العلي السرهندي ولازمه مدة مديدة وسافر إلى
الحجاز سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف فحج وزار وتوفي بها، ومن مصنفاته وهب الزبير، كتاب له
في الأذكار والأشغال.
مولانا قطب الدين الشاهجهانبوي
الشيخ الفاضل قطب الدين الحنفي الشاهجهانبوري أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، ذكره
المفتي ولي الله بن أحمد علي الحسيني في تاريخ فرخ آباد وقال: إنه أدرك الشيخ ولي الله بن عبد
الرحيم الدهلوي والشيخ الكبير جانجانان العلوي الدهلوي وجمعاً كثير من العلماء والمشايخ، مات
لأربع بقين من ربيع الأول سنة سبع وتسعين ومائة وألف.
مولانا قطب الدين الإله آبادي
الشيخ العالم الكبير قطب الدين بن محمد فاخر بن محمد يحيى العباسي الإله آبادي أحد فحول
العلماء، ولد في غرة محرم الحرام سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف ببلدة إله آباد واشتغل بالعلم من
صباه وقرأ المنطق والحكمة على الشيخ محمد بركة بن عبد الرحمن الإله آبادي، وعلى العلامة كمال
الدين بن محمد دولة الفتحبوري، وجلس على مسند الإرشاد بعد ما سافر والده الشيخ المحدث محمد
فاخر الإله آبادي إلى الحجاز فاستقام على الطريقة مدة طويلة مع صلاح الظاهر والقناعة والعفاف
والإيثار ثم اشتاق إلى الحج والزيارة فسافر إلى الحرمين الشريفين ومات قبل الحج بمكة المحترمة
فدفن بها، كما في بحر زخار.
كان عالماً كبيراً بارعاً في الفقه والأصول والمنطق والحكمة وقرض الشعر يتلقب بمصيب، وله
ديوان الشعر الفارسي والهندي ورسالة في دار الحرب ورسالة في المنطق وله مزدوجة سماها بستان
الحقيقة توفي في ذي القعدة سنة سبع وثمانين ومائة وألف بمكة المباركة قبل الحج فدخل في بشارة
قوله تعالى: " ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله
وكان الله غفوراً رحيماً" واستخرج القاضي نجم الدين الكاكوروي منه تاريخاً لموته بالتعمية
والتخرجة بصنعة غريبة معجبة الأفهام، وطريقه أن يقال في معنى قوله "ومن يخرج من بيته": إن
لفظ من باعتبار عدده الذي هو تسعون ويخرج من عدد لفظ بيته وهو أربعمائة وسبعة عشر فبقي
ثلاثمائة وسبعة وعشرون "مهاجراً إلى الله ورسوله: والحال أنه يهاجر إلى الله ورسوله من جهة
أعداده التي هي أربعمائة وأربعة عشر إلى تلك الأعداد الباقية بعد الإخراج فتصير سبعمائة وواحداً
وأربعين "ثم يدركه الموت" أي يصله عدد لفظ الموت وهو أربعمائة وست وأربعون فالمجموع ألف
ومائة وسبعة وثمانون التي هي سنة وفاة الشيخ.
مولانا قطب عالم الحيدر آبادي
الشيخ الفاضل الكبير قطب عالم بن السيد ميران الحنفي الحيدر آبادي أحد كبار العلماء، ولد ونشأ
بحيدر آباد وأخذ عن أبيه ولازمه مدة ثم تصدر للدرس والإفادة انتهت إليه رئاسة العلم بحيدر آباد،
وأخذ عنه خلق كثير وولي الإفتاء بحيدر آباد، وكان والده مدرساً بتلك البلدة في عهد عالمكير الأول،
توفي لأربع خلون من شوال سنة ثلاث وستين ومائة وألف فدفن بحيدر آباد، كما في محبوب ذي
المنن.
القاضي قل أحمد الستركهي
الشيخ الفقيه قل أحمد بن أحمد المسعود بن نعمة الله بن ولي محمد الحنفي الستركهي أحد الفقهاء
الصالحين، ولد ونشأ بستركه وتفقه على أبيه وعلى غيره من العلماء ثم ولي القضاء بستركه مكان
والده المرحوم فاستقل به مدة حياته وكانت وفاته في عهد محمد شاه.
آصف جاه قمر الدين الحيدر آبادي
الأمير الكبير قمر الدين بن غازي الدين بن عابد بن عالم السمرقندي ثم الحيدر آبادي نواب نظام
الملك آصف جاه، كان معدوم النظير في زمانه في السياسة والتدبير مع العقل والدين وإيصال النفع
إلى كافة الناس والإحسان إلى العلماء والمشايخ والغرباء القادمين من العرب والعجم وكثير من
الأخلاق المرضية، عاش من أيام عالمكير بن شاهجهان إلى عهد محمد شاه وتولى الإمارة بأقطاع
الدكن ثلاثين سنة.(6/786)
ولد لأربع عشرة خلون من ربيع الأول سنة أربع وثمانين وألف في أيام عالمكير، ونشأ في مهد
الإمارة وتنبل ولقبه عالمكير بجين قليج خان سنة اثنتين ومائة وألف وصار منصبه في آخر أيام
السلطان المذكور إلى خمسة آلاف وولي الإمارة بأرض بيجابور، وفي أيام شاه عالم بن عالمكير ولي
بأرض أوده ولقب بخان دوران بهادر ثم لما رأى أن الأيام لا تساعده لنفاق الأمراء فيما بينهم وسوء
حظ الملك في السياسة والتدبير اعتزل عن الناس ولازم بيته بدار الملك دهلي، ولما قام بالملك
جهاندار شاه بن شاه عالم خرج من العزلة ونال منصبه، ولما قام بالملك فرخ سير بن عظيم الشأن
بن شاه عالم أضاف في منصبه فصار سبعة آلاف ولقبه نظام الملك فتح جنك وولاه على بلاد الدكن،
ولما جلس رفيع الدرجات بن رفيع القدر بن شاه عالم على سرير الملك ولاه على بلاد مالوه ثم لما
رأى أن الأمراء ينافقونه ركب إلى أرض الدكن وافتتحها عنة وقام بالأمر، ثم لما تولى المملكة محمد
شاه بن جهان شاه بن شاه عالم استقدمه إلى دهلي وألبسه خلعة الوزارة الجليلة فاستقل بها مدة من
الزمان مع الإمارة على أرض الدكن ثم وجهه محمد شاه المذكورة إلى كجرات لدفع الفتنة فسار نحو
كجرات وافتتحها وجعل عمه جاند خان نائباً عنه في أرض كجرات وأوده وجعل ابن عمه عظيم
الدين نائباً عن في مالوه وكان ولده نائباً عنه في أرض الدكن، فلما رجع إلى دار الملك أراد الأمراء
أن يخرجوه من الحضرة لأنهم كانوا يرونه سداً في سبيل أهوائهم والسلطان أيضاً يرى فيه عائقاً في
سبيل حريته وشهواته فدبروا له الحيلة وعزله محمد شاه عن ولاية الدكن وولي مبارز خان على تلك
البقاع، فلما رأى قمر الدين ذلك أراد أن يخرج فاستأذن السلطان في المسير إلى مراد آباد ولما خرج
من دار الملك عطف عنانه نحو الدكن وقاتل مبارز خان بقرية شكر كهيزه فقتله وقبض على ستة
أقطاع الدكن، فلما سمع محمد شاه ذلك عزله عن أيالة كجرات وعن أيالة مالوه ثم خافه ورغب إلى
استمالته فسلم له أرض الدكن ولقبه آصف جاه سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف فاستقل بها مدة حياته،
ولما جاء نادر شاه إلى أرض الهند استقدمه محمد شاه إلى دار الملك ولقبه بأمير الأمراء فأقام بدهلي
زماناً ثم رجع إلى بلاده.
وكان فاضلاً كريماً حازماً شجاعاً طيب الأخلاق ذكي النفس لم يكن مثله في زمانه في السياسة
والتدبير، ومن عوائده أنه كان بعد صلاة الفجر وفراغه من الأوراد الموظفة يشتغل بمهمات الدولة
إلى الظهيرة، وبعد انصرافه عن صلاة الظهر يشتغل بتلاوة القرآن الكريم واستماع الأحاديث الشريفة
ثم يجتمع لديه العلماء والشعراء فيذاكرهم في العلوم ويناشدهم.
ومن مآثره سور بلدة برهانبور بناه سنة إحدى وأربعين ومائة وألف ومنها بلدة نظام آباد عمرها في
السنة المذكورة وأسس بها مسجداً ورباطاً وجسراً وقصراً رفيعاً له، ومنها سور بلدة حيدر آباد ومنها
نهر هرسول بأورنك آباد، وله ديوان الشعر الفارسي، ومن شعر قوله:
زنهار دل بنقش ونكار جهان مبند رنكي كه ديدة برخ كل بريد نيست
مات ببلدة برهانبور لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة إحدى وستين ومائة وألف فدفن بحظيرة
الشيخ برهان الدين محمد بن الناصر الهانسوي.
نواب قمر الدين السمرقندي
الأمير الكبير قمر الدين بن محمد أمين بن بهاء الدين بن عالم شيخ الصديقي السمرقندي نواب
اعتماد الدولة نصرت جنك كان اسمه محمد فاضل ولكنه اشتهر بلقبه وترقى درجة بعد درجة إلى
الإمارة حتى تولى الوزارة الجليلة في أرض الهند بطولها وعرضها سنة سبع وثلاثين ومائة وألف
في عهد محمد شاه بعد ما عزل عنها آصف جاه فاستقل بها مدة حياته، وكان فاضلاً عادلاً كريماً
محسناً إلى كافة الناس متواضعاً حليماً بشوشاً طيب النفس متين الديانة ذكي الأخلاق لم يزل مشتغلاً
بالخيرات والمبرات، مات سنة إحدى وستين ومائة وألف، وفي تلك السنة مات محمد شاه وآصف
جاه أيضاً فأرخ لوفاتهم غلام علي بن نوح البلكرامي صاحب مآثر الكرام بقوله:(6/787)
كشت تاريخ جون كشيدم آه موت شاه ووزير وآصف جاه
الشيخ قمر الدين الأورنك آبادي
الشيخ العالم الكبير قمر الدين بن منيب الله بن عناية الله الحسيني البالابوري ثم الأورنك آبادي كان
من نسل ظهير الدين الخجندي الذي هاجر من بلدته إلى أرض الهند وسكن بأمد آباد من أعمال
لاهور ثم قدم محمد بن إله داد ابن ظهير الدين إلى أرض الدكن وسكن بها وكان من نسل الإمام
محمد ابن علي بن الحسين السبط - عليه وعلى آبائه السلام -، ولد في سنة ثلاث وعشرين ومائة
وألف واشتغل بالعلم على والده وجد في البحث والاشتغال حتى برع وفاق أقرانه في المنطق والحكمة
ثم لازم أباه وأخذ عنه الطريقة النقشبندية وراح إلى دهلي سنة 1155 هذا، وأقام بها سنتين وأخذ
عن غير واحد من العلماء والمشايخ ثم سار إلى سرهند سنة 1157 هذا، ثم إلى لاهور فزار المشاهد
ولقي المشايخ وصحبهم وآخذ عنهم ورجع إلى بالاثور سنة 5811 هذا - بعد ثلاث سنوات وجاء
إلى أورنك آباد فأقام بها زماناً ثم راح إلى الحرمين الشريفين مع أبنيه الكريمين نور الهدى ونور
العلى سنة 1174 هـ، فحج وزار ورجع إلى الهند سنة 1175 هـ واشتغل بالدرس والإفادة.
كان عالماً ربانياً لم ينهض من بلاد الدكن أحد مثله في العلم والمعرفة، أخذ عنه ولداه نور الهدى
ونور العلى والشيخ رفيع الدين والمولوي كريم الدين والمولوي مجاهد الدين والمولوي محمد صفدر
والمولوي غلام سعادة وخلق كثير من العلماء، ومن مصنفاته مظهر النور كتاب بسيط بالعربي في
مسألة الوجود، صنفه سنة 1164 هـ، ونور الكريمتين ونور الطهور وله رسالة في تأويل لفظ كان
الذي وقع من السيد الزاهد في حاشيته على الرسالة القطبية، ورسالة في الفقه ورسالة في تأويل
الرؤيا ورسالة في استلقاء المحتضر على الأرض أو على السرير وله غير ذلك من الرسائل.
توفي يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف بأورنك آباد فدفن بها،
كما في مآثر الكرام.
القاضي قوام الدين المارهروي
الشيخ الفاضل القاضي قوام الدين المارهروي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ
بمارهره، قرأ العلم على العلامة قطب الدين الحسيني الشمس آبادي وعلى غيره من العلماء ثم ولي
القضاء بمارهره، له شرح بسيط على سلم العلوم للقاضي محب الله البهاري، ذكره المفتي ولي الله
في تاريخ فرخ آباد وقال: إن شرحه أجود الشروح، انتهى.
حرف الكاف
نواب كرم الله الخوافي
الأمير الفاضل كرم الله بن شكر الله الخوافي نواب كرم الله خان السرهندي، كان ابن بنت الأمير
الكبير محمد عسكري الخوافي، له تفسير القرآن الكريم.
السيد كرم الله البلكرامي
الشيخ الفاضل كرم الله بن معين الدين بن عبد اللطيف بن محمود الحسيني الواسطي البلكرامي أحد
العلماء الماهرين في النحو واللغة، ولد سنة سبع وثمانين وألف واشتغل بالعلم من صغره وجد في
الاشتغال حتى نال حظاً وافراً من الفضل والكمال، وولي على بخشيكري وتحرير السوانح بسيوستان
نيابة عن عمه السيد عبد الجليل البلكرامي وكان مشكور السيرة في القيام بوظائفه، لم يزل مشتغلاً
بمطالعة كتب السير والحديث وحفظ القرآن في الكهولة، قتل بيد الكفار ببلدة سيالكوث بعد صلاة
العصر يوم الجمعة لليلتين خلتا من محرم سنة أربع وثلاثين ومائة وألف فدفن بجوار الشيخ إمام
الحق الحسيني، كما في مآثر الكرام.(6/788)
مولانا كليم الله القنوجي
الشيخ الفاضل كليم الله بن محمد أمجد بن فيض الله الصديقي القنوجي أحد العلماء المبرزين في
العلوم الحكمية، ولد ونشأ بقنوج وقرأ العلم بها على أساتذة عصره ثم جعله نواب أحمد خان الفرخ
آبادي معلماً لولده دل دلير خان فسكن بفرخ آباد ولم يزل بها إلى أن توفي إلى رحمة الله سبحانه،
وكان له أخ يسمى بفيض الله، له يد بيضاء في معرفة اللغة الفارسية، له شرح على سكندر نامه كما
في تاريخ فرخ آباد
الشيخ كليم الله الجهان آبادي
الشيخ العالم الكبير الزاهد كليم الله بن نور الله بن محمد صالح المهندس الصديقي الخجندي الجهان
آبادي أحد كبار المشايخ الجشتية، ولد بست ليال بقين من جمادى الآخرة سنة ستين وألف بدار الملك
دهلي ونشأ بها وقرأ العلم على أساتذة عصره ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار وأقام بها مدة طويلة
وأخذ الطريقة الجشتية عن الشيخ يحيى بن محمود الكجراتي نزيل المدينة المنورة ولازمه زماناً،
وأخذ الطريقة النقشبندية عن مير محترم عن خواجه سنكين عن خواجه هاشم عن خواجه كلان عن
خواجه جنكي ده بيدي عن القاضي محمد عن الشيخ عبيد الله الأحرار، وأخذ الطريقة القادرية من
جهة الشيخ محمد غياث بسنده إلى الشيخ علي بن الشهاب الحسيني الهمداني ثم عاد إلى الهند
وتصدى للدرس والإفادة بدهلي، وكان أسلافه محترفين يسترزقون بصنعة البناء والتعمير فخصه الله
سبحانه بتعمير القلوب، وجده محمد صالح المعمار كان ممن بنى الجامع الكبير بمدينة دهلي في أيام
شاهجهان.
وللشيخ كليم الله مصنفات كثيرة منها تفسير القرآن الكريم والكشكول والمرقع في الرقي والتكسير
وسواء السبيل والعشرة الكاملة وكتاب الرد على الشيعة ومجموع المكاتيب وله شرح القانون للشيخ
الرئيس. له نسخة في المكتبة الحامدية برامبور.
توفي لست بقين من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ومائة وألف، وفي مآثر الكرام: إنه مات لثلاث
وأربعين ومائة وألف فدفن في بيته بسوق الخانم بمدينة دهلي.
الشيخ كمال الدين الإله آبادي
الشيخ الفاضل العلامة كمال الدين بن محمد أفضل بن عبد الرحمن العباسي الإله آبادي أحد العلماء
المبرزين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ بمدينة إله آباد وقرأ العلم وفاق أقرانه في المنطق والحكمة
والإنشاء وقرض الشعر، وكان يدرس ويفيد، ذكره غلام علي بن نوح الحسيني البلكرامي في يد
بيضاء.
الشيخ كمال الدين السندي
الشيخ العالم الفقيه كمال الدين بن عناية الله البهكوي السندي أحد الأفاضل المشهورين، لم يكن في
زمانه مثله في الفضائل، له مصنفات عديدة، منها شرح بسيط على ديوان الحافظ ومنها الاصطلاحات
الرضوية، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة وألف، كما في تحفة الكرام.
الشيخ كمال الدين الفتحبوري
الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة كمال الدين بن محمد دولة بن محمد يعقوب الأنصاري السهالوي ثم
الفتحبوري، كان من بني أعمام الشيخ قطب الدين بن عبد الحليم السهالوي، ولد ونشأ بفتحبور وقرأ
بعض الكتب الدرسية على السيد كمال الدين العظيم آبادي وسائر الكتب الدرسية على الشيخ الكبير
نظام الدين بن قطب الدين السهالوي ثم اللكهنوي، ولازمه مدة من الزمان حتى بلغ رتبة لم يصل
إليها أحد من أصحاب الشيخ المذكور، وتصدر للتدريس في حياة شيخه فصار من أكابر العلماء،
وظهر تقدمه في الكلام والمنطق والحكمة وسائر الفنون الحكمية، أخذ عنه غير واحد من الأعلام،
أجلهم مولانا محمد بركة بن عبد الرحمن الإله آبادي، ومولانا محمد حسن وصنوه محمد ولي بن
القاضي غلام مصطفى اللكهنوي، ومولانا محمد أعلم السنديلوي، والشيخ عبد الله بن زين العابدين
السنديلوي، والشيخ أحمد الله بن صفة الله الخير آبادي وخلق آخرون.
وكان مفرط الذكاء جيد القريحة، له مصنفات دقيقة منه شرح الكبريت الأحمر ومنها العروة الوثقى
وله غير ذلك من الحواشي والرسائل، وجاوز عمره سبعين(6/789)
سنة، مات لأربع عشرة خلون من محرم
الحرام سنة خمس وسبعين ومائة وألف فأرخ لموته بعضهم من قوله: برد الله مضجعه، كما في
أغصان الأنساب لرضي الدين محمود الفتحبوري.
السيد كمال الدين العظيم آبادي
الشيخ الفاضل العلامة كمال الدين الحسيني العظيم آبادي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة،
أخذ عن الشيخ نظام الدين بن قطب الدين السهالوي ولازمه مدة وقرأ عليه الكتب الدرسية ثم تصدر
للتدريس بفتحبور ودرس بها زماناً، كما في أغصان الأنساب ثم ولي التدريس بمدرسة أسسها نواب
سيف خان بمدينة عظيم آباد، قرأ عليه الشيخ كمال الدين الفتحبوري ومولانا أسد الله الجهانكير نكري
وخلق كثير من العلماء.
وكانت له محبة شديدة لشيخه نظام الدين حتى أنه مات لما نعي بموت شيخه وكان الشيخ حياً لم
يمت، كما في الرسالة القطبية.
حرف اللام
مولانا لطف الله الدهلوي
الشيخ الفاضل لطف الله بن أحمد المهندس الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الفنون الرياضية، له
منظومة في الحساب وشرح على خلاصة الحساب للفاضل العاملي صنفه سنة ثلاثين ومائة وألف،
وله ثلاث رسائل في الفنون الرياضية، مات في بضع وخمسين ومائة وألف، كما في محبوب
الألباب.
مولانا لطف الله التتوي
الشيخ الفاضل لطف الله بن بزرك بن محمد بن الجلال بن علي الحسيني التتوي السندي أحد
المشايخ المعروفين بالفضل والصلاح، له ضرر البشر وديوان الشعر الفارسي، مات سنة ثلاثين
ومائة وألف، كما في تحفة الكرام.
نواب لطف الله اللاهوري
الأمير الفاضل لطف الله بن سعد الله التميمي الجنوتي نواب لطف الله خان اللاهوري أحد الرجال
المعروفين بالفضل والكمال، كان في الحادي عشر من سنه يوم توفي والده فالتفت إليه شاهجهان بن
جهانكير التيموري سلطان الهند ورباه في مهد السلطة ولما قام بالملك ولده عالمكير بن شاهجهان رقاه
درجة بعد درجة إلى الإمارة وخصه بركوب المحفة في القلعة المعلى وولاه على بنجاب نيابة عن
ولده محمد أعظم ثم ولاه على بيجابور.
وكان رجلاً فاضلاً شجاعاً مقداماً كبير المنزلة متين الديانة مع خفة من العقل، مات سنة أربع عشرة
ومائة وألف في أيام عالمكير، كما في مآثر الأمراء.
مرزا لطف الله التبريزي
الشيخ الفاضل لطف الله بن الحاج شكر الله التبريزي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة
والإنشاء وقرض الشعر، دخل والده أرض الهند وسكن بمدينة سورت فولد بها لطف الله سنة خمس
وتسعين وألف، ونشأ في حجر أبيه وقرأ العلم على حبيب الله الأصفهاني أحد تلامذة الآقا حسين
الخوانساري ولازمه زماناً، وجد في البحث والاشتغال حتى برز في العلم وفاق أقرانه، فسافر إلى
بنكاله للتجارة وتقرب إلى نواب شجاع الدولة أمير تلك الناحية فقربه إلى نفسه وأملكه ابنته ثم حصل
له أقطاعاً من سلطان الهند وولاه على أزيسه ولقبه السلطان بمرشد قلي خان رستم جنك، وحيث كان
مجبولاً على علي ميله إلى الشعر لم يلتفت إلى مهمات الأمور فاختل نظام الملك وخاف من عواقبه
فخرج من(6/790)
تلك البلاد وذهب إلى حيدر آباد وتقرب إلى آصف جاه فأقام بها مدة عمره، ومن شعره
قوله:
ديده ميداند جهاشب بر سوم بي أو كذشت همجو سيل از بل سرشك جشمم از أبرو كذشت
توفي سنة أربع وستين ومائة وألف، وله إحدى وسبعون سنة، كما في نتائج الأفكار.
نواب لطف الله الباني بتي
الأمير الفاضل نواب لطف الله خان الصادق الأنصاري الباني بتي أحد الرجال المشهورين، ولد
ونشأ بأرض الهند وتقرب إلى فرخ سير ثم إلى محمد شاه وولي المناصب الرفيعة ثم غضب عليه
محمد شاه لما صدر عنه بعض ما لا يليق به في أيام ورود نادر شاه فاعتزل في بيته ومات في عهد
أحمد شاه، كما في مآثر الأمراء.
الشيخ لطف الله الأنبالوي
الشيخ الصالح لطف الله الأنبالوي أحد المشايخ الجشتية، أخذ الطريقة عن الشيخ محمد سعيد بن
محمد يوسف الأنبالوي، وله ثمرة الفؤاد كتاب في أخيار شيخه، مات يوم السبت لعشر بقين من ذي
القعدة سنة ست وثمانين ومائة وألف فدفن بجالندر خارج البلدة، كما في خزينة الأصفياء.
الشيخ لطيف الله الفتحبوري
الشيخ الصالح لطيف الله بن حياة الله المحب اللهي الإله آبادي أحد المشايخ الجشتية، قرأ العلم على
مولوي غلام علي المانكبوري وأخذ الطريقة عن الشيخ حبيب الله الإله آبادي وسافر إلى الحرمين
والشريفين فحج وزار، وكان صاحب وجد وحالة، تذكر له كشوف وكرامات، مات لثلاث ليال خلون
من جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين ومائة وألف بفتحبور فدفن بها.
حرف الميم
الحكيم ما شاء الله المرشد آبادي
الشيخ الفاضل ما شاء الله الحسيني الحكيم المرشد آبادي الدفين بفرخ آباد، كانت له اليد الطولى في
الصناعة الطبية، أقام بمرشد آباد زماناً طويلاً عند شجاع الدولة ثم قدم فرخ آباد وقنع باليسير من
العطايا، ومات بها في أيام مظفر جنك، كما في تاريخ فرخ آباد.
راجه مبارز خان الحسن بوري
الأمير الكبير مبارز بن إسماعيل بن الحسن بن تاتار خان الهندي الأودي الحسن بوري كان من
طائفة بجكوتي جوهان من نسل برتهي راج عظيم الهند، أسلم تاتار خان على يد الشيخ مبارك بن
الجلال الأشرفي الجائسي لعله في أيام أكبر شاه ومصر ولده الحسن بلدة حسن بور قريباً من سلطان
بور وقام بالأمر بعد والده ثم قام بعده ولده إسماعيل ثم ولده مبارز خان، وكان من العلماء المبرزين
في العلوم الحكمية، أخذ عن القاضي ثناء الله الأنصاري الذي كان قاضياً بعمالة كشني بكسر الكاف
وسكون الشين المعجمة وأخذ عن الشيخ داود النكلامي الجائسي وقرأ فاتحة الفراغ في عهد عالمكير.
له المبارزية كتاب في علم الأصول في غاية الدقة والإحكام شرحه الشيخ نظام الدين بن قطب الدين
اللكهنوي وكمله بأمره، كما في تاريخ جائس لعبد القادر خان.
الأمير مبارك بن إسحاق الدهلوي
الأمير الفاضل مبارك بن إسحاق الحسيني الدهلوي نواب مبارك الله خان كان من الرجال
المشهورين بالفضل والكمال، ولد ونشأ بأرض الهند وتقرب إلى عالمكير فولاه على جاكنه ثم على
أورنك آباد ثم على مندسور ولما توفي عالمكير صار من ندماء الوزير منعم خان وصحبه مدة من
الزمان، وكان والده إرادة خان وجده أعظم خان من كبار الأمراء في عهد شاهجهان ووالده جهانكير،
وله ديوان الشعر الفارسي وكان يتلقب بواضح، ومن شعره قوله:
رشك فرمائي دلم نيست بجز عيش جناب يافت يك بيرهن هستي وآن هم كفن است(6/791)
مات سنة ثمان وعشرين ومائة وألف في أيام فرخ سير، كما في نتائج الأفكار.
القاضي مبارك بن دائم الكوباموي
الشيخ الفاضل العلامة القاضي مبارك بن محمد دائم بن عبد الحي بن عبد الحليم بن المبارك
الناصحي العمري الكوباموي كان من مشاهير الأذكياء، له شهرة مغنية عن الإطناب في وصفه، ولد
بكوبامؤ وتلقى العلم في مصره عن القاضي قطب الدين الكوباموي، ثم سافر إلى بلاد أخرى وأخذ
عن الشيخ المحدث صفة الله الحسيني الخير آبادي، ثم سار إلى دهلي وجد في البحث والاشتغال
حتى صار أوحد أبناء العصر، فدرس وأفاد بدهلي مدة طويلة.
له تعليقات على حاشية السيد الزاهد على الرسالة القطبية وعلى حاشيته على شرح التهذيب للدواني
وحاشيته على شرح المواقف وله شرح بسيط على سلم العلوم للقاضي محب الله بن عبد الشكور
البهاري، فرغ من تصنيفه يوم الخميس لسبع خلون من ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف
فتلقاه العلماء بالقبول ووضعوه في برنامج الدرس، توفي لخمس خلون من شوال سنة اثنتين وستين
ومائة وألف فدفن بمدرسة جده في كوبامؤ، كما في بحر زخار.
الشيخ مبارك بن فخر الدين البلكرامي
الشيخ العالم المحدث مبارك بن فخر الدين الحسيني الواسطي البلكرامي أحد العلماء العاملين وعباد
الله الصالحين، ولد بمدينة بلكرام لست خلون من شعبان سنة ثلاث وثلاثين وألف وقرأ بعض الكتب
الدرسية على الشيخ طيب بن عبد الواحد البلكرامي وعلى غيره من العلماء في بلدته ثم سافر إلى
دهلي وقرأ سائر الكتب على خواجه عبد الله بن عبد الباقي النقشبندي الدهلوي، وأخذ الحديث عن
الشيخ نور الحق بن عبد الحق البخاري وعن الشيخ أبي رضا ابن إسماعيل سبط الشيخ عبد الحق
المذكور، وقرأ فاتحة الفراغ لسبع خلون من رجب سنة أربع وستين وألف ثم رجع إلى بلدته بلكرام
وتصدر للتدريس، أخذ عنه عبد الجليل بن أحمد الحسيني الواسطي وطفيل محمد بن شكر الله
الحسيني الأترولوي وخلق آخرون.
وكان شيخاً وقوراً مهاباً رفيع القدر لطيف الطبع كريم الأخلاق ذا محاضرة حسنة، وكان يأمر
بالمعروف وينهى عن المنكر فلا يجترىء أحد أن يرتكب منكراً في حضرته.
مات يوم الاثنين لعشر بقين من ربيع الثاني سنة خمس عشرة ومائة وألف بمدينة بلكرام فدفن بها،
كما في مآثر الكرام.
الشيخ مبين الله البالابوري
الشيخ الصالح مبين الله بن عناية الله الحسيني الخجندي البالابوري أحد المشايخ النقشبندية، ولد سنة
خمس وثمانين وألف بمدينة بالابور وأخذ عن والده وصحبه مدة من الزمان، ثم لازم أخاه وسافر إلى
دهلي بعد وفاة صنوه الكبير سنة 1119 هـ، فأدرك بها الشيخ محمد صديق بن محمد معصوم
السرهندي فلازمه مدة وأخذ عنه ورجع إلى بالابور سنة 1131 هـ، ثم لم يخرج من بيته قط، وكان
يعتزل عن الناس ولا يخالطهم أبداً، يخرج من حجرته للصلوات المكتوبة عند الإقامة ثم يدخل
الحجرة ولا يأذن لأحد أن يدخل فيها.
مات يوم الخميس لست خلون من رمضان سنة ثمان وخمسين ومائة وألف ببلدة بالابور، كما في
محبوب ذي المنن.
الشيخ مجيب الله البهلواروي
الشيخ العالم الفقيه مجيب الله بن ظهور الله بن كبير الدين الجعفري البهلواروي أحد الرجال
المعروفين بالفضل والصلاح، كان من نسل جعفر بن أبي طالب ابن عم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وحبه وصاحبه، ولد لإحدى عشرة خلون من ربيع الثاني سنة ثمان وتسعين وألف ببهلواري وقرأ
بعض الكتب الدرسية على مولانا فصيح الدين، وقيل: إنه قرأ على ابن خاله عماد الدين، ثم سافر
إلى بنارس ولازم الشيخ محمد وارث بن عناية الله البنارسي، وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية وأخذ
عنه الطريقة الأويسية القادرية، ثم رجع(6/792)
إلى بلدته وأخذ الطريقة القلندرية عن ابن خاله عماد الدين
المذكور سنة اثنتين وعشرين ومائة وألف وجلس على مسند الإرشاد وناهز ثلاثاً وتسعين سنة، أخذ
عنه ابنه نعمة الله، ونور الحق، وشمس الدين وخدا بخش وخلق آخرون، توفي سنة إحدى وتسعين
ومائة وألف، كما في مشجرة الشيخ بدر الدين.
السيد مجيب الله البالابوري
الشيخ الفاضل مجيب الله بن منيب الله بن عناية الله بن محمد الحسيني الخجندي البالابوري أحد
المشايخ النقشبندية، ولد بمدينة ايلجبور من أرض برار سنة ست عشرة ومائة وألف، وقرا العلم على
أبيه ولازمه ملازمة طويلة وأخذ عنه الطريقة وانتقل معه من ايلجبور إلى أورنك آباد فسكن بها،
وكان زاهداً تقياً نقياً كريم النفس عميم الإحسان، مات ليلة الإثنين لليلتين خلتا من ربيع الثاني سنة
ست وخمسين ومائتين وألف.
القاضي محب الله البهاري
الشيخ العالم الكبير العلامة محب الله بن عبد الشكور العثماني الصديقي الحنفي البهاري أحد الأذكياء
المشهورين في الآفاق، ولد ونشأ في كرا بفتح الكاف قرية من أعمال محب علي بور من أرض بهار
وعشيرته تعرف بالملك، وقرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ قطب الدين بن عبد الحليم الأنصاري
السهالوي وأكثرها على العلامة قطب الدين الحسيني الشمس آبادي، ثم رحل إلى معسكر السلطان
عالمكير وكان في بلاد الدكن فولاه القضاء بمدينة لكهنؤ ثم نقله بعد مدة إلى حيدر آباد ثم عزله عن
القضاء وجعله معلماً لرفيع القدر بن شاه عالم بن عالمكير، ولما ولي شاه عالم على بلاد كابل وسافر
إليها استصحبه مع ولده رفيع القدر فأقام بها زماناً، ثم لما قام شاه عالم بالملك بعد والده عالمكير سنة
ثماني عشرة ومائة وألف ولاه الصدارة العظمى ولقبه فاضل خان سنة تسع عشرة.
ومن مصنفاته سلم العلوم في المنطق ومسلم الثبوت في أصول الفقه والجوهر الفرد في مبحث
الجزء الذي لا يتجزى، وهذه الثلاثة مقبولة متداولة في مدارس العلماء، وله رسالة في المغالطات
العامة الورود، ورسالة في إثبات أن مذهب الحنفية أبعد عن الرأي من مذهب الشافعية على خلاف ما
اشتهر.
واستدل عليه بوجوه:
منها أن الحنفية قائلون بأن العام من الكتاب والسنة قطعى فلا يصح بخلافه القياس بخلاف الشافعية
فإنهم يجوزون القياس بخلافه فالحنفية لا يخصصون العام بالرأي بل يقولون ببطلان الرأي هنالك.
ومنها أن الشافعية حملوا المطلق على المقيد بالقياس والحنفية لا يحملون المطلق على المقيد
بالقياس.
ومنها أن المراسيل من الأحاديث مقبولة عند الحنفية فإنهم يقدمونها على الرأي بخلاف الشافعي فإنه
يقول بتقديم الرأي عليها إلا أن يكون مع المرسل عاضد من إسناد أو إرسال آخر أو قول صحابي أو
أكثر العلماء أو عرف أنه لا يرسل إلا عن ثقة.
ومنها أن قول الصحابي إن كان فيما لا يدرك بالرأي فعند الحنفية كلهم حجة ملحق بالسنة فيقدم على
القياس، والشافعي لا يرى قوله حجة مقدمة على الرأي بل يقدم رأيه على قوله.
ومنها أن زيادة جزء أو شرط في عبارة ثبت إطلاقها بالكتاب يجوز عند الشافعي بالرأي لأنه
تخصيص وتقييد وعند أبي حنيفة لا يجوز ذلك لأنه نسخ لإطلاق الكتاب.
ومنها أن الحنفية احتاطوا في إثبات صحة الرأي فقالوا: إن العلة وهو الوصف الجامع بين الأصل
والفرع يجب أن تكون مؤثرة إن ظهر تأثيرها بنص أو إجماع، والشافعية اكتفوا بمجرد الإخالة
والملائمة العلية وإن لم يظهر تأثيرها شرعاً بل صححوا وإن لم تظهر المناسبة بين الوصف والحكم.
ومنها أن الشافعية يثبتون الحدود والكفارات بالرأي، والحنفية لا يصححون الرأي في الحدود
لاشتمالها على حديدات كذا في الأصل لا يعقل، انتهى.
توفي سنة تسع عشرة ومائة وألف، كما في مآثر الكرام.(6/793)
الشيخ محب الله البالابوري
الشيخ العالم الكبير محب الله بن عناية الله بن محمد الحسيني الخجندي البالابوري أحد المشايخ
النقشبندية، ولد سنة خمس وسبعين وألف بمدينة برهانبور وجاء إلى بالابور في صباه، وقرأ القرآن
على عمه محمد سعيد وجوده عليه ثم قرأ الكتب الدرسية على أبيه وعلى القاضي سيف الله
البالابوري ومولانا نجم الدين البرهانبوري، ثم أخذ الطريقة عن أبيه ولم يفارقه مدة عمره، فلما مات
والده في سنة 1117 هـ تولى الشياخة مكانه، وكان على قدم أبيه في اتباع السنة السنية واقتفاء آثار
السلف الصالح، مات لتسع بقين من ربيع الثاني سنة تسع عشرة ومائة وألف بمدينة بالابور فدفن
عند والده، كما في محبوب ذي المنن.
معز الدين محمد بن إبراهيم القمي
الأمير الفاضل معز الدين محمد بن إبراهيم الرضوي المشهدي القمي نواب موسوي خان كان من
الأفاضل المشهورين في عصره، ولد سنة خمسين وألف واشتغل بالعلم أياماً في بلدته، ثم سافر إلى
أصفهان ولازم الآقا حسين الخوان ساري وقرأ عليه الكتب الدرسية ثم خرج من تلك البلاد ودخل
الهند سنة اثنتين وثمانين وألف فتقرب إلى عالمكير فولاه الخراج بعظيم آباد فسار إليها ولبث بها
زماناً وحيث كان معجباً بنفسه لم يستطع أن يؤالف واليها بزرك أميد خان فاستقدمه عالمكير إلى دار
الملك وولاه على ديواني تن ولقبه موسوي خان سنة تسع وتسعين وألف ثم ولاه ديوان الخراج في
بلاد الدكن.
وكان فاضلاً كبيراً شاعراً مجيد الشعر معجباً بنفسه، له ديوان الشعر الفارسي، ومن شعره قوله:
در آن صحرا كه بودم آكه از ذوق كرفتاري غزالان را سراغ خانة صياد مي دادم
توفي سنة إحدى ومائة وألف بأرض الدكن، كما في سرو آزاد.
السيد محمد بن محمد القنوجي
الشيخ العالم الكبير محمد بن محمد بن محمد بن كدائي بن سيد ملك بن عماد الدين بن الحسين بن
علاء الدين علي بن محمد بن ضياء الدين الحسيني الحلي الدهلوي ثم القنوجي أحد العلماء
المشهورين، ولد ونشأ بقنوج وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على القاضي عبد القادر العمري
اللكهنوي ثم سافر إلى إله آباد ولازم الشيخ محب الله الإله آبادي وأخذ عنه ثم رجع إلى بلدته
واعتزل في بيته وعكف على العبادة والإفادة فلم يخرج من بيته قط لأمر من الأمور الدنيوية حتى
استقدمه شاهجهان بن جهانكير سنة اثنتين وثلاثين من جلوسه على سرير الملك فصاحبه مدة حياته،
ثم صاحب ولده عالمكير، وكان يذاكره في كل أسبوع ثلاثة أيام في إحياء العلوم وكيميائي سعادة
والفتاوي الهندية، كما في عمل صالح.
قال الخوافي في مآثر الأمراء: استقدمه شاهجهان إلى أكبر آباد فسار إليه وصار جليساً له بعد
اعتزاله عن السلطة وكان السلطان يستفيده، ثم جعله عالمكير من خاصته وأكرمه غاية الإكرام وكان
يذاكره في كل أسبوع ثلاثة أيام في الفتاوي الهندية وإحياء العلوم وكيمائي سعادة وغيرها من كتب
الفقه والحديث والسلوك ويباحثه في المسائل، وكان عالمكير يذكره بلفظ الأستاذ ويقول: إنه أستاذ له
ولوالده، قال: والقنوجي لم يرغب قط إلى الإمارة والمنصب مع تقربه إلى سلطان الهند وما خرج من
زي العلماء ولكنه كان في بلدته صاحب ضياع وعقار وقرى، انتهى.
وقال السيد صديق حسن القنوجي في أبجد العلوم: كان له اليد الطولى في العلوم الرياضية والعربية،
له حاشية نفيسة على المطول للتفتازاني، ومن صالحاته الباقية عمارة بيت المسافرين بقنوج الذي لم
يعهد مثله في هذه الديار، وله بستان فيه مقبرة عظيمة فيها قبره، انتهى.
توفي سنة إحدى ومائة وألف، كما في تبصرة الناظرين.(6/794)
الشيخ محمد الحكيم السندي
الشيخ الفاضل محمد بن أبي محمد التتوي السندي كان من نسل الشيخ محمد الحافظ، صرف شطراً
من عمره في السياحة إلى الأقاليم والبلدان ثم سكن بمدينة تته، وكان معدوم النظير في صناعة الطب
والتشريح، له مجلد ضخم في شرح أمراض العين وأسبابها وعلاماتها ومعالجاتها، مات سنة أربع
وسبعين ومائة وألف، كما في تحفة الكرام.
مرزا محمد الكيلاني
الشيخ الفاضل محمد بن أبي محمد الكيلاني الحكيم الحاذق، له مطلب المباشرين كتاب في أمراض
الباه، صنفه في أيام محمد شاه، كما في محبوب الألباب.
مرزا محمد التركماني
الشيخ الفاضل محمد بن أبي محمد السني التركماني كان من الأتراك الجغتائية، قدم أسلافه في عهد
أكبر شاه، وولد محمد بأرض الهند ونشأ في نعمة جدة لأمه قباد بيك وخاله محمد الحارثي، ثم تقرب
إلى اعتماد الدولة قمر الدين خان ثم إلى عماد الملك ثم رحل إلى لكهنؤ وسكن بها، له منظومة في
فتوح الشام على نهج شاهنامه سماها صولة فاروقي وله ديوان الشعري الفارسي ومجموع أبياته
يقارب خمسين ألف بيت.
مات سنة تسع وتسعين ومائة وألف بمدينة لكهنؤ، كما في محبوب الألباب.
الشيخ محمد الكشميري
الشيخ العالم الصالح محمد بن أبي محمد الكبروي الكشميري أحد رجال العلم والطريقة، ولد ونشأ
بكشمير وقرأ العلم على أساتذة عصره لعله على أبناء الشيخ حيدر بن فيروز الكشميري ثم أخذ
الطريقة عن الشيخ محمد علي الحسيني وتولى الشياخة، أخذ عنه خلق كثير، توفي لست عشرة خلون
من شوال سنة ست وعشرين ومائة وألف، كما في خزينة الأصفياء.
الشيخ محمد الشاهجهانبوري
الشيخ الفاضل محمد بن أبي محمد الحنفي الشاهجهانبوري المشهور بمحمد خان كان من الرجال
المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بمدينة شاهجهانبور وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على
الشيخ المحدث صفة الله بن مدينة الله الحسيني الخير آبادي ولازمه مدة ثم تصدى للدرس والإفادة
ببلدته، ذكره المفتي ولي الله بن أحمد علي الحسيني في تاريخه وقال: إنه كان من العلماء المشهورين
في بلاده، انتهى.
الشيخ محمد بن أحمد الدهلوي
الشيخ الصالح محمد بن أحمد الحسيني الدهلوي أحد المشايخ القادرية الأعظمية، ولد لتسع بقين من
ذي الحجة سنة ست وسبعين وألف بدهلي ونشأ بها وسافر إلى أرض الدكن، وكان والده ملازماً
لركاب السلطان عالمكير بن شاهجهان فولاه السلطان الخدمة العسكرية فسار مع والده إلى أمن آباد
ولبث عنده زماناً ثم اعتزل عن الخدمة ولازم الزهد والعبادة، ولما قتل والده بمدينة برهانبور رجع
إلى دهلي واعتزل في بيته عاكفاً على العبادة والإفادة مع قناعة وعفاف وتوكل واستغناء عن الناس،
كان لا يتردد إلى الأغنياء ولا يقوم لهم.
مات سنة سبع وخمسين ومائة وألف بدهلي فدفن بها، صرح بذلك بعض أصحابه في رسالة مفردة
في أخباره.
الشيخ محمد بن أحمد الأميتهوي
الشيخ الفاضل عبد القادر محمد بن أحمد بن أبي سعيد الصالحي الأميتهوي أحد العلماء الصالحين،
ولد ونشأ ببلدة أميتهي وقرأ العلم على والده ولازمه ملازمة طويلة وبنى مدرسة عظيمة ببلدته، له
تكملة مناقب الأولياء لوالده، مات ودفن بأميتهي، كما في صبح بهار.
مرزا محمد بن إسحاق التستري
الأمير الفاضل محمد بن إسحاق بن علي الشيعي(6/795)
التستري نواب نجم الدولة ابن مؤتمن الدولة
الدهلوي، كان من الرجال المعروفين بالعقل والدهاء، ولد ونشأ بأرض الهند وتقرب إلى محمد شاه
فولاه على بخشيكري مكان والده وجعله من خاصته وندمائه، قتل سنة ثلاث وستين ومائة وألف، كما
في مآثر الأمراء.
الشيخ محمد بن بير محمد البلكرامي
الشيخ الصالح محمد بن بير محمد العمري البلكرامي أحد العلماء المتصوفين، ولد ونشأ بمدينة بلكرام
وأخذ العلم وسافر إلى البلاد ولازم الشيخ حبيب الله القنوجي المتوفي سنة 1140 هـ مدة من الدهر
وأخذ عنه، وشرح كتابه روضة النبي في سيرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالفارسي وسماه بمدينة
العلم أوله: الحمد لله الجليل والصلاة على حبيبه الجميل، إلخ.
الشيخ محمد بن جعفر الكجراتي
الشيخ العالم الفقيه محمد بن جعفر بن الجلال بن محمد الحسيني البخاري أبو المجد محبوب عالم
الكجراتي كان من ذرية الشيخ جلال الدين حسين الحسيني البخاري الأجي، ولد بكجرات لليلتين خلتا
من ربيع الأول سنة سبع وأربعين وألف وقرأ على والده وعلى غيره من العلماء بأحمد آباد ثم تصدر
للتدريس، أخذ عنه الشيخ نور الدين بن محمد صالح الأحمد آبادي، ومن مصنفاته تفسير القرآن
الكريم بالفارسي برواية أهل البيت وتفسير القرآن بالعربي على نهج الجلالين وله زينة النكات في
شرح المشكاة وله غير ذلك من الرسائل.
توفي لتسع عشرة خلون من جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة ومائة وألف ببلدة أحمد آباد فدفن بها،
كما في مرآة أحمدي.
محمد شاه الدهلوي سلطان الهند
الملك الكبير محمد شاه بن جهان شاه عالم بن عالمكير بن شاهجهان ابن جهانكير بن أكبر شاه
التيموري الكوركاني الدهلوي سلطان الهند، قام بالملك بعد ابن عمه فرخ سير سنة إحدى وثلاثين
ومائة وألف، وافتتح أمره ببذل الأموال على الناس وحارب عبد الله خان وصنوه حسين علي خان
المتغلبين على السلطة فقتلهما وخلا ذرعه وساحته عن المعاندين، واشتغل بما لا يعنيه وانغمس في
الشهوات والملاهي واشتهر ذكره في بلاد أخرى فقصد الهند نادر شاه الإيراني سنة إحدى وخمسين
ومائة وألف وقاتل الولاة في أثناء الطريق وانتزع البلاد والقلاع حتى وصل إلى باني بت فتلقاه
محمد شاه بجيوش عظيمة فوقع بين الجيشين قتال وتطاول أياماً وقتل في بعضها أمير الأمراء وكان
محمد أمين النيسابوري يطمع أن يكون مكانه فولى محمد شاه قمر الدين بن غازي الدين السمرقندي
فخامر عليه النيسابوري وانسل بطائفة من جنوده إلى نادر شاه فضعف بذلك السبب محمد شاه، ثم
سعى النيسابوري في الصلح بين الملكين فتواعدا للاجتماع إلى مكان عيناه فسبق إليه محمد شاه ثم
وصل نادر شاه فتم الصلح على أن يدخل نادر شاه بجيوشه إلى مدينة دهلي، وكان جيش نادر شاه
منتشراً في المدينة نازلين مع أهلها فكان أوباش الهند إذا ظفروا بواحد منهم قتلوه غيلة، فبلغ نادر شاه
ذلك فأمر جيوشه بقتل أهل المدينة فما زالوا يقتلون من وجدوا ثلاثة أيام حتى أربي القتلى من أهل
الهند على مائة ألف ثم أمرهم بعد اليوم الثالث برفع السيف ونادى بالأمان، وأخذ من خزائن محمد
شاه ما أحب أخذه ثم ارتحل وقد دوخ بلاد الهند، ثم صار محمد شاه نائباً عنه ببلاد الهند وكانت مدة
حكومته تسع عشرة سنة وستة أشهر.
ومن مآثره أنه جمع من علماء عصره من أقطار مملكته وأمرهم أن يصنعوا الآلات الرصدية وأن
يقيسوا بها الكواكب ويتعرفوا أحوالها بها ففعلوا ذلك وتولوا الرصد بمدينة دهلي وجيبور وبنارس
تحت نظارة جي سنكه صاحب جيبور، وبذل على ذلك محمد شاه ثلاثين مائة ألف ثلاثة ملائين من
النقود فأدركوا بعض ما لم يدركه القدماء من الراصدين وصنفوا له الزيجات أشهرها الزيج المحمد
شاهي لمرزا خير الله المهندس، ونقلوا الكتب الرياضية من العربية إلى سنسكرت كشرح الملخص
للجغميني وغيره.
وكانت وفاته سنة إحدى وستين ومائة وألف بمدينة(6/796)
دهلي فدفن عند قبر الشيخ نظام الدين محمد
البدايوني وقبره مشهور هنا.
الشيخ محمد بن الحامد الأمروهوي
الشيخ الصالح محمد بن الحامد بن عيسى الزينبي الهركامي الشيخ عضد الدين الأمروهوي أحد كبار
المشايخ الجشتية، أخذ عن والده وعمه الشيخ محمدي الفياض ولازمه مدة من الزمان ثم تولى الشياخة
بأمروهه، وكان عالماً كبيراً بارعاً في العربية تقياً صالحاً لم يقبل الوظائف والأرزاق من الولاة،
وصرف عمره في الفقر والفاقة وكان ماهراً بتأويل الرؤيا، له مقاصد العارفين صنفه سنة أربع
وعشرين ومائة وألف وله ديوان الشعر الفارسي وسد سرور في المعارف وحكم الطريقة في لغة
سنسكرت، توفي لثلاث ليال بقين من رجب سنة اثنتين وسبعين ومائة وألف، كما في أنوار العارفين.
الشيخ محمد بن الحسن اللاهوري
الشيخ الصالح محمد بن الحسن بن عبد الله بن محمود الحسني الحسيني القادري اللاهوري الشيخ
محمد غوث كان من المشايخ المشهورين في عصره، ولد بمدينة بيشاور ونشأ بها وأخذ عن والده ثم
سافر إلى لاهور وأدرك بها جمعاً كثيراً من العلماء والمشايخ فصحبهم واستفاض منهم فيوضاً كثيرة
وسكن بلاهور، أخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ، وله مصنفات منها الرسالة الغوثية مات
بلاهور ودفن بها خارج البلدة في سنة اثنتين وخمسين ومائة وألف، كما في خزينة الأصفياء.
الشيخ محمد بن رستم البدخشي
الشيخ العالم المحدث محمد بن رستم بن قباد الحارثي البدخشي أحد الرجال المشهورين في الحديث
والرجال، ولد بمدينة كابل ونشأ بها في نعمة أبيه وقرأ العلم في صغر سنه وصنف رد البدعة ومعتقد
أهل السنة رسالة حسنة، وذلك في الخامس عشر من سنه وعرضه على عالمكير بن شاهجهان
سلطان الهند فأعطاه ثلاثمائة منصباً ومنحه أقطاعاً على وفق المنصب بدون شرط الخدمة ثم تدرج
إلى ستمائة منصباً ومات في أيام محمد شاه.
ومن مصنفاته غير ما ذكرناه مصنف لطيف في تراجم الحفاظ استخرجها من كتاب الأنساب للشيخ
أبي سعد عبد الكريم بن محمد بن المنصور السمعاني المروزي مع اختصار في بعض التراجم وزيادة
مفيدة في أكثرها، فرغ من تصنيفه يوم الخميس لتسع خلون من ربيع الأول سنة ست وأربعين ومائة
وألف بمدينة دهلي، ومنها مفتاح النجاء في مناقب آل العباء صنفه سنة أربع وعشرين ومائة وألف
بمدينة لاهور ورتبه على خمسة أبواب أوله: الحمد لله الذي اصطفى محمداً وآله على العالمين، إلخ،
ومنها نزل الأبرار بما صح من مناقب أهل البيت الأطهار فرغ من تصنيفه لسبع عشرة من رمضان
سنة ست وعشرين ومائة وألف صنفه للسيد حسين علي خان الحسيني البارهوي أمير الأمراء ومنها
تحفة المحبين بمناقب الخلفاء الراشدين.
الشيخ محمد بن عبد الجليل البلكرامي
الشيخ الفاضل محمد بن عبد الجليل الحسيني الواسطي البلكرامي، كان حافلاً لأصناف العلوم ووارثاً
لفضائل والده المرحوم، ولد سنة إحدى ومائة وألف ببلكرام وقرأ العلم على الشيخ طفيل محمد
الحسيني الأترولوي واستفاد في الفنون الأدبية عن والده ثم ولي بتحرير السوانح وبعمل بخشيكري
في بلدة بكر وسيوستان مقام والده في عهد فرخ سير فاستقل بها زماناً واعتزل عنها في الفتنة
النادرية ورجع إلى بلكرام.
له مختصر كتاب المستطرف للشيخ زين الدين محمد بن أحمد الخطيب وله تبصرة الناظرين
بالفارسي مختصر في التاريخ، ومن شعره قوله:
قالت فتاة لسلمى يا صويحبتي هبني لعاشقك المسكين تسكينا
قالت تجيب لان يحبيك مكتئب لنعملن على شيء تقولينا
توفي سنة خمس وثمانين ومائة وألف، كما في مآثر الكرام.(6/797)
الشيخ محمد بن عبد الرحمن القنوجي
الشيخ الفاضل محمد بن عبد الرحمن القنوجي كان من ذوابة العلوية الحسينية تعرف قبيلته
برسولدار، وله معارف وحقائق جيدة وفضائل شهيرة، رحل إلى الحرمين الشريفين وأدرك المشايخ
الكبار واستفاد منهم ثم رجع إلى قنوج وبها توفي له كتاب سماه هداية السالكين إلى صراط رب
العالمين ألفه لشاه عالم بن عالمكير وهو في التصوف على نهج قوت القلوب لأبي طالب المكي
وإحياء العلوم للغزالي، كما في أبجد العلوم.
الشيخ محمد بن عبد الرحمن الكجراتي
الشيخ الفاضل العلامة المحدث أبو بكر محمد بن عبد الرحمن الحنفي الأحمد آبادي الكجراتي أحد
العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، كان حياً في حدود سنة 1142 هـ، رأيت خطه على ظهر كتاب
الجمع بين رجال الصحيحين، للمقدسي وكان استكتبه لنفسه وهو يدل على شدة اشتغاله بالحديث
ورجاله، والله أعلم.
الشيخ محمد بن عبد الرحيم الرفاعي
الشيخ الصالح محمد بن عبد الرحيم بن محمد بن الحسني الرفاعي السورتي أحد الرجال المعروفين
بالفضل والصلاح، وكان يعرف بالمهدي، توفي لليلتين خلتا من محرم سنة ثلاث عشرة ومائة وألف،
كما في الحديقة الأحمدية.
الشيخ محمد بن عبد الرزاق الأجي
الشيخ الفاضل الكبير محمد بن عبد الرزاق بن إبراهيم بن قاسم بن محي الدين الشريف الحسني
الأجي ثم السورتي كان من نسل السيد الإمام عبد القادر الجيلاني، ولد بمدينة أج وقرأ العلم وسافر
إلى البلاد ثم دخل سورت سنة اثنتين ومائة وألف فبنى له محمود التاجر السورتي مسجداً وبنى غيره
من الأغنياء دوراً وقصوراً عند ذلك المسجد فسكن بسورت ودرس وأفاد بها مدة عمره، أخذ عنه
مولانا خير الدين المحدث السورتي والشيخ أمان الله وحميد الدين وبير محمد وخلق كثير.
توفي لسبع خلون من ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين ومائة وألف فدفن بمسجده، وأرخ لوفاته
بعض أصحابه من قوله لقد مات تاج العلماء، كما في الحديقة الأحمدية.
الشيخ محمد بن عبد الله الحضرمي
السيد الشريف محمد بن عبد الله بن علي بن عبد الله العيدروس الشافعي الحضرمي أحد الرجال
المعروفين بالفضل والصلاح، تولى الشياخة بعد جده بمدينة سورت ومات بها سنة ثلاث وثمانين
ومائة وألف، كما في الحديقة الأحمدية.
السيد محمد بن علم الله البريلوي
الشيخ العارف الكبير القدوة الحجة محمد بن علم الله بن فضيل الشريف الحسني البريلوي كان
أصغر أبناء أبيه وأكبرهم في العلم والعمل والتقوى والعزيمة، ولد سنة اثنتين وسبعين وألف بزاوية
والده بمدينة رائي بريلي خارج البلدة ونشأ في مهد العلم والإرشاد وأخذ عن والده وصحبه حتى توفي
والده إلى رحمة الله سبحانه وهو ابن أربع وعشرين سنة فصب عليه من المصائب ما لا يحصيها
البيان فلم يقدر أن يسكن ببلدته فسافر إلى البلاد وصحب المشايخ الأمجاد من أبناء الشيخ أحمد بن
عبد الأحد السرهندي وخلفائه واستفاض منهم فيوضاً كثيرة سنتين كاملتين ثم رجع إلى رائي بريلي
وأقام داخل قلعتها وعكف على الإفادة والعبادة.
وكان آية باهرة ونعمة ظاهرة في النسبة الصحيحة وقوة التأثير في إلقاء النسبة، له كتاب بسيط في
شرح الكلمات الطيبات للخواجكان النقشبندية، توفي يوم الاثنين لست ليال بقين من ربيع الثاني سنة
ست وخمسين ومائة وألف وله أربع وثمانون سنة فدفن بين العشائين من ذلك اليوم في زاوية أبيه
غربي المسجد، كما في أعلام الهدى.
الشيخ محمد بن عناية الله المنيري
الشيخ الصالح محمد بن عناية الله بن أشرف بن محمود بن محمد الجلال ابن عبد الملك الهاشمي(6/798)
المنيري أحد المشايخ الفردوسية، ولد ونشأ بمنير بفتح الميم وأخذ عن عمه هداية الله بن أشرف
المنيري وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه خلق كثير، توفي لاثنتي عشرة خلون من رجب سنة تسع
وخمسين ومائة وألف.
مرزا محمد بن فتح الشيرازي
الأمير الفاضل محمد بن فتح الدين الحكيم الشيرازي نواب نعمة خان العالي كان من الأمراء
المشهورين في قرض الشعر والهجاء، ولد ونشأ بأرض الهند وسافر مع والده إلى شيراز وقرأ العلم
على من بها من العلماء ثم رجع إلى الهند وأخذ عن العلامة محمد شفيع اليزدي ثم تقرب إلى
عالمكير وولي على نعمة خانه ولذلك لقبه عالمكير بنعمة خان سنة أربع ومائة وألف، ثم ولاه على
جواهر خانه خزينة الجواهر ولقبه بمقرب خان، ولما قام بالملك شاه عالم بن عالمكير لقبه دانشمند
خان، وكان رجلاً هجاء متصلباً في التشيع ذا مهارة تامة في الإنشاء وقرض الشعر والجمل والهيئة
والهندسة وغيرها، ومن شعره قوله:
كاهلي در كار مجنون جرا كرد اينقدر مردن عاشق بآهي يا نكاهي بيش نيست
توفي سنة إحدى وعشرين ومائة وألف، كما في سرو آزاد.
الشيخ محمد بن فريد اللاهوري
الشيخ الصالح محمد بن فريد الدين بن عبد الرزاق اللاهوري أحد الرجال المعروفين بالفضل
والصلاح، قدم الهند والده وسكن بسبيحه بضم السين المهملة وكسر الموحدة قرية جامعة من أرض
أوده، ولد بها محمد بن فريد وسافر للعلم إلى لاهور فقرأ على أساتذة عصره ثم أخذ الطريقة عن
الشيخ مير محمد القادري اللاهوري ولازمه مدة طويلة.
ومات بلاهور لسبع بقين من محرم سنة ثلاث ومائة وألف فنقلوا جسده إلى سبيحه ودفنوه بها، كما
في بحر زخار.
الشيخ محمد بن محمد السرهندي
الشيخ العارف الكبير محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الأحد العمري السرهندي الشيخ حجة الله
محمد نقشبند بن محمد المعصوم كان من كبار المشايخ النقشبندية، ولد يوم الجمعة لثلاث بقين من
رمضان سنة أربع وثلاثين وألف بمدينة سرهند ونشأ في مهد العلم والمعرفة وأخذ عن والده ولازمه
ملازمة طويلة حتى بلغ رتبة لم يصل إليها أحد من أصحاب والده فبشره أبوه بالقيومية واستخلفه فلما
توفي والده قام مقامه في الإرشاد والتلقين، أخذ عنه الشيخ محمد زبير وخلق كثير من العلماء
والمشايخ، توفي ليلة بقيت من رم سنة أربع عشرة ومائة وألف، كما في الهدية الأحمدية.
الشيخ محمد بن محمد البهلتي
الشيخ الفاضل محمد بن محمد بن أبي الفضل بن أبي الفتح بن فريد بن محمود ابن يوسف
السدهوري ثم البهلتي أحد رجال العلم والطريقة، ولد بقرية بهلت وسافر إلى نارنول فقرأ على من
بها من العلماء، ثم دخل دهلي وأخذ عن الشيخ أبي رضاء محمد بن الوجيه الدهلوي ثم لازم أخاه
الشيخ عبد الرحيم بن الوجيه وأخذ عنه وصحبه مدة من الزمان ثم سافر إلى بلاد أخرى واستفاض
من المشايخ ورجع إلى بهلت بعد زمان فتصدر بها للشياخة، أخذ عنه ولده عبيد الله وخلق آخرون،
توفي لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين ومائة وألف، كما في أنفاس العارفين.
الشيخ محمدي الفياض الهركامي
الشيخ العارف محمدي بن عيسى بن عظمة الله الزينبي الهركامي ثم الأكبر آبادي كان من ذرية
محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، يتصل به نسبه بثلاث وعشرين
واسطة، أخذ العلم والمعرفة عن الشيخ محب الله الإله آبادي وصحبه زماناً ثم سار إلى أكبر آباد
وتدير بها بأمر شيخه وكان مسفاراً يطوف الآفاق ويدرك المشايخ وحج وزار غير مرة، وتزوج
بالحجاز فرزق ولدين أحدهما سعد محمد(6/799)
المكي وثانيهما روشن محمد المدني، وكان دخل أمروهه
غير مرة وتزوج بها بابنة الشيخ فيض الله العلوي، وله شرح على تسوية الشيخ محب الله المذكور،
كما في نخبة التواريخ.
وفي أنوار العارفين: إنه ولد في الرابع عشر من شوال سنة إحدى وعشرين وألف وأخذ عن الشيخ
محب الله وسافر إلى الحرمين الشريفين سنة تسعين وألف فحج وزار مرتين ورجع إلى الهند وأمر
بحبسه عالمكير في قلعة أورنك آباد، ومات بها لثلاث ليال خلون من رجب سنة سبع ومائة وألف
فنقلوا جسده إلى أكبر آباد ودفنوه بها.
مير محمد الدهلوي
الشيخ العالم الصالح محمدي بن محمد ناصر الحسيني العسكري الدهلوي أحد رجال العلم والطريقة،
يرجع نسبه إلى الشيخ بهاء الدين محمد نقشبند البخاري بإحدى عشرة واسطة وإلى الإمام الحسن
العسكري بخمس وعشرين واسطة، ولد بدار الملك دهلي ونشأ بها في مهد العلم والمعرفة وأخذ عن
والده وتفقه عليه وتأدب.
مات في شبابه وله تسع عشرة سنة في أيام والده لخمس خلون من ربيع الثاني سنة ثلاث وستين
ومائة وألف بدهلي فدفن بها، كما في علم الكتاب.
القاضي محمد آصف النكرامي
الشيخ العالم الفقيه محمد آصف بن عبد النبي بن أبي زيد بن أويس النكرامي أحد الفقهاء الحنفية،
ولد ونشأ بنكرام بفتح النون قرية جامعة من أعمال لكهنؤ، وكان من ذرية ميران سيد شاه الحسيني
وذكر لي محمد إدريس بن عبد العلي النكرامي: أنه سمع من الثقات أن الحكيم محمد أكبر أرزاني
مؤلف الطب الأكبر كان من مريديه وفي خزينته كتب عديدة في التصوف نحو عوارف المعارف
بخط القاضي محمد آصف المترجم له، مات لثمان بقين من ربيع الأول سنة خمس وثمانين ومائة
وألف وقبره بنكرام.
مولانا محمد أحسن الجرياكوثي
الشيخ الفاضل الكبير محمد أحسن بن محمد أكرم بن سلطان أحمد العباسي الجرياكوثي أحد العلماء
المبرزين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ بجرياكوث بكسر الجيم الفارسية وتشديد التحتية وتلقى مبادي
العلم بها ثم سافر إلى لكهنو وقرأ الكتب الدرسية على الشيخ نظام الدين بن قطب الدين السهالوي
وكان غاية في الذكاء والفطنة قوي الحفظ سريع الإدراك يحفظ عبارات الكتب عند مطالعتها ويكشف
الغطاء عن معانيها الدقيقة من غير تأمل فيها، ذهب إلى دهلي للاسترزاق ونبغ بذلك المقام في
الدرس والإفادة وحصل له التقرب إلى الأمراء فحسده الناس فسموا طعامه فمات مسموماًن كما في
تذكرة العلماء.
مولانا محمد أحسن السامانوي
الأمير الفاضل محمد أحسن الحسيني السامانوي كان من نسل الشيخ نور الدين المبارك الغزنوي،
ولد ونشأ بسامانه وقرأ العلم بها ثم خرج من بلدته وأخذ الشعر عن عبد القادر بيدل ثم تقرب إلى
خير أنديش خان فصاحبه مدة ثم تقرب إلى نظام الملك وصار وكيلاً له إلى عظيم الشأن بن شاه عالم
فتقرب إليه وأعطى ستمائة له منصباً، وتدرج في الإمارة في أيام فرخ سير ابن عظيم الشأن وأمره
السلطان أن يصنف كتاباً في أخبار فتصدى له وكان في كل أسبوع يعرض على الملك ما ينشىء في
ذلك الأسبوع ويعطيه الملك ألف ربية على وجه الصلة والجائزة، ومن شعره قوله:
ز تو بود جشم آنم كه نظر كنى نكردي بره تو خاك كشتم كه كذر كنى نكردي
توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائة وألف، كما في يد بيضاء.
مولانا محمد إخلاص الكلانوري
الأمير الفاضل محمد إخلاص الكلانوري إخلاص كيش كان من طائفة كهتري وهم أهل السيف من
كفار الهند، وكان اسمه في الجاهلية ديبي داس، أدرك في صغر سنه صحبة الشيخ محمد مسلم فأسلم
وقرأ(6/800)
عليه بعض العلوم المتعارفة وأخفى إسلامه عن عشيرته فلما أحس به والده عزم على قتله ففر
إلى الشيخ عبد الله بن عبد الحكيم السيالكوثي وسافر معه إلى معسكر السلطان عالمكير في السنة
الثانية والعشرين الجلوسية وأظهر إسلامه كما في كلمات الشعراء لسرخوش.
وفي مآثر عالمكيري: إنه أسلم على يد الشيخ عبد الله بن عبد الحكيم المذكور وقرأ العلم عليه ثم
تقرب إلى عالمكير فسماه إخلاص كيش وجعله مشرفاً في ابتياع خانه سنة اثنتين وتسعين وألف
فصار يزداد درجة بعد درجة حتى أرسله محمد معظم بن عالمكير سنة سبع عشرة ومائة وألف من
تلقائه وكيلاً إلى حضرة والده عالمكير فخلع عليه وسماه عالمكير بمحمد إخلاص، انتهى.
قال خافي خان في منتخب اللباب: إنه كان موصوفاً بالفضل والتدين، لم يزل يجتهد في خدماته ولا
يرضى بالغبن والخيانة من أحد، ولاه شاه عالم ابن عالمكير يعني به محمد معظم المذكور العرض
المكرر سنة تسع عشرة ومائة وألف فاستقل به زماناً واعتزل عنه في أيام الفترة، ولما قام بالملك
فرخ سير أخرجه من العزلة وأمره بتأليف تاريخ الدولة فتقرب إلى عبد الله خان وصنوه حسين علي
خان ثم لما حصلت وحشة بين فرخ سير وعبد الله خان وأراد حسين علي خان أن يقدم دار الملك
لينصر أخاه وكان يومئذ في بلاد الدكن بعثه فرخ سير إلى حسين علي خان سنة إحدى وثلاثين ومائة
وألف ليجعله مطمئناً عنه فذهب إليه وحرضه على إقدامه فجاء حسين علي خان وقبض على فرخ
سير ثم قتله ولما قام بالملك محمد شاه وقاتل وزيره عبد الله خان المذكور كان محمد إخلاص مع
إخلاصه للوزير مع السلطان وكان يومئذ على محافظة الأحمال والأثقال في المعسكر، انتهى، ومن
شعره قوله:
از تبش آسودن دل شاهد مرك دل است نبض از جنبش جو آسايد رك خواب فنا است
توفي سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف، كما في صبح كلشن.
الشيخ محمد أرشد السرهندي
الشيخ العالم الصالح محمد أرشد بن فرخ شاه بن محمد سعيد العمري السرهندي وكان ثالث أبناء
والده، ولد سنة خمس وتسعين وألف بسرهند وقرأ العلم على أبيه ثم أخذ عنه الطريقة وصحب بعد
وفاته أحد خلفاء والده فصار بارعاً في العلم والمعرفة، أخذ عنه ابنه محمد مرشد وخلق آخرون،
توفي يوم الإثنين لليلتين بقيتا من رمضان سنة اثنتين وستين ومائة وألف فأرخ لوفاته بعض أصحابه
من قوله ع آه فطب زمن ز دوران رفت كما في الهدية الأحمدية.
الشيخ محمد أرشد الجونبوري
الشيخ العالم الصالح محمد أرشد بن محمد رشيد بن مصطفى العثماني الجونبوري كان من كبار
المشايخ، يتصل نسبه بالشيخ سري السقطي العثماني بتسع وعشرين واسطة، ولد في سنة إحدى
وأربعين وألف ونشأ في مهد المشايخ وقرأ القرآن وتعلم الخط والكتابة على غير واحد من الناس ثم
قرأ الميزان والمنشعب والتصريف والزبدة وشطراً من دستور المبتدي على نصر الله، وشطراً من
الكافية على الشيخ فيضي الشيخبوري وشطراً من دستور المبتدي ومائة عامل وشطراً من تذكرة
النحو وهداية النحو والكافية من المجرورات إلى آخرها والارشاد وضوء المصباح سماها وشرح
الكافية للجامي وشرحها للشيخ إله داد الجونبوري إلى مبحث غير المنصرف وشطراً من ميزان
المنطق على الشيخ عبد الشكور المنيري وتهذيب المنطق وشرحه لليزدي على الشيخ نور الدين
المداري وشطراً من شرح الكافية للجامي وشطراً من التهذيب وشرح الشمسية للرازي وشرح هداية
الحكمة للميبذي على الشيخ محمد أفضل العثماني الجونبوري وقرأ شطراً من شرح الكافية للجامي
وشرحها للشيخ إله داد المذكور، وبعضاً من مختصر المعاني مع حاشيته لملازاده والعبادات من شرح
الوقاية والحسامي من أقسام السنة إلى آخر المبحث وشرح العقائد كله مع حاشيته للخيالي والفن
الأول من المطول إلى أحوال المسند إليه والفن الثاني كله وأجزاء من(6/801)
التلويح والتوضيح كلها
والمجلد الرابع من هداية الفقه وأجزاء من المجلد الثالث وجزءاً من شرح المطالع سماعاً والأمور
العامة من شرح المواقف سماعاً ومبادي اللغة من العضدية سماعاً وشطراً من شرح الجغميني
والسراجية والرشيدية والوصفية والعضدية، وفصوص الحكم ومقدمة نقد النصوص وأبواباً من
الفتوحات المكية والدرر الفاخرة والعوارف وبستان السمرقندي ومشكاة المصابيح سماعاً وشطراً من
تفسير البيضاوي كلها قرأ على والده ولازمه وتلقى الذكر منه، وفرغ من التحصيل وله إحدى
وعشرون سنة وتصدى للدرس والإفادة في حياة والده.
وكان يدرس ساعتين من أول النهار ويصلي الإشراق والضحى ثم يتغدى إن تيسر له ويقيل ثم
يصلي الظهر بجماعة في أول وقته ثم يشتغل بالتدريس والتلقين، وكان على قدم أبيه في القنوع
والعفاف والتوكل واتباع الجنائز وعيادة المرضى وإجابة الدعوة عامة كانت أو خاصة وكان لا يحزن
على الفقر والفاقة، وكان يصلي الصلوات كلها في أوائل أوقاتها ويعتني بذلك أشد اعتناء وكذلك
يعتني بالجماعة ويوصي أصحابه بها وكان يقرأ الفاتحة في الصلاة السرية، وله رسائل في السلوك
والتصوف.
وقد جمع ملفوظاته الشيخ شكر الله الدالموي ثم رتبها الشيخ غلام رشيد ابن محب الله الجونبوري.
توفي لست ليال بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة ومائة وألف فدفن برشيد آباد من بلدة
جونبور، كما في كنج أرشدي.
مولانا محمد أسعد السهالوي
الشيخ العالم الفقيه محمد أسعد بن قطب الدين بن عبد الحليم الأنصاري السهالوي كان أكبر أبناء
والده ولد ونشأ بقرية سهالي بكسر السين المهملة وقرأ العلم على والده ثم ولي الصدارة بمدينة
برهانبور في حياة أبيه، ولاه عالمكير بن شاهجهان سلطان الهند، وكان مفرط الذكاء جيد القريحة، له
حاشية على الحاشية القديمة ولم يكن في قرية سهالي حين قتل أبوه، توفي في عهد شاه عالم بن
عالمكير، كما في رسالة قطبية.
مولانا محمد أسعد المكي
الشيخ العالم المحدث محمد أسعد الحنفي المكي أحد الرجال المشهورين في الحديث، أخذ عن الشيخ
تاج الدين المكي وعن غيره من العلماء بمكة المباركة ثم قدم الهند وتقرب إلى نواب ناصر جنك
فصاحبه مدة ولما قتل ناصر جنك تقرب إلى ابن أخته مظفر جنك وكان معه في محاربة وقعت بين
المظفر وبين الأفاغنة بأركاث فقتل معه.
قال السيد غلام علي البلكرامي في سبحة المرجان: إنه كان عنده نسخة من ضياء الساري شرح
صحيح البخاري للشيخ عبد الله بن سالم البصري المكي اشتراها من ولده وجاء بها إلى الهند، فقلت:
حقها أن تكون في الحرمين الشريفين ولا ينبغي أن تنقل إلى بلاد أخرى، فقال الشيخ: الكلام صحيح
ولكني ما فارقتها لفرط محبتي إياها، ثم أرسل الشيخ كتبه إلى أورنك آباد احتياطاً لما رأى من
هيجان الفتنة في أركاث قال: وإني رأيت جسده أصابه ستة أسهم، وكان ذلك يوم الأحد السابع عشر
من ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة وألف فدفن بصحراء المعركة في أرض كريب يلي على
فرسخ من قرية راي جونتي وكذلك على فرسخ من شعب كاركالوه وهو شعب مشهور في نواحي
كزبه.
السيد محمد أسلم الحسيني البلنوي
الشيخ العالم الصالح محمد أسلم بن جعفر الحسيني البلنوي أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ ببلدة بلنه
ولازم والده وأخذ عنه العلم والمعرفة ثم قدم جونبور بعد وفاة والده وقرأ ما بقي له من الكتب الدرسية
على الشيخ محمد أرشد الجونبوري ولبس منه الخرقة ولازمه مدة وصحبه في الظعن والإقامة حتى
بلغ رتبة المشيخة فرخصه الشيخ إلى بلدة بلنه فتصدر بها للإرشاد مقام والده المرحوم وحصل له
القبول العظيم، وكان يحترز عن استماع الغناء خلافاً لمشايخه، وله شرح بسيط على رسالة شيخه
محمد أرشد بالعربية أوله: نحمده ونصلي على نبيه كما هو أهله، إلخ، ومن مصنفاته كتابه عمدة
النجاة في إيضاح الزلات.(6/802)
توفي بالفالج لتسع بقين من شوال سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف ببلدة بلنه فدفن بشريعة آباد عند
والده وأخيه وشريعة آباد قرية على ثلاثة أميال من بلنه.
السيد محمد أسلم الهروي
الشيخ الفاضل محمد أسلم بن محمد زاهد بن القاضي محمد أسلم الحسيني الهروي الكابلي أحد فحول
العلماء، ولد ونشأ بالهند وقرأ العلم على والده ثم نال المنصب وتدرج إلى الإمارة حتى ولي الخراج
بكابل فاستقل به زماناً ثم نقل إلى لاهور وولي حراستها، توفي في عهد شاه عالم بن عالمكير، كما
في مآثر الأمراء.
الشيخ محمد أسلم الكشميري
الشيخ الفاضل محمد أسلم الكشميري أحد الأفاضل المشهورين في عصره، كان من براهمة الهنود
أسلم ورحل إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند وتقرب إلى محمد أعظم بن عالمكير
وله ديوان شعر بالفارسية، توفي سنة تسع عشرة ومائة وألف، كما في محبوب الألباب.
السيد محمد أشرف البلكرامي
الشيخ الفاضل محمد أشرف بن عبد الدائم بن أحمد بن عبد الفتاح بن فريد ابن محمد الحسيني
الترمذي القنوجي ثم البلكرامي أحد العلماء الصالحين، ولد ببلكرام سنة أربع وسبعين وألف وقرأ
المختصرات على العلامة عبد الجليل الواسطي البلكرامي وقرأ شرح الجامي على كافية ابن الحاجب
على السيد نور الله ومختصر المعاني مع حاشيته للخطائي وشرح الوقاية وشرح هداية الحكمة وسائر
الكتب الحكمية على السيد سعد الله وكتب المناظرة على الشيخ شهاب الدين الجوبي بوري ثم سافر
للاسترزاق وتقرب إلى محمد أعظم ابن عالمكير فصاحبه مدة، ثم تقرب إلى مبارز الملك ثم إلى
صفدر جنك فعاش في مصاحبتهم مدة طويلة، ثم عاد إلى بكرام واعتزل في بيته، وكان مع مصاحبته
الأمراء شديد التعبد ما فاته قيام ليل قط لا في الظعن ولا في الإقامة، وكان مولعاً بتلاوة القرآن
ومطالعة الحديث والتفسير والتصوف، له حاشية على شرح الوقاية توفي لتسع خلون من صفر سنة
خمس وستين ومائة وألف، كما في مآثر الكرام.
الشيخ محمد أشرف الكشميري
الشيخ العالم الفقيه محمد أشرف بن محمد طيب الحنفي الكشميري أحد العلماء المبرزين في الفقه،
ولد ونشأ بكشمير وتلقى العلم من أكابره، ثم لازم دروس الشيخ محمد محسن الحنفي الكشميري وقرأ
عليه سائر الكتب الدرسية وجد في البحث والاشتغال حتى برز في الفضائل وتأهل للفتوى
والتدريس، وله مصنفات رائقة في القراءة ورد الشيعة وبعض الفنون، منها جواهر الحكم توفي سنة
ثلاث وعشرين ومائة وألف، كما في خزينة الأصفياء.
ملا محمد أشرف الجانكامي
الشيخ الفاضل محمد أشرف الجانكامي أحد العلماء البارعين في المنطق والحكمة، أخذ العلوم
الحكمية عن الشيخ محمد صالح اللكهنوي، وله شرح على سلم العلوم صنفه سنة خمسين ومائة وألف،
كما في محبوب الألباب.
وقد نسب صاحب محبوب الألباب الشيخ محمد صالح إلى لكهنؤ ولم أعثر على هذا الاسم في علماء
لكهنؤ فيغلب على الظن أنه الشيخ محمد صالح الهنكاني الذي هو من تلاميذ القاضي شهاب الدين
الكوباموي ومير سيد محمد زاهد الهروي وهو الذي نفقت على يده سوق العلم والتدريس في كوبامؤ.
الشيخ محمد أشرف السلوني
الشيخ الصالح محمد أشرف بن بير محمد بن عبد النبي العمري السلوني أحد كبار المشايخ في
عصره، ولد ونشأ بسلون بفتح السين المهملة وسكون اللام وقرأ العلم على والده ولازمه ملازمة
طويلة وأخذ عنه الطريقة، ولما مات والده سنة تسع وتسعين وألف تولى الشياخة مكانه، وكان شيخاً
جليلاً مهاباً رفيع القدر كبير المنزلة تذكر له كشوف وكرامات ووقائع غريبة، توفي(6/803)
لليلة بقيت من
رمضان سنة ستين ومائة وألف بسلون فدفن بها عند أبيه، كما في أشرف السير.
خواجه محمد أعظم الكشميري
الشيخ الفاضل محمد أعظم بن خير الدين الكشميري أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بكشمير وقرأ
العلم على الشيخ عبد الله الشهيد ومراد بيك وكامل بيك ومير هاشم وعلى غيرهم من العلماء ثم أخذ
الطريقة عن الشيخ مراد بن طاهر الكشميري، وله مصنفات عديدة في التاريخ والتصوف منها
التاريخ الأعظمي في أخبار الملوك والمشايخ والعلماء والشعراء من أهل كشمير ومنها فيض المراد
في أخبار شيخه ومنها فوائد المشايخ وتجربة الطالبين وأشجار الخلد وثمرات الأشجار ورسالة في
إثبات الجهر في الذكر وشرح الكبريت الأحمر توفي سنة خمس وثمانين ومائة وألف، كما في خزينة
الأصفياء.
الشيخ محمد أعظم السرهندي
الشيخ العالم المحدث محمد أعظم بن سيف الدين بن محمد معصوم الحنفي العمري السرهندي، كان
أكبر أبناء أبيه وأوفرهم في العلم والأدب، ولد ونشأ بسرهند وقرأ العلم على عمه الشيخ فرخ شاه بن
محمد سعيد السرهندي وعلى والده ثم لازم أباه وأخذ عنه الطريقة، له شرح مفيد على صحيح
البخاري المسمى بفيض الباري توفي سنة أربع عشرة ومائة وألف، وله ثمان وأربعون سنة، وقبره
عند قبر أبيه بسرهند كما في الهدية الأحمدية.
الشيخ محمد أعظم اللكهنوي
الشيخ الفاضل محمد أعظم بن عبد الواجد بالجيم بن المفتي عبد السلام ابن صدر الدين محمود
الأعظمي اللكهنوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ وقرأ العلم على
الشيخ شرف الدين بن محي الدين الأعظمي اللكهنوي وصرف عمره في الدرس والإفادة، مات لثلاث
ليال بقين من محرم سنة سبعين ومائة وألف، كما في باغ بهار.
الشيخ محمد أعلم السنديلوي
الشيخ العالم الكبير محمد أعلم بن محمد شاكر الحنفي السنديلوي أحد العلماء المبرزين في المنطق
والحكمة، ولد ونشأ بسنديله وقرأ العلم على العلامة كمال الدين الفتحبوري وجد في البحث والاشتغال
حتى برز في العلم ثم سافر إلى دهلي واجتهد مدة في الاسترزاق وتردد إلى الأمراء، فلما استيأس منه
رجع إلى بلدته وأقام بخير آباد متوكلاً على الله سبحان وانقطع إليه ودرس بها زماناً طويلاً، ثم جاء
إلى سنديله واعتزل في بيته وصرف عمره في الدرس والإفادة، أخذ عنه المفتي عبد الواجد الخير
آبادي والشيخ غلام محمد الكوباموي وخلق آخرون، وكانت له مصنفات كثيرة أتلف كثيراً منها في
آخر عمره وبقي منها ما كان في أيدي الناس كحاشيته على شرح الهداية للشيرازي وحاشيته على
دائر الأصول ورسالته في مبحث التشكيك، كما بحر زخار وله رسالة أخرى غير ما ذكرناه قسط
اللبيب وحظ الأديب، وهي موجودة في المكتبة الحامدية برامبور.
توفي لسبع بقين من محرم سنة ثمان وتسعين ومائة وألف، كما في ذيل الوفيات.
مولانا محمد أعلى التهانوي
الشيخ الفاضل محمد أعلى بن علي بن حامد بن صابر الحنفي العمري التهانوي أحد رجال العلم،
قرأ النحو والعربية على والده وتفقه عليه ثم طفق يقتني ذخائر العلوم الحكمية فجمع الكتب، ولم يتفق
له تحصيلها على الأساتذة فصرف شطراً من الزمان في مطالعة الكتب الموجودة عنده فكشفها الله
تعالى عليه فالتقط منها المصطلحات وجمعها في مصنف حافل مرتباً على فنين فن في الألفاظ العربية
وفن في الألفاظ العجمية، ولما كان للعلوم المدونة نوع تقدم على غيرها ذكرها في المقدمة، وفرغ من
تصنيفه في سنة ثمان وخمسين ومائة وألف وسماه بكشاف اصطلاحات الفنون أمر بطبعها جمعية
ايشيانك سوسائثي في كلكته فصححه محمد وجيه المدرس في المدرسة العالية وزاد فيه، فطبع، وإني
لم أقف على غير ذلك من أخباره غير أن الشيخ أشرف علي التهانوي ذكر لي(6/804)
أن محمد أعلى كان
قاضياً في قرية تهانه في عهد عالمكير وقبره بها، وكان منقوشاً على خاتمه خادم شرع والا قاضي
محمد أعلى قالوا: إن من يطالع الكتب عند قبره يكشف عليه المعاني الدقيقة.
وقد ذكره البستاني في دائرة المعارف وسماه محمد علي، قال: إنه كان إماماً عالماً بارعاً في العلوم،
وله الكتاب الكبير المعروف بكشاف اصطلاحات الفنون قد طبع في كلكته من الهند بهمة العلامة
اسبرنكر التيرولي ووليم ناسوليس الايرلندي سنة 1862 م فجاء مجلداً ضخماً قطع ربع في 1564
صفحة، وأما تاريخ وفاة المؤلف فلم نقف عليه انتهى.
مولانا محمد أفلاطون الدهلوي
الشيخ الفاضل محمد أفلاطون بن محمد جعفر الحارثي الدهلوي كان من فحول العلماء في أيام محمد
شاه، له مقطر ماء الحياة في تحقيق التشبيه في الصلاة كما في محبوب الألباب.
الشيخ محمد أفضل الإله آبادي
الشيخ الفاضل العلامة محمد أفضل بن عبد الرحمن العباسي السيدبوري ثم الإله آبادي أحد العلماء
المشهورين، ولد في عاشر ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين وألف بقرية سيد بور بفتح السين وسكون
التحتية وهي قرية بين غازي بور وبنارس وقرأ الرسائل المختصرة بالفارسية على الشيخ حامد وقرأ
ميزان الصرف على درويش محمد خليفة الشيخ شهباز محمد البهاكلبوري وله سبع عشرة سنة وقرأ
الضوء شرح المصباح وغيره على الشيخ محمد عارف الجهيتابوري وقرأ التهذيب وشرح الشمسية
وشرح الوقاية ومختصر المعاني على الشيخ محمد ماه البنارسي وقرأ سائر الكتب الدرسية على
الشيخ نور الدين جعفر المداري الجونبوري وقرأ شرح المطالع وشطراً من شرح حكمة العين
وتفسير البيضاوي على القاضي محمد آصف الصدربوري ثم الإله آبادي، ثم درس وأفاد أياماً بمدينة
جونبور ثم راح إلى كالبي وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد بن أبي سعيد الحسيني الترمذي وصحبه
مدة، ولما بلغ رتبة المشيخة رخصه الشيخ المذكور إلى إله آباد فتصدر بها للشياخة وكان يدرس
ويفيد، أخذ عنه خلق كثير من العلماء، وله مصنفات كثيرة منها شرح الفصوص على وفق النصوص
وشرح المثنوي المعنوي وشرح التسوية للشيخ محب الله الإله آبادي وشرح على رسالة الشيخ محمد
بن أبي سعيد الحسيني الترمذي في مبحث الفناء وشروح بسيطة على كلستان للشيخ سعدي وبوستان
له ويوسف زليخا للجامي وعلى قصائد الخاقاني وقصائد العرفي وديوان الحافظ وسكندر نامه ومخزن
الأسرار وقران السعدين وتحفة العراقين وحديقة السنائي وقصائد الأنوري وغيرها، وله الاعتناء في
باب الغناء وفتح الأغلاق وتفريح الطالبين ودستور الكشفاء في معرفة أسباب الإصابة والخطاء وتأبيد
الهمم في شرح أربع كلمات من فصوص الحكم وغاية المرام في الفقه ومرآة الانصاف في أمر
فرعون ورسالة في مبحث إيمان فرعون ورسالة في الأربعة الاحتياطية بعد صلاة الجمعة، وله غير
ذلك من الرسائل، ومكاتيبه نافعة مفيدة في السلوك.
توفي يوم الجمعة لخمس بقين من ذي الحجة سنة أربع وعشرين ومائة وألف، كما في وفيات
الأعلام.
مير محمد أفضل الدهلوي
الشيخ الفاضل محمد أفضل الدهلوي ثم الإله آبادي كان من أحفاد الأمير الفاضل ضياء الدين حسين
الخوستي، ولد بدهلي وقرأ العلم وبرع في علوم كثيرة، ذكره على قلى خان الداغستاني في رياض
الشعراء قال: إنه كان عالماً فاضلاً ماهراً بالفقه(6/805)
والحديث والكلام وعلوم أخرى، انقطع إلى الزهد
والقناعة والاستغناء عن الناس، وله ديوان شعر فيه خمسة آلاف بيت ومن شعره قوله:
ديديم بي تو جلوه باغ وبهار حيف كل خنده زد به بيكسئ ما هزار حيف
توفي لإثنتي عشرة خلون من ربيع الأول سنة خمسين وقيل إحدى وخمسين ومائة وألف.
الشيخ محمد أفضل السيالكوتي
الشيخ العالم المحدث محمد أفضل الحنفي السيالكوتي ثم الدهلوي أحد العلماء المشهورين في
الحديث، قرأ على الشيخ عبد الأحد بن محمد سعيد السرهندي وانتفع به كثيراً وأسند الحديث عنه ثم
سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وصحب الشيخ سالم بن عبد الله البصري فأحسن صحبته
وانتفع به، ثم رجع إلى الهند وسكن بمدينة دهلي، وكان يدرس في مدرسة غازي الدين خان، أخذ
عنه الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي والشيخ جانجانان العلوي والشيخ كدا علي وخلق كثير
من العلماء.
قال الشيخ غلام علي في المقامات المظهرية: إنه صحب الشيخ عبد الأحد اثنتي عشرة سنة ثم رحل
إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وأخذ عن الشيخ سالم بن عبد الله البصري ثم عاد إلى الهند
وتصدر بدهلي للدرس والإفادة مع قناعة وعفاف، كلما كان يحصل له من الفتوح يشتري الكتب
النافعة ويجعلها موقوفة على طلبة العلم، قال قد حصل له مرة خمسة عشر ألفاً من النقود فاشترى بها
الكتب وجعلها موقوفة في سبيل الله، انتهى.
توفي سنة ست وأربعين ومائة وألف.
الشيخ محمد أفضل الحسيني
الشيخ الصالح محمد أفضل الحسيني أحد رجال العلم والمعرفة، أخذ الطريقة عن الشيخ أبي العلاء
الحسيني الأكبر آبادي، ولازمه مدة وبلغ رتبة المشيخة فاستخلفه الشيخ، مات سنة إحدى عشرة ومائة
وألف، كما في مهرجهانتاب.
المفتي محمد أكبر الدهلوي
الشيخ الفاضل العلامة محمد أكبر بن محمد شريف الدهلوي ثم الكجراتي أحد العلماء المبرزين في
العلوم الحكمية، ولي الإفتاء بأحمد آباد كجرات وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه الشيخ محمد محسن
الصديقي الأحمد آبادي وخلق كثير من العلماء، وله حاشية على مير زاهد شرح المواقف.
الحكيم محمد أكبر الدهلوي
الشيخ الفاضل الكبير محمد أكبر بن محمد مقيم الحنفي الدهلوي حكيم أرزاني كان نادرة من نوادر
الزمان في سعة العلم وصلاح العمل وخلوص النية، درس وأفاد مدة عمره وصنف كتباً كثيرة وداوى
المرضى ابتغاءاً لوجه الله سبحانه، انتفع به وبمصنفاته خلق كثير لا يحصون بحد وعد.
ومن مصنفاته ميزان الطب والطب الأكبر ومفرح القلوب وقرابادين قادري والمجربات الأكبرية
وتلخيص الطب النبوي وحدود الأمراض وغيرها مما يلوح عليه أثر القبول الرحماني، تلقاها العلماء
بالقبول، وكان القرابادين آخر مصنفاته فرغ من تصنيفه سنة ست وعشرين ومائة وألف، كما في
مهرجهانتاب.
الشيخ محمد أكرم السندي
الشيخ العالم الكبير المحدث محمد أكرم بن القاضي عبد الرحمن الحنفي النصربوري السندي أحد
العلماء المبرزين في الفقه والحديث والعربية، له إمعان النظر في توضيح نخبة الفكر شرح بسيط في
مجلد ضخم طالعته في مكتبة الشيخ عبد الحي ابن عبد الحليم الأنصاري اللكهنوي، وكان له ولد ولد
بطابة الطيبة ولذلك كانوا يسمونه ميان مدني كما في تحفة الكرام.
الشيخ محمد أكرم البيجابوري
الشيخ الفاضل محمد أكرم البيجابوري أحد العلماء المبرزين في العلوم العربية، ولد ونشأ بمدينة
بيجابور واشتغل بالعلم من صغر سنه وقرأ على مولانا عبد(6/806)
الرحيم البيجابوري في زمانه فبرع وفاق
أقرانه ودرس وأفاد في حياة شيخه مدة من الزمان، وانتهت إليه الرئاسة العلمية بعد وفاة شيخه، كما
في روضة الأولياء.
القاضي محمد أكرم الدهلوي
الشيخ العالم الكبير المفتي ثم القاضي محمد أكرم الحنفي الدهلوي أحد كبار الفقهاء، ورث العلم
والإفتاء عن الأكابر كابراً عن كابر واستقل بافتاء المعسكر مدة طويلة، ثم ولاه عالمكير القضاء ببلدة
أورنك آباد سنة أربع وتسعين وألف، ثم ولاه القضاء الأكبر مكان القاضي عبد الله بن محمد شريف
الكجراتي سنة تسع ومائة وألف فاستقل به مدة حياته، وكان عديم النظير في التفقه ظريفاً بشوشاً
نشيطاً طيب النفس يذكره عالمكير بعد وفاته بأعلم المرحوم.
توفي سنة ست عشرة ومائة وألف، كما في مآثر عالمكيري.
الشيخ محمد أكرم البراسوي
الشيخ الصالح محمد أكرم بن محمد علي بن الله بخش الحنفي البراسوي، كان من نسل أبي حنيفة
نعمان بن ثابت الكوفي ح قرأ العلم على الشيخ فرخ شاه بن محمد سعيد العمري السرهندي بمدينة
سرهند وأخذ الطريقة عن الشيخ سوندها ابن عبد المؤمن السفيدوني ولازمه زماناً، وله اقتباس
الأنوار كتاب بسيط في أخبار المشايخ الجشتية الصابرية، توفي لست خلون من محرم سنة تسع
وخمسين ومائة وألف بدهلي فدفن بجوار قدم الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
المفتي محمد أمان الكوباموي
الشيخ العالم الفقيه محمد أمان بن أبي سعيد بن عليم الله بن عبيد الله الشهابي الصديقي الكوباموي
أحد العلماء الأعلام، ولد ونشا بكوبامؤ وقرأ العلم على أبيه وغيره من العلماء، وولي الإفتاء بعد والده
وكان يدرس ويفيد، مات سنة خمس وتسعين ومائة وألف.
السيد محمد أمجد القنوجي
السيد الشريف محمد أمجد بن محمد بن محمد الحسيني القنوجي نواب أمجد خان كان من العلماء
المشهورين أخذ العلم والطريقة عن أبيه ولازمه مدة من الدهر ثم تقرب إلى عالمكير بن شاهجهان
التيموري فولاه الاحتساب مكان القاضي محمد حسين الجونبوري بعد وافته سنة ست وسبعين وألف
ولقبه أمجد خان فاستقل به زماناً طويلاً ثم ولي صدارة الهند.
الشيخ محمد أمجد القنوجي
الشيخ الفاضل محمد أمجد بن فيض الله الصديقي القنوجي أحد العلماء المبرزين في المنطق
والحكمة، قرأ العلم على الشيخ علي أصغر القنوجي ثم درس وأفاد، له حاشية على شرح هداية
الحكمة للصدر الشيرازي متداولة في أيدي الطلبة، كما في أبجد العلوم وغيره.
القاضي محمد أمير الكوباموي
الشيخ العالم الفقيه محمد أمير بن القاضي مبارك العمري الكوباموي أحد الرجال المشهورين بالفضل
والصلاح، ولد ونشأ بكوبامؤ وقرأ العلم على والده ودرس وصنف، وكان على قدم أبيه في الأخلاق
الرضية وكان قاضياً بكوبامؤ كما في تذكرة الأنساب.
اعتماد الدولة محمد أمين السمرقندي
الأمير الكبير محمد أمين بن بهاء الدين بن عالم شيخ الصديقي السمرقندي نواب اعتماد الدولة كان
من الأمراء المشهورين، قدم الهند بعد وفاة والده سنة خمس ومائة وألف وتقرب إلى عالمكير وخدمه
وترقى درجة بعد درجة إلى صدارة الهند، ولما تولى المملكة محمد شاه رقاه إلى الوزارة الجليلة،
وكان فاضلاً كريماً مقداماً باسلاً شجاعاً، توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائة وألف.
القاضي محمد أمين السندي
الشيخ الفاضل محمد أمين بن محمد حسين بن علي محمد الأجي السندي أحد الرجال المعروفين(6/807)
بالفضل، ولي القضاء بعد وفاة صنوه محمد يحيى سنة ثمان ومائة وألف، فأرخ لقضائه شاه ولي
السندي من قوله: الحافظ لحدود الله.
توفي سنة ستين ومائة وألف، كما في تحفة الكرام.
برهان الملك محمد أمين النيسابوري
الأمير الكبير محمد أمين بن محمد نصير الشيعي الموسوي النيسابوري نواب سعادة خان برهان
الملك كان من الأمراء المشهورين، قدم الهند في سنة عشرين ومائة وألف وتقرب إلى سربلند خان
فلبث عنده مدة من الزمان ثم انحاز عنه وتقرب إلى حسين علي خان أمير الأمراء وصنوه نواب عبد
الله خان فولي على بيانه واستقل بها مدة، ولما قويت شوكته تقرب إلى محمد شاه وخدمه وقاتل عبد
الله خان المذكور فولاه محمد شاه علي أكبر آباد ثم على بلاد أوده فصار معدوداً في كبار الأمراء،
ولما دخل نادر شاه في بلاد الهند قاتله ثم لحق به وحرضه على أن يدخل دار الملك كما قيل.
توفي بمرض السرطان سنة إحدى وخمسين ومائة وألف، كما في مآثر الأمراء.
مولانا محمد أمين الكشميري
الشيخ العالم الفقيه محمد الحنفي الكاني البلديمري الكشميري أحد كبار العلماء، ولد ونشأ بكشمير
وقرأ العلم على أبي القاسم ووالده جمال الدين الكشميري ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه الشيخ محمد
حسن ومولانا عناية الله وخلق كثير من أهل كشمير وكان قانعاً متوكلاً عفيفاً ديناً صرف عمره في
نشر العلوم والمعارف، له تعليقات على شرح التهذيب وعلى غيره من الكتب الدرسية وله رسائل في
المواريث، مات في ليلة القدر من رمضان سنة تسع ومائة وألف كما في روضة الأبرار.
خواجه محمد أمين الكشميري
الشيخ العالم الكبير الخواجه محمد أمين الولي اللهي الكشميري نجاراً والدهلوي داراً، كان من أجلة
أصحاب الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي، ينتسب إلى شيخه ويعرف بالنسبة إليه،
وهو الذي أخذ عنه الشيخ عبد العزيز ابن ولي الله بعد وفاة والده، كما صرح به الشيخ المذكور في
عجالة نافعة وفيه مفخرة عظيمة له، وقد صنف له الشيخ ولي لله بعض رسائله.
توفي نحو سنة سبع وثمانين ومائة وألف، يظهر ذلك من كتاب الشيخ عبد العزيز إلى الشيخ أبي
سعيد بن محمد ضياء الحسني البريلوي الذي سافر للحج ووصل إلى مكة المباركة في ربيع الأول
سنة 1187 هـ ورجع إلى الهند سنة 1188 هـ كتبه بعد رجوعه عن الحرمين الشريفين وأخبره بوفاة
الشيخ محمد أمين.
مولانا محمد أمين الإيلجبوري
الشيخ الفاضل محمد أمين بن الحكيم محمد تقي الأصفهاني الإيلجبوري أحد الأفاضل المشهورين،
ولد ببلدة إيلجبور من أرض برار سنة إحدى عشرة ومائة وألف وقرأ العلم على الشيخ محمد
المازندران والشيخ محمد مصطفى المراد آبادي وعلى غيرهما من العلماء ففاق أقرانه في المعقول
والمنقول وصرف عمره في الدرس والإفادة لم يلتفت قط إلى الدنيا وأسبابها وكان شاعراً مجيد
الشعر، ومن شعره قوله:
قناعت بيشه كن بكذر زحرص وبدمعاشي هم بعالم عالمي دارد تلاش بي تلاشي هم
مات في سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف ببلدة إيلجبور.
الشيخ محمد أنور الكوباموي
الأمير الفاضل محمد أنور بن محمد منور بن نعمة الله بن عبد الحي بن عبد القادر العمري القنوجي
ثم الكوباموي نواب أنور الدين خان شهامة جنك كان من الأمراء المشهورين بالفضل والصلاح، ولد
ونشأ بكوبامؤ وقرأ العلم على من بها من(6/808)
العلماء، ثم سافر إلى دهلي وولي على تسبيح خانه في أيام
شاهجان ابن جهانكير فاستقل بها زماناً، ولما دارت الحرب بين أبناء السلطان اعتزل عن تلك الخدمة
ورجع إلى بلدته وأقام بها إلى أن تولى المملكة عالمكير بن شاهجهان فذهب إلى معسكره وعرض
عليه رسالة للامام الغزالي وكانت مكتوبة بيد المصنف ففرح به عالمكير وقربه إليه وسأله: هل كان
أحد من آبائك من عبيد الدولة؟ فأجابه: أنهم كانوا عباد الله وإني لسوء الحظ دخلت في عبيد الدولة،
فاستحسن جوابه عالمكير وأعطاه المنصب وجعل دبيراً في ديوان بخشي أول فاستقل به زماناً ثم
اشتاق إلى الحج والزيارة فسافر إلى الحرمين الشريفين وأعطاه عالمكير ثلاثمائة ألف من النقود لأهل
الحرمين فاشترى بها الأرز والأكسبة بمدينة سورت ثم باعها بجده فحصلت له تسعمائة ألف ففرقها
على أهل الحرمين وأخذ عنهم الوصولات وأقام بمدينة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثة أعوام وفي
كل سنة كان يذهب إلى مكة المباركة ويحج ثم حصل سند الفراشي للحرمين من سلطان الروم
لعالمكير ورجع إلى الهند ففرح عالمكير بحسن خدمته وأعطاه ألفين له وألفين للخيل منصباً ولقبه
نواب أنور الدين خان شهامة جنك كما في أساس كرنالك.
وقال خافي خان في منتخب اللباب: إنه لما فرغ من البحث والاشتغال سافر إلى دهلي وتقرب إلى
عالمكير فسأله عن آبائه وجدوده فأجابه بما ذكر، فرضى الملك عنه لصدقه وحيته وجعله دبيراً في
ديوان مخلص خان البخشي وطفق يلقبه بخان فقبل المنصب والخدمة وأبى اللقب وأقام بتلك الخدمة
مدة ثم استعفي عنها وعزم على سفر الحجاز فأعطاه عالمكير بضعة لكوك ليفرقها على الفقراء في
مكة المباركة فرحل إلى الحرمين الشريفين وحج وزار ورجع إلى الهند ومات بعد وصوله إلى
أورنك آباد قبل أن يدرك السلطان، انتهى.
توفي لخمس خلون من رمضان سنة عشر ومائة وألف بأورنك آباد فنقل جسده إلى كوبامؤ كما في
أساس كرنالك.
خواجه محمد باسط الدهلوي
الشيخ الصالح الخواجه محمد باسط بن محمد جعفر بن محمد قاسم بن محمد مؤمن بن علي جان
الموسوي الحسيني الدهلوي، كان من نسل الشيخ علاء الدين العطار النقشبندي، أخذ عن أبيه ولازمه
ملازمة طويلة حتى برع وفاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون وتولى الشياخة بدهلي مكان والده
المرحوم.
له مصنفات منها الشجرة العلية أوله: الحمد لله الواحد الفرد الأحمد الصمد، إلخ، قد بسط القول فيه
في اعتزاء الطرق النقشبندية إلى الأئمة الطاهرين من أهل البيت نفعنا الله ببركاتهم، ويفهم من بعض
كلامه أنه تفضيلي، وللشيخ ولي الله ابن عبد الرحيم الدهلوي المحدث أبيات بالعربية مقرظاً على
بعض رسائله:
رأيت وريقات تدل بنشرها على بشر نحرير لها هو ضابط
جليل كريم النفس والعرق ماجد بجلته الفيحاء لمن لاذ حائط
وما كان من مدح فقيه ثبوته وما كان من قدح فذا عنه حائط
ولا غرو بيدي نكتة ألمعية إذ العلم مبسوط وذلك باسط
وكتب إليه العلامة عبد الجليل البلكرامي يطلب منه ربيع الأبرار للزمخشري:
أيا باسط الأيدي أيا غيث الندى صيرت مزرعة العطاء مريعاً
لا غرو إن نطلب ربيعاً منكم فالغيث يعطي العالمين ربيعاً
السيد محمد باقر البلكرامي
الشيخ العالم الفقيه محمد باقر بن داور بخش بن أبي الفتح بن عبد الباقي بن الحسين بن فضل الله
الحسيني الواسطي البلكرامي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ ببلكرام وقرأ العلم على السيد فريد الدين
والسيد نور الله ثم لازم السيد عبد الجليل وانتفع به(6/809)
وبرع في العلوم كلها لا سيما الفنون الأدبية وكان
حسن الخط، صرف عمره في الدرس والإفادة، توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة وألف وله ستون سنة
تقريباً وقبره ببلكرام، كما في مآثر الكرام.
الشيخ محمد باقر السندي
الشيخ الفاضل محمد باقر بن عبد الواسع التتوي السندي كان من نسل الشيخ حمزة الواعظ وكان
غاية في الفضل والذكاء، لم يكن في زمنه أفقه منه، صرف عمره بالدرس والإفادة وجاوز ثمانين
سنة، كما في تحفة الكرام.
السيد محمد باقر الحسيني البلنوي
الشيخ العالم الكبير محمد باقر بن محمد جعفر الحسيني البلنوي أحد المشايخ الجشتية، ولد لسبع
عشرة خلون من ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وألف بمدينة بلنه ونشأ بها ولازم والده وأخذ عنه
وقرأ عليه الكتب الدرسية كلها ثم أخذ عن هـ الطريقة وأخذ صناعة الطب عن الحكيم جلال الدين
وصحبه وأخذ عنه الهيئة والهندسة والحساب والأصطرلاب وصناعة الطب وسائر الفنون الحكمية ثم
تصدى للدرس والإفادة، قرأ عليه الشيخ غلام رشيد بن محب الله الجونبوري أجزاءاً من القطبي
وحاشيته للسيد الشريف وأطنب بمدحه في التورع والتشرع والحذاقة في الطب والمهارة في سائر
العلوم عقلياً كان أو نقلياً وقال: إنه قدم جونبور بعد وفاة والده ولبس الخرقة من الشيخ محمد أرشد
ابن محمد رشيد الجونبوري وصحبه مدة من الزمان، فكتب له الشيخ محمد أرشد مثال وثيقة الخلافة
كتب فيه: إني لما رأيت الفاضل العالم العامل صاحب الشريعة والطريقة والحقيقة السيد محمد باقر
بن السيد السند بحر الحقائق محمد جعفر الحسيني قابلاً ومستعداً لأن يودع له أمانات المشايخ ويجاز
ويستخلف أجزت له لإجراء السلاسل القادرية والجشتية والمدارية والفردوسية، إلخ.
وكانت وفاته ليلة السابع من جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة ومائة وألف وقبره بشريعة آباد على
ثلاثة أميال من بلنه، كما في كنج أرشدي.
الشيخ محمد باقر السندي
الشيخ الفاضل محمد باقر بن محمد رضاء التتوي السندي الواعظ، ولد ونشأ بأرض السند وقرأ العلم
على الحاج محمد قائم السندي ثم تصدى للدرس والإفادة، وكان صالحاً ديناً تقياً متورعاً منقطعاً إلى
الزهد والعبادة، وكان لا يقبل النذور والفتوحات، كما في تحفة الكرام.
الشيخ محمد باقر البيجابوري
الشيخ الفاضل محمد باقر بن محمد علي بن محمد أويس الأويسي الشيعي البيجابوري أحد الرجال
المعروفين بالفضل والكمال يرجع نسبه إلى أويس القرني، انتقل جده محمد أويس من المدينة المنورة
إلى بيجابور وسكن بها وتزوج ولده محمد علي بابنة الشيخ أحمد النائطي البيجابوري فولدت له محمد
باقر، ونشأ بمدينة بيجابور وقرأ العلم ثم تقرب إلى عالمكير بن شاهجهان سلطان الهند فحظي
بمنصب رفيع وخدمة جليلة فخدمه مدة من الزمان ثم ترك الخدمة واعتزل بأورنك آباد، ومن
مصنفاته تلخيص المرام في علم الكلام في مجلد ضخم ذكر فيه الأصول الخمسة، سماه العلامة محمد
فصيح التبريزي بروضة الأنوار وزبدة الأفكار واستحسنه جداً.
توفي سنة ثمان وعشرين ومائة وألف بمدينة أورنك آباد فدفن بها. كما في خورشيد جاهي.
مولانا محمد باقر المشهدي
الأمير الفاضل محمد باقر المشهدي نواب معز الدولة كان من الرجال المعروفين بالفضل والكمال،
ولد بمشهد وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم قدم الهند وتقرب إلى فرخ سير بن عظيم الشأن
الدهلوي سلطان الهند فلقبه بدانشمند خان ولما قام بالملك محمد شاه الدهلوي تقرب إليه ثم لما جاء
نادر شاه وقاتله محمد شاه الدهلوي صار واسطة بينه وبين نادر شاه لأن أخاه علي أكبر ملا باشي
كان معه فلقبه محمد شاه بمعز الدولة وجعله قهرمانه وكان فاضلاً بارعاً في كثير من العلوم والفنون،
وله أبيات رائقة رقيقة بالفارسية، مات في زمان قريب من عودة(6/810)
نادر شاه إلى إيران، كما في رياض
الشعراء لعله مات سنة إحدى وخمسين ومائة وألف أو مما تقرب ذلك.
الشيخ محمد باقر البالوي
الشيخ الفاضل محمد باقر البالوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، كان من ندماء فخر
الدولة، لبث عنده زماناً طويلاً بفرخ آباد ولما قتل فخر الدولة في سنة 1185 هـ رجع إلى وطنه
ومات بها، كما في تاريخ فرخ آباد.
مولانا محمد بركة الإله آبادي
الشيخ العالم الكبير العلامة محمد بركة بن عبد الرحمن بن عبد الرسول العثماني الأميثهوي ثم الإله
آبادي أحد فحول العلماء، كان أصله من أميلهي انتقل جده عبد الرسول إلى إله آباد وسكن بها وله
زاوية مشهورة بها وقرأ محمد بركة الكتب الدرسية على العلامة كمال الدين الفتحبوري وبرع في
العلوم لا سيما الفنون الرياضية، لم يكن في زمانه مثله في كثير من الفنون درس وأفاد منه عمره
وأخذ عنه خلق كثير، له مصنفات ممتعة منها تعليقاته على شرح العقائد للدواني وعلى مير زاهد
رساله وعلى تحرير الأقليدس وحاشية مبسوطة على مير زاهد شرح المواقف ورسالة في الحدوث
والقدم ورسالة في تحقيق المهمة من العلم.
القاضي محمد بناه الجونبوري
الشيخ العالم الكبير القاضي محمد بناه الجونبوري القاضي مستعد خان كان من كبار العلماء، ولد
ونشا بجونبور وقرأ العلم على من بها من العلماء ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن القاضي تاج محمود
الدهلوي ولازمه مدة حتى صار أبدع أبناء عصره في المعقول والمنقول، قدمه العلماء في المناظرة
حين استقدمهم محمد شاه ليناظروا من كانوا في موكب نادر شاه من أهل العلم في مسألة القتال
فناظرهم وأفحمهم فلقبه نادر شاه بمستعد خان وولاه محمد شاه القضاء بمدينة جونبور فرجع إلى بلدته
واستقام بها مدة حياته، له رسالة في تحقيق جعل البسيط والمركب وهي موجودة في المكتبة الحامدية
برامبور وقبره في باب الحمام من بلدة جونبور.
الشيخ محمد بناه السلوني
الشيخ الصالح محمد بناه بن محمد أشرف بن بير محمد بن عبد النبي العمري السلوني أحد المشايخ
الجشتية، ولد بسلون لأربع عشرة خلون من محرم سنة 1142 هـ وأخذ عن أبيه ولازمه ملازمة
طويلة ولما مات أبوه تولى الشياخة مكانه سنة ستين ومائة وألف، كان شيخاً جليلاً مهاباً رفيع القدر
كبير المنزلة ذا سخاء وإيثار وعلم وعمل، توفي لتسع عشرة خلون من رمضان سنة اثنتين ومائة
وألف بسلون فدفن بها، كما في أشرف السير.
مولانا محمد تقي اللاهوري
الشيخ الفاضل محمد تقي بن كمال الدين بن عبد السميع بن عتيق الله بن برهان الدين بن محمد
محمود بن عبد السلام القرشي اللاهوري أحد كبار العلماء، كان يدرس ويفيد أخذ عنه الشيخ أيوب
القرشي اللاهوري شارح المثنوي المعنوي، كما في خزينة الأصفياء.
الشيخ محمد تقي المهونوي
الشيخ الصالح محمد تقي بن معين الدين العباسي المهونوي أحد المشايخ القلندرية، ولد ونشأ بمهونه
بفتح الميم قرية جامعة من أعمال لكهنؤ واشتغل بالعلم على والده ثم سافر إلى لكهنؤ وإلى قنوج وأخذ
بها عن جماعة من العلماء ثم سار إلى إله آباد وقرأ على الشيخ قدرة الله بن عبد الجليل الحسيني
الإله آبادي ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج عنه وعن والده، وكان صاحب قناعة وعفاف وزهد
واستغناء عن الناس، له مقالات عالية في المعارف والمواجيد.
مات يوم السبت لسبع خلون من ذي الحجة سنة ست وسبعين ومائة وألف بقربة مهونه، كما في
بحر زخار.
نواب محمد جان الدهلوي
الأمير الفاضل محمد جان بن شيخ مير الحسيني الدهلوي نواب محتشم خان كان من الأمراء(6/811)
المشهورين، قرأ العلم على الشيخ أحمد بن أبي سعيد الصالحي الأميثهوي وتزوج بابنة مسعود التي
ربيت في حجر زيب النساء بيكم بنت عالمكير، وتدرج إلى سبعمائة منصباً في أيام عالمكير ولقب
بلقب والده في أيام شاه عالم ثم تقرب إلى آصف جاه وتدرج إلى الإمارة حتى نال خمسة آلاف له
منصباً رفيعاً، وولي على بخشيكري بحيدر آباد، وكان رجلاً شهماً صدوقاً مجتهداً في الخدمة وإنجاح
حوائج الناس بقدر الوسع.
توفي لأربع عشرة بقين من جمادى الأولى سنة ست وخمسين ومائة وألف، كما في مآثر الأمراء.
الشيخ محمد جعفر الكشميري
الشيخ الفاضل محمد جعفر الكشميري أحد علماء الشيعة، أخذ العلم عن الشيخ محمد بن الحسن
الشرواني، وأخذ عنه القاضي إبراهيم الأصفهاني والأمير عبد الباقي بن محمد حسين بن محمد صالح
الحسيني الخاتون آبادي وخلق آخرون، كما في نجوم السما.
الخواجه محمد جعفر الدهلوي
الشيخ الصالح الخواجه محمد جعفر بن محمد قاسم بن محمد مؤمن بن علي جان الموسوي الحسيني
العطاري الأكبر آبادي ثم الدهلوي كان من نسل الشيخ علاء الدين العطار النقشبندي، أخذ الطريقة
النقشبندية عن أبيه عن جده وهلم جراً إلى الشيخ علاء الدين المذكور وأخذ عن السيد جلال بن
إبراهيم الرسول دار الخوند شخي الدهلوي عن الشيخ لعل محمد الكوب قاسمي عن الشيخ الكبير أبي
العلاء بن أبي الوفاء الحسيني الأكبر آبادي، وأخذ الطريقة المدارية عن الشيخ أحمد بن صادق بن
عبد الخالق بن عبد القادر الجونبوري ثم الأكبر آبادي عن أبيه عن الشيخ نظام الدين بن عبد الشكور
البلخي عن الشيخ فخر الدين الأكبر آبادي عن السيد جمال الدين الهلسوي عن الشيخ بديع الدين
المدار.
مولانا محمد جميل الجونبوري
الشيخ العالم الكبير محمد جميل بن المفتي عبد الجليل بن المفتي شمس الدين الصديقي البرونوي
الجونبوري أحد فحول العلماء، ولد في شهر ذي القعدة سنة خمس وخمسين وألف بمدينة جونبور
وقرأ الكتب الدرسية إلى شرح الوقاية ومختصر المعاني على الشيخ محمد رشيد بن مصطفى
العثماني الجونبوري وسائر الكتب الدرسية على نور الدين جعفر بن عزيز الله الجونبوري ثم تصدى
للدرس والإفادة، وكان مفرط الذكاء قوي الإدراك سريع الملاحظة جيد الفكر.
له مصنفات جيدة منها حاشية على المطول وحاشية على مبحث العطف من شرح الكافية للجامي،
وله رسالة في الفقه ورسالة في التصوف، وله يد بيضاء في تأليف الفتاوي الهندية، قرأ عليه الشيخ
غلام رشيد بن محب الله الجونبوري المختصر والمطول مع حاشيته للسيد وشرح العقائد للتفتازاني
مع حاشية الخيالي وشرح المطالع مع حاشيته للسيد الحسامي وأجزاءاً من نور الأنوار وشرح الوقاية
وهداية الفقه ورسالة الجبر والاختيار للشيخ محمود بن محمد الجونبوري والرشيدية للشيخ محمد
رشيد المذكور، كما في كنج أرشدي، وأخذ عنه الشيخ نظام الدين الأورنك آبادي والشيخ نور الهدى
الأميثهوي والسيد حسن رسول نما وخلق آخرون كما في بحر زخار.
توفي لست ليال خلون من رجب سنة ثلاث وعشرين ومائة وألف بمدينة جونبور فدفن بمقبرة
المفتي محمد صادق، كما في كنج أرشدي.
القاضي محمد حافظ البلكرامي
الشيخ العالم الفقيه محمد حافظ بن محمد فضيل بالتصغير بن القاضي محمد يوسف العثماني الحنفي
البلكرامي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ ببلكرام وسافر إلى مانكبور وقرأ المختصرات على ملا
محمود ثم ذهب إلى جائس وقرأ سائر الكتب الدرسية من معقول ومنقول على غلام مصطفى بن
محمد الأشرفي الجائسي ثم رجع إلى بلكرام وتولى القضاء مكان عمه محمد سليم وحفظ القرآن، وكان
غاية في الجود والكرم والخصال المرضية لم يزل مشتغلاً بالدرس والإفادة.(6/812)
توفي لثمان بقين من محرم سنة ثلاث وعشرين ومائة وألف بموهان بضم الميم قرية من أعمال
لكهنؤ، كما في شرائف عثماني.
مولانا محمد حسن اللكهنوي
الشيخ العالم الكبير العلامة محمد حسن بن غلام مصطفى بن محمد أسعد ابن قطب الدين الأنصاري
السهالوي ثم اللكهنوي أحد أذكياء العالم، لم يكن في زمانه مثله في الذهن والذكاء وسرعة الخاطر
وقوة الحفظ، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ بعض الكتب الدرسية على خاله العلامة كمال الدين
الفتحبوري وأكثرها على عم والده الشيخ الكبير نظام الدين الأنصاري السهالوي، ثم تصدى للدرس
والإفادة ببلدته ولما ذهب مولانا عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي إلى شاهجهانبور انتهت إليه
الرئاسة العلمية وصار المرجع والمقصد في التدريس فدرس بكلهنؤ نحو عشرين سنة، وكان يتقرب
إلى أمراء الشيعة ليأمن غائلتهم ولكن الله سبحانه لما قيض أن يخرج من بلدته كما خرج مولانا عبد
العلي المذكور حدث أمر عظيم خلافاً لما دبره من الحكمة وبيان ذلك أن محمد كامل المنكلكوثي
ومحمد شريف الدكني كانا ممن يحصلون العلم في مدرسته، فاختلفا ذات يوم في أمر من الأمور
ورجع الاختلاف إلى المخاصمة وسطا أحد على الآخر، فقال محمد شريف: نحن السادة المظلومون
منكم السفيانيين أباً عن جد، فأجابه محمد كامل إنك عزوتني إلى أبي سفيان كأنك شتمتني بأني من
نسل يزيد بن معاوية وذلك سب استحققت به التعزير، فخافه محمد شريف ولاذ بالشيعة، فانتهزوا
الفرصة ولما جن الليل هجموا على محمد كامل فشبه لهم فقتلوا خير الله الحسيني ظناً منهم أنه محمد
كامل وقبضوا على محمد غوث، فلما علم أهل السنة أنهم قتلوا خير الله وحبسوا محمد غوث اتفقوا
على تخليصه فأطلقوه من الأسر وهجموا على تلك الفئة الطاغية، فخلفوا بالله سبحانه أنهم ما فعلوا
ذلك تقية منهم كما هو دأبهم، ثم اجتمعوا وأمرهم القاضي غلام مصطفى الشيعي اللكهنوي أن يهجموا
على أهل السنة وهم غافلون عن ذلك، فهجموا عليهم وقتلوا محمد عطاء الحسيني، ثم لما علم أهل
السنة ذلك اجتمعوا وفرقوهم فدبروا الحيلة لقتل الشيخ محمد حسن، فأشار عليه بنو أعمامه أن يذهب
إلى فيض آباد ويرفع القصة إلى نواب شجاع الدولة أمير بلاد أوده وكان شيعياً، فسافر محمد حسن
ومعه بنو أعمامه إلى فيض آباد ولبثوا بها مدة وأخفق سعيهم فهاجر إلى شاهجهانبور وكان حافظ
الملك أمير تلك الناحية في تدبير الغزو على الهنود الطاغية فلم يقدر أن يكفيه مؤنته فسار إلى نواب
ضابطه خان بن نجيب الدولة فولاه التدريس بمدرسة أسسها بدارانكر فأقام بها زماناً ودرس وأفاد
بها، ولما انقرضت دولة الأمير المذكور ذهب إلى دهلي ودرس بها مدة، ثم جاء إلى رامبور فأكرمه
نواب فيض الله خان فسكن بها ولم يخرج من تلك البلدة مدة حياته، كما في رسالة قطبية وأغصان
الأنساب.
كان كثير الأزدواج تزوج بابنة الشيخ أحمد عبد الحق اللكهنوي ثم تزوج بامرأة أحد من غير الأكفاء
ثم تزوج بصفي بور في إحدى البيوتات الكريمات ثم تزوج برامبور بامرأتين أفغانيتين، وله من تلك
الزوجات أولاد في رامبور ولكهنؤ وبنارس وغيرها، كما في الأغصان الأربعة.
ومن مصنفاته شرح بسيط على سلم العلوم تلقاه العلماء بالقبول، ومنها شرح على مسلم الثبوت في
الأصول من أوله إلى آخر مبادي الأحكام ومنها حاشية على شرح الهداية للصدر الشيرازي، ومنها
حاشية على الشمس البازعة للجونبوري وله شروح وحواش على مير زاهد رساله ومير زاهد ملا
جلال ومير زاهد شرح المواقف وله معارج العلوم متن متين في المنطق وغاية العلوم متن في العلوم
الطبيعية إلى آخر ما يعم الأجسام.
توفي لثلاث ليال خلون من صفر سنة تسع وتسعين ومائة وألف في أيام شاه عالم وأرخ لوفاته
بعض أصحابه من قوله: حسن فاضل محسن بود، كما في رسالة قطبية.
السيد محمد حسين الكنتوري
الشيخ الفاضل محمد حسين بن حامد حسين بن زين العابدين الحسيني الموسوي الكنتوري كان من
العلماء المبرزين في العلوم العربية، ولد ونشأ بكنتور(6/813)
وقرأ العلم على الشيخ عبد الرب بن القاضي
ولي محمد الحضرت بوري وأخذ الفروع والأصول عنه وانتسخ الكتب الكثيرة كحق اليقين وتحفة
الزائر والجامع العباسي وجمع الأدعية الكثيرة وانتخبها من الكتب الموثوق بها وكتب القرآن بخطه،
قال المفتي محمد قلي خان في كتابه: إنه منذ بلغ الحلم ما فاتته صلاة نافلة، انتهى.
توفي سنة إحدى وثمانين ومائة وألف، كما في تكملة نجوم السماء.
مولانا محمد حسين البيجابوري
الشيخ العالم الكبير محمد حسين بن خليل الله بن القاضي أحمد بن أبي محمد الفقيه النائطي
البيجابوري كان من ذرية الفقه إسماعيل السكري، وهو أول من قدم الهند وسكن على ساحل البحر
في بلاد كوكن، وكان مولد محمد حسين مدينة بيجابور ولد بها وأخذ العلم عن الشيخ محمد زبير
البيجابوري ورحل إلى كلبركه وولاه عالمكير التدريس في مدرسة محمود كاوان في بلدة بيدر بكسر
الموحدة سنة ثمان وتسعين وألف فدرس وأفاد بها مدة حياته، وله مصنفات كثيرة منها الأزهار الفائحة
في تفسير سورة الفاتحة وتحبيب الطيب والنساء إلى سيد الأنبياء ومنها تلخيص الفنون الرياضية
وملخصات شرح المواقف وشرح المقاصد وشرح العقائد للتفتازاني وشرح العقائد للدواني مع
حاشيته، ومنها رسالة في وحدة الوجود ورسالة في العقائد ورسالة في رسم الخط، ومنها كتابه الكافي
خلاصة كافية ابن الحاجب.
مات مخطوفاً كان يصلي التراويح في مسجد المدرسة ببيدر فنزلت صاعقة على المخزن وكان قريباً
من المدرسة فاشتغل النار وخرب بعض نواحي تلك المدرسة من ذلك فهلك محمد حسين ومن كان
يصلي معه، وكان ذلك سنة ثمان ومائة وألف، كما في تاريخ النوائط.
مولانا محمد حسين الشافعي الكجراتي
الشيخ الفاضل محمد حسين بن محمد علي بن ناخدا حمزة بلوكان الشافعي الكجراتي، أحد العلماء
الماهرين بالفقه، وجدت بخطه كتاب المنهاج في الفقه للنووي، وقد فرغ من كتابته سنة 1158 هـ في
العشرين من جمادى الآخرة في مدرسة النواب محمد غياث خان ببلدة خجسته بنياد، وكان ذلك سنة
28 لجلوس محمد شاه الغازي.
الشيخ محمد حفيظ الجونبوري
الشيخ الفاضل محمد حفيظ بن ... ابن أبي البقاء بن درويش محمد الحسيني الجونبوري أحد العلماء
المشهورين بجونبور، قرأ العلم على عمه المفتي مبارك ابن أبي البقاء الحسيني، ثم سافر إلى دهلي
ولكنه لم يلبث بها غلا قليلاً ورجع إلى بلدته فلم يخرج عنها قط، وكان قانعاً عفيفاً زاهداً، درس وأفاد
مدة عمره، توفي يوم الجمعة لعشر بقين من شوال سنة ثمان وعشرين ومائة وألف، فأرخ بعضهم
لوفاته من قوله: كان خادم الفقراء، كما في تجلي نور.
مولانا محمد حكيم البريلوي
السيد الشريف العلامة محمد حكم بن محمد بن علم الله الحسني النقشبندي البريلوي أحد العلماء
العاملين وعباد الله الصالحين، ولد ونشأ ببلدة رائي بريلي ولازم أباه ملازمة طويلة وانتفع به، ثم
سافر إلى البلاد وأدرك المشايخ الأمجاد كالشيخ محمد يحيى الأتكي والشيخ سعدي البلخاري والشيخ
عبد الأحمد بن محمد سعيد السرهندي والشيخ عبد النبي السيام جوراسي فانتفع بهم وصحب الشيخ
عبد النبي المذكور سنة كاملة ثم رجع إلى بلدته وتصدر للافادة.
له مصنفات جليلة منها تفسير القرآن الكريم بالفارسي سماه بالحسني وتفسير القرآن بالعربي المسمى
بمحكم التنزيل ومنها تلخيص الصراح في اللغة ومنها ملخص البلاغة في المعاني ومنه رسائل في
الفقه والمواريث والحساب ومنها لآلى النحو رسالة في النحو صنفها لأخيه محمد عدل.(6/814)
توفي لثمان بقين من شوال سنة خمسين ومائة وألف، وله اثنان وأربعون سنة، كما في الأعلام
الهدى.
السيد محمد حنيف الكنتوري
السيد الشريف محمد حنيف بن أمان الله الحسيني الكنتوري أحد الأفاضل المشهورين في عصره،
ولد ونشأ بكنتور بكسر الكاف بلدة في أوده وتخرج على خاله العلامة قطب الدين الأنصاري
السهالوي، وتقرب إلى عالمكير ابن شاهجهان التيموري سلطان الهند فولى على تحرير السوانح
وبخشكيري في سنكمير من أرض الدكن فاستقل به مدة من الزمان ثم ولي القضاء بروضه قريباً من
أورنك آباد ومات بها.
مولانا محمد حيا البريلوي
الشيخ العارف الكبير محمد حيا بن محمد سنا بن محمد هدى بن الشيخ الكبير علم الله الحسني
النقشبندي البريلوي المتفق على ولايته وجلالته، ولد بنصير آباد سنة خمس عشرة ومائة وألف ونشأ
بها، وأخذ عن جده لأمه الشيخ محمد ابن علم الله النقشبندي وصحبه مدة من الدهر حتى فتح الله
سبحانه عليه أبواب الحقائق والمعارف وجعله من العلماء الراسخين، لم ير له نظير في زمانه في
العفة والطهارة والتقوى والعمل بالعزيمة، كان غاية في التواضع والخدمة وهضم النفس والإيثار،
يستقي للناس ويخدم الفقراء والواردين في زاوية جده يكبس أبدانهم ويجتهد في راحتهم، وكان مجذوم
في نصير آباد له رائحة كريهة ينفر عنه الناس ويتقذرونه فقام بمداواته شؤنه وخدمته وعرض عليه
الاسلام، فشفي واسلم، وربما حمل بعض المرضى المهجورين المزدرين من الكفار على أكتافه
وعالجه ودعاه إلى الإسلام فشفاه الله من المرضين، وكان آية في الاستتار وإخفاء حاله، سافر إلى
آخر عمره إلى الحرمين الشريفين وأقام بمدينة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمات بها، وكان جد جد
أمي من جهة الأم.
مات سنة ثمان وستين ومائة وألف في حياة أبيه بالمدينة المنورة فدفن ببقيع الغرقد، كما في السيرة
العلمية.
الشيخ محمد حياة السندي
الشيخ الامام العالم الكبير المحدث محمد حياة بن إبراهيم السندي المدني أحد العلماء المشهورين، كان
أصله من قبيلة جاجر كانت تسكن في ما يلي من عادل بور وهي قرية جامعة من أعمال بكر في
إقليم السند ولد بها ونشأ ثم انتقل إلى مدينة تته قاعدة بلاد السند وقرأ العلم على الشيخ محمد معين بن
محمد أمين التتوي السندي، ثم هاجر إلى الحرمين الشريفين فحج وسكن بالمدينة المنورة ولازم الشيخ
الكبير أبا الحسن محمد بن عبد الهادي السندي المدني وأخذ عنه وجلس مجلسه بعد وفاته أربعاً
وعشرين سنة، وأجازه الشيخ عبد الله بن سالم البصري المكي والشيخ أبو طاهر محمد بن إبراهيم
الكردي المدني والشيخ حسن بن علي العجيمي وغيرهم، وأخذ عنه الشيخ أبو الحسن بن محمد
صادق السندي والشيخ أحمد بن عبد الرحمن السندي والشيخ محمد سعيد صفر والشيخ عبد القادر
خليل كدك والسيد عبد القادر بن أحمد بن عبد القادر والشيخ عبد الكريم بن عبد الرحيم الداغستاني
والشيخ علي بن صادق الداغستاني والسيد علي بن إبراهيم بن جمعة العبسي والشيخ عبد الكريم بن
أحمد الشراباتي والشيخ علي بن عبد الرحمن الإسلامبولي والشيخ علي بن محمد الزهري والمفتي
محمد بن عبد الله الخليفتي المدني والشيخ عليم الله بن عبد الرشيد اللاهوري المدفون بدمشق والشيخ
خير الدين بن محمد زاهد السورتي والشيخ محمد فاخر ابن محمد يحيى العباسي الإله آبادي والسيد
غلام علي بن نوح الواسطي البلكرامي وخلق كثير من العلماء والمشايخ.
ومن مصنفاته رسالة في إبطال الضرائح ورسالة في انتصار السنة والعمل بالحديث المسماة بتحفة
الأنام في العمل بحديث النبي عليه الصلاة والسلام ورسالة في النهي عن عشق صور المرد
والنسوان وله الإيقاف على أسباب الاختلاف وله غير ذلك من الرسائل.
توفي يوم الأربعاء لأربع بقين من صفر سنة ثلاث(6/815)
وستين ومائة وألف بالمدينة فدفن بالبقيع الغرقد،
كما في الإتحاف وغيره.
القاضي محمد حياة البرهانبوري
الشيخ العالم الفقيه القاضي محمد حياة البرهانبوري أحد الفقهاء الحنفية، تولى القضاء بمدينة
برهانبور خمسين سنة في أيام محمد شاه الدهلوي وغيره، لقبه أحدهم بالقاضي شريعت خان، وكان
يدرس ويفيد، أخذ عنه الشيخ محمد إسماعيل العباسي البرهانبوري وجمع كثير من العلماء كما في
تاريخ برهانبور.
الشيخ محمد مخدوم البهلواروي
الشيخ العالم الفقيه محمد مخدوم بن أمان الله بن محمد أمين بن محمد جنيد الهاشمي الجعفري
البهلواروي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بقرية بهلواري من أعمال عظيم آباد واشتغل بالعلم على
والده زماناً، ثم سافر إلى البلاد وقرأ الكتب الدرسية على الشيخ محمد وارث بن عناية الله الحسيني
البنارسي، ثم رجع إلى وطنه وصرف عمره في الدرس والإفادة، توفي لأربع بقين من ربيع الثاني
سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف، كما في حديقة الأزهار.
القاضي محمد دولة الفتحبوري
الشيخ الفاضل محمد دولة بن محمد يعقوب بن فريد بن سعد الله بن أحمد بن حافظ الدين الأنصاري
السهالوي ثم الفتحبوري أحد العلماء الحنفية، كان والده محمد يعقوب بن أخت الشيخ محب الله
العمري الإله آبادي، وجده حافظ الدين كان جد الشيخ قطب الدين بن عبد الحليم السهالوي أيضاً،
والقاضي محمد دولة كان عم الشيخ محمد عاشق بن عبد الواحد الكرانوي ووالد الشيخ العلامة كمال
الدين الفتحبوري، ولد ونشأ بقرية سهالي وقرأ العلم على الشيخ شهيد قطب الدين ابن عبد الحليم
السهالوي وكان الشيخ الشهيد تبناه كما في رسالة قطبية فلما استشهد قطب الدين انتقل من سهالي إلى
فتحبور سنة ثلاث ومائة وألف وسكن بها في بيت صهره أبي الرافع الحسامي وراح إلى دهلي ودخل
في زمرة مؤلفي الفتاوي الهندية، ثم شفع له السيد محمد الحسيني القنوجي إلى عالمكير لأجل قرابته
بالشيخ محب الله الإله آبادي فولي القضاء بمدينة سورت فسافر إليها وقتل بأيد قطاع الطريق في
أثناء السفر، كما في أغصان الأنساب.
السيد محمد راجي الجونبوري
الشيخ الفاضل محمد راجي بن ... ابن الشيخ حمد حفيظ الحسيني الواسطي الجونبوري أحد العلماء
العاملين، ولد ونشأ بجونبور وقرأ شيئاً كثيراً على جده محمد حفيظ، ولما توفي جده أخذ عن أساتذة
بلدته وبرع في الفقه والأصول حتى قيل إنه كان أفقه الفقهاء، وكان قانعاً عفيفاً شاعراً كبير الشأن
متين الديانة لم يزل مشتغلاً بالتدريس، مات لسبع عشرة خلون من ربيع الثاني سنة ثلاث وثمانين
ومائة وألف بفيض آباد، فدفن بها وأرخ لوفاته محمد عسكري الجونبوري من قوله: رونق زعلم
رفت، كما في تجلي نور.
الشيخ محمد رضاء السهارنبوري
الشيخ الفاضل محمد رضاء بن غلام محمد بن عبد الباقي الأنصاري السهارنبوري أحد العلماء
المبرزين في التاريخ والسير، ولد ونشأ بمدينة سهارنبور وقرأ العلم على أساتذة عصره وبيض مرآة
جهان نما لصنوه محمد بقاء.
مولانا محمد رضاء اللكهنوي
الشيخ العالم الصالح محمد رضاء بن الشيخ الشهيد قطب الدين الأنصاي السهالوي اللكهنوي كان
أصغر أبناء والده، ولد بسهالي وقتل والده وكان ابن اثنتي عشرة سنة فانتقل من سهالي إلى لكهنؤ مع
إخوته وقرأ العلم على صنوه الشيخ نظام الدين، ثم درس وأفاد زماناً طويلاً بمدينة لكهنؤ وأخذ
الطريقة عن الشيخ عبد الرزاق الحسيني البانسوي ثم رحل إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ثم فقد
خبره، لعله توفي في حياة الشيخ نظام الدين المذكور، وكان أصغر منه بسبع سنوات، له شرح على
مسلم الثبوت كما في رسالة قطبية.(6/816)
الشيخ محمد رضاء السندي
الشيخ الفاضل محمد رضاء التتوي السندي أحد العلماء المشهورين، كان يسكن ببلدة بكر من بلاد
السند، مات سنة أربعين ومائة وألف فأرخ لموته بعض أصحابه من قوله: محمد رضاء داده جان در
جنان شد، كما في تحفة الكرام.
الشيخ محمد رضاء اللاهوري
الشيخ الفاضل محمد رضاء الحنفي القادري الشطاري اللاهوري أحد الرجال المشهورين، صرف
عمره في الفتيا والتدريس وإشاعة الطريقة، لم يكن في زمانه في بنجاب من يكون مثله في حسن
القبول وسعة التلامذة والمسترشدين، أخذ الطريقة عن الشيخ محمد فاضل اللاهوري عن الشيخ إله
داد الأكبر آبادي عن الشيخ محمد جلال عن السيد نور عن الشيخ زين العابدين عن الشيخ عبد
الغفور عن الشيخ وجيه الدين العلوي الكجراتي، مات لاثنتي عشرة خلون من جمادى الأولى سنة
ثمان عشرة ومائة وألف بمدينة لاهور، كما في خزينة الأصفياء.
الأمير محمد رفيع التوني
الأمير الكبير محمد رفيع بن محمد أفضل الحسيني التوني مبارز الملك نواب سربلند خان بهادر
دلاور جنك كان من الرجال المعروفين بالهند، قدمها معه والده في أيام عالمكير وتزوج بهدية بيكم
بنت الأمير روح الله خان العالمكيري وتقرب إلى الملوك والأمراء، لقبه شاه عالم بسربلند خان وبعثه
عظيم الشأن بن شاه عالم إلى بنكاله نيابة عنه ثم جعله فوجدار في متصرفية كزه ولما قتل عظيم
الشأن بعثه ذو الفقار خان العالمكيري إلى كجرات نيابة عنه ولما تولى المملكة فرخ سير بن عظيم
الشأن ولي على بلاد أوده ثم بهار بكسر الموحدة وفي أيام رفيع الدرجات ولي على كابل وفي أيام
محمد شاه ولي على كجرات سنة سبع وثلاثين ومائة وألف.
وكان رجلاً شجاعاً مقداماً باسلاً كريماً كثير الاحسان حسن الخلق محباً لأهل العلم محسناً إليهم،
توفي بمدينة دهلي سنة أربع وخمسين ومائة وألف فدفن في جوار الشيخ نظام الدين البدايوني.
الشيخ محمد رفيع المشهدي
الشيخ الفاضل محمد رفيع بن محمود الشيعي المشهدي صاحب حملة حيدري ذكره الكشميري في
نجوم السماء قال: إنه قدم الهند معه خاله محمد طاهر المشهدي في أيام عالمكير وولي على ديوان
الخراج في أقطاع معز الدين محمد معظم بن عالمكير فاستقل بها مدة من الزمان ثم ولي على قلعة
كواليار وأقام بحراستها مدة من الدهر ولما مات عالمكير عزل عنها واعتزل بدهلي، وكان شاعراً
مجيد الشعر بالفارسية يتلقب بالباذل، له حملة حيدري كتاب بسيط في غزوات سيدنا علي بن أبي
طالب - رضي الله عنه -، ومن شعره قوله:
تو جنان رميدي از من كه بخواب هم نه آئي بكدام اميدواري بروم بخواب بي تو
توفي سنة ثلاث وعشرين ومائة وألف بدهلي فدفن بها.
القاضي محمد زاهد الهروي
الشيخ العالم الكبير العلامة القاضي محمد زاهد بن القاضي محمد أسلم الحنفي الهروي الكابلي أحد
الأساتذة المشهورين في الهند، لم يكن له نظير في عصره في المنطق والحكمة، ولد ونشأ في الهند
وقرأ العلم على والده وعلى مرزا محمد فاضل البدخشي، وكان مفرط الذكاء سريع الإدراك قوي
الحافظة لم يكن يحفظ شيئاً فينساه فمهر في الفضائل وتأهل للفتوى والتدريس وله ثلاث عشرة سنة،
ثم تقرب إلى شاهجهان فولاه تحرير السوانح بكابل في رمضان سنة أربع وستين وألف فاستقل به
مدة طويلة، ثم ولاه عالمكير الاحتساب في معسكره وذلك في سنة سبع وسبعين وألف فأقام بأكبر آباد
ودرس وأفاد بها مدة ثم استقال فولي الصدارة بكابل فسار إليها وصرف عمره في الدرس والإفادة.
له مصنفات متداولة وغير متداولة كحاشيته على شرح المواقف وحاشيته على شرح التهذيب
للدواني(6/817)
وحاشيته على الرسالة القطبية في مبحث التصور والتصديق وهذه الثلاثة متداولة في
المدارس، وله حاشية على شرح التجريد وحاشية على شرح الهياكل.
ومن فوائده ما قال في مبحث الوجود: والتحقيق أن الوجود بالمعنى المصدري أمر اعتباري متحقق
في نفس الأمر وبمعنى ما به الموجودية موجود بنفسه بل واجب لذاته، وذلك لأن معنى كون الشيء
اعتبارياً متحققاً في نفس الأمر أن يكون مصوفه بحيث يصح انتزاعه عنها، فههنا ثلاثة أمور: الأول
المنتزع عنه وهو الماهية من حيث هي هي، والثاني المنتزع وهو الوجود بالمعنى المصدرين
والثالث منشأ الانتزاع وهو الوجود بمعنى ما به الموجودية، وهو الوجود القائم بنفسه الواجب لذاته
لأنه ليس قائماً بالماهية لا على وجه الانضمام وإلا يلزم تأخره عن وجود الموصوف ولا على وجه
الانتزاع وإلا يلزم حين انتزاع الوجود المصدري انتزاع آخر بل انتزاعات غير متناهية.
ومنها ما قال في مبحث علم الواجب تعالى: اعلم أن للواجب تعالى علماً إجمالياً وعلماً تفصيلياً، أما
العلم الإجمالي فهو مبدء للعلم التفصيلي وخلاق للصورة الذهنية والخارجية وهو العلم الحقيقي وهو
صفة الكمال وعين الذات وتحقيقه على ما ألهمني ربي بفضله ومنه أن للممكن جهتين جهة الوجود
والفعلية وجهة العدم واللافعلية وهو بحسب الجهة الثانية لا يصلح أن يتعلق به العلم فإنه بهذه الجهة
معدوم محض فالجهة التي بحسبها يتعلق به العلم هي الجهة الأولى وهي راجعة إليه لأنه وجود
الممكن هو بعينه وجود الواجب كما ذهب إليه أهل التحقيق فعلمه تعالى بالممكنات ينطوي في عمله
بذاته بحيث لا يعزب عنه شيء منها ويعينك على فهم ذلك حال الأوصاف الانتزاعية مع موصوفاتها
فإن لها وجوداً يحذو حذو الوجود الخارجي في ترتب الآثار وهو منشأ الاتصاف وبحسبه الامتياز
بينها وبين موصوفاتها، وأما العلم التفصيلي فهو علم حضوري بالموجودات الخارجية وبالصور
الذهنية العلوية والسفلية فتأمل لعله يحتاج إلى تجريد الذهن وتدقيق النظر، وقد زدنا على ذلك في
تعليقات شرح التجريد، انتهى.
توفي سنة إحدى ومائة وألف بمدينة كابل.
الشيخ محمد زبير السرهندي
الشيخ الامام العالم الكبير محمد زبير بن أبي العلاء بن محمد بن معصوم بن أحمد العمري
السرهندي أحد العلماء الربانيين، ولد بسرهند ونشأ بها، وتوفي والده في صغر سنه فتربى في مهد
جده وأخذ عنه ولازمه زماناً وبشره جده بالقيومية ولما توفي جده تولى الشياخة مكانه، وكان كثير
الذكر والمراقبة يشتغل بالنفي والإثبات كل يوم أربعاً وعشرين ألف مرة وباسم الذات خمسة عشر
ألف مرة بحبس النفس، وكان يصلي صلاة الأوابين بعد صلاة المغرب ثم يشتغل بالنفي والإثبات
عشرة آلاف مرة، ثم يتوجه إلى مريديه من الرجال فيلقى عليهم النسبة، ثم يصلي العشاء ويدخل
المنزل ويتوجه إلى من بايعته من النساء فيلقي عليهن النسبة إلى نصف الليل، ثم يستريح ساعة أو
ساعتين ثم ينهض للتهجد ويقرأ في الصلاة سورة يس أربعين مرة وربما يقرأها ستين مرة ثم يصلي
الفجر ويراقب، ولم يزل كذلك إلى أوان الضحى، ثم يتوجه إلى مريديه من الرجال ويلقنهم الذكر
ويشتغل بالذكر إلى الهاجرة، ثم يقيل ساعة ثم ينهض ويصلي صلاة الزوال ويطول فيها القراءة ثم
يتغدى، ثم يصلي الظهر ثم يشتغل بالذكر والتوجه إلى أصحابه إلى صلاة العصر، ثم يدرس المشكاة
ومكاتيب جده الشيخ أحمد المجدد.
وكان إذا خرج من زاويته فرش له الملوك والأمراء المناديل الحريرية والشيلان الكشميرية ليضع
عليه قدمه، وإذا ركب تبعه الملوك والأمراء فيظن أنه موكب السلطان.
حكى أن الشيخ سعد الله الدهلوي كان قاعداً في الجامع الكبير بدهلي فرأى موكباً يتبعه الأمراء
راكبين وراجلين حف بالأنوار الإلهية يتلألأ به الأرض إلى السماء، فوثب الشيخ من مكانه وألقى
كساءه على الأرض وقال: اذهبوا به واحرقوه في النار! فسأله الناس عن ذلك، فقال: إني رأيت من
الأنوار على موكب هذا الأمير ما لم أجد في كساءي هذا مع أني عبدت الله سبحانه في ذلك ثلاثين
سنة فقال له الناس: إن ذلك(6/818)
موكب الشيخ محمد زبير، فحمد الله تعالى وأخذ الكساء وقال: لا بأس
فإنه نجل مشايخي، انتهى.
توفي محمد زبير لأربع خلون من ذي القعدة سنة إحدى وخمسين ومائة وألف بدهلي فنقلوا جسده
إلى سرهند ودفنوه بها وله ثمان وخمسون سنة.
مولانا محمد زكريا الدهلوي
الشيخ الصالح محمد زكريا الحسيني الدهلوي أحد المشايخ المشهورين، ولد بدهلي وتوفي والده في
صغر سنه فرحل إلى لاهور ونشأ بها وأخذ عن الشيخ محمد السندي وصحبه مدة من الزمان، وهو
ممن أخذ عن شاه محمد العباسي اللاهوري عن شاه محمد اللودي عن بير محمد اللودي عن الشيخ
آدم بن إسماعيل الحسيني البنوري، وكان يسترزق بالتجارة بدهلي، أخذ عنه الصوفي آباداني، مات
لتسع خلون من ذي القعدة سنة ثمانين ومائة وألف بدهلي فدفن بها، كما في يادكار دهلي.
محمد زمان السرهندي
الشيخ محمد زمان السرهندي الشاعر المشهور المتلقب بالراسخ كان من الشعراء المفلقين، قربه
محمد أعظم بن عالمكير إلى نفس وأعطاه سبعمائة منصباً، ومن شعره قوله:
جامة صبر ببالائي جنون تنك آمد آنجه از دست بر آمد بكريبان كرديم
توفي سنة سبع بعد المائة والألف، كما في سرو آزاد.
السيد محمد سالم الروبزي
الشيخ الصالح محمد سالم بن محمد رضاء بن أبي محمد بن فتح الله الحسيني الترمذي الروبزي أحد
مشايخ الطريقة الجشتية، ولد ونشأ بقرية ربز بضم الراء المهملة وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد
سعيد بن يوسف الحسيني الأنبالوي ولازمه مدة ثم جلس على مسند الإرشاد، أخذ عنه ابن أخيه محمد
أعظم وجمع من المشايخ، توفي سنة خمس وسبعين ومائة وألف بروبز، كما في أنوار العارفين.
الشيخ محمد سعيد البدايوني
الشيخ الفاضل محمد سعيد بن محمد شريف بن محمد شفيع العثماني الأموي البدايوني أحد العلماء
الصالحين، ولد ونشأ بمدينة بدايون وسافر للعلم إلى دهلي وأخذ عن الشيخ كليم الله الجهان آبادي
ولازمه مدة من الزمان واشتغل عليه بأذكار القوم وأشغالها، فلما برع في العلم والمعرفة رجع إلى
بلدته واستقام على الطريقة الظاهرة والصلاح مدة حياته، مات لأربع ليال خلون من ذي القعدة سنة
سبع وخمسين ومائة وألف بمدينة بدايون فدفن بها، كما في تذكرة علماء الهند.
مولانا محمد سعيد السهالوي
الشيخ الفاضل محمد سعيد بن الشيخ الشهيد قطب الدين الأنصاري السهالوي كان ثاني أبناء والده،
ولد ونشأ بقرية سهالي وقرأ العلم على والده، لازمه مدة ولما قتل والده سافر إلى معسكر السلطان
عالمكير وكان في بلاد الدكن فرفع إليه القصة فمنحه عالمكير قصراً رفيعاً بمدينة لكهنؤ كان من أبنية
تاجر أفرنكي ولذلك يسمونه، فرنكي محل فرجع إلى بلاده وحمل عياله وأثقاله إلى لكهنؤ وسكن بذلك
القصر مع إخوته وأقاربه ثم رجع إلى المعسكر وحصل السند المجدد فبعثه إلى إخوته، وكان صاحب
حياء وعفة وعلم وعمل، له مشاركة في تأليف الفتاوي الهندية كما في آثار الأول، مات في شبابه في
أيام شاه عالم، كما في رسالة قطبية.
الشيخ محمد سعيد الدهلوي
الشيخ العالم الصالح محمد سعيد بن محمد ظريف بن خان محمد بن يار محمد ابن خواجه أحمد
الأفغاني الدهلوي، كان من العلماء المبرزين في الفقه والأصول والكلام والعربية، ولد ونشأ
بأفغانستان وسافر للعلم فقدم دهلي ولازم دروس الشيخ الأجل ولي الله بن عبد الرحيم العمري
الدهلوي وسافر معه إلى الحجاز فحج وزار وأسند الحديث ولازمه مدة حياة الشيخ ولي الله المذكور
ثم خرج من دهلي وجاء إلى(6/819)
بريلي في أيام رحمة خان أمير تلك الناحية فجعله رحمة خان معلماً
لولده عناية خان فاختار الإقامة ببلدة بريلي ومات بها قبل سنة ثمان وثمانين ومائة وألف، أخبرني
بذلك حفيده نجم الغني، وإني رأيت في مكتوب الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي أرسله إلى
الشيخ أبي سعيد بن محمد ضياء الحسني البريلوي بعد رجوعه عن الحجاز سنة ثمان وثمانين ومائة
وألف يخبره بوفاة محمد سعيد لعله مات سنة سبع وثمانين ومائة وألف.
الشيخ محمد سعيد الأنبالوي
الشيخ العالم الفقيه محمد سعيد بن محمد يوسف بن غلام محمد بن محمد أفضل الحسيني الترمذي
الأنبالوي - رحمه الله - كان من كبار المشايخ الجشتية، أخذ الطريقة عن الشيخ أبي المعالي
الأنبهلوي ولازمه مدة من الزمان ثم تولى الشياخة بأنباله، وكان له شأن عالم في اتباع السنة السنية
والإقتداء بآثار السلف الصالح مع انقطاعه إلى الزهد والعبادة والاشتغال بالله سبحانه والتجرد عن
أسباب الدنيا ودعاء الخلق إلى الحق تعالى، ذكره اللكهنوي في بحر زخار قال: إنه كان عارفاً كبيراً
زاهداً منقطعاً إلى الله سبحانه راغباً عن حطام الدنيا لا يدخر مالاً ولا يخاف عوزاً، أعطاه الملوك
والأمراء مائة لكوك من النقود في أوقات مختلفة فما أخذ منها شيئاً بل صرفها على الفقراء
والمساكين، وكان من دأبه أن لا يبيت ليلة وفي بيته شيء من المال فإنه كان يصرفه في ذلك اليوم،
قال: وكان الشيخ محمد صابر بن أية الله بن علم الله الحسني البريلوي يقول: إني أدركته فما وجدته
مخالفاً للسنة السنية في أمر من الأمور غير أنه كان يستمع الغناء اقتداءاً بشيوخه، انتهى.
توفي لخمس خلون من رمضان سنة ثلاث ومائة وألف وقبره بكهرام، كما في بحر زخار.
ملا محمد سعيد المازندراني
الشيخ الفاضل محمد سعيد بن محمد صالح الشيعي المازندراني كان ابن بنت العلامة محمد تقي
المجلسي، قدم الهند في عهد عالمكير فجعله معلماً لبنته زيب النساء بيكم فاستقام على تلك الخدمة
زماناً طويلاً، ثم اشتاق إلى بلاده فأنشأ قصيدة في مدح زيب النساء المذكورة وقال في تلك القصيدة:
يكبار از وطن نتوان بر كرفت دل در غربتم اكرجه فزون است اعتبار
بيش تو قرب وبعد تفاوت نمى كند كو خدمت حضور نباشد مرا شعار
نسبت جو باطن است جه دهلي جه اصفهان دل بيش تست تن جه بكابل جه قندهار
فذهب إلى أصفهان سنة ثلاث وثمانين وألف وأقام بها زماناً، ثم عاد إلى الهند ودخل عظيم آباد
فتقرب إلى عظيم الشأن بن شاه عالم وكان أميراً على تلك الناحية وخصه الأمير بالقعود في مجلسه
لكبر سنه فاحتظ بعنايته مدة، ثم عزم على سفر الحج ولما وصل إلى مونكير مات بها، ومن شعره
قوله:
در ايران نيست جز هند أرزو بي روزكاران را تمام روز باشد حسرت شب روزه داران را
توفي سنة ست عشرة ومائة وألف، كما في سرو آزاد.
ملا محمد سعيد الجونبوري
الشيخ الفاضل محمد سعيد الشيعي الجونبوري أحد عباد الله المقيمين على الطاعة، له تعليقات شتى
على أكثر الكتب منها حواشيه على الإقبال لعلي ابن طاؤس الشيعي منها ما كتبه على هامشه فيما
يتعلق بصيام شعبان: الحمد لله الذي وفقني لهذا الصيام إلى تمام الشهر أكثر من ثلاثين سنة فإني لم
أتركه في الحضر ولا في السفر ابتغاءاً لمرضاة غافر البشر، وما ذلك على جناب فضله بعزيز
وأرجو أن أصوم الشهرين إلى منتهى عمري، وقد جاوزت من سني إلى ما أعذر الله تعالى لعبده في
تلك السنة وذلك السن العالي وقد صرت الآن من تعاقب الآلام والأحزان كالشن البالي ولكني قد
متعني الله بفضله وكرمه إلى الآن وهو أول مرحلة من مراحل السبعين بالحواس الظاهرة والباطنة
خصوصاً السمع والبصر والأسنان وذلك(6/820)
فضل الله يؤتيه يشاء.
ومنها ما كتبه على ما يتعلق بصيام رجب: إني ما تركت منذ قرن وهو ثلاثون سنة صوم تمام
رجب وشعبان قاطبة في السفر والحضر.
وكتب على حاشية قلائد الجمان في ترجمة محمد بن إسحاق المطلبي صاحب السيرة هو عندي
موجود بفضله ومنه، توفي سنة 1143 هـ انتهى ما في نجوم السماء ملخصاً.
الشيخ محمد سعيد الدهلوي
الشيخ الفاضل محمد سعيد الدهلوي ثم الأكبر آبادي أحد الرجال المعروفين بالفضل، ولد بأكبر آباد
ونشأ بها وقرأ العلم على الشيخ عبد العزيز بن عبد الرشيد الحسيني الأكبر آبادي وصرف عمره في
الدرس والإفادة، وكان بارعاً في الشعر والإنشاء يتلقب بالإعجاز، ومن شعره قوله:
برنك كرد باد آشفته أم در دشت بيتابي بود سر كشتكي شيرازة مشت غبار من
مات سنة سبع عشرة ومائة وألف، كما في نتائج الأفكار.
الشيخ محمد سعيد اللاهوري
الشيخ الصالح محمد سعيد الشطاري النقشبندي اللاهوري أحد المشايخ المعمرين، أخذ الطريقة
الشطارية عن الشيخ محمد أشرف اللاهوري والطريقة النقشبندية عن الشيخ سعد الله النقشبندي
والطريقة القادرية عن السيد محمود بن علي الحسيني الكردي بالمدينة المنورة وحج وزار مرتين
وعمره جاوز مائة وعشر سنين، أدركه الشيخ ولي الله الدهلوي بمدينة لاهور وأخذ عنه أعمال
الجواهر الخمسة ووصفه بالصالح الثقة المعمر في الإنتباه، مات سنة ست وستين ومائة وألف بمدينة
لاهور، كما في خزينة الأصفياء.
الشيخ محمد سعيد البدايوني
الشيخ العالم الصالح محمد سعيد الجعفري القادري البدايوني أحد عباد الله الصالحين، ولد بقرية بيدي
بور ونشأ بها وسافر للعلم إلى عظيم آباد ثم قدم لكهنؤ وأقام بها قليلاً، ثم دخل كوبامؤ وقرأ أكثر
الكتب الدرسية على القاضي شهاب الدين العمري الكوباموي ثم سار إلى ساندي وأخذ عن القاضي
أبي الحسن الحسيني الترمذي ولازمه مدة وأخذته الجذبة الربانية فاشتغل بمطالعة كتب الحقائق
والمعارف ولازم الرياضة والمجاهدة حتى فتحت عليه أبواب المعرفة واستفاض عن روحانية الشيخ
عبد القادر الجيلاني وبايع الشيخ المعمر سلطان القادري وسكن في آخر عمره ببدايون، أخذ عنه
المفتي عبد الغني العثماني البدايوني وخلق آخرون، مات سنة ثلاث وستين ومائة وألف ببدايون فدفن
بها، كما في تذكرة الواصلين.
مولانا محمد شاكر اللكهنوي
الشيخ الفاضل محمد شاكر بن عصمة الله بن عبد القادر العمري اللكهنوي أحد العلماء المشهورين،
قرأ العلم على جده ووالده وعلى المفتي وجيه الدين الكوباموي وعلى الشيخ بير محمد اللكهنوي وقرأ
فاتحة الفراغ وله تسع عشرة سنة فاشتغل بالدرس والإفادة، وصنف كتباً منها شرح تهذيب المنطق
للتفتازاني وشرح قصيدة البردة للبوصيري صنفه بأمر شاه عالم بن عالمكير ومنها الرسالة الإعتقادية
ومنها الرسالة القاسمية في علم الدعوة ومنها الرسالة المنتخبة في أحوال الموتى ومنها خلاصة
المناقب في أخبار آبائه وجدوده ومنها حل اللغات القرآنية له رسالة في الوصايا وله غيرها من
الرسائل.
توفي لثمان عشرة خلون من ربيع الثاني سنة ثلاث وثلاثين ومائة وألف وله أربع وستون سنة
بمدينة لكهنؤ فدفن عند والده كما في بحر زخار.
مولانا محمد شجاع الهتكامي
الشيخ الفاضل محمد شجاع بن معز الدين اليحيوي الإسحاقي الأوشي الهتكامي صاحب منهج الرشاد
لنجاة العباد، ولد ونشأ بهتكام بفتح الهاء قرية جامعة من أعمال إله آباد وقرأ العلم على العلامة محمد
بركة بن عبد الرحمن الإله آبادي وأخذ عن القاضي(6/821)
محمد بناه الجونبوري أيضاً ثم أخذ الطريقة عن
الشيخ محمد معصوم الأويسي الكاكوري وصحبه مدة طويلة حتى نال حظاً وافراً من العلم والمعرفة،
ولما غلب على بلاده الكفار سافر إلى أفغانستان وأقام بها زماناً ثم رجع إلى بلاده، وصنف كتاباً في
الكلام ورتبه على ثلاث مقالات وخاتمة، أما المقالتان ففي المسائل الإعتقادية فالأولى في المبدأ
والثانية في المعاد، وأما الثالثة ففي الأوراد والوظائف والنكت واللطائف، وأما الخاتمة ففي ذكر بعض
الأولياء ورؤية النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، وعندي نسخة من ذلك الكتاب بخط المصنف
كتبه سنة إحدى وثمانين ومائة وألف، فلنذكر بعض مختاراته في المسائل ونلتقط من ذلك الكتاب.
قال في الفصل الثاني من المقالة الأولى في معارف الصوفية: اعلم أنهم قائلون بوحدة الوجود فهم
أهل التوحيد والعيان وأهل التوحيد أهل الله خاصة لأنهم مبرؤن عن الغيرية ومقرون بالوحدة وهذا
هو الخصوصية الموجبة لكمال القربة، قال المولوي الجامي قدس سره السامي في رسالته المسماة
بالدرر الفاخرة: اعلم أن مستند الصوفية في ما ذهبوا إليه هو الكشف والعيان لا النظر والبرهان،
انتهى، فالموحدون هم أهل الحال لا أولو المقال كما يرى في أكثر مشايخ هذا الزمان أنهم يقولون:
التصوف بمطالعة اللوائح وشرح الرباعيات ولا يعلمون حقيقة الحال، قال الشيخ المقتول في حكمة
الإشراق: الصوفي هو الذي اجتمع فيه الملكات الشريفة والرجل لا يصير أهلاً إلا بالمعارف
والمكاشفات العظيمة بتعب عظيم، انتهى، أقول: إن الصوفية المتشرعين القائلين بالوحدة استدلوا على
مذهبهم بالنص، أما القرآن فقوله تعالى "وهو معكم أينما كنتم: وقوله "نحن أقرب إليه من حبل الوريد"
وقوله "أينما تولوا فثم وجه الله" وقوله "هو الأول والآخر والظاهر الباطن: الآية وقوله "أينما تكونوا
يأت بكم الله جميعاً" وقوله "سنريهم آياتنا في الآفاق" وغيرها، ولقوله عليه السلام: إن الله خلق آدم
على صورته وقوله: نحن الآخرون السابقون وقوله: اللهم إني أعوذ بك منك وقوله: من عرف نفسه
فقد عرف ربه وقوله: كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته، إلى غير ذلك.
وقال في رفع السبابة في التشهد في الصلاة: اختلف علماؤنا في رفعها وعدمه في التشهد فأجازه قوم
ونفاه آخرون، فالمثبتون كثيرو والنافون شرذمة قليلون، والحق أن الرفع هو الموافق للأحاديث
الصحاح والروايات الفقهية.
وقال في صلاة الظهر بعد صلاة الجمعة للاحتياط: أما صلاة الجمعة فوجوبها ثابت بالكتاب والسنة
والإجماع لا خلاف فيه لأحد من الفقهاء إنما الخلاف في وجود شرائطه وتعيين المصر وجازه وشكه
وأداء صلاة الظهر وتركه، فنقول: ذهب شرذمة قليلة من الفقهاء إلى أن صلاة الظهر لا يجوز بعد
الجمعة لأنه إذا صلى كليهما وقع الشك في أحدهما والشك لا يغني عن أداء الواجب، لكن مذهب أكثر
الفقهاء جواز بعدها للاحتياط، انتهى، ثم سرد المصنف الروايات الفقهية وقال بعد ذلك: فثبت من هذه
الروايات صلاة الظهر للاحتياط سيما في هذا الزمان الذي لا حاكم ولا سلطان ولا عالم ولا قضاة
ذوي الأديان.
وقال في مسألة فضل غير الصحابي على الصحابي: يجوز أن يكون أي غير الصحابي أفضل من
الصحابي باعتبار كثرة الثواب ونيل الدرجات في الآخرة لايمانه بالغيب طوعاً ورغبة والتزام طريق
السنة مع فساد الزمان، انتهى، ثم فرع عليه في موضع آخر من ذلك الكتاب أفضلية عمر بن عبد
العزيز على معاوية وشنع على الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية حيث نقل
عن عبد الله بن المبارك: أن غبار أنف فرس معاوية في الجهاد مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أفضل من عمر بن عبد العزيز.
ثم قال بعد مطاعن معاوي: اعلم أن الأصل عند علمائنا رحمهم الله أنهم لم يسؤا الظن به للقطع
بصحابيته والظن بهذه الأمور المزبورة والظن لا يغني من الحق شيئاً وبعض الظن إثم فالحق كف
السب واللعن بل الذم والطعن عليه، وعن محمد لا يمدح معاوية ولا يذم، إلى غير ذلك.
وقال في باب اللعن على يزيد: قد اختلفوا في لعنه وكفره علماء أهل السنة فذكر في الخلاصة
وغيره: لا ينبغي اللعن عليه ولا على الحجاج ومن كان من أهل(6/822)
القبلة لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
نهى عن لعن المصلين، وما نقل عن لعن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبعض المصلين وأهل القبلة فلما
أنه يعلم من حاله ما لا يعلمه غيره، وبعضهم أطلق اللعن عليه لما أنه كفر حين أمر بقتل الحسين
واتفقوا على جواز اللعن على من قتله أو أمر به أو أجازه أو رضي به والحق أن رضاء يزيد بقتل
الحسين واستبشاره بذلك وإهانة أهل بيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مما تواتر معناه وإن كان
تفاصيله آحاداً فنحن لا نتوقف في شأنه بل في إيمانه لعنه الله وأنصاره وأعوانه، كما قال التفتازاني
في شرح العقائد وقد بسط القول في ذلك جداً وشنع على عبد الكريم البشاوري صاحب المخزن جداً.
الشيخ محمد شفيع البدايوني
الشيخ الفاضل محمد شفيع بن مصطفى بن عبد الغفور بن عزيز الله بن كريم الدين الأموي العثماني
البدايوني أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والتصوف، تفقه على أبيه وأخذ عنه الطريقة ثم
درس وأفاد مدة، توفي في آخر القرن الحادي عشر أو أوائل الثاني عشر، كما في تذكرة علماء الهند.
الشيخ محمد شفيع الدهلوي
الشيخ الفاضل العلامة محمد شفيع بن محمد مقيم الحسيني اللاهوري ثم الدهلوي كان من ذرية محمد
قاسم أنوار الخوافي، ولد ونشأ بمدينة لاهور وتوفي والده في صغر سنه فانتقل من بلدته مع أمه
وعمه محمد طاهر إلى جونبور وبايع الشيخ جلال الدين الحسيني الحسين بوري، وأقام بجونبور مدة،
ثم لما عزل عمه محمد طاهر عن خدمته بجونبور وولي تحرير السوانح بمدينة لكهنؤ انتقل معه إلى
لكهنؤ وقرأ بعض الكتب الدرسية على القاضي عبد القادر اللكهنوي ولقي الشيخ بير محمد فأشار عليه
أن يسافر إلى جونبور فرحل إليها وقرأ سائر الكتب الدرسية على أساتذة تلك البلدة ثم رجع إلى لكهنؤ
وأخذ الطريقة عن الشيخ بير محمد المذكور وصحبه مدة ثم ذهب إلى كوركهبور وكان عمه محمد
طاهر انتقل إلى ذلك المقام فأقام بها برهة من الزمان واعتقد بفضله فدائي خان أمير تلك البلدة، ثم
أمره شيخه بير محمد أن يذهب إلى دار الملك دهلي ويقيم بها فسافر إلى دار الملك وتولى الشياخة
بها، فلما ذهب فدائي خان إلى دار الملك أسس له عمارات رفيعة من مسجد وزاوية وغيرها فسكن
بدهلي وجاء إلى لكهنؤ بعد وفاة شيخه بير محمد وأجلس على مسنده محمد آفاق البهاري ثم رجع،
وسافر إلى الحجاز ولم يتقيد بالزاد والراحة واستصحب أمه فحج وزار وانتفع بعلومه أهل الحرمين
ثم رجع إلى دهلي ومات بها، أخذ عنه خلق كثير وكان يدرس ويفيد صباحاً ومساءاً، توفي لتسع
عشرة خلون من محرم سنة تسع ومائة وألف فأرخ لموته بعض أصحابه من قوله: باك بخدا بيوست
كما في بحر زخار.
القاضي محمد شفيع الكجراتي
الشيخ الفاضل محمد شفيع الحنفي الكجراتي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولي القضاء
بميرله من أعمال أحمد آباد في عهد السلطان عالمكير سنة إحدى ومائة وألف، كما في مرآة أحمدي.
السيد محمد صابر البريلوي
السيد الشريف محمد صابر بن آية الله بن علم الله الحسني الحسيني البريلوي أحد الرجال المعروفين
بالفضل والصلاح، ولد بمدينة بريلي بزاوية جده علم الله ونشأ في مهد العلم والمشيخة، ثم سافر إلى
دهلي وسرهند وأخذ عن الشيخ محمد صديق بن محمد معصوم النقشبندي السرهندي وصحبه مدة من
الزمان، ولما توفي صنوه الكبير محمد ضياء استقدمته أمه الكريمة من دهلي فتولى الشياخة مقام أخيه
المذكور فاستقام على الطريقة الظاهرة والصلاح مدة طويلة، وكان شيخاً جليلاً منور الشيبه، ذا سخاء
وإيثار وخلق وكرم، يتلألأ على جبينه سيماء الصالحين.
توفي سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف، كما في أعلام الهدى.
الشيخ محمد صادق السندي
الشيخ الفاضل محمد صادق بن عناية الله التتوي(6/823)
السندي أحد العلماء المبرزين في المعقول
والمنقول، ولد ونشأ بمدينة تته وقرأ النحو والعربية والفقه والأصول وغيرها على الشيخ محمد معين
بن محمد أمين السندي ثم سافر للحج فدخل مدينة سورت وأخذ العلوم الحكمية عن الشيخ عبد الولي
بن سعد الله السلوني نزيل تلك البلدة، ثم رجع إلى أرض السند وتصدى للدرس والإفادة، أخذ عنه
خلق كثير، كما في تحفة الكرام.
الشيخ محمد صادق الكجراتي
الشيخ العالم المحدث محمد صادق بن محمد غني الفتني الكجراتي أحد كبار العلماء، له إجازة عامة
عن الشيخ المحدث محمد سعيد بن حسين الكوكني القرشي النقشبندي المدني، رأيت الإجازة بخطه
على ظهر الأمم لإيقاظ الهمم للشيخ إبراهيم بن الحسن الكوراني المدني كتبها يوم الجمعة لليلة بقيت
من رمضان سنة أربع عشرة ومائة وألف بالمدينة المنورة.
الشيخ محمد صالح البنكالي
الشيخ الفاضل محمد صالح الحنفي البنكالي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والحكمة
والكلام وسائر الفنون العقلية قرأ الكتب الدرسية على القاضي شهاب الدين العمري الكوباموي ثم لازم
السيد محمد زاهد بن محمد أسلم الحسيني الهروي وأخذ عنه ثم تصدى للدرس والإفادة، أخذ عنه
القاضي قطب الدين ابن شهاب الدين المذكور وأسند عنه مصنفات السيد الزاهد وكان يفتخر ولده
وهاج الدين بن قطب الدين بذلك، كما في رسالة قطبية.
مولانا محمد صالح الخير آبادي
الشيخ الفاضل محمد صالح الحسيني الخير آبادي أحد كبار العلماء، ولد ونشأ بخير آباد وسافر للعلم
فقرأ الكتب الدرسية على أساتذة عصره ثم لازم القاضي عبد الرحيم المراد آبادي وأخذ عنه وقرأ
عنده فاتحة الفراغ ثم أخذ الطريقة عن الشيخ جان محمد السياح المراد آبادي ورجع إلى بلدته وعكف
على الدرس والإفادة.
له مصنفات عديدة أحسنها شرح تهذيب الكلام للتفتازاني، توفي سنة سبع وأربعين ومائة وألف
بمدينة دهلي فنقلوا جسده إلى خير آباد ودفنوه بها، كما في بحر زخار.
مولانا محمد صالح الكجراتي
الشيخ الفاضل محمد صالح بن نور الدين الأحمد آبادي الكجراتي أحد فحول العلماء، ولد ونشأ بأحمد
آباد وحفظ القرآن بالقراءات السبع ثم قرأ العلم على والده وبرع فيه وتأهل للفتوى والتدريس، أخذ
عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ، وسافر إلى دهلي مرتين، مرة في عهد فرخ سير ومرة في عهد
محمد شاه، وفي كل مرة نال من التفات الملوك والأمراء أحسن منال، وكان في الورع والعزيمة
وصلاح العمل على قدم والده، ومات في حياة أبيه لست عشرة خلون من جمادى الأولى سنة سبع
وأربعين ومائة وألف بدار الملك دهلي فنقلوا جسده إلى أحمد آباد فدفنوه بها بحظيرة جده ملا محمود،
كما في مرآة أحمدي.
الشيخ محمد صالح الكجراتي
الشيخ الصالح محمد صالح الحسيني البخاري الكجراتي كان من نسل برهان الدين عبد الله بن
محمود الحسيني البخاري وصاحب سجادته، مات سنة إحدى ومائة وألف فدفن بمقبرة أسلافه، كما في
مرآة أحمدي.
الشيخ محمد صالح الكشميري
الشيخ العالم المجود محمد صالح الحنفي الكشميري ثم الأورنك آبادي أحد الرجال المشهورين
بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بكشمير وسافر للعلم إلى أكبر آباد وأخذ عن الأمير عبد الله الأحراري
ثم عن الشيخ أبي العلى بن أبي الوفاء الحسيني الأكبر آبادي ولازمه ملازمة طويلة حتى بلغ رتبة
المشيخة فرخصه الشيخ المذكور إلى أورنك آباد فسكن بها وحصل له القبول العظيم، وكان يعرف
بخواجه وفاء.
مات لأربع عشرة خلون من ربيع الأول سنة ثمان عشرة ومائة وألف، كما في محبوب ذي المنن.(6/824)
الشيخ محمد صديق السرهندي
الشيخ الصالح محمد صديق بن محمد معصوم بن الشيخ أحمد المجدد الحنفي السرهندي كان سادس
أبناء والده، ولد بسرهند سنة تسع وخمسين وألف وأخذ عن أبيه ولازمه ملازمة طويلة، أخذ عنه
الشيخ سعد الله الحافظ الدهلوي والسيد محمد صابر بن آية الله البريلوي وخلق آخرون، توفي لخمس
خلون من جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين ومائة وألف وله اثنتان وسبعون سنة، كما في الهدية
الأحمدية.
الحكيم محمد صديق البلكرامي
الشيخ الفاضل محمد صديق بن القاضي إحسان الله العثماني البلكرامي الشاعر، ولد ونشأ ببلكرام
وحفظ القرآن على عبد اللطيف الملانوي وقرأ المختصرات على بير محمد بن محمد فاضل القنوجي
ثم رحل إلى سنديله وقرأ أكثر الكتب الدرسية على السيد عبد الله بن زين العابدين وعلى دين محمد
بن وجيه الدين وقرأ القانون للشيخ الرئيس على الشيخ محمد أعلم بن شاكر الله، ثم اشتغل بقرض
الشعر والصناعة الطبية وسافر إلى دهلي ولازم سراج الدين علي الأكبر آبادي مدة ثم رجع إلى
بلكرام.
له مصنفات منها تحقيق السداد في النقد على آزاد، رسالة له بالفارسية تعقب فيه على ديوان الشعر
للسيد غلام علي آزاد البلكرامي، وله ديوان الشعر الفارسي، كما في شرائف عثماني.
مولانا محمد صديق اللاهوري
الشيخ العالم الكبير محمد صديق الحنفي اللاهوري أحد كبار الفقهاء، ولد يوم الإثنين لليلة بقيت من
محرم سنة ثمان وعشرين ومائة وألف وحفظ القرآن وقرأ العلم على مرزا أحمد الله وملا حفيظ اله
وملا عبدا لله وملا ظهور الله ومولانا شهريار ومولانا محمد عابد اللاهوري وعلى غيرهم من
العلماء، وجد في البحث والاشتغال حتى برز في الفضائل وتأهل للفتوى والتدريس فدرس وأفاد مدة
طويلة، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار سنة سبعين ومائة وألف وأسند الحديث بها عن
الشيخ يحيى بن صالح المكي المدرس في الحرم المحترم والشيخ المحدث أبي الحسن السندي.
له مصنفات كثيرة منها سلك الدرر في السير ومدار الإسلام في الكلام وشروط الإيمان والقول الحق
في بيان ترك الشعر والحلق ودرس التعسف عن ساحة عصمة يوسف وهدم الطاغوت في قصة
هاروت وماروت ونور حدقة الثقلين في تمثال النعلين وشرح النفحات الباهرة في جواز القول
بالخمسة الطاهرة وإزالة الفسادات في شرح مناقب السادات للدولة آبادي وتبييض الرق في تبيين
الحق في رد ما تساهل فيه الشيخ عبد الحق وجامع الوظائف ولقطة الخطب والديوان مزيل الأحزان
وزبدة الفرح وجامع الطب الأحمدي وغيرها، توفي سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف، كما في حدائق
الحنفية.
الحكيم محمد صديق الكشميري
الشيخ الفاضل محمد صديق الحنفي الكشميري أحد الفضلاء المشهورين في صناعة الطب، ولد ونشأ
بكشمير وقرأ العلم على نور الشيخ الهدى بن عبد الله اليسوي الكشميري وكانت له يد بيضاء في أمر
المعالجة، مات سنة أربع وسبعين ومائة وألف، كما في روضة الأبرار.
مولانا محمد صديق الفرخ آبادي
الشيخ الفاضل محمد صديق الهندي الفرخ آبادي أحد العلماء البارعين في العلوم الرياضية، كان
أصله من راجبوت وهم طائفة من الهنادك من أهل النجدة والجلادة، أسلم ثم قرأ الكتب الدرسية على
أساتذة كوبامؤ ثم رحل إلى دهلي وأخذ الفنون الرياضية عن المرزا خير الله المهندس الدهلوي ورجع
إلى وطنه فسكن بقرية من قرى فرخ آباد ومات بها، كما في تاريخ فرخ آباد.
السيد محمد ضياء بن السيد آية الله
هو السيد الشريف محمد ضياء بن السيد آية الله أكبر أبناء السيد علم الله الحسني، أحد الرجال
المعروفين بالفضل والصلاح، ولد في دارة السيد علم الله الحسني(6/825)
في رائي بريلي وتفقه على أبيه
وأخذ عنه الطريقة وقضى ثلاثين سنة في خدمة القاصدين لزاوية جده وتربية الطالبين على طريقة
جده الكبير، وانتفع بصحبته عدد كبير من الطالبين، وبلغ بعضهم رتبة الكمال بتربيته وقد استخلفه
وأنابه والده السيد آية الله بن الشيخ علم الله حين توجه إلى دكن جنوب الهند فناب عنه في الدعوة
إلى الله وإصلاح النفوس وتربية الطالبين، أخذ عنه محمد يونس وخلق آخرون.
كانت وفاته في الثاني عشر من رمضان يوم الجمعة عام ست وستين ومائة وألف في زاوية جده
وخلف ابنين السيد محمد معين والسيد أبو سعيد، كما في أعلام الهدى للسيد نعمان بن السيد محمد
نور.
مولانا محمد طاهر الإله آبادي
الشيخ العالم الكبير العلامة محمد طاهر بن محمد يحيى بن محمد أمين العباسي الأفضلي الإله آبادي،
كان أكبر أبناء والده وأوفرهم في العلم والعمل وأكثرهم في الدرس والإفادة، ولد سنة عشر ومائة
وألف بمدينة إله آباد وقرأ العلم على المفتي جار الله الحسيني الإله آبادي وتفقه عليه وتمهر وتقدم
وصنف ودرس وأفتى، وكان عجباً في سرعة الاستحضار وقوة الجنان والتوسع في المعقول
والمنقول والإطلاع على مذاهب السلف والخلف، أخذ عنه إخوته محمد ناصر ومحمد فاخر والشيخ
محمد ياسين العثماني الجونبوري وخلق كثير، وله كتاب تحقيق الحق في رد إحقاق الحق للقاضي
نور الله التستري وهذا الكتاب في رد إبطال الباطل للشيخ روز بهان وهو رد نهج الحق لمطهر
الحلى، وله شرح على فصوص الحكم لابن عربي وله رسالة عرصه في مبحث الفدك وله شرح
الشجرة القادرية، وله ترجمة كتاب النورين وله رسالة في إثبات خلافة الصديق رضي الله عنه وله
تعليقات على تفسير البيضاوي وشرح على القصيدة الطمطراقية وله رسالة في تفسير آية التطهير،
توفي في حياة والده يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شهر جمادى الأولى سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف
وله ثلاث وثلاثون سنة، كما في ذيل الوفيات.
مولانا محمد طاهر الشاهجهنبوري
الشيخ الفاضل محمد طاهر الحسيني الشاهجهانبوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول
والعربية، ولد ونشأ بمدينة شاهجهانبور وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على الشيخ نظام الدين بن
قطب الدين السهالوي اللكهنوي وعلى الشيخ صفة الله بن مدينة الله الحسيني الخير آبادي وعلى
غيرهما من العلماء وأخذ الطريقة القادرية عن الشيخ نظام الدين المذكور وتصدى للدرس والإفادة
ببلدة شاهجهانبور ومات بها.
الشيخ محمد عابد السنامي
الشيخ العالم الكبير محمد عابد الحنفي النقشبندي السنامي اللاهوري كان من نسل سيدنا أبي بكر بن
أبي قحافة التيمي القرشي رضي الله عنه، ولد ونشأ بلاهور وأخذ العلم والمعرفة عن الشيخ عبد
الأحد بن محمد سعيد السرهندي ولازمه ملازمة طويلة ثم سافر إلى الحرمين الشريفين راجلاً من
لاهور حتى وصلا إلى البقاع المقدسة فحج وزار ورجع إلى الهند، وكان شديد التعبد يقرأ سورة
ياسين في التهجد كل ليلة ستين مرة ويراقب في الله بعد ركعتين ولم يزل على ذلك حتى كان يقرأ في
مرض موته السورة المذكورة في التهجد خمساً وثلاثين مرة، وكان يشتغل كل يوم بذكر الكلمة الطيبة
عشرين ألف مرة وبالصلوات على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألف مرة وبذكر النفي والإثبات مع
حبس النفس ألف مرة وبتلاوة القرآن في كبير مقدار، وكان مع ذلك يدرس ويفيد ويلقي على أصحابه
أنوار النسبة ويلقنهم الذكر كل يوم وقلما تخلو مدرسته عن مائتي رجل من أهل العلم والمعرفة، كما
في المقامات المظهرية.
وذكر الشيخ فقير محمد الجهلمي في حدائق الحنفية: أن له مصنفات كثيرة منها تعليقات له على
تفسير البيضاوي وشرح بسيط على خلاصة الكيداني وشرح على قصيدة بانت سعاد ورسالة في
وجوه إعجاز القرآن، ورسالة في الأربعة الاحتياطية بعد صلاة الجمعة العشرة المبشرة في فضائل
الأمة المرحومة، انتهى.(6/826)
وإني لم أر من ذكرها غير الجهلمي، توفي لثمان عشرة خلون من رمضان سنة ستين ومائة وألف
بمدينة لاهور، كما في حدائق الحنفية.
مولانا محمد عابد الدهلوي
الشيخ الفاضل محمد عابد المهندس الدهلوي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولاه محمد شاه
على المرصد الذي بناه بدهلي، وله مصنفات عديدة منها رسالة في استخراج أوساط العلوية في فن
الهيئة.
مولانا محمد عابد الكشميري
الشيخ العالم محمد عابد الحنفي النقشبندي الكشميري المشهور بلوبي كر وكان من العلماء
المتبحرين، صرف عمره في الإفادة والعبادة مع قناعة وعفاف وتوكل واستغناء وزهد وورع، وجاوز
سبعين سنة، توفي سنة اثنتين وعشرين ومائة وألف، كما في روضة الأبرار.
الحكيم محمد عابد السرهندي
الشيخ الفاضل محمد عابد الحكيم السرهندي أحد العلماء المشهورين، له شرح على الأسباب
والعلامات في مجلدين صنفه سنة ستين ومائة وألف.
القاضي محمد عاشق الكرانوي
الشيخ الفقيه القاضي محمد عاشق بن عبد الواجد بالجيم بن محمد يعقوب الأنصاري السهالوي ثم
الكرانوي، كان من أسرة الشيخ الشهيد قطب الدين بن عبد الحليم السهالوي، ولد ونشأ بسهالي بكسر
السين المهملة وقرأ العلم على أساتذة الشيخ نظام الدين بن قطب الدين المذكور مشاركاً له في الأخذ
والقراءة ثم سافر إلى دهلي وولي القضاء بكرانة بكسر الكاف وشاملي كلاهما من قرى مظفر نكر
ولقبه شاه عالم بن عالمكير بمعين العلماء فسكن بكرانه وتوفي بها.
قال الشيخ نظام الدين المذكور في المناقب الرزاقية: إن الشيخ محمد عاشق شاركني في الأخذ
والقراءة على أساتذتي من شرح الشمسية إلى شرح المواقف، انتهى.
