تقي القُمِّي [21] في دار التقريب بمصر".
وليس ذلك غريبًا على باحث سلخ من عمره أشواطًا في دراسة الإمام العلَم ابن حزم الأندلسي، وعاش مع الحضارة العربيّة والإسلاميّة ما أنساه أن يكون أبًا كغيره من العلماء ... انظر إليه في بحثه (معاوية في الأساطير) وقد أعوزته المادّة العلميّة يقول [22] : "في دار الكتب الظاهريّة بدمشق مخطوطتان لتاريخ دمشق الكبير للحافظ ابن عساكر، عكفت على تفليتهما شهورًا طويلة فوجدت فيهما عونًا على موضوعنا، ولفتًا للذهن إلى الطريق اللاّحب بعد أن كنت أسيرًا في بنيّات [23] الطّرق"، وهذا شأنه رحمه الله مع كلّ نتاجه العلمي.
وقد كانت المنتديات الأدبيّة والمقاهي الثّقافيّة والمجالس العلميّة وما زالت إلى اليوم، منتشرة بشكل بارز في سوريّة، خصوصًا في فترة الاحتلال الفرنسي وما بعدها بقليل، حيث كان يجتمع فيها الأدباء والمفكّرون والشّعراء، كلّ يدلي من جانبه في الموضوع المطروح للنقاش، وقد أثمرت هذه اللقاءات ثمارًا طيّبة في إخراج جيل يتسلّح بالعلم، ويتقن العربيّة الفصحى بصرف النظر عن اختصاصه، وكان أثرها في النّاس مجديًا يفوق ما يأخذه الطلاّب في الجامعات.
وأشار الأستاذ زهير الشاويش في مقاله [24] إلى أنه تتلمذ على الأستاذ سعيد الأفغاني في المجالس التي كان يعقدها الشيخ علي الطنطاوي سنة 1945 في المدرسة الأمينيّة، وفي جلسات خاصّة في بعض متنزّهات دمشق في بساتين شارع بغداد أو نهاية خط المهاجرين في سفح قاسيون قرب مصلّى العيد، أو في زيارته التي يتكرّم بها علينا في المكتب الإسلامي، أو في دارنا في الميدان حيث كان يُسرّ مما يسمع من والدي من أحاديث البادية والجهاد.
وكانت له رحمه الله لقاءات خاصّة به يبعد فيها عن ضيق الدّرس ومتاعبه، يجلس إلى أصحاب الحرف في أسواق دمشق (حدّثني بذلك أحد تلامذته) ، يبتعد فيها عن جدليّات الأساتذة في مسائل النحو والصّرف، ليكون قريبًا من العامّة الذين يشكّلون بالنسبة إليه تاريخًا مضيئًا لحقبة من تاريخ الشّام العظيم.
حياته العملية:
بدأ الأفغاني حياته العمليّة بعد نواله الثانوية العامة معلمًا للمرحلة الابتدائية في قرية (منين) قرب دمشق سنة 1928م، وبعدها بسنة عيّن مدرّسًا إكماليًّا في مدرسة (التجارة الإعدادية) حتى سنة 1940م، لينتقل بعدها مدرّسًا للمرحلة الثانوية في مدرسة التجهيز الأولى (ثانوية دمشق) حتى سنة 1946، ثم صار مدرسًا جامعيًا بكلية الآداب في الجامعة السورية منذ سنة 1948.
وانتدب للتعليم في المعهد العالي للمعلمين [25] في 5/11/1950، وقد تدرّج في الجامعة أستاذًا مساعدًا في 16/12/1950، ثم أستاذًا ذا كرسي لعلوم العربية في 1/1/1957، ثم صار رئيسًا لقسم اللغة العربية سنة 1958، ثم انتخب عميدًا لكلية الآداب سنة 1961، وبقي فيه إلى أن تمّت إحالتة إلى التقاعد في الأول من كانون الثاني سنة1969.
وبعد إحالته إلى التقاعد، ولشهرته الذائعة الصيت، تعاقدت معه بعض الجامعات العربية، مثل الجامعة اللبنانية بين سنتي (1968-1971) ، وانتدب خلالها إلى جامعة بيروت العربية انتدابًا إضافيًا، ثم دعته الجامعة الليبية (جامعة بنغازي فيما بعد) للتعاقد معها بين سنتي (1972-1977) ، رأس خلالها قسم اللغة العربية، وكان مسؤولاً فيها عن تحرير مجلة كلية الآداب، ثم لبّى دعوة الجامعة الأردنية سنة 1980، وجامعة الملك سعود في الرياض سنة 1984، لتكون آخر محطاته في العملية التدريسية بسبب كِبَر سنِّه وتعبِ عينيه [26] .
المجامع العلميّة:
تعدّ مجامع اللغة العربية في دمشق والقاهرة وبغداد وعمّان، من أبرز المؤسسات العلمية العربية التي تُعنى بشؤون العربية وتراثها المجيد، وقضاياها المعاصرة، وقدرتها على استيعاب الثورة العلمية والتكنولوجية ترجمة وتعريبًا.
والأفغاني واحد من أولئك الذين أفنوا عمرهم في خدمة العربيّة لغة القرآن المجيد.. فكان لعطائه المتميّز أن انتخب عضوًا مراسلاً [27] في المجمع العلمي العراقي سنة 1960، ثمّ انتخب فيه عضوًا مؤازرًا [28] ، وانتخبه مجمع اللغة العربية في القاهرة عضوًا مراسلاً سنة 1970، ثم أعيد انتخابه فيه عضوًا عاملاً [29] في السادس عشر من شباط سنة 1991، مع أربعة أعضاء آخرين كان المتحدّث باسمهم في حفل الاستقبال.
والأمر الغريب الذي يدعو إلى الدّهشة أنّه رحمه الله لم يكن عضوًا في المجمع العلمي العربي بدمشق - على الرغم من إشارة الأستاذ زهير الشاويش إلى عضويّته فيه- فقد رجعت إلى أسماء أعضاء المجمع فلم أجد له اسمًا من بين أعضائه، وهو ما أكّده لي الدكتور مازن المبارك في رسالته التي أشرت إليها سالفًا. ولست أدري ما سبب غيابه عن العضويّة في المجمع، أهي أسباب خاصّة به أم متعلّقة بغيره؟.
المجلاّت:
كان الأفغاني ينشر بحوثه ومقالاته ومداخلاته في عدد من المجلاّت المشهورة، كمجلّة الرسالة [30] القاهرية وكان له فيها قلم متميّز، حتى إنّ رئيس تحريرها كان " يعرف قدره ويعدّه من أدباء العربية في عصره" [31] ، لما كان يتمتّع به من أسلوب محكم مبين لا غثاثة فيه ولا التواء.
ثمّ كانت له بعض المقالات في مجلّة الثقافة [32] القاهريّة أيضًا، أمّا مجلّة المجمع العلمي العربي في دمشق، فقد كانت له فيها إسهامات وافية، ونُشر له بحث في صحيفة معهد الدراسات الإسلاميّة في مدريد [33] ، وبعض المقالات في مجلّتي العربي والبيان الكويتيّتين، ومجلّة دعوة الحقّ التي تصدرها وزارة الأوقاف المغربيّة، ونشر له غير بحث في مجلّة كلّية الآداب في الجامعة الليبيّة.
وكانت له كتابات في مجلّة رابطة العالم الإسلامي العراقية [34] ، وأخرى أشار لها الدكتور محمود الربداوي في مجلّة رسالة الخليج العربي في الرياض، لم أقف له فيها على كتابات أو بحوث.
أما مجلة مجمع اللغة العربية في القاهرة، فقد كانت معظم بحوثه المقدمة إلى مؤتمرات المجمع السنوية تنشر فيها، وهي بحوث علمية محكمة تمثل جانبًا مهمًا من جوانب شخصية الأفغاني الفكرية واللغوية، وتعبر تعبيرًا صادقًا عن منهجه في تناول العربية وقضاياها.
المؤتمرات والزيارات العلميّة:
أنهى سعيد رحمه الله عمله في وزارة المعارف السّورية كما أشرنا سنة 1946، وحلّ مدرسًا في جامعة دمشق سنة 1948. وفي سنة 1947 كانت له رحمه الله زيارة علمية إلى القاهرة لمتابعة دراسة الدكتوراه مع الشيخ مصطفى الزرقا [35] ، فلما وجدا أنهما أكثر علمًا ممن سيمنحهما هده الشهادات عادا دون دلك، وهي ظاهرة كانت باينة في النصف الأول من القرن الماضي (العشرين) ، فمَن منّا لا يعرف العقاد، أو الرافعي، أو محمود شاكر، أو غيرهم ... قمم شوامخ شكلت حركة فريدة في نسج خيوط للثقافة العربية المعاصرة.
لكن هذا الأمر لم يحل بينه وبين الاطلاع على مكتبات مصر العامرة بالمخطوطات، إذْ كان حبّ الاستطلاع والتنقيب سمة هذا العالم في كل حال. ففي دار الكتب المصرية كان عقد عزمه [36] على نَشْر كتاب أبي علي الفارسي (الحجّة في علل القراءات السبع) [37] لشهرته الواسعة، وعكف على قراءة أجزائه السّتة الضخمة ثم عدل عن ذلك بعزم لتطويله الشديد وضعف تأليفه.
وكانت له زيارة في هذه السنة للدكتور طه حسين، مكلفًا من قبل الدكتور مصطفى فهمي (من مصر) وزير المعارف [38] آنذاك، بإبلاغ الدكتور طه رغبة الجامعة السورية في استضافته شهرًا لإلقاء بعض المحاضرات في كلية الآداب.
وإن جوانب شخصية الأفغاني المتعدّدة، فرضت عليه منذ دخوله جامعة دمشق وبعدها، أن يكون سفيرها في المؤتمرات التي تعقد هنا وهناك. ففي سنة 1956 كان موفدًا من قبل الجامعة لزيارة أقسام اللغة العربية في جامعات أوروبية وعربية مختلفة، إذ أشار إلى هذه الزيارة في غير موضع في كتبه ومقالاته، يقول خلال مشاركته في مهرجان ابن حزم بقرطبة سنة 1963 [39] : " زرت هذه الديار الحبيبة قبل سبع سنين (سبتمبر1956) ، بعد غربة في الأقطار الأوروبية امتدت أربعة أشهر"، ويقول في حديثه عن الأستاذ شكيب أرسلان [40] : "فلما زرت المغرب العزيز في رحلة علمية سنة 1956، أحسست جلالة قدره في نفوس عظمائهم وعلمائهم"، ويقول أثناء وجوده في تونس [41] : "فلما كانت سنة 1956 في شهرها العاشر حللت تونس ورأيت ما كنت أبغي في مخطوطة لكتاب (حجة القراءات) للشيخ أبي زرعة عبد الرحمن بن زنجلة، وأوصيت بعد مطالعتي إياه بتصويره".
وقد مثل جامعة دمشق في فبراير سنة 1961، في حلقة تيسير النحو التي انعقدت في القاهرة بكلية دار العلوم بورقة عنوانها: " نظرات في مشروع تيسير النحو "، وفي السنة نفسها مثّلها في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية في القاهرة، الذي عقد حلقة للدراسات التاريخية والأثرية [42] . واشترك سنة 1962 في المهرجان الألفي لمدينة بغداد وذكرى فيلسوفها الكندي، ودعته جامعة طهران سنة 1963 لزيارتها وإلقاء محاضرتين بها [43] ، وفي هذه السنة مثّل الجامعة في المهرجان الدولي لابن حزم والشعر العربي المنعقد في قرطبة، وشارك فيه ببحث عنوانه: اللغة عند ابن حزم، وألقى تحيّة جامعة دمشق في حفل الافتتاح.
وكلّفته الجامعة أيضًا بالاشتراك باسمها في الموسم الثقافي الذي أقامه " المكتب الدائم لتنسيق التعريب في العالم العربي " في الرباط، غير أنّ "مصيبة عامّة عاقته دون الاشتراك" [44] ، وكان قد كتب مقالته (مع بحوث أخرى) : في سبيل العربية، يتحدث فيها عن جهود الفقيد الكبير السيّد محبّ الدين الخطيب [45] ، "أحد الصابرين الصادقين في رفع راية العربية بدأب وصمت وثبات".
وشارك أثناء تدريسه في الجامعة الليبية (72-1977) ، في المؤتمر الدولي لتاريخ بلاد الشام المنعقد في الجامعة الأردنية [46] ببحث عنوانه: معاوية في الأساطير، وببحث في ملتقى ابن منظور [47] المنعقد بمدينة قفصة بدعوة من وزارة الثقافة التونسية.
صفاته وأخلاقه:
يمكن أن نوجز جلّ ما اتّصف به الأفغاني، وذلك من خلال ما ثقفته في كتابات تلامذته فيه، وقد وقف تلميذه الدكتور محمد الصباغ [48] على معظم صفاته.
كان الأفغاني رحمه الله على مستوى خلقي رفيع، يأخذ نفسه بمكارم الأخلاق، صادق الوعد دقيقاً فيه، عفّ اللسان، يتذوّق النكتة المهذبة من غير إسفاف، ولا يستريح لنظام الاختلاط في التدريس الجامعي.
وكان جريئًا في الحق لا يخشى فيه لومة لائم، وله مواقف محمودة في مقاومة الانتداب الفرنسي والمتعاونين معه، ونصيرًا لدعاة الإسلام الذين يثق بهم. وهو مثل أعلى في الاستقامة، ما تغيّر له نهج، ولا تلوّن له فكر، وما جامل أحدًا في أمر لا يريده، وكانت له بصيرة سديدة في معرفة الرجال لا ينخدع بمظاهرهم، ويتجاوز في تقويمه لهم المظاهر إلى الأعماق، لذلك قَصَر علاقته مع الناس على من يثق بدينهم واستقامتهم وفكرهم، فيعرف لكلّ منهم قدره، ويفرّق بين الحكم على الرجل وذكر تفوّقه العلمي.
وكان يخاف الله ويرعى حدوده، ويحرص على صلاة الجماعة، وينفق نصيبًا من دخله في سبيل الله مخفيًا ذلك عن كلّ من حوله، ويبتعد عن المحرّمات والشبهات في تعاملاته المادّية، بل ينكر على من يتساهل فيها من الناس خصوصًا إذا كانت له سمعة دينيّة.
وكان كما يقول الأستاذ زهير في مقالته السالفة رجلاً نادرًا في خلقه وأدبه، مستقيمًا على الجادّة في تعامله وحياته، صلبًا في عقيدته ومنهجه، متمسّكًا بفهم السلف الصالح، ملتزمًا بالدّليل في عبادته وفقهه، آخذًا بالأحوط فيما يشتبه من أموره.
وقد وصفه تلامذته في الملحق الذي أصدره اتحاد كتّاب العرب بدمشق، بأنّه كان "من سدنة العربيّة في عصرنا "، " صارمًا في شؤونها "، " حاطت به هالة العلماء "، و" جمع الفخر من طرفيه: الجهاد الأكبر (العلمي) والنضال الأمثل (التعليمي) "، فغدا " مَعْلمًا من معالم دراسة العربيّة "، و " أشهر من نار على علم "، " لم ينهر سائلاً ولم يردّ مستفهمًا "، ويحرص على تحدّث الفصحى في المحاضرات والمناظرات والمساجلات.
وفاته:
نعى الأستاذ زهير الشاويش مدير المكتب الإسلامي للنشر والتوزيع في بيروت الأستاذ سعيد الأفغاني رحمه الله يوم الثلاثاء العاشر من شوال سنة 1417هـ- الموافق للثامن عشر من شباط سنة 1997م في مكة المكرمة عن عمر قارب الثمانية والثّمانين عاماً، وبذلك يكون رحمة الله قد حط عصا ترحاله بعد رحلة طويلة، كان فيها مع لغة القران خادماً حميماً ولها معلماً رؤوفًا، وبها باحثاً صدوقاً، " لقي وجه ربه قرير العين؛ لأنه حقق أُمنيتين: أن يدفن في هذا البلد الأمين، وأن يصلّى عليه في الحرم المكّي الشريف " [49] . ولمّا كان أبعد ما يكون رحمه الله عن المظاهر والرّياء، فقد رغب أن " تشيّع جنازته بتواضع دون صخب أو ضجيج " [50] .
رحل الرجل الذي كان شيخًا في صنعته منهجًا وسلوكًا، وفقدت العربية برحيله ابنًا بارًّا بها، قلّ أن تجد مثله نظيرًا، يقول الشيخ علي الطنطاوي رفيق دربه وعديله [51] : " لقد أحسست بوفاته وكأنني فقدت قلبي أو بعض قواي، ولا أدري ما قيمة حياتي بعده "، وكان الشيخ مصطفى الزرقا قد وصفه بالرسوخ في العلم [52] .
وقد رثاه تلميذه الدكتور علي العتوم (من الأردن) أستاذ الأدب الجاهلي في جامعة اليرموك بقصيدة داليّة طويلة (كلّ الممالك) تعدّ مقامة في سيرته وشمائله، بلغت (120) بيتًا على بحر (الكامل) ، نشرها بخطّ يده في صحيفة اللواء الأسبوعية [53] ، عدّد فيها مناقب الأستاذ ومآثره.
ثانيًا: أعماله وآثارُه
نوجز فيما يأتي ثبتًا بمؤلّفات فقيدنا رحمه الله والكتب التي عُني بتحقيقها، وبحوثِه ومقالاتِه ومداخلاتِه وقراءاتِه للكتب ونقدها. وأشير إلى أنّني لم أقف على مسمّيات بعض المواد الآتية:
مشاركته في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية في القاهرة سنة 1961م.
مشاركته في المهرجان الألفي لمدينة بغداد وذكرى فيلسوفها الكندي سنة 1962م.
المحاضرتان اللتان ألقاهما في جامعة طهران سنة 1963م، وقد تكون له محاضرات أخرى لم أقف عليها.
البحث الذي تقدّم به لملتقى ابن منظور في تونس سنة 1972م.
البحوث التي كتبها للموسم الثقافي الذي أقامه "المكتب الدائم لتنسيق التعريب في العالم العربي" في الرباط سنة 1967 كما أظن.
ما نشر له في مجلّة رابطة العالم الإسلامي العراقية.
موادّ أخرى لم أستطع الوقوف عليها استوحيتها من كلمات الدكتور محمود الربداوي حين ترجم لوفاته إذْ قال [54] : "رحل وبين يديه مخطوطات أعمال أقعده المرض عن إتمامها ... وكنت أشعر بالأسى عندما كان يقول لي: غدًا عندما يفارقني المرض سأكمل تحقيق هذا المخطوط، أو سأنهي الفصل الأخير من هذا الكتاب، ويحدّثني عن مشروعات كثيرة تنتظر الإنجاز".
المؤلّفات
لعلّ ما يميّز مؤلفات الأفغاني ومحقّقاته، اختيار الموضوعات التي تدلّ على مرجعيّة تمثّل أرضيّة خصبة للوقوف على معالم تراثنا الإنساني، فقد " كان عالمًا ثبتًا معروفًا في الوطن العربي منذ أوائل الثلاثينات من هذا القرن (يقصد القرن العشرين) في المشرق والمغرب على السواء، يؤكّد ذلك اهتمام دور النشر العربية المعروفة بنشر مؤلّفاته في دمشق والقاهرة " [55] وبيروت. فمن موسوعته (أسواق العرب في الجاهليّة والإسلام) التي تعدّ معلمًا في التأريخ لهذا النشاط الثقافي، إلى (حاضر اللغة العربية في الشام) الكتاب الذي أرّخ للعربية في فترات نحس وانحسار وعدوان، إلى (في أصول النحو) الذي يعدّ مرجعًا في بابه، إلى كتابيه (ابن حزم الأندلسي) و (عائشة والسياسة) اللذين أماطا اللثام عن شخصيتين لهما أثر بارز في التراث الحضاري الإسلامي، ويعدّ رائدًا في الترجمة لهما خاصّة في نشره آثار ابن حزم والحديث عن مذهبه (الظاهريّة) منذ أكثر من ستين سنة.
أسواق العرب في الجاهلية والإسلام:
يقع الكتاب في (540) صفحة وصدر عن المكتبة الهاشميّة في دمشق لأول مرّة سنة 1937، ثمّ أعادت طبعه دار الفكر [56] في بيروت سنة 1960، والطّبعة الثالثة مصوّرة عن الثانية، ثمّ صدر للمرّة الرابعة عن مكتبة العروبة في الكويت سنة 1996 بحلّة قشيبة وزيادات مفيدة. ورأيت خلال تصفّحي (بوساطة شبكة الإنترنت) فهرسَ الكتب الوطنيّة في مدينة (أبو ظبي) ، أنّها تحتوي على نسختين من الكتاب إحداهما نسخة المكتبة الهاشمية، وثانيتهما صادرة عن دار الكتاب الإسلامي في القاهرة سنة 1993م، لعلّها تكون الطبعة الثالثة المصوّرة عن الثانية.
وقد أشار الأستاذ عزّ الدّين التّنوخي إلى أهمّية هذا الكتاب بقوله [57] : " إنّ هذا الكتاب النفيس من أقلّ ما طبع في الشام ومصر أغلاطًا، وأكثر ما نشر فيهما تحقيقًا "، ويشير إلى مضمونه بقوله: " مهّد للكلام عن الأسواق بما هو وثيق العلاقة بموضوعها كبيوع الجاهليّة ورباها، وأسهب في الكلام على قريش الفريق التاجر من العرب؛ وقد تخلّل هذه الأبحاث كثير من الأدب والتاريخ والصناعة والتجارة، وكثير من الوصف لمجالس هذه الأسواق الأدبيّة وبلاغاتها النثريّة والشعريّة ".
ويشير الدكتور عمر الباشا إلى أنّ هذا الكتاب [58] " كان إيضاحًا لجانب هام من مظاهر الحضارة العربية اجتماعيًا وفكريًا وأدبيّا لعصرين يمثلان التراث الأصيل في الجاهلية والإسلام".
وجاءت نهاية الكتاب وهي ظاهرة بادية في جلّ كتبه- بسرد فهارس موضوعية عامّة تمثّل: الآيات القرآنية، والأحاديث النبويّة، والأعلام، والجماعات، والأماكن، والأشعار، والكتب، وفهرس الموضوعات.
ابن حزم الأندلسي ورسالته في المفاضلة بين الصحابة:
صدر عن المكتبة الهاشمية سنة 1940، ويقع في (418) صفحة، وأعادت طبعه دار الفكر للمرّة الثانية سنة 1969.
والكتاب يقع في قسمين، الأول دراسة موضوعيّة عن ابن حزم: عصره، وأصله، ونشأته وشبابه، ومصنّفاته، ومذهبه، وأدبه، وحبّه، وأخلاقه، ومزاجه، وابن حزم والناس، ووفاته - في (150) صفحة، والثاني تحقيق رسالة ابن حزم في المفاضلة بين الصحابة في (130) صفحة، وبقيّة الكتاب تراجم للأشخاص الذين ورد ذكرهم فيها في نيّف وستين صفحة، مذيّلا بفهارس عامّة على عادته في أعماله. يقول عن هذه الرسالة [59] : " أعثرني على هذه الرسالة اشتغالي بالبحث في السّيدة عائشة، وحداني على إعدادها للطبع أنّها كرسالة (الإجابة) ذات علاقة بالسّيدة عائشة، لأنّ ابن حزم ألّفها ليشرح مذهبه في المفاضلة، ومذهبه يجعل أمّهات المؤمنين أفضل الناس بعد الأنبياء، ثمّ يجعل أفضلهنّ خديجة وعائشة ".
الإسلام والمرأة:
صدر عن المكتبة الهاشمية سنة 1945، وصدرت طبعته الثانية عن دار الفكر سنة 1970، ويقع في (130) صفحة.
عائشة والسّياسة:
صدر سنة 1947 عن لجنة التأليف والترجمة والنشر في القاهرة، وأعادت طبعه سنة 1957، وصدرت طبعته الثالثة عن دار الفكر سنة 1971. وهذا الكتاب لا يقلّ شأنًا عن كتاب ابن حزم، ذلك أنه يعالج جانبًا مهمًّا له أثره في تاريخ الأمّة الإسلامية المبكّر: الحزبيّة والسياسة، يقول الأستاذ سعيد رحمه الله [60] : " سلخت سنين في دراسة السيّدة عائشة، كنت فيها حيال معجزة لا يجد القلم إلى وصفها سبيلا، وأخصّ ما يبهرك فيها علم زاخر كالبحر ... ". ويربو الكتاب على (200) صفحة.
مصادر دراسة الأستاذ سعيد الأفغاني (2)
يوسف عبد الله الجوارنة
جامعة الإمارات العربيّة المتّحدة - برنامج اللغة العربية
في أصول النحو:
هذا الكتاب إنّما هو محاضرات أربع كان قدّمها رحمه الله بين يدي منهاج النحو والصرف في شهادة (علوم اللغة العربيّة) [61] : الاحتجاج، والقياس، والاشتقاق، والخلاف بين البصريين والكوفيين - ويقع في (270) صفحة، وصدر عن الجامعة السّورية سنة 1951، وأعادت طبعه سنتي 1957 و1964، ثمّ أعاد طبعه المكتب الإسلامي في بيروت سنة 1987. وفي نهاية الكتاب مسرد للأعلام ويضم: الأفراد، والجماعات، والأماكن، والكتب.
مذكّرات في قواعد اللغة العربيّة:
جاء هذا الكتاب ليلبّي حاجة أكبر قدر ممكن من الطلاب، فصدرت طبعته الأولى عن الجامعة السورية سنة 1955، ليكون جزءًا [62] من منهاج النحو والصّرف لطلبة السنة الأولى بكلّية الآداب. وقد وَضع بين يدي الكتاب ملحوظاتٍ متعلّقة بالشواهد النحويّة، التي جاءت بعد كلّ مبحث نحوي، ليتعوّد الطالب دراسة النحو من خلال الشواهد، وهو منهج ما اعتاده الطلاب في الجامعات العربية، فكان هذا الكتاب أنشودة الطلاب يحفظونه حفظهم السورة من القرآن. وقد أعادت الجامعة طبعه للمرّة الخامسة سنة 1963.
نظرات في اللغة عند ابن حزم:
رسالة صغيرة من (55) صفحة، أصلها بحث شارك به في مهرجان ابن حزم كما أشرت، وأصدرتها جامعة دمشق في كتاب سنة 1963، وأعادت طبعها دار الفكر سنة 1969، وفيها يقول الدكتور محمد خير البقاعي [63] : " كانت هذه المحاضرة تتويجًا لخبرة الأستاذ الأفغاني بمؤلّفات ابن حزم وآرائه "، وأردف: " حريّ بنا أن نشجّع الباحثين اليوم على القيام بدراسات مماثلة لكبار علمائنا، لأنّ جمّاع هذه الدراسات يمكن أن يكون أساسًا لنظريّة لغويّة عربيّة معاصرة ".
من حاضر اللغة العربيّة في الشام:
يقع الكتاب في (227) صفحة، وهو في الأصل محاضرات عن العربية في بلاد الشام، ألقاها على طلبة معهد الدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية سنة 1961، وقد جمع المعهد هذه المحاضرات وأصدرها في كتاب سنة 1962، وأعادت طبعه دار الفكر سنة 1971.
وأشار الدكتور عبد الإله النبهان إلى أهمّية الكتاب فقال [64] : " يعدّ من الكتب الأساسية التي أرّخت للعربية وتصدّت لأعداء العروبة، وسيبقى هذا الكتاب مرجعًا هامًّا لكلّ من رام دراسة تاريخ العربية في العصر الحديث ".
من تاريخ النحو:
يتكوّن هذا الكتاب من قسمين: الأول دراسة حول اللحن ونشأة النحو والخلاف النحوي، مستخرجة من كتابه (في أصول النحو) ، والثاني ملحق للدراسة يتكون من نصوص مختارة لستّة مؤلّفين عظام (سيبويه،..) . والكتاب بمجموعه إنّما وُضع تلبية لحاجة الدارسين في شهادة (فقه اللغة العربية) بكلية الآداب في الجامعة اللبنانية، ويتكوّن من (215) صفحة، وأصدرته دار الفكر سنة 1968، وأعادت طبعه سنة 1978، وهو أيضًا من منشورات مكتبة الفلاح بالكويت سنة 1980.
الموجز في قواعد اللغة العربية وشواهدها:
أشرت إلى أنّ هذا الكتاب هو مجموع ثلاثة [65] أقسام تكوّن منهاج السنة الأولى بكلية الآداب في جامعة دمشق، وجاء بمادّته هذه ليجمع بين مناهج الجامعات في الأقطار العربية مع إضافة مباحث ناقصة لم ينصّ عليها المنهاج اللبناني [66] مع ضرورتها، مراعاة لمناهج بقيّة الجامعات العربية.
وضوابط الشواهد التي وضعها بين يدي كتابه (مذكرات) ، هي نفسها بين يدي هذا الكتاب مع زيادة توضيح، كما أن شواهد هذا الكتاب زادت بزيادة المادة المصاحبة له وكانت بعد كلّ مبحث في مجموعتين: المجموعة (أ) يحتجّ بها لموافقتها الضوابط، والمجموعة (ب) لا يحتجّ بها لمخالفتها واحدًا على الأقل من الضوابط المقرّرة في أوّل الكتاب، الذي جاء في (430) صفحة، وصدرت طبعته الأولى عن دار الفكر سنة 1970، ثمّ توالت طبعاتها له: ط2 سنة 1977، وط3 سنة 1981.
وقد حرص المؤلّف أن يأتي في نهاية الكتاب بفهرس لأصحاب الشواهد مع تحديد وفياتهم بالسنين الهجرية على قدر الإمكان، أو تحديد أزمنتهم.
تعاليق على شواهد الموجز:
يقع في (86) صفحة، وصدر عن دار الفكر سنة 1971. وجاءت هذه التعاليق إتمامًا للفائدة المرجوّة من كتاب (الموجز) ؛ فمعظم الطلاب غير منتظمين في الجامعة اللبنانية، ولعنايته الفائقة هو نفسه بالشواهد كيما تكون منهجًا للطلاب في دراستهم.
أما عدّتها فهي: (318) شاهدًا شعريًّا على المجموعة (أ) ، و (167) شاهدًا على المجموعة (ب) ، و (213) آيةً قرآنيّة، و (13) حديثًا، و (9) شواهد نثرية، وقراءة شاذّة واحدة في المجموعة (ب) ص86 من الموجز، على نصب الفعل المضارع.
ويبدأ كلّ تعليق برقم الشاهد، فالكلمة موضع الاستشهاد، فإعرابها، فإشارة إلى تطبيق القاعدة، وفي المجموعة الثانية بيان سبب عدم الاحتجاج.
وهذه الكتب اللغوية كانت نهضة علميّة في علوم اللغة العربية في الوطن العربي، وتميّزت بالأصالة والجدّة والتوجيه المعرفي، على حدّ تعبير الدكتور عمر الباشا [67] ، وهي طريق لاحبة للانطلاق إلى كتب التراث القديم للوقوف على معالمها ومحاولة استظهارها.
ولعلّ من الفائدة الإشارة هنا إلى أنّ الأستاذ الأفغاني قد كتب في شباط سنة 1968 تقريرًا رفعه إلى الجامعة السورية، أشار فيه إلى أغلاط المنجد والمنجد الأبجدي وطبع في دمشق بفصلة خاصّة من (12) صفحة سنة 1969.
كما ولا أنسى الإشارة إلى لقاء مجلّة الفيصل السعودية [68] مع الأستاذ الأفغاني رحمه الله حول النحو العربي وما يتصل به من قضايا معاصرة، وقد دار اللقاء حول: قضيّة تيسير النحو وخصومة القدماء والمحدثين، وقضيّة ضعف الطلاّب أسبابها وعلاجها، وقضيّة الشّواهد.
وقد ذكر الدكتور محمود الربداوي [69] وهو يعدّد كتب الأفغاني أنّ له كتابًا اسمه (منهج القواعد العربيّة) ، وذكر له الدكتور عفيف عبد الرحمن [70] كتابًا بعنوان (البحث اللغوي في بلاد الشام) . ولم أتبيّن الأوّل منهما إلا إذا كان مخطوطًا، أمّا الثاني فأظنّه كتاب (حاضر اللغة العربية في الشام) .
وأيّ كان، فإنّ هذه المؤلفات بعمقها وفائدتها إنما صدرت عن رجل له دراية ودربة في كتب التراث، وخبرة حافلة في البحث والتدريس، وستبقى علامات دالّة لطلبة العلم والبحث العلمي.
الكتب التي عُني بتحقيقها
إنّ اختيار المرء قطعة من عقله تدلّ على جهله أو فضله كما يُقال، وقد كان الأفغاني يعنى رحمه الله بانتقاء النفيس من المخطوطات؛ فمنهجه " يقوم على اختيار الموضوعات المبتكرة ويتعامل مع الموضوع المختار بدقّة العالم وعمق الباحث [71] "، وهو ما أشار إليه بقوله [72] : "كان من همّتي الولوع بنشر الآثار الأبكار التي لا تكاد تعرف". لذلك جاءت كتبه المحقّقة كما يقول تلميذه الدكتور محمد الصّبّاغ [73] على أعلى درجة من الإتقان والتّثبّت والتعليقات النفيسة الغنيّة بالفوائد.
وقد كان على دراية تامّة بكيفيّة إخراج الكتب وتحقيقها، يقول تلميذه الدكتور صلاح كزارة [74] : " لقد اهتدى أستاذنا الأفغاني منذ أوّل رسالة [75] حقّقها ونشرها سنة 1939 لهدي قواعد تنقد النّص نقدًا خارجيًّا (نقد السند) ، ونقدًا داخليًّا (نقد المتن) "، وأشير إلى أنّه كان يُصدّر كتبه المحقّقة هذه بمقدّمات ضافية وافية، يصف فيها المخطوط وأهمّيته والنّسخ التي اعتمد عليها، ثمّ حديث عن الكتاب وموضوعاته، وتعريف بالمؤلّف ومنهجه في المخطوط ... ثمّ يأتي في نهايتها بفهارس عامّة لها أثرها في خدمة البحث والباحثين.
وكما تجدر الإشارة إلى أنّ الكتب التي سنعدّدها هنا لها صلة وثيقة بمؤلّفاته؛ فقد حقق كتابين لابن حزم وترجَمَتَه في سير أعلام النبلاء، وكتاب الزركشي الإجابة وهو تطبيق على عِلم هذه السيّدة العالمة الفاضلة، إضافة إلى ترجمتها في سير أعلام النبلاء، وعلاقة الأفغاني بالسيّدة عائشة وابن حزم حميمة جدًّا.
وكتب (الإغراب في جدل الإعراب ولمع الأدلّة وحجّة القراءات) لها ارتباط وثيق بمؤلّفه (في أصول النحو) وكلّها صدرت بعده، أمّا (مغني اللبيب) الذي أشرف على تحقيقه ومراجعته، فقد كان يومًا مرجعه في منهاج النحو.
وسوف أعدّد كتبه التي عني بتحقيقها مع الإشارة إلى طبعاتها، وهي:
الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة للإمام بدر الدّين الزركشي (المتوفّى سنة794هـ-) :
صدرت طبعته الأولى عن المكتبة الهاشمية بدمشق سنة 1939، وأعاد طبعه المكتب الإسلامي في بيروت سنة 1970. وقدّم لهذا الكتاب بمقدّمة على جانب كبير من الأهمّية، "هي بحق المثل الأعلى للتحقيق النموذجي، سبق فيما ذكره كثيرًا من المحققين السابقين. وما ذكره في التقديم هو منهج أمثل لكلّ من يتصدّى للتحقيق من العلماء والباحثين" [76] .
رسالة في المفاضلة بين الصحابة لابن حزم الأندلسي المتوفّى سنة 456هـ- (انظر كتابه ابن حزم الأندلسي في المؤلفات) .
سير أعلام النبلاء (الجزء الخاص بترجمة ابن حزم) لشمس الدّين الذّهبي (ت 748هـ-) : صدر في طبعته الأولى سنة 1941 عن المكتبة الهاشمية بدمشق، وأعادت طبعه دار الفكر سنة 1969. وكان نُشٍر منجّمًا في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق (المجلد16: الجزآن 9 (ص387-407) ، و10 (ص433-449) ، سنة1941م) .
سير أعلام النبلاء (الجزء الخاص بترجمة السّيدة عائشة) لشمس الدّين الذّهبي: صدر في طبعته الأولى عن المكتبة الهاشمية سنة 1945، وأعادت طبعه دار الفكر سنة 1970.
تاريخ داريّا ومن نزل بها من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين للقاضي أبي علي الخولاني (من القرن الرّابع الهجري) : أصدره المجمع العلمي العربي في دمشق سنة 1950، وأعادت طبعه دار الفكر مرّتين سنتي 1975و1984، وهو من منشورات جامعة بنغازي في ليبيا.
الإغراب في جدل الإعراب ولمع الأدلة في أصول النحو لابن الأنباري (ت577هـ-) : صدرا في مجلّد واحد عن الجامعة السوريّة سنة 1957، وأعادت طبعهما دار الفكر ثانية سنة 1971.
الإفصاح في شرح أبيات مشكلة الإعراب [77] للحسن بن أسد الفارقي (ت 487هـ-) : أصدرته الجامعة السورية سنة 1958، وأعادت طبعه جامعة بنغازي سنة 1974، وصدر للمرّة الثالثة عن مؤسّسة الرسالة في بيروت سنة 1980.
ملخص إبطال القياس والرأي والاستحسان والتقليد والتعليل لابن حزم: أصدرت طبعته الأولى الجامعة السوريّة سنة 1960، وأعادت دار الفكر طبعه ثانية سنة 1969. يقول الدكتور محمد خير البقاعي عن منهج الأفغاني في مقدّمة الكتاب [78] :" فصّل القول فيما كان أجمله في مقدّمة الكتاب الأول (ابن حزم) ، وهو ظاهرية ابن حزم التي دفعته إلى معاداة القياس مع أنّه ألّف في المنطق، ووضّح أنّ الظاهريّة هي الاتجاه المضادّ لحركة المستهينين بالنصوص ".
مغني اللبيب عن كتب الأعاريب [79] لابن هشام (ت762هـ-) : صدر أولا في دمشق سنة 1964، ثم توالت طبعاته عن دار الفكر في بيروت: (ط2/69، ط3/72، ط5/79، ط6/1985) .
حجة القراءات لأبي زرعة (من مخضرمي المئتين الثالثة والرابعة) : قامت بنشره للمرّة الأولى جامعة بنغازي سنة 1974، وتوالت طبعاته في مؤسّسة الرسالة: ط2/79، ط4/84، ط5/1997.
وقد قام الأفغاني بنشر رسالة السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله (التي بعث بها إلى شيخه في الطّريق محمود أبي الشامات، الحنفي الدّمشقي (المتوفّىسنة 1922م) ، شيخ الطّريقة الشّاذليّة اليشرطيّة، وبيّن فيها سبب خلعه عن الحكم) - في مجلّة العربي [80] الكويتيّة سنة 1972م، وقدّم بين يديها معالم في سيرة السّلطان، ومساومات هرتزل له والتّخطيط لخلعه، وقصّة هذه الوثيقة والهدف منها، ثمّ كلمة عن السلطان رحمه الله في ذاكرة شعبه.
البحوث
• هل في النحو مذهب أندلسي؟: نشر في صحيفة معهد الدراسات الإسلامية بمدريد في المجلّدين 7-8 سنتي 1959-1960، والبحث بنصّه مضمّن في كتابه (من تاريخ النحو) ص98 وما بعدها.
• نظرات في مشروع تيسير النحو [81] : قدّم في مؤتمر (حلقة تيسير النحو) المنعقد في كلية دار العلوم بالقاهرة من 4-9 فبراير سنة 1961، والبحث مضمّن في كتابه (من حاضر اللغة العربية) ص201-211.
• معاوية في الأساطير: قدّم في المؤتمر الدولي لتاريخ بلاد الشام من القرن السادس حتى القرن السابع عشر، المنعقد في الجامعة الأردنية بعمّان من20-25نيسان سنة 1974. والبحث منشور ضمن الكتاب الصادر عن المؤتمر ونشرت طبعته الأولى الدار المتحدة في عمان سنة1974. ونشره الأستاذ أيضّا في مجلة كلية الآداب بجامعة بنغازي ع6 سنة 1974؛ إذ كان يعمل لدى الجامعة الليبية.
• الاحتجاج للقراءات: نشر في مجلة مجمع اللغة العربية في القاهرة ع34 سنة 1974، وضمّنه الأستاذ في مقدمة تحقيقه كتاب (حجّة القراءات) لأبي زرعة.
• تصحيح الأصول: قدّم في مؤتمر الدورة 40 لمجمع اللغة العربية في القاهرة سنة 1974، وتبعته مناقشة حادة. وقد أدرجته في مقتطفاتها مجلّة اللسان العربي في الجزء الأول من المجلد السادس عشر ص234.
• البناء على الشاهد الأبتر: قدّم في مؤتمر الدورة 41 لمجمع القاهرة سنة 1975، ونشر في مجلّة كلية الآداب في الجامعة الليبية، ع7، سنة 1975.
• العمل فيما له روايتان من الشواهد: قدّم في مؤتمر الدورة 42 لمجمع القاهرة سنة 1976، ونشر في مجلّة كلّية الآداب في الجامعة الليبية، ع8، سنة 1976.
• محنة إلى زوال: قدّم في مؤتمر الدورة 43 لمجمع القاهرة سنة 1977.
• جهود المجمع العلمي الأول في خدمة العربية في الشام: نشر في مجلة مجمع القاهرة ع39 سنة 1977.
• من قصة العامية في الشام: قدّم في مؤتمر الدورة 44 لمجمع القاهرة سنة 1978، ونشر في مجلة المجمع ع41 سنة 1978.
• آخر ساجع في الشام: قدّم في مؤتمر الدورة 45 لمجمع القاهرة سنة 1979، ونشر في مجلة المجمع ع43 سنة 1979.
• من غرائب الأساليب: قدّم في مؤتمر الدورة 47 لمجمع القاهرة سنة 1981، ونشر في مجلة المجمع ع47 سنة 1981.
• مع الأخفش الأوسط في كتابه معاني القرآن: نشر في مجلة مجمع القاهرة ع48 سنة 1981.
• لغة الخبر الصحفي: قدّم في مؤتمر الدورة 49 لمجمع القاهرة سنة 1983، ونشر في مجلة المجمع ع51 سنة 1983.
• مزاعم الصعوبة في لغتنا: قدم بمناسبة احتفالات مجمع القاهرة بعيده الخمسين من (20-24) فبراير سنة 1984، ونشر في مجلة المجمع ع53 سنة 1984.
• ثلاث كلمات للاستعمال العام: قدّم في مؤتمر الدورة 50 لمجمع القاهرة سنة 1984، ونشر في مجلة المجمع ع54 سنة 1984.
• من معاني (إلاّ) في القرآن: قدّم في مؤتمر الدورة 51 لمجمع القاهرة سنة 1985، ونشر في مجلة المجمع ع56 سنة 1985.
• التربية عند ابن حزم: ضمن كتاب "من أعلام التربية العربية الإسلامية" المجلد الثاني، الصادر عن مكتب التربية العربي لدول الخليج بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والمجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية، 1409هـ-.
• حياة كلمة: قدّم في مؤتمر الدورة 58 لمجمع القاهرة سنة 1992، ونشر في مجلة المجمع ع74 سنة 1994.
المقالات
• دين المتنبّي (بمناسبة المهرجان الألفي لأبي الطيب في دمشق من 23-29/تموز سنة 1936) : مجلّة الرّسالة (العددان161،162/ سنة 1936) .
• حول نبوة المتنبي: رد نُشر في الرسالة (ع170 سنة 1936) على مقال الأستاذ محمود شاكر " نبوة المتنبي" المنشور في الرسالة (ع167سنة1936) .
• حول نبوة المتنبي أيضًا: (رد نشر في الرسالة (ع174/1936) على مقالي الأستاذ محمود شاكر "نبوة المتنبي أيضًا " المنشورين في الرسالة (العددان 171،172/1936) .
• من مشاهد عكاظ المؤثرة (بمناسبة ذكرى المولد النبوي) : الرسالة (ع203/1937) . والمقال من كتاب الأستاذ سعيد " أسواق العرب " الذي كان يعدّه للطبع وصدر بعده سنة 1937.
• جهاد شهيد (من ثمرات الهجرة) : الرسالة (ع247/1938) .
• الجاحظ والسياسة: مجلة الثقافة المصرية (السنة الأولى/ع15/1939) .
• تعريف بكتاب الإجابة للزركشي: مجلة الثقافة المصرية (س1/ع19/1939) .
• ابن حزم الإمام المحب: مجلة الثقافة المصرية (س2، الأعداد 70،68،67، سنة1940) ، وهذه المقالات ملخّص بحث قام به عن ابن حزم وقد نشرت طبعته الأولى المكتبة الهاشمية بدمشق سنة 1940.
• أضرار التشجيع: الرسالة (ع366/1940) .
• معارج الأحداث: الرسالة (ع460/1942) .
• رسالة الطالب (مهداة إلى طلاب العرب في جميع الأقطار) : الرسالة (ع465/1942) .
• عائشة والسياسة: الرسالة (العددان314، 315 سنة 1939) .
• المرأة والسياسة: الرسالة (ع647/1945) .
• الصهيوني الأول (مهداة إلى الأقلام النبيلة المجندة لنصرة فلسطين) : الرسالة (العددان 651 سنة1945، و662 سنة 1946) .
• من نكبات الحزبية في تاريخنا: الرسالة (ع703/1946) .
• معاوية بين يدي عائشة: الرسالة (ع714/1947) .
• حذارِ يا سيدتي: الرسالة (ع731/1947) . والمقالات من (عائشة والسّياسة إلى حذار يا سيّدتي) من كتاب الأستاذ سعيد (عائشة والسياسة) الذي كان يعده للطبع، وصدرت طبعته الأولى فيما بعد سنة 1947.
• تاريخ مفترى للسلطان عبد الحميد: مجلة البيان الكويتية (ع35/1969) .
• في سبيل العربية: مجلة دعوة الحق المغربية (س13/ العددان 10،9/1970) .
• وثيقة وعبرتها (1) : مجلة دعوة الحق المغربية (س14/ع10/1972) .
• وثيقة وعبرتها (2) : مجلة دعوة الحق المغربية (س15/ع1/1972) .
• إنصافًا لطه حسين (دعوة لمراجعة كتابي حديث الأربعاء وفي الشعر الجاهلي) : مجلّة العربي (ع218/1977) .
• قصة الخط الحديدي الحجازي لم تتمّ فصولا..: مجلّة العربي (ع280/1982) .
المداخلات
(استدراكات وتعقيبات وردود وتحقيقات)
• موضوع النحت في مجلة مجمع دمشق: كلمة حياد نشرها في (م14/1936ص147-152) بين مارون غصن الذي كتب في (م13ص300) مقالا بعنوان: النحت في العربي وسيلة لتوسيع اللغة [82]- وسليم الجندي الذي رد عليه في (م13 ص359) .
• حول مقالة الطموح عند المتنبي (كافور وسيف الدولة في نظر الحق والتاريخ) : رد نشر في مجلة مجمع دمشق (م15/1937ص78-82) على مقالة علي رضا (الطموح عند المتنبي) المنشورة في مجلة المجمع (م14/1936) .
• رجاء إلى علماء العربية والاستشراق حول (السّرار) نشره في مجلة مجمع دمشق (م15/ 1937/ص313-314) .
• استدراك حول كتاب الإجابة نشره في مجلة مجمع دمشق (م16/1941/ص335-336) ، ورد على البيطار الذي كتب عنه في المجلة نفسها (م16/1941/ص129-132) .
• استدراك في مجلة الرسالة (ع422/1941ص993) على ما جاء في مقال غزوة حنين المنشور في الرسالة (ع417) حول ما نسب للرسول أنّه سئل عن الخوارج ...
• تحقيق نشر في الرسالة (ع431/1941ص1346-1347) يمنع نسبة الحديث الوارد في مقال غزوة حنين في الرسالة (ع417) المنسوب للرسول عن الخوارج.
• تهافت حول الإجابة أيضا: رد نشر في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق (م17/1942/ص285-287) على مسلم الميداني الذي كتب عنه في المجلة نفسها (م16/1946/ص526-527) .
• ملاحظات لغوية نشرت في مجلة مجمع دمشق (م17/1942/ص381-382) على مقالة (الأوهام العاثرة) للكرملي المنشورة في المجلة نفسها (م17/1942/ص106-112) .
• تبرئة القضاء العربي من وصمة: رد نشر في مجلّة الرسالة (ع450/1942ص227) على ما أورد صاحب مقال (التبعة والعقوبة في المجتمع البشري) المنشور في الرسالة (ع445) من أن العرب أقروا شهادة الحيوان أمام القضاء.
• أولية سوق عكاظ: تصحيح نشر في الرسالة (ع454/1942ص337) لما ذكره الأستاذ علي حسن في الرسالة (ع451) مصحِّحًا لما في دائرة معارف وجدي عن افتتاح سوق عكاظ.
• تصحيح بعض العبارات نشرت في مجلة مجمع دمشق (م17/1942/ص190-191) لناشِرَيْ كتاب الإمتاع والمؤانسة (طبع لجنة التأليف والترجمة والنشر) .
• استدراكان لغويان نشرا في الرسالة (ع479/1942ص869) على تصحيحات الكرملي للجزء الثاني من الإمتاع والمؤانسة المنشورة في الرسالة (ع475) .
• تصحيح نشر في الرسالة (ع491/1942ص1109) لبعض سقطات الكرملي المنشورة في الرسالة (ع487) .
• الكرملي في قبضة الحق نشر في الرسالة (ع492/1942ص1126) .
• تصحيح نشر في الرسالة (ع493/1942ص1151) لرواية الحديث الذي رواه الكرملي ونشره في الرسالة (ع487) عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم.
• في النقد اللغوي رد نشر في مجلة مجمع دمشق (م19/1944/ص188-191) على أجوبة الكرملي على ملاحظاته اللغوية المنشورة في مجلة المجمع (م18/1943/ص476-479) .
• إرشاد نشر في الرسالة (ع554/1944ص156) لمن طلب في الرسالة (ع549) معلومات عن الشيخ محمد الطنطاوي.
• حول تاريخ داريا: تصحيح أخطاء نشرها في مجلة مجمع دمشق (م26/ج1/1951ص156) دل عليها سالم الكرنكوي.
• حول تصحيح سبعة أسطر: رد نشر في مجلة مجمع دمشق (م29/ج1/1954ص155-157) على محمد دهمان الذي كتب في المجلة نفسها (م28ج2/1953ص333-334) : تصحيح سبعة أسطر في تاريخ داريا.
• نسخة سادسة من قصيدة الواعظ الأندلسي في مناقب السيدة عائشة: تعقيب نشر في مجلة مجمع دمشق (م49ج3/1974ص658-661) على الأستاذ عبد الله كنون الذي يرى في مجلة المجمع (م48/ ص747) أنه السباق لنشرها.
• تعقيب نشر في مجلة العربي (ع239/1978ص138-139) على ما جاء في استطلاع (البحث عن مواقع التاريخ تحت رمال الجزيرة العربية المنشور في العربي ع234/1978) عن سوق عكاظ.
• تعقيب نشر في مجلة العربي (ع239/1978ص139) على ما جاء في مقال الدكتور محمد الدسوقي (عندما تحدث طه حسين عن كتبه) المنشور في المجلّة نفسها (ع234/1978) من نسبته للأفغاني أن طه لم يرجع عن رأي له في كتابه (في الشعر الجاهلي) .
المحاضرات والكلمات
• المرأة العربيّة في نشأة الإسلام: محاضرة ألقيت في قاعة مجمع دمشق في (5/12/1941م) .
• تحيّة جامعة دمشق: خطاب ألقاه في حفل افتتاح الذكرى المئوية التاسعة لوفاة ابن حزم في قصر قرطبة (قاعة الزليج) في 12/5/1963.
• الدكتور حسني سبح: قدّم في مؤتمر الدورة 57 لمجمع القاهرة سنة 1991، وهو حديث ترجم فيه لحياة الدكتور سبح الذي وافته المنية صباح يوم الأربعاء الموافق 31/12/1986، وجهودِه في خدمة العربية. وفي هذه السنة (1991) انتخب مجمع القاهرة الأستاذ الأفغاني ليحل عضوًا عاملاً محلّ الدكتور حسني رحمه الله.
• كلمة الأعضاء الخمسة الجدد في مجمع اللغة العربية في القاهرة: ألقاها بمناسبة انتخابه عضوًا عاملاً في 16/2/1991.
وأعتقد أنّ هناك الكثير من محاضراته التي لم أستطع الوقوف عليها، أرجو أن أوفّق إليها..!!
مع الكتب
(قراءة وتعريف ونقد)
ميدان كان أثره الكبير في الناس يتعلّمون فيه العربيّة من خلال تقارير يرفعها أهل الاختصاص إلى المجمع العلمي العربي في دمشق، وقد أشار إلى ذلك رحمه الله في معرض حديثه في الباب الثالث عن عمل المجمع العلمي في خدمة اللغة فقال [83] : " كانت الخطّة أن يُعهد إلى مختصّ من أعضاء المجمع أو غيرهم بدراسة كلّ كتاب يرد إلى المجمع، ونشر تقرير عنه في المجلّة يُعنى بالموضوع والأسلوب والحسنات والمآخذ ".
وقد وقفت على مجموعة من الكتب التي كانت للأفغاني رحمه الله له فيها وَقَفات متأنّية، تعريفًا بالكتاب وقراءة ونقدًا علميًّا، يهدف إلى تهذيب الكتاب ممّا علق به من شوائب غابت عن المؤلّف، يُقبل عليها بصدر رحب بعيدًا عن التشنّج والانحراف الذي يمارس هذه الأيام، مع أناس تحار في وصفهم بل تعرض عن ذكرهم، فما بضاعتهم مع أولئك الأساطين الذين أوفوا على الغاية بارّين بالعربية مخلصين.
والكتب التي أشرت إليها هي:
• كمال أتاتورك لمحمد محمد توفيق: كتب عنه في مجلة المجمع العلمي العربي في دمشق (م14/1936/ ص467-470) .
• ابن عبد ربه وعقده لجبرائيل سليمان جبّور: قرّظ له في مجلة مجمع دمشق (م15/1937، ص488-492) .
• مصطلح التاريخ لأسد رستم: كتب عنه في مجلة الثقافة المصرية (س2/ع90/1940، ص38-40) .
• نبذة العصر في أخبار ملوك بني نصر لمؤلف مجهول، نشره ألفريد البستاني، وعرّف به الأفغاني في مجلة مجمع دمشق (م16/1941/ص133-136) .
• كتاب الذخيرة [84] (لابن بسّام) أيضا: ملاحظات رفعها إلى الأساتيذ الأجلاّء محقّقي الكتاب نشرها في مجلة مجمع دمشق (م16/1941/ ص235-237) .
• رحلة الوزير في افتكاك الأسير للوزير محمد عبد الوهاب الغساني، نشره ألفريد البستاني: تلخيصٌ وتصحيحٌ نشره في مجلة مجمع دمشق (م16/1941/ ص269-278) .
• معرض الآراء الحديثة (العدد التاسع من عيون الأدب الغربي) لِ ج. لويس دكنسن، تعريب محمد رفعة: ملاحظات رفعها إلى المعرّب نشرها في مجلة مجمع دمشق (م16/1941/ ص371-375) .
• المعجم العربي نشأته وتطوره لحسين نصّار: كتب عنه في مجلة المجمع في دمشق (م44/1969/ ص913-924) .
• الأعلام العربية لإبراهيم السامرائي: بعض ملاحظات نشرها في مجلة مجمع دمشق (م44/1969/ص925-926) .
• صانعو التاريخ العربي لفيليب حتّي، ترجمة أنيس فريحة: دراسة نشرها في مجلة كلية الآداب-جامعة بنغازي بعنوان (ظاهرة وكتاب) في العدد السادس سنة 1974 (ص225-239) .
• معاني القرآن للأخفش الأوسط (تعريف ونقد) ، تحقيق فائز الحمد: وَقَفات من عمل المحقق عرض لها في مجلة مجمع اللغة العربية في القاهرة (الجزء46/1980/ ص188-194) .
الخاتمة
كنت في الصّفحات السّابقة قد تناولت شخصيّة الأستاذ سعيد الأفغاني، عالم العربيّة والنّحو العربيّ في بلاد الشّام في القرن العشرين، من جانبين: الأوّل منهما تحدّثت فيه عن سيرته وحياته؛ ميلاده ونشأته، وحياته العمليّة، والمجلاّت التي كان يكتب فيها، والمؤتمرات التي حضرها، والمجامع العلميّة التي كان عضوًا فيها، وصفاته وأخلاقه، ووفاته.
والثاني كان قائمة (بيبلوغرافيّة) بما نتج عن قلم الأفغاني رحمه الله من كتابات وتحقيقات في سبعة أقسام: المؤلّفات، والكتب التي عُني بتحقيقها، والبحوث، والمقالات، والمداخلات، والمحاضرات، ومع الكتب في قراءاته لها وتعليقه عليها.
وقد خلصت من هذا البحث إلى أنّ صاحبنا سعيد الأفغانيّ رحمه الله كان:
موسوعيًّا على طريقة العلماء العرب القدامى ممّن يحملون من كلّ علم بطرف، مع أنّه لا يحمل سوى إجازة في علوم العربيّة من جامعة دمشق.
مدرسةً في التّأليف والتّحقيق والتّأريخ، ونتاجه المتميّز يشهد له بذلك.
صاحبَ منهجٍ قويم في التّعليم والتّحليل، ما تغيّر فيه ولا تبدّل بتغيّر الأحوال وتبدّل الأزمان.
لذلك أقترح على المؤسّسات الأكاديميّة العلميّة، أو دور النّشر، أو أصحاب الصّدقات الجارية، أن يقوموا على تراث هذا العالِم الجليل الزّاخر بإعادة نشره، بأن تطبع كتبه طبعات جديدة، وأن يجمع ما تناثر له من بحوث ومقالات وغيرها في كتب خاصّة، كيما تكون قريبة بين يدي الباحثين.
وأوصي طلاّب العلم في مجال الدّراسات اللغويّة خاصّة، أن يتناولوا دراسة هذه الشّخصيّة، لأنّ فيها مادّة غنيّة وخصبة للبحث والتّأليف.
• ممّا وقع تحت يديّ وفيه ترجمات للأستاذ سعيد:
أوّلاً: قبل وفاته:
ما ظفرت به منثورًا في نتاجه وأعماله.
عبد القادر عيّاش: معجم المؤلفين السوريين في القرن العشرين، دار الفكر، ط1، 1985.
اتحاد الكتاب العرب: ملحق الأعلام رقم 64 (سعيد الأفغاني) ، جريدة الأسبوع الأدبيّ، دمشق، 1994. وتضمّن الملحق الموادّ الآتية:
سمر روحي الفيصل: سعيد الأفغاني (الافتتاحية) .
بطاقة تعريف.
د. عبد الإله نبهان: الأفغاني مؤرخ العربية.
د. عمر موسى باشا: الأفغاني الشامي معلم الجيل.
د. فايز الداية: صورة الأفغاني العالم والمعلم.
د. منى الياس: من دروس الأفغاني.
مظهر الحجي: الأفغاني أستاذًا.
د. محمد خير البقاعي: الأفغاني وابن حزم.
حسان فلاح أوغلي: الأفغاني ومذكراته في النحو.
د. صلاح كزارة: الأفغاني محقّقًا.
شوقي ضيف: الأستاذ سعيد الأفغاني (تعريف به بمناسبة انتخابه عضوًا عاملاً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة) ، مجلّة المجمع، القاهرة، ج72، 1993.
ثانيًا: بعد وفاته:
الأستاذ زهير الشاويش: (نقاط مضيئة من حياة الأفغاني) ، صحيفة اللواء، الأردن، ع1241، 1997.
الدكتور مازن مبارك: (الأستاذ الأفغاني خسرناه رجلا ... ) ، جريدة الثورة، دمشق، ع، 1997.
الدكتور محمد الصبّاغ: (العلامة سعيد الأفغاني فقيد العربية) ، مجلة المجتمع، الكويت، ع1243، 1997.
عبد المجيد القادري: (التجاهل الإعلامي لوفاة سعيد الأفغاني) ، مجلة المجتمع، الكويت، ع1246، 1997.
(رحيل سعيد الأفغاني) ، مجلة الفيصل، السعودية، ع245، 1997.
الدكتور محمود الربداوي: (ورحل الأستاذ سعيد الأفغاني) ، مجلّة الفيصل، السعودية، ع246، 1997
__________
1. د. محمد الصباغ، سعيد الأفغاني فقيد العربية، ص52.
http://www.fikr.com/freebooks/afghani/
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/84)
سعيد بن مسفر
الدولة: السعودية
سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته:
هو سعيد بن مسفر بن مفرح القحطاني، ولد عام 1361 هجرية بمدينة أبها بالمملكة العربية السعودية.
الحالة الوظيفية: عمل في الوظائف التعليمية لمدة 30 عاماً ثم تفرغ للدعوة إلى الله.
الحالة التعليمية: حصل على بكالوريوس الشريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع الجنوب عام 1401 هجرية.
نال درجة الماجستير في العقيدة من جامعة أم القرى بمكة المكرمة عام 1415 هجرية.
حصل على الدكتوراه في العقيدة من جامعة أم القرى بمكة المكرمة عام 1418 هجرية.
الاهتمامات الدعوية:
أهتماماته الدعوية مركز على قضايا الإيمان ومشاكل الشباب وشؤون الأسرة ويعتمد اسلوبه على البساطة وعدم التكلف وقوة الإثار والجذب بكثرة إيراد القصص وضرب الأمثلة وبعض الطرف والنوادر
توبة الشيخ سعيد بن مسفر
في لقاء مفتوح مع الشيخ سعيد بن مسفر - حفظه الله - طلب منه بعض الحاضرين أن يتحدث عن بداية هدايته فقال: حقيقة.. لكل هداية بداية.. ثم قال: بفطرتي كنت أؤمن بالله، وحينما كنت في سن الصغر أمارس العبادات كان ينتابني شيء من الضعف والتسويف على أمل أن أكبر وأن أبلغ مبلغ الرجال فكنت أتساهل في فترات معينة بالصلاة فإذا حضرت جنازة أو مقبرة، أو سمعت موعظة في مسجد ازدادت عندي نسبة الإيمان فأحافظ على الصلاة فترة معينة مع السنن ثم بعد أسبوع أو أسبوعين أترك السنن.. وبعد أسبوعين أترك الفريضة حتى تأتي مناسبة أخرى تدفعني إلى أن أصلي. وبعد أن بلغت مبلغ الرجال وسن الحلم لم أستفد من ذلك المبلغ شيئا وإنما بقيت على وضعي في التمرد وعدم المحافظة على الصلاة بدقة لأن من شب على شيء شاب عليه. وتزوجت.. فكنت أصلي أحيانا وأترك أحيانا على الرغم من إيماني الفطري بالله.. حتى شاء الله- تبارك وتعالى - في مناسبة من المناسبات كنت فيها مع أخ لي في الله وهو الشيخ سليمان بن محمد بن فايع - بارك الله فيه - وهذا كان في سنة 1387هـ- نزلت من مكتبي - وأنا مفتش في التربية الرياضية - وكنت ألبس الزي الرياضي والتقيت به على باب إدارة التعليم وهو نازل من قسم الشئون المالية فحييته لأن كان زميل الدراسة وبعد التحية أردت أن أودعه فقال لي إلى أين؟ وكان هذا في رمضان - فقلت له: إلى البيت لأنام.. وكنت في العادة أخرج من العمل ثم أنام إلى المغرب ولا أصلي العصر إلا إذا استيقظت قبل المغرب وأنا صائم.. فقال لي: لم يبق على صلاة العصر إلا قليلا فما رأيك لو نتمشى قليلا؟ فوافقته على ذلك ومشينا على أقدامنا وصعدنا إلى السد (سد وادي أبها) - ولم يكن آنذاك سدا - وكان هناك غدير وأشجار ورياحين طيبة فجلسنا هناك حتى دخل وقت صلاة العصر وتوضأنا وصلينا ثم رجعنا وفي الطريق ونحن عائدون.. ويده بيدي قرأ علي حديثا كأنما أسمعه لأول مرة وأنا قد سمعته من قبل لأنه حديث مشهور.. لكن حينما كان يقرأه كان قلبي ينفتح له حتى كأني أسمعه لأول مرة.. هذا الحديث هو حديث البراء بن عازب رضي الله عنه الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه قال البراء رضي الله عنه: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت في الأرض فرفع رأسه فقال: استعيذوا بالله من عذاب القبر - قالها مرتين أو ثلاثا - ثم قال: " عن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه…" الحديث. فذكر الحديث بطوله من أوله إلى آخره وانتهى من الحديث حينهما دخلنا أبها وهناك سنفترق حيث سيذهب كل واحد منا إلى بيته فقلت له: يا أخي من أين أتيت بهذا الحديث؟ قال: هذا الحديث في كتاب رياض الصالحين فقلت له: وأنت أي كتاب تقرأ؟ قال: اقرأ كتاب الكبائر للذهبي.. فودعته.. وذهبت مباشرة إلى المكتبة - ولم يكن في أبها آنذاك إلى مكتبة واحدة وهي مكتبة التوفيق- فاشتريت كتاب الكبائر وكتاب رياض الصالحين وهذان الكتابان أو كتابين أقتنيهما. وفي الطريق وأنا متوجه إلى البيت قلت لنفسي: أنا الآن على مفترق الطرق وأمامي الآن طريقان الطريق الأول طريق الإيمان الموصل إلى الجنة، والطريق الثاني طريق الكفر والنفاق والمعاصي الموصل إلى النار وأنا الآن أقف بينهما فأي الطريقين أختار؟. العقل يأمرني باتباع الطريق الأول.. والنفس الأمارة بالسوء تأمرني باتباع الطريق الثاني وتمنيني وتقول لي: إنك ما زلت في ريعان الشباب وباب التوبة مفتوح إلى يوم القيامة فبإمكانك التوبة فيما بعد. هذه الأفكار والوساوس كانت تدور في ذهني وأنا في طريقي إلى البيت.. وصلت إلى البيت وأفطرت وبعد صلاة المغرب صليت العشاء تلك الليلة وصلاة التراويح ولم أذكر أني صليت التراويح كاملة إلا تلك الليلة. وكنت قبلها أصلي ركعتين فقط ثم أنصرف وأحيانا إذا رأيت أبي أصلي أربعا ثم أنصرف.. أما في تلك الليلة فقد صليت التراويح كاملة.. وانصرفت من الصلاة وتوجهت بعدها إلى الشيخ سليمان في بيته، فوجدته خارجا من المسجد فذهبت معه إلى البيت وقرأنا في تلك الليلة - في أول كتاب الكبائر - أربع كبائر الكبيرة الأولى الشرك بالله والكبيرة الثانية السحر والكبيرة الثالثة قتل الصلاة وانتهينا من القراءة قبل وقت السحور فقلت لصاحبي: أن نحن من هذا الكلام؟ فقال: هذا موجود في كتب أهل العلم ونحن غافلون عنه.. فقلت: والناس أيضا في غفلة عنه فلا بد أن نقرأ عليهم هذا الكلام. قال: ومن يقرأ؟ قلت له: أنت. قال: بل أنت.. واختلفنا من يقرأ وأخيرا استقر الرأي علي أن أقرأ أنا فأتينا بدفتر وسجلنا في الكبيرة الرابعة كبيرة ترك الصلاة. وفي الأسبوع نفسه، وفي يوم الجمعة وقفت في مسجد الخشع الأعلى الذي بجوار مركز الدعوة بأبها- ولم يكن في أبها غير هذا الجامع إلا الجامع الكبير- فوقفت فيه بعد صلاة الجمعة وقرأت على الناس هذه الموعظة المؤثرة التي كانت سببا - ولله الحمد - في هدايتي واستقامتي وأسأل. الله أن يثبتنا وإياكم على دينه إنه سميع مجيب.
-------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/85)
سعيد عبد العظيم
اسمه ونشأته:
سعيد عبد العظيم على محمد
ولد في الإسكندرية في 11/10/ 1952م
المؤهلات العلمية والعملية:
- بكالوريوس الطب والجراحة عام 1978 م
- خطيب مسجد الفتح بمصطفى كامل بالاسكندرية
- دعي الشيخ لبعض المؤتمرات بامريكا ومؤتمر المرأة بالكويت وأمستردام
- شارك فى الاشراف على مجلة الحكمة التى تصدر فى لندن فى فترة سابقة
- دروس ومحاضرات فى العديد من المساجد بمصر
- قام بعمل رحلات دعوية الى قطر وفرنسا وايطاليا واليونان
- كتب بعض المؤلفات والتى أسأل الله أن ينفع بها وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم
مثل:
هيا بنا نؤمن ساعة
وعاشروهن بالمعروف
الديمقراطية فى الميزان
ضوابط شرعية لتحقيق الأخوة الإيمانية
ضوابط شرعية للألعاب الرياضية
الصدق منجاة
خطورة التليفزيون
خطورة التليفون
إلى كل عامل وموظف يؤمن بالله
اللهم لك أسلمت
الله أكبر
الموتى يتكلمون
الاصطياف
الإشكالية المعاصرة فى تربية الطفل
رسالة لأهل الفن
الدولة اليهودية العالمية دولة اسرائيل الكبرى
الزواج العرفى
نظرات فى مسألة تعدد الزوجات
أمارات الساعة الآتية
تحصيل الزاد لتحقيق الجهاد
معجزات النبي صلى الله عليه وسلم
كيف تحل مشاكلنا
كيف تنال السعادة الحقيقية
الكفارات أسباب وصفات
الخطب والوعظ والتذكير
إلى الفتاة المؤمنة
حياة القلوب
الأتقياء الأخفياء
وعند الله تجتمع الخصوم
دعوة أهل الكتاب للدخول فى دين رب العباد
أخطاء شائعة فى البيوع
الرقية النافعة للأمراض الشائعة
الصرع (أسبابه وعلاجه)
يمحق الله الربا
خلق المسلم
الإنارة فى الحج والعمرة والزيارة
قصص الأنبياء (عظات وعبر)
قصص الصحابة
دروس الزمان فى شهر الصيام
ابن تيمية فقيه عصره
الشهرة وعالم الأضواء
الوصية بالأشهر العربية
ارشاد الطالب لتحقيق أهم المطالب
فتاوى اللجنة الدائمة
ماذا بعد رمضان
وبالوالدين احساناً (أسباب عقوق الأبناء)
كيف تحقق غنى النفس
صور من الطغيان المادي
_____________________
المصدر: موقع طريق الإسلام: www.islamway.com(1/86)
سليم بن عيد بن محمد بن حسين الهلالي
نسبه ونسبته:
هو الشيخ السلفي، الأثري، ربيع الشام، صاحب التصانيف المنهجية الفريدة، والتحقيقات العلمية العزيزة؛ سليم بن عيد بن محمد بن حسين الهلالي؛ نسبة إلى قبيلة بني هلال، التي تمتد أصولها إلى نجد في الجزيرة العربية، ثم رحل الأجداد وسكنوا بئر السبع، وبعد نكبة فلسطين استوطنوا الخليل حيث ولد الشيخ.
- ولادته: ولد بتاريخ (1377هـ- = 1957م) .
- أسرته ونشأته وطلبه للعلم:
نشأ في بيت صلاح ودين، هاجر وأهل بيته إلى الأردن سنة (1387هـ- = 1967م) من آثار حرب اليهود - لعنهم الله - واستقر في الأردن، حيث أنهى الدراسة النظامية، وأكمل دراسته في كلية العلوم، ثم درس اللغة العربية، ثم الدراسات الإسلامية.
ابتدأ طلبه للعلم الشرعي في السابعة عشر من عمره، حيث كانت بداية لقائه مع الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - في الأردن؛ نتيجة مناظرات الشيخ الألباني لجماعة التكفير، ثم تواصل اللقاء مع الشيخ ناصر الدين الألباني، ورحل إليه في دمشق الشام في بداية (1978م) حيث حضر دروسه وقتئذ؛ في شرح كتاب ((الترغيب والترهيب)) للمنذري. قرأ على الشيخ طلائع كتابه ((تصفية الظلال)) ؛ وبخاصه مسائل الإستواء ووحدة الوجود ومسائل الصفات.
رحل الشيخ إلى باكستان والتقى بعلمائها؛ حيث أجازه الشيخ عطاء الله حنيف، والشيخ بديع الدين الراشدي، وأخوه محب الدين، والشيخ محمد عبده فلاح، والشيخ حسن عبد الغفار.
ورحل إلى الحجاز والتقى بالشيخ حماد الأنصاري، والشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين - رحمهم الله -، والشيخ عبد المحسن العباد - حفظه الله -. وكانت له مراسلات مع الشيخ محمد تقي الدين الهلالي المغربي - رحمه الله - في عام (1403هـ) .
- مشاهير شيوخه:
1 - الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -.
2 - الشيخ حماد الأنصاري - رحمه الله -.
3 - الشيخ عطاء الله حنيف - رحمه الله -.
4 - الشيخ محب الدين الراشدي - رحمه الله -.
5 - الشيخ بديع الدين الراشدي - رحمه الله -.
- ثناء العلماء عليه:
أثنى عليه كثير من أهل العلم؛ منهم:
الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -، والشيخ الدكتور ربيع المدخلي - حفظه الله -؛ حيث أن الشيخ سليم الهلالي قدم لفضيلة الشيخ ربيع على كتابه ((منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف)) .
وأثنى عليه - أيضاً - الشيخ مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله - في كتابه ((المخرج من الفتنة)) (ص 185) : ((وهبوا أنكم انتصرتم على أهل السنة باليمن؛ الدعاة إلى الله؛ فماذا تصنعون بالأخ سليم الهلالي صاحب الجماعات الإسلامية؟ …)) .
- وأيضاً - الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد في كتابه: ((تحريف النصوص من مآخذ أهل الأهواء في الاستدلال)) (93 - 94) قال: ((…وأن التحريف داء ساري المفعول في كل من غلا، واتبع الهوى. وهي أمثلة نبه على كثير منها علماء العصر، وأبناء الوقت في عدد من الأقطار، في قلب جزيرة العرب ((الديار السعودية)) وفي مصر، والشام، والهند، والباكستان، والمغرب، وغيرها، منهم:…
الشيخ سليم الهلالي؛ في كتابه: ((المنهل الرقراق)) )) .
وقال فضيلة الشيخ محمد عمر بازمول - حفظه الله -: ((الشيخ ربيع بن هادي هو ربيع الحجاز، والشيخ مقبل الوادعي ربيع اليمن، والشيخ سليم بن عيد الهلالي ربيع الشام)) .
جهوده الدعوية:
1 - من مؤسسي مجلة (الأصالة) ، ومحرريها، وكتابها.
2 - من مؤسسي مركز الإمام الألباني للدراسات المنهجية والأبحاث العلمية.
3 - عقد حلق العلم والإفتاء.
4 - المشاركة في المؤتمرات الإسلامية، واللقاءات الدعوية، والدورات العلمية؛ في عدد من دول العالم، مرات متعددة؛ مثل: أمريكا، بريطانيا، ألمانيا، هولندا، فرنسا،… وغيرها.
5 - كان له عدد من المقالات في جريدة (المسلمون) .
6 - كان من ضمن العلماء الخمسة المشاركين في مناقشة مع التكفيريين؛ من أجل إصلاح حال الجزائر انظر: جريدة (القبس) الكويتية العدد 9544 - (8 شوال 1420هـ-) الموافق (14 / 1 / 2000م) .
http://www.alhelaly.net/pages/tarjameh.htm
-------------
بواسطة العضو ابو ابراهيم الكويتي(1/87)
سليمان بن عبد الرحمن الحمدان
(1322 - 1397 هـ- 1904 - 1977 م)
ولد في مدينة المجمعة عاصمة سدير بالسعودية، وقرأ على علماء المجمعة والرياض والحجاز. ودرس عليه طلبة كثيرون.
تولى قضاء مكة في المحكمة المستعجلة.
وكانت لديه مكتبة ضخمة، ما بين مخطوطات نفيسة أثرية ومطبوعات.
من مؤلفاته:
- البراهين والأدلة الكافية في القناعة برفع المسيح وأن نزوله من أشراط الساعة.
- الدر النضيد على أبواب التوحيد.
-------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/88)
سليمان بن ناصر بن عبد الله العلوان
ولد في مدينة بريدة ونشأ بها، وكان مولده عام 1389هـ
ويكبره من الأخوة ثلاثة ذكور ودونه من الأخوة أيضاً خمسة ذكور
تزوج عام 1410هـ- وله من الأبناء ثلاثة ذكور أكبرهم عبد الله وله من العمر تسع سنوات.
بدأ الشيخ في طلب العلم عام 1404هـ- وله من العمر خمسة عشر سنة تقريباً، وكان آنذاك في مرحلة الثالث متوسط، وبعد التخرج من المتوسطة، التحق بأحد المعاهد الثانوية لفترة لا تتجاوز خمسة عشر يوماً، وبعد ذلك قرر ترك الدراسة النظامية، والتفرغ التام لطلب العلم الشرعي والتلقي عن العلماء، ومطالعة الكتب، فقد كان شديد الميل للحفظ والقراءة في علوم مختلفة، ومنذ بداية طلبه للعلم وهو متفرغ له ويقضي أكثر يومه في الحفظ والمذاكرة والقراءة في الكتب.
طريقة الشيخ في طلب العلم:
بدأ الشيخ أولاً بحفظ القرآن وفرغ منه عام 1407هـ-، وحفظ كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، والعقيدة الواسطية، والفتوى الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية، والبيقونية، وكانت هذه المحفوظات في بداية الطلب، وكان يقرأ حينها في كتب ابن تيمية وابن القيم والسيرة لابن هشام والبداية والنهاية لابن كثير، ومؤلفات ابن رجب، ومؤلفات أئمة الدعوة النجدية، وكان الشيخ يتردد على مجموعة من المشايخ يحفظ عليهم بعض المتون على حسب تخصصاتهم، وكانت الدروس يومياً عدا يوم الجمعة، وكان يختلف في اليوم على أربعة من المشايخ وذلك بعد الفجر وبعد الظهر وبعد المغرب وبعد العشاء.
وكان حريصاً أشد الحرص على حفظ المتون العلمية في كل الفنون، ولم يكن يحفظ المتن حتى يقرأ شرحه ويفهم معناه، وفي الفقه كان يحرص على معرفة المذاهب الأخرى حتى بدأ بحفظ المذاهب الأربعة، زيادة على ذلك اجتهادات واختيارات الإمام ابن حزم وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم.
وسألت الشيخ: كم ساعة تمضيها يومياً في القراءة هذه الأيام؟ .
فأجاب: أقرأ في اليوم بما يزيد على خمسة عشر ساعة، وهي موزعة بين الحفظ والمذاكرة والمطالعة.
ثم سألته: زيادة على قراءتك في كتب العقيدة والحديث والفقه والنحو، هل كنت تقرأ في الكتب الفكرية للتعرف على أحوال العالم ومآسي المسلمين وما يحاك لهم من إفساد فكري وكيد عسكري؟
فأجاب: قد كنت أقرأ هذه الكتب في بداية الطلب، ومن أوائل ما قرأت كتاب واقعنا المعاصر لمحمد قطب، والمخططات الاستعمارية لمكافحة الإسلام لمحمد الصواف، وفي هذه الأيام أقرأ في هذه الكتب كثيراً، وقد قرأت إلى ساعة كتابة هذه السطور ما يزيد على مئتي كتاب، كما أني قرأت أهم الكتب في أصول الرافضة والزيدية والمعتزلة وغيرها من الفرق الضالة.
وسألت الشيخ: فقلت له لم تذكر شيئاً من كتب الأدب، ومؤلفات الأدباء، هل يعني أنك لا تقرأ فيها؟ .
فأجاب: لا يعني هذا أني لم أقرأ في هذه الكتب، فقد قرأت مؤلفات الجاحظ كلها، والكامل للمبرد، ومؤلفات ابن قتيبة وخزانة الأدب، وشروح المعلقات السبع، ومجموعة من دواوين الأدب المشهورة، ونظرت في كتب كثيرة من مؤلفات المتأخرين، وقرأت مؤلفات مصطفى الرافعي، وبعض مؤلفات عباس العقاد، والنظرات بأجزائه الثلاثة للمنفلوطي، ومؤلفات محمود محمد شاكر، وسيد قطب، وآخرين من كبار أُدباء هذا العصر.
وسألت الشيخ: عن طريقة تدوينه للفوائد التي يقع عليها أثناء قراءته؟
فأجاب: كنت في أثناء الطلب أخصص لكل كتاب أقرأه أوراقاً خاصة ألخص فيها أهم ما في الكتاب من مسائل وفوائد وإشكالات وغيرها، أما هذه الأيام فإني لا أفعل ذلك بل ألخص الفوائد التي في الكتاب على صفحته الأولى فأكتب رأس المسألة ورقم الصفحة أمامها، ليتسنى لي الرجوع إليها عند الحاجة.
مشايخه وقراءاته
وقرأ الشيخ على بعض العلماء في القصيم وكان منهم:
1- فضيلة الشيخ الفقيه / صالح بن إبراهيم البليهي،2- حفظ عليه كتاب التوحيد وعمدة الأحكام
3- وقرأ عليه السلسبيل (المجلد الأول منه)
4- وبلوغ المرام (إلى كتاب النكاح) .
5- وفضيلة الشيخ / المحدث عبد الله الدويش
6- حفظ عليه كتاب التوحيد كله
7- والعقيدة الواسطية والفتوى الحموية والآجرومية.
8- وفضيلة الشيخ / عبد الله محمد الحسين أبا الخيل،9- حفظ عليه نخبة الفكر،10- والبيقونية والفتوى الحموية والرحبية وبلوغ المرام،11- وقرأ عليه شرح الطحاوية وجامع الأصول لابن الأثير وصحيح البخاري وسنن أبي داود وغيرها.
12- وفضيلة الشيخ / محمد بن سليمان العليط،13- حفظ عليه الأصول الثلاثة،14- وبعض زاد المستقنع وسلم الأصول لحافظ حكمي،15- وفضل الإسلام لمحمد بن عبد الوهاب،16- وقرأ عليه جامع العلوم والحكم لابن رجب وزاد المعاد لابن القيم وغيرها.
17- وفضيلة الشيخ / محمد بن فهد الرشودي،18- حفظ عليه الورقات لابن الجويني،19- وبلوغ المرام لابن حجر،20- والمنتقى من أخبار المصطفى لمجد الدين أبي البركات ابن تيمية،21- ومسائل الجاهلية لمحمد بن عبد الوهاب،22- والكلم الطيب لابن تيمية،23- والفوائد الجلية في المباحث الفرضية للشيخ ابن باز،24- وغيرها كثير.
25- وفضيلة الشيخ / أحمد بن ناصر العلوان،26- حفظ عليه الآجرومية،27- وأكثر ألفية ابن مالك،28- وقد حفظ من النحو أيضاً ملحة الإعراب.
29- وقد قرأ الشيخ أيضاً على مجموعة من طلبة العلم في بريدة وذلك في بداية الطلب،30- وحفظ عليهم آداب المشي إلى الصلاة بجزأيه وكشف الشبهات والأصول الثلاثة.
وقد رحل الشيخ إلى المدينة النبوية عام 1413هـ-
والتقى فيها بفضيلة الشيخ / حماد الأنصاري، في بيته على وجه الزيارة فجرى معه بحث في بعض المسائل الحديثية، فعرض عليه الإجازة، فأجازه في الأمهات الست ومسند الإمام أحمد وموطأ مالك وصحيحي ابن خزيمة وابن حبان ومصنفي عبد الرزاق وابن أبي شيبة، وأجازه أيضاً في تفسير ابن جرير وابن كثير، وفي النحو أجازه في ألفية ابن مالك وبعض المؤلفات الفقهية وغيرها، وسمع من الشيخ الحديث المسلسل بالأولية (الراحمون يرحمهم الرحمن..) وهو أول حديث يسمعه بالإسناد إلى رسول الله وكان ذلك بتاريخ 18/8/1413هـ-
ورحل الشيخ إلى مكة مرات متكررة للعمرة والقراءة على علمائها.
وقرأ فيها على فضيلة الشيخ / محمد الأنصاري، في أصول الفقه.
وقرأ فيها على فضيلة الشيخ / ابن صالح المالي، في أوجز المسالك وفي شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك.
والتقى فيها بفضيلة الشيخ / عبد الوكيل بن عبد الحق الهاشمي، وطلب منه الإجازة وسمع منه بعض سور القرآن فأجازه برواية حفص عن عاصم، وطلب منه سماع بعض محفوظاته لا سيما شيء من صحيح البخاري، فأجازه في الأمهات الست والموطأ وفي تفسير ابن جرير وابن كثير وغيرها، وكان ذلك أيضاً عام 1413هـ-.
وقد أجاز الشيخ جمع كثير من أهل العلم، وبعضهم كاتبه في ذلك ولم يره مثل الشيخ صالح بن أحمد بن محمد بن إدريس، فقد أجازه في القرآن والأمهات الست وغيرها.
وسألت الشيخ: عن معنى الإجازة التي أعطيت له من علماء مكة والمدينة في بعض الكتب ومنها الأمهات الست وما المقصود بها؟
فأجاب: الإجازة من مطالب السلف الصالحين والرواية بها والعمل بالمروي بها مشهور بين الأئمة المحدثين، وطلب الإجازة لإحياء رسوم الإسناد طريق معهود عند العلماء المحققين وهي أنواع:
1- منها أن يدفع الشيخ للطالب مروياته ومسموعاته بالأسانيد عن مشايخه ويجيزه برواية ذلك عنه.
2- ومنها أن يسمع الطالب من شيخه أحاديث يرويها بالأسانيد إلى رسول الله.
3- ومنها أن يكتب الشيخ مسموعه لحاضر أو غائب بخطه مقروناً بالإجازة كأجزتك بهذه المسموعات.
وفيه غير ذلك من أنواع الإجازة، وقد تيسر لي الإجازة في الأنواع الثلاثة، نسأل الله الإخلاص في القول والعمل.
وسألت الشيخ: عن طريقة حفظه للأسانيد؟
فأجاب: بأنه كان يحفظ الحديث بطرقه كلها فحين يريد حفظ حديث من صحيح البخاري كحديث عمر ((إنما الأعمال بالنيات)) فإنه يجمع طرقه في جميع مواطنه من الصحيح ثم يحفظها ثم ينتقل إلى صحيح مسلم وينظر في ملتقى الطرق ويضمها إلى أسانيد البخاري.
وإذا رأى الحديث في صحيح مسلم مروياً من طريق غير طريق البخاري فإنه يحفظه.
وإذا كان الحديث عند الأربعة فإنه يحفظ الإسناد من ملتقى الطرق عندهم وإذا اختلفت الأسانيد حفظها كلها.
وإذا كان في متن أحدهم زيادة على ما عند الآخر كزيادة تُروى في سنن أبي داود ولم يروها الثلاثة فإنه يحفظ طريق هذه الزيادة وهكذا يصنع في الأحاديث المسندة الأُخرى.
وللشيخ من الكتب والرسائل:
1- تنبيه الأخيار على عدم فناء النار، 2- الأمالي المكية على المنظومة البيقونية، 3- التبيان في شرح نواقض الإسلام، 4- شرح بلوغ المرام مطبوع بالحاسب، 5- تنبيه الأمة على وجوب الأخذ بالكتاب والسنة، 6- التوكيد في وجوب الاعتناء بالتوحيد، 7 - الكشاف عن ضلالات حسن السقاف، 8 - إتحاف أهل الفضل والإنصاف بنقض كتاب ابن الجوزي دفع شبه التشبيه وتعليقات السقاف (طبع منه الآن مجلدان) ، 9 - القول المبين في إثبات الصورة لرب العالمين، 10 - مهمات المسائل في المسح على الخفين، 11 - الإجابة المختصرة في التنبيه على حفظ المتون المختصرة، 12- الاستنفار للذب عن الصحابة الأخيار، 13- القول الرشيد في حقيقة التوحيد، 14- الإعلام بوجوب التثبت في رواية الحديث 15- أحكام قيام الليل، 16 - ألا إن نصر الله قريب، 17 - مجموعة رسائل وفتاوى.
وللشيخ بعض الكتب لم تطبع إلى الآن كفتح الإله شرح آداب المشي إلى الصلاة (مجلدان مخطوطان) ، الدرر حاشية نخبة الفكر (مخطوط) شرح كتاب التوحيد، وشرح الأصول الثلاثة، وشرح الرحبية في الفرائض، والتعقبات على زاد المستقنع، وحكم الصلاة على الميت الغائب، وحكم الاحتفال بالأعياد وغيرها.
وقد بدأ الشيخ في التدريس والإفادة في بيته عام 1410هـ- وفي عام 1411هـ- انتقل للإفادة والتدريس في المسجد. وكانت الدروس طوال الأسبوع بعد صلاة الفجر والظهر والمغرب عدا يوم الجمعة.
وقدشرح من الكتب في الحديث صحيح البخاري، وجامع أبي عيسى الترمذي، وسنن أبي داود، وموطأ مالك، وبلوغ المرام، وعمدة الأحكام، والأربعين النووية، وغيرها.
وفي المصطلح الموقظة للذهبي ومختصر علوم الحديث للحافظ ابن كثير وشرح السخاوي على ألفية العراقي.
وفي العلل: الجزء المطبوع من العلل لعلي ابن المديني والتمييز لمسلم وشرح ابن رجب على علل الترمذي.
وفي العقيدة شرح التدمرية، والفتوى الحموية، والعقيدة الواسطية، وكتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، والشريعة للآجري، والسنة لعبد الله بن الإمام أحمد، والسنة لابن نصر، والإبانة لابن بطة، والصواعق لابن القيم، والنونية لابن القيم وغيرها.
وفي الفقه شرح زاد المستقنع، ومتن أبي شجاع في الفقه الشافعي، والروضة الندية لصديق حسن خان، وحاشية الروض المربع لابن قاسم، وعمدة الفقه لابن قدامة، والرحبية في الفرائض، والورقات في أصول الفقه، ومراقي السعود وغيرها.
وفي النحو شرح الآجرومية، والملحة، وألفية ابن مالك.
وفي التفسير شرح تفسير ابن كثير، وتفسير الجلالين، وتفسير البغوي.
ثم أوقف الشيخ عن التدريس في المسجد عام 1417هـ- لأسباب غير معروفة ولا يزال موقوفاً حتى اليوم.
وقد جرت محاولات ومساعي لإعادة دروسه ولم يحصل من ذلك شيء، وقد كتب فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله إلى عدد من المسؤولين، يطالبهم فيها بإعادة الدروس للشيخ وتمكين الناس من الاستفادة منه، غير أن هذا لم يُجد وقوبل بالرفض، وقد كان الشيخ ابن باز رحمه الله من قبل ذلك يحث الشيخ سليمان على الصبر وملازمة الدروس والتدريس، ويثني على مؤلفاته وذلك في خطاب وجهه إليه ونصه:
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأبن المكرم فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان وفقه الله لما فيه رضاه وزاده من العلم والإيمان آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فقد اطلعت على بعض مؤلفاتكم وقرأت بعض ما كتبتم في الرد على ابن الجوزي والسقاف فسررت بذلك كثيراً، وحمدت الله سبحانه على ما وفقكم له من فقه في الدين، والتمسك بالعقيدة السلفية وتدريسها للطلبة والرد على من خالفها فجزاكم الله خيراً وضاعف مثوبتكم وزادكم من العلم والهدى، وجعلنا وإياكم وسائر إخواننا من عباده الصالحين وحزبه المفلحين، إنه ولي ذلك والقادر عليه، ونوصيكم بتقوى الله سبحانه وبذل الوسع في تعليم الناس العلم الشرعي وحثهم على العمل به والعناية بمسائل العقيدة الصحيحة وإيضاحها للطلبة ولغيرهم في دروسكم الخاصة والعامة، وترغيب الناس من الطلبة وغيرهم في الإكثار من قراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه والعمل به والعناية بسنة الرسول الثابتة عنه، والاستفادة منها لأنها الوحي الثاني وهي المفسرة لكتاب الله والمبينة لما قد يخفى من معانيه، سدد الله خطاكم وزادكم من العلم النافع والعمل الصالح وثبتنا وإياكم على الهدى وجعلنا وإياكم من حزبه المفلحين وأوليائه المتقين ومن الدعاة إليه على بصيرة إنه جواد كريم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.،،،
مفتي المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
الرقم: 840/خ التاريخ 11/5/1417هـ-
*ولقد لاقي الشيخ كغيره من العلماء معارضة على بعض فتاواه، واتهم بأنه يذهب في بعض المسائل بخلاف الإجماع، وكان يلاقي بسبب ذلك قسوة وشدة من أقرانه وآخرين، وهذا مما جعله يزداد حماساً لتوضيح أقواله ونصرها بما بان له من أدلة الكتاب والسنة، لا سيما دعوى مخالفته للإجماع، فكان كثيراً ما يثبت أن بعض المسائل ليس فيها إجماع كما يدعى فيها وذلك بنقل بعض أقوال الأئمة التي تخالف دعوى الإجماع.
فسألت الشيخ: عما أثير حوله في بداية الإفادة بأن له مسائل شاذة يخالف فيها الإجماع؟
فأجاب: كانت أهم هذه المسائل المثارة والادعاءات في مخالفة الإجماع، القول بأن الشخص صفة لله، والقول بجواز قراءة الجنب للقرآن، والقول بطهارة الخمر ودم الإنسان، والقول بجواز التحلل من الإحرام برمي جمرة العقبة، والقول بعدم وجوب الدم على من ترك واجباً أو فعل محظوراً في الحج أو العمرة في غير ما جاء به النص، وغيرها من المسائل التي لم يصح في شيء منها إجماع. وإليك البيان:
أولاً: القول بأن الشخص صفة لله، والمنازعة في ذلك من غرائب العلم وعجائب المسائل، وأعجبُ من ذلك دعوى الإجماع، وهم عاجزون عن نسبة ذلك إلى عالم معتبر، والأحاديث ظاهرة في إثبات هذه الصفة لله تعالى ولا يخالف في ذلك أحد من أهل السنة، قال المغيرة بن شعبة عن النبي قال (لا شخص أغير من الله) الحديث رواه أحمد ومسلم في صحيحه وقال البخاري في صحيحه (باب قول النبي لا شخص أغير من الله) وقال عبيد الله بن عمر عن عبد الملك (لا شخص أغير من الله) .
وقال القواريري، " ليس حديث أشد على الجهمية من هذا الحديث.. ".
وفي حديث لقيط بن عامر قال النبي (فتنظرون إليه وينظر إليكم) قال لقيط وكيف ونحن ملء الأرض وهو شخص واحد ينظر إلينا وننظر إليه.. الحديث.
ورواه ابن خزيمة وعبد الله بن الإمام أحمد وصححه ابن مندة وقال " لا ينكر هذا الحديث إلا جاحد أو جاهل أو مخالف للكتاب والسنة " وصححه ابن القيم، وهو ظاهر في إثبات صفة الشخص لله تعالى، وبينت ذلك بأكثر من هذا في كتابي إتحاف أهل الفضل والإنصاف بنقض كتاب ابن الجوزي دفع شبه التشبيه وتعليقات السقاف، وكتابي الآخر القول المبين في إثبات الصورة لرب العالمين.
ثانياً: القول بطهارة دم الإنسان وطهارة الخمر، فقد قلت بذلك لأنه لم يثبت دليل على نجاستهما، والأصل في المياه الطهارة حتى يثبت دليل على خلاف ذلك.
أما نجاسة الخمر، فقد ظن بعض الأخوة وجود إجماع على ذلك، والأمر ليس كذلك، فقد ذهب إلى طهارتها، ابن سيرين والليث بن سعد واختاره كثير من المتأخرين وهو الصحيح، لأنه الأصل ولا يجوز العدول عن ذلك بدون دليل.
ثالثاً: القول بجواز قراءة الجنب للقرآن، وغاية ما في هذه المسألة أن يذهب الجمهور إلى منع الجنب من قراءة القرآن وهذا ليس بإجماع بالاتفاق، والعلم ليس محصوراً بآراء الأئمة الأربعة ولا غيرهم من الفقهاء السبعة.
وقد ذهب ابن عباس إلى جواز قراءة الجنب للقرآن رواه البخاري معلقاً، وهو قول سعيد بن المسيب رواه عنه عبد الرزاق في مصنفه وسنده صحيح، وقول سعيد بن جبير ورجحه داود والطبري وابن حزم وابن المنذر وروي عن مالك وهو ظاهر تبويب البخاري في صحيحه، وقد كتبت في ذلك رسالة مطبوعة في مجلة الحكمة العدد الخامس.
رابعاً: القول بعدم وجوب الدم على من ترك واجباً أو فعل محظوراً، فإن القول بوجوب الدم لم يقم عليه إجماع، والأصل براءة الذمة وأموال المسلمين معصومة بعصمة دمائهم فلا يجب منها شيء إلا بدليل وهذا قول ابن حزم ونصره الشوكاني وغيره.
وقد دل الدليل على وجوب الدم أو ما ينوب عنه في خمسة مواضع دون ما عداها وهي:
1- فدية حلق الرأس وهي على التخيير.
2- دم الإحصار لعدو أو مرض.
3- فدية الوطء قبل التحلل الأول ثبت القول بهذا عن ابن عباس وابن عمر وعبد الله بن عمرو،4- ونقل الإجماع على ذلك ابن المنذر وابن عبد البر والقرطبي وابن قدامة والنووي وغيرهم.
5- جزاء قتل صيد البر للمحرم.
6- دم التمتع والقران.
فهذه هي مواضع إيجاب الدم ولا أقول بغيرها، ولي رسالة مطولة في ذلك بسطت القول في هذه المسألة وأوردت بضعة عشر دليلاً عليها.
خامساً: القول بجواز التحلل برمي جمرة العقبة، وهذا قول أكابر أهل العلم وهو أحد القولين عن عمر بن الخطاب ودعوى الإجماع على التحلل باثنين من ثلاثة غلط اتفاقاً.
فقد قال مالك وأبو ثور وعطاء إذا رمى جمرة العقبة حل له كل شيء إلا النساء، قال الإمام ابن خزيمة وهو الصحيح، ورجحه ابن قدامة في المغني.
وعلى كل حال فإني لا أعلم مسألة تفردت بها عن الأمة ولا خالفت فيها إجماعاً صحيحاً، لكنني أبحث عن الحق والدليل، فإذا لاح لي دليل صحيح لم يكن بُدّ من القول به، وإن لم يذهب إليه إلا نفر يسير من أهل العلم، وإن أمة وقوماً لا يذهبون إلى الدليل ويؤثرون الدعة والتقليد تهيباً من العامة والدهماء أو استيحاشاً من التفرد عن الجمهور لقوم محرومون، فالأصل في العالم أن يقول الحق الذي يعلمه ووصل إليه اجتهاده.
وبعد كل هذا فإني أعترف بالتقصير ومهما بذلتُ وسعي واجتهادي فأنا عرضة للخطأ، وأنا أرجع إلى الحق في كل شيء يبلغني دليله، وأستغفر الله وأتوب إليه فيما أخطأت فيه، فغايتي من القول بهذه المسائل وغيرها مما لم أذكره حماية الحق ومعرفة الصواب، والعلم عند الله.
وسألت الشيخ: عما سمعنا عنه أنه سجن فما هي الأسباب وكم مكث في السجن؟
فأجاب: سجنت بسبب رسالة كتبتها في بدعية الاحتفالات المقامة لتخريج حفظة القرآن الكريم، فقد كانت وجهة نظري آنذاك أن هذا العمل لم يكن معروفاً في عصر النبي ولا عصر صحابته ولا فعله أحد من أئمة التابعين ولا الأئمة الأربعة على أنه انعقد سببه وقام مقتضاه في عصرهم، وليس ثمّ مانع يحول بينهم وبين فعله وقد قال النبي (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق عليه من حديث عائشة، ومن قواعد أهل العلم وتقريرات الأصوليين أن ما تركه رسول الله وأصحابه من العبادات في حين وجود المقتضى للفعل وانتفاء المانع فهو بدعة، وهذا مجرد اجتهاد قلته في حينه وقاله غيري، وهو أمر لا يستحق التهويل والتضخيم والسعي بذلك إلى السلاطين للنيل من طلبة العلم والمجتهدين، فلا يزال أهل العلم يختلفون فيما هو أعظم من ذلك ولا يعتدي بعضهم على بعض، ولكنه أمر مضى فلا أُحب إعادة ذكرياته وملابساته وما جرى في ذاك الوقت، وقد جعلت المتسبب في ذلك في حل مني، والله المسؤول أن يعفو عن الجميع ويؤلف بين قلوبهم، وكان مع الشيخ في هذه القضية بعض الإخوان فقبض عليهم، وأودعوا السجن في الرياض لمدة ثمانية عشر يوماً وكان ذلك في آخر شهر ذي الحجة من عام 1407هـ-.
أملى هذه الترجمة فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان
على أخيه في الله أبي محمد بناءً على طلبه وإلحاحه
وكان ذلك يوم السبت 27/4/1421هـ-
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه
أجمعين
http://www.islammessage.com/Al-Alwan/
حبّر قصيدك واجن من ثمراته *** وانظم حلال السحر من أبياته
ترجم معاني الشكر للشيخ الذي *** بزّ الشيوخ، وفاق كل لداته
شيخي سليمان بن علوان..إلى *** درب الهدى يهدي مريد نجاته
الله أكرمه فأصبح آية *** في الحفظ والإتقان من آياته
يا شيخنا اثبت فالحياة قصيرة *** والعمر يحرق مسرعا ورقاته
لكم المحبة في القلوب أصولها *** رسخت تميز أصلها بثباته
سارت بذكرك في البلاد ركائب *** التوحيد إنك من إجل دعاته
أحييت من علم الحديث أصوله *** عمن تقدم من كبار رواته
وأخذت بالأمر القديم وحبذا *** قدم المبادىء دون مبتدعاته
وبذلت نفسك للجهاد مجاهدا *** والله إنك في ذرى قاداته
وهجرت أبواب الملوك بعزة *** فحباك مالكهم جزيل هباته
هب أنهم منعوك هل في وسعهم *** أن يمنعوا عن قلبكم لذاته؟
أو يمنعوا مدد الإله وفضله *** عنكم وجزل عطائه وصلاته؟
ففداك كل منافق ومداهن *** العلم سلمه إلى شهواته
إبليس جنده لخدمته متى *** مااحتاج صوتا كان من أصواته
خلت الديار فما بهن مناصر **** للدين منتصب لدحر عداته
إلا بقية ثلة منصورة *** قد زادها الرحمن من رحماته
سلكوا على نهج عليه أئمة ال *** إسلام من ساداته وثقاته
هذامن الشعرالذي قدكان في ال *** إمكان فاقبله على علاته
الله يرفع قدركم في هذه ال *** دنيا ويوم الدين في جناته
أبو سعد الأزدي (عبد الله الدوسري)
http://www.saaid.net/Warathah/1/Al-Alwan.htm
-----------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/89)
سيد حامد علي
(000 - 1413 هـ- 000 - 1993 م)
أحد أشهر علماء المسلمين في الهند. اشتهر في مجال تفسير القرآن الكريم، وعلوم الحديث الشريف، ومقارنة الأديان.
له أكثر من مائة كتاب ورسالة في مجالات العلوم الإسلامية والتاريخية المختلفة.
وكان من أكثر الشخصيات نشاطاً في مجال الحركة الإسلامية في الهند.
---------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/90)
سلمان بن فهد العودة
السيرة الذاتية
القصيم - بريدة
ص. ب: 25250
الرمز البريدي: 51321
هاتف العمل: 063826466
فاكس: 063830053
رقم الجوال:0504250250
البريد الإلكتروني: salman@islamtoday.net
الاسم: سلمان بن فهد بن عبد الله العودة, الدخيل, من (الجبور) من (بني خالد) .
وكان ميلاده في شهر جمادى الأولى عام 1376هـ في قرية البصر, وهي قرية هادئة في الضواحي الغربية لمدينة بريدة من منطقة القصيم.
متزوج, وعنده مجموعة من الأولاد ما بين ذكر وأنثى, أكبرهم معاذ.
- الماجستير في السُّنة في موضوع "الغربة وأحكامها" سنة 1408هـ.
- والدكتوراه في السُّنة في (شرح بلوغ المرام /كتاب الطهارة) في ثلاثة مجلدات سنة 1424هـ.
- كانت نشأته في تلك القرية.
- ثم انتقل إلى الدراسة في بريدة بعد سنتين من الدراسة الابتدائية, وأكمل دراسته في مدرسة "الحويزة" التي
سميت فيما بعد بـ"الأندلس".
- ثم التحق بالمعهد العلمي في بريدة وقضى فيه ست سنوات دراسية، وكان يضم نخبة من فضلاء مشايخ البلد
منهم:
- الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي -رحمه الله-، وقد اختص به الشيخ وتخرج عليه.
- الشيخ صالح السكيتي -رحمه الله-.
- الشيخ علي الضالع -رحمه الله-.
وأتاحت له الدراسة فرصة الجلوس بين أيديهم, والأخذ من علمهم, ومن أخلاقهم, واستفاد من ذلك.
وتعرف بعد على فضلاء الشيوخ, وصحبهم وجرت بينه وبينهم اتصالات ومراسلات, بعضها محفوظ من أمثال سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز, وسماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين, وسماحة الشيخ عبد الله بن جبرين, وغيرهم ...
كما أن التحاقه بالمعهد أتاح له فرصة الاستفادة من مكتبة المعهد آنذاك, وكانت عامرة بعدد كبير من الكتب.
وهي مكتبة للإعارة, وتتجدد وقتاً بعد وقت؛ فتضم عدداً كبيراًَ من الكتب الجديدة التي يحتاج الناس إليها.
أول ما حفظ من المتون:
إن طبيعة تكوين الطالب في مراكز العلم الشرعي تهتم عادة بتلقين الطالب عدداً من المتون ومن المتون التي حفظها على سبيل المثال فيما يتعلق بالعقيدة:
- الأصول الثلاثة.
- والقواعد الأربع.
- وكتاب التوحيد.
- والعقيدة الواسطية.
وفيما يتعلق بالنحو:
- متن الأجرومية وقد حفظه وحفّظه لطلابه الصغار في المسجد.
وكذلك فيما يتعلق بالفرائض هناك:
- متن الرحبية وهو عبارة عن منظومة شيقة وخفيفة ومختصرة؛ فضلاً عن كتاب زاد المستقنع في الفقه الحنبلي, ولعله من أشهر متون الحنابلة, وأكثرها مسائل, وقد قرأ جزءاً كبيراً من شرحه في المعهد العلمي, وقرأ شرحه على عدد من المشايخ منهم الشيخ صالح البليهي -رحمه الله- ومنهم الشيخ محمد المنصور -رحمه الله-.
وهناك في المصطلح:
- مختصر للحافظ ابن حجر؛ وهو نخبة الفكر وقد حفظه في زمن الطلب ودرسه لطلابه وحفظه إياهم.
- وهناك متون قد حفظ منها لكنه لم يكملها منها ألفية ابن مالك. ومختصرات أخرى في الأصول وغيرها؛
فضلاً عن حفظه لكتاب الله تعالى.
- وعدد من متون السنة, كالأربعين النووية وعمدة الأحكام, وبلوغ المرام, واستظهاره للكثير من مرويات
السنة في الكتب الستة, ومسند أحمد, ومجمع الزوائد وغيرها.
وقد حفظ في صباه مئات القصائد الشعرية المطولة من شعر الجاهلية والإسلام وشعراء العصر الحديث, وهي قصائد تتراوح الواحدة منها ما بين مئة بيت وعشرين بيتاً, وقد وفر هذان ثروة شعرية صالحة تلحظ في دروسه ومحاضراته وكتاباته.
وقد تخرج في كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم.
ثم عاد مدرساً في المعهد العلمي في بريدة لفترة من الزمن.
ثم انتقل معيداً إلى الكلية وحصل خلال ذلك على درجة الماجستير من قسم السنة وعلومها في كلية أصول الدين بالرياض وكان موضوع الرسالة "غربة الإسلام وأحكامها في ضوء السنة النبوية"، وكان ذلك سنة 1408هـ.
ودرس في كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم لبضع سنوات، قبل أن يُعفى من مهامه التدريسية في جامعة الإمام وذلك في 15/4/1414هـ.
ثم نال شهادة الدكتوراة وكان موضوعها "شرح بلوغ المرام كتاب الطهارة" أجازه بها فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن جبرين ومعالي الشيخ عبد الله بن بيه, وفضيلة الشيخ الدكتور خلدون الأحدب.
الإشراف على موقع (الإسلام اليوم) .
الإشراف على مؤسسة الإسلام اليوم.
شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام:
وهو شرح موسع لكتاب (بلوغ المرام من أدلة الأحكام) للحافظ ابن حجر العسقلاني (773ـ852) .
وفق الله الشيخ فيه إلى أن بلغ في الشرح من أول الكتاب إلى باب صلاة الجمعة. وقد بلغ مجموع الدروس مئة وثلاثة وسبعين (173) درساً. وما زال الشيخ بتوفيق الله مستمراً في شرحه, مغرب يوم الأحد من كل أسبوع بجامع الراجحي الكبير ببريدة.
شرح كتاب العمدة في الفقه:
للإمام موفق الدين ابن قدامة المقدسي- رحمه الله-.
وهو شرح لكتاب العمدة، يختار فيه الشيخ القول الراجح, ويدلل عليه بطريقة علمية سهلة. وقد وصل فيه الشيخ إلى (باب الجعالة) . وهو مستمر بتوفيق الله في شرحه بعد أذان العشاء, يوم الأحد من كل أسبوع بجامع الراجحي الكبير ببريدة.
تفسير "إشراقات قرآنية":
وقد شرح فيه بطريقة عصرية حديثة مواضع من سورة البقرة, والحج, والمفصل من: سورة ق, والذاريات, والطور, والحديد وآخر القرآن بتفسير جزء عم.
وخرج منه ألبومان بعنوان "إشراقات قرآنية"، وهو مستمر في شرحه في مسجد الراجحي ببريدة بعد صلاة العشاء مساء الأحد من كل أسبوع.
وقد شرح العقيدة الواسطية مجدداً في مجلد لطيف مخطوط.
وكذلك شرح كتاب صحيح مسلم في 100 شريط (مفقود)
شرح نخبة الفكر لابن حجر العسقلاني في 10 أشرطة (مفقود) .
شرح مختصر صحيح البخاري في 100 شريط (مفقود)
شرح كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب في 10 أشرطة (مفقود)
تفسير المفصل في 10 أشرطة (مفقود)
الدروس العلمية العامة والمحاضرات الصوتية
وهي سلسلة من الدروس العلمية العامة التي ألقاها فضيلة الشيخ في أماكن ومناسبات متعددة لمعالجة قضايا الأمة الإسلامية المختلفة.
بالنسبة للكتب التي صدرت: فمنها:
"الغرباء الأولون"
" صفة الغرباء"
"العزلة والخلطة "
"حوار مع الشيخ محمد الغزالي"
" من يملك حق الاجتهاد"
" ضوابط للدراسة الفقهية"
ويلي هذه النبذة قائمة حصرية بأسماء كتب المشرف المطبوعة والمخطوطة.