وفي أغصان الأنساب لرضي الدين محمود الأنصاري: إنه ولي القضاء سنة إحدى وعشرين ومائة
وألف فاستقل به مدة حياته وكان غاية في التورع والتشرع وكان يدرس ويفيد مع اشتغاله بمهمات
القضاء، مات سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف
الشيخ محمد عاشق البهلتي
الشيخ العالم الكبير المحدث محمد عاشق بن عبيد الله بن محمد الصديقي البهلتي أحد كبار المشايخ
يرجع نسبه إلى محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه بإحدى وعشرين واسطة، اشتغل بالعلم من
صباه ولازم الشيخ الأجل ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي وكان ابن عمته فصحبه وأخذ عنه
العلم والمعرفة وسافر إلى الحرمين الشريفين معه سنة أربع وأربعين ومائة وألف فحج وزار وشاركه
في الأخذ والقراءة على أساتذة الحرمين أجلهم الشيخ أبو طاهر محمد ابن إبراهيم الكردي المدني
وأجازه الشيخ أبو طاهر المذكور فبلغ رتبة لم يصل إليها أحد من أصحاب الشيخ ولي الله المذكور
في العلم والمعرفة وصار صاحب سر الشيخ كما عبر به الشيخ أبو طاهر المدني في الإجازة فقال:
إنه مرآة كماله وخدين جميل خصاله، انتهى، وقال شيخه ولي الله مخاطباً له:
يحدثني نفسي بأنك واصل إلى نقطة قصواء وسط المراكز
وأنك في تيك البلاد مفخم بكفيك يوماً كل شيخ وناهز
وقال:
وإن يك حقاً ما علمت فإنه سيلقي إليك الأمر لا بد سابغاً
سيأتيك أمر لا يطاق بهاؤه إلى كل سر لا محالة بالغاً
وثلج وبرد يجمعان شتاتكم يزيحان هماً في فؤادك لادغاً
وقال مقرظاً لشرح دعاء الاعتصام:(6/827)
ليهنئك ما أوفيت ذروة حقه من الفحص والتفتيش والفهم والفكر
وبحثك عن طي العلوم ونشرها ونظمك للأصناف الجواهر والدر
وحفظك للرمز الخفي مكانه وخوضك بحراً زاخراً أيما بحر
فلله ما أوتيت من حلل المنى ولله ما أعطيت من عظم الفخر
أخذ عنه الشيخ عبد العزيز وصنوه رفيع الدين والسيد أبو سعيد البريلوي وخلق كثير.
ومن مصنفاته سبيل الرشاد كتاب بسيط بالفارسي في السلوك ومنها القول الجلي في مناقب الولي
كتاب في أخبار شيخه ولي الله، ومنها شرح دعاء الاعتصام للشيخ ولي الله في الحقائق والمعارف،
ومن أعظم مآثره تبييض المصفى شرح الموطأ للشيخ ولي الله المذكور.
توفي نحو سنة سبع وثمانين ومائة وألف، يظهر ذلك من كتاب الشيخ عبد العزيز إلى السيد أبي
سعيد البريلوي.
مولانا محمد عتيق البهاري
الشيخ العالم المحدث محمد عتيق بن عبد السميع الحنفي البهاري أحد الأفاضل المشهورين، ولد
ونشأ بأرض بهار وقرأ العلم على عمه الشيخ عبد المقتدر ابن عبد النبي البهاري وهو أخذ عن والده
وعن الشيخ نور الحق بن عبد الحق البخاري الدهلوي، وأخذ عنه وجيه الحق بن أمان الله الجعفري
البهلواروي، وإني رأيت الإجازة له كتبها للوجيه قال فيه: أما بعد فيقول العبد المتوسل إلى الله الغني
بذريعة الحديث النبوي محمد عتيق بن عبد السميع البهاري قد شرفني الله تعالى بقراءة كتب
الأحاديث ومن على بكثرة شغلها وطول خدمتها وتفضل على بتعليمها وتبليغها إلى طالبيها، إلخ، ثم
إنه سرد أسماء شيوخه، توفي في شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين ومائة وألف، كما في تذكرة
الكملاء.
السيد محمد عدل البريلوي
الشيخ العارف الكبير الفقيه الزاهد محمد عدل بن محمد بن علم الله السيد الشريف الحسني البريلوي
أحد كبار المشايخ النقشبندية، له شأن عجيب ووقائع غريبة في الزهد والورع والإيثار والاستغناء
عن الناس والهمة الصادقة والنسبة الصحيحة وإلقائها على أصحابه وظهور الآثار عليهم، ولد ونشأ
بمدينة رائي بريلي داخل القلعة وقرأ العلم على صنوه الكبير محمد حكم وصنف له أخوه الرسائل في
الصرف والنحو، ثم لازم أباه وأخذ عنه الطريقة ووصل إلى غاية مناه وتولى الشياخة بعده فانتهت
إليه الشياخة بأرض أوده أخذ عنه مولانا أزهار الحق بن عبد الحق اللكهنوي ومولانا ذو الفقار علي
الديوي والقاضي عبد الكريم الجوراسي ومولانا أحمد بن محمد نعيم الكرسوي والشيخ محمد يحيى
ابن ضياء الجائسي والسيد محمد نعمان بن محمد نور النصير آبادي وخلق كثير من العلماء
والمشايخ.
توفي لإحدى عشرة خلون من رمضان المبارك سنة اثنتين وتسعين ومائة وألف بمدينة رائي بريلي
فدفن بزاوية جده السيد علم الله المذكور.
السيد محمد عسكري الخوافي
الأمير الفاضل محمد عسكري بن محمد قاسم الحسيني الخوافي نواب عاقل خان الرازي كان من
الأمراء المشهورين، ولد ونشأ بأرض الهند وتقرب إلى عالمكير ابن شاهجهان فولاه على بخشيكري
في معسكره حين كان والياً على أقطاع الدكن من تلقاء والده، ثم إنه لما سار إلى أكبر آباد جعله
حارساً لأورنك آباد ولما تولى المملكة مقام أبيه لقبه عاقل خان وولاه الحكومة في أقطاع ما بين
النهرين فاستقل بها بضعة سنين، ثم ترك الخدمة واختار الإنزواء لمرض اعتراه فوظف له عالمكير
بعشرة آلاف من النقود في كل سنة وبعد سنتين أعطاه المنصب ألفين لنفسه وسبعمائة للخيل وجعله
ناظراً على غسلخانه وبعد ذلك أضاف في منصبه خمسمائة لنفسه، ثم إنه اعتزل عن الخدمة فوظف
له عالمكير إثنى عشر ألفاً ثم ألجأه إلى قبول الخدمة وولاه على بخشيكري الأنفس ثم ولاه على دار
الملك دهلي فاستقل بها مدة حياته.(6/828)
وكان عالماً بارعاً في الإنشاء والشعر والتصوف، كان يتلقب بالرازي نسبة إلى الشيخ برهان الدين
الشطاري البرهانبوري المشهور براز إلهي لأنه كان يعتقد به، وله ثمرة الحياة جمع فيه ملفوظات
الشيخ المذكور وله أورنك نامه في أخبار عالمكير زهاء ثمانية كراريس وله ديوان الشعر الفارسي
ومزدوجة بالفارسية سماها المرقع أولها.
أيها الساقي أعني في الغمام اسقني من جرعة الكأس الكرام
ومن شعره قوله:
عشق جه آسان نمود آه جه دشوار بود هجر جه دشوار بود يار جه آسان كرفت
توفي سنة سبع ومائة وألف بدهلي، كما في رياض الشعراء.
السيد محمد عسكري الجونبوري
الشيخ الفاضل الكبير محمد عسكري الحسيني الواسطي الجونبوري أحد العلماء المشهورين في
أنواع العلوم، لم يكن له نظير في عصره ومصره في جودة الذهن وقوة الحافظة وحلاوة المنطق
وكثرة الدرس والإفادة، وكان من ذرية المفتي أبي البقاء بن محمد درويش الواسطي الجونبوري، ولد
ونشأ بجونبور وتلقى العلم من أساتذة بلدته، ثم صار منهمكاً في مطالعة الكتب وبالغ في ذلك ففتح الله
عليه أبواب العلم وجعله من الأساتذة الكبار حتى بعد صيته في الآفاق وهجم عليه طلبة العلم من كل
فج عميق فصار المرجع والمقصد انتهت إليه رئاسة التدريس بمدينة جونبور أخذ عنه عبد القادر بن
خير الدين العمادي ومحمد عوض وعبد العلي وخلق كثير وكان شيعياً، توفي لليلة بقيت من ذي
القعدة سنة تسعين ومائة وألف وله سبعون سنة، كما في تجلي نور.
الشيخ محمد عطيف البدايوني
الشيخ الفاضل محمد عطيف العثماني البدايوني أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ ببدايون وسافر للعلم
إلى دهلي وقرأ على الشيخ كليم الله الجهان آبادي ولازمه مدة طويلة وأخذ عنه الطريقة واستفاض
عن الشيخ محمد سعيد الأنبالوي المشهور بالشيخ بهيكه وأقام بدهلي، كان يدرس ويفيد في مدرسة
نواب روشن الدولة، وكان صالحاً تقياً متورعاً محدثاً كثير الدرس والإفادة، مات بدهلي ودفن بها سنة
أربعين ومائة وألف، كما في تذكرة الواصلين.
مولانا محمد عظيم الملانوي
الشيخ الفاضل الكبير محمد عظيم بن كفاية الله الفاروقي الكوباموي ثم الملانوي أحد العلماء
المبرزين في المنطق والحكمة، ولد ونشأ بكوبامؤ وأخذ المنطق والحكمة عن الشيخ قطب الدين بن
شهاب الدين الكوباموي والشيخ محمد عوض الخير آبادي وأخذ الحديث عن الشيخ صفة الله بن مدينة
الله الحسيني الخير آبادي وقرأ الصحيحين عليه ثم سكن بملانوه وتصدى للدرس والإفادة، له
مصنفات كثيرة منها شرح بسيط على سلم العلوم للقاضي محب الله ومنها حاشية على شرح هداية
الحكمة للشيرازي ومنها حاشية على مير زاهد رساله وحاشية على مير زاهد ملا جلال وحاشية على
مير زاهد شرح المواقف.
الشيخ محمد علي الأصفهاني
الشيخ الفاضل محمد علي بن أبي طالب بن عبد الله بن عطاء الله الشيعي الأصفهاني المتلقب في
الشعر بحزين كان من الشعراء المفلقين، ولد لثلاث بقين من ربيع الآخر سنة ثلاث ومائة وألف
بأصفهان وقرأ العلم على والده وعلى كمال الدين حسن الفسائي وعناية الله الكيلاني والسيد حسن
الطالقاني ومحمد طاهر بن أبي الحسن القائني ثم سافر إلى شيراز وأخذ عن الشيخ المعمر شاه محمد
الشيرازي ومحمد مسيح بن إسماعيل الفسائي وعن غيرهما من العلماء ثم رجع إلى أصفهان وأخذ
عن الشيخ محمد صادق الأردستاني وصحبه مدة طويلة حتى برز في الفضائل وفاق أقرانه في كثير
من العلوم والفنون فسافر إلى الحجاز سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف وأقام ببلدة لار وكرمان أياماً
وورد بهكر من بلاد السند سنة سبع وأربعين وسافر إلى الملتان ولاهور(6/829)
ودخل دهلي فأقام بها أياماً ثم
ذهب إلى لاهور وسمع بها مقدم نادر شاه فرجع إلى دهلي واختفى بها عند علي قلي خان الداغستاني
مخافة نادر شاه ولما رجع نادر شاه إلى بلاده نهض إلى لاهور فأراد زكريا بن عبد القادر صاحب
لاهور أن يؤذيه فحماه حسن قلي خان الكاشي وجاء به إلى دهلي وقربه إلى محمد شاه سلطان الهند
فأعطاه السلطان الأرض الخراجية فسكن بدهلي واشتغل بالشعر وهجا أهل الهند فسخط عليه الناس
وأورد عليه سراج الدين علي خان الأكبر آبادي بإيرادات كثيرة فخرج من دهلي وذهب إلى أكبر
آباد ثم إلى عظيم آباد فأكرمه راجه رام نرائن أحد ولاة تلك البلاد فأقام بها زماناً ثم جاء إلى بنارس
واعتزل بها ولم يخرج قط منها، وأبياته بالفارسية تقارب عشرين ألفاً وله أبيات بالعربية لا تقارب
الفارسية في الحلاوة.
ومن شعره قوله بالعربية:
وليس عنك سواد العين منصرفا مهما تشاهد بالتدعيج والكحل
اسمع كلامي ودع لامية سلفت الشمس طالعة تغنيك عن زحل
فمن أنيني حمام الأيك في طرب قد اقتدى بزفيري واقتفى رتلي
مني الأنين ومنكم ما يليق بكم بذلت جهدي لكم لا بد من بدل
وقوله:
فوالذي حجت الزوار كعبته وكم هنالك من داع ومبتهل
جرى مجاري دمعي حب حضرته وأشرق الشوق في صدري بلا طفل
ليس اصطباري ببعد الدار عن سكن بل من نحولي يا غوثي ومن فشلي
وكم دعوتك يا كهفي ومعتمدي مستنصراً فأتني بالنصر عن عجل
وقوله بالفارسي:
شادم كه از رقيبان دامن كشان كذشتي كو مشت خاك ما هم برباد رفته باشد
توفي لإحدى عشرة خلون من جمادى الأولى سنة ثمانين ومائة وألف بمدينة بنارس فدفن بها.
مرزا محمد علي الدهلوي
الشيخ الفاضل محمد علي بن خير الله المنجم الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الفنون الرياضية،
أخذ عن والده وأخذ عنه العلامة تفضل حسين خان اللكهنوي وخلق كثير من العلماء.
السيد محمد علي المرشد آبادي
الشيخ الفاضل الكبير محمد علي بن عبد الله بن إبراهيم الشيعي اليزدي ثم المرشد آبادي كان من
نسل الحسين ذي العبرة بن زيد الشهيد الحسيني العلوي، ولد يوم الخميس لليلتين خلتا من رمضان
سنة سبع عشرة ومائة وألف بمدينة أورنك آباد وسافر في الثامن عشر من سنه سنة إحدى أو اثنتين
وثلاثين إلى العراق وساح البلاد العظيمة ومكث بها اثنتين وعشرين سنة وأخذ الفنون الحكمية عن
الشيخ محمد صادق الأردستاني وأخذ أسرار القرآن والحديث عن الحاج نصير الدين ببلدة شيراز
وعن السيد محمد تقي المشهدي ببلدة أصفهان وحصلت له إجازة الكافي ومن لا يحضره الفقيه وكتب
أخرى من الأصول والفروع عن السيد محمد تق المشهدي والسيد محمد حسين وزين العابدين حفيدي
الشيخ محمد باقر المجلسي فدرس وأفاد مدة طويلة ببلاد إيران ثم سافر إلى الحرمين الشريفين للحج
والزيارة وكانت الريح غير مساعدة للفلك فأورده إلى أرض السند فلبث بها برهة من الزمان جاء إلى
أحمد آباد وأقام بها أياماً ثم ذهب إلى سورت ومن هناك إلى أورنك آباد ومنها إلى حيدر آباد ولبث
بها أياماً ثم سافر إلى بنكاله وأقام بهوكلي مدة من الزمان ثم سافر إلى شاهجهان آباد أقام ببلدة بورنيه
زماناً ثم قدم عظيم آباد وأقام بها مدة ثم قدم لكهنو وساح في نواحيها زماناً ثم(6/830)
استقدمه هيبة جنك إلى
عظيم آباد فلبث عنده زماناً ولما قتل هيبة جنك ذهب إلى مرشد آباد وسكن بها وتقرب إلى الأمير
الكبير نواب الله وردي خان مهابة جنك صاحب بلاد بنكاله وسافر إلى الحرمين الشريفين سنة إحدى
وستين ومائة وألف فحج وزار ورجع إلى مرشد آباد بعد أربع سنين ثم لم يخرج من تلك البلدة وكان
حياً سنة 1195 هـ، كما في سير المتأخرين.
مرزا محمد علي المازندراني
الشيخ الفاضل محمد علي بن محمد سعيد بن محمد صالح الشيعي المازندراني أحد العلماء المبرزين
في الإنشاء والشعر، مات ببلدة مرشد آباد، ذكره السيد غلام علي البلكرامي في مآثر الكرام في
ترجمة أبيه.
السيد محمد علي الجونبوري
الشيخ الفاضل الكبير محمد علي ابن.... ابن محمد صادق بن أبي البقاء الحسيني الواسطي
الجونبوري صاحب معراج الفهوم ولد ونشأ بمدينة ذهاكه وقرأ العلم حيث ما أمكن له بتلك البلدة ثم
سافر إلى دهلي وأخذ عن أساتذتها ثم تصدى للدرس والإفادة وصنف كتباً عديدة في المنطق أشهرها
معراج الفهوم شرح سلم العلوم للقاض محب الله صنفه في الثامن عشر من سنه، مات في شبابه
وقبره بذهاكه.
الشيخ محمد علي البدايوني
الشيخ العالم الفقيه محمد علي بن محمد نظيف بن عبد اللطيف بن محمد شفيع العثماني الأموي
البدايوني أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بمدينة بدايون واشتغل بالعلم على
أساتذة بلدته زماناً ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن القاضي مبارك بن دائم العمري الكوباموي وعن
القاضي محمد بناه الجونبوري المشهور بمستعد خان ثم أخذ الطريقة عن الشيخ عبد الله الحسيني
الدهلوي وكان يعد من الأبدال ثم رجع إلى بلدته وعكف على الدرس والإفادة، أخذ عنه جمع كثير،
توفي سنة ست وتسعين ومائة وألف ببلدة لكهنؤ كما في بحر زخار.
الشيخ محمد علي الكجراتي
الشيخ الفاضل محمد علي الواعظ الكجراتي أحد عباد الله الصالحين، كان يجتمع في مواعظه خلق
كثير من الناس ووقع مع أهل بلدته من الهنود قلاقل وزلازل سنة خمس وعشرين ومائة وألف فرحل
إلى دهلي للاستغاثة وقام في محراب الجامع للتذكير فافتتن به الناس وبلغ خبره فضائل خان إلى
فرخ سير سلطانالهند فأمر بإحضاره بين يديه وسمع تذكيره وأعجب بكلامه وأمره بالإقامة عنده فأقام
بدهلي مدة ومات بها، كما في مرآة أحمدي.
مير محمد علي السيالكوتي
الشيخ الفاضل محمد علي بن دوست محمد السيالكوتي الشاعر المشهور المتلقب بالرائح تأدب على
والده وأخذ عنه وعمر إلى مائة سنة، ذكره سراج الدين على الأكبر آبادي في مجمع النفائس والسيد
غلام علي البلكرامي في خزانة عامرة وكان مجيد الشعر جيد القريحة حلو المنطق، ومن شعره قوله:
بزير ساية كم كشتكي سعادتها است درين زمانه همائي بغير عنقا نيست
توفي لثمان بقين من ربيع الآخر سنة خمسين ومائة وألف.
الشيخ محمد عوض الخير آبادي
الشيخ الفاضل محمد عوض الحنفي الخير آبادي المشهور بملا كالي كان من العلماء المبرزين في
المنطق والحكمة، ولد ونشأ بخير آباد ثم سافر إلى كوبامؤ وقرأ العلم على من بها من العلماء ثم سكن
بها وتصدى بها للدرس والإفادة، قرأ عليه محمد عظيم بن كفاية الله العمري الملاوي وخلق آخرون،
وله تعليقات شتى على الكتب الدرسية في غاية الدقة والمتانة.(6/831)
الشيخ محمد غوث الحسيني الكروي
الشيخ العالم الكبير العلامة محمد غوث بن فتح محمد بن عبد النبي بن محمد زاهد بن إسحاق بن
إبراهيم بن بهاء الدين بن ظهير الدين بن أسد الله بن مولانا خواجكي العريضي الملتاني ثم الكروي
كان من نسل إسماعيل بن جعفر بن محمد العلوي الحسيني، ولد ونشأ بمدينة كزه وأخذ الطريقة
الجشتية عن ديوان محمد سعيد عن الشيخ بير محمد السلوني والطريقة القادرية عن أبيه عن السيد
محمد الحسيني القنوجي وكان صاحب المقامات العلية والكرامات المشرقة الجلية، ذكر ولده أحمد
محي الدين جملة صالحة من معارفه وقال: إنه رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رؤيا صالحة
فسأله أن يقرأ عليه الأربعين لجده مولانا خواجكي فسأل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن مأخذه،
فأجاب: أنه أخذ عن مشارق النوار للصغاني، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن أحاديث المشارق
كلها صحيحة، انتهى، وكان السيد محمد غوث من أجدادي من جهة الأم، وله مصنفات ممتعة في
الحقائق والمعارف، منها سيد الأسرار بالعربي في الحقائق والمعارف جمعه بعد وفاته ولده السيد أحمد
محي الدين.
توفي لسبع خلون من شعبان سنة سبعين ومائة وألف بمدينة لاهور فنقلوا جسده إلى كزه ودفنوه
بلهدري بكسر اللام وسكون الهاء قرية على شاطىء نهر كنك.
الشيخ محمد غوث الكاكوروي
الشيخ الفاضل محمد غوث بن أبي الخير بن أبي المكارم بن عبد الغفار بن عبد السلام الحنفي
الكاكوروي كان من أهل بيت العلم والمشيخة، ولد سنة ست وخمسين وألف بكاكوري ونشأ بها وقرأ
المختصرات على الشيخ محمد زمان الكاكوروي والمطولات على الشيخ أبي الواعظ الهركامي
والشيخ قطب الدين ابن عبد الحليم السهالوي وأخذ الحديث عن الشيخ يعقوب البناني اللاهوري، ثم
تقرب إلى عالمكير بن شاهجهان الدهلوي وولي تدوين الفتاوي الهندية فدخل في زمرة مؤلفيها ثم ولي
الجزية بأرض أوده وكان يدرس ويفيد.
قال نجم الدين علي خان الكاكوروي في تذكرة الأنساب: إنه كان علوي النجار يتصل نسبه بمحمد
ابن الحنفية وسياقه عبد السلام بن مهلي بن جاند بن نظام الدين بن بهاء الدين بن أبي بكر بن
درويش علي بن أحمد جام بن شيخ جام ابن أبي طالب بن محمد شاه بن محمد رضا بن موسى بن
عمران بن عثمان بن حنيف ابن اسفنديار بن أبي الحسن بن تراب بن رضي الدين بن محمد بن
محمد بن علي ابن أبي طالب، انتهى.
توفي سنة ثمان عشرة ومائة وألف.
مولانا محمد غوث الشاهجهانبوري
الشيخ الفاضل محمد غوث الحنفي الشاهجهانبوري أحد الرجال المشهورين بالفضل والصلاح، ولد
ونشأ بمدينة شاهجهانبور وسافر للعلم فقرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا باب الله الجونبوري
ببلدة سنديله وبعض الكتب على الشيخ وهاج الدين بن قطب الدين الكوباموي ثم لازم دروس العلامة
كمال الدين الفتحبوري وقرأ فاتحة الفراغ عنده، ثم تصدر للتدريس ببلدته ومات بها فدفن عند صنوه
الكبير قطب الدين، كما في تاريخ فرخ آباد.
الشيخ محمد فاخر الإله آبادي
الشيخ العالم الكبير المحدث محمد فاخر بن محمد يحيى بن محمد أمين العباسي السلفي الإله آبادي
أحد العلماء المشهورين، ولد بمدينة إله آباد سنة عشرين ومائة وألف ونشأ في مهد العلم والمشيخة
وبايع الشيخ محمد أفضل بن عبد الرحمن العباسي عم والده في صباه وقرأ الكتب الدرسية على
صنوه الكبير محمد طاهر وأخذ الطريقة عن أبيه وتولى الشياخة بعده وله اثنتان وعشرون سنة
فاستقام على المشيخة سبع سنين، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين سنة تسع وأربعين فحج وزار وأخذ
الحديث عن الشيخ محمد حياة السندي وقرأ عليه صحيح البخاري وثلثاً من أول صحيح مسلم وأجازه
محمد حياة إجازة عامة وكتب له غرة شعبان سنة خمسين ومائة وألف فعاد إلى الهند وأقام بها مدة
قليلة، ثم خرج للحج مرة ثانية سنة أربع(6/832)
وخمسين وركب الفلك فأغار عليها المرهله ونهبوا أمواله
وأطلقوه ببندر سورت فأقام بها مترقباً لقدوم سفينة أخرى وركبها سنة ست وخمسين فوصل إلى بندر
مخا وأقام بها زماناً ثم سار إلى مكة المباركة وحج ثم رجع إلى الهند سنة تسع وخمسين فأقام ببلدته
سنة، ثم سافر نحو الحرمين مرة ثانية وركب السفينة في بندر هوكلي فانكسرت في أثناء الطريق
فرجع إلى جانكام وأقام بها مترقباً سفينة أخرى ولما استيأس منها رجع إلى إله آباد وأقام بها زماناً ثم
خرج عازماً للحج فوصل إلى برهانبور وابتلى بها بالسرسام وتوفي إلى رحمة الله سبحانه.
وكان فريد زمانه في الإقبال على الله والاشتغال بالعبادة والمعاملة الربانية قد غشيه نور الايمان
وسيماء الصالحين، انتهى إليه الورع وحسن السمت والتواضع والاشتغال بخاصة النفس، واتفق
الناس على الثناء عليه والمدح لشمائله وصار مشاراً إليه في هذا الباب، وكان لا يتقيد بمذهب ولا
يقلد في شيء من أمور دينية بل كان يعمل بنصوص الكتاب والسنة ويجتهد برأيه وهو أهل لذلك.
وله مصنفات في انتصار السنة منها درة التحقيق في نصرة الصديق
وقرة العينين في إثبات رفع اليدين منظومة، وله منظومة أخرى في العبادات مأخوذة من سفر
السعادة للفيروزآبادي وله الرسالة النجاتية في العقائد وله منظومة في مدح أهل الحديث وله ديوان
الشعر الفارسي يحتوي على تفضيل السنة على البدعة والنهي عن الاشتغال بالمعقولات ومع ذلك لا
تخرج منظوماته عن قانون الشعر، ومن شعره قوله:
كر بسوئي طيبه دل زائر كشد معذور دار نقد امروز است آنجا راحت فرادئي ما
مات يوم الأحد لإحدى عشرة خلون من ذي الحجة سنة أربع وستين ومائة وألف بمدينة برهانبور
فدفن بحظيرة الشيخ عبد اللطيف البرهانبوري المتورع، كما في سرو آزاد.
مولانا محمد فاضل السورتي
الشيخ الفاضل محمد فاضل بن محمد حامد بن عبد المجيد بن أحمد بن صالح العبيدي الحجازي
البدوي ثم الهندي السورتي ملك التجار كان من قبيلة بني عبيد، ولد ونشأ بكجرات وقرأ العلم على
الشيخ زين العابدين الأحمد آبادي وبرع فيه وصنف الكتب منها نصيحة الصغار وهداية المسلمين
وحزب المحزوب ومنه معين الفضائل في شرح الشمائل ومنها شرح دلائل الخيرات ومنها حاشية
الدرر في الفقه، وكان يسترزق بالتجارة وأعطاه الله سبحانه المال الغزير ووفقه لصالح الأعمال،
سافر إلى الحجاز فحج وزار ورجع إلى الهند فأقام بمدينة سورت أياماً ثم سافر إلى أحمد آباد لتزويج
الأبناء فقتله الناس في أثناء الطريق لست بقين من ذي الحجة سنة تسع وعشرين ومائة وألف وله
خمس وأربعون سنة، كما في الحديقة الأحمدية.
السيد محمد فاضل السادهوروي
الشيخ الصالح محمد فاضل بن محمد صالح الحسني القادري السادهوروي كان من ذرية الشيخ
قميص بن أبي الحياة القادري، أخذ الطريقة القلندرية عن الشيخ عبد الرسول الكجندوي وأخذ عنه
عماد الدين القلندر البهلواروي وخلق آخرون، مات لتسع خلون من رمضان سنة أربع ومائة وألف،
كما في شجرة الشيخ بدر الدين البهلواروي.
الشيخ محمد فاضل البتالوي
الشيخ الصالح محمد فاضل القادري البتالوي أحد كبار المشايخ، ولد ونشأ ببتاله بفتح الموحدة قرية
جامعة من أعمال لاهور وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد أفضل الكلانوري عن الشيخ أبي محمد
اللاهوري الشيخ محمد طاهر اللاهوري ثم تولى الشياخة ببتاله ورزق حسن القبول، أخذ عنه خلق
كثير، توفي سنة إحدى وخمسين ومائة وألف، كما في خزينة الأصفياء.
الشيخ محمد فاضل السندي
الشيخ العالم المجود محمد فاضل السندي شيخ القراء بدهلي، أخذ القرآن برواية حفص بن عاصم
عن الشيخ عبد الخالق الدهلوي، وأخذ عنه الشيخ(6/833)
ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي وخلق
كثير.
الشيخ محمد فاضل السورتي
الشيخ العالم الكبير محمد فاضل الحنفي الكجراتي ثم السورتي أحد العلماء المشهورين في عصره،
كان أصله من بواهير كجرات من قبيلة الشيخ محمد بن طاهر بن علي الفتني صاحب مجمع البحار،
قرأ العلم على الشيخ غلام محمد البرهانبوري ولازمه مدة طويلة حتى برز في كثير من العلوم
والفنون فدرس مدة من الزمان بمدينة برهانبور وأخذ الطريقة عن الشيخ بير محمد الأورنك آبادي ثم
دخل سورت وسكن بمسجد المرجان الشامي فلم يخرج منه حتى مات، وقد أخذ عنه غير واحد من
العلماء والمشايخ، مات لأربع بقين من محرم سنة تسع وتسعين ومائة وألف، كما في الحديقة
الأحمدية.
الشيخ محمد فرهاد الدهلوي
الشيخ الصالح محمد فرهاد الدهلوي أحد المشايخ المشهورين، أخذ الطريقة عن الشيخ دوست محمد
الحسيني البرهانبوري وتولى الشياخة بدهلي، أخذ عنه الشيخ أسد الله والشيخ محمد منعم وخلق كثير،
توفي لخمس بقين من جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثين ومائة وألف، كما في أنوار العارفين.
الشيخ محمد فصيح الجونبوري
الشيخ الفاضل محمد فصيح الحنفي الجونبوري كان من ذرية الشيخ سلطان محمود ابن المفتي حمزة
العثماني الردولوي ثم الجونبوري، قرأ العلم على الشيخ محمد عليم الإله آبادي وعلى غيره من
العلماء، وكان حسن الأخلاق حسن المحاضرة حلو الكلام فصيح المنطق لم يزل مشتغلاً بالدرس
والإفادة، وكان يذكر في كل أسبوع بعد صلاة الجمعة وقبره بجاجك بور، كما في تجلي نور.
السيد محمد فيض البلكرامي
الشيخ الفاضل محمد فيض بن محمد صدرجهان بن حاتم بن بدر الدين الحسيني الواسطي البلكرامي
أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث، ولد ونشأ بمدينة بلكرام وقرأ العلم على السيد إسماعيل
الحسيني البلكرامي وأخذ الحديث عن الشيخ مبارك بن فخر الدين الحسيني البلكرامي وتأدب على
العلامة عبد الجليل وكانت بينهما محبة صادقة، وله شرح شمائل الترمذي وشرح على الحصن
الحصين للجزري كلاهما بالفارسي، مات سنة ثلاثين ومائة وألف وله ستون سنة، كما في مآثر
الكرام.
الشيخ محمد فياض الدهلوي
الشيخ الفاضل محمد فياض الدهلوي كان ختن السيد حسن الحسيني النارنولي وصاحبه، قرأ عليه
العلم ولازمه خمسين سنة، توفي سنة ثلاث ومائة وألف كما في بحر زخار.
مولانا محمد قائم الإله آبادي
الشيخ الفاضل محمد قائم بن شاه مير بن محمد سعيد بن أبي العباس الإله آبادي المدرس المشهور،
له رسالة في مبحث المختلطات من شرح الشمسية للرازي وهي مشتملة على ثلاثة أبواب: الأول في
توضيح نتائج الأشكال الأربعة بحسب الإطلاق، والثاني في توضيح نتائج الأشكال الثلاثة الأول
بحسب الجهات، والثالث في توضيح نتائج الشكل الرابع بحسب الجهات، وقد ذكر في خاتمة تلك
الرسالة مصنفاته في المنطق والحكمة منها رسالة في شرح ضابطة التهذيب ومنها رسالة في النسب
بين القضايا المنطقية ومنها تعليقاته على شرح الجغميني في الهيئة ومنها تعليقاته على حاشية مير
زاهد على شرح التهذيب للدواني ومنها حاشيته على حاشية السيد الزاهد على شرح المواقف ومنها
حاشيته على شرح العقائد للدواني ومنها حاشيته على شرح السلم لحمد الله.
الحكيم محمد قائم الكواليري
الشيخ الفاضل محمد قائم الحكيم الكواليري أحد العلماء البارعين في الصناعة الطبية، قدم فرخ آباد
في أيام غضنفر جنك فسكن بها وكان يداوي المرضى على قوانين الطب الهندي بالمركبات المختصة
بأهل الهند(6/834)
من الرسائن والمكلسات وغيرهما، مات بفرخ آباد، كما في تاريخ المفتي ولي الله الفرخ
آبادي.
الشيخ محمد قائم السندي
الشيخ الفاضل الحاج محمد قائم التتوي السندي أحد العلماء المعروفين بالفضل والصلاح، أخذ عن
الشيخ رحمة الله السندي وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند ثم سافر إلى
الحجاز مرة ثانية وسكن بها وصرف عمره في تدريس الحديث الشريف، مات بها سنة سبع وخمسين
ومائة وألف، كما في تحفة الكرام.
الشيخ محمد قاسم البجنوري
الشيخ الصالح محمد قاسم بن عبد الكريم بن إله داد الحسيني الجونبوري ثم الكاكوروي أحد المشايخ
المشهورين، ولد ونشأ بكاكوري ودخل لكهنؤ فقرأ العلم على الشيخ غلام نقشبند بن عطاء الله
اللكهنوي ولازمه مدة من الزمان وأخذ عنه الطريقة ثم رجع إلى كاكوري ولما توفي والده انتقل إلى
بجنور فسكن بها، وكان صاحب روحانية تذكر له كشوف وكرامات، مات لخمس بقين من محرم سنة
خمس ومائة وألف، كما في بحر زخار.
الحكيم محمد كاظم الدهلوي
الشيخ الفاضل محمد كاظم بن الحكيم حيدر علي التستري ثم الدهلوي نواب حاذق الملك كان من
العلماء البارعين في الصناعة الطبية، له أكمل الصناعة كتاب مفيد في مجلدين مأخوذ من كامل
الصناعة للمجوسي وله جامع الصنائع في مجلد واحد وهو أيضاً مأخوذ من كامل الصناعة، مات سنة
تسع وأربعين ومائة وألف.
مولانا محمد مبين البهلواروي
الشيخ الفاضل محمد مبين الجعفري البهلواروي كان من ذرية سيدنا جعفر الطيار ابن عم النبي
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحبه وصاحبه، ولد ونشأ في مهد العلم والمشيخة وقرأ شيئاً نزراً من العلم في
بلاده ثم سافر وقرأ سائر الكتب الدرسية على مولانا حقاني الأميلهوي ولازمه مدة وأخذ عنه الطريقة
النقشبندية ثم رجع إلى بلاده ودرس وأفاد، أخذ عنه ابن أخته مولانا وحيد الحق وخلق كثير، وكان
شيخاً صدوقاً متودداً حسن الأخلاق كثير الفوائد ماهراً بالعلوم الحكمية جيد المشاركة في علوم
الشرع، مات لأربع خلون من رمضان سنة ثمان وستين ومائة وألف، كما في حديقة الأزهار.
الشيخ محمد محسن الدهلوي
الشيخ العالم الفقيه محمد محسن الحنفي الدهلوي كان من أسباط الشيخ عبد الحق ابن سيف الدين
البخاري، ولد ونشأ بدهلي وأخذ عن محمد معصوم بن الشيخ أحمد العمري السرهندي ولازمه زماناً،
أخذ عنه الشيخ نور محمد البدايوني وخلق آخرون، مات سنة سبع وأربعين ومائة وألف، كما في
خزينة الأصفياء.
مولانا محمد محسن الكشميري
الشيخ الفاضل محمد محسن الحنفي الكشميري المشهور بكشو، كان من كبار العلماء، له تحقيقات
أنيقة وتعليقات دقيقة على هداية الفقه والمطول وغيرهما من الكتب الدرسية، قرأ العلم على مولانا
محمد أمين الحنفي الكشميري وعلى غيره من العلماء وأخذ الطريقة عن الشيخ نازك وكان مرزوق
القبول، مات قبل أن يصل إلى خمسين سنة، ومن مصنفاته المواهب العلية حاشية على شرح العقائد
العضدية ومنها نجاة المؤمنين توفي سنة تسع عشرة ومائة وألف، كما في خزينة الأصفياء.
مولانا محمد محسن الكشميري
الشيخ الفاضل محمد محسن الحنفي الكشميري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، قرأ العلم
على الشيخ أمان الله الشهيد وكتب بيده هداية الفقه وتفسير البيضاوي ومشكاة المصابيح وصحيح
البخاري وكتباً كثيرة أخرى ودرس وأفاد مدة عمره، أخذ عنه ملا عبد الستار وملا رحمة الله
والقاضي مراد الدين وخلق كثير من أهل كشمير مات في شهر(6/835)
جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين
ومائة وألف، كما في حدائق الحنفية.
الشيخ محمد محسن الكجراتي
الشيخ الفاضل محمد محسن بن عبد الرحمن الصديقي الكجراتي الأحمد آبادي أحد العلماء المبرزين
في المنطق والحكمة، قرأ الكتب الدرسية على المفتي محمد أكبر ابن محمد شريف الدهلوي ولازمه
مدة ثم درس وأفاد، أخذ عنه القاضي عبد النبي ابن عبد الرسول الأحمد نكري صاحب دستور العلماء
وخلق آخرون.
نواب محمد محفوظ الكوباموي
الأمير الفاضل محمد محفوظ بن أنور الدين بن محمد أنور بن محمد منور العمري الكوباموي نواب
محمد محفوظ خان شهامة جنك كان من العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، لم يكن مثله في
زمانه في السخاء والإيثار والشجاعة وصلة الرحم وكان يدرس ويفيد، له تعليقات على الحواشي
القديمة وقرة العين في فضائل رسول الثقلين، مختصر مضبوط وله أبات بالفارسية، توفي سنة ثلاث
وتسعين ومائة وألف، كما في نتائج الأفكار.
مير محمد محفوظ الدهلوي
الشيخ الفاضل محمد محفوظ بن محمد ناصر الحسيني العسكري الدهلوي أحد المشايخ النقشبندية،
يرجع نسبه إلى الشيخ الكبير بهاء الدين محمد نقشبند البخاري بإحدى عشرة واسطة وإلى الإمام
الحسن العسكري بخمس وعشرين واسطة، ولد بدهلي سنة ست وعشرين ومائة وألف ونشأ في مهد
العلم والمشيخة وأخذ عن والده وتفقه عليه وتأدب، ومات في شبابه لست عشرة خلون من رجب سنة
أربع وخمسين ومائة وألف في أيام والده، كما في علم الكتاب.
مولانا محمد مراد اللاهوري
الشيخ الفاضل محمد مراد بن المفتي عبد السلام الحنفي اللاهوري أحد العلماء المبرزين في الفقه
والأصول والعربية، ولد ونشأ بلاهور وقرأ العلم على والده ثم أخذ الطريقة عن الشيخ شاه محمد
البدخشي وصحبه مدة، كما في بحر زخار.
وإني قرأت في منتخب اللباب، لخافي خان: إن شاه عالم لما أمر الخطباء أن يدخلوا في الخطب لفظ
الوصي عند ذكر سيدنا علي رضي الله عنه حدثت ضوضاء على ذلك، فأمر شاه عالم أن يحضر لديه
من كان أهل العلم بمدينة لاهور فامتثل أمره الحاج يا محمد ومحمد مراد الفاضل اللاهوري وغيرهما
فباحثوه في تلك المسألة، فلما علم السلطان رغبة الناس إلى خلاف ما أمر به نهى عن ذلك، ولكن
الناس عزموا على إثارة الفتنة فاجتمعوا يوم الجمعة بالجامع الكبير فلما سمعوا الخطبة تفرقوا،
فغضب شاه عالم على الحاج يار محمد ومحمد مراد وعلى جان محمد اللاهوري فأمر بحبسهم في
قلعة من القلاع ظناً منه أنهم حرضوا الناس على الفتنة، انتهى.
وإني أظن أن محمد مراد الفاضل هذا هو محمد مراد بن عبد السلام المترجم له، والله أعلم.
الشيخ محمد مراد الكشميري
الشيخ العالم الصالح محمد مراد بن المفتي محمد طاهر الكشميري أحد المشايخ المشهورين، ولد
ونشأ بكشمير وقرأ العلم على والده وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد الأحمد بن محمد سعيد السرهندي
بكشمير وسافر معه إلى سرهند فلازمه مدة من الزمان وأخذ عنه ثم رجع إلى كشمير فلبث بها أربعة
أشهر ثم سافر إلى دهلي ولازم الشيخ المذكور سنة كاملة واستفاض منه ثم رجع إلى كشمير واعتزل
بها وأقام بمسجد من مساجد البلدة أربعة عشر عاماً.
توفي لسبع عشرة خلون من رجب سنة إحدى وثلاثين ومائة وألف، كما في خزينة الأصفياء.
الشيخ محمد مراد الكشميري
الشيخ الفاضل محمد مراد الشيعي الكشميري صاحب النور الساطع ذكره مرزا محمد الكشميري(6/836)
في
نجوم السماء قال: إنه قرأ العلم على الحر العاملي، وله حاشية على من لا يحضره الفقيه وله الدليل
الساطع شرح مبسوط على بداية الهداية للحر العاملي صنفه بأمره وله شرح آخر عليه أخصر من
الأول وهو النور الساطع، انتهى.
مولانا محمد مراد السندي
الشيخ الفاضل الكبير محمد مراد الحنفي السندي أحد كبار العلماء، كان قاضياً في بلدته ولم يزل
مشتغلاً بالتذكير والتدريس، وسافر في آخر عمره إلى الحجاز واعتقد بفضله ريحان الوزير بحدة
فأسس له رباطاً ومسجداً ومسكناً في جدة وكلفه بالإقامة فأقام بها مدة حياته، وكان صاحب ورع
وعزيمة، له كتاب في أربعة مجلدات جمع فيه شيئاً كثيراً من فوائد القرآن والحديث والفقه، مات
بجدة قبل أن يصل إليها رفيع الدين المراد آبادي للحج والزيارة والحاج المذكور ذهب إلى الحرمين
الشريفين في سنة إحدى ومائتين وألف، ذكره في كتابه الرحلة.
الشيخ محمد مسعود التتوي
الشيخ الفاضل محمد مسعود التتوي السندي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، قرأ العلم على
الحاج محمد قائم السندي وبرز فيه ثم سافر إلى مدينة دهلي وأخذ الطريقة عن الشيخ غلام محمد
الدهلوي وصحبه مدة من الزمان ثم رجع إلى تته وصرف عمره في الإفادة والعبادة، كما في تحفة
الكرام.
مولانا محمد معصوم الجائسي
الشيخ العالم الفقيه محمد معصوم بن نظام الدين الحنفي الجائسي أحد العلماء المبرزين في الفقه
والأصول والعربية، له مصنفات مفيدة منها كتابه الفصول المعصومية في الفقه بالعربية صنفه لتلميذه
القاضي نعمة الله أوله: لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، إلخ، وهو مرتب على سبع
وثلاثين فصلاً من الفصول المهمة فيها يحتاج إليه القضاة من أبواب القضاء والدعوى والشهادة
والاختلاف والإقرار والنكول والوكالة والبيع والإقالة والصلح والإبراء والشفعة والقسمة والغصب
والرهن والتوكيل ومسائل الطريق والجدار والدرب وباب الدار إلى غير ذلك من الأبواب الفقهية،
وهو كتاب مفيد رأيته عند أمين الدهر بن فرخ فال الصديقي الجائسي: وإني رأيت عنده فتوى عليها
ثبت محمد معصوم وكان منقوشاً في فص خاتمه سنة إحدى عشرة ومائة وألف.
القاضي محمد معظم النابهوي
الشيخ الفاضل محمد معظم بن القاضي أحمد الحنفي النابهوي أحد العلماء المشهورين، ولد بنابهه بلدة
من بلاد بنجاب وقرأ العلم على العلامة عبد الحكيم السيالكوثي ودرس وأفاد بنابهه مدة ثم ولي القضاء
بها وأعطاه شاه عالم بن عالمكير قرى عديدة في تلك الناحية، له تفسير القرآن الكريم وشرح المثنوي
المعنوي توفي سنة ثمان وخمسين ومائة وألف، كما في تذكرة العلماء لحفيده محمد أشرف اللكهنوي.
مولانا محمد معين السندي
الشيخ الفاضل العلامة محمد معين بن محمد أمين بن طالب الله السندي أحد العلماء المبرزين في
الحديث والكلام والعربية، ولد ونشأ بإقليم السند وقرأ العلم على الشيخ عناية الله بن فضل الله السندي
وسافر إلى دهلي وأخذ عن الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي ثم رجع إلى بلاده وأخذ
الطريقة عن الشيخ أبي القاسم النقشبندي ثم صحب السيد عبد اللطيف واستفاض منه فيوضاً كثيرة
حتى رزق حظاً وافراً من العلم والمعرفة.
وكان مفرط الذكاء جيد القريحة معدوم النظير في زمانه رأساً في الحديث والكلام ماهراً بالمعارف
الأدبية شاعراً مجيد الشعر مائلاً إلى الوجد والسماع وله معرفة بالإيقاع والنغم، جرى بينه وبين
الشيخ محمد هاشم بن عبد الغفور السندي من المطارحات ما تفعم به بطون الصفحات.
له مصنفات منها دراسات اللبيب في الأسوة الحسنة بالحبيب فيه دراسات متعددة، الأولى فيم إذا
خالفت أقوال الفقهاء الأحاديث الصحيحة قال فيها بتحري الاجتهاد ورد فيه على الشيخ عبد لحق بن(6/837)
سيف الدين البخاري الدهلوي حيث قال في مقدمة شرح السفر قولاً يشير إلى ترك الحديث برواية
المذهب نظراً إلى المصابيح، والثانية فيما يدل من كلام الصحابة والسلف الصالحين على الاعتصام
بالسنة وحسن أدبهم فيما سمعوا الحديث وتبرئهم عند ذلك عن أقوالهم وذم الراي وما يدل على تحريم
صنع من يعمل بالرواية على خلاف الحديث، والثالثة فيما يدل من كلام المتأخرين على وجوب ترك
الرواية إذا خالفت الحديث، والرابعة في كلام بعض الأجلاء من الحنفية على إمامهم وغير الحنفية
مما يصرح بمطلب الباب، والخامسة فيما يدل من كلام الشيخ محي الدين ابن عربي في الحث على
العمل بالحديث وذم الرأي وذم الفقهاء المضيقين على الناس كثيراً مما لم تضيق، والسادسة في
الاستدلال على حرمة ترك المقلد الحديث الصحيح برواية إمامه ورأيه بمقدمات مسلمة معروفة،
والسابعة فيما إذا خالفت أقوال الأئمة الأربعة الحديث، والثامنة فيما إذا عارض الإجماع الحديث
الصحيح، والتاسعة في الفرق بين الظاهرية وبين أصحاب الظواهر، والعاشرة في بيان أن المتفق
عليه من الأحاديث هل يفيد الظن أو القطع، والحادية عشرة في إبطال قول من يدعي مساواة حديث
غير الصحيحين بحديثهما في الصحة، والثانية عشر في لزوم التأدب للامام أبي حنيفة رحمه الله
ولمذهبه والذب عنه ورد ما قيل فيه.
أما مذهبه في التقليد
فهو كما قال في الثانية عشرة من الدراسات: إن ما تقرر وثبت في كتب الحنفية وعد من مذهب
الإمام أبي حنيفة رحمه الله فهو إما أن تبين عندي أنه مذهب غيره من أصحابه أو لا يتبين ذلك إما
بالتعين أنه قوله أو باحتمال ذلك، الأول لا أبالي بتركه إذا ترجح عندي خلافه بأدنى وجه من الوجوه
حتى أن القول الثابت عن الأئمة الثلاثة يترجح عندي بمجرد ثبوته عنهم عن أقوالهم إذا لم يكن
لقولهم ما يرجحه عليه الكمال حسن الظن بالأئمة الثلاثة، والثاني بكلا شقيه التعين والاحتمال القوي
بأن الأصل في رواية كتب المذهب أن يكون من صاحبه إما أن يكون قولاً مجرداً عن سند من السنة
أو مؤيداً به والأول منهما أن يعارضه شيء من السنة أو لا يعارضه فإن عارضه أتركه وإن ثبت أنه
قول أبي حنيفة رحمه الله بلا شبهة، والمراد من قولنا شيء من السنة يعم الحديث الضعيف وأقوال
الصحابة الموقوفة عليهم بقول أبي حنيفة وإذا جاءنا شيء من الصحابة فعلى الرأس والعين وإذا كان
القول متعيناً معلوماً عن أبي حنيفة رحمه الله وخالفه قول تابعي من غير علماء الزهراوين من أهل
بيت النبوة ومن غير أهل المدينة ولم يظهر على أحد القولين ما يرجحه على الآخر فالأمر عندي
على سواء بل حسن الظن إلى الإمام في علو مناظره الدقيقة الثاقبة يحكم بتقديم قوله على غيره من
التابعين، هذا إذا عارض القول المجرد شيء من السنة وأما إذا لم يعارضه شيء منها أعمل به بكلا
قسميه المعلوم ثبوته عن أبي حنيفة والمحتمل لذلك بحسن ظني إليه بل وإلى أتباعه أيضاً أن لهم في
ذلك مستنداً من السنة، وأما الشق الثاني من هذين الشقين وهو أن يكون القول المعلوم ثبوته عند أبي
حنيفة رحمه الله أو المحتمل المحمول بالأصل على أنه قوله مؤيداً لسند من الشريعة فأما أن لا يظهر
لمن خالفه في ذلك من الأئمة دليل علينا وهو قليل الوقوع بل عديمه فلا نظر لنا إلى خلافه فنحن مع
الحديث إن شاء الله تعالى وأهله، وإما أن يظهر ذلك فلا يخلو إما أن يترجح عندي متمسك أبي حنيفة
على غيره أبو بالعكس فعلى الأول ينبغي أن يكون ذلك عند الحنفي الغالب عليه العمل بالحديث
أشهى وأحلى من العسل، وأما في العكس فأما أن يترجح كلام الغير عليه بالصنعة الحديثية أو
النظرية فالأول نرى وجوب العمل بما ترجح وترك ما خالفه فوراً في بعض وجوه الترجيحات وندب
ذلك في بعضها على تفاوت القوة والضعف فيها بناء على قوة تلك الوجوه وضعفها، ثم الأخذ بالراجح
من القسم الأول وترك المرجوح جل ما عليه عملي في الأحكام وقد كثر ذلك في الفقهيات على
اختلاف أبوابها وكثرة ذلك في علمنا بوجهين، أحدهما هو أن بناء مذهب أبي حنيفة في الأكثر على
آثار الصحابة مع وجود معارضة المرفوع بها زعما من بعض علماء المذهب أن الأثر أقوى وأثبت
لكمال معرفة القرن الأول بما هو الأمر عليه في نفس الأمر ويتحتم علينا ترك ما هذا وصفه،
وثانيهما أن عمل أهل المدينة المقدسة من أقوى حجج الدين عندنا.(6/838)
قال ومما اعتقده
حجة إجماع أهل بيت النبوة وعملهم عندي وعند كل منصف أقوى من عمل أهل المدينة، وذلك لأن
حجيته ليس من حيث إن توارثه أهل بلد صاغراً عن كابر مستمراً من غير طريان تغير عليه يستند
عادة إلى رئيس ذلك البلد إذا كان معلوماً باهتمام مراسم خاصة في رئاسته وتروجها على مرؤسيه من
أهله وذلك في توارث أهل بيت واستناده إلى رئيس البيت وصاحبهم الذي يعولهم ويسوسهم مع شدة
اعتنائهم بالإتيان بما يأمرهم واتباعهم في كل ما يفعله أقوى في العادة وأثبت في الحفظ فإنهم أضبط
الأقوام بحاله وأعلم بأقواله وأعماله بل يصل إلى أهل البلد من رئيسه كثير شيء من ذلك إلا صادراً
من أهل بيته لا سيما، ويدخل في أهل بيته نساءه أيضاً مع الذكور من أولاد وأقربائه وخدمهم
ومواليهم فيحيطون بأحوال داخل البيت وخارجه انتهى بقدر الحاجة.
وللشيخ محمد معين كتب أخرى منها طريقة العون في حقيقة الكون في الحقائق بالفارسي أوله: هر
حمد وسباس بهر غمد ولباس، إلخ.
وكانت وفاته في سنة إحدى وستين ومائة وألف في حالة السماع والتواجد، فقال بعض أصحابه
مؤرخاً لوفاته: ع قطره در بحر واصل شد وقال الآخر: ع ماضى شد او كه آل محمد معين أوست
كما في تحفة الكرام.
مرزا محمد مقيم الخراساني
الأمير الكبير محمد مقيم بن محمد جعفر بن محمد قلي الشيعي التركماني الخراساني نواب أبو
المنصور خان صفدر جنك كان ابن أخت الأمير الكبير برهان الملك محمد أمين الموسوي
النيسابوري، قدم الهند فزوجه محمد أمين المذكور بابنته وناب الحكم عنه في بلاد أوده زماناً واستقل
بها بعد وفاته سنة إحدى وخمسين ومائة وألف، وولي الوزارة في أيام أحمد شاه سنة إحدى وستين،
وكان رجلاً حازماً شجاعاً مقداماً كثير الحروب قاتل الأفاغنة غير مرة، توفي لسبع عشرة من ذي
الحجة سنة سبع وستين ومائة وألف بدهلي فدفن بها ومقبرته مشهورة بها ظاهر البلدة وهي من أبدع
الأبنية.
السيد محمد ممتاز النصير آبادي
السيد الشريف محمد ممتاز بن عبد الباقي بن أبي حنيفة بن علم الله الحسني الحسيني البريلوي ثم
النصير آبادي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد بنصير آباد ونشأ بها وتفقه على أبيه
وأخذ عنه الطريقة وكان على قدم أبيه وجده في القناعة والعفاف والتوكل على الله سبحانه والانقطاع
إليه.
الشيخ محمد مؤمن الشيعي الجزائري
الشيخ الفاضل محمد مؤمن بن الحاج محمد قاسم الشيعي الجزائري الأديب المشهور، ولد ونشأ
بمدينة شيراز وقرأ النحو والعربية والفقه والحديث والتفسير على السيد محمد قاسم بن خير الله
الحسني الحسيني، وقرأ اللغة وفروع الفقه والأصول على الأمير زين العابدين الحائري والشيخ علي
بن محمد التمامي والشيخ صالح بن عبد الكريم البحراني، وقرأ الحكمة والكلام وشيئاً من التفسير
على مسيح بن إسماعيل الفسوي والشيخ شاه محمد الشيرازي، والفنون الرياضية والرمل والفرائض
على الشيخ لطفا، وبعض الفنون الحكمية على الأمير شرف الدين علي والأمير نصير الدين محمد
البيضاوي ومحمد صالح الخضري ومحمد حسين المازندراني، وأخذ الطب عن الحكيم محمد هادي
وصاحبهم مدة طويلة حتى برز في كثير من الفضائل ثم قدم الهند وساح بلاد الدكن.
وله مصنفات كثيرة منها جامع المسائل النحوية في شرح الصمدية البهائية، شرح مبسوط، ومنها
بيان الآداب ومصباح المبتدين ومشكاة العقول ومنها قرة العين وسبكة اللجين في توجيه الآيات
المشكلة والأحاديث الغريبة وحل الأبيات وغير ذلك صنفه سنة إحدى ومائة وألف، ومنها وسيلة
الغريب على نهج قرة العين ومنها تحفة الغريب ونخبة الطبيب شرح على القانوجه، في الطب وتحفة
الأطباء على نهج الكشكول وتميمة الفؤاد من ألم البعاد في نوادر الأشعار ومنها جنات عدن في ثمانية(6/839)
فنون ومنها مشرق السعدين ومنها مجمع البحرين ومنها ثمر الفؤاد وسمر البعاد ومنها ثمرة الحياة
وذخيرة الممات ومنها محاسن الأخبار ومجالس الأخيار في سبع مجلدات ومنها طيف الخيال في
مناظرة العلم والمال وله غير ذلك من المصنفات.
وقد ذكر قصته في مجالس الأخيار مع بعض أصحابه ببلدة أورنك آباد قال: سرنا مع بعض
الأصحاب من أولي الألباب منهم الأخ الأغر النجيب شمس الدين محمد القزويني الطبيب متفكهين
متضاحكين إلى بستان هي خيرة الجنان المشهورة بمقبرة إسلام خان في بلدة أورنك آباد من البلاد
الهندية، لا أضحت أرضها مخضرة ندية، فبينما تتنزه إذ بدر من بعض مطالعها غلام كأنه البدر
ومليح أسمر كأنه ليلة القدر فتتبع صاحبنا المذكور أثره كي يتزود من طلعته وينظره فلم يدرك
الشمس القمر فغاب ولم يذق من عين وجهه مشربة فآب وقد امتلأ من الخجل، فعند ذلك ساقني العجل
إلى إنشاد أكرم بنظامه وما أوقع المقال في مقامه فقلت:
كنا نسير وشمس الدين صاحبنا كالطل يتبع بدراً قد بدى وسرى
فغاب عنه ولم يدرك فقلت له الشمس لا ينبغي أن تدرك القمرا
فتضاحك الحضار واستظرفوه مدى التسيار، انتهى.
الحكيم محمد مهدي الأردستاني
الشيخ الفاضل محمد مهدي الأردستاني حكيم الملك كان من العلماء المبرزين في الصناعة، ولد ونشأ
بأرض إيران وقرأ العلم بها ثم قدم الهند وتقرب إلى عالمكير فجعل منصبه ألفاً لنفسه ثم لقبه بحكيم
الملك سنة ثلاث وسبعين وألف، وصار منصبه في آخر عمره أربعة آلاف، كما في مآثر الأمراء
وفي مآثر عالمكيري: أن محمد أعظم بن عالمكير لما ابتلى بأمراض صعبة سنة أربع ومائة وألف
عالجه حكيم الملك فبرىء محمد أعظم من تلك الأمراض فأعطاه عالمكير أربعة آلاف منصباً رفيعاً
سنة خمس ومائة وألف، انتهى.
الشيخ محمد ناصر الإله آبادي
الشيخ الفاضل محمد ناصر بن محمد يحيى بن أمين العباسي الإله آبادي، كان من فحول العلماء، ولد
بمدينة إله آباد سنة اثنتين وعشرين ومائة وألف وقرأ العلم على صنوه الكبير محمد طاهر بن محمد
يحيى العباسي وعلى والده وخاله كمال الدين بن محمد أفضل الإله آبادي وأدرك في صباه جده محمد
أفضل فبايعه ولذلك سمى نفسه على سنة شعراء الفرس الأفضلي نسبة إلى جده المذكور، وكان
شاعراً مجيد الشعر، له ثلاثة دواوين ضخام في الشعر، ومن مصنفاته منتخب الأعمال والجواهر
النفيسة في أشغال القوم والأفكار العشرة وتذكرة الخلفاء وتفسير آيات الأحكام ورسالة في إثبات
مذهب الحق وأنوار الحقائق وتنبيه الأعزة بما كان لي عند الشيخ من العزة.
توفي يوم الأربعاء لتسع بقين من جمادى الأولى سنة ثلاث وستين ومائة وألف بمدينة إله آباد، كما
في ذيل الوفيات.
خواجه محمد ناصر الدهلوي
الشيخ الفقيه محمد ناصر الحسيني الدهلوي أحد المشايخ النقشبندية، يرجع نسبه إلى الشيخ بهاء
الدين محمد نقشبند البخاري بعشر وسائط وإلى الإمام الحسن العسكري بأربع وعشرين واسطة، ولد
ونشأ بدار الملك دهلي واشتغل بالعلم من صغره ونال حظاً منه ثم أخذ الطريقة عن الشيخ سعد الله
الدهلوي ثم عن الشيخ زبير بن أبي العلاء السرهندي ولازمهما زماناً حتى فتح الله سبحانه عليه
أبواب العلم والمعرفة وجعله من العلماء الراسخين وأفاض عليه الطريقة الجديدة بواسطة الإمام حسن
بن علي سبط الأكبر رضي الله عنه فسماها الطريقة المحمدية الخالصة لخلوصها عن الرسوم
المتعارفة في المشايخ ومصطلحاتهم ومخترعاتهم، قال ولده خواجه مير في علم الكتاب: إن والدي
اعتزل عن الناس مرة في حجرته فلم يخرج إليهم سبعة أيام ولم يتكلم ولم يطعم شيئاً فظهر عليه
روحانية السبط الأكبر الإمام حسن بن علي عليه وعلى أبيه وجده السلام فألقى عليه النسبة الجديدة
ولم يرض عليه(6/840)
السلام أن تنسب تلك النسبة إليه فسماها الطريقة المحمدية الخالصة انتهى.
وللشيخ محمد ناصر ديوان الشعر الفارسي ونالة عندليب كتاب بسيط له في مجلدين بالفارسي أودع
فيه حقائقه ومعارفه، توفي يوم السبت لليلتين خلتا من شعبان سنة اثنتين وسبعين ومائة وألف بدهلي.
القاضي محمد نذير النكرامي
الشيخ الفاضل محمد نذير بن القاضي محمد آصف بن عبد النبي الحسيني النكرامي أحد العلماء
الصالحين، ولد ونشأ بنكرام قرية جامعة من أعمال لكهنؤ وقرأ العلم واشتغل بالقضاء مدة طويلة ثم
تركه لختنه وابن أخيه القاضي عبد الكريم ابن محمد مقيم النكرامي، وكان من عباد الله الصالحين
انتفع به خلق كثير، مات لتسع بقين من ذي القعدة سنة ثمان وتسعين ومائة وألف بنكرام، أخبرني بها
محمد إدريس بن عبد العلي النكرامي.
الشيخ محمد نشان القنوجي
الشيخ الفاضل محمد نشان بن محمد والي القنوجي أحد العلماء المتمكنين على الدرس والإفادة، ولد
ونشأ بقنوج وقرأ العلم على الشيخ رستم علي ابن علي أصغر القنوجي ثم تقرب إلى أمين الدولة
بفرخ آباد فجعله معلماً لولده فلبث عنده زماناً طويلاً ومات بها، كما في تاريخ فرخ آباد للمفتي ولي
الله.
الشيخ محمد نصير الشيخبوري
الشيخ الفاضل محمد نصير الشيعي الشيخبوري كان من نسل الشيخ شمس الدين الأودي، ولد ونشأ
بشيخبوره وسافر في شبابه بصحبة ملا شاه محمد الشيرازي وقرأ عليه الكتب الدرسية وتفقه على
مشايخ العراق وأسند الحديث عنهم وبرع في الهيئة والهندسة والحساب وغيرها من الفنون الرياضية
فرجع إلى الهند وسكن ببلدة عظيم آباد وحصلت له قرى عديدة من سلطان الهند بأرض بهار كما في
سير المتأخرين.
مولانا محمد نعيم الجونبوري
الشيخ العالم الكبير محمد نعيم بن المفتي محمد فائض الصديقي الأودي ثم الجونبوري كان من ذرية
محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، قدم جده شيخ بير مع السيد سالار مسعود الغازي وقاتل
الهنادك وسكن بأرض أوده وكان والده محمد فائض مفتياً ببلدة أوده وسكن في بديع السراء على
مسافة ميلين من تلك البلدة وهي قرية مشهورة على أفواه العامة بدوسرائي بتشديد الدال المهملة.
ومحمد نعيم كان من العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، قرأ العلم على الشيخ رشيد بن مصطفى
العثماني الجونبوري صاحب الرشيدية وعلى غيره من العلماء وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد القدوس
ابن عبد السلام القلندر الجونبوري ثم عن الشيخ محمد رشيد المذكور وصرف عمره في الدرس
والإفادة، أخذ عنه خلق كثير، وله مصنفات جليلة منها حاشية هداية الفقه في أربعة عشر مجلداً ومها
شرح المشكاة صنفه بعد ضعف البصارة وأربى على مائة سنة ولكنه كان مع علو سنه لا يقصر في
التدريس والتصنيف.
مات ليلة الجمعة لثمان عشرة خلون من صفر سنة عشرين ومائة وألف، فأرخ بعض الناس لوفاته
من قوله تعالى: " وعنده جنات لهم فيها نعيم مقيم" وقبره في مدرسته بفناء المسجد، كما في كنج
أرشدي.
مولانا محمد نقي اللاهوري
الشيخ الفاضل المفتي محمد نقي بالنون المعجمة بن محمد تقي بالمثناة الفوقية ابن كمال الدين
القرشي الملتاني ثم اللاهوري أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بلاهور وأخذ العلم والمعرفة عن أبيه
ولازمه زماناً ثم صرف عمره بالتدريس والإفتاء، كما في خزينة الأصفياء.
السيد محمد نور النصير آبادي
السيد الشريف محمد نور بن محمد هدى بضم(6/841)
الهاء بن الشيخ الأجل علم الله الحسني الحسيني
النصير آبادي أحد عباد الله الصالحين، ولد في أيام جده وتفقه عليه وأخذ عنه الطريقة، وكان قانعاً
عفيفاً ديناً صالحاً متورعاً كريماً محسناً إلى الناس على قدم أبيه وجده، وكانت له كراهة شديدة للغيبة
والكذب لا يقدر أن يسمعها، وتذكر له كشوف وكرامات، توفي بنصير آباد يوم الأربعاء لست ليال
خلون من ربيع الأول سنة ثمان وأربعين ومائة وألف، كما في أعلام الهدى لولده نعمان.
الشيخ محمد وارث الحسيني البنارسي
الشيخ العالم الكبير محمد وارث بن عناية الله بن حبيب الله بن عبد الرقيب الحسني البنارسي أحد
العلماء المبرزين في الفقه والأصول، كان أصله من نونهره قرية جامعة من أعمال غازيبور انتقل
والده منها إلى بنارس وولد بها محمد وارث سنة سبع وثمانين وألف واشتغل بالعلم من صباه وقرأ
على إبراهيم تلميذ ملا محمد على الذي أخذ عن القاضي محمد زاهد بن محمد أسلم الهروي ولازمه
زماناً حتى برز في الفقه والأصول والكلام والعربية ثم أخذ الطريقة عن الشيخ رفيع الدين بن زين
العابدين الإسماعيل بوري، وله مصنفات منها حاشية على شرح الوقاية وحاشية على مير زاهد ملا
جلال ويقال إنه صنف تفسيراً للقرآن الكريم، توف لعشر خلون من ربيع الثاني سنة ست وستين
ومائة وألف ببلدة بنارس، أخبرني بها سليمان بن داود البهلواروي.
القاضي محمد ولي اللكهنوي
الشيخ العالم الكبير القاضي محمد ولي بن القاضي غلام مصطفى بن محمد أسعد بن قطب الدين
الأنصاري السهالوي ثم اللكهنوي كان ثالث أبناء والده، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ وقرأ العلم على خاله
الشيخ كمال الدين الفتحبوري وعلى عم والده الشيخ الأستاذ نظام الدين الأنصاري وجد في البحث
والاشتغال حتى برز في الفضائل وولي القضاء مقام والده المرحوم بملاوه بتشديد اللام واشتغل به
مدة طويلة ثم اعتزل عنه ولازم بيته في بلدة لكهنؤ وصرف عمره في الدرس والإفادة، أخذ عنه غير
واحد من العلماء، له شرح على سلم العلوم وحاشية على مير زاهد رساله وحاشية على مير زاهد ملا
جلال وتعليقات شتى على الكتب الدرسية، كما في الأغصان الأربعة.
توفي سنة ثمان وتسعين ومائة وألف في عهد شاه عالم، كما في رسالة قطبية.
مولانا محمد هادي المازندراني
الشيخ الفاضل محمد هادي بن محمد صالح المازندراني أحد العلماء المبرزين في العلوم العربية، له
شرح على شافية ابن الحاجب بالفارسي صنفه بأمر نواب حسن علي خان الدهلوي أوله: الحمد لله
رب العالمين، إلخ، كما في محبوب الألباب.
مولانا محمد هادي الدهلوي
الشيخ الفاضل محمد هادي الدهلوي نواب كامور خان، كان من الأمراء المعروفين بالفضل والكمال،
له كتب في التاريخ منها تذكرة السلاطين الجغتائية ومنها هفت كلشن في أخبار الهند، مات سنة أربع
وثلاثين ومائة وألف في أيام محمد شاه، كما في محبوب الألباب.
مولانا محمد هاشم السندي
الشيخ الفاضل العلامة محمد هاشم بن عبد الغفور بن عبد الرحمن الحنفي التتوي السندي أحد العلماء
المبرزين في الفقه والحديث والعربية، ولد ونشأ بأرض السند وقرأ العلم على مولانا ضياء الدين
السندي ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار وأخذ عن الشيخ عبد القادر بن أبي بكر بن عبد القادر
الصديقي المكي مفتي الأحناف بمكة المباركة وأقبل على الفقه والحديث إقبالاً كلياً حتى برز فيهما
وصار أبدع أبناء العصر فدرس وأفتى وصنف وصار شيخ بدلته، له مباحثات بالشيخ محمد معين
السندي صاحب الدراسات ومطارحات تفعم بها بطون الصفحات.
ومن مصنفاته بذل القوة في سني النبوة، وله جنة النعيم في فضائل القرآن الكريم، صنفها سنة أربع
وثلاثين ومائة وألف وله فاكهة البستان في تنقيح الحلال والحرام صنفها سنة اثنتين وثلاثين ومائة
وألف(6/842)
وله حياة القلوب في زيارة المحبوب صنفها سنة خمس وثلاثين ومائة وألف وله كشف الرين
في مسألة رفع اليدين أثبت فيه أن الأحاديث الواردة في النهي ثابتة مقبولة صحيحة، صنفه سنة تسع
وأربعين ومائة وألف وله كتاب بسيط في فرائض الإسلام صنفه سنة إحدى وسبعين ومائة وألف،
جمع في ذلك الكتاب فرائض الإيمان مما يفترض علمه أو عمله على كل مسلم وله غير ذلك من
المصنفات.
توفي سنة أربع وسبعين ومائة وألف، كما في تحفة الكرام.
الشيخ محمد هاشم الدهلوي
الشيخ الصالح محمد هاشم بن محمد كاظم الحسني الحسيني الدهلوي أحد العلماء المشهورين، أخذ
الطريقة عن السيد حسن الحسيني النارنولي أو عمن أخذ عنه، وله فواتح الفرقان كتاب بسيط في
أخبار شيوخه، كما في بحر زخار.
الحكيم محمد هاشم الشيرازي
الشيخ الفاضل العلامة محمد هاشم بن محمد هادي بن مظفر الدين العلوي الشيرازي معتمد الملوك
نواب علوي خان، كان نادرة من نوادر الزمان وبديعة من بدائعه الحسان، ولد بشيراز في شهر
رمضان سنة ثمانين وألف، وقرأ العلم بها وتطبب على والده وقدم الهند سنة إحدى عشرة ومائة وألف
فتقرب إلى عالمكير بن شاهجهان سلطان الهند فأعطاه الخلعة وقربه إلى ولده محمد أعظم فصاحبه
زماناً، ولما قتل محمد أعظم تقرب إلى شاه عالم بن عالمكير فلقبه بعلوي خان وجعله من ندمائه، فلم
يزل يترقى درجة بعد درجة حتى قربه إليه محمد شاه الدهلوي ولقبه بمعتمد الملوك ووزنه بالفضة
وأضاف في منصبه فصار ستة آلاف له منصباً رفيعاً ورتب له ثلاثة آلاف شهرية، ثم لما جاء نادر
شاه الإيراني استصحبه معه إلى إيران ووعده أن يرخصه للحج والزيارة، فلما وصل إلى إيران أنجز
وعده فسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند سنة ست وخمسين ومائة وألف.
ومن مصنفاته الممتعة حاشية على شرح هداية الحكمة للميبذي وحاشية على شرح الأسباب
والعلامات وشرح على تحرير الأقليدس وشرح على المجسطي وشرح موجز القانون وله كتاب في
أحوال أعضاء النفس ورسالة في الموسيقى وله التحفة العلوية والإيضاح العلية وله جامع الجوامع
في الطب، قيل: إنه كتاب لم ينسج على منواله قط، وله آثار باقية في الطب من تركيب الأدوية وهي
دلائل الإعجاز لذلك الفاضل الجدير بالإعزاز.
توفي بدهلي في الاستسقاء لخمس بقين من رجب سنة ستين ومائة وألف، كما في بيان الواقع أو
اثنتين وستين ومائة وألف ويدل عليه شطر من البيت على طريق الجمل: ع بر فلك رفت مسيحائي
جديد وقبره في مقبرة الشيخ نظام الدين البدايوني بدهلي حسب وصيته، كما في مهرجهانتاب.
القاضي محمد هاشم الأنبالوي
الشيخ الفاضل القاضي محمد هاشم الشافعي الأنبالوي أحد العلماء المبرزين في الحساب والهندسة
وسائر الفنون الرياضية، ولد ونشأ بأنباله وكان من ذرية الإمام محمد بن إدريس الشافعي المطلبي،
وكان صنوه القاضي محمد أفضل الشافعي الأنبالوي الملقب من تلقاء الملك بشافعي خان أعز ندماء
الوزير الكبير منعم بن سلطان الأكبر آبادي.
وللقاضي محمد هاشم منظومة في الحساب صنفها في أيام عالمكير لصنوه محمد أفضل المذكور،
وهي ترجمة خلاصة الحساب للعاملي، وعندي نسخة منها بخط ولده محمد ماه نسخها في محرم سنة
1141 هـ بعد وفاة والده، ذكر في تلك المنظومة: إنه كان من أصحاب الشيخ آدم بن إسماعيل
الحسيني البنوري، ومدحه في تلك المنظومة أولها:
سباس بي عدد آن بي نشان را كه ميداند نهان وآشكارا
السيد محمد هدى النصير آبادي
السيد الشريف محمد هدى بضم الهاء بن الشيخ الأجل علم الله الحسني الحسيني البريلوي النصير
آبادي أحد الأجواد الكرام، ولد ونشأ في البيت الشامخ(6/843)
والأسرة الجليلة وتفقه على والده وصرف
عمره في القناعة والعفاف والتوكل والتجريد ولم يكن في زمانه مثله في الإعطاء والكرم، كان يبذلك
كلما يحصل له على الناس من نقير وقطمير ويداريهم في العسر واليسر ويقتصد في ملبسه ومأكله،
ذكر له السيد نعمان بن نور النصير آبادي ترجمة حسنة في أعلام الهدى وذكر شيئاً واسعاً من كشوفه
وكراماته.
توفي لتسع عشرة خلون من ربيع الأول سنة تسع عشرة ومائة وألف بمدينة برهانبور فدفنوه بها ثم
نقلوا عظامه بعد زمان إلى رائي بريلي ودفنوه في زاوية والده، كما في أعلام الهدى.
مولانا محمود الرامبوري
الشيخ الفاضل محمود بن أبي المحمود الرامبوري أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، أخذ عن
الشيخ محمد بركة بن عبد الرحمن الإله آبادي ورحل إلى فرخ آباد فأقام بها مدة من الزمان ثم دخل
رامبور ومات بها، وكان عالماً كبيراً بارعاً في العلوم يدرس ويفيد، كما في تاريخ فرخ آباد للمفتي
ولي الله.
مولانا محمود النائطي
الشيخ العالم الفقيه شهاب الدين محمود بن أبي المحمود النائطي المدراسي أحد الرجال المعروفين
بالفضل والكمال، ذكره الشيخ محمد باقر النائطي المدراسي في النفحة العنبرية وقال: سمعت بمآثره
العلمية من الثقات ولم أظفر بشيء من فوائده المستجادات، انتهى، ما في تاريخ النوائط.
الشيخ محمود الأورنك آبادي
الشيخ الصالح محمود بن أبي المحمود الأورنك آبادي أحد المشايخ المشهورين في الهند، أخذ
الطريقة عن الشيخ مسافر الغجدواني وقام مقامه في الإرشاد والتلقين وجلس على مسنده خمسين سنة،
وكان شيخاً كبيراً باذلاً كريماً متواضعاً كثير المؤاساة بالناس مسدى الإحسان وكان يسترزق بالتجارة،
وله آثار باقية من حياض وجداول وجسور في زاويته بأورنك آباد.
مات سنة خمس وسبعين ومائة وألف فأرخ لوفاته السيد غلام علي البلكرامي من قوله: مسافر شد
يكانه شاه محمود، كما في مآثر الكرام.
الشيخ محي الدين الإله آبادي
الشيخ العالم الفقيه محي الدين بن القاضي كهاسي بن القاضي داود الحنفي الإله آبادي أحد الرجال
المشهورين، وكان وارثاً لوالده في العلم والمعرفة وكان يدرس ويفيد، كما في بحر زخار.
الشيخ محي الدين النيوتيني
الشيخ الفاضل محي الدين الحسيني النيوتيني المشهور بغلام محي الدين، كان من العلماء المبرزين
في الفقه والأصول والعربية والتصوف، ولد ونشأ بنيوتني قرية جامعة من أرض أوده وسافر للعلم
فقرأ على أساتذة عصره ثم لازم دروس الشيخ لطف الله الكوروي وأخذ عنه ثم صحب الشيخ بير
محمد اللكهنوي وأخذ عنه الطريقة ثم دخل بانكرمؤ وسكن بها واعتزل عن الناس منقطعاً إلى الله
سبحانه ومات بها، كما في تاريخ فرخ آباد.
القاضي مراد الدين الكشميري
الشيخ العالم المفتي ثم القاضي مراد الدين الحنفي الكشميري أحد العلماء المبرزين في الفقه
والأصول، ولد ونشأ بكشمير وقرأ العلم على مولانا عناية الله الكشميري وأمثاله ثم رحل إلى دهلي
وتقرب إلى شاه عالم فولاه القضاء فاستقل به زماناً ثم صار مفتي المعسكر بمدينة دهلي ثم ولي
القضاء الأكبر فصار قاضي قضاة الهند سنة خمس وخمسين ومائة وألف في أيام محمد شاه بعد ما
توفي القاضي تاج محمود خان، مات سنة ستين ومائة وألف، كما في روضة الأبرار.
السيد مربي بن عبد النبي البلكرامي
الشيخ العالم الفقيه مربي بن عبد النبي بن طيب بن عبد الواحد الحسيني الواسطي البلكرامي أحد
عباد الله الصالحين، ولد ونشأ ببلكرام وحفظ القرآن وتلقى العلم عن السيد إسماعيل الحسيني
البلكرامي ثم(6/844)
رحل إلى قنوج وأخذ عن الشيخ يسين القنوجي ثم ذهب إلى هركام وقرأ سائر الكتب
الدرسية على الشيخ أبي الواعظ الهركامي ورجع إلى بلدته واشتغل بالدرس والإفادة، أخذ عنه الشيخ
محمد عاقل الأترولوي والسيد طفيل محمد البلكرامي وخلق آخرون، توفي يوم الاثنين لأربع عشرة
خلون من شعبان سنة سبع عشرة ومائة وألف، كما في مآثر الكرام.
القاضي مربي البهانوي
الشيخ الفقيه القاضي مربي الحسيني الترمذي البهانوي أحد رجال العلم والصلاح، ينتهي نسبه إلى
زيد بن علي بن الحسين السبط - عليه وعلى آبائه السلام - ولد ونشأ بقرية بهاني بكسر الباء
الفارسية وقرأ العلم في بلاد شتى ثم لازم السيد قطب الدين الشمس آبادي، وأخذ عنه وقرأ فاتحة
الفراغ عنده ثم ولي القضاء بفرخ آباد، له شرح على سلم العلوم وحاشية على مير زاهد رساله، كما
في تاريخ فرخ آباد.
السيد مرتضى الملتاني
الشيخ العالم الصالح مرتضى الحسيني الملتاني الدفين ببلدة برهانبور كان سيفاً مسلولاً على
المبتدعين، عابداً قواماً صواماً ذاكراً لله تعالى آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، لا يخاف في الله ولا
يهاب أحداً، ولا يختلط بأهل الدنيا ولا يتركهم يختلطون به، ولا يقبل النذور والفتوحات ولا يقبل عن
الملوك والسلاطين شيئاً من الأرض الخراجية والرواتب الشهرية والسنوية ولا يستمع الغناء، وكان
ينهى عن الرسوم المروجة في ليلة البراءة والعاشوراء والعيدين وعن الطعام الذي يطبخونه للميت
ولكنهم لا يعطونه الفقراء والمساكين بل يقسمونه على الأغنياء من إخوتهم وعشيرتهم، وكان ينهى
عما اعتاده الناس من قراءة الفاتحة برفع الأيدي على الأطعمة المطبوخة، وكان يجتهد في إثبات
حرمة التتن ويشدد في ذلك، ويشنع على علماء السوء وينكر عليهم في مصاحبة الأمراء وجذبهم
قلوب الأغنياء بمداهنة في الشرع والدين واستماعهم الغناء في مجالسهم مع الفسقة واجتماعهم على
قبور المشايخ في الأعراس بالغناء والرقص وعلى هذا القبيل ينكر أشياء كثيرة يهجنها على رؤوس
المنابر وكان لا يدع أحداً يبايعه، وإن جاءه أحد من الناس ويقول: إني أبايعك فيمنعه عن التفوه بهذا
اللفظ ويزجره ويقول له قل: إني جئت لأتوب وأستغفر مما ارتكبت من السيئات وأرجو أن يوفقني
الله سبحانه أن لا أفعل شيئاً ولا أقول قولاً يخالف الشرع، وهكذا أخذ البيعة عن ثلاثة أو أربعة آلاف
من أهل الملتان ولاهور وبلاد أخرى إلى بلاد الدكن، وكان لا يأكل الطعام في بيوت الأمراء ولو
عرض عليه أحد شيئاً من النذور لا يقبله إلا بعد تحقيقه صناعة ذلك المرء وحرفته وكسبه وأنه جاء
بمال طيب ليست فيه حرمة وأنه أدى حقوق أهله وعياله ثم يخرج منها الخمس، وفي ذلك أوذى من
المخالفين وأخيف حتى أنه لما وصل إلى أورنك آباد ووعظ الناس على عادته وشد النكير على
المبتدعين وشنع على العلماء والمشايخ بمداهنتهم في دين الله طلبه القاضي محمد أكرم قاضي أورنك
آباد بمحضر من أهل الحكومة، فطفق الناس يهجمون على القاضي فمنعهم السيد مرتضى عن ذلك
وذهب إلى محاكمة القاضي، فباحثه القاضي في حرمة التتن وحلته حتى انتهى الكلام إلى أن يهجر
المسجد لضيقه لا يسع الناس، ثم لما وصل المرتضى إلى حضرة السلطان عالمكير وعرض عليه
رسالته المسماة بحق كو وقرأ السلطان شيئاً منها قال: إني أحمد الله سبحانه على أن في عهدي رجالاً
يصدعون بالحق، ثم أمر ابنه كام بخش أن يذهب به إلى قصره ويتبعه في كل ما يأمر به ثم كلفه بأن
يقبل العطايا السلطانية فأبى ثم بعد مدة عرض عليه الاحتساب وقال له: أي بلد ترضى ماءه وهواءه
أكتب لك في ذلك البلد، فأجابه: أنكم إذا كتبتموا لي على خاصة الناس أقبله لأن العامة في أكثر البلاد
على أثرى، فقال له عالمكير: إني ما فهمت معناكم، فقال القاضي محمد أكرم وكان موجوداً في ذلك
المجلس وكان قاضي القضاة في ذلك الزمان: إن مقصده من الخاصة قبور الأولياء، قال: وإنه يقول
على المنبر: إنه ينبغي أن يخرج العظام من قبر يغني ويرقص على ذلك القبر فتحرق، فقال
عالمكير: إني لا(6/845)
أشاركه في هذا الأمر، فأنكره المرتضى وقال: هذا افتراء علي ولكنه لم يقبله،
فانحاز المرتضى عن حضرته وذهب إلى برهانبور فحصلت ضجة من المشايخ في تلك البلدة حتى
تناولوه بالأذى وهو على المنبر وأهانوه، فاعتزل المرتضى عن الناس ودخل بيته فلم يخرج منه
حتى مات، وقيل: إنه قتل نفسه بالسم، كما في منتخب اللباب.
السيد مرتضى بن أحمد السندي
الشيخ الفاضل مرتضى بن كمال الدين أحمد الحسيني الرضوي التتوي السندي أحد الرجال
المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بأرض السند وجمع العلم والعمل وحس الخط وكان يكتب
على سبعة أنواع من الكتابة، ولما توفي جده لأمه فاضل خان سافر إلى دهلي فوصل إلها بعد وفاة
عالمكير بن شاهجهان سلطان الهند فتشرف بملازمة شاه عالم بن عالمكير، ومات قبل أن ينال منزلة
جده المذكور وكان ذلك في سنة ست وعشرين ومائة وألف، كما في تحفة الكرام.
الشيخ مرتضى بن يحيى الجرياكوتي
الشيخ العالم الفقيه مرتضى بن يحيى بن عبد الحق العباسي الجرياكوتي أحد الفقهاء الحنفية، ولد
بجرياكوت سنة تسع وأربعين وألف وقرأ العلم على جده لأمه الشيخ عبد الفتاح بن المبارك العباسي
الجرياكوتي ثم على أبيه يحيى ولازمه ملازمة طويلة، له شرح على ميراث نامه لجده عبد الفتاح،
وله كتاب الرضواني، مات سنة تسع ومائة وألف بجرياكوت كما في التاريخ المكرم.
مرزا جان الهمداني
الشيخ الفاضل مرزا جان بن مير جان الهمداني ثم الحيدر آبادي كان من الأفاضل المشهورين في
عصره، ولد بحيدر آباد ونشأ بها وتقرب إلى آصف جاه وولي ديوان الإنشاء في آخر عمره، وكان
شاعراً مجيد الشعر، له أبيات رائقة بالفارسية منها قوله:
درسرا بردة دل هر نفس آوازي هست كه درين خانه نهان خانه براندازي هست
توفي سنة أربع وسبعين ومائة وألف، كما في نتائج الأفكار.
شاه مسافر الغجدواني
الشيخ الصالح مسافر الغجدواني أحد عباد الله الصالحين، كان اسمه محمد عاشور، ولد ونشأ
بغجدوان وصحب مير عطاء الله الساكتري ولازمه مدة من الزمان وأخذ عنه الطريقة الكبروية ثم
دار البلاد ودخل على غور فأقام بها اثنتي عشرة سنة وصحب المشايخ واستفاض منهم ثم قدم كابل
وأدرك بها الشيخ سعيد بلنك بوش وكان من خلفاء الشيخ درويش عزيزان الغجدواني فأخذ عنه
الطريقة النقشبندية ولازمه سبع سنين ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند في
أيام عالمكير بن شاهجهان سلطان الهند فأقام بأورنك آباد، انتفع به خلق كثير.
مات لأربع ليال خلون من رجب سنة ست وعشرين ومائة وألف بأورنك آباد، كما في مآثر الكرام.
القاضي مسعود الأورنك آبادي
الشيخ الفاضل مسعود بن أبي مسعود الحنفي الإله آبادي ثم الأورنك آبادي أحد الأفاضل
المشهورين، ولد ونشأ بإله آباد وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على العلامة عبد الباقي بن غوث
الإسلام الجونبوري صاحب الآداب الباقية ثم سافر للاسترزاق فولي الاحتساب بمدينة أورنك آباد
فاشتغل به مدة ثم ولي القضاء بأورنك آباد في عهد السلطان أورنك زيب عالمكير الغازي - رحمه
الله - فاستقل به مدة عمره وكان مشكور السيرة في القضاء، مات في عهد بهادر شاه ابن عالمكير
المذكور، كما في محبوب ذي المنن.
مولانا مصطفى الجونبوري
الشيخ الفاضل مصطفى بن محمد سعيد الجونبوري ثم الأورنك آبادي أحد العلماء المبرزين في
العلوم الأدبية، كان من ندماء محمد أعظم بن عالمكير وخاصته لا يفارقه محمد أعظم في وقت من
الأوقات ويستشيره في جميع الأمور فساء ظن عالمكير وعزله(6/846)
ورخصه إلى الحجاز، فحج وزار
ورجع إلى الهند ولقي عالمكير في زي الفقراء بمدينة أورنك آباد فلما رآه عالمكير أنشد:
بهر صورت كه آئي مي شناسم
ثم عرض على عالمكير رسالته أمارات الكلسم في استخراج الآيات القرآنية وشفع له محمد أعظم
ولكنه لم يلتفت إليه، كما في مآثر الأمراء.
وقال خدا بخش خان في محبوب الألباب: إن له رسالة في استخراج الآيات الكريمة والألفاظ الثمينة
من القرآن الكريم تسمى بنجوم الفرقان، انتهى وإني رأيت نجوم الفرقان رسالة نفيسة له في هذا
الباب.
الشيخ معز الدين الأمروهوي
الشيخ الصالح معز الدين بن محمد بن الحامد الزينبي الأمروهوي أحد الرجال المعروفين بالفضل
والصلاح، ولد ونشأ بأمروهه وقرأ العلم ولازم أباه ملازمة طويلة وأخذ عنه، وكان مغلوب الحالة
اعتراه الاستغراق في آخر عمره، كما في نخبة التواريخ.
السيد معصوم بن محب الله البالابوري
الشيخ العالم الكبير معصوم بن محب الله بن عناية الله الحسيني الخجندي البالابوري أحد المشايخ
النقشبندية، ولد بمدينة بالابور من أعمال برار سنة ست عشرة ومائة وألف في حياة جده عناية الله،
وقرأ العلم على صنوه الكبير ظهير الدين بن محب الله ثم أخذ الطريقة عنه وسافر معه إلى الحرمين
الشريفين سنة 1131 هـ فحج وزار ورجع إلى الهند وصحب عمه الشيخ منيب الله ابن عناية الله
وأخذ عنه سنة 1149 هـ فأجازه عمه المذكور في الطرق المشهورة وتولى الشياخة سنة 1170 هـ
كان شيخاً جليلاً كريماً كثير الإحسان عظيم المنزلة صاحب الإيثار والمؤاسة، مات ليلة السبت
لأربع بقين من رجب سنة ثمان وتسعين ومائة وألف بمدينة بالابور فدفن بمقبرة أسلافه، كما في
محبوب ذي المنن.
السيد معظم شاه السورتي
الشيخ الصالح معظم بن سيد شاه بن مرتضى بن صدر الدين الحسيني السورتي أحد العلماء
المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ بمدينة سورت وقرأ العلم على أساتذة عصره وتولى الشياخة
بعد والده، مات سنة خمس وثلاثين ومائة وألف، كما في حقيقة سورت.
القاضي معين الدين المهونوي
الشيخ الفاضل معين الدين بن عبد الحميد بن عبد الجليل العباسي الهاشمي المهونوي أحد المشايخ
المشهورين بقاضي مينا، ولد ونشأ بمهونه بفتح الميم وضم الهاء قرية جامعة في أرض أوده وقرأ
العلم على القاضي عبد القادر العمري اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ
مجتبي القلندر اللاهربوري ولازمه مدة طويلة، أخذ عنه محمد تقي وخلق كثير.
توفي لأربع عشرة خلون من ربيع الثاني سنة تسع وعشرين ومائة وألف وله ست وتسعون سنة،
كما في بحر زخار.
الشيخ معين الدين المنيري
الشيخ العالم الصالح معين الدين العثماني المنيري أحد الفقهاء المتصوفين، كان أصله من قرية
مدهوره من أعمال بهار، انتقل منها إلى منير بفتح الميم فسكن بها في دار جده لأمه وسافر للعلم إلى
جونبور فقرأ الكتب الدرسية على من بها من العلماء، وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد رشيد ثم عن
ولده محمد أرشد الجونبوري ولازمهما زماناً ثم رجع إلى منير وقصر همته على الدرس والإفادة، أخذ
عنه غير واحد من الأعلام وقد لقيه الشيخ غلام رشيد الجونبوري ببلدة منير سنة اثنتين وعشرين
ومائة وألف فألبسه الخرقة الجشتية وذكره في كنج أرشدي.
مات لخمس خلون من شعبان سنة إحدى وثلاثين ومائة وألف ببلدة منير فدفن بها في مقبرة الشيخ
يحيى المنيري، كما في كنج أرشدي.
الشيخ منعم بن أمان البهاري
الشيخ الصالح منعم بن أمان بن عبد الكريم بن عبد النعيم النقشبندي البهاري أحد المشايخ(6/847)
المشهورين، كان أصله من قرية بلوري من أعمال بهار ولد بقرية بجنان من أعمال مونكير في
شعبان سنة اثنتين وثمانين وألف، وتوفي أبوه في صغر سنه فتربى في مهد جده لأمه ورحل إلى بازه
قرية جامعة من أعمال بلنه وبايع السيد خليل الدين بن جعفر القطبي القادري وصحبه عشرة أعوام
ثم سافر إلى دهلي ولبث بها عشرين سنة وله ثلاثون سنة فقرأ العلم على من بها من العلماء وأخذ
الطريقة عن الشيخ فرهاد ولازمه زماناً ثم لما توفي شيخه لازم صاحبه أسد الله حتى بلغ رتبة
الكمال، فرجع إلى عظيم آباد وتولى الشياخة بها.
وكان شيخاً عفيفاً ديناً قنوعاً متوكلاً صاحب استقامة وكرامة، أخذ عنه خلق كثير من العلماء
والمشايخ، وله ملهمات منعمي رسالة في الحقائق والمعارف، توفي لاثنتي عشرة خلون من رجب
سنة خمس وثمانين ومائة وألف بمدينة عظيم آباد فدفن بها في فناء المسجد الذي أسسه مير بديع
الدين العالمكيري، كما في محبوب الألباب.
منعم بن سلطان الأكبر آبادي
الأمير الكبير منعم بن سلطان برلاس الأكبر آبادي نواب منعم خان خانخانان، كان من وزراء الدولة
التيمورية وأمرائها المشهورين بالمعارف والبيان، نشأ في مهد أبيه وكان والده شحنة أكبر آباد وقد
كان سافر إلى كشمير في مهمة سلطانية، فلما توفى والده سافر إلى بلاد الدكن وتقرب إلى روح الله
خان المير بخشي فمنحه المنصب ثم تقرب إلى عالمكير بن شاهجهان سلطان الهند فعلا منصبه
وتدرج إلى الإمارة حتى ولي ديوان الخراج بكابل ثم ناب الحكم ببلاد بنجاب مع حكومة جمون وكان
شاه عالم بن عالمكير في كابل فتقرب إليه ولما قاتله صنوه محمد أعظم لحق به وبذل جهده في
المعركة فصارت مساعيه مشكورة في ذلك وولاه شاه عالم المذكور الوزارة الجليلة وأعطاه مائة مائة
ألف من النقود وأثاثاً يساوي مائة مائة ألف ولقبه خانخانان وأضاف في منصبه فصار مع الأصل
والإضافة سبعة آلاف له وسبعة آلاف للأفراس.
كان شديد التواضع كثير المراعات للناس مشكورة السيرة في الوزارة لا يألوا جهداً في إنجاح
الحوائج، وكان كل يوم في ديوانه يعين الرجال ليتحسسوا العرائض لأهل الحاجة لئلا تبقى بغير ثبته
ويتأخر على اليوم الآخر وكان أسقط مصارف العلوف من أهل المناصب، وله مآثر جميلة تذكر
وتشهر، وكان عالماً متقناً في العلوم له رغبة في التصوف، لبس الخرقة من الشيخ كليم الله الجهان
آبادي وله الإلهامات المنعمية رسالة في الحقائق، واعترض الناس عليه ويتهمونه أنه ادعى المعراج
له، توفي سنة اثنتين وعشرين ومائة وألف أو مما يقرب ذلك في أيام شاه عالم، كما في مآثر الأمراء.
الشيخ منيب الله البالابوري
الشيخ العالم الصالح منيب الله بن عناية الله بن محمد الحسيني الخجندي البالابوري كان من المنيبين
إلى الله سبحانه المنقطعين إلى الزهد والعبادة، ولد ببلدة بالابور سنة ثلاث وثمانين وألف، وجود
القرآن على عمه محمد سعيد وقرأ المختصرات ثم سافر للعلم إلى برهانبور وقرأ الكتب الدرسية على
مولانا نجم الدين البرهانبوري وعلى غيره من العلماء وأدرك بها الشيخ محمد نقشبند السرهندي
فصحبه وأخذ عنه الطريقة النقشبندية ثم رجع إلى بالابور وأخذ عن والده ثم سار إلى ايلجبور بأمر
والده وتزوج بها وأقام مدة طويلة، انتفع به خلق كثير من أهل تلك البلدة ثم استقدمه نواب عضد
الدولة إلى أورنك آباد فسكن بها وكان يأتي بالابور بعد سنة ويقيم بها سنة.
وكان شيخاً كريماً كبير المنزلة عميم النفع كثير الاحسان، درس وأفاد مدة عمره، أخذ عنه ولده السيد
قمر الدين الأورنك آبادي وخلق آخرون.
توفي سنة إحدى وستين ومائة وألف ببلدة بالابور فدفن عند والده.
الشيخ موسى بن عبد الرقيب الأميثهوي
الشيخ الصالح موسى بن عبد الرقيب بن جعفر بن نظام الدين العثماني الأميثهوي أحد الرجال
المشهورين بالفضل والصلاح، ولد بمدينة أميثهي سنة ثلاث وثلاثين وألف وتفقه على والده وأخذ
عنه الطريقة(6/848)
ولازمه مدة وتصدر للارشاد بعده، توفي سنة عشرين ومائة وألف بأميثهي وله سبع
وثمانون سنة، كما في الرياض.
نواب مهابة خان الدهلوي
الأمير الكبير مهابة بن منعم بن سلطان برلاس الأكبر آبادي ثم الدهلوي نواب مهابة خان كان من
الأمراء المشهورين بالفضل والصلاح، يحب العلماء ويحسن إليهم ويجالسهم ويذاكرهم في العلوم
ويميل إلى الصوفية ميلاً عظيماً، وكان له يد بيضاء في الشعر يتلقب بالكاظم، وهو ولي على بلاد
السند سنة اثنتين وثلاثين ومائة وألف، ومات بها سنة خمس وثلاثين ومائة وألف فنقلوا جسده إلى
لاهور ودفنوه بها، كما في تحفة الكرام.
نواب مير أحمد الحيدر آبادي
الأمير الكبير مير أحمد بن قمر الدين بن غازي الدين الصديق الحيدر آبادي نواب ناصر جنك نظام
الدولة بهادر كان من الأمراء المشهورين بالفضل والذكاء، ناب الحكم عن والده بحيدر آباد سنة
خمسين ومائة وألف فضبط البلاد وأحسن السيرة في الناس، ثم لما رجع والده إلى حيدر آباد بغى
عليه وقاتله فأخذ وحبس زماناً قليلاً ثم ولي على أورنك آباد سنة ثمان وخمسين، ولما توفي والده سنة
تسع وخمسين قام بالملك، وخرج عليه ابن أخته مظفر جنك فسار إلى آركاث وقاتله وقبض عليه
وعفى عنه ثم سار إلى بهلجهري مأوى الفرنساويين ليدفع شرورهم عن أهل تلك البلاد وكانت طائفة
من الأفاغنة الذين كانوا من رجال مظفر جنك معه فدبروا عليه الحيلة وقتوله غيلة.
وكان فاضلاً حليماً كريماً متواضعاً محباً لأهل العلم محسناً إليهم مجيد الشعر، له ديوان الشعر
الفارسي ومن شعره قوله:
أي شوخ هوائي مفكن تير نكه را اين ناوك بيداد بكار جكري كن
توفي لسبع عشرة من محرم سنة أربع وستين ومائة وألف، كما في مآثر الأمراء.
ميرك خان الدهلوي
الفاضل الحاذق ميرك خان الكحال الدهلوي، كان من الرجال المعروفين في الصناعة، له اليد
الطولى في معرفة أمراض العين، استقدمه نواب غالب جنك من دهلي إلى فرخ آباد فوفد إليه وأقام
بها أيام حياته ثم خرج منها، ومات في إحدى بلاد الهند، كما في تاريخ فرخ آباد.
المفتي ميران البخاري
الشيخ العالم الفقيه ميران البخاري البيجابوري أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بمدينة بيجابور وقرأ
العلم، على الشيخ محمد بن عبد الرحمن البيجابوري وعلى غيره من العلماء ثم ولي الإفتاء بحيدر
آباد في عهد عالمكير الأول فاشتغل به وكان يدرس ويفيد، ثم لما كبر سنه ترك الإفتاء وسار إلى
بيجابور وأقام بها، قدم حيدر آباد ومات بها سنة خمس وعشرين ومائة وألف، كما في محبوب ذي
المنن.
حرف النون
الشيخ ناصر علي السرهندي
الشيخ الفاضل ناصر علي بن رجب علي الحنفي السرهندي أحد الشعراء المفلقين، ولد ونشأ
بسرهند وحصل المراتب العلمية ثم أقبل على الشعر إقبالاً كلياً، وعاش مدة من الزمان في صحبة
مرزا فقير الله البدخشي صاحب إله آباد وبعد وفاته ذهب إلى بيجابور ونال الصلات الجزيلة عن ذي
الفقار بن الأسد العالمكيري، ثم رجع إلى دار الملك دهلي واعتزل بها عن الناس مع القناعة والتوكل
والاستغناء عن الناس، وكان قد أخذ الطريقة عن الشيخ محمد معصوم النقشبندي السرهندي، وله
ديوان شعر والمزدوجة المشهورة بالفارسية، ومن شعره قوله:
امتياز شهر وصحرا داشت از نقص جنون ورنه مجنون را خرابيهائي خود ويرانه بود
توفي لعشر بقين من رمضان سنة ثمان ومائة وألف بدهلي وله ستون سنة، كما في سرو آزاد.(6/849)
القاضي نجم الدين البرهانبوري
الشيخ الفاضل القاضي نجم الدين بن حبيب أحمد الحنفي البرهانبوري أحد الفقهاء الحنفية، كان ختناً
لمولانا عباس البرهانبوري، ولي القضاء بعادل آباد في أيام عالمكير واستقل به بعده، كما في تاريخ
برهانبور.
مولانا نجم الدين البرهانبوري
الشيخ العالم الفقيه نجم الدين بن عباس الحنفي البرهانبوري أحد العلماء المبرزين في الفقه
والتصوف، له مصنفات عديدة أشهرها نجم العلم شرح عين العلم بالعربية والصحف المطهرة وعلم
اليقين وترجمة العقائد السنية بالفارسية، كما في تاريخ برهانبور.
مولانا نجم الدين السندي
الشيخ الفاضل نجم الدين بن محمد رفيع البهكري السندي، كان ابن أخت الشيخ محمد معين صاحب
الدرسات وتلميذه، بنى مدرسة عظيمة في حياة شيخه المذكور فتكاثر عليه الطلبة وأخذ عنه جمع
كثير من المشايخ والعلماء.
وله مصنفات منها رسالة غريبة في علوم شتى صنفها في يوم واحد على تتبع الرسالة المنطقية
المشهورة بيكروزي، مات سنة ستين ومائة وألف، كما في تحفة الكرام.
مولانا نجم الهدى الأميثهوي
الشيخ الفاضل نجم الهدى بن نور الهدى العثماني الأميثهوي كان من نسل الشيخ نظام الدين
العثماني، ولد ونشأ ببلدة أميلهي وقرأ العلم على والده وكان والده من أصحاب الشيخ غلام نقشبند بن
عطاء الله اللكهنوي وكان يدرس ويفيد على قناعة وعفاف وتوكل، توفى لست ليال بقين من صفر
سنة إحدى وثمانين ومائة وألف، كما في بحر زخار.
الشيخ نصرة الله اللاهوري
الشيخ الصالح نصرة الله بن برخوردار بن محمد بن العلاء اللاهوري، كان من الرجال المعروفين
بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بلاهور وسافر إلى سيالكوث فقرأ الكتب الدرسية في مدرسة الشيخ عبد
الله بن عبد الحكيم السيالكوثي ثم رجع إلى لاهور وأخذ الطريقة عن والده ثم عن صاحبه أحمد النور
ولازمه زماناً ثم تولى الشياخة وكان من كبار العلماء.
توفي سنة سبعين ومائة وألف، كما في خزينة الأصفياء.
السيد نصير الدين البرهانبوري
الشيخ العالم الفقيه نصير الدين الحسيني البرهانبوري أحد العلماء الربانيين، ولد ونشأ في تصون تام
واقتصاد في الملبس والمأكل ولم يزل على ذلك براً تقياً ورعاً عابداً ناسكاً صواماً قواماً ذاكراً لله
سبحانه في كل أمر رجاعاً إليه في سائر الأحوال، كان لا ينام في الليل إلا نحو ساعتين بعد العشاء
ثم ينهض ويتهجد ويشتغل بتلاوة القرآن بلحن شجي ويبكي كثيراً في أثناء التلاوة حتى تبل دموعه
ملابسه، وكان يكتب القرآن وكتب التفسير والسلوك فيسترزق بها وكانت قدماه ويده اليسرى مشلولة،
وكان لا يختلط بأهل الدنيا ولا يتركهم أن يختلطوا به ولا يقبل النذور والفتوحات ولو كان يقبل شيئاً
من الهداياً من أحد يجزيه بأفضل منها وأثمن.
قال خافي خان في منتخب اللباب: إنه كان يتنفر عن اختلاط الأمراء فيقابلهم بوجه عبوس ولا يقبل
نذورهم بل يعظهم بقول مر ليتنفروا عنه، قال: إن منور خان جاء يوماً في حضرته وكان والياً على
تلك الناحية فقال له نصير الدين: إني لا أعلم في وصولكم إلي طائلاً غير أن فيلتكم وعساكركم
تضيق على الناس طرقهم في ذهابهم وإيابهم ويشركونني في هذا الظلم واللوم فليت شعري ما الحامل
لكم على إيقاع الناس في الضيق لسد الطريق، فأجابه منور خان: إني أتردد إليكم لتجذبوني إليكم،
فقال: إني أذنبت ذنباً كان عاقبة ذلك أن شلت قدماي وإحدى يدي فإن استعددت لذلك فانتظر مكافأة
سوء المعاملة لمخلوق الله سبحانه، قال: إن عناية الله خان كان من معتقديه فحرض السلطان، يجعل
له شيئاً من بيت المال فأشار(6/850)
السلطان إلى خواجه أدهم الذي كان صدراً بمدينة برهانبور أن يفتش
عن حاله ثم يعرض على السلطان ما يناسب له من يومية أو شهرية، فذهب إليه أدهم وأقرأه رسالة
السلطان، فقال له نصير الدين: لعلك أخطأت في مجيئك عندي لأن الصفات الأربعة التي كتبوها في
المراسلة لا توجد في، أما السيادة فلا أنكرها ولا أدعيها ولكن الصفات الأخرى من العلم والصلاح
والاستحقاق فليس لها عين ولا أثر في نفسي فلعلهم أرادوا بها غيري ممن يسمى بإسمي، فانقبض
الصدر من قوله وتكدر باله وقال: لعل عندكم بضاعة التوكل، فقال: بلى إن مفاتيح رزقي بيد من
يحتاج إليه مائة مائة آلاف مثل سيدك الذي تحتاج إليه، انتهى.
توفي في سنة قاتل فيها شاه عالم أخاه كام بخش بعد ستة أشهر من قتاله، كما في منتخب اللباب
وكان ذلك سنة تسع عشرة ومائة وألف.
الشيخ نصير الدين البالوي
الشيخ الصالح نصير الدين البالوي أحد العلماء المبرزين في الشعر والخط، كان يكتب على سبعة
أقلام، أخذ الطريقة عن الشيخ محمد فاضل البالوي، توفي سنة اثنتين وسبعين ومائة وألف بباله بفتح
الموحدة والتاء الهندية، كما في بحر زخار.
الشيخ نظام الدين الأورنك آبادي
الشيخ العالم الصالح نظام الدين محمد بن أحمد بن صالح بن أبي سعيد الصديقي الشهابي النكرامي
ثم الأورنك آبادي، أحد المشايخ المشهورين، كان أصله من بلدة أميلهي انتقل أحد أسلافه بقرابة
المصاهرة إلى نكرام قرية جامعة من أعمال لكهنؤ فسكن بها وولد نظام الدين بتلك القرية ونشأ بها،
واشتغل بالعلم أياماً على أساتذتها ثم سافر إلى دهلي واشتغل على الشيخ أحمد ابن أبي سعيد
الصالحي الأميثهوي صاحب نور الأنوار وكان في أثناء ذلك يتردد إلى الشيخ كليم الله الجهان آبادي،
ويقرأ عليه أيضاً بعض الكتب الدرسية حتى أخذته الجذبة الإلهية فبايعه ولازمه وأخذ عنه فنال حظاً
وافراً من العلم والمعرفة فرخصه الشيخ إلى أورنك آباد فأقام بها ورزق من حسن القبول ما لم يرزق
في عصره أحد من المشايخ الجشتية.
مات لليلتين خلتا من ذي القعدة سنة أربع وأربعين ومائة وألف بأورنك آباد فدفن بها، كما في بحر
زخار مع زيادة أخبرني بها محمد إدريس النكرامي.
الشيخ نظام الدين الأمروهوي
الشيخ الفاضل نظام الدين بن روشن محمد بن محمدي الفياض الجعفري الزينبي الهركام ثم
الأمروهوي أحد العلماء الصالحين، أخذ عن والده وعن غيره من العلماء والمشايخ، كما في نخبة
التواريخ.
الشيخ نظام الدين اللكهنوي
الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة الشهير صاحب العلوم والفنون وغيث الإفادة الهتون، العالم بالربع
المسكون، أستاذ الأساتذة، وإمام الجهابذة، الشيخ نظام الدين بن قطب الدين بن عبد الحليم الأنصاري
السهالوي ثم اللكهنوي الذي تفرد بعلومه وأخذ لواءها بيده، لم يكن له نظير في زمانه في الأصول
والمنطق والكلام.
ولد بسهالي وتوفي والده مقتولاً وهو في الرابع عشر أو الخامس عشر من سنه فانتقل إلى لكهنؤ مع
صنوه الكبير محمد سعيد فأعطى عالمكير بن شاهجهان سلطان الهند قصراً بذلك المقام لأبناء الشيخ
الشهيد يعرف بفرنكي محل لأنه كان من أبنية تاجر أفرنكي، فلما اطمأن قلبه خرج من لكهنؤ وذهب
إلى بلدة جائس وقرأ أكثر الكتب الدرسية على ملا علي قلي الجائسي ثم ذهب إلى بلدة بنارس وتتلمذ
على الحافظ أمان الله بن نور الله البنارسي وقرأ عليه شرح المواقف ثم رجع إلى بلدة لكهنو وتتلمذ
على الشيخ غلام نقشبند بن عطاء الله اللكهنوي وقرأ عليه الرسالة القوشجية في الهيئة، وأما ما
اشتهر على أفواه الناس أنه قرأ العلم على ملا محمد باقر بن غلام مصطفى الأشرفي الجائسي فليس
بصحيح والصواب أنه وفد عليه في بلدة جائس وأراد أن يقرأ عليه ولكنه ما توافقا فانحاز عنه، كما
في شرح المناقب الرزاقية للشيخ(6/851)
عبد الأعلى بن عبد العلي اللكهنوي، وإني سمعت من عبد الباقي
ابن علي محمد اللكهنوي أن الشيخ نظام الدين لما وفد على محمد باقر كان يقرأ حينئذ شرح الكافية
للجامي فأشار إليه محمد باقر أن يقرأ على بعض المحصلين عنده فافترق عنه.
وبالجملة فإنه قرأ فاتحة الفراغ وله خمس وعشرون سنة، ثم تصدى للدرس والإفادة فتكاثر عليه
الطلبة وخضع له العلماء وطارت مصنفاته في حياته إلى الأمصار والبلاد، وتلقى نظام درسه في
مدارس العلماء بالقبول وانتهت إليه رئاسة التدريس في أكثر بلاد الهند.
كان مع تبحره في العلوم وسعة نظره على أقاويل القدماء عارفاً كبيراً زاهداً مجاهداً شديد التعبد
عميم الأخلاق حسن التواضع كثير المؤاساة بالناس، وكان لا يتقيد بتكبير العمامة وتطويل الأكمام
والطيلسان، أخذ الطريقة القادرية عن الشيخ عبد الرزاق بن عبد الرحيم الحسيني البانسوي، بايعه
وله أربعون سنة، كما في رسالة قطبية للشيخ عبد الأعلى المذكور.
قال السيد غلام علي بن نوح الحسيني البلكرامي في سبحة المرجان: أنا دخلت لكهنؤ في التاسع
عشر من ذي الحجة الحرام سنة ثمان وأربعين ومائة وألف واجتمعت بالملا نظام الدين فوجدته على
طريقة السلف الصالحين وكان يلمع على جبينه نور التقديس، انتهى.
ومن مصنفاته شرحان على مسلم الثبوت للقاضي محب الله الأطول والطويل وشرح له على منار
الأصول وشرح على تحرير الأصول لابن الهمام وشرح على المبارزية وحاشية على شرح هداية
الحكمة للشيرازي وحاشية على الشمس البازغة للجونبوري وحاشية على شرح العضدية للدواني
وحاشية على الحاشية القديمة له، وله مناقب رزاقية كتاب بالفارسي في أخبار شيخه عبد الرزاق،
وأما شرحه الأطول على مسلم الثبوت فإنه فقد منذ مدة طويلة.
وأما تلامذته فإنهم كثيرون، أجلهم السيد كمال الدين العظيم آبادي والسيد ظريف العظيم آبادي
والعلامة كمال الدين الفتحبوري والشيخ غلام محمد البرهانبوري ومولانا حقاني اللنلوي والشيخ عبد
الله الأميثهوي والشيخ أحمد بن غلام نقشبند اللكهنؤي وحمد الله بن شكر الله السنديلوي والشيخ عبد
الرشيد الجونبوري المدفون بلكهنؤ والشيخ وجيه الدين الدهلوي ومولانا غلام محمد الشمس آبادي
ومولانا غلام فريد المحمد آبادي ومولانا محمد المالكي التلمساني والسيد شاكر الله السندولوي والشيخ
محمد حسن بن غلام مصطفى وصنوه محمد ولي بن الشيخ أحمد عبد الحق بن محمد سعيد ولده ملك
العلماء عبد العلي محمد وخلق كثير.
توفي يوم الأربعاء لثمان خلون من جمادى الأولى سنة إحدى وستين ومائة وألف في مرض حصاة
المثانة وقد جاوز سبعين سنة، فقال بعضهم مؤرخاً لوفاته: ع ملك بود بيك حركت ملك شد، كما في
رسالة قطبية.
القاضي نظام الدين الكجراتي
الشيخ العالم الفقيه القاضي نظام الدين بن نور الدين بن محمد صالح الأحمد آبادي الكجراتي أحد
العلماء الصالحين، ولد ونشأ في مهد العلم واشتغل به مدة حتى فاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون
لا سيما الفنون الرياضية والإنشاء والشعر، وولي القضاء بأحمد آباد سنة إحدى وخمسين ومائة وألف
فاستقل به مدة حياته، وكان وقوراً شديد العزيمة متصلباً في المذهب يبذل جهده في إعلاء كلمة الله،
هدم صومعة الهنادك بشاه بور سنة ثلاث وستين ومائة وألف، أحدثوها عند المسجد فكانوا يضربون
الناقوس أوقات الصلوات، فلما سمع بذلك أحمد شاه الدهلوي صاحب الهند رضي عنه وأعطاه الخلعة
الفاخرة والفيل.
له مصنفات كثيرة منها ميزان الساعة وتفصيل الفصول ورسالة في القهوة ورسالة في فضائل
العلماء وله رسائل أخرى.
مات لاثنتي عشرة خلون من ذي القعدة سنة خمس وستين ومائة وألف، وقبره عنده قبر والده بأحمد
آباد، كما في مرآة أحمدي.(6/852)
السيد محمد نعمان بن نور النصير آبادي
السيد الشريف نعمان بن نور بن هدى بن علم الله الحسني الحسيني النصير آبادي العالم الصالح،
ولد ونشأ بنصير آباد على أربعة أميال من جائس واشتغل بالعلم زماناً في بلدته، ثم سافر إلى لكهنؤ
وقرأ على الشيخ عبد الله الأميثهوي ثم رجع إلى رائي بريلي وبايع السيد محمد بن علم الله البريلوي
ولازمه زماناً، ولما توفي السيد محمد المذكور لازم ولده محمد عدل وأخذ عنه الطريقة ثم ساح البلاد
وأدرك المشايخ الكبار منهم محمود رسن تاب الخورجوي أحد أصحاب السيد علم الله المذكور ومنهم
الشيخ يوسف بن فتح محمد الأنبالوي ومنهم الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي وخلقاً آخرين من
المشايخ فاستفاض منهم فيوضاً كثيرة، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وراح إلى القدس
والخليل وتوفي في أثناء السفر.
له رسالة في سلوك الطريقة النقشبندية العلمية، ورسالة في أخبار جده علم الله وأبنائه ورسالة في
ملفوظات جده علم الله، رأيت كلها بخطه الشريف وله غير ذلك من الرسائل سمعتها من بعض
الثقات.
مات لخمس خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف بالقدس الشريف، كما في سيرة
السادات للسيد الوالد.
الشيخ نعمة الله السندي
الشيخ الفاضل نعمة الله بن عبد الجليل بن رحمة الله التتوي السندي أحد الرجال المعروفين بالفضل
والصلاح، ولد ونشأ بأرض السند وقرأ النحو والعربية والفقه والأصول وغيرها على جده لأمه الشيخ
ضياء الدين التتوي، وأخذ العلوم الحكمية عن الشيخ محمد صادق السندي وبرز في الفضائل الكثيرة
في شبابه وتصدى للدرس والإفادة وسافر إلى الحرمين الشريفين للحج والزيارة، فمات في بندر كلفه
لثمان عشرة خلون من ذي القعدة سنة تسع وسبعين ومائة وألف، كما في تحفة الكرام.
السيد نعمة الله البلكرامي
الشيخ الفاضل نعمة الله بن محمد زاهد بن عبد الواحد بن الطيب الحسيني الواسطي البلكرامي أحد
العلماء الصالحين، ولد ونشأ ببلكرام واشتغل بالعلم على عمه عبد الهادي بن عبد الواحد الحسيني،
وقرأ عليه بعض الكتب الدرسية ثم سافر إلى سهالي ولازم دروس العلامة قطب الدين بن عبد الحليم
الأنصاري السهالوي وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، وجد في البحث والاشتغال حتى فاق أقرانه في
العلوم الحكمية فرجع إلى بلدته وتصدى بها للدرس والإفادة، قال السيد غلام علي البلكرامي في مآثر
الكرام: إني حضرت في مجلسه غير مرة فكان ينظر إلي بنظرات المحبة.
توفي لخمس خلون من رمضان سنة أربعين ومائة وألف.
السيد نعمة الله الجزائري
الشيخ الفاضل نعمة الله بن نور الدين بن نعمة الله الحسيني الشيعي الجزائري المهندس الكبير، ذكره
عبد اللطيف بن طالب التستري في تحفة العالم قال: إنه ولد ونشأ بتستر وساح العراق وخراسان
وقرأ العلم على أساتذة عصره ثم سار إلى الهند في أيام محمد شاه الدهلوي، وكان عالماً كبيراً بارعاً
في الفنون الرياضية والشعر، ولوه على المرصد بدهلي ففاق أقرانه في ذلك الأمر وله ديوان الشعر
الفارسي يشتمل على ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف بيت.
مات بمدينة بيشاور سنة إحدى وخمسين ومائة وألف، كما في نجوم السماء.
الشيخ نعمة الله النوشهروي
الشيخ الفاضل نعمة الله الحنفي النوشهروي كان من نسل الشيخ مهدي علي الكبروي، ولد ونشأ
بكشمير وتفقه على الشيخ أمان الله الشهيد وقرأ عليه العلم وأسند عنه الحديث والقراءة والأحزاب
والدعوات واشتغل بها مع العفاف والقناعة والتوكل وصرف عمره في الإفادة والعبادة، توفي سنة
اثنتين وثمانين ومائة وألف، كما في حدائق الحنفية.(6/853)
الشيخ نور الأعلى السورتي
الشيخ الصالح نور الأعلى بن نور الحسن بن محمد الحسيني السورتي أحد الرجال المعروفين
بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بمدينة سورت وقرأ العلم على أساتذة عصره وتولى الشياخة بعد أخيه
فيض الحسن.
ومن مصنفاته كنز الفوائد، توفي سنة أربع وستين ومائة وألف بسورت، كما في الحديقة الأحمدية.
الشيخ نور الحسن السورتي
الشيخ الصالح نور الحسن بن محمد بن أبي الحسن بن جمال الدين النقوي الحسيني السورتي أحد
المشايخ النقشبندية، ولد ونشأ بمدينة سورت وانتفع بأبيه وأخذ عنه وتولى الشياخة بعده خمسين سنة.
توفي سنة ست وعشرين ومائة وألف بمدينة سورت، كما في الحديقة الأحمدية.
القاضي نور الحق الكجراتي
الشيخ العالم الفقيه القاضي نور الحق بن القاضي عبد الوهاب الحنفي الكجراتي أحد الفقهاء
المشهورين، ولاه عالمكير بن شاهجهان سلطان الهند القضاء سنة تسعين وألف، كما في مآثر
عالمكيري، وفي مرآة أحمدي: أنه ولي الاحتساب بمدينة مانده من أعمال كجرات، لعله في سنة ثمان
ومائة وألف.
المفتي نور الحق الدهلوي
الشيخ العالم الفقيه المفتي نور الحق بن محب الله بن نور الله بن المفتي نور الحق بن عبد الحق
البخاري الدهلوي أحد العلماء المشهورين، كان ثاني أبناء والده، أخذ عن أبيه، وله شرح على ما ثبت
بالسنة لجده عبد الحق بن سيف الدين البخاري بالفارسي، كما في مرآة الحقائق
القاضي نور الحق الكرانوي
الشيخ العالم الفقيه القاضي نور الحق بن القاضي محمد عاشق الأنصاري السهالوي ثم الكرانوي أحد
الفقهاء الحنفية، قرأ العلم على ابن عم أبيه العلامة كمال الدين الفتحبوري ثم ولي التدريس في مدرسة
بناها نواب سعد الله خان بمدينة بريلي فدرس بها زماناً وكان راتبه الشهري مائتي ربية، ثم لما توفي
والده رحل إلى كرانه وولي القضاء بها فاستقل به مدة طويلة وولي قضاء ديوبند فنصب مكانه
بيدوبند حماية الله بن فضل الله بن القاضي مبارك السهالوي الذي كان ختن أخيه الشيخ دوست محمد
بن محمد عاشق الكرانوي ثم نصب مكانه ببلدة كرانه ابن عمه أحمد بن خليل الرحمن السهالوي
واعتزل عن الناس عاكفاً على عبادة الله سبحانه وكان غاية في التورع والتشرع، أخذ الطريقة عن
الشيخ محمد فاضل الجشتي الباني بتي وقد جاوز سبعين سنة.
وله مصنفات عديدة منها تعليقاته على الكتب الدرسية ومنها رسالة في المواريث، توفي سنة ثمانين
ومائة وألف، كما في أغصان الأنساب.
الشيخ نور الدين الرفاعي
الشيخ الصالح نور الدين بن عبد الرحيم بن محمد بن صالح الحسني الرفاعي السورتي أحد رجال
العلم والمعرفة، مات يوم الأربعاء لثلاث ليال بقين من ربيع الآخر سنة عشرين ومائة وألف، كما في
الحديقة.
الشيخ نور الدين الكجراتي
الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة نور الدين بن محمد صالح الأحمد آبادي الكجراتي أحد الأساتذة
المشهورين في الهند، ولد لعشر خلون من جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وألف واشتغل بالعلم من
صباه وقرأ كلستان للشيخ سعدي المصلح الشيرازي على أمه في سبعة أيام وقرأ الكتب الدرسية على
مولانا أحمد بن سليمان الكجراتي وعلى مولانا فريد الدين الأحمد آبادي وقرأ الحديث على الشيخ
محمد بن جعفر الحسيني البخاري وأخذ عنه الطريقة وبرز في الفضائل كلها حتى صار ممن لا
يدانيه أحد في عصره ومصره في كثرة الدرس والإفادة، بنى له أكرم الدين الكجراتي مدرسة عظيمة
بأحمد آباد وأنفق على بنائها مائة ألف وأربعاً وعشرين ألفاً من النقود، شرع في بنائها سنة(6/854)
تسع
ومائة وألف فأرخ لها بعض العلماء من قوله تعالى بزيادة لفظ منه هو لمسجد أسس على التقوى من
أول يوم وفرغ من بنائها سنة إحدى عشرة ومائة وألف فأرخ لها بعضهم من قوله: مدرسة فيها الهدى
للعالمين، وأرصد لرواتب الطلبة قرى عديدة من الأرض الخراجية.
وكان نور الدين أورع الناس وأزهدهم، شديد التعبد، يصلي في جوف الليل مرتين، وكلما يضطجع
يهلل ألف مرة ويصلي على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألف مرة، وكان لا يقبل هدايا الملوك
والسلاطين ولا يوميتهم وسافر إلى الحرمين الشريفين زادهما الله شرفاً سنة ثلاث وأربعين ومائة
وألف وعمره جاوز إحدى وتسعين سنة فحج وزار ورجع إلى الهند.
وله مصنفات جليلة تدل على غزارته في العلم وسعة نظره على مصنفات القدماء، منها تفسير
مختصر على القرآن المجيد وله التفسير النوراني للسبع المثاني وله التفسير الرباني على سورة
البقرة وله حاشية على أوائل تفسر البيضاوي وله نور القاري شرح صحيح البخاري وله الحاشية
القويمة على الحاشية القديمة وله حاشية على شرح المواقف وله حل المعاقد لحاشية شرح المقاصد
وله حاشية على شرح المطالع وحاشية على التلويح وحاشية على العضدي والمعول حاشية له على
المطول وحاشية له على شرح الوقاية وحاشية على شرح الكافية للجامي وحاشية على المنهل وحاشية
على الشمسية وشرح على تهذيب المنطق وهو أدق مصنفاته وله الطريق الأمم شرح فصوص الحكم
لابن عربي، وله غير ذلك من المصنفات الكبيرة والصغيرة تربو على مائة وخمسين.
توفي يوم الثلثاء لتسع خلون من شعبان سنة خمس وخمسين ومائة وألف وقبره قريب من مدرسته
بأحمد آباد، كما في مرآة أحمدي مع زيادة يسيرة من سبحة المرجان.
الشيخ نور الدين الكشميري
الشيخ الصالح نور الدين بن نظام الدين الحنفي الكشميري أحد المشايخ النقشبندية، ولد بكشمير سنة
ست وثمانين وألف وحفظ القرآن وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ أحمد
اليسوي وتولى الشياخة مقام والده المرحوم سنة ثمان وأربعين ومائة وألف وحصل له القبول العظيم
في بلاد كشمير.
مات سنة ست وخمسين ومائة وألف، كما في خزينة الأصفياء.
مولانا نور الدين الكنتبوري
الشيخ الفاضل نور الدين جعفر الكنتبوري الجونبوري أحد العلماء البارعين في الفروع والأصول،
ولد ونشأ في قرية كنتبور من أعمال غازيبور ثم جاء إلى بلدة جونبور وقرأ أكثر الكتب الدرسية
على الشيخ محمد جميل ابن عبد الجليل الجونبوري وبعضها على الشيخ محمد أفضل بن عبد
الرحمن العباسي الإله آبادي وجد في البحث والاشتغال حتى برع في العلم وتأهل للفتوى والتدريس،
وكان رجلاً صالحاً متعبداً كثير الاشتغال بالتلاوة والنوافل، وهو أخذ الطريقة عن الشيخ محمد أفضل
المذكور.
مات سنة عشرين ومائة وألف بمدينة جونبور فدفن بها، كما في تجلي نور.
القاضي نور العين البللوي
الشيخ الفاضل نور العين بن القاضي أمانة الله الحنفي البللوي أحد الشعراء المجيدين، سافر إلى
الحجاز سنة خمس وسبعين ومائة وألف فحج وزار ورجع إلى الهند وأدرك السيد غلام علي الحسيني
البلكرامي ببلدة أورنك آباد واحتظ بصحبته، له ديوان ضخم بالفارسي ومن شعره قوله:
ترا كه كفت كه مائل بسير بستان باش بنوش يك دوسه جامي وخود كلستان باش
توفي سنة خمس وتسعين ومائة وألف، كما في نتائج الأفكار.
الشيخ نور الله البنارسي
الشيخ الصالح نور الله بن الحسين المفتي المحمد آبادي ثم البنارسي أحد الفقهاء الحنفية، أخذ
الطريقة عن الشيخ محمد رشيد بن مصطفى العثماني الجونبوري ثم لبس الخرقة عن الشيخ محمد
أرشد بن محمد رشيد، وكان عالماً فقيهاً صوفياً حسن الأحوال، أعقب ولداً يسمى أمان الله وهو الذي
صار من أكابر العلماء في عصره، وكانت وفاة نور الله في بلدة بنارس وقبره بها، كما في كنج
أرشدي.
السيد نور الله البلكرامي
الشيخ العالم الفقيه نور الله بن كرم الله بن لطف الله بن الحسن بن نوح ابن محمود الحسيني
الواسطي البلكرامي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ ببلكرام واشتغل بالعلم وقرأ بعض الكتب
الدرسية على أساتذة بلدته ثم سافر إلى بلاد أخرى وقرأ العلم على الشيخ أبي الفتح العثماني النيوتيني
ثم رحل إلى دهلي واعتكف في مقبرة الشيخ نظام الدين محمد البدايوني فهجم عليه الناس ففر منهم
ورجع إلى بلدته ولازم أخاه لطف الله بن كرم الله مدة طويلة، وحفظ القرآن الكريم في كبر سنه وكان
يدرس ويفيد.
توفي لثلاث عشرة خلون من شعبان سنة ثلاث عشرة ومائة وألف، كما في مآثر الكرام.
مولانا نور الله الكشميري
الشيخ الفاضل نور الله الحنفي الكشميري المشهور بنور بابابتلو، كان من كبار العلماء في عصره،
قرأ بعض الكتب على الشيخ عبد الستار الكشميري ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن الشيخ حسام الدين
محمد والقاضي مستعد خان والقاضي مبارك ولازمهم مدة حتى برع في العلم وتأهل للفتوى
والتدريس، ثم لازم الشيخ جانجانان الدهلوي وأخذ عنه الطريقة النقشبندية ثم رجع إلى كشمير له
حاشية على الخيالي وحاشية على المطول.
توفي لأربع خلون من ربيع الأول سنة خمس وتسعين ومائة وألف، كما في حدائق الحنفية.
الشيخ نور الله الكشميري
الشيخ الصالح نور الله الحنفي الكشميري كان من أحفاد الشيخ أحمد القاري، ووالده كانت من ذرية
الشيخ داود، وهو أخذ الطريقة عن الشيخ عبيد الله البلخي ثم سافر إلى الحرمين الشريفين وأدرك بها
الشيخ أبا الحسن المحدث السندي ثم رجع إلى كشمير، مات سنة خمس وتسعين ومائة وألف، كما في
روضة الأبرار.
الشيخ نور الله البرهانوي
الشيخ العالم الكبير المحدث نور الله بن معين الدين الصديقي البرهانوي أحد فحول العلماء، ولد
ونشأ بقرية برهانه بضم الموحدة واشتغل بالعلم من صباه وسافر إلى دهلي ولازم دروس الشيخ
الكبير ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي وأخذ عنه ولازمه ملازمة طويلة حتى صار من كبار
العلماء في حياة شيخه، أخذ عنه الشيخ عبد العزيز بن ولي الله وقرأ عليه كتب الفقه وكان الشيخ عبد
العزيز المذكور ختنه، مات نحو سنة سبع وثمانين ومائة وألف، يظهر ذلك من رسالة الشيخ عبد
العزيز أرسلها إلى السيد أبي سعيد بن محمد ضياء الحسني البريلوي بعد رجوعه عن الحج يخبره
بوفاة الشيخ نور الله، وكان السيد رحل إلى الحرمين سنة 1187 هـ ورجع إلى الهند سنة 1188 هـ.
الشيخ نور محمد البدايوني
الشيخ العالم الفقيه نور محمد الحسيني النقشبندي البدايوني أحد العلماء الربانيين أخذ عن الشيخ
محمد محسن الدهلوي والشيخ سيف الدين بن محمد معصوم السرهندي واشتغل عليهما مدة طويلة
حتى غلب عليه الاستغراق وامتد إلى خمس عشرة سنة فكان لا يصحو إلا في أوقات الصلوات ثم
أفاق.
وكان في غاية الزهد والورع يأكل بعمل يده فيطبخ الطعام لبضعة أيام ويأكل منه حين يغلبه الجوع،
وكان لا يجيب دعوة الأغنياء ولا يجمع طعامين في مائدته، أخذ عنه الشيخ جانجانان الدهلوي وكان
يقول: إن مكشوفاته كانت في غاية الصحة ومطابقة الواقع بل يمكن أن نقول ليس لأمثالنا أن نرى
بعين الرأس مثل ما يراه بعين القلب، وقال: إن نفس القدسية كانت خالية عن التغير بمدح الناس
وذمهم وكان الرضاء والتسليم إلى القضاء من صفته.
مات لإحدى عشرة خلون من ذي القعدة سنة خمس وثلاثين ومائة وألف بمدينة دهلي، كما في
مقامات مظهري.
الشيخ نور محمد السندي
الشيخ الفاضل نور محمد التتوي السندي الواعظ كان من بني أعمام الشيخ محمد الحكيم السندي،
وكان واعظاً خطيباً مصقعاً، أخذ عن الشيخ عبد الله الواعظ وذكر اثنتي عشرة سنة في مسجد ملوك
شاه وكانت مواعظه مؤثرة تأخذ بمجامع القلوب.
مات سنة ست وسبعين ومائة وألف، كما في تحفة الكرام.
الشيخ نور محمد الأورنك آبادي
الشيخ الصالح الكبير نور محمد بن عبد الله بن أبي العلاء الصوفي الأورنك آبادي أحد المشايخ
المشهورين في الهند، أخذ عن الشيخ شرف الدين قطب الحموي وساح بلاد الهند ثم سكن بأورنك
آباد، وكان شيخاً معمراً جليل القدر شديد التعبد عاش بأورنك آباد خمساً وعشرين سنة، مات يوم
الأربعاء لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة اثنتين ومائة وألف، كما في محبوب ذي المنن.
مولانا نور محمد اللاهوري
الشيخ الفاضل نور محمد بن محمد فيروز بن فتح الله اللاهوري المشهور بنور محمد المدقق، له
شرح التصريف للسيد الشريف أوله: نحمدك يا من بيده الصحة والسقام، إلخ.
مولانا نور الهدى الكشميري
الشيخ الفاضل نور الهدى بن عبد الله بن محمد فاضل اليسوي الكشميري كان من كبار المشايخ، ولد
سنة تسع وعشرين ومائة وألف وقرأ العلم على والده وعلى الشيخ سعد الدين صادق والشيخ رحمة
الله ولازمهم مدة طويلة حتى برع في كثير من العلوم والفنون، أخذ عنه ملا محمد مقصود ومير نظام
الدين وبابا أسد الله وملا محمد ولي والمفتي قوام الدين وابناه ملا عبد الله وملا محمد أنور وخلق
كثير.
مات في جمادى الأولى سنة تسع وتسعين ومائة وألف، كما في حدائق الحنفية.
الشيخ نور الهدى الأميثهوي
الشيخ العالم الكبير نور الهدى بن محمد بن مودود بن عبد الواسع بن نظام الدين العثماني الأميثهوي
أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ ببلدة أميلهي وحفظ القرآن وقرأ العلم على الشيخ غلام نقشبند بن
عطاء الله اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، وقرأ فاتحة الفراغ وله خمس عشرة سنة، وكان مفرط
الذكاء متين الديانة كبير الشأن، وله رغبة في البحث والمناظرة، درس وأفاد مدة عمره.
مات لثلاث عشرة خلون من رجب سنة ثلاث وثلاثين ومائة وألف، كما في بحر زخار.
حرف الواو
مولانا وجيه الحق البهلواروي
الشيخ الفاضل وجيه الحق بن أمان الله بن محمد أمين بن جنيد بن إسماعيل البهلواروي كان من
نسل عبد الله بن جعفر الطيار رضي الله عنه، ولد ونشأ في مهد العلم والمشيخة وقرأ بعض الكتب
الدرسية على والده وأكثرها على صنوه محمد مخدوم وأجازه المخدوم سنة ثلاث وأربعين ومائة
وألف، وأخذ الحديث عن الشيخ محمد عتيق بن عبد السميع البهاري وقرأ عليه المشكاة والصحيحين
وأجازه لسائر كتب الحديث، ثم سافر إلى غازيبور للاسترزاق وأقام بها زماناً ثم رجع إلى بلدته
وصرف عمره في الدرس والإفادة، أخذ عنه ابنه وحيد الحق.
ومن مصنفاته نزهة السالكين رسالة في فضل العبادة، مات سنة خمسين ومائة وألف، كما في حديقة
الأزهار.(6/855)
الشيخ ولي الله الدهلوي
الشيخ الفاضل ولي الله الحنفي الدهلوي أحد العلماء المشهورين كان سبط الشيخ عبد الأحمد بن
محمد سعيد السرهندي، قرأ العلم وبرع في الشعر والتصوف والتفسير وسمى نفسه اشتياق في الشعر
على طريق شعراء الفرس.
له مصنفات منها تفسير القرآن الكريم وقد ظن الشيخ شبلي بن حبيب الله الأعظمكدي في حاشيته
على كلشن هند أنه هو الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي وهذا خطأ فاحش صدر منه لقلة تدبره
وعدم وقوفه على تراجم علماء الهند، فإن الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي وإن كان شاعراً
ولكنه اسمه في الشعر أمين وهذا الشيخ ولي الله وإن كان محدثاً ولكنه كان من أسباط الشيخ عبد
الأحد وكان يسكن بكونله فيروز شاه وأين هذا من ذاك.
توفي ولي الله المترجم له سنة خمسين ومائة وألف، قال الشاعر: طوطى خوش مقال بوداي واي،
كما في تذكرة الشعراء لحسين قلي بن آقا على المؤلفة سنة 1233 هـ وتذكرة الشعراء، لفتح علي شاه
الدهلوي المؤلفة سنة 1166 هـ وتذكرة الشعراء لمير حسن بن المستحسن الدهلوي.
شيخ الإسلام ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي
الشيخ الإمام الهمام حجة الله بين الأنام إمام الأئمة قدوة الأمة علامة العلماء وارث الأنبياء آخر
المجتهدين أوحد علماء الدين زعيم المتضلعين بحمل أعباء الشرع المتين محيي السنة وعظمت به لله
علينا المنة شيخ الإسلام قطب الدين أحمد ولي الله بن عبد الرحيم بن وجيه الدين العمري الدهلوي.
العالم الفاضل النحرير أفضل من بث العلوم فأروى كل ظمآن
كان السلف من آبائه من حفدة السيد ناصر الدين الشهيد ومشهده ببلدة سوني بت معروف يزار
ويتبرك به، وجده الشيخ وجيه الدين العمري الشهيد حفيد للسيد نور الجبار المشهدي ونسبه يتصل
بالإمام موسى الكاظم عليه وعلى آبائه السلام، وكان أبوه الشيخ عبد الرحيم من وجوه مشايخ دهلي
ومن أعيانهم، له حظ وافر من العلوم الظاهرة والباطنة مع علو كعبه في طريقة الصوفية وهو بشر
بولده في رؤيا صالحة بشره بذلك الشيخ قطب الدين بختيار الأوشي وقال له أن يسميه باسمه إذا ولد
فلذلك قيل له قطب الدين، وهو ولد يوم الأربعاء لأربع عشرة خلون من شوال سنة أربع عشرة ومائة
وألف في أيام عالمكير، فلما بلغ من عمره ما يندفع فيه الموفق من السعداء إلى طريق العلم وطلبه
وينسك فيه بين نظام طلابه أخذ العلوم عن والده الشيخ عبد الرحيم المذكور وقرأ عليه الرسائل
المختصرة بالفارسية والعربية وشرع في شرح الكافية للعارف الجامي وهو ابن عشر سنين وتزوج
وهو ابن أربع عشرة سنة وبايع والده واشتغل عليه بأشغال المشايخ النقشبندية وقرأ تفسير البيضاوي
وأجيز بالدرس وفرغ من التحصيل وهو في الخامس عشر من سنه، وكان قرأ طرفاً من المشكاة
وصحيح البخاري وشمائل الترمذي والمدارك ومن علم الفقه شرح الوقاية والهداية بتمامهما إلا طرفاً
يسيراً، ومن أصول الفقه الحسامي وطرفاً صالحاً من التوضيح والتلويح ومن المنطق شرح الشمسية
وقسطاً من شرح المطالع، ومن الكلام شرح العقائد وجملة من الخيالي وشرح المواقف، ومن
التصوف قطعة من العوارف، ومن الطب موجز القانون، ومن الحكمة شرح هداية الحكمة، ومن
المعاني المختصر والمطول، وبعض الرسائل في الهيئة والحساب، إلى غير ذلك، وكلها على أبيه،
وكان يختلف في أثناء الدرس إلى إمام الحديث في زمانه الشيخ محمد أفضل السيالكوثي فانتفع به في
الحديث، واشتغل بالدرس نحواً من اثنتي عشرة سنة، وحصل له الفتح العظيم في التوحيد والجانب
الواسع في السلوك ونزل على قلبه العلوم الوجدانية فوجاً فوجاً، وخاض في بحار المذاهب الأربعة
وأصول فقههم خوضاً بليغاً ونظر في الأحاديث التي هي متمسكاتهم في الأحكام وارتضى من بينها
بامداد النور الغيبي طريق الفقهاء المحدثين، واشتاق إلى زيارة الحرمين الشريفين فرحل إليها سنة
ثلاث وأربعين ومائة وألف ومعه خاله الشيخ عبيد الله البارهوي وابن خاله محمد عاشق وغيرهما من
أصحابه فأقام بالحرمين(6/856)
عامين كاملين، وصحب علماء الحرمين صحبة شريفة وتتلمذ على الشيخ أبي
طاهر محمد بن إبراهيم الكردي المدني في المدينة المنورة فتلقى منه جميع صحيح البخاري ما بين
قراءة وسماع وشيئاً من صحيح مسلم وجامع الترمذي وسنن أبي داود وسنن ابن ماجه وموطأ الإمام
مالك ومسند الإمام أحمد والرسالة للشافعي والجامع الكبير، وسمع منه مسند الحافظ الدارمي من أوله
إلى آخره في عشرة مجالس كلها بالمجلس النبوي عند المحراب العثماني تجاه القبر الشريف وشيئاً
من الأدب المفرد للبخاري وشيئاً من أوله الشفاء للقاضي عياض، وسمع عليه الأمم فهرس الشيخ
إبراهيم بن الحسن الكردي المدني مع التذئيل، فأجازه الشيخ أبو طاهر إجازة عامة بما تجوز له وعنه
روايته من مقروء ومسموع وأصول وفروع وحديث وقديم ومحفوظ ورقيم، وذلك في سنة أربع
وأربعين ومائة وألف، ثم ورد بمكة المباركة وأخذ موطأ مالك عن الشيخ وفد الله المالكي المكي،
وحضر دروس الشيخ تاج الدين القلعي المكي أياماً حين كان يدرس صحيح البخاري وسمع عليه
أطراف الكتب الستة وموطأ مالك ومسند الدارمي وكتاب الآثار لمحمد وأخذ الإجازة عنه لسائر الكتب
وأخذ عنه الحديث المسلسل بالأولية عن الشيخ إبراهيم بن الحسن المدني وهو أول حديث سمع منه
بعد عوده من زيارة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعاد إلى الهند سنة خمس وأربعين ومائة وألف.
ومن نعم الله تعالى عليه:
أنه خصه بعلوم لم يشرك معه فيها غيره والتي أشرك فيها معه غيره من سائر الأئمة كثيرة لا
يحصيها البيان ونحن نذكر قليلاً من ذلك الكثير حسبما ذكرها محسن بن يحيى الترهتي في اليانع
الجني.
منها ما أكرمه الله تعالى به من الفصاحة في اللغة العربية والربط الخاص بالفنون الأدبية في النظم
والنثر كأنما الإعجاز أو السحر من رقة اللفظ ومعناه وصفاء المورد ومغناه.
ومنها علوم الفقه على المذاهب الأربعة وأصحابهم والاطلاع على مأخذ المسائل ومنازع الحجج
والدلائل.
ومنها علم الحديث والأثر مع حفظ المتون وضبط الأسانيد والنظر في دواوين المجاميع والمسانيد
ولم يتفق لأحد قبله ممن كان يعتني بهذا العلم من أهل قطره ما اتفق له من رواية الأثر وإشاعته في
الأكناف البعيدة.
ومنها علم تفسير القرآن وتأويل كتاب الله العزيز فمن نظر في كتبه شهد بتوفر حظه منه.
ومنها أصول هذه العلوم ومبادئها التي هذبها تهذيباً بليغاً وأكثر من التصرف فيها حتى يكاد يصح أن
يقال: إنه باني أسها وباري قوسها، فأما أصول التفسير فكتابه الفوز الكبير فيها شاهد صدق على
براعته على كثير من أهلها، والحق أنه متفرد بتحقيق هذا الفن وتدقيقه، وأما أصول الحديث فله فيها
باع رحيب، وقد أشار ابنه عبد العزيز أن له فيها تحقيقات مستظرفة لم يسبق إليها، وأما أصول الفقه
فإنه شرح أصول المذاهب المختلفة وجمعها وبين الفرق بين الأمور الجدلية والأصول الفقهية ورد
وجوه الاستنباط على كثرتها إلى عشرة وأسس قواعد الجمع بين مختلف الأدلة وبين قوانين الترجيع.
ومنها علم العقائد وأصول الدين فإنه أتى بأسرار غامضة في تطبيق بالمأثور مما لا يهتدي إليها في
الأعصار إلا واحد بعد واحد ممن يجتبيه الله سبحانه، وذلك لأن المتكلم في هذا العلم إما أن يكون
صاحب حديث يتهافت على ظواهره أو صاحب كلام يتعمق في الرأي أو صاحب فقه يتوسط
الفريقين أو صاحب ذوق يطمئن إلى ما يتجلى له، وقد جمع الله تعالى في صدره ما شتته بين هؤلاء.
ومنها آداب السلوك وعلم الحقائق فإنه أفاض من ذوارف المعارف على أهلها سجالاً لأنه كان جامعاً
بين الطرق الثلاثة من السمع والفكرة والذوق فلا يتجلى له شيء من السر الغامض فيقبله إلا بعد ما
شهد بصحته شاهداً صدق من المعقول والمنقول.
لا أقول: إنه لم يشاركه فيها من علماء أرضه ممن عاصرهم أو تأخر زمانه بقليل عن زمانهم إلا أنه
فضلهم بعلوم وهيبة ضمها إلى علوم وهي كثيرة لا تضبط، فمنها فنون من علم التفسير كبيان العلوم
الخمسة(6/857)
القرآنية وتأويل الحروف المقطعات في أوائل السور وتوجيه قصص الأنبياء عليهم السلام
وبيان مباديها التي نشأت من استعداد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وقابلية قومه ومن التدبير الذي
دبرته الحكمة الإلهية في زمانه فقد ألف لذلك رسالة جيدة سماها تأويل الأحاديث ومنها ترجمة القرآن
بالفارسية على شاكلة النظم العربي في قدر الكلام وخصوص اللفظ وعمومه وغير ذلك وسماها فتح
الرحمن في ترجمة القرآن ومنها ما ألقى الله في قلبه وقتاً من الأوقات ميزاناً يعرف ما هو الحق عند
الله وعند رسوله، وقد ذكر نموذجاً من ذلك حين سئل عن الاختلاف في الانصاف وعقد الجيد
والهمعات وغير ذلك من مصنفاته، ومنها ما صب الله تعالى في صدره من نور كشف له وجوه
أسرار الشريعة ثم شرح صدره لبيانها فبينها على أحسن وجه في حجة الله البالغة وقد قال ولده عبد
العزيز في كتابه إلى أمير حيدر البلكرامي: وكتاب حجة الله البالغة التي هي عمدة تصانيفه في علم
أسرار الحديث ولم يتكلم في هذا العلم أحد قبله على هذا الوجه من تأصيل الأصول وتفريع الفروع
وتمهيد المقدمات والمبادىء واستنتاج المقاصد منها إلى المجلس والنادي وإنما يستنشم نفحات قليلة
من هذا العلم في كتاب إحياء العلوم للغزالي وكتاب القواعد الكبرى للشيخ عز الدين بن عبد السلام
المقدسي وربما يوجد بعض فوائد هذا العلم في مواضع من الفتوحات المكية للشيخ الأكبر والكبريت
الأحمر للشيخ ابن عربي وكذا مؤلفات تلميذه الشيخ الكبير الشيخ صدر الدين القونوي - قدس سرهما
- وقد جمعهما الشيخ عبد الوهاب الشعراني في كتاب الميزان انتهى.
وليس على الله بمستنكر أن يجمع العالم في واحد
ومن نعم الله تعالى عليه
أن أولاه خلعة الفاتحية وألهمه الجمع بين الفقي والحديث وأسرار السنن ومصالح الأحكام وسائر ما
جاء به النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - من ربه عز وجل حتى أثبت عقائد أهل السنة بالأدلة
والحجج وطهرها من قذى أهل المعقول وأعطى علم الإبداع والخلق والتدبير والتدلي مع طول
وعرض وعلم استعداد النفوس الانسانية لجمعيها وأفيض عليه الحكمة العملية وتوفيق تشييدها
بالكتاب والسنة وتمييز العلم المنقول من المحرف المدخول وفرق السنة السنية من البدعة غير
المرضية، كما قال في التفهيمات الإلهية:
ومن نعم الله علي ولا فخر أن جعلني ناطق هذه الدورة وحكيمها وقائد هذه الطبقة وزعيمها فنطق
على لساني ونفث في نفسي فإن نطقت بأذكار القوم وأشغالهم نطقت بجوامعها وأتيت على مذاهبهم
جميعها، وإن تكلمت على نسب القوم فيما بينهم وبين ربهم زويت لي مناكبها وبسطت في جوانبها
ووافيت ذروة سنامها وقبضت على مجامع خطامها، وإن خطبت بأسرار اللطائف الانسانية تعوضت
قاموسها وتلمست باغوسها وقبضت على جلابيبها وأخذت بتلابيبها، وإن تمطيت ظهر علوم النفوس
ومبالغها فأنا أبو عذرتها آتيهم بعجائب لا تحصى وغرائب لا تكتنهه ولا اكتناهها يرجى، وإن بحثت
عن علم الشرائع والنبوات فأنا ليث عرينها وحافظ جرينها ووارث خزائنها وباحث مغانيها.
وكم لله من لطف خفي يدق خفاه عن فهم الذكي
وقال في موضع آخر من ذلك الكتاب: لما تمت بي دورة الحكمة ألبسني الله خلعة المجددية فعلمت
علم الجميع بين المختلفات، انتهى.
وقد أثنى عليه الأجلة من العلماء
ومنهم شيخه أبو طاهر محمد بن إبراهيم المدني قال: إنه يسند عني اللفظ وكنت أصحح منه المعنى،(6/858)
أو كلمة تشبه ذلك، وكتبها فيما كتب له وهذا يقرب من قول البخاري في أبي عيسى حين قال له: ما
انتفعت بك أكثر مما انتفعت بي، وليس وراءه مفخرة ترام ولا فوقها منقبة تتمنى.
شرف ينطح النجوم بروقيه وعز يقلقل الأجبالا
وقال الشيخ شرف الدين محمد الحسيني الدهلوي في كتابه الوسيلة إلى الله: ثم لما دونت علوم
الولاية وقواعدها وقوانينها وتحققت النفوس الكاملة بأصولها وفروعها وغلبت على الاستعدادات
المختلفة نتائجها وثمراتها ومر الدهور والأعصار وتطاولت إليها أيدي الأفكار اختلطت علوم الولاية
بعلوم النبوة لشدة غموضها اختلاطاً صعب التميز بينها بل اختلطت العلوم كلها من النافعة والضارة
لاختلاط الناس عربهم وعجمهم ولاختلاف استعداداتهم وأمزجتهم ولتمارس العلوم وتداول الكتب بينهم
فتيسر لكل أحد من الناس أن يحمل أي عبارة من أي علم شاء على وفق ذوقه بطريق فن الاعتبار
ويستدل بها على مدعاه وهو لا يدري أن حملها بطريق الاعتبار وأن فن الاعتبار لا يتأتى به
الاستدلال فاشتبه الأمر على نفوس المستعدين وتعسر التحقق لها بالعلوم على حيالها فأصيبت
المصيبة واستطارت البلية كل الجهات حتى إن الزنادقة والملاحدة تستروا في زي الصوفية وتطاولت
أيديهم بعبارات القرآن العظيم والأحاديث النبوية صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكلمات المشايخ الكبار
وحملوها على غير المراد فضلوا وأضلوا فكاد الزمان أن يكون شبيهاً بزمان الجاهلية فاقتضى التدبير
الكلي والحكمة الأزلية أن تظهر حقيقة الحقائق بالقدر المشترك الجامع بين علوم النبوة والولاية بل
الجامع بين العلوم كلها مرة أخرى في مظهرها الثالث ليكون منصة لظهور حقائقها الجامعة المميزة
بين العلوم ومراتبها فهو يقنن قوانين ويدون قواعد يحصل بها الامتياز التام بين علوم النبوة والولاية
بل بين العلوم المعتدة كلها من التفسير والحديث والفقه والكلام والتصوف والسلوك فينزل كل علم
منزلته ويبلغ كل عبارة وإشارة مبلغه وهو الكامل المكمل زبدة المتقدمين قدوة المتأخرين قطب
المدققين غوث المحققين الشيخ ولي الله المحدث الدهلوي - سلمه الله سبحانه - ومن كان له لطف
قريحة وطالع مصنفاته الشريفة وتحقق بقواعدها وقوانينها خصوصاً كتاب حجة الله البالغة واللمحات
وألطاف القدس والهمعات والمكتوب المرسل إلى المدينة والكتاب المسوي في شرح المؤطا لم يبق له
ريبة في تصديق هذا المطلب الأهنى والمقصد الأقصى - قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن
شاء فليكفر - فمثل مصنفاته الشريفة بالنسبة إلى التصنيفات السابقة في العلوم مثل رجل ماهر
باللغات بأسرها إلى جماعة وجدوا ديناراً يطلب به كل واحد بلغته العنب فوقع خصام وخلاف بينهم
بسبب اختلاف ألفاظهم فأخذ هذا الرجل الدينار من أيديهم واشترى عنباً وأعطاهم فلما رأوا ذلك
شكروا له ورضوا بينهم وتعانقوا، فافهم، انتهى.
وذكر الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي في المقامات أن شيخه مرزا جانجانان العلوي الدهلوي كان
يقول: إن الشيخ ولي الله قد بين طريقة جديدة وله أسلوب خاص في تحقيق أسرار المعارف
وغوامض العلوم، وإنه رباني من العلماء، ولعله لم يوجد مثله في الصوفية المحققين الذين جمعوا بين
علمي الظاهر والباطن وتكلموا بعلوم جديدة إلا رجال معدودون، انتهى.
وذكر محسن بن يحيى الترهتي في اليانع الجني أنه سمع شيخه العلامة فضل حق بن فضل إمام
الخير آبادي مرتين يثني عليه فيحسن الثناء، من ذلك ما سمعه حين كان ببلدة الور وكانت وقعت في
يده نسخة من كتاب إزالة الخفاء فكان أولع بها ويكثر النظر فيها أوان فراغه من دروسه وسائر ما
يشغله من شأنه فلما وقف على كثير منها قال بمحضر من الناس: إن الذي صنف هذا الكتاب لبحر
زخار لا يرى له ساحل، هذا وليس يقع فيه إلا جاهل غبي من من الجهال لا يرجى أن يستطب ما به
من دائه العضال أو حاسد يحسده على ما أكرمه الله تعالى به من علية الخصال وجلية سجايا الشرف
والكمال:
حسدوك إذ رأوك آثرك الله بما قد فضلت النجباء
وقد حكى عن المفتي عناية أحمد الكاكوروي أنه(6/859)
كان يقول: إن الشيخ ولي الله مثله كمثل شجرة
طوبى أصلها في بيته وفرعها في كل بيت من بيوت المسلمين، فما من بيت ولا مكان من بيوت
المسلمين وأمكنتهم إلا وفيه فرع من تلك الشجرة لا يعرف غالب الناس أين أصلها.
وقال السيد صديق حسن القنوجي في الحطة بذكر الصحاح الستة في ذكر من جاء بعلم الحديث في
الهند: ثم جاء الله - سبحانه وتعالى - من بعدهم بالشيخ الأجل والمحدث الأكمل ناطق هذه الدورة
وحكيمها وفائق تلك الطبقة وزعيمها الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي المتوفي سنة ست
وسبعين ومائة وألف وكذا بأولاده الأمجاد وأولاد أولاده أولى الإرشاد المشمرين هذا العلم عن ساق
الجد والاجتهاد فعاد لهم علم الحديث غضاً طرياً بعد ما كان شيئاً فرياً وقد نفع الله بهم وبعلومهم كثيراً
من عباده المؤمنين ونفى بسعيهم المشكور من فتن الإشراك والبدع ومحدثات الأمور في الدين ما ليس
يخاف على أحد من العالمين فهؤلاء الكرام قد رجحوا علم السنة على غيرها من العلوم وجعلوا الفقه
كالتابع له والمحكوم وجاء تحديثهم حيث يرتضيه أهل الرواية ويبغيه أصحاب الدراية، شهدت بذلك
كتبهم وفتاويهم ونطقت به زبرهم ووصاياهم ومن يرتاب في ذلك فليرجع إلى ما هنالك فعلى الهند
وأهلها شكرهم ما دامت الهند وأهلها:
من زار بابك لم تبرح جوارحه تروي أحاديث ما أوليت من منن
فالعين عن قرة والكف عن صلة والقلب عن جابر والسمع عن حسن
وقال القنوجي المذكور في أبجد العلوم: كان بيته في الهند بيت علم الدين وهم كانوا مشايخ الهند في
العلوم النقلية بل والعقلية، أصحاب الأعمال الصالحات وأرباب الفضائل الباقيات، لم يعهد مثل علمهم
بالدين علم بيت واحد من بيوت المسلمين في قطر من أقطار الهند وإن كان بعضهم قد عرف بعض
علم المعقول وعد على غير بصيرة من الفحول ولكن لم يكن علم الحديث والتفسير والفقه والأصول
وما يليها إلا في هذا البيت لا يختلف في ذلك من موافق ولا مخالف إلا من أعماه الله عن الإنصاف
ومسته العصبية والاعتساف، وأين الثرى من الثريا والنبيذ من الحميا؟ والله يختص برحمته من
يشاء، انتهى.
وأما مصنفاته الجيدة الحسان الطيبة
فكثيرة، منها ما تدل على سعة نظره وغزارة علمه فتح الرحمن في ترجمة القرآن بالفارسية وهي
على شاكلة النظم العربي في قدر الكلام وخصوص اللفظ وعمومه وغير ذلك.
ومنها الزهراوين في تفسير سورة البقرة وآل عمران.
ومنها الفوز الكبير في أصول التفسير ذكر فيه العلوم الخمسة القرآنية وتأويل الحروف المقطعات
وحقائق أخرى.
ومنها تأويل الأحاديث رسالة نفيسة له بالعربية في توجيه قصص الأنبياء عليهم السلام وبيان مباديها
التي نشأت من استعداد النبي وقابلية قومه ومن التدبير الذي دبرته الحكمة الإلهية في زمانه.
منها فتح الخيبر وهو الجزء الخامس من الفوز الكبير اقتصر فيه على غريب القرآن وتفسيره مما
روى عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه.
ومنها رسالة نفيسة له بالفارسية في قواعد ترجمة القرآن وحل مشكلاتها.
ومنها منهيانه على فتح الرحمن جمعها في رسالة مفردة له.
ومن مصنفاته في الحديث وما يتعلق به:
المصفي شرح الموطأ برواية يحيى بن يحيى الليثي مع حذف أقوال الإمام وبعض بلاغياته تكلم فيه
ككلام المجتهدين.
ومنها المسوي شرح الموطأ فيه على ذكر اختلاف المذاهب وعلى قدر من شرح الغريب.
ومنها شرح تراجم الأبواب للبخاري أتى فيه بتحقيقات عجيبة وتدقيقات غريبة.(6/860)
ومنها النوادر من أحاديث سيد الأوائل والأواخر.
ومنها الأربعين جمع فيه أربعين حديثاً قليلة المباني وكثيرة المعاني، رواها من شيخه أبي طاهر
بسنه المتصل إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ومنها الدر الثمين في مبشرات النبي الأمين.
ومنها الإرشاد في مهمات الإسناد.
ومنها إنسان العين في مشايخ الحرمين.
ومنها رسالة بسيطة له في الأسانيد الفارسية مشتملة على تحقيقات غريبة وتدقيقات عجيبة.
ومن مصنفاته في أصول الدين وأسرار الشريعة وغيرها:
حجة الله البالغة في علم أسرار الشريعة، ولم يتكلم في هذا العلم أحد قبله على هذا الوجه من تأصيل
الأصول وتفريع الفروع وتمهيد المقدمات والمبادىء واستنتاج المقاصد.
ومنها إزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء كتاب عديم النظير في بابه، لم يؤلف مثله قبله ولا بعده يدل
على أن صاحبه لبحر زخار لا يرى له ساحل.
ومنها قرة العينين في تفضيل الشيخين بالفارسي.
ومنها حسن العقيدة رسالة مختصرة له في العقائد العربية.
ومنها الإنصاف في بيان أسباب الاختلاف بين الفقهاء والمجتهدين.
ومنها عقد الجيد في أحكام الاجتهاد والتقليد.
ومنها البدور البازغة في الكلام.
ومنها المقدمة السنية في انتصار الفرقة السنية.
ومن مصنفاته في الحقائق والمعارف والسلوك وغيرها:
المكتوب المدني المرسل إلى إسماعيل بن عبد الله الرومي في حقائق التوحيد.
ومنها ألطاف القدس في لطائف النفس.
ومنها القول الجميل في بيان سواء السبيل في سلوك الطرق الثلاثة المشهورة القادرية والجشتية
والنقشبندية.
ومنها الانتباه في سلاسل أولياء الله كتاب مبسوط في شرح السلاسل المشهورة وغير المشهورة.
ومنها الهمعات رسالة نفيسة بالفارسية يحق أن تكتب بمداد النور على خدود الحور وهي في بيان
النسبة إلى الله.
ومنها اللمحات.
ومنها السطعات في بعض ما أفاض الله على قلبه.
ومنها الهوامع في شرح حزب البحر على لسان الحقائق والمعارف.
ومنها شفاء القلوب في الحقائق والمعارف.
ومنها الخير الكثير.
ومنها التفهيمات الإلهية.
ومنها فيوض الحرمين.
ومنها رسالة له بالعربية في جواب مسائل الشيخ عبد الله بن عبد الباقي الدهلوي على الوجه الذي
اقتضاه كشفه.
ومن مصنفاته في السير والأدب:
سرور المحزون مختصر بالفارسي ملخص من نور العيون في تلخيص سير الأمين المأمون لابن
سيد الناس، صنفه بأمر الشيخ الكبير جان جانان العلوي الدهلوي.
ومنها أنفاس العارفين رسالة بسيطة له تشتمل على تراجم آبائه والكبار من أسرته وعلى سيرهم
وبعض وقائعهم وأذواقهم ومعارفهم.
ومنها أطيب النغم في مدح سيد العرب والعجم شرح فيه بائيته.(6/861)
ومنها رسالة له شرح فيها رباعياته بالفارسية.
ومنها ديوان الشعر العربي جمعه ولده الشيخ عبد العزيز ورتبه الشيخ رفيع الدين.
وأما شعره
بالعربي فكأنما الإعجاز أو السحر في رقة اللفظ ومعناه وصفاء المورد ومغناه:
كأن نجوماً أومضت في الغياهب عيون الأفاعي أو رؤوس العقارب
إذا كان قلب المرء في الأمر خاثراً فأضيق من تسعين رحب السباسب
وتشغلني عني وعن كل راحتي مصائب تقفو مثلها في المصائب
إذا ما أتتني أزمة مدلهمة تحيط بنفسي من جميع جوانب
تطلبت هل من ناصر أو مساعد ألوذ به من خوف سوء العواقب
فلست أرى إلا الحبيب محمداً رسول إله الخلق جم المناقب
ومعتصم المكروب في كل غمرة ومنتجع الغفران من كل هائب
ملاذ عباد الله ملجأ خوفهم إذا جاء يوم فيه شيب الذوائب
إذا ما أتوا نوحاً وموسى وآدماً وقد هالهم إبصار تلك الصعائب
فما كان يغني عنهم عند هذه نبي ولم يظفرهم بالمآرب
هناك رسول الله ينجو لربه شفيعاً وفتاحاً لباب المواهب
فيرجع مسروراً بنيل طلابه أصاب من الرحمن أعلى المراتب
سلالة إسماعيل والعرق نازع وأشرف بيت من لؤي بن غالب
بشارة عيسى والذي عنه عبروا بشدة بأس بالضحوك المحارب
ومن أخبروا عنه بأن ليس خلقه بفظ وفي الأسواق ليس بصاخب
ودعوة إبراهيم عند بنائه بمكة بيتاً فيه نيل الرغائب
جميل المحيا أبيض الوجه ربعة جليل كراديس أزج الحواجب
صبيح مليح أدعج العين أشكل فصيح له الإعجام ليس بشائب
وأحسن خلق الله خلقاً وخلقة وأنفسهم للناس عند النوائب
وأجود خلق الله صدراً ونائلاً وأبسطهم كفاً على كل طالب
وأعظم حر للمعالي نهوضه إلى المجد سام للعظائم خاطب
ترى أشجع الفرسان لاذ بظهره إذا احمر باس في بئيس المواجب
وآذاه قوم من سفاهة عقلهم ولم يذهبوا من دينه بمذاهب
فما زال يدعو ربه لهداهم وإن كان قد قاسى أشد المتاعب
وما زال يعفو قادراً من مسيئهم كما كان منه عنده جبذة جاذب
وما زال طول العمر لله معرضاً عن البسط في الدنيا وعيش المزارب
بديع كمال في المعالي فلا امرؤ يكون له مثلاً ولا بمقارب(6/862)
أتانا مقيم الدين من بعد فترة وتحريف أديان وطول مشاغب
فيا ويل قوم يشركون بربهم وفيهم صنوف من وخيم المثالب
ودينهم ما يفترون برأيهم كتحريم حام واختراع السوائب
ويا ويل قوم حرفوا دين ربهم وأفتوا بمصنوع لحفظ المناصب
ويا ويل من أطرى بوصف نبيه فسماه رب الخلق اطراء خائب
ويا ويل قوم قد أبار نفوسهم تكلف تزويق وحب الملاعب
ويا ويل قوم قد أخف عقولهم تجبر كسرى واصطلام الضرائب
فأدركهم في ذاك رحمة ربنا وقد أوجبوا منه أشد المعائب
فأرسل من عليا قريش نبيه ولم يك فيما قد بلوه بكاذب
ومن قبل هذا لم يخالط مدارس ال يهود ولم يقرأ لهم خط كاتب
فأوضح منهاج الهدى لمن اهتدى ومن بتعليم على كل راغب
وأخبر عن بدء السماء لهم وعن مقام مخوف بين أيدي المحاسب
وعن حكم رب العرش فيما يعينهم وعن حكم تروى بحكم التجارب
وأبطل أصناف الخنى وأبادها وأصناف بغي للعقوبة جالب
وبشر من أعطى الرسول قياده بجنة تنعيم وحور كواعب
وأوعد من يأبى عبادة ربه عقوبة ميزان وعيشة قاطب
فأنجى به من شاء منا نجابه ومن خالب فلتندبه شر النوادب
فأشهد أن الله أرسل عبده بحق ولا شيء هناك برائب
وقد كان نور الله فينا لمهتد وصمصام تدمير على كل ناب
وأقوى دليل عند من تم عقله على أن شرب الشرع أصفى المشارب
تواطى عقول في سلامة فكره على كل ما يأتي به من مطالب
سماحة شرع في رزانة شرعة وتحقيق حق في إشارة حاجب
مكارم أخلاق وإتمام نعمة نبوة تأليف وسلطان غالب
نصدق دين المصطفى بقلوبنا على بينات فهمها من غرائب
براهين حق أوضحت صدق قوله رواها ويروي كل شب وشائب
من الغيب كم أعطى الطعام لجائع وكم مرة أسقى الشراب لشارب
وكم من مريض قد شفاه دعاؤه وإن كان قد أشفى لوجبة واجب
ودرت له شاة لدى أم معبد حليباً ولا تسطاع حلبة حالب
وقد ساخ في أرض حصان سراقة وفيه حديث عن براء بن عازب
وقد فاح طيباً كف من مسه كفه وما حل رأساً جس شيب الذوائب
وألقى شقي القوم فرث جزورهم على ظهره والله ليس بعازب
فألقوا ببدر في قليب مخبث وعم جميع القوم شؤم المداعب(6/863)
وأخبر أن أعطاه مولاه نصرة ورعباً إلى شهر مسيرة سارب
فأوفاه وعد الرعب والنصر عاجلاً وأعطى له فتح التبوك ومارب
وأخبر عنه أن سيبلغ ملكه إلى ما أرى من مشرق ومغارب
فأسبل رب الأرض بعد نبيه فتوحاً توارى ما لها من مناكب
وكلمه الأحجار والعجم والحصى وتكليم هذا النوع ليس برائب
وحن له الجذع القديم تحزناً فإن فراق الحب أدهى المصائب
وأعجب تلك البدر ينشق عنده وما هو في إعجازه من عجائب
وشق له جبريل باطن صدره لغسل سواد بالسويداء لازب
وأسرى على متن البراق إلى السماء فيا خير مركوب ويا خير راكب
وشاهد أرواح النبيين جملة لدى الصخرة العظمى وفوق الكواكب
وشاهد فوق الفوق أنوار ربه كمثل فراش وافر متراكب
وراعت بليغ الآي كل مجادل خصيم تمادى في مراء المطالب
براعة أسلوب وعجز معارض بلاغة أقوال وأخبار غائب
وسماه رب الخلق أسماء مدحة تبين ما أعطى له من مناقب
رؤف رحيم أحمد ومحمد مقفي ومفضال يسمى بعاقب
إذا ما أثاروا فتنة جاهلية يقود ببحر زاخر من كتائب
يقوم لدفع البأس أسرع قومه بجيش من الأبطال غر السلاهب
أشداء يوم البأس من كل باسل ومن كل قوم بالأسنة لاعب
توارث أقداماً ونبلاً وجرأة نفوسهم من أمهات نجائب
جزى الله أصحاب النبي محمد جميعاً كما كانوا له خير صاحب
وآل رسول الله لا زال أمرهم قويماً على ارغام أنف النواصب
ثلاث خصال من تعاجيب ربنا نجابة أعقاب لوالد طالب
خلافة عباس ودين نبينا تزايد في الأقطار من كل جانب
يؤيد دين الله في كل دورة عصائب تتلو مثلها من عصائب
فمنهم رجال يدفعون عدوهم بسمر القنا والمرهفات القواضب
ومنهم رجال يغلبون عدوهم بأقوى دليل مفحم للغاضب
ومنهم رجال بينوا شرع ربنا وما كان فيه من حرام وواجب
ومنهم رجال يدرسون كتابه بتجويد ترتيل وحفظ مراتب
ومنهم رجال فسروه بعلمه وهم علمونا ما به من غرائب
ومنهم رجال بالحديث تولعوا وما كان فيه من صحيح وذاهب
ومنهم رجال مخلصون لربهم بأنفاسهم خصب البلاد الأجادب
ومنهم رجال يهتدي بعظاتهم قيام إلى دين من الله واصب(6/864)
على الله رب الناس حسن جزائهم بما لا يوافي عده ذهن حاسب
فمن شاء فليذكر جمال بثينة ومن شاء فليغزل حب الحبائب
وأذكر وجداً قد تقادم عهده حواه فؤادي قبل كون الكواكب
ويبدو محياه لعيني في الكرى بنفسي أفديه إذاً والأقارب
وتدركني في ذكره قشعريرة من الوجد لا يحويه علم الأجانب
وألفي لروحي عند ذلك هزة وأنساً وروحاً دون وثبة واثب
وصلى عليك الله يا خير خلقه ويا خير مأمول ويا خير واهب
ويا خير من يرجى لكشف رزية ومن جوده قد فاق جود السحائب
فأشهد أن الله راحم خلقه وأنك مفتاح لكنز المواهب
وأنك أعلى المرسلين مكانة وأنت لهم شمس وهم كالثواقب
وأنت شفيع يوم لاذو شفاعة بمغن كما أثنى سواد بن قارب
وأنت مجيري من هجوم ملة إذا أنشبت في القلب شر المخالب
فما أنا أخشى أزمة مدلهمة ولا أنا من ريب الزمان براهب
فإني منكم في قلاع حصينة وحد حديد من سيوف المحارب
وليس ملوماً عي صب أصابه غليل الهوى في الأكرمين الأطائب
توفي إلى رحمة الله سبحانه ظهيرة يوم السبت سلخ شهر الله المحرم سنة ست وسبعين ومائة وألف
بمدينة دهلي فدفن عند والده خارج البلدة، وله اثنان وستون سنة، كذا وجدته بخط الشيخ نعمان بن
نور الحسني النصير آبادي.
مولانا وهاج الدين الكوباموي
الشيخ الفاضل وهاج الدين بن قطب الدين بن شهاب الدين العمري الحنفي الكوباموي أحد العلماء
المبرزين في المنطق والحكمة، ولد ونشأ بكوبامؤ وقرأ العلم على والده ثم تصدى للدرس والإفادة،
أخذ عنه جمع كثير، وكان صالحاً شديد التعبد متوكلاً قانعاً على اليسير غنياً سخياً كثير المواساة بذي
القربى وأبناء السبيل يفتي ويدرس، كما في تذكرة الأنساب.
حرف الهاء
نواب هادي خان الأكبر آبادي
الأمير الفاضل هادي بن حاجي الأكبر آبادي نواب فضائل خان كان من الأمراء المشهورين بالفضل
والذكاء، قرأ العلم على الشيخ عبد العزيز بن عبد الرشيد الحسيني الأكبر آبادي، وتقرب إلى محمد
أعظم بن عالمكير وصار معتمداً لديه في مهمات الأمور ولقب فضائل خان فأساء الظن به عالمكير
لأجل أمور لا يرضاها من ولده محمد أعظم ويظن أنها تصدر منه بسوء إشارة الهادي فحبسه بقلعة
دولة آباد ثم أطلقه بعد مدة وأمره أن يقيم بأكبر آباد فاعتزل في بيته واشتغل بالدرس والإفادة زماناً،
ثم تذكره عالمكير واستخدمه بديوان الإنشاء وجعله ناظراً على خزانة الكتب ثم ضم إليها خدمة
البيونات ثم جعله نائباً عن قهرمانه.
وكان بارعاً في كثير من العلوم والفنون حلو الكلام فصيح المنطق حسن المحاضرة، مات لست ليال
خلون من ذي القعدة سنة أربع عشرة ومائة وألف، كما في مآثر الأمراء.
السيد هاشم بن الحسن النارنولي
الشيخ الفاضل هاشم بن الحسن الحسيني النارنولي(6/865)
ثم الدهلوي أحد العلماء الصالحين، كان أكبر
أبناء والده وأوفرهم في العلم والعمل، وكان والده يعد من الأبدال، كما في بحر زخار.
الشيخ هاشم بن محمد اللاهوري
الشيخ الفاضل هاشم بن محمد بن العلاء القادري اللاهوري أحد الرجال المعروفين بالفضل
والصلاح، ولد ونشأ بلاهور وقرأ بعض الكتب الدرسية على العلامة عبد الحكيم بن شمس الدين
السيالكوثي وأكثرها على الشيخ عبد الله ابن عبد الحكيم المذكور، وأخذ الطريقة عن أبيه ثم تولى
الشياخة مكانه بلاهور، وكان صاحب وجد وسماع، مات سنة خمس وثلاثين ومائة وألف، كما في
خزينة الأصفياء.
الشيخ هداية الله المنيري
الشيخ الصالح هداية الله بن أشرف بن محمود بن محمد بن الجلال بن عبد الملك الهاشمي المنيري
أحد المشايخ الفردوسية. أخذ عن عم أبيه الشيخ مبارك ابن مصطفى المنيري وعن الشيخ أحمد بن
محمد بن المنور بن أبي يزيد المنيري المتوفي سنة 1111 هـ وعن الشيخ أحمد الله الجندهوزي
وتولى الشياخة بعد المبارك.
مات لتسع خلون من رجب سنة ثمان وعشرين ومائة وألف.
هداية محي الدين الحيدر آبادي
الأمير الفاضل هداية محي الدين بن المتوسل بن حفظ الله بن سعد الله التميمي الجنوتي ثم الحيدر
آبادي نواب مظفر جنك سعد الله خان بهادر، كان من نسل نواب سعد الله خان الوزير المشهور، ولد
من بطن خير النساء بنت الأمير الكبير آصف جاه قمر الدين بن غازي الدين الحيدر آبادي، وتربى
في مهده وحفظ القرآن وقرأ العلم على أساتذة عصره وتعلم الفنون الحربية وولي على بيجابور بعد
وفاة والده، فضبط تبك البلاد وأحسن إلى الرعية، ولما توفى جده آصف جاه المذكور وقام بالملك ولده
ناصر جنك سار إلى كرنالك وقاتل صاحبها أنور الدين وضبط تلك البلاد سنة إحدى وستين ومائة
وألف، فلما سمع ذلك خاله ناصر جنك سار إليه بعساكره وقاتله وقبض عليه وقصد حيدر آباد فاتفق
بعض الأفاغنة على قتل ناصر جنك في أثناء السفر فقتلوه غيلة، ثم اتفقوا على مظفر جنك وولوه
عليهم فسار إلى بهلجزي واستصحب منها عياله وسار إلى حيدر آباد، وكانت في عساكره فئة من
الفرنساويين فنازعهم الأفاغنة في أثناء السفر في أمر من الأمور ودارة الحرب بين الفئتين فأصاب
مظفر جنك سهم فمات.
وكان رجلاً فاضلاً كبير الشأن جليل الوقار عظيم الهيبة، يحب العلماء ويحسن إليهم ويذاكرهم في
العلوم، قتل لسبع عشرة خلون من ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة وألف، كما في مآثر الأمراء.
حرف الياء
مولانا يار محمد اللاهوري
الشيخ الفاضل الحاج يار محمد الحنفي اللاهوري أحد الأفاضل المشهورين، ولد ونشأ بلاهور وحفظ
القرآن وقرأ العلم، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند، وكان مرزوق القبول
شديد الرغبة إلى البحث ذا نجدة وجرأة، ذكره خافي خان في منتخب اللباب قال: إن شاه عالم أمر أن
يدخل لفظ الوصي عند ذكر سيدنا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في خطب الجمع والأعياد،
فذهب الحاج يار محمد إلى القاضي ومنعه عن ذلك، فأمر شاه عالم بإحضاره فأحضروه مع غيره من
العلماء، فلما قدموا أمر شاه عالم أن يحضروا في تسبيح خانه وأذن لهم بأن يجلسوا بين يديه فجلسوا
وتكلموا في تلك المسألة، ومن تلقاه السلطان تكلم عبد القادر بن أخ القاضي مير وغيره من العلماء،
وقد قرأ شاه عالم بنفسه بعض ما روى في إثبات الوصاية لسيدنا علي - رضي الله عنه - وأقوال
الفقهاء والمجتهدين في ذلك حتى كثر اللغط ورد الحاج يار محمد قوله من غير مبالاة بمرتبته فغضب
عليه شاه عالم وقال له: إنك لا تخافني ولا تحفظ آداب المجلس في حضرة السلطان، فأجابه بأني
دعوت الله سبحانه لأربعة أمور قد(6/866)
رزقني الله سبحانه ثلاثة منها، أحدها العلم وثانيها حفظ القرآن
وثالثها الحج، وقد بقي رابعها الشهادة في سبيل الله فلعلي أفوز بها بيمين الملك العادل، وقد مرت
على ذلك البحث أيام عديدة لم ينقطع وقد رغب الناس كافة إلى الحاج يار محمد سراً حتى إن عظيم
الشأن بن شاه عالم كان مائلاً إليه، فلما علم شاه رغبة الناس إلى خلاف ما أمر به نهى الخطباء عن
ذلك، ولكن الناس كانوا بين الخوف والرجاء فجمعوا يوم الجمعة ودبروا الفتنة ثم تفرقوا بعد ما
سمعوا الخطبة، فغضب السلطان على الحاج يار محمد ومن كان معه من العلماء فحبسهم في قلعة من
القلاع، انتهى.
الشيخ يسين بن باقر الجونبوري
الشيخ الفاضل يسين بن باقر العثماني الجونبوري أحد العلماء الصالحين، كان من ذرية الشيخ
محمود بن حمزة العثماني المازندراني، ولد ونشأ بجونبور وسافر للعلم إلى إله آباد فقرأ بعض الكتب
الدرسية على الشيخ طاهر بن يحيى العباسي الإله آبادي وأكثرها على والده الشيخ يحيى بن أمين
العباسي ولازمه زماناً وأخذ عنه الطريقة ثم رجع إلى جونبور وتزوج بها، ولما توفيت زوجته لم
يرغب إلى النكاح مرة ثانية واختار الظعن على الاقامة وسافر إلى الحجاز فحج وزار سنة تسع
وأربعين ومائة وألف وأخذ الحديث عن الشيخ محمد حياة السندي ثم رجع إلى الهند وأقام سنتين من
آخر عمره بفرخ آباد وتوفي بها لخمس خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانين ومائة وألف، كما
في بحر زخار.
الشيخ يسين بن جنيد الأميثهوي
الشيخ الصالح ياسين بن جنيد بن شبلي بن سري بن محمد بن نظام الدين العثماني الأميثهوي أحد
عباد الله الصالحين، ولد ونشأ بمدينة أميلهي وتوفي والده في صغر سنه فاشتغل بالعلم على الشيخ
نور الهدى الأميثهوي وقرأ عليه الكتب الدرسية وأخذ عنه الطريقة ثم تولى الشياخة مكان والده.
وكان قانعاً عفيفاً ديناً يدرس ويفيد، مات لسبع خلون من جمادى الآخرة سنة ثمانين ومائة وألف وله
ثمان وسبعون سنة، كما في بحر زخار.
الشيخ يحيى بن أمين الإله آبادي
الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة يحيى بن أمين العباس الإله آبادي أحد فحول العلماء، لم يكن في
عصره ومصره مثله في سعة العلم وكثرة الإفادة، وله لسبع عشرة خلون من محرم سنة ثمانين وألف
واشتغل على عمه الشيخ محمد أفضل بن عبد الرحمن العباسي الإله آبادي وقرأ عليه الكتب الدرسية
ولازمه ملازمة طويلة وأخذ عنه الطريقة، ولما توفي الشيخ محمد أفضل المذكور تولى الشياخة
مكانه.
ومن مصنفاته مكاتيبه في أربع مجلدات ضخام تدل على سعة نظره وغزارة علمه، ومنها مأخذ
الاعتقاد في شأن الصحابة وأهل البيت بالعربية، ومنها إغاثة القاري في شرح ثلاثيات البخاري
بالعربية، ومنها إخراج الخبايا في شرح الوصايا أي وصايا الشيخ عبد الخالق الغجدواني، ومنها بسط
الكلام في وفيات الأعلام بالفارسية، ومنها تزيين الأوراق في الصلاة على النبي صلى الله عليه
وسلم، ومنها توفير المنفعة في باب الجمعة، ومنها الكلام المفيد فيما يتعلق بالشيخ والمريد، ومنها
الكلمات المؤتلفة، والبضاعة المزجاة، وملاك الاعتقاد، وتذكرة الأصحاب، وخلاصة الأعمال،
والمناقب الغوثية والأربعين، ورسالة في الأذكار وثمراتها، وترجمة أعلام الهدى، وإقامة الحجة في
الجمع بين الظهر والجمعة، وشرح حديث صلاة التسبيح وترجمة وظائف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وشرح الرسالة المكية، وحاشية دستور المبتدىء، وشرح دعاء الصباح، وله رسائل أخرى.
توفي لإحدى عشرة خلون من جمادى الأولى سنة أربع وأربعين ومائة وألف، كما في ذيل الوفيات.
القاضي يحيى بن الحسين السندي
الشيخ الفاضل يحيى بن الحسين بن علي الأجي السندي أحد العلماء الصالحين، ولي القضاء في
حياة والده لما ابتلي والده بكلال البصر فأرخ لقضائه الشيخ عبد الباسط التتوي من قوله: نافذ الأمر،
ولما توفي(6/867)
يحيى وولي صنوه محمد أرخ لقضائه شاه ولي السندي من قوله: الحافظ لحدود الله كما في
تحفة الكرام، لعله مات في سنة سبع وثلاثين ومائة وألف.
الشيخ يحيى بن عبد الله البرهانبوري
الشيخ الصالح يحيى بن عبد الله بن عبد النبي بن نظام الدين العمري الكجراتي ثم البرهانبوري أحد
العلماء الصالحين، ولد ونشأ بمدينة برهانبور وقرأ العلم على من بها من العلماء ثم تصدر للارشاد
والتلقين.
وكان قانعاً عفيفاً متوكلاً، توفي لثمان عشرة خلون من جمادى الآخرة سنة ست وأربعين ومائة وألف
بمدينة برهانبور فدفن بها، كما في تاريخ برهانبور.
الشيخ يحيى بن محمود الكجراتي
الشيخ العالم الصالح يحيى بن محمود بن محمد الجشتي الكجراتي الشيخ محي الدين أبو يوسف كان
من كبار المشايخ الجشتية، ولد يوم الخميس لعشر بقين من رمضان سنة عشر بعد الألف بأحمد آباد
وقرأ العلم على جده محمد بن الحسن بن محمد الكجراتي ولازمه عشرين سنة وحفظ القرآن وأخذ
عنه الطريقة ثم تولى الشياخة مكانه، وكان يستمع الغناء بدون المزامير في الأعراس ومولد النبي
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سافر إلى الحجاز مرتين مرة في حياة والدته فحج وزار ورجع إلى بلاده ومرة
بعد وفاتها فأقام بها أربع عشرة سنة، وكان يقيم بمكة سنة ثم يذهب إلى المدينة المنورة فيسكن بها
سنة، له التفسير الحسيني ومجموع فيه اثنان وأربعون رسالة.
توفي يوم الأحد لثلاث بقين من صفر سنة إحدى ومائة وألف بالمدينة المنورة فدفن في بقيع الغرقد،
كما في مرآة أحمدي.
المفتي يعقوب بن عبد العزيز اللكهنوي
الشيخ العالم الفقيه يعقوب بن عبد العزيز بن الأسعد بن قطب الدين الأنصاري السهالوي ثم
اللكهنوي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بكلهنؤ وقرأ العلم على الشيخ محمد حسن بن غلام
مصطفى اللكهنوي وعلى عم أبيه الشيخ الكبير نظام الدين الأنصاري السهالوي ثم تصدى للدرس
والإفادة وظهر فضله بين العلماء في حياة عم أبيه الشيخ نظام الدين المذكور، فولاه راجه نول رائي
الافتاء بمدينة لكهنؤ فكان يتردد إليه ويفتي عنده فيقضي به نول رائي ثم لما توفي نول رائي اعتزل
عنه ولازم بيته.
مات سنة سبع وثمانين ومائة وألف ببلدة لكهنؤ وله ثلاث وستون سنة، كما في رسالة قطبية.
الشيخ يعقوب بن محمد اللاهوري
الشيخ الفاضل يعقوب بن محمد بن محمد بن صدر الدين القميصي القادري اللاهوري أحد العلماء
المبرزين في الدعوة والتكسير، كان من نسل الشيخ قميص ابن أبي الحياة السادهوروي، أخذ الطريقة
عن الشيخ فضل علي بن عبد الرحيم عن الشيخ المعمر محمد سعيد الشطاري اللاهوري وأخذ عنه
أبناؤه يوسف وعلي وإسماعيل، وكان ممن تذكر له كشوف وكرامات.
مات سنة تسع وسبعين ومائة وألف، كما في خزينة الأصفياء.
الشيخ يوسف بن حامد الجونبوري
الشيخ الفاضل يوسف بن حامد العثماني الجونبوري أحد العلماء الحنفية، كان من نسل الشيخ محمود
بن حمزة العثماني المازندراني، ولد ونشأ بجونبور وقرأ العلم على والده وبرع فيه، فدرس وأفتى
وصار من أكابر العلماء وانتهت إليه رئاسة التدريس في مدرسة الشيخ محمد أفضل الجونبوري،
وقبره بجاجك بور، كما في تجلي نور.
الشيخ يوسف بن عبد الرحيم الرفاعي
الشيخ الصالح يوسف بن عبد الرحيم بن محمد صالح الحسني الرفاعي السورتي أحد الرجال
المعروفين بالفضل والصلاح، ولد لثلاث ليال بقين من صفر سنة إحدى ومائة وألف بمدينة سورت
وأخذ عن أبيه وتفقه عليه وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه خلق كثير.(6/868)
مات يوم الجمعة لثمان عشرة خلون من ربيع الأول سنة أربع وأربعين ومائة ألف بمدينة سورت
فدفن عند والده، كما في الحديقة.
الشيخ يوسف بن محمد البلكرامي
الشيخ الفاضل يوسف بن محمد بن عبد العزيز الحسيني الواسطي البلكرامي أحد العلماء المبرزين
في الشعر والتصوف، ولد يوم الاثنين لتسع بقين من شوال سنة ست عشرة ومائة وألف وقرأ العلم
على الشيخ طفيل محمد الحسيني الأترولوي وعلى خاله محمد بن عبد الجليل وجده لأمه عبد الجليل
بن أحمد الحسيني البلكرامي مشاركاً للسيد غلام علي الحسيني ثم سار إلى دهلي وأخذ الهيئة
والهندسة عن أساتذتها ورجع إلى بلكرام، ومن مصنفاته الفرع النابت من الأصل الثابت كتاب عجيب
في التوحيد الوجودي، ومن شعره قوله:
لاحت لنا روضة راقت مباسمها وعارضت في سنا برق اليعاليل
فلا تخل تلك أوراد بسمن لنا هن المصابيح في حمر القناديل
توفي سنة اثنتين وسبعين ومائة وألف ببلكرام، كما في مآثر الكرام.
الشيخ يوسف بن يحيى السرهندي
الشيخ العالم الصالح يوسف بن يحيى بن أحمد بن عبد الأحد العمري السرهندي الشيخ ضياء الدين
يوسف كان من كبار المشايخ النقشبندية، ولد سنة ستين وألف بسرهند ونشأ في معهد العلم والمشيخة
وأخذ عن الشيخ حجة الله محمد النقشبند السرهندي ولازمه ملازمة طويلة حتى صار من أكابر
المشايخ، أخذ عنه خلق كثير.
توفي سنة ست وأربعين ومائة وألف وله ست وسبعون سنة، كما في الجواهر العلوية.(6/869)
الجزء السابع
يتضمن تراجم علماء الهند وأعيانها في القرن الثالث عشر(7/886)
الطبقة الثالثة عشرة
في أعيان القرن الثالث عشر
حرف الألف
مولانا آدم المدراسي
الشيخ العالم الفقيه آدم بن أبي آدم المدراسي أحد عباد الله الصالحين، كان من أصحاب الشيخ علي
أحمد، وله مهارة في الفقه والحديث، ترجم الزواجر بالهندية وانتفع به الناس في بلاده، مات لخمس
بقين من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف.
السيد آل أحمد المارهروي
الشيخ العالم الصالح آل أحمد بن حمزة بن آل محمد بن بركة الله الحسيني البلكرامي ثم المارهروي،
أحد رجال العلم والطريقة، ولد لليلتين بقيتا من رمضان سنة ستين ومائة وألف ببلدة مارهره وتفقه
على أبيه وأخذ عنه الطريقة ولازمه وتولى الشياخة بعده، وكان قانعاً عفيفاً متوكلاً كريم النفس رفيع
القدر، توفي لسبع عشرة خلون من ربيع الأول سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف بمارهره كما في
أنوار العارفين.
مولانا آل أحمد البهلواروي
الشيخ العالم المحدث آل أحمد بن محمد إمام بن نعمة الله بن مجيب الله الجعفري البهلواروي
المهاجر إلى المدينة المنورة، ولد ونشأ ببهلواري قرية جامعة من أعمال عظيم آباد، واشتغل بالعلم
على والده، وقرأ عليه بعض الكتب الدرسية، وسافر في شبابه إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار
وسكن بالمدينة المنورة، وأخذ الفقه والحديث عن الشيخ محمد بن يحيى السنجيطي المغربي إقليماً
المدني الداري وطناً في حرم المدينة الطيبة - زادها الله شرفاً - وهو أخذ عن الشيخ سليمان بن
محمد الثوري الإمام والخطيب بحرم الحبيب صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو عن الشيخ عبد الحفيظ المكي
وعن الشيخ محمد عابد السندي، كلاهما عن الشيخ صالح بن محمد الفلاني بسنده المشهور.
وللشيخ آل أحمد إجازة خاصة للحصن الحصين عن الشيخ محمد أكرم اللاهوري عن الشيخ عمر
بن عبد الرسول المكي.
وكان - رحمه الله - سفاراً سياحاً سافر إلى سمرقند وبخارا وكابل وغزنة وكشمير وبنجاب مرة بعد
مرة وكرة بعد كرة، وعاد إلى موطنه ثلاث مرات، فاستفاد منه خلق كثير من العلماء والمشايخ، منهم
الشيخ علي حبيب بن أبي الحسن البهلواروي، والمفتي لطف الله الكوئلي، والسيد محمد علي
الكانبوري، والشيخ بدر الدين البهلواروي، والمولوي عبد الحميد البهاري، وجمع كثير.
مات لست عشرة خلون من شعبان سنة ست وتسعين ومائتين وألف في طابة الطيبة، فدفن في بقيع
الغرقد، أخبرني بها الشيخ سليمان بن داود البهلواروي.
مولانا آل أحمد السهسواني
الشيخ الصالح الفقيه آل أحمد بن نظر محمد بن أبي محمد الحسيني النقوي السهسواني أحد العلماء
الصالحين، ولد ونشأ بسهسوان، ولازم أباه من صباه وقرأ عليه وأخذ عنه الطريقة، ولما توفي أبوه
تولى الشياخة مكانه، وكان من القائلين بوحدة الوجود.(7/887)
له مصنفات منها البنيان المرصوص في شرح الفصوص لابن عربي رحمه الله.
مات في سنة تسع وخمسين ومائتين وألف ببلدة سهسوان وله ثمانون سنة، كما في حياة العلماء.
السيد آل بركات المارهروي
الشيخ الصالح آل بركات بن حمزة بن آل محمد بن بركة الله الحسيني البلكرامي ثم المارهروي أحد
المشايخ القادرية، ولد ونشأ بمارهره، وانتفع بأبيه ثم عن أخيه آل أحمد وجلس على مسند الإرشاد
بعد ما توفي أخوه المذكور، وكان عالماً عفيفاً ديناً بارعاً في العلوم والمعارف.
توفي لثلاث ليال بقين من رمضان سنة إحدى وخمسين ومائتين وألف بمارهره، كما في أنوار
العارفين.
السيد آل حسن المهاني
الشيخ الفاضل آل حسن بن غلام سعيد بن وجيه الدين الحسيني الرضوي المهاني، أحد فحول
العلماء، ولد بمهان بضم الميم سنة اثنتين ومائتين وألف، وقرأ العلم على مولانا جعفر علي
الكسمندوي وعلى غيره من العلماء، ثم سار إلى إله آباد وتقرب إلى رجال الحكومة الإنكليزية فولي
القضاء بجهان آباد كوره فأقام بها زماناً ثم نقلوه إلى بندكي بكسر الموحدة فأقام بها مدة ثم اتهموه
باعانة الارتشاء لبعض أحبائه، فعزل عن الخدمة المذكورة، واعتزل أربع عشرة سنة ثم استقدمه
السيد أحمد بن محمد متقي الدهلوي إلى بلدة دهلي، فلبث عنده زماناً، ثم سار معه إلى مراد آباد
وسافر إلى حيدر آباد الدكن، فولي القضاء في المحكمة العدلية بها، فاستقل به مدة ولما علا سنه رجع
إلى بلدته ومات بها.
وكان عالماً جدلياً متكلماً مشاركاً في الفقه والأصول، قليل الخبرة بالحديث، له الاستفسار والاستبشار
كتابان مبسوطان في الرد على المسيحيين يعظم موقعهما عند المتكلمين، وله رسائل عديدة في بعض
المسائل الكلامية.
مات لسبع عشرة خلون من ربيع الثاني سنة سبع وثمانين ومائتين وألف بمهان وله خمس وثمانون
سنة، كما في مقدمة تنقيح العبادة.
السيد آل رسول المارهروي
الشيخ العالم الكبير آل رسول بن آل بركات بن حمزة بن آل محمد الحسيني البلكرامي ثم
المارهروي أحد الأفاضل المشهورين، ولد ونشأ بمارهره، وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على
مولانا نور بن الأنوار اللكهنوي وعلى الشيخ نياز أحمد السرهندي وعلى غيرهما، ثم أسند الحديث
عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي، وقد صنف له الشيخ نياز أحمد المذكور رسالة دقيقة في
فن الحساب، ولازم عمه السيد آل أحمد وأخذ عنه الطريقة وأسند الحديث عنه.
كان شيخاً جليلاً مهاباً رفيع القدر بارعاً في الحديث والتصوف والطب، أخذ عنه الشيخ خرم علي
البلهوري والشيخ عين الحق البدايوني والسيد أبو الحسين ابن ظهور حسن المارهروي وخلق كثير.
توفي لسبع عشرة خلون من محرم سنة ست وتسعين ومائتين وألف بمارهره فدفن في مقبرة أسلافه.
الشيخ إبراهيم بن بركة العظيم آبادي
الشيخ الفاضل إبراهيم بن بركة بن الخليل بن داهو الموجي بوري العظيم آبادي المشهور بابراهيم
حسين، كان من العلماء المبرزين في المنطق والحكمة ولد ونشأ بموجي بور، قرية من أعمال عظيم
آباد، وقرأ العلم على الشيخ مظهر علي والشيخ جان علي العظيم آباديين، ثم تردد إلى لكهنو أخذ عن
الشيخ ولي الله اللكهنوي ولازمه مدة من الزمان، ثم رجع إلى عظيم آباد وتصدر بها للدرس والإفادة،
أخذ عنه كثير من العلماء.
مات سنة ست وأربعين ومائتين وألف، كما في تذكرة النبلاء.
الشيخ إبراهيم بن عبد الأحمد السورتي
الشيخ الفاضل إبراهيم بن عبد الأحمد الشافعي(7/888)
السورتي باعكظة، كان من كبار العلماء، ولد ونشأ
بمدينة سورت وقرأ العلم على أبيه وعلى غيره من العلماء ثم ولي الخطابة بالجامع الكبير في مدينة
بمبئ، والتدريس في المدرسة المحمدية بها، فدرس وأفاد مدة من الزمان، وأخذ عنه خلق كثير من
العلماء، ومن مصنفاته تحفة الإخوان كتاب له في الفقه الشافعي ونعم الانتباه وغيرهما.
مات لثلاث ليال بقين من رجب سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف فدفن بمقبرة السيد محمد بن عبد
الله العيدروس، كما في الحديقة.
مولانا إبراهيم بن مدين الله النكرنهسوي
الشيخ الفاضل إبراهيم بن مدين الله بن أمين الله النكرنهسوي أحد فحول العلماء، ولد لليلتين خلتا من
رجب سنة خمس وعشرين ومائتين وألف وقرأ المختصرات على أبيه وعلى غيره من العلماء ثم
سافر إلى رامبور وأخذ عن الشيخ نور الإسلام بن سلام الله الدهلوي ثم الرامبوري وعن المفتي
شرف الدين ومولانا حيدر علي الطوكي، ثم سافر إلى دهلي وقرأ بعض الكتب على المفتي صدر
الدين الدهلوي، وأسند الحديث عن الشيخ حسن علي والشيخ المحدث إسحاق بن أفضل العمري سبط
الشيخ عبد العزيز كلاهما عن الشيخ عبد العزيز المذكور والشيخ حسن علي غير مرزا حسن علي
المحدث اللكهنوي ثم أخذ الطريقة عن السيد الإمام المجاهد أحمد بن عرفان البريلوي، ولازمه مدة، ثم
تصدى للدرس والإفادة، وولي التدريس في المدرسة العالية بكلكته، فدرس بها ثماني عشرة سنة،
ورحل إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وجاء بالكتب النفيسة، وكان حريصاً على جمع الكتب، مكباً
على مطالعتها آناء الليل والنهار، حسن القصص، حلو الكلام طبيباً حاذقاً.
أخذ عنه مولانا إله داد المدرس في المدرسة العالية والشيخ كلزار علي النكرنهسوي والشيخ محمد
سعيد المهكاروي والشيخ عبد الغني الجهبروي والشيخ نجابة أحمد بن تلطف حسين وخلق كثير، ومن
مصنفاته المحبي شرح ديوان المتنبي وضابطة الأدباء وحاشية على شرح الشمسية وله غير ذلك من
الرسائل.
توفي يوم السبت لتسع خلون من رمضان سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف، كما في تذكرة النبلاء.
الحكيم إبراهيم بن يعقوب اللكهنوي
الشيخ الفاضل إبراهيم بن يعقوب الحنفي الكشميري اللكهنوي أحد الأساتذة المشهورين، ولد ونشأ
بمدينة لكهنؤ وقرأ الكتب الدرسية على الشيخ تراب علي اللكهنوي والشيخ نور كريم الدريابادي
وعلى غيرهما من العلماء، ثم أخذ الصناعة الطبية عن أبيه وتطبب على السيد محمد المرتعش
الدهلوي، ولما بلغ رتبة الكمال تصدر للافادة والتدريس، وكان يداوي المرضى بحذق ومهارة حتى
صار المرجع والمقصد في حياة والده، وطار صيته في الآفاق، فاستقدمه نواب كلب على خان إلى
رامبور وجعل له الأرزاق السنية، وكان لا يسمح له بأن يفارقه.
وكان عفيفاً ديناً بشوشاً طيب النفس، حج وزار وأخذ الحديث في آخر عمره عن الشيخ سلامة الله
الجيراجبوري حين كان يشتغل عليه سلامة الله المذكور في الطب، وله أمالي في المعالجات وهو
دستور لمن خلفه من الأطباء، مات سنة ثلاثمائة وألف.
المفتي إبراهيم بن عمر البنارسي
الشيخ الفاضل إبراهيم بن عمر بن غوث بن سعيد العمري البنارسي أحد العلماء المبرزين في العلوم
الحكمية، ولد ونشأ بمدينة بنارس وقرأ العلم على والده وعلى الشيخ محمد فائق تلميذ العلامة عبد
العلي بن نظام الدين اللكهنوي، ثم تقرب إلى ملوك أوده فولي الإفتاء ببلدة لكهنؤ وكان مع اشتغاله
بمهمات الإفتاء يدرس ويفيد، له تعليقات على المجسطي والاشارات مات لثلاث ليال خلون من
جمادي الأولى سنة أربع وخمسين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ كما في حياة سابق.
الشيخ إبراهيم البنكالي
الشيخ الفاضل إبراهيم بن أبي إبراهيم البنكالي(7/889)
أحد الرجال المشهورين في بلاده، رفض التقليد وكان
يعمل بنصوص الكتاب والسنة، وقد نسب إليه أقوال غير مرضية، ذكره كرامت علي الجونبوري في
نسيم الحرمين قال: سمعت من سعادت على خان أنه سمع من الشيخ المطوف محمد درويش المكي
يقول: إن إبراهيم المذكور حبس في مكة المعظمة لأجل قبح مذهبه وهو رجل من الأراذل، قرأ قليلاً
من الصرف والنحو لا يحسن اللغة العربية، وكان أولاً يخاصم من لا مذهب لهم فلما رضخوا له شيئاً
من المال ارتد على عقبه، وهذا ظاهر وشاهد عليه ألوف من المسلمين، انتهى بلفظه.
وقال في موضع آخر من ذلك الكتاب: شهد عندي في جماعة من المسلمين الشيخ نائب الله والجماعة
صدقوه أنه لما سمع سخي مندل يعني رئيس القرية أنه يريد إبراهيم أن يباحث علماء أهل السنة
والجماعة فكتب المندل إلى إبراهيم لا حاجة لنا إلى البحث أنت اكتب لي ما شاهدت في مكة المعظمة
حتى نعمل كلنا مثل ما يعمل أهل مكة المعظمة، فقال إبراهيم: أي شيء أكتب أنا لأن الغناء
والمعازف والمزامير والرقص والكبي والجاترا كلها مروج في مكة أفبهذا تعملون؟ وشهد محمد
رمضان في جماعة من المسلمين في مسجد جهانكير نكر أنه سمع من إبراهيم مثله ومعنى الكبي في
اصطلاح كفار بنكالة: الغناء بالفواحش والشتم، ومعنى الجاترا في اصطلاحهم ما يغني به كفار بنكاله
في مدائح أصنامهم، انتهى بلفظه، وقال في موضع آخر إنه يقول للمصلات الأربع هي أربعة
كودامات أنشأها الترك ومعنى الكودام حجرة دكان سلعة التجار، قال كنت يوماً في الدلدوار بكسر
الدال وسكون اللام وضم الدال الثانية وشرعت في صلاة المغرب فجاء إبراهيم ورفض الجماعة
وشرع الصلاة بجماعته الرافضة للسنة من وراء آخر صفوفنا، انتهى بلفظه.
مرزا إبراهيم العظيم آبادي
الشيخ الفاضل الكبير إبراهيم العظيم آبادي أحد الأفاضل المشهورين في بلاده، وكان من نسل زهر
يار خان الترك شاملو وزير عباس الماضي الصفوي، له يد بيضاء في الهندسة والهيئة وسائر الفنون
الرياضية، ولد ونشأ بعظيم آباد وقرأ بعض الكتب الدرسية على أساتذة بلدته ثم دخل بهلواري سراً
ولم يعرف أحد اسمه ورسمه فلبث بها أربع سنين وقرأ سائر الكتب الدرسية على مولانا أحمدي ابن
وحيد الحق البهلواروي، وجمع الكتب النفيسة زهاء خمسة عشر ألفاً من كل علم وفن وتصدى للدرس
والإفادة، وكان يدرس من الصباح إلى العشاء الآخرة ليلاً ونهاراً.
وله مصنفات عديدة أخبرني بها علي محمد العظيم آبادي.
الشيخ أبو إسحاق البهيروي
الشيخ العالم المحدث أبو إسحاق بن أبي الغوث العمري البهيروي أحد العلماء الراسخين في العلم،
ولد ونشأ ببهيره بكسر الموحدة الممزوجة بالهاء قرية من أعمال أعظمكده وحفظ القرآن وقرأ العلم
على أبيه وعلى غيره من الأساتذة ثم سافر إلى إله آباد وأخذ عن الشيخ فاخر بن يحيى العباسي الإله
آبادي، وأسند الحديث عنه ولبس الخرقة من أبيه، ثم تولى الشياخة، وكان آية ظاهرة ونعمة باهرة
في التقوى والعزيمة وقلة الأمل، وكانت له يد بيضاء في نقد الأحاديث وتصحيحها، أخذ عنه خلق
كثير، توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي.
مولانا أبو البركات البنارسي
الشيخ العالم الحاج أبو البركات بن فضل إمام الحنفي المجددي البهاري أحد العلماء الصالحين، ولد
ونشأ بأرض الهند، وقرأ العلم على أساتذتها، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار سنة أربع
وسبعين ومائتين وألف، ورجع إلى الهند ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار مرة ثانية، وسافر
إلى مصر والقاهرة والشام والقدس الشريف سنة تسع وسبعين، فزار المشاهد، ورجع إلى الهند ولبث
بها مدة من الزمان ثم هاجر إلى المدينة الطيبة وسكن بها مجاوراً لسيد البشر المطهر عن زيغ البصر
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد الرشيد بن أحمد سعيد(7/890)
الدهلوي المهاجر، وكان
بايع قبله الشيخ أحمد سعيد المذكور، له بركات الأنس لزائري القدس كتاب الرحلة، صنفه سنة تسع
وسبعين ومائتين وألف بالفارسي، وله بركات الدارين لحجاج الحرمين وكتاب في المناسك بالفارسي.
مات لليلة بقيت من صفر سنة تسع وثمانين ومائتين وألف بمدينة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ.
الشيخ أبو تراب البهلواروي
الشيخ الصالح أبو تراب بن نعمة الله بن مجيب الله الجعفري البهلواروي أحد الرجال المشهورين
في الفقه والتصوف، ولد بقرية بهلواري لثلاث ليال بقين من شوال سنة اثنتين وتسعين ومائة وألف،
وقرأ العلم على مولانا أحمدي بن وحيد الحق البهلواروي، وأخذ الطريقة عن أبيه ولازمه ملازمة
طويلة، أخذ عنه ابن أخيه الشيخ علي حبيب وخلق آخرون.
توفي لسبع خلون من ربيع الثاني سنة سبعين ومائتين وألف بقرية بهلواري فدفن عند والده، كما في
مشجرة الشيخ بدر الدين.
الشيخ أبو تراب البرهانبوري
الشيخ الفاضل أبو تراب بن يحيى بن تقي بن يحيى بن عبد الله العمري البرهانبوري أحد فحول
العلماء، كان من نسل الشيخ صفي الدين الكجراتي، ولد ونشأ بمدينة برهانبور وقرأ العلم على مولانا
جلال الدين البرهانبوري وعلى غيره من العلماء، ثم تصدر للتدريس بمدينة ايلجبور وسكن بها، أخذ
عنه خلق كثير، مات لسبع بقين من ذي الحجة سنة ست وخمسين ومائتين وألف، كما في تاريخ
برهانبور.
القاضي أبو الحسن البدايوني
الشيخ الفاضل أبو الحسن بن أبي المعالي بن عبد الغني العثماني الأموي البدايوني أحد العلماء
المشهورين، ولد ونشأ بمدينة بدايون وقرأ العلم بها على أساتذة عصره، ثم ولي الإفتاء ببلدة بريلي
فاستقل به مدة من الزمان، ثم ولي القضاء مكان القاضي سعيد الدين بن نجم الدين الكاكوروي،
فاستقل به مدة، ثم ناب الحكم بفرخ آباد مكان القاضي المذكور، كما في تاريخ فرخ آباد.
الشيخ أبو الحسن الكاندهلوي
الشيخ العالم الصالح أبو الحسن بن إلهي بخش بن شيخ الاسلام الصديقي الكاندهلوي أحد العلماء
المشهورين، ولد ونشأ بكاندهله قرية من أعمال مظفر نكر وقرأ الكتب الدرسية على أبيه ولازمه مدة
وتطبب عليه وأخذ عنه الطريقة، له مزدوجات مشهورة بالهندية في الحقائق والمعارف على نهج
المثنوي المعنوي مات لثمان بقين من جمادي الآخرة سنة تسع وستين ومائتين وألف.
الشيخ أبو الحسن اللكهنوي
الشيخ الفاضل أبو الحسن بن عبد الجامع بن عبد النافع بن عبد العلي بن نظام الدين بن قطب الدين
الأنصاري السهالوي ثم اللكهنوي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ وحفظ القرآن وقرأ
الكتب الدرسية على الشيخ عبد الحكيم بن عبد الرب بن عبد العلي اللكهنوي وعلى غيره من العلماء،
وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد الوالي بن أبي الكرم اللكهنوي، ثم درس وأفاد مدة من الزمان، أخذ عنه
غير واحد من العلماء، له مختصر في حلة الحيوانات وحرمتها، صنفه رداً على غاية الكلام للشيخ
عبد الحليم بن أمين الله اللكهنوي.
مات لسبع عشرة خلون من ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف بلكهنؤ، كما في تذكرة
العلماء للناروي.
الشيخ أبو الحسن البهلواروي
الشيخ العالم الصالح أبو الحسن بن نعمة الله بن مجيد الله الجعفري البهلواروي أحد كبار المشايخ،
ولد لعشر خلون من رجب سنة إحدى وتسعين ومائة وألف، واشتغل بالعلم على مولانا أحمدي بن
وحيد الحق البهلواروي وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، ثم تطبب على خاله غلام جيلاني وبرز على
أقرانه في المعقول والمنقول والإنشاء وقرض الشعر، فتطبب(7/891)
ثلاث سنين ثم ترك وجلس على مسند
الإرشاد بعد والده لليلتين خلتا من رمضان سنة سبع وأربعين ومائتين وألف، فاشتغل بالإرشاد اثنتي
عشرة سنة ثم اعتراه الفالج وبقي في تلك الحالة ست سنين.
ومن مصنفاته: حاشية على شرح السلم لحمد الله، ورسالة في تقبيل الإبهامين، ورسالة في تحقيق
اثني عشر خليفة، وله ديوان الشعر الفارسي.
مات لست ليال بقين من محرم سنة خمس وستين ومائتين وألف، أخبرني بها الشيخ سليمان بن داود
البهلواروي.
الشيخ أبو الحسن النصير آبادي
الشيخ العالم الصالح أبو الحسن بن نور الحسن الحسيني النصير آبادي أحد المشايخ النقشبندية، ولد
ونشأ بنصير آباد على عشرة أميال من رائي بريلي واشتغل بالعلم زماناً في بلدته، ثم سار إلى لكهنؤ
وقرأ الكتب الدرسية على الشيخ تراب علي اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، ثم أخذ عن الشيخ مراد
الله التهانيسري ولازمه مدة طويلة بمدينة لكهنؤ، وتدرج إلى المقامات العالية، فاستخلفه الشيخ علي
أصحابه من بعده فنهض بأعبائها وأوفى حقوق الطريقة، وكان شيخاً وقوراً متبعاً للسنة السنية ذا
نسبة قوية واستقامة، انتفع به الناس وأخذوا عنه.
توفي لليلتين خلتا من شعبان سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف كما في مهر جهانتاب.
الشيخ أبو الحسن المنطقي
الشيخ الفاضل المعمر أبو الحسن بن القاضي شاكر المنطقي السندي ثم العظيم آبادي أحد فحول
العلماء، جاوز عمره مائة وثلاثين سنة وكان إماماً جوالاً في الصرف والنحو والمنطق، أخذ عنه خلق
كثير من العلماء، وانتشر أصحابه وتلاميذه في شرق الهند وغربها وانتهت إليه الرئاسة العلمية، كما
في تذكرة النبلاء له الرسالة الهلالية.
مات في سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف بقرية بهبواه من أعمال عظيم آباد كما في قسطاس
البلاغة.
الشيخ أبو الحياة البهلواروي
الشيخ الصالح أبو الحياة بن نعمة الله بن مجيب الله الهاشمي الجعفري البهلواروي أحد العلماء
المبرزين في الفقه والتصوف، ولد غرة ذي القعدة سنة خمس وتسعين ومائة وألف وقرأ العلم على
مولانا أحمدي بن وحيد الحق البهلواروي، وأخذ الطريقة عن أبيه ولازمه ملازمة طويلة، أخذ عنه
ولده يحيى بن أبي الحياة، توفي لأربع ليال بقين من رمضان سنة ست وسبعين ومائتين وألف، كما
في مشجرة الشيخ بدر الدين.
السيد أبو سعيد الكروي
الشيخ الفاضل أبو سعيد بن أبي ظفر الحسيني الكروي، كان ابن أخت الشيخ الكبير عبد السلام بن
أبي القاسم الحسيني الواسطي الهسوي رحمه الله، قرأ المختصرات على خاله المذكور وسافر إلى
لكهنؤ وقرأ سائر الكتب الدرسية على أساتذتها، ثم تطبب على الحكيم إبراهيم بن يعقوب اللكهنوي
فلازمه مدة من الزمان، مات بقرية رانهه من أعمال همير بور لإثنتي عشرة خلون من شعبان سنة
ست وتسعين ومائتين وألف.
وكره بضم الكاف وتشديد الراء قرية من أعمال فتحبور على مسافة ميلين من هنسوه.
الشيخ أبو سعيد الدهلوي
الشيخ العالم الفقيه المحدث أبو سعيد بن صفي بن عزيز بن عيسى بن سيف الدين ابن محمد
معصوم الحنفي الدهلوي أحد كبار المشايخ النقشبندية، ولد لليلتين خلتا من ذي القعدة سنة ست
وتسعين ومائة وألف بمدينة رامبور وحفظ القرآن في صغره، وأخذ التجويد عن بعض القراء في
بلدته، ثم قرأ الكتب الدرسية على المفتي شرف الدين الرامبوري، وبعضها على الشيخ رفيع الدين بن
ولي الله الدهلوي، قرأ عليه شرح السلم للقاضي مبارك وكتاب الصحيح لمسلم بن الحجاج
النيسابوري، ثم أسند الحديث عن خاله سراج أحمد ثم أكرمه الله بالإجازة العامة عن الشيخ المسند
عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي وغيره عن أكابر عصره من المحدثين، وأخذ الطريقة(7/892)
النقشبندية عن الشيخ دركاهي الرامبوري، واشتغل عليه بأذكار القوم وأشغالها مدة، وفتح الله عليه
أبواب الوجد والحالة، فجلس على مسند الإرشاد وبايعه ألوف من الرجال، ثم تحسس في نفسه شيئاً
فترك المشيخة وسافر إلى دهلي ولازم الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي، واقتبس من أنواره وتدرج
إلى المقامات العالية، فاستخلصه الشيخ لنفسه واستخلفه على أصحابه من بعده، فنهض بأعبائها وأوفى
حقوق الطريقة استقام عليها تسع سنين.
ثم اشتاق إلى الحج والزيارة فسافر إلى الحرمين الشريفين سنة تسع وأربعين ومائتين وألف وأقام
مقامه أكبر أخلافه الشيخ أحمد سعيد وكان معه في السفر ابنه الشيخ عبد الغني، فلما وصل إلى مكة
المباركة استقبله العلماء واحتفي به الشيخ عبد الله سراج مفتي الأحناف والشيخ عمر مفتي الشافعية
والمفتي عبد الله مير غني الحنفي وعمه الشيخ ياسين الحنفي والشيخ محمد عابد السندي وغيرهم،
فاستسعد بالحج ثم توجه إلى المدينة المنورة وأقام بها أياماً، يحضر الصلوات في المسجد النبوي
الشريف، ويقضي فيه أوقاتاً ويشتغل بالصلاة والسلام على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم نزع إلى
الوطن فتوجه إلى أرضه وكان قد أصيب بالحمى في البلد الحرام وانقلعت عنه يسيراً حين نزل
بالمدينة، فلما ودعها عاوده سقامه، ولم يزل يزداد حتى إذا وصل إلى بلدة طوك مكث بها قليلاً اشتد
به الوجع، وكان دخوله بها ثاني رمضان المبارك، فاشتد المرض صبيحة عيد الفطر، ثم توفي بين
صلاتي العشى، وصلى عليه المولوي خليل الرحمن قاضي البلدة، وحضر جنازته نواب وزير الدولة
أمير تلك البلدة، ومن دونه من الأمراء، ثم نقل تابوته إلى دهلي ودفن عند تربة شيخه، وكان ذلك في
سنة خمسين ومائتين وألف، كما في اليانع الجني وغيره.
مرزا أبو طالب الأصفهاني
الأمير الفاضل أبو طالب بن محمد الأصفهاني ثم الهندي اللكهنوي أحد مشاهير الناس، انتقل والده
من بلاد الفرس إلى أرض الهند في الفترة النادرية، وتقرب إلى صفدر جنك صاحب أوده وسكن
بمدينة لكهنؤ، ولد بها أبو طالب سنة ست وستين ومائة وألف، ونشأ بها وقرأ العلم على من بها من
العلماء، ولما بلغ الرابعة عشرة من سنه سافر إلى مرشد آباد سنة ثمانين ومائة وألف وكان والده بها
فسافر إليه مع أمه، وتوفي والده بمرشد آباد، فأقام بها بعد وفاته بضع سنين ثم رجع إلى لكهنؤ في
أيام آصف الدولة سنة تسع وثمانين فولي على عمالة إتاوه بكسر الهمزة واستقل بها سنتين ثم عزل
عنها وأقام بلكهنؤ سنة، فلما ولي الإسكندر الإنكليزي على كوركهبور سافر معه إلى مستقره وأعانه
في الحكومة وصاحبه ثلاث سنوات، ولما عزل الإسكندر المذكور رجع إلى لكهنؤ واعتزل في بيته
زماناً، وأحيل على معاش قدره ستة آلاف سنوياً فتمتع بها مدة ولما رأى أن الدولة الآصفية تتأخر
عن أداء الراتب، سار إلى كلكته سنة اثنتين ومائتين وألف في أيام اللورد كارنوالس ليستعين به،
ولكنه كان كارنوالس عازماً إلى إقليم الدكن لحرب السلطان تيبو فأجلت المسألة إلى أربع سنين، فبنى
بكلكته بيتاً له وحديقة وسكن بها، ولما رجع كارنوالس إلى كلكته شفع له إلى آصف الدولة، وبعثه
إلى لكهنؤ فجاء مرة بعد أخرى إلى تلك البلدة، ونال الإلتفات من الأمير، ثم لما سافر كارنوالس إلى
أوربا وحصلت المناقشة بين الدولة الآصفية وبين مستر جيري أحد المأمورين من تلقاء الإنكليز في
بلدة لكهنؤ وعزلته الدولة الإنكليزية أمر آصف الدولة أن يخرج معه أبو طالب من بلدته فذهب إلى
كلكته سنة عشر ومائتين وألف، وسافر إلى الجزائر البريطانية مع رجاردسن غرة رمضان سنة
ثلاث عشرة ومائتين من طريق رأس الرجاء، فساح في أثناء السفر كيب وآئرليند وجزيرة ويلز
ووصل إلى لندن بعده سنة من خروجه من الهند لخمس بقين من شعبان سنة أربع عشرة ومائتين
وأقام بها سنتين وستة أشهر واحتظ بصحبة الملوك والأمراء من الرجال والنساء وتفرج بها وتغزل،
ومن شعره قوله:
حسن بتان لندني در جمن زمن كجا است ور تو بعمر ديده كوئي بروي من كجا است
فرض كنم كه شد نكو قامت وروي وموي غير نازكي وأدا ولحن جستي ورقص وفن كجا است(7/893)
هم خور ومه بر آسمان دم ز رخ نكو زنند بل كله كج وهمان زلف رسن فكن كجا است
سوسن وسرو را بباغ هست أكر قد وزبان همجو بسي ومس جسي با روش وسخن كجا است
ز آب كهر به بروريد مادران بتان مكر ورنه بآب ونان دهر اين همه لطف فن كجا است
آب بطبع تركند جامه وجسمها وليك آب كزو نكشت تر جامه جزآن بدن كجا است
إلى غير ذلك من الأبيات الكثيرة، وخرج من لندن لعشر خلون من صفر سنة سبع عشرة ومائتين
وذهب إلى باريس ثم رجع إلى الهند وسكن بكلكته.
ومن مصنفاته منتخب رياض الشعراء للداغستاني صنفه بأمر الحكيم محمد حسين بن محمد هادي
العقيلي صاحب مخزن الأدوية ومنها خلاصة الأفكار صنفه سنة ست ومائتين وألف، ومنها المسير
الطالبي صنفه سنة تسع عشرة ومائتين وألف بكلكته.
وكانت وفاته في سنة عشرين ومائتين وألف، كما في محبوب الألباب.
أبو ظفر بهادر شاه الدهلوي
الملك الفاضل أبو ظفر بن أكبر شاه بن شاه عالم التيموري الدهلوي، أبو ظفر سراج الدين بهادر
شاه كان من الرجال المعروفين في العائلة الملكية، ولد ونشأ بدار الملك دهلي، وجلس على سرير
الملك بعد أبيه، وتمتع براتب أجراه الإنكليز، ثم زيد فيه خمس وعشرون ألفاً، وكان شاعراً صوفياً،
أخذ الطريقة عن الشيخ فخر الدين الدهلوي، ولما ثارت العساكر الإنكليزية على الحكومة سنة ثلاث
وسبعين ومائتين وألف بايعوه وولوه عليهم، وسفكوا الدماء، ونهبوا الأموال، ثم غلبت الدولة
الإنكليزية على الجنود الهندية، وقبضوا على بهادر شاه، وأرسلوه إلى مدينة رنجون في بورما فمات
بها، وله أربعة دواوين الشعر بأردو، توفي سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف، كما في جنة المشرق.
وكان يتصف ببعض صفات الفتوة والغيرة، وكان جديراً بأن ينهض بالعائلة الحاكمة لو ساعده
الزمان وتوفرت له الأسباب، ولكن الحكومة المغولية كانت قد بلغت منتهى الضعف، وسرى الوهن
في أبناء البلاد، فكان شأنه في ذلك شأن آخر الملوك في الحكومات المنقرضة.
وقد عاملته الحكومة الانكليزية بقسوة نادرة ووحشية بالغة، فقتلت أبناءه بين يديه، وهو يتحمل كل
ذلك في صبر وجلد، وعجز واضطرار.
ويمتاز شعره بالرقة والتأثير نتيجة أحواله الشخصية، وتجاربه المريرة يتجلى فيه الحزن والتعبير
عن المشاعر الرقيقة، مع التجلد وسمو الهمة وقوة العزيمة.
الحكيم أبو علي الأمروهوي
الشيخ الفاضل أبو علي بن غلام علي الشيعي الأمروهوي الحكيم، ولد بدهلي سنة اثنتين ومائتين
وألف وقرأ الفقه والحديث والعربية على السيد محمد عبادت الأمروهوي، وقرأ الكتب الطبية على
رضي الدين الأمروهوي الحكيم، ودرس خمساً وعشرين سنة ببلدة بانده ومن مصنفاته هادي
المخالفين في الرد على تحفة المسلمين وحجية الايمان وكشف الرين في إثبات العزاء على الحسين
وتعليقات على الطب الأكبر والفوائد الحسينية في المفردات، مات لتسع بقين من صفر سنة اثنتين
وسبعين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء.
السيد أبو القاسم الطوكي
السيد الشريف أبو القاسم بن أحمد علي بن عبد السبحان الحسني الحسيني النصير آبادي ثم الطوكي
أحد الرجال المشهورين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ في مهد العلم والمعرفة وقرأ العلم على أساتذة
عصره، وأقبل إلى الشعر إقبالاً كلياً واعترته شعبة من الجنون، واستولت عليه نشوة الشباب، فمضت
عليه شهور وأعوام على تلك الحال، وكان وزير الدولة أمير ناحية طوك يأمره بالمعروف وينهاه عن
المنكر، ولكنه لا يصغي إليه، فلما توفي وزير الدولة تاب عن ذلك وأناب إلى الله سبحانه بقلبه
وقالبه، وعمر أوقاته بالطاعات، واشتغل بمطالعة الكتاب والسنة، ولم يزل(7/894)
كذلك براً تقياً ورعاً ناسكاً
صواماً قواماً ذاكراً لله سبحانه في كل حال رجاعاً إليه في كل أمر وقافاً عند حدوده وأوامره ونواهيه.
له قصائد بالفارسية عارض بها عرفي ومنظومة بالهندية في الفتوح الاسلامية.
مات يوم عاشوراء سنة ثلاثمائة وألف بمدينة طوك كما في السيرة العلمية.
السيد أبو القاسم التستري
الوزير الكبير أبو القاسم بن الرضي الحسيني الجزائري التستري نواب مير عالم خان كان من
الرجال المشهورين بالرئاسة والسياسة، قدم والده إلى حيدر آباد، وتقرب إلى أولياء الأمور فأقطعوه
أقطاعاً في بتن جرو من أعمال حيدر آباد تغل له ثلاثة آلاف ربية في كل سنة، وكان له ولدان
أشهرهما أبو القاسم، ولد ونشأ بحيدر آباد وقرأ الفقه والحديث والتفسير والعربية على والده، وبرع
وفاق أقرانه في اللغة والتاريخ والفقه والأصول وكثير من الفنون الحكمية، ثم تقرب إلى ارسطوجاه
وزير الدكن فبعثه بالسفارة إلى كلكته فسافر إليها ورجع حائزاً على مأموله، ثم بعثه إلى كلكته مرة
ثانية في سنة سبع ومائتين وألف وفي ذلك الزمان جعله قائداً على جيوشه التي حشدها لإعانة
الجيوش الإنكليزية على تيبو سلطان فأغاروا عليه وقتل السلطان ومن معه من الأمراء في تلك
المعركة، فلما رجع إلى حيدر آباد لم يلتفت إليه أرسطوجاه زعماً منه أنه منافس له في الوزارة،
فاعتزل في بيته مدة من الزمان، ولما مات أرسطوجاه ومات نظام علي خان صاحب الدكن وتولى
المملكة سكندر جاه بن نظام علي خان المذكور، شفع له الإنكليز، فاستوزره سنة تسع عشرة ومائتين
وألف، فاستقل بالوزارة إلى مدة حياته.
ومن مآثره الجميلة بركة عظيمة بحيدر آباد ورباطات كثيرة بناها بين حيدر آباد ونهر كشنا بكسر
الكاف في جهة الغرب وبينها وبين بهمن آباد في الطرق والشوارع، ومن مستعمراته الحديقة الغناء
بحيدر آباد، وثغر على نهر موسى ومن مصنفاته حديقة العالم كتاب بسيط في تاريخ الدكن في
مجلدين.
السيد أبو القاسم الهسوي
السيد الشريف أبو القاسم بن مهدي بن الحسين الحسيني الواسطي الهسوي الفتحبوري أحد كبار
المشايخ النقشبندية، ولد ونشأ بهسوه بفتح الهاء قرية جامعة من أعمال فتحبور وسافر للعلم إلى دهلي
فقرأ الكتب على أساتذة عصره، ثم لازم الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي، وأخذ عنه الطريقة، ولما
بلغ رتبة الكمال رجع إلى موطنه، وتولى الشياخة بها أخذ عنه ولده الشيخ الكبير عبد السلام بن أبي
القاسم الهسوي والشيخ حسن علي الحسيني الفتحبوري وخلق آخرون، وكان رحمه الله عم أمي
الكريمة رحمهما الله تعالى.
مات لست خلون من ربيع الأول سنة ست وستين ومائتين وألف بهسوه فدفن بها.
السيد أبو الليث البريلوي
السيد الشريف أبو الليث بن أبي سعيد بن محمد ضياء بن آية الله بن الشيخ الكبير علم الله
النقشبندي البريلوي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بمدينة رائي بربلي في
زاوية جده السيد علم الله المذكور، وتفقه على أبيه، ثم أخذ عنه الطريقة وقام مقامه في الإرشاد
والتلقين، وسافر إلى الحجاز فحج وزار ورجع إلى الهند، وأقام بولاية مدراس ميسور زماناً طويلاً
حتى مات، وقبره في كوريال بندر على ساحل البحر.
وكانت وفاته في سنة ثمان ومائتين وألف كما في سيرة السادات للسيد الوالد.
الشيخ أبو المعالي البدايوني
الشيخ الفاضل أبو المعالي بن عبد الغني بن المفتي درويش محمد العثماني البدايوني أحد العلماء
المبرزين في العلوم الحكمية، درس وأفاد مدة عمره، أخذ عنه الشيخ سلامة الله البدايوني وخلق كثير
من العلماء.(7/895)
الشيخ أبو المعالي الإله آبادي
الشيخ الصالح أبو المعالي بن محمد أجمل بن محمد ناصر العباسي الإله آبادي أحد العلماء
المتصوفين، ولد بمدينة إله آباد لتسع عشرة خلون من ذي القعدة سنة ست وتسعين ومائة وألف، وقرأ
العلم على الشيخ محمد سلطان الرامبوري ومولانا روح الفياض الإله آبادي وغيرهما، وجمع العلم
والعمل والشعر، وتولى الشياخة مقام أبيه، فأوفى حقوق الطريقة واستقام على الطريقة الظاهرة
والصلاح مدة عمره، وكانت وفاته لثمان عشرة خلون من ربيع الثاني اثنتين وخمسين ومائتين وألف،
كما في ذيل الوفيات.
المفتي إحسان علي البهلواروي
الشيخ العالم المفتي إحسان علي بن امان علي البهلواروي أحد الفقهاء الحنفية، قرأ العلم على مولانا
أحمدي بن وحيد الحق الجعفري البهلواروي ولازمه مدة، حتى برع في العلم، وولي الافتاء، وكان
يدرس ويفيد، مات لخمس عشرة بقين من رمضان سنة سبع وستين ومائتين وألف، كما في تاريخ
الكملاء.
الحكيم إحسان علي الناروي
الشيخ الفاضل إحسان علي بن شير علي الناروي الفتحبوري أحد الأفاضل المشهورين، ولد لعشر
بقين من شعبان سنة تسع وعشرين ومائتين وألف بقرية سلون من أعمال رائي بريلي وقرأ العلم
على القاضي عبد الكريم النكرامي، ثم أخذ الصناعة الطبية عن أبيه، وسكن بفتحبور.
له مصنفات عديدة أشهرها طب إحساني ومعالجات إحساني ومفردات إحساني ومركبات إحساني
وأوراد إحساني ونكات إحساني كلها بالهندية، مات ببلدة بانده لتسع خلون من ذي الحجة سنة أربع
وتسعين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء.
الشيخ إحسان علي البهيروي
الشيخ الصالح إحسان علي بن فصيح الله الحنفي البهيروي الحاج الواعظ، قرأ بعض الكتب الدرسية
في بلده ثم لازم الشيخ أحمد علي العباسي الجرياكوني، وأخذ عنه، ثم سار إلى دهلي، وأخذ الفقه
والحديث عن الشيخ محبوب علي الجعفري الدهلوي، وسافر إلى الحجاز، فحج وزار سنة ثلاث
وسبعين، ثم رجع إلى الهند وسافر إلى الحجاز مرة بعد أخرى، وكان آية ظاهرة في الموعظة
والتذكير، هدى الله به سبحانه خلقاً كثيراً من عباده، مات سنة ثلاثمائة وألف، كما في تاريخ مكرم.
الشيخ إحسان الغني الدلموي
الشيخ العالم الفقيه إحسان الغني بن جعفر الدلموي أحد الفقهاء الحنفية. انتهت إليه رئاسة الفتيا في
بلاده، وكان يشتغل بالدرس والافادة، ويعتزل في بيته، لا يراه أحد إلا في بيته مشتغلاً بالافادة أو في
المسجد عاكفاً على العبادة، مات في سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف بدلمؤ، كما في مهر جهانتاب.
الحكيم أحسن الله الدهلوي
الشيخ الفاضل أحسن الله بن عزيز الله الصديقي الدهلوي الحكيم كان من ذرية الشيخ زين الدين
الهروي، جاء أحد أسلافه إلى كشمير ثم دخل أحدهم في دهلي، وسكن بها، وولد أحسن الله بها، ونشأ
وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم أخذ الصناعة الطبية عن أبيه وهو أخذ عن الشيخ ذكاء الله
الدهلوي الحكيم المشهور، ثم استخدمه نواب فخر الدولة فصاحبه مدة حياته، ثم استخدمه نواب فيض
الله خان الجهجهري وصاحبه إلى وفاته، ثم استخدمه أكبر شاه بن شاه عالم الدهلوي ولقبه عمدة الملك
حاذق الزمان، ولما توفي أكبر شاه قربه إليه بهادر شاه بن أكبر شاه ولقبه احترام الدولة ثابت جنك
وجعله مداراً لمهماته.
وكان رجلاً حازماً ذا دهاء وتدبير وسياسة حاذقاً في الصناعة حليماً متواضعاً يداوي الناس برفق
ورحمة ويحسن إلى المرضي.
توفي سنة تسعين ومائتين وألف، فأرخ لوفاته بعض الناس من قوله، ع:(7/896)
وائي بقراط وقت مرد افسوس.
مولانا إحسان الله الأنامي
الشيخ الفاضل إحسان الله بن عظمة الله بن حبيب الله بن فتح الله الحسيني الأعظمي الديوي ثم
الأنامي أحد الرجال المشهورين في الإنشاء والشعر، ولد سنة ثمان وسبعين ومائة وألف ببلدة أنام
وقرأ العلم على أساتذة عصره، وأقبل إلى الشعر والإنشاء إقبالاً كلياً، حتى صار معدوداً في الشعراء
المفلقين، له البحر المواج منظومة بالفارسية في سبعة بحور في قصص الأنبياء وديوان الشعر
الفارسي ومجموع الرسائل الفارسية ورسالة في العروض والقافية ورسالة في الألغاز، وله غير ذلك
من المصنفات، مات سنة خمس وسبعين ومائتين وألف ببلدة أنام.
مولانا أحمد الرامبوري
الشيخ الفاضل الكبير أحمد بن أبي أحمد الحنفي الرامبوري أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية،
كان أصله من بنجاب، انتقل منها في الفترات الدرانية إلى روهيلكهند وقرأ بعض الكتب الدرسية
على الشيخ نور عالم الرامبوري وبعضها على العلامة محمد بركت بن عبد الرحمن الإله آبادي ثم
تصدر للتدريس بمدينة رامبور وسكن بها، أخذ عنه غير واحد من العلماء، ذكره عبد القادر بن محمد
أكرم الرامبوري في كتابه روز نامه.
السيد أحمد بن أولاد حسن القنوجي
الشيخ الفاضل أحمد بن أولاد حسن بن أولاد علي الحسيني البخاري القنوجي الشيخ أحمد حسن كان
من العلماء المبرزين في العلوم العربية والحديث، ولد سنة ست وأربعين ومائتين وألف، وأخذ العلوم
متفرقة في بلاد شتى عن أساتذة عصره، أجلهم الشيخ عبد الجليل الكوئلي والشيخ المحدث عبد الغني
بن أبي سعيد العمري الدهلوي، وفاق الأقران في الذكاء والفطنة وقوة الحفظ وجودة الذهن، سافر إلى
الحجاز سنة ست وسبعين ومائتين وألف فورد مدينة بزوده من أرض كجرات وأقام مدة يسيرة عند
الشيخ غلام حسين القنوجي، ثم مرض بالحمى واشتد المرض، وانجر إلى الاسهال، وكان هناك
الوباء فتوفي بها.
كانت له اليد الطولى في الشعر العربي والفارسي، كان ينظم في ساعة نجومية قصيدة طويلة
فصيحة المبنى، بليغة المعنى، قل من يقدر على إنشاء مثلها في أسبوع.
ومن مصنفاته الشهاب الثاقب في مجلد في مبحث الاجتهاد والتقليد.
ومن شعره قوله:
نسيم الصبا وافي سحيراً مطيباً فقلت له أهلاً وسهلاً ومرحبا
كأنك أنفاس المسيح بعينها فأحييت صبا لم ينل قط مطلبا
فديتك يا نعم الصبا خير مقدم فكل حمام حين أقبلت رحبا
تحاكي لك الأغصان بالوجد راقصا تضاهي لك الأطيار بالسجع مطربا
وتنفخ في الأشجار روحاً تميلها فيالك ما أزهاك صنعاً وأعجبا
أهل جئت من تلك الربى برسالة فإن الصبا نعم الرسول لمن صبا
وله:
لسلمى أرانا الله مولاي دارها عوالم حسن ما رأينا ديارها
فإن لها بدراً يسمى جبينها وإن لها شمساً تسمى عذارها
إذا غطت الوجنات أقبل ليلها إذا كشفت عنها رأينا نهارها
هممت بثدييها فمرت فقلتها فما خير نخل قد منعنا ثمارها(7/897)
فقالت أما لا كل سوداء تمرة تبسم عن در يصفن بحارها
وله:
ألا يا نسيم الروض بلغ تحيتي إلي من حياتي عنده أو منيتي
لقد عمت البلوى لي اليوم والنوى وما طاب حالي من عموم البلية
تجد لي الأحزان في كل ساعة وما فزت منها حيث جدت بلذة
تقول رجال للزمان تغير وما في بليات النوى من تفاوت
وله:
أغيم بداً من جانب النجد هامع أم انهملت منك العيون الدوامع
ونار تلظت في فؤادك أشرقت أم البرق في قلب السحائب يلمع
أمنهدم هذي القصور لبلها أم انشقت الأحجار إن كنت تجزع
أتنحب من كرب النوى وبلائه أم الرعد من فوق الغيوم يقعقع
وله:
لسلمة في واد العقيق مرابع تراها كأمثال العقائق تلمع
وما لمعت من حيث عزت سلامها ولكن لما أجرته مني المدامع
كأن بعيني ممطراً فهو واكف وفي وجهها برق فما زال يلمع
ألا يا نسيم اكشف كمام عذارها فقد طال ما جارت على المقانع
أيا حسن شعر قد تغطى خدودها فديتك من ليل به البدر يلمع
وله:
يا من أذاب هواه القلب بالأسف روحي فداك إلى السعي في تلفي
الروح في قلق والجسم في حرق والجفن في أرق والعين في سرف
يا نسمة نفست لا زلت ناعمة قرت عيونك أصغى لحظة وقفي
يا هل تعود ليال بالحمى سلفت أضاءها بدر وجه صين عن كلف
كيف السبيل إلى سلمى وجارتها والجسم يوشك أن يفنى من القضف
وله:
تذكرت أيام الصبا واللياليا بغم أرق الشوق منك القوافيا
إذ العيش أشهى ما يكون من المنى وأطيب لذات تسوء الأعاديا
إذ الربع ربع الخزرجية آهل بعين كآرام ألفن المغانيا
مخضرة الأطراف رواقة اللمى رقاق الثنايا بهكنات غوانيا
وجارت بخلف الوعد بعد وفائه وضنت بما يعرى الوشاة الأساعيا
كأن لم يكن بين الحبيب وبيننا عهود ولم ترع العهود المواضيا
فإني فتى أرعى العهود لصاحبي وإن لم يكن للعهد منه مراعيا
وله:
يعاقبني بؤس الزمان وخفضه وأدبني حرب الزمان وسلمه
وما المرء إلا نهب يوم وليلة تلم به شهب الفناء ودهمه(7/898)
يعلله برد الحياة يمسه ويغتره روح النسيم يشمه
ألا أن خير الزاد ما سد فاقة وخير بلادي الذي لا أجمه
وإن الطوى بالعز أحسن يا فتى إذا كان من كسب المدلة طعمه
وإني لأنهي النفس عن كل لذة إذا ما ارتقى منها إلى العرض وصمه
وأعرض عن نيل الثريا إذا بدت وفي نيله سوء المقام وذمه
توفي لتسع خلون من جمادي الأولى سنة سبع وسبعين ومائتين وألف بمدينة بروده فدفن بها في
التكية الماتريدية عند ضريح السيد يحيى الترمذي وله ثلاثون سنة وسبعة أشهر وعشرون يوماً، كما
في أبجد العلوم لصنوه صديق بن الحسن القنوجي.
الشيخ أحمد بن الحسين السورتي
الشيخ الصالح أحمد بن الحسين بن علي بن محمد بن عبد الله الشافعي الحضرمي السورتي أحد
المشايخ العيدروسية، ولد ونشأ بأرض الهند، وتولى الشياخة بعد أبيه بمدينة سورت ومات بها غرة
شعبان سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف، كما في الحديقة.
القاضي أحمد بن طاهر الشاهجهانبوري
الشيخ الفاضل أحمد بن طاهر الحنفي الشاهجهانبوري المشهور بأحمد جان، ولد ونشأ بمدينة
شاهجهانبور وقرأ العلم على أساتذة عصره، وبرع في كثير من العلوم والفنون، ذكره المفتي ولي الله
بن أحمد علي الحسيني في تاريخه وقال: إنه كان من ندماء الوزير عماد الملك، قدم معه إلى فرخ
آباد وتزوج بها في إحدى البيوتات الكريمة من طائفة بنكش وولد له منها ولد يسمى نصير الدين، ثم
سافر إلى بنكاله ونال بها القضاء الأكبر، فاستقل به مدة من الزمان، ومات ببلدة مرشد آباد.
الشيخ أحمد بن عبد الجليل السورتي
الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الجليل الحسيني البخاري السورتي كان من نسل الشيخ محمد بن عبد
الله بن محمود بن الحسين البخاري، ولد ونشأ بمدينة سورت وحفظ القرآن وجوده، وقرأ العلم على
أهله، حتى برع فيه، ودرس وأفاد.
توفي لليلتين خلتا من صفر سنة سبع وأربعين ومائتين وألف بمدينة سورت، كما في الحديقة.
الشيخ أحمد بن عبد الرحيم الصفي بوري
الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الرحيم بن عبد الكريم الحنفي الصفي بوري أحد العلماء المبرزين في
العلوم الأدبية، أخذ عن والده، وله شرح على قصائد عرفي، مات في بضع وستين ومائتين وألف
بكلكته، كما في محبوب الألباب.
الشيخ أحمد بن عبد الله السورتي
الشيخ الصالح أحمد بن عبد الله بن زين بن عبد الرحمن عيديد باعلوي الحضرمي السورتي أحد
السادة النجباء، ولد ونشأ بالهند، وتولى الشياخة بمدينة سورت، مات لعشر بقين من رجب سنة ثمان
وثلاثين ومائتين وألف، كما في الحديقة.
الشيخ أحمد بن عبد الله السنديلوي
الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الله الحسيني السنديلوي المشهور بأحمد بخش، كان من العلماء المبرزين
في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بسنديله وقرأ العلم على والده وعلى الشيخ أعز الدين وحيدر
علي بن حمد الله، وأخذ الطريقة عن والده، ثم تولى الشياخة مكانه، وكان يدرس قليلاً، مات ودفن
بسنديله، كما في تذكرة العلماء للناروي.
السيد الإمام أحمد بن عرفان البريلوي
السيد الامام الهمام حجة الله بين الأنام، موضح محجة الملة والاسلام، قامع الكفرة والمبتدعين،
وأنموذج الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، مولانا الامام المجاهد الشهيد السعيد، أحمد بن عرفان
بن(7/899)
نور الشريف الحسني البريلوي، كان من ذرية الأمير الكبير بدر الملة المنير شيخ الاسلام قطب
الدين محمد بن أحمد المدني.
ولد في صفر سنة إحدى ومائتين وألف ببلدة رائي بريلي في زاوية جدة السيد علم الله النقشبندي
البريلوي، ونشأ في تصون تام وتأله، واقتصاد في الملبس والمأكل، ولم يزل على ذلك خلفاً صالحاً،
براً تقياً، ورعاً عابداً ناسكاً، صواماً قواماً، ذاكراً لله تعالى في كل أمر، رجاعاً إليه في سائر الأحوال،
وقافاً عند حدوده وأوامره ونواهيه، لا تكاد نفسه تقنع من خدمة الأرامل والأيتام، كان يذهب إلى
بيوتهم ويتفحص عن حوائجهم، ويجتهد في الاستقاء والاحتطاب واجتلاب الأمتعة من السوق، ولكنه
مع ذلك كان لا يرغب إلى تلقي العلوم المتعارفة، فإن لم يحفظ من القرآن الكريم إلا سوراً عديدة،
ومن الكتابة إلا نقش المفردات والمركبات، وذلك في ثلاث سنين، وكان صنوه الكبير إسحاق بن
عرفان البريلوي يحزن لذلك، وكان بصدد تعليمه، فقال والده: دعوه وشأنه وكلوه إلى الله سبحانه
فأعرض عنه، فلم يزل كذلك حتى شد عضده، فرحل إلى لكهنؤ مع سبعة رجال من عشيرته، وكان
الفرس واحداً يركبونه متناوبين، وهو ترك نوبته لهم، فلما قطعوا مرحلة واحتاجوا إلى حمال يحمل
أثقالهم، وجدوا في البحث عنه فما وجدوه وهو يرى ذلك، فقال لهم: إن لي حاجة إليكم أرجوكم أن
تفضلوا علي بإسعافها، فقالوا له: على الرأس والعين، فقال لهم: أكدوا قولكم بالأيمان، فأكدوها، فقال:
اجمعوا أثقالكم وضعوها على رأسي، فإني أقدر أن أحتملها، فحملها ودخل لكهنؤ، فلقيه أحد رجال
السياسة وأكرمه، وكان مأموراً من الدولة أن يجمع مائة رجل من الفرسان للعسكر، ففوض إليه
خدمتين من الخدمات العسكرية، فتبرع بهما لرجلين من رفقائه، وسار مع العساكر السلطانية، فلما
وصل إلى بادية محمد ورغب السلطان إلى التنزه والصيد، غاب ذات يوم عن رفقائه، فاغتموا وظنوا
أنه كان فريسة سباع، حتى لقيهم رجل من أهل البادية، وقص عليهم أني رأيت رجلاً وضيئاً يلوح
على جبينه علائم الرشد والسعادة وعلى رأسه جرة ملآنة يحملها ويذهب فرحان نشيطاً مع فارس من
فرسان العسكر، وكان العسكري يقول: إنه وجدني في أثناء الطريق، وكان معي حمال ضعيف، لا
يستطيع أن يحمل إلا بشق النفس، إلا أنه حملها خوفاً مني، فكان يبكي فتقدم إلى هذا الرجل وشفع له
فقلت له: إني لا أستطيع أن أن أحملها فوق رأسي، فإذا رق له قلبك ورثيت لضعفه فتقدم وأحمل،
فرضي بذلك وحملها وكانت رفقته يعلمون عادته فعلموا أنه هو.
قال السيد محمد علي بن عبد السبحان البريلوي صاحب المخزن: إنه كان قبل غيبته يحرضني على
الترك والتجريد والاقبال على الآخرة، ويقول: اذهبوا إلى دهلي ولازموا صحبة الشيخ عبد العزيز
بن ولي الله الدهلوي واغتنموه، فلما ظن أني لا ألازمه في السفر ذلك ولا أرضي أن يذهب ويلقى
نفسه في الخطر، غاب عني وذهب بنفسه حتى دخل دهلي، فلما سمع الشيخ عبد العزيز المذكور أنه
سبط الشيخ أبي سعيد وابن أخ السيد نعمان، تلقاه ببر وترحيب، وأسكنه في المسجد الأكبر آبادي عند
صنوه عبد القادر وأوصاه به، فتلقى منه شيئاً نزراً من العلم، وبايع الشيخ عبد العزيز وأخذ عنه
الطريقة حتى نال حظاً وافراً من العلم والمعرفة، وفاق الأقران، وأتى بما يتحير منه أعيان البلدة في
العلم والمعرفة، وكان ذلك في سنة اثنتين وعشرين ومائتين وألف.
ثم غلب عليه شوق الجهاد في سبيل الله، فذهب إلى معسكر الأمير المجاهد نواب مير خان، ولبث
عنده بضع سنين، وكان يحرضه على الجهاد، فلما رأى أنه يضيع وقته في الاغارة ويقنع بحصول
المغنم، وعلم أنه عزم على مسالمة الانجليز والهدنة تركه ورجع إلى دهلي وشد المئزر بنصرة السنة
المحضة والطريقة السلفية، واحتج ببراهين ومقدمات وأمور لم يسبق إليها وأطلق عبارات أحجم عنها
الأولون والآخرون وهابوا وجسر هو عليها، حتى أعلى الله مناره وجمع قلوب أهل التقوى على
محبته والدعاء له، وكبت أعداءه وهدى رجالاً من أهل الملل والنحل، وجبل قلوب الأمراء على
الانقياد له غالباً وعلى طاعته، وأول من دخل في بيعته الشيخ عبد الحي ابن هبة الله البرهانوي
والشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي وناس كثيرون من(7/900)
عشيرة الشيخ عبد العزيز، وكل ذلك في
حياة شيخه، فنهض من دهلي مع جماعة من الأنصار إلى بهلت ولوهاري وسهارنبور وكده مكتيسر
ورامبور وبريلي وشاهجهانبور، وشاه آباد وغيرها من القرى والبلاد، فانتفع بمجلسه وبركة دعائه
وطهارة أنفاسه وصدق نيته وصفاء ظاهره وباطنه وموافقة قوله بعمله والانابة إلى الله سبحانه خلق
كثير لا يحصون بحد وعد، بل قام عليه جمع من المشايخ قياماً لا مزيد عليه، بدعوه وناظروه
وكابروه وهو ثابت لا يداهن ولا يحابي، وله إقدام وشهامة وقوة نفس، توقعه في أمور صعبة، فيدفع
الله عنه، وكان دائم الابتهال، كثير الاستعانة، قوي التوكل، ثابت الجأش، له أشغال وأذكار يداوم
عليها بكيفية وجمعية في الظعن والاقامة، حتى دخل بلدته رائي بريلي وتزوج بها بحليلة صنوه
المرحوم إسحاق بن عرفان، وهو أول نكاح بأيم في السادة والأشراف بأرض الهند ثم توارث فيهم،
وكان الشيخ إسماعيل بن عبد الغني والشيخ عبد الحي ابن هبة الله المذكوران وخلق آخرون من
العلماء والمشايخ في ركابه يأخذون عنه الطريقة، فلبث ببلدة رائي بريلي مدة، ثم سافر إلى لكهنؤ،
وأقام بها على تل الشيخ بير محمد اللكهنوي على شاطئ نهر كومتي مع أصحابه، فبايعه ألوف من
الرجال وتلقاه الوزير معتمد الدولة بالترحيب والإكرام وضيفه، وعرض عليه خمسة آلاف من النقود،
وكاد أن يلقاه السلطان غازي الدين حيجر ملك لكهنؤ فخاف مجتهد الشيعة أن يبدل مذهبه، فاحتال في
المنع، فنهض السيد الامام وخرج من لكهنؤ ودار البلاد، فنفع الله به خلقاً كثيراً من عباده.
ثم رجع إلى رائي بريلي وسافر إلى الحجاز، ومعه سبع وخمسون وسبعمائة من أصحابه، فركب
الفلك في دلمؤ من أعمال رائي بريلي وهي على شاطئ نهر كنك فركب وبذل ما كان معه من شيء
قليل من الدرهم على المساكين وقال: نحن أضياف الله سبحانه لا نلجأ إلى الدينار والدرهم، فانطلق
ومر على إله آباد وغازيبور وبنارس وعظيم آباد وغيرها من بلاد الهند، فدخل في بيعته خلق لا
يحصون بحد وعد، حتى وصل إلى كلكته وأقام بها أياماً قلائل باذن الحاكم العام للهند، وتاب آلافاً من
الناس من البدع والذنوب وشرب الخمر وأقفرت الحانات وانطلقت موجة عن الصلاح والتقوى وأسلم
مئات من الناس وحسن إسلامهم.
ثم ركب السفينة وذهب إلى الحجاز سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف، وحصلت له الوقائع الغريبة
وكشوف وكرامات في ذلك السفر الميمون المبارك وانتفع به خلق كثير من أهل الحرمين الشريفين،
وحج وزار وقفل بعد سنة حتى وصل إلى رائي بريلي في سنة تسع وثلاثين ومائتين وألف، فلبث
بها نحو سنتين وبعث الشيخ إسماعيل والشيخ عبد الحي المذكورين إلى بلاد شتى للتذكير والإرشاد
فدارا البلاد وهدى الله بهما خلقاً كثيراً من العباد.
وكان السيد الامام يجهز للهجرة والجهاد في تلك الفرصة وخرج مع أصحابه في سنة إحدى وأربعين
من بلدته وسافر إلى بلاد أفغانستان فلما وصل إلى بنجتار وقف بها، وحرض المؤمنين على الجهاد،
وبعث أصحابه إلى كابل وكاشغر وبخارا ليحرضوا ملوكها على المشاركة والإعانة، فبايع الناس
للجهاد وولوه عليهم، واجتمع تحت لوائه ألوف من الرجال، وزحف على جيوش رنجيت سنكه ملك
بنجاب وهو من قوم طوال الشعور ففتح الله سبحانه على يده بلاداً حتى قرئت باسمه الخطبة في بلدة
بشاور فأعلى الله مناره وكبت أعداءه: أعداء الدين وجبل قلوب الأمراء والخوانين على الانقياد له
غالباً وعلى طاعته، فأحيا كثيراً من السنن المماتة، وأمات عظيماً من الأشراك والمحدثات، فتعصب
أعداء الله ورسوله في شأنه وشأن أتباعه حتى نسبوا(7/901)
طريقته إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب
النجدي، ولقبوهم بالوهابية، ورغبوا إلى الكفار وصاروا أولياءهم في السر، حتى انحازوا عنه في
معركة بالاكوث فنال درجة الشهادة العليا، وفاز من بين أقرانهم بالقدح المعلى، وبلغ منتهى أمله
وأقصى أجله في الرابع والعشرين من ذي القعدة سنة ست وأربعين ومائتين وألف، واستشهد معه
كثير من أصحابه، وقد تفرق الناس فيه، فمنهم من يقول: إنه نال درجة الشهادة، ومنهم من يقول: إنه
غاب، وسيخرج فيملاء الدنيا قسطاً وعدلاً، ع:.
وللناس فيما يعشقون مذاهب
وقد صنف كثير من أصحابه كتباً مبسوطة في حالاته ومقاماته، منها الصراط المستقيم بالفارسية
للشيخ إسماعيل وللشيخ عبد الحي كليهما، وقد عربه الشيخ عبد الحي المذكور في الحجاز لأهل
الحرمين الشريفين، ومنها منظورة السعداء للشيخ جعفر علي البستوي: كتاب بسيط بالفارسي، ومنها
مخزن أحمدي للشيخ محمد علي بن عبد السبحان الطوكي، ومنها سوانح أحمدي للشيخ محمد بن
جعفر التهانيسري، ومنها الملهمات الأحمدية للمفتي إلهي بخش الكاندهلوي، اقتصر فيه على ما وصل
منه إليه من الأذكار والأشغال، ومنها وقائع أحمدي للشيخ محمد علي الصدر بوري في مجلدات كبار.
الشيخ أحمد بن محمد الكجراتي
الشيخ الفاضل أحمد بن محمد الكجراتي السورتي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية،
ولد ونشأ بمدينة سورت وقرأ العلم على السيد محمد هادي السورتي، ولازمه مدة من الزمان، ثم
درس وأفاد، وأخذ عنه خلق كثير من العلماء، مات لخمس عشرة بقين من ذي الحجة سنة خمس
وخمسين ومائتين وألف، كما في الحديقة.
الشيخ أحمد بن محمد البنبهاني
الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن باقر الشيعي البنبهاني الأصفهاني أحد الرجال المشهورين، ولد
بكرمانشاه في محرم سنة إحدى وتسعين ومائة وألف، وقرأ النحو والعربية والمنطق والحكمة على
جماعة من الأعلام، ثم تفقه على والده، ولازمه إلى سنة عشر ومائتين وألف، ثم سار إلى النجف
وقرأ معالم الأصول على الشيخ إسماعيل اليزدي قراءة بحث وإتقان، وقرأ الاستبصار على الشيخ
جعفر النجفي، وقرأ بعض الكتب على الشيخ علي الطباطبائي واستفاض عن السيد مهدي بن
مرتضى الطباطبائي فيوضاً كثيرة، وحصلت له الإجازة عن الشيخ مهدي الشهرستاني والسيد محسن
البغدادي ومرزا مهدي الموسوي المشهدي والشيخ حمزة القائني، وسافر إلى مسقط وقدم الهند سنة
ثلاث وعشرين فدخل حيدر آباد، ولبث بها عند أبي القاسم ابن الرضي التستري الوزير المشهور، ثم
جاء إلى فيض آباد ولكهنؤ في أيام سعادت علي خان، وصنف كتباً عديدة بفيض آباد ولكهنؤ.
ومن مصنفاته المحمودية حاشية الصمدية صنفه في الخامس عشر من سنه، وله نور الأنوار في
تفسير بسم الله والدرر الغروية في أصول الأحكام الإلهية، وشرح المختصر النافع إلى مبحث الغسل،
وله رسالة قوت لا يموت في أحكام الصوم والصلاة، وشرحه مخزن القوت صنفه بفيض آباد، وله
تحفة المحبين في فضائل الأئمة الطاهرين صنفه بفيض آباد، وله رسالة في إثبات الخلافة لسيدنا
علي رضي الله عنه بلا فصل صنفه بفيض آباد، وله نيك وبد أيام كتاب في التاريخ صنفه بفيض
آباد، وله تحفة الإخوان في التاريخ صنفه بحيدر آباد، وله عقد الجواهر الحسان صنفه بحيدر آباد،
وتنبيه الغافلين صنفه بلكهنؤ، وكشف الرين والمين عن حكم صلاة الجمعة والعيدين، وله مرآة
الأحوال وكشف(7/902)
الشبهة عن حكم المتعة وله غير ذلك من الرسائل، كما في نجوم السماء.
الشيخ أحمد بن محمد المالكي
الشيخ العالم الصالح أحمد بن محمد المالكي الأنصاري التلمساني المغربي ثم الهندي المدراسي أحد
الأفاضل المشهورين، كان صاحب فضل وكمال لم يكن له نظير في زمانه في معرفة الفنون
الرياضية، وكان متولياً على ديوان الخراج بمدراس في أيام عظيم الدولة.
له مصنفات في الفقه والحساب وغيرهما، منها أعظم الحساب ورسالة في الهيئة وفي ربع المجيب،
مات لثمان خلون من رمضان سنة أربعين ومائتين وألف.
الشيخ أحمد بن محمد الشرواني
الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن علي بن إبراهيم الشرواني: أحد العلماء المشهورين في الإنشاء
وقرض الشعر، ولد ببلدة حديده من أرض اليمن لتسع بقين من رمضان سنة مائتين وألف، وأخذ
الفنون الأدبية عن الشيخ محسن ابن عيسى النجفي وبهاء الدين بن محسن الجبل العاملي، وأخذ الفقه
على مذهب الشافعية على الشيخ علي بن يحيى العفيف اليماني والسيد زين العابدين بن العلوي
المدني، والفقه على مذهب الشيعة عن والده، ثم قدم بلاد الهند وقرأ شرح الشمسية في المنطق وشرح
نخبة الفكر في أصول الحديث على مولانا حيدر علي الطوكي ببلدة كلكته، وأقام بتلك البلدة مدة من
الزمان، وساح أكثر بلاد الهند، وقدم لكهنؤ في أيام السلطان غازي الدين حيدر فمدحه وصنف له
المناقب الحيدرية وذهب إلى بهوبال في عهد جهانكير محمد خان فصنف له شمس الإقبال، وذهب
إلى بمبئ وبنارس وبونا وبلاد أخرى.
وله غير ذلك مصنفات كثيرة أشهرها نفحة اليمن والعجب العجاب وحديقة الأفراح ومنهج البيان،
الشافي في العروض والقوافي وبحر النفائس وجوارس التفريح والجوهر الوقاد في شرح بانت سعاد.
السيد أحمد بن محمد الحسيني الكروي
السيد الشريف العلامة أحمد بن محمد الحسيني العريضي الكروي محي الدين ابن محمد الغوث، كان
من ذرية الشيخ خواجكي العريضي الملتاني ثم الكروي، ويتصل نسبه بإسماعيل بن جعفر بن محمد
بن علي الحسيني العلوي، أخذ العلم والطريقة عن والده، ولازمه ملازمة طويلة، ولما مات والده
تولى الشياخة مكانه، وكان جد جدي من جهة الأم.
له مصنفات كثيرة في الحقائق والمعارف والحديث وغيرها، منها شرح مشارق الأنوار للصغاني
بالفارسي، ومنها ثمرة اليقين في شرح أبيات الشيخ عبد القادر الجيلاني، ومنها سيد الأسرار في
الحقائق والمعارف ومنها نهج الرشاد كذلك، ومنها كنه المراد وكلها بالعربية، وله غير ذلك من
الرسائل.
مات لخمس عشرة خلون من رجب سنة ثمان عشرة ومائتين وألف.
الشيخ أحمد بن محمد سعيد الرامبوري
الشيخ الفاضل أحمد بن محمد سعيد الأفغاني الرامبوري أحد الأفاضل المشهورين في الفقه
والأصول، درس وأفاد مدة عمره، أخذ عنه ملا غفران وجمع كثير، ومن مصنفاته المتفرقات
الأحمدية في مجلدين بالعربية في فتاواة، ومنها شرح تهذيب المنطق بالفارسي، ومنها مجموع لطيف
في الطب، ومنها مختصر في المواريث، مات ودفن بمدينة رامبور.
الشيخ أحمد بن مصطفى الكشميري
الشيخ العالم الصالح أحمد بن مصطفى بن المعين الرفيقي الكشميري أبو الطيب الفقيه المحدث، ولد
سنة خمسين ومائة وألف، وحفظ القرآن وقرأ العلم على والده وعمه وبني أعمامه وجده لأمه الشيخ
عبد اله وخاله نور الهدى اليسوي الكشميري،(7/903)
حتى صار بارعاً في الفقه والحديث والسير والتصوف
والشعر وغيرها، وانتفع به جمع كثير من المشايخ والعلماء، وكان صاحب أحوال عجيبة ووقائع
غريبة، له شأن عال في التصوف والسلوك.
مات لثمان بقين من رجب سنة تسع عشرة ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية.
القاضي أحمد بن مصطفى الكوباموي
الشيخ العالم الفقيه أحمد بن مصطفى بن خير الدين بن خير الله العمري الكوباموي القاضي أحمد
مجتبي المشهور بمصطفى علي خان كان من العلماء المبرزين في المنطق والحكمة والشعر، ولد
ونشأ بكوبامؤ، وقرأ العلم على رحيم الدين الكوباموي وغلام طيب البهاري والعلامة حيدر علي بن
حمد الله السنديلوي، وحفظ القرآن في ريعان شبابه، ثم سافر إلى مدراس سنة مائتين وألف، فلقبه
والاجاه باسم والده مولوي مصطفى علي خان بهادر وولاه التدريس بمدرسته التي كانت في كوبامؤ
فرجع إلى بلدته ودرس بها مدة، ثم سافر إلى مدراس سنة إحدى عشرة مائتين، وسكن بها زماناً
قليلاً، ثم رجع إلى كوبامؤ، وسافر إلى مدراس مرة ثالثة سنة ست عشرة ومائتين، فولي القضاء ببلدة
ترجنابلي فاستقل به زماناً صالحاً، ولما توفي قاضي القضاة محمد مستعد خان المدراسي قام مقامه في
القضاء الأكبر واستقل به مدة حياته.
وكان عالماً صالحاً ديناً متواضعاً، حسن الأخلاق، حسن المحاضرة كثير المحفوظ في الشعر
والأدب، شاعراً، له ديوان الشعر الفارسي في مجلد، وله قصائد بالعربية، ومن شعره قوله:
تغيرت المودة في الرجال وشاع الحقد في أهل الكمال
قد انهدمت بأمطار الرزايا مقاصير المروة والنوال
وإن في الدهر ذو شرف ومجد سوى محكوم ربات الحجال
فليس الآن يا نفس اكتساب يعاون ما عدا شد الرحال
وله:
أتقتلني بحبك يا حذام ومثلي لا تعنف بالكلام
أما تدري بآبائي وربي أولئك أهل مجد واحترام
صوارمهم حتوف للأعادي أياديهم حياة المستهام
ولاة في بلاد العز جما حماة للجناة عن الغرام
وله:
جنى دهر علي، وأي خان رجوت الرفق منه وقد أذاني
وبعدني عن الأتراب بعدا وبالغ في هواني وازدراني
ولفظني بأرض ليس فيها قريب أو أنيس أو وزاني
وما لاقيت من اثنين إلا وكل منهما يتحاسدان
وله:
ظلمت وكنت من الظالمينا برحم يا ولي المؤمنينا
أضعت العمر في كسب الخطايا وصرت بما اكتسبت به رهينا
أطعت النفس حيناً بعد حين وإن النفس شر الحاكمينا
أنخت النوق في بيداء غي ولم أسمع لوعظ الواعظينا
فإن جازيتني شراً بشر فعدل منك رب العالمينا(7/904)
وإن جاوزت عن ذنبي فعفو وفضل ربنا فضلاً مبينا
توفي بمدراس سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف، فأرخ لوفاته ولده القاضي إرتضا علي خان من
خوشدل مرحوم وخوشدل كان لقبه في الشعر الفارسي، كما في نتائج الأفكار.
الحكيم أحمد بن ناصر الرامبوري
الشيخ الفاضل أحمد بن ناصر الرامبوري الحكيم، كان من الرجال المشهورين في الصناعة الطبية
وقرض الشعر، له مصنفات في الطب، منها طب سعيدي صفنه في أيام محمد سعيد خان أمير ناحية
رامبور ومنها نو طرز حكمت.
مات يوم الجمعة لأربع عشرة خلون من صفر سنة تسعين ومائتين وألف، كما في يادكار انتخاب.
الشيخ أحمد بن نعيم الكشميري
الشيخ العالم الفقيه أحمد بن نعيم بن مقيم الحنفي الكشميري أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ ببلدة
سري نكر وقرأ العلم على القاضي جمال الدين الكشميري، وأخذ القراءة والتجويد عن القارئ عباد
الله، ثم صحب الشيخ محمد أكبر الهادي وأخذ عنه الطريقة، ولازمه ملازمة طويلة، ثم جلس على
مسند الإرشاد، وحصل له القبول العظيم في بلاده كشمير، وكان متصلباً في الدين، طويل اللسان على
أهل الأهواء والمشركين، لا يهاب أحداً، وله رسائل في التجويد والسلوك.
مات لسبع عشرة من رجب سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف، كما في تاريخ كشمير لمحمد الدين
اللاهوري.
خواجه أحمد بن ياسين النصير آبادي
الشيخ العالم الكبير العلامة أبو عبد الله خواجه أحمد بن ياسين بن مقتدي ابن سابق بن الخليل بن
إبراهيم بن أحمد بن إسحاق بن معظم بن أحمد بن محمود الشريف الحسني النصير آبادي أحد العلماء
الربانيين، هدى الله به وبعلومه خلقاً كثيراً من عباده في أرض الهند، ولد سنة إحدى وأربعين ومائتين
وألف ببلدة نصير آباد ونشأ بها، وقرأ المختصرات على ابن خاله السيد محمد بن أعلى النصير
آبادي، ثم سافر إلى بانده وقرأ سائر الكتب الدرسية على الشيخ سخاوة علي الجونبوري، وقرأ فاتحة
الفراغ سنة ستين ومائتين وألف فعاد إلى بلدته، وتزوج بعمة أبي، وله تسع عشرة سنة، وأخذ
الطريقة عن السيد محمد المذكور، وحصلت له الإجازة عن الشيخ يار محمد ووالده المرحوم، ثم سافر
إلى مكة المباركة، فحج وزار، وصحب الشيخ يعقوب بن أفضل الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز،
وأخذ عنه الطريقة، وأسند الحديث عنه وعن السيد الشريف محمد بن ناصر الحازمي، ثم رجع إلى
الهند.
وكان رحمه الله في التقوى والديانة واتباع الحق والاقتداء بالدليل ورد الشرك والبدع آية باهرة
وقدرة كاملة ونعمة ظاهرة من الله سبحانه، وكان معظماً لحرمات الله، دائم الابتهال، كثير الاستعانة،
قوي التوكل، ثابت الجأش، قوي النسبة، ذا عبادة وتهجد وطول صلاة إلى الغاية القصوى، وتأله
ولهج بالذكر وشغف بالمحبة والإنابة والافتقار إلى الله تعالى والانكسار له والإطراح بين يديه على
عتبة عبوديته، لا يخاف في الله لومة لائم، ولا يهاب أحداً في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
أخذ عنه الشيخ جنيد بن سخاوة علي وشبلي بن سخاوة علي والقاضي محمد ابن عبد العزيز
المجهلي شهري وبخشش أحمد القاضي بوري وفيض الله المؤي وفيض الله الأورنك آباي وأحمد بن
محمد النصير آبادي وعرفان بن يوسف الطوكي وسيدنا ضياء النبي بن سعيد الدين البريلوي والسيد
الوالد وخلق كثير من العلماء والمشايخ.
مات يوم الثلاثاء سلخ جمادي الأولى سنة تسع وثمانين ومائتين وألف ببلدة نصير آباد فدفن بمقبرة
جده أحمد بن إسحاق النصير آبادي.
الشيخ أحمد بن يعقوب اللكهنوي
الشيخ أحمد بن يعقوب بن عبد العزيز بن محمد(7/905)
سعيد بن قطب الدين الأنصاري السهالوي اللكهنوي
المفتي أبو الرحم، كان من الفقهاء المشهورين في عصره، ولد ونشأ بلكهنؤ، وحفظ القرآن، وقرأ العلم
على أبيه، ثم اقتصر بمطالعة كتب الفقه، وولي الإفتاء في عهد نواب سعادة علي خان اللكهنوي،
فاستقل به مدة حياته، كما في الأغصان الأربعة.
الشيخ أحمد حسن المراد آبادي
الشيخ الفاضل أحمد حسن بن حسن إمام بن شريعة الله الصديقي المراد آبادي أحد العلماء المبرزين
في المعقول والمنقول، أصله من كهر مختصر، جاء أحد أسلافه إلى مراد آباد وسكن بها، ولد أحمد
حسن بهذه المدينة ونشأ بها، واشتغل بالعلم، ولازم الشيخ فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي، فأخذ
عنه المنطق والحكمة، ثم درس وأفاد، تخرج عليه جمع كثير من العلماء.
توفي لثمان عشرة خلون من صفر سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف، كما في أنوار العارفين.
الشيخ أحمد حسين اللكهنوي
الشيخ الفاضل العلامة أحمد حسين بن محمد رضا بن قطب الدين الأنصاري السهالوي اللكهنوي أحد
الأفاضل المشهورين، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، وقرأ العلم على عمه الشيخ نظام الدين الأنصاري
السهالوي، ثم تصدر للتدريس، وكان مفرط الذكاء سريع الإدراك جيد القريحة، لم يزل مشتغلاً
بالتدريس، أخذ عنه الشيخ أنوار الحق والشيخ أزهار الحق والقاضي ذو الفقار علي الديوي، وخلق
كثير، كما في الأغصان الأربعة.
السيد أحمد حسين الوليد بوري
الشيخ الفاضل أحمد حسين بن جان علي الحسيني الشيعي الوليد بوري، أحد علماء الشيعة وفقهائهم،
ولد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وألف، وقرأ بعض الكتب الدرسية في بلاده، ثم سافر إلى لكهنؤ وأخذ
عن المجتهدين، ولازمهم مدة، ثم تقرب إلى راجه باقر حسين الأكبر بوري، واختص بامامته في
الصلاة، وسافر إلى الحجاز سنة ثلاث وتسعين، فحج وزار.
مات بوليد بور سنة أربع وتسعين ومائتين وألف، كما في تاريخ مكرم.
الشيخ أحمد سعيد الدهلوي
الشيخ العالم الكبير الفقيه أحمد سعيد بن أبي سعيد بن الصفي العمري الدهلوي، أحد المشايخ
المشهورين، ولد غرة ربيع الثاني سنة سبع عشرة ومائتين وألف بمدينة رامبور وانتفع بوالده وخال
والده الشيخ سراج أحمد وسمع منه المسلسل بالأولية، وقرأ بعض الكتب الدرسية على المفتي شرف
الدين ثم دخل لكهنؤ، وقرأ بعض الكتب على الشيخ محمد أشرف وبعضها على العلامة نور الحق، ثم
سافر إلى دهلي وأخذ عن الشيخ فضل إمام الخير آبادي والشيخ رشيد الدين الدهلوي، وكان يختلف
في أثناء تحصيله إلى الشيخ عبد القادر والشيخ رفيع الدين والشيخ عبد العزيز أبناء الشيخ الأجل
ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي تارة لتحقيق المسائل وتارة لسماع الدرس فاستفاد منهم، وحصلت له
الإجازة من الشيخ عبد العزيز المذكور للصحاح الست والحصن الحصين ودلائل الخيرات والقول
الجميل وغيرها، وقرأ على الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي الرسائلة القشيرية والعوارف وإحياء
العلوم ونفحات الأنس والرشحات عين الحياة والمثنوي المعنوي والمكتوبات لجده الإمام الرباني
رحمه الله قراءة وسماعاً، وبايعه، وكان الشيخ المذكور يحبه حباً مفرطاً، ويلاطفه ملاطفة الآباء
للأبناء، ويحرضه على تحصيل العلوم، ويأمره بجمع الحال والقال، ويتوجه إليه بالهمة الصادقة
القوية، حتى بلغ رتبة الكمال.
ولما توفي أبوه تولى الشياخة وجلس على سجادة الشيخ غلام علي المذكور، فرزق حسن القبول،
واجتمع الناس لديه من كل فج عميق ومرمى سحيق إلى أن بلغ السابعة والخمسين من عمره مفيداً
مفيضاً، فبينما هو كذلك إذ ثارت الفتنة العظيمة بدهلي في السادس عشر من رمضان سنة ثلاث
وسبعين، وعمت البلوى في أقطار الهند، وسفكت الدماء ونهبت الأموال وخربت البلاد وهلك العباد،
لا سيما في مدينة دهلي،(7/906)
وهو لم يزل مستقيماً في الخانقاه، الزاوية حتى مضت عليه أربعة أشهر،
وغلبت الحكومة الإنكليزية مرة ثانية على الثوار، واتهموه بافتاء الخروج على الحكومة، وأرادوا أن
يفعلوا به وبعشيرته ما فعلوا بالمحاربين من قتل ونهب، فشفع فيه رئيس الأفاغنة الذي به غلبت
الحكومة على الهند، فكفوا أيديهم عن المؤاخذة، حتى خرج الشيخ مع عشيرته كلها من دهلي، وأراد
أن يسافر إلى الحرمين الشريفين، فحصل له الرئيس المذكور جواز السفر من الحكومة، وجهز له
الزاد والراحلة، حتى بلغ إلى مكة المشرفة، وتشرف بالحج ثم ذهب إلى طابة الطيبة، وسكن بها،
وكان خرج من دهلي في آخر محرم سنة أربع وسبعين ودخل مكة المباركة في شوال من تلك السنة.
وله رسائل في الفقه والسلوك، منها الفوائد الضابطة في إثبات الرابطة ومنها تصحيح المسائل في
الرد على مائة مسائل ومنها الأنهار الأربعة في شرح الطرق الجشتية والقادرية والنقشبندية
والمجددية، وله غير ذلك.
توفي يوم الثلاثاء بعد صلاة الظهر لليلتين خلتا من ربيع الأول سنة سبع وسبعين ومائتين وألف
بالمدينة المنورة، فدفن بالبقيع عند قبة سيدنا عثمان رضي الله عنه.
الحكيم أحمد علي العظيم آبادي
الشيخ الفاضل أحمد علي بن رضي الدين بن رفيع الدين الصديقي العظيم آبادي أحد الرجال
المشهورين في الصناعة الطبية، ولد ونشأ ببلدة عظيم آباد وقرأ المختصرات على أساتذة بلدته ثم
سافر إلى لكهنؤ، وقرأ الكتب الدرسية على أساتذتها، ثم تطبب على الحكيم غضنفر علي اللكهنوي،
وتزوج في عشيرته ثم رجع إلى عظيم آباد وتصدر بها للدرس والإفادة، كما في الدر المنثور.
السيد أحمد علي النصير آبادي
السيد الشريف أحمد علي بن عبد السبحان بن عثمان بن نور الحسني الحسيني النصير آبادي، أحد
الرجال المعروفين بالفضل والصلاح كان ابن أخت السيد الإمام أحمد بن عرفان بن نور الشهيد
البريلوي، ولد ونشأ بنصير آباد، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم لازم السيد الإمام المذكور، وأخذ
عنه الطريقة وسافر معه إلى الحدود وشاركه في الجهاد.
وكان صالحاً تقياً، متورعاً شجاعاً، مقداماً، باذلاً نفسه في ابتغاء مرضات الله سبحانه، في سبيله
استشهد في ذي القعدة سنة ست وأربعين ومائتين وألف، كما في سيرة علمية.
الشيخ أحمد علي السهارنبوري
الشيخ العالم الفقيه المحدث أحمد علي بن لطف الله الحنفي الماتريدي السهارنبوري أحد كبار الفقهاء
الحنفية، ولد ونشأ بمدينة سهارنبور وقرأ شيئاً نزراً على أساتذة بلدته، ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن
الشيخ مملوك العلي النانوتوي، وأسند الحديث عن الشيخ وجيه الدين السهارنبوري عن الشيخ عبد
الحي بن هبة الله البرهانوي عن الشيخ عبد القادر بن ولي الله الدهلوي، ثم سافر إلى مكة المباركة
فتشرف بالحج وقرأ الأمهات الست على الشيخ إسحاق ابن محمد أفضل الدهلوي المهاجر المكي سبط
الشيخ عبد العزيز بن ولي الله، وأخذ عنه الإجازة، ورحل إلى المدينة المنورة، وسعد وتبرك بالاقامة
في جوار النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم رجع إلى الهند، وتصدر بها للتدريس مع استرزاقه بالتجارة،
وكان عالماً صدوقاً أميناً ذا عناية تامة بالحديث، صرف عمره في تدريس الصحاح الست وتصحيحها
لا سيما صحيح الإمام البخاري، خدمه عشر سنين، فصححه وكتب عليه حاشية مبسوطة.
توفي بالفالج لست ليال خلون من جمادي الأولى سنة سبع وتسعين ومائتين وألف بمدينة سهارنبور
فدفن بها.
السيد أحمد علي الشيعي المحمد آبادي
الشيخ الفاضل أحمد علي بن عنايت حيدر بن السيد علي بن غلام حامد الحسيني المحمد آبادي أحد
علماء الشيعة، يرجع نسبه إلى عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين السبط - عليه وعلى آبائه
السلام -، ولد في رمضان سنة ست ومائتين وألف بمدينة(7/907)
محمد آباد واشتغل بالعلم زماناً في بلدته،
ثم دخل فيض آباد وأخذ عن أساتذتها، ثم دخل لكهنؤ، وقرأ الكتب الدرسية على المفتي ظهور الله
الأنصاري اللكهنوي، ثم تفقه على السيد دلدار علي بن محمد معين النصير آبادي مجتهد الشيعة،
ولازمه مدة من الزمان، وأخذ منه الحديث والفقه والأصولين، ففاق أقرانه من أصحاب السيد دلدار
على المذكور وصار أجلهم قدراً، وأوثقهم فقهاً، وأكثرهم علماً، وأضبطهم كلاماً، وأسبقهم منزلة
وصحبة ورتبة ومكاناً.
له مصنفات عديدة منها كتابه في الرد على الأخبارية ومنها شرح على رسالة الإمام علي الرضا إلى
المأمون العباسي في ما يجب على الإنسان من الاعتقاد، ومنها ترجمة الإثني عشرية الصلواتية
للعاملي، ومنها رسالة في جواز الإمامة في الصلاة لمن يعترف بفسقه، ومنها رسالة في جواز المسح
على الخفين تقية والمسح على الجبيرة في المرض وبقاء الوضوء بعد زوال العذر، ورسالة في
سجود التلاوة وله غير ذلك من الرسائل، كما في تذكرة العلماء للفيض آبادي.
مات في سنة خمس وتسعين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء.
الشيخ أحمد علي الجرياكوتي
الشيخ الفاضل أحمد علي بن غلام حسين بن سعد الله العباسي الحنفي الجرياكوتي: أحد العلماء
المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد سنة مائتين وألف بجرياكوت بكسر الجيم الفارسي وتشديد
التحتية وتلقى العلم في بلده عن الحافظ غلام علي الجرياكوتي، ثم سافر إلى رامبور وأخذ القراءة
والتجويد عن نسيم المقرئ، وقرأ بعض الكتب في الفنون الرياضية على مولانا غلام جيلاني،
وبعضها على مولانا حيدر علي، ثم سافر إلى بلاد أخرى واستفاض عن جماعة من الأعلام، ثم رجع
إلى بلاده، ولازم الشيخ أبا إسحاق بن أبي الغوث البهيروي، وأخذ عنه الأذكار والأشغال، ثم تزوج
في عشيرته، وتصدر للتدريس، وكانت له يد بيضاء في إلقاء المعاني الدقيقة على ذهن الطالب، ينتفع
به الناس في مدة قليلة.
ومن مصنفاته الأنوار الأحمدية حاشية قال أقول وشرح سلم العلوم وما أتمه، وله نور النواظر في
علم المناظر وله رسائل في إثبات تثليث الزاوية بالعربية والهندية، ورسائل في النحو والصرف.
توفي لست ليال بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء
للناروي.
نواب أحمد علي خان الدهاكوي
الأمير الفاضل أحمد علي بن مرتضى الحسيني القزويني شمس الدولة أمير الملك نواب أحمد علي
خان بهادر ذو الفقار جنك، كان سبط جسارة خان أمير ناحية دهاكه وختن مبارك الدولة المرشد
آبادي، ولد ونشأ بدهاكه وتربى في مهد جده لأمه، وقام مقامه بعد وفاة صنوه نصرة جنكك.
كان رجلاً فاضلاً كريماً، بارعاً في الشعر والإنشاء والفنون الرياضية، وله معرفة تامة باللغة
الإنكليزية أيضاً، وله مصنفات، ذكره عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه روز نامه.
مات في شهر ذي الحجة سنة ست وأربعين ومائتين وألف بدهاكه، وله إحدى وستون سنة.
القاضي أحمد علي السندي
الشيخ العالم الصالح أحمد علي بن محمد عاقل بن محمد شريف بن محمد يعقوب العمري السندي:
أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بكوث متهن، وقرأ الكتب الدرسية على والده، ولازمه ملازمة طويلة،
ودرس مدة في مدرسة والده، وأخذ عنه الطريقة، وأخذ عن شيخ والده الشيخ نور محمد ابن بندال
الجشتي أيضاً، ولما مات والده جلس على مسند الإرشاد مع اشتغاله بالدرس والإفادة.
مات لتسع ليال خلون من شعبان سنة إحدى وثلاثين ومائتين وألف، كما في المناقب الفريدية.
مولانا أحمد كبير الرامبوري
الشيخ الفاضل أحمد كبير بن محمد بير بن محمد(7/908)
مرشد بن محمد أرشد بن فرخ شاه العمري
السرهندي ثم الرامبوري أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ برامبور، وقرأ العلم على المفتي شرف
الدين، وعلى غيره من العلماء، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار، ورجع إلى الهند، ودخل
كلكته، فولي أمانة المدرسة العالية فاستقل بها مدة طويلة.
مولانا أحمد كل البهوبالي
الشيخ العالم الفقيه أحمد كل الحنفي البهوبالي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية،
ناب الإفتاء ببلدة بهوبال مدة من الزمان ومات بها.
مولانا أحمد الدين البكوي
الشيخ الفاضل أحمد الدين بن نور حياة بن محمد سفارش الحنفي البكوي أحد العلماء المبرزين في
الفقه والحديث، قرأ الكتب الدرسية على صنوه محي الدين وعلى غيره من العلماء، ثم أسند الحديث
عن الشيخ إسحاق بن أفضل الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز، وأقام بدهلي أربع عشرة سنة مجداً في
البحث والاشتغال، حتى برع في كثير من العلوم والفنون، ثم رجع إلى بنجاب وتصدر بها للدرس
والإفادة، أخذ عنه خلق كثير، وكان شديد التعبد، يحيى الليل بالذكر والمراقبة.
له حاشية على شرح الجامي وحاشية علي الخيالي وله غير ذلك من المصنفات طارت بها العنقاء،
مات ليلة الأحد لثلاث عشرة خلون من شوال سنة ست وثمانين ومائتين وألف، كما في حدائق
الحنفية.
الشيخ أحمد الله الأكبر آبادي
الشيخ الصالح أحمد الله بن إلهام الله بن خليل الله بن فتح الله بن إبراهيم ابن الحسن الحسيني
الجعفري الأكبر آبادي: أحد المشايخ القادرية، ولد ونشأ بأكبر آباد وانتفع بأبيه وغيره من العلماء
والمشايخ وكان مرزوق القبول، مات سنة ست عشرة ومائتين وألف بأكبر آباد.
الشيخ أحمد الله العظيم آبادي
الشيخ الصالح أحمد الله بن إلهي بخش بن هداية علي الجعفري المهدانوي ثم العظيم آبادي، كان من
عباد الله الصالحين، ولد سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف، فسماه والده أحمد بخش فلما وصل السيد
الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي إلى عظيم آباد في سفر الحج بدل اسمه بأحمد الله، وهو قرأ
بعض الكتب الدرسية على مولانا ولاية على العظيم آبادي، ولما سافر شيخه إلى لكهنؤ، قرأ بعضها
على الشيخ منور علي الآروي، وبعضها على غيره من العلماء، وأسند الحديث عن الشيخ ولاية علي
المذكور بعد قفوله عن السفر، وتصدر للتدريس، أخذ عنه فياض علي وأكبر علي ووجاهت حسين
وعبد الرحيم بن فرحت حسين وعبد الحميد بن أحمد الله، وخلق آخرون.
وكان رجلاً كريماً عفيفاً ديناً، كبير المنزلة عند الولاة، جليل القدر، يعيش في أطيب بال، وأرغد
حال، حتى أخذته الحكومة الإنكليزية ظناً منها أنه أعان الناس على الخروج عليها ثم أطلقوه من
السجن بعد ثلاثة أشهر، ثم أخذوه سنة ثمانين ومائتين وألف، وظنوا أنه أعان من كانوا في حدود
أفغانستان من غزاة الهند فألقوا عليه من المصائب ما تقشعر منها الجلود وتقد القلوب، ثم أجلوه إلى
جزائر السيلان محكوماً عليه بالحبس إلى مدة عمره.
توفي بها لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف، كما في الدر المنثور.
الشيخ أحمد الله الأنامي
الشيخ العالم الفقيه المحدث أحمد الله بن دليل الله بن خير الله بن عبد الكريم الصديقي الأنامي أحد
العلماء الصالحين، ولد ونشأ ببلدة أنام وسافر للعلم إلى دهلي، وأخذ عن الشيخ إسحاق بن أفضل
الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز وعن غيره من العلماء، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه الشيخ سخاوة
علي الجونبوري، والشيخ كرامة علي، وخلق كثير من العلماء.
وله رسالة تسمى مائة مسائل في تحصيل الفضائل بالأدلة الشرعية وترك الأمور المنهية، جمع فيها
مسائل(7/909)
من محررات شيخه إسحاق، وألفها سنة خمس وأربعين ومائتين وألف.
الشيخ أحمد الله بن يوسف الرفاعي
الشيخ الصالح أحمد الله بن يوسف بن عبد الرحيم الرفاعي الشيخ عماد الدين السورتي، كان من
المشايخ المشهورين، ولد بمدينة سورت سنة أربع وثلاثين ومائة وألف، وتفقه على أبيه وأخذ عنه،
وتولى الشياخة بعده، مات لتسع بقين من محرم سنة اثنتين ... ومائتين وألف، كما في الحديقة.
مولانا أحمدي بن نعيم الكرسوي
الشيخ العالم الفقيه أحمدي بن القاضي محمد نعيم بن القاضي عبد القادر الكوركهبوري ثم الكرسوي،
أحد العلماء المبرزين في المعارف الإلهية، ولد بدهلي، وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم ولي
القضاء بمدينة بنارس وكان جده عبد القادر من تلامذة الشيخ أحمد بن أبي سعيد الأميتهوي وكان
قاضياً ببلدة كوركهبور والشيخ أحمدي أخذ الطريقة عن الشيخ محمد عدل بن محمد ابن علم الله
النقشبندي البريلوي، ولازمه مدة، وكان يدرس الحديث والفقه والعلوم العربية من صباح كل يوم إلى
ضحوتها، ويلقى النسبة الصحيحة على أصحابه في جوف الليل، وكان قليل الغذاء، يقول: إن الذاكر
ينبغي له أن يفرغ بطنه من الطعام للذكر، وكان يأكل طعاماً غير لذيذ إذا اشتد عليه الجوع وربما
يصوم.
مات وله تسع وستون سنة، كما في الانتصاح وقبره مشهور بكرسي بضم الكاف قرية جامعة من
أعمال لكهنؤ.
مولانا أحمدي بن وحيد البهلواروي
الشيخ الفاضل العلامة أحمدي بن وحيد الحق بن وجيه الحق الهاشمي الجعفري البهلواروي كان من
ذرية سيدنا جعفر الطيار بن عم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولد في شهر صفر سنة ست وسبعين
ومائتين وألف، بقرية بهلواري ونشأ بها، وقرأ العلم على والده، ثم تصدر للتدريس، وانتهت إليه
رئاسة العلم في البلاد الشرقية.
ومن مصنفاته حاشية على مير زاهد ملا جلال وحاشية على مير زاهد شرح مواقف وحاشية على
الشمس البازغة وحاشية على شرح هداية الحكمة للشيرازي وله رسالة في مبحث المثناة بالتكرير
وكلها تدل على تبحره في العلوم الحكمية لا سيما الفنون الرياضية والبراهين الهندسية.
مات يوم الأحد غرة شعبان سنة اثنتين وخمسين ومائتين وألف، كما في مشجرة الشيخ بدر الدين.
القاضي أخي بن محمد حسين السورتي
الشيخ الفاضل أخي بن محمد حسين بن أبي الحسن الحسيني الترمذي السورتي أحد العلماء
المبرزين في الفقه والأصول والعربية، تولى الشياخة بعد والده سنة 1235 هـ خمس وثلاثين ومائتين
وألف، كما في الحديقة.
الشيخ إرادة حسين العظيم آبادي
الشيخ الفاضل إرادة حسين بن أولياء علي بن رضي الدين بن رفيع الدين ابن روح الدين الصديقي
العظيم آبادي أحد عباد الله الصالحين، قرأ العلم على الشيخ أحمد الله بن إلهي بخش العظيم آبادي،
وأسند الحديث عن الشيخ ولاية علي، وتطبب على عمه الحكيم أحمد علي، وبرع في الفقه والفرائض
والحساب والطب وفنون أخرى.
كان حليماً متواضعاً، عفيفاً ديناً، مقتصداً في الملبس والمأكل، سافر إلى الحرمين الشريفين سنة ست
وسبعين، فحج وزار، ورجع إلى الهند، فدرس وأفاد مدة، ثم سافر إلى مكة المشرفة مهاجراً إلى الله
ورسوله سنة إحدى وثمانين ومكث بها ثلاث عشرة سنة، مات بمكة المباركة غرة جمادي الآخرة سنة
أربع وتسعين ومائتين وألف، وله ست وخمسون سنة، كما في الدر المنثور.
مولانا أزهار الحق اللكهنوي
الشيخ الفاضل العلامة أزهار الحق بن أحمد عبد(7/910)
الحق الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء المبرزين في
العلوم الحكمية، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، واشتغل بالعلم على العلامة عبد العلي، ولما سافر العلامة إلى
شاهجانبور اشتغل على أحمد حسين بن محمد رضا والشيخ محمد حسن بن غلام مصطفى، فقرأ
البلاغة والأصول على أحمد حسين، وقرأ الفقه والمنطق والحكمة على محمد حسن، ثم سار إلى
شاهجهانبور، ولازم العلامة عبد العلي المذكور حتى قرأ عليه فاتحة الفراغ، وأجرى له حافظ الملك
أمير تلك الناحية معاشاً، فدرس وأفاد زماناً في مدرسة حافظ الملك، ولما توفي حافظ الملك ورحل
العلامة إلى رامبور رجع إلى بلدة لكهنؤ ودرس بها مدة، ثم سار نحو رائي بريلي ولازم الشيخ محمد
عدل بن محمد بن علم الله النقشبندي البريلوي، وأخذ عنه الطريقة، ولم يذهب إلى بلدة لكهنؤ إلا مرة
أو مرتين، واستصحب معه في إحدى المرتين نور الحق وعلاء الدين ابني أخيه الشيخ أنوار الحق،
وبذل جهده في تعليمهما، ثم لما عزم العلامة عبد العلي المذكور إلى بهار بضم الموحدة دخل رائي
بريلي ونزل في زاوية السيد محمد عدل المذكور، ولما سار إلى بهار استصحبهم معه، وكان أزهار
الحق ختن مولانا عبد العلي، فسار معه إلى بهار، وولي التدريس في مدرسة أسسها صدر الدين
البهاري، فدرس بها زماناً طويلاً، ولما سافر مولانا عبد العلي إلى مدراس رجع إلى بلدة لكهنؤ،
واعتزل في بيته، ومات بها وله سبعون سنة، كما في الأغصان الأربعة.
الشيخ إسحاق بن محمد أفضل الدهلوي
الشيخ الإمام العالم المحدث المسند أبو سليمان إسحاق بن محمد أفضل بن أحمد بن محمد بن
إسماعيل بن منصور بن أحمد بن محمد بن قوام الدين العمري الدهلوي، المهاجر إلى مكة المباركة،
ودفينها، كان سبط الشيخ عبد العزيز ابن ولي الله العمري الدهلوي.
ولد لثمان خلون من ذي الحجة سنة ست، وقيل سبع وتسعين ومائة وألف بدهلي، ونشأ في مهد جده
لأمه المذكور، وقرأ الصرف والنحو إلى الكافية لابن الحاجب على الشيخ عبد الحي بن هبة الله
البرهانوي، وقرأ سائر الكتب الدرسية على الشيخ عبد القادر بن ولي الله الدهلوي، وتفقه عليه، وأخذ
الحديث ثم أسند عن الشيخ عبد العزيز المذكور، وكان بمنزلة ولده، استخلفه الشيخ المذكور ووهب له
جميع ماله من الكتب والدور، فجلس بعده مجلسه وأفاد الناس أحسن الإفادة، وسافر إلى الحرمين
الشريفين سنة أربعين ومائتين وألف، فحج وزار، وأسند الحديث عن الشيخ عمر بن عبد الكريم بن
عبد الرسول المكي المتوفي سنة سبع وأربعين، ثم رجع إلى الهند ودرس ببلدة دهلي ست عشرة
سنة، ثم هاجر إلى مكة المشرفة مع صنوه يعقوب وسائر عياله سنة ثمان وخمسين، واختار الإقامة
بمكة بعد الحج والزيارة مرة ثانية، وأخذ عنه الشريف محمد بن ناصر الحازمي في مكة المعظمة.
وله تلامذة أجلاء من أهل الهند، كالشيخ المحدث عبد الغني بن أبي سعيد العمري الدهلوي المهاجر
إلى المدينة المنورة، والسيد نذير حسين ابن جواد علي الحسيني الدهلوي، والشيخ عبد الرحمن بن
محمد الأنصاري الباني بتي، والسيد عالم علي المراد آبادي، الشيخ عبد القيوم عبد الحي الصديقي
البرهانوي، والشيخ قطب الدين بن محي الدين الدهلوي، والشيخ أحمد علي بن لطف الله
السهارنبوري، والشيخ عبد الجليل الشهيد الكوئلي، المفتي عناية أحمد الكاكوروي، والشيخ أحمد الله
بن دليل الله الأنامي، وخلق آخرون وأكثرهم نبغوا في الحديث، وأخذ عنهم ناس كثيرون، حتى لم
يبق في الهند سند الحديث غير هذا السند، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
قال الشيخ شمس الحق الديانوي في تذكرة النبلاء: إن الشيخ عبد الله سراج المكي كان يقول بعد
موته عند غسله: والله إنه لو عاش وقرأت عليه الحديث طول عمري ما نلت ما ناله، وكان شيخه
الشيخ عمر بن عبد الكريم رحمه اله يشهد بكماله في علم الحديث ورجاله، وكان يقول: قد حلت فيه
بركة جده الشيخ عبد العزيز الدهلوي، وكان جده الشيخ عبد العزيز كثيراً ما يتلو هذه الآية الكريمة
"الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق" وكان شيخنا نذير حسين يقول: إني ما
صحبت عالماً أفضل منه، وكثيراً ما ينشد رحمه الله:(7/911)
برائي رهبري قوم فساق دوباره آمد إسماعيل وإسحاق
انتهى.
توفي بمكة المكرمة في الوباء العام - وكان صائماً - يوم الإثنين لثلاث ليال بقين من رجب سنة
اثنتين وستين ومائتين وألف، فدفن بالمعلاة عند قبر سيدتنا خديجة رضي الله عنها.
الشيخ إسحاق بن محمد عرفان البريلوي
الشيخ الفاضل الكبير إسحاق بن محمد عرفان بن محمد نور الشريف الحسني البريلوي أحد العلماء
المشهورين، ولد ونشأ في مهد العلم والمشيخة، وسافر إلى لكهنؤ، فاشتغل بالعلم على أساتذتها زماناً،
ثم سافر إلى دهلي، وقرأ الكتب الدرسية على الشيخ عبد القادر بن ولي الله العمري الدهلوي وتفقه
عليه وأخذ عنه الحديث، ثم أسند عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله وبايعه وأخذ عنه الطريقة، ثم
رجع إلى رائي بريلي وتصدر بها للتدريس.
وكان آية من آيات الله في التقوى والعمل وتأثير الوعظ وقلة الأمل وإيثار القناعة في الملبس
والمأكل.
وله مصنفات منها: المائتان في الموارث والحساب منظومة وفيها مائتا بيت، وله شرح بسيط على
تلك المنظومة، وله قصائد بالعربية، ومنظومة بالفارسية، جمع فيها أسماء أهل بدر عليهم الرحمة
والرضوان، توفي لسبع خلون من جمادي الآخرة سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف، وقبره ببلدة رائي
بريلي في زاوية جده لأمه الشيخ الأجل السيد أبي سعيد، كما في سيرة السادات.
الشيخ أسد علي السنديلوي
الشيخ الفاضل أسد علي بن صادق علي الفيض آبادي ثم السنديلوي أحد العلماء المبرزين في النحو
والعربية وغيرها، ولد ونشأ بسنديله وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم درس وأفاد، أخذ عنه خلق
كثير، مات لليلتين بقيتا من ربيع الأول سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف بسنديله، كما في تذكرة
العلماء للناروي.
الحكيم أسد علي السهسواني
الشيخ الفاضل أسد علي بن وجه الله الحسيني النقوي السهسواني أحد كبار الأفاضل، ولد ونشأ
بسهسوان وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدرسية على الشيخ قدرة علي اللكهنوي، وعلى غيره من العلماء،
وأخذ الفنون الرياضية عن الشيخ غلام حسين الجونبوري، والصناعة الطبية عن المرزا حسن علي
بن مرزا علي اللكهنوي، ولازمهم مدة، حتى صار أبدع أبناء العصر، له حاشية على شرح الموجز
للنفيسي، ورسائل أخرى.
توفي سنة أربع وثمانين ومائتين وألف، أو مما يقرب ذلك، كما في حياة العلماء.
المفتي أسد الله الإله آبادي
الشيخ الفاضل المفتي أسد الله بن كريم قلي الجونبوري ثم الإله آبادي، كان من نسل الشيخ محمود
بن حمزة العثماني، ولد يوم الجمعة لست ليال بقين من ذي القعدة سنة ثلاثين ومائتين وألف، وقرأ
النحو والصرف على السيد زين العابدين الكاظمي الكروي، وقرأ بعض الكتب الدرسية من شرح
الكافية للجامي إلى هداية الفقه على مولانا عبد الرحيم الشاهجهانبوري، وقرأ شروح السلم وتحرير
الأقليدس على الشيخ جلال الدين الرامبوري، ثم ولي الإفتاء ببلدة فتحبور فاستقام عليه ثلاث عشرة
سنة، ثم ولي القضاء الأكبر بمدينة آكره وكان مع اشتغاله بمهمات الإفتاء والقضاء يدرس ويفيد، وقد
أخذ الطريقة عن السيد ظهور محمد بن خيرات علي الكالبوي سنة ثلاث وستين ومائتين وألف حين
كان مفتياً ببلدة فتحبور، وتلقى الذكر منه، حتى استولى عليه، فلما تم موعده ترك الخدمة، وقنع
بمعاش تقاعد، وسافر إلى الحرمين(7/912)
الشريفين، فحج وزار، ورجع إلى الهند واعتزل في بيته في مدينة
إله آباد ومات غرة جمادي الأولى سنة ثلاثمائة وألف ببلدة جونبور فدفن بها، كما في ذيل الوفيات
والضياء المحمدي وغيرهما.
مولانا أسد الله اللكهنوي
الشيخ الفاضل أسد الله بن نور الله بن محمد ولي بن غلام مصطفى الأنصاري اللكهنوي أحد الفقهاء
الحنفية، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، وقرأ العلم على والده نور الله وعمه المفتي ظهور الله، ثم تصدر
للتدريس، وكان فاضلاً متواضعاً حسن الأخلاق، لم يزل مشتغلاً بالدرس والإفادة، أخذ عنه الشيخ
أمير علي الشهيد الأميتهوي والشيخ غلام إمام الإله آبادي وخلق كثير، مات ليلة الثلاثاء لثلاث ليال
خلون من رمضان سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف، كما في الأغصان الأربعة وغيره.
مولانا أسد الله الجهانكير نكري
الشيخ الفاضل أسد الله الحنفي الجهانكير نكري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية،
قرأ الكتب الدرسية على السيد كمال الدين والسيد ظريف المدرسين في مدرسة أسسها نواب سيف
خان بمدينة عظيم آباد كما في رسالة قطبية.
الشيخ أسد الله البنجابي
الشيخ الفاضل أسد الله الحنفي البنجابي أحد الأفاضل المشهورين في بلاده، ولد ونشأ بأرض بنجاب
وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على العلامة محمد بركة بن عبد الرحمن الإله آبادي، ثم رحل إلى
مهارون ولازم الشيخ نور محمد المهاروني، ولبس الخرقة منه، وتصدر للتدريس، قرأ عليه الشيخ
عبد الرحمن اللكهنوي وخلق كثي.
له مصنفات عديدة، منها: حاشية على شرح السلم لحمد الله ورسالة في علم الواجب تعالى.
الشيخ أسد الله البرهانبوري
الشيخ الصالح أسد الله بن فتح محمد بن ولي الله بن فريد الدين البرهانبوري أحد العلماء الصالحين،
ولد ونشأ ببلدة برهانبور وأخذ عن أبيه ولازمه زماناً، ولما توفي والده سافر إلى ميلابور وأخذ عن
الشيخ محمد القادري الميلابوري، ثم رجع إلى برهانبور، وسكن بها زماناً، ثم سافر إلى حيدر آباد،
وسكن بها، وله مصنفات في التصوف، منها: شرح المثنوي المعنوي وشرح السوانح.
توفي لليلتين بقيتا من جمادي الأولى سنة خمس ومائتين وألف كما في محبوب ذي المنن.
الشيخ أسلم بن يحيى الكشميري
الشيخ العالم الصالح أسلم بن يحيى بن المعين الرفيقي الكشميري أبو إبراهيم كان من كبار العلماء
والمشايخ، ولد لثمان بقين من ذي الحجة سنة تسع وثلاثين ومائة وألف، وقرأ القرآن وجوده على
جده الشيخ معين الدين الرفيقي، ثم قرأ الكتب الدرسية على أبيه الشيخ يحيى، ولازمه مدة طويلة،
حتى برع في كثير من العلوم والفنون، وتولى الإفتاء فاشتغل به عشرين سنة.
له مصنفات في الفقه والتصوف، وتعليقات على الجامع الصغير والجلالين والأشباه والنظائر
والحسامي وقصيدة البردة.
وله تلامذة أجلاء، منهم الشيخ عبد الوهاب ومولانا أبو المكارم وملا محب الله وملا عبد الله وملا
قوام الدين والمفتي هداية الله والشيخ عبد النبي والشيخ عطاء الله، والشيخ صديق وأبو الطيب أحمد
الرفيقي وأبو الرضا محمد الرفيقي وأبو الخليل عبد الأحد والسيد كمال الدين الاندرابي وأبو الأسد
إبراهيم وأبو المسعود مقصود وخلق آخرون.
توفي يوم الثلاثاء لثلاث ليال بقين من محرم سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف، كما في حدائق
الحنفية.
مولانا أسلم الرامبوري
الشيخ الفاضل أسلم بن أبي أسلم الحنفي الرامبوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول
والعربية كان يدرس ويفيد بمدينة رامبور ذكره عبد القادر ابن محمد(7/913)
أكرم الرامبوري في كتابه روز
نامه.
أبو سعد إسماعيل بن الحسين الويلوري
الشيخ العالم الصالح أبو سعد إسماعيل بن الحسين بن إمام الدين بن أنور الدين الويلوري المدراسي،
كان مولده في سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف تقريباً ببلدة ويلور قرأ القرآن على والده بالقراءة
والتجويد، ثم رحل إلى مدراس وقرأ العلم على عمه عبد الحميد وأخيه محمد رضا، وحضر في صغر
سنه في مجلس الشيخ محمد علي بن عناية علي الحسيني الرامبوري، فمسح على رأسه وتفرس فيه
الخير، ثم لازم الشيخ خان عالم خان المدراسي الذي تلقى الذكر عن الشيخ محمد علي المذكور،
وهاجر إلى الله سبحانه بعد ما كان من أهل الدنيا، فاهتدى به وأخذ عنه الطريقة وصار كالخليفة له
في نشر المعارف الحقة وإشاعة المعروف وإبطال المنكرات من الرسوم الباطلة والمبتدعات، بايعه
خلق كثير ممن لا يحصون بحد وعد.
وكان في الموعظة والتذكير آية، من رآه وحضر في مجلسه مرة تاب عن الإشراك والبدع وسائر
المعاصي، واختار مولاه على ما سواه، فعمرت المساجد وأقيمت الصلوات وتركت رسوم الجاهلية
والمبتدعات.
رحل إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار، ورجع إلى الهند، ومات بها في شعبان سنة ست وسبعين
ومائتين وألف ببلدة ويلور فدفن بها، كما في تذكرة النبلاء.
الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي
الشيخ العالم الكبير العلامة المجاهد في سبيل الله الشهيد إسماعيل بن عبد الغني ابن ولي الله بن عبد
الرحيم العمري الدهلوي أحد أفراد الدنيا في الذكاء والفطنة والشهامة وقوة النفس والصلابة في الدين،
ولد بدهلي لإثنتي عشرة من ربيع الثاني سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف، وتوفي والده في صباه،
فتربى في مهد عمه الشيخ عبد القادر بن ولي الله الدهلوي، وقرأ عليه الكتب الدرسية واستفاض عن
عميه الشيخ رفيع الدين والشيخ عبد العزيز أيضاً، ولازمهم مدة طويلة، وصار بحراً زاخراً في
المعقول والمنقول، ثم لازم السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، وأخذ عنه الطريقة، وسافر
معه إلى الحرمين الشريفين سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف فحج وزار ورجع معه إلى الهند، وساح
البلاد والقرى بأمره سنتين، فانتفع به خلق لا يحصون بحد وعد، ثم سافر معه إلى الحدود سنة إحدى
وأربعين ومائتين وألف، فجاهد معه في سبيل الله، وكان كالوزير للإمام، يجهز الجيوش، ويقتحم في
المعارك العظيمة بنفسه، حتى استشهد في بالاكوث من أرض ياغستان.
وكان نادرة من نوادر الزمان وبديعة من بدائعه الحسان، مقبلاً على الله بقلبه وقالبه، مشتغلاً بالإفادة
والعبادة، مع تواضع وحسن أخلاق وكرم وعفاف وشهامة نفس وصلابة دين وحسن محاضرة وقوة
عارضة وفصاحة ورجاحة، فإذا جالسه منحرف الأخلاق أو من له في المسائل الدينية بعض شقاق
جاء من سحر بيانه بما يؤلف بين الماء والنار ويجمع بين الضب والنون، فلا يفارقه إلا وهو عنه
راض، وقد وقع مع أهل عصره قلاقل وزلازل وصار أمره أحدوثة، وجرت فتن عديدة في حياته
وبعد مماته، والناس قسمان في شأنه فبعض منهم مقصر به عن المقدار الذي يستحقه بل يريعه
بعظائم، وبعض آخر يبالغ في وصفه ويتعصب له كما يتعصب أهل القسم الأول وهذه قاعدة مطردة
في كل من يفوق أهل عصره في أمر.
وأما مختاراته في المسائل الشرعية:
فمنها أنه ذهب إلى أن رفع اليدين في الصلاة عند الإفتتاح والركوع والقيام منه والقيام إلى الثالثة
سنة غير مؤكدة من سنن الهدى فيثاب فاعله بقدر ما فعل، إن دائماً فبحسبه وإن مرة فبمثله، ولا يلام
تاركه وإن تركه مدة عمره، ومنها أن رفع المسبحة في أثناء التشهد عند التلفظ بكلمة التوحيد ثابت
بحيث لا مرد له، وإن في مسألة القراءة خلف الإمام دلائل الجانبين قوية،(7/914)
والأظهر أن القراءة أولى،
فيقول فيه على قول محمد كما نقل عنه صاحب الهداية والجهر بالتأمين أولى من خفضه لأن رواية
جهره أكثر وأوضح، وترك الجهر بالتسمية أولى من الجهر بها لأن رواية ترك جهرها أكثر وأوضح
من جهرها، ووضع اليد على الأخرى أولى من الإرسال، والإرسال لم يثبت عنه صلى الله عليه وآله
وسلم، بل ثبت الوضع كما روى مالك في المؤطأ وغيره في غيره، والوضع تحت السرة وفوق السرة
متساويان، والقنوت وتركه متساويان.
ومما ذهب إليه أن تجزي الإجتهاد وتجزي التقليد لا بأس به، وأن التزام تقليد شخص معين لم يجمع
على لزوم الاستمرار عليه، وما اشتهر من منع التقاط الرخص أيضاً خلاف، واتباع غير الأئمة
الأربعة أيضاً مما لم بجمع على منعه، واتباع مذهب الحنفية ليس تقليد شخص معين، فوحدة هذا
المذهب اختيارية، وكذلك وحدة المذاهب الأربعة أيضاً، فلا يلزم على متبعيه نقصان كما لا يلزم على
متبع المذهب الحنفي، والحاصل أنه لا يجوز التزام تقليد شخص معين مع تمكن الرجوع إلى
الروايات الدالة خلاف قول الإمام المقلد بفتح اللام والتقليد المطلق جائز وإلا لزم تكليف كل عامي،
وإن قول الصحابي من السنية في حكم الرفع وفهم الصحابي ليس بحجة لا سيما إذا كان مخالفاً لأجلة
الصحابة رضي الله عنهم.
وأما مصنفاته:
فهي عديدة أحسنها كتابه الصراط المستقيم بالفارسي، جمع فيه ما صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن شيخه
السيد الإمام قولاً وفعلاً، وفيه بابان من إنشاء صاحبه الشيخ عبد الحي ابن هبة الله الصديقي
البرهانوي، ومنها إيضاح الحق الصريح في أحكام الميت والضريح في بيان حقيقة السنة والبدعة،
ومنها منصب إمامة في تحقيق منصب النبوة والإمامة وهو مما لم يسبق إليه، ومنها رسالة له في
مبحث إمكان النظير وامتناع النظير كلها بالفارسية، ومنها مختصر له بالعربي في أصول الفقه،
ومنها رسالة له بالعربية في رد الإشراك والبدع رتبها على بابين، ومنها تنوير العينين في إثبات رفع
اليدين بالعربية، ومنها سلك نور مزدوجة له بالهندية، ومنها تقوية الإيمان كتاب له مشهور بالهندي
وهو ترجمة الباب الأول من رسالته في رد الإشراك وقال أحمد بن محمد المتقي الدهلوي في آثار
الصناديد: إن رسالة له في المنطق ادعى فيها أن الشكل الرابع من أجلى البديهيات والشكل الأول
خلافه وأقام على ذلك الادعاء من البرهين ما لم يندفع ولم يجترئ على دفعها أحد من معاصريه،
انتهى.
وقال الشيخ محسن بن يحيى الترهتي
في اليانع الجني: إنه كان أشدهم في دين الله، وأحفظهم للسنة، يغضب لها ويندب إليها ويشنع على
البدع وأهلها، من مصنفاته كتاب الصراط المستقيم في التصوف، والإيضاح في بيان حقيقة السنة
والبدعة مشهوران يرغب الناس فيهما، ومختصر في أصول الفقه، وقرة العينين صوابه تنوير
العينين انفرد فيها بمسائل عن جمهور أصحابه، واتبعه عليها أناس من المشرق من بنكاله وغيرها
أكثر عدداً من حصى البطحاء، وله كتاب آخر في التوحيد والإشراك فيه أمور في حلاوة التوحيد
والعسل وأخرى في مرارة الحنظل، فمن قائل إنها دست فيه وقائل إنه تعمدها، انتهى.
قال صديق بن الحسن القنوجي في أبجد العلوم بعد ما نقل تلك العبارة: أقول ليس في كتابه الذي
أشار إليه وهو المسمى برد الاشراك في العربية وبتقوية الإيمان بالهندية شيء مما يشان به عرضه
العلي، ويهان به فضله الجلي، وإنما هذه المقالة الصادرة عن صاحب اليانع الجني مصدرها تلمذه
بالشيخ فضل حق الخير آبادي، فإنه أول من قام بضده وتصدى لرده في رسائله التي ليست عليها
أثارة من علم الكتاب والسنة، انتهى.(7/915)
وقال في الحطة بذكر الصحاح الستة في ذكر الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي: إن ابن ابنه
المولى محمد إسماعيل الشهيد اقتفى أثر جده في قوله وفعله جميعاً، وتمم ما ابتدأه جده وأدى ما كان
عليه وبقي ما كان له، والله تعالى مجازيه على صوالح الأعمال وقواطع الأقوال وصحاح الأحوال،
ولم يكن ليخترع طريقاً جديداً في الإسلام كما يزعم الجهال وقد قال الله تعالى: " ما كان لبشر أن
يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما
كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون" وطريقه هذا كل مذهب حنفي وشرعة حقة مضى عليها
السلف والخلف الصلحاء من العجم والعرب العرباء ولم يختلف فيه إثنان ممن قلبه مطمئن بالإيمان،
كما لا يخفى على من مارس كتب الدين وصحب أهل الإيقان، كيف وقد ثبت في محله أن الرجل
العامل بظواهر الكتاب وواضحات السنة أو بقول إمام آخر غير إمامه الذي لا يقلده لا يخرج عن
كونه متمذهباً بمذهب إمامه كما يعتقده جهلة المتفقهة، ويتفوه بها الفقهاء المتقشفة من أهل الزمان
المحرومين عن حلاوة الإيمان وهو رحمه الله تعالى أحياً كثيراً من السنن المماتات وأمات عظيماً من
الإشراك والمحدثات، حتى نال درجة الشهادة العليا، وفاز من بين أقرانهم بالقدح المعلى، وبلغ منتهى
أمله وأقصى أجله، ولكن أعداء الله ورسوله تعصبوا في شأنه وشأن أتباعه وأقرانه، حتى نسبوا
طريقته هذه إلى الشيخ محمد النجدي ولقبوهم بالوهابية، وإن كان ذلك لا ينفعهم ولا يجدي، لأنهم لا
يعرفون نجداً ولا صاحب نجد، وما له به ولا بعقائده في كل ما يأتون ويذرون من ذوق ولا وجدان،
بل هم أهل بيت علم الحنفية وقدوة الملة الحنيفية وأصحاب النفوس الزكية وأهل القلوب القدسية
المؤيدة من الله الذاهبة إلى الله، تمسكوا عند فساد الأمة بالحديث والقرآن واعتصموا بحبل الله،
وعضوا عليه بالنواجذ كما وصاهم به رسولهم ونطق به القرآن، انتهى.
والشيخ إسماعيل قتل في سبيل الله لست ليال بقين من ذي القعدة سنة ست وأربعين ومائتين وألف
بمعركة بالاكوث وقبره ظاهر مشهور بها.
الشيخ إسماعيل بن علي السورتي
الشيخ الفاضل إسماعيل بن علي الحسيني الواعظ السورتي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بمدينة
سورت وأخذ عن أبيه وعن غيره من العلماء، وكان يعظ الناس ولا يهاب في الأمر والنهي أحداً من
الأمراء.
مات لتسع بقين من صفر سنة أربع عشرة ومائتين وألف، كما في الحديقة.
المفتي إسماعيل بن الوجيه المراد آبادي
الشيخ الفاضل العلامة إسماعيل بن المفتي وجيه الدين المراد آبادي المشهور باللندني، كان من
العلماء المشهورين في الفنون الحكمية، قدم لكهنؤ في صباه، وقرأ العلم على من بها من العلماء،
وولي العدل والقضاء بمدينة لكهنؤ، فاستقل بها زماناً، ثم بعثه نصير الدين الحيدر اللكهنوي ملك أوده
بالسفارة إلى ملك الجزائر البريطانية، فسافر إلى انكلترا وأقام بها زماناً، وتزوج هناك بأوربية كانت
تسمى بمس دف، فاشتهر باللندني بطول إقامته بلندن عاصمة الجزائر البريطانية، وكان يذكر
باختلال العقيدة، وإني سمعت شيخنا محمد نعيم اللكهنوي يقول: إنه لما رجع عن أوربا مع صاحبته
وبنيه أشارت عليه زوجته أثناء الطريق أن يرتحل إلى الحجاز ويتشرف بالحج والزيارة فاستنكف
عنه، وقال لها: إني لا أعتقد في الجدران، انتهى.
ومن مصنفاته حاشية على شرح التهذيب لليزدي، وحاشية على شرح هداية الحكمة للميبذي،
وحاشية على تشريح الأفلاك للعاملي، وشرح على المقامات للحريري بالفارسي، وله قسط كبير في
تصنيف تاج اللغات وهو في سبع مجلدات كبار صنفه الشيخ أوحد الدين البلكرامي والسيد غني نقي
الزيد بوري والمفتي سعد الله المراد آبادي والمفتي إسماعيل اللندني وغيرهم من العلماء، أوله:
سبحان الذي علم آدم الأسماء بحذافيرها وألهمه لغات الأشياء بنقيرها وقطميرها إلخ، وذلك الكتاب
صنف في عهد نصير الدين الحيدر المذكور وكتب له الخطبة إسماعيل اللندني فطرزه بمدائح الحيدر
في الخطبة بقوله:(7/916)
خليلي عوجا عن شمال العقنقل وحطا رحال العيس في عضد عوكل
فندعو رباعاً لا تجر دعاءنا لما قد عفت من سجم غيم مظلل
عفا الله أهضاباً سعت في خرابها فباتت طلولاً بادرات التعطل
ألا عوجا في العوج روحي فداكما فمهلاً ورفقاً بالكثيب المؤمل
فتلك رباع عطلت عن أهيلها قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
أيا سائق الأظعان إن كنت محسناً إلى مغرم صاب عديم التوسل
فالثت حماك الله عن مسقط الردى بسقط اللوى بين الدخول فحومل
ولله أيام غضار مضين في غضور وجمدان وحومة جندل
لحى الله دهراً بات في النجد داهراً فنكد عيشاً مخضلاً بالتفتل
وخرب داراً بعد دار بضيمه ولم يبق داراً يا بدارة صلصل
ودار بدارات فشغر سوحها عن الأهل يا ويلاً لدهر محول
أقول لبرق لائح من أبيرق لك الخير يا برق الأبيرق أمهل
كبيت لقد أوريت زندي فجاءة وألعجت ناراً في الحشا المتفلل
وكان رجائي منك إرواء غلتي فلجت بعكس من رجاء مسول
نضيت على السيف في الليل طاغياً أما خفت من شهمي وعوني وموئلي
عميد الورى غوث الخلائق كلهم ثمال اليتامى ملتجي كل أرمل
ومن شعره قوله في الرثاء:
لحى الله دهراً قد رماني بغربة وطول صدود لاح لي بعد قربة
إلى الله أشكو من زمان يجورني هو الله مولانا إليه لشكوتي
إذا سرنا يوماً أساء بنا غداً وألقى علينا شدة بعد شدة
إذا فرجت آنا همومي فعاد بي مصراً بضيم لحظة بعد لحظة
إذا رمت شكلاً أولاً وانتظمته رماني بضرب أول ذا نتيجتي
ولي من صعوبات النوائب مبلغ كثير فلا يحصى بعد وعدة
إذا زال هم ناب هم منابه وهذا لشأني في نوائب سفرتي
ولولا همومي ألحقتني من الأسى لما بنت من آلي وأهلي وأسرتي
ولا سيما من ربني وهو والدي ولا سيما أمي وشقي وشقتي
إلام فؤادي ذائب بفراقهم وحتام أبكي في صدود وفرقة
فشمرت للأسفار ذيلي مكابداً خطوب كروب قد جفتني بسطوة
تحملت كلاً من رخاء وزعزع تقلبت في شأني رخاء وبؤسة
بليت بغم وانتياب من النوب ولا زلت أطوي بلدة بعد بلدة
فجربت أقواماً وفحصت أمرهم وأدركت شأن الناس في كر أمرة(7/917)
فجالست كلاً من شريف وماجد وطالت بهم دهراً عهودي وصحبتي
ومازجت كلاً من ذكي وحازم وفي ذاك قد ضيعت وقتي وفرصتي
ونادمت كلاً من أمير ومترف ونضرتهم طراً ببشري ونضرتي
ووافقت كلاً من كريم وذي ندى ضربت على أبواب كل بصكة
ولاقيت كلاً من أريب وحاذق يحل بفكر صائب عضل عقدتي
فما ألمعي فاق إلا وزرته نديماً له مستيقناً كل نكتة
فما أوحدي حاز كل فضائل ونلت به إلا ولي منه حصتي
فزاولت في كل الفنون ودرسها ومارستها في كل يوم بليلة
فأصبحت بحراً زاخراً في جواهر ال علوم وأمواجي أفكار فطنة
وأمسيت طوداً شامخاً من نفائس ال فنون ومن رأى طرف ذروتي
وإني أنا شمس العلوم وبدرها وقطب درايات ومركز درية
كلامي شفاء للغواية إذ جرت وقولي قانون النجاة بجملة
كنايات تقريري رموز إلى النهى إشارات تحريري عيون لحكمة
ولكن دهراً سد بابي بأقفل فهل فتح باب سد لي تحت قدرتي
ولا غرو إن أرخى الزمان زمامه إلي فإني أهل ذاك لعظمتي
إذا ما أريد الشيء يأتي بضده ولم يأت طوراً ما يوافق منيتي
فما لي نقص من هموم تهمني ولا لي محيص من شدائد نقمتي
فهل لي على الأرضين من صارخ يغي ثني رحمة فيما عرت من مصيبتي
وهل من أوب إلى بلدة لها صعود وفي بعدي عنها لشقوتي
وتلك التي قد مس جلدي ترابها وفيها لمن جيدي نيطت تميمتي
وتلك هي الأرض التي طاب ماؤها وراق هواها فهي طابت كطيبة
ويكفي لها مجداً وفخراً ورفعة ثواء أبي فيها وأمي وإخوة
فهم في حماها كالنجوم إذا بدت وهم في رباها كالشموس المضيئة
فرقاهم المولى إلى المرتقى العلي وصان حماهم من طروق البلية
ولا زال في خضل حدائق مجدهم بماء رضاء ساح من بحر رحمة
إلهي لئن أوليتني جملة الجدي فما راحتي إلا بلقيا عشيرتي
ولقياهم عندي رياض من المنى ووصلتهم لي نعمة بعد نعمة
إذا سرت يا ريح الصبا نحو موطني ولاقيت من رهط هناك وجيرتي
فأشرر إليهم ما ترى من أسى وحي لهم عني بعظمي تحيتي
وسلهم أيا رهطي هل غاب عنكم ضجيعي وكمعي بل فؤادي ومهجتي
إذا حن قمري على غصن أيكة بكيت بكى الثكلى بذكرى حبيبتي(7/918)
ورجعت ألحاني على ذكر عهدها فجاوبت ورقاء على ألبان حنت
ورددت أصواتي بوجد هاجني فهيجت أحزان الحمام بنوحتي
وهل ينفع الترديد من بعد بينها ومن بعد ما راحت إلى دار تربة
سقى الله مثواها وطاب ثراؤها وأدخلها في سوح روضات جنة
على الله تكلاني هو البر للورى وبالله حولي وهو رب البرية
مولانا إسماعيل البرهانبوري
الشيخ العالم الكبير إسماعيل بن أبي إسماعيل العباسي البرهانبوري أحد العلماء المبرزين في الفقه
والأصول والعربية، قرأ العلم على الشيخ غلام محمد البرهانبوري والشيخ محمد أمين والقاضي محمد
حياة وعلى غيرهم من العلماء، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه السيد قدرة الله البرهانبوري وجمع كثير
من العلماء، وقبره في مقبرة الشيخ عبد الله بن عبد النبي الكجراتي ببلدة برهانبور كما في تاريخ
برهانبور.
الشيخ إسماعيل السورتي
الشيخ الفاضل إسماعيل بن أبي إسماعيل السورتي الكجراتي أحد العلماء المبرزين في الفقه
والأصول والعربية، ولد ونشأ بكجرات، وقرأ القرآن وجوده على الحافظ عبد الرحمن القارئ
السورتي، ثم قرأ العلم عليه وعلى أساتذة عصره، وبرع فيه، ودرس وأفاد، أخذ عنه خلق كير، مات
لخمس بقين من شوال سنة سبع وثمانين ومائتين وألف ببلدة سورت فدفن بها، كما في حقيقة سورت.
الشيخ أشرف علي البهلواروي
الشيخ الفاضل أشرف علي الحسني الحسيني القادري أحد العلماء المتصوفين، كان من ذرية الشيخ
الإمام عبد القادر الجيلاني رحمه الله، قرأ العلم على مولانا أحمدي بن وحيد الحق البهلواروي، وأخذ
الطريقة عن الشيخ نعمة الله بن مجيب الله الجعفري، ولازمهما زماناً طويلاً، حتى برع في العلم
والمعرفة، مات في حياة شيخه لخمس بقين من رجب سنة تسع عشرة ومائتين وألف، كما في مشجرة
الشيخ بدر الدين.
السيد أشرف علي النوآبادي
الشيخ العالم الصالح أشرف علي بن يحيى علي بن مظفر علي الحسيني النوآبادي أحد المشايخ
المعروفين بالفضل والصلاح، ولد سنة سبع عشرة ومائتين وألف، وقرأ العلم، ولازم أباه وأخذ عنه
الطريقة، ودرس وأفاد، وتولى الشياخة بعد والده، له عقيدة المسلمين كتاب في الكلام.
توفي لست بقين من محرم سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف، كما في أنوار الولاية.
السيد إعجاز حسين اللكهنوي
الشيخ الفاضل إعجاز حسين بن المفتي محمد قلي الحسيني الموسوي الكنتوري اللكهنوي أحد العلماء
المشهورين في مذهب الشيعة الإمامية، ولد بمدينة ميرته لتسع بقين من رجب سنة أربعين ومائتين
وألف، وقرأ العلم على والده وتفنن في الفضائل عليه.
له شذور العقيان في تراجم الأعيان وكشف الحجب والأستار في مصنفات الشيعة على نهج كشف
الظنون.
مات في سنة ست وثمانين ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ، كما في محبوب الألباب.
السيد أعز الدين السنديلوي
الشيخ الفاضل أعز الدين بن مقبول أولياء بن غلام أشرف الحسيني السنديلوي، كان من أهل بيت
العلم والطريقة، ولد ونشأ بسنديله وقرأ العلم على حيدر علي بن حمد الله الصديقي السنديلوي، ثم
تصدر للتدريس، أخذ عنه خلق كثير، مات لثمان عشرة من صفر سنة ست وخمسين ومائتين وألف،
كما في تذكرة العلماء للناروي.(7/919)
الشيخ أعظم الحيدر آبادي
الشيخ الصالح أعظم بن محمد الصوفي الحيدر آبادي أحد المشايخ الصوفية، ولد ونشأ بحيدر آباد
وأخذ الطريقة عن الشيخ فقر علي الآركاني، ولازمه زماناً حتى بلغ رتبة الإرشاد، له ميزان الحقائق
كتاب بالفارسي في الحقائق والمعارف.
توفي لسبع خلون من صفر سنة تسع ومائتين وألف بحيدر آباد فدفن بها، كما في محبوب ذي المنن.
القاضي أفضل الدين الكاكوروي
الشيخ الفاضل أفضل الدين بن إمام الدين بن حميد الدين الحنفي الكاكوروي أحد الرجال المعروفين
بالفضل والصلاح، قرأ العلم على والده وأعمامه، ثم ولي القضاء بمدينة مرشد آباد فاستقل به برهة
من الدهر، ثم ابتلى بأمراض، فجاء إلى عظيم آباد عند والده، ومات بها لست عشرة خلون من
جمادي الآخرة سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف، كما في مجمع العلماء.
السيد إفهام الله السنديلوي
الشيخ الفاضل إفهام الله بن فتح الله بن علاء الدين الحسيني السنديلوي، كان من نسل الشيخ علاء
الدين الحسيني الجشتي، ولد ونشأ بسنديله، وقرأ العلم على أبيه وعلى الشيخ عبد الله وأحمد بخش
ببلدة سنديله ثم دخل لكهنؤ وأخذ عن الشيخ نور الحق وسراج الحق وغيرهما، وتطبب على مرزا
محمد علي الأصم، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه سبحان علي خان وأبناؤه، مات بقرية نانباره ودفن
بها، كما في تذكرة العلماء للناروي.
الشيخ أكبر علي العظيم آبادي
الشيخ الفاضل أكبر علي بن إلهي بخش بن هداية علي الهاشمي المهدانوي العظيم آبادي أحد عباد
الله الصالحين، ولد ونشأ ببلدة عظيم آباد وقرأ العلم على صنوه أحمد الله، وأخذ الحديث عن الشيخ
ولاية علي، وسافر معه إلى الحدود وأعانه في غزواته، وكان نادرة الزمان في السخاء والشجاعة
وتدبير الحرب، عاد مع شيخه إلى الهند ومات بها وله أربع وعشرون سنة، كما في الدر المنثور.
الشيخ أكبر علي السنديلوي
الشيخ العالم الصالح اكبر علي بن حمد الله بن شكر الله الصديقي السنديلوي، كان أكبر أبناء والده
وأوفرهم حظاً في الصلاح والاستقامة على الطريقة الظاهرة، ولد ونشأ بسنديله، وقرأ العلم على
والده، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ قدرة الله الجشتي، واشتغل عليه بالأذكار والأشغال مدة، حتى نال
حظاً وافراً من العلم والمعرفة، له شرح بسيط على حزب البحر للشيخ أبي الحسن الشاذلي رحمه
الله.
مات لثلاث ليال بقين من شعبان سنة عشرين أو خمس وعشرين ومائتين وألف، فدفن بقرية موسى
بور من أعمال سنديله كما في تذكرة العلماء للناروي.
نواب أكبر علي خان الحيدر آبادي
الأمير الفاضل أكبر علي بن نظام علي بن قمر الدين بن غازي الدين الصديقي الحيدر آبادي نظام
الدولة نظام الملك نواب سكندر جاه، كان من ملوك الدكن، ولد في شهر ذي الحجة سنة سبع وثمانين
ومائة وألف ببلدة حيدر آباد، ونشأ بها في مهد السلطة، وقرأ الكتب الدرسية على القاضي منير الدين
بن معين الإسلام الحيدر آبادي وعلى غيره من العلماء، وتولى المملكة سنة ثمان عشرة ومائتين
وألف، واستقل بالملك سناً وعشرين سنة، له تعليقات على المطول للتفتازاني، أخبرني بها مسيح
الزمان الشاهجهانبوري وقال لي: إني رأيتها بخطه.
مات بمرض الاستسقاء لسبع عشرة خلون من ذي القعدة سنة أربع وأربعين ومائتين وألف، كما في
تاريخ خورشيد جاهي.
السيد أكبر علي الشيعي
الشيخ الفاضل أكبر علي الحسيني الشيعي أحد العلماء المشهورين، قرأ العلم على السيد دلدار علي
بن محمد معين النقوي الصنير آبادي المجتهد، ولازمه مدة، له ضياء الأبصار كتاب بالعربي في(7/920)
فضائل الحسين السبط ومصائبه، رتبه على أربع عشرة تذكرة، أوله: الحمد لله الذي جعل دار الدنيا
لأوليائه دار سجن ومحنة وبلاء إلخ.
المفتي إكرام الدين الدهلوي
الشيخ العالم المفتي إكرام الدين بن نظام الدين بن نور الحق بن محب الله ابن نور الله الحنفي
الدهلوي أحد العلماء المشهورين، كان من نسل الشيخ عبد الحق ابن سيف الدين البخاري الدهلوي،
ولد سنة تسعين أو إحدى وتسعين ومائة وألف بدهلي، وقرأ العلم على والده وعلى الشيخ محمد كاظم
الدهلوي والشيخ محمد فائق والسيد محمد الدين الشاهجهانبوري وصنوه صدر الدين والشيخ خواجه
أحمد الجالندري وعلى غيرهم من العلماء، وجمع العلم والعمل والشعر وغيرها.
له مصنفات عديدة منها: سل الصمصام على من قال إن المزامير ليست بحرام ومنها سعادة الكونين
في فضائل الحسنين.
السيد أكرم علي البنارسي
الشيخ الفاضل أكرم علي الحسيني الواسطي البنارسي أحد علماء الشيعة الإمامية، كان ختن مرزا
خليل الشيعي الزائر، قرأ العلم على السيد دلدار علي المجتهد النصير آبادي وتفقه عليه، له الشواهد
الفدكية كتاب في الرد على تبصرة المسلمين للشيخ سلامة علي البنارسي، صنفه سنة سبع وثلاثين
ومائتين وألف، مات سنة خمسين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء.
المفتي إلهي بخش الكاندهلوي
الشيخ الفاضل العلامة إلهي بخش بن شيخ الإسلام بن قطب الدين بن عبد القادر الحنفي الصديقي
الكاندهلوي أحد العلماء المبرزين في المعارف الإلهية، يرجع نسبه إلى الإمام فخر الدين الرازي، ثم
إلى سيدنا الإمام أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ولد سنة اثنتين وستين ومائة وألف بقرية كاندهله
على مسيرة ست وثلاثين ميلاً من دهلي، ونشأ في مهد جده لأمه الشيخ محمد المدرس الكاندهلوي،
وقرأ الرسائل المختصرة على والده، وتعلم الخط والحساب منه، ثم سافر إلى دهلي، وقرأ العلم على
الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي، ولازمه مدة وبايعه، وأخذ الطب عن والده وجده، ثم
استقدمه نواب ضابطه خان وولاه الإفتاء، فاستقل به زماناً، ولما توفي ضابطه خان المذكور رحل
إلى بهوبال وولي الإفتاء بها، فاستقام عليه مدة ثم رجع إلى بلدته، وأخذ الطريقة القادرية عن أخيه
الحاج كمال الدين الكاندهلوي، وهو أخذ عن الشيخ عبد العدل عن الشيخ زبير بن أبي العلاء
السرهندي، واشتغل عليه بالأذكار والأشغال زماناً، ثم أخذ الطريقة النقشبندية عن السيد الإمام أحمد
بن عرفان الشهيد البريلوي، وصنف الملهمات الأحمدية في أذكار الطريقة، وأشغالها، وطرزه بمدائح
السيد الإمام رحمه الله.
وله مصنفات عديدة غير ما ذكرناه منها جوامع الكلم في الحديث ومنها شيم الحبيب في ذكر خصائل
الحبيب في علم السنة، صنفه سنة تسع ومائتين وألف بمدينة بهوبال ومنها رسالة له في شرح
حضرات الخمس ومنها تكملة المثنوي المعنوي وهي أشهر مؤلفاته وأحسنها، صنفها سنة ست عشرة
ومائتين وألف.
قال في مفتتح ذلك الكتاب:
جذب ذوق وشوق مولانا حسام مي كشد ما را بسوي اختتام
اختتام مثنوي معنوي مي كشد جانرا براه مستوى
مي تراود خود بخود از لب سخن آنجه خواهي أي ضياء الدين بكن
جون زمام عقل من دردست تست هر كجاخواهي بكش جان مست تست
بر تو خور جون در آبي أوفتاد آب داد آفتابي را بداد
روح مولانا جلال الدين روم مهر برج معرفت بحر علوم(7/921)
بر توي زد جونكه بر طور دلم كشت نوراني تن آب وكلم
هر زمانم آن مه جرخ برين مي زند جشمك ببام دل كه بين
اختتام مثنوي آغاز كن نامه سر بسته أم را باز كن
إلى غير ذلك، توفي يوم الأحد لخمس عشرة بقين من جمادي الآخرة سنة خمس وأربعين ومائتين
وألف بكاندهله.
الحكيم إلهي بخش السهسواني
الشيخ الفاضل إلهي بخش بن نبي بخش الحسيني النقوي السهسواني أحد العلماء المبرزين في
الصناعة الطبية، أخذ عن الحكيم أسد علي السهسواني والحكيم علي حسن اللكهنوي، وقرأ الكتب
الدرسية على مولانا عبد الحق بن فضل حق الخير آبادي وعلى غيره من العلماء، ثم تصدر للتدريس
ببلدته، وكان عالماً ذكياً صالحاً، توفي سنة ست وتسعين ومائتين وألف، كما في حياة العلماء.
مولانا إله داد الرامبوري
الشيخ الفاضل إله داد بن أبيه الرامبوري المشهور بحافظ شبراتي كان من العلماء المبرزين في
المنطق والحكمة، ولد ونشأ بمدينة رامبور وكف بصره في صباه للجدري، وفتح الله سبحانه عين
البصيرة، فحفظ القرآن وقرأ العلم على العلامة محمد حسن بن غلام مصطفى اللكهنوي، ولازمه
ملازمة طويلة، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه جمع كثير من العلماء، وإني سمعت بعض الفضلاء من
أهل رامبور يقول: إن شبراتي كان ابن جارية الشيخ محمد حسن المذكور، ولد في بيت الشيخ من
بطن أم ولد له وتربى في حجره وأخذ عنه، وكان مع علمه وذكائه معدوداً في الشعراء، كان يتلقب
في الشعر بالطالب.
مات لليلة بقيت من شوال سنة خمس وسبعين ومائتين وألف، كما في يادكار انتخاب.
الشيخ الله يار البلكرامي
الشيخ الفاضل الله يار بن الله يار العثماني البلكرامي صاحب حديقة الأقاليم كان اسمه غلام نبي، ولد
بمدينة بيشاور سنة ثلاثين ومائة وألف حين كان والده بخشياً في عسكر الأمير سر بلند خان، فلما بلغ
الثالث عشر من عمره توفي والده مقتولاً فرباه سر بلند خان المذكور في حجره، ولقبه باسم والده،
ووظف له، وخص له جماعة من أهل العلم، فتتلمذ عليهم، وبرع في مدة قليلة في الإنشاء والشعر
والخط والرمي والفروسية والسياسة وأنواع العلوم والفنون، له مصنفات، منها: حديقة الأقاليم في
التاريخ ومنها اللوح المحفوظ.
مات بعد سنة عشر ومائتين وألف، كما في تاريخ فرخ آباد.
مولانا إمام بخش الدهلوي
الشيخ الفاضل إمام بخش العمري الدهلوي الشاعر المشهور بالصهبائي، كان من الأفاضل المعروفين
بمعرفة اللغة والبيان والبديع واللغز، قرأ العلم على مولانا عبد الله العلوي وعلى غيره من العلماء،
وولي التدريس في المدرسة الكلية بمدينة دهلي فدرس بها مدة عمره.
له سحر البلاغة وديوان الشعر الفارسي، ورسائل في الإنشاء، وشروح على الكتب الدرسية
الفارسية.
توفي سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف مقتولاً في بيته.
الحكيم إمام بخش الكيرتبوري
الشيخ الفاضل إمام بخش الكيرتبوري الحكيم المشهور صاحب المصنفات العديدة، أخذ الطب عن
الحكيم إسحاق بن إسماعيل الدهلوي، ودخل لكهنؤ للاسترزاق، فقربه الوزير راجه نكيت راي إلى
نفسه،(7/922)
فصاحبه مدة عمره وكان يدرس ويفيد.
ومن مصنفاته آداب الأطباء وشرحه معركة الآراء كلاهما بالعربية وخلاصة الطب في ذكر الستة
الضرورية وحفظ الصحة للأعضاء المفردة والمركبة بالفارسي مختصر نافع في بابه.
القاضي إمام الدين الكاكوروي
الشيخ العالم القاضي إمام الدين بن حميد الدين بن غازي الدين الكاكوروي كان ثالث أبناء والده، ولد
لتسع خلون من شوال سنة ست وستين ومائة وألف بكاكوري، وقرأ العلم على والده وعلى صنوه
القاضي نجم الدين وعلى بحر العلوم عبد العلي اللكهنوي والشيخ محمد أعلم بن شاكر الله وحيدر
علي بن حمد الله، وأخذ الحديث عن أخيه الشيخ حميد الدين، ثم تصدى للدرس والإفادة، فدرس مدة،
ثم ولي القضاء بمدينة بنارس واستقل به زماناً، ثم ولي القضاء الأكبر في بلاد بهار.
وكان حسن الصورة والسيرة، له رسالتان في علم التجويد، وفي الألبسة، مات لثمان خلون من
جمادي الأولى سنة تسع وثلاثين ومائتين وألف بكاكوري فدفن بها، كما في مجمع العلماء.
الشيخ إمام الدين الأمروهوي
الشيخ العالم الفقيه إمام الدين بن علي أحمد بن زين الدين الحسيني الأمروهوي كان من المشايخ
النقشبندية، ولد ونشأ بأمروهه على مذهب الشيعة، ثم سعد بصحبة الشيخ ضيف الله الأمروهوي،
وقرأ عليه شطراً من الكتب الدرسية، وترك مذهبه، فدخل في أهل السنة والجماعة، وسافر إلى دهلي
ولازم دروس الشيخ عبد القادر بن ولي الله العمري الدهلوي، وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، وأخذ
الطريقة عن الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي، ولازمه ملازمة طويلة، ثم رجع إلى أمروهه وتولى
الشياخة بها.
وكان صالحاً عفيفاً متوكلاً مستقيم الحالة، يشتغل بالمراقبة بعد صلاة الفجر إلى صلاة الإشراق، ثم
يدرس كتب الفقه والحديث والتفسير، ثم بعد الظهر يدرس في علوم عديدة، وبعد صلاة العصر يتوجه
إلى أصحابه فيلقي عليهم الذكر، وكان يذكر بعد صلاة الجمعة في كل أسبوع.
ومن مصنفاته: كشف الغطاء ورد الربا وتحقيق السماع والغناء ورسائل في التجويد.
مات لست ليال خلون من ذي القعدة سنة ست وخمسين ومائتين وألف وله ثلاث وستون سنة، كما
في نخبة التواريخ.
السيد إمام الدين اللكهنوي
الشيخ الفاضل إمام الدين الحسيني اللكهنوي أحد الرجال المعروفين في عصره، سافر إلى بلاد أوربا
سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف، ورجع في تلك السنة إلى الهند، وصنف كتاباً في أخبار أحمد شاه
الدراني، في سنة ثلاث عشرة ومائتين بأمر الشيخ أبي المحسن الحسين اللكهنوي، ولذلك سماه
الحسين شاهي كما في محبوب الألباب.
الحكيم إمام الدين الدهلوي
الشيخ الفاضل إمام الدين الدهلوي الحكيم المشهور بالحذاقة، ولد بدهلي، وقرأ العلم على العلامة
فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي، ثم أقبل إلى الصناعة الطبية إقبالاً كلياً، فنال حظاً وافراً من
فنونها العلمية والعملية، وفاق أقرانه في في تشخيص الأمراض والأدوية، وانتهت إليه رئاسة هذا
العلم بمدينة دهلي فقربه إليه أكبر شاه ثم ولده أبو ظفر، ثم استقدمه الأمراء من بلاد أخرى، آخرهم
نواب وزير الدولة أمير طوك فلازمه مدة حياته.
مولانا إمام الدين السودارامي
الشيخ الفاضل إمام الدين الحنفي السودارامي أحد العلماء المشهورين بأرض بنكاله كان من أصحاب
الإمام السيد أحمد الشهيد، بايعه في لكهنؤ، وصاحبه في الحج، وكان من كبار الدعاة إلى الله، تاب
على يده آلاف من الناس في بنكال وآسام وصلح حالهم، واستقاموا على الشريعة ذكره كرامة على
الحنفي الجونبوري في نسيم الحرمين وأثنى عليه(7/923)
ولقبه بالشيخ الصدوق محي السنة.
مولانا إمام الدين الدهلوي
الشيخ الفاضل العلامة أبو الفريد إمام الدين محمد بن معين الدين أحمد الصديقي الحجة اللهي
الدهلوي ثم اللكنوي أحد العلماء المبرزين في الفنون الحكمية، قرأ العلم على الشيخ الأجل عبد العزيز
بن ولي الله المحدث الدهلوي فروعاً وأصولاً، وأخذ الحديث عنه، وجمع تعليقاته على كتب المنطق
والحكمة في مجلد، ثم قدم لكهنؤ وتزوج بها، وتدير، وأخذ الزيج والنجوم عن الشيخ رستم علي بن
طفيل علي الرضوي السنبهلي المتوفي سنة 1262 هـ، وهذب كتابه الزيج السليمانجاهي وأضاف إليه
أبواباً سنة 1273 هـ، رأيته بخطه عند مرزا همايون قدر التيموري اللكهنوي، وأما لقبه الحجة اللهي
فهي نسبة إلى حجة الله الشيخ عبد العزيز، صرح بذلك في الزيج السليمانجاهي.
مولانا إمام الدين الكاندهلوي
الشيخ الفاضل إمام الدين بن شيخ الاسلام بن قطب الدين بن عبد القادر الصديقي الكاندهلوي أحد
أذكياء العالم، ولد ونشأ بكاندهله على مسيرة ست وثلاثين ميلاً من دهلي، واشتغل بالعلم مدة على
صنوه الكبير المفتي إلهي بخش، ثم سافر إلى دهلي، وأخذ عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري
الدهلوي، وصار أبدع أبناء عصره في العلوم الحكمية، وكان مفرط الذكاء، جيد القريحة، له حواش
على الكتب الحكمية، مات في شبابه في رجب سنة مائتين وألف بكاندهله.
الشيخ إمام علي السامري
الشيخ الصالح إمام علي بن حيدر علي بن فرزند علي بن لطف كريم بن شاه محمد الحسيني
السامري المكانوي أحد كبار المشايخ النقشبندية، ولد في سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف بمكان، قرية
من أعمال كرداسبور وقرأ بعض الكتب على فقير الله الدهرم كوني، وبعضها على الشيخ نور محمد
الجشتي، وقرأ الكتب الطبية على محمد رضا، ثم صحب الشيخ حسين علي المكانوي ولازمه ملازمة
طويلة، وأخذ عنه الطريقة النقشبندية، وتولى الشياخة بعده، فصار مرزوق القبول، وكان غاية في
إرشاد الناس إلى منهاج السنة وهدايتهم إلى شرعة الحق مع القناعة والتوكل، حتى أقبلت عليه الدنيا
إقبالاً كلياً، ووسع الله سبحانه عليه الرزق، ورزقه الأموال من دور وأثاث ودواب وأنعام، وكانت
تذبح في مطبخه ثلاثمائة شاة للطبخ كل يوم للضيفان وأبناء السبيل.
مات لثلاث عشرة من شوال سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف، كما في تذكرة بيمثل لمرزا ظفر الله
خان.
الشيخ أمان علي الناروي
الشيخ الفاضل أمان علي بن شير علي الناروي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بقرية ناره من
أعمال إله آباد وقرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ ثابت علي البهكوي وأكثرها على الشيخ محمد
سعيد ختن المفتي شرف الدين الرامبوري، وتطبب على والده، وأقام بفتحبور مدة من الزمان، ثم
رحل إلى ريوان سنة سبع وخمسين ومائتين وألف، وتقرب إلى بشناته سنكه أمير تلك الناحية، وكان
الناس في تلك البلدة معظمهم وثنيين وبعضهم مسلمين، ولكنهم مقاربون للوثنيين في الجهل والغواية
حتى في الإسم والرسم، فصرف همته نحو الهداية والإرشاد، فهدى الله به كثيراً من عباده.
وله رسائل كثيرة، منها: حسن البيان في تفسير الألبان وتيسير العسير في تركيب الأكاسير وعجائب
التدابير في علاج البواسير والنواسير وغيرها.
مات لست ليال بقين من ربيع الأول سنة سبع وسبعين ومائتين وألف ببلدة ريوان كما في تذكرة
العلماء لأخيه رحمن علي.(7/924)
الحكيم أمان علي الدهلوي
الشيخ الفاضل أمان علي العلوي الدهلوي أحد العلماء المشهورين بالحذاقة، ولد ونشأ ببلدة دهلي،
وقرأ العلم على الشيخ عبد القادر بن ولي الله العمري الدهلوي، وأخذ الحديث عنه، ثم أخذ الصناعة
الطبية، وأقبل إليها إقبالاً كلياً، فبرع فيها وفاق أقرانه، وكان قانعاً عفيفاً ديناً، لا يطمع في الأغنياء
ولا يتردد إليهم، ولم يزل مشتغلاً بالدرس والإفادة والمداواة، كما في آثار الصناديد.
الشيخ أمانة علي الأمروهوي
الشيخ العالم الصالح أمانة علي الحنفي الصوفي الأمروهوي أحد المشايخ الجشتية، قرأ بعض الكتب
الدرسية في بلاد شتى ثم ترك الاشتغال بالبحث وصحب الشيخ محمد حسين المراد آبادي، وأخذ عنه
الطريقة ولما توفي الشيخ المذكور لازم صاحبه الشيخ كامكار خان، ولما توفي كامكار خان سافر إلى
دهلي، وقرأ سائر الكتب الدرسية على أساتذتها، ثم ذهب إلى مانكبور وأخذ الطريقة عن الشيخ
موسى الجشتي المانكبوري، واشتغل عليه بالأذكار والأشغال مدة طويلة، ثم رجع إلى أمروهه وتولى
الشياخة بها، مات لتسع عشرة من ذي القعدة سنة ثمانين ومائتين وألف، كما في أنوار العارفين.
أمة الغفور الدهلوية
المرأة الفاضلة أمة الغفور بنت إسحاق بن أفضل العمري الدهلوي إحدى الصالحات القانتات، كانت
لها اليد الطولى في الفقه والحديث، أخذت عن أبيها ولازمته مدة من الزمان، ثم تزوج بها الشيخ عبد
القيوم بن عبد الحي الصديقي البرهانوي، وجاء بها إلى بهوبال وكان إذا استصعب عليه أمر من
الفقه والحديث يدخل عليها ويستفيد منها.
راجه إمداد علي خان الكنتوري
الأمير الفاضل إمداد علي بن رحمن بخش الشيعي الكنتوري، أحد الرجال المشهورين، ولد بكنتور
سنة ثمان عشرة ومائتين وألف، وقرأ بعض الكتب الدرسية على السيد علي حسن الحكيم الكنتوري
ثم سافر إلى لكهنؤ وقرأ أكثر الكتب على الشيخ ولي الله بن حبيب الله اللكهنوي، وقرأ على الشيخ
أعظم على تلميذ السيد دلدار علي المجتهد.
وله مصنفات، منها: منهج السداد تفسير القرآن ومنها تفسير سورة يوسف بالعربية في صيغة
الإهمال، وله شرح الخطبة الشقشقية وشرح على مقامات الحريري ورسالة في المنطق، توفي سنة
اثنتين وتسعين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء.
المفتي أمر الله الغازيبوري
الشيخ الفاضل المفتي أمر الله الغازيبوري، كان من عشيرة الشيخ محمد أفضل الإله آبادي، قرأ العلم
على السيد محمد عسكري الجونبوري والشيخ غلام حسين الإله آبادي وعلى غيرهما من العلماء، ثم
تقرب إلى أولياء الأمور فولوه الإفتاء، فاستقل به زماناً، ثم ترقى درجة بعد درجة، ولما كبر سنه
صار مكفوف البصر، فنال معاش تقاعد، واعتزل في بيته، وكان منقوشاً على خاتمه: افوض أمري
إلى الله.
الشيخ أمير الدين الكاكوروي
الشيخ الفاضل أمير الدين بن المفتي خليل الدين بن القاضي نجم الدين الكاكوروي أحد العلماء
المبرزين في الهندسة والهيئة، قرأ الكتب الدرسية على المفتي سعد الله المراد آبادي، وتأدب على
الشيخ أوحد الدين البلكرامي وبرز في كثير من العلوم والفنون، ثم درس وأفاد زماناً طويلاً.
توفي لأربع عشرة خلون من صفر سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف، كما في مجمع العلماء.
مولانا أمير حسن السهسواني
الشيخ الفاضل العلامة أمير حسن بن لياقت علي بن حافظ علي بن نور الحق الحسيني السهسواني
أحد العلماء المشهورين بالفضل والكمال، ولد سنة سبع وأربعين ومائتين وألف ببلدة سهسوان وقرأ
بعض الكتب الدرسية على الشيخ عبد الجليل الكوئلي وبعضها على القاضي بشير الدين القنوجي
وسائر الكتب(7/925)
على المفتي سعد الله المراد آبادي والشيخ تراب علي اللكهنوي والشيخ سراج أحمد
السنبهلي، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن السيد نذير حسين الحسيني الدهلوي، وأجازه الشيخ
عبد الحق بن فضل الله النيوتيني، فدرس وأفاد مدة من الزمان ببلدته، ثم استقدمه السيد إمداد العلي
الأكبر آبادي إلى مراد آباد، وولاه التدريس في مدرسته، فدرس وأفاد بها مدة.
وكان غاية في سرعة الحفظ، وقوة الإدراك والفهم، وبطوء النسيان حتى قال غير واحد من العلماء:
إنه لم يكن يحفظ شيئاً فينساه، وكان له يد بيضاء في معرفة النحو واللغة وأصول الفقه والكلام
والجدل والرجال وجرحهم وتعديلهم وطبقاتهم وسائر فنون الحديث واختلاف المذاهب، وكان فيه زهد
وقناعة باليسير في الملبس والمأكل، يقوم بمصالحه ولا يقبل الخدمة في غالب الأوقات لئلا يفوته
خدمة العلم، وإني سمعت بعض الفضلاء يقول: إن مولانا حيدر علي الفيض آبادي استقدمه إلى حيدر
آباد، ورتب له ثلاثمائة ربية شهرياً ليعينه في الرد على عبقات الأنوار لأن أوقاته لا تفرغ لذلك
لكثرة الخدمات السلطانية، فأبى قبوله وقال: إني لا أرضى بأن أحتمل هم ثلاثمائة ربية، أين أضعها،
وفيم أبذلها، قال: وكان مولانا حيدر علي يصنف الكتب، ويدرس، فلما رحل إلى حيدر آباد وولي
الخدمة الجليلة تأخر عن ذلك حتى احتاج إلى أن يولي غيره أمر التصنيف، فإني لا أريد أن أضيع
العلم بالمال، انتهى.
وللسيد أمير حسن تعليقات على طبعيات الشفاء وله رسالة في إثبات الحق ورسالة في الرد على
الشيعة ورسائل أخرى لم تشتهر باسمه، وكان لا يقلد أحداً من الأئمة الأربعة، بل يتتبع النصوص
ويعمل بالكتاب والسنة.
مات يوم الاثنين لإحدى عشرة خلون من صفر سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف ببلدة عليكده فدفن
بها، كما في تذكرة النبلاء.
الشيخ أمير حسن البتنوي العظيم آبادي
الشيخ العالم الصالح أمير حسن بن محب حسن الحسيني المنعمي البتنوي العظيم آبادي، أحد العلماء
الصالحين، حج وزار مرتين، وحفظ القرآن وجوده، وأخذ الطريقة عن الشيخ يحيى علي النو آبادي،
وكان منقطعاً إلى الزهد والعبادة، كثير البكاء.
توفي لعشر خلون من رمضان سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف.
المفتي أمير حيدر البلكرامي
الشيخ العالم المفتي أمير حيدر بن نور الحسنين بن غلام علي الحسيني الواسطي البلكرامي أحد
العلماء المشهورين، ولد لتسع عشرة خلون من جمادي الأولى سنة خمس وستين ومائة وألف، وقرأ
بعض الكتب الدرسية على خال جده السيد محمد بن عبد الجليل البلكرامي، وصحبه زماناً، ثم سار
إلى أورنك آباد عند جده العلامة غلام علي، وتأدب عليه، وقرأ سائر الكتب الدرسية على الشيخ نور
الهدى بن قمر الدين الحسيني الأورنك آبادي، وتطبب على الحكيم عبد السلام البرهانبوري، ثم سافر
إلى كلكته وولي الإفتاء بها، واستقل به ست عشرة سنة، فلما كبر سنه وجاوز سبعين حجة اشتاق إلى
بلدته، ورحل إلى بلكرام فلما وصل إلى مرشد آباد ظهرت على يده بثرة، توفي بها، كما في ذيل
الوفيات.
وله مصنفات بالعربية، منها: رسالتان في الصرف والنحو، مات سنة سبع عشرة ومائتين وألف.
الشيخ الشهيد أمير علي الأميتهوي
الشيخ الصالح أمير علي بن محمد بن إمام الدين بن نور الحق بن محمد بن أحمد بن أبي سعيد
الصالحي الأميتهوي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ ببلدة أميتهي واشتغل بالعلم من صغره، وسافر
إلى لكهنؤ، وقرأ على الشيخ أسد الله بن نور الله اللكهنوي، ثم لازم الشيخ عبد الرحمن الصوفي،
وقرأ عليه كلمة الحق له وما لا بد منه لابن عربي مع شرحه للشيخ عبد الكريم الجيلي والربع الأول
من المشكاة والمثنوي المعنوي وقرأ على الشيخ نور الله بن مقيم البجهرانوي النور المطلق شرح
كلمة الحق درساً درساً، وسافر إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار، وأقام بها سنتين، ثم عاد إلى
بلدته، وأقام(7/926)
بها زماناً، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين راجلاً مع بعض أصحابه، كان يصلي ركعتين
في كل خطوة، ووصل إلى نول كنج على مسيرة عشرين ميلاً من بلدة أميتهي في بضعة أشهر، فلما
سمع بذلك شيخه عبد الرحمن نهاه عن ذلك، وأمره أن يرجع إلى بلدته ويقيم بها، فعاد وأقام بفناء
البلدة في مسجد، وألزم نفسه الانزواء والترك والتجريد.
قال السيد الوالد في مهر جهانتاب: كان في بلدة أجودهيا مسجد كبير من أبنية السلطان بابر، بناه
علي هنومان كدهي وكان الهنادك يعتقدونها أرضاً مقدسة، وجعلوها معبداً لهم من سالف الزمان، فلما
انقرضت الدولة التيمورية غصبوا المسجد وجعلوه جزءاً لمعبدهم، فقام الشيخ غلام حسين الأودي
ومن معه من المسلمين لاستخلاص المسجد عن أيديهم، فقتلوه وحرقوا المصاحف، فلما سمع ذلك
الشيخ أمير علي الأميتهوي دخل لكهنؤ، وحرض الولاة على تنبيه الكفرة واستخلاص المسجد، وكان
الوزير نقي علي الشيعي مرتشياً، والديوان وثنياً، فطفقا يدافعان عن الكفار، فلما رأى أمير علي ذلك
خرج إلى أجودهيا ليأخذ ثأر المسلمين عنهم وينتزع المسجد من أيديهم فمنعه الوزير المذكور
واستفتى العلماء في ذلك، وخلع عليهم ثياباً فأفتوه بأن الخروج لا يجوز، وكان واجد على شاه أمير
تلك الناحية مغبون العقل والدين، مشغولاً بالملاهي والمنكرات، فحشد الوزير الجند، وأمر بالإغارة
على أمير علي ومن كان معه من المسلمين، فلما كاد يصل إلى أجودهيا أغارت عليه العساكر
الشاهانية، فاستشهد الشيخ ومن معه من المسلمين، انتهى.
وكانت وفاته ظهيرة يوم الأربعاء لأربع ليال بقين من صفر سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف.
المفتي أمير الله المدراسي
الشيخ العالم المفتي أمير الله الحنفي المدراسي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، كان مفتياً
في المحكمة العليا، اشتغل به زماناً طويلاً، ثم ترك ولازم بيته، وكان يدرس ويفيد، مات لسبع ليال
بقين من جمادي الأولى سنة خمسين ومائتين وألف.
الشيخ أمين الدهر الجائسي
الشيخ الفاضل أمين الدهر بن عالي تبار بن محمد نافع بن محمد شاهد بن محمد عارف بن عبد
الكريم الصديقي الجائسي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بجائس، وسافر للعلم، فقرأ على الشيخ محمد
قائم الإله آبادي وعلى غيره من العلماء، واشتغل بالتدريس مدة مديدة ببلدة لكهنؤ، كان صالحاً عفيفاً،
ابتلى في آخره عمر بالوسواس في الطهارة والعبادة.
مات سنة خمسين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ فدفن بها.
الشيخ أمين الدين الكاكوروي
الشيخ العالم الكبير المحدث أمين الدين بن حميد الدين بن غازي الدين بن محمد غوث الكاكوروي
أحد الرجال المشهورين في العلم والمعرفة، ولد لتسع عشرة خلون من ربيع الثاني سنة أربع وستين
ومائة وألف بكاكوري ونشأ بها، وقرأ النحو والصرف وبعض رسائل المنطق ومختصر المعاني
والفرائض الشريفية وخلاصة الحساب على والده، وقرأ شرح الشمسية وشرح التهذيب للدواني مع
حاشيته ليزدي وشرح العقائد على صنوه الكبير القاضي نجم الدين، ثم سافر إلى شاهجهانبور، وقرأ
منار الأصول وشرح السلم للعلامة عبد العلي اللكهنوي على العلامة المذكور وصاحبه إمام بخش، ثم
رجع إلى بلدته وسار نحو سنديله وقرأ شرح السلم للقاضي مبارك والمطول ومير زاهد رسالة ومير
زاهد ملا جلال وهداية الفقه على الشيخ محمد أعظم السنديلوي، وقرأ شرح السلم لحمد الله،
والتوضيح مع حاشيته التلويح وشرح هداية الحكمة للشيرازي والشمس البازغة على حيدر علي بن
حمد الله، وبعد ذلك قرأ على صنوه نجم الدين المذكور تحرير الأقليدس وشرح الجغميني، ثم سافر
إلى سورت وأدرك بها الشيخ أبا سعيد بن محمد ضياء الشريف الحسني البريلوي، فسافر معه إلى
الحرمين الشريفين، ووصل إلى مكة المباركة لليلتين بقيتا من ربيع الأول سنة سبع وثمانين ومائة
وألف فحج وأخذ الطريقة عن الشيخ أبي سعيد المذكور واشتغل(7/927)
عليه بأذكار الطريقة وأشغالها زماناً
بمكة المباركة، ثم سافر إلى المدينة المنورة، وأقام بها ستة أشهر، وأدرك بها الشيخ أبا الحسن ابن
محمد صادق السندي، فقرأ عليه مقدمة ابن الصلاح وصحيح البخاري والمصابيح وأجازه الشيخ
المذكور إجازة عامة، وأعطاه ثبته، ولما مات الشيخ أبو الحسن المذكور لخمس بقين من رمضان قرأ
على الشيخ محمد سعيد صقر شطراً من سنن أبي داؤد وسنن ابن ماجه، ثم رجع إلى مكة المباركة،
وقرأ الجزرية على مير داد المكي، ثم سار إلى الطائف وأقام بها زماناً، ثم رجع إلى الهند، ودخل
مدراس مع شيخه أبي سعيد ولازمه ملازمة طويلة حتى حصل له الياد داشت وهو المسمى بالإحسان
عند السادة النقشبندية، فاستخلفه الشيخ أبو سعيد فرجع إلى كاكوري وتولى الشياخة بها، وكان يدرس
ويفيد، أخذ عنه جمع كثير من العلماء.
توفي لثمان بقين من محرم سنة ثلاث وخمسين ومائتين وألف بكاكوري فدفن عند والده، كما في
مجمع العلماء.
مولانا أمين الله العظيم آبادي
الشيخ الفاضل الكبير أمين الله بن سليم الله بن عليم الله الأنصاري النكرنهسوي العظيم آبادي أحد
العلماء المشهورين في شرق الهند، له يد بيضاء في المنطق والحكمة والأدب، ولد بنكرنهسه وقرأ
العلم على والده، ثم سافر إلى إله آباد وأخذ المنطق والحكمة عن الشيخ محمد قائم الإله آبادي، ثم
سافر إلى دهلي وأخذ عن الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي وولده عبد العزيز، ثم رجع إلى
بلاده، وولي التدريس في المدرسة العالية بكلكته، فدرس بها مدة عمره، أخذ عنه خلق كثير.
وله مصنفات عديدة، منها: رسالة في تفسير قوله تعالى "ولكم في القصاص حياة" ومنها القصيدة
العظمى في مدح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومنها حاشية على مير زاهد رساله وحاشية على مير
زاهد شرح المواقف وحاشية على مسلم الثبوت وله ديوان الشعر الفارسي.
توفي لثلاث بقين من ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف بكلكته، كما في تذكرة النبلاء.
مولانا أمين الله اللكهنوي
الشيخ الفاضل أمين الله بن محمد أكبر بن أحمد بن يعقوب الأنصاري اللكهنوي أحد الفقهاء الحنفية،
ولد ونشأ بلكهنؤ، وقرأ العلم على عمه المفتي محمد أصغر وعلى جده لأمه المفتي ظهور الله، وحفظ
القرآن، له حاشية على شرح الجامي وحاشية على ضابطة التهذيب وشرح على فصول أكبري
وتعليقات شتى على الكتب الدرسية.
مات يوم السبت لليلة بقيت من جمادي الآخرة سنة ثلاث وخمسين ومائتين وألف بلكهنؤ.
السيد إنشاء الله اللكهنوي
الشيخ الفاضل إنشاء الله بن ما شاء الله الحسيني النجفي المرشد آبادي ثم اللكهنوي أحد الشعراء
المفلقين، ولد ببلدة مرشد آباد وقدم دهلي مع والده في أيام شاه عالم، وتقرب إليه، ثم سافر إلى لكهنؤ،
وتقرب إلى سليمان شكوه بن شاه عالم المذكور، فصار من ندمائه، وصاحبه إلى سنة خمس
وعشرين، ثم تقرب إلى نواب سعادت علي خان اللكهنوي أمير أوده وصاحبه مدة من الزمان، ثم
سخط عليه الأمير وأخرجه من حضرته، فاعتزل عن الناس واعتراه الجنون.
وكان شاعراً مجيداً، مفرط الذكاء، جيد القريحة، خفيف الروح، مزاحاً بشوشاً ضحوكاً، عارفاً باللغة
التركية والعربية والفارسية والهندية والأفغانية والبنجابية وغيرها، وفي كل منها له شعر مليح.
ومن شعره قوله بالعربية:
سكت الحبيب متانة بقي التلذذ ساريا
لمساؤه يستحسنون ويزعمون محاكيا
توفي سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ فدفن بها.(7/928)
مولانا أنوار الحق اللكهنوي
الشيخ العالم الصالح أنوار الحق بن أحمد عبد الحق بن محمد سعيد بن قطب الدين الأنصاري
اللكهنوي أحد كبار المشايخ القادرية، ولد سنة خمسين ومائة وألف، وقرأ العلم على أعمامه الشيخ
أحمد حسين بن محمد رضا والشيخ محمد حسن بن غلام مصطفى ولازمهما زماناً، ثم سافر إلى
شاهجهانبور وقرأ كبار الكتب الدرسية على العلامة عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي ثم رجع،
وكان أخذ الطريقة عن أبيه وبايعه في السابع عشر من سنه، وكان واده من رجال العلم والمعرفة،
فنال حظاً وافراً من المقامات العالية وفتحت عليه أبواب الحقائق، فأوفى الطريقة واستقام عليها مدة
حياته مع التوكل والتبتل وتذكر له كشوف وكرامات، ووقائع غريبة، بسط القول بذكرها الشيخ ولي
الله اللكهنوي في الأغصان الأربعة.
توفي لأربع ليال بقين من شعبان سنة ست وثلاثين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ، فدفن بها في حديقته،
وقبره مشهور داخل البلدة يزار.
مولانا أنوار الحق الرامبوري
الشيخ العالم الفقيه المحدث أنوار الحق الحنفي الرامبوري أحد العلماء المشهورين، كان من نسل
الشيخ عبد الحق بن سيف الدين البخاري الدهلوي، له رسالة في إثبات رفع المسبحة وقت التشهد في
الصلاة صنفها سنة إحدى وسبعين ومائتين وألف، وإني رأيتها بخطه.
مولانا أنوار الله الجانكامي
الشيخ الفاضل أنوار الله بن محمد سليم الحنفي المحمدي الجانكامي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ
بأرض الهند، وقرأ العلم بها على أساتذة عصره، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين للحج والزيارة،
وكان متولياً التدريس والخطابة في الجامع الكبير بجانكام، وله الشوارق المكية لدفع الظلمات البدعية
رسالة نفيسة له بالعربية صنفها بمكة المباركة.
المفتي أنور علي الآروي
الشيخ العالم الفقيه المفتي أنور علي الحنفي الآروي أحد العلماء المشهورين، قرأ بعض الكتب
الدرسية على صنوه كرامة علي وأحمد علي، ثم سافر إلى كلكته ولازم القاضي عباس على أقضى
القضاة في البلاد المشرقية، فقرأ عليه سائر الكتب الدرسية وولي الإفتاء فاستقل به زماناً، ثم ولي
القضاء، وكان مشكور السيرة في القضاء، لم يزل يدرس ويفيد، أخذ عنه غير واحد من العلماء.
مات بمدينة عظيم آباد حين دخلها قاصداً للحج والزيارة لخمس بقين من ذي القعدة سنة اثنتين
وستين ومائتين وألف فدفن بعظيم آباد، كما في قسطاس البلاغة.
الشيخ أوحد الدين البلكرامي
الشيخ الفاضل أوحد الدين بن علي أحمد العثماني البلكرامي صاحب نفائس اللغات كان من كبار
العلماء، ولد ونشأ ببلكرام، وسافر للعلم، فقرأ على مولانا حيدر علي بن عناية علي الحسيني الطوكي،
وعلى غيره من العلماء، وأخذ عنه القاضي بشير الدين القنوجي والشيخ محمد بشير السهسواني
والشيخ جميل أحمد البلكرامي، وخلق كثير.
وله مصنفات عديدة، منها: روضة الأزهار في فنون شتى، ومنها مفتاح اللسان في الأساليب
والأمثال العربية، ومنها تذكرة شعراء العرب ومنها شرح على قصيدة بانت سعاد ومنها شرح على
ديوان المتنبي وشروح على مقامات الحريري ومنها مجموع في مراسيله بالعربية والفارسية، ومنها
نفائس اللغات في المفردات الهندية بالفارسي، صنفه في عهد نصير الدين حيدر الكهنوي، ومن شعره
قوله:
طالت لويلات النوى تلف المشوق بذي الجفا
يا قاتلي بلحاظه لحظي لبعدك ما عفا
جد لي بحسنك قبلة إني أرى فيها الشفا(7/929)
زاد الهيام مع العنا وضرام قلبي ما انطفا
والجسم ذاب من الضنا والدمع باح بما اختفى
فإلى متى هذا الجفا يا متلفي ما قد كفى
اطلق أسير محبة فارحم وكن متعطفا
أنا في هواك متيم فاسمح وكن لي مسعفا
وله:
مياسة القد ما ماست وما خطرت إلا وقلبي بحبل الود قد أسرت
نشوانة من رحيق الحسن قد سفكت دمي بمقلتها عمداً وما حذرت
كأنها غصن بان صيغ من ذهب في خدها روضة أنوارها زهرت
خريدة ما رنت إلا ومقلتها حسام لحظ على عشاقها شهرت
الله الله كم جور على دنف أظن طينتها بالجور قد خمرت
جسمي ترى ثياب السقم مذ بعدت عني والقلب نار الشوق قد سعرت
لا تسألوا عن دموعي يا أحبتنا يوم الوداع من العينين كيف جرت
بحر تموج بالياقوت في مقلي أم ممطرات بأجفاني قد انحدرت
وله:
يا سائق الظعن قل لي أنت ما الخبر أأنزل الركب حيث الريم والعفر
أما مررت بحي فيه لي رشأ تكلف الشمس أن تحكيه والقمر
غصن رطيب رشيق زانه هيف شمس إلى وجهها لم يمكن النظر
مذ بان عني لم تدر الكرى مقلي أرعى النجوم وعين الدمع منهمر
من لي به وهو ظبي جل منشأه يسل لحظاً لقتلي ثم يعتذر
بدر إذا ما بدى فالشمس في خجل أو ماس فالغصن في الأوراق يستتر
وافى إلي فسر القلب حين دنا وصد عني فزاد الهم والكدر
وله:
بدا فغارت نجوم الليل في الأفق وماس فاختطف الأغصان في الورق
لا غرو إن قتل العشاق ناظره فكم سبا مهج الآساد بالحدق
وا سوء حظي وحالي مذ شغفت به فالجسم في ألم والقلب في قلق
لولا مناه بقتل السب ما لبست خدوده حلة من حمرة الشفق
يا لائمي لا تلمني في هوى رشأ ذرني فقلي أسير غير منطلق
الوجه صبح بليل الشعر مستتر يفوق حسناً ضياء البدر في الغسق
توفي سنة خمسين ومائتين وألف، كما في تذكرة النبلاء.
مولانا أولاد أحمد السهسواني
الشيخ الفاضل أولاد أحمد بن آل أحمد بن المفتي نظر محمد الحسيني النقوي السهسواني أحد
الأفاضل المشهورين، ولد ونشأ بسهسوان، وسافر للعلم إلى رامبور فقرأ بعض الكتب الدرسية على
المفتي شرف الدين، ثم سافر إلى لكهنؤ، وقرأ أكثرها على الشيخ تراب علي والمفتي إسماعيل(7/930)
اللندني وحفظ القرآن بعد فراغه من تحصيل العلوم المتعارفة، ودرس وأفاد.
له مصنفات عديدة، منها: ابتداء الصرف ومفتاح اللغات وشمس الضحى وسراج التحقيق في شرح
ضابطة التهذيب صنفه لصنوه سراج أحمد وله غير ذلك من المصنفات.
توفي سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف، وله خمسون سنة، كما في حياة العلماء.
السيد أولاد حسن بن أولاد علي القنوجي
الشيخ الفاضل أولاد حسن بن أولاد علي بن لطف الله الحسيني البخاري القنوجي مولانا أولاد
حسن، كان من ذرية الشيخ جلال الدين حسين الحسيني البخاري الأجي، ولد سنة عشر ومائتين
وألف بقنوج، واشتغل بالعلم على الشيخ عبد الباسط القنوجي زماناً، ثم سافر إلى لكهنؤ وقرأ أكثر
الكتب الدرسية على نور الحق بن أنوار الحق اللكهنوي، ولازمه زماناً، ثم رحل إلى دهلي وأخذ عن
الشيخ رفيع الدين وصنوه الكبير عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي، ولازم السيد أحمد بن عرفان
الشهيد البريلوي وبايعه، واستفاض منه فيوضاً كثيرة، وجاهد معه في سبيل الله، وصار خليفة له في
دعوة الخلق إلى دين الله، ورجع إلى بلدته.