المشاركات العلمية (ندوات، مؤتمرات) :
1- دروس أسبوعية في شتى المعارف والعلوم الإسلامية:
(فقه - تفسير - حديث - تربية - أخلاق - سيرة نبوية - عقيدة - مشكلات اجتماعية - رؤى واقعية) .
2- مشاركة في مؤتمرات إسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية, وكندا, وبريطانيا, وأستراليا, والسودان.
3- مشاركة في المهرجانات والمؤتمرات المحلية.
4- دورات إدارية في الرقابة والتحفيز.
5- المشاركة في مؤتمر اللقاء الوطني للحوار الفكري, الأول والثاني.
برامج إعلامية كتابية وحوارية.
ومجموعة كبيرة من الرسائل، وهي موجودة في الموقع الإلكتروني بنافذة (قلم المشرف) .
وقد زار المؤسسات العلمية وألقى فيها المحاضرات: كجامعة أم القرى بمكة المكرمة, وجامعة الملك فهد (البترول) , وجامعة الملك فيصل بالأحساء, وجامعات البنات, وجامعة القصيم, وجامعة الملك عبد العزيز بجدة, والكليات المتوسطة, وغيرها.
درس شهري في جامع الراجحي الكبير ببريدة اسمه "من هدي الكتاب والسنة" كل أحد من كل شهر.
برنامج حواري مباشر في قناة المجد الفضائية بعنوان (أول اثنين) www.awalethnain.com
برنامج في قناة (اقرأ) عام 1425هـ بعنوان "مع المصطفى" بعد صلاة التراويح.
برنامج في قناة (قطر) يومي بعنوان "السلام عليكم".
برنامج رمضاني بعنوان "مع الله " في قناتي: (قطر) و (المجد) عام 1424هـ.
مشاركات في قناة الجزيرة والعربية والبحرين والقناة السعودية الأولى وغيرها ...
وكانت له دروس يومية بعد صلاة الفجر، شرح فيها صحيح البخاري وصحيح مسلم وشيئاً من التفسير، وكتاب التوحيد، والأصول الثلاثة، ونخبة الفكر، وقد ضاعت هذه الدروس فيما ضاع من تراث الشيخ إبان الأزمة التي حصلت له ولمجموعة من الدعاة.
وقد سجن خمس سنوات بسبب بعض دروسه ومواقفه؛ من سنة 1415هـ إلى سنة 1420هـ.
وخرج مع زملائه من الدعاة وقد استأنف نشاطه في منزله بدروس بعد صلاة المغرب من يوم الأربعاء والخميس والجمعة في التفسير والأخلاق والتربية والإصلاح, وهي موجودة في الصوتيات باسم "أحاديث المجالس".
ثم انتقلت الدروس إلى مسجد الراجحي الكبير ببريدة.
وهو يشرف على الموقع الإسلامي المعروف (الإسلام اليوم) ، وهو الموقع الإسلامي الأول بهذا التنوع على مستوى المملكة وله دروس ومحاضرات عبر الموقع وعبر الهاتف إلى جهات المعمورة.
كما أنه يقوم بالرد اليومي على أسئلة المسلمين عبر بريده الإلكتروني: salman@islamtoday.net
وعبر الهاتف الجوال: (0504250250)
كما أن له العديد من المحاضرات والدروس المسجلة على أشرطة الكاسيت، وأغلبها موجودة أيضاً في الموقع أعلاه.
------------------
المصدر: موقع الإسلام اليوم(1/91)
سليمان بن عبد العزيز بن عبد العزيز القصير
اللقب العلمي والوظيفة: محاضر
السيرة الذاتية:
التخصص العام: الشريعة والدراسات الإسلامية.
التخصص الدقيق: الحديث وعلوم الحديث
المشاركات والخبرات العلمية:
(1) محاضر في الجامعة منذ 1418هـ.
(2) خطيب جامع المستشفى العسكري ببريدة منذ 1422هـ.
(3) مشاركة في التوعية الإسلامية في الحج
(4) إلقاء محاضرات ودروس
(5) المشاركة في بعض الدورات داخل المملكة وخارجها.
النتاج العلمي:
(1) " الدين في السنة النبوية- جمعاً ودراسة" (رسالة ماجستير) .
الرسائل الجامعية:
الدَّيْن في السُّنة النبويَّة [رسالة ماجستير]
مشاركات:
الفتاوى
عنوان المراسلة:
syasr@hotmail.com
_____________
المصدر: الملتقى العلمي / موقع الإسلام اليوم(1/92)
الشيخ سلطان العيد
الاسم: سلطان بن عبد الرحمن بن محمد العيد
كنيته: أبو عبد الرحمن
إمام وخطيب جامع خالد بن الوليد رضي الله عنه بالرياض
طلبه للعلم ومشايخه:
درس وتلقى العلم على عدد من المشايخ منهم:
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز:
حضر دروس سماحته بالجامع الكبير ومسجد سارة
سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي الديار السعودية:
قرأ عليه بكلية الشريعة
3- الشيخ عبد الله بن عقيل وهو من أكابر طلاب الشيخ بن سعدي
رحمه الله:
يقرأ عليه في كتاب دليل الطالب
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
وقد حضر دروسه ولمدة عشرين عاماً تقريباً ومما قرأ على يديه
الروض المربع مرتين والرحبية وبلوغ المرام وصحيح البخاري.
5- الشيخ صالح الأطرم عضو هيئة كبار العلماء:
قرأ عليه بكلية الشريعة.
6- الشيخ عبد العزيز الداوود عضوا الإفتاء:
قرأ عليه بكلية الشريعة
7- حضر دروس الشيخ بن عثيمين في الحرم المكي وعلى الأخص
عام 1411هـ وحضر بعض دروسه في عنيزة بجامعه ومنزله.
8- الشيخ له لقاءات علمية مع الشيخ ربيع بن هادي المدخلي
والشيخ فالح بن نافع الحربي والشيخ عبيد الجابري وانتفع
بتوجيهاتهم حفظهم الله.
ومن أعماله:
1- ترتيب كتاب دليل الطالب (لمرعي الكرمي) مع التعليق عليه، وله
كتب أخرى تحت الطبع.
2- له دروس بجامعه الذي يخطب فيه في العقيدة والحديث والفقه.
3- واشتهر الشيخ بخطبه التي انتشرت في العالم الإسلامي
واعتنى بها بنصرة العقيدة السلفية وربط الشباب بالعلماء السلفيين
وتحذيرهم من الجماعات الحزبية ورموزها.
4- وله محاضرات عدة ومشاركات في الدورات العلمية نفع الله بها.
أقوال العلماء فيه:
سمعت الشيخ عبد الله بن عقيل يثني عليه ويقول له: أنت الدليل
على الدليل (يعني حفظه الله كتاب دليل الطالب الذي حققه
الشيخ سلطان) .
سمعت الشيخ عبد المحسن العبيكان يثني على بعض خطبه
ويقول إنها عظيمة نفع الله بها.
الشيخ فالح الحربي قال في رد لفضيلته: " وأخونا الشيخ سلطان العيد من طلبة العلم الذين نعرفهم بنصرة المنهج السلفي والدعوة إليه في منطقة الرياض هو وأخونا الفاضل الشيخ محمد الفيفي فأنصح الشباب بالإستفاده منهما والأخذ عنهما، لأنهما ممن عرفناهم بالأخذ عن أهل العلم وبسلامة المنهج وصفاء العقيدة وصحة الولاء ونصرة السنة وأهلها،وربط الشباب بالعلماء السلفيين ولنا بهما صلة وثيقة ولقاءات علمية نافعة عديدة.نسأل الله لهما السداد والرشاد والتوفيق " انتهى. ولما سأل عنه في احد المجالس قال: "هذا حتى الآن والحمد لله نسأل الله لنا وله الثبات، نحسبه من أهل السنة، طالب علم جيد، سلفي والحمد لله، له غيرة وله جهود موفقة ونفع الله به الكثير ونسأل الله لنا وله الفقه في الدين".انتهى
كلمة الشكر التي وجهها الشيخ ربيع بن هادي المدخلي للشيخ سلطان العيد: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد: فقد اطلعت على ما كتبه الأخ الشيخ سلطان العيد توضيحاً على بعض العبارات التي وردت في خطبته التي أسماها بـ (المخالفات في زمن الفتن) , والتي سجلت في شريط ونشرت, وقصد بها فعلاً أهل الفتن, ففهم بعض الناس أنه يطعن بتلك العبارات في بعض إخوانه السلفيين من أهل المدينة النبوية. وهذا الفهم خطأ, لأن سباق الكلامه وسياقه يبطل هذا الفهم الخاطئ. وزاده بعداً توضيح الشيخ سلطان الواضح الذي يثلج الصدر , ويقطع دابر استغلال المتصيدين ,ووهم الواهمين. فشكر الله للأخ سلطان على هذا البيان الشافي ,كما شكر الله له مقاومة الباطل والفتن. انتهى.(1/93)
الاسم: سليمان بن حمد العودة
الدولة: السعودية
سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته:
هو الشيخ سليمان بن حمد بن عبد الله العودة، من مواليد مدينة بريدة بالقصيم بالسعوية عام 1375 هجرية. حصل على ليسانس تاريخ من جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية بتقدير ممتاز. ثم ماجستير بتقدير ممتاز, من نفس الجامعة , وعنوان البحث: عبد الله ابن سبأ وأثره في أحداث الفتنة في صدر الاسلام.
ثم حصل على دكتوراه بتقدير ممتاز, من نفس الجامعة , وعنوان البحث: السيرة النبوية في الصحيحين عن ابن إسحاق ودراسة مقارنة في العهد المكي. وحصل على لقب "أستاذ مشارك" مع مرتبة الشرف الاولى , وعنوان البحث: ابن سبا والسبئية من غير طريق سيف بن عمر.
يعمل حاليا أستاذا مشاركا بقسم التاريخ بكلية العلوم العربية والاجتماعية بالقصيم وأستاذا للتاريخ الإسلامي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم.
_____________________
المصدر: موقع طريق الإسلام(1/94)
الشيخ سيد سابق
العالم الكبير والداعية الفقيه
في ذمة الله
بقلم/د. يوسف القرضاوي
انضم إلى موكب الراحلين من كبار العلماء عن دنيانا العالم الكبير الفقيه الداعية المُربِّي الشيخ سيد سابق -رحمه الله- الذي انتقل إلى جوار ربه مساء يوم الأحد 23 من ذي القعدة 1420هـ الموافق 27/2/2000م عن عمر يناهز 85 سنة.
كان الشيخ سيد سابق أحد علماء الأزهر الذين تخرجوا في كلية الشريعة، وقد اتصل بالإمام الشهيد حسن البنا وبايعه على العمل للإسلام ونشر دعوته، وجمع الأمة على كلمته، وتفقيهها في شريعته، وأصبح عضوًا في جماعة (الإخوان المسلمين) منذ كان طالبًا.
كان معاصرًا لإخوانه من أبناء الأزهر النابهين الذين انضموا إلى قافلة الإخوان المسلمين من أمثال الشيخ محمد الغزالي، والشيخ عبد المعز عبد الستار، وغيرهما، وإن كانوا هم في كلية أصول الدين، وهو في كلية الشريعة.
اشتغل الشيخ سيد سابق بالفقه أكثر مما اشتغل إخوانه من الدعاة الأزهريين؛ لأنه الأليق بتخصصه في كلية الشريعة، وقد بدأ يكتب في مجلة الإخوان الأسبوعية مقالة مختصرة في فقه الطهارة، معتمدًا على كتب (فقه الحديث) وهي التي تعنى بالأحكام، مثل (سبل السلام) للصنعاني، وشرح (بلوغ المرام) للحافظ ابن حجر، ومثل (نيل الأوطار) للشوكاني، وشرح (منتقى الأخيار من أحاديث سيد الأخيار) لابن تيمية الجد.
ومستفيدًا من كتاب (الدين الخالص) للعلامة الشيخ محمود خطاب السبكي، مؤسس (الجمعية الشرعية) في مصر، وأول رئيس لها، الذي ظهر منه تسعة أجزاء في فقه العبادات، ومن غير ذلك من المصادر المختلفة، مثل (المغني) لابن قدامة، و (زاد المعاد) لابن القيم، وغيرهما.(1/95)
وقد اعتمد الشيخ سيد -رحمه الله- منهجًا يقوم على طرح التعصب للمذاهب مع عدم تجريحها، والاستناد إلى أدلة الكتاب والسنة والإجماع، وتبسيط العبارة للقارئ بعيدًا عن تعقيد المصطلحات، وعمق التعليلات، والميل إلى التسهيل والتيسير على الناس، والترخيص لهم فيما يقبل الترخيص، فإن الله يحب أن تؤتى رخصه، كما يحب أن تؤتى عزائمه، وكما يكره أن تؤتى معصيته، وحتى يحب الناس الدين ويقبلوا عليه، كما يحرص على بيان الحكمة من التكليف، اقتداء بالقرآن في تعليل الأحكام.
وكان من التسهيل الذي اتبعه الشيخ في منهجه الذي ارتضاه في كتابة الفقه البعد عن ذكر الخلاف إلا ما لا بد منه، فيذكر الأقوال في المسألة، ويختار الراجح أو الأرجح في الغالب، وأحيانًا يترك الأمر دون أن يرجح رأيًا، حيث لم يتضح له الراجح، أو تكافأت عنده الأقوال والأدلة، فيرى من الأمانة أن يدع الأمر للقارئ يتحمل مسئولية اختياره، أو يسأل عالمًا آخر، وهذا ما لا يسع العالم غيره.
أصدر الشيخ سيد الجزء الأول من كتابه الذي سماه (فقه السنة) في أواسط الأربعينات من القرن العشرين الميلادي، أو في سنة 1365هـ وهو رسالة صغيرة الحجم، من القطع الصغير، وكان في (فقه الطهارة) ، وقد صدره بمقدمة من المرشد العام للإخوان المسلمين الشيخ الإمام حسن البنا، تنوه بمنهج الشيخ في الكتابة، وحسن طريقته في عرض الفقه، وتحبيبه إلى الناس، ومما جاء في هذه المقدمة قوله -عليه رحمة الله:
أما بعد.. فإن من أعظم القربات إلى الله -تبارك وتعالى- نشر الدعوة الإسلامية، وبث الأحكام الدينية، وبخاصة ما يتصل منها بهذه النواحي الفقهية، حتى يكون الناس على بينة من أمرهم في عبادتهم وأعمالهم، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين، وإنما العلم بالتعلم، وإن الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم- لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر".
وإن من ألطف الأساليب وأنفعها وأقربها إلى القلوب والعقول في دراسة الفقه الإسلامي – وبخاصة في أحكام العبادات، وفي الدراسات العامة التي تقدم لجمهور الأمة – البعد به عن المصطلحات الفنية، والتفريعات الكثيرة الفرضية، ووصله ما أمكن ذلك بمآخذ الأدلة من الكتاب والسنة في سهولة ويسر، والتنبيه على الحكم والفوائد ما أتيحت لذلك الفرصة، حتى يشعر القارئون المتفقهون بأنهم موصولون بالله ورسوله، مستفيدون في الآخرة والأولى، وفي ذلك أكبر حافز لهم على الاستزادة من المعرفة، والإقبال على العلم.(1/96)
وقد وفق الله الأخ الفاضل الأستاذ الشيخ: السيد سابق، إلى سلوك هذه السبيل، فوضع هذه الرسالة السهلة المأخذ، الجمة الفائدة، وأوضح فيها الأحكام الفقهية بهذا الأسلوب الجميل؛ فاستحق بذلك مثوبة الله إن شاء الله، وإعجاب الغيورين على هذا الدين، فجزاه الله عن دينه وأمته ودعوته خير الجزاء، ونفع به، وأجرى على يديه الخير لنفسه وللناس، آمين أ. هـ.
وقال الشيخ سابق في مقدمته القصيرة المختصرة التي قدم بها كتابه:
هذا الكتاب يتناول مسائل من الفقه الإسلامي مقرونة بأدلتها من صريح الكتاب وصحيح السنة، ومما أجمعت عليه الأمة.
وقد عرضت في يسر وسهولة، وبسط واستيعاب لكثير مما يحتاج إليه المسلم، مع تجنب ذكر الخلاف إلا إذا وجد ما يسوغ ذكره فنشير إليه.
والكتاب يعطي صورة صحيحة للفقه الإسلامي الذي بعث الله به محمدًا صلى الله عليه وسلم، ويفتح للناس باب الفهم عن الله ورسوله، ويجمعهم على الكتاب والسنة، ويقضي على الخلاف وبدعة التعصب للمذاهب، كما يقضي على الخرافة القائلة: بأن باب الاجتهاد قد سُدّ.
ظل الشيخ سيد يوالي الكتابة في الفقه بعد ذلك، ويخرج في كل فترة جزءاً من هذا القطع الصغير حتى اكتمل أربعة عشر جزءاً، ثم صدر بعد ذلك في ثلاثة أجزاء كبيرة. واستمر تأليفه نحو عشرين سنة على ما أظن.
سَدَّ كتاب الشيخ سيد سابق فراغًا في المكتبة الإسلامية في مجال فقه السنة، الذي لا يرتبط بمذهب من المذاهب، ولهذا أقبل عليه عامة المثقفين الذين لم ينشأوا على الالتزام بمذهب معين أو التعصب له، وكان مصدرًا سهلاً لهم يرجعون إليه كلما احتاجوا إلى مراجعة مسألة من المسائل.
وقد انتشر الكتاب انتشارًا، وطبعه بعض الناس بدون إذن مؤلفه مرات ومرات، كما يفعلون مع غيره من الكتب التي يطلبها الناس.
ربما انتقد (فقه السنة) بعض المذهبيين المتشددين في اتباع المذاهب، والذين اعتبروا الكتاب داعية إلى ما سموه (اللامذهبية) ، وهي – كما قالوا – قنطرة إلى (اللادينية) !
وأنا اعتقد أن مؤلف الكتاب - وإن لم يلتزم مذهبًا بعينه - لا يُعَدُّ من دعاة (اللامذهبية) لأنه لم يذم المذاهب، ولم ينكر عليها.
كما أعتقد أن مثل هذا النوع من التأليف ضرورة للمسلم الجديد، الذي يدخل في الإسلام الواسع دون التزام بمدرسة أو مذهب، وكذلك المسلم العصري الذي لا يريد أن يربط نفسه بمذهب معين في كل المسائل، بل يأخذ بما صح دليله، ووضح سبيله.
كما انتقد الكتاب بعض العلماء الذين يرون أن الشيخ – وقد تحرر من المذاهب- لم يعطِ فقه المقارنة والموازنة حقها، في مناقشة الأدلة النقلية والعقلية، والموازنة العلمية بينها، واختيار الأرجح بعد ذلك على بينة وبصيرة.
والجواب عن ذلك: أن الشيخ لم يكتب كتابه للعلماء، بل لجمهور المتعلمين، الذين يحتاجون إلى التسهيل والتيسير، سواء في الشكل أم المضمون، وتوخي طريقة التسهيل والتبسيط، وكل ميسر لما خلق له.(1/97)
عرفت فضيلة الشيخ سيد سابق أول ما عرفته قارئًا لبعض مقالاته الفقهية في مجلة الإخوان الأسبوعية، ثم للجزء الأول من كتابه في فقه الطهارة، ثم سمعنا أنه قدم للمحاكمة في قضية مقتل النقراشي باشا، حيث زعموا في ذلك الوقت أنه هو الذي أفتى الشاب القاتل عبد المجيد حسن بجواز قتله، عقوبة على حل الإخوان، وكانت الصحف تلقب الشيخ في ذلك الوقت بـ (مفتي الدماء) .
والحمد لله، قد برأته المحكمة، وخلت سبيله، ولكنه اعتقل مع من اعتقل من الإخوان في سنة 1949م واقتيد إلى معتقل الطور.
وقد عرفت الشيخ وجهًا لوجه في المعتقل، وفي عنبر رقم (2) الذي كان إمامه الشيخ الغزالي، رحمه الله، وكان الشيخ سيد يعقد حلقات في الفقه بعد صلاة الفجر وقراءة الأدعية المأثورات، كما كان الشيخ الغزالي يعقد حلقات أخرى في الدعوة إلى الله.
ثم عرفته بعد أن خرجنا من المعتقل في ساحة الدعوة إلى الله، وكثيرًا ما زرته في بيته حيث كان يسكن في حارة ضيقة في سوق السلاح، ثم مَنَّ الله عليه فسكن في شقة بجاردن ستي، أظنها كانت ملكًا لبعض اليهود الذين خرجوا من مصر، وذهبوا إلى دولة الكيان الصهيوني.(1/98)
وقد عملت معه حين كان مديرًا لإدارة الثقافة في وزارة الأوقاف، وكان الشيخ الغزالي مديرًا للمساجد، وكان الشيخ البهي الخولي مراقبًا للشؤون الدينية، وذلك في عهد وزير الأوقاف المعروف الشيخ أحمد حسن الباقوري. وذلك في عهد الثورة.
وظل الشيخ مرموق المكانة في وزارة الأوقاف، حتى جاء عهد وزيرها المعروف الدكتور/ محمد البهي، فساءت علاقته بالشيخين الغزالي وسابق، رغم أنها كانت من قبل علاقة متينة، وسبحان مغير الأحوال.
وقد نقل الشيخان إلى الأزهر، لإبعادهما عن نشاطهما المعهود، وإطفاء لجذوتهما، وقد بقيا على هذه الحال، حتى تغير وزير الأوقاف، ودوام الحال من المحال.
كان الشيخ سيد سابق رجلاً مشرق الوجه، مبتسم الثغر، فكه المجلس، حاضر النكتة، ومما يحكى عنه أنهم حين قبضوا عليه في قضية مقتل النقراشي، وسألوه عن (محمد مالك) الذي ضخمت الصحافة دوره، واعتبروه أكبر إرهابي، وقد اختفى ولم يعثروا عليه فلما سألوا الشيخ: هل تعرف شيئًا عن مالك؟ قال: كيف لا أعرفه وهو إمام من أئمة المسلمين، وهو إمام دار الهجرة رضي الله عنه؟!
قالوا: يا خبيث، نحن لا نسألك عن الإمام مالك، بل عن مالك الإرهابي: قال: أنا رجل فقه أعرف الفقهاء ولا أعرف الإرهابيين.
كان الشيخ الغزالي ونحن في المعتقل، إذا سئل عن مسألة فقهية يحيلها إلى الشيخ سيد سابق، فقد كان هو المعتمد لدى الإخوان في الفقه، ومع هذا كتب الشيخ سيد في العقيدة (العقائد الإسلامية) ، وفي الدعوة (إسلامنا) وغيره من الكتب.
انتقل الشيخ في السنين الأخيرة من عمره إلى (جامعة أم القرى) بمكة المكرمة، سعيدًا بمجاورة البيت الحرام، مع نخبة من أجلاء علماء الأزهر، الذين كان لهم دور يذكر ويشكر في ترسيخ جامعة أم القرى ورفع دعائمها، وتعليم أبنائها، وبقى فيها إلى ما قبل سنتين.
وفي سنة 1413 هـ حصل الشيخ على جائزة الملك فيصل في الفقه الإسلامي، وسعدت بمشاركته فيها.
واليوم يودعنا الشيخ، راحلاً من دار الفناء إلى دار البقاء، تاركًا وراءه علمًا نافعًا، وتلاميذ بررة يدعون له بالمغفرة والرحمة، وذكرا طيبًا هو عمر آخر للإنسان بعد عمره القصير.
ورحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي حين قال:
إن الحياة دقائق وثوان **** فالذكر للإنسان عمر ثان
دقات قلب المرء قائلة له **** فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها
رحم الله شيخنا الشيخ سيد سابق، وتقبله في الصالحين من عباده، وجزاه عن العلم والإسلام والأمة ما يجزي العلماء العاملين، والدعاة الصادقين، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
_____________________
المصدر: موقع إسلام أون لاين: www.islam-online.net
بتصرف(1/99)
سيد قطب.. الأديب والمصلح الاجتماعي
حمدي عبد العزيز
معظم ما كُتب عن سيد قطب تَرَكَّزَ حول فكره وجهاده أو سجنه وتعذيبه وإعدامه، ولكنه لا يُلمّ بحياة هذا الشهيد وجوانبها الأدبية والإصلاحية، كما أنه يهمل فترة الضياع الروحي والصراع النفسي التي أعقبها انضمامه للحركة الإسلامية الإصلاحية، وتبنيه لقضية العدالة الإسلامية دون أن تعرف أن حياته سلسلة متصلة الحلقات لم تشهد تحولاً مفاجئًا أو تغييرًا غامضًا!
نشأة قروية
ولد سيد قطب مولدًا خاصة لأسرة شريفة في مجتمع قروي (صعيدي) في يوم 9/10/1906م بقرية موشا بمحافظة أسيوط، وهو الابن الأول لأمه بعد أخت تكبره بثلاث سنوات وأخ من أبيه غير شقيق يكبره بجيل كامل. وكانت أمه تعامله معاملة خاصة وتزوده بالنضوج والوعي حتى يحقق لها أملها في أن يكون متعلمًا مثل أخواله
كما كان أبوه راشدًا عاقلاً وعضوًا في لجنة الحزب الوطني وعميدًا لعائلته التي كانت ظاهرة الامتياز في القرية، واتصف بالوقار وحياة القلب، يضاف إلى ذلك أنه كان دَيِّنًا في سلوكه.
ولما كتب سيد قطب إهداء عن أبيه في كتابه "مشاهد القيامة في القرآن" قال: "لقد طبعتَ فيّ وأنا طفل صغير مخافة اليوم الآخر، ولم تعظني أو تزجرني، ولكنك كنت تعيش أمامي، واليوم الآخر ذكراه في ضميرك وعلى لسانك.. وإن صورتك المطبوعة في مُخيلتي ونحن نفرغ كل مساء من طعام العشاء، فتقرأ الفاتحة وتتوجه بها إلى روح أبيك في الدار الآخرة، ونحن أطفالك الصغار نتمتم مثلك بآيات منها متفرقات قبل أن نجيد حفظها كاملات".
وعندما خرج إلى المدرسة ظهرت صفة جديدة إلى جانب الثقة بالذات من أمه والمشاعر النبيلة من أبيه وكانت الإرادة القوية، ومن شواهدها حفظه القرآن الكريم كاملاً بدافع من نفسه في سن العاشرة؛ لأنه تعود ألا يفاخره أبناء الكتاتيب بعد إشاعة بأن المدرسة لم تعد تهتم بتحفيظ القرآن.
وفي فورة الإحساس والثقة بالنفس كان لظروف النضال السياسي والاجتماعي الممهدة لثورة 1919 أثر في تشبعه بحب الوطن، كما تأثر من الثورة بالإحساس بالاستقلال وحرية الإرادة، وكانت دارهم ندوة للرأي، شارك سيد قطب فيها بقراءة جريدة الحزب الوطني، ثم انتهى به الأمر إلى كتابة الخطب والأشعار وإلقائها على الناس في المجامع والمساجد.(1/100)
الاستقرار في القاهرة
ذهب سيد قطب إلى القاهرة في سن الرابعة عشرة وضمن له القدر الإقامة عند أسرة واعية وجهته إلى التعليم وهي أسرة خاله الذي يعمل بالتدريس والصحافة، وكان لدى الفتى حرص شديد على التعلم
إلا أنه في القاهرة واجه عقبات محصته تمحيصًا شديدًا جعلته يخرج من الحياة برؤية محددة قضى نحبه –فيما بعد- من أجلها.
والتحق سيد قطب أولاً بإحدى مدارس المعلمين الأولية –مدرسة عبد العزيز- ولم يكد ينتهي من الدراسة بها حتى بلغت أحوال الأسرة درجة من السوء جعلته يتحمل المسئولية قبل أوانه، وتحولت مهمته إلى إنقاذ الأسرة من الضياع بدلاً من استعادة الثروة وإعادة المجد.
واضطر إلى العمل مدرسًا ابتدائيًا حتى يستعين بمرتبه في استكمال دراسته العليا من غير رعاية من أحد اللهم إلا نفسه وموروثاته القديمة. وكان هذا التغير سببًا في الاحتكاك المباشر بالمجتمع الذي كان لا بد له من أسلوب تعامل يختلف عن أسلوب القرويين وتجربتهم.
فالمجتمع الجديد الذي عاش فيه انقلبت فيه موازين الحياة في المدينة السليمة، وبدت في القاهرة سوءات الاحتلال الأجنبي ومفاسد السياسة؛ حيث سادت عوامل التمزق الطبقي والصراع الحزبي وغدت المنفعة وما يتبعها من الرياء والنفاق والمحسوبية هي الروح التي تسري، ويصف عبد الرحمن الرافعي هذا المجتمع بأنه "مجتمع انهارت فيه الثقافة العربية أمام الثقافة الغربية التي تؤمن بالغرب حتى بلغت في بعض الأحيان حد التطرف في الإيمان بالغرب وبمبادئه إيمانًا مطلقًا". فكيف يواجهها هذا الشاب الناشئ المحافظ الطموح؟
كانت صلته بهذا المجتمع صلة تعليم، ثم أصبح الآن مشاركًا فيه، وعليه أن يختار ما بين السكون والعزلة، وبالتالي عدم إكمال تعليمه أو الحركة والنشاط، واختار سيد قطب المواجهة مع ما ينبت معها من عناصر الإصرار والتحدي وعدم الرضا بهذا الواقع المؤلم.(1/101)
ارتحال فكري
واختار سيد قطب حزب الوفد ليستأنس بقيادته في المواجهة، وكان يضم وقتذاك عباس محمود العقاد وزملاءه من كتاب الوفد، وارتفعت الصلة بينه وبين العقاد إلى درجة عالية من الإعجاب لما في أسلوب العقاد من قوة التفكير ودقة التغيير والروح الجديدة الناتجة عن الاتصال بالأدب الغربي.
ثم بلغ سيد قطب نهاية الشوط وتخرج في دار العلوم 1933 وعين موظفًا –كما أمل وأملت أمه معه- غير أن مرتبه كان ستة جنيهات ولم يرجع بذلك للأسرة ما فقدته من مركز ومال؛ فهو مدرس مغمور لا يكاد يكفي مرتبه إلى جانب ما تدره عليه مقالاته الصحفية القيام بأعباء الأسرة بالكامل.
وهذه الظروف التي حرمته من نعيم أسلافه منحته موهبة أدبية إلا أن الأساتذة من الأدباء –كما يصفهم- كانوا: "لم يروا إلا أنفسهم وأشخاصهم فلم يعد لديهم وقت للمريدين والتلاميذ، ولم تكن في أرواحهم نسمة تسع المريدين والتلاميذ" كل هذا أدى إلى اضطرابه وإحساسه بالضياع إلى درجة –وصفها الأستاذ أبو الحسن الندوي في كتابه "مذكرات سائح من الشرق" انقطعت عندها كل صلة بينه وبين نشأته الأولى وتبخرت ثقافته الدينية الضئيلة وعقيدته الإسلامية" ولكن دون أن يندفع إلى الإلحاد، وكان دور العقاد حاسمًا في ذلك.
وانتقل سيد قطب إلى وزارة المعارف في مطلع الأربعينيات، ثم عمل مفتشًا بالتعليم الابتدائي في عام 1944 وبعدها عاد إلى الوزارة مرة أخرى، وفي تلك الفترة كانت خطواته في النقد الأدبي قد اتسعت وتميزت وظهر له كتابان هما: "كتب وشخصيات"، "والنقد الأدبي – أصوله ومناهجه".
وبعد ميدان النقد سلك سيد قطب مسلكًا آخر بعيدًا: بكتابه "التصوير الفني في القرآن" الذي لاقى مقابلة طيبة من الأوساط الأدبية والعلمية فكتب: "مشاهد القيامة في القرآن" ووعد بإخراج: "القصة بين التوراة والقرآن" و"النماذج الإنسانية في القرآن"، و"المنطق الوجداني في القرآن"، و"أساليب العرض الفني في القرآن"، ولكن لم يظهر منها شيء.
وأوقعته دراسة النص القرآني على غذاء روحي لنفسه التي لم تزل متطلعة إلى الروح. وهذا المجال الروحي شده إلى كتابة الدراسات القرآنية فكتب مقالاً بعنوان "العدالة الاجتماعية بمنظور إسلامي" في عام 1944.
ولما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها زادت الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية سوءًا وفسادًا وكانت جماعة الإخوان المسلمين هي أوضح الجماعات حركة وانتشارًا حتى وصلت لمعاقل حزب الوفد كالجامعة والوظائف والريف، وأخذت تجذب بدعوتها إلى الإصلاح وقوة مرشدها الروحية المثقفين، وأخذت صلة سيد قطب بالجماعة تأخذ شكلاً ملموسًا في عام 1946 ثم ازدادت حول حرب فلسطين 1948.
وفي هذا الاتجاه ألف سيد قطب كتاب "العدالة الاجتماعية في الإسلام"، وأهداه إلى الإخوان؛ ثم سافر إلى أمريكا وعند عودته أحسنوا استقباله، فأحسن الارتباط بهم وأكد صلته حتى أصبح عضوًا في الجماعة.(1/102)
الرحلة إلى أمريكا
وجد سيد قطب ضالته في الدراسات الاجتماعية والقرآنية التي اتجه إليها بعد فترة الضياع الفكري والصراع النفسي بين التيارات الثقافية الغربية، ويصف قطب هذه الحالة بأنها اعترت معظم أبناء الوطن نتيجة للغزو الأوروبي المطلق.
ولكن المرور بها مكنه من رفض النظريات الاجتماعية الغربية، بل إنه رفض أن يستمد التصور الإسلامي المتكامل عن الألوهية والكون والحياة والإنسان من ابن سينا وابن رشد والفارابي وغيرهم لأن فلسفتهم – في رأيه – ظلال للفلسفة الإغريقية.
فكان من المنتظر حين يوم 3/11/1948 في بعثة علمية من وزارة المعارف للتخصص في التربية وأصول المناهج ألا تبهره الحضارة الأمريكية المادية ووجدها خلوا من أي مذهب أو قيم جديدة، وفي مجلة الرسالة كتب سيد قطب مقالا في عام 1951 بعنوان: "أمريكا التي رأيت" يصف فيها هذا البلد بأنه: "شعب يبلغ في عالم العلم والعمل قمة النمو والارتقاء، بينما هو في عالم الشعور والسلوك بدائي لم يفارق مدارج البشرية الأولى، بل أقل من بدائي في بعض نواحي الشعور والسلوك".
المصلح والأديب
امتلك سيد قطب موهبة أدبية قامت على أساس نظري وإصرار قوي على تنميتها بالبحث الدائم والتحصيل المستمر حتى مكنته من التعبير عن ذاته وعن عقيدته يقول: "إن السر العجيب – في قوة التعبير وحيويته – ليس في بريق الكلمات وموسيقى العبارات، وإنما هو كامن في قوة الإيمان بمدلول الكلمات وما وراء المدلول، وإن في ذلك التصميم الحاسم على تحويل الكلمة المكتوبة إلى حركة حية، المعنى المفهوم إلى واقع ملموس".
وكان سيد قطب موسوعيًا يكتب في مجالات عديدة إلا أن الجانب الاجتماعي استأثر بنصيب الأسد من جملة كتاباته، وشغلته المسألة الاجتماعية حتى أصبحت في نظره واجبًا إسلاميًا تفرضه المسئولية الإسلامية والإنسانية، وهذا يفسر قلة إنتاجه في القصة التي لم يكثر فيها بسبب انشغاله بالدراسات النقدية ومن بعدها بالدراسات والبحوث الإسلامية.
وطوال مسيرته ضرب سيد قطب مثل الأديب الذي غرس فيه الطموح والاعتداد بالنفس، وتسلح بقوة الإرادة والصبر والعمل الدائب؛ كي يحقق ذاته وأمله، اتصل بالعقاد ليستفيد منه في وعي واتزان، ولم تفتنه الحضارة الغربية من إدراك ما فيها من خير وشر، بل منحته فرصة ليقارن بينها وبين حضارة الفكر الإسلامي، وجمع بينه وبين حزب الوفد حب مصر ومشاعر الوطنية، وجمع بينه وبين الإخوان المسلمين حب الشريعة وتحقيق العدالة الاجتماعية وبناء مجتمع إسلامي متكامل. واستطاع بكلمته الصادقة أن يؤثر في كثير من الرجال والشباب التفوا حوله رغم كل العقبات والأخطار التي أحاطت بهم، وأصبح من الأدباء القلائل الذين قدموا حياتهم في سبيل الدعوة التي آمنوا بها.(1/103)
العودة والرحيل
عاد سيد قطب من أمريكا في 23 أغسطس 1950 ليعمل بمكتب وزير المعارف إلا أنه تم نقله أكثر من مرة حتى قدم استقالته في 18 أكتوبر 1952، ومنذ عودته تأكدت صلته بالإخوان إلى أن دُعي في أوائل عام 1953 ليشارك في تشكيل الهيئة التأسيسية للجماعة تمهيدًا لتوليه قسم الدعوة،.
وخاض مع الإخوان محنتهم التي بدأت منذ عام 1954 إلى أن أُعدم في عام 1966. وبدأت محنته باعتقاله - بعد حادث المنشية في عام 1954 (اتهم الإخوان بمحاولة إغتيال الرئيس المصرى جمال عبد الناصر) - ضمن ألف شخص من الإخوان وحكم عليه بالسجن 15 سنة ذاق خلالها ألوانًا من التعذيب والتنكيل الشديدين، ومع ذلك أخرج كتيب "هذا الدين" و"المستقبل لهذا الدين"، كما أكمل تفسيره "في ظلال القرآن".
وأفرج عنه بعفو صحي في مايو 1964 وكان من كلماته، وقتذاك: أن إقامة النظام الإسلامي تستدعي جهودًا طويلة في التربية والإعداد وأنها لا تجئ عن طريق إحداث انقلاب.
وأوشكت المحنة على الانتهاء عندما قبض على أخيه محمد قطب يوم 30/7/1965 فبعث سيد قطب برسالة احتجاج إلى المباحث العامة؛ فقبض عليه هو الآخر 9/8/1965 وقدم مع كثير من الإخوان للمحاكمة، وحكم عليه وعلى 7 آخرين بالإعدام، ونفذ فيه الحكم في فجر الإثنين 13 جمادى الأولى 1386 هـ الموافق 29 أغسطس 1966.
من مؤلفاته:
طفل من القرية (سيرة ذاتية) .
المدينة المسحورة (قصة أسطورية) .
النقد الأدبي - أصوله ومناهجه.
التصوير الفني في القرآن.
مشاهد القيامة في القرآن.
معالم على الطريق.
المستقبل لهذا الدين.
هذا الدين.
في ظلال القرآن.
كيف وقعت مراكش تحت الحماية الفرنسية؟
الصبح يتنفس (قصيدة)
قيمة الفضيلة بين الفرد والجماعة.
حدثيني (قصيدة) .
الدلالة النفسية للألفاظ والتراكيب العربية.
هل نحن متحضرون؟
هم الحياة (قصيدة)
وظيفة الفن والصحافة.
العدالة الاجتماعية.
شيلوك فلسطين أو قضية فلسطين.
أين أنت يا مصطفى كامل؟
هتاف الروح (قصيدة)
تسبيح (قصيدة)
فلنعتمد على أنفسنا
ضريبة الذل
أين الطريق؟
_____________________
المصدر: موقع إسلام أون لاين: www.islam-online.net(1/104)
سليمان بن ناصر العلوان
البريد الإلكتروني:snallwan@hotmail.com
سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته:
هو سليمان بن ناصر بن عبد الله العلوان، ولد في مدينة بريدة ونشأ بها، وكان مولده عام 1389هـ، ويكبره من الأخوة ثلاثة ذكور ودونه من الأخوة أيضاً خمسة ذكور. تزوج عام 1410هـ وله من الأبناء ثلاثة ذكور أكبرهم عبد الله وله من العمر تسع سنوات.
بدأ الشيخ في طلب العلم عام 1404هـ وله من العمر خمسة عشر سنة تقريباً، وكان آنذاك في مرحلة الثالث متوسط، وبعد التخرج من المتوسطة، التحق بأحد المعاهد الثانوية لفترة لا تتجاوز خمسة عشر يوماً، وبعد ذلك قرر ترك الدراسة النظامية، والتفرغ التام لطلب العلم الشرعي والتلقي عن العلماء، ومطالعة الكتب، فقد كان شديد الميل للحفظ والقراءة في علوم مختلفة، ومنذ بداية طلبه للعلم وهو متفرغ له ويقضي أكثر يومه في الحفظ والمذاكرة والقراءة في الكتب.
طريقة الشيخ في طلب العلم:
بدأ الشيخ أولاً بحفظ القرآن وفرغ منه عام 1407هـ، وحفظ كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، والعقيدة الواسطية، والفتوى الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية، والبيقونية، وكانت هذه المحفوظات في بداية الطلب، وكان يقرأ حينها في كتب ابن تيمية وابن القيم والسيرة لابن هشام والبداية والنهاية لابن كثير، ومؤلفات ابن رجب، ومؤلفات أئمة الدعوة النجدية، وكان الشيخ يتردد على مجموعة من المشايخ يحفظ عليهم بعض المتون على حسب تخصصاتهم، وكانت الدروس يومياً عدا يوم الجمعة، وكان يختلف في اليوم على أربعة من المشايخ وذلك بعد الفجر وبعد الظهر وبعد المغرب وبعد العشاء.
وكان حريصاً أشد الحرص على حفظ المتون العلمية في كل الفنون، ولم يكن يحفظ المتن حتى يقرأ شرحه ويفهم معناه، وفي الفقه كان يحرص على معرفة المذاهب الأخرى حتى بدأ بحفظ المذاهب الأربعة، زيادة على ذلك اجتهادات واختيارات الإمام ابن حزم وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم.
وسألت الشيخ: كم ساعة تمضيها يومياً في القراءة هذه الأيام؟.
فأجاب: أقرأ في اليوم بما يزيد على خمسة عشر ساعة، وهي موزعة بين الحفظ والمذاكرة والمطالعة.
ثم سألته: زيادة على قراءتك في كتب العقيدة والحديث والفقه والنحو، هل كنت تقرأ في الكتب الفكرية للتعرف على أحوال العالم ومآسي المسلمين وما يحاك لهم من إفساد فكري وكيد عسكري؟
فأجاب: قد كنت أقرأ هذه الكتب في بداية الطلب، ومن أوائل ما قرأت كتاب واقعنا المعاصر لمحمد قطب، والمخططات الاستعمارية لمكافحة الإسلام لمحمد الصواف، وفي هذه الأيام أقرأ في هذه الكتب كثيراً، وقد قرأت إلى ساعة كتابة هذه السطور ما يزيد على مئتي كتاب، كما أني قرأت أهم الكتب في أصول الرافضة والزيدية والمعتزلة وغيرها من الفرق الضالة.
وسألت الشيخ: فقلت له لم تذكر شيئاً من كتب الأدب، ومؤلفات الأدباء، هل يعني أنك لا تقرأ فيها؟.
فأجاب: لا يعني هذا أني لم أقرأ في هذه الكتب، فقد قرأت مؤلفات الجاحظ كلها، والكامل للمبرد، ومؤلفات ابن قتيبة وخزانة الأدب، وشروح المعلقات السبع، ومجموعة من دواوين الأدب المشهورة، ونظرت في كتب كثيرة من مؤلفات المتأخرين، وقرأت مؤلفات مصطفى الرافعي، وبعض مؤلفات عباس العقاد، والنظرات بأجزائه الثلاثة للمنفلوطي، ومؤلفات محمود محمد شاكر، وسيد قطب، وآخرين من كبار أُدباء هذا العصر.
وسألت الشيخ: عن طريقة تدوينه للفوائد التي يقع عليها أثناء قراءته؟
فأجاب: كنت في أثناء الطلب أخصص لكل كتاب أقرأه أوراقاً خاصة ألخص فيها أهم ما في الكتاب من مسائل وفوائد وإشكالات وغيرها، أما هذه الأيام فإني لا أفعل ذلك بل ألخص الفوائد التي في الكتاب على صفحته الأولى فأكتب رأس المسألة ورقم الصفحة أمامها، ليتسنى لي الرجوع إليها عند الحاجة.
مشايخه وقراءاته:
قرأ الشيخ على بعض العلماء في القصيم وكان منهم:
1 - فضيلة الشيخ الفقيه / صالح بن إبراهيم البليهي - حفظ عليه كتاب التوحيد وعمدة الأحكام - وقرأ عليه السلسبيل (المجلد الأول منه) - وبلوغ المرام إلى كتاب النكاح)
2 - فضيلة الشيخ / المحدث عبد الله الدويش - حفظ عليه كتاب التوحيد كله - والعقيدة الواسطية والفتوى الحموية والآجرومية.
3 - فضيلة الشيخ / عبد الله محمد الحسين أبا الخيل - حفظ عليه نخبة الفكر - والبيقونية والفتوى الحموية والرحبية وبلوغ المرام - وقرأ عليه شرح الطحاوية وجامع الأصول لابن الأثير وصحيح البخاري وسنن أبي داود وغيرها.
4 - فضيلة الشيخ / محمد بن سليمان العليط - حفظ عليه الأصول الثلاثة - وبعض زاد المستقنع وسلم الأصول لحافظ حكمي - وفضل الإسلام لمحمد بن عبد الوهاب - وقرأ عليه جامع العلوم والحكم لابن رجب وزاد المعاد لابن القيم وغيرها.
5 - فضيلة الشيخ / محمد بن فهد الرشودي - حفظ عليه الورقات لابن الجويني - وبلوغ المرام لابن حجر - والمنتقى من أخبار المصطفى لمجد الدين أبي البركات ابن تيمية - ومسائل الجاهلية لمحمد بن عبد الوهاب- والكلم الطيب لابن تيمي - والفوائد الجلية في المباحث الفرضية للشيخ ابن باز - وغيرها كثير.
6 - فضيلة الشيخ / أحمد بن ناصر العلوان - حفظ عليه الآجرومية - وأكثر ألفية ابن مالك - وقد حفظ من النحو أيضاً ملحة الإعراب.
7 - وقد قرأ الشيخ أيضاً على مجموعة من طلبة العلم في بريدة وذلك في بداية الطلب - وحفظ عليهم آداب المشي إلى الصلاة بجزأيه وكشف الشبهات والأصول الثلاثة.
التدريس:
وقد بدأ الشيخ في التدريس والإفادة في بيته عام 1410هـ وفي عام 1411هـ انتقل للإفادة والتدريس في المسجد. وكانت الدروس طوال الأسبوع بعد صلاة الفجر والظهر والمغرب عدا يوم الجمعة.
وقد شرح من الكتب في الحديث صحيح البخاري، وجامع أبي عيسى الترمذي، وسنن أبي داود، وموطأ مالك، وبلوغ المرام، وعمدة الأحكام، والأربعين النووية، وغيرها.
وفي المصطلح الموقظة للذهبي ومختصر علوم الحديث للحافظ ابن كثير وشرح السخاوي على ألفية العراقي.
وفي العلل: الجزء المطبوع من العلل لعلي ابن المديني والتمييز لمسلم وشرح ابن رجب على علل الترمذي.
وفي العقيدة شرح التدمرية، والفتوى الحموية، والعقيدة الواسطية، وكتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، والشريعة للآجري، والسنة لعبد الله بن الإمام أحمد، والسنة لابن نصر، والإبانة لابن بطة، والصواعق لابن القيم، والنونية لابن القيم وغيرها.
وفي الفقه شرح زاد المستقنع، ومتن أبي شجاع في الفقه الشافعي، والروضة الندية لصديق حسن خان، وحاشية الروض المربع لابن قاسم، وعمدة الفقه لابن قدامة، والرحبية في الفرائض، والورقات في أصول الفقه، ومراقي السعود وغيرها.
وفي النحو شرح الآجرومية، والملحة، وألفية ابن مالك.
وفي التفسير شرح تفسير ابن كثير، وتفسير الجلالين، وتفسير البغوي.
إيقاف الشيخ عن التدريس:
أوقف الشيخ عن التدريس في المسجد عام 1417هـ لأسباب غير معروفة ولا يزال موقوفاً حتى اليوم
_____________________
المصدر: موقع طريق الإسلام(1/105)
شفيع أحمد أبو سلمة (000 - 1406 هـ 000 - 1985 م)
من علماء الهند الأفاضل.
يعتبر من أساتذة الحديث وشيوخه، وقد درَّس الحديث والتفسير في المدرسة العالية في كلكته، واشتغل بوظيفة التعليم إلى مدة طويلة.
أول عمل علمي قام به هو تحقيق كتاب «معرفة السنن والآثار» .
وفي أوائل السبعينات أقام مؤسسة علمية باسم (إدارة الترجمة والتأليف) وكان يستهدف من ورائها بوجه خاص، نشر وترجمة الكتب والموضوعات القيمة التي تتعلق بالسيرة النبوية.
توفي وخلف وراءه مكتبة إسلامية قيمة، وجماعة من تلاميذه.
---------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/107)
شكيب أرسلان.. أمير البيان
(في ذكرى مولده: غرة رمضان 1286هـ)
سمير حلبي
شكيب أرسلان
كان "شكيب أرسلان" من أكثر الدعاة إلى الوحدة العربية حماسًا، ومن أشدهم إيمانًا بأهميتها وضرورتها لمواجهة الهجمة الاستعمارية الشرسة على العالم العربي والإسلامي، وللخروج بالأمة العربية من حالة التفكك والتشرذم والضياع التي أرادها لها المستعمر الدخيل؛ حتى يسهل له السيطرة على أهلها والاستيلاء على خيراتها ومقدراتها.
الميلاد والنشأة
ولد شكيب بن حمود بن حسن بن يونس بن فخر الدين بن حيدر بن سليمان بقرية الشويفات قرب بيروت ليلة الإثنين (غرة رمضان 1286هـ = 25 من ديسمبر 1869م) .
وتضرب أسرته بجذورها في التاريخ، وتحظى من الشرف والمجد بنصيب وافر؛ فقد كان جده الأكبر الأمير "عون" ممن اشترك مع "خالد بن الوليد" في فتوح "الشام". أما أمه فقد كانت سيدة شركسية فاضلة، وقد عمّرت طويلاً، وكان شكيب يحبها ويجلها، وكان متعلقًا بها بدرجة كبيرة.
كان "شكيب أرسلان" متدينًا محافظًا على الصلاة، وكان محبًا للعلم حريصًا على القراءة والاطلاع، وكانت حياته كلها كتابة أو قراءة أو حديث أو رحلة.
وقد تأثر بعدد كبير من أعلام عصره ممن تتلمذ على أيديهم أو اتصل بهم في مراحل متعددة من عمره، وأول أساتذته كان الشيخ "عبد الله البستاني" الذي علمه في "مدرسة الحكمة". كما اتصل بالإمام "محمد عبده" و"محمود سامي الباردوي" و"عبد الله فكري" والشيخ "إبراهيم اليازجي"، وتعرف إلى "أحمد شوقي" و"إسماعيل صبري" وغيرهم من أعلام الفكر والأدب والشعر في عصره.(1/108)
كما تأثر بالسيد "جمال الدين الأفغاني" تأثرًا كبيرًا، واقتدى به في منهجه الفكري وحياته السياسية، وكذلك تأثر بعدد من المفكرين والعلماء مثل "أحمد فارس الشدياق" الذي كان شديد الحماس والتأييد للخلافة الإسلامية والدولة العثمانية، وتأثر أيضًا بالعالم الأمريكي د. "كرينليوس فانديك" الذي كان يدرّس بالجامعة الأمريكية ببيروت، وكان دائم الإشادة به.
محاولات المستعمرين للنيل منه
شبّ "شكيب أرسلان" ليجد الوطن العربي والإسلامي فريسة للمستعمرين والغزاة المحتلين، ومن ثم فقد نما لديه - منذ وقت مبكر- وعي قوي بضرورة الوحدة العربية وأهميتها في مواجهة أطماع المستعمرين ومؤامرات الغزاة لإضعاف الأمة العربية وتفتيتها ليسهل لهم السيطرة عليها.
وقد عني "شكيب أرسلان" بقضية الوحدة العربية عناية شديدة، وأولاها كل اهتمامه، وأوقف عليها حياته كلها، وكانت مقالاته دعوة متجددة إلى قيام تلك الوحدة الكبرى، التي كان يرى فيها الخلاص من حالة الضعف والاستكانة التي سادت الأقطار العربية، وجعلتهم فريسة للمستعمر الأجنبي.
وتعرض "شكيب أرسلان" - بسبب مواقفه الوطنية - للكثير من الاضطهاد من المستعمرين، وحيكت ضده المؤامرات العديدة من الاستعمار ومن أذنابه ممن ينتسبون إلى العروبة وهي منهم براء، كما تعرض لحملات شرسة من التشويه والافتراءات والأكاذيب.
وسعى المحتلون إلى تشويه صورته أمام الجماهير، فاتهمه المفوض الفرنسي السامي المسيو "جوفنيل" بأنه من أعوان "جمال باشا السفاح"، وأنه كان قائدًا لفرقة المتطوعين تحت إمرته، وكان "شكيب" قد تولى قيادة تلك الفرقة من المتطوعين اللبنانيين لمقاومة الدول التي احتلت "لبنان"، وكان من الطبيعي أن يكون تحت إمرة "جمال باشا" باعتباره قائد الفيلق الرابع الذي تنتمي إليه فرقة "شكيب"، واستطاع "شكيب" أن يفند أكاذيبهم، ويفضح زيفهم وخداعهم.
موقفه من الحلفاء والأتراك
نسب نسيب بخط يد شكيب(1/109)
كان "شكيب" لا يثق بوعود الحلفاء للعرب، وكان يعتقد أن الحلفاء لا يريدون الخير للعرب، وإنما يريدون القضاء على الدولة العثمانية أولاً، ثم يقسمون البلاد العربية بعد ذلك. وقد حذر "شكيب أرسلان" قومه من استغلال الأجانب الدخلاء للشقاق بين العرب والترك.
ولكنه حينما رأى الأتراك يتنكرون للخلافة الإسلامية ويلغونها، ويتجهون إلى العلمانية، ويقطعون ما بينهم وبين العروبة والإسلام من وشائج وصلات؛ اتخذ "شكيب" موقفًا آخر من تركيا وحكامها، وبدأ يدعو إلى الوحدة العربية؛ لأنه وجد فيها السبيل إلى قوة العرب وتماسكهم.
وعندما انتهت الحرب العالمية الأولى حدث ما حذر منه "شكيب أرسلان" فقد برح الخفاء، وتجلت حقيقة خداع الحلفاء للعرب، وظهرت حقيقة نواياهم وأطماعهم ضد العرب والمسلمين، خاصة بعدما تنكر الأتراك للخلافة الإسلامية، واتجهوا اتجاهًا علمانيًا.
مع قضايا التحرر العربي
وظل "شكيب أرسلان" مطاردًا من أكثر من دولة؛ فتركيا تطارده لاهتمامه بقضايا العرب، وحملته على تنكر حكامها للخلافة والإسلام، وإنجلترا وفرنسا تطاردانه لدفاعه عن شعوب الأمة العربية ودعوته إلى التحرر، وتزعمه حملة الجهاد ضد المستعمرين، كما ظل مبعدًا لفترة طويلة من حياته عن كثير من أقطار الوطن العربي، لا يُسمح له بدخولها، خاصة مصر وسوريا اللتين كانتا تشكلان قلب الأمة العربية.(1/110)
ولم يقتصر دور "شكيب أرسلان" على الاهتمام بقضايا الأمة العربية وإيقاظ الهمم وبعث الوعي الوطني في داخل الوطن العربي فحسب، وإنما انطلق يشرح قضية العرب ويفضح فظائع المستعمرين ويكشف زيفهم وخداعهم في كثير من بلدان العالم؛ فسافر إلى روما وأمريكا الشمالية وروسيا وإسبانيا، وقد استقبل في كل بلد زاره بكل حفاوة وتقدير، ونشر العديد من المقالات التي تفضح جرائم المستعمرين في حق الشعوب العربية والإسلامية، وتصور الحالة الأليمة التي صارت إليها الأمور في كثير من البلدان التي ترزح تحت نير الاستعمار.
جهود لتوحيد المسلمين
كذلك اهتم "شكيب أرسلان" بأحوال المسلمين في أنحاء العالم المختلفة، ففي عام (1344هـ = 1924م) أسس جمعية "هيئة الشعائر الإسلامية" في "برلين"، وكانت تهدف إلى الاهتمام بأمور المسلمين في "ألمانيا"، وقد تشكلت هذه الجمعية من أعضاء يمثلون معظم الشعوب الإسلامية، وأهم ما يميزها أنها نحت منحى دينيًا بعيدًا عن الشؤون السياسية، وذلك لتلافي أسباب الخلاف والشقاق التي قد تنجم عن اختلاف الأيدلوجيات السياسية بين الشعوب والدول المختلفة.
العامل الديني والصراع بين الشرق والغرب
وقد أدرك "شكيب أرسلان" منذ وقت مبكر أثر العامل الديني في الصراع بين الشرق والغرب، وأكد عليه في كثير من كتبه ومقالاته، وأوضح أثر ذلك العامل في إثارة دول الغرب ودعمها لاستعمار الشرق واحتلال العالم الإسلامي، وربط بين الحملات الصليبية القديمة نحو الشرق وأخواتها المعاصرة على أيدي الفرنسيين والإنجليز والألمان، ولكنه كان أشد نقدًا للفرنسيين، فقد كانت فرنسا في طليعة الدول التي حاربت الإسلام والمسلمين، وقد خرجت منها وحدها إحدى عشرة حملة صليبية في مقابل حملة إنجليزية وأخرى ألمانية.
وتناول "شكيب أرسلان" فظائع فرنسا ضد المسلمين في شمال أفريقيا، مؤكدًا أنها حملة عنصرية ضد العروبة والإسلام.(1/111)
وهو لا يغفل في حديثة الإشادة بسماحة الإسلام والحديث عن جو التسامح والإخاء الذي يعيشه أبناء الوطن العربي من مسلمين ونصارى، موضحًا ما يسود بينهم من السلام والوئام، حيث ينعم الجميع بكل الحقوق والواجبات دون تمييز أو تهميش.
الثورة العربية
لم يشترك "شكيب أرسلان" ولم يشارك في أحداث الثورة العربية التي قامت ضد تركيا سنة (1336هـ = 1916م) ، وإنما كان له موقف منها؛ فقد انتقدها وحذر من عواقبها، وقد أدى موقفه هذا إلى أن الكثيرين أساءوا الظن به، ولم يكن "شكيب أرسلان" بدعا في ذلك؛ فقد اتخذ هذا الموقف نفسه عدد كبير من الزعماء والمفكرين كالشيخ "عبد العزيز جاويش" والزعيم "محمد فريد" و"عبد الحميد سعيد" وغيرهم.
ويفسر "شكيب أرسلان" موقفه هذا بأنه اعتقد أن البلاد العربية ستصبح نهبًا للاستعمار، وأنها ستقسم بين إنجلترا وفرنسا.
مؤامرة تقسيم فلسطين
وسعى "شكيب أرسلان" إلى إيقاظ الشعور الوطني لدى أبناء الأمة العربية وتنبيههم إلى الأخطار المحدقة بهم.
وكان من أوائل الذين تنبهوا إلى خطورة سياسة المستعمرين في فلسطين، وسعيهم إلى تقسيمها وإنشاء وطن قومي لليهود فيها، ويؤكد أنه يفضّل الدولة العثمانية الشرقية الإسلامية على احتلال الفرنج الأعداء الغرباء، ولكنه - في الوقت نفسه - يذكر أنه لو علم أن الثورة ضد تركيا ستؤدي إلى استقلال العرب لما سبقه إليها أحد.
ويذكر أن موقفه هذا لم يكن وليد حدس أو تخمين، فقد تجمعت لديه الأدلة والقرائن أن فرنسا وإنجلترا يسعيان لتقسيم سوريا وفلسطين.
وما كادت الحرب العالمية الأولى تضع أوزارها حتى تبين للجميع صحة ما ذهب إليه "شكيب أرسلان" وبعد نظره.
وكان "شكيب" من أوائل الذين تصدوا لخطر الوجود اليهودي في فلسطين، وسعى مخلصًا إلى دعوة العرب إلى جمع الشمل والتصدي لتلك المؤامرة، وحذر أبناء فلسطين من الخلاف والشقاق، لأن ذلك مما يقوي آمال الإنجليز واليهود ويعظم أطماعهم في فلسطين.(1/112)
مع الجامعة العربية
لعل "شكيب أرسلان" كان من أوائل الدعاة إلى إنشاء الجامعة العربية إن لم يكن أولهم على الإطلاق، ففي أعقاب الحرب العالمي الأولى مباشرة دعا "شكيب أرسلان" إلى إنشاء جامعة عربية، ولما تألفت الجامعة العربية كان سرور "شكيب أرسلان" لها عظيمًا، وكان يرى فيها الملاذ للأمة العربية من التشرذم والانقسامات، والسبيل إلى نهضة عربية شاملة في جميع المجالات العلمية والفكرية والاقتصادية.
وكان "شكيب" من أشد دعاة الوحدة العربية ومن أكثر المتحمسين لأصالة الثقافة العربية، وكان مولعًا بتمجيد العرب والعروبة، كما كان يضيق بالشعوبية وأهلها، ويراها حركة تخريب لمدنية العرب، وإضعافا لعزائهم، وجمودا لأفضالهم. وكان يقول: إن لكل عصر شعوبية، وشعوبية هذا العصر هم أولئك الأدباء والكتاب الذين يهاجمون العرب والعروبة.
وبلغ من حرصه على هويته وقوميته العربية أنه كان يخطب دائمًا بالعربية في رحلاته إلى أمريكا وأوربا مع تمكنه وإجادته للإنجليزية والفرنسة والتركية وإلمامه بالألمانية.
المفكر والأديب
عاش شكيب أرسلان نحو ثمانين عامًا، قضى منها نحو ستين عامًا في القراءة والكتابة والخطابة والتأليف والنظم، وكتب في عشرات الدوريات من المجلات والصحف في مختلف أنحاء الوطن العربي والإسلامي.
وبلغت بحوثه ومقالاته المئات، فضلاً عن آلاف الرسائل ومئات الخطب، كما نظم عشرات القصائد في مختلف المناسبات.
وقد اتسم أسلوبه بالفصاحة وقوة البيان والتمكن من الأداة اللغوية مع دقة التعبير والبراعة في التصوير حتى أطلق عليه "أمير البيان".
وقد أصدر عددًا كبيرًات من الكتب ما بين تأليف وشرح وتحقيق، ومن أهم تلك الكتب:
- تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط- مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه بمصر - الطبعة الأولى- سنة (1352هـ = 1933م) .(1/113)
- الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية- مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه بمصر- الطبعة الأولى- سنة (1358هـ = 1939م) .
- رواية آخر بني سراج: تأليف: الكونت دي شاتوبريان - ترجمة: شكيب أرسلان - مطبعة المنار بالقاهرة- سنة (1343هـ = 1925م)
- السيد رشيد رضا، أو إخاء أربعين سنة - مطبعة ابن زيدون بدمشق - الطبعة الأولى - سنة (1356هـ = 1937م) .
- شوقي، أو صداقة أربعين سنة- مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه بمصر - الطبعة الأولى - سنة (1355هـ = 1936م) .
- لماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟ - مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه بمصر - الطبعة الأولى - سنة (1358هـ = 1939م) .
وبعد أن انتهت الحرب العالمية الثانية سنة (1365هـ = 1945م) وتحررت سوريا ولبنان، عاد "شكيب أرسلان" إلى وطنه في أواخر سنة (1366هـ = 1946م) . فاستُقبل استقبالاً حافلاً.
ولكن حالته الصحية كانت قد ضعفت بعد تلك السنوات الطوال من الكفاح الشاق، والاغتراب المضني، وكثرة الأمراض، فما لبث أن توفي في (15 من المحرم 1366هـ = 9 من ديسمبر 1946م) بعد حياة حافلة بالعناء والكفاح.
أهم مصادر الدراسة:
الأمير شكيب أرسلان: حياته وآثاره - سامي الدهان - دار المعارف بمصر - القاهرة- (1380هـ = 1960م) .
شكيب أرسلان.. داعية العروبة والإسلام (أعلام الغرب: 21) أحمد الشرباصي-المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة - القاهرة (1383 هـ = 1963م) .
شكيب أرسلان.. من رواد الوحدة العربية.. (مذاهب وشخصيات: 54) - أحمد الشرباصي- الدار القومية للطباعة والنشر - القاهرة- (1383هـ = 1963م) .(1/114)
صالح بن أحمد الخريصي
(1327 - 1415 هـ / 1909 - 1995 م)
ولد في بريدة بالسعودية، وتعلم القرآن الكريم وباقي العلوم الشرعية على عدد من المشايخ.
عين رئيساً لمحاكم منطقة القصيم. وله تلامذة كثيرون.
له بعض الرسائل المطبوعة، منها:
- نصيحة شهر رمضان المبارك.
- ختمة القرآن الكريم.
---------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/115)
صالح بن حمد بن نصر الله بن مشعاب
(000 - 1248هـ)
الشيخ صالح بن حمد بن نصر الله بن فوزان بن نصر الله بن محمد ابن عيسى بن حمد بن عيسى بن صقر بن مشعاب، هكذا نسبه من خطه من (المشاعيب) وهم آل جراح، من ذرية زهري بن جراح الثوري ثم الربابي نسباً السبيعي حلفاً، وآل جراح أسرة المترجم هم أمراء مدينة عنيزة السابقون، وكانت منزلتهم (الجادة) وكانت في ذلك الزمن قرية، والآن أصبحت حياً من احياء مدينة عنيزة، وكان أول من أنشأ عنيزة وجعلها قرية مسكونة هو جدهم زهري بن سالم بن جراح في قصة معروفة، فلما كثرت ذريته نشأ الخلاف بينهم والفتن، فترك بعضهم البلدة، فكان ممن رحل عنها جد المترجم الشيخ فوزان بن نصر الله، وسكن (حوطة سدير) وصار من أهل العلم المشهورين.
ولد المترجم في (حوطة سدير) ونشأ بها، وقرأ على علماء سدير حتى أدرك وصار من العلماء المشهورين، وكان من اكبر مشايخه الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين.
قال عنه الشيخ إبراهيم بن عيسى: (كان عالماً فقيهاً) .
وفاته:
أرسله الإمام تركي بن عبد الله آل سعود قاضياً في القطيف أيام الموسم، فعاد من القطيف الى بلده الحوطة مريضاً، فمات بعد أيام من وصوله، وذلك عام 1248هـ-. رحمه الله تعالى.
---------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/116)
صالح بن عبد الرحمن بن عبد الله الأطرم
1350هـ-/1931م الحاذية، الزلفي
-حفظ القرآن الكريم وعدداً من المتون، ثم اتجه إلى الرياض وتلقى العلم في حلقات العلماء، والتحق بالمعهد العلمي عام 1371هـ-، وبكلية الشريعة عام 1375هـ-، وبالمعهد العالي للقضاء عام 1386هـ-، وحصل على شهادة الماجستير في موضوع (جريمة الحرابة وعقوبتها في الإسلام) من المعهد نفسه، قسم الشريعة الإسلامية، عام 1390هـ-، والدكتوراه في موضوع (دوافع الإيمان وموجباتها) من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، المعهد العالي للقضاء، قسم الفقه المقارن، عام 1405هـ-.
- عمل مدرساً في معهد الرياض العلمي عام 1379هـ-، ومدرساً في كلية الشريعة عام 1391هـ-، وصدر الأمر الملكي بتعيينه عضوا في هيئة كبار العلماء عام 1413هـ-، وعضواً في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، وشارك في أعمال التوعية الإسلامية في الحج، كما شارك في بعض المؤتمرات والندوات، وكان متعاونا مع كلية الشريعة، وتعليم البنات، ومشرفاً على الرسائل العلمية، وأحيل إلى التقاعد عام 1410هـ-، وتعاون مع الإذاعة في تقديم بعض برامج التوعية الدينية.
---------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/117)
صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
ترجمة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
الاسم: صالح بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب -رحمهم الله جميعًا- وحفظ الله الشيخ ورعاه، والشيخ يرجع نسبه إلى قبيلة بني تميم المشهورة.
نشأ الشيخ في دار علم وديانة -ولا نزكي على الله أحدا-.
ولد في مدينة الرياض سنة 1378هـ، وأكمل تعليمه الثانوي في الرياض، ولحرصه -حفظه الله- على أن يكون تعليمه الجامعي شرعيًّا فقد التحق بجامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية ممثلة في كلية أصول الدين بقسم القرآن وعلومه، وبعد تخرجه منها عمل ضمن هيئة التدريس فيها، منذ ذلك الحين إلى عام 1416هـ حيث عين نائبًا لوزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.
وفي عام 1420هـ صدر الأمر بتعيينه وزيرًا للشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، إلى جانب إشرافه على المؤسسات الخيرية كمؤسسة الحرمين الخيرية، وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، والندوة العالمية للشباب الإسلامي.
والشيخ -حفظه الله- منصرف إلى طلب العلم وتحقيق المسائل على نحو ما كان عليه علماء الدعوة السلفية وكبار العلماء منذ نعومة أظفاره، ودأب على نشر ذلك وتعليمه في دروسه ومحاضراته وتوجيهاته التي يلقيها في المساجد وفي غيرها.
والشيخ قارئ وباحث كبير في فتاوى جده سماحة الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم -رحمه الله تعالى-، حيث تفرغ لدراستها وفهم مقاصدها واصطلاحاتها الفقهية والعلمية ومقاصدها التي انفردت بها بحكم الزمان والمكان، وكان يستعين بعد الله بكبار العلماء في ذلك كسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-، وسماحة والده الشيخ عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم -حفظه الله-، وسماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة -حفظه الله-، وفضيلة الشيخ عبد الله بن عقيل رئيس الهيئة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى سابقًا -حفظه الله-.
وتلقى العلم على عدد من العلماء وهم:
1- سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله تعالى-.
2- والده سماحة الشيخ عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم -حفظه الله تعالى-.
3- فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل -حفظه الله تعالى-.
4- فضيلة الشيخ عبد الله بن غديان عضو هيئة كبار العلماء -حفظه الله-.
5- فضيلة الشيخ عبد العزيز بن مرشد -رحمه الله تعالى-.
6- فضيلة الشيخ أحمد المرابط الشنقيطي -حفظه الله- نائب مفتي الديار الموريتانية درس عليه في علوم اللغة.
7- الشيخ محمد بن سعد الدبل -حفظه الله- درس عليه في النحو.
8- وكان له جلسات ومباحثات علمية متكررة مع فضيلة الشيخ المحدث حماد الأنصاري -رحمه الله تعالى-.
وقد حرص -رعاه الله- على جمع الإجازات العلمية من شتى أنحاء الأرض، حيث حصل على إجازات عدة من بعض علماء المملكة، ورحل إلى: تونس والمغرب وباكستان والهند وغيرها في سبيل ذلك.
وله من المؤلفات والتحقيقات التي يحرص على اقتنائها طلبة العلم لما فيها من الشمولية والتدقيق العلمي ما يقارب سبعة عشر عملًا علميًّا.
وشارك في عدد من المؤتمرات في داخل المملكة وفي أمريكا وأوروبا ومصر وغيرها.
حفظ الله الشيخ وسدد على درب الخير خطاه.
http://www.taimiah.org/biographies/saleh.asp
----------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/118)
صالح بن عبد العزيز بن عثيمين
(000 - 1412 هـ- 000 - 1992 م)
فقيه، عضو المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي.
صدر له كتاب بعد وفاته بعنوان: «مقاصد الإسلام» .
وهو مجموعة أبحاث نافعة في موضوعات متفرقة، تنتظم أبواب الشريعة في الاعتقاد والفقهيات والآداب العامة.
---------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/119)
صالح بن عبد الله بن حميد
الاسم: صالح بن عبد الله بن حميد، تاريخ ومكان الميلاد: 1369هـ-. بريدة.
الحالة الاجتماعية: متزوج وله سبعة أولاد. اللغات الأجنبية: الإنجليزية.
العنوان الدائم: مكة المكرمة ص. ب 6428.
المؤهلات العلمية:
- الدكتوراه: شريعة الفقه وأصوله - مكة المكرمة 1402هـ-.
- الماجستير: الفقه وأصوله - مكة المكرمة - 1396هـ-.
- الجامعية: شريعة - مكة المكرمة 1392-1395هـ-.
- الثانوية العامة: مكة المكرمة 1386-1387هـ-.
الحياة العملية:
- معيد: كلية الشريعة - جامعة أم القرى.
- محاضر: جامعة أم القرى.
- أستاذ مساعد: جامعة أم القرى.
- مدرس: كلية الشريعة جامعة أم القرى.
- مشرف: الإشراف على الرسائل العلمية ومناقشتها.
- رئيس قسم: الاقتصاد الإسلامي- جامعة أم القرى.
- عميد كلية: جامعة أم القرى.
- نائب الرئيس: لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
- مدير مركز: الدراسات العليا الإسلامية - أم القرى.
- وكلية كلية: كلية الشريعة للدراسات العليا- أم القرى.
- عضو: مجلس الشورى منذ عام 1414هـ-.
- صدر مرسوم ملكي بتعيينه بهيئة كبار العلماء في 6/3/1422هـ-.
المؤتمرات والندوات
- له مشاركات مشهودة في المؤتمرات العلمية والعالمية- سواء ما كان منها عن طريق المسجد الحرام وشئونه أو ما كان عن طريق جامعة أم القرى أو الدعوات الخاصة، وقد حضر مؤتمرات علمية في القاهرة والرباط ولندن وأمريكا في عدة ولايات وفي باكستان وماليزيا وجنوب إفريقيا.
- مدرس بالمسجد الحرام، وقد صدرت موافقة سامية على تعيينه مدرساً ومفتياً بالمسجد الحرام.
- عضو في المجلس الأعلى العالمي للمساجد برابطة العالم الإسلامي.
- عضو في اللجنة الشرعية بهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية.
المؤلفات والبحوث
- وضع الحرج في الشريعة الإسلامية ضوابطه وتحقيقاته.
- من خطب المسجد الحرام توجيهات وذكرى (جزءان) .
- أدب الخلاف- العربية - اللغة الأردية.
- تلبيس مردود في طريق العزة -العربية- الأسبانية- الصومالية.
- أحداث ومواقف في طريق العزة.
- البيت السعيد وخلاف الزوجين.
- القدوة ومبادئ ونماذج.
- مفهوم الحكمة في الدعوة.
- التوجيه غير المباشر في التربية وتغير السلوك.
- ضابط المثلي والقيمي عند الفقهاء- تحت الطبع.
- نظرة تأصيلية في الخلاف بين أهل العلم.
---------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/120)
صالح بن عبد الرحمن بن محمد بن حمد الفوزان
(1288 هـ / 1372هـ)
هو صالح بن عبد الرحمن بن محمد بن حمد بن نصر الله بن فوزان بن نصر الله بن محمد بن عيسى بن محمد بن صقر بن مشعاب. ولد بحوطة سدير في نهاية عام 1288هـ-، ودرس العلوم الدينية على يد علمائها الأفاضل حتى نبغ، فاتجه الى مجال التدريس في الكتاتيب، وكان مجوداً للقرآن الكريم.
أنيط به أعمال عدة منها كتابة العقود بين الأهالي، وكتابة عقود ألانكحة، وترأس هيئة النظر في حل النزاعات بين اهالي البلدة، وكان خطيب وإمام المسجد الجامع بحوطة سدير. تميز الشيخ صالح بالأخلاق الحميدة علاوة على الورع والتقوى والإنصاف بين الناس لذا اكتسب حب الكبير والصغير.
من تلاميذه: الأستاذ سعد بن محمد المعجل، والشيخ عبد الله بن حسين، والشيخ عبد العزيز المنيف، والأستاذ صالح بن عبد العزيز المعجل، واخوه إبراهيم بن عبد العزيز المعجل والأستاذ ناصر المنقور، وأخوه عبد المحسن المنقور، وأخوه سعد المنقور، والشيخ فهد بن جاسر علاوة على الكثير من أبناء الحوطة الذين عاصروا هذه الحقبة من الزمن لكن المجال لا يتسع لذكرهم.
ومن أبنائه:
الشيخ إبراهيم بن صالح بن عبد الرحمن الفوزان الذي تولى معظم أعمال والده من بعده كما تولى إمامة الجامع الكبير من عام 1357هـ- إلى أن تقدم به السن، وقد ورث الشيخ إبراهيم عن أبيه الأخلاق الحميدة والآراء السيدة رحمهما الله جميعاً.
توفي الشيخ صالح في يوم 26 من ربيع الآخر عام 1372هـ- رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
----------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/121)
صالح بن محمد اللحيدان
1350هـ-/1931م البكيرية، القصيم
عمل في بداية حياته العملية بالإفتاء، ثم عمل بالقضاء ما يزيد عن ثلاثين عاماً، ومن بين أعماله القضائية تعيينه رئيساً للمحكمة الكبرى بالرياض، ورقي إلى درجة قاضي تمييز في عام 1390هـ-، ورئيس المجلس الأعلى للقضاء بدرجة وزير عام 1413هـ-، وعين عضواً في هيئة كبار العلماء، وهو من كبار رجال الفتوى في المملكة العربية السعودية.
----------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس
ترجمة أخرى:
الشيخ صالح بن محمد اللحيدان
عالم جليل وداعية الى الله ذو هيبة وقدر، وإمام وخطيب، ولد بمدينة البكيرية بمنطقة القصيم عام 1350هـ وقد تخرج من كلية الشريعة بالرياض عام 1379هـ وعمل سكرتيرا لسماحة الشيخ: محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله مفتي الديار السعودية السابق في الإفتاء بعد تخرجه، الى أن عين عام 1383هـ مساعدا لرئيس المحكمة الكبرى بالرياض، ثم صار رئيسا للمحكمة عام 1384هـ.
وقد حصل على رسالة الماجستير من المعهد العالي للقضاء عام 1389هـ واستمر رئيسا للمحكمة الكبرى الى أن عين عام 1390هـ قاضي تمييز وعضوا بالهيئة القضائية العليا.
وفي عام 1403هـ عين رئيسا للهيئة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى، واستمر في ذلك نائبا لرئيس المجلس في غيابه الى أن عين عام 1413هـ رئيسا للمجلس بهيئة العامة والدائمة.
وهو أيضا عضوا في هيئة كبار العلماء منذ إنشائها عام 1391هـ وعضوا في رابطة العالم الإسلامي، وكان له نشاط في تأسيس مجلة راية الإسلام، ومديرها ورئيس تحريرها.
وله دروس في المسجد الحرام تذاع، وفتاوى في برنامج نور على الدرب وله محاضرات وندوات ومشاركة في مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه وغير ذلك مما فيه صلاح وإصلاح، فجزاه الله أحسن الجزاء وأحسن لنا وله الخاتمة في الأمور كلها وصلى الله وسلم على نبينا محمد، حرر في 9/1/1419هـ. (الدرر السنية جـ 16 صفحة 489) .
قلت: وله لقاءات ودروس في الرياض ومكة، وجهود عظيمة في النصحية لأئمة المسلمين وعامتهم، نسأل الله له الإعانة والتوفيق والسداد وحسن الخاتمة..آمين ...
المصدر: الدرر السنية في الأجوبة النجدية - الطبعة الأولى 1420هـ والتراجم الطبعة الثانية ـ والتي جمعها العلامة الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم رحمه الله
_____________________
المصدر: موقع شبكة سحاب السلفية(1/122)
العالم الداعية الشيخ صفوت حجازي
للشيخ الدكتور/ صفوت حجازى أحد علماء مصر ودعاتها المعروفين
الإسم بالكامل: صفوت حموده حجازي رمضان.
تاريخ الميلاد 21 إبريل، 1963
محل الميلاد: الورق، مركز سيدى سالم- كفر الشيخ
الحالة الإجتماعية: متزوج وله ثلاثة بنات: رفيده، وجويرية، ومريم وولد واحد: البراء
المؤهل العلمى: ليسانس الآداب، جامعة الأسكندرية
الدراسات العليا:
درجة الماجستير فى مجال التخطيط العمرانى، والموضوع "المدينة المنورة نظرة خطيطية ".
دبلوم الحديث وعلومه بجامعة ديجون بفرنسا
دكتوراه عقائد ومقارنة أديان جامعة ديجون بفرنسا وعنوان الرسالة "الأنبياء والمرسلون عند أهل الكتاب والمسلمين دراسة مقارنة"
مجال العمل حاليا:
أمين عام دار الأنصار للشئون الإسلامية
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية
إملم مسجد دعوة الحق بالقاهرة
عضو المجمع العلمى لبحوث القرآن والسنة
رحلته مع العلم:
هو الشيخ صفوت حموده حجازي رمضان. وقد ولد الشيخ صفوت فى الحادى والعشرين من إبريل عام ألف وتسعمائه وثلاثة وستون بقرية الورق، مركز سيدى سالم، محافظة كفر الشيخ.
بدأ الشيخ صفوت حجازى رحلته مع العلم مبكرا، حيث نشأ فوجد أبيه الشيخ حموده حجازي متخرجا من كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر. مما كان له عظيم الأثر فى تربيته ونشأته فى بيت مسلم يتردد عليه أفاضل العلماء من الأزهر الشريف.
فإلتحق بكتاب الشيخ عبد الواحد بحى الطالبية بمنطقة الهرم حتى أتم حفظ كتاب الله الكريم وهو لا يزال فى المرحلة الإبتدائية. ثم تدرج فى المراحل الدراسية المختلفة حتى إلتحق الشيخ صفوت بمدرسة أحمد لطفى السيد الثانوية العسكرية بمحافظة الجيزه.
وفى أثناء دراسته الثانوية بمدرسة أحمد لطفى السيد الثانوية العسكرية بمحافظة الجيزه، توطدت علاقته بالشيخ عبد الرشيد صقر بمسجد صلاح الدين بحى المنيل والذي كان له أسلوبه الخاص والمميز. وواكب هذه الفتره من حياة الشيخ صفوت صحوة إسلاميه كبيره فى الجامعات والشارع المصرى إبتداء من عام 1978، وكان ذلك مصاحبا للثورة الإيرانية وإنبهار الشارع المسلم بها فى أول وقتها، وأيضا مواكبة هذه الفترة للأحداث فى أفغانستان. وزادت علاقة الشيخ صفوت بأعلام الشخصيات الإسلاميه فى ذلك الوقت.
وفى خلال مرحلة الدراسة الثانوية أيضا، حضر الشيخ صفوت الكثير من مجالس العلم لفضيلة الشيخ إسماعيل صادق العدوى إمام وخطيب الجامع الأزهر بعد ذلك. ولا ينسى الشيخ صفوت ملاقاته للشيخ إبراهيم عزت رحمه الله بمسجد أنس بن مالك قبل ذلك، وتأثره بالروحانيات العاليه للشيخ إبراهيم. وأيضا ملاقاته لفضيلة الشيخ محمد نجيب المطيعى عليه رحمة الله.
وكان للشيخ حموده حجازى والد الشيخ صفوت علاقة زمالة وصداقة حميمه بشيخين جليلين هما الشيخ صلاح أبو إسماعيل والشيخ محمد الغزالى. وقد سمحت هذه العلاقة للشيخ صفوت أن يتردد عليهما والسماع منهما. لذلك، كانا من أكثر الشيوخ تأثيرا فى فكر ومنهجية الشيخ صفوت.
ولما أنهى دراستة الثانوية، إنتقل الشيخ صفوت إلى محافظة الأسكندرية ليبدأ المرحلة الجامعية حيث بدأ دراسته بكلية الآداب قسم مساحة وخرائط، وكان ذلك فى عام 1979- 1980. وبالرغم من نقله لمحل إقامته إلى خارج القاهره، إلا أن ذلك لم يمنعه من مواصله هدفه فى طلب العلم حيث كان على إتصال بفضيلة الشيخ المحلاوى بمسجد القائد إبراهيم بميدان الرمل بالأسكندرية. كما درس كتاب "نيل الأوطار" للشوكانى على يد الشيخ إبراهيم البحيرى بمنزله فى حى الإبراهيميه. وفى عام 1984، حصل الشيخ صفوت على ليسانس الآداب قسم مساحة وخرائط من جامعة الأسكندرية. بعد ذلك، عاد الشيخ صفوت إلى القاهره ولزم الشيخ عبد الصبور شاهين بمسجد عمرو بن العاص زمانا.
ثم إنتقل الشيخ صفوت للعمل بالمملكة العربية السعودية، حيث عمل بالأمانة العامة بالمدينة المنورة. وكانت هذه الفتره هى البداية المنهجية الحقيقية لفترة طلب العلم، حيث بدأ الشيخ صفوت يدرس بالحلقات بالمسجد النبوى وبدار الحديث التى كان شيوخه يدرسون بها. وخلال فترة إقامته بالمدينة المنورة بداية من عام 1990 وحتى أغسطس من عام 1998، إستطاع الشيخ صفوت الحصول على الكثير من الإجازات من أشهر وأمهر الشيوخ وفى مختلف العلوم الشرعية. وكمثال على ذلك، إجازه فى القرآن الكريم برواية حفص من فضيلة الشيخ عبد الحكيم بن عبد السلام خاطر المدرس بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية وعضو لجنة مراجعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة.
ولعل أبرز من مكث معه الشيخ صفوت لفترات طويله ليرتوى من علمه الغزير هو الشيخ عطية محمد سالم والذي كان أستاذا وعميدا لشئون الطلاب بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. وكان لهذا الشيخ عظيم الأثر فى تكوين الشخصية الدعوية للشيخ صفوت. وقد قرأ الشيخ صفوت على الشيخ عطية محمد سالم جميع مؤلفاته بمنزله بالحره الشرقيه بالمدينة المنورة وحصل منه على الإجازات فى الكتب الآتية:
* "الموطأ" للإمام مالك بمنزل الشيخ وبالمسجد النبوى.
* "بلوغ المرام من أدلة الأحكام" للحافظ بن حجر العسقلانى.
* "فقة المواريث" من شرح متن الرحبية.
* "أصول الفقة" من شرح متن الورقان للجوينى- ومراقى السعود التى شرحها الشيخ عطية للشيخ صفوت بشرح الشيخ محمد الأمين الشنقيطى والمطبوع الآن والمعروف "بنثر الورود على مراقى السعود".
* "مذكرة أصول الفقة" التى كان يدرسها الشيخ محمد الأمين الشنقيطى بالجامعة.
* "مصطلح الحديث" من شرح متن البيقونية بالمسجد النبوى وشرح كتاب "الباعث الحثيث" لإبن كثير بمنزل الشيخ.
* "شرح متن الأربعين النووية" بالمسجد النبوى.
* "دروس فى صحيح مسلم والبخارى" من أول الكتاب إلى نهاية كتاب الصيام فى الصحيحين.
* كتاب "الأدب المفرد" للبخارى.
* كتاب "نهج البلاغة" للجارم.
* دروس فى التفسير للخمسة أجزاء الأخيره من القرآن الكريم.
* كتاب "المقنع" لإبن قدامة فى الفقة الحنبلى بمنزل الشيخ.
* كتاب "منهاج الطالبين" للنووى فى الفقة الشافعي.
* كتاب "المجموع" للنووى إلى كتاب الديات.
* كتاب "المغنى" لإبن قدامة المقدسى، من أول كتاب الطلاق إلى أول كتاب العتق.
ولما وجد الشيخ عطية فى تلميذه الشيخ صفوت نبوغا فى علم الحديث وفروعه، عهد إليه بتحقيق مؤلفين له وهما "العين والرقية" و " موسوعة الدماء فى الإسلام" وهذا مما لم يحظى به أى تلميذ من تلاميذ الشيخ عطية فى حياته.
كما تشرف الشيخ صفوت بحضور الكثير من الحلقات ومجالس العلم للشيخ حماد الأنصارى، وحصل منه على الإجازات فى الكتب الآتية:
* "شرح متن الآجرومية" فى النحو للصنهاجى
* "نزهة النظر" بشرح نخبة الفكر لإبن حجر العسقلانى.
* "يانع الثمر" فى مصطلح أهل الأثر للشيخ حماد الأنصارى.
* "موطأ الإمام مالك بن أنس" برواية يحيى بن يحيى الليثى.
* "شرح صحيح مسلم" من أوله إلى آخر كتاب الزكاة.
* قرأ الشيخ صفوت على الشيخ حماد الأنصارى صحيح البخاري كاملا أثناء عمله معه فى لجنة "تحديد حرم المدينة المنورة".
* أجاز الشيخ حماد الأنصارى الشيخ صفوت برواية سنده فى كتب الأحاديث التسعة (البخاري - مسلم - أبو داوود - النسائي - الترمذي - إبن ماجة - مسند الإمام أحمد - موطأ الإمام مالك - سنن الدارمي) .
* وأجازه أيضا برواية سنده المعروف بإسم "سد الإرب من علوم الإسناد والأدب".
* وأجازه أيضا أن يروى بسنده جميع ما فى ثبت "قطف الثمر فى رفع أسانيد المصنفات فى الفنون والأثر".
* وأجازه أن يروى بسنده ثبت "إتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر" للشوكانى مؤلف "نيل الأوطار".
* وأجازه أن يروى سنده المعروف "إتحاف القارى" بثبت الأنصارى.
وعلى الشيخ عبد الله الغنيمان، درس الشيخ صفوت الكتب الآتية:
* شرح كتاب "فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد" للشيخ محمد بن عبد الوهاب.
* كتاب "سنن أبو داوود" بحلقة الشيخ بالمسجد النبوى.
وعلى الشيخ عمر بن محمد فلاتة، درس الشيخ صفوت الكتب الآتية:
* كتاب "صحيح البخارى".
* كتاب "سنن النسائي".
* كتاب "سنن الترمذي".
هذا بالإضافه إلى الإجازات فى الكتب الأخري مثل:
"شرح العقيدة الطحاوية" لإبن أبى العز، على الشيخ محمد أمان جامى.
شرح كتاب "التوحيد" لإبن عبد الوهاب، على الشيخ عبد العزيز الشبلى.
شرح "العقيدة الطحاوية" للطحاوى، على الشيخ صالح السحيمى.
شرح كتاب "نيل الأوطار" للشوكانى، على الشيخ عمر حسن فلاتة.
شرح "ألفية السيوطى"، على الشيخ عبد المحسن العباد.
شرح "سنن أبو داوود"، على الشيخ عبد المحسن العباد.
ولم ينسى الشيخ صفوت أثناء إقامته بالمدينة المنورة أن يثقل نفسه ببعض الدراسات الأكاديمية ذات الصبغة الإسلاميه، فحصل على درجة الماجستير فى مجال التخطيط العمرانى، وكان موضوع دراسته "المدينة المنورة نظرة تخطيطية".
وعودة إلى دراسة العلوم الشرعية، ففى مجال السيرة النبوية تحديدا، درس الشيخ صفوت السيرة النبوية بالمدينة المنورة على أيدى كثير من الشيوخ مثل الشيخ عطية محمد سالم.، والشيخ حماد الأنصارى، والشيخ عمر محمد فلاتة، والشيخ محمد الحافظ، والشيخ عبيد كردى. وكانوا هؤلاء جميعا أعضاء فى لجنة "تحديد حرم المدينة المنورة" والتى كانت من ضمن الأعمال التى تشرف عليها الإدارة التى كان الشيخ صفوت يعمل بها فى أمانة المدينة المنورة. وكان هؤلاء الشيوخ جميعا يقفون على المواقع والمشاهد والآثار يبينون ويشرحون للطلبة الحدث على الطبيعة وفى مكانه. هذا بخلاف الدراسة من الكتب والتى كان من أهمها:
"السيرة النبوية" لإبن هشام.
"المغازى" للواقدى.
"وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى" للسمهودى.
"الشمائل" للترمذى.
"الشفاء" للقاضى عياض- شرح الزرقانى.
"إمتاع الأسماع" للمقريزى.
"سبل الهدى والرشاد" للصالحى.
"سير أعلام النبلاء" للذهبي.
كما سمع الشيخ صفوت أيضا كتاب (الحجج والبيوع والنكاح) من كتاب "بلوغ المرام" من الشيخ محمد بن صالح العثيمين. وسمع أيضا من فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز وذلك بالرياض ومكة والمدينة حيث كان يصحب شيخة الشيخ عطية محمد سالم أثناء زيارته للشيخ إبن باز. كما درس الشيخ صفوت علم الفرائض والمواريث على يد الشيخ عبد الرحمن الشمان.
ومن الشيوخ التى تلقى منهم العلم الشيخ صفوت أثناء رحلته مع العلم التى إمتدت الآن لأكثر من خمسة وعشرون عاماً الشيوخ الآتى أسماؤهم:
فضيلة الشيخ مناع القطان.
فضيلة الشيخ أبو بكر الجزائرى.
فضيلة الشيخ محمد السيد الوكيل.
فضيلة الشيخ أبو عبد الله محمد فتحى.
فضيلة الشيخ عبد العزيز قارى.
فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطى.
فضيلة الشيخ محمد المختار بن محمد الأمين الشنقيطى.
فضيلة الشيخ على بن عبد الرحمن الحذيفي.
فضيلة الشيخ على سنان.
فضيلة الشيخ عبد الستار فتح الله سعيد.
فضيلة الشيخ على طنطاوى.
فضيلة الشيخ شيبة الحمد.
وقد عاد الشيخ صفوت إلى القاهره بصفه نهائيه فى عام 1998، وبدأ فى مزاولة نشاطه الدعوى فور عودته وبدأ فى إلقاء الدروس والسلاسل بأكثر من مسجد. ثم ذاع صيته لما تميز به أسلوبه من هدوء، ومعالجته من عمق، وطريقته من بساطه، وإختيار دقيق للموضوعات التى ينبنى عليها عمل. لذلك، بدأ فى تقديم بعض الحلقات فى القنوات الفضائيه.
الإنتاج العلمى:
تحقيق كتاب موسوعة الدماء للشيخ/ عطية محمد سالم مطبوع
تحقيق كتاب "العين والرقية" للشيخ/ عطية محمد سالم مطبوع
تحقيق كتاب شرح الأربعين النووية للشيخ/ عطية محمد سالم تحت الطبع
كتاب "فى بيتنا مرابط" مطبوع
كتاب "نساء بيت النبوة" تحت الطبع
البرامج التليفزيونية:
برنامج "رحمة للعالمين" فى قناة إقرأ
برنامج "نساء مؤمنات" فى قناة إقرأ
برنامج "جيل النصر" فى قناة إقرأ
ضيف فى البرامج الآتية:
برنامج "عم يتسائلون" فى قناة دريم2
برنامج "مجلة المرأة" فى قناة إقرأ
برنامج "دنيا ودين" فى القناة الثانية بالتليفزيون المصرى
برنامج "الرحمن علم القرآن" القناة الأولى بالتليفزيون المصرى
مجموعة شرائط كاسيت و Cd
نساء بيت النبوة 12 شريط
نبينا 11 شريط
أبى وأمى أحبكما شريط
وقل الحمد لله شريط
الرباط شريط
أدب الاختلاف 2 شريط
النبى فى بيته شريط
كيف نكون رجالا 2 شريط
حياة حلال 4 شرائط فيديو و Cd
--------------
بواسطة العضو محمد عزت(1/123)
طارق محمد الصالح السويدان.
تاريخ الميلاد: 1953.
جهة الميلاد: الكويت.
الجنسية: كويتي.
الحالة الاجتماعية: متزوج ولديه ستة أولاد.
تليفون: 2404854 - 2404883
فاكس: 2404852
العنوان: الشرق - مجمع دسمان - بلوك 1 - الدور 8
ص. ب 28589 الصفاة 13146 - دولة الكويت
المؤهلات العلمية:
دكتوراه في هندسة البترول من جامعة تلسا / أوكلاهوما / الولايات المتحدة مع مرتبة الشرف 1990.
ماجستير في هندسة البترول من جامعة تلسا / أوكلاهوما / الولايات المتحدة مع مرتبة الشرف 1982.
بكالوريوس في هندسة البترول من جامعة بنسلفانيا / الولايات المتحدة 1975.
الخبرة العملية في المجال الإداري والتعليمي:
رئيس مجلس إدارة مجموعة الإبداع منذ عام 2001 وحتى الآن.
رئيس مجلس إدارة شركة الإبداع الخليجي للاستشارات الإدارية والاقتصادية منذ عام 1992 وحتى الآن.
مدرب محترف في مجالات التنمية الشخصية والإدارة العامة منذ عام 1992 وحتى الآن.
مدير عام أكاديمية الإبداع الأمريكية منذ عام 1997 وحتى عام 2001.
الخبرة العملية في المجال المالي:
نائب رئيس مجلس إدارة شركة زاد للاستثمارات في أمريكا منذ عام 1997 وحتى عام 1999.
عضو مجلس إدارة مجموعة أبرار للاستثمارات في ماليزيا منذ عام 1992 وحتى عام 1996.
الخبرة العملية في المجال النفطي:
أستاذ مساعد بكلية الدراسات التكنولوجية في الكويت منذ عام 1977 وحتى عام 2001.
مراقب هندسة المكامن في وزارة النفط الكويتية منذ عام 1975 وحتى عام 1977.
الخبرة العملية في المجال الجماهيري والإعلامي:
رئيس مجلس إدارة شركة الإبداع العالمية للإنتاج الفني منذ عام 1998 وحتى الآن.
رئيس مجلس إدارة شركة الإبداع الأسرية منذ عام 2001 وحتى الآن.
رئيس مجلس إدارة شركة بيت الإبداع للتسويق والإعلان والهوية الإستراتيجية منذ عام 2001 وحتى الآن.
عضو مجلس إدارة شركة Publicom للعلاقات العامة منذ عام 1996 وحتى عام 1998
الأمين العام للهيئة العالمية للتضامن مع الكويت منذ عام 1990 وحتى عام 1991.
رئيس مركز الرواد لتدريب الشباب منذ عام 2002 وحتى الآن.
رئيس مجلس إدارة مركز الوعي لتطوير العلاقات العربية الغربية منذ عام 2003 وحتى الآن.
عضوية الجمعيات العلمية:
جمعية التدريب والتطوير الأمريكية.
جمعية الإدارة الأمريكية.
جمعية هندسة النفط الأمريكية.
جمعية الصحفيين الكويتية.
أولاً: الإنتاج المطبوع:
أ. (الكتب الإدارية) :
1- صناعة النجاح.
2- القيادة في القرن الحادي والعشرين.
3- كيف تكتب خطة استراتيجية.
4- اختبر معلوماتك الاستراتيجية.
5- آلة الإبداع (الإبداع خطوة خطوة) .
6- مرن عضلات مخك.
7- مبادئ الإبداع.
8- خماسية الولاء.
9- إدارة الوقت.
10- رتب حياتك.
11- قيادة السوق.
12- المنظمة المتعلمة.
13- منهجية التغيير في المنظمات.
14- صناعة القائد.
15- فن الإلقاء الرائع.
16- الاتجاهات الحديثة في الإدارة.
17- كيف تغير نفسك.
18- النجاح في الحياة.
19- التدريب والتدريس الإبداعي.
ب. (الكتب الإسلامية) :
1- الصوم.
2- مختصر العقيدة الإسلامية.
ج. (الكتب التاريخية) :
1- فلسطين.. التاريخ المصور.
2- الأندلس.. التاريخ المصور.
ثانياً - الإنتاج المرئي والمسموع:
(ألبومات سمعية وبصرية) في المجال الإداري وتنمية الذات:
1. النجاح في الحياة.
2. منهجية التغيير (كيف تغير نفسك؟) .
3. دعوة للنجاح.
4. القيادة في القرن الحادي والعشرين.
5. قيادة السوق.
6. الرسول القائد.
7. إدارة الوقت.
8. رتب حياتك.
9. المنظمة المتعلمة.
10. منهجية التغيير في المنظمات.
11. الإبداع في تعليم الأبناء.
12. خماسية الولاء.
13. فن الإلقاء الرائع.
14. الإبداع.
15. العمل المؤسسي.
ثالثا - الإنتاج المرئي والمسموع:
(ألبومات سمعية وبصرية) في المجال الإسلامي:
1. قصة النهاية.
2. قصص من التاريخ الإسلامي.
3. قصص الأنبياء.
4. الصديق والفاروق.
5. تاريخ الأندلس.
6. إعجاز القرآن.
7. السيرة النبوية.
8. مختصر العقيدة الإسلامية.
9. سيرة الإمام مالك بن أنس.
10. سيرة الإمام أبو حنيفة.
11. سيرة الإمام الشافعي.
12. سيرة الإمام أحمد بن حنبل.
13. نساء خالدات.
14. سيرة عمر الفاروق.
15. سيرة أبو بكر الصديق.
16. جدد إيمانك.
17. سيرة عثمان بن عفان.
18. سيرة علي بن أبي طالب.
19. سيرة خالد بن الوليد.
20. تاريخ القدس وفلسطين.
21. أسماء الله الحسنى.
22. روائع القصص.
23. روائع حضارتنا.
رابعاً - الكتابات في المجلات والصحف:
مجلة إبداع - الكويت.
مجلة فواصل - السعودية.
مجلة جواهر - الإمارات.
جريدة اليوم - السعودية.
جريدة عكاظ - السعودية.
جريدة الأهرام - مصر.
خامسا - الإنتاج الإذاعي:
1- إعداد وتقديم برنامج (دعوة للنجاح) في تنمية العلاقات الشخصية لإذاعة الكويت بعدد 55 حلقة.
2- إعداد وتقديم برنامج يومي (السيرة الخالدة) لإذاعة القرآن الكريم وإذاعة البرنامج العام في دولة الكويت بعدد 360 حلقة.
3- إعداد وتقديم برنامج يومي (قصص الأنبياء) لإذاعة القرآن الكريم في دولة الكويت بعدد 195 حلقة.
4- إعداد وتقديم برنامج يومي (تاريخ الأندلس) لإذاعة القرآن الكريم في دولة الكويت بعدد 90 حلقة.
5- إعداد وتقديم برنامج يومي (نجوم حول الرسول صلى الله عليه وسلم) لإذاعة القرآن الكريم في دولة الكويت بعدد 120 حلقة.
6- إعداد وتقديم برنامج (روح الكلمات) لإذاعة دولة الكويت بعدد 30 حلقة.
سادساً - الإنتاج التلفزيوني:
1. إعداد وتقديم برنامج (نساء خالدات) لقناتي (MBC) ودبي الفضائية بعدد (30) حلقة.
2. إعداد وتقديم برنامج (قصص الأنبياء) لقناتي (MBC) ودبي الفضائية بعدد (30) حلقة.
3. إعداد وتقديم برنامج (السيرة الخالدة) لقناتي (MBC) والسودان بعدد (120) حلقة.
4. إعداد وتقديم برنامج (السيرة الخالدة) لقناة أوربت بعدد (60) حلقة.
5. إعداد وتقديم برنامج (قصص وعبر) لتلفزيون دولة الكويت بعدد (30) حلقة.
6. إعداد وتقديم برنامج (سجايا) برنامج في التنمية الذاتية لقناة أوربت بعدد (30) حلقة.
7. إعداد وتقديم برنامج (الله عز وجل) لقناة اقرأ بعدد (15) حلقة.
8. إعداد وتقديم برنامج (روائع القصص) لقناة أوربت بعدد (120) حلقة.
9. إعداد وتقديم برنامج (روائع القصص) لقناة (ART) بعدد (30) حلقة.
10. إعداد وتقديم برنامج (صناعة النجاح) لقناة اقرأ بعدد (30) حلقة.
11. إعداد وتقديم برنامج (فن الإحسان) لتلفزيون قطر بعدد 30 حلقة.
12. إعداد وتقديم برنامج (أسرار الحج) لقناة اقرأ وتلفزيون البحرين والسودان بعدد (11) حلقة.
13. إعداد وتقديم برنامج (سيرة خالد بن الوليد) لقناة (ART) بعدد (60) حلقة.
14. إعداد وتقديم برنامج (قصص الأنبياء - باللغة الإنجليزية) لتلفزيون قطر بعدد (30) حلقة.
15. إعداد وتقديم برنامج (قصة النهاية) لتلفزيون دولة الكويت بعدد (30) حلقة.
16. إعداد وتقديم برنامج (صناعة النجاح) لقناة (Smarts way) .
سابعاً - الدورات الإدارية:
تم إعداد وتقديم العديد من الدورات والمحاضرات لعشرات الجهات في الكويت والخليج والعالم العربي وماليزيا وأوروبا وأمريكا واستراليا، وتم تدريب أكثر من 50 ألف متدرب في المجالات التالية:
1- منهجية التغيير للمنظمات.
2- خماسية الولاء.
3- القيادة في القرن الحادي والعشرين.
4- الإدارة الإستراتيجية وتحديات المستقبل.
5- العادات السبع لأكثر الناس إنتاجية.
6- الرؤية الإستراتيجية.
7- التحديات والاستراتيجيات للقرن الحادي والعشرين.
8- المنهج المتكامل لإعداد قادة المستقبل.
9- إدارة الوقت.
10- العمل الجماعي.
11- المنهج الحديث للتخطيط الاستراتيجي.
12- الاتجاهات الحديثة في الإدارة.
13- الإبداع والتفكير الابتكاري.
14- تعرف بعلم الإدارة.
15- إدارة العمل المؤسسي.
16- بناء فريق العمل.
17- المهارات القيادية.
18- مهارات التعامل مع الجمهور.
19- اتخاذ القرارات.
20- المهارات الإدارية.
21- إدارة التغيير.
22- القيادة.
23- مهارات التميز الإداري.
24- التوعية بالزكاة.
25- تدريب المدرب.
26- تعلم الإبداع.
27- التفويض.
28- الهندرة.
29- فن جمع التبرعات.
30- فن إدارة الاجتماعات.
31- القائد الفعال.
32- آلة الإقناع.
33- السكرتير الفعال.
34- العناية بالعميل.
35- التنظيم وتطوير أساليب العمل.
36- فن الإلقاء الرائع.
37- التدريب الإبداعي.
38- استراتيجيات التنافس.
ثامنا - المؤتمرات التي حاضرت فيها:
1. فعاليات الملتقى العلمي الصيفي للموهوبين في الفترة من 24 - 27 يونيو 2001 (المملكة العربية السعودية) .
2. المحاضر الرئيسي في الملتقى الثالث لتطوير الموارد البشرية في الفترة من 28 - 31 أكتوبر 2001 (المملكة العربية السعودية) .
3. المحاضر الرئيسي في مؤتمر أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية في الفترة من 1 - 3 فبراير 2002 (الإسكندرية - جمهورية مصر العربية)
حيث قدمت محاضرة التخطيط الاستراتيجي.
4. المحاضر الرئيسي في مؤتمر البناء المتكامل للجيل القيادي في الفترة من 9 - 11 فبراير 2002 (دولة الكويت) حيث قدمت محاضرة صناعة القائد.
5. المحاضر الرئيسي في مؤتمر جمعية الحاسبات السعودية في الفترة من 20 - 21 أبريل 2002 (المملكة العربية السعودية) حيث قدمت محاضرة التخطيط الاستراتيجي.
6. المحاضر الرئيسي في مؤتمر الموارد البشرية في الفترة من 22 - 24 أبريل 2002 (مملكة البحرين) .
7. المحاضر الرئيسي في مؤتمر جمعية الحاسبات السعودية في الفترة من 9 - 12 سبتمبر 2002 (المملكة العربية السعودية) .
8. مؤتمر (اقرأ) في الفترة من 28 - 29 أكتوبر 2003 (المملكة العربية السعودية) .
9. ملتقى تطبيقات الجودة في القطاعين الحكومي والخاص الأول في 22 أكتوبر 2004 (جدة- المملكة العربية السعودية) .
10. مؤتمر اتصالات قطر (كيوتل) لضمان الجودة في 28 - 30 سبتمبر 2004 (الدوحة- قطر) .
__________________
بواسطة العضو ابو ابراهيم الكويتي(1/124)
طارق محمد الطواري
الدولة: الكويت
الفاكس: 00965484110
البريد الإلكتروني:dr_altawary@yahoo.com
سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته:
نشأته ودعوته:
ولد الدكتور طارق في الكويت عام 1387هـ - 1966م وتخرج في التعليم الديني ثم واصل دراسته الجامعية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ثم التحق بجامعة القاهرة ليواصل الماجستير والدكتوراه.
وقد عمل الدكتور طارق منذ عام 1988 م إماما ً وخطيبا ً بوزارة الأوقاف وواعظاً متنقلا ً في المؤسسات الإصلاحية وغيرها.... كما عمل مأذوناً شرعيّا ً في المحكمة الكلية تطوعا ًمنذ ذلك الحين إلى هذا اليوم.
وهو يشغل إمامة وخطابة مسجد الرفاعي في ضاحية السلام بالكويت وله حلقة علم يومية ودرس عام كل ثلاثاء بعد صلاة المغرب، كما أنه منذ عام 1997 يُدَرِّس في كلية الشريعة بجامعة الكويت.
كما أن له العديد من المؤلفات والأبحاث.
النشاط الثقافي والدعوي ومنها:
الأشرطة:
وكلها منشورة للاستماع على الموقع الخاص <http://www.alislam4all.com/>
وموزعة على باقي المواقع الإسلامية والعربية:
(1) ألبوم فصص الأنبياء (18 شريطا) إصدار مؤسسة المسلم - جدة 1998م.
(2) ألبوم أمهات المؤمنين (9 أشرطة) إصدار مؤسسة الألفي - مكة المكرمة 2002.
(3) ألبوم علامات الساعة الصغرى والكبرى (8 أشرطة) إصدار مؤسسة صدى التميز بالرياض) .
(4) شريط الشجاعة - إصدار التقوى بالرياض.
(5) شريط المفلحون - إصدار الأقصى بالكويت.
(6) ماذا يعني انتمائي للإسلام - الرياض.
(7) الفتور في حياة الداعية - الكويت - الأقصى.
(8) التدابير الواقية من الزنا - الكويت - الأقصى.
(9) صلاة الضحى - الكويت - الأقصى.
(10) المرأة المسلمة في الميزان - وزارة الأوقاف - الكويت.
(11) الرقية والسحر محظورات وأحكام - وزارة الأوقاف - الكويت.
(12) أبناؤنا أكبادنا - صدى التميز - الكويت.
(13) ذهول العقول في وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم - الكويت.
(14) عمر الفاروق - التقوى - الكويت.
(15) الحكمة من البلاء - الكويت.
(16) رأيت بعيني (البوسنة) 2 شريط، الكويت تسجيلات الاستقامة.
(17) لا للمخدرات - مشاركة في أسبوع المخدرات - وزارة الداخلية.
(18) من تجالس - الكويت الاستقامة.
(19) سلسلة اجتنبها - محاضرات برعاية وزارة الأوقاف حول الكبائر - إصدار تسجيلات الاستقامة.
(20) كيف تخدم الإسلام (3 أشرطة) الاستقامة - الكويت.
(21) مواقف بطولية - الاستقامة - الكويت.
(22) استقبال العام الدراسي الجديد.
(23) آداب السفر.
(24) عشاق الشهادة.
(25) ماذا بعد الأربعين.
(26) العطلة الصيفية والفراغ.
(27) سلسلة الأخلاق (فضل الصدقة، فضل الصلاة، فضل الدعاء، فضل بر الوالدين، فضل السلام) .
(28) الانتصار القادم.
(29) نهاية الظالمين - الكويت - تسجيلات التقوى.