قال ولده العلامة صديق حسن القنوجي في أبجد العلوم: إنه كان في التقوى والديانة واتباع الحق
واقتداء الدليل ورد الشرك والبدع آية باهرة، وقدرة كاملة، ونعمة من الله سبحانه وتعالى، له مؤلفات
بالألسنة الثلاثة: الهندية والفارسية والعربية، انتهى.
مات سنة ثلاث وخمسين ومائتين وألف بقنوج، وقبره مشهور ظاهر.
الشيخ أولاد حسين الشكوه آبادي
الشيخ الفاضل أولاد حسين الشيعي الشكوه آبادي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، قرأ العلم
على السيد حسين بن دلدار علي المجتهد النقوي النصير آبادي، وتفقه عليه ولازمه ملازمة طويلة،
حتى فاق أقرانه في الفقه والأصول والكلام وغيرها.
ومن مصنفاته: أنوار الربوبية في الأمور العامة والأعراض الذاتية وتعريفاتها.
مات سنة اثنتين وستين ومائتين وألف، كما تكملة نجوم السماء.
حرف الباء
السيد باقر بن محمد اللكهنوي
الشيخ الفاضل باقر بن محمد بن دلدار علي الشيعي النقوي النصير آبادي ثم اللكهنوي، كان أكبر
أبناء والده، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، وقرأ العلم على والده، وبرع فيه، فولاه أمجد علي شاه اللكهنوي
المحكمة العدلية ولقبه منصف الدولة فاستقل بها إلى آخر عهد الملوك الإسلاميين، وعزم على السفر
نحو الجزائر الانكليزية مع واجد علي شاه، فسار معه إلى كانبور ثم رجع عنها، كما في قيصر
التواريخ.
وله مصنفات، منها: تشييد مباني الإيمان في الرد على بصارة العين للعلامة حيدر علي الفيض
آبادي، وله رسالة في مبحث رضاع الكبير، ورسالة في نكاح بنت الزانية.
مات لثمان ليال خلون من جمادي الآخرة سنة ست وسبعين ومائتين وألف بمرض الاستسقاء، كما
في تكملة نجوم السماء.
مولانا باقر بن مرتضى المدراسي
الشيخ الفاضل العلامة باقر بن مرتضى الشافعي المدراسي أحد العلماء المشهورين، كان من طائفة
النوائط، ولد بويلور من أعمال مدراس، سنة ثمان وخمسين ومائة وألف، وتلقى مبادئ العلم عن
عمه، ثم عن السيد أبي الحسن الويلوري، ثم سافر إلى(7/931)
ترجنابلي وأخذ عن الشيخ ولي الله واستفاض
منه، ثم ترك القراءة عليه واشتغل بمطالعة الكتب، وتفقه وأحكم أصول الفقه والكلام ونظر في
الحديث والتفسير، وبرز في ذلك على أهله، وتأهل للفتوى والتدريس وهو دون العشرين، واستعان
بكثرة المطالعة وبسرعة الحفظ وقوة الإدراك والفهم وبطوء النسيان، وكان يحضر المجالس
والمحافل، فيتكلم ويناظر ويفحم الكبار، ويأتي بما يتحير منه أعيان البلدة في العلم، ولما بلغ العشرين
من سنه ولي الإنشاء في ديوان الأمير الكبير نواب محمد علي الكوباموي بمدراس، ووظف بمائتي
ربية في الشهر، فاستقل به زماناً، ثم جعله الأمير المذكور معلماً لنجله، ولم يمض على ذلك قليل أيام
إلا وقد ظهرت نجابته واشتهرت فضيلته، فأنعم عليه الأمير بأقطاعة في التور كان إيرادها أربعة
آلاف ومائتي ربية في السنة، ثم أدخله الأمير في ندمائه.
وهو أول من نقل العلوم الدينية من العربي إلى الهندي بناحية مدراس، وكانت له اليد الطولى في
معرفة النحو والصرف واللغة، وأما الكلام وعلم التوحيد والعقائد فقد اعترف الناس بفضله في
استحضار الأصول وتطبيق المنقول بالمعقول، وله مصنفات فائقة وأبيات رقيقة رائقة بعضها
بالعربية وبعضها بالفارسية.
أما مؤلفاته بالعربية فمنها: تنوير البصر والبصير في الصلاة على النبي البشير النذير ومنها نفائس
النكات في إرساله عليه السلام إلى جميع المكونات ومنها القول المبين في ذراري المشركين ومنها
الدر النفيس في شرح قول محمد بن إدريس ومنها النفحة العنبرية في مدح خير البرية وديوان شعر
له في مدح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومنها العشرة الكاملة فيها عشر قصائد على منوال المعلقات
السبع، وله ديوان آخر في الغزل والنسيب، وله مقامات على نهج مقامات الحريري منها: الشمامة
الكافورية في وصف المعاهد الويلورية والخطفة العقابية للفارة المسكينة والمقامة الترشنافلية والمقامة
الآركاتية والمقامة الحيدر آبادية وله رسائل بليغة جمعها في شمائم الشمائل في نظام الرسائل.
وأما مؤلفاته بالفارسية فأحسنها: الرسائل فيما يتعلق بالإمامة من المسائل كتاب مفيد في الكلام، وله
جهار صد إيراد بر كلام آزاد، أربعمائة إيراد على كلام السيد غلام علي الحسيني البلكرامي، وله
السعادة السرمدية في وجوب المحبة المحمدية وله كشف الغطاء عن أشراط يوم الجزاء وله شرح
ديباجة المثنوي المعنوي وله أفغان ني شرح الغزل الأول من ديوان حافظ وله رسالتان في شرح
البيتين الأولين من المثنوي المعنوي وله إتحاف السالك في شرح كلما خطر ببالك وله بيان دل نهاد
في شرح رباعي المستزاد وله إيقاظ الغافلين وإرشاد الجاهلين ونغمه بيدل نواز والسحر الحلال في
ذكر الهلال وجلاء البصائر في نقص دلائل المناظر والإعلان بالأذان عند تغول الغيلان والاستعاذة
بالله الواحد القهار عند سماع نهيق الحمار وتبيين الإنصاف وتوهين الاعتساف فيما ثبت من أخبار
الشيعة من الاختلاف ورد الكذب على الكاذب المنكر لشرف الملقب بالصاحب وكمال العدل
والإنصاف الدال على العدول عن الاعتساف ورسالة النقول البديعة في أقسام الشيعة ودلائل الإثني
عشرية في رد بعض هفوات الإمامية والحجة المنيعة في إلزام الشيعة والرباعيات البديعة في مناقب
الشيعة ورسالة أخرى في بعض أخبار الشيعة ورسالة في شرح الحديث أنتم أعلم وعين الإنصاف
وكمال الإنصاف ومعذرت نامه وديوان الشعر الفارسي.
وأما مؤلفاته بالهندية فهي: هشت بهشت ورياض الجنان وتحفة الأحباب في مناقب الأصحاب وفرائد
ومحبوب القلوب وتحفة النساء وروضة السلام وكلزار عشق وافسانه رضوان شاه وفسانه روح أفزا
وصبح نو بهار عشق وندرت عشق وعرفات عشق وحيرت عشق وحسرت عشق وروب سنكار
وديوان الشعر الهندي.
ومن شعره قوله رحمه الله:
قد صيرني الهوى جذاذا يا ليتني مت قبل هذا(7/932)
ما أفعل لم أجد لآهي في صخر فؤادها نفاذا
في فرعك قد خفيت لكن من طرفك لا أرى ملاذا
أربيت على الحديد طبعا بالقطع وإن حكيت لاذا
إن كنت رضيت عن صدودي أدركت من النوى لذاذا
ألفيت هواك صفو عمري أبغيه وإن عدا وآذى
آكاه إذ أهراق دمعا اغمضت وخلته رذاذا
وقوله:
في كاظمة أو ذي سلم قد ضل فؤادي بالسدم
كالريح يجول بمسرحه كالنار يلوح على علم
بالمدمع يحكي غادية بالزفرة يشبه بالضرم
قد أبصر فيها بهكنة بالنجم رزت بالمبتسم
لو واجه غرتها شمس لغدت أسفاً رهن الندم
لو شافه طرتها قمر لتحير في جنح الظلم
لله قساوة مهجتها لا تحسب كالحناء دمي
مرت وأصارتني جنفا كالأثر طريحاً في اللقم
لا أدري أين محلتها فبقيت حسيراً كالوجم
لا تنظر قط إلى أسفي لا تسأل حالي في الألم
آكاه تناهت حيرته أدركه إلهي بالكرم
وله:
أيا نفساً تجهلت ببطلان تقولت
ومن دهليز إلحاد إلى كفر تنقلت
وبعد الخوض في رفض إلى شرك ترحلت
تحمرت تكلبت تخنزرت تغولت
وفي تنقيص من كملت بخير الخلق أوغلت
لقد كانت حبيبته فما لك ما تأملت
بحمقك سب من برأت لوحي الله سهلت
حجيرتها لها ملك وأنت علام عولت
وكانت في تصرفها وأنت على المرا ظلت
وتلك وبيت زهراء سواء لو تعقلت
شهود الوحي ما قسموا تراثاً أنت بدلت
وكان المرتضى منهم فعنه قد تحولت
عن السبطين أعرضت إلى الشيطان أرقلت(7/933)
ولو آذيتها مع ذا بدرك لظى تنزلت
وقد عارضها بهاء الدين محسن العاملي وأحمد بن محمد الشرواني.
وكانت وفاة الشيخ باقر بن مرتضى المدراسي المترجم له لست عشرة خلون من ذي الحجة سنة
عشرين ومائتين وألف، وأرخ محمد غوث بن ناصر الدين المدراسي لعام وفاته من قوله: قد مات
فرد العصر، كما في حديقة المرام.
مرزا باقر الطباطبائي
الشيخ الفاضل باقر بن فلان الطباطبائي الأصفهاني ثم الدهاكوي أحد العلماء الشيعة، ذكره عبد
القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه روز نامه وأثنى على فضله وبراعته في العلوم كلها لا
سيما في الفقه والفنون الأدبية.
الحكيم ببر علي الموهاني
الشيخ الفاضل العلامة ببر علي بن شير علي الحسيني الموهاني الحكيم المشهور بالحذاقة، ولد ونشأ
ببلدة موهان وقرأ العلم على أساتذة عصره بلكهنؤ وأكبر آباد، ثم لازم الحكيم ذكاء الله خان الأكبر
آبادي، وأخذ عنه الصناعة الطبية، ثم استخدمه صاحب دهولبور، وكانت له اليد الطولى في معرفة
دلائل النبض، وتشخيص الأمراض، ووصف الأدوية النافعة، ورزقه الله سبحانه قولاً تاماً، فصار
مرجعاً إليه، وانتفع بعلومه خلق كثير.
ومن مصنفاته: نفع العوام كتاب مفيد في المعالجات.
الشيخ ببر علي الأخباري
الشيخ الفاضل ببر علي الأخباري الفقيه المحدث أحد علماء الشيعة، سافر إلى العراق، ومات بها
لثلاث بقين من جمادي الآخرة سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف، فدفن عند مشهد الحسين - عليه
وعلى أبيه وجده السلام - بكربلاء.
مولانا بدر الدين الرامبوري
الشيخ الفاضل بدر الدين الحنفي الرامبوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ذكره عبد
القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه روز نامه.
الحكيم بدر الدين السهسواني
الشيخ الفاضل بدر الدين بن صدر الدين العمري التهانيسري ثم السهسواني أحد العلماء المبرزين في
الصناعة الطبية، ولد ونشأ بسهسوان، وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدرسية على أساتذة عصره وقرأ
قانون الشيخ علي العلامة رفيع الدين بن ولي الله الدهلوي، وتطبب على أحد الأطباء بدهلي، ثم رجع
إلى بلدته، وبعد مدة يسيرة دخل لكهنؤ، وأقام بها مدة طويلة، له تعليقات على قانون الشيخ.
مات سنة ستين ومائتين وألف بمرض السرطان ببلدة سنديله، كما في حياة العلماء.
الشيخ بدل خان الفرخ آبادي
الشيخ الفاضل بدل خان بنكش الاسترزئي الفرخ آبادي أحد العلماء الصالحين، ذكره المفتي ولي الله
بن أحمد علي الحسيني في تاريخه، وقال: قرأ النحو والعربية على المفتي محمد عوض البريلوي،
وقرأ المتوسطات من الكتب الدرسية على الشيخ حسن علي البدايوني، والمطولات منها على الشيخ
عبد الرحيم السندي، وكان معدوم النظير في الفقر والفناء، أخذ الطريقة عن السيد زاهد علي
الجونبوري، وكان معتزلاً عن الناس.
توفي لخمس ليال خلون من شعبان سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف.
مولانا برهان الدين الديوي
الشيخ العالم الفقيه برهان الدين بن سرفراز علي الأعظمي الديوي أحد العلماء المشهورين، كان من
نسل المفتي عبد السلام الديوي، ولد ونشأ بديوه وقرأ العلم على عمه الشيخ ذي الفقار علي الديوي،
وسافر معه إلى رائي بريلي ولبث بها مدة طويلة في زاوية السيد محمد عدل النقشبندي البريلوي،
وكان(7/934)
شيخنا محمد نعيم بن عبد الحكيم النظامي اللكهنوي يقول: إنه كان يدرس بها وصنف لأقرباء
السيد المذكور حاشية على شرح التهذيب لليزدي، انتهى.
وله مصنفات كثيرة، منها: المحاكمة بين الشيخ عبد الحي بن هبة الله البرهانوي والشيخ رشيد الدين
الدهلوي في المسائل الخلافية، ومنها رسالة في تحقيق الأوزان ورسالة في أحكام عيد الفطر ورسالة
في أحكام عيد الأضحى ورسالة في أحكام النكاح ورسالة في تحقيق الإشارة بالسبابة في الصلاة
ورجح القول بالمنع، ورسالة في تحقيق النذور والذبائح، ورسالة في مسائل الربا والرسالة في
المواريث وله حاشية على مبحث الطهر المتخلل من شرح الوقاية وحاشية على شرح التهذيب
لليزدي.
مولانا برهان الحق اللكهنوي
الشيخ العالم الفقيه برهان الحق بن نور الحق بن أنوار الحق الأنصاري اللكهنوي أحد عباد الله
الصالحين، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، وقرأ العلم على والده، وعلى غيره من العلماء وسافر إلى الحرمين
الشريفين مرتين، مرة في سنة اثنتين وخمسين ومرة في سنة إحدى وستين، وسافر إلى بغداد، وأقام
بالحرمين الشريفين ثلاثة أعوام، وأخذ الحديث بها عن الشيخ جمال مفتي الأحناف بمكة المباركة
والشيخ محمد عابد السندي، وله إجازة في الطريقة عن والده وعن الشيخ عبد الوالي اللكهنوي، وقد
أدركه السيد الوالد ببلدة لكهنؤ سنة خمس وثمانين، وكانت وفاته سنة ست وثمانين ومائتين وألف.
مولانا بزركك علي المارهروي
الشيخ العالم الكبير بزركك علي بن حسن علي الحنفي المارهروي أحد العلماء المبرزين في المعقول
والمنقول، ولد ونشأ بمارهره، وتلقى مبادئ العلم في بلدته، ثم سافر إلى لكهنؤ وكلكته، وقرأ الكتب
الدرسية على مولانا حيدر علي الحسيني الطوكي، وعلى غيره من العلماء، ثم ذهب إلى دهلي وأسند
الحديث عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي، وبرع في جميع العلوم، لا سيما الفنون
الرياضية، ثم تصدر للتدريس بأكبر آباد، فدرس وأفاد بها زماناً، ثم استقضى ببلدة عليكده وكان
يدرس في أيام اشتغاله بالقضاء أيضاً، ثم ترك الخدمة وسافر إلى طوك في أيام وزير الدولة فجعله
قاضي القضاة في بلدته، فاستقام على تلك الخدمة مدة عمره.
ومن مصنفاته: العجالة النافعة وإثبات الحق في المناظرة بالمسيحيين، توفي لإحدى عشرة من شوال
سنة اثنتين وستين ومائتين وألف، كما في المشاهير.
الشيخ بشارة الله البهرائجي
الشيخ العالم الفقيه بشارة الله بن أمانة الله بن أمان الله بن رحمة الله أبو محمد العلوي البهرائجي أحد
المشايخ النقشبندية، ولد سنة إحدى ومائتين وألف ببلدة بهرائج وتربى في مهد عمه الشيخ نعيم الله،
وقرأ عليه المختصرات ولازمه زماناً، ولما توفي نعيم الله سار إلى دهلي، وأخذ المنطق والحكمة عن
الشيخ فضل إمام الخير آبادي، وأخذ الفقه والحديث عن الشيخ رفيع الدين وصنوه الشيخ عبد القادر،
وكان يحضر دروس الشيخ الأجل عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي أيضاً ويستفيد منه، وكان يحضر
لدى الشيخ غلام علي العلوي النقشبندي ويلازمه في خلواته، ثم لما حصل له الفراغ من الكتب
الدرسية انقطع إليه بقلبه وقالبه، وأخذ عنه الطريقة، وبلغ رتبة قلما وصل إليها أصحابه، حتى صار
صاحب سره، فاستخلفه الشيخ، وكان يحبه حباً مفرطاً، ويقول: إن أربعة رجال من أصحابي سلمهم
الله بحانه، وكثر أمثالهم مربوطة بالمودة، والمودة أعز من القرابة: الشيخ أبو سعيد أسعده الله سبحانه
وولده أحمد سعيد جعله الله تعالى محموداً، ورؤف أحمد رأف الله به، وبشارة الله جعله الله مبشراً
بقبوله، انتهى، كما في رسالة الشيخ عبد الغني رحمه الله.
توفي يوم الخميس غرة جمادي الآخرة سنة أربع وخمسين ومائتين وألف ببلدة بهرائج فدفن بها.
مولانا بشير أحمد النصير آبادي
الشيخ الفاضل بشير أحمد بن كاظم علي النصير آبادي أحد العلماء المبرزين في المنطق(7/935)
والحكمة،
ولد ونشأ بنصير آباد واشتغل بالعلم مدة في بلدته ثم سافر إلى لكهنؤ، وأخذ عن الشيخ تراب علي
اللكهنوي وعن غيره من العلماء ثم تصدر للتدريس، وكان قوي الحفظ، سريع الإدراك.
توفي سنة سبع وثمانين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب.
القاضي بشير الدين القنوجي
الشيخ الفاضل العلامة بشير الدين بن كريم الدين العثماني القنوجي أحد العلماء المشهورين، ولد سنة
أربع وثلاثين ومائتين وألف ببلدة قنوج ونشأ بمدينة بريلي وقرأ القرآن على أحمد علي الحافظ الامام
بجامع بريلي، وقرأ النحو والصرف وبعض رسائل المنطق على تفضل حسين البريلوي، وقرأ بعض
رسائل العروض والبيان والبديع والحساب والفرائض والفقه على والده، وقرأ بعض رسائل المنطق
كمير زاهد رسالة وشرح السلم لبحر العلوم وشرحه لحمد الله وتشريح الأفلاك وتحرير الأقليدس علي
مولوي محمد حسن البريلوي، وقرأ شرح التهذيب للدواني وحاشيته لمير زاهد وشرح الجغميني علي
مولوي محمد علي بن أخت المفتي شرف الدين، وقر المختصر للتفتازاني والتوضيح وحاشيته
التلويح وهداية الفقه وتفسير البيضاوي على الشيخ إله داد الرامبوري، وقرأ المطول والمقامات
للحريري والمعلقات السبع وديوان المتنبي وديوان الحماسة على مولانا أوحد الدين البلكرامي، وقرأ
ما بقي له من الكتب الدرسية على مولانا قدرة الله اللكهنوي، وأخذ الحديث عن الشيخ رحيم الدين
البخاري عن الشيخ عبد العزيز ابن ولي الله الدهلوي، وقرأ فاتحة الفراغ وله اثنتان وعشرون سنة ثم
تصدر للتدريس، وأقام مدة من الزمان ببلدة طوك ومراد آباد ودهلي وعليكده وكانبور وكان يدرس
ويفيد بها، ثم ذهب إلى بهوبال سنة خمس وتسعين وولي القضاء بها، أخذ عنه الشيخ شمس الحق
الديانوي والسيد أمير علي المليح آبادي والسيد أمير حسن السهسواني والشيخ وحيد الزمان اللكهنوي
والشيخ عليم الدين الشاهجهانبوري والسيد إمداد العلي الأكبر آبادي وخلق كثير من العلماء.
ومن مصنفاته: حاشية على شرح السلم لحمد الله، وحاشية على مير زاهد شرح المواقف وله حل
أبيات المطول وحل شواهد الكتب الدرسية في النحو والصرف، وشرح جزء من أجزاء المؤطا
وتخريج أحاديث شرح العقائد وكشف المبهم شرح على مسلم الثبوت وهو أشهر مصنفاته، وله تفهيم
المسائل والصواعق الالهية وغاية الكلام في إبطال عمل المولد والقيام وأحسن المقال في شرح
حديث: لا تشد الرحال وبصارة العينين في منع تقبيل الابهامين وله غير ذلك من الرسائل.
مات في ذي الحجة سنة ست وتسعين ومائتين وألف بمدينة بهوبال، كما في تذكرة النبلاء.
القاضي بشير الدين الكاكوروي
الشيخ الفاضل بشير الدين بن قطب الدين بن أمين الدين بن حميد الدين الكاكوروي أحد رجال العلم
والصلاح، ولد ونشأ بكاكوري، وقرأ العلم على والده وأعمامه وعلى الشيخ فضل الله العثماني
النيوتيني والشيخ حسين أحمد المليح آبادي والشيخ تقي علي الكاكوروي، وأسند الحديث عن الشيخ
حسين أحمد والشيخ تقي علي المذكورين، ثم ولي القضاء ببلدة فتحبور سيكري وكان صالحاً، متين
الديانة، رفيع القدر، يدرس ويفيد.
مات لأربع ليال بقين من شوال سنة ست وتسعين ومائتين وألف بكاكوري، كما في مجمع العلماء.
الشيخ بشير علي الأمروهوي
الشيخ الصالح بشير علي بن فيض علي بن ضيف الله الحسيني الأمروهوي أحد الرجال المشهورين
بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بأمروهه، وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدرسية على الشيخ تراب علي
اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، ثم دخل دهلي وأخذ الطريقة عن الشيخ أحمد سعيد بن أبي سعيد
العمري الدهلوي، ولازمه زماناً، ثم رجع إلى بلدته.
أخذ عنه خلق كثير وكان يدرس ويفيد ويذكر.(7/936)
الحكيم بقاء الله الأكبر آبادي
الشيخ الفاضل بقاء الله بن إسحاق بن إسماعيل الدهلوي الأكبر آبادي الطبيب المشهور بالحذاقة،
كان من نسل بقاء خان الحكيم المشهور، مات يوم الإثنين من شهر شوال سنة خمس عشرة ومائتين
وألف بمدينة أكبر آباد فدفن عند أخيه ذكاء الله في مقبرة الشيخ علاء الدين، كما في مهر جهانتاب.
الحكيم بقاء الله السنديلوي
الشيخ الفاضل بقاء الله بن مقبول أولياء بن غلام أشرف الحسيني السنديلوي الطبيب المشهور، كان
اسمه قادر بخش، ولد ونشأ ببلدة سنديله وقرأ العلم على الشيخ حيدر علي بن حمد الله السنديلوي
وعلى غيره من العلماء، ثم أخذ الصناعة الطبية عن الحكيم ببر علي الموهاني، وكان مرزوق
القبول.
مات لسبع عشرة خلون من شوال سنة أربع وستين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي.
السيد بنده حسين اللكهنوي
الشيخ الفاضل بنده حسين بن محمد بن دلدار علي الشيعي النقوي النصير آبادي أحد العلماء
المجتهدين في الشيعة، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ وقرأ العلم على والده وعلى أخيه مرتضى بن محمد،
ولازمهما مدة من الزمان، وحصل له الإجازة من والده، فلما توفي ولده تولى الاجتهاد حسب وصيته.
ومن مصنفاته: الرسالة الخليلية وتحفة السالكين ومقطوع اليد والصراط السوي ونهج السداد
والمواعظ الحسينية.
مات سنة أربع وتسعين ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ، فدفن في حسينية جده كما في تكملة نجوم
السماء.
مولوي بهادر حسين المئوي
الشيخ الصالح بهادر حسين المئوي الأعظكدهي أحد العلماء المتورعين، ولد ونشأ بمئو، قرية
عظيمة من أعمال أعظمكده وسافر للعلم إلى بنارس وقرأ بها على أساتذة عصره، وبرع وفاق أقرانه
في كثير من العلوم، ثم رجع إلى بلدته، وكان قوي الحفظ، سريع الإدراك، صالحاً، متين الديانة،
يسترزق بالحياكة.
مات سنة سبعين ومائتين وألف، كما في تاريخ مكرم.
بهادر شاه التيموري
لما مات أكبر شاه التيموري أمير المؤمنين 1254 هـ جلس على سريره ولده أبو ظفر بهادر شاه
وتمتع براتب أبيه، ثم أضيف إليه خمسة وعشرون ألفاً.
وكان شاعراً صوفياً من مريدي الشيخ فخر الدين الدهلوي، ولما ثارت العساكر الإنكليزية على
الإنكليز سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف ذهبت إلى دهلي، وبايعت أبا ظفر بهادر شاه، وسفكت
الدماء، ونهبت الأموال، ثم غلب الإنكليز على الجنود الوطنية، ألقي القبض على أبي ظفر، فأرسل
به إلى رنجون عاصمة بورما فمات بها سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف.
وكان يتصف ببعض صفات الفتوة والغيرة، وكان جديراً بأن ينهض بالعائلة الحاكمة، وساعده الزمان
وتوفرت له الأسباب، ولكن الحكومة المغولية كانت قد بلغت منتهى الضعف وسرى الوهن في أبناء
البلاد، فكان شأنه في ذلك شأن آخر الملوك في الحكومات المنقرضة.
وقد عاملته الحكومة الإنكليزية بقسوة نادرة ووحشية بالغة فقتلت أبناءه بين يديه وهو يتحمل كل ذلك
في صبر وجلد، وعجز واضطرار.
ويمتاز شعره بالرقة والتأثير نتيجة أحواله الشخصية، وتجاربه المريرة، يتجلى فيه الحزن والتعبير
عن المشاعر الرقيقة مع التجلد وسمو الهمة وقوة العزيمة، وكان يتلقب في الشعر بظفر.
حرف الباء الفارسية
الشيخ بناه عطاء السلوني
الشيخ العالم الصالح بناه عطاء بن كريم عطاء بن محمد بناه بن محمد أشرف ابن بير محمد العمري(7/937)
السلوني أحد كبار المشايخ الجشتية، ولد سنة عشر ومائتين وألف بسلون بفتح السين المهملة من
أعمال رائي بريلي ونشأ بها في مهد العلم والمشيخة، وقرأ الكتب الدرسية، وتأدب على الشيخ أحمد
بن محمد الشرواني صاحب نفحة اليمن وأسند الحديث عن القاضي عبد الكريم النكرامي مشافهة وعن
الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي مكاتبة وقد تتلمذ في الفارسية على شاعر الفارسية
المشهور بمرزا قتيل ولما مات والده تولى الشياخة، وكان على قدم آبائه في السخاء والكرم.
ومن مصنفاته: النجم الثاقب لمن يكاتب والدر النظيم وبهجة المجالس كلها في العلوم الأدبية، وله
كتاب حافل في الحديث سماه بأنوار الحق بأحاديث أشرف الخلق وأشرف السير كتاب له في أخبار
المشايخ الجشتية، وله غير ذلك من الرسائل والكتب يبلغ عددها إلى خمسة وستين كتاباً.
توفي سنة خمس وسبعين ومائتين وألف ببلدة سلون.
الحكيم بير بخش الدهلوي
الشيخ الفاضل بير بخش العمري التهانيسري ثم الدهلوي أحد الأفاضل المشهورين في العلوم
الحكمية، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم قرأ الكتب الطبية على الحكيم نصر الله
وتطبب على الحكيم أحسن الله الدهلويين، ثم تصدر للدرس والإفادة، ذكره أحمد بن محمد المتقي
الدهلوي المشهور بسيد أحمد خان في آثار الصناديد.
حرف التاء
المفتي تاج الدين المدارسي
الشيخ الفاضل تاج الدين بن غياث الدين المدراسي الخطاط المشهور، ولد بمدراس سنة أربع عشرة
ومائتين وألف، وقرأ العلم على الشيخ تراب علي ابن نصرة الله العباسي والشيخ حسن علي الماهلي
الجونبوري وعلى غيرهما من العلماء، وولي الإفتاء سنة ثمان وأربعين ببلدة بالم كوتهه فاستقل به
زماناً، مدة في جنكل بيت ومدة في سيكاكول وفي غير ذلك من المقامات، وكان رجلاً خفيف الروح،
بشوشاً، طيب النفس، حسن الأخلاق.
له مصنفات عديدة، منها: رسالة في الصرف وتاج القواعد رسالة له في قواعد اللغة الفارسية
ومجمع البحرين رسالة في العروض، وجمنستان شرح كلستان سعدي وحاشية على شرح السلم
للقاضي، وله ديوان الشعر الفارسي، كما في مهر جهانتاب.
السيد تاج الدين السهسواني
الشيخ العارف تاج الدين بن عارف علي الحسيني النقوي السهسواني أحد العلماء العاملين وعباد الله
الصالحين، ولد ونشأ بسهسوان، وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدرسية على مولانا بزركك علي
المارهروي وعلى غيره من العلماء، وأخذ الحديث عن الشيخ إسحاق بن محمد أفضل العمري
الدهلوي، وقيل: إنه قرأ على الشيخ رفيع الدين بن ولي الله الدهلوي وإخوته، ثم سافر إلى بلاد
العرب ومصر والشام، فحج وزار، ورجع إلى بلدته بعد مدة طويلة، فصرف عمره في الإفادة
والعبادة.
مات بسهسوان لأربع ليال بقين من شوال سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف، وله تسعون سنة، كما
في حياة العلماء.
مولانا تراب علي اللكهنوي
الشيخ الفاضل العلامة تراب علي بن شجاعة علي بن فقيه الدين بن محمد دولة ابن المفتي أبي
البركات الدهلوي الأمروهوي ثم اللكهنوي، أبو البركات ركن الدين، كان من العلماء المبرزين في
المعقول والمنقول، ولد ببلدة لكهنؤ سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف وقرأ العربية على مولانا مخدوم
الحسيني اللكهنوي، وبعض رسائل المنطق والكلام والأدب على الشيخ مظهر علي التاجر، وقرأ سائر
الكتب الدرسية على المفتي إسماعيل بن الوجيه المراد آبادي والمفتي ظهور الله الأنصاري اللكهنوي،
ثم أقبل إلى الدرس والإفادة إقبالاً كلياً، وسافر إلى الحرمين الشريفين سنة تسع وخمسين، فحج وزار
وأخذ الحديث عن المفتي(7/938)
عبد الله سراج المكي، ثم عاد ودرس مدة حياته، أخذ عنه الشيخ معين الدين
الكروي والقاضي أنور علي المراد آبادي والسيد غني نقي الزيدبوري، وخلق كثير لا يحصون بحد
وعد.
ومن مصنفاته: التعليق المرضي على شرح القاضي وشرح الشرح على القاضي والتعليق الأحسن
على شرح ملا حسن وحاشية على شرح السلم لحمد الله وحاشية على شرح هداية الحكمة للشيرازي
وشمس الضحى لإزالة الدجى حاشية له على حاشية غلام يحيى البهاري وتكملته المسماة بتكملة العلي
للواء الهدى ومنها: القراضة الغالية وإزالة العضل عن أشعار المطول والهلالين على الجلالين.
توفي لإثنتي عشرة خلون من صفر سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف ببلدة محمد آباد فدفن بها، كما
في شمس التواريخ.
نواب تراب علي خان الحيدر آبادي
الوزير الكبير ذو القدر الخطير تراب علي بن محمد علي بن بديع الزمان بن محمد صفدر بن شمس
الدين بن محمد تقي بن محمد باقر الأويسي البيجابوري الحيدر آبادي نواب سالار جنك شجاع الدولة
مختار الملك، كان من مشاهير رجال الهند، لم يكن في زمانه مثله في الدهاء والتدبير والسياسة، ولد
سنة ست وأربعين ومائتين وألف، ونشأ في مهد عمه سراج الملك، واكتسب الفضائل العلمية، ولما
توفي عمه المذكور سنة تسع وستين، ولي الوزارة الجليلة بحيدر آباد في أيام ناصر الدولة وله نحو
خمس وعشرين سنة، فافتتح أمره بالعقل والرزانة، وعنى بالمالية عناية عظيمة، وأدى الديون
واسترد الأقطاع التي كانت مرهونة في أيدي الناس من العرب والأفغان وغيرهم، وقسم الأقطاع على
ولايات ومتصرفيات وعمالات، ورتب الدواوين، وحفر الأنهار وسد الثغور، وعمر البلاد، ووسع في
الزراعة والتجارة، وأصلح الطرق والشوارع، وبالغ في منع الارتشاء والخيانة، وشدد على أصحابها
حتى ظلت الدولة آمنة مطمئنة لا تكاد توجد مثلها في عصر من العصور، وكان مع شدة اعتنائه
بالأمور الداخلية كثير الاشتغال بالأمور الخارجية، أصلح المعاهدات الدولية بينه وبين الإنكليز،
وأيدهم في زمان ثورة أهل الهند سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف تأييداً لا مزيد عليه ولا يتصور
فوقه، كلها في أيام ناصر الدولة وولده أفضل الدولة مع أنهما كانا لا يساعدانه في إصلاح الأمور، ثم
لما مات أفضل الدولة سنة خمس وثمانين وتولى المملكة ولده محبوب علي خان وكان صغير السن،
أخذ بيده عنان السلطة واعتنى بالمهمات فوق ما كان يعتني بها قبله، ورحل إلى كلكته سنة ثمان
وثمانين فلقي بها نائب السلطة الإنكليزية وفاوضه في المهمات ولقبه الإنكليز كي، جي، سي، ايس،
آئي ورحل إلى بمبئ سنة اثنتين وتسعين لاستقبال برنس آف ويلز بن ملكة إنكلترا وولي العهد،
وسافر إلى كلكته مرة ثانية في تلك السنة وسافر إلى الجزائر البريطانية سنة ثلاث وتسعين، وساح
البلاد الأوربية، ولقي هنالك تعباً ومحنة لأجل سقطة فكسرت عظام رجله في أثناء الطريق، ولما
وصل إلى لندن استقبله كبار الأمراء بها، وأضافته ملكة انكلترا وولدها المذكور وبعض كبار الأمراء
ورجال السياسة الإنكليزية، ومنحته أعضاء دار العلوم بآكسفورد شهادة ذي، سي، إل وكان غرضه
من هذا السفر كلامه في أقطاع برار التي استولى عليها الانكليز، فلم ينجح في مهمته ورجع إلى
حيدر آباد ورحل إلى دهلي في تلك السنة ملازماً لركاب صاحبه، ولما رجع إلى حيدر آباد ورحل
إلى دهلي في تلك السنة ملازماً لركاب صاحبه، ولما رجع إلى حيدر آباد توفي، وكان ذلك في ليلة
بقيت من ربيع الأول سنة ثلاثمائة وألف.
الشيخ تراب علي الكاكوروي
الشيخ العالم الصالح تراب علي بن محمد كاظم العلوي الكاكوروي أحد المشايخ القلندرية، ولد سنة
إحدى وثمانين ومائة وألف بكاكوري، ونشأ بها، وقرأ الكتب الدرسية بعضها على قدرة الله البلكرامي
ومعين الدين البنكالي، وأكثرها على الشيخ حميد الدين الكاكوروي، وقرأ بعض الرسائل على القاضي
نجم الدين ابن حميد الدين، وقرأ هداية الفقه على مولانا فضل الله النيوتيني، وقرأ رسائل التصوف
على والده، وأقبل إلى قرض الشعر والتصوف، واشتغل على والده بالأذكار والأشغال مدة، حتى برع
في العلم والمعرفة، وتولى الشياخة مقام والده، وحصلت له الإجازة عن(7/939)
الشيخ مسعود علي القلندر
الإله آبادي وشيوخ آخرين.
ومن مصنفاته: المقالات الصوفية ومطالب رشيدي والأصول المفسرة وكشف المتواري في أخبار
نظام الدين القارئ وأصول المقصود وتعليم الأسماء وشرائط الوسائط واسناد المشيخة وديوان الشعر
وغير ذلك.
مات لخمس خلون من جمادي الأولى سنة خمس وسبعين ومائتين وألف وله أربع وتسعون سنة كما
في الانتصاح.
الشيخ تراب علي الخير آبادي
الشيخ الفاضل الكبير تراب علي بن نصرة الله العباسي الخير آبادي أحد العلماء المبرزين في
المعارف الأدبية، ولد بخير آباد سنة إحدى وتسعين ومائة وألف، وقرأ العلم على الشيخ غلام إمام
الرضوي والسيد عبد الواحد الخير آبادي، وفاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون، فسافر إلى كلكته
وولي السفارة، فرحل إلى إيران سنة خمس وعشرين ومائتين وألف، فساح إيران بصحبة رجال
السياسة الانكليزية، ثم نزل مدراس وولي التدريس بها، فدرس وأفاد مدة طويلة، وسافر إلى الحرمين
الشريفين سنة إحدى وأربعين فحج وزار، وابتلى بمرض في أثناء السفر، فلما وصل إلى سرينكا بتنم
من أعمال ميسور توفي إلى رحمة الله سبحانه.
وكان صاحب قوة ورزانة وصلابة في الدين، طويل القامة، حسن الهيئة، له مصنفات منها: وسيط
النحو والدر المنظوم في المنطق وأعطاه أمير مدارس سبعة آلاف ربية صلة لذلك الكتاب.
توفي لسبع عشرة خلون من ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين ومائتين وألف، كما في حديقة المرام.
مولانا تصدق حسين العظيم آبادي
الشيخ الفاضل الكبير تصدق حسين بن عبيد الله بن غلام بدر بن سليم الله الأنصاري النكرنهسوي
العظيم آبادي أحد العلماء المشهورين، قرأ النحو والعربية على سلطان أحمد الولايتي بمدينة إله آباد،
وأخذ المنطق والحكمة عن الشيخ ولي الله اللكهنوي بمدينة لكهنؤ وأخذ الفنون الرياضية عن إبراهيم
حسين اللكهنوي، ثم رجع إلى بلدته واشتغل بالدرس والإفادة، له تعليقات على شرح هداية الحكمة
للميبذي، وله ديوان الشعر الفارسي.
توفي يوم الثلاثاء لثمان بقين من صفر سنة ثمان وستين ومائتين وألف بقرية نكرنهسه كما في
تذكرة النبلاء.
نواب تفضل حسين الحيدر آبادي
الأمير الكبير تفضل حسين بن أكبر علي بن نظام علي بن قمر الدين الصديقي الحيدر آبادي سبهدار
جنك أنوار الدولة سيف الملك نواب تفضل حسين خان كان رابع أبناء والده، ولد سنة ست عشرة
ومائتين وألف بحيدر آباد، ونشأ في مهد السلطة في أيام جده وأبيه، وقرأ العلم على السيد سلطان
علي وقادر محي الدين ومحمود عالم وجمع من العلماء، وبرز في العلوم الدينية، ثم أخذ الطريقة عن
الشيخ شجاع الدين الحسيني الحيدر آبادي والشيخ سعد الله النقشبندي نزيل حيدر آباد، وكان ورعاً
تقياً متعبداً، صاحب صلاح وطريقة، اعترف العلماء بفضله ونبالته، وكان راتبه الشهري ستة آلاف
له، وستة آلاف للخيل، مع أقطاع الأرض، تحصل له منها كل سنة مائة ألف وثلاثون ألف ربية.
مات لسبع عشرة خلون من ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف يوم الجمعة بحيدر آباد، كما
في تزك محبوبي.
نواب تفضل حسين اللكهنوي
الفاضل العلامة تفضل حسين بن أسد الله بن كرم الله اللاهوري ثم اللكهنوي نواب تفضل حسين
خان، كان من الأفاضل المشهورين في الهند، لم يكن في زمانه مثله في الفنون الرياضية، ولد
بسيالكوت، ودخل دهلي وله ثلاث عشرة سنة، وأخذ الفنون الحكمية عن الشيخ محمد وجيه الدهلوي،
والفنون الرياضية عن محمد علي بن خير الله المهندس المشهور، ولما بلغ الثامنة عشر من سنه قدم
إلى لكهنؤ(7/940)
مع أبيه، وقرأ حاشية السيد الزاهد على شرح المواقف على الشيخ محمد حسن بن غلام
مصطفى اللكهنوي، ثم تصدر للإفادة وتقرب إلى شجاع الدولة فجعله أتابكاً لولده سعادت علي خان،
فذهب معه إلى إله آباد ودار معه حيث دار، فلما وصل إلى مدينة بنارس انحاز عنه وسافر إلى
كلكته، وتقرب إلى نائب الملك العام، وعاش مدة في مصاحبته، وتعلم اللغة الانكليزية واللاطينية،
وأقبل على العلوم الرياضية إقبالاً كلياً، واشتغل بها مدة من الزمان، ففاق أقرانه بل على من تقدمه
من العلماء في تلك العلوم، وجاء إلى بلدة لكهنؤ مع جنرل بالمر سنة ست أو سبع وتسعين ومائة
وألف، ثم ذهب إلى كلكته، وتردد إلى لكهنؤ غير مرة، وبعثه آصف الدولة صاحب أوده إلى كلكته
بالسفارة إلى الدولة الانكليزية سنة ثلاث ومائتين وألف، فاستقل بها مدة، ثم ولاه الوزارة سنة إحدى
عشرة ومائتين فاستقل بها زماناً، ولما تولى المملكة سعادت علي خان دبر الحيلة لإخراجه، فبعثه إلى
كلكته، ووعده أن يصل إليه منشور السفارة بكلكته، فلم يف به فاغتم بذلك، وابتلى بأمراض صعبة،
ورجع إلى لكهنؤ، فلما وصل إلى هزاري باغ مات بها، كما في قيصر التواريخ.
قال التستري في تحفة العالم: إنه كان نادرة من نوادر الزمان معدوم النظير، في العلم وكثرة الدرس
والإفادة، مع اشتغاله بالمهمات، وكان من عادته أن لا يأكل الطعام في اليوم والليلة إلا مرة واحدة،
وأن لا ينام إلا في ساعات معدودة من النهار من الفجر إلى الضحى، وكان يشتغل بتدريس الفنون
الرياضية من الضحى إلى الهاجرة، ثم يشتغل بمهمات الدولة ويتردد إليه الولاة والحكام ويتردد إليهم
أحياناً إلى وقت العصر، ثم يدرس الفقه على مذهب الشيعة ويصلي الظهرين ثم يأكل الطعام، ثم
يدرس الفقه على مذهب الأحناف، ثم يصلي العشائين، ثم يخلو ويشتغل بمطالعة الكتب، ولا يزال
مشتغلاً بها إلى الصباح، ثم يصلي الفجر، ثم يأمر باحضار المغنين فيغنون ويرقصون، وهو نائم إلى
الضحوة، ولذلك عرضت له الأمراض المتعددة من الماليخوليا والفالج سنة أربع عشرة ومائتين
وألف، وكان حينئذ بكلكته فشد الرحل إلى لكهنؤ لتبديل الهواء والعلاج، فلم يصل إليها ومات في
أثناء السفر، انتهى.
ومن مصنفاته: شرح على مخروطات ايلوينوس وشرح على مخروطات ديوبنال وشرح على
مخروطات سمسن وله رسالتان في الجبر والمقابلة، وله تعليقات على الكتب الدرسية، تدل على
تبحره في العلوم الحكمية.
مات لثمان عشرة خلون من شوال سنة خمس عشرة ومائتين وألف، كما في نجوم السماء.
الشيخ تقي علي الكاكوروي
الشيخ الفاضل الكبير تقي علي بن تراب علي بن محمد كاظم العلوي الكاكوروي أحد العلماء
المشهورين في كثرة الدرس والإفادة، ولد بكاكوري في شهر رجب سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف
ونشأ بها في مهد العلم والطريقة، وقرأ بعض الكتب الدرسية على عمه الشيخ حماية علي، وبعضها
على صنوه الكبير حيدر علي، ثم لازم الشيخ مستعان بن عبد السبحان الكاكوروي، وقرأ عليه سائر
الكتب الدرسية، ولبس الخرقة من والده، وأسند الحديث عن الشيخ أمين الدين بن حميد الدين
الكاكوروي، أخذ عنه خلق كثير من العلماء، ومن مصنفاته: الروض الأزهر في مآثر القلندر.
مات يوم الأربعاء لسبع عشرة خلون من رجب سنة تسعين ومائتين وألف، كما في الانتصاح.
مولانا تهور علي النكينوي
الشيخ العالم المحدث تهور علي بن مظهر علي الحسيني النكينوي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ
ببلدة نكينه وقرأ أياماً على أساتذة بلدته، ثم دخل لكهنؤ وأخذ عن الشيخ مخدوم الحسيني اللكهنوي،
وأسند الحديث عنه، وهو أخذ عن الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي والشيخ فاخر بن يحيى
الإله آبادي، ثم قصر همته على الدرس والإفادة، أخذ عنه جمع كثير من العلماء، منهم: القاضي بشير
الدين العثماني القنوجي والسيد محمد مخدوم بن ظهير الدين الحسيني اللكهنوي.(7/941)
حرف الثاء
مولانا ثابت علي البهكوي
الشيخ الفاضل ثابت علي بن نهال الدين الصديقي البهكوي أحد العلماء المبرزين في العربية، ولد
بقرية بهكا من أعمال إله آباد واشتغل بالعلم أياماً على أساتذة بلاده، ثم سافر إلى لكهنؤ، وأخذ عن
الشيخ محمد أشرف اللكهنوي ولازمه مدة، ثم تصدر للتدريس، وكان ممن يشار إليه في قوة العارضة
وقوة الإلقاء في ذهن الطالب، أخذ عنه الشيخ رحمن علي الناروي وخلق آخرون.
مات لسبع خلون من ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء.
القاضي ثناء الله الباني بتي
الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة المحدث ثناء الله العثماني الباني بتي أحد العلماء الراسخين في
العلم، كان من ذرية الشيخ جلال الدين العثماني، يرجع نسبه إليه بإثنتي عشرة واسطة، وينتهي إلى
عثمان بن عفان رضي الله عنه، ولد ونشأ ببلدة باني بت وحفظ القرآن، وقرأ العربية أياماً على
أساتذة بلدته، ثم دخل دهلي وتفقه على الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي وأخذ الحديث
عنه، وقرأ فاتحة الفراغ وله ثماني عشرة سنة ثم لازم الشيخ محمد عابد السنامي، وأخذ عنه الطريقة،
وبلغ في صحبته إلى فناء القلب، ثم لازم الشيخ جانجانان العلوي الدهلوي، وبلغ إلى آخر مقامات
الطريقة المجددية، وكان الشيخ المذكور يحبه حباً مفرطاً، ولقبه بعلم الهدى، ويقول: إن مهابته تغشى
قلبي لصلاحه وتقواه وديانته، وإنه مروج للشريعة منور للطريقة متصف بالصفات الملكوتية تعظمه
الملائكة، ويقول: إذا سألني الله عن هدية أقدمها إلى جنابه قدمت ثناء الله، انتهى، ولقبه الشيخ عبد
العزيز بن ولي الله الدهلوي ببيهقي الوقت نظراً إلى تبحره في الفقه والحديث.
قال الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي في المقامات: إنه كان متفرداً في أقرانه في التقوى والديانة،
وكان شديد التعبد، يصلي كل يوم مائة ركعة، ويقرأ من القرآن الكريم حزباً من أحزابه السبعة مع
اشتغاله بالذكر والمراقبة وتدريس الطلبة وتصنيف الكتب وفصل القضايا، وقال الشيخ المذكور في
موضع آخر من ذلك الكتاب: إنه كان مع صفاء الذهن وجوده القريحة وقوة الفكر وسلامة الذهن بلغ
إلى رتبة الاجتهاد في الفقه والأصول، له كتاب مبسوط في الفقه، التزم فيه بيان المسألة مع مأخذها
ودلائلها ومختارات الأئمة الأربعة في تلك المسألة، وله رسالة مفردة في أقوى المذاهب المسمى
بالأخذ بالأقوى، وله تفسير القرآن في سبع مجلدات كبار، انتهى.
وقال الشيخ محسن بن يحيى الترهتي في اليانع الجني: إنه كان فقيهاً أصولياً زاهداً مجتهداً، له
اختيارات في المذهب، ومصنفات عظيمة في الفقه والتفسير والزهد، وكان شيخه يفتخر به، انتهى.
ومن مصنفاته المشهورة رحمه الله: التفسير المظهري في سبع مجلدات، وكتاب مبسوط في مجلدين
في الحديث وما لا بد منه في الفقه الحنفي، والسيف المسلول في الرد على الشيعة، وإرشاد الطالبين
في السلوك وتذكرة الموتى والقبور وتذكرة المعاد وحقيقة الإسلام ورسالة في حكم الغناء، ورسالة في
حرمة المتعة، ورسالة في العشر والخراج، ورسائل أخرى.
مات في غرة رجب سنة خمس وعشرين ومائتين وألف ببلدة باني بت.
الحكيم ثناء الله الهمداني
الشيخ الفاضل ثناء الله بن فيض الله الحسيني الهمداني أحد العلماء المبرزين في الطب، كان من
نسل الشيخ علي بن الشهاب الهمداني، أخذ عن الحكيم جعفر الأكبر آبادي، وأقام ببلدة عليكده مدة من
الزمان عند الأمير فتح علي، ثم قدم فرخ آباد فقربه نواب غالب جنك إليه، فلم يزل عنده حتى مات،
وكان فاضلاً بارعاً في العلوم الحكمية يدرس(7/942)
ويفيد، أخذ عنه غير واحد من العلماء.
توفي سنة إحدى ومائتين وألف بفرخ آباد، ذكره المفتي ولي الله بن أحمد علي الحسيني في تاريخه.
الحكيم ثناء الله الدهلوي
الشيخ الفاضل العلامة ثناء الله الدهلوي الحكيم المشهور بالحذق والمهارة، قرأ على خواجه مير بن
محمد ناصر الدهلوي وعلى غيره من العلماء ثم تطبب على الحكيم شريف بن أكمل الدهلوي ثم
تصدر للإفادة، وكان معدوداً في الشعراء، له ديوان شعر، مات قبل سنة 1250هـ.
الشيخ ثناء الله السنبهلي
الشيخ العالم المحدث ثناء الله السنبهلي أحد فحول العلماء، اشتغل بالعلم من صغره، وسافر إلى
دهلي، فلازم الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي، وأخذ عنه وأخذ الطريقة عن الشيخ موسى، ثم
عن الشيخ جانجان العلوي الدهلوي، وبلغ الغاية.
وكان آية ظاهرة في العلم والعمل، والصبر والاستقامة، لم يزل مشتغلاً بالذكر والمراقبة والتدريس
والتذكير، وكان يقول: إن في تدريس الحديث والقرآن نوراً وصفاءاً للقلب، وتتقوى النسبة الأحمدية،
كما في المقامات.
حرف الجيم
الشيخ جان عالم الكواليري
الشيخ العالم الكبير جان عالم الشيباني الكواليري أحد العلماء المعتزلين عن الناس، أدركه الشيخ
رفيع الدين المراد آبادي عند قفوله عن الحجاز سنة اثنتين ومائتين وألف ببلدة كواليار فأثنى عليه
وقال: إنه من نوادر العصر، كما في أخبار الحرمين له.
مولانا جان علي العظيم آبادي
الشيخ الفاضل جان علي الحنفي العظيم آبادي أحد العلماء المشهورين في بلاده، له يد بيضاء في
المنطق والحكمة، درس وأفاد مدة عمره، وأخذ عنه غير واحد من العلماء.
مات لإثنتي عشرة بقيت من جمادي الأولى سنة سبع وستين ومائتين وألف ببلدة كيا بفتح الكاف
العجمية.
مولانا جان محمد اللاهوري
الشيخ العالم الفقيه جان محمد الحنفي اللاهوري أحد الأفاضل المشهورين، ولد سنة ثلاث وتسعين
ومائة وألف، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم تصدر للتدريس، وكانت له اليد الطولى في الرقية
والتكسير.
ومن مصنفاته: زبدة التفاسير في ثمانين كراسة، وله رسالة في إثبات الخلافة لمعاوية رضي الله
عنه، ورسالة في العقائد، ورسالة في الرد على الشيعة، وشرح على قصيدة البردة وشرح على بدء
الأمالي ورسالة في المعراج، ورسالة في حرمة التتن، ورسالة في عدم فرضية صلاة الجمعة في هذه
البلاد.
مات يوم عاشوراء سنة ثمان وستين ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية.
الشيخ جعفر بن باقر الدلموي
الشيخ العالم الصالح جعفر بن باقر الحنفي الدلموي البريلوي أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ
بدلمؤ بلدة من أعمال رائي بريلي وقرأ أكثر الكتب الدرسية على الشيخ محمد واضح بن محمد صابر
الشريف الحسني البريلوي، ثم سافر إلى بلاد أخرى، وأخذ بعض الفنون الحكمية عن العلامة فضل
إمام الخير آبادي ثم رجع إلى بلدته وعكف على الإفادة والعبادة، وكان زاهداً متقللاً، متين الديانة،
شديد التعبد، استقدمه نواب سعادت علي خان اللكهنوي للقضاء، فلم يجبه، واستقدمه شيخه فضل إمام
إلى خير آباد لما وقع النزاع بينه وبين ابن أخته، فبعث إليه راحلة، فأجاب دعوة الشيخ تأدباً له، ولم
يقبل راحلته، ووصل إلى خير آباد بشق النفس، وأقام في مسجد من أبنية الحائكين، واستحضر
الفريقين في ذلك المسجد وقضى بحق ابن أخت الشيخ، ثم رجع ولم يقبل الضيافة عن أحدهما.(7/943)
توفي، سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب،
مرزا جعفر بن علي الحكيم اللكهنوي
الشيخ الفاضل جعفر بن علي الحكيم اللكهنوي أحد العلماء المبرزين في الطب، ولد ونشأ بمدينة
لكهنؤ، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم أخذ الطب عن أبيه مرزا علي شريف، وتطبب علي مرزا
محمد علي الأصم، ولازمه زماناً، ثم ولي بدار الشفاء، لقيه السيد الوالد بلكهنؤ سنة خمس وثمانين
ومائتين وألف، وذكره في مهر جهانتاب، قال: إنه كان من الأطباء المشهورين في عصره يدرس
ويفيد.
مات في آخر شهر محرم سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف.
مولانا جعفر بن محمد البهلواروي
الشيخ الفاضل جعفر بن محمد مغني البهلواروي أحد العلماء الصالحين، قرأ العلم على الشيخ
مخدوم، وأخذ الطريقة عن الشيخ نعمة الله، ولازمهما مدة طويلة، ثم تصدى للدرس والإفادة.
مات سنة تسع وأربعين ومائتين وألف بقرية بهلواري، كما في تذكرة الكملاء.
الشيخ جعفر بن ولي الله السنديلوي
الشيخ الفاضل جعفر بن ولي الله بن علاء الدين بن روح الله الحسيني السنديلوي أحد العلماء
الصالحين، ولد ونشأ بسنديله، وقرأ العلم على أطهر علي ووارث علي وفقيه الله وإفهام الله، وكلهم
كانوا من أهل بلدته، ثم لازم الشيخ تراب علي اللكهنوي وأخذ عنه، وبرع في العلم.
مات لثلاث عشرة خلون من رمضان سنة إحدى وستين ومائتين وألف بلكهنؤ فنقل جسده إلى
سنديله، كما في تذكرة العلماء.
الشيخ جعفر بن عبد الغفور الكجراتي
الشيخ الصالح جعفر بن عبد الغفور الحنفي الكجراتي أحد العلماء الصالحين، ولي الصدارة
والاحتساب بحيدر آباد مكان أخيه عبد القادر ولقب بحكيم الحكماء محي الدولة، فاستقل بالصدارة مدة
عمره، وكان عالماً حاذقاً في الطب، صالحاً كبير المنزلة، عند الملوك والأمراء.
السيد جعفر علي البلند شهري
الشيخ الفاضل جعفر علي بن أفضال علي بن رحم علي الحسيني الشيعي البلند شهري أحد العلماء
المبرزين في العلوم العربية، ولد سنة سبع وعشرين ومائتين وألف، وقرأ بعض الكتب الدرسية على
مولوي كل شاه البنجابي، ثم قدم لكهنؤ، وقرأ المنطق والحكمة على الشيخ سلامة الله الصديقي
البدايوني والشيخ تراب علي اللكهنوي، ثم تفقه على السيد حسين بن دلدار علي الشيعي النصير
آبادي، وكان مفرط الذكاء، جيد القريحة، صرف عمره في الدرس والإفادة، أخذ عنه أنور علي
وبركة علي ومحمد حسن وتفضل حسين وعلي حسين وخلق آخرون.
مات سنة ثلاثمائة وألف، كما في تكملة نجوم السماء.
مولانا جعفر علي الكسمندوي
الشيخ العالم الكبير جعفر علي بن باقر علي بن فخر الدين العلوي الكسمندوي، كان من ذرية محمد
بن الحنفية، ولد ونشأ بكسمندي بفتح الكاف والميم والدال الهندية قرية من أعمال لكهنؤ، واشتغل
بالعلم أياماً في وطنه، ثم قدم لكهنؤ، وأخذ عن المفتي ظهور الله الأنصاري اللكهنوي، ثم سافر إلى
دهلي، وأخذ عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله المحدث الدهلوي، ثم رجع إلى لكهنؤ وتقرب إلى
الأمراء وصاحبهم مدة طويلة، ثم ذهب إلى كانبور وولي تحصيل العشر والخراج في كهانم بور
واستقل به زماناً.
وكان بارعاً في المنطق والحكمة والإنشاء والشعر، مداعباً، مزاحاً، بشوشاً، طيب النفس، حسن
المحاضرة، له مصنفات، منها: حاشية على شرح السلم لحمد الله، وله نظم الفرائض في المواريث
إلى باب الرد.(7/944)
مات سنة أربع وثمانين ومائتين وألف.
مولانا جعفر علي البستوي
الشيخ العالم الصالح جعفر علي بن قطب علي الحسيني النقوي البستوي أحد العلماء الربانيين ممن
قرأ العلم وتخرج عليه جماعات من الفضلاء، أخذ عن الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي، ولازم
شيخه السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، وصاحبه في الظعن والإقامة، وجاهد معه في
سبيل الله، ثم رجع إلى بلاده وتدير بمجهوا بفتح الميم والجيم وسكون الهاء وتشديد الواو قرية من
أعمال بستي بفتح الموحدة وهي بلدة في بطون أودية نيبال، فسكن بها مدة عمره، وأسس المدارس
لتعليم القرآن والحديث في كرهي ومادهو بور وسمرا وفي غيرها من القرى الكثيرة، وهدى الله به
أناساً كانوا كالأنعام بل هم أضل، فجددوا إيمانهم بالله سبحانه، ووفقهم الله للصيام والقيام، وألزمهم
كلمة التقوى.
ومن مصنفاته: منظورة السعداء في أخبار الغزاة والشهداء مجلد ضخم بالفارسي.
توفي سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف بقرية مجهوا فدفن بها.
السيد جلال بن الجمال الكشميري
الشيخ الصالح جلال بن الجمال الحنفي الكشميري، كان من علماء الآخرة، اعتزل في زاوية بناها
عند مقبرة أسلافه يسكن فيها، ولا يتردد إلى الأمراء، وكان ذا تواضع وأخلاق مرضية، لم يزل
مشتغلاً بمطالعة القرآن والحديث وكتب السلوك والتصوف.
مات سنة سبع عشرة ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية.
مولانا جلال الدين الرامبوري
الشيخ الفاضل جلال الدين بن شرف الدين الصديقي الرامبوري أحد العلماء المشهورين، قرأ العلم
على الشيخ غلام جيلاني، وعلى غيره من العلماء، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه ولده غياث الدين
وخلق آخرون. مات لتسع بقين من ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين ومائتين وألف برامبور، كما في
يادكار انتخاب.
مولانا جلال الدين البنارسي
الشيخ العالم الصالح جلال الدين بن عبد الأعلى بن كريم الله بن ظهور محمد الهاشمي الجعفري
البنارسي أحد العلماء العاملين بالحديث، ولد سنة تسع عشرة أو إحدى وعشرين بعد مائتين وألف،
وقرأ العلم على والده وعلى مولانا أحمد الله الأنامي وعلى الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي، ثم
أسند الحديث عن الشيخ عبد الحق بن فضل الله العثماني النيوتيني، واقتدى به في رفض التقليد
والعمل بالنصوص الظاهرة وكان يدرس أحد رجال الحكومة ببلدة غازيبور ويقنع بالكفاف، ثم ولي
التدريس في المدرسة الكلية ببلدة بنارس فاستقل بتلك الخدمة مدة عمره وتوطن بها، ومن مصنفاته:
رسائل في النحو واللغة والتحريض على العمل بالكتاب والسنة.
مات في جمادي الأولى سنة سبع وسبعين ومائتين وألف وله ثمان وخمسون سنة، كما في تذكرة
النبلاء.
مولانا جلال الدين البرهانبوري
الشيخ الفاضل جلال الدين بن محمد نقي بن غلام محمد الحسيني النقوي البرهانبوري أحد العلماء
المتورعين، ولد ونشأ ببلدة برهانبور وقرأ العلم على أخته الكبيرة وعلى والده، ثم رحل إلى الحرمين
الشريفين، فحج وزار، وأخذ الحديث عن الأئمة، ثم رجع إلى الهند، وتصدر للدرس والإفادة، أخذ
عنه خلق كثير، وله رسائل في الفقه والسلوك.
مات يوم الجمعة لخمس خلون من شوال سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف ببلدة برهانبور فدفن بها،
كما في تاريخ برهانبور.
مولانا جلال الدين الهروي
الشيخ الفاضل جلال الدين الهروي ثم الدهلوي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، كان
أصله(7/945)
من بلدة هرات قدم الهند في صباه وقرأ العلم ببلدة بيشاور ومحمد بور من بلاد بنجاب ثم دخل
دهلي وأخذ المنطق والحكمة عن الشيخ فضل إمام الخير آبادي، وقرأ عليه الأفق المبين للسيد باقر
داماد، ثم سكن بدهلي ودرس وأفاد بها مدة حياته، أخذ عنه السيد نذير حسين المحدث وقرأ عليه سلم
العلوم وشرحه لحمد الله وللقاضي وشرح المطالع. مات وله اثنتان وسبعون سنة ببلدة دهلي، كما في
تذكرة النبلاء.
المفتي جمال الدين السورتي
الشيخ الفاضل المفتي جمال الدين بن عبد الله بن صابر الهاشمي الحنفي السورتي أحد العلماء
المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ بمدينة سورت وتفقه على والده، وولي الإفتاء والقضاء بعده،
فاستقل به مدة، ثم اعتزل عنه، وعمر أوقاته بالإفادة، والعبادة.
مات لثلاث عشرة خلون من جمادي الآخرة سنة ست وأربعين ومائتين وألف، كما في حقيقة
سورت.
الشيخ جمال الدين اللكهنوي
الشيخ الفاضل جمال الدين بن علاء الدين بن أنوار الحق الأنصاري اللكهنوي أحد الفقهاء الحنفية،
ولد ونشأ بلكهنؤ، وقرأ العلم على عمه نور الحق، ثم رحل إلى مدراس وولي التدريس في المدرسة
الوالاجاهية مقام والده ونال منزلة أبيه، وكان شديد الرغبة في المباحثة، شديد التعصب على من
خالفه، طويل اللسان بالتكفير والتضليل، كان يكفر الشيخ إسماعيل ابن عبد الغني الدهلوي على ما
نسب إليه من عبارة في كتابه تقوية الإيمان يستدلون بها على إساءة أدبه في مقام النبوة، أعاذنا الله
منها، والحق أن الشيخ ساحته بريئة من هذا القبيح، وقد أفرط الجمال في ذلك، فكان يكفر من
يستحسن تقوية الإيمان فضلاً عن مصنفه، حتى نال منه السيد محمد علي الواعظ أحد أصحاب سيدنا
أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي أذى كثيراً ببلدة مدراس.
مات لثمان خلون من ربيع الثاني سنة ست وسبعين ومائتين وألف بمدراس فدفن في المقبرة
الوالاجاهية، كما في الأغصان الأربعة.
المنشي جمال الدين الدهلوي
الشيخ الصالح جمال الدين بن وحيد الدين بن محي الدين بن حسام الدين الصديقي الكوتانوي
الدهلوي ترجمان الحديث والقرآن وحسنة من حسنات الزمان، كان من نسل الفقيه المشهور قاسم بن
محمد بن أبي بكر رضي الله عنه، ولد بكوتانه على ثلاثين ميلاً من دهلي سنة سبع عشرة ومائتين
وألف ونشأ بها، ثم سافر إلى دهلي، وقرأ العلم على مولانا مملوك العلي النانوتوي والشيخ يعقوب بن
أفضل الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز وصنوه الكبير إسحاق بن أفضل، واستفاض عن العلامة رفيع
الدين وصنوه الكبير عبد العزيز بن ولي الله والشيخ غلام علي فيوضاً كثيرة، ولازم الشيخ محمد
آفاق النقشبندي وبايعه، وأخذ عنه الطريقة، ثم نكث البيعة، ثم لازم الشيخ يعقوب المذكور مدة من
الزمان، ثم ساقه سائق القدر إلى بهوبال المحروسة وله ثلاثون سنة، فتزوجت به سكندر بيكم ملكة
بهوبال وجعلته مداراً لمهمات الدولة سنة ثلاث وستين ومائتين وألف، فناب عنها وعن ابنتها
شاهجهان بيكم مدة عمره.
وكان حليماً، جواداً، متواضعاً كثير العبادة والخير، والحظ، ذا صدق وإخلاص وتوجه وعرفان، لم
يزل مشتغلاً بتدريس القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتربية الأيتام والضعفاء، وتزويج
الأيامى، وتجهيز البنات، وإشاعة السنة، ونشر القرآن، يتلو ويدرس، ويأخذ المصاحف بألوف من
النقود، ويقسمها على مستحقيها.
ومن آثاره الباقية: أنه أمر بطبع التفسير الرحماني في أربع مجلدات للشيخ علي بن أحمد المهائممي
وحجة الله البالغة وإزالة الخفاء كلاهما للشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي، وكتباً أخرى بنفقته
في مصر القاهرة والهند، وقسمها على مستحقيها، ومن آثاره: إنه صرف مالاً خطيراً على تصنيف
تفسير القرآن في اللغة التركية، وتفسير في اللغة الأفغانية ثم أمر بطبعهما على نفقته ثم نشرهما في
تركستان وأفغانستان والبلاد الرومية.(7/946)
ومن آثاره: المدارس العظيمة والمساجد الرفيعة في بلدة بهوبال، وما ترى في بهوبال من كثرة
المساجد وعمرانها بالصلاة والجماعة وتلاوة القرآن ودروس الحديث والتشرع والتورع، فإنها من
آثاره الباقية.
وكان أجمل الناس صورة وسيرة، كأنه ملك على زي البشر، يأتي المسجد في أوقات الصلاة،
ويصلي بجماعة، وفي كل وقت من أوقات الصلاة يروح ويغدو إلى المساجد وحده، ويرفع نعليه بيده
الكريمة، وما كانت الحجاب والبواب في قصر الإمارة له، يدخل عليه كل من أراد الدخول عليه في
أي وقت شاء، ويعرض عليه ما شاء وبالجملة فإنه كان على قدم الصحابة رضوان الله عليهم
أجمعين.
مات سنة تسع وتسعين ومائتين وألف، كما في روز روشن.
مولانا جمال الدين التكاروي
الشيخ الفاضل جمال الدين الحنفي التكاروي العظيم آبادي أحد العلماء المبرزين في المنطق
والحكمة، ولد ونشأ بقرية تكاري بكسر التاء الهندية قرية من أعمال عظيم آباد، واشتغل بالعلم مدة في
بلاده، ثم سافر إلى بلاد أخرى، وقرأ على العلامة محمد بركة بن عبد الرحمن الإله آبادي، ولازمه
مدة من الزمان، ثم رجع إلى بلاده، وتصدر للتدريس، وكان قانعاً عفيفاً ديناً، يذكر أنه كان يقنع
بستين ربية تحصل له كل سنة ويذكر أنه رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مبشرة يتوضأ، فسأل
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: من يوافقك يا رسول الله في الوضوء من المجتهدين، فقال: أبو حنيفة،
وكان حياً إلى سنة إحدى ومائتين وألف، كما في بحر زخار.
القاضي جمال الدين الكشميري
الشيخ العالم الفقيه جمال الدين الحنفي الكشميري أحد الفقهاء المشهورين في بلاده، قرأ الكتب
الدرسية على المفتي قوام الدين الكشميري، وتفقه عليه، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ فضل الله النوري،
وتولى التدريس بكشمير، أخذ عنه أحمد بن نعيم الكشميري وخلق آخرون، وكان شاعراً مجيد الشعر
يتلقب بجميل.
مات لأربع بقين من شعبان سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف، كما في تاريخ كشمير.
مولانا جميل أحمد البلكرامي
الشيخ الفاضل جميل أحمد بن أسلم بن غلام حسن الصديقي البلكرامي أحد الأدباء المشهورين في
عصره، ولد سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف وقرأ العلم على الشيخ أوحد الدين البلكرامي والمفتي
سعد الله المراد آبادي والعلامة فضل حق الخير آبادي، ثم أقبل على المعارف الأدبية، وولي التدريس
في مدرسة إنكليزية ببلدة جهبره من البلاد الشرقية، واستقل به عشرين سنة.
ومن مصنفاته: الدر النضيد في شرح قصيدة الفرزدق في مدح سيدنا علي بن الحسين رضي الله
عنهما.
مات بجهبره لتسع عشرة خلون من رجب سنة أربع وتسعين ومائتين وألف، كما في تذكرة النبلاء.
الشيخ جواد بن علي الكشميري
الشيخ الفاضل جواد بن علي الشيعي الكشميري أحد الرجال المعروفين بالفضل، قرأ العلم على
الشيخ إسماعيل الأصفهاني والسيد حسين بن دلدار علي النصير آبادي، له تعليقات على شرح اللمعة
وعلى شرائع الإسلام.
مات سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء.
مرزا جواد علي اللكهنوي
الشيخ الفاضل جواد علي الشيعي اللكهنوي أحد كبار العلماء، ولد سنة أربع وسبعين ومائة وألف،
وتفقه على السيد دلدار علي بن محمد معين النقوي النصير آبادي، وقرأ الكتب الدرسية على غيره
من العلماء، وكانت له مشاركة جيدة في المعقول والمنقول وله حواش وتعليقات على الكتب الدرسية.
توفي في شوال سنة ثمان وخمسين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء.(7/947)
جواد ساباط الساباطي
الشيخ الفاضل جواد ساباط لطفي بن إبراهيم ساباط الساباطي أحد الرجال المشهورين، قدم الهند من
العرب، ودار البلاد، وأقام بدهاكه وبنارس وكلكته مدة طويلة، وتمذهب بمذهب جديد في كل بلدة ورد
فيها، فكان سنياً ببلدة بنارس وصار شيعياً بدهاكه، ولما ورد كلكته ارتد عن الإسلام فسموه بناثا نائيل
ساباط ثم أسلم، وكان مداعباً مزاحاً مضحكاً أعجوبة من عجائب الدهر، لقيه أحمد الشرواني بكلكته
سنة 1222 هـ، ذكره عبد القادر في كتابه روز نامه.
وله مصنفات كثيرة، منها: القواعد الفركزية في الصرف والنحو بالفارسية وضروريات الصرف
وربط الحمار في رد الاستعذار رد فيه علي باقر آكاه المدراسي في إثبات الاجتهاد للأمير معاوية
رضي الله عنه وله مقدمة العلوم في المنطق والموجز النافع في العروض والمختصر في القوافي
والأنموذج الساباطي في العروض والقوافي والتحفة الباقرية في الصنائع والبدائع وشراب الصوفية
في أصول التصوف والسهام الساباطية في المجربات والوظائف الساباطية في الأدعية التي أنشأها
وموجز الرمل وضرغاطة الرمل وهماكة ساباطية والمراسلات الساباطية ومن لا يحضره النديم
وديوان الشعر، وله غير ذلك من الكتب والرسائل، ومن شعره قوله، يمدح به مولانا محمد قاسم
قاضي القضاة بمدراس:
إلى الذرب الطود الهمام الذي له بكل قضايا ذي مخاصمة أمر
إلى عالم الأعلام كهف أولي النهي وقاضي قضاة الهند واختتم الوفر
إلى عالم مهما أقام قضية إلى الله لا زيد يقيم ولا عمرو
له في فنون العلم كل عجيبة تظن إذا ما شوهدت في الملا سحر
معان لصرف النحو منطق فقهه وهيئة حسب النجم من رمله صفر
يفسر حكم الفيلسوف بنانه فيظهر من شكل المجسطية السر
فللعقل منه ما يرى فيه نفعه وللنقل آيات يحيط بها الخبر
وللضيف حق لا يمل قراؤه وللخصم أسياف مهندة بتر
وللعلم روض ذو خيال أنيقة وللحلم سدر لن يفارقه الصبر
وللعدل رأي لم يعجه سفاهة وللبذل كف لن يشابهه القطر
مولانا جنيد بن سخاوة علي الجونبوري
الشيخ الفاضل جنيد بن سخاوة علي العمري الجونبوري أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بجونبور،
وسافر مع أبيه إلى الحجاز في صغر سنه، فاشتغل عليه بالعلم، زماناً، ورجع إلى الهند بعد وفاته،
وقرأ بعض الكتب على الشيخ عبد الحليم بن أمين الله اللكهنوي ببلدة جونبور ثم عن المفتي يوسف
بن محمد أصغر اللكهنوي، وتطبب على الحكيم أولاد علي الجونبوري، ثم تصدر للتدريس والتذكير،
انتفع به خلق كثير.
توفي سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف، كما في تجلى نور.
حرف الحاء
الشيخ حامد بن عصمة اللاهربوري
الشيخ الفاضل حامد بن عصمة الله بن غلام أحمد الحسيني اللاهربوري أحد العلماء المبرزين في
المنطق والحكمة، ولد سنة خمس وستين ومائة وألف بقرية هركام وقرأ العلم على ولده وعلى الشيخ
غلام نبي الهركامي وعلى الشيخ غلام إمام بن أحمد الله الخير آبادي وعلى مولانا ولي الله اللكهنوي،
ثم تصدر للتدريس بلاهربور وسكن بها، أخذ عنه خلق كثير من أهل بلاده، له يقظة النائمين في
التصوف، ورسالة وجيزة في علم التوصيف، وقصائد بالعربية والفارسية.(7/948)
مات لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف بلاهربور فدفن بها.
الشيخ حامد بن محمد أحمد اللكهنوي
الشيخ الصالح حامد بن محمد أحمد بن أنوار الحق الأنصاري اللكهنوي، كان من أهل بيت العلم
والمشيخة، تولى الشياخة بعد والده، واستقام على الطريقة الظاهرة والصلاح.
مات سنة أربع وسبعين ومائتين وألف بلكهنؤ، كما في تذكرة العلماء.
مولانا حبيب الله اللكهنوي
الشيخ الفاضل حبيب الله بن محب الله بن أحمد عبد الحق الأنصاري اللكهنوي، أحد الفقهاء الحنفية،
ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ، وقرأ العلم على صنوه الكبير مبين بن محب الله وعلى الشيخ أزهار الحق
وأحمد حسين بن محمد رضا والعلامة محمد حسن بن غلام مصطفى، ولازمهم مدة، حتى برع في
الفقه والأصول، واشتغل بالاسترزاق، فلم يرغب قط إلى الدرس والإفادة.
مات لست عشرة ومائتين وألف، كما في الأغصان الأربعة لولده ولي الله.
مولانا حبيب الله الألبوري
الشيخ الفاضل حبيب الله بن محمد درويش بن عبد القادر القرشي الشافعي الألبوري أحد الفقهاء
الشافعية، تفقه على والده، وولي الصدارة في أدهوني من أرض الدكن، فاستقل بها من الزمان،
وتقرب إلى دارا جاه بن بسالت جنك، وكان صالحاً ذكياً حسن الخط، له آئينة توجيه في شرح التنبيه
في الفقه الشافعي، والشهاب المحرقة في الرد المهدوية ورحمة الأمة في اختلاف الأئمة، كلها
بالفارسي.
مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين وألف، فأرخ لوفاته بعض العلماء من قوله: فاضل بي ريا حبيب
الله وقبره بقرية البور من أعمال رائجور.
مولانا حبيب الله الشاهجهانبوري
الشيخ الفاضل حبيب الله الحنفي الشاهجهانبوري أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، قرأ على
الشيخ العلامة عبد العلي بن نظام الدين الأنصاري اللكهنوي ببلدة شاهجهانبور.
مولانا حبيب النبي الرامبوري
الشيخ الفاضل حبيب النبي بن ضياء النبي العمري السرهندي الرامبوري، كان من ذرية الشيخ
أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية، ولد ونشأ بمدينة رامبور وقرأ العلم على الشيخ
جمال الدين والمفتي شرف الدين والسيد غلام جيلاني وعلى غيرهم من الأساتذة، ثم أسند الحديث
عن الشيخ نور الإسلام بن سلام الله الرامبوري، وتصدر للتدريس، انتفع بعلومه كثير من الناس.
مات لأربع خلون من رجب سنة إحدى وستين ومائتين وألف، كما في يادكار انتخاب.
الشيخ حسن بن إبراهيم اللكهنوي
الشيخ الصالح حسن بن إبراهيم بن غياث الدين بن محمد شريف بن إبراهيم الحسيني المودودي
اللكهنوي: أحد المشايخ الجشتية، كان من ذرية الشيخ مودود الجشتي، ولد ونشأ بفيض آباد، وأخذ عن
عمه الشيخ علي أكبر المودودي الفيض آبادي، ولازمه مدة طويلة، وقدم لكهنؤ فسكن بها، ولبس
الخرقة من الشيخ علي أكبر المذكور لتسع خلون من محرم سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف، وأجازه
شيخه بالباس الخرقة عن عمه وشيخه السيد محمد مير عن أبيه الشيخ سراج الحق أمر الله المودودي
عن شيخه الشيخ خوب الله الكروي عن أبيه السيد أحمد أسد الله الكروي عن شيخه بهاء الدين الشاه
آبادي عن شيخه الشيخ نجم الحق محمد السهنوي المشهور بجائين لده، وهو من المشايخ المشهورين
في الطريقة الجشتية، وأجازه شيخه علي أكبر في الطريقة القادرية عن الشيخ أبي الحسن علي بن
عمر بن علي بن محمد العسقلاني عن أبيه عن جده عن الشيخ معروف بن الحسين بن العباس
المروزي بسنده إلى الشيخ محمد بن علي ابن عربي(7/949)
صاحب الفتوحات وأجازه بحق إجازته في المنام
عن الشيخ محب الله الإله آبادي والشيخ محي الدين محمد بن علي ابن عربي صاحب الفتوحات
وجعله صاحب سره، فتولى الشياخة بعده.
وكان شيخاً جليلاً وقوراً، عظيم المنزلة عند الأمراء، يدرس الفصوص والفتوحات، له مصنفات
عديدة، منها: لطائف أكبري على منوال لطائف أشرفي، جمع فيه ملفوظات شيخه.
مات سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ، كما في الانتصاح.
السيد حسن بن أحمد علي البريلوي
الشاب الصالح المجاهد حسن بن أحمد علي بن عبد السبحان بن عثمان الشريف الحسني النصير
آبادي البريلوي المشهور بحسن مثنى والملقب بسيد موسى كان من رجال العلم والفتوة، ولد ونشأ
بعفة وصلاح، وأخذ عن خال والده السيد الشريف أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، ولازمه وسافر
معه إلى بلاد ثغور الهند، فجاهد في سبيل الله معه وجرح في معركة مايار قريب مردان وحمل
جريحاً، وهو صابر محتسب يحمد الله على هذه السعادة.
مات على إثر ذلك وهو يومئذ شاب لم يبلغ العشرين، وكان ذلك في شهر رجب سنة ست وأربعين
ومائتين وألف.
السيد حسن بن دلدار علي النصير آبادي
الشيخ الفاضل حسن بن دلدار علي بن محمد معين الحسني النقوي الشيعي النصير آبادي ثم
اللكهنوي أحد العلماء المذكرين، ولد ببلدة لكهنؤ لتسع بقين من ذي القعدة سنة خمس ومائتين وألف،
واشتغل بالعلم على والده زماناً، ثم قرأ على صنوه الكبير محمد بن دلدار علي، وبرع في كثير من
العلوم والفنون، وكان حليماً متواضعاً محسناً إلى الناس.
له تعليقات على تحرير الأقليدس ورسالة في تحقيق التعليق بمشيئة الله سبحانه ورسالة في أحكام
الموتى، ورسالة في القراءة، ورسالة في تذكرة الشيوخ والشبان في المواعظ، وكتاب مبسوط في
أصول الدين بالهندي.
مات لإحدى عشرة خلون من شوال سنة ستين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ، وله أربع وخمسون سنة،
كما في تذكرة العلماء، وفي نجوم السماء: أنه مات سنة سبعين ومائتين وألف وله أربع وستون سنة.
مرزا حسن بخش العظيم آبادي
الشيخ الفاضل حسن بخش الشيعي العظيم آبادي أحد كبار العلماء، قرأ العلم على السيد حسين بن
دلدار علي النصير آبادي، وتفقه عليه، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار ورحل إلى
كربلاء ولازم الشيخ كاظم الرشتي واختار طريقته غير المرضية عند عامة الشيعة، ورجع إلى الهند
سنة اثنتين وخمسين مائتين وألف، فدخل لكهنؤ، وأقام بها مدة طويلة، وأشاع طريقة شيخه الرشتي،
وصنف الرسائل في تاييد مذهبه نحو كشف الظلام وترجمة حياة النفس وقصر مواعظه على مذهب
الرشتي، فأنكر أستاذه حسين بن دلدار علي وبذل جهده في إصلاحه، وصنف الإفادات الحسينية في
الرد على الرشتي، وقال في مفتح كتابه: ومن غريب ما اتفق أن بعض أفاضل الطلبة ممن قرأ علي
دهراً طويلاً ووثقت به وواسيته لأنه سلك مسلكاً رضياً وما هو أحسن سبيلاً، سافر إلى حج بيت الله
الحرام ثم إلى مشاهد أئمة العراق - عليهم ألف تحية وسلام - فوصل إلى خدمة العلماء الحائر
المنيف ونظر إلى معركة عظمى بين الوضيع والشريف وأدرك بها الفاضل الرشتي فألفاه بزعمه
عالي الكعب في العلوم، فأحسن الظن به وبقي في صحبته واستفاد من خدمته ما أفساد عليه من
عقيدته، ثم رجع إلينا وقد رشح في قلبه الباطل، فأخذ في تأليف بعض الرسائل، منها: رسالة في
وجوب صلاة الجمعة تكلم فيها على طريقة المتفقهين، ومنها رسالة: تكلم فيها في أصول الدين قد
أكثر الطعن فيها على المتكلمين سماها بكشف الظلام وإن هو إلا إمحاق حق وإظلام ظلام وكشف ما
كتموه من الأوهام، ثم استجازني فطويت عنه كشحاً وأعرضت وجهي عنه صفحاً وعرض لي
التأسف وأخذني التلهف على ما أحدث في الإسلام والتبس(7/950)
على الأنام سيما هذا الذي كان من خلاني
الكرام وكنت أحسبه من أولي الأفهام فنبهته فلم ينتبه، وظن أن العلماء الكرام في كل بلد ومقام لا
يدركون دقائق ما حققه هؤلاء الذين زعمهم من أصحاب الأسرار لكلام الإمام عليه السلام، وأخذ في
تجهيل الأعلام وبسط بساط الوعظ وترغيب الأنام إلى المشايخ الذين حسبهم من الكرام وإذا كانوا في
زي التشيع ومكارم الأخلاق فمالت إليهم طبائع المؤمنين في الآفاق، انتهى بلفظه.
وللمرزا حسن بخش رسالة في وجوب صلاة الجمعة ورسالة في الصيام وله رسائل أخرى، وهو
سافر إلى العراق مرة أخرى، فلما وصل إلى إله آباد.
مات بها في رمضان سنة ستين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للفيض آبادي.
الحكيم حسن بخش الدهلوي
الشيخ الفاضل حسن بخش الحكيم الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الطب والفنون الرياضية، كان
يدرس ويفيد بمدينة دهلي، انتفع به جمع كثير، وكان غاية في الذكاء والفطنة وسرعة الخاطر وقوة
الحفظ، وكان يحفظ عبارات من الكتب ويقرؤها عن ظهر قلبه، كما يقرأ القرآن الكريم، قربه إليه
نواب فيض محمد خان الجهجهري، ولما مات الجهجهري قربه إليه مرزا فخر الدين بن بهادر شاه
الدهلوي فلازمه مدة حياته، كما في آثار الصناديد.
الشيخ حسن علي بن حاجي شاه اللكهنوي
الشيخ الفاضل العلامة حسن علي بن حاجي شاه اللكهنوي المشهور باللندني لطول لبثه بمدينة لندن،
ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، وقرأ العلم على أساتذة بلدته، ثم سافر إلى انكلترا، ولبث بها اثنتي عشرة سنة،
يسترزق بها بتعليم أهلها، وتزوج بها بمغربية من أهل لندن، ورجع إلى الهند، مع صاحبته فدخل
لكهنؤ في عهد غازي الدين حيدر اللكهنوي، وشفع له السفير الانكليزي لمكانة زوجته، فوظفه غازي
الدين المذكور بثلاثمائة من النقود في كل شهر، ثم لما علمت قرينته المغربية أن له زوجاً أخرى في
لكهنؤ تزوج بها قبل رحلته إلى لندن انحازت عنه، وسافرت إلى إنكلترا، فوظف له مائة ربية، ثم
استخدمه فضل علي خان الدهلوي الوزير في عهد محمد علي شاه، وجعله واسطة بينه وبين السفير
الإنكليزي، وولاه السفارة أمجد علي شاه، فاستقل بها إلى آخر الدولة، ولما عزل واجد علي شاه
ورحل إلى كلكته سافر معه إلى كانبور ثم رجع إلى لكهنؤ لكبر سنه ومات بها، كما في قيصر
التواريخ.
وسماه الشيخ أحمد بن محمد الشرواني في بحر النفائس بالسيد حسين اللندني وبعضهم بمحمد حسين،
والصواب ما نقلناه عن قيصر التواريخ، قال الشيخ أحمد المذكور: إنه كان من أفاضل الديار الهندية
وأبناء العصر وكان قد سافر إلى لندن جزيرة الانكليس من النصارى وهي المعروفة عندنا بالإنجريز
وغيرها من بلاد الإفرنج - خذلهم الله - وشاهد من عجائبهم أشياء كثيرة وتعلم الله الإنكليزية فمهر
فيها، اطلعت على رسالة له بالعربية لا تخلو من غريبة وفائدة إلى بعض أحبائه بعد إيابه من لندن،
انتهى.
ثم نقل الشرواني بعض عباراته من تلك الرسالة وإني اطلعت على تلك الرسالة كلها، وهي عزيزة
الوجود واطلعت على رسائله التي بعثها إلى الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي وأجوبة
الشيخ عبد العزيز المذكور إليه في مجموع لطيف، كلها تدل على براعته في الإنشاء والترسل.
ومن فوائده
فليعلم أن أرض الإفرنج أرض واسعة جداً تنقطع إلى المحيط الغربي وتتصل بأقاصي الشمال وفي
شرقها بلاد اليونان والروم وفي جنوبها الخليج الأعظم المسمى بخليج المغرب، والخليج شعبة عظيمة
من البحر داخلة في الأرض، وهذا الخليج هو الفاصل بين ممالك الروم والإفرنج وبين أرض مصر
وبلاد البربر المشهورة بأرض المغرب التي يملكها المسلمون إلى زماننا هذا، وسلطانهم من السادات
العلوية، ثم إن أرض الإفرنج تسكنها أمم عظيمة قديمة تختلف لغات الأكثر منهم أشد الاختلاف، وهم
زهاء أربع عشرة طائفة، لكل منها سلطان كالإنكليس والفرانسيس والألمان والولنديز والأسبانيون
والبرتكيس والدينمارك والروس والسويد والبروس والإيتاليان، وملتهم قاطبة(7/951)
النصرانية، إلا أن فرقاً
منهم قد غلب عليهم الميل إلى طريقة الحكماء الطبيعيين من قرب المدة المذكورة أي من قرب
ثلاثمائة سنة.
والروس أوسعهم مملكة لا يقاس بها كل الهند، والإنكليس أقربهم إلى طريقة الحكمة علماً وعملاً
وأشدهم غلبة وشوكة في البحر لاختصاصهم بكثرة المراكب وإتقان صنعتها والمهارة في تسييرها
والمحاربة عليها، يشتمل أعظمها على مائة وعشرين مدفعاً فما دون ذلك إلى عشرين، وإنما اعتنوا
بذلك كثيراً من دون سائر الأقوام لأن أرضهم جزيرة يحيط بها البحر من الأطراف لا اتصال لها بهذه
الأرض بخلاف سائر الإفرنجة فإنها متصلة بها، لكن هذه الجزيرة قريبة من ساحل ملك الفرانسيس
جداً وعرض الماء الذي بينهما اثنا عشر فرسخاً، وقد شاعت العلوم اللسانية ومعرفة اللغات القديمة
في عامة بلاد الإفرنج كالعربية واليونانية والرومية التي تسمى ليتن وأكثر كتبهم بها، واشتد ولوعهم
بتعلم اللغات المختلفة التي لهم، خصوصاً لسان الفرانسيس حتى لا يفوتهم شيء مما قد تعثر عليه قوم
دون قوم، وكلما صنف في بلدة كتاب ترجمه الآخرون واتسع باب التصنيف والتأليف أصلاً ونقلاً من
لغة إلى أخرى، ويوجد جم غفير من المصنفين في كل عصر بل صار هذا باباً عظيماً لكسب المال،
فإن من صنف كتاباً يخرجه إلى من يطبع الكتب فيعمل له في شهور ألوفاً منه حسب ما اشتهاه لا
يختلف خطاً وشكلاً وصحة وسقماً، بل كلها على نمط واحد في غاية الصحة والجودة، وتباع لأجل
سهولة العمل بقيمة يسيرة يمكن الكل شراؤها فيعود الربح على المصنف، وطبع الكتب صناعة
شريفة عظيمة النفع من جهات شتى، ظهر في تلك البلاد من قرب المدة المذكورة، ولا يخلون من
رغبة إلى لغة العرب والفرس والترك، بل قد عملوا فيها مجلدات ضخاماً وضبطوها على قدر
وسعهم، وقد تصدى رجل من الإنكليس في قرب زماننا يسمى سبيل لترجمة الكتاب الكريم فأتى
بالعجب العجاب لعذوبة البيان والتزام التطابق وترك العصبية وسلوك طريق الانصاف وحل
المشكلات من مظانها من التفاسير المشهورة كالبيضاوي والكشاف، وكذلك قد وقعت الحكمة الطبيعية
والرياضية من قلوبهم كل موقع وحلت بالمحل الأعلى، وتوغلوا فيها على أسلوب جديد واكتفوا من
المنطق بقليل، وهجروا الإلهي إلا ايداعه كتباً من ذلك القبيل، ظناً منهم أن أن الاستدلال مركوز في
جبلة الإنسان ونسبة المنطق نسبة النحو والعروض قلما يخطئ فيها من أعطى السليقة، ومن يبعد
عنها فلا ينفعه تفصيل القوانين أيضاً، والباري جل شأنه لا يبلغ كنه ذاته ولا حقيقة صفاته العقول
القاصرة فلا يغني فن الإلهي الذي ليس إلا محض الظن من الحق شيئاً، انتهى ملخصاً.
وكانت وفاته ببلدة لكهنؤ في شوال سنة خمس وسبعين ومائتين وألف، كما في قيصر التواريخ.
مرزا حسن علي الشافعي اللكهنوي
الشيخ العالم المحدث حسن علي بن عبد العلي الشافعي اللكهنوي أحد العلماء المبرزين في الفقه
والحديث، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على حيدر علي بن حمد الله السنديلوي، ثم سافر إلى
دهلي، وأخذ عن الشيخ رفيع الدين والشيخ عبد القادر، وحصلت له الإجازة عن صنوهما الشيخ عبد
العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي، فاعتنى بالحديث أشد اعتناء، وكان في بداية حاله حنفياً ثم صار
شافعياً، وكان يدعى أنه من ذؤابة بني هاشم ولذلك يرسم اسمه هكذا ميرك جمال الدين حسن علي
الهاشمي والمشهور على أفواه الرجال أنه كان من المغول، وكان اسم والده مرزا بنده علي بيك فبدله
بعبد العلي، أخبرني بها شيخنا محمد نعيم بن عبد الحكيم اللكهنوي.
قال محسن بن يحيى الترهتي في اليانع الجني: إنه كان متبحراً في الحديث ومتقناً لعلومه، قد اشتهر
بين الناس أنه كان يتعبد على مذهب الشافعي - رضي الله عنه - وقيل غير ذلك، انتهى.
ومن مصنفاته: تحفة المشتاق في النكاح والصداق وبرهان الخلاف، ورسالة في تحريم النجوم
والرمل والجفر، وله رسائل كثيرة وفتاوي فقهية.
مات يوم السبت لأربع ليال بقين من صفر سنة(7/952)
خمس وخمسين ومائتين وألف، كما في قسطاس
البلاغة.
مولانا حسن علي الحيدر آبادي
الشيخ الفاضل حسن علي بن قادر يار الحنفي الحيدر آبادي أحد العلماء المشهورين ببلدته، ولد ونشأ
بحيدر آباد، وقرأ العلم على والده، وعلى غيره من العلماء، وكان قوي الحفظ، سريع الإدراك، زاهداً
قانعاً، لم يقبل الخدمة السلطانية ولازم الشيخ سعد الله النقشبندي نزيل حيدر آباد ودفينها، فأخذ عنه
الطريقة.
مات سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب.
مرزا حسن علي الشيعي اللكهنوي
الشيخ الفاضل حسن علي بن مرزا علي الشيعي اللكهنوي الحكيم مسيح الدولة بهادر، ولد ونشأ
بمدينة لكهنؤ، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم تطبب على والده، وتقرب إلى الملوك والأمراء،
فحصلت له الوجاهة العظيمة عند السلطان ومن دونه من الأمراء، وكان بارعاً في العلوم الحكمية،
حريصاً على جمع الكتب، ادخر من المكتوبة والمطبوعة ما لم يتيسر لأحد من العلماء، ولكنها أتلفت
بعد ما توفي ولده الحكيم مظفر حسين، وزينت بها خزائن الكتب في عظيم آباد ورامبور وحيدر آباد
وأغار على معظمها المغربيون وقع ذلك بمسمعي ومنظري حين كنت ببلدة لكهنؤ لتحصيل العلوم
العربية.
مات سنة خمس وسبعين ومائتين وألف، فأرخ لوفاته أسير اللكهنوي من قوله، ع:
رفت ز جهان جناب مسيحا بر آسمان
مولانا حسن علي الماهلي الجونبوري
الشيخ الفاضل حسن علي بن نوازش علي الأنصاري الحنفي الماهلي الجونبوري أحد العلماء
المشهورين، ولد بماهل بضم الهاء قرية من أعمال جونبور سنة ست وتسعين ومائة وألف، وسافر
إلى بنارس فقرأ على الشيخ محمد عمر البنارسي، وعلى غيره من العلماء، وأقبل على الفنون
الرياضية فبرع فيها وفاق أقرانه، وسار إلى كلكته، فدرس وأفاد بها مدة يسيرة، ثم سار إلى مدراس
سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وألف، فولي التدريس في مدرسة إنكليزية بها، فدرس زماناً، ثم ولي
الإفتاء واشتغل به مدة حياته.
ومن مصنفاته: تبصرة الحكمة في الفنون الطبيعية والإلهية ومنتخب التحرير في الهندسة، جمع فيه
مبادي الهندسة لطالب الرياضي، وجعله كالمتوسطات لكتاب أقليدس، وله رسائل في الجفر والتكسير
والرمل وغيرها، توفي لليلة بقيت من رجب سنة ثمان وخمسين ومائتين وألف، كما في حديقة
المرام.
الشيخ حسن علي البدايوني
الشيخ الفاضل حسن علي بن عبد اللطيف بن عبد الجليل بن عبد الصمد ابن عبد الرزاق بن
القاضي عبد الوهاب الصديقي البدايوني أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بمدينة بدايون وسافر للعلم،
وقرأ الكتب الدرسية على أساتذة عصره، ثم لازم دروس العلامة محمد بركة بن عبد الرحمن الإله
آبادي، وقرأ عنده فاتحة الفراغ، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ يسين بن باقر الإله آبادي، وتقرب إلى
نواب عماد الملك، فرحل إلى دهلي، وأدرك بها الشيخ فخر الدين ابن نظام الدين الدهلوي، فصحبه
وأخذ عنه، ثم سافر إلى بنديلكهند ومكث بها زماناً، وكان يدرس ويفيد، ثم سار إلى سيوني من بلاد
مالوه وسكن بها، وحصل له القبول العظيم في تلك البلاد.
مات في بداية هذا القرن بسيوني فدفن بها، كما في تذكرة الواصلين.
آغا حسن علي الإسماعيلي القمي
الأمير الكبير حسن علي بن خليل الله بن أبي الحسن الإسماعيلي القرمطي القمي أحد الرجال
المشهورين، قتل والده في صغر سنه، فتربى في مهد السلطة، وزوجه فتح على شاه قاجار الطهراني
بابنته، فعاش في أبهة ومجد زماناً، ثم خرج علي محمد شاه بن فتح علي شاه المذكور وبغى عليه سنة
سبع وخمسين ومائتين وألف، فقاتله وقتل كثير من أصحابه،(7/953)
فسار نحو الهند، وسكن بمدينة بمبئ،
ونصر الإنكليز في قتالهم مع الأفغان وأهل السند غير مرة، وادعى الإمامة فتبعه خلق كثير من
الملاحدة وكان من الحشاشين، لقبه الإنكليز بسمو الأمير، وكان لقبه في الدولة القاجارية آغا خان،
مات ببلدة بمبئ وله أربع وثمانون سنة.
الشيخ حسن علي العظيم آبادي
الشيخ الصالح حسن علي الهاشمي المنعمي العظيم آبادي أحد المشايخ المشهورين، كان من ذرية
الشيخ شعيب بن الجلال الهاشمي المنيري، أخذ الطريقة عن الشيخ منعم بن أمان النقشبندي البهاري،
ولازمه ملازمة طويلة، ثم تولى الشياخة، وكان صاحب ترك وتجريد، أخذ عنه مولانا عماد الدين
المظفر بوري، والشيخ يحيى علي النو آبادي وخلق كثير، وله مكتوبات وملفوظات.
توفي لليلتين بقيتا من ربيع الأول سنة أربع وعشرين ومائتين وألف بعظيم آباد فدفن بها، كما في
أنوار الولاية.
الشيخ حسيب أحمد الرامبوري
الشيخ الصالح حسيب أحمد بن رؤف أحمد العمري الرامبوري، كان من ذرية الشيخ أحمد بن عبد
الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية رحمه الله، ولد برامبور، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم
لازم أباه، وأخذ عنه الطريقة وسافر معه إلى بهوبال وسكن بها، وكان يدرس ويفيد.
مات لخمس خلون من جمادي الآخرة سنة اثنتين وستين ومائتين وألف.
السيد حسين بن دلدار علي النصير آبادي
الشيخ الفاضل الكبير حسين بن دلدار علي بن محمد معين الحسيني النقوي النصير آبادي ثم
اللكهنوي أحد المجتهدين المشهورين في الشيعة، ولد لأربع عشرة خلون من ربيع الأول سنة إحدى
عشرة ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ، واشتغل بالعلم على والده، وقرأ عليه بعض الكتب الدرسية، وقرأ
بعضها على صنوه محمد بن دلدار علي، وقرأ فاتحة الفراغ وله سبع عشرة سنة ثم تصدر للتدريس،
أخذ عنه المفتي عباس التستري وغني نقي الزيد بوري والسيد حسين المرعشي ومرزا حسن العظيم
آبادي وعلي أظهر وهادي بن مهدي ابن أخيه وأبناؤه وخلق كثير.
وله رسالة في تجزي الاجتهاد ورسالة في تقليد الموتى ورسالة في الشك في الركعتين الأوليين من
الصلاة، وتلك الرسائل صنفها في حداثة سنه في حياة أبيه، ومن مصنفاته كتابه مناهج التدقيق
ومعارج التحقيق صنفه بعد وفاة والده، وهو كتاب مبسوط مشتمل على تحقيقات دقيقة وتدقيقات أنيقة
ولكنه لم يتم، ومنها: كتابه الذخر الرائق في الفقه إلى باب الطهارة ولم يتم، وله رسالة في مسألة
أصالة الطهارة، وحاشية على شرح الكبير للطباطبائي على كتب الصوم والصدقة والهبة، وله روضة
الأحكام بالفارسي، طبع منها أبواب الطهارة والصلاة والصوم والميراث ولم يتم باقيه، وله رسالة
مبسوطة في باب الميراث، وله رسالة حسينية في تصحيح العقائد رداً على الشيخ أحمد الأحسائي
وصاحبه السيد كاظم الرشتي، وله الحديقة السلطانية والرسائل الإيمانية بالفارسية المقصد الأول منها
في التوحيد والعدل والنبوة والامامة والمعاد، والمقصد الثاني في العبادات، وله غير ذلك من الرسائل
والفتاوي، كما في تذكرة العلماء للفيض آبادي.
وكانت وفاته في سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف.
السيد حسين بن رمضان علي النونهروي
الشيخ الفاضل حسين بن رمضان علي الحسيني الشيعي النونهروي أحد فقهاء الشيعة، ولد ونشأ
بنونهره قرية جامعة من أعمال غازيبور وسافر للعلم فقدم لكهنؤ، وقرأ الكتب الدرسية على أساتذة
فرنكي محل، وتفقه على السيد حسين بن دلدار علي المجتهد اللكهنوي.
مات سنة إحدى وسبعين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء.
الشيخ حسين بن عبد الرحيم الرفاعي
الشيخ الصالح حسين بن عبد الرحيم بن علي بن(7/954)
يوسف بن عبد الرحيم الرفاعي السورتي الكجراتي
أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بمدينة سورت وتولى الشياخة بعد أبيه.
مات في سلخ رمضان سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف بمدينة سورت كما في الحديقة.
الشيخ حسين بن عبد القادر اللاهوري
الشيخ العالم الصالح حسين بن عبد القادر بن الحميد الحسني اللاهوري أحد المشايخ المشهورين في
عصره، كان مستجاب الدعوة.
مات لإحدى عشرة من ربيع الثاني سنة خمس ومائتين وألف بمدينة لاهور وله تسع وستون سنة،
كما في خزينة الأصفياء.
الشيخ حسين بن عرب شاه الدهلوي.
الشيخ الفاضل حسين بن عرب شاه بن ميرك شاه الخوشي القندهاري الدهلوي، كان من رجال العلم،
ولد بدهلي ونشأ بها، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم سافر إلى لكهنؤ مع جده لأمه، ثم إلى مدراس
مع كاركث الإنكليزي، ومات بها، له ديوان شعر وتحفة العجم وخزينة الأمثال وصنم كده جين
وهشت كلزار وجذبة عشق وغيرها من الكتب، وكان حياً سنة 1204 هـ.
الشيخ حسين بن علي السورتي
الشيخ الصالح حسين بن علي بن محمد بن عبد الله بن علي العيدروس الشافعي الحضرمي السورتي
أحد المشايخ المشهورين بالهند، ولد ونشأ بمدينة سورت وتولى الشياخة بعد أبيه.
مات سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف ببلدة بمبئ، كما في الحديقة.
الشيخ حسين المرعشي اللكهنوي
الشيخ الفاضل حسين المرعشي الشيعي اللكهنوي، كان من ذرية علي المرعش بن عبيد الله بن
الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين السبط رضي الله عنهم، وكان من كبار علماء الشيعة، قرأ
العلم وتفقه على السيد حسين بن دلدار علي المجتهد اللكهنوي، وبرع في العلوم الآلية والعالية، أخذ
عنه غير واحد من الأعلام، كما في تذكرة العلماء للفيض آبادي.
السيد حسين شاه الكشميري
الشيخ الفاضل حسين شاه الحنفي الكشميري أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بكشمير وقدم كانبور
في صغر سنه، فلازم الشيخ عناية أحمد الكاكوروي، وقرأ عليه الكتب الدرسية، ثم ولي التدريس
بمدرسة فيض عام في بلدة كانبور فدرس بها مدة طويلة، ثم ذهب إلى بهوبال ونال وظيفة، وكان
الشيخ محمد علي الكانبوري يصفه بجودة القريحة وسرعة الخاطر، وسلامة الفكر، ونظافة الطبع،
ويقول: إنه كان يدرس بغاية التحقيق والتدقيق.
مات سنة خمس وثمانين ومائتين وألف ببلدة بهوبال، فدفن بها.
الشيخ حسين بن علي العظيم آبادي
الشيخ الفاضل حسين بن علي بن عسكر الجامي العظيم آبادي المشهور بحسين قلي خان، كان من
الرجال المعروفين في الشعر والإنشاء، ولد ونشأ بمدينة عظيم آباد وساح البلاد الكثيرة، له نشتر
عشق تذكرة شعراء الفرس، صنفه في سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف.
مات بعظيم آباد لسبع بقين من ذي القعدة سنة خمس وخمسين ومائتين وألف، كما في محبوب
الألباب.
مولانا حسين أحمد المليح آبادي
الشيخ العالم المحدث حسين أحمد بن علي أحمد بن علي أمجد الحسيني السرهندي ثم المليح آبادي
أحد العلماء المشهورين، ولد بمليح آباد من أعمال لكهنؤ. ونشأ بها، وسافر للعلم، وقرأ على المفتي
ظهور الله ومولانا نور الحق ومرزا حسن علي والسيد مخدوم الحسيني وعبد الرحيم بن عبد الكريم
الصفي بوري وحيدر علي بن حمد الله السنديلوي، ثم(7/955)
سافر إلى دهلي وحصلت له الإجازة عن الشيخ
عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي، أخذ عنه عبد الحليم بن أمين الله وعبد الرزاق بن جمال
الدين وخلق كثير.
ومن مصنفاته: رسالة في إثبات البيعة المروجة، ورسالة في حلية النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وشرح على رسالة الشيخ رفيع الدين بن ولي الله الدهلوي في مبحث الوجود، وله غير ذلك من
الرسائل، توفي لأربع خلون من رمضان سنة خمس وسبعين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء
للناروي.
الشيخ حسين بخش الكاكوروي
الشيخ العالم الفقيه حسين بخش بن مير محمد بن محمد كاشف بن خليل الرحمن ابن عبد الرحمن
العلوي الحنفي الكاكوروي أحد العلماء الصالحين، ولد سنة ثلاث ومائتين وألف بكاكوري، وقرأ العلم
على ابن عمه الشيخ حماية علي العلوي الكاكوروي، وتخرج عليه، ثم أخذ الطريقة القلندرية عن
أبيه، وخدم الدولة الإنكليزية مدة، ثم اعتزل واشتغل بالتدريس والتصنيف.
له مصنفات عديدة منها: نفحة الهند في الأدب، والآثار الباقية في علم الأعداد، واختلاف البصريين
والكوفيين في النحو، وضروريات الأدباء في البديع.
توفي لليلة بقيت من جمادي الأولى سنة ثمان وخمسين ومائتين وألف ببلدة إتاوه فدفن بها في بيته.
مولانا حسين علي القنوجي
الشيخ الفاضل حسين علي بن عبد الباسط بن رستم علي بن علي أصغر الصديقي القنوجي أحد
الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ ببلدة قنوج وقرأ العلم على والده، ولازمه مدة، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه
جمع كثير، ومن مصنفاته: كتاب تمرين المتعلم في الصيغ المشكلة، والتعليلات الصعبة.
توفي بعد والده بخمسة أشهر وله أربع وعشرون سنة، وكان ذلك في سنة ثلاث وعشرين ومائتين
وألف، كما في أبجد العلوم.
مولانا حسين علي الفتحبوري
الشيخ الفاضل حسين علي الحنفي الفتحبوري أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بفتحبور، وسافر
للعلم، فقرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ سلامة الله البدايوني ببلدة كانبور ثم سافر إلى رامبور
وقرأ سائر الكتب الدرسية على المفتي سعد الله المراد آبادي، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج
وزار، وأخذ الحديث عن الشيخ أحمد بن زيني دحلان الشافعي المكي، وله تعليقات على شرح هداية
الحكمة للشيرازي، مات سنة أربع وثمانين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب.
الشيخ حسين علي البريلوي
الشيخ الفاضل حسين علي القائني الأخباري البريلوي، كان من بني أعمام سبحان علي خان المتكلم
المشهور، وله مصنفات كثيرة، منها: معتمد الكلام رد فيه على إيضاح لطافة المقال للشيخ رشيد الدين
الدهلوي في جواب رسالة صنفها سبحان علي خان المذكور في لزوم أفضلية أولاد الشيخين على
أولاد فاطمة رضي الله عنها على مذهب أهل السنة والجماعة في التفضيل، وله الرسالة الوزيرية في
الأصول والأخبار صنفها على لسان وزير الدين الأخباري، كما في كشف الحجب وله رسالة في
الأصول والأخبار صنفها بأمر الحكيم مرزا علي خان وله حاشية على مير زاهد رسالة مات في
بضع وأربعين ومائتين وألف كما في تكملة نجوم السماء.
الشيخ حسين علي الجونبوري
الشيخ الفاضل حسين علي الجونبوري أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، كان أصله من
سلطانبور قرية في ناحية كراكث ولي التدريس في المدرسة العالية بكلكته، فاستقل به مدة طويلة،
ولما كبر سنه جاء إلى بلدته ومات بها، كما في تجلى نور.
مولانا حفيظ الدين الحيدر آبادي
الشيخ العالم الصالح حفيظ الدين الواعظي(7/956)
الحيدر آبادي أحد العلماء الربانيين، لم يزل مشتغلاً
بالموعظة والتذكير بحيدر آباد، انتفع به خلق كثير، وكان شديد التوكل، لم يقبل قط من أحد من
الأمراء أقطاعاً من الأرض، توفي نحو سنة سبعين ومائتين وألف فدفن بقرية بيبل كانون كما في
محبوب ذي المنن.
القاضي حفيظ الدين الكاكوروي
الشيخ الفاضل حفيظ الدين بن إمام الدين بن حميد الدين الكاكوروي أحد الرجال المعروفين بالفضل
والصلاح، ولد سنة إحدى وخمسين ومائة وألف بكاكوري، ونشأ بها، وقرأ العلم على والده وأعمامه،
ثم ولي القضاء فاستقل به مدة من الدهر، مات سنة إحدى وستين ومائتين وألف بكاكوري، كما في
مجمع العلماء.
الشيخ حفيظ الله اللكهنوي
الشيخ الفاضل حفيظ الله بن حبيب الله بن محب الله الأنصاري اللكهنوي، كان من أهل بيت العلم
والمشيخة، ولد ونشأ بلكهنؤ، وقرأ العلم على أخيه الشيخ ولي الله وعلى أعمامه، ثم ولي نظارة العدالة
بفيض آباد، فكان يدرس ويفيد مع اشتغاله بالقضاء.
توفي لعشر بقين من ربيع الثاني سنة تسع وسبعين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي.
الشيخ حفيظ الله البدايوني
الشيخ الفاضل حفيظ الله بن كرامة الله البدايوني ثم البلاسبوري أحد العلماء الصالحين، أخذ العلم
والطريقة عن الشيخ غلام جيلاني والشيخ سليم الله، ومن مصنفاته: بيت المعرفة وآداب الصبيان
وفيض رسان وشرح على مقدمات ظهوري.
مات لثلاث بقين من جمادي الآخرة سنة سبع وسبعين ومائتين وألف وله خمسون سنة، كما في
يادكار انتخاب.
الشيخ حكيم الدين الكاكوروي
الشيخ الفاضل حكيم الدين بن نجم الدين بن حميد الدين الكاكوروي، أحد العلماء الحنفية، كان ثاني
أبناء والده، ولد في سنة أربع وتسعين ومائة وألف بكاكوري ونشأ بها، وقرأ العلم على والده وعلى
الشيخ عماد الدين اللبكني والشيخ فضل الله العثماني النيوتيني، ثم ولي الإفتاء بمحكمة الدائر
والسائر، ثم ولي القضاء بها، ثم ولي الصدارة ثم أحيل على المعاش، وكان صالحاً ديناً مهاباً، رفيع
القدر، محب العلم وأهله، لم يزل مشتغلاً بمطالعة الكتب والمذاكرة في العلم.
مات لعشر خلون من جمادي الأولى سنة تسع وستين ومائتين وألف، كما في مجمع العلماء.
الشيخ حماية علي الكاكوروي
الشيخ العالم الصالح حماية علي بن محمد كاظم العلوي الكاكوروي أحد العلماء المبرزين في النحو
والعربية، ولد بكاكوري سنة خمس وثمانين ومائة وألف، وقرأ المختصرات على الحكيم محمد حياة
اللكهنوي ثم سار إلى سنديله وأخذ عن الشيخ قاسم علي بن حمد الله السنديلوي، ثم دخل لكهنؤ وأخذ
عن المفتي عبد الواجد الخير آبادي، ثم رحل إلى ديوه ولازم الشيخ ذو الفقار علي الديوي، وتخرج
عليه، ثم رجع إلى كاكوري، وتصدر للتدريس.
له ركاز الأصول شرح بسيط على فصول أكبري وله نور لا ريب في ترجمة فتوح الغيب وملهم
الصواب في انحاء طريقة أولي الألباب في السلوك ومعدن علوي في الأعمال والأدعية.
مات ليلة الجمعة لخمس بقين من رجب سنة ست وعشرين ومائتين وألف، كما في أصول المقصود.
السيد حميد الدين الطوكي
الشيخ الفاضل حميد الدين بن عبد السبحان بن عثمان الشريف الحسني النصير آبادي ثم الطوكي
أحد العلماء المبرزين في الإنشاء والشعر، ولد ونشأ بنصير آباد، وسافر للعلم فقرأ على أساتذة
عصره، وصحب خاله السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد في هجرته من الهند ورحلته إلى تخوم
الهند بطريق(7/957)
أفغانستان وهو الذي كان يكتب من الطريق رسائل بليغة مسهبة في وصف هذه الرحلة
الشاقة الطويلة وما يشاهده في الطريق وما يمر به من منازل، في دقة وتحر للحقيقة وبلاغة ورجع
وسافر إلى طوك فأكرمه نواب وزير الدولة أمير تلك الناحية، وولاه الإنشاء، فاستقل به مدة حياته، له
قصائد غراء بالفارسية.
مات يوم الاثنين لتسع بقين من صفر سنة ثمان وستين ومائتين وألف ببلدة طوك كما في سيرة
علمية.
مولانا حميد الدين الكاكوروي
الشيخ الفاضل حميد الدين بن غازي الدين بن محمد غوث الكاكوروي، كان من عباد الله الصالحين،
ولد بكاكوري لثلاث بقين من رمضان سنة اثنتين وثلاثين ومائة وألف، وقرأ العلم على الشيخ محب
الرحمن الكاكوروي، وعلى غيره من العلماء، وحصلت له الإجازة مكاتبة عن الشيخ أبي الحسن
السندي الصغير، له المنشعب المنظوم وأخلاق حميدي رسالة في الأخلاق.
مات غرة ذي القعدة سنة خمس عشرة ومائتين وألف بكاكوري، كما في مجمع العلماء.
مولانا حميد الدين الحيدر آبادي
الشيخ الصالح حميد الدين بن فضل الله الحنفي الحيدر آبادي أحد الرجال المعروفين بالفضل
والصلاح، ولي العدل والقضاء ببلدة حيدر آباد فاستقل به مدة من الزمان، وسافر إلى الحرمين
الشريفين سنة خمس وتسعين ومائتين وألف فحج وزار، ورجع إلى الهند، مات بحيدر آباد، كما في
مهر جهانتاب.
مولانا حميد الدين الجانكامي
الشيخ الفاضل حميد الدين الجانكامي أحد الفضلاء المشهورين في بلاده، له أحاديث الخوانين كتاب
في تاريخ جانكام بالفارسي، أوله: الحمد لله رب العرش والكرسي، إلخ - كان حياً سنة 1871م، كما
في محبوب الألباب.
مولانا حميد الدين المدراسي
الشيخ الفاضل حميد الدين بن أبي الطيب الحسيني الرحمة آبادي المدراسي أحد العلماء الصالحين،
ولد برحمة آباد سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف وتأدب على والده، ثم دخل مدراس، وقرأ العلم على
الشيخ علاء الدين اللكهنوي والشيخ محمد سعيد الأسلمي المدراسي والشيخ تراب علي الخير آبادي
والمولوي حسن علي الماهلي، ثم رجع إلى رحمة آباد وأقام بها، وكان يسترزق بالزراعة.
مات في الثالث عشر من رمضان سنة ست وستين ومائتين وألف.
مولانا حنيف الدهمتوري
الشيخ الفاضل حنيف بن أبي الحنيف الحنفي الدهمتوري نسبة إلى قرية دهمتور بفتح الدال المهملة
والتاء الفوقية ولد لتسع عشرة خلون من محرم سنة تسع وثمانين ومائة وألف، واشتغل بالعلم مدة في
بلاده، ثم سافر إلى دهلي، وأخذ عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي وعن غيره من العلماء،
واستفاض عن الشيخ غلام علي العلوي أيضاً، ثم سافر إلى لكهنؤ وأخذ عن الشيخ أنوار الحق وولده
نور الحق، ثم ولي الصدارة ببلدة جبلبور فاستقل بها مدة ثم سار إلى دهلي ودرس بها زماناً، ثم ولي
التدريس في المدرسة العالية بكلكته فدرس بها زماناً قليلاً، ثم ولي العدل والقضاء فأقام مدة ببلدة
بهاكلبور ومدة ببلدة عظيم آباد.
ومن مصنفاته: تنوير السلم شرح على سلم العلوم طبع بدهلي سنة 1270هـ، ومنها: توضيح العقائد
شرح على العقائد النسفية.
توفي سنة تسع وسبعين ومائتين وألف، كما في تذكرة النبلاء.
الحكيم حياة بن أحمد الرامبوري
الشيخ الفاضل حياة بن أحمد الأفغاني الرامبوري الحكيم، كان من العلماء المبرزين في العلوم
الحكمية، قرأ النحو والصرف على الشيخ عبد الرحمن البنجابي(7/958)
والفقه والحديث على المفتي شرف
الدين، ثم تصدر للتدريس، وكان متعبداً، ملتزم الأحزاب والأوراد.
مات لعشر بقين من رمضان سنة سبع وثمانين ومائتين وألف برامبور، كما في يادكار انتخاب.
الشيخ حياة الحنبلي الدهلوي
الشيخ العالم الصالح حياة بن أبي الحياة الحسيني الحنبلي الدهلوي ثم المدني أحد عباد الله
الصالحين، ولد ونشأ في الهند، وخرج من دهلي في زمن الفترات، فسافر إلى الحجاز والنجف
وكربلاء وبغداد ورجع إلى دهلي وأقام بها زماناً ثم سافر إلى الحرمين الشريفين وسكن بالمدينة
المنورة.
له رسالة في الفقه على مذاهب الأئمة الأربعة بالفارسية، وله تعريب تلك الرسالة عربها بأمر بعض
أهل المدينة، أدركه الشيخ رفيع الدين المراد آبادي وذكره في كتابه، وقال: إنه أخذ الطريقة القادرية
بدهلي عن بعض مشايخ تلك الطريقة، ثم حصلت له الإجازة في تلك الطريقة عن السيد مسافر
القادري المكي بمكة المباركة، انتهى.
مولانا حياة الدهلوي
الشيخ العالم الكبير حياة بن أبي الحياة الدهلوي أحد العلماء المشهورين، كان أصله من بنجاب دخل
دهلي بعد ما فرغ عن اكتساب العلوم المتعارفة، وأقام بها في زاوية السيد صابر علي، واشتغل
بالدرس والإفادة مدة، ثم ذهب إلى بنجاب، وأخذ الطريقة عن الشيخ سليمان بن زكريا التوسوي
ورجع إلى دهلي، وأقام بمسجد خارج القلعة، وعكف على الدرس والإفادة، وقد جاوز سبعين سنة في
سنة 1263هـ، كما في آثار الصناديد.
وكان رحمه الله من الأفاضل المشهورين، درس وأفاد بمدينة دهلي مدة طويلة، وانتهت إليه رئاسة
الدرس والإفادة، أخذ عنه الشيخ عبد الرحمن الأعمى، والشيخ رحمة الله بن خليل الرحمن الكيرانوي
المهاجر إلى مكة المشرفة والشيخ محمد علي الجاند بوري، وخلق كثير من العلماء.
مولانا حيدر بن مبين اللكهنؤي
الشيخ الفاضل حيدر بن مبين بن المحب الأنصاري اللكهنوي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بلكهنؤ،
وقرأ العلم على والده، ولازمه مدة، ثم تصدر للتدريس، وظفه نواب سعادة علي خان اللكهنوي بثلاث
ربيات كل يوم، ولما توفي سعادة علي خان المذكور التفت إليه بعض الأمراء، وخصه بالصلات
الجزيلة فوق ما كانت له في عهد الأمير المتوفي، ثم ناقشه الوزير في المذهب وقصد الإيذاء له،
فخرج من لكهنؤ وسار إلى كلكته، ومنها إلى مكة المباركة سنة أربعين ومائتين وألف، وأخذ الحديث
عن السيد يوسف بن البطاح الأهدل اليماني، والشيخ عمر بن عبد الرسول المكي، ثم سافر إلى
المدينة المنورة قبل الحج، وأسند الحديث بها عن الشيخ عبد الحفيظ العجيمي المكي والعلامة محمد
عابد بن أحمد علي السندي، ثم رجع إلى مكة وكان قد حفظ القرآن في أثناء السفر، فقرأه في
التراويح في المسجد الحرام، ثم تشرف بالحج، وركب الفلك غرة محرم سنة إحدى وأربعين، فلما بعد
عن جدة زهاء خمسة أميال أو ستة غرق الفلك وغرق عشرون رجلاً من أصحابه، وغرق ما كان
معه من الكتب النفيسة، فلما بلغ ذلك الخبر إلى أمير جده أرسل إليه فلكاً آخر، فركب ووصل إلى
بمبئ بعد تسعة عشر يوماً من ركوبه، وقد صادف حلوله بها قدوم شمس الأمراء من حيدر آباد
فاحتفى به وبالغ في إكرامه وجاء به إلى حيدر آباد، وقربه إلى ملك حيدر آباد، فوظفه بألف ربية في
كل شهر، وأقطعه أرضاً تغل اثني عشر ألفاً من النقود كل سنة فطابت له الإقامة بحيدر آباد.
له رسالة في المنطق ورسالة في الأوراد تسمى بالوظائف الحيدرية، وله تعليقات شتى على الكتب
الدرسية.
مات لثلاث عشرة خلون من محرم سنة ست وخمسين ومائتين وألف بحيدر آباد، كما في الأغصان
الأربعة.
الحكيم حيدر حسين البريلوي
الشيخ الفاضل حيدر حسين بن عطاء حسين(7/959)
الحسيني البريلوي، كان من ذرية المخدوم عادل الملك
الجونبوري، ولد ونشأ ببلدة رائي بربلي وتربى في مهد خاله الحكيم غلام علي خان، وأخ عنه وعن
غيره من العلماء، وتقرب إلى ملوك أوده فولوه على رائي بريلي، وكان بارعاً في الطب، وكثير من
الفنون الحكمية.
مات سنة سبع وخمسين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب.
الشيخ حيدر علي الكاكوروي
الشيخ الفاضل حيدر علي بن تراب علي الكاكوروي أحد المشايخ المعروفين بالفضل والكمال، ولد
لثمان خلون من شعبان سنة خمس ومائتين وألف بكاكوري ونشأ بها، وقرأ الكتب الدرسية على عمه
الشيخ حماية علي، وأخذ الطريقة عن أبيه ولازمه ملازمة طويلة، وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه خلق
كثير، وكان من الأفاضل المشار إليهم في العلم والعمل.
مات لعشر بقين من شوال سنة أربع وثمانين ومائتين وألف وله تسع وسبعون سنة، كما في
الانتصاح.
الشيخ حيدر علي السنديلوي
الشيخ الفاضل العلامة حيدر علي بن حمد الله بن شكر الله الصديقي السنديلوي: أحد العلماء
المشهورين، ولد ونشأ بسنديله، وقرأ بعض الكتب الدرسية على والده، وبعضها على القاضي أحمد
علي السنديلوي، ثم لازم الشيخ باب الله الجونبوري وأخذ عنه، وجمع العلم والطب والشعر، ثم
اشتغل بالدرس والإفادة، أخذ عنه القاضي إرتضا علي الكوباموي والمرزا حسن علي اللكهنوي
والشيخ حسين أحمد المليح آبادي والسيد محمد بن دلدار علي المجتهد وخلق كثير من العلماء.
ومن مصنفاته: حاشية على شرح السلم لوالده، وتكملة لذلك الشرح، وحاشية على مير زاهد رسالة
وحاشية على مير زاهد ملا جلال وله غير ذلك من الحواشي والشروح.
مات لست خلون من رجب سنة خمس وعشرين ومائتين وألف ببلدة سنديله فدفن بمدرسة والده، كما
في تذكرة العلماء للناروي.
مولانا حيدر علي الطوكي
الشيخ العالم الكبير العلامة حيدر علي بن عناية علي بن فضل علي الحسيني البخاري الدهلوي ثم
الطوكي أحد العلماء الربانيين، كان من نسل الشيخ جلال بن الحسين بن محمد الحسيني البخاري،
ولد ونشأ بدهلي، وسافر إلى رامبور في صغر سنه، وأخذ النحو والعربية عن السيد غلام جيلاني
والشيخ عبد الرحمن القهستاني، وقرأ أياماً على الشيخ رستم علي الرامبوري، ثم دخل لكهنؤ وأخذ
عن الشيخ مبين بن محب الله الأنصاري اللكهنوي، ولازمه مدة من الزمان، ثم سافر إلى دهلي، وأخذ
عن الشيخ رفيع الدين وصنوه عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي، وتطبب على الحكيم شريف
بن أكمل الدهلوي، وتلقى الطريقة العلية عن السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي.
وكان غاية في الذكاء، وسرعة الإدراك، رأساً في معرفة الكتاب والسنة والإختلاف، بحراً زاخراً في
العلوم الحكمية، تزوج برامبور وأقام بها مدة، ولذلك اشتهر بالرامبوري، وسار إلى كلكته، ثم إلى
طوك فقربه نواب وزير الدولة إليه، وجعله من ندمائه، وألقى بيده أزمة الأمور فسكن ببلدة طوك
واشتهر بالطوكي، وكان رحمه الله يدرس ويفيد.
أخذ عنه الشيخ أوحد الدين البلكرامي والقاضي بزركك علي المارهروي والقاضي عناية رسول
الجرياكوتي والقاضي هداية علي الكيلانوي والقاضي إمام الدين الطوكي والشيخ إبراهيم بن مدين
النكرنهسوي، والشيخ أحمد بن محمد ابن علي الشرواني، وخلق كثير لا يحصون بحد وعد.
قال القنوجي في أبجد العلوم: إنه كان قصير القامة نحيف البدن، ومن مؤلفاته: صيانة الأناس عن
وسوسة الخناس بالهندية في الدفاع عن السيد الإمام أحمد بن عرفان وجماعته ورسالة في إثبات رفع
اليدين في المواضع الأربعة من الصلاة، حررها رداً على(7/960)
المولوي محبوب علي الدهلوي بالفارسية،
وكان يدرس، ويطبب وينفع الناس.
وقال في مقام آخر: إنه كان فاضلاً جليلاً، جمع علم الطب إلى سائر علومه، وكان يذب عن
إسماعيل الشهيد، قال في اليانع الجني: وله مع شيخنا أبي العلاء الفضل بن الفضل الخير آبادي
مباحثات في شأن إسماعيل يحويها بطون مؤلفاتهما، بدرت منه عند البحث بوادر وهاها العلماء،
قلت: والحق بيد السد لا بيد الشيخ، كما يظهر من الرجوع إلى كتبهما عند نظر الإنصاف، انتهى.
توفي إلى رحمة الله سبحانه سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف ببلدة طوك وله سبعون سنة.
مولانا حيدر علي الفيض آبادي
الشيخ العالم الكبير العلامة حيدر علي بن محمد حسن بن محمد ذاكر بن عبد القادر الدهلوي ثم
الفيض آبادي أوحد المتكلمين والنظار، ولد ونشأ بفيض آباد، وقرأ العلم على مرزا فتح علي والسيد
نجف علي والحكيم مير نواب، كلهم كانوا من علماء الشيعة بفيض آباد، ثم سافر إلى دهلي، وأخذ
عن الشيخ رشيد الدين والشيخ رفيع الدين، واستفاض عن الشيخ عبد العزيز ابن ولي الله الدهلوي
أيضاً ولازمه زماناً، حتى برع في كثير من العلوم والفنون، ثم قدم لكهنؤ، وأقام بها مدة طويلة، وجد
في البحث والاشتغال، وأقبل على الجدل والكلام، فصار أوحد زمانه، أقر بفضله الموافق والمخالف،
ثم سار إلى بهوبال وأقام بها مدة، ثم سافر إلى حيدر آباد فولاه نواب مختار الملك العدل والقضاء،
فاستقل به مدة حياته مع اشتغاله بالتصنيف والتأليف.
ومن مصنفاته: منتهى الكلام في مجلد كبير، وإزالة الغين عن بصارة العين في ثلاثة مجلدات
ونضارة العينين عن شهادة الحسنين وكاشف اللثام عن تدليس المجتهد القمقام والداهية الحاطمة على
من أخرج من أهل البيت فاطمة وروية الثعاليب والغرابيب في إنشاء المكاتيب وكتابه في إثبات
ازدواج عمر بن الخطاب بسيدتنا كلثوم بنت المرتضي، وله تكملة فتح العزيز في مجلدات كبار،
صنفها بأمر نواب سكندر بيكم ملكة بهوبال.
مات سنة تسع وتسعين ومائتين وألف.
حرف الخاء
مولانا خادم أحمد اللكهنوي
الشيخ الفاضل خادم أحمد بن حيدر بن مبين بن المحب الأنصاري اللكهنوي أحد الفقهاء الحنفية، ولد
ونشأ بمدينة لكهنؤ، وقرأ العلم على عمه الشيخ معين وتخرج عليه، واشتغل بالتذكير والتدريس
والإفتاء مدة طويلة، وهو ممن أفتى بحرمة الخروج للشيخ أمير علي الأميتهوي لأخذ ثأر المسلمين
بأجودهيا.
وله رسالة في مبحث الحاصل والمحصول المتعلق بشرح الكافية للجامي ورسالتان بالعربية
والفارسية في تحقيق الدائرة الهندية المتعلقة بشرح الوقاية وله رسالة في مبحث الطهر المتخلل وله
وسيلة الشفاعة رسالة في أخبار الصحابة، وله زاد التقوى في آداب الفتوى وله إعلام الهدى في
تحريم المزامير والغناء وهداية الأنام في إثبات تقليد الأئمة الكرام وله تعليقات شتى على شرح
الجامي وشرح الوقاية ونور الأنوار وشرح السلم لملا حسن.
مات لإثنتي عشرة خلون من ذي الحجة سنة إحدى وسبعين ومائتين وألف، كما في الأغصان
الأربعة.
الحكيم خادم حسين السنديلوي
الشيخ الفاضل أبو علي خادم حسين بن بقاء الله بن مقبول أولياء الحسيني السنديلوي الحكيم
المشهور، أخذ عن والده، ودرس وأفاد مدة في بلاده، ثم سافر إلى بهوبال.
ومات بها لست عشرة خلون من ذي القعدة سنة خمس وستين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء
للناروي.
الشيخ خان عالم خان المدراسي
الشيخ الصالح خان عالم بن خان جهان بن خير الدين العمري المدراسي أحد الرجال المشهورين
بالعلم(7/961)
والصلاح، ولد بمدراس لأربع بقين من ربيع الأول سنة سبع ومائتين وألف، ونشأ في أرغد
عيش، وقرأ العلم ثم أقبل على الشعر والموسيقى، وصرف شطراً من عمره في الصبوح والغبوق
محظوظاً بالرزق الواسع، ثم لما قدم مدراس السيد محمد علي بن عناية علي الدهلوي الواعظ
المشهور من أصحاب سيدنا الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي تاب على يده الكريمة، وبايعه
وأهرق الخمر، وكسر الأوتار، واشتغل بمطالعة الكتاب والسنة والوعظ والتذكير، ونصر السنة
بأوضح حجج وأبهر براهين، وأوذي في ذات الله سبحانه من المخالفين، وأخيف في نصر السنة
المحضة، وحذره أمير مدراس بأن يمنع رزقه ويطلق ابنته، فأجابه بأن الأمير إن طلق بنته يزوجها
بمن يخدم الخيل في أصطبل الأمير.
له مصنفات في نصر السنة ورد البدعة، وله ذكر وأخبار في كتاب القول الجلي في كرامات السيد
محمد علي لأفسر الدولة جان جهان خان بهادر.
مات لثمان بقين من رمضان سنة إحدى وسبعين ومائتين وألف.
الشيخ خدا بخش الأميتهوي
الشيخ الفاضل خدا بخش بن كلو بن غلام مير بن كهيتا بن صبغة الله بن جعفر بن نظام العثماني
الأميتهوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، ولد ونشأ باميتهي، وقرأ العلم على أساتذة بلاده،
ثم تقرب إلى رجال السياسة من الإنكليز وسار إلى فرخ آباد في رفاقة كرنيل بالمر ومستر كرانك،
ودخل في أهل الحل والعقد بفرخ آباد، ونال منزلة جسيمة عند أولياء الأمور، فعاش مدة في عزة
ومنعة ثم عزل في أيام شوكت جنكك، ورتب له أربعة آلاف ربية تحصل له كل سنة في أيام العزلة.
له أبيات رائقة بالفارسية، وله شاه نامه مزدوجة في تاريخ الإنكليز وحروبهم وفتوحاتهم.
مات سنة ست وثلاثين ومائتين وألف بفرخ آباد، فدفن بها ثم نقلوا جسده إلى قرية بروا من أعمال
أميتهي ودفنوه عند جده الشيخ جعفر بن نظام رحمه الله، كما في تاريخ فرخ آباد بزيادة يسيرة من
رياض عثماني.
الشيخ خدا بخش الملتاني
الشيخ الصالح خدا بخش الجشتي الملتاني أحد كبار المشايخ في عصره، ولد ونشأ بملتان وقرأ العلم
على من بها من العلماء، ثم تصدر للتدريس، ودرس بمدينة الملتان أربعين سنة، ثم أخذ الطريقة عن
الجمال محمد ابن يوسف الملتاني ولازمه، وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه خلق كثير لا يحصون بحد
وعد، وكان من كبار المشايخ، انتقل في آخر عمره إلى خير بور وسكن بها.
مات في محرم الحرام سنة ثلاث وخمسين ومائتين وألف بخير بور، كما في كلزار جماليه.
الشيخ خدا بخش السندي
الشيخ العالم الصالح خدا بخش بن أحمد علي بن محمد عاقل بن محمد شريف العمري الجشتي
السندي أحد كبار المشايخ، ولد في سنة خمس ومائتين وألف بقرية كوث متهن ونشأ في مهد العلم
والمشيخة، وأخذ عن أبيه وجده، ولما مات والده جلس على مسند الإرشاد، وكان يدرس ويفيد.
مات لإثنتي عشرة خلون من ذي الحجة سنة تسع وستين ومائتين وألف، كما في المناقب الفريدية.
نواب خرد مند خان الفرخ آبادي
الأمير الكبير خرد مند بن خدا بنده بن محمد خان الفرخ آبادي نواب أمين الدولة مظفر الملك خرد
مند خان بهادر ببر جنك، كان من الأمراء المشهورين بالفضل والصلاح، ولي النيابة بفرخ آباد في
أيام مظفر جنكك، ونال المنزلة الجسيمة منه.
وكان صالحاً، ديناً، متعبداً، كثير الصوم والصلاة والصدقات، محسناً إلى العلماء والمشايخ، يجالسهم(7/962)
ويذاكرهم في العلوم، له آثار باقية بفرخ آباد من البساتين الزاهرة والقصور الشامخة والمساجد
الرفيعة.
توفي لإحدى عشرة بقين من ذي الحجة سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف، كما في تاريخ فرخ آباد.
مولانا خرم علي البلهوري
الشيخ العالم الصالح خرم علي البلهوري أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ ببلهور بفتح الموحدة
وتشديد اللام قرية من أعمال كانبور وسافر للعلم وقرأ الكتب الدرسية على أبناء الشيخ ولي الله
الدهلوي ثم أخذ الطريقة عن السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي ولازمه زماناً ثم رجع إلى
الهند قبل معركة بالاكوث وشهادة السيد، وله قصيدة قوية بليغة في التحريض على الجهاد والشهادة
وبيان فضلهما، كانت تنشد في المعارك الحربية عند الزحف في معسكر السيد الإمام، ثم سافر إلى
باندا فقربه إليه نواب ذو الفقار خان وولاه الترجمة والتصنيف.
له غاية الأوطار ترجمة الدر المختار في الفقه الحنفي بالهندية، شرع أولاً من كتاب النكاح فأتمها ثم
شرع كتاب الحج منها ثم شرع في الترجمة والشرح من أولها، فبلغ إلى باب الأذان، ولم يمهله الأجل
لإتمامها، وله ترجمة مشارق الأنوار للصغاني في الحديث وشرحه بالهندية، وله شفاء العليل ترجمة
القول الجميل، وله نصيحة المسلمين رسالة مشهورة، في نصر التوحيد والسنة على طراز تقوية
الإيمان للشيخ إسماعيل الشهيد، وله رسالة في قراءة الفاتحة خلف الإمام في الصلاة.
توفي في آسيون ودفن بها سنة إحدى وسبعين وقيل ست وسبعين ومائتين وألف.
مولانا خطيب أحمد الرامبوري
الشيخ العالم الصالح خطيب أحمد بن رؤف أحمد العمري النقشبندي الرامبوري، كان من نسل الشيخ
أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية، أخذ العلم والمعرفة عن والده وصحبه مدة
طويلة، وسافر معه إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع إلى الهند بعد ما توفي والده في أثناء
السفر، فدخل بهوبال وأقام بها مدة عمره، وكان يدرس ويفيد.
مات سنة ست وستين ومائتين وألف، كما في خزينة الأصفياء.
المفتي خليل الدين الكاكوروي
الشيخ الفاضل العلامة خليل الدين بن نجم الدين بن حميد الدين الكاكوروي أحد العلماء المبرزين في
العلوم الرياضية، ولد سنة ثلاث ومائتين وألف، وقرأ العلم على والده وعلى الشيخ روشن علي
الجونبوري، وأقبل على الفنون الرياضية إقبالاً كلياً، حتى برز فيها وفاق أقرانه، بل على من سبقه
من العلماء، فولي الإفتاء ببلدة كانبور واستقل به زماناً، ثم استقدمه نواب سعادة علي خان اللكهنوي
إلى دار ملكه، وولاه المرصد، فاشتغل بأعماله زماناً، ولم يتم عمله لوفاة الأمير المذكور، ثم بعثه
غازي الدين حيدر بالسفارة إلى كلكته وجعل راتبة الشهري خمسة آلاف ربية.
ومن مصنفاته: شرح باب التعزيرات من الدر المختار بالفارسي صنفه بأمر هيرنكتن وزير
الخارجية بكلكته، ومنها مرآة الأقاليم بالفارسي في قواعد فن الهيئة، ومنها جغرافية الطرق والشوارع
مما يختص بمملكة أوده، ومنها رسالة بالفارسية في طول البلد وعرض البلد وغاية النهار، ومنها
رسالة بالعربية في تحقيق مرض الهيضة، ومنها رسالة مختصرة في إبطال ظل المثلث، ذكرها عبد
القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتاب روز نامه.
مات سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف وله ثمان وسبعون سنة.
القاضي خليل الرحمن الرامبوري
الشيخ الفاضل الكبير خليل الرحمن بن عرفان بن عمران بن عبد الحليم الرامبوري ثم الطوكي، أحد
العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ بمدينة(7/963)
رامبور وقرأ على والده وعلى المفتي شرف
الدين والشيخ حسن بن غلام مصطفى اللكهنوي، ثم سافر إلى بلدة طوك وولي القضاء الأكبر بها في
عهد نواب مير خان، فسكن بها، ولما جاء الشيخ العلامة حيدر علي إلى تلك البلدة ناظره في بعض
المسائل، واستاء من مجيئه إلى بلدة طوك، فسافر للحج والزيارة، وأقام بجاوره عند رجوعه من
الحج، فوظفه غوث محمد خان أمير تلك البلدة، وأكرمه فسكن ببلدة جاوره، أخبرني بذلك الشيخ
محمود بن أحمد الطوكي.
قال عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه روز نامه: له مشاركة في الفنون الرياضية
والعلوم الأدبية والتاريخ والطب، انتهى.
ومن مصنفاته: الدائر شرح على منار الأصول وله تعليقات على حاشية غلام يحيى ومير زاهد
رسالة ومير زاهد على شرح المواقف ورسم الخير ورسم الخيرات رسالتان في إثبات الرسوم من
الفاتحة وغيرها، وله مائة عامل صنفه لابنه عبد العريز وشرح بسيط عليه وله منظومة في العروض
ومنظومة في جواب سؤال ورد عليه من الحكيم مرزا علي اللكهنوي، أولها:
وكم سر خفي للنبي عليه صلاة باريه الحفي
الشيخ خيرات علي الكالبوي
الشيخ العالم الصالح خيرات علي بن حسين علي بن أحمد سعيد الحسيني الترمذي الكالبوي، كان من
ذرية الشيخ محمد بن أبي سعيد الحسيني الترمذي، ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة وألف ببلدة كالبي
ونشأ بها، وصحب والده وأخذ عنه الطريقة، ولما مات والده قرأ على مرزا حسن علي الشافعي
اللكهنوي، وأسند الحديث عنه.
وكان شيخاً جليلاً وقوراً، منور الشكل، كثير العبادة والتأله والخوف من الله سبحانه.
مات لليلتين خلتا من ربيع الأول سنة سبع وأربعين ومائتين وألف، كما في التقصار.
مولانا خير الدين السورتي
الشيخ العالم المحدث خير الدين بن محمد زاهد بن حسن محمد الزبيري السورتي أحد العلماء
المشهورين، كان من نسل زبير بن عبد المطلب الهاشمي القرشي عم رسول الله صلى الله عليه
وسلم، ولد بمدينة سورت ونشأ بها، وقرأ العلم على مولانا عبد الغفور والشيخ محمد بن عبد الرزاق
الحسيني الأجي، وأخذ الطريقة النقشبندية عن الشيخ نور الله ثم عن صاحبه الشيخ نصر الله، ثم
سافر إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار، وأخذ الحديث عن الشيخ حياة السندي، وعاد إلى سورت،
ودرس في الحديث خمسين سنة.
ومن مصنفاته: شواهد التجديد وإرشاد الطالبين ورسائل في السلوك.
ومن فوائده رحمه الله في بعض رسائله:
كن تابعاً لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظاهراً وباطناً، مبادراً إلى العمل بظاهر ما تجد في
الأحاديث الصحيحة وفي الفقه المعتبر، ولا تطلب الدليل، والشك يرتفع إذا وجدت الحديث الصحيح
لأن الدين بالنقل، لأن تجلي الذات موقوف على متابعته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقوله تعالى: " قل إن
كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" ولا تنكر أفعال الناس، وإن كانت مذمومة فانصح بالقول، ولا
تعترض على أقوال الصوفية، وإن تجد قولهم وفعلهم مخالفاً للشرع، فأوله وصف القلب عن
الكدورات والغل والغش، لأن باب التأويل واسع، وإن لم تقف على التأويل فاسكت وانظر إلى قصة
موسى والخضر عليهما السلام، وموسى كان رسولاً والخضر مختلف في نبوته، وما فهم مراده،
فكيف يفهم الجاهل مراد العارف، فلا تقبله ولا تنكره واسكت، لأن الخير في السكوت، كما لا تعمل
بالشريعة السالفة ولا تنكرها، وأعظم المعاصي عند الأكابر الاعتراض، لأن الاعتراض يرجع إلى
الفاعل الحقيقي، ولا فاعل للخير والشر إلا هو، قال تعالى: " فألهمها فجورها وتقواها"، وقال: " إليه
يرجع الأمر كله"، فينبغي للسالك أن لا يتوجه إلى الخير ولا إلى الشر بل يكون مستغرقاً ومستهلكاً
في شهوده تعالى، كما كان في حال الطفولية، والنهاية هي الرجوع إلى البداية، ولا تتفكر في أمر
الرزق ولا في غيره لأنه(7/964)
تعالى يعطيك ما يصلح حالك ومقامك، كالأبوين يعطيان الطعام لأجل
الشفقة، والله تعالى أرحم منهما وهو أرحم الراحمين، انتهى.
توفي لعشر خلون من رجب سنة ست ومائتين وألف ببلدة سورت فدفن بها، كما في الحديقة
الأحمدية.
الشيخ خير الدين الحيدر آبادي
الشيخ الفاضل خير الدين بن معصوم الحسيني الإمامي المدراسي ثم الحيدر آبادي أحد الأفاضل
المشهورين، ولد بمدراس سنة ثمان وثمانين ومائة وألف، وقرأ الرسائل الفارسية على أمير الدين
علي بأوديكير، وأخذ العلوم المعتارفة عن الشيخ أمين الدين علي والحافظ حسين والشيخ علاء الدين
اللكهنوي بمدراس، واستفاض عن الشيخ باقر بن مرتضى المدراسي، ثم سافر إلى حيدر آباد وولي
التدريس بها، ورتب له خمسمائة ربية في كل شهر، فدرس وأفاد مدة عمره.
مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين وألف بحيدر آباد، كما في مهر جهانتاب.
مولانا خير الدين الإله آبادي
الشيخ الفاضل خير الدين محمد الإله آبادي أحد العلماء المبرزين في الفنون الأدبية، له متن متين في
البلاغة ملخص من تلخيص المفتاح للقزويني، وهو مرتب على مقدمة وثلاثة فنون وخاتمة، صنفه
لأجل ولده أمين الدين حسن، والفن الثالث من ذلك المختصر مأخوذ من سبحة المرجان للسيد غلام
علي بن نوح الحسيني البلكرامي، وكذلك خاتمته فإنه فصل في الفن الثالث مستخرجات البلكرامي في
فن البديع، وفي الخاتمة أقسام العشاق والعشقيات، كما فعل البلكرامي في سبحة المرجان، وله شرح
بسيط على متنه سماه نقد البلاغة أوله: نحمدك يا من نور قلوبنا بشوارق المعاني وبوارق البيان -
إله صنفه ببلدة جونبور سنة خمس عشرة ومائتين وألف.
وكان شيعياً يظهر ذلك من مطالعة الكتاب، فإنه لا يذكر الصحابة رضي الله عنهم في مقام الذكر،
ولأنه فسر الآل بقوله: آل النبي: وعترته المعصومون، فإن إثبات العصمة لأهل البيت من مختصات
الشيعة.
ومن مصنفاته: جونبور نامه في تاريخ بلدة جونبور بلونت نامه في تاريخ مرازبة بنارس، وله
تذكرة العلماء في تاريخ بعض العلماء من أهل جونبور، طالعتها ببلدة كلكته في خزانة إيشياتك
سوسائتي.
حرف الدال
الحكيم درويش محمد الرامبوري
الشيخ الفاضل العلامة درويش محمد بن عالم خان الحنفي الرامبوري المشهور بنجم الله الصديقي،
كان من العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، له مباحث الأطباء رسالة بالعربية في المسائل الطبية
التي استصعبها، وبعث الرسالة إلى معاصريه فأجاب عنها محمد علي الأصم اللكهنوي، والحكيم
كوجك اللكهنوي والحكيم فتح الدين الكوباموي، وترجمها بالفارسية الحكيم عاشق حسن بن بنده حسن
اللكهنوي، وسماها النتائح الحسنية معزياً إلى نفسه، فتصدى لجوابها الحكيم مظفر حسين اللكهنوي في
التحقيقات البهية وتعقب فيها على الأطباء المذكورين، وأما مباحث الأطباء فنحن نورد شيئاً من
مباحثه لتطلع على ذلك، والقليل يدل على الكثير.
من مباحث الأطباء:
البحث الأول في التعريف، قال الأطباء: الطب علم يعرف منه أحوال بدن الإنسان من جهة ما يصح
ويزول عن الصحة لتحفظ حاصله وتسترد زائله، يرد عليه شكوك منها: إنهم إن أرادوا بالأحوال
الأحوال الكلية فاسناد المعرفة إليها غير جائز، لأن المعرفة لا تتعلق بالأمور الكلية بل بالأمور
الجزئية، ولذا لا يقال علمت الله بل يقال عرفت الله، كذا في المطول. وإن سلمت صحة التعلق ها
هنا لأن اختيار لفظ منه يدل على أن الأحوال مستفادة من الطب وليست عينه بخلاف الأحوال الكلية،
فإنها داخلة فيه، فظهر أن إسناد المعرفة إلى الأحوال غير صحيح، وإن أرادوا بالأحوال الأحوال
الجزئية فهو أيضاً محال، لأن معرفة(7/965)
الأحوال الجزئية متأخرة من الطب، وباعتبار أنه جزء مقوم
لماهيته مقدم عليه فيلزم أن يكون الشيء الواحد متقدماً ومتأخراً، وهذا محال بالضرورة، ومنها أن
لفظ الزوال مشترك بين معنيين مختلفين وهما الانتقال والعدم، واستعمال اللفظ المشترك ممنوع في
التعريفات، ومنها أن الزوال في قوله زائلة لا يمكن استعماله بكلا المعنيين فبالمعنى الأول يلزم
الانتقال، وبالمعنى الثاني يلزم إعادة المعدوم، وهما محالان عندهم.
وقال في البحث الخامس في المزاج بعد شكوك عديدة، قالوا: إن المزاج الإنساني يعرض له
اعتبارات ثمانية: اعتبار بحسب النوع، واعتبار بحسب الصنف، وإعتبار بحسب الشخص، واعتبار
بحسب العضو، وكل واحد منها إما بحسب الخارج أو الداخل، وللكل عرض بين الإفراط والتفريط،
وها هنا شبهة تفردت بها ترد بعد تسليم مقدمات ثلاث عند الكل: أحدها أن المزاج النوعي الإنساني
منحصر بين الإفراط والتفريط، وثانيها أن المزاج الشخصي لكل فرد فرد على حدة وثالثها أن الأفراد
غير متناهية لتقدم النوع على مذهب الحكماء، فيلزم بعد التسليم انحصار ما لا يتناهى بين الحاصرين
وهو محال، انتهى ملخصاً.
وهكذا له عشرون مباحثة في المسائل الطبية، مات سنة وثلاث وثلاثين ومائتين وألف بمدينة
رامبور فدفن بها.
الشيخ دركاهي النقشبندي
الشيخ الكبير فيض بخش دركاهي النقشبندي الهزاروي أحد كبار المشايخ، ولد في تخت هزاره من
بلاد بنجاب سنة ستين ومائة وألف ونشأ بها، ثم ساح البلاد، وأدرك المشايخ، حتى وصل إلى بدايون
ولقى بها الشيخ جمال الله الرامبوري، فلازمه وأخذ عنه الطريقة النقشبندية، وتولى الشياخة، وكان
صاحب ترك وتجريد، وله استغراق دائم بحيث لم يكن له شعور بأوقات الصلاة، بل كان ينبهه الناس
بذلك، وكانت حرارة نسبته الباطنية على حد إذا التفت إلى مائة رجل مرة واحدة كانوا يغيبون عن
أنفسهم، أخذ عنه الشيخ أبو سعيد والشيخ رؤف أحمد في بداية الحال وخلق كثير من العلماء
والمشايخ.
توفي لأربع عشرة خلون من جمادي الآخرة سنة ست وعشرين ومائتين وألف.
السيد دلدار علي المجتهد النصير آبادي
الشيخ الفاضل العلامة المجتهد دلدار علي بن محمد معين بن عبد الهادي الحسيني النقوي الشيعي
النصير آبادي أول من ادعى الاجتهاد، وأقام الجماعة في الجمع والأعياد، كان من نسل السيد نجم
الدين السبزواري، يصل نسبه إلى جعفر بن علي النقي - عليه وعلى آبائه السلام -، ولد سنة ست
وستين ومائة وألف تقريباً ببلدة نصير آباد على عشرين ميلاً من رائي بريلي وسافر للعلم إلى إله
آباد وقرأ أكثر الكتب الدرسية على الشيخ غلام حسين الدكني، ثم سافر إلى سنديله وقرأ شرح
تصديقات السلم لحمد الله على ابنه حيدر علي بن حمد الله السنديلوي، وقرأ بعض الكتب على مولانا
باب الله الجونبوري، وسافر إلى العراق سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف وزار مشاهد الأئمة في
الطف والنجف والكاظمين والمشهد، وقرأ الاستبصار للطوسي والفوائد الحارة على الآقا باقر محمد
البهباني، وقرأ شطراً من شرح المختصر النافع على مصنفه علي بن محمد علي الطباطبائي، وقرأ
بعض كتب الحديث علي مهدي بن أبي القاسم الشهرستاني، كلها في كربلاء وقرأ شطراً من الوافي
ومعالم الأصول علي مهدي بن مرتضى الطباطبائي النجفي حين نزل في النجف وصاحبه في سفره
إلى الكاظمين والعسكريين وسر من رأى واستفاض منه فيوضاً كثيرة، ثم قدم المشهد سنة أربع
وتسعين وأدرك بها مهدي بن هداية الله الموسوي الأصفهاني فصحبه وأخذ عنه، وحصلت له الإجازة
منه، فرجع إلى الهند ومكث برهة من الزمان ببلدة نصير آباد ثم دخل لكهنؤ فجعله حسن رضا خان
الشيعي الوزير معلماً لأبنائه، ورتب له راتباً ومضت عليه مدة.
وكانت الشيعة الإمامية إلى عصره متفرقين في بلاد الهند ليست لهم دعوة إلى مذهبهم، وما كانت لهم
جامعة تجمعهم، فقام الشيخ محمد علي الكشميري(7/966)
بفيض آباد وحرض الولاة أن يجمعهم في الصلاة،
فألف رسالة في هذا الباب، ولما ذهب حسن رضا خان إلى فيض آباد عرض عليه وحرضه على
إقامة الجماعة في الصلاة، واتفق أن الوزير المذكور كان ممن يحسن الظن بالشيخ علي أكبر
الصوفي الفيض آبادي، ويعتقد فيه الصلاح، فلقيه مرة ببلدة لكهنؤ فرآه يصلي بجماعة، فلما فرغ
الشيخ علي أكبر من الصلاة حرضه على إقامة الجماعة، وذكر له فضائلها على مذهب الشيعة، فذكر
الوزير ما عهد إليه محمد علي الكشميري، وعزم على ذلك، فرضي به نواب آصف الدولة: ملك أوده
فأقام الجماعة بأمره السيد دلدار علي لثلاث عشرة خلون من رجب سنة مائتين وألف.
ثم إنه بذل جهده في إحقاق مذهبه وإبطال غيره من المذاهب لا سيما الأحناف والصوفية والأخبارية
حتى كاد يعم مذهبه في بلاد أوده ويتشيع كل من الفرق، ثم إنه أرسل بعض مصنفاته إلى العراق
واستجاز عن شيوخه فأجازه مهدي بن مرتضى الطباطبائي النجفي، وعلي بن محمد علي الطباطبائي
الكربلائي ومهدي بن أبي القاسم الموسوي الشهرستاني.
وله مصنفات كثيرة منها: أساس الأصول في إثبات الأدلة الأربعة وإبطال الفوائد المدنية، للاستر
آبادي، ومنها عماد الإسلام في خمسة مجلدات: الأول في التوحيد، والثاني في العدل، والثالث في
النبوة، والرابع في الإمامة والخامس في المعاد، ومنها منتهى الأفكار كتاب مبسوط له في أصول
الفقه، ومنها شرح على باب الزكاة من حديقة المتقين للمجلسي، وشرح على باب الصوم من ذلك
الكتاب في مجلدين، ومنها الشهاب الثاقب في رد مذهب الصوفية، وله رسالة أخرى في هذا الباب
وهي جواب سؤال ورد عليه من الشيخ محمد سميع الصوفي، ومنها المواعظ الحسينية ومنها صوارم
الإلهيات في قطع شبهات عابد العزي واللات في الرد على باب الإلهيات من تحفة إثنا عشرية،
ومنها حسام الإسلام في الرد على باب النبوات من التحفة، ومنها إحياء السنة في الرد على باب
المعاد منها، ومنها ذو الفقار في الرد على الباب الثاني عشر من التحفة وهو في مبحث الولاء
والبراء، وله رسالة في إثبات الغيبة لصاحب العصر والزمان رداً على التحفة، وله رسالة في إثبات
الجمعة والجماعة في غيبة الإمام، وله رسالة الأسانيد كتبها لولده السيد محمد، وله مسكن القلوب
صنفه في آخر عمره بعد وفاة ابنه مهدي سنة 1231هـ، وله رسالة في مسائل الخراج صنفه سنة
1234هـ، وله رسالة ذهبية في أحكام ظروف الذهب والفضة، وله إثارة الأحزان في شهادة الإمام
حسين عليه السلام، وله حاشية على شرح هداية الحكمة للصدر الشيرازي صنفها في أوائل عمره.
توفي لتسع عشرة خلون من رجب سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ في عهد غازي
الدين حيدر، وقبره في حسينية بتلك البلدة، كما في تذكرة العلماء للفيض آبادي.
نواب دلير همت خان الفرخ آباي
الأمير الفاضل دلير همت بن أحمد بن محمد الأفغاني الفرخ آبادي نواب مظفر جنك، ولد بفرخ آباد
سنة إحدى وسبعين ومائة وألف، ونشأ في مهد الإمارة، وقرأ العلم على الشيخ عبد الصمد العظمي
الديوي، ثم على ولده عبد الباقي بن عبد الصمد، وأخذ الخط عن قادر علي خان وخادم علي خان،
وبرع فيه، وولي الإمارة بفرخ آباد بعد والده سنة خمس وثمانين ومائة وألف، فساس الأمور، وأحسن
إلى الناس، وكان محباً لأهل العلم محسناً إليهم، يجالسهم ويذاكرهم في العلوم.
توفي لثمان خلون من ربيع الأول سنة إحدى عشرة ومائتين وألف، كما في تاريخ فرخ آباد.
الشيخ دوست محمد القندهاري
الشيخ الكبير دوست محمد القندهاري أحد كبار المشايخ النقشبندية، ولد سنة ست عشرة ومائتين
وألف، وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدرسية على أساتذة عصره، ثم لازم الشيخ أحمد سعيد بن أبي سعيد
العمري الدهلوي، وأخذ عنه الطريقة، وصحبه عدة سنين، حتى بلغ رتبة المشيخة، فاستخلفه الشيخ،(7/967)
فرجع إلى بلاده، وسكن بموسى زئ من أعمال ذيره إسماعيل خان، أخذ عنه الشيخ عثمان بن عبد
الله النقشبندي وخلق كثير من العلماء والمشايخ، وكان شيخاً جليل القدر، كبير المنزلة، حصل له
القبول العظيم، وتذكر له كشوف وكرامات.
توفي لليلتين خلتا من شوال سنة أربع وثمانين ومائتين وألف بقرية موسى زئ فدفن بها، كما في
الفوائد العثمانية.
مولانا دوست محمد اللكهنوي
الشيخ الفاضل دوست محمد بن ملا حسن بن غلام مصطفى الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء
الصالحين، ولد ونشأ بصفي بور، ودخل لكهنؤ في الثالث عشر من سنه، وقرأ العلم، وحفظ القرآن،
وسافر إلى الحجاز للحج والزيارة، فلما وصل إلى سورت قتله قطاع الطريق، فدخل في بشارة قوله
تعالى: " ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله".
وكان له ثلاثة أبناء كلهم علماء، أكبرهم غلام يحيى، كان صدر الصدور بمدينة بنارس وثانيهم غلام
محمد، كان صدر الصدور ببلدة باندا وثالثهم غلام زكريا، كان قاضياً ببلدة بنارس، كما في الأغصان
الأربعة.
حرف الذال
الشيخ ذاكر علي السنديلوي
الشيخ الفاضل ذاكر علي بن أكبر علي بن حمد الله بن شكر الله الصديقي السنديلوي أحد العلماء
المشهورين في بلاده، ولد ونشأ بسنديله، وقرأ العلم على والده، وعلى عمه حيدر علي بن حمد الله،
وغرق في الماء في شبابه، كما في تذكرة العلماء للناروي.
السيد ذاكر علي الجونبوري
الشيخ الفاضل ذاكر علي الحسيني الشيعي الجونبوري، كان من نسل المفتي أبي البقاء بن محمد
درويش الحسيني الواسطي، ولد ونشأ بجونبور، وقرأ بعض الكتب الدرسية على السيد محمد عسكري
الجونبوري، وأكثرها على عبد العلي ابن علي عظيم، ثم جعل معلماً لمستر ويلي سفير الإنكليز ببلدة
لكهنؤ، فخدمه مدة طويلة، ثم اعتزل عنه، ورجع إلى بلدته.
له ترجمة شرائع الإسلام بالفارسية، وله ذريعة المغفرة كتاب له في تفسير بعض آيات القرآن، وهو
أيضاً بالفارسي.
مات يوم الثلاثاء لسبع بقين من محرم سنة إحدى عشرة ومائتين وألف ببلدة جونبور، كما في تجلي
نور.
الحكيم ذكاء الله الأكبر آبادي
الشيخ الفاضل ذكاء الله بن إسحاق بن إسماعيل الأكبر آبادي الحكيم الحاذق، كان من العلماء
المبرزين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ بأكبر آباد، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم تقرب إلى دولت
راو سندهيا ملك كواليار فجعله طيباً خاصاً له، وله قرابادين ذكائي كتاب مشهور في الطب.
مات ليلة الجمعة لعشر بقين من شوال سنة تسع ومائتين وألف بأكبر آباد، فدفن بها، في مقبرة
الشيخ علاء الدين، كما في مهر جهانتاب.
الحكيم ذو الفقار علي الدهاكوي
الشيخ الفاضل ذو الفقار علي بن عبد الشافي الدهاكوي الحكيم كان من العلماء المبرزين في الفنون
الحكمية، ذكره عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه روز نامه.
مولانا ذو الفقار علي الديوي
الشيخ الفاضل العلامة ذو الفقار علي بن محبوب علي بن محمد رفيع بن شيخ الإسلام بن عبد
الباقي بن المفتي عبد السلام الأعظمي الديوي، كان من العلماء المبرزين في الفقه والأصول
والعربية، ولد ونشأ بديوه، وقرأ العلم على الشيخ أحمد حسين بن محمد رضا الأنصاري اللكهنوي،
والعلامة عبد(7/968)
العلي ابن نظام الدين السهالوي، ثم سافر إلى رائي بريلي ولازم الشيخ محمد عدل
النقشبندي البريلوي رحمه الله، وأخذ عنه الطريقة، وصحبه مدة، ودرس وأفاد ببلدة رائي بريلي، ثم
رجع وولي العدل والقضاء بمدينة لكهنؤ، وكان كثير الدرس والإفادة، أخذ عنه غير واحد من العلماء،
وله تعليقات على الكتب الدرسية.
القاضي ذو الفقار علي الحيدر آبادي
الشيخ الفقيه القاضي ذو الفقار علي بن القاضي يوسف الحنفي الشاهجهانبوري ثم الحيدر آبادي أحد
العلماء المشهورين، ولي القضاء بحيدر آباد بعد ما توفي والده سنة أربعين ومائتين وألف في أيام
سكندر جاه، واستقل به مدة حياته.
مات سنة ستين ومائتين وألف، كما في تزك محبوبي.
حرف الراء
مهاراجه رتن سنكه البريلوي
الأمير الفاضل رتن سنكه بن بالك رام البريلوي ثم اللكهنوي فخر الدولة دبير الملك مهاراجه بهادر
هوشيار جنك، كان من العلماء المبرزين في الهيئة والهندسة والإنشاء والشعر ومعرفة اللغات
المتنوعة، ووالده بالك رام كان من الهنادك الوثنيين، وكان ناظر المدافع بلكهنؤ في أيام آصف الدولة،
وأما رتن سنكه فإنه ولد ونشأ على مذهب جدوده، وقرأ العلم ونبغ في فنون شتى وفي اللغات العربية
والفارسية والتركية والإنكليزية وسنسكرت، فقربه إليه غازي الدين حيدر وولاه الإنشاء بدايوانه،
ولقبه منشي الملوك فاستقل به إلى أيام محمد علي شاه، ثم ولي الخراج، ولقبه محمد علي شاه
المذكور بفخر الدولة دبير الملك مهاراجه رتن سنكه بهادر هوشيار جنك المتلقب في الشعر بزخمي،
ثم لما حصحص عليه الحق رفض دين الآباء وأسلم سنة أربع وستين ومائتين وألف، وعاش بعد ذلك
ثلاث سنين.
وله مصنفات عديدة منها حدائق النجوم في مجلد ضخم في الهيئة، ومنها ديوان الشعر الفارسي، ومن
شعره قوله:
بخشد اكرم جان دم بسمل عجبي نيست آبي است وكر خنجر آن عهد شكن را
توفي سنة سبع وستين ومائتين وألف، كما في صبح كلشن.
مولانا رجب علي الجونبوري
الشيخ الفقيه رجب علي بن إمام بخش بن جار الله الحنفي الجونبوري أحد العلماء المذكرين، ولد
ونشأ بمدينة جونبور وقرأ الكتب الدرسية على الشيخ سخاوة علي الجونبوري وقدرة علي الردولوي
وأحمد علي الجرياكوتي، ثم أخذ الطريقة عن السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، ثم
تصدى للتذكير، وكان صالحاً، متين الديانة، كبير الشأن، سافر في آخر عمره، للحج والزيارة.
مات سنة ست وتسعين ومائتين وألف، كما في مفيد المفتي.
الحكيم رحم علي السكندري
الشيخ الفاضل العلامة رحم علي بن بهره مند بن نواب بردل خان السكندري ثم الفرخ آبادي الحكيم
المشهور، كان من الأفاضل المبرزين في المنطق والحكمة والطب والشعر، قرأ الكتب الدرسية على
الشيخ غلام نبي البريلوي والشيخ غلام حسين اللبكني، وأخذ الفنون الطبية عن الحكيم أيوب والمير
كوجك والشيخ عوض علي الحسيني، الذين كانوا من الأطباء المشهورين في عصره، رحل إلى فرخ
آباد ودرس بها مدة طويلة، أخذ عنه الحكيم شرف الدين السهاوري وخلق كثير.
ومن مصنفاته: بضاعة الأطباء وبدائع النوادر وبديع التجارب ومنتخب اللطائف وتذكرة(7/969)
الشعراء
ومصطلح الشعراء ومطلوب الطالب وخلاصة العلوم وله رسائل غير ما ذكرناها، ومن شعره قوله:
تاثير بخت تيره بس از مركك هم برفت جز دود نيست شعله شمع مزار ما
توفي سنة ست وعشرين ومائتين وألف، كما في تاريخ فرخ آباد.
المفتي رحمة علي الدهلوي
الشيخ الفقيه المفتي رحمة علي الحسيني الدهلوي أحد الفقهاء الحنفية، كان مفتياً بدار الملك دهلي،
لقبه بهادر شاه بسراج العلماء ضياء الفقهاء السيد رحمة علي خان بهادر، وكان حليماً متواضعاً،
حسن الأخلاق، حسن المحاضرة. كما في آثار الصناديد.
الشيخ رحمة الله الإله آبادي
الشيخ العالم الفقيه رحمة الله الحنفي الإله آبادي أحد العلماء المذكورين، كان مكفوف البصر،
مكشوف البصيرة، ويقتفي آثار السلف الصالح، ولا يتقيد برسوم المشايخ، ويذكر يوم الجمعة في
الجامع الكبير بمدينة إله آباد، وكان أفتى بحرمة الخروج على الإنكليز في أيام الثورة، مع تخويف
الثوار وترهيبهم له بالفتك والنهب، فكافأته الحكومة الإنكليزية بعد تسلطها على الهند بأربعة قرى
بناحية إله آباد فعاش في رفاهة، وتزوج بأربع نسوة.
مات سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف. كما في مهر جهانتاب.
الشيخ رحمة الله اللاجبوري
الشيخ الفاضل رحمة الله اللاجبوري السورتي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية،
كان يقرأ القرآن على سبع قراءات، ولم يكن في بلاده مثله في القراءة سافر للحج والزيارة، ورجع
إلى مدينة سورت فدرس وأفاد بها مدة طويلة، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار مرة ثانية، ورجع إلى
الهند فركب الفلك وغرق في الماء، وكان ذلك في سنة أربع وستين ومائتين وألف، كما في حقيقة
سورت.
مرزا رحيم الله العظيم آبادي
الشيخ الفاضل مرزا رحيم الله الشافعي العظيم آبادي المشهور بدرويش محمد، كان من كبار المشايخ
النقشبندية، أخذ الطريقة عن الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي، وسافر إلى بخارا ثم إلى العراق وبلاد
العرب، وساح البلاد، ولقي المشايخ، ووصل إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار، ورجع إلى ما وراء
النهر ودار البلاد ثم أقام بسبزوار.
وكان عالماً كبيراً، بارعاً في الفقه والأصول والحديث، صار شافعياً في آخر عمره، ومات بسبزوار
مقتولاً، وكان ذلك في سنة ستين ومائتين وألف، كما في خزينة الأصفياء.
مرزا رحيم الله البريلوي
الشيخ الفاضل مرزا رحيم الله الحنفي الرائي بريلوي، كان من طائقة المغول، ولد ونشأ ببلدة رائي
بريلي واشتغل بالعلم أياماً على أساتذة بلدته، ثم سافر إلى لكهنؤ، ولازم الشيخ تراب علي اللكهنوي،
وأخذ عنه، وبرع في العلوم كلها أصولاً وفروعاً، فدرس وأفتى مدة طويلة، وكان حسن الخط، جيد
الكتابة، قرأ عليه السيد الوالد شطراً من شرح الوقاية.
مات سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب.
مولانا رستم علي الرامبوري
الشيخ الفاضل رستم علي الحنفي الرامبوري أحد العلماء المشهورين في المنطق والحكمة، أخذ عن
العلامة عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي وعن غيره من العلماء، وله حاشية على مير زاهد رسالة.
مولانا رستم علي الدهلوي
الشيخ الفاضل رستم علي الحنفي الدهلوي الحكيم، كان من العلماء المبرزين في الهيئة والهندسة(7/970)
والطب، أخذ الفنون الرياضية عن خواجه فريد الدين الدهلوي، وأخذ الحديث عن الشيخ إسحاق بن
أفضل العمري الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز رحمه الله، ثم تقرب إلى بهادر شاه، فلقبه بمصلح
الدولة الحكيم رستم علي خان بهادر، كما في آثار الصناديد.
مولانا رستم علي السنبهلي
الشيخ الفاضل رستم علي بن طفيل علي الحسيني الرضوي السنبهلي أحد العلماء المبرزين في
الهيئة والنجوم، قرأ الكتب الدرسية، على المفتي بليغ العالم ابن صبيح العالم المرشد آبادي، ثم لازم
سرى دهر بندت البنارسي وأخذ عنه الزيج والنجوم وغير ذلك، وصنف كتاباً في الزيج في أيام
نصير الدين حيدر اللكهنوي ببلدة لكهنؤ، وسماه الزيج السليمان جاهي ولكنه لم يوفق لتكميله، فهذبه
بعد وفاته إمام الدين الدهلوي سنة 1273هـ، رأيته ببلدة لكهنؤ عند مرزا همايون قدر التيموري.
مات سنة اثنتين وستين ومائتين وألف.
نواب رشيد الدين الحيدر آبادي
الأمير الكبير رشيد الدين بن فخر الدين الفريدي العمري الحيدر آبادي نواب اقتدار الملك وقار
الأمراء بهادر، كان من الأمراء المعروفين بالفضل والكمال، ولد بحيدر آباد لثمان بقين من محرم
سنة ثلاثين ومائتين وألف، ونشأ في مهد الإمارة، وحصل الفضائل العلمية، وتقرب إلى صاحب
الدكن، فلقبه باقتدار الدولة بهادر جنك سنة ست وأربعين وزوجه بابنته سنة خمس وخمسين ولقبه
باقتدار الملك سنة ست وخمسين، وبوقار الأمراء سنة ثمانين، ونال منزلة والده سنة خمس وتسعين،
فلقب بالأمير الكبير شمس الأمراء.
كان باذلاً كريماً محباً لأهل العلم، محسناً إليهم، صنف له الحكيم غلام إمام الحيدر آبادي الرشيد
الدين خاني كتاباً بسيطاً في تاريخ دكن.
توفي لتسع عشرة خلون من محرم سنة تسع وتسعين ومائتين وألف بحيدر آباد، كما في تزك
محبوبي.
الشيخ رشيد الدين الكجراتي
الشيخ الفاضل رشيد الدين بن ركن الدين بن حسام الدين بن ركن الدين العمري الكجراتي أحد
المشايخ الجشتية، ولد بمدينة أحمد آباد لست خلون من رجب سنة ثمان وستين ومائة وألف، وقرأ
العلم على والده وعلى غيره من العلماء، بكجرات، ثم لازم أباه وأخذ عنه الطريقة وأخذ عن جده
وبرع وفاق أقرانه في العلم والمعرفة.
له مصنفات كثيرة منها: شرح المثنوي المعنوي وشرح فصوص الحكم وشرح اللوائح ومنها ربيع
المعارج والعروة الوثقى ومخبر الأولياء وله غير ذلك، قيل: إن مصنفاته تقارب مائة وخمسين كتاباً،
والله أعلم.
مات لليلتين خلتا من رجب سنة اثنتين وأربعين ومائتين وألف بأحمد آباد فدفن بها، كما في محبوب
ذي المنن.
مولانا رشيد الدين الدهلوي
الشيخ الفاضل العلامة رشيد الدين بن أمين الدين بن وحيد الدين بن عبد السلام الكشميري ثم
الدهلوي العالم المشهور بسلامة الأفكار، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ بعض الكتب الدرسية على المفتي
علي كبير البنارسي وأكثرها على العلامة رفيع الدين بن ولي الله العمري الدهلوي واستفاد عن الشيخ
عبد القادر وصنوه عبد العزيز، ولازم الثلاثة ملازمة طويلة، حتى صار علماً مفرداً في العلم معقولاً
ومنقولاً، وانتهت إليه رئاسة التدريس بمدينة دهلي، قال محسن ابن يحيى الترهتي في البانع الجني:
إنه كان فاضلاً جامعاً بين كثير من العلوم، أتقن مها جملاً مستكثرات، وكان حسن العبارة دأبه الذب
عن حمى السنة والجماعة والنكاية في الرافضة المشائيم، صنف في الرد عليهم ما يعظم موقعه عند
الجدليين من أهل النظر نجاره كشميري والكشمير طائفة من الهند الأصلية سموا باسم أرضهم التي
يجلب منها الزعافر والشيلان الكشميرية، انتهى.
ومن مصنفاته: الشوكة العمرية والصولة(7/971)
الغضنفرية في مبحث متعة النكاح، ومنها إيضاح لطافة
المقال في تفصيل الجواب بالإفصاح عن شرافة الآل وتفضيل الأصحاب كتاب في الرد على رسالة
صنفها سبحان علي خان اللكهنوي في لزوم أفضلية أولاد الشيخين على أولاد فاطمة رضي الله عنها
على مذهب أهل السنة والجماعة، ومنها إعانة الموحدين وإهانة الملحدين في الرد على رسالة رام
موهن رائي الكلكتوي الذي رفض دين الهنادك فأسس ديناً جديداً وسماه برهمو سماج.
توفي سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف وله ستون سنة.
مولانا رشيد النبي الرامبوري
الشيخ الفاضل رشيد النبي بن حبيب النبي بن ضياء النبي العمري الرامبوري أحد العلماء
المشهورين، كان من ذرية الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي: إمام الطريقة المجددية، ولي
التدريس في المدرسة العالية بكلكته فدرس وأفاد بها مدة طويلة، وله شرح على المعلقات السبع صنفه
سنة أربع وستين ومائتين وألف بكلكته، وله أبيات كثيرة بالفارسية.
مات سنة أربع وسبعين ومائتين، وألف، كما في روز روشن.
الشيخ رضا بن محمد الكشميري
الشيخ العالم الفقيه رضا بن محمد بن مصطفى الكشميري أبو حمزة كان من أكابر الفقهاء الحنفية،
أخذ عن والده وعميه، وتفقه على جده لأمه نعمة الله بن الأشرف، وأخذ الحديث عنه ثم درس وأفاد،
وكان شديد التواضع، حليماً رؤفاً، يبتدئ بالسلام كل من لاقاه صغيراً كان أو كبيراً.
مات في شعبان سنة ست وسبعين ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية.
الشيخ رضا حسن الكاكوروي
الشيخ الفاضل رضا حسن بن أمير حسن الكاكوروي أحد العلماء المشهورين من ذرية الشيخ نظام
الدين العلوي، ولد يوم الخميس لثلاث عشرة من ذي القعدة سنة ست وأربعين ومائتين وألف، واشتغل
بالعلم على أساتذة عصره، وقرأ فاتحة الفراغ، وله ثماني عشرة سنة، ودرس وصنف دون العشرين،
له أنموذج الكمال قصيدة على وزن البردة وله شرح عليها صنفه سنة خمس وستين وله تسع عشرة
سنة، وله مطارح الأذكياء في حل المسائل العويصة في بعض العلوم.
ومن مصنفاته: نفحة الهند وريحانة الرند في مجلدين: المجلد الأول منهما في شرح لامية العجم وهو
ملخص من شرح صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي، والمجلد الثاني يشتمل على خمسة أبواب:
الأول في الحكايات اللطيفة والثاني في لطائف الأشعار والثالث في تلخيص سبحة المرجان والرابع
في تلخيص سلافة العصر والخامس في الرسائل البديعة.
السيد رضا حسين النونهروي
الشيخ الفاضل رضا حسين بن الحسين بن رمضان الحسيني النونهروي أحد علماء الشيعة، ولد
ونشأ بنونهره، قرية جامعة من أعمال غازيبور وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدرسية على الشيخ نذير
علي الحنفي الفتحبوري، ثم تفقه على السيد محمد تقي بن الحسين الشيعي اللكهنوي، وصرف شطراً
من عمره في التدريس.
مات سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء.
الشيخ رضا علي البريلوي
الشيخ الفاضل رضا علي بن كاظم علي بن أعظم شاه بن سعادة يار الأفغاني البريلوي، كان من
طائفة بريج وهم قوم أفغانيون، دخل الهند أحد أسلافه فنال رتبة في العسكرية، فسكن ببلدة بريلي
وولد بها رضا علي المترجم له، ونشأ وسافر للعلم إلى مدينة طوك فلازم القاضي خليل الرحمن
الرامبوري، وقرأ عليه الكتب الدرسية، ثم رجع إلى بلدته، وتصدر للتدريس، أخذ عنه ولده نقي
علي.(7/972)
مات لليلتين خلتا من جمادي الأولى سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء
للناروي.
المفتي رضي الدين الكاكوروي
الشيخ الفاضل المفتي رضي الدين بن القاضي عليم الدين بن القاضي نجم الدين الكاكوروي، أحد
الفقهاء الحنفية، ولد في سنة ست عشرة ومائتين وألف بكاكوري، ونشأ بها، وقرأ العلم على والده
وعلى الشيخ فضل الله العثماني النيوتيني، ثم أخذ الحديث عن عم والده الشيخ أمين الدين المحدث
وعن الشيخ إسحاق بن أفضل العمري الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز، وأخذ الطريقة عن الشيخ
أمين الدين المذكور، وولي الإفتاء بمدينة دهلي، ثم انتقل منها إلى غيرها من البلاد.
مات لإحدى عشرة بقين من ربيع الثاني سنة أربع وسبعين ومائتين وألف بكاكوري، كما في مجمع
العلماء.
الشيخ رضي الدين الإله آبادي
الشيخ الفاضل رضي الدين بن فرحة الله بن عبد الرحمن بن عبد الرسول العثماني الأميتهوي ثم
الإله آبادي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، ولد ونشأ بمدينة إله آباد وقرأ العلم على عمه
العلامة بركة بن عبد الرحمن الإله آبادي ولازمه مدة من الزمان، ثم تصدر للتدريس ببلدته، أخذ عنه
خلق كثير.
الحكيم رضي الدين الأمروهوي
الشيخ الفاضل رضي الدين بن قوام الدين بن أعظم الدين الشيعي الأمروهوي الطبيب الحاذق، كان
من نسل الشيخ سماء الدين الدهلوي، ولد ونشأ بأمروهه، وقرأ العلم على أساتذة أمروهه ودهلي، ثم
تطبب على والده ونال خمسمائة لنفسه منصباً في أيام أحمد شاه بن محمد شاه الدهلوي، فأقام بدهلي
زماناً ثم قدم لكهنؤ، وتقرب إلى آصف الدولة، فجعل له خمسمائة ربية راتباً شهرياً، فخدمه مدة
حياته، وله مصنفات منها: الرضية حاشية على شرح الأسباب للنفيس، وله الجامع الرضي في
المعالجات، كلاهما بالعربية، وله الرسالة الجماعية.
مات في سلخ رمضان سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف بالفالج ببلدة أمروهه، كما في شمس
التواريخ.
الشيخ رفيع الدين القندهاري
الشيخ العالم المحدث رفيع الدين بن شمس الدين بن تاج الدين الحنفي النقشبندي القندهاري الدكني
أحد العلماء المشهورين في الهند، ولد يوم الخميس لإحدى عشرة بقين من جمادي الآخرة سنة أربع
وستين ومائة وألف بقندهار قرية من أعمال ناندير من بلاد الدكن، وسافر للعلم إلى أورنكك آباد
فلازم الشيخ قمر الدين الحسيني الأورنكك آبادي، وقرأ عليه الكتب الدرسية وعلى ابنه السيد نور
الهدى وعلى السيد غلام نور الأورنك آبادي، وسافر إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار، وأخذ
الحديث عن الشيخ محمد بن عبد الله المغربي وعن غيره من المحدثين، ورجع إلى الهند، وأخذ
الطريقة عن الشيخ رحمة الله النقشبندي، ولازمه مدة، ثم تصدر للارشاد، أخذ عنه خلق كثير من
العلماء والمشايخ، وانتهت إليه المشيخة بإقليم دكن، وله رسالة مختصرة بالفارسية في السلوك.
توفي سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب.
نواب رفيع الدين الحيدر آبادي
الأمير الفاضل رفيع الدين بن فخر الدين الفريدي العمري الحيدر آبادي الأمير الكبير عمدة الملك
نواب شمس الأمراء بهادر، كان من الأمراء المعروفين بالفضل والكمال، ولد ونشأ بحيدر آباد، وقرأ
العلم على أساتذة عصره، ومهر في الفنون الرياضية، له رفيع البصر رسالة في المناظر، صنفها سنة
1250هـ، وله رفيع الصنعة في الأصطرلاب، وكان سبط آصف جاه جاه صاحب دكن.
مات سنة أربع وتسعين ومائتين وألف.(7/973)
الشيخ رفيع الدين المراد آبادي
الشيخ العالم الكبير رفيع الدين بن فريد الدين بن عظمة الله بن عصمة الله ابن القاضي عبد القادر
العمري اللكهنوي ثم المراد آبادي أحد العلماء المشهورين، ولد بمراد آباد سنة أربع وثلاثين ومائة
وألف، وأخذ العلم عن أساتذة بلدته، ثم سافر إلى دهلي، وأخذ عن الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم
الدهلوي، ولازمه مدة ثم رجع إلى بلدته، ودرس وأفاد بها مدة من الزمان، ثم سافر إلى الحرمين
الشريفين سنة إحدى ومائتين وألف، وأدرك الشيخ خير الدين المحدث السورتي بمدينة سورت فقرأ
عليه صحيح البخاري وأسند عنه، ثم ركب سفينة الرسول مركباً كان للشيخ ولي الله بن غلام محمد
البرهانبوري ومعه الشيخ ولي الله أيضاً، فأوصله الله سبحانه إلى الحجاز فحج وزار، وأدرك المشايخ
واستفاض منهم فيوضاً كثيرة، وعاد إلى الهند سنة ثلاث ومائتين وألف وصنف كتاباً في أخبار
الحرمين الشريفين ورحلته إلى الحجاز.
وله مصنفات أخرى منها: قصر الآمال بذكر الحال والمآل وسلو الكئيب بذكر الحبيب وشرح
الأربعين النووية وكنز الحساب وتذكرة المشايخ وتذكرة الملوك وتاريخ الأفاغنة وكتاب الأذكار
وترجمة عين العلم وشرح غنية الطالبين وله الافادات العزيزية جمع فيه ما كتب إليه الشيخ عبد
العزيز بن ولي الله الدهلوي من الفوائد الغربية من باب التفسير.
مات لخمس عشرة بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف وله تسع وثمانون سنة،
كما في رسالة مفردة ألفوها في سيرته.
الشيخ رفيع الدين الدهلوي
الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة رفيع الدين عبد الوهاب بن ولي الله ابن عبد الرحيم العمري
الدهلوي المحدث المتكلم الأصولي الحجة الرحلة فريد عصره ونادرة دهره، ولد بمدينة دهلي، ونشأ
بها، واشتغل بالعلم على صنوه عبد العزيز وقرأ عليه ولازمه مدة، وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد
عاشق بن عبيد الله البهلتي، وبرع في العلم، وأفتى ودرس وله نحو العشرين، وصنف التصانيف،
وصار من أكابر العلماء في حياة أخيه المذكور، وقام مقامه في التدريس بعد ما أصيبت عيناه، فازدحم
عليه الناس، وتلقى كل أحد من تلك اللطائف على قدر الاستعداد، واعترف بفضله علماء الآفاق
وسارت بمصنفاته الرفاق.
قال صنوه عبد العزيز فيما كتب إلى الشيخ أحمد بن محمد الشرواني: هذا، وإن الأخ الفذ البذ
المتخلق من طيب الخلال بما طاب ولذ الذي هو شقيقي في النسب ولحيقي فيما يظن بي الكرام من
فنون العلم وشجون الأدب، وهو تلوي في السن، وصنوي في الصناعة والفن، قد رباه الله بمنح
ألطافه على يدي، ومن بتكميله علي، لما زارني من مقامه بعد ما اغترب شطراً من أيامه، أتحفني
برسالة وجيزة، بل جوهرة عزيزة، تحتوي على نكت مخترعة، هو أبو بجدتها، وتنطوي على فقر
مفترعة لم يسبق إلى أسوتها، مسوقة لتفسير كلام الله المجيد في آية النور، وكشف القناع عن وجوه
تلك المعاني المقصورات من الإعجاز في القصور، ولعمري لقد أتى في هذا الباب بالعجب العجاب،
وميز القشر عن اللباب، ونور مصابيح زجاجات القلوب وروح الأرواح ببديع الأسلوب، انتهى.
وقال محسن بن يحيى الترهتي في اليانع الجني: وكانت له خبرة تامة بغير هذه العلوم أيضاً من
علوم الأوائل، وهذا قلما يتفق مثله لأهل العلم، وله مؤلفات جيدة مرصفات، رأيت بعضها فرأيت
يكثر في ماله من المتون المهذبة في نفائس الفنون، من رموز خفية، يعسر الاطلاع عليها، ويجمع
مسائل كثيرة في كلمات يسيرة، وفي ذلك دلالة واضحة على تعمقه في العلوم ودقة فهمه بين الفهوم،
وكتابه دمغ الباطل في بعض المسائل الغامضة من علم الحقائق معروف، أثنى عليه أهلها، وله
مختصر جامع بين فيه سريان الحب في الأشياء كلها، وأوضح للناس أطواره يسمى أسرار المحبة
قلما اتفق مثله لغيره، ممن تكلم عليها، ولا أعرف من سبقه إلى ذلك إلا رجلان من الفلاسفة أبو
النصر الفارابي وأبو علي بن سينا علي ما يفهم من كلام النصير الطوسي في بعض كتبه، انتهى.