(30) الرجل المدفع - الكويت - تسجيلات التقوى.
(31) ماذا يعني انتمائي للإسلام - الكويت - تسجيلات التقوى.
(32) كيف نستقبل رمضان - الكويت - تسجيلات التقوى.
(33) الإسراء والمعراج أحكام وأسرار.
(34) أمتنا العظيمة.
(35) منهج الموازنة عند ابن تيمية (2 شريط) .
(36) فضل العلماء.
(37) قدرة الله تعالى.
(38) تنفيس الكربات عن المسلمين.
(39) الدعاء.
(40) الأمان من أهل المنكرات.
(41) أوقات استجابة الدعاء.
(42) التوكل على الله أولا.
(43) وصايا النبي صلى الله عليه وسلم للأمة المجروحة.
(44) تقوى الله تعالى.
(45) الثقة بالله تعالى.
(46) فضل عشرة من ذي الحجة.
(47) العمل الصالح.
(48) عاشوراء.
(49) السعادة.
(50) البركة.
(51) عزة المسلم.
(52) وصايا.
(53) وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
(54) الصدقات ومقارنة أحوال السلف.
(55) مفسدات القلوب.
(56) أسرار الحج.
(57) من هو الولي.
(58) الزنى وخطورته (3 أشرطة) .
(59) أسباب الهلاك.
(60) الأشهر المحرم.
(61) مونديال 2002.
(62) ماذا قدم لنا الرسول صلى الله عليه وسلم.
(63) مبطلات الأعمال.
(64) محفزات الأعمال.
(65) المؤمن القوي.
(66) الغيبة.
(67) الكذب.
(68) مشكلات الشباب.
(69) أزمات تربوية.
(70) الأمر بالمعروف.
(71) الأخوة في الدين.
(72) حق الجار.
(73) حق الزوج.
(74) الأقصى.
(75) بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا (2 شريط) .
(76) من قضايا المسلمين.
(77) اللسان ومخاطره.
(78) التوبة.
(79) أهمية إدارة الوقت.
(80) الصلاة (2 شريط) .
(81) ماذا يعني التطبيع مع اليهود.
(82) مبشرات الزمن القادم.
(83) عصمة الأنبياء.
(84) الغيرة (2 شريط) .
(85) الخشوع في الصلاة.
(86) أسباب النقص في العبادة (2 شريط) .
(87) أحكام المولود (2 شريط) .
(88) لبيك يا أقصى (2 شريط) .
(89) السحر والوقاية منه (3 شريط) .
(90) ماذا بعد رمضان.
(91) كل شيء عن رمضان.
(92) كيف نستقبل رمضان.
(93) كيف نصنع الرجولة في أبنائنا
(94) ديننا العظيم
(95) اليقين على اليوم الآخر
(96) كيف يتأتى بنا اليقين على اليوم الآخر
(97) وصايا الرسول -صلى الله عليه وسلم - لأمته
(98) التوكل على الله تعالى
(99) قسوة القلب
(100) الثبات في الأزمات
(101) كيف نتعامل مع الأحداث
(102) بالشكر تدوم النعم
(103) أسباب سقوط الدول (2،1)
(104) الدعوة لنشر الإسلام
(105) وباء (سارس) عقوبة إلهية(1/125)
الطاهر بن عاشور
(في ذكرى وفاته: 13 رجب 1393 هـ)
مصطفى عاشور
كان جامع الزيتونة مصنعا لرجال أفذاذ قادوا حياة شعوبهم قبل أن يقودوا حياتهم، في وقت اضطربت فيه معالم الحياة، فكانوا منارات للهدى وعلامات لطريق السداد. و"محمد الطاهر بن عاشور" هو أحد أعلام هذا الجامع، ومن عظمائهم المجددين. حياته المديدة التي زادت على 90 عامًا كانت جهادًا في طلب العلم، وجهادا في كسر وتحطيم أطواق الجمود والتقليد التي قيدت العقل المسلم عن التفاعل مع القرآن الكريم والحياة المعاصرة.
أحدثت آراؤه نهضة في علوم الشريعة والتفسير والتربية والتعليم والإصلاح، وكان لها أثرها البالغ في استمرار "الزيتونة" في العطاء والريادة.
وإذا كان من عادة الشرق عدم احتفاظه بكنوزه، فهو غالبا ما ينسى عمالقته ورواده الذين كانوا ملء السمع والبصر، ويتطلع إلى أفكار مستوردة وتجارب سابقة التجهيز، وينسى مصلحيه ومجدديه، ونبت بيئته وغرس مبادئه!!
لم يلق الطاهر تمام حقه من الاهتمام به وباجتهاداته وأفكاره الإصلاحية؛ وربما رجع ذلك لأن اجتهاداته تحارب الجمود العقلي والتقليد من ناحية، وتصطدم بالاستبداد من ناحية أخرى، كما أن أفكاره تسعى للنهوض والتقدم وفق منهج عقلي إسلامي، ولعل هذا يبين لنا سبب نسيان الشرق في هذه الفترة لرواده وعمالقته!!(1/126)
من هو؟
ولد محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور، الشهير بالطاهر بن عاشور، بتونس في (1296هـ = 1879م) في أسرة علمية عريقة تمتد أصولها إلى بلاد الأندلس. وقد استقرت هذه الأسرة في تونس بعد حملات التنصير ومحاكم التفتيش التي تعرض لها مسلمو الأندلس.
وقد نبغ من هذه الأسرة عدد من العلماء الذين تعلموا بجامع الزيتونة، تلك المؤسسة العلمية الدينية العريقة التي كانت منارة للعلم والهداية في الشمال الأفريقي، كان منهم محمد الطاهر بن عاشور، وابنه الذي مات في حياته: الفاضل بن عاشور.
وجاء مولد الطاهر في عصر يموج بالدعوات الإصلاحية التجديدية التي تريد الخروج بالدين وعلومه من حيز الجمود والتقليد إلى التجديد والإصلاح، والخروج بالوطن من مستنقع التخلف والاستعمار إلى ساحة التقدم والحرية والاستقلال، فكانت لأفكار جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ومحمد رشيد رضا صداها المدوي في تونس وفي جامعها العريق، حتى إن رجال الزيتونة بدءوا بإصلاح جامعهم من الناحية التعليمية قبل الجامع الأزهر، مما أثار إعجاب الإمام محمد عبده الذي قال: "إن مسلمي الزيتونة سبقونا إلى إصلاح التعليم، حتى كان ما يجرون عليه في جامع الزيتونة خيرًا مما عليه أهل الأزهر".
وأثمرت جهود التجديد والإصلاح في تونس التي قامت في الأساس على الاهتمام بالتعليم وتطويره عن إنشاء مدرستين كان لهما أكبر الأثر في النهضة الفكرية في تونس، وهما: المدرسة الصادقية التي أنشأها الوزير النابهة خير الدين التونسي سنة (1291هـ = 1874م) والتي احتوت على منهج متطور امتزجت فيه العلوم العربية باللغات الأجنبية، إضافة إلى تعليم الرياضيات والطبيعة والعلوم الاجتماعية. وقد أقيمت هذه المدرسة على أن تكون تعضيدًا وتكميلاً للزيتونة.
أما المدرسة الأخرى فهي المدرسة الخلدونية التي تأسست سنة (1314هـ = 1896م) والتي كانت مدرسة علمية تهتم بتكميل ما يحتاج إليه دارسو العلوم الإسلامية من علوم لم تدرج في برامجهم التعليمية، أو أدرجت ولكن لم يهتم بها وبمزاولتها فآلت إلى الإهمال.
وتواكبت هذه النهضة الإصلاحية التعليمية مع دعوات مقاومة الاستعمار الفرنسي، فكانت أطروحات تلك الحقبة من التاريخ ذات صبغة إصلاحية تجديدة شاملة تنطلق من الدين نحو إصلاح الوطن والمجتمع، وهو ما انعكس على تفكير ومنهج رواد الإصلاح في تلك الفترة التي تدعمت بتأسيس الصحافة، وصدور المجلات والصحف التي خلقت مناخًا ثقافيًا وفكريًا كبيرًا ينبض بالحياة والوعي والرغبة في التحرر والتقدم.
حفظ الطاهر القرآن الكريم، وتعلم اللغة الفرنسية، والتحق بجامع الزيتونة سنة (1310هـ = 1892م) وهو في الـ14 من عمره، فدرس علوم الزيتونة ونبغ فيها، وأظهر همة عالية في التحصيل، وساعده على ذلك ذكاؤه النادر والبيئة العلمية الدينية التي نشأ فيها، وشيوخه العظام في الزيتونة الذين كان لهم باع كبير في النهضة العلمية والفكرية في تونس، وملك هاجس الإصلاح نفوسهم وعقولهم فبثوا هذه الروح الخلاقة التجديدية في نفس الطاهر، وكان منهجهم أن الإسلام دين فكر وحضارة وعلم ومدنية.(1/127)
سفير الدعوة..
تخرج الطاهر في الزيتونة عام (1317هـ = 1896م) ، والتحق بسلك التدريس في هذا الجامع العريق، ولم تمض إلا سنوات قليلة حتى عين مدرسًا من الطبقة الأولى بعد اجتياز اختبارها سنة (1324هـ = 1903م) .
وكان الطاهر قد اختير للتدريس في المدرسة الصادقية سنة (1321هـ = 1900م) ، وكان لهذه التجربة المبكرة في التدريس بين الزيتونة -ذات المنهج التقليدي- والصادقية -ذات التعليم العصري المتطور- أثرها في حياته، إذ فتحت وعيه على ضرورة ردم الهوة بين تيارين فكريين ما زالا في طور التكوين، ويقبلان أن يكونا خطوط انقسام ثقافي وفكري في المجتمع التونسي، وهما: تيار الأصالة الممثل في الزيتونة، وتيار المعاصرة الممثل في الصادقية، ودون آراءه هذه في كتابه النفيس "أليس الصبح بقريب؟ " من خلال الرؤية الحضارية التاريخية الشاملة التي تدرك التحولات العميقة التي يمر بها المجتمع الإسلامي والعالمي.
وفي سنة (1321 هـ = 1903 م) قام الإمام محمد عبده مفتي الديار المصرية بزيارته الثانية لتونس التي كانت حدثا ثقافيا دينيا كبيرا في الأوساط التونسية، والتقاه في تلك الزيارة الطاهر بن عاشور فتوطدت العلاقة بينهما، وسماه محمد عبده بـ "سفير الدعوة" في جامع الزيتونة؛ إذ وجدت بين الشيخين صفات مشتركة، أبرزها ميلهما إلى الإصلاح التربوي والاجتماعي الذي صاغ ابن عاشور أهم ملامحه بعد ذلك في كتابه "أصول النظام الاجتماعي في الإسلام". وقد توطدت العلاقة بينه وبين رشيد رضا، وكتب ابن عاشور في مجلة المنار.(1/128)
آراء.. ومناصب
عين الطاهر بن عاشور نائبا أول لدى النظارة العلمية بجامع الزيتونة سنة (1325 هـ = 1907م) ؛ فبدأ في تطبيق رؤيته الإصلاحية العلمية والتربوية، وأدخل بعض الإصلاحات على الناحية التعليمية، وحرر لائحة في إصلاح التعليم وعرضها على الحكومة فنفذت بعض ما فيها، وسعى إلى إحياء بعض العلوم العربية؛ فأكثر من دروس الصرف في مراحل التعليم وكذلك دروس أدب اللغة، ودرس بنفسه شرح ديوان الحماسة لأبي تمام.
وأدرك صاحبنا أن الإصلاح التعليمي يجب أن ينصرف بطاقته القصوى نحو إصلاح العلوم ذاتها؛ على اعتبار أن المعلم مهما بلغ به الجمود فلا يمكنه أن يحول بين الأفهام وما في التآليف؛ فإن الحق سلطان!!
ورأى أن تغيير نظام الحياة في أي من أنحاء العالم يتطلب تبدل الأفكار والقيم العقلية، ويستدعي تغيير أساليب التعليم. وقد سعى الطاهر إلى إيجاد تعليم ابتدائي إسلامي في المدن الكبيرة في تونس على غرار ما يفعل الأزهر في مصر، ولكنه قوبل بعراقيل كبيرة.
أما سبب الخلل والفساد اللذين أصابا التعليم الإسلامي فترجع في نظره إلى فساد المعلم، وفساد التآليف، وفساد النظام العام؛ وأعطى أولوية لإصلاح العلوم والتآليف.
اختير ابن عاشور في لجنة إصلاح التعليم الأولى بالزيتونة في (صفر 1328 هـ = 1910م) ، وكذلك في لجنة الإصلاح الثانية (1342 هـ = 1924م) ، ثم اختير شيخا لجامع الزيتونة في (1351 هـ = 1932م) ، كما كان شيخ الإسلام المالكي؛ فكان أول شيوخ الزيتونة الذين جمعوا بين هذين المنصبين، ولكنه لم يلبث أن استقال من المشيخة بعد سنة ونصف بسبب العراقيل التي وضعت أمام خططه لإصلاح الزيتونة، وبسبب اصطدامه ببعض الشيوخ عندما عزم على إصلاح التعليم في الزيتونة.
أعيد تعينه شيخا لجامع الزيتونة سنة (1364 هـ = 1945م) ، وفي هذه المرة أدخل إصلاحات كبيرة في نظام التعليم الزيتوني؛ فارتفع عدد الطلاب الزيتونيين، وزادت عدد المعاهد التعليمية.
وشملت عناية الطاهر بن عاشور إصلاح الكتب الدراسية وأساليب التدريس ومعاهد التعليم؛ فاستبدل كثيرا من الكتب القديمة التي كانت تدرس وصبغ عليها الزمان صبغة القداسة بدون مبرر، واهتم بعلوم الطبيعة والرياضيات، كما راعى في المرحلة التعليمية العالية التبحر في أقسام التخصص، وبدأ التفكير في إدخال الوسائل التعليمية المتنوعة.
وحرص على أن يصطبغ التعليم الزيتوني بالصبغة الشرعية والعربية، حيث يدرس الطالب الزيتوني الكتب التي تنمي الملكات العلمية وتمكنه من الغوص في المعاني؛ لذلك دعا إلى التقليل من الإلقاء والتلقين، وإلى الإكثار من التطبيق؛ لتنمية ملكة الفهم التي يستطيع من خلالها الطالب أن يعتمد على نفسه في تحصيل العلم.
ولدى استقلال تونس أسندت إليه رئاسة الجامعة الزيتونية سنة (1374 هـ = 1956م) .(1/129)
التحرير والتنوير..
كان الطاهر بن عاشور عالما مصلحا مجددا، لا يستطيع الباحث في شخصيته وعلمه أن يقف على جانب واحد فقط، إلا أن القضية الجامعة في حياته وعلمه ومؤلفاته هي التجديد والإصلاح من خلال الإسلام وليس بعيدا عنه، ومن ثم جاءت آراؤه وكتاباته ثورة على التقليد والجمود وثورة على التسيب والضياع الفكري والحضاري.
يعد الطاهر بن عاشور من كبار مفسري القرآن الكريم في العصر الحديث، ولقد احتوى تفسيره "التحرير والتنوير" على خلاصة آرائه الاجتهادية والتجديدية؛ إذ استمر في هذا التفسير ما يقرب من 50 عاما، وأشار في بدايته إلى أن منهجه هو أن يقف موقف الحكم بين طوائف المفسرين، تارة لها وأخرى عليها؛ "فالاقتصار على الحديث المعاد في التفسير هو تعطيل لفيض القرآن الكريم الذي ما له من نفاد"، ووصف تفسيره بأنه "احتوى أحسن ما في التفاسير، وأن فيه أحسن مما في التفاسير".
وتفسير التحرير والتنوير في حقيقته تفسير بلاغي، اهتم فيه بدقائق البلاغة في كل آية من آياته، وأورد فيه بعض الحقائق العلمية ولكن باعتدال ودون توسع أو إغراق في تفريعاتها ومسائلها.
وقد نقد ابن عاشور كثيرا من التفاسير والمفسرين، ونقد فهم الناس للتفسير، ورأى أن أحد أسباب تأخر علم التفسير هو الولع بالتوقف عند النقل حتى وإن كان ضعيفا أو فيه كذب، وكذلك اتقاء الرأي ولو كان صوابا حقيقيا، وقال: "لأنهم توهموا أن ما خالف النقل عن السابقين إخراج للقرآن عما أراد الله به"؛ فأصبحت كتب التفسير عالة على كلام الأقدمين، ولا همّ للمفسر إلا جمع الأقوال، وبهذه النظرة أصبح التفسير "تسجيلا يقيَّد به فهم القرآن ويضيَّق به معناه".
ولعل نظرة التجديد الإصلاحية في التفسير تتفق مع المدرسة الإصلاحية التي كان من روادها الإمام محمد عبده الذي رأى أن أفضل مفسر للقرآن الكريم هو الزمن، وهو ما يشير إلى معان تجديدية، ويتيح للأفهام والعقول المتعاقبة الغوص في معاني القرآن. وكان لتفاعل الطاهر بن عاشور الإيجابي مع القرآن الكريم أثره البالغ في عقل الشيخ الذي اتسعت آفاقه فأدرك مقاصد الكتاب الحكيم وألم بأهدافه وأغراضه، مما كان سببا في فهمه لمقاصد الشريعة الإسلامية التي وضع فيها أهم كتبه بعد التحرير والتنوير وهو كتاب "مقاصد الشريعة".(1/130)
مقاصد الشريعة..
كان الطاهر بن عاشور فقيها مجددا، يرفض ما يردده بعض أدعياء الفقه من أن باب الاجتهاد قد أغلق في أعقاب القرن الخامس الهجري، ولا سبيل لفتحه مرة ثانية، وكان يرى أن ارتهان المسلمين لهذه النظرة الجامدة المقلدة سيصيبهم بالتكاسل وسيعطل إعمال العقل لإيجاد الحلول لقضاياهم التي تجد في حياتهم.
وإذا كان علم أصول الفقه هو المنهج الضابط لعملية الاجتهاد في فهم نصوص القرآن الكريم واستنباط الأحكام منه فإن الاختلال في هذا العلم هو السبب في تخلي العلماء عن الاجتهاد. ورأى أن هذا الاختلال يرجع إلى توسيع العلم بإدخال ما لا يحتاج إليه المجتهد، وأن قواعد الأصول دونت بعد أن دون الفقه، لذلك كان هناك بعض التعارض بين القواعد والفروع في الفقه، كذلك الغفلة عن مقاصد الشريعة؛ إذ لم يدون منها إلا القليل، وكان الأولى أن تكون الأصل الأول للأصول لأن بها يرتفع خلاف كبير.
ويعتبر كتاب "مقاصد الشريعة" من أفضل ما كتب في هذا الفن وضوحا في الفكر ودقة في التعبير وسلامة في المنهج واستقصاء للموضوع.
محنة التجنيس..
لم يكن الطاهر بن عاشور بعيدا عن سهام الاستعمار والحاقدين عليه والمخالفين لمنهجه الإصلاحي التجديدي، فتعرض الشيخ لمحنة قاسية استمرت 3 عقود عرفت بمحنة التجنيس، وملخصها أن الاستعمار الفرنسي أصدر قانونا في (شوال 1328 هـ = 1910م) عرف بقانون التجنيس، يتيح لمن يرغب من التونسيين التجنس بالجنسية الفرنسية؛ فتصدى الوطنيون التونسيون لهذا القانون ومنعوا المتجنسين من الدفن في المقابر الإسلامية؛ مما أربك الفرنسيين فلجأت السلطات الفرنسية إلى الحيلة لاستصدار فتوى تضمن للمتجنسين التوبة من خلال صيغة سؤال عامة لا تتعلق بالحالة التونسية توجه إلى المجلس الشرعي.
وكان الطاهر يتولى في ذلك الوقت سنة (1352 هـ = 1933م) رئاسة المجلس الشرعي لعلماء المالكية فأفتى المجلس صراحة بأنه يتعين على المتجنس عند حضوره لدى القاضي أن ينطق بالشهادتين ويتخلى في نفس الوقت عن جنسيته التي اعتنقها، لكن الاستعمار حجب هذه الفتوى، وبدأت حملة لتلويث سمعة هذا العالم الجليل، وتكررت هذه الحملة الآثمة عدة مرات على الشيخ، وهو صابر محتسب.(1/131)
صدق الله وكذب بورقيبة..
ومن المواقف المشهورة للطاهر بن عاشور رفضه القاطع استصدار فتوى تبيح الفطر في رمضان، وكان ذلك عام (1381 هـ = 1961م) عندما دعا الحبيب بورقيبة الرئيس التونسي العمالَ إلى الفطر في رمضان بدعوى زيادة الإنتاج، وطلب من الشيخ أن يفتي في الإذاعة بما يوافق هذا، لكن الشيخ صرح في الإذاعة بما يريده الله تعالى، بعد أن قرأ آية الصيام، وقال بعدها: "صدق الله وكذب بورقيبة"، فخمد هذا التطاول المقيت وهذه الدعوة الباطلة بفضل مقولة ابن عاشور.
وفاة..
وقد توفي الطاهر بن عاشور في (13 رجب 1393 هـ = 12 أغسطس 1973م) بعد حياة حافلة بالعلم والإصلاح والتجديد على مستوى تونس والعالم الإسلامي.
من مصادر الدراسة:
محمد الطاهر بن عاشور - تفسير التحرير والتنوير - الشركة التونسية للتوزيع - تونس 1974.
محمد الطاهر بن عاشور - مقاصد الشريعة الإسلامية - تحقيق ودراسة محمد الطاهر الميساوي - دار النفائس بيروت الطبعة الأولى 1999.
بلقاسم الغالي - محمد الطاهر بن عاشور.. حياته وآثاره - دار ابن حزم - بيروت الطبعة الأولى 1996.
محمد محفوظ - تراجم المؤلفين التونسيين - دار الغرب الإسلامي - 1985.
_____________________
المصدر: موقع إسلام أون لاين: www.islam-online.net(1/132)
الشيخ طاهر الجزائري
هو طاهر بن محمد صالح بن أحمد بن موهوب السمعوني، المشهور بالجزائري. هاجر والده من الجزائر إلى دمشق سنة 1263هـ (1847) ، وكان من بيت علم وشرف، تولى قضاء المالكية، حيث كان فقيهها في دمشق ومفتيها في الشام.
ولد طاهر الجزائري في دمشق سنة 1852، وتعلم في مدارسها، حيث دخل المدرسة الجقمقية الإعدادية وتتلمذ على الأستاذ عبد الرحمن البستاني، فأخذ عنه العربية والفارسية والتركية ومبادئ العلوم، كما قرا على أبيه أيضاً، ثم اتصل بعالم عصره الشيخ عبد الغني الغنيمي الميداني، ولازمه إلى أن وافاه الأجل، وكان شيخه الميداني فقيهاً عارفاً بزمانه واسع النظر، معروفاً بوقوفه على لباب الشريعة وأسرارها، وببعده عن البدع واتباع الأوهام والبعد عن حب الظهور والتفصح في المجالس، على قدم السلف الصالح بتقواه وزهده، وعلى نهجه سار تلميذه الجزائري فشب محباً للعلم على اختلاف فروعه خاصة علم الطبيعة، يفتش عن مصادره المطبوعة والمخطوطة ويقتنيها، ويتلقف بشوق ما يسمعه من أحاديث العلماء الذين تلقوا العلم في المدارس العالية أو الأجنبية، فإذا به يدخر حصيلة كبيرة قيمة من العلوم الطبيعية والفلكية والرياضية والتاريخية والأثرية إلى جانب ما وعاه من علوم العربية والفقه.
أتقن الجزائري اللغة العربية وأتقن الفارسية والتركية، ونظم بالفارسية كما نظم بالعربية، وتعلم الفرنسية وتكلم بها، وكذلك تعلم السريانية والعبرانية والحبشية، وكان يعرف القبائلية البربرية لغة موطنه، وتعلم كثيراً من الخطوط القديمة كالكوفي والمشجر والعبراني غيرها ليتسنى له دراسة الآثار.
غرُم الجزائري بالكتب المطبوعة والمخطوطة، وعرف الجيد من أصنافها، كما عرف طبقات المؤلفين وتراجم الرجال، وأماكن المخطوطات والنسخ المتفرقة منها في الخزائن الشرقية والغربية، وساعده على إتقان ذلك قوة حافظته.(1/133)
تولى طاهر الجزائري التدريس في المدرسة الظاهرية بدمشق، والتقى بالوالي مدحت باشا الذي وجد عنده البغية التي يريدها من أجل إصلاح ولاية سورية ورآه ثقة. فهو يبحث عن أمثاله ليستعين بهم في نشر العلم وإصلاح التعليم، وخطط مع الشيخ طاهر لنهضة علمية واسعة، واتفقا على أن خير نهج يؤدي إلى النهضة يقوم على محو الأمية، وكون هذا بنشر التعليم الابتدائي من قبل هيئات أهلية لا تعتمد على الأساليب الحكومية، تجمع المال من الموسرين وتنفقها في الأغراض المقررة، فتثمر جهودها في أقصر وقت مادامت مؤيدة بعطف الوالي ونفوذه.
كان الشيخ الجزائري عضواً في جمعية علمية اجتماعية أسسها بعض العلماء والوجهاء في دمشق، أطلقوا عليها اسم (الجمعية الخيرية) ، وقد اعتُمد على هذه الجمعية في تنفيذ خطة النهضة العلمية، فدأب أعضاؤها على توعية الناس وبث حب العلم والترغيب فيه بين الشباب، كما قامت الجمعية بترميم وتجهيز المدارس الموقوفة على طلب العلم، وكذلك ملحقات بعض الجوامع والتكايا، فتم في بضعة أشهر افتتاح نحو تسع مدارس في مدينة دمشق اثنتين منها للإناث.
عُين الشيخ طاهر الجزائري بناء على جهوده مفتشاً للمعارف في ولاية سورية، فبذل جهوداً إضافية جبارة في سبيل إصلاح أساليب التعليم، وكان يتعهد المعلمين بالنصح والإرشاد والتوجيه، ويسمع بشغف آراءهم في ابتكار أنجح الوسائل لتعليم الطلاب والدعوة إلى طلب العلم. وكان يسهر الليالي الطويلة عاكفاً على تأليف الكتب في مختلف العلوم الدينية والعربية والرياضية، مبسطاً أساليبها مختاراً ما تدل التجارب على نجاحه وسهولة تلقينه، وكان يشرف بنفسه على طبع كتبه في مطبعة الجمعية الخيرية.
عمل الشيخ طاهر الجزائري على تأسيس دور عامة للكتب في مختلف البلاد، فكان منها دار الكتب الوطنية الظاهرية ـ وهي اليوم ثروة كبرى من ثروات دمشق الوطنية ـ فجمع فيها البقية الباقية من الكتب والمخطوطات الموقوفة في مختلف الجوامع والمدارس، فهددته أكلة أوقاف المدارس بالقتل إن لم يكف عن جمع الكتب في مكان واحد، لأنه استولى بسيف الحكومة على جميع ما أبقته أيدي النهب من الكتب المخطوطة.(1/134)
كذلك أسس الشيخ الجزائري بمساعدة آل الخالدي في القدس مكتبة وطنية باسم (المكتبة الخالدية) ضمت كتب الشيخ راغب الخالدي وكتب أسرته، وجمع فيها مخطوطات وكتب أخرى قيمة.
بعد أن سجن الوالي مدحت باشا، أُعفي الشيخ طاهر الجزائري من منصبه الحكومي، وعُرض عليه وظيفة أخرى لا يكون له فيها اتصال بالناس فأبى، ولزم بيته شاغلاً أوقاته بالمطالعة والتأليف، وعاش على بيع الكتب حتى آخر أيامه إلى من يرجو حفظها عندهم وعدم خروجها من الشام، كما واصل تتبع نوادر الكتب والمخطوطات، وكان يدون خلاصة ما يطلع عليه في مذكرات بلغت مجلدين ضخمين.
وكان يسافر بين حين وآخر إلى مختلف البلاد العثمانية والبلاد الشرقية والأوروبية، يجتمع بعلمائها ومفكريها باحثاً في كنوز المكتبات عن مخطوطات التراث العربي. كثر تردد طلاب العلم على الشيخ طاهر الجزائري، مما زاد نشاطه الاجتماعي، ونشر الدعوة للعلم، كما تحلقت حوله طبقة من شيوخ دمشق والعلماء النابهين فيها، فكان يتحفهم بالدروس العلمية والفكرية، والسياسية، ومركزه الأساسي الذي يقيم به دروسه كان مدرسة عبد الله باشا في دمشق.(1/135)
قال الأمير الشهابي: (في تلك المدة التي قضاها الشيخ طاهر الجزائري بالشام، كان يتحلق حوله في دمشق صفوة من المتعلمين والنبهاء والمفكرين العرب، فتألفت من جمعهم أكبر حلقة أدبية وثقافية، كانت تدعو إلى تعليم العلوم العصرية، ومدارسة تاريخ العرب وتراثهم العلمي، وآداب اللغة العربية، والتمسك بمحاسن الأخلاق الدينية والأخذ بالصالح من المدنية الغربية) .
فقد كان الشيخ الجزائري يدعو المسلمين إلى تعلم دينهم، والاحتفاظ بمقدساتهم وعاداتهم الحسنة والأخلاق القويمة، وأن يفتحوا قلوبهم لعلوم الأوائل والأواخر على اختلاف ضروبها، وكان يأخذ بأصح الأدلة من الكتاب والسنة ويجتهد بعدها، ولطالما أعطى الحق للمعتزلة والإباضية والشيعة في مسائل تفرد بها وضيقها أهل السنة، وكان يتفنن في بث الأفكار الصحيحة في العامة والناشئة.
قضى حياته يكافح الأمية، ويحارب التعصب، ويحرص على تعليم أولاد الأغنياء خاصة، لأن عندهم المال والجاه وبالتالي تأثيرهم في مجتمعهم أكبر، وحث على أن يتعلم المتعلمون صناعة أخرى، وكثيراً ما يقول: (تعلموا العلم، وتعلموا معه صناعة تعيشون بها حتى لا تقفوا على أرباب السلطان، تستجدون الوظائف والجرايات، فإذا احتاجت الحكومات إليكم أخذتكم لخدمتها، واعملوا بالنزاهة والاستقامة، وأخلصوا لها وللأمة القصد) .
كما كانت له آراء شتى هدفها نهضة الأمة، والأخذ بالعلم والأخلاق، وإحياء التراث، وعدم التزلف للحكام ومهاجمة العلماء الجامدين الذين يغلقون باب الاجتهاد، وكان يحذر من الوقوع في حبائل الاستعمار.
كان الشيخ الجزائري يلقن مبادئه ويلقح العقول بأفكاره من حيث لا يشعر المتعلِّم، وكثيراً ما كان يغشى مجالس بعض العلماء الذين يتوسم فيهم صفاء السريرة، فيَظهر بمظهر المستفيد، وغايته إفادتهم خلال الدرس لتنشر أفكاره بطريق السراية من الأساتذة إلى التلاميذ.
وكان نهجه في التعليم التيسير على المتعلم، وإعطاءه لباب العلم دون التعمق بما لا يفيد، والأخذ بالتدريج من البسائط إلى المركبات، وكان يحب اختصار المطولات من كتب الفنون ليسهلها على المبتدئين، ولئن كان في مذهبه الديني مجتهداً فقد كان في تأليفه مقلداً يمشي على آثار القدماء، ولا يحب التوسع والتعليق على آراء المؤلفين المجددين.
كما كان الشيخ الجزائري يشجع على إنشاء الصحف السياسية والاجتماعية، والمجلات العلمية والأدبية، وكان يدعو إلى تناول الصحف النافعة ويبتهج بها، وله شغف بالاطلاع عليها وتتبعها، خصوصاً التي تكثر من الترجمة عند الغرب واقتطاف ثمرات علومه.(1/136)
قال فيه تلميذه الشيخ سعيد الباني: (جمع بين المعقول والمنقول، ومزج القديم بالحديث، أخذ من كل علم لبابه، ونبذ لفاظته، فكنت تجد منه العالم الديني والمدني والرياضي والطبيعي والسياسي والأديب والمؤرخ والأثري والاجتماعي والأخلاقي والكاتب والشاعر، فكان عنده من كل علم خبر ... فهو دائرة المعارف، ومفتاح العلوم، وكشاف مصطلحات الفنون، وقاموس الأعلام) .
في سنة 1898 عُين الشيخ الجزائري مفتشاً لدور الكتب العامة في دمشق، فعاود سيرته الأولى مبشراً بمبادئه، فبث أفكاره بين معارفه ومؤيديه لمدة أربع سنوات، ثم لما كان اسم الشيخ لدى رجال الحكم في رأس الداعين إلى التحرر في وقت ازدادت في السياسة اضطراباً، رحل الشيخ الجزائري خفية إلى مصر التي كانت يومئذ تنعم بالاستقرار وبشيء من الحرية والأمن، حاملاً معه ما استطاع من كتب قيمة ومخطوطات نادرة.
اتصل الشيخ الجزائري في مصر بالعلماء الذين عرفوا فضله بغية الإفادة من خبرته، كما كانت بين الشيخ والمستشرقين صداقات يراسلهم ويراسلونه على اختلاف قومياتهم، وزاره كثير منهم في رحلاتهم إلى الشرق، يقتبس منهم ما ينفع المسلمين، ويُقبسهم ما يثبت سماحة الإسلام ومدنيته ومجد المسلمين وتمدنهم، وهذا ما جعله في عداد حلقات السلسلة التي تصل الشرق بالغرب، كما شهد له الكثيرون. كما شارك الجزائري في تحرير بعض الصحف المصرية، وكان يعكف في لياليه وأوقات فراغه على التأليف، فكان من أهم آثاره في تلك الفترة كتاب في الحديث (توجيه النظر إلى أصول الأثر) ، جمع فيه زبدة ما جاء في كتب أصول الفقه ومصطلح الحديث من القواعد والفوائد بشكل يدل على سعة إطلاع وفهم عميق لأسرار الشريعة.
عاد إلى دمشق سنة 1919 بعد قيام الدولة العربية، فعينته الحكومة العربية مديراً عاماً لدار الكتب الوطنية الظاهرية، وانتخب عضواً في المجمع العلمي العربي، إلا أن أقامته لم تدم أكثر من أربعة أشهر، فقد اشتد به مرض الربو، فتوفي يوم الاثنين الموافق 5 كانون الثاني سنة 1920، ودفن في سفح قاسيون تنفيذاً لوصيته.
ترك الشيخ الجزائري الكثير من المؤلفات التي تدل على علمه الغزير وثقافته الواسعة، وطُبعت أكثرها في حياته وبإشرافه.
المراجع:
ـ (تاريخ علماء دمشق) د. شكري فيصل، دار الفكر، دمشق، الطبعة الأولى 1986، الجزء الأول، ص (366ـ 380) .
ـ (المعاصرون) محمد كرد علي، دار صادر، بيروت 1991، ص (268ـ 278) .
ـ (الأعلام) خير الدين الزركلي، دار العلم لملايين، بيروت، الطبعة العاشرة 1992، المجلد الثالث، ص (221، 222) .(1/137)
ترجمة الشيخ المقريء الدكتور عباس المصري - رحمه الله -
إعلام الأكياس بمناقب شيخنا عباس
الحمد لله على ما قضى وقدر والشكر له على ما أمضى ودبر، والصلاة والسلام على رسوله المصطفى ونبيه المجتبى وعلى آله وصحبه وسلم؛
وبعد: فقد قدر الله - وقدر الله نافذ - أن يفارق أبصارنا ويغيب عن عيوننا ويرحل عن دنيانا شيخنا وأستاذنا وحبيبنا وبهجة نفوسنا الشيخ المقريء الفاضل الجليل الوالد الدكتور / عباس المصري - رحمه الله - وذلك يوم الإثنين 16 شوال 1425هـ 29 نوفمبر2004م
وهو وإن فارق الأبصار لكنه والله ما فارق البصائر، وإن غاب عن العيون لكنه في قلب القلب حاضر، وإن رحل جسده عن دنيانا لكن علمه في الأرض سائر، وإن فارق نعيم الدنيا لكنه بإذن الله في نعيم الجنان طائر. نحسبه والله حسيبه
خلا منك طرفي وامتلا منك خاطري كأنك من عيني نقلت إلى قلبي
والله إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإناعلى فراقك يا شيخنا لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها
التعريف بالشيخ:
هو الشيخ ذو الصوت الرقيق والقلب الخاشع واللسان الذاكر والوجه البشوش والتواضع الجم والأدب الرفيع شيخنا ووالدنا المقريء الدكتور: أبو محمد عباس بن مصطفى أنور بن إبراهيم المصري.
ولد شيخنا - رحمه الله - في يوم الجمعة الموافق 18 من شهر شعبان لعام ألف وثلاثمائة وأربع وستين من الهجرة الموافق 27 من شهر يوليو لعام ألف وتسعمائة وخمس وأربعين من الميلاد بمستشفى الجلاء بالقاهرة.
عاش الشيخ - رحمه الله - معظم أيام صباه في محافظتي القاهرة والزقازيق. وبعد انتهاء الثانوية العامة التحق بكلية الشرطة وتخرج منها عام 1966م وكان الثاني على الدفعة وعين بعد تخرجه بهيئة التدريس بأكاديمية الشرطة وحصل على الماجستير من كلية الحقوق جامعة عين شمس ثم سافر إلى فرنسا في فرقة تدريبية تابعة لكلية الشرطة وبعد عودته إلى مصر استقال من كلية الشرطة بسبب رغبته الشديدة في إطلاق لحيته رغم رفض والدته لتلك الاستقالة لكنه قدم مراد الله وآثر رضاه
وعين بعد ذلك كمدرس مساعد في كلية الحقوق جامعة القاهرة فرع الخرطوم ثم حصل على الدكتوراه من كلية الحقوق جامعة عين شمس عام 1980 م واستمر يدرس بجامعة القاهرة فرع الخرطوم حتى قدم استقالته عام 1982 م ثم عين أستاذا مساعدا بكلية الملك فهد الأمنية بالرياض عام 1983 وظل بها حتى عام 1997م حيث قدم استقالته وعاد إلى مصر مفرغا نفسه للإقراء
توجه الشيخ نحو حفظ القرآن:
لقد اتجه شيخنا - رحمه الله - لحفظ القرآن في سن لم تجر عادة غالب الناس للحفظ فيه ولا ندري بالضبط متى ابتدأ الشيخ في حفظ القرآن لكنه أتم حفظه بعد الثلاثين من عمره ثم اتجه بعد ذلك إلى تجويد القرآن وتعلم القراءات.
أولاده:
رزق شيخنا بخمسة أولاد: ثلاثة من الذكور وبنتان وهم:
1. محمد وقد قرأ ختمة كاملة على الشيخ بقراءة عاصم من طريقي الشاطيبة والطيبة
2. عبد الله وقد قرأ على أخته الكبرى ختمة كاملة برواية حفص من طريق الشاطبية
3. عبد الرحمن وقد قرأ ختمة كاملة على الشيخ بقراءة عاصم من طريق الشاطبية وكان آخر من ختم على الشيخ وكان ذلك في نهاية شهر رمضان الماضي لعام 1425للهجرة
4. وله ابنتان قرأت الكبرى منهما على الشيخ ختمة كاملة برواية حفص. نسأل الله أن يجعلهم خير خلف له
شيوخه:
1. فضيلة الشيخ: أحمد مصطفى أبو الحسن
قرأ عليه القراءات العشر الصغرى عدا رواية قالون عن نافع. ثم قرأ عليه زيادات شعبة من طريق الطيبة وكان ذلك آخر ما قرأه شيخنا - رحمه الله - قبل وفاته
2. فضيلة الشيخ: أحمد عبد العزيز الزيات
قرأ عليه رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية.
3. فضيلة الشيخ: عبد الحكيم عبد اللطيف
قرأ عليه روايتي قالون عن نافع من طريق الشاطبية وحفص عن عاصم بقصر المنفصل من طريق طيبة النشر.
4. فضيلة الشيخ: محمد عبد الحميد عبد الله
قرأ عليه القراءات الثلاث المتممة للعشر، ومن طيبة النشرقرأ بروايتي حفص بقصر المنفصل وورش من طريق الأصبهاني.
5. فضيلة الشيخ: بكري الطرابيشي
وهو أعلى من يقرؤون الشاطبية سندا في العالم
قرأ عليه القراءات السبع عدا قراءتي ابن عامر وحمزة.
6. فضيلة الشيخ محمد عيد عابدين:
قرأ عليه أبيات متن الدرة كاملة وأجازه الشيخ بها
تلامذته:
تلاميذ الشيخ كثيرون من أشهرهم: الشيخ طارق عوض الله، الشيخ صابر عبد الحكم، والشيخ وليد إدريس، والدكتور توفيق العبقري المغربي. وغيرهم
أهم ما تميز به شيخنا - رحمه الله -:
من لازم الشيخ - رحمه الله - وعاش معه لا يستطيع حصرما تميز به من صفات حميدة وخصال جميلة من أبرزها:
السمت الحسن:
كان سمت الصالحين الحسن باديا على شيخنا جدا وكل من رآه أبصر هذا فيه بدون تكلف من الشيخ ولا تصنع بل هكذا كانت سجيته فقد كان يمشي خافضا رأسه ذاكرا لله، متواضعا. تبدو عليه أمارات الصلاح والتقى.
ذكره لله:
وكان هذا من أبرز سمات الشيخ فقد كانت حياة الشيخ عامرة بذكر الله، وكان حاله في الذكر عجيبا جدا لا يدع ذكر الله بحال
* فقد كان ذاكرا لله في بيته وفي مسجده وفي سيارته وفي سفره وإقامته
* ولقد كان الشيخ يظل بعد فراغه من الصلاة يذكر الله ما يزيد على الربع ساعة ثم يقوم بعد ذلك لإقراء طلبته، وكان ملازما لأذكار الصباح والمساء لا يدعها أبدا بل ربما كان الواحد من طلبته يقرأ عليه فيقول له الشيخ حسبك ثم يظل يذكر الله
* وكان إذا سافر يظل يذكر الله من حين ركوبه سيارته حتى يصل وربما اصطحب معه بعض طلبته للقراءة عليه في سفره
صبره وجَلَده:
كان شيخنا رحمه الله صبورا جدا يعرف ذلك كل من قرأ عليه ولازمه
* ولقد كان الواحد منا يخطيء أثناء القراءة فلا يصوب له الشيخ مباشرة بل ينبهه لخطئه مرتين أوثلاث فإن لم ينتبه لخطئه بينه له الشيخ.
* ولقد كان يجلس للإقراء من بعد صلاة الصبح حتى التاسعة صباحا ثم يقريء من بعد الظهر حتى بعد العشاء
* ولقد كنا نقرأ عليه مرة فغلبته عيناه لحظات فأحس بذلك فقلنا له: يا شيخ اذهب فاسترح فقال لا ثم قال: ائتوا لي بماء فظننا أنه سيشرب فإذا بالشيخ يغسل وجهه بالماء وكان هذا في الشتاء البارد.
* ومرة كنا نقرأ عليه، وكان بالشيخ ألم شديد في بطنه حتى أنه كان يتلوى من شدة الألم، ورغم ذلك رفض أن يذهب إلى بيته ليستريح رغم إلحاحنا عليه في ذلك فرفض وقال: لا، أنتم أتيتم إلى هنا لتقرءوا فلا بد أن تقرءوا مهما حدث!! فلله دره
همته العالية:
إن الناظر لمراحل حياة الشيخ وتطوراتها يدرك جيدا أنه كان لا يرضى بالدون بل كان دائما طالبا لمعالي الأمور خصوصا في طلب العلم
* فقد أتم شيخنا حفظ القرآن بعد الثلاثين من عمره، وهو سن تنصرف فيه همم كثير من الناس عن مثل هذا لكنه كابد وجاهد حتى أتم حفظ القرآن، ويحدث عنه أولاده أنه كان بعد حفظه للقرآن يفرغ من يومه الأوقات الكثيرة لتثبيت الحفظ حتى صار شيخنا من الحفاظ المتقنين لكتاب الله.
* ولقد حدث عنه تلميذه الشيخ وليد إدريس فقال: كان يختم القرآن كل أسبوع، وكان سريع القراءة جداً كان يقرأ أمامنا من حفظه المتقن الجزء في نحو 18 دقيقة، وقرأ ختمة كاملة من حفظه على شيخنا الشيخ محمد عبد الحميد عبد الله فلم يخطئ في القرآن كله إلا في كلمة واحدة سها فيها (وهي: قدرناها بدل قدرنا إنها أو العكس) ا. هـ
* وقد قرأ شيخنا على الشيخ أحمد مصطفى، والشيخ الزيات، والشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف، والشيخ محمد عبد الحميد وأجيز منهم لكنه علم أن الشيخ بكري الطرابيشي وهو من مدينة دمشق بسوريا أعلى سندا فسافر إلى سوريا مرتين وقرأ على الشيخ وأجازه
* وكان شيخنا - رحمه الله - ينفق الأموال الطائلة في سبيل تحصيل العلم ويبذل من ماله الكثير للقراءة على هذا الشيخ مرة وعلى غيره أخرى.هذا بالإضافه إلى شرائه للكتب وإنفاقه الكثير من أجل تصوير المخطوطات المهمة حتى لقد صورنا من مكتبته المخطوطات الكثيرة.
* وكان الشيخ باذلا نفسه لطلاب العلم لا يقطعه عن الإقراء والتعليم إلا المرض الشديد جدا، وكان الشيخ يقريء في مسجده وفي بيته وفي سيارته وفي مزرعته.
يقول تلميذه الشيخ وليد إدريس:
ولم أر على كثرة من رأيت من المقرئين مقرئاً يبذل نفسه ووقته للإقراء كما كان الشيخ عباس يفعل، وأخشى أن يكون هذا هو الذي قضى عليه فقد كان يتحامل على نفسه مهما كان به من تعب أو مرض ليقرئ الناس.
زهده في الدنيا:
كان رحمه الله زاهدا في الدنيا راغبا عنها متطلعا إلى الآخرة، أتته الدنيا فرفضها، وتزينت له فأعرض عنها،
* فقد كان ضابطا مدرسا بكلية الشرطة لكنه آثر ما عند الله فترك التدريس بها، وقدم استقالته من أجل رغبته الشديدة في إطلاق لحيته، فقدم استقالته ضاربا بكل ما ينتظره من مناصب وزخارف عرض الحائط مقدما مراد الله على مراد نفسه وهواه، فكانت مكأفأة الله له كبيرة يوم حوله من مدرس شرطة إلى مدرس لخيركلام وأشرف منهج، فصارشيخا مقرئا للقرآن بقراءاته.
* ومن زهده - رحمه الله - أنه كان لا يأخذ مليما واحدا ممن يقرأ عليه بل كان يقريء الطلاب محتسبا أجره عند الله لا يأخذ على القرآن أجرا ويرفض حتى مجرد الهدية في الوقت الذي كان غيره يطلب الآلاف،
بل كان بعضهم يطلب أجره بالدولار.
* ومن زهده - رحمه الله - أنه كان يمتلك مزرعة وكان بالمزرعة فيلا جميلة فكان يرفض النوم فيها، وكان ينام في كوخ من الطين ويجد راحته فيه ويجلس فيه يصلي ويذكر ويسبح الله. فتحقق فيه قول من قال
: " ليس الزهد أن تزهد فيما لا تملك إنما الزهد أن تزهد فيما تملك ".
كرمه: لقد كان الشيخ غاية في الكرم والجود فقد كان يكرم الناس وخصوصا طلبته ومن يقرءون عليه كرما كبيرا.
* فقد سمح لنا بدخول مكتبته وجلسنا فيها كأنها مكتبتنا وما أخفى علينا منها شيئا بل أمرنا بتصوير ما نحتاج منها.
* ولقد كنا نقرأ عليه فما كان يتركنا مرة بدون أن يأخذنا إلى بيته ويكرمنا ولا يقدم لنا إلا أطيب الطعام.
* وفي مرة وكان ذلك في العشر الأول من ذي الحجة، وكنا صائمين وكان الشيخ مسافرا إلى مزرعته القريبة من بلدنا فحملنا في سيارته وسافرنا بعد العصر وإذ بنا نفاجأ بالشيخ عند أذان المغرب يخرج لنا هو وزوجته المصونة التمر ووجبة الإفطار مغلفة لكل واحد منا فيا لله كم أرهقناه وأرهقنا زوجته!! نسأل الله أن يجزيهما خيرا.
* وكنا نذهب إليه في مزرعته لكي نقرأ عليه وبين المزرعة والطريق الرئيسي الموصل لها ثلاثة من الكيلو مترات، فكان الشيخ يوصلنا بسيارته في الغدوة والروحة رافضا أشد الرفض أن نمشي هذه المسافة على أقدامنا.
* وكان الشيخ يصطحب معه الكثير من طلبة العلم في سيارته ويوصلهم إلى منازلهم أو قريبا منها!! فرحمه الله.
خلقه الحسن ولسانه العفيف:
كان الشيخ ذا خلق دمث وأدب جم وذوق رفيع وأخلاق عالية ولسان عفيف
رفيقا بكل الناس كان يلاطف طلاب العلم ويضاحكهم ويرفق بهم،
وما رأيناه - على طول عهدنا به - قسا على طالب أو سخر من قارئ أو نهره لكونه أخطأ بل كان يوضح له خطأه بأسلوب رقيق ولسان عذب جميل.
هذه كانت بعض خصال شيخنا وهي جزء من الحقيقة، فنحن لا نستطيع أن نوفيه حقه ولا نستطيع حصر خصال الخير فيه، فقد كان ذاكرا عالما عابدا متصدقا صائما نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله. ويشهد الله علينا أنا ما بالغنا في مدحه ولا ذكرنا شيئا ليس فيه بل ذكرنا بعض ما عايناه وبأعيننا رأيناه.
مرضه الأخير
بعد هذه الحياة الحافلة بطاعة الله وذكره وتعليم العلم ونشره قدر الله أن يمرض شيخنا مرضه الأخير الذي توفي فيه وكان ذلك يوم الخميس 12 شوال 1425هـ حيث صلى الشيخ صلاة الصبح بالناس في مسجده، وفي عشية هذا اليوم شعر بالتعب الشديد وبعد صلاة العشاء بفترة سقط الشيخ على الأرض فحملوه من المسجد إلى المستشفى فأخبرهم الأطباء - الخبر المروع الذي روع قلب كل محب للشيخ - بإصابة الشيخ بنزيف في المخ: ولا حول ولا قوة إلا بالله.
علامات حسن خاتمته:
لقد بدت علامات كثيرة دلت على حسن ختام شيخنا فمن ذلك:
* آخر عهده بالدنيا كان ببيت الله فقد حملوه من المسجد إلى المستشفى
* وهو في العناية المركزة قال له الشيخ الدكتور محمد يسري يمازحه: معي علاجك!! فقال: يا شيخ محمد علاجي الحور العين.
* يحدث أولاده أنه قبل وفاته بيوم واحد يظل يردد الشهادتين بكثرة ويقول: رب اجعلني من الصالحين، رب اجعلني من الصالحين.
* جاءه خبر أفرحه وهو على فراش مرضه فقال: انظر إلى الإنسان كيف يفرح بشئ تافة فما بالك إذا قيل "ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون"
* في اليوم الذي توفي فيه وضعوا المذياع عند رأسه وكان ذلك بعد أذان الفجر فإذا بالقاريء يبدأ قراءته بقول الله عزوجل " إن للمتقين مفازا، حدائق وأعنابا "
* آخر شيء فعله أنه دخل عليه وقت الصبح وهو فى العناية المركزة، فطلب ترابا فتيمم وطلب أن يُدخلوا عليه الشيخ الدكتور محمد يسري فدخل وصلى به الفجر في جماعة ثم حدث التدهور والغيبوبة فما أفاق منها إلى أن توفي.
وفاته:
توفي الشيخ في ظهر يوم الاثنين الموافق 16 شوال 1425هـ 29 نوفمبر 2004م وصُلي عليه بعد صلاة المغرب بمسجد الإيمان بشارع مكرم عبيد وحضر جنازته جمع غفير من طلبته ومحبيه، وكانوا يتنافسون على حمل جثمانه. رحم الله شيخنا رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجمعنا به في جنته بشارات بعد موته:
* أقسم بالله أحد تلامذته ممن حضروا جنازته أنه عند وضع شيخنا في قبره وهم يفكون أربطة الكفن تكشف وجه الشيخ فرأى نورا قويا من وجهه إلى صدره
* رأى له بعض الإخوة رؤى حسنة منها:
أن بعضهم رآه وحوله مجموعة من الناس، وإذ بباب يفتح من السماء وينادي مناد: إن عباسا في الجنة.
وبعد: فإن المصاب جلل والخطب فادح، فقد افتقدنا عالما من العلماء وشيخا من الفضلاء وهذا من علامات الساعة: أن يقبض العلم بقبض أهله وحملته كما أخبر بذلك النبيr
وقد قال الحسن البصري: موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار.
ذرفت عيون الصالحين على فقدك، ودمعت قلوب المحبين على رحيلك، وبلغ الحزن بنا مداه ولكن لا نقول إلا ما يرضي الله
حزني وحزن أحبتي لا يوصف وغدا جراحا في فؤادي ينزف
ودموعيَ الحرّى تزيد توجّعي ودموع غيري للمصاب تخفّف
أمضي على وجهي أقول بحرقةٍ وأنا بهّمي شاردٌ متأسّف
هل ودّع الشيخ حقا؟ ويحكم! هو من يعز على الكرام ويشرُف
شيخ على نهج النبي محمّد ٍ بالحلم والأخلاق فينا يعرف
باع الحياة َ بحسنِها ونعيمِها ويزينُه زهدٌ بها وتقشُّف
رحمك الله شيخنا وأجزل مثوبتك ورفع درجتك وأدخلك في الصالحين.
اللهم ارحم عبدك عباسا وارفع درجته في المهديين، اللهم نور قبره واغفر ذنبه وأقل عثرته وتجاوز عنه، اللهم عافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله من خطاياه بالثلج والماء والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم ألبسه الحلل وأسكنه الظلل واجعله من الآمنين يوم الفزع الأكبر، اللهم اجعله ممن يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب.ونسأل بالله تعالى كل من قرأ هذه السيرة العطرة ألا يبخل على الشيخ-رحمه الله- بالدعاء.
هذا واَخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
قام بإعداد هذه الترجمة
1. جابر جاد محمد
2. محمد صالح محمد
من تلامذة الشيخ ومحبيه
--------------
بواسطة العضو ابو صفوت(1/138)
عائشة عبد الرحمن"بنت الشاطئ".. من الأدب للقرآن
مصطفى عاشور
* ولدت عائشة عبد الرحمن الشهيرة ببنت الشاطئ في مدينة دمياط في (6 من ذي الحجة 1331هـ= 6 من نوفمبر 1913م) في بيت عرف بالعلم والصلاح والتصوف؛ حيث كان أبوها أزهريا متصوفا، وجدّها لأمها من أعيان دمياط.
* بدأت دروسها في سن الخامسة، واستطاعت حفظ القرآن الكريم كاملا في سن مبكرة، وكان والدها يرفض أن تتلقى ابنته الصغيرة تعليما غير ديني، غير أن إصرار عائشة ووساطة جدها جعل الأب يوافق -على كره- أن تلتحق ابنته بالمدرسة، واشترط أن تتابع دروسها الدينية في المنزل، وأن تنقطع نهائيا عن المدارس عندما تشارف البلوغ.
* استطاعت عائشة أن تنهي دراستها الابتدائية بتفوق، وكافحت كفاحا مجيدا حتى تكمل تعليمها رغم اعتراض والدها، والتحقت بمدرسة المعلمات بطنطا وحصلت على شهادتها سنة (1348هـ=1929م) ثم انتقلت إلى القاهرة وعملت في وظيفة كاتبة بكلية البنات بالجيزة، واستطاعت في تلك الفترة أن تراسل عددا من الصحف ونشرت مقالات في مجلة النهضة النسائية التي كانت ترأسها لبيبة أحمد، ونشرت مقالات في الأهرام تحت اسم مستعار هو "بنت الشاطئ"، وحصلت على شهادة البكالوريا التي تؤهلها لدخول الجامعة بعد سنوات من الجهاد والمثابرة.
* التحقت بالجامعة المصرية وتخرجت في كلية الآداب قسم اللغة العربية سنة (1358هـ= 1939م) ، وتزوجت أثناء دراستها الجامعية من أستاذها أمين الخولي أحد العلماء الأجلاء وصاحب المنهج البياني في تفسير القرآن الكريم.
* حصلت "بنت الشاطئ" على شهادة الماجستير سنة (1360هـ= 1941م) عن موضوع "الحياة الإنسانية عند أبي العلاء المعري"، وفي عام (1370هـ= 1950م) حصلت على شهادة الدكتوراة في تحقيق "رسالة الغفران" لأبي العلاء المعري. وقد نصحها زوجها بدراسة الأدب واللغة التي نزل بها القرآن الكريم، فإذا تحقق لها ذلك اتجهت إلى مجال الدراسات الإسلامية، فاستجابت للنصيحة وأمضت 20 عاما في دراسة الأدب قبل أن تخوض مجال الدراسات الإسلامية.
* تدرجت في المناصب الجامعية حتى أصبحت أستاذة التفسير والدراسات العليا بجامعة القرويين بالمغرب، والتي درّست بها حوالي 20 عاما، كما حاضرت في عدد من الجامعات بالعالم العربي.
* لعائشة عبد الرحمن إنتاج علمي وأدبي كبير اقترب من أربعين كتابا شملت الدراسات الفقهية والحديثية والقرآنية والأدبية، منها "القرآن وقضايا الإنسان" و"لغتنا والحياة"، و"الإسرائيليات والغزو الفكري"، و"لقاء مع التاريخ"، و"تراجم سيدات بيت النبوة"، و"الخنساء الشاعرة العربية الأولى"، ولها ترجمة ذاتية بعنوان "على الجسر".
* حصلت على عدة جوائز تقديرية منها جائزة الدولة التقديرية عام (1399هـ 1978م) ، وجائزة الأدب من الكويت عام (1409هـ= 1988م) ، وجائزة الملك فيصل عام (1415هـ= 1994م) .
* توفيت في (13 من شعبان 1419هـ =1 من ديسمبر 1998م) وكانت مثالا للصبر والزهد على مستوى الإنسان.(1/139)
فضيلة الشيخ عائض القرني (سيرة الذاتيه)
هو الداعية المجاهد المحتسب الشيخ عائض بن عبد الله القرني،
من مواليد بلاد بالقرن. ولد عام 1379هـ،
ودرس الابتدائية في مدرسة آل سلمان، ثم درس المتوسطة في المعهد العلمي بالرياض، ودرس الثانوية في المعهد العلمي بأبها،
وتخرج من كلية أصول الدين بأبها، وحضر الماجستير في رسالة بعنوان: (كتاب البدعة وأثرها في الدراية والرواية) .
ثم حضر الدكتوراه في (تحقيق المُفهِم على مختصر صحيح مسلم) .وكان إمام وخطيب جامع أبي بكر الصديق بأبها.
حفظ كتاب الله عز وجل، ثم طالع تفسير الجلالين، والمفردات لمخلوف، ثم قرأ تفسير ابن كثير وكرره كثيراً
، وقرأ قسماً كبيراً من تفسير ابن جرير، وعاش مع زاد المسير لابن الجوزي فترة من الزمن،
واطلع على تفسير الكشاف للزمخشري وعَرِفَ دسائسه الاعتزالية، وقرأ غالب تفسير في ظلال القرآن لسيد قطب رحمه الله إن لم يكن أكمله،
وجعل لنفسه درساً من تفسير القرطبي، واكتفى من فتح القدير للشوكاني بالدراسة المنهجية،
وأما أحاديث التفسير فجعل اهتمامه بالدر المنثور للسيوطي، وقد مر على تفسير روح المعاني للألوسي،
وقرأ تفسير الرازي وتفسير العلامة السعدي والدوسري، وغالب تفسير البغوي وعبد الرزاق ومجاهد. وأما علوم القرآن فقد أكثر من قراءة البرهان للزركلي، والإتقان للسيوطي ومباحث في علوم القرآن لمناع القطان وغيرها.
وأما علوم الحديث فهي أمنيته ورغبته وطلبه وجُل اهتمامه، فقد قرأ بلوغ المرام أكثر من خمسين مرة حتى استظهر الكتاب، وقرأ عمدة الأحكام ودرّسه لطلبة العلم في المسجد،
وكرر مختصر البخاري للزبيدي وكذلك مختصر مسلم للمنذري، وكرر المنتخب للنبهاني واللؤلؤ والمرجان، أما صحيح البخاري فقرأه وقرأ عليه شرحه فتح الباري للحافظ ابن حجر، وطالع صحيح مسلم بشرح النووي، وكذلك جامع الترمذي وغالب شرحه تحفة الأحوذي،
وقرأ مختصر سنن أبي داود مع شرحه معالم السنن للخطابي وتهذيب السنن لابن القيم، وكرر جامع الأصول لابن الأثير مرتين، ومسند الإمام أحمد وكذلك ترتيبه الفتح الرباني للبنا، ثم شرحه لطلبة العلم في المسجد في أكثر من مائة درس،
وقرأ رياض الصالحين للنووي، وجامع العلوم والحكم للحافظ ابن رجب، والترغيب والترهيب للمنذري ومشكاة المصابيح، وغالب كتب محدِّث العصر العلامة ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
، وخاصة إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، وغيرها كثير وكثير جداً. وأما الفقه فقرأ كتاب السلسبيل في معرفة الدليل كثيراً للبليهي، وكرر منه مئات المسائل
، وعمل عليه وقفات مع زاد المستقنع، وطالع الدرر البهية للشوكاني، ونظر إلى غالب نيل الأوطار للشوكاني وكان يحضر منه دروس الكلية والمسجد، وطالع غالب المُغني لابن قدامة والمحلى لابن حزم، وأُعجب بطرح التثريب وعزم على تكراره، ومر على فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية وغالب كتبه، واطلع على كتب العلامة ابن القيم وبالأخص زاد المعاد وإعلام الموقعين. وأما أصول الفقه فقرأ الرسالة للإمام الشافعي والموافقات للشاطبي وقرأ اللُمَع للشيرازي وبعضاً من المستصفى. وكذلك كتب شيخ الإسلام المجدد محمد ابن عبد الوهاب وأئمة الدعوة النجدية،
وقرأ من التمهيد لابن عبد البر. وأما كتب التوحيد فقرأ في الكلية العقيدة الواسطية والتدمرية والحموية ولُمعة الاعتقاد لابن قدامة والعقيدة الطحاوية وشرحها لابن أبي العز، ومعارج القبول لحافظ حكمي، والدين الخالص،
وقرأ كتاب التوحيد للإمام ابن خُزَيمة رحمة الله على الجميع.
وأما السيرة فقرأ سير أعلام النبلاء للذهبي أربع مرات، وكرر البداية والنهاية لابن كثير مرتين، وطالع تاريخ الطبري وكذلك المُنتظم لابن الجوزي، ووفيات الأعيان والبدر الطالع، وغيرها كثير. وأما الرقائق فقرأ كتاب تذكرة الحفاظ للذهبي والزهد للإمام أحمد وابن المبارك ووكيع، وطالع حلية الأولياء لأبي نُعَيم، ومدارج السالكين لابن القيم، وإحياء علوم الدين للغزالي، وصفة الصفوة لابن الجوزي. وأما كتب الأدب فطالع أغلب الدواوين، وكرر ديوان المُتنبي وحفظ له مئات الأبيات وقرأ العقد الفريد لابن عبد ربه، وعيون الأخبار لابن قُتَيبة وأنس المجالس، وروضة العقلاء لابن حبان ومجلدات من الأغاني للأصفهاني وكثيراً من المراسلات والمقامات. وأما الكتب المعاصرة فقرأ الكثير منها، فعلى سبيل المثال: كتب أبي الأعلى المودودي وكتب الندوي وسيد قطب ومحمد قطب وسماحة الشيخ الإمام عبد العزيز ابن باز، والعلامة محمد العثيمين وابن جبرين، وقرأ كتب الغزالي وله عليه رد في مجلس الإنصاف، وللشيخ مؤلفات كثيرة منها وهي منتشرة في دُوَل الخليج. مجاله في الدعوة إلى الله: وللشيخ ـ حفظه الله ـ مجالٌ واسع في الدعوة إلى الله تعالى، ونشاطه في ذلك معروف عند العلماء والدعاة طلبة العلم وعوام الناس لا يحتاج إلى بيان ولاأدل على هذا من هذه الأشرطة التي سُجلت له فقد بلغت أكثر من ألف شريط، والشيخ قد ألقى هذه المحاضرات في المساجد والنوادي والمؤسسات والشركات والكليات والجامعات وغيرها كثير، فبارك الله في دعوته وكتب له القبول عند الناس، هذا وقد كان يشجعه كثيراً سماحة العلامة الإمام ابن باز رحمه الله تعالى على مواصلة طريق الدعوة لأنها طريق الأنبياء فبارك الله في الشيخ وثبته على طريق الإيمان والدعوة إلى الله حتى الممات ... اللهم آمين. هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
_________________
بواسطة العضو سعيد العسيري(1/140)
أبوتراب الظاهري وشيء من سيرته..
بالصور والوثائق النادرة «ورَّاق الجزيرة» تنفرد بأميز ترجمة لأبي تراب الظاهري
من مشاهدات تلميذه عبد الله الشمراني (1 - 2)
إنَّا على فراقك لمحزونون» :
لقد فجعنا صباح يوم السبت الموافق: 21/2/1423هـ بوفاة عميد اللغة العربية في عصره، والرجل الموسوعي، والمعلمة التاريخية، والخزانة المتنقلة، شيخنا: العلامة، المحدث، الأصولي، اللغوي، الأديب: «أبو تراب الظاهري» ، عن ثمانين سنة، فرحمه الله، وغفر له.
فكتبت هذه الأوراق وفاءً حقه، وهي أوراق مختصرة من كتابي: «هداية الأحباب بإجازة الشيخ أبي تراب» ترجمت فيه له، ولأبيه المحدث: عبد الحق الهاشمي رحمه الله، وذكرت شيوخهما، ومصنفاتهما. واستندت في ترجمة الشيخ، وأبيه على المشافهة، ودار بيني وبين الشيخ الكثير من الجلسات، التي تخللها الكثير من الأسئلة، فأنا أسأل والشيخ يُجيب، كما وضع بين يدي مؤلفات أبيه الخطية، واطلعني على إجازات العلماء لأبيه، وقرأتها، لكي أخرج بصورة عن الحياة العلمية في ذلك العصر. فأقول مستعيناً بالله:
اسمه: أبو محمد، عبد الجميل بن أبي محمد عبد الحق بن عبد الواحد بن محمد بن الهاشم، وكان له أكثر من اسم منها: عبد الجليل، وعلي، وعمر.
كنيته: لشيخنا بحفظه الله ثلاث كنى: أبومحمد، وأبو الطاهر، وأبو تراب. الأولى باسم ولده الأكبر، والثانية كانت الرسمية، وعلى ذلك ختمه القديم، ولكنها كنية قديمة، واندثرت، ولا أحد يكنيه بها اليوم، ولا يُعرف الشيخ إلا بالثالثة.
لقبه: الهاشمي، العُمري، العدوي، ويعود نسبه الى الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي رضي الله عنه. فهو كما رأيت عُمري، عدوي، أما: الهاشمي فنسبه الى جده الثالث: «الهاشم» ، وليس من «بني هاشم» .
مولده: ولد الشيخ في «أحمد بور الشرقية» بالهند عام «1923م 1343هـ» .
ولادته، ونشأته، وتعليمه، وحصيلته في القراءة، والمطالعة:
كانت ولادته، ونشأته الأولية في مدينة «أحمد بور، بالهند» ، وكان مبدأ تعليمه على يد جده: عبد الواحد رحمه الله، ابتداءً من فك الحرف «أ، ب،ت ... » وانتهاءً الى «المثنوي» ، للرومي، قرأ خلال هذه الفترة: «كريمة بخش، وبندناما، وناماحق، وبلستان، وبوستان» ، وهي كتب فارسية، كانت مقررة في دروس التعليم آنذاك.
ثم تعلم الخط الفارسي على يد جدّه في الجامع العباسي في: أحمد بور، وبعد ذلك جلس الى دروس والده، وبدأ من «الصرف» ثم النحو ثم أصول الحديث، ثم أصول الفقه.
سرد مفصل لنشأته التعليمية
أولاً: كتب الحديث:
بدأ في الحديث من بلوغ المرام، ثم المشكاة، ثم سنن ابن ماجة، ثم سنن أبي داود، ثم سنن الترمذي، ثم سنن النسائي، ثم صحيح مسلم، ثم صحيح البخاري.
كل ذلك قراءة، ودراسة، وتحقيقاً على يد أبيه رحمه الله.
وبعد ذلك سرد على أبيه: المسند، والسنن الكبرى، للبيهقي، والمنتقى، لابن الجارود، المستدرك للحاكم، والسنن للدارقطني، والمسند للطيالسي.
ثم نسخ بيده: المصنف لعبد الرزاق، والمصنف لابن ابي شيبة كاملين، والجزء الأول من كتابي ابن عبد البر رحمه الله: التمهيد، والاستذكار، ونسخ أجزاء من كتاب «العلل» للدارقطني. وقرأها على أبيه.
كما قرأ: «فتح الباري» للحافظ، وإرشاد الساري، للقسطلاني مطالعة.
وقرأ أيضاً بعض الكتب المطولة، منها في دار الكتب المصرية كتاب «الكواكب الدراري في تبويب مسند الإمام أحمد على أبواب البخاري» لابن عروة الدمشقي، الحنبلي رحمه الله، وهو كتاب عظيم جداً يقع في مائة وعشرين مجلداً.
وقرأ أيضاً كتابي ابن عبد البر رحمه الله. «التمهيد» و «الاستذكار» ، كاملين قبل أن يُطبعا.
ثانياً: كتب التفسير:
أول ما قرأ على أبيه رحمه الله «تفسير الجلالين» ثم تفسير القرآن العظيم، لابن كثير كاملاً، وقرأ عليه ايضاً أجزاء من «جامع البيان» للطبري، والجزء الأول من «مفاتيح الغيب» للرازي، و «الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي، وقرأ عليه «تفسير البيضاوي» ، دراسة من أوله الى سورة الكهف.
وطالع الباقي مطالعة، إما كاملة، أو أجزاء منها، وتبلغ كتب التفسير التي طالعها، نحو، ثلاثين كتاباً، ك «تفسير النسفي، والبحر المحيط لابن حيان و ... » .
ثالثاً: كتب الفقه:
الفقه الحنفي:
أول ما بدأ به شيخنا رحمه الله الفقه الحنفي، فقرأ الكتب الصغيرة، دراسة على أبيه رحمه الله، كالكتاب المعروف ب «مختصر القدوري» للقدوري و «كنز الدقائق» للنسفي، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق» لابن نجيم، و «الهداية شرح بداية المبتدئ» للمرغيناني.
ثم بعد ذلك طالع المبسوطات، ك: «المبسوط» للسرخسي، و «شرح فتح القدير» لابن الهمام.
الفقه المالكي: قرأ على أبيه دراسة: «مختصر خليل» كاملاً، ثم طالع: «المدونة الكبرى» كاملة، و «المقدمات الممهدات لبيان ما اقتضته رسوم المدونة» لابن رشد الجد.
كما استفاد استفادة عظيمة من كتاب «بداية المجتهد ونهاية المقتصد» لابن رشد الحفيد، الذي يعد موسوعة فقهية موازنة.
الفقه الشافعي: قرأ الجزء الأول من كتاب: «الأم» ، وكامل «الرسالة» للشافعي، دراسة على أبيه رحمه الله، ثم طالع «المجموع» للنووي رحمه الله.
الفقه الحنبلي: طالع فيه: «المغني» لابن قدامة، والشرح الكبير، لعبد الرحمن بن قدامة، ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية، كاملة.
علم الفرائض
درس شيخنا الفرائض على الشيخ: واحد بخش رحمه الله، وهو من كبار علماء الفرائض في: «الهند، كما درس، السراجية، على ذهبي العصر العلامة، عبد الرحمن المعلمي رحمه الله.
رابعاً: كتب اللغة: قرأ شيخنا على أبيه كتاب «فقه اللغة» للثعالبي، والصحاح للجوهري، وكان والده يُفضل «الصحاح» على سائر كتب اللغة، ويقول: مرتبته بين كتب اللغة، كمرتبة «صحيح البخاري» بين كتب الحديث.
ثم حثه والده بعد ذلك على حفظ المواد اللغوية، فحفظ «عشرين ألف» مادة تقريباً.
ثم طالع سائر المطولات، ك «لسان العرب» لابن منظور، وقرأه ثلاث مرات، وعلق عليه، وقرأ: «تهذيب اللغة» للأزهري، و «تاج العروس» للزبيدي و «العين» للخليل، و «الجمهرة» لابن دريد، و «مجمل اللغة» لابن فارس، و «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير، و «الفائق» للزمخشري و ... كل ما سبق من كتب اللغة قرأها كاملة.
وحثه أبوه رحمه الله على كتاب «مقايس اللغة» لابن فارس، و «أساس البلاغة» للزمخشري.
وأخيراً: ما ذكرته قليل من كثير، ولكن ذكرت بعضها، مرتبة، ومصنفة، وإلا فالشيخ حفظه الله يقول: «مجموع ما يبلغ من الكتب التي طالعت، أو درست، نحو ثمانية آلاف كتاب، من مختلف العلوم» .
اللغات التي يتحدث بها الشيخ رحمه الله
الشيخ رحمه الله يجيد لغات شبه القارة الهندية، وخاصة «الأوردية» ويجيد ايضا «الفارسية» ، وقد ذكرت من خلال الكلام على نشأته أنه قرأ على جده كتباً فارسية.
رحلاته: كان لشيخنا الكثير من الرحلات الحافلة بالقصص والطرائف العلمية، واستفاد من خلال رحلاته الكثير من الفوائد، كمقابلة العلماء، والمفكرين، والأدباء. كما نسخ خلال رحلاته الكثير من الكتب الخطية، سواء كان النسخ له، أو بطلب من أبيه، كما استفاد من مطالعة الكتب الخطية، ولا سيما المطولات، ومن ذلك مطالعته لكامل كتابي ابن عبد البر رحمه الله «التمهيد» و «الاستذكار» ، قبل ان يراهما عالم المطبوعات، وطالع كذلك مخطوطة كتاب «الكواكب الدراري» .
ومن رحلاته:
السعودية: قدم الى السعودية بطلب من الملك عبد العزيز رحمه الله، حيث ابرق الى سفارته هناك، وارسل اليه طائرة، وذلك ليكون مدرساً في «الحرم المكي» ، وفعلاً قدم الى جدة عام 1367هـ، ومنها الى مكة المكرمة.
مصر: رحل الى مصر وكان معه توصية خطية من أبيه رحمه الله الى محدث مصر في وقته، العلامة أحمد بن محمد شاكر رحمه الله واستضافه في بيته، كما استضافه رئيس جماعة السنة المحمدية: العلامة «محمد حامد فقي رحمه الله في بيته أيضاً.
وفي مصر التقى بالعلماء، وممن لقي هناك المدعو: زاهد الكوثري.
المغرب: رحل إليها، وحل ضيفاً عند شيخه: منتصر الكتاني رحمه الله واستجاز ممن لقيهم، ولقي المحدث: الأصولي: عبد الله بن الصديق الغماري ت «1413هـ» رحمه الله ولم يستجز منه.
ويقول: لقيت الكثير من أصحاب الرواية هناك، ولم استجزهم، لشدة بدعهم، بل وجدت منهم المشعوذين ممن يدّعون الرواية» .
شيوخه: لقد أكثر الشيخ من الرحلة والسماع، وتعدد شيوخه من أقطار إسلامية عديدة، وهذا ذكر لبعضهم ممن درس عليهم، أو سمع منهم، أو استجازهم:
والده المحدث: عبد الحق الهاشمي، وهو شيخه الأول، والأخير.
ومن علماء الهند: إبراهيم السِّيالكوني، وعبد الله الروبري، الأمر التسري، وابو تراب محمد عبد التواب الملتاني، وهو من تلاميذ نذير حسين، وقد قرأ عليه الشيخ ابوتراب «سنن النسائي» كاملة، ثناء الله الأمر تسري، وعبد الحق الملتاني، وكان يدرس كل العلوم.
ومن علماء الحرمين: القاضي أبوبكر بن أحمد بن حسين الحبشي، والعلامة القاضي: حسن مشاط المالكي، والمحدث: عبد الرحمن الافريقي، والعلامة: عبد الرحمن المعلمي، والمحدث: عمر بن حمدان المحرسي، والشيخ: محمد عبد الرزاق حمزة، ومسند العصر: ياسين بن محمد عيسى الفاداني.
ومن علماء مصر: المحدث أحمد بن محمد شاكر، والشيخ: حسنين مخلوف، والعلامة الشيخ محمد حامد فقي.
ومن علماء المغرب: الحافظ: عبد الحي الكتاني، والمسند: منتصر الكتاني.
طلابه: الذين قرءوا على الشيخ واستجازوه كثيرون، منهم من درَّسهم في الحرم المكي، ومنهم من يأتي اليه في خزانته العامرة، وقد ذكرت أبرزهم في ترجمتي له.
إجازة الصاع النبوي
والمدّ النبوي
الشيخ مجاز بهما عن جماعة من شيوخه، وعلى رأسهم والده المحدث عبد الحق الهاشمي، ورأيت في خزانته «المد النبوي» الخاص بوالده رحمه الله، وهو مصنوع من النحاس، وقد نحت عليه من الخارج الإسناد من والده، الى الصحابي الجليل: جابر بن عبد الله رضي الله عنه، الى النبي صلى الله عليه وسلم وكل واحد من رجال الإسناد قاس مده بمد شيخه، الى جابر بن عبد الله رضي الله عنه، الذي قاس مُدّه بمدَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد كانت النية بيننا على الإجازة بهذين السندين، بعد إحضار المد والصاع، ولكن حصاد التسويف مر. وإسناد المد النبوي لا يخلو من مقال.
أعماله
عمل مدرساً في «المسجد الحرام» سنين عديدة، وعمل في «مكتبة الحرم» ، وشغل رئاسة التصحيح بجريدة «البلاد السعودية، ثم البلاد، والرائد وغيرها» .
وأسهم في الصحافة بقلمه نحو خمسين عاماً.
وأخيراً شغل وظيفة مراقب في «وزارة الإعلام» منذ كانت «المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر» ، كما قدم عدة برامج إذاعية، من اشهرها، «حديقة اللغة، وسير الصحابة، وبرنامجه اليومي المعروف «شواهد القرآن» ، والذي يبحث في تحليل المواد اللغوية في القرآن الكريم.
مذهبه: من لقبه وشهرته يتبين أنه ظاهري، على مذهب ابن حزم رحمه الله.
علماً بأنه على غير جمود ابن حزم، فيخالفه في بعض المسائل الى رأي الجمهور، ومن ذلك حكم الشرب واقفاً، فالشيخ يرى الكراهة، خلافاً لإمامه ابن حزم، ويقول: «ثبت شرب النبي صلى الله عليه وسلم واقفاً، فيُحمل حديث مسلم على الكراهية التنزيهية» .
شعره
الشيخ أبو تراب ممن يقول الشعر ويجيده، وله في ذلك صولات وجولات. وسيأتي ضمن مؤلفاته أن له ديوانين شعريين، هما:
«بث الكث في الغث والرث» ، و «لقلقة القمري»
نماذج من شعره:
له قصيدة رائعة بعنوان «هواتف الضمير» يقول في مطلعها:
خلوت إلى نفسي لأسكب عبرتي
فقد آب رشدي في الصيام لتوبتي
رثيت لحالي بعد شيبي وقد جرت
عواصف آثام يُشعِّثن لمتي
وقد ضاع عمري لاهياً لا انتباهة
ولا يقظة من بعد نوم وغفلتي
تقلبت في النعماء دهراً أذوقها
نسيت بها البؤس وذُلِّي وشقوتي
فهل قمت بالشكر الذي كان واجباً
عليَّ وهل جانبت موطن زلتي
وقال في مطلع قصيدته «ابتهال» :
عبد ببابك قد أتى يتذلل
حيث التذلل في جنابك اجمل
عبد أثيم أثقلته ذنوبه
فأتاك يعثر في خطاه ويوجل
ولى له ماض بأوزار غدت
سودا كمثل الليل بل هي أليل
يبكي على ما فاته متحسرا
وسواك ليس له إلهي موئل
خِزانته العلمية
الشيخ مولع بالكتاب، واقتنائه، وبدأ في الشراء منذ وقت مبكرٍ جداً، ولا يزال يسأل عن اخبار الجديد في عالم المطبوعات، ويشتري كل ما يطبع أولاً بأول الى آخر لحظة في حياته رحمه الله.
وآخر احصائية لكتبه تقول: إنّ خزانة أبي تراب الظاهري تبلغ «500،16» ستة عشر ألفا وخمسمائة كتابا.
وهي مجموعة علمية ضخمة، ولا سيما اذا عرفنا أنّها ملك لشخص دون غيره، وهي بحق من أكبر المكتبات الشخصية.
ومن خلال التجول في مكتبته أقول:
مكتبة غنية بفنون المعرفة في: الدين، واللغة، والأدب، والتاريخ، والطب، و ...
كما يوجد فيها مخطوطات مختلفة، منها أصلية، ومنها ما نسخها إما في «مصر» او غيرها، ويوجد بعض هذه المخطوطات على شرائح ميكروفيلم.
وتحتوي مكتبته على الكثير من الكتب القديمة والنادرة.
كما تحتوي على أكثر من نسخة من بعض الامهات بطبعات مختلفة، واكثر كتبه طبعة اولى.
والكثير من الكتب في «خزانته» لا تخلو من تعليقات كثيرة، إما تعقيب، او تذييل، او تأييد على كلام اهل العلم، تدل على سعة اطلاعه.
وقد طالعت بعضها في: «لسان العرب» ، و «القاموس المحيط» ، و «الاصابة» ..
والشيخ يريد ان تكون «خزانته» بعد موته (وقفاً) على طلاب العلم، هكذا حدثني اكثر من مرة، وكانت امنيته في حياته ان تشتري الدولة لها مقرا في جدة، وتوضع فيه لتكون في متناول طلاب العلم.
وهي بحق خزانة عامرة، وعسى ان يكون في مقالي هذا نداء لمن يلبي أمنيته قريباً ان شاء الله.
إنتاجه العلمي
للشيخ نحو خمسين كتابا، في مختلف الفنون، «الحديث، والسيرة، والتراجم، والنحو، والأدب، والشعر، والنقد» ويلاحظ ان الصبغة الادبية طاغية على تأليفه، كما له تعاليق، ومراجعات على كتب شتى.
وقد طبع من مؤلفاته نحو خمسة وعشرين كتابا، وهذا مسرد موجز عنها، وفي ترجمتي له ذكرت وصفا كاملا لكل كتاب:
1 أدعية «القرآن» و «الصحيحين» ، جمع فيه الادعية الواردة في «القرآن الكريم» ، و «صحيح البخاري» ، و «صحيح مسلم» ، طبع بحجم الجيب لسهولة حمله سنة: «1413هـ» .
2 آراء المتقدمين في الادب.
3 الاثر المقتفى لهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم نشرته «دار القبلة» «جدة» وطبع سنة: «1404هـ» .
4 «اصحاب الصفة» ، ظهر منه الجزء الاول «112» صفحة، من الحجم الصغير، وشمل على «95» صحابيا، وطبع سنة: «1404هـ» .
5 «اضمامة ذهول العقول فيما رثي به الرسول صلى الله عليه وسلم» «7» صفحات، جمع فيه بعض ما قيل في الباب، اضافة لما ورد في كتابه «ذهول العقول» الآتي، وهو مطبوع بآخره.
6 «اعلام أهل الحاضر برجال من الماضي الغابر» ، في التراجم، طبع المجلد الاول منه سنة: «1405هـ» ، عن دار القبلة.
7 «الاقاويق» .
8 «إلقام الكتاب» لم يطبع.
9 «الأوباد والأسمار» .
10 «أوهام الكتاب» طبع الجزء الاول سنة: «1403هـ» .
11 «بث الكث في الغث والرث» ديوان شعره في مجلدين ضخمين، ولم يطبع.
2 1 «تأنيس من أقبل على القربات» .
13 «التحقيقات المعدة بحتمية ضم جيم جدة» ، له القسم الثالث منها، طبع سنة: «1385هـ» .
14 تخريج: «مسند أبي يعلى الموصلي» .
15 تخريج: «منتقى ابن الجارود» .
16 «تذكرة المتزود» .
17 «تفسير التفاسير» .
18 «تفسير ما يخفي من كلمات القرآن» ، تحت التأليف، وهو آخر ما كان رحمه الله يكتب فيه، ابتدأه في: «7/10/1422هـ» ولم يتمه.
19 «تناقض الفقهاء» لم يطبع.
20 حاشية على: «المنتقى» لابن الجارود لم يطبع.
21 «الحديث والمحدثون» مطبوع.
22 «الحواضر والخواطر» .
23 «دلائل النبوة للبيهقي» ، علق على الجزء الاول.
24 «ذهول العقول بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم» ، نشرته دار القبلة، عام «1404هـ، ويقع في «186» صفحة، من الحجم العادي.
25 «سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم» ، نشرته: «تهامة» بجدة، ويقع في «549» صفحة، من الحجم العادي، طبع عام «1404هـ» . ووضع الشيخ في آخره، فهرسا بتعقباته على من سبقوه، بلغت «123» ، ما بين تعقيب، واستدارك، وتصحيف، ووهم، وتعليق، وخطأ لغوي، وفائدة، وتوجيه، وتنبيه.
وهو كتاب جليل، حافل بالتعليقات، والنقد، فضلا عن كثرة النقول في الموضوع.
قال الشيخ، الاديب: علي الطنطاوي رحمه الله في تقريظه لهذا الكتاب:
«هو خزانة علم، يجب ان يكون في كل بيت» أ. هـ.
26 «سير الصحابة» ، ويقع هذا الكتاب في «اثني عشر» مجلدا بخطه، وهو في اصله برنامج كان يقدمه في «الاذاعة» ، ثم توقف عنه.
27 «شواهد القرآن» ، وهو من أعجب كتبه، وأمتعها، وهو في أصله برنامج يومي يقدمه في الاذاعة، ولم يكمل، وقد بلغ فيه الى المجلد السادس، وطبع منه المجلد الاول سنة: «1404هـ» ، والمجلد الثاني سنة: «1409هـ» .
28 «صفة الحجة النبوية» ، طبع سنة: «1404هـ.
29 «الغزوات الأربع: بني قريظة بني النظير خيبر بني قينقاع» مطبوع.
30 «فتكات الأسد في مقاعد القتال بأحد» «229» صفحة، من الحجم العادي، نشرته «دار القبلة» ، طبع سنة: «1405هـ» .
31 «فصل أهل البيت وحقوقهم» ، لشيخ الاسلام ابن تيمية، قدم له، وعلق عليه، وذلل عليه بأحاديث، ويقع في: «161» صفحة، من الحجم الصغير، نشرته: «دار القبلة» ، سنة: «1405هـ» .
32 «قوانين التصريف والعوامل النحوية» ، طبعته «مطابع سحر» ، سنة: «1416هـ» .
33 «قيد الصيد» ، طبع سنة: «1402هـ» .
34 «كبوات اليراع» ، طبع الجزء الاول سنة «1402هـ» .
35 «كيف حج رسول الله صلى الله عليه وسلم» مطبوع.
36 «لجام الأقلام» ، طبع في «تهامة» ، عام: «1402هـ» .
37 «لقلقة القمري» ، ديوان شعر، لم يطبع.
38 «ما لقي رسول البرايا صلى الله عليه وسلم من الأذايا والبلايا» ، نشرته «دار القبلة» ، بدون تاريخ طبع، ولم يصدر منه سوى الجزء الاول فقط في «108» صفحة، من الحجم العادي.
39 «المستدرك» .
40 «المنتخب من الصحيحين» جزء واحد، نشرته «دار القبلة» .
41 «منتخب الصحيحين للنبهاني» ، علق عليه، والنبهاني هو: يوسف بن اسماعيل النبهاني، وهو مطبوع.
42 «الموزون والمخزون» ، نشرته: «تهامة» ، سنة: «1402هـ» .
43 «النحو والنحاة» .
44 «الهوامش والتعليقات» .
45 «وفود الاسلام» ، طبع سنة: «1404هـ.
كما راجع الكثير من الكتب، منها:
«الرواة الذين وثقهم الإمام الذهبي في ميزان الاعتدال» ، لمحمد شحاذة الموصلي، طبع سنة: «1406هـ» .
اضافة الى مشاركاته في: «التلفاز» ، و «الاذاعة» ، و «الاندية الأدبية» ، و «المجلات» ، و «الصحف» ، وهي مشاركات علمية وأدبية، ومن ذلك برنامج قدم في التلفزيون عن «مادة الضحك في اللغة والأدب» .
الكتب التي نسخها بيده
استفاد شيخنا رحمه الله أثناء رحلاته في أمور عدة، منها قيامه بنسخ الكثير من الكتب، إما له، أو بطلب من أبيه، ومما نسخه بيده: «المصنف» لعبد الرزاق، و «المصنف» لابن ابي شيبة، كاملين، و «انتقاض الاعتراض» للحافظ، كاملا، وهو رد الحافظ ابن حجر رحمه الله، على العيبي في شرحه للبخاري: «عمدة القاري» ، و «المعجم» للطبراني، والجزء الاول من كتابي ابن عبد البر: «التمهيد» ، و «الاستذكار» ، ونسخ أجزاء من كتاب «العلل» للدار قطني.
ثناء من عرفوه
قال عنه محدث الديار المصرية، الشيخ: احمد بن محمد شاكر رحمه الله:
«هو بارقة في علم الحديث، والرجال، ناقد ذو فهم» أ. هـ.
وقال عنه الشيخ الباقوري:
«العلم ملء إهابه، والأدب يمشي في ركابه» .
وقال عنه فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الغني خياط، امام وخطيب: «المسجد الحرام» ، وعضو «هيئة كبار العلماء» ، و «مجمع الفقه الاسلامي» رحمه الله:
«هو نادرة هذا الزمان في: اللغة، والحديث، والفقه» أ. هـ.
وقال أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري:
«هو مهر سباق، لا يبارى» أ. هـ.
كما أثنى عليه غيرهم من: العلماء، والأدباء، والمفكرين، أمثال:
عبد الرحمن المعلمي في مقدمة تحقيق «الإكمال» «1/50» ، ومحمد عبد الرزاق حمزة، ومحمد نصيف، ومحمد سرور صبان، وحمد الجاسر، وعبد القدوس الانصاري، واحمد محمد جمال، وعبد العزيز الرفاعي، و ...
ما تميز به الشيخ
ان كان لشيخنا باع في الحديث، والفقه، والتاريخ، والنحو، و.. الا ان علم «اللغة العربية» هو الذي تميز به من بين معاصريه، وهذا ما اشتهر به، ومؤلفاته ومقالاته وبرامجه الاذاعية تشهد بذلك، ولا أعلم ان احدا مثله في عصرنا في اللغة وعلومها، لا في الشعر والأدب، ولا النحو والصرف، ولا اللغة وفقهها. بل تميز الشيخ بكثرة استخدام شوارد اللغة وغريب الألفاظ، حتى انه ليكتب الرسالة الواحدة، ولا يستطيع أحد قراءتها من غير الرجوع الى معاجم اللغة الموسعة.
كل يؤخذ من قوله ويرد
كان للشيخ رحمه الله بعض المسائل قال فيها بقول ابن حزم رحمه الله، فسبب ذلك فجوة بينه وبين بعض معاصريه، وهذا نابع من انتسابه للمذهب الظاهري، في وقت لا نجد من ينتسب اليه، والشيخ يعلن ذلك، بل اختار لنفسه هذا الاسم: «أبو تراب الظاهري» ، ولا يعرف الا به.
ومعروف لدينا نظر العلماء قديما وحديثا الى هذا المذهب، بل قد وسمه بعضهم بالشذوذ، ولم يعدوا خلاف ابن حزم رحمه الله في المسائل الإجماعية خرقا للإجماع، بل مر زمن حرقت فيه مؤلفاته، واكثر العلماء من الرد عليه، والقسوة عليه، اما في حياته، او بعد مماته، والى وقتنا هذا. ولاشك في ان ابن حزم امام مجتهد، من ائمة الدنيا، ومن نوادر ما عرف الزمان في العقل، والعلم، وكان يتوقد حكمة، وذكاء. ولعل من اشد ما اغضب الناس عليه، هو تشدده في القول بالظاهر، وتشدده في الرد على خصومه، ولا سيما: أبي حنيفة، ومالك رضي الله عنهما، بل اشتد النكير عليه، عندما قال عن الإمام: أبي عيسى، محمد بن سورة، الترمذي، صاحب: «السنن» : «مجهول» !.
ويعلم الله بأني لم ارد التنقص من قدر ابن حزم رحمه الله، فهو كما قلت من أئمة الدنيا، ولكن سقت هذا الكلام لأبين نظرة الناس اليه، ومن ثم نعلم سبب انتقاد بعض معاصري أبي تراب لانتسابه لهذا المذهب.
ولكن عند مجالسة الشيخ «أبي تراب» ، ومناقشته في بعض المسائل يتبين أنه لا يقول بالظاهرية جملة وتفصيلا، بل يخالف ابن حزم في بعض المسائل. كما انه ذهب الى ما ذهب اليه عن اجتهاد، فإن اصاب فله اجران، وإن أخطأ فله أجر.
ولا أظن ان الخلاف في الفروع، يبرر الوقوع في أعراض المسلمين.
قصة وفاته
الشيخ مع كبر سنه، إلا أنّه قليل الحركة، بسبب اعتكافه في «خزانته» ، وقد تعب في آخر حياته جدا، وتوالت عليه الامراض بسبب الشيخوخة، وفي صباح يوم السبت الموافق 21/2/1423هـ طلب من خادمه مساعدته للوضوء، وقد احس ببطء في حركته، وبعد عودته الى فراشه، شعر بأن قدميه توقفتا عن الحركة، بعدها لفظ أنفاسه الاخيرة، قابضا بأصابع كلتا يديه مشيرا بالسبابة، على الهيئة المعروفة عند ذكر الحي الذي لا يموت سبحانه. عندها اتصل الخادم بأخي الاستاذ علي الشمراني، والذي أحضر الطبيب، فأخبرهم بوفاة الشيخ رحمه الله.
وقد صلي عليه فجر يوم الاحد، ودفن بمقبرة المعلاة بمكة المكرمة.
وهكذا سقطت السارية العتيقة، والتي كبرت وارتفعت حتى أدركت أكثر من عصر.
نعم.. سقطت سارية عاشت في غير وقتها.
و «إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول الا ما يرضي ربنا، وإنا بك يا أبا تراب لمحزونون» ، ولا حول ولا قوة إلا بالله، الحي الذي لا يموت.
ملامح من سيرته
كان رحمه الله محباً للمجالسات، والمذاكرات العلمية، وهذا أهم ما يميزه.
كثير القراءة، ومتابع لأخبار الكتب، وكان كثيرا ما يتصل بي في «الرياض» ليسألني عن الجديد، فاشتريه له.
اذا غضب، فانه سرعان ما ينسى ويتسامح.
يحب سماع الفوائد العلمية، ولو ممن هم اصغر منه سنا، وأقل منه علما.
محب لطلاب العلم.
كريم جدا، ولا يرد لأحد طلبا.
محب للمزاح، والضحك، وقد سمعت منه قصصا طريفة، وغريبة، من اخبار المحدثين، او من نوادر الفقهاء، او من بلاهات المخرفين، وعندي من ذلك طرائف وغرائب.
كان يحب البسطون العكاز ويعدد في أشكاله، وألوانه، وجمع منه عددا.
كان له ثلاثة من الرفقة في آخر حياته، لا يملهم، ولا يملونه، وهم: أخي الاستاذ علي بن محمد الشمراني، موظف رسمي، والسيد: أحمد بن عمر البيتي، رجل أعمال، والكابتن الطيار: عمر بن محمد البيتي، في الخطوط السعودية، وكان الاول، يساعده بانجاز أعماله ومراجعاته، اما الثاني فكان يرافقه في سفراته العلاجية، مرافقا ومترجما.
ومن رفقائه القدماء والدنا الأستاذ: عبد الله بن عمر خياط، الكاتب المشهور، وصاحب «مطابع سحر» وكان كثير الثناء على معالي الاستاذ: مصطفى ادريس الذي وقف معه في بعض ازماته الدنيوية.
الجدير بالذكر أنّ «أبا تراب» ابن المحدث السلفي، الكبير: عبد الحق الهاشمي، المكي «1302 1394هـ» ، صاحب المصنفات العديدة في: التفسير، والحديث، والفقه، ورأيت جلها بخطه، في مكتبة ابنه، منها: ثبت بمروياته كبير، وصغير، واقامة الدليل على أنّ اختلاف الأئمة في التحريم والتحليل لا يوجب التضليل، والتعليق الربيح على أبواب الجامع الصحيح، وتفسير القرآن والسنة، والحجر البقي لكسر الجوهر النقي، وخروج المكي الى الحرم، ورجال الموطأ والصحيحين، وشرح صحيح البخاري، وفتح العلي الخبير في شرح المسند الحنبلي الكبير، وفهارس مسند الامام احمد، وقمر الاقمار بما في البخاري من الأحاديث والآثار، ولب الألباب في تحرير التراجم والأبواب «على أبواب صحيح البخاري» ، والمسند على الصحيحين، ومصنف الصحيحين، ووضع اليد بعد الركوع.
عبد الله بن محمد الشمراني
الرياض: ص. ب 103871 الرمز: 11616
shamrani45@hotmail.com
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt ... =&threadid=2525(1/141)
عبد الباسط عبد الصمد
(في ذكرى وفاته: 21 ربيع الآخر 1409هـ)
أحمد تمام
الشيخ عبد الباسط
التغني بالقرآن فنٌ قديم، بدأ منذ أن نزل القرآن وتلقاه النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذه الصحابة الكرام من النبي صلى الله عليه وسلم فخالط قلوبهم، وامتزجت به أرواحهم، وكان بعضهم ندي الصوت، عذب النغم، جميل الأداء، يؤثر صوته بالقرآن في النفس، ويطرب الأذن، ويريح الأفئدة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب سماع القرآن من هؤلاء الأفذاذ، ويثني عليهم، فيقول عن سالم مولى حذيفة وكان قارئا مجيدا: "الحمد لله الذي جعل في أمتي مثل هذا"، ويقول عن أبي موسى الأشعري: "إنه أوتي مزمارا من مزامير آل داود" لفرط جمال صوته، وحسن أدائه، ويجعل أبيّ بن كعب في الذروة في دنيا التلاوة، ويصفه بأنه أقرأ أمته للقرآن.
وإذا كان هذا حال بعض صحابة النبي صلى الله عليه وسلم فما بالك بقراءة النبي صلى الله عليه وسلم وتلاوته للقرآن.. وأدع الصحابي الجليل "جبير بن مطعم" يصف قراءة النبي صلى الله عليه وسلم.. يقول جبير: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فما سمعت أحدا أحسن صوتا أو قراءة منه، فلما سمعته قرأ: "أم خُلقوا من غير شيء أم هم الخالقون" خلت أن فؤادي قد انصدع، وكاد قلبي يطير".
وظلت تلاوة القرآن محتفظة بأصولها الموروثة، وبالأحكام التي يعرفها علماء التجويد منذ العهد النبوي، تتوارثها الأجيال بالتلقي والتلقين، دون الاقتصار على النقل من الكتب المدونة في علوم القرآن.(1/142)
دولة القراءة في مصر
وشاء الله أن تتصدر مصر دولة إقراء القرآن الكريم في القرنين الثالث والرابع عشر الهجريين، وتربع قراؤها على عرش الإقراء والقراءة، ولمع في هذين المجالين أعلام بررة، فبرز في خدمة كتاب الله إقراءً وتأليفا: الشيخ محمد أحمد المتولي المتوفى سنة (1313هـ= 1895م) ، والشيخ محمد مكي نصر، والشيخ علي محمد الضباع المتوفى سنة (1380هـ= 1960م) والشيخ عامر عثمان العالم الثبت المتوفى سنة (1408هـ= 1988م) وغيرهم.
أما دنيا التلاوة والقراءة فقد برز من مصر مشاهير القرّاء، الذين ملئوا الدنيا تلاوة خاشعة، وقراءة تأخذ بالألباب، مع جمال في الصوت وحُسن في الأداء، وتمثّل للمعاني، وحضور في القلب، فتسمع القرآن وهو يتلى فتنساب آياته إلى قلبك، وتحيا معانيه في نفسك، كأنك تحيا فيه أو يحيا هو فيك، وحسبك أن يكون من بين هؤلاء الأعلام الشيخ محمد رفعت، ومصطفى إسماعيل، وعبد الفتاح الشعشاعي، وأبو العينين شعيشع، وعبد العظيم زاهر، ومحمود خليل الحصري، ومحمد صديق المنشاوي، وكامل يوسف البهتيمي، وعبد الباسط عبد الصمد.
وقد أثّرت طريقة أداء هؤلاء في قرّاء الدنيا شرقًا وغربًا، فقلدوهم في التلاوة وطريقة الأداء، وتطريب الصوت، مع الاحتفاظ بأصول القراءة.. وشاع بين أهل العلم العبارة السائرة: "القرآن الكريم نزل بمكة وقُرِئ في مصر، وكُتب في إستانبول"، وبلغ من صدق هذه العبارة أنها صارت كالحقائق يصدقها التاريخ، ويؤكدها الواقع.
عبد الباسط عبد الصمد
ومن بين الذين لمعوا بقوة في دنيا القراءة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، حيث تبوأ مكانة رفيعة بين أصحاب الأصوات العذبة والنغمات الخلابة، وطار اسمه شرقا وغربا، واحتفى الناس به في أي مكان نزل فيه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
والشيخ عبد الباسط من مواليد بلدة "أرمنت" التابعة لمحافظة قنا بصعيد مصر سنة (1346هـ= 1927م) ، حفظ القرآن الكريم صغيرا، وأتمه وهو دون العاشرة من عمره على يد الشيخ محمد سليم، ثم تلقى على يديه القراءات السبع، وكان الشيخ به معجبًا، فآثره بحبه ومودته، حيث وجد فيه نبوغا مبكرا؛ فعمل على إبرازه وتنميته، وكان يصحبه إلى الحفلات التي يدعى إليها، ويدعوه للقراءة والتلاوة وهو لا يزال غضًا لم يتجاوز الرابعة عشرة، وكان هذا مرانًا لصوته وتدريبا لأدائه.
وبدأت شهرة الشيخ في الصعيد مع إحياء ليالي شهر رمضان، حيث تُعقد سرادقات في الشهر الكريم تقيمها الأسر الكبيرة، ويتلى فيها القرآن، وكان الناس يتنافسون في استقدام القرّاء لإحياء شهر رمضان.
كما كانت موالد الأولياء الكبار في الصعيد ميدانًا للقراء، يتلون كتاب الله للزوار، وكان للصعيد قراؤه من أمثال: صدّيق المنشاوي الملقب بـ"قارئ الصعيد" وهو والد القارئين: محمود ومحمد صديق المنشاوي، والشيخ عبد الراضي، وعوضي القوصي، وقد استفاد الشيخ عبد الباسط من طرائقهم في التلاوة، كما تأثر بمشاهير القراء في القاهرة، مثل الشيخ محمد رفعت ومصطفى إسماعيل، وعلي حزين، وكان يقطع عشرات الكيلومترات ليستمع إليهم من مذياع في مقهى، وكانت أجهزة الراديو في ذلك الوقت قليلة لا يملكها كثيرون.(1/143)
التألق والشهرة
قدم الشيخ عبد الباسط إلى القاهرة سنة (1370هـ= 1950م) في أول زيارة له إلى المدينة العتيقة، وكان على موعد مع الشهرة وذيوع الصيت، وشهد مسجد السيدة زينب مولد هذه الشهرة؛ حيث زار المسجد في اليوم قبل الأخير لمولد السيدة الكريمة، وقدمه إمام المسجد الشيخ "علي سبيع" للقراءة، وكان يعرفه من قبلُ، وتردد الشيخ وكاد يعتذر عن عدم القراءة لولا أن شجعه إمام المسجد فأقبل يتلو من قوله تعالى في سورة الأحزاب: "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما" وفتح الله عليه، وأسبغ عليه من نعمه، فكأنه لم يقرأ من قبل بمثل هذا الأداء، فجذب الأسماع، وأرهفت واجتمعت عليه القلوب وخشعت، وسيطر صوته الندي على أنفاس الحاضرين، فأقبلوا عليه وهم لا يصدقون أن هذا صوت رجل مغمور، ساقته الأقدار إليهم فيملؤهم إعجابا وتقديرا.
التقدم إلى الإذاعة
وما هي إلا سنة حتى تقدم الشيخ الموهوب إلى الإذاعة سنة (1371هـ= 1951م) لإجازته، وتشكلت لجنة من كبار العلماء، وضمّت الشيخ الضياع شيخ عموم المقارئ المصرية، والشيخ محمود شلتوت قبل أن يلي مشيخة الجامع الأزهر، والشيخ محمد البنا، وقد أجازته اللجنة واعتمدته قارئا، وذاع صيته مع أول قراءة له في الإذاعة، وأصبح من القرّاء الممتازين، وصار له وقت محدد مساء كل يوم سبت، تذاع قراءته على محبّيه ومستمعيه.
اختير الشيخ سنة (1372هـ=1952م) قارئًا للسورة في مسجد الإمام الشافعي، ثم قارئا للمسجد الحسيني خلفًا لزميله الشيخ "محمود علي البنا" سنة (1406هـ= 1985م) ثم كان له فضل في إنشاء نقابة لمحفظي القرآن الكريم، وانتُخب نقيبًا للقرّاء في سنة (1405هـ= 1984م) .
وقد طاف الشيخ معظم الدول العربية والإسلامية، وسجل لها القرآن الكريم، وكانت بعض تسجيلاته بالقراءات السبع، ولا يزال يذاع في إذاعة القرآن الكريم بمصر المصحف المرتل الذي سجله بصوته العذب وأدائه الجميل، بتلاوة حفص عن عاصم، مع الأربعة العظام: الشيخ محمود خليل الحصري، ومصطفى إسماعيل، ومحمد صدّيق المنشاوي، ومحمود علي البنا، وقد استقبل المسلمون في العالم هذه التسجيلات الخمسة للقرآن بالإعجاب والثناء، ولا تزال أصوات هؤلاء الخمسة تزداد تألقا مع الأيام، ولم يزحزحها عن الصدارة عشرات الأصوات التي اشتهرت، على الرغم من أن بعضها يلقى دعمًا قويًا، ولكنها إرادة الله في أن يرزق القبول لأصوات بعض عباده، وكأنه اصطفاهم لهذه المهمة الجليلة.
وفاة الشيخ
ظل الشيخ عبد الباسط موضع عناية واهتمام في كل مكان ينزل به، وخصه الملوك والأمراء بالأوسمة والنياشين؛ تكريما له وإحسانا إلى أنفسهم قبل أن يحسنوا إليه، وتوفي الشيخ في يوم الأربعاء الموافق (21 من ربيع الآخر 1409 هـ= 30 من ديسمبر 1988م) بعد أن ملأ الدنيا بصوته العذب وطريقته الفريدة.
من مصادر الدراسة:
محمد خير رمضان يوسف: تتمة الأعلام للزركلي- دار ابن حزم - بيروت 1418هـ= 1998م.
محمود الطناحي: إقراء القرآن بمصر - مجلة الهلال - القاهرة - العدد (3) - مارس 1993.
كمال النجمي: التلاوة بالألحان - مجلة الهلال - القاهرة - العدد (3) - مارس 1992.
_____________________
المصدر: موقع إسلام أون لاين: www.islam-online.net(1/144)
عباس محمود العقاد
العقاد.. رحلة قلم
(في ذكرى وفاته: 26 من شوال 1383هـ)
أحمد تمام
تبوأ العقاد مكانة عالية في النهضة الأدبية الحديثة ندر من نافسه فيها، فهو يقف بين أعلامها، وكلهم هامات سامقة، علمًا شامخًا وقمة باذخة، يبدو لمن يقترب منه كالبحر العظيم من أي الجهات أتيته راعك اتساعه، وعمقه، أو كقمة الهرم الراسخ لا ترقى إليه إلا من قاعدته الواسعة، واجتمع له ما لم يجتمع لغيره من المواهب والملَكَات، فهو كاتب كبير، وشاعر لامع، وناقد بصير، ومؤرخ حصيف، ولغوي بصير، وسياسي حاذق، وصحفي نابه، ولم ينل منزلته الرفيعة بجاه أو سلطان، أو بدرجات، وشهادات، بل نالها بمواهبه المتعددة، وهمته العالية، ودأبه المتصل، عاش من قلمه وكتبه، وترفع عن الوظائف والمناصب لا كرها فيها، بل صونًا لحريته واعتزازًا بها، وخوفًا من أن تنازعه الوظائف عشقه للمعرفة.
وحياة العقاد سلسلة طويلة من الكفاح المتصل والعمل الدءوب، صارع الحياة والأحداث وتسامى على الصعاب، وعرف حياة السجن وشظف العيش، واضطهاد الحكام، لكن ذلك كله لم يُوهِنْ عزمه أو يصرفه عما نذر نفسه له، خلص للأدب والفكر مخلصًا له، وترهب في محراب العلم؛ فأعطاه ما يستحق من مكانة وتقدير.
المولد والنشأة
في مدينة أسوان بصعيد مصر، وُلِدَ عباس محمود العقاد في يوم الجمعة الموافق (29 من شوال 1306هـ= 28 من يونيو 1889) ، ونشأ في أسرة كريمة، وتلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة أسوان الأميرية، وحصل منها على الشهادة الابتدائية سنة (1321هـ= 1903م) وهو في الرابعة عشرة من عمره.
وفي أثناء دراسته كان يتردد مع أبيه على مجلس الشيخ أحمد الجداوي، وهو من علماء الأزهر الذين لزموا جمال الدين الأفغاني، وكان مجلسه مجلس أدب وعلم، فأحب الفتى الصغير القراءة والاطلاع، فكان مما قرأه في هذه الفترة "المُسْتَطْرَف في كل فن مستظرف" للأبشيهي، و"قصص ألف ليلة وليلة"، وديوان البهاء زهير وغيرها، وصادف هذا هوى في نفسه، ما زاد إقباله على مطالعة الكتب العربية والإفرنجية، وبدأ في نظم الشعر.
ولم يكمل العقاد تعليمه بعد حصوله على الشهادة الابتدائية، بل عمل موظفًا في الحكومة بمدينة قنا سنة (1323هـ= 1905م) ثم نُقِلَ إلى الزقازيق سنة (1325هـ= 1907م) وعمل في القسم المالي بمديرية الشرقية، وفي هذه السنة توفي أبوه، فانتقل إلى القاهرة واستقر بها.(1/145)
الاشتغال بالصحافة
ضاق العقاد بحياة الوظيفة وقيودها، ولم يكن له أمل في الحياة غير صناعة القلم، وهذه الصناعة ميدانها الصحافة، فاتجه إليها، وكان أول اتصاله بها في سنة (1325هـ= 1907م) حين عمل مع العلامة محمد فريد وجدي في جريدة الدستور اليومية التي كان يصدرها، وتحمل معه أعباء التحرير والترجمة والتصحيح من العدد الأول حتى العدد الأخير، فلم يكن معهما أحد يساعدهما في التحرير.
وبعد توقف الجريدة عاد العقاد سنة (1331هـ= 1912م) إلى الوظيفة بديوان الأوقاف، لكنه ضاق بها، فتركها، واشترك في تحرير جريدة المؤيد التي كان يصدرها الشيخ علي يوسف، وسرعان ما اصطدم بسياسة الجريدة، التي كانت تؤيد الخديوي عباس حلمي، فتركها وعمل بالتدريس فترة مع الكاتب الكبير إبراهيم عبد القادر المازني، ثم عاد إلى الاشتغال بالصحافة في جريدة الأهالي سنة (1336هـ= 1917م) وكانت تَصْدُر بالإسكندرية، ثم تركها وعمل بجريدة الأهرام سنة (1338هـ= 1919م) واشتغل بالحركة الوطنية التي اشتغلت بعد ثورة 1919م، وصار من كُتَّابها الكبار مدافعًا عن حقوق الوطن في الحرية والاستقلال، وأصبح الكاتب الأول لحزب الوفد، المدافع عنه أمام خصومه من الأحزاب الأخرى، ودخل في معارك حامية مع منتقدي سعد زغلول زعيم الأمة حول سياسة المفاوضات مع الإنجليز بعد الثورة.
وبعد فترة انتقل للعمل مع عبد القادر حمزة سنة (1342هـ= 1923م) في جريدة البلاغ، وارتبط اسمه بتلك الجريدة، وملحقها الأدبي الأسبوعي لسنوات طويلة، ولمع اسمه، وذاع صيته واُنْتخب عضوا بمجلس النواب، ولن يَنسى له التاريخ وقفته الشجاعة حين أراد الملك فؤاد إسقاط عبارتين من الدستور، تنص إحداهما على أن الأمة مصدر السلطات، والأخرى أن الوزارة مسئولة أمام البرلمان، فارتفع صوت العقاد من تحت قبة البرلمان على رؤوس الأشهاد من أعضائه قائلا: "إن الأمة على استعداد لأن تسحق أكبر رأس في البلاد يخون الدستور ولا يصونه"، وقد كلفته هذه الكلمة الشجاعة تسعة أشهر من السجن سنة (1349هـ= 1930م) بتهمة العيب في الذات الملكية.
وظل العقاد منتميًا لحزب الوفد حتى اصطدم بسياسته تحت زعامة مصطفى النحاس باشا في سنة (1354هـ= 1935م) فانسحب من العمل السياسي، وبدأ نشاطُه الصحفي يقل بالتدريج وينتقل إلى مجال التأليف، وإن كانت مساهماته بالمقالات لم تنقطع إلى الصحف، فشارك في تحرير صحف روزاليوسف، والهلال، وأخبار اليوم، ومجلة الأزهر.
مؤلفات العقاد
عُرف العقاد منذ صغره بنهمه الشديد في القراءة، وإنفاقه الساعات الطوال في البحث والدرس، وقدرته الفائقة على الفهم والاستيعاب، وشملت قراءاته الأدب العربي والآداب العالمية فلم ينقطع يومًا عن الاتصال بهما، لا يحوله مانع عن قراءة عيونهما ومتابعة الجديد الذي يصدر منهما، وبلغ من شغفه بالقراءة أنه يطالع كتبًا كثيرة لا ينوي الكتابة في موضوعاتها حتى إن أديبًا زاره يومًا، فوجد على مكتبه بعض المجلدات في غرائز الحشرات وسلوكها، فسأله عنها، فأجابه بأنه يقرأ ذلك توسيعًا لنهمه وإدراكه، حتى ينفذ إلى بواطن الطبائع وأصولها الأولى، ويقيس عليها دنيا الناس والسياسة.
وكتب العقاد عشرات الكتب في موضوعات مختلفة، فكتب في الأدب والتاريخ والاجتماع مثل: مطالعات في الكتب والحياة، ومراجعات في الأدب والفنون، وأشتات مجتمعة في اللغة والأدب، وساعات بين الكتب، وعقائد المفكرين في القرن العشرين، وجحا الضاحك المضحك، وبين الكتب والناس، والفصول، واليد القوية في مصر.
ووضع في الدراسات النقدية واللغوية مؤلفات كثيرة، أشهرها كتاب "الديوان في النقد والأدب" بالاشتراك مع المازني، وأصبح اسم الكتاب عنوانًا على مدرسة شعرية عُرفت بمدرسة الديوان، وكتاب "ابن الرومي حياته من شعره"، وشعراء مصر وبيئاتهم في الجيل الماضي، ورجعة أبي العلاء، وأبو نواس الحسن بن هانئ، واللغة الشاعرية، والتعريف بشكسبير.
وله في السياسة عدة كتب يأتي في مقدمتها: "الحكم المطلق في القرن العشرين"، و"هتلر في الميزان"، وأفيون الشعوب"، و"فلاسفة الحكم في العصر الحديث"، و"الشيوعية والإسلام"، و"النازية والأديان"، و"لا شيوعية ولا استعمار".
وهو في هذه الكتب يحارب الشيوعية والنظم الاستبدادية، ويمجد الديمقراطية التي تكفل حرية الفرد، الذي يشعر بأنه صاحب رأي في حكومة بلاده، وبغير ذلك لا تتحقق له مزية، وهو يُعِدُّ الشيوعية مذهبًا هدَّامًا يقضي على جهود الإنسانية في تاريخها القديم والحديث، ولا سيما الجهود التي بذلها الإنسان للارتفاع بنفسه من الإباحية الحيوانية إلى مرتبة المخلوق الذي يعرف حرية الفكر وحرية الضمير.
وله تراجم عميقة لأعلام من الشرق والغرب، مثل "سعد زغلول، وغاندي وبنيامين فرانكلين، ومحمد علي جناح، وعبد الرحمن الكواكبي، وابن رشد، والفارابي، ومحمد عبده، وبرناردشو، والشيخ الرئيس ابن سينا".
وأسهم في الترجمة عن الإنجليزية بكتابين هما "عرائس وشياطين، وألوان من القصة القصيرة في الأدب الأمريكي".(1/146)
إسلاميات العقاد
تجاوزت مؤلفات العقاد الإسلامية أربعين كتابًا، شملت جوانب مختلفة من الثقافة الإسلامية، فتناول أعلام الإسلام في كتب ذائعة، عرف كثير منها باسم العبقريات، استهلها بعبقرية محمد، ثم توالت باقي السلسلة التي ضمت عبقرية الصديق، وعبقرية عمر، وعبقرية علي، وعبقرية خالد، وداعي السماء بلال، وذو النورين عثمان، والصديقة بنت الصديق، وأبو الشهداء وعمرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان، وفاطمة الزهراء والفاطميون.
وهو في هذه الكتب لا يهتم بسرد الحوادث، وترتيب الوقائع، وإنما يعني برسم صورة للشخصية تُعرِّفنا به، وتجلو لنا خلائقه وبواعث أعماله، مثلما تجلو الصورة ملامح من تراه بالعين.
وقد ذاعت عبقرياته واُشتهرت بين الناس، وكان بعضها موضوع دراسة الطلاب في المدارس الثانوية في مصر، وحظيت من التقدير والاحتفاء بما لم تحظ به كتب العقاد الأخرى.
وألَّف العقاد في مجال الدفاع عن الإسلام عدة كتب، يأتي في مقدمتها: حقائق الإسلام وأباطيل خصومه، والفلسفة القرآنية، والتفكير فريضة إسلامية، ومطلع النور، والديمقراطية في الإسلام، والإنسان في القرآن الكريم، والإسلام في القرن العشرين وما يقال عن الإسلام.
وهو في هذه الكتب يدافع عن الإسلام أمام الشبهات التي يرميه بها خصومه وأعداؤه، مستخدمًا علمه الواسع وقدرته على المحاجاة والجدل، وإفحام الخصوم بالمنطق السديد، فوازن بين الإسلام وغيره وانتهى من الموازنة إلى شمول حقائق الإسلام وخلوص عبادته وشعائره من شوائب الملل الغابرة حين حُرِّفت عن مسارها الصحيح، وعرض للنبوة في القديم والحديث، وخلص إلى أن النبوة في الإسلام كانت كمال النبوات، وختام الرسالات وهو يهاجم الذين يدعون أن الإسلام يدعو إلى الانقياد والتسليم دون تفكير وتأمل، ويقدم ما يؤكد على أن التفكير فريضة إسلامية، وأن مزية القرآن الأولى هي التنويه بالعقل وإعماله، ويكثر من النصوص القرآنية التي تؤيد ذلك، ليصل إلى أن العقل الذي يخاطبه الإسلام هو العقل الذي يعصم الضمير ويدرك الحقائق ويميز بين الأشياء.
وقد رد العقاد في بعض هذه الكتب ما يثيره أعداء الإسلام من شبهات ظالمة يحاولون ترويجها بشتى الوسائل، مثل انتشار الإسلام بالسيف، وتحبيذ الإسلام للرق، وقد فنَّد الكاتب هذه التهم بالحجج المقنعة والأدلة القاطعة في كتابه "ما يقال عن الإسلام".
شاعرية العقاد
لم يكن العقاد كاتبًا فذا وباحثًا دؤوبًا ومفكرًا عميقًا، ومؤرخًا دقيقًا فحسب، بل كان شاعرًا مجددًا، له عشرة دواوين، هي: يقظة الصباح، ووهج الظهيرة، وأشباح الأصيل، وأعاصير مغرب، وبعد الأعاصير، وأشجان الليل، ووحي الأربعين، وهدية الكروان، وعابر سبيل، وديوان من دواوين، وهذه الدواوين العشرة هي ثمرة ما يزيد على خمسين عامًا من التجربة الشعرية.
ومن أطرف دواوين العقاد ديوانه "عابر سبيل" أراد به أن يبتدع طريقة في الشعر العربي، ولا يجعل الشعر مقصورًا على غرض دون غرض، فأمور الحياة كلها تصلح موضوعًا للشعر؛ ولذا جعل هذا الديوان بموضوعات مستمدة من الحياة، ومن الموضوعات التي ضمها الديوان قصيدة عن "عسكري المرور" جاء فيها:
متحكم في الراكبين
وما له أبدًا ركوبة
لهم المثوبة من بنانك
حين تأمر والعقوبة
مُر ما بدا لك في الطريق
ورض على مهل شعوبه
أنا ثائر أبدًا وما في
ثورتي أبدًا صعوبة
أنا راكب رجلي فلا
أمْرٌ عليَّ ولا ضريبة
تقدير العقاد
لقي العقاد تقديرا وحفاوة في حياته من مصر والعالم العربي، فاخْتير عضوًا في مجمع اللغة العربية بمصر سنة (1359هـ= 1940م) فهو من الرعيل الأول من أبناء المجمع، واخْتير عضوًا مراسلا في مجمع اللغة العربية بدمشق، ونظيره في العراق، وحصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة (1379هـ= 1959م) .
وتُرجمت بعض كتبه إلى اللغات الأخرى، فتُرجم كتابه المعروف "الله" إلى الفارسية، ونُقلت عبقرية محمد وعبقرية الإمام علي، وأبو الشهداء إلى الفارسية، والأردية، والملاوية، كما تُرجمت بعض كتبه إلى الألمانية والفرنسية والروسية.
وكان أدب العقاد وفكره ميدانًا لأطروحات جامعية تناولته شاعرًا وناقدًا ومؤرخًا وكاتبًا، وأطلقت كلية اللغة العربية بالأزهر اسمه على إحدى قاعات محاضراتها، وبايعه طه حسين بإمارة الشعر بعد موت شوقي، وحافظ إبراهيم، قائلا: "ضعوا لواء الشعر في يد العقاد، وقولوا للأدباء والشعراء أسرعوا واستظلوا بهذا اللواء، فقد رفعه لكم صاحبه".
وقد أصدرت دار الكتب نشرة بيلوجرافية وافية عن مؤلفات العقاد، وأصدر الدكتور حمدي السكوت أستاذ الأدب العربي بالجامعة الأمريكية كتابًا شاملا عن العقاد، اشتمل على بيلوجرافية لكل إنتاج العقاد الأدبي والفكري، ولا تخلو دراسة عن الأدب العربي الحديث عن تناول كتاباته الشعرية والنثرية.
واشْتُهر العقاد بصالونه الأدبي الذي كان يعقد في صباح كل جمعة، يؤمه تلامذته ومحبوه، يلتقون حول أساتذتهم، ويعرضون لمسائل من العلم والأدب والتاريخ دون الإعداد لها أو ترتيب، وإنما كانت تُطْرح بينهم ويُدلي كل منهم بدلوه، وعن هذه الجلسات الشهيرة أخرج الأستاذ أنيس منصور كتابه البديع " في صالون العقاد".
وفاة العقاد
ظل العقاد عظيم الإنتاج، لا يمر عام دون أن يسهم فيه بكتاب أو عدة كتب، حتى تجاوزت كتُبُه مائةَ كتاب، بالإضافة إلى مقالاته العديدة التي تبلغ الآلاف في بطون الصحف والدوريات، ووقف حياته كلها على خدمة الفكر الأدبي حتى لقي الله في (26 من شوال 1383هـ= 12 من مارس 1964م) .
من مصادر الدراسة:
نعمات أحمد فؤاد: قمم أدبية ـ عالم الكتب ـ القاهرة ـ 1984م.
جمال الدين الرمادي: من أعلام الأدب المعاصر ـ دار الفكر العربي ـ القاهرة ـ بدون تاريخ.
محمد رجب البيومي: النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين ـ دار القلم ـ دمشق 1415 هـ= 1995م) .
شوقي ضيف: مع العقاد ـ دار المعارف ـ القاهرة ـ بدون تاريخ.
محمد مهدي علام: المجمعيون في خمسين عامًا ـ الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية، القاهرة (1406هـ= 1986م) .
مجلة الهلال ـ عدد خاص عن العقاد.
_____________________
المصدر: موقع إسلام أون لاين: www.islam-online.net(1/147)
عبد الحميد بن باديس
(في ذكرى ميلاده: 11 ربيع الآخر 1307هـ)
سمير حلبي
العلامة عبد الحميد بن باديس
كانت الجزائر أول أقطار العالم العربي وقوعًا تحت براثن الاحتلال، وقُدّر أن يكون مغتصبها الفرنسي من أقسى المحتلين سلوكًا واتجاهًا، حيث استهدف طمس هوية الجزائر ودمجها باعتبارها جزءًا من فرنسا، ولم يترك وسيلة تمكنه من تحقيق هذا الغرض إلا اتبعها، فتعددت وسائلة، وإن جمعها هدف واحد، هو هدم عقيدة الأمة، وإماتة روح الجهاد فيها، وإفساد أخلاقها، وإقامة فواصل بينها وبين هويتها وثقافتها وتراثها، بمحاربة اللغة العربية وإحلال الفرنسية محلها، لتكون لغة التعليم والثقافة والتعامل بين الناس.
غير أن الأمة لم تستسلم لهذه المخططات، فقاومت بكل ما تملك، ودافعت بما توفر لديها من إمكانات، وكانت معركة الدفاع عن الهوية واللسان العربي أشد قوة وأعظم تحديًا من معارك الحرب والقتال، وقد عبّر ابن باديس، عن إصرار أمته وتحديها لمحاولات فرنسا بقوله: "إن الأمة الجزائرية ليست هي فرنسا، ولا يمكن أن تكون فرنسا، ولا تريد أن تصير فرنسا، ولا تستطيع أن تصير فرنسا لو أرادت، بل هي أمة بعيدة عن فرنسا كل البعد، في لغتها، وفي أخلاقها وعنصرها، وفي دينها، لا تريد أن تندمج، ولها وطن محدد معين هو الوطن الجزائري".
المولد والنشأة
ولد "عبد الحميد بن محمد المصطفى بن مكي بن باديس" المعروف بعبد الحميد بن باديس في (11 من ربيع الآخِر 1307 هـ= 5 من ديسمبر 1889م) بمدينة قسطنطينة، ونشأ في أسرة كريمة ذات عراقة وثراء، ومشهورة بالعلم والأدب، فعنيت بتعليم ابنها وتهذيبه، فحفظ القرآن وهو في الثالثة عشرة من عمره، وتعلّم مبادئ العربية والعلوم الإسلامية على يد الشيخ "أحمد أبو حمدان الونيسي" بجامع سيدي محمد النجار، ثم سافر إلى تونس في سنة (1326هـ= 1908م) وانتسب إلى جامع الزيتونة، وتلقى العلوم الإسلامية على جماعة من أكابر علمائه، أمثال العلّامة محمد النخلي القيرواني المتوفى سنة (1342هـ= 1924م) ، والشيخ محمد الطاهر بن عاشور، الذي كان له تأثير كبير في التكوين اللغوي لعبد الحميد بن باديس، والشغف بالأدب العربي، والشيخ محمد الخضر الحسين، الذي هاجر إلى مصر وتولى مشيخة الأزهر.
وبعد أربع سنوات قضاها ابن باديس في تحصيل العلم بكل جدّ ونشاط، تخرج في سنة (1330هـ= 1912م) حاملاً شهادة "التطويع" ثم رحل إلى الحجاز لأداء فريضة الحج، وهناك التقى بشيخه "حمدان الونيسي" الذي هاجر إلى المدينة المنورة، متبرّمًا من الاستعمار الفرنسي وسلطته، واشتغل هناك بتدريس الحديث، كما اتصل بعدد من علماء مصر والشام، وتتلمذ على الشيخ حسين أحمد الهندي الذي نصحه بالعودة إلى الجزائر، واستثمار علمه في الإصلاح، إذ لا خير في علم ليس بعده عمل، فعاد إلى الجزائر، وفي طريق العودة مرّ بالشام ومصر واتصل بعلمائهما، واطّلع على الأوضاع الاجتماعية والثقافية والسياسية لهما.
ابن باديس معلمًا ومربيًا
آمن ابن باديس بأن العمل الأول لمقاومة الاحتلال الفرنسي هو التعليم، وهي الدعوة التي حمل لواءها الشيخ محمد عبده، في مطلع القرن الرابع عشر الهجري، وأذاعها في تونس والجزائر خلال زيارته لهما سنة (1321هـ= 1903م) ، فعمل ابن باديس على نشر التعليم، والعودة بالإسلام إلى منابعه الأولى، ومقاومة الزيف والخرافات، ومحاربة الفرق الصوفية الضالة التي عاونت المستعمر.
وقد بدأ ابن باديس جهوده الإصلاحية بعد عودته من الحج، بإلقاء دروس في تفسير القرآن بالجامع الأخضر بقسطنطينة، فاستمع إليه المئات، وجذبهم حديثة العذب، وفكره الجديد، ودعوته إلى تطهير العقائد من الأوهام والأباطيل التي علقت بها، وظل ابن باديس يلقي دروسه في تفسير القرآن حتى انتهى منه بعد خمسة وعشرين عامًا، فاحتفلت الجزائر بختمه في (13 من ربيع الآخر 1357هـ= 12 من يونيو 1938م) .
ويُعدّ الجانب التعليمي والتربوي من أبرز مساهمات ابن باديس التي لم تقتصر على الكبار، بل شملت الصغار أيضًا، وتطرقت إلى إصلاح التعليم تطوير ومناهجه، وكانت المساجد هي الميادين التي يلقي فيها دروسه، مثل الجامع الأخضر، ومسجد سيدي قموش، والجامع الكبير بقسطنطينة، وكان التعليم في هذه المساجد لا يشمل إلا الكبار، في حين اقتصرت الكتاتيب على تحفيظ القرآن للصغار، فعمد ابن باديس إلى تعليم هؤلاء الصغار بعد خروجهم من كتاتيبهم.
ثم بعد بضع سنوات أسس جماعة من أصحابه مكتبًا للتعليم الابتدائي في مسجد سيد بومعزة، ثم انتقل إلى مبنى الجمعية الخيرية الإسلامية التي تأسست سنة (1336هـ= 1917م) ، ثم تطوّر المكتب إلى مدرسة جمعية التربية والتعليم الإسلامية التي أنشئت في (رمضان 1349 هـ= 1931م) وتكونت هذه الجمعية من عشرة أعضاء برئاسة الشيخ عبد الحميد بن باديس.
وقد هدفت الجمعية إلى نشر الأخلاق الفاضلة، والمعارف الدينية والعربية، والصنائع اليدوية بين أبناء المسلمين وبناتهم، ويجدر بالذكر أن قانون الجمعية نصّ على أن يدفع القادرون من البنين مصروفات التعليم، في حين يتعلم البنات كلهن مجانًا.
وكوّن ابن باديس لجنة للطلبة من أعضاء جمعية التربية والتعليم الإسلامية، للعناية بالطلبة ومراقبة سيرهم، والإشراف على الصندوق المالي المخصص لإعانتهم، ودعا المسلمين الجزائريين إلى تأسيس مثل هذه الجمعية، أو تأسيس فروع لها في أنحاء الجزائر، لأنه لا بقاء لهم إلا بالإسلام، ولا بقاء للإسلام إلا بالتربية والتعليم.
وحثّ ابن باديس الجزائريين على تعليم المرأة، وإنقاذها مما هي فيه من الجهل، وتكوينها على أساسٍ من العفة وحسن التدبير، والشفقة على الأولاد، وحمّل مسئولية جهل المرأة الجزائرية أولياءها، والعلماء الذين يجب عليهم أن يعلّموا الأمة، رجالها ونساءها، وقرر أنهم آثمون إثمًا كبيرًا إذا فرطوا في هذا الواجب.
وشارك ابن باديس في محاولة إصلاح التعليم في جامع الزيتونة بتونس، وبعث بمقترحاته إلى لجنة وضع مناهج الإصلاح التي شكّلها حاكم تونس سنة (1350 هـ=1931م) ، وتضمن اقتراحه خلاصة آرائه في التربية والتعليم، فشمل المواد التي يجب أن يدرسها الملتحق بالجامع، من اللغة والأدب، والعقيدة، والفقه وأصوله، والتفسير، والحديث، والأخلاق، والتاريخ، والجغرافيا، ومبادئ الطبيعة والفلك، والهندسة، وجعل الدراسة في الزيتونة تتم على مرحلتين: الأولى تسمى قسم المشاركة، وتستغرق الدراسة فيه ثماني سنوات، وقسم التخصص ومدته سنتان، ويضم ثلاثة أفرع: فرع للقضاء والفتوى، وفرع للخطاب والوعظ، وفرع لتخريج الأساتذة.
ابن باديس وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين
من اليسار إلى اليمين: الأستاذ الإبراهيمي، الأستاذ ابن باديس، الأستاذ العقبي
احتفلت فرنسا بالعيد المئوي لاحتلال الجزائر في سنة (1349هـ= 1930م) فشحذ هذا الاحتفال البغيض همّة علماء المسلمين في الجزائر وحماسهم وغيرتهم على دينهم ووطنهم، فتنادوا إلى إنشاء جمعية تناهض أهداف المستعمر الفرنسي، وجعلوا لها شعارًا يعبر عن اتجاههم ومقاصدهم هو: "الإسلام ديننا، والعربية لغتنا، والجزائر وطننا"، وانتخبوا ابن باديس رئيسًا لها.
اقرأ حول الجمعية ودورها في حماية الثقافة العربية الإسلامية.
وقد نجحت الجمعية في توحيد الصفوف لمحاربة المستعمر الفرنسي وحشد الأمة الجزائرية ضدها، وبعث الروح الإسلامية في النفوس، ونشر العلم بين الناس، وكان إنشاء المدارس في المساجد هو أهم وسائلها في تحقيق أهدافها، بالإضافة إلى الوعّاظ الذين كانوا يجوبون المدن والقرى، لتعبئة الناس ضد المستعمر، ونشر الوعي بينهم.
وانتبهت فرنسا إلى خطر هذه التعبئة، وخشيت من انتشار الوعي الإسلامي؛ فعطّلت المدارس، وزجّت بالمدرسين في السجون، وأصدر المسئول الفرنسي عن الأمن في الجزائر، في عام (1352هـ= 1933م) تعليمات مشددة بمراقبة العلماء مراقبة دقيقة، وحرّم على غير المصرح لهم من قبل الإدارة الفرنسية باعتلاء منابر المساجد، ولكي يشرف على تنفيذ هذه الأوامر، عيّن نفسه رئيسًا للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
ولكي ندرك أهمية ما قام به ابن باديس ورفاقه من العلماء الغيورين، يجب أن نعلم أن فرنسا منذ أن وطأت قدماها الجزائر سنة (1246 هـ= 1830م) عملت على القضاء على منابع الثقافة الإسلامية بها، فأغلقت نحوا من ألف مدرسة ابتدائية وثانوية وعالية، كانت تضم مائة وخمسين ألف طالب أو يزيدون، ووضعت قيودًا مهنية على فتح المدارس، التي قصرتها على حفظ القرآن لا غير، مع عدم التعرض لتفسير آيات القرآن، وبخاصة الآيات التي تدعو إلى التحرر، وتنادي بمقاومة الظلم والاستبداد، وعدم دراسة تاريخ الجزائر، والتاريخ العربي الإسلامي، والأدب العربي، وتحريم دراسة المواد العلمية والرياضية.
إسهامات ابن باديس السياسية
لم يكن ابن باديس مصلحًا فحسب، بل كان مجاهدًا سياسيًا، مجاهرًا بعدم شرعية الاحتلال الفرنسي، وأنه حكم استبدادي غير إنساني، يتناقض مع ما تزعمه من أن الجزائر فرنسية، وأحيا فكرة الوطن الجزائري بعد أن ظنّ كثيرون أن فرنسا نجحت في جعل الجزائر مقاطعة فرنسية، ودخل في معركة مع الحاكم الفرنسي سنة (1352هـ= 1933م) واتهمه بالتدخل في الشئون الدينية للجزائر على نحو مخالف للدين والقانون الفرنسي، وأفشل فكرة اندماج الجزائر في فرنسا التي خُدع بها كثير من الجزائريين سنة (1353 هـ= 1936م) .
ودعا نواب الأمة الجزائريين إلى قطع حبال الأمل في الاتفاق مع الاستعمار، وضرورة الثقة بالنفس، وخاطبهم بقوله: "حرام على عزتنا القومية وشرفنا الإسلامي أن نبقى نترامى على أبواب أمة ترى -أو ترى أكثريتها- ذلك كثيرا علينا…! ويسمعنا كثير منها في شخصيتنا الإسلامية ما يمس كرامتنا"، وأعلن رفضه مساعدة فرنسا في الحرب العالمية الثانية.
وكانت الصحف التي يصدرها أو يشارك في الكتابة بها من أهم وسائله في نشر أفكاره الإصلاحية، فأصدر جريدة "المنتقد" سنة (1345 هـ= 1926م) وتولى رئاستها بنفسه، لكن المحتل عطّلها؛ فأصدر جريدة "الشهاب" واستمرت في الصدور حتى سنة (1358هـ= 1939م) واشترك في تحرير الصحف التي كانت تصدرها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، مثل "السنة" و"الصراط" و"البصائر".
وظل هذا المصلح -رغم مشاركته في السياسة- يواصل رسالته الأولى التي لم تشغله عنها صوارف الحياة، أو مكائد خصومه من بعض الصوفية أذيال المستعمر، أو مؤامرات فرنسا وحربها لرسالته، وبقي تعليم الأمة هو غايته الحقيقية، وإحياء الروح الإسلامية هو هدفه السامق، وبث الأخلاق الإسلامية هو شغله الشاغل، وقد أتت دعوته ثمارها، فتحررت الجزائر من براثن الاحتلال الفرنسي، وإن ظلت تعاني من آثاره.
وقد جمع "عمار الطالبي" آثار ابن باديس، ونشرها في أربعة مجلدات، ونشرها في الجزائر سنة (1388هـ= 1968م) .
وتوفي ابن باديس في (8 من ربيع الأول 1359 هـ= 16 من إبريل 1940م) .
* من مصادر الدراسة:
عمار الطالبي ـ ابن باديس حياته وآثاره ـ الجزائر ـ 1388 هـ= 1968م.
محمود قاسم ـ الإمام عبد الحميد بن باديس: الزعيم الروحي لحرب التحرير الجزائرية ـ دار المعارف ـ القاهرة ـ 1979م.
محمد فتحي عثمان ـ عبد الحميد بن باديس: رائد الحركة الإسلامية في الجزائر المعاصرة ـ دار القلم ـ الكويت ـ 1407هـ= 1987م.
أنور الجندي ـ الفكر والثقافة المعاصرة في شمال إفريقيا ـ الدار القومية للطباعة والنشر ـ القاهرة ـ 1385هـ= 1965م.
__________________
بواسطة العضو ابو مسلم الجزائري(1/148)
عبد الحميد كشك
الدولة: مصر
سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته:
الشيخ عبد الحميد كشك من أكثر الدعاة والخطباء شعبية في الربع الأخير من القرن العشرين وقد وصلت شعبيته إلى درجة أن المسجد الذي كان يخطب فيه خطب الجمعة حمل اسمه، وكذلك الشارع الذي كان يقطن فيه بحي حدائق القبة. ودخلت الشرائط المسجل عليها خطبه العديد من بيوت المسلمين في مصر والعالم العربي.
والشيخ عبد الحميد كشك ولد بمصر عام 1933م في قرية شبرا خيت من أعمال محافظة البحيرة بجمهورية مصر العربية. وبسبب المرض فقد نعمة البصر. وقد ولد في أسرة فقيرة وكان أبوه بالإسكندرية وحفظ القرآن الكريم ولم يبلغ الثامنة من عمره،وحصل على الشهادة الابتدائية، ثم حصل على الشهادة الثانوية الأزهرية بتفوق والتحق بكلية أصول الدين وحصل على شهادتها بتفوق أيضًا.
وفي أوائل الستينيات عين خطيبًا في مسجد الطيبي التابع لوزارة الأوقاف بحي السيدة بالقاهرة ومثل الأزهر في عيد العام عام 1961، وفي عام 1964 صدر قرار بتعيينه إمامًا لمسجد عين الحياة بشارع مصر والسودان في منطقة دير الملاك بعد أن تعرض للاعتقال عام 1966 خلال محنة الإسلاميين في ذلك الوقت في عهد الرئيس جمال عبد الناصر. وقد أودع سجن القلعة ثم نقل بعد ذلك إلى سجن طرة وأُطلق سراحه عام 1968. وقد تعرض لتعذيب وحشي في هذه الأثناء ورغم ذلك احتفظ بوظيفته إمامًا لمسجد عين الحياة.
وفي عام 1972 بدأ يكثف خطبه وزادت شهرته بصورة واسعة وكان يحضر الصلاة معه حشود هائلة من المصلين. ومنذ عام 1976 بدأ الاصطدام بالسلطة وخاصة بعد معاهدة كامب ديفيد حيث اتهم الحكومة بالخيانة للإسلام وأخذ يستعرض صور الفساد في مصر من الناحية الاجتماعية والفنية والحياة العامة. وقد ألقى القبض عليه في عام 1981 مع عدد من المعارضين السياسيين ضمن قرارات سبتمبر الشهيرة للرئيس المصري محمد أنور السادات، وقد أفرج عنه عام 1982 ولم يعد إلى مسجده الذي منع منه كما منع من الخطابة أو إلقاء الدروس.
رفض الشيخ عبد الحميد كشك مغادرة مصر إلى أي من البلاد العربية أو الإسلامية رغم الإغراء إلا لحج بيت الله الحرام عام 1973م. وتفرغ للتأليف حتى بلغت مؤلفاته 115مؤلفًا، على مدى 12 عامًا أي في الفترة ما بين 1982 وحتى صيف 1994، منها كتاب عن قصص الأنبياء وآخر عن الفتاوى وقد أتم تفسير القرآن الكريم تحت عنوان (في رحاب القرآن) ، كما أن له حوالي ألفي شريط كاسيت هي جملة الخطب التي ألقاها على منبر مسجد (عين الحياة) . وكان للشيخ كشك بعض من آرائه الإصلاحية لللأزهر إذ كان ينادي بأن يكون منصب شيخ الأزهر بالانتخابات لا بالتعيين وأن يعود الأزهر إلى ما كان عليه قبل قانون التطوير عام 1961 وأن تقتصر الدراسة فيه على الكليات الشرعية وهي أصول الدين واللغة العربية والدعوة، وكان الشيخ عبد الحميد يرى أن الوظيفة الرئيسية للأزهر هي تخريج دعاة وخطباء للمساجد التي يزيد عددها في مصر على مائة ألف مسجد. ورفض كذلك أن تكون رسالة المسجد تعبدية فقط، وكان ينادي بأن تكون المساجد منارات للإشعاع فكريًا واجتماعيًا.
وقد لقي ربه وهو ساجد قبيل صلاة الجمعة في 6/12/1996 وهو في الثالثة والستين من عمره رحمه الله رحمة واسعة.
_____________________
المصدر: موقع طريق الإسلام(1/149)
عبد الرحمن بن حمزة المرزوقي
1344هـ/1925م مكة المكرمة.
حصل على الشهادة الثانوية من مدرسة الفلاح بمكة المكرمة، وتخرج في كلية الشريعة، وحصل على شهادة الماجستير في القضاء من جامع الأزهر.
عمل مساعد قاض بالمحكمة الكبرى بمكة المكرمة عام 1371هـ، ثم قاضياً بالمحكمة نفسها عام 1372هـ، ثم رئيساً مساعداً لمحكمة مكة الكبرى عام 1383هـ، ثم قاضي تمييز المنطقة الغربية عام 1384هـ، ثم مستشاراً بالديوان الملكي عام 1402هـ، وحصل على رتبة وزير بموجب أمر ملكي عام 1404هـ، وعين عضوا بهيئة كبار العلماء، وعضواً بالمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي منذ تأسيسها، وعضواً بمجمع الفقه الإسلامي برابطة العالم الإسلامي، وشارك في ندوة المحاضرات برابطة العالم الإسلامي، وفي بعض المؤتمرات خارج المملكة العربية السعودية.
________________
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/150)
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
نبذة تعريفية
التعريف بالشيخ:
نسبه:
هو عبد الرحمن بن عبد الله السحيم، من مواليد قرية البصر من أعمال مدينة بريدة من منطقة القصيم.
كنيته: يُكني بأبي يعقوب..نسبة إلى إبنة البكر.
دراسته:
درس المرحلة الابتدائية والمتوسطة في قريته، ثم درس المرحلة الثانوية في مدينة بريدة - وقد كانت لديّه ميول لِعلم الحديث، فاقتنى بعض كتب الشيخ الألباني - رحمه الله - عندما كان في نهاية المرحلة الثانوية، ثم أكثر من اقتناء كتب الشيخ - رحمه الله - كما أكثر من القراءة فيها وفيما يتعلق بعلم الحديث -
وتأثر كثيراً بالشيخ - رحمه الله -
تخرج:
في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض.. كلية أصول الدين قسم السنة وعلومها
مشايخه:
تتلمذ على يد العديد من كبار الشيوخ الأفاضل ونهل من علمهم الغزير ومازال، ومنهم:
- فضيلة الشيخ: ابن عثيمين - رحمه الله -
- فضيلة الشيخ الدكتور: ناصر العقل - حفظه الله -
حيث حضر له
شرح أصول اعتقاد أهل السنة للإمام اللالكائي - رحمه الله -
وقراءة من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -
وشرح كُتبه - حفظه الله - في الأهواء والبدع
- فضيلة الشيخ الدكتور: ناصر العمر - حفظه الله -
حضرلفضيلة الشيخ شرح منار السبيل
كما حضر له أيضا شرح التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -
وكذلك دروسا في التربية
- فضيلة الشيخ الدكتور: عبد الله بن جبرين - حفظه الله -
وحضر بعض دروسه - حفظه الله -، ولازم تلك الدروس لمدة أربع سنوات وكانت في العقيدة في شرح الطحاوية للطحاوي - رحمه الله -
وفي شرح السنة للخلال - رحمه الله -
وفي شرح جامع العلوم والحكم لابن رجب - رحمه الله -
وفي كثير من دروس عمدة الأحكام للمقدسي - رحمه الله -
وفي شرح الآجرومية
- فضيلة الشيخ الدكتور: عبد الرحمن المحمود - حفظه الله
- فضيلة الشيخ الدكتور: عبد الكريم الخضير - حفظه الله -
وما زال ينهل من علمه ويستفيد حيث يحضر له دروسا في شرح صحيح البخاري، وفي شرح صحيح مسلم -
وحضر له في شرح نخبة الفكر لابن حجر - رحمه الله -
وحضر له شيئاً في شرح ألفية العراقي - رحمه الله -
ولا زال يتواصل مع الشيخ وينهل من علمه ويستفيد منه بارك الله فيه -
وتجدر الإشارة إلى أن شيخنا الشيخ د. عبد الكريم الخضير هو المشرف على أحد بحوث فضيلته الدراسية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حيث لا يزال - حفظه الله - أستاذاً فيها
- تأثر كثيرا بفضيلة الشيخ محمد الألباني- رحمه الله-
واقتفى أثره في طلب العلم وانتقى كتبه.
له عدة بحوث في مجال السنة ودراسة الأحاديث ومنها:
المُدرج في الحديث
دراسة أحاديث في مجمع الزوائد للهيثمي
دراسة أحاديث من كتاب المجموع للإمام النووي
عمله:
يعمل داعية بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية.وهو يعمل جاهدا لنشر الدعوة بما منّ الله عليه من علم وهداية، فله جولات دعوية داخل وخارج المملكة العربية السعودية كما أنه له محاضرات ودروس وخُطب داخل وخارج المملكة
له عدة دروس وفتاوى على الشبكة العنكبوتية في عدة منتديات حوارية منها:
منابر الجواهر...... منتديات الراية
منتديات النخبة.......... الشبكة الدعوة
منتديات المشكاة....... صيد الفوائد
منتديات الحياة
http://www.al7ayat.net/assuhaim/khw ... _a_suhaam_a.htm
________________
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/151)
ترجمة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي
كتبه أحد تلاميذه
هو الشيخ أبو عبد الله عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر آل سعدي من قبيلة تميم، ولد في بلدة عنيزة في القصيم، وذلك بتاريخ 12 محرم عام ألف وثلاثمائة وسبع من الهجرة النبوية، وتوفيت أمه وله أربع سنين، وتوفي والده وله سبع سنين، فتربى يتيماً ولكنه نشأ نشأة حسنة، وكان قد استرعى الأنظار منذ جداثة سنه بذكائه ورغبته الشديدة في العلوم، وقد قرأ القرآن بعد وفاة والده ثم حفظه عن ظهر قلب، وأتقنه وعمره أحد عشر سنة، ثم اشتغل في التعلم على علماء بلده وعلى من قدم بلده من العلماء، فاجتهد وجد حتى نال الحظ الأوفر من كل فن من فنون العلم، ولما بلغ من العمر ثلاثاً وعشرين سنة جلس للتدريس فكان يتعلم ويعلم، ويقضي جميع أوقاته في ذلك حتى أنه في عام ألف وثلاثمائة وخمسين صار التدريس ببلده راجعاً إليه، ومعول جميع الطلبة في التعلم عليه.
بعض مشايخ الشيخ
أخذ عن الشيخ إبراهيم بن حمد بن جاسر، وهو أول من قرأ عليه وكان المؤلف يصف شيخه بحفظه للحديث، ويتحدث عن روعه ومحبته للفقراء مع حاجته ومواساتهم، وكثيراً ما يأتيه الفقير في اليوم الشاتي فيخلع أحد ثوبيه ويلبسه الفقير مع حاجته إليه، وقلة ذات يده رحمه الله، ومن مشايخ المؤلف الشيخ محمد بن عبد الكريم الشبل، قرأ عليه في الفقه وعلوم العربية وغيرهما، ومنهم الشيخ صالح بن عثمان القاضي (قاضي عنيزة) قرأ عليه في التوحيد والتفسير والفقه أصوله وقروعه وعلوم العربية، وهو أكثر من قرأ عليه المؤلف ولازمه ملازمة تامة حتى توفي رحمه الله، ومنهم الشيخ عبد الله بن عايض، ومنهم الشيخ صعب القويجري، ومنهم الشيخ على السناني ومنهم الشيخ على الناصر أبو وادي، قرأ عليه في الحديث، وأخذ عنه الأمهات الست وغيرها وأجازه في ذلك، ومنهم الشيخ محمد بن الشيخ عبد العزيز المحمد المانع (مدير المعارف في المملكة العربية السعودية) في ذلك الوقت، وقد قرأ عليه المؤلف في عنيزة، ومن مشائخه الشيخ محمد الشنقطي (نزير الحجاز قديماً ثم الزبير) لما قدم عنيزه وجلس فيها للتدريس قرأ عليه المؤلف في التفسير والحديث وعلوم العربية، كالنحو والصرف ونحوهما.
نبذة من أخلاق المؤلف
كان على جانب كبير من الأخلاق الفاضلة، متواضعاً للصغير والكبير والغني والفقير، وكان يقضي بعض وقته في الإجتماع بمن يرغب حضوره فيكون مجلسهم نادياً علمياً، حيث أنه يحرص أن يحتوي على البحوث العلمية والاجتماعية ويحصل لأهل المجلس فوائد عظمى من هذه البحوث النافعة التي يشغل وقتهم فيها، فتنقلب مجالسهم العادية عبادة ومجالس علمية، ويتكلم مع كل فرد بما يناسبه، ويبحث معه في المواضيع النافعة له دنيا وأخرى، وكثيراً ما يحل المشاكل برضاء الطرفين في الصلح العادل، وكان ذا شفقة على الفقراء والمساكين والغرباء ماداً يد المساعدة لهم بحسب قدرته ويتسعطف لهم المحسنين ممن يعرف عنهم حب الخير في المناسبات، وكان على جانب كبير من الأدب والعفة والنزاهة والحزم في كل أعماله، وكان من أحسن الناس تعليماً وأبلغهم تفهيماً، مرتباً لأوقات التعليم، ويعمل المناظرات بين تلاميذه المحصلين لشخذ أفكارهم، ويجعل الجعل لمن يحفظ بعض المتون، وكل من خفظه أعطى الجعل ولا يحرم منه أحد.
ويتشاور مع تلاميذه في اختيار الأنفع من كتب الدراسة، ويجرع ما عليه رغبة أكثرهم ومع التساوي يكون هو الحكم، ولا يمل التلاميذ منطول وقت الدراسة إذا طال لأنهم يتلذذون من مجالسته، ولذا حصل له من التلاميذ المحصلين عدد كثير ولا يزال كذلك، متع الله بحياته، وبارك الله لنا وله في الأوقات ورزقنا وإياه التزود من الباقيات الصالحات.
مكانة المؤلف بالمعلومات
كان ذا معرفة تامة في الفقه، أصوله وفروعه. وفي أول أمره متمسكاً بالمذهب الحنبلي تبعاً لمشائخه، وحفظ بعض المتون من ذلك،وكان له مصنف في أول أمره في الفقه، نظم رجز نحو أربعمائة بيت وشرحه شرحاً مختصراً، ولكنه لم يرغب ظهوره لأنه على ما يعتقده أولاً.
وكان أعظم اشتغاله وانتفاعه بكتب شيخ الإسلام ابن تيميه وتلميذه ابن القيم، وحصل له خير كثير بسببهما في علم الأصول والتوحيد والتفسير والفقه وغيرها من العلوم النافعة، وبسبب استنارته بكتب الشيخين المذكورين صار لا يتقيد بالمذهب الحنبلي، بل يرجح ما ترجح عنده بالدليل الشرعي. ولا يطعن في علماء المذاهب كبعض المتهوسين، هدانا الله وإياهم للصواب والصراط المستبين. وله اليد الطولى في التفسير، إذ قرأ عدة تفاسير وبرع فيه، وألف تفسيراً جليلاً في عدة مجلدات، فسره بالبديهة من غير أن يكون عنده وقت التصنيف كتاب تفسير ولا غيره، ودائماً يقرأ والتلاميذ في القرآن الكريم ويفسره ارتجالاً، ويستطرد ويبين من معاني القرآن وفوائده، ويستنبط منه الفوائد البديعة والمعاني الجليلة، حتى أن سامعه يود أن لا يسكت لفصاحته وجزالة لفظه وتوسعه في سياق الأدلة والقصص، ومن اجتمع به وقرأ عليه وبحث معه عرف مكانته في المعلومات، كذلك من قرأ مصنفاته وفتاويه.
مصنفات المؤلف
تفسير القرآن الكريم المسمى "تيسير الكريم المنان" في ثماني مجلدات أكمله في عام 1344 ولم يطبع.
حاشية على افقه استدراكاً على جميع الكتب المستعمله في المذهب الحنبلي ولم تطبع.
إرشاد أولي البصائر والألباب لمعرفة الفقه بأقرب الطرق وأيسر الأسباب، رتبه على السؤال والجواب، طبع بمطبعة الترقي في دمشق عام 1365 على نفقة المؤلف ووزعه مجاناً.
الدرة المختصرة في محاسن الإسلام، طبع في مطبعة أنصار السنة عام 1366هـ
الخطب العصرية القيمة، لما آل إليه أمر الخطابة في بلده اجتهد أن يخطب في كل عيد وجمعة بما يناسب الوقت في المواضيع المهمة التي يحتاج الناس إليها، ثم جمعها وطبعها مع الدرة المختصرة في مطبعة أنصار السنة على نفقته ووزعها مجاناً.
القواعد الحسان لتفسير القرآن، طبعها في مطبعة أنصار السنة عام 1366، ووزع مجاناً.
تنزيه الدين وحملته ورجاله، مما افتراه القصيمي في أغلاله، طبع في مطبعة دار إحياء الكتب العربية على نفقه وجيه الحجاز "الشيخ محمد افندي نصيف" عام 1366هـ.
الحق الواضح المبين، في شرح توحيد الأنبياء والمرسلين.
توضيح الكافية الشافية، وهو كالشرح لنونية الشيخ ابن القيم
وجوب التعاون بين المسلمين، وموضوع الجهاد الديني، وهذه الثلاثة الأخيرة طبعت بالقاهرة السلفية على نفقة المؤلف ووزعها مجاناً.
القول السديد في مقاصد التوحيد، طبع في مصر "بمطبعة الإمام" على نفقة عبد المحسن أبا بطين عام 1367
مختصر في أصول الفقه، لم يطبع
تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن، طبع على نفقة المؤلف وجماعة من المحسنين، وزرع مجاناً، طبع بمطبعة الإمام
الرياض الناضرة، وهو هذا ـ طبع بمطبعة الإمام (الطبعة الأولى)
وله فوائد منثورة وفتاوى كثيرة في أسئلة شتى ترد إليه من بلده وغيره ويجيب عليها، وله تعليقات شتى على كثير مما يمر عليه من الكتب، وكانت الكتابة سهلة يسيرة عليه جداً، حتى أنه كتب من الفتاوى وغيرها شيئاً كثيراً.
ومما كتب نظم انب عبد القوي المشهور، وأراد أن يشرحه شرحاً مستقلاً فرآه شاقاُ عليه، فجمع بينه وبين الانصاف بخط يده ليساعد على فهمه فكان كالشرح له، ولهذا لم نعده من مصنفاته.
غايته من التصنيف:
وكان غاية قصده من التصنيف هو نشر العلم والدعوة إلى الحق، ولهذا يؤلف ويكتب ويطبع ما يقدر عليه من مؤلفاته، لا ينال منها عرضاً زائلاً، أو يستفيد منها عرض الدنيا، بل يوزعها مجاناً ليعم النفع بها، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً، ووفقنا الله إلى ما فيه رضاه.
وفاته:
وبعد عمر مبارك دام قرابة 69 عاماً في خدمة العلم انتقل إلى جوار ربه في عام 1376هـ في مدينة عنيزة من بلاد القصيم رحمه الله رحمة واسعة.
http://www.ibnothaimeen.com/Detail.asp?InNewsItemID=4
ابو ابراهيم الكويتي(1/152)
عبد الرحمن بن صالح العشماوي
الدولة: السعودية
سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته:
الشاعر عبد الرحمن صالح العشماوي شاعر عربي مسلم من المملكة العربية السعودية.. ولد في قرية عراء في منطقة الباحة بجنوب المملكة عام 1956م وتلقى دراسته الابتدائية هناك وعندما أنهى دراسته الثانوية التحق بكلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ليتخرج منها 1397 للهجرة ثم نال شهادة الماجستير عام 1403 للهجرة وبعدها حصل على شهادة الدكتوراة من قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي عام 1409 للهجرة..
تدرج العشماوي في وظائف التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حتى أصبح أستاذاً مساعداً للنقد الحديث في كلية اللغة العربية في هذه الجامعة.. وعمل محاضراً في قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي حتى تقاعد قبل سنوات..
وهو شاعر إسلامي كبير خرج بالشعر الإسلامي من الظلام إلى النور وأعاد إليه بريقه ورونقه في عصر الغناء والطرب ولذلك نال شهرة كبيرة في الوسط الإسلامي وسينال بإذن الله تعالى أجراً عظيماً من الله عز وجل فالعشماوي هو صاحب القصائد التي تدعو إلى بزوغ فجر جديد في هذه الأمة الميتة وهو صاحب الأسلوب الحماسي الذي لا يحتاج إلا إلى رجال يفهمون ما تعنيه أبيات قصائده التي تبكي حسرة على ما آلت إليه أمورنا وهو في نفس الوقت يشحذ الهمم ويتكلم عن الأمل القادم وعن الإشراقة الجديدة للشمس التي يتمنى العشماوي أن تنير سماء الأمة الإسلامية من جديد..
عبد الرحمن العشماوي شاعر نشيط وكاتب متفتح الذهن ومن الجميل حقاً أن ترى شاعراً مسلماً يتفاعل بقوة مع أحوال أمته ومشكلاتها وبشكل دائم يدعو إلى الإعجاب فقد كتب العشماوي أشعاره ومقالاته في البوسنة والشيشان ولبنان وبالتأكيد في أطفال الحجارة وفي أحوال الأمة وفي الخير والشر وفي أهوال يوم القيامة وغير ذلك.. وهكذا هو العشماوي دائماً يسخر قلمه وقصائده في خدمة الإسلام والمسلمين وفي شحذ الهمم والتذكير بعزة الإسلام وقوة المسلمين كما أن العشماوي كاتب نشيط وله مقالاته الدائمة في الصحف السعودية..
كما أن للعشماوي مشاركات في الأمسيات الشعرية والندوات الأدبية، وله حضوره الإعلامي من خلال برامجه الإذاعية والتلفازية مثل (من ذاكرة التاريخ الإسلامي، قراءة من كتاب، وآفاق تربوية) ، بالإضافة إلى دواوينه وقصائده ومقالاته التي تنشر بشكل دائم في الصحافة وعلى شبكة الإنترنت..
للشاعر دواوين كثيرة مثل: إلى أمتي، صراع مع النفس، بائعة الريحان، مأساة التاريخ، نقوش على واجهة القرن الخامس عشر، إلى حواء، عندما يعزف الرصاص، شموخ في زمن الانكسار، يا أمة الإسلام، مشاهد من يوم القيامة، ورقة من مذكرات مدمن تائب، من القدس إلى سراييفو، عندما تشرق الشمس، يا ساكنة القلب، حوار فوق شراع الزمن وقصائد إلى لبنان..
كما أن الشاعر عبد الرحمن العشماوي أديب ومؤلف وله مجموعة من الكتب مثل كتاب الاتجاه الإسلامي في آثار على أحمد باكثير وكذلك له كتاب من ذاكرة التاريخ الإسلامي، بلادنا والتميز وإسلامية الأدب كما أنه له مجموعة من الدراسات مثل دراسة (إسلامية الأدب، لماذا وكيف؟)
_____________________
المصدر: موقع طريق الإسلام(1/153)
عبد الرحمن بن عبد الخالق اليوسف
الدولة: الكويت
الفاكس: 00965532896
البريد الإلكتروني:supervisor@salafi.net
سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته:
الشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق اليوسف ولد بمصر عام 1939 م وحصل على العالية من كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
وعمل مدرسا بمدارس الكويت من 1965 م إلى 1990 م.. وعمل في مجال البحث العلمي بجمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت.
للشيخ نشاط كبير على شبكة الإنترنت من خلال موقعه: الشبكة السلفيةhttp://www.salafi.net
_____________________
المصدر: موقع طريق الإسلام(1/154)
عبد الرحيم عبد الرحمن.. الجبرتي المعاصر
16/01/2006
آمال عويضة
عبد الرحيم عبد الرحمن
في هدوء رحل المؤرخ الدكتور عبد الرحيم عبد الرحمن عبد الرحيم أستاذ التاريخ العثماني بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر، والذي يعتبره المتخصصون من أبرز مؤرخي ذلك العصر، واصفين إياه بأنه "عميد دراسات التاريخ العثماني" في العالم العربي. والذي عاش لعقود يعمل في صمت بعيدا عن طنين الشهرة، رحل دون أن يحصل على ما يستحق من تكريم يليق بإنتاجه الذي أصبح مرجعا لكل الباحثين؛ خاصة ما يتعلق بالدولة العثمانية.
سنوات التكوين
ولد عبد الرحيم في سوهاج بصعيد مصر في 25 مايو 1936م وبدأب حرص على اكتساب العلم حتى حصل على دبلوم المعلمين في عام 1958م، والتحق بعده بالعمل في المدارس الابتدائية حتى عام 1974م، تدرج في أثنائها من العمل في المدارس الابتدائية إلى الإعدادية ثم الثانوية.
ولم يثنه عمله ومسئولياته كزوج وأب من الانتساب لكلية الآداب -جامعة عين شمس والحصول على الليسانس بتقدير جيد، وفي تلك الفترة جمعت الصداقة بينه وبين المؤرخ المصري الدكتور "رءوف عباس" الذي اعتاد إمداده بالمحاضرات وملاحظات الأساتذة، ويتذكر عباس دأب زميله وعشقه للعلم الذي دفعه إلى التسجيل بمعهد البحوث والدراسات العربية في يناير 1969م وحصوله على درجة الماجستير في التاريخ الحديث بتقدير جيد جدا، عن موضوع "الدولة السعودية الأولى من 1745 وإلى 1818م"، ويعد كتابه هذا مرجعا أساسيا للباحثين العرب والأجانب المتخصصين في تاريخ الجزيرة العربية.
وقد حصل -أيضا- على ليسانس الآداب من جامعة القاهرة في اللغة العربية (مايو 1969) حتى يمتلك أدواته كباحث ومحقق في الوثائق التاريخية، ثم سجل درجة الماجستير، ولكنه توقف بعد اتجاهه لدراسة الدكتوراة في التاريخ الحديث من آداب عين شمس عام 1973م حول "الريف المصري في القرن الثامن عشر" حيث حصل عليها مع مرتبة الشرف الأولى.
وفي أعقاب ذلك تم تعيينه مدرسا بقسم التاريخ الحديث بكلية البنات الإسلامية جامعة الأزهر، ثم تدرج إلى أستاذ مساعد ثم أستاذ، ثم وكيل للكلية، إلى جانب مهامه كرئيس لقسم التاريخ بكلية الدراسات الإنسانية في 1985م.
ولم يقتصر النشاط العلمي لـ"عبد الرحيم" على داخل مصر، بل امتد إلى خارجها حيث عمل أستاذا زائرًا في جامعة برنستون الأمريكية في الفترة من مايو إلى ديسمبر 1974، وأمضى عام 1976 في جامعة طوكيو. كما عمل أستاذًا مشاركًا في كلية الإنسانيات العلوم الاجتماعية بجامعة قطر في الفترة من 1978 إلى 1983، وتوالت بعد ذلك زياراته ومشاركاته ومحاضراته للتعليم في المملكة العربية السعودية والكويت.(1/155)
رائد في الدراسات العثمانية
غلاف الكتاب
ويشير الدكتور "أحمد زكريا" -أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بآداب عين شمس- إلى أن "عبد الرحيم" كان رائدًا لاتجاه متميز في الدراسات العثمانية يعتمد على الوثائق وليس على كتابات المؤلفين المعاصرين أو القدامى؛ وهو ما عمق فكرة المنهج التاريخي في تلك الدراسات التي كاد أن يقوض دعائمها الممانعة المنهجية في دراسة التاريخ العثماني عند الكثير من دارسي التاريخ والمثقفين.
وقد بدأت المعركة بناء على نصيحة المؤرخ الراحل "أحمد عزت عبد الكريم" الذي وجه تلاميذه لإعادة النظر في دراسة مصر العثمانية والاعتماد على وثائق المحكمة الشرعية والشهر العقاري لدحض الانطباع القديم عن العصر العثماني باعتباره عصر خمول وتخلف وجمود؛ فبدأ "عبد الرحيم" برسالته عن "الريف المصري في القرن الثامن عشر" لتطبيق هذا المنهج، لتبدأ مدرسة جديدة تعمل على إعادة النظر فيما سبق من دراسات وإعادة الاعتبار لمصر العثمانية.
ويرى زملاء وتلاميذ الدكتور "عبد الرحيم"، ومن بينهم الدكتور "محمد عفيفي" الأستاذ بآداب القاهرة، والحاصل على الماجستير والدكتوراة عن الحقبة العثمانية تحت إشرافه، أن من أهم إسهاماته تعميقه لمفهوم المنهج التاريخي في البحث، وذلك برفضه العلمي لما سبق وردده كثير من الباحثين العرب من اتهامات وجهها الباحثون الأوربيون للعصر العثماني باعتباره "فترة التخلف والركود"، وهو ما يعد تبريرًا سافرًا للاحتلال الأوربي الذي تسلل إلى المنطقة في نهاية القرن التاسع عشر.
هذا ويؤرخ لبداية العصر العثماني في مصر بالعام 1517م بعد هزيمة "طومان باي" آخر سلاطين المماليك على يد السلطان سليم العثماني في موقعة الريدانية، ويرى مؤرخون أن ذلك العصر انتهى فعليا بدخول قوات الحملة الفرنسية مصر عام 1798. ويؤكد "عبد الرحيم" من خلال دراسة وثائق ذلك العصر في مصر أن الدولة العثمانية لم تضع قيودًا على حراك السكان وانتقالهم من بلد إلى آخر ولا على ممارساتهم للأنشطة الاقتصادية والمهنية؛ وهو ما جعل الاستقرار الاقتصادي يعود إلى السوق المصرية بعد أن كان هذا الاقتصاد قد ضُرب ضربة شديدة إثر اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح 1498. وترتب على النشاط التجاري ازدهار المواني المصرية الواقعة على البحرين المتوسط والأحمر، مثل الإسكندرية ورشيد ودمياط والسويس والقصير كما نشطت المواني الداخلية الواقعة على النيل مثل بولاق ومصر القديمة.
اهتم "عبد الرحيم" -أيضا- بالمصادر الأصلية وكتب الرحالة ووثائق القضاء الشرعي ودفاتر الالتزام وسجلات الدواوين باعتبارها مصادر من الدرجة الأولى لكتابة التاريخ الاجتماعي والاقتصادي لمصر العثمانية.
وكان "عبد الرحيم" يمتلك مقدرة عالية وصبرا شديدا على مقارنة المخطوطات وتحقيقها ونشرها؛ حتى لقد كانت دور النشر المتخصصة تتنافس للحصول على أحدث مصنفاته التي تميزت بلغة عربية سليمة وممتعة.
مساهمات متميزة
ولعبد الرحيم أكثر من عشرة كتب عن العصر العثماني، منها "الريف المصري في القرن الثامن عشر" الذي تم إعادة طبعه عدة مرات، وتحقيق لكتاب "الدرة المصانة في أخبار الكنانة" للأمير أحمد الدمرداش الذي يؤرخ لمصر بين 1689 و1755م، بالإضافة إلى "تراجم الصواعق في واقعة الصناجق" للصوالحي، فضلا عن تحقيق كتاب "عجائب الآثار في التراجم والأخبار" للمؤرخ المصري الشهير الجبرتي.
وإلى جانب كتاباته المتخصصة، ودراساته المنشورة باللغة الإنجليزية، قدم للمكتبة العربية مجلدات ودراسات متعددة في التاريخ الحديث عن تاريخ العرب، والعالم الإسلامي، وإفريقيا، وأوربا، والهند، ومنطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية.
ويرى الباحث ياسر قطامش أن "عبد الرحيم" أفنى سنوات عمره في تحقيق العديد من المخطوطات النادرة التي أماطت اللثام عن فترة تاريخية كانت شبه مجهولة في تاريخ مصر في العصر العثماني وذلك بتحقيقه المدقق لكتب منها: "أوضح الإشارات" الملقب بالتاريخ العيني، و"تحفة الأحباب" ليوسف الملواني، ويوميات إبراهيم بن أبي بكر. وهي كتب ودراسات وأبحاث وصفها المؤرخون بأنها معين لا ينضب للباحثين المتخصصين في دراسة الدولة العثمانية.
كما اهتم -أيضا- بمصادر الوثائق حول المغاربة في مصر في العصر الحديث، وقد نشرت له مؤسسة "عبد الجليل التميمي للبحث العلمي والمعلومات" في تونس ضمن السلسلة السابعة من إصداراتها مجموعة من الكتب التي تضمنت مصادر وثائقية جديدة عن البلاد العربية في العهدين الحديث والمعاصر، منها "المغاربة في مصر في العصر العثماني 1517" في 1983، والأجزاء الأربعة من "وثائق المغاربة من سجلات المحاكم الشرعية المصرية إبان العصر العثماني" التي صدرت على التوالي في 1992، 1994، 1998، و2004، وما زال الجزء الخامس قيد الطبع.
وقد احتوت تلك الإصدارات على مئات الوثائق المستمدة من المحاكم الشرعية بالقاهرة والإسكندرية، والتي نقلت بدقة دور المغاربة الثقافي والاقتصادي والفكري في حياة مصر في أثناء الحكم العثماني، ملقيا أضواء كاشفة وجديدة حول هذا الموضوع الذي لم يحظ باهتمام الباحثين والمؤرخين.
ويشير المؤرخ التونسي "عبد الجليل التميمي" إلى حرص "عبد الرحيم" على المشاركة في أغلب المؤتمرات العالمية للدراسات العثمانية التي نظمتها مؤسسة التميمي بتونس وقد نشرت مداخلاته التي تجاوزت العشرات في المجلة التاريخية المغاربية والمجلة التاريخية للدراسات العثمانية.
وأضاف التميمي أن "عبد الرحيم" أرسى تقاليد علمية للتواصل بين مؤرخي المغرب والمشرق.(1/156)
اهتمام بالتاريخ
غلاف الكتاب
وقد استفاد عدد من شباب الأدباء الذين اهتموا بالتاريخ في رواياتهم بما كتبه المؤرخ "عبد الرحيم عبد الرحمن" ومن بينهم الأديب والصحفي "سعد القرش" الذي أهدى إحدى نسخ أحدث رواياته لاسم الدكتور "عبد الرحيم"، ويقول: "لقد كان لي اهتمام خاص بدراسات وأبحاث الراحل، ومنها دراسة تكشف دور الاستثمارات الفلسطينية بمصر في القرن الثامن عشر. حيث يرى د. عبد الرحيم أن الفلسطينيين قاموا بدور بارز في تاريخ مصر في العصر العثماني واستثمروا رؤوس أموالهم الضخمة في التجارة ولعبوا دورًا اقتصاديًّا كبيرا في كل أوجه الاستثمار الممكنة".
وفي كتابه "فصول من تاريخ مصر الاقتصادي والاجتماعي في العصر العثماني" الصادر في مجلدين يشدد عبد الرحيم على الارتباط السياسي بين مصر وفلسطين في العصر العثماني (1517 - 1798) وتنسيق العمل بين القوى المحلية في البلدين ضد الحكم العثماني، حيث أوضح أن نشاط الفلسطينيين في مصر أبرزته الكتابات المعاصرة لتلك الفترة ووثائق المحكمة الشرعية التي سجلت الحياة الاجتماعية والأسرية التي تعتبر "تسجيلا دقيقا للحياة اليومية المصرية آنذاك".
وقال في فصل عنوانه "مصر وفلسطين في العصر العثماني من خلال وثائق المحكمة الشرعية المصرية": إن بعض الفلسطينيين تمكنوا من خلال نشاطهم التجاري في مصر من تكوين رأسمال ضخم استثمروه في تكوين شركات تجارية وتملك العقارات في المدن المصرية المختلفة والأراضي الزراعية أو في بعض الصناعات المحلية.
وأضاف أن الفلسطينيين كان لهم نشاط بارز في عمليات الاستيراد والتصدير بين مصر وكل من اليمن والهند وبلاد الشام، وبذلك حافظ هؤلاء التجار على استمرار العلاقات الاقتصادية بين مصر وفلسطين في ذلك العصر.(1/157)
أحلام.. وأحزان
ومن الطريف أن الدكتور "عبد الرحيم" كان حريصا في فترات الإجازة التي يقضيها في مصر على الذهاب يوميا إلى خزائن المحفوظات من أرشيف للشهر العقاري أو دار الوثائق المصرية ليفتح أبوابها مع موظفيها في الصباح الباكر، ويعكف بعدها على جمع وتصنيف وتحقيق وتصوير الوثائق حتى مواعيد الانصراف الرسمية.
وتؤكد تلميذته الدكتورة "إلهام ذهني" رئيسة قسم التاريخ بكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر أنها تعلمت الكثير من الدكتور "عبد الرحيم" علميًّا وإنسانيًّا، وتقول: وقد أعطاني مؤخرا مخطوطا أهداه للمهتمين بالتاريخ المصري من بداية العصر الإسلامي وحتى الربع الأول من القرن السابع عشر، وهو للإسحاقي بعنوان: "لطائف أخبار الأول في من تصرف في مصر من أرباب الدول"، وتحقيق تلك المخطوطات يتطلب الإحاطة بالحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بالإضافة إلى الجهد المبذول في كشاف الأعلام والبلدان.
وتشير إلى أنه كان يعمل بجد واجتهاد لجمع فصول من تاريخ مصر الاجتماعي في العصر العثماني وموضوعات أخرى اجتذبته للبحث والدراسة، رغم الصعوبات التي واجهها، منها صعوبة القراءة للمخطوطات العثمانية القديمة في أجواء غير صحية غالبا ما تترك أثرا على من يطالعها.
وكان "عبد الرحيم" عضوا في العديد من الجمعيات التاريخية المحلية والعربية والعالمية، كالجمعية المصرية للدراسات التاريخية، واللجنة العربية للدراسات العثمانية، واللجنة العالمية للدراسات الموريسكية، واللجنة العالمية لدراسة تاريخ ووثائق بلاد البلقان التابعة لليونسكو.
وأشرف على عديد من رسائل الماجستير والدكتوراة بجامعتي الأزهر والقاهرة، علاوة على المشاركة في مناقشة العديد من رسائل جامعية أخرى في جامعات دمشق وتونس والإسكندرية والقاهرة وعين شمس والأزهر وأسيوط والزقازيق وجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض وكلية التربية بجدة وكلية الدراسات الإنسانية بالكويت.
وفي منزله الكائن بمدينة نصر التقيت بأسرته التي تحدثت عن أحلام الراحل التي كان من بينها عقد صالون ثقافي أسبوعي كان يخطط لإقامته فور استقراره بالقاهرة، وتخصيص الطابق الأرضي بالكامل من منزله لإقامة مكتبة متخصصة مفتوحة للدارسين بالمجان؛ وهو الأمر الذي تفكر الأسرة في تنفيذه بالتعاون مع صديق الأسرة الدكتور "صابر عرب" مدير دار الوثائق القومية، على أن يتم تخصيص قاعة لمكتبة الراحل النادرة في المكان الذي كان يشهد مكوثه لأسابيع وشهور لتحقيق كتاب أو التوثيق لمخطوطة.
ومن مفارقات القدر، مشاركته في إبريل 2005م -أي قبل وفاته بعدة شهور- في مؤتمر حول الدراسات الاجتماعية والاستشراقية احتفالا بالمستشرق الفرنسي "أندريه ريمون" بمناسبة صدور الترجمة الكاملة لمجلديه عن "الحرفيون والتجار بالقاهرة في القرن الثامن عشر"، في الوقت الذي لم يحصل هو فيه نفسه على التكريم اللائق بعشرات الكتب والدراسات المتميزة التي أضافت جديدا لمنهج وأسلوب دراسات التاريخ المعاصر.
_____________________
المصدر: موقع إسلام أون لاين: www.islam-online.net(1/158)
عبد العزيز الثعالبي
ياسر حجازي
من الصعب جدا رصد حياة الشيخ عبد العزيز الثعالبي وأعماله، فهو كحال قليلين ممن زاوجوا بين السياسي والديني، وبين المحلي والإقليمي والعالمي في عملهم؛ للتخلص من الاستعمار وظلمه والرفعة بالمجتمع والرقي به في الوقت ذاته.
فقد كان في تونس قطبا ومناضلا بارزا ضد الاحتلال الفرنسي أولا وضد أعداء الدين الإسلامي ثانيا، فهو كما يوصف بأنه داعية الإصلاح والتجديد والمقاومة ما جعله عرضة للنفي والترحال في سبيل دعوته ومبادئه.
المولد والنشأة
وُلِد الشيخ عبد العزيز الثعالبي بتونس الخضراء في (15 شعبان 1293هـ= 5 سبتمبر 1876م) . ونشأ في كنف جده عبد الرحمن الثعالبي من أقطاب الجزائر وسادتها المشهورين ليرث عنه أخلاقه ومبادئه.
وكان قد حفظ القرآن الكريم وأتم الدراسة الأولية في البيت على يد مدرس خاص، ثم دخل مدرسة "باب سويقة الابتدائية" في تونس، ثم التحق بجامع الزيتونة وتخرج فيه سنة 1896م وأخذ يتردد على المدرسة الخلدونية حتى حصل على الدراسات العليا.
وبظهور أول حزب لتحرير تونس ومقاومة الاستعمار الفرنسي فيها عام 1895م كان الثعالبي من أوائل من انضم إليه؛ ليؤسس بعدها الحزب الوطني الإسلامي الذي كان يدعو إلى تحرير العالم العربي كله وقيام الوحدة بين أقطاره.
وكان قد كتب وعمل محررا في صحيفتي "المبشر" و"المنتظر" إلى أن عطلتها الحكومة، ثم أصدر جريدة "سبيل الرشاد" وكرسها للوعظ والإرشاد والدعوة إلى الإصلاح. وبعد سنة عطلتها الحكومة وأصدرت قانونا قيدت به الصحافة.(1/159)
الخروج والدعوة للقضية
وغداة عزم الثعالبي على السفر إلى خارج بلاده لنشر القضية التونسية منعته السلطة الفرنسية من ذلك ليفر إلى طرابلس، ثم يغادرها إلى بني غازي ثم قصد الآستانة عن طريق اليونان وبلغاريا عام 1898م، ثم غادر الآستانة إلى مصر للمرة الأولى، حيث اجتمع بأقطابها وطالب بفتح أبواب المدرسة الحربية العثمانية في وجه الطلاب التونسيين؛ وذلك لتخريج طائفة من الشباب تكون مؤهلة لقيادة الثورة.
إثر ذلك عاد إلى تونس عام 1902؛ ليعكف على نشر الدعوة إلى الإصلاح الاجتماعي، وتحرير العقل، ونبذ الجمود وطاف بالبلاد التونسية لهذه الغاية يلقي دروسا عامة على الناس الذين التفوا حوله وآمنوا بفكرته.
غير أن الأمر لم يتم له على النحو الذي أراده وسرعان ما وجدت الإدارة الفرنسية في حركته خطرا عليها ليواجه مقاومة شديدة من الحكومة التونسية والسلطة الفرنسية انتهت باعتقاله وسجنه؛ الأمر الذي أحدث ضجة كبيرة قادت إلى إجبار الحكومة الفرنسية إلى إطلاقه سراحه.
روح التحرر في القرآن
ولم يقتصر خصومه على الاستعمار، بل على بعض الاتجاهات الإسلامية التي وبمجرد مغادرته السجن عمل على تأليف كتاب للرد على خصومه وإظهار الدين الإسلامي الحنيف في مظهر الدين المقام على أسس الحرية والعدالة والتسامح، وإقامة الدليل على أن الإسلام في شكله الصحيح لا يتنافى مع المدنية الحديثة ولا يعوق التقدم. ورأى أنه من الأصلح إصدار ذلك الكتاب باللغة الفرنسية في باريس ليضمن له رواجا أكبر ويتجنب خصومه من أهله.
وقد صدر الكتاب بباريس سنة 1905م بعنوان "روح التحرر في القرآن" وقد تضمن ذلك الكتاب كثيرا من الأفكار الإصلاحية التي كانت رائجة وقتها، لا سيما منها المتعلقة بتحرير المرأة المسلمة، ومحاربة البدع، والتمسك بالكتاب والسنة، والدعوة إلى تخليص العقيدة الإسلامية مما اختلط بها من باطل مناف لروح التوحيد الخالص.
مشاركة سياسية فعّالة
في سنة 1907م انضم الثعالبي إلى الحركة السياسية التي أنشأها الزعيم "علي باش حانبة" وأصبحت تعرف في الأوساط السياسية باسم "حركة الشباب التونسي"؛ لتأثرها في بعض نواحيها بحركة الشباب العثماني ومناصرتها لفكرة الجامعة الإسلامية. ثم كلّف الشيخ الثعالبي برئاسة تحرير النشرة العربية من جريدة "التونسي" الناطقة بلسان حركة الشباب التونسي.
وعندما أعلنت إيطاليا الحرب على ليبيا وأغارت على طرابلس عام 1911م كان الثعالبي في مقدمة العاملين لمساعدة المجاهدين وإرسال البعثات الطبية، وقد نقم عليه الفرنسيون ذلك فقبضوا عليه وأخرجوه من تونس فسافر إلى مرسيليا وباريس داعيا إلى حرية تونس.
وإثر ذلك حاول الفرنسيون إغراءه مقترحين تقليده منصبا علميا على أن ينصرف عن السياسة، فرفض وسافر إلى سويسرا ومنها إلى ألمانيا فتركيا ثم رحل إلى الشرق وعاد إلى تونس عام 1913م.
بعد الحرب العالمية الأولى دعا إلى عقد مؤتمر لحل قضية تونس واختير زعيما بالإجماع، ثم سافر إلى باريس للدفاع عن قضية بلاده أمام مؤتمر الصلح. وتمثل نشاطه منذ وصوله إلى باريس في إلقاء المحاضرات والخطب ونشر المقالات في الصحف الفرنسية المناصرة لقضايا الشعوب المولى عليها، والاتصال بقادة الأحزاب السياسية ورؤساء الجمعيات الثقافية والمنظمات الإنسانية.(1/160)
"تونس الشهيدة"
وبالإضافة إلى ذلك فقد سخّر كل طاقته لتأليف كتاب "تونس الشهيدة" بالتعاون مع المحامي التونسي المقيم بباريس أحمد السقا الذي تولى نقله إلى اللغة الفرنسية، وقد أحرز الكتاب منذ صدوره في شهر يناير 1920م بتونس ضجة كبيرة، وكان يتم توزيعه في كنف السرية.
ووقعت نسخة من الكتاب بين يدي التلميذ الحبيب بورقيبة الذي قال في شأنه فيما بعد عندما أصبح أول رئيس للجمهورية التونسية: "لقد أخفيت الكتاب تحت غطائي وأنا متأثر شديد التأثر، فاطلعت على ما احتواه من أرقام وما تضمنه من معلومات حول الأموات والفقر، وشعرت بالإهانة الناتجة عن الاستعمار، وكنت أبكي خفية".
وقد اقتصر الكتاب على نشر القوانين والأوامر والمراسيم التي رغبت فرنسا في تطبيقها، إضافة إلى إيضاحات لفهم تلك القوانين والأوامر. ومع ذلك فإن الحكومة الفرنسية اعتبرت كل مُطالع للكتاب "عدوا لفرنسا" وجعلت من قراءته جنحة حقيقية.
وقد زاد كتاب "تونس الشهيدة" في حماس الوطنين التونسيين الذين تبنوا المطالب الواردة فيه، وأجمعوا على بعث أول حزب منظم في تونس برئاسة الشيخ عبد العزيز الثعالبي وهو "الحزب الحر الدستوري التونسي" الذي تم الإعلان عن تأسيسه يوم 15 يونيو 1920م.
وقد تمثل رد فعل الحكومة الفرنسية في إلقاء القبض على مؤلف "تونس الشهيدة" ونقله يوم 28 يوليو 1920م إلى تونس، حيث اعتقل في السجن العسكري بتهمة التآمر على الدولة الفرنسية، ولكن اعتبارا لما أثاره ذلك الإجراء التعسفي من ردود فعل لدى الرأي العام سواء في تونس أو فرنسا فقد اضطرت السلطة الفرنسية إلى الإذن بإطلاق سراحه في أول مايو 1921م.
بين السياسي والإسلامي
ومما يحسب للثعالبي أن نشاطه السياسي على رأس حزبه لم يمنعه من مواصلة عمله الإسلامي ومشاركة زعماء الإصلاح في دراسة أوضاع العالم الإسلامي والخوض في المباحث الدينية والاجتماعية التي كانت تشغل بال المفكرين المسلمين وقتها.
كما استثمر مجلة "الفجر" لسان حال الحزب الحر الدستوري التونسي؛ لتوضيح المنهج النظري الذي اختاره لنشر أفكاره الإصلاحية، وهو يتلخص في "أن مصدر التوجيه هو الدين الإسلامي، وأن الدين قوامه العلم والأخلاق، ووسيلة نشره الدعوة والتناصح، وأن من حق الدعوة الإقدام في سبيلها والاستخفاف بما يتعرض إليه القائم بها من متاعب أو يناله من إرهاق".
ولم تمضِ مدة طويلة على ميلاد الحزب الدستوري حتى بدأت منذ أواخر سنة 1921م تظهر الخلافات بين بعض قادته حول طرق العمل الواجب اتباعها في سبيل تحقيق المطالب الوطنية؛ فبينما كانت الأغلبية الملتفة حول الثعالبي ترى ضرورة المطالبة بالدستور والتمسك بالمطالب الواردة في كتاب "تونس الشهيدة" كان الشق الآخر الذي يتزعمه "حسن قلاتي" يدعو إلى قبول الإصلاحات التي أعلنت عنها الحكومة الفرنسية والمنحصرة في رفع الرقابة على الصحافة وتأسيس وزارة للعدل وتعويض المجلس الشوري بالمجلس الكبير.
وانتهى الأمر بهذا الشق الأخير إلى الانفصال عن الحزب الدستوري وتأسيس حزب جديد أطلق عليه اسم "الحزب الإصلاحي"، ولكن ذلك الحزب لم يستطع استقطاب الجماهير الشعبية التي ظلت وفيّة للثعالبي وحزبه.
في العراق مدرس للفلسفة
مسلسل ترحال الثعالبي لم يتوقف فقد غادر تونس يوم 26 يوليو 1923م مرة أخرى متوجها إلى إيطاليا، ومنها إلى بلاد اليونان وتركيا، ثم زار مصر والحجاز والهند ومسقط والبحرين والكويت، وانتهى به المطاف إلى بغداد التي وصلها يوم 14 يوليو 1925م فأمر الملك فيصل بتعيينه مدرسًا للفلسفة الإسلامية بجامعة آل البيت. وقد باشر مهمة التدريس من مطلع 1926م إلى أن ألغيت تلك الجامعة في سنة 1930م.
ومما تجدر الإشارة إليه في هذا الشأن أن الشيخ الثعالبي رأى من المفيد قبل الخوض في الفلسفة الإسلامية أن يخصص بعض المحاضرات التمهيدية لدراسة الأديان التي سبقت الدين الإسلامي سواء منها القديمة (كالديانة المصرية واليونانية والرومانية) أو السماوية (كاليهودية والنصرانية) .
وقد برّر اختياره هذا بقوله: "نحن إذا تعمقنا في بحث الفلسفة الإسلامية نجد عناصرها ومقوماتها متولدة عن تطور عام في الأديان والاعتقادات؛ لذلك يجب على الباحث في روح الإسلام أن ينظر أولاً في الأديان التي تقدمته وكان لها أثر في بلاد العرب؛ لأن الروح الإسلامية هي عصارة الفلسفة المتكاملة من نقد وتمحيص فكرة الأديان. أما بدون ذلك فيعسر جدا تفهم روح الإسلام الأزلية".
ثم عُيِّن الثعالبي مراقبا لبعثة الطلبة العراقيين بمصر، وغادر بغداد في آخر شهر سبتمبر 1930م ملتحقا بمنصبه الجديد بالقاهرة.
وخلال تلك الفترة قام بزيارة إلى فلسطين واستحكمت صلات المودة بينه وبين مفتي فلسطين الأكبر سماحة السيد أمين الحسيني واتفقا على القيام بدعوة واسعة النطاق لعقد مؤتمر إسلامي بالقدس؛ من أجل إثارة اهتمام الرأي العام الإسلامي وكسب عطفه وتأليف جبهة قوية تستطيع الوقوف في وجه الصهيونية.
وانعقد المؤتمر الإسلامي العام فعليا بالقدس من 7 إلى 17 ديسمبر سنة 1931م وتمخض عن قرارات على غاية في الأهمية. وإثر انتهاء المؤتمر انتخب الشيخ عبد العزيز الثعالبي عضوا في المكتب الدائم للمؤتمر، ثم عُيِّن بعد ذلك مسئولا عن لجنة الدعاية والنشر.(1/161)
مبعوث الأزهر للهند
كما تم إرساله مبعوثا من الأزهر الشريف لدراسة قضية المنبوذين في بلاد الهند، وكتب تقريره التاريخي الذي كشف كثيرًا من الحقائق التي كانت مجهولة آنذاك، منها أن غاندي قد سرق الحركة الوطنية من المسلمين.
وبعد هجرة دامت أربع عشرة سنة عاد الثعالبي إلى تونس يوم 19 يوليو 1937م فخصّه الشعب التونسي باستقبالات رائعة واستبشر الوطنيون بمقدمه. كما ظنوا أنه سيعمل لا محالة على وضع حد للانشقاق الجديد الذي ظهر في صفوف الحزب الحر الدستوري التونسي إثر "مؤتمر قصر هلال" المنعقد في 2 مارس 1934م، وبدأت المساعي الرامية إلى التوفيق بين الحزبين الدستوريين الجديد والقديم، ولكن سرعان ما ذهبت تلك الجهود التوفيقية أدراج الرياح؛ نظرًا لتباين أفكار الشقين وطرق عملهما وتشبث كل منهما بموقفه.
ابتعاده عن السياسة ورحيله
وأدى تفاقم الوضع بين الحزبين إلى ابتعاد الثعالبي شيئا فشيئا عن حلبة السياسة، لا سيما بعد أن أوقف الحزب الدستوري القديم من تلقاء نفسه إثر حوادث 9 إبريل 1938م، ولكنه لم يتخلَّ قط عن نشاطه الفكري والثقافي؛ لأنه كان داعيا دينيا ومصلحا اجتماعيا قبل أن يكون زعيما سياسيا. ليصدر الجزء الثاني من كتابه المتعلق بالسيرة النبوية بعنوان "معجزات محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وعندما اضطره المرض العضال الذي ألمّ به إلى ملازمة بيته إثر اندلاع الحرب العالمية الثانية استمر في الاتصال بالمثقفين، ولا سيما الشبان منهم فكان يجلس في بيته كل يوم جمعة بعد العصر لإلقاء دروس على طلبة "جامع الزيتونة المعمور" حول مقاصد الشريعة أو التاريخ أو مشاهدته في البلدان الإسلامية الشرقية.
وقد لبّى الشيخ عبد العزيز الثعالبي داعي ربه في أول أكتوبر 1944م فكان وقع وفاته شديدا على الوطنيين الصادقين الذين لم يغب عن أذهانهم ما قدمه ذلك المصلح العظيم من جليل الخدمات إلى بلاده خاصة، وما بذله طوال حياته من جهود للنهوض بالأمة الإسلامية قاطبة.
_____________________
المصدر: موقع إسلام أون لاين: www.islam-online.net(1/162)
عبد الرزاق عفيفي عطية
(1323 ـ 1415 هـ 1904 ـ 1994 م)
ولد بشنشور التابعة لمركز أشمون محافظة المنوفية، وتخرَّج في الأزهر.
أول وكيل لجماعة أنصار السنة المحمدية، وثاني رؤسائها بعد رحيل مؤسسها الأول الشيخ محمد حامد الفقي.
عين مدرساً بالمعاهد العلمية التابعة للأزهر، ثم ندب إلى السعودية للتدريس، فدرَّس في عدة مدن، ثم نقل إلى الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد عام 1391 هـ وعين بها نائباً لرئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، مع جعله عضواً في مجلس هيئة كبار العلماء.
وانتفع بعلمه خلق كثير، وأشرف على رسائل بعض الدارسين في الدراسات العليا، وألقى دروساً ومحاضرات.
من مؤلفاته:
ـ الإحكام في أصول الأحكام.
ـ تفسير الجلالين: مقرر التفسير بالمعاهد العلمية.
________________
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/163)
عبد العزيز بن حمد المنيف
هو عبد العزيز بن حمد بن عبد المحسن المنيف من آل محمد من الوهبة من تميم. ولد في حوطة سدير في بداية عام 1336هـ ونشا وترعرع بهذه البلدة، وعندما شب عودة اتجه إلى حفظ القرآن الكريم. وبعد مدة سافر إلى مدينة الرياض، ودرس على يد سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ كما تعلم الفرائض على يد أخيه الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم به عبد اللطيف رحمه الله وغفر له.
في عام 1361هـ بعث الشيخ عبد العزيز المنيف للإرشاد بمنطقة عسير في رحلة ضمت عداد من زملائه منهم الشيخ إبراهيم السويح، محمد بن دحيم، ومحمد بن عبد الله بن عتيق. ثم انتقل بعد ذلك إلى محكمة البرك حيث عين قاضيا بها، ثم انتقل إلى محكمة المويه، ومن بعدها إلى محكمة المزاحمية والغطغط، ثم إلى محكمة الخرج مساعدا لرئيسها، ثم بعد ذلك انتقل إلى الرياض قاضيا في المحكمة المستعجلة بها. وفي عام 1404هـ أحيل الشيخ عبد العزيز إلى التقاعد أمد الله في عمره.
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/164)
عبد العزيز بن خلف الخلف
(1329 ـ 1408 هـ 1911 ـ 1988 م)
درس بحائل، ثم بالرياض، وتولى رئاسة هيئة الأمر بالمعروف والوعظ، ثم تولى القضاء، ثم جاور بالمدينة المنورة وتوفي بها.
وله مؤلفات، منها:
«مختصر نيل الأوطار» ، و «دليل المستفيد على كل مستحدث جديد» .
وأوقف مكتبته ومؤلفاته على طلبة العلم.
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/165)
عبد العزيز بن راشد آل حسين
(1323 ـ 1403 هـ 1905 ـ 1982 م)
ولد في بلدة المفيجر التابعة للحريق في السعودية. وسكن في مكة المكرمة، وكان يدرس وقتين، وكان واسع الاطلاع في فنون عديدة، واستمر على تدريسه وإرشاده في الحرم سنين طويلة.
وله مؤلفات، منها:
ـ متشابه القرآن.
ـ رد شبهات الإلحاد عن أحاديث الآحاد.
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/166)
عبد العزيز بن عبد الله آل باز
نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية
لفضيلة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله آل باز
رحمه الله تعالى
مولده:
ولد في ذي الحجة سنة 1330 هـ بمدينة الرياض, وكان بصيرا, ثم أصابه مرض في عينيه عام 1346 هـ وضعف بصره, ثم فقده عام 1355 هـ.
طلبه للعلم:
حفظ القرآن الكريم قبل سن البلوغ, ثم جد في طلب العلم على العلماء في الرياض, ولما برز في العلوم الشرعية واللغة عين في القضاء عام 1357 هـ, ولم ينقطع عن طلب العلم حتى اليوم, حيث لازم البحث والتدريس ليل نهار, ولم تشغله المناصب عن ذلك مما جعله يزداد بصيرة ورسوخا في كثير من العلوم, وقد عني عناية خاصة بالحديث وعلومه حتى أصبح حكمه على الحديث من حيث الصحة والضعف محل اعتبار, وهي درجة قل أن يبلغها أحد, خاصة في هذا العصر, وظهر أثر ذلك على كتاباته وفتواه حيث كان يتخير من الأقوال ما يسنده الدليل.
مشائخه:
تلقى العلم على أيدي كثير من العلماء, ومن أبرزهم:
1- الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب (قاضي الرياض) .
2- الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
3- الشيخ سعد بن حمد بن عتيق (قاضي الرياض) .
4- الشيخ حمد بن فارس (وكيل بيت المال في الرياض) .
5- سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ (مفتي المملكة العربية السعودية) وقد لازم حلقاته نحوا من عشر سنوات, وتلقى عنه جميع العلوم الشرعية ابتداء من سنة 1347 هـ إلى سنة 1357 هـ.
6- الشيخ سعد وقاص البخاري (من علماء مكة المكرمة) أخذ عنه علم التجويد في عام 1355 هـ.
آثاره:
منذ تولى القضاء في مدينة الخرج عام 1357 هـ وهو ملازم للتدريس في حلقات منتظمة إلى يومنا هذا, ففي الخرج كانت حلقاته مستمرة أيام الأسبوع عدا يومي الثلاثاء والجمعة, ولديه طلاب متفرغون لطلب العلم من أبرزهم:
1- الشيخ عبد الله الكنهل.
2- الشيخ راشد بن صالح الخنين.
3- الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك.
4- الشيخ عبد اللطيف بن شديد.
5- الشيخ عبد الله بن حسن بن قعود.
6- الشيخ عبد الرحمن بن جلال.
7- الشيخ صالح بن هليل. وغيرهم.
في عام 1372 هـ انتقل إلى الرياض للتدريس في معهد الرياض العلمي, ثم في كلية الشريعة بعد إنشائها سنة 1373 هـ في علوم الفقه والحديث والتوحيد, إلى أن نقل نائبا لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1381 هـ, وقد أسس حلقة التدريس في الجامع الكبير بالرياض منذ انتقل إليها, ولا زالت هذه الحلقة مستمرة إلى يومنا هذا, وإن كانت في السنوات الأخيرة اقتصرت على بعض أيام الأسبوع بسبب كثرة الأعمال, ولازمها كثير من طلبة العلم, وأثناء وجوده بالمدينة المنورة من عام 1381 هـ نائبا لرئيس الجامعة ورئيسا لها من عام 1390 هـ إلى 1395 هـ عقد حلقة للتدريس في المسجد النبوي, ومن الملاحظ أنه إذا انتقل إلى غير مقر إقامته استمرت إقامة الحلقة في المكان الذي ينتقل إليه مثل الطائف أيام الصيف, وقد نفع الله بهذه الحلقات.
مؤلفاته:
1- مجموع فتاوى ومقالات متنوعة, صدر منه الآن ثلاثة أجزاء وقت تحرير هذه النبذة.
2- الفوائد الجلية في المباحث الفرضية.
3- التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة (توضيح المناسك) .
4- التحذير من البدع, ويشتمل على أربع مقالات مفيدة: (حكم الاحتفال بالمولد النبوي, وليلة الإسراء والمعارج, وليلة النصف من شعبان, وتكذيب الرؤيا المزعومة من خادم الحجرة النبوية المسمى: الشيخ أحمد) .
5- رسالتان موجزتان في الزكاة والصيام.
6- العقيدة الصحيحة وما يضادها.
7- وجوب العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وكفر من أنكرها.
8- الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة.
9- وجوب تحكيم شرع الله ونبذ ما خالفه.
10- حكم السفور والحجاب ونكاح الشغار.
11- نقد القومية العربية.
12- الجواب المفيد في حكم التصوير.
13- الشيخ محمد بن عبد الوهاب, دعوته وسيرته.
14- ثلاث رسائل في الصلاة:
(أ) كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم.
(ب) وجوب أداء الصلاة في جماعة.
(ج) أين يضع المصلي يديه حين الرفع من الركوع؟
15- حكم الإسلام فيمن طعن في القرآن أو في رسول الله صلى الله عليه وسلم.
16- حاشية مفيدة على فتح الباري, وصل فيها إلى كتاب الحج.
17- رسالة الأدلة النقلية والحسية على جريان الشمس وسكون الأرض وإمكان الصعود إلى الكواكب.
18- إقامة البراهين على حكم من استغاث بغير الله أو صدق الكهنة والعرافين.
19- الجهاد في سبيل الله.
20- الدروس المهمة لعامة الأمة.
21- فتاوى تتعلق بأحكام الحج والعمرة والزيارة.
22- وجوب لزوم السنة والحذر من البدعة.
23- تحفة الأخيار ببيان جملة نافعة مما ورد في الكتاب والسنة الصحيحة من الأدعية والأذكار.
هذا ما تم طبعه, ويوجد له تعليقات على بعض الكتب مثل: بلوغ المرام, تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر (لم تطبع) , التحفة الكريمة في بيان كثير من الأحاديث الموضوعة والسقيمة, تحفة أهل العلم والإيمان بمختارات من الأحاديث الصحيحة والحسان, إلى غير ذلك. الأعمال التي يزاولها غير ما ذكر:
1- صدر الأمر الملكي بتعيينه رئيسا لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ,ثم مفتيا عاما للملكة ورئيسا لهيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء.
2- رئيسا للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء التي أصدرت هذه الفتاوى.
3- رئيسا وعضوا للمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي.
4- رئيسا للمجلس الأعلى العالمي للمساجد.
5- رئيسا للمجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي.
6- عضوا للمجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.
7- عضوا في الهيئة العليا للدعوة الإسلامية.
ولم يقتصر نشاطه على ما ذكر فقد كان يلقي المحاضرات ويحضر الندوات العلمية ويعلق عليها ويعمر المجالس الخاصة والعامة التي يحضرها بالقراءة والتعليق بالإضافة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أصبح صفة ملازمة له. نفعنا الله بعلمه ووفقه لمزيد العلم النافع والعمل الصالح.
لترجمة موسعة
http://www.binbaz.org.sa/tree.asp?ID=1&t=bab1
بواسطة العضو عبد الله بن خميس(1/167)
عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن الراجحي
من مواليد مدينة البكيرية الواقعة في منطقة القصيم، ولد في حدود عام 1360هـ، نشأ الشيخ في مدينة البكيرية، وتتلمذ على علمائها، وحفظ القرآن ودرس مراحله الأولية فيها.
وقد نشأ الشيخ بين أسرة صالحة، ثم رحل إلى مدينة الرياض والتحق بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بكلية الشريعة، فتخرج منها ثم التحق بكلية أصول الدين قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة، فدرَّس فيها ولا يزال الشيخ أستاذًا مشاركًا بالقسم.
وتتلمذ الشيخ -رعاه الله- على عدد من مشايخ البكيرية، وعدد من أكابر العلماء في مدينة الرياض، ومنهم: 1- سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، لازمه من حين مجيئه للرياض قادمًا من المدينة النبوية حتى وفاته -رحمه الله-، وقد تأثر به كثيرًا في سمته وطريقته مع النصوص، وشرحه لكتب أهل العلم.
2- سماحة الشيخ عبد الله بن حميد رئيس مجلس القضاء الأعلى -رحمه الله تعالى-.
وللشيخ مشاركات علمية وذلك من خلال تأليفه لبعض الكتب وإشرافه على الرسائل العلمية المقدمة لنيل درجة الماجستير والدكتوراه في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة، ومنها الإشراف على تحقيق كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية الموسوم بـ: "بيان تلبيس الجهمية" وسيخرج الكتاب إن شاء الله قريبًا، وكذلك إشرافه على تحقيق منظومة ابن القيم الموسومة بـ: "الكافية الشافية".
وللشيخ -رعاه الله- دروس متفرقة على سبع فترات في كل من الأيام التالية:-
الأحد والاثنين فجرًا، الأربعاء فجرًا، والخميس فجرًا.
وقد قُرئ ويقرأ على الشيخ بعض الكتب العلمية والمتون ومنها:-
الصحيحان، وسنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، وموطأ الإمام مالك، وصحيح ابن خزيمة، وبلوغ المرام، ورياض الصالحين.
وكتاب التوحيد ورسائل الإمام محمد بن عبد الوهاب، ورسائل أئمة الدعوة -رحمهم الله تعالى-.
وتفسير ابن كثير، وعمدة الفقه، وكتاب التوحيد للدارمي، وللإمام أحمد، والرسالة الحموية، والتدمرية، والعقيدة الواسطية، وفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية.
ومتن الرحبية، والآجرومية، ونخبة الفكر، والورقات، والعقيدة السفارينية، والعقيدة الطحاوية، ولمعة الاعتقاد، وغيرها من الكتب العلمية، حفظ الله الشيخ ذخرًا للعلم وأهله.
http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?acti ... =1&catID=1&ID=1
بواسطة العضو أبو عبد الرحمن الدرعمى(1/168)
عبد العزيز بن محمد السعيد
ترجمة الشيخ عبد العزيز بن محمد السعيد
هو: الدكتور عبد العزيز بن محمد السعيد، من مواليد مدينة الرياض عام 1387هـ.
أنهيت دراستي المتوسطة والثانوية في المعهد العلمي، وتخرجت في كلية أصول الدين، قسم السنة وعلومها في المرحلة الجامعية عام 1410هـ، ثم أكملت دراستي للماجستير في " شرح الإلمام" لابن دقيق العيد عام 1415هـ وأنهيت دراستي للدكتوراه عام 1419هـ في"تخريج الأحاديث والآثار الواردة في كتاب لوامع الأنوار البهية" للسفَّاريني في قسم السنة وعلومها.
العمل:
عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بالرياض، قسم السنة وعلومها، بالإضافة لرئاستي للقسم نفسه للفترة الحالية، هذا ما يتعلق بالدراسة النظامية.
وأما التعليم الخارج عن النظامي، فقد حفظت القرآن على فضيلة الشيخ شبيب الدويان المدرس بالمعهد العلمي، وتلقيت العلوم الأخرى في التوحيد والفقه والحديث وعلوم الآلة على عدد من أصحاب الفضيلة قراءة وحضورًا، وكان من أبرزهم تأثيرًا: 1- فضيلة الشيخ الفقيه الزاهد عبد الرحمن بن عبد العزيز السحمان، نائب رئيس محكمة التمييز سابقًا، وصاحب تتمة نظم نيل المراد.
2- فضيلة الشيخ القاضي الفقيه عبد المحسن بن ناصر العبيكان.
3- معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية.
وحفظت عددًا من المتون منها: الأصول الثلاثة، والقواعد الأربع، وكتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب، والواسطية لشيخ الإسلام، والمنظومة البيقونية ونخبة الفكر في المصطلح، وبلوغ المرام، والرحبية ...
http://www.taimiah.org/biographies/saeed.asp
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/169)
عبد العزيز بن مرزوق الطريفي
هو فضيلة الشيخ المعتني المحدث عبد العزيز بن مرزوق الطريفي.
من مواليد عام 1396 للهجره النبوية، عرف بالطلب المبكر، والبحث وسعة الاطلاع، والعناية بالمحفوظات في السنة، وعرف الشيخ في الفترة المتأخرة بالعلم والفضل مما لا يحصل في الغالب لمن هو في سنة.
وقد تتلمذ على جماعة من أهل العلم منهم:
1- سماحة الامام عبد العزيز بن عبد الله بن باز وقد تتلمذ عليه سنوات وهو أكثرهم أخذا عليه.
2- فضيلة العلامة الفقيه عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل.
3- فضيلة الشيخ محمد بن الحسن الشنقيطي.
4- فضيلة الشيخ صالح ال الشيخ
5- فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك.
6- فضيلة الشيخ المحدث عبد الكريم الخضير.
7- الشيخ محمد عبد الله الصومالي-رحمه الله-.
8- الشيخ النحوي حسن الاثيوبي.
وجماعة غيرهم، من أهل العلم.
وللشيخ تميز بالسنة وحفظها وإدامة النظر فيها، وله دروس متنوعة في مدينة الرياض منها في:
1- أحاديث الأحكام الصغرى للاشبيلي.
2- الأحاديث الأربعين النووية.
3- نخبة الفكر.
4-.المحرر في الحديث
5-.لمعة الاعتقاد.
6-كتاب التوحيد
وغيرها.
وله مجموعة من المصنفات والمراجعات منها المطبوع ومنها غيره:
1- (التحجيل في تخريج ما لم يخرج من الأحاديث والاثار في إرواء الغليل) مطبوع في مجلد ضخم يقع في نحو (600) ورقة، استدرك فيه على العلامة المحدث الالباني ما فاته وما لم يقف عليه وما لم يكن من شرطه في كتابه الكبير (ارواء الغليل) .
2-الأربعين النووية المسندة والتعليق على المعلول منها (مذكرة) .
3-زوائد سنن أبي داوود على الصحيحين. (لم يطبع)
4- المراجعة لطبعة الكتب الستة ط. دار السلام.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt ... %E3%E1%CA%DE%EC
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/170)
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي صدر أمر خادم الحرمين الشريفين بتعيينه مفتيا عاما للمملكة العربية السعودية ورئيسا لهيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء برتبة وزير - هو من مواليد مكة المكرمة بتاريخ 3/12/1362 هـ.
توفي والده وهو صغير لم يتجاوز الثامنة من عمره في عام 1370 هـ، وحفظ القرآن صغيرا في عام 1373 هـ على يد الشيخ محمد بن سنان، وقرأ على سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم أل الشيخ مفتي الديار السعودية كتاب التوحيد والأصول الثلاثة والأربعين النووية وذلك من عام 1374 هـ حتى عام 1380 هـ، كما قرأ على سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الفرائض في عام 1377 هـ وعام 1380 هـ، وقرأ على الشيخ عبد العزيز بن صالح المرشد رحمه الله الفرائض والنحو والتوحيد وذلك في عام 1379 هـ، وفي عام 1375 هـ و 1376 هـ قرأ على الشيخ عبد العزيز الشثري عمدة الأحكام وزاد المستقنع، وفي عام 1374 هـ التحق بمعهد إمام الدعوة العلمي بالرياض، ثم تخرج منه والتحق بكلية الشريعة بالرياض عام 1380 هـ وحصل على شهادة الليسانس في العلوم الشرعية واللغة العربية منها وذلك في العام الجامعي 1383 / 1384 هـ، ثم عين مدرسا في معهد إمام الدعوة العلمي بالرياض من عام 1384 هـ حتى عام 1392 هـ، وانتقل إلى كلية الشريعة بالرياض التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حيث كان يعمل أستاذا مشاركا فيها، وبالإضافة إلى التدريس بها يقوم بالإشراف والمناقشة لرسائل الماجستير والدكتوراه في كل من كلية الشريعة، وأصول الدين، والمعهد العالي للقضاء التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكلية الشريعة التابعة لجامعة أم القرى بمكة المكرمة، بالإضافة إلى التدريس بالمعهد العالي للقضاء بالرياض، والعضوية والمشاركة بالمجالس العلمية بالجامعة، وفي شهر شوال عام 1407 هـ عين عضوا في هيئة كبار العلماء، وقد تولى سماحته الإمامة والخطابة في جامع الشيخ محمد بن إبراهيم بدخنة بالرياض بعد وفاة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم وذلك في عام 1389 هـ، وفي شهر رمضان عين خطيبا في الجامع الكبير بالرياض، وفي عام 1402 هـ عين إماما وخطيبا بمسجد نمرة بعرفة، وفي شهر رمضان عام 1412 هـ عين إماما وخطيبا بجامع الإمام تركي بن عبد الله بالرياض.
ولسماحته حضور مميز في المحافل العلمية، إضافة إلى المشاركة في الندوات وإلقاء المحاضرات والدروس، وكذلك المشاركة في البرامج الدينية في الإذاعة والتلفاز.
ولسماحة الشيخ أربعة أبناء هم:
- عبد الله ويحضر رسالة الدكتوراه في المعهد العالي للقضاء.
- محمد ويدرس في المستوى السابع في كلية أصول الدين.
- عمر ويدرس في السنة الثانية الثانوية.
- عبد الرحمن ويدرس في السنة الثانية المتوسطة.
ومن الصفات التي اتصف بها سماحة الشيخ عبد العزيز النشأة الصالحة منذ الصغر، والورع والتقوى، والإخلاص، والنصح لولاة الأمر، ولعموم المسلمين، ومحبة الناس، والعطف عليهم، وبخاصة طلاب العلم.
أما التدرج الوظيفي فقد كان على النحو التالي:
1 - مدرس بمعهد إمام الدعوة العلمي في 1/7/1384 هـ.
2 - أستاذ مساعد بكلية الشريعة في 7/5/1399 هـ.
3 - أستاذ مشارك بكلية الشريعة في 13/11/1400 هـ.
4 - انتقل من الجامعة بتاريخ 15/7/1412 هـ لتعيينه عضوا للإفتاء في رئاسة البحوث العلمية والإفتاء بقرار رقم 1/76 وتاريخ 15/7/1412 هـ.
5 - صدر الأمر الملكي رقم 838 وتاريخ 25/8/1416 هـ بتعيينه نائباً للمفتي العام.
وبعد وفاة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله صدر أمر ملكي برقم أ/20 وتاريخ 29/1/1420 هـ بتعيينه مفتيا عاما للمملكة العربية السعودية ورئيسا لهيئة كبار العلماء والبحوث العلمية والإفتاء.
وعن تعاونه المستمر مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فقد استمرت علاقته العلمية مع الجامعة بعد أن انتقل منها، وذلك من خلال التدريس في المعهد العالي للقضاء، ولإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه، وكانت آخر رسالة دكتوراه ناقشها في كلية أصول الدين يوم الأربعاء 26/1/1420 هـ.
المصدر: مجلة البحوث الإسلامية - العدد السادس والخمسون (56) . ذو القعدة - ذو الحجة 1419 هـ محرم - صفر 1420 هـ.
_____________________
المصدر: موقع شبكة سحاب السلفية(1/171)
الملك عبد العزيز آل سعود
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
إن الأمة تتشرف بقراءة سيرة قادتها لأنها تجري في قلوبنا وتسري في دمائنا ومن ضمن هؤلاء القادة بطل المواجهة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود الذي يتعطر التأريخ بذكره وتتجمل الدنيا بخبره لا يمل المنصف من سيرته صال وجال في جزيرة مترامية الأطراف من البحر الأحمر إلى الخليج العربي ومن اليمن إلى الشام وكانت هذه الجزيرة موطناً للقتال والسلب والنهب يسكنها أعراب يعشقون القتال لكن الملك عبد العزيز دخل الرياض في شوال عام (1319هـ) قادماً من الكويت ومعه ستون مقاتلاً من رجاله بعد رحلة عناء ومشقة يسيرون بالليل ويستريحون بالنهار خوفاً من أعين الخصوم لا يريد الاعتداء وإنما يريد استعادة ملك آبائه وأجداده وتحقق له ذلك لأنه يحمل معه قراناً يهدي وسيفاً يحمي فأسس هذا الملك الظافر دولة فتيه تذكرك البأس والشدة والقوة فحول هذه الجزيرة بفضل الله من الضعف إلى القوة ومن التأخر إلى التقدم ومن الجهل إلى الإيمان ومن التناحر والشحناء إلى السلام والمحبه وأسرع الناس يبايعونه بالملك والتفوا من حوله حباً له لأنه أكثر الناس تضحية وأعظمهم جهداً وأسخاهم يداً وأجمعوا على أنه خير من يحكم الجزيرة لأنه ردع الظالم وأصبح الضعيف قوياً لا أحد يعتدي عليه ولصدق نيته انتشر الأمن وكثر الخير وتمسك أبناءه الملوك بسيرة ومنهج القائد العادل والدهم الملك عبد العزيز فحافظوا على هذا الملك لأنهم هم رمز الإيمان وا لأصالة، والتضحية، والوفاء، هدفهم رفعة الدين، وسيظل ملكهم إن شاء اله علماً خفاقاً تعجز قوي البغي عن إنزاله وشهاباً وضاءً تعجز قوي الشر عن إطفائه وهذا الكتيب كتبته عرفاناً ورداً لجميل هذا الملك الصالح ولأبنائه الملوك لقول الله عزوجل:] ولا تنسو الفضل بينكم [ () ولقول الرسول r: ((من صنع لكم معروفاً فكافئوه)) () وقوله r: ((لا يشكر الله من لا يشكر الناس)) () وكما قال الشاعر الحطيئة:
من يفعل الخير لم يعدم جوائزه لا يذهب العرف بين الله والناس ()
وكان عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- يدرس بالحرم والناس جلوس حوله فدخل إعرابي وقال يا ابن عباس قد أحسنت إليك إحسانا فكافئني فقال ابن عباس: ماذا فعلت يا أخا العرب؟ قال: رأيتك عام أول تشرب من زمزم وأصابتك الشمس فظللتك عن الشمس قال: يا غلام! أعطه مائة دينار واكسه حله، فأي معروف أعظم من معروف هذا الملك الذي جعلنا بعد الله نعيش في ظل شريعة عادلة، وفي شهر شوال لعام (1419هـ) يكون مرور مائة عامة على تأسيس المملكة العربية السعودية ونحن في خير وأمن وإيمان وحكم بالشرع وهذا من التحدث بنعمة الله لقوله تعالى:] واذكروا نعمة الله عليكم [ () وقوله تعالى:] وأما بنعمة ربك فحدث [ () وهذه النعمة العظيمة نعيشها الآن بعد أن أصبحت هذه الجزيرة مضرب المثل في توحيد الله والبعد عن البدع والخرافات، وأسأل الله أن ينفع بهذا الكتاب والحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
المؤلف: ناصر بن محمد الهماش آل عاصم
12/3/1419هـ
هاتف: (014117940)
صندوق بريد: 105643 الرياض
الرمز البريدي: 11656
((كلمة العالم الجليل مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ/ عبد العزيز بن باز في الملك عبد العزيز))
"الملك عبد العزيز نفع الله به المسلمين وجمع الله به الكلمة ورفع به مقام الحق ونصر به دينه وأقام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحصل به من الخير العظيم والنعم الكثيرة ما لا يحصيه إلا الله عزوجل ثم أبناؤه بعده حتى صارت هذه البلاد مضرب المثل في توحيد الله والبعد عن البدع والخرافات وهذه الدولة السعودية دولة مباركة وولاتها حريصون على إقامة الحق وإقامة العدل ونصر، المظلوم وردع الظالم واستتباب الأمن، وحفظ أموال الناس وأعراضهم فالواجب التعاون مع ولاة الأمور في إظهار الحق وقمع الباطل والقضاء عليه حتى يحصل الخير" () .