وله مصنفات غير ما ذكرها الشيخ محسن وهي: رسالة في العروض ورسالة في مقدمة العلم ورسالة(7/974)
في التاريخ ورسالة في إثبات شق القمر وإبطال البراهين الحكمية على أصول الحكماء، ورسالة في
تحقيق الألوان، ورسالة في آثار القيامة، ورسالة في الحجاب، ورسالة في برهان التمانع، ورسالة في
عقد الأنامل، ورسالة في شرح أربعين كافات، ورسالة في المنطق، ورسالة في الأمور العامة،
وحاشية على مير زاهد رسالة، ومن مصنفاته تكميل الصناعة كتاب عجيب، قلما اتفق مثله لغيره،
وله غير ذلك من المؤلفات الجيدة، وله تخميس على بعض القصائد لوالده.
ومن شعره قوله:
يا أحمد المختار يا زين الورى يا خاتماً للرسل ما أعلاكا
يا كاشف الضراء من مستنجد يا منجياً في الحشر من والاكا
هل كان غيرك في الأنام من استوى فوق البراق وجاوز الأفلاكا
واستمسك الروح الأمين ركابه في سيره واستخدم الملاكا
عرضت لك الدنيا وداعو ملة نسخت ببعثك طامعين رداكا
فرددتهم في خيبة عن قصدهم الله صانك عنهم ووقاكا
واخترت من لبن وخمر فطرة ال إسلام بالهدى إليه هداكا
قعدت لك الرسل الكرام ترقباً فعلوت مغبوطاً لهم مسراكا
وأممتهم في القدس بعد تجاوز منهم بأمر الله إذ ولاكا
وبكى الكليم لما رآك علوته ومنافسوك يحق لهم ذاكا
وتزينت حور الجنان بشاشة بك سيدي شوقاً إلى لقياكا
وتبشش العرش العظيم لاثماً رجليك نال الفضل إذ آواكا
خلفت روح القدس عند السد رة القصوى يخاف من الجلال هلاكا
أدناك ربك في منازل قربه جلى لك الأكوان ثم حواكا
وأتم نعمته عليك فلم تسل أن تؤثر الإنفاق والإمساكا
ألقى إليك كنوز أسرار سمت من حيطة الأفهام إذ ناجاكا
وسألت فينا العفو منه شفاعة فأجاب ربك قد وهبت مناكا
حتى إذا تم الدنو تسترت منك الهوية في سنا مولاكا
فرأيته جهراً بعيني نوره ما كان إلا الله في مجلاكا
فكساكا نوراً من أشعة ذاته أفناك عنك إذا به ألقاكا
فلك المناصب والسيادة للورى وخلافة الرحمن يا بشراكا
جعلت لك الأقدار والأنوار وال جنات والنيران مرآكا
أعطاك تخفيفاً وتيسيراً إلى دين قويم محكم لقواكا
وسواه من نعم جسام ما لها عد وحد ينتهي أولاكا
فرجعت مسروراً بها في لمحة وجميع خلق الله قد هناكا
أجريت دين الله بعد بضربة ومحوت رأس الجهل والإشراكا
فلقد أتيتك سيدي مستجدياً من سيبك المدرار حسن ولاكا(7/975)
يا ليتني قد فزت منك بنظرة في بدر وجه نور الأفلاكا
صلى عليك الله خير صلاته والمالئون صدورهم بهواكا
وعلى صحابتك الكرام وآلك ال أطهار ما طاف السما بحماكا
وله قصيدة بليغة تدل على علو كعبه في العلوم الفلسفية واقتداره على العربية، عارض بها قصيدة
الشيخ الرئيس أبي علي ابن سينا العينية التي تعرف بقصيدة الروح، ومطلعها:
هبطت إليك من المحل الأرفع ورقاء ذات تعزز وتمنع
فأجاب عنها بقصيدة أولها:
عجباً لشيخ فيلسوف ألمعي خفيت بعينيه منارة مشرع
توفي رحمه الله في حياة صنوه الكبير عبد العزيز لست ليال خلون من شوال سنة ثلاث وثلاثين
ومائتين وألف بمدينة دهلي فدفن بها خارج البلدة عند أبيه وجده.
القاضي ركن الدين الكرانوي
الشيخ الفاضل ركن الدين بن محمد أحمد بن خليل الرحمن الأنصاري الكرانوي أحد العلماء
المشهورين، ولد ونشأ بفتحبور وسافر في صغر سنه إلى كرانه بكسر الكاف وقرأ النحو والصرف
وبعض رسائل المنطق على عمه القاضي نور الحق ثم سار إلى دارا نكر وقرأ بعض الكتب الدرسية
على الشيخ سالم بن الكمال الأنصاري الفتحبوري ثم سافر إلى دهلي وقرأ كبار الكتب الدرسية على
الشيخ حسن بن غلام مصطفى اللكهنوي ثم عاد إلى كرانه وولي القضاء بها مقام أبيه القاضي محمد
أحمد، واستقل به ثلاثين سنة، له رسالة في المواريث، ورسالة في الرد على الشيعة.
مات لإثنتي عشرة خلون من ذي الحجة سنة ثمان وعشرين ومائتين وألف، كما في أغصان
الأنساب.
السيد رمضان علي النونهروي
الشيخ الفاضل رمضان علي بن نجف علي الحسيني النونهروي أحد علماء الشيعة، ولد ونشأ
بنونهره قرية جامعة من أعمال غازي بور وسافر للعلم، وقرأ على والده وعلى غيره من العلماء.
مات سنة أربع وسبعين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء.
مولانا روح الفياض الإله آبادي
الشيخ الفاضل روح الفياض الحنفي المؤي الإله آبادي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول،
ولي التدريس في مدرسة الشيخ أجمل بمدينة إله آباد فدرس وأفاد بها مدة عمره، وكان شاعراً مجيد
الشعر.
مات سنة اثنتين وخمسين ومائتين وألف، كما في روز روشن.
الشيخ روح الله المدراسي
الشيخ الفاضل روح الله بن نور الله النقشبندي المدراسي الخطاط، ولد بمدراس سنة ثلاثين ومائتين
وألف، وقرأ العلم على الشيخ حسن علي الماهلي الجونبوري والشيخ محيي الدين المدراسي مؤلف
تحقيق القوانين وعلى غيرهما من العلماء، وبرع وفاق أقرانه في العروض والبلاغة والبديع والنجوم
والرمل والتكسير والشعر، وأخذ الخط عن والده، ولازمه مدة، وأخذ الطريقة عنه، واستفاض عن
خاله السيد علي محمد الويلوري، له أبيات رائقة بالفارسية، كما في مهر جهانتاب.(7/976)
مولانا روح الله اللاهوري
الشيخ الفاضل روح الله الحنفي اللاهوري أحد العلماء الصالحين، ولد سنة إحدى وسبعين ومائة
وألف، وقرأ العلم على الشيخ سليم اللاهوري، وبرع فيه، وتصدر للتدريس، وانتهت إليه الإمامة في
العلم والعمل، وسافر إلى الحرمين الشريفين في آخر عمره فحج وزار، وحفظ القرآن في رمضان
بمكة المباركة، ورجع إلى الهند.
فمات في اليمن الميمون، وكان ذلك في سنة أربع وأربعين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء
للناروي.
مولانا روشن علي الجونبوري
الشيخ الفاضل روشن علي بن نذر علي الحنفي الجونبوري أحد العلماء المبرزين في الفنون
الرياضية، ولد ونشأ بمدينة جونبور وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم ولي التدريس في المدرسة
العالية بكلكته، فقرأ عليه خلق كثير من العلماء، وله مصنفات عديدة منها: رسالة في الجبر والمقابلة،
ومنها شرح بسيط على خلاصة الحساب للعاملي، ومنها شرح على مقامات الحريري ومنها شرح
على كافية ابن الحاجب أكثرها بالفارسي، وله غير ذلك من الرسائل، وكان جد الشيخ سخاوة علي
الجونبوري من جهة الأم، كما في تجلى نور.
الشيخ رؤف أحمد الرامبوري
الشيخ الفاضل رؤف أحمد بن شعور أحمد بن محمد شرف بن رضي الدين العمري الرامبوري أحد
عباد الله الصالحين، كان من ذرية الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية، ولد
ونشأ بمدينة رامبور وقرأ العلم على المفتي شرف الدين، وعلى غيره من الأساتذة، ثم أخذ الطريقة
عن الشيخ دركاهي رحمه الله، وتصدر للارشاد مدة من الزمان، ثم ترك المشيخة وسافر إلى دهلي،
ولازم الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي وأخذ عنه، ثم سار إلى بهوبال ورزق حسن القبول.
له تفسير على القرآن الكريم بالهندية في مجلدين، وله در المعارف جمع فيه ملفوظات شيخه غلام
علي، وله رسالة في الأذكار والأشغال، وله غير ذلك من الرسائل.
مات سنة تسع وأربعين ومائتين وألف.
المفتي رياض الدين الكاكوروي
الشيخ الفاضل المفتي رياض الدين بن القاضي عليم الدين بن القاضي نجم الدين الكاكوروي أحد
العلماء المعروفين بالفضل والصلاح، ولد في سنة تسع وعشرين ومائتين وألف، وحفظ القرآن، وقرأ
العلم على والده وعلى الشيخ فضل الله العثماني النيوتيني، وأسند الحديث عن الشيخ حسين أحمد
المليح آبادي والمرزا حسن علي اللكهنوي والشيخ نور الحسن بن أبي الحسن الكاندهلوي وعم أبيه
الشيخ حميد الدين الكاكوروي، وأخذ الطريقة عن الشيخ حميد الدين المذكور، ثم درس وأفاد زماناً
طويلاً، وكان قوي الحفظ، مفرط الذكاء، استقدمه نواب كلب علي خان الرامبوري وولاه الإفتاء
برامبور، فاستقل به مدة، ثم ذهب إلى حيدر آباد، ولبث بها مدة يسيرة.
مات غرة صفر سنة خمس وتسعين ومائتين وألف بحيدر آباد، كما في مجمع العلماء.
الشيخ رياض مصطفى الكالبوي
الشيخ الفاضل رياض مصطفى بن علي أحمد بن خيرات علي الحسيني الكالبوي أحد العلماء
الصالحين، كان من نسل الشيخ محمد بن أبي سعيد الحسيني الترمذي، ولد ونشأ ببلدة كالبي وسافر
للعلم، وقرأ على أساتذة عصره، ثم درس وأفاد مدة ببلدته.
مات سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف، كما في التقصار.(7/977)
حرف الزاي
مولانا زبير الرامبوري
الشيخ الفاضل زبير بن أبي زبير الأفغاني الرامبوري أحد الفقهاء الحنفية، كان معدوم النظير في
زمانه في استخراج المسائل الجزئية، ذكره عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه روز نامه.
مولانا زكريا بن حيدر الطوكي
الشيخ الفاضل زكريا بن حيدر علي الحسيني البخاري الطوكي أحد العلماء الصالحين، حفظ القرآن،
وقرأ العلم على والده وتطبب عليه، ولازمه ملازمة طويلة، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحج
وزار، ورجع إلى الهند.
مات في شبابه وكان صالحاً عفيفاً متعبداً.
السيد زين العابدين الطوكي
السيد الشريف زين العابدين بن أحمد علي بن عبد السبحان الحسني البريلوي ثم الطوكي أحد
الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ في مهد العلم والمشيخة، وأخذ عن غير واحد من
العلماء، ثم سافر إلى طوك فأكرمه وزير الدولة أمير تلك الناحية، واغتنم قدومه فناب عنه في الحكم.
وكان غاية في الزهد والصلاح والعفة والديانة، حسن السمت والدل والهدى، كثير الصمت، شديد
التعبد، عميم الاحسان، وكان عجباً في إيصال النفع إلى الناس، فكل من دخل في طوك تعرف السيد
أخباره وأحواله بغير أن يطلعه عليها أحد، ثم يعرض على الأمير حاجته، ويجتهد فيه إن لقيه ذلك
الرجل، أو لم يلقه فإن لقيه فلا يكلمه في ذلك الأمر أبداً.
توفي لسبع بقين من رجب سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف وله إحدى وستون سنة، كما في سيرة
علمية.
القاضي زين العابدين اليماني
الشيخ العالم الكبير العلامة زين العابدين بن محسن بن محمد بن مهدي بن محمد بن أبي بكر
الأنصاري الخزرجي السعدي اليماني أحد العلماء المشهورين في أرض الهند، ولد ونشأ ببلدة حديدة
بضم الحاء المهملة بلدة من أرض اليمن، وقرأ العلم على أخويه الشيخ حسين والشيخ محمد، ثم ذهب
إلى مراوعة وأخذ عن السيد حسن بن عبد الباري الأهدل، وصحبه مدة مديدة، ولازم حلقة تدريسه،
فشارك في كثير من العلوم، ونجب في الفقه والنحو، وفتح الله عليه فتحاً مبيناً، ولم يزل مكباً على
المطالعة ليله ونهاره ليس همته إلا ذلك، حتى برع ونجب وصار علماً من أعلام العلماء الثابتين
المتمكنين، فاستصحبه الوزير جمال الدين الهندي، حين سافر للحج، ووفد عليه في بلدة حديدة وله
تسع عشرة سنة: فجاء به إلى بلدة بهوبال وزوجه بابنة ختنه خير الدين، وولاه نيابة القضاء، فاستقام
عليه مدة، ثم جعله قاضياً ببلدة بهوبال وقد وفد عليه السيد صديق بن حسن بن علي الحسيني
البخاري القنوجي في ذلك الزمان، وحصلت الموافقة بينهما، فقرأ القنوجي عليه الصحاح الست وقرأ
اليماني عليه الرسائل الفارسية في الإنشاء والترسل ثم من الله سبحانه علي القنوجي بغزير المال
والقضاء النافذ في بهوبال، فعزله عن القضاء فما عاش بعده صاحب الترجمة إلا سنتين.
وكان عالماً كبيراً، بارعاً في النحو واللغة والإنشاء، مشاركاً في فنون أخر من الفقه والحديث، له
شرح المناسك ومجموع الفتاوي ورسائل في فنون شتى.
مات لليلتين خلتا من ربيع الأول سنة سبع وتسعين ومائتين وألف ببلدة بهوبال فدفن بها.
السيد زين العابدين الإله آبادي
الشيخ الفاضل زين العابدين الحسيني الكاظمي الكروي ثم الإله آبادي أحد كبار العلماء، ولد ونشأ
ببلدة كره وسافر للعلم، فقرأ على أكابر عصره، وبرز في الفضائل، وتأهل للفتوى والتدريس، ثم
سكن بإله آباد مدرساً مفيداً، أخذ عنه غلام أعظم بن أبي المعالي العباسي الإله آبادي وخلق آخرون.(7/978)
حرف السين
نواب سبحان علي اللكهنوي
الأمير الفاضل سبحان علي الشيعي الأخباري القائني البريلوي نواب سبحان علي خان، كان من
طائفة كنبو، تقرب إلى ملوك أوده ونال منزلة جسيمة ببلدة لكهنؤ، وكان مع اشتغاله بمهمات الأمور
يشتغل بالبحث والتنقير والمناظرة بأهل السنة والجماعة وبالشيعة الأصولية، له مصنفات عديدة منها:
الباقيات الصالحات ومنها شمس الضحى.
مات سنة أربع وستين ومائتين وألف.
السيد سجاد علي الجائسي
الشيخ الفاضل سجاد علي الحسيني الشيعي الجائسي البريلوي أحد العلماء المبرزين في الفقه
والأصول، ولد ونشأ ببلدة جائس وقرأ العلم على السيد دلدار علي بن محمد معين النصير آبادي
وتفقه عليه، وترجم المقدمات السبع من عماد الإسلام للسيد دلدار علي المذكور، وكانت له يد بيضاء
في الإنشاء والشعر، كما في تذكرة العلماء.
مولانا سخاوة علي الجونبوري
الشيخ العالم الكبير المحدث سخاوة علي بن رعاية علي بن درويش علي بن نذر علي العمري
الجونبوري أحد العلماء المشهورين، ولد سنة خمس وعشرين ومائتين وألف، وقرأ الرسائل
المختصرة على الشيخ قدرة علي الردولوي، وقرأ بعض المتوسطات على الشيخ أحمد الله الأنامي،
وبعضها على الشيخ أحمد علي الجرياكوتي، والمطولات على الشيخ إسماعيل بن عبد الغني
الدهلوي، والشيخ عبد الحي بن هبة الله البرهانوي، وأخذ الطريقة عن السيد الامام أحمد بن عرفان
الشهيد البريلوي ولازمه برهة من الزمان، ثم رجع إلى جونبور ونزع الجامع الكبير عن أيدي
الشيعة، وأقام فيه الجمعة والجماعة، وعمره بالمدرسة القرآنية، ثم سار إلى باندا ودرس بها سنتين ثم
عاد إلى جونبور ولبث بها زماناً، ثم سار إلى الحرمين الشريفين مع خاله المفتي محمد غوث
الجونبوري سنة أربع وستين ومائتين وألف، فحج وزار، ورجع إلى الهند، ودرس وأفاد بها مدة، ثم
هاجر إلى مكة المباركة مع عياله سنة اثنتين وسبعين وتوفي بها.
وكان عالماً محدثاً فقيهاً زاهداً، جمع العلم والعمل والورع وقيام الليل والسداد في الرواية وقلة الكلام
فيما لا يعنيه وقلة الخلاف على أصحابه، انتفع به وبدروسه خلق كثير من أهل الهند.
ومن مصنفاته: القويم في أحاديث النبي الكريم والأسلم في المنطق، ورسالة في الناسخ والمنسوخ،
ورسالة في معرفة أوقات الصلاة، ورسالة في الهيئة، ورسائل عديدة في الفقه والسلوك.
مات لست خلون من شوال سنة أربع وسبعين ومائتين وألف بمكة المباركة، كما في تجلى نور.
المفتي سخاوة علي البنارسي
الشيخ الفاضل سخاوة علي بن المفتي إبراهيم بن عمر الحنفي البنارسي أحد العلماء الصالحين، ولد
سنة تسع عشرة ومائتين وألف، وقرأ العلم على والده بمدينة لكهنؤ، وولي الإفتاء بمدينة بهرائج
فاستقل به زماناً، ثم رجع إلى بنارس وعكف على الدرس والإفادة.
مات لليلة بقيت من جمادي الآخرة سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف، كما في حياة سابق.
مولانا سديد الدين الدهلوي
الشيخ العالم الكبير سديد الدين بن رشيد الدين بن أمين الدين الحنفي الدهلوي أحد العلماء البارعين
في المنطق والحكمة، ولد ونشأ بمدينة دهلي، وقرأ بعض الكتب الدرسية على والده وأكثرها على
الشيخ مملوك العلي النانوتوي، ثم درس وأفاد مدة طويلة بدهلي، ثم دخل رامبور فأكرمه نواب كلب
علي خان، ورتب له معاشاً فطابت له الإقامة بتلك البلدة.
مولانا سديد الشاهجهانبوري
الشيخ الفاضل سديد الدين بن طاهر الحسيني الشاهجهانبوري أحد العلماء المبرزين في العلوم
الحكمية، ولد ونشأ بمدينة شاهجهانبور وقرأ العلم(7/979)
على أساتذة عصره، ثم تقرب إلى ملوك أوده وجعله
شجاع الدولة معلماً لولده سعادة علي خان، فلما تولى المملكة سعادة علي المذكور نال منه منزلة
جسيمة، وكان من الأفاضل المشار إليهم في الذكاء والفطنة والتبحر في العلوم والعقل والدهاء.
الشيخ سراج أحمد الخورجوي
الشيخ العالم الصالح سراج أحمد بن محمد فارغ الخورجوي أحد الرجال المعروفين بالفضل
والصلاح، ولد ونشأ بخورجه، ثم دخل دهلي، وأخذ العلم والطريقة عن الشيخ عبد العزيز بن ولي
الله الدهلوي وإخوته، ثم رجع إلى بلدته، وكان بحراً زاخراً في العلوم لا سيما الطب والتفسير
والحديث، وكان حياً سنة 1291هـ، كما في مقالات الطريقة.
مولانا سراج أحمد الرامبوري
الشيخ العالم المحدث سراج أحمد بن مرشد بن أرشد بن فرخ بن سعيد بن أحمد بن عبد الأحد
العمري السرهندي ثم الرامبوري، كان من كبار العلماء، ولد بسرهند لسبع عشرة خلون من شعبان
سنة ست وسبعين ومائتين وألف، ونشأ في مهد أبيه وانتفع بعلومه، له شرح على صحيح مسلم
وشرح على جامع الترمذي وعلى سنن ابن ماجه كلها بالفارسي، وله سير المرشدين في أنساب
المجدديين وله كحل العين في رؤية النيرين وبرهان التأويل في شرح الإكليل وله رسالة في حرمة
الغناء وترجمة البدور السافرة.
مات يوم الخميس لثلاث عشرة من ذي الحجة سنة ثلاثين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ فنقل جسده إلى
رامبور ودفن عند والده، كما في هدية أحمدي.
مولانا سراج أحمد السهسواني
الشيخ العالم الصالح سراج أحمد بن آل أحمد الحسيني النقوي السهسواني أحد الأفاضل المشهورين،
ولد ونشأ بسهسوان، وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدرسية على المفتي شرف الدين الرامبوري والشيخ
تراب علي اللكهنوي والمفتي إسماعيل اللندني، وعلى غيرهم من العلماء، ثم سافر إلى دهلي وأخذ
الحديث عن الشيخ إسحاق بن محمد أفضل المحدث سبط الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري
الدهلوي، ثم ولي الخدمات بلكهنؤ، وأقام بكاكوري مدة طويلة، ثم رجع إلى بلدته واعتزل عن الناس
وكان رجلاً صالحاً ديناً، حسن العقيدة، له سراج الإيمان رسالة في الرد على المولوي فضل رسول
البدايوني.
توفي لتسع عشرة خلون من شوال سنة تسع وسبعين ومائتين وألف، كما في حياة العلماء.
السيد سراج حسين الكنتوري
الشيخ الفاضل سراج حسين بن المفتي محمد قلي الحسيني الموسوي الكنتوري أحد علماء الشيعة،
قرأ العلم على والده وعلى السيد حسين بن دلدار علي النقوي النصير آبادي، ولازمهما مدة من
الزمان، حتى برع وفاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون، وولي التدريس في مدرسة إنكليزية.
مات سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء.
مولانا سراج الدهر الجائسي
الشيخ الفاضل سراج الدهر بن أمين الدهر الصديقي الجائسي، أحد العلماء المتمكنين على الدرس
والإفادة، قرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء، وسافر إلى كواليار فدرس وأفاد بها مدة عمره،
ومات بها في رمضان سنة تسع وخمسين ومائتين وألف.
الشيخ سراج الدين الكجراتي
الشيخ العالم الصالح سراج الدين بن صادق بن عطاء الله بن عبد اللطيف ابن بير محمد الجانبانيري
الكجراتي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ بكجرات، وقرأ العلم على أساتذة
عصره، ثم درس وأفاد، أخذ عنه غير واحد من العلماء.
مات بأحمد آباد سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف، كما في الحديقة.(7/980)
السيد سراج الدين الهسوي الفتحبوري
السيد العلامة سراج الدين بن مهدي بن الحسين الحسيني الواسطي الهسوي الفتحبوري أحد العلماء
الصالحين، يرجع نسبه من جهة أبيه إلى زيد الشهيد، ومن جهة أمه إلى إسماعيل بن جعفر الصادق،
وكان رحمه الله جدي لأمي، ما أدركته ولكني استفدت من كتبه، وسمعت أنه كان من أعاجيب الزمان
ذكاءاً وفطنة وعلماً يضرب به المثل، وكان ذا ورع وزهادة وجلادة وبذل وعز وتمكين.
ولد ونشأ بهسوة قرية جامعة من أعمال فتحبور وتوفي والده في صغر سنه فرماه الاغتراب إلى
لكهنؤ، فقرأ الكتب الدرسية على الحكيم حياة اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، وأخذ الطريقة عن
السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، ثم رجع إلى وطنه ولازم بيته، لم يخرج منه قط إلا
لزيارة الأحباب ولقائهم.
مات يوم الإثنين لثلاث بقين من ربيع الثاني سنة سبع وسبعين ومائتين وألف بقرية هسوه فدفن بها،
وإني أرخت لعام وفاته من: رضي الله عن عبده.
القاضي سراج الدين الموهاني
الشيخ الفاضل سراج الدين الموهاني أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بقرية موهان ودخل لكهنؤ
فقرأ العلم على أساتذة عصره، وسار إلى مرشد آباد فلبث بها زماناً، ثم سار إلى كلكته وولي الإفتاء
بها، فاشتغل به مدة، ثم ولي القضاء وصار أكبر قضاة الهند، وكان حليماً متواضعاً كثير الاشتغال
بمطالعة الكتب وتدريس العلوم، له رسائل في الفقه.
قال عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه روز نامه: إنه كان فاضلاً طبيباً شاعراً قليل
العمل مستور العقيدة، فكان أهل السنة يدعون أنه سني، والشيعة يدعون أنه شيعي، ولقد صدق
القاضي فيما قال:
مذهبم عشق است ومن واقف ز اديان نيستم هندو ونصراني وكبر ومسلمان نيستم
توفي سنة ثمان وثلاثين ومائتين وألف، كما في روز روشن.
مولانا سراج الدين اللكهنوي
الشيخ الفاضل سراج الدين الحنفي الهتائيني البجنوري ثم اللكهنوي، أحد العلماء المبرزين في العلوم
الحكمية، قرأ العلم على الشيخ فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي وعلى مرزا حسن علي الشافعي
اللكهنوي، وعلى غيرهما من الأساتذة، ثم درس وأفاد ببلدة لكهنؤ مدة طويلة، أخذ عنه غير واحد من
الأعلام، له رسالة في إمكان نظير النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وامتناعه وقد بسط القول فيها بسطاً
لائقاً يزيف بها أقوال شيخه فضل حق المذكور.
نواب سعادة علي خان اللكهنوي
الأمير الكبير سعادة علي خان بن شجاع الدولة بن صفدر جنك الشيعي اللكهنوي نواب يمين الدولة
ناظم الملك وزير الممالك كان من الملوك المشهورين بالعقل والدهاء، ولد سنة سبع وستين ومائة
وألف بفيض آباد، ونشأ في نعمة أبيه، وتعلم الخط والحساب والإنشاء والرمي والفروسية وسائر
الفنون الحربية، وأخذ العلم عن العلامة تفضل حسين وسديد الدين الشاهجهانبوري وغيرهما، ولما
بلغ سن الرشد ناب عن والده في مهمات الدولة مدة، ثم ولاه والده على أقطاع روهيلكهند فاستقل بها
مدة من الزمان، ثم لما تولى المملكة صنوه آصف الدولة عزله، ورتب له ثلاثمائة ألف ربية في
السنة، فرحل إلى أكبر آباد وبنارس وعظيم آباد وكلكته وصرف شطراً من عمره في تلك البلاد، ولما
مات آصف الدولة اتفق الناس عله فقام بالملك سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ، وأخذ
عنه الإنكليز قطعة كبيرة مما تلى إله آباد فكان يتأسف على ذلك مدة عمره لما علم أن الناس كانوا
ينتقدونه ثم إنه بذل جهده في تعمير البلاد وتكثير الزراعة وتمهيد الأمن وجمع المال، وأحسن السيرة
في الناس، وجمع في خزانته ثمان عشرة مائة مائة ألف 1800. 00. 000 من النقود وكان يريد أن
يأخذ الهند على طريق الاستيجار من ملك الإنكليز(7/981)
كما استجارت عنه الشركة الشرقية المعنونة
بلسانهم ايست إنديا كمبني ويؤديه ثلاثين مائة مائة ألف في أول وهلة، فحالت المنية بينه وبين تلك
الأمنية والناس يزعمون أنه قتل مسموماً.
وكان عادلاً حازماً، صاحب عقل ورزانة ودهاء وسياسة وتدبير، لم ينهض من تلك الأسرة أحد مثله
في العقل والتدبير.
مات في رجب سنة تسع وعشرين ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ فدفن بها، وقبره ظاهر مشهور.
مولانا سعد الدين اللكهنوي
الشيخ الفاضل سعد الدين بن المفتي عبد الحكيم الحنفي اللاهوري ثم اللكهنوي، كان من العلماء
المشهورين، يصحح الكتب في المطبعة المصطفوية بمدينة لكهنؤ، وله تعليقات على الكتب المطبوعة
بها وحاشية بسيطة على ما لا بد منه للقاضي ثناء الله الباني بتي وعلى العجالة النافعة للشيخ عبد
العزيز بن ولي اله الدهلوي.
المفتي سعد الله المراد آبادي
الشيخ الفاضل الكبير سعد الله بن نظام الدين الحنفي المراد آبادي أحد العلماء المشهورين في النحو
واللغة، ولد سنة تسع عشرة ومائتين وألف بمراد آباد، وسافر إلى رامبور فقرأ المختصرات على من
بها من العلماء، ثم سافر إلى نجيب آباد وقرأ شرح الكافية للجامع وغيره على مولانا عبد الرحمن
القهستاني، ثم دخل دهلي وقرأ بعض الكتب على مولانا شير محمد القندهاري والشيخ محمد حياة
اللاري والمفتي صدر الدين الدهلوي، ورجع من دهلي سنة ثلاث وأربعين، فدخل لكهنؤ وقرأ الكتب
الدرسية على مولانا أشرف والمفتي إسماعيل والمرزا حسن علي المحدث والمفتي ظهور الله، ثم ولي
التدريس في المدرسة السلطانية بها فدرس بها مدة ثم ولي نظارة التأليف، فأكمل بعض مجلدات تاج
اللغات ثم ولي الإفتاء فاشتغل تسعاً وعشرين سنة، وسافر إلى الحرمين الشريفين سنة سبعين فحج
وزار، وأسند الحديث عن شيخ الحرم ومدرسه الشيخ جمال الحنفي، ثم رجع إلى مدينة لكهنؤ واشتغل
بالإفتاء ثلاث سنوات أو نحو ذلك، ولما عزل واجد علي شاه اللكهنوي عن السلطة استقدمه نواب
يوسف علي خان الرامبوري إلى بلدته وولاه الإفتاء والقضاء فاستقل بهما مدة حياته.
ومن مصنفاته: القول المأنوس في صفات القاموس ونور الإيضاح في أغلاط الصراح ونوادر
الأصول في شرح الفصول والقول الفصل في تحقيق همزة الوصل ومفيد الطلاب في خاصيات
الأبواب وغاية البيان في تحقيق السبحان وميزان الأفكار في شرح معيار الأشعار ومحصل العروض
مع شرحه، ورسالة في التشبيه والاستعارة، ورسالتان في تحقيق ال التعريف وشرح على خطبة
القطبي وشرح على ضابطة التهذيب وحاشية على شرح السلم لحمد الله وحاشية على شرح الجغميني
ورسالة في القوس والقزح، ورسالة في تحقيق علم الواجب تعالى ورسالة في سبع عرض الشعيرة
من شرح الجغميني ورسالة في التناسخ ورسالة في الطهر المتخلل.
توفي لأربع عشرة من رمضان سنة أربع وتسعين ومائتين وألف.
مولانا سعد الله السندي
الشيخ العالم الصالح سعد الله الحنفي السندي أحد العلماء الربانيين، ولد ونشأ ببلاد السند وسافر
للعلم، وأخذ عن أساتذة عصره، ثم سافر إلى أمرواتي من أعمال برار وسكن بها في الجامع الكبير،
وكان شيخاً صالحاً ديناً عفيفاً، كريم النفس، شديد التوكل، هدى الله به خلقاً كثيراً من عباده، توفي
نحو سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف، كما في محبوب ذي المنن.
السيد سعيد الدين البريلوي
السيد الشريف سعيد الدين بن غلام جيلاني بن واضح بن صابر الحسني البريلوي أحد الرجال
المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بمدينة رائي بريلي في زاوية جده السيد علم الله النقشبندي،
وقرأ الرسائل المختصرة في بلدته، ثم سافر إلى لكهنؤ، وأخذ عن الحكيم حياة اللكهنوي وعن غيره
من(7/982)
العلماء، ثم سافر للاسترزاق إلى حيدر آباد ورجع بعد مدة من الزمان، ثم سافر إلى كلكته
فاستخدمه راجه رام موهن رائي واستصحبه إلى دهلي، فلبث بها سنتين عند أكبر شاه الدهلوي، ثم
رجع معه إلى كلكته، وتعلم اللغة الإنكليزية، ونال إجازة في الحقوق بها، فلبث في مظفر بور ثمان
عشرة سنة وحاز الأموال الصالحة، ثم اعتزل عنها وأقام ببلدته لعله سنة أربع وسبعين.
وكان عالماً فقيهاً صالحاً ديناً عفيفاً صدوقاً ذا سخاء وكرم، لم يكن في زمانه مثله في حسن المعاملة
والصدق والاحتراز عن السمعة والرياء والكبر والخيلاء، توفي لسبع بقين من جمادي الأولى سنة
ثلاث وتسعين ومائتين وألف.
القاضي سعيد الدين الكاكوروي
الشيخ الفاضل سعيد الدين بن نجم الدين بن حميد الدين الكاكوروي أحد العلماء المشهورين، كان
أكبر أبناء والده، ولد سنة ثمانين ومائة وألف بكاكوري، ونشأ بها، وقرأ العلم على والده وعلى الشيخ
عماد الدين اللبكني وعلى الشيخ فضل الله العثماني النيوتيني، وأخذ الحديث عن عمه الشيخ أمين
الدين المحدث، ثم درس وأفاد مدة، وكان بارعاً في كثير من العلوم والفنون، لقبه أكبر شاه الدهلوي
بممتاز العلماء سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف.
مات لتسع بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وستين ومائتين وألف بكاكوري، كما في مجمع العلماء.
مولانا سلام الرحمن البرهانبوري
الشيخ الفاضل سلام الرحمن بن عبد القادر بن عبد العظيم العمري الصفوي البرهانبوري أحد
العلماء المبرزين في الأصول والفروع، أخذ الطريقة عن آبائه وجلس على مسندهم واستقام على
الطريقة الظاهرة والصلاح مدة من الدهر، توفي سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف، كما في تاريخ
برهانبور.
مولانا سلام الله الدهلوي
الشيخ العالم المحدث سلام الله بن شيخ الإسلام بن فخر الدين الدهلوي أحد كبار العلماء، كان من
نسل الشيخ عبد الحق بن سيف الدين البخاري الدهلوي، دخل رامبور في عهد فيض الله خان أمير
تلك الناحية، وانتفع بصلاته، وله مصنفات ممتعة أشهرها: الكمالين على الجلالين في التفسير
والمحلي شرح الموطأ في الحديث صنفه سنة خمس عشرة ومائتين وألف، وله شرح على شمائل
الترمذي وله خلاصة المناقب في فضائل أهل البيت ورسالة في أصول الحديث، ورسالة في الإشارة
بالسبابة عند التشهد في الصلاة.
توفي في شهر جمادي الآخرة سنة تسع وعشرين وقيل ثلاث وثلاثين ومائتين وألف.
الحكيم سلامة علي البنارسي
الشيخ الفاضل سلامة علي بن الشيخ محمد عجيب البنارسي الملقب بحذاقت خان، كان من كبار
العلماء، له كتاب بالفارسي في العلوم الحكمية يسمى بمطالع الهند مرتب على خمسة مطالع وخاتمة:
الأولى في الفنون الإلهية والطبيعية، والثاني في الهندسة، والثالث في الحساب، والرابع في الهيئة،
والخامس في الموسيقى، والخاتمة في رسوم أهل الهند وعاداتهم، طالعت هذا الكتاب في مكتبة الأمير
الفاضل حبيب الرحمن الشرواني.
الشيخ سلامة الله الكانبوري
الشيخ الفاضل سلامة الله بن بركة الله الصديقي البدايوني ثم الكانبوري أحد العلماء المشهورين، ولد
ونشأ ببدايون، وقرأ النحو والصرف على الشيخ أبي المعالي ابن عبد الغني العثماني، وبعض رسائل
المنطق والحكمة على مولانا ولي الله تلميذ الشيخ باب الله الجونبوري، ثم لازم السيد مجد الدين
الشاهجهانبوري ببلدة بريلي وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، ثم سافر إلى دهلي واستفاض عن الشيخ
رفيع الدين وصنوه الكبير عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي، وأسند الحديث عن الشيخ عبد العزيز
المذكور، وأخذ الطريقة عن السيد آل أحمد الحسيني المارهروي، ثم رجع إلى لكهنؤ، وتصدر بها
للدرس والإفادة.(7/983)
كان له ذوق سليم في المناظرة، كان يتكلم مع الشيعة ويناظرهم، ويفحم الكبار منهم، حتى بهت
مجتهدهم ولم يقدر على الذب عن نحلته، فقضى عليه بالجلاء، فذهب إلى كانبور وسكن بها.
قال صاحبه الشيخ محسن بن يحيى الترهتي في اليانع الجني: إنه جامع بين أنواع العلوم من القرآن
والحديث والفقه وأصوله والتصوف والكلام وغيره من العلوم النظرية، مارسها أحسن ما يكون من
الممارسة، حصلت له الإجازة من قبل عبد العزيز المسند، واجتمع به بآخر عمره، وكتب له رفيع
الدين الإجازة من قبل أخيه فيما أظن، له كتب ورسائل بعضها في التصوف: كرموز العاشقين
وغيره، ومنها في الجدل مع الرافضة، مثل كتابه معركة الآراء والبرق الخاطف جادل مجتهدهم حتى
بهت ولم يقدر على الذب عن نحلته، ومنها فتاواه، وديوان شعره وغير ذلك، انتهى.
ومن مصنفاته غير ما ذكرها الشيخ محسن: إشباع الكلام في إثبات المولد والقيام وتحرير الشهادتين
في شرح سر الشهادتين ورسالة في جواز المصافحة والمعانقة المعتادتين في العيدين، وله رسالتان
في قصة مولد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
مات يوم السبت لثلاث خلون من رجب سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف بكانبور.
المفتي سلطان حسن البريلوي
الشيخ الفاضل سلطان حسن بن أحمد حسن العثماني الأموي البريلوي أحد العلماء المبرزين في
المنطق والحكمة، ولد ونشأ ببلدة بريلي وقرأ العلم على العلامة فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي
وعلى غيره من العلماء، ثم ولي الإفتاء وتدرج إلى المناصب الرفيعة، حتى نال الصدارة ببلدة
كوركهبور وكان يشتغل بالتدريس مع اشتغاله بالعدل والقضاء، له غاية التقريب في ضابطة التهذيب
شرح حافل، تعقب فيه على المفتي سعد الله المرد آبادي والشيخ عبد الحليم اللكهنوي وعلى غيرهما
من العلماء، وله رسائل في الذب عن شيخه فضل حق المذكور رداً على المفتي سعد الله.
مات سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف.
الشيخ سليمان بن زكريا التوسوي
الشيخ الصالح العارف الكبير سليمان بن زكريا بن عبد الوهاب الجشتي التوسوي، كان من كبار
المشايخ المشهورين في الطريقة الجشتية، ولد بقرية كركوجي على ثلاثين ميلاً من توسه وتوفي والده
في صغر سنه، فاشتغل بالعلم على الشيخ محمد عاقل بقرية كوت متهن وقرأ النحو والصرف
والمنطق والفقه وغيرها، ثم لازم الشيخ نور محمد بن هندال المهاروني، وأخذ عنه الطريقة، وقرأ
عليه آداب الطالبين والفقرات واللوائح والعشرة الكاملة وفصوص الحكم وغيرها، وتصدر للارشاد
بتوسه، فازدحم عليه الناس وأخذوا عنه، كان له شأن عظيم في دعاء الخلق إلى الله تعالى، والتسليك
في طريق العبادة، والانقطاع عن الدنيا، ذا جذبة إلهية قوية، انتهت إليه رئاسة الطريقة الجشتية في
حدود الهند الغربية الشمالية وفي بنجاب في عهده، وله كشوف وكرامات ووقائع غريبة لا يسعها هذا
الكتاب.
توفي لسبع خلون من صفر سنة سبع وستين ومائتين وألف، كما في أنوار العارفين وقد جمع الشيخ
إمام الدين ملفوظاته في كتابه نافع السالكين.
مولانا سناء الدين البدايوني
الشيخ الفاضل سناء الدين بن محمد شفيع بن عبد الحميد العثماني الأموي البدايوني أحد العلماء
البارعين في الفقه والأصول، ولد سنة تسع عشرة ومائتين وألف، وقرأ الكتب الدرسية على الشيخ
فضل إمام الخير آبادي وعلى غيره من العلماء، واستفاض عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله
الدهلوي، ثم درس وأفاد ببلدته، له تعليقات شتى على الكتب الدرسية.
مات في محرم سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي.
حرف الشين
السيد شاكر علي اللكهنوي
الشيخ الفاضل شاكر علي الحسيني الشيعي اللكهنوي أحد العلماء الشيعة الإمامية، قرأ العلم على(7/984)
أساتذة عصره، ثم تفقه على السيد دلدار علي بن محمد معين النقوي النصير آبادي، ولازمه مدة من
الزمان، حتى برع وفاق أقرانه في الأصول والفروع، ذكره مهدي بن نجف علي الفيض آبادي كما
في تذكرة العلماء.
شاه عالم بن عزيز الدين الدهلوي
الملك الفاضل شاه عالم بن عزيز الدين بن معز الدين جهاندار شاه الدهلوي آخر ملوك الهند من
سلالة تيمور، قام بالملك سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف بقصة شرحتها في جنة المشرق وكان اسمه
عالي كوهر، فلما تولى المملكة لقب نفسه شاه عالم، واستوزر شجاع الدولة صاحب أوده ثم اتفقا على
إعانة القاسم صاحب بنكاله في حربه مع الإنكليز، فغلبت الدولة الإنكليزية عليهم، واصطلحوا بأن
يقنع شجاع الدولة ببلاد أوده ويقنع شاه عالم بمقاطعة إله آباد فأقام شاه عالم بمدينة إله آباد مدة من
الزمان، وكانت المرهتة غالبة على دهلي وما والاها من البلاد، فاستنجد الإنكليز، وأنقذوا مدينة دهلي
من أيدي المرهتة، وأجروا لشاه عالم راتباً شهرياً، فأقام بقلعة دهلي ولم يبق له من السلطة إلا الاسم،
ولم يزل كذلك إلى أن مات.
وكان شاعراً يتلقب بآفتاب، مات سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف ومدته ثمان وأربعون سنة.
مولانا شجاع الدين الحيدر آبادي
الشيخ العالم الصالح شجاع الدين بن كريم الله بن القاضي محمد دائم العلوي الحيدر آبادي أحد
العلماء المشهورين، ولد بمدينة برهانبور سنة إحدى وتسعين ومائة وألف، وقرأ بعض الكتب الدرسية
على جده لأمه غلام محيي الدين البرهانبوري، وبعضها على غيره من العلماء، ورحل إلى الحرمين
الشريفين بعد وفاته سنة ست ومائتين فحج وزار، ورجع إلى الهند، ودخل حيدر آباد وقرأ صحيح
البخاري على المولوي عزت يار الحيدر آبادي، ثم سار إلى قندهار قرية من أعمال ناندير ولازم
الشيخ رفيع الدين القندهاري وأخذ عنه الطريقة، ثم رجع إلى حيدر آباد، وتصدر بها للدرس والإفادة.
له كشف الخلاصة رسالة في الفقه الحنفي صنفه سنة 1226هـ، وله جوهر النظام منظومة في الفقه
بالعربية، وله رسالة في القراءة، ورسالة في مبحث رؤية الله عز وجل، ورسالة في فضل الجماعة،
ورسالة في الجبر والقدر، وفي مبحث السماع، وله رسائل في السلوك، ومراسلات وخطب وقصائد
بالعربية والفارسية.
مات يوم الجمعة لأربع خلون من محرم سنة خمس وستين ومائتين وألف بحيدر آباد، كما في تاريخ
برهانبور.
الحكيم شرف الدين السهاوري
الشيخ الفاضل شرف الدين بن القاضي شمس الدين السهاوري القنوجي الحكيم الحاذق، ولد ونشأ
بسهاور بضم السين المهملة قرية جامعة من أعمال قنوج وقرأ العلم على الحكيم رحم علي
السكندروي صاحب بضاعة الأطباء ولازمه مدة من الزمان، حتى برع وفاق أقرانه في العلوم
الحكمية، أخذ عنه ابناه عليم الدين وولي الدين، وصنف لهما كتاباً في المفردات بالفارسية اسمه
المفردات الهندية أوله الحمد لله الذي جعل المفردات مبادئ المركبات - إلخ، صنفه في إحدى
وعشرين ومائتين وألف.
توفي لسبع عشرة خلون من ربيع الثاني سنة أربع وعشرين ومائتين وألف، هكذا وجدت في بعض
صفحات المفردات بخط أحد أصحابه.
السيد شرف الدين السورتي
الشيخ الفاضل شرف الدين بن عبد الحق الحسيني السورتي الكجراتي أحد العلماء المبرزين في الفقه
والأصول، ولد ونشأ بمدينة سورت، وتخرج على(7/985)
بعض العلماء، ثم تولى الشياخة.
مات لإحدى عشرة خلون من ربيع الأول سنة ست وأربعين ومائتين وألف بمدينة سورت، كما في
الحديقة.
الشيخ شرف الدين البهلواروي
الشيخ الفاضل شرف الدين بن هادي بن أحمدي الحنفي البهلواروي أحد العلماء المبرزين في الفقه
والتصوف، ولد لخمس خلون من رجب سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف بقرية بهلواري وقرأ العلم
على خاله محمد حسين تلميذ جده الشيخ أحمدي وقرأ فاتحة الفراغ نحو سنة أربع وستين، له شرح
بسيط على تهذيب المنطق.
مات لثلاث خلون من ذي الحجة سنة تسع وثمانين ومائتين وألف، كما في مشجرة ولده بدر الدين.
المفتي شرف الدين الرامبوري
الشيخ الفاضل العلامة المفتي شرف الدين الحنفي الرامبوري أحد العلماء المشهورين في الهند،
درس وأفاد مدة عمره وانتهت إليه رئاسة التدريس والفتيا بمدينة رامبور تخرج عليه خلق كثير من
العلماء كالشيخ أبي سعيد بن صفي الدهلوي والشيخ أحمد سعيد بن أبي سعيد والشيخ محمد علي
الرامبوري والشيخ محمد حسن بن أبي الحسن البريلوي وعبد القادر بن محمد أكرم وجمع كثير.
له سراج الميزان في المنطق وشرح السلم إلى مقام لا يحد ولا يتصور، وله الفتاوي الفقهية ورسائل
كثيرة منها: رسالة في إباحة ريح القرض من المقرض.
قال القنوجي في أبجد العلوم: إنه كان شراً في الدين لا شرف الدين كما سماه بذلك سيدي الوالد قدس
سره، وكان أبعد خلق الله من السنة مع حفظ الحواشي والشروح الكثيرات للكتب الدرسية المتداولة،
منتصراً للبدعة راداً على أهل الحق بخرافاته، محباً للدنيا - عفا الله عنه ما جناه، انتهى.
توفي لخمس خلون من شعبان سنة ثمان وستين ومائتين وألف، هكذا وجدت في بعض المجاميع.
مولانا شريعة الله المراد آبادي
الشيخ الفاضل شريعة الله الصديقي المراد آبادي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، كان أصله
من كهر مختصر جاء أحد أسلافه إلى مراد آباد وسكن بها، وكان فاضلاً كبيراً، بارعاً في الفقه
والأصول والمنطق والحكمة، أخذ عن العلامة عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي، ثم سافر إلى كلكته
وولي الخدمة الجليلة في الدولة الإنكليزية.
مولانا شريعة الله البدوي
الشيخ العالم شريعة الله البدوي البنكالي أحد العلماء المشهورين في رفض التقليد والعمل بالنصوص
الظاهرة، ولد في بندر كهولا في مديرية فريد بور في بنكال سنة 1178هـ وسافر إلى الحجاز وهو في
الثامنة عشرة من عمره، وقرأ على علمائه وشيوخه واستفاد منهم، ورجع بعد عشرين سنة إلى مسقط
رأسه، وذلك في سنة 1217هـ وقام بدعوته إلى التوحيد وهجر البدع والعادات الهندكية الجاهلية.
والتف حوله عدد كبير من المسلمين من طبقة الفلاحين والعملة والفقراء.
ذكره كرامة علي الجونبوري في كتابه نسيم الحرمين قال: إنه سافر إلى بلاد العرب وعاش مدة مع
الخوارج والوهابية والخطابية وضل عن مذهب الحق وتمذهب بمذهبهم جاهلاً عن حقيقة مذهبهم
فرجع إلى بنكاله بأشد الجهالة وخلط أقوال كل من الثلاثة في مذهبه مثلاً أخذ من الخوارج التكفير
بارتكاب الكبيرة ومن الوهابية القول بالشرك لغير جماعته ومن الخطابية شهادة الزور لموافقيهم،
وأظهر الفساد في أرض من بنكاله فهلك من كان هالكاً وقلده جماعة من الجهال وفرقوا مذهبهم من
مذهبنا حتى أنهم يعرضون عن مجالستنا ومؤاكلتنا وأكل ذبيحتنا ومن الصلاة خلفنا، ومع هذا نسبوا
أنفسهم إلى مذهب أهل السنة والجماعة وإلى المذهب الحنفي بالدجل والتلبيس، انتهى.
وقال في موضع آخر من ذلك الكتاب: إنهم يسمون أنفسهم فرائضي وسبب هذه التسمية أنهم
يقولون: إن الأعمال على نوعين الرائج والفرائج وإنا متمسكون(7/986)
بالفرائج أي بالفرائض، انتهى.
وقال في موضع آخر في ذلك الكتاب، ويقولون: ما عرف الدين والشريعة إلا حاجي شريعة الله،
ويقول: الدين في جدة أو بده لا في غيرهما، وجدة بلدة معروفة مشرفة بقرب مكة المعظمة - زادهما
الله شرفاً وعزاً - وبده نهر كبير في بنكاله كان في ساحله بيت حاجي شريعة الله الذي أفسد دين
الناس يريدون من بده نفسه.
وقال في موضع آخر: وافترق هذه الفرقة إلى ثلاث فرق وكلها لا تأكل طعام الآخرين وتسمى نفسها
الفرقة الناجية التي هي على الصواب، وجوده دستي تعني به خشباً يكون طوله أربع عشرة ذراعاً
وهذا علامة صلابته في الدين فإذا ذهب أحدهم في ضيافة يتزود طعاماً فيأكله ولا يأكل من مطبوخ
بيت المضيف أو يأكل الأرز غير المطبوخ أو الأرز المدقوق أو النارجيل، والثانية مجلي دستي
يعني متوسطة في المساحة وهي تأكل من مطبوخ بيت المضيف إلا الذبيحة، والثالثة جننده يعني
متفردة وهي تأكل الذبيحة أيضاً إلا بعد الإنصاف وأخذ الكفارة، وأما ما اتفقوا عليه فمنه ما يقولون:
إن المبايعة على يد شيخ الطريقة لقصد التوبة عن المعاصي والسلوك على الطريقة كفر، ويقولون:
إن الشيخ والمرشد بمعنى الشيطان ووضع اليد على يد الشيخ عند المبايعة كفر، ويقولون لرئيسهم
الأستاذ وللذي يتبعه التلميذ والأستاذ يأخذ العهد من التلميذ على أن لا يأكل الطعام ولا ذبيحة غير
الأمة الفرائضية، ويعتقد أن غير قومهم مشرك وأن لا يسلم عليه ولا يصلي خلفه وأن لا يصلي
الجمعة والعيدين في أرض الهند لأنها دار الحرب فالذي يصليها في الهند فهو كافر، وأن لا يعتقد
مسلمين إلا علماء جماعتهم، وأن يعتقد أن تارك الصلاة وغيرها من الفرائض كافر، ورئيسهم يختار
بخلافته رئيس القرية يعلم الناس الشهادة بالزور ويظلم الناس ومن لم يطعه يحرق بيته وذخائره
ويعطيه الخيار لتعزير الناس بضرب النعال وأخذ المال ويعين لنفسه الخراج من الخليفة، والخليفة
يأخذ أموال الناس بأنواع الحيلة، انتهى.
وقال في موضع آخر: ولهم كتاب سموه طريق الأحكام وهو متمسكهم وليس عندهم كتاب غيره، ففي
ذلك الكتاب في الطريقة الثلاثين ذكروا أربعين كبيرة على خلاف ما ذكر علماء أهل السنة، ثم قالوا:
من ارتكب هذه الكبائر فبكل واحد منها يجلد مائة جلدة وبهذا الحساب يجلد على قدر ما ارتكب يعني
إن ارتكب واحدة منها يجلد مائة وإن اثنتين فمائتين، وهكذا قالوا: وإن لم يستطع هذا القصاص بسبب
المرض فيؤخذ ماله كله لارتكاب الكبيرة ثم بعده ما يكتسب ذلك المجرم إلى حول فيؤخذ كله ولا
يؤخذ عقاره، وقالوا في الطريقة الخامسة: إن فرائض الغسل أحد عشر، وفي الطريقة الثامنة: إن
استقبال الذبيحة إلى القبلة فرض، وفي الطريقة الحادية عشرة: إن شروط الصلاة وصفتها سبع
وعشرون وعدوا الواجب ثمانية عشر، وفي الطريقة الثلاثين قالوا: كفارة الظهار عتق رقبة فإن عجز
عن العتق أطعم سبعين مسكيناً، وهكذا زادوا ونقصوا في نصاب الزكاة ومقدار الصاع ما شاؤا،
انتهى.(7/987)
مات سنة ست وخمسين ومائتين وألف.
الحكيم شريف بن أكمل الدهلوي
الشيخ الفاضل الكبير العلامة شريف بن أكمل بن واصل الحنفي الدهلوي الحكيم الحاذق المشهور
بكثرة الدرس والإفادة، ولد ونشأ بدار الملك دهلي وقرأ العلم على أساتذة عصره وتطبب على والده
وعمه الشيخ أجمل ولازمهما مدة من الزمان حتى برع وفاق أقرانه في العلوم الحكمية والصناعة
الطبية، وانتهت إليه الإمامة في العلم والعمل.
له مصنفات كثيرة ممتعة منها حاشية على شرح السلم لحمد الله وحاشية على شرح الأسباب
والعلامات وحاشية على شرح الموجز للنفيس وحاشية على قانون الشيخ الرئيس ومنها علاج
الأمراض وعجالة نافعة وتأليف شريفي، ورسائل أخرى، كلها مفيدة ممتعة.
مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين وألف بدهلي فدفن في مقبرة الشيخ قطب الدين بختيار الكعكي،
وأرخ لوفاته بعض العلماء من قوله: دخل الجنة بلا حساب.
مولانا شعيب الحق البهاري
الشيخ الفاضل المحدث شعيب الحق البهاري أحد العلماء المشهورين كان يدعى بمولانا مسافر، ولد
ونشأ ببلدة بهار وسافر للعلم فقرأ المنطق والحكمة على مولانا محمد قائم الإله آبادي ثم سار إلى
دهلي وأخذ عن الشيخ ولي الله ابن عبد الرحيم العمري الدهلوي ولازمه زماناً ثم رجع إلى بلاده،
أخذ عنه خلق كثير، قال الشيخ محمد سعيد العظيم آبادي في قسطاس البلاغة: إني ما رأيت شيئاً من
مصنفاته، قال: وكان له ثلاثة أبناء: عبد الوهاب ومحمد باقر ومحمد تقي.
مات سنة تسع وثلاثين ومائتين وألف وقبره ببلدة عظيم آباد.
الحكيم شفائي خان الحيدر آبادي
الشيخ الفاضل شفائي خان الحيدر آبادي الحكيم الحاذق كان أصله من شاهجهانبور، ولد ونشأ بها
وقرأ العلم على مولانا عبد العلي اللكهنوي وسار إلى بهار بضم الموحدة ثم إلى مدراس وأخذ
الصناعة الطبية عن الحكيم أحمد الله المدراسي ولازمه مدة، حتى برز في الصناعة ثم سار إلى حيدر
آباد وتقرب إلى جندو لعل وصحبه مدة، ثم تقرب إلى سكندر جاه صاحب الدكن فلقبه بمعتمد الملوك
وجعل راتبه ألف ربية شهرية ومنحه أقطاعاً تغل له سبعة آلاف في السنة.
وكان عالماً كبيراً بارعاً في العلوم الحكمية حاذقاً في الطب سريع الإدراك جيد الفكرة فصيح الكلام،
توفي سنة سبع وخمسين ومائتين وألف.
القاضي شمس الدين الكاكوروي
الشيخ الفاضل شمس الدين بن إمام الدين بن حميد الدين الكاكوروي أحد الرجال المعروفين بالفضل
والصلاح، ولد ونشأ بكاكوري وقرأ العلم على والده وأعمامه وبرز فيه، توفي لليلة بقيت من ربيع
الثاني سنة خمس وأربعين ومائتين وألف بكاكوري، كما في مجمع العلماء.
مولانا شمس الدين الحيدر آبادي
الشيخ الفاضل شمس الدين بن أمير الدين بن رحمة الله الدهلوي ثم الحيدر آبادي أحد العلماء
المبرزين في المعقول والمنقول، ولد بحيدر آباد سنة أربع عشرة ومائتين وألف، وقيل إنه ولد
بايلجبور من أرض برار سنة خمس وتسعين ومائة وألف وقدم حيدر آباد في صباه مع والده فحفظ
القرآن وقرأ العلم على من بها من العلماء ثم درس وأفاد، وصنف كتباً كثيرة، منها طريق الفيض
وشمس النحو وشمس التصريف وشرح كلمة الحق وخزانة الأمثال والجدول في تحقيق نصف النهار
ورسالة في البلاغة، وله أبيات بالفارسية والهندية.(7/988)
مات لأربع عشرة خلون من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف بحيدر آباد، كما في تزك
محبوبي.
مولانا شمس الدين الهركامي
الشيخ الفاضل شمس الدين بن الحامد بن عصمة الله بن غلام أحمد بن معز الدين الحسيني الهركامي
أحد العلماء الصالحين، ولد سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف بقرية لاهربور ونشأ بها وقرأ العلم
على والده ثم أخذ الطريقة عن الشيخ إدريس الحسني المغربي وعبد الرحمن بن العلاء اللاهربوري،
له مصنفات منها: العقائد الشمسية، مات لإحدى عشرة خلون من ربيع الثاني سنة أربع وثمانين
ومائتين وألف، أخبرني بذلك الشيخ ولاية أحمد الهركامي.
الشيخ شمس الدين البهلواروي
الشيخ الفاضل شمس الدين بن عبد الحي بن مجيب الله الهاشمي الجعفري البهلواروي أحد العلماء
الصالحين، ولد لسبع بقين من جمادي الأولى سنة ثلاث وستين ومائة وألف بقرية بهلواري ونشأ بها
وقرأ العلم على الشيخ وحيد الحق، ثم أخذ الطريقة عن جده مجيب الله وأخذ عن الشيخ المعمر شرف
الدين الحسيني القادري والسيد بركة الله المحمدي، وأخذ عنه أبناؤه، وله ديوان شعر.
مات لثلاث عشرة خلون من شعبان سنة ثمان عشرة ومائتين وألف، كما في مشجرة الشيخ بدر
الدين.
مولانا شهاب الدين الكوباموي
الشيخ الفاضل شهاب الدين العمري الكوباموي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة كان من
ذرية القاضي مبارك بن دائم الكوباموي، ولد ونشأ بمدراس وقرأ العلم على العلامة عبد العلي بن
نظام الدين اللكهنوي وعلى ولده عبد الرب وختنه علاء الدين، ثم درس وأفاد بمدراس وقد جاوز مائة
سنة.
مات لعشر خلون من رمضان سنة ثلاثمائة وألف بمدراس فدفن بها، كما في حديقة المرام.
نواب شهاب الدين الدهلوي
الأمير الكبير شهاب الدين بن غازي الدين بن قمر الدين بن غازي الدين الصديقي السمرقندي
الدهلوي أمير الأمراء نواب عماد الملك كان من رجال السياسة، ولد ونشأ بمدينة دهلي وحفظ القرآن
وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم تقرب إلى أحمد شاه الدهلوي ونال القيادة في العساكر السلطانية
بعد ما توفي والده سنة خمس وستين ومائة وألف واستقل بها نحو سنتين، ثم نال الوزارة الجليلة سنة
سبع وستين وقبض على أحمد شاه وأمه فحبسهما وأجلس عزيز الدين بن شاه عالم الدهلوي على
سرير الملك وأخذ الحل والعقد بيده وقتله بعد خمس سنين، ثم أخرج محيي السنه بن كام بخش بن
عالمكير وأجلسه على السرير، فلما سمع بذلك أحمد شاه الدراني قدم الهند فسار عماد الملك إلى ناحية
بهرتبور ولبث بها مدة ثم ذهب إلى فرخ آباد ثم إلى بلاد الدكن ثم رحل إلى الحرمين الشريفين.
كان رجلاً فاضلاً كريماً شجاعاً مقداماً شاعراً مجيد الشعر، ومن شعره قوله:
مرا بسنك فلاخن كجا است همسنكي كه دورم أفكني وكرد سر بكرداني
توفي سنة خمس عشرة ومائتين وألف، ذكره المفتي ولي الله في تاريخ فرخ آباد.
السيد شيخ بن محمد الكجراتي
الشيخ الصالح شيخ بن محمد بن عبد الله بن علي بن محمد الشافعي السورتي الكجراتي أحد المشايخ
العيدروسية، ولد ونشأ بمدينة سورت وأخذ عن أبيه وتولى الشياخة بعده سنة ست وخمسين واستقل
بها مدة.
مات لتسع بقين من ذي الحجة سنة ثمان وستين ومائتين وألف بسورت، كما في الحديقة.
الحكيم شير علي الناروي
الشيخ الفاضل شير علي بن محيي الدين الحنفي الناروي الحكيم الحاذق، قرأ الكتب الدرسية على
والده(7/989)
وبعضها على الحكيم إمام بخش الكيرتبوري وتطبب عليه ولازمه مدة ثم خدم الأمراء بمدينة
لكهنؤ ولما كبر سنه رجع إلى بلدته واعتزل عن الناس.
مات لأربع عشرة خلون من رمضان سنة ست وخمسين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء لولده
رحمن علي.
مولانا شير محمد الدهلوي
الشيخ العالم الكبير شير محمد الحنفي الأفغاني ثم الدهلوي أحد العلماء المشهورين، قرأ المختصرات
في بلاد شتى ثم دخل دهلي ولازم الشيخ عبد القادر بن ولي الله الدهلوي وقرأ عليه سائر الكتب
الدرسية ثم لازم الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي وأخذ عنه الطريقة ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه
خلق كثير من العلماء.
كان ذكياً فطناً حاد الذهن سريع الملاحظة قانعاً متوكلاً شديد التعبد، سافر في آخر عمره إلى
الحرمين الشريفين للحج والزيارة فمات في الطريق، وكان ذلك في التاسع والعشرين من صفر سنة
سبع وخمسين ومائتين وألف، كما في آثار الصناديد.
حرف الصاد
الشيخ صابر بن نصير الدهلوي
الشيخ الصالح صابر بخش بن نصير الدين الحسيني الدهلوي كان من كبار المشايخ الجشتية، أخذ
الطريقة عن جده غلام سادات بن عبد الواحد الحسيني الدهلوي وتولى الشياخة بعده، وكان شيخاً
جليلاً متواضعاً صاحب وجد وحالة.
توفي لأربع عشرة خلون من ربيع الأول سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف بمدينة دهلي، كما في ياد
كار دهلي.
مولوي صاحب علي خان الكهوسوي
الشيخ الفاضل صاحب علي بن دولت علي بن عبد الله بن أحمد بن لعل محمد الصديقي الكهوسوي
أحد العلماء المشهورين، ولد سنة تسع ومائتين وألف وقرأ المختصرات في بلاده ثم سافر إلى كلكته
وقرأ الهداية على المفتي محمد مراد والتلويح على الشيخ علي كبير، وولي في ديوان الإنشاء ونال
منزلة جسيمة في الحكومة الإنكليزية وبعث إلى كابل فأقام بها زماناً ثم أحيل على المعاش وسافر
للحج والزيارة مرتين، وأنشأ مدرسة عظيمة بكهوسي.
مات لليلتين خلتا من جمادي الآخرة سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف ببلدة كهوسي فدفن بها.
الشيخ صاحب مير الدهلوي
الشيخ الفاضل صاحب مير بن خواجه مير بن محمد ناصر الحسيني العسكري الدهلوي أحد المشايخ
النقشبندية، ولد بدهلي ونشأ في مهد العلم والمشيخة وأخذ عن والده وعمه محمد مير وتولى الشياخة
بعدهما، وكان فاضلاً كبيراً بارعاً في الهيئة والهندسة والحساب والموسيقى والشعر، ذهب إلى مرشد
آباد سنة أربع وتسعين ومائة وألف وأقام عند راجه دولت رام زماناً ثم رجع إلى بلدته واعتزل عن
الناس.
الحكيم صادق بن شريف الدهلوي
الشيخ الفاضل صادق بن شريف بن أكمل بن واصل الدهلوي الحكيم صادق علي خان كان من
العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ بدار الملك دهلي وانتفع بأبيه ثم تصدر للتدريس، أخذ
عنه خلق كثير، له زاد الغريب رسالة مفيدة في الطب.
مات سنة أربع وستين ومائتين وألف ببلدة دهلي.
الشيخ صادق بن عباس الكشميري
الشيخ الفاضل صادق بن عباس علي الشيعي الكشميري أحد العلماء المعروفين، قرأ العلم على السيد
علي شاه القمي الكشميري وعلى السيد حسين ابن دلدار علي المجتهد النصير آبادي اللكهنوي
ولازمهما مدة من الدهر حتى برع وفاق أقرانه في العلوم.
مات سنة تسعين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء.(7/990)
الشيخ صادق بن علي الغازيبوري
الشيخ الفاضل صادق بن علي الصديقي البهتروي الغازيبوري المشهور بصادق علي بن فرزند
علي، ولد ونشأ في بهتري قرية من أعمال غازيبوري وقدم بلدتنا رائي بريلي في صباه ولازم الشيخ
ظاهر بن غلام جيلاني الحسني البريلوي وقرأ عليه الكتب الدرسية من البداية إلى الهداية ثم سافر
إلى لكهنؤ واشتغل على أساتذتها مدة، وكان ذكياً فطناً حسن الخط سريع الكتابة، له تعليقات شتى على
شرح هداية الحكمة للشيرازي وعلى غيرها من الكتب الدرسية.
مات سنة اثنتين وستين ومائتين وألف ببلدة رائي بريلي فدفن بها.
السيد صادق بن محمد اللكهنوي
الشيخ الفاضل صادق بن محمد بن دلدار علي النقوي النصير آبادي ثم اللكهنوي أحد علماء الشيعة،
ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على والده وإخوته وخلق آخرين، وله مصنفات عديدة منها تأييد
المسلمين في إثبات نبوة خاتم النبيين والرد على المسيحين، ومنها قاطع الأذناب وقامع النصاب بفض
فصل الخطاب في توجيه الجواب وله رسائل أخرى.
مات في عنفوان شبابه لأربع خلون من رجب سنة ثمان وخمسين ومائتين وألف، كما في تذكرة
العلماء للفيض آبادي.
القاضي صادق بن محمد الهوكلوي
الشيخ الفاضل صادق بن محمد الهوكلوي ثم اللكهنوي القاضي محمد صادق خان أختر، ولد ونشأ
ببلدة هوكلي على اثني عشر ميلاً من كلكته وقرأ العلم على السيد محمد أسعد البردواني وعلى غيره
من العلماء ثم أقبل على الشعر إقبالاً كلياً وقدم لكهنؤ في عهد غازي الدين حيدر وألف له المحامد
الحيدرية وفي آخر عمره أدرك واجد علي شاه الملك اللكهنوي وتقرب إليه وسكن بلكهنؤ ومات بعد
الفتنة.
ومن مصنفاته: تذكرة شعراء الفرس في مجلد ضخم، ترجم فيها خمسة آلاف من الشعراء وسماها
آفتاب عالمتاب وفرغ من تأليفها سنة تسع وستين ومائتين وألف، ومنها محامد حيدرية صنفه لغازي
الدين حيدر اللكهنوي ومنها لوامع النور في وجوه المنثور ومنها صبح صادق ومنها ديوان الشعر
الفارسي وديوان الشعر الهندي، ومن شعره قوله:
أختر اين بحر تنك فرصت كه نامش زند كيست حسرت نظاره جشم حبابم كرده است
توفي نحو سنة أربع وسبعين ومائتين وألف.
مولانا صالح بن خير الدين السورتي
الشيخ الفاضل صالح بن خير الدين بن زاهد الهاشمي السورتي أحد العلماء المبرزين في الفقه
والحديث، ولد ونشأ بمدينة سورت وقرأ العلم على والده ولازمه ملازمة طويلة ثم ولي القضاء ببلدة
سورت فاستقل به مدة حياته.
توفي لسبع عشرة خلون من ذي القعدة سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف، كما في الحديقة.
الحكيم صبغة الله المدراسي
الشيخ الفاضل صبغة الله بن عناية الله الشافعي المدراسي أحد الرجال المعروفين، ولد سنة تسع
وتسعين ومائة وألف ببلدة نتهر نكر وانتفع بوالده وقرأ عليه بعض الكتب الدرسية وبعضها على
الشيخ وجيه الله المدراسي والشيخ أحمد الله ثم لازم الحكيم عظيم الدين وأخذ عنه ثم أسند الحديث
عن السيد صالح البخاري ودرس وأفاد بمدراس مدة عمره.
مات سنة ست وستين ومائتين وألف بمدراس، كما في صبح أعظم.
القاضي صبغة الله المدراسي
الشيخ العالم المحدث صبغة الله بن محمد غوث بن ناصر الدين بن نظام الدين ابن عبد الله الشهيد
الشافعي المدراسي بدر الدولة قاضي الملك، ولد بمدراس لخمس خلون من محرم سنة إحدى عشرة
ومائتين وألف وحفظ القرآن الكريم وقرأ درساً أو درسين(7/991)
من ميزان الصرف تبركاً على العلامة عبد
العلي بن نظام الدين اللكهنوي ثم قرأ النحو والصرف على جعفر حسين المدراسي وقرأ المنطق
والحكمة وبعض الفنون الرياضية على والده محمد غوث وقرأ مسلم الثبوت والهداية في الفقه الحنفي
وحاشية مير زاهد على شرح المواقف والنفيسي في الطب على الشيخ علاء الدين بن أنوار الحق
اللكهنوي وقرأ مقدمة الجزري في التجويد على السيد علي بن عبد الله الحموي وأخذ الطريقة
النقشبندية عن السيد عبد الغفار النقشبندي، وولي الصدارة بناكور سنة ثمان وثلاثين وولي الإفتاء بعد
سنة وولي القضاء سنة ستين وسافر إلى الحرمين الشريفين سنة ست وستين فحج وزار وأخذ
الطريقة عن الشيخ محمد جان، ولما انقرضت الدولة الاسلامية عن مدراس رتب له الانكليز معاشاً
فلازم بيته وقصر همته على الدرس والإفادة.
ومن مصنفاته هداية السالك إلى موطأ إمام مالك ونور العينين في مناقب الحسنين والأربعين في
معجزات سيد المرسلين ورشق السهام إلى من ضعف كل مسكر حرام وإزالة القتمة في اختلاف الأمة
وعمدة الرائض في فن الفرائض والمطالع البدرية في شرح الكواكب الدرية ومناهج الرشاد شرح
زواجر الارشاد، وله ذيل على القول المسدد في الذب عن مسند الامام أحمد، وفهرس أحاديث المعجم
الصغير وله تعليقات شتى على حاشية شرح المواقف وعلى صحيح مسلم والمنتقي لابن الجارود
وسنن الترمذي وشمائل الترمذي وله رسائل أخرى.
مات يوم الاثنين لخمس بقين من محرم سنة ثمانين ومائتين وألف، كما في تاريخ أحمدي.
المفتي صدر الدين الدهلوي
الشيخ العالم الكبير العلامة المفتي صدر الدين بن لطف الله الكشميري ثم الدهلوي أحد العلماء
المشهورين في الهند، ولد سنة أربع ومائتين وألف بدهلي ونشأ بها وأخذ العلوم الحكمية بأنواعها عن
الشيخ فضل إمام الخير آبادي وأخذ الفقه والأصول وغيرها من العلوم الشرعية عن الشيخ رفيع
الدين بن ولي الله الدهلوي وكان يتردد في أثناء التحصيل إلى الشيخ الأجل عبد العزيز بن ولي الله
ويستفيد منه، ولما مات الشيخ عبد العزيز أسند الحديث عن الشيخ إسحاق بن أفضل العمري سبط
الشيخ المذكور وتولى الصدارة مدة طويلة بدار الملك دهلي.
وكان نادرة دهره في كل علم لا سيما الفنون الأدبية، إذا سئل في فن من الفنون ظن الرائي والسامع
أنه لا يعرف غير ذلك الفن وحكم أن أحداً لا يعرف مثله، ولذلك ترى العلماء يحسبونه علماً مفرداً
في العلم، والشعراء يزعمون أنه حامل لواء الشعر والأمراء يرجعون إليه في كل أمر، وكان في
رفاهة وعيش رغيد إلى سنة ثلاث وسبعين، فلما ثارت الفتنة العظيمة بالهند ثم غلبت الحكومة
الانكليزية على الخارجين عليها اتهموه بافتاء البغي والخروج فأخذوه ونهبوا أمواله ثم أطلقوه فلازم
بيته وقصر همته على الدرس والافادة، وكان يوظف خمساً وعشرين نفساً من طلبة العلم في مدرسة
دار البقاء عقيب الجامع الكبير بدهلي ويحسن إليهم كافة ويضيفهم ويجالسهم ويقرئهم في علوم
متعددة.
ومن مصنفاته: منتهى المقال في شرح حديث: لا تشد الرحال ومنها الدر المنضود في حكم امرأة
المفقود والفتاوي الكثيرة، ومن شعره قوله بالعربية:
وكنا كغصني بائة قد تأنقا على دوحة حتى استطالا وأينعا
يغنيهما صدح الحمام مرجعا ويسقيهما كأس السحاب مترعا
سليمين من خطب الزمان إذا سطا خليين من قول الحسود إذا سعا
ففارقني من غير ذنب جنيته وألقى بقلبي حرقة وتوجعا
عفى الله عنه ما جناه فإنني حفظت له العهد القديم وضيعا
توفي سنة خمس وثمانين ومائتين وألف بدهلي فدفن بها وله إحدى وثمانون سنة.(7/992)
الشيخ صديق البرودوي
الشيخ العالم الفقيه صديق بن أبي صديق البرودوي الكجراتي كان من الرجال المعروفين بالفضل
والصلاح، ولد ونشأ ببلدة بروده وقرأ العلم على أساتذة كجرات ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج
وزار وسكن بمدينة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أدركه الحاج رفيع الدين المراد آبادي وذكره في كتابه
في الرحلة.
القاضي صديق المارهروي
الشيخ العالم الفقيه صديق بن بزركك علي الحنفي المارهروي أحد العلماء المبرزين في الفقه
والأصول، أخذ عن والده وولي القضاء ببلدة طوك، وكان فقيهاً وجيهاً حسن السمت كثير الصمت.
مات لسبع بقين من جمادي الآخرة سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف ببلدة طوك فدفن بها، كما في
المشاهير.
الشيخ صفدر بن حسن الشيرازي
الشيخ الفاضل صفدر بن حسن بن إسماعيل الشيعي الشيرازي أحد العلماء المبرزين في العربية،
قرأ العلم على الشيخ محمد أصغر بن محمد حسين، وصنف بأمره حاشية بسيطة على شرح الشافية
أولها: نحمدك يا حميد على ما صرفتنا على الغوايا إلى الطريق المستقيم، إلخ.
الشيخ صفدر بن الحسين الأورنك آبادي
الشيخ العالم المحدث صفدر بن الحسين بن صادق الأورنك آبادي أحد العلماء الصالحين، لم يكن في
عصره ومصره أعلم منه في ضبط المتون والأسانيد، وكان حلو المنطق حسن المحاضرة طويل الباع
في معرفة الحديث.
مات سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف بحيدر آباد، كما في تاريخ النوائط.
الشيخ صفدر علي الفيض آبادي
الشيخ الفاضل صفدر علي بن حيدر علي الحسيني الدهلوي ثم الفيض آبادي، كان من العلماء
المشهورين في الشيعة، له أحسن الحدائق في أربعين كراسة في تفسير سورة يوسف صنفه سنة ثلاث
وخمسين ومائتين وألف، كما في محبوب الألباب.
السيد صفدر بن صالح الكشميري
الشيخ الفاضل صفدر بن صالح الحسيني الرضوي الشيعي الكشميري أحد العلماء المشهورين، ولد
ونشأ بكشمير وقرأ العلم على ملا محمد مقيم الكشميري ولازمه ملازمة طويلة وبرع في الفقه والكلام
والنجوم والجفر وغيرها، وسافر إلى فرخ آباد في كبر سنه ثم إلى مدينة لكهنؤ وتوفي بها، وكان
زاهداً متقللاً عفيفاً، له مجموع في ثلاثة مجلدات.
مات يوم الخميس لسبع عشرة خلون من رجب سنة خمس وخمسين ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ، كما
في نجوم السماء.
الشيخ صفي بن عزيز السرهندي
الشيخ الصالح صفي بن عزيز بن عيسى بن سيف الدين العمري السرهندي أحد عباد الله الصالحين
كان من ذرية الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية، لم يزل مشتغلاً بمطالعة
كتب الحديث والتفسير.
توفي يوم الخميس لخمس بقين من شعبان سنة ست وعشرين ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ فدفن بها،
كما في تذكرة العلماء للناروي.
حرف الضاد
الشيخ ضياء الدين البرهانبوري
الشيخ العالم الصالح ضياء الدين بن محمد نقي بن غلام محمد الحسيني البرهانبوري أحد عباد الله
الصالحين، ولد ونشأ بمدينة برهانبور وحفظ القرآن وقرأ العلم على من بها من العلماء ثم سافر إلى
الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند وسار إلى دهلي وأخذ الحديث عن الشيخ عبد العزيز
بن ولي الله الدهلوي ثم رجع إلى بلدته ودرس بها مدة.(7/993)
مات لتسع عشرة خلون من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف بدهلي فدفن في مقبرة
الشيخ ولي الله رحمه الله، كما في تاريخ برهانبور.
مولانا ضياء الدين المالوي
الشيخ الفاضل الكبير ضياء الدين بن نعيم الدين العمري المالوي أحد العلماء المبرزين في الهيئة
والهندسة والشعر والتصوف وغيرها، أخذ الطريقة عن الشيخ أبي الليث بن أبي سعيد الشريف
الحسني البريلوي واستفاض عن الشيخ رؤف أحمد الأحمدي الرامبوري أيضاً ببلدة بهوبال، وله
زاوية مشهورة على جبل شاهق بتلك البلدة.
مات لست خلون من محرم سنة إحدى وخمسين ومائتين وألف، أخبرني بذلك الشيخ ذو الفقار أحمد
البهوبالي.
مولانا ضياء النبي الرامبوري
الشيخ الفاضل ضياء النبي بن عناية بن سلطان بن عصمة بن يعقوب بن سعيد بن أحمد بن عبد
الأحد العمري السرهندي ثم الرامبوري كان من العلماء المبرزين في الهيئة والهندسة والاصطرلاب
والمناظر وجر الثقيل وسائر الفنون الرياضية.
وكان يدرس ويفيد مع اشتغاله بمهمات الدولة في رامبور، ذكره عبد القادر بن محمد أكرم
الرامبوري في كتابه روز نامه وأثنى على فضله وبراعته في العلوم.
حرف الطاء
الشيخ طيب بن أحمد الرفيقي
الشيخ العالم الفقيه طيب بن أحمد بن مصطفى بن المعين الرفيقي الكشميري أحد المشايخ الصوفية،
ولد سنة إحدى وتسعين ومائة وألف وقرأ القرآن على خير الدين بن أبي البقاء الكشميري وأخذ العلم
عن أبيه وعمه وبني أعمامه وعن الشيخ أبي يوسف عبد الغفور ولبس الخرقة من والد وأخذ الطريقة
الكبروية والقادرية والشطارية عن الشيخ عبد الحميد واعتزل عن الناس، وكان يقوم الليل ويصوم
النهار، ولم يزل مشتغلاً بالفقه والحديث، وله مصنفات.
مات يوم الاثنين لعشر خلون من شوال سنة ست وستين ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية.
حرف الظاء
الشيخ ظفر أحمد اللكهنوي
الشيخ الفاضل ظفر أحمد بن قدرة علي اللكهنوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ
ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على أبيه وعلى غيره من العلماء وكان أكبر أولاد أبيه.
مات سنة ست وستين ومائتين وألف، كما في الأغصان الأربعة.
السيد ظهور أحمد السهسواني
السيد الشريف ظهور أحمد بن نور أحمد بن المفتي نظر محمد الحسيني النقوي السهسواني أحد
العلماء الصالحين، كان من أهل بيت العلم والمشيخة، قرأ على والده وعلى الشيخ تاج الدين بن
عارف علي السهسواني وبرع أقرانه في كثير من العلوم والفنون ثم بذل جهده في الدرس والإفادة، له
كتاب في البلاغة.
توفي في حياة والده سنة ثلاث وستين ومائتين وألف، كما في حياة العلماء.
السيد ظهور أشرف الجائسي
الشيخ الفاضل ظهور أشرف بن هداية بن عناية بن الفضل بن محمد بن أبي العلى بن الضياء بن
المحب بن ولي بن الجلال بن المبارك الأشرفي الجائسي أحد العلماء المبرزين في الصناعة الطبية،
كان غراً كريماً حاذقاً في الطب، أخذ عنه جمع كثير من العلماء.
مات سنة سبع وسبعين ومائتين وألف ببلدة جائس، كما في مهر جهانتاب.(7/994)
الشيخ ظهور الحق اللكهنوي
الشيخ العالم الصالح ظهور الحق بن أزهار الحق الأنصاري اللكهنوي أحد عباد الله الصالحين، ولد
ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على والده وعلى جده لأمه العلامة عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي
وتفنن عليه بالفضائل وسافر للاسترزاق إلى كلكته ومدراس وحيدر آباد واحتمل المشقة في تلك
الأسفار ولكنه لم يحصل له ما يفي بأداء الديون، وكان غراً كريماً لا يستطيع أن يقبل على الدنيا
ويشتغل بوجوه المعيشة، وكان يشتغل بمطالعة التفسير والحديث معرضاً عن الحكمة اليونانية، كما
في الأغصان الأربعة.
الشيخ ظهور الحق البهلواروي
الشيخ الصالح ظهور الحق بن نور الحق بن عبد الحق بن مجيب الله الهاشمي الجعفري البهلواروي
أحد الفقهاء الحنفية، ولد سنة أربع وثمانين ومائة وألف وقرأ العلم على مولانا جمال الدين الدهروي
ثم أخذ الاجازة العامة في الحديث مكاتبة عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي وأخذ الطريقة
عن والده ولازمه مدة، وانتقل من بهلواري إلى عظيم آباد مع والده سنة ثلاثين ومائة وألف فسكن
بها، وكان كثير الدرس والإفادة، وله مصنفات في الفقه والسلوك.
مات لست عشرة خلون من ذي القعدة سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف ببلدة عظيم آباد فنقل جسده
إلى بهلواري، كما في مشجرة الشيخ بدر الدين.
مولانا ظهور علي اللكهنوي
الشيخ الفاضل ظهور علي بن حيدر بن مبين الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء المبرزين في الفقه
والأصول، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على والده وعلى المفتي ظهور الله اللكهنوي وعلى
غيرهما من العلماء وحفظ القرآن في شبابه ودرس ببلدة لكهنؤ زماناً طويلاً وسار إلى حيدر آباد بعد
وفاة أبيه سنة أربع وخمسين فتلقى بالإكرام ومنح صلات وجوائز فسكن بها.
له تفسير القرآن الكريم والطريقة الوسطى في سماع الموتى والمعراجية وشرح على خطبة شرح
السلم للقاضي.
مات في سلخ رمضان سنة خمس وسبعين ومائتين وألف بحيدر آباد، كما في الأغصان الأربعة.
الشيخ ظهور الله البدايوني
الشيخ الفاضل ظهور الله بن دليل الله الصديقي الشيعي البدايوني أحد الشعراء المفلقين، ولد ونشأ
بمدينة بدايون وتخرج على أساتذة عصره وبرز في العروض وقرض الشعر، لقبه مرزا جوان بخت
بن شاه عالم الدهلوي بخوش فكر خان وسكن بلكهنؤ مدة من الدهر ثم سافر إلى الحرمين الشريفين
فحج وزار ثم ذهب إلى طهران ولبث بها عند سلطانها فتح علي شاه مدة ثم رجع إلى الهند وأقام ببلدة
حيدر آباد أياماً ثم قدم بدايون ومات بها وله ديوان الشعر الفارسي.
توفي سنة أربعين ومائتين وألف، فقال وحيد الله بن سعيد الله البدايوني مؤرخاً لعام وفاته، ع: نوا
فخر بدايون بود زاير.
كما في مختصر سير هندوستان.
المفتي ظهور الله اللكهنوي
الشيخ الفاضل المفتي ظهور الله بن محمد ولي بن غلام مصطفى الأنصاري اللكهنوي أحد فحول
العلماء، ولد سنة أربع وسبعين ومائتين وألف وقرأ العلم على والده وعمه الحسن بن غلام مصطفى
اللكهنوي، ثم اشتغل بالتدريس وولي الإفتاء، فارتفع حاله لاشتغاله بالعلم تدريساً وتصنيفاً.
ومن مصنفاته: حاشية على مير زاهد رسالة وحاشية على مير زاهد ملا جلال وحاشية على مير
زاهد شرح المواقف وحاشية على الدوحة الميادة في الصورة والمادة للجونبوري وحاشية على
الشمس البازغة للجونبوري المذكور.
مات سنة ست وخمسين ومائتين وألف، كما في الأغصان الأربعة.
السيد ظهور محمد الكالبوي
الشيخ العالم المحدث ظهور محمد بن خيرات علي بن حسين علي الحسيني الترمذي الكالبوي أحد(7/995)
العلماء الربانيين، ولد سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف وقرأ الرسائل المختصرة على أساتذة بلدته ثم
سافر إلى لكهنؤ وأخذ عن الشيخ ولي الله بن حبيب الله والشيخ حيدر بن مبين وقرأ نور الأنوار
وهداية الفقه وشرح نخبة الفكر ورسالة الشيخ عبد الحق الدهلوي في أصول الحديث وكتاب الموطأ
للإمام مالك وبلوغ المرام للحافظ ابن حجر وطرفاً من صحيح مسلم وجزءاً من صحيح البخاري
وجملة من الحصن الحصين كل ذلك على الشيخ حسن علي الشافعي وأسند عنه سائر الكتب، وكتب
له الشيخ حسن علي المذكور الإجازة العامة لثلاث بقين من شعبان سنة ثمان وأربعين ببلدة باندا ثم
راح إلى دهلي وأسند الحديث عن الشيخ إسحاق بن أفضل سبط الشيخ عبد العزيز وكان ببلدة دهلي
حين توفي الشيخ عبد العزيز المذكور والشيخ غلام علي النقشبندي ثم سافر إلى الحجاز سنة خمسين
فحج وزار وأقام بالمدينة المنورة أربعة عشر شهراً وأسند الحديث عن الشيخ محمد عابد السندي
صاحب الحصر الشارد وقرأ عليه الصحيحين ثم عاد إلى الهند، قال القنوجي في التقصار: إني زرته
غير مرة في كدوره، وكان شيخاً وسيماً وقوراً منور الشبيه، انتهى.
مات لثمان بقين من شعبان سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف، كما في ضياء محمدي.
حرف العين
الشيخ عادل اللاهوري
الشيخ الصالح عادل بن الفاضل بن الهاشم الشريف الحسني الأجي ثم اللاهوري أحد العلماء
المبرزين في الدعوة والتكسير، ولد سنة عشر ومائة وألف.
مات سنة عشرين ومائتين وألف بمدينة لاهور، كما في خزينة الأصفياء.
مولانا عالم علي المراد آبادي
الشيخ العالم المحدث عالم علي بن كفاية علي بن فتح علي الحسيني النكينوي ثم المراد آبادي، أحد
أكابر الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بنكينه وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على المفتي شرف الدين
الرامبوري والشيخ غفران ابن تائب الفقيه الأفغاني ثم سار إلى دهلي وأخذ عن الشيخ مملوك العلي
النانوتوي وتطبب على الحكيم نصر الله وقرأ الحديث على الشيخ إسحاق بن أفضل العمري وأسند
عنه ثم أقبل على الطب والحديث إقبالاً كلياً وسكن بمراد آباد، أخذ عنه خلق كثير من العلماء.
له شرح بسيط على ضابطة التهذيب ورسالة في تنقيح مخرج الضاد ورسالة في فضل الصيام
ورسالة في فضائل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وله الحجة البالغة والوثيقة الباهرة.
توفي لثلاث بقين من رمضان سنة خمس وتسعين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي.
القاضي عباس علي الكلكتوي
الشيخ الفاضل عباس علي الحنفي الكلكتوي أحد العلماء المبرزين في الفنون الرياضية، قرأ العلم
على الشيخ مبين بن محب الله اللكهنوي والعلامة تفضل حسين الكشميري، وكان مفرط الذكاء كبير
الشأن، له اليد الطولى في الفنون الرياضية ولي الإفتاء بكلكته ثم ولي القضاء الأكبر فصار قاضي
قضاة الهند، وله تعليقات شتى على هداية الفقه وعلى غيرها من الكتب الدرسية.
مات لسبع بقين من رمضان سنة عشرين ومائتين وألف بكلكته، كما في قسطاس البلاغة.
القاضي عبد الأحمد السورتي
الشيخ العالم القاضي عبد الأحمد الشافعي السورتي كان من قبيلة باعكظه، قرأ العلم على الشيخ عبد
الله الحسيني اللاهوري ثم السورتي ولازمه مدة من الزمان حتى برز في الأدب والبلاغة وقرض
الشعر، ثم ولي القضاء بمدينة بهروج من أرض كجرات، ذكره بهادر بن أحمد السورتي في حقيقة
السورة وقال: إن في اسمه بحثاً ونظراً لأن فيه نسبة العبودية إلى غير الله سبحانه، لعله سماه والده
بأحمد فجرى على أفواه(7/996)
الناس عبد الأحمد تأدباً لاسم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويدل على ذلك أن
الشيخ عبد الأحمد كان يكتب اسمه أحمد بدون تلك النسبة، انتهى.
مات لسبع عشرة خلون من جمادي الآخرة سنة خمس وعشرين ومائتين وألف، كما في الحديقة.
مولانا عبد العلى اللكهنوي
الشيخ الفاضل عبد الأعلى بن عبد العلي بن نظام الدين بن قطب الدين الأنصاري السهالوي
اللكهنوي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على والده ولازمه ملازمة طويلة
ثم سافر إلى كلكته وتقرب إلى الولاة وأقام بها زماناً ولكنه لم ينل ما كان يؤمله فرجع إلى لكهنؤ
ولبث بها مدة ثم ذهب إلى كلكته، فلما خابت مساعيه مرة ثانية ذهب إلى مدراس عند والده وابتلى
بمرض هناك فرجع إلى لكهنؤ ومات في أثناء السفر، وكان والده يمنعه عن ذلك السفر الطويل نظراً
إلى شدة مرضه، كما في الأغصان الأربعة.
قال عبد الباري في آثار الأول: إنه صنف كتباً كثيرة لا تخلو عن فوائد منها: شرح الفقه الأكبر
وطال لسانه في حق سيدنا معاوية رضي الله عنه ومنها رسالة في التاريخ سماها رسالة قطبيه ومنها
شرح المناقب الرزاقية لجده وله رسالة في الأوراد، انتهى.
وإني ظفرت برسالتيه شرح المناقب الرزاقية وقد أطال الكلام فيه أيضاً على معاوية بن أبي سفيان
رضي الله عنه، ورساله قطبيه في أخبار جده الشيخ قطب الدين بن عبد الحليم السهالوي وأبنائه
وفيها فوائد كثيرة، تخلو عنها الأغصان الأربعة وغيرها
ومن فوائده
من رساله قطبيه أنه قال: إن العلم على نوعين نقلي وعقلي، والنقلي على سبعة أنواع: لغة وصرف
ونحو وبلاغة ومناظرة وأصول وفقه، والفقه ثلاثة فنون: العقائد والأحكام والأخلاق، ولكل منها كتب
على حدة، فصارت العلوم النقلية تسعة أنواع يجب تحصيلها وبعد ذلك يستحب له أن يشتغل بعلم
الوحي وهو القرآن والحديث، ولها أربعة فنون أخر ينبغي تحصيلها: القراءة والتاريخ وأحكام الناسخ
والمنسوخ وأقسام أصول الحديث، وبهذا الاعتبار صارت العلوم النقلية أربعة عشر نوعاً، فمن يجمع
هذه العلوم بتحقيق وتدقيق فهو مجتهد، لأن الإجتهاد باق إلى الآن غير ماض كما زعم بعض الحمقى،
وكيف يقصر على السلف فإن المهدي يكون أفضل المجتهدين في زمانه وكذلك عيسى عليه السلام
ولأن الفيوض النبوية - صلى الله على صاحبها وسلم - غير مقصورة على زمان دون زمان، وأما
العلوم العقلية فهي أيضاً على سبعة أنواع: الطب والمنطق والطبيعيات والإلهيات والنجوم والتكسير
والرياضي، أما الرياضيات فهي أربعة فنون: الحساب والهندسة والهيئة والموسيقى، ولكل منها كتب
على حدة فصارت العلوم العقلية عشرة أنواع، من يجمعها بتحقيق وتدقيق فهو حكيم، ومن يجمع هذه
الأنواع كلها عقلياً كان أو نقلياً فهو أعقل الناس وأشرفهم.
وقال في تلك الرسالة:
إن لكل من العلماء في التدريس طريقة على حدة مختلفة على حسب تفاوت الزمان والاستعداد، قال:
كان الشيخ قطب الدين الشهيد السهالوي يدرس كتاباً واحداً من كل فن بتحقيق وتدقيق فيتخرج عليه
العلماء المحققون، والشيخ نظام الدين كان يدرس كتابين من كل فن لكل من الطلبة إلا الأذكياء منهم
فإنه كان يدرسهم كتاباً واحداً، وأما ولده عبد العلي فهو يدرس لبعضهم كتاباً واحداً من كل فن
ولبعضهم كتابين ولبعضهم ثلاثة كتب على تفاوت الاستعداد، قال: وإني اخترت طريقة مرضية في
التدريس وهي أن يدرس الطلبة في صغر سنهم قبل بلوغهم إلى حد الحلم فإن حافظتهم في هذا
الزمان تكون أجود فينبغي أن يدرسهم في اللغة: نصاب الصبيان ونصاب الملحقات ونصاب المثلث
ونصاب البديع ونصاب الإخوان ونصاب تجنيس اللغات وفي الصرف: الميزان والمنشعب والزبدة
وصرف مير والتصريف من بنج كنج ودستور المبتدئ وفصول أكبري وفي النحو: نحو مير والمائة
والجمل والتتمة والضريري والمصباح وهداية النحو ثم يدرسهم كتابين أحدهما من(7/997)
المنقول وثانيهما
من المعقول، أما المنقول فيدرس منه الشافية والكافية والصراح والجاربردي والفوائد الضيائية
ومختصر المعاني والرشيدية وشرح المنار وشرح المسلم والعقائد السعدية والعقائد الجلالية وشرح
الوقاية والهداية وشرح الفصوص وعين العلم والشاطبية وكتاب من التاريخ والمدارك وصحيح
البخاري وأما المعقول فمنه: قال أقول وبديع الميزان والقطبي والميبذي ومير زاهد رسالة ومير زاهد
ملا جلال وشرح السلم والصدرا والشمس البازغة ومير زاهد شرح المواقف والحاشية القديمة وشرح
حكمة العين وخلاصة الحساب والأقليدس وشرح الجغميني وقانونجه والموجز وشرح الأسباب
والعلامات ورسالة في الموسيقى، ثم يأذن لهم أن يشتغلوا بالتدريس والتصنيف، انتهى، وكانت وفاته
لليلة بقيت من شعبان سنة سبع ومائتين وألف.
الشيخ عبد الأعلى البنارسي
الشيخ الفاضل عبد الأعلى بن كريم الله الصديقي الغازيبوري ثم البنارسي أحد الرجال المشهورين
بالفضل والصلاح، ولد سنة أربع ومائتين وألف وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء وأخذ
الطريقة النقشبندية عن أبيه، له هداية المسلمين منظومة في المنطق بالفارسية، توفي سنة أربع
وسبعين ومائتين وألف بمدينة بنارس كما في تذكرة العلماء للناروي.
الشيخ عبد الباري الأمروهوي
الشيخ الصالح عبد الباري بن ظهور الله بن عبد الهادي الصديقي الأمروهوي أحد المشايخ الجشتية،
ولد ونشأ بأمروهه وأخذ عن جده الشيخ عبد الهادي ولازمه زماناً وتولى الشياخة بعده ثم استصحبه
مرزا جانجانان العلوي الدهلوي إلى دهلي لسابق معرفته بجده ولقنه الذكر على طريق المشايخ
النقشبندية ورباه فلازمه ستة أشهر ونال المقامات العالية من ذلك الطريق ثم رجع إلى أمروهه وكان
يلقن أصحابه بكلا الطريقين ولكنه كان الغالب عليه الطريقة الجشتية، أخذ عنه الحاج عبد الرحيم
وخلق آخرون، توفي لإحدى عشرة خلون من شعبان سنة ست وعشرين ومائتين وألف، كما في نخبة
التواريخ.
مولانا عبد الباسط القنوجي
الشيخ العالم الكبير عبد الباسط بن رستم علي بن على أصغر الصديقي القنوجي أحد العلماء
المشهورين كان من نسل الشيخ عماد الدين الكرماني صاحب الفصول العمادية ولد سنة تسع وخمسين
ومائة وألف بقنوج ونشأ وقرأ على والده ولازمه ملازمة طويلة حتى برز في الفقه والأصول
والعربية وغيرها، ذكره صديق بن الحسن القنوجي في أبجد العلوم وفي اتحاف النبلاء وقال: إنه كان
في زمانه أستاذ الأساتذة وشيخ المشايخ تشد إليه الرحال في طلب العلم من بلاد شاسعة وتقصده
الطلبة من كل فج عميق، كان في الفرائض آية باهرة، درس وأفاد وألف وأجاد، ومن مؤلفاته: زبدة
الفرائض ونظم اللآلي في شرح ثلاثيات البخاري وانتخاب الحسنات في ترجمة أحاديث دلائل
الخيرات وأربعون حديثاً ثنائياً وشرحه المسمى بالحبل المتين في شرح الأربعين وعجيب البيان في
أسرار القرآن وشفاء الشافية وشرح تهذيب المنطق قال: وكان سريع الكتابة جيد الخط، يعظمه أهل
عصره تعظيماً بليغاً ويكرمه علماء وقته إكراماً جليلاً، انتهى.
وإني رأيت له شرحاً على زبدة الصرف لظهير بن محمود بن مسعود العلوي بالفارسي وشفاء
الشافية شرح على شافية ابن الحاجب أوله: الحمد لله الذي خلق الورى، إلخ وشفاء الشافية اسم
تاريخي لذلك وله شرح على خلاصة الحساب للعاملي إلى باب المساحة وشرح على سلم العلوم إلى
آخر مبحث الشرطية، ومن أنفع مؤلفاته المنازل الإثنا عشرية في طبقات الأولياء إلى آخر القرن
الثاني عشر، توفي سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف.
الشيخ عبد الباسط اللكهنوي
الشيخ الفاضل عبد الباسط بن عبد الرزاق بن جمال الدين بن علاء الدين ابن أنوار الحق الأنصاري
اللكهنوي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ(7/998)
وحفظ القرآن وقرأ العلم على والده ثم سافر إلى
حيدر آباد للاسترزاق وخدم الأمراء مدة من الزمان، مات في حياة والده لتسع بقين من ذي الحجة
سنة خمس وتسعين ومائتين وألف، كما في آثار الأول لابن أخيه عبد الباري.
مولانا عبد الباقي الديوي
الشيخ الفاضل عبد الباقي بن عبد الصمد الحسيني الديوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول
كان من ذرية المفتي عبد السلام الأعظمي الديوي، ولد ونشأ بديوه وقرأ العلم على والده ولازمه مدة
وجاء معه إلى فرخ آباد ولما توفي أبوه جعله نواب غالب جنك معلماً لولده مظفر جنك فأقام بفرخ
آباد مدة من الدهر ثم رجع إلى بلدته، وكانت له يد بيضاء في معرفة المثنوي المعنوي له شرح عليه،
وقال المفتي ولي الله الفرخ آبادي: إنه أجود الشروح.
مولانا عبد الجامع اللكهنوي
الشيخ الفاضل عبد الجامع بن عبد النافع بن عبد العلي بن نظام الدين الأنصاري اللكهنوي أحد
الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ وقرأ العلم على عمه عبد الرب وعلى الشيخ نور الحق والشيخ
قدرة علي ولازمهم مدة حتى برز في كثير من العلوم والفنون ثم سافر للاسترزاق إلى حيدر آباد
ومات بها سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف.
مولانا عبد الجامع السيدنبوري
الشيخ الفاضل الكبير عبد الجامع بن أمين الدين بن بديع الدين بن عطاء الله الحسيني المداري
السيدنبوري أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بسيدنبور بفتح السين المهملة وسكون الياء التحتية
قرية جامعة من أعمال ردولي وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على ملك العلماء عبد العلي بن نظام
الدين اللكهنوي وعلى غيره من العلماء ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه مولانا محمد ظاهر بن غلام
جيلاني البريلوي وخلق كثير من العلماء، وله رسائل عديدة منها: رسالة في بيان كلمة التوحيد
ورسالة في تحقيق صفة الكلام وله تبييض شرح عطاء الإيمان لوالده في استخراج الفرقة الناجية من
اثنتين وسبعين فرقة من قوله: لا إله إلا الله.
مولانا عبد الجبار الكماسوي
الشيخ الفاضل عبد الجبار بن جمال الله بن محمد أشرف الكماسوي ثم الكلكتوي أحد العلماء العاملين
بالنصوص الظاهرة من الكتاب والسنة، ذكره كرامة علي الحنفي الجونبوري في نسيم الحرمين قال:
له رسالة في إبطال حجية الإجماع وذم التقليد ثم شنع عليه وعلى أصحابه، قال: إنهم يحللون شرب
لبن أزواجهم ويحللون بنات المسلمين والذميين من الهند بملك اليمين ويحرمون ذبيحة المسلم الذي
التزم تقليد شخص معين ويمنعون التراويح والأذان الأول يوم الجمعة ويأكلون صدقة الفطر وهم
أغنياء ويأمرون الناس أن يرسلوا صدقة الفطر عندهم ولو بعد مدة طويلة، ويقولون: مذهبي محمدي،
وتارة يقولون: المذهب بمعنى المزبل وينكرون على الفقه أشد الإنكار، انتهى بلفظه.
وإني رأيت له رسالة بالهندية في الرد على قوة الإيمان لكرامة علي الجونبوري المذكور، قال فيها:
إن أتباع السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي لما وفدوا في بلادنا وهدى الله بهم عباده
فرفضوا رسوم الشرك والبدعة ورغبوا إلى القرآن والحديث وحدث فيهم الوجد والذوق بالكتاب
والسنة ومال بعضهم إلى رفع اليدين في الصلاة إقتداءاً بالشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي فقام
المولوي كرامة علي الجونبوري بالطعن والتشنيع عليهم في رسائله وقال: إنهم تمذهبوا بمذهب جديد
وافترى عليهم غير ذلك ورغبهم عن الكتاب والسنة وقال: إن القرآن والحديث عسيران جداً وفهم
ذلك لا يتيسر إلا للمجتهدين، وصنف قوة الإيمان رسالة تضل به الناس عن الصراط المستقيم فخفت
ذلك وألفت رسالتي هذه لذكر قبائحه، انتهى.
وقال: إني حنفي غير متعصب أعتقد بما في الصراط المستقيم وأعتقد أن الحق دائر بين الأئمة
الأربعة من المجتهدين وأعتقد في الأئمة أنهم كانوا أجلاء وأعتقد أن المحدثين وأصحاب الظواهر
كانوا ظلال أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمن تبعهم من عامة(7/999)
الناس أو خاصتهم فهو ناج
وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة، انتهى.
الشيخ عبد الجبار الشاهجهانبوري
الشيخ العالم الفقيه عبد الجبار الحنفي الشاهجهانبوري أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بمدينة
شاهجهانبور وقرأ العلم على أساتذة عصره، ذكره المفتي ولي الله في تاريخه وأثنى عليه.
الشيخ عبد الجبار الناكبوري
الشيخ العالم الصالح عبد الجبار الناكبوري المهاجر إلى مكة المباركة والمتوفي بها كان من العلماء
الربانيين المنقطعين إلى الزهد والعبادة، يحترف بصناعة المشط ويأكل من عمل يده وعليه سيماء
الصالحين، ومن مصنفاته الحزب المقبول من أوراد الرسول مقبول متداول في أيدي الناس، هاجر
في آخر عمره إلى مكة المباركة ومات بها سنة أربع وتسعين ومائتين وألف فدفن بالمعلاة.
الشيخ عبد الجليل الكوئلي
الشيخ العالم المحدث عبد الجليل بن رياض الدين الإسرائيلي الكوئلي أحد العلماء المشهورين، ولد
سنة خمس وعشرين ومائتين وألف ببلدة كوئل ويقال لها عليكده أيضاً وقرأ أكثر الكتب الدرسية على
مولانا بزركك علي المارهروي وبعضها على غيره من العلماء وبرع في الفنون الرياضية ثم سافر
إلى دهلي وأخذ الحديث عن الشيخ المسند إسحاق بن أفضل العمري الدهلوي وأقبل على الحديث
إقبالاً كلياً ورجع إلى بلدته ودرس بها زماناً ثم استقدمه نواب محمود علي خان إلى جهتارى فأقام
عنده مدة طويلة وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه خلق كثير من العلماء.
وكان فيه سكون وحسن سمت ووقار وعفة ونزاهة وديانة وعلو همة وشهامة نفس وانجماع لا سيما
عن بني الدنيا وتودد إلى أصحابه ومعارفه، وهو ممن أخذ الطريقة عن السيد الإمام أحمد بن عرفان
الشهيد البريلوي وصحبه واستقام عليه مدة عمره، استشهد في الثورة الهندية لسبع خلون من محرم
سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف فدفن بفناء الجامع الكبير بمدينة كوئل أخبرني بذلك عثمان بن
إسماعيل بن عبد الجليل الكوئلي.
السيد عبد الجليل البريلوي
السيد الشريف عبد الجليل بن محمد بن أبي الليث بن أبي سعيد الحسني البريلوي أحد عباد الله
الصالحين كان من ذرية الشيخ الكبير علم الله النقشبندي البريلوي، ولد ونشأ في مهد العلم والمشيخة
وأخذ الطريقة عن السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي وسافر معه إلى الحجاز فحج وزار
ورجع إلى الهند وتولى الشياخة ببلدته، وكان رحمه الله كريماً وقوراً منور الشبيه حسن المحاضرة
كثير المحفوظ بالعلم والأدب حريصاً على جمع الكتب، أدركته وقرأت عليه في صغر سني جزءاً من
القرآن الكريم، له كشكول في مجلد ضخم يحمل الفقه والأدب والتاريخ، توفي لتسع عشرة خلون من
ذي الحجة سنة ثلاثمائة وألف فدفن عند جده أبي سعيد رحمه الله.
الشيخ عبد الحق الطوكي
الشيخ الفاضل عبد الحق بن خليل الرحمن بن عرفان اليوسفي الرامبوري ثم الطوكي أحد الفقهاء
الحنفية، ولد ونشأ برامبور وقرأ الكتب الدرسية على أبيه وسافر معه إلى طوك وسكن بها، ولما ذهب
والده إلى جاوره تأخر عنه فلم يخرج عن بيته حتى مات ببلدة طوك وكان يدرس ويفيد، أخبرني
بذلك محمود بن أحمد الطوكي.
الشيخ عبد الحق الرامبوري
الشيخ الفاضل عبد الحق بن عمران اليوسفي الرامبوري أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ برامبور
وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء ثم سافر إلى بلاد الدكن، ومات بها سنة اثنتين وتسعين
ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي.
الشيخ عبد الحق البنارسي
الشيخ العالم المحدث المعمر عبد الحق بن فضل(7/1000)
الله العثماني النيوتيني ثم البنارسي أحد العلماء
المشهورين، ولد بقرية نيوتيني من أعمال موهان سنة ست ومائتين وألف وقرأ العلم على أبيه وعلى
غيره من العلماء ثم سافر إلى دهلي وقرأ بعض كتب الحديث على الشيخ إسماعيل بن عبد الغني
الدهلوي والشيخ عبد الحي بن هبة الله البرهانوي وأخذ بعضها عن الشيخ عبد القادر بن ولي الله
العمري الدهلوي سماعاً عليه ثم سافر إلى مكة المباركة فحج وصدر عنه بمكة بعض ما لا يليق بشأن
الأئمة المجتهدين فحبسه الولاة ثم أطلقوه فرجع إلى الهند وأقام بها زماناً ثم سافر إلى الحجاز في
ركب السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي فلما وصل إلى المدينة المنورة بعد الحج تكلم في
بعض المسائل الخلافية على عادته وتفوه في حق المجتهدين ورمى بالضلال أصحاب المذاهب الأخر
من الأحناف والشافعية وكان إذ ذاك الشيخ محمد سعيد الأسلمي المدراسي بالمدينة المنورة فوشي به
إلى القاضي فلما علم ذلك عبد الحق خرج من المدينة مختفياً وذهب إلى جريدة وأقام بها حتى قفل
الركب إلى تلك القرية فلحق به ثم انحاز عنه في جده ورحل إلى صنعاء اليمن ولقى بها القاضي
محمد بن علي الشوكاني والقاضي عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن البهكلي والشيخ عبد الله بن محمد
بن إسماعيل الأمير اليماني والشيخ محمد عابد بن أحمد علي السندي وكلهم أجازوه إجازة عامة سنة
ثمان وثلاثين ثم لحق بالقفل المذكور بمدينة مخا ورجع إلى الهند وسافر إلى الحجاز سبع مرات،
وكان السفر السابع سفره من الدنيا إلى الآخرة.
قال محمد بن عبد العزيز الزينبي في ثبته: هو شيخي على الحقيقة وقائدي إلى هذه الطريقة ولم أر
بعيني أفضل منه، سمعت منه الحديث المسلسل بالأولية عند قدومي عليه من لفظه وذلك في ربيع
الأول سنة سبع وسبعين ومائتين وألف وقرأت عليه الكثير وأجازني بجميع مروياته وكتب لي
الإجازات أكثر من عشر مرات وكلها موجودة عندي، وكان ولادته سنة ست ومائتين وألف كما
سمعت ذلك منه، وتوفي بمنى محرماً في ثاني ذي الحجة عام ست وسبعين ومائتين وألف يوم
الخميس ودفن على باب مسجد الخيف ليلة الجمعة وكنت حاضراً إذ ذاك، وكان ارتحل إلى اليمن
وسمع وأدرك منهم: السيد عبد الله بن الأمير والشيخ محمد بن علي الشوكاني والشيخ عبد العزيز
والشيخ عبد القادر وأضرابهما من أهل الهند، انتهى.
وللشيخ عبد الحق رسالة في قصة سفره إلى صنعاء اليمن ورجوعه منها إلى بلاد الهند، قال فيها:
إني ارتحلت من مدينة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عازماً إلى مدينة صنعاء المحمية لزيارة العالم
الرباني محمد بن علي الشوكاني فتحملت على نفسي مشاق الأسفار وتجرأت عليه بجوب البراري
والبحار ومصائب الأمطار حتى وصلت إلى المدينة المذكورة ونزلت في بيت من بيوتها ثم كتبت
إليه كتاباً وأرسلته صحبة بعض الناس فطلبني في ساعته وأكرمني غاية الإكرام وسألني عن مدة
عمري وما درست فيه ثم أعطاني نسخاً من مؤلفاته وأمرني بمطالعتها حتى طالعت أكثرها وكنت
أتشرف بزيارته في يومي درسه الإثنين والخميس وأسمع منه، فكان الشيخ يحل الغوامض
والمعضلات حق حلها فبينما أنا على هذا الحال إذ بليت بالحمى فبقيت محموماً زماناً طويلاً ثم
عافاني الله تعالى من ذلك وإذا بالشيخ قد عزم على السفر فسرت إلى حضرته وودعته وكان ذلك يوم
الجمعة عاشر جمادي الآخرة سنة 1238هـ، فتلطف بي وعطف علي فقرأت عليه غالب المسلسلات
ثم أجازني بجميع ماله من المرويات وكتب لي كتاب الإجازة بيده الشريفة وأعطاني ثبته اتحاف
الأكابر في أسناد الدفاتر وأشار إلي بنقله، وهذه صورة إجازة القاضي محمد بن علي الشوكاني لعبد
الحق المذكور.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله يقول محمد بن علي الشوكاني غفر الله لهما حامداً لله تعالى
ومصلياً على رسوله وآله وصحبه: إني قد أجزت الشيخ العلامة أبا الفضل عبد الحق بن الشيخ
العلامة محمد فضل الله المحمدي الهندي كثر الله فوائده بمنه وكرمه ونفع بمعارفه ما اشتمل عليه هذا
الثبت الذي جمعته وسميته اتحاف الأكابر باسناد الدفاتر فليرو عني ما اشتمل عليه من كتب الإسلام
على اختلاف أنواعها كما يراه فيه وهو أهل لما هنالك ولم أشترط عليه شرطاً فهو أجل من ذلك
وأعلى وأخذت عليه أن يصلني بالدعوة المستقبلة في حياتي وبعد مماتي، حررته يوم الجمعة(7/1001)
بتاريخ
جمادي الآخرة سنة 1238هـ من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والتحية، انتهى.
وللشيخ عبد الحق رسالة في أسانيد الشيخ محمد عابد السندي قال فيها: وأما شيخنا الجليل الحامل
لعلوم الخليل كذا وكذا الشيخ العلامة محمد عابد بن أحمد علي الواعظ الأنصاري الخزرجي الأيوبي
فله شيوخ عديدة منهم: وجيه الدين السيد عبد الرحمن بن سليمان مفتي زبيد ومنهم الشيخ العلامة
يوسف بن محمد بن علاء الدين المزجاجي ومنهم عمه الشيخ العلامة النحرير محمد حسين ابن محمد
مراد الأنصاري عن الشيخ عبد الخالق المزجاجي ومنهم الشيخ العلامة صالح الفلاني إلى غير ذلك.
وللشيخ عبد الحق رسالة في لقائه بالسيد عبد الله الأمير قال فيها: ولما نزلت مدينة صنعاء المحمية
وأدناني الله تعالى بفضله وكرمه من الشيخ العلامة كذا وكذا السيد عبد الله بن محمد بن إسماعيل
الأمير، عرضت عليه حاجتي فأجابني بغاية اللطف فقرأ علي أولاً بسنده المتصل الحديث المسلسل
بالأولية وهو حديث الرحمة وأجازني روايته ورواية جميع ما يجوز له روايته إجازة عامة ثم قرأ
علي نبذاً من صحيح البخاري تيمناً، وسمعت في حال درسه الشريف في جامع البيان في تفسير
القرآن وأيضاً في صحيح البخاري وفي علم الأصول وغير ذلك.
وهذه صورة إجازة السيد عبد الله الأمير للشيخ عبد الحق:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله على نعمائه المتواترة وتفضلاته المسلسلة المتكاثرة والصلاة
والسلام على المرفوع إلى أعلى عليين الموضوع معاديه إلى سجين وعلى آله رواة أخباره وصحابته
المقتفين طريقه وآثاره، وبعد فإنه وفد إلى صنعاء اليمن الولد العلامة زينة أهل الاستقامة ذو الطريقة
الحميدة والخصال الشريفة المحمودة عبد الحق بن محمد فضل الله المحمدي الهندي دامت إفاداته
فتشرفت إذ كان من صالحي عباد الله وأصفيائه وحضر مجلس الحديث النبوي وسمع من جوامع
الكلم المصطفوي فأول ما سمع مني الحديث المسلسل بالأولية وهو حديث الرحمة المشهور الذي
تضمن سنده أولية ما سمع عند أرباب الحديث المأثور ثم سمع مني حصة من صحيح البخاري للإمام
أمير المؤمنين في الحديث محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن بردزبة البخاري الجعفي مولاهم رحمه
الله تعالى ورضي عنه، ولما جدبه عزم العود إلى وطنه والشوق إلى أهله ومسكنه طلب مني إجازة
عامة ومثلي منه يطلب ولست بأهل أن أجاز فكيف أن أجيز ولكن الحقائق قد تخفي وقد من الله تعالى
علي وله الحمد كثيراً بكرة وأصيلاً بالمثول عند أئمة الأسانيد النبوية والسماع منهم للآثار والأحاديث
المصطفوية منهم: والدي وشيخي ناصر السنة مجدد المائة الحادية عشر - رضي الله عنه - قرأت
عليه في عدة علوم وسمعت من لفظه كثيراً من الكتب الأمهات الست ومن غيرها من كتب الحديث
وشيخنا الإمام العلامة ذو التصانيف المفيدة والفوائد العديدة عبد الخالق ابن الزين المزجاجي قرأت
عليه أوائل الأمهات وأجازني بسائرها ومنهم شيخنا الإمام الخطيب الفصح عبد القادر بن خليل كدك
المدني سمعت عليه جانباً من صحيح البخاري عام وصوله إلى صنعاء سنة خمس وثمانين ومائة
وألف وأجازني إجازة عامة ومنهم شيخنا الإمام المشهور عند الخاص والعام أبو الحسن ابن محمد
صادق السندي المدني أجازني إجازة عامة وغير هؤلاء من أهل اليمن نفع الله بهم، فأقول: إني قد
أجزت الولد المذكور كثر الله تعالى فوائده بجميع كتب الحديث من الصحاح والمسانيد والمعاجم
وغيرها وما يتبعها مما له نفع في الاستنباط للأحكام من نحو وتصريف وأصول الفقه والمعاني
والبيان والبديع واللغة كما أجازني مشايخي بالشرط المعتبر عند أهل الأثر وأوصيه بتقوى الله عز
وجل واتباع الحق أينما كان ومع من كان والعمل بصحيح السنة ومجانبة البدعة والاستقامة على قدم
الحق والصدق وأن لا ينساني من دعائه في خلواته وجلواته وعقب صلواته جمعنا الله تعالى في دار
السرور على سرر متقابلين اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وزينة
وتفاخر وتكاثر في الأموال والأولاد والله تعالى يجزيه جزاء المحسنين ويجعلنا من عباد الله
الصالحين وصلى الله على(7/1002)
رسوله المختار وآله خيرة الأخيار، قاله بفمه وحرره بقلمه خادم السنة
النبوية عبد الله بن محمد بن إسماعيل الأمير، غفر الله تعالى لهم، في غرة شهر رجب الحرام سنة
1238هـ، انتهى.
وللشيخ عبد الحق رسالة في حكاية لقائه مع القاضي عبد الرحمن بن أحمد ابن الحسن البهكلي قال
فيها: إن من أجل نعماء الله تبارك وتعالى التي أنعم الله بها على أن أوصلني بحضرة الإمام كذا وكذا
مولانا القاضي عبد الرحمن بن أحمد ابن حسن البهكلي وقد صحبته أياماً كثيرة وبقيت متأملاً في
حالاته الشريفة فما وجدتها إلا موافقة لحالات الصحابة والتابعين فهو إذا نخبة المنخوب وإنسان عين
المطلوب والقلم يعثر عن المدح لعدم إمكان الإحاطة به هذا القرطاش ولورود النهى عنه إلى أن قال:
وقد سمعت منه كثيراً من الأحاديث الشريفة النبوية ومنها من تفسير كتاب الله وأول ما سمعت منه
كلام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديث الرحمة المسلسل بالأولية وأجازني رضي الله عنه بجميع
مروياته عن شيوخه المتصل سندهم إلى المؤلفين وإلى سيدنا محمد خاتم النبيين مع عدم لياقتي لهذا
الأمر العظيم والخطب الجسيم وأفادني الشيخ العلامة بفوائد كثيرة في مدة يسيرة فجزاه الله عني خير
الجزاء.
وأما إجازة القاضي عبد الرحمن فهي منظومة، منها قوله:
وبعد فالله كثير المن من علينا بالإمام السني
أعني أبا الفضل حليف الصدق الفاضل المبرور عبد الحق
محمدي الهدى والطريقة ووارث العلم على الحقيقة
جاء من الهند لأخذ العلم عن أهله الأبرار أهل الفهم
طلبني إجازة يروي بها عني أحاديث النبي ذي البها
ولست أهلاً أن أجير إنما حسن بي ظناً فكنت عندما
وعند هذا قد أجزته بما يجوز لي أرويه عند العلما
إلى غير ذلك، وكان عبد الحق بن فضل الله لا يتقيد بمذهب ولا يقلد أحداً في شيء من أمور دينية
بل يعمل بنصوص الكتاب والسنة ويجتهد برأيه ولذلك جرت بينه وبين الأحناف مباحثات كثيرة في
الاجتهاد والتقليد، ومن مصنفاته الدر الفريد في المنع عن التقليد.
توفي محرماً بمنى في ثاني ذي الحجة عام ست وسبعين ومائتين وألف يوم الخميس ودفن على باب
مسجد الخيف ليلة الجمعة.
مولانا عبد الحق الكوباموي
الشيخ الفاضل عبد الحق بن محمد فاخر الكوباموي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد
ونشأ بكوبامؤ وسافر للعلم وقرأ على العلامة عبد العلي ابن نظام الدين اللكهنوي وعلى غيره من
العلماء وأسند الحديث عن الشيخ عبد القادر الميلابوري وأخذ الطرق المشهورة عن الشيخ صلاح
الكوباموي وعن الشيخ غلام بير البلكرامي، أخذ عنه غلام معين الدين بن قدرة أحمد الكوباموي
وخلق آخرون، قال المفتي ولي الله في تاريخه: إنه قدم فرخ آباد فجعل معلماً لشوكت جنك وهو حي
إلى الآن، انتهى.
مولانا عبد الحكيم اللكهنوي
الشيخ الفاضل العلامة عبد الحكيم بن عبد الرب بن عبد العلي بن نظام الدين الأنصاري اللكهنوي
أحد العلماء المشهورين، ولد بلكهنؤ وقرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا محمد دائم ثم لازم الشيخ
نور(7/1003)
الحق بن أنوار الحق اللكهنوي وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية حتى تأهل للفتوى والتدريس
فدرس وأفاد وشمر عن ساق الجد في ذلك مع عمارة الأوقات بالعبادة بأنواعها والإيثار، يدرس الطلبة
ويحسن إليهم، وله مصنفات كثيرة منها: حاشية على شرح السلم لحمد الله وحاشية على مير زاهد ملا
جلال وحاشية على العروة الوثقى للفتحبوري وتعليقات على تفسير البيضاوي وحاشية على هداية
الفقه وله شرح على دائر الأصول المسمى بمسير الدائر، رأيتها عند ولده شيخنا المرحوم محمد نعيم
اللكهنوي.
مات لست بقين من صفر سنة ست وثمانين ومائتين وألف، كما في الأغصان الأربعة.
مولانا عبد الحكيم الكجراتي
الشيخ الفاضل عبد الحكيم بن عبد الوهاب بن عبد الغني العباسي الماتريدي السورتي الكجراتي
الخطاط المشهور كان من العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ بسورت وقرأ الفقه والحديث
والأصولين والتفسير على القاضي غلام علي السورتي والمنطق والكلام والفنون الرياضية على
الشيخ محمد سعيد البيشاوري والحكمة الطبيعية على ملا محمد فياض الكابلي وقرأ فاتحة الفراغ سنة
ست وخمسين وأخذ الخط عن الحكيم أكمل خان البريلوي.
وله مصنفات في النجوم والكلام والتاريخ منها: مناظر النجوم وكلمة الحق ونفائس الكلام وتذكرة
الصالحين ورسالة في إثبات المعجزة ورسالة في إثبات شق القمر ورسالة في الرد على الشيعة
ورسالة في الرد على النصارى وغير ذلك.
مات لست عشرة خلون من جمادي الآخرة سنة خمس وسبعين ومائتين وألف، كما في حقيقة
سورت.
الحكيم عبد الحكيم الدهلوي
الشيخ الفاضل عبد الحكيم بن غلام حسن الدهلوي الحكيم المشهور، ولد ونشأ بمدينة دهلي وقرأ العلم
على مولانا شير محمد القندهاري وعلى غيره من العلماء ثم تطبب على والده ولازمه ملازمة طويلة
حتى برز في العلم والعمل، وكان مرزوق القبول، انتفع به الناس وأخذوا عنه.
مولانا عبد الحكيم الشيخبوري
الشيخ الفاضل عبد الحكيم بن كرامة حسين بن ثناء الله الشيخبوري أحد الفقهاء الحنفية كانت له يد
بيضاء في النحو والمنطق والكلام وأصول الفقه، أخذ عنه غير واحد من العلماء، مات لأربع عشرة
خلون من ذي الحجة سنة خمس وتسعين ومائتين وألف، كما في تذكرة النبلاء.
مولانا عبد الحليم اللكهنوي
الشيخ الفاضل العلامة عبد الحليم بن أمين الله بن محمد أكبر بن أحمد بن يعقوب الأنصاري
اللكهنوي أحد العلماء المشهورين، ولد لتسع بقين من شعبان سنة تسع وثلاثين ومائتين وألف بمدينة
لكهنؤ وحفظ القرآن وقرأ النحو والتصريف على والده ثم اشتغل على عمه المفتي يوسف بن محمد
أصغر اللكهنوي وعلى خاله المفتي نعمة الله ولازمهما مدة من الزمان وقرأ شيئاً نزراً على جد أبيه
المفتي ظهور الله وعم أبيه المفتي محمد أصغر ثم أسند الحديث عن الشيخ حسين أحمد المليح آبادي
وسافر إلى باندا سنة ستين وولي التدريس فدرس بها أربع سنين ثم رجع إلى بلدته وأقام بها سنة
كاملة ثم ذهب إلى جونبور وولي التدريس في المدرسة الإمامية الحنفية، فدرس بها تسع سنين ورجع
إلى بلدته سنة ست وسبعين وأقام بها سنة ثم سافر إلى حيدر آباد وولي التدريس بدار العلوم فدرس
بها زماناً ثم سافر إلى الحرمين الشريفين سنة تسع وسبعين فحج وزار وأسند الحديث عن الشيخ
جمال بن عبد الله الحنفي المكي والشيخ أحمد بن زين دحلان الشافعي والشيخ محمد بن محمد الغرب
الشافعي المدني والشيخ عبد الغني بن أبي سعيد العمري الدهلوي المهاجر إلى المدينة المنورة وأسند
دلائل الخيرات عن الشيخ علي بن يوسف ملك باشلي الحريري وأخذ بعض أشغال المشايخ
النقشبندية عن الشيخ عبد الرشيد بن أحمد سعيد(7/1004)
العمري الدهلوي ثم رجع إلى حيدر آباد وولي العدل
والقضاء سنة اثنتين وثمانين فاستقل بها مدة حياته.
وكان رحمه الله عالماً كبيراً بارعاً في المنطق والكلام وأصول الفقه مشاركاً في الفقه والحديث
مدرساً محسناً إلى طلبة العلم.
له مصنفات كثيرة منها: التحقيقات المرضية لحل حاشية السيد الزاهد على الرسالة القطبية صنفها
في باندا سنة ثلاث وستين، ومنها القول الأسلم لحل شرح السلم لملا حسن، ومنها كشف المكتوم في
حاشية بحر العلوم المتعلقة بحاشية السيد الزاهد على الرسالة القطبية ومنها القول المحيط فيما يتعلق
بالجعل المؤلف والبسيط ومنها حل المعاقد في شرح العقائد للجلال الدواني، ومنها التعليق الفاصل في
مسألة الطهر المتخلل ومنها معين الغائصين في رد المغالطين ومنها الايضاحات لمبحث المختلطات
ومنها كشف الانتباه في شرح السلم لحمد الله ومنها البيان العجيب في شرح ضابطة التهذيب ومنها
كاشف الظلمة في بيان أقسام الحكمة ومنها العرفان متن متين في المنطق، ومنها نظم الدرر في سلك
شق القمر ومنها التخلية في شرح التسوية للشيخ محب الله الإله آبادي، ومنها نور الإيمان في آثار
حبيب الرحمن ومنها قمر الأقمار حاشية نور الأنوار في أصول الفقه، ومنها حل النفيسي حاشية على
شرح الموجز للنفيس، ومنها الأقوال الأربعة وله غير ذلك من المؤلفات النافعة، وأنفعها تعليقات له
على هداية الفقه للمرغيناني.
توفي يوم الإثنين لليلة بقيت من شعبان سنة خمس وثمانين ومائتين وألف بحيدر آباد كما في حسن
العالم.
الشيخ عبد الحميد البدايوني
الشيخ الفاضل عبد الحميد بن محمد سعيد بن محمد شريف بن محمد شفيع العثماني الأموي البدايوني
أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد سنة اثنتين وخمسين ومائة وألف وقرأ العلم على
صنوه الكبير محمد لبيب البدايوني وأخذ الطريقة عن الشيخ آل أحمد الحسيني المارهروي ثم لازم
بيته وكان يدرس ويفيد، مات سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء.
مولانا عبد الحي البرهانوي
الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة عبد الحي بن هبة الله بن نور الله الصديقي البرهانوي أحد العلماء
المشهورين وعباد الله الصالحين، ولد بقرية برهانه بضم الموحدة ونشأ بها ودخل دهلي فلازم الشيخ
عبد القادر بن ولي الله العمري الدهلوي وقرأ عليه الكتب الدرسية وأخذ عن الشيخ عبد العزيز بن
ولي الله وانتفع به نفعاً عظيماً، وكان الشيخ عبد العزيز يحبه حباً مفرطاً لأن عمته كانت تحت الشيخ
عبد العزيز ولأن عبد العزيز قرأ الفقه على جده نور الله ولذلك زوجه الشيخ المذكور بابنته وأقرأه
بعد ما ترك التدريس لإخوته، كما في مقالات الطريقة.
وكان عبد الحي مفرط الذكاء قوي الحفظ شديد الاشتغال بالبحث والمطالعة حلو الكلام فصيح
المنطق، درس وأفاد مدة بدهلي ثم لازم السيد الإمام أحمد ابن عرفان الشهيد البريلوي في حياة شيخه
عبد العزيز وأخذ عنه الطريقة وسافر معه إلى الحرمين الشريفين سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف
فحج وزار وعرب الصراط المستقيم لأهل الحرمين وبعث إليه القاضي محمد بن علي الشوكاني
بعض مصنفاته مع الإجازة العامة لمروياته ورجع إلى الهند مع الإمام المذكور وساح البلاد والقرى
بأمره سنتين فانتفع به خلق لا يحصون بحد وعد ثم سافر معه إلى الحدود الشمالية الغربية للهند سنة
إحدى وأربعين للجهاد فتوفي بها على فراشه، وآخر كلمة جرى بها لسانه: أللهم ألحقني بالرفيق
الأعلى.
قال محسن بن يحيى الترهتي في اليانع الجني: إنه كان من أحسنهم يعني به أصحاب الشيخ عبد
العزيز خبرة بالفقه وأمرسهم بالكتب الدرسية، رأيت له رسالة في حث الناس على تزويج أياماهم
وردعهم عن استقباح ذلك، انتهى.(7/1005)
ولعبد الحي مصنفات غير ما ذكره الترهتي منها: بابان من الصراط المستقيم بالفارسي في السلوك
على طريق النبوة، ومنها تعريب الصراط المستقيم ومنها رسالة في حكاية المناظرة التي جرت بينه
وبين الشيخ رشيد الدين الكشميري الدهلوي، ومنها فتاوي كثيرة مشهورة لا يحويها الدفاتر.
وكان آية من آيات الله سبحانه في التقوى والعمل وتأثير الوعظ وقلة الأمل وإيثار القناعة في
الملبس والمأكل كثير الصمت شديد التوكل جليل الوقار محباً للسنة السنية مبعداً عن الرسوم والبدع،
قد غشيه نور الإيمان وسيماء الصالحين، يغضب إذا مدح ويتبشر إذا نصح، والقلم يعثر في المدح
لعدم إمكان الإحاطة به.
توفي لثمان خلون من شعبان سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف بقرية خار في بلاد الثغور الهندية
فدفن بها.
الشيخ عبد الحي الأمروهوي
الشيخ الصالح عبد الحي بن حفيظ الله الحسيني الدهلوي ثم الأمروهوي أحد المشايخ النقشبندية، أخذ
الطريقة عن الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي ولازمه مدة من الزمان ثم انتقل إلى أمروهه وسكن
بها، أخذ عنه خلق كثير، وكان عالماً صالحاً قوي النسبة عظيم التأثير صاحب ترك وتجريد، لم
يتزوج ولم يبن داراً، مات سنة إحدى وخمسين ومائتين وألف بأمروهه، كما في نخبة التواريخ.
مولانا عبد الخالق الدهلوي
الشيخ العالم المحدث عبد الخالق الحسيني الدهلوي أحد العلماء المشهورين قرأ العلم على الشيخ عبد
القادر بن ولي الله العمري الدهلوي ولازمه مدة من الزمان ثم أسند الحديث عن الشيخ إسحاق بن
أفضل العمري الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز ودرس بدهلي مدة طويلة، أخذ عنه ختنه السيد الإمام
نذير حسين الحسيني المحدث وخلق آخرون، توفي سنة إحدى وستين ومائتين وألف، كما في مقدمة
غاية المقصود.
مولانا عبد الخالق البيشاوري
الشيخ الفاضل عبد الخالق الحنفي البيشاوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والكلام، سافر
إلى حيدر آباد وطابت له الإقامة بها، مات سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب.
المفتي عبد الرب اللكهنوي
الشيخ العالم الفقيه المفتي عبد الرب بن شرف الدين بن محي الدين الأعظمي اللكهنوي أحد العلماء
الصالحين، له يد بيضاء في الفقه والأصول والفرائض والشعر والنجوم والجفر والموسيقى، ولد ونشأ
ببلدة لكهنؤ وتوفي والده وهو ابن سنة ولكنه لما كان الله سبحانه قد جبله على الرشد والسعادة اشتغل
بالعلم علي طاهر والوجيه الجونبوري، كانا يدرسان في زاوية الشيخ بير محمد اللكهنوي، وجد في
البحث والاشتغال حتى برع وفاق أقرانه وولي الإفتاء، وكان زاهداً متقللاً، لم يرغب قط إلى
استحصال المناصب الدنيوية.
مات يوم الاثنين سلخ ربيع الأول سنة ثمان ومائتين وألف، فأرخ لموته المفتي ظهور الله من قوله:
" دخل في الجنة" وكان المفتي ظهور الله من تلامذته، كما في باغ بهار.
مولانا عبد الرب اللكهنوي
الشيخ الفاضل عبد الرب بن عبد العلي بن نظام الدين الأنصاري اللكهنوي سلطان العلماء، ولد ونشأ
بمدينة لكهنؤ وقرأ العلم على والده وتفنن عليه بالفضائل ودرس بلكهنؤ زماناً ثم ترك الاشتغال وسافر
إلى مدراس مرتين، مرة بعد وفاة والده، فلقبه الأمير بسلطان العلماء، سلم إليه مدرسة أبيه مع الراتب
الشهري فترك المدرسة لابن أخيه عبد الواجد بالجيم بن عبد الأعلى ورجع إلى لكهنؤ وأقام بها مدة
حياته، كما في الأغصان الأربعة وإني سمعت شيخنا محمد نعيم بن عبد الحكيم بن عبد الرب
اللكهنوي يقول: إنه سافر مرة إلى دهلي فلقي بها الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي فأكرمه عبد
العزيز وأضافه، انتهى، مات لأربع بقين من رمضان(7/1006)
سنة ثلاث وخمسين ومائتين وألف.
الشيخ عبد الرحمن الجالندهري
الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن سيف الرحمن النقشبندي الجالندهري أحد العلماء المبرزين في الفقه
والأصول، أخذ الطريقة عن الشيخ غلام علي الدهلوي ولازمه مدة من الزمان ثم سافر إلى الحرمين
الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين مرة ثانية فحج وزار ورجع
إلى الهند، فلما وصل إلى بلاد السند توفي بها إلى رحمة الله سبحانه، وكان من المشايخ المشهورين،
أخذ عنه خلق كثير، مات سنة ثمان وخمسين ومائتين وألف، كما في خزينة الأصفياء.
الشيخ عبد الرحمن الكجراتي
الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن القاضي عبد الأحمد الشافعي السورتي الكجراتي باعكظه كان من
العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بمدينة سورت وقرأ العلم على والده وعلى
غيره من العلماء ورحل إلى حيدر آباد للاسترزاق فنال المنصب ومات بها، كما في حقيقة سورت.
مولانا عبد الرحمن اللكهنوي
الشيخ العالم الكبير عبد الرحمن بن محمد حسن بن علم الهدى بن حسن محمد ابن دين محمد بن
عرب شاه السندي ثم اللكهنوي أحد المشايخ المشهورين، ولد بقرية روباه من أعمال شكاربور سنة
إحدى وستين ومائة وألف وقرأ النحو والتصريف والفقه والأصول على أخيه عبد الحكيم ثم سار إلى
خير بور وقرأ المتوسطات على الحافظ محمد فاضل ثم سار إلى مهارون وأخذ المنطق والحكمة عن
الشيخ أسد الله ولازمه سنة كاملة ثم سار إلى انكه بلاول قرية في أودية الجبال، وقرأ بعض الكتب
الدرسية على الشيخ كليم الله وصحبه أربع سنين ثم سافر إلى رامبور وأخذ بعض الفنون الرياضية
والطبيعية عن الشيخ محمود وأسند الحديث عن بعض العلماء ثم سافر إلى بهار بضم الموحدة ولازم
العلامة عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي وقرأ فاتحة الفراغ في مدرسته وأقام بميدني بور مدة
يدرس ويفيد، ثم سافر إلى حيدر آباد الدكن وأقام بها أربع سنين عاكفاً على الدرس والإفادة، ثم سافر
إلى الحرمين الشريفين فحج وزار سنة خمس أو ست بعد المائتين والألف ثم رجع إلى الهند ودخل
بلدته وأخذ الطريقة عن أخيه عبد الحكيم المذكور وأقام بها ستة أشهر ثم سار إلى أجودهن وجاور
قبر الشيخ فريد الدين مسعود الأجودهني مدة من الزمان ثم قدم أجمير وعكف على ضريح الشيخ
معين الدين حسن السجزي برهة من الدهر ثم قدم دهلي وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد عظيم
الدهلوي ثم ساح البلاد ودخل لكهنؤ سنة أربع عشرة ومائتين وعكف على قبر الشيخ محمد مينا
رحمه الله سبع سنين ثم انتقل إلى مسجد بندائن بكسر الباء الهندية فأقام بها إلى آخر عمره.
وكان يستمع الغناء بالمزامير في فناء المسجد ويتواجد مع شدة نكير العلماء واحتسابهم عليه، وكان
يوقر السادة والعلماء إلى الغاية، ويوقر الضرائح المتخذة من القضبان والثياب، ويقول لا يجوز
إهانتها لإنتسابها إلى الحسنين رضي الله عنهما، وله مقالات في التوحيد خلافاً للعلماء من المتأخرين
والقدماء، وله مصنفات في ذلك كمفتاح التوحيد وجهد المقل وكلمة الحق وكاسرة الأسنان.
قال في كاسرة الأسنان:
الكلمة الطيبة لا إله إلا الله رد لزعم العكس وهو الكلمة الخبيثة المذكورة في القرآن أي لا شيء من
الآلهة الممكنة غير الله وكل إله من الجنس المذكور فيلزم من عبارة النص ودلالتها لا موجود إلا الله
أي لا موجود غير الله وكل موجود الله إذ لا فرق بين موجود وموجود آخر، واعلم أنه قد غلط في لا
إله إلا الله أكابر العلماء شرقاً وغرباً سلفاً وخلفاً من المحدثين والمفسرين والمجتهدين والمقلدين
والمتكلمين والمتفقهين غلطاً فاحشاً من وجوه إلى غير ذلك.
وقال في كلمة الحق:
إن التوحيد أقدم ركن من أركان الإيمان، وكلمة التوحيد لا إله إلا الله أول المحكمات الخمس التي
بنى الإسلام عليها، والتصديق بمضمونها واجب على كل مسلم ومسلمة والأمة(7/1007)
المرحومة كلها، إلا
واحدة من الصوفية زعموا أن لا مدلول للكلمة الطيبة إلا أنه سبحانه واحد ومستحق للعبادة وليس
الأمر كذلك لأن مشركي العرب أيضاً كانوا مصدقين بوحدته سبحانه ومقرين بأن الله سبحانه مستحق
للعبادة، ولم يقل أحد للصنم أنه الله رب العالمين لقولهم ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى وهؤلاء
شفعاؤنا عند الله فلو كان مدلول الكلمة الطيبة هو المعنى المذكور فقط لم يكن بين المشركين
والمسلمين فرق، ولا ريب أنها نزلت لرد زعم المشركين وجميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد
أمروا بالقائها إلى أممهم مطلقاً، وقال نبينا وشفيعنا محمد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أمرت أن
أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فعلم أن مدلول الكلمة الطيبة أمر قد أنكره المشركون إنكاراً
شديداً وزعموا بخلافه وهو زعم الغيرية بينه سبحانه وبين الآلهة وسائر الأشياء فنزل في ردهم لا
إله إلا الله يعني كل ما توهمتموه غير الله ليس بغير الله بل عينه وسيظهر صحة هذا المعنى بما لا
مزيد عليه إن شاء الله تعالى.
وقال في ذلك الكتاب:
اعلم أن الكلمة الطيبة مشتملة على أمور قد خفي غالبها على أكابر العلماء شرقاً وغرباً سلفاً وخلفاً:
الأول كلمة لا التي لنفي الجنس، والثاني اسمها المنكور، والثالث خبرها المحذوف، والرابع القرينة
عليه ما هي؟ الخامس كلمة إلا للاستثناء، والسادس فهم المفرع، والسابع كونها من قبيل قصر
الموصوف على الصفة دون العكس وكون القصر قصر قلب دون الإفراد والتعيين، والثامن أنه
مشتمل على حكمين إيجاباً وسلباً، والتاسع أنها ترجع إلى كليتين سالبة وموجبة، والعاشر أنها محكمة
من محكمات القرآن دون غيره من أقسام النظم، ولا بد لمعرفتها من بصيرة في النحو والمعاني
والبيان والبلاغة وفن الأصول والميزان والتفسير والحديث، انتهى.
وقد تعقب عليه:
الشيخ عبد الحكيم اللاهوري وكفره بتلك العقيدة الفاسدة، وللشيخ عبد الحكيم المذكور رسالة في هذا
الباب وكتب عليه الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي محاكمة حسنة، وللشيخ عبد العزيز بن ولي
الله الدهلوي أيضاً رسالة في الرد على رسالة الشيخ عبد الرحمن المترجم له.
مات يوم الجمعة لست خلون من ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائتين وألف، كما في تنوير
الجنان.
القاضي عبد الرحمن الآسيوني
الشيخ الفاضل القاضي عبد الرحمن الآسيوني أحد الرجال المعروفين بالفضل، قرأ العلم على حيدر
علي بن حمد الله السنديلوي ورحل إلى فرخ آباد فسكن بها مدة من الزمان، كما في تاريخ فرخ آباد
للمفتي ولي الله.
مولانا عبد الرحمن الدهلوي
الشيخ الفاضل عبد الرحمن الدهلوي الأعمى أحد العلماء المشهورين كان أصله من بنجاب دخل
دهلي صحبة شيخه حياة وأخذ عنه ولازمه مدة من الزمان وبرع في العلوم المتعارفة كلها، وكان
شيخه إذا أقرأه الهندسة خطط على ظهره الأشكال الهندسية فيفهمه بذلك الشكل الغريب، وهو درس
وأفاد بدهلي زماناً طويلاً، أخذ عنه الشيخ رحمة الله بن الخليل الكرانوي المهاجر المكي والشيخ محمد
علي الجاندبوري وخلق كثير من العلماء، وكان يستمع الكتب مع شروحها وحواشيها من بعض
أصحابه ثم يدخل حجرته ويغلق بابها ويخرج بعد ساعة أو ساعتين فيدرس تلك الكتب، وكان يفكر
في عبارات الكتب المسموعة في الخلوة ويحل عويصاتها.
قال أحمد بن محمد المتقي الدهلوي في آثار الصناديد: إنه كان نادرة من نوادر الزمان في الحفظ
والذكاء، كف بصره في حداثة السن فمن الله عليه بالبصيرة فلازم الشيخ حياة وأخذ عنه حتى برع
وفاق الأقران في العلوم كلها لا سيما الهيئة والهندسة والحساب وغيرها من الفنون الرياضية، فإنه
كان يدرس في تلك الفنون أحسن من غيره من الأساتذة ويلقي على الطلبة الخطوط والدوائر بلا
تجشم تتحير به العقول وتندهش به الألباب، انتهى، توفي سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف.(7/1008)
السيد عبد الرحمن الدهلوي
الشيخ الفاضل عبد الرحمن الحسيني الدهلوي أمين الدولة مستحسن الملك نواب شاه نواز خان بهادر
مستقيم جنك، لقبه بذلك شاه عالم الدهلوي، وله مرآة آفتاب نما كتاب في التاريخ، صنفه سنة أربع
وثلاثين ومائتين وألف، ومات في نيف وثلاثين ومائتين وألف، كما في محبوب الألباب.
مولانا عبد الرحمن الرامبوري
الشيخ الفاضل عبد الرحمن الحنفي الأفغاني الرامبوري: أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية،
كان يدرس ويفيد، ذكره عبد القادر في روز نامه.
مولانا عبد الرحمن المرزابوري
الشيخ العالم الصالح عبد الرحمن الحنفي المرزابوري أحد عباد الله الصالحين، قرأ العلم على المفتي
تفضل حسين العمري المرزابوري، وعلى غيره من العلماء، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين مهاجراً
إلى الله ورسوله، فحج وزار وأقام بمكة المشرفة مدة من الزمان، ثم أخرجه حسيب باشا أحد ولاة مكة
بسعاية الحساد، فعاد إلى الهند، واعتزل في الجامع الكبير بمرزابور، ولبث بها مدة عمره.
وكان من علماء الآخرة، قوي العمل، قصير الأمل، لقيه السيد الوالد بمرزابور، وذكره في كتابه
مهرجهانتاب وأثنى عليه، توفي سنة خمس وثمانين ومائتين وألف بمرزابور، أخبرني بها ولده أحمد
بن عبد الرحمن.
الشيخ عبد الرحيم السورتي
الشيخ الصالح عبد الرحيم بن الخليل بن عبد الرحيم بن ناصر بن الحسين ابن عبد القادر البغدادي
ثم السورتي الكجراتي، كان من ذرية الشيخ محي الدين عبد القادر الجيلاني رحمه الله، أخذ الطريقة
عن السيد صالح الحسني البغدادي، وقدم الهند فسكن بسورت، وحصل له القبول العظيم، مات لسبع
من جمادي الأولى سنة سبع وأربعين ومائتين وألف فدفن بسورت، كما في الحديقة.
مولانا عبد الرحيم الصفي بوري
الشيخ الفاضل العلامة عبد الرحيم بن عبد الكريم الصفي بوري، أحد العلماء المبرزين في النحو
واللغة، له مصنفات عديدة منها: غاية البيان في مجلد في التصريف، ومنها المسالك البهية في النحو،
وهو أيضاً، في مجلد ضخم، ومنها شرح المعلقات السبع مختصر من شرح الإمام الزوزني، ومنها
منتهى الأرب في لغة العرب في أربعة مجلدات كبار.
توفي سنة سبع وستين ومائتين وألف بكلكته فدفن بها.
الشيخ عبد الرحيم الرفاعي
الشيخ الصالح عبد الرحيم بن علي بن يوسف الرفاعي السورتي الكجراتي أحد المشايخ المشهورين
في بلاده، تولى الشياخة بمدينة سورت مدة طويلة واستقام على الطريقة الظاهرية والصلاح، مات
ليلة الجمعة لثمان بقين من شعبان سنة اثنتين بعد المائتين والألف ببلدة سورت كما في مهر جهانتاب.
مولانا عبد الرحيم الرامبوري
الشيخ الفاضل عبد الرحيم بن محمد سعيد الأفغاني الرامبوري أحد العلماء المبرزين في الفقه
والأصول والعربية، درس وأفاد مدة عمره ببلدة رامبور مع الزهد والقناعة، ولم يلتفت إلى الدنيا
وأسبابها قط.
ومن غرائبه: أن هاكنس الإنكليزي الذي كان والياً على بلاد روهيلكهند استقدمه إلى مدينة بريلي
وأراد أن يجعله أستاذاً للعلوم العربية في المدرسة الإنكليزية بها بخمسين ومائتين من النقود الإنكليزية
في كل شهر ووعده أن يجعل شهريته بعد زمان بسير ثلاثمائة ربية فأبى، وحاجه بما يقضي منه
العجب، فقال: إن أمير بلدته يعطيه عشر ربيات شهرياً فتنقطع عنه تلك الوظيفة، فقال الوالي: إني
معطيك أضعاف ذلك بكثير فكيف تفكر في العشرة؟ فالتفت إلى غير ذلك، فقال: إن في بيتي شجرة
سدر أثمارها في غاية الحلاوة فكيف أجد تلك الأثمار، فقال: أهل بيتك يرسلونها إليك، فقال: نعم،
ولكن الطلبة ما يصنعون بعد غيبتي عن(7/1009)
البلدة وعلى من يقرؤن العلم؟ فقال: إن طلبتهم إلى هذه البلدة
يجيئون إليك، وإني أرتب لهم الوظائف والرواتب، فقال: وماذا أجيب الله سبحانه إن سألني عن أخذ
الأجرة على التعليم؟ ثم رجع إلى رامبور وقنع على تلك العشرة التي يعطيها نواب أحمد علي خان
أمير تلك الناحية وصرف عمره في نشر العلوم والمعارف ابتغاءاً لوجه الله سبحانه، مات برامبور
سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف، أخبرني بذلك نجم الغني الرامبوري.
الشيخ عبد الرحيم الكوركهبوري
الشيخ الفاضل العلامة عبد الرحيم بن مصاحب علي الكوكهبوري أحد العلماء المبرزين في العلوم
الحكمية، قرأ العلم بدهلي على الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي وإخوته، ثم سافر إلى كلكته،
وتعلم اللغة الإنكليزية، وكان يرمي بالإلحاد والزندقة، له مصنفات منها: كارنامه حيدري في أخبار
السلطان تيبو ووالده حيدر علي، وله رسالة في المفاضلة بين اللسانين العربي والفارسي، مال فيه إلى
فضل الفارسي على العربي، وله رسالة في إثبات سكون الشمس في وسط العالم، أولها: إن السماء
والفلك لا تدل على معنى موجود سوي ما توهمه القدماء، إلخ وله الأنوار المشرقية في الأسرار
المنطقية وله التأليفات التمثيلية إلى رسالة الأسرار المنطقية.
الشيخ عبد الرحيم السندي
الشيخ الفاضل عبد الرحيم التتوي السندي، كان من أهل بيت العلم والمشيخة، ولد ونشأ بأرض السند
وقرأ النحو والعربية والفقه والأصول وغيرها على أساتذة بلدته، ثم قدم إله آباد وأخذ العلوم الحكمية
عن الشيخ غلام حسين الإله آبادي، وسافر إلى فرخ آباد فلبث بها زماناً طويلاً، يدرس ويفيد، ثم
رجع إلى بلاده، كما في تاريخ فرخ آباد.
الشيخ عبد الرحيم السهارنبوري
الشيخ الصالح المعمر عبد الرحيم الحسيني الأفغاني ثم السهارنبوري أحد المشايخ المشهورين، أخذ
الطريقة القادرية عن الشيخ رحم علي القميصي السادهوروي، والطريقة الجشتية عن الشيخ عبد
الباري بن ظهور الله الأمروهوي، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع إلى الهند
وسكن بسهارنبور مدة من الدهر، فلما وصل السيد الامام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي إلى
سهارنبور ولقيه وبايعه، وسافر معه إلى بلاد الثغور الهندية، فاستشهد بها في سبيل الله.
كان ذلك لثلاث بقين من ذي القعدة سنة ست وأربعين ومائتين وألف، كما في أنوار العارفين.
مولانا عبد الرزاق الرامبوري
الشيخ الفاضل عبد الرزاق الأفغاني الرامبوري أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية.
كان يدرس ويفيد، ذكره عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه روز نامه.
السيد عبد الرزاق الشاه آبادي
الشيخ الفاضل عبد الرزاق بن محمد إسحاق بن محمد حسين بن محمد غضنفر الحسيني الشاه آبادي
أحد العلماء المبرزين في الإنشاء والشعر، ولد ونشأ ببلدة شاه آباد وسافر للعلم إلى بلدة لكهنؤ، وقرأ
على أساتذة عصره، ثم لازم الشيخ محمد فاخر المكين الدهلوي، وأخذ عنه الشعر.
له شروح على كل كشتي وديوان الشعر للآصفي وللغني الكشميري وغيرهما وله مظاهر الأنوار
ومظاهر الأسرار مزدوجتان بالفارسية وديوان الشعر الفارسي.
مات بعد سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف بشاه آباد.
الشيخ عبد الرشيد الدهلوي
الشيخ العالم الصالح عبد الرشيد بن أحمد سعيد بن أبي سعيد العمري الدهلوي المهاجر إلى المدينة
المنورة، كان من نسل الشيخ أحمد بن عبد الأحد العمري السرهندي، إمام الطريقة المجددية - رحمه
الله -، ولد لليلتين خلتا من جمادي الآخرة سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ، وحفظ(7/1010)
القرآن، وقرأ العلم على مولانا حبيب الله وعلى مولانا فيض أحمد، وقرأ الصحاح الست على الشيخ
إسحاق بن أفضل الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز ولازم أباه، وسافر معه إلى الحرمين الشريفين سنة
أربع وسبعين فحج وزار، وسكن بالمدينة المنورة وتولى الشياخة مكان والده سنة سبع وسبعين.
وكان ورعاً تقياً زاهداً، منقطعاً إلى الله سبحانه، كثير البكاء، شديد الخشية، حسن السمت، كثير
الصمت، صاحب معارف ومواجيد، انتقل إلى مكة المكرمة واشتغل هناك مدة بتربية الطالبين وتسليك
السالكين.
مات بها لسبع عشرة خلون من ذي الحجة سنة سبع وثمانين ومائتين وألف فدفن في المعلاة أمام قبة
سيدتنا خديجة الكبرى رضي الله عنها.
الشيخ عبد الرشيد الكشميري
الشيخ الفاضل عبد الرشيد بن محمد شاه الشويباني الكشميري أحد العلماء المبرزين في النحو
واللغة، ولد ونشأ بشوبيان بضم الشين المعجمة وفتح الباء الفارسية بلدة من أعمال كشمير، بينها وبين
قاعدة البلاد أربعة فراسخ، قدم بهوبال فاستخدمه نواب صديق حسن القنوجي، وولاه نيابة الإفتاء،
فأقام بها مدة من الزمان، ثم سخط عليه القنوجي لأمر صدر منه، فأمر بجلائه، فسار إلى هوشنك آباد
وأقام بها إلى أن توفي إلى رحمة الله سبحانه.
وكان بارعاً في المعارف الأدبية، شاعراً، حسن المحاضرة، له القطر الصيب في مدح الإمام أبي
الطيب ونزل من اتقى في أخبار المنتقى وله غير ذلك من الرسائل، ومن شعره قوله:
حيا الإله مرابع الجيران كنا بها نلهو مع الغزلان
ونقيل عند أباطح حصياتها أزرت بدر في نحور غوان
وسقى رياضاً عابقات أتحفت غرف الجنان بمهجة الولهان
وأطال عمر حدائق سجعت لها ورق الهدى برقائق الألحان
وأدام ظل الأيك أيك دلائل فيها ظفرت بمقصد الإيقان
ورعى المهيمن عصبة من سنة سكنوا منازل مقلتي وجناني
مات لثمان خلون من صفر سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف بمدينة جبلبور.
مولانا عبد الرشيد الرامبوري
الشيخ الفاضل عبد الرشيد الحنفي الأفغاني الرامبوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول
والكلام.
كان يدرس ويفيد، ذكره عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه روز نامه،
الشيخ عبد الرؤف الكجراتي
الشيخ الفاضل عبد الرؤف بن فياض بن زين بن عبد الله بن زين السورتي الكجراتي أحد العلماء
الصالحين، ولد ونشأ بمدينة سورت وقرأ العلم على الشيخ قطب الدين الفتني، ولبس منه الخرقة، ثم
ولي الخطابة بمسجد المرجان الشامي.
مات لتسع عشرة خلون من شعبان سنة تسع وأربعين ومائتين وألف، فدفن عند والده بمسجد
المرجان، كما في الحديقة.
السيد عبد السبحان النصير آبادي
الشيخ الفاضل عبد السبحان بن عثمان بن محمد نور بن محمد هدى بن علم الله النقشبندي البريلوي
النصير آبادي أحد فحول العلماء، ولد ونشأ بنصير آباد، واشتغل بالعلم على أساتذة بلدته مدة، ثم
سافر إلى آنوله وقرأ الكتب الدرسية على أساتذتها، ثم رجع إلى بلدته، وأقام بها زماناً، ثم سار إلى
لكهنؤ وكان يدرس ويفيد.
مات في شوال سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف بلكهنؤ فدفن بها بتكية الشيخ عبد النبي.(7/1011)
مولانا عبد السلام الهسوي
الشيخ العالم المحدث عبد السلام بن أبي القاسم بن مهدي الحسيني الواسطي الهسوي الفتحبوري أحد
العلماء الراسخين في العلم، ولد بقرية هسوه من أعمال فتحبور سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف،
واشتغل بالعلم على عمه السيد سراج الدين الحسيني الواسطي - رحمه الله - مدة، ثم سافر إلى
لكهنؤ، وقرأ الكتب الدرسية على الشيخ معين الدين الكروي والشيخ معين بن مبين اللكهنوي، وعلى
غيرهما من العلماء، ثم رجع إلى وطنه، وأخذ الطريقة عن والده: ولازمه مدة، ولما توفي أبوه، رحل
إلى دهلي، وأخذ الحديث والتفسير عن الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد الدهلوي، وأخذ الطريقة عن
الشيخ أحمد سعيد بن أبي سعيد، ولازمه ثلاث سنوات، فلما بلغ رتبة المشيخة رجع إلى وطنه، ولبث
بها مدة، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وأسند الحديث عن الشيخ أحمد بن زيني دحلان
الشافعي المكي، وأسند دلائل الخيرات عن الشيخ علي بن يوسف ملك باشلي الحريري ثم رجع إلى
الهند.
وكان رحمه الله ورعاً تقياً زاهداً، جمع العلم والعمل والإقبال على الطاعة، والسداد في الرواية، وقلة
الكلام فيما لا يعنيه وقلة الخلاف على أصحابه، وحفظ اللسان عن الفلتات التي لا يخلو عنها غالب
أمثاله، وحسن سمت وقناعة وعفاف وزهد واستغناء وإيثار ومحاسن أوصاف، فتح الله عليه
بالمعارف، وجعله من العلماء الراسخين في العلم، ومن أخلاقه الزكية: أنه لا يحيف على من يبغض
ولا يأثم فيمن يحب، ولا يضيع ما استودع ولا يحسد ولا يطعن ولا يلعن ويعترف بالحق، وإن لم
يشهد عليه، ولا يتنابز بالألقاب، ولا يجمع في الغيظ، ولا يغلبه الشح عن معروف يريده، وكان لا
يستحي من الحق، ويقول فيما لا يعلم أنه لا يدري.
وكان يقوم في جوف الليل ويتهجد، ويشتغل بالذكر والفكر، ثم يغدو إلى الجامع الكبير، ويترقب
الصلاة فيه مشتغلاً بالمراقبة، حتى يجتمع الناس، ويصلي بالجماعة في الغلس، ثم يشتغل بالأذكار
الراتبة إلى الإشراق، ثم يصلي ويتوجه إلى أصحابه، ويلقي عليهم الذكر ساعة، ثم يقرأ القرآن إلى
الضحوة، ثم يصلي ويرجع إلى بيته، ويدرس الطلبة إلى الهاجرة، ثم يتغدى ويقيل ساعة، ثم ينهض
ويذهب إلى المسجد ويصلي الظهر بجماعة في أول وقته، ويشتغل ساعة بالأحزاب، ثم يرجع
ويدرس إلى وقت العصر، ثم يذهب إلى المسجد ويصلي العصر بجماعة في أول وقته، ثم يرجع
ويجلس للناس فارغاً بالظاهر ومشتغلاً بالباطن، ويتكلم بقدر الضرورة مع بشاشة الوجه والتبسم إلى
وقت المغرب، ثم يصلي المغرب بالجماعة في المسجد، ثم يشتغل بمطالعة الكتب والتصنيف والإفتاء
إلى العشاء، ثم يصليه في المسجد ويذهب إلى الحرم، ويتعشى وينام، ولا يشتغل بشيء بعد العشاء.
وكان رحمه الله يقول باقامة الجمعة في البلاد والقرى، وله في ذلك مباحثات لطيفة مع المفتي يوسف
بن محمد الأصغر اللكهنوي، والشيخ رشيد أحمد الكنكوهي ومحمد أمير بن عبد الله الفتحبوري
وغيرهم من العلماء، وله رسائل في هذا الباب كتذكرة الجمعة وإشاعة الجمعة وتبصرة الجمعة وله
رسالة في إثبات جواز التقليد، سماها بالتمهيد في إثبات التقليد وله رسائل عديدة في الرد على
الشيعة، كتذكرة الإثني عشرية وتفضيح الشيعة وله غير ذلك من الرسائل في الحظر والإباحة، وله
فتاوي كثيرة، وكان رحمه الله ابن عم أمي - رحمه الله -.
مات لأربع خلون من شوال سنة تسع وتسعين ومائتين وألف.
القاضي عبد السلام البدايوني
الشيخ الفاضل القاضي عبد السلام بن عطاء الحق العباسي البدايوني أحد العلماء المبرزين في الفقه
والأصول والعربية، ولد ونشأ بمدينة بدايون وقرأ العلم على عمه القاضي بهاء الحق العباسي
البدايوني، الذي كان من تلامذة ملك العلماء عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي، وأخذ الطريقة عن
السيد آل أحمد بن حمزة الحسيني المارهروي، ثم ولي القضاء بمدينة رامبور.
له مصنفات عديدة منها: أخيار الأبرار بالفارسي(7/1012)
في التصوف وشرح دلائل الخيرات بالفارسي،
وعلم الفرائض في الميراث بالفارسي وطوفان عشق مزدوجة بالفارسية، وله تفسير القرآن الكريم
منظوم بالأردو، سماه زاد الآخرة وصنفه سنة أربع وأربعين، ومجموع أبياته مائتا ألف.
مات لخمس خلون من ذي القعدة سنة تسع وثمانين ومائتين وألف، كما في تذكرة الواصلين.
الحكيم عبد الشافي الدهاكوي
الشيخ الفاضل عبد الشافي الدهاكوي الحكيم الحاذق، كان من الأفاضل المشهورين في عصره، ذكره
عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه روز نامه.
السيد عبد الشكور البريلوي
الشيخ عبد الشكور بن محي الدين بن عبد المقتدر بن محمد معتصم بن محمد معين بن محمد ضياء
بن آية الله الحسنى الحسيني البريلوي، كان من العلماء المبرزين في الفقه والفرائض والحساب
والأنساب، ولد سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف، وقرأ العلم على السيد محمد ظاهر بن غلام جيلاني
البريلوي وعلى غيره من العلماء، وكان مفرط الذكاء، جيد القريحة، قوي الحفظ، له مهارة تامة
بالعربية والفقه والفرائض والحساب والأنساب والسير والخط، وكثير من الفنون، رحل في آخر
عمره إلى طوك وسكن بها، وله كلشن محمودي كتاب بسيط في الأنساب.
مات بالاستسقاء يوم الثلاثاء لأربع عشرة خلون من ربيع الثاني سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف.
مولانا عبد الصمد البيشاوري
الشيخ الفاضل عبد الصمد بن عبد الرب الحنفي البيشاوري أحد أذكياء العصر، قرأ الكتب الدرسية،
ومارس في العلوم، وبرع في الأدب والحديث والفقه والأصول والمنطق، وسافر إلى بهوبال
فاستخدمه نواب صديق حسن القنوجي لتصحيح الكتب المصنفة له.
مات لعشر خلون من شوال سنة سبع وتسعين ومائتين وألف في بهوبال، وله نحو أربعين سنة.
الحكيم عبد الصمد الأمروهوي
الشيخ الفاضل عبد الصمد بن كرامة علي الحسيني النقوي الأمروهوي أحد العلماء المبرزين في
العلوم الحكمية، قرأ العلم على السيد غلام نبي الرامبوري ومولانا جلال الدين، ثم سار إلى دهلي،
وأخذ الصناعة الطبية عن الحكيم إمام الدين الدهلوي، ثم استخدمه راجه جهالاوار، فلبث عنده زماناً
ثم استقدمه مهارانا أوديبور وجعله من خاصته.
القاضي عبد الصمد الأفغاني
الشيخ العالم الفقيه المعمر القاضي عبد الصمد القرشي القادري المحمدي الأفغاني أحد رجال العلم
والمعرفة، أخذ الطريقة عن السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، ولازمه ونصره في الجهاد،
واستقام على طريقة شيخه حتى توفي إلى الله عز وجل، وكان مولده سنة خمس وسبعين ومائة
وألف.
مات يوم الجمعة لليلة بقيت من ذي الحجة سنة ست وستين ومائتين وألف، كما في تذكرة النبلاء.
مولانا عبد العزيز النصير آبادي
الشيخ العالم الصالح عبد العزيز بن آل نبي بن محمد همام بن بركة الله بن عبيد الله بن مدينة الله
بن أبي محمد الحسني الحسيني النصير آبادي، كان من أكابر عصره، ولد ونشأ بنصير آباد، وقرأ
العلم على أساتذة بلاده، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري
الدهلوي، وبايعه ثم رجع وأقام ببلدته زماناً، وسافر إلى طوك في آخر عمره فرتب له نواب وزير
الدولة، وكان قانعاً تقياً متورعاً، شديد التعبد، كثير العمل، قصير الأمل.
مات لست بقين من ربيع الثاني سنة ست وسبعين ومائتين وألف، كما في سيرة السادات للسيد الوالد
رحمه الله.(7/1013)
مولانا عبد العزيز الدهلوي
الشيخ الفاضل عبد العزيز بن إلهي بخش بن محمد جميل الدهلوي أحد المشايخ المشهورين، ولد
بدهلي سنة إحدى عشرة ومائتين وألف، وقرأ النحو والعربية على مولانا كريم الله الدهلوي وقرأ
مشكاة المصابيح على الشيخ عبد العزيز ابن ولي الله الدهلوي وقرأ صحيح البخاري على الشيخ
إسحاق سبط الشيخ عبد العزيز المذكور واللوائح على الشيخ محرم علي الجشتي والمثنوي المعنوي
على مسكين شاه، وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد غوث المارهروي، ولازمه مدة، ثم تولى الشياخة
بمدينة دهلي.
وكان حليماً متواضعاً صوفياً مستقيم الحال، مات يوم عاشوراء سنة ست وتسعين ومائتين وألف
بدهلي فدفن بمقبرة الشيخ الكبير عبد الباقي رحمه الله كما في رياض الأنوار.
سراج الهند حجة الله الشيخ عبد العزيز الدهلوي
الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة المحدث عبد العزيز بن ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي
سيد علمائنا في زمانه وابن سيدهم، لقبه بعضهم سراج الهند وبعضهم حجة الله، ولد ليلة الخميس
لخمس ليال بقين من رمضان سنة تسع وخمسين ومائة وألف كما يدل عليه لقبه المؤرخ لمولده: غلام
حليم حفظ القرآن، وأخذ العلم عن والده، فقرأ عليه بعضاً وسمع بعضاً آخر بالتحقيق والدراية،
والفحص والعناية، حتى حصلت له ملكة راسخة في العلوم، ولما توفي أبوه إلى جوار رحمة الله
تعالى ورضوانه وله ست عشرة سنة عند وفاة والده، أخذ عن الشيخ نور الله البرهانوي والشيخ
محمد أمين الكشميري، وأجازه الشيخ محمد عاشق بن عبيد الله البهلتي، كانوا من أجلة أصحاب
والده، فاستفاد منهم ما فاته على أبيه، وله رسالة فصل فيها ما قرأ على والده وعلى غيره من العلماء،
فقال: إنه أخذ بعض كتب الحديث مثل أحاديث الموطأ في ضمن المسوى ومشكاة المصابيح بتمامها
قراءة على والده، والحصن الحصين وشمائل الترمذي سماعاً عليه بقراءة أخيه الشيخ محمد، وصحيح
البخاري من أوله إلى كتاب الحج سماعاً عليه بقراءة السيد غلام حسين المكي، وجامع الترمذي وسنن
أبي داود سماعاً عليه بقراءة مولوي ظهور الله المراد آبادي، ومقدمة صحيح مسلم وبعض أحاديثه،
وبعض سنن ابن ماجه سماعاً عليه بقراءة محمد جواد البهلتي والمسلسلات، وشيئاً من مقاصد جامع
الأصول بقراءة مولوي جار الله نزيل مكة وشيئاً من سنن النسائي سماعاً عليه، وبقية هذا الكتاب من
الصحاح الستة قرأها سماعاً على خلفاء والده كالشيخ نور الله وخواجه محمد أمين، وأخذ غير ذلك
من الكتب إجازة عامة من أفضل خلفائه وابن خاله الشيخ محمد عاشق البهلتي وخواجه محمد أمين،
وإجازة والده لهما مكتوبة في التفهيمات الإلهية وشفاء العليل وهؤلاء قرؤا على والده مع أن الشيخ
محمد عاشق كان شريكاً في السماع والقراءة والإجازة لوالده عن شيخه أبي طاهر المدني وأسانيده
مذكورة في كتابه الإرشاد في مهمات الإسناد وفي غير ذلك من الرسائل.
وكان طويل القامة نحيف البدن، أسمر اللون، أنجل العينين، كث اللحية، وكان يكتب النسخ والرقاع
بغاية الجودة، وكانت له مهارة في الرمي والفروسية والموسيقى.
وقد قرأ عليه إخوته عبد القادر ورفيع الدين وعبد الغني وختنه عبد الحي ابن هبة الله البرهانوي،
وقرأ عليه المفتي إلهي بخش الكاندهلوي، والسيد قمر الدين السوني بتي مشاركاً لإخوته في القراءة
والسماع، وقرأ عليه الشيخ غلام علي بن عبد اللطيف الدهلوي صحيح البخاري قراءة عليه، وقرأ
عليه السيد قطب الهدى بن محمد واضح البريلوي الصحاح الستة، وأما غيرهم من أصحابه فإنهم
قرؤا على إخوته وأسندوا عنه وحضروا في مجالسه وسمعوا كلامه في دروس القرآن، واستفادوا منه
إلا ما شاء الله، وأما سبطه إسحاق بن أفضل العمري فإنه كان مقرئه يقرأ عليه كل يوم ركوعاً من
القرآن وهو يفسره وهذه الطريقة كانت مأثورة من أبيه الشيخ ولي الله وكان آخر دروس الشيخ ولي
الله المذكور، أعدلوا هو أقرب للتقوى ومن هناك شرع عبد العزيز وآخر دروسه كان "إن أكرمكم(7/1014)
عند
الله أتقاكم" ومن هناك شرع سبطه إسحاق ابن أفضل، كما في مقالات الطريقة.
وكان رحمه الله أحد أفراد الدنيا بفضله وآدابه وعلمه وذكائه وفهمه وسرعة حفظه، اشتغل بالدرس
والإفادة وله خمس عشرة سنة فدرس وأفاد، حتى صار في الهند العلم المفرد، وتخرج عليه الفضلاء
وقصدته الطلبة من أغلب الأرجاء، وتهافتوا عليه تهافت الظمان على الماء، هذا وقد اعترته
الأمراض المؤلمة وهو ابن خمس وعشرين فأدت إلى المراق والجذام والبرص والعمي، ونحو ذلك
حتى عد منها أربعة عشر مرضاً مفجعاً، ومن ذلك السبب فوض تولية التدريس في مدرسته إلى
صنويه رفيع الدين وعبد القادر، ومع ذلك كان يدرس بنفسه النفيسة أيضاً، ويصنف ويفتي ويعظ،
ومواعظه كانت مقصورة على حقائق التنزيل في كل أسبوع يوم الثلاثاء، وكان في آخر عمره لا
يقدر أن يقعد في مجلس ساعة فيمشي بين مدرستيه القديمة والجديدة ويشتغل عليه خلق كثير في ذلك
الوقت فيدرس ويفتي ويرشد الناس إلى طريق الحق، وكذلك يمشي بين العصر والمغرب ويذهب إلى
الشاعر الذي بين المدرسة وبين الجامع الكبير، فيتهادى بين الرجلين يميناً وشمالاً، ويترقب الناس
قدومه في الطريق ويستفيدون منه في مشكلاتهم، ومن تلك الأمراض المؤلمة فقدان الاشتهاء إلى حد
يقضي أياماً وليالي لا يذوق طعم الغذاء حتى صار الأكل غباً بطريق النوبة كالحمى صر به في
تقريظه على المناقب الحيدرية قال فيه: ويعتذر من التقصير في التقريظ بأعذار صادقة وأمراض
سابقة ولاحقة حتى أدت إلى فقدان الغذاء بالمرة وصار الأكل غباً بطريق النوبة كالحمى لغلبة المرة
وتساقطت القوى واختلت الحواس وتهاترت الأعضاء والعظام والأضراس إلى غير ذلك، وقال في
كتابه إلى أمير حيدر بن نور الحسنين البلكرامي: وإن سألتم عن حال هذا المحب فهو في سقم
واصب ليلاً ونهاراً وكرب يزعجه سراً وجهاراً وقرار زائل وقلق حاصل، وذلك لاجتماع أمراض،
كل منها بانفراده يكفي لإزعاج الرجل وإكماده منها: قبض البواسير واحتباس الرياح في المعدة
والأمعاء، ومنها فقدان الاشتهاء إلى حد يقضي أياماً وليالي لا يذوق طعم الغذاء، ومنها صعود الأبخرة
إلى القلب فيحاكي حالته الانزهاق والاختناق وربما تصعد إلى الدماغ، فتحدث شقيقة ثاقبة وصداعاً
لذاعاً كأنها ضربات الدقاق، وإلى الله المشتكى وهو المستعان، فهذه لا يسع النطق ببنت شفة فضلاً
عن إملاء كتاب أو إنشاء صحيفة خطاب إلى غير ذلك.
ولعلك تتعجب أنه كان مع هذه الأمراض المؤلمة والأسقام المفجعة لطيف الطبع، حسن المحاضرة،
جميل المذاكرة، فصيح المنطق، مليح الكلام، ذا تواضع وبشاشة وتودد، لا يمكن الإحاطة بوصفه
ومجالسته هي نزهة الأذهان والعقول بما لديه من الأخبار التي تنشف الأسماع والأشعار المهذبة
للطباع والحكايات عن الأقطار البعيدة وأهلها وعجائبها بحيث يظن السامع أنه قد عرفها بالمشاهدة
ولم يكن الأمر كذلك، فإنه لم يعرف غير كلكته، ولكنه كان باهر الذكاء، قوي التصور، كثير البحث
عن الحقائق، فاستفاد ذلك بوفود أهل الأقطار البعيدة، إلى حضرة دهلي، ولأنه قد صنف الناس في
الأخبار مصنفات يستفيد بها مما يقرب من المشاهدة، وكان الناس يقصدونه ليستفيدوا من علمه
والأدباء ليأخذوا من أدبه ويعرضوا عليه أشعارهم، والمحاويج يأتونه ليشفع لهم عند أرباب الدنيا
ويواسيهم بما يمكنه، وكرمه كلمة إجماع، والمرضى يلوذون به لمداواتهم، وأهل الجذب والسلوك
يأتونه ليقتبسوا من أشعة أنواره، وغرباء الديار من أهل العلم والمشيخة ينزلهم في منزله ويفضل
عليهم بما يحتاجون إليه ويسعى في قضاء أغراضهم ونيل مطالبهم، وإذا جالسه منحرف الأخلاق أو
من له في المسائل الدينية بعض شقاق جاء من سحر بيانه بما يؤلف بين الماء والنار ويجمع بين
الضب والنون فلا يفارقه إلا وهو عنه راض.
قال الشيخ محسن بن يحيى الترهتي في اليانع الجني: إنه قد بلغ من الكمال والشهرة بحيث ترى
الناس في مدن أقطار الهند يفتخرون باعتزائهم إليه بل بانسلاكهم في سمط من ينتمي إلى أصحابه.
قال: ومن سجاياه الفاضلة الجميلة التي لا يدانيه عامة أهل زمانه قوة عارضته لم يناضل أحداً إلا
أصاب غرضه وأصمى رميته وأحرز خصله، ومن ذلك براعته(7/1015)
في تحسين العبارة وتحبيرها والتأنق
فيها وتحريرها، حتى عده أقرانه مقدماً من بين حلبة رهانه، وسلموا له قصبات السبق في ميدانه،
ومنها فراسته التي أقدره الله بها على تأويل الرؤيا، فكان لا يعبر شيئاً منها إلا جاءت كما أخبر به
كأنما قد رآها، وهذا لا يكون إلا لأصحاب النفوس الزاكيات المطهرة عن أدناس الشهوات الرديئة
وأرجاسها، وكم له من خصال محمودة وفضائل مشهودة، وجملة القول فيه: إن الله تبارك وتعالى قد
جمع فيه من صنوف الفضل وشتاته التي فرقها بين أبناء عصره في أرضه ما لو رآه الشاعر الذي
يقول:
ولم أر أمثال الرجال تفاوتاً لدى المجد حتى عد ألف بواحد
استبان له مثل ضوء النهار أنه وإن كان عنده أنه قد بالغ فيه فإنه قد قصر، فكيف الظن بأمثاله أن
يحسن عد مفاخره التي أكثر من حصى الحصباء ومن نجوم السماء؟ انتهى.
قلت ولي اعتزاء إليه بطرق متعددة في العلم والطريقة أعلاها طريق الشيخ الإمام الحجة الرحلة
مولانا فضل الرحمن بن أهل الله البكري المراد آبادي سمعت منه الحديث المسلسل بالأولية
والمسلسل بالمحبة، وطرفاً صالحاً من الجامع الصحيح للإمام البخاري وهو سمع منه جميع ما ذكر،
كما أخبرني بلفظه، وإني رأيت الشيخ عبد العزيز في المنام في أيام الطلب والتحصيل وكنت إذ ذاك
في كانبور كأني طفل صغير في حجر شيخ كبير نقي اللون والثياب مهاب رفيع القدر كأنه أحد
الأئمة من أجدادي فألعب في حجره تارة أقعد على ركبته ومرة أجلس بين يديه، وهو يلاطفني كما
يلاطف الآباء الأبناء، حتى جاء رجل آخر وهو بين الكهولة والشيخوخة فألقى في روعي أنه عبد
العزيز بن ولي الله الدهلوي فحاطبه الشيخ الذي كنت في حجره كأنه يرقب قدوم الشيخ القادم يا عبد
العزيز هذا ولدي أفوضه إليك للتعليم، فذهب عني الشيخ الأول وبقيت أنا والشيخ القادم أحتظ منه
وأستفيد وأقرأ عليه حتى أخذت عنه العلوم المتعارفة في ذلك المنام ثم استيقظت وحمدت الله على
ذلك وذكرت الرؤيا لبعض العظماء فأولها: بأن الله سبحانه سيمنحني النسبة الخاصة بالشيخ عبد
العزيز فإني مترقب من ذلك الوقت لحصول تلك المبشرة.
هذا وللشيخ عبد العزيز مؤلفات كلها مقبولة عند العلماء محبوبة إليهم يتنافسون فيها ويحتجون
بترجيحاته وهو حقيق بذلك، وفي عبارته قوة وفصاحة وسلاسة تعشقها الأسماع وتلتذ بها القلوب،
ولكلامه وقع في الأذهان قل أن يمعن في مطالعته من له فهم فيبقى على التقليد بعد ذلك، وإذا رأى
كلاماً متهافتاً زيفه ومزقه بعبارات عذبة حلوة وقد أكثر الحط على الشيعة في المسائل الكلامية، وله
حجة قاطعة عليهم لا يستطيعون أن ينطقوا في جواب تحفته ببنت شفة.
وأما مصنفاته فأشهرها: تفسير القرآن المسمى بفتح العزيز صنفه في شدة المرض ولحوق الضعف
إملاء وهو في مجلدات كبار ... ضاع معظمها في ثورة الهند وما بقي منها إلا مجلدان من أول وآخر
ومنها الفتاوى في المسائل المشكلة إن جمعت ما تحويها ضخام الدفاتر والميسر منها أيضاً في مجلدين
ومنها: تحفة اثنا عشرية في الكلام على مذهب الشيعة كتاب لم يسبق مثله، ومنها كتابه بستان
المحدثين وهو فهرس كتب الحديث وتراجم أهلها ببسط وتفصيل ولكنه لم يتم ومنها العجالة النافعة
رسالة له بالفارسية في أصول الحديث ومنها رسالة فيما يجب حفظه لطالبي الحديث ومنها ميزان
البلاغة متن متين له في علم البلاغة ومنها ميزان الكلام متن متين له في علم الكلام ومنها السر
الجليل في مسألة التفضيل رسالة له في تفضيل الخلفاء بعضهم على بعض ومنها سر الشهادتين
رسالة نفيسة له في شهادة الحسنين عليهما السلام ومنها رسالة له في الأنساب ومنها رسالة عجيبة له
في الرؤيا وله غير ذلك من الرسائل.
وأما مصنفاته في المنطق والحكمة فمنها: حاشية على مير زاهد رسالة وحاشية على مير زاهد ملا
جلال وحاشية على مير زاهد شرح المواقف وحاشية على حاشية ملا كوسج المعروفة بالعزيزية
وحاشية على شرح هداية الحكمة للصدر الشيرازي.(7/1016)
وله شرح على أرجوزة الأصمعي، وله مراسلات إلى العلماء والأدباء وتخميس نفيس على قصيدتي
والده: البائية والهمزية.
وكان نسيج وحده في النظم والنثر وقوة التحرير وغزارة الإملاء وجزالة التعبير وكلامه عفو الساعة
وفيض القريحة ومسارعة القلم ومسابقة اليد، وعندي بفضل الله جملة صالحة منها، وإن كان يسعها
هذا المختصر لأوردت شيئاً كثيراً ها هنا.
وأما القليل من ذلك الكثير فقوله:
يا سائراً نحو بان الحي والأسل سلم على سادة الأوطان ثم قل
ما زلت في بعدكم كالنار في شعل والأرض في كسل والماء في ملل
أريد لمحة وصل استضئ بها في ظلمة الهجر ضاقت دونها حيلي
إني صليت على أنس وتذكرة لأهل ودي وخلق المرء لم يحل
فلا أزال بابكاري أسائركم وإن خدمت كرام الخيل والإبل
ما العيش إلا خيالات أوجهها إلى ذراكم لدى الأسحار والأصل
أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
لعل إلمامكم بالدار ثانية يدب منه نسيم البرء في العلل
أرجو اللقاء بميعاد وعدت به والخلف في الوعد منكم غير محتمل
فإن عزمتم على إنجاز وعدكم سعيت في طلب الأسباب والوصل
أردت تفصيل آمالي فعارضني خوف السآمة في الإكثار والملل
لا زال مجدكم في الدهر منبسطاً وظلكم فيه عنا غير منتقل
وقوله في مدح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
ألا يا عاذلي دم في ملامي فإني لا أحول عن الغرام
فجفني ساهر ما دمت حياً وقلبي هائم والدمع هامي
فيا ريح الصبا عطفاً ورفقاً إلى ذاك الحمى بلغ سلامي
وقل يا أهل ودي في هواكم مضى شهري وأيامي وعامي
وصرت ببعدكم كالعود جسمي على نار ودمعي في انسجام
إلام تظاهرون على كئيب كسير القلب صب مستهام
إلام الهجر والإعراض عني وحتام التمادي في الخصام
غرامي ثابت غض طري وحبكم على طرف الثمام
نسيتم عهدكم يا أهل ودي كأنا ما التقينا في مقام
فإن عدتم لوصل والتئام فأهلاً بالعناق وباللزام
وإن جرتم علي فلي غياث بباب المصطفى خير الأنام
إليه توجهي وله استنادي وفيه مطامعي وبه اعتصامي
أجرني سيدي من ضيم سقم أشد على من وقع الحسام
صبرت عليه حتى عيل صبري وكاد يذيقني طعم الحمام
فمدحك رقيتي وشفاء دائي إذا ما خضت في لجج السقام
وذكرك سيدي حرزي وحصني آتيه به على الجيش اللهام(7/1017)
مواهبك التي لا نقض فيها بها ربيت من قبل الفطام
فمن لي بعد ما وهنت عظامي إذا اشتد البلاء سواك حامي
وإن أك ظالماً عظمت ذنوبي فحبك سيدي ماحي الأثام
فقد أعطيت ما لم يعط خلق عليك صلاة ربك بالسلام
توفي بعد صلاة الفجر يوم الأحد لسبع خلون من شوال سنة تسع وثلاثين ومائتين وألف وله ثمانون
سنة، وقبره بدهلي عند قبر والده خارج البلدة.
مولانا عبد العزيز الرامبوري
الشيخ الفاضل عبد العزيز الحنفي الأفغاني الرامبوري أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية،
درس وأفاد مدة طويلة برامبور ثم ترك البحث والاشتغال وصرف عمره في الزهد والمجاهدة، أدركه
عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري وذكره في كتابه روز نامه.
مولانا عبد العزيز الملتاني
الشيخ العالم المحدث عبد العزيز بن أحمد بن الحامد القرشي الفريهاري الملتاني أبو عبد الرحمن
كان من كبار العلماء، له مصنفات كثيرة في المعقول والمنقول منها: الصمصام في ذم التأويل والبحر
المحيط والسلسبيل ثلاثتها في التفسير وما يتعلق به ومنها كوثر النبي في مصطلحات الحديث
والموضوعات والرسالة في إثبات رفع السبابة في التشهد ومختصر منظوم بالعربي في هذا الباب
ومنها كتابه النبراس في شرح العقائد بالعربي صنفه سنة تسع وثلاثين ومائتين وألف وكتابه سدرة
المنتهى ومرام الكلام في عقائد الإسلام والإيمان الكامل بالفارسي ورسالة في الرد على الروافض
والناهية عن ذم معاوية كلها في الكلام ومنها الحاشية العزيزية على متن الايساغوجي في المنطق
ومنها الإكسير في ثلاثة مجلدات والزمرد الأخضر بالعربي صنفه سنة ثمان واثنتين والترياق
بالعربي صنفه سنة سبع وثلاثين والعنبر الأشهب بالعربي وفرهنك مصطلحات طبيه بالفارسي كلها
في الصناعة الطبية ومنها الياقوت رسالة له بالعربية في ذم التقليد والعتيق ومعجون الجواهر والدر
المكنون والنبطاسيا والأوقيانوس واليواقيت في علم المواقيت ورسالة في الجفر الجامع ورسالة في
سير السماء وتسهيل السيارات ورسالة في الكسوف واللوح المحفوظ ومنتهى الكمال وله غير ذلك من
الرسائل.
وكان - رحمه الله - زاهداً متقللاً يديم الاشتغال بمطالعة الكتب وكان لا يتردد إلى الأغنياء ولا يقبل
نذورهم وكان شديد الميل إلى إتباع السنة السنية ورفض التقليد، قال في الياقوت: وبالجملة لا يرتاب
مسلم في أن الله سبحانه أمر باتباع رسوله فلا نترك اليقين بالشك ومن لامنا عليه فليلم انتهى، وقال
في كوثر النبي: وإلى الله المشتكى من المعاصرين ومن علمائهم المتعصبين القاصرين اتخذوا علم
الحديث ظهرياً ونبذوا التخريج نسياً منسياً، فأوعظهم ألهجهم بالأكاذيب وأعلمهم أكذبهم في الترغيب
والترهيب، وليس هذا أول قارورة كسرت في الإسلام بل هذه الشنيعة متقاومة من سالف الأيام فإن
الأبالسة أفسدوا بالوضع والتزوير فانخدع لهم مدونوا المواعظ والتفسير ويهلك بتدوينها تألف بعد
تألف والله الناصر الموفق للمحدثين وموكلهم عن نفي الكذب في الدين، انتهى.