كانت الجزيرة العربية قبل قدوم الملك عبد العزيز لها تفتقد الحكم بالشريعة، فكانت القبائل تطبق قوانين تعارف عليها أهل كل قبيلة وكان أشرافهم يتمتعون بالسلطة المطلقة فالاعتداء والغارة على القبائل المجاورة وسلب أموالهم وقتلهم لا يعتبر إجراماً بل يعتبر نوعاً من البطولة ومفخرة قومية يتحدث بها الركبان والشعراء حتى هيأ الله لها الملك عبد العزيز الذي أرسل لهذه القبائل المندوبين يحذرونهم من خطورة هذا الأمر ويدعونهم للسلام والأخوة وذكروهم بقول الله تعالى:] واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا [ () وبقوله تعالى:] ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم [ () ، ثم خاطبهم بالتي هي أحسن وجادلهم بالكلام الطيب ومع ذلك بدءوه بحروب شرسة انتهت بانتصار هذا الملك العادل لأنه يدعو للتوحيد بأقواله وأفعاله وهدفه إسعادهم لأنه يفرحه ما يفرحهم ويحزنه ما يحزنهم وصدق الله القائل:] فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض [ () وكما قيل: جولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة، ثم بعد ذلك أسس كياناً شامخاً متميزاً متمسكاً بتعاليم الشريعة السمحة وأعاد مجد الإسلام، وساس الناس بكتاب الله وسنة رسوله r، وأصبح الناس إخواناً متحابين كما قال الله تعالى:] واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا [ () ثم طبق الملك عبد العزيز الشرعية وأقام سيف العدالة وحرس طرق الناس فهدأ الناس وأصبحت الجزيرة العربية شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً يسير السائر فيها لا يخاف إلا الله مطمئناً ويحمل المال لا أحد يعتدي عليه لأن السارق والمجرم يعرف أن هناك سيفاً مسلولاً بجانب المصحف إذا اعتدى بتره السيف كما قال الله تعالى:] ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب [ () حياة وسعادة ورغد وأمن لأن الشريعة تجعل الإنسان يعيش رخاء يقول عثمان بن عفان -رضي الله عنه-: "إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن" أي أن الله يردع بالسلطان ما لايردع بالقرآن، وصدق الشاعر أبوتمام عندما قال:
السيف أصدق أنباء من الكتب في حده الحدبين الجد واللعب
لأن بعض الناس لا يرتدع بالقرآن لأن المجرم لو قرأت عليه القرآن فهو مجرم ولكن إذا وجد أميراً وسيفاً ارتدع وخاف غيره فالسلطان ظل الله في الأرض من أهانه أهانه الله، ولهذا فإن الحاكم لابد أن يكون قوياً وقصة أبي ذر مشهورة جاء إلى النبي r وقال يا رسول الله! وليت فلاناً وفلاناً وتركتني ظن أبوذر -رضي الله عنه- أن الرسول r يولي الولاة بسبب حبه لهم فقال الرسول r: ((يا أباذر إنك ضعيف)) () والرسول r ولى رجالاً لأنهم أجدر بالأمر وأقوى في تنفيذ الأوامر وأحسن سياسة، وفي يوم من الأيام كان الملك "عبد العزيز" يسير في الصحراء ومعه موكب من حاشيته يتفقد أحوال البادية فشاهد امرأة ومعها قطيع من الغنم فأسرع إليها وسلم فردت السلام فقال لها الملك "تقومين برعي الغنم وحدك ما تخافين من أحد؟ " () فقالت المرأة ما أخاف وأخو نوره موجود فقال الملك من أخو نوره؟ فردت المرأة أخو نوره الملك "عبد العزيز" ففرح الملك واستبشر لأن البدو وهم في الصحراء في أمن ثم أعطاها الملك حفنة بيده من الجنيهات تغنيها وأهلها عشرات السنين، ولكن انظر إلى دول العالم تعيش حوادث السرقة والسطو والقتل ولعل حادثة انقطاع النور المشهورة عام (1977م) عن مدينة نيويورك حيث اكتشف الناس في الصباح أن آلاف المحلات التجارية والمنازل قد نهبت عن آخرها () ونحن ولله الحمد نعيش في أمن واستقرار فالواجب علينا المحافظة على هذا الأمن ولا يكون هذا إلا بالسمع والطاعة لولاة الأمر والتعاون معهم لأن الأمة الإسلامية إن لم تكن سامعة مطيعة اضطربت واختلت موازينها ويجب أن نحارب ونردع ونكشف كل من أراد العبث بهذا الأمن ونضع أيدينا مع ولاة الأمر الذين تحملوا المصاعب لخدمة الشريعة ونشر الأمن وفعل الخير والحذر كل الحذر أن نسيء لدولتنا التي أحسنت إلينا ولا نكون كما قال الشاعر:
أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني
لأن بعض الناس وللأسف يتنكرون لبلادهم وولاة أمرهم ويُسيئون الظن بهم وعميت أبصارهم عن النعم العظيمة التي يعيشونها في بلادهم وسبب ذلك تأثرهم بأفكار وافدة من جماعات متشددة وعندها غلو في دين الله.
إن طبيعة الملك عبد العزيز كانت تؤهله للزعامة عن جدارة واقتدار كان مهيباً قوياً -يرحمه الله- وكان عنده التوكل على الله في كل شيء وهذا هو الذي أبرز طاقات "الملك عبد العزيز" وأظهر مواهبه وكشف النقاب عن عظمته وعبقريته وهيبة "الملك عبد العزيز" نابعة من قوة نفسه قبل أن يكون مصدرها قوة جسده ولهذا كان يحاسب نفسه ويبكي خوفاً من الله ولهذا كان دائماً يرفع يديه إلى الله ويقول: "اللهم إن كنت أريد نصرة دينك فأمدني بعونك وسددني ووفقني وإلا فلا تسلطني على أحد من خلقك" () ويقول للناس قولوا: "آمين" فيقولون: "آمين" قال: هذا الدعاء لأن نيته صادقة، ولهذا وفقه -الله- فافتتح بذلك تاريخاً واستهل حضارة وأنشأ حكومة ورتب لها دواوين ونظم أصول القضاء وأسس دولته على الإيمان فالعدل والرحمة والفطنة صفات متمكنة فيه لأنه متمسك بها في أقواله وأفعاله ولهذا سجل لاسمه مجداً قوياً وأصبح أحد عظماء التأريخ وأصبح بين السياسيين في القمة وأحد مفاخر الإسلام ونية الملك عبد العزيز مشهورة أنها نية صدق هدفها الدين لا رياء فيه، وفيه قصة حقيقية سمعتها من أشخاص من جماعتي وهي أن محمد بن رشيد لما رأى قصر آل سعود بالرياض مهدوم وكان محمد بن رشيد عاقلاً حليماً صريحاً سأل محمد بن رشيد أحد حاشيته أترى هذا البيت يقوم ثانية فقال الرجل: لا، يا الأمير فقال: محمد بن رشيد والله يا بعد حيي إنه سيقوم وستسمع لبنة طينة لأن آل سعود يا بعد حيي نيتهم صادقة وبُهم دين صحيح () .
والقصة الثانية مشهورة وهي معركة السبلة التي فيها كرامة "للملك عبد العزيز" تدل على صدق نيته لأنه حذر الجيش الذي يريد قتاله وقال لهم: مالكم وللفتنة ولكن خصومه جمعوا الجيوش من كل مكان وجمع "الملك عبد العزيز" جيشه واستعان بالله وكانت المسافة بين الجيشين قريبة واحتمى خصمه بالمتاريس ولما قامت المعركة أخذ الخصوم يرشقون جيش "الملك عبد العزيز" بالبنادق وكان كثيراً من جماعتي الذين حضروا المعركة مع "الملك عبد العزيز" يحدثوننا ويقولون: والله ثم والله إن رصاص الخصم لا يصيب أحداً من جيش الملك عبد العزيز بل نراه يذهب من فوق الرؤوس ويطيش في السماء ورصاصنا نحن الذين مع "عبد العزيز" يقع في جموعهم ويفرقهم ويصيبهم بالذعر وعدم الثبات () قالوا: حتى إننا سمعنا "الملك عبد العزيز" يدعو ويقول: "اللهم لك الحمد من اعتمد عليك نصرته ومن حاربك خذلته ومن خاصمك أهنته ومن فوض الأمر إليك كفيته" () .
الملك عبد العزيز ظهرت عليه مخايل الفروسية في باكورة صباه () وتمرس على الخشونة والمصاعب وهو في البادية فلما تولى القيادة أصبح يتميز بقوة جسدية فائقة جريئاً على الموت لايخشى أي مقاتل مهما كانت قوته ولا أحد يتمنى منازلته في ميدان المعركة يملك ثقافة عسكرية تدل أنه بطل مغوار ينفع الجيش الذي هو فيه بإيمانه وشجاعته وذكائه وحماسه وتضحيته ويعزز الطمأنينه والثقة في صفوف جيشه ويعرف كيف يهجم في الوقت الملائم وكيف يحتال على خصمه وكيف يوهن عزمه ويعرف كيف يسير الجيوش فشاع في الدنيا صيته وشجاعته وعلا في التأريخ اسمه واقترن اسمه بالنصر حتى خاف وفزع الخصوم منه لأنه قائد عملاق فنان محارب مقدام نابغة في فنون الحرب والانتصار والدليل على ذلك أنه قمع أخطر الفتن في الجزيرة العربية من أقصاها إلى أقصاها وحطم كبرياء خصومه وكسب المعارك الحاسمة التي لا تحصى حتى من شجاعته النادرة إنه لا يجاري خصومه في السباب لأنه خير من يعلم بأن النخوة لا تتيح للفارس أن ينال من خصمه بغير الحسام والإقدام في الميدان وتلك مزية البطل الهمام تدل على سلامة الصدر من الحقد على الخصم بعد الفراغ من القتال وقصة أمير المجمعة عبد الله بن عسكر مشهورة لأنه مع ابن رشيد ومُعارض "للملك عبد العزيز" لما فتح الملك عبد العزيز بريدة وجاء ابن عسكر لمقابلة الملك عبد العزيز والسلام عليه والاعتذار منه فظن الناس أن الملك عبد العزيز سوف يرده ويبطش به ولكن الملك عبد العزيز رحب به وقال له: "وفاؤك لمبدئك من ابن رشيد زاد من قيمتك عندنا اذهب فأنت أمير على المجمعة" () إنها الشجاعة وكظم الغيظ والعفو عند المقدرة، فعل "الملك عبد العزيز" هذا الأمر لأنه يقرأ قول الله تعالى:] فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم [ () ومن شجاعة الملك عبد العزيز وجرأته لما طغت الدولة العثمانية "الترك" شمر عن ساعديه وهاجمهم بكل قوة في "الأحساء" وهم أكثر منه عدداً وعدة فهزمهم في عقر دارهم وكسر شوكتهم وأدخل الرعب في قلوبهم ونزع منهم ملك آبائه وأجداده، كما قال الشاعر "حويدي العاصمي" في قصيدته:
حول على حمر الطرابيش بحبال مثل الهبيل اللي من العقل خالي
أنا أشهد إنه يا رجاجيل رجال يلوي ولا تلوى عليه الحبالي
مهبول يا باغي من الحكم مثقال وعبد العزيز مساعفته الليالي () .
فقال الملك عبد العزيز مداعباً "حويدي" أنا معزي جعلتني مهبول، يا حويدي! فقال حويدي: والله يا طويل العمر ما يفعل شجاعتك إلا مهبول فضحك الملك عبد العزيز وأمر بإعطائه مالاً () .
والشاعر حويدي من قبيلة آل عاصم من قحطان وأمير قبيلة آل عاصم الزعيم والفارس والداهية فيصل بن حزام بن حشر الذي له أيادي بيضاء ومواقف مشرفة في عهد الملك عبد العزيز وهو من المقربين الذين يستشيرهم ويستأنس برأيهم الملك عبد العزيز.
كانت الحرب في الجزيرة العربية لا تعلن إلا بموافقة الملك عبد العزيز وهو الذي يرسم الخطط ويوجهها التوجيه الموفق الحسن وكانت القيادة العليا للجيش والانطلاق للقتال منوطة () "للملك عبد العزيز" نفسه لأنه قائد ملهم حذر يستقصي دائماً أحوال الخصم ولا يهجم إلا بعد التثبت من النصر والأمن من الكمين وكان يدرب جيشه على مقاسات الجوع والعطش وقطع الصحاري القاحلة حتى إذا اشتبك مع الخصم انقض عليه انقضاض الأسد على الفريسة وكان يوصي الجيش بعدم الاعتداء على أحد وأن هدفه نشر الدعوة إلى الله ونشر السلام بين القبائل واستقرار الأمن في ربوع الجزيرة ونبذ النزاع والقتال بين القبائل وكان في جيشه كوكبة من الأمراء من إخوانه وأبناء عمومته وأبناءه كل واحد منهم يقدم روحه قبل جسده فداء له حافون به عن يمينه وشماله ومن أمامه ومن خلفه وأما بقية جيشه فهم دائماً متأهبين للقتال والحرب بإشارته ويقدمون أنفسهم وأموالهم وسلاحهم ورواحلهم تحت أمره وعند طلبه ويرتكبون المخاطر في سبيل نصرته لأنه يعلمون أن "الملك عبد العزيز" وأسرته المباركة كشجرة طيبة المنبت ثابتة الأصول مباركة الثمار دائمة الإدرار.
وقال خير الدين الزركلي: "الملك عبد العزيز" استلم ملكاً ضائعاً فجمعه وبلاداً خربة فعمرها وشعباً جائعاً ففاض بين يديه الرزق فهو ليس رجلاً عظيماً فحسب ولكنه رجلاً مبارك فقد كان ما بينه وبين الله عامرا () "والملك عبد العزيز" أسس حكمه على تقوى من الله وهذه شهادة حق لا يجوز كتمانها كما قال الله تعالى:] ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه [ () .
كانت القبائل في الجزيرة لها قادة وهو شيخ القبيلة ويرجعون إليه في أمورهم وكل من قدم كرماً أو شجاعةً أو تسلط بالقوة رضوا به رئيساً () وصار هو قائد القبيلة ويكون هو صاحب النفوذ الأكبر وسلطته هي النافذة ويقضي بما يشاء ولا أحد يلزمه برأي ولا يذكره بحكم شرعي بل لا حل عنده إلا القوة والسيف وأمره مطاع وهو المصدق عند جميع القبيلة وكل من عصاه طرد من القبيلة ووصفه الجميع بأنه متمرد وعيروه بالانشقاق فتذمر الناس من هذا الظلم والحكم الجائر وسارعوا إلى "الملك عبد العزيز" ليخبروه بالأمر فأرسل الملك عبد العزيز أهل العلم والحكمة ليعلموهم الشريعة التي فيها المساواة وفيها العدل وذكروهم بالقرآن والسنة وسيرة الصحابة وأنه يجب عليهم الحكم بما أنزل الله كما قال الله تعالى:] وأن أحكم بينهم بما أنزل الله [ () وقوله تعالى:] أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون [ () وذكروهم بأن حكم الله هو أحسن الأحكام وبه صلاح الأمة وسعادتها، وبعد المداولة والنقاش اقتنع قادة القبائل وذهبت عنهم الكراهية والبغضاء التي كانت كامنة في صدورهم وذهب قادة القبائل إلى "الملك عبد العزيز" () يضعون أيديهم في يده فرحب بهم وجعل كل واحد منهم أمير على قبيلته وكل واحد منهم هو المسئول عن قبيلته واشترط عليهم الحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ووصاهم بالعدل وإرضاء كل أهل القبيلة رجالاً ونساءً ووصاهم برحمتهم وعدم المشقة عليهم وعدم تكليفهم ما لا يطيقون وأرسل معهم قاضياً وإماماً يقيم لهم الصلاة جماعة ويبينون لهم حدود الله وأحكامه ويتفقدون أحوال الفقراء والمساكين ويتفقدون أمور البيع والشراء ونقص المكيال والميزان ومن ثم يرفعون ما أشكل إلى "الملك عبد العزيز" الذي هو الحاكم التنفيذي عليهم جميعاً وأمراء القبائل تابعين له () .
كان الملك عبد العزيز جواداً سخياً كثير الهبات وكان عطاؤه عطاء من يثق بالله ولا يخشى الفقر يكرم الضيوف والوفود ويستقبلهم ببشاشة ويتصدق بكثرة لأن الصدقة تدفع البلاء وكان سريع العطاء جزيله محباً لفعل الخيرات عفيف البطن والفرج يصل إليه المحتاج بيسر ويكلمه وقد أنشأ قصراً عظيماً يسمى "ثليم" () بالرياض فيه من الخدم الكثير ومن الأواني ما لا يعد ولا يحصى يتوافد الناس على هذا القصر من كل مكان يوضع الطعام من التمر في الصباح والغداء من الظهر إلى العصر والعشاء من العصر إلى العشاء من اللحم والرز ومن جاء أكل ثم ذهب على مدار السنة كلها صيفاً وشتاء والناس خلق كثير لا تسمع منهم إلا الدعاء للملك بثبات الملك وهناك قصة سمعناها من كبار السن المعاصرين "للملك عبد العزيز" "أنه لما فتح الأحساء وجد مالاً كثيراً فأمر خادمه شلهوبا أن يوزع المال على الجيش وتم توزيع المال ولكن شلهوبا استأذن الملك أن يُبقي بعض المال احتياطاً إذا دعت إليه الحاجة فغضب "الملك عبد العزيز" وقال وزعه كله لا يَبقى شيء أنا أريد ملك ما أريد تجارة: وتم توزيع ذلك المال كله ولم يُبقِ منه شيئاً" () وكان سريعاً في مساعدة المريض الضعيف واليتيم والشيخ الكبير وذي العيال الكثير والأرملة الوحيدة وكلما قربك منه وأعطاك من المال وطمعت فيه كلما ازدت منه هيبة.
كان الملك عبد العزيز كثير العفو حليماً رحيماً رقيق القلب نقي السريرة يحب أن يصفح عن خصومه ويحب أن يأتي الرجل إليه فيعتذر فإذا اعتذر بادره بالمغفرة لم ينتصر لنفسه إذا جاءه خصومه يعتذرون قابلهم بالبشاشة ويرحب بهم ويلاطفهم () ويمنحهم بره ومعروفة وكرمه ويصالح خصومه بعد أن هزمهم ويقربهم وينزلهم منازلهم من التقدير والاحترام وتوزيع الهدايا عليهم ويضع لهم مكانا في مجلسه فأصبح خصومه من أنصاره بسبب تسامحه وعفوه وربما عاهده خصمه ثم غدر به ومع ذلك يقابله بالعفو ونسيان الماضي بل إن الملك عبد العزيز ربما هزم بعض خصومه وأصابه بجروح وأصبح الخصم لا يستطيع الهرب فيأتيه "الملك عبد العزيز" ويزوره في خيمته ويسلم عليه ويأمر طبيبه الخاص أن يعالج خصمه وهذا لا يفعله إلا العظماء وصاحب القلب السليم.
والملك عبد العزيز ربما قبض على بعض خصومه ووقعوا في الأسر ومع ذلك يعفو عنهم ويكرمهم ويقربهم حتى يحبوه ويكونون من ضمن جيشه وجلسائه لأنه يتبع هدى الرسول r مع الأسرى وقصة ثمامة بن أثال سيد بني حنيفه لما () وقع في الأسر وربطوه بسارية من سواري المسجد خرج إليه النبي r فقال: ماذا عندك يا ثمامة؟ فقال: عندي خير يا محمد! إن تقتلني تقتل ذا دم وإن تُنعم تُنعم على شاكر وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت، فتركه الرسول r وذهب وأوصى الصحابة بإكرامه وإعطاءه حليباً من ناقته وفي اليوم الثاني قال الرسول r أطلقوا ثمامة فأطلقوه فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، يا محمد! والله ما كان على الأرض وجه أبغض إليّ من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إليّ ودينك أحب الدين إليّ وبلدك أحب البلاد إليّ وهذا يدل على أن العفو والإحسان يزيل البغض ويثبت الحب، أما إذا غضب على بعض الخدم أو الحرس أو الرعية ثم أدبهم بما يراه فإنه سريع ما يرضى ويغمرهم بعطايا تنسيهم ما حصل لأنه في عتبه لطيفاً وفي لومه عفيفاً فهذا الرسول r: ((يوم حنين زاحمت ناقة أبورهم الغفاري ناقة رسول الله r فأوجعت الرسول r فقرع الرسول r قدم أبورهم بالسوط وقال له الرسول r تأخر عني أوجعتني وبعد قليل دعاه الرسول r وأعطاه ثمانين نعجة وقال له: هذه عوض عن الضربة)) () ، ((وهذا أبوبكر الصديق -رضي الله عنه- لما ضرب رجلا بخطام لأنه دخل عليه بدون إذن وهو يوزع الصدقة وقد نهاهم عن الدخول فلما فرغ أبوبكر من تقسيم الصدقة من الإبل دعا بالرجل فأعطاه الخطام وقال: اقتص مني فقال عمر بن الخطاب: والله لا يقتص لا تجعلها سنة كلما أدبنا أحداً يقتص منا فقال أبوبكر: فماذا أفعل؟ قال عمر: أرضه فأعطاه أبوبكر راحلة وقطيفة وخمسة دنانير فأرضاه بها وذهب الرجل مسروراً بها)) () "وعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لما ضرب إياس بن سلمة بالدرة لأنه كان معترضاً في طريق ضيق وقال له عمر أبعد عن الطريق يا ابن سلمة ثم رآه عمر بعد الحول وقال له: هل تريد الحج يا ابن سلمة هذا العام؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، فأخذ بيده حتى دخل البيت وأعطاه ستمائة درهم وقال له: يا ابن سلمة اعلم أنها عن الضربة فقال إياس يا أمير المؤمنين ما ذكرتها حتى ذكرتنيها فقال عمر أنا والله نسيتها" () .
كان الملك عبد العزيز سياسياً من الطراز الأول مُدَبِّراً للأمور يحسن إقناع خصومه وقد مكنه دهاؤه وحكمته وتدبيره من انتشار ملكه وترسيخه وصموده أمام الشدائد واثقاً بالله لا يهن ولا يجزع لم يتزعزع ولم يضعف ولم يستسلم بل ولم يهدأ حتى تمكن من الوصول إلى مراده وهي السيادة وتوسيع نطاق ملكه، وكان ماهراً في إخفاء مقاصده لا يستفز جيرانه الأقوياء، ومن فراسته المشهورة أنه لما جاءه فيصل الدويش أمير فرسان مطير () البارزين يعاهده على الوفاء وعدم الغدر أمام جيش الملك عبد العزيز فلما ابتعد فيصل الدويش عن المعسكر صار يلتفت بكثرة إلى الخلف إلى جيش الملك عبد العزيز فقال الملك عبد العزيز للحاضرين من حاشيته: إن الدويش نكث العهد فقال الحضور وكيف عرفت ذلك أيها الملك فقال الملك عبد العزيز: التفت إلى معسكرنا لأن التفاته يريد معرفة عددنا وسلاحنا وقوتنا واستعدادنا وفعلاً ما أن وصل إلى معسكره إلا وقام بقتال الملك عبد العزيز ومع ذلك كان الملك عبد العزيز يبالغ كثيراً في إكرامه، وتأليف قلبه، وينزله منزلته وله النصيب الأوفر من الهدايا والاحترام والتقدير، "ومن دهاء الملك عبد العزيز أن إحدى القبائل بلغه عنها وتأكد أنها غدرت ونكثت بيعتها له ثم جهز جيشه وذهب إليها ليعيدها إلى السمع والطاعة وأخبروه حاشيته أن هذه القبيلة أكثر منه عدداً وعدة فاستشار أصحاب الرأي من جيشه فقال بعضهم نرجع فقال الملك عبد العزيز لا، لو علموا لطاردونا وقال بعضهم نقاتلهم فقال الملك لا لم يطمئن قلبي للقتال، فقال الملك عبد العزيز: الرأي اذهب يا فلان لشيخ القبيلة وقل له إن الملك عبد العزيز قادم يطلب الزواج من إحدى بناتك فإن تم فالحمد لله وإن لم يتم رجعنا من رحلة القنص إلى الرياض وذهب مندوب الملك عبد العزيز وأخبر شيخ القبيلة بطلب الملك عبد العزيز فوافق شيخ القبيلة وقال مرحباً به الزواج هذه الليلة وتم الزواج وصارت القبيلة وشيخها من أنصار الملك عبد العزيز بفضل الله ثم دهائه وحسن سياسته" () ، ومن فراسته أنه سأله أحد حاشيته عن أحد خصومه هل تحبه فقال الملك عبد العزيز أحبه وأبغضه فقال الحضور: كيف ذلك أيها الملك فقال الملك: "أحبه لأنه علمني صديقي من عدوي" () وكلام الملك عين العقل لأن الحروب والأزمات تعلمك الذي يقف معك ويذب عنك بيده ولسانه وتعلمك الذي لا يهمه الأمر كأنه لا يعنيه وهذا واضح أنه ضدك ولكنه متحفز ينتظر الفرصة ليغدر، والواجب أن نكون مع الدولة بقلوبنا وسلاحنا وأموالنا في الشدة والرخاء، ويروى أن الحسين بن علي -رضي الله عنهما- قابل الشاعر الفرزدق في الطريق فسأله الحسن عن حال الناس في الشام هل هم معه أم ضده فقال الفرزدق: قلوبهم معك وسيوفهم عليك والنصر في السماء () .
أما نحن ولله الحمد فإن الشعب السعودي الوفي قلوبهم وسيوفهم وأرواحهم فداء لهذه الدولة المباركة دولة آل سعود العادلة.
الملك عبد العزيز اشتهر بأنه صارم () وحازم ربما يعزل بعض الولاة وهذا يسمى في العصور الحديثة بالسياسة العليا وهو يحب الصراحة ولا يعرف الرياء والمجاملة مع ولاته بل يقول للمحسن: أحسنت وللمسيء أسأت ولا يخاف في الله لومة لائم وهذه القوة ينتفع الناس بها وهو قادر بفطنته وهيبته وصفاء ذهنه على تقويم من يحيد عن الطريق ويجترئ على النظام ولا يستطيع أحد أن يخدعه ويكره التثاقل في العمل ويحب الإنجاز وربما غضب على الوالي من كبار الولاة وعزله لمصلحة رآها بعد أن اجتهد في أمره وهو يسير في هذا على نهج الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- فقد كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كثير المحاسبة لأمرائه على البلدان وعزل بعضهم حينما رأى المصلحة في ذلك وهم من كبار الصحابة مثلما عزل سعد بن أبي وقاص عن الكوفة من غير عجز ولا خيانة ولكن لمصلحة ظهرت لعمر في ذلك، ومثلما عزل خالد بن الوليد -رضي الله عنه- وهو أشهر قادة الإسلام في زمانه وقال عمر: والله ما عزلت () خالد لخيانة ولكن الناس فتنوا به وأحببت أن يعلم الناس أن النصر من الله وقال له عمر: يا خالد والله إنك عليّ لكريم وإنك إليّ لحبيب () وقال خالد ابن الوليد -رضي الله عنه- في مرض وفاته لأبي الدرداء إن عمر ابن الخطاب كان يريد الله بكل ما فعل وكان يغلظ على غيري مثل غلظته عليّ ولا يبالي قريباً ولا لوم لائم في غير الله () ، وعزل عمر -رضي الله عنه- زياد بن أبي سفيان عن ولاية العراق وعزل عمر أبا هريرة عن البحرين وعزل عثمان بن عفان -رضي الله عنه- القائد المشهور عمرو بن العاص -رضي الله عنه- عن مصر، وكان الملك عبد العزيز يرسل الثقات من خاصته يتجولون في أسواق كل منطقة ويخبرون الناس أن من له مظلمة من أمير أو قاض أو شيخ قبيلة أو غيرهم فليتقدم إلينا وهذا من حرص الملك عبد العزيز على براءة ذمته () .
والملك عبد العزيز لا يخاف منه الضعيف بل يخافه من يُخوف الضعيف، وليس أقرب للملك عبد العزيز من أبنائه أحد ولقد ساوى الملك بين أبنائه وسائر المسلمين فبلغ بذلك مبلغ البطولة في هذه الصفة النادرة بين حكام الدول.
الملك عبد العزيز في بيته يعجز أهل التربية أن يعملوا كطريقته مع أهله وأولاده فالملك عبد العزيز في بيته أب رحيم اشتهر بالعطف على صغار أبنائه والمودة للكبار ويحب مداعبة الجميع وملاعبة الصغير ويجلسه على فخذه ويقبله ويمازحه يجتمع مع أبنائه يومياً ويكون سعيداً متهللاً عندما يراهم عن يمينه وشماله ومن أمامه متحلقين حوله ويكون فخوراً بأشباله الشجعان وكان يطوف على أقربائه من أرحامه وإخوانه وأخواته يصلهم ويبرهم () وهو مشهور بذلك ويتفقد زوجاته ويسأل عن حاجاتهن وكان مشهوراً بالعبادة والتهجد في بيته كثير الخيرات والعبادات يحب الخلوة في العبادة خاصة بالليل وسميرة القرآن الكريم وله أذكار في الصباح والمساء لا يتركها، كلها من القرآن والسنة على منهاج النبوة وكان يتفقد أبناءه في الصلاة ويتابعهم ويوزع عليهم المصاحف في صلاة الفجر ووضع لهم المؤدبين يعلمونهم القرآن والسنة والصدق والأدب ومكارم الأخلاق وإحياء السنن وإماتة البدع حتى الجواري والخدم كان يحرصهم على الدين والصلاح والأمانة ويرسل لهم من يعلمونهم العقيدة والتوحيد وقصار السور من القرآن ويعلمونهم السنة والسيرة النبوية، والملك عبد العزيز أدب أولاده فالصغير يحترم الكبير ولا يتقدم عليه ولا يجلس قبله ولا يمشي أمامه، والملك عبد العزيز علمهم حسن الجلوس إذا كان الرجل من آل سعود في مجلس يتقدم الكبير في صدر المجلس ويتأخر الصغير ولو كان ابن الملك لأنه حسب كبر السن وليس حسب قرب نسبه من الملك وهذا هو سبب تماسك الأسرة الحاكمة.
والملك عبد العزيز له أولاد كثير لأنه تزوج من النساء الكثير مستمد ذلك من كتاب الله تعالى القائل:] فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع [ () .
وإحياء لسنة الرسول r القائل: ((تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة)) () ثم هدف الملك عبد العزيز في تكثير الأولاد حتى يحملوا رسالة التوحيد والعقيدة ويحمونها من المخرفين وهدفه الحفاظ على ملكه من بعده الذي فيه عز الإسلام والمسلمين وهاهم ولله الحمد أولاده العظماء يسيرون على منهاج العقيدة الصافية وتحكيم الشرع وإثبات الأمن ونشر الخير والقضاء على الشر، وجعلوا هذه الدولة بفضل الله ثم جهودهم كالسفينة الصالحة المحملة بالخيرات، والكنوز وبها الاستقرار السياسي والاقتصادي وكل من أراد إغراقها أو نهبها وجد فيها حكم الله القرآن والسنة والسيف فعلم أنه لا يقدر على العبث فيها فخاف وارتدع وولى هارباً ولله الحمد.
الملك عبد العزيز يعلم أن الجزيرة العربية لها خصوصيتها ومكانتها فيها البيت الحرام والمسجد النبوي فجعل النظام لا يخرج من العقيدة الثابتة ولا عن الشريعة المقررة وجعل هذه المملكة العملاقة المحروسة نظامها الشرع لا يحيد عنه بل يتبع القرآن والسنة وأقوال وأفعال الصحابة الكرام وطبق قول الله تعالى:] الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وأتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهو عن المنكر [ () وأسس نظام الشورى الإسلامي فيتشاور قبل البت في الأمر مع أهل العلم والمعرفة والخبرة والتخصص فيما يحتاج إلى التشاور أما نظام الانتخاب الحر فهو لا يصلح لأن دولته تمثل العالم الإسلام وفيها الحرمين الشريفين وفيها التعاليم الإسلامية قائمة وفيها الاستقرار والأمان والمسلمون فيها كلهم يعيشون أعزاء أحراراً يؤدون عبادة الله في الحرمين وكل المساجد بكل حرية، والسبب بعد الله لأن الشريعة الإسلامية هي نظامها وهويتها والإسلام هو نظامها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ولأن الشريعة فيها دستور متكامل ويكفيها القرآن والسنة ففيهما العدالة وفيهما نظام الحكم وكل شيء.
والملك عبد العزيز لما جاء للجزيرة طهرها من رجس الشرك والخبث والظلم حتى سادها الطهر والصفاء.
والملك عبد العزيز نظم أمور الدولة فجعل أولاده هم الخلفاء بعده لأن أولاده الملوك اشتهروا بالتدين والأمانة والقوة والغيرة على قضايا الأمة الإسلامية وحبهم لإقامة الشرع ودفع الظلم ولأن الملك عبد العزيز دائماً يرجع للقرآن الكريم والسنة النبوية فهذا نبي الله موسى -عليه الصلاة والسلام- قال:] واجعل لي وزيراً من أهلي، هارون أخي، اشدد به أزري وأشركه في أمري [ () فقال له الله تعالى:] سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا [ () .
واستأنس الملك عبد العزيز بسنة الخلفاء الراشدين الذين أوصى النبي r بسنتهم من بعدهم وأبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أولهم وأفضلهم جعل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- خليفة من بعده فأثبت المسلمون إمامته وبايعوه ولم ينكروا ذلك ثم إن نور الدنيا وهم العلماء الكبار أهل الحل والعقد سارعوا بالبيعة بأن يكون ولاية العهد لأبناء الملك عبد العزيز امتثالاً لقول الله تعالى:] يا أيها اللذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم [ () .
والعلماء في هذه البلاد السعودية يسيرون على منهج الاعتدال منهج أهل السنة والجماعة عندهم رسوخ في العلم وحكمة وتعقل وثبات على الحق لا تهزهم الأفكار السياسية المتهورة الحزبية التي هدفها الوصول للحكم بأي وسيلة ولو كانت بالفتن والعلماء هنا ولله والحمد لا تجد فيهم الشعارات البراقة التي تحمل الغلو والاندفاع والتعدي على النظام باسم حرية الكلمة أو باسم الإصلاح أو باسم لجان وحقوق مزعومة كاذبة لها فحيح كالأفعى تسعى للكرسي وتحمل أفكاراً مُضلله واتجاهات منحرفة ثورية يلهثون خلف هذا الفكر ويروجون له وزين لهم الشيطان ذلك كما قال تعالى:
] فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور [أما علماء التوحيد أهل العقيدة الصادقة والمنهج الواضح الصحيح فإنهم ولله الحمد يعلمون أن في رقابهم بيعة على السمع والطاعة في العسر واليسر ويرفعون أصواتهم في كل مكان ويذكرون حدثاء الأسنان من الشباب بقول الرسول r: ((من حمل علينا السلاح فليس منا)) () ،رواه الشيخان وقوله r: ((من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية)) () رواه مسلم، وقوله r: ((من أطاع الأمير فقد أطاعني ومن يعصي الأمير فقد عصاني)) () رواه مسلم، وقوله r: ((وإذا رأيتم من ولاتكم شيئاً تكرهونه فاكرهوا عمله ولا تنزعوا يداً من طاعة)) () رواه مسلم، والعلماء الكبار ولله الحمد يناصحون الحكام بأدب واحترام وإنزال الملوك منزلتهم هدفهم النصيحة ليس هدفهم الاستفزاز بل هدفهم التعاون معهم على الخير ونصيحتهم على منهج أهل السنة والجماعة وهي قول الرسول r: ((من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية وليأخذ بيده فإن سمع منه فذاك وإلا كان أدى الذي عليه)) () رواه أحمد، والحاكم، والبيهقي، وابن أبي عاصم، نعم إن الرسول r ما ترك خيراً إلا دلنا عليه ولا شراً إلا حذرنا منه، والنصيحة تكون بالمكاتبة والمهاتفة سراً لا يعلمها إلا الله لأن المؤمن ينصح ويستر والمنافق ينصح ويفضح هدفه الشهرة والجمهور، وصدق الإمام الشافعي كما يروي عنه أنه قال:
تعمدني النصيحة في انفرادي وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع من التوبيخ لا أرضى استماعه
فإن خالفتني وعصيت أمري فلا تجزع إذا لم تعط طاعة ()
وقول الشاعر الحطيئة () :
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم
من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
أما من خالف أهل السنة والجماعة وأصر على البلبلة والتشهير والفوضى والتهييج والإثارة وشحن الشباب المتحمس ليجعلونهم جيلاً فوضوياً متهوراً يسعون مع كل راية عمياء ويسمعون لكل صوت ناعق ولو كان لنار الفتنة ويحرضونهم على عدم السمع والطاعة لولاة أمرهم ويحثونهم على استنقاص ولاة الأمر في المجالس والمنابر فلا شك ولا ريب أن هذا الفكر يسبب الثورات والفتن ويهدم ولا يبني: "لأن زمن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- لما أنكر الناس عليه جهرة تمت الفتنة والقتال وقتل جمع كثير من الصحابة وقتل عثمان -رضي الله عنه- بسبب الإنكار العلني" () ولهذا يقول الرسول r: ((من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم ويفرق كلمتكم فاقتلوه)) () رواه مسلم، لأن الذي يسعى لتغيير الأمور بالعنف والشدة والاغتيالات والتفجير وإحراق المحلات وتكفير المسلمين بالمعاصي وهم لم يستحلوها يعتبر على منهج الخوارج ومنهج التكفير والرسول r أوصى بقتل الخوارج وقال عنهم: ((إنهم يمرقون من الإسلام ثم لا يعودون فيه لأن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد)) () .
ولهذا قال إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل -رحمه الله-: (من خرج على إمام من أئمة المسلمين فقد شق عصى المسلمين وخالف الآثار عن رسول الله r ولا يحل قتال السلطان ولا الخروج عليه فمن فعل ذلك فهو مبتدع) () .
وقال الإمام النووي في شرحه لمسلم: (وأما الخروج على الأئمة وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين وإن كانوا فسقة ظالمين) () .
وقال مالك بن دينار: إنه جاء في بعض كتب الله: (أنا الله مالك الملك قلوب الملوك بيدي فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة، ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة) () .
وقال سماحة العالم الجليل مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن باز: (وعلى الدولة أن يحاسبوا من حاد عن الطريق حتى يستقيم وهذا من باب التعاون على البر والتقوى ولا يترك الحبل على الغارب فقد يتكلم ناس ينشرون الشر والفتن ويُفرقون بين الناس بغير حق ومن غلط ينبه على خطأه ويوجه إلى الخير فإذا عاند فللدولة أن تعمل معه من العلاج أو التأديب أو السجن ما يمنع العناد إذا عاند الحق وعاند الاستجابة وإذا منع أحد أو وقف أحد لأجل أنه أخطأ في بعض المسائل حتى يتأدب ويلتزم فهذا من حق ولاة الأمر) ، "شريط بيان عقيدة أهل السنة والجماعة وهو مسجل وموجود" ثم لو أن الحاكم اجتهد وأعطى أشخاص مالا لمصلحة رآها ومنع أشخاصا من المال لمصلحة، فالواجب السمع والطاعة لقول الرسول r: ((إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها قالوا يا رسول الله فما تأمرنا قال: تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم)) () رواه البخاري ومسلم، ومعنى أثرة أي الانفراد بالشيء من أمور الدنيا واختصاص الأمراء بالدنيا ومنع حقك وقال الرسول r: ((تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع)) () رواه مسلم، وقول الرسول r: ((من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر فإن من فارق الجماعة شبراً فمات فميتته جاهلية)) () رواه البخاري ومسلم، وقال سماحة الشيخ محمد الصالح العثيمين: "بيان الحق فرض كفاية لا يقتصر على أحد والحق لا يعلق بأشخاص لو علقنا الحق بأشخاص مات الحق بموته، الواجب أن تتعلق بالحق والناصح هو الذي يتكلم ليصلح الأوضاع لا ليغيرها والله لو قال لي ولي الأمر لا تخطب ولا تنصح ولا تتكلم ولا تدرس ولا تصلي بالجماعة ما عارضت بل أقول سمعا وطاعة فإذا رأى ولي الأمر أن يمنع أشرطة سماحة الشيخ بن باز أو ابن عثيمين أو فلانا لقلنا سمعاً وطاعة، الإمام أحمد بن حنبل يضربه المأمون، بالسياط ويُجر بالبغلة ويُضرب حتى يُغمى عليه ويقول لو أعلم أني لي دعوة مستجابة لصرفتها للسلطان وكان يدعو المأمون بأمير المؤمنين والمأمون صاحب بدعة عظيمة يقول بخلق القرآن" () .
عاش الملك عبد العزيز في بلاد نجد التي كانت فيها البداوة متفشية () والعلم بالقراءة والكتابة قليل جداً وكانت الصعوبات جمة لإفهام الناس ولرجاحة عقله سايس الناس بحكمه وحرك عجلة التعليم بكل ما استطاع وحاول أن يبسطه للناس ليدخله في عقولهم لأن هدفه محاربة الجهل والجمود والأخذ بكل جديد من مستجدات العصر بشرط أن يكون مفيداً ولا يخالف الشرع ولا التقاليد العربية الأصيلة الموافقة للشرع الحنيف ولهذا قاد الملك نجاح التعليم بسرعة لم يتوقعه أحد لأنه يحمل تفاؤلا منقطع النظير وطموحا قوياً حتى أنه استطاع إقناع أهل البادية أن يسكنوا الهجر ويستفيدوا من خطبة الجمعة ومن القرب من أهل العلم الذي يوضحون لهم الدين ويحذرونهم من البدع والخرافات ويعلمونهم صفاء العبادة الخالصة لله وحرص الملك على إنشاء مدارس، وتعاقد مع مدرسين من بعض الدول العربية الإسلامية واهتم كثيراً بمن يحملون العقيدة الصافية لأن الملك أعظم العلم عنده هو الأمور الدينية قبل كل شيء لأنه يملك في قبله علماً قوياً في العقيدة يتدفق فهو لديه ثقافة إسلامية وملم بأمور الشرع ويسأل العلماء عما أشكل عليه ويسعى الملك إلى إدخال العلم الجديد الذي يفيد بلده مثل الهاتف والسيارات والراديو وطلب من كبار العلماء إيضاح حكم الشرع فيها بأنها حلال ومفيدة لهم ديناً ودنيا ولكن بعض الناس يجهلون حكم هذه الأشياء لقلة علمهم فلما أقنعهم العلماء بالأدلة والنصوص بأنها حلال اقتنعوا بعد سماع قول الله تعالى:] وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس [ () وقول الرسول الله r: ((احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز)) () أما الذي انبهر منه العالم هو ثقافة هذا الملك عند ما أمر بتأسيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية () التي خرجت أجيالا يحملون علوماً متفرقةً كالبحر استفادوا وأفادوا الناس ولا شك بأن من تخرج سوف يرد بعض الجميل لأبناء الملك الراحل ويلتفون حولهم ويدافعون عنهم ويقفون معهم في الشدائد ويذبون عنهم كل شبهة بسلاح العلم الذي سلمه لهم الملك الراحل وخاصة أن أبناء الجزيرة أهل وفاء ولا يجحدون المعروف، أما الملك الراحل فهنيئاً له بالأجر العظيم لأنه فتح الدنيا وقاد الجزيرة إلى النصر والعلم وقطف الثمر في حياته وإن شاء الله بعد وفاته لقوله تعالى:] وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض [ () ولقول الرسول r: ((من دل على خير فله مثل أجر فاعله)) () وقوله r: ((من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده)) () رواه مسلم، ثم أعطاه الله من الخير وهو أن الله أخرج له كنوز الأرض وهو البترول ثم سعى الملك بأن يطور دولته مع العالم فأدخل طائرات للاستفادة منها وقت الحاجة وليشهد العالم كله بأن دولته متحركة متطورة مع الزمن وليست جامدة وأن الدين الإسلامي الصحيح الخالي من الغلو لا يقف عقبة أبداً في وجه أي تقدم أو إصلاح لأن الدين الصحيح يشجع على كل قوة وعلم يرهب الأعداء ويقوي المؤمنين.
الملك عبد العزيز انتشر ملكه تدريجياً وشق طريقه بيقين الواثق بربه وأصبح قادراً على صد أي اعتداء ومطمئنا على مستقبل دولته وواثقاً بقدرته بعد الله واتسعت دولته وصار لها الكثير من الأنصار والمؤيدين وازدادت قوة ملكه وتجمع لديه السلاح والرجال المتمرسون في الحرب وصاروا يتسابقون إلى ورود المعارك والانغماس في نيران الحروب في سبيل دينهم وعقيدتهم وتحت أوامر مليكهم العادل عبد العزيز الذي عرفوه بأنه المجاهد الأول هدفه إعلاء كلمة الله وإخلاص العبادة لله وتنفيذ أحكام الشرع فدانت له البلدان حتى أصبحت دولته موضع اهتمام الأوساط الدولية والسياسة في العالم الخارجي: "حتى إن بريطانيا عملت معاهدة معه" () وقام الرئيس الأمريكي روزفلت بمقابلة الملك عبد العزيز في منطقة قناة السويس عام (1364هـ) () ، وتشرف بزيارة الملك عبد العزيز لينظر إلى هذا الملك العبقري الذي بلغ ذكره الدنيا ويستفيد من عقليته الفذة لأن الملك عبد العزيز بلا منافس هو ملك المسلمين والعرب في عصره والملك عبد العزيز ناقش قضية فلسطين مع الرئيس الأمريكي روزفلت وقال له بكل صراحة ووضوح أن الحل للقضية هي عودة اليهود إلى أوطانهم الأصلية والخروج من أرض فلسطين وتطرق الملك عبد العزيز لما تعانيه سوريا ولبنان من وطأة الانتداب الفرنسي وما يعتقده من أحقيتهما بالاستقلال والتحرر "بل وعقد المؤتمر الإسلامي الشهير عام (1344هـ) في مكة المكرمة" () من أجل قضية فلسطين التي هي همه الأول.
والملك عبد العزيز استفاد من وصية جده الأمير محمد بن سعود صاحب الدولة السعودية الأولى حيث قال الأمير محمد بن سعود -يرحمه الله تعالى- لأولاده "لا تفجروا الصخر"ومعناها لا تثيروا عليكم الدول القوية الساكتة عنكم بأعمال تُفجر غضبها عليكم كما يفجر اللغم الصخور الساكنة فيفتت شظاياها وتقتل من حولها، وهذه الوصية تعني ضرورة الامتناع عن استفزاز الجيران الأقوياء.
ولهذا فإن الملك عبد العزيز سار على هذه السياسة الشرعية ووافق على العلاقات السياسية والاقتصادية الأجنبية وغيرها لأن الشرع يقر ذلك والمرجع كتاب الله وسنة الرسول r ثم سؤال أهل العلم من كبار العلماء ولهذا قال الله تعالى:] وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله [ () وقول الله تعالى:] والصلح خير [ () والرسول r أخرجه كفار قريش وأخذت أموال المهاجرين ومنازلهم ومع ذلك صالح النبي rكفار قريش يوم الحديبية سنة ست من الهجرة مراعاة للمصلحة العامة التي رآها النبي r لأن الصلح هو الأصلح للمسلمين والأنفع لهم وهو أولى من القتال مع الكفار إذا كان الكفار هم أقوى من المسلمين بالقوة الحسية والله عزوجل يقول:] فاتقوا الله ما استطعتم [ () وقد تكلم ابن القيم في هذا في كتابه "أحكام الذمة" (وصالح النبي r اليهود في المدينة قبل الخندق وفي غزوة خيبر ومع نصارى الروم في غزوة تبوك حتى دخل الناس في دين الله أفواجا وانتشر الإسلام والسلام وكان الرخاء والازدهار وسلامه النفوس وهذا الأمر معلوم في التأريخ لمن أنصف نفسه وبريء من العصبية والمراء) () ، ومن حق ولي أمر المسلمين شرعاً اتخاذ "كل وسيلة تصد الخطر وتوقف زحف الشر لبلاده وتؤمن للناس سلامة دينهم وأموالهم وأعراضهم ودمائهم وتحفظ لهم ما ينعمون به من أمن واستقرار"، وقال سماحة العالم الجليل مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن باز: "إن الهدنة مع اليهود جائزة إذا رأى ولي الأمر المصلحة في ذلك حتى يعيش الجميع في أمن وعافية ولا يلزم من المصالحة وجود المحبة والمودة لأن الرسول r صالحهم ولم يحبهم صالح كفار قريش عشر سنين وهم أشد كفرا من اليهود وكتب بينه وبينهم عهوداً حتى تسير البلاد بأمان والمصالحة لا حرج لحفظ الأمن والتعاون على ما ينفع الجميع حتى يخرج الناس لحاجاتهم بأمان ولمدارسهم بأمان، لقوله تعالى:] وإن جنحوا للسلم فاجنح لها [ () يعني سر إلى السلم ما قال لا تجنح لها لما فيه من المصلحة حتى تأتي القوة على الجهاد فالمصالحة مع اليهود أو مع النصارى أو الشيوعيين إذا رأى ولي الأمر المصلحة لشعبه حتى يعيش شعبه آمنا من القتل فهذه مصلحة ويجوز البيع والشراء معهم والسفراء بينهم ويعاملهم معاملة المصالحين" () وقال الشيخ ابن باز مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء في أحداث منطقة الخليج لصد عدوان العراق قال سماحته: "ولا شك أن الاستعانة بغير المسلمين في الدفاع عن المسلمين وعن بلادهم وحمايتها من كيد الأعداء أمر جائز شرعاً بل واجب متحتم عند الضرورة إلى ذلك لما في ذلك من إعانة المسلمين وحمايتهم من كيد أعدائهم وصد العدوان المتوقع عنهم وقد استعان النبي r بدروع استعارها من صفوان بن أمية يوم حنين وكان كافراً لم يسلم ذلك الوقت وكانت خزاعة مسلمها وكافرها في جيش النبي r في غزوة الفتح ضد كفار أهل مكة" () .
ومن نظر إلى سيرة رسولنا محمد -عليه الصلاة والسلام- لوجد أنه زار بعض اليهود وأكل من طعامهم وهدفه -عليه الصلاة والسلام- تأليف قلوبهم للإسلام واستدان من يهودي بعض الطعام ووضع درعه مرهونا عند اليهودي حتى يقضي دينه ولم هُزمت قريش في غزوة بدر ووقع أسراهم في يد الرسول r قال الرسولr: ((لو كان المطعم بن عدي حياً ثم كلمني في هؤلاء لأطلقتهم له)) ، والمطعم كافر لكنه قام بنصر الرسول -عليه الصلاة والسلام- وجعله في جواره وقال يا معشر قريش إني قد أجرتُ محمداً () ولم ينس الرسول معروفة وأكد أنه سوف يقبل شفاعته، واشترى الرسول من اليهود والمشركين ليبين لأمته الجواز وراسل الرسول r أهل نجران، وقال في الكتاب -عليه الصلاة والسلام- "ولنجران وحاشيتها جوار الله وذمه محمد r على أموالهم وأنفسهم وأرضهم وملتهم وغائبهم وشاهدهم" () ، وهذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في معاهدته لأهل فلسطين حيث قال في معاهدته لهم: "هذا ما أعطى عمر بن الخطاب أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم ولا يكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم" () وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية لما غزا التتار بلاد الإسلام ووقع كثير من المسلمين والنصارى في أسرهم ثم عادت العزة للمسلمين ودان ملوكهم بالإسلام خاطب شيخ الإسلام ابن تيمية أمير التتار بإطلاق سراح الأسرى من السجن فوافق الأمير وفك أسرى المسلمين وأبى أن يفك الأسرى من أهل الذمة من النصارى فقال شيخ الإسلام لابد أيها الأمير من فك الأسرى من النصارى واليهود لأنهم أهل ذمتنا وبيننا وبينهم عهد فوافق الأمير فأطلق سراحهم جميعاً" () ، لأن العلماء أصحاب الحكمة يفهمون الدين ويفهمون قول الله تعالى:] وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتهم [ () وقوله تعالى:] ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن [ () ، وولي أمر المسلمين إذا عمل معاهدة وميثاق مع بعض الدول الكافرة ودخلوا البلاد الإسلامية بعقد وأمان من أولياء الأمور للعمل أو الزيارة أو البيع والشراء أو إقامة مؤقته فالواجب على كل مسلم ألا يغدر بهم ولا يؤذيهم ويدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة وإظهار محاسن الإسلام لهم ولهذا قال الرسول r: ((من قتل مُعَاهداً لم يَرِح رائحة الجنة)) رواه البخاري، وانظر إلى قصة موسى وهارون -عليهما الصلاة والسلام- يأمرهما الله بدعوة فرعون برفق ولين قال الله تعالى:] اذهبا إلى فرعون إنه طغى، فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى [ () وهذا من حلمه تعالى وكرمه ورأفته ورحمته بخلقه مع علمه بكفر فرعون وعتوه وتجبره، والرسول r ينزل الناس منازلهم فهذه رسالته إلى ملك الروم قال فيها" من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم" () .
ورسالته إلى ملك الفرس "من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس" ورسالته الثالثة: "من محمد عبد الله ورسوله إلى المقوقس عظيم القبط" () لأن مخاطبة الناس ولو كانوا كفاراً بالحسنى وإنزالهم منازلهم لها التأثير النفسي عليهم كما قال الله تعالى:] ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن [، ولما قدم وفد مزينه على رسول r وهم أربعمائة رجل قال الرسول الله r لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: ((يا عمر انطلق وزود القوم)) () فأدخلهم عمر وزودهم بالتمر وأخذ القوم منه حاجتهم.
وقد أعطى النبي r بعض الناس يوم حنين ولم يعط الأنصار فغضب الأنصار وقال قائل منهم إن النبي وجد قومه فقربهم وتركنا فأخبر سعد بن عباده -رضي الله عنه- وهو كبير الأنصار أخبر الرسول بهذا الكلام فقال له النبي r: ((أين أنت عنهم)) () فقال سعد: إنما أنا رجل من قومي فقام النبي فخطب فيهم خطبته الشهيرة وقال: "يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يعود الناس بالشاة والبعير وتعودون برسول الله إلى رحالكم" حتى بكوا ورضوا بكلامه -عليه الصلاة والسلام- وهذا مالك بن عوف حارب الرسول r ولما أسلم أنعم عليه الرسول وأعطاه مالا وجعله أميراً على من أسلم من قومه وهذا عدي بن حاتم الطائي كان نصرانيا ودخل على الرسول r في المسجد وأعلن إسلامه وأخذه الرسول r إلى بيته وأكرمه وتناول وسادة فقدمها له وقال: اجلس على هذه، فقال عدي: بل أنت فاجلس عليها فقال الرسول r: ((بل أنت اجلس فجلس عدي على الوسادة، وجلس رسول الله r بالأرض)) () وهذا وفد ثقيف لما أسلموا اشترطوا على الرسول r أنهم ليس عليهم صدقة ولا جهاد فقال الرسول r: ((سيتصدقون ويجاهدون إذا أسلموا)) () والرسول r تألفهم وحلم عليهم حتى قوي إيمانهم ثم جاهدوا وتصدقوا بل إن وفد ثقيف قالوا للرسول r: ((أمِّر علينا رجلاً يؤمنا من قومنا)) فوافق الرسول r وجعل إمامهم منهم وهو عثمان بن أبي العاص لما رأى من حرصه على الإسلام () .
الملك عبد العزيز بعلمه بالشرع يعطي السادة المطاعين في عشائرهم أو مجتمعاتهم من الزكاة والصدقات وبيت المال يتألفهم في ذلك ومن حق وصلاحية ولي أمر المسلمين إعطاء رؤوس العشائر وضعيفي الإيمان وإعطاء الكفار من الزكاة أو الصدقات وهذا معلوم بالشرع ولكن البعض يجهل ذلك لأن إعطاءهم من المال هدفه تأليف قلوبهم للإسلام أوكف شرهم عن المسلمين مما يعود على الإسلام والمسلمين بالمصلحة لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- وهو القدوة لنا ألف قلوب الكفار بالعطاء من المال حتى أسلموا كما قال الله تعالى:] إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم [ () ، "وأعطى الرسول r أبا سفيان بن حرب، وصفوان بن أمية، وحكيم بن حزام، والحارث بن كلده، وسهيل بن عمرو، وجبير بن مطعم، ومالك بن عوف، وعيينة بن حصن، والأقرع بن حابس كل إنسان منهم مائة من الإبل" () ولما غضبت قريش والأنصار فقالوا يعطي صناديد نجد ويدعنا قال لهم النبي r: ((إني إنما فعلت ذلك لتأليفهم)) () ، وزماننا الآن بحاجة إلى تأليف بعض الحكومات الكافرة حتى تعتني بالمسلمين الموجودين عندهم وتحافظ عليهم وتعطيهم حقوقهم وحريتهم وتحترمهم ويكون لهم اعتبار عندهم وحتى تعلم الدول الكافرة أن الإسلام دين المحبة والمودة والرحمة والتعاون والتعاطف وأنه يعتني بالحقوق الإنسانية واحترامها وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "المؤلفة قلوبهم نوعان: كافر ومسلم فالكافر إما أن يرجى بعطيته منفعة كإسلامه أو دفع مضرته إذا لم يندفع إلا بذلك والمسلم المطاع يرجى بعطيته المنفعة أيضاً لحسن إسلامه أو إسلام نظيره أو كف ضرره عن المسلمين إذا لم ينكف إلا بذلك" () .
وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لما رأى شيخاً ضريراً يهودياً يمد يده إلى الناس، ويطلب منهم المساعدة قال له عمر: ما ألجأك إلى ما أرى، قال اليهودي: فرضتم على الجزية وأنا كبير السن فأخذ عمر بيده وذهب به إلى منزله فأعطاه مالاً وأمر بإسقاط الجزية عنه وقال عمر: والله ما أنصفناه إن أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم وأسقط الجزية عن كل يهودي كبير في السن" () .
وكان الرسول -عليه الصلاة والسلام- يتألف عبد الله بن أبي ابن سلول وهو رأس المنافقين وهو من الذين رموا أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- بالفاحشة فبرأها الله تعالى ولم يقم عليه حد القذف وترك حده لمصلحة هي أعظم من إقامته، وتأليف قومه وعدم تنفيرهم عن الإسلام لأنه كان مطاعاً فيهم رئيساً عليهم ولو أقام الحد عليه لصارت فتنة فتركه للمصلحة () .
الملك عبد العزيز أحب العلماء وقربهم وهذا هو دأب أسرة آل سعود الكريمة دائماً يناصرون علماء التوحيد فالإمام الأمير محمد بن سعود لما هاجر المصلح الكبير الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى الدرعية بايعه الأمير محمد بن سعود على حماية دعوته، دعوة التوحيد ونشرها في كل البلدان وقال الأمير محمد بن سعود للشيخ/ محمد بن عبد الوهاب: "أبشر بالخير والعز والمنعة" فرد عليه الشيخ قائلاً: "وأنت أبشر باليمن والغلبة على جميع بلاد نجد" () .
والعلماء بايعوا الملك عبد العزيز على السمع والطاعة لأنه بحق هو الملك الإمام القائم على حدود الشرع محيي أثار السلف والعلماء المنصفون يعرفون حقيقة ملكهم بأنه غيور على دين الله يبذل نفسه وماله وجهده ووقته في سبيل هذا الدين فوقف العلماء بكل إخلاص مع الملك وتعاونوا معه على الخير ووضعوا أيديهم في يده في السراء والضراء والعلماء وضحوا الشرع للناس والملك طبقة بين الناس وصار التعاون بين العالم والحاكم وهذه حقيقة لا يعرفها إلا العقلاء الذين يعرفون منهج أهل السنة والجماعة والعلماء الناصحون الصادقون يوضحون للملك كل فكر دخيل على البلاد يتصادم مع الدولة ويثير الخلاف ويهدف إلى مأرب، وأغراض خبيثة، والعلماء بددوا شبهات المغرضين، وكشفوا ضغائن قلوب الذين يريدون الإثارة والفتنة والتهييج والعنف فانكشف أمر المغرضين للصغير قبل الكبير ودخل الداعيين إلى الفتنة في جحورهم بفضل الله ثم العلماء كما قال الله تعالى:] بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق [ () .
"والملك عبد العزيز حريص على نشره كتب السلف والعناية بها وتدريسها" () ففي عام (1363هـ) أشار الملك على سماحة الشيخ الجليل عبد العزيز بن باز أن يؤلف كتاب عن الحج للحجاج وقام الملك -قدس الله روحه- بطباعته على نفقته الخاصة () ، وحدثني سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن باز أن الملك عبد العزيز إذا جاء لقصره في الخرج كان يحضر درس الشيخ في الدلم بعض الأوقات الذي يقام بالمسجد والملك يستأنس بالجلوس مع العلماء وهو دمث الخلق معهم لين الجانب لهم، حتى أنه حدثني سماحة الوالد الشيخ العالم الجليل عبد العزيز بن باز أنه زار الملك عبد العزيز في قصره بالخرج فلما طلب الاستئذان من الملك عبد العزيز بالرجوع إلى بيته في الدلم قال الملك عبد العزيز مداعباً الشيخ بصوت مرتفع "ليه حاطني مثل وادي محسر من مر عليه أسرع لازم تنام عندنا هذه الليلة" فضحك سماحة الشيخ ووافق ونام تلك الليلة عند الملك عبد العزيز والعلماء الصادقون يعلمون أن الملك عبد العزيز حريص على احترام العلماء فكلمتهم مسموعة عنده وأمرهم وشفاعتهم مقبولة لديه هو دائماً يسترشد بعلمهم ويستفيد من فوائدهم والعلماء يشهدون أن الملك عبد العزيز مدافع ومستميت بالدفاع عن دينه وعن دولة التوحيد ولهذا صار بين الملك والعلماء تفاهم وبذل وعطاء فوقفوا معه في الشدائد والمحن وهذه حقيقة لا تستطيع أن تحجبها الأيدي الحاقدة الذي هم حمل وديع في الفتن والحروب ولا يحركون ساكناً ضد الأعداء بل إنهم إذا جاءت الشدائد ودارت الحروب بين دولة التوحيد وأعدائها قالوا نحن في حيرة أي محتارين سوف نفكر؟ … وهل هناك تفكير بين دولة تحكم شرع الله وتدافع عن المقدسات ودولة خبيثة تحارب الدين والشريعة والمقدسات وأقل القليل أن تجاهد بلسانك أعداء دولتك وتذب عن دولتك بالخطب أما سكوتك فيدل أنك مع من غلب أو كما قال الشاعر في قصيدته:
إن العدو وإن أبدى بشاشته
إذا رأى منك يوماً فرصة وثبا
ومع ذلك أهل الفتنة بدون حياء يتهمون من وقف من العلماء مع دولة التوحيد وذب عنها ودافع عنها إتهمه الحاقدون بكل أوصاف سيئة هدفهم تنفير الناس منه ولكن السماء لا يضرها ما تطاير عليها من الغبار وصدق الشاعر عندما قال:
ومالي من ذنب إليهم علمته
سوى أنني قد قلت يا بلد أسلمي
ولكن ولله الحمد التلاحم بين الحاكم والمحكوم موجود وبينهم رباط وثيق، والعلماء درع للحاكم وحصن يقيه من كل فتنة لأن دولتهم وحكامهم "آل سعود" يدفعون عن شعبهم الأذى ويردون عنهم الردى ويطبقون بينهم شريعة الله التي فيها العدل والرحمة والسعادة والملك عبد العزيز دائماً لا يظن بالعلماء الصادقين الناصحين إلا خيراً وباب قصره العامر مفتوح لهم ليلاً ونهاراً لا يرد أحداً وفي أي ساعة وسار على هذا النهج أولاده الملوك إلى يومنا هذا، وجعل أولاده الملوك للعلماء مجلساً مستمراً يجتمعون مع العلماء ويتشاورون في أمور الشريعة والتوحيد ويستمعون لتوجيهاتهم وكل أمر يهم المسلمين أما بقية المواطنين فكل أمير منطقة يستقبلهم صباحاً فينظر إلى جميع حاجاتهم ويضعون الحلول الميسرة لهم وأبوابهم مفتوحة للضعيف قبل القوي وحقوقهم محفوظة لا تضيع عندهم بل هي همهم الأول، ومن أراد من المواطنين أن يقابل الملك أو ولي عهده فالأمر ميسر أن يقابلهما ويتحدث معهما بكل راحة، والعلماء الصادقون الناصحون دائماً عون لولاة أمرهم يدعون لهم بصدق بالتوفيق وثبات الشرع والملك والثناء عليهم على ما قدموه من خير للمسلمين ويذبون عنهم كل تهمة صادرة من حاقد حسود ويلتمسون لهم العذر على ما حصل منهم من خطأ بحسن نية أما ضعاف النفوس الذين يستغلون طيبة الملوك وحلمهم وسلامة صدورهم وحبهم للدين وأهل الخير فيستغلون هذا ويشوهون الحقائق ويغتابون الأمراء قصدهم الإثارة والفتنة والتشويش على الناس وأوجعوا دولة التوحيد بالأكاذيب وهم يعلمون جيداً أن الأمراء هنا هم حماة التوحيد ومع ذلك الأمراء يقابلون هذا الشيء بالحلم لأنهم يعلمون أنه حماس طائش كفقاقيع الصابون، والذي يقوم به هم من المتردية والنطيحة وأمرهم مكشوف ورائحتهم يشمها المجتمع جميعاً فمنهم من سلط لسانه في ولاة الأمر والعلماء الصادقين وسلم منه أعداء الإسلام ويحارب حماة العقيدة والتوحيد ولكن هذه الدولة السعودية ولله الحمد منصورة دائماً كلما سعى أشرار لفتنة فيها أخمدها الله وكشف سرها وهذا يدل على صدق نية الحكام في هذه البلاد ويدل على أصالتهم "فهم كالشجرة المثمرة يرميها السفهاء والصغار بالحجارة فتسقط عليهم الثمر" لأن حكامها ملاذاً كل يتمناهم والكل يتمنى هذه الدولة الآمنة المطمئنة ولا يريد أن يخرج منها لأن حكامها آل سعود يمتازون بالطيبة ويحبون الخير لكل الناس ويحاربون الشر لا يدنو إليهم الطامعون ولا يعبث عندهم المفسدون ومن قصدهم فاز بما يأمل محبون للخير وعليه حريصون وله باذلون.
وكبار العلماء في هذه البلاد المملكة العربية السعودية هم النجوم المضيئة للأمة الإسلامية وهم نجوم الحق وكواكب الهدى واشراقات القلوب، وزكى النفوس، وهم الصفوة الأولياء، والأزكياء أحياء الله بهم قلوباً ميتةً فكم من ضال هدوه بإذن الله وكم من تائه هدوه إلى سبيل الرشد وهم أصحاب القلوب الصافية.
الملك عبد العزيز مثل غيره من العظماء والملوك وأهل الجود والكرم كلن يتمنى القرب منهم ويطمع في كرمهم والملك عبد العزيز سمع الشعراء بشجاعته وإيمانه وسخائه فسارع الشعراء إلى ديوانه كالسيول المنحدرة لأن هذا الملك العبقري أهلاً للمدح ولا غرابة فالرسول r سمع الشعر من الشعراء وهو في المسجد وكان له شعراء وقال r: ((إن من الشعر حكمة)) () وكان -عليه الصلاة والسلام- يقول لحسان بن ثابت شاعره -رضي الله عنه- لما يقابل العدوا ماذا عندك يا حسان! فيقول حسان: عندي لسان لو وضعته على الحجر لخرقه ولو وضعته على الشعر لحلقه وكان الرسول r يقول لحسان بن ثابت: ((إن روح القدس معك ما هاجيتهم)) () يقصد المشركين ويقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: ((اهج قريشاً فإنه أشد عليهم من رشق النبل)) () ويروي عن الرسول r أنه قال: ((الشعر بمنزلة الكلام فحسنه كحسن الكلام وقبيحة كقبيح الكلام)) () وكلام العلماء والخطباء والشعراء له تأثير في قلوب الناس أيام الشدائد والحروب، ولا شك أن الدفاع عن دينك ودولتك وتخويف الخصم يكون بالجهاد باليد والمال واللسان والرسول r أمر بقتل كعب بن زهير لأنه آذاه بشعره وهجاه ثم جاء كعب بن زهير -رضي الله عنه- للنبي r تائباً معتذراً مسلماً ويقول الأمان يا رسول الله! فأعطاه الرسول r الأمان ثم قام كعب وترجل بقصيدة في مسجد النبي r بالمدينة وقال:
نبئت أن رسول الله أو عدني
والعفو عند رسول الله مأمول
لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم
أذنب ولو كثرت في الأقاويل
إن الرسول لنور يستضاء به
مهند من سيوف الله مسلول ()
وبعد هذه القصيدة أعطاه الرسول r بردته هدية له، ويروي أن الرسول r قال: ((ذبوا بأموالكم عن أعراضكم قالوا: يا رسول الله! كيف نذب بأموالنا عن أعراضنا قال يُعطي الشاعر ومن تخافون لسانه)) () .
وقد فعل هذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لما غضب على الشاعر الحطيئة لهجائه الناس ونهاه عمر أن يهجو أحداً فضرع إليه الحطيئة وقال إذن أموت ويموت عيالي من الجوع فأنذره عمر ليقطعن لسانه ولكن الحاضرين شفعوا له بأنه لا يهجو أحدا ثم عطف عليه عمر واشترى منه أعراض المسلمين وأن يترك الهجاء بثلاثة آلاف درهم فسلم الناس من لسانه واستغنى عن الهجاء ما عاش عمر () ولكنه عاد إلى الهجاء بعد موت عمر ولما تولى عمر بن عبد العزيز الخلافة والملك وفد الشعراء إليه بدمشق فأقاموا ببابه أياماً لا يؤذن لهم فدخل على عمر عدي ابن أرطاة فقال: يا أمير المؤمنين الشعراء ببابك وسهامهم مسمومة وأقوالهم نافذة فقال عمر: ويحك يا عدي! مالي وللشعر فقال عدي: أعز الله أمير المؤمنين إن رسول الله r قد أمتدح فأعطى ولك في رسول الله r أسوة حسنة أعطى الرسول r العباس ابن مرداس السلمي حلة لما امتدحه فقطع بها لسانه لأن العباس ابن مرداس قال في قصيدته:
أقمت سبيل الحق بعد اعوجاجه وكان قديماً ركنه قد تهدما
فسمح عمر بن عبد العزيز للشاعر جرير بن عطية أن يلقي قصيدته فقال فيها:
إني لأرجو منك خيراً عاجلاً
والنفس مولعة بحب العاجل
هذي الأرامل قد قضيت حاجتها
فمن لحاجة هذا الأرمل الذَكَرِ
فأعطاه عمر من ماله مائة درهم.
وكان الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- يعطي الشعراء من المال فكتب إليه شقيقه الحسن بن علي -رضي الله عنهما- يعيب عليه إعطاء الشعراء المال "فقال الحسين: له إن أحسن المال ما وقى العرض" () وأعطى علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم- "المشهور بزين العابدين" أعطى الفرزدق الشاعر المشهور اثني عشر ألف درهم على قصيدته وسبب ذلك أن هشام بن عبد الملك بن مروان قبل أن يتولى الخلافة كان يطوف بالبيت فلما أراد أن يستلم الحجر الأسود لم يتمكن حتى نصب له منبر فاستلم الحجر وجلس على المنبر حتى يخف الناس من الزحام وأهل الشام حوله، فبينما هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين فلما دنا من الحجر الأسود ليستلمه ويقبله تنحى عنه الناس إجلالاً له وهيبةً واحتراماً له حتى قبل الحجر واستلمه فقال أهل الشام لهشام بن عبد الملك: من هذا؟ فقال: لا أعرفه استنقاصاً به واحتقاراً، فقال الفرزدق: وكان حاضراً، أنا أعرفه فقال الناس: ومن هو؟ فأنشد الفرزدق يقول () :
هذ الذي تعرف البطحاءُ وطأتهُ
والبيتُ يعرفهُ والحلُ والحرمُ
هذا ابن خيرِ عبادِ اللهِ كلهمُ
هذا التقيُّ النقيُّ الطاهرُ العلمُ
هذا ابن فاطمةٍ إن كنت جاهلَهُ
بجده أنبياءُ الله قد ختموا
فليس قولكَ من هذا بضائرهِ
العرب تعرفُ من أنكرتَ والعجمُ.
**********
******
***
في شهر ربيع الأول عام (1373هـ) توفي الملك عبد العزيز في الطائف ورحل عن الدنيا بعد أن زرع ذكري طيبة في قلوب الناس زرع التوحيد والعقيدة الصافية ورفع كرامة أمته الإسلامية وضحى من أجلها وتخلى عن مكاسب الدنيا وترك المطامع وتحمل الإيذاء من أجل دينه ثم شعبه ثم ملكه وبذل نفسه وماله ودمه في سبيل الحق وحده والعدل والكرامة ونذر نفسه لله لأنه يعيش لغيره ويحمل هموم دينه وشعبه وملكه وصلي على القائد الملك عبد العزيز في الحرم بمكة المكرمة ثم حمل على طائرة إلى الرياض وصلي عليه بمسجد العيد الكبير بالرياض () لأن الجامع الكبير لا يتسع للناس الذي ازدحموا واجتمعوا من كل مكان فضاق مصلى العيد بالناس وصلى الناس في الطرقات لأن الجمع كثير جداً لم يشهد مثله وكان يوماً مشهوداً واشتد الزحام وتضاعف الخلق كل دقيقة وضج الناس في المسجد بالبكاء والثناء والدعاء لملكهم وتبع الجنازة ما لا يُحصي عددهم إلا الله تعالى ودُفن في الرياض -رحمه الله تعالى- وتسابق العلماء وأهل الفضل والإيمان والعلم يبايعون أبناءه الملوك بالملك وتولي أمر الدولة لأن العلماء وأهل الحل والعقد لا يريدون إلا أبناء الملك عبد العزيز ولا يريدون سواهم لأن أبناء الملك عبد العزيز لا يبحثون عن الملك ولكن الملك يبحث عنهم ويحتاجهم أما الشعب كله الوفي المخلص المؤمن صاح صيحة واحدة وبعين دامعة ورفعوا أصواتهم "الملك لله ثم لآل سعود"، لأن أبناءه الملوك هم منابر ومصابيح الهدى وهم مفاتيحُ للخير مغاليقُ للشر وهم شموع تضيء لشعبهم الطريق وعدلهم يعم البلاد ويتساوي فيه الجميع وهم أمراء القلوب وأصحاب الأيادي البيضاء التي أعطت فغمرت وأعانت وأغنت الشعب عن البلاد الأخرى فكم من مريض ومحتاج ومديون فرجوا كربته وكم من مريض ومحتاج دعا لهم وهذا الذي جعل الناس يلتفون حولهم ويُحبونهم وكل يريد القرب منهم ويدافع عنهم ويُضحي بالنفس ليحموهم من الخطر الذي قد يعرض لهم ويدفعوا عنهم كل أذى ويذبوا عنهم الإساءة ويقفوا معهم في الشدائد ببسالة وتضحية، ودع الملك عبد العزيز هذه الدنيا وكانت مدة حكمه ثلاث وخمسين سنة وخمسة أشهر.
ودع الملك عبد العزيز الدنيا وترك لأولاده الملوك رايات نصر رفرفت عالية شهد بها العالم كله وترك لأولاده الملوك هيبة وشعوراً في نفوس الناس ومهد لهم الطريق وهاهم أبناء القائد الزعيم يُطبقون سيرته ويتألقون في كل المجالات، ويكونوا لشعبهم كالأرض الذلول يطأها الكبير والصغير وكالسحاب يظل البعيد والقريب وكالمطر يسقي من يحب ومن لا يحب وكالشمس تشرق على الجميع نسأل الله لهم المزيد من كل خير، اللهم اغفر للملك عبد العزيز وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله واغسله بالماء والثلج والبرد وقه فتنة القبر وعذاب القبر وأبدله داراً خيراً من داره وافسح له في قبره واجعله في سدرٍ مخضود، وطلح منضود، وظل ممدود، وماء مسكوب، وفرش مرفوعة، وأسأل الله تعالى أن يبارك في ذريته وأن يجعلهم خير خلف لخير سلف وأن يوفقهم لكل خير ويحفظهم من كل شر وأن يثبت ملكهم ويديم عزهم وأسأله تعالى أن من أراد بهم شراً أو تفريقاً أن يجعل كيده في نحره ويشتت شمله ويفسد عليه أمره ويهزمه اللهم لك الحمد وحدك وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المؤلف
ناصر بن محمد الهماش آل عاصم
12/3/1419هـ. هاتف: (014117940)
صندوق بريد: 105643 الرياض
الرمز البريدي: 11656
الصفحة الموضوع م
2- 4 5 6-7 8-9 11 12 12-13 14 15 15-16 17-18 19-20 21-22 23-24 26 26-27 20-30 31-33 34-38 39 40-41 42-44 45-46 المقدمة كلمة سماحة الشيخ ابن باز في الملك عبد العزيز الملك عبد العزيز والشريعة قصة المرأة البدوية مع الملك عبد العزيز زعامة الملك عبد العزيز ابن رشيد يثني على آل سعود كرامة الملك عبد العزيز في السبلة شجاعة الملك عبد العزيز أمير المجمعة ابن عسكر والملك عبد العزيز الملك عبد العزيز يهزم الترك في الأحساء الملك عبد العزيز وشؤون الجيش الملك عبد العزيز والقبائل الملك عبد العزيز جوده وسخاؤه الملك عبد العزيز عفوه وحلمه الملك عبد العزيز دهاؤه وفراسته فيصل الدويش والملك عبد العزيز الملك عبد العزيز ومحاسبة الولاة الملك عبد العزيز في بيته الملك عبد العزيز ونظام الحكم فتوى مهمة لسماحة الشيخ ابن باز في الدعاة فتوى مهمة لسماحة الشيخ ابن عثيمين في الدعاة الملك عبد العزيز وثقافته الملك عبد العزيز والسياسة الخارجية 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15
الصفحة الموضوع م
47 48-49 50-51 52 53 54 55 57 58 58-59 61 63 64 64-66 66-67 68-70 71-72 جواز الصلح مع اليهود جواز الاستعانة بغير المسلمين المعاهدة مع الكفار إعطاء المشركين المال حلم الرسول صلى الله عليه وسلم الملك عبد العزيز والمؤلفة قلوبهم عمر بن الخطاب مع اليهودي الملك عبد العزيز والعلماء الملك عبد العزيز يطبع كتب العلماء العالم الجليل ابن باز يزور الملك عبد العزيز حماس الشباب الطائش الملك عبد العزيز والشعراء كعب بن زهير مع الرسول r جواز إعطاء الشعراء المال الفرزدق الشاعر الملك عبد العزيز يودع الدنيا الفهرس 16 17 18 19 20
_____________________
المصدر: موقع شبكة سحاب السلفية(1/172)
الشيخ عبد العظيم بن بدوى بن محمد الخلفى (لقباَ)
من علماء مصر المعروفين
من مواليد قرية الشين مركز قطور محافظة الغربية عام 1373 هجرية / 1954 ميلادية.
حصل على لسانس أصول الدين قسم الدعوة والثقافة الإسلامية من جامعة الأزهر بالقاهرة عام 1977ميلادية.
ثم عمل إماماً وخطيباً بأوقاف القاهرة.
ثم هاجر إلى الأردن فعمل إماماً وخطيباً بوزارة الأوقاف الأردنية لمدة إحدى عشرة سنة ثم عاد إلى مصر فعمل إماماً وخطيباً بوزارة الأوقاف بمسجد النور بقريته الشين ومازال إلى الآن.
وقد واصل دراسته الجامعية بكلية أصول الدين بالقاهرة،
*** فحصل على رسالة الماجستير عام 1994 ببحث عنوانه:-
" الحرب والسلام فى ضوء سورة محمد
عليه الصلاة السلام ".
*** ثم حصل على الدكتوراه عام 1998 ببحث عنوانه:-
" شيخ الأزهر مصطفى عبد الرازق
وجهوده فى الدعوة ".
وله عدّة مؤلفات:-
1- الوجيز فى فقه السنة والكتاب العزيز
2- الأربعون المنبرية
3- الوصايا المنبرية
4- الوصايا النبوية
5- إتحاف النبلاء بصحيح سيرة خير سيد الأنبياء
6- أحسن القصص
7- جوامع الكلم
8- التعليق السنَّىُّ على صحيح مسلم بشرح النووى
9- أحباب الله
11- خير الناس
12- دين الفطرة كما بينته سورة البقرة (عقيدة – عبادة – معاملة)
11- أكمل البيان
12- منهج التلقى بين السلف والخلف
13- رحلة فى رحاب اليوم الآخر
14- أختاه أين تذهبين
15- صفات المتقين
16- تفسير سورة الفاتحة
17- برنامج عمل اليوم والليلة
18- أعمال الحاج منذ خروجه من بيته حتى يرجع
19- معالم المجتمع المسلم كما بينتها سورة الحجرات
20- قواعد الإصلاح والبناء كما بينتها سورة النساء
بواسطة العضو محمدعزت(1/173)
عبد الفتاح المرصفي
(1342 ـ 1409 هـ 1923 ـ 1989 م)
من علماء القراءات.
ولد بمرصفا في مصر.
ودرس في الأزهر، وحفظ أمهات المتون في القراءات، وعمل في ليبيا عام 1962 م في جامعة السنوسي الإسلامية وألف كتابه الكبير (الطريق المأمون) . وفي عام 1397 هـ عمل في كلية القرآن في المدينة المنورة حوالي 11 سنة وألف كتابه (هداية القارىء إلى تجويد كلام البارىء) .. وعين عضواً ومستشاراً في مجمع الملك فهد لطباعة القرآن الكريم.
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/174)
ترجمة فضيلة الشيخ المُحَدِّث عبد القادر الأرناؤوط حفظه الله
الشيخ عبد القادر -رحمه الله ونفعنا الله بعلمه- أحد العلماء العاملين الغيورين على سنة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، الذين نذروا أوقاتهم في تمييز صحيح السنن والآثار من ضعيفها، وفي التفقه في معانيها وفي نشرها وتعليمها والعمل بما فيها. الشيخ عبد القادر عالم وداعية سلفي صالح -ولا نزكي على الله أحداً- لكن قَلَّ من الناس من يعرف أخباره أو شيئاً منها. ومعرفة حياة الصالحين وطرائقهم في العلم والعمل، سبيلٌ ينبغي الاعتناء به، حتى يَتَبَصَّرَ المؤمن وينشط وتعلو همته ليقتفي آثارهم، وليعلَمَ قدرَ هؤلاء الأخيار. بادئَ ذي بدء، أعرُجُ على مختصرٍ عن حياة شيخنا.
مقدمة
بقلم الشيخ عبد القادر الأرناؤوط
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيّئات أعمالنا. من يهده الله فلا مُضِلّ له، ومن يُضلِل فلا هادِيَ له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمداً عبد ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (102) سورة آل عمران. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (1) سورة النساء. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (70-71) سورة الأحزاب.
أما بعد:
فإني أنا العبد الفقير إلى الله تعالى العليّ القدير: "عبد القادر الأرناؤوط" طالب علم، مّنَّ الله تعالى عليَّ بأن وفقني لطلب العلم منذ هجرة والدي -رحمه الله- إلى دمشق الشام. فقرأت القرآن وجوّدته وأنا صغير. وممّا مَنَّ الله عليَّ به أن حُبِّب إليَّ قراءة حديث رسول الله r، وحفظه، في أوّل شبابي ومقتبل عمري. ومضيت على ذلك سنوات عديدة. ولما طُلِب مني أن أحقّق كتاب "جامع الأصول في أحاديث الرسول r" -لابن الأثير الجزري رحمه الله- كنت مضطراً للرجوع إلى كتب السنة -كالكتب الستة، والمسانيد، والجوامع، والأجزاء، وغيرها- لتخريج الأحاديث التي جمعها ابن الكثير -رحمه الله-، وإلى كتب التفسير، وشروح الحديث، وكتب اللغة. وما زلت -ولله الحمد- حتى الآن أرجع إلى دواوين السنة النبوية. وخير الكلام: كلام الله تعالى. وخير الهّدْيِ: هدي رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم -.
1 - سيرته الذاتية
اسمه، نسبه، شهرته:
إن الاسم المشهور للشيخ في العالم الإسلامي هو «عبد القادر الأرناؤوط» إلا أن اسمه في الهوية الشخصية هو «قَدْري» . ونسبه هو: «قَدْري بن صَوْقَل بن عَبْدُول بن سِنَان ... » . وأما شهرته بالأرناؤوط فهي عبارة عن لقب أطلقه الأتراك على كل ألباني.
مولده ونشأته:
ولد شيخنا العلامة الحافظ، المحدث الفقيه المتبصر، الحكيم الورع، والداعية النبيل -نحسبه كذلك ولا نزكيه على ربنا- بقرية «فريلا VRELA» في «إقليم كوسوفا Kosovo» من بلاد الأرنؤوط في ما كان يعرف بيوغوسلافيا، سنة (1347هـ - 1928م) . الألبانيون يسمون هذا الإقليم: كوسوفا، والصرب يقولون: كوسوفو. والأرنؤوط -كما قال الشيخ الألباني رحمه الله- جِنسٌ يندَرِجُ تحته شعوبٌ كثيرة من الألبان واليوغسلاف وغيرهم. والألباني قديماً كان يكتب على غلاف كتبه: تأليف محمد ناصر الدين الأرنؤوطي، وعليها خطه بالإهداء إلى المكتبة الظاهرية.
وقد هاجر شيخنا سنة (1353هـ _ 1932م) إلى دمشق بصحبة والده -رحمه الله- وبقية عائلته -وكان عمره آنذاك ثلاث سنوات- من جراء اضطهاد المحتلين الصرب -أذلهم الله- للمسلمين الألبان. وكان المسلمون آنذاك أقلِّية مضطهدين من قبل الصِّرب يمارسون عليهم الضغوط بشتى أنواعها، مما دعا السكان المسلمين للفرار بدينهم -من وطأة هذا الحكم الشيوعي الظالم- إلى بلاد المسلمين. وعندما كان الشيخ صغيراً حرص والده على تعليمه اللغة الألبانية، فأتقنها مما ساعده هذا في رحلاته إلى البلدان التي زارها ولا سيما بلده الأصلي إقليم كوسوفا في يوغسلافيا متخطياً بذلك حاجز اللغة.
فترعرع الشيخ في دمشق الشام، وتلقى تعليمه أول الأمر في مدرسة «الإسعاف الخيري» بدمشق بعد دراسة سنتين في مدرسة «الأدب الإسلامي» بدمشق. وبقي في مدرسة «الإسعاف الخيري» يطلب العلم حتى أنهى مرحلة الخامس الابتدائي سنة (1363هـ _ 1942م) وكان الصف الخامس آنذاك هو نهاية المرحلة الابتدائية. وبعد ذلك ترك العلم لغرض العمل لحاجته للمال فعمل «ساعاتياً» في تصليح الساعات في محلة «المسكية» بدمشق، وكان يعمل في النهار ويدرس القرآن والفقه مساءاً. وكان عمله عند رجل أزهري يدعى الشيخ «سعيد الأحمر التلي» -رحمه الله تعالى- وكان عالماً يعلمِّه علوم الدين واللغة. وعندما لاحظ نبوغه وحفظه للقرآن والحديث النبوي الشريف، وجَّهه وأرشده لطلب العلم حيث أخذ بيده للمسجد الأموي بدمشق، وساعده بالمال وقال له: «يا بني، أنت لا تصلح إلا للعلم» . وقام بتسليمه للشيخ عبد الرزاق الحلبي -حفظه الله- وانضم إلى حلقة من حلقاته العلمية، وطلب منه تعليمه علوم الشرع واللغة والأدب.
أسرته وأولاده:
نشأ الشيخ في عائلة فاضلة حيث تربى على الفضيلة والعفّة والأدب مع والدين كريمين، إلا أن والدته -واسمها «شانه» - وافاها الأجل وهو مازال صغيراً. وقد رزقه الله أحد عشر ولداً: من البنين ثمانية ذكور، وثلاث إناث. وهم جميعاً من زوجته الثانية «خديجة» التي مازالت تشاركه حياته الزوجية خديجة -حفظهما الله-، سوى الأول -وهو الابن الأكبر واسمه «محمود» - فمن زوجته المتوفاة واسمها «صبرية» -رحمها الله-. ومحمود معروف بنشره لعدة كتب منها: "شذرات الذهب" الذي أشرف على تحقيقه الشيخ عبد القادر.
منزله:
سكنت عائلة الشيخ في بداية هجرتها من يوغسلافيا في منطقة «ركن الدين» بدمشق، فترة من الزمن تقارب السنة. ثم انتقلت إلى منطقة «الديوانية البرّانية» مع عائلات أخرى يوغسلافية من إقليم كوسوفا، فسميت تلك المنطقة فيما بعد بحارة «الأرناؤوط» . وهو الآن يسكن مع أسرته في حي الميدان بدمشق. وعنوانه هو: الميدان، موقف الغواص، بناء الدعبول (قريب جداً من مدخل المُحلّق) . ومكتبه في الطابق الأرضي. ويتواجد في مكتبه عادة بين الساعة الخامسة مساءً إلى الساعة السابعة مساءً بتوقيت دمشق (مساوٍ لتوقيت القاهرة) ، حيث يجتمع إليه الناس وطلبة العلم من كل صوب ليسألوه عن أمور دينهم.
صفاته:
كان شيخنا أبيض اللون مشربا بحمرة، أزرق العينين، أشقر، إلى الطول أقرب، قوي البنية، ذلك لأنه كان رياضيا بارعا في شبابه، وحفظ الله له صحته عموما إلى ليلة وفاته. إلا أن كسرا أصاب قدمه وأثّر على ركبته، مما جعله يجري عملية استبدال لمفصلي الركبة بعد سنوات من المعاناة، وأصيب آخر عمره بلقوة خفيفة في وجهه.
وكان شيخنا مرحا صاحب نكتة ودعابة، ومن أهم صفاته أنه لا يعرف التكبر ولا يرى لنفسه حظا، فقد كان شديد التواضع بالفطرة وزاده العلم تواضعا، ويكتب دائما في توقيعاته وعند اسمه: "العبد الفقير إلى الله العلي القدير، عبد القادر الأرناؤوط، خادم علم الحديث في دمشق"، وعندي بعض كتاباته الخطية يقول عن نفسه إنه طالب علم الحديث، وفي أخرى أنه ليس أهلا لأن يجيز، وهو آية في ترك التكلف، ومن سمع كلامه عرف فيه الإخلاص والصدق. وهو مع ذلك قوي وجريء في بيان الحق والصدع به، أحسبه كان لا يخاف في الله لومة لائم، وله مواقف مشهودة في صلابته في السنة وتصديه للبدع والمنكرات وأهلها، وقصصه في هذا كثيرة.
وشيخنا كريم اليد، واجتماعي، كان يحضر دعوات الناس ومناسباتهم، إلا أن ميزته على كثير من المشايخ غيره أنه لا يكاد يضيع دقيقة من الوقت دون إرشاد ونصح، فما أن يجلس حتى يقول بصوته الجهوري الفصيح: روى فلان وفلان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله r، ثم يسرد شيخنا جملة من الأحاديث الجامعة المناسبة للحال، كل ذلك من حفظه المتقن، يرويها حرفيا لا بالمعنى، وبفصاحة دون تردد أو تلعثم.
وفاته:
توفي شيخنا في دمشق فجر الجمعة 13شوال 1415، الموافق لـ26 تشرين الثاني 2004. وبلغنا عن محمد ابن شيخنا عبد القادر، قال: "كان شيخنا أمس الخميس في كامل عافيته وصحته، ثم نام، ولما أرادت والدتي إيقاظه للفجر لم يرد عليها، ثم حرّكته فوجدته ميتا وجبينه متعرق، ولم يشعر به حتى أهله معه، فإنا لله وإنا إليه راجعون". وصُلّي على شيخنا بعد صلاة الجمعة في جامع زين العابدين بحي الميدان، أي في مسجد شيخ قراء الشام الشيخ كريّم راجح حفظه الله. وامتلأ الجامع مبكرا، وكذا الشوارع المحيطة به رغم البرد. وأمّ المصلين ابنه الأستاذ محمود الأرنؤوط. وكانت جنازة لم تشهد مثلها دمشق منذ فترة طويلة. ودفن بمقبرة الحقلة.
ونحن نرجو حسن الخاتمة لشيخنا، حيث مات بعد صوم رمضان، وبعرق الجبين، ويوم الجمعة، ومات ثابتا عزيزا شامخا رغم الأذى والمضايقات التي حصلت له في الفترة القريبة جدا.
نسأل الله أن يتغمد الفقيد برحمته، وأن يخلف على الأمة من أمثاله، وأن يخفف مصاب أهله وتلامذته وأحبابه، إن جواد كريم.
2 - سيرته العلمية
شخصيته العلمية وموسوعيته:
إن سبب شهرة الشيخ هو اهتمامه بجانب هام ميّز شخصيته وهو اختصاصه بعلم الحديث النبوي الشريف الذي نالته هذه الشخصية، فلولا العلم لما كانت له هذه المكانة التي ارتقاها على صعيد العالم الإسلامي.
فالعلم أساس حياة الإنسان، وعليه تبنى شخصيته، ولا أظن أن هناك من يخالف هذه الحقيقة. ولا أجد حاجة هنا للتدليل على قولي، فكتاب الله تعالى وأحاديث نبينا صلوات الله وسلامه عليه فيها دروس وإرشادات كثيرة في هذا المجال. والشيخ -حفظه الله- بالإضافة إلى موسوعيته العلمية الفذة، وتبحره في علم الحديث، فهو بجيد اللغة الألبانية، بشكل ممتاز، ويلم بشيء من اللغة الفرنسية، وهذا مما ساعده كثيراً في هدفه السامي في نشر كلمة التوحيد والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
ولا نجد في شخصيته الغرور ولا الكبر، بل يتواضع لكل الناس ولا يخدعه مظهر من مظاهر الدنيا. ولا سيما أن النفس لها حظوظ في مثل هذه الحالات. فهو عارف بحقيقة عبوديته لله عز وجل. ولذلك اتصف بالصفات النبيلة، ولا يرضى بالألقاب، فأعز لقب يحرص عليه هو «العبد الفقير» ويأبى ما سواه. وقد حَبَّبَ الله إليه دراسة الحديث النبوي الشريف منذ الصغر فعكف عليه، يقول الشيخ: «كنت في فترة الاستراحة بين الحصص المدرسية أحفظ خمسة أحاديث. فكنت متمتعاً بذاكرة طيبة وقدرة على الحفظ كبيرة بحمد الله تعالى وعونه» .
شيوخه وتلاميذه:
لم يدرس الشيخ دراسة أكاديمية، فقد تلقى علومه على يد علماء عصره. وكان والده عاميا محبا للعلم، فدفعه مبكرا لحلقات المشايخ. ودرس أول نشأته مبادئ الفنون على الشيخ صبحي العطار، وسليمان غاوجي الألباني (والد الشيخ وهبي) في حارة الأرناؤوط بدمشق، حيث أخذ منه شيئاً من الفقه وعلمي الصرف والنحو. وكذلك درس على بعض المشايخ الأرنؤوطيين مثل الشيخ ملا باختياري (المشهور بحمدي الأرنؤوط) والشيخ نوح نجاتي الألباني -والد العلامة الألباني-.
ثم اشتغل ساعاتياً في محل الشيخ سعيد الأحمر رحمه الله بحي العمارة، وهو من أهل العلم الأزهريين، فأُعجب بذكاء شيخنا، فقال لأبيه: ابنك هذا ينبغي أن يكون طالب علم. وعلى أثر ذلك انضم شيخُنا إلى حلقة الشيخ محمد صالح الفرفور في الجامع الأموي. وتلقى عنه من علوم العربية والفقه الحنفي، والتفسير، والمعاني والبيان والبديع، حيث لازمه فترة من الزمن تقارب العشر سنوات. فقرأ عليه خلالها: متن الطحطاوي ونور الإيضاح ومراقي الفلاح وحاشية ابن عابدين وغيرها، كذلك قرأ عليه في فنون العربية والتفسير. وكان زملاؤه آنذاك المشايخ: عبد الرزاق الحلبي، ورمزي البزم، وأديب الكلاس، وشعيب الأرناؤوط. ونظرا لتميز شيخنا في تجويد القرآن الكريم فقد صار يقرئ زملاءه المذكورون ويعلمهم التجويد.
وقرأ القرآن وجوَّده على الشيخ المقرئ الفقيه «صبحي العطار» -رحمه الله- (وهو مغربي الأصل) . ثم أعاد قراءة القرآن مرة أخرى بتجويده من أوله إلى آخره على الشيخ «محمود فايز الديرعطاني» المقرئ، تلميذ شيخ القراء آنذاك «محمود الحلواني» الكبير، بقراءة حفص عن عاصم. وقد زامله في القراءة عليه: بكري الطرابيشي، وأبو الحسن الكردي، ومحمد سكر، وكريّم راجح، وكلهم اليوم من مشايخ قراء الشام المشاهير. وقولنا الشيخ «الحلواني الكبير» احتراز عن الحلواني الصغير، وهو ابنه الدكتور محمد، وهو ممن قرأ أيضا على والده. والحلواني الكبير هو محمد سليم بن أحمد الحلواني الحسيني الشافعي مترجم في "تاريخ علماء دمشق" (2|603) .
وشيخنا جميل الصوت بالقراءة، في صوته (اليوم) بحة، قريب منه صوت الألباني بالقراءة، وللناس في جميل الصوت أذواق. وما عهِدناه إلا محافظاً على الصلوات الخمس، ترى على صلاته أثراً مما يُذكَرُ عن صالحي هذه الأمة من السلف الطيبين ومن تبعهم بإحسان. وقد قال عنه الشيخ محمود فايز: «هذا الغلام قراءته سليقية» . وكان الشيخ الديرعطاني يحب قراءة شيخنا وسلامة مخارج الحروف عنده، ويقول له: أنت قراءتك سليقية، وحاول أن يستمر ويجمع عليه القراءات، إلا أن شيخنا آثر الانصراف إلى علم الحديث. وللتنبيه فقد رأيت في كلام بعض من ترجم شيخَنا أنه درس عند عبد الرزاق الحلبي، وهذا غير صحيح، بل جمعتهما الزمالة أول الطلب.
ويُعتبر الشيخ الأزهري «سعيد الأحمر التلي» -رحمه الله تعالى- معلِّمه في مهنة الساعات هو أوّل من وجهه إلى طريق طلب العلم ودلّه عليه، فكان له الفضل الأكبر في تشجيعه لطلب العلم الشرعي. ومنذ ذلك الحين والشيخ منكَبٌّ على تعلم العلم ودراسته. وسعيد الأحمر مترجم في "تاريخ علماء دمشق" (2|961) .
يقول شيخنا عبد القادر: «وأراد مني والدي -رحمه الله- أن أتعلم مهنة الساعات عند الساعاتي الشيخ سعيد الأحمر -رحمه الله-، وكان قد درس في الأزهر. فرضي الشيخ سعيد الأحمر أن أشتغل عنده في مهنة الساعات. ولكونه درس في الأزهر وتخرج فيه، أراد أن يمتحنني. فطلب مني أن أقرأ شيئاً من القرآن، فقرأت عليه بعض الآيات، فأعجبته قراءتي. فقال لي: "على من قرأت القرآن ودرست التجويد؟ ". فقلت له: "على الشيخ صبحي العطار -رحمه الله- ثم الشيخ محمود فايز الديرعطاني تلميذ الشيخ محمد الحلواني الكبير -رحمه الله-". وسألني: "هل درست شيئاً من الصرف والتجويد على المشايخ؟ ". فقلت له: "نعم، درست شيئاً من الصرف والنحو على الشيخ سليمان غاوجي الألباني -رحمه الله-". فقال لي الشيخ: "نحن الآن في شهر رمضان، من الذي يجب عليه الصيام في رمضان، ومن لا يجب عليه الصيام؟ ". وكنت قد حفظت بيتين من الشعر في الفقه الحنفي من الشيخ صبحي العطار وأنا صغير، فذكرتهما للشيخ الساعاتي:
وعوارض الصوم التي قد يُغتفر * للمرء فيها الفطر تسع تُستطر
حَبَل وإرضاع وإكراه سفر * مرض جهاد جوعه عطش كِبَر
فطلب مني أن أذكر معناهما، فذكرته له. ففرح كثيراً وقال لي: "أنت ينبغي أن تكون طالب علم"، فشجعني على ذلك. وأخذت أدرس على المشايخ. وكان من جملة المشايخ الذين درست عليهم الشيخ محمد صالح الفرفور في دمشق. وسمعت على عدة مشايخ في جامع بني أمية الكبير. وأتقنت مهنة الساعات عند الشيخ سعيد الأحمر. وكنت أعمل في مهنة الساعات وأدرس على المشايخ في الصباح بعد صلاة الفجر، وبعد المغرب والعشاء. ثم طلب مني أن أُدرِّس في المدرسة الابتدائية التي تخرجت فيها، ثم درّست في المدارس الإعدادية والثانوية القرآن وتجويده والفقه". انتهى كلام الشيخ عن بعض مشايخه.
وأعلى من هؤلاء كلهم أخذه عن علامة الشام وسلفيها الشيخ بهجة البيطار رحمه الله. فكانت له به صلات واجتماعات، وكان يقول له: «أنت يا بني، مشربك من مشربنا، فأرى أن تدرس مكاني» . وهذا الذي حصل، فقد استمر الشيخ يدرس كتب العلم في جامع الدقاق وجامع الشربجي (بالميدان) بعد وفاة العلامة البيطار، وكان صورة من شيخه البيطار. وقد قال مرةً مؤذن مسجد الدقاق -وهو ممن كان أدرك الشيخ بهجة البيطار- لأحد أصحابنا (لما سأله عن الشيخ بهجة) : «من أراد أن ينظر إلى الشيخ بهجة، فلينظر إلى الشيخ عبد القادر. فالشيخ أشبه الناس بسمته!» . وهذا -بإذن الله- صِدقٌ وحق. فإن كثيراً من أهل الشام يحكي عن الشيخ بهجة من الخُلُقِ والهدي ما يشبه ما نراه في العلامة عبد القادر الأرنؤوط حفظه الله. وللعلم فإن العلامة البيطار على الرغم من علمه وفضله، فإن شهرته كانت في العالم الإسلامي أكبر من شهرته في سوريا، لأنه لم يركز على التدريس.
هذا، ولقد استفاد شيخنا باجتماعه بخيرة علماء تلك الفترة، من أمثال علي الطنطاوي ومحمد أمين المصري وابن مانع والرفاعي وعبد الرحمن الباني ومحمد بن لطفي الصباغ وغيرهم ممن كان يجالسهم ويجتمع بهم -رحم الله الأموات منهم وحفظ الأحياء-. كما تأثر بأخلاق العالم المربي الأستاذ عبد الرحمن الباني حفظه الله، وكان يقول عنه: إنه يمثل أخلاق السلف.
وكان شيخنا صاحباً للألباني محبا له -كما سيأتي تفصيله- وللشيخ زهير الشاويش وللشيخ شُعَيْب الأرناؤوط. وقد صاحب الشيخ جمعاً من أهل العلم ممن يكبرونه قليلاً أو يصغرونه قليلاً، فاستفاد من صحبتهم. وهكذا طلبة العلم، ينبغي أن يختاروا ثُلَّةً من الأصحاب الذين يتذاكر معهم العلم، ويستخرج بجودة قرائحهم فرائد العلم ودقائقه. فانظر -رعاك الله- أحمد بن حنبل من كان أصحابه وأقرانه: ابن معين وابن المديني وإسحاق بن راهويه والحميدي وغيرهم، يذاكر العلم مع تلامذته البخاري وأبي زُرعة والدّارميّ وابن وارَة وغيرهم، كيف يكون ذهن وقريحة من هؤلاء أصحابه وجلساؤه؟
أما تلاميذه فإن الشيخ -حفظه الله- يعتبر هؤلاء الذين درسهم طوال هذه السنين هم إخوة له يتدارس معهم العلوم الشرعية.
رحلاته العلمية:
رحل الشيخ إلى بلاد عديدة، ولم يكن يمنعه بُعد المسافة ومشاق السفر عن هدفه السامي في سبيل الدعوة إلى الله تعالى القائل في كتابه: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (33) سورة فصلت. فكانت معظم رحلاته العلمية منحصرة إلى مسقط رأسه «إقليم كوسوفا في يوغسلافيا» وما جاورها من البلاد المتعطشة للإسلام كألبانيا. فآثاره وجهوده لا تنكر، وفضله لا ينسى في تلك البلاد. وسافر مرات عديدة إلى الشارقة والرياض ومكة والمدينة وغيرها لإلقاء الدروس والالتقاء بالعلماء وطلبة العلم. كما أن الشيخ يتوجه باستمرار إلى بعض البلاد العربية والإسلامية للمشاركة في المؤتمرات وإلقاء المحاضرات والندوات العليمة المفيدة.
سلفيته:
إن من أهم الأسباب التي أدت إلى بعض الخلافات مع علماء عصره هو أن الشيخ -حفظه الله- لا يتبع مذهباً من المذاهب يقلده تقليداً أعمى، وإنما يتبع المذهب الأقوى اعتماداً على الدليل الذي استند إليه صاحب القول أيَّاً كان مذهبه. ويقول الشيخ في مسألة التزام الإنسان مذهباً معيناً: «في المسألة تفصيل: فبالنسبة للعامي لا مذهب له ومذهبه هو مذهب مفتيه، فالتزامه بمذهب يكون أمراً طبيعياً. وطالب العلم الذي في أوّل أمره لا يستطيع أن يمِّيز بين الأقوال الصحيحة والضعيفة، فهو يعمل ضمن ما يسمع من شيخه. أمّا بالنسبة لطالب العلم المتمكّن الذي درس الفقه المقارن، وعرف دليل كل إمام من الأئمة، فإنه عندئذٍ يستطيع أن يميز بين القول الصحيح والضعيف. وأرى أنه في هذه الحالة لا يحق له أن يكون مقلِّداً» .
ومن هنا يتضح لنا بأن الشيخ -حفظه الله- لا يلتزم مذهباً معيناً، وإنما يعمل بالكتاب والسنة على منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم، وبما قاله العلماء الجهابذة النقّاد. فهذه طريقته في الفقه: يأخذ بما دل الدليل عليه، غير مقلِّدٍ أحداً من العلماء، إذا اتضح له أن الحق لم يكن حليفه. فهو على هذا من فقهاء المحدِّثين. والشيخ لا يرضى بالتقليد دون معرفة الدليل، حيث يتبع قاعدة الدليل الأقوى معتمداً على أمهات الكتب الفقهية (كالمغني لابن قدامة، والمجموع للنووي، وفتح القدير للكمال بن الهمام وغيرها) . فينظر في دليل كل واحد ويأخذ الأقوى منها اعتماداً على تخريج الأحاديث من الكتب المعتمدة كأمثال كتاب نصب الراية للزيلعي، والتلخيص الحبير لابن حجر وغيرها من الكتب. وقد قام بتخريج كل الأحاديث النبوية في السنن الأربعة والموطأ وأرفق أحكامه عليها في كتاب "جامع الأصول" المطبوع بتحقيقه.
شيخنا -حفظه الله- من المهتمين جداً بتراث شيخي الإسلام ابن تيمية وابن القيم. وهو معروفٌ لدى فقهاء الشام بأنه يُفتي بما كان عليه شيخ الإسلام في مسائل الطلاق عدا مسألة طلاق الحائض (فلِلْشيخ فيها رأي عملي آخر، لأن فيها نظراً كبيراً يوقف عنده) . ويَذكر الشيخ عن نفسه أن من أوَّلَ ما أثَّر في نفسه في مبتدأ الطلب: كتاب "الوابل الطيب" لابن القيم. وشيخنا سَلَفِيٌّ صَرْفٌ، يحب السلفيّين ويجتمعون عنده. ولا شك أنه اليوم -بعد وفاة الشيخ ناصر- شيخ سلفيي الشام ومُحَدِّثَها بلا مُنازع. ويفرق عن الشيخ الألباني في طريقة الدعوة والأسلوب المنتهج فيها. فقد قال هذا من يعرف الشيخين: إن الله جعل للشيخ عبد القادر القبول في دعوته بالشام، ما لم يجعل للألباني رحمه الله. وهذا لأن الشيخ حفظه الله كان ألْيَنَ وأسهَلَ مع المُخالف ترغيباً له في الحق والهدى. وهذا ليس مطرداً مع المعاندين من أهل البدع.
وأستطيع أن أقول -والعلم عند الله- إن الشَّبَهَ بين ابن تيمية وشيخنا لكبيرٌ جداً. خاصةً في باب الدعوة وسبيلها. فإنك تندهش من اجتماع العامة على الشيخ عبد القادر، تماماً كما يذكر أصحاب الشيخ عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. ووَالله ما سمعت بصفةٍ ذكروها عن شيخ الإسلام ابن تيمية، إلا وقد وجدتها عند شيخنا عبد القادر.
لكن الشيخ عبد القادر عندما يسأل هل أنت سلفي؟ يقول -حفظه الله-: «الحقيقة في أن يلتزم الإنسان منهج السلف شيء، وأن يدَّعي أنه سلفي شيء آخر. أنا لا أقول عن نفسي: "إني سلفي"، بل لا أملك ذلك. وإنما أحاول قدر ما أستطيع أن أعمل بمنهج السلف وأقوالهم. وإذا ما سألتَ عن مذهبي أقول: أنا مسلمٌ أعود إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله r وأقوال الأئمة بأدلتها. وأعمل بما هو الأقوى والأرجح الذي رَجّحهُ العلماء على منهج السلف الصالح» . أقول: هذا حال من هو سلفيٌّ حقيقةً. فكيف حال من يدعيها وهي تَفِرُّ منه؟ نسأل الله السلامة.
والشيخ عبد القادر حفظه الله من المنكرين للبدع والشركيات، شديد الإنكار لها. كما أنه ينكر ما يفعله بعض المبتدعة من التبرك بالمشايخ والتوسل وغير هذا. وهو يولي الأمر عناية كبيرة. حتى أن أحد الإخوة سأله مرّة -وقد سافر إلى قطر-: «هل لقيت فلان بن فلان؟» . فقال الشيخ: «نعم، وما أعجبني» . ثم سرد قصته معه، وحاصلها أن الشخص المسئول عنه احتضن الشيخ يقبّل يده ويتبرّك بها، فأنكر عليه الشيخ ذلك. فقال المتبرك: «عندي فيها أدلة، ووقفت فيها على آثار» وشيء من هذا القبيل. فأنكر عليه الشيخ، ثم قال: «الأمة قطعت أشواطاً في سد مثل هذه المسالك المفضية إلى الغلو، وهذا يردنا إلى حيث بدأنا!» . فاللهم احفظ شيخنا عبد القادر ما أنصره للسنة وما أقمعه للبدعة. المنكر فيه من قبل الشيخ التمسح باليد قصد التبرك، وهذا الذي أنكره الشيخ. واحتج له المتبرك بأنه وقف على آثار في الباب تدل على مزعومه!
والملاحظ أن الشيخ يراعي كثيراً أحوال المستمعين إليه. فلا يدخل في تفصيلات مسائل الأسماء والصفات مع العوام. بل يكتفي بقوله لمن يسأله: منهجنا هو منهج الإمام مالك عندما قال عن صفة الإستواء: «الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة» . لأن الأصل في غالب العوام السلامة. وهم لا يفهمون تفلسفات الأشاعرة أصلاً حتى ندخل معهم في النقاشات التي يأتي بها المتكلمين الأشاعرة. أما مسائل التبرك والتوسل والشرك، فهذه ينبه الشيخ عليها العوام بما يفهمونه.
قصة طرده من مجلس الشيخ الفرفور وظهور سلفية شيخنا
لقد كان شيخنا عبد القادر تلميذا -كما أسلفنا- للشيخ صالح الفرفور، قرأ عليه -كعامة من كان يقرأ في معهد الفتح- من علوم العربية والمعاني والبيان والبديع والفقه والتفسير الكثير في مدة تقرب من عشر سنوات. وكان مما قرأه من كتب الفقه الحنفي: حاشية ابن عابدين، وحاشية الطحطاوي، ونور الإيضاح، ومراقي الفلاح، وغيرها.
وكان أثناء قراءته على الشيخ صالح في الحاشية لابن عابدين، تمرُّ بهم أحاديث، فيسأل الشيخ عبد القادر عنها صحة وضعفا ونحو ذلك، فكانت الكلمة المشهورة المتداولة على ألسنة الصوفية تخرج من فم الفرفور كالسهم: «لا تعترض فتنطرد» !
وفي إحدى المرات اشترى شيخنا كتاب "الوابل الصيب" لابن القيم من إحدى المزادات بدمشق، ولما لم يكن له مكتبة يومئذ. وكان الشيخ عبد الرزاق الحلبي متميزاً في ذلك، حيث كانت له مكتبة خاصة في جامع فتحي، أراد الشيخ أن يلحقه بمكتبته. فعلم بذلك رمزي البزم -وكان أكبر طلاب الفرفور سِنّاً- فقال بعد أن سمع بوضع شيخنا للكتاب بمكتبة الحلبي، بعد أن أنهى الفرفور درسه بالأموي: «عبد القادر، الليلة عندك محاكمة» !! هكذا مع إحداث ضجة في حلقة الدرس. وفعلا أشار إليه الفرفور وإلى الحلبي وإلى البزم أن قوموا إلى مكتبة الشيخ عبد الرزاق، وهنا جرت المحاكمة وهذا سياقها:
قال الفرفور للشيخ عبد القادر: لِمَ جئت بالكتاب؟ (يريد: الوابل الصيب) .
قال شيخنا: «لأني قرأت في مقدمته: في الذكر مئة فائدة، ثم سردها» .
فقال الفرفور: هل تعرف ابن القيم تلميذ من؟
قال شيخنا: «تلميذ ابن تيمية» .
قال الفرفور: نحن نقرأ لابن تيمية؟! قم وخذ صاحبك معك -يعني الشيخ شعيب-. ثم جرت أحداث، لها موضع آخر. وأُبعد الشيخ عن الحلقة على إثرها بتهمة الوهابية! وقاطعه زملاؤه تبعاً. وكان الشيخ وقتها لا يعلم شيئا عن الوهابية، ولكن هذه الحادثة، وتعلقه المبكر بالحديث، ولا سيما مدارسته وحفظه من صحيح مسلم، والتوجيهات اللطيفة من الشيخ المعمّر عبد الرحمن الباني حفظه الله، كانت هي الأسباب المباشرة لتحوله سلفيا، حتى نال الإمامة فيها، ووصلت سمعته إلى مختلف أنحاء العالم الإسلامي، ولا سيما في علم الحديث. ولعله لم يكن بعد الشيخ الألباني أكبر من شيخنا خدمة لعلم الحديث، حتى كان شيخنا ممن طُرح اسمه لترشيحه لجائزة الملك فيصل الأخيرة لخدمة الإسلام.
قصة منعه من الخطابة
قال شيخنا رحمه الله: المدة الأخيرة كنت في خطيبا في جامع اسمه الجامع المحمدي، وهذا عندما استلمته كان جديدا، فتردد عليّ كثير من الشباب، وكانوا يسمعون الخطب ويسألون، وكنت دائما عقب خطبة الجمعة أعمل أسئلة وأجوبة، فيأتي الشباب فيسألون ويُجابون على هذه الأسئلة، من هنا بدأ بعض الناس وبعض المشايخ يحرّكون عليّ: إن الشيخ وهابي، فيطلبونني ويسألون: ما هو الوهابي؟ فأقول: ليس هناك مذهب وهابي جديد، وإنما هناك رجل اسمه محمد بن عبد الوهاب من أهل نجد؛ ظهر في ذلك الوقت، وهذا توفي عام 1206هـ ولكنه كان يحارب البدع والخرافات وأشياء ويدعو الناس إلى الكتاب وإلى السنة، ومذهبه على مذهب الإمام أحمد رحمه الله.
بعد ذلك الناس اتهموني بالسلفية! فكنت أبيّن لهم أن السلف الصالح هم القرون الثلاثة المفضلة التي كانت لم تغير ولم تبدل، وإنما ساروا على النهج الصحيح! إلا أن بعض الناس وشى عليّ أن هذا الشيخ يتكلم أشياء وأشياء. حتى كانت آخر سنة من السنين التي كنت فيها خطيبا؛ كنت أتكلم في رأس السنة الميلادية، حيث بعض الشباب من المسلمين -ولا حول ولا قوة إلا بالله- كانوا يشاركون النصارى في عيدهم، ويشاركون النصارى في شرب الخمر ومشاكل النساء. فعند ذلك قلت خطبة يظهر أنها كانت قوية، وأنا أنادي الشباب المسلمين: إياكم وأن تشاركوا النصارى في أعيادهم وعاداتهم وتقاليدهم وفي شربهم الخمر ومشاكل النساء. فمن هنا قالوا: إن هذا يدعو إلى الطائفية، ولذلك منعوني من الخطبة.
موقفه من بعض مسائل عصره:
1- مسألة الطلاق الثلاث بمجلس واحد هل يقع واحدةً أم ثلاثاً؟
يقول الشيخ في فتواه لهذه المسألة:
«كما هو معروف أن الجمهور قالوا في أن الطلاق الثلاث في مجلس واحد يقع ثلاث تطليقات وينهي العلاقة الزوجية. وخالف في ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم وهما من الأئمة الحنابلة. فقالا: يقع طلقة واحدة. والأصل في مخالفة الجمهور خطأ. ولكن إذا ثبت دليل، فلا مانع من الأخذ به. وهو الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم عن ابن عباس t أنه قال: "كان الطلاق على عهد رسول الله r وأبي بكر وسنتين من خلافة عمر، طلاق الثلاث واحدة. فقال عمر بن الخطاب: إن الناس قد استعجلوا في أمْرٍ قد كانت لهم فيه أناة. فلو أمضيناه عليهم! فأمضاه عليهم". فالحديث هنا صريحٌ في ذلك، وهو أنهم كانوا يعدُّون الثلاث بلفظ واحد طلقة واحدة على عهد رسول الله r. وما فعل عمر ذلك، إلا لأنه رأى أن من المصلحة والحكمة وقد كثر الطلاق أن يمضيه ثلاثاً، ففعله هذا تربية لرعيته. وورد غير هذا، والله أعلم» .
وفقهاء الشام مثل الشيخ الدكتور مصطفى البغا وغيره إذا جاءهم السائل في مسألة الطلاق بالثلاث، قالوا: إذهب إلى الشيخ عبد القادر، مع قولهم: إن الشيخ يفتي بهذا حسب قناعته، أخذاً بالتيسير على العامة. والشيخ عفيفُ اليد، لا يأخذ شيئاً من أحد. بل لقد غَضِبَ ذات مرّة غضباً شديداً من أحدهم، لمّا أخرج له مالاً مُقابل الفتوا وأصرّ في هذا، ظَنّاً من المسكين أن الشيخ كأشباه العلماء الذين عُرفوا بالشام بأخذهم الأموال الكثيرة لأجل إفتائهم بأن الطلاق الثلاث بلفظٍ واحدٍ أو في مجلسٍ واحدٍ: واحدة.
2- قوله في الطلاق المعلق على شرط:
يقول الشيخ -حفظه الله-: «إذا تحقّق الشرط، أُفتي بأن: فيه كفارة يمين. لأن هذا اللفظ في معنى اليمين، وهو لا ينوي الطلاق، وإنما ينوي المنع، وكان هذا شأنه، ففيه كفّارة، وإن كان الحالف بهذا اللفظ آثماً لحلفه بغير الله. والله أعلم» .
موقفه من التصوف والغلِّو في فهم التصوف:
حرص العلماء العاملون المخلصون لدين الله عز وجل، السائرون على منهج سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أن يبقى المجتمع الإسلامي نقياً من كل شائبة، بعيداً عن الانحرافات في العقائد والمسالك، سليماً من الآفات والعيوب، وذلك بتمسكهم والتزامهم بكتاب الله وسنة رسوله r وعرض كل أمر مُسْتَجْدٍّ ومشكلة مستحدثة على ميزان الكتاب والسنة. لا يحيدون عنهما، يدركون بذلك مسئوليتهم أمام الله عز وجل على هذه الأمانة التي أُوكلت إليهم.
والتصوف قد أثرت فيه عوامل أجنبية ودخلت فيه البدع على مر الزمان. وقد رفض كثير من الصوفية الأوائل كل محاولة لإخراجه عن الشرع، وجعلوه مقيداً بالقرآن والسنة. وكان الجنيد يقول دائماً: «عِلمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة. فمن لم يحفظ القرآن ويكتب الحديث، ولم يتفقه، لا يُقتدى به» . وكان يقول: «عِلمُنا هذا متشبِّك بحديث رسول الله r» . وقال أبو سليمان الداراني: «إنه لتمر بقلبي النكتة من نُكَتِ القوم. فلا أقبلها إلا بشاهدي عدل، من الكتاب والسنة» . وقال النصرابادي: «أصل هذا المذهب: ملازمة الكتاب والسنة والاقتداء بالسلف. وترك الأهواء والبدع، وترك ما أحدثه الآخرون. والإقامة على ما سلكه الأولون» .
لذلك لا يرى شيخنا -حفظه الله- مانعاً أن يكون التصوف بمعنى الزهد في الدنيا والتقوى، والورع، ومراقبة الله عز وجل ضمن الحدود الشرعية. ولا يرضى عن تلك الأمور الخارجية عن الكتاب والسنة. كما أنه يحارب البدع، وهي كل ما أُلصق بالدين وهو ليس منه، ويرفض كل ما يدخل في العبادات أو الأقوال مما يخالف كتاب الله وسنة رسوله r.
ويمكن أن يتضح لنا موقفه من التصوف من حاله أكثر من لسان مقاله، فحياته ملؤها العبادة والطاعة، وأساسها العلم وغايتها مرضاة الله عز وجل. ويضيف قائلاً: «التصوف عندي هو ما كان بمعنى الرقائق التي تُليِّن القلوب وتهذِّب النفوس أمثال كتب ابن القيم -رحمه الله-. وإن أوّلَ مَنْ أثَّر في نفسي في أول طلب العلم هو الإمام ابن القيم عندما قرأت كتابه "الوابل الصيب من الكلم الطيب". وأما كتب الصوفية البعيدة عن منهج الحق، فلا أعمل بها وأنتقدها ... » .
هذا، وقد تكلم العلماء عن التصوف، وكتبوا فيه وردوا على باطله، وأشادوا بما فيه من الحق كما يتضح لنا ذلك في رسائل شيخ الإسلام ابن تيمية مثل: «العبودية» و «التحفة العراقية في الأعمال القلبية» و «رسالة الفقراء» ، وغيرها من الفتاوى والرسائل والبحوث التي ظهرت في مجلدين من «مجموع فتاويه» ، أحدهما تحت عنوان «السلوك» . وكذلك مؤلفات تلميذه المحقق ابن القيم في ذلك وهي كثيرة منها: طريق الهجرتين، وعدة الصابرين، وذخيرة الشاكرين، والداء والدواء، وأعظمها «مدرج السالكين شرح منازل السائرين» .
طريقته في التربية:
والشيخ -حفظه الله- عالم مربٍّ يُربّي الناس بصغار العلم قبل كباره. ولذلك أقبلت العامة -بدمشق وغيرها من المدن- عليه، حيث وَجَدَتْ عنده أُنْسَ المستوحش، وحنان المُربّي. فالشيخ معروفٌ بعُلوّ أخلاقه ونزاهة باطنه. لا تَسمَعهُ يذكر أحداً بسوءٍ أو يطعن فيه، إلا مبتدعاً مجاهراً مغالياً في بدعته. لا ترى ولا تسمع منه كلمةً نابيةً. فهو مجمعٌ للفضائل. وكان صورةً من شيخه العلامة محمد بهجة البيطار العالم السلفي التيمي رحمه الله. وقد تصدر شيخنا حلقة شيخه بعد وفاته، فصار يُدرّس في مسجده كتب العلم -ومنها التفسير- وذلك بعد صلاة الفجر من كل يوم.
وشيخنا -حفظه الله- جوادٌ كريمٌ لا تكاد ترى مثله وإن كان له نظائر -بحمد الله-، لا يردّ أحداً من المحتاجين. كم وكم رأيناه يعطي طلبة العلم وينفق عليهم، وبالأخص من الغرباء من الألبانيين وغيرهم. وهو كريمٌ يكرم جلساءه بما عنده من طيب الكلام قبل طيب الطعام، يظن الجالس عنده أنه سيد الجلسة، وأنه الأقرب إلى قلب الشيخ ونظره، هكذا يحس الجالس عنده، لا يترك أحداً إلا ويسأله عن اسمه وأين يسكن ويسترسل معه ويفخم من أمره إن كان من طلبة العلم تشجيعاً له. ومجالس الشيخ مجالس فيها من العلم والأدب والطرفة ما يذكر عن مجالس العلماء، هذا سائل فيجيبه الشيخ وهذا مناقش وهذا مسترشد. ويتخلل كل هذا طرفة من الشيخ، فهو بشر يضحك مما يضحك منه الناس. وهو رجل اجتماعي يحبُّ الناس. اجتمع فيه الكثير من خصال الخير -نحسبه كذلك ولا نزكيه على ربنا-.
تواضعه
والشيخ حفظه الله متواضع مكرم لتلاميذه، صاحب ودّ، أخبرني أحد أصحابنا الثقات قال: حدثني أحد إخواننا الدمشقيين الميدانيين -وهو من قدماء جلساء الشيخ- قال: «ما رأيت مثل شيخنا عبد القادر تواضعاً وأخلاقاً» . علما أن الرجل المحدِّث صاحب علم وعربية، ووالده من علماء الميدان، لكنه صاحب تصوف وقد ناهز التسعين سنة. قال صاحبنا: كيف؟ قال: «جئت إليه يوماً، فطرقت باب بيته الذي فيه المكتبة، فخرج إليّ أحد الطلبة فقال: "الشيخ يلقي درساً". فقلت: "لا تزعج الشيخ"، وأخبره إن انتهى الدرس أن فلانا قد جاءه. قال فما هي إلا خطوات مشيتها حتى سمعت صوت الشيخ خلفي، وهو ينادي: "أبا فلان". فجئت واعتذر الشيخ وقال: "ما علمنا". فقلت له: "شيخنا نحن أحق بالاعتذار، أخرجناك من حلقتك ودرسك"» . يقول: «والشيخ إن غِبْتَ عنه مدة، بلغتك الأخبار من قبله أنه يسأل عنك، ويقول كيف فلان؟ وأين هو؟» . يقول: «مع أنني صاحبت كثيراً من علماء الميدان مدة سنين، كنت أحمل كتب هذا وأسند الآخر، وأشياء مما يفعله التلميذ مع شيخه من قضاء حوائجه الدنيوية. فغبت أياماً عن حلقة بعضهم -مع أنني كنت ملازما لها- فما سأل عني ولا استفسر عن غيابي!» . يقول: «ومثل هذا فيهم كثير، فترى في الشيخ عبد القادر من اللين والتواضع وخفض الجناح لطلبته، ما ليس في الآخرين» .
ومن تواضع الشيخ: أنه إذا تكلم عن أحد طلابه يقول: أخونا فلان، أو: الشيخ فلان. وإذا تكلم عن نفسه أو كتب قال: طالب علم. وإذا أثنى عليه في وجهه مد يديه كهيئة المستغرب وقال: أستغفر الله.. أستغفر الله. ومن أخلاق الشيخ حفظه الله تواضعه للحق وسماعه ممن دونه. بل تجد طلبة العلم يناقشونه، وهو منصت دونما ضجر ولا اعتراض بالرد ولا غير ذلك، بل تجده يصغي لك بنفس كريمة طيّبة. ويتكلم معه بعض الطلاب بلا حواجز نفسية ويندفع في الحديث معهم بلا أدنى تحرج فضلا أن يتكلم بنبرة استعلاء وفوقية. بينما نرى بعض المشايخ المنتسبين للتصوف لا يسمح أن يُنادى إلا بالشيخ ومولانا ونحو ذلك، ويبدو التأثر عليه إن لم يعامل هكذا، وإذا عرّف بنفسه لا ينزل عن تلقيب نفسه بالشيخ، خصوصا إن كان دكتورا!
4- سيرته مع العلماء:
أقوال بعض علماء عصره فيه:
يقول الشيخ الدكتور وهبة الزحيلي (رئيس قسم الفقه الإسلامي ومذاهبه بكلية الشريعة بجامعة دمشق) عنه: «إني أعرف الأخ الشيخ عبد القادر منذ زمن بعيد، وقد صاحبته في سفرٍ إلى روسيا. وهو يتميز بسلامة لُغتِه، وقوة حافِظَته، وتقواه، ووَرَعِهِ، ومحبة الناس له، ومعرفته بأحكام الحلال والحرام، وتميزه بحفظ الأحاديث النبوية: بالرجوع إلى مصادرها وضبطها ومعرفة الأحكام المترتبة عليها. ويتميز أيضاً بأنه ذو خُلُقٍ كريم، وأدب رفيع، ويحترم أهل العلم، ويجد فيهم ويجدون فيه أُنْساً وفضلاً وحُباً للسُّنة النبوية والعناية بها. وقد شهد له عالم التأليف والتصنيف، تحقيقاتٍ كثيرةٍ دقيقةٍ وجيدةٍ وممتازةٍ مثل تحقيق كتاب "جامع الأصول" لابن الأثير الجزري، وغيرها من كتب الحديث. وكل ذلك إنما يُنبئ عن عِلمٍ غزيرٍ، وفَهمٍ دقيق، ومتابعة للروايات، وتعرف على رجال الحديث والسنة ... » .
ويقول الشيخ الدكتور مصطفى ديب البغا -حفظه الله- (أستاذ الحديث وعلومه في كلية الشريعة بجامعة دمشق) عنه: «الشيخ عبد القادر رجلٌ عالمٌ، طيبٌ، وورع، ومُحَقّقٌ، ومعتدلٌ في مواقفه. هذا ما أعرفه عنه. وفي مسألة فتواه عن الطلاق، فهو يقصد منها التيسير على الناس، وليس التساهل في الدين» .
ويقول فضيلة الأستاذ محمد رياض المالح -رحمه الله- عنه: «نشهد بأن الشيخ عبد القادر -حفظه الله، ونفع الأمة بعلمه- رجلٌ فاضلٌ عفيف اللسان. وهذا شأن العلماء. والجميع يشهد بنزاهته، وتواضعه، ومعاملته الحُسنة للآخرين. وإننا جميعاً نُقدِّرُ عمله العظيم في تحقيقه لكتاب "جامع الأصول" الذي لاقى قبولاً كبيراً بين الناس، وحَقَّقَ للجميع النفع والفائدة المرجُوّة» .
ويقول الشيخ عبد الرحمن الشاغوري -حفظه الله- عنه: «إن الشيخ عبد القادر رجلٌ مستقيمٌ، يحبنا ونحبه. وقد صحبته مُدَّةً طويلةً من الزمن خلال تدريسي في معهد العلوم الإسلامية عند الشيخ "عبد الله دك الباب" حيث كُنا على أشد المساعدة والتعاون والائتمان. ولم نر له أخطاءً طوال هذا المدة، فهو حافظٌ لسانه، وحافظٌ كيانه. وهذا ما أعرفه عنه. كما أنه يتَحَرّى دائماً في فتواه، فلا يعتمد على عقله، إنما يعتمد على الأحاديث الصحيحة. نسأل الله لنا وله التوفيق» .
وهو يثني على علم الألباني بالحديث. لكن الشيخ لا يوافقه على آرائه الاجتهادية في المسائل المعروفة التي أفتى فيها الشيخ الألباني بما أداه إليه اجتهاده كمسألة الذهب المحلق وغيرها. لكن هذا في العلم، أما القلبُ، فأشهد أن الشيخ يحبه ويجله، والشيخ ناصر يحبه ويجله. وإن كنت ترى الألباني يرد عليه، فهذه يا أخي طريقته المعروفة في عدم محاباة أحد في الحق كائناً من كان. والشيخ إذا زار الأردن زار الشيخ ناصر الألباني. والألباني رحمه الله كذلك يكرمه ويجلّه. بل إن أحد الثقات نقل لنا أن الشيخ الألباني سئل عمن تنصح بأخذ أحكامه على الأحاديث من بعدك فقال: الشيخ عبد القادر الأرنؤوط.
وأشهد لقد كان بعض المغرضين في مجلس الشيخ من سوء أدبهم: كلما تكلم الشيخ ذكروا الألباني وخلافه. كأنما يريدون غضبةً من الشيخ عبد القادر في حق الشيخ الألباني -كما هي طريقة من لم يتأدب بأدب العلم وما أكثرهم في مجالس العلماء وللأسف-، فقال الشيخ عبد القادر قولة شديدة فيها إلجام لهؤلاء -بعد أن عرف قصدهم-: «الشيخ ناصرٌ صاحبُنَا وصديقُنا ليس بيني وبينه شيء، ذاك شعيب الأرنؤوط» .
لأن كثيرا من عوام السلفيين يخلطون بين الشيخ شعيب الأرنؤوط وشيخنا عبد القادر، ويظنون أن بينهما نسباً. وليس الأمر كذلك، فالشيخ عبد القادر ليس بينه وبين شعيب نسب، والألباني أقرب إلى شيخنا بلدةً من شعيب، وكلهم أصولهم ألبانية كما قال شيخنا. والشيخ عبد القادر سلفيٌّ معتقَداً وعِلماً وطريقةً وسُلوكاً، بخلاف شعيب الأرنؤوط فلا يزال حنفياً، وفي تعليقاته العقدية ما فيها، وقد انتقده غير واحد فيما كتبه على السير وغيره، كما فعل الدكتور محمد بن خليفة التميمي. ولو سلمنا أنه بينهما شيء، فماذا كان؟ نجرح من خالف الشيخ الألباني هكذا! إن الأمر المتنازع فيه يُنظر فيه ويُستَمع فيه إلى أقوال المتنازعين كما قرِّر في موضعه من كتب الفقه.
ومع هذا فقد سأل أحد إخواننا الشيخ عن علاقته بالألباني هل هي قوية؟ فأجاب بأنها جيدة وهو يزوره إذا نزل الأردن، وأن الألباني يرسل له مؤلفاته الجديدة، وأراه منها صحيح الأدب المفرد وضعيفه. وهل تعلمون: أن الشيخ عبد القادر يُدرِّس صحيح الأدب المفرد للألباني. بل قد ينظر في كتب الألباني كالصحيحة والإرواء والضعيفة بحضرة طلبته دون أي حرج، إذا ما أراد أن يستخرج الحديث. هكذا الشيخ عرفناه لا يستحي من تدريس كتاب الألباني، لأن العلم رَحِمٌ بين أهله.
وأما عن علاقته بابن باز، فقد أرسله ابن باز إلى ألبانيا للدعوة. ولا يزال الشيخ إلى اليوم يسافر إليها للدعوة وتعليم الناس. فالشيخ يتقن اللغة الألبانية، مما ساعده على سهولة مخاطبة المدعوين.
الشيخ وعلوم الحديث النبوي الشريف
مسموعاته:
إن معظم مسموعات الشيخ، كانت من المشايخ في بداية طلبه للعلم حيث لم يكن له مسموعات بشكل خاص في علم الحديث، إنما كانت له اطلاعات عامة حيث قرأ في البداية كتاب صحيح مسلم من أوله إلى آخره، فحُبِّب إليه قراءة كتب السنة وقراءة كتب شراح الحديث أمثال ابن القيم حجر العسقلاني وغيره.
ويقول الشيخ: «لم أهتم بالإجازة من المشايخ، لأني أرى أن الإجازة الصحيحة، هي: (مجيز ومجاز ومجاز به) يعني أن يكون (الشيخ المجيز، والطالب المجاز، والكتاب المجاز به) ، هذه هي الإجازة الصحيحة. وأما القول: "أجزت لك ولعقبك من بعدك وللمسلمين جميعاً"، فهذه إجازة مفتوحة لا يقبلها كثير من العلماء. والإجازة كالشهادة في زماننا رجل درس في جامعة وتخرج فيها ودرس الدراسات العليا وأخذ بها شهادة هذه هي الشهادة المقبولة، وقد وصل الأمر في زماننا، هذا أيضا إلى شهادات كالإجازات المفتوحة فإن طالب العلم يشتري شهادة، بالمال ويصبح مدرساً بها، وهو ليس أهلاً لذلك، فمثل هذه الشهادة كالإجازة المفتوحة لا يستطيع طالب أن ينفع بها» .
اجتهاده في الحديث وبيان محفوظه منه:
ليس للشيخ اجتهاد خاص في علم مصطلح الحديث، إنما يعمل بما سار عليه علماء الحديث المتأخرين وشرّاحه. وبخاصة الحفاظ المتأخرين من أمثال الحافظ ابن حجر العسقلاني والحافظ العراقي.
أما عن محفوظ الشيخ. فالشيخ من خلال عمله في مجال تحقيق الكتب مدة طويلة واهتمامه بعلم الحديث، يحفظ ما يقارب عشرة آلاف حديث. ويؤكد على جانب من الأهمية: أن سلامة المُعتَقَد شرطٌ معيناً، قد يميل ويتعصب إليه، فيؤثر عليه في منهجه من خلال تصحيحه وتحسينه وتضعيفه للحديث مثلاً.
والشيخ عبد القادر يتمتع بحافظة قوية. يذكر عن نفسه أنه كان يحفظ خمسة أحاديث في فترة الاستراحة بين الحصص في زمن الدراسية الأكاديمية. فكان يتمتع بحافظة قوية -أدامها الله عليه-. وهذا معروفٌ عن الشيخ. فالشيخ حافِظٌ من الحُفّاظ، قَلَّ أن يُسأل عن حديثٍ إلا ويَسوْق لك مَتْنَهُ كاملاً. كم اندهشت من سُرعة استخراجه للحديث من الكتب. فإني كنت أجالس الشيخ في مكتبته العامرة، فيدخل عليه صنوف الناس ما بين سائِلٍ ومُستَرشِدٍ ومُتَحاكِمٍ إليه للإصلاح في أمور المنازعات -في الطلاق وغيره- فكان الشيخ موسوعةً في استخراج الحديث من مَظَانّه. يمُدّ يده إلى الكتاب، فيُخرج منه الحديث المسؤول عنه بسرعة عجيبة -حفظه الله-.
وكان كثيراً ما يُكرّر على طلبته مقولة بِشْر بن الحارث الحافي: «يا أصحاب الحديث، أدّوا زكاة الحديث» . قالوا: «وما زكاته؟» . قال: «أن تعملوا من كل مِئتي حديثٍ، بخمسة أحاديث» . وهذا الأثر أخرجه أبو نعيم في الحلية (8|337) ، والرافعي في التدوين (2|427) -واللفظ له- والبيهقي في الشّعب (1805) وهو صحيح عنه. ولذلك كان الشيخ يشرح في بعض دروسه خمسة أحاديث في مجلسٍ واحد.
يقول الشيخ عن حفظ متون الحديث: «اقتصار بعض طلاب العلم على حفظ الصحيحين فقط، أو على حفظ السنن الأربعة فقط، هذا لا يكفي المحدّث. وربما بعضهم يحفظ الأسانيد، فهذا ضياع للوقت، لأن أسانيد الأحاديث موجودة في الكتب ولا حاجة إلى حفظها. وقد كان المتقدمون يحفظونها لأن الكتب لم تكن مطبوعة، فيحتاج إلى نقلها من مخطوطة، ولا يوجد غيرها» . وهذا الذي ذكره شيخنا عن أسانيد الأحاديث، صحيح بالنسبة للفقيه. فلا يحتاج لحفظ الأسانيد طالما قد حفظ المتون وعرف صحتها وضعفها. لكن حفظ الأسانيد له أهمية كبيرة في معرفة علل الحديث، وإن كانت الفهارس والحواسب الآلية تساعد جداً في هذا العصر.
وفي هذا الموضوع يقول شيخنا: «الحاسوب آلة تسهل على الإنسان الرجوع الى المصادر ومعرفة وجود الحديث في الكتاب الفلاني. ولكن الحاسوب يرجع في الحديث إلى الألفاظ. فقد يكون الحديث الذي وردت فيه الكلمة غير الحديث المطلوب، وليس في هذا الموضوع. لذلك لابد من الرجوع إلى أهل هذا الفقه في معرفة الحديث والحكم عليه. إلا إذا كان الحديث بلفظه ومعناه وقد حكم عليه بعض أهل الفن المعروفين في هذا العصر، فلا بأس بالأخذ به» .
إملاؤه الحديث وتدريسه:
أما التدريس فقد بدأ به في حلقة شيخه صالح الفرفور في علم التجويد كما تقدم، ثم عمل الشيخ مدرساً لعلوم القرآن والحديث النبوي الشريف بين عامي (1373-1380، أي 1952 - 1959) في مدرسة «الإسعاف الخيري» بدمشق (التي درس فيها) . وقد أدرك فيها شيخه في التجويد: المقرئ صبحي العطار -رحمه الله-.
وفي عام (1381هـ - 1960م) انتقل إلى المعهد العربي الإسلامي بدمشق، فدرَّس فيه القرآن والفقه. ثم انتقل إلى التدريس في معهد الأمينية إلى ما قبل سنتين تقريبا (من وفاته رحمه الله) ، ومنه إلى معهد المحدث الأكبر الشيخ بدر الدين الحسني بدمشق. فكانت حصيلة شيخنا رحمه الله في التعليم والإمامة والخطابة خمسون سنة، قضاها احتسابا لله تعالى.
هذا بالإضافة إلى ذلك، فهو يقوم بتدريس ما يقارب الخمسين طالباً من مختلف بلدان الأرض مادة الحديث وغير ذلك. ويدرّس الألبان منهم بلغتهم الألبانية.
وقد قام الشيخ نفع الله به الأمة بتدريس جمع كبير من المصنفات، منها:
· كتب التوحيد والعقيدة.
· «الباعث الحثيث» شرح الشيخ أحمد محمد شاكر على مختصر علوم الحديث لابن كثير الدمشقي صاحب التفسير.
· «إرشاد طلاب الحقائق لمعرفة سنن خير الخلائق» للإمام النووي. وهو مختصر لكتاب ابن الصلاح، واختصر منه «التقريب» الذي شرحه السيوطي في كتابه «تدريب الراوي» .
· «قواعد التحديث في شرح فنون مصطلح الحديث» للشيخ السلفي جمال الدين القاسمي.
· «فتح المغيث في شرح ألفية الحديث» للحافظ السخاوي.
· «تدريب الراوي شرح تقريب النواوي» للسيوطي.
· «زاد المعاد» لابن القيم.
· «مختصر صحيح البخاري» للزبيدي مع شرحه «عون الباري» لصديق خان.
· «كفاية الأخيار» للحصني في الفقه الشافعي بالمعهد.
· «صحيح الأدب المفرد» .
· «مختصر تفسير الخازن» للشيخ عبد الغني الدقر.
· وغيرها كثير.
وظائفه العلمية ونشاطه الدعوي ودفاعه عن السنة:
ولما كان الشيخ في الستين من عمره ومتمتعاً بقوة الشباب، كان يسافر إلى بلده كوسوفا، في يوغسلافيا كل عام عدة أيام داعياً إلى الله. وكان يلقي المحاضرات والخطب، ويعقد الندوات ويناقش الجانحين عن الحق باللغة الألبانية، مبيناً سبيل الهداية والرشاد، وداعياً الناس إلى جادة الصواب، للتمسك بالدين الحنيف، والعمل بسنة رسول الله r وترك البدع والشذوذ والضالات.
واستطاع الشيخ بفضل من الله أن يدخل إلى قلوب الناس بتواضعه ومحبته لهم وحسن أخلاقه. ولقد عرفه أهل دمشق وغيرها في خطبه على المنابر، وفي دروسه في المساجد، بجرأته على قول الحق وبمنهجه في الدعوة، ودفاعه عن السنة النبوية الشريفة، متسلحاً بالتقوى والإخلاص لله تعالى. وهو سلاحٌ يتسلح به كل داع إلى الله إذا أراد لدعوته أن تقوم لها قائمة أو تنشط من سبات.
وقد اتخذ الشيخ -حفظه الله- الدعوة إلى الله والدفاع عن السنة منهجاً في حياته. وتقلد الشيخ الوظائف العليَّة في ديننا، (لكنَّها عند أهل الدنيا ليست كذلك) :
1) فقد تقلّد الخطابة في سنة (1369هـ - 1948م) وكان عمره آنذاك عشرين (20) سنة، حيث كان خطيباً في جامع «الدّيوانية البَرَّانية» بدمشق، حيث بقي فيه خطيباً لمدة خمسة عشر (15) عاماً. وهناك تعرف على جاره الشيخ الألباني دون أن تكون له به صلة علمية وقتها.
2) ثم انتقل إلى منطقة «القَدَم» بدمشق، حيث قام ببناء مسجد فيها بمساعدة أهل الخير، وسماه جامع «عمر بن الخطاب» . وعمل فيه إماماً وخطيباً لمدة عشر سنوات. و «القدم» حيٌّ في أطراف دمشق، يقول بعض العوام أن في تلك المنطقة أثر قدم رسول الله r، وهذا كذب إذ أنه في رحلته للشام في صغره لم يتجاوز بُصْرى، كما يعلم الجميع. والبعض يقول بأنها قدم موسى عليه السلام، وقد كذبهم ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم".
3) ثم انتقل إلى منطقة «الدحاديل» بدمشق، وكان خطيباً في جامع «الإصلاح» وبقي فيه مدة عشر سنوات.
4) ثم انتقل إلى جامع «المُحمّدي» بحيّ المِزَّة، وبقي فيه خطيباً ما يُقارب ثماني سنوات. وكنت أحضر فيه خطبه. (و «المِزَّة» كانت في الماضي قرية عند جبل يسمى باسمها في غوطة دمشق. وهي الآن من الأحياء الراقية في مدينة دمشق نتيجة التوسع العمراني) . ثم منع الشيخ من الخطابة وغيرها سنة 1415، بسبب كلامه عن الاحتفال بعيد رأس السنة وما ساقه في الخطبة من القول بكفر الصرب النصارى وغيره، فاشتكى عليه الصوفية العملاء وقالوا: إنه يكفر النصارى! (مع العلم أن هذا إجماع من العلماء، كما نقل ابن حزم والقاضي عياض) . إلى أشياء أخرى لا نود ذكرها هنا.
5) لكن الشيخ بقي يلقي دروسه في معهد الأمينية (وهي مدرسة قديمة للشافعية، لها مبنى جديد في جامع الزهراء بالمزة) . وبقي يقوم بالتدريس والوعظ ولا يترك مناسبة من زواج أو وفاة إلا ويتكلم فيها وينبه الناس إلى السنة الصحيحة ويدعوهم إلى ضرورة ترك البدع والمخالفات في الشريعة.
هذا مع انكبابه على التحقيق والتأليف -كما سيأتي الكلام عليه- وتدريسه العلم للناس وإلقاء المحاضرات. فالشيخ لا تكاد تمر حادثة أو مناسبة من عرس أو وليمة أو وفاة إلا ويقوم بتبيين السنة من البدعة، مرغباً في الأولى ومرهباً ومحذراً من الثانية.
وخطابة الشيخ قَلَّ أن تجد لها نظيراً. فإنك لو حضرت له لم تلتفت عنه طرفة عين: يشُدّك بكلامه، وأسلوبِه في التعبير عمَّا يتكلَّم به. فكم من إشارةٍ كانت معبِّرةً عن المعنى أكثر من لفظها؟ هذا عدا طريقة كلامه: فالشيخ يعرف متى يرفع الصوت ومتى يخفضه، في طريقة غاية في الجمال، إضافة إلى أن الشيخ جهوري الصوت. ولقد كان المسجد المحمدي يمتلئ بالمصلين في خطبة الجمعة، وكذا في مسجد عمر بالقدم.
ومن الطرق التي يستعملها في خطبه أن يورد الحديث بذكر اسم الصحابي ومن أخرجه ويترجم لهم ترجمة مختصرة جداً ثم يشرع في الشرح مستشهدا بالآيات والأحاديث. وهذا كله في دقة وتناسب وتنسيق جميل. ثم بعد انتهاء الخطبة يجيب الشيخ على أسئلة السائلين، في الحديث والفقه والتوحيد وغير ذلك. فلا تكاد تخرج من المسجد إلا وقد شحنت إيماناً وعلماً. حقًّا إن من لم يحضر خطب الشيخ يراني مُبالغاً أو مغالياً، لكن هذه ليست شهادتي بل هي شهادة جميع من أعرفهم من أصحابي وغيرهم ممن كانوا يحضرون خطب الشيخ. ولقد كان الناس يتدفقون على المسجد المحمدي من كلّ فَجٍّ وصوب، يأتون إليه من أماكن بعيدة جداً لسماع الخطبة. وإذا حضرتَ فسمعت الشيخ: ذهب عنك ما تجده من تعب الطريق، وأعقب ذلك لذة إيمانية مما تسمعه من أحاديث الإيمان!؟
أسباب هذا العطاء العلمي:
مما لا شك فيه ولا ريب، أن توفيق الله سبحانه وتعالى كان فوق الأسباب كلها التي هيّأت للشيخ هذه الأعمال الكثيرة. فمن أسباب هذا العطاء العلمي:
1) تفرغه التام لخدمة السنة النبوية الطاهرة، وهدفه السامي من دعوته.
2) بعده عن الحياة العامة والمجاملات الاجتماعية الفارغة التي لا تليق بأهل العلم أصلاً.
3) المنهج المستقيم الذي اتبعه في حياته وهو منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم، وسلامة معتقده.
4) حبه لعلم الحديث النبوي الشريف ودأبه في المطالعة.
5) كثرة المراجع بين يديه، إذ لديه مكتبة عامرة بالكتب النافعة والمصنفات، وخاصة كتب علم الحديث.
6) ملازمته الطويلة للمكتبة الظاهرية بدمشق مدة طويلة من الزمن للنظر في المخطوطات والتحقيق فيها.
كتبه وتحقيقاته:
لم يعتمد الشيخ منهج التأليف، ولكنه اعتمد التحقيق منهجاً له. يقول في ذلك: « ... ذلك لأن المؤلفات كثيرة، والتحقيق أولى. وذلك حتى نُقدِّمَ الكتاب إلى طالب العلم محقَّقاً ومصحَّحاً حتى يستفيد منه» . ويقول الشيخ: «فإني -بعونه تعالى- حقّقْت أكثر من خمسين كتاباً كبيراً وصغيراً، في الفقه والحديث والتفسير والأدب وغيرها، وهي موجودة في العالم الإسلامي» . ويقول كذلك: «اخترت التحقيق على التأليف، لأن التأليف عبارة عن جمع معلومات دون تمحيص ودون تحقيق (يقصد في الغالب) . أما التحقيق فإن طالب العلم يقف فيه في المسألة على صحتها أو عدم صحتها، لأن المحقق عليه أن يبين الحديث وصحته وحسنه وضعفه أو وضعه، فيكون طالب العلم على بينة من أمره» .
إن باكورة تحقيقات الشيخ هو:
1 - إتمام تحقيق كتاب "غاية المنتهى" في الفقه الحنبلي الذي بدأ تحقيقه شيخ الحنابلة آنذاك جميل الشطي -رحمه الله-، حيث طلب من الشيخ إتمام العمل على تحقيقه.
وفي بداية الستينات انتظم الشيخ للعمل مديراً لقسم التحقيق والتصحيح في المكتب الإسلامي بدمشق، وذلك بصحبة الشيخ شعيب الأرناؤوط -حفظه الله-. واستمر في عمله هذا حتى عام (1389هـ - 1968م) . وفي غضون ذلك وبعده قام بتحقيق كتب كبيرة بالاشتراك مع شعيب، وصدرت عن المكتب الإسلامي، منها:
2 - زاد المسير في علم التفسير، لابن الجوزي في 9 مجلدات.
3 - المبدع في شرح المقنع، لابن مفلح في 8 مجلدات.
4 - روضة الطالبين، للنووي في 12 مجلداً.
8 - جلاء الأفهام في الصلاة على خير الأنام، لابن القيم في مجلد.
- مشكاة المصابيح، للتبريزي. وقد شارك في تخريج أحاديثه الشيخ ناصر الدين الألباني -رحمه الله-.
5 - الكافي، لابن قدامة المقدسي.
7 - رفع الملام عن الأئمة الأعلام، لابن تيمية.
6 - مختصر منهاج القاصدين، للمقدسي.
وأخرج معه أيضا وطبع عن دار مؤسسة الرسالة:
9 - زاد المعاد لابن القيم في 5 مجلدات. وقد عمل فيه الشيخ عبد القادر أولا، ثم شاركه شعيب في تحقيقه.
10 - المسائل الماردينية لابن تيمية، قام بتحقيقها وتصحيحها حيث كان يعمل بالمكتب الإسلامي.
11 - ومن أعماله الكبيرة المشهورة: تحقيق "جامع الأصول من أحاديث الرسول r" لابن الأثير الجزري. استغرق عمل الشيخ فيه خمس سنوات كاملة مليئة بالصبر والجهد والعمل الدؤوب. وروعة هذا العمل أن ذلك الكتاب يحوي الصحيحين وسنن النسائي وأبي داود والترمذي وموطأ مالك. فهو يحوي على عامة الأحاديث الفقهية ويكاد يستوعب الصحيح منها، لكنه مخلوط مع الضعيف ومحذوف الإسناد. فالذي قام به الشيخ هو تخريج تلك الأحاديث والحكم عليها بمنهج معتدل منصف. وبذلك صار بإمكان الفقيه معرفة حكم الحديث الذي يحتاجه بكل يسر وسهولة. وهو يعمل على طبعة جديدة له. وعمله الجديد في جامع الأصول هو بمثابة إعادة نظر وتحقيق جديد له، بالإضافة إلى ضم زوائد ابن ماجة في الحاشية.
12 - الأذكار للنووي - مجلد
13 - مختصر شعب الإيمان للبيهقي - مجلد
14 - الحكم الجديرة بالإذاعة لابن رجب.
15 - فتح المجيد شرح كتاب التوحيد - مجلد
16 - لمعة الاعتقاد لابن قدامة.
17 - التبيان في آداب حملة القرآن للنووي - مجلد
18 - كتاب التوابين لابن قدامة - مجلد
19 - وصايا الآباء للأبناء لأحمد شاكر - تعليق.
20 -الإذاعة لما كان ويكون بين يدي الساعة لصديق خان.
21 - شرح ثلاثيات مسند الإمام أحمد للسفاريني - مجلدين. طبع بالمكتب الإسلامي، لكن كان الشيخ يقوم بالتعليق عليه وشرحه، فلا أدري أنتهى منه أم لا؟
22 - كفاية الأخيار للحصني.
وتحقيقاته من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية كثيرة، منها:
23 - قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة
24 - الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان
25 -الكلم الطيب
وهناك غيرها، ومن كتب ابن القيّم:
26 -الوابل الصيب
27 - الفروسية
28 - فتاوى رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن القيم
29 -عدة الصابرين
ومن الكتب حققها الشيخ وانتهى منها لعلها لم تطبع بعد (هي الآن في المطبعة في الرياض) :
30 -الشفا للقاضي عياض.
31 - الفتن والملاحم لابن كثير.
32 - المتجر الرابح للدمياطي.
33 - شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم لابن كثير.
34 - السنن والمبتدعات للقشيري.
35 - يقظة أولي الاعتبار بذكر الجنة والنار لصديق خان.
وله من الرسائل الوجيزة النافعة:
36 - الوجيز في منهج السلف الصالح، ولهذه الرسالة قصة.
37 - وصايا نبوية - شرح فيها خمسة أحاديث أخذا بما قاله بشر بن الحارث - كما قدمنا قوله أول الترجمة -.
كما أنه اشترك في تحقيق شرح الطحاوية المطبوعة بالمكتب الإسلامي.
وغيرها كثير مما علق عليه الشيخ أو أشرف على تحقيقه.
7 - أخبار وفوائد:
ومن نكته: كان يقول كثيراً: لا يجوز همز المشايخ "المشائخ". وهذه فائدة لغوية على خطأ شاع هذه الأيام.
ومن الطرائف التي وقعت مع الشيخ أن قال له أحد الإخوة الأفاضل: «شيخنا بلغني أنهم منعوا كتاب رياض الصالحين النووي من الأسواق، فما السبب في هذا؟» . فقال الشيخ مازحاً: «لعل أحداً من هؤلاء الذين لا يفهمون، لما قرأ للنووي، ظن الكتاب يتحدث عن السلاح النووي، ولعله كذلك!!!» فما أحمقهم وأجهلهم!
وقدمت إلى الشيخ عبد القادر في سكنه بدمشق بحي الميدان. وكان يفتح مكتبته يومياً من الساعة الخامسة مساءً حتى الساعة السابعة. فوجدته يأتي إليه طلاب علم من جميع البلدان، ليس العربية فحسب، بل كثير من طلبته أعاجم من سنة إيران ومن الشيشان ومن السنغال ومن مسلمي الأمريكان والبريطانيين وغيرهم. تجدهم يحيطون به بإجلال كأن على رؤوسهم الطير. كما يأتيه الكثير من الناس من عوام بلاد الشام يسألونه عن مسائل الطلاق، كما سبق بيانه.
ومن أخبار الكتب التي شارك في تحقيقها شيخنا عبد القادر كتاب مشكاة المصابيح للتبريزي الذي حققه الألباني، فقد كان يقوم على تصحيحها ومراجعتها الشيخ عبد القادر باعتباره مدير قسم التصحيح بالمكتب الإسلامي، وكان قد رفض بعض أحكام الشيخ، كما حصل في رده لحكم الشيخ ناصر على حديث كتاب ابن حزم: «لا يمس القرآن إلا طاهر» . فقد كان الشيخ الألباني ضعفه أولاً، ثم ناقشه الشيخ عبد القادر، وأوقفه على تعليق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله على المحلى (1|81-82) ، فرجع الشيخ الألباني إلى قول الشيخ عبد القادر.
ومن الأخبار الطريفة ما أخبرنا به أخانا الشيخ محمد زياد التكلة قال: لما زار شيخنا الرياض بتاريخ 8|4|1424 وكان في المجلس بعض الكبار، مثل الشيخ عبد الرحمن الباني، والشيخ محمد لطفي الصباغ، وعدد من طلبة العلم المعروفين، حضر المجلس الأخ معتز الفرا، مصطحبا ابنته الرضيعة (شيماء) وعمرها شهران تقريبا على ما أذكر، فقام شيخنا عبد القادر من مجلسه إليها، وحملها، وبدأ يعوِّذها ويدعو لها، فقلتُ لشيخنا: ألا تحنِّكها أيضا؟ فضحك شيخنا كثيرا، وقال: لا، حاجتنا سيدنا! يكفينا الذي عندنا! ذلك أن شيخنا في إحدى زياراته الدعوية لبلاده كوسوفو، أُتي له بمولودة، فحنَّكَها، وعوَّذها، ودعا لها بالبركة، ثم دارت الأيام والليالي وأصبحت زوجته!
قال الشيخ التكلة: وشيخنا بقي متابعا لجديد الكتب ولا سيما في علم الحديث حتى وفاته، وكنتُ إذا اشتريت للشيخ كتبا لا يرضى أن يأخذها بلا ثمن مهما كان، ومشى على ذلك سنوات، ثم صرت أستطيع أن أدخل عليه بعض الكتب الهدايا بالحيلة والإحراج! وأذكر أنه لما وصلت أجزاء العلل للدارقطني إلى العاشر وأحضرته معي للشام صوره مني مجموعة من الطلاب لعدم وجود نسخه هناك، وأخذت حساب شيخنا في التصوير، فلم جئت إليه بالكتاب فرح بالنسخة، ورفض أخذها هدية، بل أخذ يُخرج إلي أوراق النقد فئة الخمسمائة ليرة تباعا، حتى زاد على العشرة آلاف (والنسخة كلفت حوالي الألفين فقط!) ، وبالكاد حتى اقتنع شيخنا أنها لم تكلف إلا كذا!
استمع لمحاضرة صوتية
لعل كثير منكم متشوق إلى سماع صوت الشيخ. فأبشركم بأن هناك شريط له في موقع "الإسلام ويب". الشيخ يشرح فيه حديث عن الحياء.
وهناك دروس أخرى له تجدها على هذه الروابط:
الدرس الأول - يوم السبت 20|صفر|1425هـ - 10|4|2004م - اضغط هنا -
الدرس الثاني - يوم الأحد 21|صفر|1425هـ - 11|4|2004م - اضغط هنا -
الدرس الثالث - يوم الأثنين 22|صفر|1425هـ -12|14|2004م - اضغط هنا -
الدرس الرابع - يوم الثلاثاء 23|صفر|1425هـ - 13|4|2004م - اضغط هنا -
الدرس الخامس - يوم الأربعاء 24|صفر|1425هـ - 14|4|2004م - اضغط هنا
الدرس السادس - يوم الخميس 25|صفر|1425هـ - 15|4|2004م - اضغط هنا
الدرس السابع - يوم الجمعة 26|صفر|1425هـ - 16|4|2004م - اضغط هنا -
الدرس الثامن - يوم السبت 27|صفر|1425هـ - 17|4|2004م - اضغط هنا -
الدرس التاسع - يوم الأحد 28|صفر|1425هـ 18|4|2004م - اضغط هنا -
قصة حصول التحريف بكتاب الأذكار للنووي الذي حققه شيخنا
قام أحد المسؤولين في "هيئة مراقبة المطبوعات" بالمملكة السعودية، بتحريف كتاب "الأذكار" للإمام النووي، الذي حققه شيخنا عبد القادر الأرنؤوط، بدون علم شيخنا. وما إن نزل إلى الأسواق، حتى طار به أهل البدع كشيطان العقبة، في كل أرض زاعمين أنهم أخذوا على شيخنا ممسكاً، رغم أنه غير مسؤول عنه.
أولاً - فور اطلاع الشيخ على ما وقع في الكتاب من تحريف، أعلن براءته، وطَبَعَ وُريقاتٍ تُبيّن ما حصل بعنوان "رد على افتراء". وكان يُعطي هذه الوريقات لكل من يأتيه سائلاً عن هذا الموضوع.
ثانياً - سبب عدم انتشار هذه الوريقات في نجد والحجاز -مع حرص الشيخ على نشرها- هو رفض كافة الصحف السعودية لذلك لما سيتبين لاحقاً من فضح جهات رسمية في المملكة.
ثالثاً - طار أهل البدع بهذه الحكاية كأنهم قد وقعوا على صيْدٍ ثمينٍ. وطنطنوا حولها شهوراً بل سِنيناً. ومع اطلاع بعضهم على هذه البراءة، إلا أنهم تجاهلوها، واستمروا في افترائهم وبهتانهم. فأسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسنات الشيخ، وأن يزيده بذلك رفعة في الدنيا والآخرة.
رابعاً - لو قام أحد الطّابعين بتغيير حرفٍ واحدٍ من كتب الشيخ عبد الفتاح أبو غدة -مثلاً- دون إعلامه، لكانت قامت الدنيا ولم تقعد، ولسَحَب الشيخ كتبه من عند ذلك الطابع. وبالمناسبة فإن الشيخ من أشدّ الناس كراهيةً لمِثلِ هذا العمل المشين -وهو التصرّف في عبارات الأئمة بالبتر والتغيير-. وكان يُنكِرُ ما وقع للشيخ حامد الفقي في بعض كتب ابن تيمية وابن القيم من تغييره لعبارات لا تتّفق مع ما ارتآه، والله الموفق لا رب غيره. وأهل البدع -كأمثال هذا الراد على شيخنا- هم أفعل الناس لمثل هذا، والقصص في هذا كثير. ومن هؤلاء المشهورين بمثل هذا كمال الحوت -بلعه الحوت- هذا الحبشيّ المبتدع الضّال المجاهر ببغض ابن تيمية -بل بتكفيره-، وهو الذي جمع ذاك الكتاب الباطل في تكفير ابن تيمية، وطبعه باسم "كمال أبو المنى" أو نحوها| ثم أعاد طبعه بغير إسمٍ عليه. وهو من طائفة الأحباش المارقة. وهم يفعلون ما يفعلون حسبة! وهو مشهور عنهم. وهكذا أمثاله نسأل الله تعالى أن يبطل كيدهم لأهل السنة.
خامساً - نص براءة الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
فإن الكتاب الذي بين أيدينا "الأذكار" للإمام النووي -رحمه الله- قد طُبِعَ بتحقيقي في مطبعة "الملاّح" بدمشق سنة 1391هـ الموافق 1971م. ثم قمت بتحقيقه مرة أخرى، وقام بطبعه مدير دار الهدى بالرياض الأستاذ "أحمد النحّاس". وكان قد قَدّمَهُ للإدارة العامة لشؤون المصاحف ومراقبة المطبوعات برئاسة "البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في الرياض". وسُلِّم الكتاب إلى هيئة مراقبة المطبوعات، وقرأه أحد الأساتذة وتَصرّفَ فيه في: "فصل في زيارة قبر رسول الله r"، وجَعَله: "فصل في زيارة مسجد رسول الله r"! مع تغيير بعض العبارات في هذا الفصل صفحة (295) ، وحذف من صفحة (297) قصة العتبي، وهو محمد بن عبيد الله بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن عتبة بن أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية الأموي العتبي الشاعر، الذي ذكر قصة الأعرابي الذي جاء إلى قبر رسول r وقال له: «جئتك مستغفرا من ذنبي» ، وأن العتبي رأى النبي r في المنام وقال له: «يا عتبي إلحق الأعرابي فبَشّره بأن الله قد غفر له» ، وحَذَفَ التّعليق الذي ذكرته حول هذه القصة. وقد ذكَرتُ أنها غير صحيحة، ومع ذلك كله حذفها وحذف التعليق الذي علقته عليها!
وهذا التصرّف الذي حَصَلَ في هذا الكتاب، لم يكن مِنّي أنا العبد الفقير إلى الله تعالى العلي القدير "عبد القادر الأرناؤوط"، وكذلك لم يكن من مدير دار الهدى الأستاذ "أحمد النحّاس". وإنما حَصَل من "هيئة مراقبة المطبوعات". ومدير دار الهدى ومحقّق الكتاب لا يحمِلان تِبعة ذلك، وإنما الذي يحمل تبعة ذلك "هيئة مراقبة المطبوعات".
ولا شَكَّ أن التصرُّف في عبارات المؤلّفين لا يجوز. وهي أمانةٌ علميةٌ. وإنما على المحقّق والمدقّق أن يترك عبارة المؤلف كما هي، وأن يُعلِّقَ على ما يراه مخالفاً للشرع والسُّنة في نظره، دون تغييرٍ لعبارة المؤلّف.
وكان الأخ في الله الأستاذ "أحمد النحّاس" كلّمني بالهاتف من الرياض إلى دمشق، وذكر لي أن المدقّق تصرّف في الكتاب، وأنه حصل تغييرٌ وتبديلٌ. ولكن كلّ ظنّي أنه تصرّفٌ مع التعليق على ذلك المكان، كما هي عادة المحققين والمدققين. وأخيراً طُبِعَ الكتاب، وطُرِحَ إلى السوق في الرياض. وبعد اطلاعنا على الكتاب، ما كان من مدير دار الهدى الأستاذ "أحمد النحاس" إلا أن قام بطباعته مرةً أخرى، ورَدّ قصة العتبي المحذوفة إلى مكانها -كما كانت سابقاً في جميع الطبعات- مع التعليق عليها من قِبَليْ. وزِدتُ عليه بياناً أن هذه القصة غير صحيحة. وفي هذه الطبعة الأخيرة ردَّ كلام النووي كما كان أيضاً في جميع الطبعات، مع التعليق عليه.
وفي الحقيقة -كما قلت- لم يكن التصرّف في هذا الكتاب: لا من قِبَليْ، ولا من قِبَلِ مدير دار الهدى الأستاذ أحمد النحاس. وهدى الله تعالى من تَصرَّفَ في الكتاب، ورَدَّنا الله تعالى وإياه إلى الصواب، وسامح الله تعالى الأستاذ "محمد عوامة الحلبي" الذي اتهمني في كتابه "صفحات في أدب الرأي" صفحة (77) بتغيير نصوص العلماء والتلاعب بها. وقال في التعليق: «أكتب هذا بناءً على أنه هو فاعل ذلك، وعلى أنه هو المسؤول. فقد طبع اسمه على الكتاب، والله أعلم بما وراء ذلك» . هذا وقد بيّنتُ مَنْ هو وراء ذلك، فسامحه الله وهدانا وإياه إلى الصواب. فإنه قد فتح الباب في الاتهام لمحقّقٍ جديدٍ اسمه "سُبَيع حمزة حاكمي الحمصي" وهو الآن يعمل في جدة. فقد اتّهمني في مقدمة كتاب "الأذكار" الذي حققه من جديد بـ"الخيانة" وعدم الأمانة والتحريف والتشويه والحذف والتبديل. وتَهَكَّمَ بلقب الشيخ وقال: «اتق الله أيها الشيخ، وارفع يدك عن كتب التراث، وابحث عن مصدر آخر للرزق» . ويقول: «ما كتبنا هذا لنشهر، بل لنحذّر. فالشيخ لا يعرفنا ولا نعرفه» ! يقول هذا ويقِرّ بأنه لا يعرفني ولا أعرفه. فكيف يتهمني بهذه الاتهامات الباطلة وهو لا يعرفني ولا يعرف حقيقة ما حصل في الكتاب؟ ومن الذي غيّرَ وبدّل؟ وهل أنا المتصرّف أم غيري بمجرد أنه سمع من الناس؟ أهكذا يعمل طالب العلم؟ والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (6) سورة الحجرات. ويقول تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} (58) سورة الأحزاب. ويقول تعالى: {وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} (112) سورة النساء. ويقول تعالى: { ... وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى} (61) سورة طه.
وهذا المُتّهم "الشيخ سبيع حمزة حاكمي الحمصي" مَرَّ على قصة العتبي أثناء تحقيقه صفحة (284-285) من طبعته، ولم يُعلّق عليها شيئاً، مع أن هذه القصة ليس لها إسنادٌ صحيحٌ، ومتنها مخالفٌ للأحاديث الصحيحة. وسكت عنها وكأنها قِصةٌ صحيحةٌ مُسلَّمٌ بها. وقد قال الحافظ محمد بن أحمد بن عبد الهادي المقدسي الحنبلي -تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذ الحافظ المِزِّيّ- في كتابه "الصارم المنكي في الرد على السبكي": «ذكرها الحافظ البيهقي في "شُعَب الإيمان" بإسنادٍ مظلمٍ» . قال: «ووَضَعَ لها بعض الكذّابين إسناداً إلى عليٍّ - رضي الله عنه -» . وقال أيضاً ابن عبد الهادي في "الصارم المنكي في الرد على السبكي" صفحة (430) : «هذا خبرٌ موضوعٌ، وأثَرٌ مُختَلقٌ مصنوعٌ لا يصلح الاعتماد عليه، ولا يحسن المصير إليه، وإسناده ظُلُماتٍ بعضها فوق بعض» .
وقد أخطأ الإمام النووي -رحمه الله- حيث ذكر هذه القصة وسكت عليها. وكان الأوْلى أن لا يذكرها حتى لا يغر بها القراء ويستشهدوا بها. أقول: كيف تصح هذه القصة وفيها يقول العتبي: «جاء الأعرابي إلى قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال له: "جئتك مستغفرا من ذنبي"، بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في قبره؟ والله تعالى يقول في كتابه: { ... وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ ... } (135) سورة آل عمران. أي لا يغفرها أحدٌ سواه. قال الحافظ ابن عبد الهادي الحنبلي: «ولم يفهم أحدٌ من السلف والخلف من الآية الكريمة { ... وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا} (64) سورة النساء، إلاّ المجيء إليه في حياته r ليستغفر لهم» .
وهذه قضية لها علاقة بالعقيدة والتوحيد، فلا يجوز التساهل فيها والسكوت عنها. وإن عقائد السلف الصالح أنهم يعبدون الله تعالى وحده ولا يشركون به شيئاً. فلا يَسأَلون إلا الله تعالى، ولا يستعينون إلا بالله عز وجل، ولا يستغيثون إلا به سبحانه، ولا يتوكلون إلا عليه جل وعلا. ويتوسّلون إلى الله تعالى بطاعته وعبادته والقيام بالأعمال الصالحة لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ ... } (35) سورة المائدة. أي تقربوا إليه بطاعته وعبادته سبحانه وتعالى.
قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: «اتّبِعوا ولا تبتدِعوا فقد كُفيتم» . وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: «قِفْ حيث وَقَفَ القوم. فإنهم عن عِلْمٍ وقفوا، وببَصرٍ نافِذٍ كفّوا» . وقال الإمام الأوزاعي إمام أهل الشام رحمه الله: «عليك بآثار من سلف، وإن رفضك الناس. وإياك وآراء الرجال، وإن زخرفوه لك بالقول» . وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: «إلزم طرق الهدى، ولا يغُرّك قِلّةَ السالكين. وإيّاك وطرق الضلالة، ولا تغتر بكثرة الهالكين» .
هذا وإن شريعة الله تعالى محفوظة من التغيير والتبديل، وقد تكَفَّلَ الله تعالى بحفظها فقال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (9) سورة الحجر. ورسول الله r قال في حديثه: «يحمِلُ هذا العِلْمَ من كُلِّ خَلَفٍ عُدُوله: يَنفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين» . وهو حديثٌ حَسَنٌ بطرقه وشواهده.
نسأل الله تعالى أن يهدينا للعقيدة الصافية، والسريرة النقية الطاهرة، والأخلاق المرضية الفاضلة عند الله تعالى، وأن يعافينا من اتهام الأبرياء. وأن يُحْيينا على الإسلام، وأن يميتنا على الإيمان وشريعة النبي محمد عليه الصلاة والسلام. اللهم تَوَفَّنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين، واغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين يوم يقوم الحساب. ونسأله تعالى أن يلهمنا الصواب في القول والعمل.
قال تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} (70-71) سورة الأحزاب.
كما نسأله تعالى أن يجعل قلوبنا طاهرة من الحقد والحسد، وعامرة بذكر الله تعالى والصلاة على رسوله - صلى الله عليه وسلم -. وأن يُلهمنا القول بالحق في الرضى والغضب، وأن يرزقنا التقوى في السر والعلانية { ... هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} (56) سورة المدثر. إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
طالب العلم الشريف
العبد الفقير إلى الله تعالى العلي القدير
(عبد القادر الأرنؤوط)
التوقيع
دمشق 1 ربيع الأول 1413 هـ
29 آب 1992 م
http://alarnaut.com/
__________________
بواسطة العضو ابو ابراهيم الكويتي(1/175)
عبد الكريم بن صالح بن عبد الكريم آل حميد
اسمه:هو فضيلة الشيخ العالم الرباني والزاهد الورع المجاهد الشهير:
أبو محمد عبد الكريم بن صالح بن عبد الكريم آل حميد.
ولادته ونشأته:
ولد في مدينة (بريدة) من عام (1361هـ) . وتوفيت والدته وله بضع سنين.
وبعد سنوات انضمّ إلى سِلْكِ الدراسة النظامية فدخل معهد بريدة العلمي بعد ما أنهى دراسته الابتدائية، وبعد ما أنهى دراسته في المعهد اتجه بعد سنتين إلى أن يكون معلِّما بمدارس شركة (أرامكو السعودية) في المنطقة الشرقية، وبعد زَمَنٍ من عمله بحقل التعليم النظامي قذف الله في قلبه الفرقان والهدى وحبَّبهما إليه كما بغَّض إليه ماسواهما، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
رجوع
طلبه للعلم ومشايخه:
وبعد أن وفَّقه الله للهداية بأشهر من أشهر عام (1390هـ) بدأ بطلب العلم والقراءة والحفظ والمذاركة، وقد طلب العلم على عدد من أهل العلم منهم:
1- فضيلة الشيخ / فهد بن عبيد آل عبد المحسن، حيث لازمه لأكثر من عِقْدٍ من الزمان.
2- كما لازم فضيلة الشيخ / محمد المطوّع. فقرأ عليه في العقيدة والتوحيد ونحوها.
3- كما قرأ على الشيخ / صالح البليهي.
4- والشيخ / محمد السبيل.
5- والشيخ السكيتي وغيرهم.
وكان قد تتلمذ بجدٍّ واجتهاد على مؤلفات السلف عموماً.
وأما ما تتلمذه على مؤلفاتهم بوجه خاص فقد كان على شيخ الإسلام ابن تيمية وعلى تلميذه ابن قيم الجوزية وعلى سائر أئمة الدعوة النجدية كإمامها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، وحفيده عبد الرحمن بن حسن، وسليمان بن سحمان، وغيرهم.
حتى أصبح لا يُشق له غبار في العقيدة والسلوك خصوصاً، وغيرها عموماً. مما جعله ـ بفضل الله ومنته ـ إمام الزهد والورع في زمان زَهِدَ أهلُه في الزهد وتورَّعوا فيه عن الورع!! .
رجوع
محنته:
قد امتحن الشيخ مراراً، فقد سجن أكثر من مرة.
زهده وورعه:
أما ما هو ظاهر من زهده وَوَرَعِه فهو كما تشاهده من بساطته في هيئته وعدم استعماله للوسائل المعاصرة، وما تراه ـ أيضاً ـ من بساطة منزله ومسجده اللَّذَيْن بُنيا من الطين والجريد كما هي الحال في عهد المصطفى ?.
وكما كانت هذه حياته في زمن توفّرت فيه وسائل الراحة البدنية إلا أنه ـ كما نحسبه ـ في الغاية من الراحة الروحية والسعادة الروحانية وكأنه يتمثل مابين حين وآخر بقول القائل: (لو يعلم الملوك وأبناء الملوك مانحن فيه من السعادة لجالدونا عليه بالسيوف) .
وبهذا وذاك وبما سيأتي بيانه أصبح الشيخ في هذا الوقت أميراً للعارفين بمبايعة العارفين وبإجماع العارفين! .
ولو لم يأته سوى تذكير الأمة عمليّاً بما كان عليه الرعيل الأول عادة فضلاً عن العبادة لرجونا أن يكون ذلك سبباً لدخوله في رحمة الله تعالى! .
وحسبه أن يعِظِ الناس بفعله فضلاً عن قوله في زمَنٍ كثُرت فيه الأقوال المجرَّدة من الأفعال!! .
وعليه فقد تفضَّل الله على الشيخ عبد الكريم بأن جعله عاملاً بعلمه واعظاً بفعله كثير الزهد في الدنيا.. طيِّب المطعم.. صدوق اللسان مما جعله من العلماء حقاً كما قال بشر بن الحارث: (كان العلماء موصوفون بثلاثة أشياء: صدق اللسان، وطيب المطعم، وكثرة الزهد في الدنيا) .
أما من هو بهذه الصفات الربانية في هذا الزمان فهو قليل للغاية، وكم هي الأمة بمسيس الحاجة إلى ذلك، ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل.
رجوع
كتبه ومصنفاته:
تعدَّدت مؤلَّفاته في التربية الاجتماعية والكون وآياته والأحداث الراهنة ونَقْد مايتعارض مع الدين من العلم الحديث نقداً موضوعياً.
وهاك شيئاً من مصنفاته ومؤلفاته ـ مرتبة على الحروف الأبجدية ـ:
• إبطال دعوى الخروج ليأجوج ومأجوج (رد على من تأول أوربا والصين وغيرهم بأنهم يأجوج ومأجوج) .
?
• الاتحاف بعقيدة الأسلاف والتحذير من جهمية السقاف.
?
• أحداث صحبة الأحداث.
?
• إحسان سلوك العبد المملوك إلى ملك الملوك.
•الأدب بين زخارف الأقوال وعبودية ذي الجلال.
?
•إشعار الحريص على عدم جواز التقصيص من اللحية لمخالفته للتنصيص.
•أضواء المسارج لبيان جور التعليقات على المدارج.
?
•إعانة المتعالي لرد كيد الغزالي.
?
•إفتراءات وأباطيل.
•إقامة الحجة والبرهان على من زعم أن الله في كل مكان. (رد على محمد متولي الشعراوي) .
•القول المفيد في مسألة تحقيق الأنبياء للتوحيد.
?
•إلجام الأقلام عن التعرض للأئمة الأعلام.
?
•الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
?
•إنارة الدرب لما في تفسير سيد قطب من آثار الغرب.
?
•الإنكار على من لم يعتقد خلود وتأبيد الكفار في النار.
?
•البديل.
?
•البيان في الرد على دبيان الدبيان. (في مسألة الإقامة بالمُكَبِّر)
•بيان التشبُّه وإبطال شُبُهات المشبِّه.
?
•تبيان الأخطاء والزلات في مسألة ذكر الحسنات. (في الردود على الزائغين والمفتونين وغيرهم) .
?
•تحذير العباد من شقاء الفؤاد.
?
•تحف من ذخائر السلف.
?
•التخويف النازل والخوف الراحل.
•تصحيح الأفهام لمراد شيخ الإسلام. (في مسألة الدخول في البرلمانات) . (رد على عبد الرحمن بن عبد الخالق) .
•التصوير.
•التوسل بالقبور ضلال وغرور.
?
•التوطئة للدجال.
?
•ثمار يانعة وتعليقات نافعة.
?
•جالب السرور لربات الخدور.
•الحب في الله.
?
•الحداثة الحادثة.
?
•الحضارة الغربية.
•الحق الدامغ للدعاوي في دحض مزاعم القرضاوي.
?
•الحق المستبين لبيان ضلال (اللُّحيدي حُسِين) .
?
•دش ودين كيف يجتمعان!! .
?
•دعوى الإصلاح.
?
•دعوى وصول القمر.
?
•دواء العشاق.
?
•ذم التفريط الباطل والإفراط العاطل.
?
•الرد على الألباني لكلامه في شيخ الإسلام / محمد بن عبد الوهاب.
?
•السِّراج لكشف ظلمات الشرك في مدخل ابن الحاج.
?
•الشناعة على من رد أحاديث الشفاعة (رد على مصطفى محمود) .
?
•الشهب المحرقة لضلالات كتاب [الشمس المشرقة ... ] .
?
•علماء السلف وأهل الوقت.
?
•علم الاجتماع.
?
•العلم التجريبي.
?
•العلم الذي يستحق أن يسمى علماً.
?
•عوائق في طريق العبودية.
?
•عيوب تشييد البناء في دار الفناء.
?
•القرآن والعلم الحديث. [ولازال الشيخ في صدد تأليفه، وموضوعه التحقيق العلمي مع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة] . (1)
?
•القول المختار.
?
•قياس فاسد ورأيٌ كاسد.
?
•الكافي في التحذير من مضلات القوافي (تعقيبات مهمة جداً على ديوان [الشوقيات] لأحمد شوقي) .
?
•الكسوف والخسوف.
?
•كشف شبهات سَتَرتْ حقيقتها الشهوات.
?
•المخاطر الأربعة.
•مختصر تفسير المفصل.
?
•مطالب الطالب ومثالب الناكب.
?
•مقدمات الدجال.
•معاول الحق تهدم بنيان الباطل (رد على عبيد ربه التجاني المالكي) .
?
•معرفة الكبير المتعال بالعظمة والجلال والجمال.
?
•ملامح جهمية (رد وجيز على حسن فرحان المالكي وأتباعه) .
?
•من جهز غازيا فقد غزا!! .
?
•منكراتٌ في القبور.
?
•نظرات في مؤلفات الغزالي.
•نور البصيرة والبصر في مسائل القضاء والقدر.
?
•هداية الحيران في مسألة الدوران.
•وحدة الوجود العصرية [نقض نظرية داروين، والرد على كتاب (الإنسان بين المادية والإسلام: لمحمد قطب) ] .
?
•الوعيد على أهل الغلو والتشديد.
هذا؛ وإن الشيخ عبد الكريم قد حذا بردوده هذه حَذْوَ أئمة الدعوة النجدية السلفية في ردودهم الدامغة على مخالفيهم ممن ينابذ تلك الدعوة أو يقدح بمسيرتها المباركة عَظُم قَدْحُ القادحين أم صَغُر. وحسْبُ الشيخ بمن حذا حذوهم من قومٍ ذي منهج قويم.
وأما رسائل الشيخ عبد الكريم فهي أكثر من أن تحصر.
ورسائله تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول:
رسائل خاصة. وقد راسل بها العلماء والأُمراء ومجموعة كبيرة من الدعاة، وقد ناشدهم بها في محاربة المنكرات والتمسك بحبل الله المتين. وهذه الرسائل قد كتبها الشيخ مابين عام 1411هـ ـ 1420هـ.
أما القسم الثاني:
فهي بحوث علمية وجيزة وغالبها فيما تمس لها حاجة المسلم المعاصر. وقد تجاوزت أعدادها العشرات. وهاك شيئاً منها:
• رسالة (فيما أدخله المأمون من علوم الأوائل) .
• رسالة في مسألة (تحضير الأرواح) .
• رسالة في مسألة (الطاق) ومسألة (النوم في المسجد) ومسألة (فيما نهى عنه الشرع من كثرة إيقاد المصابيح في المسجد وغيره) .
• رسالة في مسألة (التعضيب) .
• رسالة في (الهوى) .
• رسالة في (الأدب) .
• رسالة (فيما يخطيء فيه الناس إذا تنازع النُّفاه والمثبتة في صفة ما) .
• رسالة في مسألة (الصلاة في الصور) .
• رسالة في مسألة (تحقيق الأنبياء للتوحيد) .
• رسالة في (اتباع السنة) .
• رسالة في (عدم الخروج على الولاة) .
•رسالة في مسألة (هجر المبتدع والعاصي) .
• رسالة في (أنه لا غيبة لفاسق) .
• رسائل في (المخترعات) .
•رسالة في (ذم الدنيا) .
• رسالة في (أكل الحلال) .
• رسالة في مسألة (من لم يكفر الكافر فهو كافر) .
• رسالة في مسألة (التمثيل) .
• رسالة بديعة جداً (فيما يهم السالك في بداية سلوكه) .
• رسالة في (موجبات السخط والعذاب) .
• رسالة في (التعقيب على من احتج بتعليمه أهل الوقت بما ذكره الشيخ محمد ابن عبد الوهاب في تفسير سورة يوسف) .
• رسائل في مسألة (كروية الأرض) .
• رسالة في مسألة (الكسوف) .
• رسالة في مسألة (دوران الأرض، وأن القول بذلك مما يؤدي إلى التعطيل) .
• رسالة (فيما فعلته شركة دزني من تشبيهها أحد الملاهي في العراق بالبيت العتيق) .
• رسالة في (كشف ضلال غني عن الاستدلال) وهي في أصنام بوذا، وفيمن يغني بالقرآن، وفيمن أجاز الأضحية بالدجاج.
وقد كتب الشيخُ هذه الرسائل فيما بين عامي 1401 - 1421هـ.
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/176)
عبد الكريم جرمانوس
(1302 ـ 1400 هـ 1884 ـ 1979 م)
المتشرق المجري المسلم، العالم.
ولد في بودابست، وتوفي بالمدينة نفسها، وكان اسمه السابق «جيولا جيرمانوس» .
تعلق بلغات الشرق الأدنى وتاريخه منذ أن كان طالباً في الجامعة.
وتابع دراسته بعد عام 1905 م، في جامعتي استنبول ثم فيينا. وعاد عام 1912 م، أستاذاً للدراسات الشرقية في أكاديمية بودابست، حيث علّم تاريخ الفكر الإسلامي واللغتين العربية والتركية. ودعاه طاغور شاعر الهند، فعلّم في جامعات دلهي ولاهور وحيدرآباد (1929 ـ 1932 م) ، وهناك أشهر إسلامه في مسجد دلهي الأكبر، ونشر كتابيه: «الحركات الحديثة في الإسلام» (1930 م) و «الأدب التركي الحديث» (1931 م) . وفد إلى القاهرة من بعد، حيث أنهى دراسته في الجامعة الأزهرية، ثم قصد مكة حاجاً، وزائراً إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلّم.
وكان قد انتخب عضواً في المجمع الإيطالي، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة. كما انتخب أميناً عاماً لنادي القلم المجري، وعضواً عاملاً في معهد الأبحاث الشرقية بلندن عام 1972 م.
وعندما كان في التسعين من عمره كانت مؤلفاته وبحوثه ومقالاته قد بلغت 132 كتاباً وبحثاً ومقالاً، ينصبُ معظمها على الكشف عن عقبرية الفكر الإسلامي والأدب العربي.
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/177)
عبد اللطيف علي سلطاني
(000 ـ 1404 هـ 000 ـ 1984 م)
العالم، الداعية، المجاهد الجزائري.
كان له شرف المساهمة في إحياء اليقظة الإسلامية في الجزائر وتثبيت الروح الإسلامية للآلاف من أبناء الجزائر.
وكانت بدايته التوجه نحو تعلم العلوم الشرعية، فتعلم العربية هناك، وانتقل إلى جامع الزيتونة بتونس.
وبعد رجوعه إلى الجزائر انضم إلى الحركة الإصلاحية التي مثلتها «جمعية العلماء المسلمين الجزائريين» فآزر مؤسسها الشيخ عبد الحميد بن باديس، ومن بعده الشيخ محمد البشير الإبراهيمي. وبقي في قسنطينة زمناً طويلاً يلقي الدروس في المساجد، ويعظ الناس.
من مؤلفاته المطبوعة:
ـ سهام الإسلام.
ـ في سبيل العقيدة الإسلامية.
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/178)
عبد الله إبراهيم الأنصاري
(1340 ـ 1410 هـ 1921 ـ 1989 م)
ولد في مدينة الحوز بقطر وتلقى دراسات في الفقه والأصول على أيدي كبار علماء الحرم الشريف.. أسس إدارة الشؤون الدينية التي سميت فيما بعد بإدارة إحياء التراث الإسلامي، وقد تبنتها الحكومة كمؤسسة علمية ذات طابع علمي كبير.
وكان عضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، وعضو مجلس أمناء الجامعة الإسلامية في إسلام آباد بباكستان، وغيرها من المحافل الإسلامية المتعددة.
له خدمات كبيرة في مجال التعليم والتربية بقطر.. ونشاطات دينية وجولات دعوية في أنحاء العالم للحضور في المؤتمرات والندوات والاجتماعات التي كانت تعقد على المستوى العالمي..
وكان يقوم بمهام الوعظ والإرشاد والدعوة والإفتاء في قطر، وكان مدير عام إدارة التراث الإسلامي.
نشر كتباً ومراجع إسلامية عديدة، وكان يوزعها مجاناً، جزاه الله خير الجزاء.
ومن أعماله تأليفاً وتحقيقاً:
ـ الأدعية والأذكار النبوية.
ـ إرشاد الحيران لمعرفة آي القرآن (تحقيق) .
ـ تجريد البيان لتفسير القرآن من صفوة التفاسير (تلخيص) .
ـ الخمرة أم الخبائث.
ـ زاد المحتاج بشرح المنهاج (تحقيق ومراجعة) .
ـ صيحة الحق.
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/179)
عبد الله السعد
فضيلة الشيخ/ عبد الله بن عبد الرحمن السعد. بعد المرحلة الابتدائية والمتوسطة التحق بالمعهد العلمي بالرياض التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ثم التحق بكلية أصول الدين بالرياض، وتخرج منها. ثم عُيَّن مدرساً تابعاً لوزارة المعارف في ثانوية قرطبة في النسيم بمدينة الرياض. ولا يزال كذلك.
وقد مَنَّ الله سبحانه وتعالى على الشيخ عبد الله منذ نعومة أظفاره بالحفظ والضبط وحبه لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فاشتغل بعلم الحديث والأثر. فلازم مشايخه ومن ضمن المشايخ الذين طلب العلم عليهم:-
1- سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله تعالى -.
2- سماحة الشيخ/ محمد بن صالح العثيمين - وفقه الله -.
3- سماحة الشيخ/ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين - حفظه الله -.
4- سماحة الشيخ/ عبالله بن عبد الرحمن الغديان - حفظه الله -.
5- فضيلة الشيخ/ عبد الله بن عبد العزيز العقيل - حفظه الله -.
6- فضيلة الشيخ/ إسماعيل الأنصاري - رحمه الله تعالى -.
7- فضيلة الشيخ/ صالح المنصور - رحمه الله تعالى -.
وغيرهم كثير.
وقد استغل الشيخ عبد الله بتدريس كتب الحديث، وله من الشروح العديد من الأشرطة منها:-
- شرح جامع أبي عيسى الترمذي - رحمه الله تعالى-.
- شرح سنن أبي داود - رحمه الله تعالى -.
- شرح سنن النسائي.
- شرح الموقظة للإمام الذهبي.
- شرح نواقض الإسلام.
- شرح الأصول الثلاثة.
- شرح كتاب التوحيد.
- وله العديد من الدروس العلمية في الكتب الحديثية ومنها:-
صحيح الإمام مسلم.
وشرح علل الترمذي لابن رجب.
وشرح علل الخلال.
وشرح بلوغ المرام.
وشرح الاقتراح لابن دقيق العيد.
وللشيخ عبد الله طلبة متعددون في مختلف مناطق المملكة ولله الحمد والمنة.
-------------
بواسطة العضو السعيدي(1/180)
عبد الله الغماري.. بقية السلف الصالح
في ذكرى وفاته: 19 من شعبان 1413هـ
أحمد تمام
في بيت كريم من بيوتات المغرب ولد عبد الله بن محمد الغماري سنة (1328هـ = 1910م) ، ونشأ في أسرة ذات علم وفضل؛ فالوالد واحد من كبار محدثي المغرب، وله زاوية معروفة بـ"الزاوية الصديقية"، كانت تُلقى فيها دروس الحديث والفقه واللغة، والأخ الأكبر له محدّث معروف، وكان الوالد الشيخ أول من تعهد ابنه بالرعاية والتربية والتعليم والتثقيف؛ فحفظه القرآن الكريم وعدة متون تعليمية في الفقه والحديث واللغة، مثل: متن الآجرومية في النحو، ومختصر خليل في الفقه المالكي، وبلوغ المرام من أدلة الأحكام.
وبعد هذه الدراسة الأولية انتقل إلى "فاس"؛ حيث درس الحديث والفقه والنحو على شيوخها وعلمائها، ثم دخل "جامعة القرويين" للدراسة بها، ثم عاد إلى "طنجة"، وانتظم في حضور دروس الزاوية الصديقية، وحضر دروس والده، وفي تلك الفترة المبكرة من عمره ظهرت آيات نبوغه وذكائه؛ فوضع شرحا لمتن الآجرومية، باسم "تشييد المباني لتوضيح ما حوته الآجرومية من الحقائق والمعاني". والآجرومية متن في النحو، جمع فيه مؤلفه "ابن آجروم" بإيجاز شديد ما ينبغي للمبتدئ معرفته من أبواب النحو، وقد اشتهر هذا الكتاب حتى أصبح أساسا للدراسات النحوية للناشئين.
الرحلة إلى القاهرة
وبعد أن أتقن "الغماري" دروسه، وبرع الحديث شدّ الرحال إلى القاهرة في سنة (1349هـ = 1930م) ، وكانت مصر تشهد نهضة أدبية وفكرية سبقت بها العالم العربي، وجذبت إليها أعلام النهضة؛ فأصبحت مجمعا للفنون والعلوم والآداب، وكان الأزهر الكريم يشمخ بكلياته الثلاث التي أُنشئت، وهي: الشريعة، واللغة العربية، وأصول الدين، ويفخر بعلمائه الفحول وشيوخه العظام.
التحق "الغماري" بالأزهر ودرس به، واتصل بعلمائه، وتوثقت صلته ببعضهم، ثم تقدم لنيل عالمية الأزهر في خمسة عشر فنا، فوُفِّق في الحصول عليها، ونال شرف الانتساب إلى الأزهر.
وفي فترة إقامته بالقاهرة تردد على عدد من شيوخ مصر، وروى عنهم من أمثال: "محمد بخيت المطيعي"، وهو من أفذاذ علماء الأزهر، وقد تولى منصب الإفتاء، والشيخ "عبد المجيد اللبان" أول من تولى مشيخة كلية أصول الدين، و"محمد حسنين مخلوف"، وفي الوقت نفسه كان الغماري يدرس الحديث بالرواق العباسي في الجامع الأزهر، فالتف حوله طلبة الشهادة العالمية، وانتفعوا بعلمه كثيرًا.
في مجال الدعوة
ولم تقتصر جهود الشيخ "الغماري" على التدريس لطلبة العلم في مصر، بل اتجه إلى ميدان أفسح، يتصل فيه بعامة الناس، ويرد على أسئلتهم، ويحل قضاياهم ومشكلاتهم؛ فكانت له محاضرات في الجمعيات الإسلامية مثل جمعية: "العشيرة المحمدية"، و"جمعية الهداية الإسلامية"، وجماعة "أنصار السلف الصالح"، وجماعة "الإخوان المسلمين"، وكانت له صلة بمؤسسها الإمام "حسن البنا" ووالده الشيخ "أحمد عبد الرحمن البنا"، وقد كان الشيخ عبد الرحمن البنا من كبار المشتغلين بالسنة النبوية، وله فيها مساهمات مشكورة وجهود محمودة، وقد أخرج للناس كتابه المعروف "الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحد بن حنبل الشيباني". كما ألقى محاضرات للنساء في جمعية "السيدات المسلمات" التي أنشأتها الداعية المعروفة "زينب الغزالي"، وإلى جانب الدروس والمحاضرات كان يكتب المقالات التي تتناول الحديث وعلومه.
وفي هذه الفترة كان يفد إلى مصر كبار الأئمة من العالم الإسلامي؛ إما للسكنى والإقامة، وإما للزيارة والرحلة، وكانت القاهرة قبلة العلم ومأوى العلماء، فانتهز الغماري فرصة وجودهم بالقاهرة، واتصل بهم وروى عنهم؛ مثل الشيخ: "محمد زاهد الكوثري" وكيل المشيخة العثمانية ومن أفذاذ العلماء، وقد استوطن القاهرة بعد سقوط الخلافة العثمانية، والتف حوله التلاميذ من القاهرة، وكان واسع الرواية كثير الشيوخ. والشيخ "محمد الخضر حسين"، وهو تونسي الأصل أقام بالقاهرة، وكان من أعضاء المجمع اللغوي، وتولى مشيخة الأزهر بعد ذلك. والملك "إدريس السنوسي" ملك ليبيا، وكان مقيما بالقاهرة. والشيخ "الطاهر بن عاشور" و"يوسف النبهاني" و"بدر الدين الحسني"، و"محمد راغب الطباخ"… وغيرهم.
محنة الشيخ
وفي أثناء إقامته بالقاهرة لم ينقطع عن تأليف الكتب والرسائل، وتحقيق الكتب النفيسة في علم الحديث عن علم وبصيرة وقدرة وتمكن، تمده ثقافة واسعة، وإحاطة عميقة بعلوم الحديث، ولم يكن مبالغًا المحدثُ الشيخ "عبد الوهاب عبد اللطيف" حين وصف صديقه "الغماري" في مقدمة تحقيقه لكتاب "المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة" للسخاوي، فقال: "وفضيلة الأستاذ المحدث قد وُهب قريحة وقَّادة، وحافظة قوية، وبصيرة نفاذة، قلما تجد في هذا الباب مثله، وسترى فيما يمر عليك من تعليقاته أنه حرر ما فات المؤلف تحريره، وأكمل ما بيض له المصنف ... "
وظل الشيخ موضع تقدير من علماء مصر حتى تعرض لمحنة عصيبة في أواخر الخمسينيات، وكانت رياح الاستبداد تعصف بالمخلصين من الرجال في الحقبة الناصرية، ولم يسلم من أذاها نفر من خيرة رجال مصر علما وخلقا، وكان الناس يؤخذون بالظنة والشبهة؛ فيُلقى بهم في غياهب السجون، وكانت تهمة الانتساب إلى جماعة "الإخوان المسلمين" تكفي لأن يُلقى صاحبها في السجن، ولم يكن السن أو المكانة العلمية درعا يحمي صاحبه من وطأة الطغيان، ولم يسلم الشيخ الجليل "عبد الله الغماري" من هذه المحنة، ولم يشفع له علمه وسنُّه، فألقي في السجن في (14 من جمادى الآخرة 1379هـ = 15 من ديسمبر 1959م) ، وظل حبيسًا إحدى عشرة سنة، فأفرج عنه في (16 من شوال 1389هـ = 26 من ديسمبر 1969م) ، وخرج من السجن ليقوم بما كان يتولاه من قبل من التأليف والتدريس.
وقد حضرت للشيخ دروسه في القاهرة، في مسجد "محمود" في أواخر السبعينيات، وكان رجلا بهيَّ الطلعة، يرتدي الزي المغربي المعروف، على وجهه نور الحديث، وأثارة من السلف الصالح، وقرأ علينا بعضًا من كتاب "موطأ الإمام مالك"، و"شمائل النبي" للترمذي، وقد قرأ عليه جماعة كبيرة من أهل العلم، وأجازهم برواياته ورواية مؤلفاته على عادة المحدثين.
مؤلفاته
للشيخ مؤلفات كثيرة في الفقه والحديث، تزيد عن مائة كتاب ورسالة أشهرها:
- الكنز الثمين في أحاديث النبي الأمين.
- الفتح المبين لشرح الكنز الثمين.
- الأربعون الصديقية في مسائل اجتماعية.
دلالة القرآن المبين على أن النبي صلى الله عليه وسلمأفضل العالمين.
- فتح الغني الماجد بحجة الخبر الواحد.
- تمام المنة ببيان الخصال الموجبة للجنة.
- بدع التفاسير.
- جواهر البيان في تناسب سور القرآن.
- أوضح البرهان على تحريم الخمر والحشيش في القرآن.
وكانت له مشاركة جيدة في إخراج نفائس كتب الحديث وتحقيقها مثل: "المقاصد الحسنة" للسخاوي، و"بلوغ المرام من أدلة الأحكام" لابن حجر العسقلاني، و"مسند أبي بكر الصديق" لجلال الدين السيوطي، و"الاستخراج لأحكام الخراج" لابن رجب الحنبلي.
وفاته
أقام الشيخ الجليل الفترة الأخيرة من حياته في "طنجة"، وإن لم يقطع صلته بالقاهرة، يفد إليها من حين إلى آخر، ومرض في آخر أيامه، وتوفي في "طنجة" في (19 من شعبان 1413هـ = 12 من فبراير 1993م) ، ودُفن بجوار والده.
http://www.islamonline.net/Arabic/h ... article05.shtml
--------------------------------------------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/181)
عبد الله بن جبرين
هوالشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله الجبرين. ولد سنة 1349هـ في بلد محيرقة وهي إحدى قرى ((القويعية)) بدأ حفظ القرآن سنة 1361هـ فحفظه عن ظهر قلب. وتعلم مبادئ النحو الإعراب والفرائض.
وقرأ على والده مجموعة من الفنون المتنوعة في الحديث والعقيدة. فقرأ عليه في الأربعين النووية وعمدة الحديث وأصول الإيمان وفضل الإسلام.
وكان عند والده مكتبة كبيرة فيها من العلوم المتنوعة فبدأ الشيخ عبد الله يقرأ طوال النهار في صحيح البخاري وسيرة ابن هشام وسنن أبي داود وغيرها من الكتب المفيدة.
وقد التحق الشيخ بمعهد إمام الدعوة بالرياض وتخرج منه والتحق بجامعة الإمام بن سعود الإسلامية وتخرج منها عام 1381هـ.
وله من المشايخ الكثير فمنهم:-
1- سماحة الشيخ/ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله تعالى -.
2- سماحة الشيخ/ عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله تعالى -.
3- سماحة الشيخ/ محمد بن إبراهيم الأنصاري - رحمه الله تعالى -.
4- الشيخ/ عبد العزيز بن رشيد - رحمه الله تعالى -.
5- الشيخ/ عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى -.
وقد انتظم الشيخ في المعهد العالي للقضاء، وأنهى الماجستير عام 1390هـ وقد قرأ في هذه المرحلة في الحديث والفقه وأصوله وطرق القضاء وكان من جملة من قرأ عليهم الشيخ/ عبد الله بن حميد والشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمهم الله تعالى.
وقد درس الشيخ وفقه الله في كلية الشريعة ثم انتقل إلى قسم العقيدة فدرس بها.
وأنهى الشيخ رسالة الدكتوراه وكانت في شرح الزركشي وقد طبع في سبعة مجلدات متداولة في الأسواق الآن.
وقد انتقل الشيخ عام 1402هـ إلى رئاسة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد كعضو إفتاء.
وله من الدروس الكثيرة وشروح الكتب المتعددة: فمن الدروس:-
- منار السبيل.
- عمدة الفقه.
- الكافي.
- كتاب التوحيد - والأصول الثلاثة - وكشف الشبهات - وغيرها كثير من فنون متنوعة: كالحديث والفقه وأصوله - والتفسير والنحو والسيرة وغيرها.
وله من الكتب والشروح التالية:-
- أخبار الآحاد في الحديث النبوي.
- شرح الزركشي على مختصر الخرقي.
- الإرشاد شرح لمعة الاعتقاد.
- مجموعة فتاوى في أبواب متنوعة.
وغيرها كثير.
-------------
بواسطة العضو السعيدي(1/182)
عبد الله بن حمد الحسين
(1341-1409هـ)
هو عبد الله بن حمد بن إبراهيم الحسين من بني تميم، ولد في حوطة سدير عام 1341هـ ونشأ بها ودرس العلوم الدينية وحفظ القرآن الكريم على يد فضيلة الشيخ صالح بن عبد الرحمن النصر الله إمام وخطيب مسجد الحوطة الجامع آنذاك، ثم انتقل بعد ذلك إلى الرياض حيث عمل مرشدا بها في بداية عام 1363هـ وواصل دراسته بعد ذلك حتى تخرج من كلية الشريعة عام 1380هـ، وعين قاضيا في محكمة القصب في بداية عام 1381هـ، ثم نقل لمحكمة الحلوة عام 1387هـ، ثم إلى محكمة عرجاء حتى عام 1397هـ، ثم إلى محكمة ضرية عام 1397هـ وأخيراً نقل لمحكمة جلاجل رئيسا لمحكمة (أ) في عام 1397هـ. وقد تمت إحالته على المعاش في 2/1/1408هـ.
توفي صباح يوم الجمعة الموافق 11 من شهر رجب عام 1409هـ، إثر نوبة قلبية غفر الله له ولجميع المسلمين.
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/183)
عبد الله بن سليمان بن حميد
(1322 ـ 1404 هـ 1904 ـ 1984 م)
ولد في بريدة بالسعودية، وتعلم فيها على مشايخ آل سليم، حتى أدرك وصار من العلماء، وعمل في المحاكم.
وله نشاط في الدعوة والإرشاد، والنصح، وقد تولى في آخر حياته الإشراف على مدارس تحفيظ القرآن في القصيم.
من مؤلفاته:
ـ نصيحة عامة.
ـ الأربع الرسائل المفيدة، (وهي: نصيحة المسلمين عن بدع المبتدعين الضالين، رسالة في الربا والتحذير منه، رسالة الهدية الثمينة فيما يحفظ المرء به دينه، رسالة حسن الإفادة إلى طريق السعادة) .
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/184)
عبد الله بن صالح الفوزان
ترجمة الشيخ عبد الله بن صالح الفوزان
الاسم: عبد الله بن صالح بن عبد الله الفوزان، مولود في مدينة بريدة في القصيم، عام 1370هـ.
الحياة العلمية: درست بعد المرحلة الابتدائية في المعهد العلمي في بريدة، وأخذت عن كثير من مشايخ المعهد، مثل:
1- الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي.
2- الشيخ صالح بن إبراهيم السكيتي.
3- والشيخ علي بن إبراهيم الضالع -رحمهم الله تعالى-.
والشيخ صالح بن عبد الله المقبل، والشيخ حمد بن محمد المحيميد، والشيخ فهد بن محمد المشيقح، ثم درست في كلية الشريعة في الرياض، وتخرجت منها عام 93 - 1394هـ بتقدير ممتاز، وعينت معيدًا في الكلية، فلم أرغب الإعادة، وطلبت التحويل إلى معهد بريدة العلمي، ودّرست فيه التفسير وأصوله، والفقه وأصوله، والمذاهب المعاصرة، والنحو، والبلاغة، وبقيت فيه حتى عام 1412هـ حيث انتقلت للتدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - فرع القصيم - وذلك بطلب من الجامعة، وقد سبق ذلك طلب قبله لم يحضَ بموافقتي، ولا أزال فيها حتى الآن، وذلك في قسم السنة وعلومها.
وقد قمت -ولله الحمد- ببعض الدروس العلمية، في المسجد المجاور لمنزلي، وشرحت متونًا كثيرة في العقيدة والفقه، والأصول والنحو، وآخرها درس "بلوغ المرام" ولا يزال قائمًا حتى الآن.
وشاركت ببعض المحاضرات، والدورات العلمية الصيفية.
المؤلفات:
قمت بتوفيق الله تعالى بكتابة بعض المؤلفات، ومنها:- 1- "دليل السالك إلى ألفية ابن مالك" ثلاثة أجزاء.
2- "تعجيل الندى بشرح قطر الندى"، مجلد.
3- "تيسير الوصول إلى قواعد الأصول"، مجلدان.
5- "مجالس عشر ذي الحجة".
6- "أحكام حضور المساجد" مجلد.
7- "أحاديث الصيام أحكام وآداب".
إضافة إلى مؤلفات مخطوطة، أسأل الله تعالى أن يعين على إتمامها وإخراجها.
وقد كتبت هذه النبذة تلبية لطلب الإخوة القائمين على الدورة العلمية في مسجد ابن تيمية -رحمه الله- في مدينة الرياض، وإلا فلا رغبة لي في إظهار شيء مما ذُكر.. أسأل الله تعالى أن يجعل العمل صالحًا، ولوجهه خالصا، ولعباده نافعًا، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
كتبه
عبد الله بن صالح الفوزان
http://www.taimiah.org/biographies/fozan.asp
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/185)
عبد الله بن عباد
(000 - 1175هـ)
قال الشيخ ابن بسام: الشيخ محمد بن عباد الدوسري من آل عوسج الذين هم بطن كبير من قبيلة الدواسر، ومنازل هذه القبيلة في مقاطعة نجد الجنوبية المسماة الافلاج، اما آل عوسج فهم الذين عمروا بلدة ثادق عاصمة بلدان المحمل.
والمترجم له ولد بالبير أحد قرى المحمل ونشأ في هذه القرية ثم انتقل منها الى حوطة سدير، وفي عام 1128هـ عاد من حوطة سدير الى بلدة البير ثم رجع الى الحوطة مرة أخرى.
ومن اشهر مشايخه الشيخ العالم المعروف بحوطة سدير الشيخ فوزان بن نصر الله، والشيخ عجلان بن منيع الحيدري، وقد ذكر تاريخ قراءته هذه فقال: وفي عام 1134 هـ قراءتي على الشيخ فوزان بن نصر الله، وكتبي لشرح المنتهى عند الشيخ عجلان بن منيع. أهـ.
وبعد ان أدرك في العالم إدراكاً طيباً عاد إلى البير فصار يستفيد ويفيد حتى عام 1154 هـ حين عين قاضياً لبلدة ثرمداء إحدى مدن الوشم ولم يذكر تاريخ ولايته، وإنما قال: وفي سنة أربع وخمسين ومائة وألف انتقلت إلى ثرمداء، وجلس في قضاء ثرمداء حتى توفي كما سيأتي تاريخ وفاته.
له تاريخ عن حوادث وأخبار نجد مختصر يقع في ثماني صفحات أبتدأ فيها من عام 1015 هـ الى السنة التي توفي فيها وهي عام 1175هـ رحمه الله تعالى آمين.
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/186)
عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح بن حمد بن محمد بن حمد البسام
السعادة والمهابة والطمأنينة شعور ينتابك حين تلقاه، أحبته القلوب قبل أن تراه العيون، عاش مجاهداً باحثاً عن الحقيقة، فنشأ والعلم بين جوانحه، غادر مراتع الصبا يحدوه الأمل والطموح فبلغ غايته، صدحت به بطحاء مكة لما نزل عليها وبكت عليه حين غادرها، فهاهو يركب مع قوافل المغادرين من هذه الحياة تاركاً ورائه علم ينتفع به، ونحن نركب لنرى سيرة هذا العالم المجاهد الذي لم تجف دموع المؤمنين عليه فمن الرحِم إلى القبر كانت هذه الخطوات.
نسبه:
هو أبو عبد الرحمن الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح بن حمد بن محمد بن حمد البسام.
فآل بسام من سكان عنيزة.
مولده:
ولد في بلدة أسرته مدينة عنيزة في القصيم عام 1346هـ.
أسرته:
اشتهرت أسرة الشيخ في الثقافة والإطلاع على العلوم الشرعية والعلوم العربية، والأمور الاجتماعية والسياسية بسبب أسفارهم في الخارج، واحتكاكهم بمثقفي تلك البلدان، واطلاعهم على أحوال الأمم والبلدان، فصار لهم إطلاع واسع.
حياته العلمية:
دخل في صباه المبكر كُتَّاب الشيخ: عبد الله بن محمد القرعاوي حينما فتح له كُتَّاباً لتعليم القرآن الكريم ومبادئ العلوم الشرعية، فكان (الشيخ) مع الأطفال الذين خصص لهم حفظ القرآن فقط، فلما سافر شيخه عبد الله القرعاوي عن عنيزة إلى جنوب المملكة العربية السعودية صار الشيخ يدرس مع شقيقه صالح بن عبد الرحمن البسام على والدهما -رحمه الله-، فشرعا يتلقيان عليه دراسة القرآن الكريم، وكذلك يدرسان عليه في التفسير والسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، والفقه والنحو.
فكان يقرءآن عليه في تفسير ابن كثير وفي البداية والنهاية وفي الفقه في كتاب (أخصر المختصرات) للبلباني وفي النحو بالآجرومية.
ففي أثناء قراءة القرآن على والده كان يعلمه التفسير.
وكان والده يحثه على مواصلة الدراسة والحصول على العلم، ويبين له فضل العلم وفضل أهله، وكان يكرر عليه قوله: (تأتيني عالماً أفضل علي من كنوز الأرض) فترغيبه وحثه له هو الحافز الذي دفعه إلى التعلم.
ثم إن الشيخ انخرط في سلك الطلاب الملازمين عند الشيخ العلامة عبد الرحمن الناصر السعدي –رحمه الله-، فصار يحضر دروسه ولا يفوته منها شيء.
فكان من زملائه الكبار:
1) الشيخ سليمان بن إبراهيم البسام.
2) الشيخ حمد بن محمد البسام.
3) الشيخ محمد بن سليمان البسام.
4) الشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع.
5) الشيخ محمد بن منصور الزامل.
6) الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل.
7) الشيخ عبد الرحمن بن محمد المقوشي.
8) الشيخ علي بن حمد الصالحي.
9) الشيخ عبد العزيز بن محمد السلمان، وغيرهم.
أما زملاؤه على شيخه الذين هم في سنه، فمنهم:
1) الشيخ محمد الصالح العثيمين.
2) الشيخ علي المحمد الزامل.
3) الشيخ حمد المحمد المرزوقي.
4) الشيخ عبد العزيز المساعد.
5) الشيخ عبد الله العلي النعيم.
6) الشيخ عبد العزيز العلي النعيم.
7) الشيخ سليمان العبد الرحمن الدامغ.
8) الشيخ عبد الله الصالح الفالح.
وقد جد واجتهد في القراءة على شيخه وعلى زملائه الكبار الذين مر ذكرهم، وحرص على الاستفادة منهم كثيراً، فلم يضع من وقته شيئاً، وهكذا قرأ على شيخه وراجع مع زملائه العلوم الآتية:
1- التفسير، وأكثر ما يقرؤون تفسير الجلالين وتفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي الذي يلقيه على الناس من حفظه.
2- الحديث، قرأ فيه البخاري والمنتقى وبلوغ المرام.
3- التوحيد، وقرأ فيه كتاب التوحيد والواسطية وشرح الطحاوية وبعض مؤلفات شيخه.
4- أصول الفقه، قرأ في الورقات ومختصر التحرير.
5- الفقه، وقرأ في متن الزاد وشرحه الروض المربع مرات، والمنتهى وحده، والمنتهى مع شرحه، وبعض مؤلفات شيخه الفقهية.
6- النحو والصرف، قرأ في القطر وشرحه للمؤلف، وألفية ابن مالك عدة مرات، ويراجع شروحهما وحواشيهما.
محفوظاته:
في أثناء قراءته حفظ من أصول العلم ما يلي:
1) القرآن الكريم، فقد حفظه عند والده.
2) بلوغ المرام.
3) مختصر المقنع (متن الزاد) .
4) بعض مؤلفات في التوحيد والفقه.
5) متن الورقات في أصول الفقه.
6) القطر في النحو.
7) ألفية ابن مالك في النحو والصرف.
والمحفوظات الأخيرة فيما بعد القرآن الكريم حفظها أثناء قراءته على شيخه الشيخ عبد الرحمن السعدي.
ومكث في هذه القراءة ثمان سنوات في ملازمة شيخه عبد الرحمن السعدي، وكان يجلس عدة ساعات في الليل للمراجعة والبحث، فأدرك في هذه الفترة إدراكاً أعجب شيخه وزملاءه.
أعماله أثناء دراسته على شيخه عبد الرحمن السعدي:
كان أصحاب الأحياء في عنيزة يطلبونه من شيخه الشيخ عبد الرحمن السعدي ليؤمهم في مساجدهم في صلاة التراويح والتهجد (القيام) في شهر رمضان، وقراءة الوعظ في ليالي العشر الأخير.
بعد أن أدرك الشيخ –رحمه الله- في بلدة عنيزة من العلوم الشرعية والعلوم العربية والعلوم التاريخية، وصار تنميتها يمكن أن يكون من المطالعة والمراجعة، كانت حين ذاك قد فتحت دار التوحيد بالطائف، وصار فيها من العلوم ما لم يقرأه عند مشايخه في بلده، فحج عام (1365) هـ، واجتمع مع رئيس الدار، وهو الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع في منزله بمكة المكرمة، وباحثه فأعجب الشيخ به وبمحفوظاته، فأشار عليه بالالتحاق بالدار.
ووجد فيها كبار العلماء من الأزهر وغيرهم من أمثال: الشيخ: عبد الرزاق عفيفي، والشيخ: محمد حسين الذهبي، والشيخ: عبد الله الصالح الخليفي وغيرهم من العلماء.
مناصبه وأعماله:
لما تخرج من الدراسة الجامعية عام 1374هـ عمل ما يلي:
1- القضاء: فكان قضاؤه في القضايا الجزئية المستعجلة في مكة.
2- ثانياً: عين مدرساً رسمياً في المسجد الحرام فكان يلقي دروساً عامة وخاصة.
3- عضواً في رابطة العالم الإسلامي، وعضواً في موسم الحج.
4- قام بالإمامة في المسجد الحرام لمدة ثلاثة أشهر، وطلب منه البقاء في الإمامة رسمياً ولكنه لم يرغب ذلك لانشغاله بأعماله الأخرى.
5- رئيساً للمحكمة الكبرى بالطائف.
6- قاضي في محكمة تمييز الأحكام الشرعية للمنطقة الغربية التي مقرها مكة المكرمة عام1391 هـ.
7- رئيساً لمحكمة التمييز بمكة المكرمة 1400هـ، وقام بها حتى تمت مدة عمله النظامي، ثم مدد له سنة، ثم تقاعد عام 1417هـ.
8- عضواً في المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي، والتابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
9- مثل المملكة العربية السعودية في كثير من المؤتمرات الخارجية.
مؤلفاته:
1- مجموعة محاضرات وبحوث ألقاها في مواسم رابطة العالم الإسلامي، وبعضها نشر في الصحف، ستجمع لتكون في كتاب إن شاء الله.
2- رسالة في مضار ومفاسد تقنين الشريعة. (طـ)
3- شرح على كشف الشبهات. (طـ)
4- حاشية على عمدة الفقه. (طـ)
5- تيسير العلام شرح عمدة الأحكام. (طـ)
6- توضيح الأحكام شرح بلوغ المرام. (طـ)
7- علماء نجد خلال ثمانية قرون. (طـ)
8- القول الجلي في حكم زكاة الحلي. (طـ)
9- الاختيارات الجلية في المسائل الخلافية. (طـ)
وغيرها كثير من بين مطولات ورسائل انتفع بها الكثير.
تلاميذه:
وقد تتلمذ على الشيخ –رحمه الله- مجموعة من طلاب العلم، ومنهم:
1) الشيخ الدكتور: ناصر العبد الله الميمان (أحد مدرسي جامعة أم القرى) .
2) الشيخ: شائع بن محمد الدوسري (أحد الدعاة) .
3) الشيخ: عبد القادر عبد الوهاب بغدادي (أحد كتاب العدل بمكة) .
4) الشيخ: يوسف بن ردة الحسني (أحد قضاة ديوان المظالم) .
5) الشيخ: زائد الحارثي (أحد قضاة مكة المكرمة) .
6) الشيخ: محمد بن شرف الحلواني (أحد قضاة الطائف) .
وغيرهم كثير ممن انتفع بعلم الشيخ –رحمه الله-.
وفاته:
توفي الشيخ في ضحى يوم الخميس الموافق 27/11/1423هـ إثر سكتة قلبية، وصُلي على الشيخ في مسجد الحرم بمكة المكرمة بعد صلاة الجمعة.
فرحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته.
http://www.islamtoday.net/new_searc....cfm?artid=1779
بواسطة العضو أبو عبد الرحمن الدرعمى(1/187)
عبد الله بن عبد المحسن بن عبد الرحمن التركي
1359هـ/1940م- حرمة.
حصل على الشهادة الجامعية من كلية الشريعة في الرياض عام 1382هـ، والماجستير في موضوع (محل أسباب اختلاف الفقهاء) من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، المعهد العالي للقضاء، عام 1389هـ، والدكتوراه في موضوع (أصول مذهب الإمام أحمد) من جامعة الأزهر، كلية الشريعة والقانون، متخصص في أصول الفقه.
عمل مدرسا في المعاهد العلمية بعد تخرجه في الكلية عام 1382هـ، ثم أستاذا مساعداً في كلية الشريعة، فعميدا لكلية اللغة العربية في الرياض عام 1388هـ، ثم وكيلا لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1394هـ، وبعد ذلك مديرا لها عام 1396هـ، ثم وزيرا لوزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عام 1414هـ، وعضوا في المجلس الأعلى للجامعات، وعضوا في هيئة كبار العلماء، وعضوا في المجلس الأعلى العلماء للشؤون الإسلامية، وعضواً في المجلس الأعلىللإعلام، وعضوا مؤسسا في المؤسسة الخيرية الإسلامية العالمية في (الكويت) ، ورئيسا لمجلس الأمناء لمنظمة الدعوة الإسلامية (السودان) ، وعضوا في مجلس أمناء المركز الإسلامي (اكسفورد) ، ورئيسا لمجلس إدارة تحفيظ القرآن الكريم، ورئيسا لمجلس الأمناء لمعهد تاريخ التراث العربي (فرانكفورت) ، وله مشاركات كثيرة في المؤتمرات والندوات والمحاضرات، والصحافة، والإذاعة والتلفزيون.