ومن إفاداته رحمه الله في رفع السبابة في التشهد:
حمداً لك اللهم حمداً سرمداً وعلى محمدك السلام مؤبدا
وعلى صحابته الكرام جميعهم والعترة الأطهار دام مخلدا
عبد العزيز يقول نظماً فابتغوا حكماً صحيحاً بالنصوص مؤيدا
إن الإشارة سنة مأثورة قد جاء عن جمع الصحابة مسندا
بحديث خير الخلق صح بيانه فاعمل بهذا الخير حتى ترشدا(7/1018)
وبالإتفاق من الأئمة كلهم كأبي حنيفة صاحبيه وأحمدا
والشافعي ومالك فاتبعهم إذ من يخالفهم فليس بمقتدى
فالخنصر اعقد والتي اتصلت بها والوسط بالإبهام تسعين اعقدا
وأرفع سبحة إذا ما قلت لا وعلى الجلالة ضع وحل المعقدا
أما الذين يحرمون فقولهم زور وحكم باطل لا يقتدى
قد عارضوا قول النبي برأيهم والرأي في المنصوص ليس مسددا
قد قيل أول من أتى بقياسه في رد نص الشرع إبليس الردى
إذ قال إن النار نور زاهر والعقل ليس بآمر أن يسجدا
فاستخلصن عن كيد كيدانيهم واترك خلاصته ولا تتقيدا
واستعظمن أهل الحديث فانهم مثل الصحابة فاتخذهم مرشدا
ليس التشبه بالروافض باطلاً في كل فعل سيما سنن الهدى
كالأكل باليمنى وحب المرتضى وقراءة القرآن يا أهل الندى
بل في شعارهم الذي قد أبدعوا من غير أن يقفو الرسول الأمجدا
كاللوح من طين الحسين فإنهم أخذوه في حين العبادة مسجدا
ومن ادعى أن السكون محتم فاشارة التهليل زائدة سدى
قلنا صنيع الشرع ليس بزائد أو ما ترانا ركعاً أو سجدا
ويقال يحسن ترك ما هو دائر في الندب والتحريم حين ترددا
قلنا له إن التردد باطل إذ مذهب التحريم ليس مؤيدا
وأدلة استحبابها لك قد بدت كالشمس مشرقة فلا تترددا
هذاك تلخيص المقالة مجملاً ولنا كتاب مستقل مفردا
أخبرنا الشيخ قادر بخش الخليلي الشجاع آبادي أنه مات في شبابه حين جاوز ثلاثين سنة ولم أقف
على سنة وفاته.
مولانا عبد العلي النكرامي
الشيخ العالم الصالح عبد العلي بن بير علي بن غلام إمام الهندي النكرامي أحد الفقهاء الحنفية، ولد
سنة إحدى وثلاثين ومائتين وألف وقرأ العلم على خاله عليم الله والسيد أنور علي المراد آبادي
والشيخ أوحد الدين البلكرامي والشيخ عبد الحكيم بن عبد الرب اللكهنوي وعلى غيرهم من العلماء
وأخذ الطريقة عن القاضي عبد الكريم النكرامي ثم لازم خليفته كلزار علي الكشنوي وأخذ عنه، وله
الإجازة عن الشيخ بناه عطاء السلوني وخواجه أحمد بن ياسين النصير آبادي.
وكان ورعاً تقياً صالحاً عفيفاً متوكلاً، انتفع به خلق كثير وهدى الله به عباده.
وله مصنفات عديدة أشهرها: تفسير آيات الأحكام في مجلد ومنها تحقيق الأمور في حدوث الفاتحة
والنذور ومنها رسالة في تحقيق المولد والقيام بالعربية ومنها اليواقيت اللطيفة في تأييد مذهب أبي
حنيفة ومنها التحرير في حرمة المزامير وله غير ذلك من الرسائل.
مات ليلة الأربعاء لليلتين بقيتا من شوال سنة ست وتسعين ومائتين وألف، أخبرني بها ولده إدريس
بن عبد العلي رحمه الله.(7/1019)
مولانا عبد العلي السهسواني
الشيخ الفاضل عبد العلي بن تراب علي بن مبارز علي الحسيني النقوي السهسواني أحد كبار
العلماء، ولد ونشأ بسهسوان وسافر للعلم إلى مراد آباد ورامبور فقرأ العلم على أساتذة عصره وبرز
في الفنون الحكمية ثم سار إلى دهلي وأخذ عن أبناء الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي المحدث
وفاق أقرانه في كثير من العلوم ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار وأقام ببلدة طوك بعد رجوعه عن
الحج لسابق معرفة بالعلامة حيدر علي الحسيني الرامبوري فجعله نواب وزير الدولة بهادر أمير
طوك عاملاً على ناحية سرونج بكسر السين المهملة فاستقل بها زماناً ثم سافر إلى الحجاز مرة ثانية
مهاجراً إلى الله سبحانه فمات بمكة المباركة.
وكان رحمه الله متواضعاً حليماً بشوشاً طيب النفس كريم الأخلاق، له مصنفات، توفي سنة ستين
ومائتين وألف، كما في حياة العلماء.
مولانا عبد العلي الطوكي
الشيخ الفاضل عبد العلي بن القاضي خليل الرحمن بن عرفان بن غفران اليوسفي الرامبوري ثم
الطوكي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ برامبور وقرأ العلم على والده ولازمه
ملازمة طويلة وسافر إلى طوك مع والده وأخيه عبد الحق ولما ذهب والده إلى جاوره تأخر عنه
ولبث بمدينة طوك حتى مات بها، أخبرني محمود بن أحمد الطوكي.
مولانا عبد العلي اللكهنوي
الشيخ الفاضل عبد العلي بن عبد الجامع بن عبد النافع بن العلامة عبد العلي الأنصاري اللكهنوي
أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ وقرأ العلم على أعمامه ثم أخذ الطريقة عن الشيخ عبد
الوالي اللكهنوي ودرس ببلدة لكهنؤ زماناً.
مات لليلتين خلتا من جمادي الأولى سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ فدفن بها، كما في
تذكرة العلماء للناروي.
مولانا عبد العلي الرامبوري
الشيخ الفاضل عبد العلي بن عبد الرحمن بن محمد سعيد الأفغاني الرامبوري أحد العلماء الحنفية،
ولد برامبور سنة ثلاث ومائتين وألف ونشأ بها وسافر للعلم إلى بلدة بريلي وقرأ أكثر الكتب الدرسية
على الشيخ مجد الدين الحسيني الشاهجهانبوري ثم رجع إلى رامبور وقرأ على المفتي شرف الدين
وعمه عبد الرحيم بن محمد سعيد ثم تصدر للتدريس ببلدته، وأخذ عنه جمع كثير.
مات لإحدى عشرة خلون من شعبان سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف بمدينة رامبور، أخبرني بها
حفيده نجم الغنى.
مولانا عبد العلي القنوجي
الشيخ العالم الفقيه عبد العلي بن علي أصغر البكري القنوجي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ ببلدة
قنوج وقرأ العلم على صنوه الكبير رستم علي بن علي أصغر ولازمه مدة حتى برع في الفقه
والأصول وتأهل للفتوى والتدريس.
له مصنفات منها: حاشية على شرح المنار مات بقرية بندكي بكسر الموحدة من توابع كوره جهان
آباد كما في أبجد العلوم.
مولانا عبد العلي النصير آبادي
جدي ووالد والدي الأستاذ العارف عبد العلي بن علي محمد بن أكبر شاه بن محمد شاه بن محمد تقي
بن عبد الرحيم بن هداية الله بن إسحاق الحسني الحسيني النصير آبادي أحد العلماء الربانيين، ولد
بنصير آباد ونشأ بها وتلقى مبادئ العلم عن ابن عمه محمد بن الأعلى النصير آبادي ثم سافر إلى
بلدة لكهنؤ وأخذ عن أساتذتها وأخذ الحديث عن السيد محمد علي الرامبوري والطريقة عن السيد
الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، وجمع العلم والعمل والزهد والتواضع وحسن السلوك ووضع
الله سبحانه له المحبة في قلوب عباده لما اجتمع فيه من خصال الخير فولاه(7/1020)
أحد مرازبة ناكود من
بلاد بكهيلكهند التدريس فدرس بها مدة ثم ولي الإنشاء ثم العدل والقضاء وتحصيل الخراج.
وكان من أعاجيب الزمان ذكاءاً وفطنة وعلماً وعملاً وعفة وديانة وزهداً وسخاءاً، لم يلتفت قط إلى
زخارف الدنيا والشهوات مع ما منحه الله سبحانه من إقبال الدنيا عليه فكانت وظيفته بذل الأموال
على أرباب الحوائج وبذل الجهد في إسعاف المرام والاشتغال بتلاوة القرآن ومطالعة الكتب وكتابة
الصحف وعبادة الله عز وجل، وكان يقنع بما يكفيه من اللباس والطعام ولا يتصدر في المجلس ولا
يغضب على أحد ولا يكابر ولا يستريح على الفرش المرفوعة ويعفو ويسامح عن الخطايا، وله من
التواضع ما لا يساويه فيه أحد ولا يصدق بذلك إلا من تاخمه وجالسه فإنه كان لا يعد نفسه إلا كأحد
من الناس، وكانت له اليد الطولى في صناعة الخط والشعر والصياغة والتذهيب وغير ذلك من فنون
أخرى.
مات سنة تسع وستين ومائتين وألف بالفالج في ناكود وله ثمان وأربعون سنة، وكانت آخر كلمة
رطب بها لسانه: هو الرفيق الأعلى.
مولانا عبد العلي الرامبوري
الشيخ الفاضل عبد العلي بن عمران بن غفران الحنفي الأفغاني الرامبوري أحد الأفاضل المشهورين
في عصره، ولد ونشأ برامبور، وقرأ العلم على جده وأبيه وحفظ القرآن وجوده، ثم درس وأفاد، مات
سنة سبع وتسعين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي.
ملك العلماء عبد العلي اللكهنوي
الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة عبد العلي بن نظام الدين بن قطب الدين ابن عبد الحليم الأنصاري
السهالوي اللكهنوي بحر العلوم ملك العلماء.
كان معدوم النظير في زمانه، رأساً في الفقه والأصول، إماماً جوالاً في المنطق والحكمة والكلام، ولد
ونشأ بمدينة لكهنؤ وقرأ العلم على والده وفرغ منه وله سبع عشرة سنة، فحينئذ زوجه والده بقرية
كاكوري ومات بعد ستة أشهر من فراغه، فاشتغل عبد العلي بمطالعة الكتب وانقطع إلى البحث
والاشتغال بمراجعته على الشيخ كمال الدين الفتحبوري، وكان أجل تلامذة والده وأسنهم فكان يباحثه
بحثاً دقيقاً في المسائل طلباً للحق وإدراكاً للصواب وهو يرشده إلى إفادات والده وإفاداته المخصوصة
وكان لا يشمئز عن مباحثته إياه، قال الشيخ ولي الله في الأغصان الأربعة: إن الناس قالوا للشيخ
كمال الدين إن هذا الطفل يباحثك غاية البحث ويكلمك غير مبال للأدب وأنتم لا تؤدبونه ولا
تسخطون عليه، فأجابهم بأن له وجوهاً: الأول أن والده نظام الدين كان أستاذي ومن الله استنادي
فلست أن أكافئ ما أحسن إلى والده، فكيف أن أحسن إليه؟ والثاني أن هذا الفتى حصل في حداثة سنه
بمقاساة التعب ومكابدة المحن ما لم يكن حاصلاً لأبيه في تلك السن، والثالث أن ما تيسر له في هذه
السن من سعة النظر على تحقيقات القدماء ومصنفات المتأخرين لا يتيسر للعلماء في مدة أعمارهم،
فإنه وإن كان صغير السن ولكنه يساوي في البحث والعلم العلامة صدر الدين الشيرازي والمحقق
جلال الدين الدواني، قال الشيخ ولي الله المذكور: إنه أحرز قصبات السبق عن كبار العلماء وسبق
في حلبة الرهان على أكابر الأساتذة لأنه كان مواظباً على مطالعة أسفار القدماء التي هي مأخذ
المتأخرين من العلماء وعمدتهم، ليلاً ونهاراً، وأما غيره من العلماء فمناط معلوماتهم ما كان مسموعاً
عن أساتذتهم ومأخوذاً من أقوال المتأخرين، وأين هذا من ذلك؟ انتهى.
وقد درس العلامة عبد العلي بمدينة لكهنؤ زماناً ثم سنحت له في بلدته سانحة عظيمة فاضطر إلى
الخروج من بلدة لكهنؤ وقصتها على ما ذكرها ولده عبد الأعلى في رسالة قطبية: إن نور الحسن
الشيعي البلكرامي وفد إلى لكهنؤ ومرض فسكن بدار الشيخ محب الله بن عبد الحق اللكهنوي في
فرنكي محل وكان رهين الفراش لا يستطيع أن يذهب إلى إحدى الحسينيات لزيارة الضرائح المتخذة
من القضبان والثياب على دأبهم في شهر المحرم فطلب الضريح في دار الشيخ محب الله المذكور
حيث كان مقيماً للتبرك به، وكانت(7/1021)
مدرسة الشيخ عبد العلي في أثناء الطريق فجاءوا بالضريح إلى
المدرسة المذكورة فظن الشيخ العلامة أنهم ضلوا الطريق وكان مشتغلاً بتلاوة القرآن في تلك الساعة
فأومأ بيده إلى أصحابه أن يصرفوهم عن هذا الطريق فمنعوهم ثم كسروها ظناً منهم أن العلامة
أمرهم أن يمحقوا هذه البدعة فارتفع الصخب والضوضاء وهجم الناس عليه، وأمر القاضي غلام
مصطفى الشيعي اللكهنوي أن يقتلوه ودافعهم العلامة بأصحابه وتلامذته فلما رأوا أنهم لا يقدرون على
قتاله صالحوه ثم أرادوا به كيداً ليقتلوه غيلة فاستشار العلامة بني أعمامه في هذا الأمر، فقالوا: نحن
لا نستطيع أن نمنعك وندافع عنك وأشاروا عليه بأن يخرج من لكهنؤ ويذهب إلى بلدة أخرى، وأشار
عليه أصحابه وأصحاب والده المرحوم أن يثبت في مدرسة أبيه ولا يهجر وطنه، فلما رأى العلامة
أن بني أعمامه لا يرضون قيامه في لكهنؤ خرج من هذه البلدة الظالم أهلها وذهب إلى شاهجهانبور
فلم يرجع إلى لكهنؤ بعد ذلك ولم يدخلها قط، ولما دخل شاهجهانبور استقبله نواب حافظ الملك أمير
تلك الناحية وجعل له ولأصحابه الأرزاق السنية فأقام بقلعة شاهجهانبور عند نواب عبد الله خان
وعكف على التدريس والتصنيف بجمع الهمة وفراغ الخاطر وانتفع جمع كثير من العلماء فأقام
بشاهجهانبور عشرين سنة، ثم لما استشهد حافظ الملك المذكور واستولى شجاع الدولة أمير بلاد أوده
على ملكه ذهب إلى رامبور فاغتنم قدومه نواب فيض الله خان أمير تلك الناحية ورتب الوظائف له
ولأصحابه من طلبة العلم فأقام بها أربع سنين ودرس وصنف الكتب وصحح ما كتب بلكهنؤ من
الحواشي والتعليقات واشتغل عليه خلق كثير من قاص ودان وتخرج عليه جماعات من الفضلاء من
سائر البلدان وقصدته الطلبة من أغلب الأرجاء وتهافتوا عليه تهافت الظمآن على الماء حتى عجز
فيض الله خان المذكور عن مؤنتهم فأراد أن يذهب إلى غير هذه البلدة فاستقدمه صدر الدين
البردواني إلى بهار بضم الموحدة قرية من أعمال بردوان وهي غير بهار بكسر الموحدة وبعث ولاة
الإنكليز رسائل إلى فيض الله خان ليبعثه إلى بهار وكان صدر الدين المذكور بنى بها مدرسة عالية
باشارة الولاة، كما في رسالة قطبيه، فأجابه ونهض إليها مع من كان معه من الطلبة والعلماء ومر
على بلدتنا رائي بريلي في ذلك السفر فمكث في زاوية السيد محمد عدل بن محمد بن علم الله
النقشبندي عدة أيام واستصحب معه ختنه أزهار الحق مع ابني أخيه نور الحق وعلاء الدين فلما
وصل إلى بهار استقبله صدر الدين المذكور ورتب له خمسمائة ربية في كل شهر أربعمائة لنفسه
ومائة ربية لختنه أزهار الحق ووظف لمائة رجل من المحصلين عليه فأقام بتلك القرية مدة من
الزمان ودرس وأفاد ثم تكدرت صحبته بصدر الدين فأراد أن يخرج من تلك القرية فبينما هو في ذلك
إذ استقدمه نواب والاجاه محمد علي خان الكوباموي إلى مدراس فسافر إليها مع ستمائة نفس من
رجال العلم فلما قرب من مدراس بعث إليه الأمير بعض أبنائه وأقاربه للاستقبال ولما دخل مدراس
ووصل إلى باب القصر استقبله الأمير بسائر أقاربه وأركان دولته راجلاً فأراد العلامة أن ينزل من
المحفة فمنعه الأمير عن ذلك وحمل المحفة على عاتقه ودخل دار الإمارة وأنزله في قصر من
قصورها وأجلسه على الوسادة وقبل قدميه، ثم تعود أن يحضر لديه كل يوم ويرسل إليه المائدة من
الأطعمة اللذيذة غداءاً وعشاءاً وكلما يذهب العلامة إلى قصره يستقبله استقبالاً حسناً كاستقباله يوم
قدومه إلى مدراس ثم بنى الأمير مدرسة عالية له ورتب الوظائف لرفقائه وتلامذته ولمن كان معه من
المحصلين فانتقل العلامة إلى تلك المدرسة واشتغل بالتدريس حتى صار المرجع والمآب للمحصلين
واجتمع لديه جمع كثير من كل ناحية من نواحي الهند واستمر على ذلك زماناً طويلاً، ولما مات
محمد علي خان المذكور قام مقامه ابنه عمدة الأمراء فبالغ في تعظيمه وأضاف إلى ما كان مرسوماً
له من عهد أبيه من الصلات والجوائز، وكذلك ابنه تاج الأمراء علي حسين خان في عهده إلى أن
خلع، وقام مقامه عظيم الدولة ابن أمير الأمراء بن محمد علي خان المذكور وانقرضت الدولة
الإسلامية في عهده من مدراس فقررت له الدولة الانكليزية نذوراً معينة في كل شهر وعظيم الدولة
أيضاً كان لا يقصر عما كانت مرسومة له في العهد السالف الرواتب الشهرية ولغيره من العلماء
والطلبة.
وكان عبد العلي:
بحراً زاخراً من بحور العلم، إماماً(7/1022)
جوالاً في المنطق والحكمة والأصول والكلام، مجتهداً في الفروع،
ماهراً في التصوف والفقه، ذا نجدة وجرأة وسخاء وإيثار وزهد واستغناء، يبذل الأموال الطائلة على
رجال العلم والطلبة قلما يبقى له ولعياله إلا يسير ولذلك كان أبناؤه يسخطون عليه.
وجملة القول فيه: إنه كان من عجائب الزمن ومحاسن الهند، يرجع إليه أهل كل فن في فنهم الذي لا
يحسنون سواه فيفيدهم ثم ينفرد عن الناس بفنون لا يعرفون أسمائها فضلاً عن زيادة على ذلك، وله
في حسن التعليم صناعة لا يقدر عليها غيره فإنه يجذب إلى محبته وإلى العمل بالأدلة من طبعه، لم
تر العيون مثله في كمالاته وما وجد الناس أحداً يساويه في مجموع علومه ولم يكن في الديار الهندية
في آخر مدته له نظير.
وله مصنفات جليلة منها: شرح سلم العلوم مع المنهيات، ومنها حاشية على مير زاهد رسالة، ومنها
حاشية على مير زاهد ملا جلال ومنها ثلاث حواش له على مير زاهد شرح المواقف: القديمة
والجديدة والأجد، ومنها العجالة النافعة في الإلهيات مع منهياته، ومنها حاشية على شرح هداية
الحكمة للصدر الشيرازي، ومنها فواتح الرحموت في شرح مسلم الثبوت، ومنها تكملة شرح تحرير
الأصول لابن الهمام لوالده، ومنها تنوير المنار شرح منار الأصول بالفارسي، ومنها الأركان الأربعة
في الفقه، ومنها شرح المثنوي المعنوي وله غير ذلك من الرسائل.
ومن فوائده:
ما قال في شرح مسلم الثبوت تحت قوله: ولو التزم مذهباً معيناً إلخ، فهل يلزم الاستمرار عليه أم
لا؟ فقيل: نعم يجب الاستمرار ويحرم الانتقال من مذهب إلى آخر حتى شدد بعض المتأخرين
المتكلفين وقالوا: الحنفي إذا صار شافعياً يعزر وهذا تشريع من عند أنفسهم لأن الالتزام لا يخلو عن
اعتقاد عليه بالحقية فلا يترك، قلنا: لا نسلم ذلك فإن الشخص قد يلتزم من المتساويين أمراً للتفقه له
في الحال ودفع الحرج عن نفسه، ولو سلم فهذا الاعتقاد لم ينشأ بدليل شرعي بل هو هوس من
هوسيات المعتقد ولا يجب الاستمرار على هوسه فافهم وتثبت، وقيل: لا يجب الاستمرار ويصح
الانتقال، وهذا هو الحق الذي ينبغي أن يؤمن ويعتقد به لكن لا ينبغي الانتقال للتلهي فإن التلهي حرام
قطعاً في المذهب كان أو غيره إذ لا واجب إلا ما أوجب الله تعالى والحكم له ولم يوجب على أحد أن
يتمذهب بمذهب رجل من الأئمة فايجابه تشريع شرع جديد، ولك أن تستدل عليه بأن اختلاف العلماء
رحمة بالنص وترفيه في حق الخلق فلو الزم العمل بمذهب كان هذا نقمة وشدة، انتهى.
وكانت وفاته لاثنتي عشرة من رجب سنة خمس وعشرين ومائتين وألف بمدراس فدفن بفناء المسجد
الوالاجاهي.
السيد عبد العلي الفيض آبادي
الشيخ الفاضل عبد العلي الحسيني الفيض آبادي أحد الفقهاء الشيعة، تفقه على السيد دلدار علي
المجتهد النصير آبادي ثم اللكهنوي وولي إمامة الصلاة ببلدة فيض آباد، وكان كثير الخضوع
والخشوع كثير البكاء سريع الدمعة إذا رأى هلال المحرم، كما في تذكرة العلماء.
سيف الدين عبد العلي الكجراتي
الشيخ الفاضل الكبير سيف الدين عبد العلي الشيعي الإسماعيلي الكجراتي المتلقب في الشعر بسيفي
كان من دعاة المذهب، ولد ونشأ بكجرات ولازم الشيخ رحمة الله بن الحسن الإسماعيلي الكجرات في
صباه وأخذ عنه ثم لازم الشيخ هبة الله بن ولي محمد الإسماعيلي الكجراتي وأخذ عنه وفاق أقرانه
في العلم والفضل وتولى الدعوة مدة طويلة، له مصنفات منها المجالس السيفية بالعربية صنفه سنة
1224هـ.
الشيخ عبد العليم اللوهاروي
الشيخ الصالح عبد العليم بن جان محمد بن خان بهادر الحنفي النقشبندي اللوهاروي أحد عباد الله
الصالحين، ولد ونشأ بقرية لوهاري من أعمال سهارنبور وسافر مع أبيه إلى دهلي في صباه ودخل
في زاوية الشيخ غلام علي الدهلوي وقرأ بعض الكتب الدرسية على المولوي محمد صادق وأقام بها
إلى(7/1023)
الخامس والعشرين من عمره، ثم رجع إلى لوهاري ولقي الشيخ إحسان علي الأجودهني فانجذب
إليه ولازمه وأخذ عنه الطريقة ودار البلاد مدة مديدة ثم سافر إلى الحجاز وركب الفلك وسار في
البحر ولبث بها ثمانية أشهر لم يصل إلى جدة فرجع من باب الإسكندر إلى بمبئ ومرض بها بكثرة
العرق، فسار إلى بهوبال.
وتوفي بها لثلاث عشرة خلون من محرم سنة ست وستين ومائتين وألف فدفن بجهانكير آباد، كما
في شرح الرباعيات لنصر الله خان.
الشيخ عبد الغفور الخورجوي
الشيخ الصالح عبد الغفور النقشبندي الخورجوي أحد المشايخ النقشبندية، أخذ عن الشيخ غلام علي
الدهلوي ولازمه مدة طويلة ووصل إلى أقصى مقامات السلوك، أخذ عنه الشيخ عبد الغني بن أبي
سعيد الدهلوي وخلق آخرون.
مات في سلخ شوال سنة تسع وخمسين ومائتين وألف، كما في خزينة الأصفياء.
الشيخ عبد الغني الدهلوي
الشيخ الإمام العالم المحدث عبد الغني بن أبي سعيد بن الصفي العمري الدهلوي أحد العلماء
الربانيين، كان من ذرية الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية رحمه الله، ولد
في شهر شعبان سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف بمدينة دهلي، وحفظ القرآن، وقرأ النحو والعربية
على مولانا حبيب الله الدهلوي ثم أقبل على الفقه والحديث إقبالاً كلياً، وسمع الحديث عن الشيخ
إسحاق بن أفضل الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز وقرأ على والده كتاب الموطأ لمحمد بن الحسن
الشيباني وقرأ مشكاة المصابيح على مخصوص الله بن رفيع الدين الدهلوي، وأخذ الطريقة عن أبيه،
وسافر معه إلى الحرمين الشريفين سنة تسع وأربعين، فحج وزار، وأسند الحديث عن الشيخ محمد
عابد السندي وأبي زاهد إسماعيل بن إدريس الرومي، ثم رجع إلى الهند، واشتغل بالحديث، وأخذ
عنه خلق كثير من العلماء.
ولما وقعت الفتنة الهائلة في الهند سنة ثلاث وسبعين وتسلط الإنكليز على دار الملك وتحكموا في
أهلها، توجه هو في رهطه تلقاء أرض الحجاز، فقدم مكة وجدد عهده بالركن والحطيم، ثم شد رحله
إلى المدينة حتى حل بها حزامه، وأصبح بعض أهلها عاكفاً على الإفادة والعبادة.
قد انتهت إليه الإمامة في العلم والعمل والزهد والحلم والأناة مع الصدق والأمانة والعفة والصيانة،
وحسن القصد والإخلاص، والابتهال إلى الله سبحانه، وشدة الخوف منه، ودوام المراقبة له، والتمسك
بالأثر والدعاء إلى الله تعالى، وحسن الأخلاق، ونفع الخلق والإحسان إليهم، والتقلل في الدنيا
والتجرد عن أسبابها، انتفع بمجسله وبركة دعائه وطهارة أنفاسه وصدق نيته خلق كثير من العلماء
والمشايخ، واتفق الناس من أهل الهند والعرب على ولايته وجلالته، وله ذيل نفيس على سنن ابن
ماجة سماه إنجاح الحاجة.
توفي يوم الثلاثاء لست خلون من محرم سنة ست وتسعين ومائتين وألف بالمدينة المنورة.
المفتي عبد الغني البهلواروي
الشيخ الفاضل المفتي عبد الغني بن عبد المغني بن معين الجعفري البهلواروي أحد العلماء المبرزين
في الفقه والأصول، ولد ونشأ بقرية بهلواري وحفظ القرآن وقرأ العلم على المفتي محمد بركة العظيم
آبادي وعلى غيره من العلماء، وأخذ الطريقة العلائية عن الشيخ حسن علي، ثم تصدر للتدريس، قرأ
عليه خلق كثير، وكان مفتياً.
مات سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف. كما في تذكرة الكملاء.
الحكيم عبد الغني الفتحبوري
الشيخ الفاضل عبد الغني بن محمد أحمد بن خليل الرحمن بن عبد الواحد الأنصاري الفتحبوري أحد
العلماء المبرزين في الطب، ولد ونشأ بفتحبور وسافر إلى كرانه بكسر الكاف فقرأ المختصرات(7/1024)
على
عمه القاضي نور الحق، ثم ذهب إلى دارا نكر وقرأ على خاله محمد سالم بن كمال الدين الفتحبوري،
ثم سافر إلى دهلي، وأخذ عن الشيخ حسن بن غلام مصطفى اللكهنوي، ثم رجع إلى فتحبور ولبث
بها زماناً، ثم ذهب إلى سنديله وأخذ عن حيدر علي بن حمد الله السنديلوي، وأخذ الطب عن مرزا
عبد الله اللكهنوي الحكيم، ثم سكن ببلدته فتحبور واشتغل بمداواة الناس، وله مختصر في الطب سماه
العجالة النافعة وهو في خواص الحيوانات وخواص أعضائها وحلتها وحرمتها على المذاهب الأربعة
وتعبير الرؤيا.
مات لثلاث عشرة خلون من شوال سنة خمس ومائتين وألف وله ثمان وخمسون سنة، كما في
أغصان الأنساب لولده رضي الدين محمود.
مولانا عبد القادر السنديلوي
الشيخ الفاضل عبد القادر بن جميل الدين بن أظهر علي بن أصغر علي بن حمد الله الصديقي
الحنفي السنديلوي أحد رجال العلم والطريقة، ولد لتسع عشرة خلون من محرم سنة أربع وثلاثين
ومائتين وألف بسنديله، وقرأ العلم على الشيخ تراب علي والشيخ عبد الحكيم وعلى غيرهما من
العلماء، وأخذ الطريقة عن والده، ورحل إلى ناكود وجهانسي وغيرهما من البلاد وكان يدرس ويفيد.
مات لتسع عشرة خلون من ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف بسنديله، كما في تذكرة
العلماء للناروي.
مولانا عبد القادر الجونبوري
الشيخ العالم الكبير عبد القادر بن خير الدين العمادي الجونبوري أحد العلماء المشهورين، ولد سنة
أربعين ومائة وألف، واشتغل أياماً على السيد محمد عسكري الجونبوري، ثم سافر إلى بهلواري وأخذ
عن الشيخ وحيد الحق ابن وجيه الحق البهلواروي ولازمه مدة، ثم رجع ولازم الشيخ حقاني
الأميتهوي، وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية لعله ببلدة تانده وبعد فراغه من تحصيل العلوم المتعارفة،
سافر إلى كلكته، وولي الإنشاء، فتلقى من بعض علمائها العلوم المغربية، وأقام بكلكته بضع سنوات
ثم رجع إلى بلاده، وأخذ الطريقة عن الشيخ باسط علي الحسيني الإله آبادي.
وله مصنفات شتى: كالمحاكمة بين العلوم المشرقية والمغربية وكتاب في الكيمياء الحديثة وكتاب في
التعقيب على باكون المغربي وكتاب العالم والمتعلم والدرر الفرائد في غرر العقائد وأرجوزة في اللغة
الهندية، ومنظومة في المواريث، وله ديوان مشتمل على الخطب والقصائد، ومنظومة في المواريث،
وله ديوان مشتمل على الخطب والقصائد، ومنظومة في العروض، ومنظومة في العوامل النحوية،
وأبيات رائعة بالعربية، منها ما كتب إلى الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي رحمه الله:
يا من يكل به سيراً يبلغه دار الخلافة بلغ حين تأتيها
مني السلام وما لا زال يتبعه من المشوق إلى نفس يواليها
إلى مقيم بها قد زادها شرفاً ورفعة حين يدعي في أماليها
ذاك الولي الرضي العالم العلم محي المكارم باديها وخافيها
اشتاقها أذني والعين فاقدة لطول آثاره أو كتب داعبها
مات سنة اثنتين ومائتين وألف بقرية سوكهر بور.
القاضي عبد القادر الميلا بوري
الشيخ الفاضل عبد القادر بن شريف الدين الحسيني الكنتوري ثم الأورنك آبادي المدفون بميلا بور
بفتح الميم كان سبط الشيخ نظام الدين الجشتي الأورنكك آبادي، ولد بأورنكك آباد سنة إحدى
وخمسين ومائة وألف، وحفظ القرآن، وقرأ العلم على الشيخ فخر الدين النائطي والقاضي شيخ
الإسلام خان، ثم لازم السيد غلام علي الحسيني البلكرامي، وأخذ عنه الفنون الأدبية، ودرس وطالع
كتب التفسير(7/1025)
والحديث والتصوف، وأخذ الطريقة عن خاله الشيخ فخر الدين الأورنكك آبادي ثم
الدهلوي، ثم عن السيد فخر الدين الترمذي، وولي القضاء بعد والده بأورنكك آباد، واعتزل عنه بعد
ثلاث سنوات، ثم سافر إلى مدراس سنة ثلاث وثمانين وحصل القبول العظيم بها.
له مصنفات عديدة منها: أصل الأصول في تطبيق المنقول بالمعقول، ومنها كحل الجواهر في
ترجمة الشيخ عبد القادر، ومنها مفتاح المعارف، ومنها شرح المثنوي المعنوي وديوان شعر بالعربية
والفارسية، وبلغني أن مصنفاته تربو على خمسين مجلداً، ومن شعره قوله:
لله صب مهاة النجد يقتله تصميه وهو بطيب القلب يقبله
العشق من حضرة المنان موهبة فكيف صاحب نور العقل يمهله
حل الهوى بفؤادي يوم ذي سلم مبارك من جناب الحق منزله
لم يدر لذة هم العشق عاذلنا لو ذاق منها قليلاً ليس يمهله
قلبي يذوب وأجفاني تسيل وذا من الهوى زاده الرحمن أوله
لم يستطع حمل أثقال الهوى جبل فكيف صب ضعيف الجسم يحمله
قلبي يحن إلى غزلان ذي أضم حتام حتام يا قومي اعلله
يا أيها الصب طوراً بالظباء وطو راً بالمها عن خيال الغيد اشغله
مات سنة أربع ومائتين وألف بميلا بور فدفن بها، أخبرني بها حفيده الشيخ المعمر نظام الدين
المدراسي ببلدة مدراس.
الشيخ عبد القادر الكجراتي
الشيخ الفاضل عبد القادر بن القاضي عبد الأحمد الشافعي السورتي الكجراتي باعكظه، كان من
العلماء الصالحين ولد ونشأ بسورت وقرأ العلم على أبيه وعلى غيره من العلماء.
مولانا عبد القادر الرامبوري
الشيخ الفاضل عبد القادر بن محمد أكرم بن أسلم بن أحمد بن إسحاق الهروي الدهلوي ثم
الرامبوري أحد العلماء المبرزين في الفنون الرياضية، ولد سنة سبع وتسعين ومائة وألف برامبور،
وقرأ الكتب الدرسية على المفتي شرف الدين الرامبوري وعلى غيره من العلماء، ثم سافر للاسترزاق
وولي الخدمات العديدة وقتاً بعد وقت حتى نال الصدارة بمدينة سهارنبور فاستقل بها زماناً، ثم
استقدمه نواب محمد سعيد خان الرامبوري وولاه القضاء الأكبر.
له مصنفات عديدة منها: كتاب ضخم في أخباره بالفارسي، رأيته بخطه، ومنها كتاب في أخبار ملوك
الهند من عهد الهنادك إلى آخر عهد الإسلام مجملاً، ومنها تعليقات على جامع البركات للشيخ عبد
الحق المحدث، ومنها شرح الحكم المرتضوية في منافع الأمر والنهي الذي يتعلق بالشريعة
المصطفوية، ومنها كتاب في سهو أقلام العلماء، ومنها ترجمة حسن العقيدة للشيخ ولي الله المحدث،
ومنها شرح العقيدة للشيخ عبد العزيز بن ولي الله، ومنها كتاب في رموز أسماء أصنام الهنادك،
ومنها شرح ميزان البلاغة للشيخ عبد العزيز المذكور، ومنها تعليقات على شمائل الترمذي، ومنها
رسالة في حقيقة الدعاء والإجابة، ومنها قبله نما رسالة له في المذاهب، ومنها رسالة مختصرة في
العروض، ومنها رسالة في نحو اللغة الهندية، ومنها رسالة في الأمثال الهندية، ومنها رسالة في
الحكايات، ومنها كتاب في تاريخ أجمير ومارواز، ومنها رسالة في فضل الصوم، ومنها رسالة في
إبطال الرمل والنجوم والجفر والسحر وغيرها وفي حقيقة السحر، ومنها رسالة في إمكان خرق
العوائد، ومنها رسالة في أحكام النكاح وأسراره، ومنها رسالة في التعليم والتربية، ومنها رسالة في
تحريض الشاطر على تحصيل العلوم وملكاتها، ومنها رسالة في سياسة المدن، ومنها رسالة في
الإنشاء، وله غير ذلك من المصنفات.(7/1026)
توفي لسبع خلون من رجب سنة خمس وستين ومائتين وألف بمدينة رامبور، كما في يادكار
انتخاب.
مولانا عبد القادر الجائسي
الشيخ الفاضل عبد القادر بن واصل علي بن رحمة الله الجائسي أحد الرجال المعروفين بالفضل
والكمال، ولد ونشأ بمدينة جائس وقرأ العلم على من بها من العلماء، وأخذ الطريقة عن الشيخ غفور
أشرف الأشرفي الجائسي وسافر إلى مدينة لكهنؤ، وتقرب إلى جان نمس السفير الإنكليزي، ولازمه
أربع سنين في أيام آصف الدولة ومن بعده، وسافر معه إلى كلكته فلبث بها سنة ونصفها، ثم ولي
السفارة وبعث إلى نيبال براتب شهري قدره ألفا ربية، فسافر إليها وصارت مساعيه مشكورة عند
الدولة الإنكليزية، له كتاب في تاريخ جائس بالفارسي.
الشيخ عبد القادر الدهلوي
الشيخ الإمام العالم الكبير العارف عبد القادر بن ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي أحد
العلماء المبرزين في المعارف الإلهية، اتفق الناس على ولايته وجلالته، توفي والده في صغر سنه،
فقرأ العلم على صنوه الكبير عبد العزيز ابن ولي الله، وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد العدل الدهلوي،
وجمع العلم والعمل والزهد والتواضع وحسن السلوك، ووضع الله سبحانه له المحبة في قلوب عباده،
لما اجتمع فيه من خصال الخير فصار مرجوعاً إليه في بلدته، ومرجوعاً إليه بعلم الرواية والدراية
وتهذيب النفوس والدلالة على معالم الرشد وطرائق الحق.
وكان يدرس ويفيد، ويسكن بالمسجد الأكبر آبادي في دهلي، قرأ عليه الشيخ عبد الحي بن هبة الله
البرهانوي والشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي والشيخ فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي
ومرزا حسن علي الشافعي اللكهنوي والشيخ إسحاق بن أفضل العمري الدهلوي المدفون بمكة
المباركة والسيد محبوب علي الجعفري والسيد إسحاق بن عرفان البريلوي، وخلق كثير من العلماء.
ومن أعظم ما من الله سبحانه عليه أنه وفق لترجمة القرآن الكريم وتفسيره في لغة أهل الهند، قد
اعتنى بها العلماء، واتفقوا على أنه معجزة من معجزات النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال السيد الوالد
في مهر جهانتاب إن الشيخ عبد القادر رأى في المنام قبل أن يوفق لها أن القرآن نزل عليه فحكاه
لصنوه عبد العزيز، فقال له صنوه المذكور: إن الرؤيا حق، ولكن الوحي قد انقطع من زمن النبي
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتأويله: أن الله سبحانه يوفقك من خدمة القرآن بما لم تسبق إليه، فحصلت له
تلك المبشرة على صورة موضح القرآن، ومن خصائصه: أنه اختار لغة بحذاء لغة قاربت بما حازت
في العموم والخصوص والإطلاق والتقييد، حتى إنها لا تتجاوز عنها في موارد الاستعمال، وتلك
موهبة إلهية وكرامة ربانية يختص بها من يشاء.
وإني سمعت ورويت موضح القرآن عن جدتي لأمي السيدة حميراء بنت علم الهدى الحسني النصير
آبادي عن بنت الشيخ عبد القادر عن أبيها المصنف رحمه الله.
وكانت وفاته يوم الأربعاء لتسع عشرة خلون من رجب سنة ثلاثين ومائتين وألف بدهلي فدفن عند
والده، وكان الشيخ عبد العزيز ورفيع الدين لا يزالان بقيد الحياة، فكان يوم موته من أنحس الأيام
عليهما، وكانا يقولان عند دفنه: إنا لا ندفن الإنسان بل ندفن العلم والعرفان.
ومن عجائب الدهر: أنه كان للشيخ ولي الله بن عبد الدحيم الدهلوي أربعة أبناء من بطن إرادة بنت
السيد ثناء الله: أكبرهم عبد العزيز ثم رفيع الدين ثم عبد القادر وأصغرهم عبد الغني والد الشيخ
إسماعيل الشهيد، فمات أصغرهم عبد الغني أولاً ثم عبد القادر ثم رفيع الدين ثم أكبرهم عبد العزيز،
وكانوا كلهم من أجلاء العصر علماً وعملاً وإفادة وإفاضة إلا الشيخ عبد الغني فإنه توفي في عنفوان
شبابه، فوفق الله سبحانه ولده إسماعيل المذكور أن يتدارك ما فات والده.
الشيخ عبد القادر الحيدر آبادي
الشيخ العالم الفقيه عبد القادر الحنفي الحيدر آبادي أحد عباد الله الصالحين، أخذ الطريقة القادرية
عن غير(7/1027)
واحد من المشايخ، ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي
نسبة أهل البيت ونسبة يسمونها بيرنكي وسمع منه كثيراً من آداب السلوك وتأدب عليه، فأجازه
الشيخ سنة ثمان وعشرين، وكانت وفاته في سلخ ذي الحجة سنة تسع وستين ومائتين وألف بحيدر
آباد، كما في مقالات الطريقة.
مولانا عبد القدوس اللكهنوي
الشيخ الفاضل عبد القدوس بن يعقوب بن عبد العزيز الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء الصالحين،
ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، وقرأ النحو والبلاغة والفقه والأصول على والده، وقرأ المنطق والحكمة على
الشيخ حسن بن غلام مصطفى اللكهنوي، وعلى الشيخ غلام يحيى البهاري، ثم أخذ الطريقة عن
الشيخ غلام يحيى المذكور، ولازمه مدة ثم أخذ عن الشيخ أسلم الدهلوي.
وكان غاية في العفة والطهارة والزهد والاستغناء والتوكل، احتمل المشاق الكثيرة من قلة المعاش
وموت الأولاد، كما في الأغصان الأربعة.
له رسالة في إثبات وحدة الشهود، رأيتها بخط مولانا أولاد حسن القنوجي.
المفتي عبد القيوم البرهانوي
الشيخ الإمام العالم الكبير المحدث المفتي عبد القيوم بن عبد الحي بن هبة الله ابن نور الله الصديقي
البرهانوي أحد كبار الفقهاء الحنفية، ولد سنة إحدى وثلاثين ومائتين وألف، وحفظ القرآن، وبايع
السيد أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي في صغر سنه، وقرأ الرسائل المختصرة في الصرف والنحو
على الشيخ نصير الدين الشافعي الدهلوي سبط الشيخ رفيع الدين، وقرأ بعض الكتب الدرسية على
مولانا نصير الدين اللكهنوي النزيل بدهلي، وأخذ الفنون الرياضية عن خواجه نصير الحسيني
الدهلوي، وأخذ الفرائض عن الشيخ يعقوب بن أفضل، والفقه والحديث عن الشيخ إسحاق بن أفضل
سبطي الشيخ عبد العزيز، وتزوج بابنة الشيخ إسحاق المذكور، وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد عظيم
أحد أصحاب السيد أحمد المذكور، ولازمه مدة ببلدة طوك وأخذ عن الشيخ يعقوب بن أفضل المذكور.
ثم إنه لما رجع عن الحجاز مع عياله ومر على بهوبال في أيام سكندر بيكم كلفته الإقامة في بهوبال
وولته الإفتاء وأقطعته الإقطاعات من الأرض فسكن بها،
وكان على قدم أسلافه في العلم والحلم والتواضع وبشاشة الوجه والإفادة والتدريس والتذكير وقول
الحق ولسان الصدق، لم يزل مشتغلاً بتدريس القرآن والحديث، انتفع به خلق كثير من العلماء، وكان
رحمه الله صادق الفراسة حسن التوسم، ربما ألهم بالمغيب، حدثني الثقات ببعض ما أكرمه الله تعالى
به من ذلك من خرق العوائد، ومن تأويل الرؤيا، فكان لا يعبر شيئاً منها إلا جاءت كما أخبر بها،
كأنما قد رآها، وهذا لا يكون إلا لأصحاب النفوس الزاكيات المطهرة من أدناس الشهوات الرديئه
وأرجاسها، وكم له من خصال محمودة وفضائل مشهودة، وجملة القول فيه: أنه كان بقية رهط الشيخ
عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي، رضي الله عنا وعنهم أجمعين.
وكانت وفاته بمولده برهانه سنة تسع وتسعين ومائتين وألف وله سبعون سنة.
مولانا عبد الكريم الظفر آبادي
الشيخ الفاضل عبد الكريم بن بركة علي الحسيني الواسطي الظفر آبادي أحد العلماء الحنفية، ولد
سنة ست وأربعين ومائتين وألف، وقرأ الرسائل المختصرة في النحو والصرف والمنطق على خاله
ساجد علي المحمد آبادي، وقرأ شرح الكافية للجامي وشرح الوقاية على ولي محمد، وقرأ سائر الكتب
الدرسية على فقير شاه الكابلي والشيخ سخاوة علي الجونبوري، ولازمهم مدة حتى برز في الفضائل
الكثيرة، وفاق أقرانه في براعة التحرير والإنشاء والشعر والخط والتجويد، وفي بعض الصنائع
الغريبة، وكان يدرس ويفيد.
مات لثمان خلون من محرم سنة أربع وسبعين(7/1028)
ومائتين وألف، كما في تجلى نور.
القاضي عبد الكريم النكرامي
الشيخ العالم الفقيه القاضي عبد الكريم بن محمد مقيم بن أمين الدين النكرامي ثم البريلوي، كان من
ذرية الشيخ حميد بن عبد البديع بن قطب الدين القلندر العمري الجونبوري، ولد ونشأ بنكرام بفتح
النون قرية جامعة من أعمال لكهنؤ، وقرأ الرسائل المختصرة على خاله محمد نذير، والفقه والأصول
على الحافظ معين الدين الصالحي الأميتهوي، وقرأ المنطق والحكمة وغيرها على الشيخ عبد القدوس
بن يعقوب اللكهنوي والشيخ عبد الواجد الخير آبادي، وأخذ الصناعة الطبية عن الحكيم ببر علي
خان الموهاني، ثم لازم القاضي عبد الكريم الجوراسي، وأخذ عنه الطريقة الجوراسي، وأخذ عنه
الطريقة وسكن ببلدتنا رائي بريلي.
وكان بارعاً في الفقه والسلوك، زاهداً عفيفاً متوكلاً، شديد التعبد، له مصنفات عديدة.
توفي يوم الأربعاء لتسع بقين من رجب سنة تسع وأربعين ومائتين وألف، وقبره في رائي بريلي
ظاهر البلدة، كما في مهر جهانتاب.
القاضي عبد الكريم الجوراسي
الشيخ العالم الكبير القاضي عبد الكريم النقشبندي الجوراسي أحد كبار المشايخ النقشبندية، قرأ العلم
على مولانا حقاني الأميتهوي، ولازمه مدة، ثم بايع السيد محمد بن علم الله النقشبندي البريلوي
وصحبه، ولما توفي السيد محمد المذكور لازم ولده الشيخ الكبير محمد عدل، وأخذ عنه الطريقة وبلغ
رتبة المشيخة، أخذ عنه القاضي عبد الكريم النكرامي وخلق آخرون من العلماء والمشايخ.
مولانا عبد الكريم الحيدر آبادي
الشيخ العالم الشهيد عبد الكريم الحنفي السني الحيدر آبادي أحد العلماء المبرزين في النحو والعربية
والكلام وسائر الفنون الحكمية، أخذ عن القاضي يوسف الشاهجهانبوري، ودرس مدة طويلة بحيدر
آباد، فصار المرجع والمقصد للمحصلين، قتله ياسين المهدوي غرة محرم الحرام سنة ثمان وثلاثين
ومائتين وألف بحيدر آباد في أيام سكندر جاه، كما في تاريخ خورشيد جاهي.
الشيخ عبد الكريم الرامبوري
الشيخ الصالح عبد الكريم الرامبوري أحد المشايخ الجشتية، كان من ذرية الشيخ عبد القدوس
الكنكوهي، ولد ونشأ بأفغانستان، وقدم الهند فقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ
عناية وغيره من أصحاب الشيخ محمد سعيد الأنبالوي، وسكن برامبور، أخذ عنه غير واحد من
المشايخ.
مات لليلتين خلتا من شعبان سنة ست ومائتين وألف، كما في أنوار العارفين.
الشيخ عبد الكريم الكجراتي
الشيخ الفاضل عبد الكريم الحسيني السورتي الكجراتي أحد العلماء الصالحين، قرأ العلم على الشيخ
عبد الله الحسيني اللاهوري بمدينة سورت وأخذ عنه الطريقة ولازمه مدة، وكان صاحب وجد وحالة.
مات في غرة محرم سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف، كما في الحديقة.
الشيخ عبد الله عيديد السورتي
الشيخ الصالح عبد الله بن زين بن عبد الرحمن عيديد باعلوي الحضرمي السورتي أحد المشايخ
العيدروسية، مات بمدينة سورت لخمس بقين من جمادي الآخرة سنة عشرين ومائتين وألف، كما في
الحديقة.
المفتي عبد الله السورتي
الشيخ العالم الفقيه المفتي عبد الله بن صابر بن زاهد بن الحسن بن محمد القرشي السورتي أحد
العلماء المبرزين في الفقه والأصول، قرأ العلم على عمه الشيخ خير الدين السورتي المحدث، ثم ولي
الإفتاء بمدينة سورت فاستقل به مدة حياته، كما في الحديقة.(7/1029)
مولانا عبد الله المدراسي
الشيخ الفاضل عبد الله بن صبغة الله بن محمد غوث الشافعي المدراسي أحد العلماء المبرزين في
الفقه والحديث، ولد لليلتين بقيتا من ربيع الأول سنة ست وثلاثين ومائتين وألف، وقرأ العلم على
أبيه وعمه وعلى القاضي إرتضاء علي الكوبامؤي وعلى غيرهم من العلماء، وولي الصدارة بمدراس
سنة ستين ومائتين وألف، وسافر الحجاز أربع مرات للحج والزيارة، وحج خمس مرات.
وله مصنفات عديدة منها: الفوائد الغوثية في فقه الشافعية، ومنها تعليقات على مختصر أبي شجاع
في الفقه الشافعي، ومنها تخريج أحاديث البيضاوي، ومنها تحفة الأحبة في بيان استحباب قتل
الوزغة، ومنها تحفة المحبين لمولد حبيب رب العالمين، ومنها كتاب الزجر إلى منكر شق القمر،
ومنها أوضح المناسك.
مات عند رجوعه من مكة المباركة ببلدة كلبركه لخمس بقين من ربيع الأول سنة ثمان وثمانين
ومائتين وألف، كما في حديقة المرام.
مولانا عبد الله المدراسي
الأمير الفاضل عبد الله بن عبد القادر بن صادق بن عبد الله بن نظام الدين الشافعي المدراسي
محتشم الدولة بخشي الملك مير عسكري خان بهادر سالار جنكك ولد لثلاث ليال بقين من شعبان سنة
خمس ومائتين وألف، وقرأ العلم على محمد حسين المدراسي، وعلى ملك العلماء عبد العلي بن نظام
الدين اللكهنوي، وعلى الشيخ محمد غوث الشافعي، وكان محمد غوث المذكور من أقاربه، وبيته
مشهور بالعلم والدين والحديث، جعله أمير مدراس قائداً على عساكره ولقبه بالألقاب المذكورة فخدمه
مدة من الزمان.
له مصنفات عديدة منها: الدر الثمين في شرح الأربعين للنواوي، ومنها كتابه في شرح أسماء النبي
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومنها كتابه في رجال الصحيح لمسلم بن الحجاج النيسابوري.
مات لأربع بقين من محرم سنة سبع وستين ومائتين وألف بمدراس، فصلى عليه نواب محمد غوث
المدراسي، وكثر البكاء عليه، وكان وقتاً مشهوداً وحمل على الرؤوس والأصابع إلى الجامع القديم
بميلا بور، كما في حديقة المرام وتاريخ النوائط.
مولانا عبد الله الغزنوي
الشيخ الإمام العالم المحدث عبد الله بن محمد بن محمد شريف الغزنوي الشيخ محمد أعظم الزاهد
المجاهد الساعي في مرضاة الله المؤثر لرضوانه على نفسه وأهله وماله وأوطانه صاحب المقامات
الشهيرة والمعارف العظيمة الكبيرة، ولد بقلعة بهادر خيل بناحية غزنة سنة ثلاثين ومائتين وألف،
وقرأ العلم على جماعة من العلماء أشهرهم: الفقيه العلامة حبيب الله القندهاري صاحب مغتنم
الحصول وكان الشيخ حبيب الله يعظمه ويوقره ويصفه فوق ما يوصف، ثم قدم الهند وقرأ الصحاح
الستة على الشيخ نذير حسين المحدث الدهلوي ثم رجع إلى بلاده، وقام فيها لنصر دين الله وإعلاء
كلمته صابراً محتسباً فأوذى في ذات الله من المخالفين، ووشى إلى الأمير شير علي خان الكابلي
فاستقدمه الأمير إلى كابل وافتتن بزهده وورعه فأشار عليه أن يوافق العلماء فيما اختلف فيه من
بعض المسائل الفرعية فأبى، وكان الأمير لا يقدر أن يخالف العلماء، فأمر أن تنتف لحيته ويسود
وجهه ويركب على الحمار، ويشهر في البلد، ثم يجلي إلى بلاد الهند، فلما قدم الهند أقام بمدينة بشاور
أياماً قلائل، ثم سكن بأمرتسر من بلاد بنجاب وعكف على العبادة والإفادة، انتهى إليه الورع وحسن
السمت والتواضع والاشتغال بخاصة النفس، واتفق الناس على الثناء عليه والمدح بشمائله وصار
المشار إليه في هذا الباب، وانتفع الناس بصالح دعواته وقصدوه لذلك.
وكان حسنة الزمن وزينة الهند، قد غشيه نور الإيمان(7/1030)
وسيما الصالحين، وله كشوف وكرامات لا
يسعها البيان، وقد ذكره نواب صديق حسن القنوجي في تقصار جيود الأحرار والشيخ شمس الحق
الديانوي في غاية المقصود ومدحه القاضي طلا محمد البشاوري بقصائد غراء بالعربية والفارسية،
وأفرد بترجمته ولده الشيخ عبد الجبار بن عبد الله الغزنوي في رسالة قال فيها: إن والده عبد الله
الغزنوي أخذ الطريقة الأحسنية في بداية حاله عن بعض المشايخ، ولازم الأذكار والأشغال مدة من
الزمان، وحصلت له النسبة الصحيحة، انتهى، وقال شمس الحق المذكور في مقدمة غاية المقصود:
إنه كان في جميع أحواله مستغرقاً في ذكر الله عز وجل حتى أن لحمه وعظامه وأعصابه وأشعاره
وجميع بدنه كان متوجهاً إلى الله تعالى فانياً في ذكره عز وجل، انتهى.
توفي ليلة الثلاثاء لخمس عشرة خلون من ربيع الأول سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف.
السيد عبد الله بن محمد اللكهنوي
الشيخ الفاضل عبد الله بن محمد بن دلدار علي الشيعي النقوي النصير آبادي ثم اللكهنوي أحد رجال
العلم، ونشأ ببلدة لكهنؤ، وقرأ العلم على والده وصنوه الكبير صادق بن محمد اللكهنوي فبرع في أكثر
العلوم.
ومن مصنفاته: خلاصة الأعمال في العبادات وسبيل النجاة في الأدعية والأذكار، وله رسالة في رد
الغلاة من الشيعة وهي بالعربية، كما في تذكرة العلماء.
مات سنة ست وستين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ فدفن في حسينية جده، كما في تكملة نجوم السماء.
السيد عبد الله الحداد السورتي
الشيخ الكبير عبد الله بن محمد بن عبد الله الحداد الباعلوي الحضرمي السورتي أحد المشايخ
المشهورين في عصره، قدم الهند وسكن بسورت.
مات بها لإثنتي عشرة خلون من شوال سنة سبع عشرة ومائتين وألف وله أربع وثمانون سنة، كما
في الحديقة الأحمدية.
الشيخ عبد الله الكجراتي
الشيخ الفاضل عبد الله بن نور الله الكجراتي أحد العلماء الصالحين، قرأ العلم على الشيخ إبراهيم
بن عبد الأحمد السورتي بمدينة سورت ثم ذهب إلى بمبئ وأخذ عن الشيخ عبد الله الكشميري
وصحبه مدة، ثم رحل إلى كانهياواز سنة أربع وستين ومائتين وألف وتوطن بمنكلور.
ومات بها ست خلون من شوال سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف وله ثلاث وستون سنة، كما في
حقيقة سورت.
الشيخ عبد الله الإله آبادي
الشيخ العالم المحدث عبد الله الصديقي المحمدي الإله آبادي أحد كبار العلماء، ولد ونشأ بمؤ بفتح
الميم قرية جامعة من أعمال إله آباد على عشرة أميال من البلدة، واشتغل بالعلم على أساتذه بلاده مدة،
ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن الشيخ إسحاق بن أفضل العمري الدهلوي، واستنسخ الكتب المتداولة
وغير المتداولة بخط مستقيم مع الحواشي والتعليقات.
وكان قليل الدرس، كثير التصنيف، له مصنفات كثيرة فيها أمور في حلاولة التوحيد والعسل وأخرى
في مرارة الحنظل، وكان شديد التعصب على مخالفيه شديد النكير عليهم، يعمل بظواهر النصوص،
ويرمى بالكفر أصحاب المذاهب الأخر من الحنفية والشافعية، نعوذ بالله من ذلك.
قال في إعتصام السنة: وكذلك أمور المذاهب الأربعة كالحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية والطرق
الأربعة كالقادرية والمجددية والنقشبندية والجشتية ليستا نسبة والنسبة إليهم تجر إلى الثلاث والسبعين
فرقة لأنهم زائدون على الواحدة، لأن رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: كلهم في النار إلا واحدة وهو
رجل يتشبث بالقرآن الصريح والحديث الصريح، انتهى.
وقال في النبراس المنير: التراويح وجوه المعاش للأوباش كالمرائي وجوه الأوقات للأناسي ومجالس
المواليد كميلاد النصارى والهنود المكانيد، وكل ذلك(7/1031)
خلاف سنة الرسول وما زاد منها وقل منها ليس
بالقبول، انتهى.
وذلك قليل من كثيره رحمه الله وسامحه.
ومن مصنفاته: اليم الزغرب في لغات الحديث المنتخب مرتب على حروف المعجم، والعروة الوثقى
لمنبع سنة سيد الورى في الحديث على ترتيب أبواب الفقه، وعمدة الصلاة وفائز النجاة في الحديث
مقتصراً على مسائل الصلاة، واعتصام السنة وقامع البدعة مرتب على بابين في الآيات والأحاديث
المروية في الباب صنفه سنة 1271هـ، والنبراس المنير لصلاة الدياجير، ومعين الأبرار على الصلاة
في الليل والنهار جمع فيه من السور القرآنية ما يقرأها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الصلاة،
والرياض الأنضر في الفقه الأكبر، في مسائل الصلاة استخرجها من الأحاديث الصحيحة المرفوعة
مرتباً على أبواب الفقه، وصمصام الحديد المسلول في قطع لغاديد البدعة والرأي والمذاهب والتقليد
المخذول والإعجاز المتين في معجزات سيد المرسلين وهي ترجمة الكلام المبين للمفتي عناية أحمد
بالفارسية وله ترجمة شرح الصدور والبدور السافرة، وله سيف الحديد في قطع المذاهب والتقليد،
هذا ما وصل إلى من مؤلفاته، وأما غير ذلك من الرسائل فمنها: اللباب في صلاة الأحباب بالعربية،
فيها عشرة أبواب صنفه سنة 1269هـ، ومنها العروة المتين في إتباع سنة سيد المرسلين صنفه
بالهندية سنة 1273هـ، ومنها السيف المسلول في ذم التقليد المخذول بالهندية صنفه سنة 1273هـ، كما
في تذكرة النبلاء.
قال الشيخ شمس الحق الديانوي: له منقبة عظيمة في إشاعة السنة لولا فيه بعض التشددات في
بعض المسائل رحمه الله وغفر الله له، وقد استنسخ الكتب الستة بيده وقرأ على أحفاد الشيخ ولي الله
الدهلوي بل قيل: إنه قرأ على الشيخ عبد العزيز الدهلوي أيضاً، وله أتباع كثيرون في بنكاله، انتهى.
مولانا عبد الله العلوي
الشيخ الفاضل الكبير عبد الله بن قاسم علي خان الأفغاني الشمس آبادي تم الدهلوي أحد فحول
العلماء، كان أصله من شمس آباد، دخل دهلي وقرأ العلم على الشيخ إسماعيل بن عبد الغني
الدهلوي، وعلى غيره من العلماء، وبرع في الأدب والشعر والإنشاء والطب وبعض الفنون، ثم درس
بدهلي زماناً، وأخذ الطريقة عن السيد أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، وخرج من دهلي للاسترزاق
حتى نزل فرخ آباد واستخدمه نواب محمد علي خان الموسوي، فأقام عنده مدة حياته، له أبيات رائقة
بالفارسية والعربية، ومن شعره قوله في مدح السيد أحمد المذكور:
برخيز أي بهار كلستان أحمدي كاندر سر زمانه هوائي تو يافتند
آن كوهري كه حاصل صدكنج شائكان يك فلس رالكان زبهائي تو يافتند
آن لاله شكفته باغ سيادتي كز كلشن مدينة صبائي تو يافتند
بكذار كوهسار باوغان سنكدل كاين أبلهان نه قيمت جائي تو يافتند
درباب أي مسيح كه دل خستكان كفر بنهاده كوش دل بصدائي تو يافتند
بشتاب أي كليم كه لب تشنكان دين آب جكر بضرب عصائي تو يافتند
إمروز سرخروئي إسلام در جهان موقوف تيغ كفر زدائي تو يافتند
مات سنة اثنتين وستين ومائتين وألف، كما في آثار الصناديد
الشيخ عبد اله اللاهوري
الشيخ الفاضل عبد الله الحسيني اللاهوري أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ ببلدة لاهور وقرأ
الرسائل المختصرة بالفارسية في بلاده، ثم سافر إلى الحجاز، فحج وزار، ورجع إلى الهند فدخل
برهانبور ولازم الشيخ غلام محمد الكجراتي وقرأ عليه، ولما توفي غلام محمد المذكور ذهب إلى
مدينة سورت وأخذ الشعر والإنشاء عن الشيخ عبد الولي بن سعد الله السلوني، وتوطن بها وتصدر(7/1032)
للتدريس، أخذ عنه خلق كثير.
مات لليلة بقيت من ربيع الثاني سنة سبع ومائتين وألف بمدينة سورت فدفن بها كما في الحديقة
الأحمدية.
القاضي عبد الله المدراسي
الشيخ العالم الصالح القاضي عبد الله الحسيني المدراسي أحد كبار المشايخ، كان له أولاد بعضهم
علماء وبعضهم صلحاء.
مات لسبع عشرة خلون من شعبان سنة خمس وستين ومائتين وألف، كما في حديقة المرام.
الشيخ عبد الله المالكي المدراسي
الشيخ الفاضل عبد الله بن محمد المالكي المغربي التلمساني ثم الهندي المدراسي أحد العلماء
الصالحين، ولد بنجيب آباد، وسافر مع والده إلى مدراس في صغر سنه وأخذ عنه.
مات سنة تسع عشرة ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب.
مولانا عبد الله الدهلوي
الشيخ الفاضل عبد الله بن عبد الله الحنفي الدهلوي أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ
العلم على أساتذة عصره، وأخذ الطريقة عن الشيخ فخر الدين بن نظام الدين الأورنك آبادي ثم
الدهلوي، ولازمه مدة من الزمان، ثم سافر إلى بلاد الدكن وسكن بأمراؤتي من أرض برار في الجامع
الكبير، وحصل له القبول التام عند أهل البلدة.
مات سنة اثنتين وخمسين ومائتين وألف، كما في محبوب ذي المنن.
السيد عبد اللطيف التستري
الشيخ الفاضل عبد اللطيف بن طالب بن نور الدين بن نعمة الله الحسيني الشيعي الجزائري
التستري أحد الأفاضل المشهورين، كان ابن عم الوزير الكبير أبي القاسم بن رضي الدين التستري
الحيدر آبادي، ولد ونشأ بتستر، وقرأ العلم على السيد إسماعيل بن مرتضى وعبد الكريم بن الجواد
والسيد محمد بن علي وغيرهم من العلماء ببلدته، ثم سافر إلى مشاهد الأئمة فزار، وأدرك الشيخ
مهدي بن أبي القاسم الشهرستاني والسيد مهدي بن مرتضى الطباطبائي البروجروي والآقا باقر بن
محمد البهباني الحائري وغيرهم من كبار العلماء، فاستفاض منهم وقدم الهند، وتقرب إلى سكندر جاه
صاحب دكن.
وكان فاضلاً كريماً، طيب النفس، حسن المحاضرة، مليح الكلام، صادق اللهجة، له تحفة العالم كتاب
بسيط في التاريخ والسير، صنفه سنة ست عشرة ومائتين.
توفي يوم الأحد لخمس خلون من ذي القعدة سنة عشرين ومائتين وألف بحيدر آباد فدفن بتكية مير
مومن رحمه الله.
الحكيم عبد اللطيف السورتي
الشيخ الفاضل عبد اللطيف بن غلام حسين العظيم آبادي ثم السورتي أحد العلماء المبرزين في
الصناعة الطبية، ولد ونشأ بعظيم آباد، وسافر للعلم فدخل أجين وأخذ الصناعة على الحكيم بيرو
تلميذ الحكيم محمد أكبر الأرزاني، ثم دخل سورت وقرأ على الشيخ عبد الله الحسيني اللاهوري
وسكن بها، وحصل له القبول العظيم في المداواة.
مات لخمس عشرة خلون من صفر سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف، كما في الحديقة الأحمدية.
الشيخ عبد اللطيف الويلوري
الشيخ الإمام العالم الصالح عبد اللطيف بن أبي الحسن الحسيني النقوي الأحمد آبادي الشيخ محيي
الدين الويلوري المدراسي أحد العلماء المبرزين في الفقه والتصوف، ولد يوم السبت لأربع عشرة
خلون من جمادي الآخرة سنة سبع ومائتين وألف، وحفظ القرآن، وقرأ العلم على والده، وعلى محمد
حسين، وعلى علاء الدين ملك العلماء بمدراس، وقرأ فاتحة الفراغ سنة اثنتين وأربعين ومائتين
وألف، وسافر إلى(7/1033)
الحجاز سنة ستين فحج وزار، وصحب الشيخ إسحاق بن أفضل العمري الدهلوي
المهاجر بمكة المشرفة وأخذ عنه الحديث، وأجازه الشيخ المذكور سنة اثنتين وستين فرجع إلى الهند،
وصرف عمره في نشر العلوم والمعارف، ومن نظر في مصنفاته بان له منزلته في سعة العلم وقوة
الفهم وسيلان الذهن، وهو تلقي اللغة الإنكليزية في كبر سنه، وبعث رسالة في تلك اللغة إلى ملكة
إنكلترا يدعوها إلى الاسلام، وكان - رحمه الله - أدرك السيد محمد علي الحسيني الرامبوري وحرر
القول الفصل في المسائل المتنازعة فيما بينه وبين علماء مدراس، ومن مصنفاته: جواهر الحقائق
وجواهر السلوك وفصل الخطاب وغير ذلك.
وكان بينه وبين الشيخ عبد الفتاح العسكري الأحمد آبادي شارح المثنوي تسعة وسائط، وهي على ما
في تذكرة الأنساب: عبد اللطيف بن أبي الحسن ابن عبد اللطيف بن أبي الحسن بن عبد اللطيف بن
ولي الله بن عبد اللطيف بن محمد بن عبد الحق بن قطب بن عبد الفتاح العسكري المذكور، ويرجع
نسبه إلى الإمام علي النقي العسكري - عليه وعلى آبائه السلام -
مات لإحدى عشرة خلون من محرم سنة تسع وثمانين ومائتين وألف بالمدينة المشرفة، كما في
حديقة المرام.
الشيخ عبد المجيد البدايوني
الشيخ الفاضل عبد المجيد بن عبد الحميد بن محمد سعيد بن محمد شريف بن محمد شفيع العثماني
الأموي البدايوني أحد المشايخ الصوفية، ولد لليلة بقيت من رمضان سنة سبع وسبعين ومائة وألف،
وتربى في مهد الشيخ محمد علي البدايوني، وقرأ عليه أكثر الكتب الدرسية، ثم سافر إلى بلاد أوده
وتخرج على مولانا ذي الفقار علي الديوي، ثم سافر إلى مارهره وأخذ الطريقة عن السيد آل أحمد
المارهروي، ولازمه مدة طويلة، وسافر إلى الحجاز فحج وزار، وله ثمانون سنة.
ومن مصنفاته: مواهب المنان شرح جواهر الرحمن في التصوف، وله رسالة في الرد على
الروافض، ورسالة في الرد على الوهابية.
مات لسبع عشرة خلون من محرم سنة ثلاث وستين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي.
مولانا عبد المجيد البرشدي بوري
الشيخ الفاضل عبد المجيد بن نجف علي الحنفي البرشدي بوري البريلوي أحد العلماء الصالحين،
ولد ونشأ بيرشدي بور بالياء المجهول قرية جامعة من أعمال رائي بريلي وسافر للعلم إلى لكهنؤ،
فقرأ الكتب الدرسية على الشيخ تراب علي اللكهنوي، وعلى غيره من العلماء وحفظ القرآن، وكان
مفرط الذكاء، قوي الحفظ.
مات سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب.
مولانا عبد المغني البهلواروي
الشيخ العالم الفقيه المفتي عبد المغني بن معين الهاشمي الجعفري البهلواروي أحد العلماء المبرزين
في الفقه والأصول، ولد ونشأ بقرية بهلواري وقرأ العلم على الشيخ وحيد الحق بن وجيه الحق
البهلواروي، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ مجيب الله بن ظهور الله الجعفري، وتولى الإفتاء مدة طويلة.
مات لثلاث بقين من رمضان سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف بقرية بهلواري فدفن بها، كما في
مشجرة الشيخ بدر الدين.
مولانا عبد النافع اللكهنوي
الشيخ الفاضل عبد النافع بن عبد العلي بن نظام الدين الأنصاري السهالوي اللكهنوي أحد العلماء،
ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ وقرأ المختصرات على من بها من العلماء، ثم سافر إلى شاهجهانبور وقرأ
أكثر الكتب الدرسية على والده، وطلب منه أن يفوض إليه مداخله ومصارفه، فلم يرض بذلك والده،
فرجع إلى بلدته، وقرأ على الشيخ محمد ولي بن غلام مصطفى والشيخ يعقوب بن عبد العزيز ما
فاته من الكتب الدرسية،(7/1034)
ودرس ببلدته زماناً، ثم سافر إلى مدراس عند والده وطلب منه أن يفوض
إليه تدبير منزله، وكان والده عبد العلي كريماً محسناً إلى طلبة العلم لا يعطي لأهله وعياله إلا شيئاً
قليلاً، ويبذل أكثر ما يحصل له على المحصلين عليه فيعيش عياله في نكد وضنك فيكبر ذلك على
ولده عبد النافع فيذهب إليه ويطلب منه أن يفوض إليه تدبير المنزل ووالده لا يرضى به، فلما
استيأس منه رجع إلى لكهنؤ، وأقام بها زماناً يسيراً، ثم سافر إلى نواب مير خان الطوكي، فابتلى
بالاستسقاء فرجع إلى لكهنؤ.
وتوفي بها لليلتين بقيتا من شعبان سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف، كما في الأغصان الأربعة.
مولانا عبد الواجد اللكهنوي
الشيخ الفاضل عبد الواجد بالجيم المعجمة بن عبد الأعلى بن عبد العلي الأنصاري اللكهنوي أحد
العلماء الحنفية، ولد بلكهنؤ وسافر في صغر سنه إلى مدراس، حيث كان جده عبد العلي، فقرأ
المختصرات على عمه عبد الرب، والمطولات على جده عبد العلي، ورجع إلى بلدته، ولبث بها
زماناً، ولما توفي جده سافر إلى مدراس مرة ثانية مع عمه عبد الرب المذكور، وقد ولي التدريس في
مدرسة جده وختنه علاء الدين قبل وصولهما إلى مدراس، فقسم الأمير رواتب عبد العلي على علاء
الدين وبنى له مدرسة أخرى وعلى عبد الرب وفوض إليه المدرسة القديمة فترك عبد الرب تلك
المدرسة لابن أخيه عبد الواجد ورجع إلى لكهنؤ، فاشتغل عبد الواجد بالدرس والإفادة مدة حياته، كما
في الأغصان الأربعة.
توفي لثلاث عشرة خلون من محرم سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف كما في حديقة المرام.
المفتي عبد الواجد الخير آبادي
الشيخ الفاضل الكبير المفتي عبد الواجد بالجيم الحنفي الخير آبادي أحد فحول العلماء، كان ابن
أخت الشيخ محمد أعلم بن ممد شاكر السنديلوي وصاحبه قرأ عليه أكثر الكتب الدرسية، وقرأ بعض
الكتب على القاضي وهاج الدين ابن قطب الدين الكوباموي وقرأ شطراً من شرح هداية الحكمة
للشيرازي على الشيخ أحمد الله بن صفة الله الحسيني الخير آبادي، ثم تصدر للتدريس، فدرس زماناً
طويلاً ببلدته خير آباد، ثم ولي الإفتاء ببلدة لكهنؤ ولاه راجه تكيت رائي، وكان يدرس مع اشتغاله
بالإفتاء، أخذ عنه الشيخ فضل إمام الخير آبادي وخلق كثير.
مات يوم الجمعة لأربع ليال خلون من شوال سنة ست عشرة ومائتين وألف، كما في آمد نامه.
المفتي عبد الواحد اللكهنوي
الشيخ الفاضل المفتي عبد الواحد بالحاء المهملة بن عبد الأعلى بن عبد العلي الأنصاري اللكهنوي
أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ بلكهنؤ، وقرأ العلم على الشيخ أزهار الحق بن
عبد الحق اللكهنوي، ثم سافر إلى مدراس وتخرج على جده عبد العلي بحر العلوم، ثم سافر إلى
كلكته، ولقي بها رنكتن المغربي أكبر قضاة المحكمة العدلية، ولبث بكلكته مدة من الزمان، فلما توفي
القاضي نجم الدين الكاكوروي اجتهد أن يشغل وظيفته فلم يفز بها وولي مكانه المفتي سراج الدين، ثم
لما توفي سراج الدين اجتهد مرة ثانية للقضاء فلم ينله، وولي الإفتاء ببلدة رهتك بمائتين وخمسين
ربية شهرية، فاستقل به مدة، ثم انتقل إلى بني بت، كما في الأغصان الأربعة.
مات سنة إحدى وستين ومائتين وألف، كما في آثار الأول.
الشيخ عبد الواحد السهسواني
الشيخ الفاضل عبد الواحد السهسواني أحد العلماء المبرزين في العلوم الأدبية ولد سنة ثلاث وسبعين
ومائتين وألف بسهسوان، ونشأ بها، وقرأ العلم على مولانا أمير حسن وولده أمير أحمد وعلى غيرهما
من العلماء، ثم سافر إلى دهلي، وتطبب على الحكيم محمود بن صادق الدهلوي، وله مصنفات عديدة
لم تطبع.
مات في شبابه سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف، كما في تذكرة النبلاء.(7/1035)
الشيخ عبد الوالي اللكهنوي
الشيخ العالم الصالح عبد الوالي بن أبي الكرم بن يعقوب بن عبد العزيز الأنصاري اللكهنوي أحد
عباد الله الصالحين، ولد ونشأ بلكهنؤ وقرأ العلم على خاله نور الحق بن أنوار الحق اللكهنوي، وأخذ
الطريقة عن جده لأمه أنوار الحق، ولازمه مدة من الزمان، ودرس وأفاد، وأرشد الناس إلى طرائق
الحق.
وكان زاهداً عفيفاً متعبداً، ترك البحث والاشتغال في آخر عمره غير المثنوي المعنوي، وتذكر له
كشوف وكرامات.
مات لثمان بقين من شعبان سنة تسع وسبعين ومائتين وألف، كما في آثار الأول.
الشيخ عبد الوحيد اللكهنوي
الشيخ الفاضل عبد الوحيد بن المفتي عبد الواحد بالحاء المهملة بن عبد الأعلى بن عبد العلي
الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ بلكهنؤ، وقرأ العلم على عمه
عبد الواجد بالجيم وعلى الشيخ قدرة علي اللكهنوي، وبرز في الفقه والأصول والفرائض.
مات لأربع خلون من شعبان سنة تسع وسبعين ومائتين وألف، كما في آثار الأول.
المفتي عبد الودود المدراسي
الشيخ العالم المفتي عبد الودود بن محيي الدين الحسيني النقوي البردواني ثم المدراسي أحد فحول
العلماء، ولد بقرية جوكهريه من أعمال بردوان وقرأ العلم على مولانا أمين الله والقاضي سراج الدين
والقاضي غلام سبحان وعلى غيرهم من العلماء بمدينة كلكته، وسافر إلى مدراس سنة اثنتين
وعشرين ومائتين وألف، فولي الإفتاء بنتهر نكر، ثم ولي القضاء بجنكل بيته، فاستقل به نحو
عشرين سنة، ثم ولي الإفتاء بالمحكمة العدلية بمدراس، فاستقل به نحو أربع وعشرين سنة، كما في
صبح وطن.
مات لإثنتي عشرة خلون من ذي الحجة سنة ثمان وستين ومائتين وألف كما في حديقة المرام.
السيد عبد الوهاب السورتي
الشيخ الفاضل عبد الوهاب بن عبد الحق بن معظم بن سيد شاه الحسيني السورتي أحد المشايخ
المشهورين في عصره ببلدة سورت.
مات لإحدى عشرة خلون من جمادي الأولى سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف.
مولانا عبد الوهاب المدراسي
الأمير الفاضل عبد الوهاب بن محمد غوث بن ناصر الدين الشافعي المدراسي مدار الأمراء مدبر
الملك مختار الدولة وزارت خان بهادر أرسطو جنك، ولد لخمس خلون من جمادي الأولى سنة ثمان
ومائتين وألف بمدراس، وقرأ ميزان الصرف تبركاً على العلامة عبد العلي اللكهنوي، ثم اشتغل
بالعلم على عبد القادر وجعفر حسين ومرتضى وعلاء الدين اللكهنوي وعلى غيرهم من العلماء، ثم
قرأ على والده وتخرج عليه، وأخذ القراءة عن الشيخ علي بن عبد الله الحموي، وسافر إلى الحرمين
الشريفين للحج والزيارة مرتين، مرة في سنة أربع وستين، ومرة في سنة ثمان وسبعين.
وكان حسن الأخلاق، عظيم الهمة، كريم السجية، مطلعاً على ما تمس إليه الحاجة من أمور الدنيا
والدين، اشتغل بالخدمات الملوكية بعد وفاة والده، وولي القيادة في العساكر سنة اثنتين وأربعين،
وولي الوزارة سنة أربع وخمسين، ولقب بالألقاب الفخيمة سنة ستين، واعتزل عن الخدمة سنة
سبعين، فلم يقبل الأمير استقالته، واستنابه في الحضور مع الحكام عند فصل الخصام.
وكان مع ذلك يدرس ويصنف، ومن مصنفاته: أكمل الوسائل لرجال الشمائل للترمذي والكواكب
الدرية منتخب أحاديث مجالسة الدينورية وكشف الأحوال عن نقد الرجال في أسماء الضعفاء، وبدر
الغررة في أسماء القراء العشرة ورسالة في الجغرافية، كلها بالعربية، وله نهاية السؤل في مناقب
ريحانة الرسول وكاشف الرموزات إلى الورقات في أصول الفقه، وهبة الوهاب في الفقه الشافعي،(7/1036)
وسند الزائرين في الرد على الوهابيين وروزنامج السفر.
توفي لخمس خلون من ربيع الأول سنة خمس وثمانين ومائتين وألف، كما في تاريخ أحمدي.
مولانا عبد الهادي الرامبوري
الشيخ الفاضل عبد الهادي بن عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري أحد فحول العلماء، قرأ بعض
الكتب الدرسية على والده وبعضها على مولانا نور الإسلام بن سلام الله الدهلوي والمفتي شرف
الدين الرامبوري ثم ولي خدمات في الدولة الإنكليزية، حتى صار نائباً عن الوالي في إحدى
المتصرفيات.
وكان شاعراً مجيد الشعر، مات لأربع خلون من ربيع الأول سنة سبع وثمانين ومائتين وألف وله
أربع وستون سنة، كما في يادكار انتخاب.
مولانا عبد الهادي الجهومكوي
الشيخ العالم الصالح عبد الهادي الهندي الجهومكوي أحد العلماء الراسخين، نفع الله به عباده نفعاً
عظيماً من أهل بلدتي سارن وجمبارن من البلاد المشرقية، ولد سنة خمس ومائتين وألف في جهومكا
قرية من أعمال جمبارن في بيت من بيوت عبدة الأصنام، ونشأ على الكفر، وتعلم الخط والحساب
والإنشاء والتاريخ واللغة الانكليزية، وحفظ قوانين الدولة، وذهب إلى عظيم آباد ليشترك في امتحان
المحامية، فوافى وروده بها قدوم الإمام المجاهد السيد أحمد بن عرفان البريلوي حين ذهابه إلى
الحجاز، فمن الله عليه ببركته بالإسلام فلازمه، وقرأ العلم على الشيخ إسماعيل بن عبد الغني
الدهلوي، ثم أخذ عن الشيخ ولاية علي العظيم آبادي والسيد حسن بن علي البخاري القنوجي والشيخ
المسند إسحاق بن أفضل الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز، وقد استخلفه السيد الإمام في سارن
وجمبارن وهما قطعتان من أرض بهار بكسر الموحدة فكان يدور في تلك الأرض ويذكر الناس
بالحكمة والموعظة الحسنة، وينصر السنة المحضة والطريقة السلفية، حتى أوذى في ذات الله من
المخالفين والمعاندين، ولكن الله سبحانه نفع به عباده نفعاً عظيماً.
مات في سفر الحج سنة خمس وستين ومائتين وألف، كما في تذكرة النبلاء.
القاضي عبيد الله العظيم آبادي
الشيخ الفاضل عبيد الله بن غلام بدر بن سليم الله بن عليم الله النكرنهسوي العظيم آبادي أحد فحول
العلماء، ولد يوم الخميس لست عشرة خلون من ربيع الأول سنة ست وثمانين ومائة وألف
بنكرنهسه، قرية جامعة من أعمال عظيم آباد وقرأ العلم على عمه أمين الله بن سليم الله، ودرس مدة
طويلة ثم ولي القضاء ببلدة كم كرن من بلاد مدراس فاستقل به زماناً.
مات يوم الإثنين لأربع عشرة خلون من صفر سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف بكم كرن، كما في
تذكرة النبلاء.
ملا عرفان بن عمران الرامبوري
الشيخ الفاضل عرفان بن عمران بن عبد الحليم التاجيكي الخراساني ثم الرامبوري، كان من العلماء
المتبحرين، ولد ونشأ بخراسان وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم قدم الهند، ولازم العلامة عبد العلي
بن نظام الدين السهالوي اللكهنوي، وتخرج عليه ثم تأهل برامبور وتدير بها.
له مصنفات جليلة في الفقه والأصول منها: مدار الأصول ودوار الأصول، كلاهما شرح دائر
الأصول إلى علم الأصول، له خمسة أبناء كلهم علماء، أجلهم القاضي خليل الرحمن الطوكي، مات
بمدينة رامبور.
الشيخ عزة علي السنديلوي
الشيخ الفاضل عزة علي الحسيني الواسطي السنديلوي أحد العلماء المبرزين في الفنون الحكمية، قرأ
العلم على العلامة حيدر علي بن حمد الله السنديلوي، ورحل إلى فرخ آباد فأقام بها مدة من الزمان،
ثم رجع إلى بلدته، كما في تاريخ فرخ آباد.(7/1037)
نواب عزة يار خان الحيدر آبادي
الأمير الفاضل عزة يار بن جعفر يار الحنفي الحيدر آبادي حكيم الحكماء نواب محي الدولة، ولد
ونشأ بحيدر آباد، وقرأ العلم على جماعة من الفضلاء ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار،
وأخذ الحديث، ثم رجع إلى الهند، وولي الصدارة والحسبة بحيدر آباد بعد والده، وتقرب إلى سكندر
جاه فمنح أقطاعاً كثيرة من الأرض الخراجية والإدرارات الكثيرة.
قتله المهدوية سنة تسع وثلاثين ومائتين وألف، كما في تزك محبوبي.
الفقير عزيز الدين اللاهوري
الأمير الفاضل عزيز الدين بن محيي الدين بن غلام شاه البخاري اللاهوري المشهور بالفقير، ولد
ونشأ بلاهور، وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم تطبب على حاكم رائي الطبيب الوثني
اللاهوري، فقربه حاكم رائي إلى رنجيت سنكه ملك بنجاب فداواه في مرضه الذي أصابه في العين
فصار سعيه مشكوراً في ذلك، فجعله رنجيت سنكه طبيباً خاصاً له، وأقطعه أرضاً خراجية، ووظفه،
وقربه إليه، ثم جعله مرجعاً إليه في مهمات الأمور، لا سيما في المعاهدات الدولية، فلم يزل مقتدراً
في أيام كهزك سنكه وشير سنكه.
وكان بارعاً في الطب والإنشاء، فصيحاً، ذا دهاء وتدبير وسياسة، لم يكن في زمانه مثله في ذلك
وهو الذي بنى مدرسة عظيمة بلاهور فتخرج منها جماعات من الفضلاء.
مات نحو سنة إحدى وستين ومائتين وألف بلاهور.
الشيخ عزيز الحق الجونبوري
الشيخ العالم الفقيه عزيز الحق بن ثناء الحق بن ضياء الحق بن حضرة شيخ ابن محب الله بن نور
الله بن المفتي نور الحق بن الشيخ المحدث عبد الحق الدهلوي ثم الجونبوري أحد العلماء الصالحين،
قرأ العلم على أساتذة عصره بجونبور، ثم درس وأفاد بها مدة طويلة، ثم لازم الشيخ غلام رشيد
الجونبوري، وأخذ عنه الطريقة، ثم قدم لكهنؤ وسكن بها، وكان مرزوق القبول، انتفع به خلق كثير.
مات بمدينة لكهنؤ سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف كما في النفحات.
مولانا عظمة علي الرمضانبوري
الشيخ الفاضل عظمة علي الحنفي الرمضانبوري البهاري أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بقرية
رمضانبور وأخذ العلم على مولانا شعيب الحق البهاري، وقرأ عليه أكثر الكتب الدرسية، وترك
بعضها ثم عكف على مطالعة الكتب، حتى برع في العلم، وولي التدريس في المدرسة العالية بكلكته
فدرس بها مدة طويلة، ثم بعث إلى نيبال فأقام بها زماناً، ومرض فعاد إلى الهند.
مات ببلدة بنارس سنة ستين ومائتين وألف، كما في تاريخ رمضانبور.
مولانا عظيم الدين اللكهنوي
الشيخ الفاضل عظيم الدين اللكهنوي الحكيم، كان من العلماء المبرزين في الفنون الحكمية، ولد ونشأ
ببلدة لكهنؤ، وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم سافر إلى مدراس سنة اثنتي عشرة ومائتين
وألف، وأخذ عن العلامة عبد العلي اللكهنوي، وولي الإفتاء ببلدة ترجنابلي فعاش بها زماناً، وكان
بارعاً في الطب والشعر، والكلام والمنطق وغيرها.
مات سنة عشرين ومائتين وألف، كما في نتائج الأفكار.
مولانا علاء الدين اللكهنوي
الشيخ الفاضل الكبير علاء الدين بن أنوار الحق بن عبد الحق الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء
المشهورين، ولد ونشأ بلكهنؤ، وقرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا مبين بن المحب اللكهنوي، ثم
سافر إلى رائي بريلي وقرأ أكثر الكتب على عمه أزهار الحق، وسافر معه إلى بهار بضم الموحدة
وقرأ فاتحة الفراغ في دروس العلامة عبد العلي اللكهنوي، ورجع إلى بلدته(7/1038)
فدرس وأفاد بها زماناً، ثم
سافر إلى مدراس وولي التدريس في مدرسة عبد العلي المذكور، ولما توفي عبد العلي ولي مكانه،
ولقبه الأمير بملك العلماء له شرح بسيط على فصول أكبري.
مات لعشر خلون من شوال سنة اثنتين وأربعين ومائتين وألف بمدراس كما في الأغصان الأربعة.
مولانا علم الهدى الأميتهوي
الشيخ الفاضل علم الهدى بن نجم الهدى بن نور الهدى العثماني الأميتهوي أحد العلماء الصالحين،
كان من نسل الشيخ نظام الدين الأميتهوي، ولد ونشأ ببلدة أميتهي وقرأ العلم على أبيه، وقام مقامه في
الدرس والإفادة، كما في بحر زخار.
مولانا علم الهدى البجنوري
الشيخ العالم الفقيه علم الهدى بن القاضي رحمة الدين الحنفي البجنوري أحد عباد الله الصالحين،
كان سبط الشيخ أبي القاسم البجنوري، ولد سنة خمس وأربعين ومائة وألف، قرأ بعض الكتب
الدرسية على الشيخ بدر عالم الساداموي وبعضها على الشيخ غلام يحيى بن نجم الدين البهاري، ثم
سافر للعلم إلى كاكوري وإلى سنديله ثم إلى دهلي، وأخذ عن أساتذة عصره، ثم رجع إلى بجنور
وأخذ الطريقة عن الساداموي، ولازمه زماناً، حتى برع في العلم والمعرفة، وولي الشياخة مقام جده
أبي القاسم، وكان الساداموي صاحب جده المذكور وخليفته.
توفي لسبع بقين من شعبان سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف بقرية بجنور فدفن بها، كما في مخزن
البركة.
الشيخ علي بن إبراهيم السورتي
الشيخ الفاضل علي بن إبراهيم بن عبد الأحد الشافعي السورتي باعكظه، كان من كبار العلماء، ولد
ونشأ بمدينة سورت وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء، مات في حياة والده لعشر بقين من
ربيع الأول سنة تسع وستين ومائتين وألف، كما في حقيقة سورت.
الشيخ علي بن الحسن الشيعي
الشيخ الفاضل علي بن الحسن بن العسكري الشيعي المشهور بمشرف علي خان، كان من كبار
العلماء الشيعة، قرأ العلم على السيد محمد بن دلدار علي المجتهد اللكهنوي وتفقه عليه، له مصنفات
عديدة منها: إزاحة الغي في الرد على عبد الحي يعني به العلامة عبد الحي بن هبة الله البرهانوي،
رد فيه على كتابه الصراط المستقيم ومنها كتاب المسائل جمع فيه فتاوي السيد محمد بن دلدار علي
المجتهد اللكهنوي وصنوه الحسين بن دلدار علي.
مات في بضع وأربعين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء.
السيد علي بن عبد الشكور البريلوي
الشيخ الفاضل علي بن عبد الشكور بن محي الدين الحسني الحسيني البريلوي المشهور بعلي
المرتضي، ولد سنة أربع وستين ومائتين وألف بمدينة رائي بريلي ونشأ بها، وقرأ العلم على من بها
من العلماء، ثم سافر إلى بلدة طوك وأخذ عن جماعة من الفضلاء حتى برع وفاق أقرانه في كثير من
العلوم والفنون.
وكان صالحاً عفيفاً ديناً، مات في شبابه بمدينة طوك لتسع خلون من ربيع الأول سنة تسع وثمانين
ومائتين وألف وله خمس وعشرون سنة.
السيد علي بن الحسين اللكهنوي
الشيخ الفاضل علي بن الحسين بن دلدار علي الشيعي النقوي اللكهنوي المشهور بعلي حسين، كان
من أكابر العلماء الشيعة، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ على والده ولازمه مدة، وتطبب على بعض
الأطباء، وبرع في أكثر العلوم، لا سيما الصناعة الطبية، لقبه واجد علي شاه اللكهنوي بزين العلماء
عضد الدين، كما في تذكرة العلماء للفيض آبادي.
مات سنة أربع وستين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء.(7/1039)
السيد علي بن دلدار علي اللكهنوي
الشيخ الفاضل علي بن دلدار علي بن محمد معين الشيعي النقوي اللكهنوي أحد العلماء الشيعة، ولد
لثمان عشرة خلون من شوال سنة مائتين وألف بمدينة لكهنؤ، وقرأ العلم على والده وتفقه عليه،
فدرس وأفاد زماناً بلكهنؤ، ثم سافر إلى العراق سنة خمس وأربعين فدخل كربلاء وأدرك بها علماء
العراق، فأجازه السيد كاظم الرشتي ورجع إلى الهند سنة ست وأربعين ومكث ببلدة لكهنؤ مدة، ثم
سافر إلى العراق سنة ست وخمسين وزار مشهد الرضا بخراسان، ثم رحل إلى كربلاء ومات بها.
ومن مصنفاته: ترجمة القرآن بالهندية في مجلدين وقد طبع في عهد أمجد علي شاه، وله رسالة في
مبحث فدك وفي إثبات المتعة في الرد على الأخبارية، ورسالة في جواز العزاء على الوجه المرسوم
من اتخاذ الضرائح من القضبان والثياب، وله رسالة في القراءة.
مات لثمان عشرة خلون من رمضان سنة تسع وخمسين ومائتين وألف وله ثمان وخمسون سنة، كما
في تذكرة العلماء.
الحاج علي بن أبي طالب الدهلوي
الشيخ الحاج علي بن أبي طالب الدهلوي العظيم آبادي المشهور بعلي مرزا، كان من رجال التاريخ
والشعر، له زبدة الأخبار في سوانح الأسفار في مجلدين، صنفه سنة تسع وأربعين ومائتين وألف،
كما في محبوب الألباب.
السيد علي بن بهاء الدين اللكهنوي
الشيخ الفاضل علي بن بهاء الدين الحسيني الشيعي اللكهنوي المشهور بعلي الأصغر، كان من كبار
العلماء الشيعة، تفقه على السيد دلدار علي بن محمد معين اللكهنوي وقرأ عليه، توفي في عهد محمد
علي شاه، كما في تذكرة العلماء.
الشيخ علي بن يحيى الكشميري
الشيخ العالم الصالح علي بن يحيى بن معين الرفيقي الكشميري أحد أكابر المشايخ الحنفية، ولد سنة
اثنتين وخمسين ومائة وألف وأخذ العلم عن والده وعن أخيه أسلم بن يحيى الرفيقي، وبرع في الفقه
والحديث والعربية، فدرس وأفاد مدة حياته، أخذ عنه أبناؤه: عبد الأحد وبهاء الدين وسناء الدين
وأبناء عمه: أبو الرضا محمد وأبو الطيب أحمد والشيخ عبد الله وعبد الرسول وغيرهم من العلماء.
مات لعشر خلون من محرم سنة أربع عشرة ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية.
السيد علي بن الحسين الصمدني
الشيخ الفاضل علي بن الحسين بن علي الحسيني الرضوي الصمدني أحد العلماء المشهورين، ولد
ونشأ بصمدن بفتح الصاد المهملة وسافر للعلم إلى لكهنؤ وجونبور ثم سار إلى كلكته، وقرأ على
القاضي أحمد كبير الحسيني وعلى غيره من العلماء، وجمع العلم والعمل والطب والشعر وسائر
الفنون الأدبية، فولي التدريس بالمدرسة العالية في كلكته فدرس بها زماناً، ومات لعشر خلون من
رجب سنة اثنتين وستين ومائتين وألف، كما في تاريخ صمدن.
القاضي علي بن أحمد الكوباموي
الشيخ الفاضل العلامة علي بن أحمد بن مصطفى العمري الكوبامؤي القاضي إرتضا علي خان
المدراسي أحد الأفاضل المشهورين في كثرة الدرس والإفادة، ولد سنة ثمان وتسعين ومائة وألف ببلدة
كوبامؤ وقرأ المختصرات على أبيه، ثم دخل لكهنؤ وقرأ على أساتذة عصره، وأقام بلكهنؤ سبع
سنين، ثم سافر إلى سنديله وقرأ المنطق والحكمة والكلام على المولوي حيدر علي بن حمد الله
السنديلوي، ثم سافر إلى بلكرام وأخذ الحديث عن الشيخ إبراهيم المليباري، والطريقة عن الشيخ
نصير الدين السعدي البلكرامي، وأقام بها سبع سنين، ثم رجع إلى كوبامؤ وسافر إلى مدراس سنة
خمس وعشرين ومائتين وألف، وكان والده قاضي القضاة بها، فاستقل بالدرس والإفادة زماناً،
وحصلت له الإجازة عن الشيخ عمر بن عبد الكريم بن عبد الرسول المكي مكاتبة سنة 1241هـ وولي
الإفتاء سنة ثلاثين وصار قاضياً بجتوز بكسر(7/1040)
الجيم الهندية وتشديد الفوقية سنة خمس وثلاثين وصار
أكبر قضاة البلاد الجنوبية بمدراس سنة أربع وأربعين، فاستقل بها ثلاث عشرة سنة، ثم سافر إلى
الحرمين الشريفين فحج وزار، ومات عند رجوعه إلى الهند بحديدة.
وكان رحمه الله من كبار العلماء، انتهت إليه رئاسة العلم والتدريس بمدراس، انتفع به جمع كثير من
العلماء، وله مصنفات مفيدة ممتعة منها: النفائس الارتضائية شرح ميزان البلاغة للشيخ عبد العزيز
الدهلوي، ومنها الفرائض الارتضائية في المواريث، ونقود الحساب وتنبيه الغفول في إثبات إيمان
آباء الرسول وله شرح على قصيدة البردة للبوصيري، وله حاشية على شرح هداية الحكمة
للشيرازي، وحاشية على مير زاهد رسالة وحاشية على مير زاهد ملا جلال وحاشية على مير زاهد
شرح المواقف وله ديوان الشعر الفارسي، وله الفوائد السعدية في السلوك ومنحة السراء في شرح
الدعاء المسمى بكاشف الضراء، شرح فيه أسماء الله الحسنى صنفه سنة 1242هـ.
مات لسبع خلون من شعبان سنة سبعين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب.
السيد علي بن الحسين اللكهنوي
الشيخ الفاضل علي بن الحسين بن دلدار علي الحسيني النقوي الشيعي اللكهنوي المشهور بعلي
النقي، كان من علماء الشيعة، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ واشتغل بالعلم على والده، وقرأ عليه، وبرع في
الحساب والفرائض وغيرهما، لقبه أمجد علي شاه اللكهنوي بزبدة العلماء معين المؤمنين، وولاه على
الزكاة، كما في تذكرة العلماء للفيض آبادي.
وقال علي أكبر الكشميري في سبيكة الذهب: إن أمجد علي شاه كان يرسل إلى أبيه ثلاثمائة ألف من
النقود كل عام، وكذلك كثيراً من النقود كل عام، وكذلك كثيراً من الأقمشة والشالات على وجه
الصدقات للقسمة، فكان أبوه يفوض الكل إليه فلما طارت الأخبار بالأقطار توجهت مطايا الآمال نحو
سدته فصار مقصداً ومرجعاً للعرب والعجم والكشميريين كانوا يحفونه ويزفونه يرسلون ما يكتنزون
إلى أهليهم ويتعاملون بينهم، وللسيد أربعة رباع متزينة بالديباج الرومي والمفارش الحسنة والزرابي
الصينية والمساند الكاشانية والشالات الكشميرية والمراوح الطوال المعلقة والخيل المسومة والسوابح
المتوسمة والأفيال السمينة الراسية والرباع الشامخة، وكان في كل مربع روض وحوض وتجاه
الحوض عريشة موضوعة وحولها كراسي نفيسة، ولكل من الرباع أسماء: أولها بيت الفيوض،
والثاني بيت الإنشاء والثالث بيت الأجرى، والرابع بيت القبوض، وكان على كل باب بواب، وكانت
له ندماء ظرفاء، وكان يغدو ويروح كل صباح ومساء راكباً على الجواد وتارة على الفيلة، وتارة مع
الندماء على العجلة، ويقسم الزكاة والمال على الشيعة، وكان هكذا حاله مدة من الزمان حتى هبت
عليه النكباء وقامت عليه القيامة فلا يكون حوله حاف ولا واف ولا رطب ولا جاف ولا من يترقب
بالإسعاف ولا من يسمحه بالإلحاف، انتهى.
نواب علي إبراهيم الحسين آبادي
الأمير الفاضل علي إبراهيم الحسين آبادي المونكيري نواب علي إبراهيم خان، كان من نسل الشيخ
شعيب، تقرب إلى نواب قاسم علي خان المرشد آبادي، ولبث عنده زماناً، ثم ولي القضاء الأكبر
بمدينة بنارس في عهد اللورد هستنك، له مصنفات عديدة منها: خلاصة الكلام في تذكرة شعراء
الفرس، صنفها سنة ثمان وتسعين ومائة وألف، وله كلزار إبراهيم تذكرة شعراء الهند.
الشيخ علي أحمد الطوكي
الشيخ العالم المحدث علي أحمد الحنفي الطوكي أحد العلماء الصالحين، دخل دهلي في آخر سنة
اثنتين وأربعين ومائتين وألف، وسكن بنجابي كره وقرأ العلم على مولانا عبد الخالق الدهلوي، وعلى
الشيخ المسند إسحاق بن أفضل العمري سبط الشيخ عبد العزيز، وأسند الحديث عنه ثم سافر إلى
أرض السند سنة خمسين، ولحق بقافلة السيد الإمام الشهيد أحمد بن عرفان البريلوي، وجاء إلى بلدة
طوك في ذلك الركب، فأكرمه وزير الدولة وولاه الإنشاء فاستقل به مدة حياته.(7/1041)
القاضي علي أشرف البهلواروي
الشيخ الفاضل علي أشرف بن علي أكبر بن وحيد الحق الجعفري البهلواروي أحد الفقهاء الحنفية،
ولد لخمس خلون من ربيع الثاني سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف بقرية بهلواري ونشأ بها، وقرأ
العلم على والده وأخذ الطريقة عن الشيخ نعمة الله، وولده أبي تراب بن نعمة الله، ثم انتقل إلى بهار
وسكن بها، وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه غير واحد من العلماء.
مات لست بقين من ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف، كما في مشجرة الشيخ بدر
الدين.
السيد علي أظهر النظام آبادي
الشيخ الفاضل علي أظهر الحسيني الشيعي النظام آبادي أحد كبار العلماء، قرأ العلم على السيد دلدار
علي بن محمد معين النقوي النصير آبادي، وتفقه عليه، له مصنفات عديدة منها: رسالة في الرد على
الفرقة الأخبارية كما في تذكرة العلماء.
السيد علي أعظم البهلواروي
الشيخ الفاضل علي أعظم بن أفضل علي الحسيني الحنفي البهلواروي أحد العلماء المتورعين، ولد
سنة ست وثلاثين ومائتين وألف ونشأ بقرية، بهلواري وقرا العلم على مولانا عبد الغني بن عبد
المغني الجعفري تم أخذ الطريقة عن الشيخ أبي الحسن بن نعمة الله البهلواروي، له رسالة في إبطال
الضرائح المروجة في الهند، صنفها سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف.
مات لثلاث بقين من جمادي الأولى سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف، كما في تاريخ الكملاء.
الشيخ علي أعظم الهندي
الشيخ الفاضل علي أعظم الهندي الدفين بكلكته، قرأ العلم على مولانا مخدوم الحسيني اللكهنوي، ثم
سافر إلى كلكته وأخذ عن الشيخ أمين الله بن سليم الله العظيم آبادي، والقاضي نجم الدين الكاكوروي،
ثم ولي التدريس، فدرس بكلكته مدة، ومات بها، ذكره عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه
روز نامه.
الشيخ علي أكبر الفيض آبادي
الشيخ الفاضل العلامة علي أكبر بن أسد الله بن أمر الله الحسيني الفيض آبادي، كان من نسل الشيخ
قطب الدين مودود الجشتي رحمه الله، ولد ونشأ بدهلي، وأخذ عن عمه وشيخه السيد محمد مير
الحسيني الدهلوي المشهور بالشيخ بهلن، ولازمه مدة حياته، فلما مات عمه المذكور بفرخ آباد ونقل
جسده إلى مدينة بريلي أقام بها مدة، ثم سار إلى إله آباد سنة إحدى وسبعين ومائة وألف، وعكف
على مطالعة كتب الشيخ محي الدين ابن عربي، ثم كتب: الشيخ محب الله الإله آبادي على قبر الشيخ
محب الله المذكور الواقع على شاطئ نهر جمن مع اشتغاله بالحق سبحانه، فرأى الشيخ محب الله
المذكور في المنام ووقع بينهما كلام على مذهبه فاعترف بما اعترف، وأعطاه الخرقة التي كانت
عليه، فلما أفاق لاقاه غلام محب الله بن حبيب الله بن سيف الله بن تاج الدين بن محب الله المذكور،
وأخبره أنه رأى في منامه جده، فأمره أن يخرج الخرقة التي كان يلبسها في حياته إليه فأتى بها لديه
فأخذها، ثم إنه لبس الخرقة في المنام عن الشيخ محي الدين ابن عربي المذكور، ثم أدرك الشيخ أبا
الحسن علي بن عمر بن علي بن محمد العسقلاني بمدينة إله آباد وكان من رجال العلم والطريقة
فألبسه الخرقة وأجازه في الطريقة القادرية عن أبيه عن جده عن الشيخ معروف بن الحسين بن
العباس المروزي عن الشيخ حزين بن عبد الكريم اللاري عن الشيخ سهل بن إبراهيم بن إسحاق
الترمذي عن الشيخ علي بن الحسن بن الحسين الإيلي عن الشيخ شهاب ابن النجيب المغربي عن
الشيخ أبي علي بن إبراهيم بن يوسف العسكري عن أبي بكر ابن محمد بن أبي جعفر المغازلي عن
الشيخ سعيد الفرغاني عن صدر الدين محمد بن إسحاق القونوي عن الشيخ محمد بن علي بن عربي
صاحب الفصوص والفتوحات.
وأما عمه السيد محمد مير المذكور فإنه أخذ الطريقة عن أبيه أمر الله عن الشيخ خوب الله الكروي
عن أبيه السيد أحمد أسد الله الكروي عن الشيخ بهاء الدين الشاه آبادي عن الشيخ نجم الحق محمد
السيوهني المشهور بجائين لده، وهو من كبار المشايخ الجشتية(7/1042)
في الهند وانتقل من دهلي إلى فيض
آباد وسكن بها، وحصلت له الوجاهة العظيمة عند الأمراء، يكرمه نواب آصف الدولة ووزيره حسن
رضا خان، ويتردد إليه، ويتلقى إشاراته بالقبول، وهو الذي أشار إلى الوزير أن يقيم الجماعة
للصلاة، وكانت الشيعة الإمامية إلى ذلك العصر يصلون الصلاة المفروضة منفردين، فاستجاز الوزير
من آصف الدولة وأمر السيد دلدار علي النصير آبادي أن يتصدى لإقامة الجماعة فامتثل أمره سنة
إحدى ومائتين وألف.
وكان الشيخ علي أكبر من أرباب الوجد والسماع والتوحيد الوجودي، وكان يفضل علياً - كرم الله
وجهه - على سائر الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، صرح به في وصاياه لجد أمي السيد مهدي
بن الحسن الهسوي، رأيتها بخطه.
وله مصنفات عديدة منها: تنبيه الغي وتصفية التسوية كلاهما في التوحيد الوجودي، ومنها منهاج
السراج في الفروع صنفه لجد أمي المذكور، ومنها المكاشفات وهي حاشية على نفحات الأنس للجامي
في مجلدين، الأول منهما صنفه سنة ثمان وتسعين ومائة وألف أوله: الحمد لله الذي أوجد الأشياء عن
عدم وعدم العدم، إلخ والمجلد الثاني صنفه سنة تسع وتسعين أوله: الحمد لمن لا وجود لسواه فلا
نشهد إلا إياه، إلخ مات سنة عشر ومائتين وألف.
الشيخ علي أكبر البهلواروي
الشيخ الفاضل علي أكبر بن وحيد الحق بن وجيه الحق الجعفري البهلواروي أحد العلماء المبرزين
في المعقول والمنقول، ولد لخمس عشرة خلون من جمادي الآخرة سنة ثمانين ومائة وألف، وقرأ العلم
على أبيه، ولازمه مدة طويلة، وأخذ الطريقة عن خاله نعمة الله بن مجيب الله البهلواروي.
مات لإحدى عشرة بقين من ذي الحجة سنة سبع وأربعين ومائتين وألف، كما في مشجرة الشيخ بدر
الدين.
الشيخ علي بخش الجهبروي
الشيخ الفاضل علي بخش بن إمام بخش الجهبروي أحد العلماء المبرزين في الأدب، له أبيات
بالعربية والفارسية والهندية.
مات سنة سبعين ومائتين وألف، كما في محبوب الألباب.
ملا علي باد شاه الكشميري
الشيخ الفاضل علي باد شاه الشيعي الكشميري، كان من العلماء الأعلام بفيض آباد، يدرس ويفيد
ويرشد الناس إلى الفروع والأصول على مذهب الشيعة، كما في سبيكة الذهب.
السيد علي جعفر الإله آبادي
الشيخ الفاضل علي جعفر بن علي رضا بن فقير الله الجنيدي الغازيبوري ثم الإله آبادي كان من
نسل عبيد الله الأعرج الحسيني الترمذي، ولد يوم الأحد لأربع بقين من ربيع الثاني سنة تسع
وتسعين ومائة وألف وقرأ العلم على مولانا عبد العلي الإله آبادي، ودرس وصنف وهو دون
العشرين.
له فصول رضوى في الصرف، صنفه في السادس عشر من سنه، وله شرح على هداية النحو
وحاشية على مير قطبي وحاشية على مير زاهد وحاشية على شرح الميبذي.
مات لخمس خلون من جمادي الأولى سنة تسع وأربعين ومائتين وألف، كما في ذيل الوفيات.
الشيخ علي حبيب البهلواروي
الشيخ الفاضل علي حبيب بن أبي الحسن بن نعمة الله الهاشمي الجعفري البهلواروي أحد العلماء
الصالحين، ولد لخمس بقين من رمضان سنة تسع وأربعين ومائتين وألف، وقرأ بعض الكتب
الدرسية على أبيه ومعظمها على أخيه نور العين، وعمه أبي تراب، وعلى محمد حسين، كلهم كانوا
من أصحاب مولانا أحمدي البهلواروي، ثم استقدم ابن عمه الشيخ آل أحمد بن محمد إمام البهلواروي
من المدينة المنورة(7/1043)
وسمع منه الصحاح الست وأسند عنه.
وكان حريصاً على جمع الكتب النفيسة ومطالعتها، وكان واسع الاطلاع على مذهب الحنفية طائعاً
لما يثبت له من السنة وهو اجتهد في إبطال بدعة الضرائح، وطواف القبور وإيقاد السرج الكثيرة في
الأعراس، وكان يجوز القنوت في الفجر عند النازلة، ويجوز رفع السبابة في التشهد في الصلاة
ويجوز قراءة الفاتحة خلف الإمام في الصلاة السرية، وقراءة الأدعية المأثورة عند رفع الرأس عن
الركوع وبين السجدتين، وباعتدال الأركان في الصلاة كما هو مذهب أهل الحديث، وبأداء الصلاة في
الأوقات المستحبة عند أهل الحديث.
وله مصنفات في الفقه والعقائد منها: النعمة العظمى في بعض المسائل، وهو أول ما صنفه وقد رجع
عن مسائله بعد اطلاعه على الأحاديث الصحيحة، ومنها: شواهد الجمعة في إبطال شرطية السلطان
لإقامة الجمعة، ومنها الأسوة الحسنة في تفضيل الخلفاء الراشدين، ومنها صلاة المحبين في صيغ
الصلاة، وديوان الشعر الفارسي، وكان يتلقب في الشعر بنصر.
مات يوم الإثنين لثلاث بقين من ربيع الأول سنة خمس وتسعين ومائتين وألف.
الشيخ علي سجاد البهلواروي
الشيخ الفاضل علي سجاد بن نعمة الله بن مجيب الله الجعفري البهلواروي كان سادس أبناء والده،
ولد لإحدى عشرة بقين من ذي القعدة سنة تسع وتسعين ومائة وألف، وقرأ العلم على مولانا أحمدي
ثم أخذ الطريقة عن أبيه ولازمه مدة، وله مصنفات منها: رسالة في فضائل النبي صلى الله عليه
وسلم ورسالة في الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورسالة في الفقه الحنفي، وديوان الشعر
الفارسي.
مات لإثنتي عشرة بقين من رمضان سنة إحدى وسبعين ومائتين وألف، كما في مشجرة الشيخ بدر
الدين.
السيد علي شاه الكشميري
الشيخ الفاضل علي شاه الشيعي الكشميري أحد كبار العلماء، ذكره علي أكبر في سبيكة الذهب قال:
إنه سافر إلى العراق، وأقام بها اثنتي عشرة سنة، وكان يدرس ويفيد، فاستقدمه الحكيم مهدي علي
خان الكشميري إلى فرخ آباد للامامة في الصلوات، فقدم فرخ آباد وأقام بها زماناً، ثم لما رجع الحكيم
مهدي علي خان المذكور إلى لكهنؤ جاء معه ومات بلكهنؤ لخمس بقين من ربيع الأول سنة تسع
وستين ومائتين وألف.
مرزا علي شريف اللكهنوي
الشيخ الفاضل علي شريف بن محمد زمان الشيعي اللكهنوي الحكيم الحاذق، تفقه على السيد دلدار
علي بن محمد معين النقوي النصير آبادي، وأخذ عنه، ثم تطبب على كبار الأطباء، وبرع في
المنطق والحكمة والكلام والصناعة الطبية، له حواش وتعليقات على الكتب الكلامية، ورسالة نفيسة
في الحميات، كما في تذكرة العلماء للفيض آبادي.
وكانت وفاته في سنة إحدى وثلاثين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ، كما في مختصر سير هندوستان.
السيد علي ضامن النونهروي
الشيخ الفاضل علي ضامن بن إمداد علي الحسيني النونهروي أحد الفقهاء الشيعة، ولد ونشأ بنونهره
قرية من أعمال غازيبور وسافر للعلم فقرأ على الشيخ عبد الحليم بن أمين الله اللكهنوي، والشيخ
تراب علي بن شجاعة علي الأمروهوي، وله حاشية على الشمس البازغة مات سنة ثمانين ومائتين
وألف، كما في تكملة نجوم السماء.
السيد علي كبير الإله آبادي
الشيخ الفاضل علي كبير بن علي جعفر بن علي رضا بن فقير الله الحسيني الإله آبادي أحد العلماء
الصالحين، ولد بمدينة إله آباد لليلتين بقيتا من محرم سنة اثنتي ومائتين وألف، وقرأ المختصرات
على عم أبيه السيد نور الحسن وقرأ شرح هداية الحكمة(7/1044)
للميبذي وشرح عقائد النسفي على الشيخ
رضي الدين الإله آبادي وابنه نصير الدين وقرأ عليه تحرير الأقليدس وسلم العلوم وشرح السلم
ومير زاهد ملا جلال ومير زاهد رسالة وغيرها من كتب المنطق، وقرأ بعض رسائل الفرائض على
الفقيه برهان الدين الديوي وقرأ شطراً من مختصر المعاني على محمد حنيف الولايتي، وقرأ سائر
الكتب الدرسية على مولانا روح الفياض الموي، واستفاد منه في كثير من العلوم والفنون، وأخذ
الطريقة عن أبيه، وأسند الحديث عنه وعن السيد إدريس المغربي المحدث، ودرس وصنف.
ومن مصنفاته تحفة الكبير في مناقب الخلفاء وأصحاب التطهير وإتحاف أرباب الحياة لأرواح
الأموات ووظيفة القبول في ذكر تعيين مولد الرسول وغاية التوضيح في مشروعية التسبيح ورسالة
صنفها في إبطال التقية وهداية الأحباب في كشف عما شجر بين الأصحاب وخلاصة المناقب في
فضائل آل بيت سيد آل غالب وغاية المطالب في بحث إيمان أبي طالب وإظهار السعادة شرح
أسرار الشهادة والأربعين في مناقب الخلفاء الراشدين ونجوم الاهتداء في اقتداء الأربعة من الأئمة
الخلفاء ومطلوب الطالبين في أسماء رجال الأربعين وغاية البيان في ذم مروان وضياء القلوب في
سير المحبوب وتقوية الإيمان في فضائل شهر رمضان وغرة الكمال في ذكر شهر شوال وبسط
الكلام في فضائل ذي الحجة الحرام والعشرة المبشرة في مناقب العشرة والفوائد الجعفرية وانتخاب
العقيدة وصحيفة العوائد في ذكر وفاة الوالد وترجمة رجال الشمائل للترمذي.
مات لأربع خلون من محرم سنة خمس وثمانين ومائتين وألف، كما في ذيل الوفيات.
المفتي علي كبير المجهلي شهري
الشيخ العالم الكبير علي كبير بن علي محمد الجعفري المجهلي شهري، أحد العلماء المشهورين، كان
من نسل جعفر الطيار ابن عم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحبه وصاحبه، ولد سنة سبعين ومائة
وألف ببلدة جونبور ونشأ بها وقرأ بعض الكتب على والده، ثم سافر إلى لكهنؤ، وأخذ المنطق
والحكمة عن الشيخ مبين بن محب الله اللكهنوي، وأخذ الفنون الرياضية عن العلامة تفضل حسين
الكشميري، ثم سافر إلى دهلي، وأخذ الحديث عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي،
وتفقه عليه، وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد آفاق بن إحسان الله النقشبندي، ثم ولي الإفتاء بالدائر
والسائر ونال منزلة جسيمة عند ولاة الأمر، فشفع لبني أعمامه، وأوصلهم إلى منازل عالية في
الخدمات الملوكية، وترك الخدمة في سنة أربع وأربعين ومائتين وألف، واعتزل في بيته زماناً، ثم
سافر إلى الحجاز فحج وزار، وقد قارب المائة، وتوفي بقرية فريد بور على خمسة أميال من مجهلي
شهر بعد عوده من الحج، ومن مصنفاته المخروطات الجبرية والمخروطات الهندسية.
مات ليلة الجمعة لسبع بقين من ربيع الأول سنة تسع وستين ومائتين وألف، كما في تجلى نور.
مولانا علي محمد اللكهنوي
الشيخ العالم علي محمد بن معين بن مبين الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء المذكرين، ولد ونشأ
بمدينة لكهنؤ، وقرأ العلم على ابن عمه خادم أحمد بن الحيدر اللكهنوي، وتفقه عليه، له رسائل
بالهندية منها: هداية النسوان وجشمه فيض في طهارة الماء ونجاسته، ومنها رسالة في مسائل الزكاة.
مات سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف، كما في آثار الأول.
مولانا علي محمد المجهلي شهري
الشيخ الفاضل علي محمد الهاشمي الجعفري المجهلي شهري أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ
بمجهلي شهر وقرأ العلم على مولانا باب الله المجهلي شهري وتصدر للتدريس، أخذ عنه غير واحد
من العلماء.
له مصنفات منها: جهار عنصر في الصرف والنحو، ومنها منهاج الإسلام في الفقه والعقائد،(7/1045)
ومنها
تهذيب الإيمان في الأخلاق.
مات يوم الإثنين لست بقين من رمضان سنة ست وثلاثين ومائتين وألف، كما في تجلى نور.
مولانا علي محمد السنبهلي
الشيخ الفاضل علي محمد بن محمد داود الأنصاري السنبهلي أحد العلماء المبرزين في المنطق
والحكمة، ولد ونشأ بمدينة سنبهل وقرأ العلم على الشيخ قطب الدين ابن غلام فريد السنبهلي، ولازمه
مدة طويلة، حتى برع وفاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون.
له شرح بسيط على تصورات تهذيب المنطق للتفتازاني صنفه سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف،
أوله: سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، إلخ.
الشيخ عليم الدين القنوجي
الشيخ الفاضل عليم الدين بن فصيح الدين الحنفي القنوجي أحد العلماء المبرزين في العلوم العربية،
ولد ونشأ بقنوج، وقرأ العلم على الشيخ عبد الباسط بن رستم علي القنوجي، وبرع في العلم، وأفاد
الناس مدة طويلة، ذكره السيد صديق حسن القنوجي في أبجد العلوم قال: إنه كان في الفضائل أنموذج
السلف الصلحاء، وفي العلوم تذكار العرب العرباء، تلمذ على الشيخ عبد الباسط القنوجي، وأتم الكتب
الدرسية من البدء إلى الغاية في حلقة درسه وحوزة إفادته، ودرس عمراً، وألف كتباً منها: عين الهدى
شرح قطر الندى في النحو ودرر الفضائل في شرح الشمائل ورسائل في المنطق، وعام تأليف عين
الهدى سنة إحدى عشرة ومائتين وألف، انتهى.
المفتي عليم الدين الكاكوروي
الشيخ الفاضل عليم الدين بن نجم الدين بن حميد الدين الكاكوروي أحد العلماء المبرزين في الفقه
والأصول، قرأ العلم على أبيه وعلى مولانا فضل الله النيوتيني والشيخ عماد الدين اللبكني والمفتي
عبد الواجد الخير آبادي، ثم ولي الإفتاء بالدائر والسائر، فاشتغل به زماناً، ثم ولي القضاء بها ثم ولي
الصدارة.
وكان مفرط الذكاء جيد الحفظ، مات بكاكوري لسبع عشرة خلون من ذي الحجة سنة سبع وخمسين
ومائتين وألف، كما في مجمع العلماء.
مولانا عليم الله النكرامي
الشيخ الفاضل عليم الله بن أحمد الله بن حفيظ الله بن القاضي أبي تراب الحنفي النكرامي أحد
العلماء الصالحين، ولد ونشأ بنكرام وحفظ القرآن وسافر للعلم إلى لكهنؤ، فقرأ الكتب الدرسية على
مرزا حسن علي الشافعي اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ عبد الرحمن
الصوفي ولازمه ملازمة طويلة، له شرح على جهد المقل لعبد الرحمن المذكور بالفارسي.
مات سنة ست وخمسين ومائتين وألف بنكرام، أخبرني بها إدريس ابن عبد العلي النكرامي.
السيد عليم الله الجالندري
الشيخ الفاضل الكبير عليم الله بن عتيق الله الحسيني الجالندري أحد العلماء المبرزين في الفقه
والسلوك، ولد لثمان بقين من جمادي الأولى سنة تسع ومائة وألف ببلدة جالندر ونشأ بها وقرأ العلم
على الشيخ بهلول البركي وعلى غيره من العلماء، ثم لازم الشيخ محمد سعيد بن يوسف الأنبالوي،
وأخذ عنه الطريقة الجشتية، وعاش عمراً طويلاً.
له مصنفات عديدة منها: أنهار الأسرار ونزهة السالكين في السلوك، وزبدة الروايات في الفقه، ونثر
الجواهر ترجمة نظم الدرر والمرجان لمرزا خان المحدث البركي، وله شرح على أخلاق ناصري
وشرح على بوستان سعدي وله غير ذلك من الكتب والرسائل.
مات لست عشرة خلون من صفر سنة اثنتين ومائتين وألف، كما في خزينة الأصفياء.
السيد عليم الله الشاهجهانبوري
الشيخ الفاضل عليم الله الحسيني الشاهجهانبوري أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ(7/1046)
ببلدة شاهجهانبور وقرأ العلم على العلامة عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي، ذكره المفتي ولي الله
بن أحمد علي الحسيني في تاريخه، وقال: إنه كان تقياً متورعاً، اتفق الناس على نبالته.
الشيخ عليم الله الكنكوهي
الشيخ الصالح عليم الله النقشبندي الكنكوهي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، أخذ الطريقة
عن الشيخ الكبير جانجانان العلوي الدهلوي، ولازمه مدة من الزمان، حتى نال حظاً وافراً من العلم
والمعرفة.
مات سنة إحدى عشرة ومائتين وألف، كما في خزينة الأصفياء.
الشيخ عماد الدين الكشميري
الشيخ العالم الفقيه عماد الدين بن عبد الرسول بن إبراهيم بن أسلم بن يحيى بن معين الرفيقي
الكشميري أحد العلماء الصالحين، ولد سنة تسع وأربعين ومائتين وألف، وقرأ العلم على جماعة من
العلماء، ثم أسند الحديث، وقرأ صحيح البخاري على الشيخ أحمد علي الواعظ، ولبس الخرقة من
الشيخ أحمد التاربلي، وسافر إلى الحجاز فحج وزار، أخذ عنه نظام الدين وحمزة.
مات لثمان خلون من رمضان سنة ثلاثمائة وألف، كما في حدائق الحنفية.
مولانا عماد الدين الكشميري
الشيخ الفاضل عماد الدين بن نظام الدين محمد شاه الحنفي الكشميري أحد العلماء المبرزين في
العلوم الحكمية، ولي مشيخة الإسلام بكشمير بعد والده، وله مصنفات منها: رسائل بالعربية والفارسية
في الحساب والأصطرلاب.
مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف بكشمير وله ثلاثون سنة، كما في روضة الأبرار.
مولانا عماد الدين اللبكني
الشيخ الفاضل العلامة عماد الدين الحنفي اللبكني أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، قرأ
بعض الكتب الدرسية على العلامة عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي وبعضها على ملا حسن بن
غلام مصطفى السهالوي، ثم تصدر للتدريس.
وكان نادرة من نوادر الزمان، وبديعة من بدائعه الحسان، له قدم راسخ في المنطق والحكمة، وتآليف
حسان تدل على فضله وغزارة مادته، منها: العقدة الوثيقة في بعض المسائل الحكمية والعشرة الكاملة
في مبحث العلم، ورسالة في المقولات العشرة، وحاشية على شرح التهذيب لليزدي وله غير ذلك من
الحواشي والشروح.
مولانا عماد الدين المظفر بوري
الشيخ العالم الصالح عماد الدين المنعمي الجك مجاهدي المظفر بوري أحد العلماء الصالحين، أخذ
الطريقة عن الشيخ حسن علي المنعمي، ولازمه مدة طويلة، حتى صار صاحب وجد وحالة.
مات سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف، كما في أنوار الولاية.
السيد عماد علي البدايوني
الشيخ الفاضل عماد علي الحسيني البدايوني أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية ولد ونشأ
بمدينة بدايون وسافر للعلم فقرأ على أساتذة عصره في بلاد شتى، ثم لازم دروس العلامة عبد العلي
بن نظام الدين اللكهنوي ببلدة شاهجهانبور وتخرج عليه، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه غير واحد من
العلماء، مات ببلدة بدايون كما في تاريخ فرخ آباد.
الشيخ عمر بن إسماعيل الدهلوي
الشيخ العالم الصالح عمر بن إسماعيل بن عبد الغني بن ولي الله العمري الدهلوي أحد رجال العلم
والطريقة، ولد ونشأ بدار الملك دهلي، وقرأ العلم، وتصدر للتدريس مع قناعة وعفاف وتوكل
واستغناء عن الناس، والتبتل إلى الله سبحانه، كان لا يلتفت إلى الدنيا وأربابها، حتى قيل: إن أبا
ظفر السلطان التيموري اشتاق إلى لقائه، واستقدمه إلى القلعة، فأبى واعتذر إليه.(7/1047)
مات سنة ثمان وستين ومائتين وألف.
الشيخ عمر بن غوث البنارسي
الشيخ الفاضل عمر بن غوث بن سعيد بن نور بن عبد الكريم العمري البنارسي أحد العلماء
المشهورين بالشعر، ولد بقرية كنت من أعمال مرزابور سنة ثلاث وثلاثين ومائة وألف، واشتغل
بالعلم على والده مدة، ثم سافر إلى دهلي، وأخذ عن أساتذتها، ثم لازم الشيخ سراج الدين علي خان
الأكبر آبادي، وأخذ عنه الشعر، وأقبل عليه إقبالاً كلياً، ورجع إلى بلاده وسكن بمدينة بنارس، وكان
متواضعاً حليماً متعبداً، لم يزل مشتغلاً بالدرس والإفادة.
له مصنفات عديدة منها، كنج شائكان مجموع كبير في طبقات شعراء الفرس، ومنها مجموع فيه
خمس مزدوجات له، ومنها ديوان الشعر الفارسي.
توفي لأربع خلون من شعبان سنة خمس وعشرين ومائتين وألف وله اثنان وتسعون سنة، كما في
حياة سابق.
الشيخ عمر الحنفي الرامبوري
الشيخ العالم الفقيه عمر بن أبي عمر الحنفي الرامبوري أحد زعماء المذهب الحنفي، كان يذب عن
حمى مذهبه، ويناظر أهل الحديث، ويباحثهم في الفروع، ولد ونشأ بقرية رامبور من أعمال
سهارنبور وهي غير رامبور التي هي قصبة بلاد الأفاغنة بروهيلكهند، قرأ بعض الكتب الدرسية
على مولانا يعقوب بن مملوك العلي النانوتوي وأكثرها على مولانا محمد علي الحامد بوري ببلدة
دهلي، له تعليقات على شرح هداية الفقه للعيني، وله طنطه صولت رسالة في مبحث السماع، وله
رسالة في جواب ما ورد عليه من الشيخ محمد حسين البنالوي من مشكلات مذهب الحنفية.
مات لثلاث خلون من رمضان سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف وله ست وعشرون سنة.
مولانا عمران الرامبوري
الشيخ العالم الفقيه عمران بن غفران بن تائب بن سعد الله الحنفي الرامبوري أحد الفقهاء
المشهورين، ولد ونشأ برامبور، وتفقه على والده وقرأ الكتب الدرسية على مولانا حيدر علي
الرامبوري ثم الطوكي، ولازمه مدة طويلة وسافر معه إلى كلكته، له رسالة في تجهيز الميت وتكفينه
بالهندية.
مات سنة إحدى وسبعين ومائتين وألف وله اثنان وسبعون سنة، كما في تذكرة العلماء للناروي.
المفتي عناية أحمد الكاكوروي
الشيخ العالم الكبير المفتي عناية أحمد بن محمد بخش بن غلام محمد بن لطف الله الديوي ثم
الكاكوروي أحد العلماء المشهورين، ولد بديوه بكسر الدال المهملة لتسع خلون من شوال سنة ثمان
وعشرين ومائتين وألف وسافر إلى رامبور في الثالث عشر من سنه، فقرأ النحو والصرف على
السيد محمد البريلوي، ثم اشتغل على مولانا حيدر علي الطوكي، وعلى مولانا نور الإسلام الدهلوي،
ولازمهما زماناً ثم سافر إلى دهلي، وأخذ الحديث عن الشيخ المسند إسحاق بن أفضل العمري
الدهلوي، ثم سار إلى، عليكده ولازم دروس الشيخ بزركك علي المارهروي، وأخذ عنه العلوم
الحكمية، وولي التدريس بعليكده، فدرس بها سنة كاملة، ثم ولي الإفتاء فاستقل به ثلاث سنين مع
اشتغاله بالتدريس، وولي العدل والقضاء بعليكده، فاشتغل به سنتين، ثم نقل منها إلى بلدة بريلي
وجعل صدر الأمين فاستقل به أربع سنين، ثم جعل صدر الصدور، ونقل إلى أكبر آباد، وثارت
الفتنة العظيمة بالهند قبل أن يصل إلى أكبر آباد، وعمت جميع البلاد، وارتفعت حكومة الإنكليز من
الهند دفعة واحدة، وقتل منهم ما لا يحصيه البيان، وذلك سنة ثلاث وسبعين، ثم كروا على أهل الهند،
ودفعوا الفتنة بالسيف والسنان، وأخذوا الخارجين ومن أعانهم على الخروج، واتهم المفتي عناية أحمد
أيضاً باثارة الفتنة، وأمر بجلائه إلى جزائر السيلان، فاتفق وجود كريم بخش الطبيب الإنكليزي
هناك فأحسن إليه، وصنف له المفتي عناية أحمد بعض الرسائل لفقدان الكتب العلمية بتلك الجزيرة،
ومن حسن المصادفات أن حاكم الجزيرة كان يحب أن ينقل تقويم البلدان من العربية إلى الهندية،
ليسهل عليه نقله إلى(7/1048)
اللغة الإنكليزية، وكان عرض ذلك الكتاب على بعض العلماء المنفيين بتلك
الجزيرة للترجمة فلم يقبل ذلك أحد منهم، فعرض على المفتي عناية أحمد فقبله وترجم ذلك الكتاب
بالهندية، فاستحسنها حاكم الجزيرة، وشفع له فأطلق من الأسر، فدخل الهند، وأقام بكانبور، بتكليف
المرحوم عبد الرحمن بن الحاج روشن خان الحنفي اللكهنوي صاحب المطبعة النظامية، وأنشأ بها
مدرسة مباركة سماها فيض عام ودرس نحو ثلاث سنوات، ثم شد الرحل للحج والزيارة، فلما قرب
أن يصل إلى جده غرقت سفينته في البحر، ولم ينج من تلك المهلكة أحد.
ومن مصنفاته علم الفرائض وهو أول رسالة صنفها سنة اثنتين وستين، ومنها ملخصات الحساب،
ومنها تصديق المسيح وردع حكم القبيح، ومنها الكلام المبين في آيات رحمة للعالمين، ومنها محاسن
العمل الأفضل في الصلاة، ومنها الدر الفريد في مسائل الصيام والقيام والعيد ومنها هدايات
الأضاحي، ومنها رسالة في ليلة القدر، ورسالة في فضل العلم والعلماء، ورسالة في فضل الصلاة
على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسالة في ذم ميله وضمان الفردوس في الترغيب والترهيب،
والأربعين من أحاديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ومما صنفه في بورت بلير لكريم بخش المذكور علم الصيغة في التصريف والوظيفة الكريمة في
الأدعية، وتاريخ حبيب إله في سيرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَن وخجسته بهار وترجمة تقويم
البلدان ومواقع النجوم جداول استحسنها طامس الحاكم العام بالبلاد المتحدة ولقبه الخان.
توفي لسبع عشرة خلون من شوال سنة تسع وسبعين ومائتين وألف، أخبرني بذلك مولانا لطف الله
الكوئلي سلمه الله تعالى.
مولانا عناية علي العظيم آبادي
الشيخ العالم المجاهد عناية علي بن فتح علي بن وارث علي الهاشمي الصادق بوري العظيم آبادي
أحد العلماء الربانيين، ولد ونشأ بصادق بور، وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم لازم السيد الإمام
أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، وأخذ عنه الطريقة، وسافر معه إلى حدود الهند الشمالية الغربية
وأعانه في الجهاد والغزو، ولما استشهد الإمام لازم أخاه الشيخ ولاية علي وأعانه في ذلك، ولما توفي
أخوه المذكور تولى الإمارة، ولم يرجع إلى الهند منذ خرج منها.
وكان رحمه الله عالماً محدثاً شجاعاً مقداماً عارفاً بالفنون الحربية، كانت له حروب ووقائع مع
الإنكليز، مات سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف، كما في الدر المنثور.
الشيخ عناية الله الموي
الشيخ الفاضل عناية الله بن باب الله الموي الأعظمكدهي أحد العلماء المشهورين، ولد بمؤ سنة
1260هـ ونشأ بها، وقرأ الكتب الدرسية على الشيخ عبد الله الموي الحكيم، ثم سافر إلى لكهنؤ وأخذ
عن غير واحد من العلماء، وتطبب على الأطباء، ثم رجع إلى بلاده، وولي التدريس بكهوسي في
مدرسة صاحب علي خان، فدرس بها مدة.
مات في ربيع الأول سنة ثمانين ومائتين وألف، كما في تاريخ مكرم.
مولانا عياض الرامبوري
الشيخ الفاضل عياض بن أبي عياض الأفغاني الرامبوري أحد العلماء المبرزين في النحو والعربية،
قرأ العلم على المفتي شرف الدين الرامبوري، وله دستور المنتهي كتاب في الصرف حذاء دستور
المبتدئ للصفي بن نصير الردولوي.
حرف الغين
مرزا غازي الحكيم اللكهنوي
الشيخ الفاضل مرزا غازي الحكيم الشيعي اللكهنوي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ذكره
مرزا هادي في تكملة نجوم السماء، قال: إنه(7/1049)
قرأ العلم على السيد حسين بن دلدار علي المجتهد،
وتفقه عليه، وكان عميق الفكر، دقيق النظر، طبيباً حاذقاً.
مات في حياة أستاذه ليلة الأحد لثمان خلون من رمضان سنة سبع وخمسين ومائتين وألف.
مولانا غضنفر اللكهنوي
الشيخ العالم الفقيه غضنفر بن حيدر بن المبين الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء المذكرين، ولد ونشأ
بمدينة لكهنؤ، وقرأ العلم على عمه معين بن المبين وعلى المفتي ظهور الله ولازمهما مدة، ثم تصدر
للتدريس والتذكير، وكان حج مع والده وذهب معه إلى حيدر آباد ثم عاد إلى لكهنؤ، وتزوج، ثم سافر
إلى حيدر آباد.
مات بها سنة سبعين ومائتين وألف، كما في آثار الأول وغيره.
مولانا غفران الرامبوري
الشيخ الفاضل غفران بن تائب بن سعد الله الحنفي الرامبوري المشهور برواية كش، كان من أفاغنة
براهي خيل، ولد ونشأ برامبور، وتفقه على ملا فقير أخوند الأفغاني، وقرأ الكتب الدرسية على غيره
من العلماء، له الفتاوي الفقهية في مائة كراسة.
مات سنة ستين ومائتين وألف وله مائة سنة، كما في تذكرة العلماء للناروي.
مولانا غلام أحمد السورتي
الشيخ العالم الفقيه غلام أحمد بن غلام محمد بن ولي الله السورتي الكجراتي أحد الفقهاء الحنفية، ولد
ونشأ بمدينة سورت وتفقه على أبيه وأخذ عنه الحديث، ثم درس وأفاد مدة حياته.
مات لليلة بقيت من ربيع الأول سنة ست وسبعين ومائتين وألف فدفن عند والده بسورت، كما في
الحديقة الأحمدية.
الشيخ غلام أحمد الحيدر آبادي
الشيخ الصالح غلام أحمد بن غلام الحق الحيدر آبادي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بأورنكك
آباد، وحفظ القرآن وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم أخذ الطريقة عن أبيه، ولازمه ملازمة طويلة،
حتى بلغ رتبة المشيخة وسكن بحيدر آباد.
قيل: إنه كان معدوم النظير في معرفة الحقائق والمعارف، له شرح على مرآة العارفين، كان يدرسه
ويدرس فصوص الحكم وكان الفصوص على طرف من لسانه.
توفي لليلتين خلتا من شوال سنة أربع ومائتين وألف، كما في محبوب ذي المنن.
الشيخ غلام أعظم الإله آبادي
الشيخ الفاضل غلام أعظم بن أبي المعالي بن أجمل بن ناصر بن يحيى العباسي الإله آبادي أحد
مشايخ الطريقة العلائية، ولد لست خلون من ذي القعدة سنة خمس وعشرين ومائتين وألف، ونشأ في
مهد العلم والمشيخة في أيام جده وأبيه، وقرأ المختصرات على الشيخ علي جعفر الإله آبادي وسائر
الكتب الدرسية على السيد زين العابدين الكاظمي الكروي، وأخذ الفنون الرياضية عن المفتي نعمة الله
اللكهنوي.
كان مفرط الذكاء، سريع الإدراك، قوي الحفظ، له حظ عظيم في قرض الشعر والإنشاء، له ديوان
الشعر الفارسي، ومصنفات عديدة، منها: الإنصاف في رفع السبابة في التشهد.
مات سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف ببلدة إله آباد، كما في ذيل الوفيات.
الشيخ غلام إمام الإله آبادي
الشيخ الفاضل غلام إمام بن غلام محمد بن محمد واعظ بن عبد الواحد العثماني الأميتهوي ثم الإله
آبادي أحد الشعراء المفلقين، ولد ونشأ ببلدة أميتهي واشتغل بالعلم زماناً على أساتذة بلدته، ثم سافر
إلى لكهنؤ وأخذ عن الشيخ أسد الله اللكهنوي والشيخ(7/1050)
حيدر علي الفيض آبادي، ثم أقبل على الشعر
إقبالاً كلياً، وأخذ عن قتيل ومصحفي وساحر والمازندراني ولازمهم مدة، ثم ولي الإنشاء بالمحكمة
العدلية بأكبر آباد، فاستقل بها زماناً، ورمى بالارتشاء، وأخذ في المحاسبة، وأطلق منها بعد جهد
بليغ، فسافر إلى حيدر آباد وتقرب إلى نواب محيي الدولة، ونال منه منزلة جسيمة ووظف له، فسافر
إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع إلى الهند، وصرف شطراً من عمره في إنشاء الشعر
الفارسي في مدح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإنشاده بالتغني في محافل المولد، وله ديوان الشعر
الفارسي وديوان الشعر الهندي ورسالة في قصة المولد.
توفي لأربع عشرة خلون من شوال سنة ست وتسعين ومائتين وألف بمدينة إله آباد، كما في رياض
عثماني.
مولانا غلام إمام الحيدر آبادي
الشيخ الفاضل غلام إمام بن متهور بن مكارم بن غلام محمد الأفغاني الحيدر آبادي أحد العلماء
المبرزين في التاريخ والشعر والفنون الرياضية، ولد سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف بحيدر آباد
ونشأ بها، وتعلم الخط والفروسية والفنون الحربية، ثم تقرب إلى الأمراء للاسترزاق بالفنون الحربية
فرغبوه في العلم، فشرع في ميزان الصرف سنة ثلاث وأربعين وقرأ العربية على أساتذة بلدته، ثم
أقبل على الفنون الرياضية، وقرأ القوشجية وشرح الجغميني ومفتاح الأفلاك وشمس الهندسة والستة
الشمسية وغيرها، وأقبل على الشعر والتاريخ، فبرع وفاق أقرانه، وصنف رشيد الدين خاني كتاباً في
التاريخ وجمع ديوان الشعر له، ومدح الأمراء ونال منهم الصلات والجوائز، ثم أقبل على العلم وقرأ
بعض الكتب الدرسية في المنطق والحكمة، ثم أقبل على التصوف، وقرأ اللوائح وجام جهان نما
والفصوص لابن عربي، وصحب الشيخ غلام على أحد المشايخ المشهورين بحيدر آباد، وأخذ
الطريقة عنه، ثم قرأ سائر الكتب الدرسية في المنطق والفقه والأصول والكلام والحكمة والتفسير
والحديث، وفرغ من تحصيل العلوم المتعارفة في كبر سنه وقصر همته على الدرس، والإفادة
ومن مصنفاته غير ما ذكرناه: خورشيد جاهي كتاب بسيط في التاريخ، صنفه سنة ثلاث وثمانين،
وله محيي الصلاة وترجمة الكيداني في الفقه الحنفي، وأحسن التركيب وخورشيد دانش في الحكمة،
ومائة رسائل إلى أحبابه في الإنشاء، وكشف الغوامض في اللغز، ورسالة في الهيئة فيما يتعلق
بذوات الأذناب، ومطالع خورشيد في المنطق وتيغ هندي في مصطلحات اللغة الهندية، وخورشيد
الحساب في الجبر والمقابلة، وله مزدوجة وديوان شعر.
مات لثمان عشرة خلون من شوال سنة خمس وثمانين ومائتين وألف بحيدر آباد، كما في ذيل تاريخ
خورشيد جاهي لولده.
مولانا غلام جيلاني الرامبوري
الشيخ الفاضل العلامة غلام جيلاني بن أحمد الشريف البغدادي ثم الهندي الرامبوري أحد العلماء
المشهورين، ولد ببلدة بيلي بهيت وانتقل منها بعد ما توفي حافظ الملك إلى رامبور وقرأ العلم على
ملا حسن بن غلام مصطفى اللكهنوي وعلى بحر العلوم عبد العلي بن نظام الدين السهالوي، ثم سافر
إلى دهلي وأخذ الحديث عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي، كما في يادكار إنتخاب.
وإني سمعت من الشيخ محمد بن الحسن الرامبوري المحدث أنه أسند الحديث عن الشيخ سلام الله
بن شيخ الإسلام الدهلوي، لعله قرأ عليه أولاً ببلدة رامبور ثم ذهب إلى دهلي وأخذ عن الشيخ عبد
العزيز المذكور، والله أعلم.
وكان كثير الدرس والإفادة، قرأ عليه المفتي شرف الدين والقاضي خليل الرحمن ومولانا حيدر علي
ومولانا محمد علي وخلق كثير من العلماء.
وبايع السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد لما زار رامبور واستفاد منه، وكان مع جلالته وسنه
وكثرة تلاميذه، يجري مع راحلة السيد عند رجوعه، فإذا منعه من ذلك وقف يبكي ويقول: لو كانت
أيام الشباب لجريت هكذا، ذكره الأمير وزير الدولة في كتاب وصايا الوزير.(7/1051)
مات ضحوة الإثنين لثلاث بقين من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف وله ثمانون سنة،
كما في يادكار إنتخاب.
السيد غلام جيلاني البريلوي
السيد الشريف غلام جيلاني بن محمد واضح بن محمد صابر بن آية الله بن علم الله الحسني
الحسيني البريلوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد سنة خمس وسبعين ومائة وألف
ونشأ ببلدة رائي بريلي في زاوية جده السيد علم الله، وحفظ القرآن وانتفع بأبيه، وسافر إلى لكهنؤ
ودهلي، وأدرك الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي وغيره من كبار العلماء واستفاض منهم.
وكان قانعاً عفيفاً ذا عبادة ورياضة على قدم أسلافه، له كشكول يحمل الشعر والتاريخ والطب والفقه
والسلوك وغيرها.
مات سنة خمس وخمسين ومائتين وألف وله ثمانون سنة، واسمه غلام جيلاني يشعر بتاريخ ولادته.
الحكيم غلام حسن الدهلوي
الشيخ الفاضل غلام حسن بن نامدار الكشميري الحنفي الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الصناعة
الطبية، ولد ونشأ ببلدة دهلي، وقرأ العلم على الشيخ عبد القادر بن ولي الله الدهلوي، ثم أخذ الصناعة
الطبية عن الحكيم شريف ابن أكمل الدهلوي، وتصدى للدرس والإفادة، انتفع به ناس كثيرون وأخذوا
عنه
مات في بضع وخمسين ومائتين وألف بمدينة دهلي.
الشيخ غلام حسين الجونبوري
الشيخ العالم الكبير العلامة غلام حسين بن فتح محمد بن محمد عوض العلوي العباسي الجونبوري
أحد العلماء المبرزين في الحساب والهيئة والهندسة وغيرها من الفنون الرياضية، كان من نسل
عباس بن علي بن أبي طالب ولد، سنة خمس ومائتين وألف، وقرأ العلم على والده، ثم سافر إلى بلاد
أخرى، وأحرز من العلم قسطاً جزيلاً، حتى صار أبدع أبناء العصر في الفنون الرياضية، فاستقدمه
راجه تكاري فلبث عنده زماناً طويلاً، وصنف له كتباً كثيرة، ثم جاء إلى بنارس وأقام عند أميرها
مدة، ثم سافر إلى مرشد آباد فوظف له أمير تلك الناحية فعاش مدة يتمتع بها.
ومن مصنفاته الممتعة: شرح على تحرير الأقليدس وشرح على المجسطي، ومنها جامع بهادر خاني
كتاب بسيط في الفنون الرياضية، مرتب على ستة خزائن: الخزينة الأولى في الهندسة، والثانية في
علم الأبصار، والثالثة في علم الحساب، والرابعة في منتخبات الفنون الثلاثة المتقدمة على سبيل
التركيب من المساحة وتكسير الداوئر واستخراج مقادير الجيوب وظلال القسي وغيرها، والخامسة
في علم الهيئة والأجرام العلوية والبسائط السفلية، والسادسة في تبيين مؤامرات الزيج والتقويم،
وشرع في تأليفه يوم السبت الخامس عشر من صفر سنة ثمان وأربعين، وفرغ من ذلك يوم الثلاثاء
الخامس عشر من جمادي الأولى سنة تسع وأربعين، وقام بطبعه سنة خمسين في أيام اللور هستنكك.
مات سنة تسع وسبعين ومائتين وألف، كما في تجلي نور.
الشيخ غلام حسين الأميتهوي
الشيخ الفاضل غلام حسين بن محمد عظيم الحنفي الديوناتهي المتهراوي ثم الأميتهوي أحد العلماء
الصالحين، كان من نسل الشيخ حسن الغوري، ولد ونشأ بديوناته، واشتغل بالعلم على الشيخ فقير الله
القادري، ثم سافر إلى دهلي وقرأ على الشيخ برخوردار اللاهوري وعلى غيره من الأساتذة، ثم جاء
إلى بلاد أوده وتوطن ببلدة أميتهي.
وكان متفرداً في زمانه في الفقه والحديث والتصوف، له شأن عال في بيان الحقائق والمعارف،
وكان شاعراً مجيداً، له منظومة في الفقه، كما في بحر زخار.
مولانا غلام حسين الصمدني
الشيخ الفاضل غلام حسين بن نور علي الرضوي(7/1052)
الصمدني الفرخ آبادي أحد العلماء المبرزين في
العلم، ولد ونشأ بقرية صمدن بفتح الصاد المهملة قرية من أعمال فرخ آباد وقرأ بعض الكتب
الدرسية على أساتذة قنوج وفرخ آباد، ثم سافر إلى لكهنؤ وأخذ عن الشيخ أنوار الحق بن عبد الحق
الأنصاري اللكهنوي، ثم سار إلى دهلي، وأخذ الحديث عن الشيخ ولي الله ابن عبد الرحيم العمري
الدهلوي، ثم سافر إلى بنكاله فدرس وأفاد بها مدة من الزمان.
ومن مصنفاته جنة الفردوس رسالة بالعربية في إثبات الجنة بالدلائل العقلية، وله منتخب صحاح
الجوهري ورياض رضوان وديوان الشعر العربي والفارسي.
مات بدهاكه سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف، كما في تاريخ صمدن للسيد عبد العزيز.
مولانا غلام حسين البهاري
الشيخ الفاضل غلام حسين العمري البهاري أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد بقرية
هروي قريباً من شيخبوره من أعمال مالده ونشأ بها، وسافر للعلم فقرأ بعض الكتب الدرسية على
بحر العلوم عبد العلي وبعضها على ملا حسن بن غلام مصطفى، ثم لازم الشيخ شاكر الله السندولوي
وأخذ عنه الطريقة واستقام عليها مدة عمره، وكان صاحب وجد وحالة، تذكر له كشوف وكرامات،
ذكره اللكهنوي في بحر زخار.
السيد غلام حسين الإله آبادي
الشيخ العالم الكبير غلام حسين الحسيني الدكني ثم الإله آبادي أحد العلماء المبرزين في العلوم
الحكمية، قرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ محمد أعلم ابن شاكر الله السنديلوي، وبعضها على
العلامة بركة بن عبد الرحمن الإله آبادي، ثم تصدر للتدريس ببلدة إله آباد، أخذ عنه سلام الله بن بير
محمد بن سيف الله اللاهوري والسيد دلدار علي بن محمد معين النقوي النصير آبادي وخلق كثير،
وكان السيد دلدار علي المذكور يطريه ويبالغ في مدحه، كما في تذكرة العلماء للفيض آبادي، ومن
مصنفاته رسالة بسيطة في تحقيق الجعل المؤلف والجعل البسيط.
الشيخ غلام حسين الزيد بوري
الشيخ الفاضل غلام حسين الزيد بوري أحد رجال التاريخ والسير، كان من مستخدمي الدولة
الإنكليزية بانكريز آباد، له رياض السلاطين كتاب في أخبار بنكاله، صنفه بأمر جارج أذني
الإنكليزي.
مات بانكريز آباد من بلاد بنكاله في سلخ صفر سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف، كما في محبوب
الألباب.
الشيخ غلام حسنين القنوجي
الشيخ غلام حسنين بن حسين علي بن عبد الباسط الصديقي القنوجي أحد الفقهاء الحنفية، ولد سنة
إحدى وعشرين ومائتين وألف، وقرأ بعض الكتب الدرسية على محمد سعادة المتوكل الفرخ آبادي،
وبعضها على المفتي ولي الله ابن أحمد علي الحسيني، وأخذ عنه الحديث والتفسير سنة ست
وثلاثين، وسافر للحج والزيارة، فحج سنة خمس وخمسين، وصحب بمكة الشيخ عبد الله سراج
وشمس الدين شطا والسيد عمر الآفندي، وبالمدينة المنورة الشيخ محمد عابد السندي وأخذ عنه
الصحاح والسنن المشهورة، ورجع إلى الهند، له ذيل المنازل الإثني عشرية لجده عبد الباسط، وقد
قاسى في تكميله جهداً بليغاً، ثم سافر في آخر عمره إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار ورجع إلى
الهند، فلما بلغ مرفأ بمبئ مات بها، كما في أبجد العلوم.
المفتي غلام حضرة اللكهنوي
الشيخ العالم الفقيه غلام حضرة بن محمد غوث الأعظمي اللكهنوي أحد العلماء الحنفية، ولد ونشأ
ببلدة لكهنؤ، وقرأ العلم على من بها من العلماء، وولي الإفتاء بمدينة لكهنؤ، فاستقل به مدة حياته،
وكان الأمراء يحترمونه إلى الغاية.
مات سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف.
الشيخ غلام حيدر الإله آبادي
الشيخ الفاضل غلام حيدر بن قطب الدين بن فاخر بن يحيى العباسي الإله آبادي أحد العلماء(7/1053)
المبرزين في العلوم الحكمية، ولد سنة ست وثمانين ومائة وألف بمدينة إله آباد وتربى في مهد عمه
أجمل بن ناصر بن يحيى الإله آبادي، وقرأ الكتب الدرسية على مولانا روح الفياض المؤي وعلى
غيره من العلماء، وبرع في العلوم الحكمية، فدرس وأفاد وأخذ عنه غير واحد من العلماء.
مات يوم الخميس لإحدى عشرة خلون من محرم سنة ثمان وستين ومائتين وألف، كما في ذيل
الوفيات.
الحكيم غلام حيدر الدهلوي
الشيخ الفاضل غلام حيدر بن نامدار الكشميري الدهلوي الحكيم الحاذق، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ العلم
على الشيخ عبد القادر بن ولي الله الدهلوي وعلى إخوته: الشيخ رفيع الدين والشيخ عبد العزيز
ولازمهم مدة من الزمان، ثم أخذ الصناعة الطبية عن الحكيم شريف بن أكمل الدهلوي، وتصدر
للدرس والإفادة، أخذ عنه خلق كثير، كما في آثار الصناديد.
الشيخ غلام رسول الكشميري
الشيخ الفاضل غلام رسول بن عبد السلام الحنفي الكشميري أحد العلماء المذكرين، ولد سنة ثمان
وتسعين ومائة وألف بكشمير ونشأ بها، وقرأ العلم على الأخوند محمد رفيق والشيخ أمان الله
البانبوري والشيخ يحيى الكروي ولازمهم مدة، ثم تصدى للتذكير، وكانت مواعظه مؤثرة تأخذ
بمجامع القلوب، والناس كانوا يدعونه بمولانا أخوند سه بابا.
مات لتسع بقين من محرم سنة إحدى وستين ومائتين وألف، كما في تاريخ كشمير.
مولانا غلام رسول اللاهوري
الشيخ الفاضل غلام رسول بن غلام فريد الحنفي اللاهوري أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ
بلاهور، وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه خلق كثير من
العلماء، وانتهت إليه رئاسة العلم والتدريس بأرض بنجاب.
مات سنة خمسين ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية.
المفتي غلام سبحان البهاري
الشيخ الفاضل العلامة غلام سبحان البهاري أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بأرض بهار وقرأ
العلم على مولانا معظم الدين وعلى غيره من العلماء، ثم ولي التدريس بالمدرسة العالية في كلكته
فدرس بها مدة، ثم ولي الإفتاء بها، ثم ولي القضاء الأكبر بكلكته وحصلت له الوجاهة العظيمة عند
الولاة والأمراء.
الحكيم غلام ضامن الكروي
الشيخ الفاضل غلام ضامن بن دائم علي الحسيني الكروي ثم الفرخ آبادي أحد العلماء المبرزين في
النحو والعربية والطب والشعر وسائر الفنون الحكمية، ولد ونشأ بفرخ آباد، وقرأ العلم على والده، ثم
تصدر للتدريس، وكان شاعراً، مجيد الشعر، ذكره المفتي ولي الله بن أحمد علي الحسيني الفرخ
آبادي في تاريخه.
الحكيم غلام علي البريلوي
الشيخ الفاضل غلام علي بن أكمل علي الحسيني النقوي البريلوي أحد العلماء المبرزين في الطب
والتاريخ والأنساب والسير، ولد ببلدة رائي بريلي وسافر إلى دهلي عند والده نواب أكمل خان في
صباه، وقرأ النحو والعربية على أساتذة دهلي، ولبث بدهلي زماناً، ولما دخل غلام قادر القلعة سنة
اثنتين ومائتين وألف وقبض على شاه عالم وفقا عينيه، وثارت الفتنة العظيمة بدهلي خرج أكمل من
دهلي وسار إلى بلاد الدكن ثم إلى الحرمين الشريفين، وسافر ولده غلام علي إلى لكهنؤ، وقرأ بعض
الكتب الدرسية على أساتذتها، ولما رجع والده عن الحجاز بعد الحج والزيارة وأقام في البلاد الجنوبية
استقدم ولده غلام علي إلى تلك البلاد، فسافر إليه ودار معه في تلك الناحية مدة من الزمان، ولما
توفي والده رجع إلى بلدة لكهنؤ سنة اثنتين وعشرين وتقرب إلى جان بيلي السفير الإنكليزي وصنف
بأمره عماد السعادة كتاباً بسيطاً في(7/1054)
تاريخ أوده ونال الخدمة الرفيعة في الدولة الإنكليزية، فاستقل بها
مدة حياته.
مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب.
القاضي غلام علي السورتي
الشيخ العالم الفقيه غلام علي بن جمال بن عبد الله الهاشمي السورتي الكجراتي أحد الفقهاء الحنفية،
ولي الإفتاء والقضاء بعد والده، وكان يدرس ويفيد.
مات لست بقين من رمضان سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف بمدينة سورت، كما في حقيقة
سورت.
الحكيم غلام علي الأميتهوي
الشيخ الفاضل غلام علي بن عباد الله بن خليل بن رضي بن عزة الله العثماني الأميتهوي أحد
العلماء المبرزين في الصناعة، ولد ونشأ بأميتهي، وسافر في شبابه إلى حيدر آباد فقرأ العلم على من
بها من العلماء، ثم سافر إلى بروده وتطبب على الحكيم قاسم علي الموهاني، ثم شفع له الحكيم
المذكور إلى صاحب كواليار فجعله طبيباً خاصاً له وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع
إلى كواليار.
مات بها في منتصف ربيع الثاني سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف، كما في رياض عثماني.
الشيخ غلام علي الدهلوي
الشيخ الإمام العالم الزاهد غلام علي بن عبد اللطيف العلوي النقشبندي البنالوي ثم الدهلوي أحد
الأولياء السالكين، اتفق الناس على ولايته وجلالته، ولد سنة ست وخمسين ومائة وألف ببلدة بناله من
بلاد بنجاب ونشأ بها، وقرأ العلم حيث ما أمكن له في بلاده، ثم سافر إلى دهلي وقرأ صحيح البخاري
على الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي وأسند عنه الحديث، ولازم الشيخ الكبير
جانجانان العلوي الدهلوي وله اثنان وعشرون سنة، واشتغل عليه بالأذكار والأشغال مدة طويلة، ولما
توفي شيخه المذكور تولى الشياخة مكانه، فحصل له القبول العظيم وتكاثر عليه العلماء والمشايخ
وعامة الناس من كل صنف وطبقة من العرب والعجم.
وكان يشتغل بالنفي والإثبات كل يوم عشرة آلاف مرة وباسم الذات ما لا يحصى بحد وعد
وبالاستغفار والصلاة على النبي المختار صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما لا يستقصي، وكان يقرأ القرآن
الكريم قدر عشرة أجزاء كل يوم، وكان يجتزئ في إفطار الصوم بالماء، وفي النوم على الأرض،
واظب على ذلك خمس عشرة سنة حتى نال مرتبة قلما يبلغ إليها الناس، قال أحمد بن المتقي في آثار
الصناديد: إنه كان عجيبة من عجائب الدهر في الزهد والقناعة والتسليم والرضاء والتوكل والإيثار
والترك والتجريد، لم يتزوج قط، ولم يبن داراً، ولم يدخر شيئاً من النذور والفتوحات، ولم يلبس
الثياب الفاخرة، ولم يأكل الأطعمة اللذيذة، بل كانت فتوحاته مصروفة على مستحقيها، وكان يصلي
صلاة الصبح في أول وقتها، ثم يقرأ القرآن عشرة أجزاء، ثم يتوجه إلى أصحابه، ويلقى عليهم
النسبة، فيشتغل بها إلى صلاة الإشراق ثم يصلي، ويتصدر للتدريس فيدرس الحديث والتفسير إلى
الظهيرة، ثم يأكل قدر ما يقويه على العبادة، ويقيل اتباعاً للسنة السنية، ثم يصلي الظهر في أول
وقته، ثم يدرس الفقه والحديث والتصوف إلى وقت العصر، ثم يصلي ويتوجه إلى أصحابه، كما كان
يتوجه إليهم أول النهار، وكان يحيي ليله بالعبادة والقيام إلا قدراً يسيراً من النوم، وكان نومه على
مصلاه، وقلما تخلو زاويته من خمسمائة رجل يأكلون من مطبخه، انتهى.
وقال الشيخ مراد بن عبد الله القزاني في ذيل الرشحات: إنه كان قليل المنام، وقليل الطعام، فإذا
رأى أحداً من أصحابه في نوم الغفلة وقت التهجد كان يوقظه، وكان الأغنياء يرسلون إليه أطعمة
مطبوخة بالتكلفات فلم يكن يأكل منها بل كان يكره أكلها للطالبين أيضاً، وكان يقسمها على جيرانه،
وكان يحيي أكثر الليالي بالذكر والمراقبة، وكان نومه قعوداً على هيئة الاحتباء، ولم يكن يمد رجليه
من غاية الحياء إلا قليلاً، حتى كان موته على هيئة الاحتباء، وكان من(7/1055)
الحياء بمكان لم ينظر إلى
وجهه في المرآة فضلاً عن النظر إلى وجوه الناس، وكان بعض أرباب الحاجة يأخذ شيئاً من ملكه
من غير إذنه فإذا رآه أشاح بوجهه تغافلاً عنه، وكان بعضهم يأخذ كتابه ثم يجيئون بذلك الكتاب للبيع
عنده فيعطي قيمته ويأخذه، فإذا قال له شخص أحياناً إن هذا الكتاب من كتبكم وله علامة موجودة فيه
كان يمنعه بعنف، ويقول: إن كاتباً واحداً يكتب كتباً متعددة فيجوز أن يكون مثله لا عينه، وكان يلبس
الثياب الخشنة فإذا أرسل إليه شخص ثوباً نفيساً كان يبيعه، وكان ذلك عادته في سائر الأشياء،
فيشتري بثمنه ثياباً متعددة ويتصدق بها، ويقول: إن انتفاع أشخاص أفضل من انتفاع شخص واحد،
ولم يكن يذكر شيء من الدنيا في مجلسه وكان مجلسه مثل مجلس سفيان الثوري، فإن تكلم فيه أحد
بغيبة شخص كان يقول: إن أحق الناس بالذكر بالسوء أنا، وكان عادته الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر، وكان لا يأخذه في ذلك لومة لائم، وكان الملوك والصعلوك سواسية عنده في ذلك، انتهى.
أخذ عنه السيد إسماعيل المدني والشيخ أحمد الكردي والشيخ خالد الكردي والشيخ محمد جان
الباجوري والشيخ أبو سعيد الدهلوي وولده الشيخ أحمد سعيد والشيخ رؤف أحمد الرامبوري والشيخ
بشارة الله البهرائجي والسيد أبو القاسم بن المهدي الحسيني الواسطي وخلق كثير من العلماء
والمشايخ، وله رسائل عديدة منها: مقامات مظهري وأيضاح الطريقة.
مات لثمان بقين من صفر سنة أربعين ومائتين وألف بدهلي وقبره ظاهر مشهور داخل البلدة.
الشيخ غلام علي الجرياكوتي
الشيخ الفاضل غلام علي بن نجابة الله بن فضل الله بن سلطان أحمد العباسي الجرياكوتي أحد
العلماء المبرزين في النحو، سافر إلى دهلي في شبابه وأخذ عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله
الدهلوي ولازمه مدة، ثم رجع إلى بلدته وتصدر للتدريس، وله رسائل في الصرف والنحو.
مات سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي.
المفتي غلام غوث الكوباموي
الشيخ الفاضل غلام غوث العمري الكوباموي أحد العلماء المشهورين كان من نسل القاضي مبارك،
رحل إلى مدراس في صغر سنه، وقرأ العلم على القاضي إرتضا علي خان الكوبامؤي، ولازمه مدة،
ثم ولي الإفتاء بكنتور بتقديم النون على التاء الفوقية بلدة من أعمال مدراس، فاشتغل بالفتيا والتدريس
مدة طويلة، وذهب إلى حيدر آباد في مرض موته للعلاج فمات على أربعة أميال من حيدر آباد سنة
اثنتين وثلاثين ومائتين وألف.
الشيخ غلام فريد السورتي
الشيخ الفاضل غلام فريد بن غلام أحمد السورتي فريد الدين الحنفي الكجراتي، كان من كبار
المشايخ، ولد ونشأ بأحمد آباد، وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم دخل سورت وسكن بها، وكان
يدرس المثنوي المعنوي، انتفع به جمع كثير.
مات لثمان بقين من ربيع الأول سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف، كما في الحديقة.
مولانا غلام فريد اللاهوري
الشيخ العالم الفقيه غلام فريد الحنفي اللاهوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، كان كثير
الدرس والإفادة قلما يشتغل بغيرها من الأشغال.
مات سنة ست عشرة ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية.
الشيخ غلام قادر الكوباموي
الشيخ الفاضل غلام قادر بن عبد الحق بن فاخر الكوباموي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية،
قرأ العلم على القاضي إرتضا علي الكوباموي، واشتغل بالتدريس مدة مديدة بمدراس، له رسائل في
الفقه والعقائد.(7/1056)
مات لأربع خلون من ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف بمدراس.
مولانا غلام الله اللاهوري
الشيخ العالم الفقيه غلام الله بن غلام فريد الحنفي اللاهوري أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ
بلاهور، وقرأ العلم على والده، ولازمه مدة، ثم تصدر للتدريس، وانتهت إليه رئاسة العلم ببنجاب.
مات سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية.
الشيخ غلام محمد اللاهوري
الشيخ العالم الصالح المفتي غلام محمد بن رحيم الله بن رحمة الله القرشي اللاهوري أحد العلماء
الصالحين، كان من نسل الشيخ بهاء الدين زكريا الملتاني، ولد ونشأ بلاهور، وقرأ العلم على الشيخ
غلام رسول اللاهوري، وتطبب وتصدى للدرس والإفادة، وكان يسترزق بالكتابة.
مات سنة ست وسبعين ومائتين وألف، كما في خزينة الأصفياء.
مولانا غلام محمد السورتي
الشيخ الفاضل غلام محمد بن ولي الله بن غلام محمد الحنفي الكجراتي السورتي أحد العلماء
المشهورين، ولد ونشأ بمدينة سورت وقرأ العلم على والده وتفقه عليه، وأسند الحديث عنه، ثم درس
وأفاد، أخذ عنه غير واحد من العلماء.
مات لسبع خلون من صفر سنة أربعين ومائتين وألف، كما في الحديقة الأحمدية.
القاضي غلام مخدوم الجرياكوتي
الشيخ الفاضل غلام مخدوم بن عبد الصمد العباسي الجرياكوتي أحد الأفاضل المشهورين، ولد ونشأ
بجرياكوت، واشتغل بالعلم على أساتذة عصره، وقرأ عليهم، وتلقى لغة سنسكرت من أحبار البراهمة،
وكان مفرط الذكاء، قوي الحفظ، سريع الإدراك، له ديوان الشعر الفارسي.
مات سنة خمس ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي
الشيخ غلام مرتضى الإله آبادي
الشيخ العالم غلام مرتضى بن الشيخ تيمور الحنفي الإله آبادي الشاعر المتلقب في الشعر بجنون، له
تفسير القرآن الكريم بالأردوية نظماً مفيداً.
المفتي غلام مصطفى البردواني
الشيخ الفاضل غلام مصطفى الحنفي البردواني أحد العلماء المبرزين في الفنون الحكمية، قرأ العلم
على بحر العلوم عبد العلي اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، ثم ولي الإفتاء بمدينة إتاوه فاستقل به
زماناً، ثم نقل عنها إلى بير بهوم من أعمال بنكاله، وكان شاعراً مجيد الشعر، له مزدوجة بالفارسية.
الحكيم غلام مصطفى البهاري
الشيخ الفاضل غلام مصطفى البهاري الطبيب الحاذق، كان من الأطباء المشهورين، له رسالة في
مجرباته، أولها: الحمد لله استاف العلل الظاهرة، إلخ كما في محبوب الألباب.
مولانا غلام مير السنديلوي
الشيخ الفاضل غلام مير بن قلندر بخش بن عبد الله بن زين العابدين الحسيني السنديلوي أحد رجال
العلم والمشيخة، ولد ونشأ بسنديله، وقرأ بعض الكتب الدرسية على حيدر علي بن حمد الله
السنديلوي، ثم سافر إلى لكهنؤ وأخذ عن المفتي ظهور الله اللكهنوي والمفتي عبد الواجد الخير آبادي،
ثم سافر إلى كلكته، وكان يسترزق بالتجارة،
مات لثلاث خلون من ذي القعدة سنة أربع وستين ومائتين وألف ببلدة سنديله، كما في تذكرة العلماء
للناروي.
مولانا غلام ناصر الرامبوري
الشيخ الفاضل غلام ناصر بن محمد أكرم بن(7/1057)
محمد أسلم الخراساني ثم الهندي الرامبوري أحد
العلماء المبرزين في الفنون الرياضية، ولد ونشأ برامبور، وقرأ العلم على من بها من العلماء ثم ولي
العدل والقضاء ببلدة جبل بور فاستقل بها مدة طويلة.
وكان حليماً متواضعاً حسن الصورة، مليح الكلام، طيب النفس، شاعراً، طبيباً، بارعاً في الفنون
الرياضية.
مات لتسع خلون من شعبان سنة تسع وخمسين ومائتين وألف برامبور، كما في يادكار انتخاب.
السيد غلام نبي البلكرامي
الشيخ الفاضل غلام نبي الحسيني البلكرامي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، ولد ونشأ
ببلكرام، وقرأ العلم على العلامة كمال الدين الفتحبوري وعلى غيره من العلماء، ثم سار إلى فرخ آباد
وتقرب إلى بخشي رحمة خان ولبث عنده زماناً.
مات سنة إحدى عشرة ومائتين وألف ببلكرام، كما في تاريخ فرخ آباد.
مولانا غلام نبي الشاهجهانبوري
الشيخ الفاضل الكبير غلام نبي الحنفي الشاهجهانبوري أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة،
قرأ العلم على بحر العلوم عبد العلي وملا حسن بن غلام مصطفى ببلدة رامبور ولازمهما مدة من
الزمان، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه خلق كثير من العلماء وله مصنفات في المنطق أشهرها حاشيته
على مير زاهد رسالة.
الشيخ غلام نبي الحيدر آبادي
الشيخ العالم الفقيه غلام سرور الحسيني الحيدر آبادي الخطيب بمكة مسجد، ولد ونشأ بحيدر آباد،
وقرأ العلم على أساتذة العصر، وولي الخطابة بمكة مسجد بعد أبيه، وكان محدثاً فقيهاً ذا جرأة ونجدة.
مات سنة اثنتين وخمسين ومائتين وألف بحيدر آباد، كما في محبوب ذي المنن.
الشيخ غلام نجف السنديلوي
الشيخ الفاضل غلام نجف بن أحمد بن عناية الله السنديلوي أحد العلماء الصالحين، كان كثير الدرس
والإفادة، شديد التعبد، ربما يقرأ القرآن في ليلة واحدة.
مات في رمضان سنة خمس عشرة ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي.
الحكيم غلام نجف الدهلوي
الشيخ الفاضل غلام نجف بن مسيح الدين العمري الشيخوبوري البدايوني ثم الدهلوي عضد الدولة
بهادر، كان من نسل الشيخ سليم بن بهاء الدين السيكروي قدم دهلي في صباه، وقرأ العلم على من
بها من العلماء، ثم تطبب على الحكيم صادق بن شريف الدهلوي والحكيم أحسن الله بن عزيز الله
ولازمه مدة، ثم تصدر للدرس والإفادة، لقبه أبو ظفر بعضد الدولة، وولاه الإنكليز مداواة الناس
بمدينة دهلي، كان حسن الخلق، عميم الإحسان، شديد التواضع.
الشيخ غلام همداني الأمروهوي
الشيخ الفاضل غلام همداني بن ولي محمد الأمروهوي ثم اللكهنوي المتلقب في الشعر بمصحفي،
كان من الشعراء المجيدين باللغة الهندية، قرأ النحو والعربية على مولوي مظهر علي اللكهنوي،
والعلوم الحكمية على الشيخ محمد مستقيم الكوباموي، وأقبل على الشعر إقبالاً كلياً، حتى برز فيه
وصار معدوداً في فحول الشعراء ونوابغهم.
له رياض الفصحاء تذكرة الشعراء من أهل الهند، صنفه سنة ست وثلاثين، وله ديوان الشعر
الفارسي وديوان الشعر الهندي في أربعة مجلدات كبار.
مات سنة أربعين ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ، كما(7/1058)
في خمخانه جاويد.
القاضي غلام يحيى البهاري
الشيخ الفاضل القاضي غلام يحيى البهاري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، كان قاضي
القضاة ببلدة كلكته، له ترجمة هداية الفقه بالفارسية جمعها سنة تسعين ومائة وألف باعانة المولوي
تاج الدين البنكالي والمير محمد يسين الإيراني والمولوي شريعة الله السنبهلي، في أيام اللورد
هستنك، ثم نقلها من الفارسية إلى الإنكليزية الكبتان هملتن الإنكليزي في ثلاثة مجلدات منها، وهي ما
يتعلق بالمعاملات، وأخطأ في كثير من المواضع، فلما عثر على أغلاطه جان هربرت هارنكتن
المغربي أقضى قضاة الهند أمر الشيخ محمد راشد بن ضياء الدين محمد البردواني سنة إحدى
وعشرين في أيام سر جارج هلرو بارلو، فبذل جهده في تصحيح الترجمة وتنقيحها وتهذيبها.
السيد غني نقي الزيد بوري
الشيخ الفاضل غني نقي الحسيني الرضوي الشيعي الزيد بوري ثم اللكهنوي، أحد العلماء المبرزين
في النحو واللغة، ولد ونشأ بزيد بور ودخل لكهنؤ في صباه، وقرأ العلم على الشيخ تراب علي
ولازمه مدة، ثم تفقه على السيد حسين بن دلدار علي الشيعي اللكهنوي.
له مصنفات عديدة منها: الرسالة الفرقية جمع فيها اللغات المتقاربة في المعاني، ومنها شرح دعاء
الصباح ومنها تاج اللغات، وله أبيات بالعربية.
مات في شهر رجب سنة سبع وخمسين ومائتين وألف بلكهنؤ فنقل جسده إلى زيد بور، كما في
نجوم السماء.
مولانا غياث الدين الرامبوري
الشيخ الفاضل الحكيم غياث الدين بن جلال الدين بن شرف الدين الصديقي الرامبوري أحد الأفاضل
المشهورين، ولد برامبور، وقرأ العلم على مولانا غلام جيلاني الرامبوري، ومولانا نور الإسلام بن
سلام الله الدهلوي، وعلى غيرهما من الأساتذة، وانتفع بوالده وتفنن في الفضائل عليه، وصار من
أكابر العلماء في حياة شيوخه، له مصنفات في اللغة والطب وغيرهما، أشهرها غياث اللغات في
مجلد ضخم.
وله منتخب العلوم وخلاصة الإنشاء ورسالة في العروض والقافية وواهر التحقيق وإزالة الأغلاط
وخواص الأدوية والمجربات الغياثية وغيرها، وله شروح وتعليقات على الدواوين الفارسية.
مات لثمان بقين من ذي الحجة سنة إحدى وستين ومائتين وألف، كما في يادكار انتخاب.
مولانا غياث الدين السورتي
الشيخ الفاضل غياث الدين بن شرف الدين بن عبد الحق الحسيني السورتي الكجراتي أحد العلماء
الصالحين، ولد ونشأ بمدينة سورت وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم أخذ الطريقة وتولى
الشياخة بها له مصنفات لم أقف على أسمائها.
مات لاثنتي عشرة خلون من شعبان سنة ست وسبعين ومائتين وألف، كما في حقيقة سورت.
حرف الفاء
مولانا فائق علي البنارسي
الشيخ الفاضل الكبير فائق علي بن أمين الدين بن بديع الدين بن عطاء الله الحسيني المداري
الكنتوري ثم البنارسي أحد العلماء المشهورين، قرأ العلم على العلامة عبد العلي بن نظام الدين
اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، ثم تصدر للتدريس بمدينة بنارس، أخذ عنه خلق كثير من العلماء.
مولانا فاخر المكين الدهلوي
الشيخ الفاضل فاخر المكين الدهلوي أحد الشعراء المفلقين، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ العلم على من بها
من العلماء، وأخذ الشعر عن مرزا عظيم الدين الكشميري، وخرج من دهلي في الفتنة الدرانية سنة
ثلاث وسبعين ومائة وألف، فدخل لكهنؤ، وأقام بها مدة حياته.(7/1059)
وكان شاعراً مجيد الشعر، له أبيات رائقة بالفارسية، منها قوله:
رفتم بمسجدي كه به بينم جمال دوست دستي برخ كشيد ودعا را بهانه ساخت
توفي في بضع وعشرين ومائتين وألف، كما في نتائج الأفكار.
الحكيم فتح الدين الكوباموي
الشيخ الفاضل فتح الدين الكوباموي الطبيب الحاذق، قرأ بعض الكتب الدرسية على خاله فضل
حكيم الكوباموي الحكيم، وأخذ عنه، ثم دخل لكهنؤ وأخذ عن الحكيم أسد علي بن درويش محمد
الصديقي المهمي وتطبب عليه.
له تركيب القوانين كتاب بسيط في المعالجات بالفارسي، أوله: نحمده ونصلي على رسوله الكريم،
إلخ، وله حل مشكلات المباحث بالعربي أوله: الحمد لله الذي نزل من القرآن ما هو شفاء، إلخ صنفه
بمدينة لكهنؤ.
السيد فتح علي الدهلوي
الشيخ الفاضل فتح علي بن عوض علي بن عثمان علي الحسيني النقوي الدهلوي أحد الأفاضل
المشهورين في عصره، ولد ونشأ بدار الملك دهلي وقرأ العلم على القاضي مبارك بن دائم الكوباموي
وعلى غيره من العلماء، ثم أخذ الطريقة عن السيد صدر جهان الدهلوي، واعتزل عن الناس،
وصرف عمره في الإفادة والعبادة، وكان معدوداً في الشعراء.
مات سنة أربع وعشرين ومائتين وألف وله خمس وتسعون سنة كما في صبح كلشن.
مولانا فتح علي الجونبوري
الشيخ الصالح فتح علي العمري الجونبوري أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بمندياهو، هي قرية
من أعمال جون بور وقرأ العلم على أساتذة بلاده، ثم لازم السيد أحمد بن عرفان البريلوي الإمام
المجاهد وأخذ عنه الطريقة وسماه السيد بعبد القدوس.
مات بأرض بنجاب، كما في تجلى نور.
الحكيم فتح الله الدهلوي
الشيخ الفاضل فتح الله بن ثناء الله الحنفي الدهلوي الحكيم، كان من العلماء المبرزين في العلوم
الحكمية، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ العلم على من بها من العلماء، وتطبب على صنوه نصر الله، ثم
تصدر للدرس والإفادة بدهلي.
الشيخ فتح محمد الجونبوري
الشيخ الفاضل فتح محمد بن محمد عوض العلوي العباسي الشيعي الجونبوري أحد علماء الشيعة،
كان من نسل عباس بن علي رضي الله عنهما، ولد ونشأ ببلدة جون بور واشتغل أياماً على أساتذة
بلدته، ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن علمائها، وفاق أقرانه في الفنون الحكمية، وكان والده محمد
عوض أيضاً من العلماء، أخذ عن مير عسكري وله نوع من الماليخويا، وللشيخ فتح محمد مصنفات
في الحكمة.
مات سنة أربعين ومائتين وألف، كما في تجلى نور.
نواب فخر الدين الحيدر آبادي
الأمير الكبير فخر الدين بن أبي الفتح بن أبي الخير العمري الفريدي الشكوه آبادي ثم الحيدر آبادي
نواب شمس الأمراء بهادر، كان من نسل الشيخ فريد الدين مسعود الأجودهني، انتقل جده أبو الخير
إلى حيدر آباد وخدم آصف جاه، فحظي بالمنصب الرفيع هو ثم ولده أبو الفتح، ثم ولده فخر الدين
وكان مولده ببلدة حيدر آباد لخمس خلون من رمضان سنة مائتين وألف، نشأ في مهد الإمارة، وقرأ
العلم، وحظي بالمنصب في حداثة سنه، ولما توفي أبوه تولى الإمارة مكانه، وصار منصبه عشرة
آلاف لنفسه وعشرة آلاف للخيل والأقطاع التي تغل له أربعين لكاً أربعة ملايين في كل سنة وزوجه
صاحب الدكن بابنته بشير النساء بيكم سنة خمس عشرة.
وكان باذلاً كريماً حسن الخلق، شديد التواضع، محباً لأهل العلم، بارعاً في الفنون الرياضية، لم يزل(7/1060)
مشتغلاً بمطالعة الكتب والتصنيف، وكان يبدل مالاً خطيراً على جمع الكتب والآلات الرصدية،
وعلى تأسيس المدارس والكتاتيب، ويوظف العلماء، ويحسن إلى طلبة العلم، له آثار باقية في بلاد
الدكن من البلاد والقرى والحياض والجداول والجسور والقصور والمدارس والمساجد، منها قصر
جهان نما بناه بحيدر آباد سنة ثمان وثلاثين على طراز الأشكال الهندسية، وجمع فيه الكتب والآلات
الرصدية مما يكبر جمعها.
ومن مآثره كتابه شمس الهندسة صنفه سنة إحدى وأربعين وهو مأخوذ في الأعمال والأشكال
المسطحة والمجسمة من كتاب موسى كلارك وكان في اللغة الفرنساوية، فترجمه بالفارسية، وأضاف
عليها بعض الأعمال من الكتب الإنكليزية كخطوط الجيب والمماس والمخرج، وأضاف عليها غير
ذلك من الأعمال والأشكال من كتب أخرى حتى صار أجمع ما في الباب، وخطيباً في المحراب،
وأمر بطبع ذلك الكتاب بنفقته سنة إحدى وخمسين.
ومنها كتابه الستة الشمسية وهي ترجمة الرسائل الستة من الإنكليزية إلى الهندية من مصنفات
ريوري رنت جانس الإنكليزي في الجر الثقيل والهيئة الفيثاغورثية وعلم الماء وعلم الهواء وعلم
الأنظار وعلم البرق، صنفه باعانة السيد أمان علي الدهلوي وغلام محيي الدين الحيدر آبادي ومستر
جونس ومستر بيدستي سنة أربع وخمسين، ثم أمر بطبعه وتقسيمه على العلماء سنة سبع وخمسين
وكذلك أمر بطبع رسالته في المناظر وأخرى في الأصطرلاب، وأمر بترجمة الكتابين في علم
الكيمياء، فترجمهما مير شجاعة على المتلقب بكرم من الإنكليزية إلى الهندية، وفي سنة ثمان
وخمسين أسس مدرسة بحيدر آباد وكتاتيب كثيرة تابعة لها، وفي سنة ستين اصطفى من تلك الكتاتيب
عشراً من المتخرجين، وبعثهم إلى المدارس الانكليزية لتحصيل الطب المغربي على نفقته.
مات سنة تسع وسبعين ومائتين وألف، كما في تاريخ خورشيد جاهي.
مرزا فخر الدين اللكهنوي
الأمير الفاضل فخر الدين بن محسن الزمان بن فخر الدين بن زين الدين العالمكيري الدهلوي ثم
الشيعي اللكهنوي، كان من العلماء المشهورين في الهيئة والحساب واستخراج التقويم والإنشاء
والشعر، وكان له يد بيضاء في خطوط النسخ والتعليق والرقاع، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، وقرأ النحو
والصرف على مولوي ثناء الله تلميذ ملا حسن، وقرأ المنطق والحكمة على ملا مبين بن محب الله
اللكهنوي، وأخذ الفنون الرياضية عن العلامة تفضل حسين ولازمه مدة من الزمان، وتفقه على السيد
دلدار علي الحسيني الشيعي اللكهنوي المجتهد ثم ولي علي بخشيكري في أيام تفضل حسين المذكور.
له مصنفات منها: الصيدية صنفها لآصف الدولة، ومنها حاشية على تحرير الأقليدس وحاشية على
المجسطي.
مات في آخر رجب سنة ثلاثين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ، كما في تذكرة العلماء للفيض آبادي.
مولانا فخر الدين الويلوري
الشيخ العالم الفقيه فخر الدين الشافعي الويلوري المدراسي أحد فحول العلماء، كان مديم الاشتغال
بالعلم، كثير الدرس والإفادة، انتفع به خلق كثير، كما في تاريخ النوائط.
الشيخ فدا حسين الألوري
الشيخ الفاضل فدا حسين الرسول شاهي الألوري أحد المشايخ المشهورين، كان من نسل الشيخ أبي
يعقوب يوسف بن أبي أيوب الهمداني، أخذ الطريقة عن الشيخ مظفر حسين الميرتهي، ثم الألوري،
وقرأ عليه العلوم المتعارفة، ولازمه ملازمة طويلة، ولما مات الميرتهي تولى الشياخة مكانه، وكان
على قدم مشايخه في الترك والتجريد وإدمان الخمر والحشيش، دخل دهلي واعتزل بها أربعين سنة.
مات لثمان عشرة خلون من محرم سنة تسع وخمسين ومائتين وألف، كما في آثار الصناديد.(7/1061)
مولانا فرحة حسين العظيم آبادي
الشيخ العالم المحدث فرحة حسين بن فتح علي بن وارث علي الهاشمي الزبيري العظيم آبادي، أحد
العلماء الربانيين، ولد سنة ست وعشرين ومائتين وألف، وأخذ العلم عن والده وعن الشيخ محمد
واعظ وعن صنوه الشيخ ولاية علي، وأسند الحديث عنه، ثم لازم السيد المجاهد أحمد بن عرفان
البريلوي وأخذ عنه الطريقة، وقام مقام صنوه ولاية علي المذكور في التدريس والتذكير بعد ما سافر
إلى الحدود الشمالية الغربية، انتفع به خلق كثير من العلماء والمشايخ وأخذوا عنه.
مات سنة أربع وسبعين ومائتين وألف وله ثمان وأربعون سنة، كما في الدر المنثور لولده عبد
الرحيم.
مولانا فرخ حسين البيكو بوري
الشيخ الفاضل العلامة فرخ حسين الحسيني الرضوي البيكو بوري: أحد العلماء المبرزين في
الصناعة الطبية والبلاغة والتجويد والنجوم والجفر الجامع وسائر الفنون الحكمية، ولد بقرية بيكوبور
من أعمال كهاتي على عشرين ميلاً منها إلى جهة الغرب والجنوب، سافر للعلم في صغر سنه وأخذ
عن أساتذة عصره، ثم لازم الحكيم ذكاء الله الأكبر آبادي، وأخذ عنه الصناعة الطبية، وقرأ قانون
الشيخ على الحكيم ببر علي خان الموهاني ببلدة دهولبور وفاق أهل عصره في معرفة النبض،
وتشخيص الأمراض، ووصف الأدوية، وانتهت إليه رئاسة العلم والتدريس ببلاده، كما في آثار
الشرف.