من مؤلفاته: الإمام محمد بن سعود دولة الدعوة والدعاة، مناقب الإمام أحمد بن حنبل (تحقيق) ، توجهات الإسلام في نطاق الأسرة، شرح العقيدة الطحاوية (تحقيق) ، العقل ومكانته في الإسلام (مشترك) ، حلية الفقهاء (تحقيق) ، المغنى (تحقيق- مشترك) ، شرح مختصر الروضة (تحقيق) ، محنة الإمام أحمد (تحقيق) ، المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل، مجمل اعتقاد السلف، منهج التعامل مع السيرة، الملك عبد العزيز والمملكة العربية السعودية، الجوهر المحصل في مناقب الإمام أحمد ابن حنبل (تحقيق) الرحلة الملكية (تحقيق) ، الواضح في أصول الفقه (تحقيق) ، المقنع والشرح الكبير والإنصاف (تحقيق.
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/188)
عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ
1368هـ/1948م- الرياض
- تلقى العلم على والده سماحة مفتى الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ يرحمه الله، وتخرج في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام 1395هـ، ثم حصل على شهادة الماجستير في موضوع (نشأة الفقه الإسلامي واستقلاله حتى نهاية القرن الرابع عشر الهجري) من جامعة الأزهر، كلية الشريعة والقانون، عام 1400هـ، ثم الدكتوراه في موضوع (توظيف الأموال في الشريعة الإسلامية) من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كلية الشريعة، قسم الفقه، عام 1407هـ، متخصص في الفقه.
- عمل معيداً بقسم الفقه بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1395هـ، ثم أستاذاً مساعدا بقسم الفقه في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام 1408هـ، ثم عين وزيراً للعدل عام 1413هـ، وعضوا في هيئة كبار العلماء، كما ألقى مجموعة من المحاضرات في الاقتصاد الإسلامي، وأشرف على عدة رسائل علمية في الفقه والاقتصاد الإسلامي وناقشها.
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/189)
عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن حميد
1329هـ/1911م – الرياض * 1402هـ/1982م- مكة المكرمة.
حفظ القرآن الكريم، وتلقى مبادئ التعليم في صغره، ثم قرأ على علماء الرياض والوافدين عليها، ولازم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ودرس عليه، وعلى علماء الرياض في الفقه والحديث والتوحيد والتفسير والفرائض والنحو واللغة وغيرها، متخصص في الفقه، والتوحيد، وأصول الدين.
عمل مدرساً في الفقه والتوحيد واللغة للمبتدئين، ومساعدا للشيخ محمد ابن إبراهيم، ثم قاضياً في الرياض عام 1357هـ، ثم قاضياً في سدير عام 1360هـ ومقره في عاصمة المقاطعة المجمعة، ثم قاضياً في بريدة عام 1363هـ، وصار هو مرجع أهل القصيم في القضاء والإفتاء والتدريس والإمامة والخطابة، ثم كلفه الملك عبد العزيز بالنظر في القضايا المتأخرة بمحاكم مكة والطائف وجدة والمدينة المنورة عام 1372هـ، ثم طلب الإعفاء من القضاء عام 1377هـ ليتفرغ للتدريس والإفتاء فأعفي، وعين رئيساً للرئاسة العامة للإشراف الديني على المسجد الحرام عام 1384هـ، ورئيساً للمجلس الأعلى للقضاء عام 1395هـ، ومدرسا في المسجد الحرام، وعضوا في المؤتمر العالمي لتوجيه الدعوة وإعداد الدعاة، وعضوا في هيئة كبار العلماء، ورئيساً للمجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي، وعضوا في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، وعضوا في المجلس الأعلى العالمي للمساجد، ورئيساً للجنة جائزة الدولة التقديرية، كما قام بالتدريس في كل من مدينة الرياض، وسدير، والقصيم في مختلف الفنون وتخرج على يديه مشايخ أجلاء، وله مشاركات ظاهرة في وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة من خلال برامج متعددة كبرنامج أسالوا أهل الذكر، وبرنامج نور على الدرب، وله مقالات وبحوث في الصحف والمجلات، وألقى الكثير من الخطب والمحاضرات في كثير من المناسبات.
من مؤلفاته: الرسائل الحسان في نصائح الإخوان، إيضاح ما توهمه صاحب اليسر في يسره من تجويزه ذبح الهدي قبل وقت نحره، غاية المقصود في التنبيه على أوهام ابن محمود، تبيان الأدلة في إثبات الأهلة، هداية الناسك إلى أحكام المناسك، كمال الشريعة وشمولها لكل ما يحتاجه البشر، رسائل: دفاع عن الإسلام، اشتراكية حرام، حكم اللحوم المستوردة وذبائح أهل الكتاب، الإبداع شرح خطبة حجة الوداع، نقد نظام العمل والعمال، توجيهات إسلامية، كشف الشبهات، الدعوة إلى الجهاد في القرآن الكريم والسنة، رسالة في حكم التلفزيون، لا اشتراكية في الإسلام، فتاوى مخطوطة ومسموعة.
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/190)
ترجمة فضيلة الشيخ د عبد الله بن موسى العمار
بسم الله الرحمن الرحيم
الاسم: عبد الله بن موسى العمار
العمل الحالي: أستاذ الفقه في كلية الشريعة جامعة الإمام.
المؤهلات العلمية:
1. بكالوريوس الشريعة / كلية الشريعة جامعة الإمام.
2. ماجستير في الفقه / كلية الشريعة جامعة الإمام.
3. دكتوراة في الفقه/ كلية الشريعة جامعة الإمام.
المؤلفات والبحوث:
1. القرعة ومجالات تطبيقها في الفقه الإسلامي.
2. تحقيق كتاب تجريد العناية
3. الإحداد أحكامه وواقع الناس فيه
4. حياة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (بالاشتراك) .
أشرطة مسموعة:
1. الرسول القدوة.
2. الطلاق.
3. الحياة الطيبة.
الدروس المقامة في المساجد أو الإذاعة أو التلفزيون:
1. درس في الفرائض في مسجد الذياب بالنسيم.
2. درس في الروض المربع في مسجد زيد بن حارثه.
3. درس في منار السبيل في جامع الجوهرة آل إبراهيم.
العلماء الذين تلقيتم العلم عنهم:
1. الشيخ صالح الفوزان حفظه الله.
2. الشيخ صالح الأطرم حفظه الله.
3. الشيخ فهد الفهد حفظه الله.
إضافات:
1-المشاركة في عدد من الدورات العلمية الشرعية المقامة في داخل المملكة وخارجها.
2-المشاركة في التوعية الإسلامية في الحج مع وزارة الشؤون الإسلامية والحرس الوطني.
3-المشاركة في عدد من المؤتمرات والندوات داخل المملكة وخارجها.
4-الخطابة منذ ما يزيد على ثلاثين عاماً.
بواسطة العضو ابو ابراهيم الكويتي(1/191)
عبد الله قادري الأهدل
بسم الله الرحمن الرحيم
تعريف بفضيلة الشيخ الدكتور عبد الله قادري الأهدل
أولا: السيرة ذاتية:
1) من مواليد منطقة (عبس) ، شمال غرب اليمن، سنة 1356هـ تقريبا.
2) تعلم القرآن، والكتابة على يد بعض المعلمين المحليين في الكتاب وكان أحسنهم في تلاوة القرآن أحد أقاربه.
3) رغب في طلب العلم- بدافع رباني-حيث لم يكن في بيئته-وهي غير بيئة أجداده المشهور كثير منهم بالعلم- التي نشأ فيها أي سبب يشجع على ذلك، فنصحه قريبه المذكور بالسفر إلى (سامطة) بالسعودية، حيث اشتهرت المدارس التي أنشأها فضيلة الشيخ (عبد الله بن محمد القرعاوي) رحمه الله، فسافر وواصل دراسته في المدرسة السلفية، ثم في المعهد العلمي إلى أن تخرج من المرحلة الثانوية.
4) التحق بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سنة 1382هـ وتخرجه من كلية الشريعة-وكان من طلاب الدفعة الثانية في الجامعة-سنة 1385هـ.
5) عين مدرسا في المعهد المتوسط التابع للجامعة، ثم انتقل للتدريس في المعهد الثانوي التابع للجامعة أيضا.
6) كلفه سماحة شيخه (عبد العزيز بن عبد الله بن باز) القيام بأعمال الإشراف الاجتماعي في الجامعة، إضافة إلى قيامه بالتدريس، واستمر في هذا العمل ما يقارب عشر سنوات، وهو الذي أنشأ إدارة الإشراف (نواة عمادة شئون الطلاب في الجامعة فيما بعد) .
كان يقوم بتنظيم رحلات ومعسكرات طلابية في داخل المدينة وخارجها، وبخاصة رحلات الحج التي استمرت سبع سنوات أو أكثر عندما كان مسئولا عن الطلاب كما كان يعقد للطلاب ندوات أسبوعية للتعارف فيما بينهم، ولتلقي التوجيهات من أساتذة الجامعة، وعلى رأسهم سماحة رئيسها الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
7) ثم قام بتدريس مادة العقيدة في كلية القرآن الكريم عندما أنشئت
سنة 1395هـ.
8) وفي سنة 1396هـ كلف القيام بعمادة كلية اللغة العربية (كانت تسمى كلية اللغة العربية والآداب) ،ثم عين عميدا لها واستمر عمله في هذه الكلية سبع سنوات، قدم بعها استقالته ليتفرغ للتدريس والبحث.
9) نال شهادة الماجستير من كلية الشريعة والقانون سنة 1394هـ ثم شهادة الدكتوراة من كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض،
سنة 1402هـ
10) تتلمذ على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز في المسجد النبوي حيث قرأ عليه عددا من أجزاء فتح الباري، وسمع كتبا أخرى قرأها على الشيخ بعض طلابه، منها صحيح مسلم وشرحه للنووي، وتفسير ابن كثير، ونزهة النظر في المصطلح، للحافظ ابن حجر، وفتح المجيد، وقد منحه سماحة الشيخ شهادة بذلك وهي محفوظة لديه.
11) ومن أساتذته في الجامعة الإسلامية، صاحبا الفضيلة: الشيخ المفسر محمد الأمين الشنقيطي، صاحب أضواء البيان، والشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني.
12) كان بحكم وظيفته في عمادة الكلية عضوا في مجلس الجامعة، واشترك في عدد من اللجان المنبثقة عنه، منها: اللجنة الإدارية والمالية، ومنها: لجنة المناهج، ومنها: لجنة تنظيم مؤتمر الدعوة وإعداد الدعاة، وغيرها، كما عين عضوا في المجلس الأعلى للجامعة قبل استقالته من العمادة.
13) ثم قام بالتدريس في قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامي، مع الإشراف على الرسائل العلمية التي كان غالبها رسائل دكتوراه، وكذلك مناقشاتها.
14) كلف رئاسة شعبة الفقه في الدراسات العليا ما يقارب ست سنوات، ورئاسة لشعبة الدعوة لمدة سنتين، ثم طلب إعفاءه من ذلك ليتفرغ للتدريس.
ثانيا: آثاره العلمية:
أنجز عددا من المؤلفات في موضوعات متنوعة بعضها قد طبع وبعضها لم يطبع، كما أن لديه موضوعات أخرى يريد الكتابة فيها، بعضها قد جمع مادتها، لعل الله يسهل له إنجازها جميعا.
(أ) الكتب المطبوعة:
1) الجهاد في سبيل الله - حقيقته وغايته (رسالة دكتوراه) طبع مرتين، ويقع في مجلدين كبيرين.
2) الكفاءة الإدارية في السياسة الشرعية - نفد.
3) الشورى. نفد
4) دور المسجد في التربية، طبع مرتين.
5) أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي.
6) الحدود والسلطان.
7) طل الربوة، طبع مرارا.
8) الدعوة إلى الإسلام في أوربا.
9) حوارات مع مسلمين أوربيين.
10) حوارات مع أوربيين غير مسلمين.
11) جوهرة الإسلام (في التربية، نظم 1300أكثر من بيت تقريبا) .
12) المسئولية في الإسلام، طبع مرارا.
13) الردة عن الإسلام وخطرها على العالم الإسلامي، كذلك.
14) الإسلام وضرورات الحياة، طبع مرتين.
15) حكم زواج المسلم بالكتابية.
16) هتاف العزة والجهاد (شعر)
17) وقاية المجتمع من تعاطي المسكرات والمخدرات.
18) معارج الصعود إلى تفسير سورة هود (كتبته عن شيخي محمد الأمين الشنقيطي، رحمه الله في قاعة الدرس بكلية الشريعة، ثم رتبه وطبعه، وقد قدم له أحد أبناء الشيخ رحمه الله) .
19) تفسير سورة النور (كسابقه) .
(ب) الكتب التي لم تطبع:
1) السباق إلى العقول.
2) سلسلة أثر تطبيق الشريعة الإسلامية في صلاح الأمة، (طبع منها المقدمة: الإيمان هو الأساس.)
3) سلسلة في المشارق والمغرب، (وهي المذكرات التي دونها في رحلاته لبلدان العالم) وقد بلغ ما كتب منها إلى الآن عشرين مجلدا.
http://saaid.net/Doat/ahdal/ahdal.htm
بواسطة العضو ابراهيم الكويتي(1/192)
عبد الله كنون الحسني
(1326 ـ 1409 هـ (1908 ـ 1989 م)
رئيس رابطة علماء المغرب.
ولد بمدينة فاس من أسرة سنية محافظة. حفظ القرآن صغيراً بالكتّاب، ثم لحق بالقرويين ليتلقى علوم عصره على كبار المشايخ يومئذ.
مؤسس المعهد الإسلامي بطنجة، الذي تولى إدارته حتى سنة 1953 م، وأقام في تطوان مدرساً في المعهد العالي ومديراً لمعهد الحسن للأبحاث، ولم يلبث أن عين وزيراً للعدل.. كان أحد مؤسسي الجمعية الوطنية الأولى بقيادة محمد عبد الكريم الخطابي.
وفي سنة 1956 م عين عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق، وفي عام 1961 م انتخب عضواً عاملاً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وانتخب أيضاً أميناً عاماً لرابطة العلماء في المغرب. وبعد نحو عشر سنوات انتخب عضواً عاملاً في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، وكان عضواً شرفياً في مجمع اللغة العربية الأردني وعضواً بالمجمع العلمي العراقي. ترأس صحيفة الميثاق ـ لسان حال رابطة علماء المغرب ـ حتى وفاته.
وزادت مؤلفاته المنشورة على الخمسين كتاباً، منها:
ـ أحاديث عن الأدب المغربي الحديث.
ـ أدب الفقهاء.
ـ الإسلام أهدى.
ـ إسلام رائد.
ـ أمراؤنا الشعراء.
ـ تفسير سور المفصل من القرآن الكريم.
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/193)
عبد الله بن حمد بن عبد الله السكاكر
أستاذ مساعد
التخصص العام: شريعة.
التخصص الدقيق: فقه.
المشاركات والخبرات العلمية:
(1) رئيس قسم الدراسات الإسلامية والقرآنية بكلية المعلمين بالرس سابقاً.
(2) وكيل كلية الشريعة وأصول الدين بجامعة القصيم سابقاً.
(3) المشرف على المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات شرق بريدة.
(4) دورات علمية متخصصة في بعض مناطق المملكة
النتاج العلمي:
(1) أحكام الحائض في الفقه الإسلامي (رسالة ماجستير) .
(2) المسائل الفقهية التي خالف فيها أبو الخطاب شيخه أبا يعلى (رسالة دكتوراه) .
أحكام الحائض في الإسلام (رسالة ماجستير) .
المسائل الفقهية التي خالف فيها أبو الخطاب شيخه أبا يعلى (رسالة دكتوراه)
الفتاوى
fatawa@islamtoday.net(1/194)
عبد الله بن محمد بن رميان الرميان
أستاذ مساعد.
تاريخ الميلاد:1383هـ.
مكان الميلاد: بريدة.
كلية التخرج: كلية الشريعة وأصول الدين.
جامعة التخرج: جامعة القصيم.
التخصص العام: أصول الدين.
التخصص الدقيق: عقيدة.
المشاركات والخبرات العلمية:
(1) رئيس اللجنة الثقافية العليا بالجامعة 1422-1425هـ.
(2) وكيل كلية الدعوة وأصول الدين للدراسات العليا 1425-.
(3) دورة تدريب دعاة رابطة العالم الإسلامي لقرب إفريقيا والمقامة في بانجول بجامبيا عام 1419هـ.
(4) دورة تدريب دعاة رابطة العالم الإسلامي لشرق ووسط أفريقيا والمقامة في كمبالا بدولة أوغندا عام 1420هـ.
(5) دورة دعاة رابطة العالم الإسلامي لدعاة سيرنلانكا والمقامة في كولومبو عاصمة سيرلانكا عام 1422هـ.
النتاج العلمي:
(1) الجهود العلمية والدعوية للشيخ السعدي.
(2) تاريخ مساجد بريدة القديمة وتراجم أئمتها.
(3) مسائل العقيدة في كتابي المعلم للمازري والمفهم للقرطبي من خلال شرحيهما لمسلم.
f88@yahoo.com(1/195)
عبد المحسن الزامل
ترجمة الشيخ عبد المحسن الزامل
هو: عبد المحسن بن عبد الله بن عبد الكريم الزامل، من مواليد عام 1380هـ، من بلدة سدير.
تلقى تعليمه الأولي في الكتاتيب، وأتم تعليمه الأكاديمي في جامعة الملك سعود، إذ تخرج من كلية التربية، قسم الدراسات الإسلامية، بشهادة البكالوريوس.
يعمل الآن في إدارة شؤون التوعية في الأمن العام.
بدأ طلبه للعلم وهو في المرحلة المتوسطة من التعليم النظامي، وأول الدروس التي حضرها كان درسا للعلامة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله، وذلك قبل عام 1398هـ.
أخذ العلم عن والده صاحب الفضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الكريم الزامل، قرأ عليه في كتب الحنابلة في مواضع متفرقة من أبواب الفقه، واستفاد منه كثيرا في تقرير قواعد المذهب وتوضيحها.
ومن أشهر مشايخه الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله، إذ لازم حضور دروسه قبل عام 1398هـ، واستمر على ذلك ما يقارب خمسة عشر عاما، قرأ عليه في سنن الترمذي، وقطعة من موطأ مالك.
ومن مشايخه العلامة عبد الله بن محمد بن حميد رحمه الله، لازم دروسه مدة سنتين تقريبا، فسمع في هذه الفترة جمعا من الكتب التي كان الشيخ يقرر على بعضها ويشرح كثيرا منها في أبواب العلم المتفرقة.
ومن مشايخه صاحب الفضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين حفظه الله.
ومشايخ آخرون تلقى عنهم في مختلف الفنون.
له دروس في مسجد شيخ الإسلام ابن تيمية بحي سلطانة في مدينة الرياض، يشرح فيها سنن ابن ابي داود، ومنظومة السفاريني في العقيدة، وعمدة الفقه، ومختصر التحرير في الأصول…
وله مشاركات في الدورات العلمية خلال الإجازات الصيفية…
له مشاركات علمية في الفقه وقواعده، منها المطبوع ومنها المخطوط.
http://www.masjeed.org/pages/ara/p2/book5/shekh.htm
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/196)
عبد المحسن العباد
نبذة مختصرة عن سماحة الشيخ / عبد المحسن العباد. حفظه الله تعالى.
هذا العلامة المحدث الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد أطال الله في عمره على خير
هو الشيخ المحدث الفقيه العلامة السلفي الزاهد الورع ولا نزكي على الله أحدا.
عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله، ولد بالزلفي،ولد الشيخ في رمضان من عام 1353هـ.
ودرس ونال الشهادة الإبتدائية فيها عام واحدٍ وسبعين وثلاثمائة وألف من الهجرة النبوية، ثم انتقل الشيخ إلى الرياض ودخل معهد الرياض العلمي، وكانت السنة التي قدِم العلامة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله من الخرج إلى الرياض وأول سنة يُدرسُ في هذا المعهد، ثم إلتحق شيخنا عبد المحسن بكلية الشريعة بجامعة الإمام بالرياض، ودرس الشيخ في الجامعة وفي المساجد على يد العلماء الكبار أمثال الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد الأمين الشنقيطي والشيخ عبد الرحمن الأفريقي والشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمهم الله أجمعين.
عُين مُدرساً بالمعهد العلمي ببريدة عام 1379هـ.
عُين مدرساً بالمعهد العلمي بالرياض عام 1380هـ.
ثم عُين مدرساً بالجامعة الإسلامية في عام إنشائها 1381هـ، وكان أول من ألقى فيها درساً-حفظه الله-.
وقد سمعتُ الشيخ يذكر بأنه درس على يد الشيخ عبد الرحمن الأفريقي في الرياض عام اثنتين وسبعين وثلاثمائة وألف والعام الذي تلاه درسَ عليه في الحديث والمصطلح، ويقول عنه: كان مدرساً ناصحاً وعالماً كبيراً، وموجّهاً ومرشداً وقدوة في الخير رحمه الله تعالى.
له علاقة خاصة مع الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله وكان أول لقاء له مع الشيخ عام اثنتين وسبعين وثلاثمائة وألف للهجرة، ودرسه نظامياً في السنة الرابعة من كلية الشريعة، وكان الشيخ عبد المحسن يذكر أنه كان كثيراً ما يكون اتصالي به في الفسح بين الدّروس وفي المسجد وأزورهُ في المنزل.
لما جاء عام واحد وثمانين وثلاثمائة وألف رُشِحَ الشيخ للتدريس في الجامعة الإسلامية، وقد كان الشيخ في آخر عام تسعةٍ وسبعين وألف قد طلبَ من الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله أن يجعله في سلك التدريس فوافق على شرط أن يُدرسَ في الجامعة الإسلامية عند افتتاحها، فأجاب شيخنا: أنهُ على أتم الاستعداد.
ثم بدأ بالتدريس في هذه الجامعة الغراء منذُ أول عام واحدٍ وثمانين وثلاثمائة وألف، وقد كانت له صحبة مع شيخه عبد العزيز بن باز رحمه الله خمسة عشر عاماً، وكان الشيخ مع تدريسه في الجامعة وكذلك الحرم-ولا يزال- عضو في مجلس الجامعة منذُ إنشائها وحتى عام ثلاثةٍ وتسعين عُيّنتُ نائباً للرئيس-وهو الشيخ عبد العزيز رحمه الله-بترشيخ من الشيخ وموافقة من الملك فيصل رحمهما الله.
يقول الشيخ: كنت أتي إليه-يعني الشيخ بن باز رحمه الله-قبل الذهاب إلى الجامعة وأجلس معه قليلاً، وكان معه الشيخ إبراهيم الحصين رحمه الله، وكان يقرأ عليه المعاملات من بعد صلاة الفجر إلى بعد ارتفاع الشمس.
وفي يوم من الأيام قال لي: رأيتُ البارحةَ رؤيا وهو أنني رأيتُ كأنّ هناك بَكْرَةٌ جميلة وأنا أقودها وأنت تسوقها، وقال: أوّلتُها بالجامعة الإسلامية، وقد تحقق ذلك بحمد الله فكنتُ معه في النيابة مدّة سنتين ثم قمتُ بالعملِ بعدهُ رئيساً بالنيابة أربعةَ أعوام.
وكنت له صلات كثيرة مع أهل العلم وخاصة المدرسون في الجامعة أو من يسمع عنهم من أهل الفضل ومنهم الشيخ عمر فلاته رحمه الله.-ولنا وقفة من فيّ الشيخ عن صلته به-
للشيخ مؤلفات عديدة منها: 1- عشرون حديثاً من حديث البخاري. 2- عشرون حديثا من صحيح الأمام مسلم. 3- من أخلاق الرسول الكريم. 4- عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام. 5- فضلُ أهل البيت وعلوُّ مكانتِهم عند أهل السُّنَّة والجماعة. 6- عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر. 7- الرد على الرفاعي والبوطي. 8- الانتصار للصحابةِ الأخيار في ردِّ أباطيل حسن المالكي. 9- الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله نموذج من الرعيل الأول. 10- الشيخ عمر بن عبد الرحمن فلاته وكيف عرفته. 11- الإخلاص والإحسان والإلتزام بالشريعة. 12- فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها. 13- من أقوال المنصفين في معاوية. 14- فضل آل البيت. 15- اجتناء الثمر في مصطلح أهل الأثر. 16- عالمٌ جهبذ وملكٌ فذ. 17- قبسٌ من هدي الإسلام. 18- دراسة حديث "نضّر الله إمراً سمع مقالتي" روايةً ودراية.
وكما ذكرنا أنهُ مدرس بالحرم المدني فالعام الماضي كانت دروسه يومياً عدا الخميس بعد كل صلاة مغرب بالحرم النبوي في شرح سنن أبي داود، وله دروس أخرى في مسجده.
أتم شرح عدة كتب من كتب السنة النبوية، وشرح مقدمة ابي زيد القيرواني في العقيدة، وشرح في المصطلح ألفية السيوطي، وشرح كتاب الصيام من اللؤلؤ والمرجان، وكتاب آداب المشي إلى الصلاة وكلها في الحرم.
من دروسه بالحرم النبوي والتي تجدها في تسجيلات الحرم النبوي: 1- شرح مُختصر ألفية السيوطي............. (57 شريط) . 2- القيروانية.................................... (14 شريط) . 3- صحيح البخاري [لم يكتمل] ................ (623 شريط) . 4- سنن النسائي.............................. (414 شريط) . 5- سنن أبي داود [ومازال] .................... (272 شريط) . 6- اللؤلؤ والمرجان [كتاب الصيام] ............. (7 شريط) . 7- آداب المشي إلى الصلاة.................... (14 شريط) .
أما طريقة الاستفادة من تسجلات الحرم فهي نفس الطريقة التي شرحنها من قبل في ترجمتنا للشيخنا عبد الله الغنيمان حفظه الله، وهي (أن تأتي بأشرطة جيدة كسوني مثلاً وجديدة وتسلمها لهم على عدد الأشرطة المشروحة وتقيد طلبك لديهم، ومن الغد تأتي لتأخذها بالمجان مسجلة، والتسجيلات داخل الحرم) .
ورقم هاتف الشيخ بالمدينة النبوية 8475207/04
وسمعت أنه حصل على الماجستير من مصر.
وللشيخ ولدٌ صالح وأحد طلبة العلم الجيدين وهو الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر حفظه الله وهو دكتور في الجامعة الإسلامية.
للشيخ محاضرات عديدة؛ ولكن وللأسف لا توجد إلا في تسجيلات محددة نظراً لأن الطالبين لها قلة، والجوهر غالي ويحتاج إلى تنقيبٍ وبحث.
منها: 1- معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه بين أهل الإنصاف وأهل الإجحاف. 2- الإيمان بالغيب. 3- أربع وصايا للشباب. 4- أثر علم الحديث. 5- تقييد النعم بالشكر. 6- محبة الرسول صلى الله عليه وسلم (2 شريط) . 7- توقير العلماء والاستفادة من كتبهم. 8- أثر العبادات في حياة المسلمين. 9- الشيخ بن عثيمين رحمه الله وشيءٌ من سيرته ودعوته. 10- الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله نموذج من الرعيل الأول. 11- الشيخ عمر بن عبد الرحمن فلاته وكيف عرفته. 12- خطر البدع. 13- النصيحة. 14- أثر دراسة الحديث 2 شريط.
وغيرها ... وتجدها في تسجيلات الإبانة بجدة، وما وجدته أنا في تسجيلات المجتمع ببريدة وسبيل المؤمنين بالدمام ومنهاج السنة بالرياض.
ولقد قرأت من جمع أحد الإخوة في أحد المنتديات هذه الصور من ورعه فيقول:
حدثني أحد خريجي الجامعة الإسلامية قصتين عن ورع الشيخ تذكرك بورع السلف الأولين!!
الأولى: قال الخريج: سمعت سائق الشيخ الذي يذهب به إلى الجامعة ويعود به أن الشيخ ما كان يرضى أن يوقف سيارة الجامعة على الطريق من أجل شراء حاجة للبيت. سبحان الله!!
وقال: سمعته أيضا يقول: لما انتهت رئاسة الشيخ للجامعة الإسلامية (والتي تولى رئاستها بعد سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله) رأيت الشيخ واقفا أسفل ينتظر فمررت عليه بالسيارة كالعادة لأوصله للمنزل فأبى الركوب وقال: ما دريت أنا قد انتهت مدة رئاستي وقد أرسلت لإبني يأتي ليأخذني!!! الله أكبر , ورع السلف وربي!!
والشيخ دائماً ما يذكر أخوته من أهل العلم ويدعوا لهم، وله صلة بهم، منها صلته بالشيخ عمر فلاته رحمه الله من العلماء المعروفين والذي كان ناظراً على دار الحديث بالمدينة ومن ثم مدرس بالجامعة الإسلامية وبالحرم المدني وبحلقة مجاورة للشيخ عبد المحسن، يقول الشيخ عن صلته بالشيخ عمر وهو من أخص أصحابه:
((فأول ما عرفته عندما قدمت إلى المدينة عند افتتاح الجامعة الإسلامية في عام 1381هـ، كنتُ أسمع ويتردّد على سمعي الشيخ عمر مدير دار الحديث، فذهبتُ إليه ودخلتُ مع باب الدار الذي هو من إلى جهة الجنوب، وبعدما يدخل الإنسان مع هذه الباب يجد أمامه ساحة واسعة وعلى يساره غرفة هي مكان مدير الدّار وإذا الشيخ عمر رحمه الله تعالى، في زاوية من زوايا هذه الغرفة على مكتبه، فسلّمتُ عليه ورأيتُ من أوّل وهلةٍ منه السماحة والّلطف والبُشر والدّعاء ومحبّة الخير للناس.
فكان هذا أول لقاء حصل لي معه وأوّل تعرّف عليه في تلك الجلسة التي دخل حبُّه في قلبي، وبعد ذلك توطدت العلاقة بيني وبينه ولا سيّما بعدما انتقل إلى الجامعة الإسلامية، فكنتُ لا يمرّ يومٌ غالباً إلا وألتقي به وأجلس معه وأستأنس به كثيراً رحمه الله تعالى، ثمّ في عام 1389هـ وكذلك في العام الذي يليه ذهبتُ أنا وإياه للتعاقد مع مدرّسين للجامعة الإسلامية إلى الأردن وسوريا ولبنان ومصر، وبلغت تلك المدّة التي اصطحبنا فيها ما يقرب من شهرين في كلّ من هاذين العامين، وقد رأيتُ أخلاقه الكريمة وتواضعه الجمّ.
وأذكر أنه كنّا في فندق من الفنادق، وكنّا نسكن في غرفة وفي داخلها حمّام، وكان في الحمام يقضي حاجته رحمه الله، فدخل شخص فقال: أين رئيس اللّجنة؟ فقلتُ له: اجلس يأتي الآن، وكان يسمع وهو في داخل الحمّام، ولّما خرج قال: هذا رئيس اللجنة يشير إليّ: لستُ أنا رئيس اللجنة، فقلتُ: لا أبداً لستُ رئيس اللجنة أنت رئيسُها، فصار الأمر يدور بيني وبينه كلٌّ يقول للآخر أنا لست الرئيس وإنما الرئيس أنت، فتعجّب هذا الشّخصُ الذي دخل وكان يسأل عن رئيس اللجنة، وهذا من لطافته وتواضعه وسماحته رحمه الله تعالى.
ثم كانت العلاقة بيني وبينه وطيدةً جداً بحيث لا ينقطع أحدُنا عن الآخر، وكان يزورني وأزوره، ويّتصل بي وأتّصل به، إذا تأخر أحدُنا عن الآخر فترة وجيزة اتصل بالهاتف يسألُ عنّي واتّصلتُ به أيضاً أسألُ عنه، وكانت المودة بيننا قائمة، وكان ذلك كله في الله عز وجل، وأرجوا أن أكون وإياه في ظله يوم لا ظل إلا ظلُّه الذين ورد ذكرهم في الحديث الصحيح وفيهم: \"ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه".)) .
صور من مداعبات الشيخ:
يقول الشيخ في محاضرته عمر فلاته كما عرفته:
(ومن الطرائف العجيبة أنّني أداعب الشيخ عمر حول سنّه وأنّه كبير، ولا يظهر عليه الكِبَر، وفي سنة من السنوات كنّا في الحج، ودخلنا مخيم التوعية في عرفات، وإذا فيه رجل قد ابيضّ منه كلُّ شيء حتّى حاجباه، فقلتُ للشيخ عمر: هذا من أمثالك أي: كبار السنّ، وبعد أن جلسنا قال ذلك الرجل يخاطبني: أنا تلميذ لك درّستني في مدرسة ليلية ابتدائية في الرياض- وكان ذلك في سنة 1374هـ تقريباً-،وكنت في زمن دراستي في الرياض أدرس مساءً متبرعاً في تلك المدرسة التي غالبُ طلابها موظفون، فوجد ذلك الشيخ عمر رحمه الله مناسبة ليقلب الموضوع عليّ، فكان يكرّر مخاطباً ذلك الرّجل: أنت تلميذ الشيخ عبد المحسن؟) .
ومن صور مداعبته يقول:
(كنتُ معه-الشيخ عمر فلاته رحمه الله-في مجلس وفيه أحدُ المشايخ وقد حج فرضه بعد ولادتي بسنة، وكنتُ أعرف ذلك فسألته قائلاً: متى حججتَ فرضَك؟ فقال له الشيخ عمر: انتبه لا يجرّ لك لسانك، يعني بذلك التوصل إلى مقدار عمر ذلك الشيخ) .
وصور مداعبت الشيخ كثيرة اكتفيت بما سمعتها منه حفظه الله..
يقول الشيخ حامد العلي من الكويت:
((ومن الدروس التي واظبنا عليه في المسجد شرح صحيح مسلم للشيخ العلامة عبد المحسن العباد، ومن الطريف أن الذي كان يقرأ عليه صحيح مسلم اسمه أيضا حامد العلي، وقد التقيت بالشيخ العباد ذات مرة في المسجد الحرام في مكة، وعرفته بنفسي وذكرت له اسمي، وهو ضعيف النظر، فتعجب وسألني عن العلاقة بيني وبين من كان يقرأ عليه في المسجد النبوي صحيح مسلم، فقلت إنما هو تشابه في الأسماء فقط، وكان الشيخ العباد قد قرأ لي رسالة صغيرة بعنوان (ضوابط ينبغي تقديمها قبل الحكم على الطوائف والجماعات) قبل أن أجعل هذا عنوانها، وانما نشرت في مجلة الفرقان الكويتية بعنوان آخر، ثم زدت عليها زيادات مهمة وأعدت طبعها، والمقصود أنه كان قد اطلع عليها في المجلة المذكورة، وأثنى عليها فشجعني ذلك على إعادة تحريرها وطبعها طبعة ثانية بزيادات مهمة.)) .
http://alqurabaa.net/tarjumacabaad.htm
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/197)
عبد الرحمن السديس
هو من طلاب العلم العاملين، والقرّاء المجوّدين، والخطباء المفوّهين، الفصحاء البلغاء المؤثرين، من أعلام القرآن والقراءات المعاصرين.
عُرف عَلمُنا بغيرته الدائمة على كل ما يتعلق بالعقيدة الصحيحة، وبحرصه الدائم على الدعوة لها، وعلى النصح لله.
ومن أظهر صفاته الخُلقية: تواضعه، وزهده، وصفاء نفسه.
ومن أشهر صفاته الخَلقية: صوته الجهوري القوي.
إنه: الشيخ عبد الرحمن السديس، إمام الحرم المكي الشريف.
فمن هو الشيخ عبد الرحمن السديس؟
هو: أبوعبد العزيز عبد الرحمن ابن عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الله، (الملقب بالسديس) ، ويرجع نسبه إلى (عنزة) القبيلة المشهورة.
ولد في الرياض عام 1382هـ وهو من محافظة البكيرية بمنطقة القصيم.
حفظ القرآن الكريم في سن الثانية عشرة، حيث يرجع الفضل في ذلك ـ بعد الله ـ لوالديه، فقد ألحقه والده في جماعة تحفيظ القرآن الكريم بالرياض، بإشراف فضيلة الشيخ عبد الرحمن ابن عبد الله آل فريان، ومتابعة الشيخ المقرىء محمد عبد الماجد ذاكر، حتى منّ الله عليه بحفظ القرآن الكريم على يد عدد من المدرسين في الجماعة، كان آخرهم الشيخ محمد علي حسان.
نشأته ودراسته
نشأ في الرياض، والتحق بمدرسة المثنى بن حارثة الابتدائية، ثم بمعهد الرياض العلمي، وكان من أشهر مشايخه فيه: الشيخ عبد الله المنيف، والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن التويجري، وغيرهما.
تخرج في المعهد عام 1399هـ، بتقدير (ممتاز) ومن ثم التحق بكلية الشريعة بالرياض، وتخرج فيها عام 1403هـ، وكان من أشهر مشايخه في الكلية:
(1) الشيخ صالح العلي الناصر (رحمه الله) .
(2) الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ (المفتي العام بالمملكة) .
(3) د. الشيخ صالح بن عبد الرحمن الأطرم.
(4) د. الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن ابن جبرين.
(5) الشيخ عبد العزيز الداود.
(6) الشيخ فهد الحمين.
(7) الشيخ د. صالح بن غانم السدلان.
(8) الشيخ د. عبد الرحمن بن عبد الله الدرويش.
(9) الشيخ د. عبد الله بن علي الركبان.
(10) الشيخ د. عبد العزيز بن عبد الرحمن الربيعة.
(11) الشيخ د. أحمد بن علي المباركي.
(12) الشيخ د. عبد الرحمن السدحان.
اشتغاله بالعمل الجامعي
عُين معيداً في كلية الشريعة، بعد تخرجه فيها في قسم أصول الفقه، واجتاز المرحلة التمهيدية (المنهجية) بتقدير (ممتاز) .
وكان من أشهر مشايخه فيه العلامة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان.
عمل إماماً وخطيباً في عدد من مساجد مدينة الرياض، كان آخرها مسجد (جامع) الشيخ العلامة عبد الرزاق العفيفي (رحمه الله) .
إلى جانب تحصيله العلمي النظامي في الكلية قرأ على عدد من المشايخ في المساجد، واستفاد منهم، يأتي في مقدمتهم:
(1) سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز ابن باز (رحمه الله) .
(2) والشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي (رحمه الله) .
(3) والشيخ د. صالح الفوزان.
(4) والشيخ عبد الرحمن بن ناصر البرّاك.
(5) والشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي، وغيرهم (جزاهم الله خير الجزاء) .
عمل إضافة إلى الإعادة في الكلية مدرساً في معهد إمام الدعوة العلمي.
وفي عام 1404هـ صدر التوجيه الكريم بتعيينه إماماً وخطيباً في المسجد الحرام، وقد باشر عمله في شهر شعبان، من العام نفسه، يوم الأحد، الموافق 22/8/1404هـ في صلاة العصر، وكانت أول خطبة له في رمضان من العام نفسه، بتاريخ 15/9.
وفي عام 1408هـ حصل على درجة (الماجستير) بتقدير (ممتاز) من كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (قسم أصول الفقه) عن رسالته (المسائل الأصولية المتعلقة بالأدلة الشرعية التي خالف فيها ابن قدامة الغزالي) ، وقد حظيت أولاً بإشراف فضيلة الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي عليها، ونظراً لظروفه الصحية فقد أتم الإشراف فضيلة الشيخ د. عبد الرحمن الدرويش.
انتقل للعمل ـ بعد ذلك ـ محاضراً في قسم القضاء بكلية الشريعة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة.
حصل على درجة (الدكتوراه) من كلية الشريعة بجامعة أم القرى بتقدير (ممتاز) مع التوصية بطبع الرسالة عن رسالته الموسومة (الواضح في أصول الفقه لأبي الوفاء بن عقيل الحنبلي: دراسة وتحقيق) وكان ذلك عام 1416هـ، وقد أشرف على الرسالة الأستاذ أحمد فهمي أبو سنة، وناقشها معالي الشيخ د. عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام لرابط العالم الإسلامي، والدكتور علي بن عباس الحكمي، رئيس قسم الدراسات العليا الشرعية بجامعة أم القرى ـ آنذاك.
عُيّن بعدها أستاذاً مساعداً في كلية الشريعة بجامعة أم القرى.
أعماله الدعوية
يقوم مع عمله بالإمامة والخطابة بالتدريس في المسجد الحرام، حيث صدر توجيه كريم بذلك عام 1416هـ ووقت التدريس بعد صلاة المغرب في فنون العقيدة، والفقه، والتفسير، والحديث، مع المشاركة في الفتوى في مواسم الحج وغيره.
قام بكثير من الرحلات الدعوية في داخل المملكة وخارجها، شملت كثيراً من الدول العربية والأجنبية، وشارك في عدد من الملتقيات والمؤتمرات وافتتاح عدد من المساجد والمراكز الإسلامية في بقاع العالم، حسب توجيهات كريمة في ذلك.
له عضوية في عدد من الهيئات والمؤسسات العلمية والدعوية والخيرية.
ورشحه سماحة الوالد العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز (رحمه الله) لعضوية الهيئة الشرعية للإغاثة الإسلامية التابعة لرابطة العالم الإسلامي وغيرها.
له مشاركات في بعض وسائل الإعلام: من خلال مقالات وأحاديث متنوعة.
له نشاط دعوي، عن طريق المشاركة في المحاضرات والندوات في الداخل والخارج.
مؤلفاته وأبحاثه
له اهتمامات علمية، عن طريق التدريس والتصنيف، يشمل بعض الأبحاث والدراسات والتحقيقات والرسائل المتنوعة سترى النور قريباً بإذن الله منها:
(1) المسائل الأصولية المتعلقة بالأدلة الشرعية التي خالف فيها ابن قدامة الغزالي.
(2) الواضح في أصول الفقه (دراسة وتحقيق) .
(3) كوكبة الخطب المنيفة من جوار الكعبة الشريفة.
(4) إتحاف المشتاق بلمحات من منهج وسيرة الشيخ عبد الرزاق.
(5) أهم المقومات في صلاح المعلمين والمعلمات.
(6) دور العلماء في تبليغ الأحكام الشرعية.
(7) رسالة إلى المرأة المسلمة.
(8) التعليق المأمول على ثلاثة الأصول.
(9) الإيضاحات الجليّة على القواعد الخمس الكليّة.
عنده عدد من الأبحاث والمشروعات العلمية فيما يتعلق بتخصصه في أصول الفقه، ومنها:
(1) الشيخ عبد الرزاق عفيفي ومنهجه الأصولي.
(2) كلام رب العالمين بين علماء أصول الفقه وأصول الدين.
(3) معجم المفردات الأصولية، تعريف وتوثيق وهو نواة موسوعة أصولية متكاملة (إن شاء الله) .
(4) الفرق الأصولية، استقراء وتوضيح وتوثيق.
(5) تهذيب بعض موضوعات الأصول على منهج السلف (رحمهم الله) .
(6) العناية بإبراز أصول الحنابلة رحمهم الله. وخدمة تحقيق بعض كتب التراث في ذلك.
بواسطة العضو السعيدي(1/198)
عبد الرحمن بن محمد بن خلف بن عبد الله الدوسري
ولد في البحرين سنة 1332هـ، حيث كان أبواه يقيمان فيها بعد قدومهما من الكويت، التي نزح إليها والده من بلاد القصيم بنجد، وبعد ولادته بأشهر عاد به والده إلى الكويت، حيث نشأ وترعرع في حيِّ "المرقاب" الذي كان معظم ساكنيه من أهالي نجد. وقد تلقى العلم في "المدرسة المباركية"، حيث درس الفقه والحديث والتوحيد والفرائض والنحو، ومن العجيب أنه حفظ القرآن الكريم كله في أسابيع معدودة، كما يقول عن نفسه، وتلك ولاشك ملكة في الحفظ نادرة، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، وقد مرن على الحفظ، حتى أنه كان يستظهر كل ما يعجبه من الكتب شعراً ونثراً، عن ظهر غيب وبكل يسر. ولقد سمعتُ من معالي الأخ عبد الرحمن سالم العتيقي عن حافظة الشيخ الدوسري القويَّة، أول قدومي للكويت، فلم أصدِّق أنه على هذ المستوى، حتى وقفتُ على الأمر بنفسي، ولمسته من خلال صلتي بالشيخ الدوسري وقربي منه، وعبر ما يطرحه إخواننا في الندوة الأسبوعية مساء الجمعة، من أسئلة يجيب عنها بإيراد النص بكامله من المرجع الذي يحفظ منه، بحيث لو فَتَحْتَ الكتاب وتَتَبَّعتَ جوابه، لوجدته بالنص دون تصرُّف، فسبحان الله الوهاب. لقد لازم الشيخ الدوسري كبار المشايخ مثل: الشيخ عبد الله خلف الدحيان، والشيخ صالح عبد الرحمن الدويش في الكويت، والشيخ قاسم بن مهزع في البحرين، وغيرهم من الشيوخ الآخرين، وكان شغوفاً بالعلوم، حريصاً على نشرها وتوزيع الكتب على طلبة العلم والراغبين في القراءة بالمجان، حيث يشتريها من خالص ماله الحلال، الذي يكسبه من عمله التجاري، الذي يدرُّ عليه الربح الوفير، والخير الكثير، الذي يُغنيه عن الناس، ويحفظ عزّته وكرامته. والشيخ الدوسري صريح في قول كلمة الحق، جريء في المواقف، لا يعرف التردد أو المداهنة، ولا يخضع لتهديد أو وعيد، بل يصدع بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويُغلظ القول ويشدِّد النكير على الأدعياء المتاجرين بالدين، الساكتين عن الحق، الذين يُؤثرون السلامة، ويتهيَّبون من مواقف الرجولة وصلابة الدعاة. وكانت له دروس وخطب ومواعظ في معظم مساجد الكويت وطيلة أيام الأسبوع، يشرح للناس فيها، حقيقة الإسلام، وواجب المسلم نحو دينه وأمته، ويحذِّرهم من البدع والخرافات والمعاصي والمنكرات، ويدعوهم للتمسك بالكتاب والسنة، وما أجمع عليه سلف الأمة، كما يفتح أعينهم على مخططات أعداء الإسلام، ومكائدهم، ويحذِّرهم من حركات الهدم، كالشيوعية والماسونية والعلمانية والوجودية. وكان جريئاً في تصديه لطواغيت العصر وفي مقدمتهم فرعون مصر عبد الناصر، الذي سلح عليه بقصيدة طويلة كشف فيها حقيقته، وهتك من وراءه، من قوى الشرق والغرب، الذين اتخذوه أداة لحرب الإسلام ودعاته، والتمكين لليهود والمستعمرين في بلاد المسلمين. وقد انتصب لنصرة الدعاة المجاهدين الذين يعملون لمرضاة الله، ويجاهدون في سبيله لإقامة شرع الله في أرضه، وكان يضرب بهم المثل، ويناشد الأمة وشبابها وشيوخها أن يكونوا رجالاً كهؤلاء الرجال الذين ضحوا بأموالهم وأنفسهم لنصرة دين الله وإعلاء كلمته، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً، وكان يُكثر من الاستشهاد بكلام الإمام حسن البنا، وسيد قطب، وعبد القادر عودة، وغيرهم من الشهداء. دفاعه عن سيد قطب روى لي أحد طلبة العلم، أنه كان أحد المستمعين لمحاضرة للشيخ الدوسري، ولما فرغ من المحاضرة انبرى أحد السائلين المتحذلقين معترضاً على الشيخ الدوسري في استشهاده بكلام سيد قطب، مع أنه حليق لا لحية له!! فكان جواب الشيخ الدوسري قوياً صاعقاً حيث قال: (إذا كان الشهيد سيد قطب بلا شعر في لحيته، فهو صاحب إحساس وشعور، وإيمان ويقين، وعزة وكرامة، وغيرة على الإسلام والمسلمين، قدَّم روحه فداءً لدينه، واستشهد في سبيل الله طلباً لمرضاته، وطمعاً في جنته، وقال قولته المشهورة حين ساوموه ليرجع عن موقفه: "لماذا أسترحم؟ إن سُجِنتُ بحقٍ، فأنا أرضى حُكم الحق، وإن سُجِنتُ بباطل، فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل، إن إصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة ليرفض أن يكتب حرفاً يقر فيه حكم طاغية"، هذا هو سيد قطب، فأين أصحاب الشَعْر بلا شعور من مواقف الرجال) انتهى. هكذا كان الشيخ الدوسري، صادقاً مع ربه، ومع نفسه، ومع الناس، يقول الحق، ويُنصف الرجال، ويهيب بالأمة للسير في مواطن العزة والكرامة، والرفعة والسؤدد، فهذا هو طريق الدعاة إلى الله، والابتلاء هو سنة الله في عباده إلى يوم القيامة. يقول الشيخ الدوسري في كلمة سجلها بخط يده وأرسلها للأستاذ محمد المجذوب لتنشر في كتابه "علماء ومفكرون عرفتهم": (من المؤسف أن كثيراً من الناس يرى أن القوة هي الحصول على العُدَّة الضخمة من العتاد الحربي والصناعات والمنتوجات والمعادن فحسب، ولكن الحقيقة بخلاف ذلك، لأن السؤدد والقوة التي لا تُغْلب تكون بالخُلق الصالح المتين المتماسك، والدين الصحيح الخالص، الذي تتجلى فيه العبودية لله بمعانيها ومبانيها، فيعشقون الشهادة في سبيل الله، ويكون حرصهم على الموت أشدَّ من حرص أعدائهم على الحياة) . وقد نظم آلاف الأبيات من الشعر في مختلف الأغراض والمقاصد ومنها العلوم الشرعية، ليسهل حفظها على طلبة العلم، فضلاً عن المواعظ والحوار والجدل والدعوة إلى الحق، وإن كان في بعضها تهاون بقواعد اللغة والعروض، ولقد كان شديداً قاسياً على الشاعرين: إيليا أبو ماضي، وبدوي الجبل. والشيخ الدوسري رجل دعوة، هَمُّه مخاطبة العقول، وإيقاظ الضمائر، وتذكير الغافلين بالعبارة الميسّرة دونما تكلف أو تقعر. وقد كان له مع إخوانه: الشيخ أحمد خميس الخلف، والحاج عبد الرزاق الصالح المطوع، والشيخ عبد الله النوري، دور كبير وجهد موفق في التصدي للقوانين الوضعية التي ينادي بها دعاة العلمانية والمستغربون من أبناء المسلمين. وكثيراً ما كان ينبري للتعليق على المحاضر والخطيب الذي يخرج عن المنهج الإسلامي ويُفنِّد أقواله، ويبطل مقولته بالأدلة القاطعة والبراهين الساطعة التي تجعله يتراجع عن قوله، ويعتذر عما وقع فيه من الخطأ، ويشكر للشيخ الدوسري توجيهه وإرشاده، ويعده بألا يعود لما قال بعد أن عرف الحق وأدركه. وكان من المنادين بضرورة الاهتمام بإنشاء المدارس الإسلامية، ونشر التعليم الإسلامي، والاهتمام بالإعلام الإسلامي مقروءًا ومسموعاً ومشاهداً، ونشر الوعي الصحيح والعمل الجاد المتواصل، واطراح الجبن والشح اللذين هما أصل البلاء ومجمع الشرور، وسدِّ كل الثغرات التي يمكن أن يتسلل إليها العدو في كياننا الإسلامي ومجابهة خطط الأعداء بما يقابلها من الخطط ويبطل أثرها، والعمل على اختيار العناصر الصالحة، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، لأن كل ذلك من الوسائل التي تعين على تحقيق الأهداف والنصر على الأعداء. رحلتي معه إلى المملكة ولقد سعدت برفقته في بعض الأسفار، فكان نعم الرفيق في الدرب، حيث استفدت من علمه وعمله، وكان من أمتع الرحلات وأبركها سفرنا إلى السعودية من الكويت سنة 1384هـ ـ 1964م، حيث زرنا الرياض ونزلنا بضيافة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ بضعة أيام، كانت كلها خيراً وبركة، حيث استفدنا من علم سماحة المفتي ودروسه وتوجيهاته في مجلسه، الذي يؤمه العلماء وطلبة العلم، وكان الشيخ ابن إبراهيم يُقدِّم الشيخ الدوسري للحضور، ويثني عليه، ويطلب منه المشاركة في الحوار ومناقشة المسائل العلمية المطروحة على بساط البحث، كما زرنا في الرياض سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، ومعالي وزير المعارف حسن آل الشيخ، وبعض المشايخ الآخرين، ثم سافرنا إلى الطائف حيث نزلنا بضيافة الشيخ عبد الملك آل الشيخ الذي كان قمة في دماثة الخلق والتواضع والكرم. إن الشيخ الدوسري بحرٌ من العلم لا ساحل له، فلم أر في حياتي حافظاً للنصوص مثله، ولا جريئاً في الحق كجرأته، ولا غيوراً على حرمات الدين كغيرته، ولا جسوراً على مقارعة الطغاة مثله، لقد كان فريد عصره، ووحيد دهره، ولم يعرف الكثير من الناس قدره إلا بعد وفاته، ورغم أن الله ابتلاه بالتأتأة وثقل اللسان في بعض الأحيان، غير أنه حين يقف خطيباً أو محاضراً ينطلق كالسيل المتدفق، يهدر بالعلم، وينثر الدر، ويلهب الحماس، ويستثير المشاعر، ويصدع بالحق مؤلفاته وفي التأليف له باع طويل، حيث بلغت مؤلفاته أكثر من ثلاثين مؤلفاً، نذكر منها: الأجوبة المفيدة لمهمات العقيدة، والجواهر البهية في نظم المسائل الفقهية (وهي اثنا عشر ألف بيت) ، وإيضاع الغوامض من علم الفرائض، والجواب المفيد في الفرق بين الغناء والتجويد، وإرشاد المسلمين إلى فهم حقيقة الدين، ومعارج الوصول إلى علم الأصول، ومشكاة التنوير على شرح الكوكب المنير، وصفوة الآثار والمفاهيم في تفسير القرآن العظيم، والإنسان العامل الشريف والحيوان الناطق المخيف، والحق أحق أن يتبع، ومسلمَّ الثبوت في الرد على شلتوت، والسيف المنكي في الرد على حسين مكي.... إلخ. وشأنه في التأليف الإسهاب والإطناب غالباً، كما نلحظ ذلك في تفسيره لسورة الفاتحة، حيث استغرق تفسيرها ثلاثمائة صفحة، وكانت له دروس وأحاديث إذاعية في الرياض، والكويت، استفاد منها الكثير من المستمعين، كما كانت له جولات في الكثير من المدن العربية والجامعات والمعاهد، ألقى فيها المحاضرات، وشارك في الندوات، وقد استمر هذا شأنه وديدنه حتى بعد أن كبر سنه، وتكاثرت عليه الأمراض، حيث كان صابراً قليل الشكوى، لا يتردد في الاستجابة لإلقاء درس أو محاضرة، بل كثيراً ما يسعى بنفسه دونما حرج ليقوم بمهمة الدعوة والتبليغ لعامة الناس وخاصتهم. إن الحديث عن الشيخ الدوسري ونشاطه في الدعوة إلى الله، ومقارعته لخصوم الإسلام في الداخل والخارج لا تحيط به هذه الكلمات القليلة المختصرة، ولا تفي بحقه هذه الصفحات، ولكنه جهد المقل، وبعض الوفاء لمن تعلمت منه الكثير. يقول العلامة القرضاوي في كتابه "فتاوى معاصرة": {لقد شنَّ القرآن الكريم حملة في غاية القسوة على الحكام المتألهين في الأرض، الذين يتخذون عباد الله عباداً لهم مثل "نمرود" الطاغية الذي زعم أنه يحيي ويميت، ومثل "فرعون"، الذي نادى في قومه {أنا ربكم الأعلى} ، وقال في تبجح: >> يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري <<، (القصص: 38) ، وقد كشف القرآن الكريم عن تحالف دنس بين أطراف ثلاثة خبيثة: الأول: الحاكم المتأله المتجبر في بلاد الله المتسلط على عباد الله ويمثله "فرعون"، والثاني: السياسي الوصولي الذي يسخِّر ذكاءه وخبرته في خدمة الطاغية وتثبيت حكمه، وترويض شعبه للخضوع له، ويمثله "هامان"، والثالث: الرأسمالي والإقطاعي المستفيد من حكم الطاغية، فهو يؤيده ويبذل بعض ماله ليكسب أموالاً أكثر من عرق الشعب ودمه ويمثله "قارون"، ولم يقصر القرآن حملته على الطغاة المتألهين وحدهم، بل أشرك معهم أقوامهم وشعوبهم الذين اتبعوا أمرهم وساروا في ركابهم وأسلموا لهم أزمَّتهم وحمَّلهم المسؤولية معهم لأن الشعوب هي التي تصنع الفراعنة والطغاة، وأكثر من يتحمل المسؤولية مع الطغاة هم أدوات السلطة الذين يسميهم القرآن الكريم "الجنود" ويقصد بهم القوة العسكرية التي هي أنياب القوة السياسية وأظفارها، وهي السياط التي ترهب بها الجماهير إن هي تمردت أو فكرت في أن تتمرد، يقول القرآن:>> إنَّ فٌرًعّوًنّ وّهّامّانّ وّجٍنٍودّهٍمّا كّانٍوا خّاطٌئٌينّ (8) << (القصص) ،>> فّأّخّذًنّاهٍ وّجٍنٍودّهٍ فّنّبّذًنّاهٍمً فٌي الًيّمٌَ فّانظٍرً كّيًفّ كّانّ عّاقٌبّةٍ الظَّالٌمٌينّ 40 << (القصص) . آثاره لقد ترك الشيخ عبد الرحمن الدوسري آثاراً طيبة في الكويت والمملكة العربية السعودية، وتتلمذ على دروسه ومحاضراته خلق كثير من الناس وطلبة العلم، كما خلّف هذه الثروة الضخمة من المؤلفات القيِّمة التي تنتظر طلاب الدراسات العليا للتأمل فيها واستخراج كنوزها وتقريبها إلى متناول الناس. وقد توفي عام 1399هـ ـ 1979م، رحم الله أستاذنا الجليل وشيخنا الفاضل الشيخ عبد الرحمن الدوسري، وغفر الله لنا وله وأدخلنا الله وإياه في عباده الصالحين، وبارك الله في جهود تلامذته ومحبيه وابنه البار إبراهيم عبد الرحمن الدوسري. ?°Y ?°Y
http://dosa.netfirms.com/ds11.htm
-------------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/199)
العلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني
اسمه ونسبه:
هو أبو عبد الله عبد الرحمن بن يحيى بن علي بن أبي بكر المعلمي العتمي اليماني، ينسب إلى بني المعلم من بلاد عتمة باليمن.
مولده ونشأته:
ولد في أول سنة (1313هـ) بقرية (المحاقرة) من بلاد عزلة (الطفن) من مخلاف ((رازح)) من ناحية (عُتمة) ، نشأ في بيئة متدينة صالحة، وقد كفله والداه وكانا من خيار تلك البيئة.
طلبه للعلم:
• قرأ القرآن على رجل من عشيرته وعلى والده قراءة متقنة مجودة وكان يذهب مع والده إلى بيت ((الريمي)) حيث كان أبوه يعلم أولادهم ويصلي بهم.
• ثم سافر إلى الحجرية- وكان أخوه الأكبر محمد كاتبا في محكمتها الشرعية- وأدخل في مدرسة حكومية يدرس فيها القرآن والتجويد والحساب فمكث فيها مدة ثم قدم والده فأوصاه بقراءة النحو فقرأ شيئا من ((شرح الكفراوي)) على الآجرومية.
• ورجع مع والده وقد أتجهت رغبته إلى قراءة النحو، فاشترى كتبا في النحو، فلما وصل إلى بيت ((الريمي)) وجد رجلا يدعى ((أحمد بن مصلح الريمي)) فصارا يتذاكران النحو في عامة أوقاتهما، مستفيدين من تفسيري ((الخازن)) و ((النسفي)) فأخذت معرفته تتقوى حتى طالع [المغني] لابن هشام نحو سنة، وحاول تلخيص فوائده المهمة في دفتر وحصلت له ملكة لا بأس بها.
• ثم ذهب إلى بلده (الطفن) وأشار عليه والده بأن يبقى مدة ليقرأ على الفقيه العلامة ((أحمد بن محمد بن سليمان المعلمي)) فلازمه وقرأ عليه الفقه والفرائض والنحو ثم رجع إلى ((بيت الريمي)) فقرأ كتاب [الفوائد الشنشورية في علم الفرائض] .
• وقرأ [المقامات] للحريري وبعض كتب الأدب، وأولع بالشعر فقرضه ثم سافر إلى ((الحجرية)) ، وبقى فيها مدة يحضر بعض المجالس يذاكر فيها الفقه، ثم رجع إلى ((عتمة)) وكان القضاء قد صار إلى الزيديه فاستنابه الشيخ ((علي بن مصلح الريمي)) وكان كاتبا للقاضي ((علي بن يحيى المتوكل)) ثم عين بعده القاضي ((محمد بن علي الرازي)) ، فكتب عنده مدة.
أعماله ورحلاته:
ثم ارتحل إلى جيزان سنة ((1336هـ)) فولاه محمد الإدريسي- أمير عسير حينذاك- رئاسة القضاء، فلما ظهر له ورعه وعلمه وزهده وعدله لقبه بـ ((شيخ الإسلام)) وكان إلى جانب القضاء يشتغل بالتدريس، فلما توفي محمد الإدريسي سنة ((1341هـ)) ارتحل إلى الهند وعين في دائرة المعرف قرابة الثلاثين عاما، ثم سافر إلى مكة عام ((1371هـ)) ، فعين أمينا لمكتبة الحرم المكي في شهر ((ربيع الأول)) من نفس العام.
شيوخه:
قد مر أنه أخذ العلم عن بعض العلماء في اليمن وذاكرهم في الفقه والنحو والفرائض وغيرها، وقبل ذلك درس القرآن على والده.
* ومن هؤلاء العلماء:
1- والده ((يحيى)) حيث قرأ عليه القرآن.
2- الشيخ ((أحمد بن مصلح الريمي)) حيث تذاكر معه بعض كتب النحر.
3- والشيخ ((أحمد بن محمد بن سليمان المعلمي)) حيث قرأ عليه الفقه والفرائض والنحو.
4- والشيخ ((سالم بن عبد الرحمن باصهي. ذكره الشيخ في رسالة له في الرد على القائلين بوحدة الوجود، ألفها الشيخ عام ((1341هـ)) .
تلاميذه:
ذكر في ترجمة الشيخ رحمه الله أنه اشتغل بالتدريس والوعظ في الفترة التي قضاها قاضيا في ((جيزان)) ، وكذلك في الفترة التي قضاها في ((عدن)) ولكن لم يذكر في ترجمته تلاميذ لم، ولعل السبب في ذلك كثرة تنقله وعدم استقراره في مكان واحد مدة طويلة حتى الأماكن التي استقر فيها فقد كان مشتغلا بتصحيح الكتب والتصنيف، ولعل هذا من الأسباب التي لم تجعل الشيخ يتفرغ للتدريس.
أخلاقه وشمائله:
لم أقف على وصف لأخلاق الشيخ وشمائله رحمه الله ولم ألق من عاشره، ولكن من خلال قراءتي لمؤلفاته تكونت في مخيلتي صورة لأخلاق الشيخ وشمائله حيث انطبعت في نفسي انطباعات تستشف من خلال الكلمات ومن ذلك:
(أ) أدبه مع المخالف وأنصافه وأمانته العلمية:
* في ترجمة عمر بن قيس المكي، ذكر الكوثري قصة في إسنادها عمر بن قيس المكي فذكر الشيخ كلام الكوثري ثم قال: ((صدق الأستاذ ولم يحسن الخطيب بذكر هذه الحكاية)) (10) .
* ذكر الشيخ شيئا من بذائة الكوثري ورميه أهل السنة بالحشوية ثم قال معقبا: ((ولا أجازي الإستاذ على هذا ولكني أقول: الموفق حقا من وفق لمعرفة الحق واتباعه ومحبته والمحروم من حرم ذلك كله فما بالك بمن وقع في التنفير من الحق وعيب أهله)) (11) .
(ب) من ورع الشيخ وخشيته:
* بعد أن ذكر شيئا من فعال أهل الرأي قال: ((وقد جرني الغضب للسنة وأئمتها إلى طرف مما أكره، وأعوذ بالله من شر نفسي وسيء عملي {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} (12) [الحشر:10] .
(ج) غيرته وشدته على أعداء السنة من الزنادقو والمبتدعة المتعصبة:
* قال رحمه الله في ترجمة الإمام عبد الأعلى بن مسهر: ((هذا إمام جليل من الشهداء في سبيل السنة ومن فرائس الحنفية الجهمية لمخالفته لهم في الفقه والعقيدة)) (13) .
* وقال عن أبي رية: ((وذكر حديث الحوض، وكأنه استهزأبه ومن استهزأ به فليس من أهله)) (14) .
* ومن ذلك قال تعد أن ذكر شيئا من فعال أهل البدع: ((وقد جرني الغضب للسنة وأئمتها إلى طرف مما أكره)) (15) .
مكانته العلمية وثناء العلماء عليه:
أثنى على الشيخ رحمه الله عدد كبير من معاصريه من أهل العلم والفضل وشهدوا له برسوخ القدم في علوم الحديث وضربه بقصب السبق في خدمة السنة النبوية وإحياء كتب الرجال والتواريخ وغيرها.
وقد وصفه غير واحد من أهل العلم: بـ ((العلامة المحقق)) ، و ((العالم العامل)) ، و ((خادم الأحاديث النبوية، وبأنه ((ثقة عدل)) .
ومن هؤلاء العلماء الذين أثنوا عليه الشيخ عبد القدية محمد الصديقي القادري ((شيخ كلية الحديث)) في ((الجامعة العثمانية)) بـ ((حيدر آباد الدكن بالهند)) حيث حصل ((المعلمي)) منه على إجازة قال فيها بعد الحمد والثناء على النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الأخ الفاضل والعالم العامل الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي العتمي اليماني، قرأ على من ابتداء ((صحيح البخارى)) ، و ((صحيح مسلم)) ، واستجازني ما رويته عن أساتذتي، ووجدته طاهر الأخلاق، طيب الأعراق، حسن الرواية، جيد الملكة في العلوم الدينية، ثقة عدلا، أهلا للرواية بالشروط المعتبرة عند أهل الحديث، فأجزته برواية ((صحيح البخاري)) و ((صحيح مسلم)) و ((جامع الترمذي)) و ((سنن أبي داود)) و ((ابن ماجه)) و ((النسائي)) و ((الموطأ)) لمالك رضي الله عنهم.))
• وممن أثنوا عليه الشيخ العلامة ((محمد بن إبراهيم آل الشيخ)) رحمه الله مفتي الديار السعودية، حيث وصفه بـ ((العالم خادم الأحاديث النبوية)) (16) .
• وكذلك أثنى عليه الشيخ ((محمد عبد الرازق حمزة)) والشيخ ((محمد حامد الفقي)) رحمهما الله.
• وأثنى عليه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني- متع الله بحياته- حيث قال معلقًا على كلام للـ (معلمي)) في درجات التوثيق عند ابن حبان: ((هذا تفصيل دقيق، يدل
على معرفة المؤلف رحمه الله تعالى، وتمكنه من علم الجرح والتعديل، وهو مما لم أره لغيره، فجزاه الله خيرا)) (17) .
• وقال عنه الشيخ ((بكر أبو زيد)) : ((ذهبي عصره العلامة المحقق)) (18) .
وقال أيضا: ((تحقيقات هذا الحبر نقش في حجر، ينافس الكبار كالحافظ ابن حجر، فرحم الله الجميع ويكفيه فخرا كتابه [التنكيل] )) (19) .
وغيرهم من العلماء الأعلام والمحققين الأثبات، آمين.
أثر الشيخ في إحياء كتب السنة والرجال:
قضى المعلمي رحمه الله شطرا كبيرا من حياته بين الورق والمداد وكتب السنة والرجال صابرا مثابرا مرابطا محتسبا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200] ، في سبيل إحياء كتب السلف أملا في إحياء الأمة التي كانت تغط في سبات عميق غارقة في ظلمات التعصب والتقليد والخرافة.
فكان الشيخ رحمه الله يسعى سعيا حثيثا لإحياء كتب السلف الصالح في كافة فروع العلم لاسيما كتب السنة والرجال والتراجم وذلك سعيا منه لإحياء مدرسة أهل الحديث التي يفوم عمادها على الكتاب والسنو الصحيحة بفهم سلف الأمة.
وقد قام الشيخ بتحقيق عدد من كتب السنة والرجال والتواريخ إما استقلالا أو مشاركت لغيره، وما من منصف مشتغل بعلوم الحديث أو له إطلاع على كتبه إلا ويعترف للمعلمي بالفضل والمكانة ورسوخ القدم في مجال تحقيق كتب السلف لاسيما كتب السنة والرجال، مع دقته ومهارته في إثبات النص على صوابه وتوضيح الفروق بين النسخ الخطية، مع ما قد يعرض من رداءة المخطوط أو عدم وضوحه أو سقط أو تصحيف وغير ذلك مما يعلمه ويخبره من يمارس تحقيق المخطوطات.
ونظرة سريعة على قائمة الكتب التي قام الشيخ تبحقيقها تجعل الباحث أو طالب العلم يقف مبهورا أمام هذا الإنتاج الوفير مع الدقة والجودة والإتقان.
عقيدته السلفية ومنافحته عنها وجهوده في نشرها:
الناظر في كتابات الشيخ وتحقيقاته يتضح له جليا ما كان عليه الشيخ من عقيدة سلفية واتباع لخير البرية وأنه على عقيجة الفرقة المرضية أهل السنة والجماعة.
بل كان الشيخ رحمه الله من المنافحين عن عقيدة السلف حيث كان من العلماء القلائل الذين بلغوا في إتقان مناحث العقيدة والمعرفة بالفرق المخالفة وأصولهم ما لم يبلغه
غيرهم.
فتجده في كتاب [القائد إلى تصحيح العقائد] يقرر عقيدة السلف، ويبطل ما خالفها من كلام الفرق المخالفة ويجادلهم بالحجة والبرهان، بل إن الإنسانليقف معجبا بسعة علم المعلمي وإلمامه بأساليب المتكلمين، وهو يجادلهم ويبطل حججهم، وسرعان ما يتذكر أسلوب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مناقشاته وردوده على أهل الكلام.
* يقول الشيخ محمد عبد الرازق حمزة عن كتاب [القائد] : ((فرغت من قراءة كتاب [القائد إلى تصحيح العقائد] للعلامة المحقق: الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي العتمي، فإذا هو من أجود ما كتب في بابه في مناقشة المتكلمين والمتفلسفة الذين انحرفوا بتطرفهم وتعمقهم في النظر والأقيسة والمباحث، حتى خرجوا عن صراط الله المستقيم الذي سلر عليه الذين أنعم الله عليم من النبيين والصجيقين والشهداء والصالحين من إثبات صفات الكمال للخ تعالى، من علوه سبحانه وتعالى على خلقه علوا حقيقيا يشار إليه في السماء عند الدعاء إشارة حقيقية وأن القرآن كلامه حقا حروفه ومعانيه كيفما قرئ أو كتب، وأن الإيمان يزيد وينقص حقيقة، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، وأن الأعمال جزء من الإيمان، لا يتحقق الإيمان إلا بالتصديق والقول والعمل.
حقق العلامة المؤلف هذه المطالب بالأدلة الفطرية والنقلية من الكتاب والسنة على طريقة السلف الصالح من الصحابة وأكابر التابعين، وناقش من خالف ذلك من الفلاسفة كابن سينا ورؤساء علم الكلام كالرازي والفزالي والعضد والسعد، فأثبت بذلك ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية في كتبه المحققة الشافية الكافية لأوضح حجة وأقوى برهان: أن طريقة السلف في الإيمان بصفات الله تعالى أعلم وأحكم وأسلم، وأن طريقة الخلف من فلاسفة ومتكلمين أجهل وأظلم وأودى وأهلك.
قرأت الكتاب فأعجبت به أيما إعجاب، لصبر العلامة على معاناة مطالعة نظريات المتكلمين خصوصا من جاء منهم بعد من ناقسه شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم كالعضد والسعد، ثم رده عليهم بالأسلوب الفطري والنقول الشرعية التي يؤمن بها كل من لم تفسد عقليته بخيالات الفلاسفة والمتكلمين، فسد بذلك فراغا كان على كل سني سلفي سده بعد شيخي الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله تعالى، وأدى عنا دينا كنا مطالبين بقضائه، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وحشرنا وإياه في زمرة الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، آمين)) (20) .
* وكذلك تظهر جهود الشيخ رحمه الله في نشر عقيدة السلف من خلال كتب العقيدة التي حققها أو شارك في تحقيقها ومن ذلك:
1-[الجواب الباهر في زوار المقابر] : لشيخ الإسلم ابن تيمية.
2-[لوامع الأنوار البهية في عقيدة الفرقة المرضية] : للسفاريني.
3-[الرد على الأخنائي] : لابن تيمية.
* وكذلك من خلال الردود التي كتبها في الرد على المبتدعة والزنادقة، وفيها يتضح نفسه السلفي جليا وغيرته على عقيدة أهل السنة والجماعة، ومن ذلك:
1-[القائد إلى إصلاح العقائد] (21) .
2-[إغاثة العلماء من طعن صاحب الوراثة في الإسلام] .
3-[الرد على المتصوفة القائلين بوحدة الوجود] .
وفاته:
ظل الشيخ رحمه الله أمينا لمكتبة الحرم المكي، يعمل بكل جد وإخلاص في خدمة رواد المكتبة من المدرسين وطلاب العلم حتى أصبح موضع الثناء العاطر من جمنع رواد المكتبة على جميع طبقاتهم بالإضافة إلى إستمراره في تصحيح الكتب وتحقيقها لتطبع في دائرة المعارف العثمانية بالهند.
وبعد حياة حافلة بخدمة العلم ونشر السنة والذب عن حياضها والرد على أهل البدع والأهواء، توفي الشيخ صبيحة يوم الخميس السادس من شهر صفر عام ألف وثلاثمائة وستة وثمانين من الهجرة النبوية، عن عمر يناهز ثلاث وسبعون سنة حيث أدى صلاة الفجر في المسجد الحرام وعاد إلى مكتبة الحرم حيث كان يقيم رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء (22) .
أثاره ومؤلفاته
تتنوع أثار الشيخ- رحمه الله- إلى ثلاثة أنواع: ما قام بتأليفه، وما قام بعحقيقه وتصحيحه، وما شلرك في تحقيقه وتصحيحه.
أولا: ما قام بتأليفه (23) :
1-[طليعة التنكيل] (24) :
وهو مقدمة لكتابه [التنكيل] حيث ذكر في [الطليعة] شيئًا من مغالطات الكوثري ومجازفاته وفصل القول فيها في [التنكيل] .
2-[التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل] (25)
وهو من أنفس ما كتب الشيخ رحمه الله ويظهر فيه تبحره وسعة إطلاعه ودقته وتحقيقاته في علوم الحديث والإعتقاد والفقه وغيرها من العلوم وغيرته على السنة وذبه عن أهلها ومعتقدهم.
قال المعلمي رحمه الله: ((فإني وقفت على كتاب [تأنيب الخطيب] للإستاذ العلامة محمد زاهد الكوثري، الذي تعقب فيه ما ذكره الحافظ المحدث الخطيب البغدادي في ترجمة الإمام أبي حنيفة من [تاريخ بغداد] من الروايات عن الماضين في الغض من أبي حنيفة، فرأيت الأستاذ تعدى ما يوافقه عليه أهل العلم من توقير أبي حنيفة وحسن الذب عنه إلى ما لا يرضاه عالم متثبت من المغالطات المضادة للأمانة العلمية ومن تخليط في القواعد والطعن في أئمة السنة ونقلتها, حتى تناول بعض أفاضل الصحابة والتابعين والأئمة الثلاثة، مالكا والشافعي وأحمد, وأضرابهم وكبار أئمة الحديث وثقات نقلته والرج لأحاديث صحيحة ثابتة، والعيب للعقيدة السلفية فأسلء في ذلك جدا، حتى إلى الإمام أبي حنيفة نفسه، فإن من يزعم أنه لا يتأتى الدفاع عن أبي حنيفة إلا بمثل ذلك الصنيع، عساء ما يثنى عليه، فدعاني ذلك إلى تعقيب الأستاذ فيما تعدى فيه، فجنعت في ذلك كتابا أسميته [التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل] .
ورتبته على أربعة أقسام:
القسم الأول: في تحرير القواعد التي خلط فيها.
القسم الثاني: في تراحم الأئمة والرواة الذين طعن فيهم.
وهم نحو ثلاثمائة، فيهم أنس بن مالك رضي الله عنه، وهشام بن عروة بن الزبير بن العوام، والأئمة الثلاثة، وفيهم الخطيب. وأدرجت في ذلك تراجم أفراد مطعون فيهم حاول توثيقهم ورتبت التراجم على الحروف المعجمة.
القسم الثالث: في الفقهيات: وهي مسائل انتقدت على أبي حنيفة وأصحابه حاول الأستاذ الإنتصار لمذهبه.
القسم الرابع: في الإعتقاديات: ذكرت فيه الحجة الواضحة لصحة عقيدة ائمة الحديث إجمالا وعدة مسائل تعرض لهل الاستاذ ولم أقتصر على مقصود التعقب بل حرصت على أن يكون الكتاب جامعا لفوائد عزيزة في علوم السنة مما يعين على التبحر والتحقيق فيها.
وحرصت على توخي الحق والعدل واجتناب ما كرهنه للأستاذ، خلال إفراطه في إساءة القول في الأئمة جرأني على أن أصرح ببعض ما يفتضيه صنيعه وأسأل الله تعالى التوفيق لي وله)) (26)
3-[الأنوار الكاشفة لما في كتاب أضواء على السنة من الزلل والتضليل والمجازفة] (27)
* قال الشيخ في مقدمته: ((فإنه وقع إلى كتاب جمعه الأستاذ محمود أبو رية وسماه [أضواء على السنة النبوية] فطالعته وتدبرته فوجدت تهجما وترتيا وتكميلا للمطاعن في السنة النبوية مع اسياء اخرى تتعلق بالمصطلح وغيره، ورأيت من الحق عليَّ أن أضع رسالة أسوق فيها القضايا التي ذكرها أبو رية وأعقب كل قضية ببيان الحق فيها متحريا- إن شاء الله- الحق، وأسأل الله تعالى التوفيق والتسديد، إنه لا حول ولا قوة إلا به وهو حسبي ونعم الوكيل)) (28)
وكما ذكر الشيخ: أن كتاب أبي رية يعتبر جمعًا وترتيبًا ونكميلًا للمطاعن في السنة النبوية، فكتاب [الأنوار الكاشفة] يعتبر حلقة في سلسلة ما كتب دفاعًا عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وحشدًا وجمعًا لجيوش وعساكر أهل السنة في الرد على المبتدعة وأهل الأهواء والزندقة، وكشفًا لزيفهم وتبيانًا لزللهم وضلالهم، {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ} [التوبة: 32] .
4-[علم الرجال وأهميته] :
وهي محاضرة ألقاها في المؤتمر السنوي الذي أقامته دائرة المعارف العثمانية 1357هـ. (29)
5-[مقام إبراهيم- عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- هل يجوز تأخيرة عن موصفه عند الحاجة لتوسيع المطاف] 30)
وموضوع الرسالة ظاهر من عنوانها، ولقد كاول الشيخ رحمه الله تنقيع الأدلة ودلالتها على وجه التحقيق.
6-[العبادة] :
ذكره الشيخ في عدة مواضع من كتبه، وقال عنه: ((هو كتاب من تأليفي استفرأت فيه الآيات القرآنية ودلائل السنة والسيرة والتاريخ وغيرها لتحقيق ما هي العبادة، ثم تحقيق ما هو عتادة الله مما هو عتادة لغيره)) (31) .
7-[أحكام الكذب] :
ذكرها الشيخ في عدة مواضع من كتبه (32) .
وقال في [التنكيل] : ((شرحت فيها ما حقيقى الكذب؟ وما الفرق بينه وبين المجاز؟ وما هي المعاريض؟ وما هو الذي يصح الترخيص فيه؟ وغير ذلك)) .
8-[حقيقة التأويل] :
قال الشيخ في أولها: ((أما بعد، فهذه رسالة في حقيقة التأويل وتمييز حقه من باطله وتحقيق أن الحق منه لا يلزم من القول به نسبة الشريعة إلى ما نزهها الله عز وجل عنه من الإيهام والتورية والألغاز والتعمية)) ، ولم يكملها الشيخ (33) .
9-[تحقيق البدعة] :
وقد ألفه لتقريب معنى البدعة للناس وتبسيط ما ذكره العلماء من قبل في بيان حكمها، ولم يكملها.
10-[الرد على المتصوفة القائلين بوحدة الوجود] :
وهي رسالة رد فيها على رجل يدعى السيد حسن الضالعي، كان في (صبيا) يتظاهر بالحلول والإتحاد.
11-[الحنيفية والعرب] :
وهو موجودة في 10 صفحات ولكن بعص أوراقها متآكلة.
12- رسالة في قوله تعالى: {إنَّ الْظَنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحقِ شِيئًا} :
ذكرها الشيخ في كتابه [الأنوار الكاشفة] .
13-[إغاثة العلماء من طعن صاحب الوراثة في الإسلام] :
ذكره عبد الله المعلمي في ترجمة والده.
14-[فلسفة الأعياد وحكمها في الإسلام] :
من عناوينها ((منشأ الأعياد)) ((الأعياد الدينية)) ((نظرية الأعياد في الإسلام)) ، وتقع في 7 صفحات.
15-[الإحتجاج بخبر الواحد] :
ذكرها في رسالة [الاستبصار في نقد الرجال] .
16-[عمارة المقبور] :
قال في مقدمتها بعد الحمد والصلاة: ((أما بعد، فإني اطلعت على بعض الرسائل التي ألفت في هذه الأيام في شان البناء على القبور، وسمعت بما جرى في هذه المسألة نظر طالب متحرٍ للصواب.......الخ كلامه رحمه الله)) .
17-[أحكام الحديث الضعيف] :
ذكرها في مقدمته لكتاب [الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة] ، وفي [الأنوار الكاشفة] (34) .
18-[الاستبصار في نقد الأخبار] :
قال في أولها بقد الحمد والصلاة: ((إما بعد فهذه إن شاء الله تعالى رسالة في معرفة الحديث، أتوخى فيها تحرير المطالب وتقرير الأدلة وأتتبع مذاهب أئمة الجرح والتعديل فيها ليتحرر بذلك ما تعطيه كلماتهم في الرواة......)) .
وعدد صفحاتها 62 صفحة في كراس من الحجم المتوسط ولم تكتمل.
19-[النقد البرئ] :
ذكرها في رسالة [الاستبصار في نقد الأخبار] ص 59.
20-[الأحاديث التي ذكرها مسلم في معدمة صحيحه مستشهدًا بها في بحث الخلاف في إشتراط العلم باللقاء] :
أخرجها وعلق عليها، وبين ثبوت السماع في بعضها (35) .
21-[تصحيح الكتب القديمة] :
رسالة قال في أولها بعد الحمد والصلاة: ((فهذه رسالة فيما على المتصدين لطبع الكتب القديمة مما إذا أوفوا به فقد أدوا ما عليهم من خدمة العلم والأمانة فيه، وإحياء آثار السلف على الوجه اللائق وتكون مطبوعاتهم صالحة لأن يثق بها أهل العلم، وهي مرتبة على مقمد وأبواب وخاتمة.....)) .
22-[ديوان شعر] :
ذكره عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المعلمي (36) في ترجمته للشيخ رحمه الله.
* وللشيخ رحمه الله بحوث في مسائل فقهية متفرقة: منها:-
23- بحث في قيام رمضان.
24- بحث في توسعة المسعى بين الصفا والمروة.
25- بحث في توكيل الولي في النكاح.
26- بحث في الربا وأنواعه.
27- بحث في: هل للجمعة سنة قبلية؟ وسبب تسميتها جمعة؟
ثانيًا: ما قام بتصحيحه والتعليق عليه:
1-[الرد على الإخنائي واستحباب زيارة خير البرية الزيرة الشرعية] (37) .
لشيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية.
2-[الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة] (38) : للشوكاني.
3-[التاريخ الكبير] (39) :للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري.
4-[بيان خطأ محمد بن إسماعيل البخاري في تاريخه] (40) :
للإمام أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم.
5-[الجرح والتعديل وتقدمته] (41) : للإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم.
6-[تاريخ جرجان] (42) : للحافظ حمزة بن يوسف السهمي.
7-[الموضح لأوهام الجمع والتفريق] (43) : للحافظ أبي بكر أحمد بن على الخطيب البغدادي.
8-[الإكمال في رفع الإرتياب عن المؤتلف والمختلف من الأسماء والكنى والأنساب] (44) : للحافظ ابن ماكولا.
9-[الأنساب] (45) : للإمام أبي سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني.
10-[تذكرة الحفاظ] (46) : للحافظ أبي عبد الله شمس الدين الذهبي.
11-[المعني الكبير في أبيات المعاني] (47) : لأبي محمد عبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري.
12-[المنار المنيف في الصحيح والضعيف] (48) : للإمام شمس الدين ابن قيم الجوزية.
13-[كشف المخدرات والرياض المزهرات شرح ((أخصر المختصرات)) (49) : للإمام زين الدين عبد الحمن بن عبد الله بن أحمد البعلي.
ثالثًا: ما شارك في تحقيقه وتصحيحه:
1-[الجواب الباهر في زوار المقابر] (50) : لشيخ الإسلام ابن تيمية.
2-[مسند أبي عوانة] (51) : للإمام أبي عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفرائيني.
3-[السنن الكبرى] (52) : للإمام البيهقي، وبذيله [الجوهر النقي] لابن التركماني.
4-[موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان] (53) : للحافظ نور الدين الهيثمي.
5-[الكفاية في علم الرواية] (54) : للإمام أبي بكر الخطيب البغدادي.
6-[المنتظم في تاريخ الملوك والأمم] (55) : للإمام أبي الفرج ابن الجوزي.
7-[الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة] (56) : للحافظ ابن حجر.
8-[عمدة الفقه] (57) : للإمام موفق الدين بن قدامة.
-------------------------------------------------------- الهوامش
(1) من كلام الإمام أحمد- رحمه الله- في كتابه [الرد على الزنادقة والجهمية] ص (6) .
(2) أخرجه الإمام أحمد (4/101) ، والبخاري (13/306) ، مع الفتح رقم (7312) كتاب الإعتصام بالكتاب والسنة، ومسلم (13/66) مع شرح النووي كتاب الإمارة وأخرجه ابن ماجه من طرق أخري، ولفظه عن شعيت بن محمد قال: قام معاوية خطبا فقال: أين علماؤكم؟ أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تقوم الساعة، إلا وطائفة من أمتي ظاهرين على النناس، لا يبالون من خذلهم، ولا من نصرهم)) .
(3) أخرجه الإمام أحمد (1/168) ومسلم (8/214) عن عامر بن سعيد قال كان سعد بن أبي وقاص في إبله فجاءه إبنه عمر فلما رآه سعد قال: أعوذ بالله من شر هذا الراكب، فنزل فقال لم: أنزلت في إبلك وغنمك وتركت الناس يتنازعون الملك بينهم؟ فضربه شعد في صدره فقال: اسكت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي)) .
(4)
(5) من نظم الشيخ حافظ الحكمي- رحمه الله- في منظومته [الجوهرة الفريدة] .
(6) مقدمة [تحفة الأحوذي] (2/351) وقد كانت وفاة سفيان سنة 161هـ وتوفي الذهبي سنة 748 هـ.
(7) سؤالت الحويني- للألباني- شريط رقم (5) .
(8) يقول الإمام ابن قتيبة الدينوري- رحمه الله- ((قد كنا زمانا نعتذر من الجهل، فقد صرنا الآن نحتاج إلى الإعتذار من العلم!!؛ وكنا نؤمل شكر الناس بالتنبيه والدلالة، فصرنا نرضى بالسلامة، وليس هذا بعجيب مع انقلاب الاحوال ولا ينكر مع تغير الزمان وفي الله خلف وهو المستعان.....)) هذا في زمانه- رحمه الله- فكيف بهذه الأزمان؟!!
(9) صيد الخاطر (216) .
(10) التنكيل (1/372) .
(11) التنكيل (1/325) ، وانظر: الأنوار الكاشفة ص (175) ، والتنكيل (1/484) .
(12) التنكيل (1/262) .
(13) التنكيل (1/316) .
(14) الأنوار (255) .
(15) التنكيل (1/262) .
(16) مجموع فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم (5/121) .
(17) التنكيل (1/438) - الحاشية.
(18) التأصيل لأصول التخريج (1/27) .
(19) نفس المصدر السابق (1/27) .
20) القائد إلى إصلاح العقائد، المطبوع ضمن التنكيل (2/386) .
(21) وهو القسم الرابع من التنكيل، وقد طبع ضمن التنكيل وطيع منفردا بعد ذلك.
(22) استفدت في ترجمة الشيخ من الترجمة التي كتبها الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المعلمي ونشرت في مجلة [الحج] الصادرة في مكة، الجزء العاشر سنة 1386 هـ، وكذلك من رسالة شيخنا منصور السماري عن [المعلمي وجهوده في خدمة السنة] مرقومة على الآلة الكاتبة.
(23) ما كان مطبوعا من كتب الشيخ أشرت إليه ومع إغفال الإشارة فذلك إشارة إلى عدم طبعه.
(24) طبع مع التنكيل عام 1386 هـ بعناية الشيخ الألباني، طبع مكتبة المعارف بالرياض.
(25) وقد طبع عام 1386 هـ بعناية الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، طبعته مكتبة المعارف بالرياض.
(26) طليعة [التنكيل] ص (17) ، ويظهر في التنكيل وطليعته سعة علم الشيخ في علوم الحديث وتمرسه في التعامل مع كتب الرجال والتراجم، ثم انظر كيف دعا الشيخ للكوثري، ونعته بالعلامة، مع مخالفاته، وهذا من إنصاف الشيخ- رحمه الله- وأدبه مع المخالف.
(27) وقد طبع عدة طبعات، إحداها طبع ((عالم الكتب)) عام 1403 هـ.
(28) مقدمة [الأنوارالكاشفة] ص (4) .
(29) وقد طبعت قديمًا وأعاد نشرها الأخ أبو معاذ طارق بن عوض الله، وعلق عليها واعتنى بها، طبعتها دار الساري عام 1414هـ.
(30) طبعت بمطبعة ((السنة المحمدية)) في القاهرة.
(31) التنكيل (2/260) .
(32) انظر التنكيل (2/261) و (2/328) .
(33)
(34) الفوائد المجموعة ص (13) ، الأنوار الكاشفة ص (88) .
(35) انظر التنكيل (1/79) .
(37) طبعته الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية- الرياض.
(38) طبع في مطبعة السنة المحمدية ثم في المكتب الإسلامي.
(39) طبع في مطبعة دائرة المعارف العثمانية عام 1361 هـ، حققه الشيخ عدا الجزء الثالث.
(40) طبع في مطبعة دائرة المعارف العثمانية عام 1380هـ.
(41) طبع في مطبعة دائرة المعارف العثمانية عام 1371هـ.
(42) طبع في مطبعة دائرة المعارف العثمانية عام 1369هـ.
(43) طبع في مطبعة دائرة المعارف العثمانية عام 1378هـ.
(44) طبع في مطبعة دائرة المعارف العثمانية عام 1962م. حقق منه خمسة أجزاء.
(45) طبع في مطبعة دائرة المعارف العثمانية، وقد حقق منه خمسة أجزاء.
(46) طبع في مطبعة دائرة المعارف العثمانية عام 1377هـ.
(47) طبع في مطبعة دائرة المعارف العثمانية.
(48) طبع دار المنار من قبل عدة طبعات سقيمة، أما تحقيق الشيخ فقد طبع حديثًا عام 1416هـ طبع دار العاصمة بعناية الشيخ: منصور بن عبد العزيز السماري.
(49) وهو كتاب في الفقه الحنبلي، وقد طبع في المطبعة السلفية سنة1370هـ.
(50) طبع في المطبعة السلفية، وقد شارك في تحقيقه الشيخ سليمان الصنيع.
(51) طبع في دائرة المعارف العثمانية، وقد شارك الشيخ في تحقيق الجزء الأول والثاني.
(52) طبع في دائرة المعارف العثمانية عام 1352هـ, وقد شارك في التحقيق من بداية الجزء الرابع إلى نهاية الجزء العاشر.
(53) طبع في دائرة المعارف العثمانية.
(54) طبع في دائرة المعارف العثمانية.
(55) طبع في دائرة المعارف العثمانية.
(56) طبع في دائرة المعارف العثمانية عام 1945م.
(57) طبع في المطبعة السلفية- القاهرة.
_____________________
المصدر: من مشاركة الأخ أبو مصعب بن محمود الأثري / عضو بملتقى أهل الحديث(1/200)
عبد الرزاق بن عفيفي بن عطية
نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية
المولد:
ولد بشنشور التابعة لمركز أشمون محافظة المنوفية عام 1323 هـ.
الدراسة:
درس المرحلة الابتدائية ثم المرحلة الثانوية, ثم مرحلة القسم العالي, وبإتمامه دراستها اختبر ومنح الشهادة العالمية عام 1351, ثم درس مرحلة التخصص في شعبة الفقه وأصوله ومنح شهادة التخصص في الفقه وأصوله بعد الاختبار, كل هذه الدراسة في الأزهر بالقاهرة.
العمل:
عين مدرسا بالمعاهد العلمية التابعة للأزهر فدرس بها سنوات ثم ندب إلى المملكة العربية السعودية للتدريس بالمعارف السعودية عام 1368 هـ الموافق 1949 م, فجعل مدرسا بدار التوحيد بالطائف, ثم نقل منها بعد سنتين إلى معهد عنيزة العلمي في شهر محرم عام 1370 هـ, ثم نقل إلى الرياض في آخر شهر شوال عام 1375 هـ للتدريس بالمعاهد العلمية التابعة لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ, ثم نقل للتدريس بكليتي الشريعة واللغة, ثم جعل مديرا للمعهد العالي للقضاء عام 1385 هـ, ثم نقل إلى الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد عام 1391 هـ وعين بها نائبا لرئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء مع جعله عضوا في مجلس هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية.
وقد رزقه الله مواهب من قوة الحافظة والملاحظة وفقه النفس, وكرس جهوده لطلب العلم خارج أروقة الأزهر, وعني بعلوم اللغة والتفسير والأصول والعقائد والسنة والفقه, حتى أصبح إذا تحدث في علم من هذه العلوم ظن السامع أنه تخصصه الذي شغل فيه كامل وقته, وقد كان له عناية خاصة في دراسة أحوال الفرق, وهذه الأمور جعلت طلاب العلم يقصدونه في كل وقت ويسمعون منه, وانتفع بعلمه خلق كثير, وكان يشرف على رسائل بعض الدارسين في الدراسات العليا ويشترك مع لجان مناقشة بعض الرسائل, ويلقي بعض الدروس في المسجد لطلبة العلم حسبما يتيسر, ويلقي المحاضرات, ويشارك في أعمال التوعية في موسم الحج. (*)
أقوال العلماء
قال عنه الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: اعرف عن فضيلة الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله التواضع والعلم الجم والسيرة الحميدة والعقيدة الطيبة والحرص العظيم على اداء عمله على خير وجه وانه من خيرة العلماء عقيدة وعلما ودعوة وتعليما مضى عليه في ذلك ما يقارب خمسين عاما ضاعف الله مثوبته ورفع درجته وخلفه على المسلمين باحسن الخلف واصلح عقبه اهـ
وقال عنه الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله: كان الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله ذا عقل راجح وبعد نظر وكثرة صمت الا اذا كان الكلام خيرا مع ما حباه الله به من العلم الراسخ وحسن التعليم وقلة الحشو في كلامه وكان رايه محل التوفيق والسداد اسال الله تعالى له المثوبة والرضوان وان يجمعنا به واخواننا المؤمنين في اعالي الجنان انه تعالى هو الوهاب المنان اهـ
وقال عنه الشيخ الالباني رحمه الله: الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله من افاضل العلماء ومن القلائل الذين نرى منهم سمة اهل العلم وادبهم ولطفهم واناتهم وفقههم التقيته غير مرة في مواسم الحج وكنت استمع الى اجاباته العلمية على استفتاءات الحجاج فكانت اجابات محكمة تدل على فقه واتباع ظاهر لمنهج السلف رحمه الله اهـ
وقال عنه الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله: الشيخ احد اعلام الفضلاء الذين هيأالله لهم فرصة تربية الاجيال..... وهو ذو علم واسع وله اطلاع في الحديث والتفسير والفقه واصوله واللغة العربية وقد تخرج على يديه افواج كثيرة ولقد كان يلقي دروسا بعد العشاء في مسجد الشيخ محمد بن ابراهيم في التفسير وكانت دروسه نافعة وتوجيهاته قيمة، عمل الشيخ عبد الرزاق بعد قدومه المملكة معلما في دار التوحيد ثم انتقل للمعاهد العلمية ثم عضوا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية ثم عضوا في هيئة كبار العلماء......وهو رحمه الله مثال للعالم العامل اهـ
وقال عنه الشيخ صالح السدلان غفر الله له: ان كان لي من كلمة في ان اخص مشايخي الشيخ عبد الرزاق عفيفي فهي انه قد درسني كثيرا في عدد من مراحل التعليم في البكالريوس درسني الحديث واصول الدين وقام بتدريسي في المعهد العالي للقضاء لمادة اصول التفسير ودرسني الفقه في السنة النهائية بمعهد القضاء......ولا تكاد تجلس معه قليلا الا وتخرج بفائدة علمية او ادبية او خلقية واعرفه لا يحب الكلام في احد كما تميز رحمه الله بوضوح العبارة ولم ار مدرسا مثله في ايصال المعلومات وقلة الحشووكان محبوه كثيرين ولم نكن نتصور ان يكون هذا الحضور بهذا الحجم الكبير ومن كافة الفئات في جنازته اهـ
تلاميذه:
من الصعب جدا احصاء كل الطلاب الذين درسوا عليه......لكن هؤلاء ابرزهم:
1) محمد الصالح العثيمين
2) عبد الله بن عبد الرحمن الغديان
3) صالح بن فوزان الفوزان
4) صالح بن محمد اللحيدان
5) عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين
6) عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
7) عبد الله بن عبد الرحمن البسام
8) عبد الله بن حسن بن قعود
9) صالح بن عبد الرحمن الاطرم
10) راشد بن خنين
11) عبد الله بن سليمان بن منيع
هؤلاء ابرز طلابه والا فمجموعهم يكون اضعاف هذا العدد بكثير.
وتلاحظ اخي الكريم ان الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي هو شيخ المشائخ وشيخ هذا الجيل الذي عاصرناه من العلماء الافذاذ رحم الله ميتهم وحفظ حيهم
اسال الله تعالى ان يتغمد الشيخ عبد الرزاق بواسع رحمته وان يجمعنا به في مستقر رحمته ودار كرامته....آمين (**)
__________
(*) فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الجزء الأول
(**) نقله الأخ أبو حبيب الغريب في منتدى أنا المسلم
http://saaid.net/Warathah/1/afefe.htm
------------------
بواسطة العضو ابو ابراهيم الكويتي(1/201)
عبد الله الخياط
ترجمة موجزة للعلامة الشيخ أبي عبد الرحمن عبد الله الخياط رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ترجمة موجزة للعلامة الشيخ عبد الله الخياط رحمه الله
هو من شيوخنا الأفاضل - رحمه الله تعالى - شيخ الأمراء والوزراء والعلماء، الذي أوتي علماً نافعاً وصوتاً حسناً عذباً جميلاً، لا تكلف في قراءته ولا تقليد في خطبه، التزم المسجد الحرام مدة من الزمن إماماً وخطيباً، متع المصلين بجمال صوته وبلاغة خطبه، إنه حقاً وحقيقة الإمام والخطيب المثالي، خفيف في صلاته يلدغ في خطبه، محبوب عند الناس.
هو الباكي والخاشع إذا قرأ وصلى، فأبكى الناس وأشجاهم خشوعاً.. هذا هو شيخنا صاحب مزايا متعددة قارىء معروف وخطيب مفوه وكاتب اجتماعي سهل ممتع، إمام أكبر بقعة على وجه الأرض.. فمن هو الشيخ عبد الله خياط رحمه الله تعالى؟
نسبه
هو أبوعبد الرحمن عبد الله بن عبد الغني بن محمد بن عبد الغني خياط، ينتهي نسبه إلى قبيلة بليّ من قضاعة التي هاجرت بعض فروعها من شمال الحجاز إلى بلاد الشام، ثم انتقل أجداده إلى الحجاز في القرن الثاني عشر الهجري.
ولادته
ولد في مكة المكرمة في التاسع والعشرين من شهر شوال عام 1326هـ ونشأ في بيت علم وكان أبوه مثقفاً ثقافة دينية وله إلمام بالفقه الحنفي والتفسير والحديث.
تعليمه
- تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة الخياط بمكة المكرمة ودرس المنهج الثانوي بالمدرسة الراقية على عهد الحكومة الهاشمية.
- درس على علماء المسجد الحرام وحفظ القرآن الكريم في المدرسة الفخرية.
- التحق بالمعهد العلمي السعودي بمكة وتخرج فيه عام 1360هـ-.
مشايخه
- سماحة الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ رئيس القضاة في الحجاز (وقد لازمه قرابة عشر سنوات) .
- فضيلة الشيخ عبد الظاهر محمد أبوالسمح إمام وخطيب المسجد الحرام والمدرس فيه.
- فضيلة الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة إمام وخطيب المسجد النبوي والمدرس فيه.
- فضيلة الشيخ أبوبكر خوقير المدرس بالمسجد الحرام.
- فضيلة الشيخ عبيد الله السندي المدرس بالمسجد الحرام.
- فضيلة الشيخ سليمان الحمدان المدرس بالمسجد الحرام.
- فضيلة الشيخ محمد حامد الفقي المدرس بالمسجد الحرام.
- فضيلة الشيخ المحدث مظهر حسين المدرس بالمسجد الحرام.
- فضيلة الشيخ إبراهيم الشوري مدير المعهد العلمي السعودي والمدرس فيه.
- فضيلة الشيخ محمد عثمان الشاوي المدرس بالمسجد الحرام والمعهد العلمي السعودي.
- فضيلة الشيخ محمد بن علي البيز المدرس بالمعهد العلمي السعودي.
- فضيلة الشيخ بهجت البيطار المدرس في المعهد العلمي السعودي.
- فضيلة الشيخ تقي الدين الهلالي المدرس بالمسجد الحرام والمعهد العلمي السعودي.
- فضيلة الشيخ حسن عرب المدرس بالمدرسة الفخرية.
- فضيلة الشيخ محمد إسحاق القاري مدير المدرسة الفخرية والمدرس بها.
أهم أعماله
- صدر الأمر الملكي بتعيينه إماماً في المسجد الحرام عام 1346هـ- وكان يساعد الشيخ عبد الظاهر أبوالسمح في صلاة التراويح وينفرد بصلاة القيام آخر الليل.
- عين عضواً في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بموجب الأمر الملكي الصادر في 18/1/1347هـ-.
- عين مدرساً بالمدرسة الفيصلية بمكة بموجب خطاب مدير المعارف في 12/2/1352هـ-.
- اختاره الملك عبد العزيز ليكون معلماً لأنجاله وعينه مديراً لمدرسة الأمراء بالرياض عام 1356هـ- واستمر في هذا العمل حتى وفاة الملك عبد العزيز - رحمه الله - عام 1373هـ-.
- انتقل إلى الحجاز وعين مستشاراً للتعليم في مكة بموجب الأمر الملكي رقم 20/3/1001 في 7/4/1373هـ-.
- وفي عام 1375هـ- أسندت إليه إدارة كلية الشريعة بمكة بالإضافة إلى عمله كمستشار واستمر في هذا العمل حتى عام 1377هـ-.
- وفي عام 1376هـ- كلف بالإشراف على إدارة التعليم بمكة بالإضافة إلى عمله كمستشار.
- عين إماماً وخطيباً للمسجد الحرام بموجب الأمر السامي عام 1373هـ- واستمر في هذا العمل حتى عام 1404هـ- حيث طلب من جلالة الملك إعفائه لظروفه الصحية.
- صدر الأمر الملكي بتعيينه رئيساً للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بناء على ترشيح من سماحة المفتي الأكبر الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - وذلك عام 1380هـ- ولكنه اعتذر عن ذلك وطلب الإعفاء لظروف خاصة.
- تم اختياره عضواً في مجلس إدارة كليتي الشريعة والتربية بمكة بموجب خطاب وزير المعارف رقم 1/3/5/4095 في 27/11/1383هـ-.
- عمل رئيساً لمجلس إدارة دار الحديث المكية وعضواً في اللجنة الثقافية برابطة العالم الإسلامي.
- تم اختياره عضواً في اللجنة المنبثقة من مجلس التعليم الأعلى لوضع سياسة عليا للتعليم في المملكة بموجب خطاب سمو رئيس مجلس الوزراء رقم 1343 في 27/5/1384هـ-.
- تم اختياره مندوباً عن وزارة المعارف في اجتماعات رابطة العالم الإسلامي بمكة بموجب خطاب وزير المعارف رقم 1/2/3/1510 في 13/10/1384هـ-.
- صدر الأمر الملكي باختياره عضواً في هيئة كبار العلماء منذ تأسيسها في 8/7/1391هـ-.
- تم ترشيحه عضواً في مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي في 28//1393هـ-.
- صدر الأمر الملكي في 18/6/1391هـ- باستثنائه من النظام وعدم إحالته للتقاعد مدى الحياة.
مؤلفاته
(1) التفسير الميسّر (ثلاثة أجزاء) .
(2) الخطب في المسجد الحرام (ستة أجزاء) .
(3) دليل المسلم في الاعتقاد، على ضوء الكتاب والسنة.
(4) اعتقاد السلف.
(5) ما يجب أن يعرفه المسلم عن دينه.
(6) حِكم وأحكام من السيرة النبوية.
(7) تأملات في دروب الحق والباطل.
(8) صحائف مطوية.
(9) لمحات من الماضي.
(10) الفضائل الثلاث.
(11) الرواد الثلاث.
(12) على درب الخير.
(13) الربا في ضوء الكتاب والسنة.
(14) الحدود في الإسلام على ضوء الكتاب والسنة.
(15) تحفة المسافر (أحكام الصلاة والصيام والإحرام في الطائرة) .
(16) البراءة من المشركين.
(17) قصة الإيمان.
(18) شخصيات إسلامية.
(19) المصدر الثاني للتشريع الإسلامي.
(20) عندما ينعكس الوضع.
(21) قال لي محدثي.
(22) التربية الاجتماعية في الإسلام.
(23) الخليفة الموهوب.
(24) مبادىء السيرة النبوية.
(25) دروس من التربية الإسلامية.
(26) حركة الإصلاح الديني في القرن الثاني عشر.
هذا بالإضافة إلى مشاركات علمية ودعوية متعددة في مختلف وسائل الإعلام.
وفاته
توفي رحمة الله تعالى في مكة المكرمة صباح يوم الأحد السابع من شهر شعبان عام 1415هـ- بعد عمر حافل بجلائل الأعمال، وشيعه خلق كثير من المحبين له والعارفين بفضله يتقدمهم الأمراء والعلماء والوزراء ورجال الفكر والثقافة والتربية والتعليم ... رحم الله فضيلته وأسكنه فسيح جناته.
-------------
منقول.............(1/202)
عبد السلام هارون
إعداد: أحمد تمام
عبد السلام هارون شيخ المحققين
لم يخطّ أحد في التراث العربي سطرًا إلا وللعالم الجليل عبد السلام هارون منّة عليه، ويندر أن يتعامل أحد مع المصادر العربية دون أن يستعين بمصدر من تحقيقات الشيخ الجليل؛ فقد قدم للمكتبة العربية عيون التراث مجلّوة في صورة بهية وحلّة قشيبة، وزينها بتعليقات وفهارس دقيقة.
المولد والنشأة
ولد عبد السلام هارون في مدينة الإسكندرية في (25 من ذي الحجة 1326هـ= 18 من يناير 1909م) ونشأ في بيت كريم من بيوت العلم، فجده لأبيه هو الشيخ هارون بن عبد الرازق عضو جماعة كبار العلماء، وأبوه هو الشيخ محمد بن هارون كان يتولى عند وفاته منصب رئيس التفتيش الشرعي في وزارة الحقانية (العدل) ، وعمه هو الشيخ أحمد بن هارون الذي يرجع إليه الفضل في إصلاح المحاكم الشرعية ووضع لوائحها، أما جده لأمه فهو الشيخ محمود بن رضوان الجزيري عضو المحكمة العليا.
وقد عني أبوه بتربيته وتعليمه، فحفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، والتحق بالأزهر سنة (1340هـ=1921م) حيث درس العلوم الدينية والعربية، ثم التحق في سنة (1343هـ= 1924م) بتجهيزية دار العلوم بعد اجتيازه مسابقة للالتحاق بها، وكانت هذه التجهيزية تعد الطلبة للالتحاق بمدرسة دار العلوم، وحصل منها على شهادة البكالوريا سنة (1347هـ= 1928م) ثم أتم دراسته بدار العلوم العليا، وتخرج فيها سنة (1351هـ= 1945م) .
الوظائف العلمية
وبعد تخرجه عمل مدرسًا بالتعليم الابتدائي، ثم عُيّن في سنة (1365هـ=1945م) مدرسًا بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، وهذه هي المرة الوحيدة في تاريخ الجامعات التي ينتقل فيها مدرس من التعليم الابتدائي إلى السلك الجامعي، بعد أن ذاعت شهرته في تحقيق التراث، ثم عُيّن في سنة (1370هـ=1950م) أستاذًا مساعدًا بكلية دار العلوم، ثم أصبح أستاذًا ورئيسًا لقسم النحو بها سنة (1379هـ= 1959م) ثم دعي مع نخبة من الأساتذة المصريين في سنة (1386هـ=1966م) لإنشاء جامعة الكويت، وتولى هو رئاسة قسم اللغة العربية وقسم الدراسات العليا حتى سنة (1394هـ= 1975م) ، وفي أثناء ذلك اختير عضوًا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة (1389هـ= 1969م) .
النشاط العلمي
بدأ عبد السلام هارون نشاطه العلمي منذ وقت مبكر، فحقق وهو في السادسة عشرة من عمره كتاب "متن أبي شجاع" بضبطه وتصحيحه ومراجعته في سنة (1344هـ=1925م) ، ثم حقق الجزء الأول من كتاب "خزانة الأدب" للبغدادي سنة (1346هـ= 1927م) ، ثم أكمل أربعة أجزاء من الخزانة وهو طالب بدار العلوم.
كانت هذه البدايات تشير إلى الاتجاه الذي سيسلكه هذا الطالب النابه، وتظهر تعلقه بنشر التراث، وصبره وجلده على تحمل مشاق المراجعة والتحقيق، وبعد تخرجه في دار العلوم اتجه إلى النشر المنظم، فلا تكاد تخلو سنة من كتاب جديد يحققه أو دراسة ينشرها.
ولنبوغه في هذا الفن اختاره الدكتور طه حسين (1363هـ=1943م) ليكون عضوًا بلجنة إحياء تراث أبي العلاء المعري مع الأساتذة: مصطفى السقا، وعبد الرحيم محمود، وإبراهيم الإبياري، وحامد عبد المجيد، وقد أخرجت هذه اللجنة في أول عهدها مجلدًا ضخمًا بعنوان: "تعريف القدماء بأبي العلاء"، أعقبته بخمسة مجلدات من شروح ديوان "سقط الزند".
وتدور آثاره العلمية في التحقيق حول العناية بنشر كتب الجاحظ، وإخراج المعاجم اللغوية، والكتب النحوية، وكتب الأدب، والمختارات الشعرية.
أما كتب الجاحظ -أمير البيان العربي- فقد عني بها عبد السلام هارون عناية فائقة، فأخرج كتاب "الحيوان" في ثماني مجلدات، ونال عن تحقيقه جائزة مجمع اللغة العربية سنة (1370هـ=1950م) ، وكتاب البيان والتبيين في أربعة أجزاء، وكتاب "البرصان والعرجان والعميان والحولان" و"رسائل الجاحظ" في أربعة أجزاء، وكتاب "العثمانية".
وأخرج من المعاجم اللغوية: معجم "مقاييس اللغة" لابن فارس في ستة أجزاء، واشترك مع أحمد عبد الغفور العطّار في تحقيق "صحاح العربية" للجوهري في ستة مجلدات، و"تهذيب الصحاح" للزنجاني في ثلاثة مجلدات، وحقق جزأين من معجم "تهذيب اللغة" للأزهري، وأسند إليه مجمع اللغة العربية الإشراف على طبع "المعجم الوسيط".
وحقق من كتب النحو واللغة كتاب سيبويه في خمسة أجزاء، وخزانة الأدب للبغدادي في ثلاثة عشر مجلدًا، ومجالس ثعلب في جزأين، وأمالي الزجاجي، ومجالس العلماء للزجاجي أيضًا، والاشتقاق لابن دريد.
وحقق من كتب الأدب والمختارات الشعرية: الأجمعيات، والمفضليات بالاشتراك مع العلامة أحمد شاكر، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي مع الأستاذ أحمد أمين، وشرح القصائد السبع الطوال لابن الأنباري، والمجلد الخامس عشر من كتاب الأغاني لأبي فرج الأصبهاني.
وحقق من كتب التاريخ: جمهرة أنساب العرب لابن حزم، ووقعة صفين لنصر بن مزاحم، وكان من نتيجة معاناته وتجاربه في التعامل مع النصوص المخطوطة ونشرها أن نشر كتابًا في فن التحقيق بعنوان: "تحقيق النصوص ونشرها" سنة (1374هـ= 1954م) ، فكان أول كتاب عربي في هذا الفن يوضح مناهجه ويعالج مشكلاته، ثم تتابعت بعد ذلك الكتب التي تعالج هذا الموضوع، مثل كتاب: مقدمة في المنهج للدكتورة بنت الشاطئ، ومنهج تحقيق النصوص ونشرها لنوري حمودي القيسي وسامي مكي العاني، وتحقيق التراث العربي لعبد المجيد دياب.
أما عن مؤلفاته فله: الأساليب الإنشائية في النحو العربي، والميسر والأزلام، والتراث العربي، وحول ديوان البحتري، وتحقيقات وتنبيهات في معجم لسان العرب، وقواعد الإملاء، وكناشة النوادر، ومعجم شواهد العربية، ومعجم مقيدات ابن خلكان.
وعمد إلى بعض الكتب الأصول فهذّبها ويسرها، من ذلك: تهذيب سيرة ابن هشام، وتهذيب إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي، والألف المختارة من صحيح البخاري، كما صنع فهارس لمعجم تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري في مجلد ضخم.
وخلاصة القول أن ما أخرجه للناس من آثار سواء أكانت من تحقيقه أو من تأليفه تجاوزت 115 كتابًا، وقد توج عبد السلام هارون حياته بأن نال جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي سنة (1402هـ= 1981م) ، وانتخبه مجلس مجمع اللغة العربية أمينا عامًا له في (3 من ربيع الآخر 1404هـ= 7 من يناير 1984م) ، واختاره مجمع اللغة العربية الأردني عضو شرف به.
وظل الشيخ يعمل في خدمة التراث في صبر وجلد ينجز بهما الأعمال العلمية المضنية على اختلاف مناحيها وكثرة تشعبها، تمده ثقافة عربية واسعة، وبصر بالتراث، ونفس وثابة، وروح إسلامية عارمة تستهدف إذاعة النصوص الدالة على عظمة التراث العربي، وتكشف عن نواحي الجلال فيه.
وإلى جانب بهذا النشاط في عالم التحقيق كان الأستاذ عبد السلام هارون أستاذًا جامعيًا متمكنًا، تعرفه الجامعات العربية أستاذًا محاضرًا ومشرفًا ومناقشا لكثير من الرسائل العلمية التي تزيد عن 80 رسالة للماجستير والدكتوراه.
وفاته
توفي عبد السلام هارون في (28 من شعبان 1408هـ= 16 من إبريل 1988م) بعد حياة علمية حافلة، وخدمة للتراث جليلة، وبعد وفاته أصدرت جامعة الكويت كتابًا عنه بعنوان: "الأستاذ عبد السلام هارون معلمًا ومؤلفًا ومحققًا".
من مصادر الدراسة:
محمد مهدي علا: المجمعيون في خمسين عامًا ـ مطبوعات مجمع اللغة العربية ـ القاهرة (1406هـ= 1986م) .
محمود محمد الطناحي: مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي ـ مكتبة الخانجي ـ القاهرة ـ (1405هـ = 1984م) .
محمد خير رمضان يوسف: تتمة الإعلام للزركلي- دار ابن حزم ـ (1418هـ= 1998م) .
محمد محيي الدين عبد الحميد: كلمة في استقبال عبد السلام هارون ـ مجلة مجمع اللغة العربية ـ العدد (25) ـ القاهرة ـ (1389هـ= 1969م) .
السيد الجميلي: الجيل الثاني أو الطبقة الثانية من المحققين الأعلام ـ مجلة الأزهر ـ الجزء العاشر ـ السنة الثامنة والستون ـ (1416هـ= 1996م) .
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt ... =&threadid=2358
----------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/203)
عبد العزيز بن مرشد عمر
الشيخ الصالح عبد العزيز بن مرشد عمر أكثر من مئة عام زرته في بيته في الرياض فوجدته يقرأ عليه كتبا وهو على ظهره كفيف البصر عليل الجسد، ثقيل السمع وهو فوق المئة سنة، ويرد على القاريء ويصحح له،فسبحان الله،،، رحمه الله رحمة واسعة.
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/204)
عبد العزيز السلمان
الشيخ عبد العزيز السلمان.
ورحل شيخ المعلمين وعلامة القرن العشرين كما سماه بذلك الشيخ كامل محمد عويضة المؤرخ المعروف في كتاب أصدره عن الشيخ عبد العزيز السلمان مايزال مخطوطاً يقارب (230) صفحة.. رحل هذا العالم الجليل بصمت وعاش طوال حياته بصمت دون أي بروز أو مظهر من مظاهر الدنيا الزائفة بل كأنه لا يحب الإطراء ولا المدح بل كانت جميع أعماله العلمية لله عز وجل وجميع العروض المادية لأجل بيع مؤلفاته رفضها بل كان يأذن لأهل الخير أن يطبعوا كتبه وقفاً لله عز وجل رحمك الله أيها الشيخ الورع وجعل الجنة مأواك.
ميلاده ونشأته
هو الشيخ الفقيه المدقق الزاهد عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن السلمان ولد سنة 1337هـ أو 1339هـ على ما ذكره ابنه عبد الحميد نقلاً عن أبيه بخطه ولقد نشأ في بيت علم وصلاح وخير ونشأ بين أبوين كريمين ولكن أباه قد توفي وهو صغير فكفلته أمه واعتنت به أيما عناية وأدخلته مدرسة المعلم محمد بن عبد العزيز الدامغ لتحفيظ القرآن الكريم ومكث في هذه المدرسة ثلاث سنوات حفظ فيها القرآن الكريم، بعد ذلك دخل مدرسة الأستاذ صالح بن ناصر بن صالح -رحمه الله- وتعلم في هذه المدرسة الكتابة والقراءة والخط والحساب وتخرج منها، وقد انشغل في بداية شبابه بالتجارة وفتح محلاً يقوم فيه بالبيع والشراء ثم لما حصل الكساد أثناء الحرب العالمية الثانية على العالم كله وخصوصاً الجزيرة العربية أصبحت التجارة ليس لها مردود جيد فترك الشيخ عبد العزيز مزاولة التجارة واتجه إلى طلب العلم.
طلبه للعلم
كانت الخطوة الأولى للشيخ -رحمه الله- إلى عالم العلم والعلماء هي مدرسة العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي 1376هـ -رحمه الله- التي كانت في الحقيقة منارة العلم والمعرفة انضم الشيخ عبد العزيز إلى هذه المدرسة التي كانت تعقد غالباً في جامع عنيزة الكبير كان ذلك سنة 1353هـ وكانت حلقة الشيخ عبد الرحمن السعدي اشبه بخلية نحل يتوافد عليها الطلبة من كل حدب وصوب ينهلون من علم الشيخ ابن سعدي -رحمه الله- حيث لازمه ستة عشر عاماً إلى سنة 1369هـ وقد قرأ على الشيخ مع زملائه علوم العقيدة والفقه والحديث واللغة العربية وقد عرف الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله- بحرصه الشديد على تعهد تلاميذه بطريقته الفذة التي تميز بها عن بقية العلماء في طريقة التدريس وتوصيل المعلومات إلى ذهن التلميذ وجعل الاختيار له في الكتاب الذي يريده وأسلوب النقاش الذي يفتح لطالب العلم الكثير من أبواب العلم وفهم المسائل بشكل جيد. ولقد تأثر شيخنا عبد العزيز -رحمه الله- بشيخه السعدي كثيراً لا في طريقة تدريسه وتعامله مع التلاميذ والعطف عليهم والسؤال عن حالهم فحسب، بل في التقلل من حطام الدنيا والعيش بالكفاف والقناعة وعدم الخوض في أعراض الناس وتركه ما لا يعنيه -رحمه الله- مع الانكباب على العلم وطلب المعرفة التي كانت شغله الشاغل لا من ناحية التدريس في معهد الرياض العالي أو التأليف الذي كان يفرغ له جل وقته عندما أحيل إلى التقاعد ولقد تعين - رحمه الله- في المعهد العلمي بالرياض إبان إنشائه سنة 1370هـ رشحه الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ 1389هـ -رحمه الله- وهذا دليل على كفاءته العلمية وقدرته المعرفية فلقد جاء إلى الرياض وهو قد ارتوى من العلم والمعرفة من حلقة شيخه عبد الرحمن -رحمه الله-، الذي كان دائماً يلهج بالثناء عليه والدعاء له وهذا دليل وفائه -رحمه الله- وهكذا كان دأب سلفنا الصالح مع شيوخهم وعلمائهم.
استمر الشيخ عبد العزيز مدرساً في معهد إمام الدعوة حتى سنة 1404هـ.
ما قاله عنه تلاميذه ومحبوه
قال عنه العلامة الشيخ صالح بن سعد اللحيدان المستشار القضائي بوزارة العدل أنه «رجل تعلوه السكينة والبساطة، جم الأخلاق، واسع البال، كان يشرح درسه مرتين بأسلوب شيق، وكان يمازح تلامذته بمداعبة جادة وموزونة. وكان -رحمه الله- جاداً صبوراً واسع النظر، وربما يذكرك بمن سلف من السلف، وكان ذا طول في التأني والتحمل وحسن الأداء وتعلمنا منه النقاش والشعور بالمسؤولية واسنطاق حال النص بشجاعة علميّة وادبية.
وكما قال أيضاً الشيخ عبد المحسن بن محمد العجمي وهو أحد تلامذة الشيخ قائلاً:.... كنا نزوره - رحمه الله - في بيته القديم بحي الديرة شارع السويلم ونصلى معه في مسجده القديم فيستقبلنا بحفاوة ونحن بعد لم نناهز الحلم ويتحدث معنا وكأنه أب لنا يحرص ويهمه أن نسير على منهج الحق ونقتفي أثر السلف ثم يدخلنا في بيته ويزودنا بالكتب والمؤلفات القيمة له ولغيره لاسيما كتابه الزاخر بالعلم والأدب والأخلاق والمواعظ «موارد الظمآن» ثم يقوم -رحمه الله- بحثنا على طلب العلم والحرص في تحصيله والجد في تعلمه وحفظ أوقاتنا بما ينفعنا وكان يوصينا كثيراً بقراءة كتب السلف مثل كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن القيّم وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وأئمة الدعوة السلفية -رحمهم الله- كل ذلك بتوجيه حكيم ومنطق رزين وشفقة وحب، ومما ذكره الشيخ عبد الرحمن الرحمة عن الشيخ السلمان قائلاً: «فلقد رزئت الأمة الإسلامية بوفاة عالم من علمائها المخلصين ومجاهد من مجاهديها الصادقين نذر وقته ونفسه لنشر العلم الصافي وبيان أحكام الدين وذلك عن طريق التأليف والتصنيف.
مؤلفاته وآثاره العلمية
الشيخ عبد العزيز السلمان من المكثرين في التأليف وأول كتاب ألفه هو الأسئلة والأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطة سنة 1382هـ وكتبه الوعظية لها قبول لدى الناس ويحرص عليها أئمة المساجد يقرأونها بعد صلاة العصر على المصلين وقبل صلاة العشاء وخصوصاً في ليالي شهر رمضان من كتاب موارد الظمان وهو اسم على مسمى ففيه من المواعظ والرقائق مايروي الظمأن، ووضع الشيخ السلمان ثقله العلمي كله في هذا الكتاب وصدر هذا الكتاب، في ستة مجلدات كبار ضخام، وبقية مؤلفاته كلها معروفة لدى الناس فلا حاجة لذكرها، وقد تجاوزت طباعة بعض كتبه إلى ما يقارب (36) طبعة وهو كتاب محاسن الدين الإسلامي، والطبعة (37) فسوف تصدر بعد فترة وجيزة وقد ترجمت جميع كتبه إلى اللغة الأوردية وحصل لها فتح عظيم وتأثير كبير عند الشعوب التي تتكلم بهذه اللغة، والجدير بالذكر أن كثيراً من دور النشر كانت تلح على الشيخ أن تطبع كتبه وعرضها للبيع فرفض رفضاً باتاً وقال هي وقف لله تعالى ولا أريد إلا الثواب من الله عز وجل في هذه الكتب. ومع ذلك قامت بعض دور النشر بطبع كتبه بدون إذنه وعرضتها للبيع، والكتاب الذي طبعته هو كتابه من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم.
اللحظات الأخيرة للشيخ السلمان
يقول ابنه عبد الحميد عن اللحظات الأخيرة قبل أن يتوفى والده بساعات: كان الوالد -رحمه الله- في حياته لايعاني من أمراض مستعصيه سوى داء الركبتين حيث إنه في المدة الأخيرة أصبح لا يستطيع المشي إلا بصعوبة وكان يستعمل العكازين وكان يخدم نفسه بنفسه في داخل البيت وكان يستمتع بكامل قواه ويضيف ابنه قائلاً: إن أبي عندما ألف كتابه الأخير مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار قال ليّ ياعبد الحميد أريد أن أتأهب بهذا الكتاب -إن شاء الله- عز وجل لدخول دار القرار، ولم يؤلف الشيخ بعد هذا الكتاب أي كتاب.
ويقول ابنه عبد الحميد كان من عادة الوالد قبل أن ينام أن أجلس معه قليلاً وأسأله هل يريد شيئاً أقضيه له وفي يوم وفاته في الساعة الثانية عشرة ليلاً يوم الأحد التاسع عشر من شهر صفر لعام 1422هـ وكالعادة ذهبت إليه وكان بجانبه شريط به تسجيل لأحد قراء القرآن الكريم يستمع إليه وكان هذا دأبه أما قارئاً للقرآن الكريم أو مستمعاً. وقلت له هل تريد شيئاً يا ابي؟ قال لا وإذا أردت شيئاً سأطلبك ولمست يده فإذا هي مرتفعة الحرارة وذهبت إلى غرفتي وأنا غير مطمئن ورجعت له مرة ثانية ولمست يده فإذا هي أكثر حرارة وبلغ منه الجهد والأعياء وأصبح واضحاً فقلت له سوف نحملك إلى المستشفى فرفض وقال أعاني من ألم شديد «وهو يشير إلى صدره» لايعلم مداه إلا الله عز وجل ولو كان الموت يُشترى لأشتريته ولكن لايجوز تمني الموت. ولعل ذلك مرض الموت وذكرت له أول الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أريد معرفة ذاكرته وأكمل ليّ الحديث، نصف الحديث بأكمله -رحمه الله- وأتت الوالدة -حفظها الله- وأسقته من ماء زمزم فشرب منه ثم استقبل القبلة -رحمه الله- وتشهد الشهادة كلمة التوحيد وفاضت روحه الطاهرة في الساعة الثالثة ليلاً في وقت تستجاب فيه الدعوات.
بواسطة العضو السعيدي(1/205)
الدكتور عبد العظيم بن بدوى
عبد العظيم بن بدوى بن محمد
مولده:
ولد في قرية الشين مركز قطور محافظة الغربية (عام 1373 هجرية _ 1954 ميلادية)
دراسته:
تدرج في مراحل التعليم، حتى حصل على لسانس أصول الدين (قسم الدعوة والثقافة) من جامعة الأزهر بالقاهرة عام (1977 ميلادية)
وواصل دراسته الجامعية بكلية أصول الدين بالقاهرة
1- فحصل على الماجستير عام (1994) ببحث عنوانه (الحرب والسلام في ضوء سورة محمد عليه الصلاة والسلام)
2- ثم حصل على الدكتوراه عام (1998) ببحث عنوانه (شيخ الأزهر مصطفى عبد الرازق وجهوده في الدعوة)
عمله:
عمل إماما وخطيبا بأوقاف القاهرة_ ثم هاجر إلى الأردن فعمل إماما وخطيبا بوزارة الأوقاف الأردنية لمدة إحدى عشرة سنة _ ثم عاد إلى مصر فعمل إماما وخطيبا بوزارة الأوقاف بمسجد النور بقريته الشين ومازال إلى الان0
علاقته بالشيخ الالبانى رحمه الله:
كان للشيخ عبد العظيم بن بدوى حفظه الله علاقة وثيقة بالشيخ ناصر الدين الالبانى رحمه الله
وقد تكلم الشيخ عن ذلك في الحوار الذي أجراه معه سكرتير التحرير بمجلة التوحيد (عدد صفر 1422 هجرية)
فقال حفظه الله (من فضل الله عز وجل أن الشيخ عليه رحمة الله، بدأ بالإقامة في عمان بالأردن في سنة ألف وتسعمائة وثمانين ميلادية، وهى نفس السنة التي قدر الله لي فيها الدخول إلى الأردن، وقد تشرفت بزيارة الشيخ في بيته، وصارت بعد ذلك لنا مودات وزيارات ولقاءات مع الشيخ في بيته، وخارج بيته أحيانا ندعوه إلينا، وأحيانا نأخذ معه زيارات، وكان الشيخ ربما صلى الجمعة في المسجد الذي كنت أخطب فيه في عمان، وكنا دائمي الصلة بالشيخ عليه رحمة الله، وكان للشيخ الفضل - بعد الله عز وجل - علينا في العلم والفقه، وخاصة في الرفق، وفي الصبر والنهي عن الاستعجال والتأني، وعدم استعجال الشيء قبل أوانه، وكان دائماً يدعو إلي الحلم والرحمة، وينهى عن الشدة والغلظة والقسوة 0 تعلمنا من الشيخ في الحقيقة كثيرا من الأخلاق، فضلا عن العلم الذي تعلمناه منه مما آتاه الله، ووضع الله له القبول في الأرض 0
إسهاماته في مجلة التوحيد:
للشيخ حفظه الله _ باب ثابت بالمجلة وهو باب التفسير
والشيخ عضو اللجنة العلمية بالمجلة
ووكيل جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر(1/206)
جهوده الدعوية:
1_ يقوم بإلقاء خطبة الجمعه في مسجد النور بقرية الشين0
2_ إلقاء دروس في التفسير والعقيدة والفقه وغيرها من العلوم الشرعية يومي السبت والأربعاء بمسجد النور بالشين
3_ أيام الأحد، والاثنين، والثلاثاء، يلقي محاضرات بمختلف البلاد0
وقد انتهى الشيخ من شرح العديد من الكتب منها
1_ تفسير القران الكريم - وقد انتهى من تفسيره كاملا0
2_ شرح كتاب فتح الباري - وقد توقف عند نهاية كتاب الحج0
3_ شرح العقيدة الطحاوية
4_ شرح كتاب معارج القبول
5_ شرح متن الرحبية
وغيرها
جهوده العلمية:
للشيخ حفظه الله - الكثير من المؤلفات منها ماهو مطبوع، ومنها ماهو تحت الطبع0
1_ الوجيز في فقه السنة والكتاب العزيز (مجلد، الطبعة الثالثة، دار ابن رجب بمصر)
وهذا الكتاب أثنى عليه الكثير من العلماء وطلبة العلم منهم على سبيل المثال لا الحصر
1- الشيخ محمد صفوت نور الدين - رحمه الله - الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية سابقا0(1/207)
فقال في مقدمته للكتاب ص 10
(وهذا الوجيز بين يديك قد حوى من أقصر طريق الاقتداء بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في العبادات والمعاملات وسائر أبواب الفقه)
وقال (لقد قرأت الكتاب من أوله حتى أخر الحج فألفيته سهلا ميسورا خلا من ذكر الخلاف تيسيرا على كل من أراد النجاة بالعمل الصالح والتعرف على العلم النافع)
وقال (فكان هذا الكتاب على صغر حجمه بين الدواوين جامعا لكتابين معا الأول كتاب فقه يأخذ بيد القارىء ماذا يفعل والثاني كتاب حديث)
2_ الشيخ صفوت الشوادفى_ رحمه الله
فقال في مقدمته للكتاب ص 12
(وهذا الكتاب الذي بين يدي القراء قد وفق الله مؤلفه، وأجرى على يديه الخير الكثير، والنفع الجزيل،وذلك من خلال منهج واضح يتميز بالسهولة والشمول مع الإفصاح والبيان)
وقال أيضا
(ومن المفيد لطالب العلم أن يبدأ بقراءة هذا الكتاب قبل أن يخوض فى المطولات حتى لا تتفرق به السبل، وتضل القدم)
3_ الشيخ عمرو عبد المنعم سليم - في مقدمة كتابه فتح العزيز ص (7،6)
فقال
(ومن أهم كتب المعاصرين في هذا الفن كتاب الشيخ العلامة عبد العظيم بدوى _ حفظه الله، وزاده توفيقا _ الموسوم ب:
(الوجيز في فقه السنة والكتاب العزيز)
وهو كتاب على وجازته التي أشار إليها _ فريد في بابه_ خرج من ربقة التقليد والجمود المذهبي، إلى سعة الإتباع وترجيح ما تدل عليه الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح _ رضوان الله عليهم أجمعين_ فكان حقا محط أنظار الطلبة، وبغية الطلاب، وجائزة المتعلمين
وقال
(وقد طرح الله تعالى فيه بركة يعلمها كل مشتغل بالعلم، وأنتشر انتشارا عظيما في عموم البلاد، وقرر في غير مكان، واشتدت حاجة الطلاب إليه فجزى الله تعالى مؤلفه خير الجزاء)
شروح الكتاب:
قام كثير من العلماء وطلبة العلم بشرح الكتاب منهم على سبيل المثال
1- الشيخ حسين بن عودة العوايشة (الأردن)
2- الشيخ وليد بن سيف النصر (البحرين - مسجد كانو بالمحرق والشرح موجود على موقع البث المباشر www.liveislam.com)
3- الشيخ أبى سعيد الجزائري (الجزائر - والشرح موجود على موقع طريق الإسلام)
(وغيرها من الشروح المتعددة في كثير من البلاد)
2_ أحباب الله (مجلد، الطبعة الثانية)
3_ دين الفطرة كما بينتها سورة البقرة (2مجلد)
4_ إتحاف النبلاء بصحيح سيرة خير سيد الأنبياء (مجلد)
5_ التعليق السني على صحيح مسلم بشرح النووي (مجلد، الطبعة الثانية)
6_ الاربعون المنبرية (مجلد)
7_ الوصايا المنبرية (مجلد)
8_ الوصايا النبوية (مجلد)
9_ أحسن القصص (مجلد)
10_ جوامع الكلم (مجلد)
11 _ خير الناس (مجلد)
12_ رياض الصالحين (إشراف على التحقيق، مجلد)
13_ منهج التلقى بين السلف والخلف (غلاف، الطبعة الرابعة)
14_ رحله في رحاب اليوم الاخر (غلاف، الطبعة الثانية)
15_ أختاه أين تذهبين؟ هذا هو الطريق (غلاف، الطبعة الثانية)
16_ قواعد الاصلاح والبناء كما بينتها سورة النساء (غلاف)
17_ معالم المجتمع المسلم كما بينتها سورة الحجرات (غلاف)
18 _ صفات المتقين (غلاف)
19_ أكمل البيان (غلاف)
20_ برنامج عمل اليوم والليلة (رساله)
20_ تفسير سورة الفاتحة (رسالة)
22_ أعمال الحاج منذ خروجه من بيته حتى يرجع (رسالة)
_____________________
المصدر: موقع صيد الفوائد: www.saaid.net(1/208)
عبد العزيز بن صالح بن إبراهيم الشاوي
أستاذ مساعد
التخصص العام: شريعة.
التخصص الدقيق: فقه.
المشاركات والخبرات العلمية:
(1) المشرف العام على المجمع الخيري في بريدة.
(2) مستشار شرعي.
(3) رئيس مجلس إدارة دار الهدى النسائية لتحفيظ القرآن الكريم ببريدة.
(4) إمام جامع عمر بن عبد العزيز في حي البشر ببريدة.
(5) وكيل كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم.
(6) رئيس مجلس إدارة اللجنة المحلية للتنمية الاجتماعية بمركز الريان ببريدة.
(7) عضو الجمعية الفقهية السعودية.
(8) عضو لجنة التحكيم السعودية.
(9) عضو المجلس البلدي في بريدة.
النتاج العلمي:
(1) أحكام المغمى عليه في الفقه الإسلامي.
(2) الإنكار في الدعوى القضائية وأحكامه.
(3) سلسلة الفقه الميسر (الصيام/ الزكاة/ الحج) .
النتاج العلمي:
(1) أحكام المغمى عليه في الفقه الإسلامي.
(2) الإنكار في الدعوى القضائية وأحكامه.
(3) سلسلة الفقه الميسر (الصيام/ الزكاة/ الحج) .
الرسائل الجامعية:
1- الإنكار وأحكامه في الفقه الإسلامي [رسالة دكتوراه]
2- أحكام المغمى عليه في الفقه الإسلامي [رسالة ماجستير]
_____________
المصدر: الملتقى العلمي / موقع الإسلام اليوم(1/209)
عبد الفتاح أبوغدة
ولادته:
ولد الأستاذ الشيخ عبد الفتاح بن محمد بن بشير بن حسن أبوغدة -يرحمه الله تعالى- في مدينة حلب الشهباء شمالي سورية، في 17 رجب 1335 الموافق 9 مايو 1917 في بيت ستر ودين، وكان هو الأخ الثالث والأصغر بين إخوته الذكور، فيما تكبره أخته الحاجة شريفة وتصغره أخته الحاجة نعيمة أمد الله في عمريهما.
وكان والده محمد - يرحمه الله - رجلاً مشهوراً بين معارفه بالتقوى والصلاح والمواظبة على الذكر وقراءة القرآن، وكان يعمل في تجارة المنسوجات التي ورثها عن أبيه، حيث كان الجد بشير- يرحمه الله تعالى- من تجار المنسوجات في حلب، والقائمين على صناعتها بالطريقة القديمة، أما والدة الشيخ فهي السيدة فاطمة مزكتلي المتوفاة سنة 1376-1956.
وينتهي نسب الشيخ رحمه الله تعالى من جهة والده إلى الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه، وكان لدى أسرة الشيخ شجرة تحفظ هذا النسب وتثبته أما اسم أبوغدة فهو حديث نسبيا ومن فروع العائلة فرعان يحملان اسم صباغ ومقصود.
وقد عمل الشيخ في حداثته بالنسيج مع والده وجده رحمهم الله ثم عمل أجيراً مع الحاج حسن صباغ في سوق العبي، وكان من زملائه الحاج عبد الرزاق قناعة أمد الله في عمره، ولا تزال الدكان التي عمل بها موجودة يعمل فيها آل أبو زيد أصهار الشيخ عبد الباسط أبو النصر.
عائلته
كان والد الشيخ وجده رحمهما الله يعملان - كما أسلفنا في النسيج وصباغته - وقد تزوج من السيدة فاطمة مزكتلي، وقد توفي جد الشيخ بشير عام 1355/1935 عن عمر يناهز 95 سنة ويقال أنه لم يسقط له سن، فيما توفي والد الشيخ رحمهم الله جميعا عام 1360/1940 عن 63 عاما، وللشيخ أخوان من الذكور وأختان من الإناث، هم:
عبد الكريم 1322-1 شعبان 1402/1905-24/5/1982: ومن أولاده محمد سعيد رحمه الله وهو من أوائل الصناعيين بحلب، والدكتور عبد الستار الحائز على شهادة الدكتوراه في الفقه من الأزهر والذي عمل مع الأستاذ مصطفى الزرقا في موسوعة الفقه الإسلامي في الكويت ويعمل مستشارا شرعيا لكثير من المصارف الإسلامية وعلى رأسها شركة دلة في جدة، وكان الشيخ قد وجهه لطلب العلم الشرعي وأدخله في نشأته دار الحفاظ في جامع العثمانية، وعبد الهادي الذي توفي في 25 محرم 1384 المصادف 5/6/1964 في حلب بسرطان الدم وأهداه الشيخ كتابه (رسالة المسترشدين) .
عبد الغني 1328/-28 ذي الحجة 1393/1907- 22/1/1974: ومن أولاده أحمد تاجر العقار في حلب، والشيخ الدكتور حسن أبوغدة الأستاذ في جامعة الملك سعود، وله من الأحفاد الشيخ الناشئ معن حسين نعناع وفقه الله ويعمل أمينا للمكتبة في المدرسة الكلتاوية في حلب، والتي يديرها فضيلة الشيخ محمود الحوت.
السيدة شريفة زوجة السيد محمد سالم بيرقدارالمتوفى سنة 1398/1978 عن 73 عاما، وقد ولدت - أطال الله في عمرها ومتعها بالعافية - عام 1332/1914 ولها من الذكور الأستاذ عبد المعطي رجل الأعمال المعروف في مدينة حلب والمولود فيها عام 1365/1944.
السيدة نعيمة زوجة السيد علي خياطة والمولودة عام 1920: ولها من الأولاد محمود ويعمل في صناعة البلاستيك، وسعد الدين ومحمد، ولها من الأحفاد غياث طالب العلم الشرعي في المدرسة الكلتاوية في حلب.
تزوج الشيخ من السيدة فاطمة دلال الهاشمي اخت صديقه الدكتور علي الهاشمي، ووالدها المرحوم عبد اللطيف هاشمي ووالدتها المرحومة السيدة نبيهة كبه وار، فكانت له نعم الزوجة الصالحة، نهضت عنه بعبأ البيت وتربية الأولاد ليتفرغ للدعوة والعلم الشرعي، ووقفت بجانبه في الشدائد والأمراض خير زوجة وأنيس. وللشيخ ثلاثة أبناء وثمان بنات، هم على التوالي:
محمد زاهد (محرم 1372=25/9/1952) : أسماه الشيخ على اسم والده وأستاذه، وقد حاز شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة الرياض ثم الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة تورنتو حيث يقيم الآن في كندا، وله بعض المشاركات في العلم الشرعي والأدب. وهو متزوج من السيدة نجوى ناصر آغا ولهما أربعة أبناء أكبرهم عبد الفتاح.
السيدة ميمونة وهي متزوجة من المهندس فاروق أبو طوق المولود في حماة والذي يعمل مهندسا في مكة المكرمة، ولهما ولد واحد من الذكور هو المهندس أسامة.
السيدة عائشة وهي متزوجة من المهندس صلاح الدين مراد آغا المولود في حماة والذي يقيم الآن في فانكوفر بكندا، ولهما أربعة أولاد من الذكور، وتحمل شهادة البكالوريوس في اللغة العربية.
الدكتور أيمن المتخصص بأمراض القلب والذي يعمل طبيبا في مدينة ريجاينا إلى جانب عمله في إدارة المدرسة الإسلامية، وهو متزوج من السيدة منى عبد الحسيب الياسين المولودة في حماة، وله من الأولاد صبيان وأربع بنات.
السيدة فاطمة ولها أربعة أولاد من الدكتور أحمد البراء الأميري وهو نجل الأديب الشاعر الأستاذ عمر بهاء الدين الأميري رحمه الله. وتحمل شهادة البكالوريوس في اللغة العربية.
السيدة هالة المتزوجة من المهندس عبد الله المصري الذي يعمل في ميدان المقاولات بالمملكة العربية السعودية، وتحمل شهادة البكالوريوس في اللغة العربية.
السيدة حسناء وهي متزوجة من الدكتور بشار أبوطوق المولود في حماة والذي يعمل جراح أطفال في مستشفى الأطفال بالرياض، ولهما أربعة أولاد من الذكور.
السيدة لبابة وهي متزوجة من المهندس عمر عبد الجليل أخرس المولود في حلب والذي يقيم الآن في تورنتو بكندا، وتحمل شهادة الماجستير في أصول الدين.
الشيخ سلمان وهو متزوج من السيدة نهى غازي شبارق حفيدة السيد عبد الجليل شبارق أحد أحباء الشيخ القدامى في حلب، ولهما ولدان وبنت، ويحمل الشيخ سلمان شهادة الماجستير في الحديث ويعمل باحثا في مجمع الفقه الأسلامي في جدة.
السيدة أمامة وهي متزوجة من الدكتور عبد الله أبوطوق المولود في حماة والذي يقيم في تقويم الأسنان بجدة، وتحمل شهادة البكالوريوس من كلية الدعوة بجامعة الإمام.
السيدة جمانة وهي متزوجة من المهندس محمد ياسر عبد القادر كعدان المولود في حلب والذي يعمل مهندسا كيميائيا في مجال تحلية المياه في تورنتو بكندا
ولزوجة الشيخ أخوان هما:
الدكتور محمد علي الهاشمي: أستاذ الأدب العربي في جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض والكاتب والأديب المعروف.
الدكتور محمد عادل الهاشمي أستاذ الأدب الإسلامي في جامعة عجمان وصاحب المؤلفات المعروفة في هذا المجال.
طلبه العلم
شعر جده أن الشيخ سيكون له شأن آخر ولمس ذكاءه وتطلعه لطلب العلم فألحق الشيخ بالمدرسة العربية الإسلامية في حلب، حيث درس فيها أربع سنوات ثم التحق من تلقاء نفسه سنة 1356ِ/1936 بالمدرسة الخسروية التي بناها خسرو باشا أحد ولاة حلب أيام الدولة العثمانية، والتي تعرف الآن باسم الثانوية الشرعية وتخرج منها سنة 1362/ 1942، ومما يجدر ذكره أن الشيخ عندما تقدم للمدرسة كانت سنه تزيد سنة على السن القانونية، وكان زوج أخته السيد محمد سالم بيرقدار على علاقة طيبة بالأستاذ مجد الدين كيخيا مدير أوقاف حلب آنذاك، فحدثه في أمره فاستثناه من شرط السن.
شيوخه وأساتذته
شيوخه في مدينة حلب:
الشيخ راغب الطباخ (1293-1370/1877-1951) الذي كان عالما في الحديث والتاريخ، ألف ونشر كتباً عديدة من أبرزها "إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء" في سبعة مجلدات
الشيخ أحمد بن محمد الزرقا (1285-1357/1869-1937) العالم ابن العالم، الأصولي الفقيه الحنفي المتفنن، والد فضيلة الشيخ مصطفى الزرقا رحمها الله.
الشيخ عيسى البيانوني: (1290-28 ذي الحجة 1362/1874-26/12/1942) العالم الفقيه الشافعي، كان مسجده يعرف بمسجد أبي ذر - وهو في كتب التاريخ دار سبط ابن العجمي - ويقع في الجبيلة بالقرب من بيت والد الشيخ، فكان الشيخ يتردد عليه قبل طلبه العلم وبعده، وقد تركت تقواه وصلاحه أثرا لا يمحى في نفس الشيخ، وكان ولده الشيخ أحمد المتوفى سنة 1394/1974 من أقرب الأصدقاء للشيخ وألف معه كتابا اسمياه "قبسات من نور النبوة"، أما أحفاد الشيخ عيسى الشيخ الدكتور أبي الفتح والشيخ أبي النصر فقد تتلمذوا على الشيخ في كلية الشريعة بدمشق.
الشيخ محمد الحكيم (1323-1400/1904-1980) : الفقيه الحنفي ومفتي الحنفية في حلب.
الشيخ أسعد عبجي (1305-1392/1895-1972) : الفقيه الشافعي ومفتي الشافعية بحلب.
الشيخ أحمد بن محمد الكردي (1299-1377/1885-1957) :العلامة الفقيه الحنفي البارز
الشيخ محمد نجيب سراج الدين (1292-1373/1876-1954) : العلامة الرباني الفقيه المفسر الواعظ، والد الشيخ عبد الله سراج الدين زميل الشيخ والعالم المرموق رحمه الله تعالى.
الشيخ مصطفى الزرقا (1321-19 ربيع الأول 1420/1901-3/7/1999) ابن العلامة الشيخ أحمد الزرقا والفقيه الأصولي المتفنن، فقيه عصره لا سيما في المعاملات والفقه المقارن، وهو إلى جانب ذلك ضليع باللغة العربية والأدب، تتلمذ على يديه ألوف من المشايخ والحقوقيين خلال تدريسه في جامعة دمشق 1944-1966، ولا يزال كتابه المدخل الفقهي العام مرجعا أساسا في فهم علم الفقه ودراسته
دراسته في الأزهر
بعد تخرجه من الثانوية الشرعية، رحل الشيخ في طلب العلم إلى مصر عام 1364/1944 للدراسة في الأزهر الشريف، فالتحق بكلية الشريعة ودرس فيها على يد نخبة من كبار علمائها في القترة ما بين 1364-1368/ 1944-1948، ثم تابع دراسته فتخصص في علم النفس أصول التدريس في كلية اللغة العربية في الأزهر أيضاً وحاز على شهادتها سنة 1370/1950.
شيوخه في الأزهر:
الشيخ محمد أبو زهرة (1316-1395/1898-1974) : العلامة، الأصولي، الفقيه، كتب أكثر من أربعين كتابا في أصول الفقه وتاريخه ومقارنته، أثنى ثناء عاطرا على الشيخ عبد الفتاح في رسائله إليه.
الشيخ محمد الخضر حسين (1292-1377/1876-1958) : علامة التفسير والفقه في زمانه لاسيما الفقه المالكي والفقه المقارن، انتهت إليه إمامة الأزهر.
الشيخ يوسف الدجوي (1310-1383/1893-1963) : الفقيه العلامة.
الشيخ عبد المجيد دراز: الفقيه العلامة.
الشيخ أحمد محمد شاكر (1310-1383/1893-1963) : المحدث العلامة
الشيخ محمود بن محمد شلتوت (1310-1383/1893-1963) : المفسر والفقيه وشيخ الجامع الأزهر
الشيخ مصطفى صبري (1286-1373/1869-1954) : شيخ الخلافة العثمانية سابقا، هاجر إلى مصر هربا من اضطهاد أتاتورك، وعاش عيشة كفاف وكرامة، كان عالما بالحديث والأصول والفقه الحنفي والفقه المقارن، والفلسفة والسياسة، من أبرز كتبه
الشيخ عبد الحليم محمود (1328-1398/1907-1978) : المفسر، الأصولي، الفقيه، المتصوف، الأديب، انتهت إليه إمامة الأزهر
الشيخ عيسى منون (1306- 4 جمادى الثانية 1376/1889-1956) : الفقيه الأصولي الشافعي ولد بفلسطين وتوفي بالقاهرة.
الشيخ زاهد الكوثري (1296-1371/1879-1952) أمين المشيخة في الدولة العثمانية هاجر إلى مصر هربا من اضطهاد أتاتورك، وعاش عيشة كفاف وكرامة، كان عالما بالحديث والأصول والفقه الحنفي والفقه المقارن، ورث عنه الشيخ عبد الفتاح معرفته وولعه بالكتب والمخطوطات وأماكنها، حقق ونشر كثيرا من الكتب والمخطوطات.
الشيخ أحمد بن عبد الرحمن البنا الساعاتي (1301-1375/1885-1958) والد الإمام حسن البنا، كان عالما بالحديث والفقه الحنبلي.
الشيخ عبد الوهاب خلاف (1305-1375/1888-1956) : المحدث، الأصولي، الفقيه، الفرائضي ألف ونشر كثيرا من الكتب، من أبرزها: أصول الفقه.
زملاؤه في الدراسة في مصر
درس مع الشيخ في مصر لفيف مبارك من علماء الأمة الإسلامية نذكر فيما يلي بعضا منهم وقد أشرنا بنجمة * لمن توفاه الله:
الشيخ محمد الحامد*: العالم التقي الصالح توفي بحماة في سورية
الشيخ محمد علي المراد*: العالم الفقيه ولد بحماة في سورية توفي بالمدينة المنورة
الشيخ محمد علي مشعل: ولد بحمص في سورية ويعيش بجدة في المملكة العربية السعودية
الشيخ محمود صبحي عبد السلام: من ليبيا، وكان أول أمين عام لجمعية الدعوة الإسلامية العالمبة عندما تأسست عام 1972 في ليبيا
الشيخ د. محمد فوزي فيض الله: ولد بحلب ودرس في كليات الشريعة بجامعتي دمشق والكويت
الشيخ سيد سابق*: الفقيه المعروف صاحب كتاب فقه السنة ولد وتوفي بمصر.
كان الشيخ عبد الفتاح أبوغدة بشخصيته القوية المتميزة، شخصية العالم المسلم العامل المجاهد، فهو واسع العلم، رحب الإطلاع، يعيش قضايا أمته وعصره، يضع هموم المسلمين نصب عينيه، مدركاً كل الأبعاد التي تحيط بهم وهو مع اتصافه بكل ما تقتضيه شخصيته العلمية، من رزانة وهيبة ووقار، حلو الحديث، رشيق العبارة، قريب إلى قلوب جلسائه، يأسرهم بحسن محاضرته، وطيب حديثه، وبُعد غوره، مع حضور بديهة، وحسن جواب، فلا غرو بعد ذلك أن تلتقي عليه القلوب، وتتعلق به النفوس، وأن يكون موضوع الحب والتقدير والثقة لدى جميع من خالطه من إخوانه وأحبابه، وهو إلى جانب ذلك كان بعيداً عن الغلو والانفعال، يزن الأمور بميزانها الشرعي الدقيق، وقد أخذ بذلك نفسه وتلامذته، ولا أدل على ذلك، من أن يستشهد الإنسان بموقف الشيخ رحمه الله تعالى، من العالم الجليل الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى، فقد كان الشيخ يدرس ويعلم في بيئة فيها كثير من التحفظ تجاه الإمام ابن تيمية، وإذا أضفنا إلى ذلك تتلمذ الشيخ على الشيخ محمد زاهد الكوثري رحمه الله، وكان هو الآخر شديد الازورار عن الإمام ابن تيمية، إلا أن كل هذا وذاك لم يمنعا الشيخ عبد الفتاح أن ينصف شيخ الإسلام، وأن يذكره في مجالس علمه في مدينة حلب في الخمسينيات والستينيات، بما هو أهل له، وأن يغرس في نفوس أجيال الشباب من الدعاة والعالمين حبه واحترامه، على أنه العالم المجاهد وأن يفعل الشيء نفسه بالنسبة لتلميذه الإمام ابن القيم رحمه الله غير عابئ بما يجره ذلك من مخالفة من الوسط العلمي، أو مخالفة شيخ له، يحبه ويجله ويرى في ابن تيمية ما لا يراه.
وعلى الصعيد الشخصي كان الشيخ مثالا لا يجارى في الأخلاق والذوق والكياسة، تأثر به كل من احتك به، كان رفيقا شفيقا يفضل التلميح على التصريح، متأسيا بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان شامة بين العلماء، ويحب للمسلم أن يكون شامة بين الناس اتباعا لهدي المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم، وكان يحب اللباس المتوسط النظيف البعيد عن المغالاة، ويحرص على نظافة ملابسه وحذائه، لا يفارقه الطيب في كل أحيانه يشتريه من حلب من محل كرزة وفتوح أو ينفحه به محبه الحاج عبد الغني بوادقجي، ومن قرأ كتابه (من أدب الإسلام) أدرك الذوق الرفيع والخلق السامق الذي تمتع به رحمه الله.
كان خط الشيخ مثالا في الإتقان يعجب به كل من رآه، وكان حريصا على انتقاء أٌقلامه من أجود الأقلام ليبقى خطه متسقا منسجما، وكان يستعمل في أول أمره قلم حبر من صنع ألماني Tropen ثم استعمل قلم باركر ثم استعمل في السنين الأخيرة من حياته قلم الحبر الجاهز، وكان رحمه الله يرغب في الحبر السائل ويعرض عن الحبر الجاف، ويستعمل قلم الرصاص للتعليقات والملاحظات السانحة، حيث كان لا يفارقه قلم صغير وأوراق يقيد بها الخواطر والأفكار.
عمله في التدريس بسورية
بعد أن أكمل الشيخ دراسته في مصر، عاد إلى سورية وتقدم سنة1371/1951 م لمسابقة اختيار مدرسي التربية الإسلامية لدى وزارة المعارف فكان الناجح الأول فيها، ودرس مادة التربية الإسلامية أحد عشر عاماً في أبرز ثانويات حلب: هنانو، والمأمون، والصنائع، كما شارك في تأليف الكتب المدرسية المقررة لهذه المادة، ودرّس إلى جانب ذلك في المدرسة الشعبانية، وهي مدرسة شرعية أهلية متخصصة بتخريج الأئمة والخطباء، ودرّس في الثانوية الشرعية "الخسروية" التي تخرج فيها، ثم انتدب للتدريس في كلية الشريعة في جامعة دمشق، ودرّس فيها لمدة ثلاث سنوات "أصول الفقه" و"الفقه الحنفي" و "الفقه المقارن بين المذاهب" وقام بعد ذلك بإدارة موسوعة "معجم فقه المحلى لابن حزم" وكان قد سبقه للعمل فيه بعض الزملاء فأتمه، وأنهى خدمته، وطبعته جامعة دمشق في ضمن مطبوعاتها في مجلدين كبيرين..
نشاطه الدعوي في سورية
بعد أن عاد الشيخ إلى بلده سورية، حمل على عاتقه عبء الدعوة إلى الله تعالى، فكان له نشاطه الدعوي، وتعلق الإخوان بدورهم بالشيخ رحمه الله تعالى ووثقوا به،
منذ عودته إلى سورية من مصر، كان الشيخ إلى جانب عمله في التدريس، نشيطا في الدعوة إلى الله، فنال ثقة العامة والخاصة، واحترام أقرانه، لورعه وتقواه وعلمه ورجاحة عقله وحكمته، فكان مرشداً وسنداً وموئلاً،. بل وكان بشخصيته المتميزة وسلوكه السامق مدرسة دعوية حية متحركة، تتلمذ عليه فيها ثلاثة أجيال أو أكثر من الدعاة العاملين، كلهم يفخر بأنه قد نال شرف الاغتراف من بحر فضيلته رحمه الله تعالى وأفسح له في جناته، وكانت دروس مادة التربية الدينية التي يدرسها من أحب الدروس للطلبة وموضع إقبالهم واهتمامهم، بعد أن كانوا يعرضون عن أمثالها.
وفي مسجد "الخسروية" حيث كان يجتمع أسبوعياً آلاف المصلي لحضور خطبة الجمعة، كان الشيخ يطرح على منبره قضايا الإسلام والمسلمين المعاصرة متصدياً للاستبداد، وللنزعات العلمانية، غير عابئ بما قد يناله من أذى، مرددا بجرأة العالم المسلم المجاهد قولة الصحابي الشهيد خباب بن الأرت:
ولست أبالي حين أقتل مسلماً على أي جنب كان في الله مصرعي
أما دروسه فقد كانت تغص بها المساجد ويتحشد لها المستمعون، وكان للشيخ الأنشطة التالية:
خطبة الجمعة الأسبوعية، التي كان يلقيها على منبر الجامع الحموي أولا، ثم جامع الثانوية الشرعية "الخسروية"
جلسة للتفقه في الدين بعد خطبة الجمعة فيها أسئلة وأجوبة، تغطي حياة المسلمين الخاصة والعامة، يجيب الشيخ فيها عن جميع التساؤلات بمنهج رشيد سديد، يربط الفتوى بدليلها الشرعي، وبالعصر الذي يعيشه المسلمون، ممعناً في الترغيب والترهيب والتوجيه
درس في الحديث والتربية والتهذيب بين مغرب وعشاء يوم الخميس في جامع سيف الدولة
درس في الفقه بين مغرب وعشاء يوم الإثنين في جامع زكي باشا المدرس، بالإسماعيلية حيث كان الشيخ يغمر الحاضرين بواسع علمه، في المقارنة بين المذاهب وذكر الأدلة والترجيح بين الأقوال
درس متقطع في السيرة في جامع الصديق بالجميلية
إلى جانب هذا الدروس كان للشيخ لقاءات دورية مع علماء حلب ومدرسي التربية الدينية فيها للتشاور فيما يهم المسلمين في المدينة ومايتعلق بالتعليم فيها، وهو في كل ذلك عمدة الميدان والمشار إليه بالبنان.
انتخب الشيخ سنة 1382/1961م نائباً عن مدينة حلب، بأكثرية كبيرة، فنال بذلك ثقة مواطنيه، على الرغم من تألب الخصوم عليه من كل الاتجاهات، ومحاولاتهم المستميتة للحيلولة بينه وبين الوصول إلى مجلس النواب، وفي مجلس النواب السوري، قام الشيخ عبد الفتاح مع إخوانه بنصرة قضايا الإسلام والمسلمين في سورية، وقد أشار الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في مذكراته لبعض مواقف الشيخ إزاء محاولات من جهات شتى لإغفال الإسلام دينا للدولة من الدستور السوري، وفي عام 1965 بعد عامين على حل المجلس النيابي، غادر الشيخ سورية ليعمل مدرسا في كلية الشريعة بالرياض، ولما عاد إلى بلده في صيف 1386/1966 أدخل السجن مع ثلة من رجال العلم والفكر والسياسة، ومكث في سجن تدمر الصحراوي مدة أحد عشر شهرا، وبعد كارثة الخامس من يونيو/حزيران سنة 1967 م أفرجت الحكومة آنذاك عن جميع المعتقلين السياسيين، وكان الشيخ رحمه من بينهم.
كانت عضوية الشيخ في جماعة الإخوان المسلمين مبنية على قناعته بضرورة العمل الجماعي لنصرة الإسلام والمسلمين لا جريا وراء المناصب والمسميات، فقد كان التفرغ للعلم والتحقيق الرغبة الدائمة التي رافقته طوال حياته، ومع رغبة الشيخ الملحة في الانصراف بكليته إلى الجانبين العلمي والدعوي، فقد اضطر أكثر من مرة، أن يستجيب لرغبة إخوانه، فيتحمل معهم بعض المسؤوليات التنظيمية، فكان أن تولى - على غير رغبة منه أو سعي - منصب المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية مرتين، ثم تخلى عنه في أقرب فرصة مناسبة متفرغاً للعلم والتأليف.
حياته في السعودية
بعد خروجه من السجن انتقل الشيخ ثانية إلى المملكة العربية السعودية، متعاقداً مع جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض حيث عمل مدرساً في كلية الشريعة ثم في المعهد العالي للقضاء الذي أسس حديثا، وأستاذاً لطلبة الدراسات العليا، ومشرفاً على الرسائل العلمية العالية، فتخرج به الكثير من الأساتذة والعلماء، وقد شارك خلال هذه الفترة 1385-1408/1965-1988 في وضع خطط جامعة الإمام محمد بن سعود ومناهجها، واختير عضواً في المجلس العلمي فيها، ولقي من إدارة الجامعة ومدرائها فضيلة الشيخ عبد العزيز بن محمد آل الشيخ، والدكتور عبد الله عبد المحسن التركي كل تكريم وتقدير، ولقي مثل ذلك من فضيلة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى الذي ترجم له الشيخ في كتابه "تراجم ستة من علماء العالم الإسلامي في القرن الرابع عشر"، كما كان محل احترام وتقدير من وزير المعارف المرحوم حسن بن عبد الله آل الشيخ.
انتدب الشيخ أستاذاً زائراً لجامعة أم درمان الإسلامية في السودان ولجامعة صنعاء في اليمن، ولمعاهد الهند وجامعاتها، وشارك في الكثير من الندوات والمؤتمرات الإسلامية العلمية، التي تعقد على مستوى العالم الإسلامي، وكانت له جهود طيبة في جميع هذه المجالات حيث درس في الأردن والباكستان وتركيا والجزائر والعراق وقطر، وعمل فترة في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض ثم انتقل للعمل متعاقداً مع جامعة الملك سعود في الرياض وقبل وفاته بسنوات تفرغ من العمل وعكف على العلم والتأليف حتى وافته المنية رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
كذلك اختير الشيخ لتمثيل سورية في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بعد شغور مقعدها بوفاة الشيخ حسن حبنكة الميداني، فقام بذلك خير قيام مع الأعضاء الآخرين لنشر الدعوة إلى الله ومتابعة قضايا المسلمين في العالم حتى توفاه الله تعالى.
عودته إلى سورية
تلقى الشيخ في عام 1405/1995 دعوة من الرئيس حافظ الأسد ليعود إلى سورية، حيث أعرب على لسان فضيلة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي أنه يكن احتراما كبيرا للشيخ وعلمه ويرغب أن يكون بين أهله وفي بلده، ومبديا رغبته في الالتقاء بالشيخ، وقد استجاب الشيخ لهذه المبادرة الطيبة آملا أن تكون بداية لرأب الصدع الذي حصل في سورية في عقد الثمانينيات فعاد إلى سورية مؤملاً تقريب وجهات النظر وتخفيف المعاناة التي أدت إليها أحداث مؤسفة سابقة أواخر حياته، ولم يقدر أن يلتقي الرئيس بالشيخ الذي كان موضع حفاوة رسمية ممن التقى به من المسئولين، وأتاحت له عودته إلى سورية بعد غياب دام سبعة عشر عاما أن يرى بلده قبل وفاته، وينعم بفيض الحب الغامر من محبيه وعارفي فضله الذين تقاطروا على بيته، والمسجد الذي يصلي فيه، حيث كان الشيخ يصلي الصلوات في جامع الروضة، ويصلي الجمعة في مسجد الرحمة بحي حلب الجديدة، فكان المصلون يهرعون إليه حيثما كان في مشاهد تزدان بالوفاء النادر والمحبة العامرة في القلوب.
وقد تشرف بخدمة الشيخ في حلب في هذه الفترة تلميذه الشيخ مجاهد شعبان رحمه الله والحاج عدنان قناعة فكان الأول رهن إشارة الشيخ للتحقيق العلمي والمذاكرة في أبواب الفقه والأدب، يسجل فوائد يستقيها من الشيخ في دفتر خاص، وكان الحاج عدنان يقوم بقضاء مصالح الشيخ المعيشية، فجزاهما الله خير الجزاء.وفي هذه الفترة قام الشيخ برحلة إلى قلعة شيزر قرب حماة، وهي قلعة الأمير المجاهد الأديب أسامة بن منقذ الذي كان الشيخ رحمه الله معجباً بشخصيته التي تتبدى من مذكراته حول حقبة الحروب الصليبية وتخلف الصليبين الحضاري والعلمي، وكان معه في هذه الرحلة الشيخ مجاهد شعبان والمهندس محمد خضرو رحمهما الله والشيخ الناشئ محمود نور الدين مجاهد شعبان وفقه الله. ومما ينبغي ذكره أن الشيخ مجاهد قد توفي رحمه الله عام 1420/2000 في حادث سيارة ثم تلاه المهندس محمد خضرو عام 1421/2001 رحمهما الله رحمة واسعة.
مرضه ووفاته
على إثر تلقيه رسالة سنة 1394/1974 تخبره بوفاة أخيه عبد الغني تأثر الشيخ تأثرا شديداً أصيب على إثره بأزمة قلبية شديدة ألزمته المستشفى بضعة أسابيع، ولكن الله عز وجل عافاه، ورغم أنه مر بشدائد كثيرة فيما بعد إلا أن حالته الصحية فيما يختص بالقلب بقيت مستقرة طوال حياته، وفي عام 1409/1989 أحس الشيخ بقصور في بصره، أدخل على إثره مستشفى الملك خالد للعيون في الرياض حيث تولى علاجه تلميذه الدكتور ظافر وفائي الذي شخص مرضه بتهتك في اللطخة الصفراء في الشبكية تصبح معه الرؤية الأمامية - وكذلك القراءة - متعذرة، والعلاج الوحيد هو إيقاف تقدم المرض بأشعة الليزر دون أن يتمكن المريض من استرجاع ما فقده من إبصار، وقد اعتمد الشيخ بعدها في القراءة على جهاز مكبر أشيه بالتلفاز يحمله حيث ذهب، وأصبح عبء القراءة والمراجعة على زوجته التي تفرغت تماما لرعايته والعمل معه.
وفي سنة 1412/1992 اشتبه الأطباء بوجود ورم خبيث في كبد الشيخ رحمه الله وأكدوا على وجوب استئصاله جراحيا ولو من جانب الحيطة الواجبة، ولكن ما لبث هذا الورم - بفضل الله ووسط دهشة الأطباء - أن انكمش وعاد الكبد إلى حالته الطبيعية.
وفي شهر شعبان 1417/ديسمبر1996 شعر الشيخ بضعف آخر في نظره فعاد من حلب إلى الرياض ليتلقى علاجا آخر لم يكن ناجعا ونتج عنه صداع شديد لازم الشيخ طيلة أيامه الباقية، ثم اشتكى الشيخ في أواخر رمضان من ألم في البطن أدخل على إثره مستشفى الملك فيصل التخصصي وتبين أنه ناتج عن نزيف داخلي بسبب مرض التهابي، وما لبث أن التحق بالرفيق الأعلى فجر يوم الأحد التاسع من شوال 1417 الموافق 16 من فبراير 1997 عن عمر يناهز الثمانين عاماً فرحمه الله رحمة واسعة.
غسل الفقيد ابنه الشيخ سلمان وتلميذه الملازم له الشيخ محمد الرشيد، وجرت الصلاة عليه عقب صلاة الظهر في الرياض ثم نقل بطائرة خاصة مع عائلته وأحبابه إلى المدينة المنورة حيث صلي عليه بعد صلاة العشاء ثم شيعه أحبابه وتلاميذه الذي توافدوا من كل مكان في السعودية إلى مقبرة البقيع، فنال شرف جوار المصفى صلى الله عليه وسلم بعد أن تشرف بخدمة حديثه وسنته الشريفة.
خلفت وفاته أسى عميقا في قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وعبر الرئيس السوري حافظ الأسد - بواسطة فضيلة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي - عن تأثره العميق لوفاته دون أن تتاح له فرصة الالتقاء به، حيث كان يتطلع إلى لقاء طويل واف معه، ووضع تحت تصرف أهله طائرة خاصة لنقل جثمانه - إن شاءوا - إلى سورية، وعقد في حلب مجلس للتعزية حضره إلى جانب المسئولين أعداد كبيرة من المحزونين، وشارك في تأبين الفقيد فضيلة الشبخ محمد سعيد رمضان البوطي والدكتور فتحي يكن من لبنان وتلميذه البار الشيخ مجاهد شعبان رحمه الله.
وتدفقت برقيات ورسائل التعزية على أهله من كل أنحاء المعمورة ولا عجب فقد كان عالما عاملا فيه عزة الإسلام وتواضع الدعاة، سار على نهج النبوة في خلقه وأخلاقه، فأضاء الله بصيرته وذلل له مقاليد العلوم، وألقى محبته في قلوب الصالحين من عباده.
طبت حياً وميتاً يا أبا زاهد وجزاك الله عنا وعن المسلمين خير ما يجزي به الله عالماً مجاهداً متقناً مخلصاً عن الإسلام وعن أهله وأبناء أمته
جهوده العلمية
يعد الشيخ عبد الفتاح أبوغدة من العلماء الثقات، الذي يفخر بهم العالم الإسلامي في هذا القرن، وقد أحاط بالعلوم الشرعية، وملك زمام اللغة العربية والشعر والتاريخ، وتبحر في علمي الفقه والحديث، حيث أكب منذ بداية حياته العلمية على تحقيق ونشر الكتب النفيسة في هذين الفنين وغيرهما.
وأول كتاب نشره الشيخ هو (الرفع والتكميل في الجرح والتعديل) للإمام عبد الحي اللكنوي، وقد طبعه في حلب عند مطبعة الأصيل التي كان صاحبها الأستاذ سامي الأصيل من أصدقائه، فصبر على دقة الشيخ في التصحيح وإتقانه في إخراج كتبه، بتعاون المحب وتفهم الساعي للكمال، وقد أصبحت كتبه بعد ذلك - في إخراجها - مدرسة للعلماء والباحثين من بعده، ينهجون نهجها وينسجون على منوالها، وقد قام بطبع أغلب كتب الشيخ الأستاذ المهندس رمزي دمشقية صاحب دار البشائر الإسلامية في بيروت رحمه الله تعالى، وكانت دائما غنية بمضمونها، راقية في شكلها، تنم على إحساس عال لدى الشيخ في تكريم الكتاب، وعلى ذوق رفيع في طريقة إخراجه.
ويمتاز تحقيق الشيخ عبد الفتاح، بأنه يُقَدِّم مع الكتاب المحقق، كتاباً آخر، مليئاً بالفوائد النادرة والتوضيحات النافعة، التي توضح الغامض، وتسدد وتصوِّب وتُرَجِّح وتُقّرب العلم إلى طالبه، وتحببه إليه.
وللشيخ رحمه الله تعالى، ولع شديد بكتب العلم، يتتبعها في مظانها، مطبوعة ومخطوطة، ويصرف وقته وجهده وماله، في سبيل اقتنائها وخدمتها، فتجمعت لديه مكتبة من أمهات المكاتب فيها الأعلاق النفيسة والنسخ النادرة من الكتب، وذهب جلها في الأحداث الأليمة التي طالت سورية في أعوام 1978-1982، وأعادت الحكومة السورية ما تبقى منها للشيخ عند عودته إلى سورية في عام 1995.
وكان منهج الشيخ في التحقيق والتأليف منهج المتأني الحريص على خدمة الكتاب من حيث الشكل والمضمون، فلم يكن يهدف إلى ربح مادي أو شهرة معنوية، ولذا كان الكتاب يبقى لديه حبيس التأليف والتحقيق سنين طويلة حتى إذا اطمأن إلى أنه قد قارب الاكتمال والحد المرضي من الجودة، أرسل به إلى المطبعة، وعكف شخصيا على مراجعة تجاربه المرة تلو المرة، وكانت زوجة الشيخ في كل هذه المراحل إلى جانبه عونا وسندا ومعاونا لا يفتر، وبخاصة بعد أن تأثر بصره، فما توقف إنتاجه العلمي حتى آخر أيام حياته فجزاها الله أفضل الجزاء.
وتتوجت حياة الشيخ العلمية عندما قام مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية في لندن بتكريم الشيخ فاختاره لنيل أول جائزة علمية تحمل اسم سلطان بروناي في حفل كبير في لندن في صيف عام 1415/1995 تقديراً لجهوده في التعريف بالإسلام ومساهماته القيمة في خدمة الحديث النبوي الشريف، وقد حضر الحفل سلطان بروناي ووزير التعليم فيها داتو عبد العزيز بن عمر الذي كان يحب الشيخ ويجله، كما حضره عدد كبير من الدبلوماسيين والعلماء، وعلى رأسهم فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي، كما حضر الحفل السفير السعودي الدكتور غازي القصيبي، والسفير السوري محمد خضر الذي تقدم مع أركان السفارة السورية بلندن من الشيخ في نهاية الحفل وشد على يده مهنئا وقائلا له: لقد رفعت رأس سورية عاليا وإننا نفتخر بك وبأمثالك من العلماء.
وقد وجه السلطان الدعوة للشيخ لزيارة بروناي في العام القادم لحضور حفل تقديم الجائزة لباحثين في علوم القرآن - قدر الله أن يكون أولهما من حلب والثاني من دمشق - هما د. أحمد خراط ود. محمد عدنان زرزور، وقد حضر الحفل ولي العهد ثم قابل السلطان العلماء في قصره تكريما لهم، وزار الشيخ خلال الزيارة جامعة بروناي ومفتي السلطنة، ودار تحفيظ القرآن الكريم.
مؤلفات الشيخ عبد الفتاح أبوغدة
أولاً- المحققة وفقاً لترتيبها في النشر:
1- الرفع والتكميل في الجرح والتعديل للإمام عبد الحي اللكنوي وطبع 3 طبعات أولها سنة 1383-1963 بحلب
2- الأجوبة الفاضلة للأسئلة العشرة الكاملة للإمام اللكنوي وطبع 3 طبعات أولها سنة 1384-1964 بحلب
3- رسالة المسترشدين للإمام الحارث المحاسبي وطبع 8 طبعات أولها سنة 1384-1964 بحلب، وترجم إلى اللغة التركية
4- التصريح بما تواتر في نزول المسيح لمحمد أنور الكشميري، وطبع 5 طبعات أولها سنة 1385-1965 بحلب
5- إقامة الحجة على أن الإكثار من التعبد ليس ببدعة للإمام اللكنوي طبع بحلب سنة 1966-1386
6- الإحكام في تمييز الفتاوى عن الأحكام وتصرفات القاضي والإمام للإمام القرافي وطبع طبعتان أولاهما سنة 1387-1967 بحلب
7- فتح باب العناية بشرح كتاب النقاية في الفقه الحنفي للملا علي القاري الهروي المكي، طبع الجزء الأول بحلب محققاً سنة 1387-1967، ولم يقدر للشيخ أن يتمه تحقيقاً ثم طبع في لبنان دون تحقيق
8- قاعدة في الجرح والتعديل للحافظ تاج الدين السبكي، وطبع 5 طبعات أولها ببيروت سنة 1388-1968
9- المنار المنيف في الصحيح والضعيف للإمام ابن قيم الجوزية، وطبع 5 طبعات أولها سنة 1389-1969 في بيروت
10- المصنوع في معرفة الحديث الموضوع للإمام ملا علي القاري، وطبع 3 طبعات أولها سنة 1389-1969 بحلب
11- فقه أهل العراق وحديثهم للأستاذ محمد زاهد الكوثري وطبع ببيروت سنة 1390-1970
12- خلاصة تهذيب الكمال في أسماء الرجال للحافظ الخزرجي طبع مصوراً أربع مرات أولها ببيروت سنة 1390-1970 مع مقدمة ضافية وتصحيح أغلاط وتحريفات كثيرة.
13- قواعد في علوم الحديث لمولانا ظفر الله التهانوي، وطبع 6 طبعات أولها ببيروت سنة 1392-1972 وترجم بعضه إلى التركية
14- المتكلمون في الرجال للحافظ السخاوي، وطبع 4 طبعات أولها ببيروت سنة 1400-1980
15- ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل للحافظ الذهبي، وطبع 4 طبعات أولها ببيروت سنة 1400-1980
16- قصيدة عنوان الحكم لأبي الفتاح البستي أولها ببيروت سنة 1404-1984
17- الموقظة في علم مصطلح الحديث للحافظ الذهبي وطبع 3 طبعات أولها ببيروت سنة 1405-1985
18- سنن الإمام النسائي طبعه الشيخ مصوراً ومفهرساً، وطبع 3 طبعات أولها ببيروت سنة 1406-1986
19- الترقيم وعلاماته للعلامة أحمد زكي باشا، وطبع طبعتان أولاهما سنة 1407-1987 ببيروت
20- سباحة الفكر بالجهر بالذكر للإمام عبد الحي اللكنوي، وطبع 3 طبعات أولها ببيروت سنة 1408-1988
21- قفو الأثر في صفو علم الأثر ابن الحنبلي، وطبع طبعتان أولاهما ببيروت سنة 1408-1988
22- بلغة الأريب في مصطلح آثار الحبيب للحافظ الزبيدي، وطبع ببيروت سنة 1408-1988
23- جواب الحافظ المنذري عن أسئلة في الجرح والتعديل، وطبع ببيروت سنة 1411-1991
24- التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن للعلامة الشيخ طاهر الجزائري الدمشقي، وطبع ببيروت سنة 1412-1992
25- تحفة الأخيار بإحياء سنة سيد الأبرار ومعه حاشيته نخبة الأنظار على تحفة الأخبار للإمام عبد الحي اللكنوي، وطبع ببيروت سنة 1412-1992
26- التحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجيز للشيخ زاهد الكوثري، وطبع ببيروت سنة 1413-1994
27- تصحيح الكتب وصنع الفهارس المعجمة للعلامة أحمد شاكر، وطبع ببيروت سنة 1414-1994
28- تحفة النساك في فضل السواك للعلامة الميداني، وطبع ببيروت سنة 1414-1993
29- كشف الالتباس عما أورده الإمام البخاري على بعض الناس للعلامة عبد الغني الميداني، وطبع ببيروت سنة 1414-1993
30- العقيدة الإسلامية التي ينشأ عليها الصغار للإمام ابن أبي زيد القيرواني وطبع طبعتان أولاها ببيروت سنة 1414-1993
31- الحث على التجارة والصناعة والعمل للإمام أبي بكر الخلال الحنبلي، وطبع ببيروت سنة 1415-1995
32- توجيه النظر إلى أصول الأثر تأليف الشيخ طاهر الجزائري وطبع ببيروت سنة 1416-1995
33- ظفر الأماني في شرح مختصر الجرجاني للإمام عبد الحي اللكنوي وطبع ببيروت سنة 1416-1995
34- رسالة الألفة بين المسلمين للإمام ابن تيمية ومعها رسالة في الإمامة للإمام ابن حزم الظاهري، وطبع ببيروت سنة 1417-1996
35- مكانة الإمام أبي حنيفة في الحديث للشيخ العلامة المحدث محمد عبد الرشيد النعماني، وطبع ببيروت سنة 1416-1996
36- الحلال والحرام وبعض قواعدهما في المعاملات المالية لشيخ الإسلام ابن تيمية، وطبع ببيروت سنة 1416-1996
37- شروط الأئمة الخمسة للحازمي، وقد صدر بعد وفاة الشيخ سنة 1417-1997
38- شروط الأئمة الستة للحافظ ابن طاهر المقدسي، وقد صدر بعد وفاة الشيخ سنة 1417-1997
39- كتاب الكسب للإمام محمد بن الحسن الشيباني، وقد ألحق الشيخ به رسالة الحلال والحرام وبعض قواعدهما، وقد صدر بعد وفاة الشيخ سنة 1417-1997
40- ثلاث رسائل في استحباب الدعاء ورفع اليدين بعد الصلوات المكتوبة، وقد صدر بعد وفاة الشيخ سنة 1417-1997
41- الانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء للإمام ابن عبد البر، وقد صدر بعد وفاة الشيخ سنة 1417-1997
42- خطبة الحاجة ليست سنة في مستهل الكتب والمؤلفات كما قال الشيخ ناصر الألباني، وهذه الرسالة نشرت بعد وفاة الشيخ ضمن مجلة مركز بحوث السنة والسيرة بجامعة قطر.
ثانياً: المؤلفات وفقاً لترتيبها في النشر:
1- مسألة خلق القرآن وأثرها في صفوف الرواة والمحدثين وكتب الجرح والتعديل، وطبع ببيروت سنة 1971-1391
2- صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل، وطبع 4 طبعات أولها ببيروت سنة 1391-1971، وقد ترجم إلى اللغتين التركية والأردية
3- كلمات في كشف أباطيل وافتراءات، وقد طبعه الشيخ سنة 1394-1974 رداً على أباطيل ناصر الألباني وصاحبه سابقاُ زهير الشاويش ومؤازريهما، وكان الشيخ يقدمها لبعض العلماء الذين يطلبونها، ولم تعرض للبيع في المكتبات حتى عام 1411-1991 حين طبعت ضمن رسالة جواب الحافظ المنذري
4- العلماء العزاب الذين آثروا العلم على الزواج، وطبع 4 طبعات أولها ببيروت سنة 1402-1982
5- قيمة الزمن عند العلماء، وطبع 6 طبعات أولها ببيروت سنة 1404-1984، وترجم إلى التركية ويترجم إلى الإنجليزية
6- لمحات من تاريخ السنة وعلوم الحديث، وطبع 4 طبعات أولها ببيروت سنة 1404-1984
7- أمراء المؤمنين في الحديث، وطبع ببيروت سنة 1411-1991
8- من أدب الإسلام، وطبع عدة مرات أولها ببيروت سنة 1412-1992، وقد ترجم إلى الإنجليزية والأردية والتركية والصينية.
9- الإسناد من الدين ومعه: صفحة مشرقة من تاريخ سماعات الحديث عند المحدثين، وطبع ببيروت سنة 1412-1992
10- منهج السلف في السؤال عن العلم وفي تعلم ما يقع وما لم يقع، وطبع ببيروت سنة 1412-1992
11- السنة النبوية وبيان مدلولها الشرعي والتعريف بحال سنن الدارقطني، وطبع ببيروت سنة 1413-1993
12- تحقيق اسمي الصحيحين واسم جامع الترمذي وطبع ببيروت سنة 1414-1993
13- الرسول المعلم وأساليبه في التعليم، وطبع ببيروت سنة 1417-1996
14- نماذج من رسائل أئمة السلف وأدبهم العلمي، وطبع ببيروت سنة 1417-1996
15- تراجم ستة من فقهاء العالم الإسلامي في القرن الرابع عشر وآثارهم الفقهية، وقد صدر بعد وفاة الشيخ سنة 1417-1997
16- رسالة الإمام أبي داود إلى أهل مكة في وصف سننه، وقد صدر بعد وفاة الشيخ سنة 1417-1997
وقد ترك الشيخ مؤلفات ومحققات وأبحاث عديدة تنتظر النشر بعون الله تعالى.
تنبيه:
للشيخ العلامة الألباني والشيخ بكر أبو زيد وغيرهم من أهل العلم ملاحظات عقدية على الشيخ عبد الفتاح أبو غدة
------------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/210)
نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية
لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد حفظه الله
هذا هو العلامة الجهبذ الفقيه عبد القادر شيبة الحمد وحوارٌ معه وشيءٌ من أخباره
هو الفقيه، المربي الفاضل عبد القادر شيبة الحمد _حفظه الله ورعاه، وأطال الله في عمره على طاعةِ الله، ونفع الله به الإسلام والمسلمين.
ولد الشيخ في مصر_وهي موطنه الأصلي_الموافق (20) جماد الثانية (1339هـ) .
عمره الآن (84 سنة) أطال الله في عمره على طاعة، تزوج بواحده قبل قدومه للسعودية فلما ماتت زوجوه أهل بريدة من حمولة من كبار الحمايل،ثم تزوج الثالثة من كبار حمايل عنيزة.
وهذا هو الموقف الشرعي حيث قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((من جاءكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه)) ،وهو من الفهم الدقيق لأهل هذه البلاد حيث زواجه سيجعله لا يغادر هذه البلدة فينفع الله به.
(حياته الدراسية والتدريسية) :
بدأ منذ الخامسة من عمره بالذهاب إلى الكتاب؛ فحفظ القرآن كاملاً وتعلم الكتابة فيها.
ثم إلتحق بعد ذلك بالجامع الأزهر وأخذ الشهادة الإبتدائية، ثم الثانوية_ وهو العام الذي أسست فيه جماعة الإخوان وللشيخ ذكريات عنها نوردها بعد قليل_،ثم درس في الجامع الأزهر في كلية الشريعة، وأثناء دراسته فيها فتح اختبار الشهادة العالية القديمة، وكانت الشروط متوفرة في الشيخ، فدخل فيها وكان عدد المتقدمين للاختبار (300) طالب، فلم ينجح منهم إلا ثلاثة كان من ضمنهم شيخنا، وقد سبقه في فصول ماضية أُناس تقدموا وعددهم (900) فلم ينجح منهم إلا أربعة وكان من ضمن من رسبوا طه حسين.
بعد ذلك أخذ الشيخ الشهادة العالية عام (1374هـ) ،وكان عمر الشيخ قد قارب الخمس والثلاثون سنة.
ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية بأهله_ وكان إلى يوم انتقاله وهو رئيساً في المقاطعة الشرقية لجماعة أنصار السنة_،وعين مُدرساً في معهد بريدة العلمي، وكانت الدراسة تبدأ بعد الحج مباشرة إلا ذاك العام (1375هـ) أُجلتْ إلى (18) صفر عام (1376هـ) ،ودرس فيه الشيخ ثلاثة أعوام متتالية، كان من طلابه في المعهد فضيلة العلامة الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء_حفظه الله_،والشيخ عبد الرحمن العجلان المدرس بالمسجد الحرام حالياً_ حفظه الله_.
ثم في عام (1379هـ) عُينَ مدرساً بكليتي الشريعة واللغة العربية في الرياض، ودرس الشيخ في أول سنة عينَ فيها في كلية الشريعة \"التفسير وأصول الفقه، وبعد سنتين درسَ في نفس الكلية سبل السلام شرح بلوغ المرام في الحديث، وكان من طلابه في تلك الفترة الشيخ عبد الله الغانم مدير عام المكفوفين في الشرق الأوسط، والعلامة الشيخ القاضي صالح اللحيدان_رئيس محاكم التمييز في هذه البلاد_حفظه الله_،وكذلك الشيخ منصور المالك وغيرهم..
وفي عام (1381هـ) فتحت الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، فقام رئيس الجامعة سماحة المفتي الأكبر ورئيس القضاة العلامة محمد بن إبراهيم_رحمه الله_بدعوة كثير من أهل العلم والفضل للتدريس هناك، فمن كلية الشريعة بالرياض وقع الاختيار لسماحة العلامة عبد العزيز بن باز_رحمه الله_وأن يكون نائباً للشيخ بن إبراهيم على الجامعة، فطلب الشيخ بن باز من المفتي الأكبر بأن يسمح بانتقال علمين من أعلام كلية الشريعة وهما العلامة محمد الأمين الشنقيطي_رحمه الله_ والعلامة عبد القادر شيبة الحمد_حفظه الله_[وللمعلومية فالأول مروتاني والثاني مصري ولا تفاضل عندنا إلا بالعلم والتقوى وصحة المعتقد، لا بالجنس والبلد، وهذه رسالة لمن لبعض الحاقدين الذين يلمزون أبناء هذه البلاد بالأكاذيب، لأنهم رفضوا أن يسمعوا لأهل البدع] ،فقبل المفتي الأكبر بأن ينقل الشنقيطي ورفض نقل شيبة الحمد لحاجة الكلية لأحدهما، وفي العام الذي تلاه أَلحَ الشيخ ابن باز على نقل الشيخ عبد القادر شيبة الحمد فسمح له.
وفي أول جماد الأولى عام (1382هـ) انتقل شيخنا إلى المدينة، ودرس في الجامعة الإسلامية، وكلما أنشئت كلية درس فيها، إلى أن تم نقله إلى قسم الدراسات العليا، حتى أحيل إلى التقاعد.
وفي أثناء عام (1400هـ) انتُدِبَ الشيخ للتدريس في المعهد العالي للدعوة الإسلامية في ذلك الوقت_ وهو تابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية_.
وهو مدرس بالحرم المدني ولازال....
[مؤلفات الشيخ]
من مؤلفات وتحقيقات الشيخ حفظه الله:
1/ تهذيب التفسير وتجريد التأويل (6 أجزاء) .
2/ شرح بلوغ المرام.
3/ القصص الحق في سيرة سيد الخلق.
4/ قصص الأنبياء.
5/ تحقيق فتح الباري.....يقول الشيخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن اللويحق حفظه الله: وهذه النسخة هي النسخة الوحيدة والتي كان الجهد بعد الله للشيخ عبد القادر شيبة الحمد وهي النسخة الوحيدة التي توافق شرح ابن حجر لفظياً.
وهذا هو الجزء الأول ولعل الله أن ييسر لنا إكمال أراء الشيخ، ومنها قصة مؤامرة إلغاء المحاكم الشرعية في مصر ونزع الحجاب الإسلامي. لا صحوة ولا هم يحزنون نحن جميعاً مسلمين. أنني صريح وأقول الحق.
والله الموفق
منقول
----------------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/211)
عبد الكريم الخضير
مختصر ترجمة فضيلة شيخنا العلم العالم الجليل الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله ونفع به الاسلام والمسلمين ...
* اسمه: عبد الكريم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن حمد الخضير.
* مكان وتاريخ الولادة: ولد في بريده سنة 1374هـ.
* عمله: عضو هيئة التدريس في قسم السنة وعلومها في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
* شيوخه:
* في القصيم:
1- الشيخ مبارك بن حسن الراجح رحمه الله.
2- الشيخ إبراهيم بن محمد المشيقح حفظه الله.
3- الشيخ محمد ذاكر حفظه الله.
4- الشيخ محمد بن صالح المطوع رحمه الله.
5- الشيخ صالح بن أحمد الخريصي رحمه الله.
6- الشيخ صالح السكيتي رحمه الله.
7- الشيخ علي الضالع رحمه الله.
8- الشيخ محمد بن علي الروق رحمه الله.
9- الشيخ فهد بن محمد بن حمود المشيقح حفظه الله.
* في الرياض:
1- الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان حفظه الله.
2- سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله.
3- الشيخ فهد بن حمين الفهد الحمين حفظه الله.
4- الشيخ عبد الرحمن السد حان حفظه الله.
5- الشيخ عبد العزيز الداود حفظه الله.
6- الشيخ عبد العزيز الفالح حفظه الله.
7- الشيخ صالح بن عبد الرحمن الأطرم حفظه الله.
* مؤلفاته:-
1- الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به (مطبوع) .
2- تحقيق النصف الأول من فتح المغيث للسخاوي.
3- تحقيق الرغبة شرح النخبة (مخطوط) .
4- شرح قصب السكر (مخطوط) .
5- شرح الورقات (مخطوط) .
6- شرح التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح (مخطوط) .
- وله تعليقات وتنبيهات على أمهات الكتب والشروح من كتب التفسير والحديث والعقيدة وغيرها.
تعريفه:-
هو عبد الكريم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن حمد الخضير يكنى بأبي محمد من مواليد بريده سنة 1374 هـ ويبلغ من العمر الآن قرابة الخمسين أمد الله في عمره على الطاعة.. قرأ القران على مقرئ في الصبا اسمه مبارك بن حسن الراجح ثم قرأ على الشيخ إبراهيم بن محمد المشيقح ثم في سنة 1385 هـ قرأ على فضيلة الشيخ محمد ذاكر قسما كبيرا من القران وحفظ عليه البقرة وال عمران ,,,
دراسته النظامية:-
دخل المدرسة الابتدائية سنة 1381 هـ ثم تخرج منها سن1386 هـ على اثرها دخل المعهد العلمي في بريده سنة1387 هـ وتخرج فيه سنة 1393 هـ ثم التحق بعدها بكلية الشريعة بالرياض في السنه نفسها وتخرج فيها سنة 1397 هـ على إثرها عين معيدا بكلية اصول الدين في قسم السنة وعلومها ثم واصل وتابع الدراسه العليا فحصل على درجة الماجستير سنة 1402هـ وكانت رسالته بعنوان (الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به) . ثم بعد ذلك في سنة 1407هـ حصل على شهادة الدكتوراه وكانت رسالته بعنوان (تحقيق النصف الأول من فتح المغيث بشرح الفية الحديث للحافظ محمد بن عبد الرحمن السخاوي) عين على اثرها أستاذا مساعدا في قسم السنه وعلومها بكلية اصول الدين ولا زال أستاذا مساعدا في الكلية نفسها ,,
طلبه للعلم:-
في سنينه الأولى قرأ على الشيخ محمد بن صالح المطوع رحمه الله مبادئ العلوم (ثلاثة الاصول - واداب المشي إلى الصلاة - وزاد المستقنع وكتاب التوحيد) وغيرها من المتون في أصول العلم.. ثم قرأ ولازم صاحب الفضيله الشيخ صالح بن احمد الخريصي رئيس محاكم القصيم في وقته رحمه الله ثم انتقل إلى الرياض فقرأ على الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان في أصول الفقه والقواعد الفقهيه وعلى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله في (الفرائض وفي تفسير ابن كثير وفي سنن الترمذي) وغيرها من الكتب وقد لازمه وقرأ عليه في المسجد وفي بيته رحمه الله..ثم بعد تخرجه من كلية الشريعة وفي السنة التمهيدية تفرغ لجرد المطولات وقراءتها والتعليق عليها واستخراج مكنوناتها فقد قرأ حفظه الله في كتب التفسير والحديث وكتب العقائد وقد قرأ أيضا في كتب الفقه والتاريخ والأدب ,,, ثم قرأ على الشيخ صالح بن عبد الرحمن الأطرم أوائل شرح البخاري للحافظ بن حجر وأما بالنسبة لشيوخه في المعهد العلمي في بريده فمنهم الشيخ صالح السكيتي والشيخ على الضالع والشيخ محمد الروق رحمهم الله والشيخ فهد بن محمد المشيقح حفظه الله وغيرهم!
,,,
وأما بالنسبة لشيوخه الذين تتلمذ على يديهم في كلية الشريعة فنذكر منهم الشيخ فهد الحمين والشيخ عبد العزيز الداود والشيخ عبد العزيز الفالح والشيخ عبد الرحمن السد حان حفظهم الله وغيرهم من العلماء والمشائخ ,,,
* كما يتجلى حرص الشيخ حفظه الله على طلب العلم من خلال مكتبته العلمية العامرة بأصناف الكتب والمخطوطات تعد مرجعا لكثير من الباحثين.
مشاركا ته العلمية:-
للشيخ مشاركات علميه كثيرة من خلال إشرافه على الرسائل المقدمة لنيل درجة الماجستير والدكتوراه في قسم السنة وعلومها , ومن خلال دوراته العلمية المتنوعة والتي تم تسجيل كثير منها ومن ذلك (شرح كتاب الصيام من زاد المستقنع- وكتاب الحج من الكتاب نفسه- وشرح حديث جابر في الحج- وشرح نخبة الفكر ونظمها- وشرح الورقات ونظمها) وشروح كثيرة وأكثرها مسجل ولله الحمد.
ولقد شارك الشيخ في دورات علمية في كثير من أنحاء المملكة.
* كما أن للشيخ أيضا مشاركات إذاعية في إذاعة القرآن الكريم من أهمها:
* ثلاثون حلقة في فقه الصيام نشر في رمضان سنة 1421هـ.
* كما أن له أيضا درس أسبوعي في الإذاعة نفسها في شرح مختصر صحيح البخاري للزبيدي
دروسه:
للشيخ دروس علميه متفرقة على فترات في أكثر أيام الأسبوع
وقد قرأ عليه حفظه الله في دروس سابقة كثير من المتون والشروح العلمية منهاما أتم كاملا ومنها ما قرأ بعضها نذكرها بإيجاز:
(شرح الورقات للمحلي , القلائد العنبرية في شرح المنظومة البيقونية , خلاصة الكلام , التعليقات السنية على العقيدة الواسطية لابن سعدي , التوحيد لابن خزيمة , مختصر قواعد ابن رجب لابن سعدي , شرح علل الترمذي , فتح الباري , ألفية الحديث , البلبل في أصول الفقه , الباعث الحثيث , قصب السكر , الموطأ , مسند الإمام أحمد , المنتقى للمجد ابن تيمية , فتح المجيد , كتاب التوحيد , تيسير العزيز الحميد , قرة عيون الموحدين , الآجرومية , أخصر المختصرات , المفهم شرح مختصر صحيح مسلم للقرطبي , الموقظة للذهبي , فتح المغيث , الكافي لابن قدامة , ثلاثة الأصول , الأربعين النووية، الدرر السنية، تفسير الجلالين , تفسير ابن كثير) ...
ويقرأ عليه أثناء الدروس الآن جملة من كتب أهل العلم كما هو مبين في الجدول.
http://liveislam.com/series/khudair.html
وأخيرا حفظ الله الشيخ وأمد في عمره ونفع الإسلام والمسلمين بعلمه ووفقه لكل خير وحفظه من الفتن ما ظهر منها وما بطن
kdeer15@hotmail.com
http://www.saaid.net/Warathah/1/kdeer.htm
http://64.246.11.80/~baljurashi.com ... =&threadid=9011
بواسطة العضو محب اهل العلم(1/212)
ترجمة الشيخ عبد الله الخليفي
هو الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الخليفي.
الولادة: ولد في منطقة القصيم بمدينة البكيرية عام 1333هـ تقريباً.
المنشأ: نشأ وترعرع في مدينة البكيرية في بيئة دينية صالحة محافظة على تعاليم الإسلام، حيث كان والده شيخاً جليلاً وإماماً لأحد مساجد البكيرية وكان جده الشيخ عبد الله شيخاً جليلاً وعالماً كبيراً وقاضياً بمدينة البكيرية.
هذه البيئة الدينية والعلمية أثرت تأثيراً كبيراً على نشأة فضيلة الشيخ عبد الله فقد كان والده حريصاً كل الحرص على تربيته تربية دينية.
حفظ الشيخ عبد الله القرآن الكريم على يد والده الجليل الشيخ محمد الخليفي وله من العمر حوالي سبعة عشر عاماً.
طلب العلم في بداية نشأته على يد والده الشيخ محمد الخليفي.
وممن طلب العلم على أيديهم أيضاً الشيخ محمد بن مقبل والشيخ عبد العزيز بن سبيّل وسماحة الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ والشيخ سعد وقاص البخاري العالم المعروف في التجويد.
وفضيلة شيخنا المحبوب عبد الله الخليفي ـ رحمه الله ـ جمع بين الدراسة الحديثة بمدرسة تحضير البعثات بمكة المكرمة إضافة إلى حلقات العلم على أيدي المشائخ
السالف ذكرهم.
أعماله
عمل في بداية حياته إماماً لأحد مساجد مدينة البكيرية إحدى مدن القصيم، وبعد ذلك بفترة طلبه الملك فيصل ـ رحمه الله ـ ليكون إماماً عنده، بعد ذلك أشار الملك
فيصل ـ رحمه الله ـ بتعيينه إماماً وخطيباً في المسجد الحرام وذلك عام 1365هـ. فباشر فضيلته وظيفته الجديدة ومهمته الكبيرة إماماً وخطيباً في المسجد الحرام وظل كذلك حتى وافاه الأجل وهو قائم بعمله خير قيام.
ومن زملائه في الإمامة في أول تعيينه كل من الشيخ عبد المهيمن أبوالسمح والشيخ محمد عبد الرزاق حمزة.
وفضيلة الشيخ عبد الله من كبار المربين، فلقد اشتغل بالتدريس والإدارة منذ عام 1373هـ وكان آخرها مدير مدرسة حراء الابتدائية بمكة المكرمة. وفضيلة شيخنا المحبوب الشيخ عبد الله الخليفي شيخ وقور عليه سمة الصالحين تعلوه المهابة وتحفه السكينة متواضعاً محبوباً، دمث الأخلاق، جميل الألفاظ، رقيق الإحساس، بكاء بالقرآن تغلبه
العبرة، شديد التأثير. يَبكي ويُبكي، تشهد له جناب المسجد الحرام كم بكى وكم أبكى فيها من أنفس مؤمنة وأرواح طاهرة.
ولفضيلة شيخنا المحبوب مشاركات كثيرة في مجال الإرشاد والتوعية العامة والتأليف وذلك من خلال أحاديثه المذاعة أسبوعياً تحت عنوان دروس من الفقه الإسلامي.
أنشد فيه العديد من الشعراء...... للشيخ سعود الشريم ومنها:
فالله نسأل أن يثيب إمامنا
بحبوحة في جنة الرضوان
وكذا زواج الحور في جناته
بل نظرة في الواحد الديّان
وصلاة ربي وسلامه
للمصطفى الطيب الأردان (1)
ومما يجدر ذكره ولا يحق لنا أن نتجاهله ونغفله أن فضيلة الشيخ عبد الله ابن محمد الخليفي إمام وخطيب المسجد
الحرام ـ رحمه الله ـ هو أول من جمع المصلين على صلاة التهجد آخر الليل في العشر الأواخر من رمضان خلف إمام المسجد الحرام فبدأها ـ رحمه الله ـ بعدد يسير من المصلين في حصوة باب السلام جهة بئر زمزم فتزايد العدد يوماً بعد يوم وكثرت الصفوف من صف إلى صفين إلى ثلاثة، وهكذا بدأ يتزايد عدد المصلين ويكثر توافدهم للصلاة خلف فضيلته وازداد عددهم عاماً بعد عام وظل كذلك ـ رحمه الله ـ حتى أصبح من يصليها خلفه بالآلاف ثم شاركه فيها باقي الأئمة واستمرت تقام هذه الصلاة في العشر الأواخر من رمضان كل عام حتى وقتنا الحاضر يصليها مئات الألوف من المقيمين والوافدين خلف أئمة الحرم المكي الرسميين، جعل الله ذلك في موازين حسناته.
مؤلفاته ووفاته
وكتاباته في الصحف منها مقال أسبوعي ينشر في جريدة عكاظ الغراء، ومن مؤلفاته المباركة:
1ـ إرشاد المسترشد إلى المقدم في مذهب أحمد.
2ـ القول المبين في رد بدع المبتدعين.
3ـ المسائل النافعة.
4ـ فضل الإسلام.
5ـ الثقافة العامة.
6ـ خطب الجُمع في المسجد الحرام.
7ـ أدب الإسلام.
8ـ التربية الإسلامية.
9ـ دواء القلوب والأبدان من وساوس الشيطان.
10ـ المعاملات الربوية.
11ـ مناسك الحج.
هذه بعض مؤلفاته نفع الله بها، ثمرة جهده. وبعد حياة حافلة بمزيد من بذل العلوم ونشر التعليم الدعوة والإرشاد وعموم الفائدة التي كان يبثها للمسلمين من خلال خطبه ومواعظه أو بين دفتي كتبه ودروسه الإذاعية، حان لهذا القمر المضيء ونوره الساري أن يتوارى عن الأنظار ويوسد الثرى فاستجاب لنداء ربه وودع الدنيا بأسرها ولحق بالرفيق الأعلى بتاريخ 28/2/1414هـ وذلك في مدينة الطائف، ودفن بمكة المكرمة ـ رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ـ جزاء ما قدم من قراءة كتابه الكريم الذي طالما أبكى المصلين وأشجن العابدين ولما بذله ـ رحمه الله ـ من علم نافع وعمل صالح نرجو أن يكون ذخراً له في يوم المعاد.
بواسطة العضو الطرطوشي(1/213)
ترجمة موجزة للعلامة الشيخ أبي عبد الرحمن عبد الله الخياط رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ترجمة موجزة للعلامة الشيخ عبد الله الخياط رحمه الله
هو من شيوخنا الأفاضل ـ رحمه الله تعالى ـ شيخ الأمراء والوزراء والعلماء، الذي أوتي علماً نافعاً وصوتاً حسناً عذباً جميلاً، لا تكلف في قراءته ولا تقليد في خطبه، التزم المسجد الحرام مدة من الزمن إماماً وخطيباً، متع المصلين بجمال صوته وبلاغة خطبه، إنه حقاً وحقيقة الإمام والخطيب المثالي، خفيف في صلاته يلدغ في خطبه، محبوب عند الناس.
هو الباكي والخاشع إذا قرأ وصلى، فأبكى الناس وأشجاهم خشوعاً.. هذا هو شيخنا صاحب مزايا متعددة قارىء معروف وخطيب مفوه وكاتب اجتماعي سهل ممتع، إمام أكبر بقعة على وجه الأرض.. فمن هو الشيخ عبد الله خياط رحمه الله تعالى؟
نسبه
هو أبوعبد الرحمن عبد الله بن عبد الغني بن محمد بن عبد الغني خياط، ينتهي نسبه إلى قبيلة بليّ من قضاعة التي هاجرت بعض فروعها من شمال الحجاز إلى بلاد الشام، ثم انتقل أجداده إلى الحجاز في القرن الثاني عشر الهجري.
ولادته
ولد في مكة المكرمة في التاسع والعشرين من شهر شوال عام 1326هـ ونشأ في بيت علم وكان أبوه مثقفاً ثقافة دينية وله إلمام بالفقه الحنفي والتفسير والحديث.
تعليمه
ــ تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة الخياط بمكة المكرمة ودرس المنهج الثانوي بالمدرسة الراقية على عهد الحكومة الهاشمية.
ــ درس على علماء المسجد الحرام وحفظ القرآن الكريم في المدرسة الفخرية.
ــ التحق بالمعهد العلمي السعودي بمكة وتخرج فيه عام 1360هـ.
مشايخه
ــ سماحة الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ رئيس القضاة في الحجاز (وقد لازمه قرابة عشر سنوات) .
ــ فضيلة الشيخ عبد الظاهر محمد أبوالسمح إمام وخطيب المسجد الحرام والمدرس فيه.
ــ فضيلة الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة إمام وخطيب المسجد النبوي والمدرس فيه.
ــ فضيلة الشيخ أبوبكر خوقير المدرس بالمسجد الحرام.
ــ فضيلة الشيخ عبيد الله السندي المدرس بالمسجد الحرام.
ــ فضيلة الشيخ سليمان الحمدان المدرس بالمسجد الحرام.
ــ فضيلة الشيخ محمد حامد الفقي المدرس بالمسجد الحرام.
ــ فضيلة الشيخ المحدث مظهر حسين المدرس بالمسجد الحرام.
ــ فضيلة الشيخ إبراهيم الشوري مدير المعهد العلمي السعودي والمدرس فيه.
ــ فضيلة الشيخ محمد عثمان الشاوي المدرس بالمسجد الحرام والمعهد العلمي السعودي.
ــ فضيلة الشيخ محمد بن علي البيز المدرس بالمعهد العلمي السعودي.
ــ فضيلة الشيخ بهجت البيطار المدرس في المعهد العلمي السعودي.
ــ فضيلة الشيخ تقي الدين الهلالي المدرس بالمسجد الحرام والمعهد العلمي السعودي.
ــ فضيلة الشيخ حسن عرب المدرس بالمدرسة الفخرية.
ــ فضيلة الشيخ محمد إسحاق القاري مدير المدرسة الفخرية والمدرس بها.
أهم أعماله
ــ صدر الأمر الملكي بتعيينه إماماً في المسجد الحرام عام 1346هـ وكان يساعد الشيخ عبد الظاهر أبوالسمح في صلاة التراويح وينفرد بصلاة القيام آخر الليل.
ــ عين عضواً في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بموجب الأمر الملكي الصادر في 18/1/1347هـ.
ــ عين مدرساً بالمدرسة الفيصلية بمكة بموجب خطاب مدير المعارف في 12/2/1352هـ.
ــ اختاره الملك عبد العزيز ليكون معلماً لأنجاله وعينه مديراً لمدرسة الأمراء بالرياض عام 1356هـ واستمر في هذا العمل حتى وفاة الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ عام 1373هـ.
ــ انتقل إلى الحجاز وعين مستشاراً للتعليم في مكة بموجب الأمر الملكي رقم 20/3/1001 في 7/4/1373هـ.
ــ وفي عام 1375هـ أسندت إليه إدارة كلية الشريعة بمكة بالإضافة إلى عمله كمستشار واستمر في هذا العمل حتى عام 1377هـ.
ــ وفي عام 1376هـ كلف بالإشراف على إدارة التعليم بمكة بالإضافة إلى عمله كمستشار.
ــ عين إماماً وخطيباً للمسجد الحرام بموجب الأمر السامي عام 1373هـ واستمر في هذا العمل حتى عام 1404هـ حيث طلب من جلالة الملك إعفائه لظروفه الصحية.
ــ صدر الأمر الملكي بتعيينه رئيساً للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بناء على ترشيح من سماحة المفتي الأكبر الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ـ رحمه الله ـ وذلك عام 1380هـ ولكنه اعتذر عن ذلك وطلب الإعفاء لظروف خاصة.
ــ تم اختياره عضواً في مجلس إدارة كليتي الشريعة والتربية بمكة بموجب خطاب وزير المعارف رقم 1/3/5/4095 في 27/11/1383هـ.
ــ عمل رئيساً لمجلس إدارة دار الحديث المكية وعضواً في اللجنة الثقافية برابطة العالم الإسلامي.
ــ تم اختياره عضواً في اللجنة المنبثقة من مجلس التعليم الأعلى لوضع سياسة عليا للتعليم في المملكة بموجب خطاب سمو رئيس مجلس الوزراء رقم 1343 في 27/5/1384هـ.
ــ تم اختياره مندوباً عن وزارة المعارف في اجتماعات رابطة العالم الإسلامي بمكة بموجب خطاب وزير المعارف رقم 1/2/3/1510 في 13/10/1384هـ.
ــ صدر الأمر الملكي باختياره عضواً في هيئة كبار العلماء منذ تأسيسها في 8/7/1391هـ.
ــ تم ترشيحه عضواً في مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي في 28//1393هـ.
ــ صدر الأمر الملكي في 18/6/1391هـ باستثنائه من النظام وعدم إحالته للتقاعد مدى الحياة.
مؤلفاته
(1) التفسير الميسّر (ثلاثة أجزاء) .
(2) الخطب في المسجد الحرام (ستة أجزاء) .
(3) دليل المسلم في الاعتقاد، على ضوء الكتاب والسنة.
(4) اعتقاد السلف.
(5) ما يجب أن يعرفه المسلم عن دينه.
(6) حِكم وأحكام من السيرة النبوية.
(7) تأملات في دروب الحق والباطل.
(8) صحائف مطوية.
(9) لمحات من الماضي.
(10) الفضائل الثلاث.
(11) الرواد الثلاث.
(12) على درب الخير.
(13) الربا في ضوء الكتاب والسنة.
(14) الحدود في الإسلام على ضوء الكتاب والسنة.
(15) تحفة المسافر (أحكام الصلاة والصيام والإحرام في الطائرة) .
(16) البراءة من المشركين.
(17) قصة الإيمان.
(18) شخصيات إسلامية.
(19) المصدر الثاني للتشريع الإسلامي.
(20) عندما ينعكس الوضع.
(21) قال لي محدثي.
(22) التربية الاجتماعية في الإسلام.
(23) الخليفة الموهوب.
(24) مبادىء السيرة النبوية.
(25) دروس من التربية الإسلامية.
(26) حركة الإصلاح الديني في القرن الثاني عشر.
هذا بالإضافة إلى مشاركات علمية ودعوية متعددة في مختلف وسائل الإعلام.
وفاته
توفي رحمة الله تعالى في مكة المكرمة صباح يوم الأحد السابع من شهر شعبان عام 1415هـ بعد عمر حافل بجلائل الأعمال، وشيعه خلق كثير من المحبين له والعارفين بفضله يتقدمهم الأمراء والعلماء والوزراء ورجال الفكر والثقافة والتربية والتعليم ... رحم الله فضيلته وأسكنه فسيح جناته.
منقول.............
----------------------------------
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/214)
عبد الله الغنيمان
ترجمة الشيخ عبد الله الغنيمان
نبذة تعريفية:-
العلامة ذو الفهم الثاقب والنظر المدقق العلامة عبد الله بن محمد الغنيمان.
والشيخ معروف بين أهل العلم مشهور له بدقة الفهم لا سيما في باب اعتقاد أهل السنة ومنهجهم، وله المعرفة التامة بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وطريقته، مع الإحاطة الواسعة بمذاهب السلف وكلام الإمام أحمد خاصة وأصحابه، أما مؤلفات شيوخ الدعوة السلفية النجدية فهوفيها الخبير وبما كانوا عليه من العلوم والمعارف بصير، مع معرفة مذاهب المخالفين والرد عليهم بالنصوص النقلية والأدلة العقلية.
وقد تولى رئاسة قسم العقيدة بالدراسات العليا بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، ثم رأس قسم الدراسات العليا، ودرس في كلية الدعوة وغيرها، وفي المسجد النبوي، وكان درسه مقصوداً من خواص الطلبة، شرح فيه كتاب التوحيد ودرس العقيدة الواسطية وسنن أبي داود وغيرها من الكتب.
وله مؤلفات عديدة منها شرح كتاب الوحيد من صحيح البخاري، ومختصر منهاج السنة، والهوى وأثره في العلم، ومؤلفات وتحقيقات أخرى كلها نافعة بل من أنفع الكتب وأهمها لطلبة العلم.
ثم لما تقاعد الشيخ رجع إلى بريدة حيث موطنه الأصلي، وجلس للتدريس في المساجد والتأليف وإفادة الطلبة، والإجابة على المشكلات بأسلوب سهل وعبارة دقيقة قلما تجد مثلها في أهل العلم كأنما عباراته في أجوبته وتأليفه منحوته من كلام المتقدمين ليست من جنس كلام أهل هذا العصر، حفظه الله ورعاه وأمد في عمره وبارك في علمه وثبته على الحق أمين.
http://www.masjeed.org/pages/ara/p2/book1/shekh.htm
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/215)
عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بية
- ولد سنة 1935م.
- وتربى في بيت علم حيث كان والده الشيخ المحفوظ رحمه الله من كبار العلماء ورئيس مؤتمر العلماء الموريتانيين الذي نظم بعد استقلال البلاد إلى جانب شخصية علمية أخرى.
- تلقى العلم في "المخاطر" مجالس العلم الموريتانية وبخاصة مدرسة والده الشيخ المحفوظ حيث كانت تدرس جميع العلوم من قرآن وعلوم حديث ولغة ونحو وبلاغة وفقه وأصوله وقواعده ومنطق.
- وقد أخذ المترجم له بطرف من كل هذه العلوم على طريقة أهل تلك البلاد وتتلمذ على شيخه المعمر محمد سالم بن الشين إمام اللغة والنحو في تلك المنطقة بلا منازع.
- ومع إبدار ليل الاستعمار الفرنسي ساهم في امتحانات فحصل على الكفاءة سنة 1956م، وحصل على الشهادة الثانوية سنة 1958م، ونجح الثاني في اختبار القضاء واشترك في التأهيل القانوني بكلية الحقوق بتونس، وتدريب في المحاكم التونسية في سنة 1961، ثم وقع اختيار اثني عشر قاضياً بعد إعداد بحوث في الفقه والقانون وكان المترجم له الأول من جميع القضاة مما يعادل العالمية.
- عين رئيساً لمصلحة الشريعة في وزارة العدل ثم نائباً لرئيس محكمة الاستئناف، ثم نائباً لرئيس المحكمة العليا ورئيساً لقسم الشريعة الإسلامية بهذه المحكمة.
- ثم عين مفوضاً سامياً للشؤون الدينية برئاسة الجمهورية حيث اقترح إنشاء وزارة للشئون الإسلامية فكان أول وزير لهذه الوزارة، ثم وزيراً للتعليم الأساسي والشؤون الدينية، ثم وزيراً للعدل والتشريع وحافظاً للخواتم، ثم وزيراً للمصادر البشرية - برتبة نائب رئيس الوزراء - ثم وزيراً للتوجيه الوطني والمنظمات الحزبية والتي كانت تضم وزارات الإعلام والثقافة والشباب والرياضة والبريد والبرق والشؤون الإسلامية.
- وأميناً دائماً لحزب الشعب الموريتاني الحزب الوحيد الحاكم الذي كان عضواً في مكتبة السياسي ولجنته الدائمة من سنة 1970 - 1978م.
* مجلة البحوث الفقهية المعاصرة ** السنة الرابعة عشرة - العدد السادس والخمسون 1423هـ*
- شارك في كثير من المؤتمرات من أهمها أول مؤتمر قمة للدول الإسلامية بالرباط وأول مؤتمر تأسيس لمنظمة المؤتمر الإسلامي في جدة، حضر مؤتمر القمة لعدم الانحياز في الجزائر ومؤتمر القمة العربي الأفريقي في القاهرة وفي الستينيات شارك في مؤتمر الحقوقين الناطقين باللغة الفرنسية في لومي وأشرف على المؤتمر الأول الافريقي لرابطة العالم الإسلامي في أنواكشوط.
- قام بمهمات لدى عدد من زعماء العالم ومن بينهم على الخصوص جلالة المغفور له الملك فيصل ثم الملك خالد وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد عندما كان ولياً للعهد وعدد آخر من الرؤساء العرب والأوربيين حيث حضر حفل تتويج ملك أسبانيا الملك خوان كارلوس وكان مرافقاً لجلالة المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز في زيارته لموريتانيا عام 1972م.
- حائز على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الممتازة.
- شارك في ندوات فكرية وعملية كثيرة منها على الخصوص الملتقيات الفكرية وألقى عدة محاضرات في الولايات المتحدة الأمريكية.
- وشارك في جولات الحوار الإسلامي المسيحي في روما ومدريد وحوار الحضارات في الرياض وعضواً في رابطة العالم الإسلامي.
- شارك في اجتماعات المجمع الفقهي لمنظمة المؤتمر الإسلامي كخبير وقدم بحوثاً مثبتة في مجلة المجمع.
- يتقن اللغة الفرنسية ويقدم بها برنامجاً أسبوعياً فقهياً مباشراً يجيب على أسئلة المشاهدين على قناة اقرأ.
- عضو في هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
- عضو في المجلس الأعلى العالمي للمساجد.
- عضو في الهيئة الخيرية العالمية الإسلامية، الكويت.
- عضو مؤتمر العالم الإسلامي.
- عضو المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث.
- خبير بالمجمع الفقهي الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
* الهيئة العملية الاستشارية*
من مؤلفات الشيخ:
1- أمالي الدلالات ومجال الاختلاف - أصول فقه -.
2- توضيح أوجه اختلاف الأقوال في مسائل من معاملات الأموال.
3- سد الذرائع وتطبيقاته في مسائل المعاملات.
4- خطاب الأمن في الإسلام.
5- فتاوى فكرية.
6- حوار عن بعد حول حقوق الإنسان في الإسلام.
- يعمل حالياً عضواً بهيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز بجدة بمرتبة أستاذ من عام 1982م، حيث درس أصول الفقه والقواعد والنظريات الفقهية وأساليب البيان والتفسير وآيات الأحكام.
- وأشرف وناقش بعض رسائل الدكتوراه والماجستير بالمعهد العالي للقضاء في الرياض، وجامعة أم القرى بمكة المكرمة، وجامعة الإمام محمد بن سعود وأكاديمية الأمير نائف العربية للعلوم الأمنية بالرياض.
http://www.fiqhia.com/dr3.php
_______________
بواسطة العضو عبد الله الخميس(1/216)