الحكيم فرزند علي الفرخ آبادي
الشيخ الفاضل فرزند علي بن إمام الدين بن غريب الله النيوتيني ثم الفرخ آبادي: أحد العلماء
الماهرين بالطب، ولد ونشأ بفرخ آباد، وأخذ عن والده وتطبب عليه، ثم قام مقامه في الدرس والإفادة
ومداواة الناس، قال المفتي ولي الله بن أحمد علي الحسيني في تاريخه: إنه جالينوس في عصره
وبقراط في دهره.
خواجه فريد الدين الدهلوي
الأمير الفاضل خواجه فريد الدين بن محمد أشرف بن عبد العزيز الكشميري الدهلوي نواب دبير
الدولة أمين الملك مصلح جنك، كان من نسل الشيخ أبي يعقوب يوسف بن أيوب الهمداني، ولد ونشأ
بدار الملك دهلي سنة إحدى وستين ومائة وألف، وقرأ العلوم المتعارفة على من بها من العلماء، ثم
سافر إلى لكهنؤ، ولازم العلامة تفضل حسين نحو ثلاث سنين، وأخذ عنه الفنون الرياضية، ثم رجع
إلى بلدته، ودرس بها زماناً، ثم عاد إلى لكهنؤ سنة اثنتي عشرة ومائتين، وصنف بها فوائد الأفكار
في أعمال الفرجار بالفارسي، ولقي بها جنرل مارتين وسر كوراوزلي، فبعثاه إلى كلكته، وشفعا له
إلى ولاة الأمر، فولوه النظارة في المدرسة العالية، فأقام بها أياماً قلائل، ثم بعثوه إلى إيران لعله في
سنة ثمان عشرة بسفارة إلى فتح علي شاه ملك إيران، ولما رجع إلى الهند بعثوه إلى آوا قاعدة
برهما، ولما رجع عنها ولوه على تحصيل الخراج في بنديلكهند واستقام على تلك الخدمة مدة، ثم
اعتزل عنها، ورجع إلى دهلي سنة خمس وعشرين وأقام بها زماناً، ثم ذهب إلى كلكته، وصنف بها
التحفة النعمانية رسالة في الأصطرلاب سنة إحدى وثلاثين، ورجع في تلك السنة إلى دهلي،
فاستوزره أكبر شاه الدهلوي، ولقبه دبير الدولة أمين مصلح جنك، فاستقام على تلك الخدمة مدة، ثم
اعتزل عنها، وذهب إلى كلكته، ثم استقدمه أكبر شاه المذكور إلى دهلي واستوزره مرة ثانية سنة
خمس وثلاثين، فاستقام عليها زماناً، واعتزل سنة ثمان وثلاثين، ثم لم يقبل المناصب الدنيوية قط،
وصرف عمره في الدرس والإفادة، أخذ عنه الشيخ كرامة العلي بن حياة العلي الإسرائيلي الدهلوي،
ورجب علي الشيعي اللاهوري والحكيم رستم علي الدهلوي وخواجه ناصر جان وخلق آخرون.
وكانت له رسائل عديدة في الفنون الرياضية، ضاع أكثرها في الفتنة المشهورة بدهلي سنة ثلاث
وسبعين إلا ثلاث رسائل: إحداها فوائد الأفكار وثانيها(7/1062)
التحفة النعمانية وثالثها رسالة في الفرجار
المتناسبة، وثلاثتها محفوظة في مدرسة العلوم بعليكده.
مات لأربع عشرة خلون من محرم سنة أربع وأربعين ومائتين وألف، كما في السيرة الفريدية لسبطه
أحمد بن المتقي الدهلوي.
مولانا فريد الدين الدهلوي
الشيخ العالم الصالح فريد الدين الشهيد الدهلوي أحد العلماء المذكرين، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ بعض
الكتب الدرسية على مولانا كريم الله الدهلوي، ومعظمها على الشيخ شير محمد القندهاري، وأخذ
الحديث عن الحاج محمد قاسم الدهلوي، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ عبد العزيز بن إلهي بخش
الدهلوي، ولازمه مدة من الزمان وصاهره الشيخ المذكور.
وكان عالماً صالحاً يعظ الناس ويذكرهم، وله السيف المسلول على من أنكر أثر قدم الرسول.
توفي سنة أربع وسبعين ومائتين وألف، قتل في بيته يوم دخلت الجنود الإنكليزية بدهلي بعد الفتنة
المشهورة، كما في رياض الأنوار.
مولانا فصيح بن غلام رضا الغازيبوري
الشيخ الصالح فصيح بن غلام رضا بن بديع الدين بن الشيخ أفضل العباسي الإله آبادي ثم
الغازيبوري أحد عباد الله الصالحين، ولد لليلتين خلتا من ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين ومائتين
وألف، وصرف شطراً من عمره في المصارعة، ثم من الله سبحانه عليه بالإقبال على الآخرة، وذلك
ببركة السيد الإمام المجاهد أحمد بن عرفان البريلوي، حين سافر إلى الحجاز ومر على غازيبور نحو
سنة سبع وثلاثين، فبايع السيد محمد علي الحسيني البخاري، قيل: إنه استقدم السيد أحمد المذكور بعد
وصوله إلى بتنه فبعث إليه صاحبه السيد محمد علي المذكور، فبايعه وأخذ عنه، ثم رغب إلى العلم
وسافر إلى بنارس وله تسع عشرة سنة، فلازم الشيخ صفة الله، وقرأ عليه النحو والعربية والفقه
والأصول وغيرها، ثم أقبل على التذكير وانتفع به خلق كثير لا يحصون بحد وعد.
وكان رحمه الله مخالفاً لأصحابه وشيوخه في عمل المولد والقيام.
توفي لليلة بقيت من ربيع الأول سنة خمس وثمانين ومائتين وألف بغازيبور فدفن بها، كما في
تذكرة فصيحي.
مولانا فصيح الدين الجونبوري
الشيخ الصالح فصيح الدين بن فلان بن محمد جميل الحنفي الجونبوري أحد المشايخ الجشتية، ولد
ونشأ ببلدة جونبور وقرأ العلم على جده محمد جميل، ثم لازم صهره الشيخ غلام رشيد، وأخذ عنه
الطريقة، وتولى الشياخة بعده، وكان على قدم شيخه في الاستقامة على الطريقة والزهد والقناعة
والالتزام بسنن المشايخ وآثارهم، كما في تجلى نور.
مولانا فضل إمام الخير آبادي
الشيخ الفاضل العلامة فضل إمام بن محمد أرشد بن محمد صالح بن عبد الواجد بالجيم بن عبد
الماجد بن القاضي صدر الدين العمري الحنفي الهركامي ثم الخير آبادي أحد مشاهير العلماء، انفرد
بالإمامة في صناعة الميزان والحكمة في عصره، ولم ينازعه في ذلك أحد من نظرائه، ولد ونشأ
بخير آباد وقرأ العلم على مولانا عبد الواجد الخير آبادي، ثم درس وأفاد وأقبل على المنطق والحكمة
إقبالاً كلياً، وصنف الكتب، وخدم الدولة الإنكليزية ببلدة دهلي، حتى نال معاش تقاعد، وكان قليل
الخبرة بالفقه والحديث، ومن مصنفاته المرقاة في المنطق متن متين، ومنها تلخيص الشفاء للشيخ
الرئيس، ومنها حاشية على مير زاهد رسالة وحاشية على مير زاهد ملا جلال مات بخير آباد لخمس
خلون من ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف.
مولانا فضل حق الخير آبادي
الشيخ الإمام العالم الكبير فضل حق بن(7/1063)
فضل إمام بن محمد أرشد العمري الحنفي الماتريدي الخير
آبادي أحد الأساتذة المشهورين، لم يكن له نظير في زمانه في الفنون الحكمية والعلوم العربية، ولد
سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف، وانتفع بوالده وتفنن في الفضائل عليه، وأخذ الحديث عن الشيخ عبد
القادر ابن ولي الله العمري الدهلوي، وحفظ القرآن في أربعة أشهر، وقرأ فاتحة الفراغ وله ثلاث
عشرة سنة، وفاق أهل زمانه في الخلاف والجدل والميزان والحكمة واللغة وقرض الشعر وغيرها،
ونظمه يزيد على أربعة آلاف شعر، وغالب قصائده في مدح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبعضها في
هجو الكفار، أتته الطلبة للاشتغال عليه من بلاد بعيدة فدرس وأفاد وألف وأجاد، وكان زيه زي
الأمراء دون العلماء، يلعب بالشطرنج ولا يحتشم عن استماع المزامير والحضور في مجالس الرقص
وغير ذلك من المنكرات، وكان مأموراً بديوان الإنشاء بدهلي، ثم اتهم بالخروج على الحكومة
الإنكليزية سنة ثلاث وسبعين فحبس ونفي إلى جزيرة من جزائر السيلان.
قال القنوجي في أبجد العلوم: إنه كان إمام وقته في العلوم الحكمية والفلسفية بلا مدافع غير أنه وقع
في أهل الحق ونال منهم على تعصب منه، وكان السبب في ذلك قلة الخبرة منه بعلوم السلف
وطريقتهم في الدين واتباعهم للأدلة الواردة من سيد المرسلين مع ميل إلى البدع التي يستحسنها
المقلدة، ولذا انتقد عليه عصابة من علماء الحق، لهم تواليف في ذلك، قال: وقد رأيت الشيخ فضل
حق بدهلي في زمان الطلب وهو كهل في المسجد الجامع وقد أتى هناك لصلاة الجمعة وزيه زي
الأمراء دون العلماء، وكان بينه وبين أستاذي العلامة محمد صدر الدين خان الدهلوي صدر الصدور
بها مودة أكيدة ومحبة شديدة لأنهما كانا شريكين في الاشتغال على أستاذ واحد وعلى أبيه الفاضل
فضل إمام، ومع ذلك يسخط أستاذي عليه في بعض أموره، منها رده على الشيخ الحافظ الواعظ
المحدث الأصولي الحاج الغازي الشهيد محمد إسماعيل الدهلوي، ويقول: لا أرضى منك ذلك وليس
هذا بعشك، انتهى.
ومن مصنفات الشيخ فضل حق الجنس الغالي في شرح الجوهر العالي كتاب في الحكمة الإلهية
والهدية السعيدية في الحكمة الطبيعية والروض المجود في حقيقة الوجود وحاشية على تلخيص الشفاء
لوالده وحاشية على الأفق المبين للسيد باقر داماد، وحاشية على شرح السلم للقاضي ورسالة في
تحقيق العلم والمعلوم، ورسالة في تحقيق الأجسام، ورسالة في تحقيق الكلي الطبعي، ورسالة في
التشكيك وفي الماهيات، وتاريخ فتنة الهند ورسائل في الرد على الشيخ إسماعيل بن عبد الغني
الدهلوي في إثبات امتناع نظير النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وله شعر فائق لولا أنه أكثر فيه من
التجنيس الذي ينبو عنه السماع وتأباه الطباع، قد جمعه الشيخ جميل أحمد البلكرامي والمفتي سلطان
حسن البريلوي، وإني أمرت ولدي وفلذة كبدي عبد العلي سلمه الله تعالى فجمع جملة صالحة مما كان
متفرقاً، ومن شعره قوله:
إن لم تصب نظرة من أعين نعس فمن نفي النوم من عينيك في الغلس
من استنام إليها سهدته وكم ممن أنامته من يقظان محترس
سلبن وسنته فازددن في سنة وغصنه فترا فازداد في الهوس
بلا لا يذرن بمن يرمقن من رمق ولا يدعن بذي نفس سوى نفس
ولا شفاء له إلا الشفاه إذا سقينه عسلاً يشتار من لعس
قد بغض الصيد ما يخفون من صلف وحبب الغيد ما يبدين من شوس
قد حسن الحسن منها كل سيئة حتى الجفاء وسوء الخلق والشرس
وله:
لا تنصبغ بهوى بيض الأماليد فأحمر الموت في أجفانها السود(7/1064)
في غمز ألحاظها فتك الأسود وإن حاكين ريم الفلا بالطرف والجيد
قد خاب من غازل الغزلان يأملها وباد من رام أنس الريم في البيد
ذر المراشف واستعذابهن ففي تلك العذاب عذاب غير مردود
فلا يروقنك لين في معاطفها إن القلوب لمن أقسى الجلاميد
يبكي المشوق بعبرات موردة ما في مباسمها من حسن توريد
وله:
فؤادي هائم والدمع هامي وسهدي دائم والجفن دامي
وقلب ما فتى بجوى ولوع ولوع في اضطراب واضطرام
ودمع بل دم صرف جرى من يناطي ساجماً أي انسجام
وطرف أرمد يؤذيه غمض وليل سرمد ساجي الظلام
طويل لا يقاس به ظلام فساعته كشهر بل كعام
حمامي حاضر والوجد باد وجسمي ذابل والشوق نام
مات لإثنتي عشرة خلون من صفر سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف بجزيرة من جزائر السيلان
فدفن بها.
الشيخ فضل رسول البدايوني
الشيخ العالم الفقيه فضل رسول بن عبد المجيد بن عبد الحميد العثماني الأموي البدايوني أحد الفقهاء
الحنفية، ولد في صفر سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف، وقرأ بعض الكتب الدرسية على جده عبد
الحميد، ثم سافر إلى لكهنؤ وتخرج على مولانا نور بن أنوار الأنصاري اللكهنوي، ثم تطبب على
الحكيم ببر على الموهاني ببلدة دهولبور وأقام بها زماناً للاسترزاق، ثم طلبه والده إلى بدايون وأقام
بها برهة من الزمان، ثم سافر إلى بنارس واشتغل بمداواة الناس مدة مديدة، ثم جاء إلى بلدته وأخذ
الطريقة عن أبيه، وسافر إلى الحجاز فحج وزار، وأسند الحديث عن الشيخ عبد الله سراج المكي
والشيخ عابد السندي المدني، ورجع إلى الهند، وأقام بها زماناً، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار،
ورحل إلى بغداد وأخذ الطريقة عن السيد علي نقيب الأشراف بها، ثم عاد إلى الهند وحصل له
القبول بحيدر آباد، كان يتردد إليها ويجالس الأمراء، وينال من محي الدولة أحسن منال.
وكان فقيهاً جدلياً مناظراً شديد التعصب في المذهب، دائم المخاصمة بالعلماء، أبعد خلق الله عن
السنة، منتصراً للبدعة، راداً على أهل الحق بخرافاته، محباً للدنيا، وكان يكفر الشيخ إسماعيل بن
عبد الغني الدهلوي، ويرمي بالنصب والخروج الشيخ ولي الله المحدث، ويطعن في الشيخ أحمد بن
عبد الأحد السرهندي، إمام الطريقة المجددية، ويقول: إنهم ضلوا فأضلوا.
ومن مصنفاته: المعتقد المنتقد والبوارق المحمدية وتصحيح المسائل وسيف الجبار وفوز المؤمنين
وتلخيص الحق وإحقاق الحق وقيل: إن له شرحاً على فصوص الحكم وله كتاب الصلاة وتلخيص
شرح الإمام النواوي، وله حاشية على مير زاهد رسالة وحاشية على مير زاهد ملا جلال وله غير
ذلك من المصنفات.
توفي لثلاث خلون من جمادي الآخرة سنة تسع وثمانين ومائتين وألف وله سبع وسبعون سنة، كما
في تذكرة علماء الهند.
القاضي فضل الرحمن البردواني
الشيخ العالم الفقيه القاضي فضل الرحمن القرشي الحنفي البردواني أحد العلماء المشهورين، ولد
ونشأ ببردوان بفتح الموحدة بلدة من أعمال بنكاله وقرأ العلم على مولانا أمين الله بن سليم الله العظيم
آبادي، وعلى صنوه الكبير القاضي غلام سبحان القرشي(7/1065)
البردواني، وعلى غيره من العلماء، ثم ولي
القضاء بأرض بنكاله، وصار أكبر قضاة الهند من تلقاء الدولة الإنكليزية، فاستقل بها إلى أن أحيل
على المعاش، له كتاب التشييد بالأدلة المعقولة والمنقولة بما لا مزيد عليه في إبطال كلمة الحق للشيخ
عبد الرحمن الصوفي اللكهنوي.
الشيخ فضل علي
الشيخ العالم الصالح فضل علي بن محمد علي بن علي رضا القرشي القلندر كان من أفاضل
الصوفية، أخذ الطريقة عن الشيخ باسط علي الإله آبادي القلندر ولازمه مدة طويلة، ثم ساح البلاد،
ولقي المشايخ، وكان يدرس ويفيد، له مصنفات عديدة منها: مناقب الأصفياء وكلمات الأسرار
وخلاصة المعارف وبيعة الرضوان ورسالة في مراتب الإنسان، ورسالة في أقسام الأولياء، ورسالة
في مسألة الجبر والاختيار، كما في النفحات العنبرية.
المفتي فضل الله الأمروهوي
الشيخ العالم الفقيه فضل الله بن أسرار أحمد الحسيني الرضوي الأمروهوي أحد العلماء المبرزين
في الفقه والأصول، ولد ونشأ بأمروهه، وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدرسية على أساتذة عصره، ثم
سار إلى طوك فقرأ عليه نواب محمد علي خان، وولاه الإفتاء ببلدته، كما في نخبة التواريخ.
مولانا فضل الله النيوتيني
الشيخ الفاضل فضل الله بن محمد مبين العثماني النيوتيني أحد العلماء المشهورين بالفضل
والصلاح، قرأ العلم على القاضي نجم الدين الكاكوروي وعلى غيره من العلماء، ثم درس وأفاد مدة
عمره، أخذ عنه الحكيم مهدي علي خان وزير صاحب أوده والقاضي سعيد الدين والمفتي حكيم الدين
والمولوي رضي الدين والمولوي مسيح الدين والمولوي رياض الدين والمولوي وجيه الدين والشيخ
تراب علي القلندر وخلق كثير من العلماء.
توفي سنة ست وخمسين ومائتين وألف.
مولانا فقيه الله السنديلوي
الشيخ الفاضل فقيه الله بن أصلح الله بن علاء الدين الحسيني السنديلوي أحد الفقهاء الحنفية، ولد
بسنديله سنة ثلاث ومائتين وألف ونشأ بها، وقرأ العلم على جماعة من العلماء كالشيخ أحمد بخش
السنديلوي ومولوي محمد هادي الديوي ومولوي غلام حسين البنكالي ومولوي محمد أسلم البلكرامي
ومولانا نور الحق ومولانا حيدر ومولانا سراج الحق والمفتي محمد أصغر من أهل لكهنؤ، وعلى
السيد جعفر علي الكسمندوي، ثم تصدر للتدريس والتذكير.
مات لثمان بقين من صفر سنة تسع وخمسين ومائتين وألف بسنديله، كما في تذكرة العلماء للناروي.
مولانا فياض علي العظيم آبادي
الشيخ المحدث فياض علي بن إلهي بخش بن هداية علي الجعفري المهدانوي العظيم آبادي، كان من
نسل جعفر الطيار ابن عم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحبه وصاحبه، ولد ونشأ بعظيم آباد، وقرأ
العلم على صنوه أحمد الله، وأخذ الحديث عن الشيخ ولاية علي المحدث، وبايعه واشتغل عليه
بالأذكار والأشغال مدة، ثم تصدر للتدريس والتذكير، وكانت موعظته مؤثرة قوية ينتفع بها العلماء
كما ينتفع بها عامة الناس، وكان بمنزلة الوزير لشيخه ولاية علي في غزواته ومجاهداته في حدود
الهند، ولما توفي الشيخ المذكور رجع إلى عظيم آباد ولبث بها مدة يدرس ويذكر، ثم هاجر إلى
الحدود مع أهل بيته وترك ماله من العروض والعقار والحرث والأنعام، توفي بها، كما في الدر
المنثور.
الشيخ فيض أحمد البدايوني
الشيخ الفاضل فيض أحمد بن غلام أحمد بن شمس الدين بن محمد علي العثماني الأموي البدايوني،
أحد الفضلاء المشهورين في عصره، ولد سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف بمدينة بدايون وقرأ العلم
على خاله فضل رسول بن عبد المجيد البدايوني، ولبس الخرقة عن جده لأمه عبد المجيد، وولي
الإنشاء ببلدة إله آباد أخذ عنه السر وليم ميور المسيحي(7/1066)
الإنكليزي حاكم الولاية الشمالية المتحدة،
وقيل: إنه كان يؤيده في التصنيف ويتتبع له الدلائل والشواهد، سمعتها من غير واحد من رجال
بدايون.
ومن مصنفاته حاشية على شرح هداية الحكمة للشيرازي، وحاشية على فصوص الفارابي وثلاثة
دواوين في الشعر العربي والفارسي والهندي، أما ديوان الشعر العربي فقد رأيته ووجدته كله في
مديح السيد عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه، أطرى في مدحه وأفرط، ومن شعره على علاته
قوله:
لا يفزعنك أنواء وساعات ولا يهمك أيام وليلات
ولا تظن لنجم سعداً أو نحساً فإنها لوجود الحق آيات
ولا تعلق بهجو الدهر والشهر فإنما هي أوقات وآنات
وناد شيخك واستشفع به عجلاً ولا تؤخر ففي التأخير آفات
تبارك الله لا سكر ولا صحو فياله من كؤوس الوصل نشوات
وجمع جمع وجمع الفرق والجمع له عن الله أحوال عليات
توفي سنة أربع وسبعين ومائتين وألف.
نواب فيض الله خان الرامبوري
الأمير الكبير فيض الله بن علي محمد الرامبوري نواب فيض الله خان كان من الرجال المعروفين
بالرئاسة والسياسة، ولد ونشأ في نعمة أبيه وسار معه إلى دهلي ثم إلى سرهند في أيام محمد شاه
الدهلوي، وكان بسرهند إذ جاء أحمد شاه الدراني، وشن الغارة على سرهند، فحمله معه إلى قندهار
فلبث عنده مدة، ثم دخل الهند وجاء إلى آنوله فحصلت له قطعة صغيرة من الملك تحصل له منها
خمسة لكوك نصف مليون في كل سنة، فاستقر برامبور، وأضاف في ملكه تدريجاً، وبنى مدرسة
عظيمة برامبور.
وكان رجلاً حازماً مقداماً، حسن الصورة، مليح القول كثير التعبد، يجالس العلماء، ويذاكرهم في
العلم، ويحسن إليهم، مات لثمان عشرة خلون من ذي الحجة سنة ثمان ومائتين وألف، وكانت مدته
عشرين سنة، كما في يادكار انتخاب.
حرف القاف
مولانا قاسم بن أسد علي النانوتوي
الشيخ الإمام العالم الكبير محمد قاسم بن أسد علي بن غلام شاه بن محمد بخش الصديقي النانوتوي
أحد العلماء الربانيين، ولد بنانوته سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف، ودخل سهارنبور في صغر سنه،
وقرأ المختصرات على الشيخ محمد نواز السهارنبوري، ثم سافر إلى دهلي، واشتغل على الشيخ
مملوك العلي النانوتوي، وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، ثم أخذ الحديث عن الشيخ عبد الغني بن
أبي سعيد الدهلوي، ولازمه مدة، وأخذ الطريقة عن الشيخ إمداد الله العمري التهانوي وصحبه
واستفاض منه فيوضاً كثيرة، واشتغل في المطبعة الأحمدية بدهلي للشيخ أحمد علي بن لطف الله
السهارنبوري وكان الشيخ في ذلك الزمان مجتهداً في تصحيح صحيح البخاري وتحشيته، ففوض إليه
خمسة أجزاء من آخر ذلك الكتاب، وكانت تلك الأجزاء عسيرة سيما في مقامات أورد فيها البخاري
على أبي حنيفة، فبذل جهده في تصحيح الكتاب وتحشيته، وبالغ في تأييد المذهب حتى استوفى حقه.
وكان أزهد الناس وأعبدهم وأكثرهم ذكراً ومراقبة وأبعدهم عن زي العلماء ولبس المتفقهة من
العمامة والطيلسان وغيرهما، وكان في ذلك الزمان لا يفتي ولا يذكر بل يشتغل في ذكر الله سبحانه
ومراقبته، حتى فتحت عليه أبواب الحقائق والمعارف، فاستخلفه الشيخ إمداد الله المذكور ومدحه بأن
مثل القاسم لا يوجد إلا في العصر السالف، ثم تزوج بأمره الشريف وصعد المنبر بتكليف الشيخ
مظفر بن محمود الكاندهلوي(7/1067)
فذكر أحسن تذكير.
ولما ثارت الفتنة العظيمة بالهند سنة ثلاث وسبعين اتهموه بالبغي والخروج على الحكومة
الإنكليزية، فاختفى عن الناس برهة من الزمان ثم ظهر فأنجاه الله سبحانه، وبرأه مما قالوا، فسافر
إلى الحجاز، ومعه يعقوب بن مملوك العلي النانوتوي، وجمع من رهطه سنة سبع وسبعين فحج وزار
وحفظ القرآن في ذلك السفر، وعاد إلى الهند، وأقام ببلدة ميرته برهة من الدهر، وكان يسترزق
بتصحيح الكتب في المطبعة المجتبائية لممتاز علي خان وكان ببلدة ميرته إذ أسس الشيخ الحاج عابد
حسين الديوبندي المدرسة الإسلامية بديوبند، فاستحسنها وصار من أعضاء المدرسة وأيدها حق
التأييد، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين سنة خمس وثمانين فحج وزار ورجع إلى الهند وسكن
بميرته.
وله مشاهد عظيمة في المباحثة بالنصارى والآرية، أشهرها المباحث التي وقعت ببلدة شاهجهانبور
سنة ثلاث وتسعين وأربع وتسعين فناظر أحبار النصارى وعلماء الهنادك غير مرة، فغلبهم وأقام
الحجة وظهر فضله في المناظرة، فصلها الشيخ فخر الحين الكنكوهي في كتابه انتصار الإسلام وفي
كفتكوي مذهبي وفي مباحثة شاهجهانبور وغيرها من الرسائل.
ومن مصنفاته: رسالة عجيبة في الهندية سماها قبله نما وله تقرير دلبذير وآب حياة وحجة الإسلام
والدليل المحكم وهدية الشيعة وتحذير الناس والحق الصريح في بيان التراويح وتصفية العقائد
واللطائف القاسمية والتحفة اللحمية وقاسم العلوم.
مات يوم الخميس لأربع خلون من جمادي الأولى سنة سبع وتسعين ومائتين وألف بديوبند، كما في
رسالة الشيخ يعقوب بن مملوك العلي النانوتوي.
مولانا قاسم علي السنديلوي
الشيخ الفاضل قاسم علي بن حمد الله بن شكر الله الصديقي السنديلوي أحد العلماء المبرزين في
العلوم العربية، ولد ونشأ بسنديله، وقرأ العلم على أبيه ولازمه مدة، ثم درس وأفاد، وسافر إلى
الحرمين الشريفين، فحج وزار، كما في تذكرة العلماء للناروي.
مولانا قدرة أحمد الكوباموي
الشيخ الفاضل قدرة أحمد بن عناية أحمد بن شرف الحق بن غلام أشرف ابن عبد الحي بن عبد
الواسع بن عبد الرحيم بن عبد القادر بن نعم الله بن عبد الحي الكوباموي أحد الأفاضل، ولد ونشأ
بكوبامؤ، وقرأ العلم على مولانا عبد الحق الكوباموي، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ نصير الدين
السعدي البلكرامي ورحل إلى مدراس سنة تسع وأربعين ومائتين وألف، له خلاصة الأنساب كتاب
بالفارسي في أنساب العمريين من أهل كوبامؤ.
الحكيم قدرة علي الردولوي
الشيخ الفاضل قدرة علي بن عبد النبي الصفوي الردولوي أحد العلماء المبرزين في الصناعة كان
من نسل الإمام أبي حنيفة نعمان بن ثابت الكوفي، ولد ونشأ بردولي، وتلقى مبادئ العلم عن أهل
بلدته، ثم(7/1068)
دخل لكهنؤ وقرأ على مولانا مظهر علي والشيخ عبد الواسع وعلى غيرهما من الأساتذة، ثم
لازم الشيخ عبد الرحمن الصوفي وأخذ عنه الطريقة، ودرس بلكهنؤ مدة، ثم رحل إلى جونبور وأقام
بها في دار القاضي ضياء الله الجونبوري، وكان يدرس ويتطبب، أخذ عنه غير واحد من العلماء،
وكان على قدم شيخه في مسألة التوحيد، مات ببلدة جونبور وله أربعون سنة، كما في تنوير الجنان.
مولانا قدرة علي اللكهنوي
الشيخ الفاضل قدرة علي بن فياض علي اللكهنوي أحد العلماء المشهورين كان سبط الشيخ يعقوب
بن عبد العزيز الأنصاري اللكهنوي، ولد ونشأ بلكهنؤ، وقرأ أكثر الكتب الدرسية على مولانا نور بن
أنوار اللكهنوي، ثم سافر إلى مدراس وأخذ عن بحر العلوم عبد العلي بن نظام الدين السهالوي، وولي
التدريس في المدرسة الوالاجاهية بمدراس، أخذ عنه غير واحد من العلماء.
مولانا قدرة الله السنبهلي
الشيخ الفاضل قدرة الله بن قبول محمد الموي السنبهلي أحد الشعراء المشهورين، كان من نسل
الشيخ كرم الله الشهيد، قرأ الكتب الدرسية على المولوي غلام طيب البهاري، ولازمه مدة، ثم أخذ
الشعر عن الشيخ قيام الدين الجاندبوري، وأقبل عليه إقبالاً كلياً، له ديوان الشعر الهندي، وكتاب في
طبقات الشعراء من أهل الهند، مات سنة أربع وعشرين ومائتين وألف، كما في يادكار انتخاب.
مولانا قدرة الله الكوباموي
الشيخ الفاضل قدرة الله بن محمد كامل الصديقي الكوباموي أحد الشعراء المبرزين في العلم، ولد
بكوبامؤ سنة تسع وتسعين ومائة وألف ونشأ بها، وقرأ العلوم العربية على مولوي محمد مقيم ومولوي
غلام جيلاني ومولوي بدر عالم، ثم لازم الشيخ أحمد بن مصطفى العمري الكوباموي وأخذ عنه
بعض الفنون الحكمية، وسافر إلى مدراس سنة سبع وعشرين، وأخذ الفرائض والحساب عن القاضي
إرتضا علي خان، وتقرب إلى ولاة الأمر فنال منهم الصلات الجزيلة.
له نتائج الأفكار كتاب في تراجم شعراء إيران صنفه سنة 1256هـ وله ديوان الشعر الفارسي، ومن
شعره قوله:
فارغ بعدم بوده ام از فكر جهاني آورد درين دهر تماشائي تو مارا
مولانا قدرة الله البرهانبوري
الشيخ العالم الصالح قدرة الله الحنفي البرهانبوري أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ ببلدة برهانبور
وقرأ العلم على الشيخ إسماعيل العباسي البرهانبوري، ولازمه ملازمة طويلة، وتصدر للدرس
والإفادة بعده، وكان ماهراً في الصناعة الطبية، مرزوق القبول في الموعظة والتذكير، سافر إلى
الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع إلى الهند، مات ببلدة برهانبور سنة ثمان وثلاثين ومائتين
وألف، كما في تاريخ برهانبور.
الحكيم قدرة الله الدهلوي
الشيخ الفاضل قدرة الله الدهلوي الحكيم المتلقب في الشعر بقاسم، كان من العلماء المبرزين في
الطب والتصوف والشعر، أخذ الطريقة عن الشيخ فخر الدين بن نظام الدين الدهلوي، له تذكرة
الشعراء من أهل الهند، وله ديوان الشعر الهندي، مات سنة أربع وخمسين ومائتين وألف، كما في
محبوب الألباب.
مولانا قطب الدين الدهلوي
الشيخ العالم الصالح الفقيه المحدث قطب الدين بن محي الدين الحنفي الدهلوي أحد كبار الفقهاء،
اشتهر بمعرفة الفقه حفظاً وتنزيلاً للوقائع واستحضاراً للخلاف حتى كان يقدم على كثير من العلماء
في الفقه والحديث، وانتفع الناس بدروسه وفتاواه وبمصنفاته المفيدة، وهو أخذ الفقه والحديث عن
الشيخ إسحاق بن أفضل العمري الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز ولازمه ملازمة طويلة بمدينة
دهلي.
وكان زاهداً متورعاً، قانعاً عفيفاً، صالحاً ذا عناية تامة بالتدريس والتصنيف، شديد الرغبة في
المباحثة في(7/1069)
العلم والمذاكرة به، شديد التعصب على من خالفه في المذهب، له مصنفات في الرد على
السيد نذير حسين الحسيني الدهلوي فيما خالفه من المذهب الحنفي.
وله مصنفات غير ذلك في الفقه والحديث، منها مظاهر حق شرح المشكاة بالهندية في أربعة
مجلدات، ومنها ظفر جليل شرح الحصن الحصين بالهندية، ومنها جامع التفاسير تفسير القرآن الكريم
بالهندية، ومنها معدن الجواهر وآداب الصالحين والطب النبوي وتوفير الحق وتنوير الحق وله غير
ذلك من الرسائل.
سافر إلى الحرمين الشريفين في آخر عمره فمات بمكة المباركة سنة تسع وثمانين ومائتين وألف
وله خمس وستون سنة، كما في حدائق الحنفية.
الشيخ قطب الدين الكجراتي
الشيخ الصالح قطب الدين العمري الفتني الكجراتي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد
ونشأ بفتن، وقرأ العلم على علماء بلدته، ثم دخل سورت وأخذ عن الشيخ فاضل الكجراتي، وسكن
بتلك البلدة، وكان صاحب وجد وحالة.
مات لأربع بقين من جمادي الآخرة سنة سبع عشرة ومائتين وألف، كما في الحديقة الأحمدية.
مولانا قطب الدين السنبهلي
الشيخ الفاضل قطب الدين بن غلام فريد السنبهلي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، ولد
ونشأ بمدينة سنبهل وقرأ العلم على والده ولازمه ملازمة طويلة، حتى برع وفاق أقرانه في كثير من
العلوم والفنون، أخذ عنه مولانا علي محمد بن محمد داود السنبهلي وخلق كثير من العلماء.
مولانا قطب الدين الدهلوي
الشيخ الصالح قطب الدين بن فخر الدين بن نظام الدين الجشتي الأورنك آبادي ثم الدهلوي: أحد
كبار المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بدهلي ولازم أباه وأخذ عنه، ولما توفي والده جلس على مسند
الإرشاد بدهلي، مات لإثنتي عشرة بقين من محرم الحرام سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف.
مولانا قطب الهدى البريلوي
الشيخ الإمام العالم المحدث قطب الهدى بن محمد واضع بن محمد صابر بن آية الله بن علم الله
الحسني الحسيني النقشبندي البريلوي، أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، لم يكن له نظير
في زمانه في معرفة الفقه والحديث والعربية والإنشاء والخط، ولد ونشأ ببلدة رائي بريلي وانتفع
بوالده وتلقى منه ثم دخل لكهنؤ، وأخذ عن العلامة تفضل حسين الكشميري وعن غيره من العلماء، ثم
سافر إلى دهلي، وأخذ الفقه والحديث عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي، واستنسخ
الكتب النفيسة من خزانته، وأخذ الطريقة عن الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي ولازمه مدة، ثم رجع
إلى بلدته وعكف على الدرس والإفادة.
وكان قوي الحفظ، سريع الإدراك، شديد الرغبة في البحث والتنقير، شديد الحرص على الكتابة،
وكان خطه في غاية الجودة، له تعليقات شتى على صحيح البخاري وجامع الترمذي وعين العلم
وسفر السعادة وعلى غيرها من الكتب، وله رسالة نفيسة في إثبات كفر فرعون المسمى بالجانب
الشرقي في كفر فرعون الغرقى.
توفي لتسع عشرة خلون من ربيع الثاني سنة ست وعشرين ومائتين وألف وله اثنتان وأربعون
سنة، كما في كلشن محمودي.
مولانا قلندر بخش الباني بتي
الشيخ الفاضل قلندر بخش الحنفي الباني بتي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، أخذ عن
العلامة فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي، ودرس وأفاد مدة بدار الملك دهلي وبمدينة مراد آباد
أخذ عنه خلق كثير من العلماء.
السيد قلندر بخش الجلال آبادي
الشيخ العالم الصالح قلندر بخش الحسيني الجلال(7/1070)
آبادي: أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ بجلال
آباد قرية من أعمال مظفر نكر وقرأ العلم على المفتي إلهي بخش الكاندهلوي، وتفقه عليه، وتأدب،
وأخذ عنه كل ما أخذ من المعقول والمنقول، ثم درس وأفاد مدة حياته، أخذ عنه الشيخ محمد بن أحمد
الله التهانوي والشيخ الكبير إمداد الله بن محمد أمين التهانوي المهاجر المكي وخلق آخرون.
وكان شيخنا إمداد الله المذكور يقول: إنه كان يتشرف برؤية النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الرؤيا
الصالحة كل ليلة، أخبرني بها مولانا أشرف علي التهانوي، مات سنة ستعين ومائتين وألف.
الشيخ قمر الدين الدهلوي
الشيخ الفاضل قمر الدين الحسيني السوني بتي ثم الدهلوي أحد الشعراء المجيدين، كان من نسل
الإمام ناصر الدين الحسيني المشهدي، قرأ العلم على الشيخ عبد العزيز ابن ولي الله الدهلوي مشاركاً
لإخوته عبد القادر ورفيع الدين، ولازمه مدة ثم أخذ الطريقة عن الشيخ فخر الدين بن نظام الدين
الدهلوي، وأقبل على الشعر إقبالاً كلياً، حتى صار معدوداً في الشعراء المفلقين، ولما سافر إلى لكهنؤ
تشيع بها وسافر إلى حيدر آباد فحصلت له الصلات الجزيلة من جندو لعل وله ديوان شعر يحمل
مائة ألف وخمسين ألف بيت بالفارسي والهندي.
توفي سنة ثمان ومائتين وألف وله تسع وأربعون سنة، كما في نتائج الأفكار.
نواب قمر الدين الحيدر آبادي
الأمير الفاضل قمر الدين بن معين الدين الحيدر آبادي نواب أكبر يار جنك، كان من الرجال
المعروفين بالفضل والكمال، جعله نظام علي خان صاحب الدكن معلماً لولده سكندر جاه، ولقبه بأكبر
يار جنك وأضاف على خدمته المذكورة بخشيكري على خدمه وخواصه، ومنحه أقطاعاً غلتها أربعة
آلاف ربية في السنة.
مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين وألف في حالة السجدة في صلاة المغرب، كما في تاريخ خورشيد
جاهي.
المفتي قوام الدين الكشميري
الشيخ الفقيه المفتي قوام الدين بن سعد الدين بن معز الدين بن أمان الله الحنفي الكشميري، كان من
كبار الفقهاء الحنفية، ولد لأربع خلون من شعبان سنة اثنتين وخمسين ومائة وألف بكشمير، ونشأ بها،
وقرأ العلم على الشيخ رحمة الله والشيخ عبد الله ونور الهدى بن عبد الله وعلى غيرهم من العلماء،
وأجازه المير قارئ تلميذ شيخ القراء والحاج عبد الولي الطرخاني تلميذ الشيخ أبي الحسن السندي
والحاج نعمة الله النوشهروي والشيخ محسن البلجمري، تلميذ جده أمان الله، فلما بلغ رتبة الشياخة
تصدر للتدريس في زاوية السيد أمين الأويسي الكشميري، وولي القضاء بكشمير ومشيخة الإسلام
بها، وانتهت إليه رئاسة الفتيا والتدريس، له كتاب الصحائف السلطانية يحتوي على ستين علماً.
توفي لتسع خلون من ذي القعدة سنة تسع عشرة ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية.
حرف الكاف
الشيخ كاظم العلوي الكاكوروي
الشيخ الصالح كاظم بن كاشف بن الخليل بن عبد الرحمن العلوي الكاكوروي أحد المشايخ القلندرية،
كان من نسل الشيخ نظام الدين بهيكه، ولد لسبع عشرة خلون من رجب سنة ثمان وخمسين ومائة
وألف ببلدة كاكوري على مسيرة 16 كيلو متراً من لكهنؤ وقرأ بعض الكتب الدرسية على الحافظ عبد
العزيز والشيخ حميد الدين الكاكوروي وأكثرها على مولانا غلام يحيى بن نجم الدين البهاري،
والشيخ حمد الله بن شكر الله السنديلوي، ثم سافر إلى إله آباد وأخذ الطريقة عن الشيخ باسط علي
الحسيني الإله آبادي ولازمه عشر سنين ثم رجع إلى بلدته وأخذ الطريقة النقشبندية عن الشيخ
أحمدي بن محمد نعيم الكرسوي، وتولى الشياخة بكاكوري.(7/1071)
وكان زاهداً عفيفاً، عظيم الورع، شديد التعبد، حسن الأخلاق، لم يزل مشتغلاً بمطالعة التعرف لأبي
بكر الكلا آبادي وقوت القلوب للمكي ورسائل القشيري وكشف المحجوب للهجويري ومصنفات
الغزالي والجيلي وابن عربي والجامي، وكان يستحسن مصنفات الشيخ ولي الله المحدث وتحقيقاته في
السلوك، وله رسالة سماها معمور داشتن أوقات وله نغمات الأسرار مجموع لأبياته الرقيقة الرائقة
بالهندية، مات لتسع بقين من ربيع الثاني سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف، كما في الانتصاح.
مولانا كاظم السورتي
الشيخ العالم الواعظ كاظم بن أشرف السورتي أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ بمدينة سورت
وقرأ العلم على أساتذة عصره وبرع فيه، وكان يعظ الناس في كل أسبوع يوم الجمعة، ويحضر
مجالسه ألوف من الناس ويتأثرون بوعظه، كما في حقيقة سورت.
مولانا كاظم علي النصير آبادي
الشيخ الفاضل كاظم علي بن أمان الله الحسيني النصير آبادي: أحد العلماء المبرزين في النحو
واللغة العربية، ولد ونشأ بنصير آباد من أعمال رائي بريلي وقرأ العلم على أساتذة بلاده، ثم سافر
إلى كلكته وصنف بها البحر المحيط كتاباً ضخماً في مفردات اللغة العربية بالفارسي مأخوذاً من
القاموس والصحاح والصراح ومختار الصحاح وشمس العلوم والنهاية والمغرب وتاج الأسامي وتاج
المصادر والمهذب وحياة الحيوان وكنز اللغات ومجمع الأمثال وغيرها من الكتب، ووصل إلى حرف
الخاء عدد صفحاته 731، ولميتم بوجوه.
مرزا كاظم علي اللكهنوي
الشيخ الفاضل كاظم علي بن غلام علي الشيعي اللكهنوي أزهد علماء الشيعة وأعبدهم، ولد ونشأ
ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على السيد دلدار علي المجتهد وتفقه عليه، ثم درس وأفاد، له مصنفات في
مبحث الأصول والأخبار وفي أصول الدين، منها نصرة المؤمنين، كما في تذكرة العلماء للفيض
آبادي.
توفي سنة تسع وأربعين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ، فقال الشاعر ناسخ مؤرخاً لوفاته ع:
حيف بي مثل محدث بوده
مولانا كرم إلهي اللاهوري
الشيخ الفاضل كرم إلهي الحنفي اللاهوري أحد أكابر الفقهاء، درس وأفاد مدة طويلة بمدينة لاهور
وكان عالماً بالصرف والنحو والمعاني والبيان، ماهراً في الفقه والأصول، مشاركاً في المنطق
والحكمة، أخذ عنه الشيخ فقير محمد الجهلمي وخلق آخرون.
مات سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية.
الشيخ كرم الله الدهلوي
الشيخ العالم الصالح كرم الله بن عبد الله الهندي الدهلوي أحد المشايخ النقشبندية، ولد ونشأ بدهلي
في الإسلام، وقرأ العلم على الشيخ عبد القادر ابن ولي الله المحدث، وأخذ عن الشيخ رفيع الدين
والشيخ عبد العزيز أيضاً، ولازمهم مدة، ثم لازم الشيخ غلام علي الدهلوي، وأخذ عنه الطريقة،
وسافر إلى الحرمين الشريفين سنة ثلاث وأربعين، فحج وزار، ودخل سورت فانتفع به خلق كثير
من العلماء والمشايخ، ثم رجع إلى دهلي ولبث بها مدة من الزمان، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين،
فلما دخل سورت ابتلى بمرض السرطان فأقام بها.
وتوفي لثلاث بقين من شعبان سنة اثنتين وخمسين ومائتين وألف، وقبره بمدية سورت، كما في
الحديقة الأحمدية.
الحكيم كرامة حسين البريلوي
الشيخ الفاضل كرامة حسين بن عطاء حسين الحسيني البريلوي أحد الرجال المعروفين بالإنشاء
والطب، كان من نسل المخدوم عادل الملك الجونبوري، ولد ونشأ ببلدة رائي بريلي وتربى في(7/1072)
مهد
خاله الحكيم غلام علي بن أكمل علي البريلوي، وأخذ عنه وعن غيره من العلماء، ثم ولي الخدمات
الجليلة بمدينة لكهنؤ.
مات لثمان بقين من رجب سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف بمدينة بريلي، كما في مهر جهانتاب.
مولانا كرامة علي الجونبوري
الشيخ الصالح والمصلح الكبير كرامة علي بن إمام بخش بن جار الله بن كل محمد بن محمد دائم
الصديقي الحنفي الجونبوري أحد أكابر الفقهاء الحنفية ودعاة الإسلام ولد لسبع عشرة خلون من
المحرم سنة خمس عشرة ومائتين وألف بمدينة جونبور، وقرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ أحمد
علي الجرياكوتي وبعضها على مولانا أحمد الله الأنامي وبعضها على مولانا قدرة الله الردولوي وبايع
السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي ولازمه زماناً وعهد إليه السيد بالدعوة إلى الدين
والشرع والاصلاح وبشره بها، فسافر إلى بنكاله ودار البلاد للإرشاد وكان الناس بدواً أميين بعداء
عن المدنية والحضارة لا يلبسون من الثياب إلا ما يسترون به عوراتهم وكان النساء سافرات الوجوه
لا يحتجبن ولا يمتاز المسلمون عن الوثنيين في العادات والتقاليد والشعائر حتى في الأسماء، وكانوا
يفرون من أهل الحضر ويستوحشون من المصلحين فلم يزل يفتل في غاربهم ويتلطف بهم حتى
استأنسوا به واجتمعوا لديه فأرشدهم إلى الحق وهداهم إلى الدين الخالص وعلمهم وهذبهم وأصبح
نافذ الكلمة فيهم يعظمه الناس، ويتلقون إشاراته بالقبول وتغلغلت دعوته في أحشاء البلاد وأوغلت في
أوديتها وجبالها وقراها وأمصارها واهتدى به خلائق تعد بمآت الألوف.
وله مصنفات في الفقه والسلوك نحو مفتاح الجنة وقد نال قبولاً عظيماً وانتشاراً كبيراً ونقل إلى
لغات عديدة وأعيد طبعه مراراً وزينة المصلي وزينة القاري وزاد التقوي والكوكب الدري والدعوات
المسنونة وشرح الجزري ونور الهدى ورفيق السالكين وفيض عام ومكاشفات رحمت وقوة الإيمان
ونسيم الحرمين وغيرها من الكتب والرسائل.
وكان مجوداً يقرأ القرآن بلحن شجي يأخذ بمجامع القلوب سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار،
وأخذ القراءة عن السيد إبراهيم المدني والسيد محمد الاسكندراني وكان قليل الخبرة بالحديث، مات
يوم الجمعة لثلاث خلون من ربيع الثاني سنة تسعين ومائتين وألف برنكبور من أعمال بنكاله كما في
مفيد المفتي وغيره.
مولانا كرامة العلي الدهلوي
الشيخ العالم المحدث كرامة العلي بن حياة علي الإسرائيلي الشافعي الدهلوي صاحب السيرة
الأحمدية كان من كبار العلماء، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ العلم على الشيخ رفيع الدين بن ولي الله
الدهلوي والشيخ فضل إمام بن محمد أرشد الخير آبادي، وقرأ شيئاً من الحديث على الشيخ إسماعيل
بن عبد الغني الدهلوي، ثم أسند عن الشيخ إسحاق بن محمد أفضل سبط الشيخ عبد العزيز، ودرس
بدهلي مدة من الزمان، ثم سافر إلى حيدر آباد فولي العدل والقضاء بألف ربية شهرية، فاستقل به
عشرين سنة، ومن مصنفاته السيرة الأحمدية في مجلد ضخم بالعربية.
مات سنة سبع وسبعين ومائتين وألف بحيدر آباد فدفن بها.
السيد كرامة علي الجونبوري
الشيخ الفاضل الكبير كرامة علي الحسيني الشيعي الكجكانوي الجونبوري أحد العلماء المبرزين في
الفنون الرياضية، كان من نسل السيد حميد الدين الحسيني المحمد آبادي، ولد بقرية كجكانوان من
أعمال جونبور وقرأ المختصرات من النحو والمنطق على السيد ذاكر علي الجونبوري، ثم سافر إلى
لكهنؤ وقرأ المنطق والحكمة وغيرهما على مولانا ولي الله بن حبيب الله اللكهنوي، وأخذ الفقه
والحديث على مذهب الشيعة عن الشيخ نادر علي الشيعي اللكهنوي، ثم سافر إلى بلاد العجم
واستفاض عن كثير من العلماء، ثم ولي التدريس في المدرسة العربية بمشهد الرضاء في أيام
السلطان فتح علي شاه، ثم ولي الإنشاء في السفارة الإنكليزية ببلدة تبريز واستقل به مدة، ثم(7/1073)
رجع
إلى الهند، وولي القضاء ببلدة أجمير فاستقام عليه زماناً ثم ولي نظارة الحسينية بهوكلي للحاج محسن
بخمسين وتسعمائة ربية شهرية، ومن مصنفاته رسالة في مأخذ العلوم، ورسالة في العروض والقافية،
ورسالة في المفاضلة بين اللسانين العربي والفارسي.
مات سنة خمس وثمانين ومائتين وألف ببلدة هوكلي فدفن في الحسينية المذكورة، كما في تجلى نور.
مولانا كرامة الله الجرياكوتي
الشيخ الفاضل كرامة الله بن أحمد المليح بن ركن الدين العباسي الجرياكوتي أحد العلماء الصالحين،
توفي والده في صغر سنه، فترامى به الاغتراب إلى جونبور وقرأ بعض الكتب الدرسية على السيد
عسكري الجونبوري، ثم سافر إلى بلاد أخرى، وأخذ عن الشيخ حمد الله بن شكر الله السنديلوي،
وعلى غيره من العلماء، ثم دخل لكهنؤ للاسترزاق، فال قطعة من الأرض يحصل له منها ألفان كل
سنة فتصدر للتدريس في بلدته، وعاش عمراً طويلاً.
توفي سنة إحدى وخمسين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي.
الشيخ كرامة الله الدهلوي
الشيخ الفاضل كرامة الله الحنفي الدهلوي الواعظ، ذكره المفتي ولي الله ابن أحمد علي الحسيني في
تاريخه، قال: إنه قدم فرخ آباد في عهد غالب جنكك، وكان قانعاً عفيفاً ديناً يذكر في كل أسبوع يوم
الجمعة في الجامع الكبير بفرخ آباد، ولم يزل بها إلى آخر أيام مظفر جنك المتوفي سنة 1211هـ
ومات بعد موته، انتهى.
السيد كريم بخش الأمروهوي
الشيخ العالم الصالح كريم بخش بن إمام الدين الحسيني المودودي الأمروهوي أحد عباد الله
الصالحين، ولد ونشأ بأمروهه، واشتغل بالعلم زماناً على علماء بلدته، ثم سافر إلى لكهنؤ، وقرأ
المنطق والحكمة على الشيخ تراب علي، ولازمه مدة، ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن الشيخ عبد الغني
بن أبي سعيد العمري الدهلوي المحدث، ثم رجع إلى بلدته، وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد الحي
الأمروهوي، وتصدر للتدريس، أخذ عنه خلق كثير، كما في نخبة التواريخ.
مولانا كريم الزمان السنديلوي
الشيخ الفاضل كريم الزمان بن نهال الدين السنديلوي أحد العلماء الصالحين، كان نسل خواجه عبيد
الله الأحرار السمرقندي، ولد سنة ثلاثين ومائتين وألف ببلدة سنديله، وقرأ بعض الكتب الدرسية على
مولانا تراب علي اللكهنوي، ثم دخل لكهنؤ وقرأ سائر الكتب على المفتي سعد الله المراد آبادي، ثم
تصدر للتدريس، أخذ عنه خلق كثير.
مات لليلة بقيت من ربيع الثاني سنة سبع وتسعين ومائتين وألف بالفالج، كما في تذكرة العلماء
للناروي.
الشيخ كريم عطاء السلوني
الشيخ الكبير كريم عطاء بن محمد بناه بن محمد أشرف بن بير محمد بن عبد النبي العمري السلوني
البريلوي أحد كبار المشايخ الجشتية، ولد بسلون - بفتح السين المهملة - لمنتصف ربيع الثاني سنة
ست وسبعين ومائة وألف، وحفظ القرآن بالقراءات السبع، ولازم أباه وانتفع به في العلم والطريقة،
ولما مات والده تولى الشياخة مكانه.
وكان شيخاً جليلاً مهاباً، رفيع القدر، كبير المنزلة، ذا سخاء وإيثار وتواضع وحسن خلق.
توفي سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف بسلون، كما في مهر جهانتاب.
مولانا كريم الله الدهلوي
الشيخ العالم الفقيه كريم الله بن لطف الله الحنفي الدهلوي أحد الفقهاء الحنفية وعلمائهم المشهورين
في كثرة الدرس والإفادة، قرأ العلم على مولانا كاظم ومولانا رشيد الدين والشيخ الكبير عبد العزيز
بن ولي الله الدهلوي، ثم سار إلى مارهره وأخذ الطريقة(7/1074)
عن السيد آل أحمد المارهروي ولازمه مدة،
ثم رجع إلى دهلي وتصدر للتدريس، أخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ.
مات لأربع خلون من شوال سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف وله تسعون سنة، كما في رياض
الأنوار.
مولانا كفاية الله المراد آبادي
الشيخ العالم الصالح كفاية الله الحنفي المراد آبادي أحد العلماء المبرزين في الشعر، له مصنفات
كثيرة، منها بهار خلد منظومة بالهندية في شرح الشمائل للترمذي، ومنها نسيم جنت منظومة بالهندية
في شرح الأربعين في فضل الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وله مزدوجات عديدة وديوان
الشعر الهندي، كلها في ذكر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومدحه، وعلى كلامه رونق القبول.
مات سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب.
مولانا كليم الله الأنكوي
الشيخ الفاضل الكبير كليم الله الحنفي الأنكوي أحد الأساتذة الماهرين في العلوم الحكمية، كان يسكن
بأنكه شاه بلاول من أعمال سون في أودية جبال سكيسر، قرأ عليه مولانا عبد الرحمن الصوفي
اللكهنوي أكثر الكتب الدرسية إلى المطول وشرح العضدية ولازمه أربع سنين، وكان يقول: إنه كان
زاهداً قانعاً عفيفاً متقللاً ديناً يدرس ويفيد، كما في تنوير الجنان.
السيد كمال الدين الموهاني
الشيخ الفاضل كمال الدين الحسيني الشيعي الموهاني أحد الرجال المشهورين في العلم، قرأ العلم
على مولوي زكريا ومولوي سراج الدين ومولوي تراب على ومولانا عبد الحكيم بن عبد الرب
وخلق آخرين، ثم تصدر للتدريس بمدينة لكهنؤ، أخذ عنه غير واحد من العلماء، له حاشية على شرح
السلم لملا حسن.
مات سنة خمس وتسعين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء.
حرف الكاف الفارسية
الشيخ كل محمد البريلوي
الشيخ العالم كل محمد الحنفي البريلوي أحد عباد الله الصالحين، قرأ العلم في بلاد شتى على أساتذة
عصره، ثم دخل رائي بريلي ولازم القاضي عبد الكريم النكرامي، وأخذ عنه الطريقة، ولما مات
القاضي تولى الشياخة مكانه
مات سنة ست وخمسين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب.
مولانا كلزار علي العظيم آبادي
الشيخ الفاضل كلزار علي بن روشن علي بن لطف علي النكرنهسوي العظيم آبادي أحد العلماء
الصالحين، ولد نحو سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف، وقرأ النحو على مولانا يعقوب البارهوي، ثم
رحل إلى لكهنؤ وقرأ أكثر الكتب الدرسية على مولانا ولي الله اللكهنوي، ثم سافر إلى كلكته وأخذ
عن القاضي فضل الرحمن البردواني والمفتي وارث علي الصاحب كنجي، وأسند الحديث عن الشيخ
إبراهيم بن مدين الله النكرنهسوي، ثم رجع إلى عظيم آباد وتصدر للتدريس، أخذ عنه غير واحد من
العلماء، وله رسائل كثيرة، كما في تذكرة النبلاء.
الحكيم كلزار علي الدهلوي
الشيخ الفاضل كلزار علي الدهلوي الحكيم المشهور بالفضل والكمال قربه تيمور شاه إليه فصاحبه
زماناً، ثم سكن بأجمير، وجاوز سنه ثمانياً وتسعين سنة ولكنه لم يلجأ مع كبر سنه إلى المنظار، وكان
يكتب في تلك السن قدر ثمان وريقات ويتردد إلى المرضى كل يوم راجلاً، ويأكل أكل الشاب القوي
ويخلو بالنساء، مات بأجمير سنة ثمان وثلاثين ومائتين وألف، كما في روز نامه لعبد القادر.
الشيخ كلشن علي الجونبوري
الشيخ الفاضل كلشن علي الشيعي الجونبوري أحد فحول العلماء، كان أصله من قرية مسونده بفتح(7/1075)
الميم والدال الهندية على خمسة أميال من جونبور، ولد سنة خمس عشرة ومائتين وألف، وقرأ النحو
والصرف على مولوي ذاكر علي الجونبوري، ثم رحل إلى لكهنؤ وقرأ أياماً على غلام ضامن ومرزا
كاظم علي الشيعي، ثم اشتغل على مولانا ولي الله الحنفي اللكهنوي، وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية،
ثم ولي العدل بجونبور، فاستقل به خمس سنين ثم ولي العشر والخراج ببلدة رهتك واستقام عليه مدة،
ثم ولي ديوان الخراج ببلدة رام نكر واحتظ بتلك الخدمة مدة حياته وسافر إلى الحرمين الشريفين
مرتين، وسافر إلى مشاهد العراق.
ومن مصنفاته شرح على خلاصة الحساب للعاملي.
مات لليلة بقيت من ربيع الثاني سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف ببنارس، كما في تجلى نور.
حرف اللام
مولانا لطف علي الراجكيري
الشيخ العالم المحدث لطف علي بن رجب علي الراجكيري البهاري أحد العلماء الصالحين، ولد سنة
خمس أو سبع وأربعين ومائتين وألف، وسافر للعلم فقرأ على المفتي نعمة الله اللكهنوي والمفتي واجد
علي البنارسي والشيخ نور الحسن الكاندهلوي والمفتي صدر الدين الدهلوي والعلامة فضل حق
الخير آبادي، ثم أسند الحديث عن السيد نذير حسين الحسيني، ورجع إلى بلدته وله خمس وثلاثون
سنة فاشتغل بالدرس والإفادة مدة من الزمان، وحفظ القرآن الكريم، ثم سافر إلى سهارنبور، وأخذ
الحديث عن الشيخ أحمد علي بن لطف الله السهارنبوري، وصحبه زماناً، ثم سار إلى مراد آباد وأخذ
عن الشيخ عالم علي الحسيني النكينوي، ثم رجع إلى عظيم آباد ودرس بها مدة، ثم سافر إلى
الحجاز، فحج وزار وأخذ الحديث عن الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد الدهلوي المهاجر المدني، ثم
رجع إلى الهند، وولي التدريس بمدينة طوك فأقام بها سنة وبضعة وأشهر، ثم خرج منها، ولما وصل
إلى بنارس ابتلى بمرض شديد ومات بها.
وكان كثير الدرس والإفادة، اشتغل في أوائل عمره بالعلوم الحكمية، ودرس وأفاد مدة، ثم اشتغل
بالفقه والحديث، ولم يكن له نظير في الحلم والأناة والصدق وصلاح الظاهر والباطن، أخذ عنه خلق
كثير من العلماء.
مات لثمان عشرة خلون من شوال سنة ست وتسعين ومائتين وألف، كما في تذكرة النبلاء.
مولانا لطف الله اللكهنوي
الشيخ الفاضل العلامة لطف الله بن عبد الله الحنفي اللكهنوي أحد العلماء المشهورين، كان أصله من
زمانية قرية من أعمال غازيبور، ولد ونشأ بها، وسافر للعلم فقرأ أكثر الكتب الدرسية على مولانا
ولي الله بن حبيب الله اللكهنوي، وبعضها على مرزا حسن علي الشافعي المحدث، وكان مفرط
الذكاء، سريع الإدراك، قوي الحافظة، شديد الرغبة في البحث والجدل، سكن بلكهنؤ، وصرف عمره
بالدرس والإفادة، أخذ عنه غير واحد من العلماء.
وله مصنفات في المناظرة منها أوتاد الحديد لمنكر الاجتهاد والتقليد مرتب على مقدمة وأربعة أوتاد
وخاتمة رد فيه على الشيخ عبد الحق النيوتيني رداً مشبعاً، ومنها لمعات الثقلين في إثبات حديث
الاقتداء بالشيخين مرتب على مقدمة وذيل وثلاث لمعات وخاتمة، ومنها صولة الأسد على أعداء
التعدد رسالة في إثبات إقامة الجمعة في مقامات عديدة من مصر واحد، صنفه في الرد على الشيخ
محبوب علي السنبهلي، ومنها مظهر العجائب وهو تفسير سورة الفاتحة في مجلد ضخم رد فيه على
الشيعة، ومنها القبقاب ومنها طعن السنان.
وله غير ذلك من الرسائل، توفي في شهر جمادي الأولى سنة سبع وتسعين ومائتين وألف بمدينة
لكهنؤ.
حرف الميم
السيد مبارز علي السهسواني
الشيخ الفاضل الكبير مبارز علي الحسيني النقوي(7/1076)
السهسواني أحد رجال العلم والطريقة، ولد ونشأ
بسهسوان، وسافر للعلم فقرأ على أساتذة عصره، ولازمهم حتى برز في الفنون الحكمية، ثم لازم
السيد علي أكبر الحسيني الدهلوي ثم الفيض آبادي ببلدة بريلي وأخذ عنه الطريقة والتزم أذكار
الطريقة الجشتية وأشغالها مدة طويلة، ففتحت عليه أبواب الكشف والشهود، ثم سافر إلى الحجاز فحج
وزار، ورجع إلى الهند، ثم سافر مرة أخرى وساح البلاد.
ومات بمكة المباركة، له حاشية على شرح هداية الحكمة للصدر الشيرازي صنفه في بداية حاله.
مولانا مبين البهلواروي
الشيخ الفاضل مبين بن المفتي أفضل الحنفي البهلواروي أحد العلماء المشهورين في عصره، ولد
ونشأ ببهلواري، وقرأ العلم، ثم درس وأفاد.
مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وألف، كما في تاريخ الكملاء.
ملا مبين اللكهنوي
الشيخ الفاضل الكبير مبين بن محب بن أحمد بن محمد سعيد بن قطب الدين الأنصاري اللكهنوي
أحد كبار الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ، وقرأ العلم على ملا حسن بن غلام مصطفى
اللكهنوي، ولازمه ملازمة طويلة، ثم درس وأفاد وصنف، وفاق أهل زمانه في الدرس والإفادة
والتصنيف والتذكير، ذكر لي شيخنا محمد نعيم بن عبد الحكيم اللكهنوي أنه أول من جلس للتذكير في
فرنكي محل من أبناء الشيخ قطب الدين المذكور.
ومن مصنفاته: شرح بسيط على سلم العلوم في المنطق تلقاه العلماء بالقبول، وشرح بسيط على
مسلم الثبوت في أصول الفقه، وله شروح على مير زاهد رسالة ومير زاهد ملا جلال ومير زاهد
شرح المواقف، وله حاشية على شرح هداية الحكمة للشيرازي على مبحث المثناة بالتكرير، وله
رسالة في مسائل الصيام، ورسالة في فضائل أهل البيت، وله كنز الحسنات في مسائل الزكاة وشرح
التبصرة وغيرها.
مات لثمان بقين من ربيع الثاني سنة خمس وعشرين ومائتين وألف بلكهنؤ، كما في الأغصان
الأربعة.
مولانا مجاهد الدين البالابوري
الشيخ العالم الفقيه مجاهد الدين بن معصوم بن ... عناية الله الحسيني الخجندي البالا بوري أحد
المشايخ النقشبندية، ولد ببلدة بالا بور من أعمال برار سنة ثمان وخمسين ومائة وألف، وقرأ
المختصرات على مولانا شمس الدين البالا بوري، ثم لازم دروس السيد نور الهدى بن قمر الدين
الحسيني الأورنك آبادي، وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، وأخذ عن السيد قمر الدين المذكور بأورنك
آباد أيضاً، ثم رجع إلى بالا بور وأخذ الطريقة عن أبيه، ولازمه مدة من الزمان، واشتغل ببلدته
بالدرس والإفادة فدرس بها مدة، ثم سافر إلى حيدر آباد سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف فأكرمه
الأمراء، وأقطعه سكندر جاه أمير تلك الناحية قريتين.
مات يوم الخميس لعشر بقين من رجب سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف فدفن ببلدة بالا بور، كما
في محبوب ذي المنن.
الشيخ مجد الدين الشاهجهانبوري
الشيخ الفاضل الكبير مجد بن طاهر الحسيني مجد الدين الشاهجهانبوري أحد العلماء المشهورين في
العلوم الحكمية، ولد ونشأ بمدينة شاهجهانبور وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على الشيخ وهاج الدين
بن قطب الدين الكوباموي، وقيل إنه أدرك القاضي مبارك وقرأ عليه أيضاً، ثم سافر إلى كلكته وولي
التدريس بالمدرسة العالية، فدرس وأفاد بها مدة طويلة، وتقرب إلى أولياء الأمر، وكان مبتلي
بالوسواس لا يروي غليله من إراقة الماء فيغتسل من الصباح إلى الظهيرة ويريق الماء من قرب
عديدة، شافهني بذلك بعض الثقات ببلدة شاهجهانبور، وكان يعرف بمولوي مدن بفتح الميم والدال
المهملة بعدها نون ساكنة، قال ولي الله بن حبيب الله اللكهنوي في الأغصان الأربعة: إنه قدم لكهنؤ
مرة في موكب اللورد ولزلي الحاكم العام بالهند(7/1077)
فذهبت إليه، وكان في خباء، فاستأذنت الدخول عليه،
فأذن لي وإني كنت سمعت من قبل أنه لا يصافح أحداً ولا يعانق لأجل الوسواس، فلما دخلت عليه
رأيته يستنجي باليمين، فلما رآني أخرج يده اليمنى من الإزار ومد إلي للمصافحة، وكان الحجر بيده،
وقال: المصافحة مسنونة، فقلت: هكذا ليست بمسنونة، ثم قلت: إن الله سبحانه جعل اليمنى للوجه
واليسرى للعورة، ولذا شرع الاستنجاء باليسارى، فإن كان لعذر الحرج في اليمنى فبينوا لي ذلك
الحرج، فقال: إني أستنجي باليمين لا لعذر أو مرض بعذر بل لأني ما وقفت على نص على حرمة
الاستنجاء باليمنى، فقلت له: يبعد من المسلم أن يخالف السنة النبوية، فضاق صدره، وقال لي: إن
شيخكم ملا حسن ذهب إلى أن التصديق إدراك والحقيقة أنه ليس بكيفية إدراكية بل حالة تحصل بعد
الإدراك، كما ذهب إليه السيد محمد زاهد الهروي في بعض تعليقاته، فقلت له: إن الهروي قلد
صاحب نقد التنزيل في خطأ فاحش صدر منه في تلك المسالة، لأنه يلزم على قوله أن المصدق به
إدراك والتصديق جهل، وهذا لا يصح، لأنه إن قلت إنه إدراك لتعلق العلم التصوري به، فينبغي أن
يكون المتصور إدراكاً لا المصدق به، وإن كان إدراكاً لتعلق العلم التصديقي به فلا يصح أن يقال إن
التصديق غير إدراك، لأنه لا يسع للعاقل أن يقول إن متعلق الشيء إدراك والشيء جهل، وانجر
الكلام إلى التطويل ولم يأت بجواب الغليل ويشفي العليل، انتهى.
مات نحو سنة ثمان وعشرين ومائتين وألف ببلدة بريلي، كما في تاريخ فرخ آباد.
مولانا محب الله الهندي
الشيخ العالم الكبير محب الله الحنفي الهندي ثم المكي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بالهند، وقرأ
العلم على بحر العلوم عبد العلي اللكهنوي، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وأقام بمكة
المباركة مجاوراً للحرم المحترم، أدركه الشيخ رفيع الدين المراد آبادي في مكة سنة إحدى ومائتين
وألف وذكره في كتابه.
مولانا محبوب علي الدهلوي
الشيخ العالم المحدث محبوب علي بن مصاحب علي بن حسن علي بن روشن علي بن رحيم الدين
بن فهيم الدين الحسيني الجعفري الدهلوي أحد العلماء المشهورين، ولد بدار الملك دهلي في غرة
محرم سنة مائتين وألف، وقرأ العلم على الشيخ عبد القادر بن ولي الله الدهلوي، وحصلت له الإجازة
عن الشيخ عبد العزيز بلا واسطة وشارك العلامة إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي في السماع
والقراءة للترمذي على الشيخ عبد القادر المذكور، وبايع السيد المجاهد أحمد بن عرفان البريلوي بيعة
الجهاد، وسافر إلى الحدود مع أصحابه لينصره في الجهاد، ولكن الشيطان وسوس في صدره فتأخر
ورجع إلى الهند.
وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه القاضي محمد بن عبد العزيز المجهلي شهري وسمع منه الحديث
المسلسل بالأولية، وكذا المسلسل بسورة الصف وكذا الأربعين المروية عن أهل البيت عليهم السلام
من لفظه وأجازه إجازة عامة وكتبها له بخطه.
مات في عاشر ذي الحجة سنة ثمانين ومائتين وألف ببلدة دهلي فدفن بهاكما في يادكار دهلي.
مولانا محبوب علي السنبهلي
الشيخ الفاضل محبوب علي الحنفي السنبهلي ثم الرامبوري أحد الفقهاء الحنفية قدم لكهنؤ سنة ستين
ومائتين وألف، وأقام بمدرسة الشيخ بير محمد اللكهنوي أياماً قلائل، وكان يذكر، وله هداية الجمعة
رسالة أثبت فيها أن إقامة الجمعة في مقامات عديدة من مصر واحد لا تجوز، وتكره في ثلاث مقامات
منه كراهة تحريم، وقد رد عليه مولانا لطف الله اللكهنوي في كتابه صولة الأسد على أعداء التعدد
قال فيه: إنه كان يقول إن الشيخ عبد العزيز ابن ولي الله الدهلوي أخطأ في تفسير ما أهل لغير الله
وإن تقوية الإيمان للشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي تقوية الإيمان، إلى غير ذلك من الأقاويل.
الشيخ محسن بن منتظم الدهلوي
الشيخ الفاضل محسن بن منتظم بن شجاع(7/1078)
الدهلوي الحكيم، كان من الرجال المعروفين بالفضل
والكمال، له اليد الطولى في الصناعة الطبية والزيج والشعر والفنون الغريبة، له ديوان الشعر
الفارسي وديوان الشعر الهندي، كما في تاريخ فرخ آباد.
الشيخ محسن بن يحيى الترهتي
الشيخ العالم المحدث محسن بن يحيى البكري التيمي الترهتي الفريني صاحب اليانع الجني في
أسانيد الشيخ عبد الغني كان من كبار العلماء، ولد ونشأ ببورنيه بلدة من أرض ترهت بضم الفوقية،
وأخذ عن الصدر ركن الدين القرشي الترهتي ثم الشريف عبد الغني المفتي السارني وعلى جواد
السلهتي والفقيه محمد ... البكري الترهتي ثم الشيخ محمد سعيد بن واعظ علي العظيم آبادي، أخذ عن
هؤلاء النحو والعربية، ثم سافر إلى كانبور ولازم الشيخ سلامة الله الصديقي البدايوني، وصحبه نحو
سنتين وسمع عليه من أوائل كتاب البخاري ومن غيره سماعاً ليس بالمنتظم، وانتفع به في أنواع
العلوم، ثم لازم العلامة فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي، وقرأ عليه، ثم قرأ على المفتي واجد
علي بن إبراهيم بن عمر البنارسي، ثم من الله عليه بالحج والزيارة، فسافر إلى الحرمين الشريفين،
وأخذ عن الشيخ المحدث عبد الغني ابن أبي سعيد العمري الدهلوي بالمدينة المنورة.
وله كتاب مفيد في الأسانيد المسمى باليانع الجني في أسانيد الشيخ عبد الغني، فرغ من تصنيفه
عشية يوم الأربعاء لإحدى عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ثمانين ومائتين وألف بالمدينة النبوية على
صاحبها الصلاة والتحية.
الحكيم محسن الكشميري
الشيخ الفاضل محسن الشيعي الكشميري ثم الدهلوي الحكيم، كان من العلماء المبرزين في الكلام
والطب والتاريخ والإنشاء والموسيقى والخط، قدم رامبور في عهد فيض الله خان وسكن إلى عهد
أحمد علي خان ثم رحل إلى دهلي وسكن بها.
السيد محمد بن أبي الليث البريلوي
السيد الشريف محمد بن أبي الليث بن أبي سعيد الحسني الحسيني البريلوي أحد عباد الله الصالحين،
ولد سنة أربع وتسعين ومائتين وألف بمدينة بريلي في زاوية جده السيد علم الله، ونشأ بها وحفظ
القرآن، وقرأ على أساتذة عصره، ثم جلس على مسند الإرشاد مقام أبيه، واستقام عليه مدة من الزمان
مع الطريقة الظاهرة والصلاح.
توفي بلكهنؤ سنة ست وخمسين ومائتين وألف فنقلوا جسده إلى رائي بريلي ودفنوه بها، كما في
سيرة السادات.
القاضي محمد المغربي
الشيخ العالم الكبير القاضي محمد بن أبي محمد الأنصاري المالكي التلمساني المغربي ثم الهندي
المدراسي أحد العلماء المشهورين، حفظ القرآن وأخذ الحديث والقراءة في بلاده، ثم قدم مكة المباركة
وأخذ الفقه بها، ثم ورد الهند ودخل لكهنؤ فقرأ أصول الفقه والمنطق والحكمة وغيرها على الشيخ
الكبير نظام الدين بن قطب الدين الأنصاري السهالوي، ثم رحل إلى دهلي وأقام بها زماناً، ثم راح
إلى نجيب آباد وسكن بها مدة من الدهر ثم سار إلى مدراس وولي الإفتاء بها.
وكان عالماً كبيراً بارعاً في القراءات والحديث حافظه لفظاً ومعنى وكان يقرأ القرآن على القراءآت
السبع، كما في رساله قطبيه، وفي حديقة المرام: إن الناس قالوا له عند احتضاره فوض أولادك إلى
النواب، قال: لا والله بل أفوض أولادي إلى الله كما قال تعالى "وعلى الله فليتوكل المتوكلون"، ثم
بلغت أولاده إلى درجة الإمارة والرئاسة، وكراماته معروفة، انتهى.
توفي لثلاث عشرة خلون من محرم سنة إحدى ومائتين وألف.(7/1079)
السيد محمد الهوكلوي
الشيخ الفاضل محمد بن أبي محمد الحسيني الشيعي الهوكلوي أحد كبار الفقهاء من طائفة الشيعة
الإمامية، قرأ العلم على السيد محمد بن دلدار علي الشيعي النصير آبادي وتفقه عليه، ولازمه مدة من
الزمان، حتى برع في الفقه والأصول وولي الخطابة والإمامة ببلدة هوكلي، كما في تذكرة العلماء
للفيض آبادي.
مرزا محمد الفيض آبادي
الشيخ الفاضل محمد بن أبي محمد الشيعي الأصولي الفيض آبادي أحد كبار علماء الشيعة، قرأ العلم
على السيد محمد بن دلدار علي المجتهد النصير آبادي وتفقه عليه، ولازمه مدة، حتى برع في الفقه
والأصول والكلام، كما في تذكرة العلماء.
السيد محمد الحكيم الدهلوي
الشيخ الفاضل محمد بن أبي محمد الحكيم الدهلوي، كان ختن الحكيم عزة الله، ولد ونشأ بدهلي،
وقرأ العلم على العلامة رشيد الدين والحكيم قدرة الله والحكيم عزة الله، وبرع في العلوم الحكمية،
فولي التدريس بدهلي، كالج كلية دهلي، وكان شاعراً مجيد الشعر.
مات نحو سنة سبعين ومائتين وألف وله خمس وسبعون سنة، كما في خمخانه جاويد.
مولانا محمد الجائسي
الشيخ الفاضل محمد بن أبي محمد الجائسي القاضي محمد جان بالجيم كان قاضياً ببلدة مرشد آباد
تقرب إلى الولاة، فمنح أقطاعاً من الأرض تغل له خمسين ألف ربية في كل سنة، وكان باذلاً سخياً
وظف سبعمائة وألف رجل من القراء، ومصر في تلك الأرض بلدة سماها أشرف كنج وبنى بها
المساجد والزوايا والمكاتب، وكان حريصاً على جمع الكتب النفيسة وبنى لها داراً واسعة، وبذل عليها
كل ما يحصل له من الأموال الوافرة وأوقفها على طلبة العلم، وكان له أخ يسمى بأحمد جان كان
عالماً تقياً، كما في تاريخ جائس لعبد القادر خان.
مولانا محمد الدهلوي
الشيخ الفاضل محمد بن أبي محمد الحنفي الدهلوي الشيخ محمد جان بالجيم كان من العلماء
المبرزين في العلوم الحكمية، ذكره أحمد بن المتقي الدهلوي في آثار الصناديد قال: إنه كان منشئاً في
المحكمة العدلية بدهلي، وكان شاعراً مجيد الشعر، حسن الأخلاق، حسن المحاضرة، كثير المحفوظ
بالأدب والشعر، انتهى.
الشيخ محمد السورتي
الشيخ الفاضل محمد بن أبي محمد الحسيني السورتي الشيخ محمد هادا كان من العلماء المشهورين،
أخذ عن الشيخ محمد بن عبد الرزاق الحسيني الأجي بمدينة سورت، وولي الإفتاء في المحكمة
العدلية الإنكليزية بسورت، فاستقل به مدة، وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه غر واحد من العلماء.
مات غرة ذي القعدة سنة ثمان وعشرين ومائتين وألف كما في الحديقة.
السيد محمد الدهلوي
الشيخ الصالح عماد الدين محمد بن أبي محمد الحسيني الدهلوي المعروف بمير محمدي، كان من
كبار المشايخ الجشتية، أخذ العلم والطريقة عن خاله السيد فتح علي القادري الدهلوي، ثم لازم الشيخ
فخر الدين بن نظام الدين الجشتي الأورنك آبادي ثم الدهلوي بمدينة دهلي وصحبه مدة طويلة، وأخذ
عنه، وصار من كبار المشايخ في حياته، أخذ عنه خلق كثير وتذكر له كشوف وكرامات.
مات بدهلي سنة اثنتين وأربعين ومائتين وألف وقبره عند جتلي قبر.
السيد محمد بن أحمد السورتي
الشيخ الصالح محمد بن أحمد بن الحسين بن(7/1080)
علي الشافعي الحضرمي السورتي أحد المشايخ
العيدروسية، ولد لأربع خلون من ربيع الأول سنة خمس ومائتين وألف بمدينة سورت ونشأ بها،
وأخذ عن أبيه وتولى الشياخة بعده.
مات لسبع بقين من ذي القعدة سنة ست وسبعين ومائتين وألف بسورت، كما في حقيقة سورت.
الشيخ محمد بن أحمد الحيدر آبادي
الشيخ الفقيه محمد بن أحمد بن عزة الحنفي الحيدر آبادي نواب محيي الدولة محمد يار خان بهادر،
كان صدر صدور الدكن، ومحتسب الدولة الآصفية بحيدر آباد، ولد ونشأ بها، وتقرب إلى الملوك،
فصار الأمراء ومن دونهم من الناس يكرمونه غاية الإكرام، ويتلقون إشاراته بالقبول، واجتمع لديه
جمع كثير من العلماء والمشايخ، وكان يمنحهم الجوائز الثمينة والصلات الجزيلة، وكانت له إقطاعات
عظيمة من الأرض الخراجية، وبقيت في أعقابه، وهم أغنياء ليس لهم في العلم والعمل شأن يذكر.
مات لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف بحيدر آباد، كما في مهر جهانتاب.
مولانا محمد بن أحمد الله التهانوي
الشيخ الفاضل الكبير محمد بن أحمد الله العمري التهانوي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بقرية
تهانه من أعمال مظفر نكر وقرأ على مولانا عبد الرحيم التهانوي والشيخ قلندر بخش الجلال آبادي،
ثم سار إلى دهلي وأخذ العلوم المعتارفة عن الشيخ مملوك العلي النانوتوي، وقرأ المنطق والحكمة
على العلامة فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي، ثم لازم الشيخ إسحاق ابن أفضل العمري
الدهلوي، وأخذ عنه الحديث.
وكان مفرط الذكاء، سريع الإدراك، قوي الحفظ، حلو الكلام، بايع السيد الإمام أحمد بن عرفان
الشهيد البريلوي في صغر سنه، ولما بلغ سن الرشد أخذ الطريقة عن الشيخ نور محمد الجهنجانوي،
وسافر إلى بلدة طوك فولي التدريس بها، فدرس وأفاد مدة مديدة، ثم رجع إلى بلدته وصرف عمره
في الإرشاد والتلقين.
له مصنفات منها دلائل الأذكار في إثبات الجهر بالاسرار والقسطاس في أثر ابن عباس أول فيه أثر
ابن عباس: في كل أرض آدم كآدمكم إلخ، وله الإرشاد المحمدي في الأذكار والأشغال، وله المكاتبة
المحمدية في رسائله في إثبات الذكر بالجهر، وله المناظرة المحمدية في إثبات الخرق والالتئام في
الأفلاك وتفضيل الختنين، وله تعليقات على شرح العقائد.
مات سنة ست وتسعين ومائتين وألف وله ست وستون سنة أخبرني بذلك مولانا أشرف علي
التهانوي.
السيد محمد بن أعلى النصير آبادي
الشيخ العالم الصالح محمد بن أعلى بن محمد بن تقي بن عبد الرحيم بن هداية الله الشريف الحسني
النصير آبادي أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، قرأ العلم على أساتذة لكهنؤ ثم أخذ عن
الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي، وأخذ الطريقة عن السيد الكبير أحمد بن عرفان الشهيد
البريلوي ولازمه مدة، ثم درس وأفاد، أخذ عنه جدي السيد عبد العلي، وكان ابن عمه وعمته، وأخذ
عنه السيد خواجه أحمد النصير آبادي وخلق آخرون.
مات بالفالج ليلة السبت غرة شعبان سنة ست وثمانين ومائتين وألف وله سبعون سنة، كما في مهر
جهانتاب.
الشيخ محمد بن أكبر الشاهجهانبوري
الشيخ الفاضل محمد بن أكبر الأفغاني الشاهجهانبوري الشيخ محمد زمان خان الشهيد، ولد
بشاهجهانبور لثلاث خلون من ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين ومائتين وألف، واشتغل بالعلم على من
بها من العلماء، ثم سافر إلى كانبور وأخذ عن الشيخ سلامة الله الصديقي البدايوني وقرأ عليه سائر
الكتب الدرسية، ثم سافر إلى حيدر آباد وأخذ الحديث عن الشيخ كرامة العلي الإسرائيلي، ثم اشتغل
بالدرس(7/1081)
والإفادة، حتى طار ذكره في حيدر آباد، فطلبه نواب ناصر الدولة ملك الدكن، وجعله معلماً
لولده أفضل الدولة، ولما مات أفضل الدولة صار معلماً لولده محبوب علي خان، وسافر إلى الحجاز
فحج وزار، وسافر إلى دمشق الشام والقدس الشريف والنجف والطف وبغداد وبلاد أخرى.
وكان رحمه الله ذا ترك وتجريد وزهد وإيثار، لم يتزوج قط، كان يقرئ الطلبة ويعينهم في الملبس
والمأكل، ويشفع لهم بعد فراغهم من التحصيل للوظائف والخدمات.
ومن مصنفاته خير المواعظ في الحديث في مجلدين، ومنها بستان الجن في مجلد، ومنها كتاب
الرحلة، ومنها هدية المهدوية في رد أتباع السيد محمد بن يوسف الجونبوري، وذلك الكتاب صار
سبباً لهلاكه، لأنه لما شاع في حيدر آباد اشتعل المهدويون غضباً، فقام أحد منهم لقتله، فبينما هو يقرأ
القرآن بعد صلاة المغرب على عادته الجارية ضربه بالكتار، فوقع على المصحف، فتقاطر دمه على
قوله تعالى "فانظر كيف كان عاقبة المفسدين" وكان ذلك يوم الثلاثاء لست خلون من ذي الحجة سنة
اثنتين وتسعين ومائتين وألف بحيدر آباد فدفنوه في مدرسته، كما في تزك محبوبي.
السيد محمد بن باقر اللكهنوي
الشيخ الفاضل محمد بن باقر شاه الشيعي البخاري اللكهنوي أحد العلماء المشهورين في مذهب
الإمامية، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على السيد حسين بن دلدار علي اللكهنوي وتفقه عليه، ثم
سافر إلى العراق سنة تسع وخمسين فأقام بكربلاء، وجاور مشهد الإمام عليه وعلى جده السلام.
له مصنفات عديدة ومباحثات بأهل السنة وعلماء الشيعة، كما في تذكرة العلماء.
الشيخ محمد بن الحسن المدراسي
الشيخ الفاضل محمد بن الحسن الأوديكري المدراسي أحد الفضلاء البارعين في الشعر، ولد بأوديكر
سنة ست وثمانين ومائة وألف، وقرأ العلم على والده وعلى الشيخ عبد القادر الفخري الميلا بوري،
وأقبل على الشعر إقبالاً كلياً، فصار أبدع أبناء عصره فيه.
مات سنة خمس عشرة ومائتين وألف، كما في تنائج الأفكار.
السيد محمد بن دلدار علي اللكهنوي
الشيخ الفاضل العلامة محمد بن دلدار علي بن معين بن عبد الهادي الحسيني النقوي الشيعي النصير
آبادي ثم اللكهنوي، مجتهد الشيعة وإمامهم في عصره، ولد لسبع عشرة خلون من صفر سنة تسع
وتسعين ومائة وألف بمدينة لكهنؤ واشتغل بالعلم على والده من صباه، ولازمه ملازمة طويلة، وفرغ
من تحصيل العلوم المتعارفة وله نحو تسع عشرة سنة، فتصدى للدرس والإفادة، وأجازه والده سنة
ثمان عشرة ومائتين إجازة عامة، أخذ عنه إخوته السيد حسين والسيد علي وخلق كثير من العلماء،
وكان ممن تبحر في الكلام والأصول، وحصل له جاه عظيم عند الملوك لا سيما أمجد علي شاه
اللكهنوي لقبه بسلطان العلماء وولاه الإفتاء، وكان يأتي عنده في بيته ويتبرك به ويتواضع له فوق
الوصف.
وله مصنفات عديدة، منها كتابه في مبحث الإمامة جواباً عما اشتمل عليه تحفه اثنا عشرية للشيخ
عبد العزيز الدهلوي ومنها كتابه في المسح على الرجلين، ومنها كتابه أصل الأصول في الرد على
السيد مرتضى الأخباري الذي نقض على أساس الأصول لوالده السيد دلدار علي، ومنها تعليقاته على
الشرح الصغير للسيد علي الطباطبائي، ومنها تعليقاته على شرح السلم لحمد الله، ومنها كتابه
الصمصام القاطع في إبطال مذهب أهل السنة والجماعة وإثبات عداوتهم بأهل بيت النبي صلى الله
عليه وسلم، ومنها كتابه طعن الرماح في مبحث الفدك والقرطاس بما اشتمل عليه التحفة، ومنها
الضربة الحيدرية في رد الشوكة العمرية للرشيد الدهلوي، ومنها كتابه ثمرة الخلافة في إثبات أن
الخلافة كانت مثمرة لشهادة الإمام حسين رضي الله عنه، ومنها العجالة النافعة في علم الكلام وأصول
الدين، ومنها سم الفار في الرد على أهل السنة،(7/1082)
ومنها البرق الخاطف في باب عائشة رضي الله
عنها، ومنها رسالة في صلاة الجمعة ولكنها لم تتم، ومنها شرح زبدة الأصول للعاملي وهو أيضاً لم
يتم، ومنها الفوائد النصيرية في أحكام الزكاة والخمس وغيرهما صنفه باسم محمد علي شاه الذي كان
وقت تصنيفه ملقباً بنصير الدولة، ومنها كشف الغطاء في الرد على السيد ياد علي الشيعي النصير
آبادي الذي نقض على مصنفات والده السيد دلدار علي، ومنها كوهر شاهوار في المفاضلة بين
القرآن وبين أهل البيت عليهم السلام، ومنها السبع المثاني في القراءة، ومنها إحياء الاجتهاد في
أصول الفقه، وله غير ذلك من الرسائل، كما في تذكرة العلماء.
مات سنة أربع وثمانين ومائتين وألف، فقال الشاعر مؤرخاً لوفاته ع:
ستون كعبه ودين مبين فتاد ز جائي.
السيد محمد بن زين السورتي
الشيخ الصالح محمد بن زين بن عبد الحق الحسيني السورتي: أحد العلماء المبرزين في الفقه
والأصول، ولد ونشأ بمدينة سورت وأخذ عن أبيه وعن غيره من العلماء، كما في حقيقة سورت.
مولانا محمد بن سخاوة علي الجونبوري
الشيخ الفاضل محمد بن سخاوة علي العمري الجونبوري أحد العلماء الصالحين، كان أكبر أبناء
والده، ولد ونشأ بجونبور، واشتعل بالعلم على والده وتفنن عليه بالفضائل، وفاق أقرانه في كثير من
العلوم والفنون، وكان غاية في الذكاء والفطنة، قوي الحظ، سريع الإدراك حسن المحاضرة، حلو
المنطق، له رسالة في حقيقة البيع.
مات في شبابه لليلتين خلتا من شوال سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف، كما في تجلى نور.
المفتي محمد بن ضياء الدين البرداوني
الشيخ العالم الفقيه محمد بن ضياء الدين البردواني المفتي محمد راشد، كان من الفقهاء الحنفية، ولد
ونشأ بأرض بنكاله وقرأ العلم في المدرسة العالية وغيرها ثم ولي المولوية بسوبريم كورت المحكمة
النهائية ببلدة كلكته فاستقل بها مدة، ثم ولي الإفتاء بتلك البلدة، وهو الذي صحح الترجمة الفارسية
لهداية الفقه سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف في أيام سر جارج هلرو بارلو الحاكم العام في البلاد
الهندية، في ذلك العصر بأمر جان هربرت هارنكتن الإنكليزي أقضى قضاة الهند، وكانت الترجمة
المذكورة لقاضي القضاة غلام يحيى خان البهاري.
السيد محمد بن عبد العلي الفيض آبادي
الشيخ الفاضل محمد بن عبد العلي الحسيني الشيعي الفيض آبادي: أحد الفقهاء الإمامية، قرأ العلم
على والده وعلى السيد دلدار علي بن معين الحسيني النصير آبادي، ثم قام مقام والده في الخطابة
والإمامة بفيض آباد، وله مصنفات عديدة، كما في تذكرة العلماء.
الشيخ محمد بن عبد الله الغزنوي
الشيخ العالم المحدث محمد بن عبد الله الغزنوي ثم الأمرتسري المجمع على فضله ونبله ودينه
وتقواه لا ينكره إلا من كان في قلبه منه شيء، ولد بقرية صاحبزاده من أعمال غزنة ونشأ بها، وأخذ
عن والده وتفنن عليه بالفضائل، ثم قدم الهند ودخل دهلي، ولازم دروس الشيخ المحدث نذير حسين
الحسيني الدهلوي، وأخذ عنه وفاق الناس في الحديث واشتغل به وسكن بأمرتسر.
وكان رحمه الله ممن أوذى في ذات الله من المخالفين وأخيف في نصر السنة المحضة وهو أكبر من
أن ينبه على سيرته مثلي.
وله حاشية على تفسير جامع البيان قد استحسنها العلماء غاية الاستحسان.
مات في ذي القعدة سنة ست وتسعين ومائتين وألف، كما في تذكرة النبلاء.(7/1083)
الشيخ محمد بن عبد الله السورتي
الشيخ الصالح محمد بن عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن ابن محمد الحسيني
الشافعي الحضرمي السورتي: أحد المشايخ العيدروسية، ولد لسبع خلون من جمادي الأولى سنة
إحدى وسبعين ومائة وألف بمدينة سورت وأخذ عن أبيه وتولى الشياخة بعده واستقل بها ثماني
وخمسين سنة.
مات لثلاث بقين من شعبان سنة ست وخمسين ومائتين وألف بسورت، كما في الحديقة.
القاضي محمد بن عرفان الرامبوري
الشيخ الفاضل محمد بن عرفان الحنفي الرامبوري القاضي محمد خان كان من الفقهاء الحنفية، ولد
ونشأ ببلدة رامبور وقرأ العلم على والده وعلى المفتي شرف الدين وعلى ملا حسن بن غلام مصطفى
اللكهنوي والعلامة عبد العلي ابن نظام الدين، ودرس ببلدته زماناً، ثم سافر إلى طوك فقرأ عليه وزير
الدولة أمير تلك الناحية، وولاه القضاء فسكن ببلدة طوك، ومات بها، وكان غير متعصب في المسائل
الخلافية خلافاً لأخيه القاضي خليل الرحمن، أخبرني بذلك الشيخ محمود حسن الطوكي.
السيد محمد بن عطاء الجونبوري
الشيخ الفاضل محمد بن عطاء الحسيني الجونبوري أحد العلماء الشيعة الإمامية، ولد ونشأ بجونبور،
وقرأ العربية أياماً على السيد علي حسين الكلانبوري، ثم قرأ على نعمة حسين بن ولاية حسين
الجونبوري، وقرأ عليه الكتب الدرسية إلى شرح السلم والرشيدية ثم سافر إلى لكهنؤ وأخذ عن السيد
هادي ومرزا محمد علي والسيد محمد الأمروهوي وعلى أظهر النظام آبادي وأحمد علي المحمد
آبادي والمفتي عباس التستري، ثم تفقه على السيد حسين بن دلدار علي المجتهد اللكهنوي، ثم تقرب
إلى رئيس إمارة محمود آباد وأقام عنده مدة حياته.
مات سنة إحدى وسبعين ومائتين وألف بجونبور، كما في تجلى نور.
مرزا محمد بن عناية أحمد الشيعي الدهلوي
الشيخ الفاضل محمد بن عناية أحمد الشيعي الكشميري الدهلوي أحد العلماء المشهورين، ولد بدهلي
ونشأ بها واشتغل بالعلم من صباه ولازم دروس الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي، فقرأ عليه
الكتب الدرسية ثم تفقه على السيد رحم علي الشيعي الدهلوي، وتطبب على الحكيم شريف بن أكمل
الدهلوي، ولازمه زماناً، ثم تصدى للدرس والإفادة، وفاق أقرانه في الجدل والكلام وصناعة الطب،
وصنف كتابه النزهة رداً على خمسة أبواب من التحفة للشيخ عبد العزيز المذكور، وكان يأنف من
نسبة التلمذ إلى عبد العزيز وينكره.
ومن مصنفاته شرح على الرسالة الوجيزة للعاملي، وقد عزا إليه الكشميري في نجوم السماء، تنبيه
أهل الكمال والإنصاف على اختلال رجال أهل الخلاف وقال: إنه عد فيه رجال الصحاح الستة ممن
يرمي بالكذب والوضع والضعف والخروج والنصب والإرجاء والقول بالقدر، قال: وله رسالة في
تعصبات أهل السنة، وله منتخب لأنساب السمعاني، ومنتخب لكنز العمال للمتقي، لخص فيها الأخبار
التي تدل على إمامة سيدنا علي رضي الله عنه وأولاده وما تدل على مثالب الصحابة ومعايبهم، وله
رسالة في مبحث رؤية الله عز وجل، وعد من مصنفاته كتباً كثيرة كتلخيص فتح الباري شرح
صحيح البخاري لابن حجر وتلخيص إرشاد الساري للقسطلاني وتلخيص الجمع بين الصحيحين
للحميدي وتلخيص جامع الأصول وتلخيص الاستيعاب لابن عبد البر وتلخيص مسند الإمام أحمد بن
حنبل وتلخيص الفتاوي العالمكيرية وتلخيص حلية الأولياء لأبي نعيم وتلخيص تاريخ الرسل والملوك
للطبري وتلخيص الخميس في أحوال النفس النفيس وتلخيص شرح المقاصد للتفتازاني وتلخيص
الملل والنحل للشهرستاني وتلخيص كتاب السياسة والإمامة للدينوري وتلخيص شرح المواقف
للجرجاني وغيرها، قال الكشميري في نجوم السماء: إنه مات سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف،
وقال البدايوني في المختصر: إنه توفي سنة خمس وعشرين ومائتين وألف، ويدل عليه ما أرخ
لوفاته رضي(7/1084)
علي خان الجهان آبادي بقوله: ختم فقه.
مرزا محمد الأخباري اللكهنوي
الشيخ الفاضل مرزا محمد بن كاظم علي بن محمد رضا الشيعي الأخباري اللكهنوي أحد العلماء
المشهورين في عصره، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ وقرأ العلم على والده وعلى السيد حسين بن دلدار
علي الحسيني النقوي النصير آبادي ثم اللكهنوي، وكان مفرط الذكاء، جيد القريحة، حديد الفكر،
واعظاً مذكراً، سافر إلى مشاهد العراق، ومن مصنفاته نور الإسلام لكشف معنى الطعام.
مات لليلة بقيت من رمضان سنة تسع وثمانين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء.
السيد محمد المرتعش الدهلوي
الشيخ الفاضل محمد بن محمد أصغر الحسيني الدهلوي الحكيم محمد المرتعش اللكهنوي، كان من
العلماء المشهورين في الصناعة الطبية، أخذ عن والده ولازمه ملازمة طويلة، ثم تصدر للتدريس،
أخذ عنه الحكيم يعقوب وولده إبراهيم وخلق كثير من العلماء وكان مرتعشاً، ولكنه إذا وضع الأنامل
على شريان المريض وجس نبضه كشف القناع عن دلائل النبض فيدهش القلوب ويسحر الألباب،
ذكره السيد الوالد في مهر جهانتاب.
مات سنة سبع وخمسين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ.
الشيخ محمد بن محمود الكشميري
الشيخ محمد العالم الفقيه محمد بن محمود بن رحمة الله المتقي الكشميري الشيخ محمد أكبر هادي،
كان سبط السيد عبد السلام الاندرابي، ولد سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف، وقرأ العلم على جده
الشيخ رحمة الله وأخذ القراءة والتجويد عن صهره إسحاق، واستفاض عن الشيخ محمد أشرف
الكشميري فيوضاً كثيرة، ثم تصدى للدرس والإفادة، أخذ عنه غير واحد من العلماء.
مات لسبع عشرة خلون من ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف، كما في تاريخ كشمير.
الشيخ محمد الرفيقي الكشميري
الشيخ العالم الصالح محمد بن مصطفى بن معين الرفيقي الكشميري أبو الرضا، كان من كبار
المشايخ الحنفية، ولد سنة أربع وخمسين ومائة وألف بكشمير، وقرأ العلم على خاله نور الهدى وجده
لأمه عبد الله اليسوي، وأخذ الحديث والتصوف عن أبيه وعمه، وقرأ العوارف على صهره أشرف
بن رضا، وله مصنفات في التصوف.
مات يوم الأربعاء لست عشرة خلون من جمادي الآخرة سنة ثمان عشرة ومائتين وألف، كما في
حدائق الحنفية.
خواجه محمد الملكابوري
الشيخ العالم الصالح محمد بن مظفر القرشي الملكابوري، كان من نسل الشيخ محمد بن فضل الله
البرهانبوري، ولد سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف بملكابور، وسافر للعلم، فقرأ على أساتذة
عصره، ورجع إلى ملكابور فدرس وأفاد بها مدة طويلة، ثم قدم كاكوري من أعمال لكهنؤ وأخذ
الطريقة عن الشيخ تقي علي بن تراب علي الكاكوروي القلندر، ولازمه زماناً، ثم رجع إلى بلدته،
ومات لسبع بقين من جمادي الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف، كما في النفحات العنبرية.
الشيخ محمد بن نعمة الله البهلواروي
الشيخ الفقيه محمد بن نعمة الله بن مجيب الله الجعفري البهلواروي أحد المشايخ الأعلام، كان خامس
أبناء والده، ولد لعشر خلون من صفر سنة ثمان وتسعين ومائة وألف ببهلواري، ونشأ بها في نعمة
أبيه، وقرأ على الشيخ أحمدي بن وحيد الحق الجعفري، وأخذ الطريقة عن أبيه ولازمه ملازمة
طويلة، وكان صاحب المواجيد الصادقة.
مات لثلاث خلون من ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف فدفن عند أخيه أبي الحياة، كما
في(7/1085)
مشجرة الشيخ بدر الدين.
الشيخ محمد بن ولي الله الدهلوي
الشيخ العالم المحدث محمد بن ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي أحد رجال العلم والطريقة،
كان أكبر أبناء والده، ولد ونشأ بدهلي ولازم أباه واشتغل عليه وأخذ عنه، وانتقل بعد وفاته إلى
برهانه فسكن بها، ومات سنة ثمان ومائتين وألف فدفن في الجامع الكبير بقرية برهانه.
المفتي محمدي العظيم آبادي
الشيخ العالم الفقيه المفتي محمدي بن المعصوم العظيم آبادي أحد الفقهاء الحنفية، قرأ العلم على
الشيخ أحمدي بن وحيد الحق البهلواروي، ولازمه ملازمة طويلة، ثم ولي الإفتاء، وكان يدرس ويفيد،
أخذ عنه غير واحد من العلماء.
توفي لثلاث بقين من ربيع الأول سنة تسع وستين ومائتين وألف، كما في تاريخ الكملاء.
الشيخ محمد آفاق الدهلوي
الشيخ العالم العارف الفقيه محمد آفاق بن إحسان الله بن محمد أظهر بالظاء المعجمة بن محمد نقي
بالنون بن عبد الأحد العمري الدهلوي كان من ذرية الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام
الطريقة المجددية، ولد سنة ستين ومائة وألف، وأخذ الطريقة عن الشيخ ضياء الله الكشميري، وأخذ
عنه شيخنا المحدث فضل الرحمن بن أهل الله البكري المراد آبادي، وكان مرزوق القبول، سافر إلى
أفغانستان فبايعه زمان شاه ملك كابل وخلق كثير.
مات يوم الأربعاء لسبع خلون من محرم سنة إحدى وخمسين ومائتين وألف بمدينة دهلي.
الشيخ محمد أجمل الإله آبادي
الشيخ العالم الصالح محمد أجمل بن محمد ناصر بن يحيى العباسي الإله آبادي أحد الرجال
المشهورين، ولد ليلة إحدى عشرة خلون من شوال سنة إحدى وستين ومائة وألف ببلدة إله آباد وقرأ
النحو والصرف وبعض كتب المنطق على مولانا فصيح الجونبوري، وقرأ سلم العلوم على مولانا
محمد أسلم، وبعض الكتب على الشيخ ياسين، وبعضها على القاضي مستعد خان الجونبوري، وأخذ
الحديث عن المفتي محمد ناصح مفتي العساكر السلطانية وهو أخذ عن عمه الشيخ فاخر بن يحيى
العباسي، وأخذ الطريقة عن ابن عمه الشيخ قطب الدين بن فاخر، ولما رحل ابن عمه قطب الدين
المذكور إلى الحرمين الشريفين تولى الشياخة مكانه.
وكان كريماً متواضعاً، حسن المحاضرة، كثير الفوائد: مات غرة ذي الحجة سنة ست وثلاثين
ومائتين وألف، كما في ذيل الوفيات.
مولانا محمد أحسن البشاوري
الشيخ الفاضل الكبير محمد أحسن بن محمد صادق بن محمد أشرف الخوشابي البشاوري المعروف
بحافظ دراز، لطول قامته، كان من العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، له مصنفات كثيرة منها
منح الباري شرح صحيح البخاري بالفارسي، ومنها حاشية على شرح السلم للقاضي مبارك، ومنها
حاشية على تتمة أخوند يوسف، وله غير ذلك.
مات سنة ثلاث وستين ومائتين وألف وله إحدى وستون سنة، كما في تاريخ علماء الهند.
الشيخ محمد أحمد اللكهنوي
الشيخ الصالح محمد أحمد بن أنوار الحق بن عبد الحق اللكهنوي أحد المشايخ القادرية، ولد ونشأ
بمدينة لكهنؤ وتفقه على والده وأخذ عنه، وقام مقامه في الإرشاد والتلقين، وكان صالحاً تقياً عفيفاً
متوكلاً قانعاً باليسير.
مات في منتصف صفر سنة تسع وستين ومائتين وألف، كما في آثار الأول.
الحكيم محمد أرشد الدهلوي
الشيخ الفاضل العلامة محمد أرشد بن عبد الشافي خان مسيح الملك الدهلوي المشهور بشفائي خان،
كان(7/1086)
من العلماء المبرزين في المنطق والحكمة أصله من دهلي انتقل منها إلى فيض آباد في أيام
الفترة عند ورود أحمد شاه الدراني فاغتنم قدومه شجاع الدولة وأكرمه غاية الإكرام، له شروح
وتعليقات على الكتب الطبية منها فوائد شفائي شرح موجز القانون ومنها شرح الأسباب والعلامات
ومنها جراحة المعاندين في عدم بقاء جرم الأدوية الغذائية.
ومن فوائده في شرح الموجز:
وكان ممن تفرد بقول الوجود المعتدل الحقيقي في الخارج فقال في ذلك المبحث، والحق عندي هو
خلاف ذلك، ولا أستحي بقول القائلين إنه يخالف الجمهور، بل أستحي عن لومة لائم بأنك خرجت
عن تقرير الحق في متابعة الجمهور، فإن رعاية التقليد في أكثر المواضع يستر الحق، بل يمكن
وجود المعتدل الحقيقي عندنا وإثباته موقوف على مقدمة وهي: أن الثقيل ما يتوجه إلى المركز
والخفيف ما يتوجه إلى المحيط، والطلب لا يكون إلا عند الخروج عن حيز الطبعي، وإذا كان
العنصر في الحيز فلا ينسب إليه الخفة ولا الثقل، ويعلم أيضاً أن الحركة تنعدم بوجود العائق، فإن
الأرضية غالبة على أبداننا، فمن طبائعنا الهبوط إلى المركز لو لم يكن كثافة الأرض عائقة عنا
فكذلك المعتدل الحقيقي مع تساوي ميوله إلى أحياز العناصر يمكن وجوده عندنا، فإن الأرضية
والمائية اللتين فيه مقتضيتان للثقل والهبوط، وكثافة الأرض مانعة عن ذلك وإنا لا نسلم استحالة
اقتضاء الجسمين المختلفين بالحقيقة لمكان واحد لإمكان اقتضاء أحدهما بالطبع والثاني بالقسر،
انتهى.
توفي سنة ثلاثين ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ فدفن بها وله ثمانون سنة، كما في روز روشن.
مولانا محمد أسلم البلكرامي
الشيخ الفاضل محمد أسلم بن غلام حسن الصديقي البلكرامي أحد العلماء المشهورين، كانت له يد
بيضاء في العلوم الأدبية ذكره المفتي ولي الله بن أحمد علي الحسيني في تاريخه، وأثنى على براعته
في الفنون الأدبية ومهارته في اللغة الفارسية، قال: إنه كان شاعراً مجيد الشعر وكان شعره على
منهج القدماء، انتهى.
الحكيم محمد أسلم النصير آبادي
السيد الشريف محمد أسلم النصير آبادي أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ بنصير آباد، قرأ على
علماء بلدته، ثم سافر إلى بلاد أخرى، وأخذ الصناعة الطبية عن الحكيم هداية الله الصفي بوري
ولازمه مدة، وأخذ الطريقة عن السيد خواجه أحمد بن ياسين النصير آبادي، وصرف عمره في
الإفادة والعبادة.
وكان عالماً صالحاً، له مختصر لطيف في الأقرابادين مات سنة ست وسبعين ومائتين وألف.
مولانا محمد أسلم البندوي
الشيخ الفاضل محمد أسلم الحنفي السني البندوي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، قرأ العلم
على العلامة عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي، ولازمه مدة، وأخذ عن غيره من العلماء، له مختصر
المفيد لأبي علي القوشجي في الفوائد الحكمية صنفه سنة 1205، كما في محبوب الألباب.
الحكيم محمد أشرف الكاندهلوي
الشيخ الفاضل محمد أشرف بن إمام الدين البكري الكاندهلوي الحكيم، ولد ونشأ بقرية كاندهله من
أعمال مظفر نكر وقرأ الكتب الدرسية على عمه المفتي إلهي بخش بن شيخ الإسلام الكاندهلوي،
وتطبب عليه وبرع في معرضة النبض، ومن مصنفاته بحر العلاج كتاب في الطب.
مات لثلاث خلون من ربيع الأول سنة سبع وأربعين ومائتين وألف بقرية خانبور من أعمال بلند
شهر.
مولانا محمد أشرف اللكهنوي
الشيخ العالم الكبير محمد أشرف بن نعمة الله بن معظم بن أحمد الصديقي الكشميري ثم اللكهنوي
أحد العلماء المشهورين، ولد بمدينة لكهنؤ وقرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ مخدوم الحسيني
اللكهنوي، وأكثرها على العلامة نور الحق الأنصاري، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه الشيخ ولاية
علي العظيم آبادي(7/1087)
وجمع كثير من العلماء.
ومن مصنفاته الأصول الراسخة وشرحه الدوحة الشامخة وقسطاس الصرف وتفسير القرآن، وله
تذكرة علماء الهند بالعربية ولكنها لم تتم.
مات لسبع عشرة خلون من صفر سنة أربع وأربعين ومائتين وألف.
مولانا محمد أشرف السورتي
الشيخ الفاضل محمد أشرف السورتي الخطاط، قرأ العلم على الشيخ صالح بن خير الدين الهاشمي
السورتي، وأفاد الناس مدة من الزمان، مات لسبع عشرة خلون من شوال سنة اثنتين وسبعين ومائتين
وألف، كما في حقيقة سورت.
المفتي محمد أصغر اللكهنوي
الشيخ الفقيه المفتي محمد أصغر بن المفتي أحمد بن أبي الرحم بن يعقوب بن عبد العزيز
الأنصاري السهالوي اللكهنوي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بلكهنؤ، وحفظ القرآن، وقرأ العلم على
والده وعلى العلامة مبين بن محب الله اللكهنوي، وسلك على قدم آبائه في الإفتاء والتدريس، وعمر
مدرسة جده المرحوم، ولي الإفتاء فاستقل به مدة عمره، وله تعليقات شتى على الكتب الدرسية.
مات يوم السبت لتسع عشرة خلون من رجب سنة خمس وخمسين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ.
مولانا محمد أصغر اللكهنوي
الشيخ الفاضل محمد أصغر بن أكبر علي بن كرم الله الكشميري اللكهنوي أحد العلماء المعروفين
بالفضل، ولد بلكهنؤ، وقرأ النحو والعربية على والده أكبر علي المتوفي سنة اثنتين وستين ومائتين
وألف، وقرأ الميبذي على المفتي نعمة الله وقرأ نور الأنوار على مولانا عبد الوحيد والمطول على
الشيخ خادم أحمد، وقرأ سائر الكتب الدرسية على مولانا عبد الحكيم بن عبد الرب اللكهنوي، وفاق
أقرانه في كثير من العلوم والفنون، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه جمع كثير من العلماء.
مات سنة ست وثمانين ومائتين وألف، كما في ذيل الوفيات.
الحكيم محمد أصغر الدهلوي
الشيخ الفاضل محمد أصغر الحسيني الدهلوي الحكيم، كان من الرجال المشهورين بالفضل والكمال،
درس وأفاد مدة طويلة بدهلي، ثم قدم لكهنؤ وتصدر للتدريس، أخذ عنه ولده السيد محمد المرتعش
ومرزا محمد علي الأصم والحكيم يعقوب، كلهم تخرجوا عليه ونبغوا في الصناعة وصاروا أساتذة
عصرهم.
مات في أوائل القرن الثالث عشر، ذكره السيد الوالد في مهر جهانتاب لعله سمع ذلك من شيخه
الحكيم يعقوب.
الشيخ محمد أعظم الروبري
الشيخ الصالح محمد أعظم الحسيني الترمذي الروبري أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بروبر قرية
جامعة من أعمال أنباله وقرأ العلم على عمه الشيخ محمد سالم وعلى غيره من العلماء، وأخذ الطريقة
عن عمه المذكور، ولازمه مدة مديدة، ثم جلس على مسند الإرشاد، أخذ عنه غير واحد من العلماء
والمشايخ.
مات سنة سبع وعشرين ومائتين وألف بروبر، كما في أنوار العارفين.
المفتي محمد أفضل البهلواروي
الشيخ العالم الفقيه المفتي محمد أفضل بن المرحوم الحنفي البهلواروي أحد الفقهاء الحنفية، ولي
الإفتاء في مصلحة الدائر والسائر وأخذ الطريقة عن الشيخ مجيب الله الهاشمي الجعفري.
مات سنة ثمان عشرة ومائتين وألف، كما في تاريخ الكملاء.(7/1088)
الشيخ محمد أكبر الكشميري
الشيخ الفاضل محمد أكبر الحنفي الكشميري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد
ونشأ بكشمير، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم سافر إلى بمبئ وولي التدريس في المدرسة
المحمدية بالجامع الكبير، فدرس بها ثلاثين سنة، أخذ عنه السيد عبد الفتاح والسيد عماد الدين
والمفتي عبد اللطيف وخلق آخرون.
مات سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء.
الشيخ محمد أكرم الشاهجهانبوري
الشيخ الفاضل محمد أكرم بن محمد جان الحنفي الشاهجهانبوري أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ
بمدينة شاهجهانبور وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء، ثم تصدى للدرس والإفادة ببلدته،
ذكره المفتي ولي الله بن أحمد علي الحسيني في تاريخه، وقال: إنه قدم فرخ آباد فلقيته بالجامع
الكبير بها، انتهى.
الشيخ محمد إمام البهلواروي
الشيخ الصالح محمد إمام بن نعمة الله بن مجيب الله الهاشمي البهلواروي أحد العلماء المبرزين في
المنطق والحكمة، ولد بقرية بهلواري لاثنتي عشرة خلون من جمادي الأولى سنة أربع وتسعين ومائة
وألف، وقرأ العلم على مولانا أحمدي بن وحيد الحق البهلواروي، ثم لازم أباه وأخذ عنه الطريقة،
ودرس وأفاد، أخذ عنه صنوه محمد حسين، وله رسائل في المنطق.
مات لثمان خلون من محرم سنة خمس وخمسين ومائتين وألف كما في مشجرة الشيخ بدر الدين.
السيد محمد أمير الدهلوي
السيد الشريف محمد أمير الدهلوي المشهور ببنجه كش، كان مشهدي الأصل، ولد ونشأ بمدينة
دهلي، وكان طويل القامة، عظيم الجثة، شديد البطش، قوياً ماهراً بالمصارعة والفنون الحربية ولذلك
لقبوه ببنجه كش، ولم يكن له نظير في زمانه في الخط، لقبه السلطان بألماس رقم خان، خرج من
دهلي في الفتنة المشهورة بها سنة ثلاث وسبعين وذهب إلى ألور فقتل بها من يد بعض العسكريين
من الإنكليز سنة أربع وسبعين ومائتين وألف.
الحكيم محمد أنور السورتي
الشيخ الفاضل محمد أنور بن عبد اللطيف بن غلام حسين العظيم آبادي ثم السورتي الكجراتي أحد
العلماء الماهرين في الصناعة الطبية، قرأ العلم على الشيخ عبد الله الحسيني اللاهوري بمدينة
سورت وأخذ الصناعة عن والده ثم قام مقامه في الدرس والإفادة وكان حاذقاً بارعاً في العلوم.
مات لأربع عشرة خلون من ربيع الأول سنة خمس وستين ومائتين وألف بسورت، كما في الحديقة
الأحمدية.
المفتي محمد بركة العظيم آبادي
الشيخ العالم الفقيه المفتي محمد بركة الحنفي العظيم آبادي أحد العلماء المشهورين، قرأ العلم على
مير جمال الدين الفاضل، ثم درس وأفاد مدة عمره، أخذ عنه مولانا عبد الغني بن عبد المغني
البهلواروي وخلق كثير من العلماء.
مات سنة عشرين ومائتين وألف، كما في تاريخ الكملاء.
مولانا محمد بخش الدهلوي
الشيخ الفاضل محمد بخش الحنفي الدهلوي المشهور بتربيت خان، كان من الرجال المشهورين
بمعرفة الفنون الرياضية، أخذ عن الشيخ رفيع الدين بن ولي الله الدهلوي، وكان مفرط الذكاء، جيد
القريحة، أخذ عنه السيد نذير حسين الدهلوي، وقرأ عليه القوشجية وخلاصة الحساب وشرح
الجغميني في الهيئة، وكان يقول: إن له نظراً بالغاً في أسفار القدماء، وكان أبو جده أستاذ الشيخ أحمد
بن عبد الأحد السرهندي، مات وله ثمانون سنة، كما في تذكرة النبلاء(7/1089)
السيد محمد تقي اللكهنوي
الشيخ الفاضل محمد تقي بن الحسين بن دلدار علي الحسيني الشيعي اللكهنوي أحد العلماء
المشهورين بالاجتهاد في مذهب الشيعة الإمامية، ولد لست عشرة خلون من جمادي الأولى سنة أربع
وثلاثين ومائتين وألف بلكهنؤ، واشتغل بالعلم على والده من صباه، وتخرج عليه فأجازه أبوه وعمه
الكبير السيد محمد ابن دلدار علي اللكهنوي، ولقبه أمجد علي شاه اللكهنوي أمير أوده بممتاز العلماء
وولاه التدريس في المدرسة السلطانية.
له مصنفات عديدة منها نخبة الدعوات في الأدعية المأثورة، ومنها العباب في النحو وكتاب الإرشاد
في الرد على من ينكر تأثير الدعاء وحديقة الواعظين ونزهة الواعظين ولمعة الواعظين كلها في
الموعظة، وله رسالة في جواز إمامة من يكون فاسقاً عند نفسه وعادلاً عند المؤمنين، وله رسالة في
فضائل الدعاء وآدابه، وله شرح على تبصرة الحلي في الفقه، كما في تذكرة العلماء للفيض آباي.
وقال علي أكبر الكشميري في سبيكة الذهب: إن له ينابيع الأنوار في تفسير كلام الله الجبار كتاباً
في التفسير، قال: وإنه جد واجتهد في جمع الكتب وتنفيذ الخطب وبنى لها داراً نوراء محفوفة
بروضة حوراء وأسس فيها مسجداً وحسينية يزدحم الشيعة فيها من أول عشرة المحرم بالعزاء
والبكاء والمأتم، قال: وقد جرت بينه وبين عمه السيد محمد بن دلدار علي في حقية المزرعة لجده
مشاجرات ومنافرات بوثوب السعاة وإغراء الدعاة حتى انجرت إلى المحاكمات لا يليق ذكرها في
هذا الكتاب، انتهى.
مات سنة تسع وثمانين ومائتين وألف، فأرخ لموته إسماعيل حسين الشكوه آبادي المنير بقوله ع:
افتاد ستون كعبه فقه.
السيد محمد تقي النصير آبادي
الشيخ الفاضل محمد تقي بن نصير الدين الشريف الحسني النصير آبادي أحد السادة القادة، ولد ونشأ
بنصير آباد قرية جامعة من أعمال رائي بريلي وقرأ العلم على مولانا خواجه أحمد بن ياسين النصير
آبادي، ثم سافر إلى بلاد أخرى، وأخذ عن الشيخ نور الحسن بن أبي الحسن الكاندهلوي، وعن غيره
من العلماء، وله تعليقات على شرح الأصول الأكبرية وعلى أكثر الكتب الدرسية رأيتها بخطه، وكان
رحمه الله غاية في الذكاء والفطنة.
مولانا محمد جميل البرهانبوري
الشيخ العالم الفقيه محمد جميل بن عبد الغفار الحنفي البرهانبوري أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ
ببلدة برهانبور وحفظ القرآن وقرأ المختصرات على أساتذة بلدته، ثم سافر إلى حيدر آباد وقرأ بها
أياماً ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن الشيخ سيد محمد القندهاري والمفتي صدر الدين الدهلوي والشيخ
المسند إسحاق ابن أفضل العمري سبط الشيخ عبد العزيز، ثم سافر إلى لكهنؤ وأخذ عن مرزا حسن
علي الشافعي اللكهنوي، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار ورجع إلى الهند، وولي القضاء ببلدته
برهانبور فتولاه مدة، ثم ذهب إلى حيدر آباد وولي التدريس بها في المدرسة العالية فدرس وأفاد مدة
عمره، أخذ عنه خلق كثير.
مات لسبع بقين من جمادي الأولى سنة أربع وسبعين ومائتين وألف ببلدة حيدر آباد، كما في تاريخ
برهانبور.
مولانا محمد حسن البريلوي
الشيخ الفاضل الكبير محمد حسن بن المفتي أبي الحسن الحنفي القادري البريلوي أحد العلماء
المبرزين في المعقول والمنقول، أخذ عن المفتي شرف الدين الرامبوري وعن غيره من العلماء، وله
شرح بسيط على معراج العلوم لملا حسن، ورسالة مفردة في حقيقة التصديق المسماة بغاية الكلام في
حقيقة التصديق عند الحكماء والإمام وأصل الأصول مختصر مفيد بالفارسي في النحو.(7/1090)
مرزا محمد حسن اللكهنوي
الشيخ الفاضل محمد حسن اللكهنوي الشاعر المشهور المتلقب في الشعر بقتيل، كان أصله من
لاهور وكان من كفار الهنادك، انتقل والده دركاهي مل من لاهور إلى فيض آباد وأسلم ولده هذا على
يد الشيخ محمد باقر الشهيد الشيعي الفيض آبادي وتشيع، وقرأ عليه مدة ثم سافر إلى دهلي، وقرأ
على من بها من العلماء، وأقبل على الشعر إقبالاً كلياً، وتعلم اللغة الفارسية ومهر بها، ثم تقرب إلى
عماد الملك ولبث عنده مدة من الزمان بمدينة كالبي ثم دخل لكهنؤ وأقام بها مدة حياته.
له هفت ضابطه وشجرة الأماني ونهر الفصاحة وجار شربت ودريائي لطافت وإنشاء قتيل وديوان
الشعر كلها بالفارسي، ومن شعره قوله:
ديدم نشسته بر سر راهي قتيل را او داند ودلش كه جه ديد وجرا نشست
مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب.
السيد محمد حسن الأمروهوي
الشيخ الفاضل محمد حسن بن محمد سيادة بن محمد عبادة الحسيني النقوي الأمروهوي أحد علماء
الشيعة، ولد ونشأ ببلدة أمروهه وتفقه على أبيه ولازمه مدة، ثم سار إلى لكهنؤ وأخذ عن السيد محمد
بن دلدار علي المجتهد اللكهنوي وصنوه حسين بن دلدار علي ولازمهما زماناً ثم رجع إلى بلدته، ولما
مات صنوه محمد عسكري بن محمد سيادة تولى الإمامة في الصلوات مكانه سنة تسع وثمانين وصار
المرجع والمقصد في كل باب من أبواب المذهب، وكان حياً سنة 1291هـ.
الشيخ محمد حسن الجعفري
الشيخ الفاضل محمد حسن الجعفري المجهلي شهري، كان من العلماء الصالحين، جعله جهاندار شاه
بن شاه عالم الدهلوي معلماً لولده مرزا خرم بخت فصنف له زبدة النحو رسالة وجيزة بالعربية، ولد
في سنة تسع وثمانين ومائة وألف، ومات لسبع خلون من ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين ومائتين
وألف.
الحكيم محمد حسين الشيرازي
الشيخ الفاضل محمد حسين بن محمد هادي العقيلي الشيعي الشيرازي ثم الهندي المرشد آبادي، كان
من العلماء الماهرين في الصناعة، أخذ عن والده عن محمد تقي الحكيم عن أبيه وعن السيد محمد
هادي العلوي، والعلوي أخذ عن الشيخ محمد مسيح الحكيم المشهور بأرض العراق، وكان والده بن
أخت الحكيم محمد هاشم ابن محمد هادي العلوي المشهور بمعتمد الملوك، فانتفع بكتبه وإفاداته كثيراً،
وانتفع بالسيد محمد علي بن عبد الله اليزدي المرشد آبادي، ولازمه مدة حياته، وكان يمدحه كثيراً في
مصنفاته، وكذلك انتفع بالشيخ محمد علي الأصفهاني الدفين بمدينة بنارس وأخذ عنه.
وله مصنفات كثيرة ممتعة أشهرها مخزن الأدوية في المفردات في مجلد ضخم، ومنها قرابادين كبير
في مجلدين، صنفه سنة خمس وثمانين ومائة وألف، ومنها خلاصة الحكمة مجلد ضخم في الكليات
صنفه سنة خمس وتسعين ومائة وألف، وله رسالة في الجدري والحصبة والحميقاء، ورسالة في أم
الصبيان، ورسالة في العرق المدني، ورسالة في الختان، ورسالة في ذات الجنب للأطفال، ورسالة
في الرد على ما أوردوه على رسالة الشيخ محمد صالح، وله توضيح الرشحات صنفه سنة ست
وثمانين ومائة وألف، ومن شعره قوله:
اكر از تلخ كاميهائي من يكدم بياد آري فرامش ميكني افسانه شيرين وفرهادش
مات سنة خمس ومائتين وألف بمدينة بنارس كما في محبوب الألباب.
السيد محمد حسين الجونبوري
الشيخ الفاضل محمد حسين بن مظهر علي الحسيني الجونبوري، كان من نسل قاضي القضاة حسن(7/1091)
سعيد خان، ولد ونشأ ببلدة جونبور وقرأ النحو والصرف وبعض كتب المنطق والحكمة على مولانا
سخاوة علي الجونبوري، وقرأ سائر الكتب الدرسية على الشيخ محمد شكور بن أمانة علي الجعفري
ثم درس وأفاد واشتغل بالعلم مدة حياته.
مات يوم الجمعة لثلاث خلون من رمضان سنة ست وتسعين ومائتين وألف، كما في تجلى نور.
مولانا محمد حسين المدراسي
الشيخ الفاضل محمد حسين بن نجم الدين القادري المدراسي أحد رجال العلم، كان من ذرية الشيخ
محمد حسين الشهيد البندري بكسر الموحدة ولد بمدراس سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف، وقرأ
المختصرات في النحو والعربية على بدر الدولة، ثم لازم القاضي ارتضا علي الكوباموي وقرأ عليه
عين العلم واللوائح ومشكاة المصابيح والعجب العجاب ومقامات الحريري وبعض الرسائل في
الألغاز، وأخذ الشعر عن أبي سعيد بن أبي الطيب المدراسي وغيره، وبرع في الشعر، فلقبه نواب
محمد غوث الأمير المدراسي بأفضل الشعراء شيرين سخن خان بهادر.
وله مصنفات منها ترجمة مقامات الحريري وميزان الأشعار وأعظم الصناعة في شرح المعميات من
حدائق البلاغة وبحر العجم وبحر المصادر وديوان الشعر الفارسي وكان حياً سنة 1296هـ، كما في
مهر جهانتاب.
الشيخ محمد حسين البهلواروي
الشيخ الفاضل محمد حسين بن نعمة الله بن مجيب الله الهاشمي الجعفري البهلواروي، كان سابع
أبناء والده، ولد بقرية بهلواري لثمان عشرة خلون من محرم سنة ثمان ومائتين وألف، وقرأ العلم
على صنوه الكبير محمد إمام ولازمه مدة، حتى برع وفاق أقرانه في العلم، وتصدى للتدريس، أخذ
عنه غير واحد من العلماء، وسافر للحج والزيارة في آخر عمره، فمات بمكة لثلاث عشرة من شعبان
سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف، كما في مشجرة الشيخ بدر الدين.
السيد محمد حسين الحيدر آبادي
الشيخ الفاضل محمد حسين بن علي نور بن نور محمد البكلوي ثم الحيدر آبادي أحد العلماء
المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ بحدود الهند الشمالية الغربية، وقدم الهند سنة سبع وثلاثين
ومائتين وألف، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم دخل حيدر آباد سنة خمس وخمسين في أيام ناصر
الدولة، فجعله معلماً لولده أفضل الدولة، فأقام بتلك الخدمة ثم ناب الحكم بدار القضاء واستقل به زماناً
صالحاً، مات غرة رمضان سنة أربع وسبعين ومائتين وألف بحيدر آباد، كما في تزك محبوبي.
السيد محمد حسين الجزائري
الشيخ الفاضل محمد حسين بن محمد علي بن محمد حسين بن نور الدين بن نعمة الله الحسيني
الشيعي الجزائري أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد بشيراز غرة محرم سنة سبع ومائتين
وألف ونشأ بها، وقرأ العلم على أساتذة عصره، وكان والده في أرض الهند عند ابن عمه الوزير أبي
القاسم ابن الرضي الجزائري، فاستقدمه إلى حيدر آباد فسافر إليها، ولكنه قدمها بعد وفاة أبيه ووفاة
الوزير المذكور كليهما، فتلقاه منير الملك ختن الوزير وزوجه بإحدى بنات عشيرته، وكلفه الإقامة
عنده فتوطن بحيدر آباد.
وكان عالماً كبيراً بارعاً في العلوم الحكمية حاذقاً في الطب شاعراً مجيد الشعر، ومن شعره قوله:
ويطمع المرء في أن يتركوه سدى ولا يحاسبه رب الورى أبدا
كلا سيأتيه يوم لا مرد له إن لم يمت أمس محسوراً يموت غدا
اصبر على حادثات الدهر منتظرا لروح رب البرايا حسبنا وعدا
واستغن بالعلم والتقوى وكن رجلا لا يرتجي غير رزاق الورى أحدا
ومن مصنفاته مختار الجوامع وديوان الشعر الفارسي، مات لثمان بقين من ذي القعدة سنة سبع(7/1092)
وثمانين ومائتين وألف بحيدر آباد، كما في تزك محبوبي.
الشيخ محمد حسين السندي
الشيخ العالم الكبير محمد حسين بن محمد مراد بن يعقوب الحافظ بن محمود الأنصاري الخزرجي
ثم أحد بني أيوب الأنصاري رضي الله عنه، ولد ونشأ في أرض السند، وقرأ العلم على والده، ثم
هاجر معه إلى أرض العرب، وكان أبوه يلقب بشيخ الإسلام وهو يروي عن الشيخ محمد هاشم بن
عبد الغفور التتوي السندي عن الشيخ عبد القادر بن أبي بكر بن عبد القادر الصديقي نسباً المكي بلداً
مفتي الحنفية بمكة المشرفة عن الشيخ حسن بن علي العجيمي والشيخ عبد الله ابن سالم البصري
والشيخ أحمد النخلي بأسنادهم، وللشيخ محمد حسين أسانيد أخرى، فإنه كان يروى عن السيد سليمان
بن يحيى بن عمر مقبول الأهدل والشيخ محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله المغربي وعن الشيخ
محمد السمان الصوفي المشهور في المدينة المشرفة، وكانت له اليد الطولى في علم الطب ومعرفة
متقنة بالنحو والصرف وفقه الحنفية وأصوله، ومشاركة في سائر العلوم، وله شهرة عظيمة في أرض
العرب.
قال القاضي محمد بن علي الشوكاني في البدر الطالع في ترجمة ابن أخيه محمد عابد صاحب
الحصر الشارد: إن عمه كان مشهوراً بعلم الطب مشاركاً في غيره.
وذكره الشيخ رفيع الدين المراد آبادي في كتابه أخبار الحرمين وقد أدركه بجده سنة اثنتين بعد
الألف والمائتين حيث كان أسس ريحان الوزير لوالده محمد مراد الرباط والمسجد والمسكن وكانت له
خزانة عامرة بالكتب النفيسة، انتهى.
الشيخ محمد حسين السورتي
الشيخ الصالح محمد حسين بن أبي الحسن بن شرف الدين بن فتح الله الحسيني الترمذي السورتي
أحد المشايخ المشهورين في عصره، ولد ونشأ بمدينة سورت وأخذ عن أبيه، وتولى الشياخة بعده،
وكان صالحاً تقياً ديناً متعبداً، مات لثمان عشرة خلون من محرم سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف،
كما في الحديقة الأحمدية.
مرزا محمد ذكي اللكهنوي
الشيخ الفاضل ذكي بن جواد علي الشيعي اللكهنوي المعروف بمرزا حجو، كان من العلماء
المشهورين بمدينة لكهنؤ قرأ العلم على السيد حسين بن دلدار علي المجتهد، وتفقه عليه، ثم تصدى
للتدريس، وكان ورعاً، توفي في حياة شيخه يوم الجمعة لعشر ليال بقين من محرم سنة اثنتين
وسبعين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء.
السيد محمد رضا اللكهنوي
الشيخ الفاضل محمد رضا بن أبي القاسم الطباطبائي الشيعي اللكهنوي أحد الرجال المعروفين في
الإنشاء والتاريخ، نشأ بمدينة لكهنؤ، وصنف بها مظاهر الأديان في التاريخ، مات في آخر القرن
الثالث عشر، كما في محبوب الألباب.
ملا محمد رضا الكشميري
الشيخ الفاضل محمد رضا الشيعي الكشميري ثم اللكهنوي، كان من المتألهين، ذكره علي أكبر في
سبيكة الذهب قال: إنه كان زاهداً مقللاً يعيش بأجرة الطحن وغذاؤه الخبز اليابس بالملح الجريش
وفرشه الحصير العتيق وكان لا يتردد إلى الأغنياء ولا يتركهم يترددون إليه حتى أن يمين الدولة
سعادة علي خان صاحب أوده وفد عليه مرة واستأذن الدخول فلم يرض بحضوره، انتهى.
مرزا محمد رفيع اللكهنوي
الشيخ الفاضل مرزا محمد رفيع الحكيم الشيعي اللكهنوي المعروف بمرزا مغل، كان من العلماء
المبرزين في الفروع والأصول، قرأ العلم على السيد دلدار علي ابن محمد معين النصير آبادي
المجتهد وتفقه عليه، وكان حسن الخط والشعر، وله يد بيضاء في الصناعة الطبية، له مصنفات منها
وسيلة النجاة وزاد(7/1093)
الآخرة ومثير الأحزان وغيرها، كما في تذكرة العلماء.
مات سنة سبع وأربعين ومائتين وألف.
مولانا محمد روشن النارنولي
الشيخ الفاضل محمد روشن الحنفي النارنولي أحد العلماء الحنفية، كان أصله من تاور بالتاء الهندية
انتقل بعض أسلافه منها إلى نارنول لعله ولد ونشأ بها، ثم سافر للعلم فدخل غوث كده ثم دخل
رامبور وقرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ سلام الله بن شيخ الإسلام الدهلوي وعلى مولانا أحمد
خان الرامبوري، وبعضها على غيرهما من العلماء، وكان مفرط الذكاء، قوي الحفظ والإدراك، ذكره
عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه روز نامه.
مولانا محمد سالم الدهلوي
الشيخ الفاضل أبو الخير محمد سالم بن سلام الله بن شيح الإسلام الحنفي البخاري الدهلوي، كان من
ذرية الشيخ المحدث عبد الحق بن سيف الدين البخاري، ولد ونشأ بالهند، وقرأ العلم على أساتذة
عصره، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند، له مصنفات عديدة أشهرها
أصول الإيمان في حب النبي وآله من أهل السعادة والإيقان صلوات الله وسلامه عليه وعليهم
أجمعين، مرتب على مقدمة وخمسة فصول، طبع بدهلي سنة تسع وخمسين في حياة المصنف، كما
في العبقات وله نور الإيمان وله لطائف الأسرار في الرقي والعزائم، وله طريق السالم وترجمة
حزب البحر ورسالة في جواز استماع الغناء، كما في مرآة الحقائق.
مولانا محمد سالم الفتحبوري
الشيخ الفاضل محمد سالم بن العلامة كمال الأنصاري الفتحبوري أحد العلماء المبرزين في المعقول
والمنقول، ولد ونشأ بفتحبور وقرأ العلم على والده ثم ولي التدريس بمدرسة دارا نكر بلدة قريبة من
مراد آباد وأمروهه فدرس بها مدة من الزمان، ثم خرج منها وأقام برهة من الدهر في ناحية بريلي
ومراد آباد ورامبور وعاش عند الأفاغنة ثم جاء إلى فتحبور واعتزل بها وقد ناهز السبعين.
مات لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة أربع وعشرين ومائتين وألف، كما في أغصان الأنساب.
الشيخ محمد سعيد الراهوني
الشيخ الكبير محمد سعيد الجشتي الراهوني أحد المشايخ المشهورين في عصره، أخذ العلم والطريقة
عن الشيخ عليم الله بن عتيق الله الجالندري وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه جمع كثير، وراهون
بالنون المعجمة قرية جامعة من أعمال جالندر.
مات سنة عشرين ومائتين وألف، كما في خزينة الأصفياء.
مولانا محمد سعيد المدراسي
الشيخ العالم الفقيه محمد سعيد الأسلمي المدراسي أحد العلماء المشهورين، ولد بمدراس سنة أربع
وتسعين ومائة وألف، وقرأ العلم وتخرج على ملك العلماء، ودرس وأفاد زماناً، ثم ولي على الوظائف
والإدرارات لأهل الحرمين، ولقبه الأمير بسراج العلماء حافظ محمد أسلم خان بهادر سنة ثلاث
وأربعين ومائتين وألف، ولذلك اشتهر بالأسلمي، فذهب إلى الحجاز ومكث بها زماناً طويلاً، وترجم
هناك التحفة للشيخ عبد العزيز الدهلوي بالعربية لإفادة أهل مكة، وعاد إلى مدراس بعد مدة، وبنى
بيتاً وبستاناً ومقبرة لأجله في نواحي سعيد آباد ثم سار إلى حيدر آباد ثم إلى أورنك آباد وعاد بعد مدة
إلى مدراس ومات بها.
وله مصنفات عديدة منها سفينة النجاة في مجلد كبير في المسائل الخلافية، طالعتها بمدراس عند
تجمل حسين الكوباموي، ومنها تفسير القرآن صنفه في أرذل العمر في أربعة مجلدات بالفارسي.
مات لثمان خلون من ربيع الأول وقيل لإحدى عشرة من محرم سنة إحدى أو اثنتين وسبعين
ومائتين وألف.(7/1094)
نواب محمد سعيد الرامبوري
الأمير الكبير محمد سعيد بن غلام محمد بن فيض الله الرامبوري، كان من الرجال المعروفين بالعقل
والدهاء، ولد ونشأ برامبور، ولما سافر والده للحج أقام بمدينة بنارس مدة، ثم قدم لكهنؤ وأقام بها
زماناً، ثم سافر إلى كلكته وناب الحكم في متصرفية بدايون ولما مات أحمد علي خان الرامبوري ولم
يخلف أحداً يتولى الإمارة استقدمة الإنكليز إلى رامبور فولي الإمارة بها سنة أربعين ومائتين وألف.
وكان رجلاً فاضلاً ماهراً بالفروسية والرمي والفنون السياسية مشاركاً في الطب، أخذ من مرزا
محمد علي اللكهنوي الحكيم، مات لثلاث عشرة خلون من رجب سنة إحدى وسبعين ومائتين وألف،
كما في ياد كار انتخاب.
مولانا محمد سليم الجونبوري
الشيخ الفاضل محمد سليم بن محمد عطاء الجعفري الجونبوري أحد العلماء المبرزين في العلوم
الأدبية، ولد سنة اثنتين وعشرين ومائتين وألف ببلدة مجهلي شهر ونشأ بها، وقرأ العربية على
المفتي علي كبير بن علي محمد ثم لازم القاضي محمد شكور بن أمانة علي، وقرأ عليه أكثر الكتب
الدرسية، وقرأ بعضها على مولانا رحمة الله الكابلي، ثم ولي القضاء وتدرج إلى الصدارة، وكان ذلك
منتهى آمال أهل الهند في عصره في الدولة الإنكليزية.
ومن مصنفاته رقية السليم في الحديث وحاشية على شرح الجغميني في الهيئة وهفوات الإلحاد في
الأدب، ورسالة في الجبر والمقابلة وميزان الوافي في علمي العروض والقوافي ورسالة في تحقيق
الشهور وجونبور نامه في التاريخ، وله ديوان الشعر الفارسي وأبيات كثيرة بالعربية.
توفي في أول ليلة من جمادي الأولى سنة ست وستين ومائتين وألف ببلدة أعظمكده وله أربع
وأربعون سنة، كما في تجلى نور.
السيد محمد سيادة الأمروهوي
الشيخ الفاضل محمد سيادة بن محمد عبادة الحسيني النقوي الأمروهوي أحد العلماء الشيعة، ولد
ونشأ بأمروهه، وقرأ العلم على أبيه، وتفقه عليه، ولازمه ملازمة طويلة، ثم سافر إلى لكهنؤ ولازم
السيد محمد بن دلدار علي المجتهد اللكهنوي، وأخذ عنه الفقه والكلام وأصول الفقه وسائر العلوم،
عقلياً كان أو نقلياً، حتى صار أبدع أبناء عصره في الفقه والأصول، ورجع إلى بلدته وتولى الإمامة
للصلوات المفروضة بأمروهه مقام والده وصار المرجع والمقصد لأهل المدينة في الفتيا والتدريس.
مات سنة خمس وستين ومائتين وألف بأمروهه، كما في تاريخ أصغري.
الشيخ محمد شاكر السورتي
الشيخ الفاضل محمد شاكر الحنفي السورتي أحد الفقهاء المعروفين، أخذ عن الشيخ عبد الله الحسيني
اللاهوري بمدينة سورت ودرس وأفاد مدة عمره، مات لإحدى عشرة خلون من ذي القعدة سنة
أربعين ومائتين وألف بسورت، كما في الحديقة الأحمدية.
مولانا محمد شكور المجهلي شهري
الشيخ الفاضل الكبير محمد شكور بن أمانة علي الجعفري الهاشمي المجهلي شهري أحد العلماء
المشهورين في الدرس والإفادة، كان من نسل جعفر الطيار ابن عم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحبه
وصاحبه، ولد سنة إحدى عشرة ومائتين وألف، واشتغل بالعلم على جده لأمه الشيخ علي محمد، وقرأ
عليه الكتب الدرسية، ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن العلامة رشيد الدين الكشميري والشيخ عبد الحي
البكري البرهانبوري والشيخ رفيع الدين وصنوه الشيخ الكبير عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي، وأخذ
بعض الفنون الحكمية عن الشيخ فضل إمام الخير آبادي ثم ولي الإفتاء وتدرج إلى الصدارة فاستقام
على تلك الخدمة خمساً وعشرين سنة، واعتزل عنها سنة ستين ومائتين وألف وتمتع بمعاش تقاعد
أربعين سنة، وأخذ من الحكومة الإنكليزية ستاً وتسعين ألف ربية تقريباً وهذا نادر جداً،(7/1095)
وسافر إلى
الحرمين الشريفين في آخر عمره فحج وزار، وأخذ عن السيد محمد حسين الحنفي مفتي مكة المباركة
وكان من أصحاب الطحطاوي.
وله شرح على المقامات الهندية وحل أبحاث الفرائد وشرح على كنز الدقائق في الفقه، وله ترجمة
طوطي نامه للنخشبي، وكلها بالعربية.
مات لليلة بقيت من شوال سنة ثلاثمائة وألف ببلدة مجهلي شهر، كما في تجلى نور.
مولانا محمد طه النصير آبادي
الشيخ الفاضل محمد طه بن زين العابدين بن نور الدين الحسني الحسيني النصير آبادي البريلوي
أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بنصير آباد وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدرسية على الشيخ عبد
الحكيم اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، ثم سافر إلى ناكور إلى جدي السيد عبد العلي، وكان من
بني أعمامه فلازمه مدة حياته.
وكان زاهداً متقللاً قانعاً باليسير مع العمل الكثير، أخذ عنه السيد الوالد وقرأ عليه ترجمة القرآن
ورسائل النحو والمنطق.
مات سنة أربع وسبعين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب.
مولانا محمد ظاهر البريلوي
الشيخ العالم الكبير محمد ظاهر بن غلام جيلاني بن محمد واضح بن محمد صابر ابن آية الله بن
علم الله الحسني الحسيني البريلوي أحد العلماء الربانيين، ولد ببلدة رائي بريلي في زاوية جده علم
الله سنة ثمان وتسعين ومائة وألف، واشتغل بالعلم على عمه قطب الهدى ولازمه مدة، وقرأ بعض
الكتب على مولانا ذي الفقار علي الديوي، ثم سافر إلى لكهنؤ وأخذ عن الشيخ عبد الجامع
السيدنبوري، وتطبب على بعض الأطباء المشهورين، ثم رجع إلى بلدته وأخذ الطريقة عن السيد
الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، وكان من بني أعمامه وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج
وزار، ورجع إلى الهند، وتصدر للإرشاد.
وكان ورعاً تقياً ذا مهابة وخلق حسن وتواضع، سليم العقل، فصيح اللسان يحترمه الناس لما اشتمل
عليه من حسن الصورة وحلو المنطق وعذوبة المحاضرة، لم يزل مشتغلاً بالوعظ والخطابة
والتدريس والإفتاء وفصل الخصومات من غير أن ينصبه السلطة وكان ذلك مع الفضل والدين
والرزانة.
وكانت له ملكة راسخة في قرض الشعر ينشئ بكمال الفصاحة والحلاوة لا سيما في الهندية الخالصة
عن خلط الألفاظ العربية والفارسية يقال له بهاكا وعلى كلامه رونق القبول، وقد جمع السيد الوالد
جملة صالحة من ذلك في كتابه مهر جهانتاب وهو جد سيدي الوالد رحمه الله من جهة الأم.
وله مصنفات منها تحريم الحرام في تفسير قوله تعالى "وما أهل لغير الله به"، ومنها قاطع البدعة،
ومنها خير المسالك في السلوك، ومنها رسالة في مبحث وحدة الوجود، وله ديوان الشعر الهندي.
مات سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف ببلدة رائي بريلي بمرض الفالج وقبره مشهور ظاهر بمقبرة
أسلافه.
العلامة محمد عابد السندي
الشيخ الامام العالم المحدث الفقيه محمد عابد بن أحمد علي بن محمد مراد بن يعقوب الحافظ بن
محمود الأنصاري الخزرجي ثم أحد بني أيوب الأنصاري رضي الله عنه، ولد ببلدة سيون بلدة على
شاطئ النهر شمالي حيدر آباد السند هاجر جده مع رهطه إلى أرض العرب وكان يلقب بشيخ الاسلام
وكان من أهل العلم والصلاح، فتوفي عمه في الحديدة وأبوه بجده، فقرأ الشيخ محمد عابد أكثر ما قرأ
على عمه محمد حسين بن محمد مراد ثم على علماء اليمن والحجاز، أجلهم السيد العلامة عبد الرحمن
بن سليمان بن يحيى بن عمر الأهدل والشيخ يوسف بن محمد بن العلاء المزجاجي والشيخ محمد
طاهر سنبل والمفتي عبد الملك القلعي والشيخ صالح بن محمد العمري الفلاني، وكان أكثر مقام
الشيخ بزبيد، دارة باليمن معروفة حتى عد من أهلها ودخل صنعاء اليمن فألقى بها رحله، ولبث فيهم
برهة من عمره يتطبب(7/1096)
لامامهم، وتزوج بنت وزيره، وذهب مرة بطريق السفارة من قبل إمام صنعاء
إلى مصر بهدية منه أرسلها على يديه إلى واليها، وكان هذا هو سبب المعرفة بينه وبين والي مصر
ووقوفه على بعض فضله وإشرافه على شيء من عظم شأنه، وكان شديد التحنن إلى ربوع طابة
عظيم التشوق إلى شذاها، فجاء مرة ليلقي بها جراناً، ويتخذ من أهلها جبراناً، فنزل فيهم يحبوهم
وينحلهم مما أعطاه الله سبحانه، ويقوم الأود منهم بنصحه ويسد الثلمة منه بوعظه، فكان الناس نقموا
منه هذه الخصلة، فقاموا عليه وكالبوه ورموه عن قوس واحدة، فقوض خباءه من فنائهم، وارتحل إلى
حيث وجهه مولاه وأشد من ذلك بلاءاً ما أبلاه الله به في الحديدة وذلك أنه حين كان بها أمر قاضيها
السيد حسين بن علي الحازمي، وكان يشايع الزيدية بعد ما خالف الشريف حمود بن محمد علي أهل
نجد سنة أربع وعشرين ومائتين وألف أن يزيد أهلها قول حي على خير العمل في ندائهم للصلوات
ويدعوا ما توارثوه من السلف في أذان الفجر من قولهم الصلاة خير من النوم فإنه كان يراها بدعة
إنما أحدثها عمر رضي الله عنه في إمرته، ولما رأى القاضي من امتناع الناس من ذلك الذي كان
يسوله ويدعوهم إليه اشتد باطله فسطا على الناس وحبس أربعين نفساً من الحنفية الذين كانوا بها
مكبولين في قيود من حديد، وكان الشيخ ممن حبسهم وقيدهم فلم يقصر من عدوانه عليه دون أن زاده
أذى، فجعل في رقبته ورقاب من يلوذ به من خويصة أهله أغلالاً، وأقامهم في الحبس ستة أيام، ثم
أخرجهم بأسرهم وخلى سبيلهم غير الشيخ فإنه أمر بضربه فضرب على ذلك، ثم نفاه من الحديدة ثم
أنه عاود مرة أرض قومه فدخل نواري من بلاد السند وأقام بها ليالي معدودات، ثم هزه الشوق إلى
بلاد العرب، فعطف إليها عنانه، ثم رزقه الله تعالى العود إلى المدينة، وأقام بها في غاية ما يكون من
العز، وولي رئاسة علمائها من قبل والي مصر، ولم يزل مجتهداً في العبادة وإقامة السنن والصبر
على الجفاء ونصح الأمة وخفض جناحه عليهم ونشر علومه حتى لقي الله عز وجل، كما في اليانع
الجني.
وقال القاضي محمد بن علي الشوكاني في البدر الطالع: إنه خرج إلى بندر الحديدة مع عمه وكان
عمه مشهوراً بعلم الطب مشاركاً في غيره، وصاحب الترجمة له اليد الطولى في علم الطب ومعرفة
متقنة بالنحو والصرف وفقه الحنفية وأصوله، ومشاركة في سائر العلوم، وفهم صحيح سريع، طلبه
خليفة العصر مولانا الإمام المنصور بالله إلى حضرته العلية من الحديدة لاشتهاره بعلم الطب، فوصل
الحضرة وانتفع جماعة من الناس بأدويته، وكان وصوله إلى صنعاء سنة 1213هـ وتردد إلي، وقرأ
علي في هداية الأبهري وشرحها للميبذي في الحكمة الإلهية، فكان يفهم ذلك فهماً جيداً مع كون
الكتاب وشرحه في غاية الدقة والخفاء، بحيث كان يحضر حال القراءة جماعة من أعيان العلماء
العارفين بعدة فنون فلا يفهمون غالب ذلك، ثم عاد إلى الحديدة في شهر شوال من تلك السنة بعد أن
أحسن إليه الخليفة وقرر له معلوماً نافعاً، وكساه ونال من فائض عطاه، ثم تكرر وفوده إلى صنعاء
مرة بعد مرة في أيام الإمام المنصور كما ذكرنا، ثم في أيام الإمام المتوكل، ثم في أيام مولانا الإمام
المهدي، وأرسله إلى مصر إلى الباشا محمد علي بهديته منها فيل، وكان ذلك سنة 1232هـ ورجع
وأخبرنا باندراس العلم في الديار المصرية وأنه لم يبق إلا التقليد أو التصوف، انتهى.
وقال الشيخ محسن بن يحيى الترهتي في اليانع الجني: إنه كان من أحسن الناس هدياً وسمتاً في
زمانه، خلف من مصنفاته كتباً مبسوطة ومختصرة نافعة مفيدة، فمنها كتابه المواهب اللطيفة على
مسند الإمام أبي حنيفة اقتصر فيه على رواية الحصكفي، ومنها كتابه طوالع الأنوار على الدر
المختار حافل جداً، استوفى فيه غالب فروع مذهب أصحابه، واستوعب مسائل الواقعات والفتاوي،
ومنها كتابه شرح تيسير الوصول لابن الديبع الحافظ الشيباني، بلغ منه إلى كتاب الحدود من حرف
الحاء، وله كتاب مبسوط في الأسانيد المسمى بحصر الشارد في أسانيد محمد عابد أتمه في بندر مخا
في شهر رجب سنة 1240هـ، وقيل له شرح على بلوغ المرام لابن حجر الحافظ العسقلاني غير أنه
لم يكمله، ومن صالحاته الباقيات ما وقفه من كتبه المستجادات من سائر الفنون وهي على(7/1097)
كثرتها
نزهة لعيون الناظرين قد نفع الله بها كثيراً ممن أراده بالنفع، انتهى.
وله أبيات رائقة رقيقة منها قوله مخمساً أبيات بعض أئمة اليمن نقلتها عن بحر النفائس:
يا من يحل وثاق أرباب الهوى أشجى فؤادي ما لقيت من الجوى
وحشاشة ذابت وصبري قد هوى وحمامة غنت على فنن اللوى
فغدا يسيل دمي من الآماق
يا ما أحيلاه بعود زمرد باتت تجس عليه كل ملذذ
وتميس عجباً فوقه بتلذذ تشدو وقد خلصت من القفص الذي
قد قيدت فيه عن الإطلاق
فشفت بهاتيك اللحون عليلها ورثت بمهجة مبتلي يرثى لها
مذ رجعت في مسمعي تعليلها ناديتها لما سمعت هديلها
يا ذات طوق نحن في الأطواق
قالت تسليني كلاماً في الحلى فاصبر لتنظر لطف مولاك العلي
فأجبتها والجفن من دمعي ملى لي منك ما بك يا حمامة فاسألي
من حل قيدك أن يحل وثاقي
توفي يوم الإثنين لسبع عشرة خلون من شهر ربيع الأول سنة سبع وخمسين ومائتين وألف ودفن
بالبقيع قبالة باب عثمان بن عفان رضي الله عنه.
القاضي محمد عاقل السندي
الشيخ العالم الصالح محمد عاقل بن محمد شريف بن محمد يعقوب بن نور محمد ابن محمد زكريا
العمري السندي أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بكوت متهن قرية جامعة من بلاد السند وحفظ القرآن
وجوده ثم اشتغل بالعلم على والده، وقرأ الكتب الدرسية قراءة تدبر وإتقان، ثم أسس مدرسة عظيمة
بقرية كوت متهن واشتغل بالدرس والإفادة مدة طويلة، ثم لازم الشيخ نور محمد الجشتي المهاروني،
وأخذ عنه الطريقة، وصار من كبار المشايخ في حياة شيخه أخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ.
وكان رحمه الله كثير العبادة، شديد المجاهدة، قليل الوجد والسماع، مات لثمان خلون من رجب سنة
ثلاثين ومائتين وألف، فأرخ لوفاته بعض أصحابه من قوله:
روز هشتم بود از ماه رجب
السيد محمد عبادة الأمروهوي
الشيخ الفاضل محمد عبادة بن محمد نجابة الحسيني الشيعي الأمروهوي أحد العلماء المشهورين، ولد
ونشأ بأمروهه، وسافر للعلم، فقرأ على السيد دلدار علي بن محمد معين الحسيني النقوي النصير
آبادي، وتفقه عليه، ثم رجع إلى بلدته وتولى الإمامة في الصلوات الخمس، أخذ عنه ولده محمد سيادة
وخلق آخرون.
الحكيم محمد عسكري الأمروهوي
الشيخ الفاضل محمد عسكري بن بخش الله الحنفي الأمروهوي الحكيم الحاذق كان من ذرية الشيخ
عبد الله الحسيني الأمروهوي، ولد ونشأ بأمروهه وأخذ عن أبيه وعن غيره من العلماء، ثم سار إلى
معسكر الأمير نواب مير خان فجعله طبيباً خاصاً له، فدار معه في البلاد، ثم سكن ببلدة طوك
وحصل له القبول العظيم.
مات بها فنقلوا جسده إلى أمروهه ودفنوه بها سنة خمسين ومائتين وألف، فأرخ لموته بعض أصحابه
ع:
رفت بر آسمان مسيح زمان
السيد محمد عسكري اللكهنوي
الشيخ الفاضل محمد عسكري بن محمد شاه بن(7/1098)
محمد بن دلدار علي الحسيني النقوي الشيعي
اللكهنوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ وقرأ العلم على عمه
مرتضى بن محمد وعلى عم أبيه السيد حسين بن دلدار علي، ولازمهما مدة من الزمان، حتى برع
وفاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون.
مات سنة تسع وثمانين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء.
السيد محمد عسكري الأمروهوي
الشيخ الفاضل محمد عسكري بن محمد سيادة بن محمد عبادة الحسيني النقوي الأمروهوي أحد
علماء الشيعة، ولد ونشأ بأمروهه، وتفقه على والده ثم سار إلى لكهنؤ، وأخذ عن السيد محمد بن
دلدار علي المجتهد اللكهنوي، وصنوه حسين بن دلدار علي، ثم رجع إلى بلدته، وتولى الإمامة في
الصلوات بعد والده بأمروهه، وصار المرجع والمقصد في الفتيا والتدريس.
مات بأمروهه سنة تسع وثمانين ومائتين وألف، فأرخ لموته بعض الناس من أهل بلدته من قوله ع:
بجنان بقرب خدا رسيد
مولانا محمد عظيم البيشاوري
الشيخ العالم الفقيه محمد عظيم البيشاوري أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ ببلدة بيشاور وقرأ العلم
واشتغل بالموعظة والتذكير، حتى ظهر فضله بين العلماء المذكرين، وكان يعظ في اللغات المتنوعة
كالفارسية والأفغانية، فيأخذ بمجامع القلوب.
مات سنة خمس وسبعين ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية.
مرزا محمد علي اللكهنوي
الشيخ الفاضل محمد علي بن جواد علي الشيعي اللكهنوي أحد العلماء المشهورين في العلوم
الحكمية، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، وقرأ الكتب الدرسية على مولانا عبد الحكيم بن عبد الرب والشيخ
تراب علي بن شجاعة علي الحنفي اللكهنوي، ثم تفقه على السيد حسين بن دلدار علي المجتهد
الشيعي النصير آبادي، وأخذ الحديث عنه، وحصلت له الإجازة عن السيد محمد بن دلدار علي أيضاً،
ثم تقرب إلى واجد علي شاه، وسافر معه إلى كلكته واختص بامامته في الصلوات.
مات بكلكته لأربع خلون من شعبان سنة سبع وثمانين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء.
مولانا محمد علي الرامبوري
الشيخ الفاضل محمد علي بن ملا خواص الأفغاني الرامبوري، كان من العلماء المبرزين في العلوم
الحكمية، ذكره عبد القادر في كتابه روز نامه قال: كانت مباحث الأمور العامة وما يعم الأجسام على
لسانه، وكذلك مباحث السيد الزاهد في حواشيه ومباحث شروح السلم، انتهى.
مولانا محمد علي اللكهنوي
الشيخ العالم المحدث محمد علي بن عبد العزيز بن حميد الحق بن بشير الحق الكوركهبوري ثم
اللكهنوي أحد العلماء الصالحين، كان من نسل القاضي حبيب الله العثماني الكهوسوي الكوركهبوري،
ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على مرزا حسن علي المحدث، وأخذ الحديث عنه ثم تصدر
للتدريس، أخذ عنه عبد العزيز بن أحمد الكشميري وعبد الغفار بن عالم علي الكانبوري وخلق
آخرون، وله نور العينين في أخبار سيد الكونين.
مات في سلخ شوال سنة سبع وستين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ أخبرني بها حامد علي الكاتب أحد
سلائل الشيخ محمد علي.
مولانا محمد علي البهيروي
الشيخ العالم الصالح محمد علي بن عبد الحكيم بن أبي الغوث الحنفي الصوفي البهيروي أحد الفقهاء
المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ في بهيره بكسر الموحدة قرية جامعة من أعمال أعظم كده
وقرأ العلم بها على أساتذة عصره، ثم سافر إلى مدراس، وأخذ عن ملك العلماء عبد العلي بن نظام(7/1099)
الدين اللكهنوي، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وأقام بالمدينة المشرفة ثلاث سنوات
وأخذ الحديث عن مشايخ الحرمين، ولازمهم مدة، ثم رجع إلى الهند، ودخل بلدته بعد ثلاث وعشرين
سنة فلازم بيته وقنع بالوظيفة التي كانت تحصل له من أمير مدراس.
مولانا محمد علي الطوكي
السيد الشريف محمد علي بن عبد السبحان بن عثمان بن نور بن هدى بن السيد علم الله النصير
آبادي البريلوي ثم الطوكي، كان ابن أخت السيد الإمام المجاهد أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، ولد
سنة خمس وتسعين ومائة وألف ببلدة رائي بريلي وتلقى العلم حيث ما أمكن له ببلدته، ثم دخل لكهنؤ
وأخذ عن من بها من العلماء، وبايع خاله المذكور، وكان أكبر منه سناً وهو أول من بايعه ورافقه في
سفر الحج وسافر معه إلى الحدود الشمالية الغربية، وأقام ببلدة طوك عند أميرها وزير الدولة.
وكان زاهداً متقللاً قانعاً باليسير شاعراً مجيد الشعر، له جلاء العيون في سير النبي الأمين المأمون
منظومة جيدة في السير، وله منظومة في حلية النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وباغ رحمت منظومة في
الموعظة ومخزن أحمدي كتاب له في أخبار شيخه، كلها بالفارسية.
مات لأربع خلون من ذي الحجة سنة ست وستين ومائتين وألف ببلدة طوك، كما في سيرة السادات
للسيد الوالد.
مولانا محمد علي الرامبوري
الشيخ العالم الكبير المحدث محمد علي بن عناية علي بن فضل علي الحسيني النقوي الدهلوي ثم
الرامبوري، كان شقيق العلامة حيدر علي وصنوه الصغير وتلوه في العلم والعمل، أخذ الطريقة عن
السيد الإمام المجاهد أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، ولازمه مدة من الزمان، فاستخلفه السيد ووجهه
إلى مدراس، فسار إليها واشتغل بالإرشاد والموعظة، وكان في تذكيره تأثير عجيب، تاب على يده
الكريمة ألوف من الرجال والنساء، وأنابوا إلى الله سبحانه، ورفضوا البدع والأهواء، حتى نهض
زعماء البدعة ودعاتها إلى خصامه، وكفروه وأحرقوا تقوية الإيمان للشيخ إسماعيل بن عبد الغني
الدهلوي، فثارت الفتنة العظيمة، وكان جمال الدين بن علاء الدين اللكهنوي رأس تلك الفتنة العادية،
كفره وسعى إلى الحكام فأمروا بجلائه من مدراس، حتى خرج منه واستخلف خان عالم المدراسي من
بعده بمدراس.
وهو ممن أخذ عنه جدي السيد عبد العلي النصير آبادي الحديث وأسند عنه، مات سنة ثمان
وخمسين ومائتين وألف.
الحكيم محمد علي اللكهنوي
الشيخ الفاضل المعمر محمد علي بن غلام نبي العطار الشيعي اللكهنوي المعروف بحكيم نبا بالنون
وتشديد الموحدة، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على الشيخ نور الحق الحنفي اللكهنوي وعلى غيره
من العلماء، ثم أعطاه والده صحيفة جمع فيها ما وجد من مركبات الأدوية ومفرداتها للحكيم مرزا
علي خان والحكيم محمد علي الأصم وغيرهما، فاشتغل بمطالعتها مع انهماكه في مطالعة كتب الطب
بجزئيه العلمي والعملي واجتهد في ذلك، وتصدى للدرس والمداواة وصرف عمره في ذلك، أخذ عنه
الشيخ نور كريم القدوائي وخلق كثير من العلماء، أدركه السيد الوالد سنة خمس وثمانين ببلدة لكهنؤ،
وكان إذ ذاك قد أربى على التسعين وقد اختلط.
الشيخ محمد علي السندي
الشيخ العالم الصالح محمد علي بن محمد مراد الخزرجي السندي ثم أحد بني أيوب الأنصاري
رضي الله عنه، ولد ونشأ باقليم السند وأخذ عن أبيه ثم انتقل معه إلى أرض العرب، وسكن بجده
حيث(7/1100)
كان أسس لوالده ريحان الوزير المسجد والرباط، أدركه رفيع الدين المراد آبادي وذكره في
كتابه أخبار الحرمين قال: إنه مات بعد الحج في أول شهر المحرم، انتهى، لعله مات سنة اثنتين بعد
الألف والمائتين.
مرزا محمد علي الأصم اللكهنوي
الشيخ الفاضل العلامة محمد علي الأصم اللكهنوي الحكيم المشهور، كان من كبار العلماء لم يكن في
زمانه أعلم منه وأبصر في الفنون العلمية والعملية، أخذ الصناعة عن السيد محمد أصغر الحسيني
الدهلوي وتطبب عليه مدة ثم تصدر للتدريس والإفادة ببلدة لكهنؤ وانتهت إليه رئاسة الطب.
وكان لا يبالي بالأمير والوزير في أمر العلاج، حتى إن الملك القاهر نصير الدين حيدر اللكهنوي
مرض ذات يوم ورجع إليه فأمره بالدواء والحمية، ثم أحس أن الملك خالفه في الحمية، فترك العلاج
واعتزل في بيته، فاستعان الملك بغيره من الأطباء فبذلوا جهدهم في مداواته فلم يبرأ فبعث الملك
رسولاً إليه ليأتي به، فأبى أن يذهب إليه، فأرسل إليه رجلاً من ندمائه ثم بعث إليه الوزير وهو يأبى
كل مرة، فبعث إليه وقال: لم يبق أحد إلا أنا فإن أبيت أتجشم صعوبة القدوم إلى بيتك مع شدة
المرض! فقال الأصم: إن الملك له سلطة على أجسام الناس ولي سلطة على قلوبهم وإني إن جلست
في الصحراء يجتمع الناس لدي ويخضعون لي، ثم ذهب وداواه فبرئ.
ومن مآثره الجميلة: أنه كان يعتني بالفقراء أشد اعتناء، ويؤقر الطلبة ويقربهم، ويبذل عليهم كل ما
يحصل له من الأموال الوافرة، وكان لا يغيب عن أوقات الدرس وإن طلبه الملوك والأمراء، ذكره
السيد الوالد في مهر جهانتاب، وله رسالة في حل المسائل الطبية المذكورة في مباحث الأطباء للحكيم
درويش محمد الرامبوري.
مات يوم الخميس لست خلون من ذي الحجة سنة اثنتين وستين ومائتين وألف وله ست وثمانون
سنة، فأرخ لوفاته السيد علي أوسط اللكهنوي بقوله ع:
افسوس طبيب هاي حاذق افسوس
وبقوله ع:
طبيبي بي نظيري بوده هي هي
مولانا محمد علي السندي
الشيخ العالم الصالح محمد علي السندي أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بأرض السند، وسافر إلى
بشاور ولاهور وبلاد أخرى للعلم فقرأ على أساتذة عصره وانقطع إلى الزهد والعبادة، وصلى صلاة
الفجر من وضوء العشاء ستاً وثلاثين سنة، ولكنه لم يفتح عليه أبواب الكشف والشهود مع تلك
المجاهدة فلازم الشيخ سليمان التونسوي، وأخذ عنه الطريقة وسكن بقرية مكهده على شاطئ نهر
السند وصرف عمره في الدرس والإفادة.
مات لليلة بقيت من رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائتين وألف، كما في روز روشن.
الشيخ محمد علي الكشميري
الشيخ الفاضل محمد علي الشيعي الكشميري ثم الفيض آبادي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ
بكشمير، وقرأ العلم على عبد الحكيم الكشميري، ثم قدم فيض آباد واستوطن بها، له رسالة في فضل
الصلاة بالجماعة، وهو أول من حرض أمراء الشيعة على إقامة الجمع والجماعات على مذهب
الشيعة الإمامية، مات بفيض آباد ودفن بها.
مرزا محمد علي اللكهنوي
الشيخ الفاضل محمد علي الشيعي اللكهنوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، قرأ على السيد
دلدار علي بن محمد معين النصير آبادي المجتهد ثم سافر إلى العراق فزار مشاهد الأئمة، ثم رحل
إلى مكة المباركة للحج، كما في تذكرة العلماء.
مرزا محمد علي العظيم آبادي
الشيخ الفاضل محمد علي بن إبراهيم العظيم آبادي المشهور بالمحمدي كان من العلماء المشهورين
في(7/1101)
العلوم الحكمية، ولد ونشأ بعظيم آباد، وقرأ العلم على أساتذة بلدته، واشتغل بالدرس والإفادة مدة
من الدهر، ثم هاجر بلدته لخصومة كانت بينه وبين زوجته، فدخل مظفر بور وتزوج بها في إحدى
العائلات الكريمة، ولبث بها عشرين سنة.
الشيخ محمد علي العظيم آبادي
الشيخ الفاضل محمد علي العظيم آبادي المشهور بآغائي صاحب، قرأ العلم على عمه القاضي عباس
علي الكلكتوي، ثم تصدر للدرس والإفادة، أخذ عنه جمع كثير، مات يوم الأربعاء لسبع خلون من
شعبان سنة سبع وثمانين ومائتين وألف، كما في قسطاس البلاغة.
مولانا محمد علي الصدربوري
الشيخ الفاضل محمد علي بن رمضان علي الصدر بوري المليح آبادي أحد العلماء الصالحين، ولد
في بضع وعشرين ومائتين وألف، وقرأ العلم على مرزا حسن علي الشافعي اللكهنوي وعلى غيره
من العلماء، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ بشارة الله البهرائجي، ورحل إلى طوك سنة ثمان وخمسين
ومائتين وألف فتقرب إلى وزير الدولة أمير تلك الناحية.
وله مصنفات منها: آثار محشر منظومة في آثار القيامة ووقائع أحمدي في أخبار سيدنا الإمام الشهيد
أحمد بن عرفان البريلوي وتحفة الأصحاف وتحفة الأخبار وكوهر منظومة وسلك كهر ومفتاح
المخازن وهدية الأخبار وركاز الهداية ورسائل أخرى.
مات لخمس عشرة بقين من رجب سنة تسع وثمانين ومائتين وألف، كما تذكرة علماء الهند للناروي.
الشيخ محمد علي الخير آبادي
الشيخ الصالح محمد علي بن شمس الدين الخير آبادي المشهور بالحافظ محرم علي، كان من كبار
المشايخ الجشتية، ولد في سنة 1192هـ بخير آباد وسافر للعلم إلى رامبور ثم إلى دهلي، وقرأ أكثر
الكتب الدرسية على أساتذة عصره، ثم سافر إلى توسه وأدرك بها الشيخ سليمان بن زكريا التوسوي،
فأمره الشيخ بتكميل العلم، فدار البلاد، وأخذ عن جماعة من الأعلام، ثم رجع إلى توسه ولازم الشيخ
المذكور مدة من الزمان، وأخذ عنه الطريقة الجشتية الفخرية، ثم رجع إلى خير آباد وحصل له
القبول العظيم في حيدر آباد سافر إلى بلاد دكن غير مرة، وأخذ عنه خلق كثير، منهم الشيخ حسن
الزمان محمد التركماني الحيدر آبادي.
مات لإحدى عشرة بقين من ذي القعدة سنة ست وستين ومائتين وألف بخير آباد فدفن بها.
الشيخ محمد عليم الإله آبادي
الشيخ الفاضل محمد عليم بن موسى الإله آبادي أحد العلماء المشهورين كان سبط الشيخ يحيى بن
أمين العباسي، ولد ونشأ في مهد العلم والمشيخة، وقرأ على خاله محمد ناصر، وعلى الشيخ محمد
فصيح الجونبوري، وله مصنفات منها: الصافية شرح الشافية وشرح الميزان والمنشعب وشرح
الزبدة في الصرف، وله غاية المهمة في ذكر الأصحاب والأئمة والجواهر الظواهر في أشغال
الطريقة، وله مزدوجة بالفارسية تسمى بشير برنج، وله ديوان الشعر الفارسي.
مات لخمس عشرة خلون من شوال سنة عشرين ومائتين وألف، كما في ذيل الوفيات.
المفتي محمد عوض البريلوي
الشيخ العالم الفقيه المفتي محمد عوض بن المفتي درويش محمد الحنفي البريلوي أحد العلماء
المشهورين، ولي الإفتاء بمدينة بريلي بعد وفاة والده، وكان شديد التعبد، ذا جرأة ونجدة.
مات سنة عشرين ومائتين وألف، كما في تاريخ فرخ آباد.
الشيخ محمد غوث المدراسي
الشيخ العالم الفقيه محمد غوث بن ناصر الدين بن نظام الدين بن عبد الله الشافعي المدراسي أحد
الفقهاء المشهورين، ولد بمحمد بور من بلاد آركات لسبع عشرة خلون من رمضان سنة ست وستين
ومائة وألف، واشتغل بالعلم على جده نظام الدين مدة، وأسند(7/1102)
الحديث عنه، ولما توفي جده اشتغل
على مولانا أمين الدين الصديقي الإلوري بكسر الهمزة ورحل معه إلى بلدة رامناة وقرأ عليه أكثر
الكتب الدرسية، ولما توفي أمين الدين رجع إلى مدراس، ولازم ملك العلماء عبد العلي بن نظام الدين
اللكهنوي وقرأ عليه فاتحة الفراغ، ثم تقرب إلى أمير الأمراء بن والاجاه، وكان يعلم ولده عظيم
الدولة، ولما توفي والده ولي العدل والقضاء، فصار منفذاً لأحكام الشرع، ولما ولي المملكة عمدة
الأمراء بن والاجاه اعتزل عن الخدمة المذكورة، ورحل إلى حيدر آباد سنة ثلاث عشرة ومائتين
وألف ولم ينل مرامه، فرجع إلى مدراس في أيام عظيم الدولة بن أمير الأمراء فولاه الوزارة الجليلة
سنة ست عشرة ومائتين، ولقبه بشرف الدولة شرف الملك غالب جنك فاستقل بالوزارة إلى سنة
ثلاث وعشرين ثم اعتزل عنها.
وله مصنفات كثيرة منها: نثر المرجان في رسم نظم القرآن في مجلدين والفوائد الصبغية في شرح
الفرائض السراجية وسواطع الأنوار في معرفة أوقات الصلاة والأسحار وبسط اليدين لإكرام الأبوين
وأرجوزة في ألقاب سيدنا علي رضي الله عنه وكفاية المبتدي في الفقه الشافعي وزواجر الإرشاد إلى
أهل دار الجهاد وتعليقات على مختصر أبي شجاع وتعليقات على شرح قطر الندى ومسائل في الفقه
الشافعي والنصف الآخر من الكافي مختصر الكافية، وحواش على القاموس والشافي شرح الكافي في
النحو، ولم يتم، والنجم الوقاد شرح قصيدة بانت سعاد ووسائل البركات شرح دلائل الخيرات ولم يتم،
ونحور الفوائد وبحور الفرائد في المواريث، كلها بالعربية.
وأما مصنفاته بالفارسية فمنها: أنهار المفاخر في مناقب السيد عبد القادر واليواقيت المنثورة في
الأذكار المأثورة وبسائم الأزهار في الصلاة على سيد الأبرار وهداية الغوي إلى المنهج السوي في
طب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وخواص الحيوان ورشحات الإعجاز في تحقيق الحقيقة والمجاز
ورسالة في الرد على خواجه كمال الدين وآمدن وبرهان الحكمة ترجمة هداية الحكمة والفتاوي
الناصرية في فقه الحنفية وخلاصة البيان في شرح عقيدة عبد الرحمن المراد به الجامي وزبدة العقائد
وأما مصنفاته بالهندية فرسالة في فقه الأحناف.
مات يوم الأحد لإحدى عشرة خلون من صفر سنة ثمان وثلاثين ومائتين وألف، كما في تاريخ
أحمدي.
المفتي محمد قلي الكنتوري
الشيخ الفاضل المفتي محمد قلي بن محمد حسين بن حامد حسين بن زين العابدين الموسوي
النيسابوري الشيعي الكنتوري أحد الأفاضل المشهورين، ولد سنة ثمان وثمانين ومائة وألف، وقرأ
العلم على أساتذة لكهنؤ ثم لازم السيد دلدار علي بن محمد معين النقوي النصير آبادي المجتهد، وأخذ
عنه الفقه والأصول والحديث، ثم ولي الإفتاء ببلدة ميرته فاستقل به مدة من الزمان، وصنف كتباً في
الأصول والكلام، منها: السيف الناصري في الرد على الباب الأول من التحفة وتقليب المكايد في
الرد على الباب الثاني من ذلك الكتاب، وبرهان السعادة في الرد على الباب السابع منه وتشييد
المطاعن لكشف الضغائن في الرد على الباب العاشر منه ومصارع الأفهام لقطع الأوهام في الرد
على الباب الحادي عشر والأجوبة الفاخرة في رد ما نقض الشيخ رشيد الدين علي السيف الناصري
والفتوحات الحيدرية في الرد على الصراط المستقيم للشيخ عبد الحي والشيخ إسماعيل بن عبد الغني
والشعلة الطفرية في الرد على الشوكة العمرية للشيخ رشيد الدين ونفاق الشيخين بحكم أحاديث
الصحيحين وتطهير المؤمنين عن نجاسة المشركين وتقريب الأفهام في تفسير آيات الأحكام وله غير
ذلك من الرسائل.
مات لتسع خلون من محرم سنة ستين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء.
الشيخ محمد كاظم الكاكوروي
الشيخ الصالح محمد كاظم بن محمد كاشف بن خليل الرحمن العلوي الكاكوروي أحد المشايخ
القلندرية، ولد لسبع عشرة خلون من رجب، سنة ثمان(7/1103)
وخمسين ومائة وألف ببلدة كاكوري وقرأ
بعض الكتب الدرسية على الحافظ عبد العزيز والشيخ حميد الدين، وأكثرها على مولانا غلام يحيى
البهاري والشيخ حمد الله السنديلوي، ثم لازم السيد باسط علي القلندر الإله آبادي وأخذ عنه الطريقة
القلندرية، وصحبه عشر سنين، ثم رجع إلى بلدته وحصلت له الإجازة في الطريقة النقشبندية عن
الشيخ أحمدي بن محمد نعيم الكرسوي عن السيد محمد عدل بن محمد بن علم الله النقشبندي الرائي
بريلوي عن أبيه عن جده، وقد أخذ عنه ولده الشيخ تراب علي وخلق آخرون.
وكان شيخاً كبيراً زاهداً متورعاً، شديد التعبد، حسن الأخلاق كثيراً ما يطالع التعرف لأبي بكر الكلا
آبادي، وقوت القلوب للمكي، والرسائل للقشيري، وكشف المحجوب للهجويري، ومصنفات أنوري
والجيلي وابن عربي والجامي وأتباعهم، وكان يستحسن طريقة الشيخ ولي الله الدهلوي وتحقيقاته في
السلوك والتصوف، وله أبيات رائقة في لغة أهل الهند التي يسمونها بهاشا.
مات لتسع بقين من ربيع الثاني سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف، كما في الانتصاح.
الشيخ محمد لبيب البدايوني
الشيخ الفاضل محمد لبيب بن محمد سعيد العثماني الأموي البدايوني أحد العلماء المبرزين في الفقه
والفرائض، ولد ونشأ ببدايون، وتفقه على والده ولازمه مدة، وكان يدرس ويفيد.
مات في محرم سنة خمس ومائتين وألف وله أربع وسبعون سنة، كما في تذكرة علماء الهند
للناروي.
مولانا محمد لطيف المجهلي شهري
الشيخ العالم الفقيه محمد لطيف الهاشمي الجعفري المجهلي شهري أحد العلماء الحنفية، ولد ونشأ
ببلدة مجهلي شهر وحفظ القرآن، واشتغل بالعلم على المفتي علي كبير بن علي محمد، وأخذ عنه، ثم
لازم الشيخ محمد شكور، وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، ثم ولي الإفتاء ثم القضاء ثم الصدارة،
واستقل بها حتى أحيل على المعاش، فاعتزل في بيته زماناً، ثم سافر إلى الحجاز، ومات بمكة
المباركة، له تكملة ترجمة طوطي نامه.
مات لثلاث ليال بقين من رمضان سنة سبع وستين ومائتين وألف، كما في تجلى نور.
مولانا محمد مخدوم اللكهنوي
الشيخ العالم المحدث محمد مخدوم بن محمد نواز بن عبد السميع الحسيني اللكهنوي أحد العلماء
المشهورين، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على الشيخ يعقوب ابن عبد العزيز اللكهنوي ثم سافر
إلى دهلي، وأخذ الفقه والحديث عن الشيخ المسند ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي ولازمه مدة، ثم
رجع إلى لكهنؤ، واشتغل بالدرس والإفادة، أخذ عنه مرزا حسن علي الشافعي وخلق كثير، وكان إذا
فرغ من تدريس القرآن والحديث اشتغل بكلستان للشيخ سعدي الشيرازي، ولم يأل جهداً في تصحيحه
وتحشيته.
مات لثمان عشرة خلون من ربيع الثاني سنة تسع وعشرين ومائتين وألف.
مولانا محمد مرشد السرهندي
الشيخ العالم الصالح محمد مرشد بن محمد أرشد بن فرخ شاه الحنفي السرهندي أحد الفقهاء
الصالحين، ولد لإحدى عشرة خلون من صفر سنة سبع عشرة ومائة وألف، وانتفع بأبيه، حتى برع
وفاق أقرانه في العلم والمعرفة، ودخل رامبور فتلقاه فيض الله خان أمير تلك البلدة بإكرام، فسكن بها
واشتغل بالدرس والإفادة، أخذ عنه ولده سراج أحمد شارح الترمذي.
مات يوم الإثنين لإحدى عشرة بقين من رجب سنة إحدى ومائتين وألف برامبور، كما في الهدية
الأحمدية.
مولانا محمد مستعان الكاكوروي
الشيخ الفاضل الكبير محمد مستعان بن عبد السبحان الكاكوروي أحد الفقهاء الحنفية، كان من ذرية(7/1104)
الشيخ قيام الدين صنو الشيخ سعدي بن محمد الكاكوروي، ولد ونشأ بكاكوري، وقرأ العلم على مولانا
محمد أعلم بن شاكر الله السنديلوي، وأخذ عنه الشيخ تقي علي وخلق آخرون.
وكان عالماً كبيراً بارعاً في المنطق والحكمة والأصول والكلام زاهداً تقياً متورعاً حسن القصص
حلو الكلام مفرط الذكاء.
مات غرة رجب سنة سبع وعشرين ومائتين وألف، أخبرني بذلك سخي علي بن حبيب علي
الكاكوروي.
القاضي محمد معروف المدراسي
الشيخ العالم الفقيه القاضي محمد معروف بن عبد الله المدراسي أحد العلماء المشهورين ببلدة
مدراس، قرأ العلم على والده ثم على القاضي إرتضا علي الكوباموي، ودرس وأفاد زماناً، ثم ولي
الإفتاء فاستقل به مدة طويلة، ثم ولي القضاء الأكبر بعد ما توفي شيخه إرتضا علي المذكور.
مات لليلة بقيت من شعبان سنه أربع وسبعين ومائتين وألف، كما في حديقة المرام.
مولانا محمد معصوم البالابوري
الشيخ الصالح محمد معصوم بن محمد خليل الله النقشبندي البالابوري البراري أحد الرجال
المعروفين بالفضل والصلاح، كان من ذرية شيخ الإسلام السيد عناية الله النقشبندي المجددي، ولد
سنة خمس وعشرين ومائتين وألف، وحفظ القرآن وتلقى التربية، ونال الإجازة من أبيه، وجلس على
مسند الإرشاد سنة إحدى وخمسين ومائتين وألف، وجاهد في سبيل الله، ولم يزل مشغولاً بالتربية
والإرشاد أكثر من أربعين سنة، كان كبير المنزلة عند ولاة الدكن يرجعون إليه ويتلقون إشاراته
بالقبول، وكانت له عناية بتنفيذ أحكام الشرع في ولاية برار.
مات سنة سبع وتسعين ومائتين وألف ببالابور ودفن في مقبرة آبائه، كما في تذكرة أولياء دكن.
مولانا محمد معين اللكهنوي
الشيخ العالم الفقيه محمد معين بن مبين الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ ببلدة
لكهنؤ وقرأ العلم على صنوه الكبير حيدر وعلى ابن عمه ولي الله وعلى المفتي ظهور الله بن محمد
ولي، وأسند الحديث عن الشيخ المحدث عبد الحفيظ الحنفي المكي، ثم اشتغل بالدرس والإفادة، وكان
يذكر في كل أسبوع يوم الجمعة، قائماً مقام والده المرحوم.
وله رسائل في الفقه أشهرها: غاية البيان فيما يحل ويحرم من الحيوان وغاية الكلام في القراءة
خلف الإمام وإبراز الكنوز في أحوال أرباب الرموز المذكورة في الحصن الحصين والمعينية في
تحريم المتعة وتفسير آيات المواريث، وله حاشية على هداية الحكمة للشيرازي وتعليقات شتى على
الكتب الدرسية.
مات لليلتين خلتا من شهر جمادي الآخرة سنة ثمان وخمسين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ.
خواجه محمد مير الدهلوي
الشيخ العالم الكبير محمد مير بن محمد ناصر الحسيني العسكري الدهلوي أحد المشايخ النقشبندية،
يرجع نسبه إلى الشيخ الكبير بهاء الدين محمد النقشبند البخاري بإحدى عشرة واسطة وإلى الإمام
حسن العسكري بخمس وعشرين واسطة، ولد بدار الملك دهلي، ونشأ في مهد العلم والمشيخة، وأخذ
العلوم الحكمية عن خواجه أحمد الدهلوي، وأخذ الشعر والتصوف عن صنوه الكبير خواجه مير
ولازمه مدة حياته وتفقه عليه ثم ولي الشياخة مكانه، وكان غاية في الزهد والقناعة والاستغناء عن
الناس والانقطاع إلى الله سبحانه، أخذ عنه خواجه محمد نصير وخلق آخرون، وله مزدوجة بالهندي
وديوان الشعر الهندي مات قبل سنة 1250هـ.(7/1105)
مولانا محمد ميران الكشميري
الشيخ الفاضل محمد ميران الكشميري أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة والإنشاء وقرض
الشعر، أصله من أرض كشمير، انتقل منها إلى دهلي، وقرأ العلم على القاضي مبارك الكوباموي
وحمد الله السنديلوي وعلى غيرهما من العلماء، ثم سكن بدهلي مدرساً مفيداً، وقد جاوز مائة سنة، كما
في روز روشن.
الشيخ محمد نعيم الكشميري
الشيخ الفاضل محمد نعيم بن محمد مقيم الكشميري أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بكشمير، وقرأ العلم
على عمه الشيخ محمد أكبر هادي، واستفاض منه فيوضاً كثيرة ثم صحب الشيخ عبد الرحيم وأخذ
عنه الطريقة، ثم تولى التدريس مقام عمه المذكور، مات لثلاث بقين من رمضان سنة سبع وأربعين
ومائتين وألف، كما في تاريخ كشمير.
خواجه محمد نصير الدهلوي
الشيخ الفاضل محمد نصير بن مير كلو الحسيني الأكبر آبادي ثم الدهلوي، كان سبط خواجه مير بن
محمد ناصر الحسيني الدهلوي، ولد سنة تسع وثمانين ومائة وألف، وأخذ العلم والطريقة عن الشيخ
ممد مير بن محمد ناصر الدهلوي، وبرع في الهيئة والهندسة والحساب والجبر والمقابلة والموسيقى
والشعر، ولما توفي خاله صاحب مير بن خواجه مير تولى الشياخة مكانه.
أخذ عنه الشيخ عبد القيوم بن عبد الحي البرهانوي وجمع كثير من العلماء، له رسالة في الموسيقى،
ورسائل عديدة في الحساب، واختراعات غريبة في أعمال الحساب والجبر والمقابلة.
مات لليلتين خلتا من شوال سنة إحدى وستين ومائتين وألف، كما في آثار الصناديد وغيره من
الكتب.
مولانا محمد واضح الحسني البريلوي
الشيخ العالم الكبير الفقيه السيد الشريف محمد واضح بن محمد صابر بن آية الله بن الشيخ الأجل
قطب الأقطاب مولانا السيد علم الله الحسني الحسيني البريلوي، ولد ونشأ ببلدة رائي بريلي وتلقى
مبادي العلم في بلده، ثم سافر إلى لكهنؤ وقرأ الكتب الدرسية على مولانا عبد الله الأميتهوي، تلميذ
أستاذ العلماء العلامة نظام الدين الأنصاري السهالوي، واستفاض عن أستاذ أستاذه العلامة نظام الدين
أيضاً، فبرز في الفضائل، وتأهل للفتوى والتدريس، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن الشيخ
المسند ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي، ولبس منه الخرقة القادرية، ثم رجع إلى بلدته،
وأجازه والده الشيخ الجليل السيد محمد صابر الحسني في الطريقة الأحسنية النقشبندية المجددية،
وجلس على مسند الإرشاد قائماً مقام والده المرحوم.
وكان كبير المنزلة، رفيع المكانة عند الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي، وقد جاء في إحدى
رسائله التي كتبها إليه ما معناه إن الله سبحانه قد خصكم بنعم عظيمة، منها الجمع بين النسب العلوي
الهاشمي، والتمسك بعقيدة أهل السنة، وبين العلم والتقوى، والجلوس على مسند الأولياء الكرام، ثم
الاتصاف بالتواضع، وهو بين الأضداد الذي لا يتفق إلا نادراً، وناهيك به فضلاً.
وجاء في البركات الأحمدية أنه كان نادرة في المعارف والحقائق، علامة في العلم الظاهر والباطن،
وفي التصوف والسلوك، وكان عالماً متبحراً، وفقيهاً محدثاً في عصره، وأثنى السيد الإمام أحمد بن
عرفان الشهيد على قوته الباطنية.
وكان له أربعة أبناء، أكبرهم غلام جيلاني، وله ابنان أكبرهما السيد محمد ظاهر الفاضل المشهور،
وهو جد سيدي الوالد من جهة الأم، المرجح أنه مات في أوائل المائة الثالثة عشرة.
مولانا محمد وجيه الكلكتوي
الشيخ العالم الفقيه محمد وجيه بن مولا بخش بن القاضي أكبر علي الصديقي البهاري ثم الكلكتوي
أحد العلماء المشهورين في الأحناف، كان رئيس المدرسين في المدرسة العالية بكلكته، أخذ عنه خلق
كثير، قال(7/1106)
الشيخ شمس الحق الديانوي في تذكرة النبلاء: إن الشيخ عبد الله السراج المكي كان يقول:
اجتمعت معه في الهند سنة ست وخمسين ومائتين وألف وأثنى عليه كثيراً، انتهى.
الشيخ محمود بن عبد القادر السورتي
الشيخ الفاضل محمود بن عبد القادر بن عبد الأحمد الشافعي السورتي باعكظه، كان من العلماء
المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بسورت، وقرأ العلم على عمه إبراهيم بن عبد
الأحمد باعكظه، وكان يسترزق بالتجارة، مات غرة ربيع الأول سنة ست وثمانين ومائتين وألف، كما
في حقيقة سورت.
الشيخ محمود بن كرامت علي الجونبوري
الشيخ الفقيه المجود محمود بن كرامت علي بن إمام بخش الصديقي الحنفي الجونبوري الفاضل، ولد
ونشأ بجونبور، وقرأ العلم على والده وأخيه أحمد وعلى المفتي يوسف بن محمد أصغر اللكهنوي،
وأخذ الفنون الرياضية عن الشيخ عبد الله القندهاري، ثم تصدى للتدريس والتذكير، وكان رجلاً
صالحاً كريماً، مفرط الذكاء، متين الديانة.
مات سنة ست وتسعين ومائتين وألف، كما في مفيد المفتي.
الشيخ محمود بن مراد الأورنك آبادي
الشيخ الصالح محمود بن مراد بن شريف الصديقي الأورنك آبادي نزيل سورت ودفينها، ولد ونشأ
بأورنك آباد، وأخذ عن أبيه عن جده، ثم دخل سورت وسكن بها.
مات لثلاث ليال خلون من ذي الحجة سنة تسع وعشرين ومائتين وألف، كما في الحديقة الأحمدية.
الشيخ محمود بن مقصود الكجراتي
الشيخ الصالح محمود بن مقصود بن محمود بن مراد بن شريف الصديقي الكجراتي أحد المشايخ
الجشتية، تولى الشياخة بعد أبيه، وأخذ عنه خلق كثير.
مات لسبع بقين من ذي القعدة سنة سبع وسبعين ومائتين وألف بفتن فدفن بها، كما في الحديقة.
مولانا محمود بخش الكاندهلوي
الشيخ العالم الصالح محمود بخش بن شيخ الإسلام بن قطب الدين بن عبد القادر الصديقي
الكاندهلوي أحد عباد الله الصالحين، كان من ذرية الإمام فخر الدين الرازي صاحب التفسير الكبير،
ولد ونشأ بكاندهله على مسيرة ست وثلاثين ميلاً من دهلي، واشتغل بالعلم من صباه، وجد واجتهد
فيه، حتى برع في العلم وتأهل للفتوى والتدريس، وكان حليماً متواضعاً حسن الأخلاق شديد التعبد
صادق اللهجة، سديد القول يدرس ويفيد.
مات في سنة ثمان وخمسين ومائتين وألف.
مولانا محي الدين البدايوني
الشيخ الفاضل محي الدين بن عبد القادر بن فضل رسول العثماني الأموي البدايوني أحد الفقهاء
الحنفية، ولد بمدينة بدايون سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف، وقرأ الكتب الدرسية على والده، وأخذ
عنه الطريقة وصنف وأفتى، ومن مصنفاته: حاشية على مير زاهد رسالة وحاشية على كليات
القانون وشمس الإيمان رسالة له في الرد على الوهابية.
مات لست خلون من ذي القعدة سنة سبعين ومائتين وألف بسهارنبور، كما في تذكرة علماء الهند.
السيد محي الدين الرفاعي
الشيخ الصالح محي الدين بن يوسف بن عبد الرحيم الرفاعي أحد رجال العلم والطريقة، ولد سنة
أربع وثلاثين ومائة وألف بمدينة سورت ونشأ بها وتفقه على أبيه وأخذ عنه الطريقة.
مات لأربع خلون من شعبان سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف بسورت، كما في الحديقة الأحمدية.
مولانا محي الدين الكرنولي
الشيخ الفاضل محي الدين بن فقير محمد(7/1107)
الكرنولي أحد العلماء المبرزين في العلوم الأدبية، ولد
بمدراس سنة عشر ومائتين وألف وقرأ العلم على الشيخ حسن علي الماهلي وعلى غيره من العلماء،
له مصنفات منها: تحقيق القوانين في اللغة الفارسية.
سافر إلى الحجاز سنة خمس وخمسين فحج وزار ورجع إلى مدراس، ومات بها سنة سبع وستين
ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب.
مولانا مخصوص الله الدهلوي
الشيخ العالم الفقيه مخصوص الله بن رفيع الدين بن ولي الله العمري الدهلوي أحد الفقهاء الحنفية،
كان مقرئاً في دروس عمه الشيخ عبد العزيز وكان موصوفاً بالصلاح، أخذ عنه الشيخ عبد الغني بن
أبي سعيد الدهلوي المهاجر، قال محسن بن يحيى الترهتي في اليانع الجني: إنه حين افترق الناس
إلى فرقتين وصاروا فيما بين الوهابية والمقابرية حزبين لم ينحز إلى واحدة من الفئتين غير أنه
كانت فيه عصبية على بعض أئمة الفقهاء تثار منه آونة مخاصماته لأهل الجدل والمراء، توفي قبل
وقعة القرطاس بنحو سنتين، انتهى.
مات لثلاث عشرة من ذي الحجة سنة إحدى وسبعين ومائتين وألف، كما في بعض التعاليق.
الشيخ مراد الله التهانيسري
الشيخ العالم الصالح مراد الله بن قلندر بخش العمري التهانيسري أحد المشايخ النقشبندية، قدم دهلي
في صباه مع والده وأدرك بها الشيخ جان جانان العلوي النقشبندي، فلما قتل الشيخ المذكور، وخرب
بلدته تهانيسر من أيدي السكه بكسر السين المهملة وهم قوم طوال الشعور في غرب الهند دخل لكهنؤ
ولازم الشيخ نعيم الله البهرائجي، وأخذ عنه الطريقة، وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه مولانا أبو
الحسن النصير آبادي والشيخ غلام رسول الكانبوري وخلق آخرون.
وكان مرزوق القبول، صاحب قوة قدسية، له شأن عجيب ووقائع غريبة، في الهمة الصادقة،
والنسبة الصحيحة، وإلقائها على مريديه وظهور الآثار عليهم.
مات سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ وقبره ظاهر مشهور.
مولانا مراد الله اللكهنوي
الشيخ العالم الفقيه مراد الله بن نعمة الله بن نور الله الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء الحنفية، ولد
ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على والده ولازمه مدة، ثم تصدر للتدريس، واشتغل به زماناً ببلدة لكهنؤ،
ثم رحل إلى كجرات، ودرس ببلدة بروده مدة، ثم سافر إلى الحجاز سنة تسع وسبعين فحج وزار،
وابتلي بالإسهال عند رجوعه عن الحجاز، فمات في حياة والده سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف.
السيد مرتضى الحسيني اللكهنوي
الشيخ العالم الفقيه مرتضى بن مصطفى بن أسد علي بن عبد البديع بن محي الدين الحسيني
اللكهنوي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، واشتغل بالعلم على عمه السيد مخدوم
الحسيني وتفقه عليه وأسند الحديث منه، ثم أخذ المنطق والحكمة عن الشيخ مبين بن محب الله
الأنصاري اللكهنوي، وأخذ الصناعة الطبية عن الحكيم رضي الدين الأمروهوي، ثم ولي الإنشاء في
السفارة الإنكليزية بلكهنؤ، وسافر إلى كلكته فأقام بها زماناً، ثم رجع وولي الإفتاء بلكهنؤ، في أيام
سعادة علي خان اللكهنوي، وبايع السيد الإمام المجاهد أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي في أيام غازي
الدين حيدر، واعتزل عن الإفتاء في أيام نصير الدين حيدر، رأيت له كشكولاً جمع فيه النوادر من
الصرف والنحو واللغة والبلاغة وغيرها من العلوم الأدبية، وكان حسن الخط.
مات يوم الجمعة لثمان خلون من شوال سنة خمسين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ.
السيد مرتضى بن محمد البلكرامي
الشيخ الإمام العالم المحدث مرتضى بن محمد بن قادري بن ضياء الله الحسيني الواسطي البلكرامي
نزيل مصر ودفينها المشهور بالزبيدي وهو صاحب تاج العروس شرح القاموس، ولد بمحروسة
بلكرام سنة(7/1108)
خمس وأربعين ومائة وألف، واشتغل بالعلم على أساتذة بلدته زماناً، ثم خرج منها فجاء
إلى سنديله وخير آباد وقرأ على أساتذتها، ثم سافر إلى دهلي، وأخذ عن الشيخ ولي الله بن عبد
الرحيم الدهلوي، ثم ذهب إلى سورت وأخذ عن الشيخ خير الدين بن زاهد السورتي، وأقام عنده
سنة، ثم سافر إلى الحجاز سنة أربع وستين وأقام بزبيد بفتح الزاي دارة علم معروفة باليمن، وأخذ
عن السيد أحمد بن محمد مقبول الأهدل ومن في طبقته كالشيخ عبد الخالق بن أبي بكر المزجاجي
والشيخ محمد بن علاء الدين المزجاجي، وأجازه مشايخ المذاهب الأربعة، وعلماء البلاد الشاسعة،
وحج مراراً واجتمع بالسيد عبد الرحمن العيدروس بمكة المشرفة، وقرأ عليه مختصر السعد ولازمه
ملازمة كلية، وهو الذي شوقه إلى مصر، فذهب إليها ودخل في تاسع صفر سنة سبع وستين، وسكن
بخان الصاغة، وحضر دروس أشياخ الوقت، كالشيخ أحمد الملوي والجوهري والحفني والبليدي
والصعيدي والمدابغي وغيرهم، وتلقى عنهم وأجازوه وشهدوا بعلمه وفضله وجودة حفظه، وسافر إلى
الجهات البحرية مثل رشيد ودمياط وسمع الحديث من علمائها، وكذلك سافر إلى أسيوط وبلاد الصعيد
وتلقى عن علمائها، ثم تزوج وسكن بعطفة الغسال، وشرع في تصنيف الكتاب الذي شاع ذكره وطار
في سائر الأقطار والأمصار، الدال على علو كعبه ورسوخ قدمه في علم اللغة المسمى بتاج العروس،
حتى أتمه عشر مجلدات كوامل في أربعة عشر عاماً وشهرين، وعند إتمامه أولم وليمة حافلة جمع
فيها طلبة العلم وأشياخ الوقت، وأطلعهم عليه فشهدوا بفضله وسعة إطلاعه ورسوخه في علم اللغة،
ثم انتقل إلى منزل بسويقة اللالا، وذلك في أوائل سنة تسع وثمانين فأقبل عليه أكابر تلك الخطة
وأعيانها، ورغبوا في معاشرته لأنه كان لطيف الشكل والذات، حسن الصفات، بشوشاً بسوماً وقوراً
محتشماً، وكان يعتم مثل أهل مكة عمامة منحرفة بشاش أبيض ولها عذبة مرخاة على قفاه ولها حبكة
وشراريب حرير طولها قريب من متر، وكان ربعة نحيف البدن، ذهبي اللون، متناسب الأعضاء،
معتدل اللحية، قد وخطه الشيب في أكثرها، مترفاً في ملبسه، مستحضراً للنوادر والمناسبات، ذكياً
فطناً، واسع الحفظ، عارفاً باللغة التركية والفارسية، فاستأنس به أهل تلك الخطة وأحبوه، وصار
يعطيهم ويفيدهم بفوائد، ويجيزهم بقراءة أوراد وأحزاب، فتناقلوا خبره وحديثه، فأقبل عليه الناس
منكل جهة فشرع في إملاء الحديث على طريق السلف في ذكر الأسانيد والرواة والمخرجين من
حفظه على طرق مختلفة، وكل من قدم عليه يملي عليه الحديث المسلسل بالأولية برواته ومخرجيه
ويكتب له سنداً بذلك، وأجازه بسماع الحاضرين فيعجبون من ذلك، ثم إن بعضاً من أفاضل علماء
الأزهر ذهبوا إليه وطلبوا منه إجازة فقال لهم: لا بد من قراءة أوائل الكتب، واتفقوا على الاجتماع
بجامع شيخون بالصليبة كل يوم اثنتين وخميس من كل جمعة، فشرع في صحيح البخاري، وصار
يملئ عليهم بعد قراءة شيء من الصحيح حديث المسلسلات أو فضائل الأعمال ويسرد رجال سنده
ورواته من حفظه، ويتبعه بأبيات من الشعر كذلكن فيتعجبون من ذلك فازداد شأنه وعظم قدره
واجتمع عليه أهل تلك النواحي وغيرها من العامة والأكابر والأعيان، والتمسوا منه تبيين المعاني،
فانتقل من الرواية إلى الدراية، وصار درساً عظيماً، وازدادت شهرته، وأقبل الناس من كل ناحية
لسماعه ومشاهدة ذاته، ودعاه كثير من الأعيان إلى بيوتهم وعملوا من أجله ولائم فاخرة، فيذهب إليهم
مع خواص الطلبة والمقرئ والمستملي وكاتب الأسماء، فيقرأ لهم شيئاً من الأجزاء الحديثية كثلاثيات
البخاري أو الدارمي أو بعض المسلسلات بحضور الجماعة، وصاحب المنزل وأصحابه وأحبابه
وأولاده، وبناته ونسائه من خلف الستائر، وبين أيديهم مجامر البخور بالعنبر والعود مدة القراءة، ثم
يجتمعون كذلك بالصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على النسق المعتاد، ويكتب الكاتب أسماء
الحاضرين والسامعين حتى النساء والصبيان والبنات واليوم والتاريخ، ويكتب تحت ذلك صح ذلك
وهذه كانت طريقة المحدثين في الزمن السابق، وطلب إلى الدولة العلية في سنة أربع وتسعين،
فأجاب ثم امتنع وطار صيته في الآفاق، وكاتبه ملوك النواحي من تركيا والحجاز والهند واليمن
والشام والبصرة(7/1109)
والعراق وملوك المغرب والسودان وقزان والجزائر والبلاد البعيدة، وكثرت عليه
الوفود من كل ناحية يستجيزونه فيجيزهم، وقد استجازه السلطان عبد الحميد الأول ملك قسطنطينية،
فأجازه بكتب الحديث، وكتب له الإجازة، وكتب إجازة أيضاً لمحمد باشا راغب صدر الوزارة ونظام
الملك، وكتب إجازة إلى غزة ودمشق وحلب وآذربيجان وتونس ونادلا وحران وديار بكر وسنار
ودارفور ومدراس وغيرها من البلدان على يد جماعة من أهلها الذين وفدوا عليه وسمعوا منه وتوقفوا
لديه واستجازوا لمن هناك من هناك من أفاضل العلماء، فأرسل إليهم مطلوبهم من تلك الأسانيد العليا.
وأما أسانيده فهي كثيرة متشعبة طرقها لا يكاد يحصيها أحد بالبيان إلا ما ذكر مرتضى بن محمد
البلكرامي المترجم له في إجازته التي كتبها لبعض أهل اليمن فقال: أخبرني ما بين قراءة وسماع
وإجازة خاصة وعامة مشايخنا الأئمة الأعلام السيد نجم الدين أبو حفص عمر بن أحمد بن عقيل
الحسيني والشهابان أحمد بن عبد الفتاح بن يوسف بن عمر المجري الملوي وأحمد بن حسن بن عبد
الكريم بن محمد بن يوسف الخالدي وعبد الله بن محمد الشبراوي والسيد عبد الحي بن الحسن بن
زين العابدين البهنسي خمستهم عن مسند الحجاز عطاء بن سالم البصري والشهاب أحمد بن محمد
النخلي ح وشيخنا النجم أبو المكارم محمد بن سالم بن أحمد الحفني بالفاء عن المسند عبد العزيز بن
إبراهيم الزيادي ح وشيخنا المتفنن أحمد بن عبد المنعم بن صيام الدمنهوري عن الشمس محمد بن
منصور الإطفيحي ح وشيخنا أبو المعالي الحسن بن علي المدابغي عن عبد الجواد بن القاسم المحلي
ح وشيخنا المعمر السيد محمد بن محمد التليدي عن أبي عبد الله محمد بن عبد الباقي الزرقاني ح
وشيخنا الشهاب أحمد بن شعبان بن غرام الزعبلي الشهير بالسابق قال هو وهو أعلى بدرجة
والزرقاني والمحلي والإطفيحي والزيادي والنخلي والبصري.
أخبرنا الحافظ شمس الدين محمد بن علاء الدين البابلي وزاد الزرقاني والإطفيحي والزيادي فقالوا:
وأبو الضياء علي بن علي الشبراملسي ح وأخبرنا شيخنا أبو عبد الله محمد بن أحمد العشماوي عن
أبي العز محمد بن أحمد بن العجمي عن أبيه محدث القاهرة الشهاب أحمد بن محمد العجمي، قال هو
والبابلي: أخبرنا المسند نور الدين علي بن يحيى الزيادي عن كل من المسندين يوسف بن زكريا
ويوسف بن عبد الله الأرميوني كلاهما عن الحافظ شمس الدين أبي الخير محمد ابن عبد الرحمن
السخاوي ح وبرواية البابلي والشبراملسي عن الشهاب أحمد ابن خليل السبكي وبراوية البابلي خاصة
عن خاله سليمان بن عبد الدائم البابلي وأبي النجا سالم بن محمد السنهوري وعبد الرؤف بن تاج
العارفين المناوي والشهاب أحمد بن محمد بن يونس الحنفي والمعمر محمد بن محمد بن عبد الله
القلقشندي الواعظ خمستهم عن نجم السنة محمد بن أحمد بن علي الغيطي عن شيخ الإسلام زكريا بن
محمد الأنصاري.
وبرواية السنهوري عن الشهاب أحمد بن محمد بن علي بن حجر المكي عن شيخ الإسلام وعن عبد
الحق بن محمد السنباطي.
وبرواية الواعظ أيضاً عن أحمد بن محمد السبكي عن الجمال إبراهيم بن أحمد ابن إسماعيل
القلقشندي.
وبرواية شيخ مشايخنا البصري عن علي بن عبد القادر الطبري عن عبد الواحد بن إبراهيم
الخطيب عن الشمس محمد بن إبراهيم العمري هو والجمال القلقشندي والسنباطي وشيخ الإسلام
والسخاوي عن حافظ الأمة شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي محمد العسقلاني الشهير بابن حجر
قدس الله سره بأسانيده المتفرعة إلى أئمة الكتب الستة وغيرهم مما أوردها في كتاب المعجم المفهرس
وهو في جزء حافل.
وبرواية عبد الواحد الخطيب أيضاً عن الجلال عبد الرحيم بن عبد الرحمن العباسي هو والأرميوني
وأبو زكريا أيضاً عن الحافظ جلال الدين عبد الرحمن ابن أبي بكر السيوطي بأسانيده المذكورة في
معجمه.
ومن مشايخي الإمامان الفقيهان محمد بن عيسى بن(7/1110)
يوسف الدنجاوي ومصطفى بن عبد السلام
المنزلي أخذت عنهما بثغر دمياط وهما يرويان عن الإمام أبي حامد محمد بن محمد البديري عن
الشيخ إبراهيم الكوراني وقريش بنت عبد القادر الطبري ومحمد بن عمر الشوبري ومحمد بن داود
العناني والمقرئ محمد بن قاسم البقري وأحمد بن عبد اللطيف البشيشي بأسانيدهم.
ومن مشايخي سالم بن أحمد النفراوي وسليمان بن مصطفى المنصوري وأبو السعود محمد بن علي
الحسني وعبد الله بن عبد الرزاق الحريري ومحمد بن الطيب الفاسي ومحمد بن عبد الله بن العرب
التلمساني بالمنور وعلي بن العربي السقاط وعمر بن يحيى الطحلاوي وغيرهم.
وممن كتب بالإجازة إلى جماعة أجلهم: الشهاب أحمد بن علي الميني الحنفي من دمشق وعلي بن
محمد السلمي من صالحيتها وأبو المواهب محمد بن صالح بن رجب القادري ومحمد بن إبراهيم
الطرابلسي النقيب ومحمد بن طه العقاد وأحمد بن محمد الحلوي أربعتهم من حلب والمسند أبو عبد
الله محمد بن أحمد بن ابن سالم السفاريني الحنبلي من نابلس وأحمد بن عبد الله السنوسي ومحمد بن
علي بن خليفة الفريابي كلاهما من تونس ولي غيرهم من الشيوخ ذوي الرسوخ الموصوفين
بالصلاح المنتظمين في سلك ذوي الفلاح تغمدهم الله بعفوه وزادهم من سلسبيل الجنة بصفوه
وأسانيدهم مشهورة وفي صحف السماعات مسطورة، انتهى.
وقد ذكر مرتضى بن محمد المترجم له في برنامجه الذي كتبه للسيد باسط علي ابن علي بن محمد
بن قادري البلكرامي بمصر نحواً من ثلاثمائة شيخ له الذين أخذ عنهم العلم وسمي منهم من علماء
الهند: الشيخ فاخر ابن يحيى العباسي الإله آبادي والشيخ المسند ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي،
قال: وحضرت بمنزله في دهلي، وذكر أنه لقي الشيخ أبا الحسن بن محمد صادق السندي المدني
والشيخ خير الدين بن زاهد الحنفي السورتي وغيرهما.
وأما مصنفاته فأحسنها وأشهرها تاج العروس شرح القاموس في عشرة مجلدات كبار، اشتهر أمره
في حياته جداً فاستكتب منه ملك الروم نسخة وسلطان دار فور نسخة وملك الغرب نسخة وطلب منه
أمير اللواء محمد بيك أبو الذهب نسخة، وجعلها في خزانة كتب مسجده الذي أنشأه بالقرب من
الأزهر وبذل في تحصيله ألف ريال.
وللمترجم له تآليف غير هذا الشرح تزيد على مائة كتاب منها: إتحاف السادة المتقين شرح إحياء
علوم الدين في عشرين مجلداً وتكملة القاموس مما فاته من اللغة وشرح حديث أم زرع ورفع الكلل
عن العلل وتخريج حديث شيبتني هود وتخريج حديث نعم الإدام الخل والمواهب الجلية فيما يتعلق
بحديث الأولية والمرقاة العلية بشرح الحديث المسلسل بالأولية والعروس المجلية في طرق حديث
الأولية وشرح الحزب الكبير للشاذلي المسمى بتنبيه العارف البصير على أسرار الحزب الكبير
وإنالة المحاضرة في آداب البحث والمناظرة ورسالة في أصول الحديث ورسالة في أصول المعمي
وكشف الغطا عن الصلاة الوسطى والاحتفال بصوم الست من شوال وإيضاح المدارك عن نسب
العواتك وإقرار العين بذكر من نسب إلى الحسن والحسين والابتهاج بذكر أمر الحاج والفيوضات
العلية بما في سورة الرحمن من أسرار الصيغة الإلهية والتعريف بضرورة علم التصريف والعقد
الثمين في طرق الإلباس والتلقين وإتحاف الأصفياء بسلاسل الأولياء وإتحاف بني الزمن في حكم
قهوة اليمن وإتحاف الإخوان في حكم الدخان والمقاعد العندية في المشاهد النقشبندية مائة وخمسون
بيتاً والدرة المضيئة في الوصية المرضية مائتان وعشرون بيتاً وإرشاد الإخوان إلى الأخلاق الحسان
مائة وعشرون بيتاً وألفية السند في ألف وخمسمائة بيت، وشرحها في عشرة كراريس وشرح صيغة
ابن مشيش وشرح صيغة البدوي وشرح ثلاث صيغ لأبي الحسن البكري، وشرح سبع صيغ المسمى
بدلائل القرب للسيد مصطفى البكري والأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة وتحفة العيد في
كراس، وتفسير سورة يونس على لسان القوم ولقطة العجلان في(7/1111)
ليس الإمكان أبدع مما كان والقول
الصحيح في مراتب التعديل والتجريح والتحبير في حديث المسلسل بالتكبير والأمالي الحنفية في
مجلد والأمالي الشيخونية في مجلدين، ومعارف الأبرار فيما للكنى والألقاب من الأسرار والعقد
المنظم في أمهات النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والفوائد الجليلة في مسلسلات ابن عقيلة والجواهر
المنيفة في أصول أدلة مذهب الإمام أبي حنيفة مما وافق عليه الأئمة الستة، والنفحة القدسية بواسطة
البضعة العيدروسية وحكمة الإشراق إلى كتاب الآفاق وشرح الصدر في شرح أسماء أهل بدر
والتفتيش في معنى لفظ درويش ورفع نقاب الخفاء عمن انتمى إلى وفاء وأبي وفاء وبلغة الأريب في
مصطلح آثار الحبيب وإعلام الأعلام بمناسك حج بيت الله الحرام ورشف سلاف الرحيق في نسب
حضرة الصديق والقول المبتوت في تحقيق لفظة ياقوت ولقط اللآلي من الجوهر الغالي وهي في
أسانيد الحفني، وهدية الإخوان في شجرة الدخان وإتحاف سيد الحي بسلاسل بني طي وترويح
القلوب بذكر ملوك بني أيوب ونشوة الارتياح في بيان حقيقة الميسر والقداح وغير ذلك من الرسائل
الكثيرة.
وله أشعار كثيرة منها قوله من قصيدة يمدح بها السيد محمد أبا الأنوار بن وفاء ويذكر فيها نسبه
رحمه الله:
مدحت أبا الأنوار أبغى بمدحه وفور حظوظي من جليل المآرب
نجيباً تسامى في المشارق نوره فلاحت هواديه لأهل المغارب
محمد الباني مشيد افتخاره بعز المساعي وابتذال المواهب
ربيب العلا المخضل سيب نواله سماء الندى المنهل صوب السحائب
كريم السجايا الغر واسطة العلا بسيم المحيا الطلق ليس بغاضب
حوى كل حلم واحتوى كل حكمة ففات مرام المستمر الموارب
به ازدهت الدنيا بهاءاً وبهجة وزانت جمالاً من جميع الجوانب
مخايله تنبيك عما وراءها وأنواره تهديك سبل المطالب
له نسب يعلو بأكرم والد تبلح منه عن كريم المناسب
ومن كلامه أيضاً:
توكل على مولاك واخش عقابه ودوم على التقوى وحفظ الجوارح
وقدم من البر الذي تستطيعه ومن عمل يرضاه مولاك صالح
وأقبل على الفعل الجميل وبذله إلى أهله ما اسطعت غير مكالح
ولا تسمع الأقوال من كل جانب فلا بد من مثن عليك وقادح
ولما بلغ ما لا مزيد عليه من الشهرة وعظم الجاه عند الخاص والعام احتجب عن أصحابه، وأغلق
الباب، وترك الدروس والإقراء، واستمر على هذه الحالة إلى أن آذنت شمسه بالزوال، وغربت بعد
ما طلعت من مشرق الإقبال، فأصيب بالطاعون بعد صلاة الجمعة في مسجد الكردي المواجه لداره،
ودخل البيت، واعتقل لسانه تلك الليلة، وتوفي يوم الأحد في شعبان سنة خمس ومائتين وألف ولم
يترك ابناً ولا بنتاً ولم يرثه أحد من الشعراء ولم يعلم بموته أهل الأزهر ذلك اليوم لاشتغال الناس
بأمر الطاعون فخرجوا بجنازته وصلوا عليه ودفن بقبر أعده لنفسه بالمشهد المعروف بالسيدة رقية،
انتهى من بحر زخار ومآثر الكرام وأبجد العلوم والنفس اليماني ونور الأبصار للسيد مؤمن بن حسن
الشبلخي وعجائب الآثار في التراجم والأخبار للشيخ عبد الرحمن الجبرتي الحنفي المصري.
السيد مرتضى الأصولي اللكهنوي
الشيخ الفاضل مرتضى الحسيني الشيعي الأصولي(7/1112)
اللكهنوي أحد كبار العلماء، تفقه على السيد دلدار
علي بن محمد معين النصير آبادي المجتهد، وله رسالة في إثبات العينية في صفات الله سبحانه
للذات، وله حواش وتعليقات على الكتب المتداولة، ذهب إلى حيدر آباد الدكن وأقام بها مدة طويلة،
كما في تذكرة العلماء للفيض آبادي.
السيد مرتضى الأخباري اللكهنوي
الشيخ الفاضل مرتضى الشيعي الأخباري اللكهنوي أحد العلماء المشهورين، له رسالة في أسرار
الصلاة ورسالة في تأييد مذهبه من الأخبارية، تفقه على السيد دلدار علي بن محمد معين النصير
آبادي المجتهد وأخذ عنه، ثم سافر إلى الحجاز للحج والزيارة، فمات بمخا، كما في تذكرة العلماء
للفيض آبادي.
ومن مصنفاته كتابه في الرد على أساس الأصول لشيخه دلدار علي المذكور، ورد عليه السيد محمد
بن دلدار علي في كتابه أصل الأصول.
السيد مرتضى بن محمد اللكهنوي
الشيخ الفاضل مرتضى بن محمد بن دلدار علي الحسيني النقوي النصير آبادي ثم اللكهنوي أحد
العلماء المشهورين في بلدته، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ وقرأ العلم على والده وعلى صنوه الكبير صادق
بن محمد، وحصلت له الإجازة عن أبيه.
مات لسبع عشرة خلون من رمضان سنة ست وسبعين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء.
مولانا مردان علي البدايوني
الشيخ الفاضل مردان علي الحنفي البدايوني أحد العلماء المشهورين، قرأ العلم على أساتذة بمدينة
رامبور ودهلي، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي، ثم دخل فرخ آبادي وعكف
على الدرس والإفادة، أخذ عنه الحكيم أصغر حسين الفرخ آبادي وخلق آخرون.
الحكيم مرزا علي اللكهنوي
الشيخ الفاضل مرزا علي بن مرزا جهجو الشيعي اللكهنوي حكيم الملوك كان ممن تبحر في المنطق
والحكمة والصناعة، وفاق أقرانه في معرفة الأمراض المتشابهة في الأعراض ومعرفة الأدوية
المتشاكلة في الصور، قرأ العلم على السيد دلدار علي بن محمد معين النقوي النصير آبادي وعلى
غيره من العلماء، وخدم الملوك، ومنح ألقاباً رفيعة، أخذ عنه ولده مسيح الدولة وخلق كثير.
مات يوم الخميس لخمس عشرة خلون من صفر سنة تسع وأربعين ومائتين وألف، فأرخ لعام وفاته
الشاعر المشهور المتلقب في الشعر بناسخ من قوله ع:
اي واي مرزا علي خان بهادر
مولانا مسيح الدين الكاكوروي
الشيخ الفاضل الكبير مسيح الدين بن عليم الدين بن نجم الدين الكاكوروي أحد العلماء المبرزين في
الهيئة والهندسة والنجوم والتاريخ وسائر الفنون الحكمية، ولد لست عشرة خلون من شعبان سنة تسع
عشرة ومائتين وألف، وقرأ العلم على والده وعلى مولانا فضل الله العثماني النيوتيني والشيخ محمد
مستعان الكاكوروي والمفتي ظهور الله بن محمد ولي اللكهنوي والشيخ قدرة علي بن فياض علي
اللكهنوي، والمرزا حسن علي الشافعي، وأسند الحديث عن مرزا حسن علي المذكور وعن صنوه
المفتي رضي الدين، وسافر إلى أكبر آباد سنة ثلاث وأربعين وتعلم اللغة الإنكليزية، ثم ولي دار
الإنشاء واستقل بها مدة، ولما نقلت دار الإنشاء إلى إله آباد ذهب إلى إله آباد وأقام بها زماناً، ثم
انتقلت خدمته إلى شمله فسافر إليها وبعد مدة قليلة صار رئيساً بديوان الإنشاء للحاكم العام للهند،
واستقام على تلك الخدمة الجليلة مدة، واعتزل عنها سنة 1844م واشتغل بالتجارة وخسر فيها بعدم
بصيرته فذهب إلى مرشد آباد وخدم الأمراء بها مدة، واعتزل عنها سنة 1854م ورجع إلى بلدته
فلبث بها سنتين، ثم بعثه واجد علي شاه اللكهنوي إلى لندن مع ولده وأمه وأخيه لاسترداد السلطة
وثارت الفتنة العظيمة بالهند، وسخط أهل الحل(7/1113)
والعقد على أهل الهند، فخابت مساعيه في ذلك،
فعزله واجد علي شاه المذكور عن السفارة، فأقام بلندن مدة، ثم ذهب إلى مصر القاهرة سنة 1863م
ومن هناك إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وأسند الحديث عن مشايخ عصره وأقام بها سنتين، ثم
رجع إلى الهند، وحفظ القرآن الكريم، وقصر همته على التصنيف والتأليف.
ومن مصنفاته: مفتاح الرشاد لكنوز المعاش والمعاد وجدول الطلوع والغروب وشرح الخطبة
الشقشقية وتاريخ الخلفاء وتاريخ الهند وتاريخ إنكلترا وله غير ذلك من الرسائل.
توفي لسبع خلون من محرم سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف، كما في سيرة مسيح الدين لولده إكرام
الدين.
القاضي مصطفى بن خير الدين الكوباموي
الشيخ الفاضل مصطفى بن خير الدين بن خير الله العمري الكوباموي القاضي مصطفى علي خان
بهادر، ولد ونشأ بكوبامؤ، وتلقى العلم من الشيخ محمد زمان والشيخ محمد أكرم، كلاهما عن القاضي
عبد الغني بن دائم العمري الكوباموي، ثم لبس الخرقة من الشيخ قدرة علي الجشتي المسولوي،
وسافر إلى مدراس، وكان أمير تلك البلدة من بني أعمامه، فولاه التدريس ثم قلده القضاء، ثم جعله
قاضي القضاة بمدراس، فاستقام على تلك الخدمة مدة عمره.
له ديوان الشعر الفارسي وتذكرة الأنساب صنفها سنة اثنتين وتسعين ومائة وألف ببلدة جينا بتن وقد
طالعتها.
مات سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب.
الشيخ مصطفى بن شمس الدين البهلواروي
الشيخ الصالح مصطفى بن شمس الدين بن عبد الحي بن مجيب الله الهاشمي الجعفري البهلواروي
أحد المشايخ القادرية، ولد لتسع عشرة خلون من صفر سنة تسع وتسعين ومائة وألف بقرية بهلواري
ونشأ بها، وقرأ العلم على مولانا أحمدي بن وحيد الحق البهلواروي، وحصلت له الإجازة عن
المحدث يوسف البطاح الأهدل المكي سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف، وحصلت له الإجازة في
الطريقة عن أبيه، ولازمه ملازمة طويلة، ثم تولى الشياخة بعده بكلكته، وانتقل في آخر عمره إلى
مدراس، ومات بها لسبع عشرة خلون من ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومائتين وألف، كما في
مشجرة الشيخ بدر الدين.
الشيخ مصطفى بن طيب الرفيقي
الشيخ العالم الصالح مصطفى بن طيب بن أحمد بن مصطفى الرفيقي الكشميري أحد الفقهاء الحنفية،
ولد سنة ست وعشرين ومائتين وألف، وتفقه على والده وأسند الحديث عنه، وقرأ العلم على غيره
من العلماء، ثم درس وأفاد، أخذ عنه بهاء الدين وأحمد وأحسن وعبد الشكور وخلق كثير من أهل
كشمير.
مات يوم الجمعة لأربع عشرة خلون من ربيع الأول سنة أربع وتسعين ومائتين وألف، كما في
حدائق الحنفية.
نواب مصطفى خان الدهلوي
الأمير الفاضل مصطفى بن مرتضى الحنفي النقشبندي الدهلوي نواب مصطفى خان شيفته، كان من
الأمراء المعروفين بالكمال، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم أقبل على الشعر
إقبالاً كلياً، وأخذ عن الحكيم مؤمن خان ولازمه مدة حتى برز فيه، وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد
الغني ابن أبي سعيد الدهلوي المهاجر إلى المدينة المنورة، وسافر للحج والزيارة لعله سنة أربع
وثمانين، ورجع إلى الهند ومات بها.
وكان من الشعراء المفلقين، له ترغيب السالك إلى أحسن المسالك وكلشن بي خار تذكرة شعراء
الهند، وله ديوان الشعر الهندي وآخر بالفارسي.(7/1114)
توفي سنة ست وثمانين مائتين وألف.
المفتي مصلح الدين السورتي
الشيخ الفاضل المفتي مصلح الدين بن صالح بن خير الدين الهاشمي السورتي أحد الفقهاء الحنفية،
ولي الإفتاء ببلدته واستقل به مدة حياته.
مولانا مظفر حسين الكاندهلوي
الشيخ العالم الفقيه الصالح مظفر حسين بن محمود بخش الحنفي الكاندهلوي أحد كبار العلماء، لم
يكن في زمانه مثله في التورع والاستقامة على الشريعة واتباع السنة المطهرة، لم يأكل قط لقمة
مشتبهة، وكان إذا أكل بغير وقوف عليها قذفتها المعدة، ولد ونشأ بكاندهله، واشتغل بالعلم على المفتي
إلهي بخش بن شيخ الإسلام الكاندهلوي، ولازمه مدة، ثم سافر إلى دهلي بعد وفاته، وأخذ عن الشيخ
يعقوب بن محمد أفضل العمري سبط الشيخ عبد العزيز، وأدرك السيد الإمام المجاهد أحمد بن عرفان
الشهيد البريلوي، فاستفاض منه وانتصر للسنة السنية البيضاء، وأوذى في ذات الله من المبتدعين،
واجتهد في تزويج الأيامي وتجهيزهن، واحتمل المشاق والمحن، وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج
وزار، ورجع إلى الهند، وسافر إليهما مرة أخرى فلما بلغ مكة المباركة توفي شيخه يعقوب، فصلى
عليه وجهزه، وحج ثم راح إلى المدينة المنورة، فمرض في أثناه الطريق، ولما وصل إلى تلك البلدة
الشريفة انتقل إلى دار الرحمة، وكان ذلك ليلة الخميس عاشر محرم سنة ثلاث وثمانين ومائتين
وألف.
الحكيم مظفر حسين اللكهنوي
الشيخ الفاضل مظفر حسين بن حسن علي بن مرزا علي الشيعي اللكهنوي الحكيم المشهور، ولد
ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على مولانا أنور علي اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، ثم تطبب على
والده، ولازمه ملازمة طويلة، ولما مات والده ولي على المارستان السلطاني، وكان يدرس ويفيد، أخذ
عنه جمع كثير من الأطباء، وله مصنفات كثيرة، منها النتائج الحسينية.
مات لثلاث خلون من صفر سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب.
مولانا مظهر علي العظيم آبادي
الشيخ العالم الصالح مظهر علي الحنفي العظيم آبادي أحد العلماء المشهورين، له اليد الطولى في
الفقه والأصول والعربية، درس وأفاد مدة عمره في عظيم آباد، وأخذ عنه غير واحد من العلماء،
منهم الشيخ محمد سعيد بن واعظ علي صاحب قسطاس البلاغة.
توفي يوم السبت لست خلون من صفر سنة سبع وأربعين ومائتين وألف، فأرخ لعام وفاته محمد
سعيد المذكور بقوله ع:
آه شنبه سادس ماه صفر يوم الرحيل
الشيخ مظهر علي الكروي
الشيخ الصالح مظهر علي بن أشرف علي بن غلام فريد الحسني الحسيني الكروي أحد المشايخ
الجشتية، كان من ذرية الأمير الكبير قطب الدين محمد المدني الكروي، ولد ونشأ بمدينة كره وسافر
إلى دهلي، وأخذ الطريقة الجشتية عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي، ثم رجع
وتولى الشياخة ببلدته، أخذ عنه خلق كثير.
مات لثلاث خلون من رجب سنة ست وخمسين ومائتين وألف.
نواب معالج خان الدهلوي
الشيخ الفاضل معالج خان الكشميري الدهلوي كان من كبار الأطباء في عصره، تقرب إلى محمد
شاه التيموري، فلقبه بمعالج خان، واشتهر بذلك، ودخل فيض آباد لعله في عهد شجاع الدولة، فحظي
عنده(7/1115)
وعند أهل بيته أمة الزهراء بيكم، فطابت له الإقامة بفيض آباد وكان حياً في عهد آصف
الدولة.
السيد معز الدين الكروي
الشيخ الفاضل معز الدين بن خيرات علي الحسيني المشهدي الكاظمي الكروي أحد العلماء المبرزين
في الفقه والأصول، قرأ العلم على أساتذة لكهنؤ.
ومات في شبابه سنة خمس وخمسين ومائتين وألف، كما في تذكرة علماء الهند.
مولانا معشوق علي الجونبوري
الشيخ الفاضل معشوق علي بن غلام حسين الحنفي الجونبوري، كان ابن أخت الشيخ فتح علي
العمري الجونبوري صاحب سيدنا الإمام الشهيد، ولد ونشأ ببلدة جونبور وقرأ العلم على علماء بلدته،
ثم سافر إلى بلاد أخرى، وأخذ الفنون الأدبية عن الشيخ أحمد بن محمد الشرواني، تم ولي القضاء،
وكان كثير الاشتغال بالدرس والإفادة، حريصاً على جمع الكتب، ومن مصنفاته كتاب مفيد في
الأخلاق، وله الفرائض الأسلمية في المواريث وأجزاء من شرح ديوان المتنبي.
مات لست خلون من رمضان سنة ثمان وستين ومائتين وألف، كما في تجلى نور.
الشيخ معين الدين السهسواني
الشيخ الصالح معين الدين بن بخشش الدين الأنصاري السهسواني الخطيب كان من العلماء
الصالحين، ولد ونشأ بسهسوان وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدرسية على أساتذة عصره بمدينة رامبور
ثم سافر إلى بلاد أخرى، ولازم الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي والشيخ عبد الحي بن هبة الله
البرهانوي زماناً طويلاً، واستفاض منهم فيوضاً كثيرة، ثم رجع إلى بلدته وجلس للتذكير والموعظة،
وكان يحتسب على الناس ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ولا يخاف في الله لومة لائم، انتفع
به خلق كثير لا يحصون بحد وعد.
مات سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف، كما في حياة العلماء للسهسواني.
الشيخ معين الدين الأميتهوي
الشيخ الفاضل معين الدين بن سراج الحق بن عبد القادر بن الشيخ أحمد الصالحي الأميتهوي أحد
العلماء الصالحين، ولد ونشأ بأميتهي، وقرأ العلم على ملك العلماء عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي،
وسافر معه إلى مدراس ثم رجع إلى بلاده، وأخذ الطريقة عن الشيخ شاكر الله ولازمه مدة، ودرس
وأفاد، وكان قانعاً عفيفاً زاهداً، تزوج بابنة الحكيم أكمل خان البريلوي، كما في صبح بهار.
الشيخ مغيث الدين السهارنبوري
الشيخ الفاضل مغيث الدين الحكيم السهارنبوري أحد العلماء الربانيين، ولد ونشأ بمدينة سهارنبور
وقرأ العلم على المفتي إلهي بخش الكاندهلوي وتطبب عليه، وأخذ الطريقة عن سيدنا الإمام الشهيد
ولازمه مدة، وسافر معه إلى بلاد الثغور، وشاركه في الجهاد في سبيل الله، ثم رجع إلى الهند وسكن
ببلدته يداوي الناس.
وكان عالماً كبيراً صالحاً تقياً متورعاً ناسكاً وقافاً عند حدود الله وأوامره ونواهيه، محسناً إلى الناس،
ينفعهم بعلمه وفهمه وتجاربه مع قناعة وعفاف.
الشيخ مقصود بن محمود الكجراتي
الشيخ العالم الصالح مقصود بن محمود بن مراد بن شريف البكري الكجراتي أحد المشايخ الجشتية،
ولد ونشأ بسورت، وأخذ عن أبيه وسافر إلى فتن فسكن بها، وكان يدرس فصوص الحكم لابن
عربي.
مات لست خلون من ذي الحجة سنة سبع وخمسين ومائتين وألف بفتن، كما في الحديقة الأحمدية.
مولانا مملوك العلي النانوتوي
الشيخ العالم الكبير مملوك العلي بن أحمد علي بن غلام شرف بن عبد الله الصديقي النانوتوي(7/1116)
أحد
الأساتذة المشهورين، ولد ونشأ بنانوته قرية من أعمال سهارنبور وقرأ أياماً في بلاده، ثم دخل دهلي
وأخذ عن العلامة رشيد الدين الدهلوي وعن غيره من العلماء، وتفنن في الفقه والأصول والعربية،
مع مهارة تامة في المنطق والحكمة، ولي التدريس بمدرسة دار البقاء فدرس وأفاد مدة عمره، وأفنى
قواه في ذلك، حتى ظهر تقدمه في العلماء، أخذ عنه خلق كثير لا يحصون بحد وعد، وسافر إلى
الحجاز سنة ثمان وخمسين فحج وزار، وعاد إلى الهند بعد سنة كاملة.
مات لإحدى عشرة خلون من ذي الحجة سنة سبع وستين ومائتين وألف بمرض اليرقان قبل السابع،
كما في رسالة ولده يعقوب في ترجمة الشيخ محمد قاسم النانوتوي.
الحكيم منصور علي النجيب آبادي
الشيخ الفاضل منصور علي الحكيم النجيب آبادي أحد العلماء المبرزين في الصناعة الطبية، كانت
له اليد الطولى في معرفة الأمراض المتشابهة في الأعراض ووصف الأودية المناسبة لها، أخذ عنه
الشيخ نصر الله خان الخويشكي الخورجوي وخلق كثير.
مات لثمان بقين من ذي القعدة سنة ثمان وستين ومائتين وألف وقبره بقرية حبيب والا من أعمال
شير كوت.
مولانا منير علي الآسيوني
الشيخ الفاضل منير علي الآسيوني أحد رجال الفضل والكمال، ولد ونشأ بآسيون، قرية جامعة من
أعمال أنام وقرأ العلم على مولانا حيدر علي بن حمد الله السنديلوي، وأخذ الشعر عن محمد حسن
المتلقب بقتيل اللكهنوي، ثم دخل فرخ آباد يتوقع النيابة في الحكم فأقام بها زماناً ثم ذهب إلى بنارس
ومات، كما في تاريخ فرخ آباد.
مولانا منير الله البراري
الشيخ العالم الصالح منير الله بن حفيظ الدين الواعظي البراري أحد العلماء الربانيين، أخذ عن أبيه،
ولازمه مدة، ثم اشتغل بالدرس والإفادة، وكان يعظ، فانتفع به خلق كثير.
مات سنة تسع وسبعين ومائتين وألف بقرية مانا مرتضى بور. من أعمال برار، كما في محبوب
ذي المنن.
الشيخ مولا بخش البهاري
الشيخ العالم الفقيه مولا بخش بن القاضي أكبر علي الحنفي الصديقي البهاري، كان من كبار
العلماء، له زاد الآخرة كتاب مفيد في الموعظة، صنفه سنة ست وأربعين ومائتين وألف.
السيد مهدي بن الحسين الهسوي
السيد الشريف العلامة مهدي بن الحسين بن لطف الله بن رفيع الدين ابن السيد أمجد الحسيني
الواسطي الكروي ثم الهسوي الفتحبوري أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بهسوه بفتح الهاء قرية
جامعة من أعمال فتحبور وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على ملا حسن بن غلام مصطفى اللكهنوي
وعلى غيره من العلماء، وأخذ الطريقة عن الشيخ علي أكبر الجشتي الفيض آبادي ولازمه مدة،
وصنف له الشيخ بعض الكتب وكتب له وصية بين فيها مسألة التوحيد على مذهب ابن عربي، وقال
فيها: إن علياً رضي الله عنه أفضل من جميع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وهذه الوصية
موجودة عندي بخط الشيخ علي أكبر المذكور، وكان مهدي بن الحسن رحمه الله جد أمي الكريمة، له
شرح على البيت الأول من المثنوي المعنوي في جزء استدل فيه على وحدة الوجود بالآيات
والأحاديث.
مات لخمس عشرة خلون من رمضان سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف بهسوه فدفن بها.
الحكيم مهدي بن صفي اللكهنوي
الأمير الفاضل مهدي بن صفي الشيعي الكشميري(7/1117)
ثم اللكهنوي نواب منتظم الدولة، كان أصله من
كشمير، قدم والده إلى لكهنؤ في أيام آصف الدولة، وتقرب إلى الأمراء، واشتغل ولده مهدي بالعلم،
وأخذ العلوم الحكمية، ثم تطبب على من بها من الحذاق في الصناعة الطبية، ثم اشتغل بها، ورزق
حسن القبول، وتقرب إلى نواب سعادة علي خان صاحب أوده وخدمه مدة، ولما توفي سعادة علي
خان المذكور، وتولى المملكة ولده غازي الدين حيدر ولاه وزيره معتمد الدولة علي خير آباد
ومحمدي سنة ثلاثين ومائتين وألف، وكان في قلبه شيء منه، فأراد أن يبعده عن الحضرة، ثم أراد
أن يعزله ويتهمه بالبغي والخروج، فلما وقف عليه الحكيم خرج من مستقره سراً، وسار إلى فرخ آباد
واعتزل هناك مدة من الزمان، ثم استقدمه نصير الدين حيدر واستوزره سنة ست وأربعين فافتتح
أمره بالحزم والسياسة، وبنى مارستاناً كبيراً بمدينة لكهنؤ وولي عليه مرزا علي أكبر ابن الحاج
الغوغائي، وكذلك أسس داراً الطباعة السلطانية وولي عليها أحداً من الإنكليز، وكذلك بنى داراً
للعجزة، والمدرسة الإنكليزية، وبنى المرصد، وولي عليه هربرت أحد المهندسين من طائفة الإنكليز،
وبنى مدرسة عظيمة للكشميريين، ووظف عشرة رجال من العلماء للتدريس، ووظف للطلبة الوظائف
الشهرية والأطعمة اليومية ورتب لخدمتهم الغلمان، وكان يستمع منهم الدروس، ويطعمهم ألذ الحلوات
والأطعمة، ثم عزل عن الوزارة سنة ثمان وأربعين، وأمر بجلائه فرحل إلى فرخ آباد ولبث بها
زماناً، ثم استقدمه محمد علي شاه، وولاه الوزارة الجليلة مرة أخرى سنة ثلاث وخمسين، ومات في
بضعة أشهر من وزارته.
وكان صاحب عقل ورزانة، متين الديانة، حازماً شجاعاً ماهراً بالفنون الحكمية، له آثار باقية من
القناطر العظية ببلدة لكهنؤ وشاهجهانبور وغيرهما، توفي لأربع بقين من رمضان سنة ثلاث
وخمسين ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ، وقبره مشهور ظاهر في البلدة.
ملا مهدي بن محمد شفيع المازندراني
الشيخ الفاضل مهدي بن محمد شفيع الشيعي الأستر آبادي المازندراني أحد العلماء المشهورين، ولد
ونشأ بمازندران، وقرأ العلم على السيد علي الطباطبائي وعلى غيره من العلماء، ثم قدم الهند ودخل
لكهنؤ في عهد غازي الدين حيدر سنة أربعين بعد المائتين والألف وسكن بها، وكان فاضلاً مجتهداً،
لم يزل مشتغلاً بالتدريس والتصنيف، معتزلاً في بيته، ومن مصنفاته قاطيس العقول في قواعد
الأصول ونباريس الفرعيات في نواميس الشرعيات وحاشية له على المطول ورسالة له بالفارسية في
أصول الدين، وله غير ذلك من الرسائل.
مات في ذي القعدة سنة تسع وخمسين ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ فدفن في حسينية المجتهد، كما في
نجوم السماء.
السيد مهدي بن هادي اللكهنوي
الشيخ الفاضل مهدي بن هادي بن مهدي بن دلدار علي الحسيني الشيعي اللكهنوي أحد أكابر العلماء
الشيعة، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ، وقرأ العلم على والده، وأجاز له عم أبيه السيد محمد بن دلدار علي،
وله مصنفات منها تحفة الصائم ورسالة في الاجتهاد والتقليد.
مات بعد وفاة والده بسنتين سنة سبع وسبعين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء.
السيد مهدي بن نجف علي الفيض آبادي
الشيخ الفاضل مهدي بن نجف علي الحسيني الرضوي نسباً والشيعي مذهباً والعظيم آبادي أصلاً
والرسول بوري مسكناً، كان من العلماء المشهورين في عصره، قرأ العلم على السيد هادي بن مهدي
بن دلدار علي المجتهد النصير آبادي بمدينة لكهنؤ، ودرس وأفاد بها زماناً، له تذكرة العلماء في
أخبار علماء الشيعة في مجلد ضخم بالفارسية.
مات سنة إحدى وستين ومائتين وألف، وأما، رسول بور فهي محلة من محلات جعفر نكر وهي
قرية جامعة من أعمال إتاوه، كما في تكمة نجوم السماء.(7/1118)
الشيخ مهدي بن صادق الكلبركوي
الشيخ الفاضل مهدي بن صادق بن إبراهيم الحسيني الكلبركوي الدكني ثم المدارسي أحد الرجال
المعروفين، ولد بمدراس سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف، وقرأ العلم على عبد الحميد البنكالي
ومحيي الدين الواقف والسيد دين محمد الكرماني وغيرهم، وفاق أقرانه، في الشعر والخط وكثير من
الفنون، كان يكتب النسخ والتعليق في غاية الجودة، كما في مهر جهانتاب.
الشيخ مهدي بن عارف المدراسي
الشيخ الفاضل مهدي بن عارف الحنفي السني المدراسي أحد الأفاضل المشهورين، ولد سنة سبع
عشرة ومائتين وألف بمدراس، ونشأ بها، وقرأ العلم على والده وعلى عبد القادر وعبد الرحمن
ومحمد غلام ويوسف علي خان وقاضي الملك ومدار الأمراء وعلى غيرهم من الأساتذة، وتعلم اللغة
الفارسية والإنكليزية، ثم ولي التدريس خاصة للانكليز في مدرستهم، فدرسهم سبع عشرة سنة ثم
اعتزل عن ذلك، ونال معاش تقاعد.
له مصنفات منها الدليل الساطع يشتمل على اللغات الهندية، ومنها دليل الشعراء يحتوي على مناهج
كلام أهل فارس، ومنها حكايات دل بسند وواقعات آصفي وكلزار عجم في اللغة وإملا نامه ومعدن
الجوهر وروضة العابدين ترجمة المجلد الأول من الدر المختار وترجمة آداب الصالحين وخلاصة
التكميل في العقائد وتحسين الأخلاق ومطلوب الأطباء.
السيد مهدي بن عبد الله التستري
الشيخ الفاضل مهدي بن عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الحسيني الشيعي الجزائري التستري،
أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بتستر، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم قدم الهند، وسكن بمرشد
آباد، وقام بها عشرين سنة، حصل له القبول العظيم في بلاد بنكاله.
مات سنة ست بعد المائتين وألف بمرشد آباد، كما في نجوم السماء.
الحكيم مير جان اللكهنوي
الشيخ الفاضل مير جان اللكهنوي الحكيم المشهور بالمهارة في الصناعة الطبية، مات ليلة الخميس
لعشر بقين من شوال سنة إحدى وستين ومائتين وألف، فقال السيد علي أوسط اللكهنوي مؤرخاً لوفاته
ع:
ماه شوال حيف ليل خميس
حرف النون
خواجه ناصر بن نصير الدهلوي
الشيخ الفاضل ناصر بن نصير الحسيني الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الهيئة والهندسة
والموسيقى والشعر، ولد ونشأ ببلدة دهلي، وأخذ الفنون الرياضية عن خواجه فريد الدين الدهلوي،
ودرس وأفاد مدة مديدة بدهلي، ثم سافر إلى عظيم آباد وأقام بها برهة من الزمان، ثم ابتلى بها بوجع
الكلية، ومات في حياة والده، فنقلوا جسده إلى دهلي ودفنوه بمقبرة أسلافه.
مات في بضع وخمسين ومائتين وألف، لأنه كان حياً سنة 1250هـ، كما يظهر من كلشن بي خار
ومات والده سنة 1261هـ، كما في آثار الصناديد.
السيد ناصر حسين الجونبوري
الشيخ الفاضل ناصر حسين بن مظفر حسين الحسيني الشيعي الجونبوري أحد الفقهاء الشيعة، ولد
ونشأ بجونبور، وقرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا سخاوة علي العمري الحنفي الجونبوري،
وبعضها على الشيخ عبد الحليم بن أمين الله الأنصاري اللكهنوي، ثم لازم الشيخ كلشن علي الشيعي
الجونبوري، وأخذ عنه الفقه والكلام على مذهب الإمامية، ثم سافر إلى لكهنؤ وأخذ عن السيد محمد
تقي مجتهد الشيعة وسافر إلى الحرمين، ثم إلى مشاهد العراق، فحج وزار ورجع إلى الهند.
له علم الأدب في مناهج كلام العرب رسالة في الأدب بالعربية، وله رشق النبال في إثبات المتعة
وتحريف القرآن، وله رسالة في مولد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورسالة في تفسير آية التطهير،
ورسالة في إثبات نجاسة المشركين بالفارسية وله كتاب ضخم في مصائب أهل(7/1119)
البيت عليهم السلام،
وله رسائل أخرى، كما في تجلى نور.
الشيخ ناصر وزير الدهلوي
الشيخ الصالح ناصر وزير الحسيني الدهلوي أحد المشايخ النقشبندية، أخذ الطريقة عن الشيخ
دوست محمد القندهاري، ثم عن الشيخ عبد الرشيد بن أحمد سعيد الدهلوي المهاجر المدني، ولازمه
مدة، وبلغ رتبة الكمال.
مات سنة تسع وتسعين ومائتين وألف بدهلي فدفن بها، كما في يادكار دهلي.
الشيخ نثار علي الظفر آبادي
الشيخ العالم المحدث نثار علي بن محمد صادق الحسيني الواسطي الظفر آبادي كان من ذرية الشيخ
قطب الدين أبي الغيث رحمه الله، ولد ونشأ بظفر آباد، وقرأ العلم على مولانا بركة الإله آبادي وعلى
غيره من العلماء، ثم سافر إلى دهلي ولازم الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي، وصحبه أربع
سنين، وأخذ عنه ثم رجع إلى بلدته، وعكف على الدرس والإفادة.
وكان عالماً كبيراً، بارعاً في الفقه والحديث، مشاركاً في المنطق والحكمة، متواضعاً، حسن الأخلاق،
حلو المنطق، يحسن الظن بالناس.
مات يوم الجمعة لثلاث بقين من شوال سنة خمس عشرة ومائتين وألف، وقبره بميان بوره، قرية
من أعمال إله آباد، كما في تجلى نور.
الحكيم نثار علي الأمروهوي
الشيخ الفاضل نثار علي بن محمد عسكري بن بخش الله الحنفي الأمروهوي أحد العلماء المبرزين
في الصناعة، ولد ونشأ بأمروهه، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم لازم أباه وأخذ عنه الصناعة
الطبية، وسكن ببلدة طوك فصار المرجع والمقصد في الصناعة الطبية، أخذ عنه ولداه علي حسن
ونور الحسن وجمع كثير من العلماء.
الشيخ نجابة أحمد النكرنهسوي
الشيخ الفاضل نجابة أحمد بن تلطف حسين بن روشن علي الصديقي النكرنهسوي العظيم آبادي أحد
العلماء المشهورين، ولد سنة اثنتين ومائتين وألف، وقرأ العلم على مولانا إبراهيم بن مدين الله
النكرنهسوي والقاضي هداية علي الكيلانوي، كلاهما عن السيد حيدر علي الطوكي، ثم تصدر
للتدريس، أخذ عنه خلق كثير، وكان صالحاً تقياً باراً بوالديه تذكر له كشوف وكرامات لا نطيل
الكلام بذكرها.
مات لست عشرة خلون من رجب سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف، كما في تذكرة النبلاء.
الشيخ نجف علي السنديلوي
الشيخ الفاضل نجف علي بن روشن علي بن نصرة الله الشيعي السنديلوي أحد العلماء الأفاضل، ولد
ونشأ بسنديله، وقرأ العلم على الشيخ حيدر علي ابن حمد الله السنديلوي، وله كتاب في تاريخ
دهولبور.
توفي بالفالج لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة خمس وخمسين ومائتين وألف، كما في تذكرة علماء
الهند.
القاضي نجف علي الجهجهري
الشيخ الفاضل العلامة نجف علي بن عظيم الدين الحنفي الجهجهري أحد مشاهير الأذكياء كانت له
اليد الطولى في اللغة والإنشاء والشعر وسائر الفنون الأدبية، له شرح على مقات الحريري في صنعة
الإهمال، وشرح على ديوان المتنبي وشرح على ديوان الحماسة وشروح على قصيدة البردة وقصيدة
بانت سعاد والقصيدة الإمالية، وله تعليقات على المطول وشرح على الدساتير البازندلي في اللغة
الدرية وله تكملة صولة فاروقي ديوان الشعر الفارسي.
مات سنة تسع وتسعين ومائتين وألف.
السيد نجف علي الفيض آبادي
الشيخ الفاضل نجف علي الحسيني الشيعي الفيض آبادي أحد العلماء المبرزين في العلوم العربية،
ذكره(7/1120)
أحمد بن محمد بن باقر الأصفهاني في مرآة الأحوال وقال: إنه أفضل العلماء ببلدته وأعلمهم
وأقدسهم والناس يتهمونه بالتصوف، انتهى.
وقال علي أكبر الكشميري في سبيكة الذهب: إنه كان زاهداً تاركاً للدنيا الدنية، وله حالات ومقامات
ومكاشفات وكرامات، كان غذاؤه الخبز اليابس مع الملح الجريش، وفرشه الحصير العتيق بحسب
العريش، قال: إنه كان ذات يوم في الحمام إذ دخل فيه أحد من الأعلام فظن أنه الدلاك، فقال له
المستحم: دلكني، فقام وغسله ودلكه دلكاً مديداً فطابت نفسه وأعطاه أجرة جزيلة فرد وقال: ها إن
أجرى إلا على الله، ولما فرغ فراح ونقل الحكاية لبعض أخلائه من أهل الصلاح فاستفسر منه حليته
فصك رأسه وقال: هو ليس الدلاك بل هو خير من سكان الأفلاك، فقام المدلوك وذهب إليه واستغفر
الله لذنبه وخر على قدميه، فرفعه إليه وعانقه وقال: لا بأس إني أتوسل إلى الله بخدمة المؤمنين،
انتهى.
مات سنة أربع وخمسين ومائتين وألف، قال علي أوسط اللكهنوي مؤرخاً لوفاته ع:
اي هي سيد نجف علي فاضل
السيد نجف علي النونهروي
الشيخ الفاضل نجف علي الحسيني الشيعي النونهروي الغازيبوري أحد كبار علماء الشيعة، ولد ونشأ
بنونهره، قرية جامعة من أعمال غازيبور وسافر للعلم إلى مدينة لكهنؤ فقرأ على أساتذة فرنكي محل
ثم تفقه على السيد دلدار علي بن محمد معين الحسيني النصير آبادي.
وله مصنفات عديدة، منها شرح على القصيدة الحميرية ومنها حاشية على مبحث المثناة بالتكرير
ومنها حاشية على مير زاهد ملا جلال ورسالة في إثبات حرمة نكاح الشيعية بالسني ومنها زلهاب
السقر على من استباح الخمر، وله رسالة في الأنساب بالعربية، وكتاب في مصائب الحسين عليه
السلام.
مات سنة إحدى وستين ومائتين وألف.
قاضي القضاة نجم الدين علي الكاكوروي
الشيخ الفاضل الكبير القاضي نجم الدين علي بن حميد الدين بن غازي الدين ابن محمد غوث
الكاكوروي قاضي القضاة نجم الدين علي خان، كان من العلماء المشهورين في الهند، ولد بكاكوري
لخمس عشرة خلون من ربيع الأول سنة سبع وخمسين ومائة وألف، واشتغل بالعلم على أبيه مدة، ثم
أخذ عن الشيخ عبد الرشيد الجونبوري الدفين بلكهنؤ، والشيخ غلام يحيى بن نجم الدين البهاري،
وملا حسن بن غلام مصطفى اللكهنوي، ولعله أخذ الفنون الرياضية عن العلامة تفضل حسين
الكشميري، ثم قربه العلامة إلى كورنر جنرل الحاكم العام بأرض الهند فولاه القضاء الأكبر فاستقل
به خمساً وعشرين سنة، وأحيل لكبر سنه على ثلاثة آلاف شهرية، فأراد أن يعتزل في بيته
بكاكوري، فسافر من كلكته ولما وصل إلى مدينة بنارس توفي بها إلى رحمة الله سبحانه.
وكان حسن الأخلاق، مهاباً رفيع القدر، سليم النفس، طيب الأعراق، زاكي الخصال، يشوشاً محباً
للفقراء والضيفان، محسناً إلى ذوي قرابته وأهل بلدته، له مصنفات منها شرح بسيط بالفارسي على
كتاب الجنايات من الفتاوي الهندية، ومنها الستة الجبرية في الجبر والمقابلة - وهي منظومة، وله
شرح على الستة الجبرية بالفارسي، وله رسالة في حسن التناسب للأعضاء الإنسانية وله رسالة في
السعد والنجس، وله رسالة في حل شبهة الاستلزام لابن كمونه البغدادي، وله رسالة في الأنساب، وله
أبيات عديدة بالعربية، ذكرها الشرواني في مصنفاته، وشعره شعر العلماء.
مات يوم الثلاثاء لثلاث عشرة خلون من ربيع الثاني سنة تسع وعشرين ومائتين وألف، كما في
مجمع العلماء لمنظور الدين الكاكوروي.
السيد نجم الهدى النصير آبادي
السيد الشريف نجم الهدى بن محمد ثابت بن محمد حيا بن محمد سنا بن محمد هدى بن علم الله(7/1121)
الحسني الحسيني النقشبندي النصير آبادي أحد المشايخ المشهورين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ
بنصير آباد من أعمال رائي بريلي وأخذ عن الشيخ يحيى بن ضياء الحسيني الجائسي، ولازمه
زماناً، وتصدر للارشاد بعده، أخذ عنه الشيخ يار محمد اللعل كنجي والشيخ مختار أحمد الجائسي
والسيد ياسين ابن مقتدي النصير آبادي وخلق آخرون، وكان مغلوب الحالة، تذكر له كشوف
وكرامات، ومن مصنفاته نجم الهداية منظومة في مجلد كبير.
مات سنة سبع وخمسين ومائتين وألف، كما في السيرة العلمية للسيد الوالد.
الشيخ نذير الدين السرهندي
الشيخ الفاضل نذير الدين بن محيي الدين السرهندي أحد الرجال المعروفين بالفضل، انتقل والده من
سرهند إلى بلدة بريلي من أعمال روهيلكهند فسكن بها، ومات، وقبره بتلك البلدة، وولده نذير الدين
المترجم له سافر إلى فرخ آباد وناب الحكم فسكن بتلك البلدة، ومات وقبره بفرخ آباد، ذكره المفتي
ولي الله بن أحمد علي الحسيني في تاريخه، وقال: إنه كان عالماً بارعاً في كثير من العلوم والفنون،
انتهى.
مولانا نسيم الرامبوري
الشيم نسيم الأفغاني الرامبوري الفاضل الكبير، كان من العلماء المشهورين في عصره ببلدة رامبور
ذكره عبد القادر في كتابه روز نامه وقال: إنه كان يدرس ويفيد، أخذ عنه غير واحد من العلماء.
الحكيم نصر الله الدهلوي
الشيخ الفاضل نصر الله بن ثناء الله الحنفي الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الهيئة والهندسة
والحكمة والمنطق والصناعة الطبية، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ العلم على الشيخ عبد القادر وصنويه
الشيخ رفيع الدين والشيخ عبد العزيز أبناء الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي، ثم تطبب على
الحكيم شريف بن أكمل الدهلوي، ثم تصدر للدرس والإفادة ببلدة دهلي وأقام بها زماناً، ثم استقدمه
نواب فيض محمد خان الجهجهري، فلبث عنده مدة، ثم رجع وخدم الأمراء مدة، ثم راح إلى جهجهر
ولبث عند عبد الرحمن الجهجهري، وله رسائل عديدة في معرفة أمزجة المركبات، ومعرفة البحران،
وأبيات رائقة بالهندية، وكان يتلقب في الشعر بوصال، وكان حياً في سنة 1271هـ.
نواب نصر الله الرامبوري
الأمير الكبير نصر الله بن عبد الله بن علي محمد الحنفي الرامبوري نواب نصر الله خان كان من
رجال الرئاسة والسياسة، ناب الحكم برامبور سنة ثمان ومائتين وألف، فاستقل بالوزارة ست عشرة
سنة.
وكان رجلاً كريماً فاضلاً شجاعاً، حسن الصورة والسيرة، محباً لأهل العلم محسناً إليهم، اجتمع لديه
جمع كثير من العلماء ووفدوا عليه من أقطار بعيدة والسادة والأشراف من نواحي الهند.
توفي لأربع بقين من شوال سنة خمس وعشرين ومائتين وألف وله أربع وستون سنة، كما في
يادكار انتخاب.
مولانا نصر الله المارهروي
الشيخ الفاضل نصر الله بن هداية الله بن محمد الكنبوه الحنفي المارهروي أحد العلماء المبرزين في
الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ ببلدة مارهره وقرأ العلم على مولوي محمد باقر ومولوي محمد
نجاة المشرقي، ثم أخذ الطريقة عن السيد آل محمد بن بركة الله الحسيني المارهروي وبعده عن ولده
السيد حمزة، ولازمه مدة حياته، ودرس وأفاد، أخذ عنه السيد آل أحمد والسيد آل بركات وخلق
آخرون.
مات لسبع خلون من جمادي الأولى سنة خمس وتسعين ومائتين وألف ببلدة مارهرة، كما في
المشاهير.
الشيخ نصر الله الخورجوي
الشيخ العالم الكبير نصر الله بن محمد عمر(7/1122)
الخويشكي الخورجوي، أحد الفقهاء الحنفية، ولد
بخورجه سنة 1226هـ وقرأ العلم على مولانا أحمد علي العباسي الجرياكوتي وعلى غيره من العلماء،
ثم تطبب على الحكيم منصور علي النجيب آبادي، وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد العليم اللوهاروي،
ثم تقرب إلى الولاة الإنكليز، فولوه الأعمال الجليلة، وناب الحكم في بعض المتصرفيات، ولما أحيل
على المعاش ذهب إلى حيدر آباد فولي القضاء ثم بولاية الأقطاع الشمالية ثم المغربية، ونال معاش
التقاعد من الدولة الآصفية أيضاً.
وكان عالماً كبيراً بارعاً في كثير من العلوم والفنون، حريصاً على الدرس والإفادة، أخذ عنه خلق
كثير.
وله مصنفات منها إرشاد البليد في إثبات التقليد ومنها شرح خلاصة الكيداني بالفارسي ومنها شرح
الرباعيات لليوسفي في الطب ومنها تاريخ دكن وله غير ذلك من الكتب.
مات سنة تسع وتسعين ومائتين وألف.
الشيخ نصير الحق العظيم آبادي
الشيخ العالم المحدث نصير الحق بن ظهور الحق بن نور الحق بن عبد الحق بن مجيب الله
الهاشمي الجعفري البهلواروي العظيم آبادي أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، ولد سنة تسع
عشرة ومائتين وألف بمدينة عظيم آباد وقرأ العلم على والده وعلى الشيخ محمد صفي البهلواروي، ثم
سافر إلى بلاد أخرى، وأخذ عن مرزا حسن علي المحدث الشافعي، وحصلت له الإجازة عن أبيه،
فتصدر للتدريس، وتولى الشياخة بعد أبيه، وكان يمنع عن المزامير في الغناء، ويأذن للدف فقط.
مات لليلتين بقيتا من شوال سنة ستين ومائتين وألف بعظيم آباد، فنقل جسده إلى بهلواري، كما في
مشجرة الشيخ بدر الدين.
الشيخ نصير الدين الإله آبادي
الشيخ الفاضل نصير الدين بن رضي الدين بن فرحة الله بن عبد الرحمن بن عبد الرسول
الأميتهوي ثم الإله آبادي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بمدينة إله آباد وقرأ العلم على والده
وتصدر للتدريس وبموته انقطعت سلسلة التدريس من عشيرة العلامة بركة رحمه الله.
الشيخ نصير الدين الفرخ آبادي
الشيخ الفاضل نصير الدين بن ظهور محمد الأميتهوي الفرخ آبادي أحد الرجال المعروفين، ولد
ونشأ بقرية أميتهي من توابع فرخ آباد وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدرسية على أساتذة عصره، ثم رجع
وعكف على العبادة والإفادة، كما في تاريخ فرخ آباد.
مولانا نصير الدين البرهانبوري
الشيخ العالم الصالح نصير الدين عبيد الله بن جلال الدين الحسيني البرهانبوري أحد العلماء
المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ ببلدة برهانبور وقرأ العلم على والده وعلى غيره من
الأساتذة، ثم تصدر للتدريس.
وله مصنفات كثيرة منها ذريعة الاستشفاع في سير السيد المطاع والصاعقة الرابية على فرقة
الوهابية الكذابية وروضة الريحان في فضائل رمضان ومستوفي الحقوق في ذم العقوق وإيضاح
الارتداد وساطع الأنوار من كلام سيد الأبرار، والتيسير في مهمات التفسير وبرهان الهدى في تفسير
الرحمن على العرش استوى ولباب النقائح في أحكام الذبائح والبراهين الساطعة في إثبات مذهب
أهل السنة اللامعة وتنبيه الأغبياء في فضائل سيد الأصفياء وكشف المعضلات في ذكر النساء
المحرمات وترغيب المجاهدين وترغيم المعاندين وهل من مزيد في جواز اللعن على يزيد والمبكيات
في أخبار الشهداء بالطف ولطائف التهذيب ومعيار الأفراس وشعب الإيمان ورسالة في عدد الآيات
والحروف والسور والسجدات في القرآن الكريم والرسالة الغالية وتكملة منافع المسلمين.
وفي آخر عمره رحل إلى الحرمين الشريفين ومات(7/1123)
بالمدينة المنورة وكان ذلك في الخامس عشر من
محرم سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف، كما في تاريخ برهانبور.
الشيخ نصير الدين الرامبوري
الشيخ الفاضل نصير الدين بن غلام حسين الرامبوري أحد العلماء المبرزين في الفنون الأدبية، ولد
ونشأ ببلدة رام بور وقرأ الكتب الدرسية من معقول ومنقول على مولانا نور الإسلام بن سلام الله
الرامبوري، ثم تصدر التدريس، أخذ عنه جمع كثير.
مات لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ست وستين ومائتين وألف، كما في يادكار انتخاب.
مولانا نصير الدين الدهلوي
الشيخ العالم الكبير المجاهد نصير الدين بن نجم الدين الحسيني السوني بتي الدهلوي، كان من نسل
الإمام ناصر الدين الحسيني السوني بتي من جهة الأب، وأما من جهة الأم فكان سبط الشيخ رفيع
الدين بن ولي الله العمري الدهلوي، ولد ونشأ بمدينة دهلي، وقرأ على الشيخ إسحاق بن محمد أفضل
العمري الدهلوي وعلى غيره من العلماء، وتزوج بابنة الشيخ إسحاق المذكور، ثم أخذ الطريقة عن
الشيخ محمد آفاق العمري النقشبندي ولازمه مدة وهاجر عام 1250هـ مع ركب عظيم من المجاهدين،
وأقام بالسند مدة، ثم وصل إلى ستهانه مركز المجاهدين من أصحاب السيد الإمام أحمد بن عرفان
الشهيد، واختاروه أميراً، وبايعوه على الجهاد.
وتوفي في نحو سنة ست وخمسين ومائتين وألف، وكان رحمه الله صاحب همة عالية، ونفس قوية،
كثير الدعاء، آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، محيياً للسنة.
المفتي نظام الدين السورتي
الشيخ العالم المفتي نظام الدين بن خير الدين بن زاهد الهاشمي السورتي أحد الفقهاء الحنفية، ولد
ونشأ بمدينة سورت وقرأ العلم على والده ولازمه مدة، ثم ولي الإفتاء ببلدة سورت، وكان يدرس
ويفيد.
مات لليلتين بقيتا من شهر رجب سنة أربعين ومائتين وألف، كما في حقيقة سورت.
مولانا نظم الدين الدهلوي
الشيخ الفاضل نظام الدين بن مهدي علي الدهلوي أحد الرجال المعروفين في العلوم الحكمية.
له مصنفات عديدة منها رسالة في العلوم الطبيعية صنفها في سنة ثمان ومائتين وألف، وله رسالة
في المنطق، كما في محبوب الألباب.
المفتي نظام الدين الديوي
الشيخ الفاضل الكبير نظام الدين بن نور الهدى الحسيني الأعظمي الديوي أحد العلماء المبرزين في
المنطق والحكمة، قرأ العلم على العلامة تفضل حسين الكشميري، ثم ولي الإفتاء، فاشتغل به مدة، ثم
تدرج إلى الصدارة بمدينة بنارس وكان حياً في سنة 1211هـ، كما في باغ بهار.
السيد نظام الدين اللكهنوي
الشيخ الفاضل نظام الدين الحسيني الشيعي اللكهنوي أحد العلماء المشهورين، تفقه على السيد دلدار
علي بن محمد معين النقوي النصير آبادي وكانت له يد بيضاء في المنطق والحكمة والهيئة والهندسة
والحساب والشعر وغير ذلك، وله مصنفات، كما في تذكرة العلماء.
الشيخ نظام الدين الكشميري
الشيخ الفاضل نظام الدين الفوراهي الكشميري أحد العلماء الربانيين، سافر إلى الحجاز فحج وزار،
ولقي المشايخ وأخذ منهم، ثم رجع إلى الهند ودخل دهلي، ولازم دروس الشيخ عبد العزيز بن ولي
الله الدهلوي وقرأ عليه، ثم رجع إلى كشمير، واعتزل عن الناس في بيته، فلم يخرج منه قط، حتى
أن ولده مات فلم يخرج من بيته للدفن، وكان ينتسخ القرآن الكريم ويجعله موقوفاً للقراء، والملهمات
رسالة في التصوف.
مات لليلة بقيت من ذي الحجة سنة إحدى وستين ومائتين وألف، كما في تاريخ كشمير.(7/1124)
المفتي نظر محمد السهسواني
الشيخ العالم المفتي نظر محمد بن المفتي أبي محمد بن المفتي محمد عاقل الحسيني المودودي
السهسواني أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بسهسوان، وقرأ العلم على أبيه، وولي الإفتاء بعده،
فاشتغل به زماناً، ثم أخذته الجذبة الالهية فسافر إلى بلاد، وأخذ الطريقة عن الشيخ سيف الله ببلدة
سلون وكان من خلفاء السيد حمزة الحسيني المارهروي، فلازمه مدة، ثم رجع إلى بلدته، وعكف على
العبادة، وترك الإفتاء لولده نور أحمد، ثم سار إلى بلدة بريلي وأخذ عن السيد علي أكبر الحسيني
المودودي الدهلوي ثم الفيض آبادي، ولازمه مدة، ثم رجع إلى بلدته، وحصل له القبول العظيم.
مات يوم الجمعة لأربع عشرة خلون من ذي القعدة سنة ست وثلاثين ومائتين وألف، كما في حياة
العلماء.
الشيخ نعمة حسين الجونبوري
الشيخ الفاضل نعمة حسين بن ولاية حسين العمري الشيعي الجونبوري كان من نسل الشيخ من الله
بن بهاء الدين الجونبوري، ولد لسبع عشرة خلون من ربيع الأول سنة سبع عشرة ومائتين وألف،
وقرأ العربية على الشيخ عناية مخدوم ومولانا سخاوة علي الجونبوري، والرسائل المختصرة في
المنطق إلى شرح الشمسية وحاشيته على خير الدين محمد وشرح الوقاية وشرح هداية الحكمة
للميبذي علي خادم حسين البنارسي وخلاصة الحساب وشرح السلم وشرح العقائد النسفية والرشيدية
وغيرها على مولانا قدرة علي والمختصر النافع على آقا إسماعيل الإيراني والفرائض الشريفية على
فضل رب البنارسي وقرأ مير زاهد رسالة ومير زاهد ملا جلال وشرح السلم لحمد الله وشرحه
للقاضي وشرح هداية الحكمة للشيرازي والشمس البازغة وسائر الكتب الدرسية على الشيخ عطا
حسنين البنارسي، ثم خدم الحكومة الإنكليزية، وصرف عمره في ذلك.
ومن مصنفاته شرح على زبدة الصرف ورسالة في الفرائض ورسالة في العروض والقافية وديوان
الشعر الفارسي والهندي.
مات ببدايون ودفن بها، كما في تجلى نور.
الشيخ نعمة الله البهلواروي
الشيخ العارف الكبير نعمة الله بن مجيب الله بن ظهور الله الهاشمي الجعفري البهلواروي أحد
المشايخ المشهورين، ولد لأربع خلون من محرم سنة ستين ومائة وألف، وقرأ أكثر الكتب الدرسية
على مولانا وحيد الحق البهلواروي، ثم لازم أباه وأخذ عنه الطريقة، وتولى الشياخة بعده وله إحدى
وثلاثون سنة، أخذ عنه جمع كثير، من العلماء والمشايخ.
توفي لليلة بقيت من شعبان سنة سبع وأربعين ومائتين وألف بقرية بهلواري فدفن بها، كما في
مشجرة الشيخ بدر الدين.
المفتي نعمة الله اللكهنوي
الشيخ الفاضل الكبير المفتي نعمة الله بن المفتي نور الله بن القاضي محمد ولي ابن القاضي غلام
مصطفى الأنصاري اللكهنوي أحد كبار الأساتذة، لم يكن في زمانه مثله في الهيئة والهندسة والحساب
وغيرها من الفنون الرياضية، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على والده وعلى عمه المفتي ظهور
الله، ثم ولي الإفتاء ببلدة فيض آباد وبلدة لكهنؤ، فاستقل به مدة، ثم سافر إلى بروده بلدة من أرض
كجرات ولبث بها عند الحكيم هاشم علي خان الرضوي المهاني زماناً، وأقام ببلدة بتيا بكسر الموحدة
وسكون الفوقية بلدة من بلاد بهار مدة طويلة، وكان أمير تلك الناحية يحسن إليه.
وكان ذا توقد وذكاء وحلاوة في المنطق وتواضع وحلم، يدرس بغاية الدقة والمتانة، حتى قيل: إنه
كان يدرس ورقاً واحداً من كتاب في ثلاث ساعات نجومية، وكان يتتبع الشروح والحواشي كلها،
وكان لا يرضى حتى يلقي دروسه على ذهن الطالب، أخذ عنه الشيخ عبد الحليم بن أمين الله وولده
العلامة عبد الحي(7/1125)
والقاضي محمد فاروق الجرياكوتي وشيخنا فضل الله ابن نعمة الله المترجم له
وخلق كثير من العلماء.
مات سنة تسع وتسعين ومائتين وألف.
مولانا نعيم الدين القنوجي
الشيخ الفاضل نعيم الدين بن فصيح الدين الحنفي القنوجي أحد العلماء المبرزين في المعقول
والمنقول، ولد ونشأ بقنوج، وقرأ العلم على الشيخ عبد الباسط القنوجي، وكان في أخذ العلوم
وتحصيل الكمالات العلمية تلو أخيه الكبير عليم الدين ومن مصنفاته شرح على تصديقات السلم
وحاشية على شرح هداية الحكمة للصدر الشيرازي، كما في أبجد العلوم.
مولانا نعيم الله اللكهنوي
الشيخ الفاضل نعيم الله بن حبيب الله بن محب الله الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء المشهورين، ولد
ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على صنوه الكبير ولي الله بن حبيب الله اللكهنوي، ودرس وأفتى، وكان
رأساً في الفقه والفرائض والحساب، أخذ عنه لطف الله اللكهنوي صاحب القبقاب.
مات لست عشرة خلون من شوال سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف.
مولانا نعيم الله البهرائجي
الشيخ العالم الصالح نعيم الله بن غلام قطب الدين بن غلام محمد بن آدم ابن المبارك بن الجلال بن
نصير الدين العلوي النقشبندي البهرائجي أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، ولد بمدينة
بهرائج سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف، ونشأ في مهد العلم والمشيخة، فقرأ المختصرات على أساتذة
بلاده، وسافر إلى لكهنؤ ودهلي غير مرة، وأخذ عن المولوي محمد خليل ببلدة لكهنؤ والمولوي إمام
بخش ببلدة شاهجهانبور والمولوي شهاب الدين ببلدة بريلي، ثم قدم لكهنؤ سنة سبع وسبعين ولازم
الشيخ العلامة محمد ولي الأنصاري اللكهنوي وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية من المعقول والمنقول،
وأخذ الحساب والفرائض عن المفتي عبد الرب اللكهنوي، وأدرك هناك الشيخ محمد جميل النقشبندي
سنة ست وثمانين، فلازمه زماناً، وأخذ عنه أذكار الطريقة النقشبندية وأشغالها.
ثم سافر إلى حضرة دهلي، ولازم الشيخ الكبير مرزا جانجانان العلوي الدهلوي، وصحبه أربعة
أعوام، وأخذ عنه ونال الإجازة المطلقة منه، وفي أثناء ذلك أخذ الحديث عن الشيخ حاجي أحمد
الدهلوي، وهو ممن أخذ عن الشيخ المسند ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي، وأخذ القراءة والتجويد
عن الشيخ سلطان يوسف الختلاني، ثم قدم لكهنؤ وتصدر للارشاد والتلقين، وأقام بها مدة من الزمان،
ثم سار إلى دهلي ثم إلى باني بت وصحب القاضي ثناء الله العثماني الباني بتي نحو سنة، واستفاض
منه فيوضاً كثيرة، ثم قدم لكهنؤ وقضى بقية حياته في مسقط رأسه بهرائج مشتغلاً بالإرشاد والتربية
والعبادة وتلقين الذكر.
ومن مؤلفاته حاشية على مير زاهد رسالة وحاشية على ملا جلال ولم تطبعا، ومكتوبات شيخه
المرزا مظهر جان جانان رحمه الله وبشارات مظهرية، وخلاصتها معمولات مظهرية وأنفاس الأكابر
توفي سنة 1218هـ.
الشيخ نقي علي البريلوي
الشيخ الفقيه نقي علي بن رضا علي بن كاظم علي بن أعظم شاه بن سعادة يار الأفغاني البريلوي
أحد الفقهاء الحنفية، ولد غرة رجب سنة ست وأربعين ومائتين وألف، وأخذ عن أبيه وقرأ عليه ما
قرأ من الكتب الدرسية، ثم أخذ الطريقة عن السيد آل رسول المارهروي، وأسند الحديث عنه سنة
أربع وتسعين، وسافر للحج سنة خمس وتسعين فحج وزار، وأسند الحديث عن الشيخ أحمد بن زيني
دحلان الشافعي، وعاد إلى الهند، وكان ممن ينتصر للبدع والرسوم.
وله مصنفات منها الكلام الأوضح في تفسير ألم نشرح ووسيلة النجاة في السير، وجواهر البيان في
أسرار الأركان وأصول الرشاد في تصحيح مباني الفساد وهداية البرية إلى الشريعة الأحمدية وإذاقة(7/1126)
الآثام لمانعي المولد والقيام وتزكية الإيقان برد تقوية الإيمان وغيرها.
مات في سلخ ذي القعدة سنة سبع وتسعين ومائتين وألف، كما في تذكرة علماء الهند.
مولانا نوازش علي النكينوي
الشيخ العالم الفقيه نوازش علي بن ناصر علي الحسيني النكينوي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ
بنكينه بلدة من أعمال بجنور وقرأ العلم على أساتذة عصره ثم درس وأفاد، له منظومة في الفرائض.
مولانا نوازش علي الدهلوي
الشيخ العالم الفقيه نوازش علي الحنفي الدهلوي أحد العلماء المذكرين، أخذ الحديث عن الشيخ
إسحاق بن أفضل الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز، وقرأ الكتب الدرسية على غيره من العلماء، وكان
حليماً قانعاً متوكلاً، حسن الأخلاق، ربما يعقد في بيته مجلس التذكير، وربما يدعوه المسلمون في
بيوتهم للتذكير، وكان مرزوق القبول في ذلك.
المفتي نور أحمد السهسواني
الشيخ العالم الفقيه المفتي نور أحمد بن نظر محمد بن أبي محمد الحسيني النقوي السهسواني أحد
العلماء الصالحين، ولد ونشأ بسهسوان، وسافر للعلم إلى مراد آباد ولكهنؤ وقرأ على أساتذة عصره،
أجلهم العلامة عبد العلي محمد بن نظام الدين اللكهنوي، ثم ولي الإفتاء ببلدته.
له تعليقات على شرح السلم للقاضي مبارك، وعلى الشمس البازغة للجونبوري وله غير ذلك من
المصنفات.
مات سنة ثمانين ومائتين وألف بسهسوان وله تسعون سنة، كما في حياة العلماء.
مولانا نور الإسلام الرامبوري
الشيخ العالم الكبير نور الإسلام بن سلام الله بن شيخ الإسلام الحنفي الدهلوي ثم الرامبوري، كان
من ذرية الشيخ عبد الحق بن سيف الدين البخاري الدهلوي، ولد ونشأ برامبور، وقرأ العلم على ملا
حسن بن غلام مصطفى وعلى ملك العلماء عبد العلي بن نظام الدين، حين كان ببلدة رامبور وعلى
غيرهما من العلماء وصار بارعاً في الهيئة والهندسة والحساب وغيرها من الفنون الرياضية.
له إيثار الحق رسالة في مبحث الزمان، ورسالة في مبحث المكان ورسالة في أصول الحديث،
وحاشية على شرح السلم للقاضي، وحاشية على مير زاهد رسالة وتعليق نفيس على مبحث المثناة
بالتكرير.
مولانا نور الأصفياء الحيدر آبادي
الشيخ الفاضل نور الأصفياء بن نور العلي بن قمر الدين الحسيني الأورنكك آبادي ثم الحيدر آبادي
أحد العلماء الحنفية، ولد ونشأ بأورنكك آباد وتفقه على والده، ثم ذهب إلى كرنول ولبث بها زماناً
عند نواب ألف خان، ثم قدم إلى حيدر آباد وولي الوكالة من جهة شمس الأمراء إلى جندو لعل ديوان
ذلك العصر، ونال أقطاع الأرض تغل له ثلاثين ألف ربية في كل سنة.
وكان عالماً بارعاً يدرس ويفيد، ومن مصنفاته نور القلوب ونور الأسرار والمناقب الغوثية.
مات بحيدر آباد سنة خمس وخمسين ومائتين وألف، كما في تزك محبوبي.
مولانا نور الحسن الكاندهلوي
الشيخ الفاضل نور الحسن بن أبي الحسن بن المفتي إلهي بخش الكاندهلوي أحد العلماء المشهورين،
ولد ونشأ بكاندهله على مسيرة ست وثلاثين ميلاً من دهلي واشتغل بالعلم على أبيه مدة من الزمان،
ثم لازم العلامة فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي، وأخذ عنه العلوم الحكمية، ثم درس وأفاد، أخذ
عنه خلق كثير من العلماء منهم السيد أحمد بن المتقي الدهلوي رائد التعليم العصري الغربي في الهند
ومؤسس جامعة عليجراه الإسلامية وصاحب التفسير المشهور وكان يراسله ويعترف بفضله.(7/1127)
وكان عالماً حليماً متواضعاً، حسن الأخلاق، حسن المحاضرة، حلو المنطق ذا عارضة وبلاغة، لا
يتكلم إلا بلغة فصيحة وعبارة واضحة جلية، مع تفرده في المنطق والحكمة.
مات يوم الثلاثاء لإحدى عشرة خلون من محرم الحرام سنة خمس وثمانين ومائتين وألف بكاندهله
فدفن بها.
السيد نور الحسن الكالبوي
الشيخ الفاضل نور الحسن بن باقر علي بن خيرات علي الحسيني الترمذي الكالبوي، ولد ونشأ
بكالبي، وحفظ القرآن، ثم اشتغل بالعلم، وجد في البحث والاشتغال، حتى برع وفاق أقرانه في اللغة
والإنشاء وقرض الشعر وسائر الفنون العربية، وسافر إلى بهوبال وتقرب إلى الأمير العلامة صديق
حسن القنوجي، فولاه التدريس بمدرسة سيهور، له تعريب الإكسير في أصول التفسير للقنوجي،
وتقريظ على تفسيره فتح البيان ذكره القنوجي في التقصار وأثنى عليه.
مات سنة ست وتسعين ومائتين وألف ببلدة بهوبال.
السيد نور الحسن الأمروهوي
الشيخ الفاضل نور الحسن بن نثار علي بن محمد عسكري بن بخش الله الحسيني الأمروهوي، كان
من نسل الشيخ محمد بن عبد الله الرضوي، ولد ونشأ ببلدة أمروهه وقرأ بعض الكتب الدرسية على
مولانا عليم الله البجنوري وأكثرها على العلامة فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي، وتطبب على
والده.
وكان رجلاً صالحاً كريماً متواضعاً، مفرط الذكاء، مرزوق القبول في الطب.
الحكيم نور الحسن السهسواني
الشيخ الفاضل نور الحسن بن نياز أحمد العمري السهسواني أحد العلماء المبرزين في الصناعة
الطبية، ولد ونشأ بسهسوان، وسافر للعلم إلى رامبور ولكهنؤ وبلاد أخرى، فقرأ على أساتذة عصره
ثم أخذ الصناعة عن الحكيم أسد علي السهسواني، ولازمه مدة، حتى برع وفاق أقرانه، وسار إلى
متهرا فسكن بها، وكان يدرس ويفيد.
مات سنة سبع وتسعين ومائتين وألف بمتهرا، كما في حياة العلماء.
مولانا نور الحق اللكهنوي
الشيخ الفاضل الكبير نور الحق بن أنوار الحق الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء المبرزين في
المعقول والمنقول، ولد ونشأ بلكهنؤ، واشتغل على عمه أزهار الحق، وسافر معه إلى بلدة رائي
بريلي ولبث بها مدة في زاوية السيد محمد عدل رحمه الله، ثم سافر إلى بهار بضم الموحدة وقرأ
سائر الكتب الدرسية على العلامة عبد العلي اللكهنوي، ثم رجع إلى بلدته لكهنؤ، وتصدر للدرس
والإفادة، وانتهت إليه الرئاسة العلمية.
مات ليلة الأحد لسبع بقين من ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين ومائتين وألف، كما في الأغصان
الأربعة.
الشيخ نور الحق البهلواروي
الشيخ الفاضل نور الحق بن عبد الحق بن مجيب الله الهاشمي الجعفري البهلواروي أحد المشايخ
الصوفية، ولد بقرية بهلواري في شهر جمادي الآخرة سنة ست وخمسين ومائة وألف، وقرأ العلم
على الشيخ وحيد الحق البهلواروي ثم أخذ الطريقة عن جده مجيب الله وحصلت له الإجازة منه سنة
ثلاث وسبعين، وانتقل من بهلواري إلى عظيم آباد مع ولده ظهور الحق سنة ثلاثين ومائتين وألف،
وكان صاحب وجد وحالة، له ديوان الشعر الفارسي.
مات بعظيم آباد لأربع خلون من شعبان سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف، كما في مشجرة الشيخ
بدر الدين.
القاضي نور الحق الرامبوري
الشيخ العالم الفقيه نور الحق بن القاضي محمد منعم بن القاضي محمد معصوم الحسيني الرامبوري(7/1128)
أحد الأفاضل المشهورين، له تفسير القرآن الكريم، صنفه بأمر فيض الله خان الرامبوري، وله أربعة
دواوين للشعر الهندي، ومزدوجات عديدة.
توفي سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف، كما في يادركار انتخاب.
الشيخ نور الدين الكشميري
الشيخ العالم الفقيه نور الدين بن عبد الله بن مصطفى بن معين الدين الرفيقي الكشميري، كان من
أهل بيت العلم والمشيخة، ولد في سنة خمس وعشرين ومائتين وألف، ونشأ في مهد ابن عمه طيب
بن أحمد بن مصطفى الرفيقي، ولبس منه الخرقة، وقرأ العلم على مولانا محمد حسن بن نظام الدين
وصحب شيوخاً كثيرة في بلاد شتى، ولم يرغب في النكاح قط.
وكان عظيم الهيبة، جليل الوقار، عالي الهمة، حسن الأخلاق، كثير المواساة للناس، وكان ينظم
الأشعار أحياناً.
مات في تاسع رجب سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية.
مولوي نور الدين الرامبوري
الشيخ الفاضل نور الدين بن إسماعيل الحنفي الرامبوري أحد المتكلمين، لم تكن له خبرة بالكتاب
والسنة، وله مصنفات كثيرة منها: الفاروق بين الحق والباطل أوله: الحمد لله كلام قديم لبيان بالجمال
له، إلخ، صنفه سنة ثمان وستين ومائتين وألف، ومنها خليفة الرحمن في الفقه والكلام كلاهما
بالعربية.
قال في كتابه الفاروق في حق يزيد بن معاوية عليه ما يستحقه: هو شريف من أشراف قريش
وساداتهم نسباً وحسباً جميعاً، وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الأئمة من قريش، ولأنه اقتدى به
جميع أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو بعضهم فاتباعه صار أمراً مسنوناً في أمر خلافة
الله عند الله له، وما وقع من اختلاف بين عثمان بن عفان ومحمد بن الصديق وبين علي بن أبي
طالب ومعاوية بن أبي سفيان وبين حسين بن علي ويزيد بن معاوية في أمر صحة خلافة الله وعدمه
فعند الله لا اعتبار له، فإن قال أحد من الناس إني لا أتبع يزيد بن معاوية ولا أذكره بالخير لأنه لم
يتبعه حسين بن علي قطعاً، فقل له: الخارجي يقول كذلك إني لم أتبع علياً لأنه لم يتبعه معاوية بن
أبي سفيان، والرافضي والخارجي كل واحد منهما يقول إني لا أتبع عثمان بن عفان لأنه لم يتبعه
محمد بن الصديق في آخر أيام خلافته، فما تقول في جوابهما فهو جوابك بلسانك، إلخ.
وقال في خليفة الرحمن إن يزيد كان شاعراً عالماً دبيراً حسن الوجه، وكانت عمته أم حبيبة زوجة
رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والصلاة والسلام كما وجب على آله كذلك وجب على صهرائه لأن
الصهرية سبب القرابة نسباً وحسباً جميعاً.
وقال: كانت خلافته باختيار معاوية بن أبي سفيان وبيعة الصحابة كلهم أو بعضهم منهم عمرو بن
العاص، واتباع الصحابة واجب، وكان اتباع خلافتهم واستخلافهم أيضاً واجباً لقوله صلى الله عليه
وسلم: أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهتديتم.
قال: وإذا عرفت هذا فنسبة الفسق والكفر إلى يزيد بن معاوية حرام واستحلاله كفر، وما قيل إنه
جوز اللعن على أهل بيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإنه أمر بالملاهي وشرب الخمر وظلم
الناس وغير ذلك فهذا كله بهتان عظيم لا يجوز سمعه.
وقال: يزيد بن معاوية كان خيراً من جميع الناس في زماننا لأنه رأى أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم فلا يحل ذكره إلا بالخير، انتهى، وإني لم أقف على سنة وفاته.
مولانا نور الزمان الدهاكوي
الشيخ الفاضل نور الزمان الدهاكوي أحد العلماء الصالحين، كان قانعاً متورعاً، ذكره عبد القادر بن
محمد أكرم الرامبوري في كتابه روز نامه.
مولانا نور عالم الرامبوري
الشيخ الفاضل نور عالم الحنفي الأفغاني الرامبوري أحد العلماء المبرزين في الفنون الحكمية كان
يدرس(7/1129)
ويفيد، قرأ عليه عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري شرح هداية الحكمة للميبذي وذكره في
كتابه روز نامه.
السيد نور العلي الحيدر آبادي
الشيخ العالم الصالح نور العلي بن قمر الدين الحسيني الأورنكك آبادي أحد العلماء المتورعين، ولد
سنة 1160هـ ونشأ بأورنك آباد، وقرأ العلم على والده، وحج وزار معه ثم قدم حيدر آباد فأقام بها
زماناً، وكان لا يتردد إلى بيوت الأمراء والأغنياء، وكان قائم الليل صائم الدهر، لم تفته صلاة
بجماعة قط.
مات لثلاث عشرة خلون من ربيع الأول سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف، وفي محبوب ذي المنن
إنه مات 1233هـ بمدينة حيدر آباد، فدفن بها في حديقة ولده نور الأصفياء وله مائة سنة، كما في
تزك محبوبي.
مولانا نور كريم الدريا بادي
الشيخ الفاضل نور كريم بن مخدوم بخش القدوائي الدريابادي أحد العلماء المشهورين، ولد في سنة
خمس عشرة ومائتين وألف بدرياباد ونشأ بها، وقرأ الكتب الدرسية على مولانا عبد الحكيم بن عبد
الرب اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، ثم تطبب على الحكيم محمد علي بن غلام نبي اللكهنوي،
وسكن بلكهنؤ عاكفاً على الدرس والإفادة، وبعد مدة من الزمان ولي التدريس في كيننك كالج المدرسة
الكلية بلكهنؤ.
وكان رجلاً كريماً متواضعاً مشكلاً منور الشبيه قد أدركه السيد الوالد وذكره في مهر جهانتاب، وله
مصنفات كثيرة في الطب، منها شفاء الأمراض في المعالجات، ومنها ترجمة مفرح القلوب في
الكليات، ومنها ترجمة مخزن الأدوية في المفردات وله غير ذلك من الرسائل.
مات سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف وله ثلاث وسبعون سنة.
الشيخ نور الله البجهرايوني
الشيخ الصالح نور الله بن محمد مقيم الحنفي الصوفي البجهرايوني الأعظم بوري أحد المشايخ
المشهورين، ولد ونشأ بجهرايون بلدة من أعمال مراد آباد وقرأ العلم على المفتي شرف الدين
الرامبوري وعلى غيره من العلماء ببلدة رامبور ثم دخل لكهنؤ ولازم الشيخ عبد الرحمن الصوفي
اللكهنوي، وصحبه عمراً طويلاً، وقرأ عليه بعض كتب التصوف والسلوك.
وله مصنفات في ذلك منها النور المطلق شرح كلمة الحق لشيخه عبد الرحمن المذكور، ومنها إزالة
القناع عن وجوه السماع كتاب مبسوط في إباحة السماع بالفارسي، ومنها تنوير الجنان في سيرة
شيخه عبد الرحمن وأنوار الرحمن وهداية المعلمين.
مات في الثالث عشر من رمضان سنة سبع وستين ومائتين وألف، ودفن في زاوية شيخه الشيخ عبد
الرحمن الصوفي في لكهنؤ.
المفتي نور الله اللكهنوي
الشيخ العالم الفقيه المفتي نور الله بن محمد ولي بن غلام مصطفى الأنصاري اللكهنوي، كان من
ذرية الشيخ الشهيد قطب الدين السهالوي، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على والده وعلى المفتي
عبد الواجد الخير آبادي، وصار بارعاً في الفنون الرياضية وغيرها، وولي الإفتاء ببلدة لكهنؤ.
وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه خلق كثير، وله تعليقات شتى على الكتب الدرسية، ورسالة في الجبر
والمقابلة.
قال عبد الباري بن عبد الوهاب اللكهنوي في آثار الأول: إنه كان مشهوراً في توضيح المطالب
وتوقيعها في ذهن الطالب.
مات سنة إحدى وستين ومائتين وألف.
الشيخ نور محمد المهاروني
الشيخ العالم الصالح العارف نور محمد بن هندال الجشتي المهاروني أحد المشايخ المشهورين، كان
اسمه بهيل بكسر الموحدة وكان من طائفة كدل من قوم(7/1130)
بنوار، ولد لأربع عشرة خلون من رمضان
سنة اثنتين وأربعين ومائة وألف بقرية جوتاله وحفظ القرآن على محمد مسعود المهاروني، وسافر
إلى لاهور وقرأ بعض الكتب الدرسية على أساتذتها، ثم دخل دهلي وقرأ على الشيخ فخر الدين بن
نظام الدين الدهلوي، وأخذ عنه الطريقة ولازمه مدة، ثم رجع إلى مهارون قرية من أعمال بهاولبور
فسكن بها وصار مرزوق القبول، أخذ عنه الشيخ سليمان بن زكريا التوسوي وخلق كثير، وكان له
شأن رفيع في قوة النسبة ودعاء الخلق إلى الله والانقطاع عن علائق الدنيا، نفع الله به وبخلفائه خلقاً
كثيراً، وكان صاحب جذبة إلهية قوية وتأثير عظيم.
مات لثلاث ليال خلون من ذي الحجة سنة خمس ومائتين وألف بقرية تاج سرور على ثلاثة أميال
من مهارون فدفن بها، كما في خزينة الأصفياء.
مولانا نور محمد السورتي
الشيخ العالم الصالح نور محمد الحنفي السورتي أحد عباد الله الصالحين، قرأ العلم على مولانا أحمد
علي والسيد محمد هادا بمدينة سورت، وكان يسترزق بصناعة الأمشاط، ويأكل من عمل يده.
مات لست عشرة خلون من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف، كما في الحديقة الأحمدية.
الشيخ نور محمد الجهنجهانوي
الشيخ العارف الكبير نور محمد الجشتي الجهنجهانوي أحد المشايخ المشهورين، كان من نسل الشيخ
عبد الرزاق الولي المشهوري، أخذ الطريقة الجشتية عن الشيخ عبد الرحيم الأفغاني الشهيد، وستر
حاله بتعليم الأطفال في قرية لوهاري ولم يفته تكبير التحريمة ثلاثين سنة، وسافر إلى بلاد الثغور
مع شيخه عبد الرحيم، وأخذ عن سيدنا الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي وبايعه ثم رجع بأمره
إلى الهند، أخذ عنه الشيخ الكبير شيخنا إمداد الله التهانوي المهاجر إلى مكة المشرفة وخلق آخرون.
مات لأربع خلون من رمضان سنة تسع وخمسين ومائتين وألف، كما في أنوار العارفين.
السيد نور الهدى الأورنكك آبادي
الشيخ العالم الكبير نور الهدى بن قمر الدين الحسيني الأورنكك آبادي أحد المشايخ النقشبندية، ولد
سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف ونشأ في مهد العلم والمشيخة، وأخذ عن أبيه وفرغ من تحصيل
العلوم المتعارفة في السادس عشر من عمره، وحفظ القرآن، وحج وزار مع والده، ودرس وأفاد
بأورنك آباد مدة عمره، أخذ عنه خلق كثير من العلماء، له شرح بسيط على مظهر النور لوالده في
مبحث الوجود الذي صنفه بأمر مرزا جان جانان العلوي الشهيد، وله شرح على نور الكريمتين لوالده
وبوارق النور حاشية على شرح مظهر النور له، ورسالة في التشكيك على الحاشية القديمة ورسالة
في الإيراد على القاضي عضد الدين الايجي ورسالة في ما أورد على السيد الزاهد وله غير ذلك من
الرسائل.
مات في سلخ رمضان سنة عشر ومائتين وألف، وقيل إنه مات سنة ثلاث بعد ألف ومائتين وله
خمسون سنة.
السيد نور الهدى الطوكي
السيد الشريف نور الهدى بن محمد علي بن عبد السبحان الحسني الحسيني النصير آبادي ثم
الطوكي بخشي الملك سيد نور الهدى خان بهادر هيبت جنكك كان من الأجواد الكرام، ولد ونشأ
بنصير آباد، وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم سافر إلى لكهنؤ وأخذ عن أساتذتها، ثم سافر إلى
طوك وتقرب إلى وزير الدولة أمير تلك الناحية فجعله مير بخشي وأقطعه أرضاً خراجية فاستقل بها
مدة حياته.
وكان جواداً كريماً محسناً، سافر إلى الحجاز فحج وزار، ولد سنة ثلاثين ومائتين وألف.
ومات سنة تسع وتسعين ومائتين وألف وله سبعون سنة تقريباً، كما في السيرة العلمية للسيد الوالد.
الشيخ نياز أحمد البريلوي
الشيخ العالم العارف نياز أحمد بن رحمة علي(7/1131)
العلوي السرهندي ثم البريلوي أحد كبار المشايخ
الجشتية، ولد سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف بسرهند، ودخل دهلي في صغر سنه، فتربى في مهد
الشيخ فخر الدين بن نظام الدين الدهلوي، وأخذ عنه العلم والطريقة، ثم سافر إلى بريلي بأمر شيخه
وسكن بها، وحصل له القبول العظيم.
وكان عالماً كبيراً بارعاً في العلوم الحكمية، ماهراً في الفنون الرياضية، أخذها عن خواجه أحمد
الدهلوي، له رسالة دقيقة بالعربية في الحساب، صنفها لأجل السيد آل رسول المارهروي، وله ديوان
الشعر الفارسي والهندي أكثره في التوحيد والحب الإلهي والتصوف، وقد سارت أبياته مسير الأمثال،
وانتشرت في الأوساط الصوفية.
مات لست خلون من جمادي الآخرة سنة خمسين ومائتين وألف ببلدة بريلي فدفن بها.
حرف الواو
مولانا وارث علي السنديلوي
الشيخ الفاضل وارث علي بن أمين الله بن وصف الله بن علاء الدين الحسيني السنديلوي، كان من
أهل بيت العلم والمشيخة، ولد سنة أربع ومائتين وألف بسنديله ونشأ بها، وقرأ المختصرات على
مولوي أحمد بخش السنديلوي، ثم دخل لكهنؤ وأخذ عن الشيخ نور الحق والشيخ سراج الحق والشيخ
جعفر علي الكسمندوي ومولانا مظهر علي التاجر والحكيم فرزند حسين الفرخ آبادي، ثم تصدر
للتدريس، أخذ عنه غير واحد من العلماء.
مات في عاشر رمضان سنة سبع وأربعين ومائتين وألف، كما في تذكرة علماء الهند.
المفتي واجد علي البنارسي
الشيخ الفاضل العلامة المفتي واجد علي بن إبراهيم بن عمر العمري البنارسي أحد العلماء المبرزين
في المنطق والحكمة، ولد ونشأ بلكهنؤ وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء، ثم ولي الإفتاء
بمدينة لكهنؤ في السفارة الإنكليزية فاستقل به خمس عشرة سنة، ثم راح إلى بتيا بكسر الموحدة
وسكون الفوقية فاستخدمه أمير تلك الناحية.
وكان إماماً جوالاً في المنطق والحكمة، متفرداً بين أقرانه في تدريس الشفاء والأفق المبين
والحواشي القديمة والجديدة، درس وأفاد مدة عمره، وأخذ عنه خلق لا يحصون بحد وعد.
مات ببلدة جهبره يوم الجمعة لسبع بقين من ربيع الأول سنة ست وسبعين ومائتين وألف، فأرخ
لوفاته بعض أحبابه من قوله تعالى "ولا يبغون عنها حولاً"، كما في حياة سابق.
مولانا واصل علي الجائسي
الشيخ الفاضل واصل علي بن رحمة الله الحنفي الجائسي أحد العلماء الأفاضل، ولد ونشأ بمدينة
جائس وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء، ثم سار إلى آنوله وولي التدريس بمدرسة
خانسامان فدرس بها زماناً، ولما سار شاه عالم إلى روهيلكهند خرج منها وقدم بلدته، وأخذ الطريقة
عن الشيخ أشرف بن حبيب الله الأشرفي الجائسي رحمه الله، ولازمه مدة، كما في تاريخ جائس.
مولانا وجيه الدين الدهلوي
الشيخ العالم الكبير وجيه الدين الدهلوي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، قرأ العلم على
مولانا نظام الدين بن قطب الدين اللكهنوي وولي التدريس ببلدة دهلي، أخذ عنه خلق كثير، وكان
مفرط الذكاء، كثير الشعر.
مات ودفن ببلدة دهلي، كما في رساله قطبيه.
مولانا وجيه الدين السهارنبوري
الشيخ العالم المحدث وجيه الدين الحنفي السهارنبوري أحد العلماء الأفاضل، أخذ عن الشيخ عبد
الحي بن هبة الله البرهانوي وأسند عنه، ثم درس وأفاد مدة بسهارنبور، أخذ عنه أحمد علي بن لطف
الله السهارنبوري وقرأ عليه صحيح البخاري.(7/1132)
الشيخ وجيه الله المدراسي
الشيخ العالم الصالح وجيه الله بن مجيب الله العظيم آبادي ثم المدراسي أحد الشعراء المجيدين، ولد
ونشأ بعظيم آباد، وقرأ العلم على أساتذة بلاده، وبايع الشيخ منعم الدهلوي، ولما مات أبوه قسم
متروكاته على الفقراء والمساكين، وسافر للحج، فلما وصل إلى مدراس لبث بها اثنتي عشرة سنة
عند نصير الدولة، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، وعاد إلى مدراس فأقام ببلدة ترجنابلي مدة، ثم
سافر إلى الحجاز مرة ثانية فحج وزار، ورجع إلى مدراس وأقام بها مدة حياته، وكان شاعراً مجيد
الشعر، له ديوان الشعر الفارسي ومن شعره قوله:
بيهوده بسير كل وكلزار مكرديد در كلشن دل باغ وبهار است به بينيد
مات سنة تسع وعشرين ومائتين وألف بمدراس، كما في نتائج الأفكار.
مولانا وحيد الدين البهلتي
الشيخ العالم المجاهد وحيد الدين بن معين الدين البهلتي الدهلوي أحد العلماء العاملين وعباد الله
الصالحين، ولد ونشأ بقرية بهلت على عشرين ميلاً من دهلي، وقرأ العلم على الشيخ إسماعيل بن
عبد الغني الدهلوي، وصحب الشيخ عبد العزيز وصنوه عبد القادر ثلاث عشرة سنة، ثم لازم السيد
الإمام المجاهد السيد أحمد بن عرفان الشهيد رحمه الله وسافر معه إلى الحرمين الشريفين فحج وزار،
ورجع إلى الهند، ثم سافر معه إلى الثغور.
مولانا وحيد الحق البهلواروي
الشيخ الفاضل الكبير وحيد الحق بن وجيه الحق بن أمان الله الهاشمي الجعفري البهلواروي أحد
كبار الأساتذة، ولد ونشأ ببهلواري وقرأ بعض الكتب الدرسية على والده وأكثرها على خاله الشيخ
مبين الجعفري، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه خلق كثير.
وكان شيخاً صدوقاً، حسن الأخلاق، مليح الشمائل، حلو الكلام، ورعاً تقياً، يحترز عن الشبهات ولا
يأكل طعام مستخدمي الحكومة الإنكليزية، وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فيكسر أطواق
الأطفال يطوقونهم بها في المحرم، ويقطع الزنانير التي يلبسونها في عاشوراء، وكان يتزيأ بزي
الفقراء ولا يتجشم التصنع في الزي واللباس، وكان يجلس على الحصير وعليه خميصة سوداء،
وكان يجتنب عن استماع الغناء في أول الأمر، كما هو دأب الفقهاء الحنفية، فلما غلبت عليه الحالة،
رغب إليه وحضر في مجلس السماع غير مرة.
وكان كثير الاشتغال بالدرس والإفادة، أخذ عنه ابناه أحمدي وعلي أكبر وبنو خاله المفتي عبد الغني
وعبد العلي وعمه الصغير عبد الواسع والشيخ شمس الدين ونور الحق ونعمة الله بن مجيب الله وعبد
القادر بن خير الدين العمادي وخلق كثير، وله تعليقات شتى على هداية الفقه وشمائل الترمذي
وتفسير البيضاوي وله رسائل في الفقه.
مات لست بقين من صفر سنة إحدى ومائتين وألف وقيل مائتين وألف.
مولانا وزير علي السنديلوي
الشيخ الفاضل وزير علي بن أنور علي بن أكبر علي بن حمد الله الصديقي السنديلوي أحد العلماء
المبرزين في العلوم الأدبية، ولد ونشأ بسنديله، وقرأ العلم حيثما أمكنه في بلاده، ثم سافر إلى كلكته
وأخذ الفنون الأدبية بها، وولي التدريس في المدرسة العالية بخمسين ومائتين ربية راتباً شهرياً، له
ديوان الشعر العربي، كما في تذكرة علماء الهند.
الشيخ وصي أحمد البهلواروي
الشيخ الفاضل وصي أحمد بن مصطفى بن شمس الدين بن عبد الحي بن مجيب الله الهاشمي
الجعفري البهلواروي أحد العلماء المتصوفين، ولد في سلخ ذي الحجة سنة أربع وعشرين ومائتين
وألف، وقرأ العلم على خاله الشيخ أبي الحسن ومحمد حسين ابني الشيخ نعمة الله بن مجيب الله،
وأسند الحديث عن أبيه، وأخذ الطريقة عن جده لأمه الشيخ نعمة الله وخاله أبي تراب، وسكن ببلدة
بهلواري خلافاً لوالده(7/1133)
وجده، وكان شاعراً مجيد الشعر، له ديوان الشعر الفارسي والهندي.
توفي لليلتين خلتا من ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف، كما في مشجرة الشيخ بدر
الدين.
مولانا ولاية علي الصادق بوري
الشيخ الإمام العالم المحدث المجاهد المصلح ولاية علي بن فتح علي بن وارث علي بن محمد سعيد
الهاشمي الصادق بوري العظيم آبادي أحد العلماء الربانيين، ولد بصادق بور سنة خمس ومائتين
وألف، واشتغل بالعلم مدة ببلدته، ثم سافر إلى لكهنؤ وقرأ الكتب الدرسية على الشيخ أشرف بن نعمة
الله اللكهنوي، وبايع سيدنا الإمام أحمد بن عرفان البريلوي الشهيد، ثم رجع إلى بلدته، وأقام الجمعة
والجماعة، واشتغل بالتدريس والتذكير مدة، ثم لازم شيخه السيد أحمد المذكور وأخذ الحديث عن
الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي، وسافر معه إلى الحدود، وجاهد في الله مدة، ثم بعثه شيخه
السيد أحمد إلى بلاد دكن، فسافر إلى حيدر آباد وأقام بها زماناً، وهدى الله به بعض عباده، ثم لما
سمع بشهادة السيد في معركة بالا كوت رجع إلى بلده عظيم آباد وأقام بها سنتين، ثم سافر إلى
الحجاز فحج وزار، وأسند الحديث عن الشيخ عبد الله سراج مفتي الأحناف بمكة المباركة، ثم راح
إلى اليمن ونجد وحضرموت وغيرها من أقطاع العرب وأخذ عن القاضي محمد بن علي الشوكاني،
ثم عاد إلى الهند وبعث أخاه عناية علي إلى الحدود ثم ارتحل بنفسه وغزا علي كشمير وحصل له
الفتوحات العظيمة، فلاذ صاحب كشمير بالإنكليز، فوقعوا فيه وأخذوه وأتوا به إلى لاهور وأمره
الحاكم العام أن يفرق الجنود ويذهب بنفسه إلى عظيم آباد، ولا ينتقل من بيته سنتين، فرضي بذلك
وأقام ببلدته وعكف على التدريس والتلقين والتذكير، حتى انقضت المدة، فارتحل مع أهله وعياله
ودار البلاد، ثم ذهب إلى الحدود، واشتغل بها بالتدريس والتلقين وتعليم الفنون الحربية وتجهيز
الجيوش.
وكان ربع القامة، مائلاً إلى الطول أسمر اللون أزج الحاجبين، كث اللحية، يلوح على وجهه علائم
الهم ومخائل الذل والافتقار، وكان حريصاً على اتباع السنة السنية، متتبعاً للسنن في كتب الحديث
والسير عاملاً بها، جامعاً بين العلم والعمل والعبادة والفتوة، عالي الهمة، بعيد النظر، رابط الجأش،
زاهداً في الدنيا، مقبلاً إلى الله بقلبه وقالبه، قوي التأثير كثير الابتهال والدعاء.
وقال القنوجي في إبقاء المنن: إني لقيته في قنوج وحضرت تذكيره فما رأيت أحداً أسرع تأثيراً
منه، انتهى.
مات في شهر الله المحرم سنة تسع وستين ومائتين وألف.
السيد ولاية علي الكامونبوري
الشيخ الفاضل ولاية علي الشيعي الكامونبوري أحد رجال العلم، قرأ أكثر الكتب الدرسية على السيد
حسين بن رمضان علي النونهروي وسافر إلى مشاهد العراق، وأخذ بها عن السيد مرتضى.
مات سنة ست وتسعين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء.
الشيخ ولاية علي الإسلامبوري
الشيخ الصالح ولاية علي بن كريم بخش بن مير علي بن حسن علي الحسيني الهمداني
الإسلامبوري أحد المشايخ المشهورين، كان من نسل الشهاب علي الحسيني الهمداني رحمه الله، ولد
سنة سبع عشرة ومائتين وألف باسلامبور، قرية جامعة من أعمال عظيم آباد وقرأ المختصرات في
الصرف والنحو وغيرهما، ثم لازم الشيخ يحيى علي النوآبادي، وأخذ عنه الطريقة، ثم عكف على
الإفادة والعبادة، وكان شيخاً صالحاً مرزوق القبول، أخذ عنه خلق كثير.
مات في الرابع عشر من محرم سنة ثلاثمائة وألف، كما في أنوار الولاية.
المفتي ولي الله الفرخ آبادي
الشيخ العالم الفقيه المفتي ولي الله بن أحمد علي الحسيني الفرخ آبادي أحد العلماء المشهورين، ولد(7/1134)
بقرية ساندي من أعمال خير آباد يوم الجمعة لعشر خلون من شوال سنة خمس وستين ومائة وألف،
وسافر مع أبيه إلى فرخ آباد في صغر سنه، واشتغل بالعلم على من بها من العلماء، ثم دخل قنوج
ولازم دروس الشيخ عبد الباسط بن رستم علي القنوجي وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، وسافر إلى
الحجاز سنة تسع وثمانين فحج وزار، وأخذ القراءة والحديث عن الشيخ أحمد بن محمد سعيد صقر
ووالده محمد سعيد والشيخ عبد الملك الحنفي مفتي مكة المباركة والشيخ إبراهيم الشافعي الزبيري،
ورجع إلى الهند سنة ست وتسعين، وبنى مدرسة عظيمة بفرخ آباد سنة أربع وعشرين ومائتين
وألف وسماها فخر المرابع ودرس وأفاد، أخذ عنه خلق كثير.
له مصنفات عديدة منها شرح ورد التقرب وحزب التوسل إلى سيد الأنبياء والرسل ومنها نظم
الجواهر ونضد الفرائد تفسير القرآن الكريم في ثلاثة مجلدات بالفارسي ومنها تاريخ فرخ آباد في
مجلد بالفارسي ومنها المطر الثجاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج.
مات يوم الإثنين بخمس خلون من رجب سنة تسع وأربعين ومائتين وألف.
مولانا ولي الله اللكهنوي
الشيخ الفاضل العلامة ولي الله بن حبيب الله بن محب الله الأنصاري اللكهنوي أحد الأساتذة
المشهورين، ولد ونشأ بلكهنؤ، وقرأ العلم على عمه ملا مبين، ولازم دروسه مدة، ثم اشتغل بمطالعة
أسفار القدماء ومقالات العلماء، وبذل جهده في التدريس، حتى انتهت إليه الرئاسة العلمية بمدينة
لكهنؤ وانتفع به خلق كثير.
ومن مصنفاته معدن الجواهر تفسير القرآن الكريم ونفائس الملكوت شرح مسلم الثبوت في أصول
الفقه، وحاشية على هداية الفقه وحاشية على العروة الوثقى للعلامة كمال الدين في الكلام، وحاشية
على شرح هداية الحكمة للشيرازي في الحكمة، وله تكملة شرح السلم لملا حسن وشرح بسيط على
غاية العلوم ومعارج الفهوم وعلى تذكرة الميزان وله تكملة شرح السلم لجده عبد الحق، وله ثلاث
حواش على مير زاهد رسالة وحاشية على مير زاهد ملا جلال وحاشية على مير زاهد شرح
المواقف وله رسالة في مبحث التشكيك وله كشف الأسرار في خصائص سيد الأبرار ومرآة المؤمنين
وتنبيه الغافلين في مناقب آل سيد المرسلين وآداب السلاطين وعمدة الوسائل والأغصان الأربعة وله
غير ذلك من الرسائل.
مات في عاشر صفر سنة سبعين ومائتين وألف وله ثمان وثمانون سنة.
مولانا ولي الله السورتي
الشيخ العالم الكبير ولي الله بن غلام محمد السورتي الكجراتي ثم البرهانبوري أحد الأفاضل
المشهورين، ولد ونشأ بكجرات واستقدمه أبوه إلى برهانبور حين ولي التدريس بها، فقرأ عليه الكتب
الدرسية في سبع سنوات، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار، وأخذ الحديث عن الشيخ أبي
الحسن السندي، ورجع إلى الهند بعد وفاة والده سنة تسع وأربعين ومائة وألف، فسكن بمدينة سورت
ودرس وأفاد بها مدة حياته، أخذ عنه خلق كثير.
له كتاب التنبيهات النبوية في سلوك الطريقة المصطفوية جمع فيه أبواب الزهد والآداب وما يتعلق
بذلك، لخصه من المشكاة للخطيب والشفاء للقاضي عياض والمواهب اللدنية للقسطلاني وغيرها،
أوله: الحمد لله رب العالمين أكمل الحمد على كل حال، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان الأشملان
على سيد المرسلين كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون، إلخ.
مات لإحدى عشرة خلون من جمادي الأولى سنة سبع ومائتين وألف، كما في الحديقة الأحمدية.
مولانا ولي الله البدايوني
الشيخ الفاضل ولي الله الحنفي البدايوني أحد الأفاضل المشهورين، قرأ العلم على مولانا باب الله
الجونبوري، ودرس وأفاد مدة طويلة ببدايون، أخذ عنه(7/1135)
الشيخ سلامة الله وخلق آخرون.
مولانا ولي الله اللاهوري
الشيخ الفاضل ولي الله الحنفي اللاهوري أحد الفقهاء الحنفية، قرأ العلم على مولانا غلام رسول
القلعوي ومولانا نور أحمد الكوتلوي ومولانا نور أحمد البكوي وعلى غيرهم من العلماء.
وكان قوي الحفظ، سريع الإدراك، شديد الرغبة في المباحثة، يفتي ويعظ ويذب عن حمى دين
الإسلام، ويرد على النصارى أباطيلهم.
له مصنفات عديدة منها صيانة الإنسان عن وسوسة الشيطان والأبحاث الضرورية والمباحثة الدينية
وغير ذلك.
مات بمرض الإسهال يوم الجمعة لست بقين من جمادي الأولى سنة ست وتسعين ومائتين وألف،
كما في حدائق الحنفية.
حرف الهاء
الشيخ هادي بن أحمدي البهلواروي
الشيخ الفاضل هادي بن أحمدي بن وحيد الحق الهاشمي الجعفري البهلواروي أحد العلماء
الصالحين، ولد لست خلون من شوال سنة تسع وتسعين ومائة وألف بقرية بهلواري ونشأ بها، وقرأ
العلم على أبيه ودرس وأفاد، أخذ عنه جمع كثير، مات لخمس عشرة خلون من شوال سنة إحدى
وسبعين ومائتين وألف بقرية بهلواري، كما في مشجرة الشيخ بدر الدين.
السيد هادي بن علي أحمد الكالبوي
الشيخ العالم الفقيه هادي بن علي أحمد بن خيرات علي الحسيني الترمذي الكالبوي أحد العلماء
الصالحين، ولد ونشأ بكالبي، وقرأ بعض الكتب الدرسية على المفتي أسد الله الإله آبادي، وأكثرها
على المفتي صدر الدين الدهلوي ودرس زماناً قليلاً، مات سنة خمس وسبعين ومائتين وألف، كما في
ضياء محمدي.
السيد هادي بن مهدي اللكهنوي
الشيخ الفاضل هادي بن مهدي بن دلدار علي الحسيني النقوي الشيعي اللكهنوي مجتهد الشيعة بمدينة
لكهنؤ ولد في سابع رجب سنة ثمان وعشرين ومائتين وألف، وتوفي والده وجده في صغر سنه،
فتربى في مهد عمه السيد حسين، وقرأ عليه العلم فأجازه عمه المذكور وعمه الكبير محمد بن دلدار
على إجازة عامة، وأثنى على علمه وفضله وذكائه ثناءاً جميلاً فتصدر للتدريس.
وكانت له اليد الطولى في المناظرة بالمسيحيين، اعترف به الموالف والمخالف، ولقبه أمجد علي شاه
بصدر الشريعة عمدة العلماء.
له مصنفات عديدة منها كتابه في إثبات النبوة لسيدنا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببشارات الأنبياء،
وله رسالة في كيفية الصلاة في أرض التسعين، ورسالة في أجوبة ما نقضوا على مصنفاته، وكتابه
تمحيص الحق في رد ما بعث إليه قسيس النصارى من الرسائل من بلدة أكبر آباد وله تعليقات على
الحبل المتين للعاملي، ورسالة وجيزة في الأدعية الماثورة.
توفي سنة خمس وسبعين ومائتين وألف فدفن في حسينية جده بلكهنؤ، كما في تكملة نجوم السماء.
مولانا هادي علي الكهنوي
الشيخ العالم الكبير هادي علي بن حسين علي بن مجيب الدين بن غلام قادر البجنوري اللكهنوي،
كان من نسل الشيخ فخر الدين الشهيد، ولد ونشأ بقرية بجنور من أعمال لكهنؤ وقرأ العلم على
المفتي سعد الله المراد آبادي، وعلى غيره من العلماء، وبرز في النحو واللغة وقرض الشعر، له
تعليقات شتى على الكتب الدرسية، ومنظومة في خواص الأبواب، ومنظومة في شرح الأربعين
للشيخ ولي الله، مات سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف.
الحكيم هاشم بن أحسن الدهلوي
الشيخ الفاضل هاشم بن أحسن بن أفضل الدهلوي الحكيم المشهور في الهند، له حاشية على شرح(7/1136)
الأسباب والعلامات صنفه سنة أربع وثمانين ومائة وألف في شبابه، أوله: الحمد لله الذي هدانا
الصراط المستقيم، إلخ، كما في محبوب الألباب.
حرف الياء
السيد ياد علي النصير آبادي
الشيخ الفاضل ياد علي الحسيني النقوي الشيعي النصير آبادي الفقيه المحدث، كان من كبار الشيعة،
ولد ونشأ ببلدة نصير آباد من أعمال رائي بريلي وقرأ العلم على السيد دلدار علي بن محمد معين
الحسيني النصير آبادي المجتهد، وتفقه عليه ولازمه مدة طويلة، وكان يفتخر بتلمذه، ثم اعتزل عنه،
وله تفسير القرآن بالفارسي، كما في تذكرة العلماء.
مات يوم الإثنين لخمس بقين من جمادي الآخرة سنة ثلاث وخمسين ومائتين وألف، فقال على أوسط
اللكهنوي مؤرخاً لوفاته ع:
يوم اثنين وبست وبنجم بوده
مولانا يار علي الترهتي
الشيخ العالم المحدث يار علي الحنفي الترهتي أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث، قرأ الكتب
الدرسية في بلاده، ثم سافر إلى دهلي، وقرأ الحديث على الشيخ المسند إسحاق بن أفضل العمري
الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز، وكان مفرط الذكاء متوقد الذهن.
الشيخ ياسين بن أبي بكر السورتي
الشيخ الصالح ياسين بن أبي بكر بن صادق بن عطاء الله بن عبد الله بن عبد اللطيف بن بير محمد
الجانبانيري السورتي، كان من نسل سعد بن أبي وقاص الصحابي المبشر بالجنة رضي الله عنه،
تولى الشياخة بمدينة سورت مقام عبد القادر بن محمد السورتي، أخذ عنه جمع من الناس، مات
لإحدى عشرة خلون من جمادي الآخرة سنة اثنتين ومائتين وألف، كما في الحديقة الأحمدية.
السيد يحيى بن ضياء الجائسي
الشيخ العالم الفقيه يحيى بن محمد ضياء بن محمد عدل الحسني الحسيني الجائسي أحد المشايخ
النقشبندية، ولد ونشأ بمدينة جائس من توابع رائي بريلي وأخذ الطريقة عن السيد محمد عدل بن
محمد علم الله الحسني الحسيني البريلوي، وأخذ عنه السيد نجم الهدى النصير آبادي والشيخ أمين
الدهر بن عالي تبار الجائسي وخلق كثير.
مولانا يحيى علي الصادقبوري
الشيخ العالم المحدث يحيى علي بن إلهي بخش بن هداية علي الجعفري المهدانوي ثم الصادقبوري
أحد العلماء الربانيين المجاهدين، ولد سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف وقرأ العلم على صنوه الشيخ
أحمد الله وعلى الشيخ ولاية علي، وأخذ الطريقة عن الشيخ ولاية علي المذكور، وأسند الحديث عنه،
ثم تصدر للتدريس والتذكير، وكانت له اليد الطولى في الفقه والحديث ومهارة تامة في استخراج
المواريث والحساب.
وكان آية من آيات الله سبحانه في الصبر على البلاء والرضاء بالقضاء والشجاعة والسماحة، سافر
إلى الحدود مع شيخه ولاية علي، وأعانه في الغزو والجهاد، ثم عاد معه إلى الهند واشتغل بالتدريس
والتذكير مدة، ثم سافر معه مرة أخرى، ولما توفي شيخه عاد إلى الهند وعكف على التدريس
والتذكير زماناً طويلاً، ثم قبض عليه الإنكليز بسبب الإعانة لمن كانوا من غزاة الهند من أصحاب
السيد أحمد رحمه الله سنة ثمانين ومائتين وألف وألقوا عليه من المصائب ما لا يحصيها البيان، وكان
يتحمل ذلك وينشد:
ولست أبالي حين أقتل مسلماً على أي شق كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال شلو ممزع
ثم أصدرت المحكمة حكمها بالشنق، فأبدى سروره(7/1137)
وفرحه بذلك، وحكم عليه بالنفي المؤبد إلى
جزيرة اندمن وتوفي هناك سنة أربع وثمانين ومائتين وألف، كما في الدر المنثور.
الشيخ يحيى علي النوآبادي
الشيخ الصالح يحيى علي بن مظفر علي الحسيني المنعمي النوآبادي البهاري أحد المشايخ
المشهورين ولد ببلدة بهار سنة إحدى وتسعين ومائة وألف وقرأ العلم ولازم الشيخ حسن علي المنعمي
البتنوي، وأخذ عنه الطريقة، وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه ولده أشرف علي والشيخ ولاية علي
الإسلامبوري وخلق كثير، توفي لعشر خلون من ذي القعدة سنة أربع وستين ومائتين وألف
بخسروبور نوآباد فدفن بها، كما في أنوار الولاية.
القاضي يعقوب علي الكوباموي
الشيخ الفاضل يعقوب علي بن فضل علي بن رحم علي العثماني السنديلوي ثم الكوباموي أحد
العلماء الصالحين، ولد في رمضان سنة سبع ومائتين وألف واشتغل بالعلم على أساتذة بلاده مدة، ثم
سافر إلى مدراس وقرأ على الشيخ تراب علي الخير آبادي والشيخ حسن علي الماهلي والقاضي
إرتضا علي الكوباموي، وولي الإفتاء بمليبار، ثم القضاء في مجهلي بندر ثم ولي الصدارة
براجمندري، واشتغل بتلك الخدمات مدة طويلة، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع
إلى الهند واعتزل عن الناس براجمندري.
وتوفي بذلك المقام لعشر بقين من رمضان سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف، كما في روز روشن.
الحكيم يعقوب اللكهنوي
الشيخ الفاضل يعقوب الكشميري اللكهنوي الحكيم المشهوري بالحذق في الصناعة الطبية، قرأ على
السيد محمد أصغر الحسيني الدهلوي، ثم تطبب على السيد محمد بن محمد الأصغر الدهلوي المشهور
بالمرتعش، واشتغل بالطبابة في كانبور زماناً، ثم رجع إلى لكهنؤ وسكن بها في جهوائي توله وعكف
على الدرس والإفادة، وكان من خيار الناس صورة وسيرة، انتفع بدروسه جمع كثير من العلماء،
منهم السيد الوالد رحمه الله، مات سنة ست وثمانين ومائتين وألف وله ثمانون سنة، كما في مهر
جهانتاب.
مولانا يعقوب الدسنوي
الشيخ العالم الفقيه يعقوب الحنفي الدسنوي أحد فحول العلماء، له اليد الطولى في الفنون الرياضية،
ولد ونشأ بدسنة بكسر الدال المهملة قرية من أعمال بهار وقرأ المختصرات على أساتذة بلاده، ثم
سافر وأخذ عن الشيخ سخاوة علي العمري الجونبوري، ثم رجع إلى بهار واشتغل بالدرس والإفادة
مدة ببلدة مونكر ثم ولي التدريس في مدرسة إنكليزية ببلدة بهار، مات سنة ثمانين ومائتين وألف.
مولانا يعقوب الدهلوي
الشيخ العالم المحدث يعقوب بن محمد أفضل العمري الدهلوي المهاجر إلى مكة المشرفة، كان سبط
الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي المحدث، ولد ببلدة دهلي لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة
مائتين وألف ونشأ في مهد جده المذكور، وقرأ عليه ثلاثة دروس من شرح الكافية للجامي وقرأ
الجلالين عليه في حالة المشي، وقرأ سائر الكتب الدرسية على الشيخ رفيع الدين بن ولي الله،
وحصلت له الإجازة عن الشيخ عبد العزيز المذكور في العلم والطريقة، فدرس وأفاد مدة ببلدة دهلي،
ثم هاجر إلى مكة المشرفة مع صنوه الكبير إسحاق بن أفضل رحمه الله سنة ثمان وخمسين وسكن
بمكة، أخذ عنه السيد صديق حسن القنوجي وخواجه أحمد بن ياسين النصير آبادي وخلق كثير.
مات يوم الجمعة لثلاث بقين من ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف بمكة المباركة، كما في
مهر جهانتاب.
المفتي يوسف بن أصغر اللكهنوي
الشيخ الفاضل العلامة المفتي يوسف بن المفتي أصغر بن المفتي أبي الرحم ابن المفتي يعقوب(7/1138)
الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء المشهورين، ولد بلكهنؤ سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف وقرأ
العلم على أبيه وعلى المفتي ظهور الله والمفتي نور الله، وولي الإفتاء بعد أبيه سنة خمس وخمسين
فاستقل به إلى سنة اثنتين وسبعين، واعتزل في بيته مدة بعد ذلك، ثم ولي التدريس في المدرسة
الحنفية الإمامية ببلدة جونبور سنة سبع وسبعين فدرس بها إلى سنة ست وثمانين، ثم سافر إلى
الحجاز فدخل مكة في آخر رمضان وسافر إلى المدينة المنورة في آخر شوال فمات بالمدينة.
وكان من كبار الأساتذة، درس وأفاد مدة عمره، وله مصنفات مشهورة منها حاشية على شرح السلم
للقاضي وحاشية على شرح السلم لملا حسن وحاشية على الشمس البازغة للجونبوري وتكملة لحاشية
ملا حسن على الشمس البازغة وحاشية على طبعيات الشفاء وحاشية على شرح الوقاية إلى مبحث
المسح بالرأس وتعليقات على تفسير البيضاوي وصحيح البخاري.
مات يوم الأحد لإحدى عشرة بقين من ذي القعدة سنة ست وثمانين ومائتين وألف، كما في مقدمة
الرعاية.
الحكيم يوسف الدهلوي
الشيخ الفاضل يوسف بن غلام حسن الحنفي الدهلوي الحكيم الحاذق، ولد ونشأ بمدينة دهلي، وقرأ
العلم على كبار الأساتذة وتطبب على والده وعمه، ثم تصدر للدرس والإفادة.
القاضي يوسف الشاهجهانبوري
الشيخ العالم الفقيه القاضي يوسف بن أبي يوسف الحنفي الأفغاني الشاهجهانبوري أحد العلماء
المشهورين في عصره، ولد ونشأ بمدينة شاهجهانبور وقرأ العلم في مدرسة العلامة عبد العلي ثم
سافر إلى بهار بضم الموحدة وقرأ عليه الكتب الدرسية وتزوج في تلك البلاد، ثم سافر إلى مدراس
ولبث بها زماناً عند والاجاه، ثم سافر إلى حيدر آباد وولي القضاء بها سنة ثمان ومائتين وألف في
أيام نظام الملك نظام علي خان الحيدر آبادي، ولقب شريعت الله خان بهادر.
وكان كثير الاشتغال بالدرس والإفادة، أخذ عنه ولده ذو الفقار علي والشيخ عبد الكريم الحيدر آبادي
الشهيد وخلق آخرون، مات سنة أربعين ومائتين وألف.
نواب يوسف علي خان الرامبوري
الأمير الكبير نواب يوسف علي خان بن نواب محمد سعيد خان الشيعي الرامبوري، أحد الرجال
المعروفين بالرئاسة والسياسة، ولد ونشأ في نعمة أبيه وولي الرئاسة سنة إحدى وسبعين ومائتين
وألف مكان والده.
وكان فاضلاً كريماً محباً لأهل العلم، شاعراً مجيد الشعر، له ديوان شعر في مجلد، توفي لست بقين
من ذي القعدة سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف، كما في يادكار انتخاب.
الشيخ يوسف بن عبد الله البيجابوري
الشيخ الصالح الفقيه يوسف بن عبد الله بن محمد بن درويش الحسيني العريضي البيجابوري أحد
العلماء الصالحين، قرأ العلم على المفتي عبد القوي الحيدر آبادي، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار
وأقام بها زماناً ثم رجع إلى الهند وأخذ الطريقة النقشبندية عن الشيخ رحمة الله الأوديكري وسكن
بحيدر آباد وكان يدرس الفقه والحديث، مات لثلاث ليال خلون من صفر سنة تسع عشرة ومائتين
وألف بمدينة حيدر آباد فدفن بها، كما في محبوب ذي المنن.(7/1139)
الجزء الثامن
يتضمن تراجم علماء الهند وأعيانها في القرن الرابع عشر(8/1158)
تقديم الجزء الثامن
بقلم: نجل المؤلف أبي الحسن علي الحسني الندوي
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
وبعد فقد كان هذا الجزء الأخير الجزء الثامن من كتاب نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر
للعلامة السيد عبد الحي الحسني رحمه الله وأثابه، في حاجة إلى إكمال وزيادات، وكان المؤلف
مشغولاً بتسويده وتحريره، ففاجأته المنية، ولم يمهل لإكماله، وكان هذا الجزء يشتمل على خمسمائة
وتسع وخمسين 559 ترجمة، ويبلغ عدد التراجم التي خلف فيها المؤلف بياضاً أو فراغاً، أو مات
أصحاب التراجم بعد وفاة المؤلف 350 ترجمة، وقد تدرج هؤلاء المترجمون في مراتب من النبوغ
والشهرة، والتأليف والإنتاج، أو كان لهم نشاط وجولة في المجال السياسي، وجدت في البلاد أحوال،
ونشأت حركات، وخاض هؤلاء الأعلام معتركها، وتقلدوا قيادتها، فكان لا بد من إكمال هذه التراجم،
وتسجيل حوادث حياتهم، ومآثرهم العلمية والعملية من جديد.
وكان الذين قد شغفوا بهذا الكتاب في الهند وخارجها، يطلبون إصدار هذا الجزء، وكان الإلحاح
يتجدد منهم حيناً بعد حين، وكان صديقنا الفاضل الدكتور عبد المعيد خان مدير دائرة المعارف
العثمانية حالاً يلح علي بالتفرغ لهذا العمل، ولا شيء أحب إلي من تحقيق هذا الغرض، فإن فيه
خدمة للدين والعلم، وللأئمة والبلد، وفوق ذلك كله بر بالوالد ووفاء بحقه، وأداء لأمانته، ولكني بقيت
متهيباً لهذا العمل، مستعظماً له عدة سنين.
أولاً: لأنه عمل شاق عسير تقصر عنه قواي ومواهبي، فإن تلقيح هذا الكتاب بالعبارات الجديدة
والزيادات الحديثة صعب جداً، وذلك لإيجاز المؤلف، ودقته وعبارته المحكمة الرصينة التي لا يسهل
تقليدها، وللالتزامات التي التزمها في تحرير الآراء ووصف المترجم، ومدحه ونقده، والاقتصاد في
ذلك، وعدم إرسال القول على عواهنه.
والثاني: إن هذا الجزء هو أكثر تنوعاً واتساعاً في التراجم من كل عصر مضى، ففيه كبار العلماء
ونوابغ المؤلفين، وشيوخ أجلاء، ومربون وأهل القلوب، ومعلمون كبار، وأصحاب الدرس والتخريج،
ومنهم قادة الفكر الحديث، ورواد حركات ونهضات، يحتدم حولهم الجدال، ويكثر عنهم القيل والقال،
ومنهم: أدباء وشعراء، ومنهم: من خاض المعارك السياسية، واكتوى بنارها وأوارها، وامتزج تاريخه
بتاريخ الهند الديني والسياسي، فلا يمكن الفصل بينهما، وامتدت حوادث حياته على بساط طويل من
الزمان، مفروض بالأشواك، ومنهم: من جمع بين النبوع والسراوة، وتفنن في الفضائل والكمالات،
ومنهم من شذ عن السواد الأعظم من المسلمين، وأسس مذهباً(8/1159)
جديداً، أو فرق جديدة، واستهدف للنقد
العنيف، والجرح المرير، إلى غير ذلك من نماذج الفكر وأساليب الحياة، وأنماط الإنسانية، ولعل
أصعب تاريخ هو تاريخ المعاصرين الذين يعاصرهم المؤلف، ويرى آثار نبوغهم ونباهتهم في
الحياة، وقد يبذل جهده، ويجهد نفسه في تصويرهم، وتحديد مكانتهم، والتنويه بشأنهم، فيستقله كثير
ممن عاشرهم وعرفهم عن كثب، ويستهوله كثير ممن سمع عنهم، أو خبرهم، واطلع على الخبايا،
ومواضع الضعف في حياتهم، وهكذا يستهدف المؤلف لنقد الفريقين، فحيناً ينسب إلى البخل
والتفريط، وحيناً يتهم بالمبالغة والإسراف، ولكن كل ذلك لا يمنع رائد الحقيقة، ومدون التاريخ من أن
يقيد معلوماته للأجيال القادمة، ويحفظ الملامح الحقيقية في المصور التاريخي العام الخالد.
أقدمت إلى هذا العمل الشاق المحرج، متهيباً مدفوعاً في البداية، منشرحاً مندفعاً في النهاية، وبدأت
أقرأ الكتاب، وأسجل ما وقع بعد المؤلف في حياة المترجم، وأطواره وآثاره، ومؤلفاته، معتمداً في ذلك
على أثبت المراجع وأوثق المصادر، ومما كتبه هو نفسه، أو أخص أصحابه، أو ما كان مشاهد
عيان، ومعرفة شخصية، وحرصت على أن يتميز كل ما أزيده، ويصدر عن قلمي القاصر عما صدر
عن قلم المؤلف نفسه، وما كان في متن الكتاب فجعلت الزيادات والملحقات كلها بين عمودين هكذا
حتى لا يلتبس الأصل بالزيادة، وبذلت مجهودي في أن أكتب بقلم، وأطبق مقاييسه وموازينه في
الحكم على الشخصيات، ونقدها وتقريظها، وحاولت أن أعيش في أدبه وأسلوبه وتفكيره، زمن إكمال
هذا الكتاب، وأقلده بقدر ما يمكن لشخص، أكثر من قراءة هذا الكتاب، وتشرب أسلوبه وفكرته، مع
ذلك أقر بأني لم أصل إلى النقطة التي وصل إليه المؤلف في السداد والاقتصاد، وغزارة العبارة،
وقلة المباني، وكثرة المعاني، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
هذا، والزيادات كلها محدودة في التراجم التي جاءت في الكتاب، ولم أضم تراجم جديدة إلى الكتاب،
ولم أكتب ترجمة جديدة لم يكتبها المؤلف، فإن الأمر كان يطول جداً، وقائمة الشخصيات التي نبغت
بعد المؤلف، واستحقت التنويه والتسجيل أو فات المؤلف ذكرها، كبيرة تبلغ إلى المئات، وهو
موضوع كتاب مستقل يكون ذيلاً لكتاب نزهة الخواطر ولعل الله يقيض لذلك رجلاً آخر يوفق للقيام
به.
وبدأت أقيد سني وفيات المترجمين، فلا أجد إلى كثير منها سبيلاً، فيما عندنا من المطبوعات
والمراجع، فاضطر إلى مراسلة من يتصل بهؤلاء المترجمين بسبب، أو يلتقي بهم في زمالة أو
نسب، وطالت المراسلات، وتكررت الرسائل والردود، وقد جر ذلك في بعض الأحيان إلى زيارة
القبور، وقراءة الألواح، والاتصال بأبناء المترجمين وأحفادهم، وقد جر هذا البحث في بعض الأحيان
إلى مراجعة الأوراق والوثائق في البلدية، لتحقيق اسم الوالد، أو سنة ولادته، فاجتمعت بذلك مجموعة
كبيرة من الوفيات والمعلومات، وأسماء المؤلفات، ولم يبق إلا نحو 130 شخصاً لم أهتد إلى سني
وفياتهم، فأشرت إلى ذلك في الهامش، وأكبر ظني أنه لو تأخر هذا البحث عن السنين والتواريخ،
والمعلومات عن المترجمين عدة سنين أخر لضاع الشيء الكثير منها وتلف، ولم يكن إليه سبيل لمن
يأتي بعدنا، ويحاول جمع هذه المعلومات، ويؤلف كتاباً في تراجم هؤلاء الرجال، وقد شاهدت في ذلك
تيسيراً لا أعلله إلا بإخلاص المؤلف، والإعانة الغيبية لحفظ آثار العلماء والمؤلفين الذين أفنوا قواهم،
وأجهدوا نفوسهم في سبيل العلم أو الدين.
وفي الآخر إن كاتب هذه السطور مدين لأولئك الأفاضل الذين أعانوه بالمعلومات، وبصفة خاصة
في التواريخ وسني الوفيات، ولم يضنوا بما عندهم من علم، ووثائق تاريخية، ومراجع علمية، ولولا
أن قائمة أسماء هؤلاء(8/1160)
الفضلاء تطول طولاً مملاً لسردت أسماءهم، ولهم اعتراف الكاتب، وشكر
القراء، ما عند الله من المثوبة والجزاء أفضل من كل هذا، والله لا يضيع أجر المحسنين.
وبهذا الجزء الثامن الأخير تكمل سلسلة نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر للعلامة السيد عبد
الحي الحسني، والحمد لله الذي بعزته وجلاله تتم الصالحات.(8/1161)
الطبقة الرابعة عشرة في أعيان القرن الرابع عشر
حرف الألف
السيد آقا حسن اللكهنوي
الشيخ الفاضل آقا حسن بن كلب عابد بن كلب حسين بن محمد حسين الحسيني النجمي الشيعي
النصير آبادي ثم اللكهنوي، أحد علماء الشيعة ومجتهديهم، ولد لثلاث بقين من ربيع الأول سنة اثنتين
ومائتين وألف في لكهنؤ ونشأ في مهد العلم، وقرأ المباديء من العلوم الآلية على السيد سبط محمد،
وكتب المعقول والمنقول والفقه والأصول على السيد أبي الحسن بن السيد بنده حسين اللكهنوي وعلى
المولوي مير آغا المعروف بعماد العلماء، وسافر إلى العراق، وحضر دروس علمائها، ونال الإجازة
في الاجتهاد، ورجع إلى الهند، واشتغل بالدرس والإفادة والإفتاء، وكان يصلي بالجماعة في الحسينية
الآصفية في الجمعة والعيدين، وأسس جمعية سنة تسع عشرة وثلاثمائة وألف، واشتهرت فيما بعد
بمؤتمر الشيعة، وسافر سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وألف إلى المشاهد في العراق، وحج وزار،
وكان كثير الفتوى، قليل التأليف، له رسائل قليلة في بعض المسائل الفقهية، وترجمة بعض أجزاء
عماد الإسلام، وكان غزير العلم، عالي الكعب في فقه مذهبه، مقبولاً عند أصحابه، معتمداً عليه في
الفقه والإفتاء، كما في تذكرة بي بها للمولوي محمد حسين النوكانوي.
مات في سنة سبع وأربعين وثلاثمائة وألف.
السيد آل حسن الأمروهوي
الشيخ الفاضل الكبير آل حسن بن نذير أحمد بن إمام الدين الحسيني المودودي، أحد الفقهاء الحنفية
وأذكيائهم، ولد ونشأ بأمروهه، وقرأ المختصرات على عمه كريم بخش، ثم سافر إلى ديوبند وقرأ
المختصر وشرح العقائد ونور الأنوار وحاشية الميبذي على مولانا محمود الديوبندي والشيخ يعقوب
بن مملوك العلي النانوتوي، ثم سافر إلى عليكده وقرأ بعض الكتب في الفنون الأدبية على مولانا
فيض الحسن السهارنبوري، وقرأ بعض الكتب من المنطق والحكمة على المفتي لطف الله، ثم دخل
كانبور ولازم دروس الشيخ عبد الحق ابن غلام رسول الحسيني الكانبوري، وقرأ عليه سائر الكتب
الدرسية من الفقه والأصول والكلام والحكمة، وقرأ فاتحة الفراغ سنة ثمان وثمانين ومائتين بعد
الألف، ثم سافر إلى مراد آباد وشرع صحيح البخاري على السيد عالم علي النكينوي المحدث، وابتلى
النكينوي بالأمراض في خلال ذلك فسافر إلى دهلي وقرأ الصحاح والسنن على شيخنا السيد نذير
حسين الدهلوي المحدث، ولما برع في العلم سافر إلى حيدر آباد الدكن فأكرم وفده الشيخ محمد زمان
الشاهجهان بوري، وبذل جهده في إسعاف مرامه.
وكان رحمه الله خفيف الروح مزاحاً، حلو اللفظ والمحاضرة، كثير المحفوظ بشعر وأدب، مفيد
المجالسة، طلق الوجه، ذا بشاشة للناس، حليماً متواضعاً، له نخبة التواريخ بالفارسي، صنفها في
الأنساب والسير.(8/1163)
مات سنة ست وثلاثمائة وألف.
الشيخ إبراهيم بن إسماعيل الرانديري
الشيخ الفاضل إبراهيم بن إسماعيل الحنفي الرانديري الكجراتي، أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ
براندير، قرية جامعة من أعمال سورت وقرأ المختصرات على أساتذة بلدته، ثم سافر إلى ديوبند
وأخذ عن أساتذة المدرسة العالية بها، ثم دخل دهلي وأخذ الصناعة الطبية عن الحكيم رضي الدين
الدهلوي شفاء الملك، ثم رجع إلى بلدته وتصدر للتدريس والمداواة.
مات في غرة رمضان سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة وألف.
الشيخ إبراهيم بن ستابه السندي
الشيخ الفاضل إبراهيم بن ستابه الملتاوي السندي، أحد العلماء العاملين، ولد في السادس عشر من
رجب سنة اثنتين وستين ومائتين بعد الألف، وقرأ المختصرات على القاضي إسماعيل، والنحو
والعربية وسائر الكتب الدرسية في الفقه والأصول والكلام وغيرها على مولانا عبد الغفور بن
إبراهيم المتوفي سنة 1286 هـ - ذكره النكرامي في تطبيب الإخوان.
مولانا إبراهيم بن عبد الرحيم السندي
الشيخ العالم الصالح إبراهيم بن عبد الرحيم بن عبد الغفور الماروي السندي، أحد الأفاضل، ولد
بقرية مثاري من أعمال السند سنة تسع وسبعين ومائتين بعد الألف، وحفظ القرآن، وقرأ العلم على
عمه عبد الولي، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار.
مولانا إبراهيم بن عبد العلي الآروي
الشيخ العالم المحدث إبراهيم بن عبد العلي بن رحيم بخش الآروي، أبو محمد، كان من العلماء
العاملين وعباد الله الصالحين، ولد في سنة أربع وستين ومائتين بعد الألف، واشتغل بالعلم من صباه،
وحفظ القرآن الكريم، وقرأ المختصرات في بلدته، ثم سافر إلى ديوبند وإلى عليكده وأخذ عن الشيخ
يعقوب بن مملوك العلي النانوتوي والمفتي لطف الله وعن غيرهما من الأساتذة، ثم رجع إلى بلدته،
وقرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا سعادت حسين البهاري، وكان مدرساً في المدرسة العربية
بآرهن ثم سافر إلى سهارنبور، وقرأ الصحاح والسنن على الشيخ المحدث أحمد علي بن لطف الله
الحنفي السهارنبوري، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، وأسند الحديث عن الشيخ أحمد بن زيني
دحلان الشافعي المدرس في الحرم الشريف المكي، والشيخ أحمد بن أسعد الدهان المكي، والمفتي
محمد بن عبد الله بن حميد مفتي الحنابلة بمكة، والشيخ الأجل عبد الغني ابن أبي سعيد الحنفي
الدهلوي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن الأنصاري السهارنبوري، والشيخ عبد الجبار بن الفيض
الأنصاري الناكبوري، وعاد إلى الهند، وأنسد الحديث عن شيخنا السيد نذير حسين الحسيني الدهلوي
المحدث، وشيخنا العلامة حسين بن محسن السبعي الأنصاري اليماني، وسافر إلى أمرتسر وصحب
الشيخ الكبير عبد الله بن محمد أعظم الغزنوي، واستفاض منه، وفي آخر عمره دخل بلدتنا رائي
بريلي وأخذ الطريقة عن السيد ضياء النبي بن سعيد الدين الحسني الرائي بريلوي خال سيدي الوالد،
ولازمه مدة.
وكان عابداً متهجداً، يعمل بالنصوص الظاهرة، ولا يقلد أحداً من الأئمة، ويدرس ويذكر، وكانت
مواعظه مقصورة على الحديث والقرآن، ويحترز عن إيراد الروايات الضعيفة فضلاً عن
الموضوعات، ويقرأ القرآن الكريم بلحن شجي يأخذ بمجامع القلوب، وربما تأخذه الرقة في أثناء
الخطاب وتأخذ الناس كلهم، فيصير مجلس موعظته مجلس العزاء وقد أسس في بلدته مدرسة دينية
سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف، سماها المدرسة الأحمدية.
وجرت بينه وبين الشيخ أمانة الله بن محمد فصيح الغازيبوري في التقليد ورفضه، من المنازعات ما
لا(8/1164)
تحوبه بطون الصفحات، حتى اجتمعا في مجلس ندوة العلماء بلكهنؤ سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة
وألف، فأصلح أعضاء الندوة بينهما، فبادر إبراهيم إلى المصافحة، فتصافحا على رؤوس الأشهاد ولم
يخالفا قط، ثم في آخر أمره تذكر عهده بزمزم والحطيم وهاجر من الهند، فسافر إلى الحجاز ونجد
وغيرهما من بلاد العرب، فمات بها.
وله مصنفات عديدة، أحسنها طريق النجاة في ترجمة الصحاح من المشكاة وسليقه ترجمة الأدب
المفرد للإمام البخاري، وتفسير الجزء الآخر من القرآن الكريم، وفقه محمدي شرح الدرر البهية
للشوكاني، وأركان الإسلام والقول المزيد في أحكام التقليد وتلخيص الصرف وتلخيص النحو وغير
ذلك، وكلها بلغة أهل الهند.
مات في اليوم السادس من ذي الحجة سنة تسع عشرة وثلاثمائة وألف، ودفن في المعلاة.
المولوي أبو بكر بن محمد الجونبوري
الشيخ الفاضل أبو بكر بن أبي الخير محمد بن سخاوت علي العمري الجونبوري، أحد العلماء
الصالحين، ولد سنة سبع وتسعين ومائتين وألف بمدينة جونبور وحفظ القرآن، وقرأ الرسائل
المختصرة على والده وعلى السيد أمين بن طه الشريف الحسني النصير آبادي، ثم لازم الشيخ عبد
الله الغازيبوري ببلدة آره، وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، وقرأ صحيح البخاري وبلوغ المرام على
القاضي محمد بن عبد العزيز المجهلي شهري، وحصلت له الإجازة منه، ودرس ببلدة جونبور سنتين
في حياة والده، ثم تولى النظارة في المدرسة القرآنية لجده، ثم اختير أستاذاً لمادة الدين في الجامعة
الإسلامية، في عليكده، وناظراً للقسم الديني في هذه الجامعة ومشرفاً عليه، فمكث مدة ثلاث عشرة
سنة يدرس ويشرف على الشؤون الدينية في الجامعة ويصلي بالناس في جامع الجامعة متمتعاً
باحترام الطلبة والأساتذة وثقة رجال الإدارة، واتفقت الألسن على الثناء عليه، والاعتراف بفضله
ونزاهته، وسداد رأيه، وحسن قصده، علت بسببه وبأخلاقه وسماحته وفهمه للأمور منزلة العلماء
وأهل الدين في عيون رجال التعليم الحديث والمشتغلين بالعلوم العصرية، وحسن رأيهم فيهم،
وأجلوهم وبقي على ذلك يدرس ويفيد، حتى أصيب بالآكلة، وعانى من شدة المرض وبرحائه ما لا
يتحمله كثير من الأقوياء وهو صابر محتسب ذاكر لله تعالى، فأحيل إلى المعاش، وعاد إلى وطنه
مكرماً، مأسوفاً عليه، حيث توفي إلى رحمة الله لست بقين من شعبان، سنة تسع وخمسين وثلاثمائة
وألف، ودفين عند والده.
كان الشيخ أبو بكر متفنناً في العلوم والفضائل، راسخاً في العلوم العقلية والنقلية، له اليد الطولى في
الفقه والفرائض، والهيئة والهندسة، وعلم الحساب والتقويم، له ذوق أصيل ونظر ثاقب في الشعر
الفارسي والأردي، كان كثير المحفوظ منه يتمثل بأحسن أبباتهما في مواقعهما، فيعجب الحاضرون
بحسن استحضاره، وحسن بداهته، لطيف العشرة، حلو المنطق، أليفاً ودوداً، خفيف الظل والروح،
يستطيب مجلسه وحديثه رجال كل طبقة، ولا يملونه، سمع النفس، متواضعاً بشوشاً، طارحاً للتكلف،
لا يتطاول بالعلم، ولا يتظاهر بالتقوى، ولا يتميز عن الناس، متصلباً في العقائد والأصول متسامحاً
في المسائل والفروع، وكان على عقيدة سلفه، أتباع سيدنا الإمام أحمد بن عرفان الشهيد رحمه الله،
بايع سيدنا ضياء النبي الحسني الرائي بريلوي، واستقام على دين متين، وسمت حسن، وأخلاق
مرضية، وبر ومواساة، وإيثار وكرم، حتى لقي ربه.
كان نحيف الجسم، مديدة القامة، أسمر اللون، خفيف لحم الوجنتين، رزيناً وقوراً، خفيفاً نشيطاً في
العمل، متخففاً في اللباس، يتعمم في غالب الأوقات، وكان حسن الخط، مليح الكتابة، بارعاً في
الحساب.
له مصنفات قليلة، منها: رسائل في الهيئة والهندسة، ورسالة في أصول الحديث، ورسائل في التعليم
الديني للأطفال، ومجموع خطب للجمع والأعياد، وكان ممن يرى الجمعة في القرى وينتصر لذلك،
وله رسالة في إثباتها، وانتخاب لأبيات المثنوي المعنوي، وسيرة الرسول، كتاب في السيرة النبوية.(8/1165)
السيد أبو الحسن المجتهد اللكهنوي
السيد الفاضل أبو الحسن بن بنده حسين بن محمد بن دلدار علي النقوي الشيعي اللكهنوي، أحد
الأذكياء، ولد سنة ثمان وستين ومائتين وألف، ونشأ بمدينة لكهنؤ، واشتغل بالعلم من صباه، وقرأ
على والده، وعلى الشيخ علي نقي، والمولوي سيد حسين، والمولوي كمال الدين وقام بالإجتهاد بعده،
وكان نافذ الكلمة في أهل مذهبه، كان كثير الدرس والإفادة، وله مشاركة جيدة في العلوم الحكمية، له
تعليقات على المغالطات العامة الورود.
مات في السابع عشر من صفر سنة تسع وثلاثمائة وألف، كما في تذكرة بي بها.
السيد أبو الحسن اللكهنوي
الشيخ الفاضل أبو الحسن بن علي شاه بن السيد صفدر شاه الحسيني الكشميري، أحد العلماء الشيعة
الإمامية، ولد في السابع عشر من ربيع الأول سنة ستين ومائتين وألف ونشأ بلكهنؤ، وقرأ العلم على
أساتذة عصره ومصره، وقرأ فاتحة الفراغ وله أربع عشرة سنة، ثم سافر إلى الحجاز سنة ثلاث
وثمانين ومائتين وألف، فحج وزار، ثم سافر إلى العراق، وزار المشاهد وصحب العلماء، ورجع إلى
لكهنؤ، وأسس بها مدرسة، وسماها المدرسة الناظمية، كان يدرس ويفيد في مدرسة سلطان المدارس
ويتولى النظارة فيها.
مات لخمس بقين من محرم سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف، كما في تذكرة بي بها.
السيد أبو الحسن اللكهنوي
الشيخ الفاضل أبو الحسن بن نقي شاه بن أمير شاه الرضوي الكشميري، أحد علماء الشيعة
وكبرائهم، ولد يوم السبت لسبع بقين من رجب سنة ست وستين ومائتين بعد الألف بمدينة لكهنؤ
ونشأ بها، ولازم السيد علي محمد ابن محمد بن دلدار علي الشيعي اللكهنوي وقرأ عليه، ثم سافر إلى
الحجاز فحج وزار، وذهب إلى كربلاء فزار مشهد الحسين - عليه وعلى جده السلام -، وأخذ عن
أساتذة العراق، ثم رجع إلى الهند، واشتغل بالدرس والإفادة.
وله مصنفات كثيرة، أشهرها حل المغلقات شرح السبع المعلقات، وإقامة البرهان في حلة القهوة
والقليان، وإسعاف المأمول شرح زبدة الأصول، وأحسن المواعظ في ثلاثة مجلدات، وإزالة الشبهات
في الرد على الطبائعية، وله غير ذلك من الرسائل.
مات في الثاني عشر من ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة وألف، كما في تذكرة بي بها.
السيد أبو الحسين المارهروي
الشيخ العالم الصالح أبو الحسين بن ظهور حسن بن آل رسول بن آل بركات بن حمزة بن آل محمد
بن بركة الله الحسيني الواسطي المارهروي، المشهور بأحمد النوري.
كان من العلماء الصوفية، ولد ونشأ بمارهره، واشتغل بالعلم من صباه، وأخذ الحديث والطريقة عن
جده السيد آل رسول، وأخذ المسلسل بالأولية عن الشيخ أحمد حسن المراد آبادي عن الشيخ أحمد بن
محمد الدمياطي عن الشيخ المعمر محمد بن عبد العزيز عن الشيخ المعمر أبي الخير بن عموس
الرشيدي عن شيخ الإسلام زين الدين زكريا بن محمد الأنصاري، وهو سند عال جداً، وإني لقيته في
بهوبال غير مرة، وأخذت عنه المسلسل بالأولية، وكان شيخاً صالحاً، غراً كريماً ضخماً، ربع القامة،
حسن المحاضرة.
له مصنفات كثيرة في الفروع والأصول، منها: النور والبهاء في أسانيد الحديث وسلاسل الأولياء.
مات لإحدى عشرة خلون من رجب، سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وألف.
السيد أبو القاسم اللاهوري
السيد الفاضل أبو القاسم بن الحسين بن النقي بن أبي الحسن بن محمد القمي الكشميري ثم
اللاهوري، أحد علماء الشيعة الإمامية، كان من نسل موسى المبرقع - عليه وعلى جده السلام - ولد
بفرخ آباد سنة تسع وأربعين ومائتين بعد الألف، واشتغل بالعلم من(8/1166)
صباه، وقرأ بعض الكتب الدرسية
على أهل عصره، ثم لازم دروس السيد محمد بن دلدار على النصير آبادي المجتهد بلكهنؤ، وأخذ
عنه الفقه والأصول والكلام والحديث، وأجازه السيد محمد المذكور وابن أخيه السيد تقي، ثم سافر
للحج والزيارة، فلما وصل إلى لاهور سكن بها عند النواب علي رضا خان الشيعي اللاهوري، وأقام
بها زماناً، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، وسافر إلى العراق، وحصلت له الإجازة عن الشيخ
مرتضى الأنصاري والعلامة الأردكاني وجمع كثير من العلماء، ثم رجع إلى لاهور وتصدر
للإجتهاد.
له مصنفات كثرة، منها: كتاب البشري شرح مودة القربى للهمداني، وحقائق لدنى شرح خصائص
النسائي، وسيادة السادة في الأنساب، وأشهر مصنفاته لوامع التنزيل وسواطع التأويل في تفسير
القرآن الكريم بالفارسي في إثنى عشر مجلداً، وزيادة إلى قوله تعالى: " يا بني اذهبوا فتحسسوا من
يوسف وأخيه، إلخ".
مات لأربع عشرة خلون من محرم سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وألف ببلدة لاهور.
السيد أبو القاسم الهنسوي الفتحبوري
السيد الشريف أبو القاسم بن عبد العزيز بن سراج الدين الحسيني الواسطي الهنسوي الفتحبوري،
أحد العلماء الصالحين، ولد لخمس خلون من ربيع الأول سنة خمس وسبعين ومائتين بعد الألف ببلدة
نصير آباد، ونشأ في مهد العلم والمشيخة، ولازم عمه السيد عبد السلام بن أبي القاسم الحسيني
النقشبندي، وأخذ عنه العلم والمعرفة، وحصلت له الإجازة عن الشيخ عبد الرحمن بن محمد الباني
بتي المحدث، والشيخ الصالح أمين الدين الحكيم الكهنتوي والسيد ضياء النبي بن سعيد الدين الشريف
الحسني الرائي بريلوي والسيد الوالد - رحمهم الله ونفعنا ببركاتهم -.
وكان صالحاً نقياً تقياً، حليماً متواضعاً، بشوشاً طيب النفس كريم الأخلاق.
له اشتغال بالمطالعة والتأليف مع تودد ومواساة وبر واشتغال بخاصة النفس، كانت بينه وبين الشيخ
العلامة رشيد أحمد الكنكوهي مراسلات ومكاتبات، وكذلك راسل العارف الكبير الشيخ الأجل إمداد
الله بن محمد أمين العمري التهانوي المهاجر إلى مكة المكرمة، وكانت له عناية بجمع مآثر أسلافه
الكرام، جمع رسائل الإمام الشيخ ولي الله المحدث الدهلوي وابنه العلامة المحدث عبد العزيز والشيخ
محمد عاشق البهلتي وغيره، الواردة إلى الشيخ أبي سعيد بن محمد ضياء بن آية الله بن علم الله
النقشبندي البريلوي في مجموعة، وسماها مكتوب المعارف، وله من المؤلفات نور على نور ترجمة
سرور المحزون في السيرة للشيخ الإمام المحدث ولي الله الدهلوي، وعرض مخلصان وشعلة جان
سوز ومآثر السلام وبركات أحمدية كلها في أردو، ومجموع فتاوي.
توفي في ثاني عشر ربيع الأول سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وألف، ودفن بجوار عمه الشيخ الكبير
عبد السلام بن أبي القاسم الهنسوي.
الحكيم أجمل بن محمود الدهلوي
المعروف بمسيح الملك حكيم أجمل خان
الشيخ الفاضل العلامة أجمل بن محمود بن صادق بن شريف الحنفي الدهلوي، الحكيم الحاذق،
المشهور بحاذق الملك، أحد الأذكياء الماهرين في الصناعة الطبية.
ولد بدار الملك دهلي سنة أربع وثمانين ومائتين بعد الألف، وحفظ القرآن وقرأ العلم على صديق
أحمد الدهلوي، والشيخ عبد الحق الكمتهلوي المفسر، والمولوي عبد الرشيد الرامبوري، ومرزا عبيد
الله بيكئ وغيرهم من العلماء، وقرأ الكتب الطبية بعضها على والده، وأكثرها على صنوه الكبير عبد
المجيد خان، ولازمهما مدة طويلة، واشتغل بالتدريس في المدرسة التي أسسها صنوه عبد المجيد
بدهلي سنة 1309 هـ، فدرس بها زماناً، ثم استقدمه نواب حامد علي خان صاحب رامبور إلى بلدته،
وجعله رئيس الأطباء، فأقام بها مدة، ثم رجع إلى دهلي وقام مقام أخيه في التدريس والمداواة، وأسس
مدرسة لتعليم القابلات، وأسس مارستاناً مختصاً للنساء، وأسس مؤتمراً(8/1167)
خصوصياً للأمور الطبية،
وهو اليوم مشتغل بأن يرقى المدرسة الطبية المذكورة إلى أعلى مدارج الكمال، وحصل لها أرضاً
خارج البلدة وبنى بها بناءاً شامخاً للمدرسة، وسافر إلى العراق، وزار بغداد والمشاهد حوالي سنة
1323 هـ، وسافر إلى بلاد الغرب سنة 1328 هـ، فرأى بها المدارس والمارستانات.
وله شهرة عظيمة في بلاد الهند، لقبته الدولة البريطانية بحاذق الملك سنة 1325 هـ إعترافاً بخدماته
الطبية وعلو المنزلة في أهل الهند، ولما نشبت الحرب العالمية الأولى وظهرت معاداة الحلفاء للدولة
العثمانية وتآمرها على مملكتها وبلادها وكان للدولة البريطانية النصيب الأوفر في هذه المعاداة هاج
المسلمون في الهند وأبدوا سخطهم واستنكارهم، وكان الشيخ أجمل المترجم له من زعماء هؤلاء
المسلمين، فرد الوسامات التي نالها من الحكومة الإنجليزية ولقب حاذق الملك الذي منحته، علامة
للاستنكار ومجاراة لأهل ملته، وكان ذلك في سنة 1329 هـ، فقرر المسلمون أن يعوضوه بلقب آخر
فمنحوه لقب مسيح الملك، وكان ذلك بقرار قرر في حفلة لجميعة العلماء في كانفور، وغلب عليه هذا
اللقب الأخير واشتهر به، وضرب بسهم وافر في الحركة الوطنية المتحدة، وبذل جهده في جمع كلمة
أهل الهند وطوائفهم وتأليف جبهة متحدة لتحرير البلاد ونيل الاستقلال، لذلك اشترك في المؤتمر
الوطني الهندي، ورأس بعض حفلاته المهمة، وعمل مع غاندي وزعماء المؤتمر، وكان من أكبر
أصدقائه، وكان جميع أهل الطوائف ينظرون إليه باحترام، ويجلونه لعقله وكبر نفسه ورزانته
ونزاهته، وبقي محترماً كبير المنزلة عظيم الجاه عند جميع الطبقات، حتى بعد ما نشب الخلاف بين
المسلمين والهنادك وحدثت الحروب الطائفية.
وسافر إلى أوربا مرة ثانية في سنة 1344 هـ، وزار عواصم أوربا الكبيرة، وزار سوريا وفلسطين
ومصر، واحتفت به هناك الأوساط الإسلامية.
وكان مع اشتغاله بالسياسة دائم الاشتغال بالمطالعة، شديد العناية بالصناعة الطبية، كبير الاهتمام
بتقدمها ورقيها، بحسب تغير الأحوال وتقدم العلوم، مواظباً على المداواة، والعناية بالمرضى، مشاركاً
في الحركات العلمية والمشاريع الخيرية، رأس حفلة ندوة العلماء مرتين: مرة في دهلي في سنة
1328 هـ، وثانية في كانفور سنة 1345 هـ، له مشاركة جيدة في العلوم الأدبية، صنف له العلامة
محمد طيب المكي والرامفوري النفحة الأجملية في الصلات الفعلية واختير عضواً في المجمع العلمي
العربي بدمشق.
كان الشيخ أجمل جميلاً وسيماً، حسن الشارة، حلو المنطق، لطيف العشرة، حاضر البديهة، خفيف
الروح، بشوشاً مع رزانة ووقار، وعفة نفس، لا تعتريه الحدة، ولا يغلبه الطيش، بعيداً عن التبذل،
وهجر الكلام.
له مصنفات كثيرة، منها: القول المرغوب في الماء المشروب، وإزالة المحن عن اكسير البدن،
وإيقاظ النعسان في أغاليط الاستحسان، والتحفة الحامدية في الصناعة النكلسية، والأوراق المزهرة
والساعاتية، كلها باللغة العربية، وله رسالة في الطاعون، ورسالة في النحو، ورسالة في تركيب
الأدوية، واستخراج درجاتها، وله المحاكمة بين القرشي والعلامة، وله حاشية على شرح الأسباب إلى
مبحث السرسام، وله اللغات الطبية والمحمودية مقدمة اللغات الطبية، وله خطب مبتكرة بالأردو،
ومقالات معجبة في السياسة، ومختارات في المسائل الطبية.
ومما خالف فيه جمهور الأطباء وهي عدة مسائل: تخصيص أيام البحران، بحسب الدورة القمرية،
ليس بشيء، لأنها لا تقع كثيراً في الأيام المخصوصة بها كما نشاهد، ولذلك اضطروا إلى القول بتقدم
البحران وتأخره، الحمى الصفراوية لا وجود لها لأن الصفراء لا تتعفن لوجوه، أحدها أن الصفراء
تنصب من المرارة إلى الأمعاء فتمنع الفضول من التعفن، فالشيء الذي أودعه الله فيه منع التعفن
كيف يتعفن، وثانيها أن الصفراء التي توجد في مرارة الحيوانات إذا وضعت في إناء فتبقى فيه، لا
تتعفن، وثالثها أن الصفراء مثل الخل والخمر في اللطافة والحدة، وهما لا يتعفنان، الأخلاط لا تتعفن
داخل العروق، لأنها دائمة(8/1168)
الحركة مع الدم، والشيء الجاري لا يتعفن، طعم الصفراء ليس بمر، فإنا
نجد كثيراً بخلاف ذلك، لا يجزم بوجود الغذاء المطلق الذي لا كيفية له قبل استحالته إلى الأخلاط،
لأنه من المستحيل أن يصير الغذاء بجملته جزء عضو كما يقولون، بل تبقى عنه عند كل هضم
لطخة، والغذاء المطلق تبقى منه أيضاً تلك اللطخة، إلى غير ذلك من المسائل.
ومن شعره قوله:
سعاد سافرت وبقيت وحدي أقاسي نار هجر وابتعاد
وكنا في الحديقة في اجتماع قضينا بعد ذلك بانفراد
فغابت شمسها في الغرب حتى بهت وعينها صادت فؤادي
كأني ذات ليل في منامي طويل الفرع مجتمع الوداد
توفي في الرابع من رجب سنة ست وأربعين وثلاثمائة وألف في رامفور، ونقلت جثته إلى دهلي
ودفن بها
القاضي احتشام الدين المراد آبادي
الشيخ العالم الفقيه القاضي إحتشام الدين الحنفي المراد آبادي، أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ
بمراد آباد، وقرأ المختصرات في بلدته، ثم سافر ولازم القاضي بشير الدين العثماني القنوجي وأخذ
عنه، وسافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن شيخنا السيد نذير حسين المحدث، ثم رجع إلى بلدته
وتصدر للتدريس والتصنيف.
له تفسير القرآن الكريم بالأردو، سماه الاكسير الأعظم وهو في مجلدات عديدة، وله ترجمة المجلد
الأول من الفتاوي العالمكيرية، وترجمة متنخب التواريخ للبدايوني، ورسالة في العقائد، وله غير ذلك
من الرسائل.
مات سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف.
السيد أحمد بن إبراهيم اللكهنوي
السيد الشريف أحمد بن إبراهيم بن محمد تقي بن الحسين بن دلدار علي الحسيني النقوي الشيعي
النصير آبادي ثم اللكهنوي، المشهور بالعلامة الهندي، ولد في الثامن عشر من ذي الحجة سنة خمس
وتسعين ومائتين وألف، ونشأ بلكهنؤ، وقرأ الكتب الدرسية على الميرزا محمد حسن الكشميري،
والمولوي سيد محمد، والمولوي سرفراز حسين، والمولوي سيد علي وغيرهم، وأجازه في الجمعة
والجماعة وتفقه على أبيه وسافر معه إلى الحجاز، وبعده إلى العراق، وقرأ العلم على علماء الطف
والنجف، وأقام بها زماناً طويلاً ونال الإجازة في الاجتهاد من كبار العلماء ثم رجع إلى الهند، وأقام
بها نحو أربع سنوات، وسافر إلى العراق سنة 1337 هـ واشتغل بالأمور الإصلاحية، ورد الأوقاف
إلى مقاصدها، ونال القبول في علماء البلاد، واشتهر بالعلامة الهندي، له مصنفات كثيرة، أشهرها:
حماية الإسلام، وله فلسفة الإسلام في أجزاء كثيرة، وورثة الأنبياء وغير ذلك.
مات في سنة ثمان وستين وثلاثمائة وألف.
مولانا أبو المكارم أحمد بن خير الدين الكلكتوي
الشيخ الفاضل أبو الكلام أحمد بن خير الدين الكلكتوي، المشهور بأبي الكلام آزاد، وسماه والده غلام
محي الدين، وهو من أذكياء العصر.
ولد ونشأ بكلكته، واشتغل بالعلم من صباه، وخالف أباه في بعض المسائل في صغر سنه، فغضب
عليه وأقصاه، فشمر عن ساق الجد في الطلب والتحصيل، وقرأ بعض الكتب على أساتذة كلكته، ثم
على أساتذة بمبئ، ولما حصلت له الملكة الراسخة في معرفة اللغة العربية أقبل إلى مطالعة الكتب
وجد واجتهد، وأنشأ مجلة شهرية من بمبىء، ثم قدم لكهنؤ وولي إنشاء مجلة الندوة لسان حال ندوة
العلماء، فأقام بلكهنؤ زماناً، ثم سار إلى أمرتسر وتولى إنشاء صحيفة الوكيل الأسبوعية، فأقام بها
سنة، ثم سار إلى كلكته وأنشأ الهلال الصحيفة الأسبوعية سنة 1330 هـ،(8/1169)
وحصل له القبول العظيم
في بلاد الهند لمهارته في أساليب الكلام، وبراعته في الإنشاء والترسل، ثم أنشأ صحيفة سماها البلاغ
ثم صحيفة الإقدام ثم أقصته الحكومة عن ولاية بنغال في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وألف، وألزمته
الإقامة في رانجي مدينة في ولاية بهار، ومنعته الخروج منها والاشتغال بالطبع والنشر، فاقتصر
على التصنيف والتذكير، والاشتغال بالأذكار والأشغال، والتعبد والتلاوة، وانتفع به خلق لا يحصون،
وأسسوا بأمره مدرسة لأطفال المسلمين، ثم أطلقته الحكومة سنة 1338 هـ فسار إلى كلكته، وأسس بها
مدرسة عظيمة سنة 1239 هـ.
وكانت البلاد في ذلك الحين تشتعل قلقاً واضطراباً بتأثير ما حدث في ممتلكات الدولة العثمانية
وسياسة الحلفاء، وفي مقدمتهم الحكومة البريطانية في قضية العثمانيين والبلاد الإسلامية كلها، وظهر
تقرير رولت وصدر القانون الخاص بالمسلمين، وكانت حركة الخلافة على قدم وساق، فخاض أبو
الكلام في هذه الحركة وأشعلها بخطابته الساحرة، ومقالاته البليغة القوية، ورافق مستر غاندي الذي
كان قد احتضن حركة الخلافة وفكرتها، مجاراة لعواطف المسلمين، وتأييداً لقضية عادلة، وأيد أبو
الكلام مبدأ ترك موالاة الحكومة الإنجليزية، ومقاطعة البضائع الأجنبية، ومبدأ لا عنف ولا إعتداء
المبادىء التي دعا إليها غاندي فأقام عليها الدلائل الشرعية، وجال فيها وصال، فكان لها الرواج
والقبول في الأوساط الإسلامية، واضطربت لها الحكومة الإنجليزية، وقام بجولات واسعة مع غاندي
وزعماء الخلافة في أنحاء الهند، وألقى الخطب الرنانة في المحافل الكبيرة.
وأصدر صحيفة سماها بيغام الرسالة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وألف، ورأس مؤتمر الخلافة في
آكره وأسرته الحكومة الإنجليزية سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وألف، وأدلى أبو الكلام ببيان في
المحكمة في أسلوب أدبي بليغ، وفي لغة واضحة قوية، كان له الأثر العميق في نفوس المسلمين
والمواطنين، وأطلقته الحكومة سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة وألف، وتلقاه الشعب بحماس وترحيب،
واختير رئيساً لحفلة المؤتمر الوطني الهندي الخاص، الذي عقد في دهلي سنة اثنتين وأربعين
وثلاثمائة وألف، دعا فيه إلى توحيد صفوف أبناء البلاد واتحاد الطوائف الهندية على اختلاف دياناتها
وعقائدها، وظلت هذه دعوته وعقيدته إلى آخر حياته.
وقد دب الخلاف في صفوف المؤتمر الوطني، واندلعت نيران الفتنة والخلاف بين المسلمين
والهنادك، بصفة خاصة، وحدثت اصطدامات عنيفة بين الطائفتين في طول البلاد وعرضها، تأثر بها
أكثر زعماء الطائفتين، وغير كثير منهم اتجاههم، وقطعوا الرجاء من عودة الوحدة والانسجام بين
الطائفتين، وظل أبو الكلام متمسكاً بعقيدته وفكرته مرتبطاً بالمؤتمر الوطني الهندي رابط الجأش،
قوي الشكيمة، كبير النفس، يتلقى نقد الكثرة من أبناء ملته واتهاماتهم وسخطهم وسخريتهم، في صبر
وأناة وعزة نفس، ولم يزل بذلك يبتعد عن الجماهير المسلمة، ويعيش في عزلة عن الشعب، مشغولاً
بذات نفسه، وبما يكتب ويؤلفه من نقل معاني القرآن إلى أردو وتفسيرها في لغة أدبية عصرية، وهنا
تحول من مصلح ديني وداعية إسلامي إلى زعيم وطني وقائد سياسي، وقد صرف فكره ونشاطه -
بعد ما رأى مصير الخلافة العثمانية، وتفكك الوحدة بين الشعوب الإسلامية - من المجال الإسلامي
العام إلى المجال الوطني الخاص، ومن خارج البلاد إلى داخلها، لا يرى له نشاط إلا في مجالس
المؤتمر التنفيذية وحفلاته السنوية.
وفي سنة ست وخمسين وثلاثمائة وألف، ألف حزب المؤتمر الوطني الوزارة في عدة ولايات
هندية، وكان أبو الكلام من كبار المشرفين والموجهين في هذا التأليف، له الكلمة النافذة والرأي
الوجيه في اختيار الوزراء، واستقالت هذه الوزارات سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة وألف، وقد قويت
حركة العصبة الإسلامية في هذه المدة ومطالبتها بباكستان، وثار المسلمون في جميع البلاد الهندية في
تأييد هذه الفكرة، وتعرض أبو الكلام وزملاؤه الذين كانوا يعارضون هذه الفكرة، ويدعون إلى فكرة
الهند غير المنقسمة للسخط العام من المسلمين، واكتسحت هذه الفكرة الكثرة من المسلمين، وبقي أبو
الكلام على مبدئه وفكرته من غير هوادة وتذبذب، واختير رئيساً سنة تسع وخمسين(8/1170